f=pf#_ftn8) ، وهذا التهريج وممالات السلطة هي العورة التي تحطم نظرية ومفهوم المجتمع المدني،كما إن التأكيد على إبقاء المجتمع ضمن حركة وعمل سلطة التراث الديني والقبلي هي واحدة من مقوضات تكوين ونشوء المجتمع المدني.
ولايغرب عن البال إن موضوعة التطبيل والتزمير للحاكم السياسي هي أمراض من بقايا العهد الأمبراطوري الملكي للدولة الإسلامية، التي أسسها وبناها معاوية بن أبي سفيان [9] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftn9) ، إذ الثابت في التاريخ إن الرسول محمد - ص - لم يؤوسس للدولة الإسلامية المزعومة [10] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftn10) ، كما إن الزعماء الأربعة الذين جاوءا من بعده كذلك لم يؤوسسوا للدولة الإسلامية، إذ الثابت عندنا هو: إن مرحلتهم كانت تُمثل المرحلة الإنتقالية التي عاشوا فيها صراعاً محلياً أهلياً على السلطة [11] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftn11) ...
وما نعيشه في مجتمعاتنا هو من بناة فكر معاوية بشقيه السياسي والإجتماعي لدى طرفي النزاع في المذهب الإسلامي، وهذا ما نلاحظه في لغة وخطاب وممارسة كل حكام العرب والمسلمين، بل إننا نرى لديهم رغبة أكيدة في عدم تغيير هذا النحو من الواقع، حتى أُولئك الذين جاءت بهم دول العالم الحر، أعني حتى بعد أخذ المواثيق منهم للعمل وفق حركة العالم من الديمقراطية وإحترام حريات الناس، يظهر ذلك عندهم من خلال الدمج القهري بين العادات والأعراف العتيقة وبين الديمقراطية، والدمج الإكراهي بين الدين وبين السياسة [12] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftn12) ، مع إن خلل الدمج هذا يكون أوضح وأبين في الدين منه في السياسة، وهذا من حيث الوضع الطبيعي للدين ككونه منظومة قيمة أخلاقية، وأما السياسة في الغالب هي ليس كذلك أعني ليس فيها قيماً من هذا النوع في المطلق يمكن الوقوف عندها أو التحاكم على أساسها ..
ونحن نظن بل نعتقد جازمين بان مطلب الدولة المدنية لدى مجتمعاتنا هو مطلب شعبي، ولأنه كذلك فتحقيقه يتطلب عمل بنيوياً مؤوسساتياً، تكون مقدمته في ذلك التأكيد على العمل وفق القيم الليبرالية [13] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftn13) وخياراتها في - العدل والحرية والسلام - إذ بدون ذلك لا يستقيم منهج الدعوة للمجتمع والدولة المدنية، فهما مرتبطان إرتباط صيرورة وجعل .. انتهى
وأقول كذب، فالشعوب معالخيار الإسلامي، وما أمرالاستفتاءات التي تجريهاالقنوات، ونتائج الانتخابات ببعيد
===============
[1] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref1) يسعون لتأليه الفرد والمجتمع ولا اعتبار عندهم لله تعالى!!
[2] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref2) كل من يقرأ في أطروحاتهم على اختلاف جنسياتهم يجد أن أهم الحقوق المدنية حق التدين بما يشاء الفرد أو ألا يكون متدينا أصلا (ملحد) ولذا نجد في بعض المقالات الصحفية تعرض لحد الردة ومحاولة ادراجه ضمن الخلافيات! وأحد العصرانيين –قاتله الله- قام بعمل استفتاء جماهيري عبر قناة عصرانية سيئة حول حكم الردة!
[3] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref3) غالبا أن مصطلح التخلف عند المدنيين يشمل الدين لأنهم يصنفون الدين ضمن عوامل التخلف والبدائية!
[4] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref4) هذا يؤيد ويؤكد ما ذكرته في هامش رقم (2) تميز المسلم عن غيره سيلغى بقانون المدنية، وتميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم سيلغى بذات القانون!!
[5] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref5) هذه المعالجات غالبا سيقوم بها العصرانيون (أصحاب اللحى ذات الصناعة التايونية) ومعالجتهم عبارة عن عبث بالنصوص وتلاعب بها بدعوى تجديد الفقه بما يتوافق مع المجتمعات المدنية!
(يُتْبَعُ)
(/)
[6] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref6) طبعا المقصود بالحق هنا ما يتعلق بالحق المدني الوضعي أما الحق الشرعي فلا وجود له لأنه اصلا لا يتفق لا من قريب ولا من بعيد مع المدنية!!
[7] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref7) المعني بالاستبداد هنا طرفين (الطرف السياسي) (والطرف الشرعي)
[8] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref8) لاحظوا أنه لا قيام للدولة المدنية إلا بالغاء البيعة، ولذا نجد في أطروحاتهم القديمة والحديثة تنكر للخلافة! والخلاصة أنه لا خلافة ولا بيعة ولا ولاء لولي الأمر! ثم يدعي هؤلاء أنهم وطنيون! أنهأأ
[9] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref9) هذا محض كذب وافتراء على معاوية فلم يكن امبراطورا ولا الذين جاؤا من بعده، ولا كان العلماء مزمرين لهم ولا مطبلين، وإنما هو تواصل للنصح وتغليب للمصلحة العامة، وكانوا –أعني العلماء- يقدحون فيمن يأتي أبواب السلاطين بلا حاجة.
[10] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref10) هذه العبارة بالذات تعري المدنية وأنها علمانية محضة لا تقبل دينا ولا شريعة، ولا حاجة لشرحها – العبارة- ولا التأكيد على أن دولة النبي صلى الله عليه وسلم كانت إسلامية بحتة وكان خلفاؤه وصحابته يعلمون ذلك وعملوا به، وكان شعارهم جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد فهذه مسلمة لا تقبل النقاش! والقول الفصل أن كل من سار في ركاب المدنية ودعا لها فهو مسوق للعلمانية علم أو لم يعلم.
[12] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref12) وهذه وما بعدها إشارة أخرى واضحة كالشمس لعلمانية المدنية .. ولكن سيخرج بعض الملتحين –بل قد خرجوا بنوع مواربة- ليأسلموا المدنية العلمانية.
[13] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3059.0405.html?p f=pf#_ftnref13) لا يخفاكم ما القيم الليبرالية وما المآلات التي توصل إليها، وإن كان الغرب قد بلغ ذروة الحضارة تحت مظلة الليبرالية فقد هوى أيضا في ظلها لقاع قاع بؤر الفساد والانحلال.(/)
هل يرى الله كله أم بعضه عند الاشاعرة؟
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 11:41]ـ
بسم الله
هل يرى المؤمنون الله سبحانه وتعالى في الجنة:
((كله)) أم ((بعضه))
عند الاشاعرة؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 12:12]ـ
أحسن الله تعالى إليك، ووفقك لكل خير
هل يجوز أصلاً أن ننسب لفظ " بعض " لرب العالمين؟
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 01:12]ـ
أحسن الله تعالى إليك، ووفقك لكل خير
هل يجوز أصلاً أن ننسب لفظ " بعض " لرب العالمين؟
ولكم بالمثل الاخ/ت الكريم/ة:
ان لم يرق لكم بعضه فلكم الاجابة عن الشطر الاول طالما أنكم لم تستنكروه وسأترك الشطر الثاني لغيركم ممن لا يتحرج.
لازال السؤال مطروحا .. هل يرى الله كله أم ((بعضه)) عند الاشاعرة؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 02:33]ـ
يا أخي لا نقول كله ولا نقول بعضه والعياذ بالله.
والأحسن والأسلم أننا لا نقول قولا يخص رب العالمين إلا إذا عرفنا حكم الله عز وجل في هذا القول.
فنحن نتكلم عن رب العالمين.
وفى الحقيقة اسلوبك مستفز في طرح مثل هذا السؤال بهذه الألفاظ.
والله لو طلبت حذفه لكان خيرًا لك.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 02:46]ـ
شكرا لك .. لازلت بانتظار أهل العلم وطلابه
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 03:02]ـ
أخي وفقك الله تعالى للحق ..
إن كنت على علم بجواز هذه الألفاظ في حق رب العالمين فوجب عليك البيان لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سئل عن علم فكتمه ألجماه الله بلجام من نار يوم القيامة ـ وقد سألتك في بادىء الأمر.
أما إن كنت لا تعلم حكم الله عز وجل في مثل هذه الألفاظ، فيجب التوقف فيها وعدم الخوض بهذه الألفاظ حتى نعلم حكم الله عز وجل فيها.
وفقك الله تعالى لكل خير.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 04:23]ـ
أخي الكريم
هذا السؤال لا يلزم أهل السنة في عقيدتهم (ان كنت تريد علما فلا تسألنيه يمكنك سؤال اللجنة الدائمة للافتاء فلن يبخلوا عليك فهم يعرفون حديث اللالجام بالنار). انه يلزم الاشاعرة أصحاب المنهج العقلي. وأرجوك اخي فضلا ان كان عندك اجابة عن عقيدة القوم في هذا فيسرني ان تتحفنا بها وساكون لك شاكرا. او انتظر معي مشاركات الاخوة. هذا أفضل من أن يحيد الهدف منه.
وشكرا لك لتفاعلك والله الموفق
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 08:13]ـ
أصل السؤال كله غير وارد،لأنهم متفقون سنة وأشاعرة بأنه: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير).
وأصل السؤال خطأ كما قال صدى الذكريات، فمثل هذه التفصيلات في حق الله تعالى لا يجوز إطلاقها.
والله أعلم.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 08:33]ـ
أصل السؤال كله غير وارد،لأنهم متفقون سنة وأشاعرة بأنه: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير).
وأصل السؤال خطأ كما قال صدى الذكريات، فمثل هذه التفصيلات في حق الله تعالى لا يجوز إطلاقها.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا
1 - السؤال ليس لأهل السنة. لانهم أهل نصوص في الاصل.
2 - لا يهم اتفاق اهل السنة مع الاشاعرة بل ليس له أي علاقة بالموضوع.
3 - اعتبرني لم أفهم الاية. فارجو منكم أن تبين علاقة الاية بكل شطر من السؤال.
4 - هذه الاطلاقات ليست للتقرير والكلام فيها كالكلام في العلو تماما سواء بسواء. الحد الجهة التحت الحيز الخ.
5 - لا ادري هل عرفت المقصد من السؤال بالاساس ام لا. السؤال لم يطرح للتسلية بل وراءه فائدة كبيرة.
وهذا السؤال طرح خصيصا لمن له علم بالمعتقد الاشعري او المهتم به. لو كنت على اطلاع بعقيدة الاشاعرة لما طرحته سؤالا بل لخرج مقالا. فارجو الاقتصار في الاجابة على ذوي الشأن ممن يستطيعون الافادة. وشكر الله القصد الطيب من الجميع.
والسلام عليكم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 03:52]ـ
بارك الله فيك.
الأشاعرة يقولون بالرؤية دون مقابلة ولا في مكان،وعليه فلا يلزمهم ما ذكرته آنفا، وهو من إلزامات المعتزلة لهم لا أهل السنة.
والله أعلم.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 04:00]ـ
بارك الله فيك.
الأشاعرة يقولون بالرؤية دون مقابلة ولا في مكان،وعليه فلا يلزمهم ما ذكرته آنفا، وهو من إلزامات المعتزلة لهم لا أهل السنة.
والله أعلم.
وفيكم بارك الله أخي الكريم
هل يمكنك أن تبرهن لي كيف أن الرؤية دون مقابلة ولا في مكان تمنع الالزام من الاجابة عن السؤال؟
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 04:05]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم
هل يمكنك أن تبرهن لي كيف أن الرؤية دون مقابلة ولا في مكان تمنع الالزام من الاجابة عن السؤال؟
سأحيلك وسامحني:
ارجع-حفظك الله تعالى- إلى رد الرازي على القاضي عند الآية آنفة الذكر، وكذا ارجع إلى كلامه عند آية السجدة في الاستواء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زياني]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 04:26]ـ
لا بأس بإطلاق لفظ يرى شئ من الله وكذلك لفظ البعض والجزء وقد أطلقها كثير من أهل السنة، وأغلب ظني أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد نقل الإجماع على إطلاق على مشروعية هذا، إلا أني لا أذكر الآن الموضع وعسى أن أبين ذلك بأدلته في مرة مقبلة،
أبو عيسى الزياني
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 09:51]ـ
لا بأس بإطلاق لفظ يرى شئ من الله وكذلك لفظ البعض والجزء وقد أطلقها كثير من أهل السنة، وأغلب ظني أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد نقل الإجماع على إطلاق على مشروعية هذا، إلا أني لا أذكر الآن الموضع وعسى أن أبين ذلك بأدلته في مرة مقبلة،
أبو عيسى الزياني
جزاك الله خيرا بانتظار مشاركاته بارك الله فيك
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 10:07]ـ
سأحيلك وسامحني:
ارجع-حفظك الله تعالى- إلى رد الرازي على القاضي عند الآية آنفة الذكر، وكذا ارجع إلى كلامه عند آية السجدة في الاستواء.
لا بأس اخي بارك الله فيك وجزاك خيرا
يقول الغزالي في الاقتصاد (منقولا):
((وأما المتعلَّق بعينه فليس ركنا في إطلاق هذا الاسم وثبوت هذه الحقيقة. فإن الرؤية لو كانت لتعلقها بالسواد لما كان المتعلق بالبياض رؤية، ولو كان لتعلقها باللون لما كان المتعلق بالحركة رؤية، ولو كان لتعليقها بالعرض لما كان المتعلق بالجسم رؤية. فدل أن خصوص صفات المتعلق ليس ركنا لوجود هذه الحقيقة وإطلاق هذا الاسم، بل الركن فيه من حيث إنه صفة متعلقة أن يكون لها متعلق موجود، أي موجود كان وأي ذات كان.))
ولكن يقول أيضا في نفس المصدر وفي السطر الذي قبله متناولا الالة التي يتم بها الابصار:
((ولنا أن نقول علمنا بقلبنا أو بدماغنا أن أدركنا الشيء بالقلب أو بالدماغ أنا أدركنا الشيء بالدماغ وكذلك إن أبصرنا بالقلب أو بالجبهة أو بالعين.))
فبغض النظر عن مقصده من عبارة: ((أي موجود كان وأي ذات كان)) هل يدخل فيه الموجود الذهني ام لا عندما اضاف قائلا ((وأي ذات كان)) فقد ذكر الحركة والحركة ليست شيئا قائما بنفسه انما عرض فقد ذكر الغزالي الابصار بالقلب في قوله ((وكذلك إن أبصرنا بالقلب)) ومن المعلوم أن الابصار بالقلب لا يشترط فيه وجود موجود أصلا!
فيمكن للانسان ان يرى بقلبه أشياء ليس لها وجود خارج الذهن وبالتالي مسألة الجهة لا تهمنا في هذه الحالة (سنفترض أن الخالق موجود بدون جهة لكي نصل الى ما نريد)
لذلك أبدا الان في ما أريد بهذه المشاركة والتي طرحتها على احد الاخوة. أرجو أن تنظر فيها اخي الكريم مشكورا وتعطيني رأيك.
- الرؤية عند الاشاعرة لا تحتاج الى ادوات فالادوات مثل العين ليست ركنا في الرؤية. فالله يمكن أن يجعل الانسان يرى من خلال رجله أو يرى بدون آلة أصلا. لماذا؟
لأن الله تعالى في النهاية هو الذي يخلق الابصار في عقل الانسان وطالما أن هذا هو اللب فمسألة الرؤية مثلها مثل خلق أي شئ: خلق انسان خلق ورقة خلق الشمس خلق صوت خلق ضوء خلق بقرة خلق تفاحة الخ.
يعني الانسان يمكن أن يرى بدون أن تكون له عينان أساسا. لان الله تعالى يستطيع أن يخلق صور الاشياء في عقل الانسان فيرى بدون عيون.
أرجو أن اكون قد اوضحت الفكرة .. لأن المسألة عندهم لا تتعدى .. مجرد .. (خلق).
الان:
طالما أن الصورة تخلق بدون الحاجة الى ادوات وطالما انهم يدعون أنهم يرون ربهم يوم القيامة إذن سيخلق الله تعالى كما يعتقدون صورة في ادمغتهم.
هنا شيئان إما يرون:
1 - صورة مطابقة لربهم
2 - أو صورة غير مطابقة.
في الحالة الثانية لا يرون ربهم على حقيقته وهنا تسقط الرؤية ويسقط الالزام (لكن الدعوى العقلية لا تسقط لأن الدعوى العقلية تتناول الممكنات و الممتنعات فهنا لا نرضى الا بالممتنعات مع اصحاب المنهج العقلي)
وفي الحالة الاولى سيرون ربهم على حقيقته وهنا شيئان:
1 - إما أن يروه كله
2 - يرون بعضا منه.
في الاولى. اثبات الحدود وهذا تجسيم. لكنه لا يصح شرعا لأن الله تعالى لا تحيط به الابصار. لكن المهم عندنا مطالبة القوم بالبرهان العقلي فقط لأن القوم يشترطون الدليل القطعي و النصوص ليست قطعية. فنحن نريد اسقاط المنهج ولا تهمنا المسألة برمتها اصلا لأننا أهل نصوص صحيحة.
وفي الثانية. أثبتوا أنه يُرى منه جزء و جزء آخر لا يُرى. بعبارة أخرى (1 + 1 = 2) جزئين! ... وهذا تبعيض وهو تجسيم وهو كفر وهو سقوط منهجهم و هو المطلوب اثباته!
الخلاصة:
1 - إما أن لا يرى = نفوا الرؤية = تعطيل
2 - وإما أن يرى منه جزء = تبعيض = تجسيم
3 - وإما أن يرى كله = تحديد = تجسيم
هذا والله اعلم
فما رأيكم غفر الله لنا ولكم
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 10:31]ـ
سؤال عجيب
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 11:34]ـ
" لا يوجد جواب خاطئ، لكن يوجد سؤال خاطئ" قاعدة علمية
صاحب هذا السؤال لازمه التجسيم والتشبيه، اللذان هما منشأ هذه الحيرة
فهو يتصور رب العزة جسما ذا أجزاء فوقية وتحتية، كالإنسان مثلا
فيطرح مثل هذا السؤال الفاسد الكافر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 11:35]ـ
سؤال عجيب
قبل أن تغير في التعليق ظننتك معتزلي! (والمعذرة). لذلك بحثت في مشاركاتك ويبدو أن عندكم علم فزكه بارك الله فيك.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 11:39]ـ
" لا يوجد جواب خاطئ، لكن يوجد سؤال خاطئ" قاعدة علمية
صاحب هذا السؤال لازمه التجسيم والتشبيه، اللذان هما منشأ هذه الحيرة
فهو يتصور رب العزة جسما ذا أجزاء فوقية وتحتية، كالإنسان مثلا
فيطرح مثل هذا السؤال الفاسد الكافر
الحمد لله السؤال كافر وليس صاحب السؤال. ومع هذا نريد اجابة علمية هادئة. مجرد أن تقول أن السؤال خطأ = خطأ
ولازلت أظن بك خيرا كما في المشاركة السابقة .. ولازلنا في ملتقى للحوار العلمي. فعليك بالقول ودع القائل بارك الله فيك واشكر لك غيرتك على دين الله وتعظيمك لحرماته.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 02:36]ـ
الحمد لله السؤال كافر وليس صاحب السؤال. ومع هذا نريد اجابة علمية هادئة. مجرد أن تقول أن السؤال خطأ = خطأ
ولازلت أظن بك خيرا كما في المشاركة السابقة .. ولازلنا في ملتقى للحوار العلمي. فعليك بالقول ودع القائل بارك الله فيك واشكر لك غيرتك على دين الله وتعظيمك لحرماته.
لا يهمني القائل
وأما تصنيفك لي فهذا شأنك
وبعد هذا نريد جوابك أنت
والجدوى من طرح هكذا سؤال
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 02:45]ـ
لا يهمني القائل
وأما تصنيفك لي فهذا شأنك
وبعد هذا نريد جوابك أنت
والجدوى من طرح هكذا سؤال
معذرة أخي لم آت للجدال. يبدو انك لم تع السؤال جيدا .. عموما شكرا جزيلا لك.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 06:22]ـ
معذرة أخي لم آت للجدال. يبدو انك لم تع السؤال جيدا .. عموما شكرا جزيلا لك.
ليس من جدل بارك الله فيك
وإنما هو نقاش
وقد أدليت بما عندي
وحان دورك
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 06:28]ـ
سؤال عجيب
لا
لا ليس عجيب
بل والله قف شعر رأسي من هذه الجرأة يوم رأيت السؤال حين طرحه وتذكرت قول مالك بن دينار رحمه الله (أتستبطئون المطر؟ أما والله إني لأستبطئ الحجارة من السماء)
أما العجيب هم من يجارونه بالردود
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 12:53]ـ
لا بأس أحبتي الكرام .. ولا يعدو الأخ الفاضل مستفسراً يريد الإجابة .. بغض النظر عن أي أمرٍ آخر.
وأولاً أخي الكريم: من قال بهذا الكلام من الأشاعرة _ أي: أن الله يرى بعضه _؟! أم هو سؤال فرضي فقط؟
ثانياً: هذا خلاف ما تواتر عن الأشاعرة أنفسهم؛ فهم يثبتون الرؤية لله تعالى في الجنة لا خلاف في هذا .. ولا عبرة لأي كلامٍ لمتأخريهم الذين خلطوا مذهبهم بمذهب المعتزلة؛ فهؤلاء لا عبرة بهم ولا بكلامهم أصلا.
ثالثاً: أخشى أن هذا الكلام له علاقة برؤية الله في غير جهة؛ ثم تحول الكلام إلى رؤية بعض الله .. وهذا غير صحيح؛ فهناك فرق:
فمتأخري الأشاعرة خالفوا متقدميهم في قولهم: أن الله يرى في غير جهة؛ لأنهم يقولون: الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت. وبعضهم قال: في كل مكان.
فأخشى أن يكون في الكلام إنزال على غير منزل من كلامهم .. وإلا هم لا ينكرون الرؤية إطلاقاً؛ بل وينزلونها على الله كاملة.
وإن حصل ذلك = فهو مما دخل على متأخريهم من تقليد المعتزلة والأخذ بتقريراتهم في ذلك.
وأخشى أخرى أن هذا الكلام _ إن ثبت _ منزل على كلام المعتزلة في جعل إمكان الرؤية منزل على الإدراك والحس؛ فيرى ما يدرك ويحس ولا يرى غير ذلك.
وانظر لزاماً كلام الجويني في (الإرشاد ص174 وما بعدها)، وكلام الباقلاني في (التمهيد ص314 وما بعدها)، وكلام الاسفراييني في (التبصير ص381 وما بعدها).
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 12:40]ـ
أخي الكريم/ الأفضل عدم الخوض قي هذا الكلام
فما أولت الأشاعرة إلا هروبا، ودفعا لمظنة التشبيه، فكيف يورطون أنفسهم في كل، وبعض
...............
أخشى من يسأل اليوم عن الكل، والبعض، أن يسأل غدا عن الحجم، وبعدها عن اللون.
نسأل الله العافية.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 01:21]ـ
أخي الكريم/ الأفضل عدم الخوض قي هذا الكلام
فما أولت الأشاعرة إلا هروبا، ودفعا لمظنة التشبيه، فكيف يورطون أنفسهم في كل، وبعض
...............
أخشى من يسأل اليوم عن الكل، والبعض، أن يسأل غدا عن الحجم، وبعدها عن اللون.
نسأل الله العافية.
أخي الكريم
السؤال ليس فيه أي إشكال عند أهل السنة. فقط بعض الاخوة استشنعوا السؤال لأن الالفاظ لم يألفوها وإلا فالاجابة موجودة في سنته صلى الله عليه وسلم. ((لفظ البعض والكل والشيء على الله تعالى ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57467)))
ومن انكر جواز الخيارين فقد انكر الرؤية شاء أم أبى هذا فضلا عن أن السؤال اختبار لقدرة المرء على اتباع الحق.
اما إقرانك لللون والحجم مع الرؤية فهو مبالغة منك لا مبرر لها لأننا نتكلم عن شئ قد ثبت شرعا وعقلا. بل عقلا قبل شرعا وحتى في الرؤية لم نتكلم عن النسب إنما على الاحاطة او اللااحاطة. والاحرى بنا الانكار على من يقول أن الله لا داخل العالم ولا خارجه لا على من يقول يرى كله او ليس كله. او الذي يقول أن السمع والبصر كلاهما قديم والكلام نفسي الخ.
فهل هذا حرام وذاك حلال؟
أشكركم لمروركم والتعليق وفقنا الله واياكم الى اهدى من هذا رشدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 04:26]ـ
جزاك الله خيرا
أخي الفاضل/ السؤال عن البعض، والكل، يقودك لا محال إلى الحجم واللون، ولو بحثت في بعض كتب المتأخرين، لوجدت أنهم وصلوا لذلك، حتى أن بعضهم أصبح يقول كلاما لا أجرأ على نقله في هذه المشاركة.
أما قولك أخي الحبيب:
أخي الكريم
والاحرى بنا الانكار على من يقول أن الله لا داخل العالم ولا خارجه لا على من يقول يرى كله او ليس كله. او الذي يقول أن السمع والبصر كلاهما قديم والكلام نفسي الخ.
انكارني للبعض والكل، الوادر في موضوعكم، لا يعني أن هذا كل الإنكار.
........................
أما استفسارك:
فهل هذا حرام وذاك حلال؟
فجوابه: أن: كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها، والأولى بالمرء أن يشتغل بما يهمه في دينه ودنياه، لا أن يشتغل بالذات الإلاهية، يبحث لها عن العوارض، حتى لا يجلب لنفسه تهمة التجسيم.
وليكفه ما اكتفى به سلف هذه الأمة، وأئمة دينها، من إثبات لصفات ربه.
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 05:13]ـ
ياابا نسيبة اتق الله تعالى
واعرف قدر جلاله سبحانه
وتحلى بكمال الادب عند الحديث عن ذي الجلال والكمال (ما قدروا الله حق قدره)
ياابا نسيبة ليكن همك النجاة ولا تكتب الا ما يسرك في القيامة ان تراه.
آآآه لو سمعك عمر!!!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 06:57]ـ
أخي الكريم
السؤال ليس فيه أي إشكال عند أهل السنة. فقط بعض الاخوة استشنعوا السؤال لأن الالفاظ لم يألفوها وإلا فالاجابة موجودة في سنته صلى الله عليه وسلم. ((لفظ البعض والكل والشيء على الله تعالى ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57467)))
ومن انكر جواز الخيارين فقد انكر الرؤية شاء أم أبى هذا فضلا عن أن السؤال اختبار لقدرة المرء على اتباع الحق.
اما إقرانك لللون والحجم مع الرؤية فهو مبالغة منك لا مبرر لها لأننا نتكلم عن شئ قد ثبت شرعا وعقلا. بل عقلا قبل شرعا وحتى في الرؤية لم نتكلم عن النسب إنما على الاحاطة او اللااحاطة. والاحرى بنا الانكار على من يقول أن الله لا داخل العالم ولا خارجه لا على من يقول يرى كله او ليس كله. او الذي يقول أن السمع والبصر كلاهما قديم والكلام نفسي الخ.
فهل هذا حرام وذاك حلال؟
أشكركم لمروركم والتعليق وفقنا الله واياكم الى اهدى من هذا رشدا.
وفقك الله تعالى للحق ..
هل يوجد أحد من الأفاضل نازعك في إطلاق لفظ الشىء على الله عز وجل؟!
لماذا إذن ذكرته مع لفظ " البعض والكل "؟!
ومن فضلك اذكر الحديث النبوي ومن الذي صححه من المحدثين؟
ونحن ننكر ولله الحمد على من يقول: (أن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه)،، وننكر أيضًا على مقولتك ولله الحمد.
وهذا ما نسبه شيخ الإسلام ابن تيمية لأئمة السلف في لفظ التبعيض:
((ولا ريب أن المثبتين لهذه الصفات أربعة أصناف
صنف يثبتونها وينفون التجسيم والتركيب والتبعيض مطلقا كما هي طريق الكلابية والأشعرية وطائفة من الكرامية كابن الهيصم وغيره وهو قول طوائف من الحنبلية والمالكية والشافعية والحنفية كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل ورزق الله التميمي والشريف أبي علي ابن أبي موسى والقاضي أبي يعلى والشريف أبي جعفر وأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الجسن ابن الزاغوني لا حصى كثرة يصرحون بإثبات هذه الصفات وينفي التجسيم والتركيب والتبعيض والتجزئ والانقسام ونحو ذلك وأول من عرف أنه قال هذا القول هو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب ثم اتبعه على ذلك خلائق لا يحصيهم إلا الله
وصنف يثبتون هذه الصفات ولا يتعرضون للتركيب والتجسيم والتبعيض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة لا بنفي ولا إثبات لكن ينزهون الله عما تزه عنه نفسه ويقولون إنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
(1/ 46)
ويقول من يقول منهم مأثور عن ابن عباس وغيره أنه لا يتبعض فينفصل بعضه عن بعض وهم متفقون على أنه لا يمكن تفريقه ولا تجزيه بمعنى انفصال شيء منه عن شيء وهذا القول هو الذي يؤثر عن سلف الأمة وأئمتها وعليه أئمة الفقهاء وأئمة أهل الحديث وأئمة الصوفية وأهل الاتباع المحض من الحنبلية على هذا القول يحافظون على الألفاظ المأثورة ولا يطلقون على الله نفيا وإثباتا إلا ما جاء به الأثر وما كان في معناه
وصنف ثالث يثبتون هذه الصفات ويثبتون ما ينفيه النفاة لها ويقولون هو جسم لا كالأجسام ويثبتون المعاني التي ينفيها أولئك بلفظ الجسم وهذا قول طوائف من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين
وصنف رابع يصفونه مع كونه جسما بما يوصف به غيره من الأجسام فهذا قول المشبهة الممثلة وهم الذين ثبت عن الأمة تبديعهم وتضليلهم
فلفظ الجسم لم يتكلم به أحد من الأئمة والسلف في حق الله لا نفيا ولا إثباتا ولا ذموا أحدا ولا مدحوه بهذا الاسم ولا ذموا مذهبا ولا مدحوه بهذا الاسم وإنما تواتر عنهم ذم الجهمية الذين ينفون هذه الصفات وذم طوائف منهم كالمشبهة وبينوا مرادهم بالمشبهة
وأما لفظ الجزء فما علمت أنه روي عن أحد من السلف نفيا ولا إثباتا ولا أنه أطلقه على الله أحد من الحنبلية ونحوهم في الإثبات كما لا أعلم أن أحدا منهم أطلق عليه لفظ الجسم في الإثبات وإن كان أهل الإثبات لهذه الصفات منهم ومن غيرهم من يثبت المعاني التي يسميها منازعوهم تجسيما وتجزئة وتبعيضا وتركيبا وتأليفا ويذكرون عنهم أنهم مجسمة بهذا الاعتبار لإثباتهم الصفات التي هي أجسام في اصطلاح المنازع (1/ 47)
وأما لفظ البعض فقد روي فيه أثر يطلقه بعض الحنبلية وينكره بعضهم ومع هذا ففي الحنبلية طوائف تنكر ثبوت هذه الصفات الخبرية في الباطن كما ينكرها غيرهم ثم منهم من يتأولها إما إيجابا لتأويلها وإما تجويزا لتأويلها كما يفعل ذلك متأولو النفاة من مستأخري الأشعرية ونحوهم ومن ينفي مدلولها ويفوض معناها كما يفعل ذلك طوائف من هؤلاء وغيرهم ويسموا ذلك طريقة السلف كما فعل ذلك المؤسس وغيره وفيهم وفي غيرهم طوائف لا تحكم فيها بنفي ولا إثبات بل تطلق ألفاظ النصوص الواردة بها وتقف عن إثبات هذه المعاني ونفيها إما شكا وإما إعراضا عن الفكر في ذلك وقد بينا مقالات الناس منهم ومن غيرهم في هذا الموضع))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 07:30]ـ
جزاك الله خيرا
أخي الفاضل/ السؤال عن البعض، والكل، يقودك لا محال إلى الحجم واللون، ولو بحثت في بعض كتب المتأخرين، لوجدت أنهم وصلوا لذلك، حتى أن بعضهم أصبح يقول كلاما لا أجرأ على نقله في هذه المشاركة.
وجزاكم الله خيرا أخي الكريم
إما أنهم وصلوا الى اللون والحجم عن طريق الكل والبعض أو عن طريق آخر. في كلتي الحالتين وجود الباطل لا يبرر رفض الحق. والباطل واقع واقع والحق واقع واقع.
حتى أن بعضهم أصبح يقول كلاما لا أجرأ على نقله في هذه المشاركة.
ليتك تدلني على اسم الكتاب فعندي فضول بارك الله فيك.
أما قولك أخي الحبيب:
انكارني للبعض والكل، الوادر في موضوعكم، لا يعني أن هذا كل الإنكار.
جيد بارك الله فيك .. لا خلاف بيننا في إنكار الباطل فهذا تشترك فيه كل الفرق التي تسعى الى الاثبات مع التنزيه.
لكن الاختلاف في ما هو حق وما هو باطل. فهل قول القائل: الله لا داخل العالم ولا خارجه باطل أم أن فيه حق لكن (الاولى) عدم التعرض لهذه العبارات. بعبارة أخرى إن كنت تنكر أن الله فوق العرش بذاته فلا وجه لك للانكار بارك الله فيك.
حتى لا يجلب لنفسه تهمة التجسيم.
لا بل وقف حمار الشيخ عند العقبة! (ابتسامة)
هذا آخر شئ يمكن أن آبه له. فمدح أحدهم أو ذمه لن يغير شيئا. بل يجب عليهم ان يبعدوا عن أنفسهم تهمتي الغباء والعبط أو العناد والجهل.
وليكفه ما اكتفى به سلف هذه الأمة، وأئمة دينها، من إثبات لصفات ربه.
أحد خياري الاجابة عين مذهب السلف ولا عبرة بمن جهل ذلك.
وجزاك الله خيرا
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 07:47]ـ
ياابا نسيبة اتق الله تعالى
واعرف قدر جلاله سبحانه
وتحلى بكمال الادب عند الحديث عن ذي الجلال والكمال (ما قدروا الله حق قدره)
ياابا نسيبة ليكن همك النجاة ولا تكتب الا ما يسرك في القيامة ان تراه.
آآآه لو سمعك عمر!!! (*)
اللهم اجعلنا من المتقين وعلمنا الله الادب في الحديث في دينه عامة وعن ذاته خاصة.
المهم يا أستاذ محمد: هل تنكر ((فرعي)) السؤال: يرى الله (كله) أم (ليس كله)؟
انتظر اجابة علمية.
آآآه لو سمعك عمر!!! (*)
لعلك تقصد ابن كلاب والاشعري (يوما ما) وابا حامد الغزالي والجويني والامدي والرازي والسنوسي و (كل) من تبعهم وليس (بعض) من تبعهم فقط.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 08:10]ـ
وفقك الله تعالى للحق ..
آمين ولكم بالمثل
وهذا ما نسبه شيخ الإسلام ابن تيمية لأئمة السلف في لفظ التبعيض:
((ولا ريب أن المثبتين لهذه الصفات أربعة أصناف
صنف يثبتونها وينفون التجسيم والتركيب والتبعيض مطلقا كما هي طريق الكلابية والأشعرية وطائفة من الكرامية كابن الهيصم وغيره وهو قول طوائف من الحنبلية والمالكية والشافعية والحنفية كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل ورزق الله التميمي والشريف أبي علي ابن أبي موسى والقاضي أبي يعلى والشريف أبي جعفر وأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الجسن ابن الزاغوني لا حصى كثرة يصرحون بإثبات هذه الصفات وينفي التجسيم والتركيب والتبعيض والتجزئ والانقسام ونحو ذلك وأول من عرف أنه قال هذا القول هو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب ثم اتبعه على ذلك خلائق لا يحصيهم إلا الله
وصنف يثبتون هذه الصفات ولا يتعرضون للتركيب والتجسيم والتبعيض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة لا بنفي ولا إثبات لكن ينزهون الله عما تزه عنه نفسه ويقولون إنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
(1/ 46)
ويقول من يقول منهم مأثور عن ابن عباس وغيره أنه لا يتبعض فينفصل بعضه عن بعض وهم متفقون على أنه لا يمكن تفريقه ولا تجزيه بمعنى انفصال شيء منه عن شيء وهذا القول هو الذي يؤثر عن سلف الأمة وأئمتها وعليه أئمة الفقهاء وأئمة أهل الحديث وأئمة الصوفية وأهل الاتباع المحض من الحنبلية على هذا القول يحافظون على الألفاظ المأثورة ولا يطلقون على الله نفيا وإثباتا إلا ما جاء به الأثر وما كان في معناه
وصنف ثالث يثبتون هذه الصفات ويثبتون ما ينفيه النفاة لها ويقولون هو جسم لا كالأجسام ويثبتون المعاني التي ينفيها أولئك بلفظ الجسم وهذا قول طوائف من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين
(يُتْبَعُ)
(/)
وصنف رابع يصفونه مع كونه جسما بما يوصف به غيره من الأجسام فهذا قول المشبهة الممثلة وهم الذين ثبت عن الأمة تبديعهم وتضليلهم
فلفظ الجسم لم يتكلم به أحد من الأئمة والسلف في حق الله لا نفيا ولا إثباتا ولا ذموا أحدا ولا مدحوه بهذا الاسم ولا ذموا مذهبا ولا مدحوه بهذا الاسم وإنما تواتر عنهم ذم الجهمية الذين ينفون هذه الصفات وذم طوائف منهم كالمشبهة وبينوا مرادهم بالمشبهة
وأما لفظ الجزء فما علمت أنه روي عن أحد من السلف نفيا ولا إثباتا ولا أنه أطلقه على الله أحد من الحنبلية ونحوهم في الإثبات كما لا أعلم أن أحدا منهم أطلق عليه لفظ الجسم في الإثبات وإن كان أهل الإثبات لهذه الصفات منهم ومن غيرهم من يثبت المعاني التي يسميها منازعوهم تجسيما وتجزئة وتبعيضا وتركيبا وتأليفا ويذكرون عنهم أنهم مجسمة بهذا الاعتبار لإثباتهم الصفات التي هي أجسام في اصطلاح المنازع (1/ 47)
وأما لفظ البعض فقد روي فيه أثر يطلقه بعض الحنبلية وينكره بعضهم ومع هذا ففي الحنبلية طوائف تنكر ثبوت هذه الصفات الخبرية في الباطن كما ينكرها غيرهم ثم منهم من يتأولها إما إيجابا لتأويلها وإما تجويزا لتأويلها كما يفعل ذلك متأولو النفاة من مستأخري الأشعرية ونحوهم ومن ينفي مدلولها ويفوض معناها كما يفعل ذلك طوائف من هؤلاء وغيرهم ويسموا ذلك طريقة السلف كما فعل ذلك المؤسس وغيره وفيهم وفي غيرهم طوائف لا تحكم فيها بنفي ولا إثبات بل تطلق ألفاظ النصوص الواردة بها وتقف عن إثبات هذه المعاني ونفيها إما شكا وإما إعراضا عن الفكر في ذلك وقد بينا مقالات الناس منهم ومن غيرهم في هذا الموضع))
جزاك الله خيرا على النقل. اعتقد ان اجابة سؤالك موجودة في النقل الذي جلبته بارك الله فيك.
اسألك نفسك أخي الفاضل .. ما هي طريقة السلف في الالفاظ المجملة او المبتدعة؟ ستعرف الاجابة.
ثم الحجة في من معه الدليل لا غير. وهنا الدليل عقلي ونقلي. لكنني (هنا) أحبذ الدليل العقلي لغرض في نفسي. اما النقلي فهو موجود في آية و في حديث صحيح أو أكثر.
وفي كل الاحوال يجب أن يمر هذا السؤال شئنا أم أبينا ولن يوقفه نقل عن شيخ الاسلام رحمه الله ولا غيره. هذا قدر مقدور.
وأخوك يسألك هل تمنع بالاستحالة فرعي السؤال (كله -و- ليس كله) في حق الله تعالى؟ أم أنك تجيز احدهما لكنك تتورع؟
يعني بين لي أيهما الممتنع وايهما الجائز بارك الله فيك؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 08:33]ـ
وأما لفظ البعض فقد روي فيه أثر يطلقه بعض الحنبلية وينكره بعضهم
وصنف يثبتون هذه الصفات ولا يتعرضون للتركيب والتجسيم والتبعيض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة لا بنفي ولا إثباتلكن ينزهون الله عما تزه عنه نفسه ويقولون إنه أحد صمد لم يلد ولميولد ولم يكن له كفوا أحدويقول من يقول منهممأثور عن ابن عباس وغيرهأنه لا يتبعض فينفصل بعضهعن بعض وهم متفقون على أنه لا يمكن تفريقه ولا تجزيه بمعنى انفصال شيء منه عنشيءوهذا القول هو الذي يؤثر عن سلفالأمة وأئمتها وعليه أئمة الفقهاء وأئمة أهل الحديث وأئمة الصوفية وأهل الاتباع المحض من الحنبلية على هذا القول يحافظون على الألفاظ المأثورة ولا يطلقون على اللهنفيا وإثباتا إلا ما جاء به الأثر وما كان في معناه
السؤال ليس فيه أي إشكال عند أهل السنة
بارك الله تعالى فيك،، قبل الرد هل تتراجع الآن عن قولك أن هذا السؤال ليس فيه ((أي)) إشكال عند اهل السنة؟
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 08:36]ـ
بارك الله تعالى فيك،، قبل الرد هل تتراجع الآن عن قولك أن هذا السؤال ليس فيه ((أي)) إشكال عند اهل السنة؟
ليس قبل أن تبين هل كلامك عن اللفظ ام المعنى؟
اسألك نفسك أخي الفاضل .. ما هي طريقة السلف في الالفاظ المجملة او المبتدعة؟ ستعرف الاجابة.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 09:45]ـ
الكلام على إطلاق هذه الألفاظ على الله عز وجل.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 10:05]ـ
هذا من الكلام المذموم في صفات الله سبحانه وتعالى
وليس بنا حاجة لإلزامهم بهذه الطريقة
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 11:29]ـ
ياابا نسيبة بل قصدت من يخوض في الاسئلة المبتدعة من جنس سؤالك غفر الله لك وما الذي ألجأك لهذه الطريقة البدعية في الاحتجاج؟ وقد علمت ما فعل عمر بمن سأل على نفس هذا المنهج!!
أما تعيين أحد الشقين في سؤالك فلا يكون لأن السؤال من أصله خطأ
كمن يسأل هل يستطيع الله تعالى ان يخلق شيئا لا يستطيع حمله؟؟!!!!!!!
ثم يلزمك باختيار أحد الاجابتين!!!!!
ولا يطلق على الله تعالى لفظ الكل والبعض لان هذا من التجسيم (ولو قال به بعض العلماء فقد أخطأ ولا دليل لهم)
أسألكم هل هذا السؤال صحيح:
هل الحجر بصير أو أعمى؟؟
هل يستطيع احد الاجابة؟ بالطبع لا لأن السؤال خطأ
وسبب خطأ السؤال هو عدم قابلية المحل لجزئي السؤال فالحجر لا يوصف بالعمى والبصر!!
وكذلك سؤالك ياأخي خطأ لأن الذات الالهية لا تقبل الاتصاف بالبعض والكل تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 12:08]ـ
أخي الفاضل/ أبو نسيبة
لم أدري أخي الحبيب، كأني أقرأ كلامك الأخير، وبين سطوره تعريض
بل في كلامك جمل قد يصعب تقبلها من الطرف الذي تخاطبه، حتى وإن خففت منها بابتسامة
ولا أدري لماذا تكرر الكلام عن حدوث العالم، وكأني التقيت معك ودافعت عن هذه الفكرة
أنا أنكر أشد الإنكار عمن يتكلم فيها
وإن أردت أن تعلم ما اعتقده في الله عز وجل، فلك أن تهنأ أخي الحبيب عندما أصارحك أني أعتقد اعتقادا جازما بأن الله عز وجل على عرشه استوى، استواءا معلوما، بكيف مجهول، كما ورد ذلك عن الإمام مالك، الذي أدين إلى الله بمذهبه.
......................
تعالى الله عن البعض والكل، تعالى عن الصفات القبيحة التي لا تليق به.
.....................
أسأل الله أن يجمع كلمتنا على الحق.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 11:17]ـ
لمن ابتدع أو أيد أو هون من هذا السؤال البدعي!
هذه بعض فتاوى العلماء في إنكار إطلاق هذه الألفاظ المبتدعة في حق الله سبحانه وتعالى:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
((لقسم الثالث: صفات خبرية: يعني: أننا نعتمد فيها على مجرد الخبر، ليست من المعاني المعقولة بل المدركة بالسمع المجرد،
ونظير مسماها بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء كاليد والوجه والعين والقدم والإصبع هذه نسميها الصفات الخبرية لأنها ليست معنى من المعاني، فاليد غير القوة، القوة معنى واليد صفة من نوع آخر صفة مسماها بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء، فاليد بعض منا أو جزء منا، والوجه كذلك،
لكن بالنسبة لله لا نقول: إنها جزء أو بعض 192،
لأن البعضية والجزئية لم ترد بالنسبة إلى الله لا نفياً ولا إثباتاً،
ولهذا نقول لمن قال: إن الله واحد لا يتجزأ ولا ينقسم وما أشبه ذلك،
نقول: هذه ألفاظ بدعية،
من قال لك تصف الله بهذا النفي؟ هل أنت أعلم بالله من الله؟ هل أنت أعلم بالله من أصحاب رسول الله؟
ما قال واحد منهم قط: إنه لا يتبعض ولا يتجزأ،
فاحبس لسانك عما حبسوا ألسنتهم عنه،
ولا أحد يتصور أن الله يتجزأ حتى تنفيه أتركه!!
إنما ينفى مثل هذا الكلام،
لو أن أحدًا قاله، أما ولم يقله أحد،
فقل: لله يد وله وجه وله عين ودع عنك لا يتجزأ ولا يتبعض،
أحد تعبدك بهذا؟
ما أحد أبدًا تعبدك بهذا،
ما قال الله: قولوا في الله إنه لا يتبعض ولا يتجزأ،
ولا قال: قولوا في الله إنه يتبعض ويتجزأ،
بل قال: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون}.
وقال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (البقرة 255).
وقال: {قل هو الله أحد، الله الصمد} (الإخلاص 1 - 2).
فالحاصل: أن الصفات الخبرية هي التي مسماها أبعاض وأجزاء لنا،
لكن بالنسبة لله ما نقول: إنها بعض أو جزء،
لأن إثبات البعضية أو الجزئية أو نفي البعضية أو الجزئية بالنسبة لله من الألفاظ المبتدعة التي يجب على الإنسان أن يتحاشاها)) شرح السفارينية.
وقال أيضًا:
((الصفات الخبرية: وهي التي تدل على مسمى هو أبعاض لنا وأجزاء، مثل: الوجه، واليد، والقدم، والأصابع، والعين، كل هذه ألفاظ تدل على مسميات، هي بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء، أما بالنسبة لله ما نقول إنها أبعاض وأجزاء،
لأن البعض والجزء: (ما يمكن انفصال بعضه عن بعض) وهذا بالنسبة لله عز وجل مستحيل
ولهذا لم نرى أحداً يقول: إن يد الله بعض منه أو جزء منه، لا يقال هكذا في حق الله عز وجل لأن البعض والجزء: (ما صح انفصاله عن الأصل)، وهذا بالنسبة لله أمر مستحيل.
إذن نسميها يداً ووجهاً وعيناً وإصبعاً وقدماً وما أشبه ذلك، لكننا لا نسميها بعضاً أو جزءً)) شرح السفارينية.
وقال أيضًا:
((أن لله تعالى رِجلاً وقدماً حقيقية، لا تماثل أرجل المخلوقين، ويسمي أهل السنة هذه الصفة: الصفة الذاتية الخبرية، لأنها لم تُعلم إلا بالخبر، ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء، لكن لا نقول بالنسبة لله: إنها أبعاض وأجزاء، لأن هذا ممتنع على الله عزَّ وجلَّ)) شرح الواسطية.
(يُتْبَعُ)
(/)
((العشرون: معرفة ذكر الوجه، يعني: وجه الله تعالى، وهو صفة من صفاته الخبرية الذاتية التي مسماها بالنسبة لنا أبعاض وأجزاء؛ لأن من صفات الله تعالى ما هو معنى محض، ومنه ما مسماه بالنسبة لنا أبعاض وأجزاء، ولا نقول بالنسبة لله تعالى أبعاض؛ لأننا نتحاشى كلمة التبعيض في جانب الله تعالى الله)). القول المفيد على كتاب التوحيد.
وقال أيضًا رحمه الله تعالى:
((والخبرية: هي أبعاض وأجزاء بالنسبة لنا، أما بالنسبة لله، فلا يقال هكذا، بل يقال: صفات خبرية ثبت بها الخبر من الكتاب والسنة، وهي ليست معنىً ولا فعلاً، مثل: الوجه، والعين، والساق، واليد.
))
قال الشيخ محمد ابن ابراهيم الحمد:
((جواب أهل السنة: أهل السنة يقولون: إن هذه الصفات وإن كانت تعد في حق المخلوق أبعاضاً، أو أعضاءً، وجوارح ونحو ذلك لكنها تعدُّ في حق الله صفات أثبتها لنفسه، أو أثبتها له رسوله"فلا نخوض فيها بآرائنا وأهوائنا، بل نؤمن بها ونُمرُّها كما جاءت ونفوض كنهها وحقيقتها إلى الله عز وجل لعدم معرفتنا لحقيقة الذات؛ لأن حقيقة معرفة الصفة متوقفة على معرفة حقيقة الذات كما لا يخفى وهذه الصفات أعني اليد، والساق ونحوها وكثير من صفات الله قد تشترك مع صفات خلقه في اللفظ، وفي المعنى العام المطلق قبل أن تضاف، وبمجرد إضافتها تختص صفات الخالق، وصفات المخلوق بالمخلوق؛ فصفات الخالق تليق بجلاله وعظمته وربوبيته، وقيومته، وصفات المخلوق تليق بحدوثه، وضعفه، ومخلوقيته
وبناء على ذلك يقال لمن يطلق تلك الألفاظ المجملة السالفة: إن أردت أن تنفي عن الله عز وجل أن يكون جسماً، وجثة وأعضاء، ونحو ذلك فكلامك صحيح، ونفيك في محله، وإن أردت بذلك نفي الصفات الثابتة له والتي ظننت أن إثباتها يقتضي التجسيم، ونحو ذلك من اللوازم الباطلة فإن قولك باطل، ونفيك في غير محله.
هذا بالنسبة للمعنى.
أما بالنسبة للفظ فيجب ألا تعْدِل عن الألفاظ الشرعية في النفي أو الإثبات؛ لسلامتها من الاحتمالات الفاسدة))
قال الشيخ التويجري:
((أما مسألة أن الأسماء والصفات بالنسبة لنا هي أبعاض وأجزاء لا شك فاليد والوجه بعض من الإنسان وجزء من الإنسان، وبناء على ذلك يمكن أن يجزأء ويمكن أن يبعض.
نعم أقول: إن هذه الصفات بالنسبة لنا هي أبعاض وأجزاء؛ فاليد البصر القدم الوجه بعض وجزء من هذا الإنسان، أما بالنسبة لله، - عز وجل - فإطلاق البعض والجزء على صفاته من الألفاظ المجملة التي لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة؛ ولهذا لا تُرد بإطلاق ولا تقبل بإطلاق.
بل لا بد من الاستفسار عن معناها ممن أطلقها، فمن أطلقها على الله وقال: صفاته أبعاض وأجزاء، وأراد أنها مركبة ويمكن تقسيمها، فالكلام هذا باطل لفظا ومعنى، ومن أطلقها وأراد أنها أبعاض وأجزاء، بمعنى: أن تتميز بعضها عن بعض؛ فاليد ليست هي القدم، والقدم ليست الوجه، والسمع ليس البصر، فهذا صحيح المعنى صحيح، لكن لا يعبر عنه بهذا اللفظ المحتمل لهذا المعنى الباطل)) شرح الفتوى الحموية.
--------------
فعلى كل من هون أو أيد إطلاق هذه الألفاظ في حق الله سبحانه وتعالى، أن يعيد نفسه ويتق الله عز وجل في نفسه وأن لا يتفوه في حق الله سبحانه وتعالى بأي لفظ حتى يعلم حكم الله عز وجل في هذه الألفاظ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.(/)
فرقة المعتزله ..
ـ[طالبه مستجده]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 04:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اتمنى منكم اخواني وأخواتي المساعده
أنا علي بحث عن فرقة المعتزله واتممته بحمد الله ولكن ينقصني أقوالهم وشبهاتهم ..
أريد منكم أسماء كتب يذكر فيها أقوال المعتزله وشبهاتهم
وجزاكم الله كل خير.
أختكم: طالبه مستجده
ـ[طالبه مستجده]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 04:32]ـ
16 مشاهده ومافي ولا رد او مشاركه واحده
ترى الفائده مو لي أنا وبس ,, بل تعوود ع الجميع
جزاكم الله خير ع المرور
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 05:34]ـ
لا تجدين أفضل من كتب شيخ الاسلام بن تيمية منها
مجموع الفتاوى
وكتاب الصواعق المرسلة فى الرد عل ىالجهمية و المعطلة للشيخ بن القيم رحمه الله(/)
قائمة بكتب العقيدة المسندة مع أفضل طبعاتها.
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 07:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبة أجمعين.
وبعد:
فهذه قائمة بأهم كتب العقيدة التي لابد أن تكون في مكتبة طالب العلم المخصص.
أولاً: الكتب المسندة،
- كتاب الرد على بشر المريسي لعثمان بن سعيد الدارمي، مكتبة الرشد،
ت رشيد الأ لمعي.
- الرد على الجهمية له أيضاً، الدار السلفية بالكويت، ت بدر البدر.
- البدع لابن وضاح، دار الصميعي، ت بدر البدر.
- السنة لابن أبي عاصم، دار الصميعي، ت باسم الجوابرة.
- السنة لمحمد بن نصر المروزي، دار العاصمة، ت البصيري.
- تعظيم قدر الصلاة له أيضاً، ت عبد الرحمن الفريوائي.
- التبصير في معالم الدين، دار العاصمة، ت علي الشبل.
- كتاب التوحيد لابن خزيمة، دار الرشد، ت عبد العزيز الشهوان.
- كتاب السنة للخلال، دار الراية، ت عطية الزهراني.
- كتاب شرح السنة للبربهاري، دار المنهاج، ت عبد الرحمن الجميزي.
- كتاب الشريعة للآجري، دار الوطن، ت الدميجي.
- الإبانة لابن بطة العكبري، دار الراية. حقق كرسائل علمية.
- الإيمان لابن منده، ت علي الفقيهي.
- كتاب التوحيد لابن منده، دار الفضيلة، ت محمد الوهيبي وموسى الغصن.
- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لهبة الله اللالكائي، دار طيبة،
ت أحمد بن حمدان الغامدي
- عقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني، دار العاصمة، ت ناصر الجديع
- الحجة على تارك المحجة لمحمد بن طاهر المقدسي، دارعالم الكتب ت عبد العزيز السدحان.
- الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم الأصفهاني، دار الراية، ت المدخلي وأبو رحيم.
- الرد على الجهمية لابن منده، دار الغرباء، ت الفقيهي.
- السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، دار ابن القيم، ت محمد بن سعيد القحطاني.
- خلق أفعال العباد للإمام البخاري، دار أطلس الخضراء، ت فهد الفهيد.(/)
فكرة رائعة بالمنتديات: اطلاق اسم "مضيق الفاروق عمر بن الخطاب" على "مضيق هرمز".
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 01:42]ـ
?? بدّلها لإسم إسلامي ?? حملة تبديل اسم مضيق هرمز (سابقا) الى مضيق الفاروق عمر
الفكرة من الجزيرة توك وغيرها من المنتديات
الحملة تنتشر بسرعة والحمد لله
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 01:40]ـ
اقتراح رهيب
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 02:55]ـ
نعم فالفكرة لاقت قبولا واسعا
نرجوا الله أن يغيظ بها الروافض
ونرجوا أن تنتشر بالقنوات الإسلامية ..
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 02:37]ـ
بارك الله فيكم
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 02:31]ـ
القضية تحتاج إلى زخم إعلامي قوي وترديد الكلام إلى أن يصبح حالا وفي مثل عراقي يقول: (كثرة الطرق يفك اللحيم) فبارك الله الجميع وإن أردوا تسميته فليقولا مضيق الخليج العربي
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 10:28]ـ
فكرة رئعة، نتمنى أن تحظى باهتمام أكبر وأن تتبناها جميع المواقع والمنتديات الإسلامية ..
" هرمز " أحد قادة المجوس، وقد هُزم أمام جيوش الصحابة الكرام ..
واستبدال المضيق باسم "مضيق الفاروق عمر" سيجعل الروافض في هم وغم عظيمين ..
ايران تهتم كثيرا بالمسميات، ولذلك نراها تستميت في إعادة اسم "الخليج الفارسي".(/)
كشف شبهات علي جمعة في مسألة الذكر بالاسم المفرد
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 04:05]ـ
كَشْفُ
شُبُهَاتِ (عَلَي جُمْعَة)
في مَسْأَلَةِ الذِّكْرِ بِالْاسْمِ المُفْرَدِ
كَتَبَهُ
وَلِيدُ بنُ حُسْنِي بنِ بَدَوِي بنِ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ
عُفِيَ عَنْهُ
مُقَدِّمَةٌ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سمعت جوابًا للمدعو (على جمعة) مفتي مصر حول مسألة ذكر الله جل ذكره بالاسم المفرد ... وكان مضمون جوابه القول بإباحة ذلك ومشروعيته واستدل على كلامه هذا بشبه من الكتاب والسنة وفعل بعض الصحابة مخالفًا في ذلك طرق أهل الهدى في الاستدلال على الأحكام الشرعية سالكًا جادة المتصوفة الخرافيين الذي يؤلوون نصوص الوحيين ويلوون أعناق الأدلة لتوافق أهواءهم وما أبتدعوه في دين الله تعالى.
فعزمت على رد تلك الشبهات بجواب علمي وجيز، فوفقني الله تعالى فكتبت هذه الكلمات التي أضعها بين يديك أخي المسلم.
والله الموفق.
الشُّبْهَةُ الأُوَلَى
قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} (الأنعام:91).
ووجه الشاهد قوله: {قل الله}، والمعنى عنده: أي قل: الله، الله.
جَوَابُهَا
وهذا تفسير لا يعلم قائل به من السلف الصالحين والأئمة المهديين وعلماء اللغة الراسخين، وإليك تفصيل ذلك:
1) كلام المفسرين:
أ – قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)):" وأما قوله:"قل الله"، فإنه أمرٌ من الله جل ثناؤه نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يجيبَ استفهامَه هؤلاء المشركين عما أمره باستفهامهم عنه بقوله:"قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا"، بقيل الله، كأمره إياه في موضع آخر في هذه السورة بقوله: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)، [سورة الأنعام:63].
فأمره باستفهام المشركين عن ذلك، كما أمره باستفهامهم إذ قالوا:"ما أنزل الله على بشر من شيء"، عمن أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس. ثم أمره بالإجابة عنه هنالك بقيله: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [سورة الأنعام: 64]، كما أمره بالإجابة ههنا عن ذلك بقيله: الله أنزله على موسى"انتهى
ب – قال الحافظ ابن كثير ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)):" وقوله: {قُلِ اللَّهُ} قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أي: قل: الله أنزله. وهذا الذي قاله ابن عباس هو المتعين في تفسير هذه الكلمة، لا ما قاله بعض المتأخرين، من أن معنى {قُلِ اللَّهُ} أي: لا يكون خطاب لهم إلا هذه الكلمة، كلمة: "الله".
وهذا الذي قاله هذا القائل يكون أمرًا بكلمة مفردة من غير تركيب، والإتيان بكلمة مفردة لا يفيد في لغة العرب فائدة يحسن السكوت عليها"انتهى
ج- قال القرطبي في تفسيره ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)):" قل الله) أي قل يا محمد الله (الذي) أنزل ذلك الكتاب على موسى وهذا الكتاب علي.
أو قل الله علمكم الكتاب"انتهى
د – وقال البغوي في تفسيره ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)):" { قُلِ اللَّهُ} هذا راجع إلى قوله {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى} فإن أجابوك وإلا فقل أنت: الله، أي: قل أنزله الله"انتهى
هـ - وقال الثعلبي في تفسيره:" وقرأ بعده {وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلا ءَابَآؤُكُمْ} فإن أجابوك وقالوا: الله،
وإلاّ ف {قُلِ اللَّهُ} فعل ذلك"اهـ
قلت: عامة أقوالهم على ان التقدير: الله أنزله.
2) كلام اللغويين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ – قال الفراء في معاني القرآن:" وقوله: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} أُمر محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول {قُلِ اللَّهُ} أى: أنزله الله عليكم. وإن شئت قلت: قل (هو) الله. وقد يكون قوله {قُلِ اللَّهُ} جوابا لقوله: {مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى} , {قُلِ اللَّهُ} أنزله"انتهى
ب – قال أبو طالب الطبري في بداية تفسيره ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)):" وتمام هذه الشرائط أن يكون ممتلئا من عدة الإعراب لا يلتبس عليه إختلاف وجوه الكلام فإنه إذا خرج بالبيان عن وضع اللسان إما حقيقة أو مجازا فتأويله تعطيله وقد رأيت بعضهم يفسر قوله تعالى قل الله ثم ذرهم إنه ملازمة قول الله ولم يدر الغبي أن هذه جملة حذف منها الخبر والتقدير الله أنزله"انتهى
قلت: لأن الاسم المفرد لا يفيد معنى فلا يصح الثناء على الله بذكر اسمه المفرد لأن أقل الكلام لا يصح أن يكون اسمًا مفردًا.
قال ابن هشام في القطر ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)):" صور تأليف الكلام ست وذلك لأنه يتألف إما من اسمين أو من فعل واسم أو من جملتين أو من فعل واسمين أو من فعل وثلاثة أسماء أو من فعل وأربعة أسماء".
وقال:" وأقل ائتلافه من اسمين كزيد قائم أو فعل واسم".
3) أقوال الأئمة:
أ – قال شيخ الإسلام ابن تيمية ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)):" ومن زعم أن هذا ذكر العامة وأن ذكر الخاصة هو الاسم المفرد وذكر خاصة الخاصة هو الاسم المضمر فهم ضالون غالطون واحتجاج بعضهم على ذلك بقوله [91 الأنعام]: {قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} من أبين غلط هؤلاء فإن اسم الله مذكور في الأمر بجواب الاستفهام وهو قوله [91 الأنعام]: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى} فالاسم مبتدأ وخبره قد دل عليهم الاستفهام كما في نظائر ذلك يقال: من جاء؟ فتقول زيد: وأما الاسم المفرد مظهرا أو مضمرا فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهي ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة ولا شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يعطى القلب بنفسه معرفة مفيدة ولا حالا نافعا وإنما يعطيه تصويرا مطلقا ولا يحكم عليه بنفي ولا إثبات فإن لم يقترن به من معرفة القلب وحاله ما يفيد بنفسه وإلا لم يكن فيه فائدة والشريعة إنما تشرع من الأذكار ما يفيده بنفسه لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره.
وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر في فنون من الإلحاد وأنواع من الإلحاد كما قد بسط في غير هذا الموضوع وما يذكر عن بعض الشيوخ في أنه قال: أخاف أن أموت بين النفي والاثبات، حال لا يقتدي فيها بصاحبها، فإن في ذلك من الغلط ما لا خفاء به، إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه، إذ الأعمال بالنيات، وقد ثبت أن النبي، " صلى الله عليه وسلم "، أمر بتلقين الميت لا إله إلا الله. وقال: ((من كان أخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)) ولو كان ما ذكره محظورا لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في أثنائها موتا غير محمود.
بل كان ما اختاره من ذكر الاسم المفرد، والذكر بالاسم المضمر أبعد عن السنة، وأدخل في البدعة، وأقرب إلى إضلال الشيطان، فإن من قال: ياهو ياهو، أو هو، ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدا إلا إلى ما يصوره قلبه، والقلب قد يهتدي وقد يضل ـ وقد صنف صاحب الفصوص .. كتابًا سماه كتاب: (الهو) وزعم بعضهم أن قوله –تعالى-: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ} (ال عمران) {الأية: 7}.
معناه: وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الهو، وهذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على أنه من أبين الباطل. فقد يظن هذا من يظنه من هؤلاء .... "انتهى
وقال ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)):" فأما الإسم المفرد مظهرًا مثل الله الله أو مضمرا مثل هو هو فهذا ليس بمشروع فى كتاب ولا سنة ولا هو مأثور ايضا عن أحد من سلف الأمة ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين "انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ب – وقال الإمام ابن القيم رحمه الله ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)):" ونظير هذا استشهادهم بقوله تعالى وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا ءاباؤكم قل الله ثم ذرهم حتى رتب على ذلك بعضهم أن الذكر بالاسم المفرد وهو الله الله أفضل من الذكر بالجملة المركبة كقوله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وهذا فاسد مبني على فاسد؛ فإن الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلا ولا مفيد شيئا ولا هو كلام أصلا ولا يدل على مدح ولا تعظيم ولا يتعلق به إيمان ولا ثواب ولا يدخل به الذاكر في عقد الإسلام جملة فلو قال الكافر الله الله من أول عمره إلى آخره لم يصر بذلك مسلما فضلا عن أن يكون من جملة الذكر أو يكون أفضل الأذكار وبالغ بعضهم في ذلك حتى قال الذكر بالاسم المضمر أفضل من الذكر بالأسم الظاهر فالذكر بقوله هو هو بالاسم المضمر أفضل من الذكر بقولهم الله الله.
وكل هذا من أنواع الهوس والخيالات الباطلة المفضية بأهلها إلى أنواع من الضلالات فهذا فساد هذا البناء الهائر وأما فساد المبني عليه فإنهم ظنوا أن قوله تعالى قل الله أي قل هذا الاسم فقل الله الله وهذا من عدم فهم القوم لكتاب الله فإن اسم الله هنا جواب لقوله قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا إلى أن قال قل الله أي قل الله أنزله فإن السؤال معاد في الجواب فيتضمنه فيحذف اختصارا كما يقول من خلق السموات والأرض فيقال الله أي الله خلقهما فيحذف الفعل لدلالة السؤال عليه فهذا معنى الآية الذي لا تحتمل غيره"انتهى
الشُّبْهَةُ الثَّانِيَةُ
قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (المزمل:8) ونحوها من الآيات.
ووجه قوله: أن الله أمر العباد بأن يذكروا اسمه تعالى، وهذا يكون بقولهم: الله، الله ... أي بالاسم المفرد.
جَوَابُهَا
قلت: وهذا غلط من أوجه:
الأول: أن خلاف عل النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن متعبدون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه من الأوامر الإلهية لأن فعله صلى الله عليه وسلم مبين لمجمل القرآن وموضح لمشكله.
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أن ذكر الله باسمه المفرد كما تفعله الصوفية الضالين.
الثاني: أن قوله سبحانه {واذكر اسم ربك} لا يدل على جواز الذكر بالاسم المفرد، لأنه تعالى قال: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} وقد أجمع المسلمون على أنه من ذبح الذبيحة وذكر الله بقوله {الله، الله} أو {بالله}، أجمعوا على أنه لم يقم بالأمر القرآني على وجهه.
قال الإمام الطبري في تفسيره ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)):" ولا خلاف بين الجميع من علماء الأمة، أن قائلا لو قال عند تذكيته بعض بهائم الأنعام "بالله"، ولم يقل "بسم الله"، أنه مخالف - بتركه قِيلَ: "بسم الله" ما سُنَّ له عند التذكية من القول.
وقد عُلم بذلك أنه لم يُرِدْ بقوله "بسم الله" "بالله"، كما قال الزاعم أن اسمَ الله في قول الله: "بسم الله الرحمن الرحيم" هو الله. لأن ذلك لو كان كما زعم، لوجب أن يكون القائل عند تذكيته ذبيحتَه "بالله"، قائلا ما سُنَّ له من القول على الذبيحة. وفي إجماع الجميع على أنّ قائلَ ذلك تارك ما سُنَّ له من القول على ذبيحته - إذْ لم يقل "بسم الله" - دليلٌ واضح على فساد ما ادَّعى من التأويل في قول القائل: "بسم الله"، أنه مراد به "بالله"، وأن اسم الله هو الله"انتهى
الثالث: أن يقال للمعارض: الصحابة وسلف الأمة قرأوا القرآن وفقهوا في أحكامه أم لا؟ فإن قال: نعم. فيقال: وهل عرفوا وجوب ذكر اسم الله تعالى كما في الآية أم لا؟ فإن قال نعم.
فيقال: وهل امتثلوا الأمر أم لا؟ فإم قال: نعم. فيقال: وهل كان الصحابة وسلف الأمة يذكرون الله بالاسم المفرد؟ فإن قال: نعم. قيل له: أين الروايات الصحاح الدالة على ذلك؟ ولن يجد رواية دالة على ذلك إلا الشبهات التي نكشفها في هذه العجالة.
ولله الحمد والمنة.
الشُّبْهَةُ الثَّالِثَةُ
حديث أنس مرفوعًا أن النبي صلى الله عليه سولم قال: {لا تقوم الساعة حتى لا يقال: الله الله} ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)).
جَوَابُهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهذا لا دلالة فيه من عدة أوجه:
الأول: الجواب المجمل وهو أن الاسم المفرد لا يدل على معنى يحسن السكوت عليه فلا يصح ذكر الله والثناء عليه به فلا يقال: الله، الله فضلًا عن (هو، هو).
الثاني: أنه جاء في رواية {حتى لا يقال لا إله إلا الله} كما في المسند (21/ 332ح13833)،وقال الحافظ في الفتح (13/ 85):" إسناده قوي". والمستدرك (4/ 540ح8512) وقال:" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلت: فتعتبرت رواية" الله الله" مجملة، تبينها رواية" لا إله إلا الله" ولا يخفاك أن الذكر بلا إله إلا الله فقد روى ابن ماجة والترمذي من حديث طلحة بن خراش بن عمر عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله يقول أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله. وكذا روى أبو حاتم ابن حبان والحاكم وابن أبي الدنيا في كتابه الذكر والنسائي في عمل اليوم والليلة.
وفي الموطأ وغيره عن طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: {أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير}.
وفي هذه الآثار –أيضًا-أبلغ رد على من زعم أن الذكر بالاسم المفرد أفضل الذكر.
الثالث: أن اللفظ غير مراد بعينه إنما المعنى:" حتى لا يذكر الله" فاستعير له "حتى لا يقال الله الله". كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي استأذن عليه فقيل له من؟ فقال النبي:" أنا أنا" قيل: كأنه كرهها. فليس المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم مجرد اللفظ:" أنا أنا" إنما المراد التعبير عن كرهه لجواب من قال:"أنا" إذا سئل عند الاستئذان عن نفسه.
الشُّبْهَةُ الرَّابِعَةُ
قول بلال رضي الله عنه عندما كان يعذبه المشركون:" أحد، أحد".
ووجه: أنه ذكر لله بالاسم المفرد.
جَوَابُهَا
قلت: هذا أثر صحيح، أخرجه أحمد في مسنده (6/ 382ح3832) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَصُهَيْبٌ وَبِلَالٌ وَالْمِقْدَادُ فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَّا بِلَالٌ فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ وَأَخَذُوا يَطُوفُونَ بِهِ شِعَابَ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ أَحَدٌ أَحَدٌْْْْ".
وبه في مصنف ابن ابي شيبة (6/ 396ح32333)، وابن ماجه في سننه (1/ 53ح 150)، والحاكم في المستدرك (3/ 320ح5238) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو البختري عبد اله بن محمد بن شاكر ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله، به.
وأبو نعيم الأصبهاني في الحلية (1/ 149) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا ابن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله، به.
والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 209ح16674) قال:" حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله، به.
وابن حبان في صحيحه (15/ 558ح7083) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر: عن عبد الله، به.
وقال ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 396ح32334):" حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد ... ثم ساق متن ابن مسعود.
وأخرجه كذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة من كلام مجاهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو نعيم الأصبهاني في الحلية (1/ 147):" حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق قال حدثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه قال كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب وهو يقول أحد أحد فيقول أحد أحد الله يا بلال .... ثم ساق قصة أبي بكر معه.
ورواه مختصرًا البيهقي في الشعب (2/ 239ح1629) بإسناده إلى عروة.
قلت: ولا حجة فيه لأن بلالًا لم يكن حال قوله (أحد أحد) ذاكرًا لله إنما كان مجيبًا لهم، فإنهم كانوا يدعونه إلى الإشراك بالله فيجيبهم (أحد أحد) أي الله أحد أحد كما في رواية عروة. وهذا ذكر بفعله لا بقوله، وتعبد بحاله لا بمقاله. وإن كان ما ذهبوا إليه من استدلال على ذلك صحيحًا فإنه لا ينهض بمعارضة الأصل المستقر من عدم جواز ذكر الله بالاسم المفرد لأنه لا يفيد كلامًا تامًا يحسن السكوت عليه فيثنى به على الله تعالى، هذا لا يجدون سبيلًا عت التملص منه.
وإن سلمنا لهم بذلك فلن يجدوا سبيلًا إلى الاستدلال على مشروعية ذكره سبحانه بالمضمر (هو، هو) فضلًا عن (أه، أه).
هذا كله فضلًا عن أن يكون الذكر بهذه الأسماء والمضمرات المفردة أفضل من الذكر بلا إله إلا الله، أو أن يكون الذكر بكلمة التوحيد هو ذكر العامة، والذكر بهذه الضمائر ذكر الخاصة!
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد.
(تَمَّتْ)
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - تفسير الطبري (11/ 528).
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) - تفسير ابن كثير (3/ 301).
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) - تفسير القرطبي (7/ 38).
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) - تفسير البغوي (3/ 167).
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) - الإتقان للسيوطي (2/ 468).
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) - شرح قطر الندى: ص44، طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) - رسالة العبودية ص 117، 118.
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) - مجموع الفتاوى (10/ 556).
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) - طريق الهجرتين: ص498 – 499.
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) - تفسير الطبري (1/ 118).
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) - صحيح مسلم (1/ 91)، س - الترمذي (3/ 224)، مستدرك الحاكم (4/ 494،495)، ومسند أحمد (3/ 107،259،268)، مستخرج أبي عوانة (218،219).(/)
اعترافات: كنتُ قبوريا!!
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 07:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتيب ممتع للاستاذ: عبد المنعم الجداوي بعنوان:
اعترافات: كنتُ قبوريا
وجدته مكتوبا على الشبكة فنقلته للفائدة
((الخرافة)) عجوز متصابية تتعلق بصاحبها ... !
((التوحيد)) يهدم أولاً .. ثم يبني من جديد .. !
ليس سهلاً أن يتراجع ((القبوري)) .. !
((التوحيد)) يحتاج إلى إرادة واعية ... !
تردّدت كثيراً في كتابة هذه الاعترافات لأكثر من سبب .. ثم أقدمت على كتابتها لأكثر من سبب، وأسباب الإحجام والإقدام واحدة .. فقد خشيت أن يقرأ العنوان بعض القراء ثم يقولون: ما لنا ولتخريف أحد معظِّمي القبور .. ولكن قد يكون بعض القراء في المنطقة النفسية التي كنت أعيشها قبل تصحيح عقيدتي .. فيقرأون اعترافاتي فيفهمون، ويعبرون من ظلمة الخرافات إلى نور العقيدة - وفي ذلك وحده ما يقويني على الكشف عن ذاتي أمام الناس - ما دام ذلك سوف يكون سبباً في هداية بعضهم إلى حقيقة التوحيد .. ؟
ولقد كنت من كبار معظّمي القبور، فلا أكاد أزور مدينة بها أي قبر أو ضريح لشيخ عظيم إلا وأهرع فوراً للطواف به ... سواء كنت أعرف كراماته أو لا أعرفها .. أحياناً أخترع لهم كرامات ... أو أتصورها .. أو أتخيلها .. فإذا نجح ابني هذا العام .. كان ذلك للمبلغ الكبير الذي دفعته في صندوق النذور .. وإذا شُفيت زوجتي، كان ذلك للسمنة التي كان عليها الخروف الذي ذبحته للشيخ العظيم فلان ولي الله! ..
وحينما التقيت بالدكتور جميل غازي، وكان اللقاء لعمل مجلة إسلامية تقوم بالإعلان والنشر عن جمعية العزيز بالله القاهرية، والتي تضم مساجد أخرى، ورسالتها الأولى ((التوحيد))، وتصحيح العقيدة، وبحكم اللقاءات المتكررة .. كان لابد من صلاة الجمعة في مسجد العزيز بالله .. وهاجم ((الدكتور جميل)) في بساطة، وبعقلانية شديدة هذا المنحنى المخيف في العقيدة، وسماه: شركاً بالله؛ وذلك لأن العبد في غفلة من عقله يطلب المدد والعون من مخلوق ميت!! ..
أفزعني الهجوم، وأفزعتني الحقيقة .. وما أفزع الحقيقة للغافلين ... ولو أن ((الدكتور جميل)) اكتفى بذلك لهان الأمر .. لكنه في كل مرة يخطب لا بدّ أن يمس الموضوع بإصرار .. فالضّريح لا يضم سوى عبد ميت فقط .. بل قد يكون أحياناً خالياً حتى من العظام التي لا تنفع ولا تضرّ .. !
• في أول الأمر اهتززت .. فقدت توازني .. كنت أعود إلى بيتي بعد صلاة كل جمعة حزيناً .. شيء ما يجثم فوق صدري .. يقيد أحاسيسي ومشاعري .. أحاول في مشقة أن أخرج عن هذا الخاطر ... هل كنت في ضلالة طوال هذه الأعوام؟ .. أم أن صديقي ((الدكتور)) قد بالغ في الأمر .. فأنا أعتقد أن كل من نطق بالشهادة لا يمكن أن يكون كافراً لهفوة من الهفوات أو زلةٍ من الزلات .. !
شيء آخر أشعل في فؤادي لهباً يأكل طمأنينتي في بطء ... إن الدكتور يضعني في مواجهة صريحة ضد أصحاب الأضرحة الأولياء، والخطباء على المنابر صباح مساء .. يعلنونها صريحة: إن الذي يؤذي ولياً .. فهو في حرب مع الله سبحانه وتعالى، وهناك حديث صحيح في هذا المعنى .. وأنا لا أريد أن أدخل في حرب ضد أصحاب القبور والأضرحة؛ لأنني أعوذ بالله من أن أدخل في حرب معه - جل جلاله- ... !
وقلت: إن أسلم وسيلة للدفاع هي الهجوم .. واستعدت قراءة بعض الصفحات من كتاب ((الغزالي)) ((إحياء علوم الدين))، وصفحات أخرى من كتاب ((لطائف المنن)) (لابن عطاء الاسكندري)،وحفظت عن ظهر قلب الكرامات، وأسماء أصحابها، ومناسبات وقوعها، وذهبت الجمعة الثانية، وكظمت غيطي وأنا أستمع إلى الدكتور، فلما انتهى من الدرس وأصرَّ على أن يدعوني لتناول طعام الغداء، وبعدالغداء .. تسلمته هجوماً بلا هوادة، معتمداً على عاملين:
الأول: هو أنني حفظت كمية لا بأس بها من الكرامات.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أنني على ثقة من أنه لن يتهور فيداعبني بكفيه الغليظتين؛ لأنني في بيته! وتناولت طعامه فأمنت غضبه، وقلت له: والآتي هو المعنى، وليس نص الحوار: ((إن الأولياء لا يدرك درجاتهم إلا من كان على درجتهم من الصفاء، والشفافية، وأنهم رجال أخلصوا لله .. فجعل لهم دون الناس ما خصهم به من آيات وأن .... وأن ... وأن .. وانتظر الدكتور حتى انتهيت من هجومي .. وأحسست أنه لن يجد ما يقوله .. وإذا به يقول:
• هل تعتقد أن أي شيخ منهم كان أكرم على الله من رسوله .. ؟
• قلت مذهولاً: لا ..
-إذاً كيف يمشي بعضهم على الماء ... أو يطير في الهواء .. أو يقطف ثمار الجنة وهو على الأرض .. ورسول الله لم يفعل ذلك .. ؟
كان يمكن أن يكون ذلك كافياً لإقناعي أو لتراجعي .. لكنه التعصب - قاتله الله -!! كَبُرَ عليّ أن أسلّم بهذه البساطة، كيف ألقي ثقافة إسلامية عمرها في حياتي أكثر من ثلاثين عاماً .. قد تكون مغلوطة .. غير أني فهمتها على أنها الحقيقة، ولا حقيقة سواها!!
•وعدت أقرأ من جديد في الكتب التي تملأ مكتبتي .. وأعود إلى ((الدكتور))، ويستمر الحوار بيننا إلى ساعة متأخرة من الليل - فقد كنتُ من كبار عشاق الصوفية .. لماذا؟ لأني أحب أشعارهم وأحبّ موسيقاهم، وألحانهم التي هي مزيج من التراث الشعبي، وخليط من ألحان قديمة متنوعة ... شرقية، وفارسية، ومملوكية، وطبلة إفريقية أحياناً تدقّ وحدها .. أو ناي مصري حزين ينفرد بالأنين، مع بعض أشعارهم التي تتحدث عن لقاء الحبيب بمحبوبه وقت السَّحر .. !
لهذا وللأسباب الأخرى .. أحببت الصوفية .. وكنت أعشقها، وأحفظ عن ظهر قلب الكثير من شعر أقطابها .. لاسيما ((ابن الفارض))، وكل حجتي التي أبسطها في معارضة ((الدكتور))، أنه وأمثاله من الذين يدعون إلى ((التوحيد)) لا يريدون للدين روحاً، وإنما يجردونه من الخيال، وأنهم لا بد أن يصلوا إلى ما وصل إليه أصحاب الكرامات؛ لكي يدركوا ما هي الكرامات .. ! فلن يعرف الموج إلا من شاهد البحر، ولا يعرف العشق إلا من كابد الحب - وهذا أسلوب صوفي - أيضاً - في الاستدلال، ولهم بيت شهير في هذا المعنى!.
وحتى لا يضطرب وجداني، وتتمزق مشاعري ... حاولت أن أنقطع عن لقاء ((الدكتور)) .. ولكنه لم يتركني .. فوجئت به يدق جرس الباب، ولم أصدق عيني .. كان هو .. قد جاء يسأل عني .. وتكلمنا كالعادة كثيراً وطويلاً .. فلما سألني عن سبب عدم حضوري لصلاة الجمعة معه ...
قلت له بصراحة:
- لقد يئست منك! ..
قال: ولكني لم أيأس منك .. أنت فيك خير كثير للعقيدة.
قلتُ: إنه يستدرجني على طريقته، ولمحت معه كتاباً من وضعه عن سيرة الإمام ((محمد بن عبد الوهاب))
فقلت له: أعطني هذه النسخة .. هل يمكن ذلك ... ؟
قال: هذه النسخة بالذات ليست لك، وسوف أعدك بواحدة.
وهذه هي طريقته للإثارة دائماً .. لا يعطيني ما أطلب من أول مرة .. فخطفتُ النسخة، ورفضت إعادتها له! ..
• وبعد منتصف الليل بدأت القراءة .. وشدني الكتاب موضوعاً وأسلوباً .. فلم أنم حتى الصباح! ..
كان الكتاب - على حجمه المتواضع - كالإعصار، كالزلزال .. أخذني من نفسي ليضعني على حافة آفاق جديدة .. حكاية الشيخ ((محمد بن عبد الوهاب)) نفسه .. ثم قصة دعوته، وما كابده من معاناة طويلة .. حينما كانت في صدره حنيناً، وكلما
قرأت صفحة وجدت قلبي مع السطور. فإذا أغلقت الكتاب لأمر من الأمور يتطلب التفكير أو البحث في كتب أخرى .. استشعرت الذنب؛ لأنني تركت الشيخ في ((البصرة)) ولم أصبر حتى يعود .. أو تركته في بغداد يستعد للسفر إلى (كردستان) .. ولا بد أن أصبر معه حتى يعود من غربته إلى بلده! ..
يقول الدكتور في كتابه ((مجدد القرن الثاني عشر الهجري شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب)).
وبعد هذا التطواف والتجوال هل وجد ضالته المنشودة .. ؟ لا، فإن العالم الإسلامي كله كان يعاني نوبات قاسية من الجهل والانحطاط والتأخر .. عاد الرجل إلى بلده يحمل بين جوانحه ألماً ممضّاً، لما أصاب المسلمين من انتكاس وتقهقر في كل مناحي حياتهم.
عاد إلى بلده وفي ذهنه فكرة تساوره بالليل والنهار.
لماذا لا يدعو الناس إلى الله؟
لماذا لا يذكرهم بهدي رسول الله .. ؟
لماذا ... لماذا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
إذًا، فهذه العقيدة التي يريدها ((الدكتور)) لم تأت من فراغ ... فمنذ القرن الثاني عشر الهجري ... والإمام محمد بن عبد الوهاب ... يُفكّر، ويقدّم؛ لكي يهدم صروح الأضرحة، ويحطّم شبح الخرافات، ويُطارد المشعوذين الذين لطخوا وجه الشريعة السمحاء ... بخزعبلاتهم التي اكتسبت مع الأيام قداسة، تخلع قلوب المؤمنين ... إذا فكروا في إزالتها وفي ذلك يقول الكاتب: ((ماذا كان وقْع هذه الأعمال على نفوس القوم .. )).
ويجيب المؤرخون على ما يرويه الأستاذ أحمد حسين في كتابه ((مشاهداتي في جزيرة العرب)) ((إن القوم لم يقبلوا مشاركة الرجل فيما قام به من قطع الأشجار، وهدم القباب، بل تركوا له وحده أن يقوم بهذا العمل، حتى إذا ما كان هناك شر أصابه وحده .. !)).
هل يكون ما يزلزل كياني الآن هو الخوف الذي ورثته .. ؟ وهو نفس الذي جعل الناس في بلدة (العُيَيْنة): موطن الشيخ، يتركونه يزيل الأشجار، وقبة قبر (زيد بن الخطاب) بنفسه .. خوفاً من أن تصيبهم اللعنات المختلفة من كرامات هذه الأماكن وأصحابها.
ومضيت أقرأ ومع كل صفحة أشعر أنني أخلع من جدار الوهم في أعماقي حجراً ضخماً .. وحينما بلغت منتصف الكتاب كانت فجوةً كبيرةً داخلي قد انفتحت، وتسلل منها ومعها نور اليقين .. ولكن في زحمة الظلمة التي كانت تعشعش في داخلي .. كان الشعاع يُومض لحظة ويختفي لحظات .. !
• لقد استطاع ((الدكتور)) أن ينتصر ... تركني أحارب نفسي بنفسي، بل جعلني أتابع مسيرة التوحيد مع شيخها محمد بن عبد الوهاب، وأشفق عليه من المؤامرات التي تحاك ضده، وحوله، وكيف أنه حينما أقام الحد على المرأة التي زنت في (العيينه) .. غضب حاكم ((الإحساء)) (سليمان بن محمد بن عبد العزيز الحميدي)، واستشعر الخطر من الدعوة الجديدة وصاحبها ... فكتب إلى حاكم العيينه ((ابن معمر)) يأمره بكتم أنفاسها، وقتل المنادي بها، والعودة فوراً إلى حظيرة الخرافات والخزعبلات.
ولما كان ((ابن معمر)) قد ارتبط مع الشيخ في مصاهرة ... فقد زوجه ابنته ... فإنه تردد في قتله، ولكنه دعاه إلى اجتماع مغلق، وقرأ عليه رسالة حاكم ((الإحساء)) ثم رسم اليأس كله على ملامحه، وقال له: إنه لا يستطيع أن يعصي أمراً لحاكم ((الإحساء))، لأنه لا قِبَل له به .... ولعلها لحظة يأس كشفت للشيخ عن عدم إيمان ((ابن معمر)) ... ولم تزد الشيخ إلا إصرارًا على عقيدته، وقوة توحيده .. فالحكام الطغاة لا يحاربون دائماً إلا داعية الحق .. وقبل الشيخ في غير عتاب أن يغادر (العيينة) .. مهاجراً في سبيل الله بتوحيده .. باحثاً عن أرض جديدة يزرعه فيها! ..
في الصباح استيقظتُ على ضجة في البيت غير عادية .. واعتدلت في فراشي، ووصَلَتْ إلى أذني أصوات ليست آدمية خالصة، ولا حيوانية خالصة .. ثغاء، وصياح، وكلام .. غير مفهوم العبارات .. وقلت: لا بد أنني أعاني من بقية حلم ثقيل .. فتأكدت من يقظتي، ولكن ((الثغاء)) هذه المرة اخترق طبلة أذني .. ودخلت عليّ زوجتي تحمل إليَّ أنباء سارةً جدًا ... وهي تتلخص في أن ابنة خالتي ـ التي تعيش في أقصى الصعيد، ومعها زوجها، وابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات ـ قد وصلوا في قطار الصعيد فجراً، ومعهم ((الخروف)) ... !
وظننت أن زوجتي تداعبني .. أو أن ابنة خالتي - وكنت أعرف أن أولادها يموتون في السنوات الأولى -، قد أطلقت على طفل لها اسم (خروف) لكي يعيش مثلاً. وهي عادات معروفة في الصعيد. وقبل أن أتبين المسألة .. أحسست بمظاهرة من أولادي تقترب من باب حجرة نومي .. وفجأة وبدون استئذان اقتحم الباب ((خروف)) له فروة، وقرون، وأربعة أقدام ... واندفع في جنون من مطاردة الأولاد له .. فحطّم ما اعترض طريقه .. ثم اتجه إلى المرآة، وفي قفزة ((عنترية)) اعتدى على المرآة بنطحة قوية، تداعت بعدها، واحدثت أصواتاً عجيبة، وهي تتحطم! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
تَمَّ كل ذلك في لحظة سريعة .. وقبل أن استرد أنفاسي، وخيل إليّ أن بيتنا انفتح على حديقة الحيوانات .. رغم أنني أسكن في العباسية، والحديقة في الجيزة .. ولكن وجدت نفسي أقفز من على السرير، وخشيت زوجتي ثورة ((الخروف))، وتضاءلت فانزوت في ركن .. ترمقني بعينيها، وتشجعني لكي أتصدى لهذا الحيوان المجنون .. الذي اقتحم علينا خلوتنا .. ولكن الصوت والزجاج المتناثر زاد من صياج الحيوان .. ولمحت في عينيه، وفي قرنيه الموت الزؤام .. واستعدت في ذهني كل حركات مصارعي الثيران، وأمسكت بملاءة السرير، وقبل أن أجرب رشاقتي في الصراع مع ((الخروف)) دخلت ابنة خالتي وهي في حالة انزعاج كامل .. فقد خيل لها أنني سوف أقتله ... وصاحت - وهي على يقين من أنني سأصرع:
- حاسب، هذا خروف ((السيد البدوي)).
ونادته فتقدّم إليها في دلال، وكأنه الطفل المدلّل .. فأمسكت به تُربتُ على رأسه، وروت لي أنها قدمتْ من الصعيد، ومعها هذا الخروف البكر الرشيق الذي انفقت في تربيته ثلاثة أعوام هي عمر ابنها؛ لأنها نذرت للسيد البدوي إذا عاش ابنها .. أن تذبح على أعتابه ((خروفاً))، وبعد غد يبدأ العام الثالث موعد النذر! ..
•كانت تقول كل هذه العبارات وهي سعيدة .. وخرجت إلى الصالة لأجد زوجها، وهو في ابتهاج عظيم .. يطلب مني أن أرافقهم إلى ((طنطا)) .. لكي أرى هذا المهرجان العظيم؛ لأنهم نظراً لبعد المسافة اكتفوا بالخروف .. فأما الذي على مقربة من ((السيد البدوي)) فإنهم يبعثون بِجِمال .. وأصبح عليّ أن أجامل ابنة خالتي لكي يعيش ابنها، وإلا اعتُبرت قاطعاً للرحم ... لا يهمني أن يعيش ابن خالتي أو يموت، ولا بد أن أذهب معهم إلى مهرجان الشرك، وفي نفس الوقت كنت أسأل نفسي .. كيف أقنعها بأنها في طريقها إلى الكفر .. ؟ وماذا سيحدث حينما أحطم لها الحلم الجميل الذي تعيش فيه منذ ثلاث سنوات ... ؟
وقلت: أبدأ بزوجها أولاً؛ لأن الرجال قوامون على النساء .. وأخذت الزوج إلى زاوية في البيت، وتعمدت أن يرى في يدي كتاب: ((الإمام محمد بن عبد الوهاب)) .. ومدّ يده فجعل الغلاف في ناحيته، وما كاد يقرأ العنوان حتى قفز كأنه أمسك بجمرة نار! ..
قرأ زوج ابنة خالتي عنوان الكتاب - الذي يقول: إن في الصفحات قصة ((الشيخ محمد بن عبد الوهاب)) ودعوته - وهتف صارخاً: ما هذا الذي أقرؤه ... ؟ وكيف وصلني هذا الكتاب .. ؟ لا بد أن أحدهم دسه عليَّ!! .. فهو يعرف أنني رجل متزن ... أحرص على ديني، وعلى زيارة الأضرحة، وتقديم الشموع، والنذور، وأحياناً القرابين المذبوحة والحية، كما يفعل هو تماماً .. ورأيت في عينيه نظرة رثاء ... إلى ما رماني به القدر في تلك النسخة ... وكان عليَّ أن أقف منه موقف الدكتور جميل غازي مني سابقاً .. وشاء الله أن يكون ذلك بمثابة الامتحان لي .. وهل في استطاعتي أن أطبق ما قرأت أم لا .. ؟ وهل استوعبت عن يقين ما قرأت أم لا .. ؟ والأهم من ذلك هو مدى إصراري على عقيدتي وإقناع الآخرين بها - أيضاً -، فالذي لا يؤثر في المحيط الذي يعيش فيه .. هو صاحب عقيدة سلبية ... غير إيجابية .. فليس من المعقول في شيء .. أن أطوي ((توحيدي)) على نفسي، وأترك الآخرين يعيشون في ضلالة؛ لأنهم بعد فترة سوف يغرقونني في خرافاتهم .. وعليه فلا بد أن أجادلهم بالتي هي أحسن .. لا أتركهم يشعرون أن الأمر هينّ .. لا بد أن أنفرهم من شركهم .. وهم لا بد أن يتراجعوا؛ لأن ((الخرافة)) - نظراً لأنها تقوم على ضلالات هشة - لا يكاد الشك يدخلها حتى يهدمها .. والحق في تعقبها إذا كان لحوحاً .. قضى عليها ... أو على أقل تقدير أوقف نموها حتى لا تصيب الآخرين .. ومن أجل ذلك كله قررت أن أتوكل على الله، وأبدأ الشرح للرجل ... ولم تكن المهمة سهلة .. فلا بد أولاً أن أطمئنه، وأزيل ما بينه وبين سيرة الشيخ ((محمد بن عبد الوهاب)) .. ثم ما ترسّب في ذهنه من زمن عن (الوهابية والوهابيين) .. ففي أول الحديث .. اتهم ((الوهاب)) بعدد من الاتهامات يعلم الله أن دعوة ((التوحيد)) بريئة منها .... براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ورحت أحاول في حماس شديد .. أشرح له سر حملات الكراهية، والبغضاء التي يشنها البعض على دعوة ((التوحيد)) .. وكيف أنها أحيت شعائر الشريعة، وأصول العبادات، وفي ذلك القضاء على محترفي الدّجل، وحراس المقابر، وسدنة الأضرحة، والذين يُكدّسون الأموال عاماً بعد عام .. من بيع البركات، وتوزيع الحسنات على طلاب المقاعد في الجنة .. فالمقاعد محدودة والوقت قد أزف .. ! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. !
ولمحت على ملامحه بعض سمات الخير .. نظر في دهشة .. كأنه يفيق من غيبوبة ... ورغم ذلك فقد راح يتشنج، ويدافع عن أهل الله الذين ينامون في قبورهم لكن يتحكمون بأرواحهم في بقية الكون، وأنهم يدعون كل ليلة جمعة للاجتماع عند قطب من الأقطاب ... وحتى النساء من الشهيرات يلتقين - أيضاً - مع الرجال الأقطاب، وينظرون في شؤون الكون ... !
• ولم أكن أطمع في زحزحته عن معتقدات في ضميره عمرها أكثر من ثلاثين سنة ... فاكتفيت بأن طلبت منه أن ينظر في الأمر .. هل هؤلاء الموتى من أصحاب الأضرحة ... أكرم عند الله أم رسول الله؟!! ثم يفكر طويلاً، ويجيء إلىَّ بالنتيجة ... دون ما تحيّز أو تعصّب .. ووعدني بأن يُفكّر، ولكنه فقط يطلب مني أن أرافقهم في رحلتهم الميمونة إلى ((طنطا)) ... فقلت له: إن هذا هو المستحيل لن يحدث .. وإذا كان مصمماً على الذهاب هو وزوجته إلى ((السيد البدوي)) حتى يعيش ابنهما .. فالمعنى الوحيد لذلك هو أن الأعمار بيد ((السيد البدوي)) .. وحملق فيَّ وصاح:
لا تكفر يا رجل .. ؟
فقلت له:
- أينا يكفر الآن .. ؟ أنا الذي أطلب منك أن تتوجه إلى الله .. ؟ أم أنت الذي تُصرّ على أن تتوجه إلى ((السيد البدوي)) .. ؟
وسكت واعتبر هذا مني إهانة لضيافته، وأخذت زوجته والخروف وابنها، وانصرفوا من العباسية في القاهرة إلى ((طنطا))، وحيثما وقفت أودعهم ..
همست في أذن الزوج: أنه إذا تفضل بعدم المرور علينا بعد العودة من مهرجان الشرك .. فإنني أكون شاكراً له ما يفعل ... و إلا لقي مني ما يضايقه .. وازداد ذهول الرجل، ومضى الركب الغريب .. يسوق الخروف نحو ((طنطا)) .. !
وانثنت زوجتي تلومني؛ لأنني كنت قاسياً معهم، وهم الذين يخافون على طفلهم .... الذي عاش لهم بعد أن تقدم بهما العمر، ومات لهما من الأطفال الكثير .. وصحت في زوجتي، إن الطفل سيعيش فذلك لأن الله يريد له أن يعيش، وإن كان سيموت فذلك لأن الله يُريد له ذلك .. ولا شريك لله في أوامره ولا شريك له في إرادته.
وذهبت إلى إدارة الجريدة التي أعمل بها .. وإذا بالدكتور يتصل بي تليفونياً؛ ليتحدث معي في شأن له، ولم يخطر بباله أن يسألني: ماذا فعل بي الكتاب؟ أو ماذا فعلت به؟ واضطررت أن أقول له: إنني في حاجة إلى مناقشة بعض ما جاء في الكتاب معه ... والتقينا في الليل وحدثته عن الكارثة التي جاءتني من الصعيد، ولم يعلق على محاولتي إقناعهم بالعدول عن شركهم .. مع أنني منذ أيام فقط .. كنت لا أقل شركًا عنهم، وقلت له: ألا يلفت نظرك أنني أقول لهم ما كنت تقوله لي .. ؟
قال في هدوء يغيظ: إنه كان على يقين من أنني سوف أكون شيئاً مفيداً للدعوة .. وأردت الاحتجاج على أنني من (الأشياء) ولست من الآدميين، لكن الدكتور لم يتوقف، وقال: لقد صدر منك كل هذا بعد قراءة نصف الكتاب، فكيف بك إذا قرأت الكتب الأخرى؟! وأغرق في الضحك!!.
وعلمت بعد أيام أن قريبتي عادت من ((طنطا)) إلى الصعيد مباشرة دون المرور علينا في القاهرة، وأنها غاضبة مني، وشكتني لكل شيوخ الأسرة، وفي الأسبوع الثاني فوجئت بجرس الباب يدقّ .. وذهب ابني الصغير؛ ليستطلع الأمر .. ثم عاد يقول لي:
- إبراهيم الحران ...
((الحران)) .. إنه زوج ابنة خالتي .. ماذا حدث .. ؟
هل جاءوا بخروف جديد، ونذر جديد لضريح جديد ... أم ماذا .. ؟ وقررت أن يخرج غضبي من الصمت إلى العدوان هذه المرة، ولو بالضرب .. ومشيت في ثورة إلى الباب .. وإذا بهذا ((الحران)) يمد يده ليصافحني، ودَعَوْته إلى الدخول فرفض .. إذًا لماذا جاء .. ؟ وفيم جاء؟، وابتسم ابتسامة مغتصبة وهو يقول: إنه يطلب كتاب ((الشيخ محمد بن عبد الوهاب)) الذي عندي، وحملقت فيه طويلاً، وجلست على أقرب مقعد .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
سقطت قلعة من قلا ع الجاهلية .. لكن لماذا؟ وكيف كان السقوط؟ جاء صاحبي إبراهيم يسعى بقدميه .. يطلب ويلحّ في أن يبدأ مسيرة التوحيد .. لا بد أن وراء عودته أمراً، ليس من المعقول أن يحدث ذلك بلا أسباب قوية جعلت أعماقه تتفتح، وتفيق .. على حقائق غفل عنها طويلاً .. !
ورحمة بي من الذُّهول، والإغماء الذي أوشك أن يصيبني .. بدأ يتكلم، وكانت الجملة التي سقطت من فمه ثقيلة كالحجر الذي يهبط من قمة جبل .. صكت سمعي .. ثم ألقت بنفسها تتفجر على الأرض .. تصيب وتدمي شظاياها، وقال:
- لقد مات ابني عقب عودتنا ... ! إنا لله وإنا إليه راجعون .. هذا هو الولد الرابع الذي يموت لإبراهيم تباعاً، وكلما بلغ الطفل العام الثالث .. لحق بسابقه .. وبدلاً من أن يذهب إلى الأطباء ليعالج مع زوجته، بعد التحليلات اللازمة .. فقد يكون مبعث ذلك مرض في دم الأب أو الأم .. اقتنع، وقنع بأن ينذر مع زوجته مرة للشيخ هذا، ومرة للضريح ذاك، وأخرى لمغارة في جبل بني سويف .. إذا عاش طفله، ولكن ذلك كله لم ينفعه .. ورغم الجهل والظلم الذي يظلمه لنفسه .. إلا أنني حزنت من أجله .. تألمت حقيقة .. أخذته من يده .. أدخلته .. جلست أستمع إلى التفاصيل .. !
لقد عاد من طنطا مع زوجته إلى بلدهما، وحملا معهما بعض أجزاء من ((الخروف)) الذي كان قد ذبح على أعتاب ضريح ((السيد البدوي)) .. فقد كانت تعاليم الجهالة تقضي بأن يعودا ببعضه .. التماساً لتوزيع البركة على بقية المحبين - وأيضاً - لكي يأكلوا من هذه الأجزاء .. التي لم تتوافر لها إجراءات الحفظ الصالحة ففسدت .. وأصابت كل من أكل منها بنزلة معوية .. وقد تصدَّى لها الكبار وصمدوا .. أما الطفل .. فمرض، وانتظرت الأم - بجهلها - أن يتدخل ((السيد البدوي)) .. لكن حالة الطفل ساءت .. وفي آخر الأمر .. ذهبت به للطبيب الذي أذهله أن تترك الأم ابنها يتعذب طوال هذه الأيام ... فقد استغرق مرضه أربعة أيام ... وهزَّ الطبيب رأسه، ولكنه لم ييأس .. وكتب العلاج .. ((أدوية)) وحقن، ولكن الطفل .. اشتد عليه المرض، ولم يقو جسمه على المقاومة .. فمات!
من موت الطفل بدأت المشاكل .. كانت الصدمة على الأم .. أكبر من أن تتحملها .. ففقدت وعيها .. أصابتها لوثة .. جعلتها تمسك بأي شيء تلقاه، وتحمله على كتفها وتهدهده وتداعبه على أنه ابنها .. أما الأب فقد انطوى يفكر في جدية، بعد أن جعلته الصدمة يبصر أن الأمر كله لله .. لا شريك له .. وأن ذهابه عاماً بعد عام .. إلى الأضرحة والقبور .. لم يزده إلا خسارة .. واعترف لي: بأن الحوار الذي دار بيني وبينه .. كان يطنّ في أذنيه .. عقب الكارثة، ثم صمت .. ! فقلت له: بعض الكلام الذي يُخفّف عنه، والذي يجب أن يُقال في مثل هذه المناسبات .. ولكن بقي في نفسه شيء من حديثه. فهو لم يكمل .. ماذا حدث للسيدة المنكوبة، وهل شفيت من لوثتها أم لا؟
فقلت له: لعل الله قد شفي الأم من لوثتها.؟!
فأجاب - وهو مطأطئ الرأس -: إن أهلها يصرون على الطواف بها على بعض الأضرحة والكنائس - أيضاً - ويرفضون عرضها على أي طبيب من أطباء الأمراض النفسية والعصبية .. ليس ذلك فحسب .. بل ذهبوا بها إلى ((سيدة)) لها صحبة مع الجن فكتبت لها على طبق أبيض .. وهكذا تزداد العلة عليها في كل يوم وتتفاقم .. وكل ما يفعله الدجالون يذهب مع النقود المدفوعة إلى الفناء .. !
وحينما أراد أن يحسم الأمر .. وأصرّ على أن تُعْرض على طبيب .. أو يطلقها لهم؛ لأنهم سبب إفسادها .. برزت أمها تتحداه، وركبت رأسها فاضطر إلى طلاقها وهو كاره ... !
* * * * *
• أثارتني قصته، رغم حرصي على النسخة التي حصلت عليها من ((الدكتور جميل)) إلا أنني أتيته بها وناولتها له .. فأمسك بها وقلبها بين يديه .. وعلى غلافها الأخير كان مكتوباً كلام راح يقرؤه بصوت عال .. كأنه يسمع نفسه قبل أن يسمعني ((نواقض الإسلام)) من كلمات شيخ الإسلام ((محمد بن عبد الوهاب)): {من يُشْرك بالله فقد حرَّم اللهُ عليه الجنّة ومأْواهُ النَّارُ وَما للظَّالمين مِنْ أنصار} [المائدة:72]، ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورفع رأسه فحملق في وجهي .. ثم أخذ الكتاب، وانصرف واشترط أن يعيده لي بعد أيام، وأن أحضر له من الكتب ما يعينه على المضي في طريق ((التوحيد))
انصرف إبراهيم، والمأساة التي وقعت له تتسرب إلى كياني قطرة بعد قطرة .. فهي ليست مأساة فرد، ولا جماعة، وإنما هي مأساة بعض المسلمين في كثير من الأمصار .. الخرافة أحب إليهم من الحقيقة، والضلالة أقرب إلى أفئدتهم من الهداية، والابتداع يجتذبهم بعيداً عن السنة .. !
حاولت الاتصال تليفونياً ((الدكتور جميل)) .. فقد كنت أريد أن أنهي إليه أخبار (إبراهيم) ولكني لم أجده فبدأت العمل في كتابات لمجلة شهرية تصدر في قطر .. اعتادت أن تنشر لي أبحاثاً عن الجريمة في الأدب العربي، وصففت أمامي المراجع، وبدأت مستعيناً بالله على الكتابة، وإذا بالتليفون يدق .. كان المتكلم مصدراً رسمياً في وزارة الداخلية ـ يدعوني بحكم مهنتي كصحفي متخصص في الجريمة ـ لحضور تحقيق في قضية مصرع أحد عمال البلاط، وكان قد عثر على جثته في جُوال منذ يومين .. !!
تركت كل ما كان يشغلني إلى مكان التحقيق .. والغريب في الأمر .. أن يكون الأساس الذي قامت عليه هذه الجريمة هو السقوط أيضاً .. في هاوية الشرك والدّجل والشعوذة .. بشكل يدعو إلى الإشفاق .. فالقتيل كان يدّعي صحبة الجن، والقدرة على التوفيق بين الزوجين المتنافرين، وشفاء بعض الأمراض وقضاء الحاجات المستعصية ... إلى جانب عمله في مهنة البلاط .. !
أمّا المتهم القاتل .. فكان من أبناء الصعيد .. تجاوز الخمسين من عمره،وكان متزوجاً من امرأة لم تنجب .. فطلقها وتزوج بأخرى في السابعة عشرة من عمرها لكنها هي الأخرى لم تنجب ... وبلغه من تحرياته أن مطلقته قامت بعمل سحر له - نكاية فيه - يمنعه من الإنجاب مع زوجته الجديدة. فاتصل بذلك الرجل الذي كان شاباً لم يتجاوز الأربعين .. واتفق معه على أن يقوم له بعمل مضاد .. وتلقف الدجّال فرصة مواتية ... وذهب معه إلى البيت .. وكتب له الدجال بعد أن تناول العشاء الدّسم .. بعض مستلزمات حضور الجن من بخور وشموع وعطور، وذهب الرجل ليشتريها .. وترك (الدجّال) وزوجته الحسناء في البيت .. !
خرج الرجل مسرعاً يشتري البخور الذي سيحرق تمهيدًا لاستحضار الجن .. وترك الدجّال الشاب مع الزوجة الحسناء .. وكان لا بد أن يحدث ما يقع في مثل هذه المواقف .. فقد حاول المشعوذ أن يعتدي على الزوجة. إذ راودها في عنف ليفتك بشرفها، وهي العفيفة الشريفة .. فقامت لتغادر البيت إلى جارة لها .. حتى يصل زوجها .. وإذا بها تجد زوجها على الباب .. فقد نسى أن يأخذ حافظة نقوده وروت له في غضب ما وقع من الدجّال، وانفعل الزوج الصعيدي، وحمل عصاة غليظة ودخل على الدجال في الغرفة، وانهال عليه بالعصا .. حتى حطم رأسه .. بعدها وجد نفسه أمام جثة لا بد أن يتخلص منها .. فجلس يفكر!
خرج ليلاً فاشترى جُوالاً، وعاد فوضع الجثَّة فيه، وانتظر حتى انتصف الليل .. ثم حمل الجثة على كتفه، وألقى بها في خلاء على مقربة من الحي الذي يسكنون فيه .. وعاد إلى غرفته يحاول طمس الآثار ومحوها .. وظن أنه تخلص من الدجال الشاب إلى الأبد!
ولكن رجال الشرطة .. بعد عثورهم على الجثة .. بدأوا أبحاثهم عن الجُوال الذي يحتوي على الجثة .. وما كادوا يعرضونه على البقالين في المنطقة، حتى قال لهم أحدهم: إن الذي اشتراه منه هو فلان، وكان ذلك بالأمس فقط، وألقت الشرطة القبض على الرجل، وفتشت غرفته فوجدت الآثار الدالة على ارتكاب الجريمة .. وضُيِّقَ عليه الخناق فاعترف بتفاصيل الجريمة!
**********
•لم يكن حضوري هذا التحقيق صدفة، فكل شيء يجري في ملكوت الله بقدر .. إذ يسوق لي هذه الجريمة المتعلقة - أيضاً - بفساد العقيدة .. لتجعلني أناقش مع الآخرين .. قضية العقيدة والخرافة من بذورها الأولى .. ولماذا تروج الخرافة، وتتغلغل في كيانات البشر دون وازع؟ هل لأن الذين يتاجرون بها أوسع ذكاء من الضحايا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا يجعل الضحايا ـ وهم ملايين ـ يندفعون إلى ممارستها، والإيمان بها، والتعصب لها ... ؟ أم أن ((الوثنية)) التي هي الإيمان بالمحسوس والملموس .. التي ترسبت في أذهان العالمين سنين طويلة تفرض نفسها على الناس من جديد. تساندها الظروف النفسية لبعض البشر. الذين يعجزون عن الوصول إلى تفسير لها!!؟
•فالقاتل والقتيل في هذه الجريمة ... كلاهما فاسد العقيدة .. لا يعرفان من الإسلام سوى اسمه .. فالقتيل مشعوذ يمشي بين عباد الله بالسوء، ويكذب عليهم، ويدّعي أنه على صلة بالجن، وأنه يُشْفي ويُسْعد، ويشفي ويمرض بمعاونة الجن، وفي ذلك شرك مضاعف مع الإضرار بالناس .. أما القاتل فهو من فرط جهالته يعتقد أن إنساناً مثله في وسعه أن يجعله ينجب ولدًا أو بنتاً! وقد يكون عذره أنه في لهفته على الإنجاب ألغى عقله ... غير أنه لو أن له عقيدة سليمة .. تُرسِّخُ في ذهنه أنَّ الله بلا شركاء، وأن النفع والضر بيد الله فقط، وتُؤصِّل هذه المفاهيم في أعماقه .. ما كان يمكنه أن يستسلم لدجال .. ولا استطاعت عقيدته أن تحميه من السقوط في أيدي مثل هذا المشعوذ!!
•وفي كثير من الأحيان يصل الأمر ... ببعض المتعصبين إلى أن يجعل من نفسه داعية للخرافة .. يروج لها، ويدافع عنها، وعلى استعداد للقتال في سبيلها .. فقد نجد من ينبري في المجالس .. فيروي كيف أن الشيخ الفلاني أنقذه هذه الأيام من ورطة كانت تحيق به، وأنه كان لن يحصل على الترقية هذا العام لولا أن الشيخ الفلاني صنع له تحويطة، وأنه كان على خلاف مع زوجته وضَعَهُما على حافة الطلاق لولا أن الشيخ الفلاني كتب له ورقة وضعها تحت إبطه .. إلخ ..
وتحضرني في هذا المجال قصة سيدة تخرجت من جامعة القاهرة، ودرست حتى حصلت على الدكتوراه في علوم الزراعة، وتشغل الآن وظيفة مديرة مكتب وزير زراعة إحدى الدول العربية، هذه السيدة حاملة الدكتوراه ... عثر زوجها ذات يوم على حجاب تحت وسادته، فسأل زوجته .. فقالت: إنها دفعت فيه ما لا يقل عن خمسين جنيهاً؛ لكي تستميل قلبه؛ لأنها تشعر بجفوته في الأيام الأخيرة .. وكانت النتيجة أن زوجها طلقها طبعاً .. وراوي قصتها هو محاميها نفسه الذي تولى دعواها التي أقامتها ضد زوجها ... !
•وترتفع الخرافة إلى الذروة ... حينما يعمد المتخصصون فيها إلى تقسيم تخصصات المشايخ والأضرحة ... فضريح السيدة فلانة يزار لزواج العوانس، والشيخ فلان يزار ضريحه في مسائل الرزق، والقادرة الشاطرة صاحبة الضريح الفلاني يحج إليها في مشاكل الحب،والهجر، والفراق، والطلاق، وأخرى في أمراض الأطفال، والعيون، وعسر الهضم .. وهكذا ... مؤامرة محكمة الحلقات .. تلف خيوطها حول السذَّج والمساكين، وكأنهم لم يقرأوا في القرآن: {وإن يَمْسسك اللهُ بِضُرٍ فلا كاشف له إلاّ هُو وإن يمسسك بخيرٍ فهُو على كُلِ شيءٍ قدير} [الأنعام: 17]، وكأنهم لم يسمعوا بالحديث الشريف: ((من تَعَلَّق تميمةً فقد أشرك)).
إن الانصياع إلى الخرافات ليس وقفاً على عامة الناس أو جهلتهم، بل من المؤسف أنها تتمتع بسلطان كبير بين المتعلمين، والذين درسوا في أرقى الجامعات. وإذاً فالأصل فيها هو أنها تتسلل إلى ضمائر الناس، الذين لا يحميهم عقيدة سليمة .. تصد عنهم هذه (الشركيات) الشرسة الضارية .. فالذي لا شك فيه، هو أن الرجل الذي وثّق إيمانه بالله واقتنع بأن الله هو مالك كل شيء، ورب كل شيء لا شريك ولا وسيط له .. هذا الرجل سوف يعيش في مناعة إيمانه .. متحصناً بعقيدته .. لا تصل إليه المفاسد، بل وتنكسر على صخرة إيمانه كل هذه الخزعبلات .. لماذا؟ لأنه أنهى أمره إلى الله، ولم تعد المسألة في حسابه قابلة للمناقشة!
فالإيمان بالله، واعتناق العقيدة السليمة شيء ليس بالضرورة في الكتب أو في الجامعات .. إنه أبسط من ذلك .. فالله سبحانه وتعالى جعله في متناول الجميع حتى لا يحرم منه فقير لفقره ... أو يستأثر به غني لغناه .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
وبينما أنا منهمك أكتب هذه الحلقة إذ بضجيج تصحبه دقات عنيفة لطبل يمزق سكون الليل ويبدده. وراح هذا الضجيج يعلو، ويعربد في ليل الحي .. دون أن يتوقف إلا لحظات .. يتغير فيها الإيقاع ثم يعود ضاربًا .. متوحشاً .. يهز الجدران .. وعرفت بخبرتي من الألحان، والأصوات المنفردة التي تصاحبها أن إحدى المترفات من الجيران تقيم حفلة ((زار)) .. وأنها لا بد أن تكون قد دعت كل صديقاتها المصابات مثلها بمس من الجنّ ... لكي يشهدن حفلها؛ إذ لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تقيم فيها مثل هذه الحفلة، فهي تقوم بعملها هذا مرة كل ستة شهور .. حرصاً على إرضاء الجن الذي يسكن جسدها ... !
وعبثاً حاولت الوصول إلى وسيلة للهرب من تلك الكارثة التي تقتحم علي أذني .. فتركت الكتابة، وحاولت أن أقرأ .. وفي خضم المعاناة .. جاء لي صديق لي من كبار علماء الأزهر، ومن الذين يعملون في وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، ليزورني واستقبلته فرحاً؛ لأنني أحب النِّقاش معه، ولأنه سوف يخلصني من عذاب الاستماع إلى الدقات الهمجية.
وشكوت إليه جارتي، ودخلنا في المناقشة عن ((الجن)) وشكوى الناس منه، وادّعاء السيدات أنه يركبهن، والجيش الجرار من النساء، والرجال الذين يحترفون عمل حفلات ((الزار)). وإذا بالرجل الذي يحمل شهادة أزهرية عليا .. يؤكد لي أنه كانت له شقيقة مسَّها الجن عقب معركة نشبت بينها وبين زوجها فعطّل ((الجن)) ذراعها الأيمن عن العمل بضعة أيام .. ولم يتركها الجن إلا بعد أن أقاموا لها حفلة ((الزار))، عقدت الشيخة بينها وبين (الجن) معاهدة تعايش سلمي .. وترك ذراعها على أن تقيم هذا الحفل مرة كل عام.
•كان هذا كلام الرجل العالم ... طال صمتي .. فقط كنت أفكر في المسكين إبراهيم الحران، وزوجته الأمية ... فلا عتاب عليهما ولا لوم .. ما دام هذا هو رأي مثل هذا الرجل في ((الزار)) .. وكانت الدقات العنيفة لا تزال تصل إلى آذاننا، والصمت المسكين يتلاشى أمام الأصوات المسعورة التي تصرخ في جنون تستجدي رضا الجن، وتستعطف قلوب العفاريت .. !
انتهت سهرتي مع صديقي العالم الأزهري الخالص .. الذي فجعني فيه إخلاصي فيه .. إذ وجدته من المؤمنين بالخرافة، المؤيدين لحكايات الجن. .. وأحسست بأن وقتي ضاع بين هذا المغلوط العقيدة، ودقات ((الزار)) التي كانت تقتحم عليَّ نوافذ مكتبي .. دون مجير شهم ينقذني من الاثنين .. !
•وفي الصباح استيقظت على جرس التليفون .. يصيح صيحات طويلة ومعناها أنّ مكالمة قادمة من خارج القاهرة ... ورفعت السماعة .. لأجد أن المكالمة من الصعيد، والمتكلم هو زوج خالتي، ووالد زوجة ((إبراهيم الحران)) .. يعلنني أنهم سوف يصلون غداً. وقد اتصل ليتأكد أنني في القاهرة .. خوفاً من أن أكون على سفر .. فهو يريدني لأمر هام .. ورحبت به، وقلت: إنني في انتظارهم .. ولم يكن أمامي سوى أن أفعل هذا لألف سبب وسبب!
أولها: أن الرجل الذي اتصل بي أكنّ له كل الاحترام والحب، وأنني لمست في صوته رقة الرجاء، وأنا ضعيف أمام اليائس الذي يلجأ إليَّ في حاجة وفي وسعي أن أقضيها له .. أخشى أن أرده - ولو بالحسنى - وأحاول جاهداً أن أكون من الذين يجري الله الخير على أيديهم للناس .. رغم أن هذا يسبب لي الكثير من المتاعب، وضياع الوقت إلا أنني أحتسب كل ذلك عند الله .. !
وفي الغد ومع الركب الحزين، وكان مؤلفاً من زوج خالتي، وخالتي أم زوجة ((إبراهيم الحران)) وابنتها التي أصابتها اللوثة بعد وفاة طفلها .. وكانت في حالة يرثى لها. تفاقمت الحالة العقلية عندها، ودخلت في مرحلة الكآبة العميقة .. رفضت معها الكلام، وفقدت فيها الشعور بما يدور حولها .. لا تستطيع أن تفرق بين النوم واليقظة، ولا تجيب عمَّن يحدثها ... انتقلت من دنيا الناس .. إلى دنيا الوهم والكآبة .. حتى زوت، وصارت هيكلاً عظمياً ليس فيها من علامات الحياة سوى عينين كآلة زجاج يرسلان نظرات بلا معنى .. وقال لي الأب وهو حزين: إنه يريد مني أن أتصل بابني وهو طبيب أمراض عصبية، ونفسية، ويعمل في ((دار الاستشفاء للأمراض النفسية والعصبية بالعباسية)) لكي يجد لها مكاناً في الدرجة الأولى .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت الأم تبكي وهي نادمة تعترف بآثامها .. وكيف أنها بإصرارها على علاج ابنتها عند المشايخ، وبالجري والطواف حول الأضرحة، وضياع الوقت - جعلت المرض يستفحل، ويهدم كل قدرة لابنتها على مقاومته .. واعترفت بأنها أخطأت في حق زوج ابنتها ((إبراهيم الحران)) واستفزته بإصرارها على الخطأ، ولكن عذرها أنها كانت ضحيةً لجهلها، ولعشرات السيدات اللاتي كنَّ يؤكدن لها: أن تجاربهن مع المشايخ، والأضرحة والدجالين .. تجارب ناجحة، والمثل يقول: ((اسأل مجرباً ولا تسأل طبيباً)) .. !
واستطعنا بفضل الله أن نجد لها مكاناً، وأن نلحقها في نفس اليوم بالدرجة الأولى، وقال لي ابني: إنها حالة مطمئنة ولا تدعو إلى اليأس .. كل ما في الأمر أن الإهمال جعلها تتفاقم .. وبعد مضي أسبوع واحد من العلاج تحسنت السيدة، وقد عُولجت بالصدمات الكهربائية .. إلى جانب وسائل علاجية أخرى يعرفها المتخصصون، وخلال ذلك اتصل بي ((إبراهيم الحران)) فقلت له: إنني أريده في أمر هام، ولابد أنه يزورني في البيت ... وحينما جاء شرحت له الأمر، وقلت له: إن الأطباء يرون في استرداده لزوجته جزءاً من العلاج - أيضاً - .. ولكن لفت نظري فيه .. أنه بعد قراءته للكتب التي حصلت له عليها من (الدكتور جميل غازي) في التوحيد أن أصبح إنساناً جديداً ... فالعبارات التي كانت تجري على لسانه .. من الإقسام تارة بالمصحف، وتارة بالأنبياء، وتارة ببعض المشايخ قد اختفت نهائياً .. وعاد يمارس حياته بأسلوبه الرجل الذي لا يعبد غير الله، ولا يخشى إلا الله، ولا يرجو سوى الله .. وحتى بعد أن حدثته في أن يعيد زوجته .. أصر على أن يجعل هذه العودة مشروطة بأن تقلع أم زوجته عن معتقداتها القديمة، وكذلك والد زوجته .. أما زوجته .. فقال: إنه كفيل بها، وعقدت بينهم جميعاً مجلساً لم ينقصه إلا الزوجة؛ لأنها كانت في المستشفى، وقبلوا شروطه بعد هذا الدرس القاسي!!
كان لزيارته لزوجته في المستشفى ... أكبر الأثر في شفائها، وزادت بهجتها حينما عرفت أنه أعادها إلى عصمته. قال لي ابني الذي كان يشرف على علاجها: إن عودتها إلى زوجها، وزيارته لها كانت العلاج الحقيقي الذي عجَّل بشفائها، لأنها وهي وحيدة أبويها .. حطمتها صدمة وفاة ابنها .. ثم قضت على البقية الباقية من عقلها صدمة طلاقها .. بعد شهر وعشرة أيام تقريباً تقرر خروجها، وكان يتنظرها زوجها ووالدها ووالدتها في سيارة على الباب رحلت بهم إلى الصعيد فوراً!
•لم أستطع أن أنزع من نفسي بقايا هذه المأساة، ولم يكن من السهل أن أتغافل عن الخرافة التي تخرب أو تهدم كل يوم بل وكل لحظة عشرات النفوس والبيوت في عشيرتي، و أبناء ديني .. وعلى امتداد الوطن الإسلامي كله .. ووجدتني أسأل نفسي لما ذا نحن الذين نعيش في الشرق الأوسط .. تمزقنا الخرافة وتجثم على صدر مجتمعنا الخزعبلات، فتمسك بنا وتوقفنا عن ممارسة الحضارة .. ؟
•ومع أن الغرب، والمجتمع الأوروبي ليس خالياً من الخرافات، وليس خالياً من الخزعبلات،ومع ذلك فهم يعيشون في حضارة ويمارسونها. تدفع بهم ويدفعون بها دائماً إلى الأمام!
الواقع أن خزعبلاتهم وخرافاتهم في مجموعها معادية للروح .. تدفع بهم إلى الانزلاق أكثر من الماديات، وهذا هو ما يتفق وحضارتهم!!
أما هنا في الشرق .. فإن خرافاتنا معادية للعقل، وللمادة معاً .. ! ولهذا كانت خرافاتنا هي المسئولة عن تدمير حياتنا في الحاضر والمستقبل.
وليس هناك من سبيل لخروجنا من هذا المأزق الاجتماعي، والحضاري سوى تنقية العقيدة مما ألصق بها وعلق بها من الشوائب التي ليست من الدين في شيء .. !
فحينما يصبح ((التوحيد)) أسلوب حياة، وثقافة، وعقيدة ... سوف تختفي من أفقنا وإلى الأبد .. هذه الغيوم .. غيوم الخرافات، والدجل، والشعوذة، والكهانة التي لا تقوى.
•وتلك مسئولية ينبغي أن تقوم بها أجهزة التربية المباشرة، وغير المباشرة فإن ما نعيشه الآن هو صورة أسوأ مما قرأت في هذه الاعترافات، ولو أنك اخترت مائة أسرة كعينة عشوائية وبحثت فيها لوجدت أن كل ما رويته لك في هذه الاعترافات لا يمثل إلا أقل القليل.!
{ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين}.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 11:41]ـ
جزاكِ الله عنا كل خير
ونفع الله بك الإسلام والمسلمين
ـ[المناضل]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 12:11]ـ
جزاكم الله خيرا، موضوع طيب. نسأل الله أن ينجي ألأمة من مثل هذا الشرك.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 09:16]ـ
جزاكِ الله عنا كل خير
ونفع الله بك الإسلام والمسلمين
وجزاكم وبارك فيكم ونفع بكم نفعا يمتهد أثره إلى يوم الدين
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 12:35]ـ
جزاكم الله خيرا، موضوع طيب. نسأل الله أن ينجي ألأمة من مثل هذا الشرك.
بارك الله فيكم نسأل الله تعالى الثبات والنجاة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة القادر]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 01:08]ـ
جزاكم الله خي و نفع بكم
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 06:32]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم
وجزاكم خيرا ونفع بكم وبارك فيكم
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 03:49]ـ
جزاك الله خيراً
الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد
والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 05:43]ـ
بارك الله فيك .. و تأمل يا محب دعوة ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن:
((و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام))
هل تستطيع أن تتخيل أن سيدنا ابراهيم عليه السلام ممكن أن يعبد الأصنام؟
سبحان الله
تأمل في خوفه من الله تعالى والخضوع له و في خوفه من الشرك(/)
ترويع النصارى! هل هو من الاسلام-نموذج عصري خطير
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 10:20]ـ
في الحقيقة هي قضية شغلتني جدا
وسادخل الى الموضوع مباشرة
يعلم الغالبية في ملتقانا وملتقيات كثيرة ان الاخ وسام الذي يحاور النصارى علي البالتوك له باع طويل في التعامل مع النصارى بل وخبرة ضخمة وقدرة على الحوار خصوصا حوار المناظرات
واظن ان هناك تعدي في قضايا التعامل مع النصارى كما في قضايا الجهاد كما في قضايا الفقه والتصوف وغير ذلك من قضايا
وسام الان يقوم بالاتصال بالقساوسة في بيوتهم وبطريقة ترويع فظيعة
عنده تلفونات قساوسة مصر جميعا ويتصل بهم ويعمل عليهم حفلة
ويسخر منهم
ويضحك
والغرفة ممتلئة بالمئات
والشباب مبسوط
وبعض القنوات الجديدة والسلفية تعتبره شخصية مهمة في التعامل مع النصارى
في الحقيقة هو في المناظرات كبير
وفي غرفته وتعامله مع النصارى ومن ذلك الاتصال بالقساوسة في بيوتهم وتهزيقهم او التهكم عليهم وترويع نساءهم يقوم بالاعتداء على حق الامان المطلوب لهم شرعا
هناك خلل في قضايا التعامل مع النصارى على النت ومخالفات شرعية كبيرة
خصوصا مسالة الاتصالات بالقساوسة وترويعهم بتلك الصورة
اتمني مناقشة هادئة لهذه القضية لانها خطيرة جدا ولها تداعيات خطيرة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 04:30]ـ
غرفة وسام عبد الله على البالتوك معروفة ويمكن لاي احد خصوصا الان سماع وسام عبد الله وهو يتصل من امريكا بالقساوسة في مصر وطريقته في الحوار معهم وهي طريقة غير طريقته في المناظرات
اما مناظراته القوية فهي في موقع سلفي ضخم ومحترم وهاهي مناظرات الاخ وسام من الموقع
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=638
شيء اخر وهو ان كثير من ادمن غرفة وسام لهم نفس خصائص طريقة وسام في التعامل مع النصارى في الغرفة ومنها سخرية لاذعة وتهكم جامح جدا ولايتوافق مع تعاليم الاسلام بحسب ظني طبعا
وانا لي خبرة في البالتوك تتجاوز الخمس سنوات ليل نهار منذ سنوات-الان لا-في الحوار مع النصارى ولكن باحترام وتعامل بالحسني حسب مااعتقد
وممن هو على هذه الطريقة المحترمة والعلمية اخي حسام -لااريد ان انسى هنا الدكتور منقذ -ويمكن سماعه ومشاهدته من هنا
اكتب التالي
أ/على الريس ود/حسام ابو البخاري والتنصير بمعرض الكتاب 1
على موقع اليوتوب*******. com وسيظهر الرابط
----------
واود ان اقول ان هذا الرابط ليس هدما للخير الذي قام به الرجل ولكن اظن ان بعض الدعاة او الاخوة الي تدربوا على محاورة النصارى علي البالتوك لم يتعلموا الحوار الشرعي وانما يتعلم بعضهم من بعض ويقتدي بعضهم ببعض بدون اي مراجع شرعية او من يصوب لهم طريقتهم
وممكن تقول ليس لهم كبير!
الكلمة قد تكون ثقيلة!
لكنها حقيقة
كثير من القيادات للجماعات لاكبير لهم ولامراجع تكبح استبدادهم
ولذلك ينطلقون بلاعلم او شريعة مسددة
ومنهم من يفتي في النهاية بقتل الشرطة او الضباط مثلا كما في فتوى ابو قتادة عن الذراري وهي فتوى مشهورة وكذلك جموح شباب احبوا الجهاد واخطئوا شريعته او لم يعيروا نصوصها التي لاتوافق هواهم اي اهتمام وانطقوا يحكمون الاهواء ةالغضب وماقالوا عنه التعامل بالمثل من دون نظر الى سياق النصوص التي وردت في التعامل بالمثل مع الكفار او الى الظروف والاحوال والتمكن ومفاهيم العفو والصفح المرابطة بحالة الضعف او عدم القدرة او غير ذلك
في مجال الحوار هناك تجاوزات كثيرة وخطيرة وهذه تحدث مفساد كبيرة وخطيرة
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 01:56]ـ
من اجل هذا كرهت البالتولك
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 04:21]ـ
صدقت ... فيه تجاوزات كثيرة من البغي على النصارى و الملحدين دع عنك بعض المسلمين ... في الانتصار للحق .. فكيف بالتجاوزات التي تحدث كثيرا للانتصار للنفس و اظهارها على الغير؟؟؟ و كم مرة ردوا على بغي النصارى ببغي مثله و صدوا عن سبيل الله اناسا آخرين ليسوا من هؤلاء و لا من أولئك .. كالقول في المسيح بما لا ينبغي بأن الكتاب المقدس يصوره من اهل الفاحشة ... و يستدلون بتقبيل احد تلاميذه او نوم احدهم على فخذه او قوله لأحدهم انه احبهم اليه .. و الله يشهد انه بغي و ظلم .. فيضيع معه الحق الذي ينتقدون به اذ ظهر انهم لا ينتقدون بميزان صائب ... و كثير يحسب ان حسن المجادلة انما هي في حسن الخطاب في الألفاظ و غفل عن ان حسن المعاني و العدل في قسمتها هو باب القصد ... فلا تظلمه بسؤال نعجته و لا بأن تعزه في الخطاب ... فإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعلموا الصالحات وقليل ماهم ...
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 06:36]ـ
بارك الله فيك أخي ابن الشاطيء.
وحقيقة الأمر أنه هناك اعتداءات لا تنتهي على هذا البرنامج، وهي اعتداءات من النصارى بالدرجة الأولى.
ولا يخفى عليكم الشتم والنيل والتعريض للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ووسام وإخوانه عانوا معاناة كبيرة وطويلة مع هؤلاء، وعلى مضي سنوات.
ولك هذه القصة في البخاري، حال اعتداء عروة في صلح الحديبية:
((وإني لأرى أوشابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر الصديق: امصص ببظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما تكلم أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف، وقال له: أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم))
هذا الدليل والشاهد منه، أن الاعتداء يرد عليه وبقوة ..
وكذلك لم يحدث الاعتداء من المسلمين ابتداء، بل من النصارى.
والاعتداءات متواصلة، سواء على الإنترنت وخاصة البال توك، أو غيره كالفضائيات وزكريا بطرس وغيره ليسوا منكم ببعيد.
ولا نختلف على أننا لا نرى ترويع أهل الذمة. فالمسألة تتعلق بالذمية.
وإلا حال اعتداء أحد منهم ... فلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 06:44]ـ
ولا نختلف على أننا لا نرى ترويع أهل الذمة. فالمسألة تتعلق بالذمية.
وإلا حال اعتداء أحد منهم ... فلا.
- سؤال بريء -
بعيدا عن سؤال الأخ الفاضل ابن الشاطي
وعلى اعتبار أنهم أهل ذمة هل تؤخذ عليهم الجزية؟
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 07:32]ـ
- سؤال بريء -
بعيدا عن سؤال الأخ الفاضل ابن الشاطي
وعلى اعتبار أنهم أهل ذمة هل تؤخذ عليهم الجزية؟
بالنسبة لأحكام الجزية: فلا جزية عن صبي، ولا امرأة، ولا مجنون.
فعليه .. لا تؤخذ منهم الجزية في مصر، لأنهم لا يخرجون عن هؤلاء.:)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 11:02]ـ
انا ايضا اعرضت عن البالتوك فترة اخي حفيد الخطابي ولكن لانشغالاتي ولكن لما عدت اليه وجدت وسام يتصل ليل نهار بالقساوسة في مصر (خصوصا في حفلته المسائبة!) وغالبا ترد النساء او الاولاد الصغار ثم تبدأ الاهانة والاستهزاء والترويع في الحقيقة لان المتصل به من النصارى لما يعرف ان المتصل مسلم لابد انه يخاف ويرتعب ويسأل نفسه كيف وصلوا لتلفوني وكذلك فالذين في الغرفة هم بالمئات من النصارى سوف يحنقون ويرتعبون لوصول وسام الى بيتوتهم وبيوت قساوستهم بهذه الصورة المتطفلة والمهينة وبدون سابق انذار ولا احترام ويجدون ان الغرض اهانة عظماءهم وهم مصريون يعرفون كيف توجه الاهانة من مصري مثلهم!
فهذا يثير الرعب ويروع العائلات وينتشر الخبر في النصارى ان مصر ليست امانا لهم ومن هنا ينتقلون لمربع الحاقدين منهم وهم نصارى الخارج
جزاكم الله خيرا اخي ابن الرومية وانها لتجاوزات خطيرة والمشكلة الاكبر التهكمات في غير محلها وصورتها هنا قبيحة جدا كما صورت انت وعرضت مثل التلميذ - وبشتائم مصرية ماخوذة من واقع بيئات يرفض الاسلام مصطلحاتها وانا كنت اسمع هذه وانا صغير وكنت استعجب كيف تقال هكذا بلاحياء والان اجدها في حواراتنا مع النصارى وكثيرا مااعترضت في الغرف على شباب يشتمون شتائم عجيبة ويوجهون بعضها للنساء من النصارى
وبعض الادمن كان يطردني مع معرفته بي!
نعم اخي اسامة اعتداءاتهم كثيرة ولكن هل نعتدي عليهم بالقول مثلا: روح شوف امك بتعمل ايه مع القسيس!
بل كلام اغوط من هذا
ومقصده
ان القساوسة ينتهكون اعراض النساء
ومفاده انكم اولاد زني
وكثير من هذا
وهذا يقال كثيرا في الغرف
ومثلا عند الكلام عن نشيد الانشاد تجد البعض يتجاوز ويقول مثلا عن وصف مفاتن المراة الواردة في السفر يقول كلام متجاوز جدا ويوجه الكلام للنساء وليس هذا لامن الادب الاسلامي ولا من الحوار
وهل يعني قول ابو بكر اننا نقول مثل تلك الاقوال عمال على بطال ونزيد من عندياتنا المزيد!
اما سؤال اخي عمر ابن سليمان فيمكن توجيه السؤال ولكن بطريقة اخرى وهو هل يجب او يجوز ترويع اهل الذمة بتلك الصورة المرعبة مع ان هناك وسائل للحوار انجع من تلك وطرائق للفت الأنظار افضل منها
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 01:03]ـ
بارك الله فيك ... ألتمس في حديثك حسن المقصد.
لكن أريد أن أضع شىء في عين الاعتبار ... ألا وهو: لا يُتعرض لأحد إلا إذا علم عنه أنه سباب.
هذا مبدأ يسير عليه الجميع.
وليس فقط على الهاتف كما يظهر لك، بل أريد أن أخبرك بأن هناك عشرات بل مئات معهم داخل أجهزتهم، بل على هواتفهم.
ونرى الأموال وكيف يتم تحويلها، وكيف يظهر شخص يدعي أنه كان مسلما ثم تنصر، والمبالغ المالية المتفق عليها.
ضف إلى ذلك كثير من الأشياء الأخرى التي لا تخفى عنكم، من ممارسات جنسية فيما بينهم، والشذوذ الجنسي وغير ذلك.
ولولا أنهم اعتدوا على جناب النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- لتعاملنا معهم بالحسنى.
وإلا .. فما رأوا إلا قليل ... والبقية تأتي.
فإن انتهوا .. انتهينا .. وإلا فلا.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 02:25]ـ
بارك الله فيك اخي اسامة
الان قال ادمن في غرفة وسام ان اي نقد لوسام يعني ان صاحبه لايعرف الاسلام وان صاحبه سيسقط ولايبقى الا وسام وكل من فيهم خير
وهو شاب صغير اسمه
ausd
ولاشك ان عنده علم بموضوعه
ولكن هناك تعصب للاشخاص كما تتعصب الجماعات لجماعاتها او بالاحرى كثير من شباب الجماعات
ظنا منها ان اي نقد للشخص او الجماعة وراءه نقد للاسلام او ارادة تحجيم الدعوة او الوقوف مع النصارى في حالة وسام ضد وسام ومن معه
هناك مشكلة عويصة في اتباع الاشخاص والجامعات
فهذا يعني ان اي نقد لوسام سوف لايقبل ولو كان صحيحا وسيرجع النقد الى الهوي وسوء الظن والجهل او النفاق والوقوف مع ذكريا بطرس في وصف واحد!
وهذا الاخ فكره ممتاز في الحوار لكن عند نقطتنا اي رفض اي نقد ايا كان ياخذ موقف مختلف!
وهذا التهديد المعنوي للناقد ايا كان يعني ان اي اخطاء كبيرة او صغيرة يمكن ان تؤخذ على الاسلام نفسه خصوصا ان كلام الاخ في غرفة يحضرها مئات الاشخاص
ولااحد يقيم الغرف ولا الاشخاص ولامجلس جامع للجميع يجمعهم لتقييم العمل وتعديل المسيرة وتصويبها وتعليم الجدد والقدماء بالمنهج الصحيح للتعامل مع النصارى او الناقدين من المسلمين لاخطاء الحوار!
فمنهج هؤلاء الاخوة هو: أن لاصوت يعلو على صوت المعركة!
وقد حدثت نتيجة هذه الفكرة التي رسخها عبد الناصر قديما ان ولدت جماعات لاريس لها ولااحترام للعلماء عندها وانطلقوا بلا رقيب وهذا ماانتج جماعات التطرف في الدعوة والجهاد والتكفير وغيرها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 02:57]ـ
بارك الله فيك
هذه هي مشكلة النقد، وإلا فنحن ما أمرنا بالنقد أصلا، ولكن أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وفي مثل هذه الحالة يجب توخي الحرص الشديد.
ولكن توقفت على الآتي من مفهوم كلامك:
- النقد سمعه ما لا يُستحب سماعه له "وهو من المسلمين".
- سمعه من يجب أن لا يسمعه أصلا "وهو من النصارى".
- الذي يرد، شخص غير المفترض أنه الانكار له، ولا أظن أن وسام قد أشاع الانكار الذي قد وصله.
- النصارى يستخدمون التقية، وقد تعلموا من الرافضة الشىء الكثير، فلا يُتعجب أن يكون هناك أحد يظهر النقد أو الانكار وما هو إلا نصراني قبيح، وخدعهم هذه معروفة، وحدثت مع وسام وغيره.
وأما عن رد الأخ، فإنه أطلقه بها الاطلاق وهو يرد على من يريدون اسقاط وسام بما يسمى النقد ونحوه .. وإلا إن حدثته على الخاص وسألته: أتعني هذا الكلام على اطلاقه هكذا؟ سيرد عليك بالنفي .. فكل يؤخذ منه ويرد عليه، وكل ابن آدم خطاء.
وأخطاء وسام مغمورة في بحر حسناته .. وليس لزاما علينا القيام بعمل موازنات.
بل ندعو الله لهم بالتوفيق، والسداد، وحسن الخاتمة.
وإن رأينا "ما يُوجب علينا النصح لله وانكار منكر غير مختلف عليه" فلابد من القيام به، وإلا فلا.
وأما ترويع النصارى .. فما أرى حجة لنقد وسام أصلا.
لأننا لو كنا تحت خلافة تقوم بالحكم الشرعي، لقتلوا تقتيلا.
والله المستعان.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:25]ـ
و كم مرة ردوا على بغي النصارى ببغي مثله و صدوا عن سبيل الله اناسا آخرين ليسوا من هؤلاء و لا من أولئك .. كالقول في المسيح بما لا ينبغي بأن الكتاب المقدس يصوره من اهل الفاحشة ... و يستدلون بتقبيل احد تلاميذه او نوم احدهم على فخذه او قوله لأحدهم انه احبهم اليه .. و الله يشهد انه بغي و ظلم
أين الظلم في هذا؟؟ هم يقولون هذا من بااب إظهار تناقض وتحريف الكتاب المقدس ولا يقصدون أن المسيح حقيقة بهذه الأوصاف فأنتبه!
وإلا كيف ستثبت له تحريف كتابهم وأنه لا يمكن أن يكون من عند الله إلا بهذه الطريقة وأنا سمعت بنفسي المئات أسلموا عندما علموا هذا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 04:35]ـ
و هل اتباث تحريف كتابهم يكون بتحريف المعاني و الوقائع .. ؟؟ هل ان كان شيء لا دلالة فيه على ما تريده تلوي عنقه انت ليكون على ما تريده ليسلم الناس؟؟؟ فتجعل ما هو من قبيل عادات اهل عصر كتقبيل الناس بعضهم لبعض او غير ذلك تجعله على مقياس عاداتنا و انت تعرف ان مجرد التقبيل او النوم على الفخذ او قولك لرجل آخر أحبك لا يعني الشذوذ ... و صدقني هذا من باب علي و على أعدائي و من باب هجوم الصديق الجاهل الذي يلقي بقنابل تفني عدوك و تفنيك معه و في الاشارة الكفاية ...
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 04:39]ـ
و هل اتباث تحريف كتابهم يكون بتحريف المعاني و الوقائع .. ؟؟ هل ان كان شيء لا دلالة فيه على ما تريده تلوي عنقه انت ليكون على ما تريده ليسلم الناس؟؟؟ فتجعل ما هو من قبيل عادات اهل عصر كتقبيل الناس بعضهم لبعض او غير ذلك تجعله على مقياس عاداتنا و انت تعرف ان مجرد التقبيل او النوم على الفخذ او قولك لرجل آخر أحبك لا يعني الشذوذ ... و صدقني هذا من باب علي و على أعدائي و من باب هجوم الصديق الجاهل الذي يلقي بقنابل تفني عدوك و تفنيك معه و في الاشارة الكفاية ...
وماهو دليلك على أن هذا من قبيل عادات ذلك العصر؟؟؟
وفي الكتاب المقدس أن الدجاجة لها أربعة أرجل هل أقول أن في ذلك العصر عندهم الدجاجة أربعة أرجل؟؟؟
يا أخوان قليل من الإنصاف ليس معنى أني أنقد الرجل أني أجعل كل مايقوله خطأ الرجل أسلم على يديه كثير جدا وله حسنات تذكر.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 04:53]ـ
و هل تقارن الدجاجات ذوات الأربع أرجل بما ذكرناه؟؟ فلو اقتصر على مسألة الدجاجات و غير ذلك من الواضحات لما كان في ذلك شين .. و انما تجاوزه الى غيره مما لا مغمز واضحا فيه هو البغي و العدوان ...
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 05:02]ـ
أين الظلم في هذا؟؟ هم يقولون هذا من بااب إظهار تناقض وتحريف الكتاب المقدس ولا يقصدون أن المسيح حقيقة بهذه الأوصاف فأنتبه!
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلا كيف ستثبت له تحريف كتابهم وأنه لا يمكن أن يكون من عند الله إلا بهذه الطريقة وأنا سمعت بنفسي المئات أسلموا عندما علموا هذا
صدقت اخي عبد الرحمن التونسي لكن اخي ابن الرومية قصد اننا عندما نحاججهم بنصوصهم فيجب ان يكون النص واضح ودال فيما تستدل به عليهم والا يكون فرقعة في الهواء او سيظنون انك تحرف النص لصالح غلبة وهذا عائق!
فنص تلميذ يسوع الذي نام في حضنه يستخدمه الشباب على ان يسوع شاذ ولكن طبعا على ماقلته انت اي يسوع الكتاب المقدس!
وبالنظر الى النص لانجد مايوحون به-من وجود "شذوذ" في النص! - لمراغمة النصارى!
وحتى ان كان النص يوحي بذلك فترى بعض الاخوة يعمل حفلة حول النص وبطريقة مصرية من اياها وانا مصري واعرف عرض الصور على الطريقة دي!
حفلات وفي الحفلات تعديات وهناك شباب تجره الحماسة الى ان يقول روح شوف امك مرمية في حضن اي قسيس!
وهذا طبعا تعدي خصوصا لو عمل حوله ومنه ودائما حفلات وليس قيل لمرة واحدة وانتهى الامر!
وغالبا الذي يقع في هذا هو من فيه فهلوة وغير متمكن في العلم ويقربونه على انه صعيدي مثلا او فلاح او اخ فهلوي كاخونا الفلاح وهذا كان اسمه عندما كان يعمل حفلات في غرف كثيرة ومنها غرفة وسام وهذا زمان
ولااظن ان الذين اسلموا اسلموا لسماعهم الاهانة الشديدة وانما لانهم سمعوا كثيرا ان حججهم فاسدة وان التحريف موجود في الكتاب وانه لايمكن ان يكون من عند الله تعالى وبالمناظرات ومحاورات الدكتور منقذ او بمحاوراتهم المتوازنة-اي الاخوة الذين ننتقد طريقتهم هنا- فلانريد ان نغمطهم حقهم اي والله ففيهم خير كبير ....
واظن ان الاهانة بتلك الصورة منعت اكثر مما فتحت!
ويمكنك -كمثال-طبعا ان تقول يعقوب خدع اسحاق في سياق انك تقصد يعقوب الكتاب المقدس اي ليس يعقوب النبي ولااسحاق النبي
وهذا هو منهجي في كتابي الخداع والتنصير فقد ذكرت في مقدمته انني اذا ذكرت يعقوب او سليمان فاني لااقصد بذلك الا يعقوب الكتاب المقدس وكما قال ابن تيمية فان الاله الذي نرده من كتابهم ليس هو الله الذي نعبده وهو نص وضعته في مقدمة الكتاب المشار اليه وحتى رحمت الله الهندي فقد ذكر هو هذا ايضا فهو منهج الامة
لكن طريقة بعض الشباب في البالتوك منفرة وفيها تعدي ومخالفة لروح الاسلام
ثم تجدهم يدافعون عن بعضهم ايضا بمخالفات عصبية وتعصبية وتحزبية ولارئيس لهم للحوار معه او حتى طريقة مقبولة للحوار معهم مع ان فيهم خير كثير وكثير جدا ويبذلون اوقاتهم في هذا المجال لكن اذا استمروا على هذه الطريقة فسوف تتضخم ذواتهم لانها بلاجامح ولاناقد ولاشيخ كبير يعقب على اخطاءهم وتجاوزاتهم ومن هنا لن تستطيع السيطرة عليهم او القيام عليهم بالتربية
وانت تعلم ان اغلبهم ماكانوا تربوا في جماعات او جمعيات اسلامية او في ظل شيوخ ومحاضرات وانما فضول الانترنت دفعهم الى البالتوك فوجدوا عدوان النصارى امامهم فلما تعلموا تعلموا بطريق الاخذ عن سابقيهم في المجال واخذوا منهم حق كثير جدا مع تجاوزات راجعة الى البيئة وغيرها والنفوس
لابد من علوم اخرى بجانب علم المقارنة
وانا اؤكد لك انهم يعلمون من امور الكتاب المقدس مالايعلمه كثير من الاكاديميين من نواح وليس من كل النواح ي
لان خبرتهم اليومية المتراكمة ضخمة جدا
لكن يبقى الامر الاخلاقي والدعوي وعدم تقديس كبير او قدح في صغير او الانغلاق على انفسهم بحجة حماية العمل او القدح في ناقديهم بحجة ان اي نقد لهم يصب عند النصارى .. من هنا تتراكم الاخطاء
والسيطرة عليها مستقبلا ستكون في غاية الصعوبة
ولذلك يجب ان يصل اليهم العلماء! خصوصا ان القنوات الفضائية بدات تفتح لهم المجال وهذا لاضير فيه لكن سيتكلمون بامور فيها عدم ضبط شرعي وهذا قد يفسد اكثر مما يصلح
والان بعضهم بدا يفتح قنوات خاصة به وهذا ليس عليه غبار لكن من يراقب موادهم وطريقتهم ووو
والامة تتحمل كلها المسؤولية اليس كذلك فهم يتكلمون باسمها
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 05:03]ـ
و هل تقارن الدجاجات ذوات الأربع أرجل بما ذكرناه؟؟ فلو اقتصر على مسألة الدجاجات و غير ذلك من الواضحات لما كان في ذلك شين .. و انما تجاوزه الى غيره مما لا مغمز واضحا فيه هو البغي و العدوان ...
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة ليست في ماذكرته فقط بل في الكتاب المقدس فيه تناقضات لا تصحى وفيها كلام غير لائق وألفاظ أنا شخصيا أستحيي أن أقولها فهل إثبات هذا للنصارى بهدف إقناعهم أن الكتاب المقدس الموجود اليوم ليس من عند الله فيه شىء؟
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 05:12]ـ
صدقت اخي عبد الرحمن التونسي لكن اخي ابن الرومية قصد اننا عندما نحاججهم بنصوصهم فيجب ان يكون النص واضح ودال فيما تستدل به عليهم والا يكون فرقعة في الهواء او سيظنون انك تحرف النص لصالح غلبة وهذا عائق!
فنص تلميذ يسوع الذي نام في حضنه يستخدمه الشباب على ان يسوع شاذ ولكن طبعا على ماقلته انت اي يسوع الكتاب المقدس!
وبالنظر الى النص لانجد مايوحون به-من وجود "شذوذ" في النص! - لمراغمة النصارى!
وحتى ان كان النص يوحي بذلك فترى بعض الاخوة يعمل حفلة حول النص وبطريقة مصرية من اياها وانا مصري واعرف عرض الصور على الطريقة دي!
حفلات وفي الحفلات تعديات وهناك شباب تجره الحماسة الى ان يقول روح شوف امك مرمية في حضن اي قسيس!
وهذا طبعا تعدي خصوصا لو عمل حوله ومنه ودائما حفلات وليس قيل لمرة واحدة وانتهى الامر!
وغالبا الذي يقع في هذا هو من فيه فهلوة وغير متمكن في العلم ويقربونه على انه صعيدي مثلا او فلاح او اخ فهلوي كاخونا الفلاح وهذا كان اسمه عندما كان يعمل حفلات في غرف كثيرة ومنها غرفة وسام وهذا زمان
ولااظن ان الذين اسلموا اسلموا لسماعهم الاهانة الشديدة وانما لانهم سمعوا كثيرا ان حججهم فاسدة وان التحريف موجود في الكتاب وانه لايمكن ان يكون من عند الله تعالى وبالمناظرات ومحاورات الدكتور منقذ او بمحاوراتهم المتوازنة-اي الاخوة الذين ننتقد طريقتهم هنا- فلانريد ان نغمطهم حقهم اي والله ففيهم خير كبير ....
واظن ان الاهانة بتلك الصورة منعت اكثر مما فتحت!
ويمكنك -كمثال-طبعا ان تقول يعقوب خدع اسحاق في سياق انك تقصد يعقوب الكتاب المقدس اي ليس يعقوب النبي ولااسحاق النبي
وهذا هو منهجي في كتابي الخداع والتنصير فقد ذكرت في مقدمته انني اذا ذكرت يعقوب او سليمان فاني لااقصد بذلك الا يعقوب الكتاب المقدس وكما قال ابن تيمية فان الاله الذي نرده من كتابهم ليس هو الله الذي نعبده وهو نص وضعته في مقدمة الكتاب المشار اليه وحتى رحمت الله الهندي فقد ذكر هو هذا ايضا فهو منهج الامة
لكن طريقة بعض الشباب في البالتوك منفرة وفيها تعدي ومخالفة لروح الاسلام
ثم تجدهم يدافعون عن بعضهم ايضا بمخالفات عصبية وتعصبية وتحزبية ولارئيس لهم للحوار معه او حتى طريقة مقبولة للحوار معهم مع ان فيهم خير كثير وكثير جدا ويبذلون اوقاتهم في هذا المجال لكن اذا استمروا على هذه الطريقة فسوف تتضخم ذواتهم لانها بلاجامح ولاناقد ولاشيخ كبير يعقب على اخطاءهم وتجاوزاتهم ومن هنا لن تستطيع السيطرة عليهم او القيام عليهم بالتربية
وانت تعلم ان اغلبهم ماكانوا تربوا في جماعات او جمعيات اسلامية او في ظل شيوخ ومحاضرات وانما فضول الانترنت دفعهم الى البالتوك فوجدوا عدوان النصارى امامهم فلما تعلموا تعلموا بطريق الاخذ عن سابقيهم في المجال واخذوا منهم حق كثير جدا مع تجاوزات راجعة الى البيئة وغيرها والنفوس
لابد من علوم اخرى بجانب علم المقارنة
وانا اؤكد لك انهم يعلمون من امور الكتاب المقدس مالايعلمه كثير من الاكاديميين من نواح وليس من كل النواح ي
لان خبرتهم اليومية المتراكمة ضخمة جدا
لكن يبقى الامر الاخلاقي والدعوي وعدم تقديس كبير او قدح في صغير او الانغلاق على انفسهم بحجة حماية العمل او القدح في ناقديهم بحجة ان اي نقد لهم يصب عند النصارى .. من هنا تتراكم الاخطاء
والسيطرة عليها مستقبلا ستكون في غاية الصعوبة
ولذلك يجب ان يصل اليهم العلماء! خصوصا ان القنوات الفضائية بدات تفتح لهم المجال وهذا لاضير فيه لكن سيتكلمون بامور فيها عدم ضبط شرعي وهذا قد يفسد اكثر مما يصلح
والان بعضهم بدا يفتح قنوات خاصة به وهذا ليس عليه غبار لكن من يراقب موادهم وطريقتهم ووو
والامة تتحمل كلها المسؤولية اليس كذلك فهم يتكلمون باسمها
نعم أخي الكريم كما ذكرت أنه يجب ان يكون النص واضح ودال فيما تستدل به عليهم وأنا لم أقصد مسألة الفخذ بالذات أو غيرها وإنما القصد أن هذه الطريقة المبنية على إثبات تناقض الكتاب المقدس طريقة جيدة.
وأنا صراحة دخلت من زمان البالتوك وخرجت منه لأنه حسب رأيي لا فائدة فيه أجلس الساعات ولا أكاد أخرج منه بفائدة واحدة والله المستعان.
ـ[محمد بن سيد]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 04:30]ـ
المسألة ليست في ماذكرته فقط بل في الكتاب المقدس فيه تناقضات لا تصحى وفيها كلام غير لائق وألفاظ أنا شخصيا أستحيي أن أقولها فهل إثبات هذا للنصارى بهدف إقناعهم أن الكتاب المقدس الموجود اليوم ليس من عند الله فيه شىء؟
وهل الأخ نفى وجود التناقضات أو الكلام الذي يعف المرء ويستحي من ذكره
هو يقول:
((و هل اتباث تحريف كتابهم يكون بتحريف المعاني و الوقائع .. ؟؟ هل ان كان شيء لا دلالة فيه على ما تريده تلوي عنقه انت ليكون على ما تريده ليسلم الناس؟؟؟ ........... ))
(( ... فلو اقتصر على مسألة الدجاجات و غير ذلك من الواضحات لما كان في ذلك شين .. و انما تجاوزه الى غيره مما لا مغمز واضحا فيه هو البغي و العدوان ... ))
نعم
إنها لطريقة بغيضة
وكان أجدر بنا أن نتجنبها في دعوة المخالفين
فلا نحتاج نحن المسلمون إلى لي أعناق النصوص لإثبات بطلان المخالف وصحة ديننا كما يفعل غيرنا
نحن في غنى عن ذلك
خاصة أن النصوص الواضحة البطلان متوافرة عندهم
فلم اللجوء إلى تحميل النصوص أكثر مما تحتمل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 10:54]ـ
اظن ان اخي عبد الرحمن الوتنسي لايعارض ماقلناه او اغلبه ذلك انه عبر عن وجود مشاكل معينة في الدعوة في البالتوك ولذلك تركه لان فيه امور لاتفيد الدعوة
هذا مافهمته
بارك الله فيك اخي محمد ابن سيد(/)
حكم قبول معونة الكفار أو إحسانهم
ـ[العيسوي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 11:49]ـ
نلاحظ أن بعض الكفار قد يمد يد العون للمسلمين المتضررين أو إعانة بعض الدول المسلمة وتكون الإعانة مصدرها الدولة الكافرة.
لكن ما يحدث أن بعض هذه المعونات إو المساعدات قد تكون مشوبة بأهداف دعوية إلى ملتهم وديانتهم, أو طريقة خفية لضرب اقتصاد بعض الدول وقتل لعملية التصنيع الداخلي للدولة.
فالرجاء من إخواني الكرام محاولة تأطير الموضوع أو وضع قواعد منهجية ضابطة وجامعة لشتات الموضوع.
ولنبدأ مثلاً بحكمه, ثم ضوابط قبوله.
والله تعالى المستعان والموفق ...(/)
تأصيل علمي سلفي لطريقة الرد على مخالفات أهل العلم من أهل العلم.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 02:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد فهذا كلام علمي متين للشيخ صالح آل الشيخ - وفقه الله - يبين فيه فقه أئمة الدعوة في الرد على من خالفهم من أهل العلم في بعض المسائل إذا كان ذلك المخالف لهم يوافقهم في أصل الدعوة إلى التوحيد وإلى السنة وأن ذلك من تمام علمهم -رحمة الله عليهم جميعا -فيقول - سدده الله -:
((إذا كانت المسألة متعلقة بالعقائد، أو كانت المسألة متعلقة بعالم من أهل العلم في الفتوى في شأنه بأمر من الأمور، فإنه هنا يجب النظر فيما يؤول إليه الأمر من المصالح ودفع المفاسد، لهذا ترى أئمة الدعوة رحمهم الله تعالى من وقت الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن -أحد الأئمة المشهورين -إلى وقت الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى إذا كان الأمر متعلقًا بإمام أو بعالم أو بمن له أثر في السنة فإنهم يتورعون ويبتعدون عن الدخول في ذلك.
* مثاله: الشيخ صديق حسن خان القنوجي الهندي المعروف عند علمائنا له شأن ويقدرون كتابه (الدين الخالص) مع أنه نقد الدعوة في أكثر من كتاب له؛ لكن يغضون النظر عن ذلك ولايصعدون هذا لأجل الانتفاع بأصل الشيء وهو تحقيق التوحيد ودرء الشرك.
* المثال الثاني: الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني المعروف -صاحب كتاب سبل السلام وغيره- له كتاب تطهير الاعتقاد وله جهود كبيرة في رد الناس للسنة والبعد عن التقليد المذموم والتعصب وعن البدع؛ لكنه زل في بعض المسائل،ومنها ما ينسب إليه في قصيدته المشهورة لما أثنى على الدعوة قيل إنه رجع عن قصيدته تلك بقصيدة أخرى يقول فيها:
رجعت عن القول الذي قد قلت في النجدي!
يعني به الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويأخذ هذه القصيدة أرباب البدع وهي تنسب له وتنسب أيضا لابنه إبراهيم؛ وينشرونها على أن الصنعاني كان مؤيداً للدعوة لكنه رجع.
* والشوكاني رحمه الله تعالى مقامه أيضًا معروف، الشوكاني له اجتهاد خاطئ في التوسل، وله اجتهاد خاطئ في الصفات وتفسيره في بعض الآيات فيه تأويل، ........ ؛ لكن العلماء لا يذكرون ذلك.
وألف الشيخ سليمان بن سحمان كتابه (تبرئة الشيخين الإمامين) يعني بهما الإمام الصنعاني والإمام الشوكاني.
وهذا لماذا فعلوا ذلك؟ لأن الأصل الذي يبني عليه هؤلاء العلماء هو السنة، فهؤلاء ماخالفونا في أصل الاعتقاد، ولا خالفونا في التوحيد ولا خالفونا في نصرة السنة، ولاخالفونا في رد البدع، وإنما اجتهدوا فأخطؤوا في مسائل، والعالم لا يُتبع بزلته كما أنه لا يُتّبع في زلته هذه تترك ويسكت عنها، وينشر الحق وينشر من كلامه ما يؤيد به.
وعلماء السنة لما زلّ ابن خزيمة رحمه الله في مسألة الصورة كما هو معلوم ونفى إثبات الصورة لله جل وعلا رد عليه ابن تيمية رحمه بأكثرمن مائة صفحة، ومع ذلك علماء السنة يقولون عن ابن خزيمة إنه إمام الأئمة، ولا يرضون أن أحدًا يطعن في ابن خزيمة لأجل أن له (كتاب التوحيد) الذي ملأه بالدفاع عن توحيد الله رب العالمين وإثبات أنواع الكمالات له جل وعلا بأسمائه ونعوت جلاله جل جلاله وتقدست أسماؤه.
والذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء قال: وزلّ ابن خزيمة في هذه المسألة.
فإذاً هنا إذا وقع الزلل في مثل هذه المسائل، فما الموقف منها؟
الموقف أنه ينظر إلى موافقته لنا في أصل الدين،موافقته للسنة، نصرته للتوحيد، نشر العلم النافع، ودعوته للهدى، ونحو ذلك من الأصول العامة، وينصح في ذلك وربما رُدّ عليه؛ لكن لا يقدح فيه قدحًا يلغيه تمامًا.
وعلى هذا كان منهج أئمة الدعوة في هذه المسائل كما هو معروف.
وقد حدثني فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله تعالى حينما ذكر قصيدة الصنعاني الأخيرة (رجعتُ عن القول الذي قلت في النجدي) التي يقال إنه رجع فيها، أو أنه كتبها قال: سألت شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عنها هل هي له أم ليست له؟ قال فقال لي الشيخ رحمه الله: الظاهر أنها له، والمشايخ مشايخنا يرجحون أنها له؛ ولكن لا يريدون أن يقال ذلك لأنه نصرالسنة ورد البدعة. مع أنه هجم على الدعوة تكلم على هذه القصيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الشوكاني له قصيدة أرسلها للإمام سعود ينهاه فيها عن كثير من الأفعال من القتال ومن التوسع في البلاد ونحو ذلك فيه أشياء.
لكن مقامهم محفوظ لكن ما زلوا فيه لا يتابعون عليه وينهى عن متابعته فيه.
فإذاً الشريعة جاءت لتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها)). انتهى المراد من كلام الشيخ.
من الدقيقة 47:32 إلى الدقيقة 54:04
http://www.mahaja.com/library/downloads/lectures/1079
منقول.
لم أرجع للشريط للتوثيق فلينظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرثد]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 03:18]ـ
بارك الله في نقلك!
اااااه موضوع عزيز
وليتنا نفقهه
ـ[علي ابن عمر]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 04:09]ـ
أفضل موضوع قرأته في هذا المنتدى المبارك
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 09:13]ـ
ينظر أيضا في هذا الباب
متى يحسن الرد على المخالف؟ للشيخ المحدث عبد العزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57790)(/)
«رسالتي إلى العيسى والغيث والغامديّ»، لشيخنا عبد الرَّحمن البرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 04:05]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من عبدِ الرّحمنِ بنِ ناصِرٍ البرَّاك إلى الإخوة الكرام المشايخ:
معالي وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى
وفضيلة القاضي الشيخ عيسى بن عبد الله الغيث
وفضيلة الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي وفقهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فأداء لواجب الأخوة في الله والنصيحة لعباد الله أقول لكم:
اتقوا الله!
وأعيذكم بالله أن تكونوا ممن إذا قيل له: اتق الله أخذته العزة بالإثم،
أقول لكم: اتقوا الله! لا تكونوا مفاتيح للشر على الأمة بتسويغ أو تهوين مايبغيه أعداء الله من الكافرين والمنافقين من تغيير حال هذه البلاد العزيزة المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين، وجرِّها إلى ما جرى على البلاد الإسلامية التي رزحت تحت نير الاستعمار دهرا حتى مسخها، ونفذ فيها خططه، فلم يخرج منها حتى سلمها لمن يبقي على مخططاته وآثاره، ولا يخفى أن من أعظم آثاره ما يسمى بتحرير المرأة، وهو تمردها على أحكام الله، وتعديها لحدوده، مما أفضى إلى شيوع الاختلاط بين الرجال والنساء بأبشع صوره في العمل والتعليم، وشيوع الخنا بفتح دور السينما ودور الرقص والغناء، حمى الله المملكة العربية السعودية مما منيت به تلك البلدان، ولم يقع كل ما هناك دفعة واحدة بل كان متدرجا في مراحل، حتى بلغ منتهاه السيئ المعلوم اليوم، فاتقوا الله أن تكونوا سندا لأصحاب الأهواء من العصرانيين الذين اتخذوا الغرب قبلة، لا يألون في اقتفاء آثارهم، فيتخذون مما كتبتم أو تكتبونه من تأويلات أو شبهات في شأن الاختلاط وسيلة للوصول إلى مآربهم، ولهذا فرحوا بما كتبتم من التسهيل والتشويش في حكم الاختلاط، وأثنوا على تلك الكتابات والكاتبين، وأبرزوهم بنشر الصور والمديح الكاذب، وما مدح هؤلاء السفهاء من الصحفيين والكتاب في الحقيقة إلا مذمة، ومن العجيب أنه لم يسبقكم أحد من أهل العلم في تهوين أمر الاختلاط المشتمل على النظر الحرام وغيره مما هو معلوم، وأذكركم في هذا المقام قوله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء»، وهذا يشمل من سن السيئة ومن أعان عليها بقول أو فعل، يضاف إلى ذلك ما يكتب في سجل التاريخ من سوء الذكر لكل من فتح باب شر على الأمة، أو كان له أثر فيه.
واذكروا ساعة الحشرجة التي يندم فيها الإنسان على كل ما فرط منه.
أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة، وأن يلهمنا رشدنا، ويقينا شر أنفسنا، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الخطأ، سلك الله بنا وبكم الصراط المستقيم، هذا؛ ولم يكن الأمر سرا فتكون النصيحة سرا، وهي كذلك إلى كل من أيد الاختلاط ضمنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد الرَّحمن بن ناصر البرَّاك
17 جمادى الأولى 1431
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 04:10]ـ
http://albrrak.net/index.php?option=content&task=view&id=18646
ـ[عالي السند]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 09:42]ـ
جزى الله شيخنا المجاهد الناصح الأمين العلامةعبدالرحمن البراك، كلمات صدق ونصح أرجو من المشايخ الثلاثة وغيرهم قبولها والعمل بها، ولا تأخذهم العزة بالإثم ومعرفة حقد وتآمر وخبث الليبراليين، وليحذر أحبتنا من احتفاء الملوثين من أهل الصحافة ببعض من عنده رأي في مسألة، وليكن حصيفاً، والحذر مطلوب في عدم استغلال بعض الصالحين لنشر مفاهيم مغلوطة.
والعاقل من لزم الصمت ولم يخرج عن الفتوى العامة لأي سبب في ظل هيمنة أصحاب الإنحراف. والله المستعان.(/)
الرد على من بدع قول ما شاء الله في العين
ـ[زياني]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 04:57]ـ
بسم الله وبعد:
فقد نبغ من يزعم أن المشألة وهي قول ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لأجل دفع العين والإعجابِ بدعةٌ ضلالة، والله المستعان حتى من نَقْلِ هذا القول الشنيعِ الْمُبدِّع للإستشفاءِ والإستعاذة بكلام الله تعالى، الذي جعله الله نورا وشفاءا، بل إن هذا التبديع مُخالف لدين كلِّ رسل الله، والسلف من أصحاب رسول الله، والمسلمين من عباد الله، وقد كان يكفي في إبطالِ هذا القولِ مجردُ نقله، وخُلوِّه عن أيّ سلف، لكن لما تهلوس البعض بالتبديع، وافتتَنَ به آخرون، أحببت أن أذكر بعض الأدلة، مع فهم السلف لها، علهم يتقون، وعن تبديعهم يرجعون، وقد كنت ناقشت أحدا من التبديعيين لهذه الآية، ممن يدعي مذهب السلف، وأتيته بالآية وكلام المفسرين عليها كما سأذكر، ثم سألته عن سلف له فسكت وفكر وقدر، ثم أدبر وبحث فلم يأت بالتبديع إلا عن بعض الأصاغر المتأخرين، وهكذا صار التبديع شعارُهم، والتضليل دِثارُهم، والله المستعان، وقد قسمتُ البحث على النحو التالي:
المطلب الأول: ذكر الآية الكريمة واستدلال السلف بها:
المطلب الثاني: ذكر قول أهل العلم والمفسرين:
المطلب الثالث: ذكر كلام التابعين وأتباعهم:
المطلب الرابع: ذكر نقول الإجماع:
المطلب الخامس: ذكر بعض الأدلة من السنة:
المطلب الأول: ذكر الآية الكريمة واستدلال السلف بها:
الدليل الأول: قال الله جل في علاه: {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا}، فإن لولا بمعنى" هلا "، للتحضيض على هذا القول، عند رؤية الإنسان كل ما يُعجبه، أو يخاف عليه العين، ووجه الإستدلال من الآية من وجوه:
أحدهما: أن هذه الجملة، هي آية من كلام الله تعالى، وقد أجمع كل السلف على أن كلام الله تعالى شفاء في ذاته، وهو مما يُستشفى به ويُدفع به من العين، لأن كلام الله من صفاته، وهي غير مخلوقة بالإجماع، والله المستعان على من بدّع هذا،
والوجه الثاني: أن " ما "، قد تكون منصوبة نكرة شرطية فتعمّ، وجوابها محذوف تقديره: كان ووقع، فيكون المعنى: أيّ شئ شاءه الله، كان ووقع، سواء عينٌ أو مكروه أو غير ذلك، ولا قوة لي في دفع ذلك إلا بالله تعالى، وهو والله الذي لا إله غيره، هو وحده الذي لا يقدر على دفع العين غيره، وإن الآية لصريحة في ذلك.
والوجه الثالث: أن تكون ما موصولة مرفوعة بمعنى" الذي"، وعليه فإما أن تكون مبتدأ أو خبرا، فإن كانت مبتدأ، فمعناها:" الذي شاء الله، وخبرها: كائن وواقع، سواء عين أو مكروه أو غيرهما،
وإن كانت خبرا، فمبتدأها محذوف تقديره: هو أو الأمر، وهذا أيضا يعم كل أمر، سواء كان عينا أو غيرها، فيكون معنى الكلام: الأمر ما شاء الله،
وإذ ذلك كذلك فكيف تصرفت "ما"، في هذه الجملة، فهي تدلّ على استحباب قولها عند كلِّ إعجاب بشئ، حتى لا تعينَه، ولا تُعان بعين عائن، وبهذا قال السلف والخلف، وأهل العلم قاطبة.
المطلب الثاني: ذكر قول أهل العلم المفسرين:
قال شيخ الإسلام بن تيمية في المجموع 13/ 321:" وقال المؤمن لصاحبه ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شىء فقوله ما شاء الله تقديره ما شاء الله كان .. "،
وقال الطبري في تفسير الآية:" يقول عز ذكره: وهلا إذ دخلت بستانك، فأعجبك ما رأيت منه، قلت ما شاء الله كان .. "،
وقال الجصاص:" وَقَدْ أَفَادَ أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ مِنَّا " مَا شَاءَ اللَّهُ " يَنْتَظِمُ رَدَّ الْعَيْنِ وَارْتِبَاطَ النِّعْمَةِ وَتَرْكَ الْكِبْرِ؛ لِأَنَّ فِيهِ إخْبَارًا أَنَّهُ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لَمْ يُصِبْهَا مَا أَصَابَ "، وقال الجصاص أيضا في تفسير سورة الفلق: وكذلك أمر العائن عند إعجابه بما يراه أن يذكر الله وقدرته فيرجع إليه ويتوكل عليه، قال الله تعالى: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} فأخبر بهلاك جنته عند إعجابه بها بقوله،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن كثير: أي: هلا إذا أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك، وأعطاك من المال و الولد ما لم يعطه غيرك، وقلت: {مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ}؛ ولهذا قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده أو ماله، فليقل: {مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ} وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة"، وقال في البداية 2/ 141:" ولهذا يستحب لكل من أعجبه شئ من ماله أو أهله أو حاله أن يقول كذلك وقد ورد فيه حديث مرفوع في صحته نظر"، وبه قال البيضاوي والبغوي وابن العربي والقرطبي والألوسي والسيوطي والمحلي والسعدي والعراقي في طرح التثريب، وقال المناوي 1/:" 154 ويندب أن يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لخبر رواه أبو داود (فإن العين) أي الإصابة بالعين حق"،
قال البيهقي في الدعوات باب ما يقول إذا رأى ما يعجبه، قال الله جل ثناؤه: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}، وكذلك بوب الهيثمي وغيره.
وقال الألوسي: {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ} الآية، ويفهم من بعض الروايات استحباب قول ذلك عند رؤية ما يعجب مطلقاً سواء كان له أو لغيره وإنه إذا قال ذلك لم تصبه عين الإعجاب"، وقال الألوسي أيضا في تفسير سورة يوسف ودخول إخوته من أبواب متفرقة:" ونقل الأجهوري أنه يندب أنه يعوذ المعين فيقول اللهم بارك فيه ولا تضره ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وفي تحفة المحتاج أن من أدويتها أي العين المجربة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها أن يتوضأ العائن إلى آخر ما ذكرناه آنفاً وأن يدعو للمعين وأن يقول المعين ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. ، ويسن عند القاضي لمن رأى نفسه سليمة وأحواله معتدلة أن يقول ذلك، وفي شرح مسلم عن العلماء أنه على السلطان منع من عرف بذلك من مخالطة الناس ويرزقه من بيت المال إن كان فقيراً فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي منعه عمر رضي الله تعالى عنه من مخالطة الناس، ورأيت لبعض أصحابنا أيضاً القول بندب ذلك"،
وقال النووي في الأذكار:" باب ما يقوله إذا رأى من نفسه أو ولده أو ماله أو غير ذلك شيئا فأعجبه وخاف أن يصيبه بعينه وأن يتضرر بذلك"، ثم ذكر أحاديث فيها قول ما شاء الله ثم نقل عن القاضي حسين: وكان عادة القاضي رحمه الله إذا نظر إلى أصحابه فأعجبه سمتهم وحسن حالهم، حصنهم بهذا المذكور "،
وقال شيخ الإسلام بن تيمية في الكلم الطيب:" فصل في الشيء يعجبه ويخاف عليه العين، قال الله تعالى: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)
وقال ابن القيم في الزاد:" فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في فيما يقول من رأى ما يعجبه من أهله وماله .. وقد قال تعالى: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}
وقال ابن القيم أيضا (4/ 156):" ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله "،
وقال ابن القيم في الوابل الصيب:" الفصل الحادي والعشرون في الذكر الذي تحفظ به النعم وما يقال عند تجردها، قال الله سبحانه وتعالى في قصة الرجلين: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}، ثم قال:" فينبغي لمن دخل بستانه أو داره أو راى في ماله واهله ما يعجبه ان يبادر إلى هذه الكلمة فانه لا يرى فيه سوءا وعن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماانعم الله على عبده نعمه في اهل ومال وولد فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيها آفة دون الموت"، وقال أيضا:" الفصل السابع والخمسون في الشئ يراه ويعجبه ويخاف عليه العين، وقال الله سبحانه وتعالى (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) ".
وقال الإمام ابن مفلح في الآداب الشرعية:" فصل في إصابة العين وما ينفع فيها ... وكان عروة إذا رأى شيئا يعجبه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخنا عبد الرزاق العباد في كتاب الذكر والدعاء:" ما يقوله في الشيء يعجبه ويخاف عليه من العين، قال الله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ}، وكذلك استدل بالآية الشيخ ابن باز وابن العثيمين والفوزان وغيرهم، وبوب عليها القحطاني في كتاب الدعاء،
المطلب الثالث: ذكر كلام التابعين وأتباعهم:
الأثر الأول: قال البيهقي في شعبه (7/ 528) فصل في إصابة العين: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل نا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن أسد ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه فيدخل الناس فيأكلون و يحملون وكان إذا دخله ردد هذه الآية فيه حتى يخرج منه {و لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} "، هذا أثر صحيح، سعيد بن أسد وثقه ابن حبان، وقال الذهبي: كان فاضلا، وقال ابن حزم: محدث، وقد تابعه هارون بن معروف قال ثنا ضمرة خرجه عنه أبو نعيم 2/ 180، وضمرة هو ابن ربيعة من ثقات الشاميين، وله متابعة أخرى:
فقال البيهقي في الصفات أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى من ماله شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله".
الأثر الثاني: رواه ابن وهب نا حفص بن ميسرة قال رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبا ما شاء الله لا قوة إلا بالله وذلك في قول الله عز وجل " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ". وخرجه ابن أبي حاتم عن حفص بن ميسرة مثله.
الأثر الثالث: خرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زياد بن سعد قال: كان ابن شهاب إذا دخل أمواله قال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ويتأول قوله: {ولولا إذ دخلت جنتك} الآية.
الأثر الرابع: قال عبد الله في الزهد: حدثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن خالد أبي يزيد عن معاوية بن قرة قال: دخلت على مسلم بن يسار وأنا أدفن بعض جسدي، قال معاوية: وكان يطيل السجود أراه قال: فوقع الدم في ثنيته فسقطتا فدفنتهما قال: قلت: ما عندي من كثير عمل إلا أني أرجو الله عز وجل وأخاف منه قال: فرفع رأسه إلي كالمذعور فقال لي: كيف قل؟ قال: قلت: ما عندي من كبير عمل إلا أني أرجو الله عز وجل وأخاف منه قال: فقال: ما شاء الله ما شاء الله من خاف من شيء حذر منه ومن رجا شيئا طلبه".
الأثر الخامس: خرجه البيهقي في شعبه عن الفضيل قال: " من قال ما شاء الله فقد سلم لأمر الله "
الأثر السادس: قال ابن بطة حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي سهل حدثنا أحمد بن مسروق حدثنا روح بن عبد الله الطوسي حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: «كان مالك بن أنس يكثر من قول: ما شاء الله، قال: فعاتبه رجل على كثرة قوله: ما شاء الله، قال: فأري الرجل في منامه: وأنت القائل لمالك بن أنس على قوله: ما شاء الله، لو أراد مالك بن أنس أن يثقب الخردل بقوله ما شاء الله لثقبه»، وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك، من ترجمة الإمام مالك:" قال عتيق بن يعقوب: كان على باب مالك مكتوب: ما شاء الله، فقيل له في ذلك فقال: قال الله: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله) ... الآية، وفيه أيضا:" قال مطرف كان مالك إذا دخل بيته قال: ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فسئل عن ذلك فقال: قال الله تعالى: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، وجنته بيته، وقد خرجه ابن أبي حاتم عن مطرف به، وقالت المالكية في كتبهم: من قال ذلك كان حرزا لمنزله"،
وقال القرطبي: الثانية - قال أشهب قال مالك: ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول هذا. وقال ابن وهب وقال لي حفص بن ميسرة: رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبا" ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ"، قال القرطبي: وقد قال قوم: ما من أحد قال ما شاء الله كان فأصابه شي إلا رضي به. وروى أن من قال أربعا أمن من أربع: من قال هذه أمن من العين، ومن قال حسبنا الله ونعم الوكيل أمن من كيد الشيطان، ومن قال وأفوض أمرى إلى الله أمن مكر الناس، ومن قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين أمن من الغم".
(يُتْبَعُ)
(/)
المطلب الرابع: ذكر نقول الإجماع: قال البيهقي في الإعتقاد:" وقد روينا في حديث زيد بن ثابت وفي حديث أبي الدرداء وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن»، وهذا كلام أخذته الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذه التابعون عنهم ولم يزل يأخذه الخلف عن السلف من غير نكير وصار ذلك إجماعا منهم على ذلك، وفي كتاب الله عز وجل (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) فنفى أن يملك العبد كسبا ينفعه أو يضره إلا بمشيئة الله وقدرته"،
وقال الباقلاني في الإنصاف 1/ 13:"فإن الأمة قد أجمعت على إطلاق هذه الكلمة: {قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}، .. قال: ويدل على صحة مذهب أهل السنة إجماع المسلمين من الصحابة وهلم جرى إلى وقتنا هذا، أن الجميع منهم يطلق ويقول عن الخلاء والملاء من غير نكير: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ... "، وقال ابن العربي عن هذا اللفظ: أنه شعار أهل السنة فتعين الإجهار به"،
وقال ابن حزم في الفصل 3/ 82:" ويكفي من هذا كله إجتماع الأمة على قول ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فهذا على عمومه موجب أن كل ما في العالم كان أو يكون أي شيء كان فقد شاءه الله تعالى وكل ما لم يكن ولا يكون فلم يشأه الله تعالى نصا لا يحتمل تأويلا"،
وقال أبو طالب في قوت القلوب:" والأمة مجتمعة على قول ما شاء الله كان .. واجتمعت على قول لا قوة إلا بالله، فهذا عام في كل شئ، ليس في بعض الأشياء دون بعض"، فهذا الإجماع يشمل قولها في العين وفي سائر الأحوال، كيف لا وهذا القول هو كلام رب العالمين، أو ما يخشى الله تعالى هذا الذي يُبدّع الإستشفاء بكلام رب العالمين الذي جعله الله نورا وشفاءا للمؤمنين، أو أمِنَ أن يجعل الله صورته صورة حمار أو شرا منه، والله المستعان.
المطلب الخامس: ذكر بعض الأدلة من السنة: وفيها الصحيح وما ضعفه يسيرٌ يُعتبر به، وفيها ما لا يصح أصلا كما سأبين:
الدليل الأول: خرجه البخاري في الصحيح وغيره عن سمرة بن جندب قال كان النبي إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال من رأى منكم الليلة رؤيا قال فإن رأى أحد قصها فيقول ما شاء الله، فسألأنا يوما: ... "، وهذا القول فيه المشألة والتبريك على الرؤيا الحسنة.
دليل ثان: خرجه عبد الرزاق 4217 عن بن عيينة عن يحيى بن سعيد حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي حازم مولى الأنصار قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في قبة في شهر رمضان والرجل يؤم النفر فاطلع عليهم رأسه وقال ما شاء الله، ثم قال: إن المصلي يناجي ربه فإذا صلى أحدكم فلينظر ما يناجي به ربه ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"، فهذا نبي الله عليه السلام قد اطلع على أصحابه فأعجبه صنيعهم فقال: ما شاء الله، وأرشدهم إلى ترك الجهر، كذا رواه وأرسله عبد الرزاق، لكن وصله ابن كاسب وهو صدوق وقال فيه، ما خرجه ابن أبي عاصم في المثاني من ترجمة أبي عمرة: حدثنا يعقوب بن حميد ثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم عن أبي عمرة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معتكفا في العشر الأواخر في قبة له، والرجل يؤم النفر، فأخرج رأسه ثم قال: ما شاء الله عز وجل أن يقول ثم قال: إن المصلي يناجي ربه فلينظر أحدكم بما يناجيه ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن".
الدليل الثالث: قال إسحاق أخبرنا النضر نا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني حدثني ابن أم سلمة قال: جاء أبو سلمة إلى أم سلمة فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس أحد تصيبه مصيبة ... فذكر الحديث في قصة استرجاعها بعد موت زوجها ثم زواجها بالنبي عليه السلام وفيه:" فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تعد أن رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أجلست زينب في حجرها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال: «ما شاء الله» ثم انصرف عنها، ثم أقبل إليها الثانية فلم تعد أن رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلست زينب في حجرها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل مثل ذلك ... "، فهذا نبي الله صلى الله عليه وسلم قد صح عنه أنه قال المشألة كلما رأى الصَّبِيَّةَ في حجر أمها، وقد خاب من زعم أنه بدعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الرابع: قال الحاكم أخبرنا أبو زكريا العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن أبي عثمان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بعثت أم سليم حيسا في تور من حجارة قال أنس: فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اذهب فادع من لقيت من المسلمين» فذهبت فما رأيت أحدا إلا دعوته، قال: ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الطعام ودعا فيه، وقال: «ما شاء الله» قال: فجعلوا يأكلون .. "، صححه الحاكم والذهبي، وهذا أصح، وقد قال فيه محمد بن ثور عن معمر:" فدعا فيه وقال ما شاء الله أن يقول .. "، ورواية عبد الرزاق هي الصحيحة.
دليل خامس: قال أبو داود 5075 حدثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو أن سالما الفراء حدثه أن عبد الحميد مولى بني هاشم حدثه أن أمه حدثته وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن ابنة النبي صلى الله عليه وسلم حدثتها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول: قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شىء قدير وأن الله قد أحاط بكل شىء علما فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح"، وفيه دليل على أن من قال هذه الكلمة حُفظ من العين والسحر وكل مكروه.
دليل سادس: قال البيهقي في الدعوات باب ما يقول إذا رأى ما يعجبه قال الله جل ثناؤه: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد حدثنا أبو حفص عمر بن بشران عم والدي حدثنا عمي إبراهيم بن عبد الله حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا عمر بن يونس حدثنا عيسى بن عون بن حفص بن فرافصة عن عبد الملك بن زرارة الأنصاري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل ولا مال أو ولد فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فيرى فيه آفة دون الموت»، وقال البيهقي في شعبه (4/ 90 (6/ 212) أخبرنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا عمر بن يونس عن عيسى بن عون بن حفص بن فرافصة عن عبد الملك به، وقد ذكر الشيخ الألباني أنه وقع عند بعضهم عيسى بن عون عن حفص بن فرافصة، وإنما هو تصحيف بل هو عيسى بن عون بن حفص، وقال الطبراني في الكبير 4261 حدثنا ابو الفضل عباس بن حماد بن فضالة الصيرفي البصري نا العباس بن الفرج الرياشي نا عمر بن يونس اليمامي نا عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أنعم الله على عبد نعمة في اهل أو مال أو ولد فقال ما شاء الله لا قوة الا بالله فيرى فيه أفة دون الموت وقرأ: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله} "، توبع ابن الفرج:
فقال ابن كثير في تفسير الآية: وقد روي فيه حديث مرفوع أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده:
حدثنا جَرَّاح بن مَخْلَد حدثنا عمر بن يونس حدثنا عيسى بن عَوْن حدثنا عبد الملك بن زُرَارَة عن أنس مثله، وقال: قال الحافظ أبو الفتح الأزدي: عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس: لا يصح حديثه"، عيسى بن عون جهله أبو حاتم لكن وثقه ابن معين وابن حبان، نعم فيه عبد الملك بن زرارة وهو مجهول لم يوثقه أحد أعلمُه، وقد توبع على حديثه:
دليل سابع: قال الجصاص في تفسير سورة الفلق: وحدثنا عبد الباقي حدثنا إسماعيل بن الفضل حدثنا العباس بن أبي طالب حدثنا حجاج حدثنا أبو بكر الهذلي عن ثمامة عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من رأى شيئا أعجبه فقال الله الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره شيء"، توبع ابن أبي طالب: فقال الهيثمي في كشف الأستار (3/ 404) باب ما يقول إذا أعجبه شيء، قال البزار حدثنا عبد الله بن الصباح العطار حدثنا الحجاج بن نصير حدثنا أبو بكر الهذلي عن ثمامة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رأى شيئا فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لم يضره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن السني في عمل اليوم واليلة ص 106 باب ما يقول إذا رأى من نفسه وماله ما يعجبه أخبرني محمد بن أحمد بن المهاجر وجعفر بن عيسى الحلواني قالا: ثنا العباس بن محمد ثنا حجاج بن نصير ثنا أبو بكر الهذلي عن ثمامة عن أنس مثله، خرجه ابن عدي وقال: ولأبي بكر غير ما ذكرت حديث صالح وعامة ما يرويه عن من يرويه لا يتابع عليه على أنه قد حدث عنه الثقات من الناس وعامة ما يحدث به قد شورك فيها ويحتمل ما يرويه وفي حديثه مالا يحتمل ولا يتابع عليه"، وهذا الحديث محتمل لمتابعة غيره له، مع شاهد الآية له، وأما حجاج فالأكثرون على تضعيفه وقال عنه ابن عدي: ولحجاج بن نصير أحاديث وروايات عن شيوخه ولا أعلم له شيئا منكرا غير ما ذكرت وهو في غير ما ذكرته صالح"،
دليل ثامن: قال الطبرانى فى الكبير (17/ 310، رقم 859 حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا عبد الرحمن بن خالد بن نجيح أخبرني أبي ثنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أنعم الله عليه بنعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول لا حول و لا قوة الا بالله) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله قال الهيثمى (10/ 99): فيه خالد بن نجيح وهو كذاب،
الدليل التاسع: قال أبو بكر 27227 حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه ببعض الكلام فقال: ما شاء الله وشئت، فقال: جعلتني والله عدلا، لا بل ما شاء الله".
الدليل العاشر: عن حذيفة رضي الله عنه أن اليهود قالوا لأهل الإسلام: نِعْم القوم أنتم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وما شاء محمد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده"، وهو عام في قولها في كل الأحيان.
الدليل الحادي عشر: قال أبو بكر 26548 حدثنا محمد بن بشر عن مسعر عن عمرو بن مرة عن خيثمة قال أتى عمر شاعر فقال: أنشدك، فاستنشده، فجعل هو ينشده، فذكر محمدا فقال: غفر الله لمحمد بما صبر، قال: يقول عمر: قد فعل، ثم أبا بكر جميعا وعمر، فقال: ما شاء الله"، تابعه شعيب بن إسحاق عن مسعر، وهذا عمر رضي الله عنه قال المشألة عند إعجابه بالشعر.
دليل ثاني عشر: قال السيوطي: وأخرج ابن منده في الصحابة من طريق حماد بن سماك عن جرير قال: خرجت إلى فارس فقلت: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، فسمعني رجل فقال: ما هذا الكلام الذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء ... ، وذكر أن الجن يذوبون من هذه الكلمة، وأسأل الله العلي العظيم، الهداية لي ولجميع المسلمين.
كتبه أبو عيسى الزياني
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 05:06]ـ
هلا ذكرت لنا من بدع من قالها فلا أعرف من قال ببدعيتها أبدا
ولعله قصور في البحث مني
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 08:09]ـ
أنبهك أخي زياني لا تقع فيما تنكره على غيرك وليكن بحثك علمي بحت فقط وأما كلمة التبديعيين التي ذكرتها هل لك سلف فيها وقولك عن بعض الأصاغر المتأخرين من تقصد بهم بارك الله فيك
ـ[زياني]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 05:35]ـ
لا يحل لأحد أن يخالف القرآن ولا أن يبدع الإستشفاء به، ولا أن يخالف السلف في الفهم ولا الإجماع، ولا يحل أبدا الإتيان بقول جديد محدث، ومن فعل ذلك فقد غوى، وقد ذكرت الأدلة ومن قال بذلك من السلف وهم كثير رغم أنوف ...
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 05:47]ـ
أنت لم تجب على سؤالي
رغم أنوف من؟
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 07:02]ـ
شكراً لك أستاذ زياني؛ لقد استفدتُ كثيراً.
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 12:47]ـ
بارك الله فيك على هذا الجميع
وقد قال بها الشيخ ابن باو وابن عثيمين - رحمهما الله تعالى - ..
وسألتُ قديما عبر موقع البث عنها العلامة البراك فلم يُنكرها، وقال بما معناها أن على المرء أن يذكر الله في تلك الحال ..
لكن حقيقة لم أر من يقول بتبديع من يقول بها، نعم هناك من قال ليست عليها دليل، لكن كونها بدعه ضلالة فلم يسبق لي قراءة شيء من ذلك فلعلك تتحفنا بمن قال ببدعيتها ..
ولك جزيل الشكر والتقدير
ـ[زياني]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 03:33]ـ
لا أعلم أحدا من كبار العلماء بدعها، وإنما بدعها بعض من غلا في التبديع،
ـ[زياني]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 03:39]ـ
الأخ عبد المهيمن قد طلبت مني أن يكون البحث علميا، والحمد لله فهو كذلك لأني لم أذكر فيه إلا تأثير تلك الآية الكريمة في دفع العين مع فهم السلف لها، وعززت ذلك بكلام السلف من الصحابة ومن بعدهم من المفسرين وأهل الحديث والفقه، أفليس هذا علما عندك، فأخرج لنا ما عندك إذا، وأما التبديع فليس هو من علمي بل ولا هو من ديني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 06:44]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 07:04]ـ
الأخ زياني:
الكلمة تملكها ما دامت في فمك لم تخرج،فإذا خرجت فهنا لابد أن تتحمل لوازمها،وأنت ردك بنيته ردا على شخصية تقول بالتبديع،فيلزمك ما ألزمك به الإخوة هنا بأن تذكر من من العلماء أو الأصاغر! قال بهذا التبديع،وإلا فإن الرجوع عن الخطأ فضيلة،فقط قل: أستغفر الله تعالى لقد تسرعت في ابتداع هذا القول.
والله الهادي.
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 12:24]ـ
لم تجب!
من قال ببدعيتها؟
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 01:06]ـ
لم تجب!
من قال ببدعيتها؟
http://www.al-sunan.com/vb/showthread.php?t=6665
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 08:45]ـ
الأخ العزيز زياتي
عنوانك يقول الرد على من بدع قول ما شاء الله في العين
وبداية موضوعك تحدثت عن قول كلمة " ما شاء الله " لدفع العين والاعجاب
ثم سردت أقوالاً كثيرة متداخلة عن العين والاعجاب
وقد كان ينبغي أن تفرد الأقوال الدالة على كلٍ
وأنا أدعي أن الآية تفيد قولها لدفع الاعجاب فقط وليس العين،
فمن أي لفظ في الآية أخذت منه مشروعية قولها لدفع العين.
أنا لا أتحدث الآن عن مشروعية قولها لدفع العين، ولكن أتحدث عن دلالة الأية على ذلك
أرجو ردا مختصراً محددا.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 10:15]ـ
جيد، الآن نعم،فالأخ أسامة ساق كلام الشيخ ماهر الظفيري في التبديع.
والحق أن القول بالتبديع عزيز، ولو اكتفى بالتخطيء لكفاه، ولكنّ تبديع القول لضعف الأدلة الدالة عليه ليس ببدع من القول،فمثل هذا جاء في صنيع علماء أهل السنة،ولكنهم لا يبدعون الأعيان القائلين به لأن المسألة خلافية، فتكون هذه المسألة من وجه كالتخطيء.
والله أعلم.(/)
معالم على طريق الدعوة
ـ[ابو معاذ الاثرى]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 07:40]ـ
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
المعلم الأول: لكل وقت عبودية:
قدر الله -عز وجل- على كل إنسان أن يمر في حياته بأحوال مختلفة وظروف متفاوتة، وحال الإنسان من بدايته إلى نهايته ليس حالاً واحداً في كل شيء، فهو يبدأ ضعيفاً عاجزاً جاهلاً لا يستطيع أن يبطش بيده ولا أن يمشي برجله ولا أن يتكلم بلسانه، لا يستطيع شيئا إلا البكاء، ثم بعد حين يعرف الابتسام، لا يولد مبتسماً ولكن يولد باكياً. وكذلك ينتقل من حال إلى حال ويتعلم بعد جهل ويقدر بعد عجز.
خلقنا الله -سبحانه وتعالى- من ضعف ثم جعل من بعد ضعفٍ قوة، ثم يجعل الله -سبحانه وتعالى- من بعد قوة ضعفاً وشَيْبة -سبحانه وتعالى- يخلق ما يشاء.
وكما قدّر الله ذلك على الأشخاص، قدّره على المجتمعات والدول وطوائف الناس، و قدّره على الدعوات أيضاً، قال الله -عز وجل-: (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (آل عمران:140)، وقال -عز وجل-: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء:35).
هذا الأمر يجب أن نفهمه فهماً جيداً حتى نستعمل في كل وقت عبوديته الخاصّة به، وقد أراد -سبحانه وتعالى- بتبديل الأحوال وتغيير الأيّام ومداولتها أن يكون لنا من أنواع العبودية في كل وقت وحين، وهذا بلا شك يحتاج إلى فقه عظيم وفرقان يفرّق به بين الحق والباطل، والسنة والبدعة، بين الهدى والضلال.
إن كثيراً من الناس قد تختلط عليه الأمور فيقول عن البدعة أنها الاجتهاد في العبادة، وقد يقول عن الضعف أنه حكمة وصبر، وعن التهور أنه شجاعة، وعن الكسل أنه راحة وسكون، وغير ذلك من أشياء كثيرة يسمّيها بغير اسمها إذا لم يكن عنده الفرقان، وإذا لم يكن عنده فهم للوقت الذي هو فيه، وللابتلاء الذي وُضع فيه.
فلا يزال الإنسان في خلل إذا لم يع ويفهم السبب الذي ابتلي به؛ ثم بعد ذلك ينظر في واجب الوقت حتى يستعمل وقته وحياته في أداء هذا الواجب فلا يجعل حياته وأوقاته في غير ما فُرِض عليه.
ومثال ذلك من يظل الساعات الطويلة يحلم ويتمنّى بما يمكن أن يصير إليه بعد حين في أمر ديني أو دنيوي، كالطالب الكسول يظل يتصور نفسه وقد صار من الأوائل ونجح وأصبح من أول المتفوقين وحاز أعلى المناصب ثم تم تعيينه في وظيفة هامة ثم صار قائداً - ربما للأمة! -، وهو مازال متكاسلاً وقد شغلته هذه الأماني لساعات طويلة عما يجب أن يفعله، فالنفس محببة إليها الأماني وكثيراً ما تنشغل بها،
ومثله كثيرٌ من الدعاة أو ممن ينتسبون إلى الدعوة؛ ويعملون في صفوفها يحلمون بأوقات النصر والتمكين وأنهم قد فتحوا البلاد وقلوب العباد وأن الناس قد دخلوا في دين الله أفواجاً مع أن كثيراً منهم لم يحَصِّل الأسباب التي بها يصل المسلمون إلى ذلك، و يظل يحلم ويتمنى وربما أدى ذلك إلى أن يُضيِّع واجب الوقت الذي هو فيه.
وهذا سبب مشهور ومشاهد في كثير من الأحوال أدى بكثير من الدعوات إلى أن تبتعد عن طريقها ولا تصل إلى غايتها، لأنها تستعمل في وقتٍ ما واجبَ وقتٍ آخر، وهي تعجز عنه، وبالتالي يتحول الواجب إلى مجرد أمنية أو خيال، وأحياناً يصطدم الإنسان بالواقع فلا يجد إلا الأرض الصخرية التي لا يزال واقفاً عليها دون أن يرتفع شيء من البناء، فيصاب بالإحباط واليأس والحزن والعجز وربما جرح هذا الصخر رأسه وهو يحاول كسره بها دون أدوات، وهذا أمر خطير للغاية ويفتح باباً عظيماً للشيطان.
فلابد أن نعرف واجب الوقت الذي نحن فيه، وأن نعلم أن الابتلاء أنواع وأحوال مختلفة؛ فهناك ابتلاء بالشر وابتلاء بالخير (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء:35)، وهناك ابتلاء بالسراء وابتلاء بالضراء، وهناك ابتلاء بالاستضعاف وابتلاء بالتمكين.
فلابد أن نعلم في أي وقت نحن؟ وفي أي مرحلة؟ وما المطلوب منا في هذه المرحلة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن الناظر في أحوال المسلمين في العالم كله يتأكد له أن المسلمين في أزمة، ولا أقول أن الإسلام في أزمة فإن الله -عز وجل- ناصر دينه بنا أو بغيرنا، الله -عز وجل- هو الذي وعد بظهور الإسلام: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33).
ولكن أحوال المسلمين في العالم كله، في أزمة، والعدو قد أحاط -فيما يبدو- بهم من كل الجوانب إلا من فوقهم؛ فإن رحمة الله -عز وجل- تنزل عليهم من فوقهم، ورغم التفاوت الهائل في موازين القوة المادية بين العدو وبين المسلمين، ورغم اختلاف المسلمين وتفرقهم، فإن الأعداء يعتبرون الإسلام هو العدو الإستراتيجي الأول لكل الطوائف والملل في كل مكان تقربياً وخصوصاً في منطقة نشأة الإسلام بما يسمونه الشرق الأوسط -وهو مركز المسلمين- في العالم، برغم أن الإسلام هو أعظم ناصح للبشرية كلها.
وأنواع المكر والخطط لا تخفى اليوم بعد أن كانت تخفى في الزمن الماضي؛ فبعد أن كانت أسراراً تُعقد في مؤتمرات سرية أصبحت تُعلن على صفحات الجرائد.
وعلى رأس هؤلاء الماكرين جميعاً والمحرك الحقيقي لهم اليهود، أشد الناس عداوة للمسلمين كما وصفهم الله -عز وجل-: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة:82)، وقد دخل في الذين أشركوا الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، وقالوا إن الله هو المسيح ابن مريم، والذين كذبوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- والقرآن.
فلابد أن نتوقع مزيداً من الأزمات والضغوط، ومزيداً من ضيق الطريق وظلمته، - يضيق فيما يبدو للناس من صنع الأعداء-، والدنيا تظلم - فيما يبدو للناس- من مكرهم، ولكن الحقيقة أن الله -عز وجل- هو الذي آتاهم أموالاً وزينة في الحياة الدنيا لُيضلوا عن سبيله، لتظلم الدنيا مدة ثم يرى الناس بعد ذلك النور، ولكي لا يمر من الطريق إلا من يصلح، إلا من يتحمل الضيق وقت المحنة، وسوف يتسع الطريق، وسوف تستنير الدنيا قطعاً بإذن الله -تبارك وتعالى-.
إذا كان الأمر كذلك، وكانت هناك شدة ومحنة، وإذا كان هناك أعداء في كل مكان في العالم لكل مظهر وجوهر إسلامي؛، فإن محاولة أعداء الإسلام نشر الفساد في العقول والقلوب، ونشر الشهوات والشبهات، ونشر الأكاذيب والأباطيل، في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، بأنواع من الافتراءات والضلالات التي ينشرونها؛ فإن كل ذلك إنما يصب في مصلحة المسلمين إذا أدوا واجبهم.
لكن ما هو واجب الوقت الذي نحن فيه؟
أولاً: لا شك أن استشعار الإنسان بأن المسلمين في أزمة وأنهم في شدة وضيق يجعله يستنفر الطاقات الموجودة في نفسه، وذلك أن تصرف الإنسان الذي يشعر أنه على سريره مستريح، ليس كتصرف الذي يشعر أن السفينة توشك أن تغرق وأن هناك خطر جاثم وأن بين الغرق والنجاة لحظات معدودة فإذا استطعت أن تدرك قارب النجاة وإلا أدركك الغرق.
الخطر كبير وجاثم على النفوس، والفرق بين النجاة وبين الهلاك لحظات، تبذل فيها كل طاقتك وجهدك وإلا جاءتك الأمواج العاتية، أمواج الفتن والضلالات، أمواج الحصار التي تحاصر المسلمين من كل جانب.
لذلك أقول أن المهمة الأولى أن نشعر أننا فعلاً في أزمة، وأن هذه الأزمة تقتضي منا بذل غاية الجهد، ليس بعضه، بل لابد أن نبذل كل ما عندنا بالكامل.
فالأمر خطير جد خطير.
ثانياً: نحتاج إلى اتصال بالله -عز وجل- ولجوء إليه بأنواع العبادات من صلاة وقيام وصيام ونفقة وصدقة وحج وعمرة.
والشعور أننا في أزمة هو الذي يجعلنا ندعوا دعاء المضطر: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ) (النمل:62)، فتأمل هذا الترتيب العجيب: الاستخلاف في الأرض آخر الأمر، وبدايته الاضطرار (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ)،فالمرحلة الأولى الابتلاء، والمرحلة الثانية كشف السوء، والمرحلة الثالثة أن يجعل الله المسلمين خلفاء الأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولن تشعر بذلك بالفعل إلا إذا كنتَ مهتماً بقضايا الإسلام والمسلمين، مستشعراً لأهمية إعلاء دين الله -عز وجل- في الأرض، مشاركاً في العمل الإسلامي، لأن المتفرج مهما بلغت عاطفته ومهما بلغ من كونه مشجعاً، لن يكون كمن يدخل في المعركة بالفعل، فالمشاهِد لأي معركة من المعارك قد يدق قلبه، لكن لن يكون حاله كحال الجندي الذي يكون الرصاص والقذائف عن يمينه وعن شماله، ومن فوق رأسه ومن تحته.
الموقف إذاً يحتاج أن يكون كل واحد منا جندياً للإسلام في المعركة، فنشعر أننا فعلاً مضطرون إلى الله وأننا لا نلجأ إلا لله وأنه لا يوجد أحد لنا في هذه الدنيا إلا الله -سبحانه وتعالى-، الدنيا ليست لنا؛ الدنيا كلها علينا ولكن لنا الله -عز وجل-: (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) (النساء:45)، وقال -تعالى-: (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) (الفرقان:31)، وكفى به -سبحانه وتعالى- ناصراً لدينه وولياً للمؤمنين.
إذا شعرنا بالاضطرار لجأنا إلى الله، أقمنا الصلاة، صلينا كثيراً وصمنا كثيراً، دعونا الله كثيرا لعل الله -عز وجل- يجعل في دعوة المضطر المبتلى المظلوم منا فرجاً جميلاً بإذنه -سبحانه وتعالى-. والمسلمون جميعاً قد ظلموا، ودرجات الظلم متفاوتة، فهم مضطهدون من أجل إسلامهم وطاعتهم والتزامهم بدين الله -عز وجل- مهما كانت الأسباب المدعاة من قبل أعدائهم تسويغا لاضطهادهم.
فالأمر مفهوم جيداً؛ فحين يقول الأعداء: المسلمون يستحقون ما يجري لهم من قتل وتعذيب وسجن واحتلال لبلادهم، لأنهم هم الذين قتلوا وسفكوا الدماء وأرهبوا الآمنين فلنعلم أن كل هذه سحب دخان يطلقها الأعداء من أجل تشويه الصورة وإبعاد الناس وتخويفهم من الالتزام بدين الله -سبحانه وتعالى.
المعلم الثاني: الفقه الدعوي:
الأمر الثاني الذي لابد منه في هذه المرحلة هو الفهم الصحيح لفقه الدعوة التي نسير فيها إلى الله -عز وجل- وهذا يقتضي منا معرفة بمعاني الإسلام والإيمان والإحسان، والعلم بأنها لا تقبل تنازلاً ولا كتماناً ولا تأخيراً في البيان. نعم تتعدد الوسائل لكن المبادئ لا تختلف، نعم قد نعجز عن وسيلة في وقت معين لكن نستطيع إيجاد وسيلة غيرها، وهذا يجعلنا ثابتين على مبادئنا، ولا نكون كالذين يغيرون مبادئهم وعقائدهم كما يغيرون ألوان ثيابهم وكما تغير الحرباء لونها.
الحق عندنا لا يختلف -بفضل الله تبارك وتعالى- وإن كانت الفتوى تتغير من وقت إلى وقت، قد تتسع أو تضيق لأمور معينة، فهذا أمر لا شك فيه، وهذا الفهم إنما يحصل بالعلم النافع، بكثرة تلاوة كتاب الله وتفسيره وبكثرة تلاوة سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودراستها وبمعرفة التوحيد والإيمان وأحكام الفقه وخصوصاً فقه الأمر المعروف والنهي عن المنكر، لابد لنا من هذه المعاني وعلى الدوام، وألا نكون مجرد متعاطفين مع الالتزام، نريد أن نكون فاهمين فعلاً لمعاني الالتزام ومطبقين لها.
المعلم الثالث: تحقيق الأخوة في الله ولزوم الجماعة:
وهذا المعلم الثالث من أهم المعاني التي نحتاجها في ظروفنا الحالية، وهو أن نكون في البنيان، أن نقترب من بعضنا، أن يحب بعضنا البعض، أن نتعايش بمعاني الأزمة التي نحن فيها بالفعل، هذه الأزمة التي تجعل الناس كل منهم يسد ثغرة في هذا القارب الذي كثرت الثغرات فيه ويجتهد في أن يعين إخوانه على طاعة الله -عز وجل- ومرضاته: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2).
ليس الابتعاد هو الحل، ليست مواجهة الخطر بأن نقول لابد أن أؤمن نفسي حالياً إلى أن تنفرج، تأكد أنها موجات، وأنه لن تكون هناك موجة إلا التي بعدها أشد منها، والعلاج ليس أن تقول لابد أن أخرج من العمل الدعوي، من قارب النجاة في الحقيقة، إن خروجك من العمل الدعوي هو إلقاء نفسك في البحر. لكن العلاج والمواجهة أن تقول لابد أن أعبر هذا البحر ولابد أن نعبره جميعاً، الذي يخرج وييأس ويبتعد سوف يكون أول الغارقين.
إن الدعوة إلى الله هي سبب النجاة لا سبب الهلاك، قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) (الأعراف:165)، وقال -عز وجل-: (فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ) (هود:116).
كثير من الناس يريد أن يبتعد بالفعل، ويخاف، يريد أن يسلم -كما يزعمون-، ليست السلامة في ذلك، السلامة في الاستمرار، السلامة في التكاتف، وأن تكون قريباً من إخوانك مصيرك مصيرهم، أيما كانت هذه المصائب في الدنيا، مصيرك هو مصيرهم حتى تنجو عند الله -عز وجل-، لا تظن أنك عندما تكون مع إخوانك سوف تتعرض إلى أذى كثير، وأنك حين تبتعد عنهم سوف تكون سالما على الحق من بعيد، لا يصلح ذلك، لابد أن تكون على الحق قريباً وفي موضع المعركة جندياً من جنود الإسلام، عاملاً من أجل إعلاء كلمة الله -سبحانه وتعالى-.
والالتزام الحقيقي الصادق هو قارب النجاة - مع شدة الأمواج وكثرة الثغرات التي فيه وكثرة الأسماك المفترسة المحيطة به -، فلا ينبغي أن يتركه أحد من الناس، بل لابد أن نكون معاً يداً واحدة نسد الثغرات المختلفة ونجتهد في أن يظل قاربنا هذا سائراً ليعبر هذه اللجة بإذن الله -تبارك وتعالى-، وهو بإذن الله عابرها، ونسأل الله -عز وجل- أن يسددنا ويهدينا إلى سواء السبيل.
فلابد من الصبر والثبات وأعون ما يعينك على ذلك أن تكون قريباً من إخوانك كما أوصى الله -عز وجل- إلى موسى وأخيه: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس:87).
فنقول أبشروا عباد الله،
لأن النور بعد الظلام، وأن الفرج مع الشدة، وأن مع العسر يسراً.(/)
صورة الرحمن بين ابن خزيمة والألباني
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 03:17]ـ
لفت نظري حمل أحد المنتديات حملة شعواء على الإمامين ابن خزيمة والألباني رحمهما الله
وكانت التهمة أنهما خالفا عقيدة السلف في مسألة الصورة
والذي فهمته أن ثمة خلافا في حديث خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا
فهلا بينتم لنا تفاصيل الموضوع
باختصار بارك الله فيكم
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 09:05]ـ
يحسن مراجعة هذه الصفحات
1 - http://majles.alukah.net/showthread.php?p=362566#post36 2566
2-http://majles.alukah.net/showthread.php?p=361774#post36 1774
ـ[جذيل]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 09:30]ـ
لا مدخل للاشاعرة في هذه المسألة على علماء اهل السنة
فالذي يبدو ان الشيخين لم ينفيا صفة الصورة لله تعالى
وانما نفيا قضية متعلقة بثبوت لفظة ( .. على صورة الرحمن)
مع كونها ليست من اصول مذهب اهل السنة والجماعة
ولو صح انهما نفيا المسألة مع ثبوت الحديث فالخلاف مع الاشاعرة ليس في مسألة او مسألتين
بل في اصول الاستدلال ومصادر التلقي
ولعل كتاب الشيخ سفر الحوالي ضرب على الوتر الحساس
ليت من لم تتضح له القضية ان يرجع اليه(/)
ما الموقف العقيدي من هذا الشعر؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 03:55]ـ
معروف مجازفات البوصيري في نهج البردة؛ بدعوى مدح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم
وسمع عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قول النابغة الذبياني:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره **** تجد خير نار عندها خير موقدِ
فقال: ذلك رسول الله
ومدح شاعر صدام حسين بقوله:
مثلك ما شافت لعيون * ** * وجهك إنته منور لكون
ومن كلمات تتر مسلسل (الإمام الشعراوي)
أمين وأمين على الأمه * * ونور في الغيمة والطلمه
والسؤال:
بغض النظر عن فصاحة الشعر من عاميته، فهو يتردد على الألسنة باللفظ والمعنى
هل هذا سائغ من الناحية العقيدية؟
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 01:59]ـ
الجواب كلام الله تعالى في سورة الشعراء، خاصة في المدح وكلها من قبيل المبالغة؛ وهذا موجود في الشعر والغناء، ومقصوده ليس الإستغراق بالتعميم، وله وجه من العربية، وبالغالب يفعله من لا دين عنده، وكلام الذبياني يمكن قبوله والشعر في مدح صدام نفاق عملي واضح،وكلمات مسلسل الشعراوي سجع كلام غير مسؤول ومبالغات مصرية، وهذا موجود عند المصريين يقولوا للضيف مرحبين (داحنة زارنا النبي)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 09:50]ـ
يا أخي أنا لست أعترض على أنه فن بلاغي
مبالغة نفاق سمه ما شئت
سؤالي
هل يجوز عقيديا؟(/)
تعلم العقيدة السلفية مع أطفال دار القرآن بالمغرب/فيديو
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 06:33]ـ
تعلم العقيدة السلفية مع أطفال دار القرآن المغربي
http://www.4shared.com/video/cftCvXBr/_______.html (http://www.4shared.com/video/cftCvXBr/_______.html)
ابو اميمة محمد
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 06:55]ـ
ما شاء الله اللهم بارك
افرحتني اخي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 07:43]ـ
اللهم اجعل ايامنا افراح ومسرات في طاعة الله
ـ[جذيل]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 09:39]ـ
ارجو ان يسمح لي الاخوة في هذه المداخلة مع المعذرة:
ارى ان نشر مثل هذه اللقطات تضر ولا تنفع ..
لاعتبارات يعرفها الاخوة الدعاة والمشايخ في المغرب الاسلامي
خاصة المنتسبين للدعوة السلفية
الا ان كانت الدعوة السلفية هناك لها بطن صوفي مرضي عنه فهذا امر آخر
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 08:19]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[16 - Nov-2010, صباحاً 11:47]ـ
رائعة بارك الله فيك
ولكن هناك تنبيه: توحيد الألوهية ليس هو التصديق بأن الله مستحق للعبادة، بل هو إفراد الله بالعبادة وليس مجرد التصديق بذلك.
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 09:40]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 02:49]ـ
اللهمَّ احفظِ المغربَ و المغاربةَ أجمعينَ
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 02:55]ـ
اللهمَّ احفظِ المغربَ و المغاربةَ أجمعينَ
اللهم امين(/)
رحلتي مع جماعة التبليغ / الشيخ عباس الشرقاوي /6اشرطة/صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 06:36]ـ
رحلتي مع جماعة التبليغ
الشيخ عباس الشرقاوي
6 اشرطة
http://www.al-sunna.net/audio/scholar.php?id=249 (http://www.al-sunna.net/audio/scholar.php?id=249)
ابو اميمة محمد
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 07:32]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيكم
أعظم سلسلة على الاطلاق!
استمع مباشرة أو حمل الجلسات على شكل mp3 من هنا!!!
http://www.4shared.com/audio/ximKEfSt/____-____1-6.html
http://www.4shared.com/audio/HaP5ZCXi/____-____2-6.html
http://www.4shared.com/audio/SK5yMqPf/____-____3-6.html
http://www.4shared.com/audio/b62ejtuU/____-____4-6.html
http://www.4shared.com/audio/5gpdF1Zt/____-____5-6.html
http://www.4shared.com/audio/ETYaRsZM/____-____6-6.html
لا تفرطوا في الاستماع لكلام الشيخ جزاه الله خيرا
لقد فك الشيخ الشفرة فكا
استمعوا الى الشريط الاول و ركزوا على الاشرطة الاخيرة
والشيخ لا يسرد فقط تجربة
انما يفسر الظواهر ويحل الرموز
ويرد على الشبه وما استشكل
رجل عنده بصيرة كأنه عالم نفس!!!
ـ[أبو الوليد الغزي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 07:54]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 08:53]ـ
أحسنت.
وأشرطته-جزاه الله خيرا- سمعتها كلها من زمن طويل،ولا يوجد أفضل منها للتبليغي المنصف!
وهذه الأشرطة عندي مفرغة طباعة كاتبة.
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 08:56]ـ
احسن الله اليكم جميعا
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 09:24]ـ
نرجو ممن استمع اليها ان يقوم بتلخيص الموضوع في نقاط وجمل لينتفع منها من اراد جزاكم الله خيرا
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 06:20]ـ
نرجو ممن استمع اليها ان يقوم بتلخيص الموضوع في نقاط وجمل لينتفع منها من اراد جزاكم الله خيرا
فعلا فكرة جميلة و مفيدة.
ففي كلام الشيخ عبارات و تصريحات مفيدة جدا. يمكن الاستشهاد بها.(/)
رد الشيخ ابي اسحاق الحويني على جماعة الدعوة والتبليغ/صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 06:38]ـ
رد الشيخ ابي اسحاق الحويني على جماعة الدعوة والتبليغ.
الرابط:
http://www.4shared.com/video/CbRP34_j/_______.html (http://www.4shared.com/video/CbRP34_j/_______.html)
اخوكم:ابو اميمة محمد
http://www.al-wed.com/pic-vb/3.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/2.gif(/)
الحويني يردعلى من يسكر (السكر الإلهي) وعلى بدع ضاربي الدفوف/فيديو
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 06:42]ـ
الحويني يردعلى من يسكر (السكر الإلهي) وعلى بدع ضاربي الدفوف
من هنا ( http://www.safeshare.tv/v/LrYir8iCftM)
التحميل من موقع 4 shared
http://www.4shared.com/video/yr4KdN_...feshareTV.html (http://www.4shared.com/video/yr4KdN_S/____________-_SafeshareTV.html)
ابو اميمة محمد
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 09:09]ـ
قبل أن أسمع فالشيخ حفظه الله يتمتع بأسلوب ماتع جذاب
يخاطب العقول ويدغدغ القلوب
فلا تملك إلا أن تبتسم وربما تضحك من طرفة يرويها الشيخ بأسلوبه الموهوب
ولن أنسى إذ علق على سؤال الأشعري
هل يخلو العرش من الله إذا نزل؟ قال الشيخ بطرافته وتلقائيته المعهودتين:
وانته مالك؟
فكان ردا لا يساويه في البلاغة شيء
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 10:01]ـ
احسن الله اليك اخي الحبيب على اضافتك الطيبة الطريفة من شيخنا المحدث(/)
السبكي وابن تيمية والواقع المعاصر
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 08:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معلوم أنْ لا أحد معصوم خلا الأنبياء. ولكن كل ذي عين وعقل سليم يدرك أن مِن العلماء من هم متبعون للهوى، ومنهم من هم ملتزمون بما عليه الدليل من الكتاب والسنة، وهؤلاء بالتأكيد هم أهل الحق.
ولكن متبعي الهوى يعادونهم زاعمين أن تلك العداوة إنما هي لله وفي الله! ويسمونهم بأسماءٍ الغايةُ منها التنقيص منهم، ويستعملون أحيانا تعبيرات مثل: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله! وهم بذلك يلبّسون على الناس ويفتنونهم.
ولقد رأيت فريقا من أهل الأهواء لا يفتأ يذْكر ويذَكِّر بما قاله الشيخ تقي الدين السبكي في الشيخ ابن تيمية رافعِين من قدر الأول، ومُنزلين من قدر الثاني، وكأنهم يقولون، بل إنهم بالفعل يقولون: إن ما نفعله الآن من حربنا ومعاداتنا لأولئك الذين يزعمون أنهم على الحق إنما هو استكمال لما كان يفعله شيخ الإسلام السبكي مع ابن تيمية.
ولقد قرأت عن الشيخ تقي الدين السبكي، وعلمت أنه كان عالما كبيرا حقا، فهل موقفه من الشيخ ابن تيمية يمكن تسويغه بأي صورة؟ أم أنه لا يمكن إلا أن يقال إنه قد فجر في الخصومة؟ (وهذا هو سؤالي الأول)
ثم هل ما يفعله الآن أهل الأهواء أولئك يشبه – كما يزعمون – ما فعله الشيخ السبكي قديما مع الشيخ ابن تيمية؟ (وهذا هو سؤالي الثاني)
والسؤال الأخير: بكل صراحة، هل يمكن للإنسان أن يقرأ ما كتبه الشيخ السبكي في ابن تيمية، ويظلَّ محبا ومحترما ومبجّلا لهما كليهما؟
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 03:09]ـ
شتان بين موقفي الامام ابن تيمية و الامام السبكي من بعضهما على اختلافهما في المعتقد .. و بين موقف أهل القرن التاسع و العاشر الى قرننا هذا قرون الانحطاط المتسارع ... القرن الثامن يمكن تسميته بآخر قرون الأخلاق و الحس الجماعي في جسد المؤمن الواحد ... فان كان القرن الرابع القرن الذي بدأ معه تشتت القلب النابض للأمة ... فالقرن الثامن هو بداية تشتت الجسد جميعا ... ابحث الآن و قلما تجد مثل مناظرات ابن الوكيل مع ابن تيمية و كانهما في حديقة عامة .. و كأن لم تعصف بهما فتنة المحاكمات في العقائد ... و انظر هل ستجد مثل السجال الراقي جدا في الطلاق مع السبكي .. و ثناء كل منهما على كتاب الآخر و احترامه له و اعترافه بعلمه و التعاون فيما اتفقوا عليه ... دون ان يمنعهما من النقد و القاسي احيانا ... قرن جميل ووافر بكبار عقول الأمة من مختلف الطوائف و الذين ضربوا مثالا و لعله آخر الأمثلة -منذ اجتماع المقادسة و المصريين من العلماء مع الصلاح- من أمثلة التآلف و التراص في الجسد الواحد ما امكن التآلف جمعا بين الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بين الحرص على الجماعة و البعد عن الفرقة ... فلاعجب ان يفرده بالتألبف أو يركز عليه المهتمون بهموم الأمة و مسارها التاريخي كالصفدي و ابن حجر و الشوكاني و غيرهم ...
نعم .. كان الامام ابن تيمية نجم هذا القرن ... فلم أجد له على كثرة قراءتي له و معاشرتي لكلامه تعرضا او اهتماما بالأشخاص كأشخاص ... بل جل اهتمامه منصب على قضايا العلم و تحسين المنهج بعفة لسان و منهج أدبي صارمة .. فان قرأت كتبه - باستثناء ما كتبه لحكاية مناظرة جرت له-*فستعتقد ان لا احد كان يتعرض له بسوء .. و لا أحد يترصد له و لا أحد يحاول النيل منه ... بخلاف كتب غيره من خصومه فأحيانا لا تتجرد عن اللمز و الطعن و التشخيص ... الا ان شتان بين خصومه و اتباعهم الآن ... لا في الأدب و لا في اتساع الأفق و لا في حسن سياسة العلم على تجاوزاتهم ... و لكن لأن لسان اهل الحديث كان ابن تيمية و المزي و الذهبي و ابن شيخ الحزاميين كان مقابله امثال السبكي و ابن الزملكاني و ابن الوكيل و الباجي و ابن عطاء الله و الحلي ...(/)
أركون .. والمسائل الفقهية .. !!
ـ[ابن فالح المدني]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 01:16]ـ
السلام عليكم ..
إخواني الكرام، صرت أتوجس قبل أن أطرح أي موضوع خشية أن يضع الإخوة رابطا فيه نفس الموضوع فيقال لي بلغة مهذبة: (صه .. !)، فسامحوني إذ لا بأس من التكرار فالقرآن جعل مثاني كما تعلمون ..
لا شك أن هذا الاسم ليس غريب على أسماعكم وهو (أركون)، وليس (راكون) فالأخير حيوان ثدي، أما الأول فلا أظنه يشبهه ..
هذا المدعو (محمد أركون) يقدسه المسمون (المفكرون العرب) كما يقدس الهندوس البقر، وللأسف منهم كتاب الأعمدة الصحفية في صحفنا ..
وهذا هاشم صالح تلميذ أركون انظروا ماذا يقول في صحيفة سعودية وهي (الشرق الأوسط).
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=11046&article=508473
وفي المقابل واسمحوا لي، خطاب الدعاة والمشايخ الآن غير موازي لهذا الفكر، إلا ما رحم وأيضا الحركة الثقافية الإسلامية مثل ذلك وهذا موضوع نقاشي ..
الكتب الإلحادية تطبع سنويا، وردودها لا تطبع، كتب الرد على القصيمي كلها طبعات قديمة ونادرة لا تجدها إلا بعد عناء وتعب وهذا مجرد مثال ..
فالسؤال الآن: هل خطاب المشايخ والدعاة قادر على مجاراة هؤلاء؟؟
أبدأ الجواب فأقول: لا، خطاب المشائخ الحالي غير قادر على ذلك، لانشغال طرف منهم بمسائل جزئية فرعية فقهية، وتركهم الأمور العظيمة بدون محاكاتها،ولغياب المقصود عن الطرف الآخر.
على أن من حقنا أن نسأل هل من يخرج الآن على التلفاز ويصدرون في الإعلام هم علماء الأمة ودعاتها؟؟ أم أنها محاولة لتغييب صورة العالم المسلم ..
انظر إلى موضوع الاختلاط كيف بعثر هوية (علماء الإسلام)، فالمسلم البسيط يتسائل هل هؤلاء علماء الإسلام أم ماذا؟؟
تصدّر مقيت، وسوء أدب في تخطي رقاب العلماء في خروج أمثال هؤلاء ..
إن دورنا نحن يتمثل في أقل الواجب [ومثل ذلك تنسيق المحاضرات والكلمات بعد الصلاة] إذ ينبغي علينا إبراز علمائنا ودعاتنا (الحقيقيون) دون مبالغة ..
إنه حتى وإن وجد من سخره الله إلى مجابهة أرباب الزندقة، إلا أن جانب القصور يحتاج إلى نظر وتصحيح، ومساهمة لجبر ذلك،وكم سررت عندما رأيت إخواننا في منتديات الحقيقة والتوحيد وردودهم على أهل الزيغ والضلال،فلعل هذا من فتات عمل سلف الأمة ..
أسأل الله أن يستعملنا في طاعته وأن يوفقنا وجميع المسلمين لذلك .. والله أعلم ..
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 03:42]ـ
سبحان الله
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 07:14]ـ
انا رديت ردا اظنه قويا -ازعم هذا! -على اركون او بالأحرى كشفته للقاريء كشفا سهلا بسيطا وبدون لغة معقدة وبصورة واضحة سهلة في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الاول واما في سلسلة انهيار الاستشراق فستاخذ المساحة القادمة جزء من فضحه ان شاء الله ويسر ومن خلال النظر في سورة القلم وطبعا النظر في ماقاله هو
محمد اركون يحرض الاستشراق الغربي على نقد الاسلام من خلال المناهج الجديدة خصوصا مناهج العلوم الجديدة خصوصا منها العلوم الفرنسية ودراساتها عن الاديان والاسلام!
اما هاشم صالح فهو مترجم كتبه كما انه من كبار العلمانيين العرب وصديق حميم لاركون
وكتاباته في الشرق الاوسط لاتدل عليه مثلما تدل عليه تعليقاته في هوامش كتب اركون وهي لو جمعت لصارت كتابا بالحجم الكبير!(/)
ما هو الموقف من محمد عابد الجابري؟؟
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 01:39]ـ
السلام عليكم
حصل خلاف بين بعض الإخوة حول محمد عابد الجابري بين مادح مثن وقادح شاتم
فما الموقف الصحيح منه
أرجوا الإفادة جزاكم الله خيرا
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 03:30]ـ
وما الموقف من هالك يشكك في حفظ الله لكتابه العزيز!
أترك البيان الشافي لطلبة العلم وبالأخص أعلمهم به الأخ طارق منينة حفظه الله
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 05:05]ـ
لايجوز لمسلم أن يتكلم بغير علم
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء36
أنا شخصيا لا أعرف حتى جنسيته
وكلامه المنقول كفر بواح
لكن
لعله رجع عنه أو بعضه
وإن كانت القاعدة في مثل هذا سوء الظن
فإن محبي طه حسين وسيد قطب مثلا يقولون إنهم رجعوا عن آرائهم
لكننا رأينا الإساءة والإفساد، ولم نر التوبة والإصلاح، وهذا لا بد منه
كما يقول تعالى
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {159}
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {160} البقرة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 07:01]ـ
في الحقيقة الله وحده اعلم بباطن الرجل ولاعلم لنا بذلك الا اننا بماسطر نعلم عنه وهو مما أرانا الله من سيماه! ومن لحن قوله بل وصريحه
وفي الحقيقة ان علي حرب وجورج طرابيشي ومحمود اسماعيل والسيد يسين ومحمود امين العالم وتلميذه كمال عبد اللطيف من الجبهة العلمانية الظاهرة العداوة للاسلام تعرف من هو الجابري وقد كتبت عنه مايكفي ومن داخل العلمانية العربية والكتابات اييضا منشورة وبعضها وضعه الجابري نفسه في بعض كتبه!
اما من كتب من الاسلاميين عنه فكثيرون
ومنهم
الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد
أركون و محمد عابد الجابري
-دراسة نقدية تحليلية هادفة-
والكتاب لمؤلفه الدكتور:
خالد كبير علال
وهذا رابطه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15086
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=4546
كما كتب عنه الشيخ الخراشي في نظرات شرعية في فكر منحرف (المجموعة الثالثة)
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=572
وهذا مقال هل خدع الجابريُّ سليمانَ الضحيان؟!
بقلم بندر الشويقي ( http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.authors&authorsID=121)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31688
وفي الوقفية
أعلام وأقزام في ميزان الإسلام
القسم: التراجم والأعلام ( http://www.waqfeya.com/category.php?cid=25)
المؤلف: سيد بن حسين العفاني
تاريخ الإضافة: 10/ 11 / 2008
شوهد: 3099 مرة
التحميل المباشر: الواجهة ( http://www.archive.org/download/skbaskba/aami0.pdf) مجلد 1 ( http://www.archive.org/download/skbaskba/aami1.pdf) مجلد 2 ( http://www.archive.org/download/skbaskba/aami2.pdf)
http://www.waqfeya.com/search.php
اما انا فكتبت عنه فقرات في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الاول ثم في سلسلة انهيار الاستشراق من هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=277929#post27 7929
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39228
اما سيد قطب رحمه الله فكتبه القيمة تدل عليه واخرها افضل كتاب كتبه كما قال محمد قطب وهو مقومات التصور الاسلامي
http://www.4shared.com/********/smEigOPa/___.htm
وهو قدوتنا كما الشيوخ الالباني والعلامة ابن باز والشيخ علي الطتطاوي وسيد سابق والعلامة محمد بن ابراهيم
ولااحد قدوتنا في الأخطاء ولا نحن قدوة فيها كما اننا تلاميذ هؤلاء جميعا وعيال عليهم بل اظن والله اعلم ان اي طالب علم جلس للتتعلم منهم هو افضل منا ويقدم علينا ولكن رايت جيوش الباطل العلماني تحتل مراكز متقدمة فماكان من بد للمواجهة وهو من فضل الله وليس لنا في ذلك قوة ذاتية ولا علم ذاتي.
وعندي كتاب اشتريته اخيرا من الاردن عن الجابري وهو
الشبه الاستشراقية في كتاب مدخل الى القرآن الكريم للدكتور محمد عابد الجابري رؤية نقدية لعبد السلام البكاري والصديق بوعلام
الطبعة الاولي2009الدار العربية للعلوم
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 04:20]ـ
نعم أخطاء سيد قطب -رحمه الله وتقبله من الشهداء- لا تقاس بأي حال من الأحوال بطوام وكفريات الجابري وطه حسين وأضرابهما
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 04:51]ـ
لايجوز لمسلم أن يتكلم بغير علم
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء36
أنا شخصيا لا أعرف حتى جنسيته
وكلامه المنقول كفر بواح
لكن
لعله رجع عنه أو بعضه
وإن كانت القاعدة في مثل هذا سوء الظن
فإن محبي طه حسين وسيد قطب مثلا يقولون إنهم رجعوا عن آرائهم
لكننا رأينا الإساءة والإفساد، ولم نر التوبة والإصلاح، وهذا لا بد منه
كما يقول تعالى
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {159}
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {160} البقرة
غفر الله لكن كيف تسوي بين الشهيد سيد قطب-رحمه الله- تعالى و بين طه حسين، و أي ميزان هذا ...
فثناء العلماء على سيد قطب لا يخفى على أحد ...
و الآية التي ذكرت في صدرك كلامك يجب أن تكون قد عملت بها ..
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء.36
و السلام(/)
هل تحب يزيد؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 04:43]ـ
روي عن الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - قولان في يزيد:
1 - لا نحبه ولا نسبه.
2 - وهل يحب يزيد رجل يؤمن بالله ورسوله؟
ومع أني لم أبحث تخريج الرواية - نقلا لا اجتهادا - ففي النفس شيء من الثانية
هذي عبارة قاسية جدا، وفيها افتيات على رحمة الله، والخلاصة أني أظنها مكذوبة على أحمد
وهب أنها صحيحة وثابتة ثبوت الجبال، كان ماذا؟
لو سألت محبي أحمد ومبغضي يزيد: ايهما أفضل؟ ماذا سيكون الجواب؟
ودعوني أضئ لكم الدرب بمعلومة صغيرة
إن يزيد مبشر بالجنة مقطوع له بها
أما أحمد فلا يستطيع أكبر مرجئي أن يحكم ويقطع له بالجنة
الآن
أيهما أفضل؟
طبعا السؤال ليس لمن يبغض الاثنين كالشيعة مثلا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 05:22]ـ
السلام عليكم،
ومن ذا الذي قطع بدخول يزيد الجنة؟ .. أمن أجل حديث: "أول جيش يغزون القسطنطينية مغفور لهم"؟ .. وهل فيه دلالة على ما ذهبتَ إليه؟
أريد أن أعرف دليلك على قطعية دخول يزيد الجنة، ثم سنتحاور فيه - إن شاء الله -.
بارك الله فيك
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 03:04]ـ
كلام صعب يا أخ يزيد فشتان بين إمام الدنيا الإمام أحمد وبين يزيد، هذا إمام وهذا ملك من الملوك، وفعل ما فعل ربما يرجى له أن يخرج مما فعل ببعض الحسنات الماحية وأرجع إلى منهاج السنة وكلام شيخ الإسلام واضح
لم يعاقب قتلة الحسين، فعله بأهل المدينة وغيرها، وفتحه لفتن ليومنا هذا نعاني منها، هذا الذي عليه
وله ترأسه جيش القسطنطينية.
أم كفره كما يفعل الشيعة!! فلا
أما حبه فمن أين؟
لذا هو ملك من الملوك الإسلام.
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 04:23]ـ
الحمد لله تعالى و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطاهرين ..
فوالله ذهلت لما رأيت هذا السؤال من الموسوي، و أشد من ذلك هو إدخاله يزيد المجرم الجنة بنص عام يجب لإسقاطه على الأعيان توفر الشروط و انتفاء الموانع ...
و هذا دأب الأخ فهو حريص على إدخال كل من عادى آل البيت-عليهم السلام- الجنة دون نص صحيح صريح ...
و كيف نحب رجلا فعل الأفاعيل بأمة النبي صلى الله عليه و آله و سلم- و منها ما ذكره الأخ إياد القيسي ...
و الإمام أحمد-رضي الله عنه- أفضل من ملئ الأرض من يزيد اللعين-قبحه الله- ...
و كيف تسوي بين من أحيا الأمة في الفتنة-فتنة خلق القرآن- و بين من قتلها و قتّل أخيارها ...
و كيف سيكون رجل خرج عليه أفضل أهل زمانه و هو الإمام أبو عبد الله الحسين-عليه السلام- سبط رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أحد سيدا شباب أهل الجنة ...
نسأل الله الهداية ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 07:15]ـ
موضوع متعدد متشعب!!
///إذا كان الموضوع السؤال الذي في عنوان الموضوع الرئيسي, هل تحب يزيد؟
فالجواب لا أحبه, والامام أحمد بن حنبل رحمه الله لا يُقارن معه, بل لا يتوارد إلى ذهني إلا كلمة:
ألا ترى أن السيف ينقص قدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصى ...
/// وإذا كان ثبوت القولان , فالقولان ثابتان, والمقولة كاملة هي:
"قال صالح بن أحمد قلت لأبي: إن قوما يقولون: إنهم يحبون يزيد فقال يا بني وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر!! فقلت يا أبت فلماذا لا تلعنه؟ فقال: يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً"
/// وسؤالك "لو سألت محبي أحمد ومبغضي يزيد: ايهما أفضل؟ ماذا سيكون الجواب؟ "
جوابه معروف, فالامام أحمد أفضل, واقرأ في سير كل منهما تجد الجواب.
ثم لماذا الامام أحمد بالذات؟؟؟؟ فقد تكلم في يزيد غيره!
وأما قولك أن يزيد من اهل الجنة "مقطوع له بها" فمن أعجب ما سمعت, والأعجب منه عدم ذكرك لدليل صحيح يدعم ما زعمته ويزعمه غيرك.
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 07:23]ـ
بارك الله فيكم أخي أشجعي ...
ـ[الساري]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 08:22]ـ
أستاذي يزيد
أنا أكره يزيد بن معاوية
قتل خيار الأمة وقتها وفيهم من أجلاء الصحابة وهو الصعلوك الذي لا صحبة له , وإنما أمره أنه حكم بالغلبة , ووقعة الحرة شاهد سوء له ولقائده الكريه
استباح الأرض الحرام
وأسرف في آل البيت قتلا عليهم صلوات الله وسلامه
(يُتْبَعُ)
(/)
قتل الحسين , وسار له قواده من ضمن من ساروا به بنساء وذرية هذا الطاهر الكريم ونساء وذراري إخوته الأطهار الكرام , على ظهور الجمال شعثا قد انكشفت شعور النساء يراهن الناس على هذه الحال , وهن من هن مكانة وشرفا
نعم كان الحسين عليه السلام خالف نصح الصحابة بلزوم الجماعة وحدود الشريعة والدخول بالبيعة كابن عمر وغيره , فخرج على الحاكم المبايع , لكن فعل جيش يزيد كان إسرافا في قتل خيار المسلمين وامتهان محارمهم وذراريهم!
ولعل (ظنك أنه مبشر بالجنة قد جاء أصلا من ظنك أنه صحابي!
فالتحقيق أنه غير صحابي بل ولد بعد موت المصطفى صلى الله عليه وسلم بأكثر من عشر سنين.
وحتى لو كان من الصحابة فنحن لا نشهد لأحد منهم معيّن بالجنة إلا ما نص رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه كالعشرة رضي الله تعالى عنهم.
أما عن مكانته في مقام أحمد , فلا أقيسه بأحمد فليس عندي يقرب جناب أحمد
نعم له أفضال الفتوحات التي تمت في عهده , وهي عظيمة
وقد قاد جيش الغزو الأول للقسطنطينية , وهو الجيش الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم:
(أول جيش من أمتي يغزو القسطنطينية مغفور له)
والحكم هنا للعموم لا للأفراد
والذي يشكل علي في أمر يزيد , هو قوله صلى الله عليه وسلم:
(لا يزال هذا الأمر ظاهراً حتى يليه اثنا عشر. ثم قال: كلهم من قريش)
وهو داخل لا محالة في الاثني عشر واليا! فلا أدري هل الحديث صريح في الثناء عليه , أو أنه يدل على مجرد أن الأمة بخير حتى نهاية هذا الوقت , ولا شأن لهذا بطريقة الحكم.
أخي ياسين:
غفر الله لك , أظنك قد أسرفت في الشتم.
إن اللعن دعاء لله أن يطرده من رحمته!!!!
وهل سيضرك أن يرحمه الله تعالى؟ أو يزيد حسنات آل البيت.
أحبتي: لنحذر من دعاء الله ألا يرحم أحدا , فلعل في ذلك سببا لتشديد الله حساب الداعي يوم طلب من الله تشديد حساب غيره ومن ثم كبّه في النار , من باب أنه لم يجنح للصفح والرحمة مع غيره , فيعامل بالمثل
ثم اعلم أن يزيد لم يعاد آل البيت ابتداءً لذواتهم , بل فعل ما فعل بالحسين لكونه رفض بيعته التي بايعه عليها غيره , فبعث من يجمع له الأعوان من الكوفة , ثم خرج من المدينة لقتاله , فحدث ما حدث قرب الكوفة من قتل الحسين عليه السلام , فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وبالمناسبة: فيزيد لم يقتل الحسين , بل قتله قائد جيشه , ويزيد بعيدا , وقد أثر عنه انزعاجه من فعل قائده.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 09:01]ـ
للاخ ياسين علوين -سلمنا الله واياه-
1 - يكفيك ويسعك ماوسع امام اهل السنة الامام أحمد -رحمه الله- الذي جمع في امر يزيد بين مقته وترك لعنه فلم (يزيد اللعين)؟.
2 - لو تركت صفة (الامام) في الحسين-رضي الله عنه- و (عليه السلام) كذلك فهما من شعار الرافضة وليسعك التأسي بصنيع اهل السنة في كل زمان ومكان, وان كنت اعلم ان لك مقالا تنصر فيه اظهار التسليم عليهم.
3 - هل كان خروج الحسين -رضي الله عنه-حسنة من حسناته حتى يثقل بها كفة سيآت يزيد؟
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 11:48]ـ
للاخ ياسين علوين -سلمنا الله واياه-
1 - يكفيك ويسعك ماوسع امام اهل السنة الامام أحمد -رحمه الله- الذي جمع في امر يزيد بين مقته وترك لعنه فلم (يزيد اللعين)؟.
2 - لو تركت صفة (الامام) في الحسين-رضي الله عنه- و (عليه السلام) كذلك فهما من شعار الرافضة وليسعك التأسي بصنيع اهل السنة في كل زمان ومكان, وان كنت اعلم ان لك مقالا تنصر فيه اظهار التسليم عليهم.
3 - هل كان خروج الحسين -رضي الله عنه-حسنة من حسناته حتى يثقل بها كفة سيآت يزيد؟
بل الإمام أحمد عنه رواية أخرى في لعنه ستأتي في ثنيا كلام لعلماء أهل السنة و الجماعة، و لم أرد بذلك الاستقصاء .. و إلا فلو أراد احد استقصاء كلام أهل السنةو الجماعة من لدن الصحابة لجمع في ذلك جزءا كبيرا ...
ابن سعد في الطبقات (66/ 5):
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه قال وأخبرنا بن أبي ذئب عن صالح بن أبي حسان قال وحدثنا سعيد بن محمد عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد وعن غيرهم أيضا كل قد حدثني قالوا لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا فتواثب الناس يومئذ يبايعون من كل النواحي وما كان لعبد الله بن حنظلة تلك الليالي مبيت إلا المسجد ..... إلخ
الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" (201/ 7 - 202):
ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط رضى الله عنه وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود"إ. هـ
جلال الدين السيوطي في " تاريخ الخلفاء" (ص:182):
" فقتل و جيء برأسه في طست حتى وضع بين يدي ابن زياد لعن الله قاتله و ابن زياد معه و يزيد أيضا "إهـ.
ابن العماد الحنبلي في " الشذرات" (69/ 1):
"وقال اليافعي وأما حكم من قتل الحسين أو أمر بقتله ممن استحل ذلك فهو كافر وإن لم يستحل ففاسق فاجر والله أعلم "إهـ.
الآلوسي في " روح المعاني" (72/ 26 - 73):
"واستدل بها أيضا على جواز لعن يزيد عليه من الله تعالى ما يستحق نقل البرزنجي في الأشاعة والهيثمي في الصواعق إن الإمام أحمد لما سأله ولده عبد الله عن لعن يزيد قال كيف لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه فقال عبد الله قد قرأت كتاب الله عز و جل فلم أجد فيه لعن يزيد فقال الإمام أن الله تعالى يقول: فهم عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله الآية وأي فساد وقطيعة أشد مما فعله يزيد انتهى"إهـ
و قال أيضا: (73/ 26):" ومنهم من يقول: إنه لم يعص بذلك ولا يجوز لعنه وقائل هذا ينبغي أن ينظم في سلسلة أنصار يزيد وأنا أقول: الذي يغلب على ظني أن الخبيث لم يكن مصدقا برسالة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأن مجموع ما فعل مع أهل حرم الله تعالى وأهل نبيه عليه الصلاة و السلام وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر ولا أظن أن أمره كان خافيا على أجلة المسلمين إذ ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين لم يسمعهم إلا الصبر ليقضي الله أمرا كان مفعولا ولو سلم أن الخبيث كان مسلما فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان وأنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين والظاهر أنه لم يتب واحتمال توبته أضعف من إيمانه ويلحق به ابن زياد وابن سعد وجماعة فلعنة الله عز و جل عليهم أجمعين وعلى أنصارهم وأعوانهم وشيعتهم ومن مال إليهم إلى يوم الدين ما دمعت عين على أبي عبد الله الحسين".إهـ
أما قولك لو تركت صفة الإمام في سيدنا الإمام الحسين-عليه السلام-، فأقول: ما الضير في ذلك بل هو إمام و علم من أعلام المسلمين، و لا عبرة بتحلية الرافضة له بذلك أو غيرهم، فهذا ليس مسوغا لذلك .. فهل إذا جاءت طائفة و اعتقدت في إمامنا مالك أو الإمام أحمد العصمة و غير ذلك من البدع هل نقول أنه لا ينبغي تحلية الإمام مالك أو أحمد بها.
أما أن نترك السلام على الحسين أو غيره من آل البيت-عليهم الصلاة و السلام- فهذا لا يقوله إلا من لم يقرأ كتب السنة من الصحاح و السنن و المسانيد و الأجزاء ..
و الله ولي التوفيق.
ـ[أشجعي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 12:29]ـ
بارك الله فيكم أخي أشجعي ...
وفيك بارك الله يا حبيب,
السؤال
يقول الشيخ محمد العوضي (الكويت) وكان يخرج في برنامج في شهر رمضان المبارك، وكان موضوع الحديث عن يزيد بن أبي سفيان، وهو كان يكثر اللعنة ليزيد ويقول بأن يزيداً كافر، وكان يعلن الفجور، ويدق الطبول، ويشرب الخمرة. ما رأيكم بهذا الحديث هل كلامه صحيح أم لا؟ وهناك بعض الشيوخ يقولون رضي الله عنه.
أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
لا شك أن يزيدا ليس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من التابعين لهم بإحسان فقد جرت في فترة خلافته أمور عظام منها:
1ـ قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما على أيدي أعوان عامل يزيد: عبيد الله بن زياد عامله الله بما يستحق، وذلك في مأساة هزت المجتمع المسلم في وقتها، وألقت بظلالها عليه فيما بعد، فقد منع الحسين والعشرات من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الماء، وقتلوا شر تقتيل، وبعث برؤوسهم إلى يزيد من العراق إلى الشام، وسر بقتلهم، ويقال عنه إنه ندم فيما بعد.
2ـ إنه جهز جيشا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم الله بقيادة أحد جنوده، وأمره أن يبيح المدينة ثلاثة أيام عندما يستولي عليها الجيش وقد فعل ذلك وقتل فيها من الصحابة والتابعين خلق لا يحصون.
ومع هذا كله فالمحققون من أهل العلم لا يكفرون يزيدا بل يكلون أمره إلى الله. والأفضل الإمساك عن ثلبه ما دامت الحاجة لا تدعو إلى ذلك كما أنه لا يقال فيه: "رضي الله عنه" بحال فلا هو صاحبي ولا هو تابع لهم بإحسان، والفصل في ذلك ما قاله الإمام أحمد: "يزيد لا نلعنه ولا نحبه". والعلم عند الله.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 12:30]ـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما حكم من يترحم على يزيد بن معاوية وهو يعلم ما فعل بأهل المدينة؟ يقول: "يزيد رحمه الله للأبد" فأنا اطلعت على كتب العلماء وفهمت أنهم مختلفون في جواز لعنه بالاسم أما أن يترحموا عليه فلم أجد ذلك فأنتظر الرد جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن يزيد بن معاوية من أهل القبلة؛ وإن كان فاسقاً، وفاسق أهل الملة لا يكفر بذنب دون الشرك إلا إذا استحله.
قال حافظ الحكمي رحمه الله:
والفاسق الملي ذو العصيان=====لم ينف عنه مطلق الإيمان
لكن بقدر الفسق والمعاصي=====إيمانه ما زال في انتقاص
ولا نقول إنه في النار=====مخلد بل أمره للباري
تحت مشيئة الإله النافذة=====إن شا عفا عنه وإن شا آخذه
بقدر ذنبه إلى الجنان=====يخرج إن مات على الإيمان
وقد قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وذكر في رواية أبي طالب سألت أحمد بن حنبل عن من قال: لعن الله يزيد بن معاوية؟ فقال: لا تكلم في هذا، الإمساك أحب إلي. ا. هـ
وقال الرملي الشافعي في الفتاوى: لا يجوز لعن يزيد بن معاوية كما صرَّح به جماعة. ا. هـ
وقال أيضاً قال في الأنوار: لا يجوز لعن يزيد ولا تكفيره، فإنه من جملة المؤمنين، إن شاء الله رحمه، وإن شاء عذبه. ا. هـ
وقال ابن حجر في الزواجر: فالمعيَّن لايجوز لعنه وإن ان فاسقاً كيزيد بن معاوية. ا. هـ
وقال الشيخ محمد بن محمد الشهير بعليش، وهو من المالكية: والأصل إسلامه -يعني يزيداً- فنأخذ بالأصل حتى يثبت عندنا ما يوجب الإخراج عنه. ا. هـ من فتح العلي المالك.
وقال ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة نقلاً عن ابن الصلاح الشافعي: وأما سب يزيد ولعنه، فليس ذلك من شأن المؤمنين. ا. هـ
وقال أيضاً: وصرحوا أيضاً بأنه لا يجوز لعن فاسق مسلم معين، وإذا علمت أنهم صرحوا بذلك علمت بأنهم مصرحون بأنه لا يجوز لعن يزيد، وإن كان فاسقاً خبيثاً. ا. هـ
ومما تقدم يتبين أن لعن يزيد لا يجوز، لأنه لا يجوز لعن المعين من أهل القبلة ولا من غيرهم على الراجح، لأن اللعن هو الطرد من رحمة الله، وذلك لا يُعلم إلا إذا مات الشخص على ما يستوجب لعنه بعينه، كمن يموت على اليهودية أو النصرانية، أما في حالة حياته، فإنه وإن كان فاسقاً أو كافراً، فإننا لا ندري هل يتوب الله عليه أم لا؟ ولا ندري ما يُختم له به؟ ومع هذا، فإننا نقول إن يزيداً لا ينبغي الترحم عليه، ولا الدعاء له بالمغفرة، لأنه فعل أموراً عظاماً.
وراجع الفتاوى التالية: 28064، 3845، 4112.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 12:53]ـ
وصف ابن حزم رحمه الله يزيد بالفسق
ونتيرأ من أفعاله ونترحم عمن قتلهم ظلماً ولا نقول كما قال بعضهم: قتل الحسين بسيف جده قبحها الله من مقولة.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 02:34]ـ
أما أن نترك السلام على الحسين أو غيره من آل البيت-عليهم الصلاة و السلام- فهذا لا يقوله إلا من لم يقرأ كتب السنة من الصحاح و السنن و المسانيد و الأجزاء ..
و الله ولي التوفيق.
حسن حسنٌ وجميل جدا يا ياسين المالكي ....
وعليه أخي الفاضل، فهل لك أن تأتني برواية صحيحة تثبت فيها فسق يزيد وبأنه شارب للخمر والى ما هنالك؟؟ أم إن الطعن في عباد الله لا يحتاج لتثبت وروية!!، فنطلق العنان!!
ثم ماذا تصنع أخي الفاضل أمام ما روي من مبايعة جمع - أكثر من ستين رجلا - من الصحابة ليزيد بن معاوية بما في ذلك عبدالله بن عمر، فلماذا بايعه؟
بل ولماذا رفض مبايعة ابن الزبير وخلع يزيد بن معاوية وحاله كما تصفون؟؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 04:33]ـ
الأخ إياد القيسي،
قولك فشتان بين إمام الدنيا الإمام أحمد وبين يزيد، هذا إمام وهذا ملك من الملوك.
ليس ردا علميا بل قصيدة شعرية، ولغة العواطف لا قمية لها في البحث العلمي. ثم
هل قيادة جيش فاتح أمر هين عندك؟
الأخ ياسين،
اتهامك لي بأني حريص على إدخال كل من عادى آل البيت-عليهم السلام- الجنة
غير مقبول وإما أن تثثبته، أو تسحبه
أما قولك الإمام أبو عبد الله الحسين-عليه السلام- فلا يرضى منه السلفيون
(يُتْبَعُ)
(/)
الاسم والكنية، ولا يقول بإمامته إلا شيعي إلا إذا كنت ستقول الإمام معاوية مثلا
وسائر كلامك يدخل في لغة العواطف والغزل العذري، لا البحث العلمي
وأما استدلالك بنيل الأوطار، فاعلم أن الشوكاني ألفه في ثماني سنوات، مر فيها بمراحل
الزيدية ثم السنية ثم السلفية أخيرا لما اقتنع - وقبله ابن الأمير الصنعاني - بدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
وأما الاستدلال بالمتأخرين كالسيوطي فلا يستقيم فمن أدرى السيوطي بما حدث قبله بقرون طويلة؟
هذا مع عدم تحقيق الروايات
الأخ الساري،
الصعلوك لها معنيان: قديم وحديث
فأما القديم، فالفقير أو قاطع الطريق. وأما الحديث فالصايع العربيد فاسد الأخلاق
ولا أظن يزيد في شيء من هذا
وأما زعمك أنه سبى الهاشميات، فهذا من افتراء الشيعة في كتب تاريخهم المزيف
وقد قال ابن تيمية ولم تسب هاشمية قط
وما كنت أظن ظنك بأخيك سيئا إلى حد الخلط بين اليزيدين
يزيد بن ابي سفيان رضي الله عنه، ويزيد بن معاوية رحمه الله
وأما قولك وقول غيرك الحكم هنا للعموم لا للأفراد كما سبقك ياسين
فهي فلسفة فارغة، وجوابها من هو المقصود إذن بالحديث؟
ألو استدل رجل على فضل عثمان بقول رسول الله: من جهز جيش العسرة فله الجنة،
يقال هذا نص عام
هذي فلسفة فاسد فارغة ساقطة، والنقد للكلام لا للمتكلم
ذكرتني بقول عمرو خالد: أنا قلت تجارب النبي فشلت، ومقلتش النبي فشل
وأما حديث الاثني عشر فلا شك أنه من مناقب يزيد
أما عدم تسليم قتلة الحسين، فهو تمام كعدم تسليم قتلة عثمان
فإن قبلت عذر هذا فاقبل عذر ذاك،
فإن اتهمت يزيد، فتهم علي بن أبي طالب؛
وبعدهذا كله أخيرا، لم يكن ذكري أحمد بن حنبل مقصودا
وإنما هو على سبيل المثال
وسأسلم تنزلا – مع عدم ثبوته – أن يزيد فعل كل ما قلتم
وقتل الحسين عمدا وعدوانا مع سبق الإصرار والترصد
وكان يشرب الخمر أكثر من الماء
وقتل المسلمين وهتك أعراض المسلمات
كل هذا تنزلا لا تسليما
سؤالان:
1 - فسروا لنا رحمكم الله قول رسول الله في البخاري
"أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم "
من كان قائد ذلك الجيش، أيزيد أم غيره؟
أم إن في الحديث إشكالا مثلا؟
والذي عندي أن الإمام أحمد لو بلغه هذا الحديث ما قال ما قال
فهو أتقى لله من ذلك
2 - ألو لم يكن الحسين من بني هاشم، وكان من عائلة أخرى ولو كان من الصحابة
أكان الموقف منه نفسه ولم يتغير؟ اللهم لا
حتى تعرفوا أن التشيع ينخر جسد الأمة نخرا
حتى من تدعي أنها سلفية
ـ[فتح البارى]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 06:44]ـ
إن يزيد مبشر بالجنة مقطوع له بها
أما أحمد فلا يستطيع أكبر مرجئي أن يحكم ويقطع له بالجنة
///أين الدليل على أن يزيدَ [مقطوع] له بالجنة؟!!
///ومن قال بهذا من أهل العلم؟!!
وأنصحك بنصيحة الإمامِ المبجل أحمدَ بنِ حنبل-رحمه الله-: (إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام)!
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 06:53]ـ
بارك الله فيكم جميعا على هذه المدارسة، ولعلي أرى أن التوقف في مثل هذه المسائل أفضل وأسلم، فلا علم يُرجى ولا منفعة قد تجنى.
وأما يزيد ... فله وعليه، مثله مثل باقي الناس من أمة الإسلام.
والغلو مقيت، سواء له أم عليه.
ولا نقول إلا: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
ولما كان الناس بين غلو في كلا من الطرفين، وكانت هناك مسببات مانعة لحبه، فلم يحبه العقلاء، لانتفاء الداعي لحبه لما ارتكبه يوم الحرة، وأما بشأن الحسين -رضي الله عنه-، فلا يمكن لأحد الجزم بشىء يؤخذ على يزيد، ولا ثم دليل على ذلك.
ولما كان أهل السنة والجماعة على عدم حبه، فظهر غلو وانحراف في عدم المحبة وصل إلى اللعن.
والصحيح وهو ما عليه أهل السنة والجماعة أننا لا نحبه ولا نلعنه.
لا نحبه: لواقعة الحرة.
ولا نلعنه: لأنه من المسلمين، فهو أخ لك في الله.
وهناك كلام قيم لشيخ الإسلام حول هذا الصدد، فصل فيه أيما تفصيل وبيان لما عليه أهل السنة والجماعة، وموقفهم من يزيد.
والموفق ... من وفقه الله تعالى إلى الحق.
رحمني وإياكم من الزلل، والجدل.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 07:11]ـ
هل من جواب عن الحديث فضلا؟
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 08:09]ـ
هل من جواب عن الحديث فضلا؟
أخي الكريم
كما لا يخفى عليكم أن منهج أهل السنة والجماعة منه اعتدال وتوسط.
والاجتهادات التي ظهرت في حق يزيد على ثلاثة أضرب:
- محبته للحديث المذكور.
- لعنه بسبب يوم الحرة.
- لا تحبه، ولا تلعنه.
والاجتهاد الأول والثاني لا يخلو أحدهما من غلو، فقد تيبست بعض الأذهان فيمن اجتمع فيه صفات الثناء والذم.
فترى قوما أحبوه، وهذا شىء عجيب.
وترى قوما لم يتوقفوا عن لعنه، وهذا أعجب.
لذا تجد أن أهل السنة والجماعة لهم موقف من هذا الصدد، ألا وهو التوقف والاقتصاد.
توقف في محبته .. لما فعله يوم الحرة، وتوقف عن لعنه .. لما كان له من غزو للقسطنطينية.
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 09:49]ـ
الحديث يا أخي يبشره بالجنة، وليس فقط يحمل على الحب
ومن كان عنده إشكال في الحديث فليتفضل
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 10:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وعذرا على التدخل، ولكن حبذا لو تدارسنا جميعا بعض ما جاء في العواصم من القواصم لابن العربي ففيه الدرر إن شاء الله. ولا يحسن أن نتحدث في هذه الأمور دون المرور بهذا السفر الثمين ولعلنا ننشط لذلك بإذن الله إن يسر الله لنا من الوقت والعمر.
ولنا ملحوظة على الهامش للأستاذ الفاضل يزيد الموسوي وعذرا إن كان ذلك على العام فما باليد حيلة،
إن النصح الخالص يحتاج للتلطف لكي نأتي بالمخالف مقيدا في سلاسل محاسن أخلاقنا إلى الحق.
فلعلنا نراجع جميعا مواقفنا وأساليبنا ولا نعتذر عن أنفسنا بطباعنا وغير ذلك من الأعذار فإن لوم النفس أقرب من عذرها، وعذر الخلق لابد أن يكون أقرب من لومهم.
والله تعالى أعلم
نسأل الله أن يجعلنا جميعا من أهل رحمته
والراحمون يرحمهم الله.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 10:37]ـ
الأخت الكريمة الفاضلة،
أما النصيحة فعلى العين والرأس
وأنا شخصيا أقبل النصيحة على العام وهذي دعوة للجميع
وحتى الآن لم أر توجيها للحديث
أين الإشكال فيه؟
وهل المقصود به يزيد أم شخص آخر؟
وبما أنك طرقت مواضيعي وأسلوبي فلتعلمي أنني لا أنطلق من قناعة مسبقة البتة
وأنني على استعداد لتغيير أي فكرة أو منهج لكن بالدليل
وليس بالعواطف
وشكرا لك عل المرور
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 10:47]ـ
لعلك لم تدرك أنني تقريبا أؤيد ما ذكرتَ وهذا يعني أنك لم تمر على العواصم!
وهذا في حد ذاته - معذرة - قصور في البحث العلمي فنحن في المنتديات العلمية لا نبدأ موضوع لنجتهد فيه بل لنحرر أقوال سلفنا الصالح أولا فإذا كانت نازلة نبحث عن مجتهد يجتهد.
ومادمت تقبل النقد بصدر رحب فاعتبرها من ضمن النقد البناء.
ثم تقبل نقدا ثالثا وهو نقلك لقوم الإمام أحمد دون معرفة هل هو فعلا صحيح ثابت عنه أم لا، فنحن لا نبتدئ الطروح في المنتديات لنعارض وهما أو لنجتهد من جديد في أمر عفا عليه الزمن وقتله المجهدون بحثا، هذا ليس منهجا علميا سليما بارك الله فيك.
عذرا على توالي النقد ولكن أنت بارك الله فيك من فتح الباب وزعم القبول.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 10:52]ـ
السلام عليكم
إلى الطاعنين في خلافة بني أميةـ المتأثرين بما دسه الروافض والفسقة في كتب التاريخ والإفتراءات التي لا هم لها سوى الطعن فيهم أقول أنترك الصحيح الوارد ونتأوله بدون وجه حق،
أتتصورون أن الصحابة وتابعيهم يرضون بحكم صعلوك أن تأكد لديهم، فمالكم تفترون
أنا والله أحب يزيد لهذا الحديث، وأطالب بالحذر من أثار الكذبة والمتطاولين فمن طعن فإنما يطعن في جيل فتح الأمصار وكان خيرا من جيلنا أما أقوال الإئمة كأحمد فالمرجو أن يأتى بالسياق كله وأن ينظر إلى فقه الإمام وكل قول يرد و يؤخذ إلا قول المعصوم النبي العدنان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومن قال بأن هذا من فضول القول فليتأمل قصة- أكلت يوم أكل الثور الأبيض ـــ
ــــ وقبل الختام اسجل تأييدي لمداخلة الأخت سارة أعلاه ــ
والله أعلم
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 11:15]ـ
الحديث يا أخي يبشره بالجنة
أخي الفاضل
هناك مسائل يجب وضعها في عين الاعتبار، حول هذا المبحث:
- أولاً: لا يوجد حديث نبوي شريف يتحدث فيه عن يزيد عينا، حتى يُقال أنه مبشر بالجنة أصلا.
- ثانيًا: توجد رواية مشهورة معزوة للبخاري، وهي ليست فيه، ونصها: (أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور لهم)، وهي وإن وُجدت في كلام لشيخ الإسلام، إلا أنها ليست بصحيحة.
- ثالثًا: الحديث الذي في البخاري، هو حديث أم حرام بنت ملحان: {أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا. قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم. فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا}
وقال الحافظ في الفتح: قوله (يغزون مدينة قيصر) يعني القسطنطينية، قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزل البحر، ومنقبة لوده يزيد؛ لأنه أول من غزا مدينة قيصر.
وتعقبه ابن التين وابن المنير بما حاصله: أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله -صلى الله عليه وسلم- مغفور لهم مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقا، فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم. اهـ
فتح الباري- ت الفريابي (7/ 196)
رابعا: يعترض ذلك الفهم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر}
فأثبت النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله -عز وجل- قد يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.
أعاذنا والله وإياكم.
ضف ذلك إلى ما تقدم، تجد المحصلة طيبة بإذن الله.
والله الموفق.
أختم فأقول:
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
فالاعتراض على الجزم، ليس إلا.
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 11:24]ـ
هل من جواب عن الحديث فضلا؟
قال إبن حجر في فتح الباري في شرح هذا الحديث:
"قوله: (يغزون مدينة قيصر) يعني القسطنطينية، قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر، ومنقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر وتعقبه ابن التين وابن المنير بما حاصله: أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقا فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم وأما قول ابن التين يحتمل أن يكون لم يحضر مع الجيش فمردود، إلا أن يريد لم يباشر القتال فيمكن فإنه كان أمير ذلك الجيش بالاتفاق وجوز بعضهم أن المراد بمدينة قيصر المدينة التي كان بها يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم تلك المقالة وهي حمص وكانت دار مملكته إذ ذاك، وهذا يندفع بأن في الحديث أن الذين يغزون البحر قبل ذلك وأن أم حرام فيهم، وحمص كانت قد فتحت قبل الغزوة التي كانت فيها أم حرام والله أعلم. "
أما إستدلالك بأن يزيد مقطوع له بالجنة إستنادا لهذا الحديث فكما قال الأخوة هل سبقك بها أحد أم هو مجرد هوى فقط
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 11:35]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد ..
بارك الله في الجميع ووفقهم آمين؛ وهنا وقفات مهمة يحسن الوقوف عليها في حق هذا الموضوع:
-لم يتعبدنا الله بلعن خلقه وسبهم؛ فحالهم لا تخفى عليه سبحانه وتعالى؛ فهو وليهم سبحانه، ولكن نثني على من يستحق الثناء، ونذم بالعدل والإنصاف من يستحق الذم.
-لا نجزم لأحد بجنة أو نار إلا من جزم لهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بجنة أو نار صراحة وتنصيصاً؛ ولكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء.
-الرجال بأفعالهم؛ والتفاضل بينهم بها، ولا يقارن أحدهم بالآخر بمجرد كلام عام قد لا يشمل الكل، بل خرج مخرج الغالب.
-استعراض الوقائع كاملة المتعلقة بحادثة ما؛ ومعرفة أيها ينزَّل على هذه الحادثة من غيرها.
-معرفة المراد من الألفاظ ودلالاتها، وهل يفهم منها هذا الأمر أو ذاك.
-عرض هذا النص على باقي النصوص الأخرى؛ وهل يدخل فيه الاستثناء أم لا؟
وعليه: فقد سير معاوية رضي الله عنه جيشين إلى (القسطنطينية) بحسب ما ورد في السير والمغازي والتواريخ: الأول بقيادة سفيان بن عوف، والثاني بقيادة ولده يزيد في سنة 52هـ على الأصح.
وكان في جيش سفيان بن عوف عدد من الصحابة الكرام؛ منهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري؛ بل أن أبو أيوب رضي الله عنه وعنهم قد توفي في مدة الحصار هناك. وهذا هو الأظهر إن شاء الله = أن هؤلاء السادات من الصحابة كانوا مع سفيان ولم يكونوا مع يزيد.
قال العيني: (لأنه لم يكن أهلاً أن يكون هؤلاء السادات في خدمته).
فهل جيش سفيان بن عوف هو الأول، وجيش يزيد هو الثاني بعده؟ هذا الأظهر.
ويؤيد ما ورد مما يخالف هذا كله من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد وغيره عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ امْرَأَةً حَدَّثَتْهُ؛ قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَضَحِكَ، فَقَالَتْ: تَضْحَكُ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لا، وَلَكِنْ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَخْرُجُونَ غُزَاةً فِي الْبَحْرِ، فَيَرْجِعُونَ قَلِيلَةً غَنَائِمُهُمْ مَغْفُورًا لَهُمْ "، قَالَتِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِيَ مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهَا. قَالَْ: فَأَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ، وَهِيَ مَعَنَا، فَمَاتَتْ بِأَرْضِ الرُّومِ.
فهذا نص يجب الوقوف عنده جيداً .. فليس الكلام سبيلاً يلقى بلا قيد.
· نأتي الآن إلى المعنى المراد من قوله صلى الله عليه وسلم (مغفوراً لهم):
فإن هذا اللفظ لا يعني عدم الحساب، أو أن فيهم من قد يستثنى من هذا الغفران، والنصوص في هذا صريحة متوفرة.
فلا يلزم منه دخول يزيد أو من هو على شاكلته ممن غزى معهم أن يدخل في هذا العموم؛ بل قد يكون قد خرج بدليلٍ خاص .. إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم (مغفور لهم) = مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة؛ فهل لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك وكفر؛ هل سيدخل في هذا العموم؟!! لن يدخل اتفاقا.
فدل الكلام على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم.
والخلاصة: أن الكلام في هذه القضية دقيق؛ ويحتاج إلى جمع الروايات والطرق، ومن ثم العرض على بقية النصوص الأخرى، ثم الخروج بنتيجة ثابتة .. وما ذكر أعلاه نواة لمن أراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 11:36]ـ
الأخوان الحبيبان الغاليان: (أسامة) و (عبد الرحمن التونسي) ..
أعتذر منكما أشد الاعتذار لتطفلي بعد ما كتبتماه؛ ولكن عذري أنني وضعت الرد ولم أر رديكما؛ فتقبلاه مني.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 11:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله الجمع الكريم ...
وفصل الخطاب في هذه المسألة المطروحة هو قول السلف الصالح وأهل العلم الأثبات
فليس لآحادنا تقديم ما يراه أو فرض قناعته الشخصية في مثل تلكم المسائل العقدية
ولن أزيد على نقل ما تيسر لي من كتاب: ((العواصم من القواصم)) للإمام القاضي
أبي بكربن العربي المالكي / حققه وعلق على حواشيه:الشيخ محب الدين الخطيب.
فإن قيل: فقد عهد إلى يزيد وليس بأهل414، 415.
ـــــــ
(414) -أن كان مقياس الأهلية لذلك أن يبلغ مبلغ أبي بكر وعمر
في مجموع سجاياهما، فهذا ما لم يبلغه في تاريخ الإسلام،
ولا عمر بن عبد العزيز. وإن طمعنا بالمستحيل وقدرنا إمكان
ظهور أبي بكر آخر وعمر آخر فلن تتاح له بيئة كالبيئة التي أتاحها
الله لأبي بكر وعمر.
وإن كان مقياس الأهلية الاستقامة في السيرة، والقيام بحرمة الشريعة، والعمل بأحكامها، و العدل في الناس، والنظر في مصالحهم، والجهاد في عدوهم، وتوسيع الآفاق لدعوتهم، والرفق بأفرادهم وجماعتهم، فإن يزيد يوم تمحص أخباره، ويقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم، وأجزل الثناء عليهم. خ.
(415) تصدى في العصر الحديث للدفاع عن يزيد استاذ في جامعة القاهرة هو الدكتور إبراهيم العدوي خريج ماعة ليفربول، فيقول في كتابه: الأمويون والبيزنطيون:
البحر المتوسط بحيرة إسلامية ناقضا بذلك الشائعات الكاذبة
المتواترة التي سمعة وتسمم العقول البريسة.
وبذل معاوية جهودا عظيمة لإعداد القوات الإسلامية التي
رغب في إرسالها إلى القسطنطينية فجعل على رأس هذه
الحملة ابنه وولي عهده يزيد
واستهدف معاوية من وراء ذلك إعطاء ابنه فرصة يعلي فيها
من ذكره واسمه في ميدان الجهاد ضد البيزنطيين،
وليرد بذلك على الأشخاص الذين أبدوا امتعاضهم من يزيد
والمحاولات التي بذلها أبوه لأخذ البيعة له بالخلافة من بعده،
إذ صورت الدعايات المعادية لبني أمية شخصية يزيد بحبها
للمجون والخلاعة، وعدم أهليتها لتصريف شئون المسلمين.
ومن ثم كان ميدان القسطنطينية خير مجال يدحض فيه يزيد
افتراءات منافسيه وأعدائه ويعلن عن مواهبه الحربية ما اتصف به من شجاعة وإقدام.
وعلى ضفاف البوسفور انضم يزيد إلى القوات،
وعبر مياه هذا المضيق إلى الشاطيء الأوروبي وحقق لجنده
سبقهم على أقرانهم من جند الإسلام في مشاهدة القسطنطينة،
وا لوقوف أمامها، يدقونها بآلاتهم الحربية ويعملون على تخريبها أو إحداث ثغرات فيها.
وأظهر يزيد في هذا الحصار من ضروب الشجاعة والبسالة
ما أكسبه لقب: فتى العرب ودونت المراجع سيرته وأعماله في هذا النضال.
وأشاد الدكتور إبراهيم بمعاوية رضى الله عنه فقال:
باستيلاء المسلمين على الشام ومصر، فتحت صفحة جديدة في تاريخ البحر المتوسط دون سطورها الأولى معاوية بن أبي سفيان بمداد الجهاد وملأ بأخبار عظمة الأول في رسم سياسة المسلمين إزاء البحر المتوسط منذ زمن مبكر، وحل المشكلة البحرية التي اعترضتهم. م.
** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية:
(419) أي لتنكشف عليك الفتنة في أشد حالاتها، ويلاحظ أن الذين انتحلوا هذه الأقوال في الاستطالة على معاوية لم يطعنوا في كفاءة يزيد وأهليته لأنها آخر ما يرتابون فيه.
** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية:
ـــــــ
(428) قال الإمام ابن خلدون:
.... والذي دعا معاوية رضي الله تعالى عنه لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه إنما هو مرعاة المصلحة في اجتماع واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية، إذ بنو أمية يومئذ لا يرضون سواهم، وهم عصابة قريش وأهل الملة أجمع وأهل الغلب منهم. فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها.
وعدل عن الفاضل إلى المفوض حرصا على الاتفاق واجتماع الأهوال الذي شأنه أهم عند الشارع، وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا لعدالته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصحبته مانعة من سوى ذلك وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتفاء الريب فيه، فلبسوا مما يأخذهم في الحق هوادة.
وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم كلهم أجل من ذلك. وعدالتهم مانعة منه.
** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية:
فإن قيل: لمن فيه شروط الإمامة. قلنا: ليس السن في شروطها، ولم يثبت أنه يقصر يزيد عنها.
فإن قيل: كان منها العدالة والعلم، ولم يكن يزيد عدلا ولا عالما. قلنا: وبأي شيء نعلم عدم علمه أو عدم عدالته431؟
ولو كان مسلوبهما لذكر ذلك الثلاثة الفضلاء الذين اشاروا عليه بأن لا يفعل، وإنما رموا إلى الأمر يعيب التحكم، وأرادوا أن تكون شورى.
فإن قيل: كان هناك من هو أحق منه عدالة وعلما، منهم مائة ورما ألف. قلنا: إمامة المفضول- كما قدمنا- مسألة خلاف بين العلماء على ذكر العلماء في موضعه.
وقد حسم البخاري الباب، ونهج جادة الصواب، فروى في صحيحه ما يبطل جميع هذا المتقدم، وهو أن معاوية خطب وابن عمر حاضر في خطبته، فيما رواه البخاري عن عكرمة بن خالد أن ابن عمر قال: دخلت على حفصة ونوساتها تنطف434. قلت: قد كان من الأمر ما ترين، فلم يجعللي من الأمر شيء. فقالت: الحق، فإنهم ينتظرونك، وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة. فلم تدعه حتى ذهب.
-----------------------------------------------------------------------------
(431) أما عن العدالة فقد شهد له محمد بن علي بن أبي طالب في مناقشته لابن مطيع عند قيام الثورة على يزيد في المدينة فقال عن يزيد: ما رأيت منه ما تذكرون. وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبا على الصلاة، متحريا للخير، يسأل عن الفقه، ملازما للسنة ابن كثير 233:8. وأم عن العلم فما يلزم منه لمثله في مثل مركزه كان فيه موضع الرضا وفوق الرضا.
روى المدائني أن ابن عباس وفد إلى معاوية بعد وفاة الحسن بن علي، فدخل يزيد على ابن عباس وجلس منه مجلس المعزى فلما نهض يزيد من عنده قال ابن عباس: إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس ابن كثير 228:8.خ.
** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية:
وروى البخاري436 أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة " وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله وروسهل437، وإني لأعلم غدرا أعظم من أن نبايع رجلا على
بيع الله ورسوله ثم تنصب له القتال. وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كنت الفيصل بيني وبينه.
....
437 وهذا الخبر المنير الذي يرويه البخاري في صحيحه يفضح الذين زوروا على وهب بن جرير تلك الأخبار المتناقضة بأن عمر وغيرهم لم يبايعوا ليزيد، وان معاوية أقام على رؤوسهم من يقطعها إذا كذبوا فيما افتراه عليهم من أنهم بايعوا لابنه. فتبين الآن انه لم يفتر عليهم، وهذا ابن عمر يعلن في أحرج المواقف- أي ثورة أهل المدينة على يزيد بتحريض ابن الزبير وداعيته ابن مطيع- أن في عنقه كما فيأعناقهم بيعة شرعية لإمامهم على بيع الله ورسوله، وأن من أعظم الغدر أن تبايع الأمة أمامها ثم تنصب له القتال. ولم يكتف ابن عمر بذلك في ترك الثورة على يزيد بن روى مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه ك33 ح58 ج6 ص22 أن ابن عمر جاء غلى ابن مطيع داعية ابن الزبير ومثير هذه الثورة فقال ابن مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة. فقال ابن عمر: أني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:" من خلع يدا من طاعة، لقى الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"* وكان
ـــــــ
* رواه مسلم رحمه الله.
** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية:
فإن قيل: كان يزيد خمارا. قلنا: لا يحل440 إلا بشاهدين، فمن شهد بذلك عليه441 بل شهد العدول بعدالته
______________________________ ______________
(441) -أن معاوية - مع شديد حبه ليزيد، لألمعيته واكتمال مواهبه- آثر أن ينشأ بعيدا عنه في أحضان الفطرة، وخشونة البداوية وشهامتها، ليستكمل الصفات اللائقة بالمهمة التي تنتظر أثماله، فبعث به إلى أخبية البادية عند اخواله منقضاعة، ليكون على مذب أمة ميسون بنت بجدل يوم قالت:
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحب إلى من عصر منيف
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ذلك الوسط أمضى يزيد زمن صباه وصدر شبابه، وما لبث أن انتقل أبوه إلى رحمة الله حتى تولى المركز الذي أراده الله له. فلما خلا الجو لابن الزبير بموت معاوية صار دعاته يذيعون في الحجاز الأكاذيب على يزيد
==
وينسبون إليه ما يحل* لهم. نقل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 223:8 أن عبد الله بن مطيع داعية ابن الزبير مشى في المدينة هو وأصحابه إلى محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية فأراده على خلع يزيد، فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: أن يزيد بشرب الخمر، ويترك الصلاة، ويتعدى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته، وأقمت عنده، فرأيته مواظبا على الصلاة، متحربا للخير، يسأل عن الفقه، متلازما للسنة. قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعا لك. فقالك وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إلى الخشوع؟ فأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وغن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم تكن رأيناه. فقال لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة فقال: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} [الزخرف:86]،ولست من أمركم في شيء. قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك، فنحن نوليك أمرنا. قال: ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعا ولا متبوعا. قالوا: فقد قاتلت مع أبيك. قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه. فقالوا: فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا. قال: لو أمرتهما قاتلت. قالوا: فقم معنا مقاما تحض الناس فيه على التال. قال: سبحان الله، آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه؟ إذن ما نصحت الله في عبداه. قالوا: إذن نكرهك. قال: إذن آمر الناس بتقوى الله، وألا يرضوا المخلوق بسخط الخالق وخرج إلى مكة.
* إن الذين نسبوا ليزيد ما لا يحل هم - الرافضة للتوصل إلى التشكيك بالقرآن من وراء الطعن بمعاوية ومن عم الخلفاء الذن ولوه وأقروه على الحكم، وهم نقلة القرآن وحفظته.
* لقد كان يزيد غائبا عن الشام حينما مات أبوه فلما وصل دمشق جددت له البيعة، ثم جمع الناس في الجامع وخطب فيهم مما يدل على تقواه قائلا بعد حمد الله والثناء عليه:
أيها الناس! إن معاوية كان عبدا من عبدي الله، أنعم الله عليه، ثم قبضه إليه، وهو خير من بعده ودون من قبله!.
ولا أزكيه على الله عز وجل، فإنه أعلم به. إن عفا عنه فبرحمته، وإن عاقبه فبذنبه. وقد وليت الأمر من بعده، وليست آسى على طلب، ولا أعتذر من تفريط، وإذا أراد الله شيئا كان.
إن معاوية كان يغزيكم البحر، وإني لست حاملا أحدا من المسلمين لعل مراده إلا بإذنه واختياره بدليل العبارة التي بعدها في البحر.
=
(
وأن معاوية كان يشتيكم بأرض الروم، ولست مشتيا أحدا بأرض الروم. وإن معاوية كان يخرج لكم العطاء أثلاثا. وأنا أجمعه لكم كله.
قال الراوي فافترق الناس عنه وهم لا يفضلون عليه أحدا. البداية ج8 ص143.
ومن خطب يزيد الدالة على حصافة عقله وحسن بصيرته وتقواه:
الحمد لله وأحمده وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. واشهد أن لا إله إلا الله وحده ر شريك له وأن محمدا عبده ورسوله اصطفاه لوحيه واختاره لرسالته بكتاب فصله وفضله وأعزه وأكرمه، ونصره وحفظه، ضرب فيه الأمثال وحلل فيه الحلال وحرم الحرام، وشرع فيه الدين أعذارا وإنذارا. لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل، ويكون بلاغا لقوم عابدين.
وأصيكم عباد الله بتقوى الله العظيم الذي ابتدا الأمور بعلمه، وإليه بصير معادها، وانقطاع موتها وتصرم دارها. وأحذركم الدنيا فإنها حلوة خضرة حفت بالشهوات وراقت بالقليل وأينعت بالفاني، وتحببت بالعاجل. لا يدوم نعيمها ولا يؤمن فجيعها، أكالة غوالة غراراة، ولا تبقى على حال، ولا يبقى لها حال، لن تعد الدنيا إذا تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضا بها وأن تكون كما قال الله عز وجل: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} إلى قوله مقتدرا نسأل الله ربنا وإلهنا وخالقنا ومولانها أن يجعلنا وإياكم من فزع يومئذ آمنين. إن أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كتاب الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الله: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة. العقد الفريد 378:2.
ومما روى عن معاوية أنه لما مات الحسن رضي الله عنه وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنه في دمشق، أمر ابنه أن يذهب فيعزيه به فذهب وجلس بين يديه. وأراد ابن عباس أن يرفع مدجلسه فأبى وقال: إنما أجلس مجلس المعزي لا المهني، ثم ذكر الحسن فقال: رحم الله أبا محمد أوسع الرحمة وأفسحها، وأعظم الله أجرك وأحسن عزاك وعوضك من مصابك ما هو ير لك ثوابا وخير عقبى فلم يسع ابن عباس بعد أن غادره يزيد إلا أن قال لجلسائه:
إذا ذهب بنو حرب، ذهب علماء الناس ثم أنشد:
مفاضي عن العوراء لا ينقطونها ... واصل وراثات الحلوم الأوائل
** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية:
حزن يزيد لاستشهاد الحسين ومعاملته لأهل بيته
...
.............................. ...........................
ـــــــ
=
إليه في طريقه: لقد خذلتنا شيعتنا!! فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف. فتفرق أكثر الناس، ولم يبق معه إلا أبناؤه وأقربائه وبعض المخلصين من وأوليائه، ولمن يكن يزيد مجموعهم على المئة.
ويروي المسعودي أن عبدي الله بن زياد قال لقاتل الحسين: أنه كان خير الناس أما وأبا، وخير عباد الله، فلم قتلته؟! ثم أمر بضرب عنقه. مروج الذهب ج3 ص141.
وروى الطبري كتاب يزيد على عبيد الله بن زياد يوصيه في الحسين أنك لم تعد إن كنت كما أحب عملت عمل الحازن، وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش. وقد بلغني أن الحسين توجه إلى العراق فضع المناظر والمسالح واحترص على الظن وخذ على التهمة ولا تقتل إلا من قاتلك!. الطبري ج4 ص282 - 286.
ولقد روى ابن كثير أن مروان بن الحكم كتب إلى عبيد الله بن زياد حينماخرج الحسين إلى العراق: أن الحسين قد توجه إليك، وهو ابن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتالله ما أحد مسلم أحب إلينا من الحسين، فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء ولا تنساه العامة ولا تدع ذكره آخر الدهر.
وقد أوصى معاوية نفسه ولاته وابنه يزيد بالحسين.
حزن لاستشهاد الحسين ومعاملته لأهل بيته.
يروى أن يزيد دمعت عيناه لما حمل إليه راس الحسين وقال لحامله:
لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. لعن الله ابن عبيد الله. أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه، فرحم الله الحسين.
أما والله يا حسين لو أنا صاحبك ما قتلتك ثم دعا بعلي الصغير بن الحسين ونسائه، فادخلوه عليه وعنده اشراف الشام. فقال لعلي: ابوك الذي قطع رحمي وجهل حقي، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت.
ثم أمر بإنزالهم في داره وأمر لهم بما يصلحهم، وكان لا يتغذى ولا يتعشى إلا على معه. ثم أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسيرهم إلى المدينة مع أناس صالحين.
ولما أرادوا الخروج دعا عليا فودعه وقال له:
لعن الله ابن مرجانة! اما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة إلا أعطيتها إياه ولدفعت عنه الحتف بكل ما استطعت، ولو بذلت بعض ولدي، ولكن الله قضى ما رأيت، فكاتبني، وإنه إلي كل حاجة تكون لك.
ويروي ابن قتيبة أنه لما أدخلوا عليه رأس الحسين وأهله بكى حتى كادت نفسيه تفيض. وبكى معه أهل الشام حتى علت أصواتهم
ـــــــ
يروي المسعودي أن ابن زياد قال لقاتل الحسين: أنه كان خير الناس أما وأبا، وخير عباد الله، فلم قتلته؟ ثم أمر بضرب عنقه. مروج الذهب ج141/ 3 وذكر الطبري أنه لما دخل علي ابن زياد عشاء آل الحسين، أمر لهم بمنزل وأجرى عليهم رزقا وأمر لهم بنفقة وكسوة ثم سيرهم إلى يزيد.
قال الأستاذ دروزه 384/ 8 هذا- يجعل الروايات الواردة في حسن معاملة عبيد\ الله بن زياد، ثم يزيد لابن الحسين الصغير وبناته ونسائه واستياء يزيد لقتله، وبكائه عليه ومشاركة أهله نساء ورجالا في ذلك، أصح من تلك التي تذكر قسوتها وجفاءها إزاءهم، ولاسيما أنه لم يكن هناك قتال شديد يثير نقمة وانافعلاا يمتد أثرها إلى النساي والأطفال. وكان ما وقع على غير إرادتهم بل وعلى مضض منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل من الدلائل على ذلك ما رواه الطبري وابن قتيبة معا من استمرار الصلات الحسنة، والمكاتبات بين يزيد وعلي بن الحسين، وما كان من موقف هذا إبان ثورة المدينة حيث رووا أنه لا علي ولا أقاربه اشتركوا في هذه الحركة. وأن يزيد وصى قائد جيشه وأمره بأن يدني مجلسه وأن يبلغه أنه وصل إليه كتابه، وأن هؤلاء الخبثاء شغلوه ع8نه، وأن القائد رحب به وأجلسه على السرير وبلغه رسالة يزيد. تاريخ الطبري ج4 ص379 والإمامة والسياسة ج1 ص200.
فأين هذه المعاملة الحسنة من افتراء المفترين بسبي أهل البيت وحملهم على الجمال بلا أقتاب بعد استشهاد الحسين؟! فهذا من الكذاب الواضح، ما استحلت أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم سبي هاشمية، وإنما قاتلوا الحسين خوفا منه ومن أن يزيل عنهم الملك. فلما استشهد فرغ الأمر وبعث بآله إلى المدينة. ولكن جهل الرافضة إليه المنتهي. ولا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب، وفاعله والراضي به مستحق للعذاب لكن ليس قتله بأعظم من قتل أبيه، ولا قتل زوج أخته عمر، وقتل زوج خالته عثمان.
والغريب أن هؤلاء المنافقين والمغرضين من أهل الكوفة الذين دعوا الحسين لتوليته هم الذين خذلوه وتخلوا عن نصرفته، وتسببوا بتقله ثم خرجوا يبكون عليه.
** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية:
هل يزيد مسؤول عن مقتل الحسين؟
وقال المؤرخ دروزه أيضا: ما سبق ندرك أنه ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين إلى يزيد، فهو لم يأمر بقتاله، فضلا عن قتله، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل، ومثل هذا القول يصح بالنسبة لعبيد الله بن زياد، فكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل، وأن يؤتى به إليه ليصضع يده في يده، أو يبايع يزيد صاحب البيعة الشرعية بل إن هذا ليصح قوله بالنسبة لأمراء القوات التي جرى بينها وبين الحسين وجماعته قتال، فإنهم ظلوا متزمين ما أمروا به، بل كانوا يرغبون أشد الرغبة في أن يعاقبهم الله من الابتلاء بقتاله، فضلا عن قتله، ويبذلون جهدهم في إقناعه بالنزول على حكم ابن زياد ومبايعة يزيد، فإذا كان الحسين أبي أن يستسلم ليدخل فيما د-لخ فيه المسلمون وقام بالقوة، فمقابلته وقتاله صار من الوجهة الشرعية والوجهة السياسية سائغا الأستاذ دروزة ج383/-384 قد يقول قائل: أم يكن من الواجب على يزيد وبالتالي على ابن زياد أن يقبل من الحسين قبول أحد شروطه الثلاثة العادلة التي عرضها عليه وهي أن يترك ليعود من حيث أتى، أو يذهب إلى يزيد، أو يرسل إلى الثغور. يذكر بعضهم أن هذه الشروط والمطالب من الحسين رضي الله عنه ليس لها أساس من الصحة. فقد روى الطبري رواية عن سمعان: قال: إني صحبت الحسين رضي الله عنه فخرجت معه في المدينة إلى مكة، ومن مكة غلى العراق، ولم أفارقه حتى قتل وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق، ولا في العراق ولا في عسكر إلى يوم مقتله إلا وقد سمعتها. إلا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس، وما يزعمون من أن يضع يده بيد يزيد بن معاوية ولا أن يسير إلى ثغر من ثغور المسلمين، ولكنه قال: دعوي فلأذهب في الأرضي العريضة حتى ننظر ما يصير أمر الناس. المسعودي ص131.
وهذا الطلب من الحسين لا يمكن قبوله لمن أوتي أقل نصيب من السياسة والتفكير خيفة أن يقوم الحسين بتحريض شيعته في الأمصار فتندلع الثورات والفتن.
ونرى لو أن عبيد الله بن زياد وصحبه حاصروا الحسين رضي الله عنه وجماعته وأحاطوهم بصنوف العناية والرعاية، وقدموا لهم ما يشتهون، وتذكروا أمر الصلح لليام ريثما تهدأ ثائرة الحسين لكان خيرا.
ولك ذلك كان ممكنا ما داموا قلة لا يزيدون على مئة، فلا يقاتلونهم، ولو قاتلوا على أن تنزع منهم أسلحتهم بمختلف الأساليب ولكن أمر الله كان قدرا مقدورا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نسأل الله سبانه أن يهدي هؤلاء الذين يجددون ذكرى هذه الكارثة من عام إلى آخر وما يهلكون غلا أنفسهم في الدنيا قبل الآخرة وهم لا يشعرون، وخاصة وأن الأمويين قد زالوا. ولكن قبح الله اليهودية والشعوبية فإنهما لا تزالن تعيثان فسادا في النفوس لتحارب الإسلام والمسلمين باسم نصرة آل البيت كذبا وزورا.
وختما لهذا الموضوع الخطير نقول كما قال المؤرخ المحقق عزة دروزة 386/ 8 بعدما نقل بعض ما ذكرناه في هذا البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونشهد الله على أننا لم نكتب ماكتبناه عن هوى أو بغض للحسين رضي الله تعالى عنه وآل بيته وعلى أننا نكن لهم أشد الاحترام والمحبة لصلتهم الشريفة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكننا كمؤرخين لا يسعنا أن نكتب غير ذلك، إذا أردنا أن نلتزم المنطق والإنصاف والحق، لأن الروايات التي تطئمن بها النفس لا تسمح بغيره.
ولم ننفرد بهذه النتائج التي استنتجناها من الروايات. فهناك كثيرون غيرنا يشاركوننا فيها، بل وإنه ليشاركنا فيها كل منصف متجرد عن الهوى من المسلمين على اختلاف طوائفهم.
ونورد هنا قولين في ذلك أحدهما للإمام المصلح العظيم ابن تيمية، والثاني للمؤرخ المحقق الشيخ محمد الخضري رحمهما الله.
وقد أورد الإمام ابن تيمية خبر ما تلقاه الحسين من نصائح كثيرة بعدم الخروج والتحذير من العواقب ثم قال:
إنه لم يكن في الخروج مصلحة لا في دين ولا في دنيا. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يحصل لو قعد في بلده. فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء بل زاد الشر بخروجه وقتله، ونقص الخيروطلب الابتداء في الانتهاء، والاستقامة من أهل449 الاعوجاج، ونضارة الشيبة في هشيم المشيخة. ليس حوله مثله، ولا له من الأنصار من يرعى حفه، ولا من يبذل نفسه دونه، فأردنا أن نطهر الأرض من خمر يزيد450 فارقنا دم الحسين، فجاءتنا مصيبة لا يجبروها سرور الدهر451.
وما خرج إليه أحد إلا بتأويل، ولا قاتلوه إلا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل، المخبر بفساد الحال، المحذر عن الدخول في الفتن. وأقوال في ذلك كثيرة: منها ما روى مسلم عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن شريح
قوله صلى الله عليه وآله وسلم452: "إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان 453". فما خرج الناس إلا بهذا وأمثاله. ولو أن عظيمها وابن عظيمها وشريفها وابن شريفها الحسين يسعه بيته أو ضيعته أو إبله- ولو جاء الخلق يطلبونه ليقوم بالحق وفي جملتهم ابن عباس وابن عمر لم يلتفت إليهم- وحضره ما أنذر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما قال في أخيه454، ورأى أنها قد خرجت عن أخيه ومعه جيوش الأرض وكبار الخلق يطلبونه فكيف ترجع إليه بأوباش الكوفة، وكبار الصحابة ينهونه وينأون عنه؟ وما أدري في هذا إلا التسليم لقضاء الله، والحزن على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقية الدهر. ولولا معرفة أشياخ الصحابة وأعيان الأمة بأنه أمر صرفه الله عن اهل البيت، وحال من الفتنة لا ينبغي لأحد أن يدخلها، ما اسلموه أبدا.
وهذا أحمد بن حنبل- على تقشفه وعظيم منزلته في الدين وورعه- قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتاب الزهد أنه كان يقول في خطبته إذا مرض أحدكم مرضا فأشفى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فيلزمه، ولينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه وهذا يدل على عظيم منزلته عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يقتدى بقولهم ويرعوي من وعظهم. ونعم، ما أدخله إلا في جملة الصحابة455، قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين456. فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر وأنواع الفجور، ألا تستحيون؟! وإذا سلبهم الله المروءة والحياء، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون، وتقتدون بالأحبار والرهبان من فضلاء الأمة، وترفضون الملحدة والمجان من المنتمين إلى الملة {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}. والحمد لله رب العالمين.
ـــــــ
يزيد بن معاوية ليس بصحابي وقد ولد عام 52هـ كما جاء في الأعلام.
وجاء فيه أيضا: في زمن يزيد فتح المغرب الأقصى على يد الأمير عقبة بن نافع وفتح مسلم بن زياد بخارى وخوارزم ... وإليه ينسب نهر يزيد في دمشق. وكان نهرا صغيرا، فوسعه فنسب إليه. وقال مكحول: كان يزيد مهندسا. م.
** وفي موضع آخر من الكتاب جاء في الحاشية:
(456) - وخلاصة القول في يزيد بن معاوية اختلف الناس فيه- كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ثلاث فرق: طرفان ووسط.
فأحد الطرفين قالوا: أنه كان كافرا منافقا ..
وذها القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر، وعمر، وعثمان. فتكفير يزيد أسهل!!
والطرف الثاني يظنون أنه كان رجلا صالحا وإمام عدل. وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحمله على يديه وبرك عليه.
وهذا قول بعض الضلال ...
والقول الثالث أنه كان ملكأ من ملوك المسلمين، له حسنات وسيئات، ولم يولد إلا في خلافة عثمان، ولم يكن كافرا، ولكن جرى بسببه ما جرى. وهذا قول أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
ثم افترقوا ثلاث فرق، فرق لعنته، وفرق أحبته، وفرقة لا تسبه ولا تحبه! وهذا المنصوص عن الإمام أحمد، وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم.
وقد استدل القاتلون بالمغفرة له بحديث ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:" أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له " وأول جيش غزاها كان أميره يزيد. الفتاوى 481/ 4 - 483 باختصار. م.
اللهم: اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 11:41]ـ
بارك الله فيكم شيخنا التميمي فلا داعي للإعتذار فنحن نتعلم منكم
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 12:21]ـ
بارك الله فيك أم هانئ، وجزاك الله خيرا، ما تركتِ لنا شيئا ننقله من العواصم.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 12:49]ـ
هذه نقول من كتاب الشيخ عثمان الخميس "حقبة من التاريخ"
للفائدة
هل كان يزيد أهلا للخلافةام لا؟
ذكر ابن كثير (البداية و النهاية8/ 236) قصة عبد الله بن مطيع وأصحابه وانهم مشواالى محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن ابي طالب أخو الحسن والحسين من أبيهما فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم, قال ابن مطيع: ان يزيد بن معاوية يشرب الخمر ويترك الصلاة. فقال محمد: ما رايت منه ما تذكرون وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبا على الصلاة متحريا للخير يسأل عن الفقه ملازما للسنة, قالوا: ان ذلك كان منه تصنعا لك, قال محمد بن الحنفية: ماالذي خافه مني او رجاه؟ أفأطلعكم على ماتذكرون؟ قالوا: انه عندنا لحق وان لم نكن رأيناه! قال محمد بن الحنفية: ابى الله ذلك على أهل الشهادةثم قرأ عليهم قول الحق تبارك وتعالى:"ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الا من شهد بالحق وهم يعلمون" الزخرف86
فالفسق الذي نسب الى يزيد في شخصه كشرب الخمراو ملاعبة قردة, او فحش او ما شابه ذلك لم يثبت بسند صحيح, فهذا لا نصدقه والاصل العدالة, ونقول: علمه عند ربي سبحانه و تعالى.
ولكن ظاهر رواية محمد بن الحنفية انه لم يكن فيه شيئ من ذلك فالعلم عند الله تبارك و تعالى في حال يزيد وهذا لا يهمنا فهو بينه و بين ربه تبارك وتعالى ولو فرضنا ان الامر كان كذلك فان كون الامام فاسقالا يعني انه يجب الخروج عليه بهذه الصورة التي حدثت كما سيأتي.صفحة138و139
موقف يزيد من قتل الحسين:
لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين وليس هذا دفاعا عن يزيد ولكنه دفاع عن الحق, أرسل يزيد عبيد الله بن زياد ليحول بين الحسين و الوصول الى الكوفة ولم يامره بقتله بل الحسين نفسه كان حسن الظن بيزيد حتى قال: دعوني اذهب اليه فأضع يدي في يده.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية-رحمه الله-:ان يزيد بن معاوية لم يامر بقتل الحسين باتفاق اهل النقل ولكن كتب الى ابن زياد ان يمنعه عن ولاية العراق ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره, ولم يسب لهم حريما بل أكرم اها بيته و اجازهم حتى ردهم الى بلادهم, اما الروايات التي في كتب المبتدعة انه اهين نساء ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانهن اخذن الى الشام مسبيات واهن هناك هذا كله كلام باطل بل كان بنو امية يعظمون بني هاشم وذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الامر وامر الحجاج ان يعتزلها ويطلقها, فهم كانوا يعظمون بني هاشم بل لم تسب هاشمية قط. فالهاشميات كن عزيزات مكرمات في ذلك الزمن فالكلام الذي يقال عن يزيد انه سبى نساء اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم باطل مكذوب, وما ذكر ان راس الحسين ارسل الى يزيد فهذا ايضالم يثبت بل ان راس الحسين بقي عند عبيد الله بالكوفة ودفن الحسين ولا يعلم قبره ولكن المشهور انه دفن في كربلاء حيث قتل رضي الله تبارك وتعالى عنه. الصفحة152و153
ما موقف أهل السنة و الجماعة من يزيد بن معاوية؟
لعل من اهم الامور التي وقعت زمن يزيد وقعة الحرة وقتال عبد الله بن الزبير وقتل الحسين بن علي ,وبسببها هناك من يجوز لعن يزيد بن معاوية وهناك من يمنع والذي يجوز لعن يزيد بن معاوية يحتاج ان يثبت ثلاثة امور:
الامر الاول: ان يثبت ان يزيد كان فاسقا
الامر الثاني: ان يثبت انه لم يتب من ذلك الفسق فان الكافر اذا تاب تاب الله عليه فكيف الفاسق؟
الامر الثالث: ان يثبت جواز لعن المعين
ولا يجوز لعن الميت المعين الذي لم يلعنه الله ولارسوله لانه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لما سب ابو جهل قال: لاتسبوا الاموات فانهم قد افضوا الى ما قدموا (البخاري كتاب الجنائز رقم1393) ودين الله لم يقم على السب وانما قام على مكارم الاخلاق فالسب ليس من دين الله تبارك وتعالى في شيئ بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:سباب المسلم فسوق وقتاله كفر (البخاري كتاب الايمان 48و مسلم116) فسباب المسلم فسوق ولم يقل احد ان يزيد خارج من ملة الاسلام بل اكثر ما قيل فيه انه فاسق, وهذا كما قلنا مبني على ثبوت ما ذكروه عنه من فسق وعلمه عند الله تبارك وتعالى بل انه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: اول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم (البخاري الجهاد2924) وكان هذا الجيش بقيادة يزيد بن معاوية ويذكر انه كان معه من سادات الصحابة ابن عمر و ابن الزبير وابن عباس وابو ايوب وذلك سنة49هجريةقال ابن كثير رحمه الله: قد اخطأ يزيد خطأ فاحشا في قوله لاميره مسلم بن عقبة في وقعة الحرة ان يبيح المدينة ثلاثة ايام مع ما انضم الى ذلك من قتل خلق من الصحابة و ابنائهم. (البداية و النهاية8/ 225)
فخلاصة القول: ان امره الى الله تبارك وتعالى وهو كما قال الذهبي: لا نسبه ولا نحبه (سير اعلام النبلاء4/ 36) الصفحة153 - 154
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 01:09]ـ
لعلك لم تدرك أنني تقريبا أؤيد ما ذكرتَ وهذا يعني أنك لم تمر على العواصم!.
أنا قصرت حديثي على الحديث الصحيح
الذي لا مطعن فيه
ولم أذهب إلى غيره من الأدلة، وكنت أريد فهم القدامى له
وقد حصلته
وهذا في حد ذاته - معذرة - قصور في البحث العلمي فنحن في المنتديات العلمية لا نبدأ موضوع لنجتهد فيه بل لنحرر أقوال سلفنا الصالح أولا فإذا كانت نازلة نبحث عن مجتهد يجتهد.
لا أظنك من دعاة إغلاق باب الاجتهاد
فهم رجال ونحن رجال
ثم تقبل نقدا ثالثا وهو نقلك لقوم الإمام أحمد دون معرفة هل هو فعلا صحيح ثابت عنه أم لا، فنحن لا نبتدئ الطروح في المنتديات لنعارض وهما أو لنجتهد من جديد في أمر عفا عليه الزمن وقتله المجهدون بحثا، هذا ليس منهجا علميا سليما بارك الله فيك. .
هل أفهم أن الرواية عن الإمام أحمد لا تصح؟
عذرا على توالي النقد ولكن أنت بارك الله فيك من فتح الباب وزعم القبول.
.
أنا كذلك دون زعم
وإن كان عندك أو أي أخ مزيد نقد
فلا يقصر، فلن يخلو أن يكون أحد ثلاثة:
1 - فوقي فأتعلم منه.
2 - دوني فيتعلم مني.
3 - نظير لي فنستوي.
والأجر حاصل في جميع الأحوال
وأما من تطاول أو جعل مني تلميذا يلقنه محاضرة
فقد وهبته لله وعملت بقول الطيب الطاهر:
" كن عبدالله المظلوم، و لاتكن عبدالله الظالم "
ـ[أبو وئام]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 01:15]ـ
السلام عليكم
بارك الله في الإخوة أم هانئ وسارة وابو وائل الجزائري
وأزيد على ماذكرته في مداخلتي رقم 25 أعلاه ـ أننا لا يجب أن نتناسى أن ما وصلنا من أخبار عن الأمويين جله باطل لكون نقلته روافض أو إخباريين كسيف بن عمر وابو مخنف وغيرهم والطعن في خلفاء معينين يعني بالتبع طعنا في علماء وقرن مشهود له بالخيرية بايعهم منهم صحابة وتابعون فهل تظنونهم من الدنية بحيث يرضون خلافة فساق ـــ أين العقول؟ ـــ
أعود فأكرر لتتأمل قصة ـــــ أكلت يوم أكل الثور الأبيض ـــــ
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 01:18]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وشكر خاص لأم هاني على النقل المسهب
ولتعلموا أن محدثكم كان قبل سنوات يتوقف في معاوية، لايترضى عليه
وهذا بسبب التربية والبيئة الشيعية التي أرضعتنا بغض الصحابة مع الحليب
لكني وقفت عند هذا الحديث فسألت نفسي: ألم يكن أئمتنا يقولون:
إذا رأيتموني أخالف الحديث فاشهدوا أني مجنون، أو أن عقلي قد ذهب
فكيف يقول أحمد هذا؟ وكان اجتهادي أنه لم يبلغه، وليس الفارق الزمني بينهما كبيرا
وبعضكم يحمل الكلام أكثر مما يحتمل، ودوري لكم في النصح الآن:
قل كلمتك وامش
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 01:22]ـ
أختم فأقول:
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
فالاعتراض على الجزم، ليس إلا.
والحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا ونفع بك، فقد ختمت كلامك بالقول الفصل حسب رأيي ووجهة نظري القاصرة، فأقول:
الحق وحسب وجهة نظري القاصرة، فإن كلا القولين يحتاج لنظر دقيق وتمحيص ... !
ولنبدأ بالثاني وهو تعليق ابن التين:
وتعقبه ابن التين وابن المنير بما حاصله: أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقا فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم
ويجاب على ما تقدم بأن يُقال:
أولا: أين نجد الدليل الخاص الذي افترضه ابن التين وابن المنير لنقول بأنه لا يلزم دخوله في ذلكم العموم،، الا إن كان يعتمد على - الردة- كدليل لنقض لازم الحديث وهو المغفرة لعموم الجيش بأفراده، ويُرد على ذلك بـ:
ثانياً: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- مغفور لهم، فيه دلالة واضحة على أن الجيش بأفراده مستوف لشروط المغفرة كـ - الاسلام- هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الردة ممتنعة عن افراد ذلك الجيش بدلالة قوله عليه الصلاة والسلام - مغفور له- فمن يُغفر له فهو من أهل الاسلام ولا بُد!! - ((وفي هذا رد على من يُكفر يزيد)) -، فإن لم يصح القطع بناء على هذا الحديث لفرد من أفراد ذلك الجيش بالجنة لما سيأتي تباعا، الا انه لا يصح إخراج فرد من أفراد ذلكم الجيش من عموم لفظ - مغفور له- فكما أن الاول فيه تحكم!، فكذلكم الأمر في الثاني ففيه تحكم لا دليل عليه ..... !
.........
وأما مسألة القطع لفرد من أفراد الجيش بالجنة فلا يصح، وذلكم لكونه يحتمل هذا المعنى وغيره!
فقد يُجاب عليه بأن يُقال مثلا: بأن من سيغزو مع ذلكم الجيش مغفور له، بمعنى: أن ما تقدم من ذنوبه عن تلكم الغزوة مغفور لا ما تلاها من ذنوب!
لذا فإن لا يصح الجزم والأمر مُحتمل، الا ان الردة بعيدة ولا يصح الاعتراض بمثلها، وهي شبيهة وبكل صراحة باعتراضات الروافض علينا فيما يتعلق بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 03:49]ـ
فقد يُجاب عليه بأن يُقال مثلا: بأن من سيغزو مع ذلكم الجيش مغفور له، بمعنى: أن ما تقدم من ذنوبه عن تلكم الغزوة مغفور لا ما تلاها من ذنوب!
لذا فإن لا يصح الجزم والأمر مُحتمل، الا ان الردة بعيدة ولا يصح الاعتراض بمثلها، وهي شبيهة وبكل صراحة باعتراضات الروافض علينا فيما يتعلق بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
والله أعلم.
أما قولك هذا فعجب بعد أن أنكرت على ابن التين
وهكذا ستسقط النصوص حتى قوله تعالى
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} الحديد10
وهي دليل واضح وصريحة على أن جميع الصحابة في الجنة
سيسقط بفلسفة كهذي
لايوجد دليل على التخصيص
هل تريدون نصا يقول: يزيد في الجنة
فهاتوا لي نصا يقول معاوية في الجنة
وربما شكك بعضكم في دخول معاوية الجنة أيضا
فالآية كالحديث عام غير مخصوص
ومن استثنى فعليه الدليل
إن تطريق الاحتمالات على أي دليل ممكن
ولكن هل هذا الاحتمال صحيح ووارد؟
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 04:55]ـ
الحمد لله تعالى ...
يقول الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) " الكهف.
فهذ الآية عامة في كل المؤمنين الصالحين، فهل كل مؤمن عمل الصالحات سيدخل الجنة و نحكم له بها ... مثلا نأتي إلى أشد الناس تقوى و عمل الخير و غير ذلك فهل نستطيع بهذا النص العام أن نحكم لهذا التقي بأنه من أهل الجنة؟؟؟
أما عن حال و جرائم يزيد المجرم فقد اضطررت لأن أجمع فيه جزءا لما رأيته من كلام لبعض الفضلاء في مشاركاتهم في الموضوع ..
يتبع ..
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 05:04]ـ
الحمد لله تعالى ...
يقول الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) " الكهف.
فهذ الآية عامة في كل المؤمنين الصالحين، فهل كل مؤمن عمل الصالحات سيدخل الجنة و نحكم له بها ... مثلا نأتي إلى أشد الناس تقوى و عمل الخير و غير ذلك فهل نستطيع بهذا النص العام أن نحكم لهذا التقي بأنه من أهل الجنة؟؟؟
أما عن حال و جرائم يزيد المجرم فقد اضطررت لأن أجمع فيه جزءا لما رأيته من كلام لبعض الفضلاء في مشاركاتهم في الموضوع ..
يتبع ..
أرجو أن تأتي بجميع أدلتك
وبيني وبينك من يقرأ
أهذه الآية كآية كقوله تعالى
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} الحديد10
طبعا الآن فهمت غرضك
فأنت ترى أنه ليس في هذه الآية دليل على دخول معاوية الجنة؟ أليس كذلك؟
فإذا كنت سيء الظن بمعاوية المقطوع له بالجنة اتفاقا إلا عند الشيعة والزيدية والأشاعرة
فمناقشتك في ابنه حمق مني وسفه
وقد كنت مثلك يوما ما فهداني الله لحق والحمدلله
وأما وقوعك في يزيد فلو دخل الجنة فسيأخذ من حسناتك؛ حتى يتركك أقرع أصلع
فليتك تعمل بالأحوط، ولا تدعي اليقين
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 05:08]ـ
أما قولك هذا فعجب بعد أن أنكرت على ابن التين
وهكذا ستسقط النصوص حتى قوله تعالى
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} الحديد10
وهي دليل واضح وصريحة على أن جميع الصحابة في الجنة
سيسقط بفلسفة كهذي
لايوجد دليل على التخصيص
(يُتْبَعُ)
(/)
هل تريدون نصا يقول: يزيد في الجنة
فهاتوا لي نصا يقول معاوية في الجنة
وربما شكك بعضكم في دخول معاوية الجنة أيضا
فالآية كالحديث عام غير مخصوص
ومن استثنى فعليه الدليل
إن تطريق الاحتمالات على أي دليل ممكن
ولكن هل هذا الاحتمال صحيح ووارد
يزيد لييس صحابيا حتى تقول فيه هذا الكلام فتنبه!
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 05:09]ـ
اسمحوا لي أن أعلق على كلمة الإمام الذهبي: لا نسبه ولا نحبه
فكونه مسلما، وولي أمور المسلمين فكان أميرهم وفيهم الصحابة وبلغنا عنه بعض الروايات الطيبة من عدالة، وهو من أهل القرون السابقة لنا، يعني أن له من الولاء ما للمسلمين ويعني أن له محبة المسلمين أم ماذا بارك الله فيكم؟
بالإضافة أن محبته وأمثاله نكاية في الروافض خاصة مع ما دسوه عليه في الكتب
إذن النتيجة - في رأيي - نحن لا نسب يزيد ولكننا نحبه بلا غلو مثلما نحب أي أمير للمؤمنين بلغنا بعضا من السيرة الطيبة عنه ويكفي تسيير الجيوش للجهاد سببا في محبته مثلا
-----------------------------
الأخ يزيد بارك الله فيك على قبول النصيحة هذا أولا
ثانيا قبولك يشجعني على المزيد في الواقع، فوالله أنا لا أظن فيك إلا خيرا رغم أن أسلوبك فيه شدة إلى حد ما لكن ليس فيه كبر إن شاء الله بل يبدو لي أنه مجرد طبع يحتاج منك إلى مزيد اجتهاد، وكلنا نعاني من تلك الصفات، فأقول لك أنت ذكرت في المشاركة ردا عليّ قولك
لا أظنك من دعاة إغلاق باب الاجتهاد
فهم رجال ونحن رجال
أنا لا أدعو لغلق باب الاجتهاد لكن، ليس واقع المنتديات أنها خصصت للمجتهدين!
المنتديات لطلبة العلم وللتدارس والنقاش وتحرير المسائل.
ومعذرة هم رجال يعني السلف هذا قطعي، أما قولك نحن رجال ففيه نظر دون أن يكون فيه إهانة، فللمجتهد شروط لا أظن أن مثلك يجهلها، فليس كل من شاء اجتهد وقال:ونحن رجال وإلا ففساد الدين والدنيا معلوم.
وطالب العلم يتعلم الترجيح حتى إذا بلغ من العلم شأنا يشهد به القاصي والداني فليقل عن نفسه إن شاء:" ونحن رجال" أما قبل ذلك فلا والله اعلم
ثالثا يبدو أنني مصممة على جعل نصحي لك وترا، وليس مقصدي لا إهانتك ولا تنقصك ولا إعطائك محاضرات بل أحاول التلطف في البيان والله قدر المستطاع بما يسمح به الحوار بين الرجال والنساء في شرعنا الحنيف.
فنصيحتي الثالثة أيها الأستاذ الفاضل: اقرأ ما سبق جيدا، فقد بسط الأخوة الأفاضل ردا على سؤالك:لماذا لا يكون يزيد مقطوع له بالجنة بنص الحديث المذكور، ولكل واحد منهم وجهة، فراجع الردود بحرص بارك الله فيك ثم مثلا قم بتلخيصه وإذا كان لديك عليهم إيرادات فاذكرها ويكون النقاش متصلا وليس شبيها باعادة متكررة بلا فائدة.
جزاك الله خيرا
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 06:58]ـ
يزيد لييس صحابيا حتى تقول فيه هذا الكلام فتنبه!
أدري يا أخي
وإنما كلامي في هذا الموضع عن أبيه
معاوية رضي الله عنه
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 07:05]ـ
الأخ يزيد بارك الله فيك على قبول النصيحة هذا أولا
الأخت الفاضلة
طبعا لكم جزيل الشكر على النصيحة، أنت وأي أخ آخر
والباب مفتوح دائما وعلنا
وقد والله قرأت كل كلمة فلا تظني أني أكتب شيئا ثم لا أتابع الردود
أما عن وظيفة المنتديات فلست الوحيد الذي جاء بجديد
لكن لعل لحساسية الموضوع تأثيرا في ذلك
أما عن الاجتهاد فحتى تلك الشروط فيها نظر
وليست من كتاب و لاسنة
ورب طالب في جامعة أعلم من بروفيسور
وليست المسألة بالشهادات
ثم الأمر أبسط من هذا فهو حديث صحيح
نتباحث في دلالته
وليس مسألة عويصة حتى يقال لا بد من شروط للاجتهاد
وعموما بارك الله فيكم جميعا
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 07:33]ـ
إن يزيد مبشر بالجنة مقطوع له بها
انا لست شيعيا ومعاذ الله هذا
والله يشهد على مافي قلبي من بغض ليزيد وفعله
لكن وبعيد جدا جدا جدا عن هذا .. ودعك مني ومما احب واكره
ارجوك فقط انظر بكلامك
مقطوع له بالجنه؟!!!!
اخي انت في حيز خطير لا يكون الا لله او من أمده الله بخبر من السماء صلى الله عليه وسلم
حبا في الله انظر في قولك لـ"نفسك" وليس لأحد آخر .. أرجوك
ـ[أبو وئام]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 02:52]ـ
أما عن حال و جرائم يزيد المجرم فقد اضطررت لأن أجمع فيه جزءا لما رأيته من كلام لبعض الفضلاء في مشاركاتهم في الموضوع ..
يتبع ..
لا حول ولا قوة إلا بالله
أشهد الله أني أحب يزيد بن معاوية نكاية بمن يطعن فيه من الروافض الفسقة وأذنابهم من جهال المتصوفة كالغماري وصاحب نظرات في الفقه والتاريخ المتأثرين بمادسه الزنادقة في كتب التاريخ، وأعيد أكرر ولن أمل من هم معاصروه الذين حكمهم أليسوا من القرون المشهود لها بالخيرية، ـــ فليأتوا بنص صريح من معاصريه ــ
أليسوا من الصحابة و التابعين أهؤلاء يرضون الدنية ويقبلوا حكمه إن لم يكن أهلا
أليس منهم العلماء الربانيين الذين بواسطتهم وصلنا هذا الدين
والله إنه ليحز في نفسي أن البعض يتجرأ الحديث عن اجيال فريدة كأنه أضرابه كلا أين نحن من أولئك القوم، ويرضى بحكم ملك أو زعيم لا يصل إلى نعل يزيد
والله إني لأعجب من أن يتهم شخص يزيد بالإجرام في ملتقى جدي كالألوكة و أرجو من المشرفين أن يوقفوا كلا من تجاوز حد النقاش البناء إلى الطعن الصريح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 03:30]ـ
غفر الله لك
من يقرأ هذا يظنني وجهت لك كلاما سيئا
وإنما انتقدت القول ولايهمني القائل
فالمنهج الذي نهيت عنه عدت فوقعت فيه
وإن كنت وجدت في نفسك فإني أعتذر
اللهم آمين .. ، غفر الله لي ولك ولجميع إخواننا من كُتاب هذا الصرح العلمي السُني السَّني .. !
أعود على ما قدمته في ردك عليّ، إذ قُلت:
أما قولك هذا فعجب بعد أن أنكرت على ابن التين
وهكذا ستسقط النصوص حتى قوله تعالى
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} الحديد10
وهي دليل واضح وصريحة على أن جميع الصحابة في الجنة
سيسقط بفلسفة كهذي
لايوجد دليل على التخصيص
هل تريدون نصا يقول: يزيد في الجنة
فهاتوا لي نصا يقول معاوية في الجنة
وربما شكك بعضكم في دخول معاوية الجنة أيضا
فالآية كالحديث عام غير مخصوص
ومن استثنى فعليه الدليل
إن تطريق الاحتمالات على أي دليل ممكن
ولكن هل هذا الاحتمال صحيح ووارد
أولا و ردا على قولك: ((أما قولك هذا فعجب بعد أن أنكرت على ابن التين)) أقول:
لا عجب، فإن إنكاري لقوله أو لغيره، لا يعني بالضرورة أنني أخالفه من كل وجه، فقد أختلف معه في جزئية ما واتفق معه في جزئيات أخرى، وأيضأ فإن أنكاري لقوله لا يعني موافقتي لقولك من كل وجه حتى تتعجب، فلكل منا رأي يحتمل الصواب تماما كما يحتمل الخطأ ... ، وأما عن شخصي فقد أترك رأيي إذا ما ظهر لي خلافه ولستُ أرى في ذلك غضاضة، فأثبت لي قولك، وانقض قولي بالحجة والدليل لا أن تتهمني بالاتيان بالفلسفة والفلسفة الفارغة!.
ثانيا، قولك: ((وهكذا ستسقط النصوص))!، فأقول:
ليس بلازم، ولستُ في معرض بيان ذلك!
ثالثاً، قولك: ((إن تطريق الاحتمالات على أي دليل ممكن
ولكن هل هذا الاحتمال صحيح ووارد))، فأقول:
إذن يتوجب عليك أولا:
اثبات الاحتمال الذي تُرجحه.
ثانيا: يتوجب عليك نقض الاحتمالات الأخرى وبيان فسادها ..... !
هذا بالنظر لجهتك، أما إن نظرنا لجهتي وللاحتمال الذي أقول به، فقد أعرض مثالا يؤيد ما ذهبت إليه، فأقول مثلا: ما قولك بهذه الرواية " ذاكر الله في رمضان مغفور له "، وليس يهم هاهنا إذا ما صحت الرواية أم لا، ولكن يهمنا ما كُنت لتفهمه إن صحت، فما يهمني هاهنا هو الشاهد لا أكثر، وقد نجد مثل ذلك في أحاديث أخرى ولكن لا يحضرني شيء من ذلك!، ولستُ أستطيع البحث لبعدي عن مصادري وكُتبي، والمهم هاهنا أخي الفاضل، هل يُفهم من مثل هذه الرواية بأن ذلكم الذاكر مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟؟
أنا متأكد وعلى ثقة تامة بأن جوابك ليكون: ما تقدم دون ما تأخر من ذنبه .... !
إذن: فلا يُفهم من كلمة ((مغفور له)) مجردة على أنها غفران لما تقدم وما تأخر من ذُنوب!!
قد أستطيع الوقوف الى هذا الحد انتظارا لردك، ولكن أحب أن أبين وجهة نظري بشكل أوضح حتى لا يزيد تعجبك! يا يزيد، فأقول:
إن كنا نستطيع الجزم بأن يزيد ممن تحققت في شأنهم هذه المغفرة الواردة في الحديث السابق، الا اننا لا نستطيع أن نجزم فيما إذا كانت هذه المغفرة مغفرة لما تقدم من ذنبه وما تأخر!!، فكيف لي أن أقطع له بالجنة.!؟
هذا والكلام المتقدم من طرف يتفق معك نوعا ما، وتجد احتمالات قوية تحول دون القطع له بالجنة، فما بالك مع بقية وجهات النظر والآراء المحتملة، ومنها ما سبق في الموضوع، ومنها ما قد يدلي به بعض إخواننا تباعا ... !
ثم ما قولك إن جئناك باحتمال آخر ليقول: بأن هذا الحديث من باب الترغيب!!، وبغض النظر عن صحة الاحتمال من عدمه، الا انه وارد!، فكيف آتي بعد كل ما تقدم وبجرأة عجيبة فأقول:
مقطوع له بالجنة، وليس بين أيدينا نص في ذلك؟؟
الا إن كُنت ومن بعد كل ما تقدم تعتقد بأن هذا الحديث نص في المسألة!!
فساعتها: يلزمنا أن نناقشك في باب آخر قبل الدخول في هذا المعترك، وهو فيما إذا كان يزيد
مقطوع له بالجنة أم لا ..... !
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
ومن رأى فيما قدمته من خطئ فليقومني ولكن ليرفق بأخيه فما أنا الا طالب حق وعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 03:56]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل الأوزاعي.
ليس في كلامك شىء، بل من تتبع شروح البخاري لوجد مثل الذي قلتَ الشىء الكثير، وخاصة في الموقف من يزيد.
ولم أجد سببا داعيا لسطر المزيد في هذا الموضوع، لأن موقف أهل السنة والجماعة من يزيد واضح وضوح الشمس في نهارها، وبه قال الإمام أحمد، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام الذهبي.
وخالف في ذلك كثير ممن ينتسبون إلى غير أهل السنة.
ويحزنني أن أجد كلاً من الأخ الفاضل (ياسين علوين المالكي) والأخ الفاضل (أبو وئام) قد خالفا ما عليه أهل السنة لشىء لن يزيدهما قربة إلى الله، ولا بهذا أمروا.
فأرجو منكما، بارك الله فيكما أن تتوقفوا عن هذا. فلن يأول بكما الأمر إلا للجدال، وقد يفضي بكما إلى الخصومة فيما لا تجب فيه الخصومة، فتحرموا الخير.
بارك الله في أخينا خالد التميمي على هذه الإضافات القيمة، ولا اعتذار بين الأحبة، وما على المحسنين من سبيل.
ناقشني على الخاص أحد الإخوة الأفاضل حول ما تقدم من مسائل، وعلى رأسها، هل يصح إنزال الحديث على يزيد؟ وهل يثبت؟
وهذه مسألة قديمة جدًا، حاول كثير من الأئمة إنزالها، واخُتلف فيها أيما إختلاف، لمسائل .. منها أن اسم المدينة لم يُذكر تحديدًا في الحديث، وجاء على رأس الأقوال أنها مدينة حمص أو مدينة القسطننطينية. وهذا لا يقطع أن الحديث منزل على القسطنطينية وحسب.
مسألة التأريخ والوقائع، من الصعب تتبعها التتبع اليقيني ومن ثم الانزال.
وقد رجح أئمة كبار الانزال على يزيد، واعترض عليهم غيرهم.
وأشياء أخرى لا يسع الوقت والجهد لمناقشتها ... بل غيرها أولى.
وبعد ما تقدم .. من أراد أن يحب يزيد فليحبه، ومن أراد أن يلعنه فليلعنه.
ومن أراد أن يكون مع الجماعة فلا يحبه ولا يسبه.
والله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 09:21]ـ
بارك الله فيكم
أخي أبا وئام، أرجو إفادتي بما يلي:
- من قال من السلف الصالح أو من العلماء المعتبرين (أشهد الله بأنني أحب يزيد بن معاوية)؟ ألسنا سلفيين من أهل الاتباع؟ ألسنا من الذين لا يقولون بقول ليس لنا فيه إمام؟
- الصحابة المعاصرون ليزيد نوعان:
نوع لم يقبل بيعة يزيد أصلا، وعلى رأسهم عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهم. ومعهما من معهما من التابعين. أم أنهما ليسا من الصحابة ولا من الأئمة المتبوعين؟
ونوع قبلها درءا للفتنة، وجمعا لكلمة المسلمين، كعبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
وهنا أمور لا بد من بيانها:
* السلف في زمن يزيد - كما تقدم - مختلفون في بيعته، فإذن لا ينبغي أن يقال إن معاصريه قبلوا حكمه هكذا بإطلاق. هذا من خيانة التاريخ. ولو قبلوا حكمه لما وقعت مأساة الحرة ولا وقعة كربلاء، وقد قتل فيهما جماعة من السلف الصالح.
* لو فرضنا تنزلا أنهم قبلوا حكمه جميعهم، فإن غاية ما في الأمر أنهم رأوا حكمه حكما شرعيا. ونحن لا ننازع في هذا، ولا أعرف من علمائنا الثقات من ينازع فيه بإطلاق، إذ تقرر عند أهل العلم أن إمامة المتغلب الفاجر شرعية، ما دام مقيما لأحكام الشريعة. لكن هذا لا يدل أبدا على أنهم يحبونه ولا على أنه كان أهلا للخلافة. وهذا التلازم بين الأمرين من أعجب ما يدعى.
وقبولهم حكمه ليس من إعطاء الدنية في شيء، ولكنهم وزنوا المصالح والمفاسد، فرأوا مفاسد الخروج عظيمة، فاختاروا الصبر على المفسدة الصغيرة درءا للمفسدة العظيمة.
وأحب أن أنبه أخيرا على أن الكلام في يزيد والحجاج ليس من مبتدعات الرافضة، فإن علماء الجرح والتعديل، وأئمة أهل السنة قد فرغوا من بيان حال الرجلين منذ قرون، وهم من أبعد ما يكون عن التأثر بمناهج الرافضة الردية.
الرافضة يطعنون في أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو رضي الله عنهم، وهد صرح شانئهم.
أما يزيد فلا هو من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان. وإنما هو حاكم من حكام المسلمين، وقعت في زمانه على أئمة المسلمين مصائب وكوارث. القول الفصل فيه ما قال أئمتنا من أهل السنة والجماعة (لا من الرافضة): لا نحبه (لأنه ليس أهلا لذلك) ولا نسبه (لأن ديننا ليس دين سب وشتم، ولأن لعن المعين لا يجوز - على الصحيح).
وأنصح الإخوة بالرجوع إلى كلام أئمتنا المعتبرين، فالمسألة ليست من النوازل العصرية حتى يرجع فيها إلى كلام المعاصرين. وأنصحهم أيضا بأن يجمعوا كلام الأئمة ليصلوا إلى حكم شامل، ولا يكتفوا بكتاب واحد في الباب.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 12:55]ـ
بارك الله فيكم
أخي أبا وئام، أرجو إفادتي بما يلي:
- من قال من السلف الصالح أو من العلماء المعتبرين (أشهد الله بأنني أحب يزيد بن معاوية)؟ ألسنا سلفيين من أهل الاتباع؟ ألسنا من الذين لا يقولون بقول ليس لنا فيه إمام؟
- الصحابة المعاصرون ليزيد نوعان:
نوع لم يقبل بيعة يزيد أصلا، وعلى رأسهم عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهم. ومعهما من معهما من التابعين. أم أنهما ليسا من الصحابة ولا من الأئمة المتبوعين؟
ونوع قبلها درءا للفتنة، وجمعا لكلمة المسلمين، كعبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
وهنا أمور لا بد من بيانها:
* السلف في زمن يزيد - كما تقدم - مختلفون في بيعته، فإذن لا ينبغي أن يقال إن معاصريه قبلوا حكمه هكذا بإطلاق. هذا من خيانة التاريخ. ولو قبلوا حكمه لما وقعت مأساة الحرة ولا وقعة كربلاء، وقد قتل فيهما جماعة من السلف الصالح.
* لو فرضنا تنزلا أنهم قبلوا حكمه جميعهم، فإن غاية ما في الأمر أنهم رأوا حكمه حكما شرعيا. ونحن لا ننازع في هذا، ولا أعرف من علمائنا الثقات من ينازع فيه بإطلاق، إذ تقرر عند أهل العلم أن إمامة المتغلب الفاجر شرعية، ما دام مقيما لأحكام الشريعة. لكن هذا لا يدل أبدا على أنهم يحبونه ولا على أنه كان أهلا للخلافة. وهذا التلازم بين الأمرين من أعجب ما يدعى.
وقبولهم حكمه ليس من إعطاء الدنية في شيء، ولكنهم وزنوا المصالح والمفاسد، فرأوا مفاسد الخروج عظيمة، فاختاروا الصبر على المفسدة الصغيرة درءا للمفسدة العظيمة.
وأحب أن أنبه أخيرا على أن الكلام في يزيد والحجاج ليس من مبتدعات الرافضة، فإن علماء الجرح والتعديل، وأئمة أهل السنة قد فرغوا من بيان حال الرجلين منذ قرون، وهم من أبعد ما يكون عن التأثر بمناهج الرافضة الردية.
الرافضة يطعنون في أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو رضي الله عنهم، وهد صرح شانئهم.
أما يزيد فلا هو من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان. وإنما هو حاكم من حكام المسلمين، وقعت في زمانه على أئمة المسلمين مصائب وكوارث. القول الفصل فيه ما قال أئمتنا من أهل السنة والجماعة (لا من الرافضة): لا نحبه (لأنه ليس أهلا لذلك) ولا نسبه (لأن ديننا ليس دين سب وشتم، ولأن لعن المعين لا يجوز - على الصحيح).
وأنصح الإخوة بالرجوع إلى كلام أئمتنا المعتبرين، فالمسألة ليست من النوازل العصرية حتى يرجع فيها إلى كلام المعاصرين. وأنصحهم أيضا بأن يجمعوا كلام الأئمة ليصلوا إلى حكم شامل، ولا يكتفوا بكتاب واحد في الباب.
السلام عليكم
الأخ عصام البشير المراكشي والأخ أسامة بارك الله فيكما
أولا:أنا قيدت ما قلت بقولي نكاية في ــــ ــــ ــــ وأقول للأخ عصام أنت من بلدي وتعلم ما يعلمه صاحب نظرات في الفقه والتاريخ لمريديه من التقول الحديث عن أغيلمة والقول الشنيع في الدولة الأموية
ثانيا: أنا أردت ــــ وأنت المهندس اللبيب ـــ أن لا ينسى أبناء قرن من القرون المتأخرة قيمة القرون المشهود لها بالخيرية فالبعض يتحدث عن الأوائل كأنهم قرناءه
ثالثا: المرجو الإنتباه إلى مرمى الأخ يزيد الموسوي الذي طرح الموضوع فهو قال أن تربيته الشيعية أرضعته البغض التام والحقد على شخصيات مهمة من سلف الأمة وهو بحمد الله خرج من ذلك المستنقع
رابعا: نحن مع فهم السلف الصالح في مسائل العقيدة والولاء والبراء لكن ما يتعلق بالتوقف تورعا وحيطة ـــ وبعدا عن فضول القول ــ في موالاة أشخاص معينين لم يأت دليل على كفرهم وفسقهم فلست ملزما بذلك
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 02:10]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا أبا وئام.
أدري مقصدك الطيب، والأخ الفاضل يزيد من الإخوة الفضلاء الذين يرجون الحق، أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله.
فالحذر الحذر من الاندفاع من النقيض للنقيض .. وما المرجو إلا تصحيح الخطأ إن وُجد .. لتكون عقيدتنا موافقة لما كان عليه السلف الصالح ومن اتبعهم بإحسان.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 02:20]ـ
أخي أبا وئام بارك الله فيك. ويعجبني مناقشة أمثالك.
وكلامك سليم إجمالا، ونحن نبغض أهل البدع الذين يصبون طعنهم على سلفنا وأئمتنا، ونعرف لهؤلاء السلف قدرهم.
ونبغض من طعن في معاوية رضي الله عنه، ونعتقد أن ذلك باب من أبواب التشيع والرفض.
بل لا نستسيغ الطعن المطلق في الدولة الأموية، فإن من حكامها صحابيا جليلا (هو معاوية رضي الله عنه)، وتابعيا صالحا (هو عمر بن عبد العزيز). كما أنها دولة نشرت الإسلام في ربوع العالم، وطبقت شرع الله إجمالا، على ما وقع من أخطاء وتجاوزات.
وموقفنا من الحجاج ويزيد هو موقف سلفنا الصالح، وأئمة الجرح والتعديل: لا إفراط ولا تفريط.
وهذه المسائل العقدية لا ينبغي أن تستجرنا فيها مخالفة أهل البدع إلى إحداث أقوال لم يقل بها سلفنا. وقديما أوقع الأشاعرةَ في كثير من المخالفات العقدية، حرصُهم على مخالفة المعتزلة.
فلا ينبغي أن يجرنا حرصنا على مخالفة أهل الرفض إلى الجنوح إلى ما يشبه النصب، إن لم يكن نصبا حقا.
عقيدتنا واضحة لا لبس فيها، ولا تحتمل المواقف الانفعالية، أو ردود الأفعال المتحمسة.
والخير كله في اتباع كلام أئمتنا، فإنهم لا يجتمعون على ضلال.
إذا علم هذا، فإن من رأيي أن المجاهرة بحب يزيد والحجاج - على ما فيه من مخالفة طريقة السلف - لا يؤدي إلى النكاية في الروافض، بل إلى نتيجة عكسية تماما.
ألا ترى أن الرافضة في هذا العصر يدندنون على كونهم أهل معارضة حكام الجور، وأنهم - مذ كانوا - يقفون أمام الحكام الفاسدين، وأن أهل السنة يوالون هؤلاء الحكام .. إلى آخر ترهاتهم. وهم بذلك يكسبون إلى صفوفهم كثيرا من الشباب المتحمسين.
فإذا اتخذنا موقف المنافح عن يزيد والحجاج وأضرابهما، لم نزد على أن نؤكد ما يقولونه، في المحافل ووسائل الإعلام، وأمام الشباب الجاهلين بحقائق الأمور.
فالإعمال الصحيح لسد الذرائع يقتضي منا أن نظهر عدم محبتنا ليزيد، وعدم رضانا بأفعاله، وأن نظهر ألمنا لما وقع على الحسين رضي الله عنه، الخ. دون أن نخالف في ذلك أصول عقيدتنا السنية.
ولو كان في عقيدتنا أوكلام سلفنا ما يجعلنا ندافع عن هذين الحاكمين، لم نلتفت إلى هذه
الذريعة، ولم نرفع بها رأسا.
والله أعلم
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 03:11]ـ
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} البقرة134
ـ[اسماعيل حمدتو]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 11:58]ـ
أنا أحب يزيد لأنه مسلم أولا ً , وثانياً لأنه جاهد فى سبيل الله تعالى , وثالثاً أدعو الله أن يزيد فى حسناته
وأن يتجاوز عن سيئاته , ولم يثبت لنا أن أحداً من أهل العلم كفره. وأما ما نقل عنه من أكاذيب فيحتاج إلى
إثبات ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 04:13]ـ
أنا أحب يزيد لأنه مسلم أولا ً , وثانياً لأنه جاهد فى سبيل الله تعالى , وثالثاً أدعو الله أن يزيد فى حسناته
وأن يتجاوز عن سيئاته , ولم يثبت لنا أن أحداً من أهل العلم كفره. وأما ما نقل عنه من أكاذيب فيحتاج إلى
إثبات ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
واستباحة المدينة المنورة ثلاثة أيام تحتاج لإثبات؟ أم تراك لا تعي معنى الاستباحه لأرض فوقها من شدوا من أزر الحبيب صلي الله عليه وسلم وفيها قبر الحبيب صلي الله عليه وسلم وقبراء وزيريه وقبور خير ثلة قامت على هذه البسيطة رضي الله عنهم وأرضاهم؟ أوتتخطى كل هذا لتثبت ماتراه انت حق وأراه أوهى من بيت عنكبوت يقتلها جوع؟
كأني بك تهرب من جرح من في أحسن أحواله قيل فيه وقيل
الى جرح من اطبق أهل السنة على عدالتهم كالطبري وابن تيمية وابن كثير .... الخ
هذا عدى البلاقع الأخرى التي تريد نفيها وأريد أن أسأل ربي العافية منها ومن الخوض فيها
أما الكفر فأعوذ بالله ان اخوض بهذا ولا في حماه لكن البغض شيء في قلب المرء لاسلطة له عليه فقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم حبشي لما فعل حتى بعد أن اسلم
أخي الفاضل العدل لا يقوم بظلم
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 07:31]ـ
واستباحة المدينة المنورة ثلاثة أيام تحتاج لإثبات؟ أم تراك لا تعي معنى الاستباحه لأرض فوقها من شدوا من أزر الحبيب صلي الله عليه وسلم وفيها قبر الحبيب صلي الله عليه وسلم وقبراء وزيريه وقبور خير ثلة قامت على هذه البسيطة رضي الله عنهم وأرضاهم؟ أوتتخطى كل هذا لتثبت ماتراه انت حق وأراه أوهى من بيت عنكبوت يقتلها جوع؟
كأني بك تهرب من جرح من في أحسن أحواله قيل فيه وقيل
الى جرح من اطبق أهل السنة على عدالتهم كالطبري وابن تيمية وابن كثير .... الخ
هذا عدى البلاقع الأخرى التي تريد نفيها وأريد أن أسأل ربي العافية منها ومن الخوض فيها
أما الكفر فأعوذ بالله ان اخوض بهذا ولا في حماه لكن البغض شيء في قلب المرء لاسلطة له عليه فقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم حبشي لما فعل حتى بعد أن اسلم
أخي الفاضل العدل لا يقوم بظلم
قال الرسول صلوات الله عليه: " أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له "
ما علينا الا ان ندعو الله ان يحسن خاتمتنا ولا ننتهج نهج من سب ولعن يزيدا وابيه والصحابة
لان اللعن ليس من شيمنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 10:42]ـ
من أحسن ما قرأتُ في هذه المسألة: هذا الخبر في "سِيَر أعلام النبلاء"؛ وأظنّه يلخّص المعيار الذي ينبغي استصحابه عند استعراض ما قيل عن يزيد، والتمييز بين أقوال معاصريه وأقوال مَن جاء بَعْده، لا سيما بعد أفول نجم بني أمية:
"عن نوفل بن أبي الفرات قال: "كنتُ عند عمر بن عبد العزيز، فقال رجل: "قال أميرُ المؤمنين يزيد". فأَمر به، فضُرِب عشرين سوطًا"!!
للتأمّل ...
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 10:51]ـ
قال رجل: "قال أميرُ المؤمنين يزيد"
ولما النكارة؟ قال الليث بن سعد: أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
ويزيد بن معاوية بايعه صحابة أجلاء.
وإن كان لنا وقفة شديدة معه بسبب يوم الحرة، ولكن دون انتقاص منه. له سيئة عظيمة، وله حسنات عظيمة.
وهو من أثبت الناس حديثا بعد الصحابة.
وهو أثبت الناس عن أبيه، وله أحاديث من أعلى درجات الصحة.
والتوقف فيه أسلم من الخوض، وهذا ما دعونا إليه مرات ومرات.
والله المستعان.
ـ[الواحدي]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 11:21]ـ
أخي الكريم "أسامة":
يبدو أنَّك لم تتأمّل كلامي جيّدًا، ولو تأمّلته لعلمت تعلُّقه بمنهج تناول المسألة، لا تفصيلاتها.
وبما أنَّك أثرت بعض القضايا، لك مني هذه الأسئلة:
قال الليث بن سعد: أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
اذكر لنا المصدر، لو تفضّلت ..
وله حسنات عظيمة.
حبّذا لو تسردها!
وهو من أثبت الناس حديثا بعد الصحابة.
وهو أثبت الناس عن أبيه، وله أحاديث من أعلى درجات الصحة.
لو تفضَّلت بدعم كلامك بالأدلة والشواهد والمصادر، أكن لك ممتنًّا.
وكنّا نسمع عن الصبر على أمراء السوء، أمّا عن حبّهم فلا ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 11:38]ـ
وهو من أثبت الناس حديثا بعد الصحابة.
وهو أثبت الناس عن أبيه، وله أحاديث من أعلى درجات الصحة.
عجيب!!
كأننا نتحدث عن يزيد آخر!!
وأين أحاديثه هذه التي في أعلى درجات الصحة - غير ذاك الذي في مراسيل أبي داود على ما ذكر الحافظ؟
يقول الحافظ الذهبي في الميزان:
(يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي: روى عن أبيه، وعنه ابنه خالد وعبد الملك بن مروان. مقدوح في عدالته، وليس بأهل أن يروى عنه. وقال أحمد بن حنبل: لا ينبغي أن يروى عنه).
والتوقف فيه أسلم من الخوض، وهذا ما دعونا إليه مرات ومرات.
بل الأسلم أن نقول بما قال به أئمتنا وعلماؤنا من أهل الحديث والسنة: (لا نحبه ولا نسبه).
ونحن من أهل الاتباع لا من أهل الابتداع.
ولو توقفوا لتوقفنا.
وما قالوا هذا إلا بعد أن سبروا وحققوا وميزوا الغث من السمين. ولهم أنصح للأمة وأشفق عليها وأعلم بمعاقد الحق من بعض المعاصرين.
والله المستعان.
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 01:18]ـ
الأخ الواحدي .. الأخ عصام
أخي الكريم "أسامة":
يبدو أنَّك لم تتأمّل كلامي جيّدًا، ولو تأمّلته لعلمت تعلُّقه بمنهج تناول المسألة، لا تفصيلاتها.
وبما أنَّك أثرت بعض القضايا، لك مني هذه الأسئلة:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=365555#post36 5555)
قال الليث بن سعد: أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
اذكر لنا المصدر، لو تفضّلت ..
وله حسنات عظيمة.
حبّذا لو تسردها!
وهو من أثبت الناس حديثا بعد الصحابة.
وهو أثبت الناس عن أبيه، وله أحاديث من أعلى درجات الصحة.
لو تفضَّلت بدعم كلامك بالأدلة والشواهد والمصادر، أكن لك ممتنًّا.
وكنّا نسمع عن الصبر على أمراء السوء، أمّا عن حبّهم فلا ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
أخل الفاضل الواحدي ..
أوبعد كل هذه المناقشات تقول لي منهج تناول المسألة؟ لعلك لم تقرأ المشاركات السابقة .. والله المستعان.
والجواب على ما سألته:
/// قال الليث بن سعد: أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
http://www.archive.org/download/laithlaith/laith.jpg
/// حسنات عظيمة:
- أنه جاهد في سبيل الله، وأعلى كلمة الحق، وفتح البلدان، وجاء القاعدون ليجرحوامن كانوا الصحابة تحت لوائه.
والحديث في البخاري: {فحدثتها قوما فيهم أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم – في غزوته التي توفي فيها ويزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم}
- حديث البخاري الآخر، حديث أم حرام بنت ملحان: {أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا. قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم. فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا}
- السؤال الثالث:
اقرأ كلام الإمام ابن كثير
http://www.archive.org/download/bdzai/bdzai.jpg
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 01:27]ـ
بل الأسلم أن نقول بما قال به أئمتنا وعلماؤنا من أهل الحديث والسنة: (لا نحبه ولا نسبه).
أما مسألة القدح في العدالة، فلم أجد من قدح فيه من الأئمة المتقدمين، وأما إن أهمل الرواية عنه أصحاب السنن فليس لقدح منصوص عليه حتى نقول شىء كهذا، ولا أدري عمن نقل الإمام الذهبي، ولا تظن أن كلام الإمام الذهبي يخفى علينا، أقسم بالذي خلقني وخلقك أني أعلم مقولته هذه.
أضف إلى ذلك أن الأحاديث هذه أحاديث مشهورة متواترة، عن معاوية وعن أبي هريرة رضي الله عنهما في البخاري وحده.
وأما الأسلم، فهذا الذي قد كررته حتى سئمت، فهلا اطلعت على المشاركات قبل أن تضع مشاركة فيها كلامك هذا؟ تفضلا منك ... أرجوك .. يعني يا ريت .. لو ممكن .. !!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 01:32]ـ
أخي الكريم "أسامة":
وكنّا نسمع عن الصبر على أمراء السوء، أمّا عن حبّهم فلا ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
فضلاً منك .. هات من كلامي هذا الذي قلتَه
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 05:07]ـ
الشيح الجليل الحبيب عصام البشير ... ما أجمل ماذكرتم عن فوائد و ثمار الاعتدال في المسألة ... و قد يصلح مثالا له ما قد حكاه الامام ابن الجوزي - و هو ممن كانوا في أتون الصراع بين الروافض و اهل السنة في بغداد- عن بعض الروافض حين سمع بكلام الامام احمد عن يزيد أنه قال: قد سقط نصف البغض الذي كان في قلبي له.
الشيخ الحبيب الواحدي: اشتقنا لكم .. هل يصح أن يقال:لان كان السلف قد اثر عنهم الاختلاف في جواز لعنه و سبه .. فلم يعرف عنهم مثله في عدم خبه .. فلكأنهم مجمعون عليه ... ؟؟ عودا حميدا
ـ[الواحدي]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 06:12]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي أسامة:
لم أقصدك بالكلام الذي اعترضتَ عليه، ولم أقصد أحدًا على التّعيين؛ بل كان تعبيرًا عن انزعاج من فكرة الموضوع نفسها. إذ آل بنا الأمر إلى تلمُّس جذور مجدنا التاريخي في المستبدِّين و"الانقلابيين"، بدَل البحث عنها في سِير الحكام والأمراء المشهورين بالصلاح. وهذا "الشعور المصطنع" الذي يسوّق له في سجالاتنا الفكرية "تفبركه" أطراف معروفة غاياتها، مكشوفة نياتها ...
وحتى لا يتشعّب بنا الحديث، وما دمنا في دنيا الجزئيات، لنتوقَّف معها برهةً من الزمن:
1_ أنت قلت عن يزيد: "هو من أثبت الناس حديثًا بعد الصحابة".
وسؤالي: مِن أين لك هذا الحكم؟ وهل اشتهر بالرواية حتى يكون من أثبت الناس فيها؟
2_ وقلتَ: "له أحاديث مِن أعلى درجات الصحة".
وطلبي: اذكرها لنا؛ جوزيت خيرًا.
3_ وقلتَ: "هو أثبَتُ النّاس عن أبيه".
وهذه لا تقدِّم ولا تؤخِّر. وهي متعلّقة بإثبات المسألة الثانية. وهل يُتوقّع منه الكذب على أبيه؟
4_ ما نقلتَه عن "العواصم"، تأمَّل عبارته. يقول:
"بل شهد الشهود بعدالته، فروى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد، قال: "توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا". فسمّاه الليث "أمير المؤمنين" بعد ذهاب ملكهم وانقراض دولتهم، ولولا كونه عنده كذلك ما قال إلا "توفي يزيد".
تأمّل، ثم أجبني: أين هي الشهادة بالعدالة في عبارة "أمير المؤمنين".
أمّا قوله: "ولولا كونه عنده كذلك ما قال إلا "توفي يزيد". فجوابه: أنّه ذكر لقبه، تمييزًا له عن غيره. وعن الليث بن سعد نُقول أخرى أثبت فيها أيضًا هذا اللقب لبعض بني أمية. وهذا شبيه بقولنا مثلا: "توفي رئيس الجمهورية"، مع اعتقادنا أنّه لا يستحق هذا اللقب.
فالليث بن سعد تكلّم بلسان المؤرِّخ، أمّا عمر بن عبد العزيز فتصرّف بروح الإمام القدوة، الساعي إلى ردّ الأمّة إلى مسارها الصحيح؛ وشتّان بين المقامين.
5_ كلام ابن كثير ليس تزكية ولا شهادة بالعدالة. كل ما فيه هو ذكره أنّ له حديثين وأنّ ابنه روى عنه، دون الحكم عليه. ونقله عن أبي زرعة يحتاج إلى تمحيص.
ومسألة الحديثين أتركها للمتخصصين في هذا الشأن، إذ ينبغي التمييز بين متن الحديث والطرق التي ورَد بها ...
6_ كتاب "العواصم من القواصم" ينبغي وضعه في إطاره التاريخي، بل والجغرافي، ثم معارضته بما كتب حول هذه المسائل التاريخية في إطار منهج أهل السنّة والجماعة. أمّا تعليقات محبّ الدين الخطيب وهوامش، ففيها كثير من التعارض والتناقض. والكتاب إنّما ألِّف منافحةً عن الصحابة، رضي الله عنهم. أمّا تناوله ليزيد، فجاء دفاعًا عن معاوية في معرض جوابه عمّن طعنوا فيه بسبب حمله الناس على مبايعة ابنه. وما كان القاضي ملزَمًا بذلك ...
7_ ما ذكرته عن الفتوحات ... هي فتوحات وقعت في عهد يزيد، وليست فتوحات يزيد. والصحابة الذين جاهدوا في تلك الفترة جاهدوا في سبيل الله، لا في سبيل يزيد. والفتوحات كانت مرتبطة بأمراء الأطراف وإيمانهم بتحصين ثغور دار الإسلام. أمّا هاجس يزيد خلال فترة حكمه، فكان القضاء على المعارضة. ولا تنظر إلى البقاع التي فُتِحَت في عهده، بل انظُر إلى أرواح المؤمنين التي أُزهقت، وأنتَ أدرى بحرمة نفس المؤمن. تذكّر من قُتِل من أهل بيت الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، ومَن قُتِل مِن الصحابة في موقعة الحرّة بأمر من يزيد. ثم تذكَّر
(يُتْبَعُ)
(/)
ما ثبت عن النبيّ، عليه الصلاة والسلام، في حق أهل بيته، وفي حقّ الأنصار، وفي حقّ المدينة.
8_ الذهبي يصرِّح بأنّ يزيد كان ناصبيّا. وسؤالي: ما هو حكم النواصب؟ وهل تجوز محبّة مَن ناصبوا عليًّا العداء؟ ولماذا نتكتّم على النواصب، بينما نجرِّد أقلامنا، وسيوفنا أحيانًا، على غيرهم من الفرق المبتدعة بسهولة مذهلة؟
هل الأمر متعلِّق بالشوكة وأهلها؟
أليس الدفاع عن يزيد دفاعًا عن كل أنواع الحكم الجائر عبر تاريخنا، وتكريسا لها في واقعنا؟
كيف تحوّل ما اعتبره السلف أمرًا واقعًا ينبغي التعايش معه تغليبًا للمصلحة وحفاظًا على بيضة الإسلام إلى أمر مشروع، بل محمود نتغنّى به وكأنّه من أنصع صفحات تاريخنا الإسلامي؟
هل كُتب على هذه الأمّة أن تظل خاضعة لدولة العساكر والمتغلِّبة بدعوى الحفاظ على وحدتها؟
نُنْكِر على الرافضة دعوى الوصيّة بحجة الشورى، ثم ننافح عن أسرة توارثت الحكمَ غلبةً على مدى يقارب القرن! ونُنكِر عليهم العصمة، ثم نُلْبِسُها كلّ من عاصَر أئمّةَ التابعين!
أقول هذا وكلّي يقين أنّ هذه المسائل ينبغي تناولها وفق منهج واضح المعالم، يميّز فيه بين أحكام الشرع وأحداث التاريخ، بين لوازم النص ومقتضيات المصلحة، بين الغاية المقصدية وأحكام الضرورة. وكل هذا يحتاج إلى علم بالشرع، والتاريخ، والواقع. ويقتضي تحديد معالم الثابت، وحصر دوائر المتحوِّل وضوابطه.
أمّا الاحتكام الانتقائي إلى الأقوال؛ والتهويل بثنائية الخروج أو القعود؛ والخوض في مسائل الغيب هروبًا من واقع تاريخي يصرخ بالإدانة؛ والتغاضي عن الصيرورة الفاتحة للمجتمع الإسلامي بحكم التزامه بدينه، ونسبة كل أمجادنا إلى الأمراء والملوك؛ وتزوير وقائع الماضي أو تزيينها لوأد مآسي الحاضر ... فكل هذا لن يقدّمنا قيد أنملة نحو المسار الصحيح، وستظلّ نفس المسائل تطرح بالطريقة نفسها .. ونظلّ متوجِّسين من تاريخنا ومن أنفسنا .. ونظل نراوح في دائرة الإسقاط التاريخي ونحن خارج دائرة التاريخ.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 10:30]ـ
أما مسألة القدح في العدالة، فلم أجد من قدح فيه من الأئمة المتقدمين،
كلام الإمام أحمد معروف، ولم يعارضه فيه أحد من أهل الجرح والتعديل. بل نقلوه وأقروه.
والذهبي من أهل الاستقراء التام في علم الرجال، وهو من أبعد الناس عن اتباع الهوى في مثل هذه الأمور. وكلامه ذكره ابن حجر في اللسان ولم يعارضه بشيء. وهما هما في هذا الفن.
ولا نعرف أحدا من أئمة الحديث وثق يزيد في علم الرواية.
ولا نعرف أحدا من السلف صرح بحب يزيد، بهذا الإطلاق الذي نراه عند بعض المعاصرين.
وليس ذكره بلقب (أمير المؤمنين) تعديلا، وهذا واضح جدا، معروف من تصرف أئمة الحديث وكتبهم.
وكونه أمير المؤمنين لا ينازع فيه إلا من نازع في شرعية خلافته، وقد قدمتُ آنفا أن الجمهور أقروا بشرعيتها، دفعا للفتن والمفاسد.
وكما قلت آنفا لا يكن اعتمادكم في مثل هذه الأمور على كلام المعاصرين، ولا على كتاب واحد دون غيره.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 10:34]ـ
و قد يصلح مثالا له ما قد حكاه الامام ابن الجوزي - و هو ممن كانوا في أتون الصراع بين الروافض و اهل السنة في بغداد- عن بعض الروافض حين سمع بكلام الامام احمد عن يزيد أنه قال: قد سقط نصف البغض الذي كان في قلبي له.
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
وقد رأينا هذا في مناقشات المتشيعين - وأكثرهم يتشيع لأسباب سياسية مرتبطة بالتاريخ، لا لأجل العقائد النظرية - فإنه من أعظم ما يردون به إلى الصواب.
والله أعلم
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 12:48]ـ
مبدئيا .. بالأمس كنت في غاية الغضب، لأسباب .. على رأسها كلام تلك الرافضية التي حذف كلامها، ثم كلام أخوة أفاضل لهما مكانة عندي .. ولم يكملا قراءة الموضوع ثم وجها لي الكلام الذي وجهته مرارا وتكرارا في الموضوع ذاته.
ولي وقفات:
- أثبت غير واحد من أولي العلم عدم فسق يزيد وعدم ثبوت أي شىء من هذه المرويات.
- وجود نواصب في الشام ووجود رافضة في العراق ليس معناه أن جميع الناس والحكام أيضًا من النواصب والرافضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل أصل النواصب والرافضة هم المنافقون الذين فروا من أيام حرب الردة. وكان الروافض يشنعنون في عاشوراء على بني أمية باللطم ونحوه، والنواصب في الشام يقومون بعمل الحلوى وتوزيعها.
فإتهام يزيد بالنصب وهو العداء لآل البيت كلام من أبعد ما يكون عن الحق، وإن قاله بعض الأئمة من المتأخرين وهو لا يخفى علينا، إلا أنه لا يثبت، كيف هذا وابن عمر وآخرون قرابة الستين من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بايعوه ولم يخلعوه؟ أكانوا يتولون النواصب؟
حاشاهم الله من ذلك.
بل كانوا من أفقه وأعلم الناس وأكثرهم إتباعا، أكثر مني ومنكم ومن الأئمة الذين تبعوهم جميعا.
والصحيح هو القول بالظلم، ولك بسبب يوم الحرة.
- من ناحية الجرح والتعديل
كلام ابن حجر والذهبي لديه سابق معرفة به وكلام الإمام أحمد كذلك، والسؤال: هل هو مقدوح في عدالته؟ إن ثبت فسقه فنعم وإن لا فلا.
وهنا محل الخلاف. هو عندكم فاسق وهو عندي لا يثبت فسقه.
والأحاديث التي رواها عن أبيه، وهذه الأحاديث معروفة متواترة، لا شىء فيها من ناحية المتن، فهذا يدل ولو بالاستقراء أنه لم يكن كاذبا، ولم يعرف عنه الكذب أصلا ولا أحد قال بهذا.
وأما إسقاط روايته، فلواقعة الحرة. وهذا هو التفسير الوحيد لجرحه.
وأثبت الإمام ابن كثير أنه في المرتبة العليا بعد الصحابة عند أبي زرعة الدمشقي، وله أحاديث.
قلتُ: وتلك الأحاديث علمناها بالاستقراء أنها أحاديث عن أبيه خاصة.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
فلا أقول هذا حبًا في يزيد، بل أنا لا أحبه أصلا. ولكن الحق أحق.
- يلزمكم أنه إذا كان فاسقا، أن أبيه -رضي الله عنه- قد أولى أمر هذه الأمة لفاسق. وأن هذا القدح في أبيه وليس فيه هو.
- لو كان فاسقا وناصبيا، يلزمكم بالقول أن الصحابة قد بايعت فاسقا ناصبيا.
- مسألة:
الاعتراض على يزيد إنما سببه مبدأ التوريث، لا العيب والشين في يزيد نفسه، وإلا لكان علم عيبه وشينه من قبل مبايعته، فما كان نكرة وإنما كان ابن معاوية أمير المؤمنين -رضي الله عنه-.
ولكن الاعتراض الحادث كان لهذا الأمر.
- من أكثر الناس حيدة وتجد فيهم الانصاف الناصع في أمر يزيد، هو شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام ابن كثير -رحمهما الله تعالى-.
وفي ذلك الكفاية، كفانا الله وإياكم شرور الفتن.
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 01:31]ـ
- من ناحية الجرح والتعديل
كلام ابن حجر والذهبي لديه سابق معرفة به وكلام الإمام أحمد كذلك، والسؤال: هل هو مقدوح في عدالته؟ إن ثبت فسقه فنعم وإن لا فلا.
وهنا محل الخلاف. هو عندكم فاسق وهو عندي لا يثبت فسقه.
والأحاديث التي رواها عن أبيه، وهذه الأحاديث معروفة متواترة، لا شىء فيها من ناحية المتن، فهذا يدل ولو بالاستقراء أنه لم يكن كاذبا، ولم يعرف عنه الكذب أصلا ولا أحد قال بهذا.
وأما إسقاط روايته، فلواقعة الحرة. وهذا هو التفسير الوحيد لجرحه.
http://www.archive.org/download/mntazem/mntazem.jpg
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 01:53]ـ
بارك الله فيك.
كيف هذا وابن عمر وآخرون قرابة الستين من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بايعوه ولم يخلعوه؟ أكانوا يتولون النواصب؟
حاشاهم الله من ذلك.
بل كانوا من أفقه وأعلم الناس وأكثرهم إتباعا، أكثر مني ومنكم ومن الأئمة الذين تبعوهم جميعا.
المبايعة لحقن الدماء لا تستلزم تعديلا ولا موالاة.
وهذا ظاهر جدا.
والإمام أحمد مثلا لم ينزع يدا من طاعة، مع أن الحكام في زمنه (المأمون والمعتصم والواثق)، كانوا يدعون الناس إلى بدعة عقدية خطيرة، ويمتحنون الناس عليها.
وعلى هذا سار أكثر الأئمة من أهل السنة.
كلام ابن حجر والذهبي لديه سابق معرفة به وكلام الإمام أحمد كذلك، والسؤال: هل هو مقدوح في عدالته؟ إن ثبت فسقه فنعم وإن لا فلا.
وهنا محل الخلاف. هو عندكم فاسق وهو عندي لا يثبت فسقه.
افترض أن الرجل راو آخر من رواة الحديث، غير يزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاءك فيه عن إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل: (لا يروى عنه). و (هل يحب يزيد رجل يؤمن بالله واليوم الآخر). وجاءك عن الإمام الذهبي (مقدوح في عدالته)، وعن الحافظ ابن حجر في التقريب: (ليس أهلا لأن يروى عنه).
ولم تجد عن علماء الرجال شيئا يخالف هذا أو يبطله.
ماذا سيكون ملخص ترجمتك لهذا الراوي؟
والأحاديث التي رواها عن أبيه، وهذه الأحاديث معروفة متواترة، لا شىء فيها من ناحية المتن، فهذا يدل ولو بالاستقراء أنه لم يكن كاذبا، ولم يعرف عنه الكذب أصلا ولا أحد قال بهذا.
ومن قال إنه كان كاذبا؟
أنت تعرف أن شارب الخمر أو الزاني مثلا لا يروى عنهما وإن لم يثبت كذبهما.
وأما إسقاط روايته، فلواقعة الحرة. وهذا هو التفسير الوحيد لجرحه.
من سلفك في أن هذا هو التفسير الوحيد؟
- يلزمكم أنه إذا كان فاسقا، أن أبيه -رضي الله عنه- قد أولى أمر هذه الأمة لفاسق. وأن هذا القدح في أبيه وليس فيه هو.
لا يلزم أبدا، ولا أدري ما وجه التلازم.
فإن يزيد ما حكمنا عليه إلا بعد أن حكم في الناس، فوقع خلال مدة حكمه وقعة الحرة ومقتل الحسين رضي الله عنه.
ومن أين لمعاوبة رضي الله عنه أن يعرف أن ابنه سيقع في مثل هذا؟
- لو كان فاسقا وناصبيا، يلزمكم بالقول أن الصحابة قد بايعت فاسقا ناصبيا.
سبق بيانه.
وذكرنا أن جمع الكلمة مقدم على تحري صلاح الحاكم.
وقد أفتى علماء المالكية من تلاميذ سحنون بالخروج تحت إمرة الخوارج، ومبايعتهم، لمقاتلة العبيدين الزنادقة.
والأمر معروف في العقيدة، ومستقر عند أهل السنة.
الاعتراض على يزيد إنما سببه مبدأ التوريث، لا العيب والشين في يزيد نفسه،
يحتاج إلى دليل، ولا مانع لأن يكون الاعتراض للأمرين معا.
وهذا إنما يقال في بداية الأمر حين أراد معاوية رضي الله عنه أخذ البيعة ليزيد، ولم يكن مبدأ التوريث معروفا. فاعترض خلق من الصحابة.
أما بعد ذلك، فقد صار هذا المبدأ هو الأصل المعمول به. فكل من قدح في يزيد بعد ذلك، فلا يكون قدحه إلا للأمر الثاني لا الأول.
والله أعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 02:57]ـ
حبيبي في الله .. بارك الله فيك.
الأمر لا يستحق كل هذا، فلدينا ثوابت ننطلق منها. وهناك أشياء أخرى نقف عليها.
منها على سبيل المثال على الحصر:
- هل موجب كلام الإمام أحمد، أن من أحب يزيد يكون كافرًا بالله ورسوله؟
بالطبع لا نقول بهذا، ولا يعنيه الإمام أحمد أصلا.
- كلام الإمام ابن الجوزي تعلقيًا على كلام الإمام أحمد في الرواية عنه، بكاف جدًا، نظرًا لأنه قد شُنع عليه كثيرًا من قِبل الروافض، ولا يثبت عندنا نحن أهل السنة شىء من هذا، وهذا أقره الأئمة شيخ الإسلام ابن تيمية، والذهبي في تاريخه، وابن الجوزي في تاريخه، وابن كثير في تاريخه، والغزالي في فتواه، وابن الصلاح في فتواه .. وغيرهم من أئمة العلم.
فإن لم يعرف عنه الكذب ولا يثبت عنه الفسق فعلى ما يُجرح؟ لواقعة الحرة؟ قلتُ: ما هي بجارحة للرواية نفسها.
وتعليل ابن الجوزي أبان هذا المقصد بقوله: (وقد أسند يزيد بن معاوية الحديث، فروى عن أبيه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وإسنادنا إليه متصل، غير أن الإمام أحمد سُئل: أيروى عن يزيد الحديث؟
فقال: لا، ولا كرامة، فلذلك امتنعنا أن نسند عنه.)
فانظر لكلامه بعين الانصاف.
وهو يحكي واقعا، وليس بحاطب ليل وإنما هو من أهل الصنعة.
وجميعنا (بلا استثناء) قديما وحديثا، موقفنا مبني على واقعة الحرة، لا قتل الحسين، ولا الفسق.
ومن آخذه على ذلك فبالالزامات لعدم انتقامه من قتلة الحسين -رضي الله عنه-، أوآخرون استطابوا وصفه بالفسق ليتسنى له لعنه، وما الذين لعنوه بقليل، ومنهم منتسبون لأهل السنة.
- وأما أهليته للخلافة، فالذين بايعوه على كثرة، بل الذين امتنعوا عن مبايعته أربعة نفر، تم إحصائهم ومعرفتهم عينًا.
وأما الخروج عليه، فموقف الصحابة معروف من هذا، ولا يخفى عليكم موقف عبد الله بن عباس وموقف عبد الله بن عمر وغيرهما.
وكان اجتهادًا فيما بينهم، ما بين الأجر والأجرين -إن شاء الله-، عفانا الله وإياكم من الفتن وشرورها.
وأخيرًا:
موقفي منه .. أعلنه على الجميع .. ويتلخص في الآتي:
1 - لا أحبه (لواقعة الحرة)، ولا أسبه ولا ألعنه.
2 - ما هو عندي بفاسق، ولا بماجن ونحو ذلك من أكاذيب عبدة الأوثان الرافضة.
3 - ما هو بناصبي معاد لأهل البيت، وإن حدث مكروه فليس للعداء لآل البيت وبغضهم، وإنما لأسباب أخرى.
4 - ما هو عندي بكافر، ولا زنديق من باب أولى.
5 - لا أتنقص منه ولا أخوض فيه لحديث أم حرام عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ثابت عنه في البخاري.
6 - جهاده في سبيل الله -عز وجل- وغزوه الروم، وقتال الصحابة معه في سبيل الله في جهة، وواقعة الحرة في جهة أخرى، يمنعاني من الخوض فيه.
والله حسبي وحسبكم ... وهو على ما نقول شهيد.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 05:58]ـ
بارك الله فيك.
ووددت أنك تجيب على المسائل المثارة كلها، واحدة بعد الأخرى، ليتبين وجه الحق.
وتعليل ابن الجوزي أبان هذا المقصد بقوله: (وقد أسند يزيد بن معاوية الحديث، فروى عن أبيه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وإسنادنا إليه متصل، غير أن الإمام أحمد سُئل: أيروى عن يزيد الحديث؟ فقال: لا، ولا كرامة، فلذلك امتنعنا أن نسند عنه.)
فانظر لكلامه بعين الانصاف.
ليتك تشرح لي هذا الكلام، فلم يظهر لي وجه استدلالك به بالمرة.
غاية ما فيه:
- يزيد روى الحديث (وهذا لا إشكال فيه، وليس تجريحا ولا توثيقا).
- إسناد ابن الجوزي إلى يزيد بهذه الأحاديث متصل. كما تقول الآن مثلا: إسنادي بصحيح البخاري أو بالأربعين الودعانية أو إلى الإمام أحمد أو إلى الإمام أبي حنيفة: متصل. ولا يدل ذلك على تصحيح ولا توثيق.
- ابن الجوزي اختار ترك ذكر هذا الإسناد عن يزيد، اتباعا للإمام أحمد في عدم الرواية عنه. وهذا يدل على إقراره إمام أهل السنة على عدم الرواية عنه. وعدم الرواية لا يكون إلا لقدح في العدالة أو في الحفظ أو فيهما معا.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 06:02]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على نبينا محمد، و على آله و صحبهِ، و سلم:
الحقيقة أنَّ مقاربة التاريخ، و النظر في الأحداث السالفة، بنوعٍ من الإنتقائية للحوادث، ترسم لنا صورة مجتزئة، و مشوّهة عما سلف، و يزيد القضيّة عتامةً مَعيرة التاريخ على الأحكام الشرعيّة، فمن أجلِ أبعاض من بني أميّة - من أجلِ فتوحاتٍ هنا و هناك - غضضنا الطرف عن نصوصٍ ذامّة، موجودة و واضحة و لا تحتاجُ لتأويل.
فمثلاً: قال النبيُ صلى الله عليه و سلم: "تقتلهُ الفئة الباغية"، قاصداً عمار بن ياسر - رضوان الله عليه -، فوصف تلك الفئة بالبغي، بمن فيهم معاوية - رضي الله عنه -، و لا يُسقط ذلك من قيمة الصحابي الجليل كاتب الوحي معاوية - رضوان الله عليه و على أبيه -، و لكنَّ الحق يقال، و النصوص حكامة، لا التاريخ.
و مثلاً: قال ابن عباس - رضوان الله عليه و على أبيه -، في صحيح البخاري: " و إنْ كان و لا بُدَّ فلأن يربني رجل من بني عمّي أحب ّ إليَّ من غيرهم " و المعنى واضح جليّ، فعمومته = بنو أميّة، و غيرهم = عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه و عن أبيه -، و لا شكَّ أنَّ عبد الله بن الزبير خير من مجاميع بني أميّة، و هو الخليفة الشرعي، و التاريخ شاهد.
ثم ُّ تجد فقه ابن عباس - رضوان الله عليه و على أبيه - في رسالة إلى يزيد، بعد رسالة ٍ من يزيد يسألهُ النصرة و المقاربة، ذكرها ابن الأثير في تاريخه: ((أما بعدُ، فقد جائني كتابكَ، فأما تركي بيعة عبد الله بن الزبير، فو الله ما أرجوا من ذلك برّكَ و لا حمدكَ، و لكنَّ الله بما أنوي عليم، و زعمت أنكَ لست بناسِ برِّي، فاحبِس أيها الإنسان بركَ، فإنّي حابس عنك برِّي، و سألتَ أنْ أُحبّبّ الناس إليك، و أخذلهم من ابن الزبير، فلا و لا سرور و لا كرامة، كيف و قد قتلتَ حسيناً؟ و فتيان عبد المطلب مصابيح الهدى و نجوم الأعلام، غدرتهم خيولك بأمركَ في صعيدٍ واحد، مُرحلين بالدماء، مسلوبين بالعراء، مقتولين بالظماء، لا مكفنين، و لا مسودين، تسفي عليهم الرياح، و ينشي بهم عرج البطاح، حتى أتاح الله بقومٍ لم يشركوا في دمائهم كفنوهم، و لو عززت و جلست مجلسك الذي جلست فما أنسى من الأشياء، فلست بناسِ .. طردكَ حسيناً من حرم رسول ِ الله إلى حرمِ الله، و تسييركَ الخيول إليه، فما زلتَ بذلكَ، حتى أشخصتهُ إلى العراقِ، فخرجَ خائفاً يترقب، فنزلتْ به خيلُكَ، عداوةً منك للهِ و لرسولهِ و لأهل بيتهِ الذين أذهب الله عنهم الرجس، و طهرهم تطهيرا، فطلبَ إليكم الموادعة، و سألكم الرجعة، فاغتنمتم قلةَ أنصاره، و استئصالِ أهل بيتهِ، و تعاونتم عليه، كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك و الكفر، فلا شيءَ أعجبُ عندي من طلبتك، و دي و قد قتلت ولد أبي، و سيفك يقطر من دمي، و أنتَ أحد ثأري، و لا يعجبكَ إن ظفرت بنا اليوم، فلنظفرن بك يوماً، و السلام)) (الكامل في التاريخ 3/ 466 - 467).
يا لله، ما أبكى هذه الرسالة ..
و مثلاً آخر: عبد الله بن عمر - رضوان الله عليه و على أبيه -، و موقفه من معاوية - رضوان الله عليه و على أبيه - عند أخذه الولاية لابنِه يزيد - عامله الله بما يستحق -، و هو موقف واضح، لكنَّ علم ابن عمر و فهمه و ورعه، كان كما يقول الأخ الفاضل عصام البشير لإماتة ِ الفتنة.
و غيره ..
و يزيد، عَمِل من الموبقات، ما يستحق بهِ الذم و البغض، و لا يلزم من أفعاله أن تصل إلى أبيه، فلا تزرُ وازرة وزر أخرى، و الله المستعان، فظلمه معروف، و فسقه مشهور، و مما نحفظ عنه:
ألا فاملِ لي كاساتِ خمرٍ و غنِّني --- بذكرِ سُليمى و الرَّبابِ و تنعَّم
و إيِّاكَ ذِكر العامرية إنَّني --- أغارُ عليها مِن فمِ المتكلِّم
و الله يتوب علينا ..
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 06:52]ـ
بارك الله فيك.
ووددت أنك تجيب على المسائل المثارة كلها، واحدة بعد الأخرى، ليتبين وجه الحق.
ليتك تشرح لي هذا الكلام، فلم يظهر لي وجه استدلالك به بالمرة.
غاية ما فيه:
- يزيد روى الحديث (وهذا لا إشكال فيه، وليس تجريحا ولا توثيقا).
- إسناد ابن الجوزي إلى يزيد بهذه الأحاديث متصل. كما تقول الآن مثلا: إسنادي بصحيح البخاري أو بالأربعين الودعانية أو إلى الإمام أحمد أو إلى الإمام أبي حنيفة: متصل. ولا يدل ذلك على تصحيح ولا توثيق.
- ابن الجوزي اختار ترك ذكر هذا الإسناد عن يزيد، اتباعا للإمام أحمد في عدم الرواية عنه. وهذا يدل على إقراره إمام أهل السنة على عدم الرواية عنه. وعدم الرواية لا يكون إلا لقدح في العدالة أو في الحفظ أو فيهما معا.
والله أعلم.
أخي الفاضل .. وددت لو ننتهي من هذا (الجدل) الذي لا يرجى منه فائدة.
فضلاً منك.
هو عندك كما قال الذهبي، وهو عندي جرح غير مفسر، الإمام أحمد يقول: لا ولا كرامة، وأبي زرعة عده في الطبقة العليا.
وابن الجوزي لم يجد شيئا يتهمه به، إلا أنه رضخ لكلام الإمام أحمد.
لا لكذب ولا لفسق ولا لغيره.
ويمكن التعليل بأشياء .. لا أحب الخوض فيها، كالظروف السياسة أو عدم الخوض في الفتنة أو أو أو. وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع.
وهذا كله تضيع وقت، ولا فائدة. فليس عندنا حديث أصل من أصول العقيدة نختلف فيه بسبب راو.
هو عندك بشىء، دِين إلى الله به، وأنا أدين لله بما أدين به .. وكفى الله المؤمنين شر القتال.
والخلاصة أننا لا نحبه ولا نسبه. وانتهى الأمر. اهـ
ـــ
الأخ عراق الحموي ... ماذا تريد تحديدًا؟
ولماذا تتحدث عن أشياء لا تمس يزيد أصلا؟
ليتك تضع ما تريده في نقاط محددة محسومة .. (مع عدم تصغير الخط رجاء).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 07:23]ـ
إنْ شاءَ الله الصورة واضحة، .. فالكلام عن الصورة الكاملة، و خاصة في موقف ابنِ عباس الذكي، فمع ْ موافقتهِ ليزيد في السلطنة، وصفَ يزيداً بالظلمِ، و معاداة الله و رسولهِ، و توعَّدَه و تربَّص بهِ في نهاية الرسالة، و أظنُّ أنَّ كلامي في صلب موضوعنا .. و لعلكَ تفهمُ بيتَ القاضي التنوخي - رحمه الله - معكوساً، إذْ ينظم قائلاً:
و كأنَّ النُجومَ بَيْنَ دُجاها --- سُننٌ لاحَ بَيْنَهُنَّ ابتْدَاعُ
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 08:06]ـ
يا حموي
اعلم أننا معاشر أهل السنة لا نأخذ بالروايات المجهولة والتي ليس لها إسناد.
فتحدث بعلم .. وهات ما في جعبتك.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 09:51]ـ
اخي اسامة حفظه الله ووفقه:
ليس من خليقة الرجال المدح في الوجوه .. ولكن
لتعلم أني اتتبع غرزك أينما حل ربما ليس لوافر علم -وهو فيك - بل ابحث عنك لنور ورجاحة في رأيك أجدها حيثما حللت، إلا أني أجدك في هذا الموضوع كما لو كنت تعتقد ثم تدلل أو أنك تحاذر من شيء لفت بصرك وبصيرتك عما هو أعظم منه "وربما" اشعر أنك تكتب مالم يثبت به عقد يقيني في قلبك فصرت كغريق يبحث عن قشة لنجاة، واحذر من أن يغرك كلامي السابق فالذي ساقني لأقوله هو الذي بيده تقليب وتصريف القلوب وليس بعاجز عن تبديل الاحوال بطرفة عين .. وأعيذك بالله من هذا
الآتي أعلم يقينا لا اشك فيه أنك تعلمه وقد قرأته مرارا وهذا من خلال ردودك واضح لي أنك قد قرأته لكنك عزفت عنه ولا أحجر عليك .. لكن هو لفت نظر لزاوية أخشى أن تذهب بك أبعد مما تتخيل
كيف هذا وابن عمر وآخرون قرابة الستين من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بايعوه ولم يخلعوه؟ أكانوا يتولون النواصب؟
.
(وَأَمَّا الْأَمْرُ الثَّانِي: فَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ نَقَضُوا بَيْعَتَهُ وَأَخْرَجُوا نُوَّابَهُ وَأَهْلَهُ فَبَعَثَ إلَيْهِمْ جَيْشًا؛ وَأَمَرَهُ إذَا لَمْ يُطِيعُوهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ أَنْ يَدْخُلَهَا بِالسَّيْفِ وَيُبِيحَهَا ثَلَاثًا فَصَارَ عَسْكَرُهُ فِي الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ ثَلَاثًا يَقْتُلُونَ وَيَنْهَبُونَ وَيَفْتَضُّونَ الْفُرُوجَ الْمُحَرَّمَةَ) قال هذا شيخ الاسلام في المجموع
وهكذا يلزم من قولك أن من خلعه في المدينة قبل الحرة كانوا خوارج ..
ويلزمك أيضا الاختيار بين جور يزيد وتعديه وظلمه أو إسقاط عدالة عبدالله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه
(لما انهزم أهل المدينة يوم الحرة صاح النساء والصبيان، فقال ابن عمر: بعثمان ورب الكعبة) الذي أورده بن كثير في البداية والنهاية.
كلام ابن حجر والذهبي لديه سابق معرفة به وكلام الإمام أحمد كذلك، والسؤال: هل هو مقدوح في عدالته؟ إن ثبت فسقه فنعم وإن لا فلا.
وهنا محل الخلاف. هو عندكم فاسق وهو عندي لا يثبت فسقه
.
(قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ " قُلْت لِأَبِي: إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ. قَالَ: يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ فَقُلْت: يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تلعنه؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا؟. وَرُوِيَ عَنْهُ قِيلَ لَهُ: أَتَكْتُبُ الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَا كَرَامَةَ أَوَلَيْسَ هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ مَا فَعَلَ؟) هذا مارواه شيخ الاسلام في المجموع
أما قولك الفسوق فامتناع الامام أحمد عن لعنه ظاهر فهو لم يلعنه لأنه لا يلعن أحدا لا لأن يزيد ليس أهلا لهذا
أما قولك لم يكن كذابا فقد أنف جده الكذب على هرقل ولم يكن مسلما حينها وكذا فالخوارج أيضا لا يكذبون وبالتالي ليس هذا محل تعويل .. هذا اذا ماعتبرنا الكذب بشكله الظاهر
يلزمكم أنه إذا كان فاسقا، أن أبيه -رضي الله عنه- قد أولى أمر هذه الأمة لفاسق. وأن هذا القدح في أبيه وليس فيه هو
ولو كان هذا اللزوم واردا لكان هو أولى بمن بايعه باديء الرأي، وعلى هذا فلزومك هذا ليس بلازم، إذ قد يوليه معاوية وهو لا يعلم الا انه من خير من يقوم بهم الامر وكذا من بايعه، لكن لا يعلم خبايا النفوس الا الله عز وجل فيقال إن الله عز وجل خيب ظن من ظنوا به خيرا وجاء على غير ماحدثوا به انفسهم
ثم احذرك - وانا أدنى منك - من هذا اللزوم لأنه سوف يجرك الى مهالك اكبر مني ومنك فأنت تثبت به قاعدة تنطبق متى ما انطبق الحال وليت شعري لولم يصادمك الا (كل نفس بما كسبت رهينة) (ولا تز وازرة وزر اخرى) لكانت كافية برد قولك
واخيرا
علم الله لا يشغلني لا يزيد ولا غير يزيد فما لنفسي احتفظ به لنفسي وهو ثابت لا يغيره عاصف علا شأنه او دنى
لكن مايضيرني أن نقترب من قوم أشهد الله على حبهم فوق حب النفس ولا أظن بك وبالاخوة جميعا الا هذا - ولا اعتبر ببعض السواقط الذين حذفت ردودهم من قبل - .. ومن هنا اخي قل ماتريد عن يزيد واعتقد به كما تشاء ولكن ابعد كل البعد عن اؤلئك .. ووالله لا أحملك الا على خير مما تظنه بنفسك
ثم هب يا أخي أن اؤلئك الأخيار من الصحابة وأبنائهم والقراء والحفظة والأعراض التي انتهكت والمحارم التي ابيحت في تلك الثلاثة أيام كانت في أهلك - عفوا - هل كنت لتقف هذا الموقف المهادن للعابث بدمائهم وأعراضهم؟
الله أكبر
ظلموا بقتلهم ويظلمون حتى بعد مماتهم؟!!!
أوليست حرمة الميت كحرمته حي؟
أقدر شعورك وماتصبوا اليه من وراء كل هذه المدافعات ولكن أليس من الظلم الفاحش الدفاع عمن قتل وهو ظالم؟
كيف والمظلوم من أحب الخلق الى قلوبنا؟
أليس من العدل في أقل الأحوال الإنصراف عن كل هذا قضه وقضيضه والقول اللهم نفسي نفسي؟
مالي اراك تدفع مصيبة بجلب ماهو أشد وقعا وأنكى جرحا وأخس وأحط من سابقتها؟
هل تعلم؟
في نفسي شيء يقول أنا اطالبك بالاعتذار لمن فعل بهم يزيد يوم الحرة بماهو أقل الواجب تنصلك من يزيد
حفظ الله الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 10:11]ـ
إن ثبت:
أن يزيد استباح أهل المدينة مع ما تضمن من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم كما ذكر ابن كثير
فبذلك الفعل فقط لا نحبه.
ونصوص الشريعة جاءت بذم وكراهية الظالمين.
وليضع في ذهنه كل واحد ممن قال أنه يحب يزيد: سفك دماء صحابة رسول الله رضي الله عنهم.
وما اجمل كلمات الأئمة: لا نحبه ولا نسبه.
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 11:00]ـ
أخي عمر، جزاك الله خيرًا على حسن ظنك بأخيك.
أرى أن مشاركاتي الأخيرة قد أثارت حفيظة بعض الفضلاء من أمثالكم.
والمسألة بمنتهى البساطة، أن موقفي من يزيد على عدة محاور، بمعنى أدق (اجتمع فيه مدح وذم!)
وبالتالي الموازنة تكون -إلى حد ما- صعبة في مثل هذه الحالات، وتختلف فيها الأنظار عموما، ولولا اختلاف الاجتهادات هذه ما افترق الناس في يزيد على مذاهب عدة.
موقفي من يزيد لا يختلف عن مذهب الأئمة، وليس لظلم اقترفه، فيكون القصاص منه بأن أظلمه.
قد أفضى لما قدم، وحسابه على الله.
موقفي منه كلآتي:
1 - لا أحبه (لواقعة الحرة).
وهذا أول شىء نذكره عن يزيد، لأن المصيبة كبيرة ولا شك. وهذا لا نختلف عليه.
2 - لا أسبه ولا ألعنه.
وهذا أيضًا متفقون عليه. وبه قال الأئمة أيضًا.
3 - ما هو عندي بفاسق، ولا بماجن.
هنا قد يوجد بعض الاختلاف في أنظار الناس، والثابت عندي "وهو ما رجحه الأئمة ومنهم شيخ الإسلام في الصفحة السابقة لما تفضلت بنقله"، أن هذه الروايات مكذوبة ولا يثبت عليه فسق.
4 - ما هو بناصبي معاد لأهل البيت، وإن حدث مكروه فليس للعداء لآل البيت وبغضهم، وإنما لأسباب أخرى.
ذلك لأنه لم يثبت عنه النصب "العداء لآل البيت" .. ولا يوجد دليل على ذلك يمكن التدليل به.
5 - ما هو عندي بكافر، ولا زنديق من باب أولى.
وهذا متفقون عليه.
6 - لا أتنقص منه ولا أخوض فيه لحديث أم حرام عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ثابت عنه في البخاري.
هنا الموازنة.
6 - جهاده في سبيل الله -عز وجل- وغزوه الروم، وقتال الصحابة معه في سبيل الله في جهة، وواقعة الحرة في جهة أخرى، يمنعاني من الخوض فيه.
وهذا طرف آخر من الموازنة.
بهذا المجموع نخرج بأننا لا نحبه ولا نسبه، ولا نخوض فيه أصلا لا بالمدح ولا باللعن.
هذه الموازنة .. هي خلاصة ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله.
وآخر ما قاله -رحمه الله-: (فَالْوَاجِبُ الِاقْتِصَارُ فِي ذَلِكَ، وَالْإِعْرَاضُ عَنْ ذِكْرِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَامْتِحَانِ الْمُسْلِمِينَ بِهِ فَإِنَّ هَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُخَالِفَةِ لِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ). اهـ
وأخيرًا ..
اختلاف الموازنة لاختلاف الأنظار فيها، لا ينفي الأصل الذي تم الاتفاق عليه.
الآن أيها الفضلاء .. وصلنا لنقطة جيدة، يمكن الانطلاق منها لأي مناقشة أخرى تريدون تحريرها (مع وضع ما سبق في عين الاعتبار لتجنب الاعادة والتكرار).
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 11:10]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، و سلم:
أخي الكريم:
يا حموي
اعلم أننا معاشر أهل السنة لا نأخذ بالروايات المجهولة والتي ليس لها إسناد.
فتحدث بعلم .. وهات ما في جعبتك.
الأهم في تعليقك هو نفي صحة ما نقلته عن ابن الأثير لجهالته أو لعدم وجود السند، و مع أنَّ هذه مجازفة لا تليقُ بطالب علم، فسأتنزلُ معك أنَّ هذه الرسالة مكذوبة، و لكن دعنا ننقد المتنَ نقداً داخلياً، أليسَ يمكننا ذلك؟ و سؤالي: أليسَ ما جاء عن المؤرخين قاطبة بلا أدنى مواربة ما يوافق بتواترٍ عنهم ما في هذه الرسالة؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 11:21]ـ
إن ثبت:
أن يزيد استباح أهل المدينة مع ما تضمن من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم كما ذكر ابن كثير
فبذلك الفعل فقط لا نحبه.
ونصوص الشريعة جاءت بذم وكراهية الظالمين.
وليضع في ذهنه كل واحد ممن قال أنه يحب يزيد: سفك دماء صحابة رسول الله رضي الله عنهم.
وما اجمل كلمات الأئمة: لا نحبه ولا نسبه.
أتراجع عن هذا الكلام
أنا ليس لي شأن والله عز وجل أعلم بحاله.
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 11:38]ـ
و سؤالي: أليسَ ما جاء عن المؤرخين قاطبة بلا أدنى مواربة ما يوافق بتواترٍ عنهم ما في هذه الرسالة؟
ليس كل شىء يُقال على سبيل الإخبار يؤخذ به.
وخاصة في الفتن، وإن كان هناك بعض التسامح في الأخبار في العموم.
ولكن في الفتن، لا يوجد هذا التسامح، نظرًا لانتشار الكذب فيمن تعلمهم وأعلمهم.:)
والإخباري يُسند، ونحن ننقد.
وإن لم يسند واحد منهم، أسند غيره.
فأثبت لي هذا التواتر الذي ادعيته. وهات لي الروايات ننظر فيها.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 04:02]ـ
و يزيد القضيّة عتامةً مَعيرة التاريخ على الأحكام الشرعيّة
تصويب منطقي، يقتضيه السياق، و مضمون الكلام: مَعيرة الأحكام الشرعية بالتاريخ، و الأحكام بشقيها الإنشائي و الخَبري.
و لعلي أكمل في متسع وقت، مع التأكيد على أهمية النظر بصورةٍ كاملة، بجمع الأحاديث الذامّة و المادحة، و فهم سياقاتها، و النظر إلى التاريخ بجملته في تلكَ الحقبة، ثم الخروج بنتيجة ترضي الحاضر، و الأجيال القادمة، و الموضوع ليس ذماً للذم، لا و الله لا نريد ذاك، إذْ هي مشاعر قاتلة إذا استغرقت الإنسان، إذْ يقول ممضي مجهول جهالة عين لا جهالة قدْر - عَرَّفنا اللهُ به - باسم الواحدي - وفقه الله أينما حلَّ و ارتحل و ليحمل محبتي له دائمة معه - في بيتٍ سنع له، يُفهم منه ما نريد قياساً:
لم يُخلقِ الخَلقُ لكي يرصدوا --- مشاعراً للناس أو يحرسوا
و لرفد الموضوع، و لنجعل القضية أكبر مما هيَ عليه، فلنقرأ - ثُم نتناقش حولها - سلسلةَ مقالاتٍ تُنشر لأول مرة - على الإسلام أون لاين - لشيخ المحقيقين الأستاذ الدكتور عبد العظيم الديب - رحمةُ الله عليه - بعنوان: خطورة التاريخ الإسلامي، لماذا التاريخ الإسلامي وحده؟، و عن سماحة الترك أتحدث؟ .. و لعلَّ مغزاه واضح بيّن، ما أجلَّ فطنته، و الله يرحمنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 02:21]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ورحمه:
في خلافة عثمان وُلد لمعاوية ولدٌ سمّاه يزيد باسم أخيه يزيد، وهو الذي تولّى الملك بعد أبيه معاوية، وهو الذي قُتِل الحسينُ في خلافته، وهو الذي جرى بينه وبين أهل الحرّة ما جرىَ، وليس هو من الصحابة، بل هو خليفةٌ من الخلفاء الذين تولَّوا بعد الخلفاء الراشدين، كأمثاله من خلفاء بني أمية وبني العباس.
وهؤلاء الخلفاء كانوا مسلمين باطنًا وظاهرًا، لم يكونوا معروفين بكفرٍ ولا نِفاقٍ، وكان لهم حسناتُ كما لهم سيئات. وكثير منهم أو أكثرُهم له حسناتٌ يرحمُه الله بها، وتترجح على سيئاته، ومقاديرُ ذلك على التحقيق لا يعلمه إلاّ الله.
ويزيدُ هذا الذي ولي الملك هو أول مَن غزا القسطنطينية، غزاها في خلافة أبيه معاوية. وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أول جيشٍ يغزو القسطنطينية مغفورٌ له".
ومَن قال إنه كان كافرًا، أو إنَ أباه معاوية كان كافرًا، وإنه قتل الحسينَ تشفّيًا وأخذًا بثأر أقاربه من الكفار فهو أيضًا كاذبٌ مفترٍ، فلا يجوز أن يُغْلَى لا في يزيد ولا غيره، بل لا يجوز أن يتكلم في أحدٍ إلا بعلم وعدل.
وقد سُئل أحمد بن حنبل، عن يزيد أيُكتب عنه الحديث؟ فقال: لا، ولا كرامة، أليس هو الذي فعل بأهل الحرَّة ما فعل؟، وقال له ابنه: إنَّ قومًا يقولون إنا نحب يزيد، فقال: هل يحبّ يزيد أحد فيه خير؟، فقال له: فلماذا لا تلعنه؟ فقال: ومتى رأيتَ أباكَ يلعنُ أحدًا؟
ومع هذا فيزيدُ لم يأمر بقتل الحسين، ولا حُمِلَ رأسه إلى بين يديه، ولا نكتَ بالقضيب على ثناياه، بل الذي جرى هذا منه هو عبيدُ الله بن زياد، كما ثبت ذلك في "صحيح البخاري"، ولا طِيْفَ برأسه في الدنيا، ولا سُبي أحد من أهل الحسين، بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه، فأشار عليه أهلُ العلم والنُّصْحِ بأن لا يقبلَ منهم، فأرسل ابنَ عمه مسلم بن عقيل، فرجع أكثرُهم عن كتبهم، حتى قُتل ابن عمه، ثم خرج منهم عسكر مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلومًا شهيدًا، أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين.
وثبت أنه لما حُمِلَ علي بن الحسين وأهلُ بيته إلى يزيد وقعَ البكاءُ في بيتِ يزيد، لأجل القرابة التي كانت بينهم، ولأجل المصيبة، ورُوِي أن يزيد قال: لعنَ الله ابنَ مَرجانة- يعني ابنَ زياد-، لو كان بينه وبين الحسين قرابةٌ لما قتلَه. وقال: قد كنت أرضَى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين. وأنه خيَّر علي بن الحسين بين مُقامِه عنده وبين الرجوع إلى المدينة، فاختار الرجوع، فجهَّزه أحسن جهاز.
ويزيدُ لم يأمر بقتل الحسين، ولكن أمرَ بدفعِه عن منازعتِه في الملك، ولكن لم يَقتُل قَتَلةَ الحسين ولم يَنتقِم منهم، فهذا مما أُنكِر على يزيد، كما أُنكِر عليه ما فَعَلَ بأهلِ الحرَّةِ لمّا نكَثوا بيعته، فإنه أمرَ بعد القدرة عليهم بماباحةِ المدينةِ ثلاثًا.
والصواب هو ما عليه الأئمة: من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقاً أو ظالماً فالله يغفر للفاسق والظالم لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة.
رجاءً كما أغلق الموضوع الآخر صنو هذا؛ بهذا النقل من قبل الأخ (المحمادي) عن شيخ الإسلام = فليغلق هذا الموضوع أيضاً.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 09:21]ـ
قال الامام الحافظ الفقيه ابن حزم الاندلسي رحمه الله تعالى في مجموع رسائل الأمام ابن حزم ج2/ 140 - 141
* ومن المعروف دقة ابن حزم في الروايات التاريخية وتعامله معها كالآثار والأحاديث من ناحية النقد
* كما أن ابن حزم ينتسب جده إلى الأمويين ولاء واتهم بعضهم ابن حزم بالتشيع للأمويين!
ولاية يزيد ابنه
(يُتْبَعُ)
(/)
وبويع يزيد بن معاوية، إذ مات أبوه؛ يكنى أبا خالد. وامتنع من بيعته الحسين بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير بن العوام. فأما الحسين عليه السلام والرحمة فنهض إلى الكوفة فقتل قبل دخولها. وهو ثالثة مصائب الإسلام بعد أمير المؤمنين عثمان، أو رابعها بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وخرومه، لأن المسلمين استضيموا في قتله ظلماً علانية. وأما عبد الله بن الزبير فاستجار بمكة، فبقى هنالك إلى أن أغزى يزيد الجيوش إلى المدينة، حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى مكة، حرم الله تعالى، فقتل بقايا المهاجرين والأنصار يوم الحرة. وهي أيضاً أكبر مصائب الإسلام وخرومه، لأن أفاضل المسلمين وبقية الصحابة وخيار المسلمين من جلة التابعين قتلوا جهراً ظلماً في الحرب وصبراً. وجالت الخيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراثت وبالت في الروضة بين القبر والمنبر، ولم تصل جماعة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا كان فيه أحد،
حاشا سعيد بن المسيب فإنه لم يفارق المسجد؛ ولولا شهادة عمرو بن عثمان ابن عفان، ومروان بن الحكم عند مجرم بن عقبة المري بأنه مجنون لقتله. وأكره الناس على أن يبايعوا يزيد بن معاوية على أنهم عبيد له، إن شاء باع، وإن شاؤ أعتق؛ وذكر له بعضهم البيعة على حكم القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بقتله فضرب عنقه صبراً. وهتك مسرف أو مجرم الإسلام هتكاً، وأنهب المدينة ثلاثاً، واستخف بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومدت الأيدي إليهم وانتهبت دورهم؛ وانتقل هؤلاء إلى مكة شرفها الله تعالى، فحوصرت، ورمي البيت بحجارة المنجنيق، تولى ذلك الحصين بن نمير السكوني في جيوش أهل الشام، وذلك لأن مجرم بن عقبة المري، مات بعد وقعة الحرة بثلاث ليال، وولى مكانه الحصين بن نمير. وأخذ الله تعالى يزيد أخذ عزيز مقتدر، فمات بعد الحرة بأقل من ثلاثة أشهر وأزيد من شهرين. وانصرفت الجيوش عن مكة.
ومات يزيد في نصف ربيع الأول سنة أربع وستين، وله نيف وثلاثون سنة. أمه: ميسون بنت بحدل الكلبية، وكانت مدته ثلاث سنين وثمانية أشهر وأياماً فقط.
و قال في كتاب الاحكام ج 1 ص 25
وقال تعالى {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}
ولا شك في أن هذا إنما هو بالحجة لأن السيف مرة لنا ومرة علينا وليس كذلك البرهان بل هو لنا أبدا ودامغ لقول مخالفينا ومزهق له أبدا
ورب قوة باليد قد دمغت بالباطل حقا كثيرا فأزهقته منها يوم الحرة ويوم قتل عثمان رضي الله عنه ويوم قتل الحسين وابن الزبير رضي الله عنهم ولعن قتلتهم وقد قتل أنبياء كثير وما غلبت حجتهم قط
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 09:50]ـ
وقال تعالى {بل نقذف بلحق على لباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم لويل مما تصفون}
[/ color]
= ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمّا تَصِفُونَ)
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 09:51]ـ
بارك الله بكم على هذا النقل سيدي العمري
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 10:01]ـ
بارك الله في الشيخ الواحدي على التنبيه ... وتم الإصلاح والحمد لله
الحبيب ياسين ... وفيكم بارك.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 02:20]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، و سلم:
سؤالاتي؛ من باب إيضاح المسألة و صقلها.
أولاً: إنْ كنت تثقُ بموقف الإمام ابن الجوزي، فآت لي تبرير ما قاله، في رسالته المشهورة (الردُّ على المتعصبِ العَنيد): إذْ يقول فيها:
(1) فلما وصلت الرؤوس إلى يزيد، جلس و دعا بأشراف أهل الشام فأجسلهم حوله، ثم وضع الرأس بين يديه، و جعل ينكت بالقضيب على فيه، و يقول:
نفلِقنَ هاماً، من رجالٍ أعزةٍ --- علينا، و هم كانوا أعقَّ و أظلما
(2) ولَّى يزيد عثمان بن محمد بن أبي سفيان المدينة، فبعث إلى يزيد وفداً من المدينة، فلما رجع الوفد أظهروا شتم يزيد بالمدينة، و قالوا: قدمنا من عند رجلٍ ليس له دين، يشرب الخمر، و يعزف بالطنابير، و يلعب بالكلاب.
و لنا أن نقول - لأخينا أسامة و لغيره -:
إن ما تعترف به من كلام ابن الجوزي هناك، ينقض هنا ما تراه و تعتقده، فلك الخيار إما قبول الروايات، و الترجيح بما روى غيره إما تعديلاً أو شبه تعديل أو توقف أو ذم؟ أو نُسِقط ابن الجوزي من حساباتنا؟ و إنّي أراك رجلاً عاقلاً، و لا تجازف كما جازفت سابقاً: و قل بل المقارنة و النظر إلى أقوال المؤرخين كافة، و القول قولك؟
و نتسأل كما تسأل محققُّ الكتاب، قائلاً عن ندم يزيد من مقتل الحسين: أما كانَ الأولى به أن يرتدع و يكف عن قتال أهل المدينة و رمي الكعبة المنجنيق بعد ندمه؟ إنه سؤال منطقي!
ثانياً: لزيادة توثيق ما قال أخونا الواحدي ناقلاً عن الإمام الذهبي، في حديثه عن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه و رحمه -، ننظُر في: الصواعق المحرقة لابن حجر / 221.
ثالثاً: قال ابن كثير: إن يزيد كان إماماً فاسقاً؟؟
و المسألة في يزيد واضحة إنْ شاء الله، و لكنها تناقضات ابن العربي، ..
و قد جرى .. ذهبُ الأصيل على لجينِ الماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 04:28]ـ
ينقض هنا ما تراه و تعتقده
تصويب: يُنقض هنا بما تراه و تعتقده.
و رمي الكعبة المنجنيق
تصويب: و رمي الكعبة بالمنجنيق.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 05:29]ـ
(1) فلما وصلت الرؤوس إلى يزيد، جلس و دعا بأشراف أهل الشام فأجسلهم حوله، ثم وضع الرأس بين يديه، و جعل ينكت بالقضيب على فيه، و يقول:
نفلِقنَ هاماً، من رجالٍ أعزةٍ --- علينا، و هم كانوا أعقَّ و أظلما
و قبل النفي و الإنكار، فلنسمع ما قال ابن كثير - رحمه الله - بعد موافقته لشيخ الإسلام في آخر قول له: و قد اختلف العلماءُ في رأس الحسين: هل سيَّره ابن زياد إليه أم لا؟ على قولين، الأظهرُ منهما أنَّه سيَّره إليه، فقد ورد في ذلكَ آثار كثيرة، و الله أعلم (9/ 194)، و وافقه عليه الذهبي - رحمة الله عليه -.
ثم، و في نفس السياق، نقل ابن عساكر بإسناده: أنَّ الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان، فبعث فجيء به فطيبه و كفنه، فلما وصلت المسودة سألوا عن موضع الرأس و نبشوه، فالله أعلم ما صنع به.
قال الذهبي معقباً على هذه القصة: و هي قويّة الإسناد (السير 3/ 319).
و السؤال - الآن - مكرراً و مصقولاً: أيُّ ندم حلَّ بيزيد؟ و الرأس مرميٌّ .. و أين ْ؟ في خزائن السلاح.
ملاحظة: المسودة هم: جنود العباسيين، و كان هذا شعارهم خلال ثورتهم على الأمويين.
قلتُ: و ماذا يريدُ به العباسيون؟ الله المستعان.
هذا يفلُّ به الخُطوبُ --- وذا يَقُدُّ بهِ الجماجم.
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 10:59]ـ
فضلاً منك ... لا تقول (أخانا) أسامة، يمكنك مناداتي باسمي مجردًا.
سيد عراق .. كنت في انتظارك، للحديث حول دعوتك العريضة بالتواتر لرسالة ابن عباس، وأراك تملصت منها، وهذا كان متوقعًا.
ولستُ بعلام الغيوب ولكني أرى ... بلحاظ الرأي ما هو واقع
ثم
أراك تخبط فتخلط، ويغلب عليك التدليل أو الاستشهاد بما في أيدي الرافضة.
فاسمع ..
الخلط، أنك تخلط بين ما يذكره الإمام ابن الجوزي من الإقرار والإخبار، وشتان بينهما، ولا قياس.
الخلط الثاني، أن الكتاب الذي ادعيته (رسالته المشهورة) نعم هي مشهورة عند الرافضة.
ولكن غلبك الذي تعلمته، والذي فيه تبحث ليتسنى لك إرغام مخالفك، بما هو ثابت عندك وغير ثابت عن مصنفه وليس بثابت عند مخالفك تبعا لذلك، فتقيس الثابت ككتابه في التفسير وتاريخه، برسالة متداولة بين أيدي الرافضة.
ولكن -تنزلاً مني- لا بأس بأن ندرس الواقعة ذاتها، هل تُثبت أن رأس الحسين في الشام؟ وأن هذه الواقعة قد حدثت؟ فإن كان نعم، فعليك بالدليل.
الفرق بيننا وبينكم، أننا "أهل الإسناد"، فلعلك تنطلق من هذا المنطلق.
وأما سؤالك المنطقي، فأسألك سؤال منطقي مثله:
ألم يحدث معك! أنك تبت من شىء وندمت عليه، ثم وقعت في المحظور نفسه أو أعلى منه؟
فإن كان هذا يحدث معك. أتراه شيئًا "المفترض منطقيا" أن لا يحدث مع غيرك.
دعك من هذه التراهات .. فضلاً منك.
وأما مشاركة الشيخ الواحدي، فالشيخ الواحدي -حفظه الله- من أهل العلم الذين نحسبهم على خير، وهو يذهب لموافقة الأثر الذي نقله الإمام الذهبي، ومثله من أهل العلم لا يحتاجون لتعضيدات غيرهم.
ولا تخبط بين أقوال العلماء، كالإمام ابن كثير والإمام ابن العربي .. وإلا لألزمتك من كلام ابن كثير ما لا تتحمله ولا تطيقه في المسألة ذاتها.
وأخيرًا ..
ركز على المسألة التي نتحدث عنها، واعلم ... أن رأس سيد شباب أهل الجنة -رضي الله عنه- مختلف في موضعها أيما إختلاف، ولا يُعلم عنها صحة شىء يمكن الجزم به.
ولا عليك بالأمويين ولا العباسيين ولا غيرهما. (ركز) قد استطاعتك.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 11:19]ـ
لن أناقش مسؤولية يزيد من عدمها عن دم الحسين، وسأسلم جدلا وتنزلا أنه أمر بذلك
فما الذي يتغير في دلالة الحديث "مغفور لهم"
هل سيتغير التفسير والموقف منه فيما لو كان القتيل رجلا آخر سوى الحسين، معبود الشيعة
الواقع أن كثيرا ممن يدعي السنية وقع تحت الضغط الشيعي وقدم تنازلات
توهما أن للحسين مقاما ليس لغيره، حتى إنه يقارب منزلة أبيه
مع أن عشرات الصحابة خير وأفضل من الحسين رضي الله عنه
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 11:28]ـ
وسأسلم جدلا وتنزلا أنه أمر بذلك
فما الذي يتغير في دلالة الحديث "مغفور لهم"
عفوا اخي
لا ليس الأمر كذلك (((لو))) ثبت لأختلف الأمر من جذوره
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 11:57]ـ
عفوا اخي
لا ليس الأمر كذلك (((لو))) ثبت لأختلف الأمر من جذوره
ما الذي كان ليختلف في الموضوع؟ بين لنا ذلك يا رعاك الله؟
ما كُنت أرغب معاودة الاشتراك في هذا الموضوع فقد صار كمن يطحن الماء!!، ولكن ردك هذا أثار الفضول لدي!.
وأحسب بأن الأخ أُسامة بيّنَ المسألة بشكل واضح!، وبانتظار إجابتك يا أخ عمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 11:58]ـ
أنا توقفتُ عن الموضوع نزولا عند رغبة الأخ أسامة، وأعجبني كلام الأخ السكران التميمي.
ولكنني لن أسكت إذا رأيت مثل هذه التفاهات.
وأنصح كل متكلم في هذا الموضوع ألا ينبس بحرف إلا بعد أن ينظر هل سبقه إلى ذلك أحد من السلف الصالح أو أهل العلم المعتبرين، فإن المسألة ليست من النوازل العصرية التي يجتهد فيها كل من هب ودب ..
ما هذه الدعاوى التي تتأذي منها الأسماع؟
ألا حياء من الله ..
الله المستعان.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 12:05]ـ
ما الذي كان ليختلف في الموضوع؟ بين لنا ذلك يا رعاك الله؟
ما كُنت أرغب معاودة الاشتراك في هذا الموضوع فقد صار كمن يطحن الماء!!، ولكن ردك هذا أثار الفضول لدي!.
وأحسب بأن الأخ أُسامة بيّنَ المسألة بشكل واضح!، وبانتظار إجابتك يا أخ عمر.
حبا وكرامه
تفضل
وَأَمَّا مَنْ قَتَلَ " الْحُسَيْنَ " أَوْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ أَوْ رَضِيَ بِذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ؛ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا.
مجموع الفتاوي لشيخ الاسلام/فصل في: افترق الناس في يزيد بن معاوية ثلاث فرق
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 12:08]ـ
لن أناقش مسؤولية يزيد من عدمها عن دم الحسين، وسأسلم جدلا وتنزلا أنه أمر بذلك
فما الذي يتغير في دلالة الحديث "مغفور لهم"
هل سيتغير التفسير والموقف منه فيما لو كان القتيل رجلا آخر سوى الحسين، معبود الشيعة
الواقع أن كثيرا ممن يدعي السنية وقع تحت الضغط الشيعي وقدم تنازلات
توهما أن للحسين مقاما ليس لغيره، حتى إنه يقارب منزلة أبيه
أخي الفاضل يزيد.
الذي يؤخذ على يزيد هو أنه لم ينتقم من قتلة الحسين -رضي الله عنه-، ولا ننقاش أصلا مسؤوليته من عدمها لعدم وجود دليل على ذلك.
ولكن عدم الانتقام من قتلته هذا من باب الالزام.
ومؤاخذتنا عليه هي يوم الحرة، وإن كان لم يقم بهذا بنفسه، إلا أنه أمر به.
وأما دلالة الحديث، فسبق الكلام عنها، وربما نزيده لاحقًا -إن شاء الله تعالى-.
والحسين -رضي الله عنه- ليس عندنا هو معبود الشيعة، وإلا لقلنا أن عيسى -عليه السلام- معبود النصارى.
وليس الأمر كذلك، بل الحسين له منزلة عظيمة عندنا نحن معاشر أهل السنة جميعا، ونحبه جميعا، فهو صحابي كريم، ومجاهد في سبيل الله، ومن أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وشهيد -رضي الله عنه-، وسيد شباب أهل الجنة، وأمه هي فاطمة الزهراء -رضي الله عنها-، وأبيه هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنه .. وغير ذلك الكثير والكثير.
اضافة أخيرة:
الرافضة يسعون سعيا حثيثا في اقناع كثير من الناس أن أهل السنة هم شيعة معاوية -رضي الله عنه-، وأن الرافضة هم شيعة علي -رضي الله عنه-، وهذا محض خطإ وتلبيس غير مقبول.
فـ علي بن أبي طالب هو أمير المؤمنين والخليفة الرابع لنا معاشر المسلمين، وشيعته هم علماء أهل السنة، علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس ترجمان القرآن .. وغيرهما رضي الله عنهم جميعا.
ومعاوية بن أبي سفيان هو الخليفة السادس بعد الحسن بن علي، وشيعته هم علماء أهل السنة، معاوية، وأم المؤمنين عائشة فقيهة هذه الأمة .. وغيرهما رضي الله عنهم جميعا.
وما نحن إلا الفئة التي جمعها الحسن -رضي الله عنه- تحت إمام واحد، كما أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم-.
وأما الرافضة فهم شيعة الشيطان، لا هم من شيعة عليّ، ولا شيعة معاوية.
فليعلم.
والله الموفق.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 12:54]ـ
حبا وكرامه
تفضل
وَأَمَّا مَنْ قَتَلَ " الْحُسَيْنَ " أَوْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ أَوْ رَضِيَ بِذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ؛ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا. مجموع الفتاوي لشيخ الاسلام/فصل في: افترق الناس في يزيد بن معاوية ثلاث فرق
ليس هذا ما أردته من سؤالي!!، وعلى كل حال وبالرغم من وجود ما يدعونا للوقوف مع ما نقلته عن شيخ الاسلام ابن تيمية والذي له سباق ولحاق!:
-ومن ذلك الاستفسار عما إذا كان القتل بمجرده موجب للعنه وعدم قبول الله تعالى من فاعله صرفا ولا عدلا!، وهل ينطبق ذلكم على من قتل بالاعتماد على حديث قتال الخارج على الولي؟ أم يقتصر على استحلالهم القتل، فيقال بأن مثل هذا الكلام ينطبق على من استحل القتل فيكون كافرا فينزل عليه الكلام السابق؟! -
ومع ذلك كله!، فإني أعود لأقول:
إن كُنتَّ ممن يرى جواز لعنه!!
فالعنه كما شئت - فهذا شأنك إن أردت -ولكن ما الذي سيتغير في الموضوع؟؟ هل سيستجد بالنسبة الينا من الكلام فيه من شيء؟ أم هل سيخدمنا في شيء؟
فقد قُتل من هم أعلى مقاما ومنزلة من الحسين ولم نرّ من يدعو للعن القتلة، ولا إثارة العواطف وما شابه بمناسبة وغير مناسبة!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 01:03]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبة، و سلم:
أخي أسامة - هداني الله و إياك -:
قلت - باركَ الله فيك و أحسن إليك -:
سيد عراق .. كنت في انتظارك، للحديث حول دعوتك العريضة بالتواتر لرسالة ابن عباس، وأراك تملصت منها، وهذا كان متوقعًا.
قلت: يبدو أنك لم تستظهر سؤالي بشكلٍ جيّد، حيث أنني تنزلت و اعتبرت أنَّ الرسالة مكذوبة، مع أنها مجازفة، حيث أن غالب الأخبار لا سند لها، و نفيها فيها سرعة لا تصلح، ثم سألتك عن تواتر سوءات يزيد بما يتوافق مع الرسالة؟
و قلت - هداك الله و أحسن إليك -:
أراك تخبط فتخلط، ويغلب عليك التدليل أو الاستشهاد بما في أيدي الرافضة. أخي الكريم: قلت لك: الذهبي و ابن كثير و ابن الجوزي و ابن الأثير ... فهل هؤلاء رافضة؟ الله المستعان.
الخلط، أنك تخلط بين ما يذكره الإمام ابن الجوزي من الإقرار والإخبار، وشتان بينهما، ولا قياس.
الخلط الثاني، أن الكتاب الذي ادعيته (رسالته المشهورة) نعم هي مشهورة عند الرافضة. يا أخي الكريم، الرسالة مُوَثّقة، و نسبتها إلى ابن الجوزي صحيحة، و في كتب "التاريخ" ما يوافق ما في هذه الرسالة، و لا أعلم - و الله - أنها مشهورة عند الرافضة.
و قلت - هداك الله و أحسن إليك -:
ولكن -تنزلاً مني- لا بأس بأن ندرس الواقعة ذاتها، هل تُثبت أن رأس الحسين في الشام؟ وأن هذه الواقعة قد حدثت؟ فإن كان نعم، فعليك بالدليل.
الفرق بيننا وبينكم، أننا "أهل الإسناد"، فلعلك تنطلق من هذا المنطلق. أتيتك بالمقولة من كلام ابن كثير، فتتبعها، و مقولة ابن عساكر التي قال عنها الذهبي قويّة الإسناد. و ما "أنا" و "أنتم"؟ الله المستعان.
و قلت:
ألم يحدث معك! أنك تبت من شىء وندمت عليه، ثم وقعت في المحظور نفسه أو أعلى منه؟
فإن كان هذا يحدث معك .. أتراه شيئًا "المفترض منطقيا" أن لا يحدث مع غيرك.
دعك من هذه التراهات .. فضلاً منكيا أخي هداك الله، تبريرك ليزيد أصبح ممجوجاً، الموضوع كله في نفس السياق، قتل الحسين، و موقعة الحرة، و هدم الكعبة .. و استباحة المدينة و رمي الكعبة أشد عندنا من مقتل الحسين، فلا يقبل منطقاً أن أندم و لا أصحح الموقف، و لا أقلها أن يتوقف من قتل ما تبقى من الأنصار و المهاجرين في المدينة.
و قد ركَّب الله في نفوس بني آدم كافة من معرفة العدل ما ينكرون به أن يتقمص اللص شخص الحارس، و أن ينتحل الفاجر شخصية التقي، و أن يدعي الشيطان حقيقة الملك، و لنطرب لما قال شيخ المعرة:
فوا عجباً كم يدّعي الفضل ناقص --- ووا أسفاً كم يُظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائي بالبخل مادرٌ --- و عيّر قسّاً بالفهاهة باقل
و قال السُهى: يا شمس أنت خفيّة --- و قال الدجى: يا صبح لونك حائل
و طاولت الأرضُ السماءَ سفاهة --- و فاخَرت الشهبَ الحصى و الجنادل
فيا موت زُر إن الحياة ذميمة --- و يا نفس جدّي إن دهرك هازل
و الله يتوب عليَّ و عليك، و على من دخل إلى هذه الجادّة.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 01:15]ـ
إن كُنتَّ ممن يرى جواز لعنه!!
فالعنه كما شئت - فهذا شأنك إن أردت -.
اذا كان الكافر من اليهود والنصارى لا يلعن حتى نستيقن موته على الكفر
كيف بي العن من أسوأ أحواله الخلاف بإسلامه إلم يكن الاجماع!!!!
أما باقي حديثك فاعتذر منك اخي .. ربما يواصل معك احد الأخوة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 01:24]ـ
اذا كان الكافر من اليهود والنصارى لا يلعن حتى نستيقن موته على الكفر
عفواً ..
من قال هذا؟!!
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 01:28]ـ
عفواً ..
من قال هذا؟!!
اخي عرف لي اللعن حتى تعلم هل يطلق على المعين أم لا
اخي نحن امة داعية لا طاردة غفر الله لك
إن كنت تصر على المصادر فلا بأس فلست ممن يبخلون بالمصادر
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 01:33]ـ
كافرٌ معلومٌ كفره لا ألعنه حتى أتأكد من موته على الكفر والسؤال عنه؟!!! سبحان الله ..
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 01:42]ـ
أرجو أن تتسع صدوركم للمداخلات
ولي على مقولة ابن تيمية إشكال، وأرجو ألا يبارد أحد إلى القول: من أنت حتى؟ فليس الرجل بمعصوم
(يُتْبَعُ)
(/)
وصدق من قال: كفى المرء نبلا أن تعد معائبه، أما الإشكال فهو:
قال - رحمه الله - لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا - من أين له هذا؟
أما عودي على بدئي، فهو:
كل من ذم يزيد، أو نال منه - من الإمام أحمد فصاعدا أو نازلا
أبلغه حديث " مغفور لهم "؟ لا أظن، و لايكفي قول يسعك ما وسع السلف
حتى يثبت أنه قرأ الحديث، ثم قال ما قال
خاصة من قبل البخاري، كالإمام أحمد
ارجو أن ينعم النظر في هذا
ـ[الواحدي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 01:44]ـ
الحبيب الواحدي: اشتقنا لكم .. هل يصح أن يقال:لان كان السلف قد اثر عنهم الاختلاف في جواز لعنه و سبه .. فلم يعرف عنهم مثله في عدم خبه .. فلكأنهم مجمعون عليه ... ؟؟ عودا حميدا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الحبيب: وهل يكون حُب دون شوق؟ أخوك كذلك اشتاق؛ والشوق زاد المحبّين ...
أمّا عن الذي ذكرت، فكلام الإمام أحمد واضح وراجح. والله أعلم.
وأرى أنّ الموضوع بدأ يشوبه شيء من المماحكات، ولعلّ مرجع ذلك شعور بعضنا أنه ملزم بالرد على الرأي المخالف في أسرع وقت؛ والتسرّع مزلّة الأقدام والأفهام.
وأنصح الإخوة الأفاضل بالرجوع إلى مشاركتَي الشيخ عصام (رقم: 51 و54)، فقد أوجز فيهما وأبان ...
وأنصح نفسي وجميع الإخوة بالتمهّل، ومراجعة المسألة، وتناولها ضمن إطار تأصيلي متفق عليه.
كذلك ينبغي ألا ننسى أنّنا نتكلّم في مجلس عام مفتوح، فلْنُحاول أن نُلزِم أقلامنا شيئا من الحيطة والدقة، وأن ننتبه إلى الثغرات التي يمكن أن يلج علينا منها المخالِف.
وهذه النصيحة أوجِّهها إلى نفسي قبل إخواني.
ولست ممّن يحبِّذ إغلاق المواضيع. فإذا أراد الإخوة المهتمون بهذه المسألة أن يستمر النقاش ويثمر، عليهم أن يحصروا المسائل التي اختلفت فيها وجهات نظرهم، ثم أن يتدارسوها الواحدة تلو الأخرى، ليستفيد الجميع.
وعلى كلّ واحد منّا أيضًا أن يُحسِن الظنّ بأخيه، وألاّ نلجأ إلى "الترفيض" أو "التنصيب" لمجرد اختلاف الرأي.
وقبل ذلك كلّه، علينا أن نرعى مقام الصحابة وأهل البيت، وأن نوقِّر علماءنا ولو في مقام التخطئة ..
والله الموفّق.
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 02:00]ـ
أخي يزيد .. حياك الله.
لا نختلف في كثير من الأشياء، بل نتفق في كثير من المواضع، ويتفق الجميع في جل المواضع وإن لم ينتبهوا لذلك.
ولكن موطن الخلاف الذي نختلف عليه في العموم، هو الجزم بالحديث .. هذا أولاً، والثاني هو حول كلامك عن الحسين -رضي الله عنه- والذي لا أظنك تعنيه أصلا، وخانك التعبير فيه.
ولا أتحدث عن الرافضة ولا هم عندي من المسلمين أصلا، حتى يوحدوا الله ولا يشركوا به شيئا.
ـــ
الأخ عراق
الرسالة لا أقول بأنها مكذوبة ولا ثابتة، فلا يمكن الجزم بهذا ولا ذاك إلا بالنظر في الإسناد أولا.
لكن .. تعجبتُ غاية العجب من وصفها بالمتواترة عنه، لذا طالبتك بالإثبات، والبينة على المدعي.
وكثرة الأخبار لا تفيد صحة ولا فسادًا، وخاصة في أوقات الفتن لوجود الوضاعين الذين يريدون إثبات معتقداتهم الفاسدة.
وكما قلتُ آنفًا .. الإخباري يُسند .. ونحن ننقد.
إن كنت لا تدري أن هذه الرسالة التي استشهدت بكلام ابن الجوزي فيها أنها مشهورة متداولة بين أيدي الرافضة، فالحمد لله أنك قد علمت هذا، حتى لا تقع فيه.
ما بين أيدي الرافضة متروك لا قيمة له، فإن وُجدت نسخة صحيحة ثابتة عن الإمام ابن الجوزي وحققها أحد الفضلاء ممن يعرف عنهم صلاح العقيدة، فيمكن "الاستشهاد" بما فيها حينئذ "لا الاستدلال"، وإلا فلا.
لا تلزمني بتتبع أشياء، تلقيها وتذهب، فأنت الملزم بتوثيق المعلومة، لا محاورك، سواء أنا أم غيري.
يا سيدي الفاضل، أنت ادعيت أن هناك سؤال منطقي، ورددت عليك بنفس الطريقة، وإلا فلا أستخدم هذه الطريقة أصلا، ولا تصلح في مُدارسة مثل هذه المواضيع.
فهذا كان من باب إلزامك بما استخدمتَه أنت، لا أنا.
وأنت تظن أنني أدافع عن يزيد، ربما لأنك استثقلت قراءة جميع ما سُطر في هذا الموضوع فلم تدري ما موقفي وإن قرأت بعين مجردة، علمت أنني أضع كل شىء في مكانه الصحيح، فلا أدافع عنه .. ولا أظلمه.
ولكن أضع ما له، وما عليه.
وهذا الذي أثبته، هو ما أثبته غير واحد من الأئمة، وليس شيخ الإسلام وحده كما يظن البعض، فشيخ الإسلام رجح ما رجحه قبله من الأئمة، بتجرد تام.
والله المستعان.
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 02:07]ـ
الشيوخ الأفاضل (عمر) و (خالد)
الأمر على تفصيل فيه، ولا أظن أنه يخفى على أمثالكما من الفضلاء، بل لا يساورني شك في هذا.
ولكني أخشى أن يخرج الموضوع عن مسائله ومباحثه.
بارك الله فيكما ونفع بكما.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 02:23]ـ
الشيوخ الأفاضل (عمر) و (خالد)
الأمر على تفصيل فيه، ولا أظن أنه يخفى على أمثالكما من الفضلاء، بل لا يساورني شك في هذا.
ولكني أخشى أن يخرج الموضوع عن مسائله ومباحثه.
بارك الله فيكما ونفع بكما.
بورك فيك، وهذا قريب مما أردت قوله فسبقتني اليه .... !
وعليه حتى لا يشتت الموضوع ولا يشتت القراء، فلعلنا أن نقوم بجمع نقاطه، لنرى ما اتفقنا عليه وما اختلفنا فيه .... !
وعلى سبيل المثال:
- هل يجوز لعن يزيد
- هل كان يزيد كافرا
- هل كان فاسقا
- هل كانت خلافته صحيحة
- هل يصح وصفه بأمير المؤمنين
- هل تجوز محبته؟ وهل يأثم من أحبه؟
- هل يجب عليّ بغضه؟ وهل آثم إن لم أبغضه؟
- هل كان يزيد ناصبيا؟
- هل من يدافع عن يزيد في جانب من الجوانب يكون ناصبيا؟
- هل من يلعن يزيدا يكون رافضياً على الدوام؟ أم قد يكون سنياً؟
- ما هي الأخبار التي ثبتت صحتها ويتعلق بها من ذهب الى ذم اليزيد باطلاق؟
- هل الخلاف في يزيد ينبني عليه ولاء وبراء؟
- هل يجب إثارة مثل هذه القضايا من التاريخ الاسلامي، أم الأفضل إثارة غيرها من الاحداث التاريخية التي تخدم الأمة في الوقت الحاضر؟
- ما الفائدة المرجوة من إثارة مثل هذا الموضوع؟
وما الى ذلك، خطوة خطوة!!
ونفع الله بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 02:37]ـ
بورك فيك، وهذا قريب مما أردت قوله فسبقتني اليه .... !
وعليه حتى لا يشتت الموضوع ولا يشتت القراء، فلعلنا أن نقوم بجمع نقاطه، لنرى ما اتفقنا عليه وما اختلفنا فيه .... !
وعلى سبيل المثال:
- هل يجوز لعن يزيد
- هل كان يزيد كافرا
- هل كان فاسقا
- هل كانت خلافته صحيحة
- هل يصح وصفه بأمير المؤمنين
- هل تجوز محبته؟ وهل يأثم من أحبه؟
- هل يجب عليّ بغضه؟ وهل آثم إن لم أبغضه؟
- هل كان يزيد ناصبيا؟
- هل من يدافع عن يزيد في جانب من الجوانب يكون ناصبيا؟
- هل من يلعن يزيدا يكون رافضياً على الدوام؟ أم قد يكون سنياً؟
- ما هي الأخبار التي ثبتت صحتها ويتعلق بها من ذهب الى ذم اليزيد باطلاق؟
- هل الخلاف في يزيد ينبني عليه ولاء وبراء؟
- هل يجب إثارة مثل هذه القضايا من التاريخ الاسلامي، أم الأفضل إثارة غيرها من الاحداث التاريخية التي تخدم الأمة في الوقت الحاضر؟
- ما الفائدة المرجوة من إثارة مثل هذا الموضوع؟
وما الى ذلك، خطوة خطوة!!
ونفع الله بكم.
اخي بارك الله فيك
حصر جميل نفعنا الله بك
لكن أظن وراء الأكمة ماوراها
فثمة من يتربص بجواز الخروج على الوالي بفسقه " فقط " كما فعل الحسين رضي الله عنه .. وإن كنت لا تعلم فهناك من ينبش في هذا الموضوع تحديدا للوصول الى هذه النتيجة في منتديات عدة .. وقد تطور الموضوع الى أن وجد أناس معاصرون ينسبون انفسهم للسلفيه ونكاية بالطرف الآخر أسرفوا فجرحوا الحسين رضي الله عنه وقالوا فيه مايؤلم والذي أنا منه أني اعلم يقينا أن السلفية منهم براء
وانا وانت والأخوه - أحسبكم والله حسيبكم - نناقش لنعلم أين تقع قدمنا من هذا وذاك في حين أن هناك من يبحثون عن الصيد في الوحل وللنظر فيما يكتب احببت التنويه
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 02:45]ـ
لكن موطن الخلاف الذي نختلف عليه في العموم، هو الجزم بالحديث .. هذا أولاً، والثاني هو حول كلامك عن الحسين -رضي الله عنه- والذي لا أظنك تعنيه أصلا، وخانك التعبير فيه ..
إذا كان احتمال أن يكون قائد الجيش غير يزيد، فلا جزم
أما كلامي عن الحسين، فأنتظر جوابكم
وهو سؤال لا تقرير
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 03:09]ـ
وعلى سبيل المثال:
- هل يجوز لعن يزيد
- هل كان يزيد كافرا
- هل كان فاسقا
- هل كانت خلافته صحيحة
- هل يصح وصفه بأمير المؤمنين
- هل تجوز محبته؟ وهل يأثم من أحبه؟
- هل يجب عليّ بغضه؟ وهل آثم إن لم أبغضه؟
- هل كان يزيد ناصبيا؟
- هل من يدافع عن يزيد في جانب من الجوانب يكون ناصبيا؟
- هل من يلعن يزيدا يكون رافضياً على الدوام؟ أم قد يكون سنياً؟
- ما هي الأخبار التي ثبتت صحتها ويتعلق بها من ذهب الى ذم اليزيد باطلاق؟
- هل الخلاف في يزيد ينبني عليه ولاء وبراء؟
- هل يجب إثارة مثل هذه القضايا من التاريخ الاسلامي، أم الأفضل إثارة غيرها من الاحداث التاريخية التي تخدم الأمة في الوقت الحاضر؟
- ما الفائدة المرجوة من إثارة مثل هذا الموضوع؟
وما الى ذلك، خطوة خطوة!!
ونفع الله بكم.
يعجبني أسلوب النقاط هذا، واسمح لي بارك الله فيك أن أكون أول مجيب:
- لا أجيز لعن يزيد، ومن فعل متأولا فهو معذور.
- لم يكن يزيد كافرا، لا قبل الخلافة، ولا بعدها.
- لم يكن فاسقا، ومن زعم ذلك فعليه الدليل، والتاريخ - عندي - متهم حتى تثبت براءته، وأما أنا فيكفيني رأي جدي محمد بن علي ابن الحنفية فيه.
- لا شك أن خلافته صحيحة.
- نعم هو أمير المؤمنين، وأما رواية تعزير عمر بن عبدالعزيز قائل ذلك، فمحتاج إلى بحث، وإن صحت فببساطة: أخطأ عمر بن عبدالعزيز.
- شأنه كشأن تابعي، فمن احب التابعين أحبه، ولا يأثم من يحبه، كما لايأثم من يبغضه، فليس القلب بيدك، وإنما يحكمه مبلغ علمك.
- لا يجب بغضه، ولا يأثم من يبغضه، وإن كان قاتل الحسين، فليس في قاتل الحسين نص، وإنما الأمر اجتهاد وتأويل.
- الناصبي هو من يبغض آل البيت، ولم يكن آل أبي سفيان كذلك، وكيف يكونون وهم أبناء عمومة بني هاشم، وليس في قريش أقرب نسبا بهم من بني أمية. على أن الحجاج اتهم بذلك، وفي هذا نظر.
- إن كان الدفاع بغرض انتقاص الحسين فذاك النصب الأصلع، وإلا فلا.
- يمكن أن يكون سنيا من يلعن يزيد، لكن لا يمكن أن يكون من يلعن أباه.
- الأخبار هذا هو حجر الزاوية، ومربط الفرس، وبيت القصيد.
- لا ليس يبنى عليه ولاء وبراء، لكن يبنى عليه علم وجهل.
- الإجابة عن الأسئلة الصعبة الكبيرة تريح الفكر والعقل والقلب معا، وبغض يزيد قد يؤدي إلى تكفيره، وإن كان هذا تخصيصا للحسين، فقد يقود إلى التشيع.
- الفائدة هي بحث علمي لا أكثر، ولا يستطيع أحدنا أن يدعي الكمال، ولا شك أنك مثلي عرفت هنا شيئا جديدا لم تكن تعرفه.
أما الإسقاطات السياسية، فلسنا منها وليست منا
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 03:34]ـ
نعوذ بالله وهل احد يؤمن بالله واليوم الاخر يجب يزيد؟؟؟؟ نقل معنى هذه العبارة عن الامام احمد رضي الله عنه
ثم من اعلن حبه ليزيد هذا فان هذا الحب ينطوي على القبول بقتل سيدنا الحسين سيد شباب اهل الجنة وابن الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم من يريد نكاية بالرافضة فقد احسن القصد واساء العمل فما الذي يريده داعيتهم اكثر من هكذا كلام في حب يزيد حتى يستشهد به مع مائة كذبة لتشويه اهل السنة ومخادعة بسطاء الناس!!
ثم نرجو رفع سوية المواضيع وعدم طرح قضايا عاطفية (حب وخلافه) لاتسمن ولا تغني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 03:46]ـ
- هل يجوز لعن يزيد = لا (لأن اللعن بابه مقفل لا لأن يزيد لا يستحق الذم)
- هل كان يزيد كافرا = لا
- هل كان فاسقا = نعم
- هل كانت خلافته صحيحة = بغلبة السيف
- هل يصح وصفه بأمير المؤمنين = لا
- هل تجوز محبته؟ وهل يأثم من أحبه؟ = قد يعذر بالجهل من يحبه
- هل يجب عليّ بغضه؟ وهل آثم إن لم أبغضه؟ = لمن لم يفعل من نفسه يفعل تطييبا لنفوس من قتلوا في الحرة وهم خير منه
- هل كان يزيد ناصبيا؟ = المناصبة العقدية بالتأكيد لا (والله اعلم) لكنه ناصبي عملي
- هل من يدافع عن يزيد في جانب من الجوانب يكون ناصبيا؟ = لا
- هل من يلعن يزيدا يكون رافضياً على الدوام؟ أم قد يكون سنياً؟ = قد يكون سنياً
- ما هي الأخبار التي ثبتت صحتها ويتعلق بها من ذهب الى ذم اليزيد باطلاق؟ = أظن الحرة تكفي وتفيض وتنسف الأول والآخر بإطار عدم الخروج من الملة
- هل الخلاف في يزيد ينبني عليه ولاء وبراء؟ = تلك امة قد خلت
- هل يجب إثارة مثل هذه القضايا من التاريخ الاسلامي، أم الأفضل إثارة غيرها من الاحداث التاريخية التي تخدم الأمة في الوقت الحاضر؟ = بل يجب إثارتها ولكن بين عقلاء زادهم النصوص والمعرفة التامة والتجرد من الهوى
- ما الفائدة المرجوة من إثارة مثل هذا الموضوع؟ = ما الفائدة من مدارسة العلم؟
.
* ملاحظة مهمة
أجوبتي بحسب ما أسرقه من بقايا أهل الفضل والا فالكيس فقير مملق
ولا شك أنك مثلي عرفت هنا شيئا جديدا لم تكن تعرفه.
- أما أنا فقد عرفت أنه ثمة من لا يرى وديعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أمته منقبة ترجح أحدا على من لم يرى الرسول صلى الله عليه وسلم بل استباح مدينته
- وعرفت أيضا أنه ثمة من يرى أن قتل واستباحة اعراض المسلمين وافتضاض الأبكار في الحرة ليس فسوقا
- وعرفت أيضا من يقدم حقا فيه شك في جيش القسطنطينية على الحق اليقيني في الحرة فيغمر البحر بقطره
أظن هذه آخر مشاركاتي في هذا الموضوع
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 04:15]ـ
ممكن في هدوء أن تذكر لي مناقب الحسين سوى الصحبة؟
هذا أيضًا خارج عن أصل الموضوع.
ولكن يمكنك الاطلاع على المصنفات الخاصة بفضائل الصحابة، وأهل البيت، ومناقب وفضائل الحسنين في كتب السنن، وهي على كثرة.
وعلى أغلب الظن تجد جل المرويات مع الكلام على أسانيدها بتحرير دقيق في كتاب: الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة للشيخ سعود بن عيد بن عمير الصاعدي.
وهو على الوقفية.
بارك الله فيك.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 04:35]ـ
وعرفت أيضا أنه ثمة من يرى أن قتل واستباحة اعراض المسلمين وافتضاض الأبكار في الحرة ليس فسوقا
هذا لم يثبت، ولو ثبت لقضي الأمر
وعرفت أيضا من يقدم حقا فيه شك في جيش القسطنطينية على الحق اليقيني في الحرة فيغمر البحر بقطرة
كسابقه، لم يثبت
أثبت العرش، ثم انقش
تم التعديل
وبالمناسبة، ماذا تقصد بوديعة رسول الله:
آل البيت - بنو هاشم - أهل البيت؟
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 04:44]ـ
إن كنت تقصدني، فأنا لا أعدل بالصحابة أحدا
وصحابي واحد خير من ملء الأرض من أمثال يزيد
أقول
وديعة رسول الله صلى الله عليه وسلم [/ SIZE]
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 05:56]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه:
الخلط الثاني، أن الكتاب الذي ادعيته (رسالته المشهورة) نعم هي مشهورة عند الرافضة.
قد عزمت ألا أدخل هنا بتعليق، و أنا ملتزم بذلك، لكن سأوثق رسالة ابن الجوزي، من كلام شيخ الإسلام، و هي موثقة، في السير للذهبي، و الذيل لابن رجب، و كشف الظنون لحاجي خليفة، و تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه -: و أما أبو الفرج ابن الجوزي فله كتاب في إباحة لعنة يزيد، رد فيه على الشيخ عبد المغيث الحربي (منهاج السنة 4/ 574).
و الحمد لله رب العالمين.
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 05:59]ـ
جزاك الله خيرًا أيها الحبيب الأوزاعي .. فقد أحسنت أيما إحسان بهذه النقاط الهامة، والتي بها يمكن الإنتهاء من هذا الموضوع الذي قد طال دون كبير فائدة -في نظري القاصر-.
- هل يجوز لعن يزيد
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يجوز لعن يزيد، وهذا ما نصّ عليه أئمة أهل السنة والجماعة قديمًا وحديثًا، وإن كان بعضهم قد أجاز ذلك، إلا أنه رأي مرجوح لمعارضته أدلة الشرع.
- هل كان يزيد كافرا
كان مسلما، ومات على ذلك.
- هل كان فاسقا
اختلف في هذا، فأما من ناحية الفسوق المعروف شرعًا، فلا يثبت عليه كما أخبر بذلك الأئمة المحققون من أهل الحديث. وأما الوصف بالفسق لظلمه، فالأصح أن يُقال: كان من أئمة الجور لما فعله في يوم الحرة. وبهذا تكون التسمية صحيحة.
وبهذا، فالوصف الصحيح: كان ظالمًا، لا فاسقًا.
والذي حدث في يوم الحرة كان بأمره، لا بفعله .. فإن كان بفعله لثبت فسقه بلا خلاف.
- هل كانت خلافته صحيحة
الخلافة الصحيحة تقوم بالبيعة، وبما أن مبايعته قد تمت فخلافته صحيحة. وصحة الخلافة شىء، والإجماع عليها شىء آخر. إذ لم يتم الإجماع عليها .. قلتُ: وهذا غالبا ما يحدث.
- هل يصح وصفه بأمير المؤمنين
على خلاف في ذلك، ولا ضير لمن وصفه بهذا الوصف .. على أن لا يظن في نفسه ولا سامعيه أنه كان من أئمة الهدي ولا من تبعهم بإحسان .. فإتقاء هذا الوصف أليق، وإن قيل، فلا تثريب.
- هل تجوز محبته؟ وهل يأثم من أحبه؟
نص أئمة أهل السنة أنه لا يُخصّ بمحبة، وبأسلوب آخر: لا نحبه.
والأصل العام .. أننا نحن الناس على ما معهم من خير، ونبغضهم على ما معهم من شر، هذا هو الموازنة، فمن عرفه لم يحبه أصلا، ومن أحبه فإما لجهل وإما لنصب وإما لهوى.
فإن كان جاهلا .. فهو معذور "إن قام بما يقدر عليه من دفع للجهل"، وأما إن كان لنصب أو لهوى فهو آثم "على أقل تقدير".
- هل يجب عليّ بغضه؟ وهل آثم إن لم أبغضه؟
يُنظر الإجابة السابقة، وأضيف: إن كان هذا البغض لما فعله يوم الحرة .. فنعم، والجميع يبغضه لهذا، ويجب على كل مسلم أن يبغضه ليوم الحرة. ومن لم يبغضه لهذا الفعل فهو آثم.
وإن كان هذا البغض لأنه كان مسلمًا أو أنه من بني أمية أو لتشيع أو لهوى، فباغضه آثم "على أقل تقدير".
- هل كان يزيد ناصبيا؟
النصب هو: "نصب العداء إلى أهل البيت"، ويزيد لم يكن ناصبيا لأنه لم يعادي أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما قد حدث ما حدث للحكم والخلافة.
- هل من يدافع عن يزيد في جانب من الجوانب يكون ناصبيا؟
الدفاع يكون واحد من اثنين، دفاع عن الحق أو دفاع عن الباطل، فإن كان يدافع عن الحق، فالحق أحق من نفوسنا جميعا، وإن كان يدافع عن الباطل فلا يخرج عن جهل أو نصب أو هوى، والتفصيل فيه كسابقيه.
- هل من يلعن يزيدا يكون رافضياً على الدوام؟ أم قد يكون سنياً؟
الأصل أنه لا يجوز، وهو ما يوافق الدلة الشرعية. وإلا فاللعن قد أجازه بعض العلماء، وهو موجود في بعض الكتب المعروفة، وليسوا برافضة وإن كان منهم متصوفة .. وليسوا من الرافضة ببعيد.
ولكن الثابت عندنا نحن معاشر أهل السنة أن هناك من لعنه وأجاز ذلك، إلا أنه يخالف ما عليه الأئمة المحققون.
وقد يكون اللاعن من أهل السنة .. ولكن قوله يفتقر للدليل العلمي.
وما استقر عليه الحال عند أهل السنة والجماعة بعد تحرير هذا الباب، عدم جواز اللعن، ونص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية.
- ما هي الأخبار التي ثبتت صحتها ويتعلق بها من ذهب الى ذم اليزيد باطلاق؟
الأخبار على عدة محاور، أكثرها لا يصح، وما أُخذ عليه هو الالزامات.
- عدم انتقامه من قتلة الحسين -رضي الله عنه-، وهذا ثابت.
- ما حدث في يوم الحرة، وكان بأمره، والالزامات عليه بأن جميع ما حدث إنما هو آثم عليه سواء أكان راضيًا به أم لا.
فالاطلاق لا يصح .. وإنما الخصوص.
ولا يؤاخذ على عدم انتقامه لقتلة الحسين -رضي الله عنه- بالدرجة الأولى، ولكن ليوم الحرة.
- هل الخلاف في يزيد ينبني عليه ولاء وبراء؟
الخلاف في يزيد قديم، ولا يجوز أن يبنيى عليه ولاء وبراء بين أهل السنة، والامتحان على ذلك بدعة من البدع التي نص عليها شيخ الإسلام ابن تيمية.
ولكن إن كان المخالف رافضيا أو ناصبيا، فيدخل ذلك في جملة الولاء والبراء.
- هل يجب إثارة مثل هذه القضايا من التاريخ الاسلامي، أم الأفضل إثارة غيرها من الاحداث التاريخية التي تخدم الأمة في الوقت الحاضر؟
أرى -من وجهة نظري القاصرة-، أن تفنيد القضايا التاريخية عظيمة الأثر .. من الأمور المهمة التي يجب مدارستها وتحريرها .. وبيان معتقد أهل السنة والجماعة فيها.
- ما الفائدة المرجوة من إثارة مثل هذا الموضوع؟
المرجو معرفة ما استقر عليه أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع .. وموقفهم من يزيد لأنه كان أحد الحكام الذين حدث في عهده أمور عظيمة، وعاصره جمع من الصحابة الكرام.
جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم.
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 06:10]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه:
قد عزمت ألا أدخل هنا بتعليق، و أنا ملتزم بذلك، لكن سأوثق رسالة ابن الجوزي، من كلام شيخ الإسلام، و هي موثقة، في السير للذهبي، و الذيل لابن رجب، و كشف الظنون لحاجي خليفة، و تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه -: و أما أبو الفرج ابن الجوزي فله كتاب في إباحة لعنة يزيد، رد فيه على الشيخ عبد المغيث الحربي (منهاج السنة 4/ 574).
و الحمد لله رب العالمين.
وقال أيضًا في منهاج السنة النبوية (4/ 572)
ونحن نعلم أن أكثر المسلمين لابد لهم من ظلم، فإن فُتح هذا الباب ساغ أن يُلعن أكثر موتى المسلمين. والله تعالى أمر بالصلاة على موتى المسلمين، ولم يأمر بلعنتهم. اهـ
والحاصل ..
عدم جواز اللعن .. هذا من ناحية.
وإن أجازه من أجاز .. فهذا اجتهاده.
ولا يُقاس اجتهاده على إقراره .. وشتان.
الكتاب لا أعرف له تحقيقًا خرج بين أيدي المسلمين لتوثيق نصوصه، وإن قد قيل أن هناك نسخ مخطوطة في بغداد، ولا نعرف مدى نثبتها.
وأنت تستشهد بما قد طبعه الرافضة.
وحتى إن استشهدت به .. فمتروك عندنا.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتح البارى]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 06:58]ـ
اخي بارك الله فيك
حصر جميل نفعنا الله بك
لكن أظن وراء الأكمة ماوراها
فثمة من يتربص بجواز الخروج على الوالي بفسقه " فقط " كما فعل الحسين رضي الله عنه .. وإن كنت لا تعلم فهناك من ينبش في هذا الموضوع تحديدا للوصول الى هذه النتيجة في منتديات عدة .. وقد تطور الموضوع الى أن وجد أناس معاصرون ينسبون انفسهم للسلفيه ونكاية بالطرف الآخر أسرفوا فجرحوا الحسين رضي الله عنه وقالوا فيه مايؤلم والذي أنا منه أني اعلم يقينا أن السلفية منهم براء
وانا وانت والأخوه - أحسبكم والله حسيبكم - نناقش لنعلم أين تقع قدمنا من هذا وذاك في حين أن هناك من يبحثون عن الصيد في الوحل وللنظر فيما يكتب احببت التنويه
السلام عليكم ..
أين أجد تفصيل هذه المسألة؟ وكذلك الرد على الشبهات؟
وأعتذر لخروجي عن الموضوع
بارك الله فيكم
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 11:22]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه و سلم:
الكتاب لا أعرف له تحقيقًا خرج بين أيدي المسلمين لتوثيق نصوصه، وإن قد قيل أن هناك نسخ مخطوطة في بغداد، ولا نعرف مدى نثبتها.
وأنت تستشهد بما قد طبعه الرافضة.
(فَإِنَّ اْللهََ يَأتِي بِاْلشَمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ .. )
اعلم - هداني الله و إياك، و بلغني الرشد و بلغك - أنّ من الأسس العلميّة: ألا أُنكر شيئاً دون أن أتثبت منهُ، و كما أنك لا تقبل ما في أيدي الرافضة، و أنا كذلك، فلا أقلَّ من أن ْ أنظرَ إلى فحوى الرسالة، و الرسالة أصلاً في تجويز لعن يزيد - و أنا لا ألعنه - و مطابقتها مع مقولة شيخ الإسلام: و ابن الجوزي له رسالة في جواز لعنة يزيد، و السؤال الذي يأتِ من المشرق و هو الثالث الذي لم يُجَب عليه، و هو من كبرى أسس التحقيق في هذه الرسالة: ما الطوامّ التي اعتمد عليها ابن الجوزي في تجويز لعن يزيد؟
إنَّ في الإجابة عن هذا السؤال، محاولة للنظر في فحوى الرسالة، نظراً داخلياً من بعيد.
العلمُ يُلجِئُنا إلى تصديقها --- و القلب ُ يَحملُكم على تكذيبها.
و الله وليّيّ و وليّكَ، و وليُّ من دخل إلى هذه الجادة.
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 11:26]ـ
اللهم عليك بالرافضة الخبثاء و النواصب الملاعين المنافقين ...
قال الإمام احمد بن حنبل-رضي الله عنه و قدس الله روحه-:"حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا محمد يعني بن طلحة عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: اني أوشك ان أدعى فأجيب وأني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز و جل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وان اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما ".إهـ
فكيف يا ترى خلف يزيدك اللعين يا يزيد الموسوي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في عترته-عليهم الصلاة و السلام-.؟؟
نرى منك الاستنقاص من أولاد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و الدفاع عن أبناء الطلقاء. و الله المستعان.
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 01:43]ـ
سيد عراق
أثبت العرش ثم انقش.
أنكرت عليك أن تأتي بقول تُجزم فيه أنه من كلام ابن الجوزي، ثم تستدل به في غير موطن استدلال، ولا يحق لك أن تستدل به ولا أن نستشهد به أصلا.
فكلام الرجال يستدل له ولا يستدل به. ولكن يمكنك أن تستأنس به في تحرير المسألة.
وأما المسألة ذاتها، فقد أثبتنا أن هناك من يلعنه، وأن هناك من يحبه، والمنصوص عليه عندنا أننا لا نحبه ولا نسبه.
وأما في مسألة الدعاء عليه باللعنة، وهي الخروج من تحت رحمة الله، فهذا شطط وغلو بيّن. كما أن حبه من الغلو البين.
والصواب بين هذا وذاك.
والله الموفق.
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 01:53]ـ
يزيدك اللعين
الأخ الفاضل ..
سبق أن قلنا أن أهل السنة والجماعة يتوقفون عن لعن يزيد، هذا من ناحية.
ومن الناحية الأخرى، إن كنت تود نقاش الأخ يزيد في نقطة من نقاطه الذي سبق أن وضعها، فيرجى وضع الاعتراض وموطنه والدليل الذي معك.
والله الموفق.
ـ[عبدالله البغدادي]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 02:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد القيل والقال الذي حصل في هذا الموضوع اود ان اسجل ملاحظات على الموضوع
الأولى: على الأنسان المتحري عن الحقيقة ان يجرد نفسه وعقله وعواطفه عن الأهواء ومزال الشيطان اعاذنا الله واياكم، ولا يكون مصداقا لقوله تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَاأَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) وقوله تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى? مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ?أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ?104?
وهذا الامر وللأسف الشديد لمسته بوضوح في هذا المنتدى عند البعض، او ليس من الحري بنا ان نتكلم عن فضائل ومناقب شخصيات لم يختلف المسلمون فيها كالصحابة مثلا بدلا من الحديث عن شخصيات اقل مايقال فيها انه قد اختلف العلماء من القديم في نزاهتها، واذا يفاجئني البعض بإمتعاضه عن الحديث عن الشخصيات التي اوصى بها نبينا صلوات الله عليه وعلى اله_ مالكم كيف تحكمون ـ
الثانية: من اراد ان يراجع هذا الموضوع بشكل جيد فعليه ان يرجع الى كتاب الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد لإبن الجوزي فانه واف وكاف وهذا رابط الكتاب
http://greatgreats.1.googlepages.com. ..amm_yazeed.rar (http://greatgreats.1.googlepages.com/Al_Radd_Ala_Motasseb_Thamm_yaz eed.rar)
ثالثا: هل يعقل ان كل ما ينقله المؤرخون عن يزيد هو كذب وافتراء، وهل يمكن لعاقل ان ينكر انه قتل مؤمنا ولو واحدا؟؟
يقول تعالى وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظيما
والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 04:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله كتاب الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد لإبن الجوزي فانه واف وكاف وهذا رابط الكتاب
http://greatgreats.1.googlepages.com. ..amm_yazeed.rar (http://greatgreats.1.googlepages.com/al_radd_ala_motasseb_thamm_yaz eed.rar)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هدية لا تباع ولا تشترى [هدية مركز الدراسات العقدية - إيران - قم]
أشكرك على إثبات ما قلته آنفا حول هذه الطبعة المتداولة بين أيدي الرافضة.
سألت سؤال للعقلاء، وهل يثبت القتل بالعقل أم بالنقل؟ فإن كان فأثبته.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 05:15]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، و سلم:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هدية لا تباع ولا تشترى [هدية مركز الدراسات العقدية - إيران - قم]
أشكرك على إثبات ما قلته آنفا حول هذه الطبعة المتداولة بين أيدي الرافضة.
سألت سؤال للعقلاء، وهل يثبت القتل بالعقل أم بالنقل؟ فإن كان فأثبته.
يا أخي - هداك الله، و أصلحني و إياك -، لا تجعلنا نفتح مخازي التاريخ! أرجوك.
ماذا يعني أنَّ "الطبعة متداولة في أيدي الرافضة"؟ أفيها توثيق أو تخطئة؟ و إنْ فَرِح الرافضة بأحاديثَ عند البخاري و مسلم و أفردوها بطبعةٍ وَزّعوها؟ أيعني لك شيئاً نفسياً في "أحاديث البخاري"؟
- استدللنا لك بأنَّ "أصل الرسالة" و هي: موقف ابن الجوزي من لعن يزيد، ثابت عن الأقدمين، فشكّكتَ في محتوى الرسالة.
- قلنا لك: لا تجزم بتصويب أو تخطئة.
- قلت: أهلاً و سهلاً.
- قلنا: إنما خُذ هذا المعيار العقلي، من بعيد بعيداً عن خزانة بغداد أو حلب - يُدللُ على صحة الرسالة لا إثبات القتل -، و هو: ما المضمون الداخلي في الرسالة الذي اتكأ عليه ابن الجوزي في تجويز لعن يزيد بنص ابن تيمية؟ ألا يجب أن يكون شنيعاً و مليئاً بالطوام ّ؟
ثم - للتدليل على القراءة العمياء -:
أتينا لك بقصة ٍ نقلها ابن عساكر، و قال عنها الذهبي: قويّة الإسناد، مضمونها ينفي ندم يزيد النفي التام، إذْ كان الرأسُ مرميّاً في خزائن السلاح، و عززنا بكلام ابن كثير، و ترجيحه - بعد أخذه بقول ابن تيمية حيناً - أنَّ الرأس سييق إلى الشام.
(يُتْبَعُ)
(/)
في كل ما ذكرنا لم يكن أمامك إلا النفي، و التشكيك.
- في رسالة ابن عباس عند ابن الأثير.
- و في رسالة ابن الجوزي.
- و في قصة ابن عساكر.
- و في توثيق الذهبي.
- و في تعزيز ابن كثير
و أسئلةٍ ثَلاثٍ جَاثماتٍ -- و يَطلُبنَ اللبيبَ: ألا الحلولا؟
و لنردد معَ أبي العتاهية - رحمة الله عليه -:
وَلَرُبَّما خانَ الأريبُ مِنَ الأمورِ وَثِيقُها
ـ[الساري]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 11:10]ـ
شكرا يا أساتذتنا , فمع ما في الموضوع من رياضة (شد الحبل) إلا أنه مفيد جدا للصغار مثلي , فقد أفد منكم علما كثيرا
أستاذي يزيد:
بقيت نقطتان هامّتان في المسألة لم تنته منهما بعد
أولاهما:
أنك جزمت بالجنة ليزيد بناء على حديث: (أول جيش من أمتي يغزوالقسطنطينية مغفور لهم)
دعنا من جعلك أحاديث العموم شاملة جميع أفراده. وتعال إلى غيره:
كتب شيخنا السكران التميمي تعقيبه الضافي رقم (28) , جاء فيه:
" فقد سيرمعاوية رضي الله عنه جيشين إلى (القسطنطينية) بحسب ما ورد في السير والمغازيوالتواريخ: الأول بقيادة سفيان بن عوف، والثاني بقيادة ولده يزيد في سنة 52هـ علىالأصح.
وكان في جيش سفيانبن عوف عدد من الصحابة الكرام؛ منهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبدالله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري؛ بل أن أبو أيوب رضي الله عنه وعنهم قد توفي فيمدة الحصار هناك. وهذا هو الأظهر إن شاء الله = أن هؤلاء السادات من الصحابة كانوامع سفيان ولم يكونوا مع يزيد.
قال العيني: (لأنه لم يكن أهلاً أن يكون هؤلاء السادات فيخدمته)
فهل جيش سفيان بن عوف هو الأول، وجيش يزيد هو الثاني بعده؟ هذاالأظهر.
انتهى
جعل كون جيش يزيد هو الأول محل شك وبيّن أنه أمر (مرجوح)
ولم تعقّب أنت على هذا بما يبطله. أو بما يفيد رجوعك عن الجزم بالجنة ليزيد بناء على ظنك أن جيش يزيد هو الأول غزوا دون شك.
الثانية:
جزمت لجميع الصحابة بالجنة (تقصد ابتداءً) , مستدلا بالآية المقدسة: { ... وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ... الآية}
فكتب الأخ ياسين العلوي بالتعقيب رقم (39) ما أفاد أنه لو جزمت بالجنة ابتداء لكل صحابي بدليل الآية , فيلزمك أن تجزم به لجميع المؤمنين إلى قيام الساعة , بناء على الآية المقدسة:
{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُالْفِرْدَوْسِ نُزُلا}
فكان ردك أن بين الآيتين فرق.
ما هذا الفرق؟
ملاحظة خاصة:
وهمت علي فظننتني أزعم أن يزيدَ سبا نساء آل البيت , ولم أقل هذا! ففرق بين أن يسيّر النساء والذراري إليه شعثا وبين حدوث السبي , فالسبي الاسترقاق ووطء الفروج وحاشا يزيد أن يصل هذا , لم يفعل بحمد الله وفضله , بل أكرمهم وسيّرهم للمدينة مع علي بن الحسين.
ـ[عبدالله البغدادي]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 11:29]ـ
الذي يظهر لي ان عقيدة البعض في فضل يزيد لا تزلزلها الجبال الرواسي ومن يصل الى هذه المرحلة لا اعتقد سينفع معه اي نقاش واي دليل، وحسبي ان ادعوا الله له ولنا بالهداية،
واقول لمن يدافع عن يزيد دفاعا مستميتا، (اللهم احشره مع يزيد واعوانه) فإن كانت عقيدك في يزيد انه في الجنة قل ـ آمين رب العالمين ـ؟؟!!!!!!!!
ـ[الساري]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 12:06]ـ
الأستاذ عراق الحموي
الأستاذ عبد الله البغدادي:
كلام الأخ (أستاذي) أسامة واضح , وهو والوسط فقد بيّن لكم عدم محبته ليزيد وتوقفه في تفسيقه , وله في هذا سلف من كبار الأئمة! فلِمَ تصوّرانه متعصبا في الذب عن يزيد؟!
ثم عن الكتاب (الرد على المتعصب العنيد .... )
ما (فهمته) من كلام الأخ أسامة أنه يعترض الآن على النسخة المطبوعة اليوم للكتاب , والتي يروّجها الرافضة (بالمجان) لا ينكر ثبوت أصل الكتاب , بينما أنتما تتحدثان عن ثبوت أصل الكتاب ثم تستشهدان بشيء من المطبوع (الرافضي)
نعم إن احتفاء الرافضة بالكتاب وتوزيعة مجانا هو علامة استفهام كبيرة , يجب أن يعتبرها المسلم حتى يتأكد من صحة نسبة كل عبارة في هذا المطبوع.
من عدل الأخ أسامة إفادته أن هناك مخطوط (يحتاج) إلى التحقيق.
ألا تريان النصارى وزعوا مصحفا محرّفا! هل نؤمن به لثبوت القرآن عندنا؟ لا
(يُتْبَعُ)
(/)
قد ذكر بعض المحققين أن الرافضة عبر التاريخ ينسخون مخطوطات أهل السنة ويقحمون عبارات يزيفون بها الحقائق. تنكشف مع مقابلات النسخ ومع مقارنة المخطوط بكتب المؤلف الأخرى وهكذا.
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 02:07]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، و سلم:
يا أخي - هداك الله، و أصلحني و إياك -، لا تجعلنا نفتح مخازي التاريخ! أرجوك.
ماذا يعني أنَّ "الطبعة متداولة في أيدي الرافضة"؟ أفيها توثيق أو تخطئة؟ و إنْ فَرِح الرافضة بأحاديثَ عند البخاري و مسلم و أفردوها بطبعةٍ وَزّعوها؟ أيعني لك شيئاً نفسياً في "أحاديث البخاري"؟
- استدللنا لك بأنَّ "أصل الرسالة" و هي: موقف ابن الجوزي من لعن يزيد، ثابت عن الأقدمين، فشكّكتَ في محتوى الرسالة.
- قلنا لك: لا تجزم بتصويب أو تخطئة.
- قلت: أهلاً و سهلاً.
- قلنا: إنما خُذ هذا المعيار العقلي، من بعيد بعيداً عن خزانة بغداد أو حلب - يُدللُ على صحة الرسالة لا إثبات القتل -، و هو: ما المضمون الداخلي في الرسالة الذي اتكأ عليه ابن الجوزي في تجويز لعن يزيد بنص ابن تيمية؟ ألا يجب أن يكون شنيعاً و مليئاً بالطوام ّ؟
ثم - للتدليل على القراءة العمياء -:
أتينا لك بقصة ٍ نقلها ابن عساكر، و قال عنها الذهبي: قويّة الإسناد، مضمونها ينفي ندم يزيد النفي التام، إذْ كان الرأسُ مرميّاً في خزائن السلاح، و عززنا بكلام ابن كثير، و ترجيحه - بعد أخذه بقول ابن تيمية حيناً - أنَّ الرأس سييق إلى الشام.
في كل ما ذكرنا لم يكن أمامك إلا النفي، و التشكيك.
- في رسالة ابن عباس عند ابن الأثير.
- و في رسالة ابن الجوزي.
- و في قصة ابن عساكر.
- و في توثيق الذهبي.
- و في تعزيز ابن كثير
و أسئلةٍ ثَلاثٍ جَاثماتٍ -- و يَطلُبنَ اللبيبَ: ألا الحلولا؟
و لنردد معَ أبي العتاهية - رحمة الله عليه -:
وَلَرُبَّما خانَ الأريبُ مِنَ الأمورِ وَثِيقُها
لا أدري، هل تقرأ كلامي؟ أم تقرأ ولا تفهم؟ أم رغبتك الداخلية في تصوير محاورك أنه ضال تجعلك تتعجل بكتابة الرد .. كي تملي تعريض ولمزك على هيئة دعاء؟
كفاك ثرثرة .. وركز على الموضوع.
تريد أن تقول هناك من لعن يزيد من أهل السنة، وهل نفينا ذلك في مشاركة سابقة؟ أم أنك لا تقرأ؟ أم لا تفهم؟
قلنا مرارًا وتكرارًا، أن هناك من أهل السنة من لعن يزيدًا، وهناك من أحبه .. فهذا ثابت وهذا ثابت، وكلاهما من أهل السنة، ولا أتحدث عن باقي الفرق وموقفها، ولا عبرة لهم أصلا، ولا كرامة.
وقلنا أن أهل السنة، لا يحبونه ولا يسبونه ولا يلعنونه. وهذا ما استقر عليه أهل السنة، لأنه ما دل عليه الدليل.
تريد أن تستأنس بكلام ابن الجوزي "وإن لم تثبت رسالته المطبوعة" ولكن على الأقل نستأنس باسم الرسالة وأن اللعن جائز.
قلتُ: أول الأمر كنت تستشهد بكلام منها.
أقول: إن كنت مقلدًا، وتريد أن تلعنه تبعا لكلام ابن الجوزي، وليس عندك علم أصلا لمعرفة نصوص الشرع، ومعرفة الرجال والأسانيد وطرق الاستدلال وإنزال الأحكام .. وغير ذلك.
فلم يكن لك من الأصل أن تشارك في هذا الموضوع، ولك أن تقلد ابن الجوزي في هذا.
إن كان لديك شىء من علم وتريد المدارسة مع رجال العلم وطلابه، فهلا ومرحبا.
فأنت تحتاج إلى مناقشة الحكم أولا، جوازه من عدمه، وما هي حالات التجويز.
ثم عمل موازنة للنصوص الواردة في الباب عن يزيد، وإنزال كل منها.
هذا بالنسبة للحكم.
أما بالنسبة للتوثيق، فهذا شأن آخر، والاستدلال فشىء آخر، وإنزال الأحكام فشىء ثالث .. وأراك تخبط خبطا عشواء، وتهذي فتخلط في هذا الموضوع.
وإن كنتُ لأري أن تدعه عنك، طالما أن ليس لك به قدرة.
وإلا .. تحدث بعلم، أو اسكت بحلم.
فالوقت يضيع في إملائك كيفية التعامل مع حادثة من الحوادث، أتريد أن نقضي باقي العمر في قضية لا تزيد ولا تنقص؟
سبحان الله.
ـــ
الأخ البغدادي
أدعوك لقراءة الموضوع، ثم قراءة مشاركة الأخ الشيخ / الساري .. مرتين.
والعبرة بالدليل الشرعي، لا الدليل العاطفي.
وسبق أن قلنا لسنا هنا في لطمية، نحن هنا في مجلس علم نتدارس فيه الأدلة الشرعية.
وقل لي ..
وما يدريك أن الله لم يغفر له بموجب حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
وأن من يُحشر معه فهو مرحوم، وأن الذي يلعنه .. فهذه اللعنة وبالا عليه لا على يزيد؟
{وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى}
أطلنا الحديث مع أخ طيب كان يجزم بموجب حديث من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
والرجل عنده دليل من السنة.
فعلى ما تجزم أنت؟ بدليل عاطفي؟ أم أنك تبحث عن شخص يكون قتله يقينا فتستشهد بالآية التي سبق أن استشهدت بها .. ؟
إن كانت لك عقيدة راسخة مبنية على أدلتها في يزيد تحديدا، فتفضل بها، وإلا فلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 02:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مناقشة طيبة بعمومها والشكر موصول لكل من أراد معرفة الحق.
والشكر موصل خصوصا للاخ المكرم-أسامه-
حفظكم الله
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 02:32]ـ
جزاك الله خيرًا أيها الحبيب الأوزاعي .. فقد أحسنت أيما إحسان بهذه النقاط الهامة، والتي بها يمكن الإنتهاء من هذا الموضوع الذي قد طال دون كبير فائدة -في نظري القاصر-.
- هل يجوز لعن يزيد
لا يجوز لعن يزيد، وهذا ما نصّ عليه أئمة أهل السنة والجماعة قديمًا وحديثًا، وإن كان بعضهم قد أجاز ذلك، إلا أنه رأي مرجوح لمعارضته أدلة الشرع.
- هل كان يزيد كافرا
كان مسلما، ومات على ذلك.
- هل كان فاسقا
اختلف في هذا، فأما من ناحية الفسوق المعروف شرعًا، فلا يثبت عليه كما أخبر بذلك الأئمة المحققون من أهل الحديث. وأما الوصف بالفسق لظلمه، فالأصح أن يُقال: كان من أئمة الجور لما فعله في يوم الحرة. وبهذا تكون التسمية صحيحة.
وبهذا، فالوصف الصحيح: كان ظالمًا، لا فاسقًا.
والذي حدث في يوم الحرة كان بأمره، لا بفعله .. فإن كان بفعله لثبت فسقه بلا خلاف.
- هل كانت خلافته صحيحة
الخلافة الصحيحة تقوم بالبيعة، وبما أن مبايعته قد تمت فخلافته صحيحة. وصحة الخلافة شىء، والإجماع عليها شىء آخر. إذ لم يتم الإجماع عليها .. قلتُ: وهذا غالبا ما يحدث.
- هل يصح وصفه بأمير المؤمنين
على خلاف في ذلك، ولا ضير لمن وصفه بهذا الوصف .. على أن لا يظن في نفسه ولا سامعيه أنه كان من أئمة الهدي ولا من تبعهم بإحسان .. فإتقاء هذا الوصف أليق، وإن قيل، فلا تثريب.
- هل تجوز محبته؟ وهل يأثم من أحبه؟
نص أئمة أهل السنة أنه لا يُخصّ بمحبة، وبأسلوب آخر: لا نحبه.
والأصل العام .. أننا نحن الناس على ما معهم من خير، ونبغضهم على ما معهم من شر، هذا هو الموازنة، فمن عرفه لم يحبه أصلا، ومن أحبه فإما لجهل وإما لنصب وإما لهوى.
فإن كان جاهلا .. فهو معذور "إن قام بما يقدر عليه من دفع للجهل"، وأما إن كان لنصب أو لهوى فهو آثم "على أقل تقدير".
- هل يجب عليّ بغضه؟ وهل آثم إن لم أبغضه؟
يُنظر الإجابة السابقة، وأضيف: إن كان هذا البغض لما فعله يوم الحرة .. فنعم، والجميع يبغضه لهذا، ويجب على كل مسلم أن يبغضه ليوم الحرة. ومن لم يبغضه لهذا الفعل فهو آثم.
وإن كان هذا البغض لأنه كان مسلمًا أو أنه من بني أمية أو لتشيع أو لهوى، فباغضه آثم "على أقل تقدير".
- هل كان يزيد ناصبيا؟
النصب هو: "نصب العداء إلى أهل البيت"، ويزيد لم يكن ناصبيا لأنه لم يعادي أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما قد حدث ما حدث للحكم والخلافة.
- هل من يدافع عن يزيد في جانب من الجوانب يكون ناصبيا؟
الدفاع يكون واحد من اثنين، دفاع عن الحق أو دفاع عن الباطل، فإن كان يدافع عن الحق، فالحق أحق من نفوسنا جميعا، وإن كان يدافع عن الباطل فلا يخرج عن جهل أو نصب أو هوى، والتفصيل فيه كسابقيه.
- هل من يلعن يزيدا يكون رافضياً على الدوام؟ أم قد يكون سنياً؟
الأصل أنه لا يجوز، وهو ما يوافق الدلة الشرعية. وإلا فاللعن قد أجازه بعض العلماء، وهو موجود في بعض الكتب المعروفة، وليسوا برافضة وإن كان منهم متصوفة .. وليسوا من الرافضة ببعيد.
ولكن الثابت عندنا نحن معاشر أهل السنة أن هناك من لعنه وأجاز ذلك، إلا أنه يخالف ما عليه الأئمة المحققون.
وقد يكون اللاعن من أهل السنة .. ولكن قوله يفتقر للدليل العلمي.
وما استقر عليه الحال عند أهل السنة والجماعة بعد تحرير هذا الباب، عدم جواز اللعن، ونص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية.
- ما هي الأخبار التي ثبتت صحتها ويتعلق بها من ذهب الى ذم اليزيد باطلاق؟
الأخبار على عدة محاور، أكثرها لا يصح، وما أُخذ عليه هو الالزامات.
- عدم انتقامه من قتلة الحسين -رضي الله عنه-، وهذا ثابت.
- ما حدث في يوم الحرة، وكان بأمره، والالزامات عليه بأن جميع ما حدث إنما هو آثم عليه سواء أكان راضيًا به أم لا.
فالاطلاق لا يصح .. وإنما الخصوص.
ولا يؤاخذ على عدم انتقامه لقتلة الحسين -رضي الله عنه- بالدرجة الأولى، ولكن ليوم الحرة.
- هل الخلاف في يزيد ينبني عليه ولاء وبراء؟
الخلاف في يزيد قديم، ولا يجوز أن يبنيى عليه ولاء وبراء بين أهل السنة، والامتحان على ذلك بدعة من البدع التي نص عليها شيخ الإسلام ابن تيمية.
ولكن إن كان المخالف رافضيا أو ناصبيا، فيدخل ذلك في جملة الولاء والبراء.
- هل يجب إثارة مثل هذه القضايا من التاريخ الاسلامي، أم الأفضل إثارة غيرها من الاحداث التاريخية التي تخدم الأمة في الوقت الحاضر؟
أرى -من وجهة نظري القاصرة-، أن تفنيد القضايا التاريخية عظيمة الأثر .. من الأمور المهمة التي يجب مدارستها وتحريرها .. وبيان معتقد أهل السنة والجماعة فيها.
- ما الفائدة المرجوة من إثارة مثل هذا الموضوع؟
المرجو معرفة ما استقر عليه أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع .. وموقفهم من يزيد لأنه كان أحد الحكام الذين حدث في عهده أمور عظيمة، وعاصره جمع من الصحابة الكرام.
جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم.
بورك فيك وفي قلمك!
وأما أني ما أحسنت بوضع تلكم النقاط بقدر إحسانك بهذه الأجوبة المتينة!.
أحسن الله إليك ورزقك رفقة نبيه في الفردوس الأعلى.
وأحسب بأنه ومن بعد هذه المشاركة التي أدليت بها هاهنا مع تلكم الأخيرة السابقة لردي هذا لكفيلة وكافية لإنهاء هذا الموضوع!،، وبالعامية (انت عملت اللي عليك) فاترك الأمر للقراء.
فمن كان يبحث عن الحق فسيوفقه الله تعالى للحق والصواب.
اللهم اهدنا الصراط المستقيم، واهدنا لما اختلف فيه من الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:22]ـ
اللهم ّ إني أِشهدك أنه لم يكن في نيتي لمز و لا تعريض، و دعائي للإخوة - و الله يشهد - أنه كان صادقاً، و الله الذي رفع السماء و خفض الأرض أنني كنت صادقاً في ما دعوت به، و الله الذي لا إله إلا هو أني لست بشيعي و لا متشيع، و لا أمالي الرافضة و لا أحبهم، و الله الذي لا إله إلا هو أنني لم ألعن يزيداً، و لا ألعن أحداً ممن ثبت اسلامه.
أُقْسِمُ بالله و آياتِهِ --- شهادةً باطنة ً، ظاهره.
و القضيةُ عندي ليست محبة و لا مسبة، و لا لعنة و لا مخبة، إنما هي التاريخ و قراءة التاريخ، و الملكية الدستورية التي نشأت في الشرع المبدل من بداية سَلطنة معاوية - رضي الله عنه و أرضاه -، و الله وليُّ المسلمين.
ملاحظة: ضبط الإمضاء - كي لا يرتبط ارتباطاً نفسياً بالعراق و التشيع -، على وزن "ابن عَرَّاق الكناني" صاحب "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"، على علمي بقولَيّ العلماء: ابن عِراق، و ابن عَرَّاق، و الأخير أشهر عند المحدثين، و قد رَجّحَ الزركلي - رحمه الله -: ابن عِراق، إذْ قال: و هو بفتح العين و تشديد الراء خطأ، قال عبد القادر يخاطب والد صاحب الترجمة:
يا ابن العِراق تَهنَّ يا ولدي و طِب --- ما كلُّ من طلبَ السعادة نالها.
ننظر الأعلام: 5 / ص 12
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 04:41]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
وأشكر أخي حمدان على حسن ظنه بأخيه.
أخي الحبيب الأوزاعي .. جزاك الله خيرًا، ونفع بك أينما كنت.
وهذا ما أنا بصدده نزولا عد رغبتك واقتراحك الطيب .. وهذه مشاركاتي الأخيرة في هذا الموضوع -إن شاء الله- إلا أن يشاء الله شيئًا.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 04:55]ـ
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه و سلم:
يقول الدكتور حاكم المطيري - حفظه الله -: فقد أرادها معاوية - رضي الله عنه - ملكية شورية "ملكية دستورية". (الحرية و الطوفان/117).
#تم إغلاق الموضوع لتكرر خروج الأعضاء عن الموضوع# الإشراف#(/)
هل يجوز التلفظ بالكفر والنطق بالشرك لأجل تقرير التوحيد؟!!
ـ[حسّان]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 09:40]ـ
يجوز النطق بالكفر، والتلفظ بالشرك، إذا كان القصد من وراء ذلك تقرير عقيدة التوحيد
قال الله جلّ وعلا:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78)}
ثم أبطل إبراهيم عليه السلام ربوبيتها جميعا، لأنها تأفل (تغيب) عن عابديها، وما كان كذلك لا يصلح أن يكون ربا معبودا من دون الله.
عندها أعلن الخليل عليه السلام عقيدة التوحيد بقوله: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}
وما كان له عليه السلام أن يسلك هذا المسلك في المناظرة، ولا أن يستعمل هذا الأسلوب في الجدل إلا بتوقيف من الله جل جلاله، وتعليم منه سبحانه وتعالى، وأراد الله سبحانه أن يبيّن لنا ذلك فقال عزّ من قائل: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}
قاله أخوكم: أبو وائل حسّان شعبان حفظه الله (ابتسامة)(/)
جواب حول إشكال في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 11:48]ـ
السؤال:
أشكل علي قول شيخ الإسلام: ((وَمَا كَانَ كُفْرًا مِنْ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ: كَالسُّجُودِ لِلْأَوْثَانِ وَسَبِّ الرَّسُولِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لِكَوْنِهِ مُسْتَلْزِمًا لِكُفْرِ الْبَاطِنِ وَإِلَّا فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ سَجَدَ قُدَّامَ وَثَنٍ وَلَمْ يَقْصِدْ بِقَلْبِهِ السُّجُودَ لَهُ بَلْ قَصَدَ
السُّجُودَ لِلَّهِ بِقَلْبِهِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كُفْرًا وَقَدْ يُبَاحُ ذَلِكَ إذَا كَانَ بَيْنَ
مُشْرِكِينَ يَخَافُهُمْ عَلَى نَفْسِهِ فَيُوَافِقُهُمْ فِي الْفِعْلِ الظَّاهِرِ وَيَقْصِدُ
بِقَلْبِهِ السُّجُودَ لِلَّهِ كَمَا ذُكِرَ أَنَّ بَعْضَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَعَلَ نَحْوَ ذَلِكَ مَعَ قَوْمٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى دَعَاهُمْ إلَى
الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْهِ وَلَمْ يُظْهِرْ مُنَافِرَتَهُمْ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ.
ما معنى هذا الكلام؟)).
الجواب بحول الله وقوته
هذا النقل أخطأ في فقهه طائفتان من الناس:
الأولى: من زعمت أن السجود للصنم من الأفعال المحتملة بحيث من سجد لصنم وزعم أنه لا يريد عبادته أنه لا يكفر ..
والثانية: من لم تفقه مراد الشيخ منه، وتعلقت ب (لو قدر) تارة وبالإكراه تارة ..
وكل ذلك أجنبي عن مراد الشيخ ..
وليس في النقل المذكور عن الشيخ إشكال ..
وأصل ذلك:
أن الفعل إنما يصدر عن عقد القلب على هذا الفعل ..
فالفعل الظاهر في مسألتنا هاهنا هو السجود لله ..
وعقد القلب هاهنا إنما هو على السجود لله ..
فتلازم الظاهر والباطن على نفس الفعل المعين الذي هو السجود لله وهو فعل إيماني لا لبس فيه ..
الآن أين وجه الإشكال:
الإشكال في أن هذا السجود كان قدام الوثن،هذا هو تعبير الشيخ وهو تعبير دقيق غاية ..
فالشيخ -رحمه الله- لم يقل: فلو قدر أن رجلاً سجد لوثن،وإنما قال بالحرف: ((فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ سَجَدَ قُدَّامَ وَثَنٍ)).
فمحل الإيهام الذي سيقوم به الرجل تقية أو نحوه، ليس أنه سيسجد للوثن،بل محل الإيهام هو أنه سيسجد لله قدام الوثن ..
فالفعل الظاهر هو السجود لله ..
والفعل الباطن هو نية السجود لله ..
أما كون ذلك قدام الوثن فهو ليوهم الكفار فعلاً وقصداً غير الفعل والقصد الذي سيفعل ..
أمثلة:
1 - دين الإسلام دين إرهابي لمن لا ينضوي تحت مظلته و لا يتسامح معهم ويسفك دمائهم.
هذه العبارة تُطلق وتكون عبارة إيمانية ظاهراً وباطناً ..
لكنها بالنسبة لبعض مستمعيها قد تكون: سباً لدين الإسلام وتجريحاً له وهذا كفر.
2 - محمد يحب النساء وهو قتال يسفك الدماء، ويدعي أنه نبي.
هذه العبارة تُطلق وتكون إيمانية ظاهراً وباطناً ..
لكنها بالنسبة لبعض مستمعيها قد تكون: سب للنبي صلى الله عليه وسلم وتجريح له وهذا كفر.
فهذه العبارات إذاً توهم معان كفرية في نفس مستمعها كما أوهم الفعل محل البحث مراداً كفرياً ..
لكن عند التأمل: سنجد أن محل هذا الكفر ليس هو باطن الفاعل أو القائل؛لأن يقصد معاني صحيحة في نفسها.
وليس محله ظاهر الفاعل؛لأنه قال أقوالاً لها وجه صحيح وقد أراد هو الوجه الصحيح فكان الوجه الصحيح هو ظاهر قوله الذي قاله وفي مسألتنا: هو قد سجد لله ظاهراً ..
لكن وقوع العبارات بصيغة تحتمل الكفر ووقوع الفعل بصورة توهم الكفر لكونه قدام وثن: هذا الإيهام والاحتمال إنما هو في نظر الناظر وسمع السامع وليس في نفس الأمر الظاهر أو الباطن ..
مثالان أخيرن توضيحيان:
1 - الصبي الذي قتله الخضر ..
ما باطن فعل الخضر؟
الجواب: طاعة الله ..
وما ظاهر فعل الخضر في نفس الأمر؟
الجواب: طاعة الله.
وما هو الظاهر الذي توهمه موسى عليه السلام؟
الجواب: معصية الله.
2 - من انضم لجيش الكفار في حربهم على المسلمين،وحمل السيف معهم يريد بذلك أن يدل على مقاتلهم بعدُ ..
فباطن فعله إيماني،وظاهر فعله الذي أراده في نفس الأمر: إيماني ..
بينما ظاهر فعله الذي يتوهمه الناظر هو ظاهر كفري أو على الأقل كبيرة من الكبائر، وهو خيانة المسلمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فحقيقة التعارض في مسألتنا يا أبا محمد ليست بين ظاهر فعل الرجل وباطنه في نفس الأمر ..
بل بين باطن فعله، وظاهر الفعل الذي توهمه الكفار ..
فعدم استلزام الظاهر للباطن الواقع هنا إنما هو عدم استلزام الظاهر الذي توهمه الكفار للباطن الذي يقصده الرجل ..
وهذا لا إشكال فيه فلا يشترط أن يتلازم باطن الفعل مع الظاهر الذي يتوهمه الناس، وإنما الشرط هو تلازم باطن الفعل مع ظاهر الفعل في نفس الأمر ..
و ظاهر فعل الرجل إذا نحينا توهم الكفر كان هو وباطنه متلازمان ..
فحقيقة مراد الشيخ الذي لم ينتبه له لا الذي استدل بهذا النقل ولا حتى الشيخ ناصر الفهد في محاولته تأويل هذا النقل= هو تقرير للون من ألوان المعاريض ..
وأحب هاهنا أن أسوق كلام الشيخ عن المعاريض ملوناً مواضع معينة من تدبر هذه المواضع المعينة وربطها بمسألتنا = أرجو أن يبين له وجه الحق بإذن الله ..
قال الشيخ: ((الْمَعَارِيضُ وَهِيَ أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِكَلَامٍ جَائِزٍ يَقْصِدُ بِهِ مَعْنًى صَحِيحًا وَيَتَوَهَّمُ غَيْرُهُ أَنَّهُ قَصَدَ بِهِ مَعْنًى آخَرَ , وَيَكُونُ سَبَبُ ذَلِكَ التَّوَهُّمِ كَوْنَ اللَّفْظِ مُشْتَرَكًا بَيْنَ حَقِيقَتَيْنِ لُغَوِيَّتَيْنِ أَوْ عُرْفِيَّتَيْنِ , أَوْ شَرْعِيَّتَيْنِ , أَوْ لُغَوِيَّةٍ مَعَ أَحَدِهِمَا , أَوْ عُرْفِيَّةٍ مَعَ شَرْعِيَّةٍ فَيَعْنِي أَحَدَ مَعْنَيَيْهِ وَيَتَوَهَّمُ السَّامِعُ أَنَّهُ إنَّمَا عَنَى الْآخَرَ لِكَوْنِ دَلَالَةِ الْحَالِ تَقْتَضِيهِ , أَوْ لِكَوْنِهِ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا ذَلِكَ الْمَعْنَى , أَوْ يَكُونُ سَبَبُ التَّوَهُّمِ كَوْنَ اللَّفْظِ ظَاهِرًا فِيهِ مَعْنًى فَيَعْنِي بِهِ مَعْنًى يَحْتَمِلُهُ بَاطِنًا فِيهِ بِأَنْ يَنْوِيَ مَجَازَ اللَّفْظِ دُونَ حَقِيقَتِهِ , أَوْ يَنْوِيَ بِالْعَامِّ الْخَاصَّ أَوْ بِالْمُطْلَقِ الْمُقَيَّدَ , أَوْ يَكُونَ سَبَبُ التَّوَهُّمِ كَوْنَ الْمُخَاطَبِ إنَّمَا يَفْهَمُ مِنْ اللَّفْظِ غَيْرَ حَقِيقَتِهِ بِعُرْفٍ خَاصٍّ لَهُ , أَوْ غَفْلَةٍ مِنْهُ , أَوْ جَهْلٍ مِنْهُ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ [وفي مسألتنا سبب التوهم هو كون الرجل سجد قدام الوثن فأوهم أنه يسجد له] مَعَ كَوْنِ الْمُتَكَلِّمِ إنَّمَا قَصَدَ حَقِيقَتَهُ [أي قصد حقيقة السجود لله فسجد له].
فَهَذَا - إذَا كَانَ الْمَقْصُودُ بِهِ دَفْعَ ضَرَرٍ غَيْرِ مُسْتَحَقٍّ - جَائِزٌ كَقَوْلِ الْخَلِيلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ أُخْتِي " , وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ** نَحْنُ مِنْ مَاءٍ} وَقَوْلِ الصِّدِّيقِ: رَجُلٌ يَهْدِينِي السَّبِيلَ , وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَّى غَيْرَهَا , وَكَانَ يَقُولُ: ** الْحَرْبُ خَدْعَةٌ}
وَقَدْ يَكُونُ وَاجِبًا إذَا كَانَ دَفْعُ ذَلِكَ الضَّرَرِ وَاجِبًا وَلَا يَنْدَفِعُ إلَّا بِذَلِكَ مِثْلُ التَّعْرِيضِ عَنْ دَمٍ مَعْصُومٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ , وَتَعْرِيضُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ يَكُونُ مِنْ هَذَا السَّبِيلِ.
وَهَذَا الضَّرْبُ نَوْعٌ مِنْ الْحِيَلِ فِي الْخِطَابِ , لَكِنَّهُ يُفَارِقُ الْحِيَلَ الْمُحَرَّمَةَ مِنْ الْوَجْهِ الْمُحْتَالِ عَلَيْهِ وَالْوَجْهِ الْمُحْتَالِ بِهِ: أَمَّا الْمُحْتَالُ عَلَيْهِ هُنَا فَهُوَ دَفْعُ ضَرَرٍ غَيْرِ ضَرَرٍ مُسْتَحَقٍّ , فَإِنَّ الْجَبَّارَ كَانَ يُرِيدُ أَخْذَ امْرَأَةِ إبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهَا امْرَأَتُهُ , وَهَذَا مَعْصِيَةٌ عَظِيمَةٌ وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الضَّرَرِ , وَكَذَلِكَ بَقَاءُ الْكُفَّارِ غَالِبِينَ عَلَى الْأَرْضِ , أَوْ غَلَبَتُهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ أَعْظَمِ الْفَسَادِ فَلَوْ عَلِمَ أُولَئِكَ الْمُسْتَجِيرُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتَرَتَّبَ عَلَى عِلْمِهِمْ شَرٌّ طَوِيلٌ , وَكَذَلِكَ عَامَّةُ الْمَعَارِيضِ الَّتِي يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهَا فَإِنَّ عَامَّتَهَا إنَّمَا جَاءَتْ حَذَرًا مِنْ تَوَلُّدِ شَرٍّ عَظِيمٍ عَلَى الْأَخْبَارِ .. فكُلُّ مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
حَرُمَ بَيَانُهُ فَالتَّعْرِيضُ فِيهِ جَائِزٌ بَلْ وَاجِبٌ إنْ اُضْطُرَّ إلَى الْخِطَابِ وَأَمْكَنَ التَّعْرِيضُ فِيهِ - كَالتَّعْرِيضِ لِسَائِلٍ عَنْ مَعْصُومٍ يُرِيدُ قَتْلَهُ - , وَإِنْ كَانَ بَيَانُهُ جَائِزًا أَوْ كِتْمَانُهُ جَائِزًا , وَكَانَتْ الْمَصْلَحَةُ الدِّينِيَّةُ فِي كِتْمَانِهِ كَالْوَجْهِ الَّذِي يُرَادُ عَزْوُهُ فَالتَّعْرِيضُ أَيْضًا مُسْتَحَبٌّ هُنَا , وَإِنْ كَانَتْ الْمَصْلَحَةُ الدُّنْيَوِيَّةُ فِي كِتْمَانِهِ , فَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ فِي الْإِظْهَارِ - وَالتَّقْدِيرُ أَنَّهُ مَظْلُومٌ بِذَلِكَ الضَّرَرِ - , جَازَ لَهُ التَّعْرِيضُ فِي الْيَمِينِ وَغَيْرِهَا ... وَفِي الْجُمْلَةِ فَالتَّعْرِيضُ مَضْمُونُهُ أَنَّهُ قَالَ قَوْلًا فَهِمَ مِنْهُ السَّامِعُ خِلَافَ مَا عَنَاهُ الْقَائِلُ إمَّا لِتَقْصِيرِ السَّامِعِ فِي مَعْرِفَةِ دَلَالَةِ اللَّفْظِ , أَوْ لِتَبْعِيدِ الْمُتَكَلِّمِ وَجْهَ الْبَيَانِ , وَهَذَا غَايَتُهُ أَنَّهُ سَبَبٌ فِي تَجْهِيلِ الْمُسْتَمِعِ بِاعْتِقَادٍ غَيْرِ مُطَابِقٍ , وَتَجْهِيلُ الْمُسْتَمِعِ بِالشَّيْءِ إذَا كَانَ مَصْلَحَةً لَهُ كَانَ عَمَلَ خَيْرٍ مَعَهُ , فَإِنَّ مَنْ كَانَ عِلْمُهُ بِالشَّيْءِ يَحْمِلُهُ عَلَى أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ كَانَ أَنْ لَا يَعْلَمَهُ خَيْرًا لَهُ , وَلَا يَضُرُّهُ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَتَوَهَّمَهُ بِخِلَافِ مَا هُوَ إذَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ أَمْرًا يُطْلَبُ مَعْرِفَتُهُ , إنْ لَمْ يَكُنْ مَصْلَحَةً لَهُ بَلْ مَصْلَحَةً لِلْقَائِلِ = كَانَ أَيْضًا جَائِزًا , لِأَنَّ عِلْمَ السَّامِعِ إذَا فَوَّتَ مَصْلَحَةً عَلَى الْقَائِلِ كَانَ لَهُ أَنْ يَسْعَى فِي عَدَمِ عِلْمِهِ , وَإِنْ أَفْضَى إلَى اعْتِقَادٍ غَيْرِ مُطَابِقٍ فِي شَيْءٍ سَوَاءٌ عَرَفَهُ , أَوْ لَمْ يَعْرِفْهُ , فَالْمَقْصُودُ بِالْمَعَارِيضِ فِعْلٌ وَاجِبٌ , أَوْ مُسْتَحَبٌّ أَوْ مُبَاحٌ أَبَاحَ الشَّارِعُ السَّعْيَ فِي حُصُولِهِ , وَنَصَبَ سَبَبًا يُفْضِي إلَيْهِ أَصْلًا وَقَصْدًا , فَإِنَّ الضَّرَرَ قَدْ يُشْرَعُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَقْصِدَ دَفْعَهُ , وَيَتَسَبَّبَ فِي ذَلِكَ , وَلَمْ يَتَضَمَّنْ الشَّرْعُ النَّهْيَ عَنْ دَفْعِ الضَّرَرِ ..
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْمُحْتَالِ بِهِ فَإِنَّ الْمُعْتَرِضَ إنَّمَا تَكَلَّمَ بِحَقٍّ وَنَطَقَ بِصِدْقٍ فِيمَا بَيَّنَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَا سِيَّمَا إنْ لَمْ يَنْوِ بِاللَّفْظِ خِلَافَ ظَاهِرِهِ فِي نَفْسِهِ , وَإِنَّمَا كَانَ الظُّهُورُ مِنْ ضَعْفِ فَهْمِ السَّامِعِ وَقُصُورِهِ فِي
مَعْرِفَةِ دَلَالَةِ اللَّفْظِ , وَمَعَارِيضُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِزَاحُهُ عَامَّتُهُ كَانَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ مِثْلُ قَوْلِهِ: " ** نَحْنُ مِنْ مَاءٍ} , وَقَوْلِهِ: ** إنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ} ** وَزَوْجُك الَّذِي فِي عَيْنِهِ بَيَاضٌ} , ** وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَجُوزٌ}.
وَأَكْثَرُ مَعَارِيضِ السَّلَفِ كَانَتْ مِنْ هَذَا .. وَكَثِيرٌ مِنْ وُجُوهِ اخْتِلَافِهِ قَدْ لَا يَبِينُ بِنَفْسِ اللَّفْظِ , بَلْ يُرَاجَعُ فِيهِ إلَى قَصْدِ الْمُتَكَلِّمِ , وَقَدْ يَظْهَرُ قَصْدُهُ بِدَلَالَةِ الْحَالِ , وَقَدْ لَا يَظْهَرُ ..
وَهُنَا فَرْقٌ ثَالِثٌ , وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْمُعَرِّضُ إمَّا أَنْ يَكُونَ أَبْطَلَ بِالتَّعْرِيضِ حَقًّا لِلَّهِ , أَوْ لِآدَمِيٍّ , فَأَمَّا مِنْ جِهَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ , فَلَمْ يُبْطِلْ حَقًّا لَهُ , لِأَنَّهُ إذَا نَاجَى رَبَّهُ سُبْحَانَهُ بِكَلَامٍ وَعَنَى بِهِ مَا يَحْتَمِلُهُ مِنْ الْمَعَانِي الْحِسِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ مَلُومًا فِي ذَلِكَ وَلَوْ كَانَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَفْهَمُونَ مِنْهُ خِلَافَ ذَلِكَ , لِأَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِالسَّرَائِرِ وَاللَّفْظُ مُسْتَعْمَلٌ فِيمَا هُوَ مَوْضُوعٌ لَهُ , وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْآدَمِيِّ فَلَا يَجُوزُ التَّعْرِيضُ إلَّا إذَا لَمْ يَتَضَمَّنْ إسْقَاطَ حَقِّ مُسْلِمٍ , فَإِنْ تَضَمَّنَ إسْقَاطَ حَقِّهِ حَرُمَ بِالْإِجْمَاعِ. فَثَبَتَ أَنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
التَّعْرِيضَ الْمُبَاحَ لَيْسَ مِنْ الْمُخَادَعَةِ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ فِي شَيْءٍ , وَإِنَّمَا غَايَتُهُ أَنَّهُ مُخَادَعَةٌ لِمَخْلُوقٍ أَبَاحَ الشَّارِعُ مُخَادَعَتَهُ لِظُلْمِهِ جَزَاءً لَهُ عَلَى ذَلِكَ - وَلَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ مُخَادَعَةِ الظَّالِمِ جَوَازُ مُخَادَعَةِ الْمُحِقِّ , فَمَا كَانَ مِنْ التَّعْرِيضِ مُخَالِفًا لِظَاهِرِ اللَّفْظِ فِي نَفْسِهِ كَانَ قَبِيحًا إلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ , وَمَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كَانَ جَائِزًا إلَّا عِنْدَ تَضَمُّنِ مَفْسَدَةٍ , وَاَلَّذِي يَدْخُلُ فِي الْحِيَلِ إنَّمَا هُوَ الْأَوَّلُ , وَقَدْ ظَهَرَ الْفَرْقُ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ قَصَدَ بِاللَّفْظِ مَا يَحْتَمِلُهُ اللَّفْظُ أَيْضًا. وَأَنَّ هَذَا الْقَصْدَ لِدَفْعِ شَرٍّ , وَالْمُحْتَالُ قَصَدَ بِاللَّفْظِ مَا لَا يَحْتَمِلُهُ وَقَصَدَ بِهِ حُصُولَ شَرٍّ.
واعلم أن الْمَعَارِيضَ كَمَا تَكُونُ بِالْقَوْلِ فَقَدْ تَكُونُ بِالْفِعْلِ وَقَدْ تَكُونُ بِهِمَا.
مِثَالُ ذَلِكَ: أَنْ يُظْهِرَ الْمُحَارِبُ أَنَّهُ يُرِيدُ وَجْهًا مِنْ الْوُجُوهِ وَيُسَافِرَ إلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ لِيَحْسَبَ الْعَدُوُّ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ ثُمَّ يَكِرَّ عَلَيْهِ , أَوْ يَسْتَطْرِدَ الْمُبَارِزُ بَيْنَ يَدَيْ خَصْمِهِ لِيَظُنَّ هَزِيمَتَهُ , ثُمَّ يَعْطِفَ عَلَيْهِ , وَهَذَا مِنْ مَعْنَى قَوْلِهِ: ** الْحَرْبُ خَدْعَةٌ} وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَّى بِغَيْرِهَا)).
ومن أصر على أن صورة المسألة هي نية السجود لله بالقلب والسجود للصنم بالجوارح قيل له:
هذا خطأ في تصور الفعل الظاهر،ومن أعاجيب هذا الخطأ أنكم قدرتم وقوع ما لا وجود له في الكون ألا وهو وجود فعل بغير نية ..
فقد قدرتم أن الظاهر هو السجود للصنم والسؤال أين نية السجود للصنم،وكيف حصل السجود للصنم من غير نية؟
هذا رجل نوى بقلبه السجود لله فسجد لله بجوارحه،من أين أتيتم أنه سجد للصنم بجوارحه؟
الحال أن هذا الفعل الذي هو السجود للصنم لم يقع قط،وكيف يقع مالم يعمد صاحبه إلى فعله إلا على سبيل الخطأ ..
فظاهر الفعل الذي هو السجود لغير الله لم يقع من الساجد أصلاً،وغاية ما معكم هو ظن الناظر أنه يسجد للصنم،وظن الناظر هذا لا هو بباطن الفعل ولا هو بظاهر الفعل ولا هو شيء ..
ولو كان السجود للصنم مع نية السجود لله -إن قدر وقوع هذا الخيال- لا يكون كفراً،لما كان هناك فرق بين المكره وغير المكره في عدم التكفير ولم يكن لكلام الشيخ عن الشيوخ الذين فعلوه تأليفاً له محل ..
الآن الجوارح تحركت للسجود للصنم كما تظنون = فأين نية هذا التحرك التي حركت الجسد ..
كيف يأمر القلب بالسجود لله فتسجد الجوارح للصنم؟
وكيف تسجد الجوارح للصنم من غير نية القلب السجود للصنم؟؟
كيف؟؟!!!
هذا ما عندي من البيان وأسأل الله أن يجعله خالصاً صواباً ..
..
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 01:43]ـ
بوركت يا شيخ أبا فهر ..
وإثراء للموضوع
سأطرح أسئلة
وتحملنا يا فضيلة مولانا عم الحج أبو فهر:):)
الذي قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك
وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ من شدة الفرح
هل الفعل أو القول هنا هو دعاء الله وطاعة الله
وقد علمنا أن قلبه عقد ذلك
هل ما صدر منه وما يفهم من كلامه هو توهم من السامع
والقول الظاهر في نفس الأمر = طاعة الله ودعاءه
وهل الظاهر والباطن تلازما هنا في نفس الأمر وإنما قد يحصل التعارض في نفس المستمع
فإن كان كذلك فبين بارك الله وفيك
ولم قال النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ
إن كان هو مصيب في نفس الأمر؟
والخطأ إنما حصل بسبب توهم السامع
وإن كان عكس ذلك
فأين نية ذلك القول الظاهر؟
وهل يكون قولا بغير نية؟
فإن كان عقد قلبه على الطاعة والعبادة فلمَ ظهر عكس ذلك على الجوارح؟
وانظر إلى كلام شيخ الإسلام: "فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ سَجَدَ قُدَّامَ وَثَنٍ وَلَمْ يَقْصِدْ بِقَلْبِهِ السُّجُودَ لَهُ بَلْ قَصَدَ السُّجُودَ لِلَّهِ بِقَلْبِهِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كُفْرًا"
هل أفهم من كلام ابن تيمية أن الفعل الظاهر سجود لغير الله
وإن كان غير ذلك فأين هو من كلام الشيخ
وخاصة أنه علق المسألة بالقلب.
فقال: ولم يقصد بقلبه السجود له - أي الوثن- بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك كفرا
إلخ إلخ
فإن كان مني سوء فهم لكلامك
فصحح لي شيخنا الكريم
والسلام عليكم:):)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 02:35]ـ
بارك الله فيك أبا أويس ..
الفعل الظاهر في الخطأ هو أنت عبدي والباطن هو أنت ربي والفعل الظاهر فارق الباطن بسبب خطأ سبق اللسان، ولا إشكال في مفارقة الظاهر للباطن على جهة سبق اللسان وذهول الذهن فهذا خارج عن محل النزاع، وإنما البحث في امتناع وجود عمل ظاهر بغير نيته قصداً، أما وقوعه من غير قصد فمجرد قولك من غير قصد له يعني من غير نية له وهذا مخصوص بحالة الخطأ كما هو معلوم، ومثله في الضد: النوم والجنون، ففيهما لا توجد نية معتبرة، وفي الخطأ لا يوجد فعل معتبر، وفي الإكراه لا تعتبر النية ولا الفعل والجامع لكل هؤلاء هو ارتفاع التكليف ..
أما إذا كانت النية من مكلف عاقل لنيته ليس مجنوناً ولا نائماً والفعل من مكلف يُنفذ أمر نيته لم تسبقه جوارحه فتتحرك بغير إرادته حركة الرجفان = فيمتنع صدور فعل إلا عن نية ويمتنع أن تنتج نية الفعل غيره ..
وسؤالك الثاني أولى أن تجيب أنت عليه إذا أجبت عن:
أين في كلام الشيخ أن السجود كان لغير الله؟
بوركت أيها المحب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 04:08]ـ
لو أن رجلا كافرا أعطى لرجل مسلم مالا لأجل أن يسجد هذا المسلم للصنم
فأخذ المسلم المال وسجد لله أمام الصنم و أوهم هذا الكافر أنه سجد للصنم فهل يكفر هذا المسلم أم لا؟
وهل السجود من الأفعال المحتملة فلا يكفر الساجد للقبر لاحتمال سجوده لله؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 04:46]ـ
بارك الله فيك ..
نتفق أولاً على نقطتين محكمتين:
الأولى: أن ما احتمل من الأفعال أن يكون هو الفعل الناقض أو أن يكون فعلاً غير ناقض تشتبه صورته بالفعل الناقض أنه لا يجوز التكفير به قبل الاستفصال، ومثاله من فعل نوع جس على المسلمين لمودة ورحم له في الكفار غلبته فإن فعله يشتبه بهذا،ولكن يدخله أيضاً احتمال تولي الكفار الناقض للإيمان= فوجب الاستفصال ..
الثانية: أن من سجد لصنم ولو لغرض دنيوي أنه كافر وأن السجود للصنم ليس من الأفعال المحتملة بل و كفر محض لا استفصال فيه إلا عن الإكراه
الآن:
هل جهة الاحتمال في مسألتنا هي السجود للصنم وأنه قد يكون كفراً وقد لا يكون؟
الجواب: لا بالطبع،بل السجود للصنم لا يكون إلا كفراً بل لا يدخله حتى احتمال التحية الذي يدخل السجود للأحياء، وقد بين هذا بياناً مختصراً نافعاً الشيخ عبد الرحمن البراك في نصيحته القديمة للأخ عبد العزيز الريس.
وإنما جهة الاحتمال في مسألتنا هي: هل هذا سجود للصنم أم سجود لله بحضرة الصنم وقدامه؟
ومثلها: من رأيناه يذبح عند البدوي؛ فإنه يدخله الاحتمال،هل هو يذبح للبدوي فيكون ناقضاً، أم يذبح لله عند البدوي فيكون بدعة.
ومثلها: من رأيناه رافعاً يده ناكساً رأسه خاشعاً خاضعاً أمام مقام الحسين الفضي ممسكاً بأعواد النعناع؛فإنه يدخله الاحتمال، هل هو يدعو الحسين ويستغيثه، أم هو يدعو الله عند المقام لشرف المحل وبركة المقبور؟
فالأولى من هذه الاحتمالات: هي كفر ينقض الإيمان ..
والثانية: بدعة ضلالة، لكنها لا ترقى لدرجة الكفر بلا نزاع أعلمه.
نأتي لسؤاليك:
1 - لو أن رجلا كافرا أعطى لرجل مسلم مالاً لأجل أن يسجد هذا المسلم للصنم فأخذ المسلم المال وسجد لله أمام الصنم و أوهم هذا الكافر أنه سجد للصنم فهل يكفر هذا المسلم أم لا؟
الجواب: إذا سجد لله أمام الصنم طلباً لمال موهماً أنه سجد للصنم = كان سجوده لله لا للصنم فلا مناط ليكفر به وإنما يأثم إثمين: إثم البدعة وهي عبادة الله في محل يعبد فيه غير الله، وإثم رضاء أن يتوهم أن أشرك بالله، ومثله من يقبض مالاً ليذبح للبدوي فيأخذه ويذبح لله في حرم البدوي.
2 - وهل السجود من الأفعال المحتملة فلا يكفر الساجد للقبر لاحتمال سجوده لله؟
الجواب: أما في الجملة فنعم، وإلا فليس كل حالة معينة يطرأ عليها هذا الاحتمال، بل ضبط دخول هذا الاحتمال وعدمه وتحقيق مناطاته يرجع لنظر القاضي، وقد يقضي للقرائن بكذب ادعاء المعين أنه ساجد لله لا للصنم.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 04:54]ـ
شيخنا ابا فهر بارك الله فيك
هل انت تتكلم هنا عن حكم الفعل في مشاركتك الاخيره بالنسبه لمن يقوم بالفعل ام لمن يرى ذلك منه فمرة تقول قطعية الكفر و مرة تقول بالاستفصال
جزاك الله خيرا فقد استشكلت الكثير مما تقول
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 05:05]ـ
والله يا سيدنا مش فاهم السؤال بس هحاول:
1 - السجود للصنم كفر لا شك فيه ولا استفصال إلا عن الإكراه ونحوه مما يتصل بعوارض الأهلية لا بصفة الفعل وأنه كفر فهو كفر على كل حال ..
2 - الآن من رأى رجلاً ساجداً قدام صنم ماذا يفعل؟
نقول يجب عليه الاستفصال،لا لأن السجود للصنم محتمل؛وإنما لإمكان كون هذا ليس سجوداً للصنم أصلاً ..
مثلاً:
مقام الحسين في المسجد يعترض القبلة فلو رأيت رجلاً يصلي فيركع ويسجد لاتجاه المقام متحرفاً عن القبلة ما حكمه؟
الجواب: هذا كفر مستبين لا احتمال فيه ومن فعله كان كافراً (الإكراه والجهل قصة أخرى المهم أن هذا كفر لا احتمال فيه)،فاحتمال كون عبادته لله ملغى بدلالة تحرفه عن القبلة.
طيب لو رأيت رجلاً يسجد للمقام في الجهة التي يكون المقام والقبلة فيها على خط واحد، في هذه الحالة يقوم احتمالان رئيسان:
الأول: أنه يسجد للمقام (وهذا كفر).
الثاني: أنه يسجد لله بحضرة المقام لشرف البقعة (وهذا بدعة لا يكون كفراً).
وتمام تحقيق الاحتمالات والنظر فيها منوط بالقاضي ..
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 05:33]ـ
جزاك الله خيرا هكذا اتضحت المسألة لي و قد آتت المحاوله ثمارها (ابتسامه)
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 06:13]ـ
الأخ أبوفهر أليس أخذ الرجل المال مقابل السجود للصنم (وليس مقابل السجود لله عند الصنم) أليس هذا كفر؟
وهل الإتفاق على أمر كفري معلوم قطعي لايصير كفرا إلا بعد تنفيذه ام بمجرد الإتفاق؟ (بغض النظر عن عدم التنفيذ أو التنفيذ بصورة موهمه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 07:29]ـ
أصدقك القول اخي
وددت لو استطعت قراءة ماكتبت إلا أنك جعلته بخط يحتاج الى برنامج فك الشيفرات
أخي ليس كل الناس صقور ... إرفق رفق الله بك
ردي هذا فقط لتأخذ حسابك في المواضيع القادمه بارك الله فيك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 08:20]ـ
الأخ أبوفهر أليس أخذ الرجل المال مقابل السجود للصنم (وليس مقابل السجود لله عند الصنم) أليس هذا كفر؟
وهل الإتفاق على أمر كفري معلوم قطعي لايصير كفرا إلا بعد تنفيذه ام بمجرد الإتفاق؟ (بغض النظر عن عدم التنفيذ أو التنفيذ بصورة موهمه)
بارك الله فيك ..
لو كان كذلك = لكان اتفاق العلماء الذين ذكرهم الشيخ على السجود للصنم مع الأقوام المذكورين ثم هم سيسجدون لله ولكن يخادعونهم تأليفاً = لكان ذلك كفراً، ولم ينفعهم غرض التأليف ..
يقول الشيخ: ((كَمَا ذُكِرَ أَنَّ بَعْضَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَعَلَ نَحْوَ ذَلِكَ مَعَ قَوْمٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى دَعَاهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْهِ وَلَمْ يُظْهِرْ مُنَافِرَتَهُمْ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ)).
فأنت ترى معي أن مقتضى هذا أنهم اتفقوا معهم وأروهم أنهم يسجدون للصنم، ولم يكن هذا الاتفاق مكفراً لهم، وأنت خبير أن لو كان الاتفاق وحده مكفراً لما كان هناك صورة في هذا الباب إلا وهي كفر ..
وإنما الحال: أن هذا المتفق عليه الإثم المذكور،لكنه لا يؤاخذ بهذا الفعل المكفر إلا إذا فعله بعينه ..
وإنما يكون الاتفاق كفراً إن كان اتفاقاً على فعل الكفر ظاهراً وباطناً كأن يتفق على السجود للصنم وهو يريد ذلك،فيكون مناط التكفير هنا هو عزم قلبه على الكفر، أما في مسألتنا فلا قلبه عزم على الكفر ولا جوارحه فعلت الكفر، ولم يكن منه إلا هات وسأسجد للصنم وهو قول ليس معه نية مكفرة دافعة له وإنما هو خداع وكذب قد يكون معصية وقد يكون مباحاًُ= فإذا كان سيسجد ظاهراً قدام الصنم وباطنه سجود لله ولا يكون كافراً بذلك، فمن باب أولى إذا اتفق بلسانه على السجود للصنم وسجد لله بجوارحه وباطنه السجود لله ألا يكون كافراً بذلك ..
ومثله من يتفق مع العدو على مظاهرتهم على الكفار ونيته من البداية إذا كان في صفوفهم انخذل عنهم إما تخذيلاً لهم فيكون مثاباً غير كافر وإما خداعهم لدنيا فيكون عاصياً غير كافر ..
===
بالنسبة للخط هو عندي ظاهر فلعل المشكلة من إعدادات الوندوز لدى بعض الإخوة، وعموماً أغيره بإذن الله ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 12:47]ـ
الصواب أن من وقع في الكفر بلا تأويل ولا خطأ ولا جهل ولا إكراه , فقد وقع الكفر عليه ظاهرًا وباطنًا.
ومن يسجد للصنم ظاهرًا مقابل المال لا يكون متأولًا ولا مخطئًا ولا جاهلًا ولا مكرهًا.
ومن كان مؤمن باطنًا يستحيل أن يسجد للصنم مقابل المال , ولو بدعوى أن نيته أن يسجد لله تعالى.
لأن مجرد السجود لغير الله تعالى ناقض للإيمان من كل وجه , وهذا السجود المجرد لا يقع إلا وقد زال الإيمان الباطن حتمًا.
وأما ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله فمختلف وصورته أن ذاك العالم أو الساجد قدام الصنم , إنما أوهم من يريد إيهامهم بأنه يقع في الكفر , وهو لو استنطقوه , بأن يقول: أنا أسجد للصنم , لن ينطق بذلك وهو خالي من الموانع (الإكراه , أو التأويل) , ولو رضي بأن يسجد للصنم , أو يصرح بأنه يسجد للصنم ,فهو ليس بمؤمن باطنًا ما دام خلا من التأويل أو الإكراه.
وتنبه أن الحكاية عن فرد من العلماء لا عن جماعة , فقد قال شيخ الإسلام: ((فَعَلَ نَحْوَ ذَلِكَ)).
فبيانك الأول مسدد في شرح كلام شيخ الإسلام , وأما تفريعك عليه فباطل منكر , فحرر المسألة , والله الموفق.
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 01:07]ـ
الحمد لله رب العالمين
* لايصح أن هؤلاء العلماء إتفقوا مع المشركين على السجود للصنم،فبالنظر لماذكر عن هؤلاء العلماء لو راجعنا النص قليلا:
أين في النص أنهم إتفقوا معهم على السجود للصنم؟ والذي حصل هو الموافقة في صورة الفعل
* عند القول أنهم إتفقوا مع المشركين على السجود للصنم يعارضه التالي:
1 - بهذا يكون هؤلاء العلماء قد خدعوهم، فكيف سيسلموا بعد ذلك على يد أناس مخادعين نقضوا إتفاقًا بينهم وبين المشركين؟ مفادة السجود للصنم.
2 - لو كانوا إتفقوا معهم ماهي صورة إتفاقهم؟ ماهو الأساس الذي اخبرو به المشكرين لكي يتفقوا معهم على السجود للصنم!؟
3 - لو أن مسلمًا إعترض على هؤلاء المشركين في سجودهم للصنم لماكان لهم من حجة أعظم من إتفاق هؤلاء العلماء! معهم على السجود للاصنام , ولكانت حجة هؤلاء العلماء أنهم يريدون في خاصة انفسهم شيء آخر في غاية القبح مع وجود ذلك الإتفاق.
4 - منذ متى كانت الدعوة للتوحيد وتأليف الناس على التوحيد بالإتفاق مع المشركين على السجود لأصنامهم؟ فهل يدعى للتوحيد بالإتفاق على الشرك؟
* من صور الإمكان:
أ- حالة الإكراة
ب- حالة كون القبلة في نفس جهة الصنم
و السجود مطلقا لايحتاج عند القيام به لوجود طرف ثان ليتفق معك للقيام به فهو فعل إختياري منك
* المناط هنا:
تجويز الإتفاق على فعل الكفر مقابل الحصول على المال , وفي الثاني تجويز الإتفاق على السجود للأصنام ...
وإلا قلي
هل يجوز أن نتفق مع البوذين على السجود لبوذا مقابل الحصول على المال؟ ثم فعلا نسجد هناك عند بوذا بس نكون ساجدين لله؟
* كلامي السابق كله في القطعيات وحال المظاهرة او الإعانة هي اصلا محتمله لهذا ولهذا , والكلام عن غيرذلك، وجعل الجزئيات ذات الظروف الخاصة بها في محل العام والكلّي لايصح،وهو مسلك أهل الضلال.
والنبي صلى الله علية وسلم قال" الحرب خدعة " ولم يقل "إدعو للإسلام بالإتفاق على الشركيات وأحصلو على الأموال مقابل الإتفاق على فعل الشرك لكن لاتفعلوه"
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 03:58]ـ
فمحل الإيهام الذي سيقوم به الرجل تقية أو نحوه، ليس أنه سيسجد للوثن،بل محل الإيهام هو أنه سيسجد لله قدام الوثن ..
فالفعل الظاهر هو السجود لله ..
والفعل الباطن هو نية السجود لله ..
أما كون ذلك قدام الوثن فهو ليوهم الكفار فعلاً وقصداً غير الفعل والقصد الذي سيفعل ..
كيف يكون ذلك؟ بارك الله فيك ...
فالفعل الظاهر هاهنا هو السجود ((قدام الصنم))!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 06:39]ـ
بارك الله فيك ..
نعم هو السجود قدام الصنم ..
وهو الذبح عند البدوي ..
وهو الدعاء عند مقام الحسين ..
ولكن هل هذا سجود للصنم أم لله عند الصنم؟
وهل هو ذبح للبدوي أم لله عند البدوي؟
وهل هو دعاء صاحب المقام أم دعاء لله عند المقام؟
كل ذلك يبينه في مسألتنا أنه قصد السجود لله = فيكون الفعل الظاهر الناتج عن تلك النية هو السجود لله ..
===
بالنسبة للمسألة الأخرى فأنا مطمئن لما ذكرته فيها،وكلام شيخ الإسلام عن العلماء الذين طلبوا الألفة لا يقع إلا إذا كان العلماء والمشركين متفاهمين على أن هذا سجود للصنم، ولا يتصور أن يكون هذا تأليف إلا إذا كانوا متفاهمين على ان هذا سجود للصنم ..
وليس بحثنا في هل هذا الفعل من العلماء يجوز أم لا -وإن كان الشيخ يرى جوازه- وإنما بحثنا في أن هذا كفر أم لا، وليس بحثنا في كيف سيسلموا لمخادعين إلى آخر هذا ..
بحثنا في نص الشيخ ودلالته وأني أقول بها فإن كان ثم من يذهب لغير ذلك فهذا حقه ولا شك ..
والشيخ هنا أباح لهم أن يوهموهم أنهم سيسجدون للصنم وهم ساجدون لله ولا شك أن هذه المفاهمة لن تقع في الهواء، والقول بأنهم سيؤالفونهم من غير كلام يدل على أنهم سيسجدون للصنم=تحكم لا داعي له، وظاهر جداً من عبارة الشيخ أنه لم يجعل هذا الاتفاق كفراً ..
ومن يسجد للصنم ظاهرًا مقابل المال لا يكون متأولًا ولا مخطئًا ولا جاهلًا ولا مكرهًا
بارك الله فيك .. هذا لم ننازع فيه ..
وإنما نزاعنا فيمن سجد لله عند الصنم موهماً أنه يسجد للصنم مقابل مال، أين هو مناط الكفر في فعله؟
إن قلت أنه قبض مالاً وكذب وخادع وقال إن سيسجد للصنم مقابله = قلنا ليس هذا مناطاً للكفر،ومن قال قبض مالاً ليقتل ليس قاتلاً حتى يقتل، ومن قبض مالاً ليزني ليس زانياً حتى يزني،ومن قبض مالاً ليذبح لغير الله فليس مشركاً حتى يقع منه الفعل الناقض للإيمان .. ولا يقال هذا قتل وذاك شرك؛ لأن الشرك هو شرك فعلي والحجة قائمة أن الفعل لا يقع ولا يكون مناطاً للأحكام حتى يقع هذا الفعل أم مجرد الاتفاق على إيقاعه فليس هو نفسه الإيقاع ليناط به الحكم ..
فإن قيل: فيكون كفراً قولياً = قلنا: القول هنا صدر عن كذب ومخادعة وعزم القلب على كونه خلاف المراد فبطل أن يكون قولاً كفرياً،والقول هنا هو نفسه (سأفعل) ولا حجة على أن من قال سأرتد دون أن يعزم قلبه على الردة أنه يرتد بل لا يؤاخذه من كفر القول حتى يقول وبما كان من عمل القلب حتى يعمله وبما كان من فعل الجوارح حتى يفعله، وعبارة سأشرك لا تكون كفراً مالم تقترن بعزم القلب على الشرك فتكون من كفر القلب أو تقترن بفعل عين الشرك فتكون من كفر الجارحة أما هي نفسها فلادليل على جعلها من كفر القول فكيف إذا كانت أصلاً قولاً كاذباً مراداً به الخداع ..
فإذا وقع منه فعل ليس بناقض وأوهم أنه ناقض لم يكن هناك أيضاً مناط للتكفير، وإن كان ضالاً مبتدعاً آثماً عاصياً ..
===
وعموماً فهذه وجهة نظري، والمهم أننا متفقون في أصل الباب والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 10:03]ـ
الحمد لله رب العالمين
بالنسبة للمسألة الأخرى فأنا مطمئن لما ذكرته فيها،وكلام شيخ الإسلام عن العلماء الذين طلبوا الألفة لا يقع إلا إذا كان العلماء والمشركين متفاهمين على أن هذا سجود للصنم، ولا يتصور أن يكون هذا تأليف إلا إذا كانوا متفاهمين على ان هذا سجود للصنم ..
غير صحيح تمامًا
*أين النص على الإتفاق مع المشركين على السجود للأصنام؟ .. لايوجد الموجود هو الموافقة في صورة الفعل وذكرت لك أمرين
أ- مايبطل فهم الإتفاق ويعارض حصوله، ثم أمر آخر هنا أنك تقول أن الشيخ اباح الإيهام والإيهام لايكون إلا بالإتفاق على السجود للصنم! والشيخ أباح الإتفاق و الإيهام .. ثم أنت تخالف الشيخ في جواز الإتفاق وهذا الجواز إنما هو مجرد فهمك أنت ,وهذا دليل آخر على ضعف هذا الفهم
ب- إمكان الموافقة في صورة الفعل دون إتفاق مع المشركين (الذي تسميه تفاهم!) على السجود للأصنام، الذي ذكرت انه لايتصور إلا بالإتفاق مع المشركين!
وإنما نزاعنا فيمن سجد لله عند الصنم موهماً أنه يسجد للصنم مقابل مال، أين هو مناط الكفر في فعله؟
*عودة للمناط
ليس المال مقابل الإيهام بالسجود للصنم، فبمجرد حصول الإتفاق على السجود للصنم أعطي المال والمناط ذكرته في الأعلى تجويز الإتفاق على السجود للصنم مقابل المال .. يجوز أن تتفق على السجود للأصنام مقابل أخذ المال ,ثم تخدعهم في التنفيذ وتكذب عليهم في التنفيذ وليس في حصول الإتفاق،ومابعد الإتفاق لم اتكلم عنه وصورتة إتفاق على السجود للصنم مقابل المال .. النتيجة أخذ المال والسجود قدام الصنم .. هنا ثلاثة أشياء لاينكرها هذا المدعي 1 - إتفاقة على السجود للصنم وليس السجود لله عند الصنم 2 - أخذ المال مقابل ذلك 3 - مباشرة السجود عند الصنم
(وإذا سال هذا الشخص عند سجوده لقال أنا أسجد للصنم)
فلا يكون الحكم تحت رحمة مافي نفس هذ الشخص بعد كل هذا؟
مع تحقق الإتفاق على السجود للأصنام حصول هذا الإتفاق وتقريره بين الطرفين، ثم الإدعاء بالإيهام في التنفيذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 10:22]ـ
بوركت ..
أنا أقول بعدم جواز الاتفاق لأجل المال، أما الاتفاق لأجل المصلحة العليا كما في المثال الذي ذكره الشيخ فأنا قائل بجوازه، والقول بأن هؤلاء الذين سيسجدون لله عند الصنم ليؤلفوا قلوب هؤلاء ويروهم أنهم موافقين لهم؛ القول أن هذا يخلو من الاتفاق = تحكم.
وما زلتُ لا أرى حجة تجعل الاتفاق على الفعل الذي لن يُفعل يأخذ نفس الأحكام الشرعية للفعل، وما هاهنا ليس إلا كذباً ومخادعة ولا دليل على كونه من الأفعال الكفرية الناقضة للإيمان ..
ومن اتفق مع زوجه على أن يطلقها؛فإنها لا تطلق حتى يطلقها ..
والنصراني إذا جاء بمحضر القاضي وقال أريد أن أسلم فلما أحضر للشهادتين = نكص، لا يعد مرتداً ..
وما كان كفره بالقول لا يكفر صاحبها إذا حدثته نفسه أن يقول مالم يقل بالفعل ..
وما كان كفره بالفعل لا يكفر صاحبها إذا ذكر إرادة الفعل حتى يفعل بالفعل ..
ومسألتنا تزيد على ذلك بعداً عن الكفر بكون من زعم أنه يريد الفعل إنما زعم هذا كذباً ومخادعة فلا هو فعل الكفر ولا هو أراد أن يفعل الكفر ..
ولا أعلم دليلاً واحداً يدل على أن من قال إنه يريد أن يكفر ولم يكفر وكان كاذباً في قوله=أنه يكفر ..
كما أن من قال إنه يريد أن يسلم فلم يسلم وكان كاذباً في قوله = أنه ليس بمسلم اتفاقاً ولا يعد قوله ونكوصه ارتداداً ..
وكما أن من قال أريد البيع ولم يبع وكان كاذباً في قوله = أنه لا ينتقل ملكه ..
وكما أن من قال أريد أن أطلق ولم يطلق وكان كاذباً في قوله=أن امرأته لا تطلق ..
ونظائر هذا في الشرع لا حصر لها ومدعي غيره لا أعلم معه نظيراً واحداً لقوله ..
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 12:54]ـ
الجواب: إذا سجد لله أمام الصنم طلباً لمال موهماً أنه سجد للصنم = كان سجوده لله لا للصنم فلا مناط ليكفر به وإنما يأثم إثمين: إثم البدعة وهي عبادة الله في محل يعبد فيه غير الله، وإثم رضاء أن يتوهم أن أشرك بالله، ومثله من يقبض مالاً ليذبح للبدوي فيأخذه ويذبح لله في حرم البدوي.
2 - وهل السجود من الأفعال المحتملة فلا يكفر الساجد للقبر لاحتمال سجوده لله؟
الجواب: أما في الجملة فنعم، وإلا فليس كل حالة معينة يطرأ عليها هذا الاحتمال، بل ضبط دخول هذا الاحتمال وعدمه وتحقيق مناطاته يرجع لنظر القاضي، وقد يقضي للقرائن بكذب ادعاء المعين أنه ساجد لله لا للصنم.
ما الفرق أخي الكريم بين كلامك وكلام الأخ عبدالعزيز الريس الذي انتقده الشيخ البراك
قال عبدالعزيز الريس - نقلته من موقعه - (
والسجود للقبور والأوثان شرك أكبر بالإجماع، أما السجود عندها أو إليها (قدامها) لا لها ليس شركاً أكبر، ففرق بين السجود للشيء والسجود إليه، قال ابن تيمية: والساجد للشيء يخضع له بقلبه، ويخشع له بفؤاده. وأما الساجد إليه فإنما يولي وجهه وبدنه إليه ظاهراً كما يولي وجهه إلى بعض النواحي إذا أمه ا. هـ (4/ 358)
وقال ابن تيمية: وكذلك تكذيب الرسول بالقلب وبغضه وحسده والاستكبار عن متابعته أعظم من أعمال ظاهرة خالية عن هذا كالقتل والزنا والشرب والسرقة، وما كان كفراً من الأعمال الظاهرة: كالسجود للأوثان وسب الرسول ونحو ذلك، فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن، وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن ولم يقصد بقلبه السجود له بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك كفراً، وقد يباح ذلك إذا كان بين المشركين من يخافهم على نفسه فيوافقهم في الفعل الظاهر، ويقصد بقلبه السجود لله، كما ذكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين حتى دعاهم إلى الإسلام فأسلموا على يديه، ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر ا. هـ (مجموع الفتاوى (14/ 120).
فإذا اتضح الفرق بين السجود له وإليه، وأن ما كان (له) فهو كفر بالإجماع دون ما كان (إليه)، فمن سجد للصنم وأخذ مالاً أو لم يأخذ، فقد كفر، ومن أخذ مالاً أو لم يأخذ وسجد إليه فلا يكفر.
وقد حدثني أحد طلبة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، وهو طالب علم معروف عند المشايخ، أنه سأل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن هذه المسألة أيام دروسه في عنيزة فأجاب: بنحو هذا الجواب – والحمد لله رب العالمين -.
فمن وقع في أحد هذه المكفرات العملية المخرجة من الملة بعد توافر الشروط وانتفاء الموانع، فقد كفر ظاهراً وباطناً، لكن بشرط أن يثبت كفره ظاهراً بالشرع، فمن سجد للصنم كفر ظاهراً وباطناً، ومن ذبح لصنم أو قبر فقد كفر ظاهراً وباطناً وهكذا…
وأنبه أن (اللام) في اللغة تطلق بمعنى (إلى) كقوله تعالى (أوحى لها) والمراد إليها، كما أفاده ابن هشام في مغني اللبيب، فمن أطلق: السجود للصنم ليس كفراً، وأراد باللام هنا بمعنى (إلى) فإطلاقه صحيح لغة، وتقريره الشرعي صحيح كما سبق، لا سيما إذا بين أن مراده باللام معنى (إلى)، ومن يثرب متهماً عقيدته بسوء فقد جانب الصواب ومن علم أن أحداً أطلق (اللام) وأرادها بمعنى (إلى) فسكت مدلساً كاتماً للمراد فليبوء بالإثم فإن الله لا يخفى عليه شيء،إلا أن ترك مثل هذه التعبيرات أولى سداً لباب النزاعات والخصومات، قال ابن تيمية: وكثير من منازعات الناس في مسائل الإيمان ومسائل الأسماء والأحكام هي منازعات لفظية، فإذا فصل الخطاب زال الارتياب. والله سبحانه أعلم بالصواب ا. هـ (مجموع الفتاوى (18/ 279). أعوذ بالله أن أَظلم أو أُظلم.
وصورة الذابح عند القبر يحتمل أن يكون إليه فلا يكفر، ويحتمل أن يكون للميت فيكفر، فصورته الظاهرة محتملة للكفر وغيره فلا يكفّر به إلا بعد الاستفصال، إذ الكفر لا يكون في الأعمال المحتملة، قال الإمام ابن تيمية: فإن التكفير لا يكون بأمور محتملة ا. هـ. (الصارم المسلول (3/ 963) فإن ثبت أنه ذابح له كفر ظاهراً وباطناً، ومثله تماماً الساجد عند الصنم.)
أرجو أن تتحملني أخي الفاضل وتوضح الفرق بين كلامك وكلامه لأني أراه واحدا والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 01:15]ـ
الحمد لله وحده
أنا أقول بعدم جواز الاتفاق لأجل المال، أما الاتفاق لأجل المصلحة العليا كما في المثال الذي ذكره الشيخ فأنا قائل بجوازه، والقول بأن هؤلاء الذين سيسجدون لله عند الصنم ليؤلفوا قلوب هؤلاء ويروهم أنهم موافقين لهم؛ القول أن هذا يخلو من الاتفاق = تحكم.
قلت لك هذا التجويز الذي فهمته عن شيخ الإسلام لايسلم وقد ذكرت مايبطله ويمنعه وسأذكر مايمنع فهمه عن شيخ الإسلام خصوصًا
وتأليف قلوبهم لايكون بمفسدة كبرى هي الإتفاق معهم على السجود لإصناهم،ثم هذه المصلحة (تأليفهم على التوحيد والإسلام) في محل معارضة كليّة بالإتفاق معهم على تجويز ضد التوحيد من حيث الإتفاق معهم على ضد التوحيد ودعوتهم للتوحيد!
فصح بطلان هذه المصلحة العليا! لانه من يحث مايدخلونهم للإسلام يخرجونهم منه
وأنت لم تذكر ولن تذكر إن شاء الله الأساس الذي اخبرو به المشكرين لكي يتفقوا معهم على السجود للصنم!؟
وهذا الفهم عن شيخ الإسلام يبطلة قوله بعدم جاوز وسيلة هي السماع الصوفي من أجل مصلحة حصول الخشية والرقة وتوبه العصاه ويرى بدعيته .. (الفتاوى 14/ 468 - 469)
فهل سيجيز الإتفاق على أمر مخرج من المله (ثم العمل مع أنفسنا بعكسه) من أجل إدخالهم في المله!
ومن المحرمات مالايباح منه شيئًا لالضرورة ولا لغيرضرورة كاشرك بالله ... الفتاوى (14 469 - 478)
وفرّق رحمه الله في نفس رد هذه الوسيلة البدعة " بين مايفعل في الإنسان ويأمر به ويبيحه، وبين مايسكت عن نهي غيره عنه وتحريمه عليه،فإذا كان من المحرمات مالو نُهي عنه حصل ما هو اشد تحريما منه لم ينه عنه، ولم يبحه أيضا" الفتاوى 14/ 469 - 478)
فالحاصل في الدعوه إلى الله لايصح إباح المحرمات كيف وهي شركيات!! ولا الإتفاق على إباحتها في الظاهر ثم القول بالمخادعة في الباطن ,, وتجويز ذلك من اجل مصلحة عليا وهنا عندنا السجود للأصنام غاية القبح.
وما زلتُ لا أرى حجة تجعل الاتفاق على الفعل الذي لن يُفعل يأخذ نفس الأحكام الشرعية للفعل، وما هاهنا ليس إلا كذباً ومخادعة ولا دليل على كونه من الأفعال الكفرية الناقضة للإيمان ..
الفعل الكفري ليس متعلق فقط بفعله ولكن له تعلق بتصحيح فعله على سبيل الإتفاق وله تعلق بتجويز أن يتفق الناس على السجود للاصنام تحت ذرائع شتى .. والكلام عن إتفاق بين طرفين يقرران هذا الإتفاق ويعلنانه ويظهران إتفاق على فعل الكفر القطعي.
وماذكرته من نماذج تستشكل بها لاتعلق لهابكون الإتفاق يكون بإتفاق الطرفين فلو لم تتفق المرأه مع الزوج على الطلاق هل لن يحصل الطلاق؟ وبعضه له وجه لكنه ليس متعلق بحصول بالإتفاق على الكفر القطعي الذي له خصويه تجويز مالايجوز الإتفاق عليه أصلا!، أو وجوب تنفيذ الإتفاق.
ثم لو أن شخصا اعطى رجل مالا مقابل شراء سيارتة واتفق مع الرجل على البيع لكنه أخر التسليم للغد وجاءا لرجل يريد السياة فأعطاها له لكن في نفسه على سبيل الأمانه مع إيهامه انه يعطيهاله بيعا ثم طلبها منه بعد ايام فهل لايصح البيع بحجه كونه كان مخادعا في نفسه وانه اعطاه في صورة البيع وليس حقيقه البيع، مع إقراره بالإتفاق على البيع.
وحصول الإتفاق مع الشروع (في صورته) مع القول بعد ذلك انه كان مخادعا لايصح به نفي حصول الإتفاق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 01:21]ـ
بارك الله فيك ...
هو اخترع شيئاً وسماه سجوداً إلى الصنم وأناط به الأحكام التي ذكرها،وهذه نخعة لا وجود لها، ولو رجعنا عليه فسألناه: هذا السجود إلى الصنم ما حكمه؟
لأجاب بأنه حرام ولاشك ..
فلو سألناه ما وجه حرمته؟
لم يُجب إلا بأنه سجود إلى الصنم ..
ولو سألناه فما هو الفرق الشرعي المضمن في السجود للصنم الذي هو كفر،وفي السجود إلى الصنم الذي هو حرام وليس بكفر لم يُحر جواباً،فكلامه بدعة ضلالة لا أصل لها ولا جنس لمناطها في الشرع ..
ولا حل يخرجه من الإشكال إلا بأن يدع عنه تلك المخترعة (إلى-لل) وأن يعود للمناطات الشرعية بأن يفرق بين السجود إلى الصنم وللصنم وبين السجود لله وإلى الله بحضرة الصنم ..
كما في التقرير الذي ذكرناه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فالفرق إنما هو بين السجود للصنم وإليه (فكل ذلك كفر مستبين) وبين السجود لله قدام الصنم وعنده وهذا ليس كفراً كما أن الذبح لله والاستغاثة بالله عند البدوي أو بحضرة الأصنام ليست كفراً بالاتفاق ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 01:33]ـ
بارك الله فيك ..
مسألة الاتفاق قد أبديتُ فيها حجتي بنظائرها في الشرع،ولم أر للآن حجة تنقلني عنها، ومثال البيع الذي استشكلت به لا يتم؛لأن الرجل قد باع البيع الشرعي بقبض الثمن وتسليم المثمن وهذا هو مدار عقد البيع مع الإيجاب والقبول اللفظي فلا تنفعه نيته كما لا تنفع نية من قال لامرأته أنت طالق، فهذا باع والثاني طلق، ومسألتنا فيمن قال سأبيع وقال سأطلق ولم يجترح فعل البيع ولا فعل الطلاق، كما في مسألتنا فالرجل قال سأسجد ولم يسجد للصنم أصلاً،وبالتالي فلم يفعل الفعل الكفري ولا دليل على أن مجرد إيهام أنه سيكفر يُعد بمجرده كفراً ..
وأما تجويز الفعل المذكور فظاهر جداً من عبارة الشيخ هاهنا خاصة مع ضبط أصله في المعاريض وإليك نص الشيخ مع تلوين موضع دلالة الجواز فيه:
((وَمَا كَانَ كُفْرًا مِنْ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ: كَالسُّجُودِ لِلْأَوْثَانِ وَسَبِّ الرَّسُولِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لِكَوْنِهِ مُسْتَلْزِمًا لِكُفْرِ الْبَاطِنِ وَإِلَّا فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ سَجَدَ قُدَّامَ وَثَنٍ وَلَمْ يَقْصِدْ بِقَلْبِهِ السُّجُودَ لَهُ بَلْ قَصَدَ السُّجُودَ لِلَّهِ بِقَلْبِهِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كُفْرًاوَقَدْ يُبَاحُ ذَلِكَ إذَا كَانَ بَيْنَ مُشْرِكِينَ يَخَافُهُمْ عَلَى نَفْسِهِ فَيُوَافِقُهُمْ فِي الْفِعْلِ الظَّاهِرِ وَيَقْصِدُ بِقَلْبِهِ السُّجُودَ لِلَّهِ،كَمَا ذُكِرَ أَنَّ بَعْضَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَعَلَ نَحْوَ ذَلِكَ مَعَ قَوْمٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى دَعَاهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْهِ وَلَمْ يُظْهِرْ مُنَافِرَتَهُمْ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ)).
والذي يعلم نهج الشيخ يعلم أنه لو لم يكن يبيح ذلك لعقب على الصورة بما ينقضها ولم يسو بين الصورتين في الإباحة، ومحاولة إيهام أن الشيخ لا يجوز ذلك = تكلف ظاهر ..
وليس هاهنا شرك أبيح للمصلحة وذكر هذا عجيب جداً بعد كل هذا البيان، بل الذي هاهنا هو من جنس المعاريض وهو فعل المباح وإن ظن المعرض عليه أنه حرام أو شرك وهذا ليس شركاً
((وَإِنَّمَا غَايَتُهُ أَنَّهُ مُخَادَعَةٌ لِمَخْلُوقٍ أَبَاحَ الشَّارِعُ مُخَادَعَتَهُ لِظُلْمِهِ جَزَاءً لَهُ عَلَى ذَلِكَ - وَلَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ مُخَادَعَةِ الظَّالِمِ جَوَازُ مُخَادَعَةِ الْمُحِقِّ , فَمَا كَانَ مِنْ التَّعْرِيضِ مُخَالِفًا لِظَاهِرِ اللَّفْظِ فِي نَفْسِهِ كَانَ قَبِيحًا إلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ , وَمَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كَانَ جَائِزًا إلَّا عِنْدَ تَضَمُّنِ مَفْسَدَةٍ)).
ومثله:
((أَوْ يَسْتَطْرِدَ الْمُبَارِزُ بَيْنَ يَدَيْ خَصْمِهِ لِيَظُنَّ هَزِيمَتَهُ , ثُمَّ يَعْطِفَ عَلَيْهِ))
وتقدير نفع هذه الأشياء في هداية المدعوين راجع للمجتهدين ولا يقال فيه بحكم عام، واهتداء المذكورين به للتوحيد أمر واقع كما حكاه الشيخ فلا محل لنفي وقوعه أصلاً ..
رحم الله الشيخ ما كان أجل فقهه ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 02:20]ـ
تنبيه: شيخ الإسلام يتحدث عن فرد لا عن جماعة من العلماء سواء من المسلمين أو من أهل الكتاب فانتبهوا بارك الله فيكم.
يقول شيخ الإسلام: ((كَمَا ذُكِرَ أَنَّ بَعْضَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَعَلَ نَحْوَ ذَلِكَ مَعَ قَوْمٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى دَعَاهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْهِ وَلَمْ يُظْهِرْ مُنَافِرَتَهُمْ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ)).
ويجب الانتباه أيضًا إلى أن هذا الخبر المرسل من شيخ الإسلام ليس من محكم الكتاب أو السنة حتى يُفرّع عليه تلكم التفريعات الباطلة.
وغاية ما أراد تقريره شيخ الإسلام رحمه الله هو مقرر بلا خلاف بين أئمة الدين: وهو أن مجرد الموافقة في الفعل الظاهر لا تستلزم الموافقة في الباطن حال وجود المانع من التلازم.
فقول شيخ الإسلام: ((يَخَافُهُمْ عَلَى نَفْسِهِ)) يدل على أن يتحدث عمن فعل ذلك تقية , وفعله في الأصل ليس بوقوع في الكفر , وإنما هو إيهام بالوقوع فيه.
وهذا يختلف عمن يقع في الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان , فإن الأول لم يفعل الكفر أصلًا وإنما أوهم بذلك تقية أو لغرض صحيح لذلك قال شيخ الإسلام ((وقد يباح ذلك)) , وإنما الثاني وقع في الكفر فعلًا ومنع من وقوع الكفر عليه مانع الإكراه.
فمن يرضا بالوقوع بالكفر لحظ دنيوي , فلا يكون إلا كافرًا عينًا , لتخلف الموانع التي تدرء عنه الكفر , ولا ينفعه أن يقع في الكفر ويزعم بأنه مطمئن قلبه بالإيمان فهذا كاذب.
وأما من أوهم بأنه يقع في الكفر لحظ دنيوي ففي هذا يكون البحث:
والحق أنه كافر ظاهرًا , ولا سبيل لمعرفة باطنه , وهل مثل هذا يستقر في قلبه الإيمان؟
فالحكم الأخروي لمثل هذا لا نجزم به.
وأما الحكم الدنيوي فهو على الظاهر والموانع منتفية في حق مثل هذا , لأنه ليس متأولًا ولا مخطئًا ولا جاهلًا ولا مكرهًا , فهو كافرًا ظاهرًا بلا إشكال.
بل حتى ذاك العالم الذي أوهم بفعله الوقوع في الكفر , وهو متأول حقًا وصدقًا , فإن لم يقبل القاضي تأويله , فحكمه الكفر ظاهرًا , وأما إيمانه الباطن فإنما ينفعه عند مولاه جل في علاه.
فالحكم في الأفعال الكفرية إنما تبنى على الظاهر , والله يتولى السرائر , والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 02:34]ـ
بارك الله فيك ..
كونه فرد أو جماعة هذا لا تأثير له ..
والشيخ ذكر صورتين:
الأولى: الإكراه.
والثانثية: إرادة التأليف وإظهار عدم المنافرة.
وصدقت أن الحكم في الأفعال الكفرية أنها تبنى على الظاهر ..
لكن المهم أن تكون أفعالاً كفرية ..
وكلامنا فيما يحتمل ظاهره أن يكون هو الفعل الكفري وأن يكون غيره، كمن رأيناه يذبح بساحة البدوي فهاهنا الظاهر نفسه محتمل،إما الذبح للبدوي وهو كفر، وإما الذبح لله في حضرة البدوي وليس كفراً.
أما إذا كان نفس الفعل الظاهر لا يحتمل كالصلاة للمقام مستدبراً القبلة وكسب الله وكلفظ الاستغاثة المسموع وما جرى مجرى ذلك من الأفعال الذي لا يكون الظاهر فيها محتملاً،فلا نزاع أن الكفر الظاهر فيها يثبت ..
والصورة المفرعة المتنازع فيها ليس فيها رضى بوقوع الكفر وإنما هي إظهار إرادة فعل الكفر من غير عقد القلب على فعله ومن غير فعله بالفعل، ولا نزاع أن من وقع في الفعل المكفر أنه ذلك كفر سواء كان له غرض صحيح أو غرض غير صحيح ..
كما أننا نقرر أن من لم يقع في الكفر أنه لا يكفر سواء قال إنه سيقع أو لم يقل،ولا يؤاخذه الله بجريرة الكفر إلا إذا وقع منه الكفر، كما أن من قال سأسلم ثم نكص قبل فعل الإسلام أنه لا يعد مرتداً ..
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 03:41]ـ
بارك الله فيك يا أبا فهر، لا حرمك الله الأجر.
تم الرجوع لكلام شيخ الإسلام، لمعرفة سياقه، وهو (14/ 120) ط المجمع، (14/ 74) ت الجزار/الباز
قال شيخ الإسلام:
وَكَذَلِكَ تَكْذِيبُ الرَّسُولِ بِالْقَلْبِ وَبُغْضُهُ وَحَسَدُهُ وَالِاسْتِكْبَارُ عَنْ مُتَابَعَتِهِ أَعْظَمُ إثْمًا مِنْ أَعْمَالٍ ظَاهِرَةٍ خَالِيَةٍ عَنْ هَذَا كَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَالشُّرْبِ وَالسَّرِقَةِ وَمَا كَانَ كُفْرًا مِنْ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ: كَالسُّجُودِ لِلْأَوْثَانِ وَسَبِّ الرَّسُولِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لِكَوْنِهِ مُسْتَلْزِمًا لِكُفْرِ الْبَاطِنِ وَإِلَّا فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ سَجَدَ قُدَّامَ وَثَنٍ وَلَمْ يَقْصِدْ بِقَلْبِهِ السُّجُودَ لَهُ بَلْ قَصَدَ السُّجُودَ لِلَّهِ بِقَلْبِهِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كُفْرًا وَقَدْ يُبَاحُ ذَلِكَ إذَا كَانَ بَيْنَ مُشْرِكِينَ يَخَافُهُمْ عَلَى نَفْسِهِ فَيُوَافِقُهُمْ فِي الْفِعْلِ الظَّاهِرِ وَيَقْصِدُ بِقَلْبِهِ السُّجُودَ لِلَّهِ كَمَا ذُكِرَ أَنَّ بَعْضَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَعَلَ نَحْوَ ذَلِكَ مَعَ قَوْمٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى دَعَاهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْهِ وَلَمْ يُظْهِرْ مُنَافِرَتَهُمْ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ. اهـ
الأصل الذي بنى عليه شيخ الإسلام قوله، هو قول الله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}.
والسجود للوثن كفر.
وأما مسألة (قدام) فلم نسمع أن هناك من يسجد للوثن من خلفه ولا من على جانبه، ولكن يسجد قدامه.
فالتفصيل بأن يكون قدامه أو للوثن هما سواء، في حق المتعبد.
إذ العابد إنما يسجد بين يدي معبوده للتعظيم والاجلال، سواء أكان معبودا بحق أو بباطل.
فإن سجد له فهو كافر (إلا) من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ... وهذا دل عليه كتاب الله -عز وجل-.
ويوضح هذا في ما حدث مع عمار -رضي الله عنه-، وإقرار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهذا، ونزول الآية.
والسجود للصنم، هو من الأفعال الظاهرة الدالة على الكفر ولم أجد استثناء غير الذي ذكرتُ.
ولكن، لو قدر أنه سجد قدام وثن [فعل ظاهر]، ولم يقصد بقلبه السجود له، بل لله [فعل باطن] لم يكن ذلك كفرًا ... كيف يكون هذا؟
مثال ذلك:
أحد المساجد التي تحوي أوثانا بداخلها، ودخل أحد العامة للصلاة، ولا يدري عن حكم الصلاة في مثل هذه المساجد، وقام وصلى وسجد وكان هذا الوثن قدامه، لازدحام في المسجد أو إتخذه سترة له أثناء الصلاة.
فهل هو كافر بهذا الفعل أم لا؟
الجواب: ليس كافرًا.
هذا المثال بعينه، الذي يُظهر السجود قدام الوثن وقلبه ليس فيه شىء إلا التعبد لله -عز وجل-.
فرغم وقوعه في محاذير شرعية، إلا أنه لم يقصد الفعل الكفري وكان غافلا عنه، هذا من ناحية.
وكذلك الجهل؛ فيعذر بالجهل حينئذ، لعدم علمه بالنصوص الموجبة لمعرفة الحق.
وإما أن يكون بين المشركين ويخافهم على نفسه، هنا وقع الخوف. والخوف هو الداعي للسجود .. وإلا فلن يفعله .. فحكمه حينئذ حكم المكره.
وأما قوله: كما ذُكر .. وهي صيغة تمريض.
وقوله هذا إنما هو تكملة لما سبقه، والذي حكمه حكم المكره، لا أن يفعله وهو لا يخشى على نفسه.
ولكن يعترض هذا قوله (ولم يُظهر منافرتهم في أول الأمر)، وظاهر الكلام/ أن هناك من فعل هذا مستخدمًا التقية للوصول إلى مصلحة يراها، وهي دعوتهم إلى الإسلام.
بمعنى آخر؛ وازن بين المصالح والمفاسد، فأداه اجتهاده إلى أن يداهن في دينه من أجل مصلحة رأها، فهذا الرجل فعل فعلاً كفريًا ظاهريًا، وقلبه متوجه لله -عز وجل-.
واجتهد وأداه اجتهاده لخطأ عظيم، ولكنه أخف حالا من الذي يُكذب النبي بقلبه ويبغضه ويحسده ويستكبر عن متابعته لأن الأول كفر محض.
فالشيخ يوازن في كلامه بين الفعل الكفري الذي قد يقع فيه آحاد الناس (ما بين جاهل، ومكره، ومتأول) وبين الأصل الذي هو فساد الأصل القلبي الذي هو أعظم.
وبيان أن الفساد القلبي أعظم لأنه كفر محض، عكس مثل هذه الأفعال، وإن كان منها بعض الأفعال الكفرية.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 07:46]ـ
جزاك الله خيراً ولا حرم الله جميع من اجتهد في طلب الحق أجراه ..
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 09:45]ـ
الحمد لله رب العالمين
فالرجل قال سأسجد ولم يسجد للصنم أصلاً،وبالتالي فلم يفعل الفعل الكفري ولا دليل على أن مجرد إيهام أنه سيكفر يُعد بمجرده كفراً ..
بل الذي هاهنا هو من جنس المعاريض وهو فعل المباح وإن ظن المعرض عليه أنه حرام أو شرك وهذا ليس شركاً
* الكلام ليس عن عدم فعل الرجل للكفر في خاصة نفسه ,وإنما عن حصول إتفاق بين طرفين على فعل الكفرالقطعي (الإتفاق على السجود للاصنام)
فلاتوجد معاريض!! من إتفاقة معهم على السجود للأصنام كما لاتوجد معاريض في حاله سجوده للصنم .. فهو هنا إتفق معهم على السجود للصنم.
والصورة الصحيحة والتي هي إن قدّر حصولها وقد تباح أن يفعل فعل عبادي لله يحصل للقوم توهم به فلا إتفاق بين الطرفين على السجود للأصنام.
وإتفاقه معهم على السجود للأصنام مشتمل ماذكرته سابقا
"الفعل الكفري ليس متعلق فقط بفعله ولكن له تعلق بتصحيح فعله على سبيل الإتفاق وله تعلق بتجويز أن يتفق الناس على السجود للاصنام تحت ذرائع شتى .. والكلام عن إتفاق بين طرفين يقرران هذا الإتفاق ويعلنانه ويظهران إتفاق على فعل الكفر القطعي "
ومثاله: يجوز الإتفاق بين الطرفين المسلمين و البوذيين على السجود لبوذا (فعل ذلك من أجل مصلحه عليا هي تأليفهم!) (مع كوننافي أنفسنا لن نسجد) ثم نذهب ونسجد لله عند بوذا!
والذي يعلم نهج الشيخ يعلم أنه لو لم يكن يبيح ذلك لعقب على الصورة بما ينقضها ولم يسو بين الصورتين في الإباحة، ومحاولة إيهام أن الشيخ لا يجوز ذلك = تكلف ظاهر ..
هنا أمرين
أ- ليس الكلام عن لو قدّر فعل الفعل العبادي لله بحيث يكون في صورة الفعل الظاهر وهو شيء قد يباح!
ب- جواز الإتفاق بين الطرفين المذكور سابقا والذي بينت بطلانه ..
وهو شيء لاوجود له في كلام الشيخ ولا في المثال عن الصورة التي قد يباح فيها الامر (أنظر أ) الذي ذكره عن أحد العلماء ولا يفهم منه ذلك ,,
ومن ناحية منهجية
لو قدّر إختلال المثال لايصح أبدا بإن يقال أنه قرر صورة أخرى إنما يكون الخطأ في تطبيق الصورة ,وهذا من باب التنزل،وقد ذكرت بطلان هذا الفهم من قبل.
وأرجو أن يكون فيما ذكر زيادة توضيح ...
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 01:49]ـ
بارك الله فيك ..
لا جديد فيما تفضلتَ به، وقد أبديتُ ما عندي من الرأي، ولا أرى حجة تنقلني عنه، وجزاك الله خيراً على مباحثتك المفيدة ..
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 02:23]ـ
جزاك الله خيرا سيدي أبو فهر المصري .. تقريرات رائعة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 10:45]ـ
شيخ أبا فهر .. وفقك الله،،
ما الفرق بين ما قررته هنا، وبين ما قرره عبدالعزيز الريس وفنده الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك في فتوى مشهورة هذا نصها:
يقو الشيخ عبدالرحمن البراك في رسالته:
"إلى الأخ المكرم/ عبدالعزيز بن ريس الريس.
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
فقد ذكر لي الأخ بندر الشويقي، أنك تقول: إن الرجل لو قصد وتعمد السجود بين يدي الصنم طمعاً في دنيا، وصرح بلسانه أنه يقصد عبادته، فإنه يحكم بكفره، لكن لايقطع بكفر باطنه، لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه، فمثله كمن يقول: أنا أعتقد أن الله ثالث ثلاثةٍ، فهذا يكفر لكن لا يقطع بكفره الباطن لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه.
وهذا ـ إن صح عنك ـ فأنت ضالٌٌ في فهمك ضلالاً بعيداً، وقد قلت إفكاً عظيماً، فإن مقتضى هذا: أنا لانقطع بكفر الجاحدين لنبوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع تصديقهم له في الباطن، كما قال تعالى: (فإنهم لايكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون).
وكذلك لا يقطع بكفر كل النصارى، لقولهم: المسيح ابن الله، أو قولهم بالتثليث، لاحتمال أنهم قالوا ذلك مجاملةً أو تعصباً لأقوامهم، لااعتقاداً لحقيقة قولهم.
وأن المسلم لو أظهر موافقتهم على ذلك لغرضٍ من الأغراض من غير إكراهٍ، أو أظهر لهم تكذيب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لم يكن مرتداً إلا ظاهراً، وأما في الباطن فهو في عداد المؤمنين، ومقتضى هذا انه لو مات على تلك الحال، لكان من أهل الجنة بإيمانه الذي كتمه من غير اضطرارٍ ولا إكراهٍ.
لذلك أوصيك بالتريث، وترك الاندفاع، كما أوصيك باللجأ إلى الله، بسؤال الهداية، فيما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه ـ تعالى ـ يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم.
أسأل الله أن يلهمك الصواب، وأن يرينا وإياك الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، وأن لايجعله ملتبساً علينا فنتبع الهوى" اهـ.
قاله: عبدالرحمن بن ناصر البراك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 11:30]ـ
بارك الله فيكم ..
هذا سبق الجواب عليه ..
وأن من سجد للصنم طلباً لدنيا أو غيرها أنه كافر بالله العظيم كفراً ظاهراً وباطناً ..
ومثله: من قال عبادة الأصنام جائزة ونحوه ..
ومثله: من قال إن الله ثالث ثلاثة ..
ومثله: من أظهر أنه يكذب الرسول ..
ومثله: كل من فعل فعلاً كفرياً أو قال قولاً كفرياً فإنه يكفر ولو كان لغرض دنيوي ..
وأن كلامنا هو فيمن سجد لله أمام الصنم وفيمن ذبح لله بحضرة البدوي وفيمن استغاث الله أمام قبر الحسين موهماً أنه يسجد للصنم أو يذبح للبدوي أو يستغيث الحسين أو تقدم صفوف الكفار في محاربة المسلمين ثم انخذل عنهم ولم يقاتل، أو قال له الكفار: قال نبيك ربيع أمتي البطيخ والعنب فقال هذا كذب فأوهمهم تكذيب الرسول ومراده تكذيب الخبر ..
فهذه الصورة: الفعل الظاهر والباطن فيها ليس كفراً،وإنما حصل إيهام للناظر ونحوه أن هذا فعل كفري فهذا الإيهام ليس كفراً ولا دليل على جعله كفراً، وإنما يكون حكمه بحسب قصد الموهم من فعله،مثله مثل التعريض تماماً بتمام يختلف حكمه بحسب قصد فاعله، فمالم يقع المُعرض الموهم في قول ناقض بنفسه أو فعل ناقض بنفسه فلا سبيل للحكم بكفره ...
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 12:00]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 12:21]ـ
سل ما شئت فهذا مجلس تفقه ومذاكرة وربما يبين لي بأسئلتكم ما قد يخفى علي، بل مناقشة الأخ الفاضل أبي محمد الغريب أفادتني كثيراً،وبمثل هذا المذاكرات يُنقح الرأي الفطير ..
واسمح لي أن أجيب سؤالك باسئلة وجواباتها؛ لتحرير محل البحث ..
1 - من الناحية النظرية: أليس قد يعرض في أكثر المكفرات القولية والعملية احتمال صدورها بخطأ أو بإكراه أو بجهل أو بتأويل؟
وأكثرها لا يخلو من واحدة من هذه؟
الجواب ولا أظنك تخالفه: نعم ولاشك ..
2 - هل في مجرد عروض تلك الاحتمالات بأس، وهل أمرنا بالتكفير قبل الاستفصال عنها؟
الجواب: في دين أهل السنة ليس في عروض تلك الاحتمالات بأس والخطأ في العفو أحسن من الخطأ في العقوبة.
3 - أيهما أوسع دائرة عروض احتمالات الخطأ والجهل والتأويل والإكراه أم عروض احتمال كون الفعل هو الناقض أو فعل آخر يشتبه به؟
الجواب: لاشك أن دائرة الاحتمالات الأولى أوسع ..
وإذن: فأي شيء يضرنا لو ضممنا للاستفصال عن الجهل والإكراه والخطا = الاستفصال عن نوع الفعل وصفته؟
مع التنبيه: على أن هذا تقرير نظري أما عند التطبيق العملي فقد يرد القاضي ادعاء الجهل ولا يقبله وقد يرد ادعاء التأويل ولا يقبله وقد يرد ادعاء إرادة الإيهام وقصد الفعل غير الكفري ولا يقبله، وقد يكون رد القاضي مبنياً على بينة خاصة ككون صلاة الرجل للصنم كانت لغير القبلة مما يرد احتمال إرادة الصلاة لله، وقد يكون لبينة عامة كأن نعهد من الرجل المعين خيانة الأمة فلا يقبل منه إذا ضُبط في صف العدو أنه كان يريد الانخذال عنهم قبل القتال.
فالسألة ليست تجريدية نظرية، كما أن اعتقاد المكلف العادي في فعل مكلف آخر أنه كفر هذا شأنه واعتقاده الذي سيسأل هو عنه فليعتقد ما شاء ظاهراً أو باطناً، أما القاضي الذي سيهدر الدم ويضرب العنق فمجال نظره في الاحتمالات دقيق غاية ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 02:06]ـ
ما الفرق بين ما قررته هنا، وبين ما قرره عبدالعزيز الريس
الحق يا أبا فهر أن ما تكلم عنه الريس هو هو ما تتكلم عنه أنت ولا فرق.
وهذه هي الصورة التي أقررت بها أنت يا أبا فهر وقلت أنها ليست بكفر هي:
وأما من أوهم بأنه يقع في الكفر لحظ دنيوي ففي هذا يكون البحث: والحق أنه كافر ظاهرًا , ولا سبيل لمعرفة باطنه , وهل مثل هذا يستقر في قلبه الإيمان؟
فالحكم الأخروي لمثل هذا لا نجزم به.
فالريس وفقه الله لا يقول أن السجود للصنم ليس بكفر ردة , ولكنه يقول: من سجد تجاه الصنم وهو ما يعني بها بـ (إلى) الصنم , ويفرق بينها وبين (ل) الصنم , فيجعل الأولى مجرد سجود قدام الصنم , والثانية سجود للصنم , وهو عين تفريقك وهو معنى كلام شيخ الإسلام كما ذكرته أنت كذلك.
ولكنكما جعلتما الباعث على الفعل حظ دنيوي خالي عن الموانع.
فهذه الصورة التي دندنت حولها أنت والريس عفا الله عنكما , من الكفر الأكبر ظاهرًا , والله يتولى السرائر والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 02:50]ـ
بارك الله فيك ..
أنا فرقتُ كما فرق شيخ الإسلام بين السجود للصنم وبين السجود لله قدام الصنم، وهو نفس تفريق أهل العلم بين الذبح للبدوي وبين الذبح لله عند البدوي ..
ولم أجعل مناط التفريق هو السجود (لل) والسجود (إلى) فهذا مناط مبتدع لا حقيقة تحته ..
أما المناط الذي ذكرناه فهو مناط تفريق مشهور ونظائره شتى في تقريرات أهل العلم ..
فالساجد للصنم وإلى الصنم لغرض دنيوي أو لتأليف قلب أو لمصلحة دينية أو نحوه هو كافر عندي ظاهراً وباطناً ..
أما الساجد لله بحضرة الصنم فهو دائر بين الابتداع والإثم أو الإباحة إن كان لغرض مصلحة دينية كما مثل شيخ الإسلام رحمه الله ..
والقول بأن السجود لله بحضرة الصنم كفر أكبر يلزم منه جعل كل العبادات التي يمكن أن يُتقرب بها لله إن فعلت في مشاهد الأصنام والأوثان ولو مراعاة لجاهها المتوهم؛ تكون كفراً أكبراً وإن تقرب بها لله وحده ولم يُشرك معه غيره = وهذا قول باطل مبتدع لا أعلم حجة عليه ولا قائلاً به من أهل العلم ..
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:06]ـ
أخي أبو فهر سلمك الله.
لا فرق بين السجود إلى الصنم وللصنم.
ولا فرق بين السجود للصنم وقدام الصنم.
وإنما الفارق في حقيقة السجود وهل هو لله أو للصنم.
وإن كان السجود لله تعالى , فما الباعث على تقصد السجود لله عند الصنم , وهنا تفترق الصور وإن اتحد الفعل أو اُوهم اتحاده.
فالباعث الدنيوي المحض فيه النقاش , وأنت وعبد العزيز الريس متوافقان في الباعث وأنه دنيوي محض.
فالحكم فرع عن هذا التصور , ولا يوجد مانع يمنع من الحكم بالكفر الأكبر على من هذه حاله , ومجرد زعمه بأنه إنما سجد لله لا للصنم وباعثه الحظ الدنيوي لا يمنع من إيقاع الكفر عليه فتنبه , والله يتولى سريرته والله تعالى أعلم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:11]ـ
والقول بأن السجود لله بحضرة الصنم كفر أكبر يلزم منه جعل كل العبادات التي يمكن أن يُتقرب بها لله إن فعلت في مشاهد الأصنام والأوثان ولو مراعاة لجاهها المتوهم؛ تكون كفراً أكبراً وإن تقرب بها لله وحده ولم يُشرك معه غيره = وهذا قول باطل مبتدع لا أعلم حجة عليه ولا قائلاً به من أهل العلم .....
بل قد حكم الشيخ الألباني رحمه الله على الطائف حول القبر بالردة.
سئل الشيخ الألباني رحمه الله: ما حكم الطواف بالقبور؟
أجاب الشيخ الألباني رحمه الله بقوله:
" الطواف بالقبورشرك لا شك في ذلك ولا ريب ... فإذا طاف الطائف حول القبر فمعنى ذلك أنه نقل عبادة هي لله وحده لا شريك له إلى ذلك المقبور ... فمن وجه عبادة من العبادات التي تعبد بها الله عز وجل عبادة إلى غيره عز وجل فقد أتخذه معه إلهاً.
فقال سائل: هل نسأل الطائف هل يعتقد أم لا , أم ظاهره أنه شرك؟
فأجاب الشيخ بقوله:
" هذا سؤال حينما يراد إقامة الحد عليه لأنه بهذا العمل يرتد فإذا كان هناك من يقيم الحد أي القتل على المرتد حينذاك هذا الإنسان يؤتى به فيستتاب , لا يُسأل تعتقد أو لا تعتقد؟
لأن عمله برهان على عقيدته إنما يستتاب بعد أن تقام عليه الحجة , أن هذا الطواف هو لبيت الله فقط عبادة وخضوع لله كالسجود لا فرق فلو أن إنساناً سجد لشيخ له أو أمير له فهذا لا يُسأل لماذا أنت تسجد وهل تعتقد أن هذا يستحق التعظيم؟
لأن فعله يدل على التعظيم لكنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل ". انتهى من رحلة النور شريط رقم 2.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:17]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
أنهينا الكلام عن إلى وأختها ..
ومجرد الاتفاق في الباعث الدنيوي لا صلة له بمناط مسألتنا،فالباعث الدنيوي عنده هو الذي يمنع الكفر،والباعث الدنيوي عندي لا يمنع الكفر ..
فمناط الكفر عندي هو هل السجود عبادة للصنم أم عبادة لله بحضرته ..
فإن كان السجود للصنم أو إليه فهذا كفر عندي ولو كان الباعث دنيوياً.
وإذا كان السجود لله لم يكن ذلك كفر عندي ولو كان سجد لله بحضرة الصنم لتحصيل مصلحة دنيوية؛ لأن غايته أنه فعل معصية وهي السجود لله بحضرة صنم وهذا ليس كفراً ..
أما الباعث على عبادة الله بحضرة الصنم فقد يكون:
1 - دنيوياً فيكون معصية.
2 - اعتقاد بركة المحل وجاه صاحبه فيكون بدعة.
3 - لمصلحة دينية فيكون مباحاً على أقل تقدير.
والذي يمنع من الحكم بكفر من سجد لله بحضرة الصنم هو أنه ليس هناك مناط كفري ليُكفر به أصلاً، ولذلك لم يقل أحد من أهل العلم بكفر من صلى العصر لله في الحسين أو ذبح لله عند البدوي أو استغاث الله أمام قبر زيد ..
نعم قد يُنظر في صدق دعواه أنه سجد لله لكن محل النزاع أنه إذا ثبت للقاضي صدقه= لم يجز له الحكم بكفره؛ لعدم المناط الكفري الذي يُكفر به ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:21]ـ
فإذا طاف الطائف حول القبر فمعنى ذلك أنه نقل عبادة هي لله وحده لا شريك له إلى ذلك المقبور
هذا هو مناط الحكم بالكفر عند الشيخ الألباني، ولم ننازع في أن هذا إذا صح =أن فاعله يكون كافراً؛ لأن الطواف هو هنا عبادة للمقبور ..
ومحل بحثنا هو في عبادة الله بحضرة المقبور ..
ولذلك الذي نازع في الطواف كالشيخ ابن باز يرى أن الطواف هنا هو لله، ومخالفه لم يقل له سلمنا لك أن الطواف لله ومع ذلك فهو كفر؛ فهذا لم يقل به أحد، وإنما يمنعون أن يكون الطواف لله ويرون أنه للمقبور فصح لهم مناط التكفير ..
وكلام الشيخ عن الاستفصال عن الاعتقاد صحيح فالاستفصال عن الاعتقاد لا محل له في النواقض القولية والعملية ..
أما باقي كلام الشيخ عن السجود للأمير فهو خطأ منه-رحمه الله- والسجود للأحياء يجب الاستفصال فيه فإن كان للتحية لم يكن كفراً فالسجود للأحياء أصلاً ليس من العبادات المحضة التي لا يستفصل فيها، وإنما السجود للأصنام هو الذي قيل إنه لا يحتمل سوى التعظيم ..
قال شيخ الإسلام: ((السُّجُودُ عَلَى ضَرْبَيْنِ سُجُودُ عِبَادَةٍ مَحْضَةٍ وَسُجُودُ تَشْرِيفٍ. فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَلَا يَكُونُ إلَّا لِلَّهِ وَأَمَّا الثَّانِي فَلِمَ قُلْت إنَّهُ كَذَلِكَ؟)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:41]ـ
أما باقي كلام الشيخ عن السجود للأمير فهو خطأ منه-رحمه الله- والسجود للأحياء يجب الاستفصال فيه فإن كان للتحية لم يكن كفراً فالسجود للأحياء أصلاً ليس من العبادات المحضة التي لا يستفصل فيها، وإنما السجود للأصنام هو الذي لا يحتمل سوى التعظيم ..
قبل إدراج هذه التخطئة أبا فهر راجع نفسك , لتعلم بأنك مخالف لاهل العلم.
فهم لا يفرقون , فالساجد عند الأصنام , والطائف حول القبور , والذابح عند الأضرحة , ظاهر فعله أنه صرف عبادة لغير الله جل وعز.
والأصل في هذا الفعل كفر الردة.
وأما باب العوارض والأهلية والإعذار , فهو باب أخر , لا يخلط أهل العلم بين هذا وذاك , فمجرد قولهم: أن المانع منع من تكفير هذا الطائف أو الذابح أو الساجد , فاعلم بأن معنى ذلك أنهم حكموا عليه بالوقوع في الكفر , وإنما درء عنه الكفر مانع (الجهل , التأويل , الخطأ , الإكراه).
فليس عند أهل العلم هذا التقسيم: سجد للصنم أو لله عند الصنم.
وإنما هذا عارض ومانع قد يمنع من الحكم الطردي بأن كل من سجد أمام الصنم فهو ساجد للصنم وهو كافر.
وأكثر الخلط عند طلبة العلم هو في عدم فهمهم لإطلاق أهل العلم , وعدم تفريقهم بين الكلام على النوع والكلام على العين.
بل وأكثر من هذا من يقصر التكفير في تحقيقه بالمعين , فإن لم يتحقق بالمعين فلا يحكم على الفعل بالكفر وهو ما تفعله أنت يا أبا فهر هنا.
أرجو أنك تنبهت الآن للفرق بين قولك وقول أهل العلم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:44]ـ
أما الباعث على عبادة الله بحضرة الصنم فقد يكون:
1 - دنيوياً فيكون معصية.
هذا فاسد , لأنك لن تجد مسلمًا يرضى أن يسجد لله عند صنم بلا غرض شرعي ولا إكراه , فإن كان الغرض لا يبلغ به لئن يدرء عنه الكفر , فلن يعتبر يا أبا فهر , وهذا عند الحكم على عينه , وإلا ففعله محكوم عليه بالكفر نوعًا فتنبه.
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:48]ـ
قال شيخ الإسلام: ((السُّجُودُ عَلَى ضَرْبَيْنِ سُجُودُ عِبَادَةٍ مَحْضَةٍ وَسُجُودُ تَشْرِيفٍ. فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَلَا يَكُونُ إلَّا لِلَّهِ وَأَمَّا الثَّانِي فَلِمَ قُلْت إنَّهُ كَذَلِكَ؟)).
أبعدت النجعة أبا فهر؟؟؟؟؟؟
فشيخ الإسلام يتحدث عن سجود الملائكة لآدم عليه الصلاة والسلام , وليس كما فهمت وأن من السجود لغير الله ما يكون تشريفًا , فإن زعمت بأنه كان كذلك قبل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم , فلا دلالة فيه لنسخه والله المستعان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:51]ـ
بارك الله فيك ..
سبق وبينا أن الكلام ليس في باب عوارض الأهلية وإنما في باب ضبط الفعل الظاهر ما هو ثم ما حكمه ثم ما عوارض الأهلية التي تمنع من إلحاق الحكم بالفاعل ..
والذي نحن فيه هو دخول الاحتمال على الفعل الظاهر ما هو ..
هل جهة الاحتمال في مسألتنا هي السجود للصنم وأنه قد يكون كفراً وقد لا يكون؟
الجواب: لا بالطبع،بل السجود للصنم لا يكون إلا كفراً بل ربما لا يدخله حتى احتمال التحية الذي يدخل السجود للأحياء
وإنما جهة الاحتمال في مسألتنا هي: هل هذا سجود للصنم أم سجود لله بحضرة الصنم وقدامه؟
ومثلها: من رأيناه يذبح عند البدوي؛ فإنه يدخله الاحتمال،هل هو يذبح للبدوي فيكون ناقضاً، أم يذبح لله عند البدوي فيكون بدعة.
ومثلها: من رأيناه رافعاً يده ناكساً رأسه خاشعاً خاضعاً أمام مقام الحسين الفضي ممسكاً بأعواد النعناع؛فإنه يدخله الاحتمال، هل هو يدعو الحسين ويستغيثه، أم هو يدعو الله عند المقام لشرف المحل وبركة المقبور؟
فالأولى من هذه الاحتمالات: هي كفر ينقض الإيمان ..
والثانية: بدعة ضلالة، لكنها لا ترقى لدرجة الكفر بلا نزاع أعلمه.
فلم يثبت أصلاً أن هذا المكلف قد ارتكب ناقضاً لنبحث في عوارض الأهلية هل تمنع من إلحاق أحكام هذا الناقض بمرتكبه أم لا، وإنما لا زلنا في مرحلة ضبط الفعل هل هو الفعل الناقض أم هو فعل غيره يشتبه به لا يستويان ..
هذا فاسد , لأنك لن تجد مسلمًا يرضى أن يسجد لله عند صنم بلا غرض شرعي ولا إكراه , فإن كان الغرض لا يبلغ به لئن يدرء عنه الكفر , فلن يعتبر يا أبا فهر فتنبه.
ما كان كفراً فلا يدرأه غرض ولا حاجة وإنما تدرأه عوارض الأهلية وما كان كفراً فهو كفر سواء أريد به غرض شرعي أو مصلحة دنيوية ..
أبعدت النجعة أبا فهر؟؟؟؟؟؟
فشيخ الإسلام يتحدث عن سجود الملائكة لآدم عليه الصلاة والسلام , وليس كما فهمت وأن من السجود لغير الله ما يكون تشريفًا , فإن زعمت بأنه كان كذلك قبل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم , فلا دلالة فيه لنسخه والله المستعان
لا نزاع في أن السجود لغير الله تشريفاً قد نسخ، إنما نثبت أن السجود لغير الله يفعل على غير جهة العبادة فيكون معصية؛لأنه غير مشروع في ديننا، لكنه لا يكون كفراً وعليه فالسجود ليس عبادة محضة تكون كفراً مطلقاً بل ربما احتمل الكفر وغيره ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:38]ـ
يوجد اشكالات كثيرة لدي ..
كيف يسجد عند الصنم وينوي بقلبه السجود لله لأجل المال ثم نقول أنه لم يكفر .. لأن سجوده لم يكن للصنم؟؟
وكيف يكون التعريض بفعل وقول محرم دون وجود محذور (من خوف ونحوه) جائزا .. كالذي سجد عند الصنم طلبا للمال؟؟
وهل كلما رأينا ساجدا عند صنم محاذي للقبلة توقفنا في تكفير فعله لأنه ربما يسجد لله لا للصنم؟؟
وحقيقة لا أجد فرقا بين ما قررتم وما قرر الريس وفق الله الجميع للخير.
والأمثلة التي أوردتم –وفقكم الله- أرى أن فيها تجاوزا في حق النبي قد يصل إلى سوء الأدب فكيف يقال محمد يحب النساء .. هكذا؟؟
النبي –صلى الله عليه وسلم- قال حبب إلي من دنياكم ولم يقل أنا أحب النساء!!
وأختم بفتوى الشيخ عبدالعزيز الراجحي نفع الله بعلمه وبعلمكم.
السجود لغير الله
سجد رجل أمام حجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة فلما أنكر عليه قال: هذا سجود احترام، مثل سجود أبوي يوسف ليوسف فكيف يجاب عليه؟
يجاب عنه كما أجبنا عن الصوفي الذي يسجد للشيخ، ويقول: وضع الرأس قدام الشيخ احتراما له، وتواضعا، نقول: هذا سجود ولو سميته احتراما وتواضعا ما دام قصد السجود للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذا شرك، وكونه يقول: هذا احترام وتواضع، لا يغير من الأمر شيئا؛ لأن العبرة بالحقيقة المعنى، ليست العبرة بالتسمية، فلو سمى الناس الخمر شراب الروح فهو خمر، ولا تزيل التسمية تحريمه، ولو سمى الناس الربا الفائدة أو العمولة، أو الربح المركب فهو ربا؛ لأن العبرة بالمعاني والحقائق، فإذا سمى هذا سجودا للنبي، أو للقمر، أو للنجم تواضعا، واحتراما، فهو سجود، ولو سماه تواضعا واحتراما؛ لأن العبرة بالمعنى والحقيقة، لا بالتسمية.
أما سجود أبوي يوسف وإخوته له فهذا سجود احترام، وهو جائز في شريعتهم - في شريعة يعقوب - ولهذا رأى الرؤيا في أول الأمر حينما كان صغيرا، قال: يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=12&nAya=4) هذه وهو صغير، ثم بعد ذلك لما كبر، وتولى خزائن الأرض، وأتاه الناس يكيل لهم، ثم أتاه إخوته، ثم أخذ أخاه، ثم بعد ذلك أرسل قميصه قال لأخوته: وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِين ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=12&nAya=93) جاء أبوه وأمه وإخوته - أحد عشر أخا -، وأمه وأبوه، فلما جاءوا رفع أبويه على العرش، وخروا له سجدا - سجود تحية واحترام، لا سجود عبادة، وهذا جائز في شريعتهم، لكن شريعتنا أكمل الشرائع، لا يجوز في شريعتنا التحية بالسجود.
ولما سجد معاذ للنبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء من اليمن وقال: إنه رآهم يسجدون للملوك أنكر عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ( java******:HadithTak('Hits546 .htm')) من عظم حقه عليها.
المقصود أن السجود لا يجوز في شريعتنا، أما في شريعة يعقوب ويوسف فهو جائز، وليس سجود عبادة، بل تحية وإكرام.
ولما سجدوا قال: يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=12&nAya=100) تحققت الرؤيا، وقعت الرؤيا، هذا التأويل بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الشيء، التأويل أنواع، يأتي بمعنى التفسير، ويأتي بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها، فهذه حقيقة الرؤيا قد وقعت.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:57]ـ
1 - من قال إن السجود لله عند الصنم؛لأجل المال مباح؟
بل هو حرام بلا نزاع وإنما البحث في جعله مكفراً ولا دليل على التكفير ولا مناط له.
2 - ليس كلما رأينا وإنما يرجع هذا للقاضي فقد يعتبر الاحتمال وقد لا يعتبره بحسب ما يظهر له من القرائن.
3 - قد أبنتُ عن الفرق بعربية فصيحة وحجة صحيحة، و لا أملك عليك قلبك-وفقك الله للخير- فكذلك الناس يختلف نظرهم.
4 - حبب إليه صلى الله عليه وسلم من دنيانا النساء فهو يحبهم وبيان هذا بعبارة غير محلاة بالأدب هو نفسه التعريض لمصلحة وهو جائز إن كان لها، ولا يجوز إن لم توجد المصلحة لمقام الأدب الذي ذكرتيه؛ لكنه لا يكون كفراً وإن ظنه الحاضرون سباً مكفراً.
5 - فتوى الشيخ هي في السجود للشيخ وكلامنا في السجود لله بحضرة الشيخ أو الحجرة، ومع ذلك ففتوى شيخ الإسلام في السجود للأحياء لم يجعلها كفراً، ولو كان السجود كفراً مطلقاً لما جاز أن يكون حلالاً في شريعة يوسف ولا غيره فتحريم الشركيات دين الأنبياء جميعاً ..
وإذا ثبت أن السجود يكون تحية فقد صارت حقيقته ومعناه يمكن أن تكون تحية وليس مجرد ادعاء من الساجد ..
غاية ماذهب إليه بعض أهل العلم أن احتمال التحية لايرد مع الأموات فيتمحض السجود لهم للعبادة ولذلك وجه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 04:58]ـ
أخي أبا فهر
عند التحقيق قولك هو قول الشيخ الريس وقد حصلت مناقشة بيني وبنيه قديما فقوله عين قولك و ان اختلف التعبير و لكن لعلك تخشى من من أن تكون تابعا له في فتوى الشيخ البراك. فعند التحقيق النزاع بينك وبين الشيخ الريس لفظي
بل قد حكم الشيخ الألباني رحمه الله على الطائف حول القبر بالردة.
سئل الشيخ الألباني رحمه الله: ما حكم الطواف بالقبور؟
أجاب الشيخ الألباني رحمه الله بقوله:
" الطواف بالقبورشرك لا شك في ذلك ولا ريب ... فإذا طاف الطائف حول القبر فمعنى ذلك أنه نقل عبادة هي لله وحده لا شريك له إلى ذلك المقبور ... فمن وجه عبادة من العبادات التي تعبد بها الله عز وجل عبادة إلى غيره عز وجل فقد أتخذه معه إلهاً.
فقال سائل: هل نسأل الطائف هل يعتقد أم لا , أم ظاهره أنه شرك؟
فأجاب الشيخ بقوله:
" هذا سؤال حينما يراد إقامة الحد عليه لأنه بهذا العمل يرتد فإذا كان هناك من يقيم الحد أي القتل على المرتد حينذاك هذا الإنسان يؤتى به فيستتاب , لا يُسأل تعتقد أو لا تعتقد؟
لأن عمله برهان على عقيدته إنما يستتاب بعد أن تقام عليه الحجة , أن هذا الطواف هو لبيت الله فقط عبادة وخضوع لله كالسجود لا فرق فلو أن إنساناً سجد لشيخ له أو أمير له فهذا لا يُسأل لماذا أنت تسجد وهل تعتقد أن هذا يستحق التعظيم؟
لأن فعله يدل على التعظيم لكنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل ". انتهى من رحلة النور شريط رقم 2.
الممثل الذي يمثل في "مسلسل " أنه يسجد لصنم! وهو يسجد حقيقة لصنم لكنه تمثيل؟ هل هو كافر عندك؟
الألباني أجاب بإنه ليس بكافر لأنه لم يقصد عبادة هذا الصنم بالسجود. فهل توافقه على هذا؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 05:06]ـ
فالسجود ليس عبادة محضة تكون كفراً مطلقاً بل ربما احتمل الكفر وغيره ..
يا أخي أبا فهر السجود لغير الله تعالى , ووطء المصحف , وسب الله تعالى ورسله عليه الصلاة والسلام , أفعال لا يدخلها الاحتمال.
فالسجود لصنم أو لمعظم أو نحوهما , أو وطء المصحف , أو سب الله تعالى أو أحد رسله عليهم السلام , لا يكون إلا كفرًا , لأنه يضاد الإيمان من كل وجه.
فهل تقول: يجوز أن يكون هناك من يطأ المصحف وهو لا يقصد بوطئه الكفر , إنما وطئه وقلبه مطمئن بالإيمان , وباعثه دنيوي محض؟
فكذلك من سجد في الظاهر لغير الله تعالى , ولو كان قصده أنه لله تعالى , لن يصدق له هذا القصد ويصح له إلا بعوارض وموانع صحيحة.
فإن لم توجد عوارض ولا موانع صحيحة , كان فعله لهذا السجود على الأصل وهو الكفر الأكبر.
ـ[القضاعي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 05:10]ـ
الممثل الذي يمثل في "مسلسل " أنه يسجد لصنم! وهو يسجد حقيقة لصنم لكنه تمثيل؟ هل هو كافر عندك؟
الألباني أجاب بإنه ليس بكافر لأنه لم يقصد عبادة هذا الصنم بالسجود. فهل توافقه على هذا؟
أحيلني على كلام الألباني رحمه الله ويأتيك الجواب.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 05:19]ـ
الممثل الذي يمثل في "مسلسل " أنه يسجد لصنم! وهو يسجد حقيقة لصنم لكنه تمثيل؟ هل هو كافر عندك؟
لا علم لي بقول الشيخ ومن سجد للصنم جاداً أو هازلاً لدنيا أولدين فهو كافر ..
وأنت وفقهك فيما تراه من الفرق وعدمه أما أنا فلا أخشى فتوى أحد من البشر ولا أحني رأسي وقلبي وما فقهته به من الدين إلا لكتاب أو سنة أو إجماع ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 05:25]ـ
يا أخي أبا فهر السجود لغير الله تعالى , ووطء المصحف , وسب الله تعالى ورسله عليه الصلاة والسلام , أفعال لا يدخلها الاحتمال.
فالسجود لصنم أو لمعظم (إذا كان حيا احتمل التحية فلم يكن كفراً) أو نحوهما , أو وطء المصحف , أو سب الله تعالى أو أحد رسله عليهم السلام , لا يكون إلا كفرًا , لأنه يضاد الإيمان من كل وجه.
كلام صحيح ..
فهل تقول: يجوز أن يكون هناك من يطأ المصحف وهو لا يقصد بوطئه الكفر , إنما وطئه وقلبه مطمئن بالإيمان , وباعثه دنيوي محض؟
لا يجوز ومن وطأ المصحف فهو كافر مالم يكن مخطئاً أو مكرهاً ..
فكذلك من سجد في الظاهر لغير الله تعالى
هذه هي ..
من قال إنه سجد في الظاهر لغير الله؟
بل ظاهر فعله وباطنه سجود لله ..
وإنما أنت من توهمت أنه سجود لغير الله لما رأيت السجود بحضرة الصنم ..
ومثله من يرى رجلاً في مسجد الحسين يدعو فيظنه يدعو الحسين وهو يدعو الله.
ولا يحكم على ظواهر أفعال الناس بالتوهمات ..
ولو كان قصده أنه لله تعالى , لن يصدق له هذا القصد
لماذا لن يصدق؟
لمجرد أننا لا نريد تصديقه؟
هذا دين لم يأمرنا الله به ..
ويصح له إلا بعوارض وموانع صحيحة.
إنما تطلب العوارض لفعل ما ولا زال النزاع في ضبط الفعل الظاهر في نفس الأمر أما ما يظهر للمتوهم فليس حجة ..
فإن لم توجد عوارض ولا موانع صحيحة , كان فعله لهذا السجود على الأصل وهو الكفر الأكبر.
نعم السجود الذي على الأصل ربما كان كفراً أكبراً هو السجود لغير الله ومحل بحثنا هو في السجود لله بحضرة غير الله من صنم ونحوه،وهذا كالذبح لله بساحة البدوي ليس كفراً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 05:58]ـ
أحيلني على كلام الألباني رحمه الله ويأتيك الجواب.
سلسلة الهدى والنور | شريط رقم -487 -
وأيضا
سلسلة الهدى والنور | شريط رقم -719 -
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:01]ـ
لا علم لي بقول الشيخ ومن سجد للصنم جاداً أو هازلاً لدنيا أولدين فهو كافر ..
وأنت وفقهك فيما تراه من الفرق وعدمه أما أنا فلا أخشى فتوى أحد من البشر ولا أحني رأسي وقلبي وما فقهته به من الدين إلا لكتاب أو سنة أو إجماع ..
يعني الممثل الذي يحكي فعل الكفار بفعله هو في كيفية السجود للصنم كافر؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:22]ـ
من سجد للصنم ولو هزلاً فهو كافر ..
والممثل الذي يسجد للصنم بمقتضيات الدور التمثيلي هو كالممثل الذي يسب النبي صلى الله عليه وسلم لمقتضيات الدور التمثيلي، كلاهما ارتكب الناقض الكفري الذي هو مناط الكفر ولا ينفعه قصد الهزل ..
ولا تعلق لكل ذلك بمسألتنا وهو أجنبي عنها؛ فبحثنا فيمن لم يرتكب الناقض الكفري أصلاً؛ وإنما سجد لله وذبح لله وصلى لله واعتكف لله بمحل وأرض وموضع يسجد فيه ويذبح فيه ويصلى فيه ويعتكف فيه لغير الله؛ فظاهر فعله وباطنه عبادة لله،ولكن توهم من فعله؛ لاشتباه الموضع أنه يصرف تلك العبادات لغير الله = فلا عبرة بالظاهر المتوهم وإنما العبرة بالظاهر الذي عمد إلى إظهاره القلب ..
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 06:40]ـ
من سجد للصنم ولو هزلاً فهو كافر ..
والممثل الذي يسجد للصنم بمقتضيات الدور التمثيلي هو كالممثل الذي يسب النبي صلى الله عليه وسلم لمقتضيات الدور التمثيلي، كلاهما ارتكب الناقض الكفري الذي هو مناط الكفر ولا ينفعه قصد الهزل ..
هذا غريب يخالف تأصيلك
فسب الله والرسول كفر يضاد الإيمان من كل وجه فهو لا يحتمل إلا الكفر
بخلاف السجود لغير الله عندك فهو يحتمل الكفر وغيره
quote= أبو فهر السلفي;367645]
لا نزاع في أن السجود لغير الله تشريفاً قد نسخ، إنما نثبت أن السجود لغير الله يفعل على غير جهة العبادة فيكون معصية؛لأنه غير مشروع في ديننا، لكنه لا يكون كفراً وعليه فالسجود ليس عبادة محضة تكون كفراً مطلقاً بل ربما احتمل الكفر وغيره ..
[/ quote]
فالذي يظهر أن هناك خللا في التأصيل عندك في هذا الباب
فمرة تفرق بين الأفعال التي تحتمل الكفر وغيرها ومرة لا تفرق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 07:19]ـ
هذا خطأ من وجهين:
الأول: أن كون الفعل المعين يحتمل الفعل الناقض وغيره ليس معناه أن الفعل الناقض يحتمل الكفر وغيره ..
فعندما أرى رجلاً يركل كتاباً مزخرف التجليد زخرفة تشبه المصحف بقدميه فأقول يحتمل أن يكون هذا الكتاب مصحفاً ويحتمل أن يكون كتاباً آخر فلا يكفر حتى أتبين أن هذا ركل للمصحف = فليس معنى هذا أني أقول إن ركل المصحف لا يضاد الإيمان من كل وجه وأنه يحتمل الكفر وغيره،بل معناه أن الفعل المشتبه الذي رأيته يحتمل أن يكون هو الفعل الناقض ويحتمل أن يكون غيره.
الوجه الثاني: أن مطلق السجود وإن كان يحتمل الكفر وغيره فهو يكون كفراً إن كان سجود عبادة للأموات والأوثان، ويكون غير كفر إن كان سجود تحية لأمير ونحوه. فحينها يكون معصية فقط؛ لكونه شرع من قبلنا حرمه شرعنا.
وأنت في سؤالك قد عينتَ نوع الفعل بأنه سجود للصنم والسجود للصنم كفر.
مثل أن تقول لمن لا يكفر بمطلق الموالاة: فلان والى الكفار محبة لنصر دينهم = فحكم بكفره فهل تكفيره له يخدش في أن الموالاة عنده تحتمل الكفر وغيره؟
الجواب: لا؛لأنك عينت له الصورة التي هي عنده كفر.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 08:33]ـ
سؤال لشيخي وأستاذي أبو فهر:)
ألا يدخل سجود الممثل سجود قدام الصنم؟
وحينها يدخل احتمال سجوده لله أمام الصنم لغرض دنيوي؟
وأنبه على أن من تأمل مشاركات أبي فهر وجد بينه وبين قول الشيخ الريس عفا الله عنه بونا شاسعًا ..
وقد نبه على ذلك مرات عديدة وبين قوله الذي يدين الله به ..
فالمرجو من الإخوة تأمل كلامه وستتضح لهم الصورة ونقطة البحث التي يدندن حولها
في انتظار جوابكم شيخنا:)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 08:42]ـ
بارك الله فيك أبا أويس ..
أنا لم أر الممثل ولم أسأله عمن قصد بالسجود ..
ولكن قيل لي:
الممثل الذي يمثل في "مسلسل " أنه يسجد لصنم! وهو يسجد حقيقة لصنم لكنه تمثيل
الجواب: كافر.
لأن صورة السجود للصنم لا تحتمل السجود لله كم أن السجود لله لا يحتمل السجود للصنم ..
وإنما المحتمل هو سجود قدام صنم أو ذبح بحضرة البدوي فيحتمل أنه سجود لله أو للصنم وذبح لله أو للبدوي ..
أما إذا تمحض كما في السؤال سجود للصنم = فهو كفر؛ لا يدخله احتمال السجود لله و لا ينفعه قصد الهزل والتمثيل ..
وهذا هو المناط الشرعي في المسألة والذي ذكره شيخ الإسلام و الذي التبس ضبطه على عبد العزيز الريس فاخترع هذا المناط المبتدع الذي ذكره وظنه هو مراد الشيخ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 09:12]ـ
بارك الله فيك ..
حصل المقصود
ودمت مباركًا
ـ[القضاعي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 09:42]ـ
يعني يا أفهر سلمك الله , إذا سجد الممثل أمام الصنم , وغرضه التمثيل , واضمر أنه لله تعالى لا يكون كفرًا؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 09:45]ـ
وكذلك أذا سب الممثل الدين , وغرضه التمثيل , ويزعم أن قلبه مطمئن بالإيمان , فلا يكون كفرًا؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 10:01]ـ
إذا سب الممثل الدين وغرضه التمثيل كان كافراً؛لارتكابه ناقضاً من نواقض الإسلام، وقصده لفعل كفري وإظهاره له، ولا ينفعه قصد التمثيل فعدم قصد الكفر ليس عذراً ..
وإذا سجد الممثل لله أمام الصنم كان عاصياً آثماً؛لارتكابه معصية وقصده لفعل إيماني وإظهاره له في محل منهي عن العبادة فيه وهو السجود لله بحضرة صنم،مثله مثل من يصلي لله في الحسين، ويذبح لله عند البدوي ..
ولما كان دافعه لذلك التمثيل كان معصية وإثماً، ولو كان دافعه اعتقاد جاه الصنم وبركة محله زاد على ما تقدم بدعة أخرى، لكن ذلك ليس ناقضاً للإسلام ولا دليل على ارتكابه لفعل مكفر ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 01:01]ـ
إذا سب الممثل الدين وغرضه التمثيل كان كافراً؛لارتكابه ناقضاً من نواقض الإسلام، وقصده لفعل كفري وإظهاره له، ولا ينفعه قصد التمثيل فعدم قصد الكفر ليس عذراً ..
وإذا سجد الممثل لله أمام الصنم كان عاصياً آثماً؛لارتكابه معصية وقصده لفعل إيماني وإظهاره له في محل منهي عن العبادة فيه وهو السجود لله بحضرة صنم،مثله مثل من يصلي لله في الحسين، ويذبح لله عند البدوي ..
ولما كان دافعه لذلك التمثيل كان معصية وإثماً، ولو كان دافعه اعتقاد جاه الصنم وبركة محله زاد على ما تقدم بدعة أخرى، لكن ذلك ليس ناقضاً للإسلام ولا دليل على ارتكابه لفعل مكفر ..
يا أبا فهر هذا التخليط عجيب!
فيا رجل كيف عرفت أن الساجد أمام الصنم , هو ساجد لله؟
إن قلت: بعد التحقق من حاله.
قلت لك: ولا سبيل إلى هذا التحقق إلا بسؤال هذا الساجد.
فإن كنت صدّقت هذا الساجد , في أن سجوده لله وليس لهذا الصنم الذي أمامه , فما المانع من تصديق الساب , إذا قال: إنما سببت الدين تمثيلًا , وقلبي مطمئن بالإيمان؟؟؟
فلو قلت: السب ناقض.
قلنا: وكذلك السجود أمام الصنم ناقض.
وخلطك يا رحمك الله سببه , إدخال عباس في دعباس!!
أي أنك تدخل مسألة الحكم على المعين , على مسألة الحكم على النوع.
فنحن إذا قلنا الساجد والساب والذابح , كان الكلام بالإطلاق وعلى الأنواع وليس على الأعيان , لذلك عندما تريد أن تدرء الكفر عن الساجد تحتاج إلى استفصال ,ولا يكون الاستفصال إلا مع معين.
وهذا من أكبر الأسباب التي أدت الى الخلط في مسائل الأسماء والأحكام , فمن لم يضبط الفرق بين الحكم على الأنواع وبين الحكم على الأعيان , وفصل ما بينهما , فهو إلى الخلط صائر ولابد , والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 01:42]ـ
فإن كنت صدّقت هذا الساجد , في أن سجوده لله وليس لهذا الصنم الذي أمامه , فما المانع من تصديق الساب , إذا قال: إنما سببت الدين تمثيلًا , وقلبي مطمئن بالإيمان؟؟؟
أنا قد أصدق من يصف لي فعله الظاهر ما هو؛لأن صفة الفعل مؤثرة في مناط الحكم الشرعي؛ هل هو الفعل الناقض أم فعل غيره يشتبه به فقصدُ الفعل الناقض شرط في المؤاخذة به ..
أما من قصد الفعل الناقض نفسه فلا أسأله هل قصد أن يكفر بالناقض أم قصد أن يهزل؛لأن قصد الكفر من الفعل الناقض المقصود ليس شرطاً في المؤاخذة به ..
قلنا: وكذلك السجود أمام الصنم ناقض
هذا هو مكمن الخطأ في تقريرك ..
فمن قال إن السجود قدام الصنم وأمامه يكون ناقضاً أبداً؟
ومن قال إن الذبح بحضرة البدوي يكون ناقضاً أبداً؟
ومن قال إن الصلاة في الحسين من نواقض الإيمان أبداً؟
بل كل هذه الأفعال تفعل على جهة تكون فيها هي الفعل الناقض كأن يكون السجود قدام الصنم له وأن يكون الذبح في ساحة البدوي له وأن تكون الصلاة في مسجد الحسين له ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وتفعل على جهة تكون فيها فعلاً غير ناقض كأن يكون السجود قدام الصنم لله وأن يكون الذبح في ساحة البدوي لله وأن تكون الصلاة في مسجد الحسين لله وإنما عبد الله في هذا الموضع؛ لاعتقاد بركة المحل وجاه الوثن ونحوه من أبواب البدع التي ليست كفراً أكبراً باتفاق ..
فمكمن الخطأ أنك لا تفرق بين الفعل يحتمل أن يكون هو الفعل الناقض ويحتمل أن يكون فعلاً غير ناقض = وبين الفعل الناقض الذي لم يحتف به ما يوجب الاشتباه ..
أما مسألة الفرق بين الأنواع والأعيان فقد فرغنا من تقرير عدم تعلقها بمسألتنا منذ زمن؛ ولم أورد أنا شيئاً في مناط الأحكام التي قررتها يتعلق بها أصلاً ..
فبحثنا هل هذا زنا أصلاً أم ليس بزنا وليس في أنه زنا لكن يعذر الزاني المعين أو لا يعذر ..
بحثنا في هل هذا الفعل هو الفعل الناقض أم هو فعل بدعي لا يرقى لرتبة الناقض وإن كان يشتبه به، وليس بحثنا في أنه ناقض ولكن يعذر فاعله المعين أو لا يعذر ..
ونعم يكون الاستفصال مع المعين ولكن من قال إن الاستفصال لا يكون سوى بعد ثبوت أن الفعل ناقض؟
بل يكون الاستفصال أحياناً لتحقيق صورة الفعل الذي فعل هل هو الفعل الناقض أم فعل آخر يشتبه به، ولا يقال حينها يكون الفعل كفراً حتى نستفصل فهذه خفة لا تعرفها الأحكام الشرعية ..
ومثله
إذا قيل فلان يحكم بغير ما أنزل الله؛فالحكم بغير ما أنزل الله له صور يكون فيها كفراً ويكون فيها معصية لا تنقض الإيمان فيُستفصل عن الصور التي جرى عليها حكم المعين بغير ما أنزل الله، ولا أستطيع أن أقضي أنه فعل ناقضاً حتى أستفصل عن صورة فعله هل هي من صور الحكم الناقضة أم من صور الحكم غير الناقضة، وظاهر جداً أن هذا ليس استفصالاً عن عوارض الأهلية بل هو استفصال عن صورة الفعل ما هي لما أمكن أن يشتبه الناقض بغير الناقض، وظاهر جداً أنه لا يمكنني أن أقول قبل الاستفصال: أنه وقع في ناقض ونثبت له الكفر الظاهر وإنما يكون الاستفصال لرفع حكم الكفر عن المعين = هذا لا يقال أبداً بل هو باطل ظاهر البطلان؛ لأن الوقوع في الكفر لم يثبت أصلاً بل لا زال محتملاً أن يكون وقع في التقنين الذي يكون كفراً أو في مجرد الحكم في الوقائع الذي لا يكون كفراً ..
فكلامنا أن السجود قدام الوثن والذبح بساحة البدوي له صورة يكون فيها ناقضاً إن كان السجود للصنم والذبح للبدوي وله صورة يكون فيها غير ناقض إذا كان السجود لله والذبح لله،وإنما فقط راعى الجاه والتبرك، والاستفصال عن صورة الفعل ما هي= يسبق تحديد الفعل وأنه ناقض ويسبق تحديد عوارض الأهلية وهل تتوفر أم ترتفع ..
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 08:43]ـ
صور السجود عندك يا أبا فهر أربعة
- سجود للصنم بقصد عبادته فهذا كفر
-سجود أمام الصنم وهو لله لأجل غرض دنيوي فهذا ليس بكافر
-سجود الحي للحي سجود تحية وليس بعبادة فهذا عاصي وليس بكافر
-سجود الممثل للصنم وهو لا يقصد عبادته و لا تحيته إنما يحكي فعل الكفار فهذا كافر!
هل لاحظت الاضطراب الذي عندك و أنه تحكم دون دليل تمشي عليه!
فإما أن تقول أن السجود لا يكون كفرا إلا إذا قصد به العبادة، لأن الكفر هو صرف عبادة لله لغير الله، وبذلك يخرج كما قلت سجود الحي للحي ولا يكفر بسجود التحية
و إما أن تقول أن فعل السجود كفر بذاته سواء قصد به العبادة أو لم يقصد، فمبجرد سجوده لغير الله فهذا كفر أكبر وبذلك يكون كافرا خارجا من الملة
ولكن أنت تفرق بلا دليل بين الأمرين!
و أيهما أولى بالكفر الذي يسجد للحي بقصد التحية كما زعمت
أو الممثل الذي لم يقصد لا تحية و لا عبادة و إنما حكاية فعل الكفار مع أصنامهم، فتأثم الأول الذي يسجد تحية ويتضمن تعظيما للحي و تكفر الثاني
أما مسألة: سب الرب نسأل الله العافية والسلامة وسب الرسول فهي مضادة للإيمان من كل وجه فيس لها دخل بمسألتنا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 11:27]ـ
أما مسألة: سب الرب نسأل الله العافية والسلامة وسب الرسول فهي مضادة للإيمان من كل وجه فيس لها دخل بمسألتنا
وكذلك السجود للصنم سواء قصد عبادته أو قصد الهزل؛ فالسجود للصنم نفسه عبادة للصنم تضاد الإيمان من كل وجه، كما أن الاستغاثة بالبدوي نفسها عبادة فهي كفر حتى لو ادعى أنه يهزل أو أنه يعتقد أن البدوي لا يضر ولا ينفع ..
فقولك عن الممثل سجد للصنم ولم يقصد العبادة هو نفسه قولك سجد للصنم ولم يقصد الكفر وهو نفسه قول القبوريين استغاث بالبدوي ولم يقصد أن يعبده ولم يعتقد أنه يضر وينفع = كل ذلك تعليق لمناط الكفر على أمور غير مؤثرة،فمناط الكفر هو هل عبد غير الله أم لا؟
الجواب: من سجد للصنم فقد عبد غير الله ولو لم يقصد أن يعبد فنفس فعله عبادة وإنما حقيقة الأمر أنه لم يقصد أن يكفر بعبادته وإنما قصد المحاكاة، ومثله مثل من مثل دور رجل يأكل فأكل هل يقول لم أقصد الأكل؟
الجواب: بل هو قد أكل بالفعل وإنما حقيقة قوله أنه يريد أن يقول أنه لم يقصد تحصيل الغاية من الأكل ولم تحركه النهمة وكل ذلك غير مؤثر في أنه قد أكل، كما أن قصد صاحبنا للمحاكاة غير مؤثر في كونه قد ارتكب الناقض وسجد للصنم ..
فليس مناط الكفر أنه يمثل أو يحاكي وإنما مناطه بما مثل وحاكى؛ولذا لو مثل دور أبي جهل من غير ارتكاب ناقض = لم يكن كافراً ..
لو مثل دور معاذ وسجد للنبي صلى الله عليه وسلم = لم يكن كافراً ..
ولو سجد للصنم وهو يمثل كان كافراً ..
وأما السجود لله عند الصنم فعبادة ولكن لله فلا يكفر من عبد الله وإنما هو إثم وبدعة؛لأثر محل العبادة ..
والسجود للحي يحتمل العبادة ويحتمل التحية بدليل سجود الملائكة وسجود إخوة يوسف ولو كان شركاً محضاً لما أبيح في أي شريعة؛ فإن كان تحية وتشريفاً (ولا دليل على تضمنه المحبةوالرهبة التعظيم والخضوع المحققين لمعنى العبادة) فليس كفراً باتفاق ..
فالباب منضبط مطرد منعكس بالفروق المؤثرة وليس فيه اضطراب والحمد لله وحده ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 09:17]ـ
والسجود للحي يحتمل العبادة ويحتمل التحية بدليل سجود الملائكة وسجود إخوة يوسف ولو كان شركاً محضاً لما أبيح في أي شريعة؛ فإن كان تحية وتشريفاً (ولا دليل على تضمنه المحبةوالرهبة التعظيم والخضوع المحققين لمعنى العبادة) فليس كفراً باتفاق ..
يقول العلامة ابن القيم في "مدارج السالكين " (ومن أنواع الشرك: سجود المريد للشيخ فإنه شرك من الساجد والمسجود له والعجب: أنهم يقولون: ليس هذا سجود وإنما هو وضع الرأس قدام الشيخ احتراما وتواضعا فيقال لهؤلاء: ولو سميتموه ما سميتموه فحقيقة السجود وضع الرأس لمن يسجد له وكذلك السجود للصنم وللشمس وللنجم وللحجر كله وضع الرأس قدامه ومن أنواعه: ركوع المتعممين بعضهم لبعض عند الملاقاة وهذا سجود في اللغة وبه فسر قوله تعالى: ادخلوا الباب سجدا أي منحنين وإلا فلا يمكن الدخول بالجبهة على الأرض ومنه قول العرب: سجدت الأشجار إذا أمالتها الريح)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 11:28]ـ
بارك الله فيك ..
سجود المريد للشيخ الذي تفعله الصوفية والذي يتكلم عنه الشيخ مراده أن هذا سجود العبادة وليس سجود التحية، ولا نزاع أن سجود العبادة شرك أكبر، أما سجود التحية الذي قد يفعل تحية للشيوخ والملوك وتشريفاً لهم فليس من الشرك الأكبر ..
ولذلك يقول شيخ الإسلام فارقاً بين سجود التحية والسجود الذي يتدين به تعظيماً وعبادة:
((تَقْبِيلُ الْأَرْضِ وَرَفْعُ الرَّأْسِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ السُّجُودُ مِمَّا يُفْعَلُ قُدَّامَ بَعْضِ الشُّيُوخِ وَبَعْضِ الْمُلُوكِ: فَلَا يَجُوزُ؛ بَلْ لَا يَجُوزُ الِانْحِنَاءُ كَالرُّكُوعِ أَيْضًا كَمَا {قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: لَا} {وَلَمَّا رَجَعَ مُعَاذٌ مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتهمْ فِي الشَّامِ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَيَذْكُرُونَ ذَلِكَ عَنْ أَنْبِيَائِهِمْ. فَقَالَ: كَذَبُوا عَلَيْهِمْ لَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدِ لَأَمَرْت الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ أَجْلِ حَقِّهِ عَلَيْهَا يَا مُعَاذُ إنَّهُ لَا يَنْبَغِي السُّجُودُ إلَّا لِلَّهِ}.
وَأَمَّا فِعْلُ ذَلِكَ تَدَيُّنًا وَتَقَرُّبًا فَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْمُنْكَرَاتِ وَمَنْ اعْتَقَدَ مِثْلَ هَذَا قُرْبَةً وَتَدَيُّنًا فَهُوَ ضَالٌّ مُفْتَرٍ بَلْ يُبَيَّنُ لَهُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِدِينِ وَلَا قُرْبَةٍ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ اُسْتُتِيبَ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ)).
وقال الشيخ: ((وَأَمَّا الِانْحِنَاءُ عِنْدَ التَّحِيَّةِ: فَيُنْهَى عَنْهُ كَمَا فِي التِّرْمِذِيِّ {عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ الرَّجُلِ يَلْقَى أَخَاهُ يَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: لَا} وَلِأَنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لَا يَجُوزُ فِعْلُهُ إلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَإِنْ كَانَ هَذَا عَلَى وَجْهِ التَّحِيَّةِ فِي غَيْرِ شَرِيعَتِنَا كَمَا فِي قِصَّةِ يُوسُفَ: ({وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} وَفِي شَرِيعَتِنَا لَا يَصْلُحُ السُّجُودُ إلَّا لِلَّهِ بَلْ قَدْ تَقَدَّمَ نَهْيُهُ عَنْ الْقِيَامِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْأَعَاجِمُ بَعْضُهَا لِبَعْضِ فَكَيْفَ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ؟ وَكَذَلِكَ مَا هُوَ رُكُوعٌ نَاقِصٌ يَدْخُلُ فِي النَّهْيِ عَنْهُ)).
وقال: ((فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ لَمْ يُعْبَدْ فِي حَيَاتِهِ بِحُضُورِهِ فَإِنَّهُ يَنْهَى مَنْ يَعْبُدُهُ وَيُشْرِكُ بِهِ وَلَوْ كَانَ شِرْكًا أَصْغَرَ كَمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَجَدَ لَهُ عَنْ السُّجُودِ لَهُ)).
فتأمل كيف جعل السجود هنا شركاً أصغراً؛ لأنه سجود تحية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الشيخ مفصلاً سجود التحية نافياً تمحض السجود للعبادة: ((وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: لَا يَجُوزُ السُّجُودُ لِغَيْرِ اللَّهِ. فَيُقَالُ لَهُمْ: إنْ قِيلَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَلَى الْجُمْلَةِ فَهِيَ كَلِمَةٌ عَامَّةٌ تَنْفِي بِعُمُومِهَا جَوَازَ السُّجُودِ لِآدَمَ وَقَدْ دَلَّ دَلِيلٌ خَاصٌّ عَلَى أَنَّهُمْ سَجَدُوا لَهُ وَالْعَامُّ لَا يُعَارِضُ مَا قَابَلَهُ مِنْ الْخَاصِّ. ..
وَرَابِعُهَا: أَبُو يُوسُفَ وَإِخْوَتُهُ خَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَيُقَالُ: كَانَتْ تَحِيَّتَهُمْ؛ فَكَيْفَ يُقَالُ: إنَّ السُّجُودَ حَرَامٌ مُطْلَقًا؟ وَقَدْ كَانَتْ الْبَهَائِمُ تَسْجُدُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْبَهَائِمُ لَا تَعْبُدُ اللَّهَ. فَكَيْفَ يُقَالُ يَلْزَمُ مِنْ السُّجُودِ لِشَيْءِ عِبَادَتُهُ؟ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. {وَلَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدِ لَأَمَرْت الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا} لِعِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: لَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَعْبُدَ ..
أَمَّا الْخُضُوعُ وَالْقُنُوتُ بِالْقُلُوبِ وَالِاعْتِرَافُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَالْعُبُودِيَّةِ فَهَذَا لَا يَكُونُ عَلَى الْإِطْلَاقِ إلَّا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَحْدَهُ وَهُوَ فِي غَيْرِهِ مُمْتَنِعٌ بَاطِلٌ. وَأَمَّا السُّجُودُ فَشَرِيعَةٌ مِنْ الشَّرَائِعِ إذْ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنْ نَسْجُدَ لَهُ وَلَوْ أَمَرَنَا أَنْ نَسْجُدَ لِأَحَدِ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرِهِ لَسَجَدْنَا لِذَلِكَ الْغَيْرِ طَاعَةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إذْ أَحَبَّ أَنْ نُعَظِّمَ مَنْ سَجَدْنَا لَهُ وَلَوْ لَمْ يَفْرِضْ عَلَيْنَا السُّجُودَ لَمْ يَجِبْ أَلْبَتَّةَ فِعْلُهُ فَسُجُودُ الْمَلَائِكَةِ لِآدَمَ عِبَادَةٌ لِلَّهِ وَطَاعَةٌ لَهُ وَقُرْبَةٌ يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إلَيْهِ وَهُوَ لِآدَمَ تَشْرِيفٌ وَتَكْرِيمٌ وَتَعْظِيمٌ. وَسُجُودُ إخْوَةِ يُوسُفَ لَهُ تَحِيَّةٌ وَسَلَامٌ أَلَا تَرَى أَنَّ يُوسُفَ لَوْ سَجَدَ لِأَبَوَيْهِ تَحِيَّةً لَمْ يُكْرَهْ لَهُ)).
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 05:31]ـ
فقولك عن الممثل سجد للصنم ولم يقصد العبادة هو نفسه قولك سجد للصنم ولم يقصد الكفر
ألا ترى شيخنا ان هنا خلطا؟؟ ألا ترى ان القصد عند الأول ليس عدم قصد الكفر .. بل عدم قصد الفعل نفسه المفضي للكفر- وهو العبادة- ... اما عند الثاني فقصد الفعل و ان لم يقصد الكفر ... فافترقا؟؟ فالأول لا يقصد الفعل و لا الكفر و الثاني قصد الفعل و لم يقصد الكفر ... فالأول لم يقصد لا سجود العبادة -و في حالة الممثل و لا حتى سجود التحية:) - و لا قصد الكفر بينما الثاني قصد سجود العبادة و لم يقصد الكفر .. فكفر الثاني دون الأول ... بل يبدو انه لن يأثم حتى ... *
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 10:56]ـ
بارك الله فيك ..
عدم قصد الفعل تعني إحدى صورتين لا ثالث لهما:
الأولى: أنه فعل مكرهاً.
الثانية: أنه فعل مخطئاً.
ولا صورة ثالثة يطلق عليها أنه لم يقصد الفعل ..
وصاحبنا أقدم على فعله الذي هو السجود للصنم غير مكره ولا مخطيء فهو قاصد للفعل بيقين، وإنما يقصد من يعبر هنا بعدم قصد الفعل أي أنه لم يقصد أن يعبد الصنم = أنه لم يلاحظ في الفعل الذي قصد له وفعله عامداً غير مكره ولا مخطيء معنى عبادة الصنم المتضمن للفعل، وهذا في أبواب النواقض غير معتبر ولذلك كفر الذين قالوا إنما كنا نخوض ونلعب،وكذلك من يستغيث بالبدوي لا يقصد فعل العبادة لغير الله، بل هم ينازعون في أن نداء الأموات عبادة، وقل مثل ذلك في سائر النواقض القولية والعملية من هذا الباب، ولا يرفع ذلك عنهم قصد الفعل ولا يرفع عنهم الكفر ..
وإنما قد ينفع عدم ملاحظتهم لمعنى العبادة في باب آخر وهو أن يلاحظوا أن مثل فعلتهم تلك يبيحها لهم الشرع أو يستحبها لهم ولا يجعلها كمن قصد لعبادة الصنم وهذا قد ينفعهم في باب الإعذار بالتأويل.
أما أنهم سجدوا للصنم عامدين غير مكرهين ولا مخطئين فهذا لا يمكن نفيه، والسجود للصنم نفسه عبادة كما أن الذبح للبدوي نفسه عبادة، لا يرفع عنهما تلك الصفة الشرعية أن الساجد يظن أن فعله ليس ملحقاً بصورة العبادة، وإن كان قد ينفعه ظنه في أبواب التأويل، فتأويله وظنه أنه يفعل فعلاً إيمانياً قد ينفعه وقصد الفعل الإيماني سيكون هو عذره وعدم قصده لعبادة غير الله سيحصل بطريق العرض وليس هو مناط العذر ..
مثال: الذي قال بنفي الرؤية تنزيهاً لله عن الجهة والجسمية هل نفى الثابت لله قاصداً لفعل النفي؟
الجواب: نعم لأنه نفى الرؤية قاصداً فليس مكرهاً ولا مخطئاً ..
طيب نحن متفقون أنه لم يقصد لنفي الثابت بمعى لم يلاحظ معنى أنه ينفي ثابتاً، لكن عدم ملاحظته لا تمنع أنه نفى ثابتاً في نفس الأمر قاصداً للنفي وإنما تنفعه ملاحظته في باب الإعذار بالتأويل ..
فعدم قصد المناط الكفري وملاحظته (عبادة غير الله) لا يسمى عدم قصد للفعل،وقصد الفعل يثبت بعدم الإكراه وبعدم الخطأ، وعدم قصد المناط الكفري هو نفسه عدم قصد الكفر أي فعل الفعل مع عدم ملاحظة أثره أو عدم ملاحظة السبب المناط المتضمن في الفعل والمنتج للأثر، وإنما قد ينفعه عدم القصد إن كان يظن أن فعل هذا الفعل مما يبيحه الشرع أو أنه فعل إيماني فيعذر بهذا ويكون عدم قصد المناط الكفري حصل بطريق العرض وليس هو مناط الإعذار ..
أما في نفس الأمر: فالنواقض القولية والعملية لا توجد في الخارج خالية من المناط الكفري وبالتالي كل من فعلها غير مكره ولا مخطيء فقد قصد الفعل وعدم ملاحظته للمناط الكفري في الفعل لا تسمى عدم قصد للفعل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 12:34]ـ
وهذا تلخيص لمسألة قصد الكفر للفائدة ..
الواقع في الكفر له أربعة أحوال:
الحال الأول: ألا يقصد الفعل المكفر كأن يكون مكرهاً أو مخطئاً خطأ سبق اللسان فهذا معذور.
الحال الثاني: أن يكون قاصداً للفعل عالماً بحرمته وبكونه ليس من الدين قاصداً أن يكفر فهذا غير معذور.
وهذان الحالان لا إشكال في تصورهما.
الحال الثالث: أن يكون قاصداً للفعل عالماً بكونه ليس من الدين لكنه لا يعلم أنه كفر أو لا يقصد أن يكفر بفعله،وهذا غير معذور والقول بإعذاره قول مبتدع محدث.
الحال الرابع: أن يكون قاصداً للفعل غير عالم بكونه ليس من الدين بل يظنه من الدين الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم،وهذا يمكن أن يُعذر في الجملة .. وينظر القاضي في حاله وفق قاعدة الإعذار وقانون التأويل ليحكم عليه بالحكم الدنيوي وعقوبة الكفر، أو يعذره ..
والله عز وجل وحده هو الذي يعلم مدى اجتهاده وعدم تقصيره وصدقه في طلب الحق من جهة الوحي وبالتالي فهو وحده يعلم كفره الباطن من عدمه.
===
وتقريراً لبطلان الإعذار في الحالة الثالثة:
أصل هذا الباب أن الإعذار في هذا الدين هو لمن قصد الفعل لغاية طاعة الله والرسول،أما من قصد ما يعلم كونه حراماً ولكنه لا يريد أن تترتب آثار هذا الفعل عليه فإن إرادته غير معتبرة، فتترتب المسببات على أسبابها ولا يحول بين ترتب المسبب على السبب مجرد إرادة الفاعل ألا يترتب المسبب على السبب ..
فأصل الإعذار في دين الله هو لمن لم يتمكن من معرفة الدين ما هو ففعل ما يظنه ديناً ..
أما من فعل ما يعرف أنه ليس ديناً وأن الله يحرمه عليه فهذا لا يوجد دليل شرعي واحد يحول بينه وبين ترتب آثار فعله عليه والتي منها التكفير والعقوبة ..
وهذا أصل مطرد في الشريعة أن كل من قصد تصرفاً معيناً ولكنه لم يُرد أن يترتب على هذا التصرف موجباته الشرعية أ إرادته تلك مهدرة وأن مجرد إرادته وقصده للتصرف يوجب أن تترتب على التصرف موجباته الشرعية ومثال ذلك صحة نكاح الهازل ولو أنه لا يريد ترتب موجبات الفعل الذي فعله وإنما قصد الهزل. والهازل ونحوه لم يوجد منهم قصد يخالف موجب العقد وإنما الذي وقع هو أنه لم يوجد منهم القصد إلى تحقق موجب العقد.
وكما أنه لا خلاف بين الصدر الأول في صحة نكاح الهازل فلا خلاف في عدم صحة من نطق بكلمة النكاح أو الطلاق نائماً أو مخطئاً خطأ سبق اللسان ولا فرق بين المسألتين إلا ما أوضحناه وهو التفريق بين من لم يقصد الفعل أصلا وبين من قصده ولكن لم يرد ولم يقصد أن تترتب موجباته عليه.
وهو ما لخصه شيخ الإسلام بقوله: ((فَإِنَّ الْهَازِلَ قَصَدَ قَطْعَ مُوجَبِ السَّبَبِ عَنْ السَّبَبِ وَهَذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ فَإِنَّ ذَلِكَ قَصْدٌ لِإِبْطَالِ حُكْمِ الشَّارِعِ فَيَصِحُّ النِّكَاحُ وَلَا يَقْدَحُ هَذَا الْقَصْدُ فِي مَقْصُودِ النِّكَاحِ إذَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَيْهِ حُكْمٌ)).
ثم يقول الشيخ: ((وَمِمَّا يُقَارِبُ هَذَا أَنَّ كَلِمَتَيْ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ إذَا قَصَدَ الْإِنْسَانُ بِهِمَا غَيْرَ حَقِيقَتِهِمَا صَحَّ كُفْرُهُ وَلَمْ يَصِحَّ إيمَانُهُ. فَإِنَّ الْمُنَافِقَ قَصَدَ بِالْإِيمَانِ مَصَالِحَ دُنْيَاهُ مِنْ غَيْرِ حَقِيقَةٍ لِمَقْصُودِ الْكَلِمَةِ فَلَمْ يَصِحَّ إيمَانُهُ , وَالرَّجُلُ لَوْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ لِمَصَالِحِ دُنْيَاهُ مِنْ غَيْرِ حَقِيقَةِ اعْتِقَادٍ صَحَّ كُفْرُهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا ; وَذَلِكَ لِأَنَّ الْعَبْدَ مَأْمُورٌ بِأَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةِ الْإِيمَانِ مُعْتَقِدًا لِحَقِيقَتِهَا , وَأَنْ لَا يَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ أَوْ الْكَذِبِ جَادًّا وَلَا هَازِلًا , فَإِذَا تَكَلَّمَ بِالْكُفْرِ أَوْ الْكَذِبِ جَادًّا , أَوْ هَازِلًا كَانَ كَافِرًا , أَوْ كَاذِبًا حَقِيقَةً ; لِأَنَّ الْهَزْلَ بِهَذَا الْكَلِمَاتِ غَيْرُ مُبَاحٍ , فَيَكُونُ وَصْفُ الْهَزْلِ مُهْدَرًا فِي نَظَرِ الشَّرْعِ ; لِأَنَّهُ مُحَرَّمٌ فَتَبْقَى الْكَلِمَةُ مُوجِبَةً لِمُقْتَضَاهَا. وَنَظِيرُ هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ أَنَّ قَصْدَ اللَّفْظِ بِالْعُقُودِ مُعْتَبَرٌ عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ , بِحَيْثُ لَوْ جَرَى
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّفْظُ فِي حَالِ نَوْمٍ , أَوْ جُنُونٍ , أَوْ سَبْقِ اللِّسَانِ بِغَيْرِ مَا أَرَادَهُ الْقَلْبُ لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَيْهِ حُكْمٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ , ثُمَّ إنَّ أَكْثَرَهُمْ صَحَّحُوا عُقُودَ السَّكْرَانِ مَعَعَدَمِ قَصْدِهِ اللَّفْظَ قَالُوا: لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ مُحَرَّمًا عَلَيْهِ أَنْ يُزِيلَ عَقْلَهُ كَانَ فِي حُكْمِ مَنْ بَقِيَ عَقْلُهُ. وَمِمَّا يُوَضِّحُ هَذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْهَازِلِ وَالْمُخَادِعِ لَمَّا أَخْرَجَا الْعَقْدَ عَنْ حَقِيقَتِهِ. فَلَمْ يَكُنْ مَقْصُودُهُمَا مِنْهُ مَقْصُودَ الشَّارِعِ عُوقِبَا بِنَقِيضِ قَصْدِهِمَا. وَمَقْصُودُ الْهَازِلِ نَفْيُ ثُبُوتِ الْمِلْكِ لِنَفْسِهِ فَيَثْبُتُ. وَمَقْصُودُ الْمُحَلِّلِ ثُبُوتُ الْحِلِّ لِلْمُطَلِّقِ , وَثُبُوتُ الْحِلِّ لَهُ لِيَكُونَ وَسِيلَةً فَلَا يَثْبُتُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. وَاعْلَمْ أَنَّ مِنْ الْفُقَهَاءِ مَنْ قَالَ بِعَكْسِ السُّنَّةِ فِي هَاتَيْنِ الْمَسْأَلَتَيْنِ فَصَحَّحَ نِكَاحَ الْمُحَلِّلِ دُونَ نِكَاحِ الْهَازِلِ , نَظَرًا إلَى أَنَّ الْهَازِلَ لَمْ يَقْصِدْ مُوجَبَ الْعَقْدِ , فَصَارَ كَلَامُهُ لَغْوًا وَالْمُحَلِّلُ قَصَدَ مُوجَبَهُ لِيَتَوَصَّلَ بِهِ إلَى غَرَضٍ آخَرَ. وَهَذَا مُخَيَّلٌ فِي بَادِئِ الرَّأْيِ , لَكِنْ يَصُدُّ عَنْ اعْتِبَارِهِ مُخَالَفَتُهُ لِلسُّنَّةِ , وَبَعْدَ إمْعَانِ النَّظَرِ يَتَبَيَّنُ فَسَادُهُ نَظَرًا كَمَا تَبَيَّنَ أَثَرًا , فَإِنَّ التَّكَلُّمَ بِالْعَقْدِ مَعَ عَدَمِ قَصْدِهِ مُحَرَّمٌ , فَإِذَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَيْهِ الْحُكْمُ فَقَدْ أُعِينَ عَلَى التَّحْرِيمِ الْمُحَرَّمِ , فَيَجِبُ أَنْ يَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ إفْسَادٌ لِهَذَا الْهَزْلِ الْمُحَرَّمِ وَإِبْطَالُ اللَّعِبِ يَجْعَلُ الْهَزْلَ بِآيَاتِ اللَّهِ جِدًّا , كَمَا جُعِلَ مِثْلُ ذَلِكَ فِي الِاسْتِهْزَاءِ بِاَللَّهِ وَبِآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ , وَقَصْدُ الْمُحَلِّلِ فِي الْحَقِيقَةِ لَيْسَ بِقَصْدِ الشَّارِعِ , فَإِنَّهُ إنَّمَا قَصَدَ الرَّدَّ إلَى الْأَوَّلِ , وَهَذَا لَمْ يَقْصِدْهُالشَّارِعُ , فَقَدْ قَصَدَ مَا لَمْ يَقْصِدْهُ الشَّارِعُ , وَلَمْ يَقْصِدْ مَا قَصَدَهُ , فَيَجِبُ إبْطَالُ قَصْدِهِ بِإِبْطَالِ وَسِيلَتِهِ , وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ)).
قلت: فهذا هو تأصيل فقه هذا الباب ..
أما تأصيل كون القول المخالف بدعة محدثة فهو في النقاط التالية:
1 - النص الثابت في هذا الباب هو قول الله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}.
وسواء قيل إنهم كانوا منافقين أم لا (وهو الصواب)،فإن الآية أناطت كفرهم الظاهر هاهنا بفعل كفري وهو الاستهزاء،وهم دفعوا هذا الحكم بأنهم أرادوا اللعب وبين أنهم لم يريدوا الكفر؛لأنهم إما غير منافقين فلايريدون الكفر، وإما منافقون فلا يريدون إظهار الكفر، فلما ثبت لهم الكفر رغم كونهم لم يريدوا حصوله = دل ذلك على إهدار اشتراط قصد الكفر لحصول التكفير بالفعل المكفر، وعلى العكس من ذلك كان اشتراط قصد الفعل المكفر ثابتاً بآية الإكراه وحديث الخطأ،وكل ذلك بين جداً في الدلالة على هذا الأصل في دين الله عز وجل.
قال الشيخ: ((فَصَدَرَ مِنْهُمْ قَوْلٌ وَفِعْلٌ قَالَ تَعَالَى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} فَاعْتَرَفُوا وَاعْتَذَرُوا؛ وَلِهَذَا قِيلَ: ((لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ إنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ قَدْ أَتَوْا كُفْرًا بَلْ ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِكُفْرِ فَبَيَّنَ أَنَّ الِاسْتِهْزَاءَ بِاَللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُفْرٌ يَكْفُرُ بِهِ صَاحِبُهُ بَعْدَ إيمَانِهِ فَدَلَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ إيمَانٌ ضَعِيفٌ فَفَعَلُوا هَذَا الْمُحَرَّمَ الَّذِي عَرَفُوا أَنَّهُ مُحَرَّمٌ وَلَكِنْ لَمْ يَظُنُّوهُ كُفْرًا وَكَانَ كُفْرًا كَفَرُوا بِهِ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَعْتَقِدُوا جَوَازَهُ)).
2 - ويعضد ذلك قول الله: ((ولكن من شرح بالكفر صدراً)) فإن هذا لو كان عذراً ثابتاً في حق كل من نطق أو فعل الكفر أنه لا يكفر مالم يقصد الكفر ويشرح به صدراً = لما احتاج ذلك لاستثناء المكره.
يقول الشيخ: ((قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ** إلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وَهَذِهِ الْآيَةُ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ قَوْلِ جَهْمٍ وَمَنْ اتَّبَعَهُ فَإِنَّهُ جَعَلَ كُلَّ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْكُفْرِ مِنْ أَهْلِ وَعِيدِ الْكُفَّارِ إلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ. فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ** وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} قِيلَ: وَهَذَا مُوَافِقٌ لِأَوَّلِهَا فَإِنَّهُ مَنْ كَفَرَ مِنْ غَيْرِ إكْرَاهٍ فَقَدْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا وَإِلَّا نَاقَضَ أَوَّلُ الْآيَةِ آخِرَهَا وَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ بِمَنْ كَفَرَ هُوَ الشَّارِحُ صَدْرَهُ وَذَلِكَ يَكُونُ بِلَا إكْرَاهٍ لَمْ يُسْتَثْنَ الْمُكْرَهُ فَقَطْ بَلْ كَانَ يَجِبُ أَنْ يُسْتَثْنَى الْمُكْرَهُ وَغَيْرُ الْمُكْرَهِ إذَا لَمْ يَشْرَحْ صَدْرَهُ وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ طَوْعًا فَقَدْ شَرَحَ بِهَا صَدْرًا وَهِيَ كُفْرٌ وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى ((يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ} ** وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} ((لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ إنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}. فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بَعْدَ إيمَانِهِمْ مَعَ قَوْلِهِمْ: إنَّا تَكَلَّمْنَا بِالْكُفْرِ مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادٍ لَهُ بَلْ كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ وَبَيَّنَ أَنَّ الِاسْتِهْزَاءَ بِآيَاتِ اللَّهِ كُفْرٌ وَلَا يَكُونُ هَذَا إلَّا مِمَّنْ شَرَحَ صَدْرَهُ بِهَذَا الْكَلَامِ وَلَوْ كَانَ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ مَنَعَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَذَا الْكَلَامِ)).
3 - ثبت عن السلف تكفير جملة من الأنواع والأعيان ومن المعلوم أن أكثر الأعيان المكفرين لم يقصد واحد منهم أن يكفر بقوله الذي قال ومع ذلك لم يثبت أن واحداً من السلف أناط الحكم بالتكفير على هل قصد الكفر أم لا،بل الحكم مناط عندهم كما هو ظاهر في تصرفاتهم بمدى علم هذا المعين بالدين الحق وكان هذا هو مناط إقامة الحجة مما يُظهر أن مدار حكم التكفير إنما هو على تحرير مدى علم المعين بالدين الحق وزوال الشبهة التي تجعله يظن الكفر حقاً،أما إذا علم هذا المعين كون قوله ليس من الدين بل هو من المحرمات فلم يرفعوا عنه حكم التكفير لمجرد كونه لا يقصد الكفر بهذا المحرم، ويوضحه ما بعده.
4 - سواء قلنا بإجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة أم خلافهم فإن القدر الثابت هو أنه لم يكن من المقالات القائمة بين السلف: هل يمتنع تكفير تارك الصلاة لأنه مجرد متكاسل ولا يقصد الكفر، فهذا باب لم يطرقوه قط ولا أصل له في نظرهم، فنحن الآن متفقون على أن من السلف من كفر تارك الصلاة تكاسلاً، ومتفقون على أن التارك تكاسلاً لم يقصد الكفر، ومع ذلك فلا الذين كفروه اعتبروا كونه لم يقصد الكفر، ولا الذين لم يكفروه حاجوا مخالفيهم بأنه لم يقصد الكفر. وهذا بين جداً في كون هذا الباب باب محدث مبتدع لم يعرفه الصدر الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - ويتمم إيضاح ذلك: أنه لو كان مناط إيقاع التكفير هو قصد الكفر من عدمه لما تكلم السلف في أبواب إقامة الحجة والإعذار بالجهل والتأويل ونحوها؛لأن عدم قصد الكفر سيكون كافياً لمنع التكفير ولا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله،فما الحاجة لأبواب الإعذار كلها إذاً.
ومن كلام الشيخ في نقضه قوله: ((وَلَوْ كَانَ الْكُفْرُ لَا يَكُونُ إلَّا بِتَكْذِيبِ الْقَلْبِ وَجَهْلِهِ لَمْ يَسْتَثْنِ مِنْهُ الْمُكْرَهَ؛ لِأَنَّ الْإِكْرَاهَ عَلَى ذَلِكَ مُمْتَنِعٌ فَعُلِمَ أَنَّ التَّكَلُّمَ بِالْكُفْرِ كُفْرٌ لَا فِي حَالِ الْإِكْرَاهِ. وقَوْله تَعَالَى ** وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} أَيْ: لِاسْتِحْبَابِهِ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ** يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضِ مِنْ الدُّنْيَا} وَالْآيَةُ نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَبِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ وَأَمْثَالِهِمَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَالْمُسْتَضْعَفِي نَ لَمَّا أَكْرَهَهُمْ الْمُشْرِكُونَ عَلَى سَبِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ كَلِمَاتِ الْكُفْرِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَجَابَ بِلِسَانِهِ كَعَمَّارِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَبَرَ عَلَى الْمِحْنَةِ كَبِلَالِ وَلَمْ يُكْرَهْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى خِلَافِ مَا فِي قَلْبِهِ بَلْ أُكْرِهُوا عَلَى التَّكَلُّمِ فَمَنْ تَكَلَّمَ بِدُونِ الْإِكْرَاهِ لَمْ يَتَكَلَّمْ إلَّا وَصَدْرُهُ مُنْشَرِحٌ بِهِ)).
وقوله: ((فصار كل من تكلم بالكفر كافرا إلا من أكره فقال بلسانه كلمة الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان وقال تعالى في حق المستهزئين: {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فبين أنهم كفار بالقول مع أنهم لم يعتقدوا صحته وهذا باب واسع والفقه فيه ما تقدم من أن التصديق بالقلب يمنع إرادة التكلم وإرادة فعل فيه استهانة واستخفاف كما أنه يوجب المحبة والتعظيم واقتضاؤه وجود هذا وعدم هذا أمر جرت به سنة الله في مخلوقاته كاقتضاء إدراك الموافق للذة وإدراك المخالف للألم فإذا عدم المعلول كان مستلزما لعدم العلة وإذا وجد الضد كان مستلزما لعدم الضد الآخر فالكلام والفعل المتضمن للاستخفاف والاستهانة مستلزم لعدم التصديق النافع ولعدم الانقياد والاستسلام فلذلك كان كفرا.))
وقوله: ((ثم إن هذا الرجل لم يذكر في الحديث أنه قصد الطعن والإزراء وإنما قصد تحصيل شهوته بالكذب عليه وهذا شأن كل من تعمد الكذب عليه فإنه إنما يقصد تحصيل غرض له إن لم يقصد الاستهزاء به والأغراض في الغالب إما مال أو شرف كما أن المسيء إنما يقصد إذا لم يقصد مجرد الإضلال إما الرياسة بنفاذ الأمر وحصول التعظيم أو تحصيل الشهوات الظاهرة وبالجملة فمن قال أو فعلما هو كفر كفر بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافرا إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله)).
فالدين فرق بين بابين:
من قصد الفعل يظن الفعل ديناً أتى به الوحي فهذا يعذر في الجملة ولا تترتب على فعله آثاره كمن شرب الخمر يظنه ماء قراحاً .. فهذا لا يقام عليه الحد ..
ومن قصد الفعل يعلم أنه ليس الدين وأنه حرام فهذا لا يعذر وتترتب على فعله آثاره كمن شرب الخمر ولم يُرد أن يقام عليه الحد .. فلا عبرة بإرادته ويقام عليه الحد ..
وبعض الباحثين حاول التسوية بين الإعذار بالتأويل والإعذار بعدم قصد الكفر أو عدم قصد مناط التكفير فيقال:
بلا شك مانع التأويل قال به السلف ..
ومانع التأويل متضمن لعدم قصد الكفر ولذا ذكرته أنا في أقسام قصد الكفر وهو النوع الرابع ..
وهو من لم يقصد الكفر لأنه قصد الإيمان ..
ولكن قصد الكفر هنا هو لازم نتج عن المانع الحقيقي وليس هو المانع؛فمانع التأويل هو في لبه إعذار بقصد الإيمان وإرادة الحق وعدم قصد الكفر إنما نتج ولزم عن قصد الإيمان ..
أما الصورة محل النزاع فقد قصد صاحبها العصيان ولكن لم يقصد ترتب أثر العصيان عليه ..
فالوصف المؤثر في مانع التأويل ليس هو عدم قصد الكفر؛لأن عدم قصد الكفر يقع من المتأول ومن غير المتأول ..
وإنما الوصف المؤثر في الإعذار بالتأويل هو ما يتضمنه معنى التأويل نفسه وهو إرادة الحق من جهة الله والرسول وقصد فعل الإيمان وظن الفعل المكفر من الدين الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم ..
ولو عدنا للمثال المذكور:
رجل شرب الخمر يظنها ماء قراحاً بدلالة العبوة المعبأ فيها فهذا لم يرد أن يحد ..
ورجل شرب الخمر وهو يعلم أنها خمر محرمة ولكنه شربها على سبيل الهذر ولم يرد أن يقام عليه الحد ..
كلاهما لا يريد أن يقام عليه الحد لشربه الخمر ..
ولكن عدم الإرادة هذا وإن إشتركا فيه إلا أنه ليس وصفاً مؤثراً في الإعذار،وإنما يعذر الأول ولا يعذر الثاني ..
ولو طلبت الوجه الذي منه أُعذر الأول ولم يعذر الثاني لوجدت أن الأول متأول أن ما سيشربه ليس محرماً بل هو مما أباحه الوحي ..
أما الثاني فيعلم أن ما سيشربه حرمه الوحي ولكن غاية ما معه أنه لم يرد أن يصاب بحد ..
ولذا وعلى الرغم من كون العذر بالتأويل مجمع عليه بين السلف إلا أن أحداً منهم لم يدخل تحته العذر بعدم قصد الكفر مع العلم بالحرمة وإلا لما تصور أن يقول واحد منهم قط بكفر تارك واحد من المباني الأربعة تكاسلاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 04:08]ـ
عدم قصد الفعل تعني إحدى صورتين لا ثالث لهما:
الأولى: أنه فعل مكرهاً.
الثانية: أنه فعل مخطئاً.
ولا صورة ثالثة يطلق عليها أنه لم يقصد الفعل ..
أخشى أن الخلط أتى من هنا سيدي بارك الله فيكم .. فالخلط لا بد حاصل في التأصيل لأنه ظاهر في النتائج كما بينه الأخ النعيمي ..
يبينه التالي: ان المقصود بالفعل عندك هو نفس السجود ... فالممثل لم يقصد نفس فعل السجود .. و انما قصد حكاية فعل السجود .. و فرق بين ان يقصد الممثل فعلا هو فعل السجود ... و بين ان يقصد فعلا هو فعل حكاية السجود
يبينه التالي: ان الأصول التي ذكرتها تشمل الأقوال و الأفعال بلا فرق .. فالأحكام تسري على الظواهر سواء ما كان منها فعلا او قولا .... فالحاكي للكفر قولا كالحاكي له فعلا .. و الممثل في أحواله جميعا لا يخرج عن حكاية الكفر قولا او فعلا ... فان استغاث و هو يمثل فهو يحكي قولا .. و ان سجد و هو يمثل فهو يحكي فعلا ... فقصده حكاية الفعل و القول لا نفس القول و الفعل ...
فكما انه في كلامه بحكاية الاستغاثة لم يكفرمع انه ليس بمكره و لا مخطئ ... فكذلك فعله بحكاية السجود لم يكفر مع انه ليس بمكره و لا مخطئ ... أماالمستغيثين فلا احد منهم يقول بأنه بقصد حكاية الفعل لا الفعل نفسه .. او حكاية القول لا القول نفسه .. و هذا هو الفرق بين الصورتين الذي عليه عول الشيخ الألباني .. وهو في نظري مصيب جدا.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 05:05]ـ
فهمت من كلامك أن ابن تيمية يجيز الطرق البدعية في الدعوة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 05:39]ـ
بارك الله فيك أخي ابن الرومية ..
ما تفضلتَ به خطأ لا شك فيه، وهو تسوية بين مفترقين ..
وهما: الحكاية والمحاكاة
فحاكي الكفر هو من يقول: قال فلان أو فعل فلان أو قالت جماعة أو فعلت جماعة: كذا وكذا ..
أما الممثل: فتسميته حاكياً للكفر تسمية خاطئة بل هو ممارس له قائم به قاصد له؛ فالحكاية في التمثيل تكون بغير واسطة، وإنما تكون بالتلبس بنفس الذي فعله المحاكى،ولذلك كان الصواب أنه من أبواب الهزل والقيام بالأفعال والأقوال من غير إرادة لأثرها ومقصودها،وحكم ذلك في الشرع سبق بيانه، وليس هو من باب حكاية الأقوال والأفعال ..
ففرق بين الحكاية وبين المحاكاة، ولذلك لو لم يقل الحاكي قال فلان كذا، وإنما نطق بالقول الكفري من غير ذكر حكايته كان ذلك ناقضاً لإيمانه،كالممثل الذي يمثل دور أبي جهل فيسب النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولذلك لو قام نصراني فأذن، ثم زعم أنه كان يقلد المؤذن ولا يقصد أن يسلم = لما قبل منه ولقتل ردة إن لم يثبت على إسلامه (وقد حدثت هذه الواقعة بالفعل لأحد الممثلين النصارى وكان سيثبت على دينه لولا مفت جاهل)
وقولك: أن الممثل لم يقصد السجود مكابرة للواقع والعربية، وإنما مرادك كما بينت لك من قبل أنه لم يقصد مقصود الساجد المُحاكى من السجود، وقد بينتُ لك من قبل أن إرادة الأثر والغاية من الفعل ليست شرطاً في التكفير بالنواقض وإنما شرط التكفير بالنواقض أن يفعل الفعل الناقض من غير إكراه ولا خطأ ..
فالحكاية من باب النقل المسند لقائله، أما المحاكاة فهي من باب الهزل وعدم إرادة غاية الفعل وأثره وإنما هي فعل للفعل وقصد له لكن إرادة لمقصود آخر وغاية أخرى وهي المحاكاة عدم قصد الكفر ليس عذراً وإنما الشرط هو القصد للفعل وهذا القصد للفعل ثابت في المحاكاة واقعاً وصورة وعربية وبالتالي فهو ثابت من جهة الصفات والمناطات الشرعية ..
يوضحه:
أن من طلق امرأته هزلاً فإنه يصح أن يقال على مفهومك: إنه لا يقصد الفعل؛أي ِإنه لا يقصد أن تطلق امرأته،ومع ذلك فعدم قصده هذا ليس معتبراً وإنما المعتبر هو قصده للفعل الذي يسمى قصداً للفعل في الشرع وهو ما ينافي الإكراه والخطأ، أما المذكور فليس عدم قصد للفعل وإنما هو عدم قصد لترتب آثار الفعل عليه وهذا ليس معتبراً؛ لأن الأحكام الوضعية وترتب المسببات الشرعية على أسبابها هو قضاء الله وحكمه ما دام قد صدر الفعل من مكلف صحيح التكليف فعدم إرادة المكلف لحصول المسببات التي رتبها الشرع على أسبابها = ليس معتبراً ..
يوضحه
أن هذا الممثل لو حاكى من يشرب الخمر فشرب خمراً هل يحد؟
إن قلت لا يحد؛ لأنه يمثل ويحكي فعل شارب الخمر والحاكي ليس عليه إثم = أتيتَ بما لا يقول به فقيه.
وإن قلت يحد؛ إذ قد شرب خمراً، ولم تجعل التمثيل مانعاً من الحد = أبطلت أصلك وقيل لك هو إنما يحاكي من يشرب الخمر ويحكي فعله.
فإن قلت:لكن هذا شرب الخمر بالفعل فتضمنت محاكاته مناط الحد= قلنا: وكذلك صاحبنا سجد للصنم بالفعل فتضمنت محاكاته مناط الكفر.
وأنت ترى الآن أنه لا يستوي من قال فلان يشرب الخمر (وهو الحاكي ولا شيء عليه)
ومن شرب ماء موهماً أنه يشرب الخمر؛ليمثل دور من يشرب الخمر (وهو المُعَرِض بفعله فيأثم إن كان لغير مصلحة وفي مسألتنا مثله من سجد لله بحضرة صنم وأوهم أنه يسجد للصنم)
ومن شرب خمراً ليمثل لنا دور من يشرب الخمر (وهو من سجد للصنم ليمثل دور من يسجد للصنم وهذا كفر أكبر).
وهذا التقسيم واضح جداً لا يخفى وجهه وصوابه على منصف مثلك إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 01:42]ـ
الأخ الفاضل أبو فهر قرأت كلامك فلم أجد فرق بينه وبين كلام الأخ الفاضل عبدالعزيز الريس كما هو حال بعض الإخوة المداخلين وأنقل هنا كلامه لأجد الفرق بينكما فتتم الفائدة
خامساً / أن من المهمات والضروريات التفريق بين الأعمال الظاهرة التي لا تحتمل إلا الكفر الأكبر (تضاد الإيمان من كل وجه) كقتل النبي وإهانة المصحف ونحو ذلك، والأعمال التي تحتمل الكفر وغيره (لا تضاد الإيمان من كل وجه).
فإن النوع الأول يكفر صاحبه مطلقاً إذا توافرت في حقه الشروط وانتفت الموانع.
أما النوع الثاني فلا يكفر إلا بعد سؤاله واستبانة حاله فإن كان مريداً الاحتمال الكفريّ فهو كافر وإن لم يكن مريداً الاحتمال الكفريّ فليس كافراً، وقد درج العلماء على هذه القاعدة قولاً وفعلاً.
قال الشافعي: في هذا الحديث - حديث حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب قومه في مكة يخبر بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم -مع ما وضحنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون لأنّه لما كان الكتاب يحتمل أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنّه لم يفعله شاكاً في الإسلام وأنّه فعله ليمنع أهله، ويحتمل أن يكون زلّة لا رغبة عن الإسلام،واحتمل المعنى الأقبح،كان القول قوله فيما احتمل فعله، وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لم يقتله ا. هـ[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn1)
فهنا الشافعي يقرر أنّ الكفر لا يكون في الأعمال المحتملة (لا تضاد الإيمان من كل وجه) إلا بعد الاستفصال.
قال الإمام ابن تيمية: فإن التكفير لا يكون بأمر محتمل ا. هـ[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn2)
وقال: وكذلك تكذيب الرسول بالقلب وبغضه وحسده والاستكبار عن متابعته أعظم إثماً من أعمال ظاهرة خالية عن هذا كالقتل والزنا والشرب والسرقة، وما كان كفراً من الأعمال الظاهرة كالسجود للأوثان وسب الرسول ونحو ذلك، فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن،وإلا فلو قدّر أنّه سجد قدام وثن، ولم يقصد بقلبه السجود له، بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك كفراً ا. هـ[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn3) .
وقال ابن القيم: أما كفر العمل، فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده ا. هـ[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn4)
قال ابن رجب: وكذلك ألفاظ الكفر المحتملة تصير بالنية كفراً ا. هـ[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn5) فمعنى هذا أنّه لا يكفر مطلقاً إلا إذا أراد الاحتمال الكفري وهذا لا إشكال فيه.
قال الإمام محمد ناصر الدين الألباني: ومن الأعمال أعمال قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً، لأنها تدل على كفره دلالة قطعيةً يقينية بحيث يكون فعله هذا منه مقام إعرابه بلسانه عن كفره، كمثل من يدوس المصحف، مع علمه به، وقصده له ا. هـ[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn6)
وقد عمل بالإستفصال في المكفرات العملية المحتملة جمع من أهل العلم منهم:
1 - الإمام أحمد بن حنبل. قال ابن القيم: فائدة: في الفنون، سئل أحمد بن حنبل عن رجل سمع مؤذناً يقول: أشهد أن محمداً رسول الله. فقال: كذبت، هل يكفر؟ فقال:لا،لا يكفر لجواز أن يكون قصده تكذيب القائل فيما قال، لا في أصل الكلمة فكأنه قال: أنت لا تشهد هذه الشهادة كقوله) والله يشهد إن المنافقين لكاذبون (ا. هـ[7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn7) .
2- ابن قدامة المقدسي. في كتابه المغني [8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn8) لم يكفر الممتنعين عن دفع الزكاة في عهد الصحابة لاحتمال أن يكون بخلاً لا إنكاراً لوجوبها.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - اللجنة العلمية للإفتاء بالسعودية برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز. قالت في إحدى الفتاوى: ولا يجوز الطواف بالقبور بل هو مختص بالكعبة المشرفة، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركاً أكبر وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله ا. هـ[9] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn9) .
4- الشيخ محمد بن إبراهيم.قال: وأما الذبح الذي يوجد أثره في داخل الحجرتين فلا يخلو من أمرين: أحدهما:أن يكون لله. والثاني: أن يكون لصاحب القبر. فإن كان لله فهو معصية ولا يجوز لأنه وسيلة إلى الذبح لصاحب القبر والوسائل لها حكم الغايات في المنع، وأما إذا كان لصاحب القبر فهو شرك أكبر ا. هـ[10] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn10)
وقال لما سئل عن رجل سب دين رجل: لم يظهر لنا ما يوجب على سعدٍ إقامةَ الحد؛ إذ إنه لم يصرح بسب الإسلام، وإنما سب دين ذلك الرجل، وهذا يحتمل أنه أراد أن تدين الرجل رديء، والحدود تدرأ بالشبهات، وبهذا تكون إحالة المذكور إلى قاضي المستعجلة لتقرير التعزير اللازم عليه وجيهاً،أما سجنه فإنه يكتفى بما مضى له في السجن.والله يحفظكم ا. هـ[11] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn11) .
5- الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. قال في حكم الذبح عند القبر: وهذا إذا كان الذبح هناك لله تعالى (أي مذموم وبدعة)، وأما إذا كان لصاحب القبر كما يفعله بعض الجهال فهو شرك صريح وأكله حرام وفسق ا. هـ[12] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn12) .
6 - الشيخ محمد بن صالح العثيمين. قال في حكم المستهزئين بالملتزمين: ثم إن كانوا يستهزئون بهم من أجل ما هم عليه من الشرع فإن استهزاءهم بهم استهزاء بالشريعة والاستهزاء بالشريعة كفر، أما إذا كانوا يستهزئون بهم يعنون أشخاصهم وزيهم، بقطع النظر عما هم عليه من اتباع للسنة، فإنهم لا يكفرون بذلك، لأن الإنسان قد يستهزئ بالشخص نفسه، بقطع النظر عن عمله وفعله، لكنه على خطر عظيم ا. هـ[13] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftn13) .
فإن قيل: قد بان أن الأعمال غير المحتملة (تضاد الإيمان من كل وجه) يكفر المتلبس بها مطلقاً إذا توافرت في حقه الشروط وانتفت عنه الموانع وأن الأعمال المحتملة (لا تضاد الإيمان من كل وجه) لا يكفر المتلبس بها إلا إذا أراد الاحتمال الكفري وتوافرت في حقه الشروط وانتفت عنه الموانع. لكن ما الضابط في التفريق بين الأعمال المحتملة وغير المحتملة؟
فالجواب أن الضابط في ذلك الشرع المطهر، فما كفر به الشرع مطلقاً من غير استفصال كفر به ولم يكن محتملاً، وما استفصل فيه الشرع صار محتملاً. فمما كفر به الشرع من غير استفصال الاستهزاء بالدين كما قال تعالى)) لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (التوبة: من الآية65) (فالسب وقتل النبي وإهانة المصحف من باب أولى إذ هي أعظم من الاستهزاء فمن ثم لا يستفصل فيها.
ومما استفصل فيه الشرع ولم يكفر به بمجرد فعله، فعل حاطب بن أبي بلتعة إذ قال رسول الله: (يا حاطب ما هذا)؟ قال لا تعجل علي، إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني، ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنه صدقكم)) رواه الجماعة إلا ابن ماجه. فلما كان فعل حاطب محتملاً لم يكفره رسول الله صلى الله عليه وسلَّم مباشرة، بل سأله: (يا حاطب ما هذا؟).
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref1) كتاب الأم (4/ 250).
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref2) الصارم المسلول (3/ 963).
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref3) مجموع الفتاوى (14/ 120).
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref4) كتاب الصلاة ص55.
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref5) فتح الباري (1/ 114).
[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref6) حاشية التحذير من فتنة التكفير ص72.
[7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref7) البدائع (4/ 42).
[8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref8) (4/9) .
[9] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref9) رقم (9879).
[10] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref10) الفتاوى (1/ 131)، وبنحو هذا التفصيل قال في الصلاة عند القبور (1/ 132).
[11] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref11) الفتاوى (12/ 186).
[12] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref12) أحكام الجنائز ص203 في الحاشية.
[13] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=57258#_ftnref13) المجموع الثمين (1/ 65).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن البجيدي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 01:49]ـ
شيخنا أبا فهر
بارك الله فيك
كلام منضبظ ومؤصل
لا عدمنا فوائدك
ـ[القضاعي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 02:11]ـ
أما كلام الشيخ الألباني عن الممثلين , فظاهر أن الشيخ رحمه الله إنما يدرء عنهم الحكم بالكفر لموانع منها الجهل والتأويل.
والشيخ الألباني رحمه الله إنما أوتي فى هذا الباب من اسرافه رحمه الله في تحقيق حقيقة الكفر بالأعيان.
فالشيخ الألباني لا يثبت الكفر بمعين إلا إذا تحقق التلازم بين الظاهر والباطن في الكفر.
ولكن أهل العلم يفرقون بين الحكم الدنيوي والحكم الأخروي , فُيحكم على المعين بحسب ظاهره والله يتولى السرائر.
ونعود لبحثنا مع أبي فهر وفقه الله لترك هذا التخليط!؟
أقول مستعينًا بالله: اعلم أبا فهر بأن تقريرك هذا يمنع تكفير أعتى الكفرة والملحدين!؟
لأن قصد عبادة غير الله ليس شرط في التكفير , وإنما الشرط هو قصد الفعل المكفر وخلو الفاعل مما يُعذر به.
فلن يُسمع لرجل يسجد أمام صنم بأنه إنما يسجد لله تعالى؟!
وفساد تقريرك يتبين بجوابك عن هذه الأمثلة:
من تسمعه يسب الرب - عافانا الله من ذلك - , فإذا سألته قال لك: إنما عنيت رب الأسرة الفلانية!!!!؟
من تجده يسجد في الحسين أو في غيره من المشاهد البدعية , مستقبلًا القبر , ومستدبرًا القبلة , فإن سألته قال: إنما أسجد تبركًا بهذه البقعة المباركة زعم!!!!
فكل هؤلاء في زعمك أبا فهر , لم يفعلوا الناقض الكفري , وإنما فعلوا بدعًا شركية شركًا أصغرًا أليس كذلك؟؟؟؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 02:25]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم .. اذن عندكم الممثل لو أسند في سجوده و قال: أبو لهب يسجد للصنم هكذا ... و سجد .. على هذا لا يكون فعله كفرا؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 03:14]ـ
بارك الله فيك ..
إذا قال: أبو لهب يسجد للصنم من غير محاكاة بفعله = فهذه حكاية لا شيء عليه فيها ..
أما إن سجد لصنم بالفعل فهذه محاكاة وهي إتيان منه بمناط التكفير وهو السجود للصنم،وحكمها نفس حكم ممثل قال: فلان يشرب الخمر هكذا واحتسى كأساً من الخمر= فقد أتى بمناط الحد لا ينازع في ذلك فقيه ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 03:37]ـ
أقول مستعينًا بالله: اعلم أبا فهر بأن تقريرك هذا يمنع تكفير أعتى الكفرة والملحدين!؟
لأن قصد عبادة غير الله ليس شرط في التكفير , وإنما الشرط هو قصد الفعل المكفر وخلو الفاعل مما يُعذر به.
بارك الله فيك ..
لا نزاع في هذا وقد قررناه بأحسن عبارة،وأن من أتى بعبادة غير الله فقد كفر ولو لم يقصد أن يعبد غير الله ..
البحث في أن من سجد لله عند الصنم وذبح لله بساحة البدوي فهذا لم يعبد غير الله وإنما عبد الله ولم يقصد الفعل المكفر الذي هو السجود للصنم والذبح للبدوي وهذا هو ما لم تتفضل علينا بحجة واحدة تدفعه حتى الآن ..
وإلزاماك لا محل لهما فالسجود لا تشترط له القبلة ومن سجد لغير القبلة في الحسين احتمل سجوده أن يكون لله واحتمل أن يكون للحسين فلا يكون كفراً إلا أن يبين للحسين، أما لو صلى لغير القبلة تجاه القبر فلا يحتمل إلا الصلاة للحسين فيكون كفراً ..
ومن سب الرب فقد قلت أنت أنه سب الرب فأين الدليل في عبارته على أنه يقصد غير الرب سبحانه، فمنشؤ الاحتمال في الأقوال يكون بحسب ما يقتضيه لسان الرجل ولسان قومه، ومنشؤ الاحتمال في الأفعال يكون بحسب صفات الفعل الشرعية وما يعتريها من الاحتمالات وليست تثبت الاحتمالات بمجرد الدعاوى ..
ولذلك قد يعتبر الاحتمال تارة وقد لا يعتبر أخرى ..
ولذلك ترى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ قد حكم بعدم كفر من سب دين رجل؛لقيام الاحتمال في الواقعة أنه عنى بدينه أي سلوكه وخلقه التديني وليس دين الإسلام ..
ونفس الشيخ حكم بكفر رجل سب دين رجل؛لعدم قيام الاحتمال عنده في الواقعة ورأى أن مراد الرجل هو دين الإسلام ..
وغير الفقهاء بهذا الباب اتهموه بالتناقض وإنما العيب في قصور فهمهم عن مجال اجتهاد القاضي في لإعمال الاحتمالات وإهدارها ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 03:43]ـ
شيخنا أبا فهر
بارك الله فيك
كلام منضبظ ومؤصل
لا عدمنا فوائدك
بارك الله فيك أخي الكريم ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 03:51]ـ
اذا على هذا شيخنا ابا فهر من قال سوف أسجد سجود تحية و سجد يكفر لأن السجود عندك بمعنى واحد وهو العبادة لا يحتمل غيرها .. لا التحية و لا الحكاية و لا غير ذلك
هذا من جهة و من جهة أخرى لدي سؤال أعده لك بعد ان تفرغ من هذا:)
و ملخصه: ان كان الممثل ان قال هكذا سجد أبو لهب ثم سجد لا يدرء عنه الكفر لايتانه بنفس الفعل ....
فما الفرق بينه و بين الممثل الذي يقول: هكذا يستغيث الناس بالبدوي ثم يقول: يا بدوي .... فلم تدرأ عنه الكفر مع أنه أيضا أتى بنفس مناط الكفر عندك و هو نفس قول الكفر
و ما الفرق بين هاذين و بين السيناريست الذي يكتب قال أبولهب ثم يكتب: اعل هبل .. - على طريقة الأفلام الدينية القديمة بتاعت يوسف شاهين:) - و لم يكفر كذلك مع أنه أتى بنفس مناط الكفر عندك و هو كتابة القول الكفري ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 03:52]ـ
بارك الله فيك أبا حاتم ..
ما تفضلتَ بنقله عن عبد العزيز الريس هو كلام صحيح لا نزاع فيه ولا أخالفه فيه، وليس هو الكلام الذي أختلف أنا وإياه فيه ويزعم الإخوة أننا متفقان، بل ذاك موضع آخر وهو الذي يشرح فيه فهمه لمسألة السجود قدام الصنم التي ذكرها الشيخ ..
وهو زعمه أن من سجد إلى الصنم لغرض دنيوي أنه لا يكفر، وجعله السجود للصنم من الأفعال المحتملة أن يكون له أو إليه، وهذا باطل لا شك فيه قاده إليه أنه أدرك أن في مسألة السجود بحضرة الصنم محل استفصال ولكنه أخطأ في ضبط موضع الاستفصال فيه ..
وموضع الاستفصال في السجود بحضرة الصنم هو ما فصلناه أن يكون سجوداً لله أو للصنم أما التفريق بين للصنم وإلى الصنم الذي يدعيه الريس، فهو مناط غير صحيح ولا يدفع به مناط التكفير عن الساجد، والساجد إلى الصنم لو لم يُرد سجوداً لله فهو كافر سواء كان سجوده لغرض دنيوي أو لغرض ديني ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 03:55]ـ
اذا على هذا شيخنا ابا فهر من قال سوف أسجد سجود تحية و سجد يكفر لأن السجود عندك بمعنى واحد وهو العبادة لا يحتمل غيرها .. لا التحية و لا الحكاية و لا غير ذلك
لو قالها غيرك؟؟!!!!!
هذه تعاتب عليها للسنة الجاية ..
هل أنا قلت أن السجود لا يكون إلا عبادة؟؟
وهل نزاعنا في الحكاية؟
وهل من مثل أن يشرب الخمر فشربها يقال له حاكي؟
وهل أنا قلت إن السجود لا يكون تحية؟؟؟
ينفع كده يا مولانا؟؟!!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 04:02]ـ
و السؤال الثاني يا شيخ .. أنا كنت أعدل في الجواب فكنت تلقفته .... أعد تحديث الصفحة يا شيخ و اعذر تسرعي ... :)
أما عن مذهبك في السجود فأنا أعرف أنك لا تكفر الساجد سجود التحية و انما نبهت الى أنه هكذا يلزمك ان قلت بأن الممثل الساجد لا ينفعه ما ذكر من قصد الحكاية تماما كما لا ينفع الساجد سجود التحية ما قدم من تفصيل قبل سجوده .. فأردت التنبيه الى الخلل في الأخذ بالمناط ... لاأنه مذهبك في سجود التحية ... فالساجد سجود التحية قد اتى هو أيضا بنفس المناط الذي أتى به شارب الخمر ... و مع ذلك درأنا عنه ... فلم؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 04:40]ـ
جواب السؤال تقدم: وهو أن قوله هكذا يستغيث الناس بالبدوي: يا بدوي = هي نفسها يستغيث الناس بالبدوي قائلين يا بدوي ..
ومثلها يقول أبو جهل: اعل هبل ..
ومثلها كانت قريش تسب النبي فتقول: يا مذمم
كل تلك حكايات وليست محاكاة ..
وفعل القول فيها مسند لقائلها المحكي عنه وليس قولاً للمتكلم ليقال قد أتى بمناط الكفر ..
ولا تحكى مقالات الناس إلا بذكر أقوالهم ومادام قد تقدم في الكلام ما يدل على أن تلك حكاية للقول يحكيها المتكلم عن قائل غيره = فلا يكون ذلك محاكاة للمتكلم، وإنما في المحاكاة يتلبس المتكلم بالقول والفعل بحيث ينسب له ولا يكون حاكياً له عن غيره ..
فالمحاكاة لا يقول فيها الممثل: هكذا يستغيث الناس (هذا لن يكون تمثيلاً فما تقعدش تخترع يا مولانا):)
وإنما ينتصب في مشهد صوفي قائلاً: يا بدوي
وهذه كما إذا سجد هو فكلاهما كما إذا شرب الخمر هو ..
تنبيه: يوسف شاهين معملش أفلام دينية:)
===
الساجد سجود تحية أتى بمناط هو سجود التحية وسجود التحية ليس كفراً، فالتحية ليست مقصوداً للسجود منفكاً عن صفته وإنما هي صفة السجود ومقصوده؛لأن السجود ليس عبادة محضة ..
بعبارة أخرى: سجود التحية ليس سجود عبادة غرضه التحية،بل هو سجود تحية غرضه التحية ..
وأما السجود للصنم فهو سجود عباده فسواء كان غرضه المحاكاة أو غيرها فقد أتى بمناط الكفر وهو سجود العبادة فاستحق حكمها ..
ومثله من أتى بمناط السجود لله= فقد انفك عنه مناط السجود لغيره ..
والممثل الساجد هذه ليست حكاية إلا إذا كان شرب الخمر حكاية ..
كل تلك محاكاة وإتيان بالمناطات وليست حكايات ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 05:49]ـ
يعني مباشرة الى المقصود يا شيخنا ... في التمثيل بصفة عامة التلبس بالأقوال و الأفعال الى أصحابها قائم على معنى الحكاية .. يعني ما قلته: ان الممثل يقول أبا لهب يقول أستعيث بالعزى .. أو يقول ان ابا لهب يسجد هكذا و يسجد ... هذا البيان يبينه أهل هذا الفن قبل أن يخوضوا في خوضهم على هذا المعنى من الاسناد .... و الناس فقهت هذا المعنى بلا نزاع بحيث لن تجد أحدا يرى فيلما ليوسف شاهين يخرج فيه أحمد مظهر يسجد للصنم - هذه فعلا أنا مخترعها:) - و يظن أن احمد مظهر وثني و انما لو سالت من سألت لقال لك انما هو يحكي عبادة الوثني للصنم ... و الاسناد هنا واقع يفقهه الناس جميغا .... و من قلت له ان الرجل لا يحكي عمل غيره الذي هو السجود و انما هو عمله هو ... و ليس هناك من اسناد للفعل لعارضوك جميعا ..... فما وجه تفريقك شيخنا اذن بين من بين قبل القول و قال أنا سأقلد أبا لهب و يقول استغيث بالعزى و بين من بين قبل الفعل و قال: أنا سأقلد أبا لهب و يسجد للصنم .. مع ان كليهما قد بين وجه الاسناد في الحكاية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 06:50]ـ
و اصل القضية سيدي و الذي يبدو لي أن فيه فض الاشتباك .. أن هناك من الأفعال ما هي بنفسها فيها تأثير لازم لها غير قابل للمنع .. به تعلق الحكم مع تعلقه بمباشرة الفعل ... و من الأفعال ما هي ليست كذلك .. و مثل هذا الفرق في طبائع الأفعال يظهر بقريب في مسائل مشهورة في الفقه و التشريع .. مسألة المباشرة و الردء او مسائل العمد و شبه العمد .. فأنت ان كنت في المحاكاة قد ضربت أحدا او قتلته او شربت الخمر فأنت لا تقدر على منع الأثر الحاصل و المفسدة المترتبة من الألم و ازهاق الروح و السكر .. كما انك في المحاكاة ان أخذت مال غيرك او عاملته بالربا او تآمرت على قتله محاكاة فقط فأنت قادر على منع الأثر و المفسدة .. و من زعم للناس ان محاكاة مثل الأفعال الأولى لبس كفعلها حقيقة او ان محاكاة الأفعال الثانية هي مثل فعلها على الحقيقة لأضحك الناس على عقله ..
تبقى أفعال متوسطة الوضوح كالسجود او وضع الصليب او غير ذلك مما علق حكمه بمفسدة دينية قدرها الشارع. هل حكايته فعلا من النوع الأول ام من النوع الثاني ... أي هل فعل السجود هو مما يترتب عنه أثره و تلزم منه مفسدته في نفسه حتى تمنتع محاكاته أم لا.؟؟ ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 12:45]ـ
بارك الله فيك ..
كل تلك تقسيمات أجنبية عن مناطات أحكام الشرع ..
ولذلك تحوجك تلك التقسيمات إلى أن تضع ألفاظاً تقرب الحكاية للمحاكاة،وهل يقول قائل يحكي قولاً: أنا سأقلد (؟؟!!!!)
وكل من يرى ممثلاً يشرب خمراً فإنه لا يرى إلا أنه يمثل ولذلك كان عوام الناس الطيبون يقولون إنهم لا يشربون خمراً حقيقية،وظنون الناس وتوهماتهم لا تبنى عليها أحكام شرعية ..
بل كل نفس بما كسبت رهينة ..
ولن يقول الناس أحمد مظهر وثني ولكنهم سيقولون سجد للصنم وشرب الخمر؛ وهذه هي صفات الفعل الشرعية، وتلك حال المحاكاة، ولن تجد أحداً فيما هو من جنس الحكاية يقول لك: فلان قال بالتثليث، أو فلان استغاث بالبدوي، والفرق بين البابين بين واضح لابتنائه على الأصول الشرعية ..
والفرق بين من يقول: تقول النصارى إن الله ثالث ثلاثة، وبين من يلبس ثوباً أسوداً ويضع صليباً ويقف واعظاً في كنيسة فيقول الله ثالث ثلاثة = فرق بين،وجهة تبيانه أنه فرق شرعي بين حكاية أقوال الناس التي أجازها الله وفَعَلها، وبين التلبس بتلك الأقوال والأفعال بحيث تقع مسندة للقائل والفاعل يفعلها ويقولها هو قصداً وعمداً ..
أما المفسدة الواقعة في السجود للصنم فهي أعظم من القتل وشرب الخمر وهي الاستهانة والهزل بالتلبس بأمر عظيم كالشرك بالله والسجود للأصنام، وذلك أعظم من شرب الخمر والقتل، ولذلك جعل الهزل والهذر وقضاء الأوقات الذي لا يقصد منه كفر بالله وإنما هو لعب = كفر بالله العظيم مادام قد اشتمل على مناط الكفر الذي هو الاستهزاء بدين الله وآياته؛ فتلك مفاسد وجنايات على أعظم حقوق الله, لا يقول فقيه بانحطاط رتبتها عن الجنايات على حقوق الخلق أو عن مثل شرب الخمر ..
ويبقى بناء المسببات على أسبابها والأحكام على مناطاتها وآثار الأفعال على التلبس بها = أصل ثابت شرعي منضبط، ولذلك لو طلبتَ الوجه الذي منه تفرق بين محاكاته بشرب الخمر ومحاكاته بسب الرسول والسجود للصنم = لم تجده؛ لعدم بنائه منك على أصل شرعي منضبط ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 03:40]ـ
فان مثل اخذ مال غيره او اخذ قرض جر نفعا هل يعد سارقا او مرابيا؟؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 01:29]ـ
رحم الله الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمة واسعة فقد كان بعيد النظر في تقريره لنواقض الإسلام وفي قيده الوحيد بقوله ((إلا المكره)).
فلتفهم يا أبا فهر صنيع الشيخ الإمام , وحاصله أنه رحمه الله قرر أن هذه النواقض لا تصدر من مؤمن عالمًا , قاصدًا.
ولكنها تقع من المكره بشرط أن يكون قلبه مطمئنًا بالإيمان.
فزعمك أن السجود أمام الصنم يحتمل أن يكون سجودًا لله تعالى , لا يتصوره أهل العلم من مؤمنًا عالمًا وقاصدًا لفعله هذا.
وأنت ترى العوام من المسلمين أذا سقط من أحدهم المصحف ووقع على الأرض , تجده يتأسف غاية الأسف ويقبل المصحف ويمسح عليه تعظيمًا وتبجيلًا لمعرفتهم بأن الاستهانة بهذا الكتاب يضاد الإيمان , فكيف تتصور من مؤمن يعلم أن هذا صنم ثم يسجد أمامه لغرض دنيوي محض بزعم أنه يسجد لله تعالى؟!
لا يصدر هذا إلا من قلب مستخفًا مستهترًا بالإيمان , وهذا هو الكفر بقرونه!!
وأما الصورة التي ذكرها شيخ الإسلام , وقوله ((يباح)) مثل ما نقول أنه يباح للمكره النطق بالكفر , فكذلك قد يباح لمثل ذاك الموهم لغيره أن يفعل الكفر في الظاهر ويمنع من كفره الباطن التأويل.
فالمكره على النطق بالكفر كفر ظاهرًا وقلبه مطمئنًا بالإيمان بنص الأية , وكذلك هذا الذي سجد قدام الصنم متأولًا , يكفر ظاهرًا وقلبه مطمئنًا بالإيمان.
وأما من يسجد قدام الصنم طمعًا في المال , فهذا كافر ظاهرًا لسجوده , وباطنًا لاستخفافه واستهانته , ولا مانع يمنع من الحكم بكفره باطنًا , والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 05:03]ـ
بارك الله فيك ..
هذا تكرار لنفس الفكرة وقد سبق نقاشها ..
وجزاك الله خيراً على مباحثتك المفيدة وغيرتك على الحق ونفعنا الله جميعاً بما نكتب وعصمنا من فتنة القول والعمل ومن زلة الرأي والنظر، وهدانا الله وإياك للحق المبين ..
ـ[أبو عبدالرحمن البجيدي]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 01:41]ـ
الشيخ الفاضل القضاعي
أنت تدور في حلقة مفرغة
فردودك من أول الموضوع إلى آخر رد متشابهة
المسألة واضحة ولا تحتاج لكل هذا البسط
تأمل مسألة دعاء الله عند الحسين ودعاء الحسين
تتضح لك المسألة
ـ[دجانة]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 10:30]ـ
بل ظاهر فعله وباطنه سجود لله ..
إن سلمنا لك بأن ظاهر الفعل سجود لله فمن أين أتيت بأن باطنه السجود لله؟؟؟؟:)
ـ[دجانة]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 10:50]ـ
لأن صورة السجود للصنم لا تحتمل السجود لله كم أن السجود لله لا يحتمل السجود للصنم ..
السلام عليكم .. هل من الممكن أن توضح الفرق بين الصورتين عمليًا؟
فلا أرى فرقًا بينهما أنا أتصور صنمًا وشخصًا ساجدًا امام الصنم
:) كيف لي ان اعرف انه لغير الله , وكيف لا نحكم بالظواهر؟؟
جزاكم الله خيرًا
ـ[الاثر]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 11:39]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم إثراءً للموضوع
هذه كلمات للإمام ناصر الدين الألباني تدل على أن قصد الكفر لا يشترط في الأقوال والأفعال الكفريّة الظاهرة التي لا الْتِبَاسَ ولا احتمال في كفر باطن قائلها أو فاعلها؛ لأنَّها برهان على معتقده وإقرارٌ منه بكفره
قال الإمام ناصر الدين في (الوجه الثاني) من الشريط الثاني من أشرطة (رحلة النور): ((فلو أنَّ إنسانًا سجد لشيخ له، أو أمير له؛ فهذا لا يُسأل لماذا أنت تسجد؟. وهل تعتقد أنَّ هذا يستحق التعظيم؟.؛ لأنَّ فعله يدل على التعظيم، لكنَّه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فالرسول ? قال: ((لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها؛ لعظم حقه عليها)). فالسجود علامة تعظيم ما في حاجة نسأل لماذا أنت تسجد؟. لكن نحن بحاجة أن نفهمه أنَّ هذا السجود إشراك مع الله لمن تعظمه بنفس الوسيلة التي تُعظِّم بها ربَّك، فإمَّا أَْنْ تَرْتَدِع وإمَّا أماَمك القتل ... ، إذن مَنْ سجد لغير الله أو طاف بغير بيت الله لا حاجة لنا أَنْ نسأله ماذا تعني؟. أتعتقد أنَّ هذا يستحق العبادة؟)) اهـ.
ج) قول صريح للإمام: الأمور الظاهرة الصريحة في الشرك لا يُنظر فيها إلى النِّيات.
قال الإمام ناصر الدين في (الوجه الثاني) من الشريط رقم (754) من (سلسلة الهدى والنور): ((السجود بين يدي الشخص لا يُنْظَر هنا إلى نِيَّتهِ؛ لأنَّها ظاهرة وثنية)).
ثمَّ (ذكر حديث سجود معاذ للنبي ?) وبعده قال: ((فالشاهد في الأمور الظاهرة لا ينظر فيها إلى النوايا إلا ما كان النص يدل على ذلك)) اهـ.
فكل عمل كفريٍّ ظاهر صريح يلزم منه كفر الباطن أو بعمله ينتفي إيمان الباطن الإمام ناصر الدين لا ينظر إلى نيَّة عامله ولا إلى قصده بعمله الكفر، وكذا لا يرى حاجة إلى سؤاله: ((هل تعتقد أو لا تعتقد؟.)) لأنَّه برهان على معتقده:
د) وبيَّن هذا –أيضًا- في عمل كفريٍّ ظاهر صريح هو الاستهزاء بآيات الله عزَّ وجلَّ، فقال في (الوجه الأول) من الشريط رقم (672) من (سلسلة الهدى والنور): ((لا شكَّ أنَّ هذا كفر اعتقادي، بل هذا كفر له قرنان؛ لأَنَّ الاستهزاء بآيات الله عزَّ وجلَّ لا يمكن أَنْ يصدر من مؤمن مهما كان ضعيف الإيمان، وهذا النوع من الكفر الذي يدخل في كلامنا السابق، فاستهزاؤه بآيات الله أكبر إقرار منه أنَّه لا يؤمن بما استهزأ به، فهو كافرٌ كفرًا اعتقاديًا)) اهـ.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 12:21]ـ
إن سلمنا لك بأن ظاهر الفعل سجود لله فمن أين أتيت بأن باطنه السجود لله؟؟؟؟
لأن الظاهر لا يظهر إلا عن باطن ولا يوجد فعل لا نية له؛ فإذا كان الظاهر سجود لله= فلا يَنتج هذا الظاهر إلا نية السجود لله، وإلا لزم أن الفعل بغير نية وهذا محال، أو أن الفعل نتج عن نية مخالفة وهذا لا يكون إلا في الإكراه ,والخطأ.
كيف لي ان اعرف انه لغير الله , وكيف لا نحكم بالظواهر
تعرف بالسؤال، ولا تحكم بالظواهر وإنما تضطر للسؤال؛ لأن نفس الظاهر هاهنا محتمل، ولو كان الظاهر لا يحتمل سوى الكفر المحض لما وجب السؤال ولحكمنا بالظاهر، أما والظاهر يحتمل أن يكون الذبح لله أو أن يكون لغير الله = فقد وجب الاستفصال؛ إذ لا تكفير بمحتمل ..
وكل هذا سبق الجواب عليه فأرجو من الإخوة قراءة الموضوع بتأني ولا عليهم إن لم يوافقوني، ولكن لا داعي لتكرار الأفكار ..
وجزاكم الله خيراً ..
ـ[دجانة]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 03:06]ـ
الظاهر سجود لله= فلا يَنتج هذا الظاهر إلا نية السجود لله.
وجزاكم الله خيراً ..
كيف تعتقد ان الظاهر سجود لله وليس امام الساجد الا الصنم؟؟
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 09:47]ـ
كما أعتقد أن الذبح قد يكون لله رغم أن الذبح يكون بساحة البدوي، وكما أعتقد أن الصلاة قد تكون لله رغم أن الصلاة بمقام الحسين، ولذلك إذا قامت القرينة على تمحض هذه الصلاة لغير الله كأن يستدبر القبلة ويستقبل المقام=لم يبق احتمال إلا الصلاة للمقام فتكون كفراً ..
أما السجود قدام الصنم فيمكن أن يكون سجوداً للصنم فيكون كفراً أكبر ويمكن أن يكون سجوداً لله بحضرة الصنم اعتقاداً لبركة المكان أو نحوه فلما قام الاحتمال في الفعل الظاهر ما هو =وجب الاستفصال من الساجد هل هذا سجود لله أم للصنم ..
ـ[دجانة]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 04:30]ـ
أخي أبا فهر بارك الله لك في حلمك و سعة صدرك
سؤالٌ أخير بالنسبة إليَّ في الفقرة الاولى من مشاركتك القيمة وتكون المسألة قد اتضحت جليًا،وأسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياك العلم والفهم الصحيح ...
الآن سأسرد عليك تصوري لطرحك وإن كان صحيحًا فالحر تكفيه الإشارة وإن كان غير ذلك فلنبدأ من جديد:
1 - أنت تقول أولا أن السجود للصنم لا يكون إلا كفرًا وهذا لا نختلف معك فيه.
2 - المسألة كلها مبناها على افتراض حدوث ذلك وهو قول شيخ الاسلام " وَإِلَّا فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ سَجَدَ قُدَّامَ وَثَنٍ وَلَمْ يَقْصِدْ بِقَلْبِهِ السُّجُودَ لَهُ بَلْ قَصَدَ السُّجُودَ لِلَّهِ بِقَلْبِهِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كُفْرًا " إذا لم أفترض معك إمكان حدوث ذلك فما الحكم؟
3 - المسألة مبناها على ظن الناظر أو توهم الناظر – كما عبرت - أم على ضبط الفعل هل هو كفر أم لا؟ إذن فلنسأل سؤالا ألا وهو:
هذا الظن الذي ظنه الناظر أو توهمه هل هو خطأ حتى هذه المرحلة (ألا وهي الظن فقط) بمعنى أني رأيت رجلا يسجد أمام قبر الحسين مثلا فأول ما يقع في قلبي أن الرجل يسجد للقبر، حتى هذه المرحلة هل أنا مخطئ؟
المرحلة التالية لذلك هي ضبط الفعل هل هو سجود لله أمام القبر أم أنه سجود للقبر وهذه المرحلة لا تأتي الا بالاستفصال .. هل هذا الكلام صحيح؟
وأخيراً
السجود للصنم = السجود أمام الصنم بالإضافة إلى نية السجود للصنم وهذه النية لا يمكن العلم بها قبل السؤال وبالتالي فأنا لا أرى ابداً رجل يسجد لصنم وإنما أرى دائماً رجل يسجد أمام الصنم فآل الأمر في النهاية إلى اعتبار كل سجود أما الصنم أمر محتمل للبدعة أو الشرك مما يوجب الاستفصال و لايخفاك أن هذا الاحتمال الوارد في هذه الصورة من الندرة بحيث يمكن اعتباره من النادر الذي لا حكم له
وجزاكم الله خيرًا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 01:12]ـ
هذا الظن الذي ظنه الناظر أو توهمه هل هو خطأ حتى هذه المرحلة (ألا وهي الظن فقط) بمعنى أني رأيت رجلا يسجد أمام قبر الحسين مثلا فأول ما يقع في قلبي أن الرجل يسجد للقبر، حتى هذه المرحلة هل أنا مخطئ؟
قد تكون مصيباً في ظنك وقد تكون مخطئاً، والله لا يحاسب العباد على ما يسبق في المسائل المحتملة لأفهامهم من غير حول منهم ولا قوة، وإنما يحاسبهم بتصرفهم بعد هذا السبق هل سيبنون عليه من غير استفصال عن بقية الاحتمالات المعتبرة أم لا ..
المرحلة التالية لذلك هي ضبط الفعل هل هو سجود لله أمام القبر أم أنه سجود للقبر وهذه المرحلة لا تأتي الا بالاستفصال .. هل هذا الكلام صحيح؟
نعم ..
وهذا الاحتمال ليس نادر الوقوع بل تمتلئ به ساحات المساجد المقبورة والأضرحة المزورة الغاصة بمن يصلون ويركعون ويسجدون بساحات المقامات وأضرحة الأولياء لله رب العالمين لبركة المحل ..
وليس ادعاء ندرة هذا بأولى من ادعاء ندرة أن يسلم الكافر المحارب والسيف على عنقه إسلاماً صادقاً، وكلا الادعائين لم يمنع إعطاء هذا النادر المدعى حكمه الشرعي من غير شق عن القلوب ..
تنبيه: قد يقف القاضي بالقرائن على ما يهدر به ادعاء العابد بحضرة الصنم أن العبادة لله،كأن يدعي أن صلاته لله وهو مستدبر القبلة مستقبل القبر ..
ـ[اليقظ]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 07:52]ـ
يقول الله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)
ما رأيك أبا فهر فيمن سجد لله قدام الصنم من أجل المال أيدخل في قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) أم لا؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 01:38]ـ
من سجد للصنم مقابل مال أو غيره فهو كافر، وقد سبق بيان هذا، فأرجو عدم تكرار الأفكار ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اليقظ]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 02:15]ـ
أخي الحبيب أبا فهر تحملنا قليلاً لماذا لم يوجه النبي عليه الصلاة والسلام عمار بن ياسر رضي الله عنه أو أي مكره لهذا الأمر كأن يقول له: افعل الكفر واقصد شيئاً آخر.
ألا يدل هذا على اعتبار الظواهر حتى في حال الإكراه-لكن الإكراه هنا سيمنع وقوع الكفر-، فاعتبار الظواهر إذاً في حال استحباب الدنيا على الآخرة أولى ومنها السجود لله قدام الصنم.
وإلا فإن في قولك فتح لباب من أبواب الشرك بمحترزات ألغاها الشرع ولم يلتفت إليها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 02:51]ـ
بارك الله فيك ..
الشرع لم يُلغ اعتبار الفعل المقصود بل هذا معتبر باتفاق وفيه البحث هاهنا ..
وإنما ألغى الشرع اعتبار عدم قصد ترتب المسببات على أسبابها فلم يشترط أن يقصد فاعل الفعل المكفر أن يكفر بفعله ..
أما اشتراط أن يكون الفعل المناطة به الأحكام هو نفس الفعل المكفر وليس فعلاً آخر يشتبه به فهذا معتبر باتفاق ..
فمتى احتمل الفعل أن يكون هو الفعل المكفر أو أن يكون فعلاً آخر يشتبه به وليس هو عين الفعل المكفر = وجب الاستفصال لتحديد الفعل الظاهر ما هو، وذلك لاشتباه الظاهر،وليس لأن الظاهر لا تناط به الأحكام ..
افعل الكفر واقصد شيئاً آخر.
الكفر إذا فعل أنيطت به الأحكام ولو لم يقصد صاحبه أن يكفر فبالتالي لن يرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا؛ لأنه يكفي في عذر فاعل الكفر في حالة عمار: الإكراه الحاصل بالفعل.
وإنما كلامنا في مسألتنا أن الذي فعل ليس هو الكفر أصلاً ..
ـ[اليقظ]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 04:58]ـ
العنوان الذي وضعته هو: (جواب حول إشكال في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية .. ) ثم أخذت تفرع عليه ثم وسعت التفريع بضم ما ليس بنظير إلى ما فرعت وكأني بك ستخرج في النهاية إن لم تكن خرجت بقاعدة عامة في هذا الباب وهي ... (أدع لك صياغتها إن كنت مقعداً)
فهلا وضعت العنوان هكذا: (من سجد لله قدام صنم من أجل المال فإنه لا يكفر) وتركت التترس بكلام هذا الحبر (المتشابه) فإن شيخ الإسلام ساقه استطراداً ثم إن ما ذكره واقعة عين متعددة الاحتمالات.
فهل تستطيع فعل هذا؟
أخي أبا فهر الحبيب أنت والريس اتفقتما في النتيجة من حيث لا تشعر أنت وإن كنتما قد اختلفتما في الطريق الموصل إليها فتنبه يا حفظك الله!
وفقني الله وإياك وأخونا الريس وجميع الأخوة هنا إلى مرضاته واتباع سنة نبيه وأصحابه، وأدم الله علي وعليك وعلى الأخوة هنا الصحة والعافية والسلامة من الفتن.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 06:52]ـ
بوركتَ ..
ما تفضلتَ به سبق الجواب عنه ..
بارك الله فيك ونفع بك ووفقك إلى الخير كله ..
ـ[دجانة]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 10:43]ـ
وليس ادعاء ندرة هذا بأولى من ادعاء ندرة أن يسلم الكافر المحارب والسيف على عنقه إسلاماً صادقاً، وكلا الادعائين لم يمنع إعطاء هذا النادر المدعى حكمه الشرعي من غير شق عن القلوب ..
بارك الله فيك أخي أبو فهر ونفع بك
بهذا تكون قد أوضحت الجزء الاول من مشاركتك
ولله الفضل والمنة فقد جليت لي مسألة هامة
فجزاك الله عني خيرًا
بقي الجزء الآخر من المشركة وستأتي مناقشته لاحقًا
جزاكم الله خيرًا
ـ[المقدسى]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 12:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السجود للصنم فعلاً كفرياً لذاته ولا خلاف في ذلك , أما مسألة التفريق بين هيئة السجود للصنم كونها من أمامه أو من قدامه أو من خلفه فلا قيمة لها هنا لأن السجود أصلأ لا يكون إلا من قدامه ولا سجود له من خلفه .. !!
وُحكمنا علي المكفرات القولية والعملية لا يكون إلا بالنظر لظاهر الفعل لأن التلازم بين الظاهر والباطن هو ما إتفق عليه مذهب أهل السنة والجماعة وأى خروج عن هذا التأصيل يكون خروجاً على مذهب أهل السنة في مسألة الإيمان وكما هو معلوم فلا إستفصال عن الإعتقاد في النواقض القولية والعلمية وهذا ما قرره شيخ الإسلام في كل كتاباته وردوده على المرجئة ومن نحا نحوهم ومن رد نصوص شيخ الإسلام المجملة إلي تأصيلاته الممبينة بان له الأمر وإستبان , وحقيقة القول في المسألة الواردة في كلام شيخ الإسلام أن ظاهر العمل هو الكفر ولا ُيدرأ هذا الحكم إلا بوجود أحد العوارض الأهلية والموانع المعتبرة شرعاً في حق من وقع في هذا الكفر المخرج من الملة ولا فرق بين أن يكون السجود للصنم لذاته أو أن يكون السجود للصنم مقصوداً به السجود لله لأن هذا الحالة كفراً أكبر لا يخرجها عن كونها كذلك إلا عوارض الأهلية.
وهل لنا أن نضع حداً فاصلاً لمعرفة أن هذا الساجد قدام الصنم ساجد له حقيقة أو ساجد لله معظماً له في حضرة الصنم .. ؟؟ بالتأكيد لا , وبذلك يكون الحكم منوط بظاهر العمل الذى هو كفراً بذاته في هذا الحال.
ولا مجال للتفريق بين هذه الحالة وبين الذي يطئ المصحف بقدمه , فالحكم بالكفر عليه لا خلاف فيه ولا يسقط حكم التكفير عنه إلا بالعوارض الأهلية والموانع المعروفة والمقررة شرعاً و الأمران سيان لا فرق بينهما.
وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 01:56]ـ
جزاك الله خيراً ..
نفس فكرتك طرحها من قبل الأخ الفاضل (القضاعي) وسبقت مناقشتها ..
بوركتَ ونفع الله بك ..
ـ[درداء]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 09:27]ـ
صور السجود عندك يا أبا فهر أربعة
- سجود للصنم بقصد عبادته فهذا كفر
-سجود أمام الصنم وهو لله لأجل غرض دنيوي فهذا ليس بكافر
-سجود الحي للحي سجود تحية وليس بعبادة فهذا عاصي وليس بكافر
-سجود الممثل للصنم وهو لا يقصد عبادته و لا تحيته إنما يحكي فعل الكفار فهذا كافر!
هل لاحظت الاضطراب الذي عندك و أنه تحكم دون دليل تمشي عليه!
فإما أن تقول أن السجود لا يكون كفرا إلا إذا قصد به العبادة، لأن الكفر هو صرف عبادة لله لغير الله، وبذلك يخرج كما قلت سجود الحي للحي ولا يكفر بسجود التحية
و إما أن تقول أن فعل السجود كفر بذاته سواء قصد به العبادة أو لم يقصد، فمبجرد سجوده لغير الله فهذا كفر أكبر وبذلك يكون كافرا خارجا من الملة
ولكن أنت تفرق بلا دليل بين الأمرين!
و أيهما أولى بالكفر الذي يسجد للحي بقصد التحية كما زعمت
أو الممثل الذي لم يقصد لا تحية و لا عبادة و إنما حكاية فعل الكفار مع أصنامهم، فتأثم الأول الذي يسجد تحية ويتضمن تعظيما للحي و تكفر الثاني
أما مسألة: سب الرب نسأل الله العافية والسلامة وسب الرسول فهي مضادة للإيمان من كل وجه فيس لها دخل بمسألتنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفوا، مداخلتي ليست في صلب الموضوع ولكن عندي استفسار
ما معنى
"مضادة للإيمان من كل وجه"
ماهي هذه الاوجه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 09:51]ـ
بارك الله فيك ..
1 - الأعمال إما إيمانية وإما غير إيمانية: فالإيمانية هي ما كانت من الإيمان كالواجبات والمستحبات وغير الإيمانية هي مالم تكن من الإيمان ..
2 - وغير الإيمانية إما أن تكون قادحة في الإيمان وإما ألا تقدح في الإيمان فغير القادحة في الإيمان كالمكروهات والمباحات ..
3 - والقادحة في الإيمان هي المحرمات وهي تنقسم إلى مالايضاد الإيمان من كل وجه وإلى ما يضاد الإيمان من وجه ..
ومعنى مضادة الإيمان أن يكون الفعل يقدح في الإيمان على وجه المضادة فلا يمكن شرعاً أن يُفعل هذا الفعل مع وجود الإيمان، فيكون هذا الفعل مستلزماً للكفر ..
4 - فإذا فهم معنى مضادة الإيمان = فنبين أن الفعل المضاد للإيمان إما أن يضاد الإيمان من كل وجه بحيث لا يفعل هذا الفعل على وجه لا يضاد الإيمان بل لا يفعل هذا الفعل إلا وهو مضاد للإيمان دائماً فلا يتصور شرعاً وجود هذا الفعل إلا مع وجود الكفر.
ومثاله: سب الرسول فلا يتصور شرعاً أن يفعل إلا مع الكفر؛ ولذلك لا إعذار في هذه الأفعال الإكراه والخطأ اللذين حاصلهما أن الفاعل لم يُرد أن يفعل الفعل أصلاً.
5 - والحالة الثانية للفعل القادح في الإيمان: أن يكون هذا الفعل بحيث يُفعل على وجه يقدح في الإيمان ويضاده،ولكنه يتصور شرعاً أيضاً أن يفعل على وجه يقدح في الإيمان ولكن لا يضاده بل يكون هذا القدح على وجه النقص لا الإبطال.
ومثاله: فعل الكبائر كالزنا والسرقة فتُفعل هذه الكبائر على وجه يقدح في الإيمان ويضاده كإذا فعلها المستحل أو غير ملتزم التحريم، وتفعل على وجه يقدح في الإيمان ولكنه قدح بالنقص لا بالإبطال كما إذا فعلها المقر بالتحريم الملتزم له ولكن غلبه هواه ..
فالوجه هنا بمعنى الحال أو الصورة (مثلاً) ومضاد الإيمان من كل وجه هو ما لا تُتصور حالة يفعل فيها إلا ويكون فيها مضاداً لللإيمان ..
ومالا يضاد الإيمان من كل وجه وهو ماله صورة يفعل فيها فيكون فيها مضاداً للإيمان مستلزماً للكفر،وله صورة يفعل فيها فيكون غير مضاد للإيمان بل يبقى الإيمان معه وإن كان بقائه مع النقص ..
ـ[درداء]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 06:00]ـ
بارك الله فيك ..
1 - الأعمال إما إيمانية وإما غير إيمانية: فالإيمانية هي ما كانت من الإيمان كالواجبات والمستحبات وغير الإيمانية هي مالم تكن من الإيمان ..
2 - وغير الإيمانية إما أن تكون قادحة في الإيمان وإما ألا تقدح في الإيمان فغير القادحة في الإيمان كالمكروهات والمباحات ..
3 - والقادحة في الإيمان هي المحرمات وهي تنقسم إلى مالايضاد الإيمان من كل وجه وإلى ما يضاد الإيمان من وجه ..
ومعنى مضادة الإيمان أن يكون الفعل يقدح في الإيمان على وجه المضادة فلا يمكن شرعاً أن يُفعل هذا الفعل مع وجود الإيمان، فيكون هذا الفعل مستلزماً للكفر ..
4 - فإذا فهم معنى مضادة الإيمان = فنبين أن الفعل المضاد للإيمان إما أن يضاد الإيمان من كل وجه بحيث لا يفعل هذا الفعل على وجه لا يضاد الإيمان بل لا يفعل هذا الفعل إلا وهو مضاد للإيمان دائماً فلا يتصور شرعاً وجود هذا الفعل إلا مع وجود الكفر.
ومثاله: سب الرسول فلا يتصور شرعاً أن يفعل إلا مع الكفر؛ ولذلك لا إعذار في هذه الأفعال الإكراه والخطأ اللذين حاصلهما أن الفاعل لم يُرد أن يفعل الفعل أصلاً.
5 - والحالة الثانية للفعل القادح في الإيمان: أن يكون هذا الفعل بحيث يُفعل على وجه يقدح في الإيمان ويضاده،ولكنه يتصور شرعاً أيضاً أن يفعل على وجه يقدح في الإيمان ولكن لا يضاده بل يكون هذا القدح على وجه النقص لا الإبطال.
ومثاله: فعل الكبائر كالزنا والسرقة فتُفعل هذه الكبائر على وجه يقدح في الإيمان ويضاده كإذا فعلها المستحل أو غير ملتزم التحريم، وتفعل على وجه يقدح في الإيمان ولكنه قدح بالنقص لا بالإبطال كما إذا فعلها المقر بالتحريم الملتزم له ولكن غلبه هواه ..
فالوجه هنا بمعنى الحال أو الصورة (مثلاً) ومضاد الإيمان من كل وجه هو ما لا تُتصور حالة يفعل فيها إلا ويكون فيها مضاداً لللإيمان ..
ومالا يضاد الإيمان من كل وجه وهو ماله صورة يفعل فيها فيكون فيها مضاداً للإيمان مستلزماً للكفر،وله صورة يفعل فيها فيكون غير مضاد للإيمان بل يبقى الإيمان معه وإن كان بقائه مع النقص ..
جزاك الله خير اخي الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 02:51]ـ
شيخ أبا فهر .. وفقك الله،،
ما الفرق بين ما قررته هنا، وبين ما قرره عبدالعزيز الريس وفنده الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك في فتوى مشهورة هذا نصها:
يقو الشيخ عبدالرحمن البراك في رسالته:
"إلى الأخ المكرم/ عبدالعزيز بنريس الريس.
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
فقد ذكر لي الأخبندر الشويقي، أنك تقول: إن الرجل لو قصد وتعمد السجود بين يديالصنم طمعاً في دنيا، وصرح بلسانه أنه يقصد عبادته، فإنه يحكم بكفره، لكن لايقطع بكفر باطنه، لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه، فمثله كمن يقول: أنا أعتقد أن الله ثالث ثلاثةٍ، فهذا يكفر لكن لا يقطع بكفره الباطن لاحتمال كذبه في إخباره عن نفسه.
وهذا ـ إن صح عنك ـ فأنت ضالٌٌ في فهمك ضلالاًبعيداً، وقد قلت إفكاً عظيماً، فإن مقتضى هذا: أنا لانقطع بكفر الجاحدين لنبوةالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع تصديقهم له في الباطن، كما قال تعالى: (فإنهملايكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون).
وكذلك لا يقطع بكفر كل النصارى،لقولهم: المسيح ابن الله، أو قولهم بالتثليث، لاحتمال أنهم قالوا ذلك مجاملةً أوتعصباً لأقوامهم، لااعتقاداً لحقيقة قولهم.
وأن المسلم لو أظهر موافقتهم علىذلك لغرضٍ من الأغراض من غير إكراهٍ، أو أظهر لهم تكذيب الرسول ـ صلى الله عليهوسلم ـ، لم يكن مرتداً إلا ظاهراً، وأما في الباطن فهو في عداد المؤمنين، ومقتضىهذا انه لو مات على تلك الحال، لكان من أهل الجنة بإيمانه الذي كتمه من غيراضطرارٍ ولا إكراهٍ.
لذلك أوصيك بالتريث، وترك الاندفاع، كما أوصيك باللجأ إلىالله، بسؤال الهداية، فيما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه ـ تعالى ـ يهدي من يشاءإلى صراطٍ مستقيم.
أسأل الله أن يلهمك الصواب، وأن يرينا وإياك الحق حقاً،ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، وأن لايجعله ملتبساًعلينا فنتبع الهوى" اهـ.
قاله: عبدالرحمن بن ناصر البراك.
= الكلام الذي ذكره بندر الشويقي عن الأخ الشيخ عبدالعزيز الريس "كذب غير صحيح"
ونحن نتظر من هذا الدعي أو غيره بأن يأتوا بكلام الشيخ الريس من كتبه أو أشرطته ما يدل على ذلك!
= بل الشيخ الريس نفسه كذب هذا النقل الغير صحيح حيث قال: والعجيب أن هذا الناصح لم يجزم بل علق الكلام على صحة النقل، وحاول ناشر النصيحة الإيهام بجزمه لتحقيق مآربه لكن قد تفطن غير واحد لصنيعه فلم يرج عليهم،
ثم ما حاول إلصاقه بي من اعتقاد فاسد
قد رددت عليه قبل النصيحة المعلقة في كتابي (الإمام الألباني وموقفه من الإرجاء) ثم قبل نشر هذه النصيحة رددت عليها في هذه الإجابة. والحمد لله من قبل ومن بعد.
= ومن أمانة الشيخ البراك أنه لم يجزم بل علق الكلام على صحة النقل!!!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 03:39]ـ
بارك الله فيك ...
هو اخترع شيئاً وسماه سجوداً إلى الصنم وأناط به الأحكام التي ذكرها،وهذه نخعة لا وجود لها، ولو رجعنا عليه فسألناه: هذا السجود إلى الصنم ما حكمه؟
لأجاب بأنه حرام ولاشك ..
فلو سألناه ما وجه حرمته؟
لم يُجب إلا بأنه سجود إلى الصنم ..
ولو سألناه فما هو الفرق الشرعي المضمن في السجود للصنم الذي هو كفر،وفي السجود إلى الصنم الذي هو حرام وليس بكفر لم يُحر جواباً،فكلامه بدعة ضلالة لا أصل لها ولا جنس لمناطها في الشرع ..
ولا حل يخرجه من الإشكال إلا بأن يدع عنه تلك المخترعة (إلى-لل) وأن يعود للمناطات الشرعية بأن يفرق بين السجود إلى الصنم وللصنم وبين السجود لله وإلى الله بحضرة الصنم ..
كما في التقرير الذي ذكرناه ..
فالفرق إنما هو بين السجود للصنم وإليه (فكل ذلك كفر مستبين) وبين السجود لله قدام الصنم وعنده وهذا ليس كفراً كما أن الذبح لله والاستغاثة بالله عند البدوي أو بحضرة الأصنام ليست كفراً بالاتفاق ..
# قال الامام الالباني - رحمه الله - في كتابه " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد":
- الفصل الثاني
- معنى اتخاذ القبور مساجد:
(بعدما نقل كلام الأئمة , نقل كلام الامام الشافعي رحمه الله حيث قال):
ففي كتابه "الام" (1/ 246) ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وأكره أن يبنى على القبر مسجد, وان يسوى, او يصلى عليه, وهو غير مسوى (يعني أنه ظاهر معروف) أو يصلى إليه, وان صلى اليه أجزأه وقد أساء, أخبرنا مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد).
قال: وأكره هذا للسنة والآثار, وأنه كره –والله اعلم- أن يعظم أحد من المسلمين, يعني يتخذ قبره مسجدا, ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على ما يأتي بعده).
# انتهى مختصرا, وينظر لمعنى كلام الامام الشافعي-رحمه الله- كتاب " منهج الامام الشافعي في اثبات العقيدة"- للشيخ محمد بن عبدالوهاب العقيل-طبعة اضواء السلف- (1/ 261).
# قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة":
(فإنه ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي مرثد الغنوي أنه قال صلى الله عليه وسلم: " لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ".
لأن ذلك يشبه السجود لها, وإن كان المصلي إنما يقصد الصلاة لله تعالى. وكما نهى عن اتخاذها مساجد نهى عن قصد الصلاة عندها, وان كان المصلي إنما يقصد الصلاة لله سبحانه والدعاء له. فمن قصد قبور الانبياء والصالحين لأجل الصلاة والدعاء عندها فقد قصد نفس المحرم الذي سد الله ورسوله ذريعته, وهذا بخلاف السلام المشروع حسبما تقدم.
(ص "153" تحقيق الشيخ ربيع المدخلي ط الفرقان – ص "121" تحقيق الشيخ عبدالقادر الارناؤوط رحمه الله ط رئاسة إدارة البحوث العلمية والافتاء).
# وقال رحمه الله:
(والداعي يدعوا الله وحده, كما نهى عن استقبال الحجرة عند دعائه لله تعالى, كما نهى عن استقبال الحجرة عند الصلاة لله تعالى كما ثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي مرثد الغنوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ".
فلا يجوز أن يصلى إلى شيء من القبور, لا قبور الانبياء ولا غيرهم, لهذا الحديث الصحيح, ولا خلاف بين المسلمين أنه لا يشرع أن يقصد الصلاة إلى القبر, بل هذا من البدع المحدثة وكذلك قصد شيء من القبور لا سيما قبور الانبياء والصالحين عند الدعاء, واذا لم يجز قصد استقباله عند الدعاء لله تعالى فدعاء الميت نفسه أولى أن لا يجوز, كما أنه لا يجوز أن يصلي مستقبله
فلأن لا يجوز الصلاة له بطريق الأولى).
# (ص 320 تحقيق الشيخ ربيع, ص 229 تحقيق الارناؤوط).
عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ أَمَرَ بِالْحَرْبَةِ فَتُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ
فَيُصَلِّي إِلَيْهَا
وَالنَّاسُ وَرَاءَهُ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ فَمِنْ ثَمَّ اتَّخَذَهَا الْأُمَرَاءُ" (متفق عليه).
وفي رواية أخرى قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى وَالْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تُحْمَلُ وَتُنْصَبُ بِالْمُصَلَّى بَيْنَ يَدَيْهِ
فَيُصَلِّي إِلَيْهَا "
(متفق عليه).
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (أقبلت راكباً على حمار أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنى
إلى غير جدار
فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت، وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر عليّ أحد) أخرجه البخاري ح 493.
- عن سهل بن أبي حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا صلى أحدكم إلى سترة
فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته " أخرجه أبو داود بسند صحيح. قال النووي في المجموع (3/ 244): "أخرجه أبوداود، والنسائي بإسناد صحيح ".
- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله ‘ يقول: (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان) أخرجه البخاري ومسلم.
- عن أبي عمرو رضي الله عنه قال هبطنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثنية أذافر (وهو موضع بين الحرمين) فحضرت الصلاة ـ يعني فصلى إلى جدار ـ
فاتخذه قبلة ونحن خلفه فجاءت بهمة تمر بين يديه فما زال يدارئها حتى لصق بطنه بالجدار، ومرت من ورائه) أخرجه أبو داود وأحمد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهذا إسناد حسن.
- عن يحي بن كثير قال: "رأيت أنس بن مالك دخل المسجد الحرام فركز شيئاً أو هيأ شيئاً يصلي إليه".
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه ابن سعد.
= نقل مختصر من موضوع كتب منذ أكثر من سنة على هذا الرابط:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=4806 (http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=4806)
قال الشيخ عبدالعزيز الريس:
(والسجود للقبور والأوثان شرك أكبر بالإجماع، أما السجود عندها أو إليها (قدامها) لا لها ليس شركاً أكبر، ففرق بين السجود للشيء والسجود إليه، قال ابن تيمية: والساجد للشيء يخضع له بقلبه، ويخشع له بفؤاده. وأما الساجد إليه فإنما يولي وجهه وبدنه إليه ظاهراً كما يولي وجهه إلى بعض النواحي إذا أمه ا. هـ (4/ 358)
وقال ابن تيمية: وكذلك تكذيب الرسول بالقلب وبغضه وحسده والاستكبار عن متابعته أعظم من أعمال ظاهرة خالية عن هذا كالقتل والزنا والشرب والسرقة، وما كان كفراً من الأعمال الظاهرة: كالسجود للأوثان وسب الرسول ونحو ذلك، فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن، وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن ولم يقصد بقلبه السجود له بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك كفراً، وقد يباح ذلك إذا كان بين المشركين من يخافهم على نفسه فيوافقهم في الفعل الظاهر، ويقصد بقلبه السجود لله، كما ذكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين حتى دعاهم إلى الإسلام فأسلموا على يديه، ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر ا. هـ (مجموع الفتاوى (14/ 120).
فإذا اتضح الفرق بين السجود له وإليه، وأن ما كان (له) فهو كفر بالإجماع دون ما كان (إليه)، فمن سجد للصنم وأخذ مالاً أو لم يأخذ، فقد كفر، ومن أخذ مالاً أو لم يأخذ وسجد إليه فلا يكفر.
وقد حدثني أحد طلبة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، وهو طالب علم معروف عند المشايخ، أنه سأل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن هذه المسألة أيام دروسه في عنيزة فأجاب: بنحو هذا الجواب - والحمد لله رب العالمين -.
فمن وقع في أحد هذه المكفرات العملية المخرجة من الملة بعد توافر الشروط وانتفاء الموانع، فقد كفر ظاهراً وباطناً، لكن بشرط أن يثبت كفره ظاهراً بالشرع، فمن سجد للصنم كفر ظاهراً وباطناً، ومن ذبح لصنم أو قبر فقد كفر ظاهراً وباطناً وهكذا ...
وأنبه أن (اللام) في اللغة تطلق بمعنى (إلى) كقوله تعالى (أوحى لها) والمراد إليها، كما أفاده ابن هشام في مغني اللبيب، فمن أطلق: السجود للصنم ليس كفراً، وأراد باللام هنا بمعنى (إلى) فإطلاقه صحيح لغة، وتقريره الشرعي صحيح كما سبق، لا سيما إذا بين أن مراده باللام معنى (إلى)، ومن يثرب متهماً عقيدته بسوء فقد جانب الصواب ومن علم أن أحداً أطلق (اللام) وأرادها بمعنى (إلى) فسكت مدلساً كاتماً للمراد فليبوء بالإثم فإن الله لا يخفى عليه شيء،إلا أن ترك مثل هذه التعبيرات أولى سداً لباب النزاعات والخصومات، قال ابن تيمية: وكثير من منازعات الناس في مسائل الإيمان ومسائل الأسماء والأحكام هي منازعات لفظية، فإذا فصل الخطاب زال الارتياب. والله سبحانه أعلم بالصواب ا. هـ (مجموع الفتاوى (18/ 279). أعوذ بالله أن أَظلم أو أُظلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 04:22]ـ
بارك الله فيك ..
هذا التقرير سبق رده، ولا ينفعك أن هناك شيء يقال له سجود إلى؛ فهذا لم ننكره، وإنما المنكر هو جعل مجرد (السجود إلى) مناطاً مجردة عما تحتها من المعنى الذي يشير إليه الأئمة وهو أن العبادة لله وإنما وجود القبر أو الصنم إما اتفاقاً وإما تبركاً، فالكلام في هل هذا التعبير بمجرده يصلح مناطاً للأحكام الشرعية هنا ولو كان واقع الفعل هو قصد للصنم بغرض تحصيل المال؟
الجواب: لا ..
ولذلك قول الريس:
فإذا اتضح الفرق بين السجود له وإليه، وأن ما كان (له) فهو كفر بالإجماع دون ما كان (إليه)، فمن سجد للصنم وأخذ مالاً أو لم يأخذ، فقد كفر، ومن أخذ مالاً أو لم يأخذ وسجد إليه فلا يكفر.
لو سألناه ما معنى سجد إليه = لن تجد جواباً؛ فهو لم يستعمل السجود إلى مراعياً ما تحتها من المعنى الذي يقصده الأئمة وإنما-كعادته-أراد أن يخترع تقسيماً لفظياً يفرق فيه بين أحكام الألفاظ رغم اتحاد المعاني التي يقصد الشرع لمراعاتها ..
يعني لو سجد الرجل للصنم وقال سجدتُ إليه ولم أسجد له وقلنا له: ما معنى سجدتَ إليه = فلم يذكر المناط الشرعي (من كونه-مثلاً- سجد تبركاً بالبقعة أو لم يلحظ وجود الصنم أصلاً،هل يُخرجه من حكم الكفر مجرد قوله: سجدتُ إليه من غير أن يكون تحتها مناطاً شرعياً؟
الجواب: لا ..
ولو كان سجوده للصنم قاصداً الصنم وسماه سجوداً إليه ألف مرة = لما نفعه ذلك ولكان كفراً ..
فبدعة الريس في مسألتنا: أنه لم يُحرر المناط الشرعي الذي قصده الشيخ بالسجود إلى الصنم فمراد الشيخ بها أي أن الصنم ليس مقصوداً ولم يُرد بذلك أن مجرد عبارة (سجد إلى) هي مناط شرعي يفرق بين الكفر وغيره كما اخترعه الريس ..
..
أما الريس فيورد صورة المسألة وفيها يُقصد الصنم بالفعل لأجل مال ونحوه،ثم يريد أن يخرجها عن حكم الكفر بمجرد بتسميتها سجوداً إلى الصنم ..
وكل ذلك بدعة وزلل ظاهر ..
ولا حل يخرجه من الإشكال إلا بأن يدع عنه تلك المخترعة (إلى-ل .. ) وأن يعود للمناطات الشرعية بأن يفرق بين السجود إلى الصنم وللصنم وبين السجود لله وإلى الله بحضرة الصنم ..
كما في التقرير الذي ذكرناه ..
فالفرق إنما هو بين السجود للصنم وإليه (فكل ذلك كفر مستبين) وبين السجود لله قدام الصنم وعنده وهذا ليس كفراً كما أن الذبح لله والاستغاثة بالله عند البدوي أو بحضرة الأصنام ليست كفراً بالاتفاق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 04:52]ـ
ونحن نتظر من هذا الدعي أو غيره
وعبارتك هذه عن الشيخ بندر الشويقي ليست من هدي العلم ولا أدب الحوار ولا خلق المسلمين، فنزه لسانك عنها وعن أمثالها ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 05:27]ـ
أخي أبي فهر ممكن تشرح لي هذه العبارة لو تكرمت:
(والسجود للقبور والأوثان شرك أكبر بالإجماع،
أما السجود عندها أو إليها (قدامها)
لا لها
ليس شركاً أكبر).
= أما بخصوص الاخ بندر , فأريد رأيك بالنقل, هل ما نقله للشيخ البراك حفظه الله صحيح؟
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 02:29]ـ
وعبارتك هذه عن الشيخ بندر الشويقي ليست من هدي العلم ولا أدب الحوار ولا خلق المسلمين، فنزه لسانك عنها وعن أمثالها ..
# تنبيه: نرجو من الأخ عبدالرزاق الحيدر التزام الادب في الرد
والهدوء في الطرح بعيدا عن التشنج واثارته
والا اضطر الاشراف لحذف كلامه كله مستقبلا
بدل البحث عما ساء منه والانشغال بتحريره!
#الإشراف#
ـ[درداء]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 08:56]ـ
# قال الشيخ عبدالعزيز الريس:
(والسجود للقبور والأوثان شرك أكبر بالإجماع، أما السجود عندها أو إليها (قدامها) لا لها ليس شركاً أكبر، ففرق بين السجود للشيء والسجود إليه، قال ابن تيمية: والساجد للشيء يخضع له بقلبه، ويخشع له بفؤاده. وأما الساجد إليه فإنما يولي وجهه وبدنه إليه ظاهراً كما يولي وجهه إلى بعض النواحي إذا أمه ا. هـ (4/ 358)
وقال ابن تيمية: وكذلك تكذيب الرسول بالقلب وبغضه وحسده والاستكبار عن متابعته أعظم من أعمال ظاهرة خالية عن هذا كالقتل والزنا والشرب والسرقة، وما كان كفراً من الأعمال الظاهرة: كالسجود للأوثان وسب الرسول ونحو ذلك، فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن، وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن ولم يقصد بقلبه السجود له بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك كفراً، وقد يباح ذلك إذا كان بين المشركين من يخافهم على نفسه فيوافقهم في الفعل الظاهر، ويقصد بقلبه السجود لله، كما ذكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين حتى دعاهم إلى الإسلام فأسلموا على يديه، ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر ا. هـ (مجموع الفتاوى (14/ 120).
فإذا اتضح الفرق بين السجود له وإليه، وأن ما كان (له) فهو كفر بالإجماع دون ما كان (إليه)، فمن سجد للصنم وأخذ مالاً أو لم يأخذ، فقد كفر، ومن أخذ مالاً أو لم يأخذ وسجد إليه فلا يكفر.
وقد حدثني أحد طلبة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، وهو طالب علم معروف عند المشايخ، أنه سأل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن هذه المسألة أيام دروسه في عنيزة فأجاب: بنحو هذا الجواب - والحمد لله رب العالمين -.
فمن وقع في أحد هذه المكفرات العملية المخرجة من الملة بعد توافر الشروط وانتفاء الموانع، فقد كفر ظاهراً وباطناً، لكن بشرط أن يثبت كفره ظاهراً بالشرع، فمن سجد للصنم كفر ظاهراً وباطناً، ومن ذبح لصنم أو قبر فقد كفر ظاهراً وباطناً وهكذا ...
من قال من السلف في توافر الشروط وانتفاء الموانع في تكفير من عمل احد المكفرات العملية الناقضة لأصل الايمان كالسجود للصنم والذبح للصنم وسب الله تعالى؟
ـ[أبو الوليد الغزي]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 02:05]ـ
بارك الله فيك ..
نعم هو السجود قدام الصنم ..
وهو الذبح عند البدوي ..
وهو الدعاء عند مقام الحسين ..
ولكن هل هذا سجود للصنم أم لله عند الصنم؟
وهل هو ذبح للبدوي أم لله عند البدوي؟
وهل هو دعاء صاحب المقام أم دعاء لله عند المقام؟
بارك الله فيك أخي أبا فهر وأحسن الله إليك ..
لكن لديّ سؤال بارك الله فيك وهو
هل من وجدناه يعمل هذه الأعمال من السجود قدام الصنم، والذبح عند البدوي، والدعاء عند مقام الحسين، ثم مات على هذه الحالة
ماذا نحكم عليه؟؟!(/)
إشكال في أمر الصفات. . أرجو من مشايخ العقيدة حلها.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 03:02]ـ
أرجو أن يبين لي مشايخي الكرام جواب هذا الإشكال في موضوع صفات الله سبحانه وتعالى، فقد فكرت فيه كثيرا ولم أجد ما يثلج صدري:
من المعلوم أن كل حادث فله علة حادثة لحدوثه. ومعلوم كذلك أن المرجح التام لكل الكائنات الحادثة هو إرادة الله تعالى لها ثم تكوينه إياها - كما قال سبحانه: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). وبما أن الواحدة من تلك الكائنات حادثة العين فلا شك أن المقتضي التام لها أيضا إرادة حادثة العين. والسؤال: ما علة هذه الإرادة الحادثة؟ أهي إرادة حادثة قبلها؟ أم أنها الذات نفسها؟ أما أن يقال بالأول، فلا أدري وجه المناسبة فيه بين العلة والمعلول. وأما أن يقال بالثاني، فالذات قديمة الوجود ولا يصح تأخير المعلول عن علته التامة بمدة.
وكان عندي إشكال آخر مشابه أو أصعب منه لكنني نسيته فأكتفي الآن بهذا الواحد منتظرا منكم الإجابة السديدة. . وجزاكم الله خيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 03:32]ـ
من المعتاد لدى دارسي العقيدة تقسيم صفات الله تعالى إلى (الذاتية) وإلى (الفعلية). فالأول قدم وجوده بوجود الله تعالى، والثاني ما يتعلق بمشيئته سبحانه فأعيانها حادثة وإن كان نوعها قد يكون قديمة مستمرة. فحقيقة الإشكال السابق هي: من أي قسم صفة (المشيئة) هذه؟ لا نستطيع أن نقول إنها من القسم الأول لكون أعيان المشيئة تستحيل أن تكون غير حادثة. فإن كان من القسم الثاني، فلا أفهم وجه العلية بين مشيئة ومشيئة.
والإشكال الثاني: من أي قسم من القسمين صفة (الرضى) و (الغضب) و (السخط) و (الفرح) و (الحب) و (الضحك)؟ هذه الصفات عندنا - نحن البشر - ليست صفات الذات ولا هي أفعال لنا نقصدها، بل هي انطباقات فورية لا تعلق لها بإرادتنا. فإذا كانت صفات الله تعالى يكمن تقسيمها تقسيما حصريا إلى (الذاتية) القديمة وإلى (الفعلية) الصادرة من الإرادة، فهل الرضى والغضب والسخط والفرح والعجب ونحوها من القسم الأول أم أنها من الثاني؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 03:34]ـ
وأعتذر من الإخوة على إيراد هذه الإشكالات. . فإنما أريد به استفهاما واسترشادا. وليبعد عنها من كان على السلامة.
وأرجو أن لا يجيب عليها إلا من دقق في أمرها أو نقل عمن كان كذلك صفته - بأدلته وحججه.
والله الهادي سواء السبيل.
ـ[الساري]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 11:29]ـ
السلام عليكم
أخي نضال:
لعل مثار التساؤل لديك جاء بسبب ظنك أن كون شيء من صفات الله حادثا وكونه ينفك عن ذات الله ويتعدد إنما هو نقص في ذات الله - سبحانه وتعالى عن هذا علوّا كبيرا -.
بينما هذا ليس نقصا يخالف كماله المطلق سبحانه.
أما الصفات الذاتية التي منها المشيئة والخلق والرزق والرضا والغضب والكلام , فهي تعني القدرة المطلقة.
ولهذا فمفارقة إحداها الذات الإلهية نقص , فمفارقة صفة الخلق تعني عدم قدرته حال المفارقة على الخلق , والله سبحانه وتعالى منزه عن النقص , لذا فهي أزلية ملازمة لا تفارق ربنا.
وأما صفات الأفعال , هي الأفعال ذاتها , والأفعال حوادث مرتبطة بمشيئته سبحانه وتعالى , إن شاء فعل وإن شاء ترك , ولا يعني تركه الفعل نوعا من النقص , فالصفة المطلقة قائمة في ذاته سبحانه , حتتى عندما لم يشأ أن يفعل.
إن من صفات الله سبحانه وتعالى مثلا أنه (الخالق) هذه صفة ذات , وهي تعني أنه قادر قدرة مطلقة على أن يخلق ما شاء متى شاء , وأنه قد شاء وخلق.
اما كونه سبحانه وتعالى خلق القلم مثلا أو العرش أو آدم , فهذا فعل.
وليس من لوازم الكمال أن يستمر يخلق القلم بلا بداية ولا منتهى. لا يقول بهذا عاقل.
فصفات الأفعال التي هي (الأفعال) ذاتها , كما أسلفت مرتبطة بمشيئته سبحانه وتعالى , فهو قادر ومختار , إن شاء فعل وإن شاء ترك
فمن صفات الكمال الإلهي أن الله قادر قدرة مطلقة على فعل ما يشاء , وهو يختار حينا أن يفعل ويختار حينا ألا يفعل.
اما النقص فيأتي من مفارقة صفة الذات فمن فارقته صفة الذات فقد نقص ولم يعد قادرا , أما أن يختار أن يفعل أو لا يفعل وهو قادر , ومرة يختار أن يفعل فيفعل , ومرة يختار ألا يفعل فلا يفعل , فهذا من صفات الكمال
مثال:
من صفات الإنسان القدرة على المشي , فهو إن شاء المشي مشى , وإن شاء عدم المشي لم يمش , وكلا الأمرين صفة كمال ,فالقدرة على المشي لم تفارقه , وكذلك فهو يملك صفة الاختيار فمرّة يختار المشي ومرّة يختار تركه ,
وليس من لوازم الكمال أن يظل يمشي دهره لا يقف!
ولله المثل الأعلى
وهو أعلم وأحكم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 11:40]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم. . ما ذكرته بعيد كل البعد عما سألت.
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=363764&postcount=3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الساري]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 02:21]ـ
لا بأس , عدّ ما سبق مقدمة. وأعطني فرصة أخرى (ابتسامة)
من المعتاد لدى دارسي العقيدة تقسيم صفات الله تعالى إلى (الذاتية) وإلى (الفعلية). فالأول قدم وجوده بوجود الله تعالى، والثاني ما يتعلق بمشيئته سبحانه فأعيانها حادثة وإن كان نوعها قد يكون قديمة مستمرة. فحقيقة الإشكال السابق هي: من أي قسم صفة (المشيئة) هذه؟ لا نستطيع أن نقول إنها من القسم الأول لكون أعيان المشيئة تستحيل أن تكون غير حادثة. فإن كان من القسم الثاني، فلا أفهم وجه العلية بين مشيئة ومشيئة.
يكفينا عن هذا التساؤل ويحل لنا هذا الإشكال قول الله تعالى:
{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}
تأمل!
كل شيء , من صغير أو كبير , متقدم أو متاخر , قد علمه الله وشاء حصوله وكتبه فأمضى ما مضى منه وسيُمضي ما لم يأت , قادر على ذلك لا يضل ولا ينسى أو يعجز وكله عليه هيّن.
فالمشيئة بحصول الحوادث عبر الزمان قد حصلت والعلم قد حصل وقد كتب الله كل ذلك
فلا تظنّنّ أن المشيئة تستجد لكل حادث ولم تكن حصلت.
ولم يفتني أن من التقدير والكتابة ما هو كل عام وما هو كل يوم وما هو غير هذا , لكن هذا لا يخرج عن التقدير الأول بل هو منه.
ومن الأدلة على علم الله بكل شيء , قوله تعالى:
{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
والعلم لا بد معه من المشيئة , فهو يعلم ما كان وما سيكون , ولا يكون من شيء إلا بمشيئته.
قال عبادة بن الصامت:
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما خلق الله القلم , فقال له: اكتب. فقال: رب! وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة) يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من مات على غير هذا فليس مني) "
الحديث دلّ على أن كل شيء إلى قيام الساعة قد قدّره الله وفرغ منه وجرى به القلم.
وشاء الله أن تكون الحادثات التي أسميتها أنت أعيانا حادثة في أزمانها لا تتقدّم ولا تتأخر
تأمل أخر كلام عبادة رضي الله تعالى عنه , فقد حدّث أنه سمع (براءة) رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن مات غير موقن أن الله قد كتب مقادير (((كل شيء))) فقد شاء وقدّر وفرغ وكتب سبحانه.
وما الحادثات إلا مكتوبة منذ خلق القلم سواء حصلت أول الزمان أو آخره , وسواء كبرت أو صغرت.
فالإرادة واحدة سابقة والعلم واحد سابق , واما ما ترى فأفعال شرحت أمرها لك.
إن (مشيئة) الله سبحانه وتعالى أن يفعل شيئا من خلقٍ أو رزق أو قبض روح أو إنزال مطر , ليست مشيئات سبّبتها مشيئة قبلها ولا حادثات متعددة بنيت على مشيئةأخرى سابقة , بل المشيئة هي المشيئة صفة ذاتية أزلية واحدة شاملة. لا تتعدد ولا تتجدد.
والإشكال الثاني: من أي قسم من القسمين صفة (الرضى) و (الغضب) و (السخط) و (الفرح) و (الحب) و (الضحك)؟ هذه الصفات عندنا - نحن البشر - ليست صفات الذات ولا هي أفعال لنا نقصدها، بل هي انطباقات فورية لا تعلق لها بإرادتنا. فإذا كانت صفات الله تعالى يكمن تقسيمها تقسيما حصريا إلى (الذاتية) القديمة وإلى (الفعلية) الصادرة من الإرادة، فهل الرضى والغضب والسخط والفرح والعجب ونحوها من القسم الأول أم أنها من الثاني؟
صفات الله لا تقاس بصفات البشر
تعالى الله عن هذا علوا كبيرا
فلئن كان الإنسان يفقد السيطرة على مشاعره فيضحكب ويبكي وبحب ويكره ويخاف رغما عنه دون إرادته , فالله سبحانه لا تفرط منه صفاته فرضاه وغضبه وضحكه ومحبته لشيء وكرهه لشيء , إنما تحصل كلها بإرادته إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل.
والله تعالى أعلم
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 03:01]ـ
أحيلك أخي الفاضل على الدرر السنية، فإني أرجو أن تجد فيها وفيما سأنقله من جواب للشيخ عبد الرحمن البراك -في مسألة تسلسل الحوادث هاهنا- ما يُثلج صدرك، فتفضل:
الدرر السنية: من هنا ( http://www.dorar.net/enc/firq/318)
(يُتْبَعُ)
(/)
............................. ................
واليك هذا النقل عن الشيخ البراك، ومصدره: من هنا ( http://7-oob.net/vb/showthread.php?t=4438).
س: قال شيخ الإسلام رحمه الله حين أثبت القول بتسلسل الحوادث دعاه إلى ذلك ألا يعطل الله عن صفات الفعل والخلق والإرادة والكلام، التي هي من لوازم كمال الحياة، فهل يقال ذلك في جميع الصفات كالمغفرة والتوبة؟ فتقتضي وجود من يتوب عليهم ويغفر لهم، وهل يقال بوجود مخلوقات أخرى قبل الثقلين كانت في إطار التكليف؟ أم ذلك الإثبات خاص بالصفات التي هي من لوازم الحياة؟
الجواب: ((للشيخ عبد الرحمن البراك)).
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن من المعلوم بالضرورة عقلا وشرعا أن الله لم يزل موجودا وموصوفا بجميع صفات الكمال، من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والعزة والحكمة والرحمة والخلق والرزق والعفو والمغفرة، ونحو ذلك من الصفات الذاتية والصفات الفعلية الذاتية، فكلها ثابتة للرب سبحانه أزلا وأبدا، فلم يزل ولا يزال سبحانه حيا قيوما، عليما حكيما، غفورا رحيما، خالقا رازقا، سميعا بصيرا، عفوا قديرا، فعالا لما يريد.
فصفاته الذاتية سبحانه لازمة لذاته ولا تتعلق بها المشيئة.
وأما صفاته الذاتية الفعلية، فالأسماء المتضمنة لها لازمة له، لا تتوقف على المشيئة، مثل العفو والغفور،و الخالق والرازق، فإنه لم يزل سبحانه ولا يزال مستحقا لهذه الأسماء، وما تتضمنه من الصفات، ولكن أثرها ومتعلقها تابع للمشيئة فتقول: إنه تعالى يخلق ما شاء إذا شاء، ويرزق من يشاء ويغفر لمن يشاء.
وما كان تابعا للمشيئة فليس هو من لوازم ذاته، ومن هذا النوع صفة الفعل وصفة الكلام، فإنه تعالى لم يزل متكلما بما شاء إذا شاء، ولم يزل فعالا لما يريد، وآحاد كلامه، وآحاد فعله ليس من لوازم ذاته، فمن آحاد كلامه نداؤه الأبوين، وقوله للملائكة " إني خالق بشرا " الحجر: 28 وقوله لآدم " اسكن أنت وزوجك الجنة "البقرة: 35 وكلامه سبحانه لا نفاد له كما قال " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا " الكهف: 109 وآحاد أفعاله سبحانه التي تدل ليها أسماؤه وأنواع أفعاله التي ليس له منها اسم هي التي تعرف عند أهل العلم بالصفات الفعلية كاستوائه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا.
وخلقه السماوات والأرض، وحبه وبغضه لمن شاء، وأنه تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر على من يشاء، ويؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء، ويغفر لمن يشاء ويذل من يشاء، إلى غير ذلك من أفعاله التي تكون بقدرته ومشيئته وحكمته. فلا يقال في شيء من هذه الأفعال إنه قديم، ولهذا لا يقال: إنه تعالى لم يزل مستويا على العرش، ولم يزل نازلا إلى السماء الدنيا، ولم يزل قائلا: يا موسى أو قائلا للملائكة: إني خالق بشرا، أو لم يزل غاضبا أو محبا أو مبغضا أو فرحا أو ضاحكا، لتوقف هذه الأفعال على أسبابها ومتعلقاتها وهذه الأسباب والمتعلقات متوقفة على مشيئته سبحانه، فتدخل هذه الأفعال كلها في أنه فعال لما يريد، فهذا وصف لازم له سبحانه
فلم يزل ولا يزال فعالا لما يريد، ولا يلزم في الأزل أنه يريد كل فعل لأنه لا يلزم في الأزل أنه يريد أسبابها ومتعلقاتها بل ذلك في حكم الإمكان لكمال قدرته وأنه لم يزل على كل شيء قدير وأما وقوع هذه الأفعال ومتعلقاتها وأسبابها فيتوقف نفيه وإثباته على الدليل.
ولهذا فإن تسلسل المخلوقات ودوامها في الماضي الذي ينكره أكثر أهل الكلام، ويقولون (إنه ممتنع) لا ريب أنه ممكن، لأن ذلك لازم قدرة الرب سبحانه.
وشبهة القائلين بامتناع حوادث لا أول لها، ويُعبر عنه بتسلسل الحوادث ودوام الحوادث هي اعتقادهم أنه يلزم من ذلك قدمُ العالم مع الله، وهو الذي تقول به الفلاسفة، فرَدوا الباطل بباطل حين قالوا بامتناع دوام الحوادث فإنه يستلزم أن الله كان غير قادر ثم صار قادرا، والحق أنه لا يلزم من دوام المخلوقات في الماضي الذي معناه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلا مالا نهاية لا يلزم منه قدم شيء من المخلوقات مع الله بحيث يكون مقارنا لوجوده في الأزل، لأن المخلوق مع الله بحيث يكون مقارنا لوجوده في الأزل، لأن المخلوق متأخر عن الخالق ضرورة، وعلى هذا فكل مخلوق يُفرَض فإنه مسبوق بعدم نفسه لأنه حادث بعد أن لم يكن، فالقدم المطلق – الذي لا بداية له – الله وحده.
فعُلم مما تقدم أن كل ما تقتضيه أسماؤه وصفاته من أفعاله ومفعولاته فإنما يكون بمشيئته، والجوم بوقوعه أو عدم وقوعه يتوقف على الدليل فإن النافي في مثل هذا عليه الدليل كما على المثبت.
وظاهر كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن تسلسل المخلوقات في الماضي واقع، وينبني ذلك على أن الله لم يزل على كل شيء قديرا، وفعالا لما يريد، ولكنه لا يعين جنسا ولا نوعا من المخلوقات، ولا نوعا من الأفعال.
ومن قال من أهل السنة إن أول مخلوق مطلقا هو القلم، ومعناه أن الله لم يخلق شيئا قبله، فشبهته حديث عبادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أولُ ما خلق الله القلمُ " على رواية رفع (أولَ) و (القلم)، والحديث جاء بألفاظ هذا أحدها. ورجح ابن القيم رحمه الله رواية:" أولَ ما خلق الله القلمَ " بنصب الكلمتين. وأن العرش مخلوق قبله، فلا يدل الحديث على أن القلم هو أول المخلوقات مطلقا.
وبناء على ما سبق فلا يجزم بوجود مخلوقات على هذه الأرض قبل آدم عليه السلام. واستنبط بعضهم من قوله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " البقرة: 30 أنه كان على الأرض خلق قبل آدم، فالله أعلم، والله على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 03:04]ـ
والسؤال: ما علة هذه الإرادة الحادثة؟ أهي إرادة حادثة قبلها؟ أم أنها الذات نفسها؟ أما أن يقال بالأول، فلا أدري وجه المناسبة فيه بين العلة والمعلول. وأما أن يقال بالثاني، فالذات قديمة الوجود ولا يصح تأخير المعلول عن علته التامة بمدة ..
سؤال: ما هي قيمة مثل هذا السؤال؟
وما هي المحصلة والفائدة المرجوة؟
أيا كان الجواب
رب شيء جهله خير من علمه
وكان عندي إشكال آخر مشابه أو أصعب منه لكنني نسيته.
لعل هذا رحمة من ربك
فلا تفتح على نفسك أبواب الفتن؛ فإنك لا تملك قلبك
ولست أذكى من الرازي
ولا أعلم من الغزالي
ولا أفصح من المفيد
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 11:48]ـ
الأخ (الساري). . أرجو منك التكرم بالكف عن الرد أو أن تكتفي بنقل ما يحل الإشكال المذكور عن أئمة السنة إن وجدت ذلك.
الأخ (يزيد). . هذا السؤال عظيم القدر، ومعرفة حل هذا الإشكال مفيد للغاية. . سؤاء كان في باب فهم النصوص الشرعية المتعلق بأمر الرب سبحانه أو في الرد على الشبهات العقدية. وكلا الأمرين لا يقارن بتقطيع الخيار والبصل. وقد خصص هذا الموضوع أصلا للمهتمين به والخبراء في أمره لا لغيرهم.
الأخ (الأوزاعي). . جزاكم الله خيرا على الدلالة. لكنني لا أجد فيما تفضلت بنقله ما يحل الإشكال الأول، فإنني ما كنت أسأل عن تسلسل المخلوقات ولا قدم الأسماء المتضمنة للأفعال. بل سألت عن علة الإرادات المتعاقبة. فلعلك تدلني أكثر.
إلا أن فيه ما يحل الإشكال الثاني، وهو بيان الشيخ البراك - نفعنا الله بعلمه - أن محبة الله وبغضه وفرحه وغضبه وضحكه كلها تتوقف على الأسباب والمتعلقات الحادثة التي تتوقف على مشيئته سبحانه. فنفهم من هذا البيان أن تلك الصفات: ملحوقة بالصفات الفعلية لتوقفها على المشيئة وإن توسطت بينها أمور هي أسباب تلك الصفات ومتعلقاتها.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 12:06]ـ
والذي طلبته أن تكون الإجابة على أصل سني، أعني سمعيا نقليا أو أثرا سلفيا أو فطريا عقليا كقول شيخ الإسلام ابن تيمية - فيما أذكر - إن الذات تستلزم قيام الصفات بها بما فيها الإرادات المتعاقبة.
أما على أصول المتكلمين والفلاسفة، فمعلوم أن "المعتزلة يقولون إن القادر المختار يرجح بلا مرجح والفلاسفة يقولون مجرد الذات اقتضت ترجيح الممكنات بلا مرجح آخر" والأشاعرة ذاهبون إلى أن المشيئة الإلهية واحدة بالذات قديمة واجبة بنفسها تصلح لما لا يتناهى من المرادات الحادثة. وأفضل القوم كلاما في هذا الباب ابن ملكا والأبهري. قال الأبهري على ما نقله عنه شيخ الإسلام: (يجوز أن يكون للباري إرادات حادثة وكل واحدة منها تستند إلى الأخرى ثم تنتهي في جانب النزول إلى إرادة تقتضي حدوث العالم فيلزم حدوثه). وقال ابن ملكا: (لأن السابق من وجوده بالإرادة السابقة أوجب عنده إرادة لاحقة فأحدث خلقا بعد خلق بإرادة بعد إرادة وجبت في حكمته من خلقه بعد خلقه فاللاحق من إرادته وجب عن سابق إرادته بتوسط مراداته وهكذا هلم جرا).
فالله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[الساري]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 01:12]ـ
الأخ (الساري). . أرجو منك التكرم بالكف عن الرد أو أن تكتفي بنقل ما يحل الإشكال المذكور عن أئمة السنة إن وجدت ذلك.
أختار الكف عن الرد , فالموضوع الذي تبحث أكبر منّي , فأتركه لأهل الاختصاص , وما علمي فيه إلا علم العامة الذين يلزمون قول علمائهم.
وكنت كتبت ما كتبت لأنك عرضت المسألة أول ما عرضتها على أنها ((إشكالات)) واجهتك , تريد (((الاسترشاد))) الشخصي.
ففاجأني أنك قلت أخيرا:
" وقد خصص هذا الموضوع أصلا للمهتمين به والخبراء في أمره لا لغيرهم "
وأنا من غيرهم؛ لذا سأتوقف
بودّي أن أنبه لما أظنك وهمت فيه , ولعل الوهم من جهتي
فكأني أراك فهمت كلام الشيخ البراك على غير وجهه.
فقد قلت عن كلامه: " فنفهم من هذا البيان أن تلك الصفات: ملحوقة بالصفات الفعلية لتوقفها على المشيئة وإن توسطت بينها أمور هي أسباب تلك الصفات ومتعلقاتها. "
فالشيخ لم يقل عن (((الصفات الفعلية))) أنها متعلقة بالمشيئة!
بل هو:
أولا: جعل الصفات الفعلية صفات (((ذاتية))).
وثانيا: جعل الصفات الفعلية ثابتة لله أزلا وأبدا , لا تتعلق بالمشيئة
وإنما جعل (الأفعال) ذاتها , والتي سماها (المتعلق والأثر) هي المتعلقة بالمشيئة إن شاء فعل وإن شاء ترك.
نعم أنت وصفت تلك الصفات بلفظ (الأسماء) وتحدثت عن قدمها , لكنك رجعت وجعلت الشيخ يقول بأن (الصفات الفعلية) متعلقة بالمسببات المتوقفة على المشيئة , ولا أجد الشيخ قال هذا. بل أظنه ينهى عنه.
فقد قال الشيخ:
" فإن من المعلوم بالضرورة عقلا وشرعا أن الله لم يزل موجودا وموصوفا بجميع صفات الكمال، من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والعزة والحكمة والرحمة والخلق والرزق والعفو والمغفرة، ونحو ذلك من الصفات الذاتية والصفات الفعلية الذاتية، فكلها ثابتة للرب سبحانه أزلا وأبدا "
وقال:
" وأما صفاته الذاتية الفعلية، فالأسماء المتضمنة لها لازمة له، لا تتوقف على المشيئة، مثل العفو والغفور،و الخالق والرازق، فإنه لم يزل سبحانه ولا يزال مستحقا لهذه الأسماء، وما تتضمنه من الصفات، ولكن أثرها ومتعلقها تابع للمشيئة فتقول: إنه تعالى يخلق ما شاء إذا شاء، ويرزق من يشاء ويغفر لمن يشاء "
لعل تداخل مصطلح الصفة والأثر في كلامك هو ما جعل تعقيباتي السابقة سير وفق ما كان.
وجزاكم الله خيرا.
ولك بمثل أخي الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 01:55]ـ
يا أخي بارك الله فيك. . عنونت أنا الموضوع عنوانا واضحا. فقد قلت: (إشكال في أمر الصفات. . أرجو من مشايخ العقيدة حلها). فإن كنت من هؤلاء المشايخ والخبراء فتفضل بذكر حل الإشكال. وإلا، فيكفيك النقل عنهم بألفاظهم.
وكلامي الذي علقتَ عليه أخيرا ليس عن (الصفات الفعلية الذاتية) ككونه تعالى متكلما إذا شاء وكونه خالقا لما شاء، بل كان عن صفة الرضى والغضب والفرح والعجب ونحوها - وفرق واضح بين الأمرين. ثم إنه من المعلوم في العقيدة السنية أن أعيان أفعال الله تعالى كلها تتوقف على مشيئته التي تسبقها وتقتضيها. ولا يخالف أهل السنة في هذا الأمر إلا الكلابية والأشاعرة القائلين بالكلام النفسي القديم ووحدانية الإرادة القديمة وكل من نفى قيام الأفعال الاختيارية به سبحانه. وقد قال الشيخ البراك بالحرف الواحد: (وما كان تابعا للمشيئة فليس هو من لوازم ذاته). فليس كل ما قام بذات الله تعالى يكون قديما أبديا تلزمه ذاته، بل منها ما كان أعيانها تابعة للمشيئة الخاصة بها حاصلة بها وتتعلق بها لم يوجد قبل وجودها. والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 05:11]ـ
أخي الفاضل نضال، حياك الله ..
لعلي لستُ على شرط الموضوع الذي شرطته، ولكن لدي تعقيب على ما تفضلت به عسى أن يفتح الله به جوابا، وليصوبنا من هو أعلم منا من إخواننا ومشايخنا، ولن أعدم منك فائدة إن شاء الله كما هو عهدي بك، والله المعين.
دعني أقدِّم بمقدمة فيها شيء من الطول ولكني أراها مهمة لتحرير بعض المفاهيم الملتبسة عند بعض الإخوة.
دعنا أولا نحرر القول في مفهوم الصفة الذاتية والفعلية والذاتية الفعلية، وارتباط كل من تلك الأقسام بالمشيئة والإرادة.
فإنه مما هو متقرر عند أهل السنة أن صفات الله تعالى الذاتية قديمة بقدمه، بضرورة العقل والشرع، إذ القول بحدوث أي منها لازمه نقض كماله والانتقاص منه سبحانه وتعالى. هذه الصفات لا تعلق لها بالمشيئة والإرادة إذ ليس من الممكن عقلا أن يشاء الرب العلي ألا يتصف بشيء منها! وهذا المعنى لا إشكال فيه ولله الحمد.
وفي الجهة المقابلة فإن لله أفعالا حادثة يفعلها وقتما يشاء وكيفما يشاء جل وعلا .. هذه الأفعال متعلقة تعلقا تاما بالمشيئة، فهي لاحقة عليها تابعة لها بالعلية. هذه الأفعال يلزم منها - أي من معنى قدرة الرب على إحداثها وقتما يشاء - لحوق صفات مخصوصة بذاته جل وعلا لا يكون القول بحدوثها في ذاته سبحانه إلا انتقاصا من كمالها، إذ لو انفكت عنه لما أمكنه القيام بتلك الأفعال وقتما يشاء وكيفما يشاء .. فهي - أي تلك الصفات الذاتية اللازمة لتلك الأفعال - قديمة كذلك ولابد.
ومن هنا تظهر الحاجة إلى التفريق بين معنيين في الصفات الفعلية:
معنى الفعل نفسه (الذي هو في آحاده حادث ولابد) ومعنى القدرة على إحداث الفعل عند حدوث المشيئة (وهذا قديم ولابد) وهو ما يصطلح عليه بنوع الصفة.
فالله لم يزل خالقا لما يريد وقتما يريد، فلا يزال موصوفا بأنه الخالق من الأزل وإن لم نر له ولم يبغلنا الخبر بآحاد من المخلوقات أحدثها الرب بخلاف (أو قبل) السموات والأرض وما سواهما مما علمنا بالنص أن الله قد خلقه .. فالذي زعم أن الصفة تنفك عنه في حال انفكاك أثرها، لم يحسن تحرير المعنى الذي يقول بانفكاكه في الأزل، ومن هنا جاء ضلال من ضل من أهل الكلام! فإن نفي صفة الخالق عن الله جل وعلا في الأزل قبل خلق السماوات والأرض يلزم منه أن معنى كونه خالقا مقصور على خلق السماوات والأرض (وعلى إرادته لذلك الخلق) دون غيرهما مما كان قبلهما مما لا يعلمه إلا الله!
وهذا الفهم لصفة الخالق فهم فاسد وفيه من التعسف والجرأة على ذات الله ما فيه! فالمعنى الذي يجب إثباته من اسم الخالق وصفة الخالق أنه جل وعلا كان ولم يزل خالقا لما يريد وقتما يريد كيفما يريد! ومن ثم فإن تسلسل حوادث الخلق في حقه ليس واجبا أو لازما حتى يصح أن يلحق اسم الخالق بالله تعالى في كل آن وحين من الأزل وإلى الأبد، ولكنه جائز عقلا، إذ حتى لو لم يكن من المخلوقات شيء قبل خلق القلم والعرش فإن هذا لا تأثير له على أزلية وصفه سبحانه بالخالق، لأنه قد خلق سبحانه ما خلق وقتما شاء وكيفما شاء!
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل وصفه بالخالق يتعلق بمشيئته؟ هنا يظهر أنه لا تعلق له بالمشيئة، إذ الصفة معناها (القادر على الخلق وقتما يشاء كيفما يشاء). أما آحاد أحداث الخلق فمرتبطة بحدوث المشيئة لكل حدث منها. فلما أراد سبحانه أن يخلق السماوات والأرض، استوى سبحانه وتعالى لذلك الخلق وأحدثه كما أراد.
فهل صفة الحب والبغض ونحوهما صفات ذاتية أم فعلية؟ على المعنى المتقدم فإن الله موصوفة ذاته بحب من حقه أن يحب وببغض من حقه أن يبغض، وهذه صفة ذات وكمال لازمة له أزلا وأبدا، ولكن آحاد أفعال الحب والبغض لم تحدث منه سبحانه إلا لما خلق سبحانه وتعالى خلقا يُحب ويُبغض! فلا يقال إن الحب والبغض - من حيث أصل معنى الصفتين - متعلق بالمشيئة، لو شاء أحب ولو شاء أبغض! فإن تخلف البغض عمن حقه أن يُبغض = هذا نقص وليس كمالا! وكذا تخلف المحبة عمن حقه أن يُحب = هذا نقص! والله تعالى كان ولا يزال منزها عن كل نقص. ومثل هذا يقال في الغضب والسخط والضحك وغير ذلك من أفعال يرتبط حدوثها من الذات بحدوث موجبها في الخارج.
ولهذا فإننا ننكر على النصارى زعمهم بأن الله أحب العصاة والمجرمين والكافرين وسائر البشر على نحو ما يدعون، إذ لازم هذا المعنى نقص في ذاته لا يخفى، إذ كيف يحب من حقه أن يبغَض؟! وكذلك غلوهم في الجهة المقابلة إذ قالوا إن وجود الثالوث قديم ولابد حتى يجد الله من يحبه وإلا فإن لم يجد من يحبه فإنه يكون في حال نقص إذا لا يوصف بصفة (المحبة)! فهذا معنى باطل، إذ النقص يكون لو أوجد الله من يستحق أن يُحب ولم يحبه سبحانه وتعالى، أما ألا يوجد في الوجود غير الرب وحده، ثم يقال إن هذا لازمه تعطل صفة المحبة - هكذا - في ذاته فهذا لازم باطل ظاهر البطلان!
ولعل سبب هذا الخلط عند النصارى والفلاسفة من سائر الملل أننا معاشر البشر لا يمكننا تصور حال لا يكون في الوجود فيها إلا ذات واحدة وما سواها عدم! هذه الذات لا قياس لها على الملخوقين، لا في تلك الحال ولا في غيرها، وانقطاع وقوع الحوادث الموجبة لظهور أثر صفة من الصفات في تلك الذات (أي حدوث أفعال من تلك الذات) في حال من الأحوال لا يعني تخلف تلك الصفة عن تلك الذات في تلك الحال، وهذا المعنى نفهمه ونثبته في ذوات المخلوقين، فكيف بذات لا كالذوات المخلوقة، لا في أزليتها ولا في وجودها القديم منفردة قبل الخلق الأول وما سواها عدم وعماء، ولا في شيء من حقيقتها أصلا!
فالآن بالنظر في قولك وفقك الله:
من المعتاد لدى دارسي العقيدة تقسيم صفات الله تعالى إلى (الذاتية) وإلى (الفعلية). فالأول قدم وجوده بوجود الله تعالى، والثاني ما يتعلق بمشيئته سبحانه فأعيانها حادثة وإن كان نوعها قد يكون قديمة مستمرة. فحقيقة الإشكال السابق هي: من أي قسم صفة (المشيئة) هذه؟ لا نستطيع أن نقول إنها من القسم الأول لكون أعيان المشيئة تستحيل أن تكون غير حادثة. فإن كان من القسم الثاني، فلا أفهم وجه العلية بين مشيئة ومشيئة.فإن صفة المشيئة على معنيين: آحاد المشيئات كأفعال (من حيث المعنى)، ووصف الذات اللازم من حدوث تلك الآحاد.
فالأول وصف حادث: شاء الله أن يفعل كذا ففعله، فهي مشيئة حادثة من هذا الوجه. أما الثاني فوصف لازم للذات، أن تكون مريدة لها مشيئة حرة تنشأ عنها أفعالها، وهذه ضرورة عقلية وشرعية في حق الله تعالى أن تكون تلك الصفة أزلية في حقه، وإلا ما وجدت آحاد المشيئات على أثرها وما كانت ذات الله ذاتا فاعلة قادرة أصلا!
فقولك هذا بالعلية بين مشيئة ومشيئة يلزم منه قصر معنى المشيئة - بإطلاق - على أنها آحاد حادثة وفقط، وليس بذاك!
أما حدث المشيئة الذي يحدث قبل إحداث الفعل = هل هو معلول بمشيئة قبله، بمعنى مشيئة المشيئة، فهذا تسلسل فاسد لا نقول به ولا نجد ما يحملنا عليه في التفريق الذي تقدم تحريره في معنى المشيئة .. فإن ذات الله تعالى ذات قديمة لا ابتداء لها ولا تعليل لها، فهي العلة الأولى، وهذا المعنى بضرورة العقل ينهي تسلسل العلل والأسباب بنهاية تخرج عن حيز التصور والقياس العقلي نفسه! فلا نقول هل سبقت مشيئته مشيئة؟ هذا يفضي إلى تسلسل لا موجب له ولا نملك الفصل فيه لأنه من خصائص تلك الذات الأزلية التي لا ابتداء لها!
ولا يقال إن الاكتفاء بجعل الذات هي العلة الأولى يفضي إلى تأخير المعلول عن علته التامة بمدةـ فإن أزلية ذات الله جل وعلا تخرج عن تصور العقل لمفهوم المدة أصلا، فلا نطالب عقولنا بالنظر فيما وراء المشيئة عند الله تعالى هل مشيئة متقدمة عليها أم غير ذلك، فهذا مما لا تطيقه عقولنا!
فالحاصل أننا لا ندخل إرادة الله في تسلسل للعلل لأنه لا موجب لهذا التسلسل بالأساس في ذات أزلية لا يتصور العقل تعليلا وراء إرادتها الأولى فضلا عن وجودها نفسه، والله أعلى وأعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 05:56]ـ
يا أبا الفداء، لا فض الله فاك يا شيخ ... وفقك الله وسددك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة القادر]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 01:48]ـ
شيخنا الفاضل ابا الفداء .. جزاكم الله خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 04:24]ـ
جزاكم الله شيخ أبا الفداء على هذه المداخلة الطيبة، ولا نحسبكم - ونحن من محبيكم لله - إلا أنكم من هؤلاء المشايخ الفضلاء. وليعلم الإخوة أن كل من له علم متقن بخصوص هذه المسألة أو له اطلاع موثق على كلام لأهل العلم فيها أو له خبرة في أمرها يستحق أن يجيب الإشكال الذي أورده العبد الفقير وأجره على الله.
وأخوكم موافق على ما ذكرتم في التمهيد والمقدمة، فمعظمها أصول مجمع عليها بين أهل السنة - بل بين المنصفين السالمين الفطرة والعقول. غير أن ما قلتم فيما بعد مما سميتم (مشيئة حرة) شيء لا أفهمه. . هل هذه هي المشيئة القديمة التي قالت به الكلابية والأشاعرة؟ أم أنها شيء آخر؟ أرجو مزيد التوضيح.
ثم قولكم في مشيئة الذات الأزلية هي بنفسها الإشكال الذي سألت عنه، إذ من المعلوم أن أئمة السنة إنما أبطل قول الأشاعرة ببطلان تأخر المعلول الحادث عن علته القديمة للأصل الموجود في فطرة كل إنسان أن العلة التامة تستلزم معلولها بلا تأخير ولا بد. وإلا لما بطل قول الأشاعرة فيما سموه "تعلقات صلوحية قديمة وتعلقات تنجيزية حادثة"، ولما بطل قول المعتزلة بالترجيح بلا مرجح من القادر المختار، ولما بطل قول الفلاسفة بالإيجاب الذاتي، بل لما بطل عندئذ قول الدهريين والملحدين بقدم العالم أو استقلاله عن الرب الخالق بزعمهم!
بطلان الترجيح بلا مرجح وبطلان تأخر المعلوم عن علته التامة أصلان ثابتان لا ينبغي أن يختلف فيهما. فأرجو منكم التكرم بمزيد البيان أو تغيير الكلام إن كان ثم سبق القلم أو نحوه - وحبذا الإتيان بنقول من كلام الأئمة في ذي المسألة. وجزاكم الله خيرا كثيرا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 09:34]ـ
شيخنا الهمام نضال وفقك الله، قولكم
غير أن ما قلتم فيما بعد مما سميتم (مشيئة حرة) شيء لا أفهمه. . هل هذه هي المشيئة القديمة التي قالت به الكلابية والأشاعرة؟ أم أنها شيء آخر؟ أرجو مزيد التوضيح.
أستغربه منكم حقيقة
فهذا هو لفظي الذي كتبته في (المشيئة الحرة):
أما الثاني فوصف لازم للذات، أن تكون مريدة لها مشيئة حرة تنشأ عنها أفعالها، وهذه ضرورة عقلية وشرعية في حق الله تعالى أن تكون تلك الصفة أزلية في حقه، وإلا ما وجدت آحاد المشيئات على أثرها وما كانت ذات الله ذاتا فاعلة قادرة أصلا!
فأرجو أن تصبروا على أخيكم هذا وتتأملوا في كلامه جيدا وتناقشوه فيه بالبينة العقلية دون القفز إلى الإلزام بموافقة طائفة من الطوائف لسوء تحرير منه لبعض ما يكتب أو لسوء فهم منكم أنتم لبعض ما يريد، والله المعين.
المقصود يا شيخنا الفاضل باختصار أن الله تعالى موصوف ولابد بأن له مشيئة وإرادة مستقلة غير تابعة لإرادة غيره من الذوات = أي أنه توجد في نفسه سبحانه القدرة على إرادة الفعل لما يشاء وقتما يشاء، وهذه الصفة صفة ذات لا تنفك عنه جل وعلا ولابد، ولاتصافه بهذه الصفة فإنه سبحانه تنشأ عنده إرادة حادثة لكل فعل قبل إحداثه (على وفق ما تفهم عقولنا لمعنى العلاقة بين الفعل والإرادة المعللة له) .. وبما أن ذات الله أزلية فهذه الصفة لازمة لها من الأزل لا يعقل أن تنفك عنها طرفة عين أو تتخلف بحال من الأحوال.
فإلى هذا الحد: أين الإشكال العقلي أو المخالفة لأهل السنة في هذا المعنى؟
ثم قولكم في مشيئة الذات الأزلية هي بنفسها الإشكال الذي سألت عنه
فأين قلت أنا أن آحاد مشيئات الله تعالى أزلية؟
تأملوا الكلام بروية بارك الله فيكم، فإن الأناة أليق بكم.
فإنكم لو فعلتم لوجدتم أن قولكم هذا:
وإلا لما بطل قول الأشاعرة .............. بل لما بطل عندئذ قول الدهريين والملحدين بقدم العالم أو استقلاله عن الرب الخالق بزعمهم!
لا يلزمني في شيء أصلا، والله المستعان!
أنا ما ادعيت أن مشيئة الله لا مرجح لها ولا علة! ولكن قررت أننا لا نملك الخوض في تعليل تلك المشيئات ومعرفة مرجحاتها عنده سبحانه، فإنه ((لا يسأل عما يفعل وهم يسألون))، وإرادته سبحانه لسائر أفعاله هي العلة الأولى التي تدركها عقولنا بلا تعليل وبلا إرادة سابقة عليها لأنه سبحانه كان ولم يكن شيء قبله! هذا وإلا قلنا بتسلسل لانهائي للعلل وأسقطنا معنى العلة الأولى رأسا! هذا غاية ما قلت وما أردت ..
فأين مخالفة النقل الصريح أو العقل الصحيح أو كلام الأئمة في هذا المعنى يا شيخنا الحبيب؟ وهل يلزم من تقرير هذا الكلام أن تكون آحاد مشيئته سبحانه (التي منها إحداث العالم نفسه) قديمة؟؟؟
أرجو منكم التكرم حتى أستفيد ويستفيد الإخوة بأن تقتبسوا من كلامي محل الإشكال أو الاستفصال أو ما ترونه باطلا، ثم تعقبوا عليه بالتدليل على بطلانه - إن لم تروا إمكان حمله على وجه صحيح بحال من الأحوال - بالنقل أو بالعقل، دون حشد ما فهمتم موافقتي له من نظريات لهؤلاء وهؤلاء، فإن هذا المسلك لا أحسبه يوصل إلى المقصود من جواب الإشكال الذي تفضلتم بطرحه .. بارك الله فيكم ونفع بكم.
بطلان الترجيح بلا مرجح وبطلان تأخر المعلوم عن علته التامة أصلان ثابتان لا ينبغي أن يختلف فيهما. فأرجو منكم التكرم بمزيد البيان أو تغيير الكلام إن كان ثم سبق القلم أو نحوه - وحبذا الإتيان بنقول من كلام الأئمة في ذي المسألة. وجزاكم الله خيرا كثيرا
لم نختلف في شيء منهما ولله الحمد ..
وأنا والله يا شيخنا لم أقف من قبل على من استشكل بمثل استشكالكم هذا، فجوابي الذي كتبته إنما هو من حصيلة فهمي ومن إنشائي، فإن كنتم تشترطون على من يجيبكم ألا يتكلم إلا بنقل عن الأئمة فسأنسحب من الحوار وأمكث معكم في انتظار من يتحفنا جميعا بهذا النقل المأمول، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 10:42]ـ
طبعاً لا كلام ولا تعقيبٌ بعد كلام الشيخ الحبيب الغالي على القلب حقاً (أبا الفداء) .. ولا مجاملة في هذا.
لكن ليأذن لي وفقه الله في وضع هذا الكلام الأشبه برؤوس الأقلام:
-أولاً: الإرادة صفة ذاتية لله تعالى لا تنفك عنه؛ فهي قديمة قدمه، وأزلية أزليته سبحانه وتعالى وتقدس .. فإذا عرفت هذا فاعرف:
-ثانياً: أنه يريد؛ وإرادته سبحانه متى شاءها وقعت، ومتى لم يشأ لها لم تقع مع بقاء اتصافه بها سبحانه .. فإذا عرفت هذا فاعرف:
-ثالثاً: أنه قد علم بعلمه الغيب المسبق أنه يريد هذا الأمر ويوقعه .. فإذا عرفت هذا فاعرف:
-رابعاً: أن هذه الإرادة لهذا الأمر الحادث = محدثةٌ لإرادة حدوث هذا الأمر الحادث؛ لا أنها لم توجد أصلاً ثم وجدت الآن؛ فهنا الخلل، لأنا لو قلنا أن الإرادة لا تكون من الله ولا يتصف بها إلا إذا أراد هذا الأمر؛ _ بحيث أنها تكون منفكة عنه ولا يتصف بها إلا حين الإرادة _ فهنا = لافتقرت هذه الإرادة الحادثة إلى إرادة أخرى لحدوثها؛ ثم يؤدي هذا إلى إثبات إرادات لا نهاية لها .. وهذا لا يجوز على الله سبحانه .. فإذا عرفت هذا فاعرف:
-خامساً: أن هذه الإرادة الحادثة إنما حدثت عن تلك الإرادة الأزلية، ولا يعني تأخرها بما يناسب إرادة الحدوث أنها ليست ذات علاقة بالإرادة الأزلية؛ غير صحيح إطلاقاً، وإلا أدى هذا إلى وصف الله بنقصٍ في القدرة تعالى عن ذلك سبحانه.
وانظر لزاماً لزاماً لزاماً كلام شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في (منهاج السنة النبوية 1/ 388 وما بعدها) واقرأه بتمعن شديد؛ ففيه إن شاء الله ما تريد الاستفسار عنه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 02:10]ـ
شيخنا أبا الفداء - بارك الله فيكم.
قلت:
المقصود يا شيخنا الفاضل باختصار أن الله تعالى موصوف ولابد بأن له مشيئة وإرادة مستقلة غير تابعة لإرادة غيره من الذوات = أي أنه توجد في نفسه سبحانه القدرة على إرادة الفعل لما يشاء وقتما يشاء، وهذه الصفة صفة ذات لا تنفك عنه جل وعلا ولابد، ولاتصافه بهذه الصفة فإنه سبحانه تنشأ عنده إرادة حادثة لكل فعل قبل إحداثه (على وفق ما تفهم عقولنا لمعنى العلاقة بين الفعل والإرادة المعللة له) .. وبما أن ذات الله أزلية فهذه الصفة لازمة لها من الأزل لا يعقل أن تنفك عنها طرفة عين أو تتخلف بحال من الأحوال.
فإلى هذا الحد: أين الإشكال العقلي أو المخالفة لأهل السنة في هذا المعنى؟ هذا عين ما نقصده بـ (تأخر المعلول عن علته التامة).
إن كانت تلك الصفة الذاتية اللازمة التى تنشأ عنها الإرادة الحادثة = قديمة، وهي في نفسها علة تامة لتلك الإرادة الحادثة بحيث لا يحتاج معها إلى غيرها، فلم تأخر المعلول عن علته التامة؟!
هذا عين الإشكال.
أم أنكم قصدتم أن تلك الصفة القديمة علة غير تامة للإرادات الحديثة؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 02:14]ـ
شيخنا السكران .. بارك الله فيكم.
-خامساً: أن هذه الإرادة الحادثة إنما حدثت عن تلك الإرادة الأزلية، ولا يعني تأخرها بما يناسب إرادة الحدوث أنها ليست ذات علاقة بالإرادة الأزلية؛ غير صحيح إطلاقاً، وإلا أدى هذا إلى وصف الله بنقصٍ في القدرة تعالى عن ذلك سبحانه.
هذا الخامس تصريح منكم بتأخر المعلول عن علته. وهذا عين الإشكال.
وانظر لزاماً لزاماً لزاماً كلام شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في (منهاج السنة النبوية 1/ 388 وما بعدها) واقرأه بتمعن شديد؛ ففيه إن شاء الله ما تريد الاستفسار عنه.
ليتكم تتكرم علينا بنقله أو شيء منه هنا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 02:25]ـ
مما قاله الفلاسفة في هذا الموضوع قول ابن سينا في (النجاة): (ثم إن الإرادات كلها كائنة بعد أن لم تكن، فلها أسباب تتوافى فتوجبها. وليست توجد إرادة بإرادة، وإلا لذهب إلى غير النهاية. ولا عن طبيعة المريد، وإلا للزمت الإرادة ما دامت الطبيعة. بل الإرادات تحدث بحدوث علل هي الموجبات، والدواعي تستند إلى أرضيات وسماويات، وتكون موجبة ضرورية لتلك الإرادة.)
وقد مر نقل كلام أبي البركات والأبهري ما يخالف ظاهره هذا القول من ابن سينا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 02:31]ـ
وفيك بارك أخي الكريم ..
لكن إياك أن تفهم أن هذه الإرادة الحادثة هي إرادة مستقلة الإحداث منفصلة عن الإرادة الأزلية .. وإلا لوقعت في الإشكال الذي أنت الآن تحاول إيجاد حلٍ له.
بل هذه الإرادة الحادثة جزء من تلك الإرادة الأزلية لله تعالى لجميع الكون بما فيه .. لكنها تأخرت بحسب المخلوق المراد إيقاعها عليه وزمانه فقط .. فتأخرها ليس لكونها حديثة الإنشاء استقلالا ولم تكن مرادة من قبل .. أبدا؛ بل هي مرادة مسبقاً لكنه الآن حصل وقوعها بحسب المخلوق الواقعة عليه وزمانه .. فإرادة الله سابقة للخلق. فإذا كانت كذلك = كان وقوعها المتأخر منبثق من تلك الإرادة السابقة الأزلية لجميع الخلق والكون. فتأمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 02:44]ـ
يا اخ نضال هذا موضوع بائس وايغال في الكلام يكاد يخرج صاحبه من السنة الى البدعة ورحم الله تعالى الامام احمد عندما قال في فتنة خلق القرآن كيف اقول ما لم يقل
وماتشنيعنا على اهل الكلام وقد شابهناهم في كلامهم
وهذه المسائل وان ذكرت في الكتب قديما فللرد على شبهة مبتدع لكن ما ضرورة اعادتها في ايامنا هذه
أرشدني الله تعالى واياك للحق والسنة والسلامة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 02:50]ـ
أما نهاية ما أدى إليه نظري الضعيف إلى الآن = فأن يقال: إن الإرادة الحادثة إنما يحدث تمام علتها قبيل حصولها - من الأمور القائمة بذات الله تعالى أو الأمور الأخرى - وإن خفي علينا التفاصيل، ولكل إرادة شأنها الخاص بها. فالله أعلى وأعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 03:31]ـ
وفيك بارك أخي الكريم ..
لكن إياك أن تفهم أن هذه الإرادة الحادثة هي إرادة مستقلة الإحداث منفصلة عن الإرادة الأزلية .. وإلا لوقعت في الإشكال الذي أنت الآن تحاول إيجاد حلٍ له.
بل هذه الإرادة الحادثة جزء من تلك الإرادة الأزلية لله تعالى لجميع الكون بما فيه .. لكنها تأخرت بحسب المخلوق المراد إيقاعها عليه وزمانه فقط .. فتأخرها ليس لكونها حديثة الإنشاء استقلالا ولم تكن مرادة من قبل .. أبدا؛ بل هي مرادة مسبقاً لكنه الآن حصل وقوعها بحسب المخلوق الواقعة عليه وزمانه .. فإرادة الله سابقة للخلق. فإذا كانت كذلك = كان وقوعها المتأخر منبثق من تلك الإرادة السابقة الأزلية لجميع الخلق والكون. فتأمل
أحسن الله إليك أخي الكريم.
تأخر المعلول عن علته التامة هو عين المحظور الباطل الذي حاربه أئمة السنة.
ثم كيف يكون المتأخر جزء من المتقدم؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 03:37]ـ
يا اخ نضال هذا موضوع بائس وايغال في الكلام يكاد يخرج صاحبه من السنة الى البدعة ورحم الله تعالى الامام احمد عندما قال في فتنة خلق القرآن كيف اقول ما لم يقل
وماتشنيعنا على اهل الكلام وقد شابهناهم في كلامهم
وهذه المسائل وان ذكرت في الكتب قديما فللرد على شبهة مبتدع لكن ما ضرورة اعادتها في ايامنا هذه
أرشدني الله تعالى واياك للحق والسنة والسلامة
أحسن الله إليه أخي الكريم. أخالفك الرأي. ورحم الله الإمام أحمد إذ ألف كتابه الفذ (الرد على الجهمية)، وإذ أصر على إثبات أن القرآن (غير مخلوق) وإن لم تؤثر هذه اللفظة عن السابقين، فقد قالوا معناه وإن لم يتلفظوا بلفظه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 04:00]ـ
رحمك الله أخي الكريم .. ومازلنا ندور في حلقة مفرغة: أخبرك بيان كون هذه الإرادة متأخرة وأساسها، ومن ثم تقول لي غفر الله لك: هذا عين المحظور، فأبين لك أخرى، فترجع وتقول: هذا عين المحظور!!
على العموم أخي الكريم: لتعلم أننا لن نجعل من أنفسنا بإذن الله طعماً للشيطان يوقعنا بما يغضب الله تعالى بوصفه بما لا يليق، أو بصرف شيئاً لله في غير مراده .. ولم نقع في محظورٍ إن شاء الله في هذا الأمر بحول الله وقوته.
ثم لتعلم أن هذه الإرادة الحادثة جزء من كل؛ قائمٌ به، مبني عليه، منبثق منه .. وعجبي من سؤالك: (كيف يكون المتأخر جزء من المتقدم)؟!!
فمتى ما وجد الأصل السابق = كان الفرع المنبثق المتأخر جزء منه.
الله مريد = الله له إرادة
الله خالق = الله له خلق
إرادة الله أزلية سابقة بعلمه سبحانه كل ما يكون وما يحدث قبل أن يكون ولو كان ما سوف يكون ..
ومن إرادته الخلق، وهو محيطٌ بالخلق متصرفٌ بهم .. يحصل بهم ما يريده سبحانه وكتبه من الإرادة الأزلية السابقة لخلقهم وخلق كل شيء.
النتيجة = أن هذا المخلوق أو ذاك؛ إرادة الله له _ وإن تأخرت لتأخر موطن وقوعها على هذا المخلوق أو ذاق _ هي في الأصل إرادة سابقة؛ وهي نفسها الإرادة الأزلية السابقة .. لكن كونها وقعت لهذا المخلوق بعد إرادتها لا يعني أن تأخرها هذا يعد تأخر معلولٍ عن علته .. هذا هو وجه الإشكال عندك = أنك تعتقد هذا الأمر من هذا الباب؛ وهو ليس كذلك إطلاقاً .. وإلا لوقعنا في محظور عظيم وهو ما يسمى بطروء علم الله وحدوثه؛ ومن ثم طروء إرادته وحدوثها بعد أن لم تكن مرادة.
فأرجو منك أخي أن تستوعب المسألة جيداً .. فإني أراك حتى الآن لم تجود مسك طرف خيطها.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 04:24]ـ
والله يا أخي .. لا أدري هل هذا الكلام منك جواب للإشكال المذكور أم أنه لخبطة في الكلام - مع كامل احترامي لشخصيتك. كيف تكون الآن الإرادة الحادثة (هي نفسها الإرادة الأزلية السابقة)؟!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 04:53]ـ
لا بأس عليك أخي الفاضل ..
لكن ثق أن عدم استيعابك لهذه (اللخبطة الكلامية) هي التي أوقعت بهذا الإشكال أعانك الله .. وإلا فكلامي رحمك الله هو عين الجواب على إشكالك غفر الله لك.
كون الإرادة الحداثة هذه أو تلك هي نفس الإرادة الأزلية؛ لأنها إرادة واحدة حفظك الله .. فليس لله إرادتان متغايرتان، أو متناقضتين لشيء واحد في نفس الوقت حتى يكون كلامي هذا من نوع (اللخبطة) .. بل هي إرادة واحدة؛ أرادها قبل الخلق .. فلحقت بالمخلوق بعد الخلق .. هذا كل ما في الأمر. فتأمل
ولعل أقرب مثال يمكن أن يمثل به لكي يتضح لك المراد هو القرآن الكريم .. فقد أنزل جملة واحدة؛ ثم هو بعد ينزل حسب الأحداث والوقائع .. ولم يقل أحدٌ _ بخلاف الرافضة المارقين _ أن هناك قرآنان .. بل هو قرآن واحد.
ولعلي أكتفي بهذا الحد من التوضيح، وبهذه المشاركة .. والله تعالى أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 02:41]ـ
سؤال أكرمكم الله
هل يلزم من كون الإرادة حادثة بالنسبة لنا أن تكون حادثة لله جل وعلا؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Aug-2010, صباحاً 07:33]ـ
الأخ السكران. . هل لك أن تفرق بين هذه العقيدة التي قلت وبين العقيدة الأشعرية الباطلة؟
وما ذكرته من إنزال القرآن ليس قياس مسألتنا كما هو الظاهر، لأن المنزل وإن كان واحدا فثم إنزالان مختلفان لا إنزال واحد.
الأخ أبو فؤاد. . حدوث الإرادة الجازمة للمراد الحادث أمر لازم لا يختص بمريد دون مريد.
وقد قال تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} لم يقل: (إنما أمره فيما أراد).
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 12:15]ـ
كيف لا يكون التمثيل بإنزال القرآن قياس مسألتنا؟!
حقيقة أردت أن أستوعب هذا الكلام، أو أفهمه، أو أجد له وجهاً فلم أستطع؛ لتناقضه ومخالفته الواقع؛ وهو قولك:
لأن المنزل وإن كان واحدا فثم إنزالان مختلفان لا إنزال واحد كيف يكون إنزلان مختلفان والأصل واحد؟!
المنزل الجديد هو عين المنزل الأول؛ لكنه حديث الوقوع بالنسبة لمراد إنزاله والغرض الذي من أجله أنزل؛ ولكنه يبقى هو هو نفس المنزل الأول .. فكيف يكون إنزالٌ مختلف غفر الله لك.
إن كنت تقصد الوقت .. فليس هذا داخلٌ في مسألتنا رحمك الله؛ فالكل يعرف أن وقت النزول الثاني غير النزول الأول؛ لكن هل قال أحد غيرك هنا أن المنزل الجديد يختلف عن أصله المنزل الأول؟!! وأنهما قرآنان متغايران!!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 07:28]ـ
يا أخي. . كلامي كان عن الإنزال لا عن المنزل.
الإنزال الأول إنزال إلى بيت العزة، وأما الثاني فإنزال إلى الأرض، فمع هذا الاختلاف كيف يكونان إنزالا واحدا؟!
روى الصحابي مثلا حديثا إلى التابعي، فرواه التابعي إلى من دونه. فهما روايتان للحديث وإن كان الحديث المروي شيئا واحدا.
فهذا هو قياس مسألتنا في أمر الإرادة. . لأننا نتكلم عن (الإرادة) لا عن (المراد). فتدبر.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 07:33]ـ
يا أخي. . كلامي كان عن الإنزال لا عن المنزل.
الإنزال الأول إنزال إلى بيت العزة، وأما الثاني فإنزال إلى الأرض، فمع هذا الاختلاف كيف يكونان إنزالا واحدا؟!
روى الصحابي مثلا حديثا للتابعي، فرواه التابعي لمن دونه. فهما روايتان للحديث وإن كان الحديث المروي شيئا واحدا.
فهذا هو قياس مسألتنا في أمر الإرادة. . فتدبر.
تدبرته ورأيته كلاماً غير موزون رحمك الله.
ونبرأ أن نوافق اهل الزيغ والضلال حتى تجعل قولنا في مقابل أقوالهم.
هذا آخر رد لي هنا .. فما كتب أعلاه فيه الغاية لمن تدبر.
ـ[محبة العقيده]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 07:56]ـ
بارك الله فيكم على التوضيح .. وجزاكم الله خيراااا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 09:04]ـ
......
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 06:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لعل في هذا ما يفيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=222948
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسألُ اللهَ أن يزيلَ هذا النقل عن الشيخ بن عثيمين رحمه الله الإشكال لديكم شيخي نضال.
" إن علم الله عز وجل بعد وقوعه غير علمه به قبل وقوعه، لأن علمه قبل وقوعه علم بانه سيقع، وعلمه به بعد وقوعه علم بأنه واقع، ونظير هذا من بعض الوجوه: أن الله عز وجل مريد لكل شئ حتى المستقبل الذي لا نهاية له، مريد له لا شك، لكن الإرادة المقارنة تكون عند الفعل: فها هنا إرادتان: إرادة سابقة، وإرادة مقارنة للفعل، فإذا أراد الله تعالى أن يخلق شيئاً فإنه يريده عند خلقه، وهذه هي الإرادة المقارنة، لكن كونه أراد أن يخلق فهذا غير الإرادة المقارنة. "
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 08:05]ـ
من المعتاد لدى دارسي العقيدة تقسيم صفات الله تعالى إلى (الذاتية) وإلى (الفعلية). فالأول قدم وجوده بوجود الله تعالى، والثاني ما يتعلق بمشيئته سبحانه فأعيانها حادثة وإن كان نوعها قد يكون قديمة مستمرة. فحقيقة الإشكال السابق هي: من أي قسم صفة (المشيئة) هذه؟ لا نستطيع أن نقول إنها من القسم الأول لكون أعيان المشيئة تستحيل أن تكون غير حادثة. فإن كان من القسم الثاني، فلا أفهم وجه العلية بين مشيئة ومشيئة.
والإشكال الثاني: من أي قسم من القسمين صفة (الرضى) و (الغضب) و (السخط) و (الفرح) و (الحب) و (الضحك)؟ هذه الصفات عندنا - نحن البشر - ليست صفات الذات ولا هي أفعال لنا نقصدها، بل هي انطباقات فورية لا تعلق لها بإرادتنا. فإذا كانت صفات الله تعالى يكمن تقسيمها تقسيما حصريا إلى (الذاتية) القديمة وإلى (الفعلية) الصادرة من الإرادة، فهل الرضى والغضب والسخط والفرح والعجب ونحوها من القسم الأول أم أنها من الثاني؟
اعتذار للشيخ نضال - وفقه الله تعالى وسدد على الحق خطاه - ولإخواننا الكرام - ألحقنا الله وإياهم بالصالحين - على التطفل، مبدأ قولي.
الصواب أن نقسم قسمة ثلاثية لا ثنائية، فنقول:
صفات ذاتية، وصفات فعلية وهذه لها طرفان: فعل وانفعال فالأول راجع للباري والثاني للمخلوق، وصفات ذات وجهين فهي ذاتية من وجه فعلية من وجه.
والإرادة داخلة في القسم الأخير فهي ذاتية في الأصل، ولكن لحال التكرر تكون فعلية من هذا الوجه، ولذلك تحصل المزاحمة بين الإرادتين: " وما ترددت عن شيء ".
والرضا والغضب والخفض والرفع والكره والمحبة والرحمة من صفات الأفعال فلها طرفان فعل من الخالق وانفعال من المخلوق.
فلو سُلِّم هذا فإنه يزيل شطر الإشكال، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 10:25]ـ
جزاكم الله خيرا
كلام ونقاش بينه وبين إرجاع (بعض الصفات للإرادة) مدّخل ضيق!
----------------------------------------------------------
الجواب: ((للشيخ عبد الرحمن البراك)).
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن من المعلوم بالضرورة عقلا وشرعا أن الله لم يزل موجودا وموصوفا بجميع صفات الكمال، من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والعزة والحكمة والرحمة والخلق والرزق والعفو والمغفرة، ونحو ذلك من الصفات الذاتية والصفات الفعلية الذاتية، فكلها ثابتة للرب سبحانه أزلا وأبدا، فلم يزل ولا يزال سبحانه حيا قيوما، عليما حكيما، غفورا رحيما، خالقا رازقا، سميعا بصيرا، عفوا قديرا، فعالا لما يريد.
فصفاته الذاتية سبحانه لازمة لذاته ولا تتعلق بها المشيئة.
وأما صفاته الذاتية الفعلية، فالأسماء المتضمنة لها لازمة له، لا تتوقف على المشيئة، مثل العفو والغفور،و الخالق والرازق، فإنه لم يزل سبحانه ولا يزال مستحقا لهذه الأسماء، وما تتضمنه من الصفات، ولكن أثرها ومتعلقها تابع للمشيئة فتقول: إنه تعالى يخلق ما شاء إذا شاء، ويرزق من يشاء ويغفر لمن يشاء.
وما كان تابعا للمشيئة فليس هو من لوازم ذاته، ومن هذا النوع صفة الفعل وصفة الكلام، فإنه تعالى لم يزل متكلما بما شاء إذا شاء، ولم يزل فعالا لما يريد، وآحاد كلامه، وآحاد فعله ليس من لوازم ذاته، فمن آحاد كلامه نداؤه الأبوين، وقوله للملائكة " إني خالق بشرا " الحجر: 28 وقوله لآدم " اسكن أنت وزوجك الجنة "البقرة: 35 وكلامه سبحانه لا نفاد له كما قال " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا " الكهف: 109 وآحاد أفعاله سبحانه التي تدل ليها أسماؤه وأنواع أفعاله التي ليس له منها اسم هي التي تعرف عند أهل العلم بالصفات الفعلية كاستوائه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا .... إلخ ما قال حفظه الله
----------------------------------------------------------------------
ـ[الداعلي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 12:03]ـ
السلام عليكم
أخي نضال منشود .. أنت كمن يدور في حلقة مفرغة لا يدري أين طرفاها!! ولعل في نقل الإخوة الأفاضل وحديث بعضهم ما يوضح الإشكال لو تدبرناه!! وأنت إن شاء الله تريد الوصول للجواب الصحيح فاسأل الله سبحانه أن يفهمنا ويفهمك كما فهم سليمان، وبارك الله فيكم جميعا،،
ـ[فارس ابن عامر]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 05:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن أن يقال أن العلة للمشيئة الحادثة هي مشيئة حادثة قبلها وهكذا , فإن قيل لزم التسلسل قلنا نلتزمه وهو أحد نوعي التسلسل الجائز عند أهل السنة.
وذلك ان صفة المشيئة بإعتبار نوعها ذاتية و بإعتبار آحادها فعلية ,, وضابط الصفة الفعلية ما تعلقت به المشيئة.
فتكون الصفة الفعلية (المشيئة) متعلقة بالمشيئة ,, وإلا لما كانت فعلية
هذا جواب على عجلة وربما ينقصه تحرير
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 11:10]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
لعل في هذه النقول ما يشفي الغليل
وقد فصل شيخ الإسلام في هذه المسألة , وبين أن الإرادة تنقسم إلى عزم وقصد؛ فالإرادة التي تسبق الفعل وتسمى عزما , وهذه تسبق الفعل , وأما الإرادة التامة التي تكون مع الفعل , وهي تسمى القصد فهذه لا تتأخر عن الفعل , وهذا هو القول الوسط في هذه المسألة.
فالأشاعرة قالوا الإرادة التامة قديمة (وهي بمعنى القصد) , والفعل حادث! , وهذا مما خالفوا به المعقول حتى سخر منهم ابن رشد رحمه الله؛ فكيف يتصور إرادة تامة قديمة وفعل حادث فهذا مناف للمعقول.
قال شيخ الإسلام: وإذا تبين أن الفعل مستلزم لحدوث المفعول , وأن إرادة الفاعل أن يفعل مستلزمة لحدوث المراد؛ فهذا يبين أن كل مفعول وكل ما أريد فعله فهو حادث بعد أن لم يكن عموما , وعلم بهذا أنه يمتنع أن يكون ثم إرادة أزلية لشيء من الممكنات يقارنها مرادها أزلا وأبدا سواء كانت عامة لكل ما يصدر عنه أو كانت خاصة ببعض المفعولات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يقال أما كونها عامة لكل ما يصدر عنه فامتناعه ظاهر متفق عليه بين العقلاء؛ فإن ذلك يستلزم أن يكون كل ما صدر عنه بواسطة أو بغير واسطة قديما أزليا؛ فيلزم أن لا يحدث في العالم شيء وهو مخالف لما يشهده الخلق من حدوث الحوادث في السماء والأرض وما بينهما من حدوث الحركات والأعيان والأعراض كحركة الشمس والقمر والكواكب وحركة الرياح وكالسحاب والمطر وما يحدث من الحيوان والنبات والمعدن.
وأما إرادة شيء معين فلما تقدم ولأنه حينئذ إما أن يقال ليس له إلا تلك الإرادة الأزلية , وإما أن يقال له إرادات تحصل شيئا بعد شيء؛ فإن قيل بالأول فإنه على هذا التقدير يكون المريد الأزلي في الأزل مقارنا لمراده الأزلي فلا يريد شيئا من الحوادث لا بالإرادة القديمة ولا بإرادة متجددة لأنه إذا قدر أن المريد الأزلي يجب أن يقارنه مراده كان الحادث حادثا إما بإرادة أزلية فلا يقارن المريد مراده وإما حادثا بإرادة حادثة مقارنة له وهذا باطل لوجهين:
أحدهما: أن التقدير أنه ليس له إلا إرادة واحدة أزلية.
الثاني: أن حدوث تلك الإرادة يفتقر إلى سبب حادث والقول في ذلك السبب الحادث كالقول في غيره يمتنع أن يحدث بالإرادة الأزلية المستلزمة لمقارنة مرادها لها ويمتنع أن يحدث بلا إرادة لامتناع حدوث الحادث بلا إرادة فيجب على هذا التقدير أن تكون إرادة الحادث المعين مشروط بإرادة له وبإرادة للحادث الذي قبله وأن الفاعل المبدع لم يزل مريدا لكل ما يحدث من المرادات.
وهذا هو التقدير الثاني؛ وهو أن يقال لو أراد أن يحصل شيئا بعد شيء فكل مراد له محدث كائن بعد أن لم يكن , وهو وحده المنفرد بالقدم والأزلية , وكل ما سواه مخلوق محدث كائن بعد أن لم يكن وعلى هذا التقدير فليس فيه إلا دوام الحوادث وتسلسلها وهذا هو التقدير الذي تكلمنا عليه ويلزم أن يقوم بذات الفاعل ما يريده ويقدر عليه , وهذا هو قول أئمة أهل الحديث وكثير من أهل الكلام والفلسفة بل قول أساطينهم من المتقدمين والمتأخرين.
فتبين أنه يجب القول بحدوث كل ما سوى الله سواء سمى جسما أو عقلا أو نفسا وأنه يمتنع كون شيء من ذلك قديما سواء قيل بجواز دوام الحوادث وتسلسلها وأنه لا أول لها أوقيل بامتناع ذلك وسواء قيل بأن الحادث لا بد له من سبب حادث أو قيل بامتناع ذلك وأن القائلين بقدم العالم كالأفلاك والعقول والنفوس قولهم باطل في صريح العقل الذي لم يكذب قط على كل تقدير وهذا هو المطلوب.
منهاج السنة (1|296 - 298)
وقال: و أيضا فلابد عند وجود المراد من سبب يقتضى حدوثه وإلا فلو كان مجرد ما تقدم من الإرادة والقدرة كافيا للزم وجوده قبل ذلك لأنه مع الإرادة التامة والقدرة التامة يجب وجود المقدور.
مجموع الفتاوى (6|231)
وقال:وهو سبحانه إذا أراد شيئا من ذلك فللناس فيها أقوال:
قيل الإرادة قديمة أزلية و احدة , و إنما يتجدد تعلقها بالمراد ونسبتها إلى الجميع واحدة و لكن من خواص الإرادة أنها تخصص بلا مخصص فهذا قول ابن كلاب و الأشعرى و من تابعهما , وكثير من العقلاء يقول إن هذا فساده معلوم بالاضطرار حتى قال أبو البركات ليس فى العقلاء من قال بهذا , و ما علم أنه قول طائفة كبيرة من أهل النظر و الكلام و بطلانه من جهات من جهة جعل إرادة هذا غير إرادة ذاك و من جهة أنه جعل الإرادة تخصص لذاتها و من جهة أنه لم يجعل عند وجود الحوادث شيئا حدث حتى تخصص أو لا تخصص بل تجددت نسبة عدمية ليست و جودا و هذا ليس بشيء فلم يتجدد شيء فصارت الحوادث تحدث و تتخصص بلا سبب حادث و لا مخصص.
و القول الثاني: قول من يقول بإرادة واحدة قديمة مثل هؤلاء لكن يقول تحدث عند تجدد الأفعال إرادات فى ذاته بتلك المشيئة القديمة كما تقوله الكرامية و غيرهم.
و هؤلاء أقرب من حيث أثبتوا إرادات الأفعال و لكن يلزمهم ما لزم أولئك من حيث أثبتوا حوادث بلا سبب حادث و تخصيصات بلا مخصص و جعلوا تلك الإرادة واحدة تتعلق بجميع الإرادات الحادثة و جعلوها أيضا تخصص لذاتها و لم يجعلوا عند وجود الإردات الحادثة شيئا حدث حتى تخصص تلك الإرادات الحدوث.
و القول الثالث: قول الجهمية و المعتزلة الذين ينفون قيام الإرادة به ثم إما أن يقولوا بنفي الإرادة أو يفسرونها بنفس الأمر و الفعل أو يقولوا بحدوث إرادة لا في محل كقول البصريين
(يُتْبَعُ)
(/)
و كل هذه الأقوال قد علم أيضا فسادها.
و القول الرابع: أنه لم يزل مريدا بإرادات متعاقبة فنوع الإرادة قديم و أما إرادة الشيء المعين فإنما يريده فى وقته.
و هو سبحانه يقدر الأشياء و يكتبها ثم بعد ذلك يخلقها فهو إذا قدرها علم ما سيفعله و أراد فعله في الوقت المستقبل لكن لم يرد فعله فى تلك الحال فإذا جاء و قته أراد فعله؛ فالأول عزم , و الثاني قصد.
وهل يجوز و صفه بالعزم فيه قولان:
أحدهما: المنع كقول القاضي أبى بكر و القاضي أبى يعلى.
و الثاني: الجواز و هو أصح فقد قرأ جماعة من السلف {فإذا عزمت فتوكل على الله} بالضم و في الحديث الصحيح من حديث أم سلمة: ثم عزم الله لي. و كذلك فى خطبة مسلم: فعزم لي.
و سواء سمي عزما أو لم يسم؛ فهو سبحانه إذا قدرها علم أنه سيفعلها في وقتها , و أراد أن يفعلها في وقتها؛ فإذا جاء الوقت فلا بد من إرادة الفعل المعين و نفس الفعل و لابد من علمه بما يفعله.
مجموع الفتاوى (16|301 - 304)
وقال: أما الإرادة فذكروا لها ثلاثة لوازم و الثلاثة تناقض الإرادة.
قالوا: أنها تكون و لا مراد لها بل لم يزل كذلك ثم حدث مرادها من غير تحول حالها , و هذا معلوم الفساد ببديهة العقل؛ فإن الفاعل إذا أراد أن يفعل فالمتقدم كان عزما على الفعل و قصدا له فى الزمن المستقبل لم يكن إرادة للفعل في الحال بل إذا فعل فلابد من إرادة الفعل في الحال , و لهذا يقال الماضي عزم و المقارن قصد فوجود الفعل بمجرد عزم من غير أن يتجدد قصد من الفاعل ممتنع؛ فكان حصول المخلوقات بهذه الإرادة ممتنعا لو قدر إمكان حدوث الحوادث بلا سبب؛ فكيف و ذاك أيضا ممتنع في نفسه فصار الامتناع من جهة الإرادة و من جهة تعينت بما هو ممتنع في نفسه.
الثاني: قولهم أن الإرادة ترجح مثلا على مثل فهذا مكابرة بل لا تكون الإرادة إلا لما ترجح و جوده على عدمه عند الفاعل إما لعلمه بأنه أفضل أو لكون محبته له أقوى و هو إنما يترجح في العلم لكون عاقبته أفضل فلا يفعل أحد شيئا بإرادته إلا لكونه يحب المراد أو يحب ما يؤول إليه المراد بحيث يكون وجود ذلك المراد أحب إليه من عدمه لا يكون و جوده و عدمه عنده سواء.
الثالث: أن الإرادة الجازمة يتخلف عنها مرادها مع القدرة؛ فهذا أيضا باطل بل متى حصلت القدرة التامة و الإرادة الجازمة وجب وجود المقدور و حيث لا يجب فإنما هو لنقص القدرة أو لعدم الإرادة التامة والرب تعالى ما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن , و هو يخبر في غير موضع أنه لو شاء لفعل أمورا لم يفعلها كما قال {و لو شئنا لآتينا كل نفس هداها} {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} {ولو شاء الله ما اقتتلوا} فبين أنه لو شاء ذلك لكان قادرا عليه لكنه لا يفعله لأنه لم نشأه إذ كان عدم مشيئته أرجح في الحكمة مع كونه قادرا عليه لو شاءه.
مجموع الفتاوى (16|459)
وقال:فإن القائلين بتأخر مرادها؛ إنما قالوا ذلك فرارا من القول بدوام الحوادث ووجود حوادث لا أول لها , وعلى هذا التقدير فيلزم حدوث العالم؛ وإلا فلو جاز دوام الحوادث لجاز عندهم وجود المراد في الأزل , ولو جاز ذلك لم يقولوا بتأخر المراد عن الإرادة القديمة الأزلية مع ما في ذلك من ترجيح أحد المتماثلين على الآخر بلا مرجح , وما في ذلك من الشناعة عليهم ونسبة كثير من العقلاء إلى أنهم خالفوا صريح المعقول.
فإنهم إنما صاروا إلى هذا القول لاعتقادهم امتناع حوادث لا أول لها؛ فاحتاجوا لذلك أن يثبتوا إرادة قديمة أزلية يتأخر عنها المراد ويحدث بعد ذلك من غير سبب حادث واحتاجوا أن يقولوا إن نفس الإرادة تخصص أحد المتماثلين على الآخر , وإلا فلو اعتقدوا جواز دوام الحوادث وتسلسلها لأمكن أن يقولوا بأنه تحدث الإرادات والمرادات ويقولون بجواز قيام الحوادث بالقديم ولرجعوا عن قولهم بأن نفس الإرادة القديمة تخصص أحد المثلين في المستقبل وعن قولهم بحدوث الحوادث بلا سبب حادث وكانوا على هذا التقدير لا يقولون بقدم شيء من العالم بل يقولون إن كل ما سوى الله فإنه حادث كائن بعد أن لم يكن.
منهاج السنة (1|392)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن رشد في الرد على ذلك: وما يقوله المتكلمون في جواب هذا، من أن الفعل الحادث كان بإرادة قديمة، ليس بِمُنج ولا مخلصٍ من هذا الشك؛ لأن الإرادة غيرُ الفعل المتعلق بالمفعول. وإذا كان المفعول حادثاً فواجب أن يكون الفعل المتعلق بإيجاده حادثاً.
وسواء فرضنا الإرادة قديمةً أو حديثةً، متقدمة على الفعل أو معه، فكيفما كان، فقد يلزمهم أن يجوِّزوا على القديم أحد ثلاثة أمور: إما إرادة حادثة وفعل حادث،- وهذا لا يسلمون به - وإما فعل حادث وإرادة قديمة،- وهذا لا يتصور - وإما فعل قديم وإرادة قديمة – وهذا مناف للمعقول -. والحادث ليس يمكن أن يكون عن فعل قديم بلا واسطة، إن سلمنا لهم أنه يوجد عن إرادة قديمة.
ووضع الإرادة نفسها هي للفعل المتعلق بالمفعول شيءٌ لا يعقل , وهو كفرض مفعول بلا فاعل؛ فإن الفعل غير الفاعل، وغير المفعول، وغير الإرادة. والإرادة هي شرط الفعل لا الفعل.
وأيضاً فهذه الإرادة القديمة يجب أن تتعلق بعدم الحادث دهراً لا نهاية له،، إذ كان الحادث معدوماً دهراً لا نهاية له. فهي لا تتعلق بالمراد في الوقت الذي اقتضت إيجاده إلا بعد انقضاء دهر لا نهاية له. وما لا نهاية له لا ينقضي؛ فيجب ألا يخرج هذا المراد إلى الفعل، أو ينقضي دهرٌ لا نهاية له وذلك ممتنع. وهذا هو بعينه برهام المتكلمين الذي اعتمدوه في حدوث دورات الفلك.
وأيضاً فإن الإرادة التي تتقدم المراد، وتتعلق به بوقت مخصوص، لا بد أن حدث فيها، في وقت إيجاد المراد، عزمٌ على الإيجاد لم يكن قبل ذلك الوقت، لأنه إن لم يكن في المريد، في وقت الفعل، حالةٌ زائدة على ما كانت عليه في الوقت الذي اقتضت الإرادة عدم الفعل، لم يكن وجود ذلك الفعل عنه في ذلك الوقت أولى من عدمه.
إلى ما في هذا كله من التشعيب والشكوك العويصة التي لا يتخلص منها العلماء المهَرَة بعلم الكلام و الحكمة، فضلاً عن العامة. ولو كُلِّف الجمهور العلم من هذه الطرق لكان من باب تكليف ما لا يطاق.
الكشف عن مناهج الأدلة (30 - 31)
قلت: وقوله: وإذا كان المفعول حادثاً فواجب أن يكون الفعل المتعلق بإيجاده حادثاً. وهذا هو القول الصواب , وأن الأفعال تقوم بذات الله وهي من الصفات التابعة لمشيئته واختياره.
قلت: وقوله: وأيضاً فهذه الإرادة القديمة يجب أن تتعلق بعدم الحادث دهراً لا نهاية له،، إذ كان الحادث معدوماً دهراً لا نهاية له. فهي لا تتعلق بالمراد في الوقت الذي اقتضت إيجاده إلا بعد انقضاء دهر لا نهاية له. وما لا نهاية له لا ينقضي؛ فيجب ألا يخرج هذا المراد إلى الفعل، أو ينقضي دهرٌ لا نهاية له وذلك ممتنع. وهذا إلزام قوي من ابن رشد للأشاعرة , لأن الإرادة القديمة يستلزمها ما يستلزم الذات من الأولية , فهذا العدم إن كان متناهيا تنافى مع القول بالقدم , وإن لم يكن متناهيا لاستلزم أن لا يصدر الفعل لأن ما يتناهى لا ينقضي.
قال ابن رشد: وأما المقدمة القائلة إن الإرادة لا يكون عنها إلا مراد محدث؛ فذلك شيء غير بين , وذلك أن الإرادة التي بالفعل، فهي مع فعل المراد نفسه، لأن الإرادة من المضاف. وقد تبين أنه إذا وجد أحد المضافين بالفعل وجد الآخر بالفعل، مثل الأب والابن، وإذا وجد أحدهما بالقوة وجد الآخر بالقوة. فإن كانت الإرادة التي بالفعل حادثة فالمراد ولا بد حادث بالفعل وإن كانت الإرادة التي بالفعل قديمة فالمراد الذي بالفعل قديم. وأما الإرادة التي تتقدم المراد فهي الإرادة التي بالقوة، أعني التي لم يخرج مرادها إلى الفعل، إذ لم يقترن بتلك
الإرادة الفعل الموجب لحدوث المراد. ولذلك هو بين، أنها إذ لم خرج مرادها أنها على نحو من الوجود لم تكن عليه قبل خروج مراها إلى فعل، إذ كانت هي السبب في حدوث المراد بتوسط الفعل فإذن،ـ لو وضع المتكلمون أن الإرادة حادثه لوجب أن يبكون المراد محدثاً ولا بد.
(يُتْبَعُ)
(/)
والظاهر من الشرع أنه لم يتعمق هذا التعمق مع الجمهور. ولذلك ولم يصرح لا بالإرادة قديمة ولا حادثه، بل صرح بما الأظهر منه أن الإرادة حادثه وذلك في قوله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردنه أن نقول له كنت فيكون} [النحل:40]. وإنما كان ذلك كذلك لأن الجمهور لا يفهمون موجودات حادثة عن إرادة قديمة، بل الحق أن الشرع لم يصرح في الإرادة لا بحدوث ولا بقدم، لكون هذا من المتشابهات في حق الأكثر. وليس بأيدي المتكلمين برهان قطعي على استحالة قيام إرادة حادثة في موجود قديم، لأن الأصل الذي يعولون عليه في نفي قيام الإدارة بمحل قديم هو المقدمة التي بينا وهي أن ما لا يخلو عن الحوادث حادث.
الكشف عن مناهج الأدلة (39 - 40)
قلت: وقوله: وأما المقدمة القائلة إن الإرادة لا يكون عنها إلا مراد محدث فذلك شيء غير بين , وذلك أن الإرادة التي بالفعل، فهي مع فعل المراد نفسه، لأن الإرادة من المضاف. وقد تبين أنه إذا وجد أحد المضافين بالفعل وجد الآخر بالفعل، مثل الأب والابن، وإذا وجد أحدهما بالقوة وجد الآخر بالقوة. فإن كانت الإرادة التي بالفعل حادثة فالمراد ولا بد حادث بالفعل , وإن كانت الإرادة التي بالفعل قديمة؛ فالمراد الذي بالفعل قديم. وأما الإرادة التي تتقدم المراد فهي الإرادة التي بالقوة، أعني التي لم يخرج مرادها إلى الفعل، إذ لم يقترن بتلك الإرادة الفعل الموجب لحدوث المراد. وهذا قريب جدا من كلام شيخ الإسلام التفريق بين الإرادة التي تكون قبل الفعل والتي تسمى العزم والإرادة التي تكون مع الفعل والتي تسمى القصد , وهذه الأخيرة لا يتصور تأخرها عن الفعل.
وقال ابن رشد: ولذلك عرضت أشد حيرة تكون ن وأعظم شبهة، للمتكلمين من أهل ملتنا، أعني الأشعرية؛ وذلك لما صرحوا أن الله مريد بإرادة قديمة، وهذا بدعة كما قلنا، ووضعوا أن العالم محدث، قيل لهم: كيف يكون مراد حادث عن إرادة قديمة؟ فقالوا: فقالوا: إن الإرادة القديمة تعلقت بإيجاده في وقت مخصوص وهو الوقت الذي وجد فيه.
فقيل لهم: إن كانت نسبة الفاعل المريد إلى المحدث، وفي وقت عدمه، هي بعينها نسبته إليه في وقت إيجاده، فالمحدث لم يكن وجوده في وقت وجوده أولى منه غيره، إذ لم يتعلق به، في وقت الوجود، فعل انتفى عنه في وقت العدم. وإن كانت مختلفة، فهنالك إرادة حادثة ضرورة، وإلا وجب أن يكون مفعول محدث عن فعل قديم. فإن ما يلزم من ذلك في الفعل، يلزم في الإرادة.
وذلك أنه يقال لهم: إذا حضر الوقت، وقت وجوده، فوجد، فهل وجد بفعل قديم أو بفعل محدث؟ فإن قالوا: بفعل قديم، فقد جوزوا وجود المحدث بفعل قديم. وإن قالوا: بفعل محدث، لزمهم أن يكون هنالك إرداة محدثه. فإن قالوا: الإرادة هي نفس الفعل فقد قالوا محالاً، فإن الإرادة هي سبب الفعل في المريد , ولو كان المريد إذا أراد شيئاً ما، في وقت ما، وجد ذلك الشيء عند حضور وقته، من غير فعل منه بالإرداة المتقدمة، لكان ذلك الشيء موجوداً عن غير فاعل.
وأيضاً فقد يظن أنه إن كان واجباً أن يكون عن الإرادة الحادثه مراد حادث، فقد يجب أن يكون عن الإرادة القديمة مراد قديم، وإلا كان مراد الإرادة القديمة والحادثه واحداً، وذلك مستحيل.
الكشف عن مناهج الأدلة (94 - 95)
وقول ابن رشد: "فقيل لهم: إن كانت نسبة الفاعل المريد إلى المحدث ... " هي نفس مسألة الترجيح بلا مرجح المتقدمة كما تقدم.
وهو يلزمهم أنه ما من وقت يتصور فيه إيجاد المفعول الحادث عن تلك الإرادة القديمة , إلا وهو يتصور في وقت غير ذلك الوقت؛ فتخصيص هذا الوقت دون سواه يحتاج إلى مرجح , وهذا من تناقضهم.
الله أعلم
ـ[فارس ابن عامر]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 07:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن أن يقال أن العلة للمشيئة الحادثة هي مشيئة حادثة قبلها وهكذا , فإن قيل لزم التسلسل قلنا نلتزمه وهو أحد نوعي التسلسل الجائز عند أهل السنة.
وذلك ان صفة المشيئة بإعتبار نوعها ذاتية و بإعتبار آحادها فعلية ,, وضابط الصفة الفعلية ما تعلقت به المشيئة.
فتكون الصفة الفعلية (المشيئة) متعلقة بالمشيئة ,, وإلا لما كانت فعلية
هذا جواب على عجلة وربما ينقصه تحرير
عفوا .. انا اعتذر عن هذا الجواب الغير محرر
ـ[فارس ابن عامر]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 09:18]ـ
عفوا .. انا اعتذر عن هذا الجواب الغير محرر
غير **
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 07:57]ـ
السلام عليكم
شيخي نضال هل لا زال الإشكال باقياً؟
إن نعم
يرجى مراجعة
تحرير معالي الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه الماتع على الواسطية
اللآلئ البهية في شرح العقيدة الواسطية (1/ 299 - 320) دار العاصمة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 01:41]ـ
جزى الله خيرا الشيخ نضالا
وجزى الله خيرا الشيخ عبد الباسط ..
وقد سبق نقاش قضية الإرادة القديمة والعزم والإرادة الحادثة التامة (القصد) في الرابط الذي وضعه الأخ أبو فراس في ملتقى أهل الحديث، وأحسب أن فيه توضيحا لتلك المسألة ..
أما على وجه السؤال تحديدا، فالصواب الذي يقتضيه إنعام النظر ـ وقد ناقشنا نفس المسألة في الملتقى سابقا ـ أن المرجح والمقتضي للإرادة الحادثة (العلم والحكمة)، فالإرادة المعينة بنص كلام الشيخ (تتبع العلم) و (تترجح بالعلم)، (وَحِينَئِذٍ فَإِرَادَةُ الْمُعَيَّنِ تَتَرَجَّحُ لِعِلْمِهِ بِمَا فِي الْمُعَيَّنِ مِنْ الْمَعْنَى الْمُرَجِّحِ لِإِرَادَتِهِ. فَالْإِرَادَةُ تَتْبَعُ الْعِلْمَ)، فالحق تبارك وتعالى بعلمه الأشياء وما فيها من الخير والشر والمصلحة والمفسدة، يترتب على ذلك أن تقتضي حكمته إيجاد المعين أو عدم إيجاده أو إعدامه ..
وعلى ذلك فالمرجح للمعين = الإرادة الحادثة (القصد التام)
والمرجح للإرادة الحادثة = العلم والحكمة ..
وفي الرابط المذكور ـ وغيره في مثل تلك المسألة ـ النقول الخاصة بذلك من كلام الشيخ ...
والله أعلم(/)
اهل السنة وتعظيم الكتاب والسنة /الشيخ سالم الطويل حفظه الله تعالى/مرئي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 10:08]ـ
اهل السنة وتعظيم الكتاب والسنة
الشيخ سالم الطويل حفظه الله تعالى
http://www.safeshare.tv/v/n1ie4jezDH8 (http://www.safeshare.tv/v/n1ie4jezDH8)
اخوكم ابو اميمة محمد(/)
تحذير أهل الطاعة من الهذيان المثبِّط عن صلاة الجماعة للشيخ العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 11:22]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((تحذير أهل الطاعة من الهذيان المثبِّط عن صلاة الجماعة)) وهذا نصه:
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
وبعد، ففي أوائل عام 1430هـ كتبت رسالة طُبعت بعنوان: ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها))، ذكرت فيها اثني عشر دليلاً على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعظم شأنهما، وأنه لهذه الأهمية العظيمة قام الملك عبد العزيز رحمه الله مؤسس المملكة العربية السعودية قبل مائة عام بإنشاء هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ــ وذلك من أجلِّ أعماله وأعظم حسناته ــ تحقيقاً لقول الله عز وجل: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، وأن ابن كثير رحمه الله قال في تفسير هذه الآية: ((يقول تعالى: ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر الله في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))، وقال: ((والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان واجباً على كل فرد من الأمة بحسبه))، ثم ذكر حديث درجات تغيير المنكر، وأيضاً لما في ذلك من حفظ الله لهذه البلاد من الشرور؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((احفظ الله يحفظك))، ولأن ذلك من أعظم أسباب حصول النصر من الله والتمكين في الأرض، كما قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، وقال: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).
وأنه منذ إنشاء تلك الهيئات استمرت مؤسسة من مؤسسات الدولة في عهده رحمه الله وعهود أبنائه الذين وَلُوا الأمر من بعده، وهي من الميزات التي تميزت بها هذه البلاد على غيرها من البلاد الأخرى التي لا توجد فيها مثل هذه المؤسسة، وقد حصل بسببها خير عظيم ومنافع، واندفع بها شرور كثيرة، وأنه قد جاء في المادة (23) من النظام الأساسي للحكم الذي صدر أخيراً في عهد الملك فهد رحمه الله: ((تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله)).
وأنه مع عظم شأن هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد وعموم نفعها واهتمام ولاة الأمر بها، فقد وجد من بعض الكتَّاب من ينال منها ويتصيد أخطاءها ويقلل من شأنها، وأن من متبعي الشهوات من يتمنى أن يكون للهيئات تنظيم يقص أجنحتها ويشل حركتها ويحدُّ من نشاطها لتكون اسماً بدون مسمى وجسداً بلا روح، يكون المعروف فيه ما أُجمع على أنه معروف، والمنكر ما أُجمع على أنه منكر، يتسنَّى فيه لمن يهوى الانفلات واتباع الشهوات أن يقول مثلاً: إن كشف وجه المرأة واختلاطها بالرجال جائز، وإن حضور صلاة الجماعة في المساجد ليس بلازم، وإن في إغلاق الحوانيت لأداء صلاة الجماعة شلاًّ للحركة الاقتصادية ـ وقد قيل ذلك من قبل في بعض الصحف ـ بدعوى أن في ذلك خلافاً، فينتقي متبعو الشهوات ما يناسب نفوسهم الأمارة بالسوء، والواجب عند الخلاف التعويل على ما يؤيده الدليل لا الأخذ بما تشتهي النفوس وتميل إليه، ثم نقلت عن عشرة من العلماء نقولاً في ذلك، منها قول سليمان التيمي: ((إذا أخذتَ برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله))، وقول ابن عبد البر تعليقاً عليه: ((هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً))، ثم ذكرت بعض الأدلة على وجوب الحجاب وتحريم الاختلاط، وكتبت في ذلك أيضاً رسالة بعنوان: ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها)) طُبعت في عام 1430هـ، وكتبت كلمة نشرت في 24/ 2/1431هـ بعنوان: ((دعاة التغريب ومصطلحهم ((التعددية)) و ((الأحادية)) لانتقاء ما يوافق أهواءهم))، وأما صلاة الجماعة فقد أوردت تسعة أدلة على وجوب أدائها في المساجد وعدم التخلف عنها، وهي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1): قول الله عز وجل: (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم) الآية.
ففي هذه الآية أوضح دليل على وجوب صلاة الجماعة؛ لأنها لم تسقط حتى في حال الخوف، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه آداب المشي إلى الصلاة: ((وهي واجبة على الأعيان حضراً وسفراً حتى في خوف؛ لقوله تعالى: (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) الآية))، وقال شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه أضواء البيان (1/ 420): ((تنبيهان:
الأول: آية صلاة الخوف هذه من أوضح الأدلة على وجوب الجماعة؛ لأن الأمر بها في هذا الوقت الحرج دليل واضح على أنها أمر لازم، إذ لو كانت غير لازمة لما أمر بها في وقت الخوف؛ لأنه عذر ظاهر.
الثاني: لا تختص صلاة الخوف بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل مشروعيتها باقية إلى يوم القيامة، والاستدلال على خصوصها به صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) الآية استدلال ساقط، وقد أجمع الصحابة وجميع المسلمين على رد مثله في قوله: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم) الآية، واشتراط كونه صلى الله عليه وسلم فيهم إنما ورد لبيان الحكم لا لوجوده، والتقدير: بيِّن لهم بفعلك لكونه أوضح من القول كما قاله ابن العربي وغيره)).
ثم ذكر أن أربعة شذُّوا في ذلك وقالوا: إن صلاة الخوف لم تشرع بعده صلى الله عليه وسلم واحتجوا بمفهوم الشرط في قوله: (وإذا كنت فيهم) الآية، ثم قال: ((ورُدَّ عليهم بإجماع الصحابة عليها بعده صلى الله عليه وسلم، وبقوله صلى الله عليه وسلم: (صلّوا كما رأيتموني أصلي)، وعموم منطوق هذا الحديث مقدم على ذلك المفهوم)).
وأحد هؤلاء الأربعة الذين شذوا في هذه المسألة إبراهيم بن إسماعيل بن علية، قال فيه الذهبي في الميزان (1/ 20): ((جهمي هالك، كان يناظر ويقول بخلق القرآن)).
ومن أمثلة فعل الصحابة رضي الله عنهم صلاة الخوف بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء في سنن أبي داود (1246) والنسائي (1530) ـ واللفظ له ـ بإسناد صحيح عن ثعلبة بن زهدم قال: ((كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقال: أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، فقام حذيفة فصف الناس خلفه صفين: صفاً خلفه، وصفاً موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا))، وهذه الصفة إحدى صفات صلاة الخوف الست التي جاءت في أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أوردتها في شرحي كتاب آداب المشي إلى الصلاة المطبوع ضمن مجموع كتبي ورسائلي (5/ 246).
(2): قول الله عز وجل: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)، ففي قوله: (وأقيموا الصلاة) الأمر بإقام الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وفي قوله: (واركعوا مع الراكعين) الأمر بأدائها جماعة، قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية من سورة البقرة: ((وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة))، وقال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنّة (7/ 273): ((وقيل: المراد به الصلاة في الجماعة؛ لأن الركعة لا تدرك إلا بإدراك الركوع)).
(3): قوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده! لقد هممت أن آمر بحطب ليُحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده! لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء)) رواه البخاري (644) ومسلم (1481) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقد أورده البخاري في (باب وجوب صلاة الجماعة)، وأورد في الباب أثراً معلقاً عن الحسن قال: ((إن منَعَتْه أمُّه عن العشاء في الجماعة شفقة عليه لم يُطعْها))، قال الحافظ ابن حجر في شرحه (2/ 125): ((ولم ينبه أحد من الشراح على وصل أثر الحسن، وقد وجدته بمعناه وأتم منه وأصرح في كتاب الصيام للحسين بن الحسن المروزي بإسناد صحيح عن الحسن في رجل يصوم ـ يعني تطوعاً ـ فتأمره أمه أن يفطر، قال: فليفطر ولا قضاء عليه وله أجر الصوم وأجر البر، قيل: فتنهاه أن يصلي العشاء في جماعة، قال: ليس ذلك لها؛ هذه فريضة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
والعَرْق في الحديث العظم عليه بقية اللحم، والمرماتان ما بين ظِلفي الشاة من اللحم، والمعنى: أن المنافقين الذين يتخلفون عن الجماعة يزهدون في الثواب العظيم في صلاة الجماعة، ويحرصون على متاع الدنيا ولو كان شيئاً يسيراً، فهم لا يشهدون الجماعة ولو علموا أن لحماً يسيراً في المسجد في وقت صلاة العشاء لشهدوها؛ لأن همهم الدنيا دون الآخرة.
(4): قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)) رواه البخاري (657) ومسلم (1482) عن أبي هريرة رضي الله عنه، والمعنى: أن الصلوات في الجماعة ثقيلة على المنافقين، ولكن العشاء والفجر أثقلها؛ لأن العشاء تقع في أول الليل بعد التعب والكدح في النهار، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبلها والحديث بعدها، رواه البخاري (568) ومسلم (1463) عن أبي برزة رضي الله عنه، والنوم قبل صلاة العشاء سبب في فواتها، والحديث بعدها قد يمتد فيكون سبباً في فوات الفجر، ولأن صلاة الفجر تقع في الوقت الذي يطيب فيه الفراش ويُتلذّذ فيه بالنوم، ولهذا جاء في أذانها: الصلاة خير من النوم، والمعنى: أن ما تُدعون إليه ـ وهو الصلاة ـ خير من النوم الذي أنتم متلذّذون فيه.
(5): حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ((صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، فقال: شاهد فلان؟ فقالوا: لا، فقال: شاهد فلان؟ فقالوا: لا، فقال: شاهد فلان؟ فقالوا: لا، فقال: إن هاتين الصلاتين من أثقل الصلوات على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً)) الحديث، رواه أحمد (21265) والدارمي (1273) وأبو داود (554) بإسناد حسن.
(6): حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ أعمى فقال: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له، فلما ولَّى دعاه فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ فقال: نعم، قال: فأجب)) رواه مسلم (1486)، وروى أبو داود (552) بإسناد صحيح عن ابن أم مكتوم رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله! إني رجل ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم، قال: لا أجد لك رخصة)).
ففي هذين الحديثين دلالة واضحة على وجوب صلاة الجماعة، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص في التخلف عنها لرجل أعمى، فمن باب أولى من يكون صحيحاً معافى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)) رواه البخاري (6412) عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو أول حديث عنده في كتاب الرقاق.
(7): قوله صلى الله عليه وسلم: ((من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر)) رواه ابن ماجه (793) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد صحيح، ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 245) وقال: ((صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)) ووافقه الذهبي.
والحديث يدل على تأكد وجوب صلاة الجماعة على الأعيان.
(8): حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((مَن سرَّه أن يلقى الله تعالى غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن؛ فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سُنَّة نبيكم، ولو تركتم سُنَّة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادَى بين الرجلين حتى يقام في الصف)) رواه مسلم (1488).
(يُتْبَعُ)
(/)
والحديث يدل على أن المحافظة على الصلوات الخمس في المساجد من أسباب لُقيِّ الله مسلماً والخروج من الدنيا على نهاية حسنة كما قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، ويدل على أن في التخلف عن صلاة الجماعة في المساجد وأدائها في البيوت تركاً لسنّة النبي صلى الله عليه سلم وأن ذلك من الضلال، ويدل على بيان عظم الأجر والثواب للمصلين في المساجد، ويدل على أن من علامات النفاق عند الصحابة رضي الله عنهم التخلف عن صلاة الجماعة، ويدل على أن الصحابة رضي الله عنهم يحافظون على الصلوات في المساجد ولو كانوا في شدة المرض لما يعلمونه من عظيم الأجر والثواب في صلاة الجماعة مع أنهم معذورون لو تخلفوا عنها، وهذا بخلاف المنافقين الذين قال النبي صلى الله عليه سلم عن تخلفهم عن صلاتي العشاء والفجر: ((ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً)).
(9): قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ((كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة العشاء الآخرة والصبح أسأنا به الظن)) رواه الحاكم في المستدرك (1/ 211) وقال: ((صحيح على شرطهما)) ووافقه الذهبي.
ومعنى قوله: ((أسأنا به الظن)) أي: اتهمناه بالنفاق، كما بيَّن ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بقوله المتقدّم: ((ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق))، وقوله: ((ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف لتركتم سنّة نبيكم، ولو تركتم سنّة نبيكم لضللتم)).
فهذه جملة من الأدلة على وجوب صلاة الجماعة، وأما قوله صلى الله عليه سلم: ((صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)) رواه البخاري (645) ومسلم (1477) عن ابن عمر رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه سلم: ((صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءاً)) رواه البخاري (648) ومسلم (1472) عن أبي هريرة رضي الله عنه، فإنه يدل على أن من صلّى وحده صحّت صلاته وفاته أجر عظيم وسلم من أن يكون تاركاً للصلاة، ولكنه يكون آثماً لعدم أدائها جماعة؛ لدلالة النصوص المتقدّمة على ذلك.
ولا يسوغ لأحد من متبعي الشهوات التهوين من شأن صلاة الجماعة بدعوى أن في المسألة خلافاً؛ لأن الأدلة المذكورة واضحة الدلالة على وجوبها على الأعيان؛ وذلك للزومها على جميع أفراد الجيش حال الخوف، وهمِّ الرسول صلى الله عليه سلم بتحريق البيوت على أهلها المتخلفين عن الجماعة في الوقت الذي تؤدَّى فيه الجماعة في المسجد ولو أدَّوها جماعة في البيوت، ووصف المتخلفين عن صلاة الجماعة بالنفاق والضلال، وعدم ترخيص النبي صلى الله عليه سلم للرجل الأعمى بالصلاة في بيته، وكون سامع النداء إذا لم يُجب لا صلاة له إلا من عذر، وكون علامة النفاق عند الصحابة رضي الله عنهم التخلف عن صلاة الجماعة.
ودلَّ قول الله: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، على أن المحافظة عليها لاسيما في الجماعة سبب للسلامة من الوقوع في الفحشاء والمنكر، وقد جاء في القرآن الكريم التلازم بين إضاعة الصلاة واتباع الشهوات، قال الله عز وجل: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات)، فلا يجوز لمسلم يرجو ثواب الله ويخشى عقابه أن يتهاون في الصلاة وأدائها جماعة أو يهوِّن من أمر صلاة الجماعة، كما فعل ذلك بعض الكُتَّاب في بعض الصحف.
وهاتان المسألتان اللتان مثلت بهما لانتقاء هواة الانفلات ما يوافق أهواءهم، وهما تهوين شأن السفور واختلاط النساء بالرجال، وتهوين شأن صلاة الجماعة كانت الكتابة عن هذا التهوين من التغريبيين ومن كان على شاكلتهم من الصحفيين، ثم حصل في أواخر العام الماضي (1430هـ) إقدام اثنين من المتكلفين ممن ينتسب إلى العلم الشرعي على الكتابة في الصحف في مسألة السفور والاختلاط رددت على الأول منهما بكلمة بعنوان: ((لماذا النشاط المحموم في تأييد اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين؟!)) نشرت في 18/ 11/1430هـ، وعلى الثاني بكلمة بعنوان: ((أسوأ هذيان ظهر حتى الآن في فتنة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين)) نشرت في 10/ 1/1431هـ، وجاء بعدهما ثالث كتب في الموضوع في أول هذا العام رددت عليه بكلمة نشرت في 20/ 1/1431هـ بعنوان: ((وأخيراً وصلوا في استنطاقهم لتأييد اختلاط الجنسين إلى مؤسسة دينية ثالثة!)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي يوم الأحد 4/ 5/1431هـ اتفقت صحيفتا المدينة وعكاظ على نشر مقتطعات من هذيان جديد لصاحب الهذيان الأسوأ وهو أحمد قاسم الغامدي، الذي وضع في موقع ليس له بأهل وهو مسئولية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة، يهوِّن في هذا الهذيان من أمر صلاة الجماعة وإغلاق المتاجر في وقت أدائها، وذكرت الصحيفتان أنه عنون لهذا الهذيان بـ ((قوافل الطاعة في حكم صلاة الجماعة))، وأشير إلى بعض ما جاء في هذا الهذيان الجديد إلى ما يلي:
(1): إن مجيء هذا الهذيان الجديد في التثبيط عن صلاة الجماعة بعد أسوأ هذيان حصل في تأييد اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين هو من العقوبة على السيئة بسيئة أخرى لأن السيئة تجر إلى السيئة والزيغ يجر إلى الزيغ، ومن العقوبة على السيئة أن يبتلى المسيء بسيئة أخرى، ومن العقوبة على الزيغ أن يبتلى الزائغ عن الحق بإزاغة القلب كما قال الله عز وجل: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)، وقال: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم)، قال ابن كثير في تفسيره: ((أي فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطناً أو ظاهراً چگ گ گچ، أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة، (أو يصيبهم عذاب أليم)، أي في الدنيا: بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك))، وفي مقابل ذلك فإن من الثواب على الحسنة أن يوفق المحسن إلى حسنة أخرى، فإن الحسنة تجرُّ إلى حسنة.
(2): تسمية هذا الهذيان باسم ((قوافل الطاعة في حكم صلاة الجماعة)) لا يطابق المسمى؛ لأن من شأن القوافل أنها تسير، وسيرها يناسب الذهاب إلى المساجد لأداء صلاة الجماعة، فيقال فيه قوافل الطاعة لأداء صلاة الجماعة، وأما بقاء الرجال في البيوت والحوانيت وقت أداء صلاة الجماعة فالذي يطابقه بقاء الدواب في حظائرها رابضة وباركة، فتكون التسمية المناسبة للتثبيط عن صلاة الجماعة ((البوارك والروابض عن الطاعة)) لا ((قوافل الطاعة)).
(3): جاء في صحيفة عكاظ: ((لا يصح الإنكار على من ينادي بعدم إغلاق المحال التجارية أوقات الصلاة))!! ولا أدري كيف لم يتصور هذا الكاتب فظاعة وقبح منظر حوانيت مفتوحة أمام أبواب المساجد في وقت أداء صلاة الجماعة؟! وما ذلك إلا من إيثار تجارة الدنيا على تجارة الآخرة، وقد قال الله عز وجل: (كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة)، وقال: (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى)، وقد أورد البخاري في صحيحه في ((باب في الأمل وطوله)) من كتاب الرقاق أثراً عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل))، مع أن أداء الصلاة جماعة في المساجد لا يستغرق إلا وقتاً يسيراً، وقد جاء أن طلب الرزق يكون بعد أداء صلاة الجمعة والجماعة؛ كما في قول الله عز وجل: (فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله)، وكما في دعاء الخروج من المسجد وفيه: ((اللهم افتح لي أبواب فضلك))، وأيضاً فإن في البقاء في الحوانيت وقت صلاة الجماعة إيثاراً للبقاء في الأبغض إلى الله على الأحب إلى الله، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)) رواه مسلم (1528)، وأيضاً فقد مدح الله الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله في المساجد وذم الذين تلهيهم الدنيا عن ذكر الله فقال: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال* رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة)، وقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون).
(4): وجاء فيها أيضاً: ((حكم صلاة الجماعة بالنظر إلى إقامتها فرض من فروض الإمام)) و ((المعتبر هو إقامة صلاة الجماعة في الناس لا إقامة الناس فيها))!!
ومعنى هذا أن على المؤذن أن يؤذن وعلى الإمام أن يصلي بمن حضر ولو لم يكن معه إلا المؤذن، وأما غيرهما فمن شاء حضر ومن لم يشأ لم يحضر، وإذا كان للرجال أن يتخلفوا عن المساجد فما فائدة ((حي على الصلاة، حي الفلاح))؟! ومعنى هذا النداء هلموا وأقبلوا وليس أن يبقوا في بيوتهم وحوانيتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(5): وجاء فيها: ((أدلة القائلين بوجوب الصلاة مع الجماعة لا ترتقي إلى القول بالوجوب))!
أقول: تقدم ذكر أدلة تسعة في ذلك وهي واضحة الدلالة على الوجوب، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت العلامة التي يعرف بها الصحابة رضي الله عنهم أهل النفاق التخلف عن صلاة الجماعة كما هو واضح من الأثرين المتقدمين عن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم، وفي تعبير ابن مسعود بقوله: ((ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق)) وتعبير ابن عمر بقوله: ((كنَّا إذا فقدنا الرجل في صلاة العشاء الآخرة والصبح أسأنا به الظن)) بضمير الجماعة ما يفيد إجماع الصحابة رضي الله عنهم على وجوب صلاة الجماعة.
(6): وجاء فيها أيضاً: ((إقامة الناس في صلاة الجماعة بعد إقامتها سنة مؤكدة))!
أقول: من قال بالسنية المؤكدة لصلاة الجماعة من العلماء يحافظون على صلاة الجماعة كما يحافظون على الوتر وركعتي الفجر وهما من السنن المؤكدة، ولا يهوِّنون من شأن صلاة الجماعة ولا يثبطون عنها، قال ابن القيم في كتاب الصلاة (ص71): ((وقالت الحنفية والمالكية: هي سنة مؤكدة، ولكنهم يؤثِّمون تارك السنن المؤكدة ويصححون الصلاة بدونها، والخلاف بينهم وبين من قال: إنها واجبة لفظي، وكذلك صرح بعضهم بالوجوب))، وقال أيضاً (ص89): ((ومن تأمل السنة حق التأمل تبين له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان)).
(7): وجاء فيها: ((وإذا فشا قول بعض أهل العلم في مسائل الاجتهاد وأطبق العموم عليه أدى إلى خفاء الحق)).
أقول: الحق هو ما أطبق عليه الناس في بلاد الحرمين من وجوب الصلاة جماعة في المساجد، فقد عشنا وعاش آباؤنا وأجدادنا في ولاية الملك عبد العزيز رحمه الله وولاية أبنائه من بعده على أداء صلاة الجماعة في المساجد وإغلاق الحوانيت وقت أدائها، وليس الحق في التخيير بين أداء الصلاة جماعة وعدم أدائها، ثم ما دام أن الناس في هذه البلاد سائرون على هذا المنهج الصحيح فلماذا الخروج على ذلك بنشر ما يثبِّط عن هذا الخير ويصرف الناس عن هذا العمل الصالح؟! وليس ببعيد أن يكون هذا الهذيان في التثبيط عن صلاة الجماعة، وكذا في تأييد اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين داخلاً في جملة ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم)) رواه مسلم في أول مقدمة صحيحه، ومن حسن حظ المرء أن يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر لا أن يكون مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير، ولو كان الحق فيما أظهره الكاتب لكان الأولى إخفاؤه ليبقى الناس على ما كانوا عليه من الخير وهو المحافظة على صلاة الجماعة، وما هذا التثبيط عن صلاة الجماعة في بلاد محافظة عليها إلا من الإفساد فيها بعد إصلاحها، كما قال الله عز وجل: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)، في آيتين من سورة الأعراف، قال ابن كثير في تفسير الآية الأولى: ((ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض، وما أضره بعد الإصلاح! فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد، فنهى الله عن ذلك))، والواجب الإعانة على ما يقوي الإيمان لا على ما فيه إضعافه والتثبيط عن الخير، ومن حالفه التوفيق لن يغتر بهذا الهذيان، ومن ضعف إيمانه ومرض قلبه لا يزيده هذا الهذيان إلا ضعفاً ومرضاً، ومن الآثار السيئة للتثبيط عن صلاة الجماعة أن يسمع بعض الناس الأذان لصلاة الفجر فيبقى في فراشه لأنه لا يريد الذهاب إلى المسجد، وقد يستمر في نومه حتى تطلع الشمس فيؤدي الصلاة في البيت بعد خروج وقتها، فيكون للمثبِّط مثل آثام من ثبَّطه لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)) رواه مسلم (6804)، ومن القصص الجميلة في المحافظة على صلاة الجماعة أن شيخاً فاضلاً له تسع بنات وابن واحد، سمعته يقول في درسه: ((أحب أن يكون وحيدي محافظاً على صلاة الجماعة، ولو كان تحصيل رزقه بمشقة كبيرة، كالذين يصعدون باللبن على ظهورهم إلى الأدوار العالية في العمارات الشاهقة، وإذا سمع الأذان ترك العمل، وبادر بالذهاب إلى المسجد))، وكان اللبن يصعدن به إلى العمارات هكذا قبل أن تأتي الآلات الرافعة، وقصة أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرت بها عن شخص من العوام أعرفه توفي قبل ربع قرن رحمه الله كان منزله بين مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء، وكان محافظاً على الصلاة في المسجد، وفي يوم من الأيام غلبه النوم فلم يقم لصلاة الفجر إلا بعد انتهاء صلاة الجماعة فحزن حزناً شديداً وتألم ألماً عظيماً، فرأى أن يعوض عن ذلك بأن ذهب على رجليه إلى المسجد النبوي، وبقي فيه من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، وفي الكتاب الذي ترجم فيه الشيخ عبد الملك ابن محمد بن قاسم لأبيه رحمه الله قوله (ص 261): ((ولا أذكر يوماً فاتته صلاة الجماعة إلا مرة واحدة، كان نائماً القيلولة فأُذن لصلاة العصر وحسب أهل البيت أنه خرج للمسجد كالعادة، فما علموا إلا وهو يقوم من نومه بعد انتهاء الصلاة معاتباً من حوله على عدم إيقاظهم له، وعلاه من الحزن وسواد الوجه ما الله به عليم، كل ذلك حرصاً منه رحمه الله على صلاة الجماعة، والعجيب أنه لما توفي قريب له وكان تقياً ورعاً يحبه الوالد كثيراً ما رأينا ذلك السواد في وجهه كيوم فاتته صلاة الجماعة، فهل يعي المتهاون بصلاة الجماعة ولربما كان جاراً للمسجد ذلك؟! وهذه القصة تذكرنا بما جرى لحاتم الأصم عندما قال: فاتتني الصلاة في الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف، لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا!))
(8): وجاء فيها: ((وزيادة إن أثقل الصلاة على المنافقين ... )) وإن كان الشيخان أخرجاها في صحيحيهما إلا أن في النفس منها شيئاً))! و ((حديث الأعمى وابن أم مكتوم رُويا عن عدة طرق لم يثبت منها شيء بإسناد صحيح ولا حسن))!
أقول: من أنت حتى يكون في نفسك شيء من حديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما؟! وواجب المسلم إذا صح الحديث أن يستسلم وينقاد له ولا يكون في نفسه منه شيء، كما قال الله عز وجل: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)، وقال: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).
وأما ما ذكره عن حديث الأعمى وابن أم مكتوم فقد ذكر النووي في شرحه لصحيح مسلم أن الأعمى في حديث مسلم هو ابن أم مكتوم كما جاء مفسَّراً عند أبي داود وغيره، وقد مر قريباً إيراد الحديث من صحيح مسلم وسنن أبي داود، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه وأبو داود في سننه وكثر احتجاج أهل العلم به على وجوب صلاة الجماعة فكيف يقول الكاتب عنه إنه لم يثبت بإسناد صحيح ولا حسن مع أنه في صحيح مسلم؟! ولو لم يخرجه في صحيحه وخرَّجه غيره وفي الإسناد عبيد الله بن الأصم الذي يُقبل حديثه إذا توبع فإنه يؤيده حديث ابن أم مكتوم في سنن أبي داود المتقدم ورجاله ثقات إلا عاصم بن بهدلة وأقل أحوال حديثه الحُسن فيكون مع الحديث الآخر صحيحاً لغيره، وقد ذكرني ما قاله هذا الكاتب هنا بكلام سمعته من شيخ فاضل من كبار العلماء شفاه الله قال: ((إن ولداً صغيراً عمره خمس عشرة سنه قال عن حديث صحيح: هذا الحديث لم يصح عندي))!! مع أن هذا الكاتب لم يعرفه المشتغلون بالعلم إلا بعد نشر هذيانه في تأييد اختلاط الجنسين وفي التثبيط عن صلاة الجماعة واحتفاء الصحف به وبهذيانه، وهذا الكاتب إن لم يدركه من الله هداية وتوفيق أو يتداركه ولاة الأمر بردع ومنع لقول عثمان رضي الله عنه: ((إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)) يُخشى أن يسطو على أحاديث الصحيحين فيخبط فيها كعادته خبط عشواء ويضعِّف بجهل وقلة حياء ما أمكنه تضعيفه منها، وكذا يُخشى أن يجرؤ على واجبات أخرى وطاعات فيهون من شأنها ويثبط عنها.
وقد كان العلماء يعظمون أحاديث الصحيحين ويهابون الكلام فيها، ومن ذلك قول الذهبي في الميزان في ترجمة خالد بن مخلد القطواني وقد جاء في إسناد حديث: ((من عادى لي ولياً)) في صحيح البخاري قال: ((لولا هيبة الجامع الصحيح لعَدُّوه في منكرات خالد بن مخلد، وما أشار إليه من وجود نكارة في الحديث غير مسلم وفيه نظر، وقال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري (ص 284): ((وقد كان الشيخ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح: هذا جاز القنطرة، يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه))، وقال الشوكاني في شرح هذا الحديث في كتاب ((قطر الولي في شرح حديث الولي))
(يُتْبَعُ)
(/)
المطبوع ضمن كتاب ((ولاية الله والطريق إليها)) للدكتور إبراهيم هلال (ص218): ((ولا حاجة لنا في الكلام على رجال إسناده، فقد أجمع أهل هذا الشأن أن أحاديث الصحيحين أو أحدهما كلها من المعلوم صدقه، المتلقى بالقبول، المجمع على ثبوته، وعند هذه الإجماعات تندفع كل شبهة، ويزول كل شك، وقد دفع أكابر الأمة من تعرض للكلام على شيء فيهما، وردوه أبلغ رد، وبينوا صحته أكمل بيان، فالكلام على إسناده بعد هذا لا يأتي بفائدة يعتد بها، فكل رواته قد جاوزوا القنطرة، وارتفع عنهم القيل والقال، وصاروا أكبر من أن يتكلم فيهم بكلام، أو يتناولهم طعن طاعن، أو توهين موهِّن)).
وقد اقتصرت فيما كتبته على ما جاء عن الكاتب في صحيفة عكاظ، ولم أتعرض لما جاء عنه في صحيفة المدينة من تخبط في الكلام على بعض الأحاديث طلباً للاختصار واكتفاءً بما أوردته عنه في الكلمة السابقة من نماذج من تخبطه في التصحيح والتضعيف لبعض الأحاديث.
وفي الختام أشير إلى أمرين:
الأول: أن هذا الكاتب في إشهاره التثبيط عن صلاة الجماعة في بلاد محافظة عليها وكذا إظهاره فيما كتبه من قبل من تأييد اختلاط الجنسين في الدراسة والعمل وغير ذلك وأن لكلٍّ من الجنسين النظر إلى الآخر ومصافحته وأن الأجنبية تفلي رأس الأجنبي وتقص شعره وتحلقه وغير ذلك مما نقلته عنه في كلمة: ((أسوأ هذيان ظهر حتى الآن في فتنة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين))، كل ذلك يدل بوضوح على أن مثله لا يجوز أن يكون مسئولاً في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل ولا عضواً فيها؛ لأنه في واد وأعمال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في واد آخر، وبقاء مثله في هذا العمل بعد ظهور أمره وانكشاف حاله من علامات الساعة، فقد سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: متى الساعة؟ فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ((فإذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وًسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)) رواه البخاري (59).
الثاني: أن من واجبات ولاة أمور المسلمين المنع من إظهار كل شيء يعود عليهم ضرره في دينهم وأخلاقهم، لاسيما الكلام في الشرع بغير علم والخوض في الفتوى ممن ليس أهلاً لها، قال ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 217): ((من أفتى الناس وليس بأهل للفتوى فهو آثم عاص، ومن أقرّه من ولاة الأمور على ذلك فهو آثم أيضاً، قال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: ويلزم ولي الأمر منعهم كما فعل بنو أمية، وهؤلاء بمنزلة من يدل الركب وليس له علم بالطريق، وبمنزلة الأعمى الذي يرشد الناس إلى القبلة، وبمنزلة من لا معرفة له بالطب وهو يطب الناس، بل هو أسوأ حالاً من هؤلاء كلهم، وإذا تعيّن على ولي الأمر منع من لم يحسن التطبب من مداواة المرضى، فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنّة ولم يتفقه في الدين؟! وكان شيخنا رضي الله عنه ـ يعني شيخ الإسلام ابن تيمية ـ شديد الإنكار على هؤلاء، فسمعته يقول: قال لي بعض هؤلاء: أجُعلت محتسباً على الفتوى؟! فقلت له: يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب؟!))، وقال أيضاً (4/ 207): ((رأى رجلٌ ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقال: استُفتي مَن لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم، قال: ولَبعضُ مَن يفتي ههنا أحق بالسجن من السرَّاق، قال بعض العلماء: فكيف لو رأى ربيعة زماننا وإقدام مَن لا علم عنده على الفتيا وتوثبه عليها ومَدَّ باع التكلف إليها وتسلقه بالجهل والجرأة عليها، مع قلة الخبرة وسوء السيرة وشؤم السريرة؟! وهو من بين أهل العلم منكر أو غريب، فليس له في معرفة الكتاب والسنَّة وآثار السلف نصيب!))، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر الفتوى الحموية: ((وقد قال الناس: أكثر ما يفسد الدنيا: نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي؛ هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان)).
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد حكومة وشعباً من كل شر وأن يوفقها لكل خير وأن يقيها شر أعدائها قتلة الأنفس وقتلة الأخلاق، وأن يهدي من ضل إلى الصواب، إنه سبحانه وتعالى سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 10:27]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم وحفظ الله ريحانة المدينة و شيخ أهل السنة فيها عبد المحسن العباد(/)
هل ثبت قول ابن تيمية عن الروافض: "لو كانت البشر حيوانات لكانت الروافض حميرا"؟
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 01:43]ـ
سلام عليكم ..
إخواني سمعت أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال كلاما مثل هذا أو بما معناه "لو كانت البشر حيوانات لكانت الروافض حميرا"
وكذلك قوله " الروافض حمير اليهود يركبون عليهم في كل فتنة أرادوها" ...
...
فهل تصح له؟؟ الرجاء الإفادة وذكر الكتاب وصفحته الله يكرمكم. ..
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 03:22]ـ
للرفع ...
ـ[جذيل]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 03:42]ـ
نصها هكذا:
فهم (يعني الرافضة) كما قال فيهم الشعبي - وكان من أعلم الناس بهم - لو كانوا من البهائم لكانوا حمرا ولو كانوا من الطير لكانوا رخما.
وهي موجودة في مجموع الفتاوى 4/ 472
وفي مختصر منهاج السنة للغنيمان 1/ 13
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 11:57]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا .... وبارك فيك الله ...
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 02:34]ـ
أيضا ...
(منهاج السنة النبوية):" .. لا سيما الرافضة فإنهم أعظم ذوى الأهواء جهلا وظلماً .. تجدهم يعاونون المشركين وأهل الكتاب على المسلمين من أهل القرآن كما جربه الناس منهم غير مرة في مثل إعانتهم للمشركين من الترك (قبل العثمانيين) وغيرهم على أهل الإسلام في خراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك. وإعانتهم للنصارى على المسلمين في الشام ومصر في وقائع متعددة من أعظم الحوادث في المائة الرابعة والسابعة .. وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير"ج1 - ص7 - 8.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 07:11]ـ
أيضا ...
(منهاج السنة النبوية):" .. لا سيما الرافضة فإنهم أعظم ذوى الأهواء جهلا وظلماً .. تجدهم يعاونون المشركين وأهل الكتاب على المسلمين من أهل القرآن كما جربه الناس منهم غير مرة في مثل إعانتهم للمشركين من الترك (قبل العثمانيين) وغيرهم على أهل الإسلام في خراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك. وإعانتهم للنصارى على المسلمين في الشام ومصر في وقائع متعددة من أعظم الحوادث في المائة الرابعة والسابعة .. وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير"ج1 - ص7 - 8.
ليتك اخي وضعت المعقوفتين بدلا من القوسين لتكون هكذا [قبل العثمانيين]
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 10:56]ـ
ليتك اخي وضعت المعقوفتين بدلا من القوسين لتكون هكذا [قبل العثمانيين]
ولمه؟؟؟ بارك الله فيك ..
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 11:13]ـ
ولمه؟؟؟ بارك الله فيك ..
ليعلم أن مابين المعقوفتين من فعل الكاتب او المحقق او الناشر بالعموم وليس من المنقول حفظك الله
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 01:48]ـ
وإياكم ... فائدة تبقى للغادي والرائح وفي ميزان حسناتك إن شاء الله ....
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 04:11]ـ
وفي مختصر منهاج السنة للغنيمان 1/ 13
/// هي في أصل المنهاج (1/ 22، 28، 29) منسوبةً للشعبي رحمه الله.
/// وهي مسندة عنه في: السنة لعبدالله بن أحمد (2/ 549)، والسنة للخلاَّل (3/ 497)، وطبقات ابن سعد (6/ 248)، وتاريخ واسط (173)، وتاريخ دمشق (25/ 373 - 374) .. وغيرها.
ـ[ليلى الأخيلية]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 02:15]ـ
ألم تجدوا مصطلح أعمق من " البهائم " .. !
لعمري أنهم أشد من ذلك
فالبهائم لاتقذف زوجات الرسول
ولاتشتم صحابتهِ
ولم تأول القرآن وتحرف الكلم عن مواضعهِ
ولم تسبُ علماء وفقهاء الأمة
ولم ولم ولم
أتعبنا " هم " وكلت أقلامنا في رشدهم وكأنهم يستبشرون في إسكات (سُني ناصحُ لهم)
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 10:52]ـ
لا يشك عاقل أن الرافضي تابع شهوة ....
وأظن أن المتعة والخمس لولا الأولى لترك الروافض العوام دينهم ولولا الثاني لترك المعممون دينهم ....
ـ[محمد السني الجزائري]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 01:47]ـ
لقد ظُلمت الحمير، فهم أعقل من الروافض!
ـ[الوايلي]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 02:01]ـ
اجلكم الله
عندي الحمير اشرف وافضل من الروافض لعنة الله عليهم
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 02:33]ـ
صدق شيخ الإسلام فالرافضي يجب عندما يرى الحمار أن يقول له أنت أفضل مني فالرافضة هم شر من وطىء الحصى
ـ[راشد بن سالم]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 04:33]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
هل هذا الكلام من نواقض الايمان القولية؟
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 03:03]ـ
الحمد لله والصلام والسلام على رسول الله ..
أما بعد:
فقد ذكر بعض الفضلاء جزاهم الله خيرا أن قول: (لو كان فلان نبي ما امنت به او ما صدقته) يعد من نواقض الايمان القولية ..
الذي أعرفه أن لو حرف امتناع لامتناع .. أي يمتنع الجواب لامتناع الشرط ..
كقوله تعالى: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) ..
وقوله: (لو كان فيهما آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا) ..
فما وجه كون هذه الكلمة من النواقض؟ .. وجزاكم الله خيرا ..(/)
الكتاب الساقط (ألف ليلة وليلة)!!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 08:00]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
فإن كتاب (ألف ليلة وليلة) من الكتب الروائية التي ألفت لغاية خبيثة! وهذا الكتاب كنتُ قد قرأته قبل حوالي عشرين سنة من الجلدة إلى الجلدة،فألفيته كتابا ساقطا من ألفه أراد به قتل الغيرة في قلوب الناس،وإثارة الغرائز،ونشر الرذيلة والتسور على المحرمات!
فمن قصص حب وعشق وهيام إلى قصص الأغاني والليالي الحمراء،إلى قصص الزنا والتخطيط له،والتحيل للوصول إلى إشباع الغرائز بأدنى الحيل،فهو كتاب يجرئ المراهق على التصميم للوصول إلى فعل الفاحشة ولو كلفه الأمر مهما كلفه! نعم هذا هو الذي انطبع في ذاكرتي من تلك القراءة العشرينية.
فحُق لهذا الكتاب أن يحرق ثم يحرق! ثم يذر رماده في الهواء حتى لا يُنتن ريحه الأنوف!
والخلاصة هو كتاب ساقط لا يغضب لحرقه ومنعه إلا ساقط.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 09:28]ـ
وهذا سؤال موجه للعلامة صالح الفوزان:
السؤال:
ذكرت بعض كتب التاريخ ولا سيما - كتاب ألف ليلة وليلة - بأن خليفة المسلمين هارون الرشيد لا يعرف إلا اللهو وشرب الخمر فهل هذا صحيح؟
الجواب:
(هذا كذب وافتراء ودس في تاريخ الإسلام، وكتاب ألف ليلة وليلة كتاب ساقط لا يعتمد عليه ولا ينبغي للمسلم أن يضيع وقته في مطالعته.
وهارون الرشيد معروف بالصلاح والاستقامة والجد وحسن السياسة في رعيته وأنه كان يحج عامًا ويغزو عامًا، وهذه الفرية التي ألصقت به في هذا الكتاب لا يلتفت إليها، ولا ينبغي للمسلم أن يقرأ من الكتب إلا ما فيه الفائدة ككتب التاريخ الموثوقة وكتب التفسير والحديث والفقه وكتب العقيدة التي يعرف بها المسلم أمر دينه، أما الكتب الساقطة فلا ينبغي للمسلم ولاسيما طالب العلم أن يضيع وقته فيها).
اهـ (المنتقى).
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 09:33]ـ
وهذا سؤال موجه للشيخ العالِم ابن جبرين:
السؤال:
ذكرت بعض كتب التاريخ ولاسيما كتاب " ألف ليلة وليلة " عن خليفة المسلمين هارون الرشيد أنه لا يعرف إلا اللهو وأنه يشرب الخمور ويراقص الغانيات ويقربهن منه. أرجو أن تخبروني هل ما قيل عن هذا الرجل البطل " هارون الرشيد " صحيح أم لا؟
الجواب:
(هذا كذب صريح وظلم قبيح فإن هذا الخليفة من خيرة الخلفاء وكان يحج عاماً ويغزو عاماً وقد فتح الله في زمنه الكثير من البلدان، واتسعت رقعة الإسلام واستتب الأمن وعم الرخاء وكثر الخير بما لا نظير له؛ ثم إن هذا الخليفة كان حسن السيرة والسريرة، يجالس العلماء ويأخذ منهم ويسمع المواعظ ويبكي ويخشع ويكثر العبادة والتهجد والقراءة والذكر كما ذكر في سيرته المشهورة التي أفردت بالتأليف.
فأما هذا الكتاب فإنه أكاذيب مختلقة لا حقيقة لها وإنما لفقه شخص لا أمانه له وأراد بذلك شغل الأمة عن واجباتها وإضاعة الأوقات في قراءة أو سماع تلك الخرافات فلا يغتر به والله الموفق) اهـ.
(فتاوى إسلامية).
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 09:44]ـ
وقال الشيخ العالِم بكر بوزيد:
(التمثيل بنوعيه: الديني والترفيهي، ردة فعل لدى المنهزمين من المسلمين، لمحاكاة ما لدى الأمم الكافرة من أساطير و (إلياذات) وهمية، منسوجة يهرع إليها الناس.
فلدى (اليونان): (إلياذة هوميروس) وهي مطبوعة في مجلدين.
ولديهم (التراجيديا اليونانية) التي اختلقها (أيسكولوس) ولدى الرومان أساطيرهم ونسجهم.
ثم يأتي المنهزمون من المسلمين فيلتقطوا من موائد هؤلاء ومن غيرهم، فيهيمون في التمثيل الترفيهي إلى حد بلغ القضاء المبرم على سمة المسلم، ووقته، وقواه، وتفكيره.
وعندئذ يأتي اختلاق (ألف ليلة وليلة) و (سيرة عنترة) و (البطال) و (السيد البطل).
وعلى غرارها في (العصر الحاضر): الإستدلال من سيرة الأبطال، ومضاعفتها بالكذب والأوهام، كما في قصة (وضاح) و (عبيد بن الأبرش)، وغيرهما من أحاديث العرب وأخبارها في جاهلية وإسلام.
وفي (التمثيل الديني) يأتي التسلق إلى تمثيل أنبياء الله ورسله، والصحابة من المهاجرين والأنصار، وإلى عظماء الإسلام كافة.
وكان من أبشع ما رأى الراؤون ما عمله ذاك الشقي طه حسين في كتابه (على هامش السيرة): إنه ليس في حقيقتها، ولكن على هامشها بالاختلاق للتسلية.
إنها محاكاة دينية لإلياذة اليونان، وأساطير الرومان.
فجعل هذا العابث: سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - مسرحاً للأساطير والكذب، وإدخال الباطل، وسل الصحيح. واختراع ما يسيئ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى جميع المسلمين.
فانظر إلى هذا العنوان الأثيم (على هامش السيرة)، وإلى ما احتوته من الاختلاق العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل) اهـ
من كتابه (حكم التمثيل).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 09:53]ـ
وقال الشيخ العالِم عبد السلام البرجس:
(ومما ذكروه - أيضاً - أصلاً للتمثيل: فن القصة. فإنها موجودة عند المتقدمين ..
وحتى لا أطيل في الكلام عن فن القصة أكتفي بنقل كلام لأنور الجندي في كتابه ((الفنون والمسرح)) تحت عنوان: (القصة فن دخيل) قال:
((ولا شك الآن أن هدف القصة في الآداب الغربية هو: إعطاء الشعوب جرعة من الخيال، للتعويض عن الواقع، وأن القصة الخرافية الوثنية هي اللذة الكاذبة، التي تعطي الوهم بدلاً من إعطاء الحقيقة.
أما المسلم فإنه لا يحتاج إليها، لأنه يعيش في جو من الوضوح والصراحة بين أوامر الدين ونواهيه.
لقد عرف الأدب الإسلامي العربي ((الصدق)) القصصي فيما روى القرآن من قصص وما وجه إليه الفكر من التحرك داخل إطار الواقع، لا يدخل في إطار الشر والإباحة.
ولذلك فقد كان الإسلام حريصاً علي أن يعيش المسلم في واقعه وأن لا يتخذ وسائل الخداع الكاذبة المخدرة سبيلاً إلي إخراجه إلي عالم الأوهام.
ولقد قدم القرآن الكريم للمسلم القصة الصادقة بعيداً عن الأسطورة والخيال الوثني والوهم ... وما زال مفهوم القصة الإسلامي في اللغة العربية وهو: الإخبار بالواقع المجرد، وتتبع آثار الحقيقة، ولا يفهم منه تأليف الحكايات، أو تلفيق الوقائع، أو اصطناع الأخبار المكذوبة التي تصدر عن الكبت والظلم ...
قال: ومن هنا فإن النقد الأدبي الإسلامي المصدر يرفض أمثال قصص ((شهرزاد)) و ((ألف ليلة وليلة)) وغيرها من الأساطير، لأنها لا تمثل مفهوم الإسلام الصحيح.
وغاية ما يقال في هذا: إن الإسلام عزل المجتمع الإسلامي عن الإباحيات والخياليات المغرقة في الخرافات، وطبع الفكر الإسلامي،والمجتمع بطابع التوحيد والفطرة والواقعية بعيداً عن المغالاة والإسراف.
أما المسرح فإنه دخيل وافد، وليس فنا أصيلاً لا في الأدب العربي، ولا في المجتمع العربي الإسلامي)). ا هـ)).
اهـ من كتابه (إيقاف النبيل على حكم التمثيل).
ـ[أبو وئام]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 10:58]ـ
السلام عليكم
لي ملاحظة بسيطة هي للتأمل
من أظهر هذا الكتاب وطبعه أول مرة؟
الجواب: المستشرقون فأمتنا لم تكن تعلمه ولم تحفل به ولكن روج له المخربون المستشرقون فعلا نجمه وإذا عرف من وراءه بطل العجب
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 02:07]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
ولي سؤال:
هل يجوز تأليف قصة قصيرة لا تتضمن مخالفة لأحكام الشريعة ولمفاهيم الإسلام, بل يقصد منها الموعظة والاعتبار؟
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 07:49]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
وهذا جواب على سؤال أخي خطاب القاهري:
http://www.awfaz.com/vb/showthread.php?t=1379
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 08:37]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم فكم من مسلم يحسن الظن في هذا الكتاب الساقط.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 09:23]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
وجزى الله تعالى الأخ زكريا على نقله الجواب،وكان في ذهني قائما جواب للعلامة العثيمين،وكنت أتسنح الفراغ للبحث عنه ونقله للأخ،لكنك كفيتني المؤنة وزيادة،فأسأل الله تعالى أن يعطيك الجنة وزيادة.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 03:21]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
وهذا جواب على سؤال أخي خطاب القاهري:
http://www.awfaz.com/vb/showthread.php?t=1379
جزاك الله خيرا أخي الحبيب زكريااء.
ولكن وددت لو يضرب أحد الأفاضل مثلا لكلام الشيخ التالي في جوابه المشار إليه:
"أما إذا كانت لمعالجة داء وقع فيه الناس لعل الله ينقذهم منه بها فإن هذا لا بأس به بشرط أن تعرضه عرضا يفيد أنه غير واقعي وإنما تجعله أمثالا تضربها حتى يأخذ الناس من هذه الأمثال عبراً
"
وفقكم الله.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 03:41]ـ
وقال الشيخ العالِم بكر بوزيد:
(التمثيل بنوعيه: الديني والترفيهي، ردة فعل لدى المنهزمين من المسلمين، لمحاكاة ما لدى الأمم الكافرة من أساطير و (إلياذات) وهمية، منسوجة يهرع إليها الناس.
فلدى (اليونان): (إلياذة هوميروس) وهي مطبوعة في مجلدين.
ولديهم (التراجيديا اليونانية) التي اختلقها (أيسكولوس) ولدى الرومان أساطيرهم ونسجهم.
----------.
وكان من أبشع ما رأى الراؤون ما عمله ذاك الشقي طه حسين في كتابه (على هامش السيرة): إنه ليس في حقيقتها، ولكن على هامشها بالاختلاق للتسلية.
إنها محاكاة دينية لإلياذة اليونان، وأساطير الرومان.
فجعل هذا العابث: سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - مسرحاً للأساطير والكذب، وإدخال الباطل، وسل الصحيح. واختراع ما يسيئ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى جميع المسلمين.
فانظر إلى هذا العنوان الأثيم (على هامش السيرة)، وإلى ما احتوته من الاختلاق العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل) اهـ
من كتابه (حكم التمثيل).
-
وتفصيلا لكلام الشيخ بكر ابو زيد بخصوص كتاب "على هامش السيرة "لطه حسين اضع للاخوة تعليقي على رواية طه حسين
علمانيون على هامش السيرة
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=333785&postcount=41
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=339522&postcount=42
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الساري]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 04:48]ـ
المهاجر , أبو وئام , زكرياااء , ابن الشاطئ.
جزيتم خيرا على هذه الدرر
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 05:06]ـ
وانت ايضا ربنا يجزيك خيرا على تعليقاتك المحفزة الطيبة
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 01:00]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب زكريااء.
ولكن وددت لو يضرب أحد الأفاضل مثلا لكلام الشيخ التالي في جوابه المشار إليه:
"أما إذا كانت لمعالجة داء وقع فيه الناس لعل الله ينقذهم منه بها فإن هذا لا بأس به بشرط أن تعرضه عرضا يفيد أنه غير واقعي وإنما تجعله أمثالا تضربها حتى يأخذ الناس من هذه الأمثال عبراً
"
وفقكم الله.
وإياكَ أخي الفاضل ..
وبالنسبة للأمثلة ..
فربما الروايات التي ستفوز بجائزة مسابقة الألوكة الكبرى في مجال القصة والرواية والتي ستظهر بعد حوالي شهرين تقريباً، ستكون مثالاً جيداً لذلك، إذ القائمون عليها حريصون على أن تكون منضبطة بالضوابط التي ذكرها علماؤنا المُجيزون لكتابة القصة ..(/)
أسئلة في الصفات
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 09:20]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد
فهذه مجموعة من الأسئلة في الصفات طرحها أحد الدكاترة من الأشاعرة ويريد الجواب عنها وهي عبارة عن سبع أسئلة ومعها اعتراضات على بعض ما جاء في كتب السلف رحمهم الله
سأضع السؤال الأول وأترك الأخوة يجيبون عليه لمدة أسبوع ومن ثم اضع السؤال الثاني وهكذا (من باب التنظيم)
السؤال الأول
نحن في مذهب السلف نقول: هذه النصوص تدل على إثبات صفة لله، لها كيفية مجهولة تليق بالله تبارك وتعالى:
فهل تدل هذه النصوص على ذلك على سبيل القطع الذي لا يحتمل معه وجهاً من وجوه الدلالة غيره؟
أ - فإذا كانت دلالتها قطعية تجدد سؤالان بعد هذا الجواب
1 - ما هو الوجه الذي ينفي احتمال ورودها على ما تفهمه العرب من أساليب العربية التي يذكرها أهل التأويل؟
2 - وإذا كانت دلالة هذه النصوص قطعية فلم حصل فيها هذا الخلاف الواسع بين أكابر العلماء قديما وحديثا؟
ب - وإذا كانت دلالتها على إثبات الصفات ظنية تجدد سؤالان أيضا:
1 - هل تثبت صفات الله تعالى بدليل ظني الدلالة؟
2 - هل يجوز إلحاق أكابر المفسرين والعلماء بالبدعة لتركهم إثبات صفات الله بدليل ظني؟
تنبيه: أرجو أن تكون الإجابات مفصلة ومباشرة
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 11:51]ـ
أرجو نقل هذه الأسئلة لملتقى أهل الحديث لعدم قدرتي على التسجيل هناك
ـ[جذيل]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 12:13]ـ
انت اخي الكريم اذا قلت الاجابة تكون مفصلة منعت المشاركة لاغلب الحضور
لضيق الوقت والانشغال
لكن قل كل يدلي بدلوه
وانت بعدها خذ ما تريد ودع مالا تريد ..
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 12:28]ـ
بارك الله فيك أخي على الملاحظة ولكن أخي الكريم الأسئلة طبيعتها تفصيلية ولعلك لاحظت ذلك فلابد أن تكون الإجابة مفصلة ثانيا لدينا مدة أسبوع للإجابة فالأخ الذي يريد الإجابة معه أسبوع أظنها مدة كافية والله أعلم
وعلى أية حال لا مانع من أن يشارك جميع الأخوة بما لديهم فهذا أفضل عندي
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 12:31]ـ
يرفع للأهمية
ـ[زيد سلطان الشريف]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 03:54]ـ
أولا سأبدي وجهة نظري من خلال ما درسته وأتمنى من الأخوة أن يصححوا لي فأقول مستعين بالله عز وجل
أن المبتدعة أو ل ما يقابلون به ايات الصفات بالعقل فإذا لم يثبتها العقل أولها وأوردوا بعد ذلك حجة لغوية
فمثلا
الأساليب التي طرحها المبتدعة على قوله " الرحمن على العرش استوى " وهذه الأية تدل على الإستواء الخاص وهو الإستواء على العرش فمن حجج أهل الباطل قولهم أن العرش و الملك ومنه قول العرب ثل العرش أي ذهب ملكه
وحجتهم اللغوية في قوله تعالى " ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي " فقالوا اليد هنا النعمة لأن العرب تطلق اليد وتريدبها النعمة
وحجتهم اللغوية في قوله تعالى لموسى "لن تراني" أن لن للتأبيد
فأهل السنة أجابوا عن الأية الأية الأولى أننالو قلنا أن العرش بمعنى الملك فكيف نفسر قوله تعالى " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " فهل الملك يحمل وأما مقولة العرب ثل عرش بني فلان أي ذهب ملكهم أن هذا صحيح ولكن من لوازم ذهاب عرش الملك ذهاب ملكه
وأما قوله بيدي " فلا يصح أن يكون المعنى بقدرتي مع تثنية اليد
وأما الأية الثالثة فإن لن لا تفيد التأبيد وقد ذكر ذلك إمام في اللغة وهو ابن مالك وإنما لن تفيد النفي المجرد بدليل قوله " ولن يتمنوه أبدا "
يعني الموت، فقال (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا) فنَفَى بالتأبيد بكلمة (أَبَدًا) وباستعمال (لَنْ) نفى التمني، وأثبت أنهم يتمنونه يوم القيامة قال ? ?وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ? [الزخرف:77] يعني ليميتنا ربك قال (إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ)، فدل على أنَّ نفيه بـ (لَنْ) وبكلمة (أَبَدًا) لم يفد التأبيد المستغرق للدنيا والآخرة معا.
ومن أدلتهم أنهم قالوا: إنَّ النظر في القرآن وفي اللغة يفيد الانتظار، وهو أصله، وليس أصل النظر الرؤية، فالآيات التي فيها ذكر النظر تفيد الانتظار.
فقوله ? ?فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا? (11) يعني فهل ينتظرون وقوله ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ? [القيامة:22 - 23]؛ يعني منتظرة الفرج، ويستدلون عليه بقول الشاعر:
وجوهٌ يوم بدرٍ ناظراتٌ
إلى الرحمن يأتي بالفلاحِ
ناظرات إلى الرحمن، قالوا معناها منتظرات.
?وهذا القول في الاستدلال بمعنى النظر والإتيان عليه بهذا الشاهد اللغوي ليس على ما قالوا، وذلك أن اللغة فيها أفعال تختلف بالتعبير كثيرة جداً، فيكون للفعل معانٍ متعددة مختلفة بأنواع التعبير، ومنها فعل:
انْتَظَرَ ونَظَرَ، ومصدر ذلك واسم الفاعل ناظراً.
وتبيين ذلك أن يُقالَ -كما أوضحه الشارح وغيره من أهل اللغة- أَنَّ كلمة النظر وما اشْتُقَّ منها:
* تارَةً تتعدى بنفسها فيكون المعنى الانتظار؛ يعني تصل إلى المفعول بنفسها فيكون معناه الانتظار.
* وتارَةً تتعدى بـ (في) فيكون المعنى التفكر والاعتبار.
* وتارَةً تتعدى بـ (إلى) فيكون المعنى الرؤية، وقد يكون مع الرؤية الانتظار بحسب السياق، لكن لا يمكن أن تتعدى بـ (إلى) ويكون انتظاراً بلا رؤية، لا يمكن، ولم يأتِ في أي شاهد في لغة العرب ولا في القرآن ولا في السنة أنَّ النظر يتعدى بـ (إلى) ويكون معناه الانتظار المجرد من الرؤية،بل النظر إذا تَعَدَّى بـ (إلى) صار معناه الرؤية، وقد يكون على قِلَّةْ مع الرؤية الانتظار، وهذا له نظائر في اللغة يطول الكلام ببيانها. فتبين لنا أن إحتجاجتهم إما أن تنسب إلى اللغة وإما عن قلة فهم وإدراك للغة وأوجهها
وأما عن حصول الخلاف فإن أهل الباطل ٌأصلوا لأنفسهم منهجا في الإستدلال هو مخالف لمنهج السلف فما ثبت العقل أثبتوه وما نفاه العقل نفوه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 04:35]ـ
هذي شنشنة نعرفها من أخزم
وديدنهم التلاعب بالألفاظ
أما السؤالان فهما:
1 - ما هو الوجه الذي ينفي احتمال ورودها على ما تفهمه العرب من أساليب العربية التي يذكرها أهل التأويل؟
2 - وإذا كانت دلالة هذه النصوص قطعية فلم حصل فيها هذا الخلاف الواسع بين أكابر العلماء قديما وحديثا؟
والجواب ببساطة:
1 - لأنكم صرفتم الكلام إلى خلاف ما يفهم من كلام العرب
فإذا قلت يد فلا يجوز عربية أن يفهم قدرة إلا بقرينة
أما أنتم فقد اعتمدتم المجاز وضربتم عن الحقيقة صفحا دون قرينة؟
2 - لأن سنة الله الخلاف، لكنه كان في زمن الصحابة قليلا لوجود رسول الله، وهو يحسم أي خلاف
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36
فلما قبض صلى الله عليه وسلم، ذهبت العصمة، واستوى الناس
فلم يعد أحد يرى أحدا معصوما، و لا فوق النقد
ولم يبق إلا الاجتهاد
وكل كلامكم كوم
وتفسير الاستواء بالاستيلاء كوم مستقل
ـ[الآجري]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 05:51]ـ
الجواب باللون الأحمر
السؤال الأول:
هل تدل هذه النصوص على ذلك على سبيل القطع الذي لا يحتمل معه وجهاً من وجوه الدلالة غيره؟
نعم
أ - فإذا كانت دلالتها قطعية تجدد سؤالان بعد هذا الجواب
1 - ما هو الوجه الذي ينفي احتمال ورودها على ما تفهمه العرب من أساليب العربية التي يذكرها أهل التأويل؟
الأساليب التي يذكرها أهل التأويل على خلاف الأصل، وهي معان مرجوحة يصار إليها عند قرينة أو دليل يصرف إليها، والوجه الذي ينفي احتمال ورود الأدلة على هذه الأساليب: عدم القرينة والدليل الصحيح، سوى ما يتكلفه المعارضون مما لا يعوز أي مبطل يريد تأويل أمر شرعي، بالتالي مع طريقتهم تذهب القيمة الدلالية في النصوص الشرعية وتهدم ليس في الصفات فحسب بل في سائر أبواب الشرع الأخرى .. ولذا بقاء الأصل قطعي إلا بدليل صحيح واضح و وهذا الدليل غير موجود
2 - وإذا كانت دلالة هذه النصوص قطعية فلم حصل فيها هذا الخلاف الواسع بين أكابر العلماء قديما وحديثا؟
لا نسلم بوجود صورة من الخلاف تمانع الدلالة القطعية، لأن الخلاف طارئ بعد شيوع الانحراف عن طريقة السلف، وكان أمر المسلمين في باب الصفات على أمر واحد.
فلو لم تكن الدلالة قطعية لوجد لهذا الخلاف أصل عند الصحابة الذين اختلفوا كثيراً وفي مسائل أسهل من مسألة الصفات.
ثم: لا احتجاج بالقدر على الشرع، والدلالة القطعية تستفاد من الدليل لا من تعاطي الناس مع هذا الدليل!!
ب - وإذا كانت دلالتها على إثبات الصفات ظنية تجدد سؤالان أيضا:
1 - هل تثبت صفات الله تعالى بدليل ظني الدلالة؟
على التسليم بكونها ظنية - وهو ممنوع - فهو ظن على كل الأحوال أقوى من الظن الحاصل من جميع الأدلة التي تستدل بها الطوائف المخالفة كالأشاعرة، فما يريد إيراده على الدليل الشرعي في طريقة السلف يرد بصورة أكبر و من باب أولى على ما يسمونه دليلاً عقليا عند الأشاعرة
2 - هل يجوز إلحاق أكابر المفسرين والعلماء بالبدعة لتركهم إثبات صفات الله بدليل ظني؟
البدعة في منهج طارئ يتعامل مع الصفات بتعامل لم يعهده المسلمون، وليس من طريقتهم باعتراف أكابر الأشاعرة، هذا المنهج التأويلي بدعة شرعية كما هو بدعة تاريخية، أما الأفراد فأمرهم أيسر، والمهم أن يعرف أن هذا المنهج بدعة، ولا يلزم تبديع من تأثر به فقد يكون معذوراً.
تنبيه: أرجو أن تكون الإجابات مفصلة ومباشرة
والله أعلم.
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 10:05]ـ
بارك الله في الأخوة
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 12:15]ـ
أين باقي الأخوة؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 12:51]ـ
بالنسبة لإشكالكم الثاني أنقل لك كلاما نفيسا للشيخ يوسف الغفيص أظنه يجلي المسألة لمن رام الحق.
يقول حفظه الله في شرح الحموية:
((فإن القرآن قطعي الثبوت بإجماع المسلمين، أما من جهة الدلالة فإن آيات الصفات قطعية الدلالة حسب سياق كلام العرب، فإن في قوله تعالى مثلاً: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [المائدة:119] أضاف سبحانه الرضا إلى نفسه، أو في قوله تعالى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا [المجادلة:1] أضاف السمع إلى نفسه، وهذا الإسناد الصريح -كما يسميه أهل اللغة- هو أصرح سياق في العربية، ومن قال: إن الدلالة في آيات الصفات ليست قطعية من جهة اللغة العربية. يقال له: ليس هناك سياق قطعي في لسان العرب أكثر ظهوراً من سياق الإسناد الصريح. إذاً: القرآن قطعي الثبوت قطعي الدلالة على آيات الصفات. وبهذا يعلم أن كل دليل يعارض القرآن -سواء سمي دليلاً فلسفياً أو عقلياً أو كلامياً أو ما شابه ذلك- يمتنع أن يكون قطعي الثبوت قطعي الدلالة؛ لأن هذا الفرض يوجب التعارض بين القطعيين، وهو ممتنع باتفاق العقلاء. هذا الطريق من أقوى طرق الرد التي اعتمدها شيخ الإسلام ( http://audio.islamweb.net/audio.../index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) ، وهو: تحقيق أن القرآن قطعي الثبوت -وهذا بدهي- وأنه قطعي الدلالة في آيات الصفات؛ لأن سياق آيات الصفات أصرح سياق عربي في لسان العرب، فإذا كان كذلك علم أن المقابل له على جهة المعارضة يمتنع أن يكون قطعي الثبوت قطعي الدلالة؛ لأنه يوجب التعارض بين القطعيين، وهذا ممتنع باتفاق عقلاء بني آدم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 12:55]ـ
بارك الله فيك أخي شذى الجنوب على هذا النقل المبارك
هذا بالنسبة لآيات الصفات ماذا عن أحاديث الصفات
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 01:28]ـ
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ورزقنا وإياكم حسن المعتقد
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 02:36]ـ
بارك الله فيكم ننتظر باقي الأخوة
أكرر أرجو نقلها إلى ملتقى أهل الحديث لعدم قدرتي على الكتابة هناك كذلك أرجو من الإدارة تثبيت الموضوع
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 10:53]ـ
للرفع
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 07:26]ـ
أين مشايخ المجلس الكرام؟
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 10:04]ـ
بارك الله في الجميع
بهذه الطريقة لن نستطيع الحصول على أجوبة باقي الأسئلة
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 04:11]ـ
هل من جديد؟
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 07:45]ـ
للرفع والتذكير(/)
الشيخ إبراهيم السكران يسطر مقالاً كالصاعقة على الليبراليين والعصرانيين وينتقد الشيخ س
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 11:22]ـ
صحيفة حرف.خاص:
كتب فضيلة الشيخ إبراهيم بن عمر السكران مقالاً رائعاً يرد فيه على مئات المقالات الصحفية وغيرها في انتقاص الصحوة الإسلامية، ينبغي على كتاب الصحف من لليبراليين والعلمانيين قراءته فلعله أن يكون سبباً في توبتهم إلى الله تعالى وهذا ما نرجوه وهذا نص المقال:"
ماهي منجزات الصحوة؟
الحمدلله وبعد.
كثيرون تعرضوا لمظالم .. كثيرون تعرضوا لنكران الجميل .. ومع ذلك كله فلم يتعرض أحد في هذا العصر للجور مثل ماتعرضت له "الصحوة الإسلامية" التي قامت على أكتاف علماء ودعاة ومفكري أهل السنة .. يتحمل المرء طعنات العلمانيين والليبراليين وأرباب الشهوات والشيعة .. لكن ما أصعب الأمر حين يكون الغدر من أبناء هذه الصحوة نفسها .. الواحد منهم إذا صادف معرض كتاب، أو زار ستاندرات مكتبة الكتاب، أو قرأ مجموعة روايات؛ جاء منتفخاً مزهواً يتوهم نفسه مفكراً اكتشف مالم يكتشفه الآخرون! مع أن كثيراً من هؤلاء المتنكرين كان جاهزاً للانقلاب قبل أن يقرأ أصلاً، لكن كان يبحث عن بطاقة دخول إلى نادي المنسلخين لا أكثر، ويريد أن يوهم نفسه ومن حوله بأنه تحول بسبب "قراءااات" واسعة، وأكثرها خلاصات انترنتية صادفها هنا أوهناك ..
في الشهر الماضي فقط تلقيت على بريدي الإلكتروني الشخصي عدة رسائل تسأل: ماهي منجزات الصحوة؟ بعضهم يسأل مستفسراً، وبعضهم يسأل مساجلاً، وبعضهم يقول لي: دار نقاش في عدة مجالس حول هذا الأطروحة "الصحوة لم تقدم أية منجزات" ..
ولقد علمتني التجارب الكثيرة مع أصناف المنحرفين أن (شحن الناس ضد الصحوة) هو أول خطوات الانزلاق .. وكلما رأيت شخصاً وقع في مصيدة "التجني على الصحوة" قلت لأصحابي هذا إن لم يلطف الله به فسترونه يوماً يردد مايردده الليبراليون والعلمانيون .. فالصحوة حلقة الباب من حركها اتهمناه على مافوقها ..
أولئك المتسائلين والجاحدين الذين يقولون "ماهي منجزات الصحوة؟ " أحب أن أوضح لهم أن الإشكال ليس في قراءة "المخرجات" .. وإنما الإشكال يسبق ذلك، إنه إشكال في "المعايير" .. قبل أن تسأل الآخرين: ماهي منجزات الصحوة؟ فاسأل نفسك: ماهو معيار المنجزات؟
كل من اضطرب وارتبك في قراءة منجزات الصحوة فليس بسبب خفاء المرئي وإنما بسبب تبدل جوهري في عيون الرائي نفسه ..
لوأعطيت الشيعي صحيح البخاري فسيقول لك الكتاب قصر في فضل آل البيت .. ولو أعطيت الناصبي نفس الكتاب لقال لك الكتاب غلا في آل البيت .. كيف اختلف التقييمان والكتاب واحد؟ ليس لاختلاف الأحاديث وإنما لاختلاف معايير القارئ ..
قبل أن نسلط الضوء على منجزات الصحوة .. لنحاول تسليط الضوء أولاً على معايير هؤلاء الجاحدين لفضائل الصحوة ..
يأتينا بعض هؤلاء وقد تشرب المعايير العلمانية أو الليبرالية أو التنويرية أو الديمقراطية أوبشكل عام (المعايير المستغربة) ثم يقول لنا: ماهي منجزات الصحوة؟ عقول تشبعت بالقيم الغربية في التعامل مع هذه الحياة وتأتي تسأل ماهي منجزات الصحوة الإسلامية؟
يا عزيزي قبل أن تسأل عن منجزات الصحوة، صحح معاييرك أولاً، ولذلك تجد هؤلاء يتحاشون أن يطبقوا معاييرهم على القرون المفضلة، لأنهم يعلمون أنها ستؤول إلى إدانتهمأن
!
بعضهم يجعل أولوية الإسلام ومركزه وقضيته الأساسية هي (العمران المادي) .. وبعضهم يجعل أولوية الإسلام هي (إطلاق الحريات الشخصية)، وبعضهم يجعل أولوية الإسلام (مقاومة الاستبداد السياسي) .. ثم يأتي ويقرأ الصحوة بهذه العين العوراء التي لاتبصر إلا قضية واحدة ..
لا يا عزيزي .. الصحوة تختلف كثيراً عنك في معاييرها، الصحوة الإسلامية لم تنطلق بمعايير تغريبية، الصحوة الإسلامية لم ترسم مسارها بمعايير علمانية، ولا بمعايير ليبرالية، ولا بمعايير تنويرية، ولا بمعايير الديمقراطيين، ولا بمعايير أدعياء الوسطية، ولا بمعايير أدعياء الإصلاح السياسي، ولا بمعايير الوطنية الجاهلية، .. ولكنها بمعايير (أهل السنة) .. أتعرف ما هو معيار أهل السنة؟ إنه (الإسلام الشامل) إنه أخذ الكتاب كله .. إنه الاستسلام والانقياد لكل مسائل الدين .. إنه الاعتزاز والفخر بكل حرف من حروف الشريعة .. إنه حمل رسالة
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام بكل تفاصيلها .. وليس بالأجزاء التي تهواها النفوس فقط .. كما قال تعالى في وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ) [آل عمران:119] ..
أما هذه المدارس الفكرية المخالفة لأهل السنة في منهج الإصلاح فمصدر الخلل في معاييرهم تبعيض الكتاب الذي قال الله عنه (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) [البقرة:85] .. وعبر عنه القرآن أيضاً بتعضين القرآن الذي قال الله عنه (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) [الحجر: 91] أي أجزاءً مفرقة .. وعبر عنه القرآن أيضاً بقرطسة النص الذي قال الله عنه (تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا) [الأنعام:91].
إن كنت ياعزيزي لازلت متشرباً أهواءك في حصر الإسلام في (العمران المادي) .. أوحصر الإسلام في (الحرية السياسية) .. أوحصر الإسلام في (ماوافق الغرب من المفاهيم) .. فلا داعي أن تتعب نفسك وتتعبنا معك في البحث عن منجزات الصحوة .. لأن مشكلتك ليست مع "الصحوة" .. بل مشكلتك مع "القرآن" .. صحح علاقتك بكتاب الله أولاً، ثم تعال نتناقش في منجزات الصحوة ..
الصحوة الإسلامية ياعزيزي حين استوعبت أن معيارها هو معيار أهل السنة وهو الأخذ بالكتاب كله .. أثمرت منجزات شرعية في زمن قياسي قصير .. نجاحات متوالية مذهلة في مدة استثنائية ..
أعظم وأهم وأشرف منجزات الصحوة الإسلامية (ترسيخ التوحيد) الذي جعله الأنبياء والرسل رأس مشروعاتهم .. تأمل في البلدان العربية والإسلامية التي لم تنتعش فيها الصحوة السنية وابكِ -إن كانت دموعك يستثيرها التوحيد- على عدد الأضرحة والمزارات والقباب والمشاهد والمراقد المقدسة .. اسأل أي حركة قبورية في العالم عن أخطر توجه يهددهم وسيقولون لك "الصحوة السلفية" .. أي شرف أن يكون من يواصل مشروعات الأنبياء والرسل هم هذه الصحوة الإسلامية؟!
هل تعلم أنه في مولد أبي الحسن الشاذلي في محافظة البحر الأحمر في مصر ينحر ذبائح تصل إلى (120) ألف رأس من الخراف والماعز والإبل (صحيفة المصري اليوم، 28/ 12/2006) ..
هل تعلم أن حصيلة النذور في مصر في الفترة (2005 - 2006) بلغت 52 مليوناً و67 ألف جنيه؟ (حوار لوزير الأوقاف المصري مع جريدة الأخبار) ..
هل تعلم أنه في المنطقة الشرقية والجنوبية من السعودية لاتزال تقام شعائر الشرك والوثنية في الاستغاثة والذبائح للحسين ولعلي ولبقية آل البيت؟
هل تعلم أن واحداً من أضخم الرموز الدينية في الحجازكتب كتباً ورسائل وعقد الدروس والمجالس يدعوا فيها لألوان من قوادح التوحيد .. حتى أن الشيخ عبدالله بن منيع لم يستطع احتمال الأمر وكتب كتاباً حزيناً في مناقشته والتحذير منه ومما قاله الشيخ ابن منيع في الكتاب:
(تدعو حال مؤلفات محمد علوي مالكي إلى اعتباره في طليعة الدعاة إلى البدع والخرافات والشرك بالله في ألوهيته وربوبيته ; ذلك الرجل الذي آثر ممن غرر بهم وأضلهم وأعماهم: لحسهم يده، وركوعهم له، وتبركهم بآثاره وأعضائه وملابسه) [حوار مع المالكي، للشيخ ابن منيع، المقدمة]
ورد عليه أيضاً صقر السنة سفر الحوالي –شفاه الله- بعدة رسائل وسماه (مجدد ملة عمروبن لحي) في رسالة خاصة بهذا العنوان.
وأنا شخصياً رأيت محمد علوي مالكي مرةً واحدة، ورأيت فيها مثقفين يقبلون يده، بعضهم كان يسارياً ثم الآن ليبرالي، ومع ذلك ينحني ويقبل يده أمامنا.
وهل انتهى دعاة الشركيات اليوم؟ لا، ياعزيزي لم ينتهوا، فانظر الآن في النشاط الغريب للحبيب الجفري والفقيه صالح الأسمري والمحدث محمود سعيد ممدوح، وغيرهم ممن يروجون الشركيات، والحبيب الجفري رد عليه أشاعرة الشام بكتاب اسمه (إلى أين أيها الحبيب الجفري؟) للباحث خلدون مكي، وقدم للكتاب عالمان من أفاضل الأشاعرة، وهما مصطفى الخن ومحمد راجح, وتحاشى المؤلف كتب ابن تيمية وابن القيم, فضلاً عن كتب علماء الدعوة النجدية, والمشائخ السلفيين المعاصرين، ففي رده عليه بيان لأفكار الجفري الخطيرة في باب الألوهية، وإن كان المؤلف جرى على مذهب الأشاعرة في مسائل كالتسلسل وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل الأمر الآن أشد، فقد كان دعاة الشرك في الجزيرة يتعيشون على حصيلة النذور التي يتبرع بها لهم الجهال، أما الآن فاختلف الحال، فقد صارت وزارة الشؤون الإسلامية في الإمارات تدعمهم وتمكن لهم، ظناً من بعض النافذين أنهم يقاومون نمط الإسلام التكفيري بدعم نمط الإسلام الصوفي المتسامح، فصار هؤلاء يدخلون الشركيات على الناس استغلالاً لظروف سبتمبر! وأهل الإمارات أخيار وفيهم طيبة لكن غلاة الصوفية استطاعوا النفاذ إلى مواقع مؤثرة سياسياً .. وأظن البلاء بدأ مع الخزرجي. والله أعلم.
ولذلك فإن بعض الناس يتساءل كثيراً عن سبب فشل مشروع الصفار وأمثاله في التقارب بين السنة والشيعة، ويظن هو وغيره من التقاربيين أن المشكلة في "سب الصحابة"!، وإذا تحدثوا في الموضوع لم يذكروا إلا سب الصحابة، أبعد هذا غربة لحقائق القرآن؟!
قضية سب الصحابة هي القضية رقم 2 بيننا وبين الشيعة، وإنما القضية الأولى هي الشركيات التي يقوم عليها المذهب الشيعي، كالاستغاثة بالحسين وغيرها، والشركيات امتزج بها لحم المذهب الشيعي ودمه، حتى أن المفكر الشيعي (أحمد الكاتب) وهو مفكر مثقف ومتأثر بالفكر العقلاني المعاصر، ويفوق الصفار وأمثاله عشرات المرات في الاطلاع والعمق والجرأة على نقد المذهب الشيعي (الصفار رجل دبلوماسية محض وليس له في العلم بالمذهب ولا في الثقافة المعاصرة نقير ولاقطمير)، ومع ذلك كله يقول أحمدالكاتب في كتابه (الفكر السياسي الوهابي) مايلي:
(ولكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، تبعاً للشيخ ابن تيمية، كان يعتبر بعض الممارسات المختلف حولها بين المسلمين، مثل دعاء الأنبياء والصالحين والاستغاثة بهم، شركاً، وشركاً أكبر مخرجاً عن الملة والدين) [ص 16، ط2، 2004م]
وتبعاً لذلك فقد اعتبر أن "لا إله إلا الله" لاتعني إفراد الله بالألوهية والعبادة، بل تعني فقط إفراد الله بالربوبية! ولذلك يقول "أحمد الكاتب" في سياق انتقاده للشيخ محمد بن عبدالوهاب:
(ولذلك فقد أطلق الشيخ محمد بن عبدالوهاب كلمة "التوحيد" على "توحيد الألوهية" وهو توحيد الله بأفعال العباد كالدعاء والنحر والرجاء والتوكل، وليس "توحيد الربوبية" الذي يعني الإيمان بالخالق الواحد) [الفكر السياسي الوهابي، ص 17، ط2، 2004 م]
هذا أحمد الكاتب (عاقل المرة) بالتعبير العامي؟! فكيف بمن هو دونه؟! ومع ذلك فله كلام فيه تراجع مجمل عن هذا التقرير، ولايزال فيه إشكالات.
والمراد أن جماهير رموز الشيعة اليوم مرتبتان: إما غارق في تحسين الاستغاثة بأئمة آل البيت، وإما يقول لك: لا نحن لانرى الاستغاثة بغير الله، وهي شئ غير جيد.
هكذا فقط، أما أن تجد رمزاً دينياً للشيعة يقول لك: من استغاث بالحسين فهو مشرك، والاستغاثة بغير الله من نواقض الإسلام، فهذا من النادر، وماحال من يستنكر الاستغاثة بغير الله دون أن يقر بكونها شرك وناقض من نواقض الاسلام، إلا كمن يقول لك: (أنا لا أزني، ولا أحبذ الزنا، والزنا عموماً شئ غير جيد)! فمالفائدة إن لم يعتبرها كبيرة من كبائر الذنوب؟! بل من فعل الزنا مع إقراره بكونه كبيرة هو خير ممن ترك الزنا مع جحد تحريمه.
وأتذكر أنه في أعوام 1415هـ ومابعدها نشط كثير من دعاة الصحوة في إلقاء المحاضرات التبي تبين للشباب أن هناك كثيراً من السعوديين في مناطق المملكة واقعون في ألوان من الشركيات بسبب البعد عن مراكز المدن الكبرى، فكان "شباب الصحوة" المباركين يهبون فرقاً وآحاداً يذرعون أرجاء المملكة يلقون الكلمات عن قوادح التوحيد، يستنقذون الناس من حبوط أعمالهم ومن المصير الأخروي البائس الذي ينتظر المشركين (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر:65]
والحديث عن كارثة الشركيات في هذا العصر، وكيف استغل دعاتها بعض المؤسسات الحكومية في الخليج والمغرب العربي، وكيف صارت بعض النظم السياسية الفاسدة تدعمهم في مواجهة مايسمونه الإسلام السياسي (وليس هناك إسلام سياسي بل الإسلام شامل)، وكيف صارت لهم فضائيات يروجون بها أفكارهم الخطيرة في باب الألوهية؛ ليس هذا موضعه، وإنما أردت فقط أن أضع المتسائلين عن منجزات الصحوة أمام سؤال واضح وبسيط:
(يُتْبَعُ)
(/)
بالله عليكم هل سبق لك أن رأيتم علمانياً أو ليبرالياً أوتنويرياً أو ديمقراطياً أو إصلاحياً سياسياً يؤلف الرسائل في مناقشة شبهات الوثنية؟ ويتحرق في دعوة الناس إلى إفراد الله بالعبادة؟
اسألوا أنفسكم وأجيبوا: من الذي قاد حملة إشعال الوعي المعاصر بأهمية التوحيد وخطر صور الشركيات؟ أليست الصحوة الإسلامية؟
أما إن كنتم ترون أن هذه القضية (التوحيد والشرك) قضية هامشية، وشغلات وعاظ، واهتمامات دراويش، وإشكاليات البسطاء من الناس، فإن هذا يعني بكل وضوح أن مشكلتكم ليست مع الصحوة، بل مشكلتكم مع الأنبياء والرسل، ومشروعات الرسل ليست قضية غامضة ولا موضوع يحتاج لتحليل، فقد كشف القرآن بشكل متكرر عن رأس أولويات الرسل، كما قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:25]
وقال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل: 36]
بالله عليكم يامعاشر الطوائف الفكرية ألا تخجلون من الله حين تزهِّدون في الدعوة للتوحيد ومقاومة الشركيات، وأنتم ترون الله جل وعلا يظهر لنا في القرآن حبه للتوحيد وتعظيمه له، وتخصيصه أنبياءه بالدعوة إليه؟
حين أتأمل المدارس الفكرية اليوم ولا أجد فيها من يحمل راية التوحيد وتدريس الكتب الشرعية التي تقرره والرد على المبطلين فيه إلا "الصحوة الإسلامية"، فإني أتعجب من شدة توفيق الله لهذه الصحوة المباركة، ومن خذلان هذه المدارس الفكرية عن أعظم حقائق القرآن على الإطلاق.
وأنا أعرف جيداً لماذا خرجت قضية التوحيد والشرك من معاييركم، ولم تعد جزءاً من آلية القياس والتقييم لديكم؟ السبب بكل وضوح أنكم تشربتم "المفاهيم المادية الغربية"، ولذلك عجزتم عن قراءة منجزات التوحيد ومشكلة الشرك.
ويشبه هذا الأمر مافعلته قريش حين احتجت على النبي وأصحابه بكونها خير منه لأنها تقدم نفعاً مادياً للناس وهو (تموين الحجاج وبناء الحرم) فرد الله عليهم مبيناً أن نفع التوحيد أعظم من النفع المادي حتى لوكان للحجاج وفي الحرمين، كما قال تعالى (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ) [التوبة:19].
ويشبه هذا أيضاً أنه لما استنكر بعض الناس زمن النبوة أموراً فعلها النبي وأصحابه وعدوهاً إرهاباً وقتلاً، فبين الله أن "الفتنة الدينية" أشد وأخطر من "القتل"، كما قال تعالى في موضعين (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) [البقرة:191] وقال تعالى (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) [البقرة:217]. فجعل الفتنة في الدين أعظم من أمر الدماء، مما يدل على جعل العقيدة فوق المصالح المادية.
فانظر الى منزلة جنس التوحيد والعقيدة ونفعها، حتى جعلها الله فوق منزلة النفع المادي للناس، وفوق منزلة الأمن، ومع ذلك كله حين تتحدث الطوائف الفكرية عن المنجزات فإن آخر شئ تفكر فيه هو (منجز ترسيخ التوحيد ومقاومة الشركيات).
وقد شاهدت خارج المملكة أموراً عجيبة تدل على عظمة منجز الصحوة في نشر التوحيد، ذلك أنني أشاهد أحياناً شخصيات عربية فيها فضل وخير، لكنها نشأت في أجواء بعيدة عن الصحوة الإسلامية، ومع شدة تدين بعضهم وحرصهم على الخير إلا أنه يقع في قوادح خطيرة للتوحيد وهو لايعلم، ويجد من يناقشه صعوبة في توضيح الأمر له، وأقارن ذلك ببعض الشباب المبتعثين الذين ليس فيهم حرص على التدين، ولكن بسبب نشأتهم في أجواء الصحوة وانتفاعهم بجهودها في نشر التوحيد تجد لديهم حساسية شديدة منذ أن تقترب من حمى التوحيد وباب الألوهية.
بل إن بعض الناس يرى أن "الأخلاق المهنية" كالأمانة في العمل أهم من "التوحيد"! وهذا بسبب جهلهم بأعظم المطالب القرآنية، ولذلك يقول ابن مسعود فيما رواه الطبراني وابن أبي شيبة وابن حزم: (لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقا).
قال ابوالعباس ابن تيمية في تعليق شهير على هذا الأثر (لأن حسنة التوحيد أعظم من حسنة الصدق) ..
فكم فات على هذه التيارات الفكرية معرفة منزلة "حسنة التوحيد" وأنها تفوق كل الحسنات التي يعرفونها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بث معاني التوحيد في الناس، وإصلاح قوادح التوحيد، منجز أعظم من مجلس العموم ووكالة ناسا وأبراج دبي .. لوكنا فعلاً ندرك مراتب الفضل في القرآن، ومحاب الله ومباغضه سبحانه وتعالى ..
وأذكرمرة أنني ذكرت لأحد هؤلاء الشباب المتأثرين بهذه المدراس الفكرية ظاهرة عقدية خطيرة انتشرت، وهي انتعاش ظاهرة "تعطيل الصفات الإلهية" ونشاط بعض الرموز في الدعوة إليها، وأن هناك بعض الفضلاء احتسبوا في إعداد بعض البحوث لإصلاحها، فقال لي (وافترض أنهم قضو على كل المعطلة على وجه الأرض فمالفائدة من ذلك ونحن نرى الاستبداد السياسي؟!) أو كلاماً هذا معناه! فانظر كيف صارت قضايا تنزيه الله سبحانه وتعالى وتوقير صفاته جل وعلا قضية هامشية لاتعنيه، بسبب تشرب قلبه القيم والمفاهيم المادية الغربية ..
ماسبق كله في محور واحد من محاور التوحيد وهو (توحيد الشعائر)، وأما المحور الثاني من محاور التوحيد والذي أنجزت فيه الصحوة مالم تنجز كل المدارس الفكرية الأخرى فهو (توحيد التشريع).
فمع هيمنة القوانين الوضعية الغربية المناقضة لشريعة رب الأرض والسموات لم يقف في وجهها ويقاومها ويكتب المؤلفات حولها ويخطب عنها ويرد على الشبهات التي تهونها إلا "الصحوة الإسلامية" ..
لقد ملئت ديار المسلمين من "شرك التشريع" ومع ذلك تجد المدارس الفكرية الأخرى في غاية البرود من إفراد الله في التشريع، ولاتجد إلا شباب الصحوة الإسلامية هم الذين حققوا منجزات في هذه القضية لم يحققها غيرهم، وابتدأت هذه الحملة المباركة برسالة الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله (تحكيم القوانين) ثم شرحها الشيخ سفر الحوالي في عدة أشرطة، وكتب فيها الشيخ عبدالرحمن المحمود رسالة موسعة فند فيها شبهات مرجئة العصر في التهوين من هذه القضية، وغيرها، والمراد التمثيل.
وكل تشريع يخالف تشريع الله ورسوله فهو شرك كما قال تعالى (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) [الشورى:21]
وتوحيد التشريع وإفراد الله بالطاعة ليس شيئاً هامشياً في مشروعات الرسل، بل قال الله تعالى عنهم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ) [النساء:64]
فهذه الصحوة الإسلامية قامت بمنجز عظيم في نوعي التوحيد (توحيد الشعائر) ضد المتصوفة والشيعة وأضرابهم. و (توحيد التشريع) ضد النظم السياسية الفاسدة والمثقفين المروجين لها. فهاتوا لي حركة في العالم كله قامت بنوعي التوحيد خيراً مما قامت به الصحوة الإسلامية؟ هاتوا لي منجزاً واحداً في العالم يضارع أو حتى يقارب منجز ترسيخ توحيد الشعائر والتشريع؟
يأتوننا ويقولون: وماهي منجزات الصحوة الإسلامية؟ بل أنتم ماهي منجزاتكم؟!
ومن منجزات الصحوة الإسلامية نشر السنن وإماتة البدع، وكم للاسلاميين من جهود مشكورة في ملاحقة أعيان البدع وآحادها والصبر على تبيينها للناس، تخيلوا الناس بدون هذه الجهود؟! كيف سيكون حال عامة الناس؟ وكيف سيدخل في دين الله من المفاهيم الخاطئة المحدثة مالله به عليم؟ ومن قرأ تاريخ السلف فيستطيع بكل اختصار أن يقول عنه (تاريخ مقاومة البدع).
على أية حال .. لايمكننا التوسع أكثر من ذلك، لكن سنعرض على سبيل الإشارة لبعض منجزات الصحوة الأخرى:
فمن منجزات الصحوة إحياء الجهاد الشرعي المنضبط بأصول أهل السنة، والدفاع عن بلدان المسلمين في كل مكان، ولذلك فإن أكبر خسارة تعرض لها (غلاة التكفير والقتال) ليس حين واجهتهم أمريكا، ولاحين واجهتهم النظم العربية، وإنما حين نافرتهم "الصحوة الإسلامية" ورفعت يديها عنهم وحذرت منهم، بعد أن ظهرت انحرافاتهم عن أصول أهل السنة في باب الجهاد حين استهدفوا أمن البلدان الإسلامية، وقد كان هذا بالنسبة لأدعياء الجهاد بمثابة فصل أنبوب الأكسجين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن منجزات الصحوة الإسلامية مقاومة مشروع (تغريب الإسلام) وهو مشروع تأويل مفاهيم الإسلام لتتوافق مع الثقافة الغربية المنتصرة، إما بجحد ألفاظ النصوص، أو بجحد معاني النصوص، ومحاولة التفتيش في التراث عن أي سند تراثي للمفاهيم الغربية الجاهزة مسبقاً، وهو مشروع واسع وضخم وكتبت فيه مئات الكتب المعاصرة منذ لحظة الأفغاني وحتى لحظة الجابري، وأكثر مادة متأخريهم التفصيلية استمدوها من عمالقة الاستشراق التقليدي مثل جولدزيهر وشاخت وهنري كوربان ورينان (هؤلاء الأربعة بشكل خاص)، فهي إعادة إنتاج للاستشراق التقليدي بلغة جديدة، وابتلع نتائجهم كثير من هذه المدارس الفكرية ظناً منهم أنها أبحاث لهم، وأنها أبحاث علمية جادة! والحق يقال أن المستشرقين أكثر جدية في البحث من هؤلاء المروجين كالجابري ونصر ابوزيد وعبدالجواد ياسين (وهوينقل عن الاستشراق بالواسطة) ونحوهم.
ومن أوائل الأطروحات التغريبية للاسلام التي واجهت الصحوة في السعودية أطروحات الترابي وهو يستمد سنده المعنوي بناء على تجربة سياسية نجحت مؤقتاً، وكانت أطروحاته تلك الأيام عن أصول الفقه مربكة، حتى أن أحد الفضلاء (وهو الآن خارج المنظومة الدعوية) ألقى محاضرة في الرياض عن تجديد أصول الفقه كانت إعادة عرض لأفكار الترابي (فكرة الاجماع الواسع، نفي السنة، اجتهاد العوام، العقل، رأي ولي الأمر، الخ).
فشعر الشيخ سفر الحوالي بأن أصول أهل السنة مهددة، فألقى بعدها بزمن يسير في الرياض محاضرة بعنوان (العلمانية في طورها الجديد) وقد شعر كثير من المراقبين بالربط بين الحدثين، حتى أن الشيخ احتاج لاحقاً أن ينفي ذلك وقال في درس له بعد ذلك (ولقد تعرضت في محاضرة سابقة كان عنوانها العلمانية في طورها الجديد لهذا الاتجاه ولخطره، ففهمت على أننا نتعرض لبعض الدعاة، سبحان الله! يا قوم أنتم في وادٍ ونحن في واد) وبين أن المسألة ليست في أشخاص ولكنها في اتجاه بدأ يتنامى، وقد صدق حدس الشيخ شفاه الله، فإن إعادة تعليب المفاهيم العلمانية المادية في ثياب إسلامية صار سلعة رائجة الآن!
وكتاب الإرجاء للشيخ سفر الحوالي فيه موضعان شكلا علامات تاريخية فارقة، الأول تحدث فيه عن الزندقة العصرية الجديدة (أي مشروع تغريب الاسلام)، والثاني عن ظاهرة الارجاء بين بعض المنتسبين للسلفية الحديثية، وكلا الموضعين وضعا حداً لكثير من الانحرافات عن أصول أهل السنة.
والمراد أنه في الوقت الذي ترى فيه كل المدارس الفكرية المعاصرة بلا استثناء استسلمت للضغط الثقافي الغربي وانكسرت أمام سطوته ووقعت في شئ من تغريب الاسلام (قل أو كثر على تفاوت بينها) تجد الصحوة الإسلامية هي الوحيدة التي احتفظت برباطة جأشها ونفخت في روع أبنائها الثقة بالشريعة وبمنهج أهل السنة، وأننا قادرون على إصلاح دنيانا دون الحاجة إلى العبث بالشريعة.
ومن منجزات الصحوة الحفاظ على الفضيلة، ومقاومة مشروعات المنافقين لإخراج المرأة عن حشمتها وعفتها، وتقويض الحواجز بين الجنسين التي شرعها القرآن، وأنتجت الصحوة الإسلامية في هذا المنجز آلاف المواد الصوتية والمقروءة، وبعض الناس يحاول الالتفاف على المشكلة بالقول (لماذا يجعل الصحويون أكبر همهم مراهق في المنتديات، أوشاب طائش يعاكس) وهذا كله تزوير للواقع يعرف من يقوله أن يكذب، فمشروع تغريب المرأة يتم عبر جيوش من كتاب الصحافة والبرامج التلفزيونية والروايات الماجنة، وخلف هؤلاء كلهم مسؤولون ليبراليون استطاعوا النفاذ إلى بعض مفاصل القرار ودعم هؤلاء العاملين في الميدان، وسوى الروم خلف ظهرك روم ..
فمن لم ير من مشروع تغريب المرأة إلا مراهق ومعاكس؛ فهو إما كاذب وإما مغفل.
حسناً .. مالذي يدفع بعض من لايزال فيهم خير من المدارس الفكرية المنحرفة إلى الكذب وتصوير الواقع على أنه مجرد مشكلة (مراهق منتديات، ومعاكس في سوق)؟!
الحقيقة أن هؤلاء لو اعترفوا فعلاً بوجود مشروع خطير لتغريب المرأة؛ لأصبحت جهود الصحوة في حفظ الفضيلة مبررة، ولذلك سعياً منهم لتجريد جهود الصحوة في حفظ الفضيلة من حيثياتها الموضوعية، يصورون مشكلة تغريب المرأة على أنها مجرد (مراهق منتديات، ومعاكس طائش)، وهذا رهان سجالي فاشل بمجرد أن يستحضر القارئ الحملات المنظمة على الفضيلة ودعاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا لله العجب .. كيف يرون الجهود الجبارة لفرض نموذج (الاختلاط في التعليم والعمل) ثم يقولون المشكلة مشكلة مراهق وطائش؟!
ومن منجزات الصحوة ربط الناس بالقرآن، ونشر دور حفظ القرآن، والتبرع لها، فبينما يدير المنتسبون للثقافة كؤوس الشاي بعد صلاة العصر يتسلون بالصحف تجد شباب الصحوة قد جلسوا بين سواري المساجد يسمّعون للشباب أنوار القرآن، ويلي جهود حفظ القرآن جهود حفظ السنة النبوية.
ومن مآثر ومفاخر الصحوة الإسلامية نشر العلوم الشرعية وأنوار الوحي في الناس، وتصميم الدروس الأسبوعية، والدورات الصيفية، وتسجيلها للشباب، وبثها عبر الشبكة، بل وتوفير شقق سكنية لمن يسافرون لحضور الدورات.
ومن منجزات الصحوة الإسلامية تعميق الإيمان وإنتاج الكتب والمحاضرات عن (التزكية) وكثرة الحديث عن الإخلاص والتقوى والمراقبة والانقياد واليقين الخ من أعمال القلوب التي هي محل نظر الرب من العبد، وهذا لاتعرفه المدارس الفكرية أصلاً، فضلاً عن أن تشارك فيه، والصحوة الإسلامية هي التي روجت كتب ابن القيم التزكوية (المدارج والجواب الكافي وحادي الأرواح وطريق الهجرتين الخ)
ومن منجزات الصحوة الإسلامية المشاركة في المعرفة، وفي التصحيح الإسلامي للمعرفة، وظهور مايسمى أسلمة العلوم (انظر على سبيل المثال: في علم النفس: تمهيد في التأصيل الاسلامي لعلم النفس للدكتور عبدالله الصبيح، وفي الفلسفة: نظرية المعرفة للشيخ عبدالله القرني، وفي السياسة: أحكام الانتخابات في الفقه الاسلامي للشيخ فهد العجلان، وفي علم الاعلام: كيف تؤثر وسائل الاعلام في الناس؟ للدكتور محمد الحضيف، وفي العلاقات الدولية: فقه المتغيّرات في علائق الدولة الإسلامية بغير المسلمين للشيخ سعد مطر العتيبي)
وهذه فقط نماذج، ومن أراد المزيد من دراسات طلاب العلوم الشرعية في كافة الحقول في الاقتصاد والقانون والإدارة والاجتماع والعلاقات الدولية والقضايا الطبية والتكنولوجية والأفكار الحديثة فليراجع رسالة مختصرة سبق أن نشرت بعنوان (احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي).
ومن منجزات الصحوة الحرص على الفقراء والمساكين وإنشاء المؤسسات الخيرية التي ترعى أحوالهم وتنظم إيصال المعونات لهم، والصحوة هي من طبق عملياً ومؤسسياً فكرة كفالة اليتيم، واستقبال وتوزيع فائض الأطعمة، ومشروع بطانية الشتاء، ومشروع توفير المستلزمات المدرسية للأسر الفقيرة بداية كل عام.
وأما في المنكرات المالية فالصحوة الاسلامية هي التي خطبت وحاضرت وكتبت وأفتت في تحريم الربا والرشوة والاحتكار وأكل أموال الناس بالباطل .. والصحوة هي التي كتبت مذكرة النصيحة الشاملة، والصحوة هي التي كتبت بيان الغلاء الأخير ..
ومن منجزات الصحوة المبادرة للاستفادة من الوسائل المعاصرة في حينها كالكاسيت وشبكة الانترنت والفضائيات الخ.
والكثير الكثير لو اراد المنصف أن يقرأ منجزات الصحوة، فقارن ذلك كله بمنجزات المدارس الفكرية الأخرى: العلمانيين، والليبراليين، والتنويريين، وأدعياء الوسطية، ومتفقهة التغريب، والديمقراطيين، وأدعياء الاصلاح السياسي، والوطنيين؟!
أنتم الذين ماذا قدمتم بالميزان الشرعي؟!
أنتم بتهكمكم بالقضايا العقدية والفقهية صرتم جزءاً من المشكلة بدل أن تكونوا جزءاً من الحل، تطالبوننا بأن نحتسب على السياسي، المفروض الآن هو الاحتساب عليكم من تحريفكم للشريعة قبل أن نحتسب على السياسي، فخطر أهل الأهواء أشنع وأفظع من خطر أئمة الجور، كما ذكره الإمام مالك وشيخ الاسلام ابن تيمية، ولذلك يصلى خلف أئمة الجور مع وقوع الخلاف في الصلاة خلف بعض أهل الأهواء، وأمر النبي بقتال الحرورية أهل الأهواء، ونهى عن قتال أئمة الجور.
فتبديل كلام الله ونشر الفاحشة في الذين آمنوا أخطر شرعاً من فساد بعض العقود الحكومية واغتصاب بعض العقارات، وهذا لايعني التهوين من الجرائم المالية، ولكن لأبين أن كثيراً ممن يظنون أنفسهم يصلحون أنهم يفسدون أكثر من فساد السياسي، لأنهم يفسدون الأديان والسياسي يفسد الأموال، وفساد الأديان أشنع من فساد الأموال، وقد اتفق أهل السنة بجميع مذاهبهم على أنه في مقاصد الشريعة مقصد (حفظ الأعراض) مقدم على مقصد (حفظ الأموال)، وقد شرح ذلك الشاطبي في الموافقات في عدة مواضع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قولهم: أين الصحوة عن الإصلاح السياسي؟ فالجواب بل أينكم أنتم؟ فالإصلاح السياسي رأسه وأسه جوهره (تحكيم الشريعة) فالمطلوب من ولي الأمر تحكيم الشريعة التي تشمل حفظ العقيدة وحفظ الأعراض وحفظ الأموال وتطبيق أحكام الله، وحديث الصحوة عن تحكيم الشريعة لايماثله كل الطوائف الفكرية المعاصرة.
وأما قضية (الفساد المالي) فالحديث عن قضية الفساد المالي لم يعد مشكلة الآن، فلايوجد صحيفة سيارة إلا ويكتب فيها يومياً عن الفساد المالي، ولكن المشكلة أعمق بكثير من قضية الحديث عنها.
وأما قولهم (العدل ونفي الظلم هو مركز الشريعة، والصحوة لم تقم به) فهذا من جهلهم بالمفاهيم الشرعية، فأعظم الظلم هو الشرك، والبدع ظلم، والفواحش ظلم، وليس الظلم فقط هو المظالم المالية للولاة.
الخلاصة .. أن هذه الصحوة الإسلامية منة الله على هذا العصر .. ووالله العظيم لو كشفت مابنفسي من التتيم بهذه الصحوة لظنني البعض أحد "الغلاة في الصحوة" .. ومن أحب المواضيع إلي في الكتابة إبراز محاسن هذه الصحوة الإسلامية والرد على التجنيات الموجهة إليها، ولولا خجلي من أن يقول الإخوان لقد أكثرت في هذا الموضوع لما توقفت .. ولعل لا أذيع سراً إن قلت أنني كثيراً ما أقرأ في الصحافة الورقية والالكترونية موضوعات منحرفة .. صحيح أنني أنزعج منها، لكن الموضوع الذي لا أملك مشاعري حين أقرؤ عنه هو (التجني على الصحوة الإسلامية) .. ناقشني مرةً ليبرالي مبتدئ فقال لي على سبيل التهمة "أنت صحوي" فأطرقت وقلت له: هذا شرف لا أدعيه ..
كل ما أردت أن أصل إليه في هذه المقالة هو شئ واحد:
إذا سألك أي شخص من أهل الأهواء: ماهي منجزات الصحوة؟ فقل له: وماهو معيارك أنت للمنجزات؟ إن كان معيارك تحقيق مطالب القرآن والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فتعال نتباحث، وإن كان معيارك محصوراً في العمران المادي، أو مقاومة الاستبداد السياسي، أو إطلاق الحريات، فصحح معاييرك أولاً، ثم تعال نتباحث حول منجزات الصحوة.
والله أعلم
ابوعمر
ربيع الآخر 1431هـ
http://www.harfnews.org/news.php?action=show&id=892
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 12:07]ـ
قال ابو عمر: وأظن البلاء بدأ مع الخزرجي.
من هذا الخزرجي؟؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 02:53]ـ
للرفع
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 04:26]ـ
با رك الله فيك على النقل
مقال جميل لكن ترى ما موقف صاحبه من وصف سيد قطب لشرك القبور بأنه
بدائي؟
ومن هم رموز الصحوة الذين يقصدهم؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 02:32]ـ
أبو عمر ما زلت مسددًا.
ولكن!!
أبو عمر يجب عليك تحرير مصطلح الصحوة؟!
فأصحاب الصحوة ليسوا على منهج أئمة الدعوة الإصلاحية , والذين هم امتداد لدعوة السلف الصالح.
والشيخ بكر أبو زيد قد استنكر هذا المصطلح المحدث وأبطله شرعًا في كتابه معجم المناهي اللفظية.
والمشهور أن منهج الصحوة يفارق منهج كبار العلماء من أهل السنة والجماعة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 03:56]ـ
أبو عمر ما زلت مسددًا.
ولكن!!
أبو عمر يجب عليك تحرير مصطلح الصحوة؟!
فأصحاب الصحوة ليسوا على منهج أئمة الدعوة الإصلاحية , والذين هم امتداد لدعوة السلف الصالح.
والشيخ بكر أبو زيد قد استنكر هذا المصطلح المحدث وأبطله شرعًا في كتابه معجم المناهي اللفظية.
والمشهور أن منهج الصحوة يفارق منهج كبار العلماء من أهل السنة والجماعة.
كيف؟؟
في نفسي شيء من مصطلح الصحوة لكني وجدته دارجا بين طلاب العلم!
ومن تعني بأصحاب الصحوة؟؟
وهل للشيخين ابن باز وابن عثيمين وأقرانهما -رحمهما الله- نصيب من تلك الصحبة؟؟
أما انكار الشيخ بكر أبي زيد فيمكن أن يقال اجتهاد لأن هناك من أقر المصطلح من الكبار.
أريد ردا شافيا فيما يتعلق بمصطلح الصحوة لا حرمك الله الأجر.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 11:42]ـ
لعله يقصد الصجزو بمفهومها الشمولي , ولا يقصد مفهوم ولا اشخاص بعينهم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 11:43]ـ
أريد ردا شافيا فيما يتعلق بمصطلح الصحوة لا حرمك الله الأجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
المنصف من أهل الدعوة المطّلع على خفاياها , يعلم علم اليقين أن اسم الصحوة محدث , ولا علاقة له بمشايخ الدعوة السلفية قديمًا وحديثًا.
ومن منظور عقلي بحت يقال:
ما الموجب لإطلاق اسم الصحوة في بلاد مثل المملكة العربية السعودية والتي قامت على العقيدة والمنهج السلفي من لدن الإمام ابن عبد الوهاب وحتى إمام هذا العصر عبد العزيز بن باز رحم الله الجميع؟؟؟
فدولة قائمة على دعوة واحدة (الدعوة السلفية) بحكامها وعلماءها وعامتها , والسنة في أرجاء البلاد ظاهرة , والبدعة خافية ذليلة , فلم يستعمل هذا المصطلح , والدعوة في أوجها , وعلماءها أئمة يشار لهم بالبنان ويقتدى بهم في كل مكان من قبل أهل الإيمان؟؟؟
فلا موجب صحيح لإطلاق اسم الصحوة , على الدعوة السلفية الظاهرة إلى زمان الشيخ عبد العزيز بن باز وقد كان على رأس الهرم الدعوي ما بين عامي 1395 - 1420 هـ.
فمن أين أتى إذن اسم الصحوة؟
وهل كانت الدعوة في البلاد السعودية في غفوة , وهي الدعوة السلفية النقية الظاهرة , والموعودة بالظهور إلى قيام الساعة على لسان سيد الأنبياء والمرسلين صلوات ربي وسلامه عليه؟
الجواب: لا بالتأكيد.
فالصحوة اسم لفكر دخيل , لم يقبل بمنهج الدعوة السلفية المسيطر على هذه البلاد السعودية , فأراد إزاحتها وإحلال فكره الدخيل محلها.
ويتبين ذلك لمن رجع بذاكرته وتذكر كيف تم إظهار المخالفة العلنية لمنهج كبار العلماء في هذه البلاد المباركة , من قبل بعض طلاب العلم.
مما حدا بالبعض الأخر الكلام في تلك الفئة المعلنة برفض المنهج السلفي , حتى أنهم اسموه بالمنهج (التلفي).
ومن ثما قامت الفتنة بين طلبة العلم من أهل الدعوة في هذه البلاد السلفية , فغدى الحال إلى طرفين ووسط.
والوسط ما بقي عليه كبار العلماء , الذين لم يتغيروا عما كانوا عليه قبل الفتنة , ولم تصيبهم الفتنة كالمفتي والفوزان واللحيدان والغديان والعباد وقليل من الأخرين من طلبة العلم المستقيمين على النهج الأول , فلم يتأثروا بالمنهج الدخيل , ولم يكونوا مع من غلا بعد أن قام بمواجهة الفكر الدخيل وكشفه.
والله المستعان وهو يهدي السبيل.
ـ[الأستاذ طالب]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 04:51]ـ
با رك الله فيك على النقل
مقال جميل لكن ترى ما موقف صاحبه من وصف سيد قطب لشرك القبور بأنه
بدائي؟
مجرد سؤال:
هل أصبح سيد قطب - رحمه الله - قضيةً يُفتنُ بها الناس في دينهم، ليُصنفوا، ثم يؤخذ عنهم أو يُردّ؟؟!! بغض النظر عن الموقف منه أو من بعض آرائه!!
أعتقد أن هذه من سنن المبتدعة الذين كانوا يفتنون الناس فيما لم يكلفهم الله بشيء حياله، واقرأ ما روي في فتنة خلق القرآن وحادثة رفعها، تجد أن من الأصول أن لا نجعل لدين الناس معيارا غيرَ ما كلفهم الله، وما يتفرع عنه من الأصول الواضحة، أما الموقف من شخص بعينه فأظنه يسعنا السكوت عنه، ولو أن المقال عالج القضية ذاتها لكان مِن حق مَن يرى خلافه أن يقول بحجة ما يعلم، أما أن نظل ندور حول شخص أو مسألة، بل ونديرعنق كل قضية لنربطها به، فهذا خلاف الصواب والله أعلم ..
وسؤال آخر:
هل في وصف شرك الجاهلية بالبدائي ما يثير حفيظة المسلم وغيرته ليدافع عن ... أم أن للقضية وجهة أخرى؟؟ ليت الأخ يفيدنا، وهل في هذا الوصف غير تسفيه هذا الشرك والحط من قدر أهله، أنا أسأل فحسب فلعل سؤالي يجد جوابا.(/)
تحذير من عادة قبيحة عند بعض المسلمين
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 11:31]ـ
لسلام عليكم
أكتب هذه السطور تحذيرا لبني ملّتي لعلّهم يذكّرون
هناك عادة في حلفنا على أمر ما نكثر من التلفظ بجملة لا نرى بها بأسا وهي قد تهوي بنا في نار جهنّم والعياذ بالله ..
فعند الحلف بأمر يكثر القول الآتي (حرام عليّ ديني وإيماني إن ....
أو إن كلمتك بعد اليوم أكون يهوديا أو ما شابه ...
وهذا التلفظ الخاطئ قد يخرج المرئ من الإسلام بنص الحديث الصحيح
روى أبو داود وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما من حلف فقال إني بريء من الإسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال وإن كان صادقا فلن يرجع إلى الإسلام سالماً وأبو يعلى والحاكم واللفظ له وصححه من حلف على يمين فهو كما حلف إن قال هو يهودي فهو يهودي وإن قال هو نصراني فهو نصراني وإن قال هو بريء من الإسلام فهو كذلك ومن ادعى دعاء الجاهلية فإنه من جثي جهنم قالوا يا رسول الله وإن صام وصلى قال وإن صام وصلى وروى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول أنا إذا يهودي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت والشيخان والأربعة من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال " ().
وقال الإمام ابن دقيق العيد: " ... فنقول قوله عليه السلام من حلف على يمين بملة غير الإسلام يحتمل أن يراد به المعنى الأول ويحتمل أن يراد به المعنى الثاني والأقرب أن المراد الثاني لأجل قوله كاذبا متعمدا والكذب يدخل القضية الإخبارية التي يقع مقتضاها تارة وتارة لا يقع وأما قولنا والله وما أشبهه فليس الإخبار بها عن أمر خارجي وهي للإنشاء اعني إنشاء القسم فتكون صورة هذا اليمين على وجهين أحدهما أن يتعلق بالمستقبل كقوله إن فعلت كذا فهو يهودي أو نصراني والثاني أن يتعلق بالماضي مثل أن يقول إن كنت فعلت كذا فهو يهودي أو نصراني فإما الأول وهو ما يتعلق بالمستقبل فلا تتعلق به الكفارة عند المالكية والشافعية وأما عند الحنفية ففيها الكفارة وقد يتعلق الأولون بهذا الحديث فأنه لم يذكر كفارة وجعل المرتب على ذلك قوله هو كما قال وأما أن تعلق بالماضي فقد اختلف الحنفية فيه فقيل أنه لا يكفر اعتبارا بالمستقبل وقيل يكفر لأنه تنجيز معني فصار كما إذا قال هو يهودي قال بعضهم والصحيح أنه لا يكفر فيهما إن كان يعلم أنه يمين وان كان عنده أنه يكفر بالحلف يكفر فيهما لأنه رضي بالكفر حيث أقدم على الفعل الحديث السابع عن ثابت بن الضحاك الأنصاري رضي الله عنه أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا يملك وفي رواية ولعن المؤمن كقتله وفي رواية من ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله عز وجل إلا قلة " ()
فأرجوا ثم أرجوا أن يحذّر كل من قرأ هذه الأسطر من هذا الأمر الجلل الذي قد ينزع عنّا لبوس الإسلام إن لم ننته ..
منقول بتصرّف ..
أرجوا الدعاء لأخيكم
ـ[أبو عبد الله القرشي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 12:39]ـ
جزاك الله خيرًا(/)
نص الحوار الصحفي التي أجرته الوطن الكويتية مع مع الأخ الكريم قاري محمد يوسف (احمدي)
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 11:45]ـ
الإمارة // نص الحوار الصحفي التي أجرته الوطن الكويتية مع الناطق الرسمي لإمارة أفغانستان– 6/ 5/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
وردني منذ قليل من الاخوة في اللجنة الإعلامية نص الحديث الصحفي التي أجرته صحيفة الوطن الكويتية نهاية الشهر الماضي مع الأخ الكريم قاري محمد يوسف (احمدي) - الناطق الرسمي لإمارة أفغانستان الإسلامية.
هذا الحوار الصحفي مكون من 17 سؤال تم الإجابة عليها وننشره هنا كاملا كما وردني مسبوقا بملحوظة من الأخوة المسؤولين في اللجنة الإعلامية عن ظروف وملابسات إجراء هذا الحوار الصحفي.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
عبد الله الوزير في 6/ 5/2010
مراسل معتمد
لدى اللجنة الإعلامية لإمارة أفغانستان الإسلامية
============================== ====
ملحوظة!
قبل أسبوع تقريبا أرسل الأخ زكريا مراسل جريدة الوطن أسئلته للحوار مع الأخ قاري يوسف احمدي المتحدث الرسمي بإسم إمارة أفغانستان الإسلامية ولكن بعد نشره في جريدة الوطن لاحظنا فيه الاختصار المضر الذي كان يتسبب في عدم إفادة مفهوم الحوار بصورته الصحيحة فوددنا إعادة نشر الحوار بصورته الأصلي وندعوكم إلى قراءته.
وشكرا لكم.
اللجنة الإعلامية لإمارة أفغانستان الإسلامية
6/ 5/2010م
______
1 - ما مدى صحة الأنباء التي تحدثت عن رغبة الملا عمر في البدء في محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية من أجل إنهاء القتال في أفغانستان؟
جواب: هذه الأخبار غير صحيحة بالمرة فهي مجرد إشاعات يطلقها العدو في إطار الحرب النفسية التي يشنها على الشعب الأفغاني للتأثير على معنويات الشعب ومعنويات المجاهدين. ولكنها حرب فاشلة مثل حربه الساخنة في ميادين القتال والتي لا يجنى منها سوى الفشل والإحباطات سواء القتالية أو النفسية على جنوده اليائسين، أو قادته الذين يبحثون عن مخرج من أفغانستان وبأي سبيل كان.
ولكن الإمارة مصرة على انسحابهم أولا بدون قيد أو شرط وبعدها يكون لكل حادث حديث.
2 - ما أهداف حركة طالبان في الفترة الحالية والمقبلة؟
جواب: في الفترة الحالية هدف الإمارة هو طرد قوات الاحتلال من كامل التراب الأفغاني. و الفترة التالية لذلك هي مرحلة تضميد الجراح ولم شمل الشعب في بنيان متين قائم على التعاضد الإسلامي وإحقاق الحق على أساس العدالة والمساواة. ثم بناء مؤسسات الدولة وإعادة إعمارها بشكل عصري وحديث بحيث تتهيأ لانطلاقة عظمى تليق بهذا الشعب الذي قدم ملايين الضحايا فداء لدينه وحريته. ولأفغانستان دور هام ينتظرها على مستوى المنطقة والعالم. وذلك دور يستحقه شعب عظيم هزم ثلاث إمبراطوريات عظمى في وقت متقارب وغير خريطة العالم والنظام الدولي مرتين خلال عقود معدودة وهو مالم يتمكن منه أي شعب آخر على طول التاريخ.
3 - كيف تقيم تصدى مقاتلي حركة طالبان لضربات الناتو العسكرية؟
جواب: تم ذلك بفضل الله وعونه وبإيمان وصبر هذا الشعب وحبه للإسلام والحرية والكرامة.
وبنفس الكفاءة والقدرة التي ميز جهاد الشعب الأفغاني ضد الإمبراطوريات البريطانية والسوفيتية. وأستطيع القول أن جهادنا هذه المرة وبفضل الله ومنته هو أكثر نظما وفعالية.
ولأول مرة يكون للجهاد قيادة سياسية وإستراتيجية موحدة على مستوى الوطن كله.
4 - إلى أي مدى تؤدى ضربات الناتو إلى الإضرار بالأبرياء المدنيين؟
جواب: ضربات الناتو أضرت المدنيين أساسا فهي مصممة على هذا الأساس. ويهدفون من ذلك بث الذعر والوهن في قلب الشعب وإبعاده عن الجهاد والمجاهدين, وهم بذلك برهنوا على جهلهم بطبيعة الشعب الأفغاني الذي توارث حب الجهاد والحرية منذ آلاف السنين. ولا تزيده التضحيات والمصائب إلا عنادا وتصميما. وفي أعقاب كل عمل طائش وجبان يقوم فيه العدو بضرب المدنيين يزداد عدد المتطوعين وتزداد المعونات التي يقدمها الشعب لإمارته الإسلامية.
5 - ما مصادر تمويل حركة طالبان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب: مصادر إمدادنا بالمال هي نفس مصادر إمدادنا بالمجاهدين وهى نفس مصادر إمدادنا بالطعام والمعلومات والدواء والمأوى ووسائل المواصلات وكل شيء، إنهم أبناء هذا الشعب الصابر والمجاهد. إن جهادنا بعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى قائم على الشعب وتضحياته بالنفس والمال في سبيل الله وأخذ الغنائم من أعدائنا المحتلين. إنه شعب يعرف واجباته الدينة جيدا والعلماء وطلاب العلم يبصرونه بها دائما.
6 - كم عدد مقاتلي حركة طالبان؟
جواب: عددهم هو 24 مليون أفغاني مخصوم منهم عدة آلاف تعاونوا مع العدو لأجل الحصول على المال والمناصب فخسروا الدنيا والآخرة.
7 - ما طبيعة العلاقة الحالية بين حركة طالبان وأبو عبد الله أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة؟
جواب: هي نفس العلاقة التي تربط الإمارة بكل مسلم مهاجر مجاهد في سبيل الله.
8 - هل فعلا نصح الملا عمر بن لادن بالكف عن إراقة دماء المسلمين؟
جواب: هذا شيء لا علم لي به. ومن الأفضل أن تسأل من أذاعوا هذا الخبر.
9 - ماسر عدم قدرة الأمريكان الوصول إلى الآن إلى الملا عمر وأسامة بن لادن؟
جواب: السر يكمن في حفاظة الله سبحانه لعباده المخلصين فهو الذي يملك أمر الحياة والموت.
و (كما هو مروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:) كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً فقال لي: يا غلام, إني أعلمك كلمات, احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء , لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام وجفت الصحف (حديث صحيح رواه الترمذي وأحمد)
10 - هل هناك عناصر أفغانية تنتمي لطالبان أو تتعاطف معها تعيش في الكويت؟ كم عددهم تقريبا؟
جواب: كل الأفغان ينتمون إلى الإمارة الإسلامية ومحبين لها فيما عدا القلة القليلة التي ذكرتها آنفا. والباب ما زال أمامها مفتوحا من أجل التوبة.
11 - هل هناك كويتييون مؤيدون لفكر حركة طالبان؟ هل هناك تواصل معهم؟ هل يمكن أن تسمى لنا المشاهير منهم؟
جواب: كل الشعوب الإسلامية تتعاطف مع الشعب الأفغاني في جهاده ضد المحتلين الأمريكيين وحلفائهم كما تعاطفوا مع الشعب الأفغاني قبلا في جهاده ضد السوفييت. ونظن أن عدد المتعاطفين معنا في الكويت هم كل شعب الكويت المسلم والأصيل. والشعب الكويتى كله من المشاهير بالنخوة الإسلامية الأصيلة والكرم. و نحفظهم في قلوبنا وإن كنا لانحفظ أسماء كل فرد منهم.
12 - كم عدد الكويتيين الذين قاتلوا مع طالبان منذ دخول قوات التحالف كابول وحتى الآن؟ وكم عدد الذين استشهدوا منهم؟
جواب: لو أتيحت الفرصة لأي مسلم لما تأخر عن مساعدة المجاهدين في أفغانستان وفلسطين وكل مكان بالمال والروح. ونسأل الله للجميع السلامة وأن يبلغنا جميعا منازل الشهداء.
13 - هل هناك كويتييون قابلوا الملا عمر أو أسامة بن لادن؟ هل يمكن أن تسميهم لنا؟
جواب: ليس لدينا قوائم بأسماء الذين قابلوا أمير المؤمنين الملا محمد عمر وجنسياتهم. فالملا محمد عمر هو رجل من الشعب اختاره الناس أميرا للمؤمنين نظرا لجهاده وسابقته في إقامة حكم الإسلام في البلاد. وكان في مقدور أي شخص أن يقابله في أي وقت بدون تحريات أو إعداد قوائم وصور لمن جاء وذهب.
14 - ما تفاصيل الوساطة السعودية بين طالبان ونظام كرزاى؟
جواب: ليس هناك وساطات من أي أحد لأن موقف الإمارة صريح وواضح ومعلوم من الجميع وقد شرحته سابقا وهو حتمية انسحاب المحتلين بدون قيد أو شرط.
15 - هل فعلا قدمت إيران تدريبا عسكريا لعناصر طالبان من أجل مواجهة قوات التحالف؟
جواب: لم يكن مجاهدي الإمارة الإسلامية في حاجة لتلقى التدريبات من أحد، فالخبرات العسكرية متوافرة لدى مجاهدينا وقياداتنا العسكرية إلى حد كبير بعد جهاد طويل ضد السوفييت. بل أن لدينا استعداد لتقديم خدمات التدريب لمن يريد من الجيوش الإسلامية في ميادين القتال مع الأمريكيين المحتلين.
16 - هل صحيح أن الحركة تعتمد على زراعة الأفيون لتمويل عملياتها بحسب ما ذكر الفنان الكويتى حسين الأحمد الذي أعلن في وقت سابق توبته عن الغناء وسفره للجهاد في أفغانستان ثم عاد للكويت وهاجم عناصر طالبان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب: بالعكس الإمارة الإسلامية هي التي أوقفت زراعة الأفيون في أفغانستان وذلك بشهادة لجان الأمم المتحدة المشهورة بانحيازها للأمريكيين. وقد زادت زراعة الأفيون في البلاد أكثر من أربعين ضعفا على يد الاحتلال الأمريكي الذي يمتلك زمام الحكم ويمتلك الجيوش الجرارة والطائرات. وذلك لأن الأفيون والهيرويين يوفران دخلا للميزانية الأمريكية يقدر بحوالي 640 مليار دولار. لذلك تتشبث أمريكا باحتلال أفغانستان لولا المقاومة الباسلة لمجاهدي الإمارة الإسلامية التي جعلت خسائر الأمريكيين سنويا تتعدى ذلك المبلغ بمراحل ولأجل ذلك يفكر الأمريكيون جديا في الانسحاب.
أما باقي ما تتحدث عنه فلا شأن لنا به.
17 - لماذا منعت حركة طالبان النساء الأفغانيات من التعليم أثناء توليها حكم أفغانستان وحرمت اقتناء الأطباق الفضائية؟
جواب: لم تمنع الإمارة الإسلامية أحد من حق التعليم. وما يقال عن ذلك مجرد إشاعات مبنية على تصريح وحيد جرى تحريفه والتشنيع به. نضيف إلى ذلك الأزمة المالية والاقتصادية وحالة الحصار الظالم الذي فرضته أمريكا على الإمارة تمهيدا للغزو الذي كان مبيتا منذ سنوات.
فكنا عاجزين عن بناء البلد ومرافقه الأساسية ومنها المدارس. أما منع الأطباق الفضائية فلم نمنعها نحن بل منعها الشرع، وسوف نعيدها على الفور لو أجازها وفد من كبار علماء المسلمين قد نستدعيهم لمشاهدة الفضائيات التي يصل بثها إلى بلادنا، فإن أجازوا لنا التقاطها فسوف نطيعهم في ذلك.
احمد زكريا: نشكر اهتمامكم بأمور إخوانكم المجاهدين في أفغانستان ونسألكم الدعاء.
______
تنويه
أخي الكريم احمد زكريا!
بخصوص صورتي الشخصية فنظرا لظروفنا الأمنية اعتذر عن ارسالها ونشرها من قبلكم فآمل قبول اعتذاري بهذا الشأن ... وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم قاري يوسف احمدي المتحدث باسم إمارة أفغانستان الإسلامية
منقول(/)
محمد قاسم أمين جمال خاشقجي هل يعيد التاريخ نفسه
ـ[زيد سلطان الشريف]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 05:03]ـ
محمد قاسم أمين جمال خاشقجي هل يعيد التاريخ نفسه
إن الناظر في تاريخ ظهور العلمانية والليبرالية في أوربا وفي أي بلد عربي وإسلامي يجد أن التخطيط واحد والنهج المتبع واحد صحيح أن هناك فوارق وأن الشخصيات التي لعبت دورها في كل حقبة من الحقب تغيرت وأن الأماكن متفاوتة وكذلك الأزمنة إلا أن هناك نهجا وطريقة لم تتغير فالسيناريو المتبع لتغير أوربا هو نفس السيناريو المتخذ في تركيا مثلا وفي مصر وهو نفس السيناريو الذي يعمل فيه اليوم المنافقون في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية وعندما أقول بلادي الغالية لا أقول ذلك من وطنية مثل وطنية كتاب الصحف لأن بلادنا قد يقال أنها من اخر البلدان التي يغلب على شعبها التمسك بالإسلام وما زالت على خلاف المنهج الغربي الذي سيطر على جميع أنحاء العالم شرقا وغربا.
أخي القارئ:-
هذه الشخصيات التي كتبت في العنوان ليست مراده لذاتها بل هناك غيرها الكثير ولكن لنعد إلى أوربا في الفترة ما بين القرن الرابع عشر ميلادي إلى القرن الثامن عشر ميلادي تجد أن هناك أسماء كا مارتن لوثر و كارل ماركس وأدم سميث وإسحاق نيوتن ومكيافيللي وغيرهم ممن قاموا وثاروا على النصرانية الوثنية "المحرفة " وحق لها أن تثور وتخرج وتتظاهر لما كانت تعيشه أوربا من حكم نصراني متجبر وطاغي ومتعجرف ولكن ليعلم أن أي انحراف عن الطريق المستقيم لا بد من أن يصدر عنه في الاتجاه الأخر انحراف وهذا له شواهد في التاريخ كثيرة ولعل أقرب مثال الخوارج فقد كانت هناك ردة فعل مقابلة لدى المرجئة وغير ذلك فكذلك انحراف النصرانية أدى إلى ظهور العلمانية الإلحادية وانتشرت وقامت الثورات يمنة ويسرة شرقا وغربا وتقلص دور الكنيسة حتى لم يعد لها دور وانتشر الإلحاد في العالم الأوربي وهذا ظاهر للأعمى وكل من له زيارة إلى الغرب الكافر يشاهد ذلك بوضوح وإن وجد نصارى إلا أنهم يرددون الدين لله و الوطن للجميع لكن ونظرة خاطفة حول الصراع الأوربي في القرون السابقة كان الطرفان هم النصرانية الوثنية والعلمانية الإلحادية وكانت القضايا التي اعترض العلمانيون على الكنيسة هي كالتالي منها:
1 - أننا أمة متخلفة بينما الكفار " المسلمين " يعيشون في حضارة وتطور وتقدم وما نحن فيه إنما بسبب حكم الدين الجائر، وما نطق به مارتن لوثر وغيره هو في بادئ الأمر صحيح لأنه يخاطب نصرانية محرفة تحب الطمع والجشع وتأكل أموال الناس بالباطل ولكن ليس هذا مبررا للإلحاد وللعلمنة فالخير كل الخير في الإسلام ولكن الشيطان قد أخذ ميثاقا على إغواء بني أدم
2 - حقوق المرأة وأن المرأة قد هضم حقها وهذه نظرة في بادئ الأمر صحيحة لإن الكنيسة كانت تنظر إلى المرأة أنها شيطان رجيم وغير ذلك ولكن هذا ليس عذرا لإباحة الزنا والاختلاط وغير ذلك
3 - في جانب الاقتصاد فصحيح كان الإقطاعيين من رجال الدين والملوك قد أكلوا أموال الناس بالباطل ولكن ليس هذا مبررا لتحليل ما حرم الله من الربا وبيوع الغرر وغير ذلك وما الأزمة العالمية عنا ببعيد ولولا خشية الإطالة لذكرنا اعتراضاتهم في جانب الأخلاق والتربية والأدب وغير ذلك ولا ننسى أن نذكر أن في هذه الحقبة كان من أسباب ظهور العلمنة نكوص بعض رجال الدين كامالتس مثلا وغيره وأيضا بعض الساسة وإن لم يكن لهم ذلك الدور الكبير لما يعتري النصرانية من خلل لا يحتاج إلى رجل دين يؤول ويتتبع الشبهات
ولعلنا قبل أن ننتقل إلى تاريخ العلمانية في بلاد المسلمين ننظر إلى النتائج والآثار السيئة،إلحاد وزندقة وأبناء زنا حتى أصبحت الدور الاجتماعية تعج بهم،واقتصاد منهار وانعدم الأمن جرائم وسرقات وحروب ودمار كلها من أثار البعد عن الله عز وجل
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انظر إلى التاريخ الإسلامي فقد ظهرت شخصيات من أمثال كمال أتاتورك الأب الروحي للعلمانية وكذلك محمد أمين قاسم وطه حسين والعقاد وغيرهم ممن رددوا تلك النظريات وأرادوا أن يجعلوا الإسلام يحل محل النصرانية الوثنية وقد استغلوا انتشار الطرق البديعية وجعلها هي الإسلام ليحاربوه على أنه دين جائر لا يصلح لأن يكون منهج حياة واستغلوا التعاون الصليبي واليهودي معهم فانتشرت هذه العلمانية بقوة السيف بعد أن تلقاها بعض ضعاف الإيمان و لا ننسى دور بعض طلبة العلم الناكصين من أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده الذين كان بعضهم ينتسبون إلى بعض المؤسسات العلمية فمحمد عبده ذلك الرجل العلماني المتلبس بلباس الأزهر فقد أفتى بفتاوى أثارت البلبلة وساعدت على الظهور بل لم يكن في جانب الفتوى في القضايا الفقهية بل في أمور العقيدة
واليوم وفي بلاد الحرمين يطبق نفس السيناريو الذي قد تحكمه بعض المصالح فنسمع عن جمال خاشقجي وغيره من أمثال تركي الحمد وآل زلفة وعبده خال الروائي الذي لعب ما لعبه طه حسين ومن قبله من أدباء المدرسة الكلاسيكية وغيرهم وما وجدوه من تعاون من قبل بعض طلبة العلم الذين ينتسبون إلى كبريات المؤسسات العلمية والدعوية في هذه فالمطالبات نفسها فمثلا قضية الحجاب أولا ما بدأ به في مصر مثلا المطالبة بكشف الوجه وعللوا ذلك بوجود خلاف فقهي هذا ما سطره محمد أمين قاسم وهكذا تدرجت المطالبات حتى نزعت المرأة من جلبابها وحيائها ومن العجيب أننا سمعنا ولا ندري عن صحته أن امرأة في الرياض تعزم على الخروج في الشارع وحرق الحجاب مثلما فعلت هدى شعراوي
ولكن إخوتي اسمعوا وتأملوا ولو للحظات لهذا الحديث
جاء في البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا يلدغ المؤمن في جحر مرتين " قال ابن حجر معلقا "أي ليكن أمر المؤمن حازما حذرا لا يؤتى من ناحية الغفلة فيخدع مرة بعد أخرى " ولعل أقرب ما نريد من تفسير هذا الحديث ما نقله ابن حجر عن أبو عبيد "ولا ينبغي للمؤمن إذا نكب من وجه أن يعود إليه " فما بالنا نلدغ مراراً لم نلدغ إلا لأننا ابتعدنا عن حقيقة الأيمان قال ابن حجر أيضا " قيل المراد بالمؤمن في هذا الحديث الكامل الذي قد أوقفته معرفته على غوامض الأمور حتى صار يحذر ما سيقع وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مراراً " لذا لا بد أن نعود إلى الإسلام الحقيقي ونحمل الناس عليه هم يعاملوننا بنفس السيناريو الذي تعامل به مارتن لوثر وادم سميث مع رجالات الكنيسة فلنعامل هؤلاء الشرذمة وغيرهم من أبناء الكفر بما عامل به علي بن أبي طالب السبئية وابن عباس وبما عامل الإمام أحمد بن حنبل المعتزلة ومن سار على نهجه كشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم والشيخ المجدد لنعيد تاريخ هؤلاء وانتصاراتهم وليكون المؤمن كيساً حذراً لا يلدغ في جحر مرتين فالهجمة اليوم على الشريعة أوسع والضرر أوسع ولا يأتي زمان إلا ما بعده أشر منه فلنربي أبنائنا على المنهج الحقيقي وأن نوعيهم بالأمر عندما تنظر إلى الصراع الدائر يصعب عليك أن تتنبأ بالفائز فإن من نعدهم في حلقات العلم وفي المحاضن التربوية والمؤسسات الدعوية تجد في الجانب الأخر من أعدوا في البعثات والمدارس العالمية لنصرة الكفر وقد تهيأ لهؤلاء المناصب الرسمية ولكن هذه النظرة إنما هي نظرة القاصر أو نظرة قاصرة فقد انتظمت في القرآن العديد من الآيات التي تبشر بظهور الدين وإعلائه وما أفواج التائبين إلا من بشائر الخير فالعودة العودة الصادقة إلى دين الله سبحانه وتعالى والحرص على جمع الكلمة فإن يد الله مع الجماعة فالجماعة ليست وسيلة بل غاية تتحقق من بعدها مكاسب فالحرص الحرص على جمع الكلمة لا بد من أهل العلم والدعاة والمربيين الالتفاف والتكاتف تحت راية الإسلام والبعد عن الاجتهادات الفردية التي تضر ولا تنفع ولنجعل القرآن قائدنا وحليفنا وبالله التوفيق(/)
عرض انحرافات العقيدة الاشعرية الخفية بطريقة ميسرة
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 07:38]ـ
بسم الله
هذا موضوع اكثر من رائع قمت بتنسيقه للكاتب ادناه جزاه الله خيرا
محاججة طائفة الكلابية
محمد فوزي الحفناوي
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه واله ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين اما بعد:
كنا نتجنب نشر محاججات اهل البدع وسرد اقوالهم الفلسفية ودحضها بالمعقول الذي يدّعون احكامه , وذلك امام العامة وضعيفي العقيدة لأن الشبه خطافة, ولكن منذ ان ظهرت القنوات والانترت ووقع هذا الانفتاح الرهيب , حيث أصبح من المستحيل صد الناس عن الاتصال بالآخر وخاصة الشباب الذي نشأ عن فكر متحرر انفتاحي لا يقبل الوصاية والرقابة على فكره ولو من المشايخ , فسقط كثير منهم خاصة انصاف المتعلمين -الكثر في هذه الايام- في شباك اهل الاهواء.
ومما زاد اقتناعي بذلك ان منتديات سلفية اصبحت تطرح شبهات الخصوم دون رد محكم قاطع ملزم.
فاصبح من الضروري طرح هذه المسائل , تقديم جرعات كدواء فيه ضرر لدفع مرض اعظم وذلك بقدر دون افراط , والضرورة تقدر بقدرها.
ولكن ندعو كل سني إلى لزوم اهل السنة ومجانبة اهل الاهواء الكلابية والمعتزلة وغيرهم ... وعدم سماع كلامهم في العقائد, اذا آثر السلامة.
وسوف يكون الزامنا منصبا على طائفة الكلابية سواء كانوا اشعرية متكلمة أو ماتوريدية, بسبب كثرة نشاطهم ومنتدياتهم ورسائلهم, وهذا ملاحظ منذ ان اطلق بوش برنامج غزو الفكر السلفي في العالم الاسلامي- بدعوى انه هو الفكر الارهابي -.
ولقد اتبعت منهجا في العرض يعتمد على:
1 - عدم استعمال مصطلحات اهل الكلام الا عند الضرورة
2 - اتباع اسلوب الحوار لشد الانتباه
3 - تبسيط العبارت بقدر الامكان
فنبدأ باسم الله
الجولة الاولى (السمع والبصر و العلم)
السني يهاجم - لتوجيه الحوار نحو ما يريد-: فيقول للكلابي سواء كان متمشعر أو ماتوريدي:
انت تنفي صفات الله الذاتية كالسمع والبصر ولا تثبت منها الا الوجود أو ربما العلم .....
الكلابي يجيب: لا انا اثبت هذه الصفات
هنا يبدأ السني في طرح الاسئلة عليه لاثبات كلامه, وكن انت ايها السني دائما سائلا ولا تكن مجيبا , فهو الزم للخصم وتوجيه له لكي يقع في الالزام- هذه نصيحة من ابن حزم مفيدة جدا في المناظرة -
السني يسأل فيقول له: اذا ما معنى سمع الله عندكم؟
الكلابي يجيب: هو تعلق سمع الله بالمسموع في الازل - وليس لهم اجابة غير ذلك -
فيقول السني: وكذلك العلم بالمسموع عندكم هو تعلق علم الله به في الازل
فما هو الفرق بينهما - لأن باثبات المعنى او اثبات الفرق يتميز كل منهما عن الآخر-؟
فيبهت الكلابي ولا يجد اجابة
فيرفسه السني بقوله: لقد علمنا ان معنى السمع عندكم هو العلم ... وليس صفة غيره
النتيجة:
ومنه تفهم لماذا الاشعرية والماتوريدية حائرين في الفرق بين سمع وبصر الله وعلمه - فهو عندهم شيء واحد مثل المعتزلة لكنهم جبنوا عن التصريح بذلك , حتى لا يصدموا نصوص القرآن المتواترة , الا ان بعض شجعانهم صرحوا برجوع صفتا السمع والبصر إلى العلم-
وعصم الله اهل السنة لأنهم يقولون: سمع الله هو ادراك الله للمسموع له عند وجوده على الكمال, وبصر الله هو ادراك المبصور له عند وجوده على الكمال .. وعلم الله هو ادراك كل شيء قبل وجوده وبعد وجوده وبعد اعدامه على الكمال.
الجولة الثانية (العلم)
يقول السني للكلابي: انتم ايها الكلابية تتنقصون علم الله -سبحانه -وتجعلون المخلوق اعلم منه وتدعون التنزيه , فكم اخطأتم في حق ربكم
يجيب الكلابي: لا نحن لا نتقص علم الله
يسأله السني: اذا فكيف هو علم الله عندكم
يجيب الكلابي: نحن نقول ان علم الله غاية الكمال حيث يعلم كل شيء سيحدث قبل خلق الخلق, علما في غاية الاستغراق للجزئيات.
يعقب عليه السني: ونحن نثبت هذا كذلك , ثم
يسأل السني الكلابي: ولكن عندكم , هل الله سبحانه عندما يخلق الخلق يعلم انه حدث الخلق.؟
هنا يبهت الكلابي ولا يستطيع ان يجيب ببنت شفة لأنه:
لو قال نعم: فقد قال بتغير علم الله من سيحدث قبل خلق الخلق إلى حدث عند خلقهم. والتغير في علم الله الاول عند الكلابية يسمى بحلول الحوادث وهو نقص في حق الله عندهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو قال لا يعلم: فقد تنقص علم الله وقال بقول الفلاسفة القائلين بان الرب لا يعلم حدوث الخلق ... كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا.
النتيجة:
وهنا تفهم ايها السني ان كل الكلابية عجزوا عن تفسير قوله عز وجل: " وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ... " واضرابها من آيات " ليعلم الله ..... "
فانظر تفاسيرهم لها لتجدهم بين محرف ومخرف ومتهرب ومفوض,
وعصم الله اهل السنة حيث اتبعوا مفسري السلف القائلين: " ليعلم الله ان ذلك وقع " وهذا لا ينافي علمه الاول: " انه سيقع ذلك "
مع ملاحظة ان بعض الكلابية ذكر تفسير السلف هذا , وصدره بقيل لغصته في حلوقهم.
والى جولة اخرى
=== مشاركة لاحد المتابعين ===
احسنت أخي
هم معتزلة عندما تسألهم عن تفسير قوله (قد سمع الله)
فهل سمعها عندما جادلت؟
ام سمعها قبل خلقها؟
فإذا كان سمع المجادلة في الأزل معناه أزلية الأصوات ...
وكذلك في المبصرات فإذا كان الله يبصر الخلق قبل خلقهم ويبصرهم بعد خلقهم فقد قلنا بأزلية المبصرات
ولا أدري هل تمت مناقشة الأشعرية في هذه المسألة بالتفصيل؟ من قبل العلماء أمثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم
=== نهاية تعليق المتابع ===
نعم ناقشت الكلابية مرارا في هذه المسألة -وطردوني- ولم يجدوا لها جوابا سوى انهم يقولون
اولا: تعلق السمع والبصر و .... في الازل ويسمونه "تعلق تنجيزي قديم" اي انجز في الازل
فاذا قلت لهم اتفقنا ان المسموع والمبصور و .. معدوم في الازل
قالوا لك التعلق امر عدمي اي بالمعدوم
فيقال لهم: هل سمع المعدوم له حقيقة لغوية وعقلية عندكم (نقصد بالحقيقة اللغوية انه مسموع في كلام العرب, والحقيقة العقلية اي يتصور في الذهن)
فليس لهم اجابة الا لا, ولا ندري حقيقة هذا التعلق ونفوض معناه وحقيقته لله.
فيقال لهم لم تثبتوا شيء. والمعتزلة اصح عقولا منكم,.
لأنه لو اثبتوا اي حقيقة قالوا بقدم الاصوات والمبصورات.
وَهُوَ ما جعل الرازي يقول بقوة ادلة القائلين بقدم العالم من الفلاسفة والقائلين بحدوثها سمع الله والبصر ... " بينما الاشعرية قولهم ضعيف. وهذا في كتابه المطالب العالية وهو من آخر كتبه وقال ان هذه المسألة مما يحير العقول.
مما جعل ابو عبدة السنوسي امام الاشعرية في زمانه والمنافح عنها يسفه مقالة الرازي.
فالكلابية دائما تغرك مقدماتهم ولكن لو اوصلتهم للنهاية قالوا لا ندري. فكنت دائما عندما اناظرهم اقول لهم: انتم مفوضة في الاخير, فلو فوضتم من البداية, ولم تحرفوا كلام الله, لكان شركم اقل , ولعل الله يعذركم ويرحمكم.
جولة اخرى (الارادة)
السني يقول للكلابي: انتم ايها الكلابية تنكرون صفة الارادة لله وتدعون انكم مثبتة للصفات
الكلابي يسال: وكيف ذلك
السني يعقب: لا انا الذي اسأل فاقول لك: هل الارادة علة لفعل الله مؤثرة فيه -أي معناه ان الفعل نتج عن اختيار سبق الفعل-؟
الكلابي يجيب: لا ليس الارادة علة لافعال الله بل ملازمة له فقط دون تأثير فيه.
السني يعقب: نعم هذا كان ظننا بكم ان افعال الله ليست عن اختياره
نتيجة:
الكلابية يقولون الارادة ليست علة لافعال الله مؤثرة فيها بالاختيار لأنهم لو قالوا ذلك لقالوا بان ارادة الله تسبق فعله والزموا بحلول الحوادث - على قولهم - لأن الارادة اختيار بين الممكن والاختيار يسبق الفعل – وعند الكلابية لا تسبق الارادة الفعل التنجيزي لله.
فهذا عين قول المعتزلة الارادة عين فعل الله.
جولة اخرى (الواحد)
انا لنحكي في بعض الاحيان قول اليهود والنصارى ونستحي ان نحكي كلام الكلابية.
يقول السني للكلابي: انتم ايها الكلابية اما مشركون تقولون بتعدد الارباب وهذا لم يقل به عاقل الا جاحدا او مجنونا. او تقولون بنفي وجود الرب. فتلحقوا بالملحدين.
يجيب الكلابي: اعوذ بالله
يقل السني سائلا: الم تقولوا "لا نقول ان الله واحد في العدد".
الكلابي يسكت: ولا ينكر.
يعقب السني: مع ان هذه اللفظة فيها محادة لكلام في كثير من الايات مثل قول قوله تعالى:" أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " فاثبت انه يوجد رب واحد في مقابلة تعدد الارباب. فاثبت الواحد من حيث العدد.
ومع ان كلامكم مناف لكلام العرب التي تطلق الواحد على المعدود, فان كلامكم منافي للمعقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يسأل السني: فماذا غير عدد الواحد اما الصفر او التعدد
يقول الكلابي: لا الصفر ولا التعدد.
يقول السني: وهذا هو النفي المحض لوجود الرب, لأن: لا الصفر ولا متعدد = لاشيء.
فلا يجد الكلابية اجابة على هذا الاشكال
النتيجة:
تقول الكلابية: لانقول ان الله واحد في العدد وانما نقول ان الله واحد بمعنى انه في الازل كان وحده اي وجوده قبل وجود المخلوق. لأنهم قالوا: لو قلنا ان الله واحد في العدد معناها نستطيع عده وبالتالي فهو متناهي "له نهايات".
فوقعوا في النفي المحض لوجود الله. هروبا من هذا الاشكال.
اسمحوا لي ايها الاخوة في بعض الاحيان يصبح كلام الكلابية اكرمكم الله اشبه "بضراط الابل في الربيع" على حد المثل عندنا في الصحراء الجزائرية.
والى جولة اخرى.
=== تعليق لأحد المتابعين ===
رائع أخي الكريم ... ونحن نتابعك جزاك الله خير
بشأن آخر نقطة وهي التعددية وهل الله واحد أحد أم لا؟
نريد زيادة شرح ومن قال بها من الأشعرية (أئمتهم)
ولكم الشكر الجزيل
=== انتهى تعليقه ===
اعلم اخي ان هذه الزامات لهم ولا يعني بالضرورة اعتقاداتهم والا كفروا
اما عن الوثيق فتلاحظ اني لا انقل كلامهم لسببين
اولا اني اكتب بعيدا عن مكتبتي من ذاكرتي ولا استحضر نص كلامهم ووموقعه.
ثانيا قصدي الاختصار.
لكن عندما يطلب مني اخ توثيق اقوالهم فلا مانع من ذلك باختصار:
قال اللامشي-من ائمة الماتريدية في اواخر القرن الخامس-:" ولهذا قلنا ان الله تعالى واحد لا من حيث العدد نعني به انه واحد ابدي وفرد ازلي لا واحد عددي لأن العدد متناه وذات الله تعالى ليس بمتناه". كتابه التمهيد لقواعد التوحيد الفقرة 67 صفحة 69.
ويشبهه قول امامهم ابي عبدالله السنوسي في الهداية وهو ينتسب الى الاشعري
المصدر: ملتقى اهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150610)
نشر في مدونة: الاشاعرة .. الوجه الاخر ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/03/blog-post_25.html)
قال ابن قدامة رحمه الله في كتاب المناظرة في القرآن ص35: ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و (الأشعرية) ا. هـ
http://www.abovethethrone.com (http://www.abovethethrone.com/arsh/)
http://www.asharis.com (http://www.asharis.com/creed/)
ـ[احميشان]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 03:22]ـ
اتقو الله ايه المسلمون
انما المومنون اخوة
لا فائدة ترجى من الخوض في غيبيات لا يعلمها الا الله
والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 01:38]ـ
اللهم اجعلنا من المتقين
ليتهم يسمعون لكنها عقيدة يصعب تغييرها.(/)
إلى متى هذا التشرذم أيها العاملون للإسلام
ـ[أحمد مهدي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 08:01]ـ
في ظل الأزمات التي تعيشها الحركات الإسلامية والتشرذم الذي تعرفه الصفوف وفي عز الضيق الذي انتابني لحال حملة المشروع الإسلامي الذين كنا بعواطفنا نترقب عطاءاتهم للمجتمع عثرت على هذه الكلمات التي تعايش الواقع من فكر داعية إسلامية عايشت هذا النوع من الخلافات، فأردت أن أضعها بين يدي المهتمين بهذا الشأن للإسهام من خلال مناقشات مستضيفة في تحليل الظاهرة.
خاطرة من وحي صراع العاملين للإسلام
عجبت لهؤلاء الذين تسموا بأسماء مختلفة، ورفعوا شعارات مختلفة للعمل الإسلامي، ثم لم يتقوا الله في المسلمين، ولم يكفوا عن عبثهم بأعراض بعضهم بعضا من خلال الشعارات والأسماء!!! عجبت لهؤلاء كيف لا يفكرون بما هي عليه أحوالهم الذاتية، من تدهور و إهمال وانكفاء، وبما هي عليه أحوال أمتهم من ارتكاس وذل وتخلف!
إنما المسلمون إخوة مهما تعددت الرايات، ومهما اختلفت الواجهات، وإن الأزمات التي تمر بها الأمة أكبر من التنابذ والتشاكس، والاتهامات التي لا غرض من ورائها إلا إثارة الفتن والعداوة والبغضاء وتعميق الخلاف.
إن العمل الإسلامي ساحة واسعة، تستوعب ضمن حدودها كل مخلص، لديه من صفاء البصيرة ما يمكنه من العمل دون
أن يرى كل عامل معه خصما له، ودون أن تحمله الأنانية ووسوسة الشيطان على الانشغال بمعارك جانبية سخيفة مع إخوانه عن عدو يتهدد الساحة كلها بما فيها.
أعجب لامرىء مسلم ملتزم بالإسلام، لا يفهم من الأخوة في الله إلا أن يكون الطرف الآخر عضوا في جماعته وحركته
فإن لم يكن كذلك انقلب عدوا لدودا له، ولو جاء الآخر بالمعجزات ليدلل له على حبه له في الله وثقته به وطمعه في أخوته!
لا بأس من اختلاف أطر العمل الإسلامي، ولا بأس أن يختلف تصورنا عن وسائل العمل ما دام العمل لله.
ولا بأس أن تتفرق بنا الطرق ما دام هدفنا واحدا، لا بأس أن يستقل كل منا بأسلوبه في الدعوة إلى الله، لا بأس، ولكن البأس كل البأس، والمصيبة كل المصيبة في اقتتال الإخوة، واختلافهم الشديد
فهذه دعوة يرفعها إبليس ليزرع بين الذين قل إيمانهم وساءت أخلاقهم العداوة والبغضاء ليصدهم عن سبيل الله، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!
كان نقد القيادات، والتعبير عن الرأي، والقول بالحق فيما مضى نصرة للحق، وتعزيزا لوضع الجماعة، ورفعا لشأن الإنسان المسلم، واحتراما لآراء الأفراد. . . حتى قال عمر: و ا"لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها و حمد الله على أن جعل في رعيته من يقوم اعوجاج عمر. . و عمر هو عمر! فأصبحنا اليوم وقول كلمة الحق مدمر لوحدة الصف!! ومفكك لأواصر الأخوة!! ومزلزل لوضع القيادات! ومكروه منكر من قبل القائمين على الجماعات الإسلامية!!! ما تكاد تقول كلمة حق أو نقد أو تكتب شيئا تعبر فيه عن رأيك حتى يلحقوا اسمك بأسماء المنشقين المخربين في الصف الإسلامي وربما حذروك حذرهم من الداء الأصفر، وربما آذوك في نفسك إيذاء بليغا، وربما كلموك حتى جعلوك تشعر بالذنب لأنك أقدمت على القول بما ترى
وربما ألجؤوك إلى التقاعس عن تصحيح الخطأ وزينوا لك أن ما تفعله إثم عظيم وإساءة لإخوانك من القياديين!
عجبا لجماعات إسلامية هذه حالها يخاف المسئولون فيها على مواقع مسئولياتهم، أشد من خوفهم على مصير الجماعة، وتذبذب شخصيات أفرادها، وسوء حاضرها ومستقبلها وهي ترتجي أفرادا عاجزين عن عمل أي شيء حتى لو كان قول كلمة حق!!!
اللهم أعطنا قوة نواجه بها النفس والشيطان، وثباتا للاستمرار في مواقع الجهاد
اللهم هب لنا من لدنك صبرا و مصابرة، واجعلنا من جندك المخلصين الذين لا يركعون أمام المحن. اللهم ارزقنا الحكمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبدء بأنفسنا في ذلك كله. وارزقنا الشدة في الحق، ولو على أنفسنا، والغضب لك، والخوف منك في السر وفي العلن.
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.
ـ[أبوعبيدة الوهراني]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 08:38]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
عجبت لهذا القول:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما المسلمون إخوة مهما تعددت الرايات، ومهما اختلفت الواجهات، وإن الأزمات التي تمر بها الأمة أكبر من التنابذ والتشاكس، والاتهامات التي لا غرض من ورائها إلا إثارة الفتن والعداوة والبغضاء وتعميق الخلاف.
إن العمل الإسلامي ساحة واسعة، تستوعب ضمن حدودها كل مخلص، لديه من صفاء البصيرة ما يمكنه من العمل دون
أن يرى كل عامل معه خصما له، ودون أن تحمله الأنانية ووسوسة الشيطان على الانشغال بمعارك جانبية سخيفة مع إخوانه عن عدو يتهدد الساحة كلها بما فيها.
أعجب لامرىء مسلم ملتزم بالإسلام، لا يفهم من الأخوة في الله إلا أن يكون الطرف الآخر عضوا في جماعته وحركته
فإن لم يكن كذلك انقلب عدوا لدودا له، ولو جاء الآخر بالمعجزات ليدلل له على حبه له في الله وثقته به وطمعه في أخوته!
لا بأس من اختلاف أطر العمل الإسلامي، ولا بأس أن يختلف تصورنا عن وسائل العمل ما دام العمل لله.
ولا بأس أن تتفرق بنا الطرق ما دام هدفنا واحدا، لا بأس أن يستقل كل منا بأسلوبه في الدعوة إلى الله، لا بأس، ولكن البأس كل البأس، والمصيبة كل المصيبة في اقتتال الإخوة، واختلافهم الشديد
فهذه دعوة يرفعها إبليس ليزرع بين الذين قل إيمانهم وساءت أخلاقهم العداوة والبغضاء ليصدهم عن سبيل الله، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!
أقول:
الاختلاف كائن ويكون إلى يوم القيامة.
ودوائه ما اخبر به النبي صلى الله علي وسلم {فعليكم بسنتي ..... }.
أما:** إنما المسلمون إخوة مهما تعددت الرايات، ومهما اختلفت الواجهات، وإن الأزمات التي تمر بها الأمة أكبر من التنابذ والتشاكس**
فهذا خطأ لوجوه:
01: قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله تعالى ولا تفرقوا}، فقد أمرنا الله بالاعتصام بحبل الله مع عدم الفرقة، ولم يقل سبحانه: اعتصموا ولا تتفرقوا مهما تعددت الرايات، ومهما اختلفت الواجهات.
والصحيح:
أن من أعظم أسباب ضعف الأمة وهوانها وذهاب ريحها وضعف شوكتها: الإختلاف.
فكما أن الإجتماع قوة، فكذلك الفرقة ضعف، ولهذا نهانا الله عز وجل عن التنازع والإختلاف، قال تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}. التوبة.
ومرجع الخلاف كله هو ترك إتباع الدليل والتعصب لأقوال وآراء الرجال بالجهل.
فلوحدة الصف واجتماع الكلمة لابد من القضاء على الخلاف، وهذا لا يكون إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، لأن دواء الفرقة والإختلاف هو اتباع السنة كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم في حديث العرباض ابن سارية الطويل: { ... فإته من يعش منكم بعدي فسيرى إختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ... }.
قال الحافظ ابن رجب:
<< هذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بما وقع في أمته بعده من كثرة الاختلاف في أصول الدين وفروعه وفي الأفعال والأقوال والاعتقادات، وهذا موقف لما روى عنه من افتراق أمته على بضع وسبعين فرقة وأنها كلها في النار إلا فرقة واحدة وهي ما كان عليه وأصحابه، ولذلك في هذا الحديث أمر عند الافتراق والاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، والسنة هي الطريق المسلوك، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدين من الاعتقادات والأعمال والأقوال وهذه هي السنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديما لا يطلقون اسم السنَة إلا على ما يشمل ذلك كله >>.
ولهذا لابد من التكلم عن التوحيد والسنة وأهميتهما، والشرك والبدعة وخطرهما حتى يرجع الناس إلى ذلك المورد العذب الزلال (وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم)، وأول شيء علينا أن نبدأ به هو تصحيح عقائد الناس، لأن قبول وحبوط الأعمال متوقف عليه، قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) 75 آل عمران، وقال سبحانه: (ولقد أوحي إليك وإلى اللذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكنّن من الخاسرين) 65 الزمر.*
فإذا كان الله خلقنا لعبادته، وأنزل كتبه وأرسل رسله لدعوة الناس إلى توحيده، وجعل دخول الجنة والنار متوقف على ذلك.
فلماذا يدعوا المسلمون اليوم إلى الأحزاب السياسية، أو الطوائف البدعية، وينسون أو يتناسّون أن الحكمة من خلقهم وإرسال الرسل إليهم، هو الدعوة إلى عبادته وحده سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن من عرف الحق يعز عليه أن يراه مهانا، فالناس اليوم تدعوا إلى كل شيئ (الحزبية_القومية_حرية المرأة_الرجوع إلى عبادة الأضرحة_الإختلاط_وأنواع أُخرى من البلايا والخزايا لا يعلمها إلا الله)، سوى التوحيد (إلا من رحم ربك وقليل ما هم).
فعلى كل من له منبرا وأراد أن يكون من أتباع الحق فعليه أن يدعوا إلى ما كانت تدعوا إليه الرسل أولا.
فليس أحد أعلم بالله من رسوله، وليس هناك من هو أعرف برسول الله من صحابته رضي الله عنهم.
قال الفوزان?الإرشاد?:
** فعقيدة المسلم هي أعز شيء عنده، فعليه أن يحرص على تجنب ما يسيء إليها أو ما يمسها من الشركيات والخرفات والبدع لتبقى صافية مضيئة، ولا يكون ذلك إلا بالالتزام بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة **.
فمن أراد الفلاح والنجاح فعليه باتباع منهاج الرسول وأصحابه، لا بمخالفتهم واتباع غيرهم فإنهم لن يغنوا عنهم من غذاب الله شيئا.
قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (115)} النساء.
قال الإمام الطبري:
<< {وَمَنْ يُشاقِق الرّسُولَ}: ومن يباين الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم معاديا له, فيفارقه على العداوة له¹ {مِنْ بَعْدِ ما تَبَيّنَ لَهُ الهُدَى} يعني: من بعد ما تبين له أن رسول الله, وأن ما جاء به من عند الله يهدى إلى الحقّ, وإلى طريق مستقيم. {وَيَتّبِعْ غيرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ} يقول: ويتبع طريقا غير طريق أهل التصديق, ويسلك منهاجا غير منهاجهم, وذلك هو الكفر بالله, لأن الكفر بالله ورسوله غير سبيل المؤمنين وغير منهاجهم. {نُوَلّهِ ما تَوَلىّ} يقول: نجعل ناصره ما استنصره واستعان به من الأوثان والأصنام, وهي لا تغنيه ولا تدفع عنه من عذاب الله شيئا ولا تنفعه >>.
ولهذا كان لزاما على كل من أراد التمسك بهذا الدين في كل صغيرة و كبيرة أن يرجع إلى ما كان عليه السلف الصالح من عقيدة وفقه ومنهاج،كيف لا ورب العزة زكاهم من فوق سبع سموات قال تعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} (المائدة119).
ولقد أخطأ من ظن أن ذلك يكون بالتساهل والتسامح في قواعد الدين.
حتى صار كثير من الناس، إذا قيل له لما لا تعفي اللحية،أو لما لا تلبس القميص؟ يقول لك متهاونا في ذلك، هذه سنة فقط،أي أنه صار الإقتداء بالنبي عندهم ليس من الأولويات، ولكن التشبه باليهود والنصارى صار من الضروريات.
ولأن التمسك بالأول هو من التخلف، ولكن التمسك بالثاني هو من التقدم.
فمثل هذا الكلام ليس هو الاجتماع على الدين، و إنما هو الاجتماع على هدم الدين.
ولقد أخطأ أيضا كثير من الناس لما ظنوا أن سبب ضعف الأمة هو بسبب ضعف الحكام!!!
وإن كان في الحقيقة هو واحد من الأسباب الكثيرة، ولكن يبقى السبب الحقيقي هو البعد عن دين الله، قال عمر رضي الله عنه:
<< كنا قوم أذلة فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله >>.
فلما ابتغينا العزة في غيره حدث لنا ما حدث.
فبعد أن كانت الأمة منارة يهتدى بها في العلم والتقدم والأخلاق والقيم، أصبحت الأمة اليوم وللأسف تتسول على موائد اليهود والنصارى ترضى بالفتات.
فيجب علينا أن نكون كما كان، وعلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم،
فلا يكون الاجتماع على الدين إلا بالتصفية والتربية.
أي تصفيته من البدع والشركيات التي أدخلت فيه، وتربية الناس على ذلك الدين المصفى.
قال الإمام مالك رحمه الله:
<< لن يصلح آخر هذا الأمر إلا بما صلح به أوله >>.
فأول شيء ينبغي البدء به هو تصحيح عقائد الناس، ومحاربة الشرك بكل أنواعه، ولا يكون ذلك إلا بتعلم التوحيد والدعوة إليه، و نشر السنة ومحاربة البدع بكل أصنافها، وهذا هو المعنى الحقيقي للتصفية والتربية.
فطريق العز لا يكون بالاجتماع فقط، وإنما بالاجتماع على الحق، ولهذا لا بد من الرجوع الى التوحيد
التوحيد أولا يا دعاة الإسلام.
قال الشيخ الفوزان حفظه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
*فلّما كان توضيح العقيدة الصحيحة والدعوة إليها هو أهم الأمور وآكد الواجبات، لأنها الأساس الذي تبنى عليه صحة أعمال وقبولها، ولهذا كان اهتمام الرسل صلوات الله وسلامه عليهم واهتمام أتباعهم بإصلاح العقيدة، أولا عما يناقضها أو ينقصها، وكان نصيب الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم واهتمامه النصيب الأكبر، فقد مكث في مكة ثلاثة عشرة سنة يدعوا إلى التوحيد وإصلاح العقيدة.،ولما فتح مكة كان أول شيء بدأ به هدم الأصنام والقضاء عليها.*
ولا يكون ذلك (أي تصحيح عقائد الناس) إلا بشرطين:
01: بتعلم العقيدة الصحيحة.
02: الدعوة إليها.
تعلم العقيدة الصحيحة:
فتصحيح عقائد الناس هو أساس دعوة الرسل عليهم السلام، فيجب على الداعي إلى الله أن يتعلمها وأن يحفظها مما أدخله الناس فيها.
قال الفوزان?الإرشاد?:
<< فالعقيدة السليمة هي التي جاء بها الرسل، فمن تمسك بها كان على الحق.
أما من خالفها يكون متمسكا بالأوهام والباطل، فماذا بعد الحق إلا الضلال، قال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق و أنما يدعون من دونه الباطل} الحج.
فيجب على كل مسلم أن يتعلم العقيدة الإسلامية ليعرف معناها وما نقوم علبه, ثم يعرف ما بضادها ويبطلها وينقصها من الشرك الأكبر والأصغر، قال تعالى: {فاعلم أنه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك} 18. محمد >>.
قال البخاري في صحيحه: باب العلم قيل القول والعملوأستشهد بهذه الآية الكريمة. قال الحافظ ابن حجر في الفتح:قال ابن المنير: << أراد به أن العلم شرط في صحة القول للعمل فلا يعتبران إلا به فهو متقدم عليهما ,لأنه مصحح للنية المصححة للعمل. فكما لابد من القول الشهادتينفلا بد من العلم قبل القول والعمل,
فكذلك لابد من العمل بعد العلم والقول >>.
فبنور العلم تنجلي ظلمة الجهل، وبقوة الحق يزهق الباطل، وإن من أعظم نعم الله علينا أن خصنا بخير كتاب أنزل، وبخير نبي أرسل صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم.
ولقد جائنا هذا الرسول الكريم الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم بهذا الدين القويم: الإسلام: والذي هو الإستسلام والإنقياد لكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم، وهو مجموع ومختصر في أصلين اثنين.
1: الأصل الأول: شهادة أن لا إله إلا الله.
2: الأصل الثاني: شهادة أن محمدا صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم رسول الله.
الدعوة إليه:
افالدعوة إلى الله هي رسالة كل الرسل عليهم السلام.
فعلى طالب الحق أن لا يتوقف طلبه على تعلم الحق والإنتفاع به لوحده، بل علي أن يُعلمَ غيره، حتى ينتشر وينتفع به الناس، وهذا هو منهاج الأنبياء والمرسلين، وهو أيضا منهاج سيد المرسلين قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} يوسف 107.
الإمام ابن كثير رحمه الله:<< يقول تعالى لرسوله صلى اللّه عليه وسلم إلى الثقلين الإنس والجن آمراً له أن يخبرا الناس أن هذه سبيله، أي طريقته ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن "لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له" يدعو إلى اللّه بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان، هو وكل من اتبعه، وقوله: {وسبحان اللّه} أي وأنزه اللّه وأجله وأعظمه وأقدسه عن أن يكون له شريك أو نظير أو عديل أو نديد أو ولد أو والد أو صاحبة أو وزير أو مشير، تبارك وتقدس وتنزه عن ذلك كله علواً كبيراً >>.
قال الشيخ الفوزان:
<< ثم بعد ما تعلم المسلم هذه العقيدة فيجب عليه أن يدعوا الناس إليها لإخراجهم من الظلمات إلى النور، لأن العقيدة الصحيحة هي فاتحة دعوة الرسل جميعا فلم يكونوا يبدءون بشيء قبلها، قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (35 النحل).
وكان كل رسول أول ما يدعوهم: أعبدوا الله ما لم من اله غيره. هود.
كما قال ذلك نوح وهود وصالح و موسى وعيسى ومحمد سائر الرسل عليهم السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيجب على من عرف هذه العقيدة وعمل بها أن لا يقتصر على نفسه، بل يدعوا الناس إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى: {أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}. (164.النحل)، فلا بد من الدعوة إليها فعن ابن عباس رضي الله عنه –مسام والبخاري عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه ... فالآية الكريمة تدل على أهمية معرفة العقيدة السلامية والدعوة إليها \\وأن ( file://///%D9%88%D8%A3%D9%86) أتباع الرسول على صلى الله عليه وسلم هم من اقتدى به في ذلك واتصف بصفتين:
01: العلم بالعقيدة
02:الدعوة إليها
وأن ( file://///%D9%88%D8%A3%D9%86) من لم يتعلم أحكام العقيدة ويدع إليها فليس من أتباع الرسل على الحقيقة.
والدعوة تكون على حسب المدعوا >>.
ولأنا الدعوة إلى الله هي دعوة الحق، وكل دعوة إلى غير ذلك (كالدعوة إلى الحزبية او القومية أو الوطنية او غير ذلك ... ) فهي دعوة باطلة قال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق و أنما يدعون من دونه الباطل} الحج.
ولكن للأسف اليوم الدعاة وأئمة المساجد إلا من رحم ربك وقليل ما هم، لا يذكرون التوحيد في دروسهم إلا رسما، بل تجد منهم من يقيم الدنيا ولا يقعدها على مسألة فقهية فيها خلاف، يوالي ويعادي عليها، وإذا ذكرت عنده أية أو حديث فيه التوحيد مر عليه مر الكرام.
فمثلا: إذا جاء موسم الحج سمعت الإذاعات و رأيت القنوات التلفزيونية كلها تتكلم عن الحج،ورأيت المشايخ يذكرون أحكام الحج و ينصحون الحجاج،لا تفعل كذا وكذا، وهذا صحيح وجميل، ولكن: والله لم أسمع واحد منهم نصح الحجاج
بالتوحيد وحذرهم من الشرك بالله، وكأن هذا الأمر لا يحتاج أن يذكر أو أن يعلّم،لأننا والحمد لله كلنا موحدون.
ونحن نرى بعض الحجاج قبل ذهابهم إلى مكة يذهبون إلى الأولياء للبركة والحفظ.
بل ما يفعله بعض الجهال بقبر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم من أغرب الأفعال!!
وللأسف نقطة يجب التنبيه عليها أيضا، فإنه إذا جاء ربيع الأول رأيت الأئمة عندنا إلا من رحم ربك يتكلمون في المولد وتجدهم يبدّعون من خالفهم، بل منهم من سود أوراق الجرائد والمجلات وقد ذكر فيها أن الإحتفال بالمولد النبوي سنة حسنة، فإلى الله المشتكى حيث أصبحت البدعة سنة، والمخالف له في ذلك أصبح من دعاة التفريق والفتنة!!!
فإن اردنا التمكين في الأرض يا اخي فعلينا بالرجوع إلى العقيدة الصحيحة
فعلى المسلم أن يحرص على تعلم وتعليم ما يعود بالنفع عليه وعلى الناس، وليس هناك ما هو أنفع للناس في دينهم ودنياهم من الدعوة إلى توحيد الله رب العالمين.
فيجب أولا دعوة الناس إلى التوحيد، و إخراجهم من ظلمات الشرك بالله، و هذا هو طريف الرسل في الدعوة إلى الله،ولأن الأعمال إنما هي صالحة بصلاح العقيدة، و فاسدة باطلة بفسادها.
فالعقيدة الصحيحة هي سبب النصر والتمكين في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنّ لَهُمْ دِينَهُمُ الّذِي ارْتَضَىَ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. (النور55).
قال الإمام ابن جرير رحمه الله:
يقول تعالى ذكره: {وَعَدَ اللّهُ الّذِين آمَنُوا بالله ورسوله مِنْكُمْ أيها الناس, وَعمِلُوا الصّالِحاتِ} يقول: وأطاعوا الله ورسوله فيما أمراه ونهياه لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ فِي الأرْضِ يقول: لَيُورثنهم الله أرض المشركين من العرب والعجم, فيجعلهم ملوكها وساستها. {كمَا اسْتَخْلَفَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} يقول: كما فعل من قبلهم ذلك ببني إسرائيل, إذ أهلك الجبابرة بالشام وجعلهم ملوكها وسكانها. {وَلَيُمَكّنَنّ لَهُمْ دِينَهُمُ الّذِي ارْتَضَى} لَهُمْ يقول: وليوطئنّ لهم دينهم, يعني ملتهم التي ارتضاها لهم فأمرهم بها. وقيل: {وعد الله الذين آمنوا} , ثم تلقى ذلك بجواب اليمين بقوله: {لَيَسْتَخْلفنّهُمْ} لأن الوعد قول يصلح فيه «أن» , وجواب اليمين كقوله: وعدتك أن أكرمك, ووعدتك لأكرمنك.
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلف القرّاء في قراءة قوله: {كمَا اسْتَخْلَفَ} فقرأته عامة القرّاء: كمَا اسْتَخْلَفَ بفتح التاء واللام, بمعنى: كما استخلف الله الذين من قبلهم من الأمم. وقرأ ذلك عاصم: «كمَا اسْتُخْلِفَ» بضم التاء وكسر اللام, على مذهب ما لم يْسَمّ فاعله.
واختلفوا أيضا في قراءة قوله: وَلَيُبَدّلَنّهُمْ فقرأ ذلك عامة قرّاء الأمصار سوى عاصم: {وَلَيُبْدّلنّهُمْ} بتشديد الدال, بمعنى: وليغّيرَنّ حالهم عما هي عليه من الخوف إلى الأمن, والعرب تقول: قد بُدّل فلان: إذا غيرت حاله ولم يأت مكان غيره, وكذلك كلّ مغير عن حاله فهو عندهم مبدّل بالتشديد، وربما قيل بالتخفيف, وليس بالفصيح، فأما إذا جعل مكان الشيء المبدل غيره, فذلك بالتخفيف: أَبْدلته فهو مُبْدَل، وذلك كقولهم: أُبدل هذا الثوب: أي جُعِل مكانه آخر غيره، وقد يقال بالتشديد غير أن الفصيح من الكلام ما وصفت.
وكان عاصم يقرؤه: «وَلَيُبْدِلَنّهُمْ» بتخفيف الدال.
والصواب من القراءة في ذلك: التشديد, على المعنى الذي وصفت قبلُ, لإجماع الحجة من قرّاء الأمصار عليه, وأن ذاك تغيير حال الخوف إلى الأمن. وأرى عاصما ذهب إلى أن الأمن لما كان خلاف الخوف وجّه المعنى إلى أنه ذهب بحال الخوف وجاء بحال الأمن, فخفّف ذلك.
ومن الدليل على ما قلنا من أن التخفيف إنما هو ما كان في إبدال شيء مكان آخر, قول أبي النجم:
عَزْلُ الأمِيرِ للأَمَيرِ المُبْدَلِ
وقوله: {يَعْبُدُونَني} يقول: يخضعون لي بالطاعة ويتذللون لأمري ونهيي.
{لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا} يقول: لا يشركون في عبادتهم إياي الأوثان والأصنام ولا شيئا غيرها, بل يخلصون لي العبادة فيفردونها إليّ دون كلّ ما عُبد من شيء غيري. وذُكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل شكاية بعض أصحابه إليه في بعض الأوقات التي كانوا فيها من العدوّ في خوف شديد مما هُمْ فيه من الرّعب والخوف وما يَلْقَون بسبب ذلك من الأذى والمكروه>>.
1: القرب من الله: و أي شيء أعظم من الأنس والقرب من الرحيم الرحمان.
2: الأمن بدل الخوف، فإذا كان الله منك فممن تخاف!!.
َ3: التمكين والسعادة في الدنيا والآخرة.
4: أن الله تكفل لأهلها النصروالعاقبة الحسنة، قال تعالى: {انا ( file://///%D8%A7%D9%86%D8%A7) لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}.
5: أن جميع الأعمال لا تقبل إلا بها قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الزمر (65).
6: أنها تمنع الخلود في النار، فمن كان بالله وحدا، وكان له ذنوب ولو كانت كالجبال يغفرها له الله عزّوجل،قال النبي:قال تعالى: ** يا ابن آدم انك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة**. (حسنه الترميذي والألباني)، وقال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}.
7: تعصم الدم والمال، فقد روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أنّ لا اله إلا الله،وأن محمدا رسول الله، ويقيم الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك،فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم،إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى} رواه مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
فهذا باختصار يا أخي الحبيب هو يبب النصر والتمكين، أما غيرهذا فهو كقول الشاعر:
ترجوا النجاة ولم تسلن مسالكها******إن السفينة لا تحري على اليبس
ورحم الله امرأ انتهى إلى ما سمع
ـ[احميشان]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 03:06]ـ
جازاكم الله عنا خير الجزاء
هكذا ينبغي ان نفكر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 04:48]ـ
خذا التشرذم لن ينتهي الا بعد سنين طويلة - ان شاء الله
ولاتحلم بغير ذلك(/)
رد الحافظ ابن حجر على من زعم اسلام أبي طالب.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 08:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياءوالمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أمابعد:
فهذا رد من الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني -رحمه الله- على من زعم أن عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو طالب قد مات مسلما .. !!
ولا عجب أن يأتي هذا من مثل الرافضة فهم قد خلعوا عن رقابهم هدي الإسلام ..
لكن العجب أن يأتي هذا الهراء من بعض المتسننة المتصوفة.!!
فنبذوا كلام الله وسنة نبيه الصحيحة الثابتة وراء ظهورهم .. إلى شبهات وترهات هي أوهى من بيت العنكبوت ...
فاللهم ثبتنا على السنة وأمتنا عليها ..
وقد وقفت على بحث الحافظ في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة"
واعتمدت على طبعة د. عبد الله التركي التي صدرت عن دار هجر .. وهي أفضل طبعات الكتاب.
خلاصة البحث:
قال الحافظ:
" ونحن نرجو أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعا فينجو لكن ورد في أبي طالب ما يدفع ذلك وهو ما تقدم من آية براءة , وما ورد في الصحيح: عن العباس بن عبد المطلب "أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم: ما أغنيت عن عمك أبي طالب فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ فقال: هو في ضحضاح من النار. ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل "
فهذا شأن من مات على الكفر فلو كان مات على التوحيد لنجا من النار أصلا والأحاديث الصحيحة والأخبار المتكاثرة طافحة بذلك"
ـــ
" ثم استدل الرافضي بقول الله تعالى (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون).
قال: وقد عزره أبو طالب بما اشتهر ,وعلم , ونابذ قريشا وعاداهم بسببه مما لا يدفعه أحد من نقلة الأخبار فيكون من المفلحين. انتهى.
وهذا مبلغهم من العلم!! وإنا نسلم أنه نصره وبالغ في ذلك لكنه لم يتبع النور الذي أنزل معه وهو الكتاب العزيز الداعي إلى التوحيد ولا يحصل الفلاح إلا بحصول ما رتب عليه من الصفات كلها."
ــــ
" قال بن عساكر: والصحيح ما أخرجه مسلم: من حديث أبي سعيد الخدري " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر عنده أبو طالب فقال: تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه"."
والله أعلم.
http://www.m-muslim.com/vb/showthread.php?p=939#post939
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 08:13]ـ
* قال ابن حجر- رحمه الله-:
" وذكر جمع من الرافضة: أنه مات مسلما , وتمسكوا بما نسب إليه من قوله:
ودعوتني وعلمت أنك صادق ـــــــــــــــــــــــــ ولقد صدقت فكنت قبل أمينا
ولقد علمت بأن دين محمد ــــــــــــــــــــــــ من خير أديان البرية دينا
· قال بن عساكر في صدر ترجمته: قيل إنه أسلم , ولا يصح إسلامه.
ولقد وقفت على تصنيف لبعض الشيعة أثبت فيه إسلام أبي طالب.
منها: ما أخرجه من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس عن بعض أهله عن ابن عباس قال: لما أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا طالب في مرضه قال له: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أستحل بها لك الشفاعة يوم القيامة قال: يا بن أخي والله لولا أن تكون سبة علي وعلى أهلي من بعدي يرون أني قلتها جزعا عند الموت لقلتها لا اقولها إلا لأسرك بها.
فلما ثقل أبو طالب رئي يحرك شفتيه , فأصغى إليه العباس فسمع قوله فرفع رأسه عنه, فقال: قد قال والله الكلمة التي سأله.
ومن طريق إسحاق بن عيسى الهاشمي عن أبيه , سمعت المهاجر مولى بني نفيل يقول: سمعت أبا رافع يقول: سمعت أبا طالب يقول: سمعت بن أخي محمد بن عبد الله يقول: إن ربه بعثه بصلة الأرحام وأن يعبد الله وحده لا يعبد معه غيره ومحمد الصدوق الأمين.
ومن طريق ابن المبارك عن صفوان بن عمرو عن أبي عامر الهوزني " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج معارضا جنازة أبي طالب وهو يقول وصلتك رحم.
ومن طريق عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن علي أنه لما أسلم قال له أبو طالب: الزم ابن عمك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن طريق أبي عبيدة معمر بن المثنى عن رؤبة بن العجاج عن أبيه عن عمران بن حصين: " أن أبا طالب قال لجعفر بن أبي طالب لما أسلم: قبل جناح ابن عمك فصلى جعفر مع النبي صلى الله عليه و سلم ".
ومن طريق محمد بن زكريا الغلابي عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: "جاء أبو بكر بأبي قحافة وهو شيخ قد عمى. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ألا تركت الشيخ حتى آتيه قال: أردت أن يأجره الله. والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي , ألتمس بذلك قرة عينك.
وأسانيد هذه الأحاديث واهية.
وليس المراد بقوله في الحديث الأخير إثبات إسلام أبي طالب.
فقد أخرج عمر بن شبة في كتاب " مكة" وأبو يعلى , وأبو بشر سمويه في " فوائده" كلهم من طريق: محمد بن سلمة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس:"في قصة إسلام أبي قحافة قال: فلما مد يده يبايعه , بكى أبو بكر , فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ما يبكيك؟.
قال: لأن تكون يد عمك مكان يده ويسلم ويقر الله عينك أحب إلي من أين يكون."
وسنده صحيح.
وأخرجه الحاكم من هذا الوجه. وقال: صحيح على شرط الشيخين.
وعلى تقدير ثوبتها , فقد عارضها ما هو أصح منها.
أما الأول: ففي الصحيحين: من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه:"أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه و سلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله. فقال له: أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب: أترغب عن ملة عبد المطلب؟!! فلم يزالا به حتى قال آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك. فنزلت (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) الآية. ونزلت (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
فهذا هو الصحيح برد الرواية التي ذكرها بن إسحاق , إذ لو كان قال كلمة التوحيد ما نهى الله تعالى نبيه عن الاستغفار له.
وهذا الجواب أولى من قول من أجاب: بأن العباس ما أدى هذه الشهادة وهو مسلم وإنما ذكرها قبل أن يسلم.فلا يعتد بها.
وقد أجاب الرافضي المذكور عن قوله وهو على ملة عبد المطلب بأن: عبد المطلب مات على الإسلام.
واستدل بأثر مقطوع عن جعفر الصادق , وسأذكره بعد ولا حجة فيه لانقطاعه وضعف رجاله.
وأما الثاني: وفيه شهادة أبي طالب بتصديق النبي صلى الله عليه و سلم. فالجواب عنه وعما ورد من شعر أبي طالب في ذلك: أنه نظير ما حكى الله تعالى عن كفار قريش (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) فكان كفرهم عنادا ومنشؤه من الأنفة والكبر.
وإلى ذلك أشار أبو طالب قوله: "لولا أن تعيرني قريش "
وأما الثالث: وهو أثر الهوزني فهو مرسل. ومع ذلك فليس في قوله:"وصلتك رحم" ما يدل على إسلامه , بل فيه ما يدل على عدمه وهو معارضته لجنازته ولو كان أسلم لمشى معه وصلى عليه.
وقد ورد ما هو أصح منه وهو: ما أخرجه أبو داود والنسائي وصححه بن خزيمة من طريق ناجية بن كعب عن علي قال:" لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: إن عمك الضال قد مات. فقال لي: اذهب فواره ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني. ففعلت , ثم جئت فدعا لي بدعوات ".
وقد أخرجه الرافضي المذكور من وجه آخر عن ناجية بن كعب عن علي بدون قوله "الضال ".
وأما الرابع والخامس: وهو أمر أبي طالب ولديه باتبعاه , فتركه ذلك هو من جملة العناد وهو أيضا من حسن نصرته له وذبه عنه ومعاداته قومه بسببه.
وأما قول أبي بكر فمراده: "لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي" أي:لو أسلم.
ويبين ذلك ما أخرجه:أبو قرة موسى بن طارق عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال:"جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده يوم فتح مكة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ألا تركت الشيخ حتى نأتيه؟ قال: أبو بكر أردت أن يأجره الله , والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب لو كان أسلم مني بأبي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابن إسحاق " أن عمر لما عارض العباس في أبي سفيان لما أقبل به ليلة الفتح فقال له العباس: لو كان من بني عدي ما أحببت أن يقتل. فقال عمر: لأنا بإسلامك إذا أسلمت أفرح مني بإسلام الخطاب. " يعني: لو كان أسلم.
ثم ذكر الرافضي من طريق راشد الحماني قال "سئل أبو عبد الله - يعني جعفر بن محمد الصادق- مَن أهل الجنة؟ فقال: الأنبياء في الجنة , والصالحون في الجنة , والأسباط في الجنة , وأجل العالمين مجدا محمد صلى الله عليه و سلم يقدم آدم فمن بعده من آبائه , وهذه الأصناف يحدثون به , ويحشر عبد المطلب له نور الأنبياء وجمال الملوك , ويحشر أبو طالب في زمرته , فإذا ساروا بحضرة الحساب وتبوأ أهل الجنة منازلهم ودحر أهل النار ارتفع شهاب عظيم لا يشك من رآه أنه غيوم من النار فيحضر كل من عرف ربه من جميع الملل ولم يعرف نبيه ومن حشر أمة وحده والشيخ الفاني والطفل فيقال لهم: إن الجبار تبارك وتعالى يأمركم أن تدخلوا هذه النار , فكل من اقتحمها خلص إلى أعلى الجنة , ومن كع عنها غشيته ".
أخرجه عن أبي بشر أحمد بن إبراهيم بن يعلى بن أسد عن أبي صالح الحمادي عن أبيه عن جده سمعت راشد الحماني فذكره.
وهذه سلسلة شيعة غلاة في رفضهم.
والحديث الأخير ورد من عدة طرق في حق الشيخ الهرم ومن مات في الفترة ومن ولد أكمه أعمى أصم ومن ولد مجنونا أو طرأ عليه الجنون قبل أن يبلغ ونحو ذلك وأن كلا منهم يدلي بحجة ويقول: لو عقلت أو ذكرت لآمنت فترفع لهم نار ويقال لهم ادخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن امتنع أدخلها كرها. هذا معنى ما ورد من ذلك وقد جمعت طرقه في جزء مفرد.
ونحن نرجو أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعا فينجو لكن ورد في أبي طالب ما يدفع ذلك وهو ما تقدم من آية براءة , وما ورد في الصحيح: عن العباس بن عبد المطلب "أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم: ما أغنيت عن عمك أبي طالب فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ فقال: هو في ضحضاح من النار. ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل "
فهذا شأن من مات على الكفر فلو كان مات على التوحيد لنجا من النار أصلا والأحاديث الصحيحة والأخبار المتكاثرة طافحة بذلك.
وقد فخر المنصور على محمد بن عبد الله بن الحسن لما خرج بالمدينة وكاتبه المكاتبات المشهورة.
ومنها في كتاب المنصور: وقد بعث النبي صلى الله عليه و سلم وله أربعة أعمام فآمن به اثنان أحدهما أبي وكفر به اثنان أحدهما أبوك.
ومن شعر عبد الله بن المعتز يخاطب الفاطميين
وأنتم بنو بنته دوننا ... ونحن بنو عمه المسلم
وأخرج الرافضي أيضا في تصنيفه: قصة وفاة أبي طالب من طريق علي بن محمد بن ميثم سمعت أبي يقول سمعت جدي يقول سمعت علي بن أبي طالب يقول: تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملته , وأوصاني أن أدفنه في قبره , فأخبرت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: اذهب فواره. وأتيته لما أنزل به فغسلته وكفنته وحملته إلى الحجون فنبشت عن قبر عبد المطلب فوجدته متوجها إلى القبلة فدفنته معه ".
قال متيم: ما عبد علي ولا أحد من آبائه إلا الله إلى أن ماتوا.
أخرجه عن أبي بشر المقدم ذكره عن أبي بردة القسلمي عن الحسن بن ما شاء الله عن أبيه عن علي بن محمد بن متيم.
وهذه سلسلة شيعة من الغلاة في الرفض فلا يفرح به وقد عارضه ما هو أصح منه مما تقدم فهو المعتمد.
ثم استدل الرافضي بقول الله تعالى (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون).
قال: وقد عزره أبو طالب بما اشتهر ,وعلم , ونابذ قريشا وعاداهم بسببه مما لا يدفعه أحد من نقلة الأخبار فيكون من المفلحين. انتهى.
وهذا مبلغهم من العلم!! وإنا نسلم أنه نصره وبالغ في ذلك لكنه لم يتبع النور الذي أنزل معه وهو الكتاب العزيز الداعي إلى التوحيد ولا يحصل الفلاح إلا بحصول ما رتب عليه من الصفات كلها.
ومما لم يذكره الرافضي من الأحاديث الواردة في هذا الباب: ما أخرجه تمام الرازي في "فوائده" من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الله بن عمر رفعه " أنه إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي أبي طالب وأخ لي كان في الجاهلية"
وقال تمام: الوليد منكر الحديث.
* قال بن عساكر: والصحيح ما أخرجه مسلم: من حديث أبي سعيد الخدري " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر عنده أبو طالب فقال: تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه".
< الإصابة 12/ 392 - 401>(/)
نفي الذات و بناء المجتمع المتحرر
ـ[أحمد مهدي]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 08:08]ـ
المتأمل للواقع السياسي و الجمعوي في بلادنا العربية يقف على عمق الأزمة التي نعيشها والتي تقف دون شك عائقا أمام استثمارنا لطاقات المجتمع الخلاقة، والمضي ببلادنا لتحقيق مدلول الحضارة بأبعادها وتعميق البعد الثقافي والتخلص من عقدة النقص التي تنتابنا جميعا أمام بقية الشعوب، حتى أن من مفكرينا الأفذاذ يريد أن يسأل أهل القبور عن تاريخ هذه الأرض، ومن خلال قراءة في واقع نظامنا السياسي و الحزبي و الجمعوي وقفت على أحد أسباب هذا التراوح إلى الخلف في حركية مجتمعنا ممثلة في طبيعة القادة و الأتباع في منظومتنا الاجتماعية فالذي يحكمنا هو منطق غياب الحوار وضعف فن الاستماع لثلاث فئات هي في الغالب المشكل لهذه النظم الاجتماعية:
الفئة الأولى: فئة القادة الطغاة الذين يرفعون شعار " ماأريكم إلا ما أرى "
الفئة الثانية: فئة الأتباع المغفلين الذين يحسنون التصفيق و التهليل والتسبيح بحمد قادتهم لأنهم ببساطة شخصانيين سذج ينقادون للغالب لأنهم مغلوبون.
الفئة الثالثة: وهي التي تغطي مساحة واسعة وهم المنتفعون أصحاب الحاجات يحملون لقب المرتزقة، فهم يدركون مفاصل الأمور ويستغلونها لتحقيق المآرب فمطهرهم هو مظهر الفئة الثانية ومخبرهم النفعية على حساب القيم و المبادئ.
ولعل مشهد الانتخابات في عالمنا العربي هو أقرب المشاهد الذي يوضح بجلاء حقيقة ما ذهبت إليه.
فنهيب بمثقفينا أن يكونوا كذلك بل نهيب بهم أن يرتقوا على الفئات الثلاث ويتخندقوا لتكريس حقيقي للمواطنة وفي حركية تراكمية يمكن الشروع في بناء صرح يعطينا استقلالية في الشخصية و يوجهنا لتجميع إيجابي لطاقات المجتمع ويجعل منا بحق مجتمع متشبع بقيم الحضارة وعلى رأسها نفي الذات و الاستغراق في خدمة المجتمع.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 05:01]ـ
ماأحوج الامة للفقه الاجتماعي الاسلامي(/)
لفظ البعض والكل والشيء على الله تعالى
ـ[زياني]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 09:09]ـ
بسم الله وبعد:
فقد تقرر أن باب الإخبار أوسع من باب الصفات، إذ يصح الإخبار عن الله تعالى بكل ما يليق به، مما لا يتضمن معنى سيئا، ومن بين هذه الألفاظ مثلا: لفظ الشيء والكل والبعض عن ذات الله تعالى، كما يقول أهل السنة مثلا أن الصفة هي بعض الموصوف وهو الله تعالى، لا أنها هي الله، وأن المؤمنين يرون يوم القيامة شيئا من ذات الله تعالى أو بعضا منه لا يرون ذاته كلها، وأن صفة البصر والعلم مثلا من صفات الله تعالى، و" من" تبعيضية في لغة العرب التي نزل بها القرآن، ونحو ذلك، مما سيتبين في المطالب التالية:
المطلب الأول: إطلاق لفظ الشئ على ذات الله تعالى:
المطلب الثاني: في إطلاق لفظ البعض أو الكل ونحوهما على الله تعالى،
المطلب الثالث: ذكر البيان أن لفظ البعض جائز بل واجب على الله باعتبار، وباطل على الله بالإعتبار الثاني الفاسد:
الباب الأول: ذكر المعنى المحظور الفاسد:
الباب الثاني: ذكر المعنى الجائز بل الواجب:
المطلب الرابع: ذكر الأدلة على مشروعية لفظ البعض ونحوه:
النوع الأول: من الإجماع على تعريف الصفة وحقيقتِها عند السلف:
النوع الثاني: ذكر الأدلة النقلية:
المطلب الخامس: كلام بعض العلماء:
المطلب الأول: إطلاق لفظ الشئ على ذات الله تعالى: وهذه اللفظة ثابتة بالقرآن والسنة، كما قال البخاري في الصحيح: باب {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله}، فسمى الله تعالى نفسه شيئا، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئا، وهو صفة من صفات الله، وقال {كل شيء هالك إلا وجهه} "، اهـ، وفي صحيحه مرفوعا:" لا شيء أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه"، وفيه أيضا:" لا شيء أغير من الله"، وغير ذلك من الأدلة.
المطلب الثاني: في إطلاق لفظ البعض أو الكل ونحوهما على الله تعالى فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية 2/ 407 في إثبات الجهة ونقده للرازي:" فقد أخبر ـ الرازي ـ أن ما لا يكون في جهة، لا تسمى رؤيته إدراكا، وإن لفظ الإدراك إذا أُريد به الرؤية فهي رؤية مخصوصة، وهي رؤية المتناهي الذي يكون في جهة، فأما الشيء الذي لا يكون في جهة فلا تسمى رؤيته إدراكا، وإذا كان كذلك فيكون قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} أي متناهيا لا تحيط به ولا تدركه متناهيا محدودا، قال ابن تيمية: وهذا الذي ذكره جيد وإن كان لم يستوف حجته، فإن أئمة السلف بهذا فسروا الآية، وما ذكرته المعتزلة عن ابن عباس انه تأول الآية على نفي الرؤية كذب على ابن عباس، بل قد ثبت عنه بالتواتر انه كان يثبت رؤية الله وفسر قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} بأنها لا تحيط وضرب المثل بالسماء فقال: ألست ترى السماء؟ فقال: بلى، فقال: أكلها ترى؟ قال: لا، قال: فالله أعظم"، .. الخ.
المطلب الثالث: ذكر البيان أن لفظ البعض جائز بل واجب على الله باعتبار، وباطل على الله بالإعتبار الثاني الفاسد: فقد ذُكِرَ أن ذلك من الألفاظ التي تحتمل معنى صحيحا ومعنى فاسدا، فيصح إطلاقها على المعنى الصحيح، ولا يصح إطلاقها على المعنى الفاسد كما في البابين الآتيين:
الباب الأول: ذكر المعنى المحظور الفاسد: قال ابن تيمية في الفتاوى الكبري 6/ 405، .. :"قال نعيم بن حماد: لا يقال بعضه على العرض، وبعضه على الأرض، يدرك بالآيات ويثبت بالعلامات هو الكبير المتعال تبارك وتعالى"، قال ابن تيمية: " وهو ـ نعيم ـ قد نفى تبعيضه بالمعنى الذي فسره، وهذا ما لا يستريب فيه المسلمون، وهذا مما دل عليه قوله تعالى: {قل هو الله أحد * الله الصمد} .. ، ولا ريب أن لفظ البعض والجزء والغير ألفاظ مجملة فيها إيهام وإبهام فإنه قد يقال ذلك على ما يجوز أن يوجد منه شيء دون شيء بحيث يجوز أن يفارق بعضه بعضا وينفصل بعضه عن بعض أو يمكن ذلك فيه، كما يقال: حد الغيرين ما جاز مفارقة أحدهما للآخر كصفات الأجسام المخلوقة من أجزائها وأعراضها فإنه يجوز أن تتفرق وتنفصل والله سبحانه منزه عن ذلك كله مقدس عن النقائص والآفات"،
(يُتْبَعُ)
(/)
الباب الثاني: ذكر المعنى الجائز بل الواجب: فقد قال ابن تيمية في الفتاوى أيضا:" وقد يراد بذلك ما يُعلَمُ منه شيء دون شيء،، فيكون المعلوم ليس هو غير المعلوم وإن كان لازما له لا يفارقه، والتغاير بهذا المعنى ثابت لك موجود، فإن العبد قد يعلم وجود الحق ثم يعلم أنه قادر ثم أنه عالم ثم أنه سميع بصير، وكذلك رؤيته تعالى كالعلم به، فمن نفى عنه وعن صفاته التغاير والتبعيض بهذا المعنى فهو معطل جاحد للرب فإن هذا التغاير لا ينتفي إلا عن المعدوم، وهذا قد بسطناه في كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية في الكلام على سورة الإخلاص وغير ذلك بسطا بينا، ومن علم ذلك زالت عنه الشبهات في هذا الباب، فقول السلف والأئمة ما وصف الله من الله وصفاته منه وعلم الله من الله وله نحو ذلك مما استعملوا فيه لفظ" من" وإن قال قائل معناها التبعيض فهو تبعيض بهذا الإعتبار، كما يقال إنه تغاير بهذا الاعتبار ثم كثيرا من الناس يمتنع أو ينفي لفظ التغاير والتبعيض ونحو ذلك وبعض الناس لا يمتنع من لفظ التغاير ويمتنع من لفظ التعيض وبعضهم لا يمتنع من اللفظين إذا فسر المعنى وأزيلت عنه الشبهة والإجمال الذي في اللفظ"، وقال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (2/ 567):" وأما إذا قيل المراد بالإنقسام أو التركيب أن يتميز منه شيء عن شيء مثل تميز علمه عن قدرته أو تميز ذاته عن صفاته أو تميز ما يرى منه عما لا يرى، كما قاله السلف في قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار .. }، قالوا: لا تحيط به، وقيل لابن عباس رضي الله عنه: أليس الله تعالى يقول: {لا تدركه الأبصار} قال: ألست ترى السماء قال بلى قال أفكلها ترى قال لا فذكر أن الله يرى ولا يدرك أي لا يحاط به ونحو ذلك .. "، ثم قال:" فهذا الوجه من الإمتياز متفق على إثباته، كما أن الأول متفق على نفيه، وأما الإمتياز في نفس الأمر من غير قبول تفرق وانفصال، كتميز العلم عن القدرة وتميز الذات عن الصفة وتميز السمع عن البصر وتميز ما يرى منه عما لا يرى ونحو ذلك وثبوت صفات له وتنوعها، فهذا مما تنفيه الجهمية نفاة الصفات، وهو مما أنكر السلف والأئمة نفيهم له، كما ذكر ذلك أئمة المسلمين المصنفين في الرد على الجهمية كالإمام أحمد رضي الله عنه في رده على الجهمية وغيره من أئمة المسلمين .. "،
المطلب الرابع: ذكر الأدلة على مشروعية لفظ البعض ونحوه: وعامة هذه الأدلة قد ذكرها شيخ الإسلام وإنما رتبتها ونقحتها ثم زدت عليها شيئا، وهي على نوعين:
النوع الأول: من الإجماع على تعريف الصفة وحقيقتِها عند السلف: فقد قال بعضهم: إن حقيقة الصفات أنها ليست غير الله تعالى كما تدَّعي الجهمية، بل الصفة لله تعالى نفسُه، ولا يجوز أن يُقال هي غيره أصلا،
بينما قالت طوائف أخرى من السلف أن حقيقة الصفات: هي بعض الموصوف وهو الله تعالى، وفي هذا إطلاق لفظ البعض على صفات الله تعالى، ولا يجوز باتفاق السلف أن يقال مثلا أنَّ صفةَ العلم أو الكلام أو السمع أو غير ذلك هي الله نفسُه، لأن هذا قول أبو الهذيل وأتباعه من الجهمية أعداء الدين، لأن هذه الصفات متغايرة وكلها من ذات الله تعالى جل في علاه، ومن قال غير ذلك فقد كذب على السلف، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (6/ 405):" وأما أهل السنة والإثبات فقد ظهر كذب النقل عنهم، وأما إطلاق القول بأن الصفة بعض الموصوف، أو أنها ليست غيره، ـ أي ليست غير الله ـ فقد قال ذلك طوائف من أئمة أهل الكلام وفرسانهم"، ثم ذكر أن هذا الخلاف لفظي فقال:" بل كثير من المنازعات يكون لفظيا أو اعتباريا، فمن قال إن الأعراض بعض الجسم، أو أنها ليست غيره، ومن قال إنها غيره يعود النزاع بين محققيهم إلى لفظ واعتبار وإختلاف اصطلاح في مسمى بعض وغيره كما قد أوضحنا ذلك في بيان تلبيس الجهمية"،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات عن حديث:" أبدى عن بعضه" قال:" وجواب آخر وهو أنه لو جاز أن يحمل قوله وإذا أبدى عن بعضه على بعض آياته لوجب أن يحمل قوله أراد أن يدمر على قوم تجلى لها على جميع آياته، ومعلوم أنه لم يدمر قرية بجميع آياته لأنه قد أهلك بلادا، كل بلد يغير ما أهلك به الآخر، وكذلك قال الإمام أحمد فيما أخرجه في الرد على الجهمية لما ذكر قول جهم قال فتأول القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وزعم أن من وصف من الله شيئا مما يصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه رسوله كان كافرا، فبين أحمد في كلامه أن من الله ما يوصف، وأنه يوصف بذلك، فذلك موصوف والرب موصوف به، وهذا كلام سديد، فإن الله في كلامه وصف ما وصف من علمه وكلامه وخلقه بيديه وغير ذلك وهو موصوف بهذه المعاني التي وصفها ولذلك سميت صفات، فإن الصفة أصلها وصفة مثل جهة أصلها وجهة وعدة وزنة أصلها وعدة ووزنة وهذا المثال وهو فعله قد يكون في الأصل مصدرا كالعدة والوعد فكذلك الصفة وموصف وقد يكون بمعنى المفعول كقولهم حلية ووجهه وشرعة وبدعة، فإن فعلا يكون بمعنى المفعول كقوله {بذبح عظيم} أي بمذبوح والشرعة المشروعة والبدعة والوجة هي الجهة التي يتوجه إليها فكذلك قد يقال في لفظ الصفة إن لم تنقل عن المصدر أنها الموصوفة"،
النوع الثاني: ذكر الأدلة النقلية: حيث ذكر شيخ الإسلام أن لفظ البعض من الألفاظ المشتركة فقال في معرض نقله لكلام الرازي وردّه عليه حين ادعى أن الصفة غير الموصوف ونفى إطلاق الصفة على بعض الموصوف، قال:" وبين ـ الرازي ـ ذلك على أن ثبوتها يستلزم افتقار الرب تعالى إلى غيره، وتركيبه من الأبعاض، وبيّنا ما في ذلك من الألفاظ المشتركة الجملة، فهذا إن كان أحد أطلق لفظ البعض على الذات وغيره من الصفات، وقال إنه بعض الله، وأنكر ذلك عليه لأن الصفة ليست غير الموصوف مطلقا، وإن كان الإنكار لأنه لا يقال في صفات الله لفظ البعض"، ثم تعقبه شيخ الإسلام فقال:" فهذا اللفظ ـ البعض ـ قد نطق به أئمة الصحابة والتابعين وتابعيهم ذاكرين وآثرين"، ثم استدل شيخ الإسلام بعدة أدلة أنا ذاكرها بإطناب:
الدليل الأول: كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي فيها لفظ" من"، التبعيضية التي وضعها العرب للتبعيض، وهم الذين نزل القرآن بلغتهم، ونظرا لكثرة الأدلة في ذلك أكتفي بقوله تعالى: {وأتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما}، قال ابن تيمية:" .. ونحو ذلك مما استعملوا فيه لفظ" من" وإن قال قائل معناها التبعيض فهو تبعيض بهذا الإعتبار"، وقد مر تبيين الإعتبار المشروع.
الدليل الثاني: قال الله تعالى عن عبده داود عليه السلام: {فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب}، والزلفى هي القرب من الله تعالى، كما قال عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (2/ 475) حدثني أبو معمر نا سفيان عن حميد يعني الأعرج عن مجاهد عن عبيد بن عمير (وإن له عندنا لزلفى) قال: «يقول أدنه أدنه إلى موضع الله أعلم به»، وقد بُيّن هذا الموضع، وهو من ذات الله تعالى:
فقال ابن تيمية: وهذا متواتر عن هؤلاء، وممن رواه الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عام النبيل في كتاب السنة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد بن عبيد بن عمير {وإن له عندنا لزلفى} قال ذكر الدنو منه حتى أنه يمس بعضه"، وقال حدثنا أبو بكر حدثنا ابن فضيل عن ليث عن جاهد: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يقعده معه على العرش"،
قلت: أما حديث القعود العرش فهو مجمع عليه، قد ذكرت طرقه في مبحث مستقل كبير،
وأما حديث البعض، فقد خرجه الخلال أيضا في السنة 320 قال: حدثنا أبو بكر حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير: {وإن له عندنا لزلفى} قال: ذكر الدنو حتى يمس بعضه"، وقال عبد الله بن أحمد في السنة 2/ 503 حدثني عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن نا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير: {وإن له عندنا لزلفى} قال: ذكر الدنو منه حتى ذكر أنه يمس بعضه"، وقال عبد الله وحدثني أبو معمر نا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير (وإن له عندنا لزلفى) قال: «يقول الرب عز وجل لداود: أدنه حتى يضع بعضه على بعضه»، هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
أثر صحيح، وقد رواه الحسن بن عرفة نا علي بن ثابت الجزري عن المكيين عمرو بن دينار وغيره في قوله: {وإن له عندنا لزلفى وحسن ماب} قال:" لا يزال يدنيه حتى يمس بعضه"، وقد فُسِّر هذا البعض، وهو قدم الرب جل في علاه، والله أعلم.
فروى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله: {وإن له عندنا لزلفى} قال: "يدنو منه حتى يقال له خذ بقدمي"،
الدليل الثالث: قال عبد الله في السنة 2/ 470 حدثني أبي نا أبو المغيرة الخولاني نا الأوزاعي نا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال: «إن الله عز وجل إذا أراد أن يخوف عباده أبدى عن بعضه إلى الأرض، فعند ذلك تزلزل، وإذا أراد أن تدمدم على قوم تجلى لها»، هذا أثر صحيح عن عكرمة من رواية الثقات عنه، وله حكم الرفع فيكون مرسلا، وقد ورد متصلا إلى ابن عباس، فقال شيخ الإسلام: قال أبو القسم الطبراني في كتاب السنة: حدثنا حفص بن عمرو حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي حدثنا موسى بن أعين عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس قال: إذا أراد الله أن يخوف عباده أبدا عن بعضه للأرض فعند ذلك تزلزلت، وإذا الله أن يدمدم على قوم تجلى لها عز وجل"، حفص بن عمرو إما أن يكونَ الربالي وهو ثقة مشهور في هذه الطبقة، وإن كان هو ابن الصباح فقد وثقه ابن حبان وهو يعرفه لأنه قال: يعرف بمشيخة ألف، وأما عمرو بن عثمان الكلابي فمختلف فيه، قال عنه أبو حاتم: يتكلمون فيه، وتركه الأزدي والنسائي، بينما قال عنه ابن عدي: له أحاديث صالحه عن زهير وغيره، وقد روى عنه ناس من الثقات وهو ممن يكتب حديثه"، وذكره ابن حبان في الثقات"، وهذا يعني أنه ممن يُعتبر بحديثه، وأظنه قد توبع فقد قال القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات 1/ 341:" ورواه ابن فورك عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير عَن عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاس:" إن اللَّه تبارك وتعالى إِذَا أراد أن يخوف أهل الأرض أبدى عَن بعضه، وإذا أراد أن يدمر عليهم تجلى لَها"، والحديث حسن له حكم الرفع، وله شاهدان آخران من حديث ابن عباس فيهما التجلّي لبعضٍ من ذات الله إلى خلقه كما في:
الدليل الرابع: ذكره أيضا شيخ الإسلام في أدلة البعض عن الله تعالى فقال: وقال أبو بكر بن أبي عاصم حدثنا حسين بن الأسود حدثنا عمرو بن محمد العنقري حدثنا أسباط عن السدي عن عكرمة عن ابن عباس: {فلما تجلى ربه للجبل} قال:" ما تجلى منه إلا مثل الخنصر، قال: فجعله دكا، قال: ترابا، وخر موسى صقعا، غشي عليه، فلما أفاق قال: سبحانك تبت إليك عن أن أسألك الرؤية .. "، وقال شيخ الإسلام: ورواه البيهقي في كتاب إثبات الرؤية له أخبرنا محمد بن عبدالله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق يعني العدفاني حدثنا عمرو بن طلحة في التفسير حدثنا أسباط عن السدي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: تجلى منه مثل طرف الخنصر فجعله دكا"، قال: والصغاني ومن فوقه إلى عكرمة روى لهم مسلم في صحيحه، وعكرمة روى له البخاري في صحيحه"، وقد خرجه الطبري في تفسيره بلفظ:" ما تجلى منه إلا قدر الخنصر"، وخرجه عبد الله في السنة 2/ 527 بلفظ:" عن ابن عباس في قول الله عز وجل فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال ما يرى منه إلا بقد طرف الخنصر"، وهو حديث صحيح صريح في أنه لم يتجل من الله إلا بعض منه وهو قدر الخنصر، وله شاهد صحيح من حديث أنس:
فقال شيخ الإسلام: وقد جاء في الأحاديث المرفوعة في تجليه سبحانه للجبل ما رواه الترمذي في جامعه 3074 حدثنا عبد الله بن عبدالرحمن أبنأنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سملة عن ثابت بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا}] قال حماد هكذا، وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة أصبعه اليمنى قال فساخ الجبل وخر موسى صقعا"، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة"، قلت: لفظ أحمد في مسنده 3/ 125: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {فلما تجلى ربه للجبل} قال: قال هكذا، يعني أنه أخرج طرف الخنصر"، وللحاكم:" ووضع الإبهام على مفصل الخنصر الأيمن"، قال عبد الله: قال أبي: أرانا معاذ، قال: فقال له حميد الطويل: ما تريد إلى هذا يا أبا محمد؟ قال: فضرب صدره ضربة شديدة وقال: من أنت يا حميد، وما أنت يا حميد، يحدثني به أنس بن مالك عن
(يُتْبَعُ)
(/)
النبي صلى الله عليه وسلم فتقول أنت ما تريد إليه"، وفي لفظ للحاكم في مستدركه:" بدا منه قدر هذا"، ولابن خزيمة في التوحيد1/ 259:" وأشار بالخنصر من الظفر يمسكه بالإبهام"،
الدليل الخامس: قال الله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ}، وقد حمل السلف هذه الآية على وجهين: أحدهما نفي رؤية الله تعالى في هذه الدار الدنيا، والوجه الثاني: أن تشمل الآية يوم القيامة لكن ليس لأحد أن يرى كل ذات الله تعالى ولا يحيط بها علما ولا رؤية، لكن يرون بعضها فقط، فقال ابن كثير: وقال آخرون: {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ} أي: جميعها، وهذا مخصص بما ثبت من رؤية المؤمنين له في الدار الآخرة، وقال قتادة: هو أعظم من أن تدركه الأبصار"، وقال عطية:" قال: هم ينظرون إلى الله، لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره يحيط بهم"، ويشهد لهذا ما في:
الدليل السادس: قال شيخ الإسلام ابن تيمية مستدلا على إطلاق لفظ البعض: وقال الإمام أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السنة حدثنا فضيل بن سهل حدثنا عمرو بن طلحة القناد حدثنا أسباط بن نصر عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: {ولقد رآه نزلة أخرى} قال إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقال له رجل: أليس قد قال الله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} فقال له عكرمة أليس ترى السماء؟ قال بلى قال أفكلها ترى؟ "، تابعه زهير بن محمد وهارون بن إسحاق والعباس بن محمد والرمادي عن عمرو بن طلحة مثله، خرجه عنهم الآجري والدارقطني في الرؤية ص 187، وهو حديث حسن وفيهخ من الإعتقاد ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية:" ففي هذه أن عكرمة أخبر قدام ابن عباس أن إدراك البصر هي رؤية المدرك كله دون رؤية بعضه، فالذي يرى السماء ولا يراها كلها ولا يكون مدركا لها وجعل هذا تفسيرا لقوله: {لا تدركه الأبصار} وأقره ابن عباس على ذلك، ومع هذا هؤلاء الذين نقل عنهم هذا اللفظ فقد نقل عنهم أيضا إنكار تبعضه سبحانه وتعالى وبين الناقلون معنى ذلك"،
المطلب الخامس: كلام بعض العلماء: بعد أن خرج القاضي أبو يعلى حديث ابن عباس: أبدى عن بعضه"، قال:" قوله أبدى عن بعضه، فهو على ظاهره وأنه راجع إلى الذات إذ ليس في حمله على ظاهره وأنه راجع إلى الذات، ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحق، فإن قيل: بل في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته لأنه يستحيل وصفاته بالكل والبعض والجزء فوجب حمله على إبداء بعض آياته وعلاماته تحذيرا وإنذارا قيل لا يمتنع إطلاق هذه الصفة على وجه لا يفضي إلى التجزئة والتبعيض كما أطلقنا تسمية يد ووجه لا على وجه التجزئة والتبعيض وإن كنا نعلم أن اليد في الشاهد بعض الجملة"، قلت: وكأن هذا الكلام مثل كلام ابن تيمية الماضي من إطلاق لفظ البعض باعتبار العلم بالله وبصفاته أو بعضها، والنهي عن البعض الذي مر تفسيره عن نعيم بن حماد وابن تيمية، الذي بمعنى الفصل والتجزئة، وأن بعضه في مكان والبعض في مكان آخر تعالى الله من ذلك علوا كبيرا، والله الهادي إلى الصواب.
كتبه أبو عيسى الزياني الجزائري
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 07:16]ـ
أخي الزياني:
أين سؤال الأخ أبي نسيبة من جوابك وتجشمك فيه العناء،فإن طلبة العلم لا يخالفونك فيما نقلت، لكن ليس له تعلق بموضوع الأخ أبي نسيبة:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=362434&postcount=1 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=362434&postcount=1)
سارت مشرقة وسرت مغربا**فشتان بين مشرق ومغرب
ـ[زياني]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 11:04]ـ
يا أخي انا لم أكتب هذا البحث ردا على أببي نسيبة ولا جوابا عن كامل سؤاله، لكن ذكرت أدلة إطلاق لفظ البعض والجزء على ذات الله تعالى، وقد ذكرت النقل فيه عن أئمة السلف، ولست أدري لماذا أنكرت عليّ وسميت هذا النقل تجشما وتكلفا للعناء، نعم كل من بذل مجهودا، فقد يتكلف فيه العناء، وإني سائل ربي أن يجعل هذا العناء في ميزان حسناته لأني لم أذكر فيه إلا الأدلة وما قرره السلف، وأسأل الله لي ولك الإخلاص والتوفيق
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 05:06]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يظهر لي أن الموضوع كان ردا بل هو موافقة له بغض النظر هل كان ذاك الموضوع سببا أم لا. المهم في المادة العلمية. لكنني كنت أتمنى أن يرفق الاخ الزياني حكم المحدثين على الاحاديث والاثار التي يوردها. فليس كل من يقرأ يستطيع أن ينظر في الاسانيد. وجزاك الله خيرا
لقد احتفظت بنسخة من الموضوع فأحيانا يقرأ المرء موضوعا يريد الرجوع اليه لاسباب كثيرة منها الاستشهاد ومنها للتحقيق فلا يجد الموضوع!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 01:57]ـ
قال شيخ الإسلام:
وصنف يثبتون هذه الصفات ولا يتعرضون للتركيب والتجسيم والتبعيض ونحو ذلك من ((الألفاظ المبتدعة)) لا بنفي ولا إثبات لكن ينزهون الله عما تزه عنه نفسه ويقولون إنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ويقول من يقول منهم مأثور عن ابن عباس وغيره أنه لا يتبعض فينفصل بعضه عن بعض وهم متفقون على أنه لا يمكن تفريقه ولا تجزيه بمعنى انفصال شيء منه عن شيء وهذا القول هو الذي يؤثر عن سلف الأمة وأئمتها وعليه أئمة الفقهاء وأئمة أهل الحديث وأئمة الصوفية وأهل الاتباع المحض من الحنبلية.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
((لقسم الثالث: صفات خبرية: يعني: أننا نعتمد فيها على مجرد الخبر، ليست من المعاني المعقولة بل المدركة بالسمع المجرد،
ونظير مسماها بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء كاليد والوجه والعين والقدم والإصبع هذه نسميها الصفات الخبرية لأنها ليست معنى من المعاني، فاليد غير القوة، القوة معنى واليد صفة من نوع آخر صفة مسماها بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء، فاليد بعض منا أو جزء منا، والوجه كذلك،
لكن بالنسبة لله لا نقول: إنها جزء أو بعض 192،
لأن البعضية والجزئية لم ترد بالنسبة إلى الله لا نفياً ولا إثباتاً،
ولهذا نقول لمن قال: إن الله واحد لا يتجزأ ولا ينقسم وما أشبه ذلك،
نقول: هذه ألفاظ بدعية،
من قال لك تصف الله بهذا النفي؟ هل أنت أعلم بالله من الله؟ هل أنت أعلم بالله من أصحاب رسول الله؟
ما قال واحد منهم قط: إنه لا يتبعض ولا يتجزأ،
فاحبس لسانك عما حبسوا ألسنتهم عنه،
ولا أحد يتصور أن الله يتجزأ حتى تنفيه أتركه!!
إنما ينفى مثل هذا الكلام،
لو أن أحدًا قاله، أما ولم يقله أحد،
فقل: لله يد وله وجه وله عين ودع عنك لا يتجزأ ولا يتبعض،
أحد تعبدك بهذا؟
ما أحد أبدًا تعبدك بهذا،
ما قال الله: قولوا في الله إنه لا يتبعض ولا يتجزأ،
ولا قال: قولوا في الله إنه يتبعض ويتجزأ،
بل قال: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون}.
وقال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (البقرة 255).
وقال: {قل هو الله أحد، الله الصمد} (الإخلاص 1 - 2).
فالحاصل: أن الصفات الخبرية هي التي مسماها أبعاض وأجزاء لنا،
لكن بالنسبة لله ما نقول: إنها بعض أو جزء،
لأن إثبات البعضية أو الجزئية أو نفي البعضية أو الجزئية بالنسبة لله من الألفاظ المبتدعة التي يجب على الإنسان أن يتحاشاها)) شرح السفارينية.
وقال أيضًا:
((الصفات الخبرية: وهي التي تدل على مسمى هو أبعاض لنا وأجزاء، مثل: الوجه، واليد، والقدم، والأصابع، والعين، كل هذه ألفاظ تدل على مسميات، هي بالنسبة إلينا أبعاض وأجزاء، أما بالنسبة لله ما نقول إنها أبعاض وأجزاء،
لأن البعض والجزء: (ما يمكن انفصال بعضه عن بعض) وهذا بالنسبة لله عز وجل مستحيل
ولهذا لم نرى أحداً يقول: إن يد الله بعض منه أو جزء منه، لا يقال هكذا في حق الله عز وجل لأن البعض والجزء: (ما صح انفصاله عن الأصل)، وهذا بالنسبة لله أمر مستحيل.
إذن نسميها يداً ووجهاً وعيناً وإصبعاً وقدماً وما أشبه ذلك، لكننا لا نسميها بعضاً أو جزءً)) شرح السفارينية.
وقال أيضًا:
((أن لله تعالى رِجلاً وقدماً حقيقية، لا تماثل أرجل المخلوقين، ويسمي أهل السنة هذه الصفة: الصفة الذاتية الخبرية، لأنها لم تُعلم إلا بالخبر، ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء، لكن لا نقول بالنسبة لله: إنها أبعاض وأجزاء، لأن هذا ممتنع على الله عزَّ وجلَّ)) شرح الواسطية.
(يُتْبَعُ)
(/)
((العشرون: معرفة ذكر الوجه، يعني: وجه الله تعالى، وهو صفة من صفاته الخبرية الذاتية التي مسماها بالنسبة لنا أبعاض وأجزاء؛ لأن من صفات الله تعالى ما هو معنى محض، ومنه ما مسماه بالنسبة لنا أبعاض وأجزاء، ولا نقول بالنسبة لله تعالى أبعاض؛ لأننا نتحاشى كلمة التبعيض في جانب الله تعالى الله)). القول المفيد على كتاب التوحيد.
وقال أيضًا رحمه الله تعالى:
((والخبرية: هي أبعاض وأجزاء بالنسبة لنا، أما بالنسبة لله، فلا يقال هكذا، بل يقال: صفات خبرية ثبت بها الخبر من الكتاب والسنة، وهي ليست معنىً ولا فعلاً، مثل: الوجه، والعين، والساق، واليد.
))
قال الشيخ محمد ابن ابراهيم الحمد:
((جواب أهل السنة: أهل السنة يقولون: إن هذه الصفات وإن كانت تعد في حق المخلوق أبعاضاً، أو أعضاءً، وجوارح ونحو ذلك لكنها تعدُّ في حق الله صفات أثبتها لنفسه، أو أثبتها له رسوله"فلا نخوض فيها بآرائنا وأهوائنا، بل نؤمن بها ونُمرُّها كما جاءت ونفوض كنهها وحقيقتها إلى الله عز وجل لعدم معرفتنا لحقيقة الذات؛ لأن حقيقة معرفة الصفة متوقفة على معرفة حقيقة الذات كما لا يخفى وهذه الصفات أعني اليد، والساق ونحوها وكثير من صفات الله قد تشترك مع صفات خلقه في اللفظ، وفي المعنى العام المطلق قبل أن تضاف، وبمجرد إضافتها تختص صفات الخالق، وصفات المخلوق بالمخلوق؛ فصفات الخالق تليق بجلاله وعظمته وربوبيته، وقيومته، وصفات المخلوق تليق بحدوثه، وضعفه، ومخلوقيته
وبناء على ذلك يقال لمن يطلق تلك الألفاظ المجملة السالفة: إن أردت أن تنفي عن الله عز وجل أن يكون جسماً، وجثة وأعضاء، ونحو ذلك فكلامك صحيح، ونفيك في محله، وإن أردت بذلك نفي الصفات الثابتة له والتي ظننت أن إثباتها يقتضي التجسيم، ونحو ذلك من اللوازم الباطلة فإن قولك باطل، ونفيك في غير محله.
هذا بالنسبة للمعنى.
أما بالنسبة للفظ فيجب ألا تعْدِل عن الألفاظ الشرعية في النفي أو الإثبات؛ لسلامتها من الاحتمالات الفاسدة))
قال الشيخ التويجري:
((أما مسألة أن الأسماء والصفات بالنسبة لنا هي أبعاض وأجزاء لا شك فاليد والوجه بعض من الإنسان وجزء من الإنسان، وبناء على ذلك يمكن أن يجزأء ويمكن أن يبعض.
نعم أقول: إن هذه الصفات بالنسبة لنا هي أبعاض وأجزاء؛ فاليد البصر القدم الوجه بعض وجزء من هذا الإنسان، أما بالنسبة لله، - عز وجل - فإطلاق البعض والجزء على صفاته من الألفاظ المجملة التي لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة؛ ولهذا لا تُرد بإطلاق ولا تقبل بإطلاق.
بل لا بد من الاستفسار عن معناها ممن أطلقها، فمن أطلقها على الله وقال: صفاته أبعاض وأجزاء، وأراد أنها مركبة ويمكن تقسيمها، فالكلام هذا باطل لفظا ومعنى، ومن أطلقها وأراد أنها أبعاض وأجزاء، بمعنى: أن تتميز بعضها عن بعض؛ فاليد ليست هي القدم، والقدم ليست الوجه، والسمع ليس البصر، فهذا صحيح المعنى صحيح، لكن لا يعبر عنه بهذا اللفظ المحتمل لهذا المعنى الباطل)) شرح الفتوى الحموية.
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 02:55]ـ
جزاك الله خير أخي صدى الذكريات
الأخ زياني نصيحة لوجه الله
إن كنت تريد إتباع السلف فلا تدخل في مسائل مشبوهه
وأبتعد في هذه المسائل من أخذ أقوال الآحاد من العلماء
وأبتعد من ذكر كلمة إجماع السلف بعض السلف لأمور لا تثبت
وأبتعد أيضا ً من التخير في أقوال العلماء فهذا والله ليس بمذهب السلف
وبما أنك تدّعي إتباع السلف وما نراه معاكس لما تدّعيه
فأبتعد عن كتاب إبطال التأويلات فليس كل مافيه موافق للسلف ولا ينصح به أهل العلم طلبة العلم لما فيه من مخالفة للسلف وزيادة على المخالفة تعصّب للرأي
بل فيه ما يخالف إجماع السلف من أمور ذكرت الآن منها وأستشهدت بأقوال تعضدها من كلام إبن تيمية فلا أدري هل هو نقل بلا فهم أم تقليد؟
ومن الكتاب والسنة وإجماع السلف أنفسهم
لايجوز إتباع المخطئ وتقليده وترك الإجماع
عفا الله عن علماء المسلمين ورحمة الله عليهم وتجاوز عنهم
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 12:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
مواضيعك يا زيانى تصبنى بالإعياء، ألا تتقى الله.
جزاكم الله خير (صدى الذكريات، وخدام الإسلام)(/)
آثار العلمانيه في المجتمع الاسلامي من ناحية السياسه والحكم والاقتصاد
ـ[سمر احمد]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 10:43]ـ
اخواني ارجوا مساعدتي ان امكن في الحصول على هذا الموضوع
ولكم جزيل الشكر والعرفان
ـ[سمر احمد]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 10:03]ـ
اخواني لم اجد ما يخص هذا الموضوع ويوضحه في النت او الكتب بشكل سلس
اذا كان لدى احدكم ما يوضحه فليرشدنا وجزاكم الله الف خير
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 12:37]ـ
يمكنك اختي الكريمة ان تبحثي على هذا الموقع
http://www.4shared.com/file/118432511/2234c9db/___--__.html
تكتبي كلمة العلمانيه
http://search.4shared.com/q/1/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85 %D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
او العلمانية
او العلمانية والمجتمع
علمانية
او العلماني
او الحداثة
او المدينة والحداثة
او الدولة العلمانية
وهكذا
وممكن تفعلي نفس الشيء ممع موقع مكتبة المصطفى
http://www.al-mostafa.com/
او مكتبة
http://www.waqfeya.com/
ومالايدرك كله لايترك كله
فربما تحصلي علي كتاب او اكثر
او ربما في هذه الخمسة روابط التالية
http://spreadsheets.google.com/pub?key=pGrelYe3XqV0MsEZQ6HFqM Q&gid=0
ـ[سمر احمد]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 08:14]ـ
جزاك الله كل خير اخي
ودمتم في هذا الصرح وادامكم الله لرفع كلمة الحق
اللهم اغفر له و لوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 11:13]ـ
اللهم آمين
http://bib-alex.com/fkreslamysiasy.php
http://bib-alex.com/fkreslamy.php
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 12:35]ـ
القومية و العلمانية: مدخل علمى زرزور, عدنان محمد. تحميل الكتاب ( http://alex.wikiwebia.com/files/alqwmeh-w-alalmaneh-mdkhl-zrz-ar_PTIFF.pdf)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 12:56]ـ
العلمانيه لشيخنا سفر الحوالي(/)
محاضرة مميزة: القدس آلام و آمال - الشيخ نواف السالم حفظه الله
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 05:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة مميزة بعنوان: القدس آلام و آمال.
لفضيلة الشيخ: نواف بن محمد السالم حفظه الله.
في هذه المحاضرة:
- بيان بعض فضائل المسجد الأقصى من القرآن و السنة.
- تصحيح قول (أولى القبلتين و ثالث الحرمين) و بيان أن الأقصى ليس بحرم و هذا لا ينقص من قدره.
- ذكر بعض صفحات اليهود السوداء على مر الازمان و عداوتهم لجميع الرسل و الأنبياء.
- بيان تطاول اليهود الاخباث على ملائكة الرحمن و على مقام الله جل و علا.
- بيان خرافة (هيكل سليمان المزعوم).
- ذكر قصة نور الدين زنكي و صلاح الدين الايوبي مع القدس.
- أن القدس ستعود بيد المسلمين عاجل غير آجل بإذن الله.
- حال المنافقين من أبناء جلدتنا مع قضية القدس و المسجد الأقصى.
- بيان صفات الجيل الذي سيفتح القدس بإذن الله.
http://www.archive.org/download/qudsaalamwaaamal/QudsAlamwaamalVideoHQ.gif
مرئية
جودة عالية AVI
http://www.archive.org/download/qudsaalamwaaamal/QudsAlamwaamalVideoHQ.AVI
جودة جيدة أقل من العالية و بحجم أخف RMVB
http://www.archive.org/download/qudsaalamwaaamal/QudsAlamwaamalVideo.rmvb
صوتية
جودة عالية 128 MP3
http://www.archive.org/download/qudsaalamwaaamal/QudsAlamwaamalAudioHQ.mp3
جودة جيدة أقل من العالية و بحجم أخف RM
http://www.archive.org/download/qudsaalamwaaamal/QudsAlamwaamalAudio.rm
طريقة التحميل:
اضغط على الرابط يمين الفأرة ثم اختر
حفظ بإسم
أو
Save Link As
أو
Save Target As
وفقكم الله.
http://3.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/Sy54c9GTl9I/AAAAAAAAABI/RqWO5I47jKE/S1600-R/Logos.png
ـ[أمة القادر]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 12:41]ـ
جزاكم الله خير(/)
فتنة التشيع في بلاد أهل السنة (محاولات لدخول الجزائر)
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 03:34]ـ
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم و سار سيرهم و اقتفى أثرهم إلى يوم الدين
أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله و أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة
و من أخطر البدع التي نخرت جسم الأمة الاسلامية و كانت مثل الطعنة في ظهرها هي بدعة التشيع المزعوم لآل البيت رضوان الله عليهم، فمثلت أخطر بدعة عقائدية في تاريخ الأمة الاسلامية شتت المسلمين و حشت عقولهم بخرفات و أكاذيب تطعن في عقيدتهم و تسب صحابة نبيهم و تقذفهم بالخيانة و الردة و النفاق، و هذا بهتان كبير في حق من نقلوا لنا الاسلام و سخرهم الله لنصرة دينة و اعلاء كلمته و وءد الشرك و توحيد المسلمين على كلمة التوحيد. و هم من عدلهم الله من فوق سبع سماوات في كتابه العزيز فقال:* وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * و الفتح فيها من الآيات التي تمدح الصحابة ما يردع هؤلاء القوم الذين أقل ما يقال فيهم أنهم حزبة الشيطان كما وصفهم الامام القحطاني في نونيته التي بين فيها إعتقاد أهل السنة و الجماعة قائلا
لا تركنن إلى الروافض إنهم * أهل المحال و حزبة الشيطان
ألآ يؤمنون بالقرآن، أم لهم لسان أعجمي فارسي إيراني لا يفقه اللغة العربية ولا يعرف منها إلآ الحروف؟؟؟
و من جهة اخرى يزعم هؤلاء المبتدعة أنهم يحبون آل البيت رضوان الله عليهم و يقدسونهم الى درجة الشرك بالله و العياذ بالله
فكيف يستطيع عاقل تصديق هذا، حب آل البيت و تكفير الصحابة و سبهم؟؟؟
و قد اغتنم أهل الباطل من الشيعة الامامية ظروف أهل السنة من ضعف سياسي و اقتصادي من جهة و قضية فلسطين من جهة أخرى، ليتصدروا قائمة الدول التي تحارب العدو الصهيوني، فخطفوا عقول أهل السنة عن حقيقة العقيدة الرافضية المجوسية الفاسدة، و تحركوا في بلاد السنة لنشر بدعتهم قدر المستطاع
و من أهدافهم الجزائر بلد السنة و أهلها منذ فجر الإسلام، فالجزائر تعتبر أكبر دولة سياسيا و إقتصاديا و عسكريا في المغرب العربي، و لها نفوذ كبير في افريقيا كما لا يخفى على المتتبعين.
فنقول لهم:
لن نمكنكم من وضع قدم نجسة لكم في الجزائر بعون الله
و لن تستطيعوا بإذن الله نشر سمكم في بلاد الشهداء يا أخبث من وطئ الحصى من كل جن أو انسان
و سنكون لكم بالمرصاد في كل محاولة فاشلة لكم يا من يتعبد بسب صحابة رسولنا صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنهم اجمعين
فالجزائر استعصت على اعظم قوة عسكرية في ذلك الوقت و هي فرنسا، فكيف بمن يعامل الناس بالتقية و النفاق؟؟؟
قد أعددنا لكم رجالا أهل الحديث و السنة و العقيدة السلفية على منهاج سلف الأمة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته أجمعين و التابعين و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
ـ[غليزاني]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 09:45]ـ
جزاك الله خيرا على الموضوع
اللهم احفظنا من كيد الشيعة
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 05:13]ـ
آمين يا أخي و نحن بعون الله بالمرصاد لهؤلاء الحثالة الزنادقة
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 09:25]ـ
جزاكم الله خيرا ودمتم حصنا منيعا ضد أعداء الله ورسوله
سمعت أنه توجد أقلية منهم في الجزائر فهل ذلك صحيح؟؟
ـ[نبيل حسن احمد]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 09:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الله يجزيك عنا وعن الاسلام كل خير ولكن صدقني اخي الكريم خطرهم اشد واقوى من خطر المستعمر الفرنسي
والله الساتر
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 12:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...............
جزاكم الله خير جزاء.
في الحقيقة توجد أقلية شيعية في الجزائر وهم يستعملون التقية، إلا أن من أظهر تشيعه وناقش أهل السنة في عقيدته وجد نفسه ضعيفا، فعقيدتهم هشة، والجزائريون الذين تشيعوا ثلاث أصناف والله أعلم.
صنف ينتمي إلى مجموعة "خالف تعرف" وهذا الصنف لا خير فيه.
وصنف مخدوع انجذب إليهم بدعوى حب آل البيت، وهذا الصنف يجهل عقيدة أهل السنة والجماعة، وثقافته الدينية ضعيفة لذلك كان تابعا سهلا وهو أكثرهم عددا.
صنف أراد التدين حديثا فكانوا أول المستقبلين له، وهذا الصنف قليل.
إلا أنك إذا أردت مناقشتهم في عقيدة التشيع تجد نفسك أمام انسان فارغ جاهل لحقيقة دين الإسلام، وإذا أفحمته بدليلك سيقول لك مباشرة أمهلني حتى أسأل المرجع وأجيبك.
ومع هذا لا يجب التقليل من خطرهم بل يجب الحد من انتشارهم.
نسأل الله العفو والعافية، وأسأله سبحانه أن يهدي إخوانا الشيعة إلى الصراط المستقيم، فأغلب الشيعة تبعا لشيوخهم وهم الذين أضلوهم عن الصراط المستقيم والشعب الشيعي لا يعلم خفاياهم ميولاتهم اليهودية.
وأسأله سبحانه أن يوحد المسلمين على كلمة الحق.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 12:59]ـ
العيب ليس على الرافضة في نشر دينهم الباطل لكن العيب و الجريمة تقع على بعض الجماعات المنتسبة لأهل السنة التي تميع الدين باسم المصلحة والتقريب فهؤلاء هم الخونة الذين سمحوا للتشيع بالدخول في بلادنا وللأسف الشديد ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 01:22]ـ
مشكلتنا في الجزائر تكمن في سيطرت النخب العلمانية على مراكز القرار وعليه فلا مشكلة عندهم في التواصل الحضاري مع الآخر كما يقال بل هو شكل من أشكال نشر السلم الإجتماعي وزيادة الرصيد الثقافي للشعوب فهو يرى في الدولة العبيدية عمقا تاريخيا جديرا بالإفتخار بالنظر إلى عاملي القوة وسعة الإنتشار ويبرز ذلك في قالب من الإعتزاز الوطني بمثل تلك المنجزات كما أنّ سيطرت الكوادر الإخوانية بنسختها الأشعرية الصوفية أو العقلانية التحررية على النشاط الديني عندنا قد أظفى على المشهد شيئا جديدا فالأصول الصوفية تنفخ في العداء لما يسمى الوهابية على طريقة (عدو عدوي هو صديقي) أما أصحاب النزعة العقلية من أبناء مدرسة الوسطية بين الحق والباطل فهم روّاد الإختراق الثقافي وعرّابوا موضة الترويج للرافضة تحت مسمّى نشر ثقافة التسامح والتواصل بين المسلمين وكثير من هؤلاء معجب حدْ الإنبهار بكتابات روافض العصر في الفلسفة والإقتصاد (نموذج باقر الصدر) أمّا البعض الآخر فيريد البروز في صورة المثقف الواعي المستوعب لثقافة الحوار وبين هؤلاء وأولئك صار مجرّد الإنتساب للسلفية (الوهابية) تهمة تجعل من صاحبها ظلاميا منحط الدرجة الإنسانية سلبي في التعامل بارد في التفاعل بليدة في التصور سطحي في التفكير وقد يصل الأمر إلى التهديد بسحب الجنسية والله المستعان
ـ[محمد كمال الجزائري]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 01:57]ـ
جزاك الله خيرا أخي إسحاق على هذا الطرح المهم والذي نسأل الله أن يحفظنا من كيدهم وكيد عملائهم، وبارك الله في أخي العاصمي على مشاركتك الطيبة ونفع الله بكما والحمد لله رب العالمين.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 03:02]ـ
العيب ليس على الرافضة في نشر دينهم الباطل لكن العيب و الجريمة تقع على بعض الجماعات المنتسبة لأهل السنة التي تميع الدين باسم المصلحة والتقريب فهؤلاء هم الخونة الذين سمحوا للتشيع بالدخول في بلادنا وللأسف الشديد ...
هذه هي الخيانة بعينها ....
و اقول لهم كلهم: التاريخ يسجل .. و الله غالب على أمره و لو كره الكافرون و المنافقون
الأيام بيننا و سنرى من تكون له عاقبة الأمور يا شيعة و يا دعاة التقريب و يا صوفية و يا خوارج و يا إباضية و يا دعاة الدعارة و الفساد و المجون و يا ......... و يا أشاعرة و يا أحزاب سياسية تتغطى بشعار الاسلام لنيل الكراسي في السلطة
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 04:27]ـ
إنهم قلة قليلة في مجتمعنا، ويستعملون التقية، ومنهم من هو متأثر بما يعتقد أنهم حماة الإسلام، والمدافعين عنه كحزب اللاة ورموزه، أذيال ايران، وحين تحدثهم عن حقيقة هؤلاء القوم، تجدهم في حيرة واندهاش، والسبب هو الإعلام الشيعي اللبناني الذي يسرق قضايا الأمة، والذي انتشر في مجتمعنا، ويدعي أنه يتبناها، ويدافع عنها.
اللهم استر أرض الشهداء من دنس الرافضة
اللهم آمين
ـ[ابونصر المازري الجزائري]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 04:40]ـ
الاخت الفاضلة شميسة
الشيعة يعملون عملا جادا يصلون ليلهم بنهارهم، فقولك بانهم قلة قليلة قديم جدا
نحن اليوم في مواجهة خطر شيعي أتحدث عن بلدتي فهم نجحوا في تشييع الكثير من ابناء بلدتي وللاسف هذ راجع لقة العلم وضعف العقيدة وربما للجشع والطمع في المناصب والاموال
فمثلا حاول بعض الشيعة اقناع احد اصحابي الذين اعرفهم بحس العقل وابداء الحجج للدخول معهم .. ، وكأن يلجا الي فيما قاله المالكية في صراعهم القديم مع الشيعة والحمد لله تمكنا من ادحاض شيء قليل، ولكن ارى اننا لم نفعل شيئا مقارنة مع هذا التقدم الشيعي والله المستعان
يجب وضع رابط بعنوان محاربة الجزائريين لمد الشيعة والمتشيعين، ولعلنا
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 05:08]ـ
الاخت الفاضلة شميسة
الشيعة يعملون عملا جادا يصلون ليلهم بنهارهم، فقولك بانهم قلة قليلة قديم جدا
نحن اليوم في مواجهة خطر شيعي أتحدث عن بلدتي فهم نجحوا في تشييع الكثير من ابناء بلدتي وللاسف هذ راجع لقة العلم وضعف العقيدة وربما للجشع والطمع في المناصب والاموال
فمثلا حاول بعض الشيعة اقناع احد اصحابي الذين اعرفهم بحس العقل وابداء الحجج للدخول معهم .. ، وكأن يلجا الي فيما قاله المالكية في صراعهم القديم مع الشيعة والحمد لله تمكنا من ادحاض شيء قليل، ولكن ارى اننا لم نفعل شيئا مقارنة مع هذا التقدم الشيعي والله المستعان
يجب وضع رابط بعنوان محاربة الجزائريين لمد الشيعة والمتشيعين، ولعلنا ...
أي مدينة تتحدث عنها يا اخي؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 05:42]ـ
فالجزائر استعصت على اعظم قوة عسكرية في ذلك الوقت و هي فرنسا، فكيف بمن يعامل الناس بالتقية و النفاق؟؟؟
الجزائر استعصت على فرنسا، هذا صحيح، ولكنّها رضخت لمن بعدها، وهم كثر، فالرافضة آخر العنقود إن صحّ التعبير.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 06:01]ـ
الاخت الفاضلة شميسة
الشيعة يعملون عملا جادا يصلون ليلهم بنهارهم، فقولك بانهم قلة قليلة قديم جدا
نحن اليوم في مواجهة خطر شيعي أتحدث عن بلدتي فهم نجحوا في تشييع الكثير من ابناء بلدتي ..
أي بلدة تقصد؟
أنا أسكن وهران ولا أعرف سوى عائلة واحدة يقال أنها متشيعة، وشخص واحد متأثر بالفكر الشيعي.
ثم: قلت قلة مقارنة بأهل السنة المتبعين للمذهب المالكي
ثم: لا أنكر أنهم يحاولون مع قلتهم أن يعملوا على تشيع المجتمع الجزائري، وحادثة المدرسة في معسكر لو تعرفها مثال على ذلك
والله تعالى اعلم
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 06:39]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أدلي بدلوي في الموضوع ... لكني لست إلا طالب علمٍ مبتدئٍ .. فأقول:
خطر التشيع والرفض في الجزائر ينتشر أيضاً بين طلبة الجامعات منذ سنوات الثمانينات أو قبلها، وذلك بقراءة كتب الخميني الرافضي الضال، باغترارهم أيضاً بنجاح الثورة الرافضية في إيران والتي يسمونها كذباً وبهتاناً بالإسلامية وماهي بالإسلامية البتة .. ثم حديثاً باغترارهم بحزب اللات الرافضي الذي يدعي أنه يحارب إسرائيل، وما هو في الحقيقة إلا حامٍ لحدود الكيان اليهودي اللبنانية
وضعف العقيدة وضعف العلم بالعقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة هو ما أدى إلى كل هذا والله المستعان
والحل هو في نشر العقيدة الصحيحة الصافية بكل الوسائل: كتب، رسائل، أشرطة، مواقع انترنت ...
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 06:52]ـ
الجزائر استعصت على فرنسا، هذا صحيح، ولكنّها رضخت لمن بعدها، وهم كثر، فالرافضة آخر العنقود إن صحّ التعبير.
الأخطار المحدقة بالجزائر لا يعني أن هذا البلد الطيب رضخ لأحد ... أبشرك أن العقيدة الصحيحة
تنتشر بكثرة في البلاد وليست بأسوأ حالاً من البلدان العربية الأخرى أبداً ....
أما ما نتحدث عنه من انتشار التشيع فلتطمئن الأخت بأن هناك الكثير من يتصدون لهذا الخطر ولغيره من الأخطار التي تنتشر في كل بلد عربي
والشرذمة القليلة التي تشيعت أسأل الله تعالى أنها لا تستطيع شيئاً أمام المد السلفي
والجزائر التي قدمت الدم الكثير لإخراج الاستدمار الفرنسي أيتها الأخت الفاضلة لا ترضخ لأحد .. هذه طبيعة هذا الشعب في الحقيقة
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 06:58]ـ
الأخطار المحدقة بالجزائر لا يعني أن هذا البلد الطيب رضخ لأحد ... أبشرك أن العقيدة الصحيحة
تنتشر بكثرة في البلاد وليست بأسوأ حالاً من البلدان العربية الأخرى أبداً ....
أما ما نتحدث عنه من انتشار التشيع إن هناك الكثير من يتصدون لهذا الخطر ولغيره من الأخطار التي تنتشر في كل بلد عربي
والشرذمة القليلة التي تشيعت أسأل الله تعالى أنها لا تستطيع شيئاً أمام المد السلفي
والجزائر التي قدمت الدم الكثير لإخراج الاستدمار الفرنسي لا ترضخ لأحد .. هذه طبيعة هذا الشعب في الحقيقة
تمام، لا فض فوك، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا بلاد الشهداء من هؤلاء القوم ودسائسهم.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة أنا أظن حسن التعامل مع هذه الحالة التي تحدث في بلادنا من التشيع وغيرها من الفتن الأخرى هو أفضل وسيلة وذلك يكون بالدعوة الى دين الله بالحكمة وأن لا تثار الأمور بشكل فوضوي وأن يستعان بأهل العلم وكذلك بنشر العقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح بين الناس ودعوة من وقع في هذا الأمر برفق وصبر فأن الرفق يأتي بالخير كما أخبر النبي (ص) وأنا أخبركم عن العراق فأن أغلب مساجد السنة خصوصا في المناطق المختلطة شيعة وسنة كانت في زمن العهد السابق كان روادها هم من الذين تغيروا بفضل الله من الرفض الى السنة وذلك عندما عرفوا العقيدة الصحيحة وسنة النبي (ص) , أسال الله أن يجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن انه سميع قريب والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 08:53]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أدلي بدلوي في الموضوع ... لكني لست إلا طالب علمٍ مبتدئٍ .. فأقول:
خطر التشيع والرفض في الجزائر ينتشر أيضاً بين طلبة الجامعات منذ سنوات الثمانينات أو قبلها، وذلك بقراءة كتب الخميني الرافضي الضال، باغترارهم أيضاً بنجاح الثورة الرافضية في إيران والتي يسمونها كذباً وبهتاناً بالإسلامية وماهي بالإسلامية البتة .. ثم حديثاً باغترارهم بحزب اللات الرافضي الذي يدعي أنه يحارب إسرائيل، وما هو في الحقيقة إلا حامٍ لحدود الكيان اليهودي اللبنانية
وضعف العقيدة وضعف العلم بالعقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة هو ما أدى إلى كل هذا والله المستعان
والحل هو في نشر العقيدة الصحيحة الصافية بكل الوسائل: كتب، رسائل، أشرطة، مواقع انترنت ...
بارك الله فيك أخي الكريم
و أنا أدعوكم كلكم للتسجيل في منتدى جزائري قامت مجموعة من الشباب السلفي بوضعه لهذه الأسباب و هي محاربة العقائد المخالفة لأهل السنة مثل التشيع و الصوفية و الأشاعرة و غير ذلك و نشر العقيدة الصحيحة السلفية السنية بشتى الوسائل مثل التي ذكرها الأخ جزاه الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 09:33]ـ
الأخطار المحدقة بالجزائر لا يعني أن هذا البلد الطيب رضخ لأحد ... أبشرك أن العقيدة الصحيحة
تنتشر بكثرة في البلاد وليست بأسوأ حالاً من البلدان العربية الأخرى أبداً ....
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم /تقول الجزائر لم ترضخ لأحد، وماذا تسمِّي وقوعها تحت نظام علماني يحكمها منذ الإستقلال؟! ألا يُسمّى هذا رضوخا؟ أصلا هذا النظام هو سبب كل الفساد الذي يدخل البلاد ولا يخرج منها.
أما ما نتحدث عنه من انتشار التشيع فلتطمئن الأخت بأن هناك الكثير من يتصدون لهذا الخطر ولغيره من الأخطار التي تنتشر في كل بلد عربي
لا أحد يتصدى لأيِّ خطر، وأعني بالتّصدي: الفعلي لا القولي، فالكلّ يحسن الكلام ولكن أين الذين هم يحُسنون الفعل؟! إلى متى سنتكلّم؟!
علينا أن نكون أكثر واقعية وأن نبتعد عن الشعارات، مواجهة الأخطار لا تكون بالأماني والكلام والإتكال على ما فعله الماضون، واقعنا أمامنا، شعوبنا أمامنا، تقول لنا بملء فيها: إذهبوا أنتم وواجهوا إنّا هاهنا قاعدون.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 10:34]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
و أنا أدعوكم كلكم للتسجيل في منتدى جزائري قامت مجموعة من الشباب السلفي بوضعه لهذه الأسباب و هي محاربة العقائد المخالفة لأهل السنة مثل التشيع و الصوفية و الأشاعرة و غير ذلك و نشر العقيدة الصحيحة السلفية السنية بشتى الوسائل مثل التي ذكرها الأخ جزاه الله خيرا
مجلس رائع بارك الله فيكم ... ووفقكم الله لما يحب ويرضى
فالكلّ يحسن الكلام ولكن أين الذين هم يحُسنون الفعل؟! إلى متى سنتكلّم؟!
علينا أن نكون أكثر واقعية وأن نبتعد عن الشعارات، مواجهة الأخطار لا تكون بالأماني والكلام والإتكال على ما فعله الماضون
بوركت ...
اللهم أعنا ولا تعن علينا
اللهم رب زدني والإخوة علماً و عملاً صالحاً
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 10:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم /تقول الجزائر لم ترضخ لأحد، وماذا تسمِّي وقوعها تحت نظام علماني يحكمها منذ الإستقلال؟! ألا يُسمّى هذا رضوخا؟ أصلا هذا النظام هو سبب كل الفساد الذي يدخل البلاد ولا يخرج منها.
لا أحد يتصدى لأيِّ خطر، وأعني بالتّصدي: الفعلي لا القولي، فالكلّ يحسن الكلام ولكن أين الذين هم يحُسنون الفعل؟! إلى متى سنتكلّم؟!
علينا أن نكون أكثر واقعية وأن نبتعد عن الشعارات، مواجهة الأخطار لا تكون بالأماني والكلام والإتكال على ما فعله الماضون، واقعنا أمامنا، شعوبنا أمامنا، تقول لنا بملء فيها: إذهبوا أنتم وواجهوا إنّا هاهنا قاعدون.
أختي الكريمة أم معاذه أظن أنك تعلمين أن ما يصيب البلاد جزء كبير منه هو بسبب الناس كما قال تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) وما تسلط العلمانيون والروافض الا بسبب الناس أنفسهم وأسمعي لهذه الأدلة عسى أن تكون مبينة لنا مالم نفهمه, أخرج أبو الشيخ عن منصور بن أبي الأسود قال " سألت الأعمش عن قوله تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا) ما سمعتهم يقولون فيه؟ قال سمعتهم يقولون: اذا فسد الناس أمر عليهم شرارهم" كذا في " الدر المنثور" للسيوطي (3/ 358) وقال الطرطوشي في "سراج الملوك" (2/ 467) "لم أزل أسمع الناس يقولون: (أعمالكم عمالكم) , (كما تكونوا يولى عليكم) الى أن ظفرت بهذا المعنى في القرآن قال الله تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) ولعلي أحيلكي الى المشاركة (الذنوب هي سبب العقوبات) قد يكون فيها بيان أكثر, نحتاج الى أن نتواصى بالحق والدعوة الى دين الله كما كان رسول الله يدعو ونصبر وأن نكون قدوة لغيرنا بالتمثل بهدي النبي (ص) في أمره كله وأن لا نلقي باللائمة كلها على الحكام فأنهم خرجوا منا, ما أجمل أن نتمثل قوله تعالى (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا) والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 11:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قلت غير هذا يا أخي، فالنّاس هم السّبب، فكلّ ما نعانيه بما كسبت أيدينا وما ربّنا بظلاّم لنا، نحن لو نتغير أو حتى نفكّر أن نتغير لتغيّرت أشياء كثيرة في حياتنا ولكنّه الخمول الذي أصابنا في كلّ المجالات، القوم الذين نتحدّث عنهم ماتسلّطوا علينا إلا بذنوبنا، أما الصّبر عليهم فلا نحسن غيره ـ بارك الله فيك ـ أقول استسلام منذ الإستقلال! فهل هناك صبر أكثر من هذا؟!
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 02:15]ـ
أي بلدة تقصد؟
أنا أسكن وهران ولا أعرف سوى عائلة واحدة يقال أنها متشيعة، وشخص واحد متأثر بالفكر الشيعي.
ثم: قلت قلة مقارنة بأهل السنة المتبعين للمذهب المالكي
ثم: لا أنكر أنهم يحاولون مع قلتهم أن يعملوا على تشيع المجتمع الجزائري، وحادثة المدرسة في معسكر لو تعرفها مثال على ذلك
والله تعالى اعلم
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد ..
حياك الله أختي الفاضلة؛ نفع الله بك
عموماً العبد الفقير يسكن بوهران أيضاً، واعرف الكثير من اهل التشيع، عموماً كما علمت يكثرون بالعين البيضاء وبعد المناطق كما علمت من مصادري وهذا قبل مدة ولا شك أنهم يزدادون يوماً بعد يوم فالسرطان أعاذنا الله وإياكم منه.
ولقد ناقشت بعض المحبين لهم، في جنازة والد أحد الإخوان ورأيت فيهم الجهل الكثير، وعدم القوة في إلقاء الأدلة الربانية.
أسأل الله ان يكبت هته الحملة الشرسة، واساله سبحانه التمكين لاهل السنة ورفع رايتهم
ومناي أن يفيق اهل الإسلام وأهل السنة من غفلتهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 06:51]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 06:48]ـ
أخي ابو مجاهد الحنبلي ... بارك الله فيك و في الاخوة و الاخوات
هل المتشيعون في بلاد الغرب الجزائري شباب أو كهول أو شيوخ؟؟؟
و هل تحاولون ردهم الى طريق الحق؟؟؟ (أقصد بشكل منظم و حملات مكثفة)
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 09:16]ـ
قمت امس الأول بوضع مشروع بحث حول الشيعة للحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الاسلامي بالمدرسة العليا للاستاتذة ببوزريعة تحت إشراف الأستاذ الدكتور خالد كبير علال، و لعل هذه الدراسة أن تزيد في توضيح خطر الشيعة من الناحية التاريخية
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 09:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............
أخي ابو مجاهد الحنبلي ... بارك الله فيك و في الاخوة و الاخوات
هل المتشيعون في بلاد الغرب الجزائري شباب أو كهول أو شيوخ؟؟؟
و هل تحاولون ردهم الى طريق الحق؟؟؟ (أقصد بشكل منظم و حملات مكثفة)
هناك عدد كبير منهم في مدينة باتنة، وهي تعتبر عقرا لهم، وفيها أساتذة وطلبة جامعيين، وهم من شرائح مختلفة، ويوجد فيها مرجعهم لهم أيضا-هذا قبل حوالي أربع او خمس سنوات والآن لست متأكدة -، وهم يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم، كانوا يستعملون التقية والآن تجرا بعضهم وأصبح يصرح بتشيعه وهناك استاذ في الجامعة أخبرت أنه يتكلم بسوء عن سيدنا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهم وأرضاهم- ولا أحد يوقفهم عند حدهم -في حدود علمي-.
هناك من الأساتذة من يحاول مناقشتهم.
كنت أعرف واحدة منهم في الجامعة وهي من بسكرة وتشيعت في باتنة علمت منها بعض المعلومات وناقشتها كثيرا وحاولت ردها عن تشيعها ولكنها عنيدة جدا، كنت أدحض-بفضل الله تعالى- جميع شبهاتها وأجعلها تتردد في اعتقادها ولكنها عندما تذهب إليهم تغير رأيها، وأذكر أنني أقنعتها مرة فقالت لي أنها لو تركت التشيع فلن تعود إلى عقيدة أهل السنة والجماعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مع العلم أني في مناقشاتي معها وجدت أنها تجهل تماما عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي تشيعت بدافع حبها لآل البيت.
معلومة أخيرة لمن يهمه الأمر: بسبب الفراغ الديني في ولاية باتنة وبسبب التعصب لما يسمى " شاوية " في هذه المنطقة ومن مصادر موثوقة وبشهادة أهل البلدة انتشرت:
-المسيحية.
-الغلو الديني.
-التشيع.
-الإلحاد.
عفانا الله وإياكم.
هذا خاص بضواحي باتنة وخاصة منطقة " تكوت ".
والله أعلى وأعلم.
ويوجد مسيحيين في منطقة الجنوب خاصة أدرار.
ويوجد شيعة في ولاية تبسة أيضا.
هذه هي الحقيقة يا جزائريين.
ومن يرى أحوالنا في الجزائر يعلم ان الله حافظها سبحانه، فالجزائر منطقة استراتيجية وأوربا -خاصة فرنسا- وامريكا تتصارع للسيطرة عليها،نسال الله السلامة فهو وحده حفظها، وهو من جعل الجزائريين لا يرضخون للسيطرة، والشعب الجزائري يميل كثيرا إلى التدين والدين وهذا بشهادة الشيوخ والعلماء الذين زاروا الجزائر.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا الجزائر وسائر بلاد المسلمين.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 09:26]ـ
للأسف، فإن من أكبر دعاة "التقريب" بين أهل الاسلام (و هم أهل السنة) و بين أهل النفاق (وهم الشيعة الامامية) هو شيخ مشهور و له جمهور واسع بسبب ظهوره الدائم على قنوات "الاعتدال" مثل الجزيرة و هو القرضاوي الذي لم نشاهده يخرج لنا ببيان بإسم جمعيتهم الاسلامية العالمية المزعومة يدين فيه القنوات الشيعية التي تسب الصحابة و تحرف القرآن ليل نهار، بل شاهدناه يشكر و يشيد باحد علماء النفاق الشيعة و هو يصرح بفتوى لذر الرماد في العيون مستعينا بالتقية و الكذب، ..... ؟؟؟؟؟؟؟
هذه هي الخيانة بعينها ....
و اقول لهم كلهم: التاريخ يسجل .. و الله غالب على أمره و لو كره الكافرون و المنافقون
الأيام بيننا و سنرى من تكون له عاقبة الأمور يا شيعة و يا دعاة التقريب و يا صوفية و يا خوارج و يا إباضية و يا دعاة الدعارة و الفساد و المجون و يا ......... و يا أشاعرة و يا أحزاب سياسية تتغطى بشعار الاسلام لنيل الكراسي في السلطة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سؤال: هل تعتقد أن الشيعي يمكن أن يهتدي إلى الصراط المستقيم؟
إذا كانت الإجابة نعم كيف يكون ذلك؟
وإذا كانت الإجابة لا، لماذا؟
أرجوا الإجابة على تساؤلي إن تفضلت فهذا مهم جدا بالنسبة لي.
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 10:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............
هناك عدد كبير منهم في مدينة باتنة، وهي تعتبر عقرا لهم، وفيها أساتذة وطلبة جامعيين، وهم من شرائح مختلفة، ويوجد فيها مرجعهم لهم أيضا-هذا قبل حوالي أربع او خمس سنوات والآن لست متأكدة -، وهم يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم، كانوا يستعملون التقية والآن تجرا بعضهم وأصبح يصرح بتشيعه وهناك استاذ في الجامعة أخبرت أنه يتكلم بسوء عن سيدنا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهم وأرضاهم- ولا أحد يوقفهم عند حدهم -في حدود علمي-.
هناك من الأساتذة من يحاول مناقشتهم.
كنت أعرف واحدة منهم في الجامعة وهي من بسكرة وتشيعت في باتنة علمت منها بعض المعلومات وناقشتها كثيرا وحاولت ردها عن تشيعها ولكنها عنيدة جدا، كنت أدحض-بفضل الله تعالى- جميع شبهاتها وأجعلها تتردد في اعتقادها ولكنها عندما تذهب إليهم تغير رأيها، وأذكر أنني أقنعتها مرة فقالت لي أنها لو تركت التشيع فلن تعود إلى عقيدة أهل السنة والجماعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مع العلم أني في مناقشاتي معها وجدت أنها تجهل تماما عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي تشيعت بدافع حبها لآل البيت.
معلومة أخيرة لمن يهمه الأمر: بسبب الفراغ الديني في ولاية باتنة وبسبب التعصب لما يسمى " شاوية " في هذه المنطقة ومن مصادر موثوقة وبشهادة أهل البلدة انتشرت:
-المسيحية.
-الغلو الديني.
-التشيع.
-الإلحاد.
عفانا الله وإياكم.
هذا خاص بضواحي باتنة وخاصة منطقة " تكوت ".
والله أعلى وأعلم.
ويوجد مسيحيين في منطقة الجنوب خاصة أدرار.
ويوجد شيعة في ولاية تبسة أيضا.
هذه هي الحقيقة يا جزائريين.
ومن يرى أحوالنا في الجزائر يعلم ان الله حافظها سبحانه، فالجزائر منطقة استراتيجية وأوربا -خاصة فرنسا- وامريكا تتصارع للسيطرة عليها،نسال الله السلامة فهو وحده حفظها، وهو من جعل الجزائريين لا يرضخون للسيطرة، والشعب الجزائري يميل كثيرا إلى التدين والدين وهذا بشهادة الشيوخ والعلماء الذين زاروا الجزائر.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا الجزائر وسائر بلاد المسلمين.
من هي مصادرك الموثوقة أختي الفاضلة؟ انا من سكان باتنة اعتز بكوني مسلم و شاوي، ثم إنّ سكان باتنة معروف عنهم غيرتهم على دينهم و هذا ملاحظ في واقعهم، اما ان تذكري أن هناك انتشارا للالحاد و التشيع و النصرانية فهذا يحتاج إلى دليل و براهين لا مجرد مصادر موثوقة.
رويدك أختي العزيزة في النقل فما كل مايقال ينشر و يكتب
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 10:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............
هناك عدد كبير منهم في مدينة باتنة، وهي تعتبر عقرا لهم، وفيها أساتذة وطلبة جامعيين، وهم من شرائح مختلفة، ويوجد فيها مرجعهم لهم أيضا-هذا قبل حوالي أربع او خمس سنوات والآن لست متأكدة -، وهم يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم، كانوا يستعملون التقية والآن تجرا بعضهم وأصبح يصرح بتشيعه وهناك استاذ في الجامعة أخبرت أنه يتكلم بسوء عن سيدنا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهم وأرضاهم- ولا أحد يوقفهم عند حدهم -في حدود علمي-.
هناك من الأساتذة من يحاول مناقشتهم.
كنت أعرف واحدة منهم في الجامعة وهي من بسكرة وتشيعت في باتنة علمت منها بعض المعلومات وناقشتها كثيرا وحاولت ردها عن تشيعها ولكنها عنيدة جدا، كنت أدحض-بفضل الله تعالى- جميع شبهاتها وأجعلها تتردد في اعتقادها ولكنها عندما تذهب إليهم تغير رأيها، وأذكر أنني أقنعتها مرة فقالت لي أنها لو تركت التشيع فلن تعود إلى عقيدة أهل السنة والجماعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مع العلم أني في مناقشاتي معها وجدت أنها تجهل تماما عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي تشيعت بدافع حبها لآل البيت.
معلومة أخيرة لمن يهمه الأمر: بسبب الفراغ الديني في ولاية باتنة وبسبب التعصب لما يسمى " شاوية " في هذه المنطقة ومن مصادر موثوقة وبشهادة أهل البلدة انتشرت:
-المسيحية.
-الغلو الديني.
-التشيع.
-الإلحاد.
عفانا الله وإياكم.
هذا خاص بضواحي باتنة وخاصة منطقة " تكوت ".
والله أعلى وأعلم.
ويوجد مسيحيين في منطقة الجنوب خاصة أدرار.
ويوجد شيعة في ولاية تبسة أيضا.
هذه هي الحقيقة يا جزائريين.
ومن يرى أحوالنا في الجزائر يعلم ان الله حافظها سبحانه، فالجزائر منطقة استراتيجية وأوربا -خاصة فرنسا- وامريكا تتصارع للسيطرة عليها،نسال الله السلامة فهو وحده حفظها، وهو من جعل الجزائريين لا يرضخون للسيطرة، والشعب الجزائري يميل كثيرا إلى التدين والدين وهذا بشهادة الشيوخ والعلماء الذين زاروا الجزائر.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا الجزائر وسائر بلاد المسلمين.
أختاه التعصب للشاوية ليس سببا في التحول من أهل السنة والجماعة إلى التشيع، قد تكون أسباب أخرى غيرها.
سبحان الله!!! لأول مرة في حياتي أسمع أن في أدرار نصارى جزائريين، سبحان الله!!!
أما الإلحاد فلا أعتقد.
أنا اعيش في وهران وتعلمين موقعها واختلاط ناسها وانفتاحها، رغم ذلك فلا أرى أن الظواهر المذكورة موجودة، أو لأقل عينات قليلة ماعدا الإلحاد
***************
تقبلي أختاه فائق التقدير والاحترام، فالاختلاف لن يفسد ودنا أخية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 10:58]ـ
نسيت .... وقفت مرة على رسالة دكتوراه عن نقد الاثني عشرية وروايتهم للحديث، كان الطالب من ولاية باتنة، الولاية المذكورة أعلاه، فهل يكون الدافع هو انتشار هذه الظاهرة في باتنة فعلا!!!
للفائدة:
نقد الرجال عند الشيعة الجعفرية
- الاثني عشرية -
الطالب: خالد ذويبي
رسالة دكتوراه
جامعة باتنة / قسم اصول الدين
الجزائر
2006 م / 2007 م.
http://www.pdfshere.com/up/images/extensions/rar.png (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=3436)
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 11:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..............
من هي مصادرك الموثوقة أختي الفاضلة؟ انا من سكان باتنة اعتز بكوني مسلم و شاوي، ثم إنّ سكان باتنة معروف عنهم غيرتهم على دينهم و هذا ملاحظ في واقعهم، اما ان تذكري أن هناك انتشارا للالحاد و التشيع و النصرانية فهذا يحتاج إلى دليل و براهين لا مجرد مصادر موثوقة.
رويدك أختي العزيزة في النقل فما كل مايقال ينشر و يكتب
أرجو أن لا يفهم كلامي أنه انتقاص من الشاوية فهم اخواننا وهم جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية، ولا انتقاص من أهل باتنة فلم أر منهم إلا الخير والله يعلم ذلك، ولكني قلت هذا تنبيها وتحذيرا من خطر التشيع والتنصير والغلو الديني والإلحاد أيضا، وكنت قد حددت أن كلامي يخص ضواحي مدينة باتنة وخاصة "تكوت" وبما انك من سكان المدينة يمكنك أن تتاكد بنفسك، اذهب إلى تكوت واسأل عن احوال أهلها .........
والتعصب استغلته أيادي خفيه بغية تفريق المجتمع الجزائري، ووقع فيه كثيرون.
وانا أقول هذا الكلام غيرة على بلدي وعلى الإسلام في بلدي وتغطية الشمس بالغربال خطأ، ومواجهة المشكلة خير من اغفالها، والمد الشيعي لا ينتظر والتنصير على أوجه، حاول تتبع الامر وستكتشف الحقيقة بنفسك.
ملاحظة: الفراغ الديني لاتعاني منه مدينة باتنة فقط بل جميع مدن الجزائر، والخطأ ليس من الشعب ولكنه من الجهات المعنية، فالشعب الجزائري كله -بفضل الله تعالى- يحب الدين والتدين ولكن كثرة التوجهات الفكرية والدينية مع عدم وجود مرجعية دينية موحدة وتقصير من الجهات المعنية وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 11:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .............
أختاه التعصب للشاوية ليس سببا في التحول من أهل السنة والجماعة إلى التشيع، قد تكون أسباب أخرى غيرها.
سبحان الله!!! لأول مرة في حياتي أسمع أن في أدرار نصارى جزائريين، سبحان الله!!!
أما الإلحاد فلا أعتقد.
أنا اعيش في وهران وتعلمين موقعها واختلاط ناسها وانفتاحها، رغم ذلك فلا أرى أن الظواهر المذكورة موجودة، أو لأقل عينات قليلة ماعدا الإلحاد
***************
تقبلي أختاه فائق التقدير والاحترام، فالاختلاف لن يفسد ودنا أخية.
أخيتي الحبيبة
بخصوص التنصير في أدرار أنا واثقة من ذلك كل الوثوق، والحملة على أوجها وهي تفوق حملة التنصير في منطقة القبائل كما أخبرنا الشيخ أبا عبد السلام، وتضخيمه اعلاميا في منطقة القبائل ليس إلا خدعة للفت الإنتباه عما يحصل في أدرار وغيرها، وإن كنت تتبعين اخبار الجرائد فأنا قرأت عن هذا الخبر لأول مرة قبل خمس سنوات ثم تأكدت منه من مصادر موثوقة.
أما عن التعصب وأثره، فأنت تعلمين ما حدث بين الأوس والخزرج والرسول (ص) كان بينهم، فما ظنك بنا في عصر الفتن؟
بخصوص وهران أجابك الأخ الفاضل الوهراني.
ولا ادري إن كنت تعلمين انه كان لفرنسا مشروع انشاء أقلية في الجزائر، وفي منطقة القبائل بالذات، وعندما فشل مشروعهم بفضل الله تعالى هم يحاولون الآن إنشاء أقلية دينية -مسيحية -رد الله كيدهم- وهم يريدون أن يحصل في الجزائر ما حصل في السودان الحبيبة حماها الله ورد كيدهم عن جميع بلاد المسلمين.
أحترم رأيك أخيتي الحبيبة، والله يعلم أنه من وراء القصد، وأن جراح الجزائر تدمي قلبي.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 12:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........
قمت امس الأول بوضع مشروع بحث حول الشيعة للحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الاسلامي بالمدرسة العليا للاستاتذة ببوزريعة تحت إشراف الأستاذ الدكتور خالد كبير علال، و لعل هذه الدراسة أن تزيد في توضيح خطر الشيعة من الناحية التاريخية
جزاكم الله خيرا، هل يمكنك أن تخبرنا عن عنوان رسالتك-إن أمكن-
وفقكم الله إلى ما يحب ويرضى.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 12:50]ـ
قمت امس الأول بوضع مشروع بحث حول الشيعة للحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الاسلامي بالمدرسة العليا للاستاتذة ببوزريعة تحت إشراف الأستاذ الدكتور خالد كبير علال، و لعل هذه الدراسة أن تزيد في توضيح خطر الشيعة من الناحية التاريخية
وفّقك الله يا أخي سمير ...
نسأل الله تعالى أنْ يُبْعِدَ عن بلدنا الجزائر، وجميع البلدان الإسلاميّة شرَّ بدع الشّيعة، وأهل البدع أجمعين. آمين.
منْ أراد أن يطّلع على خُبْث معتقد الشّيعة وكشف عوارهم فليطّلع على هذا الكتاب:
عقائد الشّيعة الاثني عشريّة
سؤال وجواب
تقديم
سماحة الشّيخ/ عبد الله بن عبد الرّحمن الجبرين (رحمه الله)
عضو الإفتاء سابقا
وسماحة الشّيخ/ عبد الله بن محمّد الغنيمان
رئيس الدّراسات العليا بالجامعة الإسلاميّة سابقا، والمدرّس بمسجد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
وفضيلة الشّيخ الدّكتور/ عبد الرّحمن الصّالح المحمود
الأستاذ بجامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلاميّة.
تأليف:
عبد الرّحمن بن سعد بن عليّ الشّثري ( http://www.alukah.net/Web/shathary/CV/) - حفظه الله-.
حمّل الكتاب من المكتبة الوقفيّة ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5050)
وإليكم هذا الرّابط المفيد:
http://www.fnoor.com/books.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 12:53]ـ
أخي ابو مجاهد الحنبلي ... بارك الله فيك و في الاخوة و الاخوات
هل المتشيعون في بلاد الغرب الجزائري شباب أو كهول أو شيوخ؟؟؟
و هل تحاولون ردهم الى طريق الحق؟؟؟ (أقصد بشكل منظم و حملات مكثفة)
ممكن تقول أن الغالبية تكون في الشباب والله أعلم
ونحن أن من المنتسبين لهذا أيضاً من أساتذة الجامعات قبحهم الله، فهو يشككون حتى في أوقات الصلوات وينشرون بدعتهم المكفرة
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 12:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك عدد كبير منهم في مدينة باتنة، وهي تعتبر عقرا لهم، وفيها أساتذة وطلبة جامعيين، وهم من شرائح مختلفة، ويوجد فيها مرجعهم لهم أيضا-هذا قبل حوالي أربع او خمس سنوات والآن لست متأكدة -، وهم يسرحون ويمرحون كما يحلو لهم، كانوا يستعملون التقية والآن تجرا بعضهم وأصبح يصرح بتشيعه وهناك استاذ في الجامعة أخبرت أنه يتكلم بسوء عن سيدنا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهم وأرضاهم- ولا أحد يوقفهم عند حدهم -في حدود علمي-.
هناك من الأساتذة من يحاول مناقشتهم.
كنت أعرف واحدة منهم في الجامعة وهي من بسكرة وتشيعت في باتنة علمت منها بعض المعلومات وناقشتها كثيرا وحاولت ردها عن تشيعها ولكنها عنيدة جدا، كنت أدحض-بفضل الله تعالى- جميع شبهاتها وأجعلها تتردد في اعتقادها ولكنها عندما تذهب إليهم تغير رأيها، وأذكر أنني أقنعتها مرة فقالت لي أنها لو تركت التشيع فلن تعود إلى عقيدة أهل السنة والجماعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مع العلم أني في مناقشاتي معها وجدت أنها تجهل تماما عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي تشيعت بدافع حبها لآل البيت.
معلومة أخيرة لمن يهمه الأمر: بسبب الفراغ الديني في ولاية باتنة وبسبب التعصب لما يسمى " شاوية " في هذه المنطقة ومن مصادر موثوقة وبشهادة أهل البلدة انتشرت:
-المسيحية.
-الغلو الديني.
-التشيع.
-الإلحاد.
عفانا الله وإياكم.
هذا خاص بضواحي باتنة وخاصة منطقة " تكوت ".
والله أعلى وأعلم.
ويوجد مسيحيين في منطقة الجنوب خاصة أدرار.
ويوجد شيعة في ولاية تبسة أيضا.
هذه هي الحقيقة يا جزائريين.
ومن يرى أحوالنا في الجزائر يعلم ان الله حافظها سبحانه، فالجزائر منطقة استراتيجية وأوربا -خاصة فرنسا- وامريكا تتصارع للسيطرة عليها،نسال الله السلامة فهو وحده حفظها، وهو من جعل الجزائريين لا يرضخون للسيطرة، والشعب الجزائري يميل كثيرا إلى التدين والدين وهذا بشهادة الشيوخ والعلماء الذين زاروا الجزائر.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا الجزائر وسائر بلاد المسلمين.
وفقك الله ورعاك أختي الفاضلة؛ وإن كنت أعرف ان من أهل باتنة الرجولة والدين المتين
قد يحصل مثل هذا ولا غرابة، ولكن ربما تكون هذه الحملة سرية للغاية
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 12:55]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال: هل تعتقد أن الشيعي يمكن أن يهتدي إلى الصراط المستقيم؟
إذا كانت الإجابة نعم كيف يكون ذلك؟
وإذا كانت الإجابة لا، لماذا؟
أرجوا الإجابة على تساؤلي إن تفضلت فهذا مهم جدا بالنسبة لي.
نعم ويهتدي للحق من أراد الله له الخير واتباع سبيل المؤمنين وفي الفترة الأخيرة إن سمعت عن ذاك الإمام الرافضي الذي وقع في يده كتاب منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية للإمام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى وتاب ولله الحمد ثمّ قتله أهله لأنه أصبح ناصبياً مرتداً
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 01:00]ـ
أختاه التعصب للشاوية ليس سببا في التحول من أهل السنة والجماعة إلى التشيع، قد تكون أسباب أخرى غيرها.
سبحان الله!!! لأول مرة في حياتي أسمع أن في أدرار نصارى جزائريين، سبحان الله!!!
أما الإلحاد فلا أعتقد.
أنا اعيش في وهران وتعلمين موقعها واختلاط ناسها وانفتاحها، رغم ذلك فلا أرى أن الظواهر المذكورة موجودة، أو لأقل عينات قليلة ماعدا الإلحاد
***************
تقبلي أختاه فائق التقدير والاحترام، فالاختلاف لن يفسد ودنا أخية.
بل يوجد اشليء الكثير هنا وهناك ولكن المسألة متعلقة بالعلم وعدمه
فأما وهران وغيرها معروف عنها هذا الأمر من التشيع، بل حتى صغار السن في الابتدائية كانت مع صديقتها فقالت لها قولي علي رسول الله؟ عجباً وهذه القصة ليست من خيال عقلي إنما هذه القصة حصلت لأحد معارفي وهذه البنت أخته وصديقتها على حداثة سنها أدخلها أهلها للتشيع فهل يعقل هذا؟ يا أمة الإسلام والتوحيد؟
ثمّ أدرار هي قبلة المارين للجنوب، ومرر معروف والزوار هنا وهناك ياتون لها، ولي فيها أحباب وحتى في ورقلة والجنوب معروف بان فيه حملة تنصيرية، وحتى لو ارتد بعض الناس ودخلو الى النصرانية فهذا بسبب الجهل والفساد بالمنطقة واتباع الهوى الخ ..
واللهاعلى واعلم
اسال الله ان يحفظنا واهلنا واخواننا واخواتنا وهذا البلاد وسائر البلدان من شر الفتن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 01:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .............
أخيتي الحبيبة
بخصوص التنصير في أدرار أنا واثقة من ذلك كل الوثوق، والحملة على أوجها وهي تفوق حملة التنصير في منطقة القبائل كما أخبرنا الشيخ أبا عبد السلام، وتضخيمه اعلاميا في منطقة القبائل ليس إلا خدعة للفت الإنتباه عما يحصل في أدرار وغيرها، وإن كنت تتبعين اخبار الجرائد فأنا قرأت عن هذا الخبر لأول مرة قبل خمس سنوات ثم تأكدت منه من مصادر موثوقة.
أما عن التعصب وأثره، فأنت تعلمين ما حدث بين الأوس والخزرج والرسول (ص) كان بينهم، فما ظنك بنا في عصر الفتن؟
بخصوص وهران أجابك الأخ الفاضل الوهراني.
ولا ادري إن كنت تعلمين انه كان لفرنسا مشروع انشاء أقلية في الجزائر، وفي منطقة القبائل بالذات، وعندما فشل مشروعهم بفضل الله تعالى هم يحاولون الآن إنشاء أقلية دينية -مسيحية -رد الله كيدهم- وهم يريدون أن يحصل في الجزائر ما حصل في السودان الحبيبة حماها الله ورد كيدهم عن جميع بلاد المسلمين.
أحترم رأيك أخيتي الحبيبة، والله يعلم أنه من وراء القصد، وأن جراح الجزائر تدمي قلبي.
ومن الأسباب التي سهلت وصول هته الحملات دعم الحكومة لها فهي من باب تنشر اناه اغلقت وحاربت القس الفلاني والمرتد الفلاني الذي نصر كثير من المسلمين واغلقت كنيسته ثمّ تنشر في التلفزيون مقابلات مع من ارتدوا عن الإسلام قبحهم الله وتشيد باقوالهم بل ووصل الأمر الى حملات كثيرة على المسلمين في كافة انحاء البلاد وقد استغلوا هذه الفرصة على حين غفلة من المسلمين! الغفلة عن الدين وعن التوحيد والعقيدة وعن العلم
ووصل هذا الداء اللعين حتى على اهل التوحيد المنتسبين له الذين يزعمون انهم على شيء وعلى الحق وعلى سبيل المرسلين وهم والله أبعد
والى الله المشتكى
والله اعلم
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 01:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..................
أختاه التعصب للشاوية ليس سببا في التحول من أهل السنة والجماعة إلى التشيع، قد تكون أسباب أخرى غيرها.
سبحان الله!!! لأول مرة في حياتي أسمع أن في أدرار نصارى جزائريين، سبحان الله!!!
أما الإلحاد فلا أعتقد.
أنا اعيش في وهران وتعلمين موقعها واختلاط ناسها وانفتاحها، رغم ذلك فلا أرى أن الظواهر المذكورة موجودة، أو لأقل عينات قليلة ماعدا الإلحاد
***************
تقبلي أختاه فائق التقدير والاحترام، فالاختلاف لن يفسد ودنا أخية.
أرجو أن يفيدك أخيتي هذا
ما هي حقيقة التنصير في الجزائر وما هي غاياته .. ؟
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=53217
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 03:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...........
نعم ويهتدي للحق من أراد الله له الخير واتباع سبيل المؤمنين وفي الفترة الأخيرة إن سمعت عن ذاك الإمام الرافضي الذي وقع في يده كتاب منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية للإمام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى وتاب ولله الحمد ثمّ قتله أهله لأنه أصبح ناصبياً مرتداً
جزاكم الله خير جزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
لماذا يرفض البعض محاورتهم؟
ولماذا ينكرون على من يقوم بمحاورتهم ليردهم عن ما هم فيه؟
أهذا خوف منهم أم يأس من رحمة الله فيهم؟ فالهداية رحمة من الله تعالى، ورحمته سبحانه شملت جميع المخلوقات فهل سيستثني منهم الشيعة؟
سبحان الله ..........
إن كان خوفا منهم فهم أضعف الناس حجة، وإن كان يأسا من رحمة الله تعالى فيهم، فإن رحمة الله واسعة، و"إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 07:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........
جزاكم الله خيرا، هل يمكنك أن تخبرنا عن عنوان رسالتك-إن أمكن-
وفقكم الله إلى ما يحب ويرضى.
و جزاكم ... و فقك الله أختي الفاضلة إلى كل خير
لا يمكنني حاليا التصريح بعنوان البحث حتى يوافق عليه المجلس العلمي للمدرسة و يتم تسجيله
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 08:13]ـ
يا إخوة ... بل قد وجد في جامعة قسنطينة أحد الطلبة و هو يميل للتشيع "إغترار" بدعواهم "حب آل البيت"
بل و قد إغتر هو نفسه و ظن أنه من آل البيت، لهذا قد وجد فيه بعض تشيع؟؟؟؟
المهم، في دوامة هذه الضلالات و البدع التي تنخر الأمة الاسلامية في كل أوطانها، نرى أيضا خطر أكبر من التشيع في الجزائر، و هو التصوف و عبادة القبور و الزوايا، ذلك الشكر الأكبر الذي حاربه الرسول صلى الله عليه و سلم قد أصبحت له دولة تدعمه و وزارة جزائرية صوفية تدشن و تشيد الزوايا الشركية، أما حال أهل السنة في الجزائر "و هم و لله الحمد عشرات الملايين" و إن كان أكثرهم في غفلة، فسياسة الدولة تجاههم واضحة في المعرض الدولي للكتاب 2010 حيث أن الدولة الجزائرية "للأسف" و بوسوسة أصحاب الزوايا أغلقت الأبواب في وجه الكثير من الكتب الدينية و خاصة ما يتعلق بالعقيدة منها. تخيلوا .... كتب شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في الجنة "آمين" ممنوعة في المعرض "مثل مجموع الفتاوى"؟؟؟؟
كتاب التوحيد متنا و شروحا لشيخ الاسلام العلامة المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله "آمين" ممنوع في المعرض و ممنوع من الإستيراد؟؟؟؟؟؟؟
إلى أين تذهب الجزائر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابونصر المازري الجزائري]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 08:25]ـ
ستظلون هكذا تتقاذفون الردود ويتلاعب بكم الشيعة اصحاب التقية،،، الى ان يرث الشيعة ارض الجزائر التي بذل لأجلها المالكية دماءهم واموالهم وانفسهم
ألا أفيقوا؟؟
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 11:34]ـ
ستظلون هكذا تتقاذفون الردود ويتلاعب بكم الشيعة اصحاب التقية،،، الى ان يرث الشيعة ارض الجزائر التي بذل لأجلها المالكية دماءهم واموالهم وانفسهم
ألا أفيقوا؟؟
ومتى أصبحت الجزائر ملكاً للمالكية؟ عجباً والله من قولك هذا
ثمّ إذا كان لديك شيء تقدمه للجزائر ولأمة الإسلام قدمه ولا عليك منن الناس كلهم ولو ماتوا غيظاً. والحق أحق أن يتبع، ومن كان له أي قدرة على الكلام في العلم فليقم بالحق والصدع به
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 11:57]ـ
يا إخوة ... بل قد وجد في جامعة قسنطينة أحد الطلبة و هو يميل للتشيع "إغترار" بدعواهم "حب آل البيت"
بل و قد إغتر هو نفسه و ظن أنه من آل البيت، لهذا قد وجد فيه بعض تشيع؟؟؟؟
المهم، في دوامة هذه الضلالات و البدع التي تنخر الأمة الاسلامية في كل أوطانها، نرى أيضا خطر أكبر من التشيع في الجزائر، و هو التصوف و عبادة القبور و الزوايا، ذلك الشكر الأكبر الذي حاربه الرسول صلى الله عليه و سلم قد أصبحت له دولة تدعمه و وزارة جزائرية صوفية تدشن و تشيد الزوايا الشركية، أما حال أهل السنة في الجزائر "و هم و لله الحمد عشرات الملايين" و إن كان أكثرهم في غفلة، فسياسة الدولة تجاههم واضحة في المعرض الدولي للكتاب 2010 حيث أن الدولة الجزائرية "للأسف" و بوسوسة أصحاب الزوايا أغلقت الأبواب في وجه الكثير من الكتب الدينية و خاصة ما يتعلق بالعقيدة منها. تخيلوا .... كتب شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في الجنة "آمين" ممنوعة في المعرض "مثل مجموع الفتاوى"؟؟؟؟
كتاب التوحيد متنا و شروحا لشيخ الاسلام العلامة المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله "آمين" ممنوع في المعرض و ممنوع من الإستيراد؟؟؟؟؟؟؟
إلى أين تذهب الجزائر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا الإخوة والأخوات يردون على بعضهم البعض؟ عجباً
من كان له جهود في العلم والدعوة فليقصم ظهر هته الشرذمة التي مرقت عن الإسلام من أوسع باب
اجتمعوا عليهم يداص واحدة واضربوا ضربة رجل واحد مع الإخلاص و الصدق وحسن المتابعة والدعاء والإلحاح فيه أن يمكن الله أهل الإسلام
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 12:00]ـ
ستظلون هكذا تتقاذفون الردود ويتلاعب بكم الشيعة اصحاب التقية،،، الى ان يرث الشيعة ارض الجزائر التي بذل لأجلها المالكية دماءهم واموالهم وانفسهم
ألا أفيقوا؟؟
يا أخي
1 - أنا و لله الحمد جدي شهيد ثورة التحرير -نحسبه و الله حسيبه- كان سلفيا متبنيا لدعوة الإمام ابن باديس السلفي على كتاب الله و سنة نبيه بفهم صحابة نبيه و التابعين، فكيف تقول "المالكية"؟
بل إن الجزائر في ذلك الوقت لم تكن لا مالكية و لا شئي آخر "أقصد في مجملها" بل كانت البدع الصوفية تتجذر في الشعب و مظاهر الشرك بالله في الزوايا ترى ليل نهار ... عليك بمراجعة التاريخ يا أخي
2 - عليك أن تدعمنا في تنظيم جهودنا بمحاربة هذه الطائفة المنافقة الخارجة مع الدين بالعلم و نشر العقيدة الصحيحة.
و نحن نعاني من التعصب للمالكية و محاربة سنة النبي (ص) في الجزائر و نشر الشركيات الصوفية و البدع و الخرافات، كل الناس تعلم أن الله نصر الثورة الجزائرية بجمعية العلماء المسلمين "و هم سلفيون" و على رأسهم ابن باديس و الطيب العقبي و مبارك الميلي و البشير الابراهيمي و ..... و ذلك بمحاربتهم للبدع الشركية في الزوايا الجزائرية الصوفية تحت حجة "المالكية" ...
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 12:02]ـ
بارك الله فيك أخي أبو مجاهد الحنبلي
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 12:29]ـ
نحمل الغيورين من أهل السنة في الجزائرالمسؤولية الكبرى بألا يتقاعسوا، ولا يتهاونوا في البيان والرد، وعلى خلفية وقاعدة متينة ضد الموجة الرافضية المنتنة والمستعرة ضد جموع أهل السنة خاصة العوام منهم، وليتواصلوا مع إخوانهم وبالأخص المتخصصين منهم، وأشير إلى ضرورة التواصل مع مبرة الآل والأصحاب دولة الكويت فلن يقصروا معكم هاتف:22560203لا تنسى تضع الصفر الدولي 00965
السكرتير هاني
رئيس مجلس الادارة الدكتور عبدالمحسن الخرافي
صاحب الأخلاق العالية والأيادي البيضاء
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 01:03]ـ
نحمل الغيورين من أهل السنة في الجزائرالمسؤولية الكبرى بألا يتقاعسوا، ولا يتهاونوا في البيان والرد، وعلى خلفية وقاعدة متينة ضد الموجة الرافضية المنتنة والمستعرة ضد جموع أهل السنة خاصة العوام منهم، وليتواصلوا مع إخوانهم وبالأخص المتخصصين منهم، وأشير إلى ضرورة التواصل مع مبرة الآل والأصحاب دولة الكويت فلن يقصروا معكم هاتف:22560203لا تنسى تضع الصفر الدولي 00965
السكرتير هاني
رئيس مجلس الادارة الدكتور عبدالمحسن الخرافي
صاحب الأخلاق العالية والأيادي البيضاء
نسأل الله العظيم أن يعيننا على محاربتهم بالعلم و نشر العقيدة الصحيحة بين عوام الناس، هم و أمثالهم من المتصوفة عباد القبور أصحاب الزوايا و غيرهم من أصحاب البدع
بارك الله في أخي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 01:51]ـ
دعوة الإمام ابن باديس السلفي على كتاب الله و سنة نبيه بفهم صحابة نبيه و التابعين،
كانت البدع الصوفية تتجذر في الشعب و مظاهر الشرك بالله في الزوايا ترى ليل نهار
كل الناس تعلم أن الله نصر الثورة الجزائرية بجمعية العلماء المسلمين "و هم سلفيون" و على رأسهم ابن باديس و الطيب العقبي و مبارك الميلي و البشير الابراهيمي و ..... و ذلك بمحاربتهم للبدع الشركية في الزوايا الجزائرية الصوفية
اللهم إنصر دينك و سنة نبيك ....
تمام، وعندنا في الغرب كانوا يسمون البادسية، أو يعرفون في اأوساط الشعبية هكذا، وهم الذين وقفوا أمام الصوفية والمد البدعي أنذاك هكذا دائما يحدثني المقربون لي ممن شهدوا حرب التحرير، ووقفوا على تلك الفترة، أطال الله في أعمارهم، وحفظهم لأهاليهم.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 04:42]ـ
بارك الله فيكي أخي أمة الوهاب
و الله عانينا و نعاني من بعض القوم يدعون اتباع الامام مالك فقهيا و هو في الحقيقة متصوفة مبتدعة لا يبدلون دين عبادة القبور بدين التوحيد ....
و الله المستعان، ...
علينا البدأ بالتحرك و العمل و نشر العقيدة الصحيحة بكل الوسائل (كتب، كتب مصورة، دروس شروح العقيدة، توزيع أقراص "سيدي" أو "ديفيدي"،التواصل مع الأئمة في الساجد الذين يسيرون على منهج أهل السنة ... و الله يعيننا على هذا ...
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 05:38]ـ
بارك الله فيك أخي أبو مجاهد الحنبلي
وفيك بارك الرحمن أخي الكريم
ثم إن محاربة هؤلاء لا تكون إلاّ بالعلم والعمل، فالله الله في جهودكم وخصوصاً الدروس العلمية والنصح والتوجيه وفضح هؤلاء القوم وتبيين عقيدتهم الكفرية المنحرفة قاتلهم الله
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 05:43]ـ
نسأل الله العظيم أن يعيننا على محاربتهم بالعلم و نشر العقيدة الصحيحة بين عوام الناس، هم و أمثالهم من المتصوفة عباد القبور أصحاب الزوايا و غيرهم من أصحاب البدع
بارك الله في أخي
انشر الدعوة على المجال الواسع ثمّ إن الصوفية إخوان الرافضة من الرضاعة وأهل القبور هم تبع لهم فيما يقولونه بسبب الكرامات الخارقة التي تكرم الله بها على اهل الولاية -زعموا والله- فهم والله أولياء الشيطان الذين يعبدون الأوثان من دون الله؟ فما بقي للتوحيد غيركم
شدوا على التحالف الثالوث الأسود الأشاعرة والصوفية والرافضة وإخوانهم من النسب المرجئة قبح الله الجميع وشتت شملهم وأنزل عليهم عذابه .. آمين
وعليكم بنشر عقائدهم وتوجيه الاقارب والاهالي ونصحه مبالحسنى والرفق بالمسلمين عامّة
وعليكم بالأخلاقا لفاضلة العالية فإن العامة يقبلون من أصحاب الخلق الطيب ولو كانوا من أكفر الناس فوق هذه البسيطة، ويرفضون الحق من أصحاب الخلق الذميم ولو كانوا على الحق المبين والمحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيع عنها إلاّ هالك ولا يتنكبها إلاّ ضال
الله اسال لنا ولكم التوفيق و السداد في دحر هته الشرذمة المارقة عن الإسلام والتوحيد وأن يهدي ضال المسلمين، وان يعيد للتوحيد معالمه في هذه الأرض
وفق الله إخواني وأحبابي من الشباب، وأخواتنا وفقهن الله وسدد خطاهن على الحق وثبتنا وإياهن على السنة
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 05:45]ـ
بارك الله فيكي أخي أمة الوهاب
و الله عانينا و نعاني من بعض القوم يدعون اتباع الامام مالك فقهيا و هو في الحقيقة متصوفة مبتدعة لا يبدلون دين عبادة القبور بدين التوحيد ....
و الله المستعان، ...
علينا البدأ بالتحرك و العمل و نشر العقيدة الصحيحة بكل الوسائل (كتب، كتب مصورة، دروس شروح العقيدة، توزيع أقراص "سيدي" أو "ديفيدي"،التواصل مع الأئمة في الساجد الذين يسيرون على منهج أهل السنة ... و الله يعيننا على هذا ...
أنفذ على رسلك إبن راهويه سدد الله خطاك في ذلك.
قدم ما تستطيعه، وحبذا لو يقوم بها إخواننا وأحبابنا.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 07:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صاحب المقال الأخ الفاضل: أبو إسحاق عنونت الموضوع بمحاولات الدخول؟
ولا أعرف من وإلى أين يدخل؟
اليوم العالم مفتوح على قنواته بما فيها قنوات التشيع الخبيثة،وللآسف دخلوا على قلوب الجزائرين بل والعالم العربي باسم الجهاد وبإسم ضرب اليهود وبإسم حسن نصر الله،وبإسم تحرير القدس،وبغض أمريكا وبريطانيا وهلم جرا ..
ولا نستغرب من وجود هذا الفكر المتطرف خاصة لما نجد بنو علمان يزمرون ويطبلون لكل ما هو ضد منهج اهل السنة والجماعة
بل رأينا تضامنا كبيرا بين بنو علمان ومتصوفة الجزائر ويجمعهم هذا التضامن في كسر الصحوة الإسلامية بأي شيء كان سواءا بالتشيع او التصوف أو بأي شيء منهما
الحلول: على كل من له عناية بالتوحيد والسنة ان ينشر الخير بحسبه
حتى وإن كنا نرى أن بنو علمان قد إستولوا على المناصب إلا اننا لا نقنط من رحمة الله
أسأل الله العظيم ان ينصر أهل السنة في بلاد الجزائر وأن يمكنهم وأن يخذل الفكر العلماني والصوفي والشيعي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 10:18]ـ
بارك الله فيكم يا إخوة ...
أخي أبو مجاهد: لقد قمت و لله الحمد بتوزيع عددج من أقراص ديفيدي لعامة الناس "حوالي 40 ديفيدي" فيها مجموعة دروس صوتية لشروح كتب عقيدة أهل السنة مثل كتاب التوحيد و العقيدة الواسطية و كتاب كشف الشبهات ... مع ملاحظات نوجه بها المستعملين لكي يدروسوا كتب العقيدة بالتدريج و كل حسب مستواه.
بالاضافة الى ذلك يحمل الديفيدي ملف خاص بالشيعة "عقيدتهم، اهدافهم، بعض اقوالهم في الصحابة و القرآن، الرد العلمي المفحم عليهم، ... "
و ايضا، مجموعة دروس تفسير القرآن العظيم للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله، و بعض دروس المصطلح و شروح الاحاديث مثل رياض الصالحين و الاربعين النووية و صحيح البخاري ...
بالاضافة لذلك: كتب مصورة على شكل pdf مثل كتاب: القول المفيد على كتاب التوحيد + مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية + فقه الاسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر + كتاب كشف عقائد الشيعة + كتاب حزب الله الرافضي تارخ اسود و افتراءات + ... و غيرها من الكتب المفيدة
ما رأيك أخي و باقي الاخوة: هل استمر في هذا العمل ام لديكم ملاحظات او بعض الاضافات ...
ادعوا الله بان يتقبل هذا العمل و ان يجزي من يدعمه ماديا خير الجزاء
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 10:25]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك، وجعلها في موازين حسناتك.
- يمكن تصوير الكتب، أقصد نسخها ورقيا كي تكون في متناول الجميع، لمن لا يتعامل مع الكمبيوتر.
- فيديوهات قصيرة من كلام هؤلاء، لتكون شاهدا على أفعالهم القذرة، وقد قمت بهذا، بفضل الله ووجدتها أرسخ في الذهن.
- القيام بدراسات أكاديمية في هذا المجال، لأنها قليلة بالجزائر للأسف، لأن مناقشة مثل هذه المواضيع علنا، ينشر قضيتنا وهي قضية الدفاع عن نهجنا القويم.
- لمن كان مدرسا، في أي مستوى كان، عليه ان يدخل أذهان الطلبة بطريقة ذكية ويحذرهم منهم، أقول بطريقة ذكية، وهذا ما اقوم به بفضل الله، ووالله لا اقول هذا ّإلا لتعميم الخير ليس إلا.
اللهما ارزقنا الإخلاص
بارك الله فيك.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 10:28]ـ
الأخ الكريم إسحاق
ما شاء الله , أسأل الله الكريم أن يجزيك خيرا كثيرا طيبا مباركا فيه.
أخي أقترح عليكم توضيح فساد مذهب الرافضة وكشف خططهم و سوء نواياهم وأفعالهم عن طريق توزيع كتيبات توضح هذا الأمر أو أي وسيلة مناسبة آخرى وكان الله في عونكم.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:10]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك، وجعلها في موازين حسناتك.
- يمكن تصوير الكتب، أقصد نسخها ورقيا كي تكون في متناول الجميع، لمن لا يتعامل مع الكمبيوتر.
- فيديوهات قصيرة من كلام هؤلاء، لتكون شاهدا على أفعالهم القذرة، وقد قمت بهذا، بفضل الله ووجدتها أرسخ في الذهن.
- القيام بدراسات أكاديمية في هذا المجال، لأنها قليلة بالجزائر للأسف، لأن مناقشة مثل هذه المواضيع علنا، ينشر قضيتنا وهي قضية الدفاع عن نهجنا القويم.
- لمن كان مدرسا، في أي مستوى كان، عليه ان يدخل أذهان الطلبة بطريقة ذكية ويحذرهم منهم، أقول بطريقة ذكية، وهذا ما اقوم به بفضل الله، ووالله لا اقول هذا ّإلا لتعميم الخير ليس إلا.
اللهما ارزقنا الإخلاص
بارك الله فيك.
بارك الله فيكي يا أختنا، ملاحظاتك في محلها ... علينا بمحاولة شراء طابعة كميوتر "لازير" ... و سنغير المحتوى باضافة مشاهد فيديو ...
و أبشركم بخير و لله الحمد ... لكن لا أستطيع ان اكتب المشروع في الانترنت كي لا ينتبه له أعداء الله ...
إستمروا في العمل كل حسب موقعه و طاقته بدءا بالأهل و الاقارب و الاصدقاء الى عامة الناس لكن توخو الحذر ثم الحذر من الخونة و المنافقين
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:12]ـ
الأخ الكريم إسحاق
ما شاء الله , أسأل الله الكريم أن يجزيك خيرا كثيرا طيبا مباركا فيه.
أخي أقترح عليكم توضيح فساد مذهب الرافضة وكشف خططهم و سوء نواياهم وأفعالهم عن طريق توزيع كتيبات توضح هذا الأمر أو أي وسيلة مناسبة آخرى وكان الله في عونكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكي أختاه، طريقة جيدة، ستكلفنا بعض الاموال، و الله المستعان ... و لكن كل يهون في سبيل نصرة الدين أموالنا و أرواحنا فداك يا إسلام
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 12:16]ـ
بارك الله فيكم يا إخوة ...
أخي أبو مجاهد: لقد قمت و لله الحمد بتوزيع عددج من أقراص ديفيدي لعامة الناس "حوالي 40 ديفيدي" فيها مجموعة دروس صوتية لشروح كتب عقيدة أهل السنة مثل كتاب التوحيد و العقيدة الواسطية و كتاب كشف الشبهات ... مع ملاحظات نوجه بها المستعملين لكي يدروسوا كتب العقيدة بالتدريج و كل حسب مستواه.
بالاضافة الى ذلك يحمل الديفيدي ملف خاص بالشيعة "عقيدتهم، اهدافهم، بعض اقوالهم في الصحابة و القرآن، الرد العلمي المفحم عليهم، ... "
و ايضا، مجموعة دروس تفسير القرآن العظيم للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله، و بعض دروس المصطلح و شروح الاحاديث مثل رياض الصالحين و الاربعين النووية و صحيح البخاري ...
بالاضافة لذلك: كتب مصورة على شكل pdf مثل كتاب: القول المفيد على كتاب التوحيد + مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية + فقه الاسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر + كتاب كشف عقائد الشيعة + كتاب حزب الله الرافضي تارخ اسود و افتراءات + ... و غيرها من الكتب المفيدة
ما رأيك أخي و باقي الاخوة: هل استمر في هذا العمل ام لديكم ملاحظات او بعض الاضافات ...
ادعوا الله بان يتقبل هذا العمل و ان يجزي من يدعمه ماديا خير الجزاء
بارك الله فيك وأجزل لكالمثوبة والعطاء، وأعظم لك الأجر
نسال الله الإخلاص والصدق في القول والعمل وأن يكون هذا العمل متقبلاً عند الله موجباً للفوز عنده يوم القيامة.
أوصيك يا اخي ما دمت مهتماً بالعلم كما رأيت في مشاركات لك في مواضيع شتى أن تنشر كتب السلف خاصة مثل المقدمة العقدية والفقهية للإمام ابن ابي زيد القيرواني، ومقدمته في كتابه الآخر الماتع: الجامع. فهو سنيّ من أهل السنة والجماعة ولله الحمد وقد فرقع عقول الأشاعرة المنتسبين لمالك رحمه الله تعالى، وعليك بكتب احمد رحمه الله وما تيسر من أقوال الشافعي وبعض اقوال ابو حنيفة الموافقة للسنّة رحمه الله ورحم الله الجميع فهي كبداية مقبولة عند عموم الناس وخواصهم ولا حرج من توزيع كتب اتباعهم ومن جاء بعدهم ما داموا على الطريقة البيضاء السنيّة الشرعية المحضة.
ولمن كان من الشباب قادراً على طلب العلم والعمل به ايضاً والدعوة الى الله لمن كان أهلاً وقادراً على تحمل هذه التبعات.
استضيفوا أحد المشايخ ليتكلم على مشاكل الامة ومنها الفرق البدعية التي ظهرت كالشيعة الخ .. وانشروا الدرس للعامّة
لمن كان قادراً مؤهلاً على فتح بعض الدروس والمحاضرات؛ فلا يتردد
التواصل مع الأئمة المعروفين بالصلاح، وتنبيهم الى مغبة السكوت وكتم هذا الأمر ودعوتهم الى بذل الجهد والوسع في فضح الرافضة وأذنابهم وتعبيد الناس لرب العباد.
وهذا فيض من غيض ولما استحضر افكاراً جديدة أدلي بدلوي هنا
وفق الله الجميع وأخواتنا الموفقات بعون الله
جزى الله أخونا إبن راهويه أحسن الله إليه وأجزل له المثوبة ولمن شارك هنا لإعلاء راية التوحيد
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 12:22]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم ...
أسال الله ان يجعلنا سيوفا من سيوف السنة، ينصر الله بنا السنة و يقمع البدعة و الله المستعان
لا تحرمنا من افكارك الذكية و جزاكم الله كل خير
اللهم تقبل منا .... آمين
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 01:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..................
جزاكم الله خير جزاء، ورزقكم الإخلاص في النية والقول والعمل.
بداية يجب لجم فم كل من يتجرأ على الإساءة إلى الصحابة الكرام جهارا نهارا، ومنهم أساتذة جامعيين، وذلك برفع قضايا ضدهم ومحاكمتهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر.
ثانيا: أقترح مواجهتهم ودعوتهم إلى المناظرة والحوار، ودحض شبهاتهم والرد عليها.
هذا بالموازاة مع ما تفضلتم به.
ثالثا: وجوب التحذير منهم في المحافل والملتقيات وتنظيم معارض تخص عقائدهم الباطلة.
.
.
.
.
والله أعلى وأعلم.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 02:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..................
جزاكم الله خير جزاء، ورزقكم الإخلاص في النية والقول والعمل.
بداية يجب لجم فم كل من يتجرأ على الإساءة إلى الصحابة الكرام جهارا نهارا، ومنهم أساتذة جامعيين، وذلك برفع قضايا ضدهم ومحاكمتهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر.
ثانيا: أقترح مواجهتهم ودعوتهم إلى المناظرة والحوار، ودحض شبهاتهم والرد عليها.
هذا بالموازاة مع ما تفضلتم به.
ثالثا: وجوب التحذير منهم في المحافل والملتقيات وتنظيم معارض تخص عقائدهم الباطلة.
.
.
.
.
والله أعلى وأعلم.
بارك الله فيكي أختنا ...
لكن لدي سؤال: هل هناك قانون في الجزائر يعاقب من يطعن في الصحابة أو القرآن مثلآ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 02:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................
بارك الله فيكي أختنا ...
لكن لدي سؤال: هل هناك قانون في الجزائر يعاقب من يطعن في الصحابة أو القرآن مثلآ؟
جزاكم الله خيرا.
لست قانونية ولكني أقول:
1 - الدستور الجزائري ينص على أن الإسلام هو دين الدولة الجزائرية.
2 - القانون يجرم كل من يمس بثوابت الدولة الجزائرية.
3 - الإسلام من ثوابت الدولة الجزائرية.
4 - القرآن الكريم وكرامة الصحابة الأطهار من الإسلام.
النتيجة: القانون يجرم كل من يمس أويطعن في القرآن الكريم أو الصحابة الكرام.
لكن أقول أن هذا يحتاج إلى تشكيل هيأة قانونية ترد وتدحض كل الشبهات حول الإسلام، فلو قام بهذا أفراد فيمكن أن لا يستمع إليهم وتجاهلهم، أما إن كانت هياة قانونية فيصعب التصدي لها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 03:04]ـ
إذن أختنا في الله علينا بدعوة الاخوة أهل السنة أصحاب الدراية بالقانون، ...
علينا بإيجاد نخب في كل المجالات (سياسية، قانونية، إقتصادية، عسكرية ... ) و الله المستعان
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 10:09]ـ
إذن أختنا في الله علينا بدعوة الاخوة أهل السنة أصحاب الدراية بالقانون، ...
علينا بإيجاد نخب في كل المجالات (سياسية، قانونية، إقتصادية، عسكرية ... ) و الله المستعان
إستعن بالله الواحد الأحد فقط.
من ذكرت من أهل السنة المنتمون طوعاً لدراسة القوانين الكفرية هذه، لا أظن أن أي أحد من أهل السنة المحضة ينتمي إلى هذه المكفرات طوعاً، فمعلوم أنه يقسم على طاعة الدستور والتحاكم إليه ورد ما أشكل من المسائل إليه والحكم بين الناس به مع نبذه للقرآن والسنة/ وهذا لا يشك مسلم في حكمه وما ينقضه من كلام الله وكلام رسول الله عليه الصلاة والسلام ما يكفي ويشفي لكل من له قلب حيّ يبصر به الحق، ويدفع عنه ما دون ذلك ألا وهو الباطل.
أما ما ذكرت أيّها الفاضل؛ فلن ينفعوا أنفسهم حتى ينفعوا المسلمين
ثمّ إن المجالات الملونة بالاحمر كلها تطع نفي الدين والإسلام! فكيف يحاربون من يطعن في الصحابة وهم في الغالب سواءٌ في البضاعة.
فالسياسيون ينتمون لفرق كثيرة هي أخت الرافضة كالعلمانية والليبرالية والتفتح ونبذ التشدد الذي هو (الإسلام).
والعسكرية فمعروف لكل من لده أدنى خبرة حربهم على الإسلام وسبهم لله ولرسوله.
وأنا لا أتكلم كلاماً عاماً، ولكني اتكلم عن خبرة ودراية في هذا الشأن.
والله الموفق لما فيه الخير والصلاح
وفقكم الله
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 10:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................
جزاكم الله خيرا.
لست قانونية ولكني أقول:
1 - الدستور الجزائري ينص على أن الإسلام هو دين الدولة الجزائرية.
2 - القانون يجرم كل من يمس بثوابت الدولة الجزائرية.
3 - الإسلام من ثوابت الدولة الجزائرية.
4 - القرآن الكريم وكرامة الصحابة الأطهار من الإسلام.
النتيجة: القانون يجرم كل من يمس أويطعن في القرآن الكريم أو الصحابة الكرام.
لكن أقول أن هذا يحتاج إلى تشكيل هيأة قانونية ترد وتدحض كل الشبهات حول الإسلام، فلو قام بهذا أفراد فيمكن أن لا يستمع إليهم وتجاهلهم، أما إن كانت هياة قانونية فيصعب التصدي لها.
والله أعلى وأعلم.
حيّاك الله أخيتي الفاضلة مريم؛ لا أدري هل تعرف أختي الفاضلة ما يجري حولها أم لا
فإن كانت الثانية فأقول أن جلّّ ما ذكرتي تقسيم منطقي لا يعبر عن المحتوى الحقيقي
ثمّ إن هذا الدستور الذي جُعل فيصلاً وحكماً بين الناس حال التنازع وفي المسائل الظاهرة والخفيّة في الحكم والتشريع وفي كل شيء لا يشك موحدٌ أنه يناقض ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم والآيات في التحاكم الى الكتاب والسنة والرجوع إليهما حال التنازع واضحةٌ جليةٌ جداً لا إشكال فيها ألبته ولله الفضل والمنّه، اللهمّ إلاّ من طمس على بصيرته، وأذهب سوء القصد نور العلم والفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.
فإني أقول أن هذا لا يفيد في دفع شر أهل البدع والضلالة وهم في تزايد، فإني اعظ نفسي وإخواني أن يعمل كل على حسب استطاعته ولا يكلف نفسه ما لا تطيق.
ثمّ أي دين يأمرنا أن ننتظر حتى يوافق السيد فلان وعلان لكي يتمّ تشكيل هيئة قانونية مصرح بها توافق أهواء الناس ومصالحهم للدفاع عن الصحابة وآل البيت رضي الله عن الجميع وعن الإسلام عموماً؟ اللهمّ إلاّ دين جنكيز خان.
والله الموفق والمعين والهادي وحده سبحانه وتعالى إلى سبيل الرشاد
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 10:26]ـ
علينا إذن العمل يا إخواني و أخواتي، و لا ننتظر القوانين و الحكومات ...
بل نستعين بالله، و الله الموفق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 10:49]ـ
علينا إذن العمل يا إخواني و أخواتي، و لا ننتظر القوانين و الحكومات ...
بل نستعين بالله، و الله الموفق ...
وفقكم الله، وسدد خطاكم
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 01:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..............
التحقيق مع أستاذ سب الصحابة: الأولوياء يدقون ناقوس خطر المد الشيعي
2007.01.22 http://www.echoroukonline.com/ara/themes/rtl/img/fleche_orange.gif lotfi Flissi
ناشد مجموعة من الأولياء بمدينة الشريعة (ولاية تبسة) الجهات المعنية للتحرك بقوة لوضع حد من خطر المد الشيعي ببعض المؤسسات التربوية، أين يعمد بعض الأساتذة كما جاء في رسالة موقعة من قبل بعض الأولياء، تحصلت الشروق على نسخة منها لتمرير معتقدات وتوجهات شيعية والمعتمدة أساسا على تقديس آل البيت والطعن في بعض الصحابة وشتم بعضهم.
أولياء التلاميذ ومن خلال رسالتهم ألحوا على ضرورة التدخل بسرعة لإنقاذ الناشئة وإبعاد المؤسسات التربوية عن الأفكار المخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة والذي عليه إجماع الشعب الجزائري.
وغير بعيد عن مدينة الشريعة أرسلت مديرية التربية مؤخرا لجنة تحقيق لإحدى المتوسطات ببئر مقدم على إثر شكوى من مدير المتوسطة مفادها أن أستاذا قام أثناء إحدى الحصص بسب وشتم أحد الصحابة الكرام أمام مسمع التلاميذ الذين أبلغوا أولياءهم بالحادثة، حيث تحرك الأولياء بقوة وأخذت القضية أبعادا وتداعيات كبرى، كانت محل متابعة حتى من قبل المسؤولين بالمنطقة، وعلى الرغم من محاولات عدة أطراف طي الملف وتطويق المشكلة من خلال مطالبة بعض الجهات المسؤولة من الأستاذ الذي شتم الصحابة، تقديم اعتذار أمام الأولياء والتلاميذ، إلا أن البعض مازال يبدي تخوفا من أن تكون هذه السلوكات بداية لإحياء دعوة شيعية.
خاصة وأن هناك معلومات تؤكد أن منطقة بئر مقدم والشريعة وتبسة يوجد بها عناصر من اتباع المذهب الشيعي، البعض منهم لا يتورع في الجهر بذلك والبعض الآخر مازال يستعمل كما يعرف عند الشيعة "التقية" درءا لأي مشكلة قد تلحق به، وأغلب النشطين يتواجدون بالمؤسسات التربوية يتداولون فيما بينهم بعض المجلات والنشريات وكتب شيعية أبرزها مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار، تفسير العسكري، مجمع البيان، تفسير الكاشي، تفسير العلوي، تفسير السعادة للخرساني، مجمع البيان، وغيرها من المراجع الأخرى التي كانت متداولة ببعض المساجد وبين عامة المصلين لعدم معرفة حقيقتها وخطرها على الكثير من القراء.
وأمام خطورة هذا المد فإن الكثير من الأولياء يلحون على الجهات المعنية والمشرفة على المساجد ومكتبات البلدية والمؤسسات التربوية بضرورة مراجعة ما* ?يوجد* ?من* ?كتب* ?داخل* ?المكتبات* ?العامة* ?والخاصة* ?وهذا* ?حماية* ?للوطن* ?وإبعاد* ?الشعب* ?عن* ?الصراع* ?المذهبي* ?وإحياء* ?الحسينيات* ?وقيام* ?المآتم* ?مع* ?بداية* ?كل* ?محرم* ?إلى* ?العاشر* ?منه*.?
أ*. ?أسامة
http://www.echoroukonline.com/ara/national/10733.html
نلاحظ أن:
1 - هناك قانون يجرم سب الصحابة الكرام والإساءة إليهم.
2 - هناك تواطؤ أو استهتار من جهات معينة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
3 - يوجد شيعة في الجزائر (ولكنهم قلة كما أسلفنا القول)
4 - يوجد فراغ ديني وقصور فهم في المجتمع، كذا عدم مراقبة واهتمام من طرف الجهات المعنية.
5 - الشعب الجزائري لا يمكن أن يقبل غير عقيدة أهل السنة والجماعة في الجزائر، وهناك إلحاح كبير من طرف الشعب للجهات المعنية من اجل التصدي للمد الشيعي، ولكن هل كانت استجابة؟ ......... لم تكن .......... إذن على الهيئات التحرك.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 04:30]ـ
بارك الله فيكي يا أختاه، لكن إطمئني فحول الله و قوته لن يتمكنوا من الجزائر على الرغم من أنه يمكن أن يتبعهم بعض "الخنازير" ممن لا دين لهم أو بعض المغفلين الجهال، قلت لن يتمكنوا سواء صددناهم بالعلم و الحجة الدامغة أو بالقوة ... كما يشاؤون نحن بعون الله بالمرصاد فالعقلية الجزائرية و النخوة و الغيرة على دين الله معروفة في الجزائريين الأحرار.
و الله و الله و الله لن يتمكنوا إلآ على أشلائنا "لا قدر الله لهم ذلك"
ـ[أبو بكر يحي السطائفي]ــــــــ[09 - Nov-2010, صباحاً 01:10]ـ
الله مستعان على الحالة التي صرنا إليها نسأل الله أن يعز بلادنا العزيزة بالتوحيد والسنة وأنا بذاتي تكلمت مع أحد الشباب من ولاية سطيف وقال لي بعظمة لسانه أن شيخ الإسلام ابن تيمية كافر وهو شيعي جلد ويبث سمومه في مجمع ومرتع.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 03:15]ـ
لا ينبغي السكوت على هذا الوقح المنافق الكافر الذي كفر شيخ الاسلام
عليك بردعه يا أخي بالقوة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر يحي السطائفي]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 12:29]ـ
أنا بذاتي هجرته في الله جراء هذا الكلام الذي تفهوه به وحذرة الإخوة وبينت لهم حاله التي تردى إليها وقد أشرب في قلبه من هذا الفكر العفن.
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 08:15]ـ
أنا بذاتي هجرته في الله جراء هذا الكلام الذي تفهوه به وحذرة الإخوة وبينت لهم حاله التي تردى إليها وقد أشرب في قلبه من هذا الفكر العفن.
نسأل الله السلامة والعافية
بارك الله فيك أخي
عليك بالعلم و المزيد من العمل لكسر أعناق هؤلاء المنافقين
ـ[أبو بكر يحي السطائفي]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 11:40]ـ
وفيك بارك الله أخي أبو إسحاق
ـ[ابونصر المازري الجزائري]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 08:46]ـ
ما هذا التصعب للمالكية يا أخي؟؟؟؟؟
1 - أنا و لله الحمد جدي شهيد ثورة التحرير -نحسبه و الله حسيبه- كان سلفيا متبنيا لدعوة الإمام ابن باديس السلفي على كتاب الله و سنة نبيه بفهم صحابة نبيه و التابعين، فكيف تقول "المالكية" ... ؟؟؟
بل إن الجزائر في ذلك الوقت لم تكن لا مالكية و لا شئي آخر "أقصد في مجملها" بل كانت البدع الصوفية تتجذر في الشعب و مظاهر الشرك بالله في الزوايا ترى ليل نهار ... عليك بمراجعة التاريخ يا أخي
2 - عليك أن تدعمنا في تنظيم جهودنا بمحاربة هذه الطائفة المنافقة الخارجة مع الدين بالعلم و نشر العقيدة الصحيحة أو عليك أن تصمت لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال: من تكلم فاليقل خيرا أو ليصمت. أو كما قال.
و نحن نعاني من التعصب للمالكية و محاربة سنة النبي (ص) في الجزائر و نشر الشركيات الصوفية و البدع و الخرافات، فلا داعي لأن تأتي أنت و تزيد النار إلتهابا بعدوى الانتصار "للمالكية" و تحريف التاريخ،
كل الناس تعلم أن الله نصر الثورة الجزائرية بجمعية العلماء المسلمين "و هم سلفيون" و على رأسهم ابن باديس و الطيب العقبي و مبارك الميلي و البشير الابراهيمي و ..... و ذ=لك بمحاربتهم للبدع الشركية في الزوايا الجزائرية الصوفية تحت حجة "المالكية"
اللهم إنصر دينك و سنة نبيك ....
###
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 01:13]ـ
السلام عليكم
قد جرت لي مناظرات مع الشيعة في الجزائر والذي ادهشني حرصهم الشديد على دعوة الناس الى مذهبهم بلا عجز بل بالعطاء المستمر لا ادري لماذا
الاسنا نحن احق بالحق منهم اليس لدينا من العلم الحق المطابق للواقع والشرع
و المهم لم اجد من الاخوة الكرام اهل السنة من هو حريص على التصدي لهم على جميع المستوايات
منطق- اصول الدين- تاريخ -اصول ......
والسلام عليكم
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 01:42]ـ
السلام عليكم
قد جرت لي مناظرات مع الشيعة في الجزائر والذي ادهشني حرصهم الشديد على دعوة الناس الى مذهبهم بلا عجز بل بالعطاء المستمر لا ادري لماذا
الاسنا نحن احق بالحق منهم اليس لدينا من العلم الحق المطابق للواقع والشرع
و المهم لم اجد من الاخوة الكرام اهل السنة من هو حريص على التصدي لهم على جميع المستوايات
منطق- اصول الدين- تاريخ -اصول ......
والسلام عليكم
بارك الله فيك، ونفع بك أخي الحبيب بدر الدين
وهذا هو الواقع المرير المشاهد؛ لأننا نقول بالعامّية: ما نغطوش الشمس بالغربال
والله المستعان وعليه التكلان
المصيبة أنّ العلم قليل والبدع كثيرة
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم"أبو مجاهد الحنبلي"
في الواقع لما لحظ الاخوة الكرام ما جرى في المناظر طلبوا مني تدريسهم المنطق واصول الدين وقد فعلت والحمد لله
فدرستهم المقدمة المنطقية للغزالي شرح ونقض للباطل الذي فيها
وكذلك شرح العقيدة الاصفهنية لشيخ الاسلام ابن تيمية
فاصبح للخوة الكرام حصانة من خزعبلات الشيعة الكلامية الفلسفية والحمد لله وكنت اتمنا من الله ان يوفر لنا الكثير من طلبة العلم الشرعي التفصيلبي حتى نكون في المستوى للتصدي لفلسفة ابن سينا وملا الصدر و الذي هو دين الباطنية
واجو من الله انشاء حوزة علمية سنية تكون بالمرصاد للحوزات العلمية الايرانية
والله المستعان
والسلام عليكم
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 09:31]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم"أبو مجاهد الحنبلي"
في الواقع لما لحظ الاخوة الكرام ما جرى في المناظر طلبوا مني تدريسهم المنطق واصول الدين وقد فعلت والحمد لله
فدرستهم المقدمة المنطقية للغزالي شرح ونقض للباطل الذي فيها
وكذلك شرح العقيدة الاصفهنية لشيخ الاسلام ابن تيمية
فاصبح للخوة الكرام حصانة من خزعبلات الشيعة الكلامية الفلسفية والحمد لله وكنت اتمنا من الله ان يوفر لنا الكثير من طلبة العلم الشرعي التفصيلبي حتى نكون في المستوى للتصدي لفلسفة ابن سينا وملا الصدر و الذي هو دين الباطنية
واجو من الله انشاء حوزة علمية سنية تكون بالمرصاد للحوزات العلمية الايرانية
والله المستعان
والسلام عليكم
أخي الكريم بارك الله فيك على جهادك العلمي في التصدي للبدع و الشركيات الشيعية الرافضية
و حبذا لو تدل الاخوة الذين درسوا على يدك لكتاب "منهاج السنة" لشيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في الجنة -آمين- و أيضا الكتب المختصرة في الرد على الرافضة فهي موجودة على شبكة الانترنت مصورة pdf
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 02:59]ـ
أخي الحبيب بدر الدين أجزل الله لك المثوبة والعطاء، وبيض الله وجهك
وحبذا لو تضع لنا منهجاً ما دامت من أهل الخبرة في المنطق والفلسفة
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 12:25]ـ
السلام عليكم
ان شاء الله اخي الكريم
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 04:20]ـ
السلام عليكم
هذا منبر جديد لأهل السنة في الجزائر،
لكن للأسف خو بإستضافة مجانية لذا تظهر من حين لآخر بعض الصور الإشهارية الغير إسلامية، و الله المستعان على هذا المشكل الذي نرجوا من الله أن ييسر حله في أقرب الآجال:
http://moslim.3oloum.org/
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 04:31]ـ
حيّا الله إبن راهويه
- زيّر السنتورة - مع العلم والدراسة -إبتسامة-(/)
"حسن نصر الله" من أي فرق الشيعة؟ للشيخ ياسر برهامي
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 04:02]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=9805
ـ[الساري]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 04:37]ـ
جزاك الله خيرا وجزى الشيخ حسن خيرا
هذا الموظف العسكري لإيران في لبنان. والذي اشاع إعلامنا انتصاره المبين على إسرائيل في جنوب لبنان , بينما هو في الحقيقة تسسب في دخول اليهود جنوب لبنان وتدميره تدميرا شاملا ثم خرجوا فماذا حقق من نصر للبنان إذن؟!
حفّوه بهالة النصر العظيم يوم خرّب جنوب لبنان , وتغافلوا عن نصر حماس الحقيقي يوم صدت هجمة اليهود على غزة وحالت دون خرابها ,ذلك بعد دمار لبنان بأشهر فقط!
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 04:56]ـ
جزاك الله خيرا وجزى الشيخ حسن خيرا
هذا الموظف العسكري لإيران في لبنان. والذي اشاع إعلامنا انتصاره المبين على إسرائيل في جنوب لبنان , بينما هو في الحقيقة تسسب في دخول اليهود جنوب لبنان وتدميره تدميرا شاملا ثم خرجوا فماذا حقق من نصر للبنان إذن؟!
حفّوه بهالة النصر العظيم يوم خرّب جنوب لبنان , وتغافلوا عن نصر حماس الحقيقي يوم صدت هجمة اليهود على غزة وحالت دون خرابها ,ذلك بعد دمار لبنان بأشهر فقط!
قل لي!، وما الفرق ما بين حماس وحزب لبنان؟؟
فذاك تسبب في تدمير جنوب لبنان!
وهؤلاء تسببوا في تدمير غزة!
هؤلاء يحاربون السنة وأهلها وهؤلاء كذلك!!
بل ولعل الأول يفضل على الثاني، فذاك ينصر مذهبه وعقيدته!، والثاني يبحث عن مصالحه ويُنادي ليل نهار بالوحدة الوطنية!!
ألا فتبا لهم ولوحدتهم الخارجة عن السبيل والطريق المستقيم.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 05:15]ـ
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم و سار سيرهم و اقتفى أثرهم إلى يوم الدين
أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله و أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة
و من أخطر البدع التي نخرت جسم الأمة الاسلامية و كانت مثل الطعنة في ظهرها هي بدعة التشيع المزعوم لآل البيت رضوان الله عليهم، فمثلت أخطر بدعة عقائدية في تاريخ الأمة الاسلامية شتت المسلمين و حشت عقولهم بخرفات و أكاذيب تطعن في عقيدتهم و تسب صحابة نبيهم و تقذفهم بالخيانة و الردة و النفاق، و هذا بهتان كبير في حق من نقلوا لنا الاسلام و سخرهم الله لنصرة دينة و اعلاء كلمته و وءد الشرك و توحيد المسلمين على كلمة التوحيد. و هم من عدلهم الله من فوق سبع سماوات في كتابه العزيز فقال:* وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * و الفتح فيها من الآيات التي تمدح الصحابة ما يردع هؤلاء القوم الذين أقل ما يقال فيهم أنهم حزبة الشيطان كما وصفهم الامام القحطاني في نونيته التي بين فيها إعتقاد أهل السنة و الجماعة قائلا
لا تركنن إلى الروافض إنهم * أهل المحال و حزبة الشيطان
ألآ يؤمنون بالقرآن، أم لهم لسان أعجمي فارسي إيراني لا يفقه اللغة العربية ولا يعرف منها إلآ الحروف؟؟؟
و من جهة اخرى يزعم هؤلاء المبتدعة أنهم يحبون آل البيت رضوان الله عليهم و يقدسونهم الى درجة الشرك بالله و العياذ بالله
فكيف يستطيع عاقل تصديق هذا، حب آل البيت و تكفير الصحابة و سبهم؟؟؟
و قد اغتنم أهل الباطل من الشيعة الامامية ظروف أهل السنة من ضعف سياسي و اقتصادي من جهة و قضية فلسطين من جهة أخرى، ليتصدروا قائمة الدول التي تحارب العدو الصهيوني، فخطفوا عقول أهل السنة عن حقيقة العقيدة الرافضية المجوسية الفاسدة، و تحركوا في بلاد السنة لنشر بدعتهم قدر المستطاع
و من أهدافهم الجزائر بلد السنة و أهلها منذ فجر الإسلام، فالجزائر تعتبر أكبر دولة سياسيا و إقتصاديا و عسكريا في المغرب العربي، و لها نفوذ كبير في افريقيا كما لا يخفى على المتتبعين.
فنقول لهم:
لن نمكنكم من وضع قدم نجسة لكم في الجزائر بعون الله
و لن تستطيعوا بإذن الله نشر سمكم في بلاد الشهداء يا أخبث من وطئ الحصى من كل جن أو انسان
و سنكون لكم بالمرصاد في كل محاولة فاشلة لكم يا من يتعبد بسب صحابة رسولنا صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنهم اجمعين
فالجزائر استعصت على اعظم قوة عسكرية في ذلك الوقت و هي فرنسا، فكيف بمن يعامل الناس بالتقية و النفاق؟؟؟
قد أعددنا لكم رجالا أهل الحديث و السنة و العقيدة السلفية على منهاج سلف الأمة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته أجمعين و التابعين و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 07:36]ـ
قل لي!، وما الفرق ما بين حماس وحزب لبنان؟؟
فذاك تسبب في تدمير جنوب لبنان!
وهؤلاء تسببوا في تدمير غزة!
هؤلاء يحاربون السنة وأهلها وهؤلاء كذلك!!
بل ولعل الأول يفضل على الثاني، فذاك ينصر مذهبه وعقيدته!، والثاني يبحث عن مصالحه ويُنادي ليل نهار بالوحدة الوطنية!!
ألا فتبا لهم ولوحدتهم الخارجة عن السبيل والطريق المستقيم.
بارك الله فيك أخي الحبيب.
اسمح لي بتعليق حول هذا الكلام.
الفرق بين حماس وبين حزب أمل الشيعي المتستر مؤخرًا تحت اسم حزب الله اللبناني كلآتي:
- حزب أمل الشيعي يده ملوثة بدماء أهل السنة منذ أيام الحرب الأهلية في لبنان، وهو حزب رافضي خبيث، ليسوا على الإسلام أصلا.
- حركة حماس، أخذتهم الحمية لدينهم ولكن اتبعوا منهج التلفيق، لأن الذي أسسه لفق الدين أيما تلفيق، وانظر في كلامه وكيف يجمع بين الحق والباطل ... فيقول .. سلفية ناصعة وصوفية نقية و و و.
وقدموا (الواقع) على النص، كأسلافهم من المعتزلة في تقديم (العقل) على النص.
إضافة إلى محاربة متبعي منهج السلف في الأرض المقدسة، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن هم خير من فتح على كل الأحوال.
حزب أمل الشيعي، قام بإعطاء الذريعة للصهاينة ليضربوا لبنان، ولا يشك عاقل أن هذا قد تم بالتواطيء مع الصهاينة، فلا يُعقل أن يأتيهم الضرب من الجنوب اللبناني ... فيكون الرد عليهم بضرب بيروت .. !
ولا يعقل أن نرى من تشدقوا بالجهاد والمقاومة ... أفراخ في جحورها وقت الضرب، ويأتي قائدهم الأعظم معليا رأسه من جحره مدعيًا أن المقاومة لن تتوقف .. دكوا لبنان .. لا يهمنا .. اقتلوا الناس .. ولا بأس.
وتدك لبنان .. وتدمر البنية التحتية .. و و و.
وأما حماس، فظنوا أن حزب أمل هو الأمل، فاتفقوا معهم على استخدام صواريخ إيرانية يتم ضرب إسرائيل بها، وعليها شعارات حماس، فكانت النتيجة النهائية: ذريعة جديدة، ولكن هذه المرة لضرب معقل حماس، ألا وهو (غزة).
وبالتالي يمكن أن نقول أن حماس مغفلون، أو متواطئون ... وأحلاهما مرّ.
وأرى أنهم افتتنوا بالرافضة، وظنوا أنهم الملاذ .. لانتشار الجهل فيهم.
والله المستعان.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 08:10]ـ
بوركت أخي الفاضل أُسامة على هذا التفصيل .... !
وأتفق معك تماما فيما قدمت، وأقول أخي الفاضل:
إن لي تشبيها للواقع الحاضر وإن كان لا يعجب البعض، الا انه صحيح حسب رأيي!!
فتمثيلي للواقع ما بين بعض الدول ذات النفوذ - سواء العسكري أو الفكري- من جهة وبعض الأحزاب والجماعات من جهة أخرى بلعبة الشطرنج!
ففي يد كل من اللاعبين عدة أحجار يُحرك ما شاء منها بحسب تقديره الذي يراه؛ وبالوقت المناسب لذلك!.
ولك أن تقول بأن الدولة الصفوية، وبيدها نصف أحجار اللعبة - تتلاعب بها- وتُحركها كيفما شاءت!!
وتلكم الاحجار منقادة بكل سفاهة لا تعقل بأنها مُستغلة أيما استغلال للجهة التي تُحركها ظنا منها بأن اللاعب يُريد مصلحتهما سوية بحجة العدو المشترك!!
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 08:33]ـ
وأرى أنهم افتتنوا بالرافضة، وظنوا أنهم الملاذ .. لانتشار الجهل فيهم.
والله المستعان. [/ quote]
ويمكن ان تقول ايضا اخي الكريم ان ذلك بسبب خذلان الحكومات السنية وتوطئها ومظاهرتها لاعداء الله الكفرة من اليهود الصهاينة والامريكان والاوربيين الصليبيين عليهم مما نراه بأعيننا وما استتر كان اعظم والله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 08:36]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب.
اسمح لي بتعليق حول هذا الكلام.
الفرق بين حماس وبين حزب أمل الشيعي المتستر مؤخرًا تحت اسم حزب الله اللبناني كلآتي:
- حزب أمل الشيعي يده ملوثة بدماء أهل السنة منذ أيام الحرب الأهلية في لبنان، وهو حزب رافضي خبيث، ليسوا على الإسلام أصلا.
- حركة حماس، أخذتهم الحمية لدينهم ولكن اتبعوا منهج التلفيق، لأن الذي أسسه لفق الدين أيما تلفيق، وانظر في كلامه وكيف يجمع بين الحق والباطل ... فيقول .. سلفية ناصعة وصوفية نقية و و و.
وقدموا (الواقع) على النص، كأسلافهم من المعتزلة في تقديم (العقل) على النص.
إضافة إلى محاربة متبعي منهج السلف في الأرض المقدسة، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن هم خير من فتح على كل الأحوال.
حزب أمل الشيعي، قام بإعطاء الذريعة للصهاينة ليضربوا لبنان، ولا يشك عاقل أن هذا قد تم بالتواطيء مع الصهاينة، فلا يُعقل أن يأتيهم الضرب من الجنوب اللبناني ... فيكون الرد عليهم بضرب بيروت .. !
ولا يعقل أن نرى من تشدقوا بالجهاد والمقاومة ... أفراخ في جحورها وقت الضرب، ويأتي قائدهم الأعظم معليا رأسه من جحره مدعيًا أن المقاومة لن تتوقف .. دكوا لبنان .. لا يهمنا .. اقتلوا الناس .. ولا بأس.
وتدك لبنان .. وتدمر البنية التحتية .. و و و.
وأما حماس، فظنوا أن حزب أمل هو الأمل، فاتفقوا معهم على استخدام صواريخ إيرانية يتم ضرب إسرائيل بها، وعليها شعارات حماس، فكانت النتيجة النهائية: ذريعة جديدة، ولكن هذه المرة لضرب معقل حماس، ألا وهو (غزة).
وبالتالي يمكن أن نقول أن حماس مغفلون، أو متواطئون ... وأحلاهما مرّ.
وأرى أنهم افتتنوا بالرافضة، وظنوا أنهم الملاذ .. لانتشار الجهل فيهم.
والله المستعان.
بارك الله فيك أخي على هذا التحليل المنهجي و الموضوعي
لكن ألآ تعتقدوا يا إخوة أن حماس تميل ميلا كبيرا إلى ايران و "حزب الآت كما نسميه في الجزائر"؟؟؟؟
و هل تتفقون معي بأن حماس قد تكون بذرة تشيع في فلسطين؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 10:09]ـ
بارك الله فيكم أيها الأفاضل.
الكفار يكيدون لهذه الأمة منذ مهدها، والكيد والتدبير متلازمان.
وهناك أشياء يجب وضعها في عين الاعتبار، ألا وهي .. أننا نحن نعيش في واقع رأسمالي.
ونظرًا لأن اليهود عندهم الكم الأكبر من الأصول المالية من الثروات، وكذلك أن الاقتصاد الأمريكي يتوقف على الضخ المالي اليهودي، ولسيطرتهم على البنك الدولي، فالواقع يفضي بسيطرة اليهود وهيمنتهم، على العلن وفي الخفاء.
على العلن لما تعلمون، وفي الخفاء بسبب الماسونية الحديثة.
وأما إيران، فإيران هي الحليف الاستراتيجي في المنطقة لأنه هو النظام الوحيد الذي يعادي الإسلام في المنطقة.
وهناك مصالح متبادلة عند كلا منهما، فكان التواطيء في العراق أكبر دليل على ذلك، وتسليم العراق إلى أيدي جيش المهدي الإيراني، والسيطرة والهيمنة للرافضة.
لما؟ لتنفيذ الأجندة "الحقيقية" في المنطقة. والعراق دولة كبرى .. وتم السيطرة عليها.
من السيناريوهات التي يسمعها الجميع ... الموقف الأمريكي من إيران ... الموقف الأمريكي من سوريا.
وهذه السيناريوهات السخيفة .. يصدقها كثير من الأغبياء والجهلاء، وأما الذين لديهم اطلاع جيد على الأهداف وطرق تنفيذها وما قد تم خلال السنوات الأخيرة ... فلا يمكن لأحد أن يضحك عليه بمثل هذه السخافات.
وأما من لديه معلومات من داخل الأنظمة هذه، فهو يعلم حق اليقين كيف تسير الأمور.
خلاصة الكلام ..
حزب أمل الشيعي ذراع إيراني في المنطقة، وكذلك النظام النصيري في سوريا الحبيبة.
وهذه أجنحة الشر للدولة الإيرانية الخبيثة.
وأوجدوا أذرع أخرى .. ولكن شوكتها ليست بالقوية، كما ظهر في التهجير، فالتهجير الذي يحدث في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للرافضة أمر واضح وضوح الشمس.
ولكن لازالت شوكتهم ضعيفة (حتى الآن) رغم ما قد فعلوه، ولكن تحجمهم قوات الأمن.
وكذلك محاولات التجنيد التي تقوم بها في الكويت والبحرين وقطر .. ونشر التشيع.
نشر التشيع وعمل (حملة تسويقية) عن طريق حماس في فلسطين.
التواجد العجيب في الإمارات وخاصة في الأسواق المالية.
ما يحدث في قطر .. رغم أنه يعتبر خفي حتى الآن .. إلا أن هناك أشياء خفية من قبل مؤتمر الدوحة وحتى الآن.
محاولات التشييع في مصر، وظهور مرتدين في مصر، كحسن شحاتة الزنديق الكافر وأمثاله ممن لا دين لهم ... والأمر يسير في الأسوء.
الدخول في دول بعيدة يكثر فيها التصوف، ونشر الأفكار الرافضية الخبيثة، في المغرب والجزائر وموريتانيا .. وما جزر القمر عنكم ببعيد.
كل هذه الأشياء أذرع تحركها الدولة الخبيثة.
وعفوا .. لا يوجد أي حكومة .. ولا أقول فقط أي بل أقول (كل حكومات العرب) .. ليس في يدها شىء.
ببساطة شديدة ... لانعدام القوة ... والتشرذم الذي نعيش فيه، والضغوط الدولية التي تمارس عليها، والضغوط الداخلية التي تعيش فيها.
مصر على سبيل المثال، مع الضغوط الدولية والديموقراطية وحقوق الأقليات وأقباط المهجر، والحكومة والديون الداخلية والديون الخارجية والفساد الداخلي و و و. (ولا تنسى المصالح الشخصية ... ده أكل عيش يا حاج).
السعودية ... ما بين الحويثيونوالليبراليون، وهناك ناس قلوبها مكسورة بعد غلق غرف الأدلت في البال توك. لا تقول حويثين ولا ليبراليين .. ناس مو فاضيه!
الوضع سىء .. وضع عام. وإن تحدثنا عن أوضاع السودان أو ليبيا أو تونس أو .. كل البلدان بلا استثناء ... الوضع العام أسوء من الكلام عنه.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 10:29]ـ
بارك الله فيكم أيها الأفاضل.
الكفار يكيدون لهذه الأمة منذ مهدها، والكيد والتدبير متلازمان.
وهناك أشياء يجب وضعها في عين الاعتبار، ألا وهي .. أننا نحن نعيش في واقع رأسمالي.
ونظرًا لأن اليهود عندهم الكم الأكبر من الأصول المالية من الثروات، وكذلك أن الاقتصاد الأمريكي يتوقف على الضخ المالي اليهودي، ولسيطرتهم على البنك الدولي، فالواقع يفضي بسيطرة اليهود وهيمنتهم، على العلن وفي الخفاء.
على العلن لما تعلمون، وفي الخفاء بسبب الماسونية الحديثة.
وأما إيران، فإيران هي الحليف الاستراتيجي في المنطقة لأنه هو النظام الوحيد الذي يعادي الإسلام في المنطقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك مصالح متبادلة عند كلا منهما، فكان التواطيء في العراق أكبر دليل على ذلك، وتسليم العراق إلى أيدي جيش المهدي الإيراني، والسيطرة والهيمنة للرافضة.
لما؟ لتنفيذ الأجندة "الحقيقية" في المنطقة. والعراق دولة كبرى .. وتم السيطرة عليها.
من السيناريوهات التي يسمعها الجميع ... الموقف الأمريكي من إيران ... الموقف الأمريكي من سوريا.
وهذه السيناريوهات السخيفة .. يصدقها كثير من الأغبياء والجهلاء، وأما الذين لديهم اطلاع جيد على الأهداف وطرق تنفيذها وما قد تم خلال السنوات الأخيرة ... فلا يمكن لأحد أن يضحك عليه بمثل هذه السخافات.
وأما من لديه معلومات من داخل الأنظمة هذه، فهو يعلم حق اليقين كيف تسير الأمور.
خلاصة الكلام ..
حزب أمل الشيعي ذراع إيراني في المنطقة، وكذلك النظام النصيري في سوريا الحبيبة.
وهذه أجنحة الشر للدولة الإيرانية الخبيثة.
وأوجدوا أذرع أخرى .. ولكن شوكتها ليست بالقوية، كما ظهر في التهجير، فالتهجير الذي يحدث في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للرافضة أمر واضح وضوح الشمس.
ولكن لازالت شوكتهم ضعيفة (حتى الآن) رغم ما قد فعلوه، ولكن تحجمهم قوات الأمن.
وكذلك محاولات التجنيد التي تقوم بها في الكويت والبحرين وقطر .. ونشر التشيع.
نشر التشيع وعمل (حملة تسويقية) عن طريق حماس في فلسطين.
التواجد العجيب في الإمارات وخاصة في الأسواق المالية.
ما يحدث في قطر .. رغم أنه يعتبر خفي حتى الآن .. إلا أن هناك أشياء خفية من قبل مؤتمر الدوحة وحتى الآن.
محاولات التشييع في مصر، وظهور مرتدين في مصر، كحسن شحاتة الزنديق الكافر وأمثاله ممن لا دين لهم ... والأمر يسير في الأسوء.
الدخول في دول بعيدة يكثر فيها التصوف، ونشر الأفكار الرافضية الخبيثة، في المغرب والجزائر وموريتانيا .. وما جزر القمر عنكم ببعيد.
كل هذه الأشياء أذرع تحركها الدولة الخبيثة.
وعفوا .. لا يوجد أي حكومة .. ولا أقول فقط أي بل أقول (كل حكومات العرب) .. ليس في يدها شىء.
ببساطة شديدة ... لانعدام القوة ... والتشرذم الذي نعيش فيه، والضغوط الدولية التي تمارس عليها، والضغوط الداخلية التي تعيش فيها.
مصر على سبيل المثال، مع الضغوط الدولية والديموقراطية وحقوق الأقليات وأقباط المهجر، والحكومة والديون الداخلية والديون الخارجية والفساد الداخلي و و و. (ولا تنسى المصالح الشخصية ... ده أكل عيش يا حاج).
السعودية ... ما بين الحويثيونوالليبراليون، وهناك ناس قلوبها مكسورة بعد غلق غرف الأدلت في البال توك. لا تقول حويثين ولا ليبراليين .. ناس مو فاضيه!
الوضع سىء .. وضع عام. وإن تحدثنا عن أوضاع السودان أو ليبيا أو تونس أو .. كل البلدان بلا استثناء ... الوضع العام أسوء من الكلام عنه.
بارك الله فيك أخي في المنهج
كلام جييد و أحسنت التفكير
لكن في الجزائر عندنا نشاط في الدعوة الى الكتاب و السنة و التوحد على عقيدة السلف الصالح فالصوفية الى زوال بعون الله، لكن نلقى محاولات لتشويه صورة أهل السنة في الجرائد الخاصة و حتى في بعض المساجد التي يستولي عليها أئمة صوفيون أو إخوانيون للاسف
مع ان الحكومة الجزائرية و لله الحمد تسمح باستيراد كتب اهل السنة في العقيدة و الحديث و و و ... و تسهل تلك العملية الى أقصى الدرجات (لا ضرائب و لا تعطيل)
أما عن الحال العام في الدول العربية فهو سيئ جدا، لكن ماهو الحل في نظرك لكي ننسق و كل يعمل بحسب ما يسر الله عز و جل
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 10:40]ـ
الإصلاح بالدعوة وعدم المداهنة في الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هل يوجد إصلاح لم يعرفنا الله به؟
يا شيخ الإصلاح في التمسك بالقرآن والسنة
انصلح بها حال الجاهلية ... ألا ينصلح بها حالنا؟
ولكن قل: أين هم حملة الدين ... !
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 10:43]ـ
بمناسبة عنوان الموضوع:
"حسن نصر الله" من أي فرق الشيعة؟ للشيخ ياسر برهامي
حسن نصر الله ليس شيعيا ... ولا يوجد شىء أصلا اسمه شيعة بعد أن أصلح الله بالحسن بن علي حال الأمة وجمعهم تحت راية إمام واحد.
هذا رافضي .. وأما استخدام كلمة شيعي .. خطأ محض.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 12:25]ـ
بمناسبة عنوان الموضوع:
"حسن نصر الله" من أي فرق الشيعة؟ للشيخ ياسر برهامي
حسن نصر الله ليس شيعيا ... ولا يوجد شىء أصلا اسمه شيعة بعد أن أصلح الله بالحسن بن علي حال الأمة وجمعهم تحت راية إمام واحد.
هذا رافضي .. وأما استخدام كلمة شيعي .. خطأ محض.
لا يا أخي الروافض هم فرقة من فرق الشيعة و هي تسمى أيضا كما تعلم (الشيعة الامامية)
ليس خطأ على ما أعتقد
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 12:29]ـ
الإصلاح بالدعوة وعدم المداهنة في الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هل يوجد إصلاح لم يعرفنا الله به؟
يا شيخ الإصلاح في التمسك بالقرآن والسنة
انصلح بها حال الجاهلية ... ألا ينصلح بها حالنا؟
ولكن قل: أين هم حملة الدين ... !
لا يجب أن نستسلم لأعداء الأمة و خير زادنا هو العلم الشرعي (أهل الحديث و العقيدة السلفية) و الدنيوي (الهندسي بكل فروعة و التكنولوجي) و بذل المال و الجهد و النفس و الوقت في سبيل الله بالدعوة الى الحق، و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 09:12]ـ
(الشيعة الامامية)
الشيعة الإمامية كثر، وفرقهم أكثر من أن تُذكر.
فهناك من قال بالإمامية في الحسن، ثم بنيه من بعده .. وتفرعوا في هذا الطريق.
ومنهم من قال بل في أخيه من بعده .. وحصروا الإمامة في أبناء الحسين من بعده.
ومنهم بل قال في محمد بن الحنفية بن بعد الحسين .. ثم في أبناءه من بعده.
واختلفت كل طائفة منهم في نسل هؤلاء أيما اختلاف .. وظهرت فرق كثيرة جدا منهم.
فالفرق الإمامية، أو كما أطلقوا على أنفسهم أنهم شيعة، ليسوا بشيعة أصلا.
وحاول البعض أن يُفرق ... فقال بعضهم: الشيعة الأوائل (الشيعة المخلصون) وأما الأخرى فالشيعة المنحرفة.
وهذا يسبب لبس في الأمور وخاصة لطلاب العلم الصغار.
والشيعة الإمامية قد انتهت أصلا، ولم يبقى لهم أثر .. إلا الرافضة
فيمكن أن يُقال: الشيعة الزيدية (لأن فيهم انحراف من بعد زيد بن عليّ - وإن كانوا هم أقرب الناس للحق)، ولكن لا يُقال شيعة يزيدية (لأن هؤلاء كفار).
وكذلك الرافضة، لا يُقال عنهم شيعة، لأنهم كفار، ليسوا على الإسلام أصلا.
وقد يُجادل فيهم البعض، أنهم على الإسلام ولكنهم على أخطاء لما سببته نشأتهم.
وعلماء الأمة على قولين فيهما: الأولى تكفرهم جملة والثانية تكفر العلماء وتتوقف في العوام.
والمحصلة من كلا القولين:
1 - كفر العلماء. بمعنى أن السيستاني كافر، والخميني كافر، وحسن شحاتة كافر .. وأمثالهم.
عينا، لا توقف ولا مداهنة في دين الله.
2 - العوام: هل هم على الإسلام؟ أم لا؟
دين الرافضة مبني على عبادة بعض من أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأما الإسلام فهو لعبادة الله وحده لا شريك له.
ولا فرق بين من يرفع يده للسماء ويقول يا عيسى أو أن يرفع يده للسماء ويقول يا حسين.
كلاهما سواء، بل الأول أفضل .. لأنه ربما التبس عليه شىء لخوارق النبوة، ولكن لا يعني ذلك أنه ليس بكافر، بل كافر.
وكذلك الروافض.
فدين .. الفاسق فيه والفاجر خير من العالم ... فهذا يكون من الإسلام؟ هيهات وهيهات.
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 09:32]ـ
اضافة:
ألتبس على بعض العلماء والدعاة، نظرًا لأنهم ظنوا أن الروافض فرقة من فرق الإسلام.
فظهر في وقت من الأوقات ما يسمى بـ (التقريب) بين السنة والرافضة.
بسبب ما خلفه قوم من المداهنة والتمييع .. فكان الضلال في الأجيال التي أتت من بعدهم بالرغم من أنهم على السنة، فتوهموا هذا الوهم العجيب، بالإضافة إلى أن الرافضة تسعى سعيا حثيثا على نشر دينهم .. وما يسمى بالتقريب هو نشر لدينهم.
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 11:28]ـ
اضافة:
ألتبس على بعض العلماء والدعاة، نظرًا لأنهم ظنوا أن الروافض فرقة من فرق الإسلام.
فظهر في وقت من الأوقات ما يسمى بـ (التقريب) بين السنة والرافضة.
بسبب ما خلفه قوم من المداهنة والتمييع .. فكان الضلال في الأجيال التي أتت من بعدهم بالرغم من أنهم على السنة، فتوهموا هذا الوهم العجيب، بالإضافة إلى أن الرافضة تسعى سعيا حثيثا على نشر دينهم .. وما يسمى بالتقريب هو نشر لدينهم.
بارك الله فيك يا أخي على ردودك المفيدة، و أقدم لك درسا صوتيا للشيخ عبد الله السلفي بعنوان
وقفات مع دعاة التقريب
فقد تستفيد منه
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=19307
أما عن التقريب بين أهل الحق "السنة" و أهل الباطل "الروافض" فهذا لا يقول به إلا جاهل لحقيقة هؤلاء القوم "أي الروافض"، أو معاد لأهل السنة و الجماعة، يريد التلبيس عليهم في عقيدتهم(/)
موقع جديد للرد على جماعة العدل والاحسان الصوفية المغربية
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 08:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............
تم افتتاح موقع جديد للرد على جماعة العدل والاحسان الصوفية المغربية بمنهاج الكتاب والسنة ... نرجو منكم التشجيع والمساندة ...........
.... http://www.yassin00.com/vb/t12.html
وشكرا لكم ............. :)
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 02:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الفاضل: ما كنت أعرفه عن هذه الجماعة، أنها حركة سياسية، تنتهج منهج الإخوان المسلمين، وترفع شعار الإسلام
وما أسمع به، أن الجماعة تعاني تكالبت عليها التيارات العلمانية التغريبية في المغرب
أرجو التوضيح
ـ[أبو وئام]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 02:44]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
هناك أيضا موقع الخرافة وهو متخصص في الرد على الجماعة
جماعة العدل والإحسان تكتم مرشدها على تصوفه المغالي وقيض لها الله رجلا فاضلا رحمه الله وهو البشيري والذي تمكن بأسلوبه من إستمالة الشباب إلى الجماعة وركزت في بداياتها على معارضة النظام بعد فرض الإقامة الإجبارية على مرشدهاـ ــــــ معاداة النظام لم تكن منذ البداية ومن شاء التأكد فليراجع رسالة المرشد إلى ملك المغرب ــــ لكن منذ طرد البشيري ــــ على خلفية رفضه ما جاء في كتاب الإحسان ـــ تطور المنحى الصوفي المحاب للشيعة شيئا فشيئا حتى صار واضحا
هدى الله أبناء هذه الجماعة وإنني أعلم ان من بينهم شبابا سلفي العقيدة إلا أنهم تصوفوا شيئا فشيئا
والله أعلم
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الفاضل: ما كنت أعرفه عن هذه الجماعة، أنها حركة سياسية، تنتهج منهج الإخوان المسلمين، وترفع شعار الإسلام
وما أسمع به، أن الجماعة تعاني تكالبت عليها التيارات العلمانية التغريبية في المغرب
أرجو التوضيح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
هي حركة سياسية صوفية ..... وهذا هو الخطير .. فلا مجال للحوار او التشاور مع الشيخ الكامل المكمل المعصوم ... اقرء هذه الموسوعة ... ففيها مواضع غنية ومهمة عن الجماعة. http://www.yassin00.com/vb/t12.html. وبعد ذلك نناقش ..
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 05:30]ـ
ماذا يقول الاخ ابو سعيد .......................
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 08:42]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم و اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعلك من جنوده المنافحين عن دينه. فلله الحمد و المنة ان قيض الله رجالا يردون عن هذه الجماعة المتصوفة و اصحاب المنامات المتيقظة. فقد كنت من بينهم -اي مع جماعة العدل و الاحسان - فهداني الله من خزعبلاتهم و ضلالاتهم الى المنهج الحق منهج ابي بكر و عمر و ابن مسعود و عائشة المنهج السلفي القائم على الكتاب و السنة بفهم سلف الامة فلك الحمد يا رب
ـ[ابو مطرقة]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 05:24]ـ
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ........... شكرا لكم .....(/)
يامشايخ افيدوني عن التطرف
ـ[عبدالرحمن العتيبي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 11:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ارجوا منكم المساعدة ياخوان جزاك الله خير
مامعنى التطرف لغة واصطلاحاً؟؟
وماانواعه؟؟
ومااسبابه؟؟
وكيف نستطيع التخلص على هذا التطرف؟؟
ارجو الافادة هذه اليومين ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 11:58]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لعل هذا المرفق يفيدك يا (عبد الرحمن)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:24]ـ
أخي الفاضل
كل من بَعُد عن الحق فهو متطرف
يعني تخيل أن الحق في الوسط، فاذا رأيت أحدا حاد عن هذا الوسط (يمنة أوو يسرى) فقل عنه أنه متطرف أي تطرف عن الوسط أي أصبح في طرف من الوسط، في طرفه
فمثلا اليهود متطرفون لأنهم لم ينزلوا على الحق ولكنهم أصبحوا على طرف من الحق فهم تركوا الحق
والان كل من اعتبر نفسه هو الحق كالعالمانيين وغيرهم يسمون من لايسمع كلامهم متطرف أي تطرف وحاد عن الحق الذي حددناه
أما عندنا أهل الاسلام فكل من حاد عن الشرع المطهّر فهو متطرف
منقول (بتصرف) من كلام الشيخ محمد اسماعيل
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 12:59]ـ
انّ الغرب اليوم يسمى كل متمسك بدينه وغيور على محارمه متطرفا وإرهابيا
ـ[أبو معاوية سليمان]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 05:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل من حارب الله ورسوله، ودان بدين غير دين الله فهو متطرف، وكل من أبعد وأزاح شرع الله
وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووضع مكانها أحكاما وشرائع تخالف حكم الله فهو متطرف.
ومن أراد أن يكون بمعزل عن التطرف، فعليه أن يلتزم بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ويأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر ويعبد الله لا يشرك به شيئا.
فكل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم والرشد دين محمد، والغي والتطرف دين أبي جهل
والله ولي التوفيق(/)
إستعانة حماس بإيران للشيخ عبدالعزيز الفوزان حفظه الله
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 01:04]ـ
إستعانة حماس بإيران للشيخ عبدالعزيز الفوزان حفظه الله
http://www.mashahd.net/flv_video/14956.flv
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 04:57]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
والله لإن قابلته أو استطعت أن أسأله لسألته سؤالا واحدا لا غير!!
لكنت أقول له:
يا شيخ عبد العزيز!
قل لي بربك!، إن وقفت بين يدي ربك يوم لا ينفع مال ولا بنون عن إجابتك هذه! فبماذا ستُجيب؟
هل ستقول: بررت خطأ هؤلاء بخطئ أولئك!؟ أم ستقول أجزت لهم المنكر لوقوع هؤلاء بمثله؟؟
ثم إن طريقة عرضه للرد سقيمة!!
فمن هؤلاء الذين يستنكرون على حماس وهم واقعون بما هو أشد من فعلة حماس؟؟
هل هم الدعاة الى الله والعلماء؟؟ أم من يريد بقوله هذا؟؟
ثم هل سيبرر دعوة حماس للوحدة الوطنية بحجة أن الحكومات العربية تحتكم للقوانين الوضعية؟ أم ماذا؟؟
أم سيبرر قتل حماس لأهل الاسلام في فلسطين بحجة أن قوما في أدنى الارض فعلوا مثلها؟ أم ماذا؟
سبحان الله إن مثل هذا لمن عجائب الزمان والله المستعان، وستكون لي وقفة إن لم تكن وقفات مع ما قاله في فتواه هذه، وسننظر فيما إذا كان له في هذا الشأن فتاوى أخرى فنجمع الرد!
ولا حول ولا قوة الا بالله!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 06:45]ـ
أحسن الله إليك أخي (الاوزاعي) .. لقد أغنيت الكثيرين (ومنهم العبد الفقير) عن الرد.
وأقول لمن تساوره نفسه لتعقب الشيخ - هداه الله -: أنّ جوابه أضعف حجة، وأظهر باطلاً من أن يتكلف أحدهم الرد عليه.(/)
أوجه الشبه بين المشروع الإيراني والمشروع الصهيوني
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 01:53]ـ
أوجه الشبه بين المشروع الإيراني والمشروع الصهيوني
حامد بن عبدالله العلي
لايحتاج المرء إلى كبير جهد ليلحظ أوجه التشابه الكبير بين المشروع الإيراني الذي يتبنّاه النظام الحالي في طهران، وبين المشروع الصهيوني الذي يحتل فلسطين، بل يكاد المشروعان أن يتطابقا لكثرة أوجه الشبه بينهما!
وأول تلك الأوجه عقيدة التفوُّق العرقي العنصرية التي تجمعهما، فكما يدعي اليهود أنهم شعب الله المختار، ثمَّة نزعة تشبهها جداً في الطغمة الحاكمة الإيرانية، ومما يجهله أكثر الناس أنّ تغيير إسم فارس إلى إيران، كان سببه هذه النزعة العرقيّة الفوقية، فإيران _ عندهم _ تعني الجنس الآري النقي أو الطاهر، حتى لقد زعم مؤرخون إيرانيون أنَّ هذا الجنس نفسه الذي ينحدر منه الإيرانيون، هو الذي هاجر منه من هاجر إلى ألمانيا ومنهم ينحدر هتلر!!
ولهذا السبب اشتاط كسرى غضبا عندما جاءه كتاب نبينا محمّد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يدعوه إلى الإسلام، ومزَّق الكتاب بعد أن وجد اسم محمّد الشريف عليه الصلاة والسلام، وجده قبل إسم كسرى، وأمر خادمه على اليمن أن يرسل جنديين يأتيانه بهذا (العربي الذي تجرأ وأرسل رسالة لسيده)!
وكان الفرس ينظرون إلى أنفسهم أنهم سادة العالم، وغيرهم عبيد لهم، تماما كما ينظر اليهود إلى الأغيار، ويقال إنَّ هذا هو سبب تسمية رجال الدين هناك بـ (السيد) تأثُّرا بهذه النزعة في العقل الباطن، ومن ينظر إلى طبيعة العلاقة بين (السيد) والخاضعين لسلطته في ثقافتهم، يرى بوضوح كيف يتسلط (السيد) على أموالهم، وعقولهم، وحتّى على نسائهم، كما يتسلَّط السادة على عبيدهم!!
وتأملوا كيف يحاولون دائما، وبطريقة مموجة، تسليط السيستاني الذي لايعرف له تاريخ، ولا يحسن أن ينطق كلمة عربية! ولهذا لم يظهر قطّ للخاصة، فضلا عن العامّة، تسليطه على المشهد السياسي في العراق!
وكيف أصابتهم الهستيريا الغريبة عندما وصفه الشيخ العريفي _ الواعظ المحبوب _ وصفه بما يليق به في خطبة في أحد مساجد الرياض، ومع أن الشيخ العريفي لايمثل منصبا رسميا، ولا ينطق بإسم مؤسسة، ولا حزب، فضلا عن حكومة، أصدرت رئاسة الوزراء والبرلمان في العراق بيانا ضده!!
وهذه العقيدة العرقيّة تفسر تلك العنهجية، والتعالي، الذي يتعامل به النظام الإيراني مع جيرانه العرب، حتى إنهم يهدِّدون من يسمِّى الخليج بالعربي! وليس هذا سوى إمتداد لتلك الشعوبية الحاقدة على العروبة وعلى كلّ ما يمت إليها من صلة، التي ظهرت بعد سقوط الكسروية، ولازالت تنبض في عروقهم.
وحُدِّثت عن رجل أعمال عربي أنه كان يتعامل مع نظير له إيراني معارض يخفي معارضته للنظام الإيراني، لكنْ دعاه إلى حفل عشاء غير رسمي حضره عدد من رجالات النظام الإيراني، فلاحظ أحد هؤلاء وجود العربي بينهم من لونه وسحنته، فقال كلاما بلغتهم، فلما خلا رجل الأعمال العربي بعد العشاء بصديقه، استوضح العبارة، طالباً ترجمتها من صديقه الإيراني، فأعتذر منه، وبعد الإلحاح قال له لقد قال: قل لهذا (الظبّ العربي) أننا قادمون لنأخذ بلادهم كلها، ونردهم إلى الذلّ الذي كانوا فيه!
ومن أوجه الشبه بينهما أنَّ كلا منهما لايقوم إلاّ بحبل من غيره، فكما يعتمد اليهود على قوة الغرب، استفاد النظام الإيراني من الغباء الغربي مستثمرا إياه في إسقاط أعدائه، ولولا ذلك لم يقم لهذا النظام أيَّ وزن، وقد كان يعيش أسوء حالاته قبل أن يحتل الأمريكيون أفغانستان، والعراق.
ومن أوجه الشبه بينهما الإحتلال، وإضطهاد أهل البلاد المحتلة بأبشع صور الإضطهاد، فكما يحتل الصهاينة فلسطين، يحتل النظام الإيراني الأحواز العربية، وجزر في الخليج، وبلوشستان، والساحل الشرقي للخليج العربي كلَّه، إذ هذا الساحل كان موطناً للقبائل العربية قبل أن تحتله السلطان الإيرانية في القرن الماضي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم ما يلاقيه العرب الأحواز من إضطهاد بشع، وكذلك أهل السنة في إيران، من فرس، وعرب، وبلوش، وكرد، فالمعتقلات الإيرانية مليئة بالنشطاء السياسيين من هذه الأقليات، ويعيشون فيها أسوء كوابيس التعذيب التي عرفتها البشرية.
وليس ما أظهرته وسائل الإعلام هذا الشهر من فضيحة سجون المالكي _ الذي يتلقى تعليماته من إيران _ السريّة في العراق إلاَّ أحد الأمثلة من بين المئات لما تعانيه الأقليات في إيران.
ولايختلف النشطاء الحقوقيون العراقيون أنَّ عدد من قتلهم الإحتلال الإيراني _ غير المباشر _ للعراق من العراقيين في سبع سنوات فقط وهو عمر الإحتلال حتى الآن، يفوق بكثير من قتلهم الصهاينة من الفلسطينيين في سبعة عقود!! أما طرق التعذيب فيُعدّ الصهاينة أرحم بكثير من سراديب التعذيب في العراق التي يشرف عليها الإحتلال الإيراني سواء مباشرة، أو عن طريق حكومتهم في العراق.
ولدى المقاومة العراقية الباسلة في العراق وثائق تؤكد اشتراك الإيرانيون والصهاينة في عمليات الإغتيالات السرية للعقول العراقية، بتنسيق بين الموساد، والإستخبارات الإيرانية، كما اشتركا في نهب الآثار العراقية، فسرق الصهاينة ما يخصهم، وسرق الإيرانيون ما يخصهم.
وقد كافأ الإيرانيون الصهاينة على هذا التعاون بطرد الفلسطينيين من العراق، بعد أن تمّت إبادة عدد كبير منهم!
ومن أوجه الشبه بينهما، تمنّي محو تاريخ الإسلام، وعدم الإعتراف بتاريخ هذه الأمَّة العظيمة، فكما أنَّ الصهاينة يحتقرون هذه الأمة، ولايعترفون بها، ويقولون إنهم مجرد عرب متوحشون لا حضارة لهم،
كذلك النظام الإيراني لايعترف بتاريخ الإسلام من أول خلافة إسلامية إلى يوم قيام الثورة الخمينية، وهو يعدُّ كل التاريخ الإسلامي تاريخ من الخيانات لأهل البيت، حتى إنَّ الخميني نفسه قال إنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يحقق العدل! ولن يحققه إلاّ المهدي الذي سيخرج وينصر النظام الإيراني، ولهذا قال الأعرجي (أحد نواب إيران) في البرلمان العراقي!: إننا مظلومون من عهد أبي بكر إلى حسن البكر!
ومن أوجه الشبه النفاق السياسي، فالنظام الإيراني يظهر سياسة مسالمة، ويبطن أخبث النوايا للإسلام، وأهله، ولبلاد الإسلام، وكذلك الصهاينة، يظهرون أنهم دولة مسالمة تعيش بين وحوش، وهم في حقيقتهم وحوشُ لا تعيش إلاّ على دماء الفلسطينيين!
ومن أوجه الشبه امتلاء التراث بإجترار المظلومية، وإستذكار الدم، فالصهاينة يلطمون: (بالحديد والنار سقطت إسرائيل، وبالحديد والنار ستعود إسرائيل)، وفي كلِّ حروبهم يتخيّلون الثأر من (الكنعانيين) و (العماليق)، وكذلك ثقافة النظام الإيراني التي يقود بها قطعانه، تعيد وتكرر مشهد المظلومية، بدمائه، وأشلائه، وصيحة التنادي بالثأر!!
ومن أوجه الشبه إستغلال المال، والجنس، والمخدرات، في سبيل تحقيق مشروع السيطرة والعدوان، ولهذا ظهر في فضائح شبكات التجسس في الكويت أنهم كانوا يدفعون أموالا طائلة للإيقاع بضعاف النفوس في أجهزة الدولة الأمنية، وأما إغراقهم العراق بالمخدرات الإيرانية فلا تخفى منه خافية، وكذلك إستعمالهم للجنس عن طريق ما يسمى زواج المتعة الذي لايختلف عن الزنا في شيء!
ومن أوجه الشبه المزج بين الخرافة المثيرة للسخرية، ومكر السياسة، فالنظام الإيراني يروِّج لخرافات تنبذها العقول النيّرة عن الإتصال السري بين شخص متوار عن الأنظار من قرون مديدة _ يقصدون المهدي المنتظر _ وبين النظام السياسي، حتى قال نجاد إن المهدي اتصل به وبشرَّه بفوزه في الإنتخابات التي ظهر بعد ذلك أنها مزوَّرة!!
وفي خرافاتهم أنَّ النظام السياسي الحالي إنما يهيء للمهدي الذي أزف ظهوره، ثم به سيحكمون العالم، وأنَّ هذا وعد الله لهم، وأنَّ المهدي أول ما يظهر، فأكثر من يذبح من العرب!
وكذلك في المجتمع الصهيوني تلك النبوءات المضحكة عن الهيكل المزعوم الذي سيظهر بعده ملك اليهود، وسيسيطرون على العالم ويذبحون العرب، وأن الله تعالى هو الذي وهبهم هذه الأرض ووعدهم بها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل هذا المزج العجيب، مزج آخر بين الدين والعلمانية، فكما هو في الكيان الصهيوني بصورة عجيبة، كذلك تحالف النظام الإيراني، مع النظام العلماني في سوريا من جهة _ حتى وقف النظام الإيراني مع هذا النظام العلماني ضد حركة الإخوان الإسلامية في الثمانينات الميلادية _ كما وظَّف الفكرة العلمانية في العراق تحت الإحتلال الأمريكي للتمكّن من السيطرة عليه!
ومن أوجه الشبه كراهية العرب خاصة، فاليهود يكرهون العرب، ومن كرههم لهم كفروا بالنبيّ العربي المرسل للناس كافّة، كما قال تعالى (حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق)، وكذلك هذا النظام الإيراني بلغت كراهيته للعرب، أنه يحارب التسمية بالأسماء العربية في الأحواز! ويعاقب على لبس اللباس العربي فيها! وفي العراق يدمّر الإيرانيون وحكومتهم الموالية لهم الآثار العربية، ويعيدون إحياء آثار كسرى! وأول طابع بريد أصدروه بعد سقوط بغداد، يحمل شعار عيد النيروز!
ومن أوجه الشبه أيضا كراهية عرب الجزيرة خاصة، فكما تمتلئ أدبيات الصهاينة، وثقافتهم من البغضاء والتحريض على أهل الجزيرة العربية، بدعوى أنهم أشد الناس تعصبا دينيا، وأكثرهم معاداة لليهود، كذلك يركز العقل الإيراني الموجّه بسياسة النظام الحالي في إيران على إثارة العداء لثقافة شعوب الجزيرة العربية، ويسميهم (وهابية) و (تكفيرية)، و (سلفية) كما يحرِّض على إثارة الفتن في بلادهم، لتحويلها إلى فوضى، ليتمكَّن من تخريبها، وتفريغ أحقاده فيها، وهذا يفسر لك ما فعلوه في مكة المكرمة، وفي جوار بيت الله الحرام الآمن من مذبحة مروعة أواخر الثمانينات الميلادية، وكذلك التفجيرات التي فعلها شيعة الكويت في مكة.
وأخيرا فإنَّ أهم أوجه الشبه أن المشروعين طارئان على أمتنا، ليس لهما عمقٌ وإمتدادٌ فيها، ولهذا فهما في طريقهما إلى الزوال بإذن الله تعالى، فالصهاينة مضروب عليهم الذلة، والمسكنة إلاَّ بحبل من الله، وحبل من الناس، وحبل الله إذا دخلوا في دين الحق، وما هم بفاعلين، وحبل الناس هو القوة الغربية وهي إلى إضمحلال بشهادة الخبراء.
وكذلك هذه الطائفة الخبيثة التي سيطرت على بلاد فارس التي كانت منذ دخولها في الإسلام، جزءا من هذه الأمة العظيمة، وأسهم أهلها الأماجد في بناء حضارتنا الإسلامية، حتى جاءت هذه الطغمة، وقد عبثت في عقولها أحلام القضاء على الإسلام، والسيطرة على الحرمين، وعلى نفط الخليج، وثرواته.
ومن الواضح أن هذه الطائفة حدثٌ تاريخي طارىء، وقصير الأمد، اجتُثَّ من فوق الأرض ما له من قرار.
والله تعالى المطلّع على قلوب العباد، يعلم ما في قلوبهم السوداء من نية الحرب على أمة الإسلام، والإنقضاض على ميراثها العظيم، وتخريب تاريخها، وتحطيم حاضرها، وتحويل مستقبلها.
وقد تكفل الله تعالى بحماية هذه الأمّة، ودحر أعدائها، وسيجتثَّ هذه الطائفة الخبيثة، ويردها على أعقابها خائبة خاسرة بإذن الله تعالى،
وسيُحرَّر الشعب الإيراني، وأقلياتُه المضطهدة من هذا النظام الخبيث، ولتذهبنَّ أحلامهم المريضة أدراج الرياح، بإذن الله تعالى.
وستعلمنّ نبأه بعد حين، و الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لايعلمون.
والله حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكّل المتوكّلون
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 04:04]ـ
جزاك الله خيرا، مقال ماتع جزى اللهٌ كاتبه وناقله خير الجزاء.
ولي وقفة مع قوله التالي في الاقتباس أدناه، قد آتي بها تباعاً أو لعلي أفردها في مقال مستقل!
قوله:
والمسكنة إلاَّ بحبل من الله، وحبل من الناس، وحبل الله إذا دخلوا في دين الحق، وما هم بفاعلين، وحبل الناس هو القوة الغربية
ـ[سيد فارس]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 07:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ليت الذي بيننا وبينهم جبل من نار
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 04:32]ـ
جزاك الله خيرا، مقال ماتع جزى اللهٌ كاتبه وناقله خير الجزاء.
ولي وقفة مع قوله التالي في الاقتباس أدناه، قد آتي بها تباعاً أو لعلي أفردها في مقال مستقل!
قوله:
امين و بارك الله فيك(/)
من عجائب المعتزلة!
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 04:06]ـ
العجيبة الأولى
الله ليس إلهًا للأعراض ولا الجوهر الفرد!
قال القاضي عبد الجبار في (المغني في أبواب التوحيد والعدل) ج5 ص210 - 211:
فإن قيل: أيوصف الله بأنه إله؟
قيل له: نعم.
والمراد بذلك: أنه ممن تحق له العبادة وتليق به عند شيخينا أبي علي وأبي هاشم رحمهما الله.
وأبطلا قول من قال: إنه يوله إليه، واستدلا على ذلك بما ثبت عن أهل اللغة من وصفهم الأصنام أنها آلهة ومن حيث اعتقدوا فيها ان العبادة تحق لها.
وليس قولنا: إن العبادة تحق له من قولنا إنه يستحق العبادة بسبيل لأن معنى القول إنه يستحق العبادة أن هناك مستحقًا عليه، فلذلك لا يوصف به فيما لم يزل.
وأما قولنا: إن العبادة تحق له يراد بذلك أنه في ذاته ممن يصح أن ينعم الإنعام الذي به يستحق العبادة.
فتحقيقه: يرجع إلى أنه قادر على خلق الأجسام وإحيائها والإنعام عليها النعمة العظيمة التي معها تصح العبادة، فلذلك قلنا: إنه فيما لم يزل ممن تحق له العبادة من حيث كونه قادرًا في نفسه فيما لم يزل، ولذلك خصصناه بكونه قادرًا على القدر الذي يستحق به العبادة دون سائر القادرين.
وإنما لا نقول إنه إله للأعراض مقيدًا من حيث استحال أن ينعم عليها بما يستحق العبادة.
وقولنا: إنه إله للحيوان لما صح ذلك فيها؛ وبذلك يصح أن يقال: غنه إله للأجسام والجمادات لانه قادر على أن ينعم عليها من النعم ما به يستحق العبادة.
ويجب على ما قدمناه في الأعراض أنه لا يقال: إنه إله للجوهر الواحد، لأنه لا يصح أن يحييه وينعم عليه بما ذكرناه من النعم، فالجوهر الفرد في حكم أجناس الاعراض في استحالة ذلك فيه" انتهى.
رب سلم سلم.(/)
قول ابن الجوزي في الأشاعرة
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 04:10]ـ
قال رحمه الله تعالى:" أهل الكلام يقولون: ما في السماء رب، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي، ثلاث عورات لكم " اهـ
(سير أعلام النبلاء21/ 376)
قلت: وهذه إنما رمي بها الأشعري وأصحابه.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 08:48]ـ
جزاك الله خيرا
لكن أليس ابن الجوزي -رحمه الله- مفوضا و بالتالي ألا يلزمه أن يقول بقولهم في أنه ما في السماء رب؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 10:57]ـ
جزاك الله خيرا
لكن أليس ابن الجوزي -رحمه الله- مفوضا و بالتالي ألا يلزمه أن يقول بقولهم في أنه ما في السماء رب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم / أمّا ابن الجوزي رحمه الله فلا تصح نسبته للتفويض هكذا بإطلاق فالمعلوم هو اضطرابه في باب الصفات اضطرابا شديد ولا يعلم له العلماء قولا واحدا ثبت عليه بل قد يضطرب في الكتاب الواحد بين آراء مختلفة فما يقرره في دفعه (دفع شبه التشبيه) يرده في المجالس (مجالس ابن الجوزي في المتشابه) وما يقرره في (صيد الخاطر) يرده في (زاد المسير) ولعل هذا لأمر هو الذي دفع علماء الحنابلة للرد عليه وبيان مخالفته للإمام أحمد حتى قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
(( .. نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين من ميله إلى التأويل في بعض كلامه، واشتد نكيرهم عليه في ذلك. ولا ريب أنّ كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار في هذا الباب فلم يكن خبيرًا بحل شبه المتكلمين، وبيان فسادها … وكان معظمًا لابن عقيل، وكان ابن عقيل بارعًا في علم الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب … وأبو الفرج تابع له)) ذيل طبقات الحنابلة 3/ 414
وقال الإمام الموفق المقدسي ابن قدامة: (( .. كان حافظاً للحديث وصنّف فيه إلاّ أننا لم نرضَ تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها .. )) [ذيل طبقات الحنابلة: 3/ 415]
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 12:19]ـ
جزاك الله خيرا أخي العاصمي وبارك فيك وفي وقتك وعملك
ما هو آخر مصنف لابن الجوزي في الصفات يمكن ان يرجع اليه لمعرفة عقيدته في علو ذات الله تعالى؟ (والسؤال للجميع)
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 05:36]ـ
جزاك الله خيرا
لكن أليس ابن الجوزي -رحمه الله- مفوضا و بالتالي ألا يلزمه أن يقول بقولهم في أنه ما في السماء رب؟
السماء تطلق ويراد بها معنيان يخصان مثل هذا الموضع:
الأول: العلو، وعلى هذا فاإثبات كون الله في السماء فطري ضروري وليس بنظري وعليه الإجماع لم يخالف في فيه إلا من لا عبرة بقوله عند أهل السنة والفرق المنتسبة لأهل الإثبات.
الثاني: السماء المعروفة التي هي جرم: وهذا نظري خبري خالفت فيه المبتدعة.
والتفويض لا علاقة له بإثبات العلو الفطري.
وابن الجوزي لا يثبت على قدم الإثبات ولا النفي بل هو مفوض إحيانًا مائل للنفي أحيانًا وقد رد عليه ابن تيمية في غير ما موضع من كتبه.
والله أعلم.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 02:15]ـ
[ quote= أبوقتادة وليد الأموي;365658
والتفويض لا علاقة له بإثبات العلو الفطري.
وابن الجوزي لا يثبت على قدم الإثبات ولا النفي بل هو مفوض إحيانًا مائل للنفي أحيانًا [/ quote]
المفوض لم يفوض في الصفات (ومنها العلو) إلا لأنه يعتقد أن اثباتها يلزم منه التجسيم. وبالتالي الارجح ان من كان مفوضا كان نافيا للعلو.
وعليه يكون تشنيعه على الاشاعرة مشكل. هل قاله قبل أن يفوض ام يا ترى رجع عن النفي فشنع. الله اعلم.
لازال السؤال قائما: ما هو آخر كتاب لابن الجوزي مما حوى شيئا عن الصفات علنا نجد فيه شيئا عن العلو؟
عموما تشنيعه على الاشاعرة يبقي احتمالا كبيرا في اثباته للعلو. فهو نص وليس استنتاجا.
وجزاك الله خيرا(/)
هل كتاب الحيدة ثابت؟
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 04:13]ـ
هل كتاب الحيدة ثابت؟
قلت في كتابي (نظرات في سيرة الإمام عبد العزيز الكناني وكتابه الحيدة):
الفصل الثاني: دراسة الكتاب
المطلب الأول: من ذكره بصيغة الجزم.
ذكره جازماً بنسبته إلي الكناني غير واحد من أهل التحقيق والتأريخ والتراجم ومنهم:
· ابن النديم (ت: 438 هـ) في الفهرست (ص: 261).
· الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/ 449).
· ابن الجوزي في " المنتظم " (8/ 41و 81).
· الحافظ المزي (ت: 749 هـ) في تهذيب الكمال (18/ 220).
· وشيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728 هـ) في بيان تلبيس الجهمية (2/ 245) و (6/ 115) وفي مجموع فتاواه في غير موضع (الفتوي الحموية ضمن المجلد الخامس , و رسالته في المباينة بين الله وخلقه ضمن المجلد الخامس , وقاعدة في الصفات والأفعال ضمن المجلد السادس , وفي قاعدة في أن جميع ما يحتج به المبطل إنما يدل علي الحق ضمن المجلد السادس).
· الحافظ ابن القيم (ت: 751 هـ): في شفاء العليل (ص: 155)
· والحافظ ابن حجر (ت: 852 هـ) في تهذيب التهذيب (6/ 324) وفي التقريب (2/ 513).
· المسعودي في مروج الذهب.
· صاحب العبر (حوادث سنة 240 هـ)
· ابن العماد في شذرات الذهب (2/ 95).
· الفاسي في "العقد الثمين " (5/ 466 - 467).
· اليافعي في مرآة الجنان (أحداث سنة 420 هـ).
· والشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد.
· وصاحب كشف الظنون.
· وصاحب هداية العارفين.
· وصاحب معجم المطبوعات (2/ 1571).
· وصاحب كتاب الأعلام (4/ 29).
· وصاحب معجم المؤلفين (5/ 263).
المطلب الثاني: من لم يصحح نسبته إلي الكناني:
الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 639) وقال: قلت: لم يصح إسناد كتاب الحيدة إليه، فكأنه وضع عليه. والله أعلم رواه عنه أبو عمرو بن السماك، ورأيت له حديثا أسناده ثقات سواه، وهو كذب: في فضل عائشة. ويغلب على ظنى أنه هو الذي وضع كتاب الحيدة، فإنى لاستبعد وقوعها جداً " انتهى
· وتابعه السبكي في طبقات الشافعية الكبري (2/ 145) ناقلاً كلامه مزيداً كما سيأتي.
المطلب الثالث: تعليل من لم يصحح نسبة الكتاب:
قال الحافظ الذهبي: " لم يصح إسناد كتاب الحيدة إليه، فكأنه وضع عليه. والله أعلم " انتهى
ولم يتابعه ابن حجر في اللسان ولا ذكر عبد العزيز أصلاً.
وقال السبكي:" قلت وعلى أنه كان ناصراً للسنة فى نفى خلق القرآن كما دلت عليه مناظرته مع بشر وكتاب الحيدة المنسوب إليه فيه أمور مستشنعة لكنه كما قال شيخنا الذهبى لم يصح إسناده إليه ولا ثبت أنه من كلامه فلعله وضع عليه"انتهى
المطلب الرابع: الرد علي كلام الذهبي ومن تابعه:
أما كلام الذهبي رحمه الله فلا ضير فيه ولا تكلف يعتريه فقد ذكر أنه لم يصح إسناد الكتاب ومفهوم عبارته أمور:
الأول: أنه ليس للكتاب إلا إسناد واحد وإلا لقال: لم يصح له إسناد وسيأتي تفصيل ذلك فانتظره!
الثاني: أنه لم يسق إسناد الكتاب ولا بين ضعفه فلو حصل لنا الإسناد وخالفنا الذهبي في حكمه لكان لكلامنا الفضيلة علي كلامه من وجهين أحدهما: التبيين والتفصيل. والآخر: دراسة الإسناد والحكم عليه وتذليل ذينك لغيرنا.
الثالث: أن الذهبي يخبر عن نفسه أنه لم يصح إسناد الكتاب عنده.
وأما استبعاده وقوع ذلك ظاهره امران:
الأول: استبعاد وقوع ذلك الكتاب المخصوص الذي وقع له من نسخ الحيدة وهذا لعل له فيه عذراً فقد كثرت الكتب عن الكناني وكتب الناس كثيراً مما وقع بعباراتهم وبتصرف في الحكايات ممن لا يعلم ولا يفهم قال الكناني في الحيدة:" فلما ألحوا علي قلت أنا أذكر لكم بعض ما جرى مما لا يجوز علي فيه شيء ولا حجر في ذكره فرضوا بذلك مني فامليت عليهم أوراقاً مقدار عشر أوراق ونحوها مختصرة لأقطعهم بها عن نفسي ومن ملازمة بابي ولم يتهيأ لي ان أشرح ذلك كله مما تخوفت علي نفسي مما قد يلحقني بعد هذا المجلس وما جري بسبب الأوراق علي الناس وكتبوها عني في كتاب غير هذا " انتهى
فأثبت الكناني بذلك ثلاثة كتب لحيدته ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)) : كتابه هذا، والكتاب المختصر الذي يقع في عشر أوراق، والكتاب الذي كتبه عنه الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كتبت الحيدة بعده ونشرت علي الملأ؛ قال اليافعي في حوادث سنة 420هـ " وفيها وقع برد عظيم إلى الغاية في الواحدة أربعة أرطال بالبغدادي، حتى قيل إن بردة وجدت تزيد على قنطار، وقد نزلت في الأرض نحواً من ذراع، وذلك بأرض النعمانية من العراق، وهبت ريح لم يسمع بمثلها، قلعت الأصول الغائبة من الزيتون والنخيل. وفيها جمع القادر بالله كتاباً، فيه وعظ ووفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقصة ما جرى لعبد العزيز صاحب الحيدة بفتح الحاء والدال المهملتين وسكون المثناة من تحت بينهما وفي آخره هاء مع بشر المريسي، والرد على من يقول بخلق القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسب الرافضة، وغير ذلك " انتهى
وبسبب هذا انتشرت بين الناس وتصرف كل فيما وقع له من كتاب وتنوعت النسخ وتفرقت الكتب وهذا شأنه شأن غيره من الكتب وعلي الجهابذة اهل التحقيق تمييز الغث من الثمين كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية فيما سنبينه بعد ونلمحه إليه هاهنا إلماحاًقال شيخ الإسلام ابن تيمية ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)):" قال عبد العزيز: فقلت لبشر: ألست تقول: إن الله كان ولا شيء وكان ولما يفعل شيئا ولما يخلق شيئا؟ قال: بلى فقلت: فبأي شيء حدثت الأشياء بعد أن لم تكن شيئا؟ أهي أحدثت نفسها أم الله أحدثها؟ فقال: الله أحدثها فقلت له: فبأي شيء حدثت الأشياء إذ أحدثها الله؟ قال: أحدثها بقدرته التي لم تزل قلت له: إنه أحدثها بقدرته كما ذكرت أفليس تقول: إنه لم يزل قادرا؟ قال: بلى قلت له: فتقول: إنه لم يزل يفعل؟ قال: لا أقول هذا قلت له: فلا بد أن يلزمك أن تقول: أنه خلق بالفعل الذي كان عن القدرة وليس الفعل هو القدرة لأن القدرة صفة لله ولا يقال لصفة الله هي الله ولا هي غير الله فقال بشر: ويلزمك أنت أيضا أن تقول: إن الله لم يزل يفعل ويخلق وإذا قلت ذلك فقد ثبت أن المخلوق لم يزل مع الله قال عبد العزيز: فقلت لبشر: ليس لك أن تحكم على وتلزمني مالا يلزمني وتحكي عني ما لم أقل إني لم أقل: (إنه لم يزل الخالق يخلق ولم يزل الفاعل يفعل) ليلزمني ما قلت وفي نسخة أخرى: (وإنما قلت إنه لم يزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة الله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) " انتهى فأثبت من نسخة ما ليس في أخري.
وقال أيضاً ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)) :" قال له عبد العزيز: (إنما قلت: الفعل صف لله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) وفي نسخة أخرى زيادة على ذلك: (إنما قلت: إنه لم يزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله) وهذه الزيادة لم تتقدم في كلام عبد العزيز فإما أن تكون ملحقة من بعض الناس في بعض النسخ أو يكون معنى الكلام: إنما قولي هذا وإنما قلت إني إنما اعتقدت والتزمت هذا أو يكون المعنى: إنما أقول وأعتقد هذا والأشبه أن هذه الزيادة ليست من كلام عبد العزيز فإنها لا تناسب ما ذكره من مناظرته المستقيمة ولم يتقدم من عبد العزيز ذكر هذا الكلام ولا ما يدل عليه بخلاف قوله: (إنما الفعل صفة لله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) فإن هذا كلام حسن صحيح وهو لم يكن قد قاله ولهذا لم يقل: إني قلت ذلك ولكن قال: هذا هو الذي يجب أن يقال وهو الذي يلزمني أن أقوله لأني بينت أن المخلوق لا يكون إلا بفعل عن قدرة الله والفعل قائم بالله ليس هو مخلوقا منفصلا وهذا مراده بقوله: (إنه صفة) لم يرد بذلك أن الفعل المعين لازم لذات الله تعالى لأنه قد قال: (والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) " انتهى
وهذا دليل علي تصرف النساخ في الكتاب والذي لم يراعه من حققه ولذا تحتم تبيين ذلك كما سيأتي في موضعه وهذا من أوسع العذر للكناني فيما لعله أخطأ فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن المناظرة لم تقع أصلاً وهذا مدفوع عن قوة لإجماعهم علي وقوعها. و قال الألباني – رحمه الله -:" ووجه استبعاد المصنف كتاب "الحيدة": أنه يشتمل على مناظرات أقيمت فيها الحجة لتصحيح مذهب أهل السنة عند المأمون، والحجة [في] قول صاحبها، فلو كان الأمر كذلك؛ ما كان المأمون يرجع إلى مذهب الجهمية، ويحمل الناس عليه، ويعاقب على تركه، ويهدد بالقتل وغيره، كما هو معروف في أخباره في كتب المحنة" انتهى
قلت: وهذا تعليل ابن حجر وغيره، و ليس بشيء وإن كان ظاهره أنه ذو بال فكم خصم المعتزلة أمام المأمون وغيره ولم يَحُلْ ذلك عن ما ابتدره من إذكاء الفتنة يدري ذلك من طالع تلك الأخبار وتتبعها تتبعاً حثيثاً.
بل إن المأمون نفسه بعد تلك المناظرة عارض الكناني وهدده وتوعده وقام وقعد وضجر وزعر ليقول الكناني بمقالته الفاسدة فلم يجد ذلك شيئاً؛ قال ابن بطة في الإبانة:" قال أبو أيوب عبد الوهاب بن عمرو: وأخبرني العطاف بن مسلم، عن هؤلاء المسلمين، في صدر هذا الكتاب، وعن غيرهم، من أصحاب المكي: أن عبد العزيز، قال: «اجتمعت مع أمير المؤمنين بعد هذا المجلس فجرت بيني وبينه مناظرات كثيرة، فقال لي بعدما جرى بيننا: ويحك يا عبد العزيز، قل: القرآن مخلوق، فوالله لأوطأن الرجال عقبك، ولا نوهن باسمك، فإن لم تقل، فانظر ما ينزل بك مني»، فقلت: يا أمير المؤمنين إن القلوب لا ترد بالرغبة ولا بالرهبة، ترغبني فتقول: قل حتى أفعل بك، وإن لم تفعل، انظر ماذا ينزل بك مني، فيميل إليك لساني ولا ينطق لك قلبي، فأكون قد نافقتك يا أمير المؤمنين. فقال: ويحك، فبماذا ترد القلوب؟ قال: قلت: بالبصائر يا أمير المؤمنين، بصرني من أين القرآن مخلوق؟. فقال لي: صدقت " انتهى
وكم خصم المأمون وزبانيته وقضاته وغلبوا وانقلبوا بالندامة والخزي ولم يخمد ذلك من الفتنة ولم يرفع من المحنة وخبر الكناني علي روعته الظاهرة لا يستبعد حصول مثله وزيادة من غيره من متكلمة أهل السنة في زمنه الذين أقضوا مضاجع المعتزلة وتابعيهم؛ قال الجاحظ في (خلق القرآن):" .... وأن متكلمي الحشوية والنابتة قد صار لهم بمناظرة أصحابنا، وبقراءة كتبنا بعض الفطنة " اهـ
وأما اعتراض السبكي فبأمور:
أحدها: أن الكتاب لا يصح إسناده وحكاه عن الذهبي وقد مر وسيأتي تفصيله.
الثاني: أن فيه أموراً مستشنعة.
الثالث: أن الكتاب ربما وضع علي الكناني دون علمه.
والجواب عن الإسناد يساق هذا المساق:
· إسناد الكتاب ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)) : قرأت على أبي عمر أحمد بن خالد في ربيع الآخر عام اثنين وخمسين وثلاثمائة، حدثنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن عبد الله السماك ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)) قال فنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أزهر بن حسين القطايعي ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6))، قال: حدثني أبو عبد الله العباس بن محمد بن فرقد، قال: حدثني أبي محمد بن فرقد بهذا الكتاب من أوله إلى آخره، قال: قال عبد العزيز بن مسلم الكناني ..... إلخ
· إسناد آخر: قال الإمام ابن بطة العكبري في الإبانة الكبري له: باب ذكر مناظرات الممتحنين بين أيدي الملوك الجبارين الذين دعوا الناس إلى هذه الضلالة * مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكي لبشر بن غياث المريسي بحضرة المأمون * أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسين علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني، قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)) ، قال: أخبرنا أبو عبد الله عبيد الله بنمحمد بن محمد بن حمدان بن بطة رضي الله عنه إجازة، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)) قال: حدثنا أبو أيوب عبد الوهاب بن عمرو النزلي، قال: حدثني أبو القاسم العطاف بن مسلم، قال: حدثني الحسين بن بشر ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)) ، ودبيس الصائغ، ومحمد بن فرقد، قالوا: قال لنا عبد
(يُتْبَعُ)
(/)
العزيز بن يحيى المكي الكناني ..... ثم ذكر أكثر الكتاب.
· وأما الأمور المستشنعة فلا أظن أن ما يستشنعه مثل السبكي غير ما يرجوه كل سلفي من اعتقاد لمثل الإمام الكناني فإنه في تلك المناظرة حز غلصمة المريسي حزاً وهز حصون الجهمية هزاً وكان في ذلك كله رابط الجأش ثابت الجنان بعزيمة لا شية فيها ولا كلال يعتريها وأما ما استظهرناه من خطإ فيما وقع لنا من نسخ فلعله مما يحمده عليه السبكي لمجانيته العقيدة الصحيحة والملة المعظمة الرجيحة.
· وأما مسألة وضع الكتاب عليه فقد بينا ما يمكن للعاقل قبوله منها إلي حد ما وسنعالج ما نظن أنه وضع عليه من كلام شيخ الإسلام وغيره فانظره فيما تستقبله من الكتاب.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) - قال الدكتور الفقيهي في تحقيقه (ص: 11):" فيؤخذ من كلام هذا أنه قد بدأ في كتابة هذه المناظرة بنفسه فقد كتب مقدار عشر أوراق ويظهر من ذلك أنه أكمل الباقي بعد ذلك لأن الكتاب كله يتكون من سبع وثلاثين ورقة " اهـ
قلت: ليس كذلك والصواب ما أثبتناه من تعدد الكتب.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2) - درء التعارض (1/ 440).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3) - درء التعارض (1/ 455 – 456).
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref4) - عن المطبوعة تحقيق الشيخ الدكتور علي بن ناصر الفقيهي حفظه الله ونفع به.
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref5) - قال الذهبي عنه: " صدوق في نفسه " [ميزان الاعتدال 3/ 31].
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref6) - قال عنه الذهبي في الميزان:" محمد بن الحسن بن أزهر الدعاء. عن عباس الدوري. اتهمه أبو بكر الخطيب بأنه يضع الحديث.
قلت: هو الذي انفرد برواية كتاب الحيدة.
رواه عنه أبو عمرو بن السماك، ورأيت له حديثًا أسناده ثقات سواه، وهو كذب: في فضل عائشة.
ويغلب على ظنى أنه هو الذي وضع كتاب الحيدة، فإنى لاستبعد وقوعها جدًّا. قال أبو بكر الخطيب: هو أبو بكر القطائعى الأصم الدعاء. حدث عن قعنب بن المحرر، وعمر بن شبة، والعباس بن يزيد البحراني.روى عنه ابن السماك، ومحمد بن عبدالله بن بخيت الدقاق، وأبو حفص بن شاهين، وأبو حفص الكتاني - قال: وكان غير ثقة " انتهى.
ولأجله قال الذهبي مقالته لأنه لم يقف علي غير ذلك الإسناد.
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref7) - قال الخطيب في تاريخ بغداد: " علي بن أحمد بن محمد بن علي أبو القاسم البندار المعروف بابن البسري سمع أبا طاهر المخلص ومحمد بن عبد الرحمن بن خشنام كتبت عنه وكان صدوقا يسكن بدرب الزعفراني ثم انتقل إلى حريم دار الخلافة أخبرنا بن البسري حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا محمود بن غيلان حدثنا الفضل بن موسى الشيباني حدثنا الجعيد عن عائشة بنت سعد قالت سمعت سعدا يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء سألته عن مولده فقال في صفر سنة ست وثمانين وثلاثمائة " [11/ 335].
وقال الذهبي:" آخر من روى عنه بالاجازة علي بن أحمد بن البسري " انتهى من السير
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref8) - قال الخطيب: " عمر بن محمد بن رجاء أبو حفص العكبري حدث عن عبد الله بن احمد بن حنبل وقيس بن إبراهيم الطوابيقي وموسى بن حمدون العكبري روى عنه بن بطة العكبري وكان عبدا صالحا دينا صدوقا أخبرنا الأزهري قال قال لنا أبو عبد الله بن بطة إذا رأيت العكبري يحب أبا حفص بن رجاء فاعلم أنه صاحب سنة قلت مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة " [11/ 239].
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref9) - قال المزي في تهذيب الكمال: " الحسين بن بشر بن عبد الحميد الحمصي الثغري الطرسوسي روى عن حجاج بن محمد المصيصي ومحمد بن حمير السليحي سي روى عنه النسائي وقال لا باس به وقال في موضع آخر ثقة وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمع منه أبي بطرسوس وسئل عنه فقال شيخ " [6/ 334 – 335].
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 08:17]ـ
سلمت يمينك أبا قتادة، وجزاك الله خيراً، على هذه الفوائد،
فقد كنت أبحث عنها
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 07:29]ـ
بارك الله فيكم أبا قتادة .... ونفع بكم
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 05:53]ـ
وإياكما أخويَّ.(/)
طريق السعادة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 07:07]ـ
(طريق السعادة) (1)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
السعادة في الدنيا هي الحياة الطيبة التي وعد اللهُ بها عبادَه المؤمنين قال - تبارك وتعالى - {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} النحل97 وللسلف فى تفسير الحياة الطيبة أقوال، منها أنه الرزق الحلال، ومنها القناعة، ومنها توفيقه الى الطاعات فانها تؤدي الى رضوان الله ... وكلها أقوال صحيحة، هذا هو معنى السعادة في المفهوم العام.
أما معناها من حيث هي مطلب ومقصد يعمل ويسعى اليه كل البشر، فهي - أي السعادة – من هذه الحيثية (مفهوم غامض يكاد يكون سرًا أودعه الله في العلاقة القائمة بين الانسان والأشياء). (1) وكذلك بين الانسان وبين نفسه (ذلك العالم الداخلي) الذي هو أشد تعقيدًا من العالم الخارجي، وبين هذين العالمين علاقةٌ جدلية، فكلٌ منهما يؤثر في الأخر بنسب متفاوتة، - ولذلك نقول لمن يريد نيل السعادة أن لاينشغل الا بمعرفة الأسباب التى تؤدي الى السعادة ثم يجاهد نفسه لكي يأخذ بهذه الأسباب، فاذا عمل بها وجد حلاوة السعادة تلقائيًا - وهذه العلاقات بيّن اللهُ - تبارك وتعالى - حدودَها وضوابطها أتمّ بيان وأكملَه، ولذلك فنحن نعتقد أن سعادتنا لن تحصُل الا باتباع المنهج الرباني، سواءً علمنا الحكمةَ من التشريعات أم لم نعلمها، لأنه تشريع العليم بكل شئ {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} الملك14، أما مناهج البشر فهي لاتحقق السعادة، لأن صانعوها صغار وناقصين، والصغيرُ لايحيط علمًا بالكبير {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} غافر57 هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، فان كل الكون مسلم لله - تبارك وتعالى - {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} الإسراء 44 {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} آل عمران،83 ولذلك فعلى من يريد العيش فى هذا الكون بسلام أن يتلائم ويتناسق مع (هذا الكون) بأن يُسلم هو الأخر لله- تبارك وتعالى –
يقول صاحب الظلال - عليه رحمة الله -: (ولا مناص للإنسان حين يبتغي سعادته وراحته وطمأنينة باله وصلاح حاله، من الرجوع إلى منهج الله في ذات نفسه، وفي نظام حياته، وفي منهج مجتمعه، ليتناسق مع النظام الكوني كله. فلا ينفرد بمنهج من صنع نفسه، لا يتناسق مع ذلك النظام الكوني من صنع بارئه, في حين أنه مضطر أن يعيش في إطار هذا الكون, وأن يتعامل بجملته مع النظام الكوني .. والتناسق بين نظامه هو في تصوره وشعوره، وفي واقعه وارتباطاته، وفي عمله ونشاطه، مع النظام الكوني هو وحده الذي يكفل له التعاون مع القوى الكونية الهائلة بدلا من التصادم معها. وهو حين يصطدم بها يتمزق وينسحق؛ أو لا يؤدي - على كل حال - وظيفة الخلافة في الأرض كما وهبها الله له. وحين يتناسق ويتفاهم مع نواميس الكون التي تحكمه وتحكم سائر الأحياء فيه, يملك معرفة أسرارها، وتسخيرها، والانتفاع بها على وجه يحقق له السعادة والراحة والطمأنينة، ويعفيه من الخوف والقلق والتناحر .. الانتفاع بها لا ليحترق بنار الكون، ولكن ليطبخ بها ويستدفىء ويستضيء!
والفطرة البشرية في أصلها متناسقة مع ناموس الكون، مسلمة لربها إسلام كل شيء وكل حي. فحين يخرج الإنسان بنظام حياته عن ذلك الناموس لا يصطدم مع الكون فحسب، إنما يصطدم أولا بفطرته التي بين جنبيه، فيشقى ويتمزق، ويحتار ويقلق. ويحيا كما تحيا البشرية الضالة النكدة اليوم في عذاب من هذا الجانب - على الرغم من جميع الانتصارات العلمية، وجميع التسهيلات الحضارية المادية! ......... (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك فانه بقدر ما يقصِّر الانسانُ فى الحفاظ على هذا التناسق بقدر ماتتجهَّم له وتستوحشَ منه نفسُه وعالَمُه الخارجي، انظر مثلًا للثلاثة الذين تخلفوا عن الخروج مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، هؤلاء الثلاثة الذين حكى اللهُ – تبارك وتعالى - عنهم أنهم ضاقت عليهم الأرضُ وضاقت عليهم أنفسُهم {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} التوبة118 وانظر لأحد هؤلاء الثلاثة وهو (كعب بن مالك رضي الله عنه) وهو يصور لنا حالتَه النفسية قبل أن يتوب الله عليه، ويحكي لنا عن تجهُّم الأرض له فيقول (حتى تنكرت لى فى نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف) (3)، وأيضا السماءُ والأرض تتجهَّم للكافر اذا مات، فقد روى بن جرير بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ. ألا لا غربة على مؤمن, ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض» ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {فما بكت عليهم السماء والأرض} ثم قال: «إنهما لا يبكيان على الكافر». (4 روى البخاري فى صحيحه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – مر بجنازة فقال: مستريح ومستراح منه. فقالوا: يارسول الله، من المستريح ومن المستراح منه؟ قال: ان العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها الى رحمة الله تعالى، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب
)، وانظر للفضيل بن عياض -رحمه الله- وهو يقول:" إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي". ولذلك قد يعجب البعضُ منا ممَّا يرى من التباغض والتنافُر بين الناس لأتفه الأسباب أوبلاسببٍ أصلا، وماذلك الا لبُعد الناس عن شرع الله، كما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (لتسون صفوفَكم أو ليخالفنَّ اللهُ بين وجوهكم (متفق عليه) وورد في بعض الألفاظ أو ليخالفن الله بين قلوبكم، ومن علامات الساعة أن تُنزَع الألفةَ من الناس، كما قال ابنُ عون، عن عمير بن إسحاق قال: كنا نحدث أن أول ما يرفع من الناس -[أو قال: عن الناس]-الألفة. (5)
والحمدلله رب العالمين.
وللحديث بقية.
كتبه/خالد المرسي
(1) من كلام الدكتور عبد الكريم بكار
(2) في ظلال القرءان ج1ص421
(3) صحيح البخاري 4418
(4) تفسير ابن جرير ج22 ص35
(5) تفسير ابن كثير ج4ص85
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 12:23]ـ
طريق السعادة
(2)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
تكلمنا في مقال سابق عن السعادة، وأن على من يريد العيش في هذا الكون بسلام أن يتلائم ويتناسق مع (هذا الكون) بأن يُسلم هو الأخر لله- تبارك وتعالى وعن ضرورة أن يحافظ المسلم على التزامه الكامل بدين الإسلام (عقيدة وشريعة وأخلاقًا) ليس بالمعنى السطحي عند بعض الناس الذي يقتصر على بعض العبادات دون بعض، ولكن بالمعنى الصحيح الشامل: (وهو أن الله أنزل هذا الدين ليحكم الانسانَ بكل أجزاءه ومكوناته الظاهرة والباطنة التي له إرادة في توجيهها وتحديد مسارها).
وقلنا أنه بقدر ما يقصر الإنسان في حكم نفسه بهذا الدين؛ بقدر ما يقع الخلل والاضطراب في التناسق والملائمة بينه وبين أجزاء الكون المحيط به.
وهذه المسألة هي من أهم عقائد الاسلام التي قررها الله - تبارك وتعالى - بأساليب متعددة: منها كما يقول الإمام ابن القيم: "أن الله يقرن في" القرآن الكريم " بين الهدى والرحمة، والضلال والشقاء، فمن الأول قوله: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ البقرة (5) وقال: أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ البقرة (157) " .... إلى أن قال ابن القيم: "وقال الله تعالى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى طه (123) والهدى منعه من الضلال، والرحمة منعه من الشقاء،وهذا هو الذي ذكره في أول السورة في قوله طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) فجمع له بين إنزال القرآن عليه ونفى الشقاء عنه، كما قال في آخرها في حق اتباعه: فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) فالهدى والفضل والنعمة والرحمة متلازمات لا ينفك بعضها عن بعض، كما أن الضلال والشقاء متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر قال تعالى إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ القمر (47) والسعر جمع سعير وهو العذاب الذي هو غاية الشقاء" ... إلى أن قال ابن القيم: "ومن هذا انه سبحانه يجمع بين الهدى وانشراح الصدر والحياة الطيبة، وبين الضلال وضيق الصدر والمعيشة والضنك، قال تعالى فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا الأنعام 125 وقال: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ الزمر 22 (1) ".
وهنا يمكن أن أقول أن هذا الأثر يُعَد واحدًا من الآثار والعقوبات القدرية المترتبة على المعاصي، كما أنه توجَد أيضا عقوبات شرعية على المعاصي (2).
وأيضا هذا الأثر لا يقتصر فقط على العاصي نفسه، بل يتعدى الأثر ليُصيب غيرَ العاصي من المخلوقات حوله (الجمادات والأحياء) بل ربما أصاب بعض أهل الصلاح والتقوى، لا لذنب اقترفوه ولكن لكونهم يعيشون مع أهل المعاصي في دنيا واحدة، ولأنهم لم يغضبوا لرؤية المعاصي والمنكرات ولم يسعوا إلى نصح أهلها ودعوتهم إلى التوبة منها، (وهل في الدنيا والأخرة شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي)! (3)
بل والأعجب من ذلك: أنه إذا جاء اليوم الذي تخلوا فيه الأرض ممن يوحِّد الله حق التوحيد كان ايذانًا بحدوث خلل وانقلاب في أصل ومركز الكرة الأرضية (وهو الكعبة) بأن تُهدم حجر حجر ثم ينقلب هذا العالم الكبير ويختل توازنه ويفنى كما جاء في صحيح البخاري (1591) ومسلم (2909) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة" وهذا إنما يكون عند انقضاء الزمن وإقبال الساعة وخراب الدنيا حين لا يبقى في الأرض من يقول الله الله كما جاء في صحيح مسلم ((148) من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلملا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله،. بل ان هذا الانقلاب والاختلال (لايقتصر على الأرض، إنما يشمل النجوم والكواكب والأفلاك.
ولا بأس من استعراض مظاهر هذا الانقلاب كما جاءت في سور متعددة. (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ. وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ. . . وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ). . (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ. وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ.وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ. وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ.). . (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ. وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ. وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ. وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ. وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ). . (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا. وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا. فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا. (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ. وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً. فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ. وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ). . (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ). . (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا). . (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ). . (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ). . (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا). . (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ). . (إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ). . (بَرِقَ الْبَصَرُ. وَخَسَفَ الْقَمَرُ. وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ). . (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ. وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ. وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ). . (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا. فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا. لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا). . (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ). . (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً). . (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ). . (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ). .
فهذه الآيات كلها تنبئ بأن نهاية عالمنا هذا ستكون نهاية مروعة , ترج فيها الأرض وتدك , وتنسف فيها الجبال , وتتفجر فيها البحار إما بامتلائها من أثر الاضطراب , وإما بتفجر ذراتها واستحالتها نارا. كذلك تطمس فيها النجوم وتنكدر , وتشقق فيها السماء وتنفطر , وتتحطم فيها الكواكب وتنتثر , وتختل المسافات فيجمع الشمس والقمر , وتبدو السماء مرة كالدخان ومرة متلهبة حمراء. . إلى آخر هذا الهول الكوني الرعيب.
) (4) وقبل أن يحدث هذا الانقلاب العام الشامل يحدث انقلاب في الجمادات بسبب معاصي بني أدم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج فسوَّدته خطايا بني آدم.
ولذلك فانه أيضا في أيام كأيامنا هذه التي تُعرض فيها الفتن على القلوب واحدة بعد أخرى يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (فأيُّ قلب أُشرِبَهَا نُكِتَ فيه نكتة سوداء) أي نقطة سوداء ويُحتَمل أن تكون نقطة حقيقية لامعنوية فقط!
ويُروى أن الأرض تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شئ أحدثتموه والذي نفسي بيده لأن عادت لا أساكنكم فيها أبدًا.
وللحديث بقية (ان شاء الله)
والحمد لله رب العالمين.
كتبه/خالد المرسي
(1) انظر لكثير من الأيات القرآنية في كتاب الفوائد للإمام ابن القيم ص 166.
(2) انظر لتفصيل هذه العقوبات في الفصل الخاص بها من كتاب الداء والدواء لابن القيم.
(3) الداء والدواء ص39.
(4) في ظلال القرآن المجلد الخامس ص2559.
ملاحظة
هذه المقالات سوف تُنشر هنا ان شاءا الله
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=cblf5984 (http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=cblf5984)
و
http://www.islamselect.com/author/2486(/)
كلمة حق فى حق يزيد ابن معاوية
ـ[أبومليكة]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 11:32]ـ
يزيد ابن معاوية رحمه الله ما له وما عليه
هذه المادة بها كلمة حق فى يزيد وما له وما عليه دون تعصب ودون إستدلال بأقوال واهية وبها بيان أن من قتل الحسين هم الشيعة الرافضة هم الذين دبروا لقتله وليس بأمر يزيد ولكن بأمر عبيد ابن زياد عليه لعائن الله المتتاليةفكانت فتنة عظيمة بين المسلمين أججها الروافض الملاعين
وفى هذه المادة بيان إكرام يزيد لأهل بيت الحسين رضى الله عنه فلم يهنهم كما زعموا فى كتبهم المدنسة
لا أقول هذا دفاعا عن يزيد فله ما له وعليه ما عليه وحسابه على الله ولكن كلمة حق لبيان ماله وما عليه حقيقا لا زورا وتدليس ممن إنتهجوا منهج الروافض والسبأيين ومهيجوا الفتن بين المسلمين فقد أفضى الرجل إلى ما قدم فلا فائدة من ذكره بسوء ولكن البيان لا الكذب والبهتان
هذه المادة تبين بعض الحقائق الغائبه عن أذهان كثير من الناس المتكلمون دون دليل
تبين حال الرجل ما له وما عليه فمع المادة
وهى بعنوان كلمة حق فى يزيد رحمه الله ابن معاوية رضى الله عنه
http://www.rahek.com/upload/use/kotap_1/kotap_1/yazed.wmv رابط المادة(/)
لماذا لا تشربُ المجنداتُ الأمريكياتُ مساءً؟!!
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 12:49]ـ
لماذا لا تشربُ المجنداتُ الأمريكياتُ مساءً؟
بقلم: نجيب الزامل
الموضوعُ هذا لا أريد أن أناقشه من منحى شرعي فأنا لستُ شرعياً، أو أن أتعرض له من منطق العادات والأعراف فما ذاك تخصصي. ولكني أُطِلّ على الموضوع من خلال عدسةٍ مثل عدسةِ «عين الجاسوس» التي توضع في أبواب المنازل والشقق وغرف الفنادق لمعرفة من وراء الباب، فتكشف عينُك المنظرَ أو الوجهَ أمامك، وأنت معزولٌ بكامل جسدك، خارج الإطار، خارج الصورة. فمع أنك قريب، ولكن بلا مشاركةٍ أو مواجهةٍ مادّية، حين تكون المسافة والحركة وجودا، كما يقول عبقري الفيزياء الصوفية «ابن عربي»، إن الوجودَ مكتملُ الحركة متواصلها حتى فيما نظنه الثبات ..
من منطلق الحركةِ والثبات، من مشهد المراقبة والاعتزال أعيدُ تقديم موضوعٍ يجب أن نعيد دراسته، لا نسأل فيه اتخاذ موقفٍ أو تأطير نظام، فهذا ليس من سلطتي ولن يكون، ولكن من دافع اقتراح التمعّن في ظاهرةٍ مهمةٍ إن حصلتْ، ومهمة إن كانت ستحصل، ومهمة إن حصلت في أضيق نطاق .. إنها مسألة الاختلاط .. ليست رؤية فلسفية أو أخلاقية في الاختلاط بين الجنسين، ولكن في ما يحيط به من مضاعفات ونتائج، قبل ما قد يرى البعض ما فيه من فضائل وحسنات .. أو إقرارٍ لواقع معاش لا يقاوم.
نكرر دائما مقولة: «لمَ لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون؟» أو: «لمَ لا نستفيد ونتعّظ ونتجنب ما وقع فيه الآخرون من أخطاء؟»، فلم لا نفعل هذا أيضا مع ظاهرة الاختلاط؟ ويجب أن نفعل، إن كان يهمنا أمرُ من يعيش في هذا المجتمع. ولا يمكن ولا نقبل منطقا ولا عقلا أن ينفي أحدٌ أن الاختلاط غير قائمٍ في هذه البلاد، قد يكون غير منظم، قد يكون خارج ما ينطق به نصّ النظام، قد يكون مما يقرّه أو لا يقرّه الشرع .. ولكنه موجود، موجود أكان بصغرِ نور الشرارة، أم باتساع كاشف المنارة.
وهنا لن أجتهد، ولا أحتاجُ اجتهاداً، وإنما سأنطلق من أكثر مكان يتاح فيه الاختلاط بأقصاه، ليس في مكاتب «الوول ستريت» أو «السيتي»، ولا في «هوليوود» أو مسارح باريس، بل من أقصى أنواع الاختلاط في الإتاحة، وأقساهُ في فرض عقوبات التعدي، من الجيش الأمريكي، حيث تمارس المرأة المجندة كل شيء يمارسه الرجلُ المجنّد .. كل شيء!
وحان أن تسمع ما قالته في مجلة «التايم» الأمريكية في عدد الثامن من آذار (مارس) الجاري، في الصفحة الأخيرة، وفي رأي تقريري مدعّم، الكاتبةُ «نانسي جبس Nancy Gibbs »، ومقالها بعنوان: «الحربُ من الداخل The War Within»، أما ترجمة العنوان الاستهلالي للموضوع: «بالنسبة لكثير من المجندات الأمريكيات، فإن الخطرَ يأتي أيضا من رفقائهم الرجال»! كيف يا نانسي؟!
تبدأ «نانسي» بمشهد، كأنه خرج لتوّه من فيلم لكوبولا أو هتشكوك، فتقول: «قولوا لي عن ماذا يفصح تعمد النساء المجندات وراء البحار التوقف تماما عن شرب الماء من السابعة مساء؟ إنه لتقليل احتمالات حدوث الاغتصاب لإحداهن عندما تذهب لقضاء الحاجة ليلا»! وأنا لم أستطع أن أقرأ المقالَ دفعة واحدة كعادتي، بل أضع المجلة جانبا ثم أطلق للدهشة أن ترحل عن بؤرة التركيز لأتابع .. «أو عن تلك المجندة التي تعرضت لاعتداء جنسي assaulted، وقد تسللت خارج الثكنة لتطلق سيجارة في الهواء، ثم كتمتْ الحادثة تماما، لأنها ستتعرض لمعاقبة غليظة لأنها خرجت من الثكنة .. » ولكن لماذا تعاقب هذه المجندة لخروجها؟ هل لأنها خرقت الحظر؟ هل لأنها لم تستأذن؟ هل لأنها أشعلت لفافة تبغ؟ لا، تقول نانسي: «لأنه يُمنع على المجندات الخروج خارج الثكنة بدون سلاح»! طبعا لتوقُّعِ أن يتبعها أحد «الرفاق» ويستغل الهواءَ الطلق لرغبته، كما استغلت الهواءَ الطلق لرغبتها! .. فيا له من عالم موحش!
كل أمريكا تعرف أن الاغتصابَ والتحرش بين المجندات لا يظهر إلا رأسُه، وتبقى الكتلة الهائلة تحت سطح قاتم وكتيم من السرية والتهديد والخوف والعار .. نعم في الولايات المتحدة الأمريكية ضامنة الحريات الأولى في العالم، وجيشُها الجرّارُ الذي يدور القاراتِ، ويمخر المحيطات، ويعبر الأجواءَ تحت شعار ضمان الحرية للعالم، كل ساعةٍ تُغتَصَبُ فيه مجندةٌ، وغير المعلن سيكون فضيحة الأمّة الأكبر.
وفي الجيش الأمريكي قانونٌ صارم، بنظام حاد التطبيق في كل ما يخص مسائل التحرش والعنصرية، أخفها السجن والتسريح من الجيش .. ومع ذلك زادت نسبة التحرش والاغتصاب في عام 2009 بمعدل 9 في المائة على العام الذي سبقه. والمجندة الأمريكية قوية، وفائقة التدريب، وقادرة على خوض المعارك والالتحام المباشر، وتتلقى تدريباتٍ مكثفة عضلية وتقنية لرد أي اعتداء، إلا أن ذلك لم يحدّ من معدلات التحرش ولا الإذلال .. (والطريف، إن رأيتموه طريفا، هناك قضايا مسجلة، وليست قليلة، بتحرش بعض النساء المجندات ببعض الرجال وخاصة بالموظفين المدنيين، وهذه أيضا نتيجة متساوية إن لم تزد).
وفي مدينة «مكسكيو» تم إعلانها مدينة لتكون بعد سنتين مجتمعا ينفصل فيه النساءُ والرجال في كل محفل عام، لأن نسبة التحرش والإجرام والاعتداء على النساء فاقت كل تصور، وتعدى قدرات قوات الأمن ..
من هنا يجب أن ننظر لمسألة الاختلاط، من عواقبها عند الناس الذين آمنوا بها وناضلوا من أجلها، وأقروها مظهرا لازما من مظاهر الحياة .. ومن يتعرض لأي شيءٍ فعلى الأقل، يجب أن يستعد لعواقبه!
http://www.m-muslim.com/vb/showthread.php?p=941#post941(/)
نقدُ شيخِنا (محمد اسماعيل) لأسلوب بعض الدعاة مع الطفل (مسلم بن سعيد)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 02:33]ـ
أنقل لكم من الشريط الثانى من سلسلة (محو الأمية التربوية) الشرح الجديد: لشيخنا محمد اسماعيل المقدم
وهو يتكلم في سياق أهمية أن الأبوين يعطون للطفل اشباعَ حاجاته الى الاعتبار والتقدير والاعتراف به ككيان. قال وهو يتكلم عن تطرُّف الناس وبعدهم عن الوسطية فى هذه الجزئية، يقول ان بعض الناس – من أجل اشباع الرغبة في الاعتبار التي يحتاجها الطفل – فيطلبون منه أداء أدوار الذين هم أكبر منه سنا ليمدحوه ويشعر أنه أنجز شيئا كبيرا جدا، أوألعاب لاتناسب قدرته (فيُصاب بالاحباط) فلابد من مراعاة قدراته العقلية، فلا تظلَّ تُحفظِّه – مثلا - كلاما فوق قدراته العقلية فيصبح مجرد ببغاء أو جهاز تسجيل (وأنا أريد أن أتكلم بالتفصيل فى شئ معين لكن لاينفع أن نتكلم فيها في هذه الصورة الجزئية، أكيد لما تأتي الفرصة بعد قليل، من اجل أن تفهموني فهما صحيحا. يعني لما يُحضِروا الطفلَ ويُحفظِّوه خطبة تُقال في ساعة، هذا تكليف فوق طاقته!.
ثم ذكر أن أكثر من يدفع الثمن في هذا الموضوع هم أولاد الشيوخ، نتيجة لعدم احترام حدود الطفل كطفل، مثلا يقول له الأخُ أنت ابن الشيخ فلان وبتلعب أو بتفعل كذا.
وضرب (شيخنا) مثالا بابنته ذات الخمس سنوات (بارك الله فيها وأقرَّ عين شيخنا بها)، أصرَّت منذ فترة أن تصلي مع شيخنا في مسجد الفتح، يقول شيخنا (وكنت أشفق عليها جدا، ففي الأخر بعد الحاح شديد قلت لها أنا موافق أن أخذك المسجد لكن بشرط (اذا تعبتي من القيام اجلسي) وقال الشيخ أن في هذه الصلاة وكانت أخوات كبار جدا جلسوا من بداية الصلاة أما ابنته فظلت قائمة الى أن تعبت وجلست احتراما للاتفاق الذي أخذته مع أبيها، فبعد أن انقضت الصلاة ثار عليها الأخوات تقريبا كلهن يقولون لها (انتى بنت الشيخ فلان وتجلسين في الصلاة) الى ان قال أن هذه التصرفات تجعل الطفل يقبَع في نفسه في أشياء كثيرة يريد أن يفعلها (لأن من حوله يقولون انها تتعارض مع العقل) فيتكلف دورا ليس متلائما أو متناسقا مع طبيعته كطفل. وبالتالي يُحرَم من حقه في أن يعيش طفولة عادية يمرح ويلهو ويلعب،
وهذا الخلل حصل من بعض الشيوخ أنهم فرحوا بكبسهم على الطفل وذكر الخطبة المشهورة للأخ – والشيخ يتعجب جدا وهو يصف الطفل بالأخ! – مسلم بن سعيد
انتهى النقل من الدقيقة رقم 40
ونحن حينما هاج الاعلام المصري ثائرا على خطبة الطفل مسلم بن سعيد بحجة انها تتعارض مع طبيعة الطفل، اتهمناهم بأنهم يريدون حرب الانتشار الديني في صورة الطفل! نسأل الله أن يغفر لنا ويعلمنا علما نافعا من عنده
نقله/خالد المرسي(/)
من أراد التأصيل في علم العقيدة فليتفضل مشكوراً.
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 09:03]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ...
لا يخفى على الأخوة الكرام أهمية السبل الموصلة للعلم والطرق المؤدية إليه،،
يقول ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الفوائد " إن الجهل باطريق وآفاتها والمقصود يورث التعب الكثير والفائدة القليلة "
ومن هذا المنطلق أحببت أن أرفق بعض الروابط لبعض الدروس التي تحدثت عن هذا الأمر وهي:
التأصيل في علم العقيدة للدكتور يوسف الغفيص.
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75731 (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75731)
مصادر التلقي والتعريف بكتب العقائد للدكتور عبدالعزيز العبداللطيف.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=4861 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=4861)
سلسة تدوين العقيدة ومنهج التأليف للدكتور عبدالرحمن المحمود.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=456 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=456)
أسأل الله الكريم أن ينفع بها ,,,(/)
الفرق بين الحد وعقوبة الكفر
ـ[أبو الوليد الغزي]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 10:37]ـ
الفرق بين الحد و عقوبة الكفر
الحد لا يستتاب صاحبه , أما الكفر فإنه يستتاب صاحبه ..
وبهذا نعرف خطأ من أدخل حكم المرتد في الحدود , وذكروا من الحدود قتل الردة.
فقتل المرتد ليس من الحدود , لأنه يستتاب , فإذا تاب ارتفع عنه القتل , وأما الحدود فلا ترفع بالتوبة إلا أن يتوب قبل القدرة عليه , ثم إن الحدود كفارة لصاحبها وليس بكافر , والقتل بالردة ليس كفارة وصاحبها كافر ..(/)
برنامج (عن التفجيرات) للشيخ أبي الحسن المأربي على (قناة الدليل) كل جمعة و يعاد في
ـ[ولد برق]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 11:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:nhMLwdD7idXN_M:ht tp://www.marebpress.net/userimages/Image/news/hsanhsan.JPG (http://www.google.com.sa/imgres?imgurl=http://www.marebpress.net/userimages/Image/news/hsanhsan.JPG&imgrefurl=http://marebpress.net/articles.php%3Fid%3D3499&usg=__B8Pb4DrYadBifEaCnXWbpXMz p28=&h=824&w=768&sz=211&hl=ar&start=5&itbs=1&tbnid=nhMLwdD7idXN_M:&tbnh=144&tbnw=134&prev=/images%3Fq%3D%25D8%25A3%25D8%2 5A8%25D9%2588%2B%25D8%25A7%25D 9%2584%25D8%25AD%25D8%25B3%25D 9%2586%2B%25D8%25A7%25D9%2584% 25D9%2585%25D8%25A3%25D8%25B1% 25D8%25A8%25D9%258A%26hl%3Dar% 26safe%3Dactive%26sa%3DG%26gbv %3D2%26tbs%3Disch:1)
بمشيئة الله تعالى سيبدأ بث حلقات (على طريق التصحيح) لشيخنا الفاضل أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني حفظه الله تعالى على قناة "دليل" كل يوم جمعة بعد صلاة الجمعة بتوقيت مكة المكرمة وذلك ابتداءً من الجمعة القادم بتاريخ 23/جمادى الأولى/1431هـ. ,
و يعاد في الأوقات التالية:
يوم الأحد الساعة: 9:45 صباحًا
يوم الاثنين الساعة: 1:00 ظهرا
يوم الأربعاء الساعة: 12:30 مساء
بتوقيت مكة المكرمة
علمًا بأن عدد الحلقات ست وعشرون حلقة في مناقشة فِكْر أصحاب التفجيرات والاغتيالات.
والمجال مفتوح للاطلاع وإبداء أي مناقشات حولها، وسنُطْلع شيخنا أبا الحسن وفقه الله على آراء المشاهدين ليدلي بدلوه فيما يحتاج إلى مزيد إيضاح أو مناقشة أو تصويب، والحق ضالة المؤمن الصادق حيث ما وجدها أخذها.
راجين أن تتسم هذه الآراء والمناقشات بالموضوعية والعمق العلمي والانصاف، دون الانحراف عن المنهج العلمي في النقد حتى تحضى هذه الردود بالعناية وإثراء الموضوع بما فيه المصلحة العامة للجميع، وسيتم عرض هذه النقاشات مع الردود على صفحات هذا المنتدى المبارك بإذن الله تعالى ....
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
</ B></I>(/)
«حكم آراء المدعو خالص جلبي»، لشيخنا عبد الرَّحمن البرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 04:27]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«حكم آراء المدعو خالص جلبي»
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبا بعد:
فهناك طبيب سوري مقيم في المملكة العربية السعودية في بريدة يدعى خالص جلبي، وله آراء تناقض العقل والشرع، ويعمل على نشرها في بعض مؤلفاته وكتاباته في صحف المملكة وغيرها، بل اشتهر أن له تلاميذ من المثقفين، وأنه أنشأ بهم مدرسة لترويج أفكاره، وإليكم شيئا من كلماته:
ـ يقول في كتابه (سيكولوجية العنف، ص143): "كانت الحروب قديماً تؤدي دوراً من الغنائم والأسلاب والرقيق، واليوم فات وقتها، فكما تم إلغاء الرق فالعالم في طريقه لإلغاء مؤسسة الحرب".
ـ ويقول تحت عنوان (الدولة العالمية كمقصد أعلى للبشر): "إن وجود دولة عالمية تحتكر العنف من الدول سيحقق الأمن عالمياً، فندخل العصر الذي تتوقف فيه الحروب" (المرجع السابق ص158).
ـ ويقول: "الأمل أن تتحقق الدولة العالمية الواحدة في مدى القرنين القادمين، أو ربما أسرع… عندها تنتهي لعبة الحروب نهائياً، ويلغى عصر الجوع" (المرجع السابق ص158).
ـ يقول الدكتور: "غدت الحرب موضة قديمة يمارسها المتخلفون، وكل بؤر النزاع والحروب في العالم اليوم هي في معظمها مناطق المتخلفين" (المرجع السابق، ص 164).
ـ ويقول: " إن الجنس البشري بلغ من النضج ما يجعله يحقق الحلم النبوي القديم في إلغاء مؤسسة العنف جملة وتفصيلاً، وكل ما قرب إليها من قول وعمل، والمؤسسات الدولية اليوم هي نطف بدائية لأفكار عظيمة نادى بها الأنبياء" (المرجع السابق، ص 151).
ـ ويقول: "الجهاد ليس لنشر الإسلام، بل لحماية الرأي الآخر، ولتطبيق مبدأ (لا إكراه في الدين)، أي دين أو مذهب أو عقيدة، تركاً أو اعتناقاً، فالجهاد هو لحماية التعددية داخل المجتمع الإسلامي" (المرجع السابق ص12 - 13).
ـ ويقول عن نوح عليه السلام: "نوح عليه السلام فشل في تغيير المجتمع" (في النقد الذاتي ص 71).
فما حكم الشرع في نظركم في هذا الرجل خالص جلبي؟ جزيتم خيرا
شبكة نور الإسلام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله؛ إذا كان ما ذكر صحيحا عن هذا الطبيب فاحترافه للطب وسيلةٌ لنشر فكره، وقد كان كثير من النصارى (المبشرين) يمتهنون الطب ذريعة للتنصير، والدولة لم تستقدمه ليكون داعية لهذا الفكر المنحرف، بل للاستفادة من تخصصه في الطب، ولعل من تعاقد معه ابتداء لا يعرف حقيقة حاله، وكذلك وزراء الصحة الذين عاصرهم، من لم يعلم بحقيقة أمره فله عذره، ومن كان عالما فإنه يحمل وزر بقائه، والله من وراء الكل محيط، وإننا بهذه المناسبة نرفع لسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وفقه الله طامعين في أن يجتث هذه الشجرة الخبيثة بعد التحقق من الحقيقة، ثم نهيب بمعالي وزير الصحة أن يتحمل مسؤوليته، ونذكره أنه مسؤول أمام الله عن إبقاء من يتجاوز حدود الله، ويتجاوز حدود عمله، كهذا الطبيب وأمثاله، فإن مثله لا يؤتمن على علاج المؤمنين.
هذا؛ وما ذكر في السؤال من أقوال المذكور يتضمن نقصا في عقله، وانحرافا في فكره، وطعنا في شريعة الجهاد في الإسلام، ويظهر نقص عقله بجحده السنن الكونية الربانية من الصراع بين الناس نتيجة الاختلاف، ? وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ? [سورة هود، الآية: 118]، وتعاقب الرغد والجوع في الأزمان والبلدان، ? كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ? [سورة الأنبياء، الآية: 35] ومن العجب أنه يعيب الحروب التي جرت في الماضي، ويدرج فيها حرب الغنائم والرقيق، وهذا هو طعنه في جهاد المسلمين، والغنائم والرق حكمان من أحكام الجهاد القطعية، ? وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ? الآية [سورة الأنفال، الآية: 41] ?فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا ? [سورة الأنفال، الآية: 69] ونصوص الكتاب والسنة في أحكام الرقيق لا تحصى، فالطعن في حكم الرق في الإسلام جهل أو جحد لهذه النصوص، وطعن في تلك الأحكام،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن مغالطاته في هذا السياق نسبة الحروب إلى مناطق المتخلفين، وفي هذا تعظيم لمن هم عنده من المتقدمين.
هذا؛ ومن المعروف عند الخاصة والعامة أن دول هذا التقدم، وعلى رأسها الولايات المتحدة هي المشعلة لتلك الحروب،? كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ? [سورة المائدة، الآية: 64] ومَن صناع القنابل وأسلحة الدمار الشامل؟ مَن وراء هذه الحروب هنا وهناك في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وأرتريا وغيرها إلا تلك الدول المتجبرة المتسلطة؟ وهل ضرب هيروشيما التي لا ينساها التاريخ من فعل دول المتخلفين؟ أم مظهر من مظاهر تقدم تلك الدول؟ وهل من النضج والتقدم ملكهم السلاح النووي وتحريمه على غيرهم؟
وإليك من كلمات هذا الطبيب مايدل على أنه في أفكاره يسبح في خيال لا في حقيقة:
يقول: "الأمل أن تتحقق الدولة العالمية الواحدة في مدى القرنين القادمين، أو ربما أسرع… عندها تنتهي لعبة الحروب نهائياً، ويلغى عصر الجوع".
فالأمر عنده لا يعدو أن يكون أملا، وقد جعل لتحققه قرنين من الزمان، وماله على ذلك من برهان! ولعل القرنين عنده هي مدة الحمل لتلك النطف (المؤسسات الدولية)، أما مدة البلوغ فلعلها عنده تحتاج إلى خمسة عشر قرنا، وعليه فلم يكن الآن نضج ولا تقدم.
وقوله: "عندها تنتهي لعبة الحروب نهائياً، ويلغى عصر الجوع"
نقول فيه: هذا جهل بالله وبسننه الكونية في ابتلاء العباد بعضهم ببعض، وابتلائهم بالشدة والرخاء، والقبض والبسط، وتفرده سبحانه بالرَّزق وقسم المعايش، ? يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ? [سورة الرّعد، الآية: 26] نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ? [سورة الزّخرف، الآية: 32] ? وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ? [سورة البقرة، الآية: 155] وسبب هذا الجهلِ وقوفه مع الأسباب وإعراضه عمن خلقها، وهو المتصرف فيها.
ومن المعلوم بالخبر والمشاهدة أن الحياة دول في الخير والشر? وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ? [سورة آل عمران، الآية: 140] ومن جهله بقدر الأنبياء قوله: "نوح عليه السلام فشل في تغيير المجتمع"، نقول: قل مثل ذلك في هود وصالح وشعيب وكثير من الأنبياء، وعليه؛ فالأنبياء فاشلون على حد تعبيره، ومعلوم أن النعت بالفشل ذم وتنقص. وقد تبين أن هذه لغة جلبي، فقد وصف نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وصحابته أيضا بالفشل في كتابه (سيكولوجية العنف، ص 125،34)، ومعنى ذلك أن الأنبياء كلهم عنده فاشلون، فمقياس النجاح والفشل عنده هو تغيير المجتمع وجودا وعدما، أما عند المؤمنين فالرسل كلهم قد نجحوا ونُصِروا، إذ بلغوا رسالات الله، ? فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ? [سورة النّحل، الآية: 35] ? وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ *إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ? [سورة الصّافات، الآيتان: 171، 172].
وبعد كتابة هذا الجواب وقفت على ما جمعه الشيخ عبد الرحمن بن سعد الشثري وفقه الله من أقوال هذا الطبيب، موثقة بذكر المصادر، بعنوان (ضلالات طبيب القصيم: خالص جلبي) فإذا هي أقوال طوام، تتضمن أمورا:
1ـ الاستخفاف برب العالمين.
2ـ الاستخفاف بالأنبياء.
3ـ إنكاره حد الردة أو طعنه فيه.
4ـ تفضيل العقل على النقل.
5ـ بكاؤه على من قتل من الزنادقة بحكم الردة.
6ـ استعباد أمريكا لعقله.
و بالجملة فأقوال هذا الرجل (جلبي) تنبئ عن زندقته، ومن العجب أنه مقيم في المملكة منذ قرابة ثلاثين سنة فيما ذكر، ويتنقل في مدنها، ويكتب في صحفها، والذي ندين لله به أن إبقاءه في البلد ـ وهذه حاله ـ حرام، يحمل وزره من هيأ له المقام، ومن يحميه ممن هو على شاكلته.
وفي الختام نسأل الله أن يزلزله، وأن يخرجه من هذه الأرض الطيبة ذليلا خاسئا، إن الله على كل شيء قدير.
أملاه:
عبدُ الرَّحمنِ بنُ ناصِرٍ البَرَّاك
(يُتْبَعُ)
(/)
عضو هيئة التَّدريس في جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميَّة
في 25/ 5/1431
مقال الشَّيْخِ عبد الرَّحمنِ الشّثريّ:
http://islamlight.ccell.mobi/index.php?option=content&task=view&id=2700
رقم الفتوى: 36837
المصدر: موقع شيخِنا الرَّسمي.
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=36837&catid=&Itemid=35
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 04:44]ـ
ضلالات طبيب القصيم: خالص جلبي
للشَّيخِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سَعدٍ الشَّثريِّ
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد روى الإمام مسلم أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((الدينُ النصيحة , قُلنا: لِمَنْ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: لله , ولكتابه , ولرسوله , ولأئمةِ المسلمينَ , وعامَّتهم)).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وكذلك بيانُ مَن غلط في رأي رآه في أمر الدين من المسائل العلمية والعملية فهذا إذا تكلَّم فيه الإنسانُ بعلم وعدل وقصدَ النصيحة فالله تعالى يُثيبه على ذلك , لا سيِّما إذا كان المتكلَّمُ فيه داعياً إلى بدعة فهذا يجبُ بيان أمره للناس , فإنَّ دفعَ شرِّه عنهم أعظم من دفع شرِّ قاطع الطريق) منهاج السنة ج5/ 146.
وفي هذه الرسالة المختصرة أذكر بعض ما خالفَ فيه طبيب مستشفى الملك فهد بالقصيم الدكتور خالص مجيب جلبي كتابَ الله تعالى وسنةَ رسوله صلى الله عليه وسلم , وذلك عبر النقاط التالية مع عدم التعليق عليها إلاَّ نادراً لمعرفة بطلانها من الدين.
* قوله بعدم الاستغناء بالكتاب والسنة: قال: (فالأمرُ هنا هو السير في الأرض , وليس السير في الكتاب , أي قراءة الواقع , وليس قراءة النصوص , والظن بأنَّ الاستغناء بالكتاب عن الواقع هو الذي قاد العالم الإسلامي إلى كارثة ثقافية مروعة) جريدة الرياض عدد 10188في 28/ 12/1416هـ.
* تمجيده ودفاعه عن مُدَّعي النبوة: قال مُدافعاً عن الحلاج الذي يقول بحلول الله في خلقه , وادَّعى النبوة , ثم ادَّعى الألوهية: (وباسم الشعب في بغداد حُكم على الحلاج بضربه بألف سوط , ثم قُطع لسانه , وأطرافه قطعة قطعة) (ج الشرق ع 8002 في 27/ 7/1421هـ).
ويقول عن محمود طه الذي ادَّعى النبوة بالسودان: (وفي عام 1971م أُعدم محمود طه في السودان بيد الطغمة العسكرية بتهمة الردة , وكان الرجل مُجدِّداً , ولم يكفر ولم يرتد) ج الشرق ع 8324 في 24/ 6/1422هـ.
وقال: (ومات الحلاج صلباً في بغداد بكلمة اختُلقت ضده بعد جلده ألفاً وقطعت أطرافه .. وأنهى المفكر السوداني محمود طه حياته وهو يتأرجح على حبل المشنقة بتهمة الردة , ماتوا جميعاً لا لذنبٍ فعلوه , بل من أجل أفكارهم ونشاطهم) (ج الشرق ع 8212 في 1/ 3/1422هـ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الحلاج قُتل على الزندقة التي ثبتت عليه مما يُوجب قتله باتفاق المسلمين , ومَن قال إنه قُتل بغير حق فهو إمَّا منافق ملحد , وإما جاهل ضال) (مجموع الفتاوى ج35/ 108).
* استهتاره بآيات القرآن الدالة على عظمة الله تعالى: قال: (إذا كان الحاكم ينفخ في الصور فيقول للعباد ما علمتُ لكم من إله غيري , فإنَّ الزوج في البيت يُعلن أنه الأعلى, لا مُعقِّبَ لحكمه وهو سريع الحساب .. واحتكار فهم النصوص بيد طبقة الكهنوت, وخنق التعبير تحت دعوى الخيانة أو الردة , والطغيان يتأسَّس من العائلة ليظهر في النهاية على شكل تنيِّن سياسي يقذف باللهب على عُبَّاد يرتعشون وجلاً خاشعة أبصارهم من الذل .. فإذا أنتجت العائلة الإنسان الأخرس الخائف هيَّأت الجو الاجتماعي للخرس الجماعي المطبق، وخشعت الأصوات للحاكم فلا تسمع إلاَّ همساً) (جريدة الشرق 8177 في 25/ 1/1422هـ).
* كذبه على الله تعالى: ومن ذلك قوله عن الله تعالى: (والله غير متحيِّز للمسلمين , وقانونه يسري على الجميع) (ج الشرق عدد 8695 في 12/ 7/1423هـ).
((اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) (البقرة: 257).
(يُتْبَعُ)
(/)
* دعوته لمناقشة الأصول المسلَّمة في الإسلام علانية ووصفه للكتاب والسنة بالعقل الميِّت: قال: (المواطن العربي اليوم مُحاصر في مثلَّث من المحرمات: بين الدين والسياسة والجنس , كل ضلع فيه يُمثِّل حاجزاً شاهقاً لا يستطيع أفضل حصان عربي رشيق أن يقفز فوقه إلاَّ بالقفز إلى الإعدام , فأمام حائط الدين يُطلُّ مفهوم الردة , وأمام جدار السياسة يبرز مصطلح الخيانة , وعند حافة الجنس تشع كل ألوان الحرام والعيب , فالعقل مُصادر ومؤمم وملغى حتى إشعار آخر ... لا بدَّ من تدريب عقولنا على النقاش والجدل , وذلك يفتح طرقاً عصبية رائدة , فالعقل النقدي حي , والعقل النقلي ميِّت ... ولم يكن للعلم أن يتطوَّر لولا نزع غطاء السرية عنه .. ومناقشة أي شيء علَناً دون الخوف من الاتهام بالزندقة) (ج الشرق ع 7728 في 19/ 10/1420هـ).
* دعوته للتقريب بين الأديان وذلك بإقامة الدولة العالمية: قال: (إنَّ وجود دولة عالمية تحتكر العنف من الدول سيحقق الأمن عالمياً، فندخل العصر الذي تتوقف فيه الحروب) ويقول: (الأمل أن تُتحقق الدولة العالمية الواحدة في مدى القرنين القادمين أو ربما أسرع .. عندها تنتهي لعبة الحروب نهائياً) سيكولوجية العنف ص158.
ويقول في موضع آخر: (الطريق ما زال طويلاً لإقامة الدولة العالمية التي ستحتكر السلاح والخبز، فتُلغي الحروب بين الدول، وتُنهي عصر المجاعات) سيكولوجية العنف ص218.
ويقول: (إنَّ مؤشرات التقدُّم العلمي كلها تُشير باتجاه تحطيم الجغرافيا , وزحف عارم للإنترنت , وتجاوز العنصرية والدولة القطرية , ودخول الإنسان أفق العالمية الثقافية المشتركة) (ج الرياض ع 10671 في 10/ 5/1418هـ).
* سخريته بالحديث عن الجنة والآخرة وعن قصص القرآن الكريم , ودعوته لنقد ولاة الأمر على المنابر , وتهييج الجماهير: قال: (كل يوم جمعة يجتمع المؤمنون للصلاة وسماع الخطبة , ويستنفر نصف جيش من المخابرات لتسجيل الكلام ورفع التقارير، فلعل فيروساً خطيراً مرَّ من أقنية الكلام .. وفي معظم الأحيان يكتشف الجمهور أن صوته مصادر في هذا الاجتماع لحساب وُعَّاظ السلاطين .. ويعيد نفس الدعاء للسلطان بالحفظ والصون , ويتلقَّى الموجة جمهور أخرس , أتقنَ الصمت بختم على الفم أكبر من ختم الحبل السري على البطن، ليسمع حديث واعظ في قضايا لا تستحق الاجتماع، فلا يزيد الحديث فيها عن فواكه الجنة في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن رزق عياله، وعن الآخرة في الوقت الذي يحتضر فيه المواطن كل يوم مرتين , وعن فرعون ذي الأوتاد في الوقت الذي طغى فيه الحاكم في البلاد فأكثر فيها الفساد) ج الشرق ع 8611 في 16/ 4/1423هـ.
* تسميته الدعاء على الكافرين بالدعاء العدواني: ومن ذلك قوله عن أحد الخطباء: (فلم يزد الحديث عن مواعظ عثمانية , وأدعية عدوانية بأن يُدمِّر الله الكافرين جميعاً وعائلاتهم) (ج الشرق ع 8611 في 16/ 4/1423هـ).
* القول بانتهاء النبوة وإحلال البدائل العقلية: قال: (ويُبدع الفيلسوف محمد إقبال , عندما يعتبر أنَّ فكرة ختم النبوة تعني إلغاء الامتيازات , فإبطال الإسلام للرهبنة ووراثة الملك , ومناشدة القرآن للعقل والتجربة على الدوام , وإصراره على أنَّ النظر في الكون والوقوف على أخبار الأولين من مصادر المعرفة الإنسانية , كل ذلك صور مختلفة لفكرة انتهاء النبوة) ويتساءل جلبي: ما معنى ختم النبوة؟! فيجيب: (إنها فكرة عملاقة تعني نهاية مرحلة توجيه الإنسان ليقوم بنفسه , فالنبوة تحولت هكذا من نموذج قديم إلى نموذج جديد , يعتمد زخم العقل والعلم , وآيات الله في الآفاق والأنفس , والكشف عن مصادر الطبيعة والتاريخ ... مع هذه الفكرة ينتهي عصر الخوارق والتفوق والامتيازات , فلا نبيَّ بعد ولا خوارق تدشن ... والعلم هو الذي سيحتل الساحة من خلال الكشف عن القانون وتسخيره في كلِّ مستوى) (جريدة الرياض عدد 11035 في 19/ 5/1419هـ).
* قوله بحرية العقيدة: قال: (إنَّ الأديان السماوية أُنزلت من أجل أن يُؤمن بها الناس ... ولم يُرسَل الأنبياء كي يُصادروا آراء الناس ويفرضوا عليهم القوة المسلَّحة) ملحق الرسالة بجريدة المدينة 24/ 9/1423هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول: (المجتمع الإسلامي هو المكان الوحيد المسموح فيه بممارسة كل الأفكار , والتقاء كل الثقافات بالتعايش والتعبير) سيكولوجية العنف ص234.
* قوله بأنَّ سبب فشل الشيوعية هو إكراه الناس على دين واحد , وأنَّ سبب فلاح الدول الأوربية هو استيعابهم لجميع الأديان في بلد واحد: قال: (لا يوجد جغرافيا واضحة لأوروبا، وهذا يعني بكلمة ثانية: أنَّ هذه التجربة - الاتحاد الأوربي - ستبلغ ما بلغ الليل والنهار , ولن يطول ذلك الوقت الذي تزحف فيه هذه الوحدة شرقاً، فتلتهم كل دول الحوض المتوسط في أحشائها , وإذ كانت قد تصدَّعت وتشظت الإمبراطورية الشيوعية عندما أرادت جمع الناس بالقوة تحت مبدأ الإكراه في الدين، فإنَّ الناس يجمعهم اليوم سقف أوروبي واحد) (ج الشرق الأوسط ع 8450 في 3/ 11/1422هـ).
* قوله بأنَّ أوروبا لم تستقر حتى رَفَضَت الكنيسة: قال: (لم تخرج أوربا من مستنقع الطائفية بسهولة، ولم يكسر احتكار الكنيسة للنصوص الدينية إلا بشق الأنفس) جريدة الشرق الأوسط ع 8436 في 18/ 10/1422هـ.
* سخريته بالقضاء والقدر , وقوله بأنَّ التحاكم إلى القرآن لا يحلُّ المشكلات: قال: (لنتذكر معركة صفين حيث رُفعت المصاحف على رؤوس الرماح , دليلاً على الرغبة في التحاكم إلى النصوص ... فلم يحل التحاكم إلى النصوص المشكلة , إن لم يكن قد زادها تعقيداً) سيكولوجية العنف ص24.
وقال: (إنَّ النصوص لم تحل مشكلة في يوم من الأيام , وإنَّ القرآن بذاته تم توظيفه لحياكة أكبر خدعة سياسية في التاريخ , فرُفع على رؤوس الرماح في كلمة حق يُراد بها باطل , وإن ما حكم تاريخنا كان الغدر والسيف , ومن سخرية الأقدار أن نرى في النهاية أنَّ من حلَّ المشكلة لم يكن النصوص) (ج الشرق ع 8009 في 4/ 8/1421هـ).
* احتاجه بالقدر على الكفر والفسوق: قال: (ما الذي يُفرِّق صاحب المذاهب عن السلفي بغير مذهب؟ وما الذي يُفرِّق السني عن الشيعي في الدين الواحد؟ ثم قفز السؤال عتبة جديدة: ما الذي يفرق المسلم عن المسيحي واليهودي والبوذي عن الديانات الأخرى؟ بل ما الذي يفرق المؤمن عن الملحد , .. روت لي سيدة كانت تعالج في مشفى كَنَسي في دمشق , وهي طفلة وصادف ذلك أيام أعياد الميلاد , فقَرَأَت في وجه الراهبات الخشوع , ورأت من لطف الراهبات في العناية بها ما جعلها تطرح السؤال التالي: لقد علَّمونا أنَّ ديننا هو الأفضل , ولعلَّهم يظنون بأنفسهم كما نظن بأنفسنا , وهو نفس السؤال الذي طرحته أم مالك بن نبي الذي استمرَّ طبيب فرنسي يُعالجها لفترة طويلة في بيتها , كانت العائلة تُردِّد نفس السؤال عن مصير هذا الكافر؟) ج الشرق ع 8436 في 18/ 10/1422هـ.
* قوله بأنَّ الجهاد شُرع لحماية ديانات الكفار داخل ديار المسلمين: قال: (الجهاد ليس لنشر الإسلام، بل لحماية الرأي الآخر، ولتطبيق مبدأ ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)) أي دين , أو مذهب , أو عقيدة، تركاً أو اعتناقاً، فالجهاد هو لحماية التعددية داخل المجتمع الإسلامي) سيكولوجية العنف ص12 - 13.
* تعطيل النصوص الشرعية بالتحريف والتأويل: ومن ذلك محاولاته الكثيرة لتأويل القرآن لإلغاء الجهاد في سبيل الله , قال: (بقدر نمو الوعي والتراكم المعرفي، والسمو الأخلاقي، تتراجع وتضمر مؤسسة العنف، حتى يتخلَّص الجنس البشري من العنف كلية ((حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)) (محمد: 4) سيكولوجية العنف ص120.
الله أكبر: قال ابن عباس رضي الله عنهما: ((حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)): حتى لا يبقى أحد من المشركين) (زاد المسير ج7/ 397).
* قوله بأنه إذا التقى المسلم مع الكافر بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار: قال مُعلِّقاً على قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) قال جلبي: (يظنُّ بعض الناس أنَّ هذا الحديث يخصُّ المسلمين باعتبار أنه قال: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) في محاولة لفهم عنصري مغلق) سيكولوجية العنف ص172.
(يُتْبَعُ)
(/)
وينتقص الصحابة رضي الله عنهم فيقول: (وفي الحديث معنى انقلابي خفي وعميق , إذ يُسوِّي تماماً بين الطرفين , وبسبب بسيط «لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه» وهذا فهم رائع مدهش لجوهر النزاعات البشرية وآلياتها النفسية العميقة , والصحابة رضي الله عنهم لم يفهموا المعنى الخفي والعميق خلف دلالة كلمات الحديث) سيكولوجية العنف ص198 , وجريدة الرياض عدد 10594 في 20/ 2/1418هـ.
* استهزاؤه بدعاء الله تعالى: سُئل: لماذا الآخرة غير حاضرة في مشروعك؟ أجاب: (أستطيع أن أرثي لكم فقط , لأنَّ المسلمين مشكلتهم دنيوية أرضية واقعية , وأنت تبحث في الميتافيزيقيا , مثل مريض السل الذي تُريد معالجته هذه الأيام بالدعاء , وهي كارثة عقلية) ملحق الرسالة بجريدة المدينة 24/ 9/1423هـ.
* تأليه الطبيعة أو الكون والواقع: قال: (لقد اعتبر القرآن التاريخ مصدراً للمعرفة تماماً مثل الطبيعة ... فهذه الحقول الأولية هي كلمات الله الأساسية , والنسخة الأصلية من كتاب الله التي لا تقبل التزوير والتحريف والتفسير اللاعقلاني , فصخرة أو جبل أو شجرة أو نهر , هرم فرعوني أم سور الصين , نقش مسماري أم هيكل عظمي , أدل على نفسه بنفسه من أيِّ نص كتب عنه مهما كان مصدره) (جريدة الرياض عدد 10447 في 22/ 9/1417هـ).
إنَّ كلام جلبي هذا كلام خطير في تأليه الطبيعة أو الكون والواقع , فقد جعل الصخرة المخلوقة أولى من كلام الله الذي خلقها؟!.
* تقديمه للواقع الذي يراه على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: قال: (الواقع أكبر من النصوص لأنه يشكل المصدر الذي يراه البشر جميعاً , لأنَّ الواقع هو النصّ مجسداً , في حين أنَّ النصوص تتعلَّق بالخلفية الثقافية التي حملها البشر , والتي بموجبها يفهمون النصوص ويتعاملون معها ويختلفون , بل ويفتك بعضهم بعض من أجل الخلافات في وجهات النظر وهم يُواجهون النصوص) سيكولوجية العنف ص42.
* تقديمه للتاريخ البشري على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم: قال: (لا يوجد مثل القرآن ... ولا توجد أمة لم تستفد من كل هذه الثروة العقلية كما فعل متأخرو المسلمين في استعصاء عقلي عنيد , غير مفهوم وغير مبرر ولا عقلاني , حرَّكها من خانة دول المقدمة العظمى إلى خانة دول التخلُّف والإتباع , في لغز يحتاج فك طلاسمه إلى بحث تاريخي عقلاني موسع لاكتشاف بدايات الخلل , والتاريخ يتحرَّك وفق قوانين نوعية , وهو مصدر للمعرفة , وفيها محطَّات كبرى عقلية تأسيسية للمعرفة) (جريدة الرياض عدد 10447 في 22/ 9/1417هـ).
* تطاوله على مقام النبوة والأنبياء: قال عندما سُئل عن العلم: (كنتُ قد طرحت أنَّ العلم حقَّق للجنس البشري ما لم يستطع تحقيقه الأنبياء على مدى العصور) ملحق الرسالة بجريدة المدينة الحلقة الثالثة في 10/ 9/1422هـ.
ويقول: (إنَّ الجنس البشري بلغ من النضج ما جعله يُحقِّق الحلم النبوي القديم في إلغاء مؤسسة العنف جملة وتفصيلاً .. والمؤسسات الدولية اليوم هي نطف بدائية لأفكار عظيمة نادى بها الأنبياء) سيكولوجية العنف ص151.
* تطاوله على نبي الله نوح عليه السلام: قال: (لقد فشلَ نوح عليه السلام في عملية التغيير الاجتماعية , أمامنا إذن إمكانية الفشل في تغيير المجتمع وتولِّي قيادته كما حدث لنوح مع أنه دعا فيه ما يزيد على تسعة قرون , فقصة نوح تُمثِّل مرحلة بدائية من التاريخ البشري) النقد الذاتي ص77 - 78.
* تطاوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: (فحين فشلَ في اختراق مجتمع مكة والطائف , نجح في نشر دعوته في أهل يثرب , حتى تفشَّى الإسلام في مجتمع المدينة , لكنه لم يذهب إليهم على ظهر المدافع والدبابات) سيكولوجية العنف ص125.
* سبُّه لبعض الصحابة رضي الله عنهم: قال: (وشخصيات هامشية في الثورة الإسلامية الأولى من طراز عمرو بن العاص ومعاوية حرَّفت مسيرة الخلافة الراشدة) جريدة الرياض عدد 10481 في 22/ 10/1417هـ.
وقال: (وفي معركة صفين تواجه فريقان: مَن قضى عمره في بناء الإسلام , ومن أنفق عمره في حرب الإسلام , ولكن مَن ربح لم يكن أنزه الطرفين , ورُفع المصحف على رؤوس الرماح كي يُعطَّل المصحف) الزلزال العراقي ص131.
(يُتْبَعُ)
(/)
* طعنه في الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم: قال: (فالصحابة فشلوا وبوقت مُبكِّر في المحافظة على المجتمع الإسلامي الذي بناه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كل تعب وعناء) سيكولوجية العنف ص34.
* تكفيره للصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه , وتكفيره لدولة بني أمية: قال: (عندما يقلب معاوية الوضع الراشدي لبناء دولة بيزنطية , ومسخ الخلافة الراشدة بالتآمر الأُموي) سيكولوجية العنف ص157.
* إنكاره لحدِّ الرِّدة وتجويزه لارتداد المسلم عن دينه: قال: (الخطأ يحق له أن يعيش، ولا يُقتل الإنسان من أجل آرائه مهما كانت) سيكولوجية العنف ص148.
ويقول: (في المجتمع الإسلامي مجتمع اللا إكراه لا يُقتل الإنسان من أجل آرائه أياً كانت الأفكار، سواءً تركاً أو اعتناقاً … وهذا يُفنِّد الاتجاه العام للمفهوم السائد بقتل المرتد , لأنَّ المرتد هو الذي يعتنق مبدأ ثم يتركه، فكيف تسمح الحرية الفكرية لاعتناق مبدأ ثم تحبسه فيه , إنه لا حرية فكرية مع هذا الحجر، فهذه المقولة تدشن العصبية الفكرية باتجاه واحد) المرجع السابق ص126 - 127.
* سخريته من جهاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم: قال: (فحينَ فشلَ في اختراق مجتمع مكة والطائف، نجحَ في نشر دعوته في أهل يثرب .. فلم يذهب إليهم على ظهر الدبابات بانقلاب عسكري) سيكولوجية العنف ص125.
ويقول: (وهذه كتب السيرة سجَّلت أحداثها على أساس مسلسل مُتتابع من الغزوات , كأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلَّم كان لا ينام إلاَّ على غزوة ولا يستيقظ إلاَّ على معركة , كما كُتبت مضمَّخة بعبق الأجواء السحرية , فكلها سلسلة من المعجزات) سيكولوجية العنف ص48.
الله أكبر: لقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ماتَ ولم يغزو ولم يُحدِّث نفسه بالغزو ماتَ على شعبةٍ من نفاق)) وروى البخاري عن أبي هريرةَ أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده: وددت أني أُقاتلُ في سبيل الله فأُقتل ُ , ثم أُحيا ثم أُقتلُ , ثم أُحيا ثم أُقتل , ثم أُحيا)) فكان أبو هريرة يقولُهن ثلاثاً أشهدُ بالله.
* إلغاؤه للجهاد في سبيل الله تعالى: قال مستدلاً بقصة ابني آدم عليه السلام في غير مكانها: (الذي حدث بين الدول أنها لم تتبنَّ موقف ابن آدم المقتول , فنشبت الحروب ولم تتوقف إلاَّ بتطوُّر السلاح النووي ودخول العصر الذري , حينما أدركت الدول أنَّ خوض الحروب غير رابح إطلاقاً) (ج الرياض ع 10895 في 26/ 12/1418هـ).
* دعوته لإقامة حلف عالمي جهادي لرفع الظلم عن الناس مُسلِمهم وكافرهم: قال: (إنَّ الجهاد المسلَّح شُرع لحماية المخالف وضد الظالم , وهي أداة مسخَّرة ضد المسلم عندما يكون ظالماً , وليست ضد الكافر طالما كان عادلاً , والجهاد تحرير مهم كونه دعوة لإقامة حلف عالمي لرفع الظلم عن الإنسان أيَّاً كان) وقال: (وبذلك فإذا رأينا أنَّ الوثنيين يُضطهدون ويُعذَّبون ويُطردون من ديارهم بالقوة المسلَّحة في أقصى جزر الأرض على يد المسلمين , فيجب نصر الوثنيين المظلومين ضد المسلمين الظالمين , لأنَّ علَّة الجهاد هي لردِّ الظلم من أي مصدر جاء) سيكولوجية العنف ص128 , ص164.
* تأييده لحرب أمريكا على العراق وأنه نوعٌ من الجهاد: قال: (ما عملته أمريكا مع سلوبودان يُمكن أن يكون نوعاً من الجهاد ... كذلك فإنَّ نفس الأمر ينطبق على صدام حسين , فيجب على صدام أن ينشئ تعددية حزبية , وعليه أن يستقيل فهو قد انتهى , إذا كانت أمريكا تريد فعلاً عمل نظام ديمقراطي في العراق فأنا مع أمريكا) ملحق الرسالة 3/ 9/1423هـ.
* اتهامه بأنَّ الجهاد كان لأجل الغنائم: قال: (كانت الحروب قديماً تُؤدِّي دوراً من الغنائم والأسلاب والرقيق , واليوم فات وقتها , والعالم في طريقه لإلغاء مؤسسة الحرب) سيكولوجية العنف ص143.
* تسميته لجهاد الدفع تخلُّف: قال: (غدت الحرب موضة قديمة يُمارسها المتخلِّفون , فكل بؤر النزاع والحروب في العالم اليوم هي في معظمها مناطق المتخلِّفين , وعندما نتأملها نراها في أفغانستان والصومال وزائير , فكلها كما ترى مناطق المتخلِّفين) سيكولوجية العنف ص164.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وصفه للشعب اليهودي بما وصفَ الله به الصحابة ويصفُ الشعب العربي بما وصفَ الله به اليهود: قال: (ويجب أن نعترف بحقيقة أنَّ المجتمع الإسرائيلي من داخله ديمقراطي , فهم رحماء فيما بينهم , وهم في الخارج أشداء على العرب وأهالي فلسطين , أمَّا نحن ((تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)) (الحشر:14) (ج الشرق في 26/ 2/1423هـ).
* إيمانه بنظرية دارون: وهذه النظرية تتنكَّر للأديان السماوية , لأنها تعتمد على (أنَّ أصل الحياة خلية كانت في مستنقع أو بحر قبل ملايين السنين , ثمَّ تطوَّرت هذه الخلية , ومرَّت بمراحل عديدة منها: مرحلة القرد الذي تطوَّر ليكون منه هذا الإنسان , وهذه العملية كلّها من فعل الطبيعة , ويَعتبر دارون أنَّ الطبيعة تخلق كل شيء , ولا حدَّ لقدرتها على الخلق .. ) يُنظر: مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب ص96 - 98.
قال جلبي: (لقد فتح دارون الطريق لمعرفة سر الحياة , وأصل الإنسان بشكل عام , وهذا بدوره شقَّ الطريق إلى مجموعات جديدة من فضاءات المعرفة ... لقد تركت الدارونية بصماتها على الفكر الإنساني من خلال علم الاجتماع على الشكل الذي طوَّره البريطاني سبنسر) جريدة الرياض , عدد 10405 تاريخ 9/ 8/1417هـ.
* دعوته للديمقراطية وهي حكم الشعب بالشعب , وأنَّ من لم يقل بها فهو مُخرِّب ومجرم: قال: (الديمقراطية انقلاب عقلي قبل كلِّ شيء , وتربية طويلة , وما لم نفطن إلى طبيعة الأشياء فسوف نبقى مُخرِّبين ومجرمين) سيكولوجية العنف ص130.
ويقول في ص157: (الديمقراطية الشورية سوف تعم العالم , فهي قَدَرٌ لا مفرَّ منه مثل الموت).
* زعمه بأنَّ الفلاسفة هم بناة الحضارة: قال: (فالتاريخ رأى في الفلاسفة والمفكرين أنهم البُناة النظريون للحضارة الإنسانية , إنهم مفجِّرو الثورات , إنهم منشئو الحركات , إنهم مغيِّرو مجرى التاريخ) النقد الذاتي ص74.
* تكفيره للعرب: قال: (قد يكون العالم العربي في بعض جوانبه ارتدَّ وانتكس , فالجنس البشري ليس وقفاً على حالة العالم العربي وأمراضه وظلامه السياسي وإغلاقه الفكري) ج الرياض ع 10496 في 12/ 11/1417هـ.
* قوله بوجوب الحزن لحزن أمريكا: قال: (يجبُ أن نحزن لحزن أمريكا , لأنَّ فشلها فشل لكلِّ الجنس البشري , ولأنها تُمثِّل طليعة الجنس البشري) ج الاقتصادية ع 3403 في 3/ 12/1423هـ.
* دعوته للعُريِّ والاختلاط: قال: (عند سكان استراليا الأصليين تتدلَّى أثداء النساء بدون أن تُثير الفتنة , وفي كهوف الفلبين يعيش الناس رجالاً ونساءً مع أطفالهم في حالة عُريٍّ كامل , فلا يصيح واعظهم أنَّ هذا مخلٌ بالأخلاق , وبالمقابل: فإنَّ كشف يد امرأة متلفِّعة بالسواد من مفرق رأسها حتى أخمص القدم في بعض المناطق من العالم العربي يُثير الشهوة عند رجال يعيشون في حالة هلوسة جنسية عن عالم المرأة) ج الشرق الأوسط في 23/ 4/1423هـ.
* زعمه بأنَّ الحج فُرض لإيقاف الحروب: قال: (جُعل الحج تظاهرة لإيقاف تقديم القرابين البشرية وتدشين السلام العالمي) سيكولوجية العنف ص210.
* دعوته لتمديد الأشهر الحرم لتشمل السنة كلَّها , وتوسيع حدود الحرم ليشمل الكرة الأرضية: قال: (بعد أن تأمَّلت ظاهرة الحج رأيتُ أنها رمزية في تحويل البيت الحرام إلى أقطار الأرض جميعاً كهدف إبراهيمي قديم , فيكبَّر البيت الحرام ليستوعب بسلامه الكرة الأرضية كلَّها من خلال تجربة صمدت عبر أربعة آلاف سنة , ومدّ الأشهر الأربعة لتعم السنة , أي امتداد السلام إلى العالم في مستوى الزمان والمكان) سيكولوجية العنف ص161.
* زعمه بأنَّ الأضحية شُرعت لإيقاف الحروب: قال: (وكانت التضحية بالحيوان ترميزاً لإحياء ذكرى الإعلان الإبراهيمي قبل أربعة آلاف سنة بالتوقف عن تقديم القرابين البشرية , وتوديع عقلية العالم القديم في حل المشاكل بالعنف) جريدة الرياض عدد 10531 في 17/ 2/1417هـ.
* زعمه بأنَّ الصوم شُرع من أجل إيقاف الحروب: قال: (لماذا نصوم؟ ... كان الصيام إحدى أدوات التحرير الكبرى في الهند أيام غاندي , وأهم ما في التحرير: تحرير النفس من كراهية الانجليز قبل رحيلهم , لأنَّ العنف شجرة خبيثة , جذورها الكراهية , وثمرتها الخوف في علاقة جدلية) جريدة الرياض عدد 10790.
(يُتْبَعُ)
(/)
* تمجيده للفلاسفة من الكفار: قال: (ومشى في هذا الدرب الأنبياء والآمرون بالقسط من الناس , وكان سقراط واحداً منهم، فلم يقتل ولم يهرب من الموت , كان سقراط فلتة عقلية، وبالتعبير الطبي طفرة , والطفرة هي قفزة نوعية في الخلق , مع هذا فقد حكمت أثينا الديمقراطية بإعدام سقراط عام 399 ق. م) ج الشرق 9460 في 9/ 9/1425هـ.
* دعوته لنزع السلاح من جيوش البلاد الإسلامية , واستسلامها بدون قيد ولا شرط , ومَن لم يفعل ذلك فهو مغفَّل: قال: (إنَّ الدول الكبرى أدركت عقم مفهوم القوة .. فهم يعلمون أنَّ أكبر خطر يُهدِّد امتيازاتهم هو انتباه واستيقاظ المغفَّلين على هذه الحقيقة , فنكفُّ عن شراء الأسلحة , ونفعل كما فعلت اليابان وألمانيا اللتين استسلمتا دون قيد ولا شرط في الحرب العالمية الثانية , فكانت النتيجة أن ارتفعتا إلى قمة العالم دون سلاح) سيكولوجية العنف ص168.
* قوله بأنَّ الاستسلام للعدو هو السلاح الوحيد لكي يعتذر عن قتله للمسلمين: قال عن مجزرة ما يُسمَّى بالحرم الإبراهيمي وقتل الناس وهم في صلاتهم: (إنَّ هذه المذبحة جعلت اليهود ليس في إسرائيل وحدها بل حتَّى في كندا يمشون مطأطئي الرؤوس خجلاً وهم يحملون الشموع والقناديل والدموع عن أولئك الذين قُتلوا صبراً ظلماً عُزَّلاً مُصلِّين) سيكولوجية العنف ص90 , وقال عن مجزرة صبرا وشاتيلا: (لقد حرَّكت هذه المذبحة الضمير العالمي كله , بل وحرَّكت المظاهرات داخل إسرائيل نفسها حزناً عليهم , بسبب موتهم بغير دفاع , خلافاً للقتل المتبادل في الحرب الأهلية , والقاتل سوف يندم في النهاية فكان من النادمين والندم هو التوبة) سيكولوجية العنف ص91.
* تسميته للفسلطينين الذين يدافعون عن دينهم وأنفسهم ووطنهم إرهابيون: قال: (إنَّ إسرائيل تُراهن في العالم على تشويه صورة العربي الذي يقوم بالعمليات الإرهابية الانتحارية , ولكن أسلوب مقاومتها بالطريقة السلمية يُوقظ الضمير الإسرائيلي) سيكولوجية العنف ص215.
* دعوته للشعوبية: وهي تفضيل العجم على العرب: ومن ذلك قوله: (وهنالك حزمة أمراض ثقافية تبلغ العشرة منها: أنَّ العالم العربي ما زال يحكم بسيف معاوية بعد انطفاء الوهج الراشدي ... وأنَّ الثقافة العربية تستحم بالعنف منذ المصادرة الأُموية , وتوديع حياة الرشد , واعتناق حياة الغي , وتفشِّي روح الغدر والقتل والانقلابات والتآمر , فليس بعد الرشد إلاَّ الغي) ج الرياض ع 10692 في 1/ 6/1418هـ.
* حُزنه على فتح القسطنطينية: قال: (يفرح المسلمون بسقوط القسطنطينية 1453م ولكن هناك مَن يذكرها مع الدموع , فهل كان فتحها إسلامياً؟ ثم ما هي النتائج المدمِّرة على العالم الإسلامي من وراء هذا الفتح المبين؟ إنَّ المشكلة هي أن ما يفعله المرء يراه عين الصواب، ولا يخطر في بالنا أنَّ تاريخنا قد يكون في بعض صفحاته مرباداً أسود كالكوز مُجخِّياً) ج الشرق ع 8310 في 10/ 6/1422هـ.
* شتمه لأهل السنة والجماعة: قال: (إنَّ جذور الاستعمار تضرب في تربة الثقافة , وأنَّ هذا المرض يعسُّ في مفاصل الثقافة العربية , مثل الروماتيزم الخبيث , منذ الانقلاب الأموي , وقُتل العقل على يد تيار ما سُمِّي أهل السنة والجماعة , ولم يكن بسنة ولا جماعة) كتاب الزلزال العراقي ص124.
* دعوته لمذهب الخوارج في الخروج على الأُسر الحاكمة: قال: (لماذا استوردنا سيارات ولم نستورد الديموقراطية؟ ولماذا نُبايع الزعيم السياسي مثل شيخ الطريقة الصوفية إلى الأبد) ج الشرق ع 8695 في 12/ 7/1423هـ.
* طعنه وسخريته بالحضارة الإسلامية: قال: (وإحدى الحضارات المتبقية التي تترنح اليوم , وتبدو كشبح مجتمع هي الحضارة الإسلامية , مجتمع منطفئ الفعالية , عاجز عن حل مشكلاته الميدانية) جريدة الرياض عدد 10335 في 28/ 5/1417هـ.
* مدحه لحضارة الكفار: ومن ذلك دفاعه عن مذبحة وقعت بين طلاب مدرسة أمريكية: (فقصة مجزرة المدرسة الأمريكية , يجب أن لا تُحرِّض فينا منعكس البحث عن العورات , فمن كان بيته من زجاج عليه ألاَّ يضرب الآخرين بالحجارة , بل يجب علينا أن نتأمل مظاهر الصحة والقوة عندهم , نُلقِّحُ بها مجتمعاتنا العاجزة) جريدة الرياض عدد 10874 في 5/ 12/1418هـ.
* المخرج من الكارثة التي أصابت الشرق الأوسط: قال: (وفي قناعتي أنَّ كارثة أصابت الشرق بعدم تطوير الفن , ويجب أن نُطوِّر فرقاً موسيقية , كما فعل الإيرانيون) مقابلته في ملحق الرسالة 28/ 8/1422هـ.
هذا غيض من فيض من ضلالات خالص جلبي , هداه الله على أيدي العلماء والولاة إنه سميع مجيب.
نسأل الله تعالى أن يكفينا شرَّ المنافقين والمنافقات , وأن يجعل كيدهم في نحورهم , وأن يُعيذنا من شرورهم , وأن يفضحهم في عقر دارهم , آمين , وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم.(/)
رابطة خريجي الازهر و شعار احياء التراث الاشعري
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 05:15]ـ
الملتقى الخامس لرابطة خريجي الأزهر يؤكد على وسطية الإسلام ومحاربة الغلو والتطرف
2010 - 04 - 30
----
كتبت- هالة ابراهيم:
تحت عنوان (الإمام أبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة " نحو وسطية إسلامية تواجه الغلو والتطرف")،تعقد رابطة خريجي الأزهر العالمية الملتقي الخامس لها في الفترة من 8 إلى 11 مايو الحالي، حيث تتناول محاور المؤتمر وسطية الإمام الأشعري، وفلسفته، وقضايا التأويل، وتراثه وتأثيره في حركة التجديد".
ويؤكد الدكتور عبد الله الحسيني رئيس جامعة الأزهر: أن الملتقي يعكس توجه الأزهر في الوسطية والاعتدال ونبذ كل أفكار العنف والتطرف والتشدد. كما أن من أهدافه التأصيل لهذا التوجه، من خلال إلقاء الضوء على أصول الوسطية ومحاربة التشدد عن طريق عرض حياة وفكر وآراء شخصية من أئمة أهل السنة وهو الإمام أبو الحسن الأشعري الذي كان إماما للوسطية وعاش في القرن الثالث الهجري ويعد معلما بارزا في التاريخ الإسلامي ولفت إلي أن هذه الوسطية والاعتدال جمعت كلمة المسلمين بعدما أوشكت علي التفرق كما أن مذهبه كان جامعا خصبا بين العقل والنقل وجعل العقل في خدمة النص مشيرا إلي أن عقد المؤتمر في هذا الوقت بالذات هو تذكير للأمة ولم شملها علي ما يجمعها ولا يفرقها بما يبعد عنها تهم التكفير والتطرف.
وان اختيار ه كعنوان ليس لشخصه بل للقيم والمبادئ التي أسس عليها مذهبه الذي امتد لقرون طويلة راسيا وأفقيا
كما أوضح الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي نائب رئيس رابطة خريجي الأزهر العالمية أن حديث مؤتمر خريجي الأزهر عن أهل السنة وحقيقة السلفية ليس نزاعا مع احد ولا هجوما على أحد وليس فتحا لنواة الصراع على الخلافات العقدية، وقال:" نحن نريد ان نجمع أنفسنا على التحديات العالمية، دون خروج عن الخط والمعاصرة، وأن نطبق أدب الإسلام الذي يوجب علينا ألا نجعل مؤتمرنا مجالا للصراعات" إلا أنه لم يستبعد أن توجد هناك من يحاول سحب الأزهر لصراع مذهبي خلال المؤتمر وتعهد بان يسير المؤتمر نحو جمع وحدة المسلمين ولم شملهم مهما حاول البعض أن يجر المؤتمر للنزاع.
وحول اختيار الأشعري كمحور للمؤتمر أشار إلى أن السبب هو أن مذهبه كان جامعا خصبا بين العقل والنقل، وجعل العقل في خدمة النص، كما أننا نريد أن نحيي منهج السلف الحقيقي بعيدا عن الغلو الذي طاله في زمننا الحالي، مؤكدا أن أقامة هذا المؤتمر هو محاولة لتذكير الأمة بما يجمعها ولا يفرقها.وشدد على أن الأزهر لا يريد في مؤتمره محاربة المعتزلة باختيار الأشعري وإنما يريد الجمع بين العقل الذي نادى به المعتزلة والنقل الذي طالب به السلف، مشيرا إلى أن المؤتمر ليس من هدفه تكفير أحد، ولا صراع مع أحد ونحن نريد إقرار مبدأ الوسطية، حيث أن هدف المؤتمر تجميع المسلمين ومحاربة الغلو ونزعة التكفير إلى آخره وسيتكفل المؤتمر بتصحيح والرد علي ما يقال ويتردد من اتهامات لعلماء السلف الذين اثروا العلوم الشرعية.
المصدر: هنا ( http://kbret.net/Arabic/Alawaal/Show_Article.php?article_id=20 3&user_id=356&topic_%20cat=first)(/)
نفي الملل والسآمة عن ذات الله تعالى وإثبات صفة المكر والكيد ..
ـ[زياني]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 11:29]ـ
بسم الله وبعد:
المطلب الأول: ذكر حديث الملال والسآمة تعالى الله عنهما:
المطلب الثاني: ذكر إيمان السلف بالصفات إيمانا معلوم المعنى مجهول الكيفية:
المطلب الثالث: ذكر معنى الملال في لغة العرب التي جاء بها القرآن:
المطلب الرابع: ذكر كلام السلف وفهمهم لهذا الحديث:
القول الأول: من قال بإثبات الملل والسآمة ودليله:
القول الثاني: نَفْيُ الملال، وذِكر معنى حديث" حتى تملوا"، في لغة العرب وكلام السلف في ذلك:
المطلب الخامس: وهو النظر في كلام الأئمة وفهم السلف،
المطلب السادس: النظر في كلام اللغويين:
المطلب السابع: تنبيه هام جدا في إثبات صفة الكيد والمكر لله تعالى:
المطلب الأول: ذكر حديث الملال والسآمة تعالى الله عنهما: وقد خرجه البخاري 43 ومسلم 782 في الصحيح عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال: من هذه؟ قالت: فلانة تذكر من صلاتها، قال: مه، عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا"، وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه"، وفي رواية لمسلم 785:" خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا"، وقد تقرر من منهج السلف أن الصفات عندهم معلومة المعنى مجهولة الكيفية، خلافا للمفوضة الضُلال، كما أن السلف لا يثبتون من الصفات إلا ما أثبت الله لنفسه أو أثبته له رسوله في سنته، من دليل منطوقٍ أو صريحٍ أو ظاهرٍ على إثبات ذلك، وعلى فهم السلف الصالح، إذ لا يحل أبدا مُخالفتهم في الفهم، مع مراعاة لغة العرب التي جاء بها الشرع، والسلف الصالح كانوا من أعلم الناس باللغة، فنظرنا في تلكم القواعد السنية فوجدنا ما يلي:
المطلب الثاني: ذكر إيمان السلف بالصفات إيمانا معلوم المعنى مجهول الكيفية: وذلك أنهم يؤمنون بالصفات إيمانا معلوم المعنى، لا أنهم مُفوضة، وقاعدتهم في ذلك ما رُوي عن أم سلمة، وقال به ربيعة والإمام مالك: الإستواء معلوم والكيف مجهول، وقد أجمع السلف على ذلك في كل الصفات، وعليه فمن أثبت الملال أو السآمة فلا بد مِن أن يُبيّن معناهما حتى يُؤمن به، ونظرا لشناعة هذا المعنى عن الله تعالى لم يستطع المثبتون للملال إثبات ذلك المعنى له، بل ولم يستطع أحد منهم تحديد معنى هذا الملال الذي يُثبتونه، فعُلم أن هذا القول باطل والحمد لله.
المطلب الثالث: ذكر معنى الملال في لغة العرب التي جاء بها القرآن: ثم نظرنا في لغة العرب فوجدنا أن الملال هو السآمة كما بينت ذلك الرواية الأخرى التي سبقت، وهما بمعنى واحد، وهو الضجر وضيق النفس وثقلها وفتورها، وقال ابن منظور وابن الأثير في النهاية: والسآمةُ المَلَلُ والضَّجَر"، وقال الإمام أبو إسحاق الحربي في غريب الحديث1/ 338:" قَوْلُهُ: لا يمل حَتَّى تملوا. أَخْبَرَنَا سَلَمَةَ عَنْ الفَرَّاءِ يُقَالُ: مللت أملُّ ضَجْرت، وَقَال أبو زَيْد: مَلَّ يِمِلُّ مَلاَلةً وَأَمْلَلْتُه إمْلالا، فكأنَّ الَمعْنَى لاَ يملُّ مِنْ ثواب أعْمَالِكُمْ حَتَّى تمَلُّوا ِمنَ العَمَلِ"، قال الحربي: أخبرني أَبُونَصْرٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ: يُقَال: أمَلَّ فُلاَنٌ على فُلانٍ إذَا شَقَّ عَلَيْه"، وقال في تاج العروس: وفي مُهِمّاتِ التَّعريف للمُناوِيِّ: المَلالُ: فُتورٌ يَعرِضُ للإنسان من كثرة مُزاوَلَةِ شيءٍ فيُوجِبُ الكَلالَ والإعراضَ عنه، وفي الحديث: " فإنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حتّى تَمَلُّوا " معناه أَنَّ اللهَ لا يَمَلُّ أَبداً ملَلْتُمْ أَو لمْ تَمَلُّوا"، وقال ابن حجر في فتح الباري: الملال استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته وهو محال على الله تعالى باتفاق"، وأصاب في ذلك فكل هذه الأمور والمعاني مما يجب أن يُنزه الله عنها اتفاقا، ومن أصر على إثبات الملال وجب عليه أن يُبين معناه اللغوي لأن كل صفات ربنا معلومة المعنى باتفاق، وإلا لحِق بطائفة المفوضة أعاذنا الله منها.
المطلب الرابع: ذكر كلام السلف وفهمهم لهذا الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الأول: من قال بإثبات الملل والسآمة ودليله: فقد قيل بإثبات صفة الملل والسآمة لله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهذا القول لا يُعلم عن أحد من السلف قاله، إلا نقلا عن ابن القاسم ولم يصح عنه أبدا، وقولا لأبي يعلى الفراء وليس في حقيقته إثبات أصلا، لأنه وإن أثبت الملال، فإنه فوض معناه ولم يُثبِته، فقال القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات 1/ 370:" اعلم أَنَّهُ غير ممتنع إطلاق وصفه تَعَالَى بالملل لا عَلَى مَعْنَى السآمة والاستثقال ونفور النفس عَنْهُ، كَمَا جاز وصفه بالغضب لا عَلَى وجه النفور، وكذلك الكراهة والسخط والعداوة .. "، ومن المعلوم لغة أن الملال هو السآمة كما بينته الرواية الأخرى التي سبقت، وهو أيضا الضجر واستثقال النفس كما مر، ولئن أنكر أبو يعلى المعنى، فأي إثبات للملل يريد، وهذا هو عين التفويض الذي أنكره الأئمة، فإنه أنكر سائر معاني الملل اللغوية ثم قال:" فإن قِيلَ: مَعْنَى الملل ها هنا الغضب، فيكون معناه لا يغضب عليهم وَلا يقطع عنهم ثوابه حتى يتركوا العمل، قيل: هَذَا غلط ... "، وليس السلف هم من فسر الملل بالغضب كما مر وسيأتي، ثم قال أبو يعلى: فإن قِيلَ: معناه: إن اللَّه لا يمل إِذَا مللتم، ومثل هَذَا قولهم: إن هَذَا الفرس لا يفتر حتى تفتر الخيل، وليس المراد بذلك أَنَّهُ يفتر إِذَا فترت الخيل، إذ لو كان المراد به هَذَا مَا كان لَهُ فضل عليها، لأَنَّهُ يفتر معها، وإنما المراد به لا يفتر وإن فترت الخيل، وكذلك قولهم فِي الرجل البليغ: لا ينقطع حتى ينقطع خصومه، يريد بذلك أَنَّهُ لا ينقطع إِذَا انقطعوا، إذ لو كان المراد به ينقطع إِذَا انقطعوا لَمْ يكن لَهُ فضل عليهم فعلى هَذَا يكون مَعْنَى الخبر أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لا يترك الإحسان إِلَى عبيده، وإن تركوا هم طاعته قيل: هَذَا غلط، لأَنَّ الخبر قصد به بيان التحريض عَلَى العمل والحث عَلَيْهِ وإن قل، فإذا حمل الخبر عَلَى استدامة الثواب مع انقطاع العمل من العامل لَمْ يوجد المقصود بالخبر، لأَنَّهُ يعول عَلَى التفضل ويطرح العمل وجواب آخر: وَهُوَ أن حتى لَهَا ثلاثة أقسام: أحدها: أنها تكون غاية، وتكون بمعنى كي، وتكون بمعنى إِلا أن وليست بمعنى إِذَا "، فحصل أن أبا يعلى لم يُثبت أي معنى للملال إلا مجرد اللفظ فقط، وليس هذا بشئ في لغة العرب ولا عند السلف، وسيأتي مناقشة قوله، وكلام السلف على ذلك، وإن كان يُروى في ذلك عن ابن القاسم فلم يصح عنه أصلا، لأنه بلاغ ضعيف، ولا يحل لأحد أن ينسب لآخر قولا شنيعا هو منه برئ، فقال ابن عبد البر في التمهيد 7/ 152:" وقد بلغني عن ابن القاسم أنه لم ير بأسا برواية الحديث أن الله ضحك وذلك لأن الضحك من الله والتنزل والملالة والتعجب منه ليس على جهة ما يكون من عباده"، وهذا أثر ضعيف وابن عبد البر بريء من عهدته لأنه ذكره بلاغا ضعيفا، وقد خالفه ـ ابن عبد البر ـ نفسُه فقال:" قوله "إن الله لا يمل حتى تملوا"، معناه عند أهل العلم ان الله لا يمل من الثواب والعطاء على العمل حتى تملوا أنتم، ولا يسأم من افضاله عليكم إلا بسآمتكم عن العمل له، وأنتم متى تكلفتم من العبادة ما لا تطيقون لحقكم الملل وأدرككم الضعف والسآمة وانقطع عملكم فانقطع عنكم الثواب لانقطاع العمل، يحضهم صلى الله عليه وسلم على القليل الدائم ويخبرهم أن النفوس لا تحتمل الاسراف عليها وان الملل سبب الى قطع العمل"،
القول الثاني: نَفْيُ الملال، وذِكر معنى حديث" حتى تملوا"، في لغة العرب وكلام السلف في ذلك: من المعلوم أنَّ أهل السنة لا يستدلون على إثبات الصفات إلا ببُرهانٍ دلالتُه نصِّيَّةٌ صريحة أو ظاهرةٌ، وبعْد النظر في هذا الحديث عُلِمَ أنه ليس بنصٍّ على إثبات الملال، ولا هو بالصريحِ في ذلك، بل ولا ظاهرٌ أيضا، وإنما هو محتمل لعدة أمور سأُبَيِّنها في معنى قوله:" حتى تملوا"، فإن " حتى"، لها عدة معانٍ واحتمالات كلها تدل على نفي صفة الملال والسآمة تعالى الله عنهما علوًّا كبيرا، إلا وجه واحد محتملٌ مأخوذ من مفهوم المخالفة، وقد تقدس الله عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الوجه الأول: أن تكون " حتى "، حرف جرٍّ غائية بمعنى إلى، وعليه فتكون دلالتها من باب مفهوم المخالفة، والصواب فيه أنه حجة إن دل على ضد واحد، وأما هنا فيدل على ضدّيْنِ متناقضِين، أحدهما أن الله تعالى لا يمل حتى نمل نحن فيمل هو، والثاني أن الله لا يمل حتى نمل نحن، ولن يمل هو أبدا، وهذا المفهوم الثاني هو الذي عليه عامة السلف فقال الإمام ابن قتيبة وغيره: ومثال هذا الكلام: قولك هذا الفرس لا يفتر حتى تفتر الخيل، يريد أنه لا يفتر إذا فترت .. "، وقال الطحاوي: وإنما هو عند أهل العلم في اللغة على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمل الله إذا مللتم " إذ كان الملل موهوما منكم وغير موهوم منه عز وجل، وكان مثل ذلك الكلام الجاري على ألسن الناس عند وصفهم من يصفونه بالقوة على الكلام والبلاغة منه والبراعة به " لا ينقطع فلان عن خصومة خصمه حتى ينقطع خصمه" ليس يريدون بذلك أنه ينقطع بعد انقطاع خصمه؛ لأنهم لو كانوا يريدون ذلك لم يثبتوا للذي وصفوه فضيلة إذ كان ينقطع بعقب انقطاع خصمه كما انقطع خصمه ولكنهم يريدون أنه لا ينقطع بعد انقطاع خصمه كما انقطع خصمه عنه .. ،ثم قال: أي إنكم قد تملون فتنقطعون، والله بعد مللكم وانقطاعكم على الحال التي كان عليها قبل ذلك من انتفاء الملل والانقطاع عنه"، وبهذا الفهم قال ابن قتيبة والطحاوي وعامة السلف كما سيأتي.
والوجه الثاني: إنْ كانت" حتى" غائية فهل تدخل الغاية في المغيَّا أم لا؟، بمعنى آخر هل يكون ما بعدها داخل في حكم ما قبلها أم لا؟، وسيأتي أنه لا يدخل هنا، لذلك لا يدخل لفظ الملل على الله تعالى أصلا، وأمر آخر وهو هل يكون ما بعدها من جنس ما قبلها أم لا؟، وكأن الصواب أنه يصح أن يكون ما بعدها ليس من جنس ما قبلها، فيكون منقطعا عنه وإن كان قليلا، كقولك:" جاء الرجال حتى النساء"، وعليه يكون لفظ هذا الحديث من باب المشاكلة اللفظية المعروفة عند العرب، فقال ابن عبد البر في التمهيد:" وإنما جاء لفظ هذا الحديث على المعروف من لغة العرب بأنهم كانوا إذا وضعوا لفظا بإزاء لفظ وقبالته جوابا له وجزاء ذكروه بمثل لفظه وإن كان مخالفا له في معناه، ألا ترى إلى قوله عز وجل: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} وقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}، والجزاء لا يكون سيئة والقصاص لا يكون اعتداء لأنه حق وجب"، وقال البيهقي في الكبرى 3/ 18:" قال الشيخ أبو بكر الاسماعيلي: قوله عليه السلام فان الله لا يمل حتى تملوا قال فيه بعضهم: لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل، والله عز وجل لا يوصف بالملال ولكن الكلام خرج مخرج المحاذاة للفظ باللفظ وذلك شائع في كلام العرب وعلى ذلك خرج قول الله عزوجل (وجزاء سيئة سيئة مثلها) قوبلت السيئة الاولى التي هي ذنب بالجزاء على لفظ السيئة والقصاص عدل ليس بسيئة، وكذلك قوله تعالى (فاعتدوا عليه بمثله بمثل ما اعتدي عليكم) واقتصاصه ليس بظلم ولا عدوان فخرج في اللفظ للمحاذاة على الاعتداء والمعنى ليس باعتداء فكذلك قوله:" فإن الله لا يمل حتى تملوا"، أخرج محاذيا للفظ حتى تملوا والمعنى لا يقطع عنهم ثواب اعمالهم ما لم يملوا فيتركوها"،
والوجه الثالث: أن تكون حتى عاطفةً بمعنى الواو، فيكون معنى الكلام أن الله لا يمل، وأنتم تملون، وهذا وجه قويّ قال به جماعة، فذكر الداودي أن أحمد بن أبي سليمان قال:" معناه لا يمل وأنتم تملون"، ويجوز أن تكون حتى بمعنى الفاء كما قدرها النحويون في قولهم: سرت حتى أدخل المدينة، أي سرت فأدخل المدينة، والمعنى: أن الله لا يمل، فأنتم تملون،
والوجه الرابع: أن تكون حرف ابتداء بمعنى" أما"، والمعنى أن الله لا يمل، وأما أنتم فتملون، وهذا وجه صحيح أيضا من لغة العرب، يؤيده قول الشاعر:
فما زالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
وقال آخر:
مطوت بهم حتى تكل غزارتهم ... وحتى الجياد يقدن بأرسان
والوجه الخامس: أن تكون حتى التعليلية بمعنى كي، وكأن المعنى أن الله لا يملُّ كي تملوا أنتم، فينبغي الإقتداء به في عدم الملل، ويكون ذلك بالإقلال من العمل حتى لا يحدث الملال والسآمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والوجه السادس: أن تكون "حتى" ناصبة بنفسها، لأنها دخلت هنا على الفعل المضارع، فيتعين إضمار" أن " بعدها، ثم تُؤوَّلُ مع فعلها بمصدر، فيكون المعنى: إن الله لا يمل وإن تملوا، أي" لا يملُّ لِمَلَلكم "، فقال ابن الجوزي في غريب الحديث:" قوله:" إِن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا"، فيه ثلاثة أوجه أحدها أن المعنى وإِنْ مَلَلْتُم"، وهذا الوجه أيضا فيه نفي صفة الملال والسآمة عن الله تعالى،
والوجه السابع: أن تكون حتى بمعنى" إذا"، أي أن الله لا يمل إذا مللتم، قال الخطابي في غريب الحديث:" وقوله خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يسأم حتى تسأموا، ومعناه لا يسأم إذا سئمتم كقول الشنفرى: صليت مني هذيل بخرق لا يمل الشر حتى يملوا، يريد أنه لا يمل إذا ملوا ولو أراد به النهاية لم يكن فيه مدح ولا له عليهم فضل"، وبه قال ابن قتيبة والطحاوي كما سيأتي.
وهذه هي أوجه لغة العرب التي جاء بها القرآن والسنة، وكلها تدل على نفي صفة الملال والسآمة عن الله تعالى جل في علاه، والله الموفق.
المطلب الخامس: وهو النظر في كلام الأئمة وفهم السلف، فقد وجدنا عامة السلف يُنزهون الله تعالى عن الملال والسآمة تعالى عن ذلك علوا كبيرا، وقد ألف أهل السنة كتبا كثيرة في الإعتقاد والصفات كالدارمي وعبد الله بن أحمد والخلال والمروذي والنجاد وابن خزيمة وابن أبي عاصم والدارقطني وابن منده والبربهاري والآجري واللالكائي وغيرهم كثير لا يُعلم عن أحد منهم أنهم ذكر صفة الملال تعالى الله عنها علوا كبيرا، غير القاضي أبي يعلى على أنه فوّض كيفيتها وليس هذا بإثبات كما مرّ، ثمّ وجدنا من تكلم على هذا الحديث من السلف إنما فهم منه نفي صفة الملال عن الله تعالى، وقد اقتصرت على ذك النقول عمن عرفت منه سلامة المذهب والإعتقاد والله أعلم.
فقال الطحاوي في مشكله (2/ 117):" فقال قائل: وكيف يجوز لكم أن تقبلوا هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه إضافة الملل إلى الله تعالى في حال ما وذلك منتف عن الله وليس من صفاته؟، فكان جوابنا له في ذلك أن الملل منتف عن الله كما ذكر وليس ما توهمه، مما حمل عليه تأويل هذا الحديث كما توهم، وإنما هو عند أهل العلم في اللغة على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمل الله إذا مللتم " إذ كان الملل موهوما منكم وغير موهوم منه عز وجل، وكان مثل ذلك الكلام الجاري على ألسن الناس عند وصفهم من يصفونه بالقوة على الكلام والبلاغة منه والبراعة به لا ينقطع فلان عن خصومة خصمه حتى ينقطع خصمه ليس يريدون بذلك أنه ينقطع بعد انقطاع خصمه؛ لأنهم لو كانوا يريدون ذلك لم يثبتوا للذي وصفوه فضيلة إذ كان ينقطع بعقب انقطاع خصمه كما انقطع خصمه ولكنهم يريدون أنه لا ينقطع بعد انقطاع خصمه كما انقطع خصمه عنه، وأنه يكون من القوة والاضطلاع بخصومته بعد انقطاع خصمه عنها كمثل ما كان عليه منها قبل انقطاع خصمه عنها فمثل ذلك، والله أعلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمل الله حتى تملوا " وإن الله لا يمل حتى تملوا " أي إنكم قد تملون فتنقطعون، والله بعد مللكم وانقطاعكم على الحال التي كان عليها قبل ذلك من انتفاء الملل والانقطاع عنه، وبالله التوفيق.
وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: قالوا ـ المبتدعة ـ: رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا"، فجعلتم الله تعالى يمل إذا ملوا والله تعالى لا يمل على كل حال ولا يكل، قال أبو محمد بن قتيبة: ونحن نقول إن التأويل لو كان على ما ذهبوا إليه كان عظيماً من الخطأ فاحشا، ً ولكنه أراد فإن الله سبحانه لا يمل إذا مللتم، ومثال هذا قولك في الكلام هذا الفرس لا يفتر حتى تفتر الخيل، لا تريد بذلك أنه يفتر إذا فترت، ولو كان هذا المراد ما كان له فضل عليها لأنه يفتر معها فأية فضيلة له وإنما تريد أنه لا يفتر إذا فترت، وكذلك تقول في الرجل البليغ في كلامه والمكثار الغزير" فلان لا ينقطع حتى تنقطع خصومه"، تريد أنه لا يقطع إذا انقطعوا ولو أردت أنه ينقطع إذا انقطعوا لم يكن له في هذا القول فضل على غيره ولا جبت له به مدحة وقد جاء مثل هذا بعينه في الشعر المنسوب إلى ابن أخت تأبط شراً ويقال إنه لخلف الأحمر:
(يُتْبَعُ)
(/)
صليت مني هذيل بخرق ... لا يمل الشر حتى يملوا
لم يرد أنه يمل الشر إذا ملوه ولو أراد ذلك ما كان فيه مدح له لأنه بمنزلتهم وإنما أراد أنهم يملون الشر وهو لا يمله".
وكذلك نقله أبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم عن ابن قتيبة وأقره.
وقال البيهقي في الكبرى 3/ 18:" وقال الشيخ أبو بكر الاسماعيلي قوله عليه السلام فان الله لا يمل حتى تملوا، قال فيه بعضهم: لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل، والله عز وجل لا يوصف بالملال ولكن الكلام اخرج مخرج المحاذاة اللفظ باللفظ وذلك شائع في كلام العرب وعلى ذلك خرج قول الله عزوجل (وجزاء سيئة سيئة مثلها) قوبلت السيئة الاولى التي هي ذنب بالجزاء على لفظ السيئة والقصاص عدل ليس بسيئة، وكذلك قوله تعالى (فاعتدوا عليه بمثله بمثل ما اعتدي عليكم) واقتصاصه ليس بظلم ولا عدوان فاخرج في اللفظ للمحاذاة على الاعتداء والمعنى ليس باعتداء فكذلك قوله فإن الله لا يمل حتى تملوا اخرج محاذيا للفظ حتى تملوا والمعنى لا يقطع عنهم ثواب اعمالهم ما لم يملوا فيتركوها"،
وقال البغوي في شرح السنة 4/ 49:" قوله: " لا يمل الله حتى تملوا " معناه: لا يمل الله وإن مللتم، لأن الملال عليه لا يجوز. وقيل: معناه: فإن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله، وقيل: معناه لا يترك الله الثواب والجزء ما لم تملوا من العمل، ومعنى الملال: الترك، لأن من مل شيئا تركه وأعرض عنه، فكنى بالملال عن الترك لأنه سبب الترك".
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (2/ 86): وأما قوله إن الله لا يمل حتى تملوا فمعناه عند أهل العلم إن الله لا يمل من الثواب والعطاء على العمل حتى تملوا أنتم العمل وتقطعونه فينقطع عنكم ثوابه ولا يسأم من أفضاله عليكم إلا بسآمتكم عن العمل وأنتم متى تكلفتم من العمل والعبادة ما لا تطيقون وأسرفتم لحقكم الملل وضعفتم عن العمل فانقطع عنكم الثواب بانقطاع العمل يحضهم بهذا المعنى على القليل الدائم ويخبرهم أن النفوس لا تحتمل الإسراف عليها وأن ذلك سبب إلى قطع العمل"
وقال في التمهيد:" قوله إن الله لا يمل حتى تملوا"، معناه عند أهل العلم إن الله لا يمل من الثواب والعطاء على العمل حتى تملوا أنتم ولا يسأم من إفضاله عليكم إلا بسآمتكم عن العمل له وانتم متى تكلفتم من العبادة ما لا تطيقون لحقكم الملل وأدرككم الضعف والسآمة وانقطع عملكم فانقطع عنكم الثواب لانقطاع العمل يحضهم صلى الله عليه وسلم على القليل الدائم ويخبرهم أن النفوس لا تحتمل الإسراف عليها وان الملل سبب إلى قطع العمل.
ثم قال: وأما لفظه في قوله ان الله لا يمل حتى تملوا فلفظ مخرج على مثال لفظ ومعلوم أن الله عز وجل لا يمل سواء مل الناس أو لم يملوا ولا يدخله ملال في شيء من الأشياء جل وتعالى علوا كبيرا وإنما جاء لفظ هذا الحديث على المعروف من لغة العرب بانهم كانوا إذا وضعوا لفظا بإزاء لفظ وقبالته جوابا له وجزاء ذكروه بمثل لفظه وان كان مخالفا له في معناه ألا ترى إلى قوله عز وجل: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} وقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}، والجزاء لا يكون سيئة والقصاص لا يكون اعتداء لأنه حق وجب"
وقال الباجي في المنتقى شرح الموطأ:" وقوله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يمل حتى تملوا"، قال ابن وضاح: معناه لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل، ومعنى ذلك والله أعلم أن الملل من الباري إنما هو ترك الإثابة والإعطاء والملل منا هو السآمة والعجز عن الفعل إلا أنه لما كان معنى الأمرين الترك وصف تركه بالملل على معنى المقابلة وبه قال القاضي أبو بكر"، وذكر الداودي أن أحمد بن أبي سليمان قال معناه لا يمل وأنتم تملون"
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يُستدل لهؤلاء بحديث لكنه باطل خرجه الطبري في تفسير سورة المزمل من طريقين عن موسى بن عبيدة ثني محمد بن طَحْلاء مولى أمّ سلمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كنت أجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيرا يصلي عليه من الليل، فتسامع به الناس، فاجتمعوا، فخرج كالمغضَب، وكان بهم رحيما، فخشي أن يُكتب عليهم قيام الليل، فقال: "يا أيُّها النَّاسُ اكْلفُوا مِنَ الأعْمالِ ما تُطِيقُونَ، فإنّ الله لا يَمَلُّ مِنَ الثَّوَابِ حَتَّى تَمَلُّوا مِنَ العَمَلِ وخَيْرُ الأعْمال ما دُمْتُمْ عَلَيْه" ونزل القرآن: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْل .. "،
المطلب السادس: النظر في كلام اللغويين: قد مضت طائفة من كلامهم، وقال الحموي في خزانة الأدب: وفي الحديث قوله:" فإن الله لا يمل حتى تملوا"، الأصل فإن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا عن مسألته، فوضع لا يمل موضع لا يقطع الثواب على جهة المشاكلة وهو مما وقع فيه لفظ المشاكلة أولا .. "،
وقال ابن منظور في لسان العرب: وفي الحديث اكْلَفوا من العمل ما تُطِيقون فإِن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا معناه إِن الله لا يَمَلُّ أَبداً مَلِلْتم أَو لم تَمَلُّوا، فجرى مجرى قولهم: حتى يَشِيبَ الغراب ويبيضَّ القار، وقيل معناه: إِن الله لا يَطَّرِحُكم حتى تتركوا العمل وتزهدوا في الرغبة إِليه فسمى الفعلين مَلَلاً وكلاهما ليس بِمَلَل، كعادة العرب في وضع الفعل موضع الفعل إِذا وافق معناه نحو قولهم ثم أَضْحَوْا لَعِبَ الدهرُ بهم وكذاك الدهرُ يُودِي بالرجال فجعل إِهلاكه إِياهم لَعِب، ً وقيل معناه: إِن الله لا يقطع عنكم فَضْله حتى تَمَلُّوا سؤاله فسمَّى فِعل الله مَلَلاً على طريق الازْدِواج في الكلام كقوله تعالى: {وجزاءُ سيئة سيئةٌ مثلها} وقوله: {فمَنِ اعْتَدى عليكم فاعْتَدوا عليه} وهذا باب واسع في العربية كثير في القرآن،
المطلب السابع: تنبيه هام جدا في إثبات صفة الكيد والمكر لله تعالى: ذكر بعضهم أن قوله تعالى: {ويمكرون ويمكر الله}، وقوله أيضا: {إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا}، ونحوهما يدخل في باب المشاكلة اللفظية، وأنها كالحديث السابق، وليس بصحيح، لأن في هذه الآية نسبة ذلك الفعل إلى الله تعالى صراحة، بخلاف الملال.
أما عن صفة المكر: فقد وردت بدون مقابلة ولا مشاكلة لفظية، كما قال تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} الأعراف: 99 "، وقال عبد الله بن مسعود وابن عباس: " الكبائر: .. والأمن من مكر الله"، وثبت عن ابن عباس أن النبي عليه السلام كان يقول:" اللهم امكر لي ولا تمكر علي"،
وأما عن صفة الكيد فقد وردت أيضا من غير مقابلة، كما قال تعالى: {وأملي لهم إن كيدي متين}،
وأما عن صفة الإستهزاء والخداع فلا تُطلق على الله إلا مقيدة بمن يستحق فعل ذلك به، كما قال تعالى: {يخادعون الله وهو خادعهم}، قال الطبري في تفسير قوله تعالى: {لله يستهزئ بهم} بعد أن ذكر اختلاف الفرق فيها ثم شرح طريقة مكر الله وخداعه للمنافقين المخادعين قال:" .. حشره إياهم في الآخرة مع المؤمنين وهم به من المكذبين إلى أن ميز بينهم وبينهم مستهزئا، وبهم ساخرا، ولهم خادعا، وبهم ماكرا، إذ كان معنى الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة ما وصفنا قبل، دون أن يكون ذلك معناه في حال فيها المستهزىء بصاحبه له ظالم أو عليه فيها غير عادل، بل ذلك معناه في كل أحواله إذا وجدت الصفات التي قدمنا ذكرها في معنى الاستهزاء وما أشبهه من نظائره"، ثم قال الطبري: " وأما الذين زعموا أن قول الله تعالى ذكره: {الله يستهزئ بهم} إنما هو على وجه الجواب، وأنه لم يكن من الله استهزاء ولا مكر ولا خديعة فنافون عن الله عز وجل ما قد أثبته الله عز وجل لنفسه وأوجبه لها وسواء قال قائل: لم يكن من الله جل ذكره استهزاء ولا مكر ولا خديعة ولا سخرية بمن أخبر أنه يستهزىء ويسخر ويمكر به أو قال: لم يخسف الله بمن أخبر أنه خسف به من الأمم ولم يغرق من أخبر أنه أغرقه منهم، ويقال لقائل ذلك: إن الله جل ثناؤه أخبرنا أنه مكر بقوم مضوا قبلنا لم نرهم، وأخبر عن آخرين أنه خسف بهم وعن آخرين أنه أغرقهم، فصدقنا الله تعالى ذكره فيما أخبرنا به من ذلك، ولم نفرق بين شيء منه فما برهانك على تفريقك ما فرقت بينه بزعمك: أنه قد أغرق وخسف بمن أخبر أنه أغرقه وخسف به ولم يمكر بمن أخبر أنه قد مكر به؟ ثم نعكس القول عليه في ذلك فلن يقول في أحدهما شيئا إلا ألزم في الآخر مثله، فإن لجأ إلى أن يقول: إن الاستهزاء عبث ولعب وذلك عن الله عز وجل منفي، قيل له: إن كان الأمر عندك على ما وصفت من معنى الاستهزاء أفلست تقول {الله يستهزئ بهم} و {سخر الله منهم} و مكر الله بهم وإن لم يكن من الله عندك هزء ولا سخرية؟ فإن قال: لا كذب بالقرآن وخرج عن ملة الإسلام ... "، والله الموفق.
كتبه أبو عيسى الزياني الجزائري(/)
هل تحب الحسين؟!
ـ[عبدالله البغدادي]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 11:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
أما بعد: بعد ان بحثت بنفسي بروح علمية ونقدية عن شخصية الحسين في التاريخ وفي الحديث النبوي الشريف عند اهل السنة والجماعة وعن شخصية يزيد وصلت الى نتيجة قد تخالف بعض الموروثات العقائدية التي ورثناها عن السلف لكني وددت ان تكون نتيجتة بحثي مشفوعة برأيكم الكريم فتبادر الى ذهني ان اطرح على الأعضاء المشاركين في هذا المنتدى عدة اسئلة عن الحسين بن علي بن ابي طالب وهي: هل تحب الحسين؟ ومن قتله بالتحديد؟ واذا لم يكن يزيد فهل اقتص منه يزيد؟ وماهو دور يزيد في هذه الواقعة؟ ولو علمنا شخص قاتله هل يجوز لنا لعنه؟ ارجوان يكون الجواب من الجميع واضحا ودقيقا وعلميا بدون ملاحظات هامشية لا علاقة لها بصلب الموضوع خاصة فيما يتعلق بإقوال الروافض، ليتسنى لي فهمه ومناقشته رجاءا،
(على ان تكون الروايات المنقولة صحيحة سندا ومتنا ومما تواتر نقلها عن السلف لا الروايات النادرة او الشاذة)
وشكرا لكم جميعا
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 12:00]ـ
إتق الله يارجل
ولا تكن عونا لإبليس على أخوتك ... انت تعلم جيدا انك تفتح عليهم وعلى نفسك ابوابا حقيق بها ان تكون ابوابا لجهنم .. فلاتكن بارك الله فيك مفتاحا للشر
ـ[عبدالله البغدادي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 12:10]ـ
شكرا شكرا على هذا الرد العلمي الدقيق المفحم و الأخلاقي الجميل الذي يليق بالمسلم الملتزم بإخلاق الإسلام،؟؟!!!!!!!
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 12:38]ـ
الأخ عبدالله
هذا المجلس إنما هو مجلس لأهل السنة والجماعة. فأقول لك اختصارًا لوقتك ومجهودك -نفع الله بك-.
أهل السنة والجماعة يحبون الحسين -رضي الله عنه-، ولأسباب كثيرة قد لا يتسع المقام لذكرها، ولا يختلف في حبه أحد من أهل السنة.
وجميع الفرق المنتسبة للإسلام كذلك.
حتى الروافض، يظهرون محبتهم للحسين.
ولم يبغض الحسين إلا بقايا المنافقون الذين هربوا إلى الشام، فمن أجل المداهنة لبني أمية أظهروا النصب هناك ظانين أن ذلك سيشفع لهم عند بني أمية لنيل عرض من أعراض الدنيا، ولكنهم كانوا ممقوتين، وعصموا دمائهم باظهارهم الإسلام حينذاك.
ولم يبق لهم أثر بعد تلك الحقبة الزمنية.
وبذلك لا يوجد في أمة الإسلام أحد لا يحبه، سواء كان على الحق أم كان من أهل الأهواء، حتى الرافضة.
والله الموفق.
ـ[عبدالله البغدادي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 01:43]ـ
اشكرك اخي اسامة على هذا الرد الذي يتطابق مع بعض ما وجدته عن السلف ولكن اين الجواب عن بقية الأسئلة؟
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 02:48]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ورحمه:
في خلافة عثمان وُلد لمعاوية ولدٌ سمّاه يزيد باسم أخيه يزيد، وهو الذي تولّى الملك بعد أبيه معاوية، وهو الذي قُتِل الحسينُ في خلافته، وهو الذي جرى بينه وبين أهل الحرّة ما جرىَ، وليس هو من الصحابة، بل هو خليفةٌ من الخلفاء الذين تولَّوا بعد الخلفاء الراشدين، كأمثاله من خلفاء بني أمية وبني العباس.
وهؤلاء الخلفاء كانوا مسلمين باطنًا وظاهرًا، لم يكونوا معروفين بكفرٍ ولا نِفاقٍ، وكان لهم حسناتُ كما لهم سيئات. وكثير منهم أو أكثرُهم له حسناتٌ يرحمُه الله بها، وتترجح على سيئاته، ومقاديرُ ذلك على التحقيق لا يعلمه إلاّ الله.
ويزيدُ هذا الذي ولي الملك هو أول مَن غزا القسطنطينية، غزاها في خلافة أبيه معاوية. وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أول جيشٍ يغزو القسطنطينية مغفورٌ له".
ومَن قال إنه كان كافرًا، أو إنَ أباه معاوية كان كافرًا، وإنه قتل الحسينَ تشفّيًا وأخذًا بثأر أقاربه من الكفار فهو أيضًا كاذبٌ مفترٍ، فلا يجوز أن يُغْلَى لا في يزيد ولا غيره، بل لا يجوز أن يتكلم في أحدٍ إلا بعلم وعدل.
وقد سُئل أحمد بن حنبل، عن يزيد أيُكتب عنه الحديث؟ فقال: لا، ولا كرامة، أليس هو الذي فعل بأهل الحرَّة ما فعل؟، وقال له ابنه: إنَّ قومًا يقولون إنا نحب يزيد، فقال: هل يحبّ يزيد أحد فيه خير؟، فقال له: فلماذا لا تلعنه؟ فقال: ومتى رأيتَ أباكَ يلعنُ أحدًا؟
ومع هذا فيزيدُ لم يأمر بقتل الحسين، ولا حُمِلَ رأسه إلى بين يديه، ولا نكتَ بالقضيب على ثناياه، بل الذي جرى هذا منه هو عبيدُ الله بن زياد، كما ثبت ذلك في "صحيح البخاري"، ولا طِيْفَ برأسه في الدنيا، ولا سُبي أحد من أهل الحسين، بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه، فأشار عليه أهلُ العلم والنُّصْحِ بأن لا يقبلَ منهم، فأرسل ابنَ عمه مسلم بن عقيل، فرجع أكثرُهم عن كتبهم، حتى قُتل ابن عمه، ثم خرج منهم عسكر مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلومًا شهيدًا، أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين.
وثبت أنه لما حُمِلَ علي بن الحسين وأهلُ بيته إلى يزيد وقعَ البكاءُ في بيتِ يزيد، لأجل القرابة التي كانت بينهم، ولأجل المصيبة، ورُوِي أن يزيد قال: لعنَ الله ابنَ مَرجانة- يعني ابنَ زياد-، لو كان بينه وبين الحسين قرابةٌ لما قتلَه. وقال: قد كنت أرضَى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين. وأنه خيَّر علي بن الحسين بين مُقامِه عنده وبين الرجوع إلى المدينة، فاختار الرجوع، فجهَّزه أحسن جهاز.
ويزيدُ لم يأمر بقتل الحسين، ولكن أمرَ بدفعِه عن منازعتِه في الملك، ولكن لم يَقتُل قَتَلةَ الحسين ولم يَنتقِم منهم، فهذا مما أُنكِر على يزيد، كما أُنكِر عليه ما فَعَلَ بأهلِ الحرَّةِ لمّا نكَثوا بيعته، فإنه أمرَ بعد القدرة عليهم بماباحةِ المدينةِ ثلاثًا.
والصواب هو ما عليه الأئمة: من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقاً أو ظالماً فالله يغفر للفاسق والظالم لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة.(/)
(أهل السنة والجماعة) والرد على فودة
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 12:19]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
مقصود هذه الرسالة الرد على فودة في رسالته (أهل السنة)، التي ادعى فيها أنه يبين أحق الفريقين بلقب أهل السنة والجماعة، وضمنتها أيضاً بيان مذهب الشافعية خصوصاً في المعتقد، دفعاً لما شاع وذاع اليوم أن أكثر الشافعية أشاعرة، بل ظن البعض أن الغالب على المذاهب الثلاثة سوى الحنبلي هو التمشعر، وأنه في مذهب أحمد قليل. والصواب أن الغالب على المذاهب الأربعة حتى القرن الخامس بل إلى زمن ابن عساكر رحمه الله هو القول بالسنة بفضل الله جل وعلا.
ويكفي أن تعلم أن أبا الطيب الباقلاني كين يتستر هو وأصحابه بمجالسهم ولا يظهرونها، ولعله يأتي معنا النقل لاحقاً لما يؤيد ذلك.
وقد صرح فودة في أول رسالته أن مقصوده من رسالته هو: هل اعتقاد شيخ الإسلام ابن تيمية واعتقاد الأشاعرة يندرج تحت (باب) واحد أم لا؟ (كذا عبر فودة، أي بلفظ باب)
وهو خلاف الظاهر من عنوان رسالته الموهمة بأنه سيبين من هم أهل السنة والجماعة.
وقد فرض فودة خلافاً بين طائفتين هم الأشاعرة والسلفيون، لكنه قال: (والحقيقة أنني قد كتبت حول هذا المعنىكلاما مفصلا وعددت فيه كثيرا من المسائل التي تبين وجوه الخلاف الحقيقية في كثير منالأصول بين ابن تيمية وأتباعه ولنسميهم (التيميين) من جهة، وبين سائر الأشاعرة من جهة أخرى، كائنا من كان منهممستحقا اسم أهل السنة والجماعة.)
لكن اختياره لتسمية شيخ الإسلام ومن وافقه في المعتقد بـ (التيميين) خطأ من جهة إيهام أن أو من قال بهذه المعتقدات مجموعة هو شيخ الإسلام، مع أن فودة يصرح بأن شيخ الإسلام كثير المتابعة لعثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله، كما أنهم يصرحون بأن كثيراً ممن تقدم شيخ الإسلام قد سبقوه إلى ما قال، ويسمونهم مشبهة، كالسجزي رحمه الله صاحب رسالة (إثبات الحرف والصوت) وقبله إمام الأئمة ابن خزيمة الذي يسمون كتابه (كتاب الشرك)، ولهذه الطائفة اسم ارتضته لنفسها واشتهر عنها، فكانت الإحالة إليه أولى، وهو (السلفية) أو (السلفيون).
فإن قال: أنا لم اطلق عليهم هذا الإسم لما فيه من إيهام أنهم متابعون للسلف الصالح، وأنا لا أقر ذلك. قيل له: إن هذا لا يضر، فإن اسم (الأشاعرة) موهم لاتباع أبي الحسن الأشعري والخصم لا يسلم هذه المتابعة، ولا ينكر نفس التسمية. وهذا كالمتفق عليه، فإنا نقول: الجعفرية والزيدية والإسماعيلة لطوائف من الشيعة مع اعتقادنا أنهم لم يتابعوا أحداً ممن انتسبوا إليه.
فإن قال: لكن شيخ الإسلام قد خالف من تقدمه بأقوال لم نراهم قالوا بها، كمسألة قدم النوع وتسلسل الحوادث ـ وهما مسألة واحدة ـ وفناء النار، وقيام الحوادث في الذات.
قيل له: لا نسلم أنه خالفهم في شيء من ذلك، وعلى تسليمه، فإن من سميتهم بالتيميين لا يوافقونه على جميع ذلك، فمنهم من صرح بتخطئته في مسألة فناء النار والقدم النوعي. فلماذا ألصقتهم به في التسمية؟
فإن قال: لأنهم يوافقونه في مجمل اعتقاده وأن خالفوه في مسائل معينة.
قيل له: فهلا قلت في شيخ الإسلام ما قلته في من تسميهم بالتيميين، أي أن مخالفته لمن تقدم في بعض المسائل لا تضر لموافقته لهم في مجمل اعتقادهم.
ولا نطيل في هذا، المقصود أني أسمي الطائفتين هنا بالأشاعرة و السلفية لأن المقصود بهذين الإسميين معروف جلي لكل من يقرأه سواء وافق في صحة التسمية أو خالف في ذلك.
ثم تأكيداً على غرضه، وهو بيان أن شيخ الأسلام وأتباعه لا يدخلون مع الأشاعرة تحت إسم واحد قال: (وهذه المسائل الأصولمن عرفها وعرف أن الخلاف قائم بين هذين الفريقين فيها، عرف قطعا أنه يكون منالغباء التام أن يدرج ابن تيمية والأشاعرة تحت اسم واحد، إلا إذا كان لا يعرف ما الذي يقوله، أو عرف وعرف ما يندرج تحته منتناقضات وتخابطات، ومع ذلك أصر على ما يقول، ومثل هذا لا يلتفت إليه في العلوموالمعارف، لأنه ليس منضبطا بموازين العلم الصحيحة وإن حسب نفسه كذلك.)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من تنطعه، حيث يطلق الألفاظ في أماكن التقييد، وإلا فإن اسم الإسلام والإيمان وأهل القبلة يشملهم، كما يجوز أن يندرجا تحت مسمى أهل السنة إذا أُريد به المقابلة للشيعة مثلاً. وهكذا إذا أُريد به من يدعي بناء عقيدته على السنة، سواءً كان محقاً أو مبطلاً، وهكذا يدخلان تحت مسمى الصفاتية وأهل الإثبات، ونحو ذلك.
وهناك طوائف كالمعتزلة والفلاسفة يجعلون الفريقين داخلين في مسمى المشبهة والمجسمة والحشوية.
وكان الصواب أن ينفي دخول أو اندراج الفريقين تحت مسمى معين له مفهوم معين، وذلك بأن يعطي اسماً خاصاً كـ (أهل السنة والجماعة) ويفسره ثم يقول: إن الأشاعرة والسلفيون لا يدخلون معاً تحت هذا اللقب بهذا المفهوم.
أما أن يطلق دعواه أنه لا يمكن أن يدخل شيخ الإسلام والأشاعرة تحت مسمى واحد ويتشدد ويتنطع في دعوة استحالة ذلك حتى يرمي من يدعي جوازه بأنه ممن لا يُلتفت إليه في العلوم والمعارف وعدم الإنضباط بموازين العلم الصحيح، فهذا من جهله، ولولا أن للرجل أتباع يظنون فيه الظن الحسن ما تعانيت الرد عليه.
ثم ما هي هذه الضوابط والموازين المانعة من اندراج شيخ الإسلام والأشاعرة تحت مسمى واحد؟
لا شيء سوى الدعوى المجردة.
ثم شرع في موضوع رسالته، وهو بيان عدم اندراج السلفيين والأشاعرة تحت مسمى واحد، ومقصوده هنا مسمى أهل السنة والجماعة، ولما كان محتاجاً أولاً لبيان معنى هذا اللقب قال: (أول ما نتكلم عليهباختصار هو مفهوم اسم أهل السنة والجماعة)
أي قارئ يتوقع بعد هذه العبارة أن يأتي فودة بتفسير أو تعريف يوضح معنى اللقب من جهة مفرداته أولاً، ومن جهة مفهومه العام ثانياً، ثم ما يمتاز به أصحاب هذا اللقب من عقائد. وبعد ذلك يشرع في بيان اعتقاد الأشاعرة واعتقاد السلفيين ومدى مطابقة عقيدة كل طائفة لمفهوم اللقب الذي شرحه.
لكن تعال واقرأ معي ماذا قال فودة في مفهوم اسم أهل السنة والجماعة.
قال فودة: (إن اسمأهل السنة والجماعةأطلق في التاريخ على طائفة من الناس اشتركوا في أصول معينة، وأجمعوا على أقوال محددة)
أي شيء يمكن أن يُسْتَفاد من هذا الكلام؟
لا شيء.
فإن السلفية إسم أطلق على طائفة من الناس اشتركوا في أصول معينة، وأجمعوا على أقوال محددة.
الأشاعرة أيضاً إسم أطلق على طائفة من الناس اشتركوا في أصول معينة، وأجمعوا على أقوال محددة.
وكذلك المعتزلة والجهمية والسالمية والكرامية والمقاتلية بل والفلاسفة والباطنية بل والدهرية وكل طائفة في الدنيا لها إسم يجمعها تحت أصول وأقوال محددة.
بعدد تشدده وتعنته في كون شيخ الإسلام والأشاعرة لا يمكن أن يندرجا تحت مسمى واحد، عاد فأعطى لإسم أهل السنة مفهوماً يندرج فيه شيخ الإسلام والأشاعرة ومعهم جميع الطوائف في الدنيا بدأ ظهور الطوائف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!
فلنقوم نحن بما كان يتوجب على فودة في رسالته فنقول:
أهل السنة والجماعة لقب يتكون من ثلاث مفردات أهل والسنة والجماعة. والسنة الطريقة، والمراد بها هنا طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو كل ما نقل لنا عنه من فعله وقوله وتقريره. و (أهل) باعتباره مضاف إلى السنة بمعنى من يدين بها، كما تقول: أهل الإسلام من يدين به، وأهل المذهب من يدين به. والجماعة كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (هم الجماعة) يراد به السواد الأعظم وجماعة المسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في بعض الروايات (هم السواد الأعظم) و (هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) ولا خلاف بين الروايات لكون الجماعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا إلا نفس رسول الله صلى عليه عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وهم في ذلك العهد السواد الأعظم بلا خلاف.
ويدخل معهم القرون الثلاثة المفضلة، لثنائه صلى الله عليه وسلم عليها.
وعليه فمعنى أهل السنة والجماعة من دان بالسنة ودان بدين الجماعة أو بمتابعة الجماعة الذين هم السلف الأول رضي الله عنهم.
فإذا أردنا المقارنة لنعرف أي الفريقين أولى بهذا الإسم، فحينئذٍ ننظر إلى أصول اعتقاده ونقارنه بما جاء في الكتاب والسنة وبأقوال السلف الصالح، فما وافقها فهو اعتقاد أهل السنة والجماعة، وما خالفها فهو على خلاف ذلك، وهو حينئذٍ من دين أهل الأهواء والبدع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر كلاماً ساذجاً لا حاصل تحته، نذكره فقط ليرى الناس مبلغ علم الرجل، حيث قال: (وهذا الاسم لا يستطيعأحد أن يقول إنه قد ورد نص من الرسول على أنه يجب أن يطلق على هذه الطائفة، وبالتالي فهو لا يمكن أن يكون إلا اصطلاحا منهم أو من غيرهم على تسميتهم كذلك. وذلكتبعا لما لوحظ عليهم من اشتراكهم على هذه الأقوال. ولذا فإن انتسابالواحد إلى الطائفة التي يقال عليها أنها أهل السنة والجماعة لا يدخله الجنة لمجردذلك، ولا يكون خروج أحد من هذه الفرقة حكما عليه بالدخول قطعا في النار هذا الأمر يجب أن يدركه كل واحد من الذين يتصدون للكلام على مثلهذه المباحث)
ما الفائدة التي يمكن تحصيلها من هذا الكلام؟ إن هذا الكلام أشبه بقول الشاعر
الليل ليل والنهار نهار ... والأرض فيها الماء والأشجار
وقول الآخر:
كأننا والماء من حولنا ... قومٌ جلوس حولهم ماء
فإن هذا الذي يوجب على الناس إدراكه، مُدْرَكٌ بالبديهة، إذ لا يقول عاقل أن مجرد الإنتساب إلى طائفة بمجرد الإسم يجعلنا مستحقين لما تستحقه هذه الطائفة من الأحكام. لكن هكذا قضى الله، أن يكون لمثل هذا الرجل أتباع يلقبونه بالعلامة النظار!!
ثم زعم أن إسم أهل السنة والجماعة لم يتنازعه إلا الأشاعرة والسلفيون وقال: (وإن كان النزاع محسوما في سائر العصورلصالح السادة الأشاعرة. فالعلماء قداتفقوا على أن الأشاعرة هم الممثلون الحقيقيون للسنة والجماعة وأنها الفرقة التيكشفت عن حقائق هذا الدين مما أهلها لن ينضم تحت لوائها جماهير علماءالإسلام) ثم نقل عن السبكي والزبيدي والخيالي والكستلي ما يؤيد به دعواه.
وهذا تناقض واضح، حيث زعم وجود نزاع بين السلفيين والأشاعرة في الأحقية المتعلقة باللقب، ثم زعم وجود اتفاق على من هو الأحق بهذا اللقب. فإن كان هناك نزاع، فأين الإتفاق، وإن اتفق العلماء فأين النزاع؟
وإن قال: عنيت بالنزاع اختلاف الأشاعرة والسلفيين وبالاتفاق اتفاق علماء الأشاعرة فقط. قيل له: فهذا الإتفاق لا يحسم النزاع، وأنت زعمته محسوماً به. ثم كيف يكون مثل هذا الاتفاق معتبراً ـ وأنت العلامة النظار بحسب دعوى أتباعك ـ مع أنها مجرد دعوى من طائفة مقابلة بمثلها؟ إذ حاصل هذه الدعوى أن الأشاعرة أحق بلقب أهل السنة والجماعة لأن الأشاعرة يقولون أنهم أحق بهذا اللقب. فحينئذٍ لو عارضه معارض بقوله: بل السلفيون أحق باللقب لأنهم يقولون أنهم أحق به. لم تزد دعواه على دعواهم شيئاً.
ثم قال: (وأوضح ـ أي الكستلي ـ هناك أنأهل الحديث ليسوا مستقلين عن أهل السنة والجماعة، والمقصود بأهلالحديث هنا الذين يعتمدون على الأحاديث ولا يلتفتون إلى النظر العقلي كثيرا فيالاستدلال على العقائد الإيمانية، فأكثر أهل الحديث يوافقون الأشاعرة والماتريديةفي العقائد، ولكن طريقة كل منهما تختلف عن الآخر في طرح وشرح هذه العقائد، وهذاكما تعلمون ليس خلافا جوهريا يكفي للقول إن هناك عقيدة خاصة بأهل الحديث. بل إن اهل الحديث في الحقيقة موافقون للأشاعرة، لايخالفونهم وإن خالفوهم لم يلتفت إليهم من حيث هم أهل حديث، بل ينظر إليهم على انهمفرقة أخرى)
انظر كيف قرر أولاً أن أهل الحديث ليسوا طائفة أخرى غير أهل السنة، ثم أتبع ذلك بدعوى أن أكثر أهل الحديث يوافقون الأشاعرة والماتريدية في العقائد. فحكم أولاً أن أهل الحديث هم أهل السنة، وثانياً بأن أهل الحديث هم أشاعرة. فحسم الخلاف بمجرد الدعوى كما فعل سابقاً في دعوى وجود الاتفاق على أن الأشاعرة هم أهل السنة.
وزاد ضغثاً على إبالة حيث زعم أنه عل فرض وجود خلاف بين أهل الحديث لم يلتفت إلى أهل الحديث من حيث هم أهل حديث، بل ينظر إليهم على أنهم فرقة أخرى!! وهذا الكلام على ركته وسخافته يعود على دعواه بالنقض؛ حيث زعم أولاً أن أهل الحديث ليسوا طائفة أخرى غير أهل السنة، ثم فرض وجود خلاف بينهم وبين الأشاعرة الذين هم أيضاً أهل سنة، ثم رأى أنه على فرض وجود ذلك الخلاف، فلا التفات إلى قول أهل الحديث، وكل ذلك بمجرد الدعوى.
فأنت ترى أن مستند الرجل في كامل رسالته هو الدعوى، وإذا أراد أن يدعمها ويقويها زاد دعوى أخرى وأتبعها بأخرى وهكذا، أما البرهان، فحاشاه أن يلجأ إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن أحب أن أنبه هنا أن إسم أهل الحديث إذا أُطلِقَ في كتب العقائد لا يراد به رواته فقط، بل والعاملين به، لذا يقول علي بن المديني في قوله صلى الله عليه وسلم (إلا واحدة) هم أهل الحديث، ومثله أحمد بن حنبل، وصنف الأئمة عقائداً وكتباً باسم أهل الحديث، ككتاب (الإنتصار لأصحاب الحديث) للإمام السمعاني، وأئمته معروفون يذكرون بأسمائهم، على رأسهم أحمد بن حنبل وأبو نعيم وابن راهويه وابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي والبخاري والرازيان وغيرهم كما سيأتي.
وقد يطلق اسم أهل الحديث ويراد به العارفين به رواية ودراية، لا مجرد أن يكون روى شيئاً من الحديث ولو كان ثقة في نفسه، لذا تجد في عبارات الجرح والتعديل (لم يكن يعرف الحديث) و (لم يكن يُعْرَفُ بالحديث) و (ليس من أهل هذا الشأن) وغير هذه العبارات في رواة الحديث، فلا يعد كل من روى حديثاً من أهل الحديث، بل المكثر منه العارف به.
فقول فودة: (فأنت تعلم أيها القارئ أن كثيرا منالكرامية قد اشتغلوا بالحديث بل واشتهروا بالزهد، ولكن مع هذا فقد خالفوا عقائدأهل السنة والجماعة في قولهم إن الله تعالى جسم، وإنه تعالى على العرش إما بمسافةأو بلا مسافة أي بمماسة، كما يجلس الواحد منا على كرسيه، فهؤلاء من الفرق المبتدعةالتي لا يلتفت إلى خلافهم من حيث العقائد. وهم ليسوا من أهل السنة والجماع)
فهذا من جهله وجرأته على الدعوى بلا برهان، وإلا فإن الذين تعانوا الحديث من الكرامية هم أقل القليل، وأنا لا أعرف الساعة منهم سوى محمد بن أحمد بن علي أبو عبد الله المجاشعي الهروي، ذكره ابن عساكر رحمه الله في (تاريخه) 51/ 90 وزعم أنه كرامي، أما البستيغي ونحوه، فإنه ليس من أهل الحديث، لكنهم عرفوا بالزهد والعبادة.
لكن فودة أراد أن يزهد في أهل الحديث، ويقلل من شأن مخالفتهم، عامله الله بما يستحق.
وزعم أن ممن وافق الكرامية الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، وذكر اعتماد شيخ الإسلام عليه وقال: (وفي الواقع فما هو إلا أحد أكبر زعماء المجسمة)
ولا يخفى على المشتغل بالحديث الناظر في كتب التراجم أن أئمة الجرح والتعديل لم يتركوا أحد فيه بدعة، إلا وذكروه بها وحذروا منه، حتى في المسائل المختلف فيها كنحو اللفظ، حتى تكلموا في البخاري ومسلم وغيرهم كالحارث المحاسبي والكرابيسي والقلانسي داود الظاهري من أجلها، ولم يسكتوا حتى عمن تكلم في فتنة القول بخلق القرآن مضطراً نحو علي بن المديني وابن معين، فإذا كان عثمان بن سعيد الدارمي مبتدعاً أي بدعة كانت، فضلاً عن أن يكون من كبار المجسمة، بل من أكبر زعماء المجسمة، لما تركوه من غير نبزٍ له بما يبين ذلك. لكن الذي في كتب التراجم هو مطلق الثناء عليه:
قال أبو الفضل يعقوب الهروي: (ما رأينا مثل عثمان بن سعيد، ولا رأى هو مثل نفسه)
وقال الحافظ أبو حامد الأعمش: (ما رأيت في المحدثين مثل محمد بن يحيى، وعثمان بن سعيد، ويعقوب الفسوي)
وقال أبو داود السجستاني: (منه تعلمنا الحديث)
وقال محمد بن المنذر شكر: سمعت أبا زرعة الرازي، وسألته عن عثمان بن سعيد، فقال: (ذاك رزق حسن التصنيف)
وقال ابن الجوزي: (إمام عصره بهراه)
وقال الإمام الذهبي: (الإمام، العلامة، الحافظ، الناقد، شيخ تلك الديار)
وقال رحمه الله: (قلت: كان عثمان الدارمي جذعا في أعين المبتدعة)
وقال ابن عبد الهادي: (الإمام الحافظ شيخ الإسلام)
وقال الصفدي: (وكان جذعاً في أعين المبتدعين)
هذا هو الدارمي في كتب الرجال والتراجم، كان جذعاً في أعين سلف فودة من الجهمية والمعطلة، بل كان جذعاً في أعين المشبهة كالكرامية، فإنه الذي قام بإخراج ابن كرام فيما قيل.
ومن أئمتنا الشافعية المتفق على إمامتهم وجلالتهم الإمام أبو عثمان الصابوني ذكر في كتابه (عقيدة السلف وأصحاب الحديث) صفحة 314 عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله من ضمن الأئمة المقتدى بهم، والمهتدى بهديهم، الذين من أحبهم فهو صاحب سنة. وبحسب قوله هذا يكون فودة ومن وافقه ممن يبغض الدارمي ليسوا أصحاب سنة، وتبين بذلك كذبه في دعواه السابقة اتفاق العلماء على أن الأشاعرة هم الممثلون الحقيقيون لأهل السنة.
وعلى قياس قول فودة، فإن الإمام الصابوني رحمه الله عنده مجسم مشبه، لاقتدائه وأخذه بهدي أحد أكبر زعماء المجسمة بحسب اعتقاد فودة.
ومن أئمة الشافعية أيضاً الإمام الذهبي رحمه الله اعتمده في كتابه (العلو للعلي الغفار) فقال رحمه الله: (ذكر ما قاله الأئمة عند ظهور الجهم ومقالته) ثم عددهم طبقة طبقة حتى وصل إلى عثمان بن سعيد الدارمي ونقل عن كتابه (الرد على بشر المريسي) قوله: (قد إتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سمواته) فهو عنده من الأئمة الذي يؤخذ بقولهم في الاعتقاد. وقد تقدم وصفه له بالإمام العلامة وأنه كان جذعاً في أعين المبتدعة.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 10:47]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم ..
ويكفي أن تنظر إلى مقدمته السخيفة الساقطة التي قدم بها للكتاب التالف الهالك (تحرير المطالب لما تضمنته عقيدة ابن الحاجب)، تصنيف (محمد البكّي التونسي ت916هـ).
فقد أتى فيها بنحو ما ذكرتم هنا، وهذا الكتاب = كتابٌ خطيرٌ في نشر العقيدة الأشعرية الممسوخة.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 03:02]ـ
حجاج مختصر قوي لو اقتصرت فيه فقط على الحجج لكان أحسن ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 05:22]ـ
بارك الله فيكم أخي وضاح ..
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:54]ـ
ثم أخذ في سرد كلام ركيك لا يهمنا منه شيء هنا، سوى عبارة جميلة وهي قوله: (بل إن الحق إنما يعرف بالنظر والبحث والإتيان بالأدلة القوية على كل حكم يدعى صوابه وحقيته. هذا هو المرجع الوحيد عندنا، لا اعتبار للاسم إلا من حيث دلالته على هذا الأمر)
وهذه كلام جميل، وأجمل منه العمل به. لكن تقدم معك أن عمدة الرجل فيما يقول ويعتقد مجرد الدعاوى، وسيأتي معك مزيد بيان وتأكيد لذلك. فليته إذ ادعى معرفة الحق عن طريق الدليل، جابهنا ولو بالدليل الضعيف لنناقشه فيه ونبين أنه ليس بدليل فضلاً عن يكون دليلاً قوياً، لكنه لا يزال يذكرى دعوى إثر أخرى، حتى انتهت رسالته إلى دعواه أن شيخ الإسلام ليس من أهل السنة. فالدعوى التي بدأ بها رسالته، هي هي التي ختم بها رسالته، من دون أن يتخلل ذلك ذكر البينة.
والدعاوى إن لم تقيموا عليها ... بينات أبناؤها أدعياء
ثم قال: (واعلم أن الأصل في التسمية -بأهل السنة والجماعة - أن كل من اندرج فيها فيجب أن يكون متفقا مع صاحبه في الأصول الكلية، ونحن نقصد هنا الأصول الكلية للعقائد)
فانظر إلى هذا الكلام ما أركه وأسمجه؛ فما المقصود بالصاحب في قوله (متفقاً مع صاحبه) وإلى من يعود الضمير المضاف إليه في (صاحبه)؟!
إن قال: قصدت أن من يدعي أنه من أهل السنة فيجب أن يوافق أهل السنة في الأصول الكلية التي هي العقائد.
قيل له: مع أن عبارتك السمجة المتقدم ذكرها لا تعطي هذا، إلا أنك لم تذكر عقائد أهل السنة ولو على وجه الإجمال حتى نستطيع أن نميز أن مدعي الإسم موافق لأهل السنة أم لا عن طريق مقارنة عقيدته بعقيدتهم. ولكن اكتفيت بتعريف أهل السنة بأنهم طائفة اجتمعت على أصول وأقوال.
وقال بعد ذلك: (فلو قلنا إن كلا من الفرقتين يطلق عليها اسم أهل السنة والجماعة، للزمنا قطعا أن نقول إنهما متفقتان على أصول العقائد، ولكن إذا كانت كل من هاتين الفرقتين قائلة بأصول مخالفة للأخرى، فكيف يصح من عاقل أن يقول إنهما مندرجتان تحت اسم واحد، ويجمعهما حكم واحد)
قد تقدم معك الكلام على اندراج الفريقين تحت الإسم الواحد، وتقدم معك تعريفه لأهل السنة بقوله (إن اسم أهل السنة والجماعة أطلق في التاريخ على طائفة من الناس اشتركوا في أصول معينة، وأجمعوا على أقوال محددة) وبينا أنه على هذا التعريف فالسلفيون والأشاعرة يندرجان تحت إسم أهل السنة؛ لأن السلفيين طائفة من الناس اشتركوا في أصول معينة، وأجمعوا على أقوال محددة، فتحقق فيهم ما جعله فودة مفهوماً لأهل السنة، كما أن الأشاعرة كذلك طائفة من الناس اشتركوا في أصول معينة وأجمعوا على أقوال محددة، فيكونون هم أيضاً محققين لمفهوم أهل السنة بحسب ما ذكره فودة. فاجتمعت الطائفتان تحت مسمى واحد. كما أبنا لك أن كل طائفة في الدنيا لها أقوال وأصول محددة مجمعة عليها هي أيضاً داخلة تحت هذا المفهوم.
لكن إذا فسرنا إسم أهل السنة والجماعة بما قدمته سابقاً أمكن أن يقال: (أنه لا يجوز أن يجتمع السلفيون والأشاعرة تحت هذا الأسم) على أن المنازعة في هذا أيضاً ممكنة، بأن يقول قائل: إن الإتفاق بين الأشاعرة والسلفيين أكثر من الإختلاف، فإنهم متفقون على إثبات الصفات للذات وأنها ليست هي الذات ولا غيرها، وعلى خلق أفعال العباد والشفاعة وعذاب القبر وأكثر مسائل الإيمان والنبوات وغير ذلك، والخلاف بينهم هو كالخلاف بين الأشاعرة أنفسهم وبين السلفيين أنفسهم، فلا يؤثر في صحة إطلاق الإسم عليهم، فهم جميعاً أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع أن هذه الدعوى خطأ بلا شك، لكن ليس بإمكاني أن أدفعها دفعاً كلياً عند من يجعل ذلك اصطلاحاً له ولمن وافقه لما علم من أنه لا مشاحاة في الإصطلاح.
ثم أراد أن يبين عدم دخول الفريقين تحت مسمى واحد، وهو يقصد مسمى أهل السنة لكنه لا يحسن التعبير، فذكر مسألة الجسمية ولوازمها، وهي آخر رسالته، ثم أتبعها برسالة إلى الميداني ولا تهمني.
وننبه هنا قبل النظر فيما ذكره فودة، أنه لمعرفة الصواب من الخطأ لا بُدَّ أولاً من تصحيح النقل عن كل واحد من الفريقين ومقارنته بعد ذلك عما جاء في الكتاب والسنة وما جاء عن السلف الأول والأئمة المشهود لهم بسلامة الاعتقاد.
قال فودة: (إن أصل الخلاف في العقائد بين هاتين الفرقتين: هي الأمور التي تتعلق بالذات الإلهية، وخصوصا التشبيه والتجسيم، أي هل يجوز نسبة بعض صفات الأجسام إلى الله تعالى أو لا يجوز، وهذا الأصل الكبير تفترق عليه الفرق كما هو معلوم عند المطلعين)
أقول: هذا جهل وسوء عرض، فإن الجسم يختلف معناه بين أهل اللغة والمتكلمين اختلافاً كثيراً.
أما في اللغة فهو الجسد والجثة والجثمان، ونحو ذلك. لذا لا تسمي العرب الريح والنار والهواء والروح والنفس جسماً. وهذه كلها أجسام عند المتكلمين سوى الروح والنفس، فهم مختلفون فيها.
وقال بعض المتكلمين: الجسم هو القائم بنفسه. وقالوا: بل هو الشيء والذات. وقال قومٌ منهم: هو الواجب. وقال قوم منهم: هو الذاهب في الأبعاد الثلاثة، وقال قوم منهم: بل الذي يصح فرض ذلك فيه. وقال قوم: هو المؤلف مطلقاً، أقوال أخرى كثيرة. ثم جعلوا لكل تعريف لواز تلزمه.
والجسم بمعنى القائم بنفسه والذات والشيء متفق على إثبات معناه بين السلفيين والأشاعرة، كما أنه بمعنى الجسد والجثمان متفق على نفيه بين السلفيين والأشاعرة.
فكان على فودة أن يبين ما هو الجسم الذي اختلفت الأشاعرة والسلفيون على إثباته.
وفي الحقيقة، الرجل يعلم أنه لا خلاف بين الأشاعرة والسلفيين حول وصف الله جل وعلا بأنه جسم، لكون الجميع ينكر هذه التسمية وإن اختلف سبب الإنكار، وإنما الاختلاف في بعض الصفات التي يرى الأشاعرة أنها من لوازم الجسمية كالعلو والحد والمكان والجهة والنزول والمجيء وغير ذلك مما سيأتي لاحقاً. لكنه أراد التشنيع.
وقد شرع فودة بعد هذا الكلام في بيان موقف الأشاعرة والسلفيين من التجسييم، دون أن يبين ما هو مذهب أهل السنة في هذا الباب، وذلك بأن ينقل عمن اتفق الأشاعرة والسلفيون على إمامتهم في السنة كالصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان كالثوري ومالك وابن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد ونعيم بن حماد والشافعي وأبي نعيم وأحمد وإسحاق والبخاري ومسلم والرازييين وأبي داود والترمذي والنسائي وغيرهم مما لا يأتي عليه العد. فينقل جملة قول هؤلاء إما على سبيل التفصيل مكتفياً بعدد لهم شأن، أو ينقل قول جملتهم عن طريق نقل إمام معتبر متفق على إمامته وجلالته في السنة بين الفريقين كابن خزيمة والآجري واللألكائي والصابوني والسمعاني ونصر بن إبراهيم المقدسي. وبعد ذلك ينظر في أقوال السلفيين والأشارعة ويقارنها بأقوال من تقدم من أهل السنة، فمن وافقهم فهو منهم، ومن خالفهم فبالعكس.
لكنه لم يفعل ذلك، واقتصر على الكلام في مسألة التجسيم بقلة أمانة مع جهل كثير، ثم حكم هو بأن الصواب مع الأشاعرة ـ وهو منهم! ـ وعاب شيخ الإسلام وسب وشتم.
وقبل الكلام في المسائل التي أثارها فودة، وهي التجسيم ولوازمه، أذكر عقيدة أهل السنة والجماعة في علم الكلام لانبناء مسألة التجسيم عليها.
التجسيم
تحت عنوان: بيان رأي الأشاعرة في التجسيم قال فودة: "والمقصود من التجسيم كما هو معلوم هو القول بأن الله تعالى جسم أو أن له صفات الأجسام كالحيز والمكان والحد والمقدار والجهة والانتقال من مكان إلى مكان او الانتقال من حيز إلى آخر إلى غير ذلك من الصفات الخاصة بالأجسام"
أقول: إعلم أن الكلام فيها هو فرع الكلام عن دليل الحديث وملخصه أن الأجسام لا تخلوا من الحوادث وما لا يخلو من لحوادث فهو حادث، فالأجسام حادثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا نفروا من وصف الله جل وعلا بأنه جسم وإلا لزم عندهم حدوثه. لكن لم يقصروا على هذا، فأرادوا أن يعرفوا ما هو الجسم، فقال الأشاعرة: هو المؤلف من الجواهر، وفسروا الحوادث بالأعراض، ثم رأوا أن وصف الله جل بأن له وجهاً ويدين وعينين على الحقيقة يقتضي التأليف، وإذا تألف فهو جسم، والجسم حادث، والله ليس بحادث، فنفوا هذه الصفات وتأولوا ظواهر النصوص.
ثم رأوا أن الحركة والسكون حادثة وأن ما قامت به الحوادث فهو حادث، فأنكروا مجيء الله جل وعلا يوم القيامة على ما جاء به الكتاب، وأنكروا نزوله في الثلث الأخير من الليل واستقراره على العرش وغير ذلك، وإلا قامت به الحوادث فيكون حادثاً.
ورأوا أن الجسم إذا قدر معه آخر فلا بُد أن يكون في جهة منه، وتلك الجهة حادثة لجواز انتقاله إلى جهة أخرى منه، فأنكروا أن يكون الله جل وعلا بجهة فوق ... إلى آخر هرائهم المبني على هذا الدليل.
وجعلوه أصلاً لهم يعرضون عليه الكتاب والسنة، فما وافقه قبلوه، وما خالفه ردوه بدعوى أنه خالف الدليل العقلي وهو يقين، والدليل النقلي ظني. لكنهم لا يجرؤون على رد النصوص صراحة، فيلجؤون إلى التأويل وإخراج الألفاظ عن ظاهرها الذي تدل عليه، ولا أريد بالظاهر هنا الراجح من المعاني، بل هذا وما دلت عليه نصاً لا يحتمل غيره
أما السلف الأول فقد أنكروا الاستدلال على حدوث العالم بهذا الدليل. لا أقول أنهم سكتوا عنه وتكلموا بغيره، أو أن لهم قولان أحدهما الاستدلال بالنصوص والآخر الإستدلال بالجواهر والأعراض، بل تكلموا فيه بالذم له ولأهله.
وللنقل عن الأئمة المتفق على صدقهم في النقل قول السلف في هذا الدليل:
قال الإمام أبو المظفر السمعاني في (الإنتصار لأصحاب الحديث) صفحة 102: "وقالوا ـ وهو الأصل الذي يؤسسه المتكلمون والطريق الذي يجعلونه قاعدة علومهم ـ: "من لم يحكم هذا الأصل لم يمكنه إثبات حدث العالم وذلك مسألة العرض والجوهر وإثباتهما. فإنهم قالوا: إن الأشاء لا تخلوا من ثلاثة أوجه: إما أن يكون جسماً أو عرضاً أو جوهراً. فالجسم ما اجتمع من الإفتراق. والجوهر ما احتمل الأعراض. والعرض ما لا يقوم بنفسه وإنما يقوم بغيره ... وهذا أصلهم الثاني الذي أدى إلى رد الأخبار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثل هذا كثير يأتي بيانه.
ولهذا قال بعض السلف: (إن أهل الكلام أعداء الدين) لأن اعتمادهم على حدسهم وظنونهم وما يؤدي إليه نظرهم وفكرهم، ثم يعرضون عليه الأحاديث: فما وافقه قبلوه، وما خالفه ردوه، على ما سبق بيانه.
وأما أهل السنة ـ سلمهم الله ـ فإنهم يتمسكون بما نطق به الكتاب ووردت به السنة، ويحتجون بالحجج الواضحة، والدلائل الصحيحة على ما أذن فيه الشرع وورد به السمع، ولا يدخلون بآرائهم في صفات الله تعالى، ولا في غيرها من أمور الدين، وعلى هذا وجدوا سلفهم وأئمتهم" انتهى.
وقال صفحة 106: "وقد علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعهم في هذه الأمور إلى الإستدلال بالأعراض والجواهر وذكر ماهيتهما، ولا يمكن لأحد من الناس أن يروي في ذلك عنه ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم من هذا النمط حرفاً واحداً فما فوقه، ولا في طريق تواتر ولا آحاد، فعلمنا أنهم ذهبوا خلاف مذهب هؤلاء وسلكوا غير طريقهم، وأن طريقهم هذا طريق محدث مخترع، لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلوكه يعود عليهم بالطعن والقدح ونسبتهم إلى الجهل وقلة العلم في الدين واشتباه الطريق عليهم"
وهذا الكلام منه رحمه الله إنما نقله عن الخطابي الشافعي من (الغنية عن الكلام وأهله) فهذان إمامان شافعيان ينقلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأهل السنة أنهم لم يسلكوا هذا الطريق. ولم يكتفيا بذلك حتى يُقال: إن لأهل السنة قولان. بل ذماه وبينا أن أهل السنة يسلكون طريقاً غيره، فإذا كان أهل السنة لا يقولون بهذا الكلام، فالقائلون به ليسوا من أهل السنة كما هو واضح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني الشافعي في (الحجة في بيان المحجة) 1/ 99: "أنكر السلف الكلام في الجواهر والأعراض، وقالوا: لم يكن على عهد الصحابة والتابعين رضي الله عن الصحابة ورحم التابعين، ولا يخلوا أن يكونوا سكتوا عن ذلك وهم عالمون به فيسعنا السكوت عما سكتوا عنه، أو يكونوا سكتوا عنه وهم غير عالمين به فيسعنا أن لا نعلم ما لم يعلموه، والحديث الذي ذكرناه يقتضي أن من تكلم فيه الآخرون من ذلك ولم يتكلم فيه الأولون يكون مردوداً"
وقال الإمام محمد بن طاهر المقدسي صاحب (صفوة التصوف) نقلاً عن الإمام الخطابي: "إنا لا ننكر أدلة العقول والتوصل بها إلى المعارف، ولكنا لا نذهب في استعمالها إلى الطريقة التي سلكتموها في الاستدلال بالأعراض وتعلقها بالجواهر وانقلابها فيها على حدث العالم وإثبات الصانع ... وإنما هو شيء أخذتموه عن الفلاسفة، وإنما سلكت الفلاسفة هذه الطريقة لأنهم لا يثبتون النبوات ولا يرون لها حقيقة" (الحجة على تارك المحجة) 2/ 404 - 406.
أما ذم الكلام عن السلف فلا يحصر إلا بمشقة، وهو أول ما نذكره من الفروق بين الأشاعرة وأهل السنة:
الكلام عند أهل السنة
قال أبو يوسف: (من طلب العلم بالكلام تزندق)، ونقل هذا عن الإمام مالك رحمه الله.
وقال الإمام مالك: (لو كان الكلام علماً لتكلم فيه الصحابة والتابعون كما تكلموا في الأحكام والشرائع، ولكنه باطل يدل على باطل) (شرح السنة) للبغوي 1/ 217
وقال الإمام الشافعي: (ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح)
وقال: (حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام)
وقال الإمام أحمد: (لا يفلح صاحب كلام أبدا ولا يرى أحد نظر في الكلام إلا في قلبه دغل)
وعنه أنه قال: (أئمة الكلام زنادقة)
وقال أبو عمر بن عبد البر: (أجمع أهل الفقه والآثار من جميع أهل الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ لا يعدون عند الجميع في طبقات العلماء وإنما العلماء أهل الأثر والمتفقه فيه) (جامع بيان العلم وفضله) 2/ 942.
وأفتى ابن خويز منداد المالكي بإحراق كتب الكلام.
وقال أحمد بن إسحاق المالكي: (أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري لا تقبل له شهادة ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها)
وفيما تقدم عن الخطابي والسمعاني وأبو القاسم الأصبهاني وأبو طاهر المقدسي ما يدل على نهي السلف الأول عن الخوض في الكلام بالجواهر والأعراض، كما نص بعض من تقدم على ذم دليل الحدوث الذي يعتمده المتكلمون في إثبات الخالق وحدوث العالم.
نكتفي بهذا، وإلا فكلامه في ذم الكلام كثير جداً يعسر حصره، إن لم يتعذر.
موقف السلفيين من الكلام
ولا خلاف بين السلفيين في ذمه وعدم الاعتماد عليه في معرفة العقائد ولا غيرها، ولا حاجة إلى النقل فيه إذ الخصم معترف لهم بهذه الفضيلة، إلا أننا نقل كلام شيخ الإسلام رحمه الله باعتباره رأس الطائفة عند الجهمية اليوم.
قال شيخ الإسلام: (ودلائل الجهمية والنفاة: هو استدلالهم بدليل الجواهر والأعراض فإنهم زعموا أن الأعيان المشاهدة كالسماوات والأرض مركبة من الجواهر المنفردة أو من المادة والصورة وأن المركب مسبوق بجزئه ومفتقر إلى مركب يركبه فيكون محدثا وممكنا وما قام بها من الصفات والحركات أعراض والأعراض - أو بعضها - حادثة وما كان شخصه حادثا وجب أن يكون نوعه حادثا فيمتنع وجود حوادث لا تتناهى قالوا: بهذا عرفنا أن السماوات مخلوقة وبذلك عرفنا أن الله موجود فلزمهم على ذلك أن ينفوا صفات الله وأفعاله وذلك باطل شرعا وعقلا ولم يكن ما أقاموه دليلا صحيحا فلا هم عرفوا الحق بدليل صحيح قويم ولا هم نصروا بميزان مستقيم ولكنهم قد يقابلون الفاسد بالفاسد)
(درء تعارض العقل والنقل)
موقف الأشاعرة من الكلام
يقول العضد الأيجي في (المواقف) صفحة 4: (وإن أرفع العلوم وأعلاها، وأنفعها وأجداها، وأحراهما بعقد الهمة بها وإلقاء الشراشر عليها، وادآب النفس فيها، وصرف ا لزمان إليها، علم الكلام)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال السعد التفتازاني في (شرح العقائد النسفية) صفحة 2 من الطبعة الهندية: (فإنى مبنى علم الشرائع والأحكام، وأساس قواعد عقائد الإسلام، هو علم التوحيد الموسوم بعلم الكلام، المنجي من غياهب الشكوك وظلمات الأوهام)
وقال: (وبالجملة هو أشرف العلوم لكونه أساس الأحكام الشرعية ورئيس العلوم الدينية)
ومن ذلك قول بعضهم:
أيها المبتدي لتطلب علماً ... كل علمٍ عبدٌ لعلم الكلام
تطلب الأصل كي تصحح فرعاً ... لم أغفلت منزل الأحكام
وذكروا أشعاراً يعيبون بها أئمة الإسلام الناهين عن علم الكلام منها:
عابوا الكلام أناس لا خلاق لهم ... وما عليه إذا عابوه من ضرر
ما ضر شمس الضحى في الأفق طالعة ... أن لا يرى ضوؤها من كان ذا بصر
كذا قال!
عاب الكلامَ خيار الخلق قاطبة ... المقتدين بنص الوحي والأثرِ
أثنى الإله عليهم في مُنَزَّله ... وأكد المدح خير الخلق من مضرِ
وأجمع الناس أن الخير وصفهمُ ... إلى انقضاء ثلاث صح في الخبر
والمُقْتَدِي بهمُ من غير ما حدثٍ ... ولم يشب دينه بعقيدة نُكُرِ
ذموا الكلام وذموا من يقول به ... وحذروا الخلق مما فيه من ضرر
لم يجعلوا دين أفلاطون دينهمُ ... ولا أرسطو وحادوا عن خطى الكُفُرِ
ولا الرئيس ولا الثاني معلمهم ... ولا مخانيثهم المنكري القدرِ
والأشعرية أفراخٌ لهم نكروا ... قول المهيمن ربي باري الصور
وأنكروا قول خير الخلق قاطبة ... المجتبى المصطفى من سائر البشر
قالوا ظواهر لا معنى يُراد بها ... قالوا يُرادُ بها معناً ولا ندري
قالوا اصرفوها وقولوا ما ظواهرها ... مرادة وادفنوها أعمق الحفر
وحَذِّرُوا الناس منها لا يقال بها ... قولوا الظواهر كفرٌ ظاهرٌ قذر
قولوا تعارض قول الله في سورٍ ... وقول أحمد المختار في الزُّبُرِ
مع عقولٍ لنا قالت أوائلنا ... هي الأصول لوحي الله والخبر
فرَدُّها ردُّها، خابت وخاب بكم ... من قالها قَولة أسوى من البَعَرِ
جعلتموا قولكم أصلاً يُرد به ... قول الإله أما خفتم لظى سقرِ
هذا الكلام الذي عابت أوائلنا ... من صالحي الخلق هم كالأنجم الزهر
عودوا إلى قولهم وانسوا مقالتكم ... لا ترذلوا قولهم يا أمة البقرِ
لو كان دينكم حقاً لقال به ... خير القرون ألو الأحلام والبصر
ما ضرهم قولكم: (علم الكلام هدى) ... إلا كما ضر مدح البعر بالدرر
وبهذا يتبين لك أي الفريقين أولى بالسلف الصالح واسم (أهل السنة)
موقف السلفيين من الكلام في الجسم
لا خلاف بحمد الله بين السلفيين بعدم الكلام في الجسم نفياً وإثباتاً لعدم ورود النصوص بها، وهم وقافون عندها، ولا ينكر عليهم ذلك أحد، وإنما يزعمون أن السلفيين يقولون بمقالات لازمها التجسيم لا أنهم يصرحون به.
وهذا عندنا باطل فإن ما يجعلونه من لوازم التجسيم مبني على دليل الحدوث المتقدم ذكره، خابت وخاب القائل بها. ولسنا بحمد الله بعد إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه وعلى لسان نبيه ممن يهتم بهذه المقالة هل وافقت أو خالفت، ولو تحققنا أن ما جاء في الكتاب والسنة يخالف ما جاء في برهان الحدوث ما زادنا ذلك إلا علماً ببطلانه.
لكن هنا تهمة اتهم بها فودة شيخ الإسلام حيث قال: (ولنستمع الآن إلى بعض ما يقوله ابن تيمية في هذا الباب: قال في أساس التقديس: "وكذلك سائر لوازم هذا القول مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك، لم يقل أحد من العقلاء إن هذا النفي معلوم بالضرورة"
ثم قال في نفس الصفحة: "مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها، وكذلك جميع سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها لا يخالفونها. ولم يخالف هذه القضية الضرورية من له في الأمة لسان صدق" هذا هو ما يقوله ابن تيمية، إن كون الله تعالى جسما هو الذي جاءت به الشريعة بل وجميع الأنبياء ولم يخالف في هذا أحد من العقلا المعتد بهم، وكلامه هذا محض كذب على الشريعة وعلى العقلاء في آن واحد)
أقول: أنظر مقدار دين الرجل!
السؤال: قول شيخ الإسلام رحمه الله (وكذلك) معطوف على ماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "والمقصود أن القول بوجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه لم يقل أحد من العقلاء أنه معلوم بالضرورة، وكذلك سائر لوازم هذا القول مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك، لم يقل أحد من العقلاء إن هذا النفي معلوم بالضرورة، بل عامة ما يُدَّعى في ذلك أنه من العلوم النظرية، والعلوم النظرية لا بُدَّ أن تنتهي إلى مقدمات ضرورية"
أين في هذا الكلام ما يدل على قول شيخ الإسلام رحمه الله بالجسمية؟
ليس في كلامه سوى أن وجود موجود لا في داخل العالم ولا خارجه ليس من العلوم بالضرورية، وأن ما يجعلونه من لوازم القول بوجود موجود على هذه الصفة هو أيضاً ليس من العلوم الضرورية. وأن من أثبت موجوداً لا داخل العالم ولا خارجه وأنه ليس بجسم ولا متحيز يصرح بأن هذا من العلوم النظرية لا العلوم الضرورية، وقد صرح بذلك غير واحد كالسنوسي في بداية (أم البراهين)، بل يكفي في إثباته أنا لا نجد ذلك في نفوسنا، ولو كان ضرورياً لاشترك فيه كافة العقلاء.
وهذا لا خلاف فيه، وإلا فلينقل لنا فودة عمن زعم أن هذه القضية ولوازمها من العلوم الضرورية.
ثم قال شيخ الإسلام " مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها، وكذلك جميع سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها لا يخالفونها. ولم يخالف هذه القضية الضرورية من له في الأمة لسان صدق، بل أكثر أهل الكلام والفلسفة يقولون بموجبها، وإنما خالفها طائفة من المتفلسفة، وطائفة من المتكلمين ... "
فقوله: (مما يبين أن هذه القضية) يريد بالقضية ما تقدم من أن القول بموجود لا داخل العالم ولا خارجه ليس من العلوم الضرورية، لا ما يلزم من ذلك من نفي الجسمية والتحيز، أولاً: لأن الكلام مع الرازي إنما هو في هذه القضية خاصة، وثانياً: لأنه استدل بقول من ينفي الجسمية والتحيز لتصحيح دعواه فقال: "يبين ذلك أن الذين قالوا: ليس هو جسم ولا متحيز تنازعوا بعد ذلك: هل هو فوق العالم، أم ليس هو فوق العالم، فقال طوائف كثيرة: هو فوق العالم، بل هو فوق العرش، وهو مع هذا ليس بجسم ولا متحيز" (نقض التأسيس) صفحة 6.
وإنما ذكر أن نفي الجسمية والتحيز ليس بمعلوم بالضرورة استطراداً لكونه من لوازم هذه القضية كما صرح به، وما يلزم عن النظري ليس بضروري.
وهذا المقدار قد جاء كتاب الله جل وعلا بإثباته بما لا يُحْصى إلى بكلفة، بل ادعى الإمام الألوسي رحمه الله أن كون الموجود إما في داخل العالم أو خارجه مما يُعْلَمُ بالضرورة وعبارته: (وقد علم كل العقلاء بالضرورة أن ما كان وجوده كذلك فهو إما داخل العالم وإا خارج عنه وانكار ذلك انكار ما هو أجلى البديهيات فلا يستدل بدليل على ذلك إلا كان العلم بالمباينة أظهر منه وأوضح وإذا كان صفة الفوقية صفة كال لا نقص فيها ولا يوجب القول بها مخالفة كتاب ولا سنة ولا اجماع كان نفيها عين الباطل لا سيما والطباع مفطورة على قصد جهة العلو عند التضرع إلى الله تعالى) انتهى (روح المعاني) 7/ 115.
وعلى فرض أنه قصد الجسمية والتحيز فإنما أراد بذلك الجسم والمتحيز بمعنى المحايث فقط، لأنه يتكلم عن لازم القول بموجود لا داخل العالم ولا خارجه، لا على مطلق الجسم.
لكن الرجل هذا فيه شبه بالرافضة، إذ يرى جواز الإنتصار للمذهب بالتدليس، فسحبانك اللهم.
ثم هب أن شيخ الإسلام صرح صراحة بالجسمية وقال أريد الجسم المعروف في اللغة، وهو الجثة والجسد؛ فإن الكلام إنما هو بين طائفتين هم السلفيون ـ أو التيميون بحسب تعبير فودة ـ والأشاعرة. فهل وجد في كتب السلفيين التصريح بالجسمية وأنه معتقد عامتهم حتى يصح أن يجعل قول شيخ الإسلام قولاً لجميعهم ويقابل به قول الأشاعرة؟
نعود إلى موقف السلفيين من الجسمية فنقول: لا يطلق السلفيون لفظ الجسم على الله جل وعلا لا نفياً ولا إثباتا، لكن ينظرون في معناه عند قائله، فإن كان صحيحاً أثبتوا المعنى دون اللفظ، كقول الكرامية والهشامية الجسم هو القائم بنفسه أو ا لموجود أو الشيء، فيثبتون هذا المعنى وينكرون عليه إطلاق اللفظ، وكقول الأشاعرة أن الجسم هو المؤلف من الجواهر المفردة، فإن السلفيون ينكرون ذلك لفظاً ومعنى، ولا يسلمون بوجود الجسم بهذا المعنى أصلاً.
فهم من هذه الجهة موافقون للسلف الأول في عدم الكلام في الجسم والجسمية باصطلاح المتكلمين لخلو الكتاب والسنة عن الكلام فيه.
وخاض الأشاعرة فيما نهى عنه السلف وتركوا الكلام فيه من جسم وجوهر وعرض وغري ذلك.
يتبع .....
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:56]ـ
أشكر الأخوة الذين تفاعلوا
وأعتذر من الجميع على الأخطاء، فأنا أكتب سريعاً ولا أراجع إلا يسيراً
وجزى الله الجميع خيرا(/)
ماري كاسات وجون سنغر بين أحضان الجامعة!!
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 12:54]ـ
لم أَعتدِ الارتباطَ بعملٍ أو الانسياقَ لدعوةٍ عَقِب فراغي من مُحاضراتِ الجامعة، إذ الإرهاقُ والنصبُ يتعاقبان فيَّ إذ ذاك، كحالِ أيِّ طالب يقاسِي وَهَجَ الدراسةِ المتواليةِ الساعات ..
لكنَّ الشأنَ هذا الأسبوعَ لايتوافق مَعَ ما روَّضت نفسِي عليه، فبعد أن آذنتِ الدقيقةُ العشرينُ بالرَّحيل بعد الساعة الواحدة من ظُهرِ يَومِ السّبتِ المنصرم دعاني أحد زملاء الدراسة لزيارة المكتبة المركزيَّة بجامعتِي جامعةِ الإمامِ محمد بن سعود الإسلاميَّة ..
لم أرَ أنَّ مثلَ هذه الدعوات تغريني كثيرًا، فلم أُدخلها حيِّزَ التفكير، وعزمت على الانصراف .. غيرَ أن الدعوة هذه المرَّة احتفت بخبرٍ مفادُه أن هناك مايؤنسني (على حَدِّ قَولِ صَاحِبِي) ..
لم يجعلْ لي مجالًا للسؤال، بل قال مبادرًا: (يوجد معرض للفنون التشكيلية يحوي رسمات لجورج واشنطن، ولينكولن، وبعض النساء!!).
لم يكن صاحبي محلَّ اتهام عندي، لكنّ اليقينَ لم يُدَاخِل قلبي والخبرُ ماعَلِمتَ، وحُقَّ لي ذلك ..
عزمتُ على الذهاب، بادرتُ به، أخذتُ أَجُرُّ الخطى، وصلت سريعًا .. فوافَقَ الخُبرُ الخبرَ، ولَيتَهُ كذَّبه، فليس ثبوتُ كذبِ صاحبي بأسوأَ عندي من صدقِه في خبرٍ كهذا ..
كنت أظنُّ الواردَ على المكتبة سيلاقي بعضَ العناءِ في بلوغِ هذا المعرضِ المشؤومِ عليَّ، حتى لَإِنَّه بالكاد يُبصِرُ المعرضَ إلا من طَرْفٍ خفيٍّ ..
هكذا كنت أظن، و هذا ماكنت أرجوه، ومن حقِّي أن أُقدِّر ذلك وأتلمَّسُه، فسوأَةٌ تنالُ منارًا علميًّا إسلاميًّا كجامعة الإمام = من حقِّها أن تَنَالني أنا الذي جعلتُ من أعظمِ أولويَّاتي حصدَ شهادةٍ مختومٍ عليها شعارُها ..
لكنَّ الواقعَ - مرةً أخرى - لم يأتِ على ما أردتّ، فكانت اللوحاتُ الفنيَّة أوَّلَ ما يلقاه باغي المكتبة وقاصدُها ..
فلا أدري!! ..
أَمِنَ احتضانِ الجامعة لهذا الأمر أخجل؟!
أم مِن جعلها ذلك في أعظم أركانها، أعني به المكانَ الذي يضمُّ مصادرَها وتراثَها الإسلاميَّ الأصيل؟!
أم من جعلها في البهو الرئيسي للمكتبة؟!
حقًّا إنها (ثلاثُ عوراتٍ) لنا ..
إنّ الفنونَ التشكيليَّة، والرسوماتِ التي يُطرِّزها ذوو الأناملِ الرشيقة، عبارةٌ عن إسقاطاتٍ اجتماعيَّةٍ لخلفياتٍ ثقافية عاشها أصحابُها، فهي بالتالي معلمٌ حضاريٌّ، ينبغي اعتباره دليلًا أو قل: سبيلًا للوصول إلى مُستكِنَّات أفكارِ الأممِ والشعوبِ ومعتقداتِها، سواءٌ كان ذاك المعلمُ مقبولًا أو مرفوضًا ..
المهمّ: أنه يعكِسُ لك ظلًّا لأحوالِ تلك البقعةِ الإقليميَّةِ التي نبعت منها تلك الفنون ثقافيًّا ومعرفيًّا وعقائديًّا ..
هذه مقدمةٌ أجدني مضطرًّا للتَّقدِمة بها، لأنَّ كثيرينَ أضحَوا يتعاملون مع الهُوِيَّات وكأنها لُعبُ أطفال!!
أخذتُ أتجوَّل بين تلك اللوحات، وهي تقارب خمسًا وعشرين لوحةً، استَدْبَرَتْ كلُّ لوحةٍ صاحبتَها، وتجمَّعت كلُّها في مكانٍ ليس بالواسع، لكنّه -كما قدَّمت- في مَحَلِّ العينِ ومَجرى الخُطى ..
أخذت أتجوَّل، فإذا بعيناي ترقبان ثُلَّةً من رموز القارّة الأمريكيّة ..
جورج واشنطن، أبراهام لينكولن، بنيامين فرانكلين، وغيرهم ..
وإذا بها تحوي صورةً لأم مهاجرة! معها طفلُها، وقد امتطت قاربًا تَشُقُّ به عبابَ البحرِ - أو ربما النهر - ويقودُ القاربَ رجلٌ، أظنه زوجَها ..
وصورةً لِامرأةٍ تحلَّت بلَبُوسٍ لها فاخِر .. ربما هي الأخرى رمزٌ طَوَته صَفَحَات التَّارِيخ، لكن رأت الجامعةُ أنَّ مِن الأصلحِ إبرازَها مَعَ غيرِها من اللوحات لِيَرَى شادي العلمِ بعضًا من الإبداعات الفنيَّةِ لدوروثي لانغ أو ماري كاسات أو جون سنغر وغيرِهِم!!
سألتُ رجلَ الأمنِ المكلَّفَ بمراقبةِ المعرَضِ عن مصدرِ هذه اللوحات، فأخبرني أنها تابعةٌ للمُلْحقيَّة الثقافيِّة التابعةِ للسفارة الأمريكية ..
فانحلَّ بذلك جزءٌ من المشكلة، فليست هذه اللوحاتُ انتقاءاتٍ من رجال دانوا بـ (لاإله إلا الله) إيمانًا وتصديقًا ..
ويبقى الجزءُ الآخرُ والذي أحب تناولَه فيما تبقى من هذه المقالةِ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ رسمَ ذواتِ الأرواحِ مسألةٌ خلافيَّة تَعَاوَرَتها الأفهامُ قديمًا، وجمهورُ أهلِ العلمِ على تحريمِها مطلقًا، سواءٌ كان لها ظلٌّ أو لا، وبه أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بهذه البلاد المباركة، ولَإِن تجاوزَ البحثُ هذه المسألة، فلن يتجاوز رسمَ امرأةٍ سافرةَ الوجه، حاسرةَ الرأس!! وعرضَها أمام الملإ، هكذا بصفاقةٍ لم أعهدها ..
بينما نعاني وطأةَ الحملةِ التغريبية لمجتمعنا المحافظِ من قِبل شِرذِمَة من الكُتَّاب والمفكِّرين الذين حادوا عن السبيل، إذا بالكَلْمِ يأتينا منَّا، وماأبلغ أثرَ مُصابٍ هذا مصدره .. حقًّا ماأبلغه!!
ليست القضيةُ هيِّنةً كما يظنُّ بعضهم، فالأمر صادرٌ من أعلى محضنٍ تعليميٍّ شرعيّ، فينبغي أن تُساسَ الأنشطةُ المقامةُ فيه بمراعاة هذا المبدأ، واستذكارِ هذا المُنطَلَق، وتُوقَفَ بالتالي دونَ تخطِّي هذا الحد، وصنائعُ الجامعة بمرأى أعينِ الطلبة، فليُراعَ ذلك. هذه واحدة ..
وثانيةٌ:
(لو تتبعنا الآثارَ الفنيَّة وتاريخَها في كلِّ أجيالِ النَّاسِ من الهندِ والصينِ والعَرَبِ والتُّركِ والرَّوم، وكلِّ الأممِ القديمة، وسائرِ الأمم الحديثة، لم نُخطئ أثرَ الحياةِ الاجتماعية في الأثَرِ الفَنِّي ... ونعني بالحياةِ الاجتماعيَّةِ كُلَّ ماتقومُ عليه من الدِّينِ وعَقَائِدِه وشَرَائِعِه ... ) قاله محمود محمد شاكر
أَنعَمَ اللهُ تعالى علينا بنعمةٍ لا تُضَارِعها أيُّ نعمة، ألا وهي نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم .. وإيمانُنا بالله وعلمُنا بما له علينا من نِعمٍ سابغةٍ يستوجب منا القيامَ بشكرها، ومن أَجَلِّ مشاهدِ شكرِ هذه النعمة: تعظيمُ شعائرِ هذا الدينِ الذي ندين الله تعالى به، ولايتم ذلك إلا بمجانبة ما تَخِذَته مللُ الكفر من عوائدَ وتقاليدَ وأعمالٍ تخالفُ ماعليه شريعتنا ..
وإقامةُ الرُسُومات اليَدَوِيَّة في مَقَاماتٍ مَشهودَةٍ لرموزٍ كافرةٍ من مجتمعٍ ما = صنعةٌ غربيَّةٌ لها ماضيها العفِنُ الذي تَخَطَّى حِمَى التوحِيدِ وجانبَ منارَاتِه .. وقبيحٌ بنا أن نتسنَّم مراكبَ ليست لنا، بل تخالفُ ماعليه معتقداتُنا، ولكن صدقَ من لاينطق عن الهوى: (لتتبعن سننَ من كان قبلكم، حَذْوَ القُذَّة بالقذة) ..
وأقبحُ من ذلك أن نَرقُبَ - بِعَينِ الأسى والحزنِ - إقامةَ جامعةٍ شرعِيَّةٍ لهذا الذي بَانَ لَكَ خَطَرُه، ولَاحَ لَكَ شَرَرُه.
فالواجِبُ على كُلِّ من له مَسْكةٌ من قَرار، أو أَثَارةٌ من عِلْم، أن يَعِيَ عظيمَ الخطرِ المحدِقِ بنا، وأن يسعى جاهدًا في تجنُّبِه ودفعِهِ ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وأن يكون صلبًا في دين الله، قائمًا بأمر الله، وقَّافًا عند حدود الله، لايهدأ له بالٌ إذا انتُهكت حُرُمات الله، وأن لاتكون المقايسة بين قيامِه بأوامر الله وحفاظِه على مصالحه حاضرةً قائمةً، بل الطاعة المحضَةُ للهِ ورَسُولِه، ولْيَكُن بعد ذلك ماكان ..
وإنّ الأمانةَ التي حُمِّلَهَا القائمونَ بالمؤسَّسَاتِ الشَّرعِيَّةِ والدَّوَائِرِ الدِّينِيّةِ أمانةٌ عظيمَة، لها من الغُنْمِ مالها، وعليها من الغُرْمِ ماعليها ..
فأسأل الله تعالى أن يُلِهمنا رشدَنا، ويقيَنا شَرَّ أنفسِنا، واللهُ المستعانُ وعليه التكلان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
الإثنين 26/ 5/1431هـ
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 02:27]ـ
بارك الله فيك على هذه الكتابة , نعم اخي سطر مابه الدفاع عن هذه العقيدة سطر مابه الدفاع عن آخر معاقل التوحيد , سطر مابه تفضح المجرمين الذي يريدون ان تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا أسأل الله أن يكف شر أهل الشر عن المملكة الحبيبة وأن يرد كيد أهل الباطل في نحورهم , لايفوتني أخي هنا ان أذكرك بأنه من الواجب عليك أنت ومن شاهد تلك المنكرات التحرك بطريقة أو باخرى لتقديم شكوى عند الجهات المسؤولة ولعلها تجد آذانا صاغية ولن تعدموا أهل الخير في أرض الخير والله أسأل أن يجيرنا وإياكم من الفتن ماظهر منها ومابطن آمين.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 11:08]ـ
بصرف النظر عن مادة الموضوع الا ان لغته الرائقة المنسابة كانسياب شعاع الشمس على الامواج الرقراقة في يوم صائف له عبير الاوراق الخريفية المقبلة على تلامس فضائي مع فصل كوني جديد "حديث عهد بربه"يحث الخطى لمعانقة الماضي،اخذت لغتكم الجميلة بتلابيب خواطري وساقتها مارة على الحروف الملونة بلون لغتنا التشكيلية الجميلة. جزاكم الله خيرا
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 12:16]ـ
بصرف النظر عن مادة الموضوع الا ان لغته الرائقة المنسابة كانسياب شعاع الشمس على الامواج الرقراقة في يوم صائف له عبير الاوراق الخريفية المقبلة على تلامس فضائي مع فصل كوني جديد "حديث عهد بربه"يحث الخطى لمعانقة الماضي،اخذت لغتكم الجميلة بتلابيب خواطري وساقتها مارة على الحروف الملونة بلون لغتنا التشكيلية الجميلة. جزاكم الله خيرا
صدقت لغة الموضوع لغة خاصة أتت من آل الشثري المعروفين بمواقفهم اتجاه قضايا الأمة ..
فلله در الطالب المجد الذي مافتئ بأن يقول الحق وهو مازال في دهاليز الجامعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 10:43]ـ
ما أثقله!! ما أوزنه!! ما أصعبه!! أعني الحق ...
لا عليكم! له رجال!(/)
هل هناك قول لأهل السنة في هذه المسألة؟
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 01:15]ـ
قال ابن حجر في "فتح الباري" في تعليقه على أثر: "أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان إذا سلَّم على عبدالله بن جعفر يقول: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين": تنبيه: وقع في رواية النسفي وحده في هذا الموضع: قال أبو عبدالله - يعني المصنف -: يقال لكل ذي ناحيتين: جناحان، ولعله أراد بهذا حمل الجناحين في قول ابن عمر: "يا ابن ذي الجناحين" على المعنوي دون الحسي، والله أعلم.
فهل هما جناحان حقيقيان أم ماذا؟
وجزى الله من أجاب بعلم خيرًا.
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 02:36]ـ
بارك الله فيك.
قال صاحب الفجر الساطع على الصحيح الجامع الإمام الزهروني -رحمه الله- (9/ 62) ما نصه:
[يا ابن ذي الجناحين: يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم لعبدالله المذكور: (هنيئًا لك أبوك يطير مع الملائكة في السماء) أي أنه أبدل من يديه لما قطعتا يوم موته جناحين يطير بهما مع الملائكة. وورد: أنهما من ياقوتة. فدل ذلك أنهما حقيقة لا مجازًا، خلافا للسهيلي.] اهـ
وانظر السلسة الصحيحة (3/ 226) حديث رقم 1226
وكذلك كلام أهل السنة على أنهما جناحان، ولا يقصد بذلك المجاز، كما في كلام الشيخ البدر وغيره.
ونص عليه العكبري في الشرح والإبانة ص 289:
[وجعفر الطيار في الجنة] اهـ.
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 12:32]ـ
جزاك الله خيرًا، وبارك فيك.(/)