ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[07 - Apr-2010, صباحاً 01:16]ـ
قاتلهم الله
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 02:18]ـ
لا حول ولاقوة الا بالله.(/)
(قلب الأدلة على الطوائف المخالفة) د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[05 - Apr-2010, صباحاً 11:09]ـ
(قلب الأدلة على الطوائف المخالفة) للقاضي
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
قد لا يعاني البحث العلمي في هذا الوقت مِنْ تعذُّر الوصول إلى المعلومة أو تعسُّرها، بل المعلومة يمكن العثور عليها بأيسر طريق، وأكبر قَدْر؛ لا سيما مع التقنيات الحديثة: من الحاسب وشبكات المعلومات ومحرِّكات البحث ... ونحوها.
كما أن الباحث لا يَلقى عَنَتاً ولا شحّاً في تعدُّد القضايا، وتنوُّع النوازل، وتتابُع المستجدات التي يجدر بحثها ومعالجتها؛ إذ لا تزال هذه الإشكالات والوقائع ميداناً رحباً لمن عزم على بحثها، وجدَّ في تحريرها وتحقيقها.
لكنْ على الرغم من وفرة المعلومات وضخامتها، والسهولة المُفْرطة في مطالعتها، وأيضاً تكاثر المستجدات والحوادث؛ إلا أن الفاحص والناظر في جملة من البحوث العلمية - سواء كانت رسائل علمية أو بحوث مجلات محكَّمة أو مؤتمرات - ليجدُ الهشاشة والهزال فيها، والرتابة المُمِلَّة، والتكرار والاجترار، ولسان الحال يقول:
ما أرانا نقولُ إلا مُعاراً ... أو مُعاداً من قولنا مكرورا
إضافة إلى الإغراق في النواحي الشكلية والفنية، والاستطراد في المقدمات المعروفة، وأما القضايا العلمية المشْكِلة والمعْنيَّة بالبحث، فإن الباحث قد يختزلها أو يسوق كلاماً عائماً، أو يتنصَّل منها ... دعك من حال البحوث التي يتشبَّع أصحابها بما لم يُعطَوْا، أو الذين يحمدون بما لم يفعلوا.
ولمَّا سئل الخريشي (ت 1001 هـ) أن يؤلف كتاباً، فقال: (التأليف في زماننا هذا هو تسويد الورق، والتحلي بحلية السرق) (1).
ومهما كان الواقع قاتماً ومتردياً جرَّاء تلك البحوث، إلا أن ثمة بحوثاً على النقيض من ذلك؛ إذ تجد في هذه البحوث الجادة عمقاً علمياً، وتحريراً متيناً، وسَعة في الاطلاع، وابتكاراً في التصنيف، وجزالة في الأسلوب، ورسوخاً في التحقيق، ودراية فائقة في التخصص.
ومن خير النماذج وأروع الأمثلة على ذلك رسالة: «قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات» للشيخ تميم بن عبد العزيز القاضي (2).
ومع أن كثرة الصفحات، ووفرة المراجع ليست أهم المعايير - في نظري - لإضافة تزكية على البحث، وتحقيق إيجابيته؛ إلا أن الباحث سطَّر ما يزيد على ستمائة وألف صفحة، ورجع إلى أكثر من ثماني مئة مرجع، ولم تكن هذه الصفحات المئات حشواً ولا استطراداً، كما لم تكن مراجعه تكثُّراً وتعسفاً؛ فالباحث قد رجع إليها فعلاً، وتحرَّى المراجع الأصلية، والمصادر العميقة، وجانب ما كان هشّاً وما ليس مرجعاً معتبراً.
ويستوقفك في البحث ابتداءً حُسْن اختيار الموضوع وجدَّته وبكارته، ومفارقته للبحوث المكرورة الرتيبة.
وأحسب أن هذا البحث النفيس من واجبات الوقت، ويسدُّ حاجة ملحَّة في الآونة الأخيرة؛ إذ يسهم البحث في مدافعة انهزاميةٍ واضطرابٍ قد عرضا لبعض المتسنِّنة؛ فقَلْبُ الأدلة على أهل البدع يبعث تمام الثقة بالمنهج السلفي، والاعتزاز والاعتصام بطريقة أهل السُّنة والجماعة، بل هذا سبيل المرسلين وأتباعهم؛ فإبراهيم - عليه السلام - حين عارضه قومه، وخوَّفوه من أصنامهم، قال قالباً عليهم حجتهم وتخويفهم: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 18].
قال ابن القيم: «وهذا من أحسن قلب الحجة، وجَعْل حجة المبطل بعينها دالة على فساد قوله، وبطلان مذهبه» (3).
فما يشغب به أهل البدع من أدلة يحتجون بها على أهل السُّنة، فإننا معشرَ أهل السُّنة نوقن أن كل دليل (نقلي أو عقلي) يتشبث به أهل الأهواء ضد أهل السُّنة، هو حُجَّة لنا ودليل على أهل الزيغ والبدعة، وهذا القَلْب من دلائل صِدْق المرسلين - عليهم السلام - وبراهين أهل السُّنة في صحة معتقدهم وسلامة منهجهم طوال القرون الماضية وما يُستَقبَل من أيام حتى يأتي أمر الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن تيمية: « ... فهؤلاء كل ما احتجوا به من دليل صحيح؛ فإنه لا يدل على مطلوبهم، بل إنما يدل على مذهب السلف المتبعين للرسل؛ فتبيَّن أن الأدلة العقلية الصحيحة من جميع الطوائف إنما تدلُّ على تصديق الرسول، وتحقيق ما أخبر به، لا على خلاف قوله، وهي من آيات الله الدالة على تصديق الرسول التي قال الله فيها: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ} [فصلت: 35]، وهي من الميزان الذي أنزله الله، تعالى» (4).
لا عجب أن يعكف الباحث في هذه الرسالة سبع سنين؛ فهو قد اشتغل بمسائل عميقة ومباحث شائكة، هي من مَحَارات العقول، ودقائق المطالب، وخاصة أن الرسالة تجمع بين تخصصين مهمين وعميقين، وهما: أصول الفقه ومسائل الاعتقاد، وهذه مزية أخرى للرسالة؛ فإن من آفات التخصص الدقيق أن يفوِّت دراسة موضوعات مهمة تشتمل على أكثر من فن؛ إذ إن الموضوعات المشتركة والمشتملة على أكثر من تخصص قد تتقاذفها الأقسام بدعوى «عدم التخصص»، وخاصة أن هذا النوع من الموضوعات لا ينفك عن تبعات وأعباء على الباحث ... وصاحبنا قد أحكم موضوع قلب الأدلة من خلال مطالعة كتب أصول الفقه، ومدارسة أهل هذا الفن، وأعدَّ باباً مستقلاً عن قلب الأدلة، وحقيقة الاعتراض بالقلب وأقسامه، وحجية الاعتراض بالقلب وضوابطه.
عقد الباحث باباً بعنوان: «قلب الأدلة الإجمالية التي استدلَّت بها الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات»:
ففي الفصل الأول: قَلَب الباحثُ أدلة المخالفين في توحيد الربوبية، سواء التي استدل بها أهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، أو أدلة مسألة حلول الحوادث.
وفي الفصل الثاني: قَلَب الباحثُ أدلة المخالفين في مبحث أسماء الله الحسنى.
ثم في الفصل الثالث: ساق الباحث أدلة المخالفين من نفاة الصفات الإلهية وتعقَّبَها بالقلب عليهم، مثل: استدلالهم بالتنزيه، وتقديمهم العقل عند توهُّم تعارض العقل بالنقل، ومسألة دليل التركيب والتجسيم ...
ومثال ذلك أن المتكلمين استدلوا بحلول الحوادث ونفيها عن الله - تعالى - على إثبات أن الله هو الصانع، وهو في الحقيقة نفي للصانع؛ فإن الذي يصح أن تنفى عنه الصفات، أو يقال: إنه لا داخل العالم ولا خارجه؛ فمن كان كذلك فهو ممتنع الوجود؛ ولذا قال بعض السلف: المعطِّل يعبد عدماً (5).
وأما الباب الثالث: فعنوانه: «قلب الأدلة التفصيلية التي استدلَّت بها الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات»: استوعب الباحثُ فيه القلب والاعتراض على المخالفين في مسألة: أول واجب على المكلَّف، ودليل التمانع، ومقالة قِدَم العالم عند الفلاسفة، كما قلب الأدلة على نفاة صفات الله - تعالى - الذاتية والفعلية، وساق أمثلة تفصيلية في هذا الشأن، ومثال ذلك: دعوى المتكلمين بوجوب النظر، وعدم صحة إيمان العوام، احتجاجاً بعدم التقليد. يقول الباحث تميم: «وحين ننظر إلى حال ومقال المتكلمين وأهل النظر، فإننا نجد أنهم قد نالوا من التقليد المذموم أوفر الحظ وأجزل النصيب؛ فالذم بالتقليد ينقلب عليهم؛ ذلك أن القواعد النظرية التي أوجبوها لم تدل عليها حجة معتبرة ... وإنما تلقَّوها عن أسلافهم الفلاسفة والمعتزلة؛ فحين يأتي الكلام عن الاستدلال بنصوص الوحي المعصوم في أبواب الإلهيات تجد الردَّ والتزهيد وأنها تحتمل التأويل، لكن حينما يكون الكلام على القواعد الكلامية والفلسفية، فإنك ترى التمجيد تجاهها والتقديس وأنها قد صقلتها الأذهان على تطاول الأزمان!» (6).
أما الباب الرابع: فهو في قلب الألقاب التي أطلقها المبتدعة على أنفسهم، أو على أهل السُّنة:
ففي الفصل الأول من هذا الباب: قَلْبُ ألقاب الذم التي أطلقها المبتدعة على أهل السُّنة، وبيانُ أنهم هم الأحق بها، مثل تسميتهم أهل السُّنة بالمشبهة والمجسمة، ونَبْزِهم أهل السُّنة بالحشوية والنابتة والجهلة ...
وأما الفصل الثاني: فهو قلب ألقاب المدح التي أطلقها المبتدعة على أنفسهم، مثل دعواهم أنهم أهل العدل والتوحيد، وأهل الحق والبرهان، وأهل السُّنة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك: إطلاق لقب المشبِّهة على أهل السُّنة، والحقيقة أن لقب التشبيه والتمثيل ينقلب على طوائف المعطلة؛ إذ إنهم شبَّهوا أولاً ثم دفعوا ذلك بالتعطيل ونفي الصفات، وكذا شبهوا الخالق - عز وجل - بالناقصات والمعدومات؛ «ولهذا قال بعض أهل العلم: إن كل معطِّل مشبِّه، ولا يستقيم له التعطيل إلا بعد التشبيه» (7).
«كما أن لقب المشبهة ينقلب على كثير من متأخري الأشاعرة والماتريدية ممن وقع في تشبيه المخلوق بالخالق، وذلك من جهة ما دخل عليهم من التصوف الغالي، والذي لم يُعهد مثله عن أسلافهم؛ حيث أضافوا إلى أوليائهم وأقطابهم كثيراً من خصائص الربوبية: كعلم الغيب أو التصرُّف في الكون، كما أضافوا إليهم بعض مقامات العبودية التي تفرَّد الله - سبحانه - باستحقاقها: كالاستغاثة بغير الله، والذبح لغير الله ... ونحو ذلك، فكانوا أحق بلقب المشبهة؛ إذ شبَّهوا المخلوق بالخالق في ألوهيته» (8).
وكذا دعوى الأشاعرة والماتريدية أنهم أهل السُّنة والجماعة؛ فقد قلَبَها الباحث عليهم من عدة وجوه؛ حيث لم يحققوا ضابط أهل السُّنة فيهم، بل تحقق نقيضه؛ فقد فرَّطوا في مصادر التلقي (الكتاب والسُّنة والإجماع)، فسلَّطوا على القرآن طاغوت التأويل، وطاغوت المجاز، وطاغوت تقديم العقل على النقل ... وأن نصوص الكتاب والسُّنة ظنية الدلالة .. وعدم الاحتجاج بأحاديث الأحاد، كما أن الأشاعرة خالفوا إجماعات السلف في غالب أبواب الاعتقاد؛ فخالفوا أهل السُّنة في قواعد الشريعة وأصول الدين؛ ثم ساق الباحث شهادة أئمة السُّنة بخروج الأشاعرة من أهل السُّنة، ومن ذلك ما أخرجه ابن عبد البر عن ابن خويز منداد (ت 390هـ): «أهل الأهواء عند مالك وأصحابنا هم أهل الكلام؛ فكل متكلِّم فهو من أهل الأهواء والبدع، أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تُقْبَل له شهادة في الإسلام أبداً ويُهجَر ويؤدَّب على بدعته ... » (9).
وبعد أن خاض الباحث غمار مسائل عويصة، وحرر مباحث معضلة، واستوعب وأحكم كتب السلف، وغاص في أعماق مراجع أهل البدع (الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والفلاسفة)، وأجاد فهمها وأحكم نقضها، عندئذٍ ختم بحثه بهذه الكلمات: «وبعدُ: فهذا ما اقتضاه الخاطر المكدود، على عُجَرِه وبُجَرهِ، وعَلاَّته وهنَّاته، وعجزه وضعفه، فما كان فيه من صواب، فمِنَ الكريم الوهاب، وما فيه من زلل ونقصان، فمِنَ النفس الأمارة والشيطان، وأسأل الله منه الصفح والغفران» (10).
وهكذا فالبحث الجاد والعلم النافع يورث تواضعاً وإخباتاً، وعلى هذا جرت مناقشة هذه «الموسوعة» بهدوء وخمول، وفي قاعة صغيرة، لم يحضرها إلا أربعة: الباحث ولجنة المناقشة.
________________
(1) السحب الوابلة لابن حميد: 2/ 884.
(2) رسالة تقدَّم بها الباحث إلى قسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود، ونال بها درجة الماجستير بتقدير ممتاز سنة 1430هـ. ولا تزال الرسالة حبيسة الأدراج و (الأقراص).
(3) إغاثة اللهفان: 2/ 254.
(4) مجموع الفتاوى: 6/ 292.
(5) قلب الأدلة: 1/ 405 - 406.
(6) قلب الأدلة: 2/ 934.
(7) الصواعق المرسلة: 1/ 244.
(8) قلب الأدلة = باختصار: 3/ 1311 - 1312.
(9) جامع بيان العلم: 2/ 195.
(10) قلب الأدلة: 3/ 1470.
المصدر: موقع الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=content&task=view&id=18045
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 02:51]ـ
بقي أن ترفع لنا الكتاب أخي أبا البراء وإلاّ فأنت كمن يدعو جائعا إلى مائدة عرضت عليها أشهى أنواع الطعام .. ليعطيه جريدة ويتركه ينصرف بلا دعوة غداء(/)
حلقة جديده للدكتور حسام أبو البخارى علي قناة الناس
ـ[المحدث]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 09:51]ـ
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Library/img/3ater/div1011.files/image080.gif
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image061.gif
http://www.sheekh-3arb.org/islam/join/nastv3.gif
الدكتور حسام أبو البخاري (- ANTI )
هو أحد ضيوف حلقة هذا الإسبوع من برنامج
سهرة خاصة
(قناة الناس الفضائية)
تقديم الشيخ / خالد عبد الله
عنوان الحلقة
(عظام ماعز .. ونظرة في الدين المقارن)
موعد الحلقة: الخميس 8 - 4 - 2010 .. العاشرة والربع مساءا توقيت مصر .. الحادية عشره والربع توقيت مكة المكرمة
ان شاء الله
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Library/img/3ater/div1011.files/image080.gif(/)
علماء (شيعة) مهتدون كبار .. بيننا فهل عرفناهم .. ؟؟
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[06 - Apr-2010, صباحاً 12:21]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن الحديث عن المهتدين إلى مذهب أهل السنة –هذه الأيام- يتكاثر ويتعاظم
وما ذلك إلا لكثرة الداخلين فيه، المتخلّين عن ضده، بفضل الله ومنه وكرمه وحده
وأما مناسبة هذا الكلام فأقول مستعينا بالله وحده:
على فترات متقاربة اجتمعت بثلاثة من الإخوة، كلٌ على حدى، ولكن لم يكن يخطر ببالي ما علمته لاحقا
فأما الأخ الأول فهو دكتور سبقت شهرتَه، كتبُه ومقالاتُه وتحقيقاتُه الرصينة المتينة
وأما الأخ الثاني فهو علامة -كما وصفه أحد كبار أكابرنا- فقرأنا له، فقلنا: من أين يأتي بهذا الجلد في تطويل البحوث وتشقيق المسائل وإلزام الخصوم، فجاءنا الجواب: أن على طاولته أكثر من خمسين كتابا أصغرهم لا يقل عن 500 صفحة، ولم ينشرها بعد لأنها لم تشفِ غليله وترو ظمأه .. !!
وأما الأخ الثالث فهو غواص خطاف للنقول في بطون الكتب بل في مهجورها، سألناه عن هوايته فقال: هذا هو التشيع بلسان الخوئي، فقلنا زدنا فقال: إمامة الشيعة دعوة باطنية لاستمرار النبوة.
مشايخنا الثلاثة هم:
الأول: الدكتور مجيد الخليفة، حاز على درجة الدكتوراه في الفرق وكاتب لعشرات الكتب وكثير من المقالات، نشط أخيرا لإعادة نشر كتب علامة العراق محمود شكري الألوسي رحمه الله، للتعرف عليه أكثر، زوروا موقعه ومتعوا أبصاركم بقلمه العلمي المتين.
http://www.dr-majeed.net/index.htm (http://www.dr-majeed.net/index.htm)
الثاني: هو البحاثة أستاذنا الشيخ علاء الدين البصير، صاحب القلم السيال والذي وصفه أستاذنا الدكتور طه الدليمي حفظه الله تعالى بنص كلامه:
"بالكنز من كنوز أهل العلم في هذا الزمان والمتبحر بالدين الشيعي وله اطلاع واسع وأتمنى من الأمة أن تستفيد من هذا الكنز "،
وكما تعلمون فهذا كلام كبير يقوله رجل كبير فلابد أن يكون عن رجل كبير.
وأخونا الشيخ علاء الدين البصير ذو خلق عال وأدب رفيع علمهما كلُ ما خالطه وعايشه ولا نزكيه على الله تعالى
وقلما ألا تخرج بفائدة علمية من أي مجلس يكون فيه، بل إن من يحسبون أنفسهم على دراية تامة من العلم في دين الشيعة يكونون أمامه كالعوام وقد شاهدت هذا بنفسي، بل علمت أن الكبار الكبار يهاتفونه ليتثبتوا عن معلومة معينة أو يعرضون عليه مؤلفاتهم ليجيزها وإلا أعادوا كتابتها من جديد.
يقول لي أستاذنا علاء الدين البصير بحسرة: لوددت أن يعرف عوام الشيعة كم يكذب عليهم علماؤهم، وكم يستغلوا غفلتهم، وكم يتكسبوا من أموالهم بغير حق.
ويقول لي: أنا قد أفهم اختلاف أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد، ولكني لا أفهم اختلاف مراجع الشيعة بينهم هذا الاختلاف الصارخ، بل إن أحدهم ليختلف مع نفسه بصورة مضحكة كالطوسي المضطرب القلق في كتبه أو كالحلي الذي لا تخلو كتبه من طرافة ومزاح فإنه يحرم شيئا في أحد كتبه ويحله في آخر ثم يعود ليحرمه في آخر غيره.
ويضيف قائلا: عندما قرأت مختلف الشيعة للحلي، قلت في نفسي هل اطلع أهل السنة على هذا الكتاب، أيمكن لمذهب يدعي أنه مميز عن غيره باتباعه لأهل البيت المعصومين ويحرّج على من خالفه لإعمالهم الاجتهاد في مقابل النص، ومن ثم يوجد فيه هذا الاختلاف المضحك المبكي اختلافا يكاد يكون في كل مسألة فقهية.
ثم يلتفت إلي ويقول بحنق: يا أبا العباس إن دين الشيعة من صنع البشر وأراء الرجال فمتى يعي عوام الشيعة هذه الحقيقة متى!!
ويقول لي: أهل السنة أهل تسامح ورحمة ولو علموا ما تبديه قلوب الشيعة وما تخفيه تجاههم لغيروا هذه المعاملة.
ويضيف: كنت أتوقع عندما كتبت "أسطورة النص الجلي" أن تأتيني ردود وتعقبات ولكني لم أر إلى الان ردا وهذا ما أثار استغرابي.
وعندما رددت على جعفر السبحاني وفضحت تزيفه وذكرت تلبيساته بل كذباته انتفض وراح يشكوني في موقعه والمصيبة أنه أعاد أسلوبه المعهود في الكذب وحتى بعد قراءته لكتابي فأي أمانة علمية عند هذا الرجل!!.
في حياة شيخنا الكثير الكثير ولكنه لم يأذن لنسترسل أكثر، ولكن ما يهمني أن أدعو الله تعالى أن يصبره ويثبته ويبدله خيرا مما فقد ويرزقه خير الحياة وخير الممات.
(يُتْبَعُ)
(/)
بإمكانكم أن تقرؤوا كتبه في موقعنا وفي غيره وما زال عنده المزيد الكثير عسى أن يوفقه الله تعالى لنشرها
(سأعرض كلام شيخنا الدليمي في حق أستاذنا علاء الدين البصير قريبا)
الثالث: فهو أخونا الأستاذ عبد الملك الشافعي، الذي يتقد حماسا ونشاطا، ويتحرق حسرة على البرود الذي يبديه أهل السنة في تصديهم للشيعة أو الغفلة عن مكرهم وكيدهم، ما يميز أستاذنا تمكنه من مناقشة الأدلة العقلية لما يظنه الشيعة أدلة عقلية على الإمامة، وسألته عن هذا فقال لي: إن الشيعة يطربون عندما يرون أهل السنة يناقشون مروياتهم وأسانيدهم، فقلت لماذا قال: لأن الشيعة يعلمون كذب واختلاق ما بين أيديهم من متون وأحاديث، وأضاف: أنه لو يسمح للمتنورين داخل المذهب أن يبحروا في نقد المذهب لجاءتنا عشرات المؤلفات من أمثال مشرعة البحار لآصف محسني، ولو لم يضيق على حركة البهبودي لألغى كل حديث ينتهي إلى جعفر الصادق في كتب الشيعة.
ويقول لي يا أبا العباس: أوتظن أن محمد باقر الصدر يرى في قرارة نفسه صحة ما نسبه الشيعة لأئمة أهل البيت، إقرأ إن شئت نظرية التعارض عنده فسترى خطورة معضلة التعارض، وأنه دون أن يصرح يشكك بأساس المذهب الشيعي، ولكنه حاول جاهدا أن يدفع هذا تحت تأثير الأديولوجية التي تسيطر عليه ومن باب: اعتقد ثم استدل.
ويحدثني عن قصة طريفة حصلت له مع المرجع حسين بحر العلوم عندما ناقشه في مسألة أبي صالح (حبيب أعضاء شبكة الدفاع عن السنة) وعن جدوى وجوده وإمامته فلم يحرك المرجع إلا بالقول: شمس خلف السحاب، آمن آمن يا بني لا تسأل أكثر وإلا نزلت عليك نقمته (ولا يدري أستاذنا عبد الملك الشافعي الضمير في كلمة نقمة يعود على من، على الله تعالى أم على الشمس خلف السحاب)
على أن الشمس خلف السحاب لا ينازع في وجودها أحد بينما صاحبنا أبو صالح لم نره ونتعرض لحره حتى في أقوى أيام الصيف الحارقة وخاصة نحن أبناء الجزيرة العربية فهل يعقل القوم يا ترى؟!
ويستطرد أستاذنا الشافعي ليقول: إن هناك انتقائية لا يقبلها العقل في قضية اللطف الإلهي وكأن هذا اللطف لم يكن صفة لله إلا على الشيعة دون بقية الخلق وضرب أمثلة ولكن نسيها أبو العباس سامحه الله
وسألته عن قضية أثارت استغرابه في دين الشيعة فقال: كثير ولكن لم أكن أتصور الاتساع الخرافي في قضية التكفير عند الشيعة لمخالفيهم وقد نقلتُ في أحد كتبي كلاما مخزيا عن مرتضى الأنصاري فراجعه إن شئت، ونقلتُ كلاما للشريف المرتضى بل هي وثيقة تكفيرية للمرتضى مفادها بأنهم تكفيريون حتى النخاع، بل أنهم أشدُّ الفرق تكفيراً!!!
وأخرى للخوئي وللخميني.
ويضيف أنه قد أثار سؤالا في غاية البساطة عن سبب إدخال الكليني الشيعة في مأزق ما له مخرج، عندما أقحم السند وطوّله في كتابه الكافي في حين أنه كان يسهل عليه أن يشافه أبا صالح ويروي عنه، ومن ثم يقول للمجسلي إياك أن تضعف ثلثي الكافي وكذلك أنت يا بهبودي، ولكنه لم يفعل ولا تسألني يا أبا العباس عن السبب فإني أنا لا أعرفه وكذلك المرجع حسين بحر العلوم.
لا تمل من مجالسة أستاذنا الشافعي ولا تنتهي الفوائد التي تحتاج إلى كشكول لكتابتها
أسأل الله تعالى أن يحفظه ويكلأه بعينه التي لا تنام
والان أيها الأحبة قد أخرت ما كان حقه التقديم، إن الأساتذة المذكورين آنفا هم من المهتدين إلى دين الإسلام.
اهتدوا بعد أن عايش كل واحد منهم أسبابا وحراكا وصراعا أداهم ليحطوا رحالهم في مذهب أهل السنة التي تركنا عليها نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية.
نسأل الله تعالى أن يحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم ومن فوقهم ومن تحتهم، وأن يرزقهم الإخلاص في القول والعمل.
وأختم أنا أبو العباس لأقول: إن مذهب أهل السنة لا يحتاج إلى تلميع وتزويق كما يفعل الرافضة
فإن قيل: فماذا تسمي كلامك اليوم
أقول: كتبت ما كتبت لأمرين
1 - الحديث عن التلميع والتزويق شيء والحديث عن التقصير والإهمال شيء آخر، فإن من حق هؤلاء الإخوة أن تنقل تجاربهم ويتخذوا قدوة، ولأننا لسنا كالرافضة ولا هم كالمستبصرين، لم نفرش لهم الأرض وردا ولم نطنطن بهم الدنيا ولم نؤلف لهم المصنفات ولم نقدمهم على المنابر ولم نؤسس لهم الجمعيات ولم نرسلهم إلى دنيا الاغتراب ولم نودع في أرصدتهم العملة الصعبة ولم نطلق لشهواتهم المتعوية العنان ولم ولم ولم
وقد حاولت جاهدا لأقنعهم بضرورة تقديم أنفسهم على أنهم مهتدون فلم يقبلوا إلا بعد لأواء ومدافعة فكان هذا التعريف اليوم، نسأل الله تعالى لهم ولنا الثبات.
2 - والسبب الثاني لكي يعود الشيعة لقراءة كتبهم من جديد ويتفكروا بكل حرف رقموه، لأنه لم يكتب إلا بحرية وانطلاق وكسر لكل أغلال القيود التي يضعها تجار المنابر الحسينية.
فيا سبحاني من قال عنك بأنك كذاب مخرف وهو أستاذنا علاء الدين البصير نشأ في بيئة تنظر إليك وإلى أمثالك بأنك لا تنطق عن الهوى!!
ويا سبحاني من كتبتَ عنه في حديثك للقرضاوي أنه أساء إلي قداستك وعالي مقامك هو أول من يعلم من أين تكتسب هذه القداسة وهذا المقام العالي وهو ما زال إلى الان ينتظرك أن ترد عليه ولو بحرف واحد طبعا إذا سمحت قداستك بهذا
إن هؤلاء الإخوة يوجهون إلى عوام الشيعة نداء باختصار: إن علماءكم سبب بلائكم، فلا تمكنوهم من عقولكم ولا تسلطوهم على دنياكم وآخرتكم.
هذا ما أحببت أن أضعه بين إخواني وأخواتي معرِّفا بكوكبة من رجالنا في زمن بات للأقزام فيه موطئ قدم.
ويا إخواني لا تسألوني عن حياتهم وكيف يتكسبون معاشهم، فلا أريد أن أدمي قلوبكم، ولو كان أبو العباس مرجع تقليد ويقف على نهر من الخمس، لكان في الكلام شيء آخر، ولكنهم أرادوا الله ولم يريدوا الفانية، ولا لبس العمائم السوداء التي تبيض ذهبا أصفر، كالتيجاني وأضاربه من المرتزقة، اللاهثين وراء الدولار الأمريكي ذي اللكنة المجوسية.
والحمد لله رب العالمين(/)
عقل النضال السني لـ إبراهيم السكران
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[06 - Apr-2010, صباحاً 08:13]ـ
عقل النضال السني
الإمام ابوسعيد الواسطي كان أحد المحدثين، ومعدود في أصحاب الإمام أحمد، وقد توفي عام (221هـ) رحمه الله، وحين قامت الفتنة على أحمد واشتد الاضطهاد، أشفق عليه ابوسعيد، ودخل محاولاً التخفيف على الإمام بأن له رخصة حيال هذا الإكراه، فأجاب الإمام أحمد بعبارة بليغة مدهشة تستحق أن تكون نيشاناً تاريخياً لكل الحركات النضالية في العالم!
يقول ابويعلى في طبقاته:
(أبو سعيد الحداد الواسطي، نزل بغداد وحدّث بها، نقل عن إمامنا أشياء، منها: أنه قال: دخلت على أحمد في الحبس قبل الضرب، فقلت له في بعض كلامي: يا أبا عبد الله عليك عيال، ولك صبيان، وأنت معذور، كأني أسهّل عليه الإجابة. فقال لي أحمد بن حنبل: "إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد فقد استرحت"). [طبقات الحنابلة، لأبي يعلى، 1/ 43]
أعرف أنك مأخوذ الآن بالعبارة .. لاتستغرب .. وقفت مثلك فاغراً فاي .. ثم أغمضت عيني وأخذت أترحم على أحمد!
ياغمر الله روح أحمد بالرحمات .. ويقولون عن أئمة أهل السنة أنهم خضعوا للسياسي في صياغة علوم الإسلام! ألا شاهت وجوهكم!
ابوعمر
صفر 1431هـ
ـ[أبو حيان التوحيدي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 10:02]ـ
عقل النضال السني
الإمام ابوسعيد الواسطي كان أحد المحدثين، ومعدود في أصحاب الإمام أحمد، وقد توفي عام (221هـ) رحمه الله، وحين قامت الفتنة على أحمد واشتد الاضطهاد، أشفق عليه ابوسعيد، ودخل محاولاً التخفيف على الإمام بأن له رخصة حيال هذا الإكراه، فأجاب الإمام أحمد بعبارة بليغة مدهشة تستحق أن تكون نيشاناً تاريخياً لكل الحركات النضالية في العالم!
يقول ابويعلى في طبقاته:
(أبو سعيد الحداد الواسطي، نزل بغداد وحدّث بها، نقل عن إمامنا أشياء، منها: أنه قال: دخلت على أحمد في الحبس قبل الضرب، فقلت له في بعض كلامي: يا أبا عبد الله عليك عيال، ولك صبيان، وأنت معذور، كأني أسهّل عليه الإجابة. فقال لي أحمد بن حنبل: "إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد فقد استرحت"). [طبقات الحنابلة، لأبي يعلى، 1/ 43]
أعرف أنك مأخوذ الآن بالعبارة .. لاتستغرب .. وقفت مثلك فاغراً فاي .. ثم أغمضت عيني وأخذت أترحم على أحمد!
ياغمر الله روح أحمد بالرحمات .. ويقولون عن أئمة أهل السنة أنهم خضعوا للسياسي في صياغة علوم الإسلام! ألا شاهت وجوهكم!
ابوعمر
صفر 1431هـ
بارك الله فيك نقل رائع، و عبارة مؤثرة .. أتمنى عليك يا أخي أن تكمل هذا الموضوع وتنشره كمقال، وربما أطمع فى أن تكمله ليكون بحثا كاملا. العنوان جذاب و القصة آخاذة، فقط تحتاج الى أن تضم معها أخواتها وتنشرها .. فى انتظار ابداعك، وفقنا الله و إياك
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 10:57]ـ
هذا الذي طرحته نقل لمقال كتبه الشيخ ابراهيم السكران
والحقيقه ان في
يقول ابويعلى في طبقاته:
(أبو سعيد الحداد الواسطي، نزل بغداد وحدّث بها، نقل عن إمامنا أشياء، منها: أنه قال: دخلت على أحمد في الحبس قبل الضرب، فقلت له في بعض كلامي: يا أبا عبد الله عليك عيال، ولك صبيان، وأنت معذور، كأني أسهّل عليه الإجابة. فقال لي أحمد بن حنبل: "إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد فقد استرحت"). [طبقات الحنابلة، لأبي يعلى، 1/ 43]
مايغني عن كتابة بحث
وللشيخ ابراهيم نمط في كتابة ماوفقه الله اليه من الحق يصعب مجاراته وللإستزاده من كتاباته وللإطلاع أنصحك بزيارة صفحة مقالات الشيخ ابراهيم السكران بالفيس بوك على هذا الرابط
http://www.facebook.com/?ref=home#!/pages/Riyadh-Saudi-Arabia/mqlt-brhym-lskrn/114161571927366?ref=mf
ـ[أبو حيان التوحيدي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 11:27]ـ
نعم بارك الله فيهم، لم أنتبه .. قرأت بعض مقالاته فى الرابط الذي وضعتم وكما قلتم أسلوبه متميز ..(/)
الردُّ المبين على المؤتمرين في ماردين
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[06 - Apr-2010, صباحاً 10:25]ـ
الردُّ المبين على المؤتمرين في ماردين
،
حامد بن عبدالله العلي
السؤال: فضيلة الشيخ قرأت في الأخبار أن مؤتمر في مدينة ماردين ألغوا فيه تقسيم البلاد كما في كتب الفقه إلى دار إسلام، ودار الكفر، ودعوا إلى أنه يناقض إحترام العهود والمواثيق في القانون الدولي، وحقوق الإنسان .. إلخ فما هو الرد، مع بيان معنى دار الكفر ودار الإسلام، وعلى أيّ أساس بني أحسن الله إليكم
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه، وبعد:
أنصح المؤتمرين في ماردين أن يدرسوا كتاب (سادة العالم الجدد) لجان زيغلر، ليعلموا كيف أنهم وظّفوا في مشروع (المركز والهامش)!
بإختصار .. بعيدا عن تفاصيل ما ذكروه، والتي لن يقرأها 99% من المسلمين، ولن يعبأ بها المناهضون لمشروع الهيمنة الغربي، مشايخنا طيبون، وصالحون، ولكن المؤتمر مجرد إضافة نقاط من الزيت لتسهيل بعض التروس الصغيرة أثناء دوران الماكنة الضخمة للّيبرالية الإستعمارية الجديدة التي تريد السيطرة على العالم، وتطحن الشعوب بلا رحمة، مختفية وراء شعارات السلام العالمي، وحقوق الإنسان، والتعايش السلمي .. إلخ
(نحن في مركز الدائرة، ونريد أن نبقى في المركز، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تقود العالم) جيسي هيلمز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ 1995_2001م، كتاب سادة العالم الجدد ص 32
دول المركز _ وفق التصور الغربي _ هي أمريكا، وحلفاؤها الغربيون، والعالم الإسلامي يقع في أدنى الهامش.
(ويبسط السادة سلطانهم على العالم بواسطة الأيدلوجيات التي يدعون إليها، وأيضا بواسطة الضغط الإقتصادي، والعسكري الذي يمارسونه، أمّا الإيدلوجية التي تقود ممارساتهم فتحمل إسما بريئا " تفاهم واشنطن ") سادة العالم الجدد ص 47
PNAC) ) هي الحروف التي تختصر المشروع الذي منحت به أمريكا نفسها الحقّ، في تجاوز كلّ المعاهدات الدولية، وإنتهاك كلّ حقوق الإنسان، للوصول إلى هدف الهيمنة على العالم، وهو مما يُسمَّى: ( The Project for the New American Century) أي مشروع القرن الأمريكي، ويهدف إلى:
American leadership is good both for America and for the world; and that such leadership requires military strength, diplomatic energy
أي تحقيق قيادة أمريكا للعالم التي هي خير لأمريكا، وللعالم، وتتطلب هذه القيادة قوة عسكرية، وجهود دبلوماسية.
ولهذا إتخذت أمريكا نهج الحرب الإستباقية أي البدء بالضربة العسكرية، أو احتلال الدول _ كما احتلت العراق وأفغانستان _ لإزالة أي عائق يحول دون تحقيق مشروع القرن الأمريكي.
" الولايات المتحدة قد دأبت منذ وقت طويل على خيار الأعمال الاستباقية لمواجهة تهديدات الأمن القومي". " الولايات المتحدة الأمريكية سوف تقوم بأعمال استباقية إذا اقتضت الضرورة ذلك ". النصَّان من وثيقة الأمن القومي الأمريكي
" قد أدخل معك في يوم ما في حرب، وفي الوقت الراهن أتمتّع بالقوّة، في حين تفتقر إليها، لذا فإنني سوف أشن الحرب حالياً ".جراهام أليسون أحد منظري مفهوم الحرب الإستباقية الأمريكية
قال الشاعر عن عهود الإستعمار الإنجليزي القرن الماضي:
والعهد بين الإنجليز وبيننا ** كالعهد بين الشاة والرئبال
من ذا رأى ذئب الذئاب مصافحا ** بتودد حمْلا من الأحمال
لكنهم خافوا انفكاك قيودنا ** فاستوثقوا منهنّ بالأقفال
كتبوا لنا تلك العهود وإنّما ** وضعوا بها قفلا من الأغلال
شُلّت أكفّ موقّعيها إنهم **حلَّت عليهم لعنة الأجيال
هبْ أنّهم أمِنوا انفكاك قيودنا ** أفيأمنون تقلّب الأحوال
تنبيه مهم: الدرس الأول في السياسة العالمية ما يلي:
على الخارطة السياسية العالمية مشهدان:
(يُتْبَعُ)
(/)
مشهد هذا الوحش المدمِّر للإنسانية: زعماء الدول الغربية _ المتحالفون مع الصهاينة أعظم منتهك للقوانين والعهود الدولية _ الذين يتبنّون إستراتيجية إبقاء الغرب أو الشمال سيّدا للعالم، ومركزاً له، يستنزف ثروات دول الهامش _ لاسيما العالم الإسلامي _ وينهب مقدراته، ويبقيه تابعا ضعيفا، ضاربا عرض الحائط بكلِّ القيم الإنسانية الحقَّه، مع حرصه أيضا في أثناء ذلك على نفاقه في الدعوة إلى إحترام المواثيق العالمية، وسيادة الدول، وحقوق الإنسان، وحرية الشعوب!
وجميع المؤسسات الدولية التي يسيطر عليها _ لاسيما هيئة الأمم المتحدة _ والمعاهدات، والتحالفات، والقواعد العسكرية التي يقيمها الغرب _ لاسيما في بلادنا الإسلامية منذ قرن _ إنمّا وسائل تحقق أهدافه، وقول غير ذلك، جهل فاضح بالواقع، فضلا عن جهالة أحكام الشريعة.
والمشهد الثاني: مشهد تلك النخب المحترمة، والمؤسسات الحقوقية غير الرسمية _ والحقّ أنّ أكثرهم في الغرب أيضا _ الذين يحاولون إيقاف هذا الوحش دون جدوى.
(إنَّ شقاء العالم يمتد حتى عتبة البيت الأبيض، وبلعنة مدهشة تعجز الإمبراطورية عن أن تخفي تماما عن أنظار العالم، العدد الذي لايحصى من الضحايا التي تنتجهم كل يوم، وكأمواج محيط لعين، يأتي الضحايا ليعلنوا عن أنفسهم على مسافة خطوات من الكابيتول) سادة العالم الجدد س 213
وواجب العلماء ليس إخفاء هذه الحقائق، والدفاع عن وسائل الهيمنة التي وضعها الغربيون للهيمنة على العالم،
بل فرض على العلماء اليوم أن يقودوا مشروع نهضة إسلامي يقوم على ثلاثة أسس:
أحدها: إستنهاض كلِّ الطاقات الإسلامية، والتعاون مع غير المسلمين، لكسر مشروع (المركز والهامش) وإسقاط أمريكا، والغرب عن قيادة العالم، لرفع الظلم عن البشرية، من المسلمين، وغيرهم.
الثاني: دعم حركات المقاومة في كلِّ البلاد الإسلامية التي تقاوم الإحتلال بالسلاح، والتي تقاوم الإستبداد بمشاريع الإصلاح، والوقوف إلى جانبها، والدفاع عن المضطهدين في سجون الطغاة بسبب وقوفهم من الحق، والعدل.
الثالث: شنَّ الغارة على السياسة الغربية، والكشف عن خططها الخبيثة لمحاربة الإسلام تحت شعار (محاربة الإرهاب)، وكشف إستغلال تلك السياسة لهذا المصطلح المزيَّف، والتحذير من مسايرة هذه السياسة الخبيثة.
أما سؤالك عن مسألة تقسيم البلاد إلى دار كفر، ودار إسلام، فنقول وبالله التوفيق:
إتفق العلماء على أنَّ الله تعالى إنما بعث دين الإسلام، لإقامة الحكم على الناس بإعلاء كلمة الله وهي شريعته، وهذا من أعظم أصول الإسلام، قال تعال: (وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)، وقال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
قال ابن كثير رحمه الله: (أي وجعلنا الحديد رادعا لمن أبى الحق وعانده، بعد قيام الحجة عليه، ولهذا أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة توحى إليه السور المكية، وكلُّها جدال مع المشركين وبيان، وإيضاح للتوحيد وبيِّنات، ودلالات فلما قامت الحجة على من خالف شرع الله الهجرة، وأمرهم بالقتال بالسيوف، وضرب الرقاب، والهام، لمن خالف القرآن، وكذب به وعانده. وقد روى الإمام أحمد، وأبو داود من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان بن عطية، عن أبي المنيب الجرشي الشامي، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعثت بالسيف بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلّة، على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم ").
،
ولهذا فرض الله تعالى الجهاد على هذه الأمّة، وتوعَّد من تركه أشد الوعيد قائلا: (إلاّ تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم)
،
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنهّا إن تركت الجهاد، فرطت في أمانة إعلاء كلمة الله تعالى، وإعزاز الدين في الأرض، وقهر أعدائه، ولهذا وقع الإجماع على فرضية الجهاد لأنهّا وسيلة هذا الغرض، قال ابن حزم رحمه الله: (والجهاد فرض على المسلمين، فإذا قام به من يدفع العدوّ، ويغزوهم في عقر دارهم ويحمي ثغور المسلمين، سقط فرضه على الباقين وإلاَّ فلا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (أنفروا خفافا وثقالا وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم).
،
ولما قامت الأمة بهذه الفريضة، تبع ذلك تقسيم البلاد التي تخضع لحكم الجهاد إلى قسمين: دار حرب، ودار إسلام، وأنَّ دار الحرب هي التي يجب على الإمام إخضاعها لحكم الإسلام، ودار الإسلام هي التابعة للحكم الإسلامي.
ونسبة البلاد إلى من يسيطر إليها مذكورة في القرآن العظيم، قال تعالى: (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا)، وقال سبحانه: (قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا)، وقال تعالى (سأوريكم دار الفاسقين)، ونظائرها، كما ورد ذلك في السنة، ففي البخاري قول عبدالرحمن بن عوف لعمر رضي الله عنهما: (فامهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة)، وفي النسائي عن المدينة قبل الإسلام: (كانت دار شرك)، موقوفا عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأما تقسيم الفقهاء البلاد إلى دار كفر، ودار إسلام، فهو وإن لم يرد به نص، غير أنهم وضعوا هذا التقسيم، لما يترتب على كلِّ منهما من أحكام تخصُّها، مثل حكم دماء أهلها، وأموالهم، وحكم من يقتل من المسلمين في صفّهم ويجهل حالُه، وحكم اللقيط فيها .. ونحو ذلك من الأحكام الشرعية التي ترجع كلها إلى إعلان جهاد الطلب عليها من الإمام _ إن كانت دار كفر _ متى ترجّحت مصلحته.
وأصح القولين أنَّ الحكم على البلاد أنها دار كفر بحسب ظهور الكلمة فيها، فإن كان الحكم للإسلام فهي دار إسلام، وإلاَّ فهي دار كفر.
كما قال القاضي أبو يعلى: (وكل دار كانت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الإسلام؛ فهي دار كفر).
وقال المرداوي في الإنصاف: (ودار الحرب: ما يغلب فيها حكم الكفر) 4/ 121
وجاء في السيل الجرار للشوكاني رحمه الله: (أقول: الاعتبار بظهور الكلمة، فإن كانت الأوامر و النواهي في الدار لأهل الإسلام، بحيث لا يستطيع من فيها من الكفار أن يتظاهر بكفره، إلاّ لكوته مأذونا له بذلك من أهل الإسلام، فهذه دار الإسلام، و لا يضرّ ظهور الخصال الكفرية فيها، لأنها لم تظهر بقوة الكفار، و لا بصولتهم، كما هو مشاهد في أهل الذمة من اليهود، و النصارى، و المعاهدين الساكنين في المدائن الإسلامية، و إذا كان الأمر بالعكس فالدار بالعكس) 4/ 575
لكن ينبغي التنبُّه إلى أنَّ هذا إنما هو تبع _ كما ذكرنا _ لجهاد الطلب، وثمرته أنّه يجب على الإمام أن يغزو البلاد التي تعلو فيها أحكام الكفر، لإخضاعها لحكم الإسلام، حتى لو كان فيها مسلمون.
غير أنَّ هذا لايعني إباحة دماء المسلمين في البلاد التي تكون الكفر فيها هو الظاهر، بل هي في هذه الحالة تصبح كالمركبَّة من دار إسلام لمن فيها من المسلمين، ودار كفر وحرب لمن فيها من الكفّار.
وذلك كما يجب على الرعية بنص الحديث في الصحيحين: (إلاّ أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان)، قتال الحاكم الذي ظهر منه الكفر البواح، ويكون حكم من ينصره على كفره مثل حكمه، بينما يكون من تحت حكمه، هم مسلمون، دماؤهم، وأموالهم معصومة.
وفي الحديث دلالة على أنه يجب القتال لجعل الحكم للإسلام، وهذا هو أعظم مقاصد الجهاد في سبيل الله تعالى،
وفيه دلالة على أنَّه لايلزم من ذلك إنسحاب حكم دار الكفر على المسلمين في ذلك الموضع.
وفي مثل هذا جاءت فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عندما قال جوابا على مسألة ماردين: (الحمد لله دماء المسلمين، وأموالهم محرمة حيث كانوا فى ماردين، أو غيرها , وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة، سواءكانوا أهل ماردين، أو غيرهم، والمقيم بها إن كان عاجزا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه، والاّ استحبت ولم تجب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام، لكون جندها مسلمين , ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه , ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه) مجموع الفتاوى 28/ 250
فهذا هو معنى الفتوى الماردينية، ليس معناها أن ماردين لا يغزوها المسلمون _ آنذاك _ لأنَّ فيها طائفة من المسلمين، ولا أنَّ من فيها من الخارجين عن شريعة الإسلام في أمن مطلق من غزو المسلمين، بل معناها أنها إنْ غزيت يقاتل الخارج عن شريعة الإسلام فيها بما يستحقه، وتحفظ دماء المسلمين، ولايقال بما أنهم في دار الكفر تباح دماؤهم، وأموالهم، إجراء لأحكام الدار عليهم!
وفي ذلك قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:
ولم تجر للكفار أحكام دينهم ** على أهلها لكن بها الكفر قد حصل
وما كان فيها الجانبان على السوى ** فقال تقي الدين في ذلك المحل
يعامل فيها المسلمون بحقهم ** وذا الكفر ما قد يستحق من العمل
فلا تعط حكم الكفر من كلِّ جانب **ولا الحكم بالإسلام في قول من عدل
وإن ارتدَّ أهل بلد صار حكم دارهم، أنها دار كفر، يجب قتالهم
قال ابن قدامة رحمه الله: (ومتى ارتد أهل بلد، وجرت فيه أحكامهم صاروا دار حرب في اغتنام أموالهم، وسبي ذراريهم الحادثين بعد الردة، وعلى الإمام قتالهم، فإن أبا بكرالصديق قاتل أهل الردة بجماعة الصحابة، ولأنَّ الله تعالى قد أمر بقتال الكفار في مواضع من كتابه، وهؤلاء أحقهم بالقتال، لأنَّ تركهم ربما أغرى أمثالهم بالتشبه بهم، والارتداد معهم، فيكثر الضرر بهم .. وبهذا قال الشافعي).
وهذا الذي ذكرناه هنا، كلَّه مجمعٌ عليه في الجملة _ رغم خلاف فرعي غير مؤثّر في تفسير دار الكفر والإسلام _ وهذه الأحكام الشرعية، لايمكن لأيِّ كان أن يبطلها، ولو اجتمع من بين أقطارها، فلن يقدروا على إبطال شريعة الله تعالى، فهي الباقية إلى قيام الساعة، ومن خالفها زائل ولايلبث إلاّ ساعة.
وننبّه في الختام إلى أربعة أمور مهمّة:
أحدها: أنَّ الذين أساؤوا فهم تقسيم (دار الكفر، ودار الإسلام) فإستحلُّوا دماء، وأموال غير المسلمين في بلاد الغرب، هم طائفة قليلة جداً، ولا أثرَ لهم يُذكر، أمّا الهجمات على دول الغرب من بعض الجماعات، فمنطلقه هو منطلق آخر تماما _ وإن كنا نتحفظ عليه من جهة أخرى _ وهو منطلق عسكري هدفه إحداث تغيير في معادلة الصراع، أو تحقيق توازن رعب، أو إنتزاع نقاط سياسية، أو غيرها، وهذا تفعله كثير من المنظمات القتالية المناهضة للغرب، وليس الإسلاميون فحسب، ومجال الإجتهاد فيه تابع لأحكام الجهاد، من باب أنهم يقاتلون عدوَّا لايعترف أصلا _ وإن تظاهر بخلاف ذلك _ بالمعاهدات، ولا بالقانون الدولي، ولا بالعهد الدولي لحقوق الإنسان، بل يوظّفها في خدمة أهدافه، ولا نحتاج أن نذكِّر بمثالين قريبين الأوَّل ما حدث في غزة في الحرب الأخيرة من إصطفاف غربي كامل مع العدوان الصهيوني عليها، والثاني ما فعله الكيان الصهيوني في إغتيال الشهيد المبحوح رحمه الله، وغض الطرف الغربي عن تلك الجريمة إلاَّ ذرَّا للرماد في العيون، والأمثلة كثيرة جداً.
الثاني: أنَّ جهاد الأمّة اليوم هو جهاد دفع، يقاتل فيه المجاهدون لتطهير بلاد الإسلام من إحتلال صهيوغربي مغتصب معتد، يستهدف الأمّة حضاريا، ويخطّط لتمزيقها، ومن أعظم الواجبات اليوم الوقوف بكلِّ وضوح، مع كلِّ مشاريع المقاومة، وتبنّيها، ودعهما بكلِّ الوسائل.
الثالث: أن أعظم منتهك للقانون الدولي، وللمعاهدات والمواثيق الدولية، ولحقوق الإنسان هو التحالف الصهيوغربي، ولايخفى أن أعلى مؤسسة للمواثيق الدولية وهي الأمم المتحدة ليست سوى وكر تجسس، وأداة لتنفيذ أطماع هذا التحالف، وهي قبل أن تفقد أي إعتبار لها بشريعة الإسلام، فقدتها بكونها أداة لتنفيذ أطماع هذا التحالف، وحقا إنَّ القذافي نفسه كان أفقه عندما مزَّق ميثاق الأمم المتحدة في إجتماعها السنوي، ممن يدعو إلى إحترامها!!
الرابع: إنَّ التجديد في الدين هو إحياؤه في الأمة، وإرجاعها إلى التمسك بدينها، والإعتزاز به، وردّ تآمر أعداء الأمة عليها، وليس التجديد هو تبديل الدين، وتغيير أحكامه، لإرضاء من كرهوا ما أنزل الله تعالى!
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: (فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمته بين خلقه، وظلُّه في أرضه، وحكمته الدالة عليه، وعلى صدق رسوله صلىالله عليه وسلم، أتم دلاله وأصدقها، وهي نوره الذي أبصر به المبصرون، وهداه الذيبه اهتدى المهتدون، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل، وطريقه المستقيم الذي من استقام عليه في استقام على سواء السبيل، فهي قرة العيون، وحياة القلوب، ولذة الأرواح، فهي بها الحياة، والغذاء، والدواء، والنور، و الشفاء، والعصمة، وكلّ خير في الوجود فإنما هو مستفاد منها، وحاصل بها، وكلّ نقص في الوجود، فسببه من إضاعتها، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم، وهي العصمة للناس وقوام العالم، وبها يمسك الله السموات والأرض أن تزولا، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا، وطيّ العالم، رفع إليه ما بقي من رسومها، فالشريعة التي بعث الله بهارسوله هي عمود العالم، وقطب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة).
والله أعلم وهو حسبنا عليه توكلنا وعليه فيلتوكل المؤمنون
http://www.h-alali.org/f_open.php?id=bff52a10-40ee-11df-b5a8-c6ad124f5ad2 (http://www.h-alali.org/f_open.php?id=bff52a10-40ee-11df-b5a8-c6ad124f5ad2)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 04:42]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
ولعل الفضلاء الذين شاركوا في هذا المؤتمر الذي دعا إليه ابن بيه: يكتبون انطباعاتهم عنه، وعن بيانه الختامي، وعن (الخليط) المشارك فيه ..
وأعني بالفضلاء: المشايخ (عزير شمس - ناصر الحنيني - عبدالله البراك - عايض الدوسري) ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 05:06]ـ
نص بيانهم الختامي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
فقد انعقد بعون الله وتوفيقه مؤتمر قمة السلام (ماردين دار السلام) في مدينة ماردين التركية وفي حضن جامعتها (أرتوكلو) يومي السبت والأحد 11 - 12 ربيع الثاني 1431 هـ / 27 – 28 مارس 2010م برعاية المركز العالمي للتجديد للترشيد (لندن) وبالتعاون مع كانوبوس للاستشارات (لندن) وجامعة أرتوكلو (ماردين) وبمشاركة ثلة مباركة من علماء الأمة الإسلامية من مختلف التخصصات ذات العلاقة لتدارس إحدى أهم أسس العلاقات بين المسلمين وإخوانهم في الإنسانية؛ وهي تصنيف الديار في التصور الإسلامي وما يرتبط به من مفاهيم كالجهاد والولاء والبراء والمواطنة والهجرة؛ لأهمية هذا التصور الفقهي في تأصيل التعايش السلمي والتعاون على الخير والعدل بين المسلمين وغيرهم إذا أحسن فهمه وفقا لنصوص الشريعة الإسلامية السمحة وقواعدها ومقاصدها العليا.
وقد اختار منظمو المؤتمر فتوى ابن تيمية - - في تصنيف مدينة ماردين في عصره منطلقا للبحث لما تختزنه من دلالات علمية وحضارية ورمزية متميزة. ذلك أن ابن تيمية بما ألهمه الله من فهم للشريعة وفقه للواقع تجاوز في تصنيفه لمدينة ماردين تقسيم الديار الشائع بين فقهاء المسلمين إلى دار إسلام الأصل فيها السلم ودار كفر الأصل فيها الحرب ودار عهد الأصل فيها المعاهدة والمهادنة - إلى غير ذلك من التقاسيم- ليخصها بتصنيف مركب يمتنع بموجبه فتنة المسلمين في دينهم وتصان فيه دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وتتحقق فيه العدالة بينهم وبين غيرهم.
وهي فتوى متميزة في طرحها مشابهة في واقعها إلى حد كبير لعصرنا حيث اختلف الواقع السياسي للعالم عن واقع الفقهاء السابقين الذي كان مناطا لتقسيمهم للديار على هذا الأساس وهو ما راعاه ابن تيمية في فتواه وهو ما يقتضي أن يعيد الفقهاء المعاصرون النظر في هذا التقسيم لاختلاف الواقع المعاصر الذي ارتبط فيه المسلمون بمعاهدات دولية يتحقق بها الأمن والسلام لجميع البشرية وتأمن فيه على أموالها وأعراضها وأوطانها واختلط فيه المسلمون بناء على ذلك بغيرهم اختلاطا غير مسبوق في كثير من جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولحاجة المسلمين إلى الرؤية الشرعية الصحيحة التي لا تخالف النصوص الشرعية وتتوافق مع مقاصد الشريعة وتتكيف مع الواقع المعاصر.
وفي ضوء ذلك تدارس الحاضرون بحوث وأوراق عمل المؤتمر التي ناقشوها وخلصوا إلى النتائج والتوصيات التالية:
أولا: النتائج:
• إن فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في ماردين لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون متمسكاً ومستنداً لتكفير المسلمين والخروج على حكامهم واستباحة الدماء والأموال وترويع الآمنين والغدر بمن يعيشون مع المسلمين أو يعيش معهم المسلمون بموجب علاقة مواطنة وأمان بل هي فتوى تحرم كل ذلك فضلا عن كونها نصرة لدولة مسلمة على دولة غير مسلمةوهو في كل ذلك موافق ومتبع لعلماء المسلمين في فتاويهم في هذا الشأن ولم يخرج عنهم. ومن استند على هذه الفتوى لقتال المسلمين وغير المسلمين فقد اخطأ في التأويل وما أصاب في التنزيل.
• إن تصنيف الديار في الفقه الإسلامي تصنيف اجتهادي أملته ظروف الأمة الإسلامية وطبيعة العلاقات الدولية القائمة حينئذ. إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح و التعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف في إطار تحقيق المصالح المشتركة والعدالة بين الناس ويأمن فيه الناس على أموالهم وأوطانهم وأعراضهم وهو ما أقرته الشريعة ونادت به منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووضع أول معاهدة تضمن
(يُتْبَعُ)
(/)
التعايش بين جميع الطوائف والأعراق في إطار العدالة والمصالح المشتركة ولا يسوغ التذرع بما يشوبها من نقص أو خرق دول معينة لها للتنكر لها وافتعال التصادم بينها وبين الشريعة السمحة.
-من الأولويات التي على علماء الأمة ومؤسساتها العلمية الاضطلاع بها التحليل والتقويم للأفكار المسوغة للتطرف والتكفير والعنف باسم الإسلام؛ فالتدابير الأمنية مهما كانت عادلة لا تقوم مقام البيان بالحجة والبرهان. ومن ثم تقع المسؤولية على علماء الأمة في إدانة كل أشكال العنف في التغيير أو الاحتجاج داخل المجتمعات المسلمة وخارجها بوضوح وصراحة وجرأة في قول الحق منعا للالتباس وإزالة للغموض.
• إن علماء الإسلام ما فتئوا يؤكدون عبر العصور أن الجهاد الذي يعتبر ذروة سنام هذا الدين ليس نوعا واحدا بل هو انواع متعددة منها القتال في سبيل الله وهذا النوع أناط الشرع صلاحية تدبيره وتنفيذه بأولي الأمر (الدولة) باعتباره قراراً سياسياً تترتب عنه تبعات عظيمة؛ ومن ثم فلا يجوز للفرد المسلم ولا لجماعة من المسلمين إعلان حرب أو الدخول في جهاد قتالي من تلقاء أنفسهم درءا للمفاسد واتّباعاً للنصوص الواردة في هذا الشأن.
• وأصل مشروعية الجهاد أن ما كان دفعاً لعدوان (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) أو نصرة للمستضعفين (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... ) أو دفاعاً عن التدين (أذن للذين يُقاتَلون ... ) وليس ناشئاً عن اختلاف في الدين أو بحثاً عن المغانم.
• إن شأن الفتوى في الإسلام خطير ولهذا شدد العلماء في شروط المفتي ومنها ان يكون ذا اهلية علمية كاملة وفي شروط الفتوى خاصة تحقيق المناط في المكان والزمان والأشخاص والأحوال والمآل.
• إن مفهوم الولاء والبراء لا يكون مُخرجاً من الملة ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية، وما سوى ذلك فهو أنواع تتناولها الأحكام التكليفية الخمسة، وبناء عليه لا يجوز حمله على معنى واحد يكفر به المسلمون.
ثانياً: التوصيات:
يوصي المؤتمرون بالتوصيات التالية:
• عقد مؤتمر سنوي في أوروبا لتعميق البحث في التصور الإسلامي للسلام والتعايش السلمي بين الأمم والأديان.
• تأسيس مركز "ماردين" لدراسة النظرية السياسية في الإسلام.
• إحداث شعب وأقسام دراسية في الجامعات والمعاهد الإسلامية العليا تعنى بالبحوث والتدريب والتأهيل في مجال الإفتاء في القضايا العامة للأمة.
• تشجيع الدراسات العلمية النظرية والتطبيقية في مجال تنقيح المناط ودراسة علاقة الزمان والمكان والأشخاص والأحوال بتغير الفتوى
• تشجيع الدراسات والبحوث العلمية الأكاديمية التي تعنى بدراسة الظروف والملابسات التاريخية لفتاوى أئمة الإسلام.
• بذل مزيد من الجهد في مراجعة وتحقيق ودراسة تراث شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- وتراث العلماء المقتدى بهم باعتبار أثرهم في الأمة وما يرجى من فهم تراثهم فهما سليما من ترشيد وتوجيه للعامة والخاصة.
• رفع هذا البيان إلى المجامع الفقهية في العالم الإسلامي لإثرائه وتعميق النقاش حوله وتعميم الفائدة منه.
وفي الختام يتقدم منظمو المؤتمر والمشاركون فيه بأسمى آيات الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح أعماله: وعلى رأسهم حضرة والي مدينة ماردين، وسعادة رئيس جامعة أرتكلو وفضيلة مفتي ماردين.
وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وآله وصحبه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 05:16]ـ
نص فتوى شيخ الإسلام - رحمه الله -
(وسئل رحمه الله:
عن بلد ماردين: هل هى بلد حرب أم بلد سلم وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة الى بلاد الاسلام أم لا واذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر وساعد اعداء المسلمين بنفسه او ماله هل يأثم فى ذلك وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه به أم لا؟
فأجاب: الحمد لله دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا فى ماردين او غيرها، واعانة الخارجين عن شريعة دين الاسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين او غيرهم، والمقيم بها ان كان عاجزا عن اقامة دينه وجبت الهجرة عليه، والا استحبت ولم تجب.
ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والاموال محرمة عليهم، ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأى طريق أمكنهم من تغيب او تعريض او مصانعة، فاذا لم يمكن الا بالهجرة تعينت.
ولا يحل سبهم عموما ورميهم بالنفاق بل السب والرمى بالنفاق يقع على الصفات المذكور فى الكتاب والسنة، فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم.
وأما كونها دار حرب أو سلم فهى مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار السلم التى تجرى عليها أحكام الاسلام لكون جندها مسلمين، ولا بمنزلة دار الحرب التى أهلها كفار، بل هى قسم ثالث يُعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الاسلام بما يستحقه) (الفتاوى: 28/ 240 - 241).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حيان التوحيدي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 09:27]ـ
الأخوة الكرام أولا بالنسبة لرد شيخنا حامد العلي فأخذ عليه أنه لم يقرأ البيان-الذي وضعه هنا مشكورا شيخنا سليمان الخراشي- و إنما رد ردا يحمل إسأءة الظن فى من نظم المؤتمر ومن حضره.
ومع أني مع الشيخ سليمان أتمنى من الأخوة الذين حضروا المؤتمر توضيح رأيهم منهم، فإنني لا أعتقد أنه لا ينبغى تحميل هذا المؤتمر أكثر من يحتمل وأحيلكم إلى حوار الشيخ ابن بيه مع الاسلام اليوم و الذي وضح معظم النقاط التى أثيرت هنا:
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-90-130490.htm
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 09:43]ـ
الأخوة الكرام
عندي احساس انك العضو (مغترب) معنا هنا بالمجلس .. صح؟
ـ[أبو حيان التوحيدي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 09:54]ـ
عندي احساس انك العضو (مغترب) معنا هنا بالمجلس .. صح؟
عفوا يبدو بأن إحساسك خاطئ ... قد أكون عضوا جديدا لكني لست غريبا .. فأنا بين أخواني، أليس كذلك أيها الأمل؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Apr-2010, صباحاً 07:29]ـ
ابن تيمية فصل في ماردين مراعاة لأهلها المسلمين, مع بقاء قتال الخارجين عن الشريعة فيها. وقد رجع المؤتمرون لهذه الفتوى لأن ابن تيمية رحمه الله جاء بتفصيل جديد, فأرادوا بذلك تبرير موقفهم الجديد من أحكام الديار, فليس هذا الموقف ببدع من الأمر - كما زعموا - ما دام ابن تيمية استجاز التجديد في هذه المسألة.
ولكن ابن تيمية رحمه الله مع تجديده في المصطلح حتى يناسب الواقع المختلط لماردين, لم يحرف في الحكم الشرعي شيئا, بل أبقى وجوب قتال الخارجين على الشرع كما هو. أما هؤلاء فحرفوا وجوب القتال لإعلاء كلمة الله وجعلوا الجهاد ممارسة دفاعية لا علاقة لها بالاختلاف في الدين كما زعموا, فاتخذوا تغيير المصطلح ذريعة إلى تغيير الحكم, وهذا ما لم يجزه أحد وابن تيمية منه بريء.
ولم ينسوا أيضا التعريج على مفهوم الولاء والبراء ليقرروا أنه ليس بممارسة كفرية حتى يرتبط بعقيدة كفرية! لا وتدور عليه الأحكام الخمسة أيضا! هذه جديدة.
البيان ليس فيه جديد يوجب تغيير الانطباع الذي أوصلته العناوين الرئيسية أول الأمر, بل يزيد ذلك تأكيدا.
للربط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=352114
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 11:06]ـ
جزاك الله خيرا أبا البراء.
ـ[التجديد والترشيد]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 01:21]ـ
في مولد الإمام الاربعاء 22 ربيع الثاني 1431 الموافق 07 إبريل 2010 http://www.islamtoday.net/media_bank/image/2009/4/7/1_200947_4039.jpg
عبدالوهاب بن ناصر الطريري
هنا ولد الإمام؛ فهذه أرض أجداده وآبائه ومولده، وبساط طفولته ومدرج خطاه، هنا استنشق أول نسائم الحياة، واستقبل أول مراحل العمر، هنا قضى السبع السنين الأول من حياته.
تذكرت هذا الإمام وأنا أزور مسقط رأسه في منطقة ماردين بتركيا فكان لذكراه مذاق آخر.
تذكرت اتساعه المكاني وامتداده الجغرافي؛ فلا أعلم عالمًا في عصره أو بعده كانت الأمصار المتباعدة تجتمع عنده لتتحول أسئلتها إلى فتاوى بلدانية صارت كتباً باسم تلك البلاد، فهذه حماة، وواسط، وصفد، وتدمر، ومصر، ومراكش، وقبرص، وماردين، وغيرها كثير، فتساقطت عليه المسائل من هذه الأقطار على تباعدها وتنوع مذاهبها ليكون علمه المرجع لهم جميعاً، فكان حاضراً في تلك البلاد النائية، يراجعه علماؤها على ما كان هو عليه في بلده من الحبس والتضييق.
أما اتساعه الزماني فقد ظل منذ سبعمائة سنة حياً حاضراً في كل المراحل الزمنية ما بين تعصب له وتعصُّب عليه، وبقي علمه حياً يتجدد في حياة الأجيال، بحراً غمراً يَرِدُونه، فكلٌّ يغترف حسب سعة إنائه.
وها نحن بعد سبعمائة سنة لا نعلم عالماً ظلت حياته وتراثه مَنْجَماً للباحثين والدارسين كهذا العالم، بحيث إنه قد صدر إلى الآن قرابة مائتين وخمسين أطروحة، ما بين رسالة ماجستير ودكتوراه، عن علم هذا الرجل، ولا يزال تراثه يتسع للمزيد.
أما ما كُتِب عنه من مقالات وبحوث ودراسات، فإن استقصاءه يتردد بين الصعوبة والاستحالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثارت في نفسي هذه الشجون وغيرها وأنا في منطقة ماردين التي تقع فيها بلدته التي ولد فيها؛ حيث عُقد مؤتمر حضره جمعٌ من أقطار العالم الإسلامي، من موريتانيا مروراً بالمغرب وليبيا والسعودية واليمن والكويت وإيران وغيرها؛ ليتدارسوا فتوى كتبها الشيخ في نصف صفحة، ولا نظن أنها أخذت من وقته نصف دقيقة، فهو الذي عُرِف بسرعة قراءته وكتابته.
وأتى في هذه الفتوى بتقسيم مبتكر عن الدور؛ حيث وصف هذه البلد التي هي بلده الأول بأنها قسم آخر جديد وهي "الدار المركبة"، وكان هذا التقسيم المبتكر إحدى سطوعات عبقرية هذا الإمام.
وقد عُقد المؤتمر لمدة يومين في جلسات متوالية، تُطرح فيها أوراق العمل في دراسةِ وتدارُس هذه الفتوى. فأي عبقرية وحضور مدهش لهذا الإمام!
احتفَتْ جامعة ماردين بهذا المؤتمر الذي أقامه مركز التجديد والترشيد، وأذن لي شيخنا راعي المؤتمر بكلمة في حفل الافتتاح فتطايرت من ذهني كل الكلمات، ولم يبق إلا دَفْقٌ عاطفي تحدثت به أمام إخوتي الأتراك؛ تنفست فيها حُبًّا، وقلت: إن كانت مدينتكم تُظِلُّنا اليوم؛ فإن الخلافة التي امتد رواقها من أرضكم قد أظلتنا ثمانية قرون، إننا نأتي إليكم وفي قلوبنا خزائن من الذكريات الجميلة لهذا البلد وأهله، فنذكر آباءكم الذين اندفعوا في أوربا فقلبوا مواجهة الحروب الصليبية حتى ضربت قبضاتهم القوية على أبواب "فيينا"، نتذكر آباءكم الذين ساحوا في أوربا فأنبتت مواطئ أقدامهم مآذن يُنادى عليها: الله أكبر.
نتذكر أن الله ادخر بشرى رسوله صلى الله عليه وسلم يوم بشر أمته أن مدينة هرقل (القسطنطينية) تُفتح أولاً؛ فكان آباؤكم هم الذين فتحوها.
وإن الدماء التي كانت تجري في عروق أجدادكم تجري في عروقكم، وإن العزة التي كانت تظلل رؤوسهم تظلل رؤوسكم.
أما منطقتكم "ماردين" فلها شكر مُضَاعَفٌ؛ فهي التي أهدت للأمة الإسلامية عبقرية علميةً إحدى تجليات عظمتها أن نجتمع بعد سبعمائة عام في مؤتمر علمي عالمي نتدارس فيه صفحة من علمها.
ولئن كنا نتذاكر عبقرية، إمام فقد كنا بحضرة إمام نقبس من هديه وعلمه ونور بصيرته، كنا في هذا المؤتمر في حضرة شيخنا العالم المربي الذي لا أعلم أني عَرَفتُ عالمًا له رسوخ علمي عميق وتنوع معرفي واسع كما عَرَفْته في هذا الإمام، وإذا كان عبقريُّ ماردين قد امتد علمه إلى الأمصار؛ فإن عبقري شنقيط قد حمل علمَه إلى الأمصار بهمة شبابية لم يعُقْها تقدُّم العمر ولا وهن الجسد، فهو الذي يتوثّب بعلمه بين القارات لِبَثِّ الروح في المجتمعات الإسلامية التي تعيش في الفضاء العالمي؛ ليشعل فيها وقدة الوفاء لدينها، وحيوية التفاعل مع مجتمعها.
ولقد كان هو مصدرَ الطاقة والحيوية للشباب الذين حضروا هذا المؤتمر، وكانت دعوته لهذا المؤتمر وقيامُه عليه واحدةً من مبادراته الكثيرة والمتوالية.
أما نتاج ذاك المؤتمر الحافل، وما دار فيه، فهو منشورٌ في هذا الموقع عبر الملف الخاص بهذه القضية.
رحم الله فتى ماردين شيخ الإسلام والمسلمين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، وحفظ الله وبارك في شيخنا الإمام العلامة عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه.
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 08:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نبش الدفين من رماد مؤتمر ماردين
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله ولو كره الكفارون .. أما بعد ..
فقد تناقل الناس ما جاء عن المؤتمرين في مؤتمر ماردين من دعوة لتحقيق نصوص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وسبب اجتماع القوم في ماردين هي فتوى ماردين الشهيرة لشيخ الإسلام رحمه الله، أو هكذا زعموا!!
كان الداعي لكتابة هذه الكلمات – على عجالة – ما جاء على لسان أحد العلماء، وهو الشيخ ابن بيّة – غفر الله لنا وله – فاحتاج كلامه إلى بيان بعضه لما لهذا الكلام من مساس بالوسط العلمي على وجه العموم، والجهادي على وجه الخصوص ..
تقع ماردين جنوب شرق تركيا اليوم، وهي من أرضي الجزيرة بالقرب من حدود سوريا الشمالية، فتحها عياض بن غُنم سنة 19 أو 20 هجرية في خلافة الفاروق رضي الله عنه، وكانت في الوقت الذي أفتى فيه شيخ الإسلام فتواه: تحت حكم النصارى الذين احتلوها، فكان سكانها مسلمون وحكامها كفار أجروا أحكامهم فيها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء الحوار في موقع "الإسلام اليوم"، وهذا رابط الحوار ([ COLOR=window****]http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-90-130490.htm (http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-90-130490.htm)) ، وقد نقلنا الحوار كاملاً كما جاء في الموقع مع استبدال كلمة "الإسلام اليوم" قبل السؤال بحرف "س"، وسيكون التعليق على كلام الشيخ ابن بية أسفله بعد كلمة "التعليق" كما جرت العادة في مثل هذه التعليقات ..
وهذ الفقرة هي مقدمة الحوار:
"عبد الله بن بيه: مؤتمر "ماردين" تصحيح للأفكار في ضوء مقولات شيخ الإسلام
الاحد 19 ربيع الثاني 1431 الموافق 04 إبريل 2010
حوار/ وليد الحارثي
- "فتوى ابن تيمية بخصوص قتل غير المسلم "حُرّفت في المطبعة"
"جاء مؤتمر "ماردين" الذي أقيم مؤخرًا بجنوب تركيا، كمحاولة من العلماء الذي شاركوا فيه لإعادة تفسير فتوى "ماردين" للفقيه ابن تيمية الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، وقد اتفقوا على أنه من يلتمس العون في فتوى ابن تيمية لقتل المسلمين أو غير المسلمين ضلّ في تفسيره.
وأكد العلماء في البيان الختامي للمؤتمر "أنّه لا يجوز لأي فرد مسلم أو جماعة مسلمة أن تعلن الحرب أو تنخرط في الجهاد من تلقاء نفسها"، داعين لإجراء مزيد من البحوث لتفسير سياق الفتاوى التي صدرت في القرون الوسطى على القضايا العامة وإظهار ما يرجى تحقيقه من الفهم السليم والصحيح لهذا التراث.
كان من أبرز المشاركين في المؤتمر، الشيخ الجليل عبد الله بن بيه، وذلك ضمن 15 عالِمًا بارزًا من علماء الدين من بلدان من بينها المملكة العربية السعودية وتركيا والهند والسنغال والكويت وإيران والمغرب وإندونيسيا، على رأسهم الشيخ عبد الوهاب الطريري، نائب المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، ومفتي البوسنة الشيخ مصطفى سيريتش والشيخ الحبيب علي الجفري من اليمن.
يؤكد فضيلة الشيخ ابن بيه في حوار خص به مؤسسة "الإسلام اليوم"، أن فتوى ابن تيمية قد حُرفت، وأن الفتوى تشتمل على بعض الألفاظ التي نرى أنها حرّفت في المطبعة وبخاصة في الجزء الأخير منها عندما قال ابنُ تيمية: " .. بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويُقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه"، فأنا أعتقد أنها (يُعامل الخارج .. ) وليس يُقاتل.
وبالتالي فإنه كان لا بد من النظر إلى هذا الرأي في سياقه التاريخي حين كان المغول يغِيرون على أراضي المسلمين، لافتًا إلى أن المؤتمر كان معنيًّا حقيقة بتجاوز الرأي القديم الذي يقسم العالم الإسلامي إلى دارين؛ (دار إيمان ودار كفر) وإعادة تفسير الإسلام في ضوء الظروف السياسية المتغيرة.
مؤكدًا أنّ ظهور الدول المدنية التي تحمي الحقوق الدينية والعرقية والقومية اقتضى إعلان العالم كله كمكان للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الفصائل والجماعات الدينية.
ولمعرفة المزيد عن المؤتمر وعن رأيه في فتوى الفقيه الشيخ "ابن تيمية" كان لنا هذا الحوار مع فضيلة الشيخ ابن بيه .... (انتهت المقدمة) ..
[الحوار]
س: ما هو الإطار الذي تضعون فيه هذا المؤتمر؟!
ج: المركز العالمي للتجديد والترشيد والذي أنشأناه في بريطانيا هو مركز له مقاربة خاصة فيما يتعلق بترشيد المسلمين، وتجديد العلوم الدينية والفكرية. وهذه المقاربة تتمثل في دراسة عددٍ من القضايا تمثل جذور المشكلات والأزمات في العالم الإسلامي، وفي العالم الإنساني، وليست مجرد مؤتمرات هدفها إصدار بيانات، وإنما هي مؤتمرات تأصيلية.
إذا سلمنا بهذا فإنه في هذا الإطار ووفقًا لهذا المؤتمر -الذي أقيم في ماردين، والذي جاء انطلاقًا من فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية قبل سبعة قرون- تُعد (دار ماردين) دارًا مركبة؛ لا هي دار سلمٍ ولا هي دار حرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليق: مصطلح التجديد هذا من المصطلحات المظلومة في هذا الزمان كما ظُلم مصطلح الوسطية والجهاد والحاكمية والولاء والبراء وغيرها من المصطلحات .. إن التجديد لا يعني إلغاء الأحكام الشرعية أو تغييرها، وإنما هو: إحياء ما اندرس من الدين، كما في الحديث "إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" (أبو داود والحاكم وصححه الألباني)، ووهْم بعض الناس أنهم بتغييرهم للأحكام الشرعية - مجاراة لليهود والنصارى - يكونون قد جددوا في الدين فهذا وهم خطير ينبغي التحذير منه .. هذا الدين كامل لا يحتاج إلى إضافات أو تعديلات، وإنما يحتاج إلى إحياء ما اندرس منه، وبعبارة أبسط: إرجاع الناس إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم، والتمسّك بهدي السلف وعلمهم وآرائهم التي بها فتح المسلمون الدنيا ودانت لهم شعوب الأرض، هذا هو التجديد الشرعي، وغيره تحريف لا تجديد، فالأحكام الشرعية ليست ليست أثاث منزل يبلى فيُجدّد ..
س: هل مِن تميُّز في هذا الفتوى؟ وهل هي جديدة في الفقه الإسلامي رغم قِدمها؟!
ج: بالتأكيد هذه الفتوى لها فرادتها وتميّزها، لأن الدُور (بمعنى دار) في الفقه الإسلام تنقسم إلى قسمين لدى البعض، وإلى ثلاثة أقسام لدى البعض الآخر من الفقهاء. بعضهم يقسمها إلى دار حرب ودار إسلام وهذا مذهب الأحناف، والبعض الآخر يقسمها إلى: دار حرب، ودار إسلام، ودار مركبة، وهذا مذهب الجمهور.
شيخ الإسلام ابن تيمية، والذي نحن بصدد دراسة فتواه في هذا المؤتمر قال بأن (ماردين) "دار مركبة"، لا هي دار حرب ولا هي دار إسلام، وهذه فتوى جديدة في تاريخ الفقه الإسلامي، وبناها -قدّس الله سرّه- على واقع ماردين.
التعليق: إذا كان التقسيم الثاني هو مذهب الجمهور فكيف تكون فتوى ابن تيمية: فتوى جديدة!! لعل الشيخ يقصد "دار عهد" عند الجمهور وليس دار مركّبة؟! لعل كلمات الشيخ هنا أحوج للتحقيق من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية!! ودار العهد هي: كلّ بلد صالح الإمام أهلها على أن تكون تلك الأرض لهم، وللمسلمين الخراج عنها. وتسمّى دار الموادعة، ودار الصّلح، ودار المعاهدة. (الموسوعة الفقهية) .. هذه التوطئة من الشيخ ذكيّة تُبيّن مراده لاحقا ..
س: إذنْ: ما الذي حاولتم فعله في مؤتمر ماردين؟
ج: نحنُ انطلاقًا من هذه الفتوى ومن ذلك الزمان (زمان ابن تيمية) حاولنا إسقاطه على هذا الزمان. بمعنى: أننا حاولنا إسقاط زمان بلا زمان، وانطلاقًا أيضًا من المكان (ماردين) إلى كل مكان (العالم اليوم) حاولنا دراسة كيف تُصنَّفُ الدور اليوم في العالم؟ وما هي النتائج التي يمكن أن تستخلص من ذلك؟. فهذه قضية فقهية فكرية، وهي أيضًا: تأصيلية وتفصيلية للمسلمين.
التعليق: هي مسألة فقهية تدخل في السياسة الشرعية، وبما أن العلماء ممنوعون من استخدام مصطلح "سياسة" في مؤتمراتهم فإن الشيخ استخدم لفظ "فقه" و"فكر" و"تأصل" وتفصيل"!!
س: لماذا حاولتم دراسة ذلك، وتحريره بالتفصيل والدليل؟
ج: لأن بعض الناس هذه الأيام يعتمد على (فتوى ماردين) ليعتبر أن كل ديار المسلمين ليست دُورًا إسلاميةً محضة. ومع الأسف الشديد وكما أخبرني مفتي مصر أنه في أوائل الستينات اعتمد بعض الشباب على هذا ليجعلوا ديار الإسلام غير معصومة، أي أنه يجوز فيها الاعتداء وارتكاب الأعمال المخلة بالأمن.
فنحن انطلاقًا من فتوى شيخ الإسلام كنموذج وكعنوان نبحث من جهة ما تضمنته من دلالات. ومن جهة أخرى نحاول تصحيح وتحقيق الفتوى.
التعليق: سبحان الله!! أليس في كتب الفقه والعقيدة والتفسير والحديث غير فتوى ماردين حتى يعتمد عليها البعض في تصنيف الدور!! هل غاب عن الشيخ كتب الفقهاء والمحدثين والمفسرين!! الشيخ يعلم يقيناً بأن العلماء وطلبة العلم يعرفون الفتاوى التي صنّفت الدور، ويعرفون من أفتى بها، وأين هي في كتب العلماء .. ونقولها للعامة الذين لا يعرفونها: هي ليست بالعشرات ولا بالمئات، والشيخ يعلم ذلك جيداً، وكون جماعة أساءت استخدام فتوى فهذا لا يعني أن الفتوى خاطئة، بل هو سوء فهم من هؤلاء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تقسيم الدار وكون هذه الدول إسلامية أو غير اسلامية: هذه المسألة بحث فيها العلماء قبل ابن تيمية، والجمهور على أن الدار التي لا تُحكم بشرع الله: ليست إسلامية، قال الإمام ابو يوسف في تعريف دار الكفر "هي الدار التي تكون فيها أحكام الكُفر ظاهرة وإن كان جل أهلها من المسلمين"، وفي الموسوعة الفقهية الكويتية تعريف لدار الحرب، وهو "دار الحرب هي: كلّ بقعة تكون فيها أحكام الكفر ظاهرةً"، وجاء أيظا "وقال المالكيّة، والحنابلة، وصاحبا أبي حنيفة: أبو يوسف، ومحمّد: "تصير دار الإسلام دار كفر بظهور أحكام الكفر فيها".
وهذا أمر بدهي لا يحتاج إلى إثبات، فالدولة الديمقراطية هي الدولة التي يطبق فيها النظام الديمقراطي، والدولة الشيوعية هي التي يُطبّق فيها النظام الشيوعي، والدولة الرأسمالية هي التي يطبّق فيها النظام الرأسمالي، فتصنيف أي دولة يتبع النظام المعمول بها، ودولة لا تحكم بالنظام الإسلامي ليست دولة إسلامية قطعاً، وهذا ما أفتى به أئمة المسلمين قبل ابن تيمية بقرون، وإنما وقع بعض الشباب في المحذور بسبب خلطهم بين الدولة (أو النظام الكافر) وبين الشعب المسلم، وهذا هو مقصود ابن تيمية من الفتوى: التفريق بين النظام والشعب، وأن لكل واحد منهما حكم خاص ..
س: تحقيق الفتوى .. لماذا؟!
ج: لأننا وجدنا أن الفتوى تشتمل على بعض الألفاظ التي نرى أنها حُرِّفت في المطبعة، وبخاصة في الجزء الأخير منها، عندما قال ابن تيمية: " .. بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويُقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه"، فأنا أعتقد أنها: (يُعامل الخارج .. ) وليس يُقاتل. وبالتالي حضر بعض المختصين في فكر وعلم ابن تيمية من دول العالم، وحضر مجموعة من الإخوة المختصين من 4 جامعات سعودية (جامعة أم القرى، وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز)، إضافة إلى بعض المختصين، ومنهم مؤسسة الإسلام اليوم والتي حضر منها الشيخ عبدالوهاب الطريري.
التعليق: كلام الشيخ هنا معقول من أن الكلمة قد تكون "يُعامل" وليس "يُقاتَل" لأن الكلمة الأولى أقرب إلى السياق، وللعلم فإن الشيخ "ناصر بن حمد الفهد" - فك الله اسره – لم يذكر هذه الكلمة (يُعامل) في كتابه القيّم "صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف"، وقد تتبع المجموع وعلّق على ما يحتاج إلى تعليق في مجهود كبير ينبغي يدل على تتبعه الدقيق للمجموع!!
إن دعوى الشيخ ابن بية أن الكلمة حُرّفت في المطبعة دعوى لا تستقيم، ولو قال "حرّفت من قبل بعض النسّاخ" لكان أقرب للقبول لأن هناك طبعات كثيرة للمجموع، وكلها اتفقت على هذه الصيغة، وليست كلها منقولة عن طبعة الشيخ ابن قاسم رحمه الله، وهذا يحتاج إلى بحث في المخطوطات حتى يعثر على هذا اللفظ، ولعله لم يعثر عليه فاتهم المطبعة!!
إن طبعة الشيخ ابن قاسم هي الطبعة المعتمدة لهذا المجموع الذي عمل على جمعه عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد لمدة تزيد على الأربعين سنة بإشراف الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وقد تعب الرجلان في جمع مادته من أقطار كثيرة، وتعبا في تحقيقه ومراجعة المشكل منه على الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، ثم يأتي اليوم من يشكك في هذا الجهد الجبار ويدّعي أنه يحتاج إلى مراجعة شاملة!! لماذا؟ لأن ابن تيمية أفتى بأن الدار التي تحكمها الأحكام النصرانية: دولة غير إسلامية!!
س: إذن، المركز العالمي للتجديد لا يهدف إلى حشد رأي عام حول الفتوى؟
ج: هذه المسألة التي تناولناها في المؤتمر هي مسألة تأصيلية صرفة، تمس جذور الأزمة التي يعاني منها المسلمون. ومركزنا يهدف إلى تأصيل القضايا هذه، ومن ثم توصيلها إلى الجمهور. وليس عقد مؤتمرات إعلانية، وإشهارية، والتعبير عن نوايا أو دعاية معينة، وإنما تأصيل القضايا. واختيار ماردين جاء بسبب هذه الفتوى من أجل الانطلاق منها، ومن رأي شيخ الإسلام ابن تيمية لتصحيح الأفكار الصحيحة على ضوء مقولات ابن تيمية المختلفة، وهي مقولات كلها تصب في الاستقرار وحرمة الدماء والأموال.
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليق: إن جذور الأزمة التي يعاني منها المسلمين ليست في وجود هذه الفتوى في الكتب، وإنما الأزمة تكمن في تغييب مثل هذه الفتاوى عن واقع الناس .. أما قول الشيخ عن مقولات ابن تيمية بأنها " كلها تصب في الاستقرار وحرمة الدماء والأموال" فهذه جُرأة كبيرة ومجازفة، فإطلاق مثل هذا التعميم على مقولات شيخ الإسلام أمر لا يتجرأ عليه من يعمل على تأصيل القضايا الإسلامية، فكُتب شيخ الإسلام منتشرة في الأرض، وكلامه معروف في الأوساط العلمية، ولولا خشية الإطالة لنقلنا مئات الصفحات التي تبيّن حقيقة كلام شيخ الإسلام، ولكن نحيل القارئ إلى الجزء 28 والجزء الأخير من المجموع، وكذلك كتاب "الصارم المسلول" ففي هذه الكتب ما يخالف قول الشيخ هنا، وبكل وضوح، وما حُورب ابن تيمية وعُودي من قبل أهل الضلال إلا لأنه أحل دماء الكثيرين منهم بسبب كفرهم وخروجهم عن الملّة ..
س: ما أبرز نقطة ركز عليها المؤتمر، وماذا درس المؤتمر من أبحاث؟
ج: الندوة درست العديد من أوراق العمل حول تصنيف (الدار)، وإسقاط الأوضاع في ذلك الزمان على هذا الزمان، بناءً على عناصر الواقع التي اختلفت بين الزمانين. ومن غير المجهول أن الخطأ يقع من ثلاث زوايا إذا صح التعبير: التأويل والتعليل والتنزيل. فتأويل الكلام يؤدي إلى تحريفه، وتعليله يؤدي إلى عدم فهم مراميه ومغازيه، وتنزيله يؤدي إلى تطبيق مختل، لأن تنزيل فتوى في زمنٍ ماضٍ على واقع يختلف عن ذلك الواقع زمانًا ومكانًا وحالًا ومآلًا وإنسانًا تنزيلٌ مخلٌ وغيرُ صائب.
فنحن تدارسنا أوضاع العالم في ضوء الفقه القديم، وفي ضوء ما ينبغي أن يصنف العالم عليه، ولأجل ذلك وصلنا في بياننا إلى أن العالم أصبح (فضاء تسامح) تحكمه مواثيق دولية، ومعاهدات دولية، وسميناه (فضاءً) بدلًا من (دارًا)؛ لأنه لا يشترط أن نسمي دارًا لأن هذا التأصيل ليس توقيفيًّا؛ بل يجوز أن نتصرف فيه.
وإذا سمينا العالم اليوم فضاءً على الرغم من الإخلالات التي تقوم بها بعض الدول فيما يتعلق بميثاق الأمم المتحدة، وبالحريات وبحقوق الإنسان، فإن ذلك لا يؤثر تأثيرًا جوهريًا في وصف العالم، ما عدا تلك المناطق التي فيها حروب ونحو ذلك، فالعالم يجب أن تُحترم فيه الدماء والأموال، وهذا هو الهدف، والنقطة الرئيسَة من المؤتمر.
التعليق: لا أدري أين عقل الشيخ ابن بية – هداه الله – عندما جمع العلمانيين والرافضة وغلاة الصوفية في مكان واحد ليقرر لهم بأن مصطلحاتنا الشرعية ليست توقيفية وأنه يجوز لنا أن نتصرّف فيها!! أفي مثل هذا الجمع يقال مثل هذا الكلام!!
وعبارة "تنزيل فتوى في زمنٍ ماضٍ على واقع يختلف عن ذلك الواقع زمانًا ومكانًا وحالًا ومآلًا وإنسانًا تنزيلٌ مخلٌ وغيرُ صائب" تُعدّ من العبارات الخطيرة التي يبني عليها أهل الأهواء الكثير البدع والمخالفات، فينبغي على الشيخ أن لا يُطلقها هكذا دون قيود، فبعض الناس – مثلاً - يرى أن الحجاب كان لزمن مضى أما اليوم فهو غير مقبول، وقد قيل هذا الكلام عن الحدود الشرعية وغيرها من أمور الشريعة، وهذا الفهم السقيم لمسألة تغيّر الفتوى جعل الكثير من الناس يتجرأ على الأحكام الشرعية فيأخذ ويترك ما شاء!! إن الشريعة لم تأتِ لتتكيّف مع الظروف والأحوال والناس، وإنما أتت لتُكيِّف الناس والظروف والأحوال وفق تعاليمها، والزمان الذي لا يتفق مع الأحكام الشرعية: زمان سوء وأهله أهل سوء .. ثم لنا أن نسأل الشيخ: أين نقف في هذه المسألة!! فزمن الأئمة الأربعة غير زماننا، وزمن التابعين غير زماننا، وزمن الصحابة غير زماننا، بل زمن النبي صلى الله عليه وسلم غير زماننا، فأين نقف!! وعند أي حدّ!! لا نقول بأن كلام الشيخ هنا خطأ على إطلاقه، ولكن نقول بأن إطلاق الكلام هكذا دون قيود هو الخطأ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الثالوث "التأويل والتعليل والتنزيل" الذي ذكره الشيخ - والذي بيّن أن الخطأ يقع فيه – فمن السهل توجيهه إلى أصحاب المؤتمر، فيقال لهم: من أين لنا بأنكم لم تقعوا فيما أردتم تحقيقه بزعمكم، ومن أين لنا بأنكم أفقه وأعلم من السلف الذين قسموا الديار!! ثم نقول للشيخ ابن بية – غفر الله له -: إذا كان التصرّف في المصطلحات بهذه السهولة فلماذا التوقف هنا!! دونكم مصطلحات العقيدة وعلوم التفسير والأصول والقواعد والحديث، فأغلبها مصطلحات مُحدثة تأخذ حكم مصطلح "الدار"، فأين نقف في تغيير مصطلحات السلف!! أم أن الأمر مفتوح!! ومن له حق التصرف فيها وتغييرها؟ وهل يتصور الشيخ ابن بية – غفر الله له – حجم الكارثة التي قد تحصل إذا فُتح مثل هذا الباب!! لعلنا نبيّن للقارئ الكريم بعض هذا الأمر: مصطلح "العقيدة" مُحدث، ومصطلح "التوحيد" مًحدث وما يندرج تحتها من مصطلحات: كتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات كلها مُحدثة، ومصطلحات علوم الحديث أكثرها مُحدثة، ومصطلحات الفقه وأصول الفقه أكثرها مُحدثة، والقواعد الفقهية أكثر مفرداتها مُحدثة، فهل يحق لنا أن نغيّر كل هذه المصطلحات لأنها ليست توقيفية!! وأي علم يبقى لنا إن نحن فعلنا ذلك!! أليس هذا هدم لبناء أربعة عشر قرناً من البحث والنظر، وهدم لجهود عشرات الآلاف من جهابذة العملاء بحجة أن هذه المصطلحات ليست توقيفية!!
س: ألم تبحثوا في تأصيل القتال المشروع والقتال غير المشروع والذي نسمع فيه اليوم آراءً كثيرة؟ (فلسطين مثالًا).
ج: هذا هو الأمر الثاني الذي سعينا له في المؤتمر، وهو تأصيل القتال المشروع، والقتال غير المشروع، ومفهوم الجهاد. وقد أصّلنا لمفهوم الجهاد، وضوابطه التي ينبغي أن تُحترم لكي يسمى جهادًا، وأن الأمر يتعلق بسلطة؛ وهي الدولة (أولو الأمر)، ما عدا جهاد الدفع الذي يقع بناءً على عدوان فيسمى حينئذ (مقاومة) ونحو ذلك من الأمور المقررة شرعًا، وتعدُّ نظامًا دوليًا، فلا يوجد تباينٌ كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام؛ بل إن الشريعة قدّمت للبشرية نظامًا أكثر احترامًا للإنسان من القوانين التي قدّمها الإنسان في هذا العصر، إلا إن الوضع الآن يمتاز بوجود معاهداتٍ دولية تحكم العالم بأسره.
التعليق: سبحان الله!! بل هناك تباين كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام، ففي الشريعة يكون الحرب ابتداءً لإعلاء كلمة الله، وهذا لا يوجد في القوانين الدولية ويعد عندهم اعتداء بغير حق على الآخرين، وجهاد الطلب هو الجهاد إذا أُطلق في القرآن والسنة، وتجريمه في القانون الدولي يجعل هذا القانون مخالفاً لأصل الجهاد في الإسلام، فلا مقارنة بين الأمرين من أي وجه .. الغريب أن الشيخ ابن بية يُقرّ في كلامه بوجود جهاد الطلب ضمناً في قوله " وقد أصّلنا لمفهوم الجهاد، وضوابطه التي ينبغي أن تُحترم لكي يسمى جهادًا، وأن الأمر يتعلق بسلطة؛ وهي الدولة (أولو الأمر) ما عدا جهاد الدفع ... " ففي نظر الشيخ: هناك جهاد غير جهاد الدفع، وهو جهاد الطلب، فكيف يستقيم في عقل الشيخ أن يقر بوجود جهاد الطلب ثم يقول "فلا يوجد تباينٌ كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام"، إلا أن يكون المؤتمرون في ماردين اخترعوا جهاداً آخر غير جهاد الطلب يقابل جهاد الدفع، أو ربما كان جهاد الطلب الذي كتب عنه العلماء القدماء تغيّر مفهومه بتغيّر الزمان والمكان والأحوال ... !!
س: لقد روجت بعض وكالات الأنباء العالمية، وبعض القنوات لكون الهدف من المؤتمر هو شطب فتوى ابن تيميّة.
ج: هذه الوكالات لم تفهم شيئًا!
نحن على العكس نريدُ أن نبرز فَرادة وتميز فتاوى ابن تيميّة من جهة، ومن جهة أخرى نريد أن نبرِّئ فتاواه من التأويل والفهم الخاطئ الذي ذكرناه.
ولذا فقد حضر مختصون من جامعات المملكة العربية السعودية، وقدّموا بحوثًا ودراساتٍ قيّمة، وفي بياننا خدمنا فكر ابن تيمية بأن طلبنا مراجعة كتبه، وتحقيقها، كما طلبنا مراجعة كتب الفقهاء المقتدى بهم، وتقديم ندوات ليكون هذا مفتاحًا لندوات لمجموعة من الفقهاء لا يزال لهم حضورٌ وتأثير في حياة الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعتقد أن من اطَّلع على الإعلان عن المؤتمر يجد أن الأمر خلاف ذلك، والأهم أننا لم نراجع ابن تيميّة على ضوء الآخر، وإنما راجعنا ابن تيميّة على ابن تيميّة، وأظهرناه كما هو.
وأنا لا أرى داعيًا لمثل هذا الشك، أو هذا التقول علينا من أناسٍ لم يحققوا ما كنا فيه.
التعليق: نوافق الشيخ ابن بية بأن هذه الوكالات لم تفهم شيئاً، فالأمر لا يتعلّق بفتوى لابن تيمية، بل الأمر يتعلق بفتاوى لابن تيمية وغيره من علماء المسلمين، فمؤتمر يجتمع فيه الرافضة والصوفية والعلمانيون لا يمكن أن يتوقف عند فتوى واحدة فقط ..
س: هذا يعني أنّ هناك خللًا في دراسة البعض لفقه ابن تيميّة؟!
ج: كثيرٌ من الأشياء التي تُنسب لشيخ الإسلام قراءتها كانت مجتزئة؛ فمثلًا شيخُ الإسلام متسامحٌ جدًا؛ يقول بتهنئة أهل الكتاب، وتعزيتهم، وعيادتهم إذا كانوا مرضى، وهذا اختيار شيخ الإسلام كما قال البعلي.
مشكلة الناس أنهم يقرؤون "اقتضاء الصراط المستقيم"، ولا يقرؤون "اختيارات ابن تيمية"، فموقفه أن السبب من الجهاد هو العدوان والفتنة، وليس الكفر، وهذا موقفٌ مميّز.
التعليق: كان ينبغي للشيخ ابن بية – غفر الله له – أن يبيّن ما هي التهنئة التي تسامح بها ابن تيمية وما هي التعزية .. ينبغي أن يُعلم بأنه لا ابن تيمية ولا غيره له حق التسامح في الأحكام الشرعية، فهذه الكلمة ليست علمية "تأصيلية" .. ابن تيمية يفتي بما يؤول إليه اجتهاده، وهذا لا يُعدُّ تسامحاً، بل هو اجتهاد .. أما اختيارات شيخ الإسلام للبعلي ففيه أكثر فقه ابن تيمية ولكنه ليس علمه كله، وهو مختصر لا يُغني عن بقية كتبه، وليس كتاب الإقتضاء بأولى من كتاب الصارم المسلول أو مجموع الفتاوى، خاصة الجزء 28 والجزء الأخير (طبعة ابن قاسم) لمن أراد أن يعرف رأي ابن تيمية في مسائل الجهاد والسياسة الشرعية، وأنصح من له عناية بكتب شيخ الإسلام أن يقتني المجموع اليوم قبل أن يُبدّل من قبل المؤتمرين في ماردين فيضيع تراث شيخ الإسلام الذي تعب عليه ابن قاسم، كما يفعل القوم اليوم مع فتاوى محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، فقد ادعوا أنها تحتاج إلى تنقيح وتصحيح وتحقيق!!
وأما قول الشيخ الأول بأنه " كثيرٌ من الأشياء التي تُنسب لشيخ الإسلام قراءتها كانت مجتزئة"، ففي هذا اتهام لأئمة الدعوة النجدية الذين نشروا علم شيخ الإسلام في الأرض، ومن قبلهم أئمة الفقه والعلم من أمثال ابن القيم وابن كثير وابن مفلح وغيرهم كثير، فكل هؤلاء – بمفهوم كلام الشيخ ابن بية – كانت قراءتهم مجترءة لكلام شيخ الإسلام حتى أتى الشيخ ابن بية والرافضة والصوفية والعلمانيون الذين اجتمعوا في مؤتمر ماردين ليفقهوا كلام شيخ الإسلام على حقيقته!! من أراد التأكد من القراءة المجترءة لمن ذكر الشيخ فعليه بكتاب "الدرر السنيّة في الأجوبة النجدية"، ففيه رسائل تبيّن مدى جهل علماء الدعوة بعلوم شيخ الإسلام ومقاصده!!
س: القول بهذه الفتوى بعد تأصيلها هل ينفي حق الفلسطينيين وغيرهم في الدفاع عن حقوقهم؟
ج: بالنسبة لفلسطين ..
عندما قلنا إن سبب المقاومة المشروعة هو الاعتداء ذكرنا ثلاث آياتٍ كلها تنطبق على فلسطين هي:
1. ((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا)).
2. ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)).
3. ((وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ))
فقضية فلسطين ليست مطموسة، ولا مغمورة، ولا منسية في هذا السياق؛ بل إنَّ في البيان فرقًا بين المقاومة التي هي ردٌ للعدوان، وبين قتالٍ تُعلنه جماعة خارج الشرع والشرعية والنظام، وتعدُّه جهادًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليق: إذا كانت جماعة خارجة عن الشرع فهذا ليس جهاداً وهو أمر بديهي لا يحتاج إلى بيان، أما الشرعية والنظام، فلنا أن نتسائل: شرعية مَن؟ ونظام من؟! وكفانا كلاماً عن فلسطين في السلام والتعايش السلمي الذي لم يجني منه أهل فلسطين غير الذلة والحصار والجوع والتشريد والقتل والتنكيل على أيدي أحقر خلق الله من اخوان القردة الخنازير .. من أراد أن يتكلم عن فلسطين فليعقد مؤتمر جهاد وإرهاب وتفجير وقتل ودمار لليهود، لا مؤتمر سلام وحمام ودجاج ..
س: لوحظ بشكل جليّ تنوُّع الحاضرين ضمن ألوان الطيف الإسلامي. هل من رسالة وراء ذلك؟
ج: اجتماع مختلف الطيف الإسلامي هو عبارة عن محاولة جمع المسلمين على رؤية واحدة في قضايا تُهم مصيرهم، وهي قضايا الاحتراب الداخلي الذي ورد ذكره في الحديث النبوي الشريف: «ويلكم .. لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». فهذه الاحترابات التي نشهدها في الصومال، وفي العراق، وفي باكستان، رغبة من العنصر الخارجي الذي يوقع الموالي في العالم الإسلامي، إلا أن طريق التعامل مع هذا والحروب التي تقوم بين المسلمين هي حروبٌ تسيء إلى التاريخ، وإلى الإسلام، وتشوّه حاضر الأمة ومستقبلها، ونحن نحاول أن نقدّم بالدليل وليس بشيء آخر، ومن خلال طيفٍ ملونٍ ومنوعٍ، رسالتنا التي ذكرتها لك.
التعليق: سبحان الله!! انظروا كيف وصف الشيخ ابن بية المجاهدين في الجواب السابق "جماعة خارج الشرع والشرعية والنظام" وقارنوه بوصفه للعلمانيين وغلاة الصوفية والرافضة، حيث قال "مختلف الطيف الإسلامي"!!
لقد كان من ضمن الحضور بعض غلاة الصوفية والرافضة، فإذا أراد الشيخ أن يخرج معهم برؤية واحدة في القضايا المصيرية، فنقول للشيخ: لن ترجع حتى بخُفّي حُنين!! وهنا أمر غاية في الغرابة: كيف يكون مؤتمر لتحقيق وتصحيح تراث ابن تيمية رحمه الله – ويشارك فيه الصوفية والعلمانية والرافضة!! ألا يعرف الشيخ ابن بية رأي الرافضة والصوفية والعلمانيون في ابن تيمية!! كيف يحققون نصوصه وهم أعداء له!! كيف يصححون مفاهيمه وهو يكفّر العلمانيين (الذين يفصلون الدين عن الدولة) ويكفّر غلاة الرافضة وغلاة الصوفية!!
س: هل كانت هناك مشاركات خارجية في المؤتمر؟
ج: نعم. الدعوة كانت موجهة من طرفين: الأول من (المركز العالمي للترشيد والتجديد) وهذا هو الأغلب، والثاني من جامعة ماردين، وقد دعت بعض الناس، ومنهم الذين أتَوْا من دولة إيران.
نحن في المركز العالمي دعونا مجموعات متخصصة في شيخ الإسلام من مشارب ومذاهب مختلفة؛ حتى تكون هذه الوحدة حول قضايا الأمة، حتى يُقنع بعضنا بعضًا، وكذلك جامعة ماردين.
وأودُّ أن أقول إن إسهام (الإسلام اليوم) ممثلًا في شخص نائب المشرف العام الشيخ عبدالوهاب الطريري مقدر، وهذه رسالتي أقولها: نحن نعتبر (الإسلام اليوم) ليس حلفًا فقط، وإنما توأمًا لنا، لأننا عندما نريد أن نقوم بعمل نُعلم إخواننا في "الإسلام اليوم". ونحن معهم على دربٍ واحدٍ هو درب قول الحق بدون مجاملة وبعد تأصيلٍ. (انتهى اللقاء) ..
التعليق: رحم الله الشيخ بكر أبو زيد، فقد كان متخصصاً في علم ابن تيمية، ولكننا لم نسمع منه هذا الكلام الذي وصلنا من مؤتمر ماردين، وكُتب شيخ الإسلام التي طُبعت تحت إشرافه تُكذّب دعاوى المجتمعين في ماردين ..
لنا أن نتسائل: لماذا ابن تيمية؟! لماذا الآن؟! ولماذا فقه الجهاد بالذات الذي يحتاج إلا تعديل وفهم وتأصيل جديد؟!
أليس من الأولى أن يناقش المؤتمرون عقيدة بعض الحضور (كالرافضة وغلاة الصوفية والعلمانية) بدلاً من مناقشة فتوى ماردين!! هل من المعقول أن تكون فتوى ماردين أشد خطورة على الإسلام والمسلمين من عقيدة الرافضة والصوفية والعلمانية!! نحن نعرف الصوفية في تركيا ونعرف موقفها من ابن تيمية رحمه الله، فلماذا الإجتماع في تركيا، ثم التوصية بالإجتماع الدوري في دولة أوروبية!!
هل قضيتنا الآن هي فتوى ابن تيمية!! هل حررنا العراق وفلسطين وأفغانسان والشيشان والصومال والفلبين وكشمير والقوقاز وتركستان الشرقية وغيرها من البقاع الإسلامية المحتلة ولم يبقى إلا فتوى لابن تيمية نريد تحرير كتبنا من بعض ألفاظها!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس في هذا المؤتمر خدمة للعدو الصليبي الذي عجز عن مواجهة المجاهدين في العراق وأفغانستان لأنهم يتمسكون بالنصوص الشرعية وبأقوال العلماء، فنأتي نحن لنجتث ثقتهم بكلام العلماء من صدروهم فيقفوا على أرض هلامية بعد أن كانت صلبة ثابتة!!
إذا كانت فتاوى ابن تيمية تحرّض الناس على الجهاد فلماذا نشككهم فيها!! لو كانت فتاواه من الكذب المحض لكانت الحكمة تقتضي تركها تعمل مفعولها حتى يندحر الأعداء ثم نأتي ونفنّدها، فكيف وفتاوى هذا الإمام المجاهد المجتهد الذي بلغ – على حد قول بعض العلماء – درجة الإجتهاد المطلق تُعدّ في مقدمة فتاوى كل من أتى بعده، وحتى من أتى قبله بفترة ليست بالقصيرة ..
إن التشكيك هنا ليس في علم ابن تيمية وسعة إدراكه، فهذا لا يُقدِْم عليه ألد أعداء ابن تيمية فضلاً عمن يعترف بإمامته، وإنما التشكيك أتى في ما هو مخطوط ومطبوع من فتاواه التي تربى عليها كبار علماء الأمة على مر قرون، فكل هؤلاء لم ينتبهوا لهذه الأخطاء التأصيلية حتى انطلق مؤتمر ماردين (الذي شارك فيه أمثال الجفري الصوفي الضال) ليُعلن على الملأ جهل جهابذة العلماء بأصول التحقيق والتدقيق!!
بعد التعليق على حوار ابن بية – غفر الله له – نُعرّج على ما خرج المؤتمرون به من نتائج، فنعلّق عليها بتعليقات سريعة:
"النتائج:
• إن فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في ماردين لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون متمسكاً ومستنداً لتكفير المسلمين والخروج على حكامهم واستباحة الدماء والأموال وترويع الآمنين والغدر بمن يعيشون مع المسلمين أو يعيش معهم المسلمون بموجب علاقة مواطنة وأمان بل هي فتوى تحرم كل ذلك فضلا عن كونها نصرة لدولة مسلمة على دولة غير مسلمة وهو في كل ذلك موافق ومتبع لعلماء المسلمين في فتاويهم في هذا الشأن ولم يخرج عنهم. ومن استند على هذه الفتوى لقتال المسلمين وغير المسلمين فقد اخطأ في التأويل وما أصاب في التنزيل".
التعليق: الفتوى لا تُحرّم الخروج على الحكام لانها فتوى في حق حكام نصارى احتلوا أرضاً مسلمة، وهذا من جهاد الدفع الذي يقره الشيخ ابن بية كما ذكر في السؤال حول فلسطين ..
•“إن تصنيف الديار في الفقه الإسلامي تصنيف اجتهادي أملته ظروف الأمة الإسلامية وطبيعة العلاقات الدولية القائمة حينئذ. إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح و التعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف في إطار تحقيق المصالح المشتركة والعدالة بين الناس ويأمن فيه الناس على أموالهم وأوطانهم وأعراضهم وهو ما أقرته الشريعة ونادت به منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووضع أول معاهدة تضمن التعايش بين جميع الطوائف والأعراق في إطار العدالة والمصالح المشتركة ولا يسوغ التذرع بما يشوبها من نقص أو خرق دول معينة لها للتنكر لها وافتعال التصادم بينها وبين الشريعة السمحة."
التعليق: لو أقر الشيخ ابن بية بصحة هذه المقولة "تجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال" فإنه يُقر بما يخالف النصوص الصريحة ويخالف أقوال الصحابة وأعمالهم وإجماعهم وما كان في يوم من الأيام معلوم من الدين بالضرورة: وهو جهاد الطلب، لأن جهاد الطلب هو: قصد الكفار في ديارهم - وإن لم يبدؤونا بالقتال - إعلاءً لكلمة الله .. ولنا وقفة مع عبارة أخرى، وهي قوله " إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح و التعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف ... "، هذا الكلام من أخطر ما قال الشيخ هنا، ومعتقدُه إن علم حقيقة قوله ومعنا وقصده فقد يقع في الردّة والعياذ بالله، ولكن لعلها زلة لسان، فهذه المعاهدات الدولية في حقيقتها: قوانين وضعها النصارى واليهود بعد الحرب العالمية، وضعوها لخدمة مصالحهم الخاصة، فهذه القوانين لا تُلزم المسلمين بشيء، وإنما يلزم المسلمون شرع الله، وما خالفه فهو
(يُتْبَعُ)
(/)
غير معترف به فضلاً عن أن يكون ملزماً لنا بشيء!! كيف يضع اليهود والنصارى قوانين ثم تكون ملزمة للمسلمين!! وحتى نقطع باب المناورة، نقول: لم يكن أحد من المسلمين حاضراً وقت وضع هذه القوانين الدولية، وإنما كان الحضور كلهم كفار، ولم توضع القوانين لعدالتها، وإنما وضعت لتحقيق مصالح المنتصرين في الحرب العالمية وكلهم كفار، ولا يحق لأي مسلم الإعتراض على أي من هذه القوانين لأنه لا قيمة له فيها ولا وزن، بل الأمر فيها للكفار الذين عندهم حق النقض دون غيرهم، فكيف يقول مسلم بأن يترك أهل الإسلام جهاد الطلب من أجل هذه القوانين الكفرية المخالفة لشريعة رب البرية والتي وُضعت لتحقيق مصالح اليهود والنصارى!! هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية فالأمر أظهر: فالمسلمون لم يستفيدوا أبداً من هذه القوانين لتحقيق أي مصلحة لهم، ومصالحهم دائماً تُداس في أروقة هذه المؤسسات العالمية التي يرأس أكثرها اليهود الذين هم أشد الناس عداوة للمسلمين، وهذه فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان والبوسنة والفلبين وتركستان الشرقية والصومال وجنوب تايلان ونيجيريا وغيرها من البلاد التي خربها الكفار بمرأى ومسمع من هذه القوانين!! إذا كان الشيخ ابن بية يعارض مصطلحاً شرعياً لا يوافق الواقع، فما باله يُلغي كل هذا الواقع ليوافق قوانين كفرية استخدمها أصحابها لحرب الإسلام والمسلمين وتدمير بلادهم!!
• من الأولويات التي على علماء الأمة ومؤسساتها العلمية الاضطلاع بها التحليل والتقويم للأفكار المسوغة للتطرف والتكفير والعنف باسم الإسلام؛ فالتدابير الأمنية مهما كانت عادلة لا تقوم مقام البيان بالحجة والبرهان. ومن ثم تقع المسؤولية على علماء الأمة في إدانة كل أشكال العنف في التغيير أو الاحتجاج داخل المجتمعات المسلمة وخارجها بوضوح وصراحة وجرأة في قول الحق منعا للالتباس وإزالة للغموض.
التعليق: يتطلب هذا من العلماء: حذف مئات الآيات القرآنية وشطب مئات الأحاديث النبوية وطمس السيرة والتأريخ الإسلامي لأن فيها الكثير من الأفكار التي تسوّغ التكفير والعنف بإسم الإسلام .. هل هذه أولويات العلماء في مثل هذه الظروف يا شيخ!! أمة مستباحة ويكون من أولويات علمائها: تقويم أفكار من يدافع عن الأمة من المجاهدين وإدانتهم!! هل هذا كلام الشيخ ابن بيّة أم ابن غورين!! فليتّق الشيخُ الله َ ..
أين التحريض على الجهاد، وقيادة المجاهدين، والذب عن أعراض المسلمين، وتحرير بلاد الإسلام، والدفاع عن الدين المُهان من قِبل الأعداء!! أكل هذه الأمور ثانوية!!
حفظ الدين والعرض والمال والنفس ليس من الأولويات اليوم!!
نسينا: الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والرجال والأعداء والحكّام وغيرها من الأمور التجديدية التأصيلية!!
• إن علماء الإسلام ما فتئوا يؤكدون عبر العصور أن الجهاد الذي يعتبر ذروة سنام هذا الدين ليس نوعا واحدا بل هو أنواع متعددة منها القتال في سبيل الله وهذا النوع أناط الشرع صلاحية تدبيره وتنفيذه بأولي الأمر (الدولة) باعتباره قراراً سياسياً تترتب عنه تبعات عظيمة؛ ومن ثم فلا يجوز للفرد المسلم ولا لجماعة من المسلمين إعلان حرب أو الدخول في جهاد قتالي من تلقاء أنفسهم درءا للمفاسد واتّباعاً للنصوص الواردة في هذا الشأن.
التعليق: قال الرملي (في نهاية المحتاج 8/ 60): يُكره الغزو بغير إذن الإمام أو نائبه، ولا كراهة في حالات:
1 - إذا فوت الإستئذان المقصود،
2 - أو عطل الإمام الغزو،
3 - أو غلب على ظنه عدم الإذن (كما بحث ذلك البلقيني) .. (إنتهى).
طبعاً هذا الكلام قديم لعالم قديم من زمن سحيق وهو قابل للتصحيح والتغيير على وفق معايير مؤتمر ماردين!! لاحظ هنا أن الشيخ استخدم لفظ "السياسة" وذلك أنه نسبه إلى الحكام، أما أهل الإسلام من العلماء وغيرهم: فلا سياسة ولا هم يحزنون ..
(يُتْبَعُ)
(/)
• وأصل مشروعية الجهاد أن ما كان دفعاً لعدوان (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) أو نصرة للمستضعفين (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... ) أو دفاعاً عن التدين (أذن للذين يُقاتَلون ... ) وليس ناشئاً عن اختلاف في الدين أو بحثاً عن المغانم.
التعليق: قال تعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29)، وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (التوبة: 123)، ولعل هذه الأقوال قديمة وتحتاج إلى تحقيق وتصحيح أيظا .. كل شيء جائز هذه الأيام!!
• إن شأن الفتوى في الإسلام خطير ولهذا شدد العلماء في شروط المفتي ومنها أن يكون ذا أهلية علمية كاملة وفي شروط الفتوى خاصة تحقيق المناط في المكان والزمان والأشخاص والأحوال والمآل.
التعليق: حلال على العلمانيين والرافضة والصوفية أن يُفتوا، وحرام على علماء أهل الجهاد الفتوى والله تعالى يقول {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت: 69)، الذين جاهدوا "فينا" وليس في سبيل السلام والتعايش السلمي مع الذين أمرنا الله بقتالهم ..
• إن مفهوم الولاء والبراء لا يكون مُخرجاً من الملة ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية، وما سوى ذلك فهو أنواع تتناولها الأحكام التكليفية الخمسة، وبناء عليه لا يجوز حمله على معنى واحد يكفر به المسلمون.
التعليق: سبحان الله!! في المؤتمر علمانيون، ومع ذلك يقولون "ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية" أليست العلمانية من الكفر!! أم أن فتوى تكفيرهم قديمة مضى عليها بضع سنوات!!
انتهت النتائج .. ولو أراد المؤتمرون أن نأتي على كل مصيبة كتبوها ونرد عليها بآيات من كتاب الله أو أحاديث لرسول الله لكان ذلك يسيرا، ولولا خشية الإطالة وضيق الوقت لكان لنا مع المؤتمرين شأن آخر، ولكنها إشارات يفهمها اللبيب ..
وننقل هنا فتوى شيخ الإسلام في ماردين ليتبيّن من له عقل: صحّة ما ذكرنا من تعليقات هنا:
سئل [شيخ الإسلام ابن تيمية] رحمه الله عن بلد ماردين:
هل هي دار حرب أو بلد سلم؟
وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا؟
وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر، وساعد أعداء المسلمين بنفسه وماله، هل يأثم في ذلك؟
وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه أم لا؟
فأجاب: الحمد لله. دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها. وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم. والمقيم بها إن كان عاجزًا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه. وإلا استحبت ولم تجب.
ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم، ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأي طريقة أمكنتهم. من تغيب أو تعريض أو مصانعة، فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت.
ولا يحل سبهم عموماً ورميهم بالنفاق، بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم.
وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، وليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام بكون جندها مسلمين. ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه". انتهى كلامه رحمه الله. (الفتاوى:28/ 240 ـ 241)
ليعذني القارئ الكريم على عدم التفصيل، فقد كتبت التعليقات على عجالة لضيق الوقت، ولعل الله ييسر بعض الوقت لتفنيد هذه الأفكار الخطيرة التي يراد لها الرواج بين المسلمين بحجة التجديد والتأصيل والوسطية والإعتدال ونبذ العنف والتطرف والإرهاب ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
(يُتْبَعُ)
(/)
حسين بن محمود
26 ربيع الثاني 1431هـ
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 09:31]ـ
هذا مقال للشيخ ناصر الحنيني أحد المشاركين في المؤتمر.
----------
بسم الله الرحمن الرحيم
المنهج الوسطي عند ابن تيمية من خلال فتواه الشهيرة في بلدة ماردين
مع ملحق: "
ورقة عمل ألقيت في الندوة التي ألقيت في ماردين حول فتوى شيخ الإسلام الشهيرة
إعداد: د. ناصر بن يحيى الحنيني
المشرف العام على مركز الفكر المعاصر
نائب رئيس الجمعية السعودية للدراسات الفكرية المعاصرة
مقدمة:
قبل الحديث عن بيان المنهج الوسطي عند شيخ الإسلام من خلال فتواه الشهيرة في بلدة ماردين وهل هي دار حرب أم دار سلم، يحسن بنا أن نشير إلى أمور عدة منها:
1 - يجب التعامل مع نصوص العلماء وفتاواهم بالقواعد المشهورة المعلومة عند أهل العلم وخاصة إذا كثر كلام العالم وكثرت مصنفاته وفتاواه وهي نفس القاعدة التي يتعامل فيها مع النصوص الشرعية مثل: رد المتشابه إلى المحكم، والجمع بين الأقوال المتعارضة والترجيح بينها، ومعرفة المتقدم من الكلام من المتأخر، وأسباب ورود هذا الكلام ودواعيه، والزمن الذي صدرت فيه الفتوى وما احتفت بها من قرائن وأحوال.
2 - بعض المبتدئين في طلب العلم أو الذين ليس لهم خبرة بكلام أهل العلم ومصطلحاتهم العلمية قد يسيء فهم كلام العالم وينسب إليه من الأحكام ما هو منه بريء وخاصة مع كبار العلماء والمحققين من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية ولعل فتوى شيخ الإسلام في بلدة ماردين أسيء فهم كلام الشيخ من بعض من قل نصيبه في العلم ووضعت في غير موضعها أو بعض المغرضين من أعداء الإسلام حاول أن يلبسها لبوساً غير لبوسها وينسبها لشيخ الإسلام رحمه الله زوراً وبهتاناً كمن يحتج بها على سفك دماء المسلمين وترويع الآمنين.
3 - يحرم تنزيل الفتاوى القديمة التي صدرت في وقائع محددة وأخذها بنصها ووضعها على نوازل حديثة تختلف كثيراً عن الفتوى الصادرة من حيث تحقيق وتنقيح المناط.
4 - كثيراً مما يقع في التنازع في كلام العلماء وكل يجير كلامه لصالحه يدخل فيه إتباع الهوى وعلاج الهوى هو تقوى الله والخوف منه وبغيره لا علاج له ولهذا استدل أهل البدع على باطلهم بالنصوص الشرعية كما ثبت عن ابن عمر في الخوارج قوله (انطلقوا إلى آيات في القرآن نزلت في الكفار وأنزلوها على المؤمنين) أو كما قال رضي الله عنه.
محاور الورقة الرئيسية:
أولاً: وسطية شيخ الإسلام في القضايا العلمية النظرية:
ونقصد بالقضايا العلمية هي تقريراته العلمية النظرية أو في الرد على المخالفين لمنهج أهل السنة والجماعة ويمكن أن نشير إلى بعض منها:
1 - تقريره لوسطية أهل السنة والجماعة في قضايا الاعتقاد وهي مشهورة معلومة وهي ليست محل البحث هنا وقد أشار إليها صراحة في العقيدة الواسطية.
2 - استفاد من تقريرات المذاهب وكلام العلماء ولم يطرحها ولكنه كذلك لم يتعصب لقول عالم أو مذهب بل كان يقرر المسائل مع الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة والقواعد الكلية في الشريعة.
ثانياً: وسطية شيخ الإسلام في الفتوى:
ويمكن أن نوجز جوانب الوسطية في فتواه من خلال:
1 - في فتوى ماردين كان وسطاً في الموقف من الجهاد بحيث شدد وأكد على حرمة دماء المسلمين،ومع ذلك أشار إلى وجوب مقاومة المحتل والمعتدي وأنه من الجهاد المشروع وأنه لا يجوز أعانتهم على ظلمهم واعتداءهم من قبل المسلمين المقيمين في ماردين أو غيرها. حيث ابتدأ فتواه بقوله (الحمد لله، دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها) ثم عقب بتعقيب حتى لا يظن أنه يحرم جهاد المعتدين الظالمين الذين احتلوا بلاد المسلمين من التتار فقال (وإعانة الخارجين عن شريعة الإسلام محرمة سواء كانوا في ماردين أو غيرها)
وشيخ الإسلام يقرر في غالب فتواه قواعد كلية مهمة يجب أن لا تغيب وأنها تصلح لماردين وغيرها كما أشار في فتواه رحمه الله.
2 - أنه راعى حال الناس ورفق بهم ودلهم على ما يمكنهم فعله مع انه أفتى بحرمة إعانة المعتدين لكنه أوجب عليهم الامتناع عن إعانتهم بأي طريق لو بالتغيب عن مواجهتهم أو بمصانعتهم وإذا لم يمكن إلا بالهجرة فعل وهذا من وسطيته رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أنه رحمه الله مع التزامه بالنص إلا انه كان وسطا في ذلك فقد اجتهد في النوازل وردها وقاسها على النصوص الشرعية ولو أنه لم يسبق إلى هذا الاجتهاد لأنه رحمه الله قرر قاعدة نفيسة بأنه لا يشترط في الدليل أن لا يسبق أحد إلى الاستدلال به كما أشار إليه في كتابه النبوات وهذه الفتوى هي تطبيق عملي حيث قال إن هذه الدار ليست بدار حرب ولا بدار سلم بل هي مركبة من الأمرين حيث تتنازعها الأدلة.
4 - من وسطيته إشارته المستمرة إلى وجوب العدل مع كل أحد مسلم أو غير مسلم حيث أشار في آخر الفتوى (يعامل المسلم فيها بما يستحقه).، (ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه).
ثالثاً: العدل مع المخالف من معالم الوسطية عند شيخ الإسلام:
من يتأمل كلام شيخ الإسلام في كتبه وفي هذه الفتوى يجد أن من وسطيته أنه لا يعمم بل يفصل ويعطي كل إنسان ما يستحقه ولو كان مخالفا في الدين والمعتقد فقال رحمه الله: (ولا يحل سبهم ورميهم بالنفاق بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم) وهو يتحدث عمن وقعوا في المحذور وأعانوا المعتدي على بلاد المسلمين.
وهذا ظاهر جداً في كتبه رحمه الله مع مخالفيه ويذكر ما أصابوا فيه الحق ومن هو راسخ في العلم ومن هو مجيد للفن الذين يناظره فيه، والمقام لا يتسع لسرد النصوص المتناثرة في كتبه وفتاويه.
رابعاً: موقف ابن تيمية من العقل:
شيخ الإسلام في هذه الفتوى أعمل عقله واستنبط واجتهد وقرر حكما شرعيا مستندا للأدلة الشرعية.وكان رحمه الله وسطاً كما هو حال أهل السنة في التعامل مع العقل وليس المجال هنا لبسط منهجه وموقفه من العقل فكلامه كثير في هذا الباب فهو وسط بين من يلغي العقل ويعتمد على المنامات والذوق ويجعلها مصدراً للتشريع وبين الذين غلو في العقل وقدموه على النصوص الشرعية وجعلوه حاكماً عليها ومقدماً عليها كما فعله طوائف من المتكلمين.
بل إن شيخ الإسلام يعد الدليل العقلي دليلاً شرعياً فالدليل الشرعي ينقسم إلى سمعي وعقلي فالكتاب والسنة مليئان بالاستدلال العقلي في تقرير الدين والرد على أهل الباطل من المشركين والملاحدة وغيرهم.
خامساً: وسطيته في الموقف من التكفير:
شيخ الإٍسلام في كثير من كتبه يحذر من التساهل في إطلاق التكفير ويفرق بين التكفير المطلق والمعين بل إنه رحمه الله يغلب جانب العذر للمخالف وليس المقام مقام بسط لكلامه وجمعه ولكنه في هذه الفتوى حذر من إطلاق النفاق على من اعان المعتدين وحذر من سبهم والتعميم في ذلك، وكذلك لم يطلق التكفير على من أعان لأن القضية تحتاج إلى تفصيل وبيان وإقامة حجة فرحمه الله رحمة واسعة.
سادساً: وسطيته بين التقرير النظري للعلم وإدراكه لواقع عصره:
فشيخ الإسلام لم يغرق في التنظير للمسائل والتدريس وينسى واقعه المعاصر وما يحتاجه من علاج لمشكلاته فكان مع تقريراته وتآليفه الكثيرة وتدريسه يصدر الفتاوى للقضايا المعاصرة ويعالجها وأكبر شاهد ودليل على ما نقول فتواه في النازلة التي حصلت لأهل ماردين.
سابعاً: تطيبقه الوسطية التي دعا إليها بواقعه العملي:
فشيخ الإسلام ظهرت وسطيته في تطبيقه العملي ويمكن أن نمثل بمثالين:
الأول:موقفه من حكام عصره:
فقد كان وسطاً في التعامل معهم مع انحرافاتهم وضعفهم لم يكفرهم ولم يخرج عليهم بقتال بل ناصحهم وحثهم على جهاد التتار ونصح لهم وقاتل تحت رايتهم
وبالمقابل لم يداهنهم ولم يكن مادحاً بغير حق بل ناصح وسجن بسبب صدعه بالحق في أكثر من موقف فرحمه الله رحمة واسعة.
الثاني:موقفهم من خصومه من العلماء:
مع أنهم خالفوه في المعتقد وفي التعصب للمذهب وأغروا به السلطان وأفتوا عدة مرات بسجنه إلا أنه لما تمكن وقال له الوالي لو شئت لسجنتهم أو قتلتهم ولكنه رفض وقال من يعلم الناس الدين وحث على إكرامهم وهذه بحق أخلاق الكبار وبهذه الوسطية استحق أن يكون من أئمة الدين الذين يقتدى بهم.
ثامناً: الوسطية في عرض الوسطية وتطبيقها:
(يُتْبَعُ)
(/)
في الأزمان المتأخرة أصبح مصطلح الوسطية والاعتدال يعبر فيه عند بعض المفكرين عن التفلت من أحكام الشريعة وعدم أخذ الكتاب بقوة وشوه هذا المصطلح العظيم الذي هو من أبرز القيم الحضارية في الإسلام وشيخ الإسلام كان وسطياً في عرض الوسطية يصدع بالحق مع مراعاة المصالح والمفاسد ويراعي مقاصد الشريعة وقواعده الكلية مع عدم إهمال النصوص الشرعية بل يعظمها ويقدمها مع اعتبار ما سبق ذكره.
تاسعاً: وسطية شيخ الإسلام نواجه بها الغلو في التكفير:
يستدل كثيرا في كتب وأدبيات أهل الغلو من المعاصرين بكلام متشابه لشيخ الإسلام وغيرها من العلماء ولكن شيخ الإسلام ألقى الله له القبول لدى فئات كثيرة من الشباب وكذلك بعض من وقع بقصد أو بغير قصد في جوانب من الغلو في التكفير وفي بعض مفاهيم الجهاد فشيخ الإسلام يقرر أن التكفير حكم شرعي ويذكر الأدلة عليه ويحذر من التساهل في تنزيله على المؤمنين، ويرى الجهاد أنه فريضة مشروعه ويقرره بنوعيه الطلب والدفع ولكنه يقرر أنه وسيلة مشروعة عند الضرورة فالإسلام لا يتشوف لقتل الناس بل لهدايتهم.
فإذا أردنا محاربة الغلو وإقناع من انحرف من أبناء المسلمين بالغلو أو التفريط يجب أن نبرز تراث هذا الإمام وتقريراته وأن تدرس كتبه ومؤلفاته وأن تعرف الأجيال المعاصرة عليها وأن تقرأ سيرته حتى تكون نبراساً لهم في واقعهم المعاصر.
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حول مؤتمر ماردين
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على قائد المجاهدين وإمام الموحدين محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فهذا بيان توضيحي حول البيان الذين أعلنه المؤتمرون في مدينة مادرين حول فتوى شيخ الإسلام، والتي أدرج فيها أسماء بعض طلاب العلم والدعاة وكان اسمي من ضمنهم وعليه فحتى لا ينسب إلي كلام أو بيان لا ارتضيه شرعا ولا دينا؛فأستعين بالله وأقول:
أولاً: أنا لم أوقع على هذا البيان نعم تلي على الجميع ولما خاطبت المنظمين بأن لدينا تحفظات وملاحظات فقال لكل أحد له الحق في التحفظ ولما رأينا أنهم لم يطلبوا منا توقيعاً على أوراق لم نظن أنه سوف تدرج أسماءنا في البيان.
ثانياً: شاركنا في هذا المؤتمر بأوراق عمل وقصدنا من ذلك بيان الحق حول ما يشاع عن شيخ الإسلام وخاصة أنه كان من المقرر أن يحضر أشخاص ورموز له مواقف سليبة ومعادية من شيخ الإٍسلام ومن منهجه، وقد لاحظنا أن هناك عدد كبير من أصحاب الأوراق ممن ينتسبون للتصوف وللمذهب الأشعري وشيخ الإسلام أكثر من الرد على هاتين الطائفتين فيما خالفت فيه منهج أهل السنة وقد حرصنا على الحضور حتى لا ينسب لشيخ الإسلام معتقدا أو مقولة لم يقلها وحتى نقول ما نعتقده وندين الله به.
ثالثاً: ورقة العمل التي تقدمت بها كان عنوانها (المنهج الوسطي عند شيخ الإسلام من خلال فتوى ماردين) وكان الهدف من اختيار هذه العنوان حتى لا يلبس شيخ الإٍسلام بعض الأخطاء التي وقعت من بعض الجهلة وعندهم بعض الغلو وهم قلة ولله الحمد
رابعاً: مما يؤكد مخالفتنا لبعض ما طرح في البيان الختامي أن ورقة العمل التي ألقيتها اشتملت صراحة على مخالفة ما في البيان وهذه بعض المقتطفات:
1 - أشرت إلى وجوب مقاومة المعتدي المحتل وهي ما أكده شيخ الإسلام وحرم إعانة المحتل:
(ومع ذلك أشار إلى وجوب مقاومة المحتل والمعتدي وأنه من الجهاد المشروع وأنه لا يجوز أعانتهم على ظلمهم واعتداءهم من قبل المسلمين المقيمين في ماردين أو غيرها)
2 - الإشارة إلى ما انتشر من التفلت من أحكام الشريعة بحجة الوسطية:
(في الأزمان المتأخرة أصبح مصطلح الوسطية والاعتدال يعبر فيه عند بعض المفكرين عن التفلت من أحكام الشريعة وعدم أخذ الكتاب بقوة وشوه هذا المصطلح العظيم الذي هو من أبرز القيم الحضارية في الإسلام وشيخ الإسلام كان وسطياً في عرض الوسطية يصدع بالحق مع مراعاة المصالح والمفاسد ويراعي مقاصد الشريعة وقواعده الكلية مع عدم إهمال النصوص الشرعية بل يعظمها ويقدمها مع اعتبار ما سبق ذكره).
3 - اشرت إلى أن الجهاد مشروع بنوعية الدفع والطلب
(ويرى الجهاد أنه فريضة مشروعه ويقرره بنوعيه الطلب والدفع)
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: إنني أوكد أن الغرب يشن هجوما على العالم الإسلامي عسكريا وثقافيا، ويجب على أهل العلم الوقوف أمام هذه الهجمة التي تحاول طمس معالم الدين وتحريف أصوله الكلية التي هي سر قوته وتأثيره في العالم وتفريغه من محتواه، وأنه يدعم كل دعوى تقدم إسلاما مهزوما ضعيفا لا يرفع رأسا بأحكام وأصوله كالجهاد في سبيل الله والولاء والبراء وغيرها.هذا ثقافيا، أما ما يمارس عسكرياً فالذي تقوده أمريكا من ظلم للعالم الإسلامي وحليفتها وربيبتها إسرائيل أمر يفوق الوصف، والغرب لم يلتزم حتى بمواثيقه الدولية ولا بقرارات الأمم المتحدة التي تجرم الاعتداء واحتلال البلدان الأخرى فهاهي فلسطين محتلة والعراق وأفغانستان ومع هذا يصفون المقاومة الشريفة التي هي حق شرعي وفطري وعقلي ودولي بأنها إرهاب وتطرف ويجعلون أصحابها والداعين إليها ضمن قوائم الإرهاب في العالم، وهنا يجب أن يرفع العلماء صوتهم بأن هذا جهاد شرعي ولا يجوز التحريف والتلبيس والتدليس على الناس بدعاوى السلام العالمي والتسامح والإسلام هو دين السلام والتسامح لا الدعوات الغربية المشبوهة.
سادساً: قرأت مواقف غيورة لأهل العلم من الراسخين في العلم وقدموا انتقاداً لما طرح في مؤتمر ماردين وإنني أؤكد أن لهم الحق بأن يظهروا الحق الذي معهم ولا يسكتوا حتى ولو كانت المسألة خلافية كمسألة تحديد دار الكفر ودار الإسلام، ولعلي أحيي أخي الفاضل الشيخ حامد العلي في فتواه حول مؤتمر ماردين وهي فتوى محررة علمياً فجزاه الله خير الجزاء وثبتنا وإياه على الخير والهدى.
سابعاً: وما ذكرناه سابقاً تقريرا لما نعتقده ونحن ولله الحمد وإخواننا من الدعاة كنا هناك وقد قامت بيننا وبين من يخالفنا في المعتقد سواء من رموز التصوف أو المذهب الأشعري حوارات وردود وحاولنا أن نبين الحق الذي معنا وحصل ولله الحمد نفع عظيم وعليه فنوصي أخواننا من طلاب العلم وخاصة رموز أهل السنة والجماعة أصحاب المعتقد الصحيح أتباع شيخ الإٍسلام ابن تيمية ومن يدعون إلى منهجه العلمي أن يشاركوا في كل المؤتمرات وأن يرفعوا صوت الحق في كل مكان وأن تفضح الدعاوى التي يروجها الغرب التي تحاول تحريف دين الإسلام الصحيح والذي ولله الحمد تأثر به الغرب قبل الشرق مما زاد في الهجمة الغربية علينا وأصبحت أكثر شراسة وضراوة.
ثامناً: من باب ذكر الفضل لأهل الفضل أن المؤتمر مما يذكر له أنه أشاد بعلم الشيخ وفقهه وفهمه ولم يحصل أن تعرض أحد له بالحط أو النقد ولله الحمد، وأشير هنا إلى بعض الأوراق المتميزة من ضمنها: كلمة الشيخ الدكتور عبدالوهاب الطريري والتي أشاد بشيخ الإسلام فجزاه الله خيرا.
وكذلك من الأوراق المتميزة: ورقة الشيخ عايض الدوسري وورقة الشيخ علي القره داغي والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه وأملاه: الفقير إلى عفو ربه
د. ناصر بن يحيى الحنيني
المشرف العام على مركز الفكر المعاصر
حرر في 27/ 4/1431هـ
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 10:55]ـ
ينبغي أن لا يستغل حضور أهل الحق لهذه المؤتمرات لإضفاء الشرعية على ما يخرج منها, خاصة أن الحق الذي طرحه الحنيني جزاه الله خيرا وغيره لم ينشر في البيان أو في وسائل الإعلام وبقي حبيسا لردهات قاعة المؤتمر, ولن ينشر انتشارا واسعا كما نشر البيان
على كل حال يشكر على توضيح موقفه
ـ[القضاعي]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 09:14]ـ
عبدالوهاب بن ناصر الطريري
رحم الله فتى ماردين شيخ الإسلام والمسلمين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، وحفظ الله وبارك في شيخنا الإمام العلامة عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه.
لا حول ولا قوة إلا بالله!
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 11:54]ـ
في الحقيقة فان التحليل الذي عرضه الشيخ ناصر الحنيني أحد المشاركين في المؤتمر -هنا http://majles.alukah.net/showpost.php?p=354682&postcount=12
هو التفسير الصحيح لرحمة ووسطية لو قرأت نصوصه بوعي لاستخرجت حجج متينة جدا ضد التكفيريين والجهاديين منهم على وجه الحصوص او ماينسبون لانفسهم هذه القلب ويستخدمون نصوص ابن تيمية بصور خاطئة كما ساعرض مثال سيد امام بعد قليل
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قدم الاخ عبد الله العلي نص الشيخ ناصر بن يحيى ولو تمعن فيه لاستفادوا منه ايما افادة
اولا فنص ابن تيمية والتعليق عليه من الشيخ لايكرس للارهاب المخالف للشريعة ولايساعد التكفيريين لاعلى اعمالهم ولاافكارهم لان في النص رحمة ظاهرة ابرز صفتها الشيخ ناصر فالفتوى منارة علمية تصنع للانسان توازن في عالم متأرجح من الافكار والاحوال ولاتاخذه يمينا في اتجاه اسلمة انظمة الكفر الواضحة ولاشمالا في تكفير الجنود والشرطة واهل البلد الذي تعلوه احكام الكفر فعلا وواقعا
فالنص عدل صرف ورحمة صرف ووعي بالشريعة واصناف الناس ورحمة بهم لافيها شطط وهيجان في تكفير الناس في بلاد اسلامية او بالاحرى بلاد مجتمعاتها اسلامية يسيطر عليها الكفر واحكامه بحجة مناصرة الطاغوت كما فعل سيد امام في كتابه الجامع لطلب العلم بعد ان قاس جنود الامة المسلمة وشرطتها على جنود وانصار مسيلمة الكذاب في عملية تحريفية-بقياس جنود مسلمون راضون باسلامهم على اتباع نبي كذاب رضوا به نبيا ورسولا- ولو اخذ سيد امام وغيره من امثاله بالنظرة التوازنية لنص ماردين لما كفر الجيوش في البلاد الاسلامية وشرطتها وهي بالملايين مع تكفيره ايضا للجماعات الاسلامية وانصارها الذي يدخلون البرلمانات وينتخبونها لذلك ولما كفر من لاياخذ ايضا بفكرته تلك ومع ذلك يقول سيد امام انه لايكفر الامة المسلمة ولااعرف من بقى ولم يكفره كما ان سيد امام نقد في كتابه هذا اقوال لابن تيمية-وهذه تحتاج دراسة معمقة لاتأليها لشيخ الاسلام وانما لما ساقوله بعد قليل-! - وابن القيم والعلامة محمد ابن ابراهيم وغيرهم لاجل ان تستوي فتواه وهذا يعني ان استخدامه لفتاوى ابن تيمية هو استخدام مصلحي ملتوي والا فلما لم ياخذ ابن تيمية ككل ولما قسمه في مجال ماكان بصدده بين ابن تيمية موافق وابن تيمية معارض فتمرير فكرته عن مطابقة جيوش المجتمعات الاسلامية مع انصار مسيلمة احتاج منه الى رفض اقوال مهمة لابن تيمية في مجال الاحكام ولو قبل مارفضه لتبين له خطأ قياساته واتجاهاته في تكفير اغلب الامة جنودا وشرطة ومنتخبين وانصار الجماعات الاسلامية ومعارضيه في الفكرة وموقفه من استحلال دماء هؤلاء جميعا! بل واستحلال دم كل مخلص يعمل اما في دولة اسلامية او في ظل ادارة كفرية او اكثر تتحكم في كثير من مجتمعات امتنا العريضة في الارض كلها وهو مايسبب انحرافات من الشباب في البلاد البعيدة ايضا كاندونيسيا وغيرها!
ثانيا ان القضاء على الارهاب المخالف لشريعة الرحمن لايكون بتغيير موقف ابن تيمية وهو في الحقيقة موقف مساعد لو فقه الناس كما انه لايكون بتغيير الموقف الاسلامي الطبيعي من التفرقة بين ديار الكفر وديار الاسلام فهي في شعور الناس ايضا هكذا مهما تم تعيير الموقف بحجة العالمية والانسانية وموافقة رغبات العالم والمتستر اغلبها وراء مصالح خفية
ثالثا وهو تبع لما سبق فان الموقف الصحيح هو تفتيت آراء المنحرفة في قضايا الجهاد والدماء والاموال بصورة علمية وهذا وحده سوف يفتح اذهان الشباب على موقف حقيقي للاسلام يغير المسيرة ويصححها ويجمع الطاقات المبعثرة ويصنع توازن في النظرة تثلج صدور الشباب لانها سوف لاتجعل العدو صديقا ولاتبرر عمله وفي نفس الوقت لاتجعل دولة اسلامية دولة كفر ولادولة كفر دولة اسلامية وتراعى احوال الناس في هذه الدول جميعا كما لخصها ابن تيمية بصورة مركزة جدا في فتواه
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 01:10]ـ
من أفضل من كتب عنه شيخنا الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف وهذا نص مقاله
التاريخ:2/ 5/1431 هـ د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
(ماردين السلام) و الدين المبدّل و المؤول
قرأتُ " إعلان ماردين السلام " و نتائج هذا المؤتمر، و الذي أقيم بمدينة ماردين بتركيا في اليوم الحادي عشر و الثاني عشر من شهر ربيع الثاني سنة 1431 هـ، و استبان أن المؤتمر قد تكالب على عقيدة الولاء و البراء بالشغب و التشكيك، و الخنق و التضييق.
فقد استهل الإعلان بترسيخ ما أسموه بـ " الأخوة الإنسانية "، فهذه الأخوة المزعومة من الأوجه الخداعة في تهوين عقيدة الولاء و البراء، و إضعاف الأخوة الإيمانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورحم الله العلاّمة بكر أبا زيد، إذ حذّر من سراب " الإنسانية " فقال عنها: " إنها ضد الدين، فهي دعوة إلى أن نواجه المعاني السامية في الحياة بالإنسانية لا بالدين.
إنها في المعنى شقيقة قول المنافقين: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} البقرة 14.
و الخلاصة إنها محاربة المسلمين باسم الإنسانية، لتبقى اليهودية، ويمحى رسم الإسلام، قاتلهم الله وخذلهم " 1.
عمد المؤتمر إلى التشكيك و الطعن في تقسيم الديار إلى دار إسلام، و دار كفر و حرب، فزعموا أن هذا التقسيم مجرد آراء اجتهادية أمْلتها أوضاع سابقة، لقد شرِق الكثير بهذا التقسيم، ممن يؤثر استملاح الكفرة و ملاينتهم , والتودد للأنظمة العلمانية، و الركون إلى العاجلة، فلما صعبت تبعات الاحتساب والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و دبّ داء الوهن في تلك النفوس، و تنصّلت عن مراغمة أعداء الله – تعالى - بالجدال والجلاد، عندئذ استطابت الهيام بـ " دار السلام! " و صار هجيّراهم الثرثرة باحترام الإنسان، و إشاعة روح التسامح و التعايش، و بذل قصارى الجهد في خنق شعيرة الجهاد في سبيل الله – تعالى -، فغابت المواقف العملية الشجاعة، و انمحت الفتاوى الشرعية الحاسمة، و اندرست ألفاظ الشريعة، و طغت الألفاظ العائمة و المحدثة.
إن التطاول على هذا التقسيم هو امتداد للتطاول على عقيدة الولاء للمؤمنين و البراءة من الكافرين، و توهين لتحكيم الشريعة، وإضعاف لناموسها. فالهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام ثابتة باقية إلى قيام الساعة، قال الله – تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً} النساء 97.
و نقل القرطبي مقالة ابن العربي بأن هذه الهجرة باقية مفروضة إلى يوم القيامة 2.
و قال ابن رشد: " و جب بالكتاب و السنة و إجماع الأمة على من أسلم ببلد الحرب أن يهاجر، و يلحق بدار المسلمين و لا يثوي بين المشركين، و يقيم بين أظهرهم لئلا تجري عليه أحكامهم " 3
و قال ابن كثير: " هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين، و هو قادر على الهجرة، و ليس متمكنًا من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه مرتكب حرامًا بالإجماع " 4.
و كتب الونشريسي (ت 914 هـ) رسالة بعنوان " أسنى المتاجر في بيان أحكام من غلب على وطنه النصارى و لم يهاجر، و ما يترتب عليه من العقوبات و الزواجر " و أورد النصوص الشرعية في تحريم الموالاة الكفرية، و وجوب الهجرة إلى دار الإسلام، فكان مما قاله: " فلا تجد في تحريم هذه الإقامة، و هذا الموالاة الكفرانية مخالفًا لأهل القبلة المتمسكين بالكتاب العزيز، فهو تحريم مقطوع به من الدين .. و من جوّز هذه الإقامة و استخف أمرها، و استسهل حكمها فهو مارق من الدين، مفارق لجماعة المسلمين، و مسبوق بالإجماع الذي لا سبيل إلى مخالفته. . " 5.
و قد حكم العلامة عبد الرحمن السعدي (ت 1376 هـ) بأن البحرين و العراق دارا للكفر لما كانتا تحت الاستعمار الإنجليزي؛ لأن النفوذ و الحكم للإنجليز. . كما حرر أن دار الكفر قد تكون دار حرب، أو دار هدنة " 6.
و المقصود أن هذا التقسيم للدور مبني على أدلة شرعية – كما هو مبسوط في موضعه – فيتعين العمل به حسب الوسع و الاستطاعة، و أما التزهيد في هذه التقاسيم ومحاولة طمسها فهو توثب على العقيدة و الشريعة، وتوهين لما عظّمه الله – تعالى - من عداوة للكافرين و مفارقتهم، و النهي عن التشبه بهم.
زهّد هؤلاء في تحريرات الفقهاء و تحقيقات علماء السلف في تقسيم الدور، ثم تراهم قد فتنوا و أشربوا تعظيم المعاهدات الدولية، و الإجلال لها!
فزعموا أن هذه المعاهدات " يتحقق بها الأمن و السلام لجميع البشرية، و تأمن فيها على أموالها و أعراضها و أوطانها. . . "
(يُتْبَعُ)
(/)
حقًا إنها ثمرة نكدة أن يحتج بالمعاهدات الدولية، و أن تكون محل تسليم و احترام بلا قيد و لا تفصيل، لا سيما وأن هذه المعاهدات لا تعظّم شرع الخالق – سبحانه -، و لا تحقق عدلاً للمخلوق. . بل التعويل على هذه المعاهدات ضرب من الأحلام و الأماني التي لا تجاوز الأذهان، كما هو مشاهد في الواقع و الأعيان.
ما أجمل ما سطره الأستاذ الكبير / د. محمد محمد حسين – رحمه الله – وقبل أكثر من ثلاثين سنة بشأن هذه الخدائع " الدولية " فكان مما قاله: " و لو تتبعنا الدعوة المبتدعة المعاصرة إلى العالمية لوجدنا أنها دعوة هدامة من وجوه:
منها: أنها تناقض الناموس، و تخالف سنة ثابتة من سنن الله في الأرض، و هي دفع الناس بعضهم ببعض، و ضرب الحق بالباطل. . و أكثر الناس تأثّرًا بدعوة العالمية هم الخاملون من الضعفاء، الذين تقصر هممهم عن الطموح إلى و سائل النهوض، و الأخذ بأسباب القوة و الجهاد في سبيلها، فيركنون إلى أحلام العالمية التي تمنيهم بسلام يعطف فيه القوي على الضعيف، و ليس أضر بالأمة الضعيفة من هذه الأحلام، لأنها تزيدها ضعفًا على ضعفها، و تقضي على البقية الباقية من معالم شخصيتها، و قد جربنا الكلام عن الإنسانية و التسامح و السلام، و حقوق الإنسان في عصرنا، فوجدناه كلامًا يصنعه الأقوياء في وزارات الدعاية و الإعلام ليَنْفَق و يروج عند الضعفاء، فهو بضاعة معدة للتصدير الخارجي، و ليست معدة للاستهلاك الداخلي، لا يستفيد منها دائمًا إلا القوي. . ثم إن الأحلام العالمية لن تغيّر سنة الله في خلقه، و لن يكون من نتائجها إلا أن تذوب بعض جماعات ضعيفة متهافتة كُتب عليها الفناء، لأنها لا تستحق البقاء. . . " 7.
ربما اختار البعض " الإسلام المريح " فاستملح الذوبان و الانصهار مع الأعداء، و استروح مسلك أرباب " العقول المعيشية "، و آثر النكوص عن ميادين مدافعة الظلم و الاستبداد. . .، و انهمك في " شرعنة " الجبن و الهروب من تكاليف المدافعة والاحتساب.
إلا أن أفرادًا تجاوزا ذلك إلى خنق شعيرة الجهاد، و محاصرته و تحجيمه، و إضفاء شروط و آصار دون تحقيق أو تحرير. . فمع أن في القوم من استحوذ عليه الإفراط في التيسير و تتبع الرخص، إلا أن الجهاد قد حاصروه بآصار و أغلال، فلا جهاد إلا بإمام و إذنه!. و الجهاد مجرد دفع فحسب، و ليس الجهاد لأجل الكفر كما في قوله – تعالى -: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} التوبة 29.
و من المفارقات عن مؤتمر ماردين أن يهول من شأن إذن السلطة في الجهاد، مع أن إذن الإمام الشرعي في الجهاد محل خلاف فقهي، و مسألة يسع فيها الاجتهاد 8، و في نفس الوقت يهون من قضايا إجماعية ظاهرة كما تقدّم في مسألة تقسيم الدور! ثم هل يريد القوم أن الجهاد منوط بالأنظمة العلمانية (الصارخة) كنظام الإمام القذافي و زين العابدين ونحوهم!؟
و هل يتصور عاقل أن شعيرة الجهاد منوطة بإذن كرزاي الأفغان، أو عباس السلطة؟! و هل حكام اليوم راغبون في الجهاد في سبيل الله – تعالى -؟ و هل لديهم أهلية الاجتهاد في الإذن من عدمه؟!
إن الناظر إلى شروط القوم في الجهاد ليشعر إنها محاولة بائسة لإضعاف الجهاد القائم و إجهاضه كما في فلسطين و الأفغان مثلاً.
قال ابن القيم " فجهاد الدفع يقصده كل أحد , و لا يرغب عنه إلا الجبان المذموم شرعاً وعقلاً , و جهاد الطلب الخالص لله يقصده سادات المؤمنين" 9
ختم المؤتمر نتائجه بخاتمة غير حسنة فقرر أن " مفهوم الولاء و البراء لا يكون مخرجًا من الملة ما لم يكن مرتبطًا بعقيدة كفرية " وهذا مسخ لعقيدة الولاء و البراء، و إسقاط لأوثق عرى الإيمان، فماذا يقولون عمن أطاع الكفار في التشريع، و أظهر الموافقة لهم؟ قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} آل عمران 100.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القاضي عياض: " و كذلك نكفّر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر، و إن كان صاحبه مصرحًا بالإسلام مع فعله ذلك كالسعي إلى الكنائس و البيع مع أهلها بزيهم، من شد الزنانير، و فحص (حلق) الرؤوس، فقد أجمع المسلمون أن هذا الفعل لا يوجد إلا من كافر " 10.
و حرر ابن تيمية أن مشاركة الكفار في أعيادهم قد تفضي إلى الكفر الصراح، فقال: " و إذا كانت المشابهة في القليل ذريعة و وسيلة إلى بعض القبائح كانت محرمة، فكيف إذا أفضت إلى ما هو كفر بالله، من التبرك بالصليب و التعميد في المعمودية. . و أصل ذلك المشابهة و المشاركة " 11.
و جاء في فتوى اللجنة الدائمة بالسعودية في حكم لبس الصليب: " إذا بيّن له حكم لبس الصليب، و أنه شعار النصارى، و دليل على أن لابسه راض بانتسابه إليهم و الرضا بما هم عليه، و أصرّ على ذلك، حكم بكفره لقوله - عز وجل -: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} المائدة 51.
و الظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر، و فيه إظهار لموافقة النصارى على ما زعموه من قتل عيسى - عليه السلام -، و الله – سبحانه - قد نفى ذلك في كتابه فقال: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} النساء 157 " 12.
و المقصود أن مولاة الكفار شعب متعددة، منها ما يخرج من الملة، و منها ما ليس كذلك، فمظاهرة الكفار على المسلمين ردة في حد ذاتها، و كذا لبس الصليب، أو التشبه المطلق بهم، و ما يلحق به كما هو مبين في مظانه.
كما يلحظ في هذه التوصية النَفَس الإرجائي الغالي – و الإرجاء دين الملوك كما قاله النضر بن شميل -، حيث قالوا: " ما لم يكن مرتبطًا بعقيدة كفرية " و مفهوم ذلك أنه لا يكفر بالأقوال الكفرية و الأفعال الكفرية، و هذا خلاف ما عليه السلف الصالح، فإن الكفر و الردة قد يكون بالأقوال و الأفعال.
و أخيرًا كان على المؤتمر أن يتخلى عن أسلوب التدثر بابن تيمية، و إضفاء المديح في مستهل الإعلان لفتواه بشأن ماردين أنها فتوى " حضارية رمزية "!! على حد تعبير المؤتمر.
ثم محاولة الالتفاف على الفتوى و تحريفها عن مقصودها أو التعريض بها، و بأسلوب عائم متلون.
أسأل الله تعالى أن يهدينا و سائر إخواننا للحق و الصواب، و أن نتجرّد في نصرة دين الله – تعالى -، و أن نراقبه - عز و جل - في السرّ و العلن، دون الانجراف مع ضغوط الوقائع و المتغيرات، و على أصحاب المسلك السلفي المحض إن أرادوا المشاركة في مثل هذا المؤتمر و أشباهه، أن تكون مشاركة راسخة جادة، قائمة على العلم و العدل، و إحقاق الحق، بعيدًا عن تأويلات مستكرهة أو تنازلات.
و الله حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 10:30]ـ
ينبغي أن لا يستغل حضور أهل الحق لهذه المؤتمرات لإضفاء الشرعية على ما يخرج منها, خاصة أن الحق الذي طرحه الحنيني جزاه الله خيرا وغيره لم ينشر في البيان أو في وسائل الإعلام وبقي حبيسا لردهات قاعة المؤتمر, ولن ينشر انتشارا واسعا كما نشر البيان
على كل حال يشكر على توضيح موقفه
مخالفة هدي السلف ستجر على أهل الحق البلاء والفتنة.
ليت الشيخ الحنيني تأمل هذه الكلمات النورانية لابن بطة في الابانة -الذي هو إبانة بحق- في مجالسة أهل الأهواء
((فالله الله معشر المسلمين! لا يحملن أحداً منكم حسن ظنه بنفسه, وما عهد من معرفته بصحة مذهبه, على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء, فيقول: أدخله, لأناظره أو لاستخرج منه مذهبه؛ فإنهم أشد فتنة من الدجال, وكلامهم ألصق من الجرب, وأحرق للقلوب من اللهب.
ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم, فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم, فما زالت بهم المباسطة وخفي المكر ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم)).
هذا فيمن يناظرهم أو يجالسهم فما بالك بمن يشاركهم مشاريعهم المشبوهة؟؟
وإن خالفهم الرأي وبين ما لديه -أعني الحنيني وفقه الله- لكن أصل قيام المؤتمر كان على باطل ولغرض دعم دعوى التسامح العالمية التي يذبح فيها المسلمون ذبح النعاج ولا بواكي لهم.
ولعل الشيخ ذهب بنية دحر الباطل ونصرة الحق لكن انظر كيف تجاهلوا بيانه!!
وانظر بم خرجوا هم!
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - مسألة تقسيم الدور إلى: دار إسلام، ودار كفر ودار حرب ومحاولة الغاء هذا التقسيم الذي دلت عليه النصوص، خطوة تمهيدية في سبيل الغاء الفروق بين دور المسلمين ودور الكفارمحاربين ومعاهدين .. وأكبر دليل على ذلك أنهم يستبدلون مصطلحات القرآن بمصطلحات حادثة .. فالكافر والمخالف صار (آخراً)
2 - متى تم لهم هذا الأمر فلا شك أن الهجرة وأحكامها ستصبح منسوخة بموجب المعاهدات الدولية الجائرة، والتي من أهم بنودها فرض حق الإنسان أي أنسان في ممارسة ديانته أيا كانت .. والعجيب أنك لا ترى من يضطهد في دينه إلا المسلمين حتى وهم في بلادهم!
3 - الأهم من هذا الغاء جهاد الطلب الذي هو مناط نشر الإسلام وتمكينه.
4 - الغاء عقيدة الولاء والبراء فلا نبغض إلا من يسفك دماء المسلمين وينتهك أعراضهم، أما من يحمل في قلبه مسبة الله فله الود الفطري والحب الإنساني!
فيصبح مدار البراءة والعداء للكفار والمحادين لله ورسوله اعتداءهم على المسلمين .. أما إن سالمونا فلا بغض ولا عداوة، وتصبح الأعراض والأنفس أعلى قدرا في نفوس أولئك المهجنين من التوحيد.
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولئن كنا نتذاكر عبقرية، إمام فقد كنا بحضرة إمام نقبس من هديه وعلمه ونور بصيرته، كنا في هذا المؤتمر في حضرة شيخنا العالم المربي الذي لا أعلم أني عَرَفتُ عالمًا له رسوخ علمي عميق وتنوع معرفي واسع كما عَرَفْته في هذا الإمام، وإذا كان عبقريُّ ماردين قد امتد علمه إلى الأمصار؛ فإن عبقري شنقيط قد حمل علمَه إلى الأمصار بهمة شبابية لم يعُقْها تقدُّم العمر ولا وهن الجسد، فهو الذي يتوثّب بعلمه بين القارات لِبَثِّ الروح في المجتمعات الإسلامية التي تعيش في الفضاء العالمي؛ ليشعل فيها وقدة الوفاء لدينها، وحيوية التفاعل مع مجتمعها.
ولقد كان هو مصدرَ الطاقة والحيوية للشباب الذين حضروا هذا المؤتمر، وكانت دعوته لهذا المؤتمر وقيامُه عليه واحدةً من مبادراته الكثيرة والمتوالية.
أما نتاج ذاك المؤتمر الحافل، وما دار فيه، فهو منشورٌ في هذا الموقع عبر الملف الخاص بهذه القضية.
رحم الله فتى ماردين شيخ الإسلام والمسلمين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، وحفظ الله وبارك في شيخنا الإمام العلامة عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه.
غلو مقيت!!
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 03:04]ـ
تحرير الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف تحرير يزيل الغشاوة.
وما أوتينا اليوم من قبل عقيدتنا إلا من باب الألفاظ المجملة والعبارات الموهِمة، والتي يمثل بيان المؤتمر الختامي أحد أمثلتها.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 05:28]ـ
وأما كونها دار حرب أو سلم فهى مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار السلم التى تجرى عليها أحكام الاسلام لكون جندها مسلمين، ولا بمنزلة دار الحرب التى أهلها كفار، بل هى قسم ثالث يُعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الاسلام بما يستحقه) (الفتاوى: 28/ 240 - 241).
قال الشيخ الطريري:
(وقد وقع الاختلاف في كلمة في السطر الأخير منها (يعامل المسلم فيها بما يستحقه ويعامل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه).
فقد تصحفت في بعض المطبوعات إلى: (ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه).
وقد جاءت الفتوى على الصواب:
1 - في النسخة المخطوطة الوحيدة الموجودة في المكتبة الظاهرية وهي برقم (2757) في مكتبة الأسد بدمشق.
2 - فيما نقله ابن مفلح في الآداب الشرعية وهو تلميذ ابن تيمية وقريب العهد منه فقد نقلها على الصواب (ويعامل) في الآداب الشرعية (1/ 212).
3 - نقلت الفتوى في الدرر السنية (12/ 248) على الصواب.
4 - نقلها الشيخ رشيد رضا في مجلة المنار على الصواب.
وأما هذه التصحيف فقد وقع أول ما وقع قبل مائة سنة تقريباً في طبعة الفتاوى التي أخرجها فرج الله الكردي عام 1327هـ (/) ثم تبعه على ذلك الشيخ عبد الرحمن القاسم رحمه الله في مجموع الفتاوى (28/ 248).
وأصبح هذا النص هو المشهور والمتداول لشهرة طبعة مجموع الفتاوى وتداولها بين طلبة العلم.
كما أن ترجمة الفتوى إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية اعتمدت على النص المصحف وقد أحدث هذا تشويهاً لصورة الإسلام وبلبلة فكرية لدى بعض الشباب الذين اعتنقوا الإسلام في الغرب.
ولو لم يكن من نتائج المؤتمر إلا إشهار هذا التصحيح لكان إنجازاً حقيقاً بالحفاوة.
ثالثاً: تصحيح معنى الفتوى الماردينية.
أصبحت الفتوى الماردينية بالنص المحرف مصدر استمداد لجماعات العنف والاقتتال داخل المجتمع الإسلامي.
وممن أعتمدها بنصها المصحف وجعلها مصدر استدلال محمد عبد السلام فرج في كتابه (الفريضة الغائبة) (ص 6) وهو الذي كان دستور الجماعات القتالية.
وقد تعقبه في ذلك جمع من العلماء منهم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق، والشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى في الأزهر رحمهم الله، في كتاب نقض الفريضة الغائبة (ص80) وقد ناقشوا مضمون الفتوى ولو وقفوا على النص الصحيح لها لكفوا كثيراً من القول.
وسبب استمداد القتاليين من هذه الفتوى وجعلها دليلاً لهم أن عبارة (ويقاتل الخارج عن الشريعة).
تضمنت أمرين:
الأمر الأول: تشريع القتال للخارج عن الشريعة بصيغة البناء المجهول وبذلك أصحبت هذه الجماعات تدعي أنها هي التي ستقوم بهذا الدور بما فيه قتال الخروج على الدول والمجتمعات الإسلامية.
ثانياً: لفظة الخارج عن الشريعة لفظة واسعة فإن الخروج عن الشريعة مساحة واسعة تبدأ من صغائر الذنوب وتنتهي إلى كبائر الذنوب الكفرية وبالتالي أصبحت كل هذه المساحة مساحة للقتال.
وبتصحيح النص يتم تجريد الفتوى من هذا المتمسك للجماعات القتالية، كما أن التفقه في معنى الفتوى يجردها أيضا، فإن هذه الفتوى أكدت في ضمن ما أكدت عليه حرمة دماء المسلمين، وأغلقت كل أبواب الافتئات على دماءهم وأموالهم وأعراضهم حيث قال شيخ الإسلام رحمه الله: (دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها ... ولا يحل سبهم عموماً ورميهم بالنفاق).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 08:34]ـ
أخي عبد الله هذا التصحيح تحصيل حاصل, فالسياق الذي خرجت فيه فتوى ابن تيمية معلوم, وموقفه العملي التطبيقي واضح, ومثل هذا التصحيح اليسير كان من الممكن أن يتم في بحيث صغير ينشر في أي مجلة وينتهي الموضوع, بدلا من إقامة مؤتمر تدجيني كهذا.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 06:25]ـ
=1= الحمد لله ..
أما تحريف لفظة يقاتل إلى يعامل أو العكس فلا كبير أثر في الحقيقة له على الفتوى وهو محتمل فالمخطوط لم أقف على ناسخه وتاريخه ودقته و (يقاتل) مثبتة في الفتاوى وفي المصرية وفي مجموع الرسائل، فشيخ الإسلام بين أن ماردين مركبة من دار حرب ودار سلم فيها المعنيان .. فبين مقتضى الوصف الأول الذي هو معنى دار الإسلام، ثم بين مقتضى الوصف الثاني الذي هو دار الحرب، ولا يقول رجل تفقه وهو يعي ما يقول إن معنى دار الحرب لايدخل في معاملة أهلها التي يستحقون القتال، فسواء كانت الكلمة (يعامل) أو كانت (يقاتل) فالقتال داخل في معاملة أهل الحرب من الجند والمتحكمين.
وفي معنى ماردين العراق مثلاً إبان الاحتلال، أو لنقل دولة إسلامية احتلتها أمريكا أو إسرائيل! فمقتضى فتوى الشيخ -ولها وجه ظاهر- أن تلك الدار لا تعود بمجرد هذا دار كفر، ولا تبقى دار إسلام كما كانت، والخطر في كلام هؤلاء المؤتمرين أنهم يجرمون مقاتلة هؤلاء المحتلين من حيث يعلمون أو لا يعلمون بلفظة لا تدل على منع القتال وهي معاملة الحربي بما يستحق! فالقدس مثلاً وكثير من مدن ما يعرف اليوم بإسرائيل دور مركبة على اختيار الشيخ، فأهلها أكثرهم مسلمون وجندها وحكومتها كفرية، فهل يقول هؤلاء المؤتمرون أن الخارجون عن الشريعة فيها لا يقاتلون؟
وأما قول بعضهم الخارجون عن الشريعة لفظ فضفاض يشمل المسلم والكافر فغلط فالخارجون عن الشريعة في سياق الفتوى لا يحتمل إلا الخارجون المقابلون لدار السلم وهم الكفار الحربيون، فكلامه كله في المقابلة بين معنيين (أهل سلم) (وأهل حرب).
فالمقصود سواء كانت اللفظة يعامل أو يقاتل فكان ماذا القتال داخل داخل في معاملة الحربي!! ومثله المرتد! ومثله الممتنع عن الشريعة الواجبة ولو كان مسلماً بشرط السلطان والقدرة.
=2= هذه مسألة ومسألة أخرى أن القوم المؤتمرين قد كانوا في واد وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في واد آخر!
فهو يتحدث عن مسألة متعلقة بتحول الدار عند الفقهاء وما يشترط له.
وهم يريدون إنزال الحكم على دار الكفر الأصلية.
يعني لو فرضنا دار إسلام كانت تحكم بالشرع وأهلها على الإسلام تغلب عليها كافر! فهل يكفي هذا بمجرده لاستحالتها دار حرب؟
هذه مسألة محل خلاف بين الفقهاء على نحو تسعة أقوال اعتنى بذكرها عدد من الباحثين (وقفت على أربعة رسائل تعرضت لهذا)، اختيار شيخ الإسلام في ماردين -القول بالدار المركبة- أحد تلك الأقوال!
أما دار الكفر الأصلية (سواء كانت حربية أم عهدية أم موادعة) فلم يقل أحد من أهل العلم المتقدمين على مر تاريخ الإسلام -ومن خالف فلينقل لي عن واحد فقط- أنها تعود دار إسلام أو داراً مركبة إذا سكنها بعض المسلمين وتمكنوا من إظهار شعائرهم فيها!
وإنما قال بهذا بعض المعاصرين المتأخرين الذين اشتبه عليهم نحو كلام شيخ الإسلام والإسبيجاني وغيرهما في تحول دار الإسلام .. فأخذوا كلام هؤلاء ونحوهم فجعلوه في دار الكفر الأصلية!
وهؤلاء أشبههم بتنزيلهم أحكام المسلم الذي بدر منه الفعل الكفري ولم يصر به كافراً على الكافر الأصلي الذي فعل بعض الخير!
وذلك لأن دار الإسلام لو سلبت الاسم واستحالت دار كفر ترتبت على هذا الحكم مسائل كثيرة في حكم ما يغنم وما يوهب من أرضها وما يقطع وما يلزم إزاءها في الجهاد من الدعوة واختلاف في حكم التبييت وغير ذلك مما يعلمه الفقيه.
=3= مسألة الهجرة التي أشار إليها غير واحد ممن كتب ورد، لا تعلق لها بحكم الدار هل هي مركبة أم دار كفر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فحتى دار الكفر الظاهرة رجح جمع من المحققين منهم شيخ الإسلام أنه لا تجب الهجرة منها بالنسبة لمن قدر على إظهار دينه، وهذا في دور الكفر التي لا خلاف في كونها دور كفر، فوجود المسلمين القادرين على إظهار دينهم لم يحولها دوراً مركبة، ولم يوجب لهم الهجرة، وهذا القول أعني عدم وجوب الهجرة على من تمكن من إظهار دينه، مذهب الشافعي الذي انتصر له كثيراً ونصره كثير من أتباعه نصراً مؤزراً وساقوا من الآثار والأخبار في نحو مكة في العهد الأول ما يقطع به العاقل أنهم لا يتحدثون عن دار مركبة بل دار كفر تمكن المسلمون من إظهار دينهم فيها ... فهي مع ذلك دار كفر بغير خلاف، وأما الهجرة منها فمحل خلاف.
الحديث ذو شجون والوقت أدركني ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 07:33]ـ
وهذا تعقيب من الشيخ عبدالوهاب الطريري على مداخلات القراء في موقع الإسلام اليوم:
بسم الله الرحمن الرحيم
- أشكر الأخوة المعلقين على المقال جميعاً ...
وأسأل الله أن يكتب لهم حسن العقبى وجزيل المثوبة وأن لا يحرمني وإياهم من الأجر إذا أخطأنا إصابة الأجرين.
كما أسأله أن يصلح سرائرنا ويسدد ظواهرنا.
ثانياً: علينا أن نقرأ نص البيان بنفسية مَن عُقد المؤتمر من أجلهم، وكُتب البيان لهم، وهم إخواننا المسلمون المنتشرون في سَعَة الرقعة العالمية بقاراتها الست.
فإن التلقي بهذا التصور يساعد على فهم أبعاده ومعانيه ...
ثالثاً: علينا عند التنازع الردُّ إلى الهدي النبوي، ودلالة السيرة النبوية الهادية، وأن نخلع عند عتبة النص النبوي مرادات نفوسنا التي نميل إليها، ولن نُحرمَ تسديدَ الله ومعونتَه إذا صدقنا في هذا القصد.
رابعاً: علينا التفقه في دلالة بقاء الصحابة في الحبشة سبع سنين بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا في الحبشة في الوقت الذي قامت فيه دولة للإسلام، إمامها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولم يعودوا إلا في السنة السابعة، ولم تَطَلْهم معاتبة أو لوم، بل تُلُقُّوا بالبشارة النبوية: (لكم -أصحابَ السفينة- هِجرتان).
وبقي النجاشي بعد إسلامه في الحبشة بين ظهرانَي قومه الذي لم يسلموا، وعندما تُوُفِّي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "تُوُفِّي اليوم رجل صالح".
ووجه بعض العلماء صلاة الغائب عليه أنه تُوُفِّي وليس ثمَّةَ مسلم في الحبشة غيره.
فما هو توصيف الحبشة التي أقام فيها هؤلاء الأخيار مع قيام دولة الإسلام في المدينة؟ إنها ليست دار إسلام، ولا دار حرب، ولكنها دار سلامٍ وأمْن: أمنوا فيها على دينهم، ولم يُعاتبوا على ثَوَائِهم بها.
خامساً: التبصر في وضع المسلمين المنتشرين في أمصار الدنيا تحت ولاياتٍ غير مسلمة، ففي أوربا عشرون مليونًا، وفي روسيا عشرون مليونًاـ وفي الهند مائتا مليون، وفي الصين ثمانون مليونًا، وفي والولايات المتحدة ثمانية ملايين، دع عنك أستراليا وأمريكا الجنوبية وغيرها.
فينبغي أن يُنظر إلى الناحية الإيجابية لهذا الانتشار بدلاً من تحويله إلى عبء وإلزامهم بالهجرة، وذلك بتكييف دارهم على أنها -وإن لم تكن دار إسلام- فهي دار سلام لهم وأمان، ويكون الاجتهاد على تقوية انتمائهم لدينهم، وتفاعلهم مع مجتمعهم، وجَعْلِهم رُسلًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أرض ولجوا فيها.
سادساً: مهما انتهى إليه هذا المؤتمر أو غيره، فهو اجتهاد ورأي، لا يرفع الخلاف في مسائل الخلاف، ولا يتحجر الحق في مسائل الاجتهاد.
وسوف تظل هناك مساحة واسعة تتراجع فيها الفهوم والمدارك؛ اجتهاداً للوصول إلى مراد الله ورسوله، ولكن الذي نطمح إليه من إخواننا رعاية حق الأخوة الإسلامية؛ هذه الآصرة التي وثقَّها الله عز وجل، وأحكم وثاقَها بين المسلمين: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). وهذه الآصرة الوثيقة المحكمة لا يُسَوِّغُ اخترامَها اختلافٌ في علم، ولا تنازُعٌ في اجتهاد.
وإني ألتمس لجميع الإخوة العذر في ما نَدَّ من عبارات، وأحملها على الغيرة والحَمِيَّة لهذا الدين، ولكن ينبغي أن يُعلم أن مساحة الغيرة للدين واسعة، يشاركنا فيها غيرنا، خاصةَ هؤلاء العلماء الذين أعمارهم في العلم أكثرُ من أعمارنا منذ ولدتنا أمهاتنا، وأن الغيرة على الدين لا تعذرنا في الظن الآثم (إن بعض الظن إثم). إن مساحة الغيرة على الدين ينبغي أن لا تتقلص في فهومنا حتى لا تتسع إلا لمواضع أقدامنا، وأن نتذكر أن بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهَجَر، وليأتين عليه يوم وهو كظيظٌ من الزحام جعلني الله وإياكم من السابقين في هذا الزحام.
اللهم اهدنا فيمن هديت، اللهم اهدنا لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، اللهم اهدِ قلوبَنا، وأصْلِحْ ذات بيننا، وأَعِذْنا من نزعات الشياطين ومضلات الفتن.
ـ[الرسالة]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 04:00]ـ
كلام جميل من الدكتور عبدالوهاب الطريري وفقه الله في تعقيبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرسالة]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 04:17]ـ
-د/ عبدالله البراك, أحد المشاركين | مساءً 01:02:00 2010/ 04/20 الواجب على طلبة العلم: احسان الظن بإخوانهم, وحمل الاجتهاد -الذي يرون فيه بعض الخطأ- على أحسن المحامل, وترك الاتهامات المبطنة, - فأنا العبد الفقير الى ربه ,حضرت المؤتمر وجلساته ونقاشاته, وليس وراء المؤتمر: خفايا او خبايا. - مقال الدكتور عبدالوهاب: يظهر لي أراد لفت النظر الى جواب مهم في فتوى شيخ الاسلام ابن تيمية ..... , كماأظهر وحقق مسألة لم أر أي احتفاء بها!!!! -يبقى السؤال الذي يتكرر لـ (20 مليون مسلم)؟؟؟؟؟ ماهو التكييف الفقهي للبقاء في بلدانهم؟؟؟ هذا الذي يجب أن يُقال, وأن يتحدث به أهل العلم, وهذا بعض اهداف المؤتمر. - تبقى مسائل علمية يختلف عليها طلبة العلم, وهذا شي طبيعي.
--------------------------
رد الدكتور عبدالله البراك أحد المشاركين في المؤتمر في موقع الإسلام اليوم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 09:12]ـ
الدكتور الطريري حاد عن محل الكلام وأخذ يركز على الهجرة وكأن مخالفيه يلزمون العاجز عن الهجرة ويحرجون عليه. الترخيص بعدم إيجاب الهجرة شيء, وتحريف أحكام الديار شيء آخر, لا سيما عندما نحرف في المعنى ونبدله ولا نقتصر على تغيير المصطلح, فتنطلق من وراء المناداة بتغيير المصطلح مناداة بقبول منظمات الظلم الدولية واتفاقياتها الجائرة المخالفة للشرع, وجعل الإنسانية بمجردها عاصم للدماء بدلا من أحكام الشريعة التي قسمت الناس على أساس الخضوع لحكم الإسلام, ثم التعدي على الولاء والبراء وجعله خاضع للأحكام التكليفية الخمسة فضلا عن نفي الكفر عن مظاهرة المشركين وقصرها على الاعتقاد الكفري في لوثة إرجائية ظاهرة, ثم التعدي على هدف الجهاد من إعلاء لكلمة الله وتقديمه على أنه ممارسة دفاعية بحتة. ذلك وغيره من سيئات المؤتمر يحيد عنه الدكتور الطريري ويصور مخالفيه على أنهم متشددون يحرجون على الملايين من المسلمين ممن يعيش في الغرب! ثم يطالب مخالفيه بالإنصاف والتجرد للدليل!
وللإخوة الذين استحسنوا تعقيبه, هل تحيدون أنتم أيضا عن محل الخلاف أم أنكم لم تستوعبوه أصلا؟؟ أعيدوا قراءة ما كتب حول المسألة وفقنا الله وإياكم للحق وهدانا إلى صراطه المستقيم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 12:49]ـ
كلام الدكتور الطريري واضح وتعقيب الشيخ البراك واضح أيضا، والحياد استنباط منك في غير محله ..
أعد قراءة بيان المؤتمر وتوضيح الشيخ الطريري بنفسية المتجرد، ويتضح لك الأمر إن شاء الله ..
وتبقى المسألة للمدارسة والاجتهاد، فلا تحمّلها أكثر من ذلك ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 01:46]ـ
-د/ عبدالله البراك, أحد المشاركين | مساءً 01:02:00 2010/ 04/20 الواجب على طلبة العلم: احسان الظن بإخوانهم, وحمل الاجتهاد -الذي يرون فيه بعض الخطأ- على أحسن المحامل, وترك الاتهامات المبطنة, -
سياقات هذه المؤتمرات -التي هي في حقيقتها مؤامرات- وتوقيتها تؤكد مخاوف الناصحين.
وتؤكد اسياق المؤتمرين خلف دعوات التسامح العالمية.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 03:09]ـ
كلام الدكتور الطريري واضح وتعقيب الشيخ البراك واضح أيضا، والحياد استنباط منك في غير محله ..
أعد قراءة بيان المؤتمر وتوضيح الشيخ الطريري بنفسية المتجرد، ويتضح لك الأمر إن شاء الله ..
وتبقى المسألة للمدارسة والاجتهاد، فلا تحمّلها أكثر من ذلك ..
إن شئت لا تسمه حيدة, لكن الرجل ترك انتقادات مخالفيه للبيان والتوجهات التي حملها المؤتمر وركز على نقطة واحدة فقط, هذا ما لا يمكن إنكاره إلا مكابرة.
نسأل الله أن يرد القائمين على المؤتمر إلى الحق ويصلح قلوبنا وقلوبهم.
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 08:46]ـ
وقفات مع مؤتمر (ماردين دار السلام)
موقع الدرر السنية – قسم دراسات الواقع
4 جمادى الأولى 1431هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إنه في يومي السبت والأحد (11 - 12/ 4/1431هـ) الموافق (27 - 28/ 3/2010م) عُقد في مدينة ماردين جنوب شرق تركيا مؤتمر بعنوان: (ماردين دار السلام) نظمه المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن بالتعاون مع مؤسسة كانبوس الإسلامية للاستشارات بلندن وجامعة أرتوكلو بماردين حضره جمع من العلماء وطلاب العلم والمفكرين من عددٍ من الدول العربية والإسلامية ناقشوا فيه فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية الشهيرة والتي جعل فيها بلد ماردين - والتي كان أهلها مسلمين ويحكمهم آنذاك المغول- بلداً مركباً لا هو دار حرب ولا دار سلم، وكان هذا اجتهاداً منه موفقاً عصم الله به دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، حيث كان التقسيم الشائع بين الفقهاء أن البلد إما أن تكون دار حرب (كفر) أو دار سلم (إسلام) فجاء شيخ الإسلام رحمه الله وقال ما نصه عن ماردين: (وأما كونها دار حرب أو سلم فهى مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار السلم التي تجرى عليها أحكام الإسلام؛ لكون جندها مسلمين، ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث)؛ اجتمع المؤتمرون وناقشوا هذه الفتوى وأصدروا بياناً ختاميًّا وقَّعه عددٌ منهم وتحفظ عليه بعضهم.
ولنا مع هذا المؤتمر وبيانه وقفات:
الوقفة الأولى:
حضر المؤتمر عددٌ من المبتدعة وأهل الأهواء، كالرافضة وبعض غلاة الصوفية، وعددٌ ممن يطلقون على أنفسهم التنويريين، كما حضره عددٌ من أهل السنة والجماعة، المشهود لهم بالمعتقد الصحيح؛ اجتهاداً منهم بضرورة المشاركة في كل المؤتمرات لإسماع العالم صوت الحق، وقد رفض بعضهم التوقيع على البيان، ومع ذلك أدرجت أسماؤهم، فلا يُظَنُّ بهم إلا خيراً.
الوقفة الثانية:
فرح بهذا المؤتمر: العلمانيون والليبراليون والغرب بكل أطيافه وأشكاله من خلال وسائل إعلامه، ولم نر عالماً سنيًّا معتبراً أشاد به أو أثنى عليه، وإليكم بعض العبارت التي أُضفيت على المؤتمر:
· علماء بارزون: (فتوى ماردين) لابن تيمية لا تصلح لهذا العصر. (الحوار نت)
· فقهاء ينقضون فتوى «قديمة» لابن تيمية ... ويقرِّون «فضاء السلام» بديلاً عنها. (صحيفة الحياة)
· مؤتمر (ماردين) يتَّهم أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية بتحريف فتواه. (جريدة بر مصر)
· المؤتمر الذي عقد في تركيا اعتبر جميع دول العالم «فضاء سلام». (إيلاف)
· إعلان وفاة فتاوى ابن تيمية في تركيا. (الأخبار)
· المؤتمر مجرد خطوة واحدة ضمن مجموعة مساعي أخرى، لتعزيز المراجعات الفقهية الشرعية. (إذاعة هولندا)
· أعاد علماء دين مسلمون بارزون صياغة فتوى تعود إلى القرون الوسطى. (رويترز)
الوقفة الثالثة:
بعيداً عن تفسير فتوى ابن تيمية تفسيراً خاطئاً والتدثر بها لدى فئامٍ من الناس واستغلالها في فهم خاطئ للجهاد، فإنه لا يصح توجيهها توجيهاً خاطئاً لم يُرده شيخ الإسلام نفسه لتمييع قضايا الجهاد والولاء والبراء.
الوقفة الرابعة:
أصاب أصحاب البيان في الثناء على شيخ الإسلام ابن تيمية -رغم وجود من يعاديه بل ربما من يُكفِّره بينهم- وكما قيل: (الحق ما شهدت به الأعداء)، وذلك بقولهم في البيان: (ذلك أن ابن تيمية بما ألهمه الله من فهم للشريعة وفقه للواقع ... ) فرحم الله شيخ الإسلام الذي أنطق الله الحق على لسان أعدائه – فضلاً عن محبيه- وجعلهم يثنون عليه ويعترفون أن الله ألهمه فهم الشريعة وفقه الواقع.
الوقفة الخامسة:
أخطأ أصحاب البيان في قولهم: (إن تصنيف الديار في الفقه الإسلامي تصنيف اجتهادي، أملته ظروف الأمة الإسلامية وطبيعة العلاقات الدولية القائمة حينئذ. إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها، وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان، ومقاومة الاحتلال، وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان- استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف في إطار تحقيق المصالح المشتركة والعدالة بين الناس)
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك أن تصنيف الديار إلى دار حرب ودار سلم وإن كان تصنيفاً اجتهادياً إلا أنه مما أطبقت عليه كتب الفقه الإسلامي من المذاهب الأربعة بل حتى المذاهب: الشيعية والزيدية والإباضية، فهو ليس من مفردات السلفية ولا الوهابية، ولا من اختراعات ابن تيمية، وهي مصطلحات باقية إلى قيام الساعة ما بقي إسلامٌ وكفرٌ، ويمكن أن تكون بعض الديار مركبة فتكون دار حرب من وجه، ودار سلام من وجه آخر، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا كافٍ في الرد على من كفَّر المجتمعات الإسلامية، أو استباح أعراض المسلمين بحجة أنها دار حرب، فلا حاجة لإلغاء ما اتفق عليه فقهاء الأمة، بحجة وجود معاهدات دولية، ونشوء عالم كله فضاء للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف، زعموا.
الوقفة السادسة:
وأخطؤوا أيضاً في قولهم: (وأصل مشروعية الجهاد ما كان دفعاً لعدوان {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} أو نصرة للمستضعفين {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... } أو دفاعاً عن التدين {أذن للذين يُقاتَلون ... } وليس ناشئاً عن اختلاف في الدين أو بحثاً عن المغانم)
فإنه وإن كان جهاد الدفع مقدماً على جهاد الطلب، إلا أنَّ الجهاد إنما شُرع لإعلاء كلمة الله ولإظهار التوحيد وطمس الشرك وأن يدين الناس بدين الإسلام، والله عزَّ وجلَّ يقول: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} فكيف يقول هؤلاء: (وليس ناشئاً عن اختلاف في الدين)، ولو تأمل أصحاب البيان قولهم: (أصل مشروعية الجهاد ما كان دفعاً لعدوان) لوجدوا أنه يعززاجتهاد من يرى مشروعية أعمال العنف في البلدان الإسلامية بحجة أنه دفعٌ لعدوان، فجاء البيان ليؤكد لهم ذلك ويقول لهم: إنَّ هذا هو أصل مشروعية الجهاد. وكان يكفيهم أن يستنكروا ويجرِّموا أعمال العنف في البلدان الإسلامية مع بقاء فرضية جهاد الدفع ومشروعية جهاد الطلب عند القدرة وتحت راية إسلامية واضحة.
الوقفة السابعة:
وأخطؤوا أيضاً في قولهم: (إن مفهوم الولاء والبراء لا يكون مُخرجاً من الملة ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية) وهذه لوثة إرجائية، فإن الولاء بمعنى المحبة والنصرة للكافرين من الأعمال المكفرة التي لا يُشترط فيها الاعتقاد، كما نص على ذلك علماء الإسلام قديماً وحديثاً.
الوقفة الثامنة:
بعد أن أثنى البيان على فتوى ابن تيمية المشار إليها ووصفها بأنها: (فتوى متميزة في طرحها مشابهة في واقعها إلى حد كبير لعصرنا) (لما تختزنه من دلالات علمية وحضارية ورمزية متميزة) دعا المؤتمر بعد ذلك إلى إعادة النظر في تقسيم الفقهاء -وابن تيمية واحد منهم- فقالوا: (يقتضي أن يعيد الفقهاء المعاصرون النظر في هذا التقسيم لاختلاف الواقع المعاصر الذي ارتبط فيه المسلمون بمعاهدات دولية يتحقق بها الأمن والسلام لجميع البشرية وتأمن فيه على أموالها وأعراضها وأوطانها) وكان يسعهم ما وسع ابن تيمية- الذي أثنوا عليه وعلى فتواه- من تقسيم الديار إلى دار حرب ودار سلم ودار مركبة فيها المعنيان، وكل هذه الأنواع موجودٌ في هذا العصر، مع الإنكار على مَن عامل دار السلم أو الدار المركبة معاملة دار الحرب، أما جعل المعاهدات الدولية سبباً في إلغاء التقسيم، فهذا مما يعجب منه المرء! خاصة ونحن نرى أن دول الكفر- وعلى رأسها إسرائيل ومن عاونها- أول من يخرق هذه المعاهدات.
الوقفة التاسعة:
ليحذر العلماء والدعاة والمفكرون من أن يكونوا أداة يستخدمها الغرب في ضرب ثوابت الإسلام، ويحققوا بذلك - من حيث شعروا أو لم يشعروا- استراتيجياتهم، ومخططات مراكز دراساتهم واستشاراتهم، كمؤسسة راند وغيرها، بحجة بناء شبكات معتدلة في العالم الإسلامي، كما هو أحد عناوين فصول تقرير مؤسسة راند.
الوقفة العاشرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وليحذر المسلم من المؤتمرات والمراكز الإسلامية المستَغْفَلة أو المشبوهة، وليعرض بياناتها وتوصياتها على الكتاب والسنة، وليستعن بالعلماء الراسخين في العلم، والدعاة الربانيين الذين لم يتأثروا بضغوط الواقع وما بدَّلوا تبديلاً.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن ينصر دينه، ويعلي كلمته
والحمد لله رب العالمين
http://www.dorar.net/art/472
ـ[مزن]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 11:25]ـ
جزااااكم الله الجنة بغير حساب استفدت كثيرا ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 01:34]ـ
إليكم مقال الشيخ الفاضل إبراهيم السكران كي يتضح لكم مبالغات وتجديف الشيخ عبدالوهاب الطريري!
في أيام الثورة مبالغات، والآن في وقت التسامح ورواج بضاعة المسالمة مبالغات .. ليتهم يرحمون عقول الأتباع ويكفوا عن تجديفاتهم الفارغة!!
ويحتفظوا بأسلامهم اليوم لهم وحدهم!!
التهوين من الأحكام الشرعية بسبب التصور الخاطئ لشبهات الجهاديين
بقلم: إبراهيم السكران
الحمدلله وبعد.
في الأيام الماضية عقد مؤتمر ماردين وكان مهندسه وصاحب أفكاره النهائية هو عبدالله ابن بيه، وقد قرأت مقالة للشيخ الفاضل عبدالوهاب الطريري يروي فيها منجزات مؤتمر ماردين، وأن أعظم إنجاز فيها –بحسب رؤية الدكتور الفاضل الطريري- هو تصحيح عبارة ("يقاتل" الخارج عن شريعة الإسلام) الواردة في الفتوى الماردينية لابن تيمية إلى ("يعامل" الخارج عن شريعة الإسلام).
ويشرح الدكتور الطريري -وفقه الله للحق- سبب هذه الأهمية بقوله (أصبحت الفتوى الماردينية بالنص المحرف مصدر استمداد لجماعات العنف والاقتتال داخل المجتمع الإسلامي، وممن أعتمدها بنصها المصحف وجعلها مصدر استدلال محمد عبد السلام فرج في كتابه (الفريضة الغائبة) (ص 6) وهو الذي كان دستور الجماعات القتالية).
ويبين الدكتور الطريري فائدة هذا التصحيح بقوله (وبتصحيح النص يتم تجريد الفتوى من هذا المتمسك للجماعات القتالية).
ويؤكد الدكتور الطريري على عظمة هذا الإنجاز بقوله (ولو لم يكن من نتائج المؤتمر إلا إشهار هذا التصحيح لكان إنجازاً حقيقاً بالحفاوة).
لما رأيت هذا الكلام من الدكتور الفاضل الطريري استغربت جداً هذا التصور، فأي شخص طالع رسائل غلاة الجهاديين وبياناتهم يعلم يقيناً أن شبهات غلاة الجهاد ليس مرتكزها الأساسي هو الفتوى الماردينية، فضلاً عن عبارة (يقاتل) أو (يعامل)، ومع ذلك فقد قلت في نفسي ربما أنني لم أفهم رسائل غلاة الجهاديين جيداً، فرجعت بنفسي لكتاب (الفريضة الغائبة) وهو الذي أشار له الدكتور الطريري فتفاجأت بأن كلام الدكتور الطريري لم يكن دقيقاً، فكتاب الفريضة الغائبة لم يعتمد على النص المحرف كما يقول الدكتور، بل كتاب الفريضة الغائبة ذكر في الحقيقة كلا الصيغتين (يقاتل) و (يعامل) [انظر: الفريضة الغائبة، ص 5، 8].
ثم رأيت الدكتور الطريري يقول عن شيخ الأزهر (وقد تعقبه-أي كتاب الفريضة الغائبة- في ذلك جمع من العلماء منهم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق، والشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى في الأزهر رحمهم الله، في كتاب نقض الفريضة الغائبة (ص80) وقد ناقشوا مضمون الفتوى ولو وقفوا على النص الصحيح لها لكفوا كثيراً من القول).
فرجعت لكتاب الشيخ جاد الحق في نشرته الأولى الموقّعة عام 1403هـ والمنشور ضمن فتاوى الأزهر فوجدت الشيخ جاد الحق ألحق بكتابه ملحقاً قال فيه (آثرنا أن ننقل نص كتاب الفريضة الغائبة كما ورد فى الأصل) ووجدت فيه كلا الصيغتين أيضاً (يقاتل) و (يعامل).
مؤتمر كامل، ومصروفات، وأوقات، وبريق إعلامي، ومنجز يقولون عنه أعظم إنجاز، ومع ذلك يتبين أن كتاب الفريضة الغائبة، ومن رد عليه، نقلوا كلا الصيغتين أصلاً: (يقاتل) و (يعامل).
ثم وعلى أساس هذا المنجز الوهمي (وهو تصحيح عبارة "يقاتل" للجهاديين) توصل المؤتمر إلى بيانه النهائي الذي قدم فيه لغة منهزمة حول: أحكام الجهاد، والولاء والبراء، والهجرة من دار الكفر مع الإمكان، الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسوأ مافي هذا المؤتمر أمران: التلبيس على الناس باسم ابن تيمية والدفاع عن ابن تيمية وتصحيح فتوى ابن تيمية، وتبين أن الأمر كله بيان منهزم مبيّت بليل، وكان من أخلاق العلم أن لايتستر مهندس المؤتمر ابن بيه بابن تيمية وهو يعلم جيداً أن ابن تيمية يتعارض جذرياً مع أفكاره حول (الموقف من الكافر).
والأمر الثاني المسئ في هذا المؤتمر هو التزين بأسماء بعض شيوخ العقيدة، واستضافتهم، وفي النهاية إصدار البيان الختامي دون استشارتهم، وقد وضّح ذلك الشيخ د. ناصر الحنيني في بيان خاص منشور بموقعه الشخصي يقول فيه (أنا لم أوقع على هذا البيان، نعم تلي على الجميع ولما خاطبت المنظّمين بأن لدينا تحفظات وملاحظات، فقال: كل أحد له الحق في التحفظ، ولما رأينا أنهم لم يطلبوا منا توقيعاً على أوراق لم نظن أنه سوف تدرج أسماءنا في البيان).
ويقول الشيخ الحنيني أيضاً (مما يؤكد مخالفتنا لبعض ما طرح في البيان الختامي أن ورقة العمل التي ألقيتها اشتملت صراحة على مخالفة ما في البيان).
ماهو الدرس الذي أردت الوصول إليه من هذه القضية؟ الدرس الجوهري في هذه الحادثة هو يقين صار يتعاظم مع الزمن خلاصته أن كثيراً من الناس يطير في قضايا يكون فيها بعض الغضاضة على الأحكام الشرعية بحجة أن هذا فيه مقاومة لأفكار غلاة الجهاد، ثم يتبين أنه إنما أتي من قصور فهمه لشبهات غلاة الجهاد أصلاً، فأصبح أمثال هؤلاء: لا للأحكام الشرعية نصرو، ولا لغلاة الجهاد كسرو.
لدي يقين تتزايد شواهده أن الخطابات التي انكسرت عن العزة ببعض معاني الإسلام هي أقل الخطابات تصوراً لشبهات غلاة الجهاديين، وهي أقل الناس إمكانية لتفكيك قناعاتهم وتصحيح تصوراتهم الشرعية، بل إن غلاة الجهاديين يفرحون كثيراً بأن يكون من يناقشهم متنازلاً عن العزة ببعض أصول أهل السنة، فإنهم يسقطونه مباشرة بمجرد ذلك، وأكثر الناس نفاذاً في الشباب الذين تورطو بأفكار الغلو هم الربانيون الراسخون المعتزون بكل معاني الإسلام والسنة.
الخطاب المنكسر عن بعض أصول أهل السنة يوفر لغلاة الجهاد مبررات إضافية ويعزز موقفهم التفاوضي دوماً.
وصيغة الفتوى الماردينية، سواءً كانت (يقاتل) أو (يعامل) ليست ذات موضوع بالنسبة لغلاة الجهاد، وليست هي مرتكزهم أصلاً. فغلاة الجهاديين يرتكزون على قضايا أخرى: الإجماع على قتال الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام، القياس على قتال أبي بكر لمانعي الزكاة، القياس على قتال التتار، مسألة التترس، كفر المظاهرة، كفر الجاهل، كفر الحاكم بغير ما أنزل الله، قياس القوانين على الياسق، الخ.
وهذه القضايا فيها عشرات النصوص لابن تيمية، وفقهاء المذاهب الأربعة، بل إن محمد عبدالسلام فرج كان في مسألة الدور يستند على فقه أبي حنيفة وصاحبيه!
وأما تصور أن مستمسك غلاة الجهاديين هي عبارة وردت في فتوى ماردين فهذا فيه قصور فهم للواقع.
وأما مناقشة شبهات غلاة الجهاد، وبيان خطأ توظيفهم للأصول الصحيحة؛ فيحتاج إدراكاً عميقاً لأصول أهل السنة، واستيعاباً جيداً لخطاب غلاة الجهاديين ورسائلهم، وعزة بالمعاني الشرعية وعدم انكسار عنها.
بقي الآن مناقشة البيان الختامي لمؤتمر ماردين، ومافيه من الميوعة العقدية، لكنني أرى أنني قد كفيت هذا الأمر، فقد كتب الشيخان الفاضلان المبدعان: الشيخ د. عبدالعزيز العبداللطيف، والشيخ د. لطف الله خوجه، مقالتان علميتان دقيقتان حول البيان الختامي للمؤتمر، ومافيه من مخالفات لأصول أهل السنة، ووالله إنني أخجل أن أتكلم بعدهما، فأحيل القارئ الكريم عليهما.
والله أعلم.
ابوعمر
جمادى الأولى 1431هـ
ـ[مزن]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 03:30]ـ
هنا على هذا الرابط حوار هاديء بين دكتورين بقسم العقيدة حول مؤتمر ماردين، عذراً .. لاأعرف أحمل لكن هو موجود على هذا الرابط ..
http://al-hora.net/showthread.php?t=192942(/)
طعون جائرة على العلامة ابن تيمية ... من يتكرم بدفعها؟
ـ[المبتدئ في الطلب]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 05:19]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .....
هذا مقال لبعض المتحاملين على الإمام العلامة ابن تيمية، نشر في بعض الجرائد التي توزع على نطاق واسع ...
فأود من فرسان العقيدة في هذه المنتديات إتحافنا بنقد علمي متكامل لهذا المقال، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
و إليكم نص المقال:
"من البدع المنكرة التي ابتدعها ابن تيمية بدعة وجود الله تعالى في جهة عدمية! وهي بدعة تيمية خالصة لم ترد لا في كتاب ولا في سنة ولا على لسان السلف الصالح رضي الله عنهم، فهو مبتدعها ومخترعها ولازال أتباعه إلى اليوم يكررون هذه البدعة ناشرين لها مع زعمهم أنها عقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم، وهم يعلمون أن هذه العقيدة ليست عقيدة السلف بل عقيدة ابن تيمية ونحن نطالبهم بأمر بسيط غاية في البساطة، أن يذكروا لنا آية واحدة أو حديثا واحدا ولو ضعيفا ورد فيه التصريح بوجود الله ـ في الجهة العدمية ـ وقد كان الحشوية قبل ابن تيمية يقررون أن الله في السماء أو فوق العرش أو على الكرسي ولكن ابن تيمية جاءهم ببدعة أن الله ليس فوق العرش ولا في جوف السماء ولا على الكرسي، وإنما هو في جهة عدمية تقع فوق السماء، وهذه الجهة ليست مخلوقة ولا أحد يمكنه فهم هذه البدعة ولكنه قائل بها، ومقلدوه قائلون بها•
* قال في كتابه ـ الجواب الفاصل بتمييز الحق من الباطل ـ تحقيق الدكتورة عواد بن عبد الله المعتق، طبع ـ مكتبة الرشد ـ الرياض ـ قال صفحة 23 ''فإذا قال ذلك القائل إن الله في جهة قيل له: ما تريد بذلك؟ أتريد بذلك أن الله في جهة موجودة تحصره وتحيط به مثل أن يكون في جوف السماء، أم تريد بالجهة أمرا عدميا وهو ما فوق العلم فإنه ليس فوق العلم شيء من المخلوقات؟!
فإذا أردت بالجهة الوجودية وجعلت الله محصورا في المخلوقات فهذا باطل، وإن أردت بالجهة العدمية وأردت أن الله وحده فوق المخلوقات بائنا عنها فهذا حق'' اهـ!! ويقول في الرسالة التدمرّية ص 46 ما نصه: ''فيقال لمن نفى الجهة: أريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات، أم تريد بالجهة ما وراء العالم؟ فلا ريب أن الله فوق العالم مباين للمخلوقات'' اهـ•
وهذه الجهة العدمية التي حسب خيال ابن تيمية موجودة فوق العالم وهي جهة حقيقية يوجد فيها الله تعالى ورغم كونها حقيقية فقد احتوت الله جل جلاله إلا أنها غير مخلوقة لأنها عدمية!! فهي جهة خالية من الجهة!!؟ قال في منهاج سنته 1/ 217: ''وإن أريد بالجهة أمر عدمي وهو ما فوق العالم فليس هناك إلا الله وحده'' اهـ•
وقال في منهاج 1/ 249: ''وإذا كان الخالق بائنا عن المخلوق امتنع أن يكون الخالق في المخلوق وامتنع أن يكون متحيزا بهذا الاعتبار، وإن أراد بالحيز أمرا عدميا فالأمر العدمي لا شيء وهو سبحانه بائن عن خلقه، فإذا سمي العدم الذي فوق العالم حيزا وقال: يمتنع أن يكون فوق العالم لئلا يكون متحيزا فهذا معنى باطل لأنه ليس هناك موجود غيره حتى يكون فيه'' اهـ•
وقال في منهاج 1/ 250: ''وكذلك الكلام في لفظ الجهة فإن مسمى لفظ الجهة يراد به أمر وجودي كالفلك الأعلى، ويراد به أمر عدمي كما وراء العالم، فإذا أريد الثاني أن يقال كل جسم في جهة، وإذا أريد الأول امتنع أن يكون كل جسم في جسم آخر، فمن قال: الباري في جهة وأراد بالجهة أمرا موجودا فكل ما سواه مخلوق له في جهة بهذا التفسير فهو مخطئ، وإن أراد بالجهة أمرا عدميا وهو ما فوق العالم، وقال: إن الله فوق العالم فقد أصاب، وليس فوق العالم موجود غيره فلا يكون سبحانه في شيء من الموجودات'' اهـ•
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول في ـ منهاجه ـ ص 216: ''لفظ الجهة قد يراد به ما هو موجود، وقد يراد به ما هو معدوم، ومن المعلوم الا موجود إلا الخالق والمخلوق، فإذا أريد بالجهة أمر موجود غير الله تعالى كان مخلوقا، والله تعالى لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات، وإن أريد بالجهة أمر عدمي، وهو ما فوق العالم، فليس هناك إلا الله وحده، فإذا قيل إنه في جهة، كان معنى الكلام: أنه هناك فوق العالم حيث انتهت المخلوقات، فهو فوق الجميع عال عليه''• اهـ وقد سار أنصار ابن تيمية على نهجه في الانتصار لبدعة المكان العدمي نذكر منهم ما يلي:
* ابن القيم يثبت المكان العدمي!!
جاء في نونيته التي وضعها للانتصار لعقيدة التجسيم أبياتا في الانتصار للمكان العدمي قال فيها:
كل الجهات بأسرها عدمية == في حقه هو فوقها ببيان
* الدكتور أحمد بن عطية بن علي الغامدي والجهة العدمية
حاول الدكتور الغامدي في تعليقه على كتاب ''إثبات صفة العلو ـ للمقدسي صفحة 87 ان يشرح لنا هذه البدعة فقال: ''فالله سبحانه في السماء على العرش كما أجز عن نفسه وكما أخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم، والعلو مما تقتضيه الضرورة والفطرة، وبداهة العقول، إلا أن ذلك لا يعني أنه سبحانه حالا في مخلوقاته، لأن الجهة التي أثبتناها لله تعالى إنما هي جهة عدمية لا وجودية، فالجهة إنما هي ثابتة لله تعالى بهذا المعنى''•
ثم احتج لهذه البدعة بكلام لابن تيمية وقال ''وهكذا نرى أن الحق في مسألة الجهة والمكان هو اعتقاد أن الله على مخلوقاته بائن منها منفصل عنها، وهذا يعني الجهة العدمية لا الوجودية''• اهـ
*الدكتور خليل هراس يثبت الجهة العدمية
قال في شرحه على القصيدة النونية لابن القيم ج 1 ص 215 ''•• ولا شك أن الله في هذه الجهة فله العلو المطلق على سائر المخلوقات، بحيث لا يكون شيء منها حاصرا له ولا محيطا به، فهو سبحانه ليس في جهة وجودية من هذه الجهات الواقعة داخل هذا العالم، ولكن الجهات كلها بالنسبة إليه عدمية••!
* العثيمين والجهة العدمية:
قال العثيمين في كتابه ـ شرح العقيدة السفارينية ـ ص 101 طبع دار ابن الجوزي القاهرة ''كذلك أيضا: الجهة: هل الله في جهة؟ نقول: أما اللفظ فإننا نتوقف فيه ومالنا وله، ولكن المعنى نستفصل: ماذا تريد في جهة؟
إن أردت الله تعالى في جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف فهذا ممتنع وباطل، وإن أردت بذلك سفل ومخالطة للمخلوقات فهذا أيضا باطل ممتنع على الله، فليس الله تعالى في جهة السفل، وليس في جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف•
وإن أردت أنه في جهة عليا عدمية لا تحيط به، ما ثم إلا هو عزو وجل فهذا حق، انتهى•
هكذا يردد العثيمين بدعة ابن تيمية ولا يسأل نفسه أين قال الله تعالى أنه في جهة عليا عدمية!؟ وأين قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم في جهة عليا عدمية لا تحيط به؟!! وأين قال الصحابة ربنا في الجهة العدمية!!
*الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس والجهة العدمية
وقد ذكر هذه البدعة• د محمد بن عبد الرحمن الخميس في كتابه ''التنبيهات السنية'' ص 67 ـ 68 في معرض تفسيره لقوله تعالى: ''أمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض، فإذا هي تمور'' الملك 16 قال ـ •• أي أن الله تعالى فوق خلقه عال على عرشه، وجهة العلو على هذا أمر عدمي، فلا يلزم من هذا كون الله تعالى حالا في شيء مخلوق• اهـ
* القنوجي ينتصر لهذه البدعة
قال محمد صديق خان القنوجي في كتابه ـ قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر ـ ص 52 ـ ''فإن قال القائل: ''إن الله في جهة قيل له: ما تريد بذلك؟ أتريد أنه سبحانه في جهة موجودة تحصره وتحيط به مثل أن يكون في جوف السموات، أم تريد بالجهة أمرا عدميا وهو ما فوق العلم فإنه ليس فوق العالم شيء من المخلوقات، فإن أردت الجهة الوجودية، وجعلت الله محصورا في المخلوقات، فهذا باطل، وإن أردت الجهة العدمية وأردت أن الله وحده فوق المخلوقات بائن عنها فهذا حق''• اهـ
ولعلكم لاحظتم أن القنوجي يستعمل نفس ألفاظ ابن تيمية وعباراته• ثم نجد نفس البدعة عند ابن أبي العز التيمي، في شرحه على العقيدة الطحاوية صفحة ,221 ''وإن أريد بالجهة أمر عدمي، وهو ما فوق العالم، فليس هناك إلا الله وحده، فإذا قيل إنه في جهة بهذا الاعتبار فهو صحيح''!! اهـ
هكذا اتفق أنصار ابن تيمية على هذه البدعة الكلامية المذمومة وهكذا أوردت الفلسفة ابن تيمية المهالك ويكفي في فضح هذه البدعة المنكرة أن نسأل كل حشوية العالم:
ـ هل قال الله تعالى في كتابه العزيز أنه في المكان العدمي؟
ـ هل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى في المكان العدمي؟
ـ هل قال الصحابة الكرام رضي الله عنهم أن الله في جهة عدمية؟
ـ هل قال التابعون لهم بإحسان أن الله في جهة عدمية؟
ـ هل قال المجتهدون وعلى رأسهم الأئمة الأربعة بالجهة العدمية؟
ـ كيف يكون سلفيا من يثبت لله ما لم يثبته الله لنفسه؟!!
ـ من هم أسلاف ابن تيمية في هذه العقيدة؟!! ـ وهل إذا كفرنا بعقيدة ابن تيمية واستمسكنا بقوله تعالي ''ليس كمثله شيء'' نكون مسلمين أم لا؟
ـ لماذا يضلل السلفيون مخالفيهم في المسائل الفرعية الخلافية بحجة مخالفتها لما كان عليه السلف ثم يرضون تقليد ابن تيمية في مسألة من الأصول ولا يجرؤ واحد منهم على تخطئته؟!!
والمهم أننا ذكرنا هذه البدعة ليحذرها المسلمون بمن فيهم السلفيون بعيدا عن التعصب للرجال• وبيّنا أنها بدعة بكل المقاييس إلا إذا ثبت أن العقيدة لا تؤخذ من الكتاب والسنة وإنما تؤخذ من عند ابن تيمية فهذه قضية أخرى!؟ ". انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 05:43]ـ
http://saaid.net/monawein/taimiah/8.htm
ولا ينفع هذا (الجهمي) الجاهل فراره من إثبات علو الله تعالى، بالتشنيع بما يسميه (جهة عدمية) ..
ـ[المبتدئ في الطلب]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 05:01]ـ
جزاكم الله خيرا ...
هل من مزيد؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 05:36]ـ
قد ردّ الشيخ مختار الطيباوي على هذا المتشبّع بما لم يعط بردود قاصمة تجدها على الشبكة ...
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 07:49]ـ
يا اخي نصيحتي دعك من دعاة الشبه
فكل من يتكلم في ابن تيمية فاعلم ان لديه في عقيدته خلل
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 09:03]ـ
يا اخي نصيحتي دعك من دعاة الشبه
فكل من يتكلم في ابن تيمية فاعلم ان لديه في عقيدته خلل
أحسن الله إليك أخي/أختي ... سيأتي من يقول (وهل ابن تيمية معصوم؟!!!) ويحوّر الكلام إلى غير الوجهة التي أرادها صاحبه!! وعندها فلا يمكنك الدفاع عن الحق إذ سمحت لخصمك بوضعك في الزاوية .. وسيظهر بباطله وإن كنت على الحقّ .. وعليه فأرجوا أن لا تُطلقَ مثل هذه العبارات ... أخوك
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 09:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المبتدئ في الطلب جزاك الله خيرا على هذا الموضوع وتنبيه بارك الله فيك ,احسن الله عاقبتك ابن تيمية شيخ الاسلام وليس العلامة وكأنك أنقصت من مكانته ورتبته وأعلم يقينا أنك لم تقصد بارك الله فيك ووفقك لكل خير.
وأزيد على كلام شذى الكتب حفظه الله بل في اسلامه حتى.
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 10:52]ـ
أحسن الله إليك أخي/أختي ... سيأتي من يقول (وهل ابن تيمية معصوم؟!!!) ويحوّر الكلام إلى غير الوجهة التي أرادها صاحبه!! وعندها فلا يمكنك الدفاع عن الحق إذ سمحت لخصمك بوضعك في الزاوية .. وسيظهر بباطله وإن كنت على الحقّ .. وعليه فأرجوا أن لا تُطلقَ مثل هذه العبارات ... أخوك
اهلا بك اخي في الله كل علماءنا يخطئون ويصيبون فلا ندعي العصمة لأحد ولكنني تعلمت أن من يطعن في كبار علماءنا ويتكلم فيهم في عقيدته شئ من أشعرية أو غيرها
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 06:00]ـ
و هل فهم الرجل معنى العدم؟؟؟ معنى لا شيء؟؟؟ ... سبحان الله و كأن شيخ الاسلام من كثرة تحريه ألفاظ السلف الا فيما اضطرت الحاجة قد تنبه لمقصد هؤلاء الناس و الاعيبهم ... فليأت لنا أولا بكلام لشيخ الاسلام يقول فيه صريحا: ان الله في جهة عدمية .... و لن يجد ... و انما جل ما وجد انه يقول: هل تقصد بالجهة امرا عدميا؟؟؟ فالله فوق السماء و فوق الغالم ... فهذا حق ... هل تريد هذا المعنى؟؟ هل ثقصد كذا؟؟؟ .. وقصد شيخ الاسلام ان ينزل مقصوده من الألفاظ المجملة على معاني الألفاظ الشرعية المفصلة ... و لهذا لن يجده قط يقول ابتداءا ان الله موجود في جهة عدمية غير مخلوقة ... فالرجل أصلا يتحرى التعبير بالمصطلحات الشرعية في التعليم ... و قصده الأكبر من دعوته جمع الأمة على الأمر الأول الذي كان عليه أولها ... بمعانيه و مصطلحاته .. أما هؤلاء فمقصودهم الدفاع فقط عمن يعظمونهم .. فحين انتقد شيخ الاسلام على معظميهم أن أطلقوا في مقام التعليم عبارات لم يرد بها الشرع و لا تكلم بها السلف قالوا .. فلنقابله بمثلها .. فأنوا الى استفسارات مثل بها شيخ الاسلام لمن يتكلم بالفاظ مجملة كالاسم و المسمى و الجوهر و العرض و الجهة و غيرها .. و جعلوه ممن يقول بنفس الاستفسارات لفظا تلبيسا و بغيا .. و مقصوده هو الدفع عن القرآن و السنة مقصودهم الدفع عن معظميهم ... و مقصوده هو جمع الأمة على كلام ربها و نة نبيه و كلام سلفها ... و مقصودهم تفريق الأمة على كلام ائمة الكلام و جهابذة الفلاسفة .... فانظر كيف افترقا .. و مادرى المساكين أن هذا الرجل و غيره قد علمنا ما يشق على انفسهم الأخذ به ... أن لا موالاة و لا معاداة على البشر ... فلا نفرط في حريتنا لا في سبيل ابن تيمية و لا في سبيل غيره ... فهب ان ابن تيمية قال ذلك - و لم يقل- فيقال لهم: هل تقبلون ان نجتمع و اياكم على هذه الكلمة منكم و نوفيها حقها؟؟؟ فلا نتكلم في هذه المسائل الا بكلام الكتاب و السنة و السلف ... لا جهة و لا مسمى و لا جوهر و لا عرض و لا ذات و لا حلول
(يُتْبَعُ)
(/)
الخوادث و لا ولاولا .. بل نتبع ألفاظ الوحي: قال الله في السماء نقول في السماء .. قال الله ينزل نقول ان الله ينزل .. قال الله استوى نقول استوى ... قال ان الله يحب نقول ان الله يحب قال ان الله يضحك نقول ان الله يضحك ... و لندع هذه الألفاظ تعمل عملها في الناس دون ان نزيد عليها أو ننقص .. هكذا كما هي ...... فلنتوافق على هذا و لنضرب بكلام ابن تيمية و الرازي و غيرهما عرض الخائط ان شئتم ... فليسا و لا غيرهما ممن امرنا بالرد اليهما ... فان قبلتم بهذا الرد كان منه فتح من الله و نصر عظيم لنا جميعا ... اما ان توليتم: فاشهدوا بأننا مسلمون ...
قال شيخ الاسلام في رده على الامام الخطابي حين تكلم على لفظ الحد و انه لم يرد لا في كتاب و لا سنة و كأنه يرد على القوم:
"الوجه الثاني قوله سبيل هؤلاء أن يعلموا أن صفات الله تعالى لا تؤخذ إلا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قول أحد من الناس فيقولون له لو وفيت أنت ومن اتبعه بإتباع هذه السبيل لم تحوجنا نحن وأئمتنا إلى نفي بدعتكم بل تركتم موجب الكتاب والسنة في النفي والإثبات أما في النفي فنفيتم عن الله تعالى أشياء لم ينطق بها كتاب ولا سنة ولا إمام من أئمة المسلمين بل والعقل لا يقضي بذلك عند التحقيق وقلتم إن العقل نفاها فخالفتم الشريعة بالبدعة والمناقضة المعنوية وخالفتم العقول الصريحة وقلتم ليس هو بجسيم ولا جوهر ولا متحير ولا في جهة ولا يشار إليه بحس ولا يتميز منه شئ عن شئ وعبرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم ولا مركب وأنه لا حد له ولا غاية تريدون بذلك انه يمتنع عليه أن يكون له حد وقدر أو يكون له قدر لا يتناها و أمثال ذلك ومعلوم أن الوصف بالنفي كالوصف بالإثبات فكيف ساغ لكم هذا النفي بلا كتاب ولا سنة مع اتفاق السلف على ذم من ابتدع ذلك وتسميتهم إياهم جهمية وذمهم لأهل هذا الكلام
وأما في الإثبات فإن الله تعالى وصف نفسه بصفات ووصفه رسوله بصفات فكنتم أنتم الذين تزعمون أنكم من أهل السنة والحديث دع الجهمية والمعتزلة تارة تنفونها وتحرفون نصوصها أو تجعلونها لا تعلم إلا أماني وهذا مما عاب الله تعالى به أهل الكتاب قبلنا وتارة تقرونها إقرارا تنفون معه ما أثبته المنصوص من أن يكون النصوص نفته وتاركين من المعاني التي دلت عليه مالا ريب في دلالتها عليه مع ما في جمعهم بين الأمور المتناقضة من مخالفة صريح المعقول فأنت وأئمتك في هذا الذي تقولون إنكم تثبتونه إما أن تثبتوا ما تنفونه فتجمعوا بين النفي والإثبات وإما أن تثبتوا ما لا حقيقة له في الخارج ولا في النفس وهذا الكلام تقوله النفاة المثبتة لهؤلاء كمثل الأشعري والخطابي والقاضي أبي يعلى وغيرهم من الطوائف ويقول هؤلاء المثبتة كيف سوغتم لأنفسكم هذه الزيادات في النفي وهذا التقصير في الإثبات على ما أوجبه الكتاب والسنة وأنكرتم على أئمة الدين ردهم لبدعة ابتدعها الجهمية مضمونها إنكار وجوب الرب تعالى وثبوت حقيقته وعبروا عن ذلك بعبارة فأثبتوا تلك العبارة ليبينوا ثبوت المعنى الذي نفاه أولئك وأين في الكتاب والسنة أنه يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له فإن هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة بل بينا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته
ويقولون لهم قد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الإمام أحمد لذلك بما في القرآن مما يدل على أن الله تعالى له حد يتميز به عن المخلوقات وأن بينه وبين الخلق انفصالا ومباينة بحيث يصح معه أن يعرج الأمر إليه ويصعد إليه ويصح أن يجئ هو ويأتي كما سنقرر هذا في موضعه فإن القرآن يدل على المعنى تارة بالمطابقة وتارة بالتضمن وتارة بالالتزام وهذا المعنى يدل عليه القرآن تضمنا أو التزاما
ولم يقل أحد من أئمة السنة إن السني هو الذي لا يتكلم إلا بالألفاظ الواردة التي لا يفهم معناها بل من فهم معانى النصوص فهو أحق بالسنة ممن لم يفهمها ومن دفع ما يقوله المبطلون مما يعارض تلك المعاني وبين أن معاني النصوص تستلزم نفي تلك الأمور المعارضة لها فهو أحق بالسنة من غيره وهذه نكت لها بسط له موضع آخر "(/)
نريد ردا متينا على هذه الدعاوى (حول مسألة إقعاد الله نبيه محمدا على عرشه)
ـ[المبتدئ في الطلب]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 05:34]ـ
السلام عليكم.
هذا مقال آخر لكاتب موتور على، نشره - على عادته - في بعض الجرائد ليشوه أهل السنة و الجماعة ... فهل من نقد علمي رزين لمقاله؟
إليكم نص المقال:
"يعتقد ''الحشوية'' أجداد المتمسلفة أن الله تعالى يجلس النبي، صلى الله عليه وسلم، معه على العرش بجنبه في مكان أفرده له لا يتجاوز أربعة أصابع! وقد بلغت عندهم هذه العقيدة مبلغا عظيما حتى كفّروا من خالفهم من أجلها بل واستحلوا دمه، كما فعلوا مع الإمام الطبري رضي الله عنه·
معنى القعود على العرش
يقصد ''الحشوية'' بقعود النبي، صلى الله عليه وسلم، على العرش القعود الحقيقي الذي نعرفه ونفهمه، ويكون هذا القعود هو قعود ذات النبي، صلى الله عليه وسلم، بجنب ذات الله تعالى· يوضح هذا ما قاله ابن أبي يعلى في كتابه ''إبطال التأويلات'' ج 2 ص 479 قال: ''علم أنه غير ممتنع حمل هذا الخبر على ظاهره، وأنه يجلسه معه على عرشه وسريره، بمعنى يدنيه من ذاته ويقربه منها'' اهـ·
هل يكفر من لم يعتقد هذه البدعة؟
قال ابن أبي يعلى في ''إبطال التأويلات'' ج 2 ص 483 عن مجاهد في قوله ''عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا'' (الإسراء 79): ''يجلسه على العرش، وهذه فضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو كافر من ردها'' اهـ·
هل يقتل من لم يؤمن بها؟
قال سعيد بن عبد الرحمن بن إبزي: قلت لأبي: لو رأيت رجلا سب أبا بكر، ما كنت صانعا به؟ قال: أقتله· قلت: فعمر؟ قال: أقتله· فهذا لأبي بكر وعمر، فكيف بمن رد فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم؟
من رد هذه البدعة فهو من الفرق الهالكة
ذكر أبو عبد الله بن بطة في كتاب ''الإبانة'' قال أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد: ''لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله تعالى يقعد محمد، صلى الله عليه وسلم، معه على العرش واستفتاني في يمينه، لقلت له: صدقت في قولك، وبررت في يمينك، وامرأتك على حالها، فهذا مذهبنا وديننا واعتقادنا، وعليه نشأنا، ونحن عليه إلى أن نموت إن شاء الله· فلزمنا الإنكار على من رد هذه الفضيلة التي قالتها العلماء وتلقوها بالقبول، فمن ردها فهو من الفرق الهالكة! ''· ''إبطال التأويلات'' ج 2 ص.485
ولكم أن تتدبروا قوله ''فهذا مذهبنا ودينا واعتقادنا، وعليه نشأنا، ونحن عليه إلى أن نموت''!!
بدعة ثابتة بالمنامات!
في الوقت الذي يحرم المتمسلفة الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة، سمحوا لأنفسهم الاحتجاج بالمنامات في مسألة هي عندهم من أمهات العقيدة التي يكفر، بل ويقتل من خالفهم فيها·
ذكر الخلال في كتابه ''السنة'' رقم ,257 وابن أبي يعلى في ''إبطال التأويلات'' ج 2 ص ,485 قال: أخبرني الحسن بن صالح العطار عن محمد بن علي السراج قال: رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره، فتقدمت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقمت عن يسار عمر فقلت: يا رسول الله، إني أريد أن أقول شيئا فأقبل عليّ· فقال: قل· فقلت: إن الترمذي يقول: إن الله عزّ وجلّ لا يقعدك معه على العرش، ونحن نقول يقعدك معه على العرش، فكيف تقول يا رسول الله؟ فأقبل عليّ شبه المغضب وهو يشير بيده اليمنى عاقدا بها أربعين وهو يقول: ''بلى والله بلى والله بلى والله، يقعدني معه، ثم انتبهت'' اهـ·
هكذا، بمجرد ما انتبه هذا السراج من منامه حتى تحولت رؤيته إلى عقيدة يجب على ملايين المسلمين اعتقادها، وإلا قتلوا· وبمثل هذه المنامات، تحول الإمام الترمذي إلى أحد المغضوب عليهم من طرف رسول الله، صلى الله عليه وسلم· هكذا يعمد الحشوية إلى تعبئة العوام ضد خصومهم، مستعملين كل الوسائل· جاء في كتاب ''إبطال التأويلات'' لابن أبي يعلى ج 2 ص 486 قال: وسمعت أبا بكر بن صدقة يقول: حدثني أبو القاسم بن الجبلي عن عبد الله بن اسماعيل صاحب النرسي قال: ثم لقيت عبد الله بن اسماعيل فحدثني قال: رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، في النوم فقال لي: ''هذا الترمذي ينكر فضيلتي!! '' اهـ· وانظر أيضا ''السنة'' للخلال رقم 256: هكذا من لم يؤمن بهذه البدعة التي اخترعتها عقول ''الحشوية'' يضلل ويكفر ويخرج من جماعة المسلمين ويقتل، ثم ينال غضب النبي، صلى الله عليه وسلم، الذي اختار عقول ومنامات
(يُتْبَعُ)
(/)
الحشوية ليبلغ لأمته غضبه على الإمام الترمذي!!
المقام المحمود
زعم الحشوية أن المقام المحمود الوارد في قوله تعالى: ''عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا'' (الإسراء 79) المقصود به إقعاد النبي، صلى الله عليه وسلم، مع الله في مساحة لا تتجاوز أربعة أصابع! وكل مسلم لم يتلوث بحشو يعلم أن المقصود بالمقام المحمود هو مقام الشفاعة، يدل على ذلك ما ثبت عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في قوله:'' عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا'' (الإسراء 79) سئل عنها، قال: ''هي الشفاعة''، أخرجه الترمذي برقم 3137 وقال حديث حسن، وأخرجه أحمد في مسنده 2/ 444 ـ ,478 وابن جرير الطبري في تفسيره 15/ 98 والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 484 وعزاه السيوطي في الدرر 5/ 324 إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه، ويؤيده ما أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 399 عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: ''إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا ـ أي جماعات ـ كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود''· وما أخرجه الطبري 15/ 98 عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ''إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك، استغاثوا بآدم عليه السلام فيقول: لست صاحب ذلك، ثم بموسى عليه السلام فيقول كذلك، ثم بمحمد فيشفع بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا'' اهـ· وقد أخرجه البخاري في صحيحه في الزكاة 3/ 338 وحديث أنس، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ''يُحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهمّوا بذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا، فيأتون آدم··· إلى أن يقول: فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن، ثم تلا الآية >عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا<· قال: وهذا المقام المحمود الذي وُعِدَه نبيكم صلى الله عليه وسلم''· أخرجه البخاري بهذا اللفظ في التوحيد 13/ 422 ومسلم في الإيمان 11/ 180 ـ.184
الحشوية يعلنون الحرب على مخالفيهم
من عادة ''المتمسلفة الحشوية'' أن يبتدعوا بدعة ثم يجهدون أنفسهم في تأصيلها، مستعينين بالأحاديث الموضوعة والضعيفة والإسرائيليات والمنامات، ثم يعمدون إلى تكفير كل من خالفهم ولم يؤمن ببدعتهم، وبعد ذلك يأمرون بقتله، ولا يتوانون في إشعال الفتن حيثما حلوا وارتحلوا، المهم عندهم الانتصار للبدعة·
يقول ابن الأثير في الكامل ج 8 ص 73 عن سنة ''317وفيها وقعت فتنة عظيمة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروذي الحنبلي وبين غيرهم من العامة، ودخل كثير من الجند فيها، وسبب ذلك أن أصحاب المروذي قالوا في تفسير قوله تعالى: ''عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا''، أن الله يقعد النبي، صلى الله عليه وسلم، معه على العرش، وقالت الطائفة الأخرى: ''إنها الشفاعة فوقعت الفتنة، واقتتلوا، فقتل بينهم قتلى كثيرة'' اهـ·
وينقل لنا أبو عبد الله محمد بن حارث الخشني القيرواني (ت: 361) ما أحدثه اعتقاد ''الحشوية'' بشأن قعود النبي، صلى الله عليه وسلم، مع ربه على العرش من مهاترات بين الحشوية وعقلاء الأمة، قائلا: ''قال محمد: قال لي بعض التجار بالقيروان: شهدت ببغداد رجلين يتناظران في تفسير المقام المحمود، فتقلد أحدهما أنه الجلوس مع ربه جلّ وعزّ على العرش، وتقلد الآخر أنه الشفاعة، قال: فرأيت كل واحد منهما يشيل نعله على صاحبه، فهذا يقول: يا عدو الله تستهين بالله جلّ وعزّ، وتشبه به عبده''· والآخر يقول: يا عدو الله، تستهين برسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا تراه أهلا لكرامة الله جلّ وعزّ!! فحيكت ذلك لمحمد بن أيمن، فقال لي: شهدت أهل بغداد وقت كوني بها وقد وقعوا في هذا المعنى، وقد تقلد أصحاب ابن حنبل أن الجلوس على العرش هو المقام المحمود، قال: فعهدي بكثير من وضّاع الكتب وهم يحتالون في كتبهم فيخرجون إلى ذكر المقام المحمود ليظهروا تقلد الجلوس على العرش، فيتوجهوا بذلك عند أصحاب ابن حنبل بهذا المذهب''، أنظر أخبار الفقهاء والمحدثين ص.118
النبي صلى الله عليه وسلم يشارك الله في ربوبيته لحظة وجوده على العرش!
بلغ ضلال ''الحشوية'' في هذه المسألة إلى اعتقاد أن الرسول يشترك مع الله تعالى في الربوبية في لحظة وجوده على العرش، حيث يقول ابن النجاد: ''وحدثنا معاذ بن المثنى حدثنا خلاّد بن أسلم قال: حدثنا محمد بن فضل عن ليث عن مجاهد كلهم قال في قول الله عزّ وجلّ قال يجلسه معه على العرش، وسألت أبا يحيى الناقد ويعقوب المطوعي وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة من شيوخنا، فحدثوني بحديث محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد· وسألت أبا الحسن العطار عن ذلك، فحدثني بحديث مجاهد، ثم قال: سمعت محمد بن مصعب العابد يقول هذا، حتى ترى الخلائق منزلته صلى الله عليه وسلم، ثم ينصرف محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى غرفته وجناته وأزواجه، ثم ينفرد عزّ وجلّ بربوبيته''، انظر ابن أبي يعلى، ''طبقات الحنابلة'' 2 /.9
بهذا ندرك خطورة هذه البدعة الحشوية على التوحيد والأمن ووحدة الأمة، ونحن لا نطلب من كل متمسلف أو حشوي إلا أن يظهر إنكاره لهذه البدعة ويحكم على قائليها بما يحكم به على مخالفيهم· إذا فعلوا ذلك، سنعتبر ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح"· انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 05:50]ـ
أخي الكريم: حبذا البحث عن ردود ما تنقله من شبهات المبتدعة في المجلس وملتقى أهل الحديث وغيرها من مواقع أهل السنة .. لإنها قد نوقشت كثيرًا.
وفقك الله إلى ما يُحب ويرضى ..
وهنا جوابك:
http://www.antihabashis.com/bbs/forum_posts.asp?TID=56
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 08:58]ـ
اذا قعد مخلوق على مخلوق على وصف مخلوق فهل في هذا مايحالف العقل؟
لاأرى ذلك
فالعرش مخلوق والرسول مخلوق
وهنا ندخل مرة اخرى في مسألة استواء المخلوق على عرش واستواء الخالق سبحانه فاستواء المخلوق غير استواء الخالق واستواء الخالق مرتبط بماورد في القرآن من التنزيه والصمدية وعدم الحلول والمماثلة والمشابهة
والله يفعل مايشاء برسوله صلى الله عليه وسلم من التفضيل سواء في الارض ام في السماء
ولن يكون الرسول بذلك إلها بل كرامة له أن يجلس على عرش الرحمن الذي هو اي العرش مخلوق ماالمشكل هنا
ثم من قال ان الجلوسه على العرش ابدي ومعلوم ان الرسول في الجنة في الفردوس الاعلى فلاتقلبوا الابدي الي ماهو غير ابدي بحيث يظن الظان انه عن يمين الله على الصورة التي جعلها النصارى للمسيح حتي وصل الامر عندهم انه هو هو وهو الحاكم على البشر والملك والوارث فكل هذا لم يرد في عقيدة علماء الامة
انا ارى ان الامر ابسط-مع جلالة الموقف-مما يشحب من يشجب على شيخ الاسلام(/)
العلامة الشيخ مقبل الوادعي /الأفكار الإيرانية زادت الشيعة تلويثا في اليمن
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 10:51]ـ
العلامة الشيخ مقبل الوادعي /الأفكار الإيرانية زادت الشيعة تلويثا في اليمن
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل شيخنا العلامة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي يرحمه الله عن الشيعة في اليمن في شريط جلسة مع الصحفي الألماني في (29 محرم 1417هجري).
السؤال168:
كيف حالة الدين في اليمن بين
السنة والشيعة؟
الجواب: الدين في اليمن على أحسن ما يرام، أما دعوة الشيعة بحمد الله قد ماتت، ولم يبق إلا دعوة أهل السنة، لأنها الدعوة الحقة، يقول ربنا عز وجل في شأن اتباع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ?وإن تطيعوه تهتدوا? (9)، ويقول: ?إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم? (10).
ثم زاد دعوة الشيعة تلويثا الأفكار الإيرانية، فيأتون بأشياء تكون سببا لتشويه دعوتهم، ومن الأمثلة على هذا أن هناك كتابا يباع اسمه «عيون المعجزات» وفي هذا الكتاب: أن الشمس قالت لعلي: السلام عليك ياأول ياآخر ياظاهر يا باطن يامن هو بكل شيء عليم. وأن رجلا قال لعلي: أشهد أنك تعلم السر وأخفى. وأن علي بن أبي طالب قال لرجل: أما تعلم أني أعلم ما في الأرحام.
ومن هذه التراهات، فازداد الناس منها نفورا، وأقبلوا على دعوة أهل السنة، ومن فضل الله فدعوة أهل السنة هي المقبولة لدى المجتمع اليمني وهي المحبوبة وهي التي يطالب بها المجتمع اليمني بالزيارات والبقاء عندهم، ويقول قائلهم: إذا جئتم لنا بطالب علم فنحن مستعدون أن نقوم بجميع ما يحتاج إليه، ويعلمنا كتاب ربنا وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وأهل السنة لا يدعون إلى أنفسهم، ولكن يدعون الناس إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ بخلاف الآخرين فإنهم يدعون إلى أنفسهم وإلى تعظيمهم، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا: عبدالله ورسوله»، ويقول: «والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل».
مع أن الله تعالى قد أنزل في رفعة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- سورا، فسورة الضحى تعتبر تسلية للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وكذلك سورة ?ألم نشرح لك صدرك? تسلية للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ورفع لمعنوياته. وكذ سورة ?إنا أعطيناك الكوثر?، رفع لمعنوية النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. ومع ذلك يقول: «والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل».
وأولئك سواء أكانوا من الشيعة أم من الصوفية يغلون في أئمتهم، وربما نزلوهم منزلة الخالق وهذا موجود في كتبهم، بل قال بعضهم:
لي خمسة أطفي بهم
نار اللظى والحاطمة
المصطفى والمرتضى
وابناهما والفاطم
والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول في عرصات القيامة: «نفسي، نفسي، نفسي».
ويقول لابنته فاطمة التي هي بضعة منه: «يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا».
كتاب تحفة المجيب اسئلة الحاظر والغريب(/)
عدم تحقق الكفاية من الجهود المبذولة لصد عادية الليبرالية
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - Apr-2010, صباحاً 12:01]ـ
عدم تحقق الكفاية من الجهود المبذولة لصد عادية الليبرالية.
(وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ
قَوْمٌ يَفْرَقُونَ **56} لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ
أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ **57})
(وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي
لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ **30})
====
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وعلى آله وصحبه إلى يوم يبعثون.
أما بعد, فلست بصدد الكلام عن أصول الليبرالية كمذهب فكري, أو أن أغوص في كتابات منظريها, ثم أشرع في نقض ما أسسوا عليه مذهبهم, , فإن لكل ميدان فرسان, ولست واحدا منهم, على الأقل لحظة كتابتي لهذه السطور, وإني أرجو من الله تعالى أن يقيض لهذه الأمة من يتصدى لذلك.
ولكني أتحدث هنا عن ظاهرة لا تحتاج كبير جهد لرصدها, ولا سعة اطلاع أو رسوخ علم لبيانها, ولست أعني انتشار الليبرالية والعلمانية وما تفرع عن هذين المذهبين الإلحاديين من أيدلوجيات كما قد يسبق إلى ذهن القارئ الكريم, ولكني أقصد جانبا آخر من الأزمة, ألا وهو:
عدم تحقق الكفاية من الجهود المبذولة لصد عادية الليبرالية عن الإسلام.
بداية, فإني أقرر أنني أدين الله بأنه لا ينبغي لمن أوقفه الله في مقام لخدمة دين الله أن يدعو مسلمي العالم بأسره إلى مشاركته الوقوف في هذا المقام, ولا ينبغي له إن رأى غيره ينشغل بما قد يراه هو أقل جدوى أن ينكر عليه أو أن يرى نفسه أعلى درجة من أخيه, إذ الاجتهادات تختلف, والقدرات تتباين, وكل ميسر لما خلق له, وكل على ثغر, ولا يمكن أن يقوم بسائر أعباء الدين فرد واحد ولا حتى جماعة واحدة, فمثلا: لا يحسن بمن تصدى لمواجهة التنصير أن ينقم من الرادين على المبتدعة من أهل القبلة الانشغالَ باتقان مسائل مسائل الصفات والقدر والعقيدة في الصحابة وغيرها, ولا لمن تصدى للرد على المبتدعة أن ينعى على الدعاة إلى الله المشتغلين بتعليم الناس سنة النبي صلى الله عليه وسلم, ولا يحل للدعاة أن يتبرموا من صنيع رجل نذر نفسه ووجهده بل وعمره للذب عن اللغة العربية وحفظ جنابها ... لا يحل له أبدا .. هذا أقرره ولا أجرؤ على مخالفته ..
لكن ما رأيكم إن ألقينا نظرة من أعلى على بيضة الإسلام, فوجدنا ثغرا من الثغور لا يكاد يقوم على حراسته إلا جندي واحد أو جنديان, والعدو الصائل من جهته قد أجلب بخيله ورجله, كتائب تترى, على رأس كل منهما داع من عاة جهنم, وقد عزموا الولوج إلى حوزة الإسلام من خلال هذا الثغر؟!!
ألا يحق لنا ساعتها أن ننذر ونصرخ من فوق أعلى قمة جبل ونقول: أغيثونا يا أهل الإسلام .. المدد يرحمكم الله فلن نصمد .. قليل من العتاد والرجال, نكفيكموهم إن شاء الله .. ثغوركم والله محصنة بما فيه الكفاية وزيادة, والقتال فيها أقل شراسة هذه الأيام, فلا تبخلوا علينا؟!
بلى يحق والذي خلق الخلق .. بل يتعين ذلك, وإلا كان من رأى هذا الوضع وقصر في النصيحة معينا لأهل الباطل على دينه, خائنا للأمانة ..
بعد هذا البيان, فإني لا أشك لحظة في هذه االحقيقة المذكورة أعلاه, أعنى (عدم تحقق الكفاية من الجهود المبذولة لمواجهة هذا العدوان الغاشم) , وسوف أتناول بعض جوانب الأزمة بالعرض بصورة مقتضبة, وللقارئ بعد ذلك أن يحكم بنفسه على دعواي.
أولا: درجة مخالفة الليبرالية لأصول الدين:
فلا شك أن الباطل كلما كان أشد مصادمة لدين الله, كان الانشغال بدفعه أوجب.
وبنظرة سريعة على مفاهيم الليبرالية الرئيسة, نرى أنها تدور في فلك "الحرية" و"التحرر", أي أن حقيقة المذهب هو الدعوة إلى حرية الاعتقاد والسلوك ..
فإن كنت في مجتمع ليبرالي, فحرية الإلحاد مكفولة, فلا يحق لك بحال أن تنكر على من يسب الله ورسوله على أي منبر كان, وفي المقابل, فلا يحق له أن يعترض على اعتقادك بتوحيد الله واتباعك لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا على نقاب زوجك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيضا, فحرية السلوك مكفولة, فلا يحق لك بحال أن تنكر على شارب الخمر أو الزاني بحليلة جاره, طالما كان الأمر لا يتعلق بشخصك, وإن اعترضت, فأنت الرجعي الداعي إلى دخول نفق القرون الوسطى المظلم!
هذا من حيث التنظير, وكفى بذلك مناقضة لأصل دين الإسلام, الذي هو عماده: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله, والذي من أرسخ أصوله: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فإذا قدر لك الاطلاع على بعض أدبيات القوم وأطروحاتهم, وجدت أنهم -شأنهم شأن أتباع كل مذهب باطل- طبقات, فتجد بعضهم مهتما بالإنكار على أهل التدين, وبعضهم شغله الشاغل قضية تطوير مناهج التعليم لإخراج ذلك الجيل الممسوخ المنقوص دينه الذي ينشدونه, وتجد أسفل منهم دركة من ينادي بتجديد الدين, يعني به التحررَ من مرجعية فهم سلف الأمة ومرجعيته, ومنهم من ينكر ارتباط التقدم والازدهار باتباع شرع الله, ثم أسفل دركة: من يطعن في بعض أحاديث الصحيحين, ثم من ينكر السنة بالجملة, ثم من ينكر النبوة وبعضهم ينكر وجود الخالق جل وعلا, والكل يدعي أنه ليبرالي!! والكل يلقي ما في جعبته على أسماع العامة باسم التقدمية والرقي الحضاري, ويتفنن في الانتصار لفكرته بشتى الوسائل, ومن المفترض أن يتم تقبل كلام الكل دون إظهار ولو نزر يسير من تلكم الشعيرة المباركة: (النهي عن المنكر) , إذ أن حرية التعبير مطلب حضاري ومعلم تنويري!
فهي مجموعة من المفاهيم المصادم أغلبها لقطعيات الاعتقاد والشريعة, تُعرض في صورة مزخرفة, وتصبغ بصورة شرعية أحيانا, يحاولون تمريرها بين القطاع العريض من أفراد الملة ..
ثانيا: مدى تأثير الليبرالية على العامة:
وهذا أيضا عامل مهم جدا, فكلما كان الفكر الباطل يحوي في طياته ويملك دعاته وسائل خداع العامة والتلبيس عليهم لتمريره, كلما كان خطره على الأمة أشد.
أما أثره على العقول, فيكمن في الأساس في نظري القاصر إلى عاملين:
أولهما: موافقته في كثير من جوانبه إلى هوى النفس التي لما تذق حلاوة الإيمان بعد, فحين ينادي ليبرالي بالتحرر, فسوف يصادف حتما قلوبا تود لو أنها لم تقيد بصلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج, ومع رفض القطاع الأكبر للمسلمين لهذه الدعوة, فإن صاحبها إذا ما أحسن التنظير لها, وحرًّف وأوَّل بعض النصوص من الكتاب والسنة للانتصار لهذا المفهوم, ثم أردف ذلك بعبارات الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم والاستشهاد بموقف لعمربن الخطاب, فصاحب الهوى, الذي يكاد يحيط علما بكل فنون الدنيا إلا ما يتعلق بالعلوم الشرعية, لابد وأن يُشرب قلبه هذا الإفساد العقدي.
ثانيا: كونه موافقا لما يتظاهر به الغرب والتغريبيون من تلك المظاهر الجوفاء التي لا يستطيعون أن يلتزموا حقائقها في محك واحد!! مثل احترام الآخر-حرية الاعتقاد-احترام العقل-حقوق الإنسان-التجديد والتنوير-العولمة-ذم الجمود والظاهرية!
كل هذه الدعاوى قد أولع بها الكثير من عوام المسلمين, بل ويدعون إليها في قرارة أنفسهم! بعد أن أسلموا أزمة عقولهم إلى الإعلام التغريبي يزرع فيها ما شاء ..
ولذا, فإني أزعم أن أفكار الليبراليين والعلمانيين هي الأكثر انتشارا بين عوام المسلمين, فلو فرضنا أنك أخذت رجلا من الشارع متابع لبرامج الفضائيات, قارئ للصحف اليومية والأسبوعية, ثم فرضنا أنك استطعت أن تخرج من عقله رصيدَه من الباطل الذي يعتقد صحته, لوجدت أن الحظ الأوفر سيكون لأفكار الليبراليية والعلمانية, وستجده يفوق بكثير في أغلب الحالات ما يعتقد صحته من عقائد الأشاعرة أو المعتزلة مثلا ..
بل والأدهى, أن الوضع يفرض نزاعا بين الإسلاميين وبين من يخالفهم, فترى في الخندق المقابل تحت راية الليرالية كل من اللادينيين والملحدين, فتتسرب بعض أفكار أولئك إلى العقول مع ما يتسرب, فلا تعجب إن وجدت فئاما من الشباب يرون في تعدد الزوجات ظلما للمرأة, وفي حد السرقة وحشية, بل يصرح بعضهم أنه لا يملك يقينا راسخا بصدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: وسائل التأثير:
(يُتْبَعُ)
(/)
فانا أيضا أزعم أن أكثر المذاهب المُمَكَّنة من إيصال مفاهيمها للعامة هي الليبرالية, فإن كان للرافضة قنوات فضائية تدار فيها برامج حوارية, وإن كان للصوفية منتديات يكتب فيها بعض دعاتها, وإن كان لغيرهم من أهل البدع مواقع تعرض شبهاتهم, فإن الليبرالية هي عماد وسائل الإعلام, بحيث لو فرغت منه لسقطت على الفور على أم رأسها!
الصحف والبرامج الإعلامية والمسلسلات والأفلام ... هذه المصادر لا ينازع أحد في أنها الأيسر وصولا إلى العامة, وهي في قبضة الليبرالية أو من يستحسنها أو على الأقل يفضلها على الإسلام بمفهومه الشامل .. فلك أن تتخيل كم المفاهيم الفاسدة التي تلقى على مسامع الناس وهم في بيوتهم بل وعلى أسرة النوم .. هل ترى أيسر من ذلك وسط لتمرير هذا الإلحاد؟
فانظر إلى عدد البشر الذي يتلقى أفكار الليبرالية والعلمانية من مسلسل يعرض في شهر رمضان؟
وكم مشاهدا لبرنامج على قنوات الإفساد يستضيف مفكرا أو كاتبا يعرض فيه بضاعته؟
فيلم قبيح أو مسلسل خليع لا يعلم عنه أهل التدين ولا حتى اسمه, قد يتضمن من المصائب الفكرية التي تشربها قلوب المشاهدين أضعاف أضعاف ما قد يتضمنه كتاب لمبتدع, ومقال في إحدى الجرائد التي يحرص على شرائها ما يربو على نصف المجتمع, قد ينتصر فيه الكاتب لفكرة تناقض أصل دين الإسلام, يزخرف قوله بما أوتي من مهارات إعلامية, فيعتقد صحة مقالته الملايين في يوم واحد بلا مبالغة, وطلبة العلم جلهم لا يعلم من أين يحصل على نسخة من هذه المقال .. !
ثم قل لي:
كم عاميا يطالع كتابا في العقيدة للبوطي فضلا عن كتب سعيد فودة أو السقاف؟
وكم شابا أو فتاة يمكنهم أن يطالع كتب القاضي عبد الجبار أو أبي المعالي أو محمد بن عمر الرازي, لتتلطخ عقيدته بشبهات المتكلمين؟
لاشك أنهم موجودون, ولكني أعقد مقارنة لا يلزم من عقدها تفي جانب من أزمة الأمة للمبالغة في توصيف جانب آخر.
رابعا: أساليب أربابه:
وخطورته أيضا في نفاق الكثير من أربابه, فإنك وإن قارنته بالنتنصير مثلا, تجد أن المنصرين في أغلب الأحيان إما أن يدعوا إلى دينهم, أوأن يشككوا في دين الإسلام, أو يطعنون صراحة في النبي صلى الله عليه وسلم او في القرآن, في حين أن الليبرالي لا يجرؤ في الغالب على أن يصدع بمعتقده, بل يلجأ إلى استخدام نصوص الكتاب والسنة وفق فهمه المحرف لتمرير ما يروم إلى تمريره, يزيد هذا الاستخدام وينقص بحسب طبيعة الجمهور المخاطب, مع الحديث عن واقع المسلمين المتردي وتفوق الغرب المتحرر من القيود ..
وأحيانا يكون حديثهم منصبا على أخطاء بعض المنتسبين إلى الدعوة أو بعض فتاوى أهل العلم, التي تكون شاذة تارة وموافقة للدليل تارة أخرى لكن قد يستنكرها العامة – فيقفون بذلك على أرضية مشتركة في النقد بينهم وبين العامة, ثم يشرعون بعدها في تمرير مخططهم, وكثيرا ما يستخدمون هذه الفتاوى لتكون وقود حملة بل حملات متتابعة على أهل العلم والفضل, لا يكاد يمر شهر إلا وقد أجمعوا كيدهم ودبروا أمرهم بليل ثم أتوا صفا, يضربون أحد كبار علمائنا ورؤوس دعاتنا ضربة رجل واحد, فينجيه الله من كيدهم ..
وتارة يصدرون كلامهم بالثناء على كبار أئمة الدعوة عبر العصور, ثم يقررون أنه ما من أحد معصوم إلا الأنبياء, ثم يطعنون فيما هو من مفاخر دعوة هذا الإمام, ثم يختمون بالثناء عليه مرة أخرى!
أما أن يواجه الليبرالي ويناظر على أصوله ويظهر الطعن في دين الله, فهذا لا يسلكه أغلب دعاته في الفترة الحالية, ربما في مراحل لاحقة.
خامسا: واقع طلبة العلم ووزنهم في المحنة:
مع استصحاب ما ذكرتُ, من كون كل من العاملين لدين الله على ثغر, إلا أن الناظر في حال طلبة العلم والعاملين في حقل الدعوة, ليظهر له أن من له دراية بأصول هذا المذهب الهدام والمتابعين لتطور أحداث المعركة بين الليبراليين وبين كل ما هو إسلامي: هم قلة قليلة, فضلا عن من يتصدر للرد عليهم فضلا عن من يجيد ذلك.
ولك أن تسأل نفسك أيضا في نفس سياق المقارنة: كم طالب علم في الأمة الآن يتقن مسائل الخلاف مع الأشاعرة, من القول في كلام الله تعالى والقدر والصفات والإيمان وغيرها, ويحسن تقرير بطلان مذهبهم والانتصار لمذهب السلف بالدليل النقلي والعقلي في أبهى صورة وأحسن عرض, وكم طالب علم قد أحاط علما بفتنة خلق القرآن, ومَن صَبَر مع أحمد ومن أجاب, ومن ناظره, بل ويحفظ عبارات المعتصم أيام المحنة -وهو بلا أدنى ريب مما يرفع الهمم ويزيد الإيمان-, ولكن تجده لا يعلم شيئا عن حقيقة الصراع الآن مع تلك الفئة الباغية على أرض الشريعة, ولو قلت له: سم لي ليبراليا يعيش الآن حيا يرزق: لم يحر جوابا؟!
بالله عليكم أليس هذا مظهرا من مظاهر الخلل الذي يلزمنا المسارعة إلى سده؟!
ثم الوضع أظهر خطورة إذا ما أبصرت بعينيك هذا الكم الهائل من المقالات المدبجة في تصيد أخطاء العاملين لدين الله من أهل السنة, ثم الأدهى من ذلك, تلك المقالات التي تكاد تقطع أن صاحبها ما رقم منها حرفا إلا انتصارا لنفسه.
بعد هذا العرض الموجز, فإني أطالبك أخي القارئ الكريم بأن تجلس مع نفسك ولو لساعة من نهار, و أن تقلب هذه الجملة من الأسئلة في بالك, ولتخبرنا بما وصل إليه عقلك من أجوبة عنها:
هل أصابنا العمى إلى هذا الحد في عصر توفرت فيه وسائل الاطلاع على الواقع بصورة غير مسبوقة النظير, فلم نبصر هذا الخطر؟!
أم أن الشقة قد بعدت علينا, فآثرنا الركون إلى ردود السلف على المعتزلة والجهمية, ثم نسخها ولصقها أمام خَلَفهم, الذين هم في كثير من الأحيان ضعاف العلم, ضعاف السطوة, ضعاف التأثير على عوام المسلمين, بدلا من التصدي لمذهب لم يسبقنا أحد من سلفنا إلى نقضه تفصيلا, تتبناه جهات ذات سلطة وقوة وتأثير؟!
ما هو دورك في هذا الصراع؟
ما هي المهارات التي من الله عليك بها, تستطيع أن توظفها للانتصار للشريعة أمام أعدائها؟
ما هو مصير الأمة إذا ما أبينا الخروج من سباتنا والبروز لصد عادية الليبراليين؟
ما هو جوابك أمام الله إن سألك: ماذا قدمت لدين الله في هذه المحنة؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 05:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكرُ لك ولكاتب الموضوع هذه الغيرة،، و هنالك الكثير من المشايخ الحريصين على نقض هذه العادية بمختلف الوسائل ..
ولعلي أضيف شيئاً أخر وهو بخصوص معرفة أسباب تسلل أفكار هؤلاء القوم إلى ديار المسلمين ودراستها واستئصال هذه الأسباب من جذورها بقوة السلطان إن أمكن، وإلا فبتكثيف الجهود بين العلماء والأدباء ..
وذلك لأن هذا العدو هو عدوٌ من نوع خاص - كما يُقال - فقديماً كانوا أصحاب البدع ينطلقون من منطلق ديني، فلذا كان من السهل على أئمة السنة الرد عليهم بالنصوص الشرعية ..
أم هؤلاء العلمانيون فهم ينطلقون من منطلق لايؤمن بدين؛ يدخلون لبيوت المسلمين عن طريق الشعر والروايات والبحوث الأدبية، فلذا يجب تكاثف الجهود بين علماء الشريعة لفضح مخططاتهم للعامة ..
وبين أدباء الإسلام بأن يُجرِّدوا القلم لتوفير البديل الإسلامي المحافظ للعامة بكتابة الروايات والقصص والشعر المحافظ والبحوث النقدية ..
وأقول للعامة لا لطلبة العلم، لأن الأصل أن يُوجّه الناس جميعاً لطلب العلم لا لغيره، ولكن وبما أن الكثير ربما لا يملك مقومات طلب العلم؛ فيحتاج للقراءة؛ فمن هنا يتم توفير البديل المُحافظ ..
وفقكم الله وبارك فيك
ـ[مزن]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 05:13]ـ
جزاكم الله خيرا .. لابد فعلا كشف مخططاتهم لعامة الناس حتى لايغتروا بهم ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 07:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فلذا يجب تكاثف الجهود بين علماء الشريعة لفضح مخططاتهم للعامة ..
وبين أدباء الإسلام بأن يُجرِّدوا القلم لتوفير البديل الإسلامي المحافظ للعامة بكتابة الروايات والقصص والشعر المحافظ والبحوث النقدية ..
وأقول للعامة لا لطلبة العلم، لأن الأصل أن يُوجّه الناس جميعاً لطلب العلم لا لغيره، ولكن وبما أن الكثير ربما لا يملك مقومات طلب العلم؛ فيحتاج للقراءة؛ فمن هنا يتم توفير البديل المُحافظ ..
وفقكم الله وبارك فيك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أجدت وأصبت ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 07:49]ـ
بترك الله فيك أختي الفاضلة " مزن ".
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 11:07]ـ
للاسف ان الجهود لصد الليبرالية ضعيفة جداً والليبراليين ليسوا ليبراليين اكثر من انهم منافقين نفاق واضح
فهم ينتقدون الشريعة الاسلامية صغيرها وكبيرها بكل وقاحة وجراءه ابداءً بالعقيدة وانتهاءً بالسنن والمستحبات
بل لا يدعون باب يضر بالاسلام والمسلمين إلا طرقوه حتى المجون والشعوبية والتغريب ... الخ
وهم يستترون بجلباب الليبرالية او الوسطية اوالوطنية او الاصلاح وما اكثر اقنعة المنافقين
فلعنهم الله ما اشد ضررهم واخبث طويتهم
وحتى الان ليس هناك من يقف في وجوههم من علماء او طلبة علم او مراكز وهيئات
إلا ما نجده من البعض واخرهم مركز التأصيل للدرسات والبحوث الذي له جهود مشكوره
ونحن بانتظار (الجمعية العلمية السعودية للدراسات الفكرية) والتي يبدوا انها ولدت ميته
علماً بانه قاربت اتمام سنة على انطلاقها ولكن للاسف كانت سنة مخيبه لمن سرّ بانطلاقها
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 03:18]ـ
الجمعية السعودية , وكأنها لم تلد أصلا
ةالله المستعان ,
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 10:55]ـ
نسأل الله لهم الإعانة ..(/)
عجيب أمر المسلمين!! تركوا أسباب النجاة ولم يسلكوا مسالكها!!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[07 - Apr-2010, صباحاً 06:14]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
فإن الله تعالى وعد من وحّد وآمن وعمل صالحا وعده بالأمن والأمان والاستخلاف والتمكين والنصر والرفعة؛ والعكس بالعكس،فمن أشرك وعصى فإن الله تعالى يضيق عليه ويعيش معيشة ضنكى.
هذه حقائق ثابتة في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ولقد تابعت ردود الأفعال والتعليقات التي تصدر من الناس بين الفينة والأخرى حينما تقع التفجيرات والقتل للناس المدنيين والأطفال والنساء في العراق، تابعت ذلك على البي بي سي! فما وجدت واحدا منهم قال: إن ما وقع هو من كسب أيدينا لأننا عصينا ونسينا الله تعالى وتركنا شرعه! فصار همنا أن نأكل وأن نكون مترفين مثل الدول الكافرة الأخرى أو الدول المسلمة الآمنة؛ ما وجدت واحدا منهم يقول: ارجعوا لربكم فيمتعكم متاعا حسنا،ارجعوا لربكم فيفتح عليكم بركات السماء والأرض!
الشعب العراقي وغيره يصدق عليه قول الشاعر:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها**إن السفينة لا تجري على اليبس!
الكل تكلم عن الداء! ولكني ما رأيت أحدا تطرق لسبب الداء الحقيقي ولا للدواء!!
ويصدق عليهم قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ**والماء على ظهورها محمول!
لقد وعد الله تعالى من رجع إلى دينه ووحد الله تعالى واتقى الله واستقام أن يسبغ عليه الأمن والأمان والبركات، وهذا العلاج في كتاب الله عزوجل؛ الناس هاربون من ربهم،ويطالبون بالديمقراطية! ولا أحد منهم طالب بتحكيم شرع الله تعالى! بل هم يتبرأون منه! ولا يريدون دينا!! فغَضِب الرب عليهم؛ لقد سمعت بأذني في أكثر من مقابلة للناس هناك يقولون: لا نريد دينا!! نريدها علمانية! نريدها بلدا ديمقراطيا!!!
أما سألوا أنفسهم: هذه الأمنيات المارقة ألا تغضب الرب جلّ جلاله؟!!
أما سألوا أنفسهم: ما الذي أهلك الأمم السالفة وضيق عليهم؟!!
أما سألوا أنفسهم: ألستم بمسلمين تؤمنون بالقرآن؟!!
أمركم الله في القرآن أن تقيموا شرعه،وتوحدوه، أليس سب الله تعالى علنا في الشوارع في الشاردة والواردة؟!!
أليست الأوثان تُعبد من دون الله تعالى:ملايين مملينة من الدهماء متوجهون لعلي والحسين وموسى الكاظم يناشدونه ويستغيثونه ويطلبون منه الأمان والرزق والعافية والصحة!! أهكذا أمركم الله تعالى في كتابه؟!! أقال لكم: ادعوني أم ادعوا الأولياء؟!! هل هناك آية واحدة تقول: ادعوا آل البيت أو ادعوا الجيلاني أو ادعوا الجنيد؟!!
أليست الخمّارات منتشرة هنا وهنالك؟!!
تريدون الأمن والأمان والنعمة والتوفيق وأنتم لم تتقوا الله تعالى!!
غر كثير من هؤلاء الناس الملايين -وفيهم الدكاترة والمهندسين والأساتذة- غرهم أهل المآرب والأغراض من معممي دولة إيران المجوسية! أما آن لكم أن تفيقوا، أم أنكم لن تفيقوا إلا في يوم صباحه جهنم؟!!!!
يا قوم:
إني ناصح لكم أمين:
قال أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه-:
إنا قوم كنا أذلة،فأعزنا الله تعالى بالإسلام، فمتى ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 07:21]ـ
يرفع لتعليقات الإخوة .....
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 07:33]ـ
الكل تكلم عن الداء! ولكني ما رأيت أحدا تطرق لسبب الداء الحقيقي ولا للدواء!!
لقد وعد الله تعالى من رجع إلى دينه ووحد الله تعالى واتقى الله واستقام أن يسبغ عليه الأمن والأمان والبركات، وهذا العلاج في كتاب الله ..
السؤال ياأُخي / ماهي وسيلة الرجوع .. ؟؟؟؟؟
كيف الطريق إلى الله وإلى موعود الله .. ؟؟؟
وضعت إصبعك على الداء، ولكن أين هو الدواء ... ؟؟؟؟
الشافعي عالج كثير من مرضى زمانه ...
وأرى أنه العلاج الحيد لكثير من أمراض الأمة ..
هاك إياه ...
ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدب
من راحة فدع الأوطان واغترب
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه
وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده
إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست
والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ً
لملها الناس من عجم ومن عرب
والتبر كالترب ملقى في أماكنه
والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرب هذا عز مطلبه
وإن تغرب ذاك عز كالذهب
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 05:53]ـ
بارك الله فيك أخي صالحا وغفر لك! ألا تراني ذكرت الدواء في تضاعيف الكلام؟!!(/)
هل (المحسن) من الأسماء الحسنى؟؟؟
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[07 - Apr-2010, صباحاً 08:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل (المحسن) من الأسماء الحسنى؟ وعلى هذا يجوز التعبيد له،
أم لا؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 09:04]ـ
لا يثبت اسم المحسن لله عز وجل لعدم ثبوت الأحاديث التي في الباب
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 09:12]ـ
ألف أحد تلاميذ الشيخ يحيى الحجوري رسالة في نفي اسم المحسن
ورد عليه الشيخ عبد الرزاق البدر رسالة في اثبات ذلك الاسم
و الصحيح ثبوت ذلك
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 10:44]ـ
رسالة فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر ضعيفة ولعلي أنشط لعرض طرق الحديث والله الموفق.
وتحية طيبة للأخ جمال سعدي
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 12:14]ـ
لا يثبت اسم المحسن لله عز وجل لعدم ثبوت الأحاديث التي في الباب
جزاك الله خيرا
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 12:16]ـ
ألف أحد تلاميذ الشيخ يحيى الحجوري رسالة في نفي اسم المحسن
ورد عليه الشيخ عبد الرزاق البدر رسالة في اثبات ذلك الاسم
و الصحيح ثبوت ذلك
جزاك الله خيرا
هل لنا أن نعرف أين نجدها!
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 12:19]ـ
رسالة فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر ضعيفة ولعلي أنشط لعرض طرق الحديث والله الموفق.
وتحية طيبة للأخ جمال سعدي
جزاك الله خيرا، وبانتظار نشاطك!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 07:28]ـ
الرابط هنا http://al-badr.net/web/index.php?page=ebook&action=download&link=39
وللفائدة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1137360
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 09:00]ـ
صورة الكتاب
http://www.madjaliss.com/static.php?file=images/ElBayan.htm
ـ[زياني]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 11:31]ـ
كتبت بحثا في هذا المنتدى حول إثبات اسم المحسن لله تعالى، وجمعت في ذلك عدة أدلة صحيحة وسميته " تصحيح تسمية الله بالمحسن والرد على من ضعف ذلك"، وقد رددت فيه على من ضعف الأحاديث في ذلك نقطة بنقطة والله الموفق للصواب، وهو في هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=40100(/)
هل ينصح بكتاب شرح الطحاوية لشيخ البراك?
ـ[أبان]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 01:36]ـ
سوال هل يننصح بكتاب شرح الطحاوية لشيخ البراك
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 05:26]ـ
جزاك الله خيرا أخي حمدان لكن الظاهر أن الأخ لا يعرف الشيخ والشيخ من كبار العلماء في السعودية.
وهاك أخي الفاضل ترجمة فضيلة الشيخ العلامة / عبدالرحمن البراك .. حفظه الله
http://www.islamgold.com/view.php?gid=4&rid=60
ـ[النايب الطالب]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 05:28]ـ
الكتاب رائع في بابه ومفيد في تفكيك ألفاظ الطحاوية وأسلوبه سهر ميسر ومفهوم
وقد نفعني الله به نفعاً عظيماً فلا تتردد في الاستفادة من كتب العلماء الربانيين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 03:12]ـ
الحمد لله
سؤال الأخ السائل لم يحدد فيه وجه مقصوده.
ومعلوم أن الكتاب الذي ينصح به أو لا ينصح به يختلف باختلاف حال السائل وتحصيله العلمي.
فمن كتب العلم المهمة النفيسة ما ينصح طالب العلم المبتدئ بعدم قراءته لكونه لا يناسبه في هذه المرحلة، ومن كتب العلم ما ينصح طالب العلم المتقدم بعدم قراءته لكون قد تعدى مرحلة الكتاب وهو مؤلف لم هو دونه في التحصيل ...
ومن الكتب ما يكون متوسطا يناسب المبتدئ ولا يستغني عنه المنتهي.
وهذا الكتاب المسؤول عنه كتاب وسط ليس بالطويل ولا القصير، وعباراته سهلة وليس فيها ما يعسر، ومؤلفه عالم كبير متخصص في هذا الباب وقد عني بتديس العقيدة نحو نصف قرن.
وقد نفدت طبعة الكتاب الأولى منه خلال شهر، والثانية خلال سنة والطبعة الثالثة في الأسواق من أكثر من شهرين، وما ذاك إلا لأنه لقي استحسنا وقبولا عند طلبة العلم والعلماء.
وإن كان الطالب المبتدئ ينصح بشروح الواسطية فهي أنفع له.
والله أعلم.
ـ[المقدسى]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 11:46]ـ
الشيخ البراك حفظه الله من أئمة هذا العصر وهو معروف بتأصيلاته القوية خاصة في باب العقيدة , ولكن لعل السائل إستفسر عن الشيخ بعد أن قرأ بعض الغمز من أدعياء السلفية الذين لم يسلم منهم حتى الشيخ البراك والشيخ إبن جبرين رحمه الله .. !!
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 12:36]ـ
الشيخ البراك حفظه الله من أئمة هذا العصر وهو معروف بتأصيلاته القوية خاصة في باب العقيدة , ولكن لعل السائل إستفسر عن الشيخ بعد أن قرأ بعض الغمز من أدعياء السلفية الذين لم يسلم منهم حتى الشيخ البراك والشيخ إبن جبرين رحمه الله .. !!
صدقت ...............
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 01:08]ـ
الكتاب جيد للطالب العادي إذا أراد أن يحل عبارة المتن من غير دخول فيما ورائها وفيه فوائد منثورة قليلة فهو يصلح ككتاب مطالعة لمن يدرس الواسطية أما بالنسبة للطالب الذي وصل إلى مرحلة دراسة الطحاوية فلا ينفعه هذا الشرح ولا يفيده ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 11:21]ـ
الكتاب جيد للطالب العادي إذا أراد أن يحل عبارة المتن من غير دخول فيما ورائها وفيه فوائد منثورة قليلة فهو يصلح ككتاب مطالعة لمن يدرس الواسطية أما بالنسبة للطالب الذي وصل إلى مرحلة دراسة الطحاوية فلا ينفعه هذا الشرح ولا يفيده ..
حتى يكون الكلام علميا مفيدا.
هل الشرح في عامته اقتصر على ما يحل عبارة المتن وترك ما وراءها؟!
لو صح ذلك لكان في عشر حجمه أو أقل كما في شرح الشيخ الخميس.
ويقال على قولك: إن من وصل إلى مرحلة دراسة الطحاوية ...
ما هي مرحلة داسة الطحاوية؟ هل هي وصول الطالب للمرحلة الجامعية التي يدرس بها الشرح؟ أو دراسته لشرح من شروح الواسطية قبلها ... ؟
وإن كان المراد من هو فوق ذلك.
فيقال أيضا: ما هي المباحث التي أخل الشرح بها وهي موجود في شرح الطحاوية حتى يحكم على الشرح بأنه لا ينفعه ولا يفيده؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 03:37]ـ
بارك الله فيك ..
مرحلة الطحاوية هي مرحلة من درس الواسطية والتدمرية وقبلها كتاب التوحيد وكشف الشبهات وقبلها مجمل الاعتقاد ..
والشرح فيه أشياء وراء حل العبارة ولكنها ليست مقصد لدراسة الطالب العادي الذي لم يدرس الواسطية وطلبه لما وراء حل العبارة في شرح الشيخ هو طلب شهوة وليس طلباً منهجياً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا أراد قراءة شرح الشيخ فلتكن قراءة مطالعة يزيل بها عن نفسه رهبة المتن أما مسائله وقضاياه فلا تطلب له منه بل ستقابله في منهجيته بالتدريج ..
أما من درس الواسطية والتدمرية وأراد الطحاوية فهو مؤهل للدخول مباشرة على شرح ابن أبي العز وما يتعلق به أما دراسته لشرح الشيخ فهو خطأ منهجي يفوت عليه نفيس وقته ..
وليس ميزان الشروح هو الاشتراك في المسائل أو المباحث وإنما ميزانها أمران:
1 - أن تجمع بين اليسر والشمول وبسط العبارة وحسن التقسيم فهذا هو الشرح المدرسي ويرشد الطالب لأفضل من جمع هذه مدرسياً، ومثالها أكثر شروح العثيمين ..
2 - أن يكون في الشرح أكبر كم من الفوائد والزيادات ودفع الإشكالات المتعلقة بالمتن وتفاصيل النقض والمعارضة، ومثل هذا إن خلى عن صفات الأول لا يصلح للتدريس وإنما يدرس بعد الشرح المدرسي. ومثالها بعض شروح صالح آل الشيخ وشرح البراك على التدمرية ..
ولربما جمع كتاب بينهما وهو قليل .. ككتاب شرح كشف الشبهات للهبدان
فكثرة شروح المتن الواحد إن نظر إليها من جهة غايات الشارح ومقاصده من العمل للدين=فليس عليها حرج ..
وإن نظر إليها من جهة مقاصد الطلبة الحاضرين للشرح في محله=فليس عليها حرج ..
أما النظر للشرح من جهة القراءة ومنهجية الدراسة والتعليم ففيه تقييد كثير كي لا يضيع وقت الطالب ويتشتت ..
وكثير من الشروح كشرحي الشيخ على الواسطية والطحاوية وكثير من شروح الشيخ الفوزان وابن جبرين وبعض شروح سعد الشثري هي شروح تدور في المنطقة الرمادية بالنسبة للقاريء فلا هي الأتم والأكمل والأحسن لمن أراد استشراح المتن
ولا هي الأكثر فوائداً واتصالاً بروح المتن نفسه
وهذه المنطقة الرمادية تعيق تقرير هذه الكتب للدراسة وتوجب العدول عنها إلى غيرها مما هو أكمل مدرسياً أو أتم فائدة، لكن قد يشرع تقريرها للمطالعة السريعة ..
فمن وصل للطحاوية فالأنسب له مدرسياً هو شرح الخميس على شرح ابن أبي العز ..
والأنسب له من ناحية الفوائد هو شرح صالح آل الشيخ وتعليقات الغفيص ..
أما دراسة شرح البراك فستضيع وقته في المفضول وفيما يندر فيه وجود مادة إبداعية وفوائد زوائد على ما درسه من قبل ويغنيه عنه الشروح المذكورة وتزيد عليه ..
فليست المسألة في منهجية التعليم مسأل حشو أفقي كما يفعل بعض ضعاف الطلبة فيحشر في رأسه كل شروح المتن الواحد، وإنما هي مسألة انتقائية تكتفي بالأوسع عن الأضيق وبالأتم عن الأنقص ..
وأكرر: ليس كلامنا عن مقاصد الشارح من شرحه ولا مقاصد من استشرحه ممن يحضر الشرح كفاحاً فهي كثيرة ..
وإنما كلامنا عن الدارس الذي يجب عليه تنظيم دراسته والاجتزاء بأنفع وأتم ما في الباب وإن كان في الباب تام نافع آخر ..
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 04:11]ـ
بارك الله فيك ..
مرحلة الطحاوية هي مرحلة من درس الواسطية والتدمرية وقبلها كتاب التوحيد وكشف الشبهات وقبلها مجمل الاعتقاد ..
والشرح فيه أشياء وراء حل العبارة ولكنها ليست مقصد لدراسة الطالب العادي الذي لم يدرس الواسطية وطلبه لما وراء حل العبارة في شرح الشيخ هو طلب شهوة وليس طلباً منهجياً ... الخ ...
كلام غير صحيح.
والشروح ما بين شرح مطول ومتوسط ومختصر.
ولا يخلو كتاب من فائدة.
وأما جهود علماء الأمة في تقريب العلم فهي جهود طيبة مشكورة، ولا تقابل بمثل كلامك هذا -هداك الله-.
الآن تطعن في شروح الشيخ الفوزان والشيخ الجبرين والشيخ البراك وبعض شروح الشيخ الشثري ... فما أبقيت؟ وسبقتهم بالكلام عن الإمام الشنقيطي.
فكفاك -هداك الله-.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 04:30]ـ
كلام انطباعي أكثر من كونه علميا تقييميا لمواد الكتب.
وحتى في تقديرك موضع الطحاوية لم تصب عند كثير ممن يجعل دراسة التدمرية بعد الطحاوية لكونه أصعب وأعقد، كما هو معتمد في جامعاتنا ويقرره جمع من المشايخ.
على كلٍّ فهذا رأيك.
1 - وواقعُ الكتاب بما فيه من تقرير واف لمذهب أهل السنة ورد لمذاهب أهل البدع في عامة المسائل بعرض شيق وأسلوب بين، ولو قيل أيضا: إنه لم يخل بعامة ما في شرح ابن العز من فوائد لم يبعد مع ما فيه من زيادة.
2 - وتلقي أهل العلم وطلابه له بالقبول؛ إذ بيع منه قرابة 10 آلاف نسخة وحمل من النت في بعض المواقع نحو 20 ألف مرة.
وهذا في أقل من سنتين، مع أنه كتاب علمي =
دليلٌ على أنه ليس كما صورته.
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 04:30]ـ
كلام غير صحيح.
والشروح ما بين شرح مطول ومتوسط ومختصر.
ولا يخلو كتاب من فائدة.
وأما جهود علماء الأمة في تقريب العلم فهي جهود طيبة مشكورة، ولا تقابل بمثل كلامك هذا -هداك الله-.
الآن تطعن في شروح الشيخ الفوزان والشيخ الجبرين والشيخ البراك وبعض شروح الشيخ الشثري ... فما أبقيت؟ وسبقتهم بالكلام عن الإمام الشنقيطي.
فكفاك -هداك الله-.
غفر الله لك أخي أسامة ..
كلام في غير محله ..
أين رأيت أبا فهر طعن في تلك الشروح بل هو رأي منه له محل من النظر ..
والتهويل بهذه الطريقة غير مناسب ..
ولعلك تعيد قراءة المشاركة من جديد ..
ودمت موفقا .........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 04:38]ـ
جزاك الله خيرًا أخي سالم على تعقيبك ... غفر الله لي ولك.
قرأت في طيات كلامه الآتي ...
وكثير من الشروح كشرحي الشيخ على الواسطية والطحاوية وكثير من شروح الشيخ الفوزان وابن جبرين وبعض شروح سعد الشثري هي شروح تدور في المنطقة الرمادية بالنسبة للقاريء فلا هي الأتم والأكمل والأحسن لمن أراد استشراح المتن
ولا هي الأكثر فوائداً واتصالاً بروح المتن نفسه
وهذه المنطقة الرمادية تعيق تقرير هذه الكتب للدراسة وتوجب العدول عنها إلى غيرها مما هو أكمل مدرسياً أو أتم فائدة، لكن قد يشرع تقريرها للمطالعة السريعة ..
وهذا الكلام السابق، إنما يحوي في طياته ما لا يخفى على مبصر، وإن كان أعمى المقلتين.
ـــ
وهذا فضلاً عن المغالطة العجيبة:
فكيف يكون السؤال: هل ينصح بكتاب شرح الطحاوية للشيخ البراك؟
وتكون الإجابة: بالنسبة للطالب الذي وصل إلى مرحلة دراسة الطحاوية فلا ينفعه هذا الشرح ولا يفيده ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 05:50]ـ
بارك الله فيك أبا محمد ..
ليس كلاماً انطباعياً حفظك الله بل هو تقييم استقرائي نقدي قائم على التجربة والممارسة والنظر ..
التقييم الانطباعي حقاً هو الذي يوازن بين الشروح بناء على الاشتراك في المباحث (!!)
أما طريقتكم الجامعية في تدريس التدمرية بعد الطحاوية فهي عندي خطأ ما دامت الطحاوية تدرس مع شرح ابن أبي العز ..
أما كون شرح الشيخ لم يخل من عامة فوائد شرح ابن أبي العز فهذا كلام ليس فيه رائحة الصواب والتدليل على خطأه لا يحوج إلا إلى قراءة الكتابين وتبصر ما فيهما من الفوائد والمسائل وهذه مبالغة منك غير محمودة ولم أعتدها منك ..
ولا بأس من دليل واحد على بطلان هذا الكلام ..
الشارح ابن أبي العز (وأصل لالكلام لشيخ الإسلام) تكلم عند قول الطحاوي: ((نقول في توحيد الله .. ))
عن دليل التمانع وخطأ المتكلمين فيه وهو من المواضع الشريفة في كلام الشيخ وفصلها في شرح الأصبهانية وغيره وذكر ابن أبي العز إشارة مفيدة عنه وإن كانت غير تامة ..
أما شرح الشيخ البراك فلا أثر فيه في هذا الموضع لهذه القضية بل لا أذكر أنه بحثها في شرحه كله ..
ومثل هذا غير قليل ..
أما عدد نسخ الطباعة وعدد مرات التحميل فخارجة عن محل نزاعنا الذي هو في المفاضلة بين التراتيب العلمية في المراحل المنهجية ..
فضلاً عن أنه لا يُثبت فضلاً للكتاب -وهو فاضل بغير هذا-وأعرف من الكتب ما فاقت طباعته هذا العدد وتحميله ذلك العدد وهو لا يساوي قرشاً ماسحاً أو شراباً ماسخاً ..
وكما تفضلتَ فهذا رأيي ..
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 07:45]ـ
شروحات الشيخ البراك نفيسة جدا وليس مضيعة للوقت!
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 08:32]ـ
ابا فهر
ما رايك بارك الله فيك بشرحي الشيخين الحوالي و الراجحي و الذي ارى انه ابدع في شرحه ايما ابداع و ظهرت فيه قوة الشيخ العلميه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 09:15]ـ
ليس كلاماً انطباعياً حفظك الله بل هو تقييم استقرائي نقدي قائم على التجربة والممارسة والنظر ..
التقييم الانطباعي حقاً هو الذي يوازن بين الشروح بناء على الاشتراك في المباحث (!!)
هذا رأيي في كلامك بناء على واقعها.
وليس في كلامي أن التفاضل هو مجرد الاشتراك في المباحث، لكني طالبتك بذكر المباحث التي أخل بها.
والاشتراك في المباحث معنى يمكن حمله على أن كلا الكتابين تناولا هذه المباحث بنفس متقارب في عرض الأدلة والرد على المخالف ... إلخ
ويمكن ـ وهو غير مراد لي ـ أن يكون أحدهما أخل بهذا كما تشترك كتب الفقه وتتباين ...
أما طريقتكم الجامعية في تدريس التدمرية بعد الطحاوية فهي عندي خطأ ما دامت الطحاوية تدرس مع شرح ابن أبي العز ..
التخطئة في هذا ليست محمودة؛ إذ طرق التعليم كثير منها يوصل للمقصود، وإن كان بعضها أحمد من بعض، وطريقتهم في نظري أحسن، والتدمرية تعسر على كثير من المتعلمين بخلاف شرح الطحاوية.
أما كون شرح الشيخ لم يخل من عامة فوائد شرح ابن أبي العز فهذا كلام ليس فيه رائحة الصواب والتدليل على خطأه لا يحوج إلا إلى قراءة الكتابين وتبصر ما فيهما من الفوائد والمسائل وهذه مبالغة منك غير محمودة ولم أعتدها منك .. ولا بأس من دليل واحد على بطلان هذا الكلام ..
فأنا قلت: "ولو قيل أيضا: إنه لم يخل بعامة ما في شرح ابن العز من فوائد لم يبعد"
فلا حظ: "لو قيل" ولا حظ "لم يبعد"
و"عامة" لا تعني "كل" واستعمالي لها كاستعمال أهل العلم: "الحكم كذا في قول عامة أهل العلم وقال فلان ... "،
وعليه:
فدليلك هذا لا يصنع شيئا فضلا عن أن يدل على بطلان ما ذكرت.
أما المبالغة فهي في قولك: "ليس فيه رائحة الصواب".
إذ كان كلامي: أنه لو ادعى مدعى أنه يشترك معه في أغلب فوائده لم يكن قوله بعيدا عن الصواب.
أما عدد نسخ الطباعة وعدد مرات التحميل فخارجة عن محل نزاعنا الذي هو في المفاضلة بين التراتيب العلمية في المراحل المنهجية ..
فضلاً عن أنه لا يُثبت فضلاً للكتاب -وهو فاضل بغير هذا-وأعرف من الكتب ما فاقت طباعته هذا العدد وتحميله ذلك العدد وهو لا يساوي قرشاً ماسحاً أو شراباً ماسخاً ..
بعض كلامك يفهم منه أنه تقييم للكتاب، وليس للتراتيب التي ذكرت، وكان كلامك جائرا.
أما قولك "إنك تعرف كتبا فاقت" ...
فلعلك لم تنتبه لقولي: "علمي" فالكتاب العلمي في فن العقيدة لن يقدم عليه إلا طلاب العلم السلفيين بمشورة من علمائهم غالبا.
وهذا وجه ذكري له، أن كلامك معارض بمن هو أولى منك وأكثر.
أما كتب الغثاء فيشتريها الغوغاء وهم أكثر الخلق،
وكذا الكتب التي يشترك فيها الناس على مختلف تواجهاتهم ككتب الآلة والتاريخ والشعر وو ...
كلامي عن كتاب علمي في العقيدة السلفية التي لا يقتنيها إلا طلبة العلم السنة غالبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 09:57]ـ
بارك الله فيك أبا محمد ..
الكلام من البداية عن التراتيب العلمية وتقييم الكتاب إنما هو لوزنه وتحديد موضعه من منهجية الدراسة ..
وكون أكثر المناهج تؤدي للمطلوب لا يمنع أن يُرى بعضها أصوب من بعض وتخطئة بعضها سائغ في العربية وفي المنهجية العلمية وهذا من المسلمات لا يتنازع فيه ..
والكتب العلمية وغيرها لا علاقة لعدد الطبعات والتحميل بمستواها العلمي ورتبتتها الدراسية بل وحتى صلاحيتها للقراءة فعوامل القبول أوسع من ذلك .. وعوامل الطباعة والانتشار أوسع وأوسع ..
ولم أبالغ في وصف مبالغتك بأنها لم تشم رائحة الصواب وهي مبالغة عظيمة جداً لا أدري ما الذي حملك عليها وأدلة كونها مبالغة لا يخلو منها باب من أبواب الكتابين والقول بأن عامة الفوائد التي في شرح ابن أبي العز موجودة في شرح البراك لا يقال إلا على سبيل البالغة والمبالغة الشديدة التي لا صلة لها بالواقع ..
بل هذه القضية: عامة فوائد ابن أبي العز قد احتوى عليها شرح البراك هي ببساطة قضية كاذبة .. وهو بعيد لا يقال وإذا قيل بعُد .. وهذا واضح لا لبس فيه ..
أما الجور فالحمد لله لم يقع مني منه شيء ولم أعتده في نقدي للكتب ولا يوجد ما يحملني عليه وليست تهمتي بالجور بأولى من تهمة غيري بالعصبية ولكن تراشق التهم لا يحق حقاً ولا يبطل باطلاً ..
أخي الجروان ..
شرح الشيخ الراجحي عندي منه نسخة إلكترونية وبدا لي أنها مختلفة عن الذي طبع وهي رائعة ولولا طباعة شرح الخميس لقدمتها دراسياً ..
أما شرح الشيخ سفر فعهدي به بعيد بعداً لا يعينني على صدق تقييمه ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 09:37]ـ
بارك الله فيك
ما زال الكلام عاما في حيز الدعاوى، أعني: كونه لم يخل أو أخل ..
وحتى ثبت كونها قضية كاذبة = تحتاج إلى تصحيح الدعوى بإثبات النقض، أما الإحالة للكتاب فلا أراها تنفع؛ إذ هي دعوى معارضك أيضا.
والكتب العلمية وغيرها لا علاقة لعدد الطبعات والتحميل بمستواها العلمي ورتبتتها الدراسية بل وحتى صلاحيتها للقراءة ..
لا علاقة!
وهذه مبالغة كبيرة
قل ليست هي العامل الوحيد، نعم لكن لا علاقة!
أما وصفي للجور فهو بناء على كلامك هذا
الكتاب جيد للطالب العادي إذا أراد أن يحل عبارة المتن من غير دخول فيما ورائها وفيه فوائد منثورة قليلة فهو يصلح ككتاب مطالعة لمن يدرس الواسطية أما بالنسبة للطالب الذي وصل إلى مرحلة دراسة الطحاوية فلا ينفعه هذا الشرح ولا يفيده ..
ولعلك تتأمله أو تعرضه على من هو أبعد تهمة للتعصب مني.
وتبقى قضية تقييم الكتب في مجملها قضية نسبية تختلف فيها أنظار الناس بحسب خبرتهم في التعليم، ومكانهم في العلم، وأذواقهم وربما أهوائهم.
أستودعك الله.
وأستغفر الله لي ولك، ولعلي لا أعود.
ـ[السيف المشهور]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 12:16]ـ
كتاب شرح الطحاوية للشيخ البراك أحد شروح الكتاب النافعة.
ويوجد له عدة شروح أخرى، ما بين مختصر ومتوسط ومطول، أبرز هذه الشروح هو شرح الإمام ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله- وهي محققة ومتواجدة في الأسواق، واعتنى به مجموعة من العلماء وخرج أحاديثه الإمام الألباني -رحمه الله-.
وشروح أخرى تهتم بتقريب العلم لطلابه بعبارة يسيرة، وعدم الاكثار من الردود على المخالفين. ومنه المختصر مثل شرح العلامة الألباني على الطحاوية.
وطالب العلم المتفطن، إنما يجمع بين هذه الشروحات، فبينهم تكامل ولا تعارض، وكل شرح فيه فوائد قد لا تجدها في غيره.
فاجعل لك نسخة من الكتاب ولتكن نسخة ابن أبي العز، واقرأ كل مبحث من مباحث الكتاب وكلام أهل العلم حول المبحث ذاته، ثم وضع الفوائد على هامش نسختك الأم مما تجده في الشروح الأخرى.
وبهذا تحصل علمًا جمًا نافعاً إن شاء الله.
ودع عنك تراهات أقوام يقولون: من يدرس العقيدة الطحاوية فلا ينفعه ولا يفيده، فهذا من قبيل الشطط أو الاعتداء، أو لعدم إلمامهم بما يتحدثون عنه، فتصدروا من قبل أن يحصلوا.
وأما عن شرح الشيخ البراك، فخرج بعناية الأخ الشيخ عبدالرحمن السديس من دار التدمرية في مجلد واحد.
بارك الله فيكم.
ـ[عالي السند]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 01:00]ـ
الكتاب جيد للطالب العادي إذا أراد أن يحل عبارة المتن من غير دخول فيما ورائها وفيه فوائد منثورة قليلة فهو يصلح ككتاب مطالعة لمن يدرس الواسطية أما بالنسبة للطالب الذي وصل إلى مرحلة دراسة الطحاوية فلا ينفعه هذا الشرح ولا يفيده ..
أبا فهر وفقه الله لو قلت (الكتاب تذكرة للمنتهي وتعليم للمبتدي) لكان قولك مقبولاً ومنصفاً، لكن بكل بساطة وتسطيح بأنه: كتاب يصلح للطالب العادي؟ وفوائدة قليلة، ويصلح للمطالعة فقط؟ فأسلوب في النقد عجيب؟ والأعجب حكمك القاصر.
هذا الشرح وغيره من شروح المشايخ الذين ذكرتهم ووصفتها بأنها تدور في المنطقة الرمادية للقارئ!!! هي دروس في الأصل لم تؤلف ابتداء، يعني أسلوبها تعليمي أكثر، فكان من الصواب أن تقصر في عبارتك على هذا الحكم دون الخوض في التقييم والتقليل من قيمتها، وقد قَسَت عبارتك، وكتبتَ على هذه الشروح بأنها بسيطة وضعيفة وهذه مجازفة. فرحم الله النقد وأهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 04:28]ـ
بارك الله فيك أبا محمد ..
بالنسبة للمبالغة فقضيتها ظاهرة لكل ذي عينين وكذب قضيتها ظاهر بالأمثلة وليس تعميماً وقد ضربت لك مثالاً من أول الكتاب ومن الذاكرة ولو عدتَ للكتاب = فلا أحسب صدقك إلا يهديك ويصدك عن هذه المبالغة والمنافحة عنها ..
والعلاقة المنفية -وفقك الله-هي علاقة اللزوم وليس مطلق العلاقة ..
والعبد الفقير دَرَّس الطحاوية وغيرها،وتخطيت هذه المراحل العلمية منذ سنوات فقضائي بالعلم والحمد لله، والذوق ليس له مكان هاهنا معي فهذه ليست وجبة طعام أو رواية أدبية، والهوى ليس له مكان في نقدي لهذا الكتاب ولم أطبع شرحاً للطحاوية أخاف على مكانته من شرح الشيخ وليس بي من الشيخ حسيكة تؤزني ولو كان = لما فرقت بين متماثلين ولأودعت كتب البراك جميعها في سلة واحدة ..
والنقد إذا كان مبنياً على أسباب علمية ظاهرة لم يُحتج لإقامة هذه الاحتمالات معه وإنما قد تقام مع النقد العاري غن الأسباب العلمية المتدثر عنهابالمبالغات العجيبة ..
أما الدعاوى فليس ثمة إلا دعوى مقرونة بحجتها وخلاصة ذلك هو نفس جوابي على أخي عالي السند ..
أخي الكريم ..
لم أصف الشروح بالضعف -وإن كان بعضها ضعيف-لكني لم أتطرق لذلك وإنما ذكرت مشكلتها التعليمية فحسب فهي التي تهمني وإلا فشرح الفوزان على الدلائل ليس قوياً وفيه تعميم وعدم دخول في مواطن النزاع الكبرى دخولاً تاماً ولكن من الناحية التعليمية فهو الشرح الوحيد؛ لذا نوصي به ..
،وأنا لا أجامل أحداً وقلبي لا يسع سوى رأيي الحر لا أرضى تضييقه إلا بالدليل ..
وكونها دروس إنما ينفع في الاعتذار عن الكاتب لكن لابد أن يبقى التقييم كما هو كي لا نغر الطالب أو القاريء ..
وكثير من فساد الحالة التعليمية راجع للعكوف والدوران حول المتون واستشراحها بعشرات الشروح التي لا تقدم جديداً إلا المعرفة الأفقية المكررة مما يقعد بالطلبة عن الإبداع العلمي ..
والعملية التعليمية وتمييز الكتب لأجلها لا تحتمل المجاملة والإطراء كما أنه ليس فيها ما يوجب العصبية أو الجور ..
وأصل ما هاهنا:
أنه من الناحية المنهجية: فمتن الطحاوية متن مشعث لا يخلو من مخالفات لأهل السنة وقد اكتسب قيمته من شرح ابن أبي العز وحده ..
وسنة أهل العلم هي تدريسه مع الشرح للطلبة الذين مروا قبلها بمراحل عدة ..
السؤال كان هل ينصح بالمتن:
الجواب كان أما لمن وصل لهذه المرحلة = ففي الشروح الأكبر غنية وكفاية فطريقتنا التي نصصنا عليها ونرى صوابها هي الاكتفاء بشرح أو شرحين بهما صفات معينة وعدم السقوط في هوة تكثير الشروح ورصها بناء على سمعة صاحبها ..
الآن شرح البراك ليس هو أوفى الشروح مادة ولا هو أكثرها فوائدا وهذا بين لكل ذي عينين وما ذكر هنا فهو مبالغة من صاحبها شاذة لا حكم لها ..
فعلى طريقتنا قلنا إن من وصل لتلك المرحلة يكفيه منهجياً غيره ولن ينتفع به؛لأن عامة فوائده قد مرت على هذا الطالب من قبل أما الجديد والذي لأجله وضعت الطحاوية كمرحلة فهو شرح ابن أبي العز وسيجد فيه زوائد فوائد البراك مع زيادات شتى ..
وكان من منهجنا أيضاً تدريب الطالب على المطالعة وعدم الاكتفاء بالكتاب في المرحلة الدراسية لذا رأينا دخول الكتاب كمطالعة لمن قبل الواسطية ونحوها ..
أخي الكريم ..
تفاوت الشروح وقعود بعضها عن بعض ظاهرة معروفة ..
ووظيفة الناقد أن يوصي بما هو أنفع وهذه وجهة نظره
وقد أبنت وجهة نظري بما هو حجة قاطعة وهو أن س أكبر وأتم من ص ولأخي المعترض على هذا أن ينتصب لذاك و لاستعراض الشرحين معه باباً باباً وبيان فرق ما بينهما في الفوائد والتمام ..
فإذا كانت س أكبر وأتم من ص فالنصيحة عندي هي بسين فهذه أمانة ..
ثم ص لا تحوي زيادات منثورة كثيرة تحوج لقرائتها لمن وصل لهذه المرحلة وأخي المعترض له أن ينتصب وأن نستعرض شرح الشيخ باباً باباً واستخراج الفوائد التي لا يعلمها دارس المراحل السابقة وغير موجودة في الأتم والأوفى الذي نصحنا به ..
ما ذكرته هي نصيحة وأمانة مبنية على وجهة نظري وليست هي مختصة بشرح الشيخ بل بشروح كثيرة غيره وتكثير الكتب ينفع كاتبها لكنه قد لا ينفع القاريء الدارس فوجب البيان ..
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأسأل الله أن يبرئنا من الجور والعصبية ومن المداهنة والمشاطنة وأن يبرأنا من الإجحاف ومن وضع الحمية في غير موضعها فكل ذلك معيب قبيح جداً ..
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 06:40]ـ
السؤال كان هل ينصح بالمتن:
بارك الله فيك أبافهر لعلك تقصد: بالشرح المذكور
وكلامك لا غبار عليه فيما أرى وهو رأي له حظ من النظر وكثير من الطلبة يتخبطون مع كثرة الشروح فالمفاضلة بينها وجعل بعضها لا ينفع بالنسبة لبعض الناس وبالنسبة لوجود ما هو أولى منها لا بأس بها وليست قدحا والمستشار مؤتمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 07:01]ـ
نعم. الأمرُ كما ذكرتَ وجزاك الله خيراً ..
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 07:16]ـ
لا يقول أحد بمنع النقد ... لكن بأدب
فالتأدب شأن أصحاب العلم ... وليس القدح تحت عباءة النقد.
ومن يريد النقد ... ويعتلي مقامه ... فعليه بالنقد بالأسلوب المتعارف عليه، وهو وضع المباحث والمسائل لكل من الشروح المعتنية به ... دون اعتداء.
وإن لا فلا ... ولا حاجة لنا بمثل هذه المهاترات غير المجدية.(/)
الإرهاب الفكري
ـ[زيد سلطان الشريف]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 03:27]ـ
الإرهاب الفكري:-
إن مصطلح الإرهاب لا يعدو أن يعد اليوم من المصطلحات المبهمة أو على أقل تقدير من المصطلحات المجملة التي تحمل عددا من المعاني تختلف بحسب الأمكنة والأزمنة والأشخاص فإذا قيلت في صحيفة أو في مجلة تغريبية كان لهذا المصطلح معنى ومغزى وإذا قيلت في مؤتمر لدولة ما كان لازما عليك أن تكون مطلعا على سياسة ومنهج الدولة أو المؤتمر ولكن عندما تجد أن هذا المصطلح قد ذكر في القران يأتي السؤال بأي معنى أنت ستقرأ هذا المعنى فإن كنت سلفيا كان لزاما عليك أن تنظر في تفاسير سلفنا الصالح عليهم رحمة الله في تناولهم لهذه اللفظة خاصة وأنت تعلم أن أزمنتهم لم يكونوا يعانون من ضغوطات سياسية أو فكرية تفرض عليهم منهجها أو على الأقل أن تجامل هذه الجهة أو تلك أو حتى لا تكون في قفص الإتهام وقبل الدخول إلى الموضوع الأساسي لا بد أن ننظر إلى معنى الإرهاب عند السلف الصالح
قال الطبري:- (ترهبون به عدو الله وعدوكم)، يقول: تخيفون بإعدادكم ذلك عدوَّ الله وعدوكم من المشركين.
قال القرطبي:- يعني تخيفون به [عدو الله و] (3) عدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب.
قال البغوي:- تُرْهِبُونَ بِهِ} تخوفون {عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ} أي: وترهبون آخرين، {مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} قال مجاهد ومقاتل وقتادة: هم بنو قريظة. وقال السدي: هم أهل فارس. وقال الحسن وابن زيد: هم المنافقون، لا تعلمونهم، لأنهم معكم يقولون: لا إله إلا الله. وقيل: هم كفار الجن
ولعل في هذا النقل ما يغني اللبيب وقد تلخص لنا أن أنه جاء في الشرع مطلب الإرهاب ولكن كان هذا الإرهاب له نمط معين لدى المسلمين بينما تجد عند غير المسلمين قد أخذ أشكالاً وصوراً عديدة فالإرهاب هو في ميدان الحرب والمعركة منذ الإستعداد لها حتى تضع الحرب أوزارها ولكنه تجد عند أعداء الدين كما قلت أنفا له صور وأنماط عديدة ومن تلك الصور والأنماط الإرهاب الفكري وهو تخويف المؤمن في قول ما يعتقده من حق وصواب وليست هذه الصورة هي صورة عصرية بل هي في الحقيقة سلسلة ممتدة منذ ظهور أنوار النبوة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصف بالمجنون والساحر والكاهن وكل هذه صور من صور الإرهاب الفكري وعندما ظهرت البدع وراجت في البلدان الإسلامية وصف من يحب الصحابة بالناصبي ومن من أثبت علو الله واستوائه على عرشه بالمجسم ومن أثبت لله الصفات بالمشبه وهكذا حتى أن الناس كانوا يخشون من القول بهذا المعتقد خشية أن يوصف بتلك الأوصاف الشنيعة واليوم نرى الهجمات الإرهابية في صحفنا ومجلاتنا على العلماء والدعاة فقائل الحق اليوم يوصف بإنه رجعي ومتشدد ومتطرف إذا كان الواصف من أهل التفريط ودعاة التغريب وأما إذا كان من الغالي وصف بالمرجئ والعميل وغير ذلك ولكن على أهل الحق أن يبينوا ما عندهم من حق لا يخافون في الله لومة لائم ولو على أنفسهم وأن يعلموا أن هذا سبيل المؤمنين.(/)
دَوْرَةُ تونيزيا واب العِلْمِيَة الثَانِية في العَقيدة
ـ[بن مصدق]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 05:16]ـ
دَوْرَةُ تونيزيا واب العِلْمِيَة الثَانِية في العَقيدة ( http://www.tunisia-web.com/vb/t51378.html) (http://www.tunisia-web.com/vb/wi/misc/multipage.gif 1 (http://www.tunisia-web.com/vb/t51378.html) 2 (http://www.tunisia-web.com/vb/t51378-2.html) 3 (http://www.tunisia-web.com/vb/t51378-3.html) ... الصفحة الأخيرة ( http://www.tunisia-web.com/vb/t51378-7.html))
ساهموا معنا جزاكم الله كل خير و وفقكم للخير
http://www.tunisia-web.com/vb/t51378.html(/)
ما هو الأثر السئ الذى يحدثه الاكثار من سماع الأناشيد؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 02:07]ـ
أقصد الأثر الذى يبقى فى القلب من كثرة سماع الأناشيد
لو الاخوة يتحفونا بتفسيرات لهذا الأثر
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 06:34]ـ
أولا أنها تلهي عن قراءة القرآان
والأناشيد الآن كأنها أغاني بحيث أنك إذا سمعتها تحس نشوة الطرب
وأنصحك أن تسمع محاضرة الشيخ عبدالرحمن العايد (الألتزام الأجوف)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 07:38]ـ
أين رابطها؟
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 03:56]ـ
انا ما أستطيع أن أقول لك
كلامك هذا يكتب بالذهب
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 08:07]ـ
الحمدالله رب العالمين وبه نستعين
أخوك من المجربين فأسمع مني فالحكمة تؤخذ من كل احد:
أقل أثر للأناشيد أنها تنازع القرآن في قلبك ولابد من سيد يقود قلبك فإما حق وإما باطل وإما مختلط بين هذا وهذا
والأناشيد في زمننا هذا مختلطه وتميل للباطل كثيراً
والأناشيد في زمننا تجر بعضها البعض حتى أن هناك أناشيد فيها موسيقى وعندما تناقش صاحبها
يقول لك مؤثرات مع أنك تسمع بإذنك وتحكم عليها انها موسيقى لكن الفرق بينها وبين الأغاني الحقيقة هو الكلمات فقط
وأكثر المنشدين الآن ذهبوا إلى الغزل والعشق بإسم النشيد الإسلامي
وكأن النشيد من الإسلام!!
وهي تطرد القرآن من القلب وقد تسمع القرآن وتقرأه لكن لا تتلذذ به
فأترك الأناشيد بالكلية وسترى أثر سماع القرآن في قلبك كيف يكون
والله أعلم
ـ[أشجعي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 08:18]ـ
كثرة استماع الأناشيد والقصائد تُزَهِّد في السماع للقرآن ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=208342)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 12:10]ـ
تجر عليك وعلى أهل بيتك الشرك؛ بدعوى المدائح والأناشيد الدينية
وكذا التشيع بدعوى حب آل البيت
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 01:27]ـ
نحن لانقول بترك الاناشيد بالكلية أو مطلقا
لأن بعض الصحابة كانوا ينشدون أثناء سيرهم للغزو
فهي تُسمع فى حال الشُغل مثلا
والكثرة منها تُمرض القلب
لكني قرأت مقالا منذ فترة بعيدة فى موقع صوت السلف وكان فيه كلام قيم جدا عن هذا الموضوع، لكني للأسف نسيت عنوان المقال
يعني أريد تحليل طبي نفسي عن هذا الموضوع
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 04:47]ـ
وهل الموجود الآن في الساحة نشيد؟؟؟؟؟ , أنا عن نفسي لم أسمع نشيدا منذ وقت ليس بالقصير اما الموجود الان فهو الغناء الغناء بعينه فلايلبسوا عليكم الأمر , هل سمعتم بنشيد عند السلف فيه موزع موسيقي ((دون موسيقى زعموا؟؟!!)) وفيه فيديو كلب ((من الكلب اشتق فيما يبدوا)) وفيه هز الرؤووس وفيه التمطيط والترقق والخنوثة والإختلاط وماأدراك ماالإختلاط؟؟ اللهم سلم سلم فقد كثرت الفتن وصارت تجتاح البيوت عبر هذا الإعلام الفاسد ولاحول ولاقوة إلا بالله , والمصيبة عندما يتصدر هذا الأمر قراء القرآن الكريم فأصبح الشيخ فنانا والفنان شيخا وصرنا نرى فلان من الشيوووووخ يظهر على المسرح ليطربنا وقد أعد الأغنية له فلان أخوه من المغنين فاللهم سلم سلم ولاحول ولاقوة إلا بالله.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 01:12]ـ
الغريب أننا أحيانا نسمع الإنشاد إن كان فيه مجموعة من المنشدين صوت امرأة والله أعلم إن كانت امرأة فعلا أم تأثيرات صوتيه!!
واذكر ذات مرة التقينا بإحدى النساء وكان ابن أختا لها منشد، وذكرنا لها أننا نسمع صوت طبل في إنشاد ابن أختك؟
فقالت: لا .. لا .. إنه ليس طبل والعياذ بالله، بل يقومون بالضرب على بعض الأواني المنزليه من صحن وملاعق!!!
والله المستعان
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 04:53]ـ
الغريب أننا أحيانا نسمع الإنشاد إن كان فيه مجموعة من المنشدين صوت امرأة والله أعلم إن كانت امرأة فعلا أم تأثيرات صوتيه!!
واذكر ذات مرة التقينا بإحدى النساء وكان ابن أختا لها منشد، وذكرنا لها أننا نسمع صوت طبل في إنشاد ابن أختك؟
فقالت: لا .. لا .. إنه ليس طبل والعياذ بالله، بل يقومون بالضرب على بعض الأواني المنزليه من صحن وملاعق!!!
والله المستعان
هذا ضلال والله
وان أخرجوا هذا النشيد فى شريط استبدلوا بالأوانى الطبل
أنا أتكلم عن أناشيد العجمي مثلا(/)
احتاج لمتن نواقض الإسلام (مشكول) , ضروري جزاكم الله خيرا.
ـ[همّة]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 02:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا , هل أجد لدى فضيلتكم متن نواقض الإسلام لمجدد الإسلام: محمد بن عبدالوهاب؟
و كذا منظومة فضيلة الشيخ سعد بن حمد بن عتيق لنواقض الإسلام (مشكولة).
ضروري جدا , جزاكم الله خيرا.
ـ[همّة]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 10:24]ـ
يرفع للأهمية
جزاكم الله خيرا
ـ[أم سلمة هويدي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 08:16]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?p=28092#post280 92(/)
رسالة قلبية من صديق المرأة ... الشيخ علي الطنطاوي
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 02:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أروع الرسائل التي وصلت إلى بريدي ...
رسالة قلبية من صديق المرأة ,,, لكل ذي لب وعقل
الاختلاط في الجامعات
كُتبت سنة 1971م ([1])
أشهد أولاً أن ((المجتمع)) إحدى المجلات القليلة الواعية التي عرفتها في حياتي, كـ ((الفتح)) لخالي محب الدين الخطيب رحمه الله, و ((البصائر)) التي كان يحررها صديقي الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله, و ((البعث الإسلامي)) و ((الرائد)) لإخواننا ((النَّدْوييين)) في لَكْنَو في الهند, وقريب منها أو مثلها ((البلاغ)) و ((الوعي الإسلامي)) و ((حضارة الإسلام)).
وإني لتصل إليّ أعداد من ((المجتمع)) , ولكنها تأتي إليّ بعد صدورها بعشرين يومًا, فأحب أن أعلّق أحيانًا على بعض ما أجد فيها ولكني أجد أن وقت التعليق قد فات, وأنه لا يصل إلى المجلة إلا بعد صدورها بشهر أو أكثر, فأدعه.
ولو كنت قريباً منها لأعنتها على جهادها, ولأصليت هؤلاء المنحرفين نار الحق التي تذيب غش نفوسهم وتكشف زيفها وزيغها.
وأنا -وأن شخت وولّى شبابي- لا تزال فيَّ بحمد الله بقية تسّر الصديق وتكبت العدوّ وتؤيد الحق, كبقية القوة في الأسد العجوز التي تكف لصدّ وقاحة الثعالب.
ولكن ما قرأته في عدد 28 رمضان 1391 (رقم 86) عن ((ندوة الجامعة)) وحملة ((الرأي العام)) هالني وأدهشني, ورأيت من الواجب عليّ أن أكتب فيه, ولو جاء ما كتبت متأخراً عن موعده.
@ @ @
أنا أعرف أمثال هؤلاء الشباب, وأنا واقف على حقيقة أمرهم؛ إنهم يميلون إلى المرأة ويحبون أن يستمتعوا بجمالها, وكانوا (أو كان أكثرهم) في أوروبا أو أمريكا يرون اللذات هناك مباحة والمتع معروضة, فلما عادوا حنّوا إلى ما كانوا فيه من الانطلاق وضاقوا بما وجدوا من القيد والحجاب, فهم يألمون ممّن يحرمهم هذه المتعة المشتهاة كما يألم الصبي إذا منعته قطعة الحلوى التي يطلبها.
ولا يدري الصبي أن قطعة الحلوى لا تُنال سرقة ولا خطفاً ولا غصباً, ولكن بالثمن, فإن جاء بثمنها وصل إليها.
وهؤلاء مثله؛ لا يدرون (أو يدرون ويتناسون) أن المتعة بالمرأة إنما تكون بالزواج.
إن عمل المتزوج الزواج الشرعي وعمل الفاحش واحد في حقيقته, فلماذا يقيم المتزوج الحفلات ويطبع البطاقات ويضيء المصابيح ويدعو الناس, ويفر الآخر بصحابته إلى بقعة منعزلة أو غرفة موصدة, أو يتستر بستار الفن والرياضة والروح الجامعية, ليخفي حقيقة مقصده وما يخفي صدره؟
لماذا يكون المتزوج آمنًا مطمئنًا, ويكون الآخر حذرًا خائفًا مترقبًا؟ ذلك لأن الأول كمَن يدخل المطعم ونقوده في يده, فيقعد أمام المائدة ويطلب القائمة ويأكل على مهل, والآخر يخطف الطعام ويهرب به والناس يلحقونه, فهو يعدو ويأكل في عَدْوه, فيحرق الطعام حلقه أو يقف في بلعومه!
هذه هي الحقيقة؛ إنهم لا يريدون إلا الاستمتاع ببناتنا مجاناً, ولو كانت في أول الأمر متعة النظر والكلام. يريدون أن يأكلوا الطعام ولا يدفعوا الثمن.
إنهم ((لصوص)). لا تستكبروا الكلمة ولا تستنكروها, فإنها من باب تسمية الأشياء بأسمائها, فمَن غضب منها كان كلابس الأسمال الوسخة الممزقة, يغضب على آلة التصوير لأنها لم تخرج صورته لابسًا الحلة الجديدة. ثم إني لا أسمّي أحدًا بعينه ولا أصف أحدًا بذاته, فلماذا الغضب؟
نعم إنهم لصوص, ولكنهم لصوص من نوع جديد وقح ما سمعنا بمثله قبل اليوم. لصّ سَرّاق, ويعترض طريقك ويصرخ في وجهك, يقول لك: لماذا تخفي تحفك الثمينة وتسترها عني؟
إني أخفيها - ويلك- وأسترها لئلا تسرقها. إننا نحجب بناتنا لئلا يعتدي هؤلاء اللصوص, لصوص الأعراض, على أعراضهن. أفليس لنا الحق أن نحمي أعراض بناتنا؟
هذا إذا كان هؤلاء الناس يعرفون ما العرض! لقد كتبت من أكثر من أربعين سنة أنبّه على أمر غريب, هو أن كلمة ((العِرْض)) بمدلولها الذي نفهمه ليس لها كلمة تُترجَم بها, ليس لها ما يقابلها, لا في اللغة الفرنسية فيما أعلم و لا في الإنكليزية وغيرها فيما أسمع. لذلك يرى الأب منهم بنته تخرج مع الشاب الأجنبي شرعًا عنها ويختلي بها, فلا يُسخطه ذلك منها ولا ينكره عليها.
@ @ @
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاء لا فائدة من الكلام معهم. هل يفيد الكلام مع الذئب وإقناعه أن لا يحاول ((الاختلاط)) بالغنم؟ لكن الكلام مع البنات وآباء البنات. أليس لهؤلاء البنات آباء؟ فأين آباؤهن؟
يا إخواننا إن المقام مقام مصارحة ومناصحة لا مقام مداراة ومجاملة, والأمر أخطر من أن يُجامَل فيه. هل يجامل الطبيب مريضه فيقول له: "صحتك جيدة, ما بك شيء", وميزان الحرارة يشير إلى أن حرارته أربعون, أو يدل ميزان الضغط على أن ضغط دمه مئتان؟
فلا تؤاخذوني إن صرّحت وما لمّحت, وأوضحت وما لوّحت.
أيسّر الأب العربي المسلم أن تعود إليه بنته يومًا وفي بطنها حمل من غير زواج؟ هذا ما قد يجرّ إليه الاختلاط. أقول ((قد)) وهي حرف تقريب, ولو شئت لقلت ((قد)) الأخرى التي يقال في إعرابها إنها حرف تحقيق.
قلت يومًا في رائي (تلفزيون) عمّان عن الاختلاط في الجامعة كلمة سمعها الناس, وصدّق عليها كل من سمعها. قلت: أن من يضع الشابة العَزَبة بجنب الشاب العزب في الفصل, وينتظر ألاّ تنصرف أفكارهما إلا إلى شرح الأستاذ, ويأمن ألاّ يقع بينهما شيء, ولا بعد انتهاء الدوام, ولا بعد انتهاء الدوام, كمَن يضع الغاز المشتعل بجنب برميل البنزين المفتوح, وينام آمنًا ألاّ يكون انفجار!
هذه هو الحق, فلا نكن كما يُقال عن النعامة: إنها تخفي نظرها عن الصيّاد, تظن أنه لا يراها ما دامت هي لا تراه. لقد ثبت أن هذا افتراء على النعامة وأنها لا تفعله, ولكن كثيرًا من بني آدم يفعلونه!
فيا أيها الآباء انتبهوا, واسمعوا وَعُوا. إنهم يقولون: الفن, ويقولون: الرياضة, ويقولون: الروح الجامعية ... وما يقصدون –صدّقوني- ما في قرارة نفوسهم إلا هذه الرغبة المجنونة للاستمتاع بجمال بناتكم.
لما كان حكم الششكلي في الشام أحدثوا حدثًا ما سبق له مثيل, مباراة في كرة السلة بين البنات, أقصد الصبايا الكاشفات. فمنعناها أولا, ثم غُلبنا على أمرنا, والشر قد يغلب الخير. وتتابعات هذه المباريات, وكانت مناظرات بيننا وبين المروّجين لها من جنود الأستاذ إبليس لعنه الله, فكان مما قاله لي واحد منهم: إنني عدو الرياضة. فقلت له: كذّاب والله, بل أنا أحب الرياضة وأمارسها, وكنت أمارس الأثقال والملاكمة وبعض المصارعة, ولا أزال أتمرن بعض التمرينات للآن. ولكن أنتم الذي تحتجّون بالرياضة لتخفوا سوء نياتكم, وإلا فخبّرني: إذا كان همكم كله أن تنزل الكرة في السلة, فلماذا تكون المقاعد خالية في مباريات الشباب وهم أقدر عليها, فإذا كانت مباريات البنات امتلأت المقاعد كلها والممرات, وركب الناس الجدار وطلعوا على الشجر؟ أجاؤوا ليشهدوا نزول الكرة في السلة, أم جاؤوا ينظرون إلى أفخاذ البنات؟ بلاش كذب وتدجيل, وكفاية قلّة حيا!
@ @ @
ثم إن العاقبة على البنت, فاسمعن يا بناتي, فهذا الكلام لكنّ, والمؤامرة والله عليكن أنتنّ, وستكن أنتنّ وحدكن الضحايا.
تشترك البنت والشاب في الإثم فيكونان فيه سواء, ولكن الناس ينسون فعلته, يقولون: شاب أذنب وتاب! ويقبلون توبته ويسترون حوبته, أما البنت فلا ينسونها لها أبدًا, بل تبقى الوصمة دائمًا على جبهتها. ويمضي هو خفيفًا كأنه ما صنع شيئًا, ويبقى وزر الجريمة عليها وثقلها على عاتقها أو في بطنها.
إن أمل كل امرأة في الدنيا (حتى ملكة إنكلترا, وممثلات السينما اللواتي يبلغ دخلهن الملايين) , أملها في الزواج, ولا تتزوج إلا النظيفة الطاهرة زواجًا ناجحًا من رجل شريف طاهر.
حتى الفاسق إذا أراد الزواج لم يرضَ الفاسدة (ولو كان هو الذي أفسدها) زوجة له وأمًا لأولاده!
لا تقولوا لي هذا غير صحيح, فإني لبثت في القضاء أكثر من ربع قرن, نصفها في محكمة النقض في غرفة الأحوال الشخصية, ومرّ عليّ أكثر من عشرين ألف قضية زوجية حكمت فيها, فأنا أتكلم عن خبرة, فلا يردّ عليّ أحدٌ بلا علم.
لذلك نرى قلة الزواج والكسادَ في البنات ملازمًا للفساد.
ولا تقولي -يا بنتي- هذا شاب صالح وهذا زميل أو مدرس, فكل شاب في الدنيا يميل إلى الفتاة, وإن كان اليوم تقيًا فربما غلبته يومًا غريزته, أو رأى إبليس منه أو منك لحظة ضعف فدفع بكما إلى الهاوية.
إذا قال لك الشاب ((صباح الخير)) فإنه سيقول بعدها -إذا أنت شجّعته ووصلت حبل الكلام- كلمات الحب والغرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا تغترّي بحب الرجل, فإن أكثر الرجال يحبون ليستمتعوا ثم يتملصوا ويتخلصوا, والمرأة تحب لتستمر وتُخلص. وهذا من نتائج الوضع الحيوي (البيولوجي) لكل من الذكر والأنثى, الإنسان في ذلك والحيوان سواء, عمله مؤقت وعملها دائم.
تذكّري مقالتي ((يا بنتي))؛ لقد طبعت أكثر من ثلاثين مرة, وفي كل مرة يطبع منها عشرات الآلاف وتوزع مجانًا ([2]) , وقد ضاق بها كثير من الشبان وغضبوا منها, ولكن غضبهم ذهب جفاء والرسالة بقيت في الأرض ولله وحده الحمد.
لقد كتبتها حين كنت في عشر الخمسين من العمر, وأنا اليوم في عشر السبعين, ولكني لا أزال مقتنعًا بكل ما جاء فيها.
@ @ @
والإسلام لا يحارب الغرائز ولا يقول لنا: ((اقتلوها)) , لأن الذي غرزها في النفوس وفطرها عليها هو الله, والذي أنزل الإسلام هو الله. فالإسلام ليس فيه رهبانية, ولكن ليس فيه أيضًا إباحية. إنه لا يقول لنا: قفوا في وجه السيل إذا أقبل! فإننا لا نستطيع أن نقف في وجه السيل, ولكن يقول: أعدّوا له مجرى آمنًا يجري فيه, فلا يجرف البيوت ولا يذهب بساكنيها.
والإسلام لا يمنع شيئًا يحتاج إليه الناس ولا يحرّمه إلا أحلّ ما يقوم مقامه ويغني عنه؛ فهو قد حرّم الاتصال الناقص والاتصال الكامل غير المثمر, لأن المقصد من هذه الشهوة بقاء النوع, كما أن المقصد من الجوع بقاء الفرد. أما الاتصال الناقص, وهو النظر إلى جسد المرأة الأجنبية (ولو كانت زميلة أو سكرتيرة, أو خادمة في البيت, أو طالبة في الجامعة, أو موظفة في الحكومة) ولمسه والخلوة بالمرأة وأمثال ذلك فإنه حرام, لأنه يصرف عن المقصود الأول وهو بقاء النوع.
وأوضّح الأمر بمثال. أكثر الأسر تشكو من انصراف أولادها عن الطعام, فإذا حضر الغداء لم يقبلوا عليه ولم يصيبوا حاجتهم منه, وما يعقب ذلك من سوء صحتهم وهزال أجسادهم. فما السبب فيه؟ السبب أن الولد أكل قبل الغداء بنصف ساعة كفّ شكلاطة, وقبل ذلك قطعة سكر, وقبله تفاحة, فلا هو شبع بذلك وتغذّى ولا هو استبقى شهيته كاملة للغداء. هذا مثال ((الاتصال الناقص)) (كما سمّيته).
وقد خطر لي خاطر في حكمة ستر العورة. ذلك إني فكرت: لماذا شرع الله ستر العورة؟ وكل حكم في الشرع له حكمة.
فوجدت أن اليد خُلقت للأخذ والعطاء والتحية والمصافحة, فلو قيّد الناس أيديهم لبطلت أعمالهم. والوجه لتعرف به الناس ويعرفوك به, وتراهم ويروك, وتسمعهم وتسمع منهم. أما ما بين السرّة والركبة فلا يصلح إلا لأحد أمرين: قضاء حاجة المرء في المرحاض, وحاجة الأزواج في المخدع. وعمل المرحاض لك وحدك, لا تدعو معك ضيوفًا ولا تُشهد عليه شهودًا, والزوجان في خلوتهما لا يسمحان لأحد بمشاهدتهما, لذلك كانت هذه المنطقة من الجسد منطقة حرامًا لأنه لا حاجة لأحد بها, ولأن إظهارها يذكّر بما خلقت له ويدعو إليه, فيكون ذريعة للوقوع في الفاحشة.
@ @ @
أما جريدة ((الرأي العام)) فلم أرها ولم أسمع بها, ولكن أعرف أن الرأي العام لا يكون الحق دائمًا معه؛ فالرأي العام في مكة إبّان البعثة كان يقرر أن اللات والعُزّى آلهة تُعبَد, والرأي العام كان يقول يومًا إن الأرض مسطَّحة كالصفحة.
فلا تتخذوا الرأي العام حجة ولا الأكثرية دليلا قاطعًا, فكثيرًا ما يكون الحق مع القلّة. ولو كان في المستشفى ثلاثة جراحين مختصين قرروا إجراء عملية عاجلة للمريض, وقررت الأكثرية في المستشفى المؤلفة من ثلاثين من الممرضات والممرضين والخدم والفرّاشين تأجيل العملية, هل نأخذ برأي الكثرة ونقول إنه ((الرأي العام)) , أم نأخذ بقول الأطباء الثلاثة؟
ولو قرر ربان الطّيارة ومساعده الهبوط بها لخلل طرأ عليها أو نقص في وقودها, وأجمع الرأي العام للركاب الثمانين على الاستمرار في الطيران, هل نأخذ برأي الثمانين أم بقرار الاثنين؟
كلا ليس الرأي العام مقياس الحق, ولا حكم الأكثرية, بل حكم الشرع وحكم العقل. والعقل والشرع صنوان لا يفترقان, ما في الشرع قضية قطعية تنافي قضية عقلية قطعية. ولكن يظهر أن بعض من يدّعي الكلام باسم ((الرأي العام)) يخالف الشرع والعقل معًا.
ومخالف العقل يقال له في اللغة ((مجنون)) , فهل تريدون منا أن نناقش مجانين؟
@ @ @
(يُتْبَعُ)
(/)
يا بنتي, أعود فأقول لك: إن المؤامرة والله عليك, وهؤلاء يحفّون بك يتسابقون إليك ويتزاحمون عليك ما دمت شابة جميلة, فإذا كبرت سنك وذوى جمالك نبذوك كما ينبذون قشر برتقالة امتصوا ماءها.
رأيت في أمستردام في هولندا (لما كنت فيها في السنة الماضية) عجوزًا ضئيلة نحلية ترتجف من الكبر تريد أن تجتاز الشارع, فما وجدت من يأخذ بيدها, حتى أمسك بها وأجازها شاب مسلم كان معي, فخبّرني أن هذه العجوز المهمَلة كانت يومًا من ملكات الجمال اللواتي تلقى على أقدامهن القلوب والأموال.
أفهذا خير, أم عجوز تزوجت وخلفت أولادًا وأحفادًا, فهي في عز وكرامة بين أولادها وأحفادها؟
يا بنتي, إن معك جوهرة, إن معك كأسًا ثمينة من البور النادر, وأمامك السوق يشتريها منك أهله بالثمن الغالي, وعلى الطريق لصوص (حرامية) يتزلفون إليك ويخدعوك ليأخذوها منك بلا ثمن, وإذا أُخذَت لا تعود, وإذا كُسرت لا تعوَّض, فتنبّهي!
إن السوق هو الزواج, والحرامية هم دعاة الاختلاط, فلا تمنحي أحدًا ذرة من جمالك إلا بعد أن تربطيه من رقبته برباط الزواج.
يا بنتي اسمعي مني, فأنا والله ناصح لك, أنا ((صديق المرأة)) لا هؤلاء اللصوص. ([3])
@ @ @
([1]) وجدت أصل هذه المقالة بخط جدي رحمه الله, وفي أعلاها بخطه: " الشرط أن تُنشَر كما هي أو تُرَدّ إليّ" , وعلى هامش الورقة بخطه أيضًا: " هذه المقالة يُسمَح لمن شاء من أصحاب المجلات والجرائد أن ينقلها, ولمن أراد من أهل الخير أن يطبعها ويوزعها, على أن ينسبها إلى كاتبها ولا يبدل فيها شيئًا". وقد أرسل صورة من المخطوطة إلى مجلة ((المجتمع)) الكويتية لتنشر فيها كما يظهر من السياق, لكني لم أستطيع أن أحقق إن كانت قد نشرت فيها أو لم تنشر (مجاهد مأمون ديرانية) [حفيد الشيخ].
([2]) وهي في كتابي ((صور وخواطر)) , وقد تُرجمت إلى الإنكليزية في الهند والباكستان وإلى الأردية وإلى الفارسية وإلى التركية. [من كلام الشيخ علي الطنطاوي].
([3]) المرجع: ((فصول في الدعوة والإصلاح)) , للشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- , ص:179 - 189 , جمع وترتيب حفيد المؤلف: مجاهد مأمون ديرانية, دار المنارة , الطبعة الأولى 2008.
--
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 03:04]ـ
نقلتها كما هي ولم أراجع الأصل ... ولعل موفقاً ينسقها ويرتبها وينشرها في المنتديات ...
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 10:17]ـ
وكذلك تصلح للنشر في المجموعات البريدية.(/)
هل لهذا الإطلاق وجه صحيح (الكوارث الطبيعية)؟ [جواب شيخنا عبد الرَّحمن البرَّاك].
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 09:02]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئلَ شيخُنَا العلَّامة عبد الرَّحمن بن ناصر البرَّاك ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ:
هل لهذا الإطلاق وجه صحيح (الكوارث الطبيعية)؟ جزيتم خيرا.
فأجاب:
الحمد لله: ينبغي أن يستبدل بهذه العبارة (المصائب الكونية)؛ وذلك لأمرين:
الأول: أنه ليس في اللغة الكوارث بمعنى المصائب، وإنما هي بمعنى المشاق، ثم إن (طبيعية) فيها خطأ لغوي، فإن النسبة إلى الطبيعة طَبَعِي.
الثاني: أن قولهم: (كوارث طبيعية) يتضمن معنى منكرا يقصده كثير ممن يتكلم بها، وهو أن هذه الحوادث الكونية أمور عادية طُبع عليها الكون، لا معنى لها ولا حكمة، ولا سبب يرجع إلى أفعال العباد، ولهذا ينكر هؤلاء على من يربط بين هذه الحودث وما يقع من العباد من المعاصي، كما يدل له قوله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، وقد تجري هذه العبارة على ألسن بعض الناس من غير قصد إلى هذا المعنى الباطل.
فالواجب اجتناب هذه العبارة (كوارث طبيعية) وإرشاد من يطلقها من غير اعتقاد للمعنى الباطل لتركها، والله أعلم.
رقم الفتوى: 36410
المصدر: موقع الشَّيخ الرَّسمي.
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=36410&catid=&Itemid=35
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 09:04]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل / سلمان أبو زيد!.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 09:27]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخ الحبيب الكريم / أبا الهمام البُرقَاوِيّ ـ الموقر ـ:
أكرمكُم اللَّهُ، ورفعَ قَدركُم، وأعلى ذكركُم، وأعظم أجركُم.
أَخُوْكُم المُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 08:13]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 11:49]ـ
جزاكم اللَّهُ خَيرًا،وباركَ فيكم.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 01:36]ـ
بارك الله فيك مرت معنا الأيام الماضية من الخ عبد الرحمن السديس فلاأدري أيكم سبق إلى وضعها هنا فأثابكما الله ورزقكما الإخلاص.
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 11:58]ـ
بارك الله فيكم(/)
من آفات القرّاء ..
ـ[ناصر الحقيقة]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 03:13]ـ
القراءة من أفضل وسائل المعرفة، وستبقى هي ما بقيت الكتابة بالقلم، فمن خلالها يستطلع القارئ أخبار الأمم والأحداث، وعن طريقها يستمد المعارف والعلوم.
وقد كتب كثيرون عن هذه الوسيلة الفعالة من وسائل المعرفة (أعني القراءة)، وأفادوا القارئ بما يحتاجه عند القراءة ليستوعب مضمونها.
(راجع هذا الرابط: http://www.muslm.net/vb/showthread-t_274119.html (http://www.muslm.net/vb/showthread-t_274119.html) )
ولستُ هنا في معرض تعداد النواحي الإيجابية للقراءة، فهي أوسع من أن تحصر، غير أن ثمة جوانب سيئة خفية تحصل من جراءها وبخاصة حين يكثر المرء منها إلى درجة النهم، نستعرضها هنا لوعيها، ولمحاولة التخلص منها.
وأحاول هنا أن أستعرض بعضاً منها من خلال ما وقفتُ عليه من خلال ممارساتي الذاتية على أن تكون هذه المشاركة باباً لإخواني الأعضاء لتعليق ما لمسوه هم ميدانياً من واقع قراءاتهم، أو من خلال قراءة غيرهم مما يعد في سلة آفات القراءة.
ليس يخفى أن المعرفة حين تتضخم في الرأس دون أن تنزل إلى الفؤاد الذي هو مَلِك الجوارح الآمر الناهي، فإنها حينئذٍ تكون وبالاً على صاحبها، من وجوه كثيرة.
صحيح أنه ليس كل المعلومات تتطلب عملاً بالجوارح، إذْ إنّ من المعلومات ما هو محدِّد لبعض الأعمال الأخرى التي هي أعمالٌ بالجوارح، فعلم التأريخ مثلاً ليس هو من المعلومات التي يلزم منها بذاتها العمل بالجوارح بينما هو علمٌ مهم جداً لتحديد حركة المستقبل ومعرفة مسارات الحركة المستقبلية للأمم والأفراد.
وهكذا.
(1)
والفرد القارئ حين يباشر القراءة المجردة ـ أياً كان نوعها ـ، فإنه سيكسب من المقروء معارف ومشاعر ناتجة عن هذه المعلومات المجردة التي أخذها من الكتاب المجرد وبالتالي ستكون المساحة المعلوماتية لديه واسعة بمشاعرها ومعارفها ولكنها تزاحم مساحات أخرى في الدماغ لا تقل أهمية عن المساحة المعلوماتية.
وكلما كان نهماً بالقراءة مهملاً جانب التفكير الذاتي كلما زادت الهوة بين القوة المعرفية والقوة التفكيرية، فقد تمر عليه مواقف تستدعي منه التفكير فلا يجد عقله يطاوعه على التأمل! مع أنه نهمٌ إلى درجة بالغة بالقراءة لكنه عند هذا الموقف يجد نفسه عاجزة!.
وقد تكون هذه المواقف بسيطة ولا تحتاج كبير تفكير، وقد يحلها البسيط من الناس لما في عقله الفطري من الاعتدال في كل الجوانب بينما هذا القارئ لسعة المساحة المعلوماتية لديه مع بطء حركة التفكير، بات الضغط المعلوماتي يجعله عاجزاً عن التفكير.
وقد وجد من هو على قدرٍ كبيرٍ من الثقافة والإطلاع، ولكنه (ضعيف التفكير) على رغم قراءاته، مع أنه يكتب ولا أحسن من كتابته أحياناً، لكنك لا تجد ورائها كبير معنى إلا ما تضمنتها الحروف العربية.
إذاً:
1. فالتبلد الفكري مقابل الإزياد المعرفي، آفة من آفات القراء ..
ولي عودة أخرى لمتابعة الموضوع.(/)
طارق السويدان في صف المخلطين
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 03:14]ـ
قبل قليل رايت طارق السويدان في قناته -قناة الرسالة- في حلقة خاصة وكاملة عن كتاب (تحرير المراه في عصر الرسالة) لعبد الحليم ابو شقة.
وكان السويدان يمجد هذا الكتاب وهو يحمل بيده ويمطره بسيول المدائح وقال ان المؤلف اعتمد على القران والصحيحين فقط!!!
وكان لابد للسويدان ان يغمز ويلمز بان هناك دول اسلامية تمنع هذا الكتاب من دخولها لانه يخالف عاداته وتقاليدها ولا شك انه يقصد المملكة العربية السعودية.
ومن اراد معرفة حقيقة هذا الكتاب فهذا رابط لكتاب (نقد كتاب تحرير المراه في عصر الرسالة) للشيخ الفاضل سليمان الخراشي حفظه الله
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=577 (http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=577)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 12:07]ـ
إخوتي أكثر ما ضايقني في الحلقة قوله بالمعنى ولا يخرج معناه عن هذا: (أنا تربيت تربية عادية ... إلى أن قال ... يعني تربية سلفية والحمد لله أنني ما انفتحت إلا لما كبرت وكنت غير متعصب) والله لما قالها أصبت بغيظ شديد وأسأل الله ان يعلي اسم قنوات أهل السنة لتغطي على هذه القنوات ..
فاخوتي من يعرف متبرعين ليدعموا قناوت أهل السنة
كـ (صفا والناس والرحمة والمهم الحكمة) لأن قناة الحكم مهددة بالافلاس والاغلاق وهي القناة الوحيدة التي تعتمد في بارمجها على جدية الطرح والرد على المخالفين وتصفية الدين من هذه الأشكال ..(/)
من آفات القرّاء ..
ـ[ناصر الحقيقة]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 03:16]ـ
القراءة من أفضل وسائل المعرفة، وستبقى هي ما بقيت الكتابة بالقلم، فمن خلالها يستطلع القارئ أخبار الأمم والأحداث، وعن طريقها يستمد المعارف والعلوم.
وقد كتب كثيرون عن هذه الوسيلة الفعالة من وسائل المعرفة (أعني القراءة)، وأفادوا القارئ بما يحتاجه عند القراءة ليستوعب مضمونها.
(راجع هذا الرابط: http://www.muslm.net/vb/showthread-t_274119.html (http://www.muslm.net/vb/showthread-t_274119.html) )
ولستُ هنا في معرض تعداد النواحي الإيجابية للقراءة، فهي أوسع من أن تحصر، غير أن ثمة جوانب سيئة خفية تحصل من جراءها وبخاصة حين يكثر المرء منها إلى درجة النهم، نستعرضها هنا لوعيها، ولمحاولة التخلص منها.
وأحاول هنا أن أستعرض بعضاً منها من خلال ما وقفتُ عليه من خلال ممارساتي الذاتية على أن تكون هذه المشاركة باباً لإخواني الأعضاء لتعليق ما لمسوه هم ميدانياً من واقع قراءاتهم، أو من خلال قراءة غيرهم مما يعد في سلة آفات القراءة.
ليس يخفى أن المعرفة حين تتضخم في الرأس دون أن تنزل إلى الفؤاد الذي هو مَلِك الجوارح الآمر الناهي، فإنها حينئذٍ تكون وبالاً على صاحبها، من وجوه كثيرة.
صحيح أنه ليس كل المعلومات تتطلب عملاً بالجوارح، إذْ إنّ من المعلومات ما هو محدِّد لبعض الأعمال الأخرى التي هي أعمالٌ بالجوارح، فعلم التأريخ مثلاً ليس هو من المعلومات التي يلزم منها بذاتها العمل بالجوارح بينما هو علمٌ مهم جداً لتحديد حركة المستقبل ومعرفة مسارات الحركة المستقبلية للأمم والأفراد.
وهكذا.
(1)
والفرد القارئ حين يباشر القراءة المجردة ـ أياً كان نوعها ـ، فإنه سيكسب من المقروء معارف ومشاعر ناتجة عن هذه المعلومات المجردة التي أخذها من الكتاب المجرد وبالتالي ستكون المساحة المعلوماتية لديه واسعة بمشاعرها ومعارفها ولكنها تزاحم مساحات أخرى في الدماغ لا تقل أهمية عن المساحة المعلوماتية.
وكلما كان نهماً بالقراءة مهملاً جانب التفكير الذاتي كلما زادت الهوة بين القوة المعرفية والقوة التفكيرية، فقد تمر عليه مواقف تستدعي منه التفكير فلا يجد عقله يطاوعه على التأمل! مع أنه نهمٌ إلى درجة بالغة بالقراءة لكنه عند هذا الموقف يجد نفسه عاجزة!.
وقد تكون هذه المواقف بسيطة ولا تحتاج كبير تفكير، وقد يحلها البسيط من الناس لما في عقله الفطري من الاعتدال في كل الجوانب بينما هذا القارئ لسعة المساحة المعلوماتية لديه مع بطء حركة التفكير، بات الضغط المعلوماتي يجعله عاجزاً عن التفكير.
وقد وجد من هو على قدرٍ كبيرٍ من الثقافة والإطلاع، ولكنه (ضعيف التفكير) على رغم قراءاته، مع أنه يكتب ولا أحسن من كتابته أحياناً، لكنك لا تجد ورائها كبير معنى إلا ما تضمنتها الحروف العربية.
إذاً:
1. فالتبلد الفكري مقابل الإزياد المعرفي، آفة من آفات القراء ..
ولي عودة أخرى لمتابعة الموضوع.
ـ[ناصر الحقيقة]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 03:31]ـ
للمجتمع حركة سير في التّدين والأفكار والاتجاهات ونحوها، قد تستقيم وقد تعوج حسب الموجِّهات التي توجه ذلك المجتمع ..
ولذا؛ فقد يكون المجتمع في فترة من الفترات على تدينٍ ما، له مواصفاته وخصائصه، أو هو على اتجاه معين له مواصفاته وخصائصه، ثم تراه بعد زمن قد تحول عن هذا التدين أو ذاك الاتجاه، إلى آخر قد يحمد أو يذم ..
ومن هنا، فإن دوام الحال من المحال، والرب جل وعلا يقول: (فمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) ..
ولستُ هنا استعرض تفصيلات (حركة التحول) بميادينها المختلفة: تحول الأفراد، أو تحول المجتمعات، أو تحول الدول، أو تحول المناخ والذي هو الآخر لا يستقر على حال ثابتة، إنما استعرض هنا وصف حالة (القارئ النهم) الذي يعيش مع الكتاب مع حالة مجتمعه الذي يعيش فيه، وذلك أني أكتب هنا عن (آفات القراء).
فإن من آفات القراء التي أحسب أنها موجودة فيهم، وأعتبرها من الآفات الشائعة ما يحسن أن أسميها بـ:
الانفصال عن حركة المجتمع ..
فحينما ينهمك القارئ في (الكتاب) ويبيت يعيش مع أفكاره، أو مع السِّيَر المكتوبة فيه، أو مع معالجات المؤلف لبعض القضايا ـ أياً كانت ـ يكون في حالته تلك على حالة بعيدة عن واقع وهموم وتحولات مجتمعه، ومن ثم ينمو لديه هموم ومشاعر ليست نتيجة (حياة المجتمع)، وإنما كان ذلك نتيجة مطالعة كتاب، والمجتمع من حواليه يعيش هموماً وتحولاتٍ (دينية، أو فكرية، أو اجتماعية، أو اقتصادية)، وهو لا يعرف عنها إلا من خلال منافذ ضيقة لا تسع إلا بقدر المعرفة المجملة دون أن تجعله يعيش هم المجتمع الحقيقي، وذلك لأنه لم يقترب من حالة ذلك الفقير الذي كسر الفقر نفسه فلم يعد يشعر إلا بما يرفع عته فاقته ..
وهو لم يجالس ذلك التاجر الذي يدفعه حرصه على المال أن يطرح بين كل فترة وأخرى ما يجلب له الربح المادي بغض النظر عن أثر ذلك على المجتمع ..
وهو لم يأت أجواء الطلاب في مدارسهم، أو الناس في أسواقهم ومجامعهم، ولم يلامس ما يهمهم، فالمجتمع يعيش في وادٍ وقد يكون بلغ التفاعل فيه مع قضية معينة إلى درجة عالية من الاحتقان، وهو في وادي آخر لا يدري درجة ذلك التفاعل ولا قدر حجمه، لأن ذلك الأمر لا يعيشه مع المجتمع، وذلك لأن الجلسة على الكتاب عزلته (فكراً، ووقتاً، وهموماً) عن أجواء المجتمع بهمومه وآماله، فلم يعد فاعلاً فيه كما ينبغي، بل لم يعد يعيش فيه كما يجب!! ..
ولذا، فلا عجب أن تقرأ لبعض (القراء) الذين عرفوا بالنهم في مطالعة الكتب أفكاراً، أو وصايا وإرشادات هي إلى السفسطة أقرب منها للواقعية ..
تراه حسن البيان، رائع البلاغة، ولكنه غير منطقي التوجيه والمعالجة فهو في واد والمجتمع في واد آخر ..
إذاً:
2. فالانفصال عن حركة المجتمع، آفة من آفات القراء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الحقيقة]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 02:19]ـ
عفواً على الخطأ ..
صوابُ الآيةِ الكريمة:
http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أن يتقدَّمَ أو يتأخَّرَ http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif [ المدثر: 37].
ـ[ناصر الحقيقة]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 12:02]ـ
رفع، للفائدة
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 02:55]ـ
من آفات القراء
المثالية وقلة الواقعية
تمكن القوة العقلية وضعف القوة العملية (أشار اليها ابن القيم)(/)
بيان المتحدث الرسمي حول مانشر في جريدة الوطن (قوي)
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 03:38]ـ
http://www.pv.gov.sa/images/portal/pages_b_news_arrow.gif بيان المتحدث الرسمي حول مانشر في جريدة الوطن خاص بموقع الرئاسة:
بينت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بيان لها صدر عقب مفاهمة بين المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن القفاري ورئيس تحرير جريدة الوطن الأستاذ جمال خاشقجي وإليكم نص الخطاب:
سعادة رئيس تحرير جريدة الوطن إشارة للمفاهمة معكم حول ما نشر لديكم يوم الأربعاء من معلومات غير صحيحة عن الهيئة وبعض الوقائع آمل نشر التصحيح أدناه في الصفحة الأولى في نفس الموضع المنشور فيه أصل المادة حسب النظام والمهنية الإعلامية وما تبين لكم من عدم صحة المعلومات المنشورة:
نتطلع لتجنب التهييج والتضليل الذي يمارس ضد الهيئة
وندعو للتمييز بين النقد والتجريح المناهض لمصلحة الوطن، ونسعى لتطبيق الأنظمة
نود أن نوضح حول ما نشر في صحيفتكم العدد3477 الصادر يوم الأربعاء الموافق 22/ 4/1431هـ بالصفحة الأولى عن إحالة خمسة من أعضاء هيئة المدينة إلى السجن العام يوم الثلاثاء أن ذلك غير صحيح ومجانب للحقيقة وأن استيقافهم كان بمعرفة الجهة المعنية ومؤقتا لغرض التحقيق والتأكد من حيثيات الواقعة ولم يودعوا السجن، وأخلي سبيلهم بعد التحقيق وقد كان للهيئة وجهة نظر نظامية أوضحتها للجهات المختصة، وقد صرح المتحدث الرسمي للهيئة في المدينة المنورة ردا على استفسار صحيفة الوطن بانتهاء التحقيق معهم وإخلاء سبيلهم ولم تنشروا تلك المعلومة ونشرت ذلك بعض الصحف في يوم الأربعاء 22/ 4/ 1431هـ ومن اللافت النشر عن عدة أمور تتعلق بالجهاز بشكل متزامن مع غيرها من الطروحات الموجهة سلباً.
وفيما يتعلق بقضية ماسمي "فتاة تبوك" والتي تناولتها عدة أقلام ونشر فيها أخبار متضاربة وكثير من المقالات التي ُبنيت على معلومات مغلوطة مصدرها بعض الصحف فهي وغيرها من الوقائع المشار إليها في النشر وتناولتها بعض الصحف بشكل (مجتزأ وفيه تجني واستباق للنتائج وتعميم على الجهاز كمؤسسة) هي وقائع باشرها موظفو الجهاز بحكم اختصاصهم وفي مخالفات تستدعي التدخل من قبلهم، والأنظمة حددت المهمات فيها وحدود المسؤولية، وسيتم تقييم أدائهم وفقها، وتقرير التقصير أو الخطأ من عدمه والمحاسبة تبعاً لذلك، وهناك أجهزة تحقيق وقضاء ستقرر في الأمر وهي محل الإشادة محلياً وعالمياً ومحل ثقة ولاة الأمر الذين يسعون دوماً لضمان الحقوق وأداء موظفي الدولة عملهم بالمعايير النظامية. وقد علق سمو أمير منطقة تبوك على الحادثة بقوله: (إن ما يثار الآن على الساحة وتتناوله الصحف أمر في غاية الخطورة، ويستوجب أخذ الحيطة لتقصي الحقائق قبل إصدار الأحكام جزافاً). وما أكد عليه سموه: (إن كافة الجهات المعنية تباشر الآن التحقيق لمعرفة ملابسات قضية الفتاة)، نرى أن من المسؤلية الوطنية والمهنية الإعلامية التقيد بما طالب به سموه بقوله: (العمل على تحري المصداقية في طرح القضية).
وننوه إلى أن الرئيس العام يتابع شخصياً ما يجري في الميدان مع أمراء المناطق, وقد قام بإيفاد بعض كبار مسئولي الرئاسة لتقصي الحقائق، والتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة لدراسة الحالات التي وقعت، وإعانة أجهزة التحقيق للوصول إلى الحقائق مجردة، إيماناً بإن المحافظة على حقوق الأطراف له أولوية سواءً المتهمين وكذا العاملين الذين سيحاسبون على أعمالهم، ويجب أن يُحموا إذا لم يتجاوزوا لئلا يفقد المجتمع منافعهم وتعلمون أن في تبوك عضواً مصاباً بطلق ناري خلال قضية نسقت فيها هيئة تبوك مع الجهة المختصة وقد وجه الرئيس العام الإدارات المعنية ومنها الإدارة العامة للشؤون الميدانية والإدارة القانونية ووحدة حقوق الإنسان لإعداد الإجراءات المناسبة نحو هذه الوقائع وما يسفر عنه التحقيق من نتائج وكذا أعمال الفروع نحو الوقائع المشابهة.
والجميع يعلم أن الشائعات والإثارة الصحفية ينبغي ألا تكون مؤثراً في توجيه التهم والإضرار بالأشخاص والجهات وهذا ما نتطلع أن يستشعره زملاؤنا الإعلاميون، وأن النشر بهذه الطريقة غير النظامية يترتب عليه تبعات تسئ لمجتمعنا وتنقل صورة مشوهة عنا عالمياً، وتجافي تحقيق العدالة، وتخلخل المجتمع وتحدث البلبلة والفوضى والفتن والأمر يستدعي أن نلتزم جميعاً بتوجيهات سمو النائب الثاني حول تجنب النشر المسيء أو التركيز على تشويه أعمال الهيئة. ونراعي نظام المطبوعات ومادته التاسعة التي تقضي بعدم النشر عن القضايا أثناء التحقيق فيها، والتي تنص في البند السابع: (ألا تُفشي وقائع التحقيقات أو المحاكمات، إلا بعد الحصول على إذن من الجهة المختصة)، فضلا عما يشير إليه البند الثامن والذي ينص على: (أن تلتزم "الصحف" بالنقد الموضوعي البناء الهادف إلى المصلحة العامة، والمستند إلى وقائع وشواهد صحيحة) ومساندة مساعي ولاة أمرنا لتحقيق كل ما من شأنه إعزاز وطننا وخدمة مواطنيه وإظهار تميز بلادنا بتطبيق الشريعة الإسلامية التي فيها ضمان الحقوق وتحقيق الخير(/)
لمن يرغب في كتابة/ إعداد مقال في مسألة عقدية معينة يبين عقيدة السلف الصالح فيها
ـ[داعية إلى التوحيد]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 06:39]ـ
السلام عليكم
تم افتتاح قسم للمقالات العقدية في منتدى عقيدة السلف الصالح لمن يرغب في المشاركة بكتابة أو إعداد مقال أو أكثر في مسائل عقدية مختلفة يُبين معتقد السلف الصالح فيها، وسيتم اختيار أكثرها موافقة للشروط ( http://www.as-salaf.org/vb/showthread.php?p=43#post43) ليتم وضعها في موقع عقيدة السلف الصالح ( http://www.as-salaf.com) إن شاء الله.
فمن يرغب في المشاركة فليدخل وليشارك في قسم المقالات العقدية في المنتدى:
http://www.as-salaf.org/vb/index.php
ـ[مهداوي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 07:03]ـ
بارك الله فيك وجزاك الخير
ـ[مزن]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 07:57]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[داعية إلى التوحيد]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 02:45]ـ
آمين وإياكم(/)
: (الذين يخرجون على الولاة بالسيف قسمان):. للشيخ صالح آل الشيخ-بارك الله فيه-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 10:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - نفع الله به - كما في (شرح العقيدة الواسطية):
" والذين يخرجون على الولاة بالسيف قسمان:
القسم الأول البغاة: وهم الذين يخرجون على الإمام بتأويل سائغ، لهم تأويل إمَّا في المال أو لهم تأويل في الدين ونحو ذلك فهؤلاء يُسَمَون البغاة كما قال الفقهاء في تعريف البغاة في قتال أهل البغي قالوا (وهم الذين خرجوا على الإمام بتأويل سائغ)، فإن كانوا خرجوا بتأويل غير سائغ فهم المحاربون الذين جاء فيهم حد الحرابة.
والصنف الثاني من الذين يخرجون على الولاة الخوارج الذين يتبعون عقيدة الخوارج الأُول، فليس كل من خرج على الإمام الحق، على ولي الأمر المسلم خارجياً بل قد يكون باغياً له تأويله ويُقاتَل حتى يفيء إلى أمر الله جل وعلا، وقد يكون خارجياً، والخارجي له أحكام الخوارج المعروفة وهم الذين يخرجون على الإمام لأجل معتقداتهم في ذلك".اهـ
===
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 11:58]ـ
الحمد لله وحده ..
هذا تقسيم مشهور وهو غير صحيح ..
والبغي يكون بتأويل سائغ وغير سائغ كما نص عليه شيخ الإسلام في مواضع عدة منها قوله:
قال شيخ الإسلام: ((قال تعالى: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ , إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} فَقَدْ جَعَلَهُمْ مَعَ وُجُودِ الِاقْتِتَالِ وَالْبَغْيِ مُؤْمِنِينَ إخْوَةً ; بَلْ مَعَ أَمْرِهِ بِقِتَالِ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ جَعَلَهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَلَيْسَ كُلُّ مَا كَانَ بَغْيًا وَظُلْمًا أَوْ عُدْوَانًا يُخْرِجُ عُمُومَ النَّاسِ عَنْ الْإِيمَانِ , وَلَا يُوجِبُ لَعْنَتَهُمْ ; فَكَيْفَ يُخْرِجُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ مِنْ خَيْرِ الْقُرُونِ؟
وَكُلُّ مَنْ كَانَ بَاغِيًا , أَوْ ظَالِمًا , أَوْ مُعْتَدِيًا , أَوْ مُرْتَكِبًا مَا هُوَ ذَنْبٌ فَهُوَ " قِسْمَانِ " مُتَأَوِّلٌ , وَغَيْرُ مُتَأَوِّلٍ ..
فَالْمُتَأَوِّلُ الْمُجْتَهِدُ: كَأَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ , الَّذِينَ اجْتَهَدُوا , وَاعْتَقَدَ بَعْضُهُمْ حِلَّ أُمُورٍ , وَاعْتَقَدَ الْآخَرُ تَحْرِيمَهَا كَمَا اسْتَحَلَّ بَعْضُهُمْ بَعْضَ أَنْوَاعِ الْأَشْرِبَةِ , وَبَعْضُهُمْ بَعْضَ الْمُعَامَلَاتِ الرِّبَوِيَّةِ وَبَعْضُهُمْ بَعْضَ عُقُودِ التَّحْلِيلِ وَالْمُتْعَةِ , وَأَمْثَالُ ذَلِكَ , فَقَدْ جَرَى ذَلِكَ وَأَمْثَالُهُ مِنْ خِيَارِ السَّلَفِ. فَهَؤُلَاءِ الْمُتَأَوِّلُونَ الْمُجْتَهِدُونَ غَايَتُهُمْ أَنَّهُمْ مُخْطِئُونَ , وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ((رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ اللَّهَ اسْتَجَابَ هَذَا الدُّعَاءَ. وَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ دَاوُد وَسُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَنَّهُمَا حَكَمَا فِي الْحَرْثِ , وَخَصَّ أَحَدَهُمَا بِالْعِلْمِ وَالْحُكْمِ , مَعَ ثَنَائِهِ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا بِالْعِلْمِ وَالْحُكْمِ. وَالْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ , فَإِذَا فَهِمَ أَحَدُهُمْ مِنْ الْمَسْأَلَةِ مَا لَمْ يَفْهَمْهُ الْآخَرُ لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ مَلُومًا وَلَا مَانِعًا لِمَا عُرِفَ مِنْ عِلْمِهِ وَدِينِهِ.
وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مَعَ الْعِلْمِ بِالْحُكْمِ يَكُونُ إثْمًا وَظُلْمًا , وَالْإِصْرَارُ عَلَيْهِ فِسْقًا , بَلْ مَتَى عَلِمَ تَحْرِيمَهُ ضَرُورَةً كَانَ تَحْلِيلُهُ كُفْرًا. فَالْبَغْيُ هُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. أَمَّا إذَا كَانَ الْبَاغِي مُجْتَهِدًا وَمُتَأَوِّلًا , وَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُ أَنَّهُ بَاغٍ , بَلْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُخْطِئًا فِي اعْتِقَادِهِ: لَمْ تَكُنْ تَسْمِيَتُهُ " بَاغِيًا " مُوجِبَةً لِإِثْمِهِ , فَضْلًا عَنْ أَنْ تُوجِبَ فِسْقَهُ. وَاَلَّذِينَ يَقُولُونَ بِقِتَالِ الْبُغَاةِ الْمُتَأَوِّلِينَ يَقُولُونَ: مَعَ الْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ قِتَالُنَا لَهُمْ لِدَفْعِ ضَرَرِ بَغْيِهِمْ ; لَا عُقُوبَةً لَهُمْ ; بَلْ لِلْمَنْعِ مِنْ الْعُدْوَانِ. وَيَقُولُونَ: إنَّهُمْ بَاقُونَ عَلَى الْعَدَالَةِ ; لَا يَفْسُقُونَ .... ثُمَّ بِتَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ " الْبَغْيُ " بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ: يَكُونُ ذَنْبًا , وَالذُّنُوبُ تَزُولُ عُقُوبَتُهَا بِأَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ: بِالْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ , وَالْمَصَائِبِ الْمُكَفِّرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ)).
فثبت أن البغاة غير الخوارج وأن الخارجين بتأويل غير سائغ هم من البغاة أيضاً وأنهم مذنبون .. وليسوا هم من الخوارج وإن اشتركوا مع الخوارج في الخروج بتأويل غير سائغ ..
فيبقى النظر:
ما هو الضابط الصحيح الفارق بين البغاة وبين الخوارج؟؟؟
الذي تحصل عندي بعد نظر طويل في هذا الباب = أن شعيرة الخوارج الفارقة بينهم وبين البغاة هي اقتران الخروج ونبذ الطاعة والمقاتلة بالسيف = بتكفير الإمام بغير مكفر سائغ التكفير به ..
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 12:33]ـ
على الهامش فقط:
ما هو الضابط الصحيح الفارق بين البغاة وبين الخوارج؟؟؟
الذي تحصل عندي بعد نظر طويل في هذا الباب = أن شعيرة الخوارج الفارقة بينهم وبين البغاة هي اقتران الخروج ونبذ الطاعة والمقاتلة بالسيف = بتكفير الإمام بغير مكفر سائغ التكفير به ..
والله أعلم ..
ما الفرق بين البغاة الذين خرجوا بتأويل غير سائغ وبين الخوارج الذين كفروا بمكفر غيرا
سائغ؟
الحمد لله وحده ..
هذا تقسيم مشهور وهو غير صحيح ..
والبغي يكون بتأويل سائغ وغير سائغ كما نص عليه شيخ الإسلام في مواضع عدة منها قوله:
قال شيخ الإسلام: ((قال تعالى: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ , إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} فَقَدْ جَعَلَهُمْ مَعَ وُجُودِ الِاقْتِتَالِ وَالْبَغْيِ مُؤْمِنِينَ إخْوَةً ; بَلْ مَعَ أَمْرِهِ بِقِتَالِ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ جَعَلَهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَلَيْسَ كُلُّ مَا كَانَ بَغْيًا وَظُلْمًا أَوْ عُدْوَانًا يُخْرِجُ عُمُومَ النَّاسِ عَنْ الْإِيمَانِ , وَلَا يُوجِبُ لَعْنَتَهُمْ ; فَكَيْفَ يُخْرِجُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ مِنْ خَيْرِ الْقُرُونِ؟
وَكُلُّ مَنْ كَانَ بَاغِيًا , أَوْ ظَالِمًا , أَوْ مُعْتَدِيًا , أَوْ مُرْتَكِبًا مَا هُوَ ذَنْبٌ فَهُوَ " قِسْمَانِ " مُتَأَوِّلٌ , وَغَيْرُ مُتَأَوِّلٍ ..
فَالْمُتَأَوِّلُ الْمُجْتَهِدُ: كَأَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ , الَّذِينَ اجْتَهَدُوا , وَاعْتَقَدَ بَعْضُهُمْ حِلَّ أُمُورٍ , وَاعْتَقَدَ الْآخَرُ تَحْرِيمَهَا كَمَا اسْتَحَلَّ بَعْضُهُمْ بَعْضَ أَنْوَاعِ الْأَشْرِبَةِ , وَبَعْضُهُمْ بَعْضَ الْمُعَامَلَاتِ الرِّبَوِيَّةِ وَبَعْضُهُمْ بَعْضَ عُقُودِ التَّحْلِيلِ وَالْمُتْعَةِ , وَأَمْثَالُ ذَلِكَ , فَقَدْ جَرَى ذَلِكَ وَأَمْثَالُهُ مِنْ خِيَارِ السَّلَفِ. فَهَؤُلَاءِ الْمُتَأَوِّلُونَ الْمُجْتَهِدُونَ غَايَتُهُمْ أَنَّهُمْ مُخْطِئُونَ , وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ((رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ اللَّهَ اسْتَجَابَ هَذَا الدُّعَاءَ. وَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ دَاوُد وَسُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَنَّهُمَا حَكَمَا فِي الْحَرْثِ , وَخَصَّ أَحَدَهُمَا بِالْعِلْمِ وَالْحُكْمِ , مَعَ ثَنَائِهِ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا بِالْعِلْمِ وَالْحُكْمِ. وَالْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ , فَإِذَا فَهِمَ أَحَدُهُمْ مِنْ الْمَسْأَلَةِ مَا لَمْ يَفْهَمْهُ الْآخَرُ لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ مَلُومًا وَلَا مَانِعًا لِمَا عُرِفَ مِنْ عِلْمِهِ وَدِينِهِ.
وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مَعَ الْعِلْمِ بِالْحُكْمِ يَكُونُ إثْمًا وَظُلْمًا , وَالْإِصْرَارُ عَلَيْهِ فِسْقًا , بَلْ مَتَى عَلِمَ تَحْرِيمَهُ ضَرُورَةً كَانَ تَحْلِيلُهُ كُفْرًا. فَالْبَغْيُ هُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. أَمَّا إذَا كَانَ الْبَاغِي مُجْتَهِدًا وَمُتَأَوِّلًا , وَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُ أَنَّهُ بَاغٍ , بَلْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُخْطِئًا فِي اعْتِقَادِهِ: لَمْ تَكُنْ تَسْمِيَتُهُ " بَاغِيًا " مُوجِبَةً لِإِثْمِهِ , فَضْلًا عَنْ أَنْ تُوجِبَ فِسْقَهُ. وَاَلَّذِينَ يَقُولُونَ بِقِتَالِ الْبُغَاةِ الْمُتَأَوِّلِينَ يَقُولُونَ: مَعَ الْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ قِتَالُنَا لَهُمْ لِدَفْعِ ضَرَرِ بَغْيِهِمْ ; لَا عُقُوبَةً لَهُمْ ; بَلْ لِلْمَنْعِ مِنْ الْعُدْوَانِ. وَيَقُولُونَ: إنَّهُمْ بَاقُونَ عَلَى الْعَدَالَةِ ; لَا يَفْسُقُونَ .... ثُمَّ بِتَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ " الْبَغْيُ " بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ: يَكُونُ ذَنْبًا , وَالذُّنُوبُ تَزُولُ عُقُوبَتُهَا بِأَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ: بِالْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ , وَالْمَصَائِبِ الْمُكَفِّرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ)).
فثبت أن البغاة غير الخوارج وأن الخارجين بتأويل غير سائغ هم من البغاة أيضاً وأنهم مذنبون .. وليسوا هم من الخوارج وإن اشتركوا مع الخوارج في الخروج بتأويل غير سائغ ..
فيبقى النظر:
أريد رقم المجلد ورقم الصفحة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 12:57]ـ
الفرق هو أن البغاة لم يكفروا .. وإنما رأوا في فعل الإمام ما يوجب خروجهم لعزله وكان رأيهم هذا هوى مجرد من غير تأويل أو بتأويل غير سائغ لكنهم لم يكفروا الإمام ..
35/ 76
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 01:18]ـ
شكرا , وبارك الله فيك
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 01:19]ـ
الأخ الكريم الفاضل" أبا فهر السلفي": جزاكم الله خيرا، والذي يظهر لي أن التقسيم للإفهام ولا يخالف ما نقلته عن شيخ الإسلام، بدليل قول الشيخ صالح: (القسم الأول البغاة: وهم الذين يخرجون على الإمام بتأويل سائغ، لهم تأويل إمَّا في المال أو لهم تأويل في الدين ونحو ذلك فهؤلاء يُسَمَون البغاة كما قال الفقهاء في تعريف البغاة في قتال أهل البغي قالوا (وهم الذين خرجوا على الإمام بتأويل سائغ)، فإن كانوا خرجوا بتأويل غير سائغ فهم المحاربون الذين جاء فيهم حد الحرابة)، يعني يدخلون في هذا القسم، والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 02:28]ـ
بارك الله فيك ..
الشيخ حصر البغاة في التأويل السائغ وحصر غير السائغ في المحاربين ..
وهذا خطأ .. وقد أدت إليه بعض عبارات شيخ الإسلام ..
والنص المذكور عن شيخ الإسلام مفصل مبين أن ممن يخرجون يتأويل غير سائغ يصدق عليهم اسم البغاة أيضاً ..
أما المحاربون فالصواب أنهم من خرجوا لقطع الطريق ونحوهم وهم من جنس العصاة المقرين بمعصيتهم وهم غير البغاة والذين يخرجون لمعنى ديني يظنون أنهم يطلبون شعبة من شعب الإيمان ولكن تأويلهم في ذلك سائغ أو غير سائغ ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 03:15]ـ
كما أن معرفة مراد الله من النصوص المعرفة الصحيحة أمر مطلوب لتطبيق شرعه على الناس تطبيقا صحيحا , فإن كان هذا التقسيم خاطئا فسيؤدي بنا إلى تطبيق حد الحرابة على من لا يستحقها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 03:34]ـ
بارك الله فيك ..
لا يكون للبغاة ولو بغير تأويل نفس إثم وذم المحاربين ولا يكونون رتبة واحدة ..
ولكن باب العقوبة أوسع من باب الذم والإثم حتى إنه قد يعاقب من ليس آثماً بل قد يعاقب من هو معذور ..
وفي مسألتنا:
قد يجوز للإمام معاقبة البغاة بغير تأويل بنفس عقوبة الحرابة؛ لإفسادهم في الأرض بغير تأويل سائغ،ولكن يكون هذا بطريق الاجتهاد من الإمام العدل ومن أهل الحل والعقد ولا يكون بطريق النص ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 05:14]ـ
................
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 05:51]ـ
قد يجوز للإمام معاقبة البغاة بغير تأويل بنفس عقوبة الحرابة؛ لإفسادهم في الأرض بغير تأويل سائغ،ولكن يكون هذا بطريق الاجتهاد من الإمام العدل ومن أهل الحل والعقد ولا يكون بطريق النص ..
بارك الله فيكم
هل تقصد تعزيرا؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 06:21]ـ
لا ..
بل بطريق الاجتهاد أي إعطائهم عقوبة المحاربين لاشتراكهم-إن وقع الاشتراك- في الأثر والضرر خاصة مع عدم التأويل السائغ ..
وهذا من باب مشورة الإمام واجتهاده في تقدير العقوبة التي تدفع الضرر عن عموم المسلمين ..
فهو تقدير للمقارب من المثل في الجناية وأثرها وليس تعزيراً ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 01:37]ـ
الأخ الكريم "أبا فهر السلفي": جزاك الله خير ..
حقيقة الآن ظهر لي الفرق الذي قصدته وفهمته من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - ..
وقد حركت في همة بحث المسألة احسن الله إليك ..
أخي سددك الله هلاَّ ذكرتَ لي شيئا من المراجع لبحث المسألة ..
بُوركتَ.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 07:51]ـ
لا ..
بل بطريق الاجتهاد أي إعطائهم عقوبة المحاربين لاشتراكهم-إن وقع الاشتراك- في الأثر والضرر خاصة مع عدم التأويل السائغ ..
وهذا من باب مشورة الإمام واجتهاده في تقدير العقوبة التي تدفع الضرر عن عموم المسلمين ..
فهو تقدير للمقارب من المثل في الجناية وأثرها وليس تعزيراً ..
بارك الله فيكم
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 08:20]ـ
اخي الفاضل ابو فهر الا يجب ادراج الذين خرجوا بالحق كقسم مستقل و هم الذين توفر فيهم كما قال الشيخ الراجحي حفظه الله ثلاثة شروط
1 - ان يروا كفرا بواح
2 - ان تكون لهم القدره
3 - ان يكون البديل المسلم موجودا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 10:31]ـ
بارك الله فيك ..
وهذا خطأ .. وقد أدت إليه بعض عبارات شيخ الإسلام ..
معليش نتعبك معانا ,
أول: أين ذكر شيخ الإسلام ذلك؟
ثانيا: لماذا الحق الفقهاء (الخارجون بتأويل غير سائغ) بالمحاربين دون غيرهم , هل لتشابه الضرر والأثر؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 10:42]ـ
أخي الفاضل عبد الحق المسألة تتبع في أبواب السير وقتال أهل البغي ولكنها دقيقة جداً ..
أخي الفاضل الجروان .. نعم. الخارجون بالحق قائمون بشعبة إيمانية في نفس الأمر وقد خرجوا بذلك من أهل البغي والحرابة باتفاق ..
لطيفة: من نراهم نحن من أهل البغي هم في نظر أنفسهم من الخارجين بالحق وهذا هو محل التأويل إن سائغاً وإن ..
أخي زين العابدين ..
لشيخ الإسلام عبارات عدة يفرق فيها بين الخوارج وأهل البغي بضابط التأويل السائغ فقط فظن بعض الناس أن كل من خرج بتأويل غير سائغ فهو من الخوارج وهذا خطأ فليس التأويل غير السائغ هو شعار الخوارج وهذه هي فائدة النقل الثاني حيث أفادنا إن من خرجوا بتأويل غير ائغ قد يكونون من أهل البغي أيضاً،وأما مواضع تلك النقولات فسأذكرها لك لاحقاً بإذن الله ..
وسؤالك الثاني جوابه: قد يكون ..
وقد يكون لهم مذهب آخر فيهم يشبه ماذكره الشيخ صالح فأنا لا أزعم أن طريقتي هي إجماع من قبلي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 11:24]ـ
وأما مواضع تلك النقولات فسأذكرها لك لاحقاً بإذن الله ..
..
جزاك الله خيرا , وكتب الله أجرك.
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 10:18]ـ
قال ابن حجر رحمه الله في التهذيب في ترجمة الحسن بن صالح
(وقولهم كان يرى السيف يعني كان يرى الخروج بالسيف على ائمة الجور وهذا مذهب للسلف قديم لكن استقر الامر على ترك ذلك لما رأوه قد افضى إلى أشد منه ففي وقعة الحرة ووقعة ابن الاشعث وغيرهما عظة لمن تدبر)
قال النووي رحمه الله على شرح مسلم
(وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق وأما الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا أنه ينعزل وحكى عن المعتزلة أيضا فغلط من قائله مخالف للإجماع) 12/ 299 طبعة إحياء التراث
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج
(وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا يذكرون هذا فيعقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين وباب قتال أهل البغي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشتبه بالقتال في الفتنة وليس هذا موضع بسطه ومن تأمل الأحاديث الصحيحة الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب واعتبر أيضا اعتبار أولى الأبصار علم أن الذي جاءت به النصوص النبوية خير الأمور) (4/ 290)
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للواسطية:
(وهذا الذي قاله من أنه ثَمَّ قولان فيه للسلف، هذا ليس بجيد بل السلف متتابعون على النهي عن الخروج، لكن فعل بعضهم ما فعل من الخروج وهذا يُنْسَبُ إليه ولا يعد قولاً لأنه مخالف للنص، فالنصوص كثيرة في ذلك، كما أنه لا يجوز أن ننسِبَ إلى من أحدث قولاً في العقائد ولو كان من التابعين أن يقول هذا قول للسلف، فكذلك في مسائل الإمامة لا يسوغ أن نقول هذا قول للسلف لأن من أحدث القول بالقدر كان من التابعين، ومن أحدث القول بالإرجاء كان من التابعين، من جهة لُقِيِه للصحابة، لكن رُدَّ ذلك، رُدَّتْ تلك الأقوال عليه ولم يُسِغْ أحد أن يقول قائل (كان ثم قولان للسلف في مسألة كذا) فكذلك مسائل الإمامة أمر السلف فيها واحد ومن تابعهم، وإنما حصل الاشتباه من جهة وقوع بعض الأفعال من التابعين أو تبع التابعين أو غيرهم في ذلك، والنصوص مجتمعة عليهم لا حظ لهم منها)
وهذا الذي ذكره الشيخ صالح آل الشيخ يدل على أن كثير من المسائل استقر الإجماع على خلافها لو أن رجل يتقفر العلم قال بما استقر الإجماع على خلافه وتتبع تلك المسائل لكان من حاله عجباً نسأل الله أن يحفظنا وإخواننا ..
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 02:27]ـ
من بحث ذروة سنام الإسلام
الطائفة الأولى: البغاة:
الأصل في قتالهم قوله تعالى ? ک ک گ گگ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھے ے ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ?] الحجرات: 9 - 10 [.
قال ابن قدامة في «المغني» (8/ 104): «وفى هذه الآية خمس فوائد:
أحدها: أنهم لم يخرجوا بالبغي عن الإيمان، فإنه سماهم مؤمنين.
الثانية: أنه أوجب قتالهم.
الثالثة: انه أسقط قتالهم؛ إذا فاءوا إلى أمر الله.
الرابعة: أنه أسقط عنهم التبعة فيما أتلفوه في قتالهم.
الخامسة: أن الآية أفادت جواز قتال كل من منع حقًا عليه».
وقال: «والخارجون عن قبضة الإمام أصناف أربعة:
أحدها: قوم امتنعوا من طاعته، وخرجوا عن قبضته بغير تأويل، فهؤلاء قطاع طريق ساعون في الأرض بالفساد، يأتي حكمهم في باب مفرد.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: قوم لهم تأويل إلا أنهم نفر يسير لا منعة لهم، كالواحد والاثنين والعشرة ونحوهم، فهؤلاء قطاع طريق في قول أكثر أصحابنا، وهو مذهب الشافعي؛ لأن ابن ملجم لما جرح عليًا قال للحسن: «إن برئت رأيت رأيي، وإن مت فلا تمثلوا به» فلم يثبت بفعله حكم البغاة».
قال: «وقال أبو بكر: «لا فرق بين الكثير والقليل وحكمهم حكم البغاة».
الثالث: الخوارج: الذين يكفرون بالذنب، ويكفرون عثمان وعليًا وطلحة والزبير وكثيرًا من الصحابة، ويستحلون دماء المسلمين وأموالهم إلا من خرج معهم، فظاهر قول الفقهاء من أصحابنا المتأخرين أنهم بغاة حكمهم حكمهم، وهذا قول أبي حنيفة، والشافعي وجمهور الفقهاء، وكثير من أهل الحديث، ومالك يرى استتابتهم، فإن تابوا وإلا قتلوا على إفسادهم، لا على كفرهم.
وذهبت طائفة من أهل الحديث إلى أنهم كفار مرتدون، حكمهم حكم المرتدين، وتباح دماؤهم وأموالهم، فإن تحيزوا في مكان وكانت لهم منعة وشوكة؛ صاروا أهل حرب كسائر الكفار، وإن كانوا في قبضة الإمام استتابهم كاستتابة المرتدين، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم، وكانت أموالهم فيئًا لا يرثهم ورثتهم المسلمون ...
قال ابن المنذر: «لا أعلم أحدًا وافق أهل الحديث على تكفيرهم وجعلهم كالمرتدين ...
الصنف الرابع: قوم من أهل الحق يخرجون عن قبضة الإمام، ويرومون خلعه لتأويل سائغ، وفيهم منعة يحتاج في كفهم إلى جمع الجيش، فهؤلاء البغاة» اهـ. مختصرًا.
قال النووي في «روضة الطالبين»: (10/ 50): «الذين يخالفون الإمام بالخروج عليه، وترك الانقياد، والامتناع من أداء الحقوق، ينقسمون إلى: بغاة، وغيرهم.
أما البغاة فتعتبر فيهم خصلتان:
إحداهما: أن يكون لهم تأويل يعتقدون بسببه جواز الخروج على الإمام، أو منع الحق المتوجه عليهم، فلو خرج قوم عن الطاعة، ومنعوا الحق بلا تأويل سواء كان حدًا، أو قصاصًا، أو مالًا لله تعالى، أو للآدميين؛ عنادًا، أو مكابرة، ولم يتعلقوا بتأويل، فليس لهم أحكام البغاة.
وكذا المرتدون، ثم التأويل للبغاة إن كان بطلانه مظنونًا فهو معتبر، وإن كان بطلانه مقطوعًا به فوجهان: أوفقهما لإطلاق الأكثرين أنه لا يعتبر كتأويل المرتدين [وشبهتهم]، والثاني: يعتبر، ويكفى تغليطهم فيه، وقد يغلط الإنسان في القطعيات.
[الخصلة] الثانية: أن يكون لهم شوكة وعدد بحيث يحتاج الإمام في ردهم إلى الطاعة إلى كلفة ببذل مال، أو إعداد رجال، ونصب قتال، فإن كانوا أفرادًا يسهل ضبطهم؛ فليسوا بغاة، وشرط جماعة من الأصحاب في الشوكة أن ينفردوا ببلدة، أو قرية، أو موضع من الصحراء، والأصح الذي قاله المحققون أنه لا يعتبر ذلك، وإنما يعتبر استعصاؤهم وخروجهم عن قبضة الإمام حتى لو تمكنوا من المقاومة وهم محفوفون بجند الإسلام حصلت الشوكة.
قال الإمام: يجب القطع بأن الشوكة لاتحصل إذا لم يكن لهم متبوع مطاع؛ إذ لاقوة لمن لايجمع كلمتهم مطاع.
وهل يشترط أن يكون فيهم إمام منصوب لهم أو منتصب؟
وجهان، ويقال: قولان، أصحهما عند الأكثرين: لا يشترط» اهـ. مختصرًا.
قال الشيخ خليل بن إسحاق المالكي في «مختصره»: «الباغية: فرقة خالفت الإمام لمنع حق، أو لخلعه، فللعدل قتالهم وإن تابوا».
قال أحمد الدردير في «الشرح الكبير لمختصر خليل»: «البغي لغةً هو: التعدي، وشرعاً: قال ابن عرفة هو الامتناع من طاعة من ثبتت إمامته في غير معصية بمغالبة ولو تأولًا» اهـ.
وقوله: «في غير معصية» متعلق بطاعة، ومقتضاه: أن من امتنع عن طاعته في مكروه؛ يكون باغيًا، وقيل: لا تجب طاعته في المكروه، فالممتنع لا يكون باغيًا، وهو الأظهر؛ لأنه من الإحداث في الدين ما ليس منه فهو رد، فإذا أمر الناس بصلاة ركعتين بعد أداء فرض الصبح لم يتبع.
قال: (الباغية فرقة) أي: طائفة من المسلمين (خالفت الإمام) الذي ثبتت إمامته باتفاق الناس عليه، ويزيد بن معاوية: لم تثبت إمامته؛ لأن أهل الحجاز لم يسلموا له الإمامة؛ لظلمه، ونائب الإمام مثله (لمنع حق) لله، أو لآدمي وجب عليها كزكاة، وكأداء ما عليهم مما جبوه لبيت مال المسلمين كخراج الأرض (أو لخلعه) أي: وخالفته لإرادتها خلعه، أي: عزله لحرمة ذلك عليهم وإن جار؛ إذ لا يعزل السلطان بالظلم والفسق، وتعطيل الحقوق بعد انعقاد إمامته، وإنما يجب وعظه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فللعدل قتالهم وإن تأولوا) الخروج عليه لشبهة قامت عندهم، ويجب على الناس معاونته عليهم، وأما غير العدل فلا تجب معاونته.
قال مالك:: «دعه وما يراد منه، ينتقم الله من الظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما».
كما أنه لا يجوز له قتالهم؛ لاحتمال أن يكون خروجهم عليه لفسقة وجوره، وإن كان لا يجوز لهم الخروج عليه».
يتضح مما سبق أن المتفق عليه من صفة أهل البغي أنهم طائفة من أهل الحق لهم منعة وشوكة، يخرجون على الإمام لتأويل سائغ أخطئوا فيه، وهؤلاء كأهل الجمل وصفين الذين خرجوا على علي ت؛ لظنهم أنه يعلم قتلة عثمان ولا يقتص منهم، فإن كانوا بلا شوكة ولا منعة، وخرجوا عن الإمام، فحكمهم حكم قطاع الطريق عند الجمهور في ضمان ما أتلفوه، وعدم سقوط تبعة قتالهم.
وإن كانوا خرجوا بلا تأويل، بل عنادًا وامتناعًا عن الحق، فهم محاربون ساعون في الأرض فسادًا، وكذا إذا كان التأويل غير معتبر على الصحيح، إذا كان الإمام عدلًا؛ جاز له قتالهم، ووجبت معاونته، أما إذا لم يكن عدلًا بل فاسقًا فلا يجوز له قتالهم حتى يتوب ويقاتل بعد ذلك، ولا يعان حال ظلمه كما قال الإمام مالك.
صفة قتالهم وأحكامهم
قال النووي في «المنهاج»: «ولا يقاتل البغاة حتى يبعث إليهم أمينًا فطنًا ناصحًا يسألهم ما ينقمون، فإن ذكروا مظلمة أو شبهة؛ أزالها، فإن أصروا؛ نصحهم، ثم آذنهم بالقتال، فإن استمهلوا؛ اجتهد، وفعل ما رآه صوابًا ولا يقتل مدبرهم ولا مثخنهم وأسيرهم، ولا يُطْلَق وإن كان صبياً أو امرأة حتى تنقضي الحرب، ويتفرق جمعهم؛ إلا أن يطيع باختياره، ويرد سلاحهم وخيلهم إليهم إذا انقضت الحرب، وأمنت غائلتهم، ولا يستعمل في قتال إلا لضرورة، ولا يقاتلون بعظيم كنار ومنجنيق إلا لضرورة، كأن قاتلوا به، أو أحاطوا بنا، ولا يستعان عليهم بكافر، ولا بمن يرى قتلهم مدبرين». (4/ 128).
قال ابن قدامة في «المغني» (8/ 114): «أهل البغي إذا تركوا القتال إما بالرجوع إلى الطاعة، وإما بإلقاء السلاح، وإما بالهزيمة إلى فئة، أو إلى غير فئة، وإما بالعجز؛ لجراح، أو مرض، أو أسر، فإنه يحرم قتلهم، واتباع مدبرهم، وبهذا قال الشافعي. وقال أبو حنيفة: إذا هزموا ولا فئة لهم كقولنا (أي: لا يجوز قتلهم)، وإن كانت لهم فئة يلجئون إليها؛ جاز قتل مدبرهم وأسيرهم، والإجازة على جريحهم، وإن لم يكن لهم فئة؛ لم يقتلوا لكن يضربون ضربًا وجيعًا، ويحبسون حتى يقلعوا عما هم عليه، ويحدثوا توبة.
ذكروا هذا في الخوارج، ويروى عن ابن عباس ب نحو هذا، واختاره بعض أصحاب الشافعي؛ لأنه متى لم يقتلهم؛ اجتمعوا ثم عادوا للمحاربة، ولنا ما روي عن علي ت عنه أنه قال يوم الجمل: «لا يذفف على جريح، ولا يهتك ستر، ولا يفتح باب، ومن أغلق بابًا أو بابه؛ فهو آمن، ولا يتبع مدبر» (1) ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
فإن قتل إنسان من مُنِعَ من قتله؛ ضمنه؛ لأنه قتل معصومًا لم يؤمر بقتله، وفى القصاص وجهان ...
وأما أسيرهم، فإن دخل في الطاعة خلى سبيله، وإن أبى ذلك، وكان رجلًا جلدًا من أهل القتال؛ حبس ما دامت الحرب قائمة، فإذا انقضت الحرب؛ خلى سبيله، وشُرط عليه ألا يعود إلى القتال، وإن لم يكن الأسير من أهل القتال كالنساء والصبيان والشيوخ الفانين؛ خلى سبيلهم، ولم يحبسوا في أحد الوجهين ...
وإن قتل أهل البغي أسارى أهل العدل؛ لم يجز لأهل العدل قتل أسراهم؛ لأنهم لا يقتلون بجناية غيرهم ...
فأما غنيمة أموالهم، وسبي ذريتهم؛ فلا نعلم في تحريمه بين أهل العلم خلافًا» اهـ. باختصار.
قال الدسوقي في «حاشية الشرح الكبير» (4/ 299): «يمتاز قتال البغاة عن قتال الكفار بأحد عشر وجهًا:
أن يقصد بالقتال ردعهم، لاقتلهم، وأن يكف عن مدبرهم، ولايجهز على جريحهم، ولاتقتل أسراهم، ولاتغنم أموالهم، ولا تسبى ذراريهم، ولايستعان عليهم بمشرك، ولايوادعهم على مال، ولاتنصب عليهم الرعادات، ولاتحرق مساكنهم، ولايقطع شجرهم».
قال الكاساني الحنفي في «بدائع الصنائع» (4/ 140): «الإمام إذا قاتل أهل البغي فهزمهم، وولوا مدبرين، فإن كانت لهم فئة ينحازون إليها؛ فينبغي لأهل العدل أن يقتلوا مدبرهم، ويجهزوا على جريحهم؛ لئلا يتحيزوا إلى الفئة؛ فيمتنعوا بها فيكروا على أهل العدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما أسيرهم فإن شاء الإمام قتله؛ استئصالًا لشأفتهم، وإن شاء حبسه؛ لاندفاع شره بالأسر والحبس، وإن لم يكن فئة يتحيزون إليها؛ لم يتبع مدبرهم، ولم يجهز على جريحهم، ولم يقتل أسيرهم؛ لوقوع الأمن عن شرهم عند انعدام الفئة» اهـ.
مما سبق يتضح أن أهل البغي يقاتلون؛ لدفع شرهم بعد إزالة شبهتهم، ودعوتهم إلى الرجوع إلى الحق لقوله تعالى: ? ں ں??، فلا يبدءون بالقتال قبل الإصلاح، فإذا قوتلوا؛ لا يتبع مدبر، ولا يجهز على جريح، ولا يقتل أسير عند عدم وجود فئة لهم باتفاق عامة العلماء، وعند وجود فئة لهم كذلك عند الجمهور خلافًا للحنفية.
وأما الأموال والنساء والذراري فتحريمها باقٍ بلا خلاف بين العلماء؛ لأنهم مسلمون، وأما نفوذ أحكامهم، وقبول شهادتهم فالذي عليه الجمهور: قبول شهادتهم، وأنه ينفذ من أحكامهم ما ينفذ من أحكام قاضي أهل العدل، وينقضي منها ما ينقضي من حكمه من حدود أقاموها، وزكاة جمعوها، وغيرها (روضة الطالبين 10/ 53 - المغني 8/ 119 - حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 4/ 300).
خلافًا للحنفية الذين يرون عدم إنفاذ أحكامهم إلا في بعض الصور (بدائع الصنائع7/ 142).
والجمهور على أنهم لا يضمنون نفسًا ولا مالًا مما أتلفوه حال القتال، ولا يجب عليهم بعد توبتهم، أو هزيمتهم قصاص، ولا دية؛ لقول الزهري: «كانت الفتنة العظمى بين الناس وفيهم البدريون فأجمعوا على أنه لا يقام حد على رجل ارتكب فرجًا حرامًا بتأويل القرآن، وليغرم مالًا أتلفه بتأويل القرآن». (المغني 8/ 113 - مغني المحتاج 4/ 124).
وذهب البعض لتضمينهم وهو أحد الوجهين عند الشافعية ورجحه الشوكاني في «السيل الجرار» (4/ 559).
الخوارج ومانعي الزكاة، هل هم أهل بغى؟
أطلق كثير من العلماء من أتباع المذاهب الأربعة وغيرهم أن مانعي الزكاة والخوارج أهل بغي، قال الخطابي: «مما يجب تقديمه في هذا أن يُعلم أن أهل الردة كانوا صنفين:
الأول: صنف ارتدوا عن الدين ونابذوا الملة وعادوا إلى الكفر: وهم الذين عناهم أبو هريرة بقوله: وكفر من كفر من العرب ...
والصنف الآخر: هم الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة فأقروا بالصلاة وأنكروا فرض الزكاة ووجوب أدائها إلى الإمام:
وهؤلاء على الحقيقة أهل بغي، وإنما لم يدعوا بهذا الاسم في ذلك الزمان خصوصًا؛ لدخولهم في غمار أهل الردة، فأضيف الاسم في الجملة إلى الردة؛ إذ كانت أعظم الأمرين وأهمهما، وأرخ قتال أهل البغي في زمن علي بن أبي طالب ت، إذ كانوا منفردين في زمانه، لم يختلطوا بأهل الشرك».
إلى أن قال: «فإن قيل: كيف تأولت أمر الطائفة التي منعت الزكاة على الوجه الذي ذهبت إليه، وجعلتهم أهل بغي؟ وهل إذا أنكرت طائفة من المسلمين في زماننا فرض الزكاة، وامتنعوا عن أدائها؛ يكون حكمهم حكم أهل البغي؟
قلنا: لا، فإن من أنكر فرض الزكاة في هذه الأزمان؛ كان كافرًا بإجماع المسلمين، والفرق بين هؤلاء وأولئك أنهم عذروا لأسباب وأمور لا يحدث مثلها في هذا الزمان:
منها: قرب العهد بزمان الشريعة الذي كان يقع معه تبديل الأحكام.
ومنها: أن القوم كانوا جهالًا بأمور الدين، وكان عهدهم بالإسلام قريبًا؛ فدخلتهم الشبهة؛ فعذروا.
فأما اليوم وقد شاع دين الإسلام، واستفاض في المسلمين علم وجوب الزكاة حتى عرفها الخاص والعام، واشترك فيها العالم والجاهل؛ فلا يعذر أحد بتأويل يتأوله في إنكارها، وكذلك الأمر في كل من أنكر شيئًا مما أجمعت عليه الأمة من أمور الدين إذا كان علمه منتشرًا، كالصلوات الخمس، وصوم شهر رمضان، والاغتسال من الجنابة، وتحريم الزنا، والخمر، ونكاح ذوات المحارم ونحوها من الأحكام، إلا أن يكون رجلًا حديث عهد بالإسلام، ولا يعرف حدوده، فإنه إذا أنكر شيئًا منها جهلًا به لم يكفر، وكان سبيله [سبيل] أولئك القوم في بقاء اسم الدين عليه.
فأما ما كان الإجماع فيه معلومًا من طريق علم الخاصة كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها، وأن القاتل عمدًا لا يرث، وأن للجدة السدس، وما أشبه ذلك من الأحكام، فإن من أنكرها لا يكفر بل يعذر لعدم استفاضة علمها في العامة» اهـ. من «شرح مسلم» للنووي (1/ 173).
(يُتْبَعُ)
(/)
يتضح من هذا الكلام النفيس أن التأويل المقطوع ببطلانه ولكنه لا يخالف المعلوم من الدين بالضرورة، وانتشر علمه في العامة؛ يمنع من التكفير، لكن لا يمنع من القتال، والذي يختاره الخطابي أن التأويل الباطل يعتبر في إعطاء حكم البغاة لأصحابه، وقد سبق كلام النووي (انظر صفحة 15)، ومثله كلام ابن قدامة إذ قال في المغني (8/ 107): «والصحيح - إن شاء الله - أن الخوارج يجوز قتلهم ابتداء، والإجهاز على جريحهم، والذي يظهر من صنيع الإمام البخاري: التفرقة بين أهل البغي وبين مانعي الزكاة والخوارج، إذ بوّب لقتال مانعي الزكاة والخوارج في كتاب «استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم» لا في أبواب «قتال أهل البغي» فقال: «باب قتل من أبى قبول الفرائض، وما نسبوا إلى الردة».
وقد سبق بيان معنى الردة في حقهم وكلام الخطابي، وأنها عن بعض الدين لا عن أصل الدين.
وبوب لقتال الخوارج فقال: «باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم».
قال ابن حجر: في «فتح الباري» (12/ 280): «والذين تمسكوا بأصل الإسلام ومنعوا الزكاة بالشبهة التي ذكروها؛ لم يحكم عليهم بالكفر قبل إقامة الحجة، وقد اختلف الصحابة فيهم بعد الغلبة عليهم: هل تغنم أموالهم وتسبى ذراريهم كالكفار أو كالبغاة؟
فرأى أبو بكر الأول، وعمل به، وناظره عمر في ذلك ... وذهب إلى الثاني، ووافقه غيره في خلافته على ذلك، واستقر الإجماع عليه في حق من جحد شيئًا من الفرائض بشبهة، فيطالب بالرجوع، فإن نصب القتال؛ قوتل وأقيمت عليه الحجة، فإن رجع؛ وإلا عومل معاملة الكافر حينئذ، ويقال أن أصبغ من المالكية استقر على القول الأول فعُد من ندرة المخالف».
قال النووي: «الخوارج صنف من المبتدعة يعتقدون أن من فعل كبيرة كفر وخلد في النار.
قال الشافعي وجماهير الأصحاب: لو أظهر قوم رأى الخوارج، وتجنبوا الجماعات، وكفروا الإمام ومن معه، فإن لم يقاتلوا وكانوا في قبضة الإمام؛ لم يقتلوا ولم يقاتلوا، ثم إن صرحوا بسب الإمام أو غيره من أهل العدل؛ عزروا، وإن عرضوا ففي تعزيزهم وجهان: أصحهما: لا يعزرون.
ولو بعث الإمام إليهم واليًا؛ فقتلوه، فعليهم القصاص، وهل يتحتم قتل قاتله كقاطع الطريق؛ لأنه شهر سلاح أم لا؛ لأنه لم يقصد إخافة الطريق؟ وجهان: أصحهما: لا يتحتم.
وأطلق البغوي أنهم إن قاتلوا فهم فسقة وأصحاب بهت فحكمهم حكم قطاع الطريق، وحكى الإمام في تكفير الخوارج وجهين.
قال: «فإن لم نكفرهم، فلهم حكم المرتدين، وقيل: حكم البغاة، فإن قلنا: كالمرتدين؛ لم تنفذ أحكامهم». «روضة الطالبين» (10/ 52).
وقال أيضًا في «المنهاج»: «ولو أظهر قوم رأي الخوارج كترك الجماعات وتكفير ذي الكبيرة ولم يقاتلوا تركوا وإلا فقطاع طريق».
قال الشربيني في «مغني المحتاج»: «أي: فحكمهم -إن لم نكفرهم، وهو الأصح- كحكم قطاع طريق، فإن قتلوا أحدًا ممن يكافئهم؛ اقتص منهم كغيرهم، لا أنهم قطاع طريق، فلا يتحتم قتلهم».
قال محمد بن عبد الله بن حسين في «زوائد زاد المستقنع»: «الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، ويستحلون دماء المسلمين، فظاهر قول المتأخرين من أصحابنا أنهم بغاة حكمهم حكمهم، وذهب أحمد في إحدى الروايتين عنه، وطائفة من أهل الحديث إلى أنهم كفار مرتدون حكمهم حكم المرتدين، قال في «الترغيب» و «الرعايتين» وهي أشهر وذكر ابن حامد أنه لا خلاف فيه.
وقال الشيخ (يعني: ابن تيمية): «أجمعوا أن كل طائفة ممتنعة من شريعة متواترة عن شرائع الإسلام؛ يجب قتالها، ليكون الدين كله لله كالمحاربين وأولى».
وقال في الرافضة: «شر من الخوارج [اتفاقًا]» قال: «وفى قتل واحد منهما ونحوها وكفره روايتان، والصحيح: جواز قتله كالداعية ونحوه» (2/ 997) «زوائد زاد المستقنع».
وقد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية أن قتال الخوارج ومانعي الزكاة والطوائف الممتنعة من الشريعة قسم ثالث، فقال: «إن الأئمة متفقون على دم الخوارج وتضليلهم، وإنما تنازعوا في تكفيرهم على قولين مشهورين في مذهب مالك، وأحمد، وفى مذهب الشافعي أيضًا نزاع في كفرهم، ولهذا كان فيهم وجهان في مذهب أحمد وغيره على الطريقة الأولى:
أحدهما: أنهم بغاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أنهم كفار كالمرتدين، ويجوز قتلهم ابتداء، وقتل أسيرهم واتباع مدبرهم، ومن قدر عليه منهم؛ استتيب كالمرتد، فإن تاب، وإلا قتل، كما أن مذهبه في مانعي الزكاة إذا قاتلوا الإمام عليها هل يكفرون مع الإقرار بوجوبها على روايتين، وهذا كله مما يبين أن قتال الصديق لمانعي الزكاة، وقتال على للخوارج ليس مثل القتال يوم الجمل وصفين، فكلام علي وغيره في الخوارج يقتضى أنهم ليسوا كفارًا كالمرتدين عن أصل الإسلام، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره، وليسوا مع ذلك حكمهم كحكم أهل الجمل وصفين، بل هم نوع ثالث وهذا أصح الأقوال فيهم». «الفتاوى» (28/ 518).
وقال أيضًا (28/ 551): «وهؤلاء إذا كان لهم طائفة ممتنعة؛ فلا ريب أنه يجوز قتل أسيرهم، واتباع مدبرهم، والإجهاز على جريحهم».
وقال (28/ 589): «كل ما أخذ من التتار يخمس، ويباح الإنتفاع به».
وقال (229): «فأما قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج كالحرورية، والرافضة ونحوهم فهذا فيه قولان للفقهاء هما روايتان عن الإمام أحمد، والصحيح أنه يجوز قتل الواحد منهم: كالداعية إلى مذهبه ونحو ذلك، ممن فيه فساد، فإن النبي ? قال: «أينما لقيتموهم فاقتلوهم» وقال ?: «لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد»، وقال عمر ت لصبيغ بن عسل: «لو وجدتك محلوقًا لضربت الذي فيه عيناك»؛ ولأن علي بن أبي طالب ت طلب أن يقتل عبد الله بن سبأ أول الرافضة حتى هرب منه، ولأن هؤلاء من أعظم المفسدين في الأرض، فإذا لم يندفع فسادهم إلا بالقتل؛ قتلوا، ولا يجب قتل كل واحد منهم إذا لم يظهر هذا القول، أو كان في قتله مفسدة راجحة.
ولهذا ترك النبي ? قتل ذلك الخارجي ابتداء؛ لئلا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، ولم يكن إذ ذاك فيه فساد عام، ولهذا ترك على قتلهم أول ما ظهروا؛ لأنهم كانوا خلقًا كثيرًا، وكانوا داخلين في الطاعة والجماعة ظاهرًا، لم يحاربوا الجماعة، ولم يكن تبين له أنهم هم، وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضًا للعلماء قولان مشهوران، وهما روايتان عن أحمد، والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم.
والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول ? كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضًا، وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع لكن تكفير الواحد المعين منهم، والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق، ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضي الذي لا معارض له» اهـ.
وقد نقل ابن كثير في «البداية والنهاية» روايتين عن علي ت في أموال الخوارج، وأسند أنه لم بخمس أموالهم، ولم يقسمها، وأمر بتفريق من لم يقتل منهم في قبائلهم، وهذا يدل على أنه لم يكن يكفرهم بأعيانهم، ولم ينقل عنه قط أنه سبى النساء والذراري.
ويمكن حمل الأحاديث التي وردت في مروقهم من الدين، وأنهم كلاب النار، وهى متواترة في ذمهم على من كان منافقًا كافرًا في الباطن كما قال ابن تيمية: في «كتاب الإيمان»: «وكذلك سائر الثنتين وسبعين فرقة من كان منهم منافقًا؛ فهو كافر في الباطن، ومن لم يكن منافقًا، بل كان مؤمنًا بالله ورسوله في الباطن، وإن أخطأ التأويل كائنًا ما كان خطؤه، وقد يكون فيه شعبة من النفاق، ولا يكون فيه النفاق الذي يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار» اهـ.
مما سبق يتضح أنه:
1 - اختلف العلماء في تكفير الخوارج ومانعي الزكاة الذين يقاتلون على منعها على قولين الراجح منها، وهو قول جماهير العلماء عدم التكفير بالعموم، وهو المنقول عن على ت في الخوارج.
2 - أجمع العلماء على ذم الخوارج وتبديعهم، ومثلهم: مانعي الزكاة ومن أبى التزام الفرائض وحق الإسلام، وأنهم ليسوا كمن خرج على الإمام بتأويل سائغ معتبر، فلا يفسق بذلك عند جماهير العلماء، وأجمعوا على أن الصحابة كلهم عدول، ولا يفسق أحد منهم، ولو وصفوا بالفئة الباغية.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ومع ذلك يرى أكثر العلماء أن قتال الخوارج ومانعي الزكاة من جنس قتال البغاة، فلا يغنم لهم مال، ولا تسبى لهم ذرية، ولا يذفف على جريح، ولا يقتل أسير، ولا يتبع مدبر، والواحد المقدور عليه منهم؛ لا يجوز قتله، ولا يجب ابتداؤهم بالقتال؛ إذا لم ينصبوا حربًا، ولم يستعدوا لذلك (فتح الباري 12/ 298).
4 - ويرى بعض العلماء أن قتال الخوارج ومانعي الزكاة قسم ثالث، ليس كقتال المرتدين، ولا كقتال البغاة، فيجوز الإجازة على الجريح، وقتل الأسير، والواحد المقدور عليه مالم يكن في قتله مفسدة راجحة، وتقسم أموالهم كغنائم، ويجب قتالهم ابتداء، وهم من الذين يحاربون الله ورسوله، ويسعون في الأرض فسادًا، وهذا ترجيح شيخ الإسلام ابن تيمية، والخلاف في هذه المسألة خلاف سائغ يجتهد فيه الإمام أو من يقوم مقامه في الجهاد.
الطائفة الثانية:
قتال المحاربين وقطاع الطريق:
الأصل في ذلك قوله تعالى ?چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گگ گ گ ? ? ?? ? ? ? ? ں?] المائدة: 33 - 34 [.
روى الجماعة عن أنس رضي الله عنه أن ناسًا من عكل وعرينة قدموا على النبي ?، وتكلموا بالإسلام، [فقالوا: يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع، ولم نكن أهل ريف] فاستوخموا المدينة فأمر لهم النبي ? بِذَوْدٍ وراعٍ، وأمرهم أن يخرجوا فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحَرَّة؛ كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي ?، واستاقوا الذود، فبلغ ذلك النبي ?؛ فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم فسمروا أعينهم، وقطعوا أيديهم، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم».
قال الشوكاني في «السبيل الجرار» (4/ 368): «وكون سبب نزولها في المشركين الذين أخذوا لقاح النبي ? لما شكوا إليه وباء المدينة [فأمرهم بالخروج إلى حيث كانت إبله ليشربوا من ألبانها وأبوالها حتى يصحوا فقتلوا راعيها وساقوها] لا يدل على اختصاص هذا الحد بهم فإن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب».
قال القرطبي في تفسير الآية: «قال مالك المحارب عندنا من حمل على الناس في مصر، أو في برية، وكابرهم عن أنفسهم وأموالهم دون ثائرة (هياج) ولا ذحل (ثأر) ولا عداوة».
قال ابن المنذر: «اختلف عن مالك في هذه المسألة فأثبت المحاربة في المصر ونفى ذلك مرة، وقالت طائفة حكم ذلك في المصر، أو في المنازل والطرق، وديار أهل البادية والقرى سواء، وحدودهم واحدة وهذا قول الشافعي وأبي ثور.
قال ابن المنذر: كذلك هو لأن كلًا يقع عليه اسم المحاربة، والكتاب على العموم، وليس لأحد أن يخرج من جملة الآية قومًا بغير حجة» اهـ.
قال النووي في «روضة الطالبين» (10/ 154): «تعتبر فيهم الشوكة، والبعد عن الغوث، وأن يكونوا مسلمين مكلفين، فالكفار ليس لهم حكم قطاع الطريق».
قال ابن تيمية (الفتاوى 28/ 302): «قطاع الطريق: الذين يعترضون الناس بالسلاح في الطرقات ونحوها؛ ليغصبوهم المال مجاهرة. قال الله تعالى فيهم: ?چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ?] المائدة: 33 [.
وقد روى الشافعي: في «مسنده» عن ابن عباس ب في قطاع الطريق: «إذا قتلوا وأخذوا المال؛ قتلوا ولم يصلبوا، وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا؛ قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا مالًا؛ نفوا من الأرض».
وهذا قول كثير من أهل العلم كالشافعي وأحمد، وهو قريب من قول أبي حنيفة:، ومنهم من قال للإمام أن يجتهد فيهم، فيقتل من رأى قتله مصلحة، وإن كان لم يقتل، مثل أن يكون رئيسًا مطاعًا فيهم، ويقطع من رأى قطعه مصلحة وإن لم يأخذ المال، مثل أن يكون ذا جلد وقوة في أخذ المال، كما أن منهم من يرى أنهم إذا أخذوا المال؛ قتلوا وقطعوا وصلبوا، والأول قول الأكثر، فمن كان من المحاربين قد قتل؛ فإنه يقتله الإمام حدًا، لا يجوز العفو عنه بحال بإجماع العلماء، ذكره ابن المنذر، ولا يكون أمره إلى ورثة المقتول».
وقال: «إذا كان المحاربون الحرامية جماعة، فالواحد منهم باشر القتل بنفسه والباقون له أعوان وردء له، فقد قيل: يقتل المباشر فقط، والجمهور على أن الجميع يقتلون ولو كانوا مئة، وأن الردء والمباشر سواء، وهذا هو المأثور عن الخلفاء الراشدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
والطائفة إذا انتصر بعضها ببعض حتى صاروا ممتنعين؛ فهم مشتركون في الثواب والعقاب كالمجاهدين.
فأعوان الطائفة الممتنعة وأنصارها منها فيما لهم وعليهم، وهكذا المقتتلين على عصبية ودعوى جاهلية كقيس ويمن ونحوهما، وهما ظالمتان كما قال النبي ?: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول» في النار: «يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟» قال: «إنه أراد قتل صاحبه» أخرجاه في «الصحيحين».
وتضمن كل طائفة ما أتلفته للأخرى من نفس ومال وإن لم يعرف عين القاتل؛ لأن الطائفة الواحدة الممتنع بعضها كالشخص الواحد، وفى ذلك قوله تعالى: ? ڑ ڑ ک ک کک?] البقرة: 178 [اهـ. باختصار.
قال الشيخ خليل بن اسحق في «مختصره» (331): «المحارب: قاطع الطريق لمنع سلوك، أو آخذ مال مسلم، أو غيره، على وجه يتعذر معه الغوث، وإن انفرد بمدينة كمسقي السيكران لذلك، ومخادع الصبي أو غيره؛ ليأخذ ما معه، والداخل في ليل أو نهار في زقاق، أو دار قَاتَل؛ ليأخذ المال، فيقاتل بعد المناشدة إن أمكن».
قال الدردير في «الشرح الكبير» على قوله (على وجه يتعذر معه الغوث): «[أي: شأنه تعذر الغوث]، فإن كان من شأنه عدم تعذره فغير محارب بل غاصب، ولو سلطانًا، فيشمل مسألة سقي السيكران، ومخادعة الصبي، أو غيره؛ ليأخذ ما معه وجبابرة أمراء مصر ونحوهم يسلبون أموال المسلمين، ويمنعونهم أرزاقهم، ويغيرون على بلادهم، ولا تتيسر استغاثة منهم: بعلماء ولا غيرهم».
قال الدسوقي في «حاشيته»: «وفى البدر القرافي أن من أخذ وظيفة أحد لا جنحة فيه بتقرير سلطان فهو محارب؛ لأنه يتعذر معه الغوث منه مادام معه تقرير السلطان».
ثم ذكر ترددًا في كون الذين يأخذون المكوس محاربين بمنزلة قطاع الطرق أو غاصبين (1) ( http://majles.alukah.net/#_ftn2).
وقال في قوله: «جبابرة أمراء مصر»: «فهم محاربون لا غصَّاب».
وقال أيضًا: «من خرج لإخافة السبيل قصدًا للغلبة على الفروج، فهو محارب أقبح ممن خرج لإخافة السبيل لأخذ المال».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:: «فأما إذا طلبهم السلطان أو نوابه لإقامة الحد بلا عدوان؛ فامتنعوا عليه، فإنه يجب على المسلمين قتالهم باتفاق العلماء حتى يقدر عليهم كلهم، ومتى لم ينقادوا إلا بقتال يفضي إلى قتلهم جميعًا؛ قوتلوا، وإن أفضى إلى ذلك سواء كانوا قد قتلوا أو لم يقتلوا، ويقتلون في القتال كيفما أمكن [في العنق وغيره]، ويقاتل من قاتل معهم ممن يحميهم ويعينهم، فهذا قتال، وذاك إقامة حد.
وقتال هؤلاء أوكد من قتل الطوائف الممتنعة عن شرائع الإسلام، فإن هؤلاء تحزبوا لفساد النفوس والأموال، وهلاك الحرث والنسل، ليس مقصودهم إقامة دين ولا ملك ... لكن قتالهم ليس كقتال الكفار، إذ لم يكونوا كفارًا، ولا تؤخذ أموالهم إلا أن يكونوا أخذوا أموال الناس بغير حق، فإن عليهم ضمانها؛ فيؤخذ منهم بقدر ما أخذوا وإن لم نعلم عين الآخذ ...
وإذا جرح الرجل منهم جرحًا مثخنًا؛ لم يجهز عليه حتى يموت إلا أن يكون وجب عليهم القتل، وإذا هرب وكفانا شره لم نتبعه إلا أن يكون عليه حد أو نخاف عاقبته، ومن أُسِرَ منهم أقيم عليه الحد الذي يقام على غيره.
ومن الفقهاء من يشدد فيهم حتى يرى غنيمة أموالهم، وتخميسها وأكثرهم يأبون ذلك، فأما إذا تحيزوا إلى مملكة طائفة خارج عن شريعة الإسلام، وأعانوهم على المسلمين؛ قوتلوا كقتالهم» اهـ.
(1) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) قال ابن حجر: «صح عن علي ت من غير وجه».
(1) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) الراجح أن أصحاب المكوس ليسوا قطاع طريق رغم أنه من أشد الناس عذابًا يوم القيامة، ولكنه صائل (انظر مجموع الفتاوى 8/ 319).
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 09:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في مشاركة الأخ ابن الزبير، برجاء تعديل كتابة الآيات، أو حذف الإستشهاد بها.(/)
إضافة الظل إلى الله تعالى.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 01:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فقد ثبت في أحاديث كثيرة صحيحة إضافة الظل إلى الله تعالى، فمنها:
- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الأذان، ظله يوم لا ظل إلا ظله ... » الحديث، متفق على صحته أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، برقم (620)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، برقم (1712).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، رواه مسلم في البر والصلة والآداب باب في فضل الحب في الله برقم (2566).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله»، رواه مسلم في الزهد والرقائق باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر برقم (3014)، والإمام أحمد في مسند المكيين حديث أبى اليسر الأنصاري كعب بن عمرو رضي الله عنه برقم (15095).
فهل إضافة الظل إلى الله تعالى في مثل هذه الأحاديث الصحيحة، من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، أم من باب إضافة الشيء إلى خالقه على وجه التكريم والتشريف؟، وما معنى ذلك؟.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (اعلم أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم «في ظله»، هذا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، يعني: ظلٌ يخلقه الله، لا يبنيه الآدميون بالسقوف والعروش وما أشبه ذلك، في الدنيا يبني الناس فيها ما يظلهم، لكن في الآخرة ما فيه إلا ظل الله عز وجل الذي خلقه فهو ظل مخلوق وليس ظل الخالق عز وجل).
وقال: (فلو قدِّر أن هذا هو ظل الله نفسه لزم من هذا أن يكون هناك شيء فوق، يكون الله تعالى ظلالاً دونه، ودون الخلائق، وهذا لا شك أنه منكر، فالحديث لا يدل على هذا أصلاً). المصدر: شرح باب البكاء من خشية الله عز وجل من كتاب الرقاق من صحيح البخاري للشيخ رحمه الله.
أرجوا من الأخوة إثراء هذا الموضوع بمشاركاتهم، ونقولاتهم عن علماء أهل السنة والجماعة.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 04:00]ـ
أين الأخوة، شاركوا.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 05:47]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في تعليقاته على المخالفات العقدية في فتح الباري: (قوله: "سبعة يظلهم الله في ظله": المتبادر أن المراد بالظل هنا ما يستظل به ويتقى به من الحر، وهو أثر الحائل المانع من شعاع الشمس، والظاهر أن المراد بالظل المضاف إلى الله عز وجل في الحديث هو ما يظل به عباده الصالحين يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، وهو أثر أعمالهم الصالحة كما في الحديث: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس ... ". [انفرد به أحمد وسنده متصل ورجاله ثقات].
وعلى هذا فهذا الظل مخلوق وإضافته إلى الله سبحانه إضافة ملك وتشريف كما قال عياض والحافظ رحمهما الله تعالى، وليس إضافة صفة إلى موصوف؛ فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق كما قال سبحانه: "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل"، والمخلوق ليس صفة للخالق، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يوم لا ظل إلا ظله" يعني يوم القيامة. ومعناه: ليس لأحد ما يستظل به من حر الشمس إلا من له عمل صالح يجعل الله له به ظلا، وذلك من ثواب الله المعجل في عرصات القيامة.
هذا ولم أقف لأحد من أئمة السنة على تفسير للظل في هذا الحديث، وهل هو صفة او مخلوق، وما ذكرته هو ما ظهر لي، والله أعلم بالصواب.
وسأل الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في شرحه لسنن أبي داود عن حديث (سبعة يظلهم الله في ظله) هل فيه إثبات صفة الظل لله تعالى؟
فأجاب: ليس فيه إثبات أن الظل من صفات الله، ولكنه قال: (سبعة يظلهم الله في ظله)، وليس معنى ذلك أن الظل مضاف إلى الله عز وجل إضافة الصفة إلى الموصوف، ولكنه مخلوق لله، وهو من إضافة المخلوق إلى الخالق، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 06:15]ـ
قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في شرحه لبلوغ المرام: (لا نستطيع أن نتصور للمولى جرماً وظلاً -حاشا لله- ولكن يقولون: في ظله، أي: في عنايته، ورعايته، ورحمته، كما يقولون: فلان يعيش في ظل فلان وفي كنفه، وحملوا ذلك على المجاز بعداً عن التشبيه أو الوقوع في محظور بالنسبة للمولى سبحانه).
وقال رحمه الله: (الأولى لنا أن نترك تعمق البحث في مدلول قوله: (في ظله)، ونفوض ذلك إلى ما يعلمه المولى سبحانه).
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 06:45]ـ
أنا أرى أن هذا تأويل وفسلفة المعطلة
وما دام النص أثبت الظل، ولا مانع له من كلام العرب
و لايخالف العقل
فما الفرق بين الظل؟
واليد؟
والقدم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 11:31]ـ
أخي الكريم يزيد الموسوي حفظه الله ورعاه كان الواجب عليك احترام أهل العلم رحمة الله تعالى عليهم وآرائهم المؤيدة بالنقل والعقل الصريح، وعدم وسمهم بأنهم معطلة أو متفلسفة، وكان عليك الرد بالحجة والبرهان.
وأما قولك: (هذا تأويل)، فأقول: إن أردت بالتأويل التحريف الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره وإن لم يدل عليه دليل فهذا خطأ بيّن منك، وإن أردت الصرف الذي دل عليه دليل فهذا صحيح، وليس تأويلاً، ولكنه تفسير.
وأما قولك: (وما دام النص أثبت الظل)، فأقول: كذلك النص أثبت الناقة والبيت وأضافها إلى الله تعالى، فهل يمكن عن البيت أن نقول أنه بيت الله الذي يسكنه، كلا وحاشا، فالله تعالى لا يحيط به شيء من مخلوقاته، بل هو في سمائه مستوياً على عرشه، وكذلك الناقة ليس المعنى أنها ناقة الله التي يركبها، كلا وحاشا، ومثلهما الظل ليس المراد ظل الله، كلا وحاشا، لأننا إن قلنا بذلك لزم أن الشمس تكون فوق الله تعالى، والله أسفل منها، يستر الخلق من أشعتها، فقد جاء في المعجم الوسيط، الظل: ضوء شعاع الشمس إذا استتر عنك بحاجز.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (وقد توهم بعض الناس -من باب التمسك بظاهر السنة فيما يضيفه الله إلى نفسه- وادعى أننا إذا قلنا: "إنه ظل مخلوق"، أن ذلك تحريف للكلم عن مواضعه، ولكن هذا من جهله، وذلك لأن الظل يكون تحت المُظلَل عنه، الظلال دون الشيء لا بد أن يكون ظلاً، وهل يمكن أن يكون هذا شيء ذو نور فوق الله عز وجل يكون الله تعالى مُظَلِّلاً عنه؟، لا يمكن، لو أن أحداً قال هذا لهوى إلى الهاوية، لصار كالذي ينكر علو الله عز وجل، لا يمكن أن يكون شيء فوقه). شرح باب البكاء من خشية الله عز وجل، من كتاب الرقاق، من صحيح البخاري للشيخ رحمه الله.
وقال رحمه الله تعالى: (ولا يمكن أن يكون الله ظلاً من الشمس، فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق، ومن فهم هذا الفهم فهو بليد أبلد من الحمار؛ لأنه لا يمكن أن يكون الله عز وجل تحت شيء من مخلوقاته، فهو العلي الأعلى، ثم هو نور السموات والأرض.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: (حجابه) يعني: حجاب الله (النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)، يعني لو كشف هذا الحجاب ـ والحجب أيضاً من نور، لكنها نور دون نور البارئ عز وجل. لو كشف الله هذا النور لأحرقت سبحات وجهه أي بهاؤه وعظمته ونوره، ما انتهى إليه بصره من خلقه، وبصره ينتهي إلى كل شيء.
والمعنى لو كشفه لأحرق هذا النور كل شيء، كيف يكون المراد بالظل ظل الرب عز وجل؟! لكن كما قلت: بعض الناس أجهل من الحمار، لا يدري ما يترتب على قوله الذي يقوله في تفسير كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يريد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا). شرح رياض الصالحين (3/ 347).
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 11:43]ـ
كان الواجب عليك احترام أهل العلم
وهل يلزم من هذا ألا نخطئهم، ولا نرد عليهم؟
وإن لم يدل عليه دليل فهذا خطأ بيّن منك، وإن أردت الصرف الذي دل عليه دليل فهذا صحيح، وليس تأويلاً، ولكنه تفسير.
فأين الدليل عافاك الله؟
وأما قولك: (وما دام النص أثبت الظل)، فأقول: كذلك النص أثبت الناقة والبيت وأضافها إلى الله تعالى
فهل هذا كذاك غفر الله لك؟
الظل ليس المراد ظل الله، كلا وحاشا، لأننا إن قلنا بذلك لزم أن الشمس تكون فوق الله تعالى، والله أسفل منها، يستر الخلق من أشعتها، فقد جاء في المعجم الوسيط، الظل: ضوء شعاع الشمس إذا استتر عنك بحاجز.
هذا تفسير المجسمة؛ لأنك جسمت فلما لم يستقم عطلت
كما فعل الغزالي رحمه الله، حينما أنكر النزول، وقال في أي توقيت؟
أمريكا أم أوربا أم الشرق الأوسط
فانتبه
فهذا القياس فاسد
وإن قاله ابن عثيمين رحمه الله
فهذا يجري على المخلوقات لا على الخالق؟
بالقوانين الأرضية، لا السماوية
انتبه وتنبه وانتبه
من هنا أتي الأشاعرة
لما قالوا: هل يخلو العرش من الله؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 11:51]ـ
أنتظر الجواب
قال الألباني رحمه الله، ولعله منقول
إن المعطل ما عطل إلا وقد شبه
فلما رأى تشبيهه فاسدا أول
ثم عطل
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 01:04]ـ
سامحك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 01:13]ـ
على أية حال القضية ليست ردود، وأنا لم أقل ليس لله ظلاً، فلا تقولني رحمني الله وإياك ما لم أقل، فقد وصفتني بالمعطل، وبالمشبه، ولكن لا أزيد أن استغفر الله لك، غفر الله لي ولك.
وبعد، فلا شك أن هذه المسألة محل خلاف بين العلماء، وأنا أشرت في أثناء عرضي للموضوع إلى أحد الأقوال وبعض القائلين به.
والقول الآخر: أن المراد به ظل العرش، وهذا قولٌ أُثر عن جماعة من السلف رحمهم الله، وقالوا: نحمل المطلق في الأحاديث على المقيَّد، فكل حديث فيه إضافة الظل إلى الله تعالى فالمقصود به ما قُيِّد في الأحاديث الأخرى بظل العرش، وهي رواية في سنن سعيد بن منصور من حديث سلمان- رضي الله عنه - بلفظ: (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه ... ) وذكر الحديث، وهي رواية حسَّن إسنادها ابن حجر (في فتح الباري حديث660)، وجزم بها القرطبي (في المفهم حديث 899)، وكذلك النووي (في شرحه لمسلم حديث (1031))، واستشهد بها شيخ الإسلام ابن تيمية (في الفتاوى 17/ 25) ونسبها للصحيحين، واستدل بها ابن القيم (في طريق الهجرتين 525)، وكذلك الشيخ السعدي في تفسيره ص (409).
وهذا القول هو اختيار: الحافظ ابن منده (في كتاب التوحيد 3/ 190)، و الطحاوي (في مشكل الآثار 15/ 73)، وابن عبد البر (في التمهيد 2/ 282)، و البغوي (في شرح السنة 2/ 355)، وابن القيم (في أكثر من موضع منها طريق الهجرتين ص525)، و ابن رجب (في كتابه فتح الباري 6/ 51)، والسيوطي (في كتابه: تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش) وغيرهم- رحمهم الله -.
والقول الآخر: أنه ظل الله أعلم بكيفيته يُمرُّ كما جاء في النصوص، ونثبته من غير تأويل وتفسير وتكييف له، وهذا اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله، والشيخ عبد العزيز الراجحي، والشيخ عبد الكريم الخضير، وغيرهم.
والله اسأل أن يظلنا جميعاً مع علمائنا وأحبابنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 01:20]ـ
رواية ظل العرش ليس فيها إشكال
الإشكال في رواية
في ظله مضافا إلى ضمير يعود على الله تبارك وتعالى
فهنا إما أن تثبت الظل كما تثبت غيره من الصفات
وإما أن تؤول ثم
تعطل
هكذا ببساطة
لأن الأصل هو الحقيقة و لايحمل على المجاز إلا لقرينة وصارف
ولا وجود لأحدهما هنا
ـ[الصلابي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 07:34]ـ
اعتقد ان الشيخ ابن باز اثبت صفة الظل ولاكن لايحضرني المرجع
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 09:52]ـ
الأمر كما قلت أخي "الصلابي"، فقد جاء في مجموع فتاويه السؤال التالي:
في حديث السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فهل يوصف الله تعالى بأن له ظلاً؟
فأجاب رحمه الله تعالى: نعم كما جاء في الحديث، وفي بعض الروايات «في ظل عرشه» لكن في الصحيحين "في ظله"، فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات، الباب واحد عند أهل السنة والجماعة والله ولي التوفيق.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 11:07]ـ
تصحيح:
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الأذان، ظله يوم لا ظل إلا ظله ... » الحديث،
والصواب:
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله، في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... » الحديث،
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 11:37]ـ
أنا أرى أن هذا تأويل وفسلفة المعطلة
وما دام النص أثبت الظل، ولا مانع له من كلام العرب
و لايخالف العقل
فما الفرق بين الظل؟
واليد؟
والقدم؟
الاستاذ يزيد بكل صدق والله يعلم كنت اتمنى لو كنت في صفك في هذه المسألة لأني ببساطة اريد ايقاف النصوص على ظاهرها بدون تكلف معانٍ اخرى لم نتعبد بها
لكن ان استطعت ان تخلصني من أمر معين صدقني سأكون اول من يهلل لهذه المسألة
اذا كان لله ظل فهل تقول ان مسبب الظل جرم غير الله بائن عنه فوق الله؟ وبالتالي سيكون الله سبحانه وتعالى سبب للظل
صدقني لا اريد مجادلتك بل اتمنى ان يجرى الله على لسانك مايقنعني
دعنا من العلماء رحمهم الله ودعنا الآن من جميع النصوص
هل تقوى على استساغة هذا المعنى؟! كيف؟(/)
(الأقصى 3) فإذا جاء وعد الآخرة
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 03:55]ـ
ورد ذكر (وعدُ الآخرةِ) في موضعين من القرآن الكريم، الآية الرابعة بعد المائة من سورةِ الإسراء، والآية السابعة من السورة نفسها.
قال الله تعالى: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا}
وهذا قد رأيناه بأعينا، سكنوا الأرض ... شتات فيها، في كل مدينة (حارة لليهود) شتات في بقاع الأرض ... حتى موعد ... فأي موعد؟
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} وهذا ما رأيناه بأعيننا وجمعهم الله -عز وجل- بقدرته، فما قامت لهم قائمة إلا لهذا الموعد، وعد الآخرة.
وقال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}
وهذا لا يكون إلا بعد الإفساد، كما أخبر الله -سبحانه وتعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} وهذا الفساد مرتبط بالمقدسات، كما حدث في المرة الأولى من قتلهم للأنبياء.
وهنا إشارة بدخول المسجد، فلا هدم له ولا يستطيعون، {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} -سبحانه وتعالى-.
عسى ربنا أن يرحمنا {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 10:23]ـ
جزاكم الله خيرا ...
اللهم عليكّ باليهود و من معهم .. اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تترك منهم أحدا
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 10:44]ـ
أحسن الله إليكم وبارك فيكم.
{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}(/)
الصَّاعدُوْنَ .. إلى قمَّة جبالِ: [المَزْبَلهْ] .. !
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 04:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة،،
الصَّاعِدُوْنَ
إلى قِمَّةِ جِبَالِ [المَزبَلَه] .. !
عجِز عن لغة الابداع فما وجد وسيلة ً للشهرة والسبْقِ الصحفي والإعلامي والصعود إلى القمة سوى بالتميّع في العقائد،و الطعن في الدين والثوابت باسم اللبرالية والحداثة وحرية الرأي و الوطن للجميع، هذا حال الكثير من الأقلام والكُتّابِ في صُحفنا وفي منابرنا الاعلامية ..
-نعم لقد تحصّل على ما يريد من الشهرة والسبْقِ الإعلامي ..
ولقد وصل - بالفعل - إلى أعلى القمة ..
ولكن عليه أن ينتبه!؛ فالجبل تحتهُ من ركام ِ المزبله .. !
(1)
بالرفق ِ عند الذبح ِ يزدادُ الألمْ .. !
فاذبحْ برفق ٍ .. يا قلمْ .. !
و انحرْ رِقابَ القوم لا تتركْ لهم ..
فِكْراً ولا شِعْراً ولا نَثراً ولا
تترك لهم ..
إلا الحقائقَ ساطعاتٍ ..
واضحاتٍ ..
لا تكدِّرها الدلاءُ ولا الدِيَمْ ..
شرِّد بهِم مَنْ خَلْفهم ..
واكشفْ حقائقهم لنا ..
واشنقْ أكابِرَ من تمرَّغ َ في
الضلالةِ و التُّهمْ ..
بلسانِ أوَّلِ من [تَعَلْمنَ] أو كفرْ!
ليكونَ عِبْرة َ من تدبَّرَ
و اعتبرْ ..
فاذبحْ برفق ٍ .. يا قلمْ .. !
وافضحْ مبادئ من تغرَّبَ و انهزمْ ..
لا تترُكِ الصرعى على رأس ِ الهرمْ
--------------------
(2)
الصاعدون
إلى جبالِ (المزبله)!
الصاعدونَ
إلى الفضاءِ .. إلى السماء ِ
إلى الأعالي المُذهله!
قالوا: (نريدُ الانفتاحْ!) ..
قالوا: (نريدُ الارتياحْ!)
قالوا: (نريد الانفكاك َ من الشرائع و الثوابتِ و القيودِ المُهلكه!)
قلنا لهم: [لا .. مُشكله .. !
لا .. مُشكله .. !
هيّا ارتقوا ..
هيّا اصعدوا ..
لكم الأعالي
في جبال ِ (المزبله)
لكمْ القِمَمْ .. ].
--------------
(3)
منْ هُنا ..
حيث اجتماعُ القمةِ الفيحاءِ في جبل ِ (المزابلْ) ..
الكلُّ مُجتمعٌ هنا .. والكل يغمُرُهُ التفاؤلْ .. !
ومراسلُ الأخبار - من قلبِ الحدثْ -
يأتي بأخبارٍ تشيبُ لها المفاصلْ:
[هيَّا افرحوا ..
فتحوا لكم بالوعة ً
كي تُستغلَّ بها العقولْ!
وروائحُ التغريب ِ تحتَ ركام ِ أكواخ ِالخنافسْ
فاحَتْ؛ لتَذهَبَ بالعقائدِ والأصولْ ..
وذُبابُها الطنَّانُ – مُرتقبٌ – يقولْ؛
- يستفسرون .. ويسألون -:
" متى سيأتي الصاعِدونْ ..
متى سيأتي القادِمونَ إلى جبالِ (المزبله)؟!
ومتى الوصولْ؟! ".
و ذبابة ٌٌ حَسناءُ في شرق المدينه .. !
خرجتْ بِحُلتِها الثمينه .. !
تُدعى:
بـ[أمِّ علمنةِ الثقافه] .. !
تشبهُ (كونداليزَ رايسَ) في الجمالِ و في اللطافه!
لبِسَتْ ثيابَ النوم تنتظرُ الفُلولْ .. !!
وقفتْ بمنظرها الخجولْ .. !!
وقفتْ وتنتظرُ الجموعَ لِكي تبادرَ بالضيافه!!
لكنّها: (متزوجه!) ..
قالوا لهم: (لا مُشكله .. لا مُشكله!)
فـ (أبو ذُبَابَة ُ) - زوجُها –
رجلٌ تنوّرَ بالحداثه .. !!
زوجٌ تحلَّى بالتسامح ِ والدماثه ..
متفهمٌ جداً لوضْع ِ زوجتهِ البتولْ ..
لا .. لا تسميها دِياثه .. !
هذي حداثه ..
هذي حداثه .. ]
--------------------
(4)
وعلى ضواحي القمة ِ الفيحاءِ صَرصُورٌ
ومجتمِعٌ بأبناءِ العُمُومَهْ .. !
يتجاذبونَ أطرافَ
الحديِثْ
عن واقع ٍ
قد جفَّ من بعدِ النعومه!
عن مِنجل ٍ
قدْ غذ َّ في الماضي سُمومه!
عن أسْرةٍ
قد شرَّد التاريخُ أجداداً لها
في القلعةِ الحمراء في أرض العجائبْ
في (روسيا) الإلحادِ في بلدِ المصائبْ
من بعدِ أن عاثوا فساداً
في المشارقِ و المغاربْ ..
.
.
بجوار ذاك الاجتماعْ ..
وعِندَ ذاتِ الارتفاعْ ..
باعوضة ٌ- بملامح ٍ عربية ٍ – مُستلقِيه .. !
نامتْ و تنتظرُ المغيبْ ..
نامتْ و يَسْبَحُ فِكْرُهَا الخلاَّبُ في الماضي القريبْ ..
يومَ أن كانت تطيرُ مع البلابلْ و الطيورْ
تسعى لخدمتها الصقورْ!
دوماً - تُحدِّثُ نفسها - دوماً - تقولْ:
(ماذا جرى يا هل تُرى!؟
حتى مُسختُ إلى بعوضه؟!!)
(يا ليتَ أمي لم تلدني
ولا اتبعتُ دروبَ فِكركِ يا (نوالْ)!
ها قد مُسختُ إلى بعوضه!
ها قد فقدتُ أنوثتي و أمومتي
بسهامِ فكركِ يا نوالْ!
يا بنتَ (سَعْدَاويْ) لكِ في كل
ضاحيةٍ ضلالْ .. !
يا ليتَ موتاً قد دهاني ولا
قرأتُ حروفَ شِعْركَ يا (نِزارْ)!
هيَّجتَ فينا ثورةَ الأنثى وأرخيتَ السِتارْ ..
وجعلتنا جسداً تضاجعه بحرفكَ
في المساءِ وفي النهارْ ..
ها قد مُسختُ إلى بعوضه!
العمرُ مَرَّ .. وما جنيتُ
سوى الدناءة في المراتبْ ..
شتّان بين اليوم ِ والزمن المُقاربْ
شتانْ بينَ البُلبُلِ الصدَّاح ِ- فجراً-
يشربُ الإيمان من أنقى المشاربْ ..
شتان بين النهرِ من شهْدِ الهُدى
و لعابِ ضفدعةٍ تُخمِّرهُُ العقاربْ .. !)
-----------------
لحظاتٌ – قليله –!
و تنتحرُ البعوضة ُ في ظروفٍ غامضه!! ..
كتبتْ وصيتها على بقايا بُرقِع ٍ
قد مزقتهُ يدُ الحداثةِ في القديمْ
كتبتْ تقولْ:
(قد كنتُ – يا قومي – لكم
حَقلَ التجاربْ ..
قد كنتُ – يا قومي – لكم
حَقلَ التجاربْ .. )
.
.
.
.
.
بنغازي - ليبيا
زكريااءُ النواري ..
16 - ربيع الثاني - 1431هـ
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح المطيري]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 12:04]ـ
أحسنت ..
قصيدة رائعة ..
أكثر الله من أمثالك
ـ[المسدد]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 12:11]ـ
ما شاء الله .. ماشاء الله
بارك الله في أناملك. ظننتها منقولة:)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 11:16]ـ
والله كثير على أشكالهم أن تكتب في حقهم هذه الكلمات فبوركت على أخلاقك العالية فهذا مدح لأنواع من .....
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 01:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة،،
وهذه الثانية على نفس نسق الأولى:
أحداثٌ عَاديّة جداً .. !
===== (1) =====
أحداثٌ عادية جداً!
في بلدي .. بلدِ الأجداد ِ
أن تلقى العقربَ في الوادي!
قد لبستْ ثوبَ الزهّاد ِ .. قد رفعتَ في الفجر ِ أذاناً ..
قد أضحتْ مثل العُبّاد ِ ..
حدث ٌ عَاديْ ..
أن تلقى مَلِكاً مظلوما ً .. أن تلقى غنيّا ً محروماً ..
أن تلقى الحاكمَ محكوماً .. أن تلقى القاضيَ معدوماً
أن تلقى الصادمَ مصدوماً!
حدث ٌ عَاديْ ..
أن تُشرقَ شمسٌ في الليلْ ..
أن تسمعَ للبُوم ِ صهيلْ .. أن تلقى الطائيَّ بخيلْ ..
أن تلقى الدكتورَ عليلْ .. أن تلقى قزماً وطويلْ!
أن تلقى نهراً صناعياً ..
قد فاقَ فراتاً والنيلْ ..
حدث ٌ عَاديْ ..
أن تجدوا العاهرة َ شريفه ..
أن تجدوا رقصتها عفيفه .. أن تجدوا خمرتها نظيفه ..
أن تلقى السارق مسوؤلا ..
أن تلقى الصادق مركولا .. أن تلقى العالِمَ مجهولا ..
أن تلقى الفاعِل مفعولا ..
حدث ٌ عَاديْ ..
أن تلقى .. رجالاً في البيتْ ..
قد أضحوا (ربّاتِ البيتْ)!
قد وضعوا بعض المكياجْ .. وقليلاً من عطر ِ زجاجْ .. !
وقد مشطوا الشَّعرَ مع الزيْتْ ..
حدث ٌ عَاديْ ..
أن تجدَ امرأة ً حربيه .. قد لبستْ ثوبَ الجنديّه ..
قد صاحتْ وبأعلى صوتْ:
(في الجيش ِ تُنالُ الحرية!!)
حدث ٌ عَاديْ ..
أن تجدوا حسناءَ القامه .. قد لبستَ شنباً وعِمامه
قد أضحتْ تجلِسُ للفتوى ..
تتحدثُ وأمام النّاسْ ..
عن حُكم ِ جِمَاع ٍ ونفاسْ
وإزالة شَعْر ٍ بالحلوى ..
وتُحدِّث عن حُكم ِ
الحيضْ ..
كسقوط ٍ يرفعه حضيضْ!
وأشلاء ٍ تشكو التمزيقْ
وطبيب ٍ عالجهُ مريضْ!
وفسيح ٍ يشكو لمضيقْ!
وحريق ٍ أطفأه ُ وميضْ
وأصابع ترقص ُ وتغنّي
لا تعرفُ معنى التصفيقْ!
حدث ٌ عَاديْ ..
أن تنظر يوماً عمياءْ ..
أن تسمعَ صوتَ البكماءْ .. أن تجدَ حريقاًً في الماءْ ..
أن تجدوا مرضاً في دواءْ .. أن تضحكَ طرباًً ثكلاءْ ..
أن تلقى عروساً في عُرس ٍ
قد ماتت حزناًً وبكاءْ .. !
حدث ٌ عَاديْ ..
أن تلقى جهلاً في علمْ ..
أن تلقى حرباً في سِلمْ ..
أن تلقى غضباً في حِلمْ ..
أن تلقى الخوّانَ صديقْ .. أن تلقى الكذّاب رفيق ْ ..
أن يُرمى الشيخ ُ بإرهابٍ ..
ويُقالُ عنه الزنديقْ ..
حدث ٌ عَاديٌٌ ..
أن يعشق متهم ٌ جلاّده ..
أن يملكَ عبد ٌ أسياده ..
أن تلدَ الأَمَة ُ ربّتَها .. أن يعلو الرّاعي بُنيتَها ..
أن تلقى موتاً مذبوحا .. أن تلقى ذماً ممدوحا ..
أن تلقى شريفاً مفضوحا ..
صدّقني
هو حدث ٌ عاديْ ..
بلْ حدث ٌ أكثرُ من عاديْ ..
في بلدي .. بلدِ الأجداد ِ ..
===== (2) =====
لكنّ
ما ليسَ بعادي ..
في بلدي بلد ِ الأجداد ِ ..
أن تلقى فينا علماني .. أن تلقى فينا ليبرالي ..
ليبرالي؛ لا يسوى نِعالي!
في الكفر يعادي ويُواليْ ..
لا يخشى قبراً .. لا موتْ!
يدعو لإزاحة ِ قرءآني ..
يدعونا .. وبأعلى صوتْ ..
لتسويةِ الكفر ِ بإيماني .. !!
فهل سمعتْ أذنكَ يا غُرابْ ..
بسفاح ٍ وسطَ المحرابْ!؟
وهل سمعتْ أذنكَ .. يا غرابْ
بنعاج ٍ تصحبها ذئابْ؟
وهل سمعتْ أذنكَ .. يا غرابْ
بالعسل ِ سينتجه ُ ذبابْ
وهل سمعتْ أذنكَ .. يا غرابْ
بالحق ِ .. يُخالطهُ سرابْ؟!
وهل سمعتْ أذنك .. يا غرابْ
بالقاع ِ تقبّله ُ هِضابْ؟
وبالأرض ِ يُلامسها سحابْ؟!
وهل ترضى - قلْ لي - يا غرابْ!
هل ترضى بمعبدِ رهبانْ ..
في بلدي بلد الإيمان؟!
وهل ترضى - قلْ لي - يا غرابْ!
هل ترضى بوحدة ِ أديانْ؟
وأن يُرسمَ من فوق ِ المصحف ِ
نجماتُ الكفر ِ وصلبانْ؟
وهل يسوى - عندكَ - يا غرابْ
من عبد إلهاً .. جباراً
معبوداً .. في كُلِّ زمَانْ .. ؟!
ومن عبد َ
عُزيراً .. ومسيحاً ..
مصلوباً .. عند الرُهبانْ ..
و هنديٌ يعبد ُ جُرذاناً ..
يسجدُ ويصلي لفئرانْ ..
ومن عبدوا تلك الأوثانْ ..
بُعداً .. يا غرابُ ..
و شتان ْ ..
بُعداً .. يا غرابُ ..
و شتان ْ ..
بُعداً .. يا غرابَ
العلمان ْ ..
بُعداً .. يا غرابَ
العلمان ْ!!
.
.
.
.
بنغازيـ ليبيا
الثلاثاء -3/جمادى الأولى/1430 هـ
زكريااءُ النواريـ
.
.
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 01:11]ـ
الأخوة
أبو الحسن الرفاتي ( http://majles.alukah.net/member.php?u=54746)
المسدد ..
صالح المطيري ..
شكراً لمروركم وتشجيعكم ..(/)
حج البوذية
ـ[مزن]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 05:11]ـ
تابعه الى النهاية ثم احمد الله على نعمة الاسلام
http://www.mashahd.net/view_video.ph...bb97bec7061f46 (http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=095432b b97bec7061f46)
http://www.mashahd.net/view_video.ph...c&page=&viewty (http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=89044eb f43dfe844c7bc&page=&viewty) pe=&category(/)
هل النبوة خاصة بالرجال دون النساء؟
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 08:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذهب بعض العلماء خلافا لما عليه الجمهور إلى أن مريم عليها السلام كانت نبية وردوا على الآية التي قال فيها تعالى: "وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي? إِلَيْهِمْ " أن نفي الرسالة عن النساء لا يقتضي نفي النبوة عنهن.
والرد على ذلك ما جاء في قوله تعالى: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ... " الآية. فهذه تدل على دخول كل من النبي والرسول في جملة المرسلين.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 08:49]ـ
فائدة:
قال العلامة الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني:
(الحادي والأربعون: هل نبأت ست نسوة؟ الجواب:
قال في (فتح الباري): استدل بقوله تعالى: {إن الله اصطفاك} على أن مريم نبية، وليس بصريح في ذلك، وأُيد بذكرها مع الأنبياء في سورة مريم، ولا يمنع منه وصفها بأنها صديقة، فإن يوسف وصف بذلك [مع كونه نبيا].
وقد نُقل عن الأشعري: أن في النساء عدة نبيات.
وحصرهن [ابن حزم] في ست: حواء، وسارة، وهاجر، وأم موسى، وآسية، ومريم.
ونقله في (التمهيد) عن أكثر الفقهاء.
وقال القرطبي: الصحيح أن مريم نبية.
وقال عياض: الجمهور على خلافه.
وذكر النووي في (الأذكار): أن الإمام (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55350#_ftn1)1 ) نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية. ونسبه في (شرح المهذب) لجماعة.
وجاء عن الحسن: ليس في النساء نبية، ولا في الجن. [انتهى]
وقال - أعني صاحب (الفتح) - في محل آخر: الضابط عند الأشعري أن من جاءه الملك [عن الله] بحكم من أمر، أو نهي، أو إعلام بما سيأتي؛ فهو نبي، وقد ثبت مجيء الملك لهؤلاء النسوة الست بأمور شتى من عند الله عز وجل، ووقع التصريح بالإيحاء لبعضهن في القرآن.
وذكر [ابن حزم] في (الملل والنحل): أن هذه المسألة لم يحدث التنازع فيها إلا في عصره بقرطبة، وحكا عنهم أقوالا ثالثها: الوقف.
قال (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55350#_ftn2)2 ): وحجة المانعين قوله تعالى: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا}، قال: ولا حجة فيه، لأن أحدا لم يدّع فيهن الرسالة، وإنما الكلام في النبوة فقط.
قال (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55350#_ftn3)2 ): وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم، وفي قصة أم موسى ما يدل على ثبوت ذلك لها من مبادرتها بإلقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك.
قال (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55350#_ftn4)2 ): وقد قال تعالى بعد أن ذكر مريم والأنبياء: {ألئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين} فدخلت في عمومه. [انتهى])
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55350#_ftnref 1)1) هو إمام الحرمين.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55350#_ftnref 2)2) أي: ابن حزم.
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 05:11]ـ
شكر الله لك أخي ما قدمته من معلومات حول هذا الموضوع.
ويبقى الدليل الذي نقلتُه حجة دامغة عليهم.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 05:42]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وقد ذكر القاضي أبو بكر، والقاضي أبو يعلى، وأبو المعالي، وغيرهم: (الإجماع على أنه ليس في النساء نبية)، والقرآن والسنة دلا على ذلك، كما في قوله: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) وقوله: (ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة) ذكر أن غاية ما انتهت إليه أمه الصديقية وهذا مبسوط في غير هذا الموضع). مجموع الفتاوى (4/ 396).(/)
هل يصح إطلاق هذه الأفعال في حق الله تعالى؟
ـ[أمة الستير]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 03:02]ـ
هذه العبارات منتشرة في المنتديات، فهل يصح إطلاقها في حق الله تعالى؟
_الله يسعى لإنقاذنا (أو لإسعادنا).
_الله يهتم بأحوال عباده.
_الله يعمل على إخراجنا من الظلمات.
ـ[أمة الستير]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 02:51]ـ
للتذكير.
ـ[زياني]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 11:45]ـ
بسم الله وبعد:
أما عن عمل الله تعالى، فقد قال ابن بطة:" وقد فهم من آمن بالله وعقل عن الله أن كلام الله، ونفس الله، وعمل الله، وقدرة الله، وعزة الله، وسلطان الله، وعظمة الله، وحلم الله، وعفو الله، ورفق الله، وكل شيء من صفات الله أعظم الأشياء، وأنها كلها غير مخلوقة لأنها صفات الخالق ومن الخالق "، وقد ورد في ذلك أدلة:
فخرج ابن قانع (1/ 296) من حديث سويد بن جبلة:" إن ربكم ميسر يسير فعليكم باليسير من العمل ألا إنه من يغالب أمر الله يغلبه ومن يهجر عمل الله يسؤه"،
وخرج البخاري في الصحيح (3755) عن قيس أن بلالا قال لأبي بكر إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله"،
وفي خطبة أبي بكر المشهورة:" فَإِنَ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْقَضِيَ الآجَالُ وَأَنْتُمْ فِي عَمَلِ اللهِ فَافْعَلُوا، وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ إِلاَّ بِاللهِ"، خرجها ابن أبى شيبة (7/ 91، رقم 34431)، والحاكم (2/ 415، رقم 3447) وقال: صحيح الإسناد.
وهناك مثل مشهور عند المسلمين يقول:" من كان في عمل الله كان الله في عمله"،
وقال الطبري في تفسير قوله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ}، قال:" ولو عمل الربّ تعالى ذكره بما يهوى هؤلاء المشركون .. "،
أما لفظة " اهتم الله"، إن كانت من الهم وهو الحزن، فيُنزه الله عنه، وإن كانت بمعنى " أنه يهيئ ويبالي ويكترث ويعتني بالأمر، فلا بأس بإطلاقها لقوله تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم}، قال الطبري: يقال منه: عبأت به أعبأ عبئا"، والمعنى أنه تعالى لا يبالي بكم ولا يهتم بأمركم ولا يَعُدُّكُمْ شيئا لولا دعاؤكم، وقال ابن كثير عن معناها:" أي: لا يبالي ولا يكترث بكم إذا لم تعبدوه"،
ومن المعلوم أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء، وكلاهما توقيفي، وأما باب الإخبار عن الله تعالى بالأفعال التي لا تُعد ذما ولا نقصا فلا بأس بها كقولك العلماء: استعمل الله كذا وكذا، وقَصْدُ الله كذا، وغايته أو هدفه كذا، ونحو ذلك من الإِخبار عنه مما لا يُشترط له التوقيف، والله الهادي إلى الصواب
أبو عيسى الزياني
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 02:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة
إذا كان باب الصفات أوسع من باب الأسماء فكلاهما توقيفي وأما باب الاخبار فجائز فيه التوسع بشرط عدم فساد المعنى عند الإطلاق
وثلاثة الألفاظ المنقولة في هذه السياقات لا أراها تصلح في باب الإخبار لاحتمالها وجه فاسد في معناها في حق الله عز وجل
فالقول:
الله يسعى لإنقاذنا (أو لإسعادنا)، ففيها معنى بذل الجهد وهذا لا يصح إطلاقه من باب الأخبار على الله جل وعلا لأنها تخالف قوله تعالى:" وما مسنا من لغوب" سورة ق
_الله يهتم بأحوال عباده.، فمدار ما اشتقت منه على الحزن والتكدر:
جاء في لسان العرب:
الهَمُّ: الحُزْن، وجمعه هُمومٌ، وهَمَّه الأَمرُ هَمّاً ومَهَمَّةً وأَهَمَّه فاهْتَمَّ واهْتَمَّ به." اهـ
فإنما تقال في العناية بمعنى أن ما يخصني أقلق من اهتم بي وأحزنه فأقبل على شأني. ولا يخفى أن هذا لا يصح في الإطلاق على الله تعالى
_الله يعمل على إخراجنا من الظلمات، فيها أيضا معنى الهمة والسعي والكد وبذل الجهد وهذا مما لا يليق بالله جل شأنه وعلا، وهي تختلف عن مطلق قولنا هذا من عمل الله أو هذا فعل الله
يعني يعمل على لا تساوي يعمل فيجب التنبه لذلك.
فأرى أن كل هذا في باب الأخبار لا يصح لفساد معناه وما اشتمل عليه من النقص إذا نسب لله تعالى
وأعتذر على الاختصار ويمكن مراجعة معاني هذه الألفاظ في المعاجم لمعرفة أن دلالاتها لا يصح إطلاقها في ذات الله تعالى
تنبيه:
رغم أن باب الإخبار أوسع من باب الصفات والأسماء، فهو باب شائك لا يصح للعوام ولا صغار الطلاب الخوض فيه لأنه ما قد يتوهم فيه الصحة قد يكون له معنى فاسدا، مثل قول بعضهم: الله مهندس الكون، وغير ذلك من الألفاظ التي لا يصح إطلاقها في حق الله جل وعلا.
والاكتفاء بالألفاظ الشرعية أفضل وهي ما ورد بها الكتاب والسنة من باب الصفات والأسماء.
والله تعالى أعلم
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 09:37]ـ
وأما باب الاخبار فجائز فيه التوسع بشرط عدم فساد المعنى عند الإطلاق
وثلاثة الألفاظ المنقولة في هذه السياقات لا أراها تصلح في باب الإخبار لاحتمالها وجه فاسد في معناها في حق الله عز وجل
بارك الله فيك ...
كلام نفيس، فقد تحتمل وجها فاسدا في معناها ...
وما دامت تحتمل هذا الوجه، فتركها أولى إن لم يكن واجبا،
ومثل ذلك قول بعضهم: "الله يستطيع كذا وكذا"، قاصدا "الله قادر أو: يقدر"، ومعلوم أن القدرة غير الإستطاعة ...
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زياني]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 05:55]ـ
قد ذكرت الأدلة على إثبات العمل, ومن قال به من السلف، وأما اهتم فقد ذكرت المعنى الذي ذكرت, لكن من معانيها أيضا: يهيئ ويبالي ويكترث ويعتني بالأمر، ولا بأس بإطلاقها على الله لقوله تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم}، قال الطبري: يقال منه: عبأت به أعبأ عبئا"، والمعنى أنه تعالى لا يبالي بكم ولا يهتم بأمركم ولا يَعُدُّكُمْ شيئا لولا دعاؤكم، وقال ابن كثير عن معناها:" أي: لا يبالي ولا يكترث بكم إذا لم تعبدوه"،
وأما نفيكم المذكور بأنه يستلزم بذل الجهد والتعب، فإنه شبيه بمن ينفي صفة الغضب بدعوى أنها تستلزم غليان الدم، وغير ذلك من الصفات بدعوى أنها تستلزم كذا وكذا، ولا زال السلف والخلف يطلقون الأخبار على الله بكثير من الأفعال يقولون: مقصود أو قصد الشارع كذا وكذا، غرض الشارع كذا، ونحو ذلك، ولست أدري عمن أخذتم النفي
أبو عيسى الزياني
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 08:59]ـ
الفاضل الزياني
قد ذكرت الأدلة على إثبات العمل, ومن قال به من السلف،
بارك الله فيك
(عمل) ليست (يعمل على) فلعلك تلاحظ الفرق، وأنا لا أنفي أن يقال: هذا من عمل الله، والله فعل كذا، وفعل الله
لكن نرفض لفظ يعمل على كذا وكذا لأن مختلف تماما عن المعنى السابق، بل فيه معنى السعي والجد والتعب وهذا لا يصح في باب الإخبار ولعلك تقرأ ما يلي لتفهم الفرق بارك الله فيك
وأما اهتم فقد ذكرت المعنى الذي ذكرت, لكن من معانيها أيضا: يهيئ ويبالي ويكترث ويعتني بالأمر،
ولا بأس بإطلاقها على الله لقوله تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم}، قال الطبري: يقال منه: عبأت به أعبأ عبئا"، والمعنى أنه تعالى لا يبالي بكم ولا يهتم بأمركم ولا يَعُدُّكُمْ شيئا لولا دعاؤكم، وقال ابن كثير عن معناها:" أي: لا يبالي ولا يكترث بكم إذا لم تعبدوه"،
بارك الله فيك لم تنقل من كلام السلف أنهم استخدموا لفظ (اهتم) بل هو من تفسيرك الشخصي ولا يصح، لأنك لو راجعت المعجم ستجد مدار اللفظ على (الهم والحزن)، فحتى إذا استخدمناها في معنى العناية فمدارها على القلق والحزن وليست عناية مجردة من هذا، وصارت الآن في العامية تقترب من معنى الحنان أحيانا.
ولن تجد ما يؤيد كلامك من كلام السلف فأنت نقلت كلام ابن كثير والقرطبي (أزرق اللون) وليس فيه لفظ (اهتم) في تفسيره لصفة (يعبأ)
أتدري لماذا؟
لأن تفسير معاني الصفات وترجمتها وشرحها ... الخ، اسمه باب الإخبار ولا يشترط فيه نص صريح للفظ، فهو كما ذكرت أوسع، لكن مع الحرص كل الحرص أن يكون اللفظ الذي نفسر به الاسم أو الصفة لا يتضمن معنى فاسدا إذا أطلقناه في حق الله تعالى
ولفظ يهتم بارك الله فيك، فاسد عند إطلاقه في حق الله لما سبق، فلا يصح ولو من باب الإخبار
وأما نفيكم المذكور بأنه يستلزم بذل الجهد والتعب، فإنه شبيه بمن ينفي صفة الغضب بدعوى أنها تستلزم غليان الدم، وغير ذلك من الصفات بدعوى أنها تستلزم كذا وكذا،
بارك الله فيك
معذرة هذا قياس خاطئ لأن التعطيل يتعلق بما ثبت من كتاب الله وليس بما أطلقه فلان وفلان، لأنه ليس كل لفظ يمكننا أن نستخدمه في الكلام عن رب العزة جل وعلا وإلا فلازم كلامك أنه لا داعي للاعتماد على الكتاب والسنة وليقل من شاء ما شاء، ومن اعترض على أي لفظ قلنا له أنت معطل!!
فبارك الله فيك أنا لم أنف صفة ثابتة بنص من الكتاب لترد عليّ بهذا القول أعلاه، هذا الرد في غير محله وفي غير موضعه.
ولا زال السلف والخلف يطلقون الأخبار على الله بكثير من الأفعال يقولون: مقصود أو قصد الشارع كذا وكذا، غرض الشارع كذا، ونحو ذلك، ولست أدري عمن أخذتم النفي
بارك الله فيك نعم هذا هو باب الإخبار لكن هذا الباب لو لاحظت لا يخوض فيه كل من شاء أن يخوض، لهذا نرفض تفسير القرآن والسنة بالرأي ولا يفسر الكتاب ولا السنة إلا العلماء (وفيهما وردت الأسماء والصفات) وبالتالي لا يخوض هذا البحر يعني باب الإخبار إلا العلماء أيضا فهم أعلم بما يستخدم في حق الله وما لا يصح استخدامه ولابد من علم راسخ باللغة العربية لكي تقول أن اللفظ صحيح.
أما قولك "عمن أخذنا النفي"، فأقول لك حفظك الله الأصل أن تثبت ما أثبته الله لنفسه بلفظه ومعناه أما ما لم يثبته لنفسه فلا يصح الإطلاق هكذا بل الأصل فيه النفي حتى يثبت أنه صالح المعنى جائز الاستخدام مؤد لمعنى الصفة الثابتة من غير فساد ولا إخلال.
والسؤال الصحيح بارك الله فيك من أين أتيت أنت بالإثبات -ولا تقل نقلت عن السلف كيت وكيت لأن نقلك في غير محله بارك الله فيك- إذا كان الأصل في عقيدة أهل السنة والجماعة هو أن نثبت ما أثبته الله في كتابه من غير تعطيل ولا تمثيل؟
أخشى أن عواقب كلامك خطيرة لأن لازمه أنه يجوز أن نطلق على الله (العلة الفاعلة) مثل الفلاسفة و (هو هو) مثلا الصوفية ... والخ الخ.
ونقول ورد لفظ (فعل) في القرآن وورد لفظ (هو) في القرآن! ولا يخفى عليكم بطلان هذا
فيظهر لي بارك الله فيك أنك تخلط بين باب الأسماء والصفات وباب الإخبار.
أرجو منك أن تراجع الفرق بينهم، وتراجع أيضا استدلالك فما نقلت في أول مشاركة - رغم أن فيه ما ثبت وما لم يثبت - لا يعني صحة معاني الكلمات الثلاثة التي سألت عنها الأخت الفاضلة.
حفظك الباري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة القادر]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 10:32]ـ
بسم الله و الحمد لله و بعد
أختنا الفاضلة سارة بنت محمد و كل من أفاد .. جزاكم الله خير
قد يتردد على ألسنة العوام بعض الألفاظ التي تخص أفعال الله ـ تقدس و تعالى عن كل نقص ـ، يكون ذلك بلهجاتهم الدارِجة في بلدانهم، و قد لا نجد لها أصلا في اللغة العربية الفصحى ـ أقصد اللفظ ـ، و إن وجدناه فربما لم يكن المعنى ذاته و إنما بمعنى تعارف عليه أهل ذلك البلد فاشتهر بينهم، فهم لا يختلفون أنه يُطلق على صفة كمال بالنظر الى معناه عندهم او نظيره في الفصحى.
مثلا: قولهم (الله يشوف كل شي) يقصدون صفة البصر
و أمثاله كثير و لا نحصره بعدد، و كيف ذلك اذا تعلق الأمر بغير العرب من الأمازيغ أو الأكراد أو غيره من أقليات المسلمين التي ربما اقتبست من لغة العرب بعض الألفاظ فلحنت فيها.
و كيف بباقي الألسنة الأعجمية؟
نرجو الافادة
و جزاكم الله خير.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 08:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختنا الفاضلة بارك الله فيك وأحسن إليك
سؤالك له شقين:
الأول نطق بعض الأسماء أو الصفات بطريقة تؤدي لمعنى فاسد
مثل: الرازق، ينطقها البعض بالعامية الرازئ، ومعناها الفاقد
ومثل القادر، ينطقها البعض بالعامية: الآدر، ومعناها من لديه أدرة وهو مرض يصيب المثانة
فمثل هذا وإن كان غير مقصود فينبغي التنبيه عليه لكي يحاول الإنسان تصحيحه قدر المستطاع حتى لا نقع - يغير قصد - في التنقص وعامة هذا التنبيه نوع من لفت نظر العوام لتعظيم الله تعالى وليس فيه مشقة إن شاء الله، وكل بحسب حاله يعني نحن لا نجبر أعجمي مثلا على تحقيق الهمز والحاء والهاء مثل الرجل العربي لكن بحيث يكون اللفظ مفهوما على الأقل.
الشق الثاني
هو تعبير بعض العوام عن معاني صفات وأفعال الله بالفاظ عامية مثل ما ذكرت: الله يشوف
هذا من باب الإخبار، فلا يصح أن يترك العوام يستخدمون ما شاءوا من الألفاظ، لأن مثلا لفظ (يشوف) هي تحريف عامي للفظة (تَشَوَّف) يعني تطلع واستشرف الشيء في العربية الفصحى، ونظرا لاشتراك الكلمة مع النظر البصري في بعض المعاني استخدمها العوام في محل كلمة (ينظر)
لكن في حق الله ينبغي مراعاة التعظيم والمنع في باب الإخبار أقرب من الإباحة خصوصا مع العوام لكثرة وقوع الخطأ فيه.
وعندك مثلا كلمة أخرى:" الله عاوز مننا كذا " ولا يخفى أن لفظ (يعوز) من النقص والحاجة فلا يصح ابدا ان نستخدمها في حق الله تعالى
وكلمة أخرى أيضا ربنا يزعل مننا، يقصدون بها الغضب، ولا يخفى أن كل تلك الكلمات فيها نقص لا يصح نسبته لرب العزة جل وعلا
فينبغي أن نعلم الناس تعظيم الله في اللفظ وفي الباطن، فحينما يحرص الإنسان على استخدام اللفظ الصحيح عند التحدث عن الله عز و جل وعلا، ويتحسس في اختيار الألفاظ ولا شك أن هذا يورثه تعظيما في الباطن.
أما فتح الباب على مصراعيه يتحدث كل واحد عن ربنا جل وعلا بما شاء وكيف أراد فلا شك أن هذا نتيجته وخيمة وسنجد ألفاظ وضيعة جدا يستخدمونها ويقولون نقصد كذا وكذا.
ومما يجدر التنبه له أن بداية الانحراف العقدي القلبي هو اللفظ، لأن الإنسان لو اعتاد عن التحدث مع مديره مثلا أن يتبسط في الكلام ويرفع الكلفة فنتيجته ارتفاع الهيبة من القلب لهذا الشخص.
ولهذا فنجد أن الله تعالى أمر المؤمنين إذا خاطبوا الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يقولوا (راعنا)، لأن اليهود استخدموها ليسبوا بها النبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن المؤمنين ما قصدوا بها ذلك، وكَفَرَ اليهود بتغيير حرف فقالوا (حنطة) بدل حطة .... الخ، لهذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم اهتم بتصحيح الألفاظ اهتماما عظيما خصوصا عند الحديث عن ذات الله تعالى مثل حديث أجعلتني لله ندا (السلسة الصحيحة) وغيره ..
ـ[أمة القادر]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 10:37]ـ
جزاكم الله خيرا اختي الفاضلة و أجزل لكم المثوبة
بقي شق ثالث اذا سمحتم لي، يتعلق بالأعاجم الذين يتكلمون بغير لسان العرب، فهؤلاء قد ينقلون الكلمة العربية التي تصف ربنا ـ تعالى عن كل نقص ـ بأي صفة من صفات الكمال، فتكون تلك التي توافقها عندهم لا تؤدي الدلالة كاملة و انما كما تفضلتم قد تحتمل جانب النقص. و ربما يمكن أن نقيس على هذا اللهجات الدارجة التي فقدت مع طول الامد أصل الكلمة في الفصحى!
هذا احتمال وارد حتى دون سَوق مثال على ذلك، اذ أن اللغة العربية واسعة كثيرة الالفاظ و دلالاتها. و يدخل في هذا الباب أيضا ترجمة القرءان و أظن الاصوب أن نقول ترجمة تفسيره أو معانيه، و ذلك بسبب تعذر ايجاد الكلمة المماثلة في لغتهم لكلمات القرءان حيث يؤدى بها معنى الايات كاملا.
و يتحدث بعض من يدعون غير العرب عن صعوبة نقل المعاني لهذا السبب احيانا.
و أضيف ان اجبار العوام خاصة كبار السن و من لديهم ضعف من جهة الفصحى على الوقوف على الالفاظ الفصحى، فيه مشقة يعلمها من ينظر في حالهم، و لا يخفى أن بعض المجتمعات المستعمرة سابقا لا زالت تعاني من الافاظ الدخيلة المقابل لضعف اللغة الام.
قد يقول قائل: اذن الاحرى بنا القضاء على مثل هذا الفساد اللغوي بدل الانصياع له.
نعم صحيح .. و لكن الى أن يتم ذلك كيف نتعامل مع الوضع بالموازاة؟
هذا و الله اعلم و أحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 11:05]ـ
بارك الله فيك أختنا
فن الترجمة من باب الإخبار،
وبثقة أقول لك نحن نجد الآن أن الاهتمام بالترجمة الشرعية في ازدياد فنحن لا نسمح عند الترجمة أن ننقل أسماء الله وصفاته إلا بأدق الألفاظ وأقربها للمعنى الصحيح، والأسماء ننقلها كما هي ثم نشرح معناها، والآن تم وضع قواعد كثيرة وصار لكل مركز ترجمة شرعي أسلوب للترجمة، وطبعا مهارات الترجمة والمراجعة تختلف من شخص لآخر ومن فريق لآخر لكن ثقي أن الأمر يبذل فيه جهدا لا بأس به خصوصا عند من يهتم بنشر العقيدة السلفية.
ونظرة لترجمة كتب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في موقعه ستجدي أن الصورة مشرقة جدا، كذلك ترجمة موقع الشبكة الإسلامية.
والأجانب المسلمين من أكثر الناس حرصا على استخدام الألفاظ الصحيحة ويحاولون دائما نطق المصطلحات الشرعية باللغة العربية، على الأقل في المحيط الذي تعاملت معه.
أما عن إجبار كبار السن .. الخ، فبارك الله فيك كلمة إجبار كلمة صعبة فنحن لا نتحدث عن إجبار وتوبيخ وتعزير بل نتحدث عن تعليم وتوجيه وتلطف، ومن شق عليه فما جعل الله علينا في الدين من حرج.
والإنسان يحاول وعند الممارسة والتجربة ستجدي أن هناك استجابة لا بأس بها حتى لو أخطأ الواحد منهم في النطق، يكفي الشعور بالتحسس في اختيار الألفاظ والتهيب عند الحديث عن الله عز وجل.
يبقى تعليق على عبارة ذكرتيها:
فتكون الكلمة التي توافقها عندهم لا تؤدي الدلالة كاملة و انما كما تفضلتم قد تحتمل جانب نقص
بارك الله فيك
فرق بين النقص في نقل المعنى بحيث أحتاج لكلمتين باللغة الأجنبية أو حتى شرح المعنى في اللغة العربية للتعبير عن الصفة ذات الكلمة الواحدة مثلا، وبين النقص بمعنى أن اللفظ نفسه يحمل معنى لا يصح نسبته لله تعالى
والله أعلم
ـ[أمة القادر]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 11:21]ـ
أختنا الفاضلة .. جزاكم الله خير و أسأله جلّ و عزّ أن يرفع قدركم و ان يزيدكم علما و فقها(/)
منهج السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 03:12]ـ
منهج السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها
للشيخ الدكتور
ناصر بن عبد الكريم العقل
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
رابط المحاضرة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=66136 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66136)(/)
أريد عمل بحث عن منهج أهل السنة والجماعة
ـ[أبوعبدالله الأزهري]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 03:46]ـ
أيها الأخوة الفضلاء
دلوني بارك الله فيكم عن كيفية عمل بحث عن منهج أهل السنة والجماعة
(الخصائص ـ المميزات ـ مصادر التلقي) وإن كان أحدكم عنده عناصر أخرى فليمدنابها بارك الله فيكم، وياليت أحدكم يزودنا بأسماء المراجع التي أستعين بها.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 05:38]ـ
تفضل أخي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52206
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1311
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2272
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=1278
http://www.islamweb.net/aqeda/ahl_alsunna/102.htm
ـ[أبوعبدالله الأزهري]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 06:05]ـ
جزاكم الله خيراً ولكني أريد عمل بحث من الكتب
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 06:16]ـ
كتاب أهل السنة والجماعة (النشأة الخصائص) وهي رسالة ماجستير لصالح الدخيل
الاتجاه السلفي لمفرح القوسي.
كتاب الانطلاقة الكبرى لمحمد المصري
خصائص أهل السنة والجماعة للحمد.(/)
جوابٌ ثمينٌ من أجوبة الشيخ ابن عثيمين، تشد إليه الرحال.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 04:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الإخوة وقع بين يدي جواباً للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، قد جمعه أحد إخواننا جزاه الله خيراً قبل سنين من كلام الشيخ في أكثر من مؤلف وشريط من مؤلفاته وأشرطته المباركة، ونسقه، وبذل فيه جهداً مشكوراً، وقد استأذنته في وضعه على المنتدى؛ لكي يستفيد الجميع منه فأذن لي، فجزاه الله خيراً، هاهو بين يديك.
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة مهمة من مسائل الأسماء والصفات:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق آدم على صورته) متفق عليه، هل يناقض قول الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى:11]، حيث في الآية نفي للمماثلة، وفي الحديث إثبات للصورة؟.
هناك جوابان: مجمل، ومفصل:
أ) الجواب المجمل:
إن هذا الحديث من الأحاديث المتشابهة، التي يخفى معناها، ويشتبه على بعض الناس دون بعض، فمن كان في قلبه زيغ وميل عن الحق اتبع المتشابه واطرح المحكم، وتوهم ما لا يليق بالله عز وجل، وقال: إن الله تعالى يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى:11]، والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يقول: (إن الله خلق آدم على صورته)، فيضرب القرآن بالسنة، ويجعل ذلك تناقضاً، وأما الراسخون في العلم فيردون هذا المتشابه الخفي المعنى إلى المحكم الواضح، فيفتح الله عليهم ويعرفون وجه الجمع بين النصوص، وبهذا تكون النصوص كلها محكمة متفقة غير متنافية ولا متناقضة، كما قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) [آل عمران:7]، فإيمانهم به يقتضي أن يردوا المتشابه إلى المحكم حتى يكون محكماً لا تناقض فيه أو تعارض؛ لأنه كله من عند الله، لقول الله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) [النساء:82].
وعلى هذا فليس هناك تناقض بين الآية والحديث، حيث لا يراد بالحديث صورة تماثل صورة الرب عز وجل، وهذا بإجماع المسلمين والعقلاء، لأن الله عز وجل وسع كرسيه السماوات والأرض، والسماوات والأرض كلها بالنسبة للكرسي -موضع القدمين- كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة; فما ظنك برب العالمين؟!.
فلا أحد يحيط به وصفاً ولا تخييلاً، ومن هذا وصفه لا يمكن أن يكون على صورة آدم ستون ذراعاً، قال الله تعالى: (فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [النحل:74]، فلا يحل لأحد أن يعتقد أن الله تبارك وتعالى مماثل لأحد من المخلوقين، ولا أن أحداً مماثل لله تعالى.
فإن يسر الله لك الجمع بين الحديث والآية، فاجمع، وقل: إن الله ليس كمثله شيء، وإن الله خلق آدم على صورته؛ لأن هذا كلام الله عز وجل، وهذا كلام رسوله أعلم، وأصدق، وأنصح، وأفصح الخلق عليه الصلاة والسلام، والكل حق يجب علينا الإيمان والتصديق به، ولا يمكن أن يكذب بعضه بعضًا؛ لأنه كله خبر وليس حكمًا كي ينسخ.
وإن لم يتيسر لك ذلك، فقل: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]، ونسكت، وهذا هو غاية ما نستطيع، وعقيدتنا أن الله لا مثيل له، بهذا تسلم أما الله عز وجل.
ب) الجواب المفصل: وفيه وجهان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أن الحديث على ظاهره، أي: أن الله خلق آدم على صورته حقيقة، فالضمير في (صورته) يعود على الله عز وجل كما جاء ذلك مفسراً في الرواية الأخرى الصحيحة (على صورة الرحمن) التي صححها الإمام أحمد وابن راهويه وشيخ الإسلام ابن تيمية، ولا يلزم من كون الله خلق آدم على صورته، أن يكون مماثلاً له، وهذا ليس بغريب، لأن الله تعالى قال: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11]، ولأنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء، أن يكون مماثلاً له من وجه.
وبيانه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: «إن الله خلق آدم على صورته»، هو الذي قال: «إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر» متفق عليه، فهل أنت تعتقد أن هؤلاء الذين يدخلون الجنة على صورة القمر من كل وجه، أو تعتقد أنهم على صورة البشر لكن في الوضاءة والحسن والجمال وما أشبه ذلك على صورة القمر، لا من كل وجه!.
فإن قلت بالأول؛ فمقتضاه أنهم دخلوا وليس لهم أعين وليس لهم أناف وليس لهم أفواه!، وإن شئنا قلنا: دخلوا وهم أحجار!، وإن قلت بالثاني؛ زال الإشكال، وتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلًا له من كل وجه.
فأهل الجنة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر بدون مماثلة؛ لأن القمر أكبر من أهل الجنة بكثير، فإنهم يدخلون الجنة طولهم ستون ذراعاً، فليسوا مثل القمر لكن على صورة القمر من حيث العموم إضاءةً وابتهاجاً ونوراً، فإذا جاز هذا بين المخلوقين، فبين الخالق والمخلوق من باب أولى.
فإذا قلت: ما هي الصورة التي تكون لله ويكون أدم عليها؟
قلنا: قوله صلى الله عليه وسلم: (على صورته) أي على صورته التي هي صفته، فإن الله عز وجل له وجه وله عين وله يد وله رجل عز وجل، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان، فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر لكن بدون مماثلة، وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة، من أن جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليست مماثلة لصفات المخلوقين، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
الثاني: أن الله خلق آدم على الصورة التي اختارها واجتباها وأتمها وأحسن خلقها؛ ولهذا أضافها الله إلى نفسه، من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، إضافة تشريف وتكريم، كما في قوله تعالى: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) [الحج:26]، ومعلوم أن الكعبة ليست بيت الله التي يسكنه، بل هو بيته الذي يعظم، وكقوله تعالى: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) [الشمس:13]، ومعلوم أن هذه الناقة ليست ناقة الله التي يركبها سبحانه وتعالى، حاشاه من ذلك بل أضافها نبي الله صالح عليه السلام إلى ربه لتشريف هذه الناقة وتعظيمها، وكقوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ) [البقرة:114]، ومعلوم أن المساجد هي للناس يصلون فيها، لكن أضاف الله المساجد إليه؛ لأنها محل عبادته، وأهل للتشريف والتكريم، وما أشبه ذلك من الآيات، وهذا وارد في القرآن، ولا يمتنع على الله عز وجل.
فقوله: (خلق آدم على صورته) يعني: على الصورة التي صورها الله عزَّ وجلَّ، فصورة آدم ليست كصورة غيره من البشر، ولهذا استحقت أن تضاف إلى الرب عزَّ وجلَّ تشريفاً وتكريماً، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ) [الأعراف: 11]، والمصور أدم، فآدم على صورة الله، يعني: أن الله هو الذي صوره على هذه الصورة التي تعد أحسن صورة في المخلوقات، ولهذا لا يقبح الوجه، ولا يضرب، فتتغير هذه الصورة التي خلقها الله عز وجل، وأضافها إلى نفسه تشريفاً وتكريماً.
ومثله قوله عز وجل للملائكة عن آدم عليه السلام: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) [ص:72]، ولا يمكن أن الله عز وجل أعطى آدم جزءاً من روحه، بل المراد الروح التي خلقها الله عز وجل، لكن أضافها الله إليه على سبيل التشريف والتكريم.
ولكن إذا قال قائل: أيُّ الوجهين السابقين أسلم، الأول، أم الثاني؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا: كلا الوجهين السابقين صحيح، ولكن الأول أسلم من الثاني؛ لأنه أبعد عن التأويل، وهو متماش مع ظاهر النص، ونجد له مساغاً في اللغة العربية، وإمكاناً في العقل؛ وحينئذ يكون الواجب حمل الكلام عليه.
· واعلم أنه قد قيل في هذا الحديث أقوالاً لا تقبل، منها:
قال بعض أهل العلم: المراد بقوله: (على صورته) ; أي: صورة آدم، فالضمير يكون عائداً إلى آدم نفسه، فيكون معنى الحديث: أن الله خلق آدم أول مره على هذه الصورة، وليس كبنيه يتدرج في الإنشاء نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم ... إلخ. لكن الإمام أحمد رحمه الله أنكر هذا التأويل، وقال: هذا تأويل الجهمية؛ لأنه يعارضه اللفظ الآخر المفسر للضمير وهو بلفظ: (على صورة الرحمن)، ولأنه يفقد الحديث معناه، فيبقى الحديث لا فائدة منه، فإذا كان المعنى: إن الله خلق آدم على صورة آدم، فما هي الفائدة؟، وأيضاً لا يمكن لأفصح البشر وأنصح البشر صلى الله عليه وسلم أن يريد بالضمير ضمير المخلوق، لأن كل مخلوق فقد خلق على صورته، وحينئذ لا فضل لآدم على غيره.
ومن قال بهذا التأويل المشين المستكره قالوا به؛ لأنهم يعتقدوالله، لو قلت إنها صورة الرب عزّ وجل لمثّلت الله بخلقه، لأن صورة الشيء مطابقة له، وهذا تمثيل.
ونحن نقول: لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله، لكن ليس كمثل الله شيء.
· واعلم أن باب الصفات باب عظيم، وخطره جسيم، ولا يمكن أن ينفك الإنسان من الورطات، والهلكات التي يقع فيها، إلا بإتباع النص، والأخذ بظاهره، وإتباع السلف الصالح في هذا، وبأن يقف في هذا الباب موقف المُسَلِّم لا المعترض؛ لأن العقول ليس لها مجال في هذا الباب.
فيثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه، وينفي ما نفى الله عن نفسه، ويجري ما ورد في الكتاب والسنة على ظاهره بدون تمثيل، وبذلك يسلم من الشر، ومن تحريف الكلم عن مواضعه، وليحذر أن يخوض في شيء لم يتكلم فيه السلف الصالح، يقول بعض العلماء: (من لم يسعه ما وسع الصحابة، والتابعين، فلا وسَّع الله عليه). انتهى.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 05:15]ـ
والآن هذا الجواب الثمين على وورد انظر المرفقات
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 11:19]ـ
تصحيح:
ومن قال بهذا التأويل المشين المستكره قالوا به؛ لأنهم يعتقدوالله، لو قلت إنها صورة الرب عزّ وجل لمثّلت الله بخلقه،
ومن قال بهذا التأويل المشين المستكره قالوا به؛ لأنهم يعتقدون أنك لو قلت إنها صورة الرب عزّ وجل لمثّلت الله بخلقه،
ـ[أمة القادر]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 01:15]ـ
جزاكم الله خيرا نقلكم للفائدة القيّمة
و رحم الله شيخنا و أسكنه الفردوس .. ما أحسن قوله:
· واعلم أن باب الصفات باب عظيم، وخطره جسيم، ولا يمكن أن ينفك الإنسان من الورطات، والهلكات التي يقع فيها، إلا بإتباع النص، والأخذ بظاهره، وإتباع السلف الصالح في هذا، وبأن يقف في هذا الباب موقف المُسَلِّم لا المعترض؛ لأن العقول ليس لها مجال في هذا الباب.
فيثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه، وينفي ما نفى الله عن نفسه، ويجري ما ورد في الكتاب والسنة على ظاهره بدون تمثيل، وبذلك يسلم من الشر، ومن تحريف الكلم عن مواضعه، وليحذر أن يخوض في شيء لم يتكلم فيه السلف الصالح، يقول بعض العلماء: (من لم يسعه ما وسع الصحابة، والتابعين، فلا وسَّع الله عليه). انتهى.
ـ[أمة القادر]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 01:19]ـ
ملاحظة: لو أمكن تكبير حجم الخط في المشاركة الاصلية أحسن .. و الله الموفق
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 12:16]ـ
وهاهو الجواب الثمين مرة أخرى، ولكن مكبراً الخط:
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة مهمة من مسائل الأسماء والصفات:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق آدم على صورته) متفق عليه، هل يناقض قول الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى:11]، حيث في الآية نفي للمماثلة، وفي الحديث إثبات للصورة؟.
هناك جوابان: مجمل، ومفصل:
أ) الجواب المجمل:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذا الحديث من الأحاديث المتشابهة، التي يخفى معناها، ويشتبه على بعض الناس دون بعض، فمن كان في قلبه زيغ وميل عن الحق اتبع المتشابه واطرح المحكم، وتوهم ما لا يليق بالله عز وجل، وقال: إن الله تعالى يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى:11]، والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يقول: (إن الله خلق آدم على صورته)، فيضرب القرآن بالسنة، ويجعل ذلك تناقضاً، وأما الراسخون في العلم فيردون هذا المتشابه الخفي المعنى إلى المحكم الواضح، فيفتح الله عليهم ويعرفون وجه الجمع بين النصوص، وبهذا تكون النصوص كلها محكمة متفقة غير متنافية ولا متناقضة، كما قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) [آل عمران:7]، فإيمانهم به يقتضي أن يردوا المتشابه إلى المحكم حتى يكون محكماً لا تناقض فيه أو تعارض؛ لأنه كله من عند الله، لقول الله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) [النساء:82].
وعلى هذا فليس هناك تناقض بين الآية والحديث، حيث لا يراد بالحديث صورة تماثل صورة الرب عز وجل، وهذا بإجماع المسلمين والعقلاء، لأن الله عز وجل وسع كرسيه السماوات والأرض، والسماوات والأرض كلها بالنسبة للكرسي -موضع القدمين- كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة; فما ظنك برب العالمين؟!.
فلا أحد يحيط به وصفاً ولا تخييلاً، ومن هذا وصفه لا يمكن أن يكون على صورة آدم ستون ذراعاً، قال الله تعالى: (فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [النحل:74]، فلا يحل لأحد أن يعتقد أن الله تبارك وتعالى مماثل لأحد من المخلوقين، ولا أن أحداً مماثل لله تعالى.
فإن يسر الله لك الجمع بين الحديث والآية، فاجمع، وقل: إن الله ليس كمثله شيء، وإن الله خلق آدم على صورته؛ لأن هذا كلام الله عز وجل، وهذا كلام رسوله أعلم، وأصدق، وأنصح، وأفصح الخلق عليه الصلاة والسلام، والكل حق يجب علينا الإيمان والتصديق به، ولا يمكن أن يكذب بعضه بعضًا؛ لأنه كله خبر وليس حكمًا كي ينسخ.
وإن لم يتيسر لك ذلك، فقل: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]، ونسكت، وهذا هو غاية ما نستطيع، وعقيدتنا أن الله لا مثيل له، بهذا تسلم أما الله عز وجل.
ب) الجواب المفصل: وفيه وجهان:
الأول: أن الحديث على ظاهره، أي: أن الله خلق آدم على صورته حقيقة، فالضمير في (صورته) يعود على الله عز وجل كما جاء ذلك مفسراً في الرواية الأخرى الصحيحة (على صورة الرحمن) التي صححها الإمام أحمد وابن راهويه وشيخ الإسلام ابن تيمية، ولا يلزم من كون الله خلق آدم على صورته، أن يكون مماثلاً له، وهذا ليس بغريب، لأن الله تعالى قال: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11]، ولأنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء، أن يكون مماثلاً له من وجه.
وبيانه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: «إن الله خلق آدم على صورته»، هو الذي قال: «إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر» متفق عليه، فهل أنت تعتقد أن هؤلاء الذين يدخلون الجنة على صورة القمر من كل وجه، أو تعتقد أنهم على صورة البشر لكن في الوضاءة والحسن والجمال وما أشبه ذلك على صورة القمر، لا من كل وجه!.
فإن قلت بالأول؛ فمقتضاه أنهم دخلوا وليس لهم أعين وليس لهم أناف وليس لهم أفواه!، وإن شئنا قلنا: دخلوا وهم أحجار!، وإن قلت بالثاني؛ زال الإشكال، وتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلًا له من كل وجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأهل الجنة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر بدون مماثلة؛ لأن القمر أكبر من أهل الجنة بكثير، فإنهم يدخلون الجنة طولهم ستون ذراعاً، فليسوا مثل القمر لكن على صورة القمر من حيث العموم إضاءةً وابتهاجاً ونوراً، فإذا جاز هذا بين المخلوقين، فبين الخالق والمخلوق من باب أولى.
فإذا قلت: ما هي الصورة التي تكون لله ويكون آدم عليها؟
قلنا: قوله صلى الله عليه وسلم: (على صورته) أي على صورته التي هي صفته، فإن الله عز وجل له وجه وله عين وله يد وله رجل عز وجل، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان، فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر لكن بدون مماثلة، وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة، من أن جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليست مماثلة لصفات المخلوقين، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
الثاني: أن الله خلق آدم على الصورة التي اختارها واجتباها وأتمها وأحسن خلقها؛ ولهذا أضافها الله إلى نفسه، من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، إضافة تشريف وتكريم، كما في قوله تعالى: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) [الحج:26]، ومعلوم أن الكعبة ليست بيت الله التي يسكنه، بل هو بيته الذي يعظم، وكقوله تعالى: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) [الشمس:13]، ومعلوم أن هذه الناقة ليست ناقة الله التي يركبها سبحانه وتعالى، حاشاه من ذلك بل أضافها نبي الله صالح عليه السلام إلى ربه لتشريف هذه الناقة وتعظيمها، وكقوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ) [البقرة:114]، ومعلوم أن المساجد هي للناس يصلون فيها، لكن أضاف الله المساجد إليه؛ لأنها محل عبادته، وأهل للتشريف والتكريم، وما أشبه ذلك من الآيات، وهذا وارد في القرآن، ولا يمتنع على الله عز وجل.
فقوله: (خلق آدم على صورته) يعني: على الصورة التي صورها الله عزَّ وجلَّ، فصورة آدم ليست كصورة غيره من البشر، ولهذا استحقت أن تضاف إلى الرب عزَّ وجلَّ تشريفاً وتكريماً، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ) [الأعراف: 11]، والمصور آدم، فآدم على صورة الله، يعني: أن الله هو الذي صوره على هذه الصورة التي تعد أحسن صورة في المخلوقات، ولهذا لا يقبح الوجه، ولا يضرب، فتتغير هذه الصورة التي خلقها الله عز وجل، وأضافها إلى نفسه تشريفاً وتكريماً.
ومثله قوله عز وجل للملائكة عن آدم عليه السلام: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) [ص:72]، ولا يمكن أن الله عز وجل أعطى آدم جزءاً من روحه، بل المراد الروح التي خلقها الله عز وجل، لكن أضافها الله إليه على سبيل التشريف والتكريم.
ولكن إذا قال قائل: أيُّ الوجهين السابقين أسلم، الأول، أم الثاني؟.
قلنا: كلا الوجهين السابقين صحيح، ولكن الأول أسلم من الثاني؛ لأنه أبعد عن التأويل، وهو متماش مع ظاهر النص، ونجد له مساغاً في اللغة العربية، وإمكاناً في العقل؛ وحينئذ يكون الواجب حمل الكلام عليه.
· واعلم أنه قد قيل في هذا الحديث أقوالاً لا تقبل، منها:
قال بعض أهل العلم: المراد بقوله: (على صورته) ; أي: صورة آدم، فالضمير يكون عائداً إلى آدم نفسه، فيكون معنى الحديث: أن الله خلق آدم أول مره على هذه الصورة، وليس كبنيه يتدرج في الإنشاء نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم ... إلخ. لكن الإمام أحمد رحمه الله أنكر هذا التأويل، وقال: هذا تأويل الجهمية؛ لأنه يعارضه اللفظ الآخر المفسر للضمير وهو بلفظ: (على صورة الرحمن)، ولأنه يفقد الحديث معناه، فيبقى الحديث لا فائدة منه، فإذا كان المعنى: إن الله خلق آدم على صورة آدم، فما هي الفائدة؟، وأيضاً لا يمكن لأفصح البشر وأنصح البشر صلى الله عليه وسلم أن يريد بالضمير ضمير المخلوق، لأن كل مخلوق فقد خلق على صورته، وحينئذ لا فضل لآدم على غيره.
ومن قال بهذا التأويل المشين المستكره قالوا به؛ لأنهم يعتقدون أنك لو قلت إنها صورة الرب عزّ وجل لمثّلت الله بخلقه، لأن صورة الشيء مطابقة له، وهذا تمثيل.
ونحن نقول: لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله، لكن ليس كمثل الله شيء.
· واعلم أن باب الصفات باب عظيم، وخطره جسيم، ولا يمكن أن ينفك الإنسان من الورطات، والهلكات التي يقع فيها، إلا بإتباع النص، والأخذ بظاهره، وإتباع السلف الصالح في هذا، وبأن يقف في هذا الباب موقف المُسَلِّم لا المعترض؛ لأن العقول ليس لها مجال في هذا الباب.
فيثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه، وينفي ما نفى الله عن نفسه، ويجري ما ورد في الكتاب والسنة على ظاهره بدون تمثيل، وبذلك يسلم من الشر، ومن تحريف الكلم عن مواضعه، وليحذر أن يخوض في شيء لم يتكلم فيه السلف الصالح، يقول بعض العلماء: (من لم يسعه ما وسع الصحابة، والتابعين، فلا وسَّع الله عليه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 06:04]ـ
جزاك الله خيرا(/)
محاضرة فتن الشهوات للشيخ د. سعد البريك
ـ[فرائد الفوائد]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 04:26]ـ
محاضرة
" فتن الشهوات والشبهات "
للشيخ الدكتور / سعد بن عبد الله البريك
عنيزة / الثلاثاء 21/ 4/ 1431هـ
اضغط هنا ( http://www.saadalbreik.com/saad/index.php?t=content&tid=267&cid=2259)(/)
بشرى: إغلاق الشبكة اللبرالية إلى الأبد بإذن الله ...
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 04:29]ـ
نعم هي بحمد الله بشرى ...
تم إغلاق الشبكة اللبرالية إلى الأبد بإذن الله ...
ولتهذب إلى مزبلة التاريخ .. مع أقرانها وأخواتها ..
http://www9.0zz0.com/2010/04/10/13/818542296.jpg (http://www.0zz0.com)
http://www.m-muslim.com/vb/showthread.php?p=915#post915
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 05:04]ـ
هذه بشرى خير لا شك، وهي بحول الله وقوته من بشائر النصر والتمكين لأهل الخير والإصلاح، ولكن يجب علينا أن نتكاتف ونوحد الصفوف، وأن تكون مسيرتنا مسيرة تؤدة وحكمة وتأني، ولا نستعجل النتائج، وسيكون النصر حليفنا بإذن الله تعالى؛ واذكر الجميع النصر إنما يكون بالتمسك بدين الله والعض عليه بالنواجذ.
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 05:34]ـ
الله أكبر
الحمدلله سجدت لله شكراً على هذا النبأ ..
وحقيقة ما ذكروه من مبرر المصاريف غير مقنع؛ فهم بين أمرين:
إما مجرَّد دعاية وجس للنبض وهذا الأقرب.
أو أن من ولاة الأمر في المملكة من كان وراء هذا الإغلاق
وختاماً أقول لهم إلى قاعِ المزبلة:
الصَّاعدُوْنَ .. إلى قمَّة جبالِ: [المَزْبَلهْ] .. ! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55321)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55321
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 09:32]ـ
كلام مضحك كيف اغلق الموقع بسبب كثرة المصاريف
هناك سبب ما اما ان يكون بسبب ضغوطات او محاولة حلب السفارات والمنظمات الاجنبية
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:13]ـ
الحمد لله
أسأل الله أن يخزيهم ويشل أيديهم وبشراهم جهنم وبئس المصير
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:27]ـ
الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
ما كنت أحلم بهذا أبدا
فلله الحمد
وهذا مقالة كنت قد تكلمت فيها عن شئ من إلحادهم
"الشبكة اللبرالية السعودية ومحاربة الإسلام ... إلى متى؟ "
http://www.alukah.net/Sharia/0/9298/
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:54]ـ
معليش، هذي ليست أول مرة تعلن الشبكة عن الإغلاق المفاجئ، كلها مجرد مسرحية، ما ندري وش وراها هالمرة ..
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 11:55]ـ
معليش، هذي ليست أول مرة تعلن الشبكة عن الإغلاق المفاجئ، كلها مجرد مسرحية، ما ندري وش وراها هالمرة ..
احسنت
هذا هو المراد فلنشغل أنفسنا بالمفيد
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 02:11]ـ
أخشى أن يكون هذا "استركاضٌ" لأهل الخير والصلاح، كما ذكرتْ أختنا أعلاه.
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:41]ـ
اللهم لك الحمد حمداً كثيرا،
وأشكرك على هذا الخبر الجميل
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 02:02]ـ
والله ياإخوان ماسمعت بهذه الشبكة إلا قريبا وليتني لم أسمع ولكن قدر الله وماشاء فعل ,وكنت أبحث عن موضوع يخص الشيخ سعد الشتري - وفقه الله - فإذا بي أقع في حبائل ذلك الموقع فهالني مارأيت ووالله ماظننت أن يكون كيدهم بلغ هذا المبلغ أسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم يحاربون المملكة لأنها معقل الدين اليوم الله أكبر ولاحول ولاقوة إلا بالله.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 05:54]ـ
هذا للتخفيف من حرب المسلمين عليهم ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 09:20]ـ
كلام مضحك كيف اغلق الموقع بسبب كثرة المصاريف
هناك سبب ما اما ان يكون بسبب ضغوطات او محاولة حلب السفارات والمنظمات الاجنبية
ضغوطات .......... لا أظن ..
حلب واستحلاب وإعادة انتشار ....... نعم،،
تلك مسرحية من مسرحياتهم!!
هذا التوقف سيكسبون من ورائه سمعة انتشار ورصيدا من الدولارات!!
فإذا عادوا، عادوا لما نُهوا عنه،،،
تمنيت لو سُكِت عنهم ..
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 07:21]ـ
إليكم إخواني بعض المقالات والبحوث التي تناولت شيئًا عن الليبرالية:
سدل الستار على الشبكة الليبرالية. ( http://www.alukah.net/Sharia/0/761/1/%D9%84%D9%8A%D8%A8%D8%B1%D8%A7 %D9%84%D9%8A%D8%A9/)
تهديدات الصحافة الليبرالية لاستقلال القضاء الشرعي ( http://www.alukah.net/Culture/0/9816/1/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8 %D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9/)
لماذا هربتُ من الليبراليين .. ؟ ( http://www.alukah.net/Culture/0/3745/1/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8 %D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9/)
الفكر الجديد والأبواب المفتوحة ( http://www.alukah.net/Sharia/0/5202/1/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A8 %D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9/)
نفعم الله بها.
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[16 - Apr-2010, صباحاً 12:49]ـ
بعض الاخوة عمل دعاية بالمجان لهذا الموقع(/)
تنبيه أهل المروءات إلى الصراع الدائر بين الإرادات
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 09:41]ـ
تنبيه أهل المروءات إلى الصراع الدائر بين الإرادات
أبو يونس العباسي
الحمد لله الذي بين الدليل وأوضح المحجة , وأرسل رسله مبشرين ومنذرين لأن لّا يكون للناس على الله حجة , فكم أولى من نعمة وكم رفع من بلية وضجة , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمد عبده ورسوله , كساه من حلل النبوة ما زاده جمالا وبهجة , اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وآل بيته ومن سار على دربه واقتفى أثره ما حمل السحاب ماء ومجه.
[أقسام الأرادات]
والإرادات على نوعين:
1ـ إرادة رحمانية ربانية:
وهذه الإرادة هي إرادة الهداية, قال الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)} [طه]
هي إرادة التخفيف والتيسير ... قال الله تعالى: {يرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)} [البقرة]
هي إرادة العفو والتجاوزقال الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)} [النساء]
هي إرادة التطهير والتزكية قال الله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)} [المائدة]
هي إرادة التبيين والتوضيح لما هو خير لالتزامه وما هو شر لاجتنابه, قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)} [النساء]
هي إرادة المجاهدة والمقاومة لقوى الشر والفساد ... هي إرادة الثبات على الحق ورفض التغيير والتبديل للحق بعد معرفته ...
2ـ إرادة شيطانية:
وهذه الإرادة هي إرادة الضلال والضياع والتيه ... قال الله تعالى: {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)} [النساء]
هي إرادة الانحراف عن الصراط المستقيم ... قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)} [النساء]
هي إرادة الميل إلى الدنيا واختيار طريق الدعة والخنوع ...
هي إرادة الدخول في حلف الصليب ... وخلع الهوية الإسلامية إلى هوية الصليب ...
[تقزيم الإرادات]
ويقصد بتقزيم الإرادات: تلكم الجهود التي يبذلها حلف الصليب على الموحدين لتكون إرادتهم قاصرة على ملذات الدنيا.
ولقد نجح حلف الصليب في ذلك إلى حد كبير فهم الكثيرين من المسلمين أن يأكل ... أن يشرب ... أن يقضي هواته ... أن تلبى نزواته ... وحسب ولا يفكر في غير ذلك ... لا يفكر في قدس ولا في خلافة ولا في جهاد ولا في تحرير ولا في تحرر شأنه شأن الحيوانات إن لم نقل بأن الحيوانات خير منه , قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12)} [محمد]
(يُتْبَعُ)
(/)
وأي فوز لإنسان نال الدنيا واهتم لشأنها فقط ثم كانت له جهنم مصيرا ومآبا , قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)} [الإسراء]
وهنا ننبه أن من جعل الآخرة همه جمع الله له بين الدنيا والآخرة فحصلهما جميعا , قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134)} [النساء]
[تحالف الإرادات]
ويقصد بتحالف الإرادات: اجتماع أصحاب الإرادات الشيطانية من أهل الضلال بعضهم مع بعض لمواجهة إرادة الحق والعدل.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)} [المائدة]
وقال أيضا: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)} [الأنفال]
وقال أيضا: {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)} [الجاثية]
وأخرج أحمد في مسنده من حديث ثوبان أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:" يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ. "
ونحن أمام هذه التحالفات الشيطانية ننبه إلى لزوم التحالف بين أهل الإيمان وعلى الإيمان لا على ما سواه ... وإلا حدث ما لا تحمد عقباه للإسلام والمسلمين , قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)} [الأنفال]
[انتكاس الإرادات]
ويقصد بانتكاس الإرادات: تراجع الإنسان عن إرادته إلى تطبيق إرادة خصمه بسبب ضغوط مورست عليه.
ومسألة الانتكاس في الإرادات بسبب الضغوط أمر مرفوض شرعا , ومعلوم أن البلاءات هو لازم السير في طريق رب الأرض والسموات ,
قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)} [البقرة]
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمر الله عباده بالإتساء بالصالحين من الأنبياء السابقين فقال: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)} [آل عمران]
ووصف الله المؤمنين الصادقين يوم تجمعت عليهم أحزاب الكفر والشرك: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)} [الأحزاب]
وحذر الله جل جلاله عباده من أن يكونوا ممن يعبدون إلههم في السراء دون الضراء وفي حال دون حال , قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)} [الحج]
[تفعيل الإرادات]
هو تحويل الإرادات من كونها شيء نفسي معنوي إلى حقيقة على أرض الواقع
[أدوات التحالف الصهيوصليبي في تفعيل إراداته]
1ـ الحكومات ومؤسساتها
2ـ المؤسسات الغربية في بلاد الإسلام والتي يقودها الصليبيون بأنفسهم أو عملاؤهم من المنتكسين من أبناء جلدتنا.
3ـ وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة باللغة العربية وغيرها من اللغات.
4ـ ويفعل التحالف إرادته بإشعال الحروب مع مخالفيهم , قال الله تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)} [المائدة]}
[الإرادات التي يريد التحالف الصهيوصليبي تفعيلها]
ويريد التحالف الصهيوصليبي تفعيل ما يلي من الإرادات:
1ـ الإرادة السياسية
2ـالإرادة الثقافية
3ـ الإرادة الأخلاقية
4ـ الإرادة الاجتماعية
5ـ الإرادة الاقتصادية
6ـ الإرادة التعليمية
إنهم وباختصار يريدون منا أن يكون الإسلام قشرة ومظهرا وأما الباطن والمخبر فيهود أو صليبيون أو ملحدون ... المهم أن لا نكون مسلمين.
وهم في هذا كله يزعمون أنهم ما أرادوا من ذلك إلا الإصلاح والتوفيق , قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)} [النساء]
[قتل الإرادات]
وتسعى دول التحالف الصهيوصليبي قتل إرادة الموحدين والقضاء عليها لتكون إرادتهم هي الإرادة الوحيدة في هذا العالم , وذلك عبر الوسائل التالية:
1ـ قتل الإرادات بتكميم الأفواه , وهذا ما كان يفعله فرعون تماما مع مخالفيه , قال الله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29)} [غافر]
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ قتل الإرادات بسجن المخالفين والمعارضين , قال الله تعالى في شأن امرأة العزيز والتي أرادت قتل إرادة النبي يوسف عليه السلام بالسجن وعلى لسانها: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)} [يوسف]
3ـ قتل الإرادات بالتصفية الجسدية والاغتيالات , كما كان يفعل بنو إسرائيل مع أنبياءهم , قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)} [آل عمران]
4ـ قتل الإرادات بإشعال الحروب ضد المخالفين , قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)} [المائدة]
ولكن أنى لقوى المخلوقات أن تقتل إرادة مؤمن يستمد إرادته من ربه ـ سبحانه وتعالى ـ
قال الشاعر:
تالله ما الدعوات تهدم بالأذى ... وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي ... بالسوط ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة ... أو نزع إيماني ونور يقيني
النور في قلبي وقلبي في يدي ... وربي حافظي ومعيني
سأظل معتصما بحبل عقيدتي ... وأقتل قتلة ليحيا ديني
[ماذا يحدث عندما تتواجه الإرادات؟]
إذا تواجهت إرادة الحق ... تلكم الإرادة التي يحبها الله ويرضاها وإرادة اليطان فإن إرادة الإله تنتصر على ما سواها من الإرادات ,
قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)} [البقرة]
وقال أيضا: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)} [المائدة]
وقال أيضا: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} [هود]
قال الله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)}
وقال أيضا: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23)} [الفتح]
حرر في يوم الجمعة
24 ربيع الثاني 1431هـ
الموافق لـ9|4|2010
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:31]ـ
جزاك الله خيرًا ونفع بك.(/)
هيئة علماء المسلمين توجه رسالة مفتوحة للشعب العراقي في ذكرى احتلاله
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 09:41]ـ
هيئة علماء المسلمين توجه رسالة مفتوحة للشعب العراقي في ذكرى احتلاله
أضيف في:10 - 4 - 2010
http://www.dd-sunnah.net/images/Image/shaiamoslimiraq.jpg في الذكرى السابعة لاحتلال العراق،وجهت الامانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي، لافتة إلى ان الفترة الماضية منذ بدء الاحتلال الغاشم كانت شديدة الوطأ على المحتل وحملته خسائر فادحة وافشلت مشروعه كما انها كانت قاسية على ابناء شعبنا الذي عانى من ظلم القتل والاعتقال والتهجير اضافة الى سوء الاجوال والفقر والجوع
ودعا الأمين العام للهيئة الشيخ الضاري في الرسالة " لقد كانت السنوات السبع التي مرت شديدة الوطأة على المحتل .. الذي مني بخسائر فادحة للغاية بشرية ومالية وأخلاقية كانت كفيلة بإفشال مشروعه في المنطقة، وإفقاده الكثير من مصداقيته في العالم وحمله على التفكير في الانسحاب، ومن ثم الإعلان عن ذلك .. كما كانت هذه السنوات شديدة الوطأة أيضا على أبناء شعبنا، الذي تعرض لحرب إبادة وتبديد للحمته وثرواته؛ حيث فقد أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، ولديه ما يربو على سبعمائة ألف معتقل في سجون الاحتلال وسجون الحكومة الحالية، وهُجرَ الملايين من أبنائه إلى خارج البلاد وداخلها ".
واضاف الدكتور الضاري " لقد مرر الإحتلال في هذه الأيام إحدى حلقات عمليته السياسية ـ وعسى أن تكون الحلقة الأخيرة ـ فكانت الانتخابات التي أراد الاحتلال من ورائها تثبيت أسس المحاصصة الطائفية والعرقية ليترسخ الوضع لصالحه في العراق؛ فيضمن بعد انسحابه بقاء العراق هشا ضعيفا، تأكله الصراعات، وتفت في عضده مشاكل داخلية لا تنتهي".
كما طالب الامين العام للهيئة في ختام الرسالة، العراقيين الأصلاء بالوقوف الى جانب المقاومة العراقية الباسلة التي قدمت الكثير من الدماء والشهداء دفاعا عن الدين والبلد والشرف، ولا زالت تقدم المزيد حتى يتخلص العراق من الاحتلال البغيض ومن كل قوى الشر التي لا تريد لهذا البلد وأهله خيرا .. مؤكدا ان المقاومة البطلة هي الطريق الوحيدة لتحرير العراق من رجس الاحتلال وشروره.
المصدر موقع شبكة الدفاع عن السنة(/)
المرأة السعودية الجديدة (طموحات وتحديات)
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:13]ـ
المرأة السعودية الجديدة
(طموحات وتحديات)
تعيش المرأةُ السعودية (الجديدة) مرحلةً حرجة جدًّا في تاريخها؛ فهي تخوض معركة مع (الرجعيين) الذين يقفون في وجه (الحضارة)، والذين لا يسمحون لها بالضغط على المجتمع (الظالم الغاشم)؛ لكي يعطيها حقوقها التي تتمتع بها أترابها من النسوة في العالَم الغربي، أو حتى العالَم العربي (المتحَضِّر).
كما أنها تعيش تحدِّيًا كبيرًا في إثبات وُجُودها وتأثيرها على الرأي العام السعودي؛ ولذا فهي تقوم - بنفسها - مُطالبة بحقوقِها، غير منتظرة عونًا من أحد، ولو كان من الرِّجال (المتحرِّرين) (المتحضِّرين)؛ عملاً بقول الشاعر الحكيم:
مَا حَكَّ جِسْمَكَ مِثْلُ ظُفْرِكَ
فالرجل وإن كان ليبراليًّا أو يَساريًّا من أقصى اليسار، أو مخنَّثًا من (المخنثين)، فهو رجل ولا بد أن فيه عنصرية ضد المرأة.
ومِن ثَم قامت المرأة السعودية (الجديدة) بتولِّي قضاياها بنفسها؛ فرفعتْ مَطَالبها إلى مجلس الشورى، وغيره من الدوائر المختَصَّة؛ مطالبة بأخذ حقوقها، ومنادية بإعطاء الفُرْصة لها لتثبت وجودها وكفاءتها، وخطورة دَوْرها في بناء المجتمع السعودي.
لَم تَكتَفِ المرأة السعودية (الجديدة) بهذه النجاحات التي حقَّقَتْها المرأة السعودية القديمة في مجال إدارة الأعمال، أو في مجال البحث العلمي؛ حيث رأى الناس طبيبات وباحثات يحضرن المؤتمرات، ويُقَدِّمنَ الأبحاث العلمية الرصينة، لكن مع كل أسف يفعلْنَ ذلك وهن متوشحات بالسواد، ويبثثن علمَهن وأفكارهن من وراء حجاب.
وهذه هي المرحلة الحَرجة التي أخذت المرأة (الجديدة) على عاتقها تجاوُزها، والعمل على التخلُّص منها، وإزالة ذلك الساتر والفاصل العنصري بين الرجل والمرأة (الحجاب).
فالمرأة السعودية (الجديدة) تسعى لقفزة (حضارية) غير مسبوقة، ستذهل العالم أجمع أكتع؛ ولهذا كانت ورقة الحقوق التي تنادي بها المرأة الجديدة تدور حول محاور مهمة، من شأنها تغيير وضع المرأة في المجتمع السعودي، بما يضمن قفزة (حضارية تاريخية)، تجعل المملكة العربية السعودية في مصافِّ الدول العُظمَى.
وعلى رأس هذه المطالب النبيلة الرفيعة: مطالبة المرأة الجديدة بحقها في (قيادة السيارة)، فإن هذا سيمثِّل قفزة غير مسبوقة في سُلَّم الترقِّي والتمدُّن.
نَعَم، المرأة السعودية حاليًّا تركب السيارة، وعندها (سائق خاصٌّ) يقوم بتوصيلها - معزَّزة مكرَّمة - إلى حيث شاءت، متى شاءت، (وترميه) خارج الأسواق، و (مشاغل) التجميل بالساعات الطوال، لكن من حقِّ هذه المرأة أن تمارسَ متعة القيادة بنفسها من (الضغط على الفرامل)، و (مراقبة الإشارات) حتى تفتح، وإعطاء (البوري) للسائقين غير المنتبهين، ثم (التفحيط).
وإذا كانت المرأةُ السعودية تَتَعَرَّض للموت في حوادث يتسبب فيها رجال، فمِن حقِّها أن تَتَعَرَّض للموت بنفسها، بدون وساطة من أحد، وإذا كان الرجال يقعون في قتْل الخطأ لأجل الحوادث التي تقع منهم، فما الذي يمنع المرأة ويحرم عليها أن تقتل خطأ؟ أم أن قتلَ الخطأ لا يكون إلا للرجال؟!
وإذا كان الناس قد اعتادوا أن يروا كل صباح تقريبًا سيارة أحد الشباب وهي متفحِّمة، أو متحطمة، وبداخلها شابٌّ في مقتبَل العُمر، فلا وجه لحرمان الناس من رؤية سيارة إحدى الفتيات قد تفحَّمت أو تحطَّمت، وبداخلها فتاة في ريعان شبابها.
وإذا كانت نسبة حوادث الطُّرُق في المملكة من أعلى النسب على مستوى العالَم، إن لم تكن أعلاها، فإذا أعطي للمرأة الحق في قيادة السيارة بنفسها، فمنَ المحتمَل أن تقوم المملكة بتحْطيم الرقْم القياسي في حوادث الطرُق على مستوى العالَم، وتدخل موسوعة (جونز ريكورد) بكل سهولة.
ومن المتطلبات التي تنادي بها المرأة السعودية (الجديدة): السماح لها بالعمل في كافَّة القطاعات، وبدون أي شروط وقيود فقهية (بالية)، كمنْع الاختلاط، وتحديد عمل المرأة في قطاعات مناسبة لها، وغير ذلك من قيود (الرجعيين).
(يُتْبَعُ)
(/)
فللمرأة الحق أن تعملَ في كلِّ مكان، وفي أي مجال، حتى وإن كانت (جارسونًا) في مطعم من المطاعم تقدِّم الوَجَبات والمشروبات للزبائن، مع ابتسامة عريضة للزبون: (هل تريد شيئًا آخر يا سيدي؟) على نحو ما تفعله الفتيات الجميلات في مطاعم (لندن) المتحضِّرة.
فالذي تريده المرأة الجديدة الخروج من عقدة (رجل وامرأة)، وتحديد قطاعات دون غيرها لعمل المرأة، والفصل اللامعقول بِجُلُوس النساء في مكان خاص بهنَّ بعيدًا عن الرجال، على نحو ما يقع في الأماكن العامة والدوائر الرسمية - كأن المرأة جرب معدٍ - تبعًا لفتاوى (شيوخ النكد)، الذين حرَّموا كل شيء على المرأة، حتى الزنا.
فالمرأة السعودية (الجديدة) تريد أن تأخذَ حُقُوقها كما أخذتها نساء العالَم، ومسألة منع الاختلاط، وتحديد نوعية عمل المرأة ونحو ذلك - أفكار قديمة، عفا عليها الزمن، ولا وجود لها في العالَم المتمدن، غربيًّا كان أو شرقيًّا.
نعم، ماتت هذه الأفكار، ليس فقط في المجتمع الأمريكي أو الأوروبي؛ بل في المجتمعات العربية المتمدنة.
فها هي المرأة (الجديدة) في أم الدنيا (مصر المحروسة)، كيف حالها؟ ومساواتها للرجل ومشاركتها له في العمل في كل مجال وفي كل مكان؟
فعندما تشرق الشمس تخرج المرأة (الجديدة) مع الرجل إلى الشارع جنبًا إلى جنب، ويقفان معًا على الرصيف، وينتظران معًا (الباص)، ثم يجريان سويًّا للحاق به، ثم يقفان فيه سويًّا مشدودي الأيدي إلى (الماسورة الحديدية) المتدلية من سقف الباص؛ لأنَّهُما لا يجدان مكانًا من شدة الزحام، بلا تفرقة عُنصرية بين رجل وامرأة، وذَكَر وأنثى.
أما المنظر الأكثر روعة وجمالاً، فهو في مترو الأنفاق في ساعتي الذروة: (الثامنة صباحًا) و (الثانية ظهرًا)، إنه منظر مؤثِّر حقًّا؛ إذ يندفع الرجال والنساء، والشبان والفتيات جميعًا إلى أبواب المترو، ويحصل هناك كل أنواع وأشكال التدافُع والتراكُل، بدون تمييز ولا عنصرية، فإذا دخل الجميع إلى المترو، وقفوا فيه كلهم متلاصقين كتلاصق (أعواد الكبريت) في (علبة الكبريت)، بلا (تفرقة) ولا (عنصرية)، وهناك أيضًا يَتَصَبَّب العرقُ من الجميع من شدة الزِّحام، الذي لم ينجع فيه (تكييف) الهواء، فيقوم الجميع بإخراج المناديل الورقية ليجففوا - رجالاً ونساء - عرق الجبين، الذي بذلوه ثمنًا لتحضُّر المرأة (الجديدة).
وهكذا أخذت المرأة المصرية (الجديدة) المجاهِدة المناضِلة حقوقها، وصارت تكد وتتعب، وتمسح عرق الجبين، فطوبى لها والعُقبى للمرأة السعودية.
وأما القضية التي لن تتنازل عنها المرأة الجديدة، حتى وإن سالت دماؤُها كالأنهار في شوارع جدة والرياض، فهي قضية (النوادي النسائية)، وحرية المرأة (الجديدة) في المشارَكة في المسابَقات الدولية، بلا استثناء من (كرة القدم) إلى (الكاراتيه) و (الكونغ فو) و (المصارَعة الحرة).
ولسوف تحقِّق المرأة السعودية الجديدة إنجازات تُبهر العالَم، ولا تخطر بالبال، ويعجز عنها الرجال، ولسوف يهزم (منتخب كرة القدم السعودي النسائي) (المنتخبَ الصِّهيَوْني النسائي): (10/ صفر) في عقر داره في (تل أبيب)، وعندها ستجف دموع الثكالَى والأرامل واليتامى، الذين فقدوا ذويهم في الحرب على (غزة)، ولسوف تسجد (اللاعبات) سجود الشكر في قلب الملْعب بعد إحراز كل هدف؛ إظهارًا لشعائر الإسلام في قلب دولة الصهاينة، بلا أدنى خوف أو جبن.
لكن الذي يقلق المرأة (الجديدة)، هو رُدُود الفعل الإقليمية والعالمية تجاه نجاحها في افتتاح الأندية الرياضية والمشاركة في المسابقات الدولية والأوليمبيات الرسمية.
فتسلط الدول الكبرى والدول ذات الأطماع في المنطقة معروف للذكي والبليد، وإذا حصلت هذه الطفرة من افتتاح الأندية والمشاركة في المسابقات العالمية، وحصد الميداليات الذهبية، وإحراز المراكز المتقدِّمة، وتحطيم الأرقام القياسية، فإن وضع (المملكة) العسكري والسياسي سيتغير، وتصبح دولة خطيرة على الأمن الدولي في نَظَر الدول الاستعمارية.
وقد تقوم (إسرائيل) بتوجيه ضربة جوية للنوادي النسائية في (جدة) و (الرياض)، على نحو تلك التي قامت بها تجاه المفاعل النووي العراقي سنة 1980م.
أجل؛ فافتتاح أندية رياضية نسائية في المملكة من شأنه تغيير توازن القوى في المنطقة والعالم بأسره فيما بعد، ومن غير المستبعَد أن يصدر مجلس (الرعب) الدولي الذي تهيمن عليه الدول (الإمبريالية) قرارًا بفَرْض عقوبات اقتصادية وغيرها على المملكة، إن لم تَتَوَقَّفْ عن افتتاح المزيد من هذه الأندية، التي من شأنها - على المدى الطويل - التمهيد لدخول المملكة (النادي النووي)، وامتلاك أسلحة الدَّمار الشامل.
على كل حال، ومهما يكن من أمْرٍ، فلن تتركَ المرأة السعودية (الجديدة) قضاياها المصيرية وحقوقها المسلوبة، مهما كلَّفَها هذا من تضحيات.
(هذه حكاية المرأة الجديدة وقضاياها الملحَّة، فإذا ابتسم ثغرك - أيها القارئ - وبكى قلبك في آن واحد، فدونك، لستُ ألومك).
-----
مقالة قديمة لأخيكم نشرتها الألوكة على هذا الرابط
http://www.alukah.net/Social/0/6495/(/)
مشاهدة مباريات النصارى .. وما فيها من الكفر بالله!!
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 12:48]ـ
مشاهدة مباريات النصارى .. الكفر بالله!!
المرتضى إعمراشا ..
صح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {يقول الله تبارك وتعالى: يسبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، ويشتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، أما سبه إياي فيدعي أن لي صاحبة وولدا وما اتخذت صاحبة ولا ولداً، وأما شتمه إياي فإنه يشتم الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار كيف أشاء}
تجد الآعب حين تسجيله للهدف يسب الله بإشارته المعهودة إلى كتفيه وجبهته ثم شفتيه وهذا الذي عناه القرآن لما ذكر عز وجل قول النصارى أن لله ولد فقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ..
فإذا كانت السموات والأرض والجبال التي لم توكل بحمل الأمانة يحدث فيها هذا الأضطراب بسب أولائك الكفرة لله فكيف بهذا الذي يدعي أنه مسلم ويشاهد هذا الكافر يسب ربه ثم آنها يصفق له ويقوم صارخا صرخة الفرح حينما يجاهر هذا الملعون بكفره والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث المعروف في أن أقل درجات إنكار المنكر هو الإنكار القلبي وقال وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خرذل فكيف بمن يفرح حين يسب الباري عز وجل كيف إذا كان هذا الآعب يسب أباك أو أمك ماذا سيكون موقف
الآعب يضع هدفا في المرمى يصفق صاحبنا المسلم والآعب يسب الله بحركة الإشارة إلى كتفيه وتقبيلها
ماذا سيكون موقفك أمام الله حين تسأل سبني فلان وأنت ما غرت لي أوما يعنيك ذلك
قال محمد بن كعب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14980): لقد كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة بقولهم هذا لقوله تعالى: {تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1641&idto=1643&bk_no=46&ID=1639#docu)} . وصدق، فإنه قول عظيم سبق القضاء والقدر، ولولا أن البارئ لا يضعه كفر الكافر، ولا يرفعه إيمان المؤمن، ولا يزيد هذا في ملكه، كما لا ينقص ذلك من [ص: 251] ملكه، ما جرى شيء من هذا على الألسنة، ولكنه القدوس الحكيم الحليم، فلم يبال بعد ذلك بما يقوله المبطلون.
فما موقفك أخي المسلم أمام هذه الجمادات التي تتفاعل كلها لسب الله وتكاد أن تفنى حرجا وغيرة منها لله
هذا أعظم مفسدة في هذه المهرجانات الكفرية
الشيئ الثاني وهو إنهيار عقيدة الولاء والبراء
أعلم يقينا أن كثيرا ممن يدّعون الإسلام ممّن يناصرون هذه الفرق الصليبية يجدون في قلوبهم من التعظيم والتبجيل والمحبّة للآعبي ذلك النادي الذي يتّبعه بالقدر الذي يوصله إلى إسقاط عقيدة الولاء والبراء في قلوبهم بحيث أنك تجده يدّعي أنه مسلم وإذا سألته من ربّك قال آه آه لا أدري ما دينك قال آه آه لا أدري من نبيك قال آه آه لا أدري وجدت الناس يقولون شيئا فقلته وإذا سألته من البارصا أو الريال مدريد تجده لا يطيق أن تغيب عنه معلومة واحدة عنهم بحيث يجمع صور الآعبين ويذكرهم ذكرا كثيرا ويسبح بحمدهم بكرة وأصيلاو يعلم الكل أن قضية الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين مرتبطة بلا إله إلا الله إرتباطاً وثيقاً كما هو مثبت في كتب العقيدة كلها فقد فرض الله موالاة المؤمنين، وحرم مولاة الكافرين قال الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [(71) سورة التوبة]
وقال تعالى {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [(73) سورة الأنفال]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران]
وقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. الآية} [(22) سورة المجادلة]
قال تعالى: (ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله).
تجد المسلم يكن الولاء لفريق كافر أو للاعب معين حتى أن أغلب متابعي هذه المباريات تجده يلهج بذكر لاعب معين أكثر مما يلهج بذكر الله فضلا عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولو أن العالم كله ميسي أو رونالدو لكانت شعرة واحدة في أقل مسلم قدرا وأفجرهم خيرا منهم أجمع روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك).
قال أبو الوفاء بن عقيل: (إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش بان الراوندي والمعري - عليمها لعائن الله - ينظمون وينثرون كفرًا، وعاشوا سنين، وعُظمت قبورهم، واشتُريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب).
الذي يشجع البرصا من عامة المسلمين فإن واقع أكثرهم لا يلتفت إلى أمور الشرع فتجده وهذا كثير لا يعرف شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن أصحابه وإذا سألته عن فريق البرصا ولاعبيه فكل المعلومات عنده وهذا أبرز علامات الولاء وتجد قلبه يشتغل على البارصا أكثر مما يشتغل على حب الله قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حب لله ..
وكل من يحب ويهوى شيئا أعظم من الله فهو على غير الملة ..
فإن الحاصل في بلدي أن الناس تخرج إلى الشوارع محتفلة بفوز البارصا أو الريال وأعلامها الصليبية تملأ النوادي حتى أن أحد أقاربي وهو خطيب مسجد يلقن أبناءه حب البارصا وإذا سألت ابنته المسكينة عن رسول الله لا تعرفه وإذا سألتها عن البرصا فمعلوماتها قيمة والله المستعان
..
في زمن الردة والبهتان
اكتب ما شئت ولا تخجل فالكفر مباح يافنان
إرسم ما شئت ولا تخجل فالكفر مباح يافنان
ضع ألف صليب وصليب فوق القرآن
وإرجم آيات الله ومزقها في كل لسان
لا تخش الله ولا تطلب صفح الرحمن
فزمان الردة نعرفه .. زمن العصيان بلا غفران
إن ضل القلب فلا تعجب أن يسكن فيه الشيطان
لا تخش خيول أبي بكر .. أجهضها جبن الفرسان
وبلال الصامت فوق المسجد .. أسكته سيف السجان
أتراه يؤذن بين الناس بلا استئذان؟!
أتراه يرتل باسم الله ولا يخشى بطش الكهان
فاكتب ما شئت ولا تخجل .. فالكل مهان
وإرسم ما شئت ولا تسأل .. فالكل جبان
الأزهر يبكي أمجادًا ويعيد حكايا ما قد كان
والكعبة تصرخ في صمت بين القضبان
والشعب القابع في خوف ينتظر العفو من السلطان
والناس تهرول في الطرقات يطاردها عبث الفئران
والباب العالى يحرسه بطش الطغيان
أيام الأنس وبهجتها والكأس الراقص والغلمان
والمال الضائع في الحانات يسيل على أيدي الندمان
فالباب العالى ماخور يسكنه السفلة والصبيان
يحميه السارق والمأجور ويحكمه سرب الغربان
جلاد يعبث بالأديان وآخر يمتهن الإنسان
والكل يصلي للطغيان .. أسالك بربك يا فنان:
هل تجرؤ أن تكسر يومًا أحد الصلبان؟!
أن تسخر يومًا من عيسى أو تلقي مريم في النيران!!
ما بين صليب .. وصليب أحرقت جميع الأديان
فاكتب ما شئت ولا تخجل فالكل مهان
وإرسم ما شئت ولا تخجل فالكل جبان
خبرني يومًا .. حين تفيق من الهذيان: هل هذا حق الفنان؟!
أن تشعل حقدك في الإنجيل وتغرس سمك في القرآن!!
أن ترجم موسى أو عيسى أو تسجن مريم في القضبان!!
أن يغدو المعبد والقداس وبيت الله مجالس لهو للرهبان؟!
أن يسكر عيسى في البارات ويرقص موسى للغلمان
هل هذا حق الفنان؟!
أن تحرق دينًَا في الحانات، لتبني مجدك بالبهتان؟!
أن تجعل ماء النهر سمومًا تسرى فى الأبدان؟!
لن يشرق ضوء من قلب لا يعرف طعم الإيمان
لن يبقى شيء من قلم يسفك حرمات الإنسان
فاكفر ما شئت ولا تخجل ميعادك آتٍ يا فنان
دع باب المسجد يا زنديق .. وقم واسكر بين الأوثان
سيجيئك صوت أبي بكر ويصيح بخالد:
قم واقطع رأس الشيطان
فمحمد باقٍ ما بقيت دنيا الرحمن
فمحمد باق مابقيت دنيا الرحمن
وسيعلو قول الله .. ولو كرهوا في كل زمان .. ومكان
والله المستعان
نقلت بعض الجمل من هنا وهناك غفر الله لي
أخوكم أبو علاء الصنهاجي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 10:40]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:55]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك
وفيكم بارك أخي الكريم
علم أن أبطال الملاحم ليس في قلوبهم أي تساهل مع أهل الشرك من الصليبيين فإن غيرة أولائك لله ستكون سببا في قيام الملاحم الكبرى يوم يقوم الصليبي برفع الصليب ويقول انتصر الصليب فيقتله المسلمون غيرة على التوحيد فما أكبر الفرق بين هذا المشهد وبين مشهد الأمة الآن وهي تصفق لما ينتصر الكافر للصليب زعما منه أن عقيدته كان وراء نصره بإشارته إلى كتفيه وجبهته وتقبيلها لما يسجل هدفا وهذا سب لله فأين الغيرة يا مسلم بل ولا تستحي من الله وتقوم بالتصفيق كأن الأمر لا يعنيك .. أوليس أقل درجات إنكار المنكر هو الإنكار بالقلب وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خرذل وهذا يدلنا على أن الجيل الذي يقود الملاحم الكبرى بعيد عنا كثيرا فإن شباب الصحوة الآن تجد أكثرهم يتساهل جدا مع هذه الأمور وقد تجده يسب ويشتم كل من يثني على مخالف مسلم ويزعم أن ذلك من الدفاع عن السنة أوليس الأولى أن نوقض جماهير الأمة الغافلة التي أصبحت ترى مثلها الأعلى ذلك الصليبي وترى كثيرا من الناس إذا ما سألته عن ربه عن دينه عن نبيه قال آه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وإذا ما سأته عن لاعب كافر تجده بلغ الذروة في حبه بأن يعرف عنه كل تفاصيل حياته وإذا سألت المسلم زعم أن يذكر عشرة أنبياء ما عرفهم والله أو يعرف عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما عرفهم أما لاعبوا فريق كافر فيعرف كل من مر به في غابر الأزمان وتفاصيل حياته أليس هذا مناقض للتوحيد ولعقيدة الولاء والبراء ... إن قادة الملاحم لن يكونوا أبدا لا من مشجعي الكرة النصرانية بل لا يتساهلون مع كلمة واحدة مناقضة لعقيدة الإسلام /
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 01:10]ـ
أسعدني جدا أن وجدت هذا الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب:
حَقِيقَةُ كُرَةِ القَدَمِ
(دِرَاسَةٌ شَرعِيَّةٌ مِنْ خِلالِ فِقْهِ الوَاقِعِ)
تَألِيْفُ:
ذياب بن سعد الغامدي
رابط التحميل (3.32 ميقا):
http://www.islamlight.net/thiab/books/thiab4.doc (http://www.islamlight.net/thiab/books/thiab4.doc)
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم
رأيت رفع هذا الموضوع بمناسبة كأس العالم
نسال الله أن ينفعنا به والمسلمين(/)
الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية
ـ[الصلابي]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 11:48]ـ
الأشاعرة
الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة. وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
· أبو الحسن الأشعري: هو أبو الحسن علي بن إسماعيل، من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولد بالبصرة سنة 270هـ ومرت حياته الفكرية بثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: عاش فيها في كنف أبي علي الجيائي شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته. ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة.
- المرحلة الثانية: ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها.
- المرحلة الثالثة: إثبات الصفات جميعها لله تعالى من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تبديل ولا تمثيل، وفي هذه المرحلة كتب كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي عبر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم والذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل. ولم يقتصر على ذلك بل خلف مكتبة كبير ة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة تقدر بثمانية وستين مؤلفاً، توفي سنة 324هـ ودفن ببغداد ونودي على جنازته: " اليوم مات ناصر السنة ".
· بعد وفاة أبو الحسن الأشعري، وعلى يد أئمة المذهب وواضعي أصوله وأركانه، أخذ المذهب الأشعري أكثر من طور، تعدد فيها اجتهاداتهم ومناهجهم في أصول المذهب وعقائده، و ما ذلك إلا لأن المذهب لم يبن في البداية على منهج مؤصل، واضحة أصوله الاعتقادية، ولا كيفية التعامل مع النصوص الشرعية، بل تذبذبت مواقفهم واجتهاداتهم بين موافقة مذهب السلف واستخدام علم الكلام لتأييد العقيدة والرد على المعتزلة. من أبرز مظاهر ذلك التطور:
- القرب من أهل الكلام والاعتزال.
- الدخول في التصوف، والتصاق المذهب الأشعري به.
- الدخول في الفلسفة وجعلها جزء من المذهب.
· من أبرز أئمة المذهب:
-القاضي أبو بكر الباقلاني: (328 - 402هـ) (950 - 1013هـ) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر، من كبار علماء الكلام، هذب بحوث الأشعري، وتكلم في مقدمات البراهين العقلية للتوحيد وغالى فيها كثيراً إذ لم ترد هذه المقدمات في كتاب ولا سنة، ثم انتهى إلى مذهب السلف وأثبت جميع الصفات كالوجه واليدين على الحقيقة وأبطل أصناف التأويلات التي يستعملها المؤولة وذلك في كتابه: تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل.
ولد في البصرة وسكن بغداد وتوفي فيها. وجهه عضد الدولة سفيراً عنه إلى ملك الروم، فجرت له في القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي ملكها. من كتبه: إعجاز القرآن، الإنصاف، مناقب الأئمة، دقائق الكلام، الملل والنحل، الاستبصار، تمهيد الأوائل، كشف أسرار الباطنية.
_ أبو إسحاق الشيرازي: (293 - 476هـ) (1003 - 1083م). وهو إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز أبادي الشيرازي، العلامة المناظر، ولد في فيروز أباد بفارس وانتقل إلى شيراز، ثم البصرة ومنها إلى بغداد سنة (415هـ). وظهر نبوغه في الفقه الشافعي وعلم الكلام، فكان مرجعاً للطلاب ومفتياً للأمة في عصره، وقد اشتهر بقوة الحجة في الجدل والمناظرة. بنى له الوزير نظام الملك: المدرسة النظامية على شاطىء دجلة، فكان يدرس فيها ويديرها.
عاش فقيراً صابراً، وكان حسن المجالسة، طلق الوجه فصيحاً، مناظراً، ينظم الشعر، مات ببغداد وصلى عليه المقتدر العباسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
من مصنفاته: التنبيه والمهذب في الفقه، والتبصرة في أصول الشافعية، وطبقات الفقهاء، واللمع في أصول الفقه وشرحه، والملخص، والمعونة في الجدل.
· أبو حامد الغزالي: (450 - 505هـ) (1058 - 1111م) وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، حجة الإسلام .. ولد في الطابران، قصبة طوس خراسان وتوفي بها. رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد، فالحجاز، فبلاد الشام، فمصر ثم عاد إلى بلدته.
لم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني، بل خالف الأشعري في بعض الآراء وخاصة فيما يتعلق بالمقدمات العقلية في الاستدلال، وذم علم الكلام وبين أن أدلته لا تفيد اليقين كما في كتبه المنقذ من الضلال، وكتاب التفرقة بين الإيمان والزندقة، وحرم الخوض فيه فقال: " لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام ". اتجه نحو التصوف، واعتقد أنه الطريق الوحيد للمعرفة .. وعاد في آخر حياته إلى السنة من خلال دراسة صحيح البخاري.
· أبو إسحاق الإسفراييني: (ت418هـ) (1027م) وهو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، أبو إسحاق عالم بالفقه والأصول وكان يلقب بركن الدين وهو أول من لقب به من الفقهاء. نشأ في إسفرايين (بين نيسابور وجرجان) ثم خرج إلى نيسابور وبنيت له مدرسة عظيمة فدرس فيها، ورحل إلى خراسان وبعض أنحاء العراق، فاشتهر في العالم الإسلامي. ألف في علم الكلام كتابه الكبير، الذي سماه الجامع في أصول الدين والرد على الملحدين. قال ابن خلكان: رأيته في خمسة مجلدات. توفي أبو إسحاق الإسفراييني يرحمه الله تعالى - في يوم عاشوراء سنة عشرة وأربعمائة بنيسابور ثم نقل إلى إسفرايين ودفن بها وكان قد نيف على الثمانين.
· إمام الحرمين أبو المعالي الجويني: (419 - 478هـ) (1028 - 1085م). وهو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، الفقيه الشافعي ولد في بلد جوين (من نواحي نيسابور) ثم رحل إلى بغداد، فمكة حيث جاور فيها أربع سنين، وذهب إلى المدينة المنورة فأفتى ودرس. ثم عاد إلى نيسابور فبنى له فيها الوزير نظام الملك المدرسة النظامية، وكان يحضر دروسه أكابر العلماء. وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، ودافع عن الأشعرية فشاع ذكره في الأفاق، إلا أنه في نهاية حياته رجع إلى مذهب السلف. وقد قال في رسالته: النظامية والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة … ويعضد ذلك ما ذهب إليه في كتابه غياث الأمم في التياث الظلم، فبالرغم من أن الكتاب مخصص لعرض الفقه السياسي الإسلامي فقد قال فيه:" والذي أذكره الآن لائقاً بمقصود هذا الكتاب، أن الذي يحرص الإمام عليه جمع عامة الخلق على مذاهب السلف السابقين، قبل أن نبغت الأهواء وزاغت الآراء وكانوا رضي الله عنهم ينهون عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات … ".
- نقل القرطبي في شرح مسلم أن الجويني كان يقول لأصحابه: " يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به ". توفي بنيسابور وكان تلامذته يومئذ أربعمائة. ومن مصنفاته. العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية، البرهان في أصول الفقه، ونهاية المطلب في دراية المذهب في فقه الشافعية، والشامل في أصول الدين.
* الإمام الفخر الرازي (544هـ – 1150م) (606هـ - 1210م): هو أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن بن الحسين التيمي الطبرستاني الرازي المولد، الملقب فخر الدين المعروف بابن الخطيب الفقيه الشافعي قال عنه صاحب وفيات الأعيان " إنه فريد عصره ونسيج وحده، فاق أهل زمانه في علم الكلام، والمعقولات " أهـ، وهو المعبر عن المذهب الأشعري في مرحلته الأخيرة حيث خلط الكلام بالفلسفة، بالإضافة إلى أنه صاحب القاعدة الكلية التي انتصر فيها للعقل وقدمه على الأدلة الشرعية. قال فيه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: (4/ 426 - 429): " كان له تشكيكات على السنة على غاية من الوهن " إلا أنه أدرك عجز العقل فأوصى وصية تدل على حسن اعتقاده فقد نبه في أواخر عمره إلى ضرورة اتباع منهج السلف، وأعلن أنه أسلم المناهج بعد أن دار دورته في طريق علم الكلام فقال: " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية رأيتها لا تشفي عليلاً ولا تروي
(يُتْبَعُ)
(/)
عليلاً، ورأيت أقرب الطرق، طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات [الرحمن على العرش استوى] و [إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه]، و أقر في النفي [ليس كمثله شيء وهو السميع البصير] و [ولا يحيطون به علماً]، ثم قال في حسرة وندامة: " ومن جرب تجربتي عرف معرفتي " أهـ. (الحموية الكبرى لا بن تيمية).
من أشهر كتبه في علم الكلام: أساس التقديس في علم الكلام، شرح قسم الإلهيات من إشارات ابن سينا، واللوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى والصفات، البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والضلال، كافية العقول.
الأفكار والمعتقدات:
· مصدر التلقي عند الأشاعرة: الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض، صرح بذلك الرازي في القانون الكلي للمذهب في أساس التقديس والآمدي وابن فورك وغيرهم.
- عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي. والمتواتر منها يجب تأويله، ولا يخفى مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ومن سار على نهجهم حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل فرادى لتبليغ الإسلام كما أرسل معاذاً إلى أهل اليمن، ولقوله صلى الله عليه وسلم " نضر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها كما سمعها … " الحديث، وحديث تحويل القبلة وغير ذلك من الأدلة.
- مذهب طائفة منهم وهم: صوفيتهم كالغزالي والجامي في مصدر التلقي، تقديم الكشف والذوق على النص، وتأويل النص ليوافقه. ويسمون هذا " العلم اللدني " جرياً على قاعدة الصوفية " حدثني قلبي عن ربي ". وكما وضح ذلك في الرسالة اللدانية 1/ 114 - 118 من مجموعة القصور العوالي، وكبرى اليقينيات لمحمد سعيد رمضان البوطي، الإهداء - 32 - 35. ولا يخفى ما في هذا من البطلان والمخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة وإلا فما الفائدة من إرسال الرسل وإنزال الكتب.
· يقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام:
- قسم مصدره العقل وحده وهو معظم الأبواب ومنه باب الصفات ولهذا يسمون الصفات التي تثبت بالعقل " عقلية " وهذا القسم يحكم العقل بوجوبه دون توقف على الوحي عندهم. أما ما عدا ذلك من صفات خير دل الكتاب والسنة عليها فإنهم يؤولونها.
- قسم مصدره العقل والنقل معاً كالرؤية - على خلاف بينهم فيها.
- قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات ذات المغيبات من أمور الآخرة كعذاب القبر والصراط والميزان وهو مما لا يحكم العقل باستحالته، فالحاصل أنهم في صفات الله جعلوا العقل حاكماً، وفي إثبات الآخرة جعلوا العقل عاطلاً، وفي الرؤية جعلوه مساوياً. أما في مذهب أهل السنة والجماعة فلا منافاة بين العقل أصلاً ولا تقديم للعقل في جانب وإهمال في جانب آخر وإنما يبدأ بتقديم النقل على العقل.
* خالف الأشاعرة مذهب السلف في إثبات وجود الله تعالى، ووافقوا الفلاسفة والمتكلمين في الاستدلال على وجود الله تعالى بقولهم: إن الكون حادث ولا بد له من محدث قديم وأخص صفات القديم مخالفة للحوادث وعدم حلوله فيها ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس بجوهر ولا جسم ولا في جهة ولا في مكان. وقد رتبوا على ذلك من الأصول الفاسدة ما لا يدخل تحت حصر مثل: إنكارهم صفات الرضا والغضب والاستواء بشبهة نفي حلول الحوادث في القديم من أجل الرد على القائلين بقدم العالم، بينما طريقة السلف هي طريقة القرآن الكريم في الاستدلال على وجود الخالق سبحانه وتعالى.
· التوحيد عند الأشاعرة هو نفي التثنية والتعدد بالذات ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي نفي الكمية المتصلة والمنفصلة. وفي ذلك يقولون: إن الله واحد في ذاته لا قسيم له، واحد في صفاته لا شبيه له، واحد في أفعاله لا شريك له. ولذلك فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع، و أنكروا صفات الوجه واليدين والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم. وفي هذا مخالفة كبيرة لمفهوم التوحيد عند أهل السنة والجماعة من سلف الأمة ومن تبعهم -، وبذلك جعل الأشاعرة التوحيد هو إثبات ربوبية الله عز وجل دون ألوهيته وتأويل بعض صفاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة في معنى التوحيد حيث يعتقد أهل السنة والجماعة أن التوحيد هو أول واجب على العبد إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته على نحو ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل.
- إن أول واجب عند الأشاعرة إذا بلغ الإنسان سن التكليف هو النظر أو القصد إلى النظر ثم الإيمان، ولا تكفي المعرفة الفطرية ثم اختلفوا فيمن آمن بغير ذلك بين تعصيته و تكفيره ..
بينما يعتقد أهل السنة والجماعة أن أول واجب على المكلفين هو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، توحيد الألوهية بدليل الكتاب والسنة والإجماع، وأن معرفة الله تعالى أمر فطري مركوز في النفوس.
- يعتقد الأشاعرة تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعين واليمين والقدم والأصابع وكذلك صفتي العلو والاستواء. وقد ذهب المتأخرون منهم إلى تفويض معانيها إلى الله تعالى على أن ذلك واجب يقتضيه التنزيه، ولم يقتصروا على تأويل آيات الصفات بل توسعوا في باب التأويل حيث أكثر نصوص الإيمان خاصة فيما يتعلق بإثبات الزيادة والنقصان، وكذلك موضوع عصمة الأنبياء. أما مذهب السلف فإنهم يثبتون النصوص الشرعية دون تأويل معنى النص - بمعنى تحريفه - أو تفويضه، سواءاً كان في نصوص الصفات أو غيرها.
· الأشاعرة في الإيمان بين: المرجئة التي تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان، وبين الجهمية التي تقول يكفي التصديق القلبي. ورجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين إن المصدق بقلبه ناجٍ عند الله وإن لم ينطق بالشهادتين، (تبسيط العقائد الإسلامية 29 - 32). و مال إليه البوطي و (كبرى اليقينيات 196). وفي هذا مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة الذين يقولون إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، ومخالفة لنصوص القرآن الكريم الكثيرة منها: (أم حسب الذين اجترحوا اليسئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون). عليه يكون إبليس من الناجين من النار لأنه من المصدقين بقلوبهم، وكذلك أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم قوله لا إله إلا الله محمد رسول الله وغير ذلك كثير.
· الأشاعرة مضطربون في قضية التكفير فتارة يقولون لا تكفر أحداً، وتارة يقولون لا تكفر إلا من كفرنا، وتارة يقولون بأمور توجب التفسيق و التبديع أو بأمور لا توجب التفسيق، فمثلاً يكفرون من يثبت علو الله الذاتي أو من يأخذ بظواهر النصوص حيث يقولون: إن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر.
أما أهل السنة والجماعة فيرون أن التكفير حق لله تعالى لا يطلق إلا على من يستحقه شرعاً،
ولا تردد في إطلاقه على من ثبت كفرة بإثبات شروط وانتفاء موانع 0
· قولهم بأن القرآن ليس كلام الله على الحقيقة ولكنه كلام الله النفسي وإن الكتب بما فيها القرآن مخلوقة. يقول صاحب الجوهرة: " يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم " وذلك في محاولة لم يحالفها النجاح للتوفيق بين أهل السنة والجماعة والمعتزلة.
أما مذهب أهل السنة والجماعة فهو: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل و سمعه موسى - عليه السلام - ويسمعه الخلائق يوم القيامة. يقول تعالى: ((وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)).
· والإيمان والطاعة بتوفيق الله، والكفر والمعصية بخذلانه، والتوفيق عند الأشعري، خلق القدرة على الطاعة، والخذلان عنده: خلق القدرة على المعصية، وعند بعض أصحاب الأشعري، تيسير أسباب الخير هو التوفيق وضده الخذلان.
· كل موجود يصح أن يرى، والله موجود يصح أن يرى، وقد ورد في القرآن أن المؤمنين يرونه في الآخرة، قال تعالى: ((وجوه يوم ناضرة /// إلى ربها ناظرة)). ولكن يرى الأشاعرة إنه لا يجوز أن تتعلق به الرؤية على جهة ومكان وصورة ومقابلة واتصال شعاع فإن كل ذلك مستحيل. وفي ذلك نفي لعلو الله تعالى والجهة بل ونفي للرؤية نفسها. ويقرب الرازي كثيراً من قول المعتزلة في تفسيره للرؤية بأنها مزيد من الانكشاف العلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
· حصر الأشاعرة دلائل النبوة بالمعجزات التي هي الخوارق، موافقة للمعتزلة وإن اختلفوا معهم في كيفية دلالتها على صدق النبي بينما يرى جمهور أهل السنة أن دلائل ثبوت النبوة للأنبياء كثيرة ومنها المعجزات.
· صاحب الكبيرة إذا خرج من الدنيا بغير توبة حكمه إلى الله تعالى، إما أن يغفر له برحمته، وإما أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم، موافقة لمذهب أهل السنة والجماعة.
· يعتقد الأشاعرة أن قدرة العبد لا تأثير لها في حدوث لها في حدوث مقدورها ولا في صفة من صفاته، وأن الله تعالى أجرى العادة بخلق مقدورها مقارناً لها، فيكون الفعل خلقاً من الله وكسباً من العبد لوقوعه مقارناً لقدرته. ولقد عد المحققون " الكسب " هذا من محالات الكلام وضربوا له المثل في الخفاء والغموض، فقالوا: " أخفى من كسب الأشعري "، وقد خرج إمام الحرمين وهو من تلاميذ الأشعري عن هذا الرأي، وقال بقول أهل السنة والجماعة بل والأشعري نفسه كتاب الإبانة رجع عن هذا الرأي.
· قالوا بنفي الحكمة والتعليل في أفعال الله مطلقاً، ولكنهم قالوا إن الله يجعل لكل نبي معجزة لأجل إثبات صدق النبي فتناقضوا في ذلك بين ما يسمونه نفي الحكمة و الغرض وبين إثبات الله للرسول المعجزة تفريقاً بينه وبين المتنبئ.
· وافق الأشاعرة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأحوال البرزخ، وأمور الآخرة من: الحشر والنشر، والميزان، والصراط، والشفاعة والجنة والنار، لأنها من الأمور الممكنة التي أقر بها الصادق صلى الله عليه وسلم، وأيدتها نصوص الكتاب والسنة، وبذلك جعلوها من النصوص السمعية.
· كما وافقوهم في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم، وأن ما وقع بينهم كان خطاً وعن اجتهاد منهم، ولذا الكف عن الطعن فيهم، لأن الطعن فيهم إما كفر، أو بدعة، أو فسق، كما يرون الخلافة في قريش، وتجوز الصلاة خلف كل بر وفاجر، ولا يجوز الخروج على أئمة الجور. بالإضافة إلى موافقة أهل السنة في أمور العبادات والمعاملات.
· فضلاً عن تصدي الأشعري للمعتزلة ومحاجتهم بنفس أسلوبهم الكلامي ليقطع شبهاتهم ويرد حجتهم عليهم، تصدى أيضاً للرد على الفلاسفة والقرامطة والباطنية، والروافض وغيرهم من أهل الأهواء الفاسدة والنحل الباطلة.
· والأشعري في كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي هو آخر ما ألف من الكتب على أصح الأقوال، رجع عن كثير من آرائه الكلامية إلى طريق السلف في الإثبات وعدم التأويل .. يقول رحمه الله:" وقولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبينة نبينا عليه السلام، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته - قائلون، ولما خالف قوله مخالفون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق، ورفع به ضلال الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم وكبير مفخم ".
· إن مدرسة الأشعرية الفكرية لا تزال مهيمنة على الحياة الدينية في العالم الإسلامي، ولكنها كما يقول الشيخ أبو الحسن الندوي: " فقدت حيويتها ونشاطها الفكري، وضعف إنتاجها في الزمن الأخير ضعفاً شديداً وبدت فيها آثار الهرم والإعياء ". لماذا؟
- لأن التقليد طغى على تلاميذ هذه المدرسة وأصبح علم الكلام لديهم علماً متناقلاً بدون تجديد في الأسلوب.
- لإدخال مصطلحات الفلسفة وأسلوبها في الاستدلال في علم الكلام .. فكان لهذا أثر سيئ في الفكر الإسلامي، لأن هذا الأسلوب لا يفيد العلم القطعي .. ولهذا لم يتمثل الأشاعرة بعد ذلك مذهب أهل السنة والجماعة ومسلك السلف، تمثلاً صحيحاً، لتأثرهم بالفلاسفة وإن هم أنكروا ذلك .. حتى الغزالي نفسه الذي حارب الفلاسفة في كتبه تهافت الفلاسفة يقول عنه تلميذه القاضي ابن العربي: " شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر ".
(يُتْبَعُ)
(/)
- تصدي الإمام ابن تيمية لجميع المذاهب الإسلامية التي اعتقد أنها انحرفت عن الكتاب والسنة - ومنهم الأشاعرة وبخاصة المتأخرة منهم - في كتابه القيم: درء تعارض العقل والنقل وفند آراءهم الكلامية، وبين أخطاءهم وأكد أن أسلوب القرآن والسنة هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيد ة.
الجذور الفكرية و العقائدية:
· كما رأينا في آراء أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية أن العقيدة الإسلامية، كما هي في الكتاب والسنة و على منهج ابن كلاب هي الأساس في آرائه الكلامية وفي ما يتفق مع أحكام العقل.
· تأثر أئمة المذهب بعد أبي الحسن الأشعري ببعض أفكار ومعتقدات: الجهمية من الإرجاء والتعطيل، وكذلك بالمعتزلة والفلاسفة في نفي بعض الصفات وتحريف نصوصها، ونفي العلو والصفات الخبرية كما تأثرو بالجبرية في مسألة القدر.
· لا ينفي ذلك تأثرهم بعقيدة أهل السنة والجماعة فيما وافقوهم فيها.
الانتشار ومواقع النفوذ:
انتشر المذهب الأشعري في عهد وزارة نظام الملك الذي كان أشعري العقيدة، وصاحب الكلمة النافذة في الإمبراطورية السلجوقية، وكذلك أصبحت العقيدة الأشعرية عقيدة شبه رسمية تتمتع بحماية الدولة.
وزاد في انتشارها وقوتها مدرسة بغداد النظامية، ومدرسة نيسابور النظامية، وكان يقوم عليهما رواد المذهب الأشعري، وكانت المدرسة النظامية في بغداد أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامية وقتها، كما تبنى المذهب وعمل على نشره المهدي بن تومرت مهدي الموحدين، ونور الدين محمود زنكي، والسلطان صلاح الدين الأيوبي، بالإضافة إلى اعتماد جمهرة من العلماء عليه، وبخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخرين. ولذلك انتشر المذهب في العالم الإسلامي كله، لا زال المذهب الأشعري سائداً في أكثر البلاد الإسلامية وله جامعاته ومعاهده المتعددة.
يتضح مما سبع:
إن الأشاعرة فرقة كلامية إسلامية تنسب إلى أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية التي خرج فيها على المعتزلة ودعى فيها إلى التمسك بالكتاب والسنة، على طريقة ابن كلاب، وهي تثبت بالعقل الصفات العقلية السبع فقط لله تعالى، (الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام) واختلفوا في صفة البقاء، أما الصفات الاختيارية والمتعلقة بالمشيئة من الرضا والغضب والفرح والمجيء والنزول فقد نفوها، بينما يأولون الصفات الخبرية لله تعالى أو يفوضون معناها. ويؤمن متأخرو الأشاعرة ببعض الأفكار المنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة التي تصدى لها ولغيرها شيخ الإسلام ابن تيمية، لا سيما في مجال العقيدة، حيث أكد أن أسلوب القرآن والسنة بفهم السلف الصالح هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيدة والدين. وعموماً فإن عقيدة الأشاعرة تنسب إلى عقيدة أهل السنة والجماعة بالمعنى العام في مقابل الخوارج والشيعة والمعتزلة، وأن الأشاعرة، وبخاصة أشاعرة العراق الأوائل أمثال أبو الحسن الأشعري، والباهلي، وابن مجاهد، والباقلاني وغيرهم، أقرب إلى السنة والحق من الفلاسفة والمعتزلة بل ومن أشاعرة خراسان كأبي بكر بن فورك وغيره، وإنهم ليحمدوا على موافقتهم في الدفاع عن السنة والحق في وجه الباطنية والرافضة والفلاسفة، فكان لهم جهد المحمود في هتك أستار الباطنية وكشف أسرارهم، بل وكان لهم جهادهم المشكور في كسر سورة المعتزلة والجهمية. وعلى ذلك فإن حسناتهم على نوعين كما صرح شيخ الإسلام ابن تيمية: " إما موافقة السنة والحديث، وأما الرد على من خالف السنة والحديث ببيان تناقض حججهم ". ويقول أيضاً: " ومنهم من يذمهم لما وقع كلامهم من البدع والباطل، وخير الأمور أوسطها ". درء التعارض 2/ 102 - 103. ويقول في كتاب النبوات: " حيث إن خطؤهم بعد اجتهادهم مغفور ". وأخيراً يقول في درء التعارض:" .. فإن الواحد من هؤلاء له مساع مشكورة في نصر ما نصره من الإسلام والرد على طوائف من المخالفين لما جاء به الرسول. فحمدهم والثناء عليهم بما لهم من السعي الداخل في طاعة الله ورسوله، وإظهار العلم الصحيح .. وما من أحد من هؤلاء هو أفضل منه إلا وله غلط في مواضع ".
ـ[الصلابي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 07:00]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[شوقي حسن أحمد علي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 10:38]ـ
دراسة تفصيلية شيقة وممتعة، جزاك الله خيرا وبارك فيك _ أخي الكريم - وأرجو أن تواصل بذات النهج مع باقي الفرق الكلامية حتى تعم الفائدة.
ـ[المسدد]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 03:28]ـ
وإياك يالصلابي.
دراسة تفصيلية شيقة وممتعة، جزاك الله خيرا وبارك فيك _ أخي الكريم - وأرجو أن تواصل بذات النهج مع باقي الفرق الكلامية حتى تعم الفائدة.
فعلا فقد-والله-استفدت واستمتعت بقراءة الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 10:30]ـ
بارك الله فيك
لو ذكرت مراجعك ..
ـ[الصلابي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 06:10]ـ
جزاكم الله خير اً على المرور وليعلم الجميع ما انا الا ناقل
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 07:28]ـ
جزاكم الله خير اً على المرور وليعلم الجميع ما انا الا ناقل
بارك الله فيك، لكن لا بد من عزو الكلام إلى قائله
ـ[الصلابي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 11:16]ـ
أخي عبدالله العلي ربما اجد في بعض الاقراص المدمجة ولا اجد مصدر فماذا أفعل
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 11:27]ـ
أخي عبدالله العلي ربما اجد في بعض الاقراص المدمجة ولا اجد مصدر فماذا أفعل
أشكرك على حرصك تبليغ العلم
لكن قد تنقل من أقراص وغيرها وتحوي أخطاء ونقص، فلذلك النقل عن مواقع الأشياخ الرسمية أو عن المكتبة الشاملة أفضل ..
ـ[احميشان]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 03:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل استطيع المشاركة!
ـ[احميشان]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 04:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
...
موضوعك هذا الاخ الصلابي جد مهم بالنسبة لنا في المغرب الا ان هناك اضافات تجدر الاشارة اليها
بخصوص ما طرا على مفهوم العقيدة الاشعرية عندنا من تعديلات اجتهادية جعلتها
تتفق مع عقيدة اهل السنة والجماعة
فان اذنتم لي جعلتها ذيلا لما تفضلتم به مشكورين
.......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..........
ـ[الصلابي]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 03:54]ـ
تفضل ولك جزيل الشكر على توضيح الحق
ـ[الصلابي]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 04:01]ـ
أشكرك على حرصك تبليغ العلم
لكن قد تنقل من أقراص وغيرها وتحوي أخطاء ونقص، فلذلك النقل عن مواقع الأشياخ الرسمية أو عن المكتبة الشاملة أفضل .. اشكرك على حرصك أخي عبدالله العلي وأن وجدة خطأ فأرجوا منك التصحيح
ـ[احميشان]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 06:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عفوا اخي "الصلابي"
تعذر علي ارسال التذييل الذي وعدتك به هنا
فقد كتبته وحررته وصححته
لكن عندما ضغطت على ايقونة "اضف الرد السريع"
لم ينجح الارسال
وعاودت المحاولة غير ما مرة فتاكد فشل وصول الرسالة الى صفحة الموضوع هنا
لكن
احيلك علي مداخلتي تلك
فقد انشاتها موضوعا جديدا
تحت عنوان
"العقيدة الاشعرية المعاصرة"جزؤ من الخصوصية الدينية المغربية"
تصفحه ان شئت
فهو في قائمة المواضيع الان
وشكرا
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 11:37]ـ
أحسنت لكني أسأل
هل وجدوا ربهم أم ما زالوا يبحثون عنه؟(/)
لا تستمع لهؤلاء!!
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 12:30]ـ
إياك يا أخي أن تستمع لهؤلاء!!
فإنهم يفسدون ويحسبون أنهم يصلحون، ويهدمون ويظنون أنهم يبنون، ويضيقون ويخالون أنهم يوسعون، ويعسرون ويزعمون أنهم ييسرون!!
هم أجهل الجهلاء، ويحسبون أنفسهم أعلم العلماء!
هم أحمق الحمقى، ويحسبون أنفسهم أعقل العقلاء!
هم أضل الضلال، ويحسبون أنفسهم على الحق المبين!
هم المنتسبون إلى السنة وهم أجهل الناس بها، وهم الداعون إلى الأخذ مباشرة من الكتاب والسنة وهم أبعد الناس عن فهمهما، وهم المنادون بالعودة إلى القرون المفضلة وهم أضل الناس عن سلوك جادتها!!
يزعمون أنه لا يوجد أحد على الحق سواهم!
وأن الله حجب الهدى والصلاح عن جميع الناس غيرهم!
وأن العليم جل في علاه منع الناس العلم وخصهم به!
وأن الحكيم الخبير عز وجل اختصهم بالعقل دون جميع الخلق!
لسان حال الواحد منهم: أنا أنا، وما أدراك ما أنا! لا تستمع إلا لي أنا! ولا تأخذ إلا عني أنا! ولا تقتنع إلا بكلامي أنا! لأنه لا يوجد في الوجود من يفهم إلا أنا! ولا يوجد في العالم من يعلم إلا أنا! ولا يوجد في الكون من يعقل إلا أنا!
يأخذون من الكتب ما يشاءون، ثم يرمون أصحابها في باقي كلامهم بأفحش الأغاليط!
يلتقطون من الروايات ما يشتهون، ويكذبون منها ما لا يرتضون!
يرفضون الشيء ويقبلون نظيره؛ لأنهم أعقل العقلاء!
يسلكون المسلك وينكرون على غيرهم سلوكه؛ لأنهم أفهم الفهماء!
يقولون في كل شيء: لا دليل عليه، وهم أبعد شيء عن فهم معنى الدليل!
يتجرءون على الإطلاقات الكبار، وهم أجهل الناس بالمسائل الصغار!
يكثرون من قول: لم يَرِد، ولا يُعرف، ولا يُوجد، وإذا فتشت عن جميع ما اطلعوا عليه وجدته لا يبلغ معشار ما قرأه طويلب علم في فنه!
يتكثّرون بما لا يعرفون أصله، ويتشبعون بما لا يحسنون فصله، ويتجملون بانتحال عبارات الكبار، وهم أبعد الناس عن مراتبهم ومناهجهم.
لم يركنوا إلى ركن وثيق يعتمدون عليه، ولم يتعلموا العلم من بابه فيحسنون سلوكه، ولم يثنوا الركب بين يدي العلماء ليعقلوا عقولهم عن سبل الفساد.
يبتدعون ويظنون أنهم مستنون!
ويقطعون في مسائل لا تصل إلى حد الظنون!
وهم في جميع أحوالهم لا إلى كبير ولا صغير من أهل العلم يرجعون!
لم يتهذبوا بأخلاق العلماء، ولم يتأدبوا بآداب الحكماء!
لم يقوّموا اعوجاج عقولهم، فصارت تفهم بالمقلوب!
ولم يثقفوا أود قلوبهم، فصارت تبصر بالمعكوس!
ولم يزيلوا غبش عيونهم، فصارت ترى ما لا وجود له!
فإذا نبهتهم لمثل هذا وتبينوا صدقه وصحته، جعلوه علامة على أنهم هم المجددون المجتهدون!
انقطعوا على أنفسهم، فلم يعرفوا لغيرهم فضلا!
وتنكبوا مناظرة العلماء، فلم يروا لغيرهم حسنا!
وانفصلوا عن سبيل أترابهم، فامتلئوا بالرضا عن أنفسهم!
لا أصول عندهم ولا قواعد، ولا إذعان لشيء مما قاله طريف أو تالد، ينسفون الجبال الرواسي نسفًا بجرة قلم ولا يبالون، ويهدّون القلاع الحصينة هدًّا بجرأة لسان ولا يجبنون!
اشتعلت نفوسهم بالكبر الدفين، والعجب الكمين، فتعلموا الجرأة على كل عظيم، والتقحم في كل قديم، والتهجم على كل رفيع!
يتكلمون في كل علم كلام العالم الراسخ، فيخال من لم يخبر حالهم أن ابن تيمية قد بعث من قبره، أو أن الطبري قد خرج عن عصره!
يناظرون كل متخصص في فنه وكأنهم أعلم به منه، فيشده لكلامهم الجهلاء والمطبلون، ويضحك ويبكي من جهلهم العلماء والمتخصصون!
ينصحون المبتدئين في طلب العلم بحفظ المتون، وهم لا يحفظونها!
ويشيرون على المتحيرين في مسائل العلم بقراءة بعض الكتب، وهم لا يقرءونها!
ويفتخرون بشهادات وهم لم يحصلوا عليها!
ويتصنعون التواضع بعدم ذكر الممادح، وفي جعبتهم ما هو أكثر من الفضائح والقوادح!
ويضعون مناهج للطلب، وهم لم يسيروا عليها! بل لم يسيروا على أي منهج أصلا!
يبينون أهمية العربية وعلومها، وكلامهم كله لحن في لحن!
ويذكرون فضل أصول الفقه، ولم يقرءوا كتابا واحدا فيه!
بل يتصدرون مجلس الدرس والتعليم، وبعضهم لم يجاوز العشرين!
وأعجب من ذلك أن يكون للواحد منهم طلاب ومريدون يحيطون به في كل مكان يذهب إليه، ويسألونه في كل ما يشكل عليهم، بل يحملون له الحذاء ويقبلون اليد!!
أوتي الواحدُ منهم نعمةَ العلم في مسألة من المسائل، فصار يحسب أنه على مثل ذلك في كل شيء، وظن أنه قد أحاط بكل شيء علما!
رُزِق الفردُ منهم فهمَ ما زل فيه بعض من سلف من العلماء، فصار يظن أنه أفهم من جميع العلماء في كل شيء!
اطلع على ما خفي عن بعض الكبراء في أفراد المسائل، فطفق يختال عجبا بوقوفه على ما لم يقفوا عليه، ثم حسب المسكين أن حاله في كل شيء كذلك!
ولولا أن منهجهم يهدم نفسه بنفسه، لكان لي في الرد عليهم شأن!
ولولا أن العقلاء كثر والحمد لله، لكان الرد عليهم أجدر!
ولولا أنهم يموتون إذا تُركوا، لكان بيان عوارهم من أهم المهمات!
فالحمد لله على نعمة الإسلام أولا، وعلى نعمة العقل ثانيا، وعلى نعمة الفهم ثالثا.
والحمد لله أن نجانا من اعوجاج الفهم، وسقم العقل، وفساد المنهج.
والحمد لله أن بصرنا بباطل هؤلاء، وعرفنا جهلهم وعوارهم.
الحمد لله، ثم الحمد لله!
أبو مالك العوضي
10/ 4/2010 م - 25/ 4/1431 هـ
http://www.alukah.net/Sharia/0/20486/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 12:43]ـ
كلمات نيرات حري بها ان تكتب بماء الذهب على صحاف الفضه
بارك الله في الكاتب و الناقل
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 12:46]ـ
الله الله على هذه الكلمات القاصمة ظهور َ المتحصرمين.!!
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 12:51]ـ
أوتي الواحدُ منهم نعمةَ العلم في مسألة من المسائل، فصار يحسب أنه على مثل ذلك في كل شيء، وظن أنه قد أحاط بكل شيء علما!
نعم، كلماتٌ حقّة .. !
جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم: الكاتب والناقل ..
نسأل الله العفو والعافية ..
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 12:52]ـ
بارك الله فيكما
ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 02:39]ـ
جزلكم الله خيرا تذكرت قول أبي العلاء المعري:
وإني وإن كنت الأخير زمانه = لآت بما لم تستطعه الأوائل
وأعتقد أن بعض المشتغلين بالعلم لو أمكنه أن يقولها لقالها فالله المستعان.
ـ[فتح البارى]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 08:20]ـ
بارك الله في أبي مالك
جزاكم الله خيراً
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 02:26]ـ
كلمات تكتب بالذهب
وأرى الذهب رخيص عليها
بلية الاامة الان
جزاك الله خيرا
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 03:55]ـ
جزا الله أخانا الكريم أسامة خيرا على هذا النقل ..
وحفظ الله لنا أبا مالك الذي لطالما أتحفنا بمواضيع متميزة ومقالات رائعة ...
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 10:23]ـ
جزيت خيرًا
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 11:27]ـ
رائع جدا
ـ[ابو معاذ الاثرى]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 02:50]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الكلام النفيس ولاكن نرجو التوضيح لهؤلاء الذين تدعونا لعدم السماع لهم وبيان اخطائهم من باب توضيح الحق لا اكثر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 12:52]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الكلام النفيس ولاكن نرجو التوضيح لهؤلاء الذين تدعونا لعدم السماع لهم وبيان اخطائهم من باب توضيح الحق لا اكثر
وفقك الله وسدد خطاك
ليس المقصود طائفة معينة تجتمع فيها هذه الأشياء، ولكن المقصود التنبيه بأسلوب غير مباشر على مجموعة من الآفات الموجودة بين طلبة العلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 01:42]ـ
نرجوا التثبيت رحمكم الله فهي منهج تربوي توعوي
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 10:55]ـ
جزاكم الله خيرًا على دعائكم الطيب، وحسن ظنكم بأخيكم؛ والفضل يرجع لأهله، فما أنا إلا ناقل لهذا الخير ... فجزاهم الله خيرًا.
نرجوا التثبيت رحمكم الله فهي منهج تربوي توعوي
اقتراح طيب.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 11:16]ـ
أحسن الله إليك أخي أسامة ..
ـ[الصلابي]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 10:32]ـ
جزاك الله خيراً وذكرتني بقول الشاعر
ياأيها الرجلُ المعلمُ غيرهُ
هلا لنفسك كان ذا التعليمُ
تصفُ الدواء لذي السقام وذي الضنى
كيما يصح به وأنت سقيمُ
ونراك تصلحُ بالرشاد عقولنا
أبداً وأنتَ من الرشاد عديمُ
لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثلهُ
عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
وابدأ بنفسك فانهها عن غيِّها
فإذا انتهتْ منه فأنتَ حكيمُ
فهناك يقبلُ ما وعظتَ ويفتدى
بالعلم منك وينفعُ التعليمُ
جزا الله أخانا الكريم أسامة خيرا على هذا النقل
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 01:24]ـ
جزى الله كاتب الموضوع وناقله خير الجزاء، وأقول:
حري بكل رجل منا أن يفتش في نفسه!، فلعله أن يقول لستُ ولسنا نحن من عناهم صاحب المقال!
هو يقصد أناسا آخرين ولا بد!!!
وإذا ما أنصف نفسه فتأمل ما كُتب هاهنا ونظر لحاله، فلعله أن يكون ممن لهم في هذا المقال أكبر النصيب وأوفره!!
فقد رأينا بأم أعيننا من ذلك الصنف الكثير وللأسف الشديد!
يقول من أجمل الكلمات وأرقى العبارات!، ولكن تجد كلامه في واد وما يكشفه بعد برهة من الزمن عن مكنونات صدره في واد آخر!
أو قد تجد كلامه ومقاله في واد وحاله في واد آخر!
فينبغي على كل من يقرأ هذا المقال أن يتهم نفسه بادء ذي بدأ، وإذا ما أخلص في النظر وجعل همه ارضاء الله سبحانه وتعالى من بعد اتهامه لنفسه، فقد يعلم إذا ما ثبتت عليه التهمة أم لا!
فإن ثبتت فليتب الى الله وليصلح ما أفسد .... !
وإن لم يك كذلك فليحمد الله عزوجل وليحذر من الوقوع فيما وقع به القوم.
عافانا الله واياكم واصلحنا لما فيه خير لنا ولغيرنا.
ـ[خالدمكي أبوعبدالملك]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 03:55]ـ
جزاك الله خيراً يا أستاذ/ أسامة ...
وجزى الله كاتب المقال خيرالجزاء.
وأنا كنت قد كتبت مقالاً طيباً -فى هذا المضمار أيضاً-هنا فى هذا المجلس، ولكن تم حذفه مباشرة منذ اضافته.
لا أعلم السبب!! وكان بعنوان " أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم "
همست فيه فى آذان هذه الشُلة (السقيمة الفكر، التى تمثل حجر عثرة) فى طريق الدعاة الصادقين المحتسبين أن: تأدبوا والزموا غرزكم.
ولكن أبشركم بأنهم - والحمدلله - فى تقهقر، ودعوتهم لم تلق قبولاً عند عامة الناس فضلاً عن خواصهم. والحمد لله أولاً وآخراً أن هدانا لهذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 04:01]ـ
وأنا كنت قد كتبت مقالاً طيباً -فى هذا المضمار أيضاً-هنا فى هذا المجلس، ولكن تم حذفه مباشرة منذ اضافته.
لا أعلم السبب!! وكان بعنوان " أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم "
موضوعك لم يحذف يا أخي الفاضل!!
تراه هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56126
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 02:59]ـ
بارك الله فيكم
ـ[مزن]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 04:59]ـ
جزاكم الله الجنة بغير حساب.
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 11:54]ـ
اولئك الخنفشاريون او كما احب ان اسميهم المجددينات
ولا تسال عن نوع هذا الجمع
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 02:03]ـ
ليس المقصود طائفة معينة تجتمع فيها هذه الأشياء،
ولكن المقصود التنبيه بأسلوب غير مباشر على مجموعة من الآفات الموجودة بين طلبة العلم.
فالكيس من دان نفسه من هؤلاء على صفة أو اثنتين ... فهو خير من صرف التهم إلى جماعة تركزّت فيها تلك الصفات فجذبت الأنظار إليها مبرّئة أنفسنا من أفراد منها!
و من طالع " مفتي " العقيدة و دقائقها .. فضلاً عن إثارتها وجد من هذه الآفات الشيء الكثير ... فضلاً عن الامتحان عليها .. ثم التصنيف عليها!؟
شكراً جزيلا أبا مالك العزيز(/)
حلقة النقاش الخامسة بعنوان (فهم السلف: مفهومه وحجيته)
ـ[مركز التأصيل للدراسات]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 02:28]ـ
ضمن أنشطته وفعالياته الدورية أقام مركز التأصيل للدراسات والبحوث الحلقة النقاشية الخامسة, وكانت بعنوان (فهم السلف: مفهومه وحجيته) يوم الأربعاء 22/ 4/1431
وقدم الورقة الرئيسية فضيلة الشيخ الدكتور / عبدالله بن عمر الدميجي , عميد كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقا , وعضو المجلس العلمي بالمركز , وقد تناول فيها الموضوع من جهات عديدة.
فابتدأ ورقته بمقدمة في أهمية الموضوع والحاجة إليه خصوصا في هذه الفترة التي كثر فيها الحديث عن تجديد الخطاب الديني، والدعوات إلى عصرنة الدين.
ثم بين معنى الفهم وبيان المراد بالسلف ومفهومه التاريخي والمنهجي, , ثم أضاف بيان المراد بفهم السلف كمفهوم تركيبي، وأن المراد به منهجهم في فهم الدين، وطريقتهم في الاستدلال والتعامل مع النصوص الشرعية.
وانتقل بعد ذلك إلى بيان أهمية فهم السلف الصالح , وذكر موجبات تلك الأهمية , وذكر منها: سلامة مصادرهم في التلقي , وحرصهم على طلب العلم وفهم النصوص , وقرب عهدهم من النبي صلى الله عليه وسلم ومشاهدة التنزيل.
ثم نبه على عناية العلماء بفهم السلف وحرصهم على تدوينه واتباعه , ومثل على ذلك بما أودعه أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد من آثار الصحابة والتابعين , وما حوته كتب المصنفات والمعاجم والتفاسير المأثورة من آثارهم وأقوالهم وبيان هديهم.
ثم انتقل بعد ذلك إلى الأدلة الدالة على صحة فهم السلف وحجيته ولزوم الأخذ به , وساق أدلة متنوعة, وتشتمل على خمسة أنواع: الأدلة من القرآن , ومن السنة النبوية , ومن المأثور عن الصحابة التابعين , وانعقاد الإجماع من جميع طبقات أهل السنة والجماعة على ذلك , والأدلة من العقل والاعتبار.
ثم ختم ورقته ببيان ثمرات الالتزام بفهم السلف الصالح , وذكر منها: أنها سبيل إلى معرفة مراد الله تعالى , وأنها العاصم من التفرق والاختلاف , وغير ذلك.
وقدم في الحلقة تعقيبان تناولا الموضوع بزيادة تفصيل وبيان، وكان التعقيب الأول لدى الشيخ الدكتور: عبدالله البراك , الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود بالرياض , وقد نبه في تعقيبه على: أهمية البحث في فهم السلف وضرورة تحصيله , وأهمية البحث في مآلات الابتعاد عن فهم السلف ومخاطره, وانقد الورقة الرئيسة بأنها لم تتعرض للشبهات التي أثيرت حول فهم السلف، وخاصة الشبهات المعاصرة مثل التاريخية والنسبية، واستعمال المقاصد لإضعاف الأدلة الجزئية والاستغناء عنها.
أما التعقيب الثاني فقد كان من الأستاذ ياسر المطرفي، مدير البحث العلمي في مركز التأصيل , وقد تناول في تعقيبه أهمية وجود المعيار في ضبط الفهم من كلام الله وكلام رسوله, ونبه على أن أهم منطلق في تحديد المعيار الصحيح هو الانطلاق من فهم الصحابة رضي الله عنهم وتحديد منهجهم في الفهم من النصوص , وأكد أن الصحابة لم يقع بينهم اختلاق منهجي , وإنما الخلاف الذي وقع بينهم راجع إلى اختلاف في أفراد المسائل والأقوال.
ثم بين أن فهم السلف يشمل ثلاثة أمور، إلزامية المنهج, إلزامية الإجماع , إلزامية عدم الخروج عن أقوالهم , وقدم في كل تلك الأمور أدلة ونماذج تؤكد صحتها.
ثم فُتح المجال بعد ذلك للمناقشة من الحضور , وقام عدد منهم بالمشاركة الفاعلة حول الموضوع وقدمت أفكار ورؤى متعددة أضفت على الحلقة جواً حواريا فعالا.
وكان من الحضور في هذه الحلقة الدكتور غازي العتيبي، والدكتور أحمد قوشتي، والدكتور أبو زيد مكي، والدكتور سعود العريفي، والدكتور صالح الزهراني، والدكتور عبدالرحيم السلمي وغيرهم من طلبة العلم والباحثين.
وقد تم نقل الحلقة مباشرة من خلال الشبكة العالمية (الانترنت) في موقع المسلم وموقع البث الإسلامي.
http://www.taseel.org/files/13950_ الجميع. jpg
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 11:00]ـ
وفقكم الباري
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 11:17]ـ
ممكن رابط بث الحلقة لو تكرمت.
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 11:19]ـ
بصراحة نحن بحاجة للعمل مثل السلف وفقكم الله
ـ[مركز التأصيل للدراسات]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 05:26]ـ
بإذن الله سننشر الحلقة ونعطيكم الرابط
ـ[مركز التأصيل للدراسات]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 05:27]ـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=74994(/)
مراجعات ابن تيمية
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 05:47]ـ
مراجعات ابن تيمية
د. أكرم حجازي
10/ 4/2010
قدم خمسة عشر عالما من بلدان إسلامية مختلفة قراءتهم حول فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في ختام مؤتمر عقدوه في مدينة ماردين جنوب شرق تركيا «27 – 28/ 3 / 2010». وقد نظم المؤتمر المركز العالمي للتجديد للترشيد (لندن) بالتعاون مع مؤسسة كانوبوس الإسلامية للاستشارات (لندن) وجامعة أرتوكلو (ماردين). وقد شارك في المؤتمر كل من تركيا والسعودية والإمارات وإندونيسيا والبوسنة والمغرب ونيجيريا والهند وألبانيا واليمن والسنغال والكويت وموريتانيا، وحضر ستة من مشايخ السعودية هم: عبد الله عمر نصيف، وعبد الوهاب الطريري، وعبد الله البراك، وناصر الحنيني، وعايض الدوسري، وحسان فلمبان إلى جانب كل من الشيخ عبد الله بن بيه - الرئيس التنفيذي للمركز العالمي للتجديد والترشيد، ومفتي البوسنة الشيخ مصطفى سيريتش، والقاضي الشيخ عبد الله ولد أعلى سالم رئيس المجلس الدستوري الأعلى بموريتانيا، والشيخ الحبيب علي الجفري من اليمن وآخرين. أما محاور المؤتمر فقد ناقشت:
• فتوى ماردين: الزمان والمكان والظروف والملابسات؛
• مفهوم الموطن والمقر في الفقه التقليدي وفي ضوء العولمة والاتصالات الحديثة؛
• أهمية الفتوى في سياق التاريخ الإسلامي؛
• فهم الجهاد: ظروف القتال المسلح وقواعد الاشتباك، كما تم تعريفها من قبل ابن تيمية وميثاق الأمم المتحدة.
ولا شك أن المتابع لردود الفعل سيجد أن أكثر الذين رحبوا بفتوى ماردين هم العلمانيين والملاحدة والرافضة والصوفية والقبوريين واليهود والصليبيين ووعاظ السلاطين والمعادين لتيار الجهاد العالمي وحتى المغفلين! فهل ثمة ما يبرر كل هذه الضجة حول المؤتمر؟ وما هي حقيقة محتوى البيان الختامي الذي صدر عنه؟
أول ما يلفت الانتباه في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر هو الصيغة الإخبارية عن هوية المؤتمر وموضوعه ومنطلقاته وأهدافه.
• هوية المؤتمر: فقد أطلق البيان على المؤتمر اسم «مؤتمر قمة السلام»؛
• موضوع المؤتمر: «تدارس إحدى أهم أسس العلاقات بين المسلمين وإخوانهم في الإنسانية؛ وهي تصنيف الديار في التصور الإسلامي وما يرتبط به من مفاهيم كالجهاد والولاء والبراء والمواطنة والهجرة»؛
• هدف المؤتمر: «تأصيل التعايش السلمي والتعاون على الخير والعدل بين المسلمين وغيرهم»؛ في ضوء: «الواقع المعاصر الذي ارتبط فيه المسلمون بمعاهدات دولية يتحقق بها الأمن والسلام لجميع البشرية وتأمن فيه على أموالها وأعراضها وأوطانها واختلط فيه المسلمون بناء على ذلك بغيرهم اختلاطا غير مسبوق في كثير من جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولحاجة المسلمين إلى الرؤية الشرعية الصحيحة التي لا تخالف النصوص الشرعية وتتوافق مع مقاصد الشريعة وتتكيف مع الواقع المعاصر».
• منطلقات المؤتمر: «فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في تصنيف مدينة ماردين في عصره منطلقا للبحث لما تختزنه من دلالات علمية وحضارية ورمزية متميزة».
مناقشات عامة أولا: أجندة سياسية
بحسب تصريحاته لموقع «الإسلام اليوم – 4/ 4/2010» قال الشيخ عبد الله بن بيه أن: «اجتماع مختلف الطيف الإسلامي هو عبارة عن محاولة جمع المسلمين على رؤية واحدة في قضايا تُهم مصيرهم، وهي قضايا الاحتراب الداخلي» مضيفا: «نحن في المركز العالمي دعونا مجموعات متخصصة في شيخ الإسلام من مشارب ومذاهب مختلفة؛ حتى تكون هذه الوحدة حول قضايا الأمة، حتى يُقنع بعضنا بعضًا، وكذلك جامعة ماردين»، لكن كل الذين حضروا المؤتمر هم من مدرسة سياسية واحدة تصب في خانة النظام السياسي والدولي القائمين بصورة مباشرة لا مواربة فيها، وبالتالي فإن فتواهم أقرب لِأنْ تكون سياسية من كونها دينية. وإلا!! فما الذي يجمع هؤلاء الذين ينتمون إلى مدارس عقدية من المفترض أنها متناقضة ومتصارعة في عقائدها كالسلفية والصوفية والشيعية والعلمانية إلا أن تكون مصالحهم وأهدافهم واحدة في استهدافها لتيارات المقاومة والجهاد؟ وبأي حق يجوز لهم الاختلاف العقدي، على خطورته، وفي نفس الوقت يتفقون على تجاوز فتوى ابن تيمية!؟ هل باتوا، بين ليلة وضحاها، على مسافة واحدة من ابن تيمية!!!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما تسمية المؤتمر بـ «مؤتمر قمة السلام» فلا تخلوا من دلالة على أن المؤتمر إما أنه عقد بموجب أجندة دولية أو بما يستجيب للأطروحة الغربية بشكل مباشر! خاصة، وعلى حد تعبير أحد المراقبين، أن تنسيقا بين الحكومتين البريطانية والتركية سبق انعقاده.
الطريف في المؤتمر أن أحدا من علماء الدول أو الشعوب المحتلة أو المضطهدة أو المهددة بالزوال لم يحضر المؤتمر ولم يُمَثَّل فيه لا من قريب ولا من بعيد. وكأنهم ليسوا جز من علماء الأمة. أو أن شعوبهم وبلادهم انتسيت وانتزعت من الوجود الإنساني. من هؤلاء الغائبين المغيبين علماء تركستان الشرقية وفلسطين وأفغانستان والشيشان وجامو وكشمير وتايلند ونيجيريا ... ، بل أن من حضر المؤتمر هم من خططوا له ولأهدافه ولمخرجاته سلفا. ثانيا: التعايش السلمي
لم تكن فتوى ابن تيمية هي الهدف بحد ذاتها خاصة وأن المؤتمر نفسه أعلن أنها منطلق لأعماله وتوجهاته، بل هدم فكرة تقسيم العالم الإسلامي إلى دارين (دار إسلام ودار حرب)، وهذه فكرة لم يأت بها وحده ابن تيمية بل هي جزء من العقيدة الإسلامية. لكن المؤتمرين يعتقدون، بحسب البيان الختامي، أن: «تصنيف الديار في الفقه الإسلامي تصنيف اجتهادي أملته ظروف الأمة الإسلامية وطبيعة العلاقات الدولية القائمة حينئذ. إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف في إطار تحقيق المصالح المشتركة والعدالة بين الناس ويأمن فيه الناس على أموالهم وأوطانهم وأعراضهم وهو ما أقرته الشريعة ونادت به منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووضع أول معاهدة تضمن التعايش بين جميع الطوائف والأعراق في إطار العدالة والمصالح المشتركة ولا يسوغ التذرع بما يشوبها من نقص أو خرق دول معينة لها للتنكر لها وافتعال التصادم بينها وبين الشريعة السمحة».
إذن الأصل في التغيرات التي طرأت على البشرية استلزمت جعل العالم كله فضاء للتسامح والتعايش السلمي! وبالتالي فالنظم السياسية والدولية والشرعيات الدولية وكل منظوماتها صحيحة وشرعية ومتفق عليها بين الأمم والشعوب ومعترف بها! هذا التسامح والتعايش والعدل والأمن والأمان بدا واضحا في الصومال والعراق وفلسطين والسودان والجزائر ولبنان وباكستان وأفغانستان والبوسنة والشيشان وتركستان الشرقية وتايلاند وكشمير والفلبين ونيجيريا. أما النقص والخرق لهذا التعايش فقد قامت به فقط دول معينة مثل الولايات المتحدة التي غزت العراق مع 32 دولة بدون قرار من مجلس الأمن، وأوروبا الغربية وبعض الدول الآسيوية، وأثيوبيا، وإسرائيل، وروسيا وشرطة نيجيريا التي ذبحت آلاف المسلمين في الشوارع، والصين التي تقرض شعب تركستان الشرقية منذ أكثر من مائتي سنة حتى قاربت البلاد على الزوال. وهذا الخرق لا يؤثر على حالة التعايش السلمي والتسامح!!!
تعايش ممل بين الأديان والأعراق والأوطان تجاهل الحروب الطاحنة على الإسلام والمسلمين وتشويه سمعتهم وصورتهم والاعتداء على نبيهم ومنع بناء المساجد والمآذن وحظر النقاب ومحاربة الحجاب وإطلاق الرصاص على القرآن الكريم أو فرمه، ونهش لحوم المسلمات وقتل الأبرياء. هذا النوع من التعايش لم يرد في البيان، ولم يعرفه، ولم تتحمل فيه الشرعية الدولية ولا أية دولة معتدية أي شكل من أشكال المسؤولية، بل أن اسمها لم يرد في البيان أصلا.
أما أحمد أوزل المحاضر في معهد الدراسات الإسلامية في إسطنبول، فكان صريحا حين أشار في حديث لصحيفة «توداي زمان» إلى أن: «الإعلان النهائي للمؤتمر يخاطب العالم الغربي أكثر من العالم الإسلامي»، وهو ما عبّر عنه قيام صحافيين أتراك بترجمة فورية لأعمال المؤتمر إلى اللغة الإنكليزية وتوزيعها على عدد من وسائل الإعلام الغربية. ولو قرأنا تصريحات مصطفى سيريتش مفتي البوسنة الذي ذبح شعبها بالأمس القريب لاتضحت الصورة أكثر ولزال العجب، فماذا يقول: «ليس علينا أن ننظر إلى الليبرالية العلمانية على أنها عدو للإسلام، بل علينا أن ندفع باتجاه أن يصبح النموذج العلماني الغربي أكثر استيعاباً للقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الدينية في الحياة اليومية والاجتماعية»، ويضيف سماحته: «لم يعد هناك معنى لكلمة دولة إسلامية، بدليل أن المسلمين غالباً ما يجدون حريات دينية وحقوقاً في الدول الغربية، أكثر بكثير مما هو متوافر في أي من الدول الإسلامية. لم يعد التمييز بين دولة إسلامية وأخرى غير إسلامية، بل بين دول توفّر العدالة والحرية والأمن، ودول لا تفعل ذلك». خلاص! هذه هي حقيقة المؤتمر، ولا داعي للحديث عن خلافة ولا عن حكم إسلامي ولا عن مسلمين وغير مسلمين ولا عن دعوة تضررت أو دعوة انتصرت، ولا منهج صحيح ولا آخر عقيم. فالصراع الآن مع الغرب يجري في إطار البحث عن مخارج للعلاقة معه تقوم على استرضائه والقبول بنموذجه مقابل استيعابه للمسلمين. ثالثا: إسقاط الجهاد
يرى البيان الختامي للمؤتمر أن: «المسؤولية تقع على علماء الأمة في إدانة كل أشكال العنف في التغيير أو الاحتجاج داخل المجتمعات المسلمة وخارجها بوضوح وصراحة وجرأة في قول الحق منعا للالتباس وإزالة للغموض»، أما فيما يتعلق بـ: «القتال في سبيل الله» فقد: «أناط الشرع صلاحية تدبيره وتنفيذه بأولي الأمر (الدولة) باعتباره قراراً سياسياً تترتب عنه تبعات عظيمة»؛ لذا: «فلا يجوز للفرد المسلم ولا لجماعة من المسلمين إعلان حرب أو الدخول في جهاد قتالي من تلقاء أنفسهم درءا للمفاسد واتّباعاً للنصوص الواردة في هذا الشأن».
لا شك أن هذه اللغة لا تمت لفتوى ابن تيمية بصلة تذكر. فقد سبقهم إليها الكثير ولم يكن للفتوى شأن يذكر. وكل ما في الأمر من أوله إلى آخره أن منظمة المؤتمر الإسلامي سبق لها وأن أسقطت مفهوم الجهاد د من على جدول أعمال قمتها السنوية ابتداء من قمة العاصمة السنغالية داكار في 23/ 12/1991 التي انعقدت غداة انتهاء حرب الخليج الثانية. وفي مقالتنا الثانية عن سلسلة «خريف غزة العاصف - إسقاط الجهاد واغتصاب المقاومة 21/ 1/2009» توقفنا عند الموقف الرسمي من الجهاد وكافة أشكال المقاومة، وقلنا أن قرار مؤتمر داكار بإسقاط الجهاد يعني أن حكام العرب والمسلمين:
• لن يعلنوه في يوم ما لأنه لم يعد موجودا على أجندتهم السياسية، ولأنهم لم يلتزموا به حتى نظريا وبالتالي فما من حاجة لِأن يلتزموا به عمليا.
• إذا كانوا قد تجرؤوا على الجهاد كفريضة دينية وغيبوا الحكم الشرعي عن القضية الفلسطينية رسميا فما من شيء سيمنعهم من التجرؤ على المقاومة كخيار شعبي لا يساوي شيء مقارنة بالخيار العقدي.
• سيسعون إلى إحلال ثقافة «السلام» في العقل السياسي العربي الرسمي، على الطريقة الأمريكية، بشكل جذري بديلا عن ثقافة المقاومة ناهيك عن ثقافة الجهاد.
• لن يتقبلوا أية حركة جهادية، بقدر ما سيوظفون لها كل أسباب الإدانة والفشل إن لم تلحق بركب سياساتهم.
• سيحولون دون الاعتراف بأية راية جهادية أو مقاومة، وعلى النقيض من ذلك سيكون أي تدخل أمريكي في المنطقة ضد الجماعات الجهادية مرحب به بما أنها باتت جماعات إرهابية!
• سيتخذون أقسى الإجراءات ضد كل ثقافة عقدية ابتداء من منع الدعاء على اليهود والصليبيين مرورا بتنظيف المساجد من الخطباء والدعاة «المحرضين» والتضييق عليهم وحتى الزج في العلماء المعارضين في السجون أو تهميشهم والعبث في مناهج التربية والتعليم وانتهاء بطب ترخيص حكومي يسمح بدعاء القنوت.
الثابت أنه لم يسبق لأولياء الأمور أن أعلنوا الجهاد بناء على فتوى ماردين أو غيرها، ولم يسبق لهم أن أسقطوه بناء عليها! ولسنا ندري كيف يكون الجهاد منوطا بولي الأمر وهو من أسقطه شرعيا وسياسيا بكل أشكاله حتى الوطنية منها. لكن بما أن الفتوى تتحدث أصلا عن التعايش والسلم والأمن فمن الطبيعي أن يلجأ المؤتمرون إلى تعليق الجهاد على ذمة ولي الأمر. بمعنى أن الفتوى جاءت منسجمة كل الانسجام مع الموقف الرسمي الذي تخلى عن الجهاد والمقاومة. وهذا وحده كاف لإسقاط شرعية الفتوى من أساسها كونها لم تأخذ بعين الاعتبار إلا المعطى السياسي الراهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم من هو ولي الأمر المقصود؟ وما هي عقيدته؟ وما مدى شرعيته؟ وماذا لو كان من صنع العدو نفسه؟ وماذا عن سياساته وموالاته للغرب واستعانته به؟ بل ما هو الموقف الشرعي إذا كان بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي الأول للعراق يُعتبر بعرف بعض المشايخ والعلماء ولي أمر وقعت له الغلبة ووجبت طاعته؟ وأين موقع الجهاد إذا كان ولي الأمر هو الغازي المحتل؟ وما هو حال البلاد المحكومة بقوانين الاحتلال ودساتيره؟ وما هو الموقف الشرعي لما يكون التأمل عند مشايخ آخرين واجب حتى لو داهم الاحتلال الديار؛ فمتى يكون الجهاد واجبا؟
العصمة التي أسقطها فقهاء ماردين على ولي الأمر ونزعوها عن خصومه لم تأخذ بعين الاعتبار شروط الولاية، ولم تأت على الإطلاق على أي من الحالات الشرعية التي يتوجب فيها على الأمة خلع الولي وتجريده من ولايته. فالولي يمكن أن يخون ويرتد ويتحالف مع الأعداء، وهذا له نماذج في التاريخ الإسلامي كثيرة؛ فما حكمه؟ ثم ما هو موقف علماء ماردين من الحكم على زعماء عرب سبق وأن حكم عليهم علماء سابقون بالردة والكفر؟ فهل نسخت فتوى ماردين تلك الأحكام!!؟ ألا يجعل مثل هذا المنطق حتى من الفراعنة أولياء أمور شرعيين!
إذا كان من واجب العلماء أن يدينوا كل أشكال العنف والتغيير والاحتجاج في الداخل والخارج وإدانة كل جماعة تخرج عن أمر الولي في إعلان الجهاد، واعتبار فتوى ابن تيمية غير صالحة لهذا الزمان؛ فما هو حكم العنف الذي يمكن أن يمارسه ولي الأمر على العامة من الناس في الداخل والخارج؟ هل كانت جبهة الإنقاذ التي فازت في انتخابات الجزائر (1990)، مثلا، تمارس العنف الدموي لما انقلب عليها العسكر وأمعنوا قتلا في المجتمع؟ ما هو حكم الانقلابيين في الشرع؟ وهل دفعوا بانقلابهم مفسدة أعظم؟ عجبا!!!
وإذا كانت كل أفعال ولي الأمر واقعة في الإطار الإسلامي فما هو حكم المعارضة إذا ما تحالفت مع العدو الأجنبي غير المسلم واستدعت في يوم ما القوات الأجنبية للتخلص منه كما حصل في العراق؟ وما هو الحكم الشرعي إذا كان ولي الأمر ومعارضيه ممن يستعينون بالأجنبي ضد بعضهما؟ وما هي حقيقة الطائفة المنصورة؟ هل وجودها من عدمه منوط بولي الأمر؟ تناقضات عجيبة في إعلان ماردين الذي لم يتجاوز أنف اللحظة الراهنة التي يعيشها الحاكم على وجه التحديد. ولم يقدم أي تأصيل بقدر ما قدم مواقف سياسية. رابعا: الولاء والبراء
أحال فقهاء ماردين الولاء والبراء، «ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية»، وهي غير واردة في أية حالة بموجب البيان، إلى الأحكام التكليفية الخمسة وهي: «الوجوب والندب والإباحة والكراهة والحرمة»، لا لشيء إلا لتبرير القبول بالشرعية الدولية والمعاهدات وعلاقات المواطنة والحقوق والواجبات التي يتحدث عنها البيان الختامي. لذا من الطبيعي أن يتراجع المفهوم إلى أدنى مستوياته حتى تستقيم الدعوة إلى السلم وحبس الجهاد بيد ولي الأمر.
وعلى حد علمنا أن أبرز العلماء المعاصرين أفتوا باعتبار الشرعية الدولية وكافة القوانين الوضعية شرائع كفرية، لكنها بحسب البيان «معترف بها»! فمن الذي أقر شرعيتها؟ ومن الذي قال غير الشيخ عبد الله بن بيه ومن يؤيده أنه: «لا يوجد تباينٌ كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام؛ ... وأن الوضع الآن يمتاز بوجود معاهداتٍ دولية تحكم العالم بأسره»؟ ومن قال غير د. حسن بن محمد سفر أن تقسيم العالم إلى دار حرب ودار سلام: «ليس من الشريعة الإسلامية في شيء»، و «إن الأصل في قيام العلاقات بين الدول هو العلاقات السلمية، وهو ما يتفق مع المنهج الإسلامي الذي أرساه الرسول، صلى الله عليه وسلم، بمكاتبة ملوك وأمراء الدول المعاصرة لقيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، التي دعتهم إلى السلم والسلام، وأعلمتهم بقيام الدولة الإسلامية»؟ لمن هذه الرسائل إذن التي اشتملت على العبارة الشهيرة: «أسلم تسلم»؟
• رسالته صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك فارس
«فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك».
• رسالته إلى المقوقس عظيم مصر
«فإني أدعوك بدعوة الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين».
• رسالته إلى هرقل ملك الروم
(يُتْبَعُ)
(/)
«فإنى أدعوك بدعوة الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم جميع الآريسيِّين».
لو أن الفتوى والتصريحات اللاحقة لروادها بنيت على العجز الصريح الذي تعانيه الأمة لقلنا أن الجماعة معذورون، بل ويتمتعون بشجاعة عز نظيرها وهم يصارحون الأمة، لكنها جاءت على العكس من ذلك في محاولة محمومة للالتفاف على الحكم الشرعي في الوقت الذي يتهم فيه الشيخ عبد الله بن بيه أتباع بن تيمية بكونهم اجتزؤوا أقواله وتنقصوها أو زادوا عليها. في تطبيق الحكم الشرعي.
المشكلة أن الإطاحة بالجماعات الإسلامية ذات التوجه العالمي وتجريدها من شرعية فتوى ابن تيمية كما يقول الطريري! باعتبارها جماعات تكفيرية وإرهابية وخارجة عن الملة لم تعد سوى شماعة للإطاحة بالدين واسترضاء الغرب، لكن بعدها سيصار إلى العمل على الإطاحة الشرعية ببقية الجماعات، وهو واقع على كل حال، ومن ثم الإطاحة بأسس وأركان الدين، وحينها لا وجود لكفرة ولا تكفيريين. فقد سمعنا خطابات رسمية ترى في اليهود والنصارى مؤمنين، واطلعنا على فتاوى لعلماء يرون بأنهم مؤمنين بدرجة ما! وراقبنا احتجاجات مسعورة على إطلاق حكم الكفر على من جاهر به، وقرأنا لكتّاب تغنوا في الكفر وتطاولوا على الله عز وجل، ونشرت كتبهم ورواياتهم ووزعت في البلدان العربية، ولم يقل فقهاء ماردين بكفر أمثال هؤلاء ولا أتوا على ذكر أمثالهم كحالات شائعة في الأمة. أما لماذا هذا التجاهل فلأنهم ليسوا هدفا للمؤتمر. فإذا كان المطلوب هو إلغاء حكم التكفير من الإسلام بحيث لا يتبقى إلا المؤمنين في الأرض والمعاهدات الدولية فما قيمة الأديان إذن؟ وما جدوى بعث الأنبياء والرسل؟ وما قيمة المؤمن إنْ لم يكن ثمة كافر؟ ومن هم الكفرة الذين تحدث عنهم القرآن الكريم؟ وبماذا كفروا؟ وإذا كان الله عز وجل قد خلق الجنة للمؤمنين والخيرين؛ فلمن خلق النار؟ ثم على أي أساس يوصف أهل الجهاد العالمي بالتكفيريين في حين يتم تجاهل الكفرة أو نفي الكفر عنهم بل والانتصار لهم بحجة الإبداع وحرية التعبير!!؟ هل ثمة قبح أكثر من هذا؟ أخيرا
تُذكر فتوى ماردين بموجة مراجعات السجون لمعتقلي تيارات السلفية الجهادية. ورغم أنه أسلوب استهلكه أصحابه والداعين إليه إلا أننا نشهد تصعيدا في الأمر، وهذه المرة من قبل علماء استحضروا علماء الأمة من التاريخ كي يخضعوهم لمراجعات من طراز فريد. ليس هذا فحسب؛ بل الدعوة إلى وجوب إجراء مراجعات تشمل فقهاء وعلماء آخرين كالعز بن عبد السلام والشاطبي وغيرهما، وليس بعيدا أن نشهد لاحقا مراجعات لابن كثير والبخاري ومسلم وابن هشام وابن القيم الجوزية والذهبي والطبري وحتى لأئمة المذاهب الأربعة وصولا إلى مراجعات تمس القرآن الكريم بحجة أن بعض الآيات لم تعد مناسبة للغة العصر! وقد حصل مثل هذا سابقا من لدن كثير من الزنادقة الذين قرأنا لهم واطلعنا على أطروحاتهم في وقت مبكر حيث لم يكن ثمة سلفية جهادية ولا غيرها.
بالتأكيد فلسنا ضد مراجعة التراث من قبل علماء الأمة المشهود لهم كلما لزم الأمر، وبما يواكب العصر بحيث تجيب الاجتهادات على أسئلة مطروحة وتقف عند النوازل الكبرى التي يصعب على علماء الأمة قديما اكتشافها أو التنبؤ بها، فالاجتهاد رحمة للأمة. لكننا لن نقبل بمراجعات تحوم حولها آلاف التساؤلات والشبهات بينما الأحكام الشرعية والاجتهادات الفقهية تفيض عن الحاجة بخصوصها. العجيب أننا الوحيدون الذين يتراجعون. والأعجب أننا حين نتراجع لا نعود إلى حيث بدأنا بل إلى حيث يريد النظام السياسي والغربي أن نكون. وهذا انهيار وليس مراجعة ولا اجتهاد.
لذا فنحن فعلا بحاجة إلى وقف التراجع عبر تأصيلات شرعية تتمتع بالإجماع لتجديد الموقف الشرعي بخصوص قضايا غدت مثار تأويل ومنازعات كحال الكثير من ديار المسلمين والقيم الغربية، والصلح مع إسرائيل وليس مع اليهود، والتحالف مع الأعداء أو الاستعانة بهم، والشرائع الدولية ومؤسساتها، ونظم الحكم، وولاية الأمر، والجهاد، وحوار الأديان، والقواعد العسكرية في بلادنا، ونهب ثروات الأمة والعبث بمواردها، والخور والعجز والإرجاف والتنطع والتحريف والبدع والخرافات والشعوذات السياسية، والاقتصاد، والتجارة، والتنمية، والثقافة، والعلاقة مع الحضارات وبقية الأمم، ومحاربة الإسلام، وقتل المسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
بلا ذنب، وملاحقتهم ومطاردتهم، وتشويه الإسلام والمسلمين، والتضييق عليهم، والعنصرية، والاعتداء على العقيدة والرسول صلى الله عليه وسلم، والتطاول على الله.
*****************************
ملاحق 1) نص البيان الختامي لمؤتمر ماردين
إعلان ماردين دار السلام الثلاثاء 30 مارس 2010 - 15 ربيع الثاني 1431
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
فقد انعقد بعون الله وتوفيقه مؤتمر قمة السلام (ماردين دار السلام) في مدينة ماردين التركية وفي حضن جامعتها (أرتوكلو) يومي السبت والأحد 11 - 12 ربيع الثاني 1431 هـ / 27 – 28 مارس 2010م برعاية المركز العالمي للتجديد للترشيد (لندن) وبالتعاون مع كانوبوس للاستشارات (لندن) وجامعة أرتوكلو (ماردين) وبمشاركة ثلة مباركة من علماء الأمة الإسلامية من مختلف التخصصات ذات العلاقة لتدارس إحدى أهم أسس العلاقات بين المسلمين وإخوانهم في الإنسانية؛ وهي تصنيف الديار في التصور الإسلامي وما يرتبط به من مفاهيم كالجهاد والولاء والبراء والمواطنة والهجرة؛ لأهمية هذا التصور الفقهي في تأصيل التعايش السلمي والتعاون على الخير والعدل بين المسلمين وغيرهم إذا أحسن فهمه وفقا لنصوص الشريعة الإسلامية السمحة وقواعدها ومقاصدها العليا.
وقد اختار منظمو المؤتمر فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في تصنيف مدينة ماردين في عصره منطلقا للبحث لما تختزنه من دلالات علمية وحضارية ورمزية متميزة. ذلك أن ابن تيمية بما ألهمه الله من فهم للشريعة وفقه للواقع تجاوز في تصنيفه لمدينة ماردين تقسيم الديار الشائع بين فقهاء المسلمين إلى دار إسلام الأصل فيها السلم ودار كفر الأصل فيها الحرب ودار عهد الأصل فيها المعاهدة والمهادنة - إلى غير ذلك من التقاسيم- ليخصها بتصنيف مركب يمتنع بموجبه فتنة المسلمين في دينهم وتصان فيه دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وتتحقق فيه العدالة بينهم وبين غيرهم.
وهي فتوى متميزة في طرحها مشابهة في واقعها إلى حد كبير لعصرنا حيث اختلف الواقع السياسي للعالم عن واقع الفقهاء السابقين الذي كان مناطا لتقسيمهم للديار على هذا الأساس وهو ما راعاه ابن تيمية في فتواه وهو ما يقتضي أن يعيد الفقهاء المعاصرون النظر في هذا التقسيم لاختلاف الواقع المعاصر الذي ارتبط فيه المسلمون بمعاهدات دولية يتحقق بها الأمن والسلام لجميع البشرية وتأمن فيه على أموالها وأعراضها وأوطانها واختلط فيه المسلمون بناء على ذلك بغيرهم اختلاطا غير مسبوق في كثير من جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولحاجة المسلمين إلى الرؤية الشرعية الصحيحة التي لا تخالف النصوص الشرعية وتتوافق مع مقاصد الشريعة وتتكيف مع الواقع المعاصر.
وفي ضوء ذلك تدارس الحاضرون بحوث وأوراق عمل المؤتمر التي ناقشوها وخلصوا إلى النتائج والتوصيات التالية:
أولا: النتائج:
• إن فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في ماردين لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون متمسكاً ومستنداً لتكفير المسلمين والخروج على حكامهم واستباحة الدماء والأموال وترويع الآمنين والغدر بمن يعيشون مع المسلمين أو يعيش معهم المسلمون بموجب علاقة مواطنة وأمان بل هي فتوى تحرم كل ذلك فضلا عن كونها نصرة لدولة مسلمة على دولة غير مسلمة وهو في كل ذلك موافق ومتبع لعلماء المسلمين في فتاويهم في هذا الشأن ولم يخرج عنهم. ومن استند على هذه الفتوى لقتال المسلمين وغير المسلمين فقد اخطأ في التأويل وما أصاب في التنزيل.
• إن تصنيف الديار في الفقه الإسلامي تصنيف اجتهادي أملته ظروف الأمة الإسلامية وطبيعة العلاقات الدولية القائمة حينئذ. إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح و التعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف في إطار تحقيق المصالح المشتركة والعدالة بين الناس ويأمن فيه الناس على أموالهم وأوطانهم وأعراضهم وهو ما أقرته الشريعة ونادت به منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووضع أول معاهدة تضمن التعايش بين جميع الطوائف والأعراق في إطار العدالة
(يُتْبَعُ)
(/)
والمصالح المشتركة ولا يسوغ التذرع بما يشوبها من نقص أو خرق دول معينة لها للتنكر لها وافتعال التصادم بينها وبين الشريعة السمحة.
من الأولويات التي على علماء الأمة ومؤسساتها العلمية الاضطلاع بها التحليل والتقويم للأفكار المسوغة للتطرف والتكفير والعنف باسم الإسلام؛ فالتدابير الأمنية مهما كانت عادلة لا تقوم مقام البيان بالحجة والبرهان. ومن ثم تقع المسؤولية على علماء الأمة في إدانة كل أشكال العنف في التغيير أو الاحتجاج داخل المجتمعات المسلمة وخارجها بوضوح وصراحة وجرأة في قول الحق منعا للالتباس وإزالة للغموض.
• إن علماء الإسلام ما فتئوا يؤكدون عبر العصور أن الجهاد الذي يعتبر ذروة سنام هذا الدين ليس نوعا واحدا بل هو أنواع متعددة منها القتال في سبيل الله وهذا النوع أناط الشرع صلاحية تدبيره وتنفيذه بأولي الأمر (الدولة) باعتباره قراراً سياسياً تترتب عنه تبعات عظيمة؛ ومن ثم فلا يجوز للفرد المسلم ولا لجماعة من المسلمين إعلان حرب أو الدخول في جهاد قتالي من تلقاء أنفسهم درءا للمفاسد واتّباعاً للنصوص الواردة في هذا الشأن.
• وأصل مشروعية الجهاد أن ما كان دفعاً لعدوان (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) أو نصرة للمستضعفين (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... ) أو دفاعاً عن التدين (أذن للذين يُقاتَلون ... ) وليس ناشئاً عن اختلاف في الدين أو بحثاً عن المغانم.
• إن شأن الفتوى في الإسلام خطير ولهذا شدد العلماء في شروط المفتي ومنها أن يكون ذا أهلية علمية كاملة وفي شروط الفتوى خاصة تحقيق المناط في المكان والزمان والأشخاص والأحوال والمآل.
• إن مفهوم الولاء والبراء لا يكون مُخرجاً من الملة ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية، وما سوى ذلك فهو أنواع تتناولها الأحكام التكليفية الخمسة، وبناء عليه لا يجوز حمله على معنى واحد يكفر به المسلمون.
ثانياً: التوصيات:
يوصي المؤتمرون بالتوصيات التالية:
• عقد مؤتمر سنوي في أوروبا لتعميق البحث في التصور الإسلامي للسلام والتعايش السلمي بين الأمم والأديان.
• تأسيس مركز "ماردين" لدراسة النظرية السياسية في الإسلام.
• إحداث شعب وأقسام دراسية في الجامعات والمعاهد الإسلامية العليا تعنى بالبحوث والتدريب والتأهيل في مجال الإفتاء في القضايا العامة للأمة.
• تشجيع الدراسات العلمية النظرية والتطبيقية في مجال تنقيح المناط ودراسة علاقة الزمان والمكان والأشخاص والأحوال بتغير الفتوى.
• تشجيع الدراسات والبحوث العلمية الأكاديمية التي تعنى بدراسة الظروف والملابسات التاريخية لفتاوى أئمة الإسلام.
• بذل مزيد من الجهد في مراجعة وتحقيق ودراسة تراث شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- وتراث العلماء المقتدى بهم باعتبار أثرهم في الأمة وما يرجى من فهم تراثهم فهما سليما من ترشيد وتوجيه للعامة والخاصة.
• رفع هذا البيان إلى المجامع الفقهية في العالم الإسلامي لإثرائه وتعميق النقاش حوله وتعميم الفائدة منه.
وفي الختام يتقدم منظمو المؤتمر والمشاركون فيه بأسمى آيات الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح أعماله: وعلى رأسهم حضرة والي مدينة ماردين، وسعادة رئيس جامعة أرتكلو وفضيلة مفتي ماردين.
وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وآله وصحبه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
موقع مؤتمر ماردين دار السلام
2) نص فتوى ابن تيمية:
««وسئل رحمه الله عن بلد (ماردين) هل هي دار حرب أو بلد سلم؟ وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا؟ وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر، وساعد أعداء المسلمين بنفسه وماله، هل يأثم في ذلك؟ وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه أم لا؟
فأجاب:
الحمد لله. دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها. وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم. والمقيم بها إن كان عاجزًا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه. وإلا استحبت ولم تجب.
ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم، ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأي طريقة أمكنتهم. من تغيب أو تعريض أو مصانعة، فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت.
ولا يحل سبهم عموماً ورميهم بالنفاق، بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم.
وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، وليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام بكون جندها مسلمين (يقصد أن جندها غير مسلمين). ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار (ففيها سكان مسلمون كثيرون)؛ بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه". انتهى كلامه رحمه الله. (الفتاوى: 28/ 240 ـ 241)»».
نشر بتاريخ 10 - 04 - 2010
http://www.almoraqeb.net/main/articl...how-id-226.htm (http://www.almoraqeb.net/main/articles-action-show-id-226.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 08:32]ـ
نبش الدفين من رماد مؤتمر ماردين ... [حسين بن محمود] 26 ربيع الثاني 1431هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نبش الدفين من رماد مؤتمر ماردين
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله ولو كره الكفارون .. أما بعد ..
فقد تناقل الناس ما جاء عن المؤتمرين في مؤتمر ماردين من دعوة لتحقيق نصوص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وسبب اجتماع القوم في ماردين هي فتوى ماردين الشهيرة لشيخ الإسلام رحمه الله، أو هكذا زعموا!!
كان الداعي لكتابة هذه الكلمات – على عجالة – ما جاء على لسان أحد العلماء، وهو الشيخ ابن بيّة – غفر الله لنا وله – فاحتاج كلامه إلى بيان بعضه لما لهذا الكلام من مساس بالوسط العلمي على وجه العموم، والجهادي على وجه الخصوص ..
تقع ماردين جنوب شرق تركيا اليوم، وهي من أرضي الجزيرة بالقرب من حدود سوريا الشمالية، فتحها عياض بن غُنم سنة 19 أو 20 هجرية في خلافة الفاروق رضي الله عنه، وكانت في الوقت الذي أفتى فيه شيخ الإسلام فتواه: تحت حكم النصارى الذين احتلوها، فكان سكانها مسلمون وحكامها كفار أجروا أحكامهم فيها ..
جاء الحوار في موقع "الإسلام اليوم"، وهذا رابط الحوار ([ COLOR=window****]http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-90-130490.htm (http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-90-130490.htm)) ، وقد نقلنا الحوار كاملاً كما جاء في الموقع مع استبدال كلمة "الإسلام اليوم" قبل السؤال بحرف "س"، وسيكون التعليق على كلام الشيخ ابن بية أسفله بعد كلمة "التعليق" كما جرت العادة في مثل هذه التعليقات ..
وهذ الفقرة هي مقدمة الحوار:
"عبد الله بن بيه: مؤتمر "ماردين" تصحيح للأفكار في ضوء مقولات شيخ الإسلام
الاحد 19 ربيع الثاني 1431 الموافق 04 إبريل 2010
حوار/ وليد الحارثي
- "فتوى ابن تيمية بخصوص قتل غير المسلم "حُرّفت في المطبعة"
"جاء مؤتمر "ماردين" الذي أقيم مؤخرًا بجنوب تركيا، كمحاولة من العلماء الذي شاركوا فيه لإعادة تفسير فتوى "ماردين" للفقيه ابن تيمية الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، وقد اتفقوا على أنه من يلتمس العون في فتوى ابن تيمية لقتل المسلمين أو غير المسلمين ضلّ في تفسيره.
وأكد العلماء في البيان الختامي للمؤتمر "أنّه لا يجوز لأي فرد مسلم أو جماعة مسلمة أن تعلن الحرب أو تنخرط في الجهاد من تلقاء نفسها"، داعين لإجراء مزيد من البحوث لتفسير سياق الفتاوى التي صدرت في القرون الوسطى على القضايا العامة وإظهار ما يرجى تحقيقه من الفهم السليم والصحيح لهذا التراث.
كان من أبرز المشاركين في المؤتمر، الشيخ الجليل عبد الله بن بيه، وذلك ضمن 15 عالِمًا بارزًا من علماء الدين من بلدان من بينها المملكة العربية السعودية وتركيا والهند والسنغال والكويت وإيران والمغرب وإندونيسيا، على رأسهم الشيخ عبد الوهاب الطريري، نائب المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، ومفتي البوسنة الشيخ مصطفى سيريتش والشيخ الحبيب علي الجفري من اليمن.
يؤكد فضيلة الشيخ ابن بيه في حوار خص به مؤسسة "الإسلام اليوم"، أن فتوى ابن تيمية قد حُرفت، وأن الفتوى تشتمل على بعض الألفاظ التي نرى أنها حرّفت في المطبعة وبخاصة في الجزء الأخير منها عندما قال ابنُ تيمية: " .. بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويُقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه"، فأنا أعتقد أنها (يُعامل الخارج .. ) وليس يُقاتل.
وبالتالي فإنه كان لا بد من النظر إلى هذا الرأي في سياقه التاريخي حين كان المغول يغِيرون على أراضي المسلمين، لافتًا إلى أن المؤتمر كان معنيًّا حقيقة بتجاوز الرأي القديم الذي يقسم العالم الإسلامي إلى دارين؛ (دار إيمان ودار كفر) وإعادة تفسير الإسلام في ضوء الظروف السياسية المتغيرة.
مؤكدًا أنّ ظهور الدول المدنية التي تحمي الحقوق الدينية والعرقية والقومية اقتضى إعلان العالم كله كمكان للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الفصائل والجماعات الدينية.
ولمعرفة المزيد عن المؤتمر وعن رأيه في فتوى الفقيه الشيخ "ابن تيمية" كان لنا هذا الحوار مع فضيلة الشيخ ابن بيه .... (انتهت المقدمة) ..
[الحوار]
س: ما هو الإطار الذي تضعون فيه هذا المؤتمر؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: المركز العالمي للتجديد والترشيد والذي أنشأناه في بريطانيا هو مركز له مقاربة خاصة فيما يتعلق بترشيد المسلمين، وتجديد العلوم الدينية والفكرية. وهذه المقاربة تتمثل في دراسة عددٍ من القضايا تمثل جذور المشكلات والأزمات في العالم الإسلامي، وفي العالم الإنساني، وليست مجرد مؤتمرات هدفها إصدار بيانات، وإنما هي مؤتمرات تأصيلية.
إذا سلمنا بهذا فإنه في هذا الإطار ووفقًا لهذا المؤتمر -الذي أقيم في ماردين، والذي جاء انطلاقًا من فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية قبل سبعة قرون- تُعد (دار ماردين) دارًا مركبة؛ لا هي دار سلمٍ ولا هي دار حرب.
التعليق: مصطلح التجديد هذا من المصطلحات المظلومة في هذا الزمان كما ظُلم مصطلح الوسطية والجهاد والحاكمية والولاء والبراء وغيرها من المصطلحات .. إن التجديد لا يعني إلغاء الأحكام الشرعية أو تغييرها، وإنما هو: إحياء ما اندرس من الدين، كما في الحديث "إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" (أبو داود والحاكم وصححه الألباني)، ووهْم بعض الناس أنهم بتغييرهم للأحكام الشرعية - مجاراة لليهود والنصارى - يكونون قد جددوا في الدين فهذا وهم خطير ينبغي التحذير منه .. هذا الدين كامل لا يحتاج إلى إضافات أو تعديلات، وإنما يحتاج إلى إحياء ما اندرس منه، وبعبارة أبسط: إرجاع الناس إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم، والتمسّك بهدي السلف وعلمهم وآرائهم التي بها فتح المسلمون الدنيا ودانت لهم شعوب الأرض، هذا هو التجديد الشرعي، وغيره تحريف لا تجديد، فالأحكام الشرعية ليست ليست أثاث منزل يبلى فيُجدّد ..
س: هل مِن تميُّز في هذا الفتوى؟ وهل هي جديدة في الفقه الإسلامي رغم قِدمها؟!
ج: بالتأكيد هذه الفتوى لها فرادتها وتميّزها، لأن الدُور (بمعنى دار) في الفقه الإسلام تنقسم إلى قسمين لدى البعض، وإلى ثلاثة أقسام لدى البعض الآخر من الفقهاء. بعضهم يقسمها إلى دار حرب ودار إسلام وهذا مذهب الأحناف، والبعض الآخر يقسمها إلى: دار حرب، ودار إسلام، ودار مركبة، وهذا مذهب الجمهور.
شيخ الإسلام ابن تيمية، والذي نحن بصدد دراسة فتواه في هذا المؤتمر قال بأن (ماردين) "دار مركبة"، لا هي دار حرب ولا هي دار إسلام، وهذه فتوى جديدة في تاريخ الفقه الإسلامي، وبناها -قدّس الله سرّه- على واقع ماردين.
التعليق: إذا كان التقسيم الثاني هو مذهب الجمهور فكيف تكون فتوى ابن تيمية: فتوى جديدة!! لعل الشيخ يقصد "دار عهد" عند الجمهور وليس دار مركّبة؟! لعل كلمات الشيخ هنا أحوج للتحقيق من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية!! ودار العهد هي: كلّ بلد صالح الإمام أهلها على أن تكون تلك الأرض لهم، وللمسلمين الخراج عنها. وتسمّى دار الموادعة، ودار الصّلح، ودار المعاهدة. (الموسوعة الفقهية) .. هذه التوطئة من الشيخ ذكيّة تُبيّن مراده لاحقا ..
س: إذنْ: ما الذي حاولتم فعله في مؤتمر ماردين؟
ج: نحنُ انطلاقًا من هذه الفتوى ومن ذلك الزمان (زمان ابن تيمية) حاولنا إسقاطه على هذا الزمان. بمعنى: أننا حاولنا إسقاط زمان بلا زمان، وانطلاقًا أيضًا من المكان (ماردين) إلى كل مكان (العالم اليوم) حاولنا دراسة كيف تُصنَّفُ الدور اليوم في العالم؟ وما هي النتائج التي يمكن أن تستخلص من ذلك؟. فهذه قضية فقهية فكرية، وهي أيضًا: تأصيلية وتفصيلية للمسلمين.
التعليق: هي مسألة فقهية تدخل في السياسة الشرعية، وبما أن العلماء ممنوعون من استخدام مصطلح "سياسة" في مؤتمراتهم فإن الشيخ استخدم لفظ "فقه" و"فكر" و"تأصل" وتفصيل"!!
س: لماذا حاولتم دراسة ذلك، وتحريره بالتفصيل والدليل؟
ج: لأن بعض الناس هذه الأيام يعتمد على (فتوى ماردين) ليعتبر أن كل ديار المسلمين ليست دُورًا إسلاميةً محضة. ومع الأسف الشديد وكما أخبرني مفتي مصر أنه في أوائل الستينات اعتمد بعض الشباب على هذا ليجعلوا ديار الإسلام غير معصومة، أي أنه يجوز فيها الاعتداء وارتكاب الأعمال المخلة بالأمن.
فنحن انطلاقًا من فتوى شيخ الإسلام كنموذج وكعنوان نبحث من جهة ما تضمنته من دلالات. ومن جهة أخرى نحاول تصحيح وتحقيق الفتوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليق: سبحان الله!! أليس في كتب الفقه والعقيدة والتفسير والحديث غير فتوى ماردين حتى يعتمد عليها البعض في تصنيف الدور!! هل غاب عن الشيخ كتب الفقهاء والمحدثين والمفسرين!! الشيخ يعلم يقيناً بأن العلماء وطلبة العلم يعرفون الفتاوى التي صنّفت الدور، ويعرفون من أفتى بها، وأين هي في كتب العلماء .. ونقولها للعامة الذين لا يعرفونها: هي ليست بالعشرات ولا بالمئات، والشيخ يعلم ذلك جيداً، وكون جماعة أساءت استخدام فتوى فهذا لا يعني أن الفتوى خاطئة، بل هو سوء فهم من هؤلاء ..
إن تقسيم الدار وكون هذه الدول إسلامية أو غير اسلامية: هذه المسألة بحث فيها العلماء قبل ابن تيمية، والجمهور على أن الدار التي لا تُحكم بشرع الله: ليست إسلامية، قال الإمام ابو يوسف في تعريف دار الكفر "هي الدار التي تكون فيها أحكام الكُفر ظاهرة وإن كان جل أهلها من المسلمين"، وفي الموسوعة الفقهية الكويتية تعريف لدار الحرب، وهو "دار الحرب هي: كلّ بقعة تكون فيها أحكام الكفر ظاهرةً"، وجاء أيظا "وقال المالكيّة، والحنابلة، وصاحبا أبي حنيفة: أبو يوسف، ومحمّد: "تصير دار الإسلام دار كفر بظهور أحكام الكفر فيها".
وهذا أمر بدهي لا يحتاج إلى إثبات، فالدولة الديمقراطية هي الدولة التي يطبق فيها النظام الديمقراطي، والدولة الشيوعية هي التي يُطبّق فيها النظام الشيوعي، والدولة الرأسمالية هي التي يطبّق فيها النظام الرأسمالي، فتصنيف أي دولة يتبع النظام المعمول بها، ودولة لا تحكم بالنظام الإسلامي ليست دولة إسلامية قطعاً، وهذا ما أفتى به أئمة المسلمين قبل ابن تيمية بقرون، وإنما وقع بعض الشباب في المحذور بسبب خلطهم بين الدولة (أو النظام الكافر) وبين الشعب المسلم، وهذا هو مقصود ابن تيمية من الفتوى: التفريق بين النظام والشعب، وأن لكل واحد منهما حكم خاص ..
س: تحقيق الفتوى .. لماذا؟!
ج: لأننا وجدنا أن الفتوى تشتمل على بعض الألفاظ التي نرى أنها حُرِّفت في المطبعة، وبخاصة في الجزء الأخير منها، عندما قال ابن تيمية: " .. بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويُقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه"، فأنا أعتقد أنها: (يُعامل الخارج .. ) وليس يُقاتل. وبالتالي حضر بعض المختصين في فكر وعلم ابن تيمية من دول العالم، وحضر مجموعة من الإخوة المختصين من 4 جامعات سعودية (جامعة أم القرى، وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز)، إضافة إلى بعض المختصين، ومنهم مؤسسة الإسلام اليوم والتي حضر منها الشيخ عبدالوهاب الطريري.
التعليق: كلام الشيخ هنا معقول من أن الكلمة قد تكون "يُعامل" وليس "يُقاتَل" لأن الكلمة الأولى أقرب إلى السياق، وللعلم فإن الشيخ "ناصر بن حمد الفهد" - فك الله اسره – لم يذكر هذه الكلمة (يُعامل) في كتابه القيّم "صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف"، وقد تتبع المجموع وعلّق على ما يحتاج إلى تعليق في مجهود كبير ينبغي يدل على تتبعه الدقيق للمجموع!!
إن دعوى الشيخ ابن بية أن الكلمة حُرّفت في المطبعة دعوى لا تستقيم، ولو قال "حرّفت من قبل بعض النسّاخ" لكان أقرب للقبول لأن هناك طبعات كثيرة للمجموع، وكلها اتفقت على هذه الصيغة، وليست كلها منقولة عن طبعة الشيخ ابن قاسم رحمه الله، وهذا يحتاج إلى بحث في المخطوطات حتى يعثر على هذا اللفظ، ولعله لم يعثر عليه فاتهم المطبعة!!
إن طبعة الشيخ ابن قاسم هي الطبعة المعتمدة لهذا المجموع الذي عمل على جمعه عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد لمدة تزيد على الأربعين سنة بإشراف الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وقد تعب الرجلان في جمع مادته من أقطار كثيرة، وتعبا في تحقيقه ومراجعة المشكل منه على الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، ثم يأتي اليوم من يشكك في هذا الجهد الجبار ويدّعي أنه يحتاج إلى مراجعة شاملة!! لماذا؟ لأن ابن تيمية أفتى بأن الدار التي تحكمها الأحكام النصرانية: دولة غير إسلامية!!
س: إذن، المركز العالمي للتجديد لا يهدف إلى حشد رأي عام حول الفتوى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: هذه المسألة التي تناولناها في المؤتمر هي مسألة تأصيلية صرفة، تمس جذور الأزمة التي يعاني منها المسلمون. ومركزنا يهدف إلى تأصيل القضايا هذه، ومن ثم توصيلها إلى الجمهور. وليس عقد مؤتمرات إعلانية، وإشهارية، والتعبير عن نوايا أو دعاية معينة، وإنما تأصيل القضايا. واختيار ماردين جاء بسبب هذه الفتوى من أجل الانطلاق منها، ومن رأي شيخ الإسلام ابن تيمية لتصحيح الأفكار الصحيحة على ضوء مقولات ابن تيمية المختلفة، وهي مقولات كلها تصب في الاستقرار وحرمة الدماء والأموال.
التعليق: إن جذور الأزمة التي يعاني منها المسلمين ليست في وجود هذه الفتوى في الكتب، وإنما الأزمة تكمن في تغييب مثل هذه الفتاوى عن واقع الناس .. أما قول الشيخ عن مقولات ابن تيمية بأنها " كلها تصب في الاستقرار وحرمة الدماء والأموال" فهذه جُرأة كبيرة ومجازفة، فإطلاق مثل هذا التعميم على مقولات شيخ الإسلام أمر لا يتجرأ عليه من يعمل على تأصيل القضايا الإسلامية، فكُتب شيخ الإسلام منتشرة في الأرض، وكلامه معروف في الأوساط العلمية، ولولا خشية الإطالة لنقلنا مئات الصفحات التي تبيّن حقيقة كلام شيخ الإسلام، ولكن نحيل القارئ إلى الجزء 28 والجزء الأخير من المجموع، وكذلك كتاب "الصارم المسلول" ففي هذه الكتب ما يخالف قول الشيخ هنا، وبكل وضوح، وما حُورب ابن تيمية وعُودي من قبل أهل الضلال إلا لأنه أحل دماء الكثيرين منهم بسبب كفرهم وخروجهم عن الملّة ..
س: ما أبرز نقطة ركز عليها المؤتمر، وماذا درس المؤتمر من أبحاث؟
ج: الندوة درست العديد من أوراق العمل حول تصنيف (الدار)، وإسقاط الأوضاع في ذلك الزمان على هذا الزمان، بناءً على عناصر الواقع التي اختلفت بين الزمانين. ومن غير المجهول أن الخطأ يقع من ثلاث زوايا إذا صح التعبير: التأويل والتعليل والتنزيل. فتأويل الكلام يؤدي إلى تحريفه، وتعليله يؤدي إلى عدم فهم مراميه ومغازيه، وتنزيله يؤدي إلى تطبيق مختل، لأن تنزيل فتوى في زمنٍ ماضٍ على واقع يختلف عن ذلك الواقع زمانًا ومكانًا وحالًا ومآلًا وإنسانًا تنزيلٌ مخلٌ وغيرُ صائب.
فنحن تدارسنا أوضاع العالم في ضوء الفقه القديم، وفي ضوء ما ينبغي أن يصنف العالم عليه، ولأجل ذلك وصلنا في بياننا إلى أن العالم أصبح (فضاء تسامح) تحكمه مواثيق دولية، ومعاهدات دولية، وسميناه (فضاءً) بدلًا من (دارًا)؛ لأنه لا يشترط أن نسمي دارًا لأن هذا التأصيل ليس توقيفيًّا؛ بل يجوز أن نتصرف فيه.
وإذا سمينا العالم اليوم فضاءً على الرغم من الإخلالات التي تقوم بها بعض الدول فيما يتعلق بميثاق الأمم المتحدة، وبالحريات وبحقوق الإنسان، فإن ذلك لا يؤثر تأثيرًا جوهريًا في وصف العالم، ما عدا تلك المناطق التي فيها حروب ونحو ذلك، فالعالم يجب أن تُحترم فيه الدماء والأموال، وهذا هو الهدف، والنقطة الرئيسَة من المؤتمر.
التعليق: لا أدري أين عقل الشيخ ابن بية – هداه الله – عندما جمع العلمانيين والرافضة وغلاة الصوفية في مكان واحد ليقرر لهم بأن مصطلحاتنا الشرعية ليست توقيفية وأنه يجوز لنا أن نتصرّف فيها!! أفي مثل هذا الجمع يقال مثل هذا الكلام!!
وعبارة "تنزيل فتوى في زمنٍ ماضٍ على واقع يختلف عن ذلك الواقع زمانًا ومكانًا وحالًا ومآلًا وإنسانًا تنزيلٌ مخلٌ وغيرُ صائب" تُعدّ من العبارات الخطيرة التي يبني عليها أهل الأهواء الكثير البدع والمخالفات، فينبغي على الشيخ أن لا يُطلقها هكذا دون قيود، فبعض الناس – مثلاً - يرى أن الحجاب كان لزمن مضى أما اليوم فهو غير مقبول، وقد قيل هذا الكلام عن الحدود الشرعية وغيرها من أمور الشريعة، وهذا الفهم السقيم لمسألة تغيّر الفتوى جعل الكثير من الناس يتجرأ على الأحكام الشرعية فيأخذ ويترك ما شاء!! إن الشريعة لم تأتِ لتتكيّف مع الظروف والأحوال والناس، وإنما أتت لتُكيِّف الناس والظروف والأحوال وفق تعاليمها، والزمان الذي لا يتفق مع الأحكام الشرعية: زمان سوء وأهله أهل سوء .. ثم لنا أن نسأل الشيخ: أين نقف في هذه المسألة!! فزمن الأئمة الأربعة غير زماننا، وزمن التابعين غير زماننا، وزمن الصحابة غير زماننا، بل زمن النبي صلى الله عليه وسلم غير زماننا، فأين نقف!! وعند أي حدّ!! لا نقول بأن كلام الشيخ هنا خطأ على إطلاقه،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن نقول بأن إطلاق الكلام هكذا دون قيود هو الخطأ ..
أما الثالوث "التأويل والتعليل والتنزيل" الذي ذكره الشيخ - والذي بيّن أن الخطأ يقع فيه – فمن السهل توجيهه إلى أصحاب المؤتمر، فيقال لهم: من أين لنا بأنكم لم تقعوا فيما أردتم تحقيقه بزعمكم، ومن أين لنا بأنكم أفقه وأعلم من السلف الذين قسموا الديار!! ثم نقول للشيخ ابن بية – غفر الله له -: إذا كان التصرّف في المصطلحات بهذه السهولة فلماذا التوقف هنا!! دونكم مصطلحات العقيدة وعلوم التفسير والأصول والقواعد والحديث، فأغلبها مصطلحات مُحدثة تأخذ حكم مصطلح "الدار"، فأين نقف في تغيير مصطلحات السلف!! أم أن الأمر مفتوح!! ومن له حق التصرف فيها وتغييرها؟ وهل يتصور الشيخ ابن بية – غفر الله له – حجم الكارثة التي قد تحصل إذا فُتح مثل هذا الباب!! لعلنا نبيّن للقارئ الكريم بعض هذا الأمر: مصطلح "العقيدة" مُحدث، ومصطلح "التوحيد" مًحدث وما يندرج تحتها من مصطلحات: كتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات كلها مُحدثة، ومصطلحات علوم الحديث أكثرها مُحدثة، ومصطلحات الفقه وأصول الفقه أكثرها مُحدثة، والقواعد الفقهية أكثر مفرداتها مُحدثة، فهل يحق لنا أن نغيّر كل هذه المصطلحات لأنها ليست توقيفية!! وأي علم يبقى لنا إن نحن فعلنا ذلك!! أليس هذا هدم لبناء أربعة عشر قرناً من البحث والنظر، وهدم لجهود عشرات الآلاف من جهابذة العملاء بحجة أن هذه المصطلحات ليست توقيفية!!
س: ألم تبحثوا في تأصيل القتال المشروع والقتال غير المشروع والذي نسمع فيه اليوم آراءً كثيرة؟ (فلسطين مثالًا).
ج: هذا هو الأمر الثاني الذي سعينا له في المؤتمر، وهو تأصيل القتال المشروع، والقتال غير المشروع، ومفهوم الجهاد. وقد أصّلنا لمفهوم الجهاد، وضوابطه التي ينبغي أن تُحترم لكي يسمى جهادًا، وأن الأمر يتعلق بسلطة؛ وهي الدولة (أولو الأمر)، ما عدا جهاد الدفع الذي يقع بناءً على عدوان فيسمى حينئذ (مقاومة) ونحو ذلك من الأمور المقررة شرعًا، وتعدُّ نظامًا دوليًا، فلا يوجد تباينٌ كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام؛ بل إن الشريعة قدّمت للبشرية نظامًا أكثر احترامًا للإنسان من القوانين التي قدّمها الإنسان في هذا العصر، إلا إن الوضع الآن يمتاز بوجود معاهداتٍ دولية تحكم العالم بأسره.
التعليق: سبحان الله!! بل هناك تباين كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام، ففي الشريعة يكون الحرب ابتداءً لإعلاء كلمة الله، وهذا لا يوجد في القوانين الدولية ويعد عندهم اعتداء بغير حق على الآخرين، وجهاد الطلب هو الجهاد إذا أُطلق في القرآن والسنة، وتجريمه في القانون الدولي يجعل هذا القانون مخالفاً لأصل الجهاد في الإسلام، فلا مقارنة بين الأمرين من أي وجه .. الغريب أن الشيخ ابن بية يُقرّ في كلامه بوجود جهاد الطلب ضمناً في قوله " وقد أصّلنا لمفهوم الجهاد، وضوابطه التي ينبغي أن تُحترم لكي يسمى جهادًا، وأن الأمر يتعلق بسلطة؛ وهي الدولة (أولو الأمر) ما عدا جهاد الدفع ... " ففي نظر الشيخ: هناك جهاد غير جهاد الدفع، وهو جهاد الطلب، فكيف يستقيم في عقل الشيخ أن يقر بوجود جهاد الطلب ثم يقول "فلا يوجد تباينٌ كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام"، إلا أن يكون المؤتمرون في ماردين اخترعوا جهاداً آخر غير جهاد الطلب يقابل جهاد الدفع، أو ربما كان جهاد الطلب الذي كتب عنه العلماء القدماء تغيّر مفهومه بتغيّر الزمان والمكان والأحوال ... !!
س: لقد روجت بعض وكالات الأنباء العالمية، وبعض القنوات لكون الهدف من المؤتمر هو شطب فتوى ابن تيميّة.
ج: هذه الوكالات لم تفهم شيئًا!
نحن على العكس نريدُ أن نبرز فَرادة وتميز فتاوى ابن تيميّة من جهة، ومن جهة أخرى نريد أن نبرِّئ فتاواه من التأويل والفهم الخاطئ الذي ذكرناه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذا فقد حضر مختصون من جامعات المملكة العربية السعودية، وقدّموا بحوثًا ودراساتٍ قيّمة، وفي بياننا خدمنا فكر ابن تيمية بأن طلبنا مراجعة كتبه، وتحقيقها، كما طلبنا مراجعة كتب الفقهاء المقتدى بهم، وتقديم ندوات ليكون هذا مفتاحًا لندوات لمجموعة من الفقهاء لا يزال لهم حضورٌ وتأثير في حياة الأمة.
وأعتقد أن من اطَّلع على الإعلان عن المؤتمر يجد أن الأمر خلاف ذلك، والأهم أننا لم نراجع ابن تيميّة على ضوء الآخر، وإنما راجعنا ابن تيميّة على ابن تيميّة، وأظهرناه كما هو.
وأنا لا أرى داعيًا لمثل هذا الشك، أو هذا التقول علينا من أناسٍ لم يحققوا ما كنا فيه.
التعليق: نوافق الشيخ ابن بية بأن هذه الوكالات لم تفهم شيئاً، فالأمر لا يتعلّق بفتوى لابن تيمية، بل الأمر يتعلق بفتاوى لابن تيمية وغيره من علماء المسلمين، فمؤتمر يجتمع فيه الرافضة والصوفية والعلمانيون لا يمكن أن يتوقف عند فتوى واحدة فقط ..
س: هذا يعني أنّ هناك خللًا في دراسة البعض لفقه ابن تيميّة؟!
ج: كثيرٌ من الأشياء التي تُنسب لشيخ الإسلام قراءتها كانت مجتزئة؛ فمثلًا شيخُ الإسلام متسامحٌ جدًا؛ يقول بتهنئة أهل الكتاب، وتعزيتهم، وعيادتهم إذا كانوا مرضى، وهذا اختيار شيخ الإسلام كما قال البعلي.
مشكلة الناس أنهم يقرؤون "اقتضاء الصراط المستقيم"، ولا يقرؤون "اختيارات ابن تيمية"، فموقفه أن السبب من الجهاد هو العدوان والفتنة، وليس الكفر، وهذا موقفٌ مميّز.
التعليق: كان ينبغي للشيخ ابن بية – غفر الله له – أن يبيّن ما هي التهنئة التي تسامح بها ابن تيمية وما هي التعزية .. ينبغي أن يُعلم بأنه لا ابن تيمية ولا غيره له حق التسامح في الأحكام الشرعية، فهذه الكلمة ليست علمية "تأصيلية" .. ابن تيمية يفتي بما يؤول إليه اجتهاده، وهذا لا يُعدُّ تسامحاً، بل هو اجتهاد .. أما اختيارات شيخ الإسلام للبعلي ففيه أكثر فقه ابن تيمية ولكنه ليس علمه كله، وهو مختصر لا يُغني عن بقية كتبه، وليس كتاب الإقتضاء بأولى من كتاب الصارم المسلول أو مجموع الفتاوى، خاصة الجزء 28 والجزء الأخير (طبعة ابن قاسم) لمن أراد أن يعرف رأي ابن تيمية في مسائل الجهاد والسياسة الشرعية، وأنصح من له عناية بكتب شيخ الإسلام أن يقتني المجموع اليوم قبل أن يُبدّل من قبل المؤتمرين في ماردين فيضيع تراث شيخ الإسلام الذي تعب عليه ابن قاسم، كما يفعل القوم اليوم مع فتاوى محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، فقد ادعوا أنها تحتاج إلى تنقيح وتصحيح وتحقيق!!
وأما قول الشيخ الأول بأنه " كثيرٌ من الأشياء التي تُنسب لشيخ الإسلام قراءتها كانت مجتزئة"، ففي هذا اتهام لأئمة الدعوة النجدية الذين نشروا علم شيخ الإسلام في الأرض، ومن قبلهم أئمة الفقه والعلم من أمثال ابن القيم وابن كثير وابن مفلح وغيرهم كثير، فكل هؤلاء – بمفهوم كلام الشيخ ابن بية – كانت قراءتهم مجترءة لكلام شيخ الإسلام حتى أتى الشيخ ابن بية والرافضة والصوفية والعلمانيون الذين اجتمعوا في مؤتمر ماردين ليفقهوا كلام شيخ الإسلام على حقيقته!! من أراد التأكد من القراءة المجترءة لمن ذكر الشيخ فعليه بكتاب "الدرر السنيّة في الأجوبة النجدية"، ففيه رسائل تبيّن مدى جهل علماء الدعوة بعلوم شيخ الإسلام ومقاصده!!
س: القول بهذه الفتوى بعد تأصيلها هل ينفي حق الفلسطينيين وغيرهم في الدفاع عن حقوقهم؟
ج: بالنسبة لفلسطين ..
عندما قلنا إن سبب المقاومة المشروعة هو الاعتداء ذكرنا ثلاث آياتٍ كلها تنطبق على فلسطين هي:
1. ((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا)).
2. ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)).
3. ((وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ))
فقضية فلسطين ليست مطموسة، ولا مغمورة، ولا منسية في هذا السياق؛ بل إنَّ في البيان فرقًا بين المقاومة التي هي ردٌ للعدوان، وبين قتالٍ تُعلنه جماعة خارج الشرع والشرعية والنظام، وتعدُّه جهادًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليق: إذا كانت جماعة خارجة عن الشرع فهذا ليس جهاداً وهو أمر بديهي لا يحتاج إلى بيان، أما الشرعية والنظام، فلنا أن نتسائل: شرعية مَن؟ ونظام من؟! وكفانا كلاماً عن فلسطين في السلام والتعايش السلمي الذي لم يجني منه أهل فلسطين غير الذلة والحصار والجوع والتشريد والقتل والتنكيل على أيدي أحقر خلق الله من اخوان القردة الخنازير .. من أراد أن يتكلم عن فلسطين فليعقد مؤتمر جهاد وإرهاب وتفجير وقتل ودمار لليهود، لا مؤتمر سلام وحمام ودجاج ..
س: لوحظ بشكل جليّ تنوُّع الحاضرين ضمن ألوان الطيف الإسلامي. هل من رسالة وراء ذلك؟
ج: اجتماع مختلف الطيف الإسلامي هو عبارة عن محاولة جمع المسلمين على رؤية واحدة في قضايا تُهم مصيرهم، وهي قضايا الاحتراب الداخلي الذي ورد ذكره في الحديث النبوي الشريف: «ويلكم .. لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». فهذه الاحترابات التي نشهدها في الصومال، وفي العراق، وفي باكستان، رغبة من العنصر الخارجي الذي يوقع الموالي في العالم الإسلامي، إلا أن طريق التعامل مع هذا والحروب التي تقوم بين المسلمين هي حروبٌ تسيء إلى التاريخ، وإلى الإسلام، وتشوّه حاضر الأمة ومستقبلها، ونحن نحاول أن نقدّم بالدليل وليس بشيء آخر، ومن خلال طيفٍ ملونٍ ومنوعٍ، رسالتنا التي ذكرتها لك.
التعليق: سبحان الله!! انظروا كيف وصف الشيخ ابن بية المجاهدين في الجواب السابق "جماعة خارج الشرع والشرعية والنظام" وقارنوه بوصفه للعلمانيين وغلاة الصوفية والرافضة، حيث قال "مختلف الطيف الإسلامي"!!
لقد كان من ضمن الحضور بعض غلاة الصوفية والرافضة، فإذا أراد الشيخ أن يخرج معهم برؤية واحدة في القضايا المصيرية، فنقول للشيخ: لن ترجع حتى بخُفّي حُنين!! وهنا أمر غاية في الغرابة: كيف يكون مؤتمر لتحقيق وتصحيح تراث ابن تيمية رحمه الله – ويشارك فيه الصوفية والعلمانية والرافضة!! ألا يعرف الشيخ ابن بية رأي الرافضة والصوفية والعلمانيون في ابن تيمية!! كيف يحققون نصوصه وهم أعداء له!! كيف يصححون مفاهيمه وهو يكفّر العلمانيين (الذين يفصلون الدين عن الدولة) ويكفّر غلاة الرافضة وغلاة الصوفية!!
س: هل كانت هناك مشاركات خارجية في المؤتمر؟
ج: نعم. الدعوة كانت موجهة من طرفين: الأول من (المركز العالمي للترشيد والتجديد) وهذا هو الأغلب، والثاني من جامعة ماردين، وقد دعت بعض الناس، ومنهم الذين أتَوْا من دولة إيران.
نحن في المركز العالمي دعونا مجموعات متخصصة في شيخ الإسلام من مشارب ومذاهب مختلفة؛ حتى تكون هذه الوحدة حول قضايا الأمة، حتى يُقنع بعضنا بعضًا، وكذلك جامعة ماردين.
وأودُّ أن أقول إن إسهام (الإسلام اليوم) ممثلًا في شخص نائب المشرف العام الشيخ عبدالوهاب الطريري مقدر، وهذه رسالتي أقولها: نحن نعتبر (الإسلام اليوم) ليس حلفًا فقط، وإنما توأمًا لنا، لأننا عندما نريد أن نقوم بعمل نُعلم إخواننا في "الإسلام اليوم". ونحن معهم على دربٍ واحدٍ هو درب قول الحق بدون مجاملة وبعد تأصيلٍ. (انتهى اللقاء) ..
التعليق: رحم الله الشيخ بكر أبو زيد، فقد كان متخصصاً في علم ابن تيمية، ولكننا لم نسمع منه هذا الكلام الذي وصلنا من مؤتمر ماردين، وكُتب شيخ الإسلام التي طُبعت تحت إشرافه تُكذّب دعاوى المجتمعين في ماردين ..
لنا أن نتسائل: لماذا ابن تيمية؟! لماذا الآن؟! ولماذا فقه الجهاد بالذات الذي يحتاج إلا تعديل وفهم وتأصيل جديد؟!
أليس من الأولى أن يناقش المؤتمرون عقيدة بعض الحضور (كالرافضة وغلاة الصوفية والعلمانية) بدلاً من مناقشة فتوى ماردين!! هل من المعقول أن تكون فتوى ماردين أشد خطورة على الإسلام والمسلمين من عقيدة الرافضة والصوفية والعلمانية!! نحن نعرف الصوفية في تركيا ونعرف موقفها من ابن تيمية رحمه الله، فلماذا الإجتماع في تركيا، ثم التوصية بالإجتماع الدوري في دولة أوروبية!!
هل قضيتنا الآن هي فتوى ابن تيمية!! هل حررنا العراق وفلسطين وأفغانسان والشيشان والصومال والفلبين وكشمير والقوقاز وتركستان الشرقية وغيرها من البقاع الإسلامية المحتلة ولم يبقى إلا فتوى لابن تيمية نريد تحرير كتبنا من بعض ألفاظها!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس في هذا المؤتمر خدمة للعدو الصليبي الذي عجز عن مواجهة المجاهدين في العراق وأفغانستان لأنهم يتمسكون بالنصوص الشرعية وبأقوال العلماء، فنأتي نحن لنجتث ثقتهم بكلام العلماء من صدروهم فيقفوا على أرض هلامية بعد أن كانت صلبة ثابتة!!
إذا كانت فتاوى ابن تيمية تحرّض الناس على الجهاد فلماذا نشككهم فيها!! لو كانت فتاواه من الكذب المحض لكانت الحكمة تقتضي تركها تعمل مفعولها حتى يندحر الأعداء ثم نأتي ونفنّدها، فكيف وفتاوى هذا الإمام المجاهد المجتهد الذي بلغ – على حد قول بعض العلماء – درجة الإجتهاد المطلق تُعدّ في مقدمة فتاوى كل من أتى بعده، وحتى من أتى قبله بفترة ليست بالقصيرة ..
إن التشكيك هنا ليس في علم ابن تيمية وسعة إدراكه، فهذا لا يُقدِْم عليه ألد أعداء ابن تيمية فضلاً عمن يعترف بإمامته، وإنما التشكيك أتى في ما هو مخطوط ومطبوع من فتاواه التي تربى عليها كبار علماء الأمة على مر قرون، فكل هؤلاء لم ينتبهوا لهذه الأخطاء التأصيلية حتى انطلق مؤتمر ماردين (الذي شارك فيه أمثال الجفري الصوفي الضال) ليُعلن على الملأ جهل جهابذة العلماء بأصول التحقيق والتدقيق!!
بعد التعليق على حوار ابن بية – غفر الله له – نُعرّج على ما خرج المؤتمرون به من نتائج، فنعلّق عليها بتعليقات سريعة:
"النتائج:
• إن فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في ماردين لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون متمسكاً ومستنداً لتكفير المسلمين والخروج على حكامهم واستباحة الدماء والأموال وترويع الآمنين والغدر بمن يعيشون مع المسلمين أو يعيش معهم المسلمون بموجب علاقة مواطنة وأمان بل هي فتوى تحرم كل ذلك فضلا عن كونها نصرة لدولة مسلمة على دولة غير مسلمة وهو في كل ذلك موافق ومتبع لعلماء المسلمين في فتاويهم في هذا الشأن ولم يخرج عنهم. ومن استند على هذه الفتوى لقتال المسلمين وغير المسلمين فقد اخطأ في التأويل وما أصاب في التنزيل".
التعليق: الفتوى لا تُحرّم الخروج على الحكام لانها فتوى في حق حكام نصارى احتلوا أرضاً مسلمة، وهذا من جهاد الدفع الذي يقره الشيخ ابن بية كما ذكر في السؤال حول فلسطين ..
•“إن تصنيف الديار في الفقه الإسلامي تصنيف اجتهادي أملته ظروف الأمة الإسلامية وطبيعة العلاقات الدولية القائمة حينئذ. إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح و التعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف في إطار تحقيق المصالح المشتركة والعدالة بين الناس ويأمن فيه الناس على أموالهم وأوطانهم وأعراضهم وهو ما أقرته الشريعة ونادت به منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووضع أول معاهدة تضمن التعايش بين جميع الطوائف والأعراق في إطار العدالة والمصالح المشتركة ولا يسوغ التذرع بما يشوبها من نقص أو خرق دول معينة لها للتنكر لها وافتعال التصادم بينها وبين الشريعة السمحة."
التعليق: لو أقر الشيخ ابن بية بصحة هذه المقولة "تجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال" فإنه يُقر بما يخالف النصوص الصريحة ويخالف أقوال الصحابة وأعمالهم وإجماعهم وما كان في يوم من الأيام معلوم من الدين بالضرورة: وهو جهاد الطلب، لأن جهاد الطلب هو: قصد الكفار في ديارهم - وإن لم يبدؤونا بالقتال - إعلاءً لكلمة الله .. ولنا وقفة مع عبارة أخرى، وهي قوله " إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح و التعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف ... "، هذا الكلام من أخطر ما قال الشيخ هنا، ومعتقدُه إن علم حقيقة قوله ومعنا وقصده فقد يقع في الردّة والعياذ بالله، ولكن لعلها زلة لسان، فهذه المعاهدات الدولية في حقيقتها: قوانين وضعها النصارى واليهود بعد الحرب العالمية، وضعوها لخدمة مصالحهم الخاصة، فهذه القوانين لا تُلزم المسلمين بشيء، وإنما يلزم المسلمون شرع الله، وما خالفه فهو
(يُتْبَعُ)
(/)
غير معترف به فضلاً عن أن يكون ملزماً لنا بشيء!! كيف يضع اليهود والنصارى قوانين ثم تكون ملزمة للمسلمين!! وحتى نقطع باب المناورة، نقول: لم يكن أحد من المسلمين حاضراً وقت وضع هذه القوانين الدولية، وإنما كان الحضور كلهم كفار، ولم توضع القوانين لعدالتها، وإنما وضعت لتحقيق مصالح المنتصرين في الحرب العالمية وكلهم كفار، ولا يحق لأي مسلم الإعتراض على أي من هذه القوانين لأنه لا قيمة له فيها ولا وزن، بل الأمر فيها للكفار الذين عندهم حق النقض دون غيرهم، فكيف يقول مسلم بأن يترك أهل الإسلام جهاد الطلب من أجل هذه القوانين الكفرية المخالفة لشريعة رب البرية والتي وُضعت لتحقيق مصالح اليهود والنصارى!! هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية فالأمر أظهر: فالمسلمون لم يستفيدوا أبداً من هذه القوانين لتحقيق أي مصلحة لهم، ومصالحهم دائماً تُداس في أروقة هذه المؤسسات العالمية التي يرأس أكثرها اليهود الذين هم أشد الناس عداوة للمسلمين، وهذه فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان والبوسنة والفلبين وتركستان الشرقية والصومال وجنوب تايلان ونيجيريا وغيرها من البلاد التي خربها الكفار بمرأى ومسمع من هذه القوانين!! إذا كان الشيخ ابن بية يعارض مصطلحاً شرعياً لا يوافق الواقع، فما باله يُلغي كل هذا الواقع ليوافق قوانين كفرية استخدمها أصحابها لحرب الإسلام والمسلمين وتدمير بلادهم!!
• من الأولويات التي على علماء الأمة ومؤسساتها العلمية الاضطلاع بها التحليل والتقويم للأفكار المسوغة للتطرف والتكفير والعنف باسم الإسلام؛ فالتدابير الأمنية مهما كانت عادلة لا تقوم مقام البيان بالحجة والبرهان. ومن ثم تقع المسؤولية على علماء الأمة في إدانة كل أشكال العنف في التغيير أو الاحتجاج داخل المجتمعات المسلمة وخارجها بوضوح وصراحة وجرأة في قول الحق منعا للالتباس وإزالة للغموض.
التعليق: يتطلب هذا من العلماء: حذف مئات الآيات القرآنية وشطب مئات الأحاديث النبوية وطمس السيرة والتأريخ الإسلامي لأن فيها الكثير من الأفكار التي تسوّغ التكفير والعنف بإسم الإسلام .. هل هذه أولويات العلماء في مثل هذه الظروف يا شيخ!! أمة مستباحة ويكون من أولويات علمائها: تقويم أفكار من يدافع عن الأمة من المجاهدين وإدانتهم!! هل هذا كلام الشيخ ابن بيّة أم ابن غورين!! فليتّق الشيخُ الله َ ..
أين التحريض على الجهاد، وقيادة المجاهدين، والذب عن أعراض المسلمين، وتحرير بلاد الإسلام، والدفاع عن الدين المُهان من قِبل الأعداء!! أكل هذه الأمور ثانوية!!
حفظ الدين والعرض والمال والنفس ليس من الأولويات اليوم!!
نسينا: الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والرجال والأعداء والحكّام وغيرها من الأمور التجديدية التأصيلية!!
• إن علماء الإسلام ما فتئوا يؤكدون عبر العصور أن الجهاد الذي يعتبر ذروة سنام هذا الدين ليس نوعا واحدا بل هو أنواع متعددة منها القتال في سبيل الله وهذا النوع أناط الشرع صلاحية تدبيره وتنفيذه بأولي الأمر (الدولة) باعتباره قراراً سياسياً تترتب عنه تبعات عظيمة؛ ومن ثم فلا يجوز للفرد المسلم ولا لجماعة من المسلمين إعلان حرب أو الدخول في جهاد قتالي من تلقاء أنفسهم درءا للمفاسد واتّباعاً للنصوص الواردة في هذا الشأن.
التعليق: قال الرملي (في نهاية المحتاج 8/ 60): يُكره الغزو بغير إذن الإمام أو نائبه، ولا كراهة في حالات:
1 - إذا فوت الإستئذان المقصود،
2 - أو عطل الإمام الغزو،
3 - أو غلب على ظنه عدم الإذن (كما بحث ذلك البلقيني) .. (إنتهى).
طبعاً هذا الكلام قديم لعالم قديم من زمن سحيق وهو قابل للتصحيح والتغيير على وفق معايير مؤتمر ماردين!! لاحظ هنا أن الشيخ استخدم لفظ "السياسة" وذلك أنه نسبه إلى الحكام، أما أهل الإسلام من العلماء وغيرهم: فلا سياسة ولا هم يحزنون ..
(يُتْبَعُ)
(/)
• وأصل مشروعية الجهاد أن ما كان دفعاً لعدوان (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) أو نصرة للمستضعفين (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... ) أو دفاعاً عن التدين (أذن للذين يُقاتَلون ... ) وليس ناشئاً عن اختلاف في الدين أو بحثاً عن المغانم.
التعليق: قال تعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29)، وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (التوبة: 123)، ولعل هذه الأقوال قديمة وتحتاج إلى تحقيق وتصحيح أيظا .. كل شيء جائز هذه الأيام!!
• إن شأن الفتوى في الإسلام خطير ولهذا شدد العلماء في شروط المفتي ومنها أن يكون ذا أهلية علمية كاملة وفي شروط الفتوى خاصة تحقيق المناط في المكان والزمان والأشخاص والأحوال والمآل.
التعليق: حلال على العلمانيين والرافضة والصوفية أن يُفتوا، وحرام على علماء أهل الجهاد الفتوى والله تعالى يقول {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت: 69)، الذين جاهدوا "فينا" وليس في سبيل السلام والتعايش السلمي مع الذين أمرنا الله بقتالهم ..
• إن مفهوم الولاء والبراء لا يكون مُخرجاً من الملة ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية، وما سوى ذلك فهو أنواع تتناولها الأحكام التكليفية الخمسة، وبناء عليه لا يجوز حمله على معنى واحد يكفر به المسلمون.
التعليق: سبحان الله!! في المؤتمر علمانيون، ومع ذلك يقولون "ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية" أليست العلمانية من الكفر!! أم أن فتوى تكفيرهم قديمة مضى عليها بضع سنوات!!
انتهت النتائج .. ولو أراد المؤتمرون أن نأتي على كل مصيبة كتبوها ونرد عليها بآيات من كتاب الله أو أحاديث لرسول الله لكان ذلك يسيرا، ولولا خشية الإطالة وضيق الوقت لكان لنا مع المؤتمرين شأن آخر، ولكنها إشارات يفهمها اللبيب ..
وننقل هنا فتوى شيخ الإسلام في ماردين ليتبيّن من له عقل: صحّة ما ذكرنا من تعليقات هنا:
سئل [شيخ الإسلام ابن تيمية] رحمه الله عن بلد ماردين:
هل هي دار حرب أو بلد سلم؟
وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا؟
وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر، وساعد أعداء المسلمين بنفسه وماله، هل يأثم في ذلك؟
وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه أم لا؟
فأجاب: الحمد لله. دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها. وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم. والمقيم بها إن كان عاجزًا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه. وإلا استحبت ولم تجب.
ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم، ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأي طريقة أمكنتهم. من تغيب أو تعريض أو مصانعة، فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت.
ولا يحل سبهم عموماً ورميهم بالنفاق، بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم.
وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، وليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام بكون جندها مسلمين. ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه". انتهى كلامه رحمه الله. (الفتاوى:28/ 240 ـ 241)
ليعذني القارئ الكريم على عدم التفصيل، فقد كتبت التعليقات على عجالة لضيق الوقت، ولعل الله ييسر بعض الوقت لتفنيد هذه الأفكار الخطيرة التي يراد لها الرواج بين المسلمين بحجة التجديد والتأصيل والوسطية والإعتدال ونبذ العنف والتطرف والإرهاب ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
26 ربيع الثاني 1431هـ(/)
طلب مهم: أريد ترجمة الشيخ جودة المارديني ـ رحمه الله ـ
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 09:18]ـ
من يأتينا بترجمة الشيخ جودة المارديني ـ رحمه الله ـ.
وإليكم بعض ما أعرفه عنه:
* من تلاميذ العلاَّمة جمال الدين القاسمي.
* رافق الشيخ حامد التقي، وصحبه في درس علاَّمة الشام.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 08:19]ـ
هل من مساعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 12:48]ـ
هل من مساعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 04:36]ـ
يبدوا ان المعلومات عن جودة المارديني شحيحة فلايوجد على شبكة النت غير كونه من تلامذة العلامة القاسمي نقلا عن تلميذ الشيخ حامد التقي - في مقال كتب بخطه -والامر يحتاج الى مصادر خاصة عن ترجمة المؤما اليه وسابحث ثم اوافيك بالخبر اليقين ان شاء الله.(/)
عقيده اهل السنه والجماعه في ازواج النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[امل الروح]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 11:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن مساعده؟
انا عندي بحث عن عقيده اهل السنه والجماعه في ازواج النبي صلى الله عليه وسلم
واريد اسماء الكتب والمراجع التي تفيدني في بحثي
وجزاكم الله خيرآ
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 11:30]ـ
نصيخة من أخ مسلم أرجو تغير البحث إلى بحث عملي ينفع الباحث والطالب
ـ[امل الروح]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 01:55]ـ
مشكور على الرد
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 04:34]ـ
وانا اشجع على كتابة البحث خلافا لاخي محمد صالح يمكنك الاعتماد على كتب السيرة بشكل عام وخاص كتاب الرحيق اما المصادر فكثيرة منها على سبيل المثال موسوعة امهات المؤمنين وكتاب زوجات الرسول ودور المراة في خدمة الحديث في القرون الاولى والمتخب ن كتاب ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وللبحث فروع يمكنك من خلاله الرد على سبهات تعدد الزوجات وبيان فضل البيت النبوي في نشر العلم والدين والحديث عن دور ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في تفقيه الصحابة والرد على افتراء بعض الفرق الضالة ممن طعن في امهات المؤمنين وتجدين في قسم المخوطات قسما من ذلك المهم البحث في الموضوع يفتح افق واسعة في التعرف على سيرة الرسول المكرم وزوجاته الكريمات ويمكنك ربطه بالواقع من خلال محاور عدة نسال الله لك التوفيق والسداد.
ـ[امل الروح]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 02:23]ـ
مشكووور يعطيك العافيه(/)
الفلسفة
ـ[السيف البتار]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 06:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأكارم
مارأيكم بهذ العلم وإيجابياته وسلبياته
بارك الله فيكم
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 06:59]ـ
ترجمة هذه الكلمة بالعربية
(حب الحكمة)
و الفيلسوف هو محب الحكمة
و الحكمة عندنا هى حديث سيدنا و حبيبنا (ص)
نحن نحبه و نحب كلامه
أما الفلسفة كما تعنيها فهى تفيدك فقط إذا كان من تدعوه لا يؤمن بشيء
لا دين له، ينكر الكتب و النبوات
حيئذ يكون الطريق الوحيد إليه هو العقل و المنطق
و حتى فى هذا الباب
تنفعنا جدا حكمة سيدنا (ص)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 09:16]ـ
يوجد معنى من معانى الفلسفة يدعو الى استخدامه علماؤنا السلفيين
حتى الدكتور بكار يدعوا لفلسفة الثوابت!
ومعنى كلامه هو أن نتعلم ثوابت الدين بكل طرق التعلم التى شرعها الله فى العهد المكى، ولايستطيع تعليم الدين و الثوابت بهذا الشكل الا دعاة متميزين مبدعين
يقول الشيخ مصطفى حلمى فى تعريف الفلسفة المطلوب منا أن نتعلمها ونُعلم بها. أنها هى أساليب العقل المنطقية التي يعتمد عليها الانسان فى الادراك والفهم والاستنباط وغير ذلك من العمليات الذهنية. انتهى
فهى داخلة فى كل العلوم التجريبية والانسانية، وعمل المتخصص هو أن يُصيغ ما يريد القاؤه الى المتعلم بهذه الأساليب ويتلقاها المتعلم بهذه الأساليب(/)
ما وحد الواحد من واحد!
ـ[عبد الله الأعصر]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه أبيات ذكرها ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية عن أبي إسماعيل الهروي:
ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحدُ
توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحدُ
توحيده إياه توحيده ... ونعت من ينعته لاحدُ
فلو يتفضل أحد إخواننا بشرح ميسر لهذه الأبيات.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الله الأعصر]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 12:01]ـ
للتذكير!
ـ[محب اللغة والأدب]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 12:15]ـ
قال ابن القيم في شرح الابيات
ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحد
توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحد
توحيده إياه توحيده ... ونعت من ينعته لأحد
ومعنى أبياته ما وحد الله عز و جل أحد حق توحيده الخاص الذي تفنى فيه الرسوم ويضمحل فيه كل حادث ويتلاشى فيه كل مكون فإنه لا يتصور منه التوحيد إلا ببقاء الرسم وهو الموحد وتوحيده القائم به فإذا وحده شهد فعله الحادث ورسمه الحادث وذلك جحود لحقيقة التوحيد الذي تفنى فيه الرسوم وتتلاشى فيه الأكوان فلذلك قال إذ كل من وحده جاحد هذا أحسن ما يحمل عليه كلامه وقد فسره أهل الوحدة بصريح كلامهم في مذهبهم
قالوا معنى كل من وحده جاحد أي كل من وحده فقد وصف الموحد بصفة تتضمن جحد حقه الذي هو عدم انحصاره تحت الأوصاف فمن وصفه فقد جحد إطلاقه عن قيود الصفات
وقوله توحيد من ينطق عن نعته أي توحيد المحدث له الناطق عن نعته عارية مستردة فإنه الموحد قبل توحيد هذا الناطق وبعد فنائه فتوحيده له عارية أبطلها الواحد والإتحادي يقول معناه أن الموحد واحد من جميع الوجوه فأبطل ببساطة ذاته تركيب نطق واصفه وأبطل بإطلاقه تقييد نعت موحده
وقوله توحيده إياه توحيده يعني أن توحيده الحقيقي هو توحيده لنفسه حيث لا هناك رسم ولا مكون فما وحد الله حقيقة إلا الله
والإتحادي يقول ما ثم غير يوحده بل هو الموحد لنفسه بنفسه إذ ليس ثم سوى في الحقيقة
قوله ونعت من ينعته لأحد أي نعت الناعت له ميل وخروج عن التوحيد الحقيقي والإلحاد أصله الميل لأنه بنعته له قائم بالرسوم وبقاء الرسوم ينافي توحيده الحقيقي
والإتحادي يقول نعت الناعت له شرك لأنه أسند إلى المطلق ما لا يليق به إسناده من التقييد وذلك شرك وإلحاد
فرحمة الله على أبي إسماعيل فتح للزنادقة باب الكفر والإلحاد فدخلوا منه وأقسموا بالله جهد أيمانهم إنه لمنهم وما هو منهم وغره سراب الفناء فظن أنه لجة بحر المعرفة وغاية العارفين وبالغ في تحقيقه وإثباته فقاده قسرا إلى ما ترى
والفناء الذي يشير إليه القوم ويعملون عليه أن تذهب المحدثات في شهود العبد وتغيب في أفق العدم كما كانت قبل أن توجد ويبقى الحق تعالى كما لم يزل ثم تغيب صورة المشاهد ورسمه أيضا فلا يبقى له صورة ولا رسم ثم يغيب شهوده أيضا فلا يبقى له شهود ويصير الحق هو الذي يشاهد نفسه بنفسه كما كان الأمر قبل إيجاد المكونات وحقيقته أن يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل
وفي موضع اخر
قوله ما وحد الواحد من واحد يعني ما وحد الله عز و جل أحد سواه وكل من وحد الله فهو جاحد لحقيقه توحيده فإن توحيده يتضمن شهود ذات الواحد وانفراده وتلك إثنينية ظاهرة بخلاف توحيده لنفسه فإنه يكون هو الموحد والموحد والتوحيد صفته وكلامه القائم به فما ثم غير فلا إثنينية ولا تعدد
وأيضا فمن وحده من الخلق فلا بد أن يصفه بصفة وذلك يتضمن جحد حقه الذي هو عدم انحصاره تحت الأوصاف فمن وصفه فقد جحد إطلاقه عن قيود الصفات
وقوله توحيد من ينطق عن نعته عارية أبطلها الواحد
يعني توحيد الناطقين عنه عارية أبطلها الواحد يعني عارية مردودة كما تسترد العواري إشارة إلى أن توحيدهم عارية لا ملك لهم بل الحق أعارهم إياه كما يعير المعير متاعه لغيره ينتفع به ويكون ملكا للمعير لا للمستعير
وقوله أبطلها الواحد أي الواحد المطلق من كل الوجوه وحدته تبطل هذه العارة وتردها إلى مالكها الحق فإن الوحدة المطلقة من جميع الوجوه تنافي ملك الغير لشيء من الأشياء بل المالك لتلك العارية هو الواحد فقط فلذلك أبطلت الوحدة هذه العارية
وقوله توحيده إياه توحيده أي توحيده الحقيقي هو توحيده لنفسه بنفسه من غير أثر للسوى بوجه بل لا سوى هناك
وقوله ونعت من ينعته لأحد أي نعت الناعت له إلحاد وهو عدول عما يستحقه من كمال التوحيد فإنه أسند إلى نزاهة الحق مالا يليق به إسناده فإن عين الأولية تأبى نطق الحدث ومحض التوحيد يأبى أن يكون للسوي أثر ألبتة
ـ[أمة القادر]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 12:49]ـ
جزاكم الله خير
الشرح يحتاج الى شرح .. و لعله لا يحتاج .. و أغنانا غيره
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 12:56]ـ
علق على هذه الأبيات سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى في تعليقاته على شرح الطحاوية، فقال: (هذا من أبياته الفاسدة والخبيثة، قد توهم الشر، وقد تكلم عليها ابن القيم رحمه الله وأطال عليها المداري، تعذّر عن أبي إسماعيل بعض الأعذار، هي أبيات لا وجه لها وموهمة شراً).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الأعصر]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 02:07]ـ
جزاكم الله خير
الشرح يحتاج الى شرح
لو يتكرم أحد الإخوة بتوضيح ميسر لكلام ابن القيم ..
بارك الله فيكم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 03:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
قبل الكلام على معنى الأبيات ومرادها؛ يحسن التقديم بمقدمة في أصل الكلام الذي من أجله أُستشهد بالأبيات حوله؛ فأقول وبالله التوفيق:
بعد أن تكلم الشيخ ابن أبي العز رحمه الله تعالى عن الكلام على أقسام التوحيد الصحيح؛ أتبعه بالكلام حول تقسيم من قسم التوحيد إلى خلاف المعهود؛ وهم المتصوفة والباطنية الذين بدلوا وغيروا وشطحوا؛ فقال:
( ... فلا يلتفت إلى قول من قسم التوحيد إلى ثلاثة أنواع؛ وجعل هذا النوع _ وهو توحيد الألوهية _ توحيد العامة، والنوع الثاني توحيد الخاصة؛ وهو الذي يثبت بالحقائق، والنوع الثالث توحيد قائم بالقدم؛ وهو توحيد خاصة الخاصة ... ).
فهذا هو أساس شطحهم ومخالفتهم، وهو الذي جعلهم يقعون فيما يخالف العقيدة الصحيحة التي قررها السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.
فهم جعلوا التوحيد _ وإن اختلفت بعض ألفاظهم وتعبيراتهم؛ لكنها تصب من معين منتن واحد _ ثلاثة أقسام بحسب ما قادهم إليه شطحهم هذا وتمسكم بالشيطان وحباله:
فالنوع الأول: توحيد العامة (وهو الذي يصح بالشواهد؛ والشواهد عندهم = الرسالة).
النوع الثاني: توحيد الخاصة (وهو الذي يثبت بالحقائق؛ وهو: إسقاط الأسباب الظاهرة والصعود عن منازلات العقول وعن التعلق بالشواهد).
النوع الثالث: توحيد خاصة الخاصة (وهو توحيد قائم بالقدم؛ اختصه الحق لنفسه واستحقه وألاح منه لائحاً إلى أسرار طائفة من صفوته؛ وأخرسهم عن نعته، وأعجزهم عن بثه).
وهذا التقسيم هو عين ما قسم به الإمام الهروي نفسه التوحيد في كتابه الذي ألفه في هذا الباب؛ فانظره فيه مع زيادة أيضاً في التوضيح تركناها خشية الإطالة.
فقد قال كتابه (منازل السائرين) تحت الباب الأخير: باب التوحيد:
(والتوحيد على ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: توحيد العامة الذي يصح بالشواهد. والوجه الثاني: توحيد الخاصة وهو الذي يثبت بالحقائق. والوجه الثالث: توحيد قائم بالقدم وهو توحيد خاصة الخاصة.
فأما التوحيد الأول: فهو شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد؛ هذا هو التوحيد الظاهر الجلي الذي نفى الشرك الأعظم، وعليه نصبت القبلة، وبه وجبت الذمة، وبه حقنت الدماء والأموال، وانفصلت دار الإسلام من دار الكفر، وصحت به الملة للعامة؛ وإن لم يقوموا بحق الاستدلال بعد أن سلموا من الشبهة والحيرة والريبة بصدق شهادة صححها قبول القلب.
هذا توحيد العامة الذي يصح بالشواهد؛ والشواهد هي الرسالة والصنائع، يجب بالسمع، ويوجد بتبصير الحق، وينمو على مشاهدة الشواهد.
وأما التوحيد الثاني: الذي يثبت بالحقائق؛ فهو توحيد الخاصة، وهو إسقاط الأسباب الظاهرة والصعود عن منازعات العقول وعن التعلق بالشواهد؛ وهو أن لا تشهد في التوحيد دليلا ولا في التوكل سببا ولا للنجاة وسيلة، فتكون مشاهدا سبق الحق بحكمه وعلمه، ووضعه الأشياء مواضعها، وتعليقه إياها بأحايينها، وإخافة إياها في رسومها، وتحقق معرفة العلل، وتسلك سبيل إسقاط الحدث؛ هذا توحيد الخاصة الذي يصح بعلم الفناء ويصفو في علم الجمع ويجذب إلى توحيد أرباب الجمع.
وأما التوحيد الثالث: فهو توحيد اختصه الحق لنفسه، واستحقه بقدره، وألاح منه لائحا إلى أسرار طائفة من صفوته، وأخرسهم عن نعته، وأعجزهم عن بثه، والذي يشار به إليه على ألسن المشيرين = أنه إسقاط الحدث، وإثبات القدم، على أن هذا الرمز في ذلك التوحيد علة لا يصح ذلك التوحيد إلا بإسقاطها.
هذا قطب الإشارة إليه على ألسن علماء هذا الطريق وإن زخرفوا له نعوتا، وفصلوه فصولا، فإن ذلك التوحيد تزيده العبارة خفاء، والصفة نفورا، والبسط صعوبة، وإلى هذا التوحيد شخص أهل الرياضة وأرباب الأحوال، وله قصد أهل التعظيم وإياه عني المتكلمون في عين الجمع، وعليه تصطلم الإشارات ثم لم ينطق عنه لسان ولم تشر إليه عبارة، فإن التوحيد وراء ما يشير إليه مكون، أو يتعاطاه حين، أو يقله سبب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أجبت في سالف الزمان سائلا سألني عن توحيد الصوفية بهذه القوافي الثلاث:
ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحد
توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحد
توحيده إياه توحيده ... ونعت من ينعته لأحد) انتهى
فانظر إلى هذا الكلام في هذا الباب الأخير الذي قد ذمه عليه الأئمة ذماً ليس بالهين؛ فقد أفسد كتابه كله بهذا الباب الأخير.
قال ابن القيم رحمه الله: (ولعمر الله؛ لقد كان في غنية عن هذا الباب، وعن هذه التسمية، ولقد أفسد الكتاب بذلك).
قال ابن أبي العز رحمه الله منتقداً هذا التقسيم وراداً عليه:
(فملة إبراهيم التوحيد، ودين محمد ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا، وكلمة الإخلاص هي شهادة أن لا إله إلا الله، وفطرة الإسلام هي ما فطر الله عليه عباده من محبته وعبادته وحده لا شريك له، والاستسلام له عبودية وذلا وانقيادا وإنابة، فهذا هو توحيد خاصة الخاصة الذي من رغب عنه فهو من أسفه السفهاء؛ قال تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين}.
وكل من له حس سليم، وعقل يميز به، لا يحتاج في الاستدلال إِلَى أوضاع أهل الكلام والجدل واصطلاحهم وطرقهم البتة، بل ربما يقع بسببها في شكوك وشبه يحصل له بها الحيرة والضلال والريبة، فإن التوحيد إنما ينفع إذا سلم قلب صاحبه من ذلك، وهذا هو القلب السليم الذي لا يفلح إلا من أتى الله به.
ولا شك أن النوع الثاني والثالث من التوحيد الذي ادعوا أنه توحيد الخاصة وخاصة الخاصة؛ ينتهي إلى الفناء الذي يشمّر إليه غالب الصوفية، وهو درب خطر، يفضي إلى الإتحاد.
انظر إلى ما أنشد شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري رحمه الله تعالى حيث يقول:
ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحد
توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحد
توحيده إياه توحيده ... ونعت من ينعته لأحد
وإن كان قائله رحمه الله لم يرد به الإتحاد؛ لكن ذكر لفظا مجملا محتملا جذبه به الاتحادي إليه، وأقسمَ بالله جهد أيمانه أنه معه، ولو سلك الألفاظ الشرعية التي لا إجمال فيها كان أحق، مع أن المعنى الذي حام حوله لو كان مطلوبا منا لنبه الشارع عليه ودعا الناس إليه وبينه، فإن على الرسول البلاغ المبين، فأين قال الرسول: هذا توحيد العامة، وهذا توحيد الخاصة، وهذا توحيد خاصة الخاصة؟ أو ما يقرب من هذا المعنى! أو أشار إلى هذه النقول والعقول حاضرة!.
فهذا كلام الله المنزل على رسوله، وهذه سنة الرسول، وهذا كلام خير القرون بعد الرسول، وسادات العارفين من الأئمة، هل جاء ذكر الفناء فيها، وهذا التقسيم عن أحد منهم؟.
وإنما حصل هذا من زيادة الغلو في الدين، المشبه لغلو الخوارج، بل لغلو النصارى في دينهم) انتهى.
فلذلك كان هذا الأمر منهم جعلاً للحلول نهاية التحقيق والتوحيد؛ وهو أن يكون الموحدِّ هو الموحَّد؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(حتى أن كثيراً من أكابر شيوخ المعرفة والتصوف يجعلون هذا نهاية التحقيق والتوحيد؛ وهو أن يكون الموحِّد هو الموحَّد) ثم ساق الأبيات السابقة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في موضع آخر راداً على كلام الهروي رحمه الله:
(أما التوحيد الأول الذي ذكره؛ فهو التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب؛ وبه بعث الله الأولين والآخرين من الرسل.
والقرآن كله مملوء من تحقيق هذا التوحيد والدعوة إليه، وتعليق النجاة والفلاح واقتضاء السعادة في الآخرة به، ومعلوم أن الناس متفاضلون في تحقيقه، وحقيقته: إخلاص الدين كله لله، والفناء في هذا التوحيد مقرون بالبقاء؛ وهو أن تثبت إلاهية الحق في قلبك وتنفي ألاهية ما سواه، فتجمع بين النفي والإثبات؛ فتقول: لا إلا الله، فالنفي هو الفناء، والإثبات هو البقاء، وحقيقته: أن تفنى بعبادته عمن سواه، ومحبته عن محبة ما سواه، وبخشيته عن خشية ما سواه، وبطاعته عن طاعة ما سواه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما التوحيد الثاني الذي ذكره وسماه: توحيد الخاصة؛ فهو الفناء في توحيد الربوبية؛ وهو أن يشهد ربوبية الرب لكل ما سواه، وأنه وحده رب كل شيء ومليكه، والفناء إذا كان في توحيد الألوهية؛ وهو أن يستولي على القلب شهود معبوده وذكره ومحبته حتى لا يحس بشيء آخر .. فصاحب هذا الفناء إذا غُلِبَ في ذلك فهو معذور لعجزه عند غلبة ذكر الرب على قلبه عن شعوره بشيء آخر، كما يعذر من سمع الحق فمات، أو غشي عليه، وكما عذر موسى عليه السلام لما صعق حين تجلى ربه للجبل.
وليس هذا الحال غاية السالكين، ولا لازماً لكل سالك، ومن الناس من يظن أنه لابد لكل سالك منه؛ وليس كذلك، فنبينا صلى الله عليه وسلم والسابقون الأولون هم أفضل؛ وما أصاب أحدا منهم هذا الفناء، ولا صعق، ولا موت عند سماع القرآن.
ومن الناس من يجعل هذا الفناء هو الغاية التي ينتهي إليها سير العارفين، وهذا أضعف من الذي قبله ... فهذا ونحوه كفر، لكن إذا زال العقل بسبب يعذر فيه الإنسان كالنوم والإغماء لم يكن مؤاخذا بما صدر عنه في حال عدم التكليف، ولا ريب أن هذا من ضعف العقل والتمييز.
وأما الفناء الذي يذكره صاحب المنازل؛ فهو الفناء في توحيد الربوبية، لا في توحيد الألوهية، وهو يثبت توحيد الربوبية مع نفي الأسباب والحكم كما قول القدرية المجبرة كالجهم بن صفوان ومن اتبعه والأشعري وغيره.
وشيخ الإسلام وإن كان رحمه الله من أشد الناس مباينة للجهمية في الصفات؛ وقد صنف كتابه (الفاروق) في الفرق بين المثبتة والمعطلة، وصنف كتاب (تكفير الجهمية)، وصنف كتاب (ذم الكلام وأهله) وزاد في هذا الباب حتى صار يوصف بالغلو في الإثبات للصفات؛ لكنه في القدر على رأي الجهمية نفاة الحكم والأسباب، والكلام في الصفات نوع؛ والكلام في القدر نوع، وهذا الفناء عنده لا يجامع البقاء، فإنه نفي لكل ما سوى حكم الرب بإرادته الشاملة التي تخصص أحد المتماثلين بلا مخصص.
وهذا الذي قالوه ممتنع عقلاً محرم شرعا، ولكن المقصود هنا بيان قولهم، ولهذا قال شيخ الإسلام في توحيدهم _ وهو التوحيد الثاني _ إنه: (إسقاط الأسباب الظاهرة)، فإن عندهم لم يخلق الله شيئا بسبب؛ بل يفعل عنده لا به.
قال: (والصعود عن منازعات العقول، والتعلق بالشواهد، وهو أن لا يشهد في التوحيد دليلا، ولا في التوكل سببا، ولا في النجاة وسيلة)؛ وذلك لأن عندهم ليس في الوجود شيء يكون سبباً لشيء أصلا، ولا شيء جعل لأجل شيء، ولا يكون شيء بشيء.
ولهذا قال: (فيكون مشاهدا سبق الحق بحكمه وعلمه) أي: يشهد أنه علم ما سيكون وحكم به؛ أي: أراده وقضاه وكتبه، وليس عندهم شيء إ لا هذا، وكثير من أهل هذا المذهب يتركون الأسباب الدنيوية ويجعلون وجود السبب كعدمه، ومنهم قوم يتركون الأسباب الأخروية؛ فيقولون: إن سبق العلم والحكم أنا سعداء فنحن سعداء، وإن سبق أنا أشقياء فنحن أشقياء، فلا فائدة في العمل.
ومنهم من يترك الدعاء بناء على هذا الأصل الفاسد، ولا ريب أن هذا الأصل الفاسد مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف وأئمة الدين، ومخالف لصريح المعقول ومخالف للحس والمشاهدة.
وقول القائل: (يسلك سبيل إسقاط الحدث) إن أراد أني أعتقد نفي حدوث شيء فهذا مكابرة وتكذيب بخلق الرب وجحد للصانع، وإن أراد أني أسقط الحدث من قلبي فلا أشهد محدثاً _ وهو مرادهم _ فهذا خلاف ما أمرت به، وخلاف الحق، بل قد أمرت أن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأشهد حدوث المحدثات بمشيئته بما خلقه من الأسباب، ولما خلقه من الحكم، وما أمرت أن لا أشهد بقلبي حدوث شيء قط.
وقول القائل: (يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل) إن أراده أنه يبقى على الوجه المأمور به بحيث يشهد أن الحق هو المحدث لكل ما سواه بما أحدثه من الأسباب ولما أراده من الحكمة؛ فهذا حق، وإن أراد أنى لا أشهد قط مخلوقا، بل لا أشهد إلا القديم فقط؛ فهذا نقص في الإيمان والتوحيد والتحقيق، وهذا من باب الجهل والضلال، وهذا إذا غلب على قلب العبد كان معذورا، أما أن يكون هذا مما أمر الله به ورسوله؛ فهذا خلاف الكتاب والسنة والإجماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كان هذا مرادهم قال: (هذا توحيد الخاصة الذي يصح بعلم الفناء ويصفو في علم الجمع ويجذب إلى توحيد أرباب الجمع)؛ فإن المراد بالجمع: أن يشهد الأشياء كلها مجتمعة في خلق الرب ومشيئته، وأنها صادرة بإرادته، لا يرجح مثلا عن مثل، فلا يفرق بين مأمور ومحظور، وحسن وقبيح، وأولياء الله وأعدائه.
والوقوف عند هذا الجمع هو الذي أنكره الجنيد وغيره من أئمة طريق أهل الله، أهل الحق، فإنهم أمروا بالفرق الثاني؛ وهو أن يشهد مع هذا الجمع أن الرب فرق بين ما أمر به وبين ما نهى عنه، فأحب هذا وأبغض هذا، وأثاب على هذا وعاقب على هذا، فيحب ما أحبه الله ورسوله، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله، ويشهد الفرق في الجمع والجمع في الفرق، لا يشهد جمعا محضا ولا فرقا محضا.
وأما قوله: (ويجذب إلى توحيد أرباب الجمع) فسيأتي، وهؤلاء شربوا من العين التي شرب منها نفاة القدر، فإن أولئك الذين قالوا الأمر أنف؛ قالوا إذا سبق علمه وحكمه بشيء امتنع أن يأمر بخلافه ووجب وجوده، وفي ذلك إبطال الأمر والنهي، لكن أولئك كانوا معظمين للأمر والنهي، فظنوا أن إثبات ما سبق من العلم والحكم ينافيه، فأثبتوا الشرع ونفوا القدر.
وهؤلاء اعتقدوا ذلك أيضا؛ لكن أثبتوا القدر ونفوا عمن شاهده أن يستحسن حسنة يأمر بها أو يستقبح سيئة ينهى عنها، فأثبتوا القدر وأبطلوا الشرع عمن شاهد القدر، وهذا القول أشد منافاة لدين الإسلام من قول نفاة القدر.
قال: (وأما التوحيد الثالث فهو توحيد اختصه الحق لنفسه واستحقه بقدره .. ) إلى آخر كلامه وقد تقدم حكايته؛ فهؤلاء هم الذين أنكر عليهم أئمة الطريق كالجنيد وغيره حيث لم يفرقوا بين القديم والمحدث، وحقيقة قول هؤلاء الإتحاد والحلول الخاص من جنس قول النصارى في المسيح؛ وهو أن يكون الموحِّد هو الموحَّد ولا يوحد الله إلا الله، وكل من جعل غير الله يوحد الله فهو جاحد عندهم؛ كما قال: (ما وحد الواحد من واحد) أي: من واحد غيره، (إذ كل من وحده جاحد) فإنه على قولهم هو الموحِّد والموحَّد؛ ولهذا قال: (توحيد من ينطق عن نعته عارية أبطلها الواحد) يعني: إذا تكلم العبد بالتوحيد وهو يرى أنه المتكلم فإنما ينطق عن نعت نفسه فيستعير ما ليس له فيتكلم به، وهذه عارية أبطلها الواحد، ولكن إذا فنى عن شهود نفسه وكان الحق هو المتكلم على لسانه حيث فنى من لم يكن وبقي من لم يزل فيكون الحق هو الناطق بنعت نفسه لا بنعت العبد، ويكون هو الموحد وهو الموحد، ولهذا قال: (توحيده إياه توحيده) أي: توحيد الحق إياه؛ أي نفسه هو توحيده هو لا توحيد المخلوقين له؛ فإنه لا يوحده عندهم مخلوق، بمعنى أنه هو الناطق بالتوحيد على لسان خاصته، ليس الناطق هو المخلوق، كما يقوله النصارى في المسيح: إن اللاهوت تكلم بلسان الناسوت.
وحقيقة الأمر: أن كل من تكلم بالتوحيد أو تصوره وهو يشهد غير الله فليس بموحد عندهم، وإذا غاب وفنى عن نفسه بالكلية فتم له مقام توحيد الفناء الذي يجذبه إلى توحيد أرباب الجمع؛ صار الحق هو الناطق المتكلم بالتوحيد، وكان هو الموحد وهو الموحد لا موحد غيره.
وحقيقة هذا القول لا يكون إلا بأن يصير الرب والعبد شيئا واحدا وهو الإتحاد؛ فيتحد اللاهوت والناسوت، كما يقول النصارى: إن المتكلم بما كان يسمع من المسيح هو الله، وعندهم أن الذين سمعوا منه هم رسل الله وهم عندهم أفضل من إبراهيم وموسى.
ثم يقال: إن أريد بهذا اللائح أن يكون الرب نفسه هو الموحد لنفسه في قلوب صفوته لاتحاده بهم أو حلوله فيهم؛ فهذا قول النصارى، وهو باطل شرعا وعقلا.
وإن أريد أنه يعرف صفوته من توحيده ومعرفته والإيمان به ما لا يعرفه غيرهم؛ فهذا حق، لكن ما قام بقلوبهم ليس هو نفس الرب الخالق تعالى؛ بل هو العلم به، ومحبته، ومعرفته، وتوحيده.
وقد يسمى المثل الأعلى، ويقال له: المثال الحبي، والمثال العلمي.
فقول القائل: (إسقاط الحدوث) إن أراد به أن المحدث عدم؛ فهذا مكابرة، وإن أراد به إسقاط المحدث من قلب العبد وأنه لم يبق في قلبه إلا القديم؛ فهذا إن أريد به ذات القديم فهو قول النسطورية من النصارى، وإن أريد به معرفته والإيمان به وتوحيده أو قيل مثله أو المثل العلمي أو نوره أو نحو ذلك؛ فهذا المعنى صحيح، فإن قلوب أهل التوحيد مملوءة بهذا لكن ليس في قلوبهم ذات الرب القديم وصفاته القائمة به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما أهل الاتحاد العام فيقولون: ما في الوجود إلا الوجود القديم، وهذا قول الجهمية.
وأبو إسماعيل لم يرد هذا؛ فإنه قد صرح في غير موضع من كتبه بتكفير هؤلاء الجهمية الحلولية الذين يقولون إن الله بذاته في كل مكان، وإنما يشير إلى ما يختص به بعض الناس
ولهذا قال: (ألاح منه لائحا إلى أسرار طائفة من صفوته).
والإتحاد والحلول الخاص وقع فيه كثير من العباد والصوفية وأهل الأحوال فإنه يفجؤهم ما يعجزون عن معرفته وتضعف عقولهم عن تمييزه فيظنونه ذات الحق، وكثير منهم يظن أنه رأى الله بعينه، وفيهم من يحكي مخاطباته له ومعاتباته وذاك كله إنما هو في قلوبهم من المثال العلمي الذي في قلوبهم بحسب إيمانهم به.
وإنما المقصود هنا أن كثيرا من السالكين يرد عليه من الأحوال ما يصطلمه حتى يظن أنه هو الحق وأن الحق فيه، أو أن الحق يتكلم على لسانه، أو أنه يرى الحق أو نحو ذلك، وإنما يكون الذي يشاهدونه ويخاطبونه هو الشيطان، وفيهم من يرى عرشا عليه نور ويرى الملائكة حول العرش، ويكون ذلك الشيطان وتلك الشياطين حوله وقد جرى هذا لغير واحد) انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية باختصار.
وقال الملا علي القاري: (وأما ما أنشده شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله الأنصاري في محض التوحيد وصرف التفريد في كتابه منازل السائرين حيث قال:
ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحد
توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحد
توحيده إياه توحيده ... ونعت من ينعته لأحد
فليس فيه إلا أنه لا يعرف الله ما سواه؛ وحاشاه أن يريد به الاتحاد ليتشبث به الاتحادي ويقسم بالله جهد أيمانه أنه معه، وهذا دأب أهل الباطن أنهم يروجون مذهبهم بانتسابه إلى بعض أهل الحق عند الجهال ممن لا تمييز له بين الأقوال، كالشيعة ينتسبون إلى الإمام جعفر الصادق وهو بريء منهم ومتنزه عنهم عند من يعرف مقامه ويتبين له مرامه حين يسمع كلامه، وكالملحدين يتعلقون بأشعار العطار والحافظ ومير قاسم الأنوار وأمثالهم من أرباب الأسرار، وكما أن المبتدعة كلهم يستدلون على مدعائهم بالآيات القرآنية وبعض الأحاديث النبوية) انتهى
وقد تركت أضعاف أضعاف هذا من كلام الأئمة وأهل العلم في بيان هذا الكلام منه رحمه الله قديماً وحديثا، وما ذكر هو الزبدة والخلاصة والحق الذي ليس بعده قول.
فالحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 03:25]ـ
راجع منهاج السنة 5/ 342 وما بعدها من الصفحات
ـ[مزن]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 03:33]ـ
جزاكم الله الجنة بغير حساب ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 04:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه أبيات ذكرها ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية عن أبي إسماعيل الهروي:
ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحدُ
توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحدُ
توحيده إياه توحيده ... ونعت من ينعته لاحدُ
فلو يتفضل أحد إخواننا بشرح ميسر لهذه الأبيات.
وجزاكم الله خيرا.
لعله قصد بهذا الكلام الباطل:
لن يستطيع أحد أن يوحد الله عن غيره (يجعل الله هو وحده الموجود دون غيره)
لأن من ادعى أنه وحّد الله وهو عندهم قد جاحد وحدانيته. . وذلك لأنه عندما قال بوحدانية الله، فهو مع ذلك يشعر بوجود نفسه. . فهناك (الله) وهناك (هذا العبد). . فليس هذا عندهم توحيدا حقيقيا. بل هذه ثنائية. . ثنائية وجود (الرب) و (العبد).
أما التوحيد الحقيقي، قهو توحيد الله نفسه (ويم هذا عندهم بأن يفنى العبد عن شهود نفسه. . فلا يُشهد إلا الله ولا يُشعر بوجوده إلا الله، بل لا يشعر بوجود هذا العبد الشاعر). هذا عندهم هو التوحيد الحقيقي. وأما التوحيد المقيل على لسان عبد، فهو عندهم إلحاد وميل وزيغ باطل.
غفر الله صاحب هذا القول الفاحش. . ونعوذ بالله من الزلل، في القول أو العمل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 04:23]ـ
وأصل ضلال الاتحاديين وغيهم أنهم لا يفهمون من التوحيد إلا (توحيد الوجود) أو (الشهود) لا (توحيد العبودية) ولا (الربوبية) ولا (الملكية)!
قالوا: لا موجود إلا الله! أو قالوا: لا مشهود إلا الله! ويقول المسلمون: لا إله إلا الله ولا خالق ولا رب ولا ملك إلا الله.
كما قال تعالى: (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس). فهناك: (ناس) موجودين مشهودين. وهناك: (رب الناس) لا رب لهم سواه.(/)
ما هو قول (((العلماء))) فيمن سب الدين او الذات الإلهية؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 12:44]ـ
يؤرقنا في بلاد الشام كثرة سب الذات الإلهية وسب الدين بأبشع الألفاظ وأقبحها,
فهل يغير هذا المنكر بالضرب أم باللسان ام بالقلب؟
أم بهم جميعا وحسب حالة (الكافر) الشاتم؟
كنت قديما أضرب وأوجع من يسب الله, ثم قال لي أحدهم بل إنصحه , وآخر يقول لك يُخشى إن ضربته أن يزيد هذا الكافر في سبه!
وأحيانا يجمع هذا الكافر أهله وعشيرته ويضربونك ويضربون أهلك ويخربون مالك وبيتك وسيارتك!
ما رأي السلف وما رأي المشايخ والعلماء في هذه الحالة؟
تعبنا من هؤلاء الملاعين الوقحين الأراذل الأصاغر.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:30]ـ
ضع سؤالك هنا, وفقك الله:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Fatawa/PostQuestion.aspx
ـ[أشجعي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 04:57]ـ
بارك الله بك أخي
أعلم عن موقع الفتاوى, وكم أرسلت له ولم يصلني شيء ولم يجاب على أسئلتي من قبل,
لعله بسبب كثرة الأسئلة التي تبعث إليهم!
ومع ذلك, فالأخوة هنا طلبة علم ولا بد انه قد مر على أحدهم فتوى بالموضوع سواء من السلف او من الخلف.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 05:09]ـ
أعلم عن موقع الفتاوى, وكم أرسلت له ولم يصلني شيء ولم يجاب على أسئلتي من قبل,
لعله بسبب كثرة الأسئلة التي تبعث إليهم!
اعلم أخي الكريم أنه ترسل إلى الموقع يوميا رسائل كثيرة جدا، وهذا هو سبب التأخر لا غير
ـ[أشجعي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 05:27]ـ
أعلم شيخي بارك الله فيكم وفيهم
وجزاهم عنا خير الجزاء
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 08:15]ـ
سأل الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ورعاه في شرحه لسنن أبي داود السؤال الآتي:
أنا في بلد يكثر فيه سب الدين نعوذ بالله، فماذا أفعل لو سُبَّ الدين أمامي؟.
الجواب: ينبغي إذا وجد شيء من ذلك أن يبين خطورته، وأن الإنسان إذا حصل له غضب فلا يتجه إلى سب الدين، وإذا كان ولابد أن يسب فليتجه إلى غير الدين، فكون الإنسان يغضب من إنسان آخر ثم يسب الدين هذا سفه وقلة حياء، فالتوعية والتوجيه والنصح وبيان خطورة الأمر وما يترتب عليه هو الذي ينبغي أن يفعله الإنسان، وأما أن يعاقب أو يؤدب من يفعل ذلك فهو لا يملك هذا إلا أن يكون الذي حصل منه ذلك القول هو ممن هم تحت يده كأولاده، فله أن يؤدبهم وأن يزجرهم، لأنه صاحب يد عليهم، وأما إذا كان غير ذلك فما معه إلا النصح والتحذير من هذا الأمر.
وسأل أيضاً الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ورعاه السؤال الآتي:
هل الرجل الجاهل الذي يسب الله عز وجل نكفره ابتداءً كالعالم بحكم السب، أم أننا لا نكفره حتى نقيم عليه الحجة وبيان المحجة؟.
الجواب: كيف تقام الحجة على سب الله؟!، وكيف يقال: إن هذا يجوز أو لا يجوز؟!، فسبّ الله ليس فيه جهل، فمن سب الله عز وجل فهو كافر، إلا إذا كان سَبْقَ لسان دون قصد فهو معذور، وأما أن يتلفظ الإنسان ويتفوّه بسب الله عز وجل فليس له حجة، فهذا أمر لا يجوز وليس هناك أحد عنده شك أن سبّ الله لا يجوز.
وسأل أيضاً الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ورعاه السؤال الآتي:
ابتلينا في بلادنا بأناس من المسلمين يسبون الله عز وجل ورسوله، فما واجبنا نحوهم؟، وهل يعذرون بالجهل؟.
الجواب: الواجب عليكم أن تعلموهم وتبينوا لهم الخطورة، وإذا سبوا الله أو سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم فما معنى إيمانهم بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم؟ وما معنى إسلامهم؟ وما معنى كونهم متعبدين وهم يسبون المعبود، ويسبون الذي دلهم وأرشدهم إلى عبادة المعبود صلى الله عليه وسلم، لا شك أن هذا والعياذ بالله عمل خطير، وهو كفر وردة عن الإسلام، وإذا كان عن سبق لسان فهو معذور، أما إذا كان السب عمداً فيجب التعليم ويجب التنبيه؛ لأن هذا من أخطر الأمور.
ـ[أشجعي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 09:39]ـ
سأل الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ورعاه في شرحه لسنن أبي داود السؤال الآتي:
أنا في بلد يكثر فيه سب الدين نعوذ بالله، فماذا أفعل لو سُبَّ الدين أمامي؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: ينبغي إذا وجد شيء من ذلك أن يبين خطورته، وأن الإنسان إذا حصل له غضب فلا يتجه إلى سب الدين، وإذا كان ولابد أن يسب فليتجه إلى غير الدين، فكون الإنسان يغضب من إنسان آخر ثم يسب الدين هذا سفه وقلة حياء، فالتوعية والتوجيه والنصح وبيان خطورة الأمر وما يترتب عليه هو الذي ينبغي أن يفعله الإنسان، وأما أن يعاقب أو يؤدب من يفعل ذلك فهو لا يملك هذا إلا أن يكون الذي حصل منه ذلك القول هو ممن هم تحت يده كأولاده، فله أن يؤدبهم وأن يزجرهم، لأنه صاحب يد عليهم، وأما إذا كان غير ذلك فما معه إلا النصح والتحذير من هذا الأمر.
وسأل أيضاً الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ورعاه السؤال الآتي:
هل الرجل الجاهل الذي يسب الله عز وجل نكفره ابتداءً كالعالم بحكم السب، أم أننا لا نكفره حتى نقيم عليه الحجة وبيان المحجة؟.
الجواب: كيف تقام الحجة على سب الله؟!، وكيف يقال: إن هذا يجوز أو لا يجوز؟!، فسبّ الله ليس فيه جهل، فمن سب الله عز وجل فهو كافر، إلا إذا كان سَبْقَ لسان دون قصد فهو معذور، وأما أن يتلفظ الإنسان ويتفوّه بسب الله عز وجل فليس له حجة، فهذا أمر لا يجوز وليس هناك أحد عنده شك أن سبّ الله لا يجوز.
وسأل أيضاً الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ورعاه السؤال الآتي:
ابتلينا في بلادنا بأناس من المسلمين يسبون الله عز وجل ورسوله، فما واجبنا نحوهم؟، وهل يعذرون بالجهل؟.
الجواب: الواجب عليكم أن تعلموهم وتبينوا لهم الخطورة، وإذا سبوا الله أو سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم فما معنى إيمانهم بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم؟ وما معنى إسلامهم؟ وما معنى كونهم متعبدين وهم يسبون المعبود، ويسبون الذي دلهم وأرشدهم إلى عبادة المعبود صلى الله عليه وسلم، لا شك أن هذا والعياذ بالله عمل خطير، وهو كفر وردة عن الإسلام، وإذا كان عن سبق لسان فهو معذور، أما إذا كان السب عمداً فيجب التعليم ويجب التنبيه؛ لأن هذا من أخطر الأمور.
جزاك الله خير الجزاء يا طيب
وفي موازين حسناتك بإذن الله
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 11:10]ـ
تصحيح:
سأل، والصواب: سُئِلَ
ـ[أشجعي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 02:29]ـ
هل يُعقل أن يكون هناك كلام لعلماء السلف في هذه المسألة؟
أم ان هذه المسألة فقط ظهرت في هذه الاجيال المعاصرة الفاسدة
ـ[درداء]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 07:49]ـ
قال الإمام إسحاق بن راهويه -أحد الأئمة الأعلام-: أجمع المسلمون على أن من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل أو قتل نبيا من أنبياء الله عز وجل أنه كافر بذلك وإن كان مقرّاً بكل ما أنزل الله.
ـ[أشجعي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 08:03]ـ
بارك الله بك أخي درداء,
لا أتكلم عن أصل المسألة, فالأصل والإجماع معروفان,
كنت أتسائل عن ردة فعل السلف حول هذا الأمر, هل هو الضرب أم النُصح
أم (الضرب و النصح) كما فصّل شيخنا العباد.
وهل أُثر عن احدهم شيء حول الأمر.
ـ[درداء]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 09:03]ـ
بارك الله بك أخي درداء,
لا أتكلم عن أصل المسألة, فالأصل والإجماع معروفان,
كنت أتسائل عن ردة فعل السلف حول هذا الأمر, هل هو الضرب أم النُصح
أم (الضرب و النصح) كما فصّل شيخنا العباد.
وهل أُثر عن احدهم شيء حول الأمر.
السلام عليكم اخي اشجعي
في عهد السلف كان الحكم بالشريعة الاسلامية (دولة اسلامية) وكانوا يتعاملون مع من سب الله تعالى او رسول الله صلى الله عليه وسلم او سب الدين بتطبيق حكم الله فيه وهو القتل عن طريق المحاكم الشرعية.
في هذا الزمان الحكم بالقوانين الوضعية ... ان ضربت ساب الله تعالى او دين الله او رسول الله صلى الله عليه وسلم فمصيرك الى السجن وفي بعض الدول مع السجن التعذيب لان لديك نفس اسلامي، هذا حسب ماتنص عليهم قوانينهم الوضعية لانك اعتديت على مواطن سب الله تعالى ولايوجد في قوانينهم الوضعية عقوبة لمن سب الله؟
النصح .... ! لو ان احد سب امك امامك فهل يروق لك ان تنصحه؟ فكيف بمن سب من هو احب اليك من امك والناس اجمعين؟
الحل هو:
1 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)
2 - قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم. ((السلسلة الصحيحة))
ـ[أشجعي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 09:25]ـ
السلام عليكم اخي اشجعي
في عهد السلف كان الحكم بالشريعة الاسلامية (دولة اسلامية) وكانوا يتعاملون مع من سب الله تعالى او رسول الله صلى الله عليه وسلم او سب الدين بتطبيق حكم الله فيه وهو القتل عن طريق المحاكم الشرعية.
في هذا الزمان الحكم بالقوانين الوضعية ... ان ضربت ساب الله تعالى او دين الله او رسول الله صلى الله عليه وسلم فمصيرك الى السجن وفي بعض الدول مع السجن التعذيب لان لديك نفس اسلامي، هذا حسب ماتنص عليهم قوانينهم الوضعية لانك اعتديت على مواطن سب الله تعالى ولايوجد في قوانينهم الوضعية عقوبة لمن سب الله؟
النصح .... ! لو ان احد سب امك امامك فهل يروق لك ان تنصحه؟ فكيف بمن سب من هو احب اليك من امك والناس اجمعين؟
الحل هو:
1 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)
2 - قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم. ((السلسلة الصحيحة))
صدقت أخي بكل كلمة قلتها,
وهذا ما أقوله لنفسي ولغيري, ونفس المثال الذي طرحته,
"لو ان احداً سب أمك أو اختك أو أباك هل ستنصحه أم ستضربه؟ , ولماذا؟؟ هل لأن أباك رباك وأطعمك أم لأن امك التي ولدتك وأرضعتك أم لأنها اختك وعرضك وو ... الخ,,,
الله هو من خلقك ورزقك وأعطاك البصر والسمع ومنّ عليك بنعمة الاسلام ...... الى آخر ما يفتح الله علي"
وهذا هو مسيري وديدني ورأيي,
إلى أن وجدت أخوة تسامح إذا سُبت وتسامح إذا شُتمت وشتم عرضها, وتنصح من وقع بهذا الكفر حتى رجع صاحبها, وأنت بنفسك قلت "لو اننا في دولة إسلامية"
ولكننا في دول تحكم بالأحكام الوضعية, فلهذا كان التساؤل:
هل هناك خبرا أو أثرا عن ردة فعل السلف حيال من يشتم الله؟
وسؤال آخر لك خصيصا, ما الشاهد من حديث بن عمر؟
ـ[درداء]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 09:54]ـ
صدقت أخي بكل كلمة قلتها,
وهذا ما أقوله لنفسي ولغيري, ونفس المثال الذي طرحته,
"لو ان احداً سب أمك أو اختك أو أباك هل ستنصحه أم ستضربه؟ , ولماذا؟؟ هل لأن أباك رباك وأطعمك أم لأن امك التي ولدتك وأرضعتك أم لأنها اختك وعرضك وو ... الخ,,,
الله هو من خلقك ورزقك وأعطاك البصر والسمع ومنّ عليك بنعمة الاسلام ...... الى آخر ما يفتح الله علي"
وهذا هو مسيري وديدني ورأيي,
إلى أن وجدت أخوة تسامح إذا سُبت وتسامح إذا شُتمت وشتم عرضها, وتنصح من وقع بهذا الكفر حتى رجع صاحبها, وأنت بنفسك قلت "لو اننا في دولة إسلامية"
ولكننا في دول تحكم بالأحكام الوضعية, فلهذا كان التساؤل:
هل هناك خبرا أو أثرا عن ردة فعل السلف حيال من يشتم الله؟
وسؤال آخر لك خصيصا, ما الشاهد من حديث بن عمر؟
اخي السلف لا يتعاملون مع الفعل بردة فعل , يتعاملون بما قال الله تعالى وبما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن فعل هذا الفعل.
نرجع الى السبب وهو الاصل
هل عاش السلف في زمن يحكم به بالقوانيين الوضعية؟ لو تعرضوا لهذا الشيء، ما هو موقفهم وكيف يتصرفون؟
سبب هذا الكفر هو ترك شرع الله، لو كان شرع الله مطبق على ارض الواقع لم يتجرء احد من الصعاليك ان يسب الله تعالى.
فعلينا معالجة السبب لكي يحكم شرع الله فينا ولا يتجرء احمق كافر ان يسب الله تعالى او ديننا.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم
فماذا عن الذين يسبون بطريقة غير مباشرة وأحيانا بطريقة مباشرة، وتقام لهم الاحتفالات ويستقبلون استقبال الملوك؟؟؟؟
تذكرت مباشرة الشعراء الذين تحدثوا عن الذات الإلهية بسوء وعن الأنبياء أيضا، وما إلى ذلك، ويعجني هذا البحث الذي تناول المسالة:
للاطلاع:
السيف البتار في نحر الشيطان نزار
http://www.pdfshere.com/up/images/extensions/rar.png (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=1345)
اضغط على الصورة
قد يكون خارجا عنال موضع لكنه في رأيي الخاص من أهم ما يجب أن يلفت النظر إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله علاء الدين]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 07:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى:
(وقد نَزَّلَ عليكمْ في الكتابِ أنْ إذَا سَمعتُم آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حتَّى يَخُوضُوا في حديثٍ غَيرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ إنَّ اللهَ جامِعُ المُنافقينَ والكَافرينَ فِي جهنمَ جَمِيعًا). (النساء: 140)
نقل ابن العربي في أحكام القرءان ج 1 ص 484 و القرطبي في الجامع لأحكام القرءان ج 5 عن ابن القاسم قال:
سمعتُ مالكًا يقول: لا يحلُّ لأحد أن يُقيم بأرضٍ يُسَبُّ فيها السلَف. اهـ
قال ابن العربي: وهذا صحيح، فإن المنكَر إذا لم تَقْدِر أن تَغيرَه فزُلْ عنه. قال تعالى: (وإذا رأيتَ الذينَ يَخُوضُونَ في آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنهمْ حتى يَخُوضُوا في حديثٍ غيرِه وإمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشيطانُ فلا تقعدْ بعدَ الذِّكْرَى معَ القومِ الظالمينَ). (الأنعام: 68).اهـ
و قال ابن رشد في البيان و التحصيل ج 6 و ج 16: فكيف بأرض يُسَبُّ فيها الرحمن اهـ
ذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول حكم ساب الله تعالى و حكم ساب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و كذا حكم سب الرسل عليهم الصلاة و السلام و حكم سب أمهات المؤمنين رضي الله عنهن و حكم من شتم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه من فوق سبع سموات و حكم من شتم الصحابة رضي الله عنهم أو واحدا منهم أو كفرهم رضي الله عنهم و قد بين في الكتاب أن المسلمين ينفذون حكم الله في ساب الله و ساب الرسول صلى الله عليه و سلم لكن إذا كان المسلم في بلد كفر مثل ما كان الصحابة رضي الله عنهم في مكة فالعمل هنا يكون يآيات الصبر و الصفح عمن يؤذي الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم أما من كان في دار الإسلام و الإيمان فالسيرة في من يؤذي الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم تكون مثل ما فعل بهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه في المدينة حرسها الله من كل مكروه لذا عليك أن تفقه حكم الدار التي تعيش فيها فإن كانت الحدود معطلة و سب الله قد انتشر في الآفاق و ظهر الشرك في البلاد و العباد فهنا أفتى علماء نجد و من قبلهم رحمهم الله في وجوب الهجرة على من لم يقدر على إظهار دينه و قدر على الهجرة أيضا مثلما أفتى الإمام مالك رحمه الله و ابن رشد رحمه الله و غيرهم و إن لم يقدر صبر و صفح عمن يؤذي الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم كما بين شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
يرجى مراجعة كتب أئمة الدعوة النجدية فهي قيمة جدا إن شاء الله تعالى و كذا كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول و يرجى قراءته كله لا بعضا منه حتى يفهم الموضوع جيدا من أوله إلى أخره.
و الله أعلى و أعلم.
ـ[ثوبان المصرى]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 01:36]ـ
أرجو ألا يتطور الإنكار على أمثال هؤلاء بالضرب أو الإعتداء بأنواعه
و ربما تصير حجة سائغة لمن تسول له نفسه القتل
و بالطبع سثير الكثير من المعارك بين السبابين و غيرهم!!!
لا نريد هذا أبدا
فقط أهجرهم هجرا جميلا
حينما كان الإسلام دوله
كانت الدوله تتولى ذلك و بحكم القضاء
لا تدعوا فرصة لمن يؤكدون ليلا و نهارا أن ديننا هو العنف و السب و الإر هاب
لا تدعوا لهم الفرصة
لا تدعوا لهم الفرصة(/)
ما موقفنا من السبكي وابن حجر الهيثمي؟
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 08:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما موقفنا من السبكي وابن حجر الهيثمي في طعنهما وردهما على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى؟
وهل يعتمد على مؤلفاتهم؟
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 09:15]ـ
أشعريان متحملان على أهل السنة و على ابن تيمية
الله المستعان
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 09:51]ـ
أشعريان متحملان على أهل السنة و على ابن تيمية
الله المستعان
يحتاج الجواب إلى تفصيل
أما خصومتهمها لمنهج السلف فهي ظاهرة وكذا لشيخ الإسلام ابن تيمية ..
أما هل يمكن الاستفادة مما كتباه، فنعم شريطة أن يكون ذلك للمتقدم في علم العقيدة
مع ملاحظة التفريق بين الأب والابن بالنسبة للسبكي، و (الهيتمي) بالتاء ..
ارجو مراجعة كتابين هامين في الموضوع:
1 - آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف للشايع.
2 - آراء أبي الحسن السبكي الاعتقادية عرض ونقد في ضوء عقيدة السلف الصالح. للعجلان.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:27]ـ
هو كما قال اخي عبدالله
بالنسبه للمسائل التي اخنلفا فيها مع شيخ الاسلام فالحق مع شيخ الاسلام و هما مبتدعان في جانب العقيده و لكن مع ذلك فهما امامين في الفقه و اصوله خاصة و ان الثاني كتبه من معتمدات متاخري اخواننا الشافعيه و حتى في كتب العقائد لدى بعض الاشاعره هناك فوائد خاصة في الرد على الملاحده و الفلاسفه و المعتزله و حتى انه يمكن الاستعانه ببعض اقوالهم في باب توحيد الالوهيه لالزام المبتدعه من اتباعهم في هذا الباب و الله اعلم
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 10:50]ـ
جزاكم الله تعالى كل خير وبارك فيكم.
وشكرًا لكم على تفضلكم بالإجابة
هل توجد ردود عليهم من العلماء المتقدمين
غير الصارم المنكي في الرد على السبكي؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 04:18]ـ
السبكي الكبير امام من كبار أئمة الاسلام و منزلته فيه كمنزلة الامام ابن الجوزي او الامام النووي او الامام ابن دقيق العيد ... لصيق بالفقه و ما تحته عمل ... مجانب لكثير من الكلام و الجدال ... على رسوخ قدمه فيه و أن ابتلي بفتنة الاعتقاد ببعض مقدماته .. يحسن سياسة الاختلاف و التآلف على حدته ... مؤلفاته لا يستغنى عنها من رام الشافعي بل و فقه المذاهب الأربعة .. فهو أحد من يستحق ان يضاف الى البيهقي و أضرابه في تعداد مننهم على فقهه ... فله على كل جبل من جبال مباحثه نار ... لا يعتم قراه .. و لا مقارنة بينه و بين ابنه او الشيخ الهيتمي .. و الله أعلم
ـ[محب مصري]ــــــــ[16 - Apr-2010, صباحاً 12:54]ـ
لا فض فوك يا ابن الرومية
التقي السبكي و الشهاب الهيتمي شهدت لهم الأمة بالإمامة، ومن كان كذلك فيستفاد منه ما أصاب فيه وهو الأكثر، ويُرد عليه ما أخطأ فيه علي وجه النصيحة لدين الله عز وجل
أما التقي السبكي فيكفيه أنه أحد الشيوخ الثلاثة في مذهب الشافعية (الرافعي-النووي-السبكي)
وهو شغف بالعلم وتحقيق مسائله أصولا وفروعا،وثناء الذهبي والمزي والبرزالي عليه مشهور لا يخفي عليكم بل لابن تيمية نفسه ثناء علي السبكي بأنه برز علي أقرانه، ومن أراد معرفة بعض قدر الرجل فليقرأ فتاواه الكبري والحلبية و السيف المسلول علي من سب الرسول و شرحه للمنهاج والمهذب وغيرها كثير
والسبكي وصفه تلميذه الإسنوي بأنه كان يرجع إلي الحق ولو علي لسان أحد المستفيدين منه فلتحمل أخطاؤه علي أنها اجتهاد أخطأ فيه لا سيما وقد شهد له العديد من أئمة عصره بالاجتهاد فقد وصفه البرزالي بأوحد المجتهدين كما في ترشيح التوشيح،ووصفه ابن النقيب ببقية المجتهدين كما في مقدمة كتابه السراج علي نكت المنهاج، ووصفه العثماني قاضي صفد في طبقاته الكبري بأستاذ الأستاذين آخر المجتهدين، ووصفه الأذرعي بأوحد المجتهدين رأس المحققين كما في ديباجة أسئلة الأذرعي له وكذلك وصفه بالاجتهاد ابن حبيب في تذكرة النبيه و صلاح الدين الصفدي في أعيان العصر وغيرهم
وللسبكي مائة مسألة خالف فيها مذهب الشافعية بالكلية،و نحو ثلاثمائة مسألة خالف فيها ترجيحه ترجيح النووي، وكل هذا شاهد باجتهاده وتحريه الحق
ثم إن للسبكي في ردوده أشياء أصاب فيها كرده علي القول بفناء النار سواء قلنا بالتشكيك في نسبة ذلك لابن تيمية أو جزمنا بانتفاء تلك النسبة كما عليه المعظم لكن السبكي أصاب في الرد علي دعوي فناء النار عموما كما قال ذلك الحافظ في الفتح
أما الهيتمي فهو عمدة المتأخرين من الشافعية لا سيما في الحجاز واليمن
وله عفا الله عنه كلام قاس في ابن تيمية
لكن الهيتمي إمام بلا شك،وكتبه لا سيما تحفة المحتاج و فتح الجواد و شرح المقدمة الحضرمية عمدة الشافعية لا غني عنها
وما قيل في السبكي يقال في الهيتمي، وإن كان لا مجال للمقارنة بينهما فالهيتمي نفسه يصف السبكي في الفتاوي قائلا: (هذا الحبر الذي لم يأت من المتأخرين من يدانيه فضلا عن أن يساويه)
والإنصاف شيمة أهل السنة
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[16 - Apr-2010, صباحاً 10:59]ـ
لا فض فوك يا ابن الرومية
التقي السبكي و الشهاب الهيتمي شهدت لهم الأمة بالإمامة، ومن كان كذلك فيستفاد منه ما أصاب فيه وهو الأكثر، ويُرد عليه ما أخطأ فيه علي وجه النصيحة لدين الله عز وجل
أما التقي السبكي فيكفيه أنه أحد الشيوخ الثلاثة في مذهب الشافعية (الرافعي-النووي-السبكي)
وهو شغف بالعلم وتحقيق مسائله أصولا وفروعا،وثناء الذهبي والمزي والبرزالي عليه مشهور لا يخفي عليكم بل لابن تيمية نفسه ثناء علي السبكي بأنه برز علي أقرانه، ومن أراد معرفة بعض قدر الرجل فليقرأ فتاواه الكبري والحلبية و السيف المسلول علي من سب الرسول و شرحه للمنهاج والمهذب وغيرها كثير
والسبكي وصفه تلميذه الإسنوي بأنه كان يرجع إلي الحق ولو علي لسان أحد المستفيدين منه فلتحمل أخطاؤه علي أنها اجتهاد أخطأ فيه لا سيما وقد شهد له العديد من أئمة عصره بالاجتهاد فقد وصفه البرزالي بأوحد المجتهدين كما في ترشيح التوشيح،ووصفه ابن النقيب ببقية المجتهدين كما في مقدمة كتابه السراج علي نكت المنهاج، ووصفه العثماني قاضي صفد في طبقاته الكبري بأستاذ الأستاذين آخر المجتهدين، ووصفه الأذرعي بأوحد المجتهدين رأس المحققين كما في ديباجة أسئلة الأذرعي له وكذلك وصفه بالاجتهاد ابن حبيب في تذكرة النبيه و صلاح الدين الصفدي في أعيان العصر وغيرهم
وللسبكي مائة مسألة خالف فيها مذهب الشافعية بالكلية،و نحو ثلاثمائة مسألة خالف فيها ترجيحه ترجيح النووي، وكل هذا شاهد باجتهاده وتحريه الحق
ثم إن للسبكي في ردوده أشياء أصاب فيها كرده علي القول بفناء النار سواء قلنا بالتشكيك في نسبة ذلك لابن تيمية أو جزمنا بانتفاء تلك النسبة كما عليه المعظم لكن السبكي أصاب في الرد علي دعوي فناء النار عموما كما قال ذلك الحافظ في الفتح
أما الهيتمي فهو عمدة المتأخرين من الشافعية لا سيما في الحجاز واليمن
وله عفا الله عنه كلام قاس في ابن تيمية
لكن الهيتمي إمام بلا شك،وكتبه لا سيما تحفة المحتاج و فتح الجواد و شرح المقدمة الحضرمية عمدة الشافعية لا غني عنها
وما قيل في السبكي يقال في الهيتمي، وإن كان لا مجال للمقارنة بينهما فالهيتمي نفسه يصف السبكي في الفتاوي قائلا: (هذا الحبر الذي لم يأت من المتأخرين من يدانيه فضلا عن أن يساويه)
والإنصاف شيمة أهل السنة
والله الموفق
أحسنت أخي، وبارك الله فيك، لقد أصبتَ كَبِدَ الحقيقة، وأدعو لك بما دعوت به لأخيك ابن الرومية: (لا فُضَّ فُوك).
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 09:59]ـ
السبكي الكبير امام من كبار أئمة الاسلام و منزلته فيه كمنزلة الامام ابن الجوزي او الامام النووي او الامام ابن دقيق العيد ... لصيق بالفقه و ما تحته عمل ... مجانب لكثير من الكلام و الجدال ... على رسوخ قدمه فيه و أن ابتلي بفتنة الاعتقاد ببعض مقدماته ..
لا ريب أن السبكي – رحمه الله تعالى - من كبار العلماء، وقد وصل،إلى درجة الاجتهاد لكن لي تحفظ على وضعه بإزاء الأئمة المذكورين، فإن فيه بجانب أشعريته أمرا آخر ليس بالهين، وهو متعلق بتوحيد العبادة، وما أعلم أحدا من الأئمة المذكرين أعلاه وقع في ذلك، ففي سيرته ما يدل على أنه يعتقد في الصالحين من الموتى علمهم الغيب، بل وقضاء الحوائج لمن يطلبها منهم، وإليكم ما ذكره التاج السبكي - وهوأشعري جلد- عن أبيه بخصوص ذلك.
قال في سياق ذكر كرامات والده
طبقات الشافعية الكبرى ـ موافق للمطبوع - (10/ 216)
ومنها ما حكاه الأخ الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين أبو حامد سلمه الله ونقلته من خطه قال لما عدت من الحجاز في المحرم سنة ست وخمسين وسبعمائة وجدته ضعيفا فاستشارني في نزوله لولده سيدنا قاضي القضاة تاج الدين عن قضاء الشام ووجدته كالجازم بأن ذلك سيقع وقال لي سبب هذا أني قبل أن أمرض بأيام أغلب ظني أنه قال خمسة أيام رحت إلى قبر الشيخ حماد خارج باب الصغير وجلست عند قبره منفردا ليس عندي أحد وقلت له يا سيدي الشيخ لي ثلاثة أولاد أحدهم قد راح إلى الله والآخر في الحجاز ولا أدري حاله والثالث هنا وأشتهي أن موضعي يكون له.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال فلما كان بعد أيام أغلب ظني أنه قال يومين أو ثلاثة جاءني الخالدي يشير إلى شخص كان فقيرا صالحا يصحب الفقراء فقال لي فلان يسلم عليك ويقول لك تقاطع عليه الدورة تروح للشيخ حماد تطلب حاجتك منه ولا تقول له
قال فقلت له على سبيل البسط سلم عليه وقل له ألست تعلم أنه فقير بائس وأنا كل أحد رآني ذاهبا إلى قبر الشيخ حماد ولكن الشطارة أن تقول له أيش هي حاجته
قال فتوجه الخالدي إليه ثم عاد وقال يقول لك لا تكن تعترض على الفقراء الشيخ حماد يقول لك انقضت حاجتك التي هي كيت وكيت
قال فقلت له أما الآن فنعم فإن هذا لم يشعر به أحد
قال فقلت له سله هل ذلك كشف أو منام قال فعاد وقال ليس ذلك إليك
انتهى المنقول من خط الأخ
ومنها حاله مع إيتمش نائب الشام أيضا كرهه في الآخرة وكلمه كلاما وحشا فراح الشيخ ذلك اليوم إلى قبر الشيخ حماد وعاد فما مضت عشرة أيام إلا وجاء الخبر بعزله من نيابة الشام
فأشهد على الشيخ أنه قال من ساعة زرت قبر الشيخ حماد عرفت هذا
وقال لي دعوت عليه وندمت وقال لي لم أدع قبلها على غيره."
انتهى ولا تعليق!
يرحم الله السبكي ويغفر له!
ومن باب الاستطراد:
للسبكي رسالة يرد فيها على الإمام ابن القيم –رحمه الله- على أبيات في قصيدته النونية، ويلعنه فيها مرة بعد مرة، ومن العجيب والمضحك أن الكوثري يتورع عن مجاراة السبكي في لعن ابن القيم زاعما أن ابن القيم كان حيا حين لعنه السبكي، أما الآن فلا يلعن لأنه لا يدرى على ما مات عليه!!!
أما بالنسبة للهيتمي- رحمه الله تعالى- ففيه صوفية وأشعرية، وكان يقول عن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ورضي عنه وجزاه عن الإسلام وأهله خيرا- كان يقول عنه:" ابن تيمية عبد خذله الله وأضله ..... "
وهذا يكفي في بيان معتقده فإنه لم يكن من المعاصرين لشيبخ الإسلام وإنما حمله على ذلك المنابذة في الاعتقاد، وسيُعلَم غدا من المخذول ممن نور الله قلبه وأجرى الكتاب والسنة على لسانه وقلمه،وأورثه علم الصحابة وهداهم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 06:25]ـ
للامام السبكي مذهب في الاستغاثة .. و هو أنه يحرم الاستغاثة المباشرة و طلب الحاجة من الميت الا ان كانت الاستغاثة بعبارة ظاهرها االاستغاثة بالمخلوق على سبيل التوسل به الى الخالق و هو في الحقيقة متوجه للخالق ... بالحذف المقدر مجازا ... فلعل عبارته هنا من هذا الباب .. لا سيما مع ما ذكر صريحا من موافقته الاجماع على تحريم الاستغاثة بغير الله .... و ما فعله على هذا الباب له نظائر عن ائمة سابقين في طلب الحاجات .. و رسالته في ابن القيم و ان كانت ثابتة الا أنها كانت فلتة من فلتاته لم يرد لها ان تنشر .. و لم يتعرض له الامام ابن القيم الا تعريضا لا شتما و الحق ان هذا يبين فضل الامام ابن القيم عليه .... ثم ان الله جمع بينهما و تصالحا و لله الحمد.أما عداوة الشيخ الهيتمي لشيخ الاسلام فهي بينه و بين ابن تيمية ... و لسنا مطالبين بموالاة الهيتمي او معاداته بحسب موالاته لشخض ما غير النبي صلى الله عليه و سلم و اصحابه الذين نقطع بالفضل لجملتهم لكونهم باب الشريعة .. و انما ينظر في مخالفته للنبي صلى الله عليه و سلم الذي امرنا بالرد اليه
أما مقارنة الامام السبكي بالشيخ الهيتمي فليست بشيء ... فالأول عمله عمل امام خبير من شيمه عقلنة الروابط بين اصول المسائل و فروعها و البحث عن تقعيد النظريات العامة لها ... فوجوده كان في آخر عصور الأئمة الفحول ذوي النظرة المتكاملة لأبواب الشريعة كابن تيمية و الباجي و ابن دقيق العيد و الشاطبي ... أما الهيتمي رحمه الله فهو من عصر غلب على اهله الجمع و قلت قيهم النظرة المتعمقة و قل فيها الابتكار و التجديد .. فلا جرم ان لا ترقى مؤلفاته فيما اظن الى مؤلفات الامام السبكي و اقرانه
و الله أعلم
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 07:07]ـ
لي تحفظ على ما جاء في كلام بعض الإخوة من الإفراط في الثناء .. والجادة في ذلك القول أنهما من الفقهاء المبرزين في الفقه ويستفاد مما سطرا في هذا الباب مع الإشارة أنهما ليسا على عقيدة أهل السنة بل من المحاربين لها ولأئمتها وأعلامها وليس من الإنصاف أن يقرن أمثال النووي بهما.
وأخيراً أقول متأسيا إن من كمال الإيمان الحب في الله والبغض فيه فإن لم يكن الولاء والبراء على العقيدة فعلام تراه يكون؟
ـ[أبو الحسن المقدسي الشافعي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 11:08]ـ
إن مما يستحق البكاء بعد البكاء جلوس شُداة الطلبة لِمُحاكَمة كبار العُلماء، ومع احترامي لإخواني الكاتِبين وتقديري لعلمهم وفهمهم فأقول: ليست آراء السبكي الكبير بل ولا التاج السبكي ولا الشهاب الهيتمي مِما يعد منابذةً لأهل السنة، فليس شيءٌ من آرائهم صادراً عن غير دليل وإن لَم نسلِّم به.
أما القول بأن ما خالفا فيه شيخَ الإسلام ابن تيمية فالحق فيه مع ابن تيمية فكلامٌ مُستَهتَر لا يصدر إلا عن متعصِّب غلفت العصبيةُ العمياء عينيه، كيف وشيخُ الإسلام بشرٌ يصيب ويخطئ حتى في فروع العقائد، فلله درُّ أناس ألْجَموا ألسنتهم عن الكلام في هؤلاء الأعلام، والله يرحمنا وإياهم.
فائدة: قال الهيتمي في فتاواه الحديثية في نهاية ردِّه على ابن تيمية (ص117/ طبعة الحلبي): (فإن صحَّ عنه مْكفِّر أو مبدِّع يعاملُه اللهُ بعَدلِه، وإلا يغفر لنا وله).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 11:19]ـ
أما القول بأن ما خالفا فيه شيخَ الإسلام ابن تيمية فالحق فيه مع ابن تيمية فكلامٌ مُستَهتَر لا يصدر إلا عن متعصِّب غلفت العصبيةُ العمياء عينيه، كيف وشيخُ الإسلام بشرٌ يصيب ويخطئ حتى في فروع العقائد.
الدعاوي لا تقوم إلا بالأمثلة والنقول، لا بالادعاء العريض المجرد، والبينة على المدعي، فهات ما عندك.
ونناقش المسائل التي خالفا فيها شيخ الإسلام، ومن ثم الترجيح وفقا للدليل.
ـ[أبو الحسن المقدسي الشافعي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 05:32]ـ
أي مناقشة، وعن أي دليل تسأل أخي الحبيب وقد سكتَّ عن اعتبار ما عليه شيخ الإسلام ابن تيمية هو الحق، وكيف يُقال في حقِّهما: (مبتدعان في العقيدة) وهما على الحق في مسألة فناء النار، خِلافاً لشيخ الإسلام ابن تيمية، فهل يُقال: ابنُ تيمية مبتدعٌ في العقيدة لقوله بفناء النار، موافقا في ذلك عدوَّه ابنَ عربي الطائي الحاتِمي الصوفي المعروف.
قال تعالى: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 07:32]ـ
وكيف يُقال في حقِّهما: (مبتدعان في العقيدة) وهما على الحق في مسألة فناء النار، خِلافاً لشيخ الإسلام ابن تيمية، فهل يُقال: ابنُ تيمية مبتدعٌ في العقيدة لقوله بفناء النار، موافقا في ذلك عدوَّه ابنَ عربي الطائي الحاتِمي الصوفي المعروف.
سبق أن قلت، الدعاوي لا تقوم إلا بالأمثلة والنقول، لا بالادعاء العريض المجرد، والبينة على المدعي، فهات ما عندك. هات دليلك من كلام شيخ الإسلام بأنه يقول بهذا القول ويقره ... !
فهذه الادعاءات العريضة لطالما سمعنا أفراخ الجهمية يتشدقون بها، وهيهات ... !
ولا تنسى أن تأتي بباقي المسائل، الإلهيات، والصفات، والنبوات، والاستغاثة ... وغير ذلك من المسائل.
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 07:57]ـ
يا أحباب!
حتى لا يستدرجنا الشطيان في هذا الموضوع:
هذان الرجلان لهما قدم صدق في العلم على التفاوت بينهما فيه، وإذا كان كذلك فما جانبا فيه الحق من تمشعر أو تصوف فيبين حالهما فيه ولا يسترسل في ذلك من غير حاجة، فشيخ الإسلام نفسه كان يقول لأعدائه: أنا لو قلت بقولكم كفرت وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم متأولون، وقد نص رحمه على هذا في مواضع كثيرة من كتبه، وأكد على هذه القاعدة مرارا، وأن الله تعالى غفر لهذه الأمة خطأها في العلميات كما في العمليات.
ونحن لا نوالي ونعادي على الأشخاص، لكن لما كان شيخ الإسلام منافحا عن العقيدة السلفية عرفنا أن غالب مناوئيه كان عندهم انحراف عنها أو عن شيء منها خصوصا مَن لم يعاصره فإنه لا يحمله على معاداته إلا المنابذة في الاعتقاد.
ومع هذا فإذا كان الرجل نفسه يرى ان مخالفيه معذورون فيما قاموا به معه فكيف نتخذ نحن من معاداتهم له ذنبا لايغفر نمحو به كل محاسنهم؟؟
بل انظروا إلى موقفه من عوام المبتدعة الذين ضربوه:
------------
- موقفه لما قام عليه بعض مقلدة أهل البدع وضربوه وآذوه:
" ... رجل فيما بلغني إلى أخيه الشيخ شرف الدين وهو في مسكنه بالقاهرة فقال له إن جماعة بجامع مصر قد تعصبوا على الشيخ وتفردوا به وضربوه
فقال حسبنا الله ونعم الوكيل وكان بعض أصحاب الشيخ جالسا عند شرف الدين قال فقمت من عنده وجئت إلى مصر فوجدت خلقا كثيرا من الحسينية وغيرها رجالا وفرسانا يسألون عن الشيخ فجئت فوجدته بمسجد الفخر كاتب المماليك على البحر واجتمع عنده جماعة وتتابع الناس وقال له بعضهم يا سيدي قد جاء خلق من الحسينية ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا.
فقال لهم الشيخ لأي شيء قال لأجلك
فقال لهم هذا ما يحق، فقالوا نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك فنقتلهم ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق وأثاروا هذه الفتنة على الناس، فقال لهم هذا ما يحل قالوا فهذا الذي قد فعلوه معك يحل هذا شيء لا نصبر عليه ولا بد أن نروح إليهم ونقاتلهم على ما فعلوا
والشيخ ينهاهم ويزجرهم فلما أكثروا في القول قال لهم إما أن يكون الحق لي أو لكم أو لله فإن كان الحق لي فهم في حل منه وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني ولا تستفتوني فافعلوا ما شئتم وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه إن شاء كما يشاء
قالوا فهذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم
قال هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه
قالوا فتكون أنت على الباطل وهم على الحق فإذا كنت تقول إنهم مأجورين فاسمع منهم ووافقهم على قولهم
فقال لهم ما الأمر كما تزعمون فإنهم قد يكونون مجتهدين مخطئين ففعلوا ذلك باجتهادهم والمجتهد المخطىء له أجر" العقود الدرية ص 302)
----
وهذا رابط موضوع تناول هذه القضية:
من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه ومخالفيه (للعبرة)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38658(/)
نبش الدفين من رماد مؤتمر ماردين ...
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 08:34]ـ
نبش الدفين من رماد مؤتمر ماردين ... [حسين بن محمود] 26 ربيع الثاني 1431هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نبش الدفين من رماد مؤتمر ماردين
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله ولو كره الكفارون .. أما بعد ..
فقد تناقل الناس ما جاء عن المؤتمرين في مؤتمر ماردين من دعوة لتحقيق نصوص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وسبب اجتماع القوم في ماردين هي فتوى ماردين الشهيرة لشيخ الإسلام رحمه الله، أو هكذا زعموا!!
كان الداعي لكتابة هذه الكلمات – على عجالة – ما جاء على لسان أحد العلماء، وهو الشيخ ابن بيّة – غفر الله لنا وله – فاحتاج كلامه إلى بيان بعضه لما لهذا الكلام من مساس بالوسط العلمي على وجه العموم، والجهادي على وجه الخصوص ..
تقع ماردين جنوب شرق تركيا اليوم، وهي من أرضي الجزيرة بالقرب من حدود سوريا الشمالية، فتحها عياض بن غُنم سنة 19 أو 20 هجرية في خلافة الفاروق رضي الله عنه، وكانت في الوقت الذي أفتى فيه شيخ الإسلام فتواه: تحت حكم النصارى الذين احتلوها، فكان سكانها مسلمون وحكامها كفار أجروا أحكامهم فيها ..
جاء الحوار في موقع "الإسلام اليوم"، وهذا رابط الحوار ([ COLOR=window****]http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-90-130490.htm (http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-90-130490.htm)) ، وقد نقلنا الحوار كاملاً كما جاء في الموقع مع استبدال كلمة "الإسلام اليوم" قبل السؤال بحرف "س"، وسيكون التعليق على كلام الشيخ ابن بية أسفله بعد كلمة "التعليق" كما جرت العادة في مثل هذه التعليقات ..
وهذ الفقرة هي مقدمة الحوار:
"عبد الله بن بيه: مؤتمر "ماردين" تصحيح للأفكار في ضوء مقولات شيخ الإسلام
الاحد 19 ربيع الثاني 1431 الموافق 04 إبريل 2010
حوار/ وليد الحارثي
- "فتوى ابن تيمية بخصوص قتل غير المسلم "حُرّفت في المطبعة"
"جاء مؤتمر "ماردين" الذي أقيم مؤخرًا بجنوب تركيا، كمحاولة من العلماء الذي شاركوا فيه لإعادة تفسير فتوى "ماردين" للفقيه ابن تيمية الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، وقد اتفقوا على أنه من يلتمس العون في فتوى ابن تيمية لقتل المسلمين أو غير المسلمين ضلّ في تفسيره.
وأكد العلماء في البيان الختامي للمؤتمر "أنّه لا يجوز لأي فرد مسلم أو جماعة مسلمة أن تعلن الحرب أو تنخرط في الجهاد من تلقاء نفسها"، داعين لإجراء مزيد من البحوث لتفسير سياق الفتاوى التي صدرت في القرون الوسطى على القضايا العامة وإظهار ما يرجى تحقيقه من الفهم السليم والصحيح لهذا التراث.
كان من أبرز المشاركين في المؤتمر، الشيخ الجليل عبد الله بن بيه، وذلك ضمن 15 عالِمًا بارزًا من علماء الدين من بلدان من بينها المملكة العربية السعودية وتركيا والهند والسنغال والكويت وإيران والمغرب وإندونيسيا، على رأسهم الشيخ عبد الوهاب الطريري، نائب المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، ومفتي البوسنة الشيخ مصطفى سيريتش والشيخ الحبيب علي الجفري من اليمن.
يؤكد فضيلة الشيخ ابن بيه في حوار خص به مؤسسة "الإسلام اليوم"، أن فتوى ابن تيمية قد حُرفت، وأن الفتوى تشتمل على بعض الألفاظ التي نرى أنها حرّفت في المطبعة وبخاصة في الجزء الأخير منها عندما قال ابنُ تيمية: " .. بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويُقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه"، فأنا أعتقد أنها (يُعامل الخارج .. ) وليس يُقاتل.
وبالتالي فإنه كان لا بد من النظر إلى هذا الرأي في سياقه التاريخي حين كان المغول يغِيرون على أراضي المسلمين، لافتًا إلى أن المؤتمر كان معنيًّا حقيقة بتجاوز الرأي القديم الذي يقسم العالم الإسلامي إلى دارين؛ (دار إيمان ودار كفر) وإعادة تفسير الإسلام في ضوء الظروف السياسية المتغيرة.
مؤكدًا أنّ ظهور الدول المدنية التي تحمي الحقوق الدينية والعرقية والقومية اقتضى إعلان العالم كله كمكان للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الفصائل والجماعات الدينية.
ولمعرفة المزيد عن المؤتمر وعن رأيه في فتوى الفقيه الشيخ "ابن تيمية" كان لنا هذا الحوار مع فضيلة الشيخ ابن بيه .... (انتهت المقدمة) ..
[الحوار]
(يُتْبَعُ)
(/)
س: ما هو الإطار الذي تضعون فيه هذا المؤتمر؟!
ج: المركز العالمي للتجديد والترشيد والذي أنشأناه في بريطانيا هو مركز له مقاربة خاصة فيما يتعلق بترشيد المسلمين، وتجديد العلوم الدينية والفكرية. وهذه المقاربة تتمثل في دراسة عددٍ من القضايا تمثل جذور المشكلات والأزمات في العالم الإسلامي، وفي العالم الإنساني، وليست مجرد مؤتمرات هدفها إصدار بيانات، وإنما هي مؤتمرات تأصيلية.
إذا سلمنا بهذا فإنه في هذا الإطار ووفقًا لهذا المؤتمر -الذي أقيم في ماردين، والذي جاء انطلاقًا من فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية قبل سبعة قرون- تُعد (دار ماردين) دارًا مركبة؛ لا هي دار سلمٍ ولا هي دار حرب.
التعليق: مصطلح التجديد هذا من المصطلحات المظلومة في هذا الزمان كما ظُلم مصطلح الوسطية والجهاد والحاكمية والولاء والبراء وغيرها من المصطلحات .. إن التجديد لا يعني إلغاء الأحكام الشرعية أو تغييرها، وإنما هو: إحياء ما اندرس من الدين، كما في الحديث "إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" (أبو داود والحاكم وصححه الألباني)، ووهْم بعض الناس أنهم بتغييرهم للأحكام الشرعية - مجاراة لليهود والنصارى - يكونون قد جددوا في الدين فهذا وهم خطير ينبغي التحذير منه .. هذا الدين كامل لا يحتاج إلى إضافات أو تعديلات، وإنما يحتاج إلى إحياء ما اندرس منه، وبعبارة أبسط: إرجاع الناس إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم، والتمسّك بهدي السلف وعلمهم وآرائهم التي بها فتح المسلمون الدنيا ودانت لهم شعوب الأرض، هذا هو التجديد الشرعي، وغيره تحريف لا تجديد، فالأحكام الشرعية ليست ليست أثاث منزل يبلى فيُجدّد ..
س: هل مِن تميُّز في هذا الفتوى؟ وهل هي جديدة في الفقه الإسلامي رغم قِدمها؟!
ج: بالتأكيد هذه الفتوى لها فرادتها وتميّزها، لأن الدُور (بمعنى دار) في الفقه الإسلام تنقسم إلى قسمين لدى البعض، وإلى ثلاثة أقسام لدى البعض الآخر من الفقهاء. بعضهم يقسمها إلى دار حرب ودار إسلام وهذا مذهب الأحناف، والبعض الآخر يقسمها إلى: دار حرب، ودار إسلام، ودار مركبة، وهذا مذهب الجمهور.
شيخ الإسلام ابن تيمية، والذي نحن بصدد دراسة فتواه في هذا المؤتمر قال بأن (ماردين) "دار مركبة"، لا هي دار حرب ولا هي دار إسلام، وهذه فتوى جديدة في تاريخ الفقه الإسلامي، وبناها -قدّس الله سرّه- على واقع ماردين.
التعليق: إذا كان التقسيم الثاني هو مذهب الجمهور فكيف تكون فتوى ابن تيمية: فتوى جديدة!! لعل الشيخ يقصد "دار عهد" عند الجمهور وليس دار مركّبة؟! لعل كلمات الشيخ هنا أحوج للتحقيق من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية!! ودار العهد هي: كلّ بلد صالح الإمام أهلها على أن تكون تلك الأرض لهم، وللمسلمين الخراج عنها. وتسمّى دار الموادعة، ودار الصّلح، ودار المعاهدة. (الموسوعة الفقهية) .. هذه التوطئة من الشيخ ذكيّة تُبيّن مراده لاحقا ..
س: إذنْ: ما الذي حاولتم فعله في مؤتمر ماردين؟
ج: نحنُ انطلاقًا من هذه الفتوى ومن ذلك الزمان (زمان ابن تيمية) حاولنا إسقاطه على هذا الزمان. بمعنى: أننا حاولنا إسقاط زمان بلا زمان، وانطلاقًا أيضًا من المكان (ماردين) إلى كل مكان (العالم اليوم) حاولنا دراسة كيف تُصنَّفُ الدور اليوم في العالم؟ وما هي النتائج التي يمكن أن تستخلص من ذلك؟. فهذه قضية فقهية فكرية، وهي أيضًا: تأصيلية وتفصيلية للمسلمين.
التعليق: هي مسألة فقهية تدخل في السياسة الشرعية، وبما أن العلماء ممنوعون من استخدام مصطلح "سياسة" في مؤتمراتهم فإن الشيخ استخدم لفظ "فقه" و"فكر" و"تأصل" وتفصيل"!!
س: لماذا حاولتم دراسة ذلك، وتحريره بالتفصيل والدليل؟
ج: لأن بعض الناس هذه الأيام يعتمد على (فتوى ماردين) ليعتبر أن كل ديار المسلمين ليست دُورًا إسلاميةً محضة. ومع الأسف الشديد وكما أخبرني مفتي مصر أنه في أوائل الستينات اعتمد بعض الشباب على هذا ليجعلوا ديار الإسلام غير معصومة، أي أنه يجوز فيها الاعتداء وارتكاب الأعمال المخلة بالأمن.
فنحن انطلاقًا من فتوى شيخ الإسلام كنموذج وكعنوان نبحث من جهة ما تضمنته من دلالات. ومن جهة أخرى نحاول تصحيح وتحقيق الفتوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليق: سبحان الله!! أليس في كتب الفقه والعقيدة والتفسير والحديث غير فتوى ماردين حتى يعتمد عليها البعض في تصنيف الدور!! هل غاب عن الشيخ كتب الفقهاء والمحدثين والمفسرين!! الشيخ يعلم يقيناً بأن العلماء وطلبة العلم يعرفون الفتاوى التي صنّفت الدور، ويعرفون من أفتى بها، وأين هي في كتب العلماء .. ونقولها للعامة الذين لا يعرفونها: هي ليست بالعشرات ولا بالمئات، والشيخ يعلم ذلك جيداً، وكون جماعة أساءت استخدام فتوى فهذا لا يعني أن الفتوى خاطئة، بل هو سوء فهم من هؤلاء ..
إن تقسيم الدار وكون هذه الدول إسلامية أو غير اسلامية: هذه المسألة بحث فيها العلماء قبل ابن تيمية، والجمهور على أن الدار التي لا تُحكم بشرع الله: ليست إسلامية، قال الإمام ابو يوسف في تعريف دار الكفر "هي الدار التي تكون فيها أحكام الكُفر ظاهرة وإن كان جل أهلها من المسلمين"، وفي الموسوعة الفقهية الكويتية تعريف لدار الحرب، وهو "دار الحرب هي: كلّ بقعة تكون فيها أحكام الكفر ظاهرةً"، وجاء أيظا "وقال المالكيّة، والحنابلة، وصاحبا أبي حنيفة: أبو يوسف، ومحمّد: "تصير دار الإسلام دار كفر بظهور أحكام الكفر فيها".
وهذا أمر بدهي لا يحتاج إلى إثبات، فالدولة الديمقراطية هي الدولة التي يطبق فيها النظام الديمقراطي، والدولة الشيوعية هي التي يُطبّق فيها النظام الشيوعي، والدولة الرأسمالية هي التي يطبّق فيها النظام الرأسمالي، فتصنيف أي دولة يتبع النظام المعمول بها، ودولة لا تحكم بالنظام الإسلامي ليست دولة إسلامية قطعاً، وهذا ما أفتى به أئمة المسلمين قبل ابن تيمية بقرون، وإنما وقع بعض الشباب في المحذور بسبب خلطهم بين الدولة (أو النظام الكافر) وبين الشعب المسلم، وهذا هو مقصود ابن تيمية من الفتوى: التفريق بين النظام والشعب، وأن لكل واحد منهما حكم خاص ..
س: تحقيق الفتوى .. لماذا؟!
ج: لأننا وجدنا أن الفتوى تشتمل على بعض الألفاظ التي نرى أنها حُرِّفت في المطبعة، وبخاصة في الجزء الأخير منها، عندما قال ابن تيمية: " .. بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويُقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه"، فأنا أعتقد أنها: (يُعامل الخارج .. ) وليس يُقاتل. وبالتالي حضر بعض المختصين في فكر وعلم ابن تيمية من دول العالم، وحضر مجموعة من الإخوة المختصين من 4 جامعات سعودية (جامعة أم القرى، وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز)، إضافة إلى بعض المختصين، ومنهم مؤسسة الإسلام اليوم والتي حضر منها الشيخ عبدالوهاب الطريري.
التعليق: كلام الشيخ هنا معقول من أن الكلمة قد تكون "يُعامل" وليس "يُقاتَل" لأن الكلمة الأولى أقرب إلى السياق، وللعلم فإن الشيخ "ناصر بن حمد الفهد" - فك الله اسره – لم يذكر هذه الكلمة (يُعامل) في كتابه القيّم "صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف"، وقد تتبع المجموع وعلّق على ما يحتاج إلى تعليق في مجهود كبير ينبغي يدل على تتبعه الدقيق للمجموع!!
إن دعوى الشيخ ابن بية أن الكلمة حُرّفت في المطبعة دعوى لا تستقيم، ولو قال "حرّفت من قبل بعض النسّاخ" لكان أقرب للقبول لأن هناك طبعات كثيرة للمجموع، وكلها اتفقت على هذه الصيغة، وليست كلها منقولة عن طبعة الشيخ ابن قاسم رحمه الله، وهذا يحتاج إلى بحث في المخطوطات حتى يعثر على هذا اللفظ، ولعله لم يعثر عليه فاتهم المطبعة!!
إن طبعة الشيخ ابن قاسم هي الطبعة المعتمدة لهذا المجموع الذي عمل على جمعه عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد لمدة تزيد على الأربعين سنة بإشراف الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وقد تعب الرجلان في جمع مادته من أقطار كثيرة، وتعبا في تحقيقه ومراجعة المشكل منه على الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، ثم يأتي اليوم من يشكك في هذا الجهد الجبار ويدّعي أنه يحتاج إلى مراجعة شاملة!! لماذا؟ لأن ابن تيمية أفتى بأن الدار التي تحكمها الأحكام النصرانية: دولة غير إسلامية!!
س: إذن، المركز العالمي للتجديد لا يهدف إلى حشد رأي عام حول الفتوى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: هذه المسألة التي تناولناها في المؤتمر هي مسألة تأصيلية صرفة، تمس جذور الأزمة التي يعاني منها المسلمون. ومركزنا يهدف إلى تأصيل القضايا هذه، ومن ثم توصيلها إلى الجمهور. وليس عقد مؤتمرات إعلانية، وإشهارية، والتعبير عن نوايا أو دعاية معينة، وإنما تأصيل القضايا. واختيار ماردين جاء بسبب هذه الفتوى من أجل الانطلاق منها، ومن رأي شيخ الإسلام ابن تيمية لتصحيح الأفكار الصحيحة على ضوء مقولات ابن تيمية المختلفة، وهي مقولات كلها تصب في الاستقرار وحرمة الدماء والأموال.
التعليق: إن جذور الأزمة التي يعاني منها المسلمين ليست في وجود هذه الفتوى في الكتب، وإنما الأزمة تكمن في تغييب مثل هذه الفتاوى عن واقع الناس .. أما قول الشيخ عن مقولات ابن تيمية بأنها " كلها تصب في الاستقرار وحرمة الدماء والأموال" فهذه جُرأة كبيرة ومجازفة، فإطلاق مثل هذا التعميم على مقولات شيخ الإسلام أمر لا يتجرأ عليه من يعمل على تأصيل القضايا الإسلامية، فكُتب شيخ الإسلام منتشرة في الأرض، وكلامه معروف في الأوساط العلمية، ولولا خشية الإطالة لنقلنا مئات الصفحات التي تبيّن حقيقة كلام شيخ الإسلام، ولكن نحيل القارئ إلى الجزء 28 والجزء الأخير من المجموع، وكذلك كتاب "الصارم المسلول" ففي هذه الكتب ما يخالف قول الشيخ هنا، وبكل وضوح، وما حُورب ابن تيمية وعُودي من قبل أهل الضلال إلا لأنه أحل دماء الكثيرين منهم بسبب كفرهم وخروجهم عن الملّة ..
س: ما أبرز نقطة ركز عليها المؤتمر، وماذا درس المؤتمر من أبحاث؟
ج: الندوة درست العديد من أوراق العمل حول تصنيف (الدار)، وإسقاط الأوضاع في ذلك الزمان على هذا الزمان، بناءً على عناصر الواقع التي اختلفت بين الزمانين. ومن غير المجهول أن الخطأ يقع من ثلاث زوايا إذا صح التعبير: التأويل والتعليل والتنزيل. فتأويل الكلام يؤدي إلى تحريفه، وتعليله يؤدي إلى عدم فهم مراميه ومغازيه، وتنزيله يؤدي إلى تطبيق مختل، لأن تنزيل فتوى في زمنٍ ماضٍ على واقع يختلف عن ذلك الواقع زمانًا ومكانًا وحالًا ومآلًا وإنسانًا تنزيلٌ مخلٌ وغيرُ صائب.
فنحن تدارسنا أوضاع العالم في ضوء الفقه القديم، وفي ضوء ما ينبغي أن يصنف العالم عليه، ولأجل ذلك وصلنا في بياننا إلى أن العالم أصبح (فضاء تسامح) تحكمه مواثيق دولية، ومعاهدات دولية، وسميناه (فضاءً) بدلًا من (دارًا)؛ لأنه لا يشترط أن نسمي دارًا لأن هذا التأصيل ليس توقيفيًّا؛ بل يجوز أن نتصرف فيه.
وإذا سمينا العالم اليوم فضاءً على الرغم من الإخلالات التي تقوم بها بعض الدول فيما يتعلق بميثاق الأمم المتحدة، وبالحريات وبحقوق الإنسان، فإن ذلك لا يؤثر تأثيرًا جوهريًا في وصف العالم، ما عدا تلك المناطق التي فيها حروب ونحو ذلك، فالعالم يجب أن تُحترم فيه الدماء والأموال، وهذا هو الهدف، والنقطة الرئيسَة من المؤتمر.
التعليق: لا أدري أين عقل الشيخ ابن بية – هداه الله – عندما جمع العلمانيين والرافضة وغلاة الصوفية في مكان واحد ليقرر لهم بأن مصطلحاتنا الشرعية ليست توقيفية وأنه يجوز لنا أن نتصرّف فيها!! أفي مثل هذا الجمع يقال مثل هذا الكلام!!
وعبارة "تنزيل فتوى في زمنٍ ماضٍ على واقع يختلف عن ذلك الواقع زمانًا ومكانًا وحالًا ومآلًا وإنسانًا تنزيلٌ مخلٌ وغيرُ صائب" تُعدّ من العبارات الخطيرة التي يبني عليها أهل الأهواء الكثير البدع والمخالفات، فينبغي على الشيخ أن لا يُطلقها هكذا دون قيود، فبعض الناس – مثلاً - يرى أن الحجاب كان لزمن مضى أما اليوم فهو غير مقبول، وقد قيل هذا الكلام عن الحدود الشرعية وغيرها من أمور الشريعة، وهذا الفهم السقيم لمسألة تغيّر الفتوى جعل الكثير من الناس يتجرأ على الأحكام الشرعية فيأخذ ويترك ما شاء!! إن الشريعة لم تأتِ لتتكيّف مع الظروف والأحوال والناس، وإنما أتت لتُكيِّف الناس والظروف والأحوال وفق تعاليمها، والزمان الذي لا يتفق مع الأحكام الشرعية: زمان سوء وأهله أهل سوء .. ثم لنا أن نسأل الشيخ: أين نقف في هذه المسألة!! فزمن الأئمة الأربعة غير زماننا، وزمن التابعين غير زماننا، وزمن الصحابة غير زماننا، بل زمن النبي صلى الله عليه وسلم غير زماننا، فأين نقف!! وعند أي حدّ!! لا نقول بأن كلام الشيخ هنا خطأ على إطلاقه،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن نقول بأن إطلاق الكلام هكذا دون قيود هو الخطأ ..
أما الثالوث "التأويل والتعليل والتنزيل" الذي ذكره الشيخ - والذي بيّن أن الخطأ يقع فيه – فمن السهل توجيهه إلى أصحاب المؤتمر، فيقال لهم: من أين لنا بأنكم لم تقعوا فيما أردتم تحقيقه بزعمكم، ومن أين لنا بأنكم أفقه وأعلم من السلف الذين قسموا الديار!! ثم نقول للشيخ ابن بية – غفر الله له -: إذا كان التصرّف في المصطلحات بهذه السهولة فلماذا التوقف هنا!! دونكم مصطلحات العقيدة وعلوم التفسير والأصول والقواعد والحديث، فأغلبها مصطلحات مُحدثة تأخذ حكم مصطلح "الدار"، فأين نقف في تغيير مصطلحات السلف!! أم أن الأمر مفتوح!! ومن له حق التصرف فيها وتغييرها؟ وهل يتصور الشيخ ابن بية – غفر الله له – حجم الكارثة التي قد تحصل إذا فُتح مثل هذا الباب!! لعلنا نبيّن للقارئ الكريم بعض هذا الأمر: مصطلح "العقيدة" مُحدث، ومصطلح "التوحيد" مًحدث وما يندرج تحتها من مصطلحات: كتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات كلها مُحدثة، ومصطلحات علوم الحديث أكثرها مُحدثة، ومصطلحات الفقه وأصول الفقه أكثرها مُحدثة، والقواعد الفقهية أكثر مفرداتها مُحدثة، فهل يحق لنا أن نغيّر كل هذه المصطلحات لأنها ليست توقيفية!! وأي علم يبقى لنا إن نحن فعلنا ذلك!! أليس هذا هدم لبناء أربعة عشر قرناً من البحث والنظر، وهدم لجهود عشرات الآلاف من جهابذة العملاء بحجة أن هذه المصطلحات ليست توقيفية!!
س: ألم تبحثوا في تأصيل القتال المشروع والقتال غير المشروع والذي نسمع فيه اليوم آراءً كثيرة؟ (فلسطين مثالًا).
ج: هذا هو الأمر الثاني الذي سعينا له في المؤتمر، وهو تأصيل القتال المشروع، والقتال غير المشروع، ومفهوم الجهاد. وقد أصّلنا لمفهوم الجهاد، وضوابطه التي ينبغي أن تُحترم لكي يسمى جهادًا، وأن الأمر يتعلق بسلطة؛ وهي الدولة (أولو الأمر)، ما عدا جهاد الدفع الذي يقع بناءً على عدوان فيسمى حينئذ (مقاومة) ونحو ذلك من الأمور المقررة شرعًا، وتعدُّ نظامًا دوليًا، فلا يوجد تباينٌ كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام؛ بل إن الشريعة قدّمت للبشرية نظامًا أكثر احترامًا للإنسان من القوانين التي قدّمها الإنسان في هذا العصر، إلا إن الوضع الآن يمتاز بوجود معاهداتٍ دولية تحكم العالم بأسره.
التعليق: سبحان الله!! بل هناك تباين كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام، ففي الشريعة يكون الحرب ابتداءً لإعلاء كلمة الله، وهذا لا يوجد في القوانين الدولية ويعد عندهم اعتداء بغير حق على الآخرين، وجهاد الطلب هو الجهاد إذا أُطلق في القرآن والسنة، وتجريمه في القانون الدولي يجعل هذا القانون مخالفاً لأصل الجهاد في الإسلام، فلا مقارنة بين الأمرين من أي وجه .. الغريب أن الشيخ ابن بية يُقرّ في كلامه بوجود جهاد الطلب ضمناً في قوله " وقد أصّلنا لمفهوم الجهاد، وضوابطه التي ينبغي أن تُحترم لكي يسمى جهادًا، وأن الأمر يتعلق بسلطة؛ وهي الدولة (أولو الأمر) ما عدا جهاد الدفع ... " ففي نظر الشيخ: هناك جهاد غير جهاد الدفع، وهو جهاد الطلب، فكيف يستقيم في عقل الشيخ أن يقر بوجود جهاد الطلب ثم يقول "فلا يوجد تباينٌ كبير بين المواثيق الدولية وبين الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقانون الحرب والسلام"، إلا أن يكون المؤتمرون في ماردين اخترعوا جهاداً آخر غير جهاد الطلب يقابل جهاد الدفع، أو ربما كان جهاد الطلب الذي كتب عنه العلماء القدماء تغيّر مفهومه بتغيّر الزمان والمكان والأحوال ... !!
س: لقد روجت بعض وكالات الأنباء العالمية، وبعض القنوات لكون الهدف من المؤتمر هو شطب فتوى ابن تيميّة.
ج: هذه الوكالات لم تفهم شيئًا!
نحن على العكس نريدُ أن نبرز فَرادة وتميز فتاوى ابن تيميّة من جهة، ومن جهة أخرى نريد أن نبرِّئ فتاواه من التأويل والفهم الخاطئ الذي ذكرناه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذا فقد حضر مختصون من جامعات المملكة العربية السعودية، وقدّموا بحوثًا ودراساتٍ قيّمة، وفي بياننا خدمنا فكر ابن تيمية بأن طلبنا مراجعة كتبه، وتحقيقها، كما طلبنا مراجعة كتب الفقهاء المقتدى بهم، وتقديم ندوات ليكون هذا مفتاحًا لندوات لمجموعة من الفقهاء لا يزال لهم حضورٌ وتأثير في حياة الأمة.
وأعتقد أن من اطَّلع على الإعلان عن المؤتمر يجد أن الأمر خلاف ذلك، والأهم أننا لم نراجع ابن تيميّة على ضوء الآخر، وإنما راجعنا ابن تيميّة على ابن تيميّة، وأظهرناه كما هو.
وأنا لا أرى داعيًا لمثل هذا الشك، أو هذا التقول علينا من أناسٍ لم يحققوا ما كنا فيه.
التعليق: نوافق الشيخ ابن بية بأن هذه الوكالات لم تفهم شيئاً، فالأمر لا يتعلّق بفتوى لابن تيمية، بل الأمر يتعلق بفتاوى لابن تيمية وغيره من علماء المسلمين، فمؤتمر يجتمع فيه الرافضة والصوفية والعلمانيون لا يمكن أن يتوقف عند فتوى واحدة فقط ..
س: هذا يعني أنّ هناك خللًا في دراسة البعض لفقه ابن تيميّة؟!
ج: كثيرٌ من الأشياء التي تُنسب لشيخ الإسلام قراءتها كانت مجتزئة؛ فمثلًا شيخُ الإسلام متسامحٌ جدًا؛ يقول بتهنئة أهل الكتاب، وتعزيتهم، وعيادتهم إذا كانوا مرضى، وهذا اختيار شيخ الإسلام كما قال البعلي.
مشكلة الناس أنهم يقرؤون "اقتضاء الصراط المستقيم"، ولا يقرؤون "اختيارات ابن تيمية"، فموقفه أن السبب من الجهاد هو العدوان والفتنة، وليس الكفر، وهذا موقفٌ مميّز.
التعليق: كان ينبغي للشيخ ابن بية – غفر الله له – أن يبيّن ما هي التهنئة التي تسامح بها ابن تيمية وما هي التعزية .. ينبغي أن يُعلم بأنه لا ابن تيمية ولا غيره له حق التسامح في الأحكام الشرعية، فهذه الكلمة ليست علمية "تأصيلية" .. ابن تيمية يفتي بما يؤول إليه اجتهاده، وهذا لا يُعدُّ تسامحاً، بل هو اجتهاد .. أما اختيارات شيخ الإسلام للبعلي ففيه أكثر فقه ابن تيمية ولكنه ليس علمه كله، وهو مختصر لا يُغني عن بقية كتبه، وليس كتاب الإقتضاء بأولى من كتاب الصارم المسلول أو مجموع الفتاوى، خاصة الجزء 28 والجزء الأخير (طبعة ابن قاسم) لمن أراد أن يعرف رأي ابن تيمية في مسائل الجهاد والسياسة الشرعية، وأنصح من له عناية بكتب شيخ الإسلام أن يقتني المجموع اليوم قبل أن يُبدّل من قبل المؤتمرين في ماردين فيضيع تراث شيخ الإسلام الذي تعب عليه ابن قاسم، كما يفعل القوم اليوم مع فتاوى محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، فقد ادعوا أنها تحتاج إلى تنقيح وتصحيح وتحقيق!!
وأما قول الشيخ الأول بأنه " كثيرٌ من الأشياء التي تُنسب لشيخ الإسلام قراءتها كانت مجتزئة"، ففي هذا اتهام لأئمة الدعوة النجدية الذين نشروا علم شيخ الإسلام في الأرض، ومن قبلهم أئمة الفقه والعلم من أمثال ابن القيم وابن كثير وابن مفلح وغيرهم كثير، فكل هؤلاء – بمفهوم كلام الشيخ ابن بية – كانت قراءتهم مجترءة لكلام شيخ الإسلام حتى أتى الشيخ ابن بية والرافضة والصوفية والعلمانيون الذين اجتمعوا في مؤتمر ماردين ليفقهوا كلام شيخ الإسلام على حقيقته!! من أراد التأكد من القراءة المجترءة لمن ذكر الشيخ فعليه بكتاب "الدرر السنيّة في الأجوبة النجدية"، ففيه رسائل تبيّن مدى جهل علماء الدعوة بعلوم شيخ الإسلام ومقاصده!!
س: القول بهذه الفتوى بعد تأصيلها هل ينفي حق الفلسطينيين وغيرهم في الدفاع عن حقوقهم؟
ج: بالنسبة لفلسطين ..
عندما قلنا إن سبب المقاومة المشروعة هو الاعتداء ذكرنا ثلاث آياتٍ كلها تنطبق على فلسطين هي:
1. ((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا)).
2. ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)).
3. ((وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ))
فقضية فلسطين ليست مطموسة، ولا مغمورة، ولا منسية في هذا السياق؛ بل إنَّ في البيان فرقًا بين المقاومة التي هي ردٌ للعدوان، وبين قتالٍ تُعلنه جماعة خارج الشرع والشرعية والنظام، وتعدُّه جهادًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
التعليق: إذا كانت جماعة خارجة عن الشرع فهذا ليس جهاداً وهو أمر بديهي لا يحتاج إلى بيان، أما الشرعية والنظام، فلنا أن نتسائل: شرعية مَن؟ ونظام من؟! وكفانا كلاماً عن فلسطين في السلام والتعايش السلمي الذي لم يجني منه أهل فلسطين غير الذلة والحصار والجوع والتشريد والقتل والتنكيل على أيدي أحقر خلق الله من اخوان القردة الخنازير .. من أراد أن يتكلم عن فلسطين فليعقد مؤتمر جهاد وإرهاب وتفجير وقتل ودمار لليهود، لا مؤتمر سلام وحمام ودجاج ..
س: لوحظ بشكل جليّ تنوُّع الحاضرين ضمن ألوان الطيف الإسلامي. هل من رسالة وراء ذلك؟
ج: اجتماع مختلف الطيف الإسلامي هو عبارة عن محاولة جمع المسلمين على رؤية واحدة في قضايا تُهم مصيرهم، وهي قضايا الاحتراب الداخلي الذي ورد ذكره في الحديث النبوي الشريف: «ويلكم .. لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». فهذه الاحترابات التي نشهدها في الصومال، وفي العراق، وفي باكستان، رغبة من العنصر الخارجي الذي يوقع الموالي في العالم الإسلامي، إلا أن طريق التعامل مع هذا والحروب التي تقوم بين المسلمين هي حروبٌ تسيء إلى التاريخ، وإلى الإسلام، وتشوّه حاضر الأمة ومستقبلها، ونحن نحاول أن نقدّم بالدليل وليس بشيء آخر، ومن خلال طيفٍ ملونٍ ومنوعٍ، رسالتنا التي ذكرتها لك.
التعليق: سبحان الله!! انظروا كيف وصف الشيخ ابن بية المجاهدين في الجواب السابق "جماعة خارج الشرع والشرعية والنظام" وقارنوه بوصفه للعلمانيين وغلاة الصوفية والرافضة، حيث قال "مختلف الطيف الإسلامي"!!
لقد كان من ضمن الحضور بعض غلاة الصوفية والرافضة، فإذا أراد الشيخ أن يخرج معهم برؤية واحدة في القضايا المصيرية، فنقول للشيخ: لن ترجع حتى بخُفّي حُنين!! وهنا أمر غاية في الغرابة: كيف يكون مؤتمر لتحقيق وتصحيح تراث ابن تيمية رحمه الله – ويشارك فيه الصوفية والعلمانية والرافضة!! ألا يعرف الشيخ ابن بية رأي الرافضة والصوفية والعلمانيون في ابن تيمية!! كيف يحققون نصوصه وهم أعداء له!! كيف يصححون مفاهيمه وهو يكفّر العلمانيين (الذين يفصلون الدين عن الدولة) ويكفّر غلاة الرافضة وغلاة الصوفية!!
س: هل كانت هناك مشاركات خارجية في المؤتمر؟
ج: نعم. الدعوة كانت موجهة من طرفين: الأول من (المركز العالمي للترشيد والتجديد) وهذا هو الأغلب، والثاني من جامعة ماردين، وقد دعت بعض الناس، ومنهم الذين أتَوْا من دولة إيران.
نحن في المركز العالمي دعونا مجموعات متخصصة في شيخ الإسلام من مشارب ومذاهب مختلفة؛ حتى تكون هذه الوحدة حول قضايا الأمة، حتى يُقنع بعضنا بعضًا، وكذلك جامعة ماردين.
وأودُّ أن أقول إن إسهام (الإسلام اليوم) ممثلًا في شخص نائب المشرف العام الشيخ عبدالوهاب الطريري مقدر، وهذه رسالتي أقولها: نحن نعتبر (الإسلام اليوم) ليس حلفًا فقط، وإنما توأمًا لنا، لأننا عندما نريد أن نقوم بعمل نُعلم إخواننا في "الإسلام اليوم". ونحن معهم على دربٍ واحدٍ هو درب قول الحق بدون مجاملة وبعد تأصيلٍ. (انتهى اللقاء) ..
التعليق: رحم الله الشيخ بكر أبو زيد، فقد كان متخصصاً في علم ابن تيمية، ولكننا لم نسمع منه هذا الكلام الذي وصلنا من مؤتمر ماردين، وكُتب شيخ الإسلام التي طُبعت تحت إشرافه تُكذّب دعاوى المجتمعين في ماردين ..
لنا أن نتسائل: لماذا ابن تيمية؟! لماذا الآن؟! ولماذا فقه الجهاد بالذات الذي يحتاج إلا تعديل وفهم وتأصيل جديد؟!
أليس من الأولى أن يناقش المؤتمرون عقيدة بعض الحضور (كالرافضة وغلاة الصوفية والعلمانية) بدلاً من مناقشة فتوى ماردين!! هل من المعقول أن تكون فتوى ماردين أشد خطورة على الإسلام والمسلمين من عقيدة الرافضة والصوفية والعلمانية!! نحن نعرف الصوفية في تركيا ونعرف موقفها من ابن تيمية رحمه الله، فلماذا الإجتماع في تركيا، ثم التوصية بالإجتماع الدوري في دولة أوروبية!!
هل قضيتنا الآن هي فتوى ابن تيمية!! هل حررنا العراق وفلسطين وأفغانسان والشيشان والصومال والفلبين وكشمير والقوقاز وتركستان الشرقية وغيرها من البقاع الإسلامية المحتلة ولم يبقى إلا فتوى لابن تيمية نريد تحرير كتبنا من بعض ألفاظها!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس في هذا المؤتمر خدمة للعدو الصليبي الذي عجز عن مواجهة المجاهدين في العراق وأفغانستان لأنهم يتمسكون بالنصوص الشرعية وبأقوال العلماء، فنأتي نحن لنجتث ثقتهم بكلام العلماء من صدروهم فيقفوا على أرض هلامية بعد أن كانت صلبة ثابتة!!
إذا كانت فتاوى ابن تيمية تحرّض الناس على الجهاد فلماذا نشككهم فيها!! لو كانت فتاواه من الكذب المحض لكانت الحكمة تقتضي تركها تعمل مفعولها حتى يندحر الأعداء ثم نأتي ونفنّدها، فكيف وفتاوى هذا الإمام المجاهد المجتهد الذي بلغ – على حد قول بعض العلماء – درجة الإجتهاد المطلق تُعدّ في مقدمة فتاوى كل من أتى بعده، وحتى من أتى قبله بفترة ليست بالقصيرة ..
إن التشكيك هنا ليس في علم ابن تيمية وسعة إدراكه، فهذا لا يُقدِْم عليه ألد أعداء ابن تيمية فضلاً عمن يعترف بإمامته، وإنما التشكيك أتى في ما هو مخطوط ومطبوع من فتاواه التي تربى عليها كبار علماء الأمة على مر قرون، فكل هؤلاء لم ينتبهوا لهذه الأخطاء التأصيلية حتى انطلق مؤتمر ماردين (الذي شارك فيه أمثال الجفري الصوفي الضال) ليُعلن على الملأ جهل جهابذة العلماء بأصول التحقيق والتدقيق!!
بعد التعليق على حوار ابن بية – غفر الله له – نُعرّج على ما خرج المؤتمرون به من نتائج، فنعلّق عليها بتعليقات سريعة:
"النتائج:
• إن فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في ماردين لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون متمسكاً ومستنداً لتكفير المسلمين والخروج على حكامهم واستباحة الدماء والأموال وترويع الآمنين والغدر بمن يعيشون مع المسلمين أو يعيش معهم المسلمون بموجب علاقة مواطنة وأمان بل هي فتوى تحرم كل ذلك فضلا عن كونها نصرة لدولة مسلمة على دولة غير مسلمة وهو في كل ذلك موافق ومتبع لعلماء المسلمين في فتاويهم في هذا الشأن ولم يخرج عنهم. ومن استند على هذه الفتوى لقتال المسلمين وغير المسلمين فقد اخطأ في التأويل وما أصاب في التنزيل".
التعليق: الفتوى لا تُحرّم الخروج على الحكام لانها فتوى في حق حكام نصارى احتلوا أرضاً مسلمة، وهذا من جهاد الدفع الذي يقره الشيخ ابن بية كما ذكر في السؤال حول فلسطين ..
•“إن تصنيف الديار في الفقه الإسلامي تصنيف اجتهادي أملته ظروف الأمة الإسلامية وطبيعة العلاقات الدولية القائمة حينئذ. إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح و التعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف في إطار تحقيق المصالح المشتركة والعدالة بين الناس ويأمن فيه الناس على أموالهم وأوطانهم وأعراضهم وهو ما أقرته الشريعة ونادت به منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووضع أول معاهدة تضمن التعايش بين جميع الطوائف والأعراق في إطار العدالة والمصالح المشتركة ولا يسوغ التذرع بما يشوبها من نقص أو خرق دول معينة لها للتنكر لها وافتعال التصادم بينها وبين الشريعة السمحة."
التعليق: لو أقر الشيخ ابن بية بصحة هذه المقولة "تجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال" فإنه يُقر بما يخالف النصوص الصريحة ويخالف أقوال الصحابة وأعمالهم وإجماعهم وما كان في يوم من الأيام معلوم من الدين بالضرورة: وهو جهاد الطلب، لأن جهاد الطلب هو: قصد الكفار في ديارهم - وإن لم يبدؤونا بالقتال - إعلاءً لكلمة الله .. ولنا وقفة مع عبارة أخرى، وهي قوله " إلا أن تغير الأوضاع الآن ووجود المعاهدات الدولية المعترف بها وتجريم الحروب غير الناشئة عن رد العدوان ومقاومة الاحتلال وظهور دولة المواطنة التي تضمن في الجملة حقوق الأديان والأعراق والأوطان استلزم جعل العالم كله فضاء للتسامح و التعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف ... "، هذا الكلام من أخطر ما قال الشيخ هنا، ومعتقدُه إن علم حقيقة قوله ومعنا وقصده فقد يقع في الردّة والعياذ بالله، ولكن لعلها زلة لسان، فهذه المعاهدات الدولية في حقيقتها: قوانين وضعها النصارى واليهود بعد الحرب العالمية، وضعوها لخدمة مصالحهم الخاصة، فهذه القوانين لا تُلزم المسلمين بشيء، وإنما يلزم المسلمون شرع الله، وما خالفه فهو
(يُتْبَعُ)
(/)
غير معترف به فضلاً عن أن يكون ملزماً لنا بشيء!! كيف يضع اليهود والنصارى قوانين ثم تكون ملزمة للمسلمين!! وحتى نقطع باب المناورة، نقول: لم يكن أحد من المسلمين حاضراً وقت وضع هذه القوانين الدولية، وإنما كان الحضور كلهم كفار، ولم توضع القوانين لعدالتها، وإنما وضعت لتحقيق مصالح المنتصرين في الحرب العالمية وكلهم كفار، ولا يحق لأي مسلم الإعتراض على أي من هذه القوانين لأنه لا قيمة له فيها ولا وزن، بل الأمر فيها للكفار الذين عندهم حق النقض دون غيرهم، فكيف يقول مسلم بأن يترك أهل الإسلام جهاد الطلب من أجل هذه القوانين الكفرية المخالفة لشريعة رب البرية والتي وُضعت لتحقيق مصالح اليهود والنصارى!! هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية فالأمر أظهر: فالمسلمون لم يستفيدوا أبداً من هذه القوانين لتحقيق أي مصلحة لهم، ومصالحهم دائماً تُداس في أروقة هذه المؤسسات العالمية التي يرأس أكثرها اليهود الذين هم أشد الناس عداوة للمسلمين، وهذه فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان والبوسنة والفلبين وتركستان الشرقية والصومال وجنوب تايلان ونيجيريا وغيرها من البلاد التي خربها الكفار بمرأى ومسمع من هذه القوانين!! إذا كان الشيخ ابن بية يعارض مصطلحاً شرعياً لا يوافق الواقع، فما باله يُلغي كل هذا الواقع ليوافق قوانين كفرية استخدمها أصحابها لحرب الإسلام والمسلمين وتدمير بلادهم!!
• من الأولويات التي على علماء الأمة ومؤسساتها العلمية الاضطلاع بها التحليل والتقويم للأفكار المسوغة للتطرف والتكفير والعنف باسم الإسلام؛ فالتدابير الأمنية مهما كانت عادلة لا تقوم مقام البيان بالحجة والبرهان. ومن ثم تقع المسؤولية على علماء الأمة في إدانة كل أشكال العنف في التغيير أو الاحتجاج داخل المجتمعات المسلمة وخارجها بوضوح وصراحة وجرأة في قول الحق منعا للالتباس وإزالة للغموض.
التعليق: يتطلب هذا من العلماء: حذف مئات الآيات القرآنية وشطب مئات الأحاديث النبوية وطمس السيرة والتأريخ الإسلامي لأن فيها الكثير من الأفكار التي تسوّغ التكفير والعنف بإسم الإسلام .. هل هذه أولويات العلماء في مثل هذه الظروف يا شيخ!! أمة مستباحة ويكون من أولويات علمائها: تقويم أفكار من يدافع عن الأمة من المجاهدين وإدانتهم!! هل هذا كلام الشيخ ابن بيّة أم ابن غورين!! فليتّق الشيخُ الله َ ..
أين التحريض على الجهاد، وقيادة المجاهدين، والذب عن أعراض المسلمين، وتحرير بلاد الإسلام، والدفاع عن الدين المُهان من قِبل الأعداء!! أكل هذه الأمور ثانوية!!
حفظ الدين والعرض والمال والنفس ليس من الأولويات اليوم!!
نسينا: الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والرجال والأعداء والحكّام وغيرها من الأمور التجديدية التأصيلية!!
• إن علماء الإسلام ما فتئوا يؤكدون عبر العصور أن الجهاد الذي يعتبر ذروة سنام هذا الدين ليس نوعا واحدا بل هو أنواع متعددة منها القتال في سبيل الله وهذا النوع أناط الشرع صلاحية تدبيره وتنفيذه بأولي الأمر (الدولة) باعتباره قراراً سياسياً تترتب عنه تبعات عظيمة؛ ومن ثم فلا يجوز للفرد المسلم ولا لجماعة من المسلمين إعلان حرب أو الدخول في جهاد قتالي من تلقاء أنفسهم درءا للمفاسد واتّباعاً للنصوص الواردة في هذا الشأن.
التعليق: قال الرملي (في نهاية المحتاج 8/ 60): يُكره الغزو بغير إذن الإمام أو نائبه، ولا كراهة في حالات:
1 - إذا فوت الإستئذان المقصود،
2 - أو عطل الإمام الغزو،
3 - أو غلب على ظنه عدم الإذن (كما بحث ذلك البلقيني) .. (إنتهى).
طبعاً هذا الكلام قديم لعالم قديم من زمن سحيق وهو قابل للتصحيح والتغيير على وفق معايير مؤتمر ماردين!! لاحظ هنا أن الشيخ استخدم لفظ "السياسة" وذلك أنه نسبه إلى الحكام، أما أهل الإسلام من العلماء وغيرهم: فلا سياسة ولا هم يحزنون ..
(يُتْبَعُ)
(/)
• وأصل مشروعية الجهاد أن ما كان دفعاً لعدوان (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) أو نصرة للمستضعفين (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... ) أو دفاعاً عن التدين (أذن للذين يُقاتَلون ... ) وليس ناشئاً عن اختلاف في الدين أو بحثاً عن المغانم.
التعليق: قال تعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29)، وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (التوبة: 123)، ولعل هذه الأقوال قديمة وتحتاج إلى تحقيق وتصحيح أيظا .. كل شيء جائز هذه الأيام!!
• إن شأن الفتوى في الإسلام خطير ولهذا شدد العلماء في شروط المفتي ومنها أن يكون ذا أهلية علمية كاملة وفي شروط الفتوى خاصة تحقيق المناط في المكان والزمان والأشخاص والأحوال والمآل.
التعليق: حلال على العلمانيين والرافضة والصوفية أن يُفتوا، وحرام على علماء أهل الجهاد الفتوى والله تعالى يقول {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت: 69)، الذين جاهدوا "فينا" وليس في سبيل السلام والتعايش السلمي مع الذين أمرنا الله بقتالهم ..
• إن مفهوم الولاء والبراء لا يكون مُخرجاً من الملة ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية، وما سوى ذلك فهو أنواع تتناولها الأحكام التكليفية الخمسة، وبناء عليه لا يجوز حمله على معنى واحد يكفر به المسلمون.
التعليق: سبحان الله!! في المؤتمر علمانيون، ومع ذلك يقولون "ما لم يكن مرتبطاً بعقيدة كفرية" أليست العلمانية من الكفر!! أم أن فتوى تكفيرهم قديمة مضى عليها بضع سنوات!!
انتهت النتائج .. ولو أراد المؤتمرون أن نأتي على كل مصيبة كتبوها ونرد عليها بآيات من كتاب الله أو أحاديث لرسول الله لكان ذلك يسيرا، ولولا خشية الإطالة وضيق الوقت لكان لنا مع المؤتمرين شأن آخر، ولكنها إشارات يفهمها اللبيب ..
وننقل هنا فتوى شيخ الإسلام في ماردين ليتبيّن من له عقل: صحّة ما ذكرنا من تعليقات هنا:
سئل [شيخ الإسلام ابن تيمية] رحمه الله عن بلد ماردين:
هل هي دار حرب أو بلد سلم؟
وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا؟
وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر، وساعد أعداء المسلمين بنفسه وماله، هل يأثم في ذلك؟
وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه أم لا؟
فأجاب: الحمد لله. دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها. وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم. والمقيم بها إن كان عاجزًا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه. وإلا استحبت ولم تجب.
ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم، ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأي طريقة أمكنتهم. من تغيب أو تعريض أو مصانعة، فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت.
ولا يحل سبهم عموماً ورميهم بالنفاق، بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم.
وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، وليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام بكون جندها مسلمين. ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه". انتهى كلامه رحمه الله. (الفتاوى:28/ 240 ـ 241)
ليعذني القارئ الكريم على عدم التفصيل، فقد كتبت التعليقات على عجالة لضيق الوقت، ولعل الله ييسر بعض الوقت لتفنيد هذه الأفكار الخطيرة التي يراد لها الرواج بين المسلمين بحجة التجديد والتأصيل والوسطية والإعتدال ونبذ العنف والتطرف والإرهاب ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
26 ربيع الثاني 1431هـ(/)
«شَرْحُ كِتَابِ تَجرِيدِ التَّوْحيْدِ المُفِيدِ للمقرزيِّ»،لشيخنا صالح الفَوزان 1431
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 09:02]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«شَرْحُ كِتَابِ تَجرِيدِ التَّوْحيْدِ المُفِيدِ
للشَّيخ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ المَقرِزيِّ
ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
شَرْحُ
صَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا المُبَارَك العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
جمعه / سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ. آمين.
[الدَّرْسُ الأَوَّلُ]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed01.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 09:03]ـ
[الدَّرْسُ الثَّاني]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed02.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 09:04]ـ
[الدَّرْسُ الثَّالِثُ]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed03.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 09:05]ـ
[الدَّرْسُ الرَّابِع]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed04.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Apr-2010, صباحاً 09:03]ـ
[الدَّرْسُ الخَامِسُ]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed05.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 04:20]ـ
[الدَّرْسُ السَّادِسُ]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed06.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 06:21]ـ
[الدَّرْسُ السَّابِعُ]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed07.mp3
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 07:47]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 09:25]ـ
أحسن الله إليك ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 08:16]ـ
جزاكُما اللَّهُ خيرًا، وَباركَ فيكُمَا.
[الدَّرْسُ الثَّامن]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed08.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 03:35]ـ
[الدَّرْسُ التَّاسِع]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed09.mp3
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 12:28]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك ولكتاب تجريد التوحيد شرحا مفرغا رائعا للشيخ محمد بن أمان الجامي -رحمه الله-.
وننتظر باقي روابط شرح شيخنا ووالدنا العلامة الفوزان.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 01:05]ـ
باركَ اللَّهُ فيك، ورَحِمَ العلَّامةَ الجامِيّ.
[الدَّرْسُ العَاشر]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed10.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 06:01]ـ
[الدَّرسُ الحَادِي عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed11.mp3
ـ[السليماني]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 02:13]ـ
بارك الله فيك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 08:03]ـ
الأخ الغالي الودود / السّليمانيّ:
وفَّقكُم اللَّهُ، وزادكُم فضلًا، ونبلًا، وتوفيقًا، ورفع قدركُم، وأعلى ذكركُم، وأعظم أجركُم.
[الدَّرسُ الثّاني عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed12.mp3
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 02:01]ـ
وفق الله الشيخ لرضاه والجنة وأنزلة الفردوس الأعل ((مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً))
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 02:42]ـ
وفق الله الشيخ لرضاه والجنة وأنزلة الفردوس الأعلى ((مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً))
ـ[أبوخذو]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 05:53]ـ
شكرا لشيخنا الفاضل وأطال الله في عمره وغفر الله له ولوالديه؛ وجعله عز للإسلام والمسلمين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 07:26]ـ
آمين.
وجزاكُما اللَّهُ خيرًا، وباركَ فيكُمَا.
ـ[أبو فراس السلفي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 03:25]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله في الشيخ العلامة الفوزان ونفع الله به
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 08:16]ـ
آمين.
وجزاكُم اللَّهُ خيرًا، وباركَ فيكُم ـ أيّها الفاضل ـ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 08:25]ـ
[الدَّرْسُ الثَّالِث عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhTajreed_310/tgreed13.mp3(/)
أسرة الأحمد تصدر بياناً في نصرة شيخها الدكتور يوسف الأحمد ضد الأقلام الجائرة
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 10:20]ـ
أصدرت أسرة الأحمد بياناً تضمن نصرة الشيخ يوسف الأحمد على الأقلام الجائرة من الصحف المحلية التي نالت من شخص الشيخ وتركت النقاش الموضوعي، وأسرة الأحمد هي من الأسر المعروفة في نجد من محافظة المجمعة من قبيلة عنزة وقد حصلت حرف على نسخة من هذا البيان، وهذا نصه:"
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإنّ عائلةَ الأحمد تُحبُ نشرَ هذه الكلمات؛ نصرةً لشيخها د. يوسف الأحمد صمن الهجمة الظالمة التي تمارسها صحافتنا الصفراء في مسلسلهم المعتاد، الذي أعده المنافقون والتغريبيون لإسقاط العلماء والدعاة؛ وذلك بالتنقص من قدرهم والسخرية منهم وإشباع الروح الرديئة من ذمهم بالزور والتحقير، وكان آخرها الهجمة على الشيخ د. يوسف الأحمد، وذلك بعد اقتراحه توسعة المسجد الحرام؛ الذي يهدف لاستقبال أكبر عدد ممكن من المسلمين في العالم للقدوم لمكة، وحل مشكلة قرب المسعى من المطاف، وإزالة الحرج الشرعي من قضية الاختلاط بصورته المحرمة، وإعادة بناء المنطقة المجاورة للحرم ليتمكن من سكناها ذوي الدخل المحدود بدل ما هو حاصل من الأسعار الباهضة، وغير ذلك من مصالح التوسعة المقصودة وهي مُبيَّنَة في بحث مُحَكَّم كتبه الشيخ قبل سنوات، وقد نُشِرت للشيخ مقالة في صحيفة الجزيرة تبين ملخص الاقتراح في تاريخ 20/ 12/1428هـ عدد 12875
ولنا مع هذا الحدث عِدة وقفات:
أولاً: نأسف في أن الأكثرية من كُتّاب صحافتنا -الذين كتبوا في القضية- هم من الأقلام الجائرة، وقد جعلوا إعلامنا ذا لونٍ أصفرٍ قَاتِم، حيث كثُر النقد الجائر، والفجور في الخصومة، وتجهيل بالحقائق والتنفير منها.
فإذا علِم المنافقون أن هناك من يسير على طريق الحق والاحتساب من العلماء والدعاة سَلقوهُ بِأَقلامِهم، وخَاصموهُ بشدَّة، وفَجَرُوا في خُصُوْمَتِهِمْ لَهُ، وَاستحَلُّوا كلَّ وسيلةٍ تُحقِّق إِسقَاطَهُ؛ ذلك أن اللدد في الخصومة، والفجور فيها من صفات المنافقين، يقول تعالى ((بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُوْنَ))، قد سلكوا في ذلك مسلك قتلة الأنبياء للسير في إسقاط ورثة الأنبياء فهي علاقة التلميذ بأستاذه، يدسون السم في العسل في مقالاتهم؛ حيث ينبئ عن وجود مشكلة شخصية.
و القليلُ هم ذو الأقلامِ الشريفة، الذين يملكون ثقافة جيّدة وعقلاً محترماً وشخصيّة حرة لا تدور في فلك الآخرين تستحق أوسمة الشرف والمهنية
ثانياً: نقول للشيخ د. يوسف الأحمد وغيره من العلماء والدعاة والمحتسبين: إن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مليء بالأشواك والسدود؛ فلا بد فيه من صبر ومجاهدة، كما قال لقمان لابنه يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إنَّ ذَلِك مِن عزم الأُمُورِ).
و اعلموا أن هذا طريق سلكه من سبقكم من الأئمة المصلحين خير قدوة وأسوة، وعلى رأسهم إمام الأمة عليه الصلاة والسلام.
ثالثاً: نؤيد الشيخ في قيامه بالترافع ضد الأقلام التي جارت في النقد، وأساءت الأدب، وإحالتهم للقضاء الشرعي؛ حِفظاً للحقوق التي اُنتُهِكَتْ من قِبَل الإعلام المرئي والمقروء.
رابعاً: نناشد ولاة أمر هذه البلاد بالأخذ على أيدي سفهاء الإعلام وإيقافهم عن التجاوزات التي يمارسونها في حق العلماء والدعاة، وقبل ذلك تَعدِّيهِم على النصوص والثوابت الشرعيّة؛ ويكون ذلك بتوجيهيهم التوجيه الصحيح للكتابة الجادة وفق الضوابط الشرعية، ووضع عقوبات صارمة في تجاوزات الإعلاميين والكُتّاب، فليس صحيحاً أن الإعلاميين والكُتّاب ليسوا تحت دائرة القضاء الشرعي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أسرة الأحمد 25/ 4/1431هـ
صحيفة حرف - خاص:
http://www.m-muslim.com/vb/showthread.php?p=916#post916(/)
حلقة الدكتور حسام أبو البخاري علي قناة الناس ((عظام ماعز ... ونظرة في الدين المقارن))
ـ[المحدث]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 10:46]ـ
http://www.sheekh-3arb.net/vb/mwaextraedit4/extra/15.gif
عظام ماعز .. و نظرة في الدين المقارن
http://www.archive.org/download/forsan2010-1030/sahra.2010-04-08.00.gif
لقاء دكتور حسام أبو البخاري (- ANTI )
علي قناة الناس و برنامج سهرة خاصة
في ضيافة الشيخ الكريم / خالد عبد الله
الخميس 8/ 4/2010
http://www.archive.org/download/forsan2010-1030/sahra.2010-04-08.00.gif
رابط تحميل الحلقة الاصلية (حجم 500 ميجا تقريبا)
هنا ( http://www.sheekh-3arb.org/mo7ads/Alnas_TV.rar)
روابط أخرى جودة أقل و حجم اقل ايضا:
رابط فيديو جودة عالية ممتازة: ( http://www.archive.org/download/forsan2010-1030/sahra.2010-04-08.00.AVI)
رابط فيديو mp4 جودة عالية: ( http://www.archive.org/download/forsan2010-1030/sahra.2010-04-08.00_512kb.mp4)
رابط صوت mp3 جودة عالية: ( http://www.archive.org/download/forsan2010-1030/sahra.2010-04-08.00.mp3)
رابط صوت wma جودة عالية: ( http://www.archive.org/download/forsan2010-1030/sahra.2010-04-08.00.wma)
رابط Ogg Video جودة عالية: ( http://www.archive.org/download/forsan2010-1030/sahra.2010-04-08.00.ogv)
(http://ia341314.us.archive.org/1/items/forsan2009-804/091231_213045.ogv)
http://www.archive.org/download/forsan2010-1030/sahra.2010-04-08.00.gif
صور من داخل الحلقة للمتابعة
مسح تاريخي و جغرافي للكتاب المقدس
http://www.sheekh-3arb.org/islam/join/14.jpg
مجمع ترينت
http://www.sheekh-3arb.org/islam/join/TRENT1.jpg
جزيل الشكر و التقدير لمنتدى فرسان السنة
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=158279 (http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=158279)(/)
جريدة الحياة (أو الموت) وكذبة إبريل
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 12:27]ـ
د. عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر جريدة الحياة (أو الموت) وكذبة إبريل الحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وسلم:
أما بعد؛ فنحن في شهر إبريل من الشهور الإفرنجية وفي شهر ربيع الثاني من الشهور العربية، ومن عوائد الإفرنج تخصيص شهر إبريل بكذبة غريبة تستهوي النَقَلة، للسبق بنقلها، وتثير مشاعر المستمع، فترُوج الكذبة كما ترُوج أكاذيب الكاهن، وقد سرت هذه العادة إلى مجتمعات المسلمين بحسب ماعندهم من التقليد والتغريب، وقد قامت الجريدة بنصيب الصحافة من هذه العادة ـ كذبة إبريل ـ وذلك فيما نشرته في عددها الصادر في يوم السبت الخامس والعشرين من هذا الشهر ربيع الأول 1430 ولا بد أن نذكر ما يوافقه من إبريل وهو اليوم العاشر لعام 2010 م وهذا نص الكذبة: "علمت «الحياة» أن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء دعت أعضاء الهيئة إلى اجتماع استثنائي يعقد اليوم في الرياض، لمناقشة «تجريم فتاوى التكفير»، الذي طرح فكرةً في مجلس الشورى لم يتوقع المناصرون لها أن تحظى بهذه الاستجابة السريعة من جانب أعلى مؤسسة دينية في البلاد. وأكد المصدر الذي تحدث إلى «الحياة»، أن أعضاء الهيئة أبلغوا بالاجتماع بشكل طارئ، بعد أن طرح عضو في مجلس الشورى فكرة سنّ نظام يجرّم فتاوى التكفير يتولى المجلس صياغته، بالتعاون مع هيئة كبار العلماء".
وبغض النظر عن الموضوع وأحقيته بالبحث، فإن الذي يعنينا الآن أن هذا الخبر من الجريدة كذب له قرون كما يقال، وافتيات على الهيئة، كما أفاد بذلك سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وفقه الله، حين أطلعته على خبر الصحيفة فكذبه، والعجيب أن جريدة الجزيرة في افتتاحيتها الرسمية قد ساندت شقيقتها الحياة في كذبتها، وجعجعت في الموضوع نفسه، ولهذا فإني أحذر القراء من أن يثقوا بهتين الجريدتين وأخواتهما من الصحف المحلية، فإنها بيوت الكذب ومصانع الإفك، وهذا الخبر المفترى نموذج جلي وشاهد صادق على ما تمارسه هذه الصحف من الكذب والباطل والكذب على العلماء، هذا عدا مافيها من المنكرات الأخرى من الاستخفاف بالمحرمات ونشر صور النساء السافرات، ورحم الله الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة السابق الذي كان يقول: إن إدخال هذه الصحف إلى البيوت جريمة، يريد صحف زمانه، فكيف لو رأى صحفنا اليوم! وإذا كانت صحيفتا الحياة والجزيرة كذبتا على هيئة كبار العلماء، وهي كما وصفتها صحيفة الحياة في الخبر نفسه (أعلى مؤسسة دينية في البلاد) فلأن تكذبا على ما دونها من باب أولى، فيجب حينئذ في أخبار الصحف إعمال قوله تعالى: "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، على أن العجب لا ينقضي ـ والله ـ ممن يشتري هذه الصحف بحر ماله وهي تكذب عليه وتستخف بعقله! وكتبه عبد المحسن العسكر.
http://islamlight.ccell.mobi/index.php?option=content&task=view&id=18259&Itemid=48(/)
د. المحمود: أحد الليبراليين سخر من حديث الرسول في نادٍ أدبي فصفقوا له [ملف صوتي
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 12:43]ـ
http://www.islam.gov.kw/site/admin/softs/meet_consult/data/upload/1199350827.jpg
قال إن أحد الليبراليين سخر من حديث الرسول في نادٍ أدبي فصفقوا له
الشيخ المحمود: لا يقبل مسلم على وجه الأرض أن يتحول المجتمع السعودي للعلمانية
سبق – الرياض:
كشف الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود أسرار التحالف بين العصرانيين الجدد والليبراليين والعلمانيين والشيوعيين, وقال إنه تحالف موجه للإسلام والتيار الإسلامي, وقال: إن العلماني لا يعادي الليبرالي, ولا القومي يعادي الشيوعي الآن, بل كلهم تحالفوا ضد الإسلام وعلمائه ودعاته, وبعد أن كانت هذه التيارات والاتجاهات تعادي الإسلام كدين صراحة صاروا يتحدثون عن تفسير جديد للإسلام, لأنهم يريدون إسلاماً جديداً يتمشى مع العصر الحاضر, يتقبل الفتاوى الشاذة, التي يتلقفها الشباب وينحون مناحي الانحراف, فهؤلاء يريدون مجتمعات إسلامية متفسخة, لا يوجد فيها شيء قطعي أو ثابت.
جاء ذلك في محاضرة الشيخ المحمود بـ "أحدية الجبر الرشيد" مساء أمس - الأحد- بالرياض والتي جاءت بعنوان "العصرانيون الجدد".
وتطرق الشيخ المحمود إلى صور التحالف العلماني الليبرالي النصراني الموجه ضد الإسلام, وأطوار المدرسة العصرانية "العقلانية", وقال إن أطوار التيار العلماني مرت بعدة مراحل منها مرحلة الانتماء الفكري الملتزم، فقد كان الشيوعي ملتزماً بشيوعيته والقومي ملتزماً بقوميته, وكذلك الليبرالي والبعثي. أما المرحلة الثانية فكانت مرحلة الفكر الحداثي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي, والتقاء أصحاب الفكر العلماني لمواجهة الفكر الإسلامي, ثم المرحلة الثالثة وهي مرحلة ما بعد الحداثة وعدم وجود ثابت, وأن الشيوعي يتحول بسهولة لليبرالي, والعكس أيضاً, فالمرحلة الرابعة وهي انضواء جميع أصحاب هذه التيارات العلمانية تحت لواء العولمة الغربية والخضوع لها, واستخدام أذرعتها المختلفة الإعلامية والمالية في مواجة الإسلام وتشويهه والتشكيك في ثوابته.
ثم تطرق الدكتور المحمود إلى تطور المدرسة العصرانية من الكلامية إلى المزج بين الأصولية والفكر الاعتزالي والصوفي والرافضي, وصولاً للعصرانيين الجدد الذين وجدوا تقارباً بل تحالفاً مع المد العلماني والمدرسة الفلسفية الغربية, والغزل بين الاثنين وتبادل المدح والثناء على أطروحاتهم حتى ولو كانت تمس الثوابت والمقدسات.
واستشهد الدكتور المحمود بحديث أحد المثقفين السعوديين في أحد الأندية الأدبية الذي قال فيه "أفلحنا فولينا أمرنا امرأة"، فصفق له الحضور بشدة مثنين على هذا القول الذي يناقض الحديث النبوي الشريف الذي ورد في صحيح البخاري, أصح كتاب بعد كتاب الله, والذي قال فيه "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة". إنهم يسخرون ويصفقون لمن يسخر من حديث رسول الله.
وتساءل الدكتور المحمود قائلاً: أي جرأة على رسول الله وحديث الرسول أكثر من ذلك؟!
وأكد الدكتور المحمود أن العلمانية مرفوضة في المملكة, لأن السعودية دولة لها خصوصيتها, فلم يدخل الاستعمار هذه البلاد ويعبث بها, فقد أُسست المملكة على عقيدة صافية, ودعوة التوحيد, ومحاربة للخرافة, وهي بلد الحرمين الشريفين, ولا يمكن أن يقبل أحد في داخل هذه البلاد, ولا يقبل أي مسلم على وجه الأرض أن يتحول المجتمع السعودي إلى مجتمع علماني, لأن فيها قبلة المسلمين ومقدساتهم, ومهبط الرسالة الخاتمة. وهؤلاء العلمانيون يدركون هذه الحقيقة.
ووصف الدكتور المحمود العلمانيين والليبراليين بأنهم شرذمة قليلة ولكن صوتهم عالٍ, وهم غرباء على مجتمعنا وبلادنا.
للاستماع للمحاضرة كاملة
العصرانيون الجدد
د. عبدالرحمن بن صالح المحمود
http://www.alahadia.com/inf/voices.p...on=show&id=101 (http://www.alahadia.com/inf/voices.p...on=show&id=101)
http://www.m-muslim.com/vb/showthread.php?p=917#post917
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 05:56]ـ
او بعد ذلك يأتينا من يسميهم أنهم اصحاب دعوة لحقوق الإنسان فقط ,
أتمنى أن تنتهي بعض السذاجات من بعض الصالحين
بعدين أتمنى أن ننتهي من تسميتهم بالمثقفيبن , بل هم كتاب وصحفيين فقط
الروابط لا تعمل(/)
ماذا يعني لك كتاب رولان بارت الموضوع في مكتبة مشكاة الإسلامية
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 02:26]ـ
العنوان التحليل النصي المؤلف رولان بارتنبذه عن الكتابالمؤلف: رولان بارت.
المترجم: عبد الكبير الشرقاوي.
الناشر: دار التكوين - دمشق
الطبعة: الأولى - 2009. الصفحات: 137. الحجم: 3.69 ميغا
الكتاب هو تطبيقات على نصوص من التوراة والإنجيل والقصة القصيرة، جاء في ثلاثة فصول وملحق.
يقول المترجم في تقديمه: كان آباء الكنيسة في أوائل نشأتها هم الذين يتولَّوْن تفسير الكتاب المقدس، وكانوا يرون أن العهد الجديد هو أساساً تفسير للعهد القديم، لكن عصر النهضة في أوربا شهد استقلال العلم بعد أن كان خادماً للإيمان. وهذا العلم المستقل يقوم على ملاحظة مستقلة للظواهر الطبيعية وقوانينها، وظهرت بذور التجربة الفردية، ونقد سلطة النص لصالح سلطة العيان التجريبي، فكان لا بد أن ينكشف التناقض بين الكنيسة والعلم الوليد.
ثم صارت التوراة والإنجيل نفسيهما موضوعاً للبحث العلمي، فبدأ البحث في الظروف التاريخية التي شهدت ولادة النصوص وتكوُّنها، وكيفيات انتقالها عبر القرون، وفي مؤلفيها ولغتها. وهذا يعني أن التوراة والإنجيل قد أنزلا من موقعهما المتعالي على التاريخ إلى مرتبة الحدث التاريخي الخاضع، مثل كل الظواهر التاريخية، لعوامل النشوء والتطور والتحول، كما أثبت علم الآثار وفك رموز الحضارات المصرية والسومرية والآشورية البابلية، وجود صلات القرابة بين روايات التوراة وأساطير الشرق الأوسط القديمة.
كتاب (التحليل النصي) جاء في 137 صفحة من القطع المتوسط، ضمن سلسة (دراسات) التي تصدرها دار التكوين.
«التحليل النصي» كتاب تحليلي تطبيقي يقع في 137 صفحة من الحجم المتوسط، حلل فيه رولان بارت ثلاثة نصوص هي: نص من الانجيل ونص من التوراة وقصة قصيرة لادغار بو.
يقول عبد الكبير الشرقاوي في تقديمه للكتاب: إن هذه التحليلات هي «اختيار» بالمعنى التجريبي وبالمعنى المدرسي للكلمة: اختبار للنظرية على «أرضية» التطبيق العملي، واختبار من بارت لبارت نفسه، إذ لاشك أنه قد تخيل أن القارئ سينتظر نتائج «الاختبار» بابتسامة غامضة هي مزيج من الفضول والاشفاق، وكأنه يقول: لننظر الآن على أرض الواقع ماذا سيحصل للمبادئ النظرية، وكيف سيواجه المحلل صلابة النصوص!».
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=50&book=5029
اسف قصدت في مكتبة المشكاة الاسلامية لاملتقى اهل الحديث
هل بارت يتبع التحليل النقدي للكتاب المقدس بما يتوافق مع رؤيتنا الاسلامية لهذه الكتب؟ طبعا لا
لماذا يوضع هذا الكتاب في مكتبة ممكتبة مشكاة الاسلامية،السؤال:هل لتعلم طرق النقد الحديثة في نقد النصوص المقدسة ولاتنسى ان منها القرآن الكريم؟
طبعا ليس هذا مقصد الاخوة في مكتبة مشكاة الاسلامية وانما هناك غرض من وضع الكتاب لااعرف في الحقيقة ماهو
كنت في زيارة صيفية لدار الدعوة في مدينة الاسكندرية-مدينتي، واثناء تفليتي للكتب المعروضة وجدت كتب احمد عثمان عن الاصول اليهودية وكل كتبه فقلت لهم كيف تعرض هذه الكتب هنا هل يظن اهل الدار انه كاتب اسلامي مادام يتكلم عن اليهودية والاسفار المقدسة والصهيونية ام انهم لم يقرؤوا كتبه وكلهم شباب مشغولون جدا
نبهتهم ولااعرف ان كانوا منعوا عرض الكتب ام لا؟ كان هذا منذ سنوات!
على النت ايضا في مكتبة المهتدين الاسلامية لمقارنة الاديان المشهورة والرائعة وجدت ايضا كتب لاحمد عثمان وغيره ممن هم في الحقيقة اعداء للاسلام وكتبهم تعج وتطفح بنقد الدين على طريقة فرويد مثلا في نظرته للنبي موسى وقد ذكرت ذلك-اي تاثر عثمان وغيره كالعشماوي والقمني بفرويد- بالادلة في الجزء الثاني من كتابي اقطاب العلمانية-اصدار دار الدعوة
ومعلوم ان احمد عثمان ذهب مذهب فرويد في النظرة الي نبوة موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
والمدهش انني وجدت في كتاب الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة الندوة العالمية للشباب الإسلامي
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=47&book=550
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو كما ترى موجود في مكتبة مشكاة الاسلامية يزعم ان شهود يهوه يؤمنون بالثالوث مع ان اي مطلع بسيط على عقائد شهود يهوه يعلم انهم يرفضون الثالوث بل ويفضحونه في اغلب اصداراتهم النصف شهرية فضلا عن كتبهم المخصصة لذلك ومنشوراتهم المعروفة عن ذلك وانا كتبت كتابين عنهم اصدار دار الدعوة ونتيجة بحث ميداني داخلي في الغرب نفسه ومعايشة اجتماعية لاعضاءها وعن قرب وهو لزوم البحث احيانا واحيانا اخرى لزوم امور اخرى منها التعرف والظروف (!) وغيرها من امور!
ومع ذلك فهذا الكتاب الصادر عن الندوة العالمية للشباب مازال يحوي الخطأ الاكبر مما يعيق اي تقدم وقد يستغل هذا الخطأ شهود يهوه انفسهم لاظهار جهل المسلمين وعدم اطلاعهم -القليل- على افكارهم
وقع في هذا الخطأ وغيره اخي الحبيب ابو اسلام احمد عبد الله ومن اخطاء كتابه عنهم انه كرس مايتجاوز ال20 صفحة من كتابه محاولا ان يؤكد لا ان مايكل جاكسون من شهود يهوه فقط وانما ايضا انه سيكون الرئيس القادم لهم!
ولما سألته شخصيا في مقابلة طيبة وجدت فيها حرصه على العلم والمعلومة عن مصدر معلوماته عن هذه الفكرة قال:صديق موثوق به يعيش في امريكا!
فقلت له المصدر خاطيء جدا ولايعرف شيء عن هذا الامر وانما يتلقف هذا من الاشاعات المشهورة وبحوثنا لاتعتمد على الاشاعات وانما على الوثائق
كان الرجل مضيافا لاقصي درجة بيد انه لم يغير الي اليوم مما سطره في كتابه ولااعرف لماذا والامر يحتاج خصوصا وقد مر من يوم مقابلته الى الان مايتجاوز العشر سنوات على مااظن!
نرجع لرولان بارت
رولان بارت يقوم بتحليل غاية في الخيال للكتاب المقدس مع بعض المعلومات الصحيحة او القريبة منها كما في تحليله لقصة مصارعة يعقوب للرجل-للرب-لما زعموا انه: الله، حتى الفجر! تعالى الله عمايقولون علوا كبيرا
ولاشك ان الرجل اطلع على كتب نقدية للكتاب المقدس واستفاد منها لكنه في تحليله البنيوي للحكاية او النص راح يخترع صورا تاريخية وثقافية واسطورية ايضا لارجاع النص الى انه ناتج عن عملية شعورية ولاشعورية في انتاج النص في الزمن القديم
لاضرب مثلا لم يتطرق اليه بارت فيما ازعم وهو وضع قصة مضاجعة نبي لابنتيه وولادتهما واحدة لموآب والأخرة لعمون فمن المعروف ان الحروب كانت قائمة بين امة الموآبيين والامة الاخرى العمونيين وأمة اسرائيل وسحق اسرائيل لموآب وعمون بصورة وحشية توراتية تلمودية
فهل وضع الواضعون الوضاعون النص لاجل تبرير مستقبلي لقتل الشعوب او لتبرير واقعة او وقائع قتل الشعوب المذكورة في الكتاب المقدس
وماذا فعلوا؟
نسبوا لأجل ذلك الزنى لأنبياء والقتل الوحشي لأخرين وسرقة البركة النبوية وسرقة زوجها من زوجها ثم قتله وحريف وجهة النبوة الأخيرة لتكون في اسرائيل بدل ان تكون في أمة العرب، في نصوص معينة فضحتها نصوص لم يستطيعوا تحريفها وان غيروا في الرموز او حركوا حروف معينة في كلمة ككلمة البارقليط مثلا او او
هذا التحليل موجود في كتب المسلمين واخذ اغلبه من المصادر النقدية التي كانت منتشرة ايام الحروب الصليبية وفي دولة الاندلس وصقلية وغيرهما مما وصلت اليه العين الاوروبية القارئة في العصور المظلمة والعصر الوسيط وعصر الانوار وعصرنا
العلمانية او مذاهبها استفادت من هذا النقد الاسلامي لكنها بدأت تخترع صورا من النقد بحسب مذاهبها المتداعية والتي نشأن نتيجة ظروفها اولا وثانيا نتيجة تطور النظريات وتطويرها ونقدها من داخل التصور العلماني نفسه والمتغير في كثير من صوره وتصوراته ومواقفه من قديمه وحديثه
وتحليل بارت لايفيدنا في الحقيقة الا بقدر مانريد معرفته عن النظريات الحديثة في نقد الدين كله والوحي والمقدس والنبوة والكتب والنصوس المقدسة
وقلة هم من ينفعهم هذا في التعرف على تطورات المذاهب النقدية الغربية والخلل الحاصل فيها والظروق التي نشأت فيها ... إلخ
وقديما اطلع شيخ الاسلام على مذاهب الطوائف والفرق والفلاسفة من مصادرها ومن مصادر الاسلاميين واستفاد ايما اسفادة في بيان حقيقة تلك المذاهب والنظريات والفلسفات واثبت علو الاسلام عليها كلها بالحق والعدل والرحمة
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 05:54]ـ
اشكر لك اخي جهدك ونقدك وتحذيرك
ثم أخاطب الاخ المشرف الذي حذف روابط لبعض كتب حكيم الاسلام الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى رحمة واسعة وتجاوز عنه ثم يوضع هنا رابط لكتاب حشي كفرا ولا تلحظه عين الرقيب الذي دعا احد الاخوة لوجوب طاعته!!!
يا اخي الناس اوعى مما تعتقدون فلا تمارسوا وصاية لا داعي لها وليعلق او يحذر من شاء مما شاء.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 06:44]ـ
توقيع للعودة مرة اخرى
وحتى ذلك الحين وبعده شكرا لك(/)
بحث عن منهج أهل السنة والجماعة
ـ[أبوعبدالله الأزهري]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 04:24]ـ
الأخوة الأفاضل أود عمل بحث شامل عن منهج أهل السنة والجماعة
من ناحية العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق
فماهي اقتراحاتكم وماهي الموضوعات التي يجب أن يتضمنها هذا البحث؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/vbulletin3_logo_white.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/index.php)
http://www.altawhed.net
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 04:29]ـ
عليك بهذا الرابط ... ففيه الغنية ... بارك الله فيك وسددك.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=569
ـ[أبوسفيان الذهبي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 04:31]ـ
يوجد كتاب للشيخ إبراهيم الرحيلي بعنوان موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع
لعله يفيدك في أحد جوانب البحث
يسر الله لك
ـ[أبوعبدالله الأزهري]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 04:36]ـ
جزاك الله خيراً(/)
هل النصارى مؤمنون بالله؟
ـ[أبوعبدالله الأزهري]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 04:30]ـ
أود من الإخوة الفضلاء رداً علمياً عل هذه الشبهة فأنا أعمل في الأزهر الشريف وبعض المدرسين كانوا يتناقشون في هذا الموضوع ولم يقتنعوا بآيات القرءان الكريم(/)
مناظرة الشيخ خالد فوزي مع الخليلي مفتي عمان
ـ[الصلابي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 06:45]ـ
مناظرة الشيخ خالد فوزي مع الخليلي مفتي عمان
قال الشيخ خالد فوزي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد .. فقد طلب مني بعض الإخوان أن أكتب لهم بعض ما تم نقاشه بيني وبين الشيخ أحمد الخليلي مفتي عمان، مفتي الطائفة الإباضية هناك، فأجبتهم مستعيناً بالله، فاكتب هنا مختصراً ما كان واذكره الآن إن شاء الله.
= البداية كانت أتاني بعض الشباب بشريط للشيخ الخليلي في الرد على سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – وسمعت بعضاً مما قاله في الشريط وما عرّض فيه الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -، وطلبه للمناظرة العلنية التي تنقلها الأقمار الصناعية، وكان الشيخ عبدالعزيز – رحمه الله – بحمد الله منتبهاً لهذا الأمر وأنه – أي لخليلي – ما أراد منه إلا نشراً لتلك الأفكار البدعية المخالفة للكتاب والسنة فرفض.
= ثم بعد ذلك رأيت مجلة اسمها " العقيدة " في مكتبة الحرم فلما تصفحتها فإذا هي عمانية وفيها فتاوى للشيخ الخليلي وصورته منشورة بها، فوجدت فيها فتوى بإنكار رؤية الموحدين ربهم في الآخرة، ففزعت لدخولها مكتبة الحرم تعرض على الملأ والعامة دون رقابة، فأشرت على بعض الشباب أن يذهب بها إلى المدير لينبهه ففعل ووعد المدير خيراً بأن لا تدخل مثل هذه المجلات ولكن ما لبثت أن دخلت فيما بعد!!!
= وإبان مؤتمر الرابطة كان عندي موعد مع بعض الإخوة، وكان الموعد بفندق اجياد مكة، فتأخر الأخ ذلك اليوم فهممت بالانصراف وإذا بمواجهتي رجل في العقد الخامس من عمره متعمماً بعمامة محنكة غير مسبل ثوبه على خلاف كثير مماً حضر المؤتمر، فألقى عليّ السلام ولا اعرفه ولا يعرفني، فرددت ثم تذكرت صورته التي نشرت في مجلة العقيدة فطلبت منه الجلوس لدقائق فرحب، وقد امتدت هذه الدقائق فيما بعد إلى أكثر من ساعة.
= كانة البداية عن السؤال عن الحركة الإسلامية في عمان والتزام الشباب بالدين، وربط ذلك بالصحوة في البلاد الإسلامية ونحو ذلك ثم تطرقت إلى الموضوع بلطف مستفسراً عن مجلة العقيدة، ثم استطردت بأني رأيت فتوى بها وفيها إنكار الرؤية لله جل وعلا ومنسوبة للشيخ الخليلي، فانتبه لي وعلم وقتها أنني جئت منكراً رغم أنني عرضت الأمر في صورة استفسار عن صحة النسبة له، وبدأنا النقاش، ودار النقاش وقتها عن الرؤية وعن المجاز.
وطلبت منه موعداً ثانياً بعد ما شارف وقت المغرب على المجيء فأعطاني موعداً في اليوم الذي يليه فجئت ولم استطع مقابلته لأنه كان في غرفة بجوار غرفته!!! كما بيّن لي فيما بعد.
وقابلته في الحرم وطلبت موعداً ثالثاً فأعتذر بالمرض والسفر لكنه أعطاني عنوانه لمراسلته، الذي ضاع مني فيما بعد!! وطلبت منه كتباً عن الإباضية فوعدني بتركها في الاستقبال، وفعلاً وجدته قد ترك لي كتاباً وكتيبات عن الإباضية أهمها مسند الربيع بن حبيب الفراهيدي، وكتاب مشارق الأنوار في معتقدهم للسالمي وفيه من الضلال الشيء الكثير، وغيرها من الكتب.
ومرت الأيام، وكنت قد مررت على هذه الكتب واستخرجت منها مخالفتهم في المعتقد لأهل السنة والجماعة، وتركتها جانباً لعلني احتاج لما فيها بعد.
وذات يوم بينما أسير في الحرم بين العشائين قاصداً الخروج لحاجة، لمحت الشيخ الخليلي جالساً يقرأ القرآن فتوجهت له وجالسته حتى قبيل العشاء، وكان معه الشيخ أحمد السيابي وأظنه مدير الأوقاف والدعوة الإسلامية، وهو على نفس المعتقد، وتناقشنا وقتها في عدة أمور على رأسها قولهم بخلود عصاة الموحدين في النار إن ماتوا غير تائبين.
ثم طلبت منه موعداً ثالثاً فأجابني، وكانت المقابلة في اليوم الذي يليه، وحضر معي بعض الشباب وقد استأذنت لهم منهم الأخ توحيد سعد، والأخ طارق السبيعي، والأخ حسام العصامي، ويومها دار النقاش وإن كان أقل تنظيماً مما سبق وكثر فيه الاعتراضات، وكان أهم ما تكلمنا فيه هو موقفهم من التاريخ الإسلامي، واصر الشيخ الخليلي على فتح موضوع (المجاز).
(يُتْبَعُ)
(/)
وطلبت موعداً آخر لمناقشة قولهم بخلق القرآن فاعتذر الخليلي بأنه يود أن يكون مجيئه لمكة من لأجل العبادة وقراءة القرآن (وهذا يخالف ما اراده من قبل من مناظرة الشيخ ابن باز رحمه الله بمكة المكرمة!!!).
وعرض علينا تأشيرة لعمان وعرض بعض الجالسين تذكرة السفر ليتم النقاش هناك!!
وسأعرض في إيجاز أهم ما ورد في هذه المقابلات الثلاث ما تسعفني به ذاكرتي:
1) رؤية الله تبارك وتعالى:
طلب الشيخ أحمد الخليلي الدليل على الرؤية فأجبته بأن من الأدلة قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).
فقال: إن النظر يأتي في اللغة بمعنى الانتظار كقوله: (هل ينظرون) الآية ونحوها.
فأجبته: أن النظر في الآية متعدى بحرف (إلى) ومضاف إلى الوجه وقد دلت الأحاديث على ذلك تواتراً.
فقال: قد ورد في اللغة أن النظر يتعدى بإلي ويضاف للوجه وانشد ما نسب لحسان بن ثابت وفيه: وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن .. ).
فقلت: أسْنِد.
فقال: الشعر لا يُسْند.
فقلت: هل تعرف ما قيل في ثبوت قصيدة بانت سعاد وأنها رميت بالضعف؟
فقال (فيما بعد): الضعيف كونها قيلت أمام النبي صلى الله عليه وسلم.
فقلت: لكنك جعلت هذا البيت مصادماً للأحاديث المسندة فطلبت منك لكونه شعراً إسلامياً أن تسنده، (غير أن بعض العلماء نظر حقيقة لجهة لعلو كما ذكره العضد الايجري).
ثم ماذا تقول في قوله صلى الله عليه وسلم: (أنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون كما ترون الشمس أو القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته).
فقال: هذا في البخاري ولا يمكن أن نقبله لمخالفته للقرآن.
فقلت: وكيف؟
قال: لأنه يثبت الرؤية وفيه: (فيأتيهم الله في غير الصورة التي رأوه فيها أو ل مرة) متى رأوه أول مرة؟
قلت: الأصل أن نثبت الشرع قلنا سمعنا وأطعنا، آمنا به كل من عند ربنا، ثم ما المانع أن يكون سبق رؤيته.
قال: متى؟
قلت له: إن كنت من أهل الجنة فمتى تدخلها؟
قال: بعد الحساب، نعم كل شيء بعد الحساب.
قلت: فإن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة فكم للحشر وكم للحساب، وكم للصراط وكم وكم .... مادام كل شيء تعرفه بدقة فسكت وقال: أنا لم أوضح لك باقي الدلة في منع الرؤية.
فقلت: هات.
قال: قال تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ما معناها عندك؟
قلت له: أي لا تحيط.
قال: هذا ليس في اللغة، فإن صاحب لسان العرب، وصاحب الرؤوس ذكروا أن الإدراك هو اللحوق وفيها تدارك المطر أي تلاحق (وحتى إذا اداركوا فيها) أي تلاحقوا.
قلت له: ما تقول في قوله تعالى: (فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلاّ إن معي ربي سيهدين)؟ فموسى لم ينف الرؤية لثبوتها بلفظ (تراءا) تفاعل وإنما نفى الإدراك وهو الإحاطة.
فقال: قد فهمت عائشة أن الإدارك الرؤية فقد قالت: من حثكم أن محمد رأى ربه فقد اعظم على الله الفرية، والله يقول لا تدركه الأبصار.
فقلت: قول أمنا عائشة لا يخالف ما نعتقده لأنه يحمل على رؤية الدنيا لا الآخرة (والعجب أن الآية التي استدلت بها عائشة بعد ذلك هي قوله تعالى: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً .. الآية وهي دالة على خلاف ما يرمون له ولذا لا يذكرونها!!)
قال: ثم أن النظر هل هو للعين أو للوجه؟
قلت: لا اشكال عندي في ذلك لأن العين في الوجه ثم أن الحديث صحيح متواتر فلماذا ترده؟
قال: يمكن حمله على العلم أي أنكم سترون ربكم أي ستعلمون ربكم.
قالت: الصحابة سألوه عن أي شيء؟ عن الرؤية أو العلم؟
قال: هم سألون عن الرؤية وأجابهم عن العلم.
فقلت: فيهم الأعرابي، والأعجمي، والقرشي، من لا يحسن يتيقظ لمثل هذا، فهل يجوز أن يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الرؤية فيجيبهم عن العلم بلفظ الرؤية المطابق لسؤالهم فيفهمون الرؤية لا العلم فيكونون على زعمك قد ضلوا؟
ومن المقرر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
قال: لعل المخاطبين لم يكن بينهم أعرابي.
قلت: هذا تحكم لا دليل عليه.
قال الشيخ خالد فوزي: ثم تطرقنا لقوله تعالى: (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)
قال: هذا إنما يدل بمفهوم المخالفة وفيكم من ينكره ثم إن (يومئذ) يحدد الظرفية فهل هم لا يحجون في غير هذا اليوم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت له: بعض أهل العلم يرى أن الكفار يرون الله أول الأمر وحملوا عليه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (في غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة) غير أن رؤيتهم ليست رؤية تكريم كما هو الأمر بالنسبة للمؤمنين.
ثم إن حملك الآية (إلى ربها ناظرة) على الانتظار ليس للتكريم وتوضيحه ولماذا حذفت الواو في قوله (حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها) بالنسبة للكافرين وأثبتت للمؤمنين حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها).
قال: لأن في انتظارهم مهانة لهم
قلت: له فلم جعلت المؤمنين ينتظرون ربهم؟
ففكر قليلا ثم قال: هناك فرق بين انتظار الرحمة وانتظار العذاب - واستحسنه منه السيابي وهو عجيب لأن المؤمنين عندما يدخلون الجنة لا ينتظرون انتظار الرحمة بل يأتوها وقد فتحت أبوابها!! -
فقلت له: أريد ميزاناً عندكم لرد أو قبول الأحاديث، فهل كل ما في البخاري تقبلونه أو لا؟
قال لا.
قلت كيف تردونه وقد أجمعت الأمة على قبوله إلا أحرف يسيرة انتقدها نحو الدارقطني وليست أحاديث الرؤية منها
قال: إنما نرد ما أخذه البخاري عن المرجئة ونحوهم.
قلت: فما كتابكم في الرجال الذي يمكننا أن نرجع إليه؟
فقال: السيابي ميزان الاعتدال للذهبي.
فقلت وهل كانت الأمة في ضلال قبل الذهبي؟ - وغلب على ظني أنهم إنما اختاروا هذا الكتاب لأنه يجمع فيه الذهبي الرواة الذين تُكلم فيهم ولو بمردود-
وهنا تدخل الخليلي وقال: وغير ذلك من الكتب إلا أننا نرد الحديث إذا خالف القرآن ولنا سلف في الصحابة فها هو عمر يرد حديث فاطمة بنت قيس في نفقة المطلقة ثلاثاً وسكناها وقال: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت.
فقلت للسيابي: إن الإمام أحمد ثبوت ذلك عن عمر أصلاً أي القول بالنفقة والسكن، ثم إن ظاهر الحديث وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كأن المخالفة لظاهر الآثار أيضاً، ويكون هذا من باب الاجتهاد في الدليل ولذا ذهب أهل الحديث لقول فاطمة رضي الله عنها، ثم ما أحد من الصحابة رد الرؤية في الآخرة وإنما الوارد تنازعهم في رؤية الدنيا وما أطلق أحد منهم أنها لا تجوز في الدنيا والآخرة.
فقال الخليلي أيضاً: قد أنكرت عائشة على ابن عمر قوله: (أن الميت يعذب بما يناح عليه) وقال بتوهيمه لمخالفة القران في قوله: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) فهذا شاهد للصحابة في رد الأحاديث التي تخالف القرآن.
فقلت: الأصل القبول والتسليم ثم الرجوع إلى الجمع بين مختلف الحديث كما فعل العلماء، ولذا أرأيت لو كان من سنة الميت أو وصيته النياحة هل يعذب أو لا؟
قال النياحة معصية والوصية بها معصية فيعذب عليها.
فقلت:هل يخالف هذا القرآن؟
قال: لا.
فقلت: مشكلة من يرد كما فعلت أول الأمر قد يرجع إلى قلة الفقه!! ثم اخبرني إذا مات وهو كذلك هل يخلد في النار؟
قال: نعم.
ثم دخلنا في قضية تخليد العصاة الموحدين في النار إذا لم يتوبوا
= القول بتخليد غير التائبين من المؤمنين في النار.
قلت له: كيف يخلدون والأحاديث دالة على خروج من لم يعمل خيراً قط من النار إذا كان من أهل التوحيد.
فقال لقوله تعالى: (إلا من تاب وآمن .. ) الآية، فعلق الخروج من النار على التوبة.
فقلت له: فأين التخليد؟
قال: من قوله تعالى: (والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يليق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً).
فقلت له: هذا مرتب على ما ذكر من عبادة غير الله والقتل والزنا فلم تخصصه؟ قال: يلزمك أن الذي يعبد غير الله ولا يقتل أو يزني أنه لا يخلد في النار.
فقلت أين أنت من قوله تعالى: (انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة)؟ وقوله: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ونحوها من الآيات القاضية بتخليد المشرك في النار ثم إن قولك يخالف قوله تعالى (غافر الذنب وقابل التوب) لأنه سبحانه امتدح نفسه بغفران الذنوب وقبول التوبة فهو سبحانه يغفر ذنوباً وان لم يتب أصحابها برحمته.
فقال: وهل كل واو تقتضي المغايرة؟
قلت: عندك خلاف ذلك؟
قال: نعم، قوله تعالى: (والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى .. ) فهل الذي هنا مغايرة لـ (الذي) في التي بعدها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أتقول أن قوله: (الذي قدر فهدى) هو نفس (الذي اخرج لمرعى)؟
فسكت ثم قال: فماذا تقولون يا من جرأتم أهل المعاصي على المعصية في قوله تعالى: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار فهم فيها خالدون)؟
قالت: إن من جرأ أهل المعاصي من جعل الإيمان لا يدخل في العمل وأنه يكف الإقرار لدخول الجنة، ثم أننا نقطع أن غمسة في جهنم لا يعادلها عذاب الدنيا كله فمن مات ولم يغفر الله له معاصيه عذب في جهنم بقدرها ثم يخرج إن كان من الموحدين ويومها: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) ثم إن آية البقرة المراد بالسيئة (الشرك) كما يدل على ذلك السياق.
فقال: لا لأن سيئة نكرة في سياق الشرط تعم.
قالت: ما بعدها أوضح المراد منها وهو قوله: (أحاطت به خطيئته) فإن كل الذنوب غير الشرك لا تحيط بالإنسان لا تنفك عنه أبداً لأنها تدخل تحت المشيئة ولابد أن يخرج الموحد من النار إن دخلها كما ثبت ذلك في الأحاديث، وأما التي تحيط بالإنسان ولا ينفك عنها أبداً سيئة الشرك (وما في معناها كاستحلال الحرام ونحوه).
ولم نسترسل في النقاش للتأهب لصلاة العشاء.
3 - نظرة الإباضية للتاريخ الإسلامي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
تحدثنا في المرة الثانية عن التاريخ وذلك لأن الخليلي اتهمنا بأننا نعين الحكام الظلمة بتصحيحنا لبيعتهم، واستدل بخطبة من أسماه بالإمام أبي حمزة الشاري لأهل مكة.
فقلت له: إن أبا حمزة الخارجي في خطبته نال من أميري المؤمنين عثمان وعلي – رضي الله عنهما -.
فقال: هل تنكر أن عثمان غيّر في آخر حياته عن أولها؟
فقلت: رضي الله عن عثمان فهو راشد في أول حياته وآخرها – ولم أنتبه لكلام الخليلي أن فيه طعناً في إسلام عثمان وعلياً رضي الله عنهما نسأل الله العافية وقد سألت بعض طلاب جامعة أم القرى من الإباضية فقال: أعطيك هاتف الشيخ الخليلي تسأله، وحاد عن الجواب – ثم تكلم الخليلي فقال: عمر بن عبد العزيز خليفة راشد يعين بفعله عدم صحة خلافة من سبقوه بأن رد المظالم إلى أهلها.
فقلت: ولمَ لم يعلنها بالقول؟
فقال: الفعل يغني.
فقلت: هل غيّر كل مظاهر الظلم؟
فقال: ليست كلها، ولكنه كان يغير بطاقته حتى مات.
فقلت: فهذا يلزم منه الطعن عليه لأنه لا احد يعرف أجله فوجب عليه أن يعلن بالقول أن الخلافة السابقة له خلافة باطلة وأنه سيصلح ما أمكنه الله، وأما أن يسكت فهذا يوهم بالإقرار ولا يجوز، ثم أخبرني هل كان عمر بن عبد العزيز راشداً قبل أو بعد الخلافة؟
فقال: قبلها وبعدها.
فقلت له: فقد كان قبلها عاملاً على المدينة لخليفة تراه أنت ليس بإمام حق، فهل يجوز لعمر أن يسكت؟
قال: أنتم الذين صححتم خلافة الدولة الأموية ثم العباسية يلزمكم بأن العلماء الذين عاصروا سقوط الأموية وقيام العباسية مبايعين للأمويين، فلما قامت العباسية بايعوها رغم أن العباسية قضت سابقتها فلو كانوا يرون الأموية حق فلمَ بايعوا العباسية .. ثم ضحك.
فقلت له: معلوم أن الخلافة لا تنعقد إلا لقرشي ولكن لو تسلط عبد (فضلا عن حر) على السلطة وجبت طاعته إخمادا للفتنة ثم أسألك يا شيخ احمد هل السلطان قابوس عندك إمام حق أو جور فعندئذ طلب مني الأخ توحيد ألا أحرجه في مثل هذا فقلت له: لا إنما اقصد أن الشيخ احمد لو كان يرى أن مكانه الذي هو فيه، فيه تقليل للمنكرات ورفع ظلم عن الناس فقد يؤجر على ذلك.
فقال الشيخ الخليلي: نعم كذلك.
قلت له: فلماذا لا تلتمس بالمقابل العذر للعلماء الذين صححوا بيعة كل من الأمويين والعباسين وبايعوهم أنهم أرادوا مثل الذي وقعت فيه أنت؟!
ولقد كان من المقرر أن أسجل المرة الثالثة هذه ولكني كنت مسافرا لجدة وقدمت قبيل العشاء فلم استطع أن احضر الجهاز، ولم يسجل الطلبة العمانيون إلا عندما بدأ بحث المجاز ثم نسخوا لي نسخة فيما بعد وأما بحث المجاز فسأكتب هنا محصله، ويمكن الرجوع للشريط المسجل للتفصيل إلا أن الأصوات كثيرا ما تختلط حتى يصب أحيانا التمييز بينها لأنها كانت في نهاية الجلسة وبدأت الانفعالات على بعض.
4 - موقفهم من المجاز وما يعتمدون عليه ..
بدأ الشيخ احمد كلامه في الجلسة الثالثة عن المجاز بأنه أراد أن يعلم رأي الحاضرين في المجاز هل هو كرأيي أم يخالفونني.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: لقد فهمت من خالد أنه ينكر ثبوت المجاز في اللغة فهل كلكم كذلك أم تثبتونه في اللغة وتنكرونه في القرآن، أم تقولون أنه ليس في القرآن والحديث وموجود في اللغة لأنني لما ناقشت خالدا صار يقفز من دليل لآخر كما يفعل الآن، أريد تحديد موقفكم.
فقال له الأخ توحيد: واستمر مدة على مقولته إن البحث عن أصول المقالات أولى من هذه القضية أي البحث لماذا وجد القول بالمجاز هل وجد لحل مشاكل وجدت في أذهان البعض وما الدعي للقول به، لكن الشيخ الخليلي أصر فأجبته مجملا أنه لايوجد في القرآن مجاز أولا لأن كل مجاز يجوز نفيه والقرآن لا يجوز نفي شيء منه فالنتيجة انه ليس في القرآن مجاز ثم إن اللغة إن قيل بأنها توقيفية (وأظنه قول الخليلي لم يرده) فأنا أطالب بالسند المتصل إلى الله تعالى أنه وضع (الأسد) في الحيوان المفترس أصلا في الرجل الشجاع مجازا، والشيء الثالث أن من اللغة مالا يعرف حقيقته إلا بقرينة كالمشترك ومنه ما يعرف حقيقته إلا لقرينة فلو قلنا، رأيت عينا تنبع (ورأيت عينا يتلصص) علم المراد بالقرنية فكذلك إذا قلت: رأيت أسدا يخطب على النبر كان المراد الرجل الشجاع ولفظه الأسد بقرنيته حقيقة في الرجل الشجاع لا مجازا، وعليه فكل ما تأتيني به من مثال فسأقول لك هو لقرينته حقيقة ..
فقال: أن القيم في الصواعق المرسلة أنكر القول بالمجاز وتناقض تناقضا بينا.
فقلت له أولا: لم يتم الصواعق المرسلة الجزء الخاص بالمجاز وعليه فإن الموجود هو المختصر فإن كان ثمة تناقض فإما ان يكون من المختصر أو يكون في رأس القارئ ولا يلزم أن يكون من كلام ابن القيم.
وقال له توحيد: ابن القيم يفرق بين جواز الاستعمال وجواز الاستدلال، استعمل ما شئت ولكن لا تستدل به على باطل.
فقال: اسمحوا لي أن أتكلم دون مقاطعتي.
ثم قال: لقد قال ابن القيم إن الكلمات المفردة لا تدل على شيء بمجردها فقولنا فوق وتحت وأرض وسماء و .. و .... لا تدل على شيء والسامع يفهم منها شيء بمجردها بدون قرينة فهي كقولنا طقرق (طاق غان)
فقال توحيد: وهل هناك مجنون يمشي يقول فوق .. فوق .. فوق. إن من يقول هذا مجردا عن القرائن يظن به شيء.
فقال الخليلي: اسمحوا لي دون مقاطعة لحسن الاستماع.
فقال له توحيد: غاية ما في الأمر أنك لم تفهم كلام ابن القيم وكان ينبغي عليك بدلاً من أن تخطئ على إمام كابن القيم أن تذهب لمن يوضح لك كلامه، هات الكتاب ونحن نقرأه سويا وأوضح لك كلامه.
فقال: إن أهل اللغة قد نقلوا المفردات لا التراكيب فدل على معناها في نفسها (وما أدري هل غاب عنه أ أهل اللغة نقلوا المفردات في تراكيب لا مقطوعة فيقولون كذا تأتي بمعنى كذا في نحو كذا وكذا، و تأتي بمعنى كذا في نحو قولك كيت وكيت .. أي نقلوها بتراكيبها المهم قلت له: فماذا نقل أهل اللغة في أرض.
قال: الأرض هي الكرة الأرضية حقيقية وفيما سواها مجاز.
فقلت له: فأي أرض هي من السبع التي قال الله فيها (ومن الأرض مثلهن).
فقال: يحتمل أن تكون قارات أخرى أو كواكب أخرى أو غير ذلك فنحن لا نقول أن الأرض على رأس ثور.
فقلت له: أين هذا (رأس ثور!!) إنما أقول لك إن قلت هي كواكب أخرى قلنا لك أيها حقيقة وأيها مجاز؟ إن قلت هذه حقيقة دون غيرها خالفت القرآن، وإن قلت يطلق على الباقي (أرض) حقيقية خالفت نفسك، فانفصل عن هذا وكذلك ألزمك في السماوات ما ألزمتك في الأرض، ثم تكلمنا في النور وغير ذلك إلى أن قلت له حتى قول الشاعر (إذا ما المنية أنشبت أظفارها) لماذا لا تجعل احتمالا بأن القائل يعتقد أن المنية وحسن له أظفار ينشبها.
فقال السيابي: عقول العرب كانت أجل من هذا.
فقلت له: فلم كانوا يعبدون الللات والعزى ومناة إذا كانت عقولهم أجل من أن تعتقد خرافة وكان مما قلت له أيضا أن الشافعي رحمه الله أول من صنف في الأصول ولن يقل إن الألفاظ تنقسم لحقيقة ومجاز وأنه مرت قرون ثلاثة لا يدري هذا التقسيم وحتى أبو عبيدة لم يعن بكلامه في (مجاز القرآن) المجاز بالمعنى الاصطلاحي، ثم ألزمته وقتها وفي المرة التي قبلها بفساد القول بالمجاز عندما تكلمنا عن الصلاة وأن الصلاة لغة الدعاء ثم يزعمون أنها نقلت إلى الصلاة المعروفة ثم اشتهرت فكانت حقيقية شرعية فقلت أول نقلها تقولون مجاز ويكفي في رده حكايته.
وأورد أثناء كلامه قوله تعالى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فقال فقد أثبت ونفى فأحد هما مجاز والآخر حقيقة.
فقلت له: معنى الآية وما أصبت إذ حذفت ولكن الله أصاب أعينهم وهو ظاهر.
وقال توحيد: التأكد بالجملة الاسمية (ولكن الله رمى) ثم تقول هو مجاز.
وقلت له: إننا لا نقع في مثل هذه الإشكالات لأننا نراها حقيقة في الأمرين.
المهم هذا مجمل ما كان بيننا وقد طلبت منه طلبا أخيرا أن يفسح المجال لطلاب الجامعة بأم القرى أن يتناقشوا معي لأنهم لا يفعلون فقال لهم وأنا واقف لا لا تناقشوه وقال لي لا يناقشونك فهم على حق والحمد لله.
فقلت له: لعلنا نلتقي فيما بعد فلم تفتح قضية (خلق القرآن) التي تقولون بها.
فقال: عندي كتاب لم ينشر بعد أعطني عنوانك لأرسله لك بالبريد، فأعطيته العنوان وانصرفنا.
هذا موجز ما حدث والله الهادي لسواء السبيل، ولعل الله ييسر فأجمع من كتبهم ما خالفوا فيه عقيدة السلف الصالح وأثبت الرد عليهم موافقا السلف الصالح، وأرجو من أخواني أن يلتمسوا عذري إن رأوه زلة أو خطأ فلقد كانت المقابلات الثلاثة لا سيما الأوليين من غير موعد مسبق بل وفجأة، ومجال المناظرة ليس كمجال التأليف العلمي، ممن وجد شيئا فليعمل بواجب النصيحة فيه وفقنا الله لهداه وجعل عملنا في رضاه.
كتبه المهندس: خالد فوزي
مكة المكرمة في 22/ 7/1408 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 08:34]ـ
مناظرة الشيخ خالد فوزي مع الخليلي مفتي عمان
قال الشيخ خالد فوزي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد .. فقد طلب مني بعض الإخوان أن أكتب لهم بعض ما تم نقاشه بيني وبين الشيخ أحمد الخليلي مفتي عمان، مفتي الطائفة الإباضية هناك، فأجبتهم مستعيناً بالله، فاكتب هنا مختصراً ما كان واذكره الآن إن شاء الله.
= البداية كانت أتاني بعض الشباب بشريط للشيخ الخليلي في الرد على سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – وسمعت بعضاً مما قاله في الشريط وما عرّض فيه الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -، وطلبه للمناظرة العلنية التي تنقلها الأقمار الصناعية، وكان الشيخ عبدالعزيز – رحمه الله – بحمد الله منتبهاً لهذا الأمر وأنه – أي لخليلي – ما أراد منه إلا نشراً لتلك الأفكار البدعية المخالفة للكتاب والسنة فرفض.
= ثم بعد ذلك رأيت مجلة اسمها " العقيدة " في مكتبة الحرم فلما تصفحتها فإذا هي عمانية وفيها فتاوى للشيخ الخليلي وصورته منشورة بها، فوجدت فيها فتوى بإنكار رؤية الموحدين ربهم في الآخرة، ففزعت لدخولها مكتبة الحرم تعرض على الملأ والعامة دون رقابة، فأشرت على بعض الشباب أن يذهب بها إلى المدير لينبهه ففعل ووعد المدير خيراً بأن لا تدخل مثل هذه المجلات ولكن ما لبثت أن دخلت فيما بعد!!!
= وإبان مؤتمر الرابطة كان عندي موعد مع بعض الإخوة، وكان الموعد بفندق اجياد مكة، فتأخر الأخ ذلك اليوم فهممت بالانصراف وإذا بمواجهتي رجل في العقد الخامس من عمره متعمماً بعمامة محنكة غير مسبل ثوبه على خلاف كثير مماً حضر المؤتمر، فألقى عليّ السلام ولا اعرفه ولا يعرفني، فرددت ثم تذكرت صورته التي نشرت في مجلة العقيدة فطلبت منه الجلوس لدقائق فرحب، وقد امتدت هذه الدقائق فيما بعد إلى أكثر من ساعة.
= كانة البداية عن السؤال عن الحركة الإسلامية في عمان والتزام الشباب بالدين، وربط ذلك بالصحوة في البلاد الإسلامية ونحو ذلك ثم تطرقت إلى الموضوع بلطف مستفسراً عن مجلة العقيدة، ثم استطردت بأني رأيت فتوى بها وفيها إنكار الرؤية لله جل وعلا ومنسوبة للشيخ الخليلي، فانتبه لي وعلم وقتها أنني جئت منكراً رغم أنني عرضت الأمر في صورة استفسار عن صحة النسبة له، وبدأنا النقاش، ودار النقاش وقتها عن الرؤية وعن المجاز.
وطلبت منه موعداً ثانياً بعد ما شارف وقت المغرب على المجيء فأعطاني موعداً في اليوم الذي يليه فجئت ولم استطع مقابلته لأنه كان في غرفة بجوار غرفته!!! كما بيّن لي فيما بعد.
وقابلته في الحرم وطلبت موعداً ثالثاً فأعتذر بالمرض والسفر لكنه أعطاني عنوانه لمراسلته، الذي ضاع مني فيما بعد!! وطلبت منه كتباً عن الإباضية فوعدني بتركها في الاستقبال، وفعلاً وجدته قد ترك لي كتاباً وكتيبات عن الإباضية أهمها مسند الربيع بن حبيب الفراهيدي، وكتاب مشارق الأنوار في معتقدهم للسالمي وفيه من الضلال الشيء الكثير، وغيرها من الكتب.
ومرت الأيام، وكنت قد مررت على هذه الكتب واستخرجت منها مخالفتهم في المعتقد لأهل السنة والجماعة، وتركتها جانباً لعلني احتاج لما فيها بعد.
وذات يوم بينما أسير في الحرم بين العشائين قاصداً الخروج لحاجة، لمحت الشيخ الخليلي جالساً يقرأ القرآن فتوجهت له وجالسته حتى قبيل العشاء، وكان معه الشيخ أحمد السيابي وأظنه مدير الأوقاف والدعوة الإسلامية، وهو على نفس المعتقد، وتناقشنا وقتها في عدة أمور على رأسها قولهم بخلود عصاة الموحدين في النار إن ماتوا غير تائبين.
ثم طلبت منه موعداً ثالثاً فأجابني، وكانت المقابلة في اليوم الذي يليه، وحضر معي بعض الشباب وقد استأذنت لهم منهم الأخ توحيد سعد، والأخ طارق السبيعي، والأخ حسام العصامي، ويومها دار النقاش وإن كان أقل تنظيماً مما سبق وكثر فيه الاعتراضات، وكان أهم ما تكلمنا فيه هو موقفهم من التاريخ الإسلامي، واصر الشيخ الخليلي على فتح موضوع (المجاز).
وطلبت موعداً آخر لمناقشة قولهم بخلق القرآن فاعتذر الخليلي بأنه يود أن يكون مجيئه لمكة من لأجل العبادة وقراءة القرآن (وهذا يخالف ما اراده من قبل من مناظرة الشيخ ابن باز رحمه الله بمكة المكرمة!!!).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعرض علينا تأشيرة لعمان وعرض بعض الجالسين تذكرة السفر ليتم النقاش هناك!!
وسأعرض في إيجاز أهم ما ورد في هذه المقابلات الثلاث ما تسعفني به ذاكرتي:
طلب الشيخ أحمد الخليلي الدليل على الرؤية فأجبته بأن من الأدلة قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).
1) رؤية الله تبارك وتعالى:
فقال: إن النظر يأتي في اللغة بمعنى الانتظار كقوله: (هل ينظرون) الآية ونحوها.
فأجبته: أن النظر في الآية متعدى بحرف (إلى) ومضاف إلى الوجه وقد دلت الأحاديث على ذلك تواتراً.
فقال: قد ورد في اللغة أن النظر يتعدى بإلي ويضاف للوجه وانشد ما نسب لحسان بن ثابت وفيه: وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن .. ).
فقلت: أسْنِد.
فقال: الشعر لا يُسْند.
فقلت: هل تعرف ما قيل في ثبوت قصيدة بانت سعاد وأنها رميت بالضعف؟
فقال (فيما بعد): الضعيف كونها قيلت أمام النبي صلى الله عليه وسلم.
فقلت: لكنك جعلت هذا البيت مصادماً للأحاديث المسندة فطلبت منك لكونه شعراً إسلامياً أن تسنده، (غير أن بعض العلماء نظر حقيقة لجهة لعلو كما ذكره العضد الايجري).
ثم ماذا تقول في قوله صلى الله عليه وسلم: (أنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون كما ترون الشمس أو القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته).
فقال: هذا في البخاري ولا يمكن أن نقبله لمخالفته للقرآن.
فقلت: وكيف؟
قال: لأنه يثبت الرؤية وفيه: (فيأتيهم الله في غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة) متى رأوه أول مرة؟
قلت: الأصل أن نثبت الشرع قلنا سمعنا وأطعنا، آمنا به كل من عند ربنا، ثم ما المانع أن يكون سبق رؤيته.
قال: متى؟
قلت له: إن كنت من أهل الجنة فمتى تدخلها؟
قال: بعد الحساب، نعم كل شيء بعد الحساب.
قلت: فإن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة فكم للحشر وكم للحساب، وكم للصراط وكم وكم .... ما دام كل شيء تعرفه بدقة فسكت وقال: أنا لم أوضح لك باقي الأدلة في منع الرؤية.
فقلت: هات.
قال: قال تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ما معناها عندك؟
قلت له: أي لا تحيط.
قال: هذا ليس في اللغة، فإن صاحب لسان العرب، وصاحب الرؤوس ذكروا أن الإدراك هو اللحوق وفيها تدارك المطر أي تلاحق (وحتى إذا اداركوا فيها) أي تلاحقوا.
قلت له: ما تقول في قوله تعالى: (فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلاّ إن معي ربي سيهدين)؟ فموسى لم ينف الرؤية لثبوتها بلفظ (تراءا) تفاعل وإنما نفى الإدراك وهو الإحاطة.
فقال: قد فهمت عائشة أن الإدارك الرؤية فقد قالت: من حثكم أن محمد رأى ربه فقد اعظم على الله الفرية، والله يقول لا تدركه الأبصار.
فقلت: قول أمنا عائشة لا يخالف ما نعتقده لأنه يحمل على رؤية الدنيا لا الآخرة (والعجب أن الآية التي استدلت بها عائشة بعد ذلك هي قوله تعالى: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً .. الآية وهي دالة على خلاف ما يرمون له ولذا لا يذكرونها!!)
قال: ثم أن النظر هل هو للعين أو للوجه؟
قلت: لا اشكال عندي في ذلك لأن العين في الوجه ثم أن الحديث صحيح متواتر فلماذا ترده؟
قال: يمكن حمله على العلم أي أنكم سترون ربكم أي ستعلمون ربكم.
قالت: الصحابة سألوه عن أي شيء؟ عن الرؤية أو العلم؟
قال: هم سألون عن الرؤية وأجابهم عن العلم.
فقلت: فيهم الأعرابي، والأعجمي، والقرشي، من لا يحسن يتيقظ لمثل هذا، فهل يجوز أن يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الرؤية فيجيبهم عن العلم بلفظ الرؤية المطابق لسؤالهم فيفهمون الرؤية لا العلم فيكونون على زعمك قد ضلوا؟
ومن المقرر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
قال: لعل المخاطبين لم يكن بينهم أعرابي.
قلت: هذا تحكم لا دليل عليه.
قال الشيخ خالد فوزي: ثم تطرقنا لقوله تعالى: (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)
قال: هذا إنما يدل بمفهوم المخالفة وفيكم من ينكره ثم إن (يومئذ) يحدد الظرفية فهل هم لا يحجون في غير هذا اليوم؟
فقلت له: بعض أهل العلم يرى أن الكفار يرون الله أول الأمر وحملوا عليه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (في غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة) غيرأن رؤيتهم ليست رؤية تكريم كما هو الأمر بالنسبة للمؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن حملك الآية (إلى ربها ناظرة) على الانتظار ليس للتكريم وتوضيحه ولماذا حذفت الواو في قوله (حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها) بالنسبة للكافرين وأثبتت للمؤمنين حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها).
قال: لأن في انتظارهم مهانة لهم
قلت: له فلم جعلت المؤمنين ينتظرون ربهم؟
ففكر قليلا ثم قال: هناك فرق بين انتظار الرحمة وانتظار العذاب - واستحسنه منه السيابي وهو عجيب لأن المؤمنين عندما يدخلون الجنة لا ينتظرون انتظار الرحمة بل يأتوها وقد فتحت أبوابها!! -
فقلت له: أريد ميزاناً عندكم لرد أو قبول الأحاديث، فهل كل ما في البخاري تقبلونه أو لا؟
قال لا.
قلت كيف تردونه وقد أجمعت الأمة على قبوله إلا أحرف يسيرة انتقدها نحو الدارقطني وليست أحاديث الرؤية منها
قال: إنما نرد ما أخذه البخاري عن المرجئة ونحوهم.
قلت: فما كتابكم في الرجال الذي يمكننا أن نرجع إليه؟
فقال: السيابي ميزان الاعتدال للذهبي.
فقلت وهل كانت الأمة في ضلال قبل الذهبي؟ - وغلب على ظني أنهم إنما اختاروا هذا الكتاب لأنه يجمع فيه الذهبي الرواة الذين تُكلم فيهم ولو بمردود-
وهنا تدخل الخليلي وقال: وغير ذلك من الكتب إلا أننا نرد الحديث إذا خالف القرآن ولنا سلف في الصحابة فها هو عمر يرد حديث فاطمة بنت قيس في نفقة المطلقة ثلاثاً وسكناها وقال: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة لاندري لعلها حفظت أو نسيت.
فقلت للسيابي: إن الإمام أحمد ثبوت ذلك عن عمر أصلاً أي القول بالنفقة والسكن، ثم إن ظاهر الحديث وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كأن المخالفة لظاهر الآثار أيضاً، ويكون هذا من باب الاجتهاد في الدليل ولذا ذهب أهل الحديث لقول فاطمة رضي الله عنها، ثم ما أحد من الصحابة رد الرؤية في الآخرة وإنما الوارد تنازعهم في رؤية الدنيا وما أطلق أحد منهم أنها لا تجوز في الدنيا والآخرة.
فقال الخليلي أيضاً: قد أنكرت عائشة على ابن عمر قوله: (أن الميت يعذب بما يناح عليه) وقال بتوهيمه لمخالفة القران في قوله: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) فهذا شاهد للصحابة في رد الأحاديث التي تخالف القرآن.
فقلت: الأصل القبول والتسليم ثم الرجوع إلى الجمع بين مختلف الحديث كما فعل العلماء، ولذا أرأيت لو كان من سنة الميت أو وصيته النياحة هل يعذب أو لا؟
قال النياحة معصية والوصية بها معصية فيعذب عليها.
فقلت:هل يخالف هذا القرآن؟
قال: لا.
فقلت: مشكلة من يرد كما فعلت أول الأمر قد يرجع إلى قلة الفقه!! ثم اخبرني إذا مات وهو كذلك هل يخلد في النار؟
قال: نعم.
ثم دخلنا في قضية تخليد العصاة الموحدين في النار إذا لم يتوبوا
= القول بتخليد غير التائبين من المؤمنين في النار.
قلت له: كيف يخلدون والأحاديث دالة على خروج من لم يعمل خيراً قط من النار إذا كان من أهل التوحيد.
فقال لقوله تعالى: (إلا من تاب وآمن .. ) الآية، فعلق الخروج من النار على التوبة.
فقلت له: فأين التخليد؟
قال: من قوله تعالى: (والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يليق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً).
فقلت له: هذا مرتب على ما ذكر من عبادة غير الله والقتل والزنا فلم تخصصه؟ قال: يلزمك أن الذي يعبد غير الله ولا يقتل أو يزني أنه لا يخلد في النار.
فقلت أين أنت من قوله تعالى: (انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة)؟ وقوله: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ونحوها من الآيات القاضية بتخليد المشرك في النار ثم إن قولك يخالف قوله تعالى (غافر الذنب وقابل التوب) لأنه سبحانه امتدح نفسه بغفران الذنوب وقبول التوبة فهو سبحانه يغفر ذنوباً وان لم يتب أصحابها برحمته.
فقال: وهل كل واو تقتضي المغايرة؟
قلت: عندك خلاف ذلك؟
قال: نعم، قوله تعالى: (والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى .. ) فهل الذي هنا مغايرة لـ (الذي) في التي بعدها؟
قلت: أتقول أن قوله: (الذي قدر فهدى) هو نفس (الذي اخرج المرعى)؟
فسكت ثم قال: فماذا تقولون يا من جرأتم أهل المعاصي على المعصية في قوله تعالى: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار فهم فيها خالدون)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قالت: إن من جرأ أهل المعاصي من جعل الإيمان لا يدخل في العمل وأنه يكف الإقرار لدخول الجنة، ثم أننا نقطع أن غمسة في جهنم لا يعادلها عذاب الدنيا كله فمن مات ولم يغفر الله له معاصيه عذب في جهنم بقدرها ثم يخرج إن كان من الموحدين ويومها: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) ثم إن آية البقرة المراد بالسيئة (الشرك) كما يدل على ذلك السياق.
فقال: لا لأن سيئة نكرة في سياق الشرط تعم.
قلت: ما بعدها أوضح المراد منها وهو قوله: (أحاطت به خطيئته) فإن كل الذنوب غير الشرك لا تحيط بالإنسان لا تنفك عنه أبداً لأنها تدخل تحت المشيئة ولابد أن يخرج الموحد من النار إن دخلها كما ثبت ذلك في الأحاديث، وأما التي تحيط بالإنسان ولا ينفك عنها أبداً سيئة الشرك (وما في معناها كاستحلال الحرام ونحوه).
ولم نسترسل في النقاش للتأهب لصلاة العشاء.
تحدثنا في المرة الثانية عن التاريخ وذلك لأن الخليلي اتهمنا بأننا نعين الحكام الظلمة بتصحيحنا لبيعتهم، واستدل بخطبة من أسماه بالإمام أبي حمزة الشاري لأهل مكة.
فقلت له: إن أبا حمزة الخارجي في خطبته نال من أميري المؤمنين عثمان وعلي – رضي الله عنهما -.
فقال: هل تنكر أن عثمان غيّر في آخر حياته عن أولها؟
فقلت: رضي الله عن عثمان فهو راشد في أول حياته وآخرها – ولم أنتبه لكلام الخليلي أن فيه طعناً في إسلام عثمان وعلياً رضي الله عنهما نسأل الله العافية وقد سألت بعض طلاب جامعة أم القرى من الإباضية فقال: أعطيك هاتف الشيخ الخليلي تسأله، وحاد عن الجواب – ثم تكلم الخليلي فقال: عمر بن عبد العزيز خليفة راشد يعين بفعله عدم صحة خلافة من سبقوه بأن رد المظالم إلى أهلها.
فقلت: ولمَ لم يعلنها بالقول؟
فقال: الفعل يغني.
فقلت: هل غيّر كل مظاهر الظلم؟
فقال: ليست كلها، ولكنه كان يغير بطاقته حتى مات.
فقلت: فهذا يلزم منه الطعن عليه لأنه لا احد يعرف أجله فوجب عليه أن يعلن بالقول أن الخلافة السابقة له خلافة باطلة وأنه سيصلح ما أمكنه الله، وأما أن يسكت فهذا يوهم بالإقرار ولا يجوز، ثم أخبرني هل كان عمر بن عبد العزيز راشداً قبل أو بعد الخلافة؟
فقال: قبلها وبعدها.
فقلت له: فقد كان قبلها عاملاً على المدينة لخليفة تراه أنت ليس بإمام حق، فهل يجوز لعمر أن يسكت؟
قال: أنتم الذين صححتم خلافة الدولة الأموية ثم العباسية يلزمكم بأن العلماء الذين عاصروا سقوط الأموية وقيام العباسية مبايعين للأمويين، فلما قامت العباسية بايعوها رغم أن العباسية قضت سابقتها فلو كانوا يرون الأموية حق فلمَ بايعوا العباسية .. ثم ضحك.
فقلت له: معلوم أن الخلافة لا تنعقد إلا لقرشي ولكن لو تسلط عبد (فضلا عن حر) على السلطة وجبت طاعته إخمادا للفتنة ثم أسألك يا شيخ احمد هل السلطان قابوس عندك إمام حق أو جور فعندئذ طلب مني الأخ توحيد ألا أحرجه في مثل هذا فقلت له: لا إنما اقصد أن الشيخ احمد لو كان يرى أن مكانه الذي هو فيه، فيه تقليل للمنكرات ورفع ظلم عن الناس فقد يؤجر على ذلك.
فقال الشيخ الخليلي: نعم كذلك.
قلت له: فلماذا لا تلتمس بالمقابل العذر للعلماء الذين صححوا بيعة كل من الأمويين والعباسين وبايعوهم أنهم أرادوا مثل الذي وقعت فيه أنت؟!
ولقد كان من المقرر أن أسجل المرة الثالثة هذه ولكني كنت مسافرا لجدة وقدمت قبيل العشاء فلم استطع أن احضر الجهاز، ولم يسجل الطلبة العمانيون إلا عندما بدأ بحث المجاز ثم نسخوا لي نسخة فيما بعد وأما بحث المجاز فسأكتب هنا محصله، ويمكن الرجوع للشريط المسجل للتفصيل إلا أن الأصوات كثيرا ما تختلط حتى يصعب أحيانا التمييز بينها لأنها كانت في نهاية الجلسة وبدأت الانفعالات على بعض.
بدأ الشيخ احمد كلامه في الجلسة الثالثة عن المجاز بأنه أراد أن يعلم رأي الحاضرين في المجاز هل هو كرأيي أم يخالفونني.
فقال: لقد فهمت من خالد أنه ينكر ثبوت المجاز في اللغة فهل كلكم كذلك أم تثبتونه في اللغة وتنكرونه في القرآن، أم تقولون أنه ليس في القرآن والحديث وموجود في اللغة لأنني لما ناقشت خالدا صار يقفز من دليل لآخر كما يفعل الآن، أريد تحديد موقفكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال له الأخ توحيد: واستمر مدة على مقولته إن البحث عن أصول المقالات أولى من هذه القضية أي البحث لماذا وجد القول بالمجاز هل وجد لحل مشاكل وجدت في أذهان البعض وما الدعي للقول به، لكن الشيخ الخليلي أصر فأجبته مجملا أنه لايوجد في القرآن مجاز أولا لأن كل مجاز يجوز نفيه والقرآن لا يجوز نفي شيء منه فالنتيجة انه ليس في القرآن مجاز ثم إن اللغة إن قيل بأنها توقيفية (وأظنه قول الخليلي لم يرده) فأنا أطالب بالسند المتصل إلى الله تعالى أنه وضع (الأسد) في الحيوان المفترس أصلا في الرجل الشجاع مجازا، والشيء الثالث أن من اللغة مالا يعرف حقيقته إلا بقرينة كالمشترك ومنه ما يعرف حقيقته إلا لقرينة فلو قلنا، رأيت عينا تنبع (ورأيت عينا يتلصص) علم المراد بالقرنية فكذلك إذا قلت: رأيت أسدا يخطب على النبر كان المراد الرجل الشجاع ولفظه الأسد بقرنيته حقيقة في الرجل الشجاع لا مجازا، وعليه فكل ما تأتيني به من مثال فسأقول لك هو لقرينته حقيقة ..
فقال: أن القيم في الصواعق المرسلة أنكر القول بالمجاز وتناقض تناقضا بينا.
فقلت له أولا: لم يتم الصواعق المرسلة الجزء الخاص بالمجاز وعليه فإن الموجود هو المختصر فإن كان ثمة تناقض فإما ان يكون من المختصر أو يكون في رأس القارئ ولا يلزم أن يكون من كلام ابن القيم.
وقال له توحيد: ابن القيم يفرق بين جواز الاستعمال وجواز الاستدلال، استعمل ما شئت ولكن لا تستدل به على باطل.
فقال: اسمحوا لي أن أتكلم دون مقاطعتي.
ثم قال: لقد قال ابن القيم إن الكلمات المفردة لا تدل على شيء بمجردها فقولنا فوق وتحت وأرض وسماء و .. و .... لا تدل على شيء والسامع يفهم منها شيء بمجردها بدون قرينة فهي كقولنا طقرق (طاق غان)
فقال توحيد: وهل هناك مجنون يمشي يقول فوق .. فوق .. فوق. إن من يقول هذا مجردا عن القرائن يظن به شيء.
فقال الخليلي: اسمحوا لي دون مقاطعة لحسن الاستماع.
فقال له توحيد: غاية ما في الأمر أنك لم تفهم كلام ابن القيم وكان ينبغي عليك بدلاً من أن تخطئ على إمام كابن القيم أن تذهب لمن يوضح لك كلامه، هات الكتاب ونحن نقرأه سويا وأوضح لك كلامه.
فقال: إن أهل اللغة قد نقلوا المفردات لا التراكيب فدل على معناها في نفسها (وما أدري هل غاب عنه أ أهل اللغة نقلوا المفردات في تراكيب لا مقطوعة فيقولون كذا تأتي بمعنى كذا في نحو كذا وكذا، و تأتي بمعنى كذا في نحو قولك كيت وكيت .. أي نقلوها بتراكيبها المهم قلت له: فماذا نقل أهل اللغة في أرض.
قال: الأرض هي الكرة الأرضية حقيقية وفيما سواها مجاز.
فقلت له: فأي أرض هي من السبع التي قال الله فيها (ومن الأرض مثلهن).
فقال: يحتمل أن تكون قارات أخرى أو كواكب أخرى أو غير ذلك فنحن لا نقول أن الأرض على رأس ثور.
فقلت له: أين هذا (رأس ثور!!) إنما أقول لك إن قلت هي كواكب أخرى قلنا لك أيها حقيقة وأيها مجاز؟ إن قلت هذه حقيقة دون غيرها خالفت القرآن، وإن قلت يطلق على الباقي (أرض) حقيقية خالفت نفسك، فانفصل عن هذا وكذلك ألزمك في السماوات ما ألزمتك في الأرض، ثم تكلمنا في النور وغير ذلك إلى أن قلت له حتى قول الشاعر (إذا ما المنية أنشبت أظفارها) لماذا لا تجعل احتمالا بأن القائل يعتقد أن المنية وحسن له أظفار ينشبها.
فقال السيابي: عقول العرب كانت أجل من هذا.
فقلت له: فلم كانوا يعبدون الللات والعزى ومناة إذا كانت عقولهم أجل من أن تعتقد خرافة وكان مما قلت له أيضا أن الشافعي رحمه الله أول من صنف في الأصول ولن يقل إن الألفاظ تنقسم لحقيقة ومجاز وأنه مرت قرون ثلاثة لا يدري هذا التقسيم وحتى أبو عبيدة لم يعن بكلامه في (مجاز القرآن) المجاز بالمعنى الاصطلاحي، ثم ألزمته وقتها وفي المرة التي قبلها بفساد القول بالمجاز عندما تكلمنا عن الصلاة وأن الصلاة لغة الدعاء ثم يزعمون أنها نقلت إلى الصلاة المعروفة ثم اشتهرت فكانت حقيقية شرعية فقلت أول نقلها تقولون مجاز ويكفي في رده حكايته.
وأورد أثناء كلامه قوله تعالى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فقال فقد أثبت ونفى فأحد هما مجاز والآخر حقيقة.
فقلت له: معنى الآية وما أصبت إذ حذفت ولكن الله أصاب أعينهم وهو ظاهر.
وقال توحيد: التأكد بالجملة الاسمية (ولكن الله رمى) ثم تقول هو مجاز.
وقلت له: إننا لا نقع في مثل هذه الإشكالات لأننا نراها حقيقة في الأمرين.
المهم هذا مجمل ما كان بيننا وقد طلبت منه طلبا أخيرا أن يفسح المجال لطلاب الجامعة بأم القرى أن يتناقشوا معي لأنهم لا يفعلون فقال لهم وأنا واقف لا لا تناقشوه وقال لي لا يناقشونك فهم على حق والحمد لله.
فقلت له: لعلنا نلتقي فيما بعد فلم تفتح قضية (خلق القرآن) التي تقولون بها.
فقال: عندي كتاب لم ينشر بعد أعطني عنوانك لأرسله لك بالبريد، فأعطيته العنوان وانصرفنا.
هذا موجز ما حدث والله الهادي لسواء السبيل، ولعل الله ييسر فأجمع من كتبهم ما خالفوا فيه عقيدة السلف الصالح وأثبت الرد عليهم موافقا السلف الصالح، وأرجو من أخواني أن يلتمسوا عذري إن رأوه زلة أو خطأ فلقد كانت المقابلات الثلاثة لا سيما الأوليين من غير موعد مسبق بل وفجأة، ومجال المناظرة ليس كمجال التأليف العلمي، ممن وجد شيئا فليعمل بواجب النصيحة فيه وفقنا الله لهداه وجعل عملنا في رضاه.
4 - موقفهم من المجاز وما يعتمدون عليه .. 3 - نظرة الإباضية للتاريخ الإسلامي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
كتبه المهندس: خالد فوزي
مكة المكرمة في 22/ 7/1408 هـ
فقط محاولة سريعة لتعديل النص بالأعلى ... ولازال ينقصه التوثيق وإصلاح النص.
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصلابي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 10:58]ـ
ما معنى أيرادك هذا الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ) ممكن توضيح ان كنت تريد النصح
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 10:16]ـ
بارك الله فيكما!
فعلا أخي أسامة النص يحتاج لإصلاح كثير، والذي أذكره أن الشيخ قال لي إنه كتبه على الورق ثم أخذه أخ وطبعه ولم ينقح بعد كتابته على الكمبيوتر فظهر بهذه الصورة وكان من نيتي تهذيبه ثم لم أفعل فليتك تحاول مأجورا مشكورا.
وهذه ترجمة لشيخنا بملتقى أهل الحديث
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1219509
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 04:06]ـ
جزاك الله أخي الصلابي، حاولت قراءة الموضوع ولم يتيسر لي ذلك لتداخل الكلمات وغير ذلك مما لا يخفى في المشاركة الأولى.
فلا تؤاخذني ... وهو كما قلتُ: [فقط محاولة سريعة لتعديل النص بالأعلى]
جزاك الله يا أبا الطيب ...
ليتك تعفيني من هذه المهمة، فأنتم خير من يقوم بها، وليتك تعرضها على الشيخ قبل اعادة نشرها.(/)
الماتريدية فرقة كلامية
ـ[الصلابي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 07:15]ـ
الماتريدية
فرقة كلامية، تنسب إلى أبي منصور الماتريدي، قامت على استخدام البراهين والدلائل العقلية والكلامية في محاججة خصومها، من المعتزلة والجهمية وغيرهم، لإثبات حقائق الدين.
التأسيس وأبرز الشخصيات
مرت الماتريدية كفرقة كلامية بعدة مراحل، ولم تعرف بهذا الاسم إلا بعد وفاة مؤسسها كما لم تعرف الأشعرية وتنتشر إلا بعد وفاة أبي الحسن الأشعري، ولذلك فإنه يمكن إجمالها في أربع مراحل رئيسية كالتالي:
- مرحلة التأسيس: [000 - 333هـ] والتي اتسمت بشدة المناظرات مع المعتزلة وصاحب هذه المرحلة:
- أبو منصور الماتريدي: [000 - 333هـ]: هو محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي، نسبة إلى (ماتريد) وهي محلة قرب سمرقند فيما وراء النهر
* مرحلة التكوين: [333 - 500هـ]: وهي مرحلة تلامذة الماتريدي ومن تأثر به من بعده، وفيه أصبحت فرقة كلامية ظهرت أولاً في سمرقند، وعملت على نشر أفكار شيخهم وإمامهم، ودافعوا عنها، وصنفوا التصانيف مبتعين مذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع (الأحكام)، فراجت العقيدة الماتريدية في تلك البلاد أكثر من غيرها. ومن أشهر أصحاب هذه المرحلة: أبو القاسم إسحاق بن محمد بن إسماعيل الحكيم السمرقندي (342هـ) , وأبو محمد عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي (390هـ).
- ثم تلى ذلك مرحلة أخرى تعتبر امتداد للمرحلة السابقة. ومن أهم وأبرز شخصياتها:
- أبو اليسر البزدوي [421 - 493هـ] هو محمد بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم والبزدوي نسبة إلى بزدوة
- أخذ عن الشيخ أبو اليسر البزدوي جم غفير من التلاميذ؛ ومن أشهرهم: والده القاضي أبو المعاني أحمد، ونجم الدين عمر بن محمد النسفي صاحب العقائد النسفية، وغيرهما.
* مرحلة التأليف والتأصيل للعقيدة الماتريدية: [500 - 700هـ]: وامتازت بكثرة التأليف وجمع الأدلة للعقيدة الماتريدية؛ ولذا فهي أكبر الأدوار السابقة في تأسيس العقيدة، ومن أهم أعيان هذه المرحلة:
- أبو المعين النسفي [438 - 508هـ]: وهو ميمون بن محمد بن معتمد النسفي المكحولي،
- نجم الدين عمر النسفي [462 - 537هـ]: هو أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد الحنفي النسفي
* مرحلة التوسع والانتشار: [700 - 1300هـ]: وتعد من أهم مراحل الماتريدية حيث بلغت أوج توسعها وانتشارها في هذه المرحلة؛ وما ذلك إلا لمناصرة سلاطين الدولة العثمانية، فكان سلطان الماتريدية يتسع حسب اتساع سلطان الدولة العثمانية، فانتشرت في: شرق الأرض وغربها، وبلاد العرب، والعجم، والهند والترك، وفارس، والروم.
وهناك مدراس مازالت تتبنى الدعوة للماتريدية في شبه القارة الهندية وتتمثل في:
- مدرسة ديوبند و الندويه [1283هـ- …] وفيها كثر الاهتمام بالتأليف في علم الحديث وشروحه، فالديوبندية أئمة في العلوم النقلية والعقلية؛ وإلا أنهم متصوفة محضة، وعند كثير منهم بدع قبورية، كما يشهد عليهم كتابهم المهند على المفند لـ الشيخ خليل أحمد السهارنفوري أحد أئمتهم، وهو من أهم كتب الديوبندية في العقيدة، ولا تختلف عنها المدرسة الندوية في كونها ماتريدية العقيدة.
- مدرسة البريلوي [1272هـ -…] نسبة إلى زعيمهم أحمد رضا خان الأفغاني الحنفي الماتريدي الصوفي الملقب بعبد المصطفى [1340هـ] وفي هذا الدور يظهر الإشراك الصريح، والدعوة إلى عبادة القبور، وشدة العداوة للديوبندية، وتكفيرهم فضلاً عن تكفير أهل السنة.
- مدرسة الكوثري [1296هـ - …] و تنسب إلى محمد زاهد الكوثري الجركسي الحنفي الماتريدي (1371هـ) ويظهر فيها شدة الطعن في أئمة الإسلام ولعنهم، وجعلهم مجسمة ومشبهة، وجعل كتب السلف ككتب: التوحيد، الإبانة، الشريعة، والصفات، والعلو، وغيرها كتب أئمة السنة كتب وثنية وتجسيم وتشبيه، كما يظهر فيها أيضاً شدة الدعوة إلى البدع الشركية وللتصوف من تعظيم القبور والمقبورين تحت ستار التوسل.
أهمالأفكار والمعتقدات
- من حيث مصدر التلقي: قسم الماتريدية أصول الدين حسب التلقي إلى:
- الإلهيات [العقليات]: وهي ما يستقل العقل بإثباتها والنقل تابع له، وتشمل أبواب التوحيد والصفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
-الشرعيات [السمعيات]: وهي الأمور التي يجزم العقل بإمكانها ثبوتاً ونفياً، ولا طريق للعقل إليها مثل: النبوات، و عذاب القبر، وأمور الآخرة، علماُ بأن بعضهم جعل النبوات من قبيل العقليات.
ولا يخفى ما في هذا من مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة حيث أن القرآن والسنة وإجماع الصحابة هم مصادر التلقي عندهم، أما بدعة تقسيم أصول الدين إلى: عقليات وسمعيات، فقد قامت على فكرة باطلة أصّلها الفلاسفة من: أن نصوص الدين متعارضة مع العقل، فعملوا على التوسط بين العقل والنقل، مما اضطرهم إلى إقحام العقل في غير مجالات بحثه؛ فخرجوا بأحكام باطلة تصطدم مع الشرع ألجأتهم إلى التأويل والتفويض، بينما لا منافاة عند أهل السنة والجماعة بين العقل السليم والنقل الصحيح.
- بناء على التقسيم السابق فإن موقفهم من الأدلة النقلية في مسائل الإلهيات [العقليات] كالتالي:
- إن كان من نصوص القرآن الكريم والسنة المتواترة مما هو قطعي الثبوت قطعي الدلالة عندهم، أي مقبولاً عقلاُ، خالياً من التعارض مع عقولهم؛ فإنهم يحتجون به في تقرير العقيدة. وأما إن كان قطعي الثبوت ظني الدلالة عندهم أي: مخالفاً لعقولهم، فإنه لا يفيد اليقين،ولذلك تؤول الأدلة النقلية بما يوافق الأدلة العقلية ((أي تفسر الأدلة بغير ما أراد الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم))، أو تفويض معانيها إلى الله عز وجل. وهم في ذلك مضطربون،فليست عندهم قاعدة مستقيمة في التأويل والتفويض؛ فمنهم من رجح التأويل على التفويض، ومنهم من رجح التفويض، ومنهم من أجاز الأمرين، وبعضهم رأى أن التأويل لأهل النظر والاستدلال، والتفويض أليق للعوام.
والملاحظ أن القول بالتأويل ((أي تفسير الأدلة بغير ما أراد الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم)) لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحاب القرون المفضلة، وإنما هي بدعة دخلت على الجهمية والمعتزلة من اليهود والنصارى، وإلى التأويل يرجع جميع ما أحدث في الإسلام من بدع فرقت شمل الأمة، وهو أشر من التعطيل؛ حيث يستلزم التشبيه، والتعطيل، واتهاماً للرسول صلى الله عليه وسلم بالجهل، أو كتمان بيان ما أنزل الله.
وأما القول بالتفويض فهو من أشر أقوال أهل البدع لمناقضته ومعارضته نصوص التدبر للقرآن، واستلزام تجهيل الأنبياء والمرسلين برب العالمين.
- وإن كان من أحاديث الآحاد فإنها عندهم تفيد الظن، ولا تفيد العلم اليقيني، ولا يعمل بها في الأحكام الشرعية مطلقاً، بل وفق قواعدهم وأصولهم التي قرروها، وأما في العقائد فإنه لا يحتج بها، ولا تثبت بها عقيدة، وإن اشتملت على جميع الشروط المذكورة في أصول الفقه، وإن كانت ظاهرة فظاهرها غير مراد، وهذا موقف الماتريدية قديماً وحديثاً؛ حتى أن الكوثري ومن وافقه من الديوبندية طعنوا في كتب السنة بما فيها الصحيحين، وفي عقيدة أئمة السنة مثل: حماد بن سلمة راوي أحاديث الصفات، والإمام الدارمي عثمان بن سعيد صاحب السنن. وهذا مخالف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يبعث الرسل إلى الملوك والرؤساء فرادى يدعونهم إلى الإسلام. وكذلك فإن تقسيم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى متواتر وآحاد لم يكن معروفاً في عصر الصحابة والتابعين.
- كما رتبوا على ذلك وجوب معرفة الله تعالى بالعقل قبل ورود السمع، واعتبروه أول واجب على المكلف، ولا يعذر بتركه ذلك، بل يعاقب عليه ولو قبل بعثة الأنبياء والرسل. وبهذا وافقوا قول المعتزلة: وهو قول ظاهر البطلان، تعارضه الأدلة من الكتاب والسنة التي تبين أن معرفة الله تعالى يوجبها العقل،ويذم من يتركها، لكن العقاب على الترك لا يكون إلا بعد ورود الشرع، يقول الله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) [سورة الإسراء الآية 15] وأن أول واجب على المكلف، وبه يكون مسلماً: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والبراءة من كل دين يخالف دين الإسلام على الإجمال، ولهذا لما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن لم يأمره بغير ذلك. وكذلك الأنبياء لم يدعوا أقوامهم إلا بقول (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) [سورة الأعراف الآية 59].
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقالوا أيضاً بالتحسين والتقبيح العقليين،حيث يدرك العقل حسن الأشياء وقبحها، إلا أنهم اختلفوا في حكم الله تعالى بمجرد إدراك العقل للحسن والقبح. فمنهم من قال: إن العباد يعاقبون على أفعالهم القبيحة ولو لم يبعث إليهم رسول؛ كما سبق، ومنهم من قال بعكس ذلك.
- وذهب كذلك الماتريدية كغيرها من الفرق الكلامية إلى أن المجاز واقع في اللغة والقرآن والحديث؛ ويقصدون بالمجاز بأنه اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، وهو قسيم الحقيقة عندهم. ولذلك اعتمدوا عليه في تأويل النصوص دفعاً - في ظنهم - لشبه التجسيم والتشبيه. وهو بهذا المعنى: قول مبتدع، محدث لا أصل له في اللغة ولا في الشرع , ولم يتكلم فيه أئمة اللغة: كالخليل بن أحمد، وسيبويه فضلاً عن أئمة الفقهاء والأصوليين المتقدمين
- مفهوم التوحيد عند الماتريدية هو: إثبات أن الله تعالى واحد في ذاته، لا قسيم له , واحد في صفاته، لا شبيه له، واحد في أفعاله، لا يشاركه أحد في إيجاد المصنوعات، ولذلك بذلوا غاية جهدهم في إثبات هذا النوع من التوحيد باعتبار أن الإله عندهم هو: القادر على الاختراع. مستخدمين في ذلك الأدلة والمقاييس العقلية والفلسفية التي أحدثها المعتزلة والجهمية، مثل دليل حدوث الجواهر والأعراض، وهي أدلة طعن فيها السلف والأئمة وأتباعهم وأساطين الكلام والفلسفة وبينوا أن الطرق التي دل عليها القرآن أصح. بين ذلك أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر، وابن رشد الحفيد في مناهج الأدلة. وشيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل. وأيضاً خالفوا أهل السنة والجماعة في معنى الإله، فالإله عند أهل السنة: المألوه المعبود الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له. وما أرسلت الرسل إلا لتقرير ذلك الأمر، ودعوة البشرية إلى توحيد الله تعالى في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
- أثبتوا لله تعالى أسماءه الحسنى، وقالوا: لا يسمى الله تعالى إلا بما سمى به نفسه، وجاء به الشرع. فوافقوا أهل السنة والجماعة إلا أنهم خالفوهم فيما أدخلوه في أسمائه تعالى: كالصانع، القديم،الذات … حيث لم يفرقوا بين باب الإخبار عن الله تعالى وباب التسمية.
- وقالوا بإثبات ثماني صفات لله تعالى فقط، على خلاف بينهم وهي: الحياة، القدرة، العلم، الإرادة، السمع، البصر، الكلام، التكوين. وعلى أن جميع الأفعال المتعدية ترجع إلى التكوين، أما ما عدا ذلك من الصفات التي دل عليها الكتاب والسنة [الصفات الخبرية] من صفات ذاتية، أو صفات فعلية، فإنها لا تدخل في نطاق العقل، ولذلك قالوا بنفيها جميعاً. أما أهل السنة والجماعة فهم كما يعتقدون في الأسماء يعتقدون في الصفات وأنها جميعاً توقيفية، ويؤمنون بها " بإثبات بلا تشبيه، وتنزيه بلا تعطيل، مع تفويض الكيفية وإثبات المعنى اللائق بالله - تعالى - لقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
- قولهم بأن القرآن الكريم ليس بكلام الله تعالى على الحقيقة، وإنما هو كلام الله تعالى النفسي، لا يسمع وإنما يسمع ما هو عبارة عنه، ولذلك فإن الكتب بما فيها القرآن مخلوق؛ وهو قول مبتدع محدث لم يدل عليه الكتاب ولا السنة، ولم يرد عن سلف الأمة. وأول من ابتدعه ابن كلاب. فالله تعالى يتكلم إذا شاء متى شاء، ولا يزال يتكلم كما كلم موسى، ويكلم عباده يوم القيامة، والقرآن كلام الله تعالى على الحقيقة، غير مخلوق. وكذلك التوراة والإنجيل والزبور. وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة من سلف الأمة الصالح ومن تبعهم بإحسان.
- تقول الماتريدية في الإيمان أنه التصديق بالقلب فقط، وأضاف بعضهم الإقرار باللسان، ومنعوا زيادته ونقصانه،وقالوا بتحريم الاستثناء فيه، وأن الإسلام والإيمان مترادفان، لا فرق بينهما، فوافقوا المرجئة في ذلك، وخالفوا أهل السنة والجماعة، حيث إن الإيمان عندهم: اعتقاد بالجنان وقول باللسان، و عمل بالجوارح والأركان. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. ويجوز الاستثناء فيه [والمقصود عدم تزكية النفس] والإيمان والإسلام متلازمان، إذا اجتمعا افترقا في المعنى، وإذا افترقا اجتمعا في المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وافقت الماتريدية أهل السنة والجماعة في الإيمان بالسمعيات مثل: أحوال البرزخ وأمور الآخرة من: الحشر، والنشر، والميزان، والصراط، والشفاعة، والجنة، والنار؛ لأنهم جعلوا مصدر التلقي فيها السمع.
- وبالتالي فإنهم أثبتوا رؤية الله تعالى في الآخرة؛ ولكن مع نفي الجهة والمقابلة. وهذا قول متناقض حيث أثبتوا ما لا يمكن رؤيته، ولا بخفى مخالفته لما عليه أهل السنة والجماعة.
- كما وافقت الماتريدية أهل السنة والجماعة في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم، وأن ما وقع بينهم كان خطاً عن اجتهاد منهم؛ ولذا يجب الكف عن الطعن فيهم، لأن الطعن فيهم إما كفر، أو بدعة، أو فسق. كما يرون أن الخلافة في قريش، وتجوز الصلاة خلف كل بر وفاجر، ولا يجوز الخروج على الإمام الجائر.
- وأيضاً وافقوا أهل السنة والجماعة في القول: بالقدر، والقدرة، والاستطاعة، على أن كل ما يقع في الكون بمشيئة الله تعالى وإرادته، وأن أفعال العباد من خير وشر من خلق الله تعالى وأن للعباد أفعالاً اختيارية، يثابون عليها، ويعاقبون عليها، وأن العبد مختار في الأفعال التكليفية غير مجبور على فعلها.
قالت الماتريدية بعدم جواز التكليف بما لا يطاق موافقة المعتزلة في ذلك،والذي عليه أهل السنة والجماعة هو: التفصيل، وعدم إطلاق القول بالجواز أو بالمنع.
الجذورالفكرية والعقائدية
يتبين للباحث أن عقيدة الماتريدية فيها حق وباطل؛ فالحق أخذوه عن أهل السنة من الحنفية السلفية، وغيرهم؛ لأن المستقريء للتاريخ يجد أن الحنفية بعد الإمام أبي حنيفة رحمه الله تفرقوا فرقاً شتى في وقت مبكر، ولم يسر على سيرة الإمام أبي حنيفة وصاحبيه إلا من وفقه الله عز وجل.
_ تأثر أبو منصور الماتريدي مباشرة أو بواسطة شيوخه بعقائد الجهمية من الإرجاء والتعطيل؛ وكذلك المعتزلة والفلاسفة في نفي بعض الصفات وتحريف نصوصها، ونفي العلو والصفات الخبرية ظناً منه أنها عقيدة أهل السنة.
- تأثر بابن كلاب (240هـ) أول من ابتدع القول بالكلام النفسي لله عز وجل في بدعته هذه، وإن لم يثبت لهما لقاء، حيث توفي ابن كلاب قبل مولده، بل صرح شيخ الإسلام ابن تيمية أن أبا منصور الماتريدي تابع ابن كلاب في عدة مسائل. (مجموع الفتاوي 7/ 362).
الانتشار ومواقعالنفوذ
انتشرت الماتريدية، وكثر أتباعها في بلاد الهند وما جاورها من البلاد الشرقية: كالصين، وبنغلاديش، وباكستان، وأفغانستان. كما انتشرت في بلاد تركيا، والروم، وفارس، وبلاد ما وراء النهر، والمغرب حسب انتشار الحنفية وسلطانهم، وما زال لهم وجود قوي في هذه البلاد، وذلك لأسباب كثيرة منها:
1 - المناصرة والتأييد من الملوك والسلاطين لعلماء المذهب، وبخاصة سلاطين الدولة العثمانية.
2 - للمدارس الماتريدية دور كبير في نشر العقيدة الماتريدية، وأوضح مثال على ذلك: المدارس الديوبندية بالهند وباكستان وغيرها؛ حيث لا زال يدرس فيها كتب الماتريدية في العقيدة على أنها عقيدة أهل السنة والجماعة.
3 - النشاط البالغ في ميدان التصنيف في علم الكلام، وردهم على الفرق المبتدعة الأخرى، مثل الجهمية الأولي والمعتزلة، والروافض.
4 - انتسابهم للإمام أبي حنيفة ومذهبه في الفروع.
ـ[شوقي حسن أحمد علي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 11:25]ـ
جزاك الله خيرا - أخي الصلابي - كما تتحفنا دائما بمقالاتك الشيقة عن الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، ولا نزال ننتظر منك المزيد، بارك الله فيك وسدد سهامك على مراميك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Apr-2010, صباحاً 01:03]ـ
الأخ الفاضل الصلابي، نفع الله بك.
وتتميمًا للفائدة هناك كتاب ضخم عن الماتريدية يعتبر من أفضل ما صنف عن الماتريدية وهو أوعب ما صنف عنهم.
وهو كتاب ((عداء الماتريدية للعقيدة السلفية)) أو ((الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات)) للشمس السلفي الأفغاني، مؤسس الجامعة الإسلامية ببشاور، والكتاب عبارة عن رسالة الماجستير تقدم بها الباحث للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، نوقشت في ذي القعدة سنة 1409هـ، وكانت لجنة المناقشة مكونة من أصحاب الفضيلة الدكتور صالح بن عبد الله العبود، وهو المشرف على الرسالة، والدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي، والدكتور عبد الكريم بن مراد الأثري، وقد طبعت الرسالة في مكتبة الصديق بالطائف - المملكة العربية السعودية - وبين يدي الطبعة الثانية الصادرة عن هذه الدار سنة 1419هـ، ولدي الطبعة الثانية صادرة سنة 1419 هـ، بخط أجود وتنسيف أفضل، لكن لم يكتب عليها اسم دار النشر، ومكتوب عليها: ((حقوق الطبع محفوظة))، فلعلها خاصة بالمؤلف. والله أعلم
وهناك كتاب آخر عن الماتريدية وهو:
((الماتريدية دراسة وتقويمًا)) تصنيف الدكتور أحمد بن عوض الله الحربي الدكتور بكلية أصول الدين - جامعة الإمام بالرياض، وبين يدي الطبعة الثانية منها سنة 1421هـ وهي صادرة عن دار الصميعي.
وكتاب ثالث بعنوان:
((نقض عقائد الأشاعرة والماتريدية)) تأليف خالد بن علي الغامدي، صدر في طبعته الأولى سنة 1430هـ عن دار أطلس الخضراء - الرياض.
والله الموفق للصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[16 - Apr-2010, صباحاً 06:58]ـ
((الماتريدية دراسة وتقويمًا)) تصنيف الدكتور أحمد بن عوض الله الحربي الدكتور بكلية أصول الدين - جامعة الإمام بالرياض، وبين يدي الطبعة الثانية منها سنة 1421هـ وهي صادرة عن دار الصميعي
وأصله رسالة علمية أشرف عليها العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله.
ـ[الصلابي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 11:11]ـ
جزاكم الله خيراً وجزا شيخنا علي احمد عبد الباقي على هذه الفائدة(/)
تاريخ الصوفية وأهم المعتقدات
ـ[الصلابي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 07:19]ـ
الصوفية
حركة التصوف انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة , ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لاعن طريق اتباع الوسائل الشرعية، ولذا جنحوا في المسار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية: الهندية والفارسية واليونانية المختلفة.
سبب التسمية
اختلف العلماء في نسبة الاشتقاق على أقوال أرجحها:
ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصوف حيث كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية.
بداية الانحراف
كدأب أي انحراف يبدأ صغيراً، ثم ما يلبث إلا أن يتسع مع مرور الأيام فقد تطور مفهوم الزهد في الكوفة والبصرة في القرن الثاني للهجرة على أيدي كبار الزهاد أمثال: إبراهيم بن ادهم، مالك بن دينار، وبشر الحافي وغيرهم إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام، وتحريم تناول اللحوم، والسياحة في البراري والصحاري، وترك الزواج. يقول مالك بن دينار: ((لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة، ويأوي إلى مزابل الكلاب)). وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة، ولكن مما يجدر التنبيه عليه أنه قد نُسب إلى هؤلاء الزهاد من الأقوال المرذولة والشطحات المستنكرة ما لم يثبت عنهم بشكل قاطع كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية.
* ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار أهمها:
- البداية والظهور: ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس، والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة، ثم بسلوكيات رهبان أهل الكتاب
* طلائع الصوفية:
ظهر في القرنين الثالث والرابع الهجري ثلاث طبقات من المنتسبين إلى التصوف وهي:
- الطبقة الأولى:
كان يغلب على أكثرهم الاستقامة في العقيدة، والإكثار من دعاوى التزام السنة ونهج السلف، وإن كان ورد عن بعضهم ـ مثل الجنيد ـ بعض العبارات التي عدها العلماء من الشطحات، ومن أشهر رموز هذا التيار:
- الجنيد: هو أبو القاسم الخراز المتوفى 298هـ يلقبه الصوفية بسيد الطائفة
- ومن أهم السمات الأخرى لهذه الطبقة كثر الاهتمام بالوعظ والقصص مع قلة العلم والفقه والتحذير من تحصيلهما في الوقت الذي اقتدى أكثرهم بسلوكيات رهبان ونساك أهل الكتاب حيث حدث الالتقاء ببعضهم، مما زاد في البعد عن سمت الصحابة وأئمة التابعين. ونتج عن ذلك اتخاذ دور للعبادة غير المساجد، يلتقون فيها للاستماع للقصائد الزهدية أو قصائد ظاهرها الغزل بقصد مدح النبي صلى الله عليه وسلم مما سبب العداء الشديد بينهم وبين الفقهاء، كما ظهرت فيهم ادعاءات الكشف والخوارق وبعض المقولات الكلامية. وفي هذه الفترة ظهرت لهم تصانيف كثيرة
- ومن أهم هذه السمات المميزة لمذاهب التصوف والقاسم المشترك للمنهج المميز بينهم في تناول العبادة وغيرها مايسمونه ((الذوق)) والذي أدى إلى اتساع الخرق عليهم مما سهل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية التي زاد غلوها وانحرافها.
- الطبقة الثانية: خلطت الزهد بعبارات الباطنية، وانتقل فيها الزهد من الممارسة العملية والسلوك التطبيقي إلى مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري، ولذلك ظهر في كلامهم مصطلحات: الوحدة، والفناء، والاتحاد، والحلول، والسكر، والصحو، والكشف، والبقاء، والمريد، والعارف، والأحوال، والمقامات، وشاع بينهم التفرقة بين الشريعة والحقيقة، وتسمية أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن، وسموا غيرهم من الفقهاء أهل الظاهر والرسوم، وغير ذلك مما كان غير معروف عند السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ولا عند الطبقة الأولى من المنتسبين إلى الصوفية، مما زاد في انحرافها، فكانت بحق تمثل البداية الفعلية لما صار عليه تيار التصوف حتى الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومن أهم أعلام هذه الطبقة: أبواليزيد البسطامي ت263هـ، ذوالنون المصري ت245هـ، الحلاج ت309هـ، أبوسعيد الخزار 277 ـ 286هـ، الحكيم الترمذي ت320هـ، أبوبكر الشبلي 334هـ
- الطبقة الثالثة:
وفيها اختلط التصوف بالفلسفة اليونانية، وظهرت أفكار الحلول والاتحاد ووحدة الوجود موافقة لقول الفلاسفة، كما أثرت في ظهور نظريات الفيض والإشراق على يد الغزالي والسهروردي. وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والمراحل التي مر بها التصوف والتي تعدت مرحلة البدع العملية إلى البدع العلمية التي بها يخرج التصوف عن الإسلام بالكلية. ومن أشهر رموز هذه الطبقة: الحلاج ت309هـ، السهروردي 587هـ، ابن عربي ت638هـ، ابن الفارض 632هـ، ابن سبعين ت 667 هـ.
- الحلاج: أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج 244 ـ 309هـ ولد بفارس حفيداً لرجل زرادشتي، ونشأ في واسط بالعراق، وهو أشهر الحلوليين والاتحاديين، رمي بالكفر وقتل مصلوباً لتهم أربع وُجهت إليه: 1ـ اتصاله بالقرامطة. 2ـ قوله ((أنا الحق)). 3ـ اعتقاد أتباعه ألوهيته. 4ـ قوله في الحج، حيث يرى أن الحج إلى البيت الحرام ليس من الفرائض الواجب أداؤها.
- يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي، فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبدالقادر الجيلاني، المتوفى سنة 561ه نسب إليه أتباعه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب، وإحياء الموتى، وتصرفه في الكون حياً أو ميتاً، بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال الشنيعة. ومن هذه الأقوال أنه قال مرة في أحد مجالسه: ((قدمي هذه على رقبة كل ولي لله))، وكان يقول: ((من استغاث بي في كربة كشفت عنه، ومن ناداني في شدة فرجت عنه، ومن توسل بي في حاجة قضيت له))، ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الشرك وادعاء الربوبية.
- يقول السيد محمد رشيد رضا: ((يُنقل عن الشيخ الجيلاني من الكرامات وخوارق العادات مالم ينقل عن غيره، والنقاد من أهل الرواية لا يحفلون بهذه النقول إذ لا أسانيد لها يحتج بها)) [دائرة المعارف الإسلامية11/ 171].
- كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن الحسين الرفاعي ت 540ه ويطلق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق، وينسج حوله كتَّاب الصوفية - كدأبهم مع من ينتسبون إليهم - الأساطير والخرافات، بل ويرفعونه إلى مقام الربوبية. ومن هذه الأقوال: ((كان قطب الأقطاب في الأرض، ثم انتقل إلى قطبية السماوات، ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال)) [طبقات الشعراني ص141، قلادة الجواهرص42].
-وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهروردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن 549 - 587ه ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت604ه، صاحب مدرسة الإشراق الفلسفية التي أساسها الجمع بين آراء مستمدة من ديانات الفرس القديمة ومذاهبها في ثنائية الوجود وبين الفلسفة اليونانية في صورتها الأفلاطونية الحديثة ومذهبها في الفيض أو الظهور المستمر، ولذلك اتهمه علماء حلب بالزندقة والتعطيل والقول بالفلسفة الاشراقية مما حدا بهم أن يكتبوا إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي محضراً بكفره وزندقته فأمر بقتله ردة، وإليه تنسب الطريقة السهروردية ومذاهبها في الفيض أو الظهور المستمر.
- في القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي الطائي الأندلسي أحد رؤوس الصوفية حتى لُقب بالشيخ الأكبر , أعاد ابن عربي، وابن الفارض، وابن سبعين، عقيدة الحلاج، وذي النون المصري، والسهروردي.
- محيي الدين ابن عربي: الملقب بالشيخ الكبر 560 - 638ه رئيس مدرسة وحدة الوجود، يعتبر نفسه خاتم الأولياء , طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه الصفات الإلهية إذا تيسر له الاستغراق في وحدانية الله
- أبو الحسن الشاذلي 593 - 656ه: صاحب ابن عربي , من أشهر تلاميذ مدرسة أبي الحسن الشاذلي ت656ه أبوالعباس ت686ه، وإبراهيم الدسوقي، وأحمد البدوي ت675ه.
- وفي القرن السابع ظهر أيضاً جلال الدين الرومي صاحب الطريقة المولوية بتركيا ت672ه. ·
(يُتْبَعُ)
(/)
أصبح القرن الثامن والتاسع الهجري ما هو إلا تفريع وشرح لكتب ابن عربي وابن الفارض وغيرهما، ولم تظهر فيه نظريات جديدة في التصوف.
وفي القرن التاسع ظهر محمد بهاء الدين النقشبندي مؤسس الطريقة النقشبندية ت791ه.
وكذلك القرن العاشر ماكان إلا شرحاً أو دفاعاً عن كتب ابن عربي، فزاد الاهتمام فيه بتراجم أعلام التصوف، والتي اتسمت بالمبالغة الشديدة.
- وفي القرون التالية اختلط الأمر على الصوفية، وانتشرت الفوضى بينهم وبدأت مرحلة الدراويش.
- ومن أهم ماتتميز به القرون المتأخرة ظهور ألقاب شيخ السجادة، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، والخليفة والبيوت الصوفية التي هي أقسام فرعية من الطرق نفسها مع وجود شيء من الاستقلال الذاتي يمارس بمعرفة الخلفاء، كما ظهرت فيها التنظيمات والتشريعات المنظمة للطرق تحت مجلس وإدارة واحدة الذي بدأ بفرمان أصدره محمد علي باشا والي مصر يقضي بتعيين محمد البكري خلفاً لوالده شيخاً للسجادة البكرية وتفويضه في الإشراف على جميع الطرق والتكايا والزوايا والمساجد التي بها أضرحة كما له الحق في وضع مناهج التعليم التي تعطى فيها. وذلك كله في محاولة لتقويض سلطة شيخ الأزهر وعلمائه، وقد تطورت نظمه وتشريعاته ليعرف فيما بعد بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر.
ومن أشهر رموز هذه القرون المتأخرة: - عبدالغني النابلسي 1050 - 1287ه , أبوالسعود البكري المتوفى 1812م , أبوالهدى الصيادي الرفاعي 1220 - 1287ه ,عمر الفوتي الطوري السنغالي الأزهري التيجاني ت 1281ه , محمد عثمان الميرغني ت1268ه , أبوالفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني، فقيه متفلسف، من أهل فاس بالمغرب، أسس الطريقة الكتانية 1290 - 1327ه، انتقد عليه علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى فساد الاعتقاد., أحمد التيجاني ت1230ه
مصادر التلقي عند الصوفية
- الكشف: ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف، بل تحقيق غاية عبادتهم، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها:
1 - النبي صلى الله عليه وسلم: ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أو مناماً.
2 - الخضر عليه الصلاة السلام: قد كثرت حكايتهم عن لقياه، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية، وكذلك الأوراد، والأذكار والمناقب.
3 - الإلهام: سواء كان من الله تعالى مباشرة، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى.
4 - الفراسة: والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها.
5 - الهواتف: من سماع الخطاب من الله تعالى، أو من الملائكة، أو الجن الصالح، أو من أحد الأولياء، أو الخضر، أو إبليس، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن.
6 - الإسراءات والمعاريج: ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي، وجولاتها هناك، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار.
7 - الكشف الحسي: بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر.
8 - الرؤى والمنامات: وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية.
- التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين.
الأفكار والمعتقدات
- تتشابه عقائد الصوفية وأفكارهم وتتعدد بتعدد مدارسهم وطرقهم ويمكن إجمالها فيما يلي:
- يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى، منها الحلول كما هو مذهب الحلاج، ومنها وحدة الوجود حيث عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق، ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريدية في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته.
- والغلاة منهم يعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً عقائد شتى، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: ((خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله)). ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون، وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خُلقت من نوره، وأنه أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه. ومنهم من لا يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته ولكنهم مع ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
يستشفعون ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة.
- وفي الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى، فمنهم من يفضِّل الولي على النبي، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته، فهو يخلق ويرزق، ويحيي ويميت، ويتصرف في الكون. ولهم تقسيمات للولاية، فهناك الغوث، والأقطاب، والأبدال والنجباء حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير. ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضاً يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم سواءً كان في حياتهم أو بعد مماتهم.
وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى، وعمل الصالحات، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً عن أنه يملك لغيره، قال تعالى لرسوله: ((قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً)) [الجن:21].
- يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه الجميع، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار.
- التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً.
- لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه.
- لابد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي.
- يتحدث الصوفيون عن العلم اللدني الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام، حيث أخبر الله تعالى عن ذلك فقال: ((وعلمناه من لدنا علماً)).
- شطحات الصوفية:
سلك بعضهم طريق تحضير الأرواح معتقداً بأن ذلك من التصوف، كما سلك آخرون طريق الشعوذة والدجل، وقد اهتموا ببناء الأضرحة وقبور الأولياء وإنارتها وزيارتها والتمسح بها، وكل ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان.
- يقول بعضهم بارتفاع التكاليف - إسقاط التكاليف - عن الولي، أي أن العبادة تصير لالزوم لها بالنسبة إليه، لأنه وصل إلى مقام لا يحتاج معه إلى القيام بذلك.
- يستخدم الصوفيون لفظ (الغوث والغياث) وقد أفتى ابن تيمية كما جاء في كتاب مجموع الفتاوى ص 437: ((فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله، فهو غوث المستغيثين، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل)).
- لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً، وعند الشاذلية لا إله إلا الله، وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي، وبعضهم يقول: هو هو، بلفظ الضمير. وفي ذلك يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى ص 229: ((وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات، وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد)).
ويقول في ص 228 أيضاً: ((من قال: ياهو ياهو، أو هو هو، ونحو ذلك، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى مايصوره القلب، والقلب قد يهتدي وقد يضل)).
- قد يأتي بعض المنتسبين إلى التصوف بأعمال عجيبة وخوارق، وفي ذلك يقول ابن تيمية ص 494: ((وأما كشف الرؤوس، وتفتيل الشعر، وحمل الحيات، فليس هذا من شعار أحد من الصالحين، ولامن الصحابة، ولا من التابعين، ولا شيوخ المسلمين، ولا من المتقدمين، ولا من المتأخرين، ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي، وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة)).
- ويقول أيضاً في ص 504: ((وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم فهو نذر شرك ومعصية لله تعالى)).
- وفي ص 506 من نفس الكتاب: ((وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه))
- ويقول في ص 505 من نفس الكتاب أيضاً: ((وأما مؤاخاة الرجال والنساء الجانب وخلوتهم بهن، ونظرهم إلى الزينة الباطنة، فهذا حرام باتفاق المسلمين، ومن جعل ذلك من الدين فهو من إخوان الشياطين)).
* من أبرز المآخذ التي تؤخذ على الصوفية مايلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الحلول والاتحاد. 2 - وحدة الوجود. 3 - الشرك في توحيد الألوهية وذلك بصرف بعض أنواع العبادة لغير الله تعالى 4 - الشرك في توحيد الربوبية وذلك باعتقادهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون ويعلمون الغيب. . 5 - الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم. 6 - الغلو في الأولياء. 7 - الادعاءات الكثيرة الكاذبة، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة.
7 - يتساهل بعض الصوفية في التزام أحكام الشرع.
8 - طاعة المشايخ والخضوع لهم، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم.
9 - تجاوزات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان، في هيئة ما يسمونه الذكر، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم.
- لقد فتح التصوف المنحرف باباً واسعاً دخلت منه كثير من الضلالات والبدع التي تخرج صاحبها من الإسلام.
أماكن الإنتشار
انتشر التصوف على مدار الزمان وشمل معظم العالم الإسلامي، وقد نشأت فرقهم وتوسعت في مصر والعراق وشمال غرب أفريقيا، وفي غرب ووسط وشرق آسيا.
- تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل، وذلك بالرغم من دعم بعض الدول الإسلامية للتصوف كعامل مُثبِّط لتطلعات المسلمين في تطبيق الإسلام الشمولي.
بسم الله الرحمن الرحيم ( http://www.khayma.com/kshf/index.htm) الصفحة الرئيسة ( http://www.khayma.com/kshf/index.htm) العقيدة الصحيحة ( http://www.khayma.com/kshf/H/Akeedah.htm) الشرك وأنواعه ( http://www.khayma.com/kshf/K/SHERK.htm) تحطيم البدع ( http://www.khayma.com/kshf/B/Bed3-Breaking.htm) الردود العلمية ( http://www.khayma.com/kshf/R/Rdood.htm) الفرق والمذاهب ( http://www.khayma.com/kshf/M/Efterak.htm) فتاوى مهمة ( http://www.khayma.com/kshf/F/Ftawa.htm) قالوا عن الموقع ( http://www.khayma.com/kshf/SEJEL.htm) من أفضل المواقعصيد الفوائد ( http://www.saaid.net/) رسالة الإسلام ( http://www.islammessage.com/a/) السلفيون ( http://www.alsalafyoon.com/) شمس الإسلام ( http://www.islamsun.com/) المرشد ( http://www.khayma.com/almurshed/index.htm) الموحدون ( http://geocities.com/almowahedon/) تحت المجهر
النصارى ( http://arabic.islamicweb.com/christianity/)
النصيرية ( http://www.angelfire.com/my/nusairee/index.htm)
الرافضة ( http://www.ansar.org/)
الإباضية ( http://geocities.com/abadih1/)
الأحباش ( http://www.antihabashis.com/)
العصرانيون ( http://www.alsalafyoon.com/Asraniyoon/)(/)
الأحباش طائفة ضالة
ـ[الصلابي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 07:22]ـ
الأحباش
طائفة ضالة تنسب إلى عبد الله الحبشي، ظهرت حديثاً في لبنان مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية.
التأسيس وأبرز الشخصيات
· عبد الله الهرري الحبشي: هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، - منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب: الجهمية في تأويل صفات الله، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض، وسب للصحابة، واتهام أم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله، بالإضافة إلى فتاوى شاذة.
- نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لايرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله. فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان.
· نزار الحلبي: خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية ويطلقون عليه لقب ((سماحة الشيخ)) حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق ((لا للمفتي حسن خالد الكافر، نعم للمفتي نزار الحلبي)) وقد قتل مؤخراً.
· لديهم العديد من الشخصيات العامة مثل النائب البرلماني عدنان الطرابلسي ومرشحهم الآخر طه ناجي الذي حصل على 1700 صوتاً معظمهم من النصارى حيث وعدهم بالقضاء على الأصولية الإسلامية، لكن لم يكتب له النجاح، وحسام قرقيرا نائب رئيس جمعية المشاريع الإسلامية، وكمال الحوت وعماد الدين حيدر وعبد الله البارودي
أهم العقائد
· يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله. فهم يُأولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فيُأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية.
· يزعم الحبشي القرآن عنده ليس كلام الله تعالى، وإنما هو عبارة عن كلام جبريل، كما في كتابه إظهار العقيدة السنية ص591.
· الأحباش في مسألة الإيمان من المرجئة الجهمية الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ويبقى الرجل عندهم مؤمناً وإن ترك الصلاة وسائر الأركان، (انظر الدليل القويم ص7، بغية الطالب ص51).
- تبعاً لذلك يقللون من شأن التحاكم للقوانين الوضعية المناقضة لحكم الله تعالى فيقول الحبشي: ((ومن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات، ولكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضاً مؤمن مذنب)) الدليل القويم 9 - 10 بغية الطالب 51.
· الأحباش في القدر جبرية منحرفة (النهج السليم 71).
· يحث الأحباش الناس على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم، لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها، كما يجيزون الاستعاذة بغير الله ويدعون للتبرك بالأحجار. (الدليل القويم 173، بغية الطالب 8، صريح البيان 57، 62). (شريط خالد كنعان /ب / 70).
· يرجح الأحباش الأحاديث الضعيفة والموضوعة بما يؤيد مذهبهم بينما يحكمون بضعف الكثير من الأحاديث الصحيحة التي لا تؤيد مذهبهم ويتجلى ذلك في كتاب المولد النبوي.
· يكثر الحبشي من سب الصحاب وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم. ويطعن في خالد بن الوليد وغيره، ويقول إن الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية. ويكثر من التحذير من تكفير سابِّ الصحابة، لاسيما الشيخين إرضاءً للروافض. إظهار العقيدة السنية 182.
· يعتقد الحبشي أن الله تعالى خلق الكون لا لحكمة وأرسل الرسل لا لحكمة وأن من ربط فعلاً من أفعال الله بالحكمة فهو مشرك.
(يُتْبَعُ)
(/)
· كفّر الحبشي العديد من العلماء فحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر وجعل من أول الواجبات على المكلف أن يعتقد كفره ولذلك يحذر أشد التحذير من كتبه، وكذا الإمام الذهبي فهو عنده خبيث، كما يزعم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كافر ويرى أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كافر، وكذلك الشيخ سيد سابق فيزعم أنه مجوسي كافر. انظر مجلة منار الهدى الحبشية عدد (3ص234) أما ابن عربي صاحب مذهب وحدة الوجود ونظرية الحلول والاتحاد والذي شهد العلماء بكفره فيعتبره الحبشي شيخ الإسلام. كما يدعو الحبشي إلى الطريقة النقشبندية والرفاعية والصوفية.
· وللحبشي العديد من الفتاوى الشاذة فهو يجيز أكل الربا ويجيز الصلاة متلبساً بالنجاسة. (بغية الطالب 99).
· أثار الأحباش في أمريكا وكندا فتنة تغيير القبلة حتى صارت لهم مساجد خاصة حيث حرفوا القبلة 90 درجة وصاروا يتوجهون إلى عكس قبلة المسلمين حيث يعتقدون أن الأرض نصف كروية على شكل نصف البرتقالة، وفي لبنان يصلون في جماعات خاصة بهم بعد انتهاء جماعة المسجد، كما اشتهر عنهم ضرب أئمة المساجد والتطاول عليهم وإلقاء الدروس في مساجدهم لنشر أفكارهم رغماً عنهم. ويعملون على إثارة الشغب في المساجد. الجذور العقدائية
· مما سبق يتبين أن الجذور الفكرية والعقائدية للأحباش تتلخص في الآتي:
- المذهب الأشعري المتأخر في قضايا الصفات الذي يقترب من منهج الجهمية!!
- المرجئة والجهمية في قضايا الإيمان.
- الطرق الصوفية المنحرفة مثل الرفاعية والنقشيندية.
- عقيدة الجفر الباطنية.
- مجموعة من الأفكار والمناهج المنحرفة التي تجتمع على هدف الكيد للإسلام وتمزيق المسلمين. ولا يستبعد أن يكون الحبشي وأتباعه مدسوسين من قبل بعض القوى الخارجية لإحداث البلبلة والفرقة بين المسلمين كما فعل عبد القادر الصوفي ثم المرابطي في أسبانيا وبريطانيا وغيرها. أماكن الانتشار
ينتشر الأحباش في لبنان بصورة تثير الريبة، حيث انتشرت مدارسهم الضخمة وصارت حافلاتهم تملأ المدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة المدارس الحكومية، علاوة على الرواتب المغرية لمن ينضم إليهم ويعمل معهم وأصبح لهم إذاعة في لبنان تبث أفكارهم وتدعو إلى مذهبهم، كما ينتشر أتباع الحبشي في أوروبا وأمريكا وقد أثاروا القلاقل في كندا واستراليا والسويد والدانمارك. كما أثاروا الفتن في لبنان بسبب فتوى شيخهم بتحويل اتجاه القبلة إلى جهة الشمال.
وقد بدأ انتشار أتباع هذا المذهب الضال في مناطق عدة من العالم.
* لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز فتوى برقم 2392/ 1 وتاريخ 30/ 10/1406هـ جاء فيها: ((إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون))
بسم الله الرحمن الرحيم ( http://www.khayma.com/kshf/index.htm) الصفحة الرئيسة ( http://www.khayma.com/kshf/index.htm) العقيدة الصحيحة ( http://www.khayma.com/kshf/H/Akeedah.htm) الشرك وأنواعه ( http://www.khayma.com/kshf/K/SHERK.htm) تحطيم البدع ( http://www.khayma.com/kshf/B/Bed3-Breaking.htm) الردود العلمية ( http://www.khayma.com/kshf/R/Rdood.htm) الفرق والمذاهب ( http://www.khayma.com/kshf/M/Efterak.htm) فتاوى مهمة ( http://www.khayma.com/kshf/F/Ftawa.htm) قالوا عن الموقع ( http://www.khayma.com/kshf/SEJEL.htm) من أفضل المواقعصيد الفوائد ( http://www.saaid.net/) رسالة الإسلام ( http://www.islammessage.com/a/) السلفيون ( http://www.alsalafyoon.com/) شمس الإسلام ( http://www.islamsun.com/) المرشد ( http://www.khayma.com/almurshed/index.htm) الموحدون ( http://geocities.com/almowahedon/) تحت المجهر
النصارى ( http://arabic.islamicweb.com/christianity/)
النصيرية ( http://www.angelfire.com/my/nusairee/index.htm)
الرافضة ( http://www.ansar.org/)
الإباضية ( http://geocities.com/abadih1/)
الأحباش ( http://www.antihabashis.com/)
العصرانيون ( http://www.alsalafyoon.com/Asraniyoon/)(/)
«إذا اختلف الزوجان في مسألة فمن يلزمه رأي الآخر؟»،جواب شيخنا عبد الرّحمن البرَّاك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 09:19]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئلَ شيخُنَا العلَّامة عبد الرَّحمن بن ناصر البرَّاك ـ سلَّمهُ اللَّهُ تعالى ـ:
إذا اختلف الزوجان في مسألة شرعية فيها خلاف بين أهل العلم هل تلزم الزوجة برأي الزوج؟ أثابكم الله خيرا.؟
فأجاب:
الحمد لله؛ إذا اختلف الزوجان في مسألة مما اختلف فيه أهل العلم، فإما أن تتعلق بهما أو بأحدهما، فما كان من حق الزوج كالطلاق والرجعة فالقول قوله، وما كان من حقها كالحجاب والزينة فالقول قولها، إلا أن ترى عدم الوجوب فله منعها لحقه، وما كان من حقهما معا كالإنجاب فلابد من اتفاقهما على تنظيمه، فإن اختلفا فالقول قول من يطلبه إلا أن يكون في الإنجاب ضرر، وما كان من حق الله على المكلف فالقول قول من وجب عليه كالعمرة وزكاة الحلي، أو من يحرم عليه كبعض المعاملات المختلف فيها كالتورق، فليس للرجل أن يمنع امراته من مثل هذه المعاملة، وأما المسائل الحقوقية كحق الرجل على امرأته وحق المرأة على زوجها كالنفقة والخدمة، فما تنازعا فيه بشبهة الخلاف فلا بد فيه من حكم الحاكم، والله أعلم.
رقم الفتوى: 36550
المصدر: الموقع الرّسمي للشّيخ.
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=36550&catid=&Itemid=35
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 09:50]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 09:56]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء، وأطال في عمره، ونفع الأمة به.
ـ[أشجعي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 11:28]ـ
ما شاء الله
جواب سريع ومع ذلك مفصل ووافي
بارك الله بالشيخ العلامة
وبارك الله بك شيخي سلمان.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 03:37]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخ الحبيب أشجعي ـ المحترم ــ:
شَكَرَ اللَّهُ لكُم مروركُم، وتشريفكُم، وباركَ فيكُم.
أَخُوكُم المُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أَبُوْ زَيْدٍ
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 12:53]ـ
جزاكم الله خيرا لكن لم أفهم نقطة بسيطة ... !!!!
إن كان الرجل يريدها بنقاب ورفضت إلا الحجاب فما الحل؟؟؟؟
إن كانت تريد النقاب وزوجها لا يريد إلا الحجاب فما الحل؟؟؟؟
بارك الله فيكم ..
من فهمي لكلام الشيخ ...
أن الأول (النقاب) .. والثاني (النقاب) ,,,
; (
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 06:18]ـ
للرفع
...(/)
أحمد بن محمد بن مري البعلي الحنبلي [المظلوم]
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 10:39]ـ
أحمد بن محمد بن مري البعلي الحنبلي [المظلوم]!!
كنت أقرأ عن سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب " الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة "
للحافظ ابن حجر العسقلاني، فوجدت قصة:
رجل مظلوم!
كان جسمه وفؤاده مكلوم!
والجهل في ظالميه معلوم!
ما أعظم صبره على البلاء،، وظلم الأغبياء!!
وكأني به رحمه الله تعالى:
كان يقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ما أردت إلا إخلاص العبادة لرب العالمين، فآذوني بكل قول وفعل عليل!!
نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله تعالى، رحمه الله تعالى ورحمنا ورحم كل المسلمين.
--------------------
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتاب الدرر الكامنة:
((أحمد بن محمد بن مري البعلي الحنبلي)):
[كان منحرفا عن ابن تيمية ثم اجتمع به فأحبه وتلمذ له وكتب مصنفاته وبالغ في التعصب له وكان قدم القاهرة فتكلم على الناس بجامع أمير حسين بن جندر بحكر جوهر النوبي وبجامع عمرو بن العاص وسلك طريق ابن تيمية في الحط على الصوفية ثم أنه تكلم في مسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وفي مسألة الزيارة وغيرهما على طريق ابن تيمية فوثب به جماعة من العامة ومن يتعصب للصوفية وأرادوا قتله فهرب فرفعوا أمره إلى القاضي المالكي تقي الدين الأخنائي فطلبه وتغيب عنه فأرسل إليه وأحضره وسجنه ومنعه من الجلوس وذلك بعد أن عقد له مجلس بين يدي السلطان وذلك في ربيع الآخر سنة 725 فأثنى عليه بدر الدين ابن جنكلي وبدر الدين بن جماعة وغيرهما من الأمراء وعارضهم الأمير أيدمر الحظيري فحط عليه وعلى شيخه وتفاوض هو وجنكلي حتى كادت تكون فتنة ففوض السلطان الأمر لأرغون النائب فأغلظ القول للفخر ياظر الجيش وذكر أنه يسعى للصوفية بغير علم وأنهم تعصبوا عليه بالباطل.
[فآل الأمر إلى تمكين المالكي منه فضربه بحضرته ضربا مبرحا حتى أدماه ثم شهره على حمار أركبه مقلوبا ثم نودي عليه هذا جزاء من يتكلم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكادت العامة تقتله ثم أعيد إلى السجن]. انتهى.
---------------
نعوذ بالله تعالى من الظلم وأهله.
المتأمل في حال هذا الرجل الذي كان يحس إحساسًا يقينيًا أنه على الحق المبين ..
ومن لهم سلطان عليه، يقولون أنه على الكفر والضلال المبين!
يشعر بمدى حزنه وهمه وغمه وألمه بما يفعله كل ظالم جاهل متعصب بالباطل والقول العاطل!!
وقد تأملت في حاله، فلم أجد من كل هذه الطعنات والظلمات إلا شىء بالتأكيد لو حدث لأي واحد فينا، لتم تحطيمه من الألم والحزن والحسرة، والهوان على الناس!
ألا وهو فعلهم: [ثم شهره على حمار أركبه مقلوبا ثم نودي عليه هذا جزاء من يتكلم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكادت العامة تقتله ثم أعيد إلى السجن]
والقتل النفسي أشد ألف مرة من الضرب بالسياط أو الضرب على الوجه وغير ذلك من أصناف الهوان!
فانظر إلى فعلهم: [ثم شهره على حمار أركبه مقلوبا ثم نودي عليه هذا جزاء من يتكلم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكادت العامة تقتله ثم أعيد إلى السجن]!!!
وليس التشهير به والتشنيع عليه بوضعه على الحمار مقلوبًا، هو صميم إحساسه بالحزن والألم!
ولكن أكاد أجزم إن شاء الله تعالى أن الذي قتله من الحزن والغم، هو:
مناداتهم للناس بأن هذا جزاء من يتكلم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم!
وكأن لسان حاله كان يقول: والله يا عباد الله ما أسأت أبدًا لرسول الله.
والله يا عباد الله لو قرأتم القرآن لعلمتم أن آذيتي هذه هي في سبيل الله.
والله يا عباد الله، ما أردت إلا افراد التوحيد والعبادة لله.
-----
وأكثر الناس لو أطعتهم يضلوك عن سبيل الله!
ومن صفات الإنسان أنه ظالم وجاهل إلا من رحم الله تعالى.
ولو نظرت لحال عامة الناس، لعلمت مدى بعدهم عن الحق والإنصاف!
وتيقنت أن أكثرهم نصب نفسه قاضيًا شرعيًا يحكم بين الناس بدون علم ولا إحساس!
فمهما تألم هذا الرجل وتكلم،،،، الناس إما تؤيد بالظلم والباطل!!
أو تسكت عن هذه المظالم!!
ماذا تنقمون يا أهل الضلال على مثل هذا الرجل إلا أنه كان يتلوا قول الله عز وجل:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
وقول الله عز وجل: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقول الله عز وجل: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ}
وقول الله عز وجل: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا}
وقول الله عز وجل: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا}
وقول الله عز وجل: {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين}
وقول الله عز وجل: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون}
وقول الله عز وجل: {له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: [لا تطروني كما أطرت اليهود والنصارى أنبياءهم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله] البخاري.
نسأل الله العظيم أن يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى وأن يجعل كل ما حصل عليه من الأذى والهوان في ميزان حسناته
وان يغفر لنا ويرحمنا ويهدينا إلى الرشاد.(/)
الدين النصيحة ... أضواء على عقيدة الطريقة البرهانية الدسوقية
ـ[شوقي حسن أحمد علي]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 12:01]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أمابعد: فإن النصيحة مقتضى الإسلام وثمرة الدين، وإن من النصيحة بيان الخلل وكشف الزلل، لكل من كان للحق محبا، لأن العقيدة وديعة رسولنا (عليه الصلاة والسلام) عندنا، وأمانة الله في ذمتنا.
وإن بين يديك – أخي الكريم - أقوالا وجدناها في كتبهم مسطورة، وعلى ألسنتهم مشهورة، وإننا على يقين تام أنك حين تقرؤها، ستجدها معارضة لما عندك - وفقك الله – من صحيح الإعتقاد وسلامة التوحيد، وهي للطريقة البرهانية الدسوقية، أثبتناها من مراجعها ونقلناها من مصادرها ليرجع إليها من أراد الحق وسلك السبيل، فنقول: -
* أولا: من الذي كتب بالقلم على اللوح المحفوظ؟!
يجيبك صاحب الفطرة السليمة أن الله أمر القلم فكتب، كما في " البخاري "، ولكن لشيخ البرهانية الدسوقي رأي آخر إذ يقول في ديوانه " ابتسام المدامع " – ص296:
وإن طباق العرش تحت قوائمي ** ورجلي على الكرسي ثمة ترفع
وأ جري على اللوح المقادير ما ** أشا وبالقلم الأعلى فكفي بارع
ثانيا: محو الزلات والخطايا لمن؟!
يقول الدسوقي:
قوائم العرش يدي عندها وصلت ** قرأت في اللوح اسمي رمز سرياني
محوت زلة مريدي من جوانبه ** وفي قبة المجد عزرائيل وافاني
ثالثا:من الذي نجَى الأنبياء من أقوامهم؟
يقول الدسوقي: أنا كنت مع نوح بما شهد الورى ** بحارا وطوفانا على كف قدرتي
أنا كنت مع إدريس لمَا أتى العلى ** وأسكن في الفردوس أنعم بقعة
أنا كنت ملقى والخليل بناره ** ومابرَد النيران إلا بدعوتي
أنا كنت مع يعقوب في عشو عينه ** وما برأت عيناه إلا بتفلتي
" ديوان ابتسام المدامع - ص: 277 – 278 "
إلى أن يقول –عامله الله بعدله -:
أنا الواحد الفرد الكبير بذاته ** أنا الواصف الموصوف شيخ الطريقة
أنا القطب شيخ الوقت في كل حالة ** أنا العبد إبراهيم شيخ الطريقة
رابعا: من الذي لايخفى عليه شيء، ولو كانت نملة سوداء على صخرة صمَاء في ليلة ظلماء؟!
يقول الدسوقي: وأعلم ماقد كان في زمن مضى ** وحالا وأدري ما أفاد مضارع
ولو خطرت في أسود الليل نملة ** على صخرة صمَاء إني أطالع
" ابتسام المدامع – ص 295 "
ويقول تلميذه محمد عبده البرهاني: " وهكذا فإنَ الكمَل من البشر من رسول ونبي وصحابي وولي يعلمون الغيب الذي لايطلع عليه الملائكة، ولاغيرهم " انظر كتابه " تبرئة الذمة – ص 281 "
نقول: والله ما قدروا الله حق قدره، وتعالى الله أن يماثله بشر.
خامسا:من خير الناس بعد رسول الله –عليه الصلاة والسلام -؟
يقول الدسوقي – غارقا في الغلو -: لو بعث بعد النبي حقا نبي ** كنت من بعد نبيي مرسلا
" ابتسام المدامع – ص 294 "
سادسا:هل هناك معبود سوى الله؟
يقول محمد عثمان عبده البرهاني متحدثا عن النبي – عليه الصلاة والسلام – " فسميَته محمد وأحمدا ومحمودا، وجعلته عابدا ومعبودا ""تبرئة الذمة –ص40"
وبعد أخانا الحبيب ... لو قال يهودي: أنا أطالع اللوح المحفوظ، لقلنا: ليس فوق الكفر ذنب، ولو قال قسيس من النصارى: أنا أمحو زلة أتباعي من اللوح المحفوظ، لقلنا: الشيء من معدنه لايستغرب، ولو قال مجوسي: أنا وضعت قدمي على الكرسي، وأمسكت بالعرش، لقلنا: من عبد النار فهو أحق بالوقوع فيها .. ولكن أن يصدر هذا الكلام ممن يدَعي الاسلام فهو الخطب المدلهم والشرر المستطير، الذي ليس له نظير، فالله المستعان.
وقد يقول قائل بقي في قلبه شيء من خداع القوم: هذه كتب مفتراة وأقوال مدعاة، لايقول الشيخ ذلك ولا تلميذه كذلك، قلنا: هل طالعت صحيفتهم (رايات العز) – العدد الثاني – ذوالحجة 1422؟ ففيها تبشير بديوانهم " ابتسام المدامع " وتلميع لكتابهم " تبرئة الذمة " في طبعته الجديدة، والاعتراف سيِد الأدلة والأقوال، والإقرار حاكم على الأعمال والأفعال.
أخي – بارك الله فيك - إن يكن هذا هو الدين، فحقَ لها أن تضيع فلسطين، وحقَ للأمريكان تدمير بلاد الأفغان .. ولكن بحمد الله أن دين الإسلام ضد هذا كله وحرب عليه وعداوة معه، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
وقد يقول آخر: كيف راج هذا عليهم؟ نقول: إن الشيطان يقدم بضاعته في ثوب برَاق، وشعار رقراق، وصوت دفَاق، ينخدع به من لم يعبر ببصيرة العلم إلى سوح السنة ورحاب القرآن وهدي الصحابة، فلا يغرنَك شجى أصواتهم فإنها تخفي عوراتهم، ولا مدائحهم فإن تحتها قبائحهم، وزن منهجك بالعلم النبوي لابالعواطف فإن كثيرا منها عواصف، سدَد الله الجميع للحق، ووفقنا لهداية الخلق، وصلى الله على نبينا أفضل من وطئ الثرى، وعلى آله وصحبه أسود الشرى، والسلام.
·(/)
هل يعذب الكافر على الطيبات التي يستمتع بها في الدنيا؟
ـ[عبد الملك السلفي]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 12:21]ـ
قول بعض أهل العلم أن الكافر يعذب على الطيبات في الدنيا لقوله تعالى ((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ........ ))
أي أن الكافر قد أخذ ما ليس من حقه إذ هي للذين آمنوا فلذلك يعذب
كيف أخذ ما ليس من حقه وهذا الشئ هي قوام حياته كإنسان فليست من أصول ولا فروع الشريعة
أرجوا التوضيح وجزاكم الله خيرا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 01:01]ـ
!!!!
من قال بذلك من السلف؟
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 01:17]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع: (قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 32]، أما هؤلاء الكفَّار فهي حرام عليهم ويُحاسَبون عليها، بخلاف المؤمنين، فهي حلال لهم في الدُّنيا، ولا يُحاسَبون عليها يوم القيامة.
فإن قلت: إذا كانت حراماً عليهم، فلماذا لا نمنعهم من الأكل والشُّرب؟
فالجواب على ذلك: أنَّ الله عزّ وجل يرزق العبادَ الحلالَ والحرامَ؛ لأنَّه تكفَّل بالرِّزق، قال اللَّهُ تعالى: {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6].
إذاً؛ صار الكافر في الدُّنيا أشدَّ محاسبة من المؤمن؛ لأنَّ الكافر يُحاسَب على الأكل، والشّرب، واللباس، وكلِّ نعمة.
أما النَّظر الذي يدلُّ على أنَّ الكافر يُعذَّب في الآخرة على ما استمتع به من نِعَمِ الله: فلأنَّ العقل يقتضي أنَّ من أحسن إليك فإنَّك تُقابله بالامتثال والطَّاعة إذا أمرك، ويرى العقلُ أنَّ من أقبح القبائح أن تُنابذَ من أحسن إليك بالاستكبار عن طاعته وتكذيب خبره، ولهذا قال الله عزّ وجل في الحديث القُدسي: «كَذَّبَني ابنُ آدم ولم يكن له ذلك، وشتَمني ولم يكن له ذلك». فإذا لم يكن ذلك حقاً له دلَّ على أنَّ عمله من أقبح القبائح أن يستمتع بنِعَمِ الله، ثمَّ يُنكر هذا الفضل بالاستكبار عن الطاعة، وتكذيب الخبر).
ـ[عبد الملك السلفي]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 02:39]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 01:47]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع: (قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 32]، أما هؤلاء الكفَّار فهي حرام عليهم ويُحاسَبون عليها، بخلاف المؤمنين، فهي حلال لهم في الدُّنيا، ولا يُحاسَبون عليها يوم القيامة.
فإن قلت: إذا كانت حراماً عليهم، فلماذا لا نمنعهم من الأكل والشُّرب؟
فالجواب على ذلك: أنَّ الله عزّ وجل يرزق العبادَ الحلالَ والحرامَ؛ لأنَّه تكفَّل بالرِّزق، قال اللَّهُ تعالى: {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6].
إذاً؛ صار الكافر في الدُّنيا أشدَّ محاسبة من المؤمن؛ لأنَّ الكافر يُحاسَب على الأكل، والشّرب، واللباس، وكلِّ نعمة.
أما النَّظر الذي يدلُّ على أنَّ الكافر يُعذَّب في الآخرة على ما استمتع به من نِعَمِ الله: فلأنَّ العقل يقتضي أنَّ من أحسن إليك فإنَّك تُقابله بالامتثال والطَّاعة إذا أمرك، ويرى العقلُ أنَّ من أقبح القبائح أن تُنابذَ من أحسن إليك بالاستكبار عن طاعته وتكذيب خبره، ولهذا قال الله عزّ وجل في الحديث القُدسي: «كَذَّبَني ابنُ آدم ولم يكن له ذلك، وشتَمني ولم يكن له ذلك». فإذا لم يكن ذلك حقاً له دلَّ على أنَّ عمله من أقبح القبائح أن يستمتع بنِعَمِ الله، ثمَّ يُنكر هذا الفضل بالاستكبار عن الطاعة، وتكذيب الخبر).
بارك الله فيك , في أي مجلد ذكر ذلك؟
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 03:30]ـ
في المجلد الثاني، الصفحة الحادية عشر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 05:42]ـ
/// ما ذكره العلَّامة ابن عثيمين رحمه الله هو مفهومٌ للآية، وبنحوه كلام شيخه الشيخ ابن سعدي رحمهما الله.
/// وقد يُعَارَضُ بما ذكره غيره من المفسرين، فبإسناد الطَّبري عن ابن عبَّاسٍ t قال: «شارك المسلمون الكفارَ في الطيِّبات، فأكلوا من طيِّبات طعامها، ولبسوا من خِيار ثيابها، ونكحوا من صالح نسائها، وخلصوا بها يوم القيامة».
/// وبه عنه t قال: «يشارك المسلمون المشركين في الطيبات في الحياة الدنيا، ثم يُخْلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا، وليس للمشركين فيها شيء».
/// ويُعارَضُ كلام الشيخين السَّعدي وابن عثيمين رحمهما الله أيضًا بما أخرجه مسلمٌ في صحيحه، من حديث أنس t قال: قال رسول الله e: « إنَّ اللهَ لا يظلمُ مؤمنًا حسنةً يُعْطَى بها فى الدُّنيا، ويُجزَى بها في الآخرة، وأمَّا الكافر فيطعم بحسناتٍ ما عمِل بها لله في الدُّنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنةٌ يُجزَى بها».
/// وفي لفظٍ: «إنَّ الكافر إذا عمِل حسنةً أُطْعِم بها طُعْمَةً من الدُّنيا، وأمَّا المؤمنُ فإنَّ اللهَ يدَّخر له حسناته في الآخرة ويُعْقِبُه رزقًا في الدُّنيا على طاعته».
/// فمفهوم الحديث أنَّ للكافر طيِّباتٍ في الدنيا حسنات معجلة له من الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 09:58]ـ
/// وأخرج الطَّبري بإسناده عن ابن زيد، في قول الله عزَّوجل: (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) إلى آخر الآية، ثم قرأ (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) وقرأ: (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) وقرأ: (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنَّم يصلاها مذمومًا مدحورًا) إلى آخر الآية، وقال: هؤلاء الذين أذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 10:02]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع: (قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 32]، أما هؤلاء الكفَّار فهي حرام عليهم ويُحاسَبون عليها، بخلاف المؤمنين، فهي حلال لهم في الدُّنيا، ولا يُحاسَبون عليها يوم القيامة.
فإن قلت: إذا كانت حراماً عليهم، فلماذا لا نمنعهم من الأكل والشُّرب؟
فالجواب على ذلك: أنَّ الله عزّ وجل يرزق العبادَ الحلالَ والحرامَ؛ لأنَّه تكفَّل بالرِّزق، قال اللَّهُ تعالى: {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6].
كيف يرزق اللهُ العبادَ الحلالَ والحرامَ؟
هل يُطلق على الكسب الحرام رزق؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 10:15]ـ
/// كل ما وصل للناس من طعام وشراب فهو رزق رزقهم الله إياه، لكن يختلف حكمه من جهة الشرع.
/// وقد قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ?.
/// وقال: ?زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ?.
/// وقال: ?قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ?.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 10:42]ـ
قال الأخ التبريزي: (كيف يرزق اللهُ العبادَ الحلالَ والحرامَ؟، هل يُطلق على الكسب الحرام رزق؟).
وأقول: نعم، أما قرأت قوله تعالى في سورة يونس: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون)، والله أعلم.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 12:57]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (هل الرزق شامل للحلال والحرام، أو هو خاصٌ بالحلال؟.
نقول: الرزق نوعان:
النوع الأول: رزق ما يقوم به البدن: وهذا يشمل الحلال والحرام، ويشمل رزق البهائم والإنسان، فهو عام، حتى لو فُرِض أن الرجل لا يأكل الخنزير والميتة فهو رزق، ولو فرض أنه لا يأكل إلا الربا وما يكون بالغش والخيانة فهو رزق.
النوع الثاني: رزق ما يقوم به الدين: وهذا خاصٌ بالرزق الحلال؛ لأن رزق الحرام وإنْ قام به البدن لكن ينقص به الدين). (شرح العقيدة السفارينية، ص: 353).(/)
ردا على العلمانيين: الجواب في القرآن للشيخ عبد المحسن الأحمد
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 02:16]ـ
ردا على العلمانيين: الجواب في القرآن للشيخ عبد المحسن الأحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدر للشيخ عبد المحسن الأحمد شريطا رائعا رد فيه على العلمانيين اسمه " الجواب في القرآن "
بحثت عنه في الشبكة ولم أجده , فمن يتكرم برفعه لنا؟(/)
الجانب الأخلاقي والفكري للروائي عبده خال
ـ[راجي الحسان]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 05:32]ـ
أحبتي الكرام
أنا بصدد دراسة الجانب الأخلاقي والفكري للروائي عبده خال، لذا آمل ممن لديه مشاركة أو إضافة تثري الموضوع فلا يبخل بها، علها تخرج دراسة وافية محررة.
وفق الله الجميع،،،،،،،،،،
ـ[العقل العربي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 12:19]ـ
عليك بكتاب (من عبث الرواية) أ: عبدالله العجيري
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 10:36]ـ
اخي راجي الحسان كان الله في عونك وانصحك بان تضع (كمام) على انفك ...
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 02:06]ـ
وانصحك بان تضع (كمام) على انفك
صدقت فيما قلت ... واجرى الله الحق على لسانك
ـ[راجي الحسان]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 10:30]ـ
شاكر لجميع من تفاعل معنا في الموضوع
(كمااااااااااااام) جميل الوصف
وهل من ايجابيات في نظركم فهي دراسة ولم اتخذ نتيجة إلى الآن، ونريد الإنصاف.
وفق الله الجميع،،،،،،،،،،،،،،(/)
أحتاج ترجمات لتقارير مؤسسة راند فأين أجدها
ـ[طالبة علم مستجدة]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 07:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام وأخواتي الكريمات
أحتاج ترجمات كاملة لتقارير مؤسسة راند خاصة 1999م، 2004م، 2005م، 2007م
فهلا ساعدتموني بارك الله فيكم
وجزاكم خير الجزاء
ـ[شوقي حسن أحمد علي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 11:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - هناك دراسة تحليلية بعنوان: (إستراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام - قراءة في تقرير راند 2007) للدكتور باسم خفاجي من إصدار المركز العربي للدراسات الإنسانية. للحصول عليها: هاتف المركز: - 002024549557 نقال: 0020105125956 e-mail : info@arab-center.org
ـ[طالبة علم مستجدة]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 06:00]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل
كتاب د. باسم خفاجي متوفر لدي
رغبت في ترجمات تفصيلية
بارك الله فيكم
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 02:01]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اختنا الفاضلة اليكم قسم الدراسات الاستراتيجية من موقع منبر التوحيد و الجهاد للشيخ ابي محمد المقدسي حفظه الله
http://www.tawhed.ws/c?i=321
ان شاء الله تجدين فيه بغيتك(/)
انتصار الحق
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 01:55]ـ
انتصار الحق
تأليف العلامة الشيخ
عبد الرحمن بن ناصر السعدي
وهذه المحاورةُ اللطيفةُ الهادئةُ جمعت بين قوةِ الحجةِ ووضوحِ المحجةِ وسلامةِ المنهجِ، وبُعدِ النظرِ والبحث عن الأسبابِ وعلاجها ثم الوصول إلى الثمرةِ المرجوةِ، كل ذلك في صفحاتٍ يسيرةِ لا تتجاوزُ العشرين صفحة، فرحِمَ الله ابنَ سعدي وأعلى منزلتَه في المهديين وجمعنا به في جناتِ النعيمِ.
أ. د عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار
مكة المكرمة
محاورة دينية اجتماعية
خطر الإقامة بين الكفار ([2]):
هذه صورة محاورة بين رجلين كانا متصاحبين رفيقين ([3]) مسلمين، يدينان بالدين الحق، ويشتغلان في طلبِ ([4]) العلم جميعاً، فغاب أحدهما عن صاحبه مدة طويلة، ثم التقيا، فإذا هذا الغائب قد تغيرت ([5]) أحواله وتبدلت أخلاقه، فسأله صاحبه عن ذلك، فإذا هو قد تغلَّبت عليه دعايةُ الملحدين ([6]) الذين يدعون لنبذِ الدين ورفضِ ما جاء به المرسلون. فحاوله صاحبه وقلبه لعله يرجع عن هذا الانقلابِ الغريبِ فأعيته الحيلةُ في ذلك، وعرف أن ذلك علةٌ عظيمةٌ ومرضٌ يَفتقِرُ إلى استئصال الداء ومعالجته بأنفع الدواء وعرف أنَّ ذلك متوقفُ على معرفِة الأسباب ([7]) التي حولته والطرق التي أوصلته إلى الحالةِ المخيفةِ وإلى فحصِها وتمحيصِها وتخلِيصها وتوضيحها، ومقابلتِها بما يضادُها ويقمعُها على وجه الحكمةِ والسدادِ، فقال لصاحبه مستكشفاً له عن الحامل له على ذلك:
يا أخي، ما هذه ([8]) الأسباب التي حملتك على ما أرى؟ وما الذي دعاك إلى نبذ ما كنتَ عليه؟ فإن كان خيراً كنتُ أنا وأنت شريكين، وإن كان غير ذلك فأعرفُ من عقلك ودينك وأدبك أنني وأنك لا ترضي أن تقيمَ على ما يضُّرك.
الإعجاب بالكفار وأعمالهم
فأجابه صاحبه قائلاً: لا أكتمك أني قد رأيتُ المسلمين على حالةٍ لا يرضاها ذوو ([9]) الهمم العلية: رأيتهُم في جهلٍ وذلٍ وخمولٍ، وأمورهم مدبرة، وفي الجانب الآخرِ هؤلاء الأجانب قد ترقوا في هذه الحياة وتفننوا في الفنونِ الراقيةِ والمخترعاتِ العجيبةِ المدهشةِ والصناعاتِ المتفوقةِ، رأيتُهم قد دانت لهم الأممُ، وخضعت لهم الرقابُ، وصاروا يتحكمون في الأمم الضعيفةِ بما شاؤوا ويعُدُّونهم كالعبيدِ والأُجراءِ، فرأيتُ فيهم العزَّ الذي بهرني، والتفننَ الذي أدهشني فقلتُ في نفسي: لو لا أن هؤلاء القوم هم القوم وأنهم على الحقِّ والمسلمون على الباطلِ لما كانوا على هذا الوصفِ الذي ذكرتُ لك. فرأيتُ أن سلوكي سبيلهم واقتدائِي بهم خيرٌ لي وأحسنُ عاقبة فهذا الذي صيَّرني إلى ما رأيتَ.
فقال له صاحبه حين أبدى ما كان خافياً: إذا كان هذا هو السبب الذي حوَّلك إلى ما أرى فهذا ليس من الأسباب التي يبني عليها أُولوا الألبابِ والعقولِ عقائدهَم وأخلاقَهم وأعمالَهم ومستقبلَ أمرِهم، فاسمع يا صديقي تمحيص هذا الأمرِ الذي غرك وحقيقَته:
أفبتفريط المسلمين نحتج على الدين؟
إنَّ تأخر المسلمين فيما ذكرت ليس ناشئاً عن دينهم، فإنه قد علِم كُلُّ من له أدنى نظر وبصيرة أنَّ دينَ الإسلامِ يدعو إلى الصلاحِ والإِصلاح في أمورِ الدين وفي أمورِ الدنيا، ويَحثُّ على الاستعدادِ من تعلمِ العلومِ والفنونِ النافعة، ويدعو إلى تقويةِ القوة المعنوية ([10]) والمادية لمقاومة الأعداء، والسلامة من شرهم وأضرارهم، ولم يستفد أحدٌ منفعةً دنيويةً فضلاً عن المنافع الدينيةِ إلا من هذا الدينِ، وهذه تعاليمُه وإرشاداتُه قائمة لدينا تنادي أهلهَا: هَلُمّ إلى الاشتغالِ بجميع ِ الأسبابِ النافعة التي تُعَلِّيكم وتُرقِّيكم في دينكم ودُنياكم. أفبتفريط المسلمين تحتجُ على الدين؟! إن هذا لهو الظلمُ المبينُ!.
"من الخطأ الحكم على الإسلام من خلال واقع المسلمين"
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس من قصورِ النظرِ ومن الهوى والتعصبِ، النظرُ في أحوالِ المسلمين في هذه [الحقبة من الزَّمن] التي تدهورت فيها علومهُم وأعمالُهم وأخلاقُهم، وفقدوا فيها جميع مقوماتِ دينهِم، وتركُ النظر إليهم في زهرة ([11]) الإسلامِ والدينِ في الصدرِ الأولِ، حيث كانوا قائمين بالدين، مستقيمين على الدين، سالكين كل طريق يدعو إليه الدين، فارتقت أخلاقُهم وأعمالُهم حتى بلغت مبلغًا ما وصل إليه ولن يصل إليه أحدٌ من الأولين والآخرين، ودانت لهم الدنيا من مشارِقها إلى مغارِبها وخَضَعَتْ لهم أقوى الأمم وذلك بالدين الحقِّ والعدلِ والحكمةِ والرحمةِ، وبالأوصاف الجميلةِ التي كانوا عليها؟!
الجهاد في سبيل الله
أليس ضعف المسلمين ([12]) في هذه الأوقات يوجبُ لأهلِ البصائرِ والنجدَةِ منهم أن يكون جدُّهم ونشاطُهم وجهادهم الأكبر متضاعفاً، ويقوموا بكل ما في وُسعهم لينالوا المقاماتِ الشامخةَ ولينجُوا من الهُوَّةِ العميقة التي وقعوا فيها؟ أليس هذا من أفرضِ الفرائِض وألزَمِ اللازماتِ في هذا الحال؟ فالجهاد في حالِ قوةِ المسلمين وكثرةِ المشاركين فيه له فضلٌ عظيمٌ يفوق سائرَ العباداتِ، فكيف إذا كانوا على هذه الحالة التي وصفتَ؟ فإن الجهاد لا يمكن التعبير عن فضائله وثمراته. ففي هذه الحالة يكون الجهادُ على قسمين:
أحدهما: السعيُ في تقويمِ المسلمين ([13]) وإيقاظ هممهم وبعث عزائمهم وتعليمهم العلوم النافعة، وتهذيبهم بالأخلاقِ الراقيةِ، وهذا أشَقُّ الأمرين وهو أنفَعُهُمَا وأَفضَلُهُمَا.
والثاني: السَّعُي في مقاومةِ الأعداء وإعداد جميع العدد القولية والفعلية والسياسية، الداخلية والخارجية، لمِنُاوَأَتهم والسلامةِ من شرِّهم!.
"كيف يكون المسلم خدنا لأعدائه"؟!
أفحين صار الأمرُ على هذا الوصف الذي ذكرتَ، وصار الموقف حرجًا تتخلى عن إخوانك المسلمين وتتخلف مع الجبناء والمخالفين؟ فكيف مع ذلك تنضم إلى حزب المحاربين! الله الله يا أخي، لا تكن أقل ممن قيل فيهم:
(تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعُوا) سورة آل عمران: الآية 167.
قاتلوا لأجل دينِكم ([14]) أو ادفعوا لأجل قومِكم ووطنكم. لا تكن مثل هؤلاء المنافقين، فأعيذك يا أخي من هذه الحال الذي لا يرضاها أهل الديانات ولا أهل النجدات والمروءات. فهل ترضى أن تشاركَ قومَك في حالِ عزِّهم وقُوَّةِ عددِهم وعنصرهم، وتُفَارِقَهم في حالِ ذلِّهم ومصائِبهم. وتخذلَهم في وقتٍ اشتدت فيه الضرورةُ إلى نصرةِ الأولياء ورد عُدوانِ الأعداء؟ فهل رأيتَ قومًا خيرًا من قومِك أو شاهدتَ دينًا أفضل من دينِك؟
فقال المنصوح: الأمر هو ما ذكرتُ لك، ونفسي تتوقُ إلى أولئك الأقوام الذين أتقنوا الفنون والصناعاتِ، وتَرَقَّوا في ([15]) هذه الحياة.
" ترك الدين رغبة في حضارات الغرب "
فقال له صاحبه وهو يحاوره: رفضت دينًا قيِّمًا كامل القواعدِ ثابت الأركانِ مشرق البرهانِ، يدعو إلى كل خيرٍ ويحث على السعادِة والفلاحِ، ويقول لأهله هَلُمَّ إلى كل صلاح وإصلاح، وإلى كل خير ونجاح، واسلكوا كلَّ طريق يوصلكم إلى السعادةِ الدُّنيويةِ والأُخرويَّة. دينا مبنيا على الحضارة الراقية الصحيحة التي بنيت على العدلِ والتوحيدِ، وأُسسِّت على الرحمة والحكمة والعلمِ والشفقة وأداء الحقوق الواجبة والمستحبة، وسَلمت من الظلم والجشعِ والأخلاقِ السافلةِ، وشملت بظلِّها الظلِّيلِ وإحسانِها الطويلِ وخيرها الشاملِ، وبهائها الكامل، ما بين المشارق والمغاربِ، وأقَرَّ بذلك الموافِقُ والمنُصفُ المُخالفُ ... أتتركُها راغبًا في حضاراتٍ ومدنياتٍ مبنية على الكفرِ والإلحادِ، مؤسسة على الطمعِ والجشعِ والقسوةِ وظُلمِ ([16]) العبادِ، فاقدة لروحِ الإيمانِ ورحمتِه، عادمة لنور العلم وحكمتهِ حضارةٌ ظاهِرهُا مُزَخرَفٌ مُزوّقٌ، وباطِنُها خرابٌ، وتظنها تعمر الوجُوُد، وهي في الحقَيقِة مآلُها الهلاكُ، والتدميرُ؟ ألْم تر آثارها في هذه الأوقاتِ، وما احتوت عليهِ من الآفات والويلاتِ، وما جَلَبَتْه للخَلائِقِ من الهلاكِ والفناءِ والتدميرِ؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَهلْ سمِعَ الخَلقُ مُنذ أوجدَهم الله لهِذِه المجازر البَشرِيَّة التي انتهى إليها شوطُ هِذِهِ الحضارةِ نظيرًا أو مثيلاً، وهل أغْنَت عنهم مَدَنِيتُهُم وحضَارتُهم من عذاب الله من شيء لمّا جاء أمرُ رَبِّك، وما زادتهم غير تتبيب؟ فلا يخدعنك ما ترى من المناظر المزخرفة والأقوال المموهة، والدعاوي العريضة، وانظُرْ إلى بواطن الأمور وحقائقها، ولا تغرنك ظواهِرُهَا، وتأمل النتائجَ الوخيمةَ، والثمراتِ الذميمةَ فهل أسْعَدَتْهم ([17]) هذه الحضارة في دنياهم التي لا حياة لهم يرجون غيرها؟! أم تراهم ينتقلون من شرٍ إلى شرورٍ؟ ولا يسكنون في وقت إلا وهم يتحفزون إلى شرورٍ فظيعةٍ ومجازر عظيمة؟ فالقوة والمدنية والحضارة والمادة بأنواعها إذا خلت من الدينِ الحق فهذه طبيعتها وهذه ثمراتها وويلاتها ليس لها أصول وقواعد نافعة، ولا لها غايات صالحة.
هلاك المسلم في ترك دينه
ثم هب أنهم مُتِّعُوا في حياتِهم واستُدْرجُوا فيها بالعزِّ والرياسةِ ومظاهرِ القوةِ والحياةِ، فهل إذا انحزت إليهم وواليتَهم يُشركونَك في حياتِهم ويجعلونَك كأبناءِ قومِهم؟ كلا والله، إنهم إذا رضوا عنك جعلوك من أرذلِ خُدَّامِهم! وآية ذلك أنك في ليلِك ونهارِك تكدحُ في خدمتِهم، وتتكلمُ وتجادلُ وتخاصم على حسابهم، ولم ترهم رفعوك حتى ساووا معك أدنى قومِهم وبني جنسِهم!! فالله الله يا أخي في دينِك ([18]) وفي مُرُوءتِك وأخلاقِك وأَدبِك!! والله الله في بقية رمقِك!! فالانضمام إلى هؤلاء والله هو الهلاك.
أثر الجليس الصالح وجليس السوء
فقال له المنصوح: لقد صدقتَ فيما قلتَ، ولكن لي على هذا المذهبِ أصحابٌ مثقفون .. ولي على هذا الرأي شبيبة مهذبون. قد تعاقدتُ معهم على التمسك بالإلحاد واحتقار المستمسكين بدين ربِ العبادِ، قد أخذنا نصيباً وافرًا من اللذاتِ، واستبحنا ما تدعو إليه النفوسُ من أصنافِ الشهواتِ فَأنَّى لي بمقاطعة هؤلاء السادة الغرر، وكيف لي بمباينتهم وقد اتصلت بهم غاية الاتصال؟! فالآن يتنازعني داعيان: داعي الحق – بعدما بان سبيلُه واتضح دليلُه – وداعي النفس والاتصال بهؤلاء الأصحاب المنافي للحق غاية المنافاة، فكيف الطريق الذي يريحني ويشفيني، وما الذي عن هذا الأمر ([19]) يسليني؟
فقال له صاحبه الناصح: ألم تعلم أن من أوجب الواجباتِ وأكبرِ فضائلِ الرجل اللبيب أن يتبعَ الحقَ الذي تبين له ويدعَ ما هو فيه من الباطلِ، وخصوصًا عند المنازعاتِ النفسية والأغراضِ الدنيوية؟ وأن الموفق، إذا وقع في المهالك، طلب الوسيلة إلى تحصيل الأسباب المنجية؟ أما علمتَ أن من نعمةِ الله على العبدِ أن يُقيِّضَ له الناصحين الذين يرشدونه إلى الخَيْرِ ويأمرونه بالمعروفِ وينهونه عن المنكر ([20]) ويسعون في سعادته وفلاحهِ؟ ثم من تمام هذه النعمة أن يوفق لطاعتهم ولا يتشبه بمن قال الله فيهم:
(ولكن لا تحبون الناصحين) سورة الأعراف. الآية: 79.
ثم أعلم أنَّهُ ربما كان الإنسان إذا ذاق مذهب المنحرفين وشاهد ما فيه من الغي والضلال ثم تراجع إلى الحق، الذي هو حبيب القلوب، كان أعظم لوقعه وأكبر لنفعه! فارجع إلى الحق صادقًا وثِقْ بوعدِ الله:
(إن الله لا يخلف الميعاد). سورة آل عمران، الآية: 9.
"البحث عن الحق"
فإذا عرفت هذه الأصولَ فهذا الدينُ الحقُ الذي دعت إليه الرُّسُلُ عُمومًا وخاتمهُم وإمامُهم محمدٌ r خُصوصًا، قَد بُنِي وأُسس على التوحيدِ والتأله لله وحده لا شريك له حُبًا وخَوفًا ورجاءً وإخلاصًا وانقيادًا وإذعاناً لربوبيتِه واستسلامًا لعبوديتِه قد دَلَّ على هذا الأصل الذي هو أكبر جميع أصولِ الأدلةِ العقليةِ والفطريةِ، ودلت عليه جميعُ الكُتبِ السَّماوِيَّةِ، وقررهُ جميعُ الأنبياء والمرسلين وأتباعُهم من أهلِ العلومِ الراسخةِ والألبابِ الرَّزِينِة والأخلاقِ العاليةِ والآدابِ الساميةِ، كل أولئك اتفقوا على أنَّ الله منفردٌ بالوحدانيةِ منعوتٌ بكِل صفة كمالٍ، موصوف بغايةِ الجلال والعظمةِ والكِبْرياءِ والجَمالِ، وأنَّهُ الخالقُ الرازِقُ المدبِّر لجميع ِ الأمورِ، وأنَّه منزهٌ عن كل ِّ صفةِ نقصٍ، وعن مُمَاثلةِ المخلوقين، وأنَّهُ لا يستحِقُ العبادةَ والحمدَ والثناءَ والشكرَ إلا هُو، فالدين الإِسلامي على هذا الأصلِ أُسِّسَ وعَلَيه قَام واستَقَام.
"بطلان ما عليه الملحدون"
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما عليه أهلُ الإلحاد فإنَّهُ ينافي هذا الأصلَ غايةَ المنافاةِ، فإنه مبنيٌ على إنكارِ البارئ رأسًا، فضلا عن الاعترافِ له بالكمالِ وعن القيامِ بأوجب الواجباتِ وأَفرضِ الفُروضِ وهُوَ عبُوديته وحده لا شَريكَ له، فأهل هذا المذهب أعظم الخلقِ مكابرةً وإنكارًا لأظهرِ الأشياء وأوضحِها فمن أنكر الله فبأي شيء يعترف؟ (فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) سورة الجاثية: الآية 6.
وهؤلاء أبعدُ النَّاسِ عن عبُوديةِ الله والإنابة إليهِ، وعن التَخَلُّقِ بالأخلاقِ الفاضِلَةِ التي تدعو إليها الشَّراِئعُ، وتخضع لها العقولُ الصَحِيحَةُ ومع خُلُوِّ قلوبهم من توحيدِ الله والإيمان به وتوابعِ ذلك فهم أجهَلُ النَّاسِ، وأقلُّهم بصيرة ومعرفة بشريعةِ الإسلامِ وأُصولِ الدِّينِ وفُروعِه، فتجدهم يكتُبون ويتكلمُون ويَدَّعُون لأنَفُسِهم منَ العِلْمِ والمعرفِة والثَّقافَةِ واليقينِ ما لا يصل إليه أكابرُ العُلماءِ.
"فضل طالب العلم الشرعي على غيره"
ولو طُلبِ من أحدِهم أن يتكلَّمَ عن أصلٍ من أصولِ الدينِ العظيمةِ الذي لا يسع أحداً جَهله، أو على حُكم من الأحكام في العباداتِ والمعاملاتِ والأنكِحةِ لظهرَ عجزُهُ ولم يصل إلى ما وصل إليهِ كثيرٌ من صِغارِ طَلبةِ العِلمِ الشَّرعِيِّ، فكيف يثقُ العاقلُ – فضلا عن المؤمن – بأقوالهم عن الدينِ؟ فأقوالهم في مسائل ([21]) الدين لا قيمة لها أصلاً.
ولَو سبرت حاصل ما عليه رؤساؤهُم لرايَتَهم قد اشتَغَلُوا بشيءٍ يسيرٍ من عُلومِ العَربيةِ، وتَردَّدوا في قِراءةِ الصُّحفُ التي على مشرَبِهم، وتمرَّنوا على الكلام الذي من جِنس أساليبِ كثيرٍ من هذه الصُّحف الرَّديئِةَ الساقطةِ فَظَنُّوا بأنفسِهم وظن بهم أتباعُهم الاضطلاع بالمعارفِ والعلوم .. فهذا أسمى ما يصلُون إليه ([22]) في العلم.
أما الأخلاق فلا تسأل عن أخلاقِ من لا يؤمنُ بالله ولا باليومِ الآخرِ ولا يعتقدُ الأديانَ الصحيحةَ، فإن الأخلاق نتائجُ الاعتقادات الصحيحةِ والفاسدةِ، فغاية ما عند هؤلاء التملُّقُ القَوليِ والفعلي، والخُضوعُ الكاذبُ للمخلوقين، وهم مع هذا الخضوع السافل تجد عندهم من العُجْب والكِبْرِ واحتقار الخلق والاستِنكافِ عن مخالطةِ من يستنقصونهم شيئاً كثيراً، فَهُم أوضعُ خَلْقِ الله وأعظمُهم كِبْرًا وتيهًا.
ثَّم إنهم يستعينون على هَذَا الخُلُقِ المُسمَّى عِندْهم بالثَّقَافَةِ بالتَّصنِيع والتَّجَمُّل بالملابسِ، والفرشِ، والزخارفِ، ويُفنون كثيرًا من أوقاتِهم بذلك وقلوبُهم خرابٌ خاليةٌ من الهدى والأخلاقِ الجميلةِ، فالجمالُ الظاهرُ الباطِلُ ماذا يُغني عن الجَمالِ الحَقِيقي؟ ثُمَّ إذا لحظت إلى غاياتِهم ومقاصدِهم فإذا هي أغراضٌ دنيةٌ ومقاصدٌ سُفليةٌ ومطامع شخصية، وإذا سبرت أحوالَهم رأيتهم إذا اجتمعوا ([23]) تَظُنُّهم أصدقاءَ مجتمعين فإذا افترقوا فهم الأعداءُ:
(تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون). سورة الحشر الآية: 14.
وما وصفتُ لك من أحوالِهم – وأنت تعرفُ ذلك – قليلٌ من كثيرٍ فكيف ترضى أن يكون هؤلاء أحبابَك وأصدقاءك ترضى لرضاهم وتسخط لسخطِهم وتقدمهم على حظُوظِك الحقيقيةِ وسعادِتك الأبدية؟ فانظر إلى صفاتِهم نظرَ التحقيقِ والإنصافِ، وقارن بينهما وبين نُعوتِ البررةِ الأخيارِ. الذين امتلأتْ قلوبُهم من محبَّةِ الله والإنابةِ إليه والإيمانِ وإخلاصِ العمل لأجلهِ، وفَاضَت ألَسِنَتُهم بذكر الله والثَّناءِ عليه، واشتَغَلَت جَوارِحُهم في كُلِّ وسيلةٍ تُقرِّبهُم إلى الله وتُدنِيهم من رِضوانِه وثَوابِه ونفع الخلقِ، أَشجعُ النَّاس قُلوباً وأصدقُهم قَولاً وأطهرُهم أخلاقًا وأزكاهم عملاً وأقربُهم إلى كُلِّ خير وأبعدُهم من كل شرٍ، يكُفُّون عن الخَلْقِ الأذى ويبذلون لهم ويَصبِرون منهم على الأذى، أَفَتقدِّمُ على هؤلاء الإنجاب الغُررَ مَنْ مُلِئتْ قُلُوبُهم من الشك والنفاقِ وفَاضَتْ على ظاهرهم، فاكتسبوا لذلك أرذلَ الأخلاقِ، يقومون بالنِّفاقِ والرِّياءِ ويقعدون بالتَّمَلُّقِ والإعجابِ والكبرياءِ، وصفهم القسوةُ والطمعُ والجشعُ، ونعتُهم الكذِبُ والغِشُّ والبَهرجةُ والخُنوعُ، قد منعوا إحسانَهم لكلِّ مخلوقٍ واتصفوا بُكلِّ فُسوقٍ، قد خضعوا في بحوثِهم العلميةِ لكُلِّ مَارِقٍ، وتبعوا في أخلاقِهم كُلَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
رذيلٍ وفاسقٍ؟
سعادة الدنيا والآخرة بالدين
قال المنصوح: والله ما تعديتَ في وصفِهم مثقالَ ذرةٍ، ولكني أريد أن تدلَّني على طريقٍ يجمع بين السعادِة الدنيويةِ ([24]) والسعادة الأخرويةِ، لأن نفوس من تربى وتخلق بأخلاقِ هؤلاءِ لا ترجِع عما ألِفَته إلا بأمر قوي: إما بِترغِيبٍ وهوى يجذبُها، وإما بترهيبٍ وخوفٍ يقمعُها.
فقال له صاحبه الناصح: والله لقد أدركتَ في هذا الدِّين مطلوبَكَ، وفيه والله كل مرادِكَ ومرغوبِكَ، فإنَّه الدِّينَ الذي جمَع بين سَعَادةِ الدُنيا والأخرةِ وفيه اللذَّات القَلبِيَّة والرُوحِيَّة والجَسَدِية، ولا تفقد من مطالبِ النّفوسِ الحقِيقيَّة شيئًا إلا أدركته، ولا من أنواع المسرَّاتِ شيئاً إلا حصلته، ففيه ما تشتهيه الأنفسُ وتلذُّ الأعينُ، وسأوضح لكَ ذلكَ.
أصول اللذات
فاعلم أنَّ أصولَ اللذَّاتِ المطلوبَة:
أولاً: راحةُ القلوبِ وسُكونها وطُمأنِينَتُها، وفَرحُها وبَهجَتها وزوال هُمومها وغمومها.
ثانياً: القَناعَةُ والطمأنينة بما أوتيه العَبْد مِن المطَالِب الجَسديَّة.
ثالثاً: استعمالُ ذلكَ على وجَه يَحصُل به السرور والاغتباط، فَهذِه الأمور الثَّلاثَة، مَن رُزقها واستَعمَلَها عَلى وجهها فَقد نَال كل ما تَعلَّق بِه طَمَع الطَّامِعين، فإنّ جَميع اللذَّات تَرجِع إلى مَا ذَكرنا.
لذات القلوب:
فأما لذَّات القُلوب وحصُول سُرورِها وزَوال كَدرِها فإنَّما أَصل ذلكَ بالإِيَمانِ التَّام بما دَعا الله عبادَه إلى الإيمان بهِ مِن الإيمانِ بتَوحده بجَمِيع نُعُوت الكَمالِ وامتلاءِ القَلبِ مِن تَعظيمه وجَلاله ومن التَّألُّه له وعبُودِيته والإنابة إليه وإخلاص العَمَل الظَّاهِر والباَطِن لوجهِه الأعلَى، وما يَتْبَع ذلكَ مِن النُّصح لعَبَادِ الله ومَحبَّة الخير لهم وبذلِ المقدُور مِن نَفعهم والإحسانِ إليهم والإكثار مِن ذكر الله والاستِغفَار والتَّوبَة فَمن أوتي هَذه الأمور فَقد حَصل لَقَلبه من الهدَايةِ والرَّحَمةِ والنورِ والسرور وزوالِ الأكدارِ والهموم والغمومِ ما هو نُموذج مِن نَّعيم الآخرةِ، وأهل هذا الشَّأنِ لا يغبطُون أربَاب الدُّنيا ([25]) والملوك عَلى لذَّاتِهم وريَاسَاتِهم بل يرون ما أُعطوه مِن هذه الأمور يَفوق ما أُعطيه هؤلاء بأضعَافٍ مُضَاعَفَة. وهذا النَّعيم القَلبي لا يَعرفه حقَّ المعرِفة إلا مَن ذَاقه وجرَّبه فإنه كما قيل:
مَن ذَاقَ طَعمَ نَعِيمِ القَوم يَدرِيه
ومَن دَرَاهُ غَدًا بالرُّوحِ يَشرَيه
فَهذا إشارة لطَرِيق هذا النَّعيم القَلبي الذي هُو أصلُ كلِ نَعيم.
2 – " القناعة والطمأنينة "
وأما الأمر الثاني فإنَّ الله أعطَى العِبَاد القوةَ والصحةَ وما يتبَع ذلكَ مِن مالٍ وأهلٍ وولدٍ وخول وغيرها.
والنَّاس بالنسبة لهذِه الأشياء نوعان:
ـ قسمٌ صَارتِ هذه النَعم في حقهم مِحَنًا ونِقَماً.
ـ وقسمٌ صارَ في حقهِم نَهَمًا وخَيرَات ومنحا، أما أهل الدِّين الحقِيقي فقد قَابلوا هذه النِّعم وتَلقوها على وجه الشُكر لله والاغتباطِ بفضله وتناولوها على وجه الاستعَانَة بها على طَاعِة المُنعِم وعلموا أنها من أكبرِ الوسائل لهم إلى رضَى رَبِّهم وخيرِه وثوابِه إذا استعملوها فيما هُيِّئت له وخلِقَت لأجله وقَد رضوا بها عَن الله كل الرضَى، فإنَّهم عَلموا أنها من عندِ الله الذي له الحِكمة التَّامة في جَميع أقضيته وأقدارِه، وله الرَّحمَة الواسِعَة في جميعِ تدابيرِه، وله النِّعمة السابِغَة في كل عطاياه وهو أرحَم بِهم من الخَلق أجمعين فحيث عَلموا العِلم اليقيني صدورها ممن هَذا شَأنه قنعوا بما أُعطوه منها، من قَليل وكثيرٍ، كل القَنَاعَة، وسكنت قلوبُهم عن التطلُّعِ والتطلُّبِ لما لم يقدَّر لهم.
ومتى حَصلت الطمأنينَة والقَناعة والرضَى عن الله بما أعطى فقد حَصَلت الحياة الطيبة، فإذا أدركْتَ حقَّ الإدراكِ نَعتهم هذا عرفتَ أن نَعيم الدنيا في الحقيقة هو نَعيم القَناعة برزق الله، وطمأنينة القلوبِ بذكر الله وطاعتِه، وأن الواحد مِن هؤلاء لو لم يكن عنده من هَذه الأمور – وهي القُوة والصحَة والمال والأهل والوَلَد وتَوابِع ذَلك – إلا الشيء القَليل لكَان في راحةٍ وسرورٍ من جِهتَين:
ـ جهة القناعةِ وعَدم تطلع النَّفس وتَشَوقها للأمورِ التي لم تَحصُل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وجهة ما ترجُوه من ثَوابِ الله العاجلِ والآجلِ على هذه العِبَادَة القلبيِّة التي تَزيد على كَثِير من العِبادَات البدَنية، فإنَّ التعبد لله بمعرفِة نعمه والاعتراف بها والرضَى بها والرجَاء لله أن يُديمها ويُتمَّها وأن يَجعلها وسيلة إلى نِعَم أخرى وأن يجعَلَها طريقا للسعادةِ الأبدية لا رَيب أن هَذه الأحوال القَلبية من أفضَلِ الطاعاتِ وأجلِ القرباتِ، فكم من فرق بين سرور هذا الذي تَعبَّد بروح الدِّين وحصلت له الحَياة الطَّيبة، وبين من تلقى هذه النِّعم بالغَفلَةِ وعدم الاعترافِ بنعمَةِ المنُعِم وشقي بهمومها وغُمومها، وكان إذا حَصَل له شيء من مطالبِ النفوس لم يرضَ به بل تَشَوَّق إلى غيره وتطلّعَ لسواه فهذا ينتقلُ من كدرٍ إلى كَدرٍ آخر، لأن قَلبَه قَد تعلقَ تعلقاً شديداً بمطَالب الجَسَد، فحيث جاءت على خلافِ ما يؤمله ويُريده قَلق أشد القَلق، وهو لا يزال في قَلقٍ مستمرٍ، لأنَّ المطالبَ النفسية مَتَنوعة جداً، فلو وافقه واحدٌ لم يوافِقه الآخر وربما اجتمع في الشيء الواحِد سرور مِن وجَه، وحزن مِن وجَه آخَر فصَفوه مَمزوج بكَدره وسروره مختَلِط بحزنه، فأينَ الحَياة الطَّيبة لهذا؟! وإنما الحياة الطَّيبة لأربَاب البصَائِر والحجَى الذين يتلقَّونها كلها بالقَبولِ والقَنَاعةِ والرضَى.
3 – " جهة استعمال النعم "
وأما الأمرُ الثَّالثُ: وهو جهةُ استِعمَالِ هَذه النِّعم، فصَاحِب الدِّين الصحيحِ يتناولها على وجهِ الشُّكرِ لله على نِعَمه والفرحِ بِفَضِله، وينوى بها التَقَوِّي على ما خُلِق له من عبادة الله وطاعتِهِ، ويُنفقُها مُحتَسِبا بها رضَى الله وفَضله وخَلَفه العَاجِل والآجل، ويعلم أنَّه إذا أنفَقَ على نَفسِه وأهلِه أو ولَدِه أو مَن يتصل به فإنَّما نَفَقَته صَادفت محَلها ووقَعَت موقعَها فلم يتَثَاقل كَثَرة النَّفقةِ في هَذا الطَّريق لأنه يُقولُ مُعتَقِدا: هَذا أولَى ما بَذَلتُ فيه مَالي، وهَذا ألزَم ما قُمتُ به من الواجِبَاتِ والفُروضِ ([26])، وهَذا خير ما قُمتُ بِه من المُستَحَبات، وهَذا أعظَم ما أرجو لَه الخلف مِن الله حَيثُ يقولُ وهو الكريمُ الوفي:
(وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خيرُ الرازقين). سورة سبأ، الآية: 39.
ولا يَزال نَصبَ عَينَيه احتِسَاب الأجرِ في سَعيه بكَسبه وفي مَصرفه أجنَاس ذلكَ وأنوَاعه وأفرَاده متفَطنًا لِقوله r " عَلى أنَّكَ لَن تُنفِقَ نَفَقَة تَبتَغِي بها وَجهَ الله إلا أُجِرتَ عَليها حَتى مَا تَجعَله في فيِّ امرأتِكَ" ([27]) فَمن كانَ هذا وَصفه فإنَّ لذَّاته الدنيَويَة هي اللذَّات الحَقيقِية السَّالِمة من الأكدارِ مَع ما يرجو من الثوابِ العَاجِل والآجِلِ من الله، ومن كَانت هَذه صِفَته سَهل عَليه الأخذ من جُلِّها ووضعها في مَحَلها ويسرَت لَه أموره غَايَة التَيسِير.
وأما من استَعمَل هَذه النِّعم على وجهِ الشَّرَه والغَفلَةِ، ولم يفكر في الاعترَاف بفضلِ الله في كلِ الأوقاتِ وبِنعَمِ الله، ولم يَفرح بالنِّعمِ لأنها من فضلِ الله بل فرح بها فقط لموافقةِ عرضه النفسي ولا نوى بها الاستعانَة على طاعةِ الله، ولا احتسب في نيِلها ([28]) وصرفِها على المنفق عليهم الأجرَ والثَّوابَ فمن كان هذا وصفه فإن الكَدرَ والحزنَ له بالمرصادِ، فإنه إذا فاتته بعضُ الشهواتِ النفسيةِ حزَنَ، وإن أدركَ ما أدركه منها ولم يكُن على ما في خاطره من كل وجه حزن، وإن أراد منه ولده ومن يتصل به نفقةً أو كِسوةً واجبة أو مستحبة حزن، ولم تخرج منه إلا بِشقِّ الأنفِس، وإن خرجت منه خَرَجَ معها بضعةٌ من سُرور قَلبِه، لأنَّه يُحبُّ بقاءَ مالِه ويحَزَنُ لنَقْصِه على أي وَجْهٍ كان وليس عنده من الاحتسابِ ما يُهَوِّنُ عليه الأمرَ، إنْ كانَ غير بخيل، فإن كانَ شحيحَ النفسِ مطبوعًا على البُخلِ فإن حياته مع أولاده وأهلِه والمتصِّلين به حياةُ شقاءٍ وعذاب وأكدار متواصلة وأحزان مستمرة، لا إيمان عنده يُهَوِّن عليه النفقاتِ، ولا نفس سخية لا تستعصي عن نيل المكرمات فيا له من عذاب حاضر وعذاب مستمر، فأين هذا من ذاك الذي حصلت له الحياةُ الطَيِّبَةُ بأكملها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كله بالنَّظرِ إلى هذه الأمُورِ الثَّلاثَة التي هي أصل اللذاتِ عند العقلاءِ، قد اتضح لنا أن صاحب الإيمان الصحيح هو الذي فاز باللذات الحقيقية وسَلَمَ من المكدِّراتِ.
" صبر المؤمنين على المصائب "
ثم إذا عطفنا النظَّرَ إلى الطَّوارئ البشريةِ التي لا بُدَّ لِكُلِّ عبدٍ منها، وهي المصيبات التي تعتري العبادَ:من الأمراضِ المتنوعةِ وموتِ الأحبةِ وفقدِ الأموالِ ونقصِها وُوُقوعِ المكارِهِ بمن تحب وزوال المحاب، وغيرها من أنواع المصائب، دَقِيقِها وجَلِيلِها، رأيتَ المؤمنَ حقًا قد تلقَّاهَا بِقُّوةٍ وصبرٍ واحتِسَابٍ، وقد قام لها بارتقاب الأجْرِ والثَّوابِ، وعَلمَ أنَّها تقدير العزيز العليم، وأَنَّها أقضِيَتهُ صدرت من الرَّب الرَّحيم، فَهان عَليهِ أمرُها وخَفَّتْ عَلَيهِ وَطْأَتهُا فإنّه إذَا فكّر فيما فيها من الآلام الشَّاقَّةِ قابَلَها بما تَتَضمنُهُ من تكَفِير السيَّئاتِ وتكثيرِ الحسنات ورِفعة الدَّرجات والتَّخلقِ بأخلاق الكِرَام والقوة والشجاعة، وإذا أنَهكَتْ بَدنَه ومالهَ رآهَا مصلحةً لقلبِه وروحِه، فَإنَّ صلاح القُلوبِ بالشُّكرِ لله على نعمائه والصَّبْرِ على بَلائِه، وانتظار الفرج من الله إذا أَلمَّت المُلمَّاتُ، واللجوء إلى الله عِنْدَ جَميعِ المُزعجَاتِ المقُلقاتِ. فأَقَل الأحْوالِ عندَ هذا المؤمن أنْ تتقابلَ عندَهُ المصَائِبُ والمَحَّابُ والأفراحُ والأتَراحُ، وقدْ تَصِلُ الحالُ بِخَواصِ المؤمنين إلى أنَّ أفراحَهم ([29]) ومسرَّاتِهم عند المصيباتِ تَزيدُ على ما يحصُلُ فيها من الحزنِ والكَدَرِ الذي جُبِلتْ علَيه النُّفُوسُ.
"من فقد الإيمان فقد الصبر"
فأين هذه الحالُ من حالِ من تلقى المصيباتِ التي لابد للخلقِ منها بقلبٍ منزعجٍ مرعوبٍ وخَشَعَت نفسُه المهينة لما فيها من الشَّدائِدِ والكُرِوبِ، فبقيت الحَسراتُ تنتاب قَلْبهَ ورُوحَه، وزادت مصائِبُ قَلبِه على مصائِبِ بدنِه، ليس عنده من الصبر وارتقاب الثوابِ ما يخفف عنه الأحزانَ، ولا من الإيمانِ ما يُهوِّنُ عنه الأشجَانَ، تعتريه المصائُب فلا تَجِد عنده ما يُخَفّفُها، فتعمل عمَلَها في قَلْبِه وروُحِه وبَدَنِه وأَحَوالِه كُلِّها .. القلْبُ مليء من الهَمِّ والغَمِّ والألم، والخَوْف السَّابِقُ واللاحِقُ قد ملأ نَفسَه فانحلَّ لذلك لُبُّه وانحطم، وقدْ ضَعُفَ تَوَكُّلُه على الله غاية الضَّعفِ، حتى صار قلبهُ يتعلق بمن يرجو نَفْعَه من المخلوقين؟ فيا لها من مصائب دنيويةٍ اتصلت بالمصائبِ الدينيةِ والخُلُقِيَّةِ وتراكم بعضُها فوقَ بعضٍ حتى صارت عنده أعظم من الجبالِ الرواسي.
فوالله لو عَلِم أَهلُ البَلاءِ والمَصَائِب بما في الإيمانِ والرُّوحِ والتَّسلية والحياة الطيبة لسارعوا إليه، ولو في هذه الحال التي هم فيها مضطرون إلى ما يخفف عنهم آلامَهم، ولا يجدونه إلا في الإيمانِ الصحيح الحقيقي وما يدعو إليه.
معاشرة الخلق
ومما يتعلق به سرورُ الحياةِ، ونعيمُها، أو هَمُّها وغَمُّها، مُعاشَرةُ الخَلْقِ على اختلاف طبقاتِهم، فمن عاشرهم بما يدعو إليه الدينُ استراحَ، ومَنْ عاشرهم بحسبِ ما تدعو إليه الأغراضُ النَّفسيةُ، فلا بد أن يكونَ عيشه كدرًا، وحياتهُ منَغصةَّ .. وتوضيح ذلك أن الناس ثلاثةُ أصنافٍ: رئيسٌ، ومرؤوسٌ، ونظيرٌ.
أما من له رئاسة حُكم، أو ثروةٌ، وله أتباعٌ وحاشيةُ، فله معهم حالان: حالة فيما يفعله معهم، وحالة فيما يصيبه من أتباعه من خيرِ وشرٍ، وموافق للطبع ومخالف له، فإن هو حَكَّمَ الدِّينَ والشرعَ، في الحالتين استراح وله أجرٌ من الله، إذا استعمل العدلَ معهم، واستعمل النُّصْحَ والإِحسَانَ، وقابل المسيء ([30]) منهم بالعَفْو، وشكرهم على فِعل المعروفِ والخَيرِ، مبتغياً بذلك وَجْهَ الله، وأيضاً فإنَّه إذا تأمَّل فيما فعله من خيرٍ اطمأنَّت نفسُه وانشرحَ صدرهُ، فأين هذا من الرئيس الذي لا يبالي بظلمِ النَّاس في دمائِهم ([31]) وأموالِهم وأعَراضِهم، ولا يبالي بسلوكِ طُرق العدْلِ والإنصافِ، وليس له صبر على أيَّة أذيَّةٍ تصيبهُ من رعيَّته؟ فهو من أتباعِه في نكدٍ مستمرٍ، ورعيتهُ قد مُلِئَتْ قُلُوبهُم من مقتِه وبغضِه، يتربصون به الدَّوائِر والفُرصَ، حتى إذا وقع في أقلِّ شيءٍ أعانوا عَلْيه أعدى أعدائهم فهو معهم غيرُ مطْمئن على
(يُتْبَعُ)
(/)
حياتِه ولا نعمتِه، لا يدري متى تَفْجُؤه البلايا، ليلاً أو نهارًا، هذه حالة الرئيس ([32]) على وجه الإجمال.
"أثر طاعة الله"
وأما حالة المرؤوس، فإن أطاع الدِّين في وظيفتِه وأطاعَ حاكِمه أو سيِّدَه، أو والِده، واستعمل الآداب الشرعيَّة في مُعاملَتِه، والأخلاق المرضْيةَ، فهو مع طاعتهِ لله ولرسولِه قد استراحَ وأراحَ، وطَابَتْ عنه نفسُ رئِيسِه، وأَمِنَ عقُوبته، وأمل إحسانَه وبِرَّه ومحبتَّه، وأما من تعدى طوره، وعصى متبوعَه والتوى فإنَّه لا يزال مُتوقعًا لأنواعِ المضَارِّ، يمشي خَائفاً وجِلاً لا يَقَر له قَرارٌ، ولا يستريحُ له.
وأما حالة النظير المساوي فإنَّ جُمهورَ مَنْ تعاشرهُم مِنَ الخَلقِ إذا خَالقْتَهم بالخُلُقِ الحَسنِ، اطمأنت نفسُك، وزالت عنك الهمومُ، لأنّك تكتسبُ بذلك مودَّتَهم، وتخمد عداوتهم، مع ما ترجوه من عظيمِ ثواب الله على هذه العِشْرةِ التي هي من أفضلِ العباداتِ، فإنَّ العْبدَ يبلغ بُحسْن خُلُقِه ([33])، درجةَ الصائمِ القائمِ. وحسنُ الخُلقِ له خَاصية في فرحِ النفس، لا يعرفُ ذلك حقّ معرفِته إلا المُجرِّبون .. فأين حالُ هذا مَّمن عاشَر النَّاسَ بأسوإ الأخلاق؟ فَخَيرُه ممنُوع، وشرُّه غيرُ مأمون، وليس له أقل صبر على ما ينالُه من المُكَدِّرات، فهذا قد تَنغَّصت عليه حياتُه، وحَضَرتهَ هُمومهُ وحَسَراتُه، فهو في عناءٍ حاضرٍ، ويخشى من الشَّقاء الآجلِ .. وأما معاشرتُه مع أهلِه وأولادِه ومن يتصل به فإنه يتأكد عليه القيامُ بالحقوق اللازمَةِ، تامة لا نَقْص فيها ولا تَبَرُّم، فمن عامل هؤلاء بما أمر الله ورسولهُ، راجيًا بقيامه به ثوابَ رَبِّه ورِضاه، عَاشَ معهم عِيشَةً راضِيةً، ومن كان معهم في نكدٍ وسوءِ خُلُقٍ مع الصَّغيرِ والكَبير، يخرجُ من بَيتِه غضبان ويدخُلُ على أهلِه وولدِه متكدِّرًا ملآن، فأَيُّ حياة لِمَنْ كَانَتْ هذه حاله؟ وما الذي يَرجْوُه حَيثُ ضيَّع مَا فيه فرحهُ ومسَّراتهُ؟ وأما عِشْرتهُ مع معَامِليه، فإن استعمل معهم النُّصْحَ والصِّدْق وكان سَمحًا إذا بَاعَ، سَمْحًا إذا اشْتَرى، سمحًا إذا قَضى، سمحًا إذا اقْتضَى – حصلت له الرَحْمَةُ، وفازَ بالشَّرَفِ والاعتِبارِ، واكتسبَ مودَّة معامِليه ودوامَ معاملتِهم، ولا يخفى ما في ذلك من طِيبِ الحياة، وسرور النَّفسِ، وما في ضِدَّها من سوء الحالِ وسقوطِ الشرفِ، وتنغصِ الحياةِ.
والفارقُ بين الرجلين هو الدِّينُ، فصاحبُ الدِّين منبسطُ النفَّسِ، مطْمئنُّ القَلبِ .. فقَدَ تبينَّ لك أن السعادَةَ واللذة الحقيقيةَ بجميعِ أنواعِها تابعةٌ للدينِ ..
"أنواع الدين"
واعلم يا أخي أَنَّ الدين نوعَان:
أحدهما: أعمالٌ وأحوالٌ وأخلاقٌ دينيةٌ ودنيويةٌ، وكما ذكرنا أنه لا سبيل إلى حصول الحياةِ الطيبةِ إلا بالدين ..
والثاني: علومٌ ومعارفٌ نافعةٌ، وهي علومُ الشَّرع والدِّين، وما يعينُ عليها ويُتَوصَّلُ إليها بهِ، فالاشتغالُ بها من أجلِّ العباداتِ، وحصُولُ ثمرتِها من أكملِ اللَّذَّاتِ، ولا يُشبهه شيءٌ من اللذاتِ الدنيويةِ، واعتبر ذلك بحالِ الراغِبِين في العِلمِ تجدُ أَكَثَر أوقاتِهم مصروفةً في تحصيلِ العلمِ، فيمضي الوقتُ الطويلُ، وصاحبهُ مستغرقٌ فيه يتمنى امتدادَ الزمن، وهذا عنوانُ اللّذةِ، فإن المشتاقَ يَقصُرُ عنده الوَقْتُ الطَّويلُ، ومن ضاق صدرهُ بشيء يطولُ عليه الوقتُ القَصِيرُ.
"فضل العلم"
وصاحبُ العلمِ في كُلِّ وقْتٍ مستفيدٌ علوماً يزداد بها إيمانُه، وتكملُ بها أخلاقهُ، والمتصفحُ للكُتُبِ النافعة، لا يزالُ يعرضُ على ذِهنِه عُقُول الأولِّين والآخرِين ومعارفهم وأحوالهم الحميدةُ، وضدُها، في ذلك معتبرٌ لأولي الألباب .. فكم من قصَّةٍ تمر عليك في الكُتُبِ تكتسبُ بها عقلاً جديدًا، وتُسَلِّيك عند المصائبِ، بما جرى على الفضلاءِ، وكيف تلقوها بالرِّضا والتسليمِ واغتنموا الأجر من العليمِ الحكيم.
والعلمُ يُعرِّفُك طرقًا تُدركُ بها المطالِبَ، وتَدفعُ بها المَكَارِه والمَضَارَّ.
"أنواع العقل"
(يُتْبَعُ)
(/)
والعقلُ عقلان: عقل غَريزِيٌّ، وهو ما وضَعَه الله في الإنسان من قُوةِ الذِّهنِ في أمُورِ الدِّين والدُّنْيا، وعقلٌ مكتسبٌ، إذا انضم إلى العقلِ الغَريزِيِّ ازدادَ صاحبُه حَزمًا وبَصيرةً، فكما أنَّ العقلَ الغَريزيَّ ينمو بنمو الإنسان حتى يبلغَ أشُدَّه، فكذلك العقل المكتسب له مادتان للنمو:
مادةُ الاجتماع بالعقلاءِ والاستفادة من عُقُولِهم وتَجارِبهم، تارةً بالاقتداءِ، وتارةً بمشاورتهم ومُبَاحَثتِهم، فكم ترقىّ الرَّجُلُ بهذه الحال إلى مراقي الفَلاحِ، ولهذا كان انزواءُ الرجلِ عن الناس يُفوِّتُه خيراً كثيراً، ونفعًا جليلاً، مع ما يُحْدِثُهَ الاعتزالُ من الخَيالات وسوءِ الظِّنِّ بالنِّاسِ، والإعجاب بالنِّفس الذي يُعبِّر عن نَقْصِ الرَّجُلِ، وربما ضر البَدَنَ، فإن مخُالطَة النَّاسِ تفتحُ أَبْوابًا مِنَ المصَالحِ، وتسلِّيكَ وتُقَويِّ قَلبَكَ، وفي ضَعفِ القَلبْ ضَرَرٌ على العَقلِ، وضرَرٌ على الدِّينِ، وضرَرٌ على الأخلاقِ وضرَرٌ على الصِّحةِ.
"معاملة الناس بحسب أحوالهم"
وينبغي للإنسان أَنْ يُعاملَ النَّاسَ، بحَسبِ أَحوالِهم، كما كَانَ النَّبيُّ r يحسنُ خُلُقَه مع الصَّغِير والكَبِيرِ قال تعالى: (خُذِ الَعَفْو). سورة الأعراف، الآية: 199.
أيَ خْذُ ما صَفَا لك من أَخْلاق الخَلقِ، ودَع عنْكَ ما تَعسرَّ مِنْها .. فيجالس أبناءَ الدُّنْيا بالأدبِ والمُروءة، والأكابِرَ بالتَّوقيرِ، والإِخوانَ والأصحَابَ بالانبساط، والفُقراءَ بالرَّحمةِ والتَواضُعِ، وأهلَ العِلمِ والدِّين بما يليقُ بِفضلهم .. فصَاحبُ هذا الخُلُقِ الجَليلِ تراه مبتهجَ النَّفسِ في حياةٍ طَيَّبةٍ.
"العلوم النافعة والعلوم الضارة"
وأَمَّا المادَّة الثانية للعقل المكتسب فهي الاشتغالُ بالعلُوم النَّافعةِ، فتستفيدُ بكُلِّ قضيةٍ رأيًا جديدًا، وعقلاً سَدِيداً، ولا يزال المشتغل بالعلمِ يترقى في العلمِ والعَقلِ والأدبِ. والعلمُ يعُرِّفُك بالله، وكيف الطَّريق إليْه، يُعَرِّفُكَ كيف تَتَوسل بالأمُورِ المُبَاحَةٍ إلى أنْ تَجعَلها عِبادةً تُقربُكَ إلى الله. والعلمُ ([34]) يَقَومُ مقامَ الرِّياساتِ والأموالِ فمن أدركَ العلمَ فقد أدرك كلَّ شيءٍ ومن فاتَه العلمُ فَاتُه كلُّ شيء. وكل هذا في العُلومِ النَّافعةِ. وأَما كُتبُ الخرافاتِ والمجُونِ فإنَّها تُحِلل الأخَلاقَ وتُفسدُ الأفكارَ والقُلوبَ، بِحَثِّها على الاقتداءِ بأهلِ الشرِ، وهي تَعملُ في الإيمان والقلوبِ عمل النَّارِ في الهَشِيمِ.
"حقوق الأصحاب"
فلما تلا النصيحُ لصاحبِه هذه المواضِيعَ، وبرهنَ عليها.
قال له المنصوح: والله لَقد انجلى عنيِّ ما أجِدُ في أوَّلِ موضوعٍ تَلوتَه عليَّ، وانزاح عَنيِّ الباطِلُ في شرحِك الأولِ. وإنَّ مجلِسَك يا أخي ونَصيحتَكَ بهذه الطريقةِ النَّافعةِ تَعْدلُ عِنْدي الدُّنْيا وما عَلَيها، فأَحْمَدُ الله أولاً حيثُ قَيضَّكَ لي، وأشكُرك شَكراً كثيراً حيَثُ وفيت بِحقِّ الصُّحبة، ولم تَصنْع ما يصنعهُ أهْلُ العُقُولِ الذِّين إذا رأَوا من أَصحْابهم ما يسوؤهُم قَطَعُوا ([35]) عنهم حَبْلَ الوداد في الحالِ، وأَعَانُوا الشّيطَانَ عليهم، فازدَادَ بذلك الشَّرُّ عليهم، وضاعَ بينَهم التَّفاهُمُ وإني لا أنسى جميلَ معروفك حيثُ رأيتني سادراً في المهامةِ مغروراً بنفسي مُعجبًا برأيي، فأريتني بِعيني ما أَنَا فِيه، وأَوقفتني بِحكَمتِك على الهَلاكِ الذي وَقَعتُ فيه، فالآن أستغفرُ الله مما مضى وأتوبُ إليه، وأسألهُ الإعانة على سلوكِ مرضَاتِه، وأَفزعُ إليه أن يَختِمَ ([36]) بالصَّالحاتِ أعمالي، وأَحمدُ الله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطنًا، فإنَّه مولي النِّعم، دَافعُ النِّقَمِ، غَزيرُ الجُودِ والكَرَم.
انتهى وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.(/)
أمور ذات أهمية تتعلق بالعلمانية
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 10:51]ـ
أمور ذات أهمية تتعلق بالعلمانية
أبو يونس العباسي
الحمد لله الذي جعل الانتماء لدينه شرفا , ومعاداة مناوئيه للتوحيد شرطا , وتحمل الأذى في سبيله علامة على صدق الإيمان والتقوى , والكفر بالعلمانية واجبا وفرضا , ونشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , أفلح من باع النفس والمال له بيعا , والصلاة السلام على سيدنا محمد طيب النسب أصلا وفصلا , الذي ما كان يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله هتكا.
[مفهوم العلمانية]
العلمانية هي وباختصار: فصل الدين عن الدولة …
أو بتعبير أهل شعبنا: العلمانية هي منهج صل وول …
أو هي كما يقولون: دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله وما كان لقيصر فليس لله أن به , وما لله فلقيصر أن به.
[من أين أتت لنا العلمانية؟]
إن المصدر الذي أتت لنا العلمانية منه هو بلاد الغرب … بلاد الصليب , ولقد نشر الصليبيون العلمانية مفهوما وتطبيقا عبر مشروع العولمة , وكان أبناء جلدتنا ممن استهدفهم مشروع العولمة … فترك كثير منهم ما هو عليه من حق إلى العلمانية وتشبهوا بالغرب , تشبهوا بالغرب مع أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حذرنا من متابعة اليهود والنصارى والتشبه بهم , أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ."
ولَكَم حثنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مخالفة اليهود والنصارى , أخرج البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عُمَرَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ."
وأخرج أبو داوود في سننه عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلَا خِفَافِهِمْ."
بل لقد جعل لنا الله تعالى أجرا في كل فعل نفعله نخالف به اليهود والنصارى والمشركين ونغيظهم به , قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121)} [التوبة]
[لماذا نرفض العلمانية؟]
ونرفض العلمانية لأنها تقصر وظيفة الدين على العبادة وحسب وفي أضيق مجالاتها وتأثيراتها , والإسلام دين شامل وكامل لجميع مناحي الحياة , قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)} [المائدة]
وقال أيضا: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)} [الأنعام]
[أبرز أهداف العلمانيين]
وأبرز أهداف العلمانيين تكمن في صرف اهتمام المسلمين من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا …
فقد عرفت دار المعارف البريطانية العلمانية بأنها: صرف اهتمام الناس عن الآخرة للاهتمام بالدنيا.
ومعلوم أن من صرف همته للدنيا وانشغل بها عن الآخرة أنه معاقب بالذل … ذل دائم حتى يتوب ويؤوب ويرجع إلى الله ويهتم بما يحب ويرضى …
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج أبو داوود في سننه من حديث ابن عمر قَالَ:"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ".
بل إن هوان الأمة الإسلامية بين الأمم وتسلط شعوب الأرض عليهم ما كان إلا لتعلقهم بالدنيا وزهدهم في الآخرة …
أخرج أحمد في مسنده عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ:"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ."
ومن أبرز مظاهر الخلود إلى الدنيا تقاعس المسلمين عن فريضة الجهاد في سبيل الله تعالى , قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)} [التوبة]
وإن المرء ليعجب من أناس فضلوا الدنيا على الآخرة والله يقول لهم مخاطبا: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} [آل عمران]
وقال أيضا: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32)} [الأنعام]
[طبيعة علاقة العلمانيين مع الدين]
إن طبيعة علاقة العلمانيين مع الدين علاقة الحرب والصراع والخصام … حرب شاملة … حرب الأقلام … حرب الأخلاق … حرب الإعلام … حرب على التعليم والمناهج … وهم يطلقون على هذه الحرب التي يخوضونها ضد الدين … الحرب على الإرهاب.
ولكنهم ورغم جهودهم في مخاصمة الدين إلا أن الدين سينتصر لأن الله هو من يرعاه , قال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [التوبة]
[الخطوات التي تسلكها العلمانية لحرب الإسلام]
وتسلك العلمانية في حربها على الإسلام عدة خطوات ولعل أبرزها ما يلي:
1ـ حرب المداهنة ... وهي حرب قديمة حديثة , قال الله لنبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)} [القلم]
قال صاحب التفسير الميسر:"تمنَّوا وأحبوا لو تلاينهم، وتصانعهم على بعض ما هم عليه، فيلينون لك."
وقال جل جلاله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)} [الإسراء]
2ـ أسلوب الإغراء بالمال والشهوات: فلقد جاء زعماء قريش يعرضون على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المال والملك والنساء مقابل أن يترك دينه , فيرد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"والله لو وضعتم الشمس على يميني والقمر على شمالي على أن أترك هذا الدين ما تركته أو أهلك دونه"
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوم إرادت بلقيس إغراء سليمان ـ عليه السلام ـ بالمال ليسكت عن دعوتها للحق الذي أمره الله به قال سليمان لرسول بلقيس: {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)} [النمل]
ويوم أمر الله المؤمنين بمنع المشركين من دخول مكة لأنهم كافرون وبالله مشركون وقد كان الكافرون يحققون حياة اقتصادية لا غنى عنها في مكة , كان التوجيه الإلهي ما يلي: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَة فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28)} [التوبة] ً
3ـ أسلوب التشهير والافتراءات: فالمشركون وأعداء الدين لا زالوا يشهرون ويصدرون الإشاعات في حق أصحاب دعوات الحق , قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍمَجْنُونٍ (36)} [الصافات]
وقال جل جلاله: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52)} [الذاريات]
وهذا ما تبديه ألسنتهم وما تخفيه صدورهم أكبر , قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)} [آل عمران]
[الدعوات الدينية العلمانية]
ابتليت أمتنا الإسلامية ببعض المنتسبين إلى الدين والذين قصروا الدعوة إلى الدين على العبادة والدعوة وحسب وكان مشروعهم مقتصرا على ذلك , بل وعادوا أبناء الأمة الذين شمل مشروعهم الدعوي مجالات الحياة بأسرها …
إن هؤلاء الذين قصروا المروع الدعوي على العبادة والأخلاق قد توافقوا تماما مع العلمانيين … حقا إنهم مشائخ العلمانية وذيول السلاطين وأنصارهم … هدانا الله وإياهم.
قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)} [البقرة]
وقال أيضا: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)} [آل عمران]
وأخرج ابن ماجه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ كَتَمَ عِلْمًا مِمَّا يَنْفَعُ اللَّهُ بِهِ فِي أَمْرِ النَّاسِ أَمْرِ الدِّينِ أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ النَّار."
[حكم الانتماء لأحزاب علمانية]
ويحرم على المسلم أن ينتمي لأحزاب علمانية أو أحزاب لا تحترم بالدين ولا تتخذ منه مشروعا للحياة , وهذا أمر قد وقع فيه كثير من المسلمين …
أخرج أبو يعلى في مسنده من حديث ابن مسعود أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:"حليف القوم منهم"
وعند الطبراني أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:"من كثر سواد قوم فهو منهم"
وأخرج النسائي وأحمد أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:"المرء مع من أحب"
وعجبا ممن يزعم الإسلام وينتمي إلى العلمانية في آن واحد … فهل يكون الإنسان مسلما ويهوديا؟ أو مسلما ونصرانيا؟ أو مسلما ومجوسيا؟ كذلك لا يجوز أن يكون مسلما وعلمانيا في آن واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ... (4)} [الأحزاب]
وقال أيضا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144)} [النساء]
وانتهاج العلمانية من صور الموالاة الغربية للكفر وللصليب لأنها أي العلمانية خرجت أول ما خرجت من عندهم , والقاعدة تقول:"الراضي بالشيء كفاعله"
ودليل هذه القاعدة ما أخرجه أحمد في مسنده أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:"من رضي عمل قوم كان شريكهم في العمل"
[مصير الوحدة مع العلمانيين]
يحاول بعض المنتسبين إلى الصحوة التوحد مع العلمانيين , ومن خلال فهمي المتواضع لسنن الله تعالى أظن أن توحدا مع العلمانيين لن ينجز ولن يكون حتى يرجع اللبن إلى الضرع وحتى يدخل الجمل في سم الخياط , إن وحدة لا يمكن أن تنجح إلا على التوحيد والإيمان , وحتى تنجح الوحدة مع العلمانيين فلا سبيل لذلك حتى يكفروا بالعلمانية ويتبرؤوا منها ويعلنوا إيمانهم وإيمانهم الوحيد بالله تعالى وبمنهجه منهجا وحيدا يدير الحياة.
إن العرب كانت روح النزاع والخصام سائدة فيهم وما نجحوا في التوحد يوما إلا يوم وحدهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالإسلام وبالإسلام وحده , قال الله تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)} [الأنفال]
وقال أيضا: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} [آل عمران]
قال الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه:"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"
[متى يتمسح العلمانيون بالدين؟]
ويتمسح العلمانيون بالدين فيما يلي من حالات:
1ـ إذا أرادوا أن يرفهوا على أنفسهم بالضحك والقهقهة على الدين وأهله…. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)} [المائدة]
وقال أيضا: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَاهُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58)} [المائدة]
2ـ ويتمسحون بالدين إذا ما أرادوا تبديل الحقائق فيفسرون الدين أو يُفسر لهم بما يتوافق وأهواءهم ويوظف بما يخدم مصالحهم , قال الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)} [النحل]
قال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)} [آل عمران]
وهذه الآيات وإن كانت نازلة في أهل الكتاب والمشركين إلا أن العبرة كما يقول المفسرون بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
3ـ ويتمسحون بالدين إذا ما أرادوا الظهور للناس بمظهر الشرف والعفة , قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50)} [النساء]
4ـ ويتمسحون بالدين إذا ما توافق مع أهواءهم وتجارى مع مراداتهم , قال الله تعالى: {أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} [البقرة]
[موقفنا من العلمانية]
إن موقفنا من العلمانية ومن أهلها موقفنا من كل المناهج المخالفة لمنهج الإسلام العظيم … منهج السلف الصالح منهج البراءة والتبرؤ من كل المناهج التي تحارب الإسلام وتكيد له , منهج إبراهيم ومن كان معه ومن سار على دربه , قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)} [الممتحنة]
والحمد لله رب العالمين
حرر في يوم الخميس
30 ربيع الثاني 1431هـ
الموافق لـ14 |4 |2010
http://33er44ty55f.maktoobblog.com/175/%d8%a3%d9%85%d9%88%d8%b1-%d8%b0%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%87%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84 %d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 10:15]ـ
أخي جزاك الله خير الجزاء والله لن نفلح أبدا مالم ترجع الخلافة على منهاج النبوة كما بشر بها النبي حيث قال:
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ
كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلًا يَكُفُّ حَدِيثَهُ فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ فَقَالَ يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأُمَرَاءِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ.
كما في مسند الإمام أحمد(/)
هل من مخالفات في الزهد لابن المبارك؟؟؟؟؟
ـ[زكريا أحمد]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 03:08]ـ
أخوتي في الله هل من ينجزني على وجه السرعة بتقرير عن كتاب الزهد لابن المبارك إن كانت به مخالفات شرعية عقدية أم لا؟؟ أفيدوني أفادكم الله ...
الرجاء ضرب أمثلة إن كان في المستطاع ..
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 02:19]ـ
؟؟؟
كتاب لا يسئل عن مثله!!!
هذا كتاب حديث مسند
لكل حديث سند يحتاج إلى بحث و تخريج و حكم مستقل
ككل كتب الحديث فيه و فيه
لايمكن الحكم إجمالا عن الكتاب
و الله أعلم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 02:42]ـ
الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، عَالِمُ زَمَانِهِ، وَأَمِيْرُ الأَتْقِيَاءِ فِي وَقْتِهِ، عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ بنِ وَاضِحٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَنْظَلِيُّ مَوْلاَهُم، التُّرْكِيُّ، ثُمَّ المَرْوَزِيُّ، الحَافِظُ، الغَازِي، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
الزهد والرقائق (ابن المبارك) (ط دار المعراج) ( http://waqfeya.com/book.php?bid=2646)
كتاب الزهد ويليه كتاب الرقائق (ط العلمية) ( http://waqfeya.com/book.php?bid=2647)(/)
(ماردين السلام) و الدين المبدّل و المؤول د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 06:59]ـ
(ماردين السلام) و الدين المبدّل و المؤول
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
قرأتُ " إعلان ماردين السلام " و نتائج هذا المؤتمر، و الذي أقيم بمدينة ماردين بتركيا في اليوم الحادي عشر و الثاني عشر من شهر ربيع الثاني سنة 1431 هـ، و استبان أن المؤتمر قد تكالب على عقيدة الولاء و البراء بالشغب و التشكيك، و الخنق و التضييق.
فقد استهل الإعلان بترسيخ ما أسموه بـ " الأخوة الإنسانية "، فهذه الأخوة المزعومة من الأوجه الخداعة في تهوين عقيدة الولاء و البراء، و إضعاف الأخوة الإيمانية.
ورحم الله العلاّمة بكر أبا زيد، إذ حذّر من سراب " الإنسانية " فقال عنها: " إنها ضد الدين، فهي دعوة إلى أن نواجه المعاني السامية في الحياة بالإنسانية لا بالدين.
إنها في المعنى شقيقة قول المنافقين: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} البقرة 14.
و الخلاصة إنها محاربة المسلمين باسم الإنسانية، لتبقى اليهودية، ويمحى رسم الإسلام، قاتلهم الله وخذلهم " 1.
عمد المؤتمر إلى التشكيك و الطعن في تقسيم الديار إلى دار إسلام، و دار كفر و حرب، فزعموا أن هذا التقسيم مجرد آراء اجتهادية أمْلتها أوضاع سابقة، لقد شرِق الكثير بهذا التقسيم، ممن يؤثر استملاح الكفرة و ملاينتهم , والتودد للأنظمة العلمانية، و الركون إلى العاجلة، فلما صعبت تبعات الاحتساب والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و دبّ داء الوهن في تلك النفوس، و تنصّلت عن مراغمة أعداء الله – تعالى - بالجدال والجلاد، عندئذ استطابت الهيام بـ " دار السلام! " و صار هجيّراهم الثرثرة باحترام الإنسان، و إشاعة روح التسامح و التعايش، و بذل قصارى الجهد في خنق شعيرة الجهاد في سبيل الله – تعالى -، فغابت المواقف العملية الشجاعة، و انمحت الفتاوى الشرعية الحاسمة، و اندرست ألفاظ الشريعة، و طغت الألفاظ العائمة و المحدثة.
إن التطاول على هذا التقسيم هو امتداد للتطاول على عقيدة الولاء للمؤمنين و البراءة من الكافرين، و توهين لتحكيم الشريعة، وإضعاف لناموسها. فالهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام ثابتة باقية إلى قيام الساعة، قال الله – تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً} النساء 97.
و نقل القرطبي مقالة ابن العربي بأن هذه الهجرة باقية مفروضة إلى يوم القيامة 2.
و قال ابن رشد: " و جب بالكتاب و السنة و إجماع الأمة على من أسلم ببلد الحرب أن يهاجر، و يلحق بدار المسلمين و لا يثوي بين المشركين، و يقيم بين أظهرهم لئلا تجري عليه أحكامهم " 3
و قال ابن كثير: " هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين، و هو قادر على الهجرة، و ليس متمكنًا من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه مرتكب حرامًا بالإجماع " 4.
و كتب الونشريسي (ت 914 هـ) رسالة بعنوان " أسنى المتاجر في بيان أحكام من غلب على وطنه النصارى و لم يهاجر، و ما يترتب عليه من العقوبات و الزواجر " و أورد النصوص الشرعية في تحريم الموالاة الكفرية، و وجوب الهجرة إلى دار الإسلام، فكان مما قاله: " فلا تجد في تحريم هذه الإقامة، و هذا الموالاة الكفرانية مخالفًا لأهل القبلة المتمسكين بالكتاب العزيز، فهو تحريم مقطوع به من الدين .. و من جوّز هذه الإقامة و استخف أمرها، و استسهل حكمها فهو مارق من الدين، مفارق لجماعة المسلمين، و مسبوق بالإجماع الذي لا سبيل إلى مخالفته. . " 5.
و قد حكم العلامة عبد الرحمن السعدي (ت 1376 هـ) بأن البحرين و العراق دارا للكفر لما كانتا تحت الاستعمار الإنجليزي؛ لأن النفوذ و الحكم للإنجليز. . كما حرر أن دار الكفر قد تكون دار حرب، أو دار هدنة " 6.
(يُتْبَعُ)
(/)
و المقصود أن هذا التقسيم للدور مبني على أدلة شرعية – كما هو مبسوط في موضعه – فيتعين العمل به حسب الوسع و الاستطاعة، و أما التزهيد في هذه التقاسيم ومحاولة طمسها فهو توثب على العقيدة و الشريعة، وتوهين لما عظّمه الله – تعالى - من عداوة للكافرين و مفارقتهم، و النهي عن التشبه بهم.
زهّد هؤلاء في تحريرات الفقهاء و تحقيقات علماء السلف في تقسيم الدور، ثم تراهم قد فتنوا و أشربوا تعظيم المعاهدات الدولية، و الإجلال لها!
فزعموا أن هذه المعاهدات " يتحقق بها الأمن و السلام لجميع البشرية، و تأمن فيها على أموالها و أعراضها و أوطانها. . . "
حقًا إنها ثمرة نكدة أن يحتج بالمعاهدات الدولية، و أن تكون محل تسليم و احترام بلا قيد و لا تفصيل، لا سيما وأن هذه المعاهدات لا تعظّم شرع الخالق – سبحانه -، و لا تحقق عدلاً للمخلوق. . بل التعويل على هذه المعاهدات ضرب من الأحلام و الأماني التي لا تجاوز الأذهان، كما هو مشاهد في الواقع و الأعيان.
ما أجمل ما سطره الأستاذ الكبير / د. محمد محمد حسين – رحمه الله – وقبل أكثر من ثلاثين سنة بشأن هذه الخدائع " الدولية " فكان مما قاله: " و لو تتبعنا الدعوة المبتدعة المعاصرة إلى العالمية لوجدنا أنها دعوة هدامة من وجوه:
منها: أنها تناقض الناموس، و تخالف سنة ثابتة من سنن الله في الأرض، و هي دفع الناس بعضهم ببعض، و ضرب الحق بالباطل. . و أكثر الناس تأثّرًا بدعوة العالمية هم الخاملون من الضعفاء، الذين تقصر هممهم عن الطموح إلى و سائل النهوض، و الأخذ بأسباب القوة و الجهاد في سبيلها، فيركنون إلى أحلام العالمية التي تمنيهم بسلام يعطف فيه القوي على الضعيف، و ليس أضر بالأمة الضعيفة من هذه الأحلام، لأنها تزيدها ضعفًا على ضعفها، و تقضي على البقية الباقية من معالم شخصيتها، و قد جربنا الكلام عن الإنسانية و التسامح و السلام، و حقوق الإنسان في عصرنا، فوجدناه كلامًا يصنعه الأقوياء في وزارات الدعاية و الإعلام ليَنْفَق و يروج عند الضعفاء، فهو بضاعة معدة للتصدير الخارجي، و ليست معدة للاستهلاك الداخلي، لا يستفيد منها دائمًا إلا القوي. . ثم إن الأحلام العالمية لن تغيّر سنة الله في خلقه، و لن يكون من نتائجها إلا أن تذوب بعض جماعات ضعيفة متهافتة كُتب عليها الفناء، لأنها لا تستحق البقاء. . . " 7.
ربما اختار البعض " الإسلام المريح " فاستملح الذوبان و الانصهار مع الأعداء، و استروح مسلك أرباب " العقول المعيشية "، و آثر النكوص عن ميادين مدافعة الظلم و الاستبداد. . .، و انهمك في " شرعنة " الجبن و الهروب من تكاليف المدافعة والاحتساب.
إلا أن أفرادًا تجاوزا ذلك إلى خنق شعيرة الجهاد، و محاصرته و تحجيمه، و إضفاء شروط و آصار دون تحقيق أو تحرير. . فمع أن في القوم من استحوذ عليه الإفراط في التيسير و تتبع الرخص، إلا أن الجهاد قد حاصروه بآصار و أغلال، فلا جهاد إلا بإمام و إذنه!. و الجهاد مجرد دفع فحسب، و ليس الجهاد لأجل الكفر كما في قوله – تعالى -: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} التوبة 29.
و من المفارقات عن مؤتمر ماردين أن يهول من شأن إذن السلطة في الجهاد، مع أن إذن الإمام الشرعي في الجهاد محل خلاف فقهي، و مسألة يسع فيها الاجتهاد 8، و في نفس الوقت يهون من قضايا إجماعية ظاهرة كما تقدّم في مسألة تقسيم الدور! ثم هل يريد القوم أن الجهاد منوط بالأنظمة العلمانية (الصارخة) كنظام الإمام القذافي و زين العابدين ونحوهم!؟
و هل يتصور عاقل أن شعيرة الجهاد منوطة بإذن كرزاي الأفغان، أو عباس السلطة؟! و هل حكام اليوم راغبون في الجهاد في سبيل الله – تعالى -؟ و هل لديهم أهلية الاجتهاد في الإذن من عدمه؟!
إن الناظر إلى شروط القوم في الجهاد ليشعر إنها محاولة بائسة لإضعاف الجهاد القائم و إجهاضه كما في فلسطين و الأفغان مثلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم " فجهاد الدفع يقصده كل أحد , و لا يرغب عنه إلا الجبان المذموم شرعاً وعقلاً , و جهاد الطلب الخالص لله يقصده سادات المؤمنين" 9
ختم المؤتمر نتائجه بخاتمة غير حسنة فقرر أن " مفهوم الولاء و البراء لا يكون مخرجًا من الملة ما لم يكن مرتبطًا بعقيدة كفرية " وهذا مسخ لعقيدة الولاء و البراء، و إسقاط لأوثق عرى الإيمان، فماذا يقولون عمن أطاع الكفار في التشريع، و أظهر الموافقة لهم؟ قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} آل عمران 100.
قال القاضي عياض: " و كذلك نكفّر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر، و إن كان صاحبه مصرحًا بالإسلام مع فعله ذلك كالسعي إلى الكنائس و البيع مع أهلها بزيهم، من شد الزنانير، و فحص (حلق) الرؤوس، فقد أجمع المسلمون أن هذا الفعل لا يوجد إلا من كافر " 10.
و حرر ابن تيمية أن مشاركة الكفار في أعيادهم قد تفضي إلى الكفر الصراح، فقال: " و إذا كانت المشابهة في القليل ذريعة و وسيلة إلى بعض القبائح كانت محرمة، فكيف إذا أفضت إلى ما هو كفر بالله، من التبرك بالصليب و التعميد في المعمودية. . و أصل ذلك المشابهة و المشاركة " 11.
و جاء في فتوى اللجنة الدائمة بالسعودية في حكم لبس الصليب: " إذا بيّن له حكم لبس الصليب، و أنه شعار النصارى، و دليل على أن لابسه راض بانتسابه إليهم و الرضا بما هم عليه، و أصرّ على ذلك، حكم بكفره لقوله - عز وجل -: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} المائدة 51.
و الظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر، و فيه إظهار لموافقة النصارى على ما زعموه من قتل عيسى - عليه السلام -، و الله – سبحانه - قد نفى ذلك في كتابه فقال: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} النساء 157 " 12.
و المقصود أن مولاة الكفار شعب متعددة، منها ما يخرج من الملة، و منها ما ليس كذلك، فمظاهرة الكفار على المسلمين ردة في حد ذاتها، و كذا لبس الصليب، أو التشبه المطلق بهم، و ما يلحق به كما هو مبين في مظانه.
كما يلحظ في هذه التوصية النَفَس الإرجائي الغالي – و الإرجاء دين الملوك كما قاله النضر بن شميل -، حيث قالوا: " ما لم يكن مرتبطًا بعقيدة كفرية " و مفهوم ذلك أنه لا يكفر بالأقوال الكفرية و الأفعال الكفرية، و هذا خلاف ما عليه السلف الصالح، فإن الكفر و الردة قد يكون بالأقوال و الأفعال.
و أخيرًا كان على المؤتمر أن يتخلى عن أسلوب التدثر بابن تيمية، و إضفاء المديح في مستهل الإعلان لفتواه بشأن ماردين أنها فتوى " حضارية رمزية "!! على حد تعبير المؤتمر.
ثم محاولة الالتفاف على الفتوى و تحريفها عن مقصودها أو التعريض بها، و بأسلوب عائم متلون.
أسأل الله تعالى أن يهدينا و سائر إخواننا للحق و الصواب، و أن نتجرّد في نصرة دين الله – تعالى -، و أن نراقبه - عز و جل - في السرّ و العلن، دون الانجراف مع ضغوط الوقائع و المتغيرات، و على أصحاب المسلك السلفي المحض إن أرادوا المشاركة في مثل هذا المؤتمر و أشباهه، أن تكون مشاركة راسخة جادة، قائمة على العلم و العدل، و إحقاق الحق، بعيدًا عن تأويلات مستكرهة أو تنازلات.
و الله حسبنا ونعم الوكيل.
[1] معجم المناهي اللفظية 163
[2] ينظر تفسير القرطبي 5/ 350
[3] مقدمات ابن رشد 2/ 612
[4] تفسير ابن كثير 1/ 514
[5] المعيار المعرب 2/ 123 = باختصار.
[6] ينظر الفتاوى السعدية، 92 – 93
[7] الإسلام والحضارة الغربية 191 – 192 = بتصرف يسير.
[8] ينظر: كتاب الفتاوى الفقهية في أهم القضايا لحسن اليوبي.
[9] الفروسية 29
[10] الشفا 2/ 1072
[11] اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 481
[12] فتاوى اللجنة الدائمة 2/ 78
http://islamlight.ccell.mobi/index.php?option=content&task=view&id=18366&Itemid=25
.............................. .............................
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 10:05]ـ
بارك الله في الشيخ
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 10:59]ـ
هؤلاء العلماء وإلا فلا ..
جزى الله الشيخ وأمثاله خير الجزاء
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 11:10]ـ
اللهم سلم سلم
اللهم سلم سلم
اللهم سلم سلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 05:47]ـ
سلمت يمينك أيها الربّاني .. سلمت يمينك عالما متفاني
سلمت يمينك حين تشهر في الملا .. قولا يدك معاقل الشيطان
لما تآمر محفل ليبدلوا .. ويؤسسوا لمناهج الإذعان
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 07:27]ـ
(الإرجاء فتنة العصر) الشيخ سفر الحوالى
أسأل الله أن يهدينا للحق ويوفقا إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 03:48]ـ
بارك الله في شيخنا ونفع بعلمه
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 04:26]ـ
بارك الله في الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف و نسأل الله السلامة و العافية.
فالتدجين لم يذهب بالعامة فحسب بل حتى العلماء ... أما الحكام فقد كبرنا عليهم أربع تكبيرات في عداد ....
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 07:00]ـ
سلمت يمينك أيها الربّاني .. سلمت يمينك عالما متفاني
سلمت يمينك حين تشهر في الملا .. قولا يدك معاقل الشيطان
لما تآمر محفل ليبدلوا .. ويؤسسوا لمناهج الإذعان
لمن هذه الأبيات وفقكم الله؟؟
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 03:58]ـ
أسأل الله أن يحفظ هذا العالم الراسخ
نعم الشيخ هو , وأكثر الله من أمثاله
ودونكم آخر مقالاته التي ذب فيها عن دين الله
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=content&task=view&id=18034
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 08:13]ـ
لمن هذه الأبيات وفقكم الله؟؟
شيء يسير قلته في حق الشيخ(/)
بيان تحريم مشاركة المسلم لأهل الديمقراطية في عيدهم
ـ[سعيد القمري]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 10:23]ـ
بيان في تجريم مشاركة المسلم في عيد الديمقراطية الوثنية
أحمدك ربي وأستعينك، وأُصلي وأُُسلم على نبيك الهادي، وبعد:
فبسبب قيام سوق للطواف حول وثن "الديمقراطية" في كثير من بلاد اللَّه هذه الأيام، وقد انصبغ المجتمع الذي يريد اللَّه له أن يكون مسلماً مسلماً! بزخم هذا المنهج ذي الطابع الجاهلي؛ فإن عبادة الوقت -إذن- هي الحركة المضادة لتحذير الناس من تسويق الديمقراطية باعتبارها نظاماً كفرياً؛ لعدم جواز تأخير البيان حينئذ،) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ (، وإلاَّ فبالعدم يعتبر السكوت -فضلاً عن المشاركة- خيانة للتوحيد، وتغريراً بالأُمة، وبالمرشح "المسكين" الذي يجب تحذيره ليكفر بهذا الوثن!.
والذي ينبغي أن يعلم أن الديمقراطية مبدأ خيالي، ولا حقيقة لمسماها، أعني "حكم الشعب"، وإنما هي في مثاليتها وأحسن حالاتها لا تخرج -عند التأمل- من كونها دكتاتورية بعض الشعب لبعض آخر، أو قل: قهر (51%) لـ (49%) من الشعب، بمعنى أن يشرع بعضهم لبعض، ويَنفذ حكم بعضٍ ما في بعضٍ آخر، وقد قال تعالى:) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (، فلا تطابق بينها وبين "الحرية" حسب وضع اللفظ لغة وشرعاً؛ وإنما هي دعوة للإباحية والتحلل من قيود الدين، وما هي -حينئذ- إلاَّ الوجه الآخر للعلمانية "العالمية"، إذ يقول منطق العلمانية: $إن الاجتماع والحياة والدولة ليست في حاجة إلى مدبر من خارج هذا العالم، ومن وراء هذه الطبيعة. والإنسان مكتف بذاته، يدبر شئونه، ويبدع قيمه، ونظمه بواسطة العقل والتجربة، وليس في حاجة إلى شريعة سماوية تحكم هذا التدبير# [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، كما تجدها تفخر بانتصار "رجال الدولة" على "رجال الدين"، داعية للتحلل من قيوده، وهو ما ينطبق في جو الديمقراطية التى تنادي بالحرية وعدم التقيد بدين أو أيدلوجية معينة؛ فكلاهما وجهان لعملة واحدة، ولا فرق سوى أن العلمانية هي الفكرة، والديمقراطية هي الآلية المنفذة لهذه الفكرة، ولا علاقة لهما بالعبدية للَّه.
وإذا ثبت أن هذه البدعة الكفرية ترادف العلمانية من وجه خفي، وقد سفرنا عنه الحجاب؛ فلا يمكن أن ترادف بعد ذلك عبادة الشورى المسلمة كما يقول بعضهم، فلا واللَََّه حتى يجتمع النون والضب، أو تشيب مفارق القربان، وبيان ذلك:
1 - أن الديمقراطية تقوم على وجود المعارضة ولا بد، فتشجع التشرذم، أما الشُّورَى فاسم من المصدر "شاور". قيل: مشتقة من الإشارة، أو من قولهم: شار العسل، إذا استخرجه واجتناه [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2). فكيف يلتقي من همه يقوم على المنافسة في "مَن يحكم"، بمن همه "بم نحكم" ليجني العسل؟. ومن أجل الوصول لحكم اللََّه فيما يجوز فيه الشورى شرعت هذه العبادة العظيمة.
2 - الشورى في الإسلام لا تشابه الديمقراطية إلاَّ في وجود أصل الآلية التي يتوصل بها إلى حكمٍ ما، دون:
أولاً- جنس الآلية التي هي في الديمقراطية خاضعة لجمهور الأكثرية من الشعب -ولو كانوا من كانوا- وفي الشورى خاضعة لأهل العلم، وليس شرطأً أن يكون رأي الأكثرية صواباً ولا بد، كما ليس من الحكمة النزول -دوماً- على رأيهم دون بينة حفاظاً على مصالح متوهمة، وليس ثم حجة ثالثة تسوِّغ الأخذ برأي الأغلبية.
وثانياً- دون المرجعية، والتي الحكم فيها هوى الأكثرية في الديمقراطية، فليشرعوا وينشئوا جديداً، وفي الشورى الحكم فيها شرع واحد، هو شرع الحكيم الخبير كما قال تعالى:) إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ (، وقال تعالي:) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّه (، فيجتمع أهلها ليستخرجوا ما يوافق حكم اللََّه الموجود مسبقاً فحسب.
(يُتْبَعُ)
(/)
$ويكفي أن نقول باختصار: إن الشورى هي نظام الحكم المعبر عن الإسلام، والديمقرطية نظام الحكم المعبر عن العلمانية. وكل من الإسلام والعلمانية لهما نظرة فلسفية للإنسان، والحياة، والكون# [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
وعليه؛ فتوهم بعض الدعاة للمصلحة في الدعوة الإبليسية لترشيح الأقل ضرراً، مهدورة طالما تعيق من مصارحة المجتمع بكفر هذا الوثن، كما أنها دعوة لتقويض أركان دعوة الاسلام الخمسة، أعني: التوحيد، والتوحد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد، والأخلاق.
وههنا سؤالان نطلب إجابتهما من هذا الصنف من الدعاة:
الأول: هل يجوز للمسلم ارتكاب الكفر حاضراً، أو إقراره، أو تشجيعه، أو السكوت عليه؛ فداءً من انتشار كفر في المجتمع أزيد منه غداً، وخوفاً على مكاسب الدعوة؟ وأيهما الأولى -تنزلاً-: الخوف على مستقبل الدعوة الناعم؟ أم تحذير الأمة (مرشَّحين ومرشِّحين) من اتخاذ الديمقراطية ديناً، ودفعم إلى الكفر بها في حاضر الوقت؛ مسابقة للأجل؟،) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (.
الثاني: لماذا -أصلاً- تُحجَّم قضية الفتوى في حكم مشاركة أحاد المسلمين في عيد هذا الوثن في الدول الديمقراطية، والسؤال المغيبة إجابته هو: لماذا تتبني الدول ابتداءً، والتي تدعي الإسلام: الديمقراطية منهج حياة، ونظام حكم، وما هو وضعها الشرعي حينئذٍ، وما موقف المسلم منها؟.
وليعلم الذين يبتغون دولة الإسلام من خلال هيمنة الديمقراطية أنَّ أقل ما في المشاركة هو الرضا بالديمقراطية حَكَماً لتنصيب الأمير، وإن ما عند اللَّه لا ينال بالحرام، والغاية لاتبرِّر الوسيلة مطلقاً. وليعتبر المذبذبون بموقف النبي ج حينما أبى التملك بشرط المشركين في مكة، ورضي بأن يكون ولو ضعيف السطوة في بلده طيلة وجوده فيه، مقابل صدعه بالتوحيد، والتحذير مما يفسد عقائد العباد، متحملاً في ذلك ألوان العذاب!، والواجب العمل على قيام دولة الإسلام بالسبيل الذي يرضي اللَّه تعالى، وإلاَّ فإن من ترك شيئاً من الشرع حوجه اللَّه إليه، ومن أبي فإن اللَّه لن يذر المؤمنين على ما هم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب!!.
والذي حمل من أجاز خوض الترشيح في هذا النظام الجاهلي الكفري هو نظرته للعملية الديمقراطية بعين واحدة، هي أنها أُسلوب من أساليب تنصيب الحاكم، وتنصيب الحاكم في الإسلام ليس فيه نص وكيفية محددة. وقد عمي هذا "المجتهد" عن كونها لعبة مؤسسية متكاملة، آخذ بعضها بزمام بعض، صورتها الخارجية هي حرية اختيار الإمام، وباطنها الكفر والضلال، وهدم الدين كما تقدم، فإن أصرَّ المخالف علي مشاركة أهلها بعد إجابتة على السؤالين السابقين فنترجاه على البيان المحاذي في كفر هذا المنهج بغير كتمان، ولو بتبصير مرشحه وتحذيره –على الأقل- بعد مساهمتة في إيصاله لسدة الحكم، وعليه بعد ذلك انتظار العاقبة!.
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
ابو اليمان الربعي
جمادى الأول 1431هـ
أبريل 2010م
[/ URL]([1]) " مفاهيم إسلامية" لوزارة الأوقاف المصرية.
( http://majles.alukah.net/#_ftnref1)([2]) أُنظر: "غريب القرآن" للأصفهاني: (ص: 273)، و"النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير: (ص: 508).
[ URL="http://majles.alukah.net/#_ftnref3"]([3]) محمد موسى البر في كتابه: "إعدام فارس في زمن الغفلة": (ص: 144).(/)
مآخذ على العقيده الاشعريه .. هل هي صح .. وهل من توضيح.
ـ[واعظة المستقبل]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 11:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي لقد قال لنا الاستاذ بأن من المآخذ على العقيدة الاشعريه 3 أمور هي التي وضحها
1 - مسألة التعليل: وقال فيها الاستاذ: أن المقصود بها تعليل أحكام أفعال الله ومعنى ذلك أن أفعال الله تعالى لا تعلل بالأغراض وقول الاشعري هذا القول هو رد على المعتزلة في وجوب الصلاح والاصلح، ويجب له ولا تجب عليه، فلا يجوز شرعا أن نقول يجب على اللع فعل كذا وكذافلما اتى أبي الحسن الاشعري نفى عن الله الغرض وثبت له الحكمة. و من ثم شن عليه ابن الوزير وقال بأن الاشعري ينفي عن الله الحكمة وضد الحكمة العبث ..
أنا فهمت هذا القول لكن أريد توضيح أكثر لاني احس بالتناقض ربما في فهمي وماسجلته من المحاضرة واحس بالتناقض أن ابي الحسن ينفي عن الله الغرض ويثبت له الحكمة ويأتي ابن الوزير ويقول ان ابي الحسن ينفي عن الله الحكمة.
2 - مسألة التحصين والتقبيح: ماذا ورد فيها .. لماذا اعتبرت من المآخذ على المذهب الاشعري؟؟
3 - قوة الانسان ايضا من الاشياء التي تحاملوا عليها .. لكن ماذا ورد فيها .. لان الاستاذ لم يذكر ذلك ...
ودمتم كما تودوون
وجعل الله كل ماتخطونه في ميزان حسناتكم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 03:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
1 - مسألة التعليل، والرد على شبهاتهم، هنا:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=22261
2- التحسين والتقبيح:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21045
3- لم أفهم المقصود.
وفقكم الله ..
ـ[واعظة المستقبل]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 04:56]ـ
شكرا لك اجملت والممت نفع الله بك ..(/)
ماذا يعني العالم مكون من جواهر وأعراض.
ـ[واعظة المستقبل]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 11:27]ـ
ذكر الجويني في باب القول في حدث العالم.
أن العالم جواهر وأعراض .. اتمنى اجد من يوضح لي مع الامثلة الحيه وليش ماذكره الجويني؟؟!!
وماهي الاكوان؟؟ يقول الجويني فيه: هي الحركة والسكون والاجتماع و الافتراق، و يجمعها مايخصص الجوهر بمكان أو تقدير مكان .. لم أفهم مايقصد الجويني هنا ..
وقوله ان الجسم في اصطلاح الموحدين المتألف. ماذا يقصد؟؟!!
ثم يقول أن حدث الجواهر يبنى على أصول منها:
إثبات الأعراض، ومنها إثبات حجثها، ومنها إثبات استحالة تعري الجواهر عن الاعراض، ومنها استحالة حوادث لا اول لها، فإذا ثبتت هذه الاصول، ترتب عليها أن الجواهر لا تسبق الحوادث، وما لا يسبق الحادث حادث؟؟؟ لم أفهم مايقصده الجويني ..
لا اقول غير الله يسامح الاساتذه اللي كانوا يدرسوني ..
ارجو المساعده أخواني .. في القريب العاجل لدي امتحان ..
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 12:09]ـ
الجوهر هو القائم بنفسه، فجسم الإنسان مثلاً جوهر، والشمس جوهر، والقمر جوهر وهكذا، كل شيء قائم بنفسه نسميه جوهراً، والعرض هو القائم بغيره، أي: الصفة كالطول والقصر والقوة والضعف واللون وما أشبه ذلك.
مثاله: الباب جوهر، أما كونه أحمر أو أبيض أو أسود هذا عَرَض.
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 01:59]ـ
أول ذي بدء ... قال الشيخ العثيمين في مجموع فتاويه (4/ 198)
(أن لفظ " الجسم " و" الجوهر " و" التحيز " ونحوها عبارات مجملة مشتبهة لا تحق حقا، ولا تبطل باطلا، ولذلك لم تذكر فيما وصف الله وسمى به نفسه لا نفيا ولا إثباتا، لا في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يسلكه أحد من سلف الأمة وأئمتها، وإنما هي عبارات مبتدعة أنكرها السلف والأئمة.) اهـ
وبالنسبة لسؤالكم
قال القرطبي في تفسير سورة الأنعام الآية 1:
(والجوهر في اصطلاح المتكلمين هو الجزء الذي لا يتجزأ الحامل للعرض. وسمي العرض عرضا لأنه يعرض في الجسم والجوهر فيتغير به من حال إلى حال والجسم هو المجتمع وأقل ما يقع عليه اسم الجسم جوهران مجتمعان)
ولشيخ الإسلام كلام ماتع في الصفدية لنقض هذه الأقوال وبيانها أيما بيان ... فلتراجع (1/ 118) (1/ 125) (2/ 179)
وأيضًا في جامع الرسائل والمسائل لشيخ الإسلام (5/ 54)(/)
للحوار والمشاركة: الموضوع عن ((آكلي لحوم البشر))!!
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 02:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى من اتبعهم بإحسان الى يوم الدين؛ أما بعدُ:
فلعل الناظر لعنوان هذا الموضوع أن يذهب فكره لأول وهلة نحو آكلي لحوم البشر على الحقيقة، أو قل إن شئت لعله يتعجب وما الى ذلك!
ولا أريد الاطالة في المقدمة إذ لستُ ممن يُحب كثرة الكلام والقيل والقال!
إخوتي في الله:
لعلي لا أحتاج الإكثار في الكلام والتعبير من أجل بيان سوء حالنا في هذا الزمان، فكلنا على اطلاع لما يجري هنا وهناك في البلاد الاسلامية من شرقها الى غربها ...
ولكل منا نظرته، فقد ترى بعينك ما لا أراه؛ أو قد ترى ذات الرؤية التي أرى! وقد يكون ذلكم بشيء من التفاوت في بعض الاحيان وذلكم لإختلاف العقول- أعني المستوى العلمي- أحيانا ولاختلاف الوسط الاجتماعي والدعوي في أحيان أخرى!!
ولهذا تجد بأنك وغيرك يحاول ويسعى لتغيير الواقع بما يملكه من إمكانيات حتى وإن كانت محدودة وعلى المستوى الفردي - والذي قد يكون أفضل بكثير من الجماعي في بعض الاحايين-، وعليه فقد يعتصرك الألم حينما ترى أفعالا معاكسة لما تُحب وترتضي هنا وهناك ومن أشخاص يَدَّعونَ الصلاح في أنفسهم وبأنهم دعاة الاصلاح!،وهم على عكس ما يدعون في كثير من الاحيان!.
فالنقطة التي أريد الوصول إليها هاهنا هي ((الجرح والتعديل)) في زماننا هذا وطريقة تطبيق البعض لها!
فتجد أحدهم ينخر في عظام إخوانه- لا مجرد أكل فقط- تحت حجة ((الجرح والتعديل)) وبذريعة بيان سوء حال المجروح!، وبأن ذلك من الغيبة المباحة ..
فهل يُشرع للمرء حقا بأن لا يبقي لأخيه المسلم سترا ليلا ونهارا سرا وجهرا بحجة بيان حاله كما نرى من خلال المنتديات على الشبكة العنكبوتية وكما نسمع من بعضهم هنا وهناك؟؟
أم إن للمسألة ضوابط شرعية وحدود لا ينبغي تجاوزها!
إخوتي في الله أضع هذا الموضوع بين أيديكم لتشاركونا فيه وفق رؤيتكم الشخصية لما يجري في الساحة الدعوية .. ، ولا بأس باستخدام بعض الامثلة من الواقع ولكني أرجو عدم ذكر الاسماء!
فلسنا بحاجة لذلك وخاصة لكثرة المتعصبة للأشخاص في زماننا هذا - والله المستعان- فقد يدافع أحدهم عن خطئ شيخه وإن كان قد قال بخلافه فيما مضى ... !
أرجو أن تكون الفكرة واضحة للجميع.
والسلام عليكم.
ـ[مزن]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 09:48]ـ
موضوع مهم جدا وقد طرحت هذا التساؤل من قبل ... ويوجد لأحدهم أقصد_ أهل الجرح والتعديل في زماننا لاخوانهم وأقرانهم _أشرطة توزع على عامة الناس ومخصص لكل شريط نقد لداعية أو طالب علم يذكره باسمه في عنوان الشريط، ليتهم يقرأون عن عقوبة التساهل باطلاق هذه الألسنة الحداد بهدف الجرح والتعديل، وأقصد نقد اخوانه الذين على مذهب أهل السنة والجماعة، قد تصدر منهم أخطاء لكنها يسيرة، وتضيع في بحوووور حسناتهم، وليته نصحه بالسر ...
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 11:21]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
((الجرح والتعديل)) في زماننا هذا
أهل الجرح والتعديل في زماننا لاخوانهم وأقرانهم
بارك الله فيكم
من المضحكات أن تقارن السلف بما نحن عليه الآن .... ستضحك حتى البكاء حسرة.
ومن المضحك أكثر ... أن جل من يعتلي هذا المقام حاليا يسمي نفسه بفلان (السلفي).
وأكثر المضحكات ... أن تجد من اعتلى هذا المقام من الأوائل كان لحفظ هذا الدين واعتلاه كبار الأئمة لهذه الأمة ... وأما الآن فاعتلاه النكرة للطعن في حملة الدين ... فتش عنهم لتعرف كم هم بالجرح أولى.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 12:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لأوّل وهلةٍ نظرتُ إلى العنوان فاندهشتُ، فلمّا دخلتُ وأبصرتُ المقصود قلتُ: أصبت .. !
نعم، يصلُح إطلاق لفظ: آكلي، بل أظنّ أن التخمة أصابتهم من نهمهم لأكل لحوم (إخوانهم)؛ فلقد غدت شغلهم الشاغل، ووظيفتهم الأولى، والتعليل لفعلهم هذا: (الجرح والتعديل وبيان سوء حال المجروح)، لا أعاده الله مِنْ جرح سقيمٍ .. !
ومن المضحك أكثر ... أن جل من يعتلي هذا المقام حاليا يسمي نفسه بفلان (السلفي).أي والله صدقتَ .. !
فهم السلف الأخيار، ومَنْ حاد عن طريقهم أهل ابتداع فجار .. !
والسلف مِنْ فعلهم برآء ..
وشرُّ البلية لقب (السلف)، وليت النصح كان على طريق السلف!!؛ فلو نصح بالسر كما ذكرت الأخت، أو قدّم النصيحة بآدابها المعلومة، ولكن تراه تناسى كل ما للعالِم مِنْ أفضال عظام، وما إن يقع على الخطأ اليسير، حتى انهال عليه بالجرح والتعديل!!، هذا إن كان العالم قد أخطأ أصلاً ..
والمصيبة هي غلق أذانهم عن سماع الحقّ، وإذا جآء الأخ الناصح (المحبُّ) فأراد بهم الخير، ونصح لهم بحقٍّ ورفق ولين؛ فزعوا!، وقاموا عليه، وانهالوا: أنْ قد خرجتَ عن طريق السلف!، وهويتَ إلى ابتداع الخلف!!، وإنّك لتأخذ بنواصينا إلى دركات النّار، وسوء القرار، والعياذ بالعزيز الغفار، هدانا الله وإياهم إلى سواء السبيل ..
جزى الله خيرًا الأخ صاحب الموضوع على غيرته المباركة، ووفقه وسدّد خطاه .. آمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 10:09]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 10:03]ـ
زله الجاهل عليه وحده
و زلة العالم يزل بها أمه
فلو أخطأ العالم و لم يرجع وجب علينا توضيح ما أخطأ فيه
لا أن نتستر عليه
فإن كثرت أخطاؤه علمنا أنه ليس بعالم أو مبتدع و حذرنا منه
حتى و إن أنتسب ظاهرا إلى أهل السنة
لا ندعى العصمة لمشائخنا
أعلم من المنتسبين للعلم من يكابر فى الباطل مكابرة متمسكا به
و أنتم جميعا تعلمون جيدا من أعنى
ـ[أشجعي]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 10:14]ـ
يا أخي إن دخلت على منتدياتهم المريضة وجدت العجب العجاب
ما سلم منهم احد!!!
إلا طبعا شيوخهم "المجرحين" "الأثريين!!! " "السلفيين!!!! "
ويأتي احدهم ويقول لك تبيين الخطأ!!!
وشيوخهم بالأخطاء غارقين وعن عقيدة اهل السنة بعيدين وفي التأليف والتصنيف سراقين ومدلسين.
كانت "السلفية" قديماً طيبة ومنهجا سليما وعلَما رائداً
وما نفر منها بعض العوام والإخوان إلا بسبب تشويه صورتها من قبل هذه العينة "التي تزعم الأثر"ومن غيرها من أمثال التكفيريين.
والله المستعان
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 10:41]ـ
يا أخي إن دخلت على منتدياتهم المريضة وجدت العجب العجاب
ما سلم منهم احد!!!
إلا طبعا شيوخهم "المجرحين" "الأثريين!!! " "السلفيين!!!! "
ويأتي احدهم ويقول لك تبيين الخطأ!!!
وشيوخهم بالأخطاء غارقين وعن عقيدة اهل السنة بعيدين وفي التأليف والتصنيف سراقين ومدلسين.
كانت "السلفية" قديماً طيبة ومنهجا سليما وعلَما رائداً
وما نفر منها بعض العوام والإخوان إلا بسبب تشويه صورتها من قبل هذه العينة "التي تزعم الأثر"ومن غيرها من أمثال التكفيريين.
والله المستعان
أحسنت أيها الشيخ الفاضل.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 11:36]ـ
باختصار شديد: الكلام يتناول طائفتين من البشر
الأولى: أهل غلوّ في التعديل: حتى صار المنكر عند أهلها معروفا وحرّموا الردّ على أهل البدع باسم مصلحة الدعوة والعمل الإسلامي المشترك وغيرها من التلبيسات ...
الثانية: أهل غلوّ في التبديع: صار المعروف عند أهلها منكرا فساووا بين أهل السنة والمبتدعة وأهدروا حسنات علماء الإسلام بالخطأ والخطأين باسم نصرة السنة والحفاظ على العقيدة وغيرها من الشعارات
فأهل السنة هم أهل العدل والإنصاف (ولا يعني هذا إخراج بعض الغلاة أو المتساهلين من كونهم أهل سنّة) وهم جمهور المعدّلين في غير تساهل والمجرّحين في غير غلوّ لم يمنعهم تعظيمهم للعلماء وحرمتهم من بيان أخطائهم بعلم وحلم ولم يمنعهم دفاعهم عن العقيدة وتنقيتهم للسنة من حفظ أقدار أهل العلم بعدل وإنصاف ... هذا باختصار فاللهم جنّبنا سبل الغلاة والمتساهلين وأوقفنا اللهم على حقائق الدين ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 11:39]ـ
الأخ المفضال / عمر .. ـ وفقنا الله وإياك لاتباع الحقّ أينما كان، والبعد عن الزيغ وأراء الرِّجال ـ:
هناك فرقٌ جليٌّ واضحٌ بين (عالِم) ينكر على عالمٍ بقول: لعل الشيخ الجليل الفلاني جانب الصواب في كذا، والحقّ أن الصوب كذا، وبين القول: إن فلانًا كذا، هكذا بإطلاق اللفظ!، فلانٌ مبتدع ضال مضل .. إلخ
وكذا هناك فرقٌ جليٌّ بين النصيحة والفضيحة، وآداب النصيحة في الشرع معلومة لدى العوام فضلاً عن طلاب العلم فضلا عن العلماء، كما ثمّة فرقٌ آخر بين مدى الخطأ ومدى تأثيره؛ فقد يكون الأمر خطأ يسيرًا، وقد يكون اجتهادًا، وربما ليس بخطأ أصلاً إنما يراه الآخر خطأ بمفهومه، وتراه ممن تراه من الأدعياء من قذف واستهزاء ما الله به عليم، والعياذ بالله ..
والحقّ واضحٌ وعليه نور، أما طريقة الأدعياء في التشهير والتنكير، والتزهيد بالعلماء والتنفير، لاتخفى على عاقلٍ بصير، فضلاً عن طالب علمٍ خبير، قد طلب العلم (النافع) وأخلص الطلب لوجه الرحمن الرحيم ..
والله يرشدنا إلى الحقّ، ويهدنا وإياهم إلى سواء السبيل ..
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 11:53]ـ
باختصار شديد: الكلام يتناول طائفتين من البشر
الأولى: أهل غلوّ في التعديل: حتى صار المنكر عند أهلها معروفا وحرّموا الردّ على أهل البدع باسم مصلحة الدعوة والعمل الإسلامي المشترك وغيرها من التلبيسات ...
الثانية: أهل غلوّ في التبديع: صار المعروف عند أهلها منكرا فساووا بين أهل السنة والمبتدعة وأهدروا حسنات علماء الإسلام بالخطأ والخطأين باسم نصرة السنة والحفاظ على العقيدة وغيرها من الشعارات
فأهل السنة هم أهل العدل والإنصاف وهم جمهور المعدّلين في غير تساهل والمجرّحين في غير غلوّ لم يمنعهم تعظيمهم للعلماء وحرمتهم من بيان أخطائهم بعلم وحلم ولم يمنعهم دفاعهم عن العقيدة وتنقيتهم للسنة من حفظ أقدار أهل العلم بعدل وإنصاف ... هذا باختصار فاللهم جنّبنا سبل الغلاة والمتساهلين وأوقفنا اللهم على حقائق الدين ..
كلام جميل أخي العاصمي فجزاك الله خيرا ...
ولكن أقول أخي الفاضل: هنالك ما يدعونني للتعجب أحيانا وخاصة عند إطلاعي لبعض منتدياتنا السلفية، فتجد البعض يتغنى بمثل هذه الكلمات التي تفضلتم بها ولكن تراهم يقولون بهذا ويطبقونه حسب القياس والذوق!!!
بمعنى أنك ستجد أحدهم من أهل الغلو - فمرة حسب التصنيف الاول الذي ذكرتموه وتارة حسب الثاني- وذلكم حسب موقفه من الشخص المُتكلم فيه!
فقد تراه من أهل الغلو في ذمه وفضح استاره إن كان صاحبنا ممن يجرحونه، وقد تراه على العكس من ذلكم تماما إن كان ممن يعدلونه، فتراه لا يقبل فيه كلمة أو ذكر خطئه بالحق.
فما النصيحة التي نوجهها لهؤلاء، وخاصة إذا ما كانوا يحسبون أنفسهم من أهل الوسطية والاعتدال وليسوا عند التطبيق العملي كذلك.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 11:58]ـ
الأخ المفضال / عمر .. ـ وفقنا الله وإياك لاتباع الحقّ أينما كان، والبعد عن الزيغ وأراء الرِّجال ـ:
هناك فرقٌ جليٌّ واضحٌ بين (عالِم) ينكر على عالمٍ بقول: لعل الشيخ الجليل الفلاني جانب الصواب في كذا، والحقّ أن الصوب كذا، وبين القول: إن فلانًا كذا، هكذا بإطلاق اللفظ!، فلانٌ مبتدع ضال مضل .. إلخ
وكذا هناك فرقٌ جليٌّ بين النصيحة والفضيحة، وآداب النصيحة في الشرع معلومة لدى العوام فضلاً عن طلاب العلم فضلا عن العلماء، كما ثمّة فرقٌ آخر بين مدى الخطأ ومدى تأثيره؛ فقد يكون الأمر خطأ يسيرًا، وقد يكون اجتهادًا، وربما ليس بخطأ أصلاً إنما يراه الآخر خطأ بمفهومه، وتراه ممن تراه من الأدعياء من قذف واستهزاء ما الله به عليم، والعياذ بالله ..
والحقّ واضحٌ وعليه نور، أما طريقة الأدعياء في التشهير والتنكير، والتزهيد بالعلماء والتنفير، لاتخفى على عاقلٍ بصير، فضلاً عن طالب علمٍ خبير، قد طلب العلم (النافع) وأخلص الطلب لوجه الرحمن الرحيم ..
والله يرشدنا إلى الحقّ، ويهدنا وإياهم إلى سواء السبيل ..
بورك فيك وأسأل الله تعالى أن يملأ قلبك نورا على نور.
وزادك الله بصيرة وعلما نافعا
آمين.
قد أحسنت أحسن الله إليك، ووفقني الله وإياكم للإخلاص في طلب العلم وفي العمل.
أسعدني ردك جدا وأسأل الله لي ولك ولإخواننا السعادة في الدارين.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:05]ـ
الأخ الأشجعي
والأخ الفاضل أُسامة
والأخ أبو الحسن الرفاتي
والأخ عمر الغساني
والأخت مزن
أشكر لكم مروركم الطيب، ومشاركتم لنا بهذه الردود العطرة.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:09]ـ
كلام جميل أخي العاصمي فجزاك الله خيرا ...
ولكن أقول أخي الفاضل: هنالك ما يدعونني للتعجب أحيانا وخاصة عند إطلاعي لبعض منتدياتنا السلفية، فتجد البعض يتغنى بمثل هذه الكلمات التي تفضلتم بها ولكن تراهم يقولون بهذا ويطبقونه حسب القياس والذوق!!!
بمعنى أنك ستجد أحدهم من أهل الغلو - فمرة حسب التصنيف الاول الذي ذكرتموه وتارة حسب الثاني- وذلكم حسب موقفه من الشخص المُتكلم فيه!
فقد تراه من أهل الغلو في ذمه وفضح استاره إن كان صاحبنا ممن يجرحونه، وقد تراه على العكس من ذلكم تماما إن كان ممن يعدلونه، فتراه لا يقبل فيه كلمة أو ذكر خطئه بالحق.
فما النصيحة التي نوجهها لهؤلاء، وخاصة إذا ما كانوا يحسبون أنفسهم من أهل الوسطية والاعتدال وليسوا عند التطبيق العملي كذلك.
وجزاكم الله خيرا.
هذا الذي تفضّلت بذكره هو ما يسمّى ب (إختلال ميزان النقد) وهو يرجع إلى أمرين:
- الجهل
-الهوى
فليحرص أخي على كثرة (التحصيل) وقوّة (التأصيل) وليزيّن ذلك بالخشية والحلم والإجتهاد في العبادة والذكر فكلّما ازداد أخي علما وتأصيلا كلّما غزداد بصيرة بحال القوم -هؤلاء وأولئك - أمّا قبل ذلك فلا يشغل نفسه بأحوالهم بل يجتهد في حفظ القرآن ولزوم العلماء الكبار ممن أجمع الناس (علماء السنة) على إمامتهم ..
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:12]ـ
إضافات قيمة في مشاركات الفضلاء العاصمي وربوع الإسلام.
وهناك نقطة هامة يجب الوقوف عليها من مشاركة أخي العاصمي، ألا وهي مقابلة البدعة بالبدعة ... كما هو شأن كثير من البدع.
فيظهر ما يُعرف بـ (التمييع) وما يترتب عليه من تعطيل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهناك خلط كبير في هذا الباب.
حتى أصبحنا نجد من ينكر على من ينكر المنكر، والله المستعان.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:17]ـ
هذا الذي تفضّلت بذكره هو ما يسمّى ب (إختلال ميزان النقد) وهو يرجع إلى أمرين:
- الجهل
-الهوى
نعم صدقت.
- الجهل والهوى.
فليحرص أخي على كثرة (التحصيل) وقوّة (التأصيل) وليزيّن ذلك بالخشية والحلم والإجتهاد في العبادة والذكر فكلّما ازداد أخي علما وتأصيلا كلّما غزداد بصيرة بحال القوم -هؤلاء وأولئك - أمّا قبل ذلك فلا يشغل نفسه بأحوالهم بل يجتهد في حفظ القرآن ولزوم العلماء الكبار ممن أجمع الناس (علماء السنة) على إمامتهم ..
وإن كنت قد طلبت إبداء النصيحة لهؤلاء القوم وأولئك، فوجهتها لي!
فهي مقبولة لدينا فجزاك الله خيرا على هذه النصيحة الغالية.
وللعلم فقط
فإن مضمون هذه النصيحة مكتوب بعبارة جميلة وضعتها على الحائط خلف جهازي أراها كلما جلست أمام الجهاز ... !
وأما عن القرآن وحفظه فادعوا لأخيك أن يكون ممن يقيمون حدوده كما يقيمون حروفه.
وجزاك الله خيرا
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:21]ـ
شكر الله لكم أخي المبجّل / الأوزاعي ..
حسن ظنّك بأختك، وجميل دعائكَ، وطيب قولك ..
وأقول لما قلتَ: آمين، ولكَ بالمثل إن شاء الله ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 02:14]ـ
الحكم يختلف من طائفة لأخرى!
وقائمة المبتدعة تختلف من طائفة لأخرى!
فإن كان فلان عندك مبتدع ويستحق الذم فهو عند غيرك من اهل العلم والإيمان.
وإن كان فلان عندك من اهل العلم والإيمان فهو عند غيرك من أهل البدع والضلال.
والضابط هو مدى قرب الشخص من السنة أو بعده عنها.
قد يأتي لك أحد من أتباع الحبيب الجفري ويقول لك نفس الكلام: أنتم أهل جرح وتقطيع، وإن كان الجفري أخطأ في شىء فلماذا لا تنصحه في السر؟!
وينقل كل ما سطره الأفاضل من تحذير من الجرح والتعديل، والطعن في العلماء!
فالتحذير من أهل البدع وإظهار ضلالهم حتى يتجنبه الناس واجب.
والعبرة ليست بالأسماء، إلا من اتفقت اهل السنة على إمامتهم.
ولكن العبرة بمدى ضلال هذا القول الصادر من الشخص لعامة الناس!!
فقد يكون احد أهل الفضل قال قولاً عظيمًا وتبعه على ذلك آلاف المسلمين.
فلا يقال ينصح في السر!، بل يجب البيان الفوري لعامة المسلمين، وإبراء الذمة.
ويجب التحذير من هذا القول واظهاره للناس على أنه ضلال.
مهما كان هذا الشخص من المعاصرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 03:01]ـ
واضحٌ وبيّن أن الأخ الكريم صاحب الموضوع يقصد الأدعياء خاصةً وكلامهم في العلماء، تحت غطاء التبرير بـ (الجرح والتعديل)، وإن كان منهم الجاهل ومَن ظنّ أن هذا طريق الحقّ فالتمسه، ولكن المقصود مِن طرح الموضوع واضح ..
كما قال الأخ:
فالنقطة التي أريد الوصول إليها هاهنا هي ((الجرح والتعديل)) في زماننا هذا وطريقة تطبيق البعض لها!
فتجد أحدهم ينخر في عظام إخوانه- لا مجرد أكل فقط- تحت حجة ((الجرح والتعديل)) وبذريعة بيان سوء حال المجروح!، وبأن ذلك من الغيبة المباحة ..
فهل يُشرع للمرء حقا بأن لا يبقي لأخيه المسلم سترا ليلا ونهارا سرا وجهرا بحجة بيان حاله كما نرى من خلال المنتديات على الشبكة العنكبوتية وكما نسمع من بعضهم هنا وهناك؟؟
أم إن للمسألة ضوابط شرعية وحدود لا ينبغي تجاوزها!
وقد أجمل حين قال (أخيه)، وأصاب حين نقد طريقة المنتديات المعلومة التي لا تخفى على أحد؛ فهي شغلهم الشاغل، نسأل الله العفو والعافية ..
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 02:12]ـ
أمثال هؤلاء فى القرءان
{و لا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زنيم}
من قال فلان كذا و كذا بإطلاق
فهو ذاك الكذا و الكذا
و من قال لعل فلان جانبه الصواب فى كذا و كذا و كذا و كذا الخ ....
جعله فاكهة المجالس و سخرية المستهزين!!!!!(/)
رسالة إلى الشيخ محمد العريفي ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 09:58]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
قبل البدء في موضوعي أحب التنبيه على أن هذا الموضوع ليس حفلة شواء، وبالتالي أي أخ يرى أنه يجوز له إبداء رأيه بشتمتين أرجو أن يقذفهما في مكان آخر وأن يُبدي رأيه في حدود النقد العلمي ..
((سنصور من القدس, سأذهب وأصور تقرير في القدس، ثم قال: كفانا الله غدر اليهود))
هذه هي عبارات الدكتور في برنامجه كما رويت عنه وهي العبارات التي ملأت الدنيا وشغلت الناس ..
ثم خرج الدكتور أمس الجمعة على قناة دليل ليتهم الصحفيين بالكذب وبالتشنيع عليه وأنه أبداً ما فكر في دخول القدس عبر التأشيرة الإسرائيلية وأن فريق العمل البرنامج وضع خطة مسبقة للتصوير من أقرب نقطة في الأردن يمكن للمشاهد فيها أن يرى القدس وأنوارها، وهو ما قصده بقوله ((بطريقة ما)) وبالإضافة للحديث بالأقمار الصناعية مع بعض أهلها من خلال بث حي.
وعندما عاتبه المذيع على تأخره في بيان معنى كلامه قال بالحرف الواحد: إن من حقه أن يحتفظ بأسرار برنامجه لتشويق الناس له.
التعليق
أخي الشيخ محمد العريفي ..
هذه المسائل الحساسة هي من ثوابت الأمة العقدية، ومعاقد وحدتها الفكرية، وليس يُقبل أبداً منك ولا من غيرك أن تُخضعوا هذه المسائل للشو الإعلامي،وليست هذه المسائل مما يقبل الصرعات أو الفزعات أو المفاجآت ..
ليس يُقبل أبداً أن يُلقي رجل متصدر مثلك بعبارة موهمة مجملة في مثل هذه المقامات الحساسة فهذا ليس حسناً ..
وليس حسناً أيضاً بل هو قبيح جداً أن يمتنع رجل مثلك عن بيان مجمل كلامه ويمتنع عن الرد على المكالمات التي تطلب تفسيراً ومن أجل ماذا؟
من أجل الاحتفاظ بأسرار البرنامج وتشويق المشاهدين!!
يا أخي اتق الله ربك هذه ليست لعبة نلهو بها ثم نقول للناس: ((هيه وضحكت عليكوا))
ولتعلم أني مقل جداً في النقد العام لتصرفات الدعاة وأحب النقد الخاص وأقوم به ولله الحمد،وقد كتبت هذا النقد من مدة وكان سيصلك عبر أحد إخواني، ولكني استخرتُ الله ورأيتُ أن موضع هذه الرسالة هو النقد العام،لأني أخشى مما هو قادم ..
نعم أخي الشيخ محمد أنا أخشى مما هو قادم ..
أخشى من سطوة الإعلام على قلوب الدعاة أن تقودهم لما لا نستطيع أن نعتذر عنهم فيه ..
أخشى من سكين الجماهير الذي بين أيديكم أن تذبحوا به ثوابت الأمة ذبحاً تزعمونه حلالاً بموجب بيعة شرعية من الجماهير ..
أخشى من خمر الشهرة التي تُخامر عقل الإنسان فتريه حسناً ما ليس بالحسن وتريه سائغاً ما ليس يسوغ ولا يسع فيه اجتهاد مجتهد ..
أخشى من التطبيل أن يُنسي الواحد منكم مكانه من العلم وملكة الاجتهاد فيدخل فيما ليس يُحسنه ثم يقول ألستُ داعية الجماهير ومدرساً في الجامعة؟
كنتُ أناصح إخوانك المشايخ سراً؛لأن لأفعالهم-فيما أرى للآن- وجه من الاجتهاد ..
أما فعلك -وفقك الله- فهو لعب محض بمشاعر الناس وقلوبهم وإخضاع لقضية حساسة كهذه لقوانين الشو الإعلامي،وليس هذا مما يحتمل وجهاً في الاجتهاد يسوغ ..
واسمع معي لهذا الخبر:
((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى وَهْوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَوْ رَأَيْتَ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ لَكَ فِي فُلاَنٍ يَقُولُ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلاَنًا فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلاَّ فَلْتَةً فَتَمَّتْ فَغَضِبَ عُمَرُثُمَّ قَالَ: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لاَ تَفْعَلْ؛ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لاَ يَعُوهَا، وَأَنْ لاَ يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا فَقَالَ عُمَرُ أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ)).
أرجو أن تتأمل هذا الخبر كثيراً أخي الشيخ محمد،وتأمل كيف كان علاج فقهاء صحابة النبي صلى لله عليه وسلم للقضايا الكبار والأمور الحساسة، ثم انظر كيف أذن عمر لأهل مشورته ونزل على رأيهم وهو الفاروق المحدث، وانظر كيف وُصف أهل الموسم وفيهم من الصحابة والتابعين بتلك الأوصاف وانظر مكان جمهورك وجمهور الناس منهم تعلم أن جمهورك أولى ألا تُلقى على مسامعه تلك الصرعات ..
أخي الشيخ محمد ..
رسالة لك ولجميع الدعاة:
رجاء حار جداً: جنبوا ثوابت الأمة ومعاقد إجماعها تلك الطبوليات،ولا يتكلمن رجل منكم بكلمة توقع الأمة في الحيرة والحرج تحت وطأة بحثه عن شو إعلامي أو دعاية تشويقية؛ فليس هذا من الدين الذي يرضاه الله ..
وليعلمن كل منكم موضع نفسه من العلم والفقه فلا يُجاوزه، وليعلمن كل منكم موضع ما يسعه من الاجتهاد فلا يجاوزه،ونريد للفضائيات أن تبقى باب رحمة وسبيل دعوة ونحذركم أن تنقلب على أيديكم إلى باب فتنة وطريق عذاب ..
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد ..
والحمد لله رب العالمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سكلوع]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 10:11]ـ
أخي: أوجزت الكلام بوضوح وبلاغة، من غير سفاسف، وأحسنت النصيحة، فجزاك الله خيراً.
ـ[مزن]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 10:26]ـ
وأنا أشير عليك ان تنصح د. العريفي سرا لا في العلن، ولقد قال بطريقة معينة اضافة الى كلامه السابق، وأنا أعجب أشد العجب من الذين ينصحون في العلن، وأصبح العامة يقولون فمن هو الشيخ الذي نسمع كلامه ونستفيد منه، كل يخطيء ويصيب"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" فنصيحتي للجميع كبار أهل العلم وصغارهم، والدعاة .. النصيحة في السر النصيحة في السر وعدم التشهير ... أرجوكم ضقنا ذرعا بهذه التراشقات وكل واحد يدعي أنه أحسن من غيره ... نعم توجد أخطاء لكن:وجنبني النصح في جماعة ... الله يوفق الجميع د. العريفي وأبو فهر السلفي وأن يرزقنا الجنة واياهما بغير حساب .. فكلكما على ثغرة وكل واحد فيكما يقف بجانب أخيه يوجهه اذا أخطأ في السر-طبعا- .. فجهودكما معروفة للجميع الله يبارك فيكما ويرزقكما الاخلاص والقبول .. آمين ..
ـ[أبو إسحاق السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 11:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبو فهر أحسنت أيما إحسان فقد لامستُ الإخلاص في ثنايا كلامك، ولا أزكيك على الله فهو أعلم بمن اتقى،
أذكر أنه أخبرني قديماً أحد العقلاء بأنه يخاف من فتنة العوام على الدعاة فاصبح يخاف الآن من فتنة الدعاة على العوام
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 11:13]ـ
نعيب على الصحفيين في كل العالم عدم التحقق من صحة الكلام قبل نشره وأظنه تسرب إلى طلاب العلم!!!!!
هذا الكلام " ((سنصور من القدس, سأذهب وأصور تقرير في القدس، ثم قال: كفانا الله غدر اليهود)) "
هذا الكلام من نشر الصحفيين الكذبة مثل ما قال الشيخ وهو مبتور بل قال الشيخ سأذهب وأصور في القدس بطريقة معينة.
وفوق هذا قال الشيخ لا أتشرف بدخول سفاراتهم وأخذ التأشيرة منهم وأنه لا يدخل القدس إلا مع الفاتحين والصحافة كذبت عليه.
وكل ما قاله الشيخ حفظه الله في قناة دليل صحيح ولم يخطئ فأرجو الإنتباه قبل نشر أي معلومة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 12:05]ـ
بارك الله فيك ..
محل الإنكار ليس هو أن الشيخ سيذهب للقدس على ما صوره الصحفيون فهذا اتفقنا على أنه كذب ..
محل الإنكار هو أن هذه القضايا لا يلقى فيها الكلام مجملاً على الملأ ولو كان ذلك: ((بطريقة معينة)) ولو كان ذلك: ((تشويقاً واحتفاظاً بالأسرار)) ..
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 12:14]ـ
بارك الله فيك ..
محل الإنكار ليس هو أن الشيخ سيذهب للقدس على ما صوره الصحفيون فهذا متفقون على أنه كذب ..
محل الإنكار هو أن هذه القضايا لا يلقى فيها الكلام مجملاً على الملأ ولو كان ذلك: ((بطريقة معينة)) ولو كان ذلك: ((تشويقاً واحتفاظاً بالأسرار)) ..
بوركت شيخنا أبا فهر لكن نقلك أيضا ناقص (إبتسامة)
هو قال للصحفيين أن الحلقة مازال عليها 3 أيام فقط وسيوضح فيها كل شىء.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 12:17]ـ
بوركت ..
وعلى الناس أن تخترطهم الأوهام ثلاثاً تتصرم؟!
====
بارك الله فيك أخي سكلوع ..
جزاك الله خيراً أخي أبا إسحاق ..
الأخت (الأخ) مزن جزاك الله خيراً ..
ـ[مزن]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 12:23]ـ
أنا أخت، جزاك الله الجنة يا أبا فهر فنحن نستفيد منكم كثيرا، زادكم الله هدى وتقى ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 12:34]ـ
أنا مع الأخ أبو فهر 101 %،،
الشيخ العريفي صار يلقي كلاما من العيار الثقيل الغير موزون!!
فإذا تورط سكت، وما قوله في السيستاني ثم صمته ببعيد ..
فقد كان سكوته قبل نطقه أجمل عندما لم يكمل المهمة ...
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 12:37]ـ
قرات بالامس ايضا مقالا للدكتور الحبيب صلاح الخالدي واشار ايضا الى مسألة الاعلام والشهرة!
ومع حبي له واحترامي لكل من قام بالنقد للشيخ العريفي الا اني اقول ومن منا-او منهم- لم يخطيء في كبيرة او صغيرة من هذه الامور
ثم هل دخلنا في نية الرجل لنقول بان الشهرة كانت دافعا او انه لعب بمشاعر الناس
يمكن نقد الشيخ العريفي واي احد دون النبي او اقصد غير النبي والانبياء
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن النقد العلمي واقصد به مناقشة القضية من ناحيتها العلمية او العقائدية او الفقهية او السياسية
من غير اتهام الرجل بما اتهم به هو المطلوب دائما
هل كان الرجل يريد شو واعلام وخبطة اعلامية
ام هل كان يقصد مساعدة يهود في قضيتهم المزيفة ودولتهم السارقة
هل اراد مراغمة اليهود بعمل يظن انه سيفيد الاسلام واهله وماهو هذا العمل
اما الكيف فهو الذي يدور حوله الحوار ان اتفقنا على حسن نيته او بالاحرى اخلاص غرضه او موقفه من قضية الامة بتفصيلاتها ويمكن اخذ ذلك من كلامه المتناثر على طول عمله الدعوي ومرئياته ومحاضراته ويمكن معرفة ذلك او حصره بتتبع هذه الكلمات ومن هنا معرفة موقف الشيخ من قضية الامة وبعدها ندخل موقفه الاخير ونرى الامر من فوق او من خلال الكل ومن هنا ننظر هل هو اجتهاد وهل هو خطـ اجتهادي او حتى خطأ صرف واذا كان الاخير فهل في حسنات الرحل مايمكن ان تمحو الخطأ وهل لو كان ذلك فهل نتهمه مع ذلك بان موقفه او فعله هو تلاعب بمشاعر الناس او كما قال البعض انه سعي للشهرة وماشابه
وهل اتفاقنا مع الشيخ في الهدف مع خطأ الكيف يعني انه متهم في نيته او انه يلغب بمشاعر الناس قصد ام لم يقصد
وماذا اراد الشيخ في الحقيقة من مشاعر الناس
هل اللعب بها ام توجيهها الى فهم القضية ومعاداة اليهودية السارقة المارقة الحارقة المجرمة
انا والله لم انظر الى اخي كاتب الاعتراض هنا وهو ابو فهر السلفي وانا استفيد من بعض مواضيعه لكني نظرت الى الموضوع والنقد العنيف الموجه للعريفي لااقصد هنا وانما في اماكن كثيرة
ولنتفق على نقاط وضعها شيخ الاسلام في رفع الملام في عذر او عدم عذر من يخطيء من العلماء او الدعاة او طلبة العلم
والا فلو اتهمنا كل احد من اهل العلم او العلماء او الدعاة بلانظر في مسألة من هم واغراضهم وهل يعذرون في مسائل الاجتهاد او حتى مسائل لايقبل فيها الاجتهاد خصوصا لو كانوا دعاة مخلصون عاملون للاسلام مجاهدون كما تشهد لهم الامة في العلم وبذله للامة وتحمل الالام وركوب الصعاب من اجل توصيله او قل ان شئت ابلاغه ... لو اتهمنا كل احد بمثل ذلك مما يقال على طول الخط او بغض ماقيل هنا من اخي ابو الفهر فمن يبقى من العلماء او طلبة العلم يمكن ان يعذر او ان نطبق عليه مفهوم الاجتهاد المأجور لا المأزور واتهامه لذلك او تبعا لرؤية انه مأزور
الامر هو في الاتهام!
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 12:41]ـ
أنا مع الأخ أبو فهر 101 %،،
الشيخ العريفي صار يلقي كلاما من العيار الثقيل الغير موزون!!
فإذا تورط سكت، وما قوله في السيستاني ثم صمته ببعيد ..
فقد كان سكوته قبل نطقه أجمل عندما لم يكمل المهمة ...
الشيخ أعلم بما يقول والكلام والسكوت يكون بحكمة وليس بالهوى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 12:50]ـ
أخي الكريم ابن الشاطيء ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
محل الإنكار هو قضية واحدة لا تحتمل كل ما أثرته أصلاً ..
لسنا نتكلم عن خلفيات ولا مقدمات ولا مآلات ..
ومسألة الشهرة ذكرناها باعتبار ما يُخشى لا باعتبار ما هو واقع ..
أما الشو: فهو مقصودنا وهو مقتضى كلام الشيخ بفصه ونصه ..
كلام مجمل لم يسمعه سامع إلا وفهم منه مراداً معينا ..
وذهب الكَذَبَةُ-كما يقول الشيخ-بالكلام كل مذهب ..
فلما يسئل الشيخ لا يرد ..
ثم يقول الحلقة بعد ثلاثة أيام انتظروا وستعرفوا ..
والناس في حيص بيص في قضية من ثوابت الأمة ..
ثم لماذا كل هذا؟؟
بنص كلام الشيخ: ليحتفظ بأسرار البرنامج وليشوق الناس ..
أخي ابن الشاطيء: هذا هو الشو الإعلامي وهو معيب جداً وقبيح جداً في مثل هذه القضية ..
وليس كلامنا عن ما فعله الشيخ وأراد أن يفعله وفقهه بل كلامنا عن هذه الصورة المعينة بعينها وهي ما فعله وقاله حرفاً بحرف وهمساً بحس ..
وإن لم نستدرك هذا الخطأ الجليل ونأخذ على يد صاحبه محتسبين منكرين = لأوشكت قضايا الأمة المصيرية أن يلعب بها على الشاشات؛لتشويق الناس لرؤية الحلقات ..
وهذا الذي حدث هو لعب بمشاعر الناس وقلوبهم ليس يحتمل وجهاً من أوجه الاجتهاد وهو تصرف غير سائغ يجب الإنكار على صاحبه، ولم أر أني جاوزت في إنكاري لا العلم ولا الحلم ولا العدل ..
ـ[بوشجاع عبدالله]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 02:12]ـ
بارك الله فيكم
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 02:47]ـ
الشيخ أعلم بما يقول والكلام والسكوت يكون بحكمة وليس بالهوى.
هذا من التطرف في الحكم!!
وهل للشيخ كلام ظاهر وباطن؟
الإنسان يُحاكَم بما يُظهر من قول،،
والسكوت بعد التورط قد لا يكون حكمة ...
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 02:56]ـ
هذا من التطرف في الحكم!!
وهل للشيخ كلام ظاهر وباطن؟
الإنسان يُحاكَم بما يُظهر من قول،،
والسكوت بعد التورط قد لا يكون حكمة ...
أخي الحبيب هون عليك
كلم الشيخ وأرسل له وقل له لماذا سكتت ووو ومن أدراك أنه لم يتكلم هل أطلعت على كل كلامه؟
أما الكلام هنا والحكم على الشيخ فأمر سهل كل الناس تجيده والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 03:30]ـ
((سنصور من القدس, سأذهب وأصور تقرير في القدس، ثم قال: كفانا الله غدر اليهود))
هذه هي عبارات الدكتور في برنامجه كما رويت عنه وهي العبارات التي ملأت الدنيا وشغلت الناس ..
ثم خرج الدكتور أمس الجمعة على قناة دليل ليتهم الصحفيين بالكذب وبالتشنيع عليه وأنه أبداً ما فكر في دخول القدس عبر التأشيرة الإسرائيلية وأن فريق العمل البرنامج وضع خطة مسبقة للتصوير من أقرب نقطة في الأردن يمكن للمشاهد فيها أن يرى القدس وأنوارها، وهو ما قصده بقوله ((بطريقة ما)) وبالإضافة للحديث بالأقمار الصناعية مع بعض أهلها من خلال بث حي.
وعندما عاتبه المذيع على تأخره في بيان معنى كلامه قال بالحرف الواحد: إن من حقه أن يحتفظ بأسرار برنامجه لتشويق الناس له.
التعليق
أهذا كلام يقوله شيخ؟؟! خطأ بشع.
فما قاله هذا ليس بالهين وبالتالي يجب أن نشع عليه ... أو نسلخ وجهه.
واصل يا أبا فهر ... دمت ناحرا للسنة وأهلها .... دمت عوناً على إخوانك.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 03:32]ـ
اسال الله العلي العظيم ان يحفظ الشيخ محمد العريفي من كل سوء و مكروه.
رجل احببناه في الله و من خيرة الدعاة الى الله و و من نحن لنزكي احدا على الله؟؟
و حفظ الله الشيخ ابا فهر و سدد خطاه.
انا استفيد من الشيخ ابي فهر كما استفيد من الشيخ محمد العريفي.
هل من يرسل كلام الشيخ ابي فهر الى الدكتور العريفي؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 04:01]ـ
أخشى من سطوة الإعلام على قلوب الدعاة أن تقودهم لما لا نستطيع أن نعتذر عنهم فيه ..
هنا خلاصة المقال.
اصبت في نصحك وفقك الله.
وأعاذ الله الدعاة وطلاب العلم من فتنة الإعلام.
الحاق:
لكن هذه العبارة هل حقا قالها الشيخ هكذا .. نصا؟؟
((سنصور من القدس, سأذهب وأصور تقرير في القدس، ثم قال: كفانا الله غدر اليهود))
أخشى أن يكونوا قد زوروا وحرفوا الكلم عن مواضعه!
ومع هذا فواجب الدعاة وطلاب العلم أن يكونوا على حذر وأن يعرف كل واحد ممن لهم ظهور في الإعلام أين يضع الكلمة وماذا يريد بها ويحتاط لجميع احتمالاتها.
والحذر الحذر من الانزلاق في مهاوي طلب الشهرة والاثارة.
وفق الله الشيخ محمد العريفي لكل خير .. آمين
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 04:25]ـ
بارك الله فيكم. ز
1 - سيتم إرسال المقال لمن يعرف بريد الشيخ الليلة بإذن الله.
2 - بغض النظر عن ثبوت الأحرف فثبوت الكلام المجمل لم ينازع فيه الشيخ وإنما علله بالعلة المذكورة وهذا هو محل الإنكار.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 04:38]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 04:41]ـ
.
الحاق:
لكن هذه العبارة هل حقا قالها الشيخ هكذا .. نصا؟؟
أخشى أن يكونوا قد زوروا وحرفوا الكلم عن مواضعه!
ومع هذا فواجب الدعاة وطلاب العلم أن يكونوا على حذر وأن يعرف كل واحد ممن لهم ظهور في الإعلام أين يضع الكلمة وماذا يريد بها ويحتاط لجميع احتمالاتها.
والحذر الحذر من الانزلاق في مهاوي طلب الشهرة والاثارة.
وفق الله الشيخ محمد العريفي لكل خير .. آمين
هذا الكلام لم يقله الشيخ وأنا سمعته في تلك الحلقة بأذني قال سأصور حلقة في القدس بطريقة معينة وهذا ما حصل صور الشيخ حلقته في الحدود مع الأردن.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 04:54]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن ..
الشيخ قال العبارة المذكورة بنصها ولكن بقيد: ((بطريقة معينة)) ..
هذا هو الفرق ..
هذا هو ما علمته فإن كان المقطع لديك صوتياً فضعه بارك الله فيك ..
وعموماً فالعيب في إجمال المراد لأجل التشويق وهذا هو محل النقد ..
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 05:07]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن ..
الشيخ قال العبارة المذكورة بنصها ولكن بقيد: ((بطريقة معينة)) ..
هذا هو الفرق ..
هذا هو ما علمته فإن كان المقطع لديك صوتياً فضعه بارك الله فيك ..
وعموماً فالعيب في إجمال المراد لأجل التشويق وهذا هو محل النقد ..
تفضل هذا المقطع يوضح كل شىء مما قاله الشيخ
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=33fe85e ef32cfe43a2cf&page=1&viewtype=basic&category=mr
أرجو من الجميع مشاهدة هذا المقطع قبل أي رد
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 05:17]ـ
وعموماً فالعيب في إجمال المراد لأجل التشويق وهذا هو محل النقد ..
وهل هذا النقد من النقد البناء أم من النقد الـ ... !!!! وما هي الفائدة المرجوة من هذا الكلام؟
وما هو المراد بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}
وماذا عن قاله تعالى: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}
ومن يستخدم هذا الأسلوب؟
وأين هذا الخلل الذي لابد من الوقوف عليه ... ؟؟!!! أهو خلل عقدي؟ أم ماذا؟
تهويل وتهليل ضد رجال العلم ... واحد تلو الآخر.
والآن تسأل من يدلك على المقطع الصوتي .... ! سبحان الله ... ! أبعد هذا الذي أتيت به؟ أين أنت من قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} وفي قراءة (فَتَثَبَّتُوا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 05:30]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن. ز
هذا الكلام معروف وقد استمعت له قبل ذلك ..
وإنما قصدتُ نص كلامه في الحلقة الأم كما هو ..
لتكتمل الصورة ..
وإلا فمحل الإنكار في الموضوع هو تأخير البيان [وهو ما يعترف الشيخ بوقوعه منه نصاً وفصاً]
وتأخير البيان لعلة تشويق الجماهير والاحتفاظ بأسرار الحلقة [وهو ما يعترف الشيخ بوقوعه منه نصاً وفصاً]
هذان هما محل الإنكار ..
وإلا فقضية هل قصد الذهاب بالفعل أم التصوير من الأردن كل هذا ليس محلاً للبحث ولا للنقد ..
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 05:36]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن. ز
هذا الكلام معروف وقد استمعت له قبل ذلك ..
وإنما قصدتُ نص كلامه في الحلقة الأم كما هو ..
لتكتمل الصورة ..
وإلا فمحل الإنكار في الموضوع هو تأخير البيان [وهو ما يعترف الشيخ بوقوعه منه نصاً وفصاً]
وتأخير البيان لعلة تشويق الجماهير والاحتفاظ بأسرار الحلقة [وهو ما يعترف الشيخ بوقوعه منه نصاً وفصاً]
هذان هما محل الإنكار ..
وإلا فقضية هل قصد الذهاب بالفعل أم التصوير من الأردن كل هذا ليس محلاً للبحث ولا للنقد ..
كلامه في الحلقة الأم موجود في المقطع أخي الحبيب بعد ما عرض كلامه الثاني.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 05:45]ـ
هلا فَرَّغتَ لنا هنا نص المقطع الأم بحروفه وهو قصير على كل حال؛ لتكتمل الصورة فقط!
ولنعرف هل وقع أكثر من حذف كلمة: ((بطريقة معينة))؟
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 05:53]ـ
هلا فَرَّغتَ لنا هنا نص المقطع الأم بحروفه وهو قصير على كل حال؛ لتكتمل الصورة فقط!
قال الشيخ وفقه الله:" قبل أن يضيق برنامجنا .... بإذن الله الأسبوع القادم سنصور حلقة عن القدس ... سنصور من القدس سأذهب وأصور تقرير في القدس يعني بطريقة معينة يعني وإن شاء الله ما يقتلونا اليهود (وضحك الشيخ) "
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 06:00]ـ
الحمد لله ..
فالكلام بنصه تقريباً إلا زيادة كلمة بطريقة معينة كما ذكرتُ ..
والآن تصبح معلومات الباب كاملة،مع بيان أن محل الانتقاد ليس هو أن الشيخ قال إنه سيذهب إلى هناك فهذا كذب فرغنا منه ولم نتعرض له ..
وإلا فمحل الإنكار في الموضوع هو تأخير البيان [وهو ما يعترف الشيخ بوقوعه منه نصاً وفصاً]
وتأخير البيان لعلة تشويق الجماهير والاحتفاظ بأسرار الحلقة [وهو ما يعترف الشيخ بوقوعه منه نصاً وفصاً]
هذان هما محل الإنكار ..
جزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن وسلام برشا لأهل تونس ..
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 06:02]ـ
- وإلا فمحل الإنكار في الموضوع هو تأخير البيان
- وتأخير البيان لعلة تشويق الجماهير والاحتفاظ بأسرار الحلقة
هذان هما محل الإنكار ..
الإنكار ... ؟!
لا ننكر يا سيد أحمد على من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ... إذ قال الله تعالى:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}
فأين هذا المنكر الذي أتى به.
عساك تعيد قول ما قد اقتبسته من كلامك ... تأخير البيان عن وقت الحاجة ... إلخ.
فالذي يتحدث بلسان الفقيه الأصولي ... لا يخفى عليه المصالح والمفاسد يا سيد أحمد، وما يترتب عليه موضوع كهذا يتحدث عن أحد رجال العلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 06:08]ـ
قبل البدء في موضوعي أحب التنبيه على أن هذا الموضوع ليس حفلة شواء، وبالتالي أي أخ يرى أنه يجوز له إبداء رأيه بشتمتين أرجو أن يقذفهما في مكان آخر وأن يُبدي رأيه في حدود النقد العلمي ..
بالمناسبة
لا يبدأ شخص واثق من نفسه بهذه المقدمات ... فهي أشبه بالمقدمات الكلامية تمهيدًا لما يأتي بعده من كلام (يستحق) الإنكار.
وأما الاعتداء على الأعضاء ... بأنهم كذا وكذا ... ثم الاعتداء على الشيخ العريفي.
فأبشر .... {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 06:20]ـ
الحمد لله ..
فالكلام بنصه تقريباً إلا زيادة كلمة بطريقة معينة كما ذكرتُ ..
والآن تصبح معلومات الباب كاملة،مع بيان أن محل الانتقاد ليس هو أن الشيخ قال إنه سيذهب إلى هناك فهذا كذب فرغنا منه ولم نتعرض له ..
وإلا فمحل الإنكار في الموضوع هو تأخير البيان [وهو ما يعترف الشيخ بوقوعه منه نصاً وفصاً]
وتأخير البيان لعلة تشويق الجماهير والاحتفاظ بأسرار الحلقة [وهو ما يعترف الشيخ بوقوعه منه نصاً وفصاً]
هذان هما محل الإنكار ..
جزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن وسلام برشا لأهل تونس ..
وإياكم أخي الحبيب وإن شاء الله سلامك وصل
المشكلة أخي أن من أثار هذه المسألة هي الصحافة التي كذبت على لسان الشيخ وللاسف بعض المشايخ كتب مقالا ينصح فيه الشيخ بالتراجع عن الذهاب للقدس ومثل هذا الكلام!!!
لكن من المخطئ هنا هل الشيخ أم غيره إذ لم يتبينوا والله يقول ":يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا "
لو كان الشيخ أخطأ ثم تأخر في التراجع لقلنا أنه أخطأ في التأخير وكان عليه أن يسرع بهذا لكنه لم يخطأ أصلا ولم يتراجع عن شىء والخطأ على من حكم عليه دون البينة والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مزن]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 06:34]ـ
أرجوكم؟ أقفلوا هذا الموضوع، ولاتفتحوا مواضيع تعينون الشيطان على اخوانكم، لقد كنت أتساءل دائما لماذا هذه التراشقات، أعرف أحد الأقارب، شاب في العشرين، من طلبة العلم عند العلماء، ولايحب يعرف بنفسه وبعلمه، بل متواضع جدا، والله اني أحتقر نفسي بجانبه من حسن خلقه وسمته، حتى زوجته المقربة منه تثني عليه خيرا وتمدحه تقول حسن الخلق، عابد، طالب علم، والله انه لحريص جدا بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالسلف الصالح، لو أجلس أثني عليه ماوفيته حقه نحسبه كذلك والله حسيبه، يحب جميع العلماء والدعاة، يرى أخطاء فيراسلهم سرا، ولا يسمح لأي أحد بالحديث في عرض أحدهم بسوء،وعرفت الرسائل لأن زوجته تطلع على ايميله ولم يخبرها بذلك ... آه كم أتمنى الشباب الملتزم هكذا، والأولى بأهل العلم أن يكونوا هكذا، خاصة أنهم يقرأون أحاديث الفتن، وعقوبة من يأتي وقد شتم هذا وقذف عرض هذا و .... وما أقول غير الله يوفقنا جميعا لاتباع الحق، وأن يؤلف الله بين قلوبنا ولايجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ...
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 06:42]ـ
أخي الكريم جزيت خيرا لكن لو نصحته بالسر ....
وجعلته يرجع عن قوله ..
أما كلامك هنا فلو كنت أنت العريفي لما قبلته ....
أما قولك:
" يا أخي اتق الله ربك هذه ليست لعبة نلهو بها ثم نقول للناس: ((هيه وضحكت عليكوا)) "
هههههههههههههههههه
أضحكتني كثيرا ..
أضحك الله سنك ...
ـ[أشجعي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 08:11]ـ
وهل هذا النقد من النقد البناء أم من النقد الـ ... !!!! وما هي الفائدة المرجوة من هذا الكلام؟
وما هو المراد بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}
وماذا عن قاله تعالى: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}
ومن يستخدم هذا الأسلوب؟
وأين هذا الخلل الذي لابد من الوقوف عليه ... ؟؟!!! أهو خلل عقدي؟ أم ماذا؟
تهويل وتهليل ضد رجال العلم ... واحد تلو الآخر.
والآن تسأل من يدلك على المقطع الصوتي .... ! سبحان الله ... ! أبعد هذا الذي أتيت به؟ أين أنت من قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} وفي قراءة (فَتَثَبَّتُوا).
جزاك الله خير الجزاء شيخي,
موضوع عجيب وإنكار غريب,
وصدقت في كل كلمة قلتها شيخ أسامة,
وإذا كان الاخوة يتعوذون من فتنة "الإعلام" فغيرهم يتعوذ من فتن .... "أخرى"!
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 08:32]ـ
هذا الكلام لم يقله الشيخ وأنا سمعته في تلك الحلقة بأذني قال سأصور حلقة في القدس بطريقة معينة وهذا ما حصل صور الشيخ حلقته في الحدود مع الأردن.
شاهد الحلقة من هنا بارك الله فيكم - ضع بصمتك في المخيمات الفلسطينية ( http://ia331208.us.archive.org/2/items/way2allah.com0119/Da3_basmatak_16_4.avi)
والحلقة التي كانت قبلها - ضع بصمتك في القدس
( http://ia361309.us.archive.org/18/items/way2allah.com0109/Da3_basmatak.avi)
حفظ الله الشيخ محمد العريفي من كل شر ومكروه ونفع به الأمة
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 08:35]ـ
شاهد الحلقة من هنا بارك الله فيكم - ضع بصمتك في المخيمات الفلسطينية ( http://ia331208.us.archive.org/2/items/way2allah.com0119/da3_basmatak_16_4.avi)
والحلقة التي كانت قبلها - ضع بصمتك في القدس
( http://ia361309.us.archive.org/18/items/way2allah.com0109/da3_basmatak.avi)
حفظ الله الشيخ محمد العريفي من كل شر ومكروه ونفع به الأمة
جزاكم الله خيرا أخي وأنا شاهدت أغلب الحلقة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 12:50]ـ
الفاضل أبا فهر، هل قمت بإرسال نصيحتك هذه لمجموعة قاسم البريدية؟؟
لأني وجدتها منشورة عندهم .. وكرهت ذلك جدا، لأن في المجموعة من لا يكف عن انتقاص الدعاة وطلاب العلم!
ولأن حلقة قاسم الأخيرة كانت اتهام صريح للدعاة بالسير باتجاه التطبيع.
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 01:07]ـ
الفاضل أبا فهر، هل قمت بإرسال نصيحتك هذه لمجموعة قاسم البريدية؟؟
لأني وجدتها منشورة عندهم .. وكرهت ذلك جدا، لأن في المجموعة من لا يكف عن انتقاص الدعاة وطلاب العلم!
ولأن حلقة قاسم الأخيرة كانت اتهام صريح للدعاة بالسير باتجاه التطبيع.
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
ـ[خالدمكي أبوعبدالملك]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يبدو أن الأخ فهر السلفى من هواة التجريح والفضيحة التى تلبس ثوب النصيحة
ما استفدنا شيئاً من نقدك للرجل!!! ليتك اتصلت به وتجرأت ونصحته
ولا تنس قول ربك: " وقولوا للناس حسناً "
أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم ....
ثم الرفق والأدب بالعلماء والدعاة واجب يا بنى .. الشيخ العريفى داعية إلى الله من زمن طويل فمن أنت يا أخ فهر؟
هذا هو هاتف الشيخ الدكتور محمد العريفى 00966505845140
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 02:11]ـ
قد أبدى أبو فهر السلفي-بارك الله فيه- رأيه في مسألة هي من المسائل النظرية، و أنا مع رأي من قال أن توجه له النصيحة في السر، فهذا أدعى لقبولها، رغم أن كثيرا من هؤلاء الذين يطلبون نصح المشايخ في السر إذا جاؤوا إلى أهل الثغور، ذموهم على القنوات الفضائية، رغم أن أهل الثغور يخطئون و لا شك.
و خطأ أبو فهر في نظرنا لا يجعلنا ننهال عليه بالسب و الشتم كما هو حال "أبو شبر" الذي لم يستفد من العلماء إلا زلات لسانهم.
و جزاكم الله خيرا أبا فهر السلفي المصري.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 03:03]ـ
سبحان الله .... !
من المخطئ هاهنا؟
أهو الشيخ العريفي أم الأخ الفاضل ابو فهر؟
ولنقل بأن الاخ ابو فهر أخطأ بطرحه لهذا الموضوع!
فهل سمحتم لأنفسكم الوقوع بذات الخطئ الذي وقع فيه حسبما ترون وتدعون؟ أم ماذا؟؟
ثم ما العيب إن قال بخطئ الشيخ العريفي وإبداء النصيحة وإن كانت علنية؟ ما العيب في ذلك؟
لستُ أدري!!
ثم عند القول فيما إذا كان الأفضل أن تكون النصيحة سرا أم جهرا يعود الأمر لصاحب النصيحة لا لغيره، فهو من يقرر بناء على ما ترجح لديه إسرار النصيحة من إعلانها!
وعلى ما يبدو فقد ترجح للأخ هاهنا اظهارها وهو ما يترجح لدي أيضا وخاصة لظهور الأمر وعلانيته أصلا!!
فإن كان هنالك ما يُعاب!، فقد نعيب بعض ألفاظ الأخ الفاضل في نصيحته الموجهة - والتي تحمل اسم النصيحة كما أشار لذلك بنفسه- فلا ينبغي أن يتخلل النصيحة كلمات فظة أو غليظة نوجهها صوب عنق المنصوح فنقع في أمر هو أشد مما وقع فيه بنفسه!، وذلكم موجه لمن اعترض على الناصح هاهنا كذلكم الامر.
فرفقا أهل السنة بأهل السنة ....... !
فالشيخ العريفي أخطأ ولا شك في ذلك وقد أصاب الأخ ابو فهر فيما قاله تماما فقد قال قولة الحق ولا يسع أحد إنكارها ولا تغطيتها - ولا عذر لمن فعل ذلك- فكلنا نحب الشيخ العريفي!، ولا نعذر من جحد الحق لأجل ذلك!
فعلينا أن نتقبل قولة الحق ممن كان فيمن كان!!
وكفانا عصبية وحزبية .. !
فالحق والعلم مقدمان!! وما أجمل العلم لو أضيف إليه الأدب ..
وعلى المرء أن يكون مرآة لأخيه المسلم وأن يُحب له ما يحب لنفسه!
فتذكروا هذه دوما ((أحب في تعاملك مع غيرك ما تحبه من غيرك لنفسك.))
وبورك فيكم. وشكرنا موصول لأبي فهر السلفي ونرجو أن تجد نصيحته عند الشيخ العريفي منزلا وذلك ما نظنه ونحسبه في الشيخ الفاضل العريفي.
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 03:55]ـ
بارك الله فيك أخي الأوزاعي.
/// بالنسبة للسؤال: من المخطىء ... !
البعض يرى أنه الشيخ العريفي، والبعض يرى أنه صاحب الموضوع.
والمسألة لا تتعلق بشخصيهما بل بما تقدم من الكلام.
والاعتبارات التي يجب وضعها في الحسبان:
- هل ارتكب الشيخ العريفي جريمة شنعاء؟ أم هو (في نظر أصحاب الموضوع) خطأ ما؟
- وإن كان خطأ ... فما نوعه؟ وبناء عليه سيكون: هل ينكر عليه أم لا.
- المصالح والمفاسد المترتبة على هذا الإنكار، وبالتالي القيام به من عدمه.
- وسيلة الإنكار، هل وسيلة الإنكار على رجال العلم والدعاة هي ذاتها مع عامة الناس؟
- الإنكار هل يكون في جماعة؟
- كيفية الإنكار ... وبيان الخلل، ثم التوجيه؛ وفقا لدليل شرعي.
- الإنكار العلني، متى يكون؟ وما هي ضوابطه؟
- هل تكون النصيحة بعد الاطلاع التام ونقل الألفاظ كما هي دون تصرف؟ أم يمكن للناقد أن يأتي بالمعنى؟
- هل يكون بالإثبات (البينة على المدعي) أم بالادعاء الخالي من الإثبات؟
- الكلمات المستخدمة في هذه (النصيحة) -على حد وصف أصحابها-.
- ما هو الغرض من النصح؟ الفائدة والنصح أم التشهير، رغم سابق علمنا بما يتعرضون له في سبيل الله؟
/// وأخيرا ... رسالة إلى الجميع.
- لا أحتاج ردود لما تقدم، بل ألتمس منكم فضلا لا أمرا بإلتزام الإجابات بالأفعال لا الأقوال.
وعدم التعرض لأحد من رجال العلم.
- فلا يكون هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ما بال أقوام ... ثم نرى التشهير بالأسماء.
وما هي هذه الأسماء؟ هي أسماء رجال أهل السنة والجماعة، ومر علىّ حتى الآن أسماء جماعة منهم، الشيخ الشنقيطي، وشيخ الإسلام، والشيخ البراك، والشيخ الفوزان، والشيخ الجبرين، والشيخ الشثري وأخيرا الشيخ العريفي.
- لا نقول نحن طلاب العلم ... ونحن لا نلتزم بآدابه.
- اتباع منهج السلف، وأقول إتباع ولم أقل إدعاء، فالدعاوي كثيرة براقة وتتهاوى وما يبقى لنا إلا ما الله به عليم.
- الفائدة العلمية، مواضيع كثيرة تكاد تخلو من الفائدة العلمية، أو يمكن القول بأنها منعدمة العلمية ... لا شىء فيها سوى ضياع أوقاتنا بل يصبح الواجب هو دفع شرور الناس عن إخوانها.
- كيف يعقل أن يكون شخص ذو نية سليمة وناصح أمين ويقول في نصيحته تلك (هيييه وضحكت عليكو) سبحان الله، أهو إزدراء بالعقول أم هي إزدراء بالشيوخ أم ماذا؟
ألا يليق التحدث مع أهل العلم بشىء من الحب والمودة؟ أين الأخوة الإيمانية؟ سبحان الله.
دع عنك الحب والمودة والخوة الإيمانية ... أين العلم؟ لا علم ولا أدب بل خلل.
و و و و و
رحمني الله وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 06:24]ـ
الحمد لله وحده ..
لا. لم أرسل الوضوع لمجموعة عبد العزيز قاسم ولا أعرفها ..
أخي عبد الرحمن حاول بعض الناس التبين فقال الشيخ بعد ثلاثة أيام ده كلام يا راجل؟؟!!
الإخوة المطالبون بنصيحة السر أو عدم ذكر الأسماء أو أو: لو كانت تلك واجبة أبداً لما وصلتنا ردود أهل العلم على بعض فأربعوا على ظلعكم ..
والحال: أن بعض الناس يريد أن يقبل على ما فُعل لمصلحة فيجعله هو الواجب الثابت في النصيحة وليس ذلك صواباً، وتصرفات الصحابة فمن بعدهم في النصح العام وبالأسماء لا يغفل عنها إلا جاهل أو مكابر ..
والذي فعله الشيخ ولا زال مصراً أنه من حقه أي أن يستثير الناس عامتهم وخاصتهم الدهماء منهم والعقلاء ويتركهم في حيرة هل يقصد أن يخرق إجماع الأمة أم لا = كل ذلك لتشويق الناس والاحتفاظ بأسرار الحلقة ..
هذا خطأ كبير وعدم تقدير لمسؤولية الكلمة والموقف والقضية؛ ولذلك أنكرناه على الشيخ علناً كما وقع علناً وباسمه ليحذر هو وغيره وبهذه الصورة؛ لأنه لا مجال للاجتهاد في فعله ..
والمتابع لهذا الموضوع في بعض المنتديات الأخرى سيجد السؤال الرئيسي: لماذا ترد هنا ولم تناقش في وجوه الاجتهاد التي تفعلها عادة إذا ما رد بعض الناس على فلان أو فلان فهم يعلمون عادتي، وأنه ليس منها النقد العام للأخطاء العلمية ..
ولو تأمل الناس لوجدوا أني قمت بهذا النقد العام بالأسماء مع الشيخ حاتم العوني وهو شيخي؛فليس الدين يحتمل المحاباة ..
ولكني وجدت خطأ عظيماً يصر صاحبه على أنه من حقه، ولا يسعه الاجتهاد في هذا؛فبينتُ ذلك من غير تجريح وبالعلم والعدل ..
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 10:32]ـ
أخي عبد الرحمن حاول بعض الناس التبين فقال الشيخ بعد ثلاثة أيام ده كلام يا راجل؟؟!!
أخي قلت لك أن الشيخ لم يخطأ أصلا هؤلاء الذين يريدون التبين ما عليهم سوى الدخول على النت (ولا أظنه صعبا) و دقائق فقط ويكون كلام الشيخ في الحلقة الأم عندهم ويسمعونه وينتهي الأمر فالشيخ لم يخفي أي شيء.
ثم ماهو الشيء الذي قال عنه الشيخ " بعد ثلاثة أيام" هل أنه يرى التطبيع أم لا؟ أم ماذا؟
هو أراد والله أعلم أن يخفى أسرار الحلقة التي صورها في القدس وهذا ما فهمته أنا وهذا لا أظن أن فيه شىء.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 11:05]ـ
بارك الله فيك ..
عندما يقول الشيخ عبارة توهم أنه سيدخل للقدس بما يستلزم ذلك من خرق لإجماع التطبيع فهذا خطأ؛ لأن التعرض لهذه المسائل ينبغي أن يكون بعبارة واضحة بينة لا تقبل اللبس ولا الاحتمال.
فإذا ما أراد الناس التبين من الشيخ هل يعني بالفعل هذا الاحتمال الذي احتملته عبارته الموهمة = كان يجب عليه الرد لا التعليق وواضح جداً أن تعليقه الناس كان قبل البيان على الإنترنت وإلا لما كان للتعليق معنى .. فعدم التبيين كان خطأ على خطأ ..
فالشيء المؤخر المعلق هو البيان والبيان لا ينبغي أن يتأخر في مثل هذه المسائل الحساسة فما بالنا إذا كان التأخر لعلة لا يسوغ فيها الاجتهاد ولا النظر؟!!
فقد بان بعد كل ذلك أن علة الإيهام الأول وأن علة التعليق والتأخير الثاني كانت الاحتفاظ بأسرار الحلقة لتشويق الناس وعندها = فإن هذا يجمع إلى كونه خطأ أنه عدم تحمل لمسؤولية القضية الحساسة التي جرى الكلام فيها، وإخضاع لمثل هذه الأمور التي لا تقبل أي نوع من الإيهام والإجمال إخضاعها للإيهمام والإجمال لتحقيق شو إعلامي ودعاية تشويقية،وكل هذا خطأ معيب جداً وقبيح جداً ليس من هدي السلف ولا طريقة أهل العلم بل يناسب الصحافيين والتلفزيونيين أكثر ما يناسب داعية العهد به أنه على قدر مسؤولية الباب الذي يتكلم فيه ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 12:02]ـ
بارك الله في الجميع
الأمر هين ..
ولا يستحق النصيحة أصلا
لا سرا ولا علنا
ولعل الشيخ العريفي لم تخطر بباله مسألة التطبيع ولا شيء من هذا القبيل ....
والانشغال بغير هذا أنفع للأمة ولطلبة العلم
وأقرب لسلامة القلوب واجتماعها(/)
دقائق الإخلاص لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الرحمن القاضي
ـ[المبتديء]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 11:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أقدم لكم هذا المقال الرائع:
دقائق الإخلاص
لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الرحمن القاضي
وهذه جزء من المقال:
"وهذه عملية جراحية دقيقة، تحتاج إلى طبيب حاذق، يعرف من أين يؤتى القلب. وقد كان الطبيب الأول معلم الناس الخير، صلى الله عليه وسلم، فطناً لهذه الآفات الطارئة، فضرب مثالاً بديعاً، وقال: (ما ذئبان جائعان، أرسلا في غنم، بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني. قال ابن رجب، رحمه الله، في شرح هذا الحديث: (وها هنا نكتة دقيقة: وهي أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس، يريد بذلك أن يرى الناس أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك، ويمدحونه به، وهذا من دقائق أبواب الرياء، وقد نبه عليه السلف الصالح. قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: كفى بالنفس إطراءً أن تذمها على الملأ، كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله سفه). وهذا الذي ذكر، رحمه الله، يقع من كثير من الوعاظ، من حيث يشعر، أولا يشعر. فلينتبه! "
والمزيد على هذا الرابط
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=qkrscia6
ونآمل منكم نشر هذا الخير، فالدال على الخير كفاعله(/)
طلب فتاوى لعلماء الشرق على جماعة العدل و الاحسان
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 03:31]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته حياكم الله جميعا وبياكم
اما بعد
فارجو من اخواني الكرام مساعدتي عن ما اذا كان هناك فتاوى لعلماء الشرق على جماعة العدل و الاحسان كعلماء مصر و السعودية و غيرها
ـ[محمد السني الجزائري]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 10:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتوى للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في عبد السلام ياسين زعيم جماعة العدل والإحسان المغربية
http://www.khorafa.org/khorafa/audios/rodoud/Albany.rm
و قد سئل الشيخ أبو عمر أسامة العتيبي عن جماعة العدل و الإحسان فأجاب حفظه الله:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن جماعة العدل والإحسان التي بالمغرب جماعة بدعية، جمعت بين طريقة الإخوان المسلمين السياسية، والتصوف ..
مع أن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان كان صوفياً، فهم على نهجه حتى في التصوف ..
فالواجب الحذر من تلك الجماعة البدعية، وتحذير الناس منها ..
وهم يطلبون الخلافة لأنهم لا يقرون بوجود خليفة أو سلطان شرعي، وهذا مبني على تكفير ولاة الأمر ..
ودعواهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم يرى يقظة دعوة صوفية خرافية فيها تكذيب للكتاب والسنة وإجماع العلماء المنعقد على أن النبي صلى الله عليه وسلم ميت في قبره، لا يقوم منه خارجه إلا في النفخة الثانية كما صح في الحديث أنه يكون أول من يفيق ..
والواجب اتباع الكتاب والسنة، والبعد عن البدع والمحدثات ..
قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
منقول من موقع الشيخ الألباني رحمه الله:
http://www.alalbany.info/showthread.php?t=566
و الحاصل يا أخي أن هذه الجماعة صوفية قبورية لصحابها شطحات معروفة و مناماته المكذوبة التي يستخدمها للتدليس على أتباعه حتى يعظموه و هكذا طواغيت الصوفية يلجأون لهذه الخدع , اقرأ ما ينشر في موقعه من خزعبلات كفرية لتدرك حجم ضلال الجماعة و مرشدها الكذاب , و الجماعة جمعت بين التصوف و السياسة و هذا من أغرب ما يكون , فزادت هلاكا على هلاك فهي تؤيد المظاهرات و الإنفعالات و الفوضى و موقفها معروف من جبهة الإفساد الجزائرية حيث دعمتها و زكتها
و هناك طامة أخرى تحسب على الجماعة و هي تأييد الشيعة و دالدعوة للتقريب و التودد إليهم , و هذا ليس بغريب عن مثل هذه الجماعات البدعية فهي مسخرة لضرب الإسلام كل بطريقته الخاصة و الله المستعان
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 08:54]ـ
جزاك الله خيرا اخي الحبيب ا و اسال الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا من جنوده المنافحين عن دينه فلله الحمد و المنة فقد كنت من اتباع هذه الجماعة فهداني الله من ضلالاتهم و خزعبلاتهم و الحمد لله اعرف ما قاله علماء المغرب بشكل عام عن ما قالوه عن هذه الجماعة و انا الان بصدد الرد عليهم و ابحث عما اذا كان هناك من علماء المشرق من رد عليها فاني احتاج اليها كثير و جزاك الله خيرا اخي الجزائري و ارجو من الاخوة المساعدة في ذلك فهل من مزيد عن هذا(/)
يقول بالكلام النفسي وأرد عليه في نفسي!!
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 09:55]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد كان من سوالف الأقضية أني اقتنيت كتاب "طبقات الشافعية الكبرى" لتاج الدين ابن السبكي، ولما عدت بالكتاب إلى داري تصفحت أجزاءه المختلفة مرارًا، لكني – لعمر الله – استأت كثيرا من تعصب ابن السبكي لأشعريته؛ ذاكم التعصب الذي حمله على مجانبة الإنصاف مع مخالفيه بصورة فجة، وساءني أكثر وأكثر ما رأيت من عقوق التاج لشيخه الذهبي؛ والذي ظهر في عبارات فجة فاه بها في حق شيخه الذهبي – رحمه الله – مع اعترافه بتخرجه عليه؛ فيالله العجب كم فعلت البدع بأصحابها!
والحق أني لما رأيت ذلك زهدت في الكتاب أيما زهد، وأحسست بضيق لوجوده في مكتبتي – رغم فوائده الجمة – فما كان مني إلا أن أعدته للكتبي الذي باعنيه، والله المستعان! وقد كنت علقت منه هذه الفائدة الطريفة:
قال ابن السبكي في ترجمة الشيخ فخر الدين ابن عساكر: (( .. وأنه ربما مر بالشيخ الموفق ابن قدامة، فسلم عليه، فلم يرد الموفق السلام؛ فقيل له، فقال: إنه يقول بالكلام النفسي، وأنا أرد عليه في نفسي .. )) ا. هـ "طبقات الشافعية الكبرى" (8/ 184/طبعة دار هجر، بتحقيق الطناحي والحلو)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 10:36]ـ
يا أخي الكريم.
ما كان لك أن تزهد في هذا الكتاب الذي توسمت فيه الفوائد الجمة، بسبب ما رأيت.
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى * * * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
بشار بن برد
= = = =
ومن يتتبع جاهدا كل عثرة * * * يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب
كثير بن عبد الرحمن(/)
تَطْهِيرُ الطَّحَاوِيّة مِنْ تَمْوِيهَاتِ السَّقَّافِ للشيخ مختار طيباوي
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 02:10]ـ
تَطْهِيرُ الطَّحَاوِيّة مِنْ تَمْوِيهَاتِ السَّقَّافِ الْبِدْعِيَّةِ للشيخ مختار طيباوي
نبذة عن الكتاب توطئة: يعلم أهل الشأن من ذوي الاختصاص في العقائد الفروق و الفواصل الواضحة بين عقيدة الجهميّة المعتزلة،و بين عقيدة أهل السّنّة و الجماعة، فحتّى أولئك الّذين قلّ علمهم بالرّوايات و الآثار، ممّن تشبّع بكلام المعتزلة، و انتسب إلى غيرهم، لم يدّعوا أنّ قولهم بتأويل الصّفات، أو تفويض معانيها،هو قول السّلف! ولا حاولوا أن يؤسسوا لهذه البدعة بتلفيق الرّوايات و الآثار، بل كان جلّ عمدتهم ما يسمّونه خطأ بـ" الدّليل العقليّ"، وهو ذاك القانون المستورد من بنات أفكار مشركي اليونان وكفرتهم. أمّا أن يأتي أحدهم ـ في هذا الزّمان ـ ليزعم أنّ تأويل الصّفات و تفويض معانيها هو مذهب أئمة السّنّة، فهذه إحدى غرائب و عجائب هذا الزّمان! وقد تتبّعت ما جاء في كتاب المدعو علوي السّقّاف المسمّى (شرح العقيدة الطّحاويّة) فوجدته أخذ عقيدة المعتزلة برمّتها، لم يترك منها شيئا. وهذا معروف عن الشّيعة أنّهم في عصر البويهيين تعلم بعضهم عقائد الاعتزال، فانتقلوا من التّجسيم الصريح إلى التّعطيل القبيح. فالقدماء منهم ـ كما ذكره الأشعريّ في (المقالات)، و الشهرستانيّ في (الملل و النحل)، و ابن حزم في (الفصل في الملل و الأهواء و النحل)، و الإسفراينيّ في (التّبصرة)، و عبد القاهر البغدادي في (الفرق بين الفرق) وغيرهم ـ مجسمة يقولون بأنّ الله على صورة الإنسان و أنه نور وضياء وجسم. كان هشام بن الحكم الكوفيّ، و تلميذه أبو علي الصّكاك يقولون: ((إنّ الله سبعة أشبار بشبر نفسه، أمّا المتأخّرون منهم فيثبتون عقيدة المعتزلة)). ـ فهم في القدر و الصّفات على مذهب المعتزلة: النّفي و التّعطيل، فأهمّ كتبهم العقديّة لا تتجاوز هذا العصر، وبالضّبط في فترة نصير الدّين الطّوسيّ، أمّا قبل ذلك فلا يُعرف لهم خوض في علم الكلام، ولكن الأغرب من ذلك أنّ السّقّاف ينسب عقيدة المعتزلة في الصّفات ـ جميع الصّفات ـ و القدر وغيرها إلى أئمّة السّنّة، وهذا لم يسبقه إليه أحد.
http://www.taibaoui.com/index.php?type=3
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 01:44]ـ
فهذه إحدى غرائب و عجائب هذا الزّمان! وقد تتبّعت ما جاء في كتاب المدعو علوي السّقّاف المسمّى (شرح العقيدة الطّحاويّة) فوجدته أخذ عقيدة المعتزلة برمّتها، لم يترك منها شيئا.
http://www.taibaoui.com/index.php?type=3
هل الأخ مختار الطيباوي يقصد الشيخ علوي السقاف!!!، أم أخطأ في الإسم فذكر اسم الشيخ علوي بدلاً من اسم المبتدع حسن السقاف؟؟!!!
نرجو بيان الأمر وشكراً.
ـ[محب اللغة والأدب]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 02:36]ـ
هل الأخ مختار الطيباوي يقصد الشيخ علوي السقاف!!!، أم أخطأ في الإسم فذكر اسم الشيخ علوي بدلاً من اسم المبتدع حسن السقاف؟؟!!!
نرجو بيان الأمر وشكراً.
قطعا يقصد المدعو حسن السقاف فهو الذي "شرح العقيدة الطحاوية" على مذهبه المعتزلي
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 09:06]ـ
الشيخ علوي السقاف سلفي العقيدة وهو صاحب الموقع السلفي " الدرر السنية ".
والآخر هو المبتدع الضال حسن السقاف الجهمي المعتزلي الأشعري الضال.
ترجوا تعديل الكتاب في أسرع وقت ممكن كي لا ينتشر هذا الخطأ أكر.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 11:35]ـ
قطعا يقصد المدعو حسن السقاف فهو الذي "شرح العقيدة الطحاوية" على مذهبه المعتزلي
ولا شك لدينا في ذلك، ولهذا نبهنا أخي الفاضل.
بل ويزداد الحاحنا لهذا التنبيه من بعد ما رأينا تكرار هذا الخطئ في الكتاب ..... !
فالشيخ علوي بارك الله في عمره معروف عندنا بسلامة العقيدة، كيف لا؟ ونحن من أكثر الناس محبة له، واطلاعا لما يكتب من درر هي سنية حقا.
ونخشى أن يختلط الأمر على من يقرأ كتاب الأخ مختار ولا يعرف الشيخ علوي السقاف، فيحدث خلط، فبدل أن يحذروا من حسن السقاف، أن يحذروا من الشيخ الفاضل علوي السقاف بارك الله في علمه ....
وبورك فيكم
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 04:11]ـ
بارك الله في الجميع وقد تم التعديل ان شاء الله
ـ[جذيل]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 04:01]ـ
بارك الله في الجميع وقد تم التعديل ان شاء الله
لم يتم التعديل
ينظر ص 3
وص 7
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 12:30]ـ
اليوم اعدل النسخة ان شاء الله و بارك الله فيك
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 10:41]ـ
تم التعديل ان شاء الله(/)
وتتوالى الردود
ـ[عمر الأمين]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 09:40]ـ
وتتوالى الردود على المدعو بابكر فيصل بابكر واليوم نعرض لما كتبه الأخ فضيلة الشيخ عمر عبد اللطيف محمد نور " شقيق الدكتور العلامة خالد عبد اللطيف " فقد تفاعل من على البعد من " فنلندا شمال القارة الأوربية، تشترك في حدودها الشرقية والشرقية الجنوبية مع روسيا، وفي حدودها الشمالية الغربية مع السويد، ويفصل خليج بوثنيا بين كل من فنلندا والسويد، ويفصل خليج فنلندا من الجنوب بينها وبين استونيا ولله الحكمة .... كيف وفق للرد من في فنلندا وعجز من سكن الخرطوم والصحافة وأم بده؟!
فنرجو من الأخوة الذين لهم اشتراكات في المنتديات نشره وكذلك عبر البريد الشخصي واحتساب الأجر في ذلك وفق الله الجميع لما يرضى.
بسم الله الرحمن الرحيم
أبو أنس عمر عبد اللطيف محمد نور
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتب المدعو بابكر فيصل بابكر مقالاً* شن فيه هجوماً لاذعاً على مفاهيم إسلامية ثابتة وراسخة، دون استدلال عقلي مستقيم ولا نقلي صحيح بفهم سليم، وذلك من خلال تناوله لبعض المدارس الإسلامية الشهيرة، من ذلك قوله عن التيار السلفي: (يعلي من شأن النقل ويضعه في تضاد مع العقل). فأما قوله يعلي من شأن النقل فلا أدري ما الخطأ أو العيب في هذا إذا كان الكاتب يؤمن بأن النقل معصوم حيث إنه من عند الله عز وجل، وأما قوله يجعله في تضاد مع العقل فغير صحيح حيث صرح أعلام الدعوة السلفية أنَّ العقل الصريح لا يتعارض مع النقل الصحيح، وعليه بالرجوع إلى المقالات والكتب السلفية الأصيلة كمثل كتاب (درء تعارض العقل والنقل) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وذكر عن التيار المشار إليه سابقاً قوله: (ينصب جل همه في ترحيل واجترار النصوص وحفظها وترديدها)، وهذا مخالف للواقع حيث إن التيار السلفي يهتم بحفظ النصوص ونقلها مع اهتمامه بفهمها وليس مجرد الحفظ، ومما يؤكد ذلك هو أن هذا التيار له فهم معين لهذه النصوص يخالفهم الكاتب فيه، ومثل هذا الكلام هو إطلاق الكلام على عواهنه للتأثير النفسي على القارئ دون أدنى دليل وحجة وبرهان على خطأ هذا الفهم أو ذاك للنصوص، حيث لم يتعرَّض الكاتب لبيان الخطأ في الفهم السلفي للنصوص، ولم يتعرض لأصولهم وقواعدهم في فهم نصوص الكتاب والسنة.
ويجب أن نعلم أن الحفظ هو وسيلة الفهم، ولابد في أي تحليل سليم في أي نوع من العلوم من وجود المعلومات التي من خلالها يتم التحليل السليم، ولا يكفي أن يكون الشخص لديه ملكة فطرية في الفهم ليكون تحليله وفهمه أقوى، والتيار السلفي يسلم بتفاوت الناس في الفهم والإدراك، وأن البعض يغلب عليهم جانب الحفظ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فرب مبلغ أوعى من سامع) وقوله: (رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)، ولكن وبما أن التيار السلفي يعلي من شأن النصوص كما ذكر الكاتب فقد اعتنى بالحفظ والنقل ومعرفة الصحيح من الضعيف عناية تميز بها عن غيره من التيارات، وهذا مما يستحق عليه الشكر لا الذم، لأن النصوص معصومة، وبها يهتدي المسلم، وبمخالفتها يضل عن سواء السبيل.
وأما إذا وُجد في بعض من انتسب إلى هذا التيار من غلب حفظه على فهمه، فإن هذا لا يخلو منه أي تيار من التيارات الإسلامية، بل ولا يخلو منه أي تيار من التيارات سواء كان إسلامياً أو غير إسلامي، بل ولا حتى في المتخصصين في العلوم النظرية والتطبيقية، ولهذا نجد في القانونيين والإقتصاديين والسياسيين وغيرهم من يميل إلى الحرفية في تفسير النصوص، بل وحتى في المتخصصين في العلوم التطبيقية فيما يتعلق بالجانب النظري منها، ولا أريد التمثيل لهذا طلباً للاختصار، ولعلي لست بحاجة لضرب الأمثلة فإن هذا الأمر معلوم ومشاهد وهو في الأصل مبني على أصل الخلقة والفطرة، فلا يمكن أن يخلو منه مجتمع من المجتمعات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الواقع فإن من حفظ النصوص ونقص عنده جانب الفهم يُشكر على جهده في حفظ النصوص ونقلها، وعلى القدر الذي استطاعه من الفهم السليم لهذه النصوص، وأما ما خفي عليه من فهم فإنه لا يعاب عليه، وما جانب فيه الصواب في الفهم فإنه مردود عليه، ولا يذم مطلقاً، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تشبيهه بالآلة التي لا تفهم ولا تعقل ولا بالكتب التي لا تنطق كما يفعل البعض، بل لابد أن تجد عنده الكثير من الفهم السليم الذي قد يتفوَّق فيه على الأكثر فهماً بالفطرة، وذلك لكثرة المعلومات التي عنده، خاصة النصوص، كما أن الطبيب لا يمكن أن يحكم على المرض دون معلومات وتحاليل معملية في بعض من الأحيان، ولهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق الذي أخبر فيه أن المبلَّغ قد يكون أكثر وعياً للحديث من السامع قد دعا فيه للسامع، وذلك لحفظه الحديث وتبليغه ولوعيه للحديث بالقدر الذي استطاعه (نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع).
ومن مجازفات الكاتب التي لم يبرهن عليها ولم يثبتها بأي نوع من أنواع الإثبات ادِّعاؤه بأنَّ السلفيين لا ينظرون إلى الواقع ولا يعملون عقولهم في قوله عن التيار السلفي: (يبدأ من النص وينتهي إليه دون خضوع للواقع أو إعمال للعقل)، ولبيان هذه المجازفة أسوق للقارئ كلام أحد أعلام الدعوة السلفية وهو ابن القيم رحمه الله تعالى من كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين حيث قال: (ولا يتمكن المفتي، ولا الحاكم، من الفتوى، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم: أحدهما: فهْم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع، بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علماً. والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به، في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر.) " إعلام الموقعين" (1/ 87).
ثم مدح الكاتب طريقة المعتزلة على طريقته دون أدنى دليل أو برهان وقال عنهم: (أعلوا من شأن «العقل» ورجحوا أحكامه ولو تعارضت مع «النقل»)، وهذا بسبب أن الكاتب يفترض تعارضاً بين العقل والنقل، والواقع أنه لا تعارض إطلاقاً بين العقل والنقل. والواقع هو أن المعتزلة افترضوا تعارضاً بين المعقول والمنقول، وذلك إما لعدم إيمانهم، أو لضعف في إيمانهم مع ورود شبهات عليهم من مقالات الفلاسفة السابقين من غير المسلمين لم يستطيعوا ردها لعجزهم فعمدوا إلى تحريف معاني نصوص القرآن والسنة، وخرجوا على الأمة بعقائد ومقالات مخالفة للكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، ولهذا سموا بالمبتدعة لإحداثهم في الدين ما ليس منه.
والمقالات التي خرجوا بها لا توافق العقل الصحيح، هذا مع مخالفتها الفهم السليم لنصوص القرآن والسنة، وقد بين أعلام الدعوة السلفية مثل شيخ الإسلام ابن تيمية مخالفة مذهبهم للكتاب والسنة، كما بينوا فساد قواعدهم واستنتاجاتهم المنطقية بأدلة منطقية وعقلية، ومن أراد المزيد فعليه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ومنها مجلد في المنطق ضمن الفتاوى، وكتابه درء تعارض العقل والنقل.
وحال المعتزلة هو حال كاتب المقال، وحال كل من خرج على نصوص الوحي بفهمه القاصر وعقله الناقص، ثم زعمهم بأن مذاهبهم وأفكارهم هي مقتضى العقل الصحيح، فإن متقضى العقل الصحيح هو أننا في حاجة إلى الوحي، فلو كنا في غير حاجة إلى الوحي للاهتداء به لما أنزل الله عز وجل الوحي، وهو القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومن ابتغى الهدى في غيرهما أضله الله، قال الله عز وجل في محكم كتابه: {وكذلك أوحينا إليكم روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}.
فإن كل من ترك الوحي واستعمل عقله القاصر وعارض به النصوص ضل عن الحق الذي يقتضيه العقل الصحيح، والوحي. فإن الوحي ليس في مقابلة العقل، بل الوحي هو في مقابلة الهوى {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا هو وحيٌ يوحى}، ولهذا يخطئ من يسمي بعض المبتدعة الذين أحدثوا مقالات في الدين بالعقلانيين أو أصحاب المدرسة العقلية، وإنما يجب تسميتهم أهل الأهواء أو أهل البدع كما كان يسميهم سلف الأمة الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومواصلة من الكاتب في طريقته التي بدأ بها مقاله ذكر عن مدرسة يحلو للبعض ومنهم الكاتب أن يسميها بالوهابية قوله: (ومن أكثر المدارس السلفية تشدداً وحراسة لتلك النصوص المدرسة الوهابية). حيث رماها بالتشدد المذموم شرعاً وعقلاً دون ذكر الأدلة على كلامه، ثم وصفها بما هو في حقيقته مدح وليس ذماً، وهو وصفها بحراسة نصوص الكتاب والسنة، ولكن الكاتب ظن أن هذا الوصف ذم لعدم قدسية النصوص في نفسه، فأفصح عما في مكنون نفسه من التقليل من شأن النصوص، وعدم اعتبار لقدسيتها وعصمتها. ثم قال عن السلفية بنفس النهج السابق: (سلفية تستند الى النصوص (القرآن والسنة) دون إعمال العقل في أمور مثل السياق الذي نزلت فيه (بالنسبة للقرآن) أو الظرف التاريخي أو اشكاليات النقل (عصر التدوين للسنة))، وكل ما ذكره مخالف للواقع حيث إن السلفية التي تعتمد الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح تعتني بأسباب النزول والظرف التاريخي الذي نزلت فيه النصوص، بل هذا أحد أسباب تقديم فهم السلف الصالح وهو معرفتهم بأسباب النزول والوقائع التي تعين على فهم نصوص الكتاب والسنة، والمعلوم أيضاً أن السلفيين من أكثر الناس حرصاً على معرفة الصحيح من الضعيف من النصوص واهتماماً بإشكاليات النقل حيث تجد في علم الحديث ذكر ضبط الكتاب وضبط الصدر وذكر شروط ضبط الكتاب منعاً لإشكاليات النقل، وكل مصطلح الحديث قائم على أساس منع إشكاليات النقل.
ثم أصل الكاتب لمنهجه الفاسد الذي يقصر النصوص وأحكامها على مرحلة زمنية ماضية بقوله منتقداً المنهج السلفي: (تعميم أحكامها لتصبح عابرة للزمان)، والواقع أن أحكام الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، وأنَّ النظر إلى الواقع يكون لمعرفة الظرف وما يتعلق به من شروط وموانع لتنزيل الحكم عليه، ولعلَّ الكاتب يؤمن بفرية التطور وأن كل نظرية سابقة لا تصلح لزماننا، وهي فرية عظيمة افتراها كثير من أهل النظريات من أهل الشرق والغرب حيث زعموا أن نظرياتهم حديثة مع علمهم بأنها كانت قبل الإسلام.
مثال تِلك النظريات النظرية الشيوعية التي طبقت قبل الإسلام وكانت تسمى بالمزدكية نسبة لرجل فارسي اسمه مزدك، ولد عام 487م، كان يؤمن بإلهي الشر والخير، ونصت نظريته التي ذكرها الإمام الطبري في تاريخ الأمم والملوك والإمام الشهرستاني في الملل والنحل على أن الناس ولدوا سواء فيجب أن يعيشوا سواء، وركز على حظي المال والنساء في قسمتهما بالتساوي ودون ضوابط أخلاقية، ولما طبق نظريته قباز إمبراطور الفرس فسدت الحياة الإجتماعية حتى أصبح الوالد لا يعرف ولده ولا الولد والده وفسدت الحياة الإقتصادية أيضاً كما ذكر ذلك الإمام الشهرستاني، وهذا ما حدث للشيوعية في العصر الحديث. وحتى الديمقراطية التي يؤمن بها الكاتب، والذي يبدو أنه يذم كل قديم، ويمدح كل حديث وجديد فإنها ليست بنظرية حديثة حيث عُلم أنها نظرية وجدت قبل الإسلام بل وقبل ميلاد المسيح عليه السلام، والمعلوم أنها كلمة لاتينية، وأنها طبقت في سابق الأزمان، ولكن ربما كان تطبيقها في نطاق ضيق، وأما اليوم فلوجود الإمبراطورية الأمريكية ومن خلفها الدول الغربية فقد أصبحت الأكثر تطبيقاً والأكثر شهرة.
ولأن الكاتب يظن أن كل قديم بالٍ ولا يصلح للحاضر بسبب سذاجته التي جعلته يصدق الإفتراءات الشرقية والغربية بحداثة نظرياتهم وطرق حياتهم استمر في طريقته السابقة في المجازفات قائلاً: (فالمنظِّر مبدع خلاّق يدرس الفكر الذي يرتبط بموضوعه ثم يخرج بأفكار أصيلة وغير مسبوقة، وهذا أمر يستحيل تحققه في إطار المدرسة السلفية النصوصية التي تستند إلى الإجترار والحفظ والترديد وتعادي كل جديد وتخاصم كل مبتكر بإعتباره بدعة وتعتقل الحاضر والمستقبل في سجن الماضي)، من أين له بهذا التعريف للفكر الذي يقصره على الإبتكار والخروج بأفكار غير مسبوقة؟ وإذا كان يقصد الابتكارات المادية فأين في المدرسة السلفية من يقول بأن الطائرات والمركبات الحديثة والآلات الحديثة مثل أجهزة الكمبيوتر وغيرها بدعة لا يجوز استخدامها؟ أم ماذا يقصد الكاتب من طعنه الغير ممنهج في المنهج السلفي؟ فالكاتب عودنا على طريقته في الاستعداء النفسي وليس الفكري للمنهج السلفي، ومثل هذا الكلام لا يؤثر ولا ينبغي أن يؤثر إلا فيمن نصَّب من نفسه عدواً للمنهج السلفي، وأما أصحاب الفكر
(يُتْبَعُ)
(/)
الحر الذي يدرس الأفكار بحيادية وطلب للحق فلا ينبغي أن يؤثر فيهم هذا الصياح وهذه الضوضاء.
ثم أفصح الكاتب عما في مكنون نفسه من نفسية إنهزامية تجاه الحضارة الغربية التي لم تهتد في كثير من شؤونها بهدي الخالق سبحانه وتعالى وذلك بقوله عن الولايات المتحدة: (النظام الذي يرعى كرامة الإنسان ويؤكد إحترام القانون وإستقلال القضاء والتداول السلمي للسلطة)، فأين كرامة الإنسان عندما تقصف الولايات المتحدة شعوباً مغلوبة على أمرها بقنابل محرمة دولياً مثل الفسفورية وغيرها؟ وأين مراعاتها لحقوق الإنسان عندما تقصف هيروشيما بالنووي، ثم تلوح به قبل أيام قليلة فقط ضد إيران في العقيدة النووية الجديدة التي أعلنها أوباما، والتي لا تختلف كثيراً عن سابقاتها؟ ولماذا إن كانت صادقة في الوصول إلى عالم خالٍ من النووي، وأنها لا تريد استخدامه، لا تبدأ من نفسها بإزالته؟ وما يقول الكاتب في معتقلات جوانتانامو الشهيرة وفضيحة أبي غريب وغيرها الكثير من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وكرامته؟. وأين الديمقراطية التي تتشدق بها أمريكا عندما يكون القرار السياسي في الأمم المتحدة بحق الدول الدائمة العضوية بالرفض لقرار الأغلبية.
وأما ما في الولايات المتحدِّة من منافع وخير وتحقيق مصالح فهو إما من الإسلام وإما أن يكون من قبيل المنافع وطرق الإدارة والتنظيم التي أباحها الله عز وجل للناس لتنظيم شؤونهم. فقد صرَّح بعض المفكرين الغربيين بأنهم استفادوا في أنظمتهم من النصرانية والإسلام، وفي الواقع هم قد استفادوا من الإسلام فقط لأن الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام هو الإسلام، وما عندهم من تعاليم صحيحة منقولة في كتابهم المقدس هي في حقيقتها من عند الله عز وجل.
ومثل ما قيل في الأنظمة الغربية يقال فيما ذكره الكاتب من ازدهار حدث في عهود بعض الحكام المبتدعة، فإن الازدهار المادي أكثره من قبيل المنافع التي أحلها الله عز وجل، فمن أين للكاتب أن يبرهن أنَّ عدم الازدهار سببه المنهج السلفي؟ فقد عودنا الكاتب على إطلاق العبارات والتهجم الغير مبيَّن وغير مفسر لا بأدلة عقلية ولا نقلية، فهل في المنهج السلفي تحريم مثلاً لمادة السيليكون التي تستخرج من التراب ويستفاد منها في صنع الشرائح الإلكترونية بما فيها المعالجات وأجهزة التحكم؟ بل الواقع أن العلماء السلفيين نصوا على أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم، والأشياء تشمل الأعيان والعادات والمعاملات، والسلفيون إنما استفادوا هذه القاعدة من نصوص الوحي التي يقلِّل الكاتب من شأنها، وذلك في مثل قوله تعالى: {هُوَ الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً} واللام هنا للإباحة، فدلت الآية على أنَّ الأصل في الأعيان الإباحة.
فإنَّ كثيراً من أهل الحضارات كانوا على ضلال كمثل فرعون وفارس والروم والغرب اليوم، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن فيثاغورس وأرسطو وأفلاطون أنهم ضلَّال، لأنهم كانوا ملاحدة، والمعلوم أن هؤلاء لهم إسهامات في الفيزياء والرياضيات، ولذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الفلاسفة اليونان عموماً ومنهم المذكورون سابقاً أنهم أحسنوا من جهة عمارة الأرض، ومن جهة إسهاماتهم في علم الهيئة (الفلك) والحساب (الرياضيات) والطبيعة (الفيزياء) والهندسة. وابن تيمية رحمه الله تعالى هو من أعلام الدعوة السلفية، وذكر هذا في المنطق من مجموع الفتاوى، وهو المجلد التاسع. وقد ذكر الله عن أمم قبل أمة البعثة المحمدية وأخبر عنهم بأنهم أثاروا الأرض وعمروها، ومنهم من كانوا يبنون من الجبال بيوتاً فارهين وهم ثمود قوم صالح، وغيرهم ممن كانت لهم حضارات وازدهار، ومع ذلك كانوا على ضلال. والشاهد هو في قول ابن تيمية عن الملاحدة أنهم أحسنوا في عمارة الأرض، وفي الإسهام في المعارف البشرية، فهل هذا قول من يمنع التطور والإزدهار؟ فإنَّ قائل هذا هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أبرز أعلام الدعوة السلفية في القرون المتأخرة.
أبو أنس عمر عبد اللطيف محمد نور
الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1431هـ الموافق 13 أبريل 2010م
هلسنكي جمهورية فنلندة
* جريدة الرأي العام العدد 42300 تاريخ السبت الموافق 10 أبريل 2010م(/)
عجباً: صوفي حضرمي صلى صلاة الجنازة على الحمار / وثيقة .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 01:52]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
عجباً .. صوفي حضرمي صلى صلاة الجنازة على الحمار
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. وبعد:
إن كل مسلم يعلم أن صلاة الجنازة شرعت في ديننا من أجل الصلاة على الميت طلباً للمغفرة والرضوان، واستنزالاً للرحمات الإلهية على تلك الجثة التي أصبحت بحالة عجز كلي تتطلب المساعدة والإعانة، فواجب الأخوة الإيمانية يقضي على كل مسلم أن يودع ذلك الراحل، بالاتجاه إليه تعالى والتوسل إليه أن يكرمه في قبره، ويكفر عنه أوزاره ويعتق رقبته من عذابه. فحقيقة الصلاة عليه: دعاء واستغفار، ولذلك لم يشرع فيها الركوع والسجود .. !!
لكن مخرفي (صوفية حضرموت) عندهم صلاة جنازة ولكن ليست كصلاتنا بل هي صلاة للقتل والإرهاب .. !!
بل أنها صلاة تصلى على الحي ثم يموت .. عجباً أنظر كيف بدلوا دين الله وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم .. !!
وبسبب إنحرافهم العقدي فقد أختلت عقولهم حتى أنهم جعلوا من يصلي صلاة الجنازة على الحمير كرامة من كراماته والله المستعان .. !!
ورد في كتاب"الجوهر الشفاف" للمؤلف" عبدالرحمن الأنصاري " مانصة:
كرامات أبن عياش خادم الشيخ محمد بن علي بن علوي (الحكاية التاسعة والثلاثين بعد المائتين عن غير واحد من الثقات باختلاف الروايات أن الفقير أتى يريد يزور قبر النبي هود على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام فلما وصل يبحر أتى إلى الشيخ محمد بن علي بن علوي رضي الله عنهما يزوره أيضاً والشيخ إذ ذاك بها وكان في تلك الساعة غائباً في الوادي فلم يجده الفقير أو هو وجده ثم غاب الشيخ فطلب ذلك الفقير لحماره طعاماً من أبن عياش خادم الشيخ محمد بن علي المذكور فقال ابن عياش الشيخ ما أذن لي أن أعطي أحد طعاما وأما أنت أن اردت لحمارك قضباً أو خوله أو حشيشاً أعطيناك فقال الفقير ما أريد له إلا طعاماً فأبى ابن عياش أن يعطيه الطعام فقال الفقير إذا لم تعطي لحماري طعاماً صليت عليك صلاة الجنازة يعني تموت فقال ابن عياش صل فقام الفقير وصلى عليه عليه صلاة الجنازة فلم يضر ابن عياش من صلاة الفقير شيء فلما خلص الفقير صلاته قام أبن عياش وصلى على حمار الفقير صلاة الجنازة فمات الحمار من وقته ثم بعد ذلك بساعة اتاهما الشيخ وقال الفقير الخادم وقع أعقل منك وإلا لو كان صلى عليك أنت مت ثم اعطاه الشيخ دابة عوض عن حماره) .. [242 - 243] .. !!
وأخيراً أقول الحمدلله على نعمة الإسلام والسنة .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين .. !!
الأحد 4 جمادى الأولى 1431هـ .. !!
:: شاهد الوثيقة::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/jwahershfaf/1/243.jpg
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 07:03]ـ
تمنيتُ معرفة ما قالاه عقب التكبيرة الثالثة.(/)
إحتفال الصوفية والرافضة بمولد الحسين رضي الله عنه في مصر
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 08:41]ـ
احتفل رواد مولد الإمام الحسين بالليلة الختامية لمولده يوم الثلاثاء كل على طريقته الخاصة، حيث قامت إحدى الطرق الصوفية بتوزيع أعواد الملوخية الخضراء داخل ضريح الحسين نفسه بزعم أنه كان يحب أكل "خضرة الشريفة".
بينما لجأت بعض الطرق الصوفية الأخرى إلى توزيع العاشورة واللبن، لأنها كانت الفطرة التي قدمها جبريل عليه السلام للنبي عليه الصلاة والسلام جد الحسين في رحلة الإسراء والمعراج.
في حين احتفل الشيعة المصريون على طريقتهم الخاصة، حيث أصدر لهم المستشار الدمرداش العقالي الشيعي المصري فتوى بأنه لابد من إراقة الدماء للتعبير عن الحزن والألم والأسى علي مقتل الإمام الحسين، ونصح الشيعة بالتوجه إلى مستشفى الحسين للتبرع بالدم بدلا من إراقة الدماء بساحة مسجد الحسين.
أما الشيعة العراقيين المقيمون بمدينة أكتوبر فقد احتفلوا بذكرى ميلاد الحسين بطريقة خاصة جدا حيث توجهوا إلى ضريح الإمام مالك الأشتر قائد جيوش الإمام علي بن أبي طالب في معركة الجمل وصفين، والمدفون بضاحية الجبل الأصفر بالمرج.
وقام الشيعة الإسماعيلية "البهرة" بتجديد مرقده في العام الماضي بتكلفة بلغت 5 ملايين جنيه، وقد حرص الشيعة على زيارة قبره صباحا قبل الاحتفال مساء بذكرى مولد الحسين.
كما شارك ممثلون عن السفارة الأمريكية في الاحتفال بتكليف من السفيرة مارجريت سكوبي وقدموا التهنئة لمشايخ الطرق الصوفية بالمناسبة.
المصدر: شبكة أنصار أهل البيت الإسلامية.
ـ[عالي السند]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 09:07]ـ
كما شارك ممثلون عن السفارة الأمريكية في الاحتفال بتكليف من السفيرة مارجريت سكوبي وقدموا التهنئة لمشايخ الطرق الصوفية بالمناسبة.
.
هذا هو السبب الذي يخفى على الكثير؟؟ الأدوار المشبوهة للسفارات الأجتبية هو الخطر!!! فمن يوقفهم عند حدهم؟
السفارات الأجنبية هي وراء الدعوت المجرمة، وحركات الإفساد والعهر، هم يعرفون الصحيح ومن يمثل الإسلام بحق فيعرضون عنه، ويبحثون على أهل الضلال من شيعة وصوفية فيشجعونهم ويغدقون عليهم الأموال؟
فإلى متى نحن في سبات نائمووون ... ؟؟؟
ثم أين أهل السنة من السلفيين الأخيار من دعوة الصوفيين بالتي هي أحسن، والجد في الدعوة لا تتركوهم لسفارات أجنبية خبيثة، ولا للروافض المدعومين بقوة للتأثير على أهل السنة ونشر مذهبهم الباطل بطرق مدروسة ونفس بعيد.
نصر الله سنة نبيه، وأخزى أهل الباطل(/)
حكم من يلقب نفسه بـ"السلفى " أو "الأثرى " للشيخ الفوزان
ـ[خالدمكي أبوعبدالملك]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:12]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
سئل فضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان فى شرحه لكتاب العقيدة الطحاوية لابن أبى العز الحنفى، سئل هذا السؤال:
بعض الناس يختم اسمه بـ " السلفي " أو " الأثري " فهل هذا من تزكية النفس أو هو موافق للشرع؟
الجواب:
المطلوب أن الإنسان يتبع الحق، المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق ويطلب الحق ويعمل به، أما أنه يتسمى بأنه " سلفى " أو " أثرى " أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا، الله يعلم سبحانه وتعالى " قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما فى السماوات والأرض والله بكل شئ عليم " (الحجرات:16) فالله يعلم ما فى السماوات والأرض والله بكل شئ عليم
فالتسمى " سلفى، أثرى " أو ما شابه ذلك، هذا لا أصل له، نحن ننظر إلى الحقيقة ولا ننظر إلى القول والتسمى والدعاوى، قد يقول: إنه سلفي وما هو بسلفي، أو أثرى وما هو بأثري، وقد يكون سلفياً أو أثرياً وهو ما قال: إنه أثرى أو سلفي.
فالنظر إلى الحقائق لا إلى المسميات ولا إلى الدعاوى، وعلى المسلم أن يلزم الأدب مع الله سبحانه وتعالى، لما قالت الأعراب " آمنا " أنكر الله عليهم " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " ولكن قولوا أسلمنا، الله أنكر عليهم أن يسموا ويصفوا أنفسهم بالإيمان وهم ما بعد وصلوا لهذه المرتبة، أعراب جاءوا من البادية ويدّعون أنهم صاروا مؤمنين على طول، لا. أسلموا دخلوا فى الإسلام، وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئا " ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " وكلمة " لمّا " للشئ الذى يُتوقع، يعنى سيدخل الإيمان، لكن إنك تدّعيه من أول مرة هذه تزكية للنفس.
فلا حاجة إلى أن تقول: " أنا سلفي، أنا أثرى "، أنا كذا أنا كذا عليك أن تطلب الحق وتعمل به وتصلح النية والله سبحانه هو الذى يعلم الحقائق.
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:29]ـ
جزاك الله خيرًا، وحفظ لنا الشيخ العلامة الفوزان ... نفع الله به.
كنت أتحدث منذ قليل مع أحد الشيوخ الفضلاء حول هذه النقطة تحديدًا.
قال الله تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا}
فهكذا تكون التسمية صحيحة، وأما المخالف فيتسمى بما يتبع، كما ظهرت فتنة الخوارج سموا بالخوارج تمييزا لهم، وكذلك القدرية والجبرية، والمعتزلة وغير ذلك.
فعرف المتمسك بالأثر والسنة وانتهج الاتباع، ممن انتهج الابتداع.
ونظرًا لأن هناك بعض من يدعي أنه من أهل السنة وما هو منها .. فيجوز لك أن تسأله: ءأنت سلفي أم أشعري؟
الدعوة السلفية دعوة لتصحيح المعتقد، والعودة إلى القرآن والسنة على فهم ونهج السلف.
فأنا وأنت سلفيون ولكن ... !!!!
نحن سلفيون المعتقد ... ولكن هل نحن سلفيون في العمل؟ كلا والله ... !
فهذا الإطلاق لا يصح إلا في أحوال ومقيد ... لا على هذا الإطلاق الذي يقول به البعض.
فإنه إن كان سلفي المعتقد ... فهيهات أن يكون سلفي في شأنه كله.
والله المستعان.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:54]ـ
التسمي بالسلفي:
إحداث في دين الله عز وجل.
وتزكية للنفس.
ومخالفة للقرآن والسنة.
حتى الدليل العقلي الوحيد الذي مع المخالف: وهو التمييز!
دخلت هذه التسمية أهل البدع والأهواء فلا يوجد بها تمييز!
ولها أسوا الأثر على نشر منهج السلف الصالح.
فبمجرد ذكرك للناس أنك سلفي،، ينفر منك الناس إلا من رحم الله!
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 01:19]ـ
فبمجرد ذكرك للناس أنك سلفي،، ينفر منك الناس إلا من رحم الله!
وهذا ناتجٌ مِنْ نتائج تشويه البعض لكلمة (السلف)، والله المستعان ..
نحن سلفيون المعتقد ... ولكن هل نحن سلفيون في العمل؟ كلا والله ... !
فإنه إن كان سلفي المعتقد ... فهيهات أن يكون سلفي في شأنه كله.
والله المستعان.
أحسنت يا أخي المفضال الكريم، أحسن الله إليك ..
شكر الله لكم الأخ صاحب الموضوع الكريم، وحفظ الشيخ وبارك به وبعلمه ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 01:19]ـ
((هو سماكم المسلمين من قبل)). [الحج: 78].
((وقال إنني من المسلمين)). [فصلت: 33].
((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين - لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)). [الأنعام: 163].
((فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين)). [يونس: 72].
((إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين)). [النمل: 91].
أحسنت أخي أسامة
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 01:40]ـ
كم من سلفي لم يقل: أنا السلفي!
وكم من خلفي قال: أنا السلفي!
العبرة بالاتباع لا بمجرد التسمية
فكم من صاحب لاسم حسن وصاحبه قبيح الجوهر والمعدن!
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 01:50]ـ
العجيب أن الذي يقول بجواز التسمي بالسلفي أو الأثري!!
تجده إن شاء الله تعالى دائمًا يقول:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم اولوا العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين النصوص وبين قول فلان.
وياحذ بهذا الضابط في كل المسائل!!
وعندما ياتي الكلام على هذه المسألة!
كأن لسان حاله:
العلم قال شيوخنا قال شيوخنا هم اولوا العرفان.
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين قول شيوخنا وقول فلان!
أين الإستدلال بقول الله عز وجل؟
أين الإستدلال بقول النبي صلى الله عليه وسلم؟
أين الإستدلال بأقوال وأفعال الصحابة رضي الله عنهم؟
ـ[خالدمكي أبوعبدالملك]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 02:29]ـ
وعندما ياتي الكلام على هذه المسألة!
كأن لسان حاله:
العلم قال شيوخنا قال شيوخنا هم اولوا العرفان.
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين قول شيوخنا وقول فلان!
أحسنت أيها القارئ الكريم "صدى الذكريات "
فكم حاورنا أمثال هؤلاء بالحجة والدليل من القرءان والسنة، فما كان جوابهم إلا:
شيخى فلان " جبل العقيدة " قال كده
وشيخى فلان " بحر السنة " أفتى بذلك ...... وهلم جرا
تمجيد غريب لأشخاص، وازدراء وانتقاص لآخرين .. سبحان الله!!!
ومع ذلك يقول: أنا أتبع السلف فى كل ما يقولونه. كذبوا والله
ـ[ابو معاذ الاثرى]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 05:59]ـ
لماذا التسمي بالسلفي للشيخ العلامة محدث العصر الألباني رحمه الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html)
قل باختصار أنا {سلفي}
محدث العصر ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) الإمام الألباني ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html)– رحمه ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) الله
سئل محدث ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) العصر ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) العلامة ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) الشيخ محمد ناصرالدين الألباني ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html)– رحمه ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html):
س: لماذا ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) التسمي ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عنها: "فاتقي الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) واصبري، ونعم السلف أنا لك".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي} وكأنه يقول: {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك}.
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: {أنا سلفي} ".الى هنا انتهى كلام الشيخ العلامه الالبانى رحمه الله كلام يكتب بماء العين كلام وافى فى الرد على من انكر هذه التسميه رحم الله شيخنا الكريم وجعله فى اعلى عليين انه على كل شئ قدير
(السلفى ابو معاذ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 06:28]ـ
الدعوة السلفية دعوة لتصحيح المعتقد، والعودة إلى القرآن والسنة على فهم ونهج السلف.
فأنا وأنت سلفيون ولكن ... !!!!
نحن سلفيون المعتقد ... ولكن هل نحن سلفيون في العمل؟ كلا والله ... !
فهذا الإطلاق لا يصح إلا في أحوال ومقيد ... لا على هذا الإطلاق الذي يقول به البعض.
فإنه إن كان سلفي المعتقد ... فهيهات أن يكون سلفي في شأنه كله.
والله المستعان.
هلا قرأت يا أبا معاذ؟
ـ[ابو معاذ الاثرى]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 07:12]ـ
نعم اخى اسامه الاصل الذى يبنى عليه قبول الاعمال هو المعتقد الصحيح (لا يقبل الله من قوم شريعتهم الا اذا صحت عقيدتهم) اما ان اكون سلفى فى العمل فهذا من الصعب ولاكن بوجود العقيده السلفيه اسعى الى ان اكون سلفى العمل ايضا ولاانكر عليك كلامك انما كنت اوجه كلامى الى الذين ينكرون التسميه كليا و اولا واخيرا اشكرك اخى اسامه على المتابعه
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 10:29]ـ
يا أخي كلام أهل العلم لا يؤخذ هكذا بدون تحر عن مراد قائله , فالأولى النظر في مجمعوع كلام العالم أو فتاواه في الباب , فلا شك أن مراد الشيخ من الكلام الذي نقلته اذا ما تعلق الامر بتزكية للنفس أو إذا خالفت دعواه حاله
وها أنت أتيت بفتوى واحدة في عدم تسويغ هذه النسبة , وانظر بكم سآتيك من فتوى للشيخ صالح الفوزان نفسه في جواز الانتساب للسلفية والتسمي بها
الفتوى الأولى
قال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان {التحذير من البدع} الشريط الثاني، وذلك جواباً على سؤال نصه:
"فضيلة الشيخ، هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟.
قال في الجواب: السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً، وإنما هم جماعة، جماعة على السنة وعلى الدين، هم أهل السنة والجماعة، قال صلى الله عليه وسلم: {لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خال فهم}، وقال صلى الله عليه وسلم: {وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي}.
فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم ".
الفتوى الثانية
وسئل– حفظه الله -: هل من تسمى بالسلفي يعتبر متحزباً؟.
فأجاب: التسمّي بالسلفيه إذا كانت حقيقة لا بأس به، أما إذا كان مجرد دعوى؛ فإنه لا يجوز له أن يتمسى بالسلفية وهو على غير منهج السلف.
فالأشاعرة – مثلا – يقولون: نحن أهل السنة والجماعة، وهذا غير صحيح؛ لأن الذي هم عليه ليس هو منهج أهل السنة والجماعة، كذلك المعتزلة يسمون أنفسهم بالموحدين.
كل يدعي وصلاً لليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاكا
فالذي يزعم أنه على مذهب أهل السنة والجماعة يتبع طريق أهل السنة والجماعة ويترك المخالفين، أما أنه يريد أن يجمع بين (الضب والنون) – كما يقولون -، أي: يجمع بين دواب الصحراء ودواب البحر؛ فلا يمكن هذا، أو يجمع بين النار والماء في كفه؛ فلا يجتمع أهل السنة والجماعة مع مذهب المخالفين لهم كالخوارج، والمعتزلة، والحزبيين ممن يسمونهم: (المسلم المعاصر)، وهو الذي يريد أن يجمع ظلالات أهل العصر مع منهج السلف، فـ (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها).
فالحاصل أنه لا بد من تمييز الأمور وتمحيصها).
[الأجوبة المفيدة عن أسألة المناهج الجديدة ص:16]
الفتوى الثالثة
وسئل– حفظه الله -: يتردد على ألسنة بعض الناس أن فلانًا هذا سلفي، وفلانًا غير سلفي، فما المقصود بالمذهب السلفي؟ ومن أبرز من دعا إليه من علماء المسلمين؟ وهل يمكن تسميتهم بأهل السنة والجماعة أو الفرقة الناجية؟ ثم ألا يعتبر هذا من باب التزكية للنفس؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود بالمذهب السلفي هو ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين من الاعتقاد الصحيح والمنهج السليم والإيمان الصادق والتمسك بالإسلام عقيدة وشريعة وأدبًا وسلوكًا؛ خلاف ما عليه المبتدعة والمنحرفون والمخرفون.
ومن أبرز من دعا إلى مذهب السلف الأئمة الأربعة، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلاميذه، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتلاميذه، وغيرهم من كل مصلح ومجدد، حيث لا يخلو زمان من قائم لله بحجة.
ولا بأس من تسميتهم بأهل السنة والجماعة؛ فرقًا بينهم وبين أصحاب المذاهب المنحرفة.
وليس هذا تزكية للنفس، وإنما هو من التمييز بين أهل الحق وأهل الباطل.
الفتوى الرابعة
قال في كتابه البيان {ص 130} ما نصه:
". .. فهذان الحديثان يدلان على وجود الافتراق والانقسام والتميز بين السلف وأتباعهم وبين غيرهم.
والسلف ومن سار على نهجهم مازالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة، ويسمونهم أهل السنة والجماعة، وأتباع السلف الصالح، ومؤلفاتهم مملوءة بذلك، حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف".
الفتوى الخامسة
وقال في المصدر السابق أيضاً {ص 156}: " كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة؟! وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة، وحق وهدى؟!
قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم .. }.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ... }.
فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم".
الفتوى السادسة
وقال في المصدر السابق ص {133} في رده على قول البوطي: "إن السلفية لا تعني إلا مرحلة زمنية ".
قال: "ونقول: هذا التفسير للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة تفسير غريب وباطل، فهل يقال للمرحلة الزمنية بأنها سلفية؟! هذا لم يقل به أحد م ن البشر، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: {خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم} الحديث، فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية، ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها: {إنها في النار إلا واحدة}.
ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف، وتسير عليه، فقال: {هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ... } فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة، وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار. .. ".
وكلامه في الباب أكثر من هذا بكثير وهو واضح بين ولله الحمد في جواز التسمي بالسلفية والانتساب إليها , أما كلام كبار العلماء غيره كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني وعلماء اللجنة الدائمة وغيرهم من أهل العلم في جواز هذه التسمية , فحدث عن كثرته ولا حرج , ولولا الاطالة لنقلت ما بين يدي منه , ولكن فيما سبق كفاية ان شاء الله
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 01:33]ـ
لماذا التسمي بالسلفي للشيخ العلامة محدث العصر الألباني رحمه الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html)
قل باختصار أنا {سلفي}
محدث العصر ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) الإمام الألباني ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html)– رحمه ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) الله
سئل محدث ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) العصر ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) العلامة ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) الشيخ محمد ناصرالدين الألباني ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html)– رحمه ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html):
س: لماذا ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) التسمي ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عنها: "فاتقي الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) واصبري، ونعم السلف أنا لك".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي} وكأنه يقول: {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك}.
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) صلى الله ( http://www.bdr130.net/vb/t323961.html) عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: {أنا سلفي} ".الى هنا انتهى كلام الشيخ العلامه الالبانى رحمه الله كلام يكتب بماء العين كلام وافى فى الرد على من انكر هذه التسميه رحم الله شيخنا الكريم وجعله فى اعلى عليين انه على كل شئ قدير
(السلفى ابو معاذ)
بارك الله فيك ..
الشيخ له فتوى ناقضة لهذه الفتوى، حيث قال فيها كما ذكره احد العلماء أنها ((موضة عصرية)).
وكان الواجب نقل الفتوى الموافقة للكتاب والسنة والعقل الصحيح.
وليس نقل الفتوى المخالفة للكتاب والسنة وليس فيها أي دليل عقلي!
والسؤال أصلاً والله تعالى أعلم لعله استفز الشيخ فأجاب بمثل هذه الفتوى!
ومن من السلف الصالح استدل بهذا الحديث: [نعم السلف أنا لك] في التسمي بالسلفي؟!!
من الذي روته أليست أم المؤمنين عائشة؟
هل سمت نفسها عائشة السلفية، والنبي صلى الله عليه وسلم كان سلف لها بنص الحديث؟!
هل سمت سيدتنا فاطمة رضي الله عنه نفسها " فاطمة السلفية " مع أن النبي صلى الله عليه وسلم نعم السلف لها بنص الحديث؟!
هل احد من الصحابة رضي الله عنهم كلهم تسمى بالسلفي بناء على هذا الحديث؟!!
هل احد من الأئمة استدل بهذا الحديث على جواز التسمي بالسلفي!!
لا يوجد في المسلمين من أولهم لاخرهم في عصورهم من تسمى بالسلفي الا حوالى سبعة أشخاص في كتاب الأنساب كما ورد لنا والله تعالى أعلم!!
وهناك من العلماء أنكر هذه التسمية الشخصية، مثل الشيخ الفوزان، الذي قال بالنص لا أصل لها،، فهل تقول بناء على هذه الفتوى أن الشيخ الفوزان من مدعي العلم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
والدليل العقلي الذي استدل به الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، ليس صحيحاً لأن هذه التسمية دخلتها أهل البدع والأهواء!
فكل طائفة ممن تسمى نفسها بالسلفية الآن، تطعن في اختها إلا من رحم الله تعالى.
والإختلاف وصل بينهم في العقيدة!
فتسميتك انا فلان السلفي، على الفور قد يتبادر للناس إما أنك من اهل الحق.
وإما أنك من الخوارج!
وإما أنك من المرجئة!
وإما أنك من الحزبيين!
وإما انك من غلاة التجريح!
فليس فيها أي تمييز الآن،، لأنها دخلتها أهل البدع والأهواء!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 01:45]ـ
يا أخي كلام أهل العلم لا يؤخذ هكذا بدون تحر عن مراد قائله , فالأولى النظر في مجمعوع كلام العالم أو فتاواه في الباب , فلا شك أن مراد الشيخ من الكلام الذي نقلته اذا ما تعلق الامر بتزكية للنفس أو إذا خالفت دعواه حاله
وها أنت أتيت بفتوى واحدة في عدم تسويغ هذه النسبة , وانظر بكم سآتيك من فتوى للشيخ صالح الفوزان نفسه في جواز الانتساب للسلفية والتسمي بها
...
...
...
وكلامه في الباب أكثر من هذا بكثير وهو واضح بين ولله الحمد في جواز التسمي بالسلفية والانتساب إليها , أما كلام كبار العلماء غيره كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني وعلماء اللجنة الدائمة وغيرهم من أهل العلم في جواز هذه التسمية , فحدث عن كثرته ولا حرج , ولولا الاطالة لنقلت ما بين يدي منه , ولكن فيما سبق كفاية ان شاء الله
بارك الله تعالى فيك ..
الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى له فتاوى صريحة واضحة عن الفتاوي التي ذكرتها واستدل فيها بالكتاب والسنة حيث وصف الشيخ الفوزان التسمي بالسلفي بأنه: [لا اصل له - تزكية للنفس - فيه اتهام للآخرين بانهم ليسوا على منهج السلف] وقال يترك هذا الأمر، ومن سمع فتوى الشيخ يعلم مدى إلحاحه في طلب الناس أن يتركوا هذا التسمي.
والشيخ ابن عثيمين أنكر التسمي بالسلفي.
والشيخ ابن باز لما سئل: هل انت سلفي؟
قال: لا ما قلت عن نفسي اني سلفي ولكن الناس قالوا عنى اني سلفي، وقال: انا أقول إن شاء الله تعالى انا سلفي.
فالشيخ رحمه الله تعالى خاف أن يصف نفسه لمرة واحدة فقط أنه سلفي لأنها تزكية للنفس.
وعندما وصف نفسه لمرة واحدة فقد استثنى فيها وقال: انا إن شاء الله تعالى سلفي.
فما بالك بمن هو أقل منه علما ويسمي نفسه ليل نهار بالسلفي!!
والشيخ آمان الجامي: قال ان التسمي بالسلفي اسلوب رخبص!
والشيخ عبد العزيز الراجحي قال: ألقمه حجرا وقل له انك مسلم.
وعلى فرض أن كل الشيوخ الأفاضل قالوا بجواز هذه التسمية، فتكون فتاويهم خاطئة.
لأنهم لم يستدلوا بالقرآن والسنة.
بل القرآن والسنة وفعل السلف الصالح انفسهم ينكرون هذا التسمي.
والشيوخ الذين ذكرتهم، ولله الحمد انكروا ذلك.
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 02:09]ـ
أظن أن كلام الشيخ الفوزان الذي نقلته أصرح من الصراحة , وكذلك كلام بقية العلماء في جواز هذه النسبة والتسمي بها يعلمه القاصي والداني , فلا داعي للمكابرة
وعلى فرض أن كل الشيوخ الأفاضل قالوا بجواز هذه التسمية، فتكون فتاويهم خاطئة.
لأنهم لم يستدلوا بالقرآن والسنة.
لو عوضت هذه الجملة بالآتية لكان أبلغ في موافقة الواقع:
" وعلى فرض أن كل الشيوخ الأفاضل قالوا بجواز هذه التسمية، فتكون فتاويهم خاطئة لأنهم خالفوا ما أراه "
فلم يلزمك أحد أخي بهذه التسمية إن كنت لا تريد التسمي بها , ولكن لا تحاول جاهدا حمل غيرك على ما تراه , أم أن التسمي بهذه التسمية يجعل صاحبها من أهل الضلال؟؟؟
فأشهد الله وأشهدكم بأني سلفي ...
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 02:24]ـ
أظن أن كلام الشيخ الفوزان الذي نقلته أصرح من الصراحة , وكذلك كلام بقية العلماء في جواز هذه النسبة والتسمي بها يعلمه القاصي والداني , فلا داعي للمكابرة
لو عوضت هذه الجملة بالآتية لكان أبلغ في موافقة الواقع:
" وعلى فرض أن كل الشيوخ الأفاضل قالوا بجواز هذه التسمية، فتكون فتاويهم خاطئة لأنهم خالفوا ما أراه "
فلم يلزمك أحد أخي بهذه التسمية إن كنت لا تريد التسمي بها , ولكن لا تحاول جاهدا حمل غيرك على ما تراه , أم أن التسمي بهذه التسمية يجعل صاحبها من أهل الضلال؟؟؟
فأشهد الله وأشهدكم بأني سلفي ...
قال الله عز وجل: هو سماكم المسلمين.
تركت تسمية رب العالمين لك وهي أحسن الأسماء!! واخترعت اسم لك باطل!!
قال النبي صلى الله عليه وسلم: تسموا باسم الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله.
تركت أمر النبي صلى الله عليه وسلم، واخترعت اسم لك باطل!
هنيئًا لك اختراعك الباطل!!
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 09:32]ـ
استوضح فحسب هل سمى ابن تيمية او احمد بن حمنبل او علماء الحديث والاثر او غيرهم الى قبل مئة عام احدهم نفسه بالسلفي علما ان ازمنتهم كانت تعج بالفرق والطوائف المختلفة فكان لازما على احدهم لاجل ان يتميز اسما وعملا عن بقية الطوائف بذلك بل قال شيخ الاسلام لايجوز امتحان الناس على اسماء لم ترد في قران او سنة هو سماكم المسلمين ............. والحمد لله ونحن على معتقد اهل السنة والجماعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 10:32]ـ
استوضح فحسب هل سمى ابن تيمية او احمد بن حمنبل او علماء الحديث والاثر او غيرهم الى قبل مئة عام احدهم نفسه بالسلفي علما ان ازمنتهم كانت تعج بالفرق والطوائف المختلفة.
بارك الله فيك أخي الكريم.
من ناحية التسمي، فلم يحدث أن سمي أحد نفسه بـ (السلفي).
ولكن هذا الوصف قد استخدم في الذب عن بعض أهل العلم، كما هو موجود مثلا في كتاب "سير أعلام النبلاء" للإمام الحافظ الذهبي. وعلى سبيل المثال:
(وَمَا عَلِمْتُ يَعْقُوْبَ الفَسَوِيَّ إِلاَّ سَلَفِيّاً، وَقَدْ صَنَّفَ كِتَاباً صَغِيْراً فِي السُّنَّةِ.) (13/ 183)
(وَصَحَّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا شَيْءٌ أَبغضُ إِلَيَّ مِنْ عِلمِ الكَلاَمِ. قُلْتُ: لَمْ يَدْخلِ الرَّجُلُ أَبداً فِي علمِ الكَلاَمِ وَلاَ الجِدَالِ، وَلاَ خَاضَ فِي ذَلِكَ، بَلْ كَانَ سلفيّاً، سَمِعَ هَذَا القَوْلَ مِنْهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.) (16/ 457)
فجواز النسبة صحيح.
وفيما أظن (والله تعالى أعلى وأعلم) أن سبب التسمية، واستخدام هذه النسبة، يرجع لمقولة الأشاعرة ومن نحا نحوهم: (طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم) فاضطر أهل السنة لاستخدام نفس ما اصطلحوا عليه لبيان أن ما جاء به الأشاعرة يخالف ما كان عليه السلف.
لذا، لا تجد أحد يناظر أحد الروافض يقول له أنا سلفي، بل يقول: أنا سُّنيّ.
وإن وجدته يناظر أحد النصارى، يقول أنا مسلم.
وإن كان مع الأشاعرة يقول أنا سلفي.
وإن كان مع أحد المبتدعة، فيقول أنا من أهل السنة والجماعة.
وعلى ما سبق ... فالجواز هو الصحيح.
ولكن من ناحية الإطلاق؟ فهذا لا يحسن. لما تقدم من كلام حوله في هذا الموضوع وفي غيره.
وكذلك، لا يعقل أن يكون أحد المنتديات، جميع من فيها يتسمى بالسلفي والأثري ونحو ذلك من التسميات ... أفيوجد غيرهم في هذا المنتدى؟ فلنفرض وجود بعض المبتدعة الذين يندسون في وسط أهل السنة، أتظن أنه سيسمي نفسه فلان الأشعري؟ أو فلان الماتريدي؟
بالطبع لا.
إذن لم يستفاد من هذه التسمية شىء لتمييز السلفي عن المبتدع.
وكذلك تسمى بـ (السلفي) من يتستر تحت عباءة السلفية، والناس يقبلون كلامه وينخدعون فيه بسبب التسمية.
والله المستعان.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم يسعدني ان ازف اليك هذه الباقة من النقول المستفادة عن كتاب:
تبصير الخلف بشرعية الانتساب إلى السلف
أولاً: قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الفتاوى ج {4/ 149} في رده على قول العز بن عبدالسلام: \". . و. الآخر يتستر بمذهب السلف \"، قال: \"لاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق. فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم \".
وقال في الفتوى الحموية ص {34}: \"واعلم أنه ليس في العقل الصريح ولا في شئ من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلاً. . \"
ثانياً: كثيراً ما يذكر الذهبي ـ رحمه الله ـ هذه النسبة عند ترجمة العلماء، فمن ذلك أنه لما ترجم لأبي طاهر السِّلفي كما في السير {21/ 6} قال: \". . . فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي ـ بفتحتين ـ وهو من كان على مذهب السلف \".
وقال لما ترجم لابن لصلاح ـ رحمه الله ـ في التذكرة {4/ 1431} قال: \"قلت ـ أي الذهبي ـ وكان سلفياً حسن الاعتقاد كافا عن تأويل المتكلمين مؤمناً بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق. . . \".
وقال في السير {13/ 380} عند كلامه على ما يحتاج إليه الحافظ: \" قلت ـ أي الذهبي ـ: “الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقياً ذكياً. . .، زكياً حيياً، سلفياً ... \".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في السير أيضاً {16/ 457} عند ترجمة الدارقطني: \"وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شئ أبغض إلي من علم الكلام. سمع هذا القول منه أبو عبدالرحمن السلمي. قال الذهبي: \"قلت: لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً ... \".
وقال في معجم الشيوخ عند ترجمة محمد بن محمد بن المفضل البهراني ترجمة رقم {843}: \". . . وكان ديناً خيراً سلفياً مهيباً تام الشكل. . .\".
وقال في معجم الشيوخ أيضاً عند ترجمة يحيى بن إسحاق بن خليل الشيباني رقم {957}: “وكان عارفاً بالمذاهب خيراً متواضعاً سلفياً حميد الأحكام. . . \".
وقال في السير {13/ 183} في ترجمة يعقوب بن سفيان الفسوي رقم {106}: \". . . وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفياً. . .\".
ثالثاً: كثيراً ما ينسب بعض الأئمة نفسه أو غيره إلى الأثر، فيقول: {الأثري} وهي نسبة تساوي السلفي من ذلك أن الإمام الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ لما ترجم للإمام أبي إسماعيل عبدالله بن محمد الهروي كما في السير {18/ 506} قال:
\". . . وكان شيخ الإسلام أثرياً قُحَّاً ينال من المتكلمة \".
وقد انتسب إليه كثير من الأئمة العلماء رحمهم الله.
رابعاً: قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ \" فنحن والحمد لله متبعون غير مبتدعين، مقلدون للكتاب والسنة وصالح سلف الأمة على مذهب أهل السنة والجماعة الذي هو أمر الله ورسوله \".
[عقيدة الشيخ محمد عبدالوهاب السلفية للشيخ صالح العبود ص 220]
ويقول الشيخ عبدالله ابن الشيخ محمد عبدالوهاب: \"مذهبنا في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة، وطريقتنا طريقة السلف التي هي الطريق الأسلم بل والأعلم والأحكم خلافاً لمن قال: طريق الخلف أعلم \" [الدرر السنية 1/ 126]
وقال ابناه الشيخ حسين والشيخ عبدالله لما سئلا عن عقيدته:
\"عقيدة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ الذي يدين الله بها هي عقيدتنا وديننا الذي ندين الله به وهو عقيدة سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهو اتباع ما دل عليه الدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم \" [الدرر السنية 1/ 122ـ123]
خامساً: قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ: \"وليست الوهابية مذهباً خامساً كما يزعمه الجاهلون والمغرضون وإنما هي دعوة إلى العقيدة السلفية وتجديد لما درس من معالم الإسلام والتوحيد \" [فتاواه 3/ 1306]
وقال في وصيته لبعض طلاب العلم: \"ونوصيك بالالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فهي جامعة سلفية تعلم طلابها عقيدة أهل السنة والجماعة \".
[فتاواه 1/ 98]
سادساً: جاء في فتاوى اللجنة الدائمة رقم {6149} {2/ 164}:
\"س / أريد تفسيراً لكلمة السلف ومن هم السلفيون. . .؟
ج / السلف هم أهل السنة والجماعة المتبعون لمحمد صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة، ولما سئل صلى الله عن الفرقة الناجية قال: \"هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي. . . .\".
وجاء في الفتوى رقم {1361} {1/ 165}:
\"س / ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج / السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى {رضي الله عنهم} الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: {خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته} رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم \".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبدالله بن قعودعبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعاً: قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة الواسطية {1/ 53ـ54} ما نصه: \". . .يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون، وأشعريون، وماتريديون، فهذا خطأ نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون!! فماذا بعد الحق إلا الضلال، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين. فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة. فمن هو؟! الأشعرية؟ أم الماتريدية؟ أم السلفية؟ نقول: من وافق السنة فهو صاحب السنة، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة، فنحن نقول: السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً، والكلمات تعتبر بمعانيها. لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن، وكيف يمكن أن نقول: عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي \".
وقال في شرح العقيدة السفارينية الشريط الأول ما نصه: \"من هم أهل الأثر؟ هم الذين اتبعوا الأثار، اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف. . . \".
ثامناً: قال العلامة المحدث الشيخ محمد ناصرالدين الألباني - رحمه الله - في جوابه على سؤال نصه:
\"لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب. قال: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: \"فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك \".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي} وكأنه يقول: {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك}.
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم: \"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم \".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه. . . ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: {أنا سلفي} \". [مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87]
تاسعاً: قال الشيخ صالح الفوزان في كتابه البيان {ص 130} ما نصه:
\". . . فهذان الحديثان يدلان على وجود الافتراق والانقسام والتميز بين السلف وأتباعهم وبين غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسلف ومن سار على نهجهم مازالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة، ويسمونهم أهل السنة والجماعة، وأتباع السلف الصالح، ومؤلفاتهم مملوءة بذلك، حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف \".
وقال أيضاً {ص 156}: \". . . كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة؟! وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة، وحق وهدى؟!
قال تعالى:
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم. .}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين. .}.
فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم\".
وقال في المصدر السابق ص {133} في رده على قول البوطي: \"إن السلفية لا تعني إلا مرحلة زمنية \".
قال: \"ونقول: هذا التفسير للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة تفسير غريب وباطل، فهل يقال للمرحلة الزمنية بأنها سلفية؟! هذا لم يقل به أحد من البشر، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: {خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم} الحديث، فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية، ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها: {إنها في النار إلا واحدة}.
ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف، وتسير عليه، فقال: {هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي. . .} فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة، وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار. . . \".
وقال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان {التحذير من البدع} الشريط الثاني، وذلك جواباً على سؤال نصه:
\"فضيلة الشيخ. هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟.
قال في الجواب: السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً، وإنما هم جماعة، جماعة على السنة وعلى الدين، هم أهل السنة والجماعة، قال صلى الله عليه وسلم: {لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم}، وقال صلى الله عليه وسلم: {وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي}.
فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم \".
عاشراً: قال الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله ـ في الصفات الإلهية ص {64 ـ65}: \"ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه وبطبيعة الدعوة إليه. فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين. بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة وهم أصحاب هذا المنهج وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة من قوله صلى الله عليه وسلم: {لاتزال طائفة من أمتى منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم} \".
حادي عشر: قال الشيخ صالح بن عبدالله العبود في كتابه عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية ص {1/ 254ـ255}: \"إن المراد من التعبير بالسلفية هو اتباع طريقة السلف الصالح من هذه الأمة المسلمة الذين هم أهل السنة والجماعة ومعنى ذلك هو الإجماع والاجتماع على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره باطناً وظاهراً واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان. . . \"الخ.
ثاني عشر: قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في حكم الانتماء ص {90}:
(يُتْبَعُ)
(/)
\"وإذا قيل {السلف} أو {السلفيون} أو لجادتهم {السلفية}، فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح جميع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فمن تبعهم بإحسان، دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ من الخلوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم أو رسم، ومن هنا قيل لهم {الخلف} والنسبة {خلفي} والثابتون على منهاج النبوة نسبوا إلى سلفهم الصالح في ذلك فقيل لهم {السلف، والسلفيون} والنسبة إليهم {سلفي} \".
وقال في حلية طالب العلم ص {12}: \"كن سلفياً على الجادة، على طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين؛ من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع\".
ثالث عشر: وقال الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي في كتابه {موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع} ـ رسالة دكتوراه ـ بإشراف الأستاذ الدكتور الشيخ: أحمد عطية الغامدي {1/ 63}، قال: \"وليس من الابتداع في شئ أن يتسمى أهل السنة بـ {السلفي}؛ بل إن مصطلح السلف يساوي تماماً مصطلح أهل السنة والجماعة، ويدرك ذلك بتأمل اجتماع كل من المصطلحين في حق الصحابة فهم السلف، وهم أهل السنة والجماعة\".
وقال صلاح الدين مقبول في كتابه دعوة شيخ الإسلام {1/ 57}: \"إن السلفية هي العودة بالأمة إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، في العقيدة والعمل، والسياسة والاجتماع، والمعيشة والاقتصاد، وغيرها من نواحي الحياة.
وهي تمثل تعاليم الإسلام النقية من أكدار الجمود والركود، والشرك والوثنية، والبدع والأهواء، والخرافات والأوهام، والعادات والتقاليد.
وهي تعبير دقيق عن الإسلام الخالص، الخالي من الشوائب كلها.
ولم يخل أي عصر من عصور التأريخ من القرون المشهود لها بالخير حتى الآن من حملة المذهب السلفي، الذي هو التعبير الأدق عن الاعتصام بالكتاب والسنة عقيدة وعملاً، ومنهجاً وسلوكاً \".(/)
((231)) رسالة دكتوراه وماجستير في علوم شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 01:15]ـ
((231)) رسالة دكتوراه وماجستير في علوم شيخ الإسلام ابن تيمية
هذه أسماء رسائل علمية من ماجستير ودكتوراه، في علوم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كنت قد جمعتها من موقع شيخ الإسلام ومواقع بعض الجامعات ومن مشاركات بعض أهل الفضل في بعض المنتديات، ونرجوا من أي فاضل إن نشط لذلك أن يتفضل ويتكرم بنسخ روابطها حتى تعم الفائدة للجميع.
رسائل الدكتوراه والماجستير المؤلفة في علوم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
[1] الدراسات اللغوية والنحوية في ملفات شيخ الإسلام ابن تييمة وأثرها في استنباط الأحكام الشرعية تاليف الدكتور هادي أحمد فرحان الشجيري.
[2] آراء المرجئة في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد تأليف الدكتور عبد الله بن محمد بن عبد العزيز المسند عضو هيئة التدريس في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.
[3] الفكر السياسي عند ابن تيمية إعداد: الدكتور بسام عطية إسماعيل فرج.
[4] نظرية مقاصد الشريعة بين شيخ الإسلام ابن تيمية وجمهور الأصوليين تأليف الباحث: عبدالرحمن يوسف القرضاوي
[5] ترجيحات شيخ الإسلام ابن تيمية في النكاح دراسة مقارنة تأليف ابتسام عويد عياد المطرفي.
[6] القواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في فقه الأسرة تأليف: محمد بن عبد الله بن عابد الصواط.
[7] القواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في الأقضية والشهادات والقسمة والإقرارات تأليف: عبد الله عبيد عامر النفاعي.
[8] القواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب: الزكاة، والصوم، والحج تأليف: حليمة بنت حسن بن محمد برناوي.
[9] موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من الكرامية في الإلهيات تأليف: عبد القادر محمد عبد الله.
[10] ابن تيمية والسماع الصوفي من خلال كتاب الاستقامة تأليف: عبدالعزيز علي العقلا.
[11] المسائل العقدية التى حكى فيها ابن تيمية الإجماع في أبواب: النبوات، القدر, اليوم الآخر، الإمامة والخلافة، الفرق تأليف: ناصر بن حمدان الجهني.
[12] لقواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابي الجهاد والوقف تأليف: محمد بن مرزا عالم البخاري.
[13] إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية مع المقارنة بكتاب إعجاز القرآن للباقلاني تأليف د. محمد بن عبد العزيز العواجي.
[14] شيخ الإسلام ابن تيمية محدثا تأليف د. عدنان محمد شلش.
[15] منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة التوحيد تأليف: الشيخ د. إبراهيم البريكان.
[16] استدراكات ابن تيمية فيما نسب الى الامام احمد في العبادات (ملخص رسالة جامعية) المؤلف: ابراهيم بن عبد العزيز الغنام , رسالة ماجستير المشرف: يوسف بن عبد الله الشبيلي 1425هـ.
[17] دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد تأليف الشيخ عبد الله بن صالح الغصن.
[18] جهود الامامين ابن تيمية وابن قيم الجوزية فى دحض مفتريات اليهود تأليف سميرة عبد الله بكر بناني، رسالة جامعية لنيل درجة الماجستير من أم القرى مكة المكرمة 1418 هـ
[19] معالم وضوابط الاجتهاد عند شيخ الإسلام ابن تيمية، 346ص، دار النفائس، عَمَّان، 1422هـ، تأليف دكتور: علاء الدين حسين رحال.
[20] جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير المسائل المتعلقة بأسماء الله الحسنى وشرحهاوالرد على المخالفين، سعيداني أرزقي، رسالة دكتوراه: الجامعةالإسلامية.
[21]
[22] مقضيات صفات الله تعالى من خلال كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، سليمان بيل، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
[23] جواب أهل العلم بتحقيق ما أخبر به رسول الرحمن من أن (قل هو الله أحد) تعدل ثلثالقرآن، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، تحقيق سليمان بن عبد اللهالغفيص، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعودالإسلامية.
[24] آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية (الكلابية والسالمية) رسالة دكتوراه عبد الرحمن بن عبد الله الشدي
[25] آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الباطنية)
رسالة دكتوراه حمود بن غزاي الحربي
(يُتْبَعُ)
(/)
[25] آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (المرجئة) رسالة دكتوراه: عبد الله بن محمد السند
[26] آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الصوفية) رسالة دكتوراه، محمد بن عبد الرحمن العريفي
[27] آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الخوارج والشيعة) رسالة دكتوراه، محمد بن ناصر السحيباني
[28] آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الجهمية والمعتزلة) رسالة دكتوراه، يوسف بن محمد السعيد
[29] اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية، رسالة دكتوراه: ت / ناصر بن عبد الكريم العقل
[30] السببية عند أهل السنة والمخالفين من خلال مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية0 رسالة دكتوراه، توفيق محمد المحيش
[31] شرح الأصبهانية لابن تيمية، رسالة دكتوراه: محمد بن عودة السعوي
[32] كتاب التسعينية لابن تيمية، رسالة دكتوراه: محمد بن إبراهيم العجلان
[33] كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية، رسالة دكتوراه: حمدان بن محمد الحمدان
[34] كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية، رسالة دكتوراه: عبد العزيز بن إبراهيم العسكر
[35] كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية، دكتوراه: علي بن حسن ناصر
[36] كتاب بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الاتحاد من القائلين بالحلول والاتحاد لابن تيمية، دكتوراه، موسى بن سليمان الدويش
[37] كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية، دكتوراه: أحمد بن معاذ حقي
[38] كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية، دكتوراه: راشد بن حمد الطيار
[39] الأهداف التربوية السلوكية من خلال المجلد العاشر من مجموع فتاوى ابن تيمية /فوزية رضا أمين خياط -: ماجستير
[40] كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية، دكتوراه: رشيد بن حسن الألمعي
[41] كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية، دكتوراه، سليمان بن عبد الله الغفيص
[42] كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية، دكتوراه، عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى
[43] كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية، دكتوراه، محمد بن عبد العزيز اللاحم
[44] كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية، دكتوراه، محمد بن عبد الله البريدي
[45] كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية، دكتوراه، يحيى الهنيدي
[46] منهج شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – في بيان البدع والرد عليها،، دكتوراه، فهد بن سعود المقرن
[47] منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة التوحيد،، دكتوراه، إبراهيم بن محمد البريكان
[48] موقف ابن تيمية من الأشاعرة، دكتوراه، عبد الرحمن بن صالح المحمود
[49] موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من آراء الفلاسفة ومنهجه في عرضها،، دكتوراه، صالح بن غرم الله الغامدي
[50] موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من المسائل التي كفر بها الغزالي الفلاسفة والتي بدعهم فيها - دراسة تحليلية ونقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة،، دكتوراه، هيا بنت إسماعيل آل الشيخ.
[51] الموارد العلمية لابن تيمية في تقرير عقيدة أهل السنة والرد على المخالفين " مسائل أصول الإيمان "،، دكتوراه، هيا بنت صالح الخميس
[52] الموارد العلمية لابن تيمية في تقرير عقيدة أهل السنة والرد على المخالفين " موارد مسائل الإيمان والصحابة والفرق والديانات– ريمة بنت محمد العبد المنعم.
[53] التدمرية لابن تيمية - ماجستير- محمد بن عودة السعوي
[54] تفسير سورة الإخلاص لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية - ماجستير- فوزية بنت محمد البدر
[55] شرح حديث النزول لابن تيمية - ماجستير- محمد بن عبد الرحمن الخميس
[56] كتاب التحفة العراقية لابن تيمية - ماجستير- يحيى بن محمد هنيدي
[57] كتاب الفتوى الحموية-دراسة وتحقيق- لابن تيمية - ماجستير- حمد بن عبد المحسن التويجري
[58] كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية- ماجستير- عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى
(يُتْبَعُ)
(/)
[59] الرد على الإخنائي، لشيخ الإسلام ابن تيمية. تحقيق ودراسة. - ماجستير- أحمد مونس خلف العنزي
[60] كتاب الاستغاثة المعروف بالرد على البكري لشيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية. دراسة وتحقيق - ماجستير- عبدالله بن دجين السهلي
[61] كتاب شرح كلمات الشيخ عبدالقادر الكيلاني من فتوح الغيب لشيخ الإسلام ابن تيمية. دراسة وتحقيق.، - ماجستير- إبراهيم محمد عبدالله السياري
[62] المصطلحات العقدية المتعلقة بأركان الإيمان الواردة في كتاب تعارض العقل والنقل لإبن تيمية. عرض ودراسة. - ماجستير- هند عبد المحسن الفرحان
[63] منهج ابن تيمية في تقرير أحكام السب من خلال كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول. عرض ودراسة. - ماجستير- صالح بن سعود المجيش
[64] موقف ابن تيمية من مفهوم النبوة والولاية لدى المتصوفة. - ماجستير- باتي إمباكي محمد إمبك
[65] الحكم الموافق لأصل الإمام أحمد أو نصه عند ابن تيمية في العبادات دراسة فقهية مقارنة في المذهب الحنبلي - ماجستير- فيصل بن يحي معافا
[66] منهج ابن تيمية في مسألة التكفير /اعداد عبدالمجيد بن سالم بن عبدالله المشعبي،، رسالة (دكتوراه) - الجامعة الاسلامية،
[67] وصف الله نفسه " /تأليف ابي العباس احمد بن عبدالحليم بن تيمية؛ تحقيق و تعليقرشيد بن حسن محمد علي رسالة (دكتوراه)
[68] في لفظ اللقاء /تأليف ابي العباس احمد بن عبدالحليم بن تيمية؛ تحقيق و تعليق محمدبن عبدالله البريدي رسالة (دكتوراه (
[70] ((قال الله تعالى)) / لاحمد بن تيمية؛ تحقيق و تعليق قام باعداده سليمان بن عبدالله بنسليمان الغفيص؛ رسالة (دكتوراه (
[71] الاصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات و الرد عليها من كلام شيخ الاسلامابن تيمية رحمة الله تعالى /اعداد عبدالقادر بن محمد عطا صوفي رسالة (دكتوراه)
[72] جهود شيخ الاسلام ابن تيمية في توضيح توحيد العبادة /اعداد احمد بن عبداللهالغنيمان رسالة (دكتوراه (
[73] النبوات /تأليف احمد بن عبدالحليم بن تيمية؛ دراسة و تحقيق عبدالعزيز بن صالح بنابراهيم الطويان، رسالة (دكتوراه)
[74] جهود شيخ الاسلام ابن تيمية في الرد على القبوريين مع تحقيق كتابه " الجواب الباهرفي زوار المقابر " /اعداد ابراهيم بن خالد بن – ماجستير –
[75] الرسالة البعلبكية /تأليف احمد بن عبدالحليم بن تيمية؛ دراسة و تحقيق مريم بنتعبدالعالي بن غالي الصاعدي. رسالة (ماجستير (.
[76] المنظومة التائية في القدر لشيخ الاسلام ابن تيمية و شرحها /تأليف ابي الربيع نجمالدين سليمان بن عبدالقوي الطوفي الصرصري؛ اعداد محمد نور الاحسان بن علي يعقوب رسالة (ماجستير (.
[77] موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من تقديس الاماكن و الازمان / اعداد ابو بكر صار؛اشراف عطية بن عتيق الزهراني
رسالة (ماجستير).
[78] المسائل العقدية التى حكى فيها شيخ الاسلام ابن تيمية الاجماع في ابواب: الايمانبالله و الملائكة و الكتب: جمعا و دراسة / اعداد علي بن جابر بن صالح العلياني؛ رسالة (ماجستير (.
[79] قواعد الاسماء و الاحكام عند شيخ الاسلام ابن تيمية / محمد بن بسيس بن مقبولالسفياني؛ اشراف احمد بن سعد بن حمدان الغامدي رسالة (ماجستير).
[80] الايمان الكبير / لأحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية؛ دراسة و تحقيق محمدسعيد ابراهيم سيد احمد؛ اشراف احمد
عبدالرحيم السايح رسالة (دكتوراه (.
[81] المسائل العقدية التي حكى فيها شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع في ابواب التوحيد: جمعا و دراسة / اعداد خالد بن مسعود الجعيد؛ رسالة (ماجستير)
[82] جهود شيخ الإسلام ابن تيميه في الدفاع عن آل البيت للطالب: خالد الرباح، ماجستير.
[83] عنوان الكتاب: القواعد الأصولية عند ابن تيمية وتطبيقاتها في المعاملات التقليدية والإقتصاديات المعاصرة المؤلف: الدكتور محمد بن عبدالله بن الحاج التمبكتي الهاشمي رسالة دكتوراه مقدمة لكلية الشريعة والقانون بجامعة أم درمان بالسودان
[84] تحرير منشأ الخلاف في مسائل العقيدة عند شيخ الإسلام ابن تيمية / عبداللطيف بن حميد القريقري – ماجستير.
[85] آل البيت عند ابن تيمية وموقفه من المخالفين للباحث:/ عمر بن صالح القرموشي .. (رسالة دكتوراه).
(يُتْبَعُ)
(/)
[86] المغول في كتابات ابن تيمية مي شحاته "
[87] مارجحة شيخ الإسلام ابنتيميهمن روايات الإمام أحمد - دكتوراه
العباس
[88] اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية في القضاء /عبدالله عبدالعزيز منصور الصغير -: ماجستير
[89] القواعد والضوابط الفقهية عند ابن تيمية في المعاملات المالية /إبراهيم علي طنيجي -: ماجستير
[90] لمقاصد الشرعية من الإمامة الكبرى عند شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - دراسة مقارنة بالأنظمة /مسفر علي محمد الخداش القحطاني -: ماجستير.
[91] اختيارات ابن تيمية في التفسير من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة النساء: جمعا وترتيبا ودراسة /محمد زيلعي هندي -: دكتوراه
[92] تخريج الأحاديث والآثار الواردة في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: المجلد الثاني والعشرين من بداية فصل "أما الأكل واللباس " (ص 310) حتى نهاية فصل "وعد التسبيح بالأصابع سنة" (ص 524) /إبراهيم عبدالله صالح الدويش -: دكتوراه
[93] منهج ابن تيمية في التفسير /سعدي أحمد زيدان -: دكتوراه
[94] موقف الإمام تقي الدين أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية من قضية قدم العالم /فراس علي السيد الشياب -: ماجستير.
[95] نقد الإمام ابن تيمية للثقافات التحريفية: الغلو الصوفي نموذجا /عرفات كرم مصطفى البارزاني -: ماجستير
[96] الأسماء والصفات والأفعال عند شيخ الإسلام ابن تيمية /أحمد الزيادي -: دكتوراه
[97] المنهج التربوي للإمام ابن تيمية في تغيير واقع المجتمع الإسلامي في بلاد الشام /إبراهيم صالح العمري -: ماجستير
[98] القواعد الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في الأقضية والشهادات والاقرارات والقسمة /منسي محمد وافي القرشي -: ماجستير.
[99] البلاغة عند ابن تيمية: دراسة وتقويما /إبراهيم منصور التركي -: ماجستير
[100] مقاصد الشريعة عند ابن تيمية /يوسف أحمد بدوي -: دكتوراه
[101] جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توضيح المسائل الكلية للأسماء والصفات عند السلف /ذياب بن مدخل بن دخيل العلوي -: ماجستير.
[102] الحكم الشرعي عند ابن تيمية: جمعا ودراسة /عبدالرحمن عبدالله البراهيم -: ماجستير.
[103] توحيد الإلوهية عند الشيخ تقي الدين أحمد بن عبدالحليم بن تيمية /عدنان مصطفى إبراهيم خطاطبة -: ماجستير.
[104] العقيدة في كتب ابن تيمية /عبدالسلام السفياني -: دكتوراه
[105] الحافظ ابن تيمية وجهوده في علم أصول الفقه والمقاصد /محمد آيت بلا -: ماجستير
[106] ابن تيمية ومنهجه في التفسير /علي سيف عبدالقادر -: ماجستير
[107] جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض استدلالات أهل الأهواء بالنصوص الشرعية على بدعهم /منير شديد محمد منير السبيعي -: ماجستير
[108] ابن تيمية ومنهجه في مقارنة الأديان السماوية /عبدو علي الأحمد -: ماجستير
[109] أثر علم المنطق في الدراسات العقدية عند شيخ الإسلام ابن تيمية /عبدالقادر بطار -: ماجستير
[110] البحث الدلالي عند ابن تيمية /خالد أحمد محمد الغامدي -: ماجستير
[111] آيات الأحكام عند شيخ الإسلام ابن تيمية: قسم العبادات والمعاملات /وليد محنوس الزهراني -: ماجستير
[112] آيات الأحكام عند شيخ الإسلام ابن تيمية: كتاب النكاح والجنايات والقضايا /عبدالحي دخيل المحمدي -: ماجستير
[113] القواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في الإيمان والأقضية والشهادات /عبدالله الحاج محمد التمبكتي -: ماجستير
[114] سد الذرائع عند شيخ الإسلام ابن تيمية: دراسة أصولية مقارنة /إبراهيم مهنا عبدالله مهنا -: ماجستير
[115] الإجماعات الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى /عبدالرشيد بن محمد أمين بن قاسم -: دكتوراه.
[116] القواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في الجنايات والعقوبات /عبدالرشيد بن محمد أمين بن قاسم -: ماجستير
[117] موقف ابن تيمية من الأشاعرة /محمد محمد الحاج حسن -: ماجستير
[118] نظرية المحبة عند ابن تيمية /رزق يوسف علي الشامي -: ماجستير
[119] الحسبة في التاريخ الإسلامي: دراسة مقارنة لكتابي نهاية الرتبة في طلب الحسبة للشيزري والحسبة في الإسلام لابن تيمية /صبحي عبدالمنعم محمد أبوزيد -: ماجستير
(يُتْبَعُ)
(/)
[120] أسس الاتفاق بين السلفية ومشايخ الصوفية في تراث ابن تيمية /الطبلاوي محمود حسين سعد -: دكتوراه.
[121] موقف ابن تيمية من فلسفة ابن رشد /الطبلاوي محمود حسين سعد -: ماجستير.
[122] مفهوما الملكية وتوزيع الثروات بين ابن تيمية وابن خلدون /صلاح عثمان مال الله -: ماجستير
[130] أصول الفقه وابن تيمية /صالح بن عبدالعزيز المنصوري -: دكتوراه.
[131] جلاء العينين في محاكمة الأحمدين لأبي البركات البغدادي: دراسة وتحقيق /داؤود عثمان -: دكتوراه
[132] الشيعة والتشيع في فكر ابن تيمية /عبدالكريم فضيلي -: ماجستير
[133] العقوبات التعزيرية عند ابن تيمية: دراسة تأصيلية مقارنة بالنظام /عبدالعزيز بن سعود المطيري -: دكتوراه
[134] منهج ابن تيمية في الرد على النصارى /كريمة بن جاب الله -: ماجستير.
[135] الإلهيات عند ابن تيمية /زهير بن عمر -: ماجستير
[136] القياس عند ابن تيمية /محمد جعيجع -: ماجستير.
[137] نقد ابن تيمية للكسب الأشعري /لخضر بوزرارة -: ماجستير
[138] الأصول المنهجية للعقيدة السلفية مع مقارنة شاملة بين منهج الإمام الأشعري ومنهج الإمام ابن تيمية: تحقيق ودراسة /محمد فريجة -: ماجستير
[139] الأصول المنهجية للعقيدة السلفية مع مقارنة شاملة بين منهج الإمام الأشعري ومنهج الإمام ابن تيمية: تحقيق ودراسة /محمد فريجة -: ماجستير.
[140] الإيمان الأوسط لشيخ الإسلام ابن تيمية: تحقيق ودراسة /علي بخيت الزهراني -: دكتوراه.
[141] مجاهدات ابن تيمية ضد البدع مع ترجمة بحاشية لكتابه: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم /محمد عمر ميمون -: دكتوراه.
[142] ابن تيمية وآثاره في الدراسات الحديثية /نادية البقالي -: ماجستير
[143] العقد في الفقه الإسلامي مع دراسة تطبيقية لعقد البيع وموقف شيخ الإسلام ابن تيمية من ذلك /سميرة هاشم إحسان هندي -: دكتوراه
[144] موقف ابن تيمية ومدرسته للتصوف /شوقي بشير عبدالمجيد -: ماجستير
[145] ابن تيمية وموقفه من الفرق الباطنية والفكر الإسلامي /ناصر عبدالرؤوف بهاء الدين -: ماجستير
[146] أسباب التأثر الثقافي بشيخ الإسلام ابن تيمية ومظاهره في العصر الحديث /عبدالله بن محمد الصرامي -: دكتوراه
[147] دلالات الألفاظ عند شيخ الإسلام ابن تيمية: جمعا وتوثيقا ودراسة /عبدالله بن سعد الكليب -: ماجستير.
[148] القواعد والضوابط الفقهية للمعاملات المالية عند شيخ الإسلام ابن تيمية: جمعا ودراسة /عبدالسلام بن إبراهيم الحصين -: ماجستير
[149] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تحقيق ودراسة وتخريج الأحاديث والآثار الواردة في المجلد الثالث والعشرين من أوله إلى نهاية المسألة العاشرة من الفصل الرابع من باب صلاة التطوع /شيخة مفرج المفرج -: دكتوراه
[150] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تحقيق ودراسة وتخريج الأحاديث والآثار الواردة في المجلد الرابع والعشرين من صفحة 244 إلى 263 نهاية باب صلاة الكسوف /حمد بن إبراهيم الشتوي -: دكتوراه
[151] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تحقيق ودراسة وتخريج الأحاديث والآثار الواردة في المجلد الثاني والعشرين, من أوله حتى آخر فصل أما قيام الليل /عادل بن محمد بن عبدالعزيز السبيعي -: دكتوراه
[156] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تخريج الأحاديث والآثار من بداية كتاب الجنائز في المجلد الرابع والعشرين إلى نهاية مسألة الاقتصاد في الأعمال من كتاب الصوم في المجلد الخامس والعشرين: تحقيق ودراسة /بسام بن عبدالله صالح الغانم -: دكتوراه
[157] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تحقيق ودراسة وتخريج أحاديث وآثار المجلد الثاني والعشرين, من بداية فصل أما الأكل واللباس حتى نهاية المجلد /إبراهيم بن عبدالله بن صالح الدويش -: دكتوراه.
[158] القواعد الخمس الكبرى وما يتعلق بها في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: جمع ودراسة /إسماعيل حسن محمد علوان -: دكتوراه
[159] نظام الأسرة عند ابن تيمية في الزواج وآثاره /محمد أحمد الصالح -: دكتوراه.
[160] النظرية الخلقية عند ابن تيمية /محمد عبدالله عفيفي -: دكتوراه
[161] النبوة بين الإمام الغزالي وشيخ الإسلام ابن تيمية /محمد الداة أحمد -: دكتوراه
(يُتْبَعُ)
(/)
[161] الأخلاق الإسلامية وأصولها العقدية بين مسكويه وابن تيمية /إيمان يحيى مطهر -: ماجستير
[162] قضية التأويل عند الإمام ابن تيمية /محمد السيد مرسي الجليند -: ماجستير
[163] نظرية المنطق بين شيخ الإسلام ابن تيمية وفلاسفة الغرب /جلال أحمد عبدالنبي -: ماجستير
[164] الفكر الفقهي عند ابن تيمية /أحمد يوسف سليمان شاهين -: دكتوراه
[165] الفلسفة السياسية عند ابن تيمية /حسن كونا كاتا -: دكتوراه
[166] ابن تيمية وموقفه من أهم الفرق والديانات في عصره /محمد بن علي عثمان حربي -: دكتوراه
[167] منهج الإمام ابن تيمية في الدعوة الإسلامية /محمد أحمد دياب عبدالحافظ -: دكتوراه
[168] العقيدة السلفية بين الإمام ابن حنبل والإمام ابن تيمية: دراسة مقارنة /سيد عبدالعزيز محمد -: دكتوراه
[169] ابن تيمية ودوره في التفسير: 661 - 728هـ /إبراهيم خليل بركة -: ماجستير
[170] الصفات الخبرية عند شيخ الإسلام ابن تيمية /جوادي محمد نجيب -: ماجستير
[171] ابن تيمية وسلطة النص /أحمد برة -: ماجستير
[172] تكامل المنهج المعرفي عند ابن تيمية /إبراهيم عقيلي -: ماجستير
[173] الأبعاد الدلالية للتركيب: دراسة للمفاهيم اللغوية في تراث ابن تيمية /أحمد طاهر عبدالرحمن النقيب -: ماجستير
[172] المنطق عند ابن تيمية /عفاف عبدالعزيز زين العابدين الغمري -: ماجستير
[173] أثر القرآن على منهج التفكير الفلسفي عند ابن تيمية (661 - 728 هـ / 1263 - 1328 م) /محمود السعيد طه الكردي -: دكتوراه
[174] تفسير ابن تيمية بين النظرية والتطبيق /صبري المتولي المتولي -: ماجستير
[175] تراث ابن تيمية الأدبي والنقدي: دراسة وتقويم /هيا خليفة عبدالله الخليفة -: ماجستير
[176] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تحقيق ودراسة وتخريج الأحاديث والآثار الواردة من المجلد الحادي والعشرين /عبدالله بن شاكر الجهني -: دكتوراه
[177] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تخريج الأحاديث والآثار من المجلدين التاسع عشر والعشرين /سمير بن سليمان العمران -: دكتوراه
[178] آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في علوم القرآن: عرض ودراسة /يوسف بن جاسر الجاسر -: ماجستير
[179] منهج ابن تيمية في دراسة النصرانية /عبدالراضي محمد عبدالمحسن -: ماجستير
[180] توثيق متون السنة عند ابن تيمية /رمضان الحسنين جمعة -: ماجستير
[181] الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية ت 728 هـ: تحقيق ودراسة /أحمد علي أحمد موافي -: ماجستير
[182] نقد ابن تيمية للمنطق المشائي: الأصول التجريبية /محمود يعقوبي -: ماجستير
[183] موقف مدرسة ابن تيمية من التصوف /مصطفى محمد حلمي سليمان -: دكتوراه
[184] تخريج الأحاديث والآثار الواردة في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية من أول المجلد السابع عشر إلى صفحة (296) فصل: وقد احتج ب (سورة الإخلاص) /سعد عبدالعزيز سعد الزيد -: دكتوراه
[185] تفسير آيات أشكلت لشيخ الإسلام ابن تيمية: دراسة وتحقيق /عبدالعزيز بن محمد الخليفة -: ماجستير
[186] من اختيارات شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابي الطهارة والصلاة: دراسة مقارنة /سليمان صالح عبدالله الخليوي -: ماجستير
[187] الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص) لابن تيمية: القسم الثاني /محمد كبير أحمد شودري -: ماجستير
[188] الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص) لابن تيمية: القسم الأول /محمد عبدالله الحلواني -: ماجستير
[189] بين ابن تيمية وابن رشد في الإلهيات /منيف عايش مرزم العتيبي -: ماجستير
[190] القواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية: من الطهارة إلى الحج /ناصر عبدالله عبدالعزيز الميمان -: ماجستير
[191] الحسبة النظرية والعملية عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله /ناجي بن محمد حضيري -: دكتوراه
[192] مقاصد الشريعة عند ابن تيمية /سليمان بن محمد الحسن -: دكتوراه
[193] شرح العمدة لابن تيمية: باب المياه, والأواني, دخول الخلاء, والوضوء /سعود بن صالح العطيشان -: ماجستير
[193] موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية الصفات الإلهية /محمد يوسف هارون -: ماجستير
[194] شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه /عبدالرحمن بن عبدالجبار الفريوائي -: دكتوراه
(يُتْبَعُ)
(/)
[195] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تخريج الأحاديث والآثار من أول الجزء الثاني عشر إلى نهاية الجزء الرابع عشر /عبدالله بن ظافر العمري -: دكتوراه
[196] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تخريج الأحاديث والآثار الواردة من أول الجزء الخامس عشر إلى نهاية الجزء السادس عشر /مهدي بن محمد الحكمي -: دكتوراه
[197] بين ابن تيمية وابن رشد في الإلهيات /ضيف عايش مرزم العتيبي -: ماجستير
[198] شرح العقيدة الاصفهانية حققه محمد بن عودة السعوي في رسالته للدكتوراة.
[199] أصول التفسير بين شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من المفسرين /عبدالله ديرية أبتدون -: ماجستير
[200] النبوة عند الإمام ابن تيمية ورده على المخالفين /سعيد إبراهيم مرعي خليفة -: ماجستير.
[201] جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على ابن سينا في المسائل الإلهية /سعيد إبراهيم سيد أحمد -: دكتوراه.
[202] موقف ابن تيمية من الرازي في الإلهيات /ابتسام أحمد محمد جمال -: دكتوراه
[203] موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من سيف الآمدي والإلهيات /يحيى بن محمد الهنيدي -: دكتوراه
[204] موقف ابن تيمية من النصرانية /مريم عبدالرحمن عبدالله الزامل -: دكتوراه.
[205] منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في الدعوة إلى الله /عبدالله بن رشيد بن محمد الحوشاني -: دكتوراه
[206] منهج ابن تيمية في تأصيل العقيدة الإسلامية /جبران بن أحمد بن صالح -: دكتوراه
[207] موقف ابن تيمية من المعتزلة في مسائل العقيدة /قدرية عبدالحميد شهاب الدين -: ماجستير.
[208] نماذج من الآراء التربوية لابن تيمية /حسين صالح مؤمنة -: ماجستير.
[209] دور ابن تيمية في الجهاد ضد المغول الإيلخانيين /مريم محمد عوض بن لادن -: ماجستير.
[210] موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الرافضة في منهاج السنة /عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله الشمسان -: ماجستير
[211] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تخريج أحاديث وآثار قسمي العقائد والعبادات من المجلد الأول إلى نهاية المجلد الثامن /عبدالله بن عبدالرحمن الشريف -: دكتوراه
[212] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تخريج أحاديث وآثار مجلدات ثلاث: منطق, سلوك, تصوف /عبدالله بن محمد بن عبده الحكمي -: دكتوراه
[213] ابن تيمية ومنهجه في تفسير القرآن /ناصر بن محمد الحميد -: دكتوراه
[214] القواعد الكلية لابن تيمية /محيسن بن عبدالرحمن المحيسن -: ماجستير.
[215] ابن تيمية: منهجه واختياراته الفقهية في الجنايات والحدود /عبدالرحمن بن عبدالله الدباسي -: دكتوراه
[216] شرح العمدة لابن تيمية: مناسك الحج والعمرة /صالح بن محمد الحسن -: دكتوراه
[217] المسودة في أصول الفقه لابن تيمية /أحمد بن إبراهيم الذروي -: دكتوراه
[218] الاختيارات لابن تيمية: القسم الأول /ناصر بن زيد بن ناصر الداود -: ماجستير
[219] ابن تيمية ومنهجه في الفقه /سعود بن صالح العطيشان -: دكتوراه
[220] الخلاف في القواعد الأصولية المتعلقة بدلالة الألفاظ من حيث الشمول وعدمه وموقف شيخ الإسلام ابن تيمية منها /محمد سنان سيف غالب -: دكتوراه
[221] موقف ابن تيمية من التصوف والمتصوفة /أحمد محمود بناني -: ماجستير
[222] آراء ابن تيمية في الحكم والإدارة /حمد بن محمد بن سعد الفريان -: دكتوراه
[223] الدرسالدلالي في كتاب الإيمان لابن تيمية، أبو جنينة، بدور عبد المقصودإبراهيم.
[224] ابنتيمية مؤرخا (661 - 728هـ/1262 - 1328م) علاء الدين عبد الغفار منصور
[225] التأويلبين فخر الدين الرازى و ابن تيمية، القرنشاوى، رمضان على حسن.
[226] المذهبالسلفى (من النصف الثانى من القرن الثالث الى منتصف القرن السابع الهجرى) ابن حنبل:ت:241هـ - 661هـ - ابن تيمية، الخطيب، زين الدين مصطفى زين
[227] المذهبالسلفى من منتصف القرن السابع الى منتصف القرن الثالث عشر الهجرى 661هـ -ابن تيمية - عبد الله بن محمد عبد الوهاب -1242 هـ، الخطيب, زين الدين مصطفى زين
[228] الوحدانيةعند ابن تيميه، احمد, مجدى محمد رياض.
[229] موقفابن تيمية من الفرق الإسلامية، سالم، سعيد محمد عباس.
[230] منهجابن تيمية فى دراسة العقائد، المنسى، ناصر محمد حسن على. .
[231] الآراءالتربوية عند الامام أحمد بن تيمية / سعد، محمود محمد محمد.
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 10:04]ـ
جزاك خير على هذا الفهرس المبارك، وتتميما لهذا النقل أستأذنك بارك الله فيكم في وضع ما هو مرفوع على الانترنت من هذه الرسائل، ولعل الإخوة الأفاضل يكملون ما بقي:
[1] الدراسات اللغوية والنحوية في ملفات شيخ الإسلام ابن تييمة وأثرها في استنباط الأحكام الشرعية تاليف الدكتور هادي أحمد فرحان الشجيري.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3019
سد الذرائع عند شيخ الإسلام ابن تيمية: دراسة أصولية مقارنة /إبراهيم مهنا عبدالله مهنا -: ماجستير
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2638
موقف مدرسة ابن تيمية من التصوف /مصطفى محمد حلمي سليمان -: دكتوراه
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1948
آراء المرجئة في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد تأليف الدكتور عبد الله بن محمد بن عبد العزيز المسند عضو هيئة التدريس في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1883
دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد تأليف الشيخ عبد الله بن صالح الغصن.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1876
موقف ابن تيمية من الأشاعرة، دكتوراه، عبد الرحمن بن صالح المحمود
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1834
منهج ابن تيمية في مسألة التكفير /اعداد عبدالمجيد بن سالم بن عبدالله المشعبي،، رسالة (دكتوراه) - الجامعة الاسلامية
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1492
مقاصد الشريعة عند ابن تيمية /يوسف أحمد بدوي -: دكتوراه
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=129
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 03:48]ـ
[130] أصول الفقه وابن تيمية /صالح بن عبدالعزيز المنصوري -: دكتوراه.
صالح بن عبدالعزيز المنصور .. عميد جامعة الامام في القصيم سابقا (رحمه الله)
ثم الذي يبدو ان هنا خطا في الاعداد , كما هو واضح فيما قبل رقم 130
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 04:57]ـ
جزاك خير على هذا الفهرس المبارك، وتتميما لهذا النقل أستأذنك بارك الله فيكم في وضع ما هو مرفوع على الانترنت من هذه الرسائل، ولعل الإخوة الأفاضل يكملون ما بقي:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3019
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2638
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1948
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1883
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1876
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1834
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1492
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=129
جزاك الله كل خير يا أخي وبارك فيك، وجعل ما قمت به في ميزان حسناتك.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 04:59]ـ
صالح بن عبدالعزيز المنصور .. عميد جامعة الامام في القصيم سابقا (رحمه الله)
ثم الذي يبدو ان هنا خطا في الاعداد , كما هو واضح فيما قبل رقم 130
جزاك الله كل خير يا أخي وبارك فيك وشكرًا جدًا على هذه الملاحظة الجيدة.
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 05:08]ـ
جزاك الله كل خير يا أخي وبارك فيك، وجعل ما قمت به في ميزان حسناتك.
اللهم آمين؛ ولكم بمثل ما دعوتم.
[148] القواعد والضوابط الفقهية للمعاملات المالية عند شيخ الإسلام ابن تيمية: جمعا ودراسة /عبدالسلام بن إبراهيم الحصين -: ماجستير
http://www.t-elm.net/almoshref/play.php?catsmktba=52
ـ[اليسير]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 06:08]ـ
بارك الله فيكم , موضوع رائع.
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 11:14]ـ
ما شاء الله، جهد كبير ومشكور، جزاكم الله خيرًا.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 05:18]ـ
الإخوة الأفاضل: [اليسير - أبو اروى الدرعمي]
بارك الله تعالى فيكم، وجزاكم الله تعالى كل خير على مروركم الكريم.(/)
الأقلام المماليك للشيخ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 10:09]ـ
الأقلام المماليك
بسم الله الرحمن الرحيم ..
القلم يُخلّد ما يسطره، وأما اللسان فجُل ما يلفظه يُطوى ولا يُروى عند الخلق، لذا خصّه الله بالقسم (والقلم وما يسطرون) وقد كان القلم زمناً قسيماً للحكمة، والروية تتبع الخط ما لا تتبع العبارة، والأصل اقتران العلم بالقلم (اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم)، وأما الآن فيحمله كُلُّ أحد، وهو أمارة الساعة، وقبض العلم، في الحديث "بين يدي الساعة يظهر القلم".
وفي هذا الزمن استوى القلم باللسان منزلة، فأصبحت السطور أكثر من الأصوات، واللسان فيه أكثر إنصافاً من القلم، واللفظ أعدل من الخطّ.
وقد كان العقلاء وسادات الناس، يقدم إليهم الرسول أضناه التعب وأنهكه الطريق، ومعه لسان ناطق وعقلٌ يحفظ، ومع ذا فلا يُلتفت إلا لما في يديه من "مكتوب" ممن وراءه، لأن القلم حرٌ مُتجرد، وإناء يُعطي ما وضع فيه، واللسان لا يسلم من نزوة النفس وتأويلاتها.
ومجالس الناس مليئة بفضول القول ورديء اللفظ، ولا يلتفت إلا للمكتوب، لأن القلم قلمٌ واللسان لسان، يحمل اللسان الصغير والكبير والمجنون والعاقل، وأصبح القلم الآن مثله، بل أصبح اللسان أكثر إنصافاً منه، ترى من يكتب المنكر ورديء القول وأمام الناس سيد في الأدب والدين.
وحينما قرن النبي صلى الله عليه وسلم (ظهور القلم) في آخر الزمان مع (قبض العلم) إشارة إلى قَبض الأكفِ الأقلامَ كما تقبض الرؤوسُ الألسنَ بلا لزوم علم ورجاحة عقل.
وأصبحت تبعة القلم أعظم من تبعة اللسان، على الكاتب والقارىء، ففي الخبر (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)، والأقلام أشد أثراً على صاحبها في عاقبته.
وأما القارىء فيُدرك أن الرحم والوشائج بين العلم والقلم منفصلة بالقدر الذي ينفصل معه العلم عن اللسان في الأزمنة الغابرة.
وكثيرٌ من الجهلة المطبوعين يفرغون ما في أذهانهم في الغابر في مجالس أمثالهم، منهم من ينقطع أثر كلامه قبل أن ينطقه بلسانه، ومنهم من لا يبلغ كلامه أذن جليسه، ومنهم من يقتسر المَسامع فيحملها إلى الأذهان عبأً ثقيلا، وتبلغ عقلاء الناس ولا يرفعون بها رأساً.
وكثير ممن له نصيب معرفة، لم يُدرك حقَّ الإدراك أن أقلام اليوم ألسنة الناس في السابق، أدركته سكرة الأقلام فأرسلها وشأنها، وأعفاها من ولاية العقل عليها، وأجراها في الوعر والسهل، و أنطقها بالصواب والخطأ، أكبته حصائدها في النار على وجهه، بعد أن تكسوه في الدنيا سربال عار لا ينسل منه، و تحشر له من العداوات ما لا قرار معه.
وكثير ممن يثق بمنصبه وجاهه أو جودة قلمه يظن أن في ذلك ما يقوم مقام حجته، فيَكتب ويتكلم ولا يستحضر إلا ثقته تلك، ويغيب حينها عنه أن قلوب ذوي العقول موازين لا تزن بها أحداً إلا كادت أن تضعه على حقه في ميزان عدل منها، فلا يزنون بميزانه هو، فإن الهر ليس من قبيلة الأسد، إلا في ميزان أحناش الأرض.
وإذا شُغل قلب الإنسان بشيء فبقدر استعمار ذلك الشيء لقلبه، يكتب ولا يستحضر إلا هو، وينطق ولا يرى إلا هو، وربما حمل القلم ليُخاطب آلاف القراء، والقارى يرى أنه لا يعنيه بل لا يعني إلا واحداً استحوذ على قلبه، ورأى البشر في صورته، يراه في رأس قلمه عند تسطيره، وبين عينيه عند حديثه.
وكثيراً ما يُعظم الكتاب الأمور الصغار في ميزان العقل والنقل، لأنها عظيمة في عين من لا يرون إلا بعينه، وتراخيهم عن الأمور العظام تراخي الحبل لا يجد ما يشده، يسطرون بلا تحقيق، ويتحدثون بلا تمييز، لذا ترى تناقضاً في كتاباتهم، لم يستقر لهم أصل ولم يصح لهم فرع، والفكرة لديهم أشبه بالظل يرمي تارة ويفيء أخرى، لأن الكُتاب متباينون في قدر استعباد قلوبهم وتحررها، وكثير من الكتاب عبيد في نوعٌ من الرق لا يُطرح إلا في سوق الكتابة، ولا يراه إلا الأحرار.
يكتبون ما لا يعتقدون، ومع ذا يدّعون أنه الحق لكسبٍ زائل، وحظ من الدنيا وضيع (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون).
يتدثر الكثير منهم بدثار الحرية، والقلب مملوك، لأن للحُر أخذة تأخذ القلوب إلى التأسي به، والثقة بقوله، وقد كان عمر يضرب الإماء إذا لبسن لباس الحرائر، مغتفراً في ذلك ظهور العورة، معتبراً أن الحرة مطلبٌ وإن شانت، والأمة مزهد وإن زانت، وعين الحرة عفيفة، وعين المملوكة ميالة، وزلة الأمة لا يُعتد بها كالحرة، وزلة الحرة قدوة، وإن اجتمع لباس الحرية وزلة الأمة فذاك مطلب الغرائز، ومجلبة أبناء السفاح.
ونحن في زمن تُضْرَب الأقلام المماليك حتى تلبس لباس الأحرار لتأخذ قلوبَ القراء إلى الاقتداء والتأسي، ويكثر نتاج أفكار السفاح، وقد جاء في "الصحيح" (أنا خصم رجل باع حراً فأكل ثمنه).
تباع وتشترى الأفكار بأقلام مماليك، تتنوع أثمانها بتنوع أطماع حامليها، ومن أحب شيئاً طمع فيه وتنزل في سبيل الوصول إليه، فالكبائر في سبيله صغائر، وإذا كان الحب يعمي عن المساوىء فالبغض يعمي عن الحقائق والمحاسن، وكثيرٌ منهم لا يُدرك أنه عبد مكبل الكفين مغلول الخُطى، إلا عند فراغ قلبه من شاغله، وربما لا يفرغ قلب الواحد منهم إلا عند حضور الأجل!
ومن شغل قلبه بالله وأخلاه عمن سواه، تكلم لله وسكت لله، بالقدر الذي يريد الله، وعرف حدَّه من عَرَض الدنيا، وأن الزيادة على الكفاية نقصان منها.
http://islamlight.ccell.mobi/index.php?option=content&task=view&id=18404&Itemid=25
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 12:38]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك الله في الشيخ الطريفي وزاده علما ورفعة في الدنيا والآخرة(/)
الرد على من نفى إطلاق الذات على الله تعالى
ـ[زياني]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 03:44]ـ
بسم الله وبعد:
فقد ظهر أفراخ من الزنادقة الجهمية ممن ينفي إطلاق الذات على الله جل في علاه، فهالني جدا هذا الأمر، مما جعلني أكتب بحثا في إثبات الذات لربنا جل في علاه، وأنّ ذاته هي نفسُه، بإجماع الخلق أجمعين مسلمين كانوا أو مشركين، إلا بعض الجهمية المرتدين، المنكرين لذات رب العالمين، وليعلم هؤلاء المنكرون، أنهم على منكر جسيم وكفر عظيم، إن لم يتوبوا لرب العالمين، فقد خرج الخلال وغيره عن إمام السنة شريك بن عبد الله قال:" كفر بالله عز وجل الكلام في ذات الله"، أي بإبطال أو تأويل، وقد قسمت البحث إلى فصلين:
الفصل الأول: ذكر بعض كلام السلف على إطلاق لفظة الذات:
الفصل الثاني: ذكر بعض شبه الجهمية:
الفصل الثالث: ذكر بعض أدلة أهل السنة على ذلك:
الفصل الأول: ذكر كلام السلف على إطلاق لفظة الذات: لقد أجمع الخلق أجمعون، والسلف والآخرون، على إطلاق لفظة الذات على الرب جل في علاه، كما أجمعوا على أن صفات الله تعالى منها الذاتية ومنها الفعلية، ونظرا للكثرة المتكاثرة عن إثبات السلف لذات الله تعالى أكتفي ببعض النقول فقط، لعل مُقلدة الجهمية يتقون، وبربهم يؤمنون، وله يرجعون، وعن غيهم ينكفون:
فروى حرملة بن يحيى قال: سمعت عبدالله بن وهب يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: "من وصف شيئا من ذات الله تعالى مثل قوله وقالت اليهود يد الله مغلولة ... "،
وعن أبي حنيفة رحمه الله قال:" لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه"،
وذكر الخلال في السنة 6/ 18 عن محمد بن سليمان أنه قال لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: ما تقول في القرآن؟ قال: عن أي شئ تسأل؟ قلت: كلامه. قال: كلام الله وليس بمخلوق ولا تجزع أن تقول ليس مخلوق فإن كلام الله من الله عز وجل من الله ومن ذات الله، وتكلم الله به وليس من الله شئ مخلوق"،
وقال الأصمعي سمعت شعبة يقول: كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي وكان يقول عليكم بالأثر وإياكم والكلام في ذات الله"،
وقال الطحاوي في عقيدته:" حرمة الخوض في ذات الله والجدال في دين الله وقرآنه"،
وقال اللالكائي:" سياق ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن التفكير في ذات الله عز وجل"،
وقال الخطيب:" والأصل أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات"، وهذه قاعدة مجمع عليها عند السلف.
وقال ابن حزم في الفصل 2/ 108:" قد صح أن ذات الله تعالى ليست غيره وأن وجهه ليس غيره وأن نفسه ليست غيره وإن هذه الأسماء لا يعبر بها إلا عنه تعالى لا عن شيء غيره تعالى البتة"،
وقال المقدسي في أقاويل الثقات:" فإن الصفات كالذات فكما أن ذات الله ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس ذوات المخلوقين فكذلك صفاته ثابتة .. "،
وقال ابن منده:" ومعنى السلام أن ذات الله عز وجل خلصت بانفراد الوحدانية من كل شيء"،
وسيأتي أثناء هذا البحث من أطلق هذا اللفظ من أهل الحديث، وبماذا استدل، وكتب السلف مليئة جدا بإثبات الذات، لله رب السماوات، ومن أقوالهم في ذلك: استوى على العرش بذاته، وأنه ينزل ويصعد ويجئ بذاته، لا ند له، ولا شبيه به، واستمر هذا الإطلاق منذ بين الناس منذ زمن آدم وجميع الأنبياء، إلى خاتم النبيئين، وزينة المرسلين، إلى زمن القرون المفضلين، إلى أن نبتت نابتة من الجهميين المارقين، الضالين المتزندقين، فأحدثوا نفي لفظة الذات، سعيا منهم لما يترتب عليها من الصفات، لِما علموا أن الكلام في الصفات، فرع عن الكلام في الذات، كما قرر ذلك كل السلف، وخالفهم الجهمية من الخلف، فقال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ص496:" وكان ـ عباد الفوطي الجهمي ـ ينكر قول من قال إن لله عز وجل وجها، وينكر القول وجه الله ونفس الله، ويُنكر القول ذات الله، وينكر أن يكون الله ذا عين، وأن يكون له يدان هما يداه، وكان يقول إن الله غير لا كالأغيار، وكان إذا قيل له تقول: إن الله عالم قادر حى سميع بصير عزيز عظيم جليل في حقيقة القياس أنكر ذلك ولم يقله"، وذكر أبو الحسن أنه كان يُخَطِّئُ جميع المسلمين فقال عنه:" كان إذا قيل له: تقول أن البارئ عالم بنفسه أو يعلم؟ أنكر القول بنفسه أو بعلم وقال: قولكم عالم صواب، وقولكم بنفسه خطأ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولكم بعلم خطأ، وكذلك القول بذاته خطأ"، وقال ابن خزيمة في التوحيد 1/ 15:" .. ضد قول الجهمية المعطلة الذين لا يؤمنون بكتاب الله ويحرفون الكلم عن مواضعه تشبها باليهود ينكرون أن لله علماء يزعمون أنهم يقول أن الله هو العالم وينكرون أن لله علمًا مضافًا إليه من صفات الذات ... "، ثم قال:" .. فكفرت الجهمية وأنكرت أن يكون لخالقنا علمًا مضافًا إليه من صفات الذات، تعالى الله عما يقول الطاعنون في علم الله علوًا كبيرًا"،
الفصل الثاني: ذكر بعض شبه الجهمية: منها دعواهم أن لفظة ذات، هي تأنيث ذو بمعنى صاحب، والله متعال عن التأنيث، وهذا الكلام ولو فُرض صدقه، فإنما يريد به أتباع الجهمية الباطل، لأنه وإن كان حقا، فقد وضعه الشرع للدلالة على النفس وعين الشئ، فقال الراغب بعد أن ذكر أن أصلها ذو:" وقد استعاروا لفظ الذات لعين الشيء واستعملوها مفردة ومضافة وأدخلوا عليها الألف واللام وأجروها مجزى النفس والخاصة وليس ذلك من كلام العرب"، وتحامل بعض الْمُؤَوِّلة على أهل السنة وجهَّلهم بسبب إطلاقهم لفظة الذات على النفس وعين الشئ، لأنها لا تأتي إلا بمعنى ذو أي صاحب، والجهل به أولى، لقوله تعالى: {إنه عليم بذات الصدور}، أي بنفس وعين الصدور، وكذلك هي سائر الأحاديث كما سيأتي، لذلك قال النووي متعقبا إنكار المؤولة على أهل السنة:" وهذا الإنكار منكر فقد قال الواحدي في قوله تعالى: {فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم} قال ثعلب: أي الحالة التي بينكم، فالتأنيث عنده للحالة، وقال الزجاج معنى ذات حقيقة"، ذكره في الفتح، لذلك كان الصواب أن لفظة الذات اسم مستقل قديم مع الله تعالى، عَرَّفه الرب إلى عباده، فقال الجرجاني في التعريفات:" الاسم الأعظم الاسم الجامع لجميع الأسماء. وقيل: هو الله، لأنه اسم الذات الموصوفة بجميع الصفات .. "، ومما يؤكذ أن الذات اسم مستقل، ما ذكره النحويون من تقسيم الإسم إلى اسم معنى واسم ذات، وأن التمييز يفسر الإبهام في إسم الذات الذي قبله، وأنه لا يُخبَرُ بالزَّمان عَن الذَّات، وغير ذلك، وحتى لا يغتر بعض إخواننا من أهل السنة بتلك الدعاوي الباطلة، فقد عززت مذهب السلف بالأدلة التالية:
الفصل الثالث: ذكر أدلة أهل السنة على ذلك:
الدليل الأول: قال إمام المحدثين، وحجة المسلمين البخاريُّ في صحيحه:"باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله، وقال خبيب: وذلك في ذات الإله، فذكر الذات باسمه تعالى"، ثم خرج (6967) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة السرية الذين غدر بهم المشركون، قال:" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة منهم خبيب الأنصاري فأخبرني عبيد الله بن عياض أن ابنة الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه، [وفي لفظ له:" فلما خرجوا به ـ خبيب ـ من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين فقال والله لولا أن تحسبوا أن بي جزع لزدت ثم قال: اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم أنشأ يقول:
فلست أبالي حين أقتل مسلما * على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله، وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم"، ثم بوّب البخاري بعد ذكر الذات بذكر النفس، ليؤكد أنها هي، لذلك قال ابن حجر في الفتح:" وَلِهَذِهِ النُّكْتَة عَقَّبَ الْمُصَنِّف بِتَرْجَمَةِ النَّفْس"، وكذلك خرجه البيهقي في الصفات وبوَّب عليه:" باب ما ذكر في الذات"، فهذا إمامنا البخاري قد احتج بهذا الحديث على إطلاق الذات على اسم ونفس الله تعالى جل في علاه، وهو قول جميع المسلمين إلا الجهمية المرتدين، ومقلدوهم من المتعصبين، الذين زعموا أن الذات هي الحقّ، وأين هم وأمثالهم من أئمتنا ومحدثينا، وأين علمُ المؤوّلين من علم إمام المحدِّثين البخاري والبيهقي رحمة الله عليهم أجمعين، ولئن ردوا حديثه بدعوى أنه آحاد، فإنا سنأتيهم بكثير من الأدلة على إثبات الذات، لعلهم يتقون، وبذات الله يُقِرُّون.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثاني: وبوّب عليه البيهقي أيضا في الصفات:" باب ما ذكر في الذات"، ثم خرجه هو والبخاري في الصحيح 3179 ومسلم 2371 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل، قوله {إني سقيم}، وقوله {بل فعله كبيرهم هذا} ... "، وقد زعمت الجهمية والمعطلة المؤوِّلة أن الذات هنا هي الحق، وهو باطل قطعا، إذ ليس يمكن أن يضاف إلى الله تعالى شئ ثم لا يكون مُتصفا به، وإن صح لهم هذا في موضع معين ـ ولن يصح ـ فلن يصح لهم لهم تأويلهم هذا في شتى المواضع، فقد تواترت الأحاديث بإثبات الذات لله تعالى، وهو والله قول جميع المسلمين، والسلف الصالحين، لم ينكر ذات الله تعالى أحد منهم إلا من انتكس وارتد، ولجميع الأحاديث قد ردّ:
الدليل الثالث: قال أحمد في مسنده 3/ 86 ثنا يعقوب ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب وكانت عند أبي سعيد الخدري عن أبي سعيد الخدري قال اشتكى عليا الناس قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله انه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله"، قال الحاكم (3/ 144: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، و"أو" هذه للتنويع، وزينب لها صحبة، وقد توبعت، ووردت المتابعة بلفظ صريح، فقد خرجها أحمد في فضائل الصحابة قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن عبد الرحمن وهو أبو طوالة الأنصاري عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة عن زينب وابن أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري قال: شكى علي، يعني: ابن أبي طالب، الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام فينا خطيبا فسمعته يقول: «أيها الناس، لا تشكوا عليا، فوالله لهو أخيشن في ذات الله، وفي سبيل الله»، فجمع بينهما، وقد رواه زياد بن عبد الله عن ابن إسحاق بلفظ:" يأيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخيشن في ذات الله عز وجل"، وليس فيه أو، ولا اللفظ الثاني.
الدليل الرابع: قال أبو نعيم في الحلية 2/ 249 حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا أبو الربيع الحسين بن الهيثم المهري ثنا هشام بن خالد ثنا أبو خليد عتبة بن حماد ولم يكن بدمشق أحفظ لكتاب الله تعالى منه عن سعيد يعني ابن بشير عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال:" أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز وجل"، رجاله من أهل الصدق، وكذلك سعيد بن بشير، وقتادة مدلس وقد خولف في تعيين الصحابي، فقال أبو نعيم: كذا رواه قتادة وتفرد به عنه سعيد بن بشير، وخالف سويد بن حجير قتادة فقال عن العلاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص:
قال أبو نعيم: حدثناه محمد بن طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي قال حدثني أبي قال ثنا احمد بن حفص قال ثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن سويد بن حجير عن العلاء بن زياد أنه قال سأل رجل عبدالله بن عمرو بن العاص أي المجاهدين أفضل؟ قال: من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل، قال: أنت قلته يا عبد الله بن عمرو أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بل رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله"، قال أبو نعيم: لم نكتبه من حديث الحجاج إلا من رواية ابراهيم بن طهمان عنه ولا روى عنه إلا حفص بن عبدالله النيسابوري"، وقال ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة 2/ 600 أو 141 حدثنا محمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن سويد بن حجير عن العلاء بن زياد قال: سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: أي المؤمنين أفضل إسلاما؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»، قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: «من جاهد نفسه في ذات الله»، قال: فأي المهاجرين أفضل؟ قال: «من جاهد لنفسه وهواه في ذات الله»، قال: أنت قلته يا عبد الله بن عمرو أو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال: «بل رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله»، وهذا حديث صحيح كما في السلسلة الصحيحة للألبانى (3/ 483، رقم 483)
(يُتْبَعُ)
(/)
دليل خامس: رواه الزهري وعقيل رضي الله عنه، فقال أبو نعيم في الدلائل (ص 105): ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام حدثني أبي ثنا محمد بن إبراهيم بن يسار عن أبي إسحاق السبيعي عن الشعبي وعبد الملك بن عمير عن عبد الله بن عمرو عن عقيل بن أبي طالب، وعن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن الزهري قال: «لما اشتد المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس بن عبد المطلب: يا عم إن الله عز وجل ناصر دينه بقوم يهون عليهم رغم قريش عزا في ذات الله تعالى، فامض بي إلى عكاظ، فأرني منازل أحياء العرب حتى أدعوهم إلى الله عز وجل، وإن يمنعوني ويؤووني حتى أبلغ عن الله عز وجل ما أرسلني به .. "، رجاله صدوقون إلا أحمد وشيخه فمجهولان قاله البيهقي.
دليل سادس: قال ابن حجر في المطالب 394/ 4) وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَلَف ثنا أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمُغِيرَةُ الشَّامِي عَنِ الْعَرْزَمِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب عَنْ أَبِيه عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وفيه:" ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ في الله تعالى - أَوْ قَالَ: فِي ذات الله عز وجل - (شَكَّ أَبُو مُحَمَّدٍ) ... "، والعزرمي ضعيف.
دليل سابع: خرجه عبد الرزاق 11/ 132 عن معمر عن إسماعيل بن أمية قال رجل أوصني يا رسول الله قال:" ... أدب أهلك وأنفق عليهم من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أخفهم في ذات الله "، وهو مرسل.
دليل ثامن: قال الطبراني في الكبير 23/ 184 حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران الأصبهاني ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي ثنا علي بن أحمد السدوسي عن أبيه قال: بلغ عائشة أن ناسا ينالون من أبي بكر .. فقالت:" .. ثم استشرى ـ أبو بكرـ في دينه فما برحت شكيمته في ذات الله". قال الهيثمي: رواه الطبراني وأحمد السدوسي لم يدرك عائشة ولم أعرفه ولا ابنه"، وورد لفظ الذات مرفوعا عن عائشة كما في:
دليل تاسع: خرجه القضاعى (1/ 321 عن علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن أبي نعيم ثنا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ولي شيئا من أمر المسلمين فأراد الله به خيرا جعل معه وزيرا صالحا فإن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وما من رجل من المسلمين أعظم أجرا من وزير صالح مع إمام يطيعه ويأمره بذات الله تعالى"، تابعه سعيد بن منصور وإبراهيم بن مهدي
قال الأنماطي وأحمد بن محمد بن الأعرابي نا إبراهيم بن الهيثم البلدي نا إبراهيم بن مهدي نا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أحد من الناس أعظم أجرا من وزير صالح مع إمام يطيعه يأمره بذات الله تعالى"، خرجه الخطيب في ترجمة الأنماطي الصدوق 4/ 16، وفيه فرج مختلف في توثيقه وفيه ضعف عن يحيى، وللفظ الذات شواهد كثيرة.
دليل عاشر: قال إبراهيم بن سعد: وبلغني أن عبد الرحمن بن عوف يومئذ، وبه إحدى وعشرون جراحة وهتم، وجرح في رجله، فعرج من ذلك الجرح وقد أقبلت، فيما بلغني، صفية بنت عبد المطلب، لتنظر إليه، وكان أخاها لأمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوام: القها، فأرجعها لا ترى ما بأخيها"، فلقيها الزبير بن العوام، فقال لها: يا أمه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي، فقالت: ولم؟ وقد بلغني أن قد مثل بأخي، وذلك في ذات الله"،
الدليل الحادي عشر: قال أبو الشيخ في العظمة1/ 214: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب حدثني عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق ثنا علي بن عاصم ثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فكروا في كل شيء، ولا تفكروا في ذات الله تعالى، فإن ما بين كرسيه إلى السماء السابعة سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك تبارك وتعالى»، وكذلك رواه أبو بكر يحيى بن أبي طالب قال: ثنا علي بن عاصم عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:" تفكروا في كل شيء، ولا تفكروا في ذات الله؛ فإن بين كرسيه إلى السماء السابعة سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك"، تابعهما محمد بن إسحاق الصاغاني أنا عاصم بن علي نا أبي عن عطاء مثله. قال ابن حجر في فتح الباري
(يُتْبَعُ)
(/)
383/ 13: سنده جيد"، وحسنه بشواهده الألباني في الصحيحة 4/ 395، وفيه علي بن عاصم مختلف فيه كثيرا، وهو صدوق يخطئ، وعليه فلا بد من تمييز ما أخطأ فيه، فروى عبيد بن يعيش قال: رجعنا مع وكيع عشية جمعة وكان معنا ابن حنبل وخلف، وذكروا علي بن عاصم، فقال وكيع: علي بن عاصم ما زلنا نعرفه بالخير، قال خلف: إنه يغلط في أحاديث، فقال: دعوا الغلط وخذوا الصحاح فإنا ما زلنا نعرفه بالخير"، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال وكيع: خذوا من حديثه ما صح ودعوا ما غلط أو ما أخطأ فيه"، قال عبد الله: كان أبي يحتج بهذا ويقول كان يغلط ويخطىء وكان فيه لجاج ولم يكن متهما بالكذب"، فنظرنا في هذا الحديث فلم يكن فيه شيئا منكرا، وللفظ الذات شواهد كثيرة، وقد توبع عليه علي بن عاصم، فرواه نهشل عن الضحاك عن ابن عباس مثله فصح الحديث، ورواه خالد بن عبد الله عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في الله، فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه ألف نور وهو فوق ذلك»، خرجه عنه محمد بن أبي شيبة في العرش ر16، وفي الباب عن أبي ذر وعبد الله بن سلام وأبي هريرة وعبد الله بن عمر مرفوعا، وللفظ الذات متابعات أخرى من حديث ابن عباس نفسِه:
دليل ثاني عشر: قال أبو نعيم في تاريخه من ترجمة أحمد بن عبد الله: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن فادويه ثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن عاصم ثنا أبو علي الرحبي عن عكرمة عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون ماله ظلما فهو شهيد، ومن قتل دون أهله ظلما فهو شهيد، ومن قتل دون جاره ظلما فهو شهيد، ومن قتل في ذات الله ظلما فهو شهيد»، أحمد بن عبد الله وثقه أبو الشيخ، إلا أن الرحبي ضعيف وليس بالمتروك وقد توبع:
دليل ثالث عشر: قال الطبراني في الكبير: (12/ 175 ر12803 حدثنا يحيى بن عبد الله بن عبدويه حدثني أبي ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن يونس عن الحسن عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن في جهنم لواد يستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربع مئة مرة أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لحامل كتاب الله وللمصدق في غير ذات الله ... "، وقال الهيثمى (10/ 222): فيه يحيى بن عبد الله بن عبدويه عن أبيه، ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح "، ويحيى بن عبد الله أراه هو الصفار البغدادي، وهو نفسُه الذي أثنى عليه أحمد، وقال عنه ابن عدي: لا بأس به، واتهمه يحيى، وأما عبد الله بن عبدوية فذكره الخطيب بلا درجة، فهو مجهول، وللذات شواهد أخرى:
دليل رابع عشر: رواه حبيب بن أبي ثابت قال: أنشد حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم أبياتا فقال: وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم ... يقول بذات الله فيهم ويعدل: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا"
الدليل الخامس عشر: قال الطبراني في الكبير 19/ 148 حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سفيان بن بشر الكوفي ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تسبوا عليا فإنه كان ممسوسا في ذات الله عز وجل"، قال: حدثنا هارون بن سليمان أبو ذر المصري ثنا سفيان بن بشر مثله، وقال ابن عبد البر في ترجمة علي: حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا سفيان بن بشر حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن زياد عن إسحاق بن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي مخشوشن في ذات الله "، قال الهيثمى (9/ 130): فيه سفيان بن بشر أو بشير متأخر ليس هو الذى روى عن أبى عبد الرحمن الحبلى ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا وفى بعضهم ضعف، يقصد يزيد وجهالة حال إسحاق، وأما سفيان فقد قال ابن عبد الهادي في التنقيح 3/ 305:" ما عرفنا أنَّ أحدًا طعن فيه، والزِّيادة من الثِّقة مقبولة"، وصحح له ابن الجوزي، ويزيد بن أبي زياد الغالب أنه المدني وهو ثقة لأن شيخه إسحاق من أهل المدينة، وإن كان هو الكوفي ففيه لينٌ يسير، ولِلفظ الذات شواهد أخرى:
(يُتْبَعُ)
(/)
دليل سادس عشر: قال أبو نعيم في الحلية 1/ 72 ثنا أبو ذر محمد بن الحسين بن يوسف الوراق ثنا بن الحسين بن حفص ثنا علي بن حفص العبسي ثنا نصير بن حمزة عن أبيه عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من زهد في الدنيا علمه الله تعالى بلا تعلم وهداه بلا هداية وجعله بصيرا وكشف عنه العمى وكان بذات الله عليما وعرفان الله في صدره عظيما"، أبو ذر ونصير وأبوه لم أعرفهم، ولهذا الحديث شواهد قال بها عليّ ولها حكم هذا المرفوع:
دليل سابع عشر: قال الآجري في الشريعة: وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي حدثنا محمد بن رزق الله الكلوذاني حدثنا يحيى بن إسحاق السالحيني حدثنا سلمة بن الأسود أخبرني أبو عبد الرحمن قال: دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه وقد سجي بثوبه فقال: ما أحدٌ أحبَّ إليَّ أن ألقى الله عز وجل بصحيفته من هذا المسجى بينكم ثم قال: رحمك الله ابن الخطاب إن كنت بذات الله لعليما، وإن كان الله في صدرك لعظيما"، هذا حديث رجاله ثقات إلا سلمة فلم أعرفه وله حكم الرفع، وقد أخذ علي لفظ ذات الله من النبي صلى الله عليه وسلم كما مضى:
دليل ثامن عشر: قال عبد الله في فضائل الصحابة كتب إلينا عبد الله بن غنام الكوفي يذكر أن إسحاق بن وهب الواسطي حدثهم ثنا بشر بن عبيد أبو علي الدارسي نا أبو مسعود الجبلي عن مالك بن مغول عن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب: تعلموا العلم صغارا تنتفعوا به كبارا، تعلموا العلم لغير الله ليصير لذات الله"، بشر بن عبيد ضعفه ابن عدي والذهبي وصحح له الحاكم ووثقه ابن حبان، والجبُّلي ذكره ابن ماكولا والسمعاني ذكرا فهو مجهول، وللفظ الذات عن علي شاهد آخر:
دليل تاسع عشر: قال ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس حدثنا الحسن بن حماد الكوفي الضبي ثنا إبراهيم بن عيينة الكوفي سمعت أبا الصباح يذكر عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «من مقت نفسه في ذات الله؛ آمنه الله من مقته».
دليل عشرون: قال الدينوري في المجالسة 6/ 156 حدثنا محمد بن موسى بن حماد نا محمد بن الحارث نا المدائني عن علي بن عبد الله القرشي عن أبيه قال:" مر عمر بن الخطاب يوما بقوم يتمنون، فلما رأوه سكتوا، فقال لهم: فيما كنتم؟ قالوا: كنا نتمنى، قال: فتمنوا وأنا أتمنى معكم، قالوا: فتمن أنت يا أمير المؤمنين، قال: أتمنى رجالا ملء هذا البيت مثل أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، إن سالما كان شديدا في ذات الله, لو لم يخف الله ما أطاعه .. "،
الدليل الحادي والعشرون: قال حميد بن زنجوية في الأموال ثنا أبو مسهر نا صدقة بن خالد ثني زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله يرويه عن عائذ الله أبي إدريس أن عمر بن الخطاب قال لحذيفة: أنشدك الله وما يحق لي عليك من الولاية، أنا ممن أسر إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين؟ قال: لا، فرفع عمر يديه ثم كبر، ثم قال: أنشدك بالله وما يحق لي عليك من الولاية كيف ما رأيت مني؟ قال: يا أمير المؤمنين إن جمعت فئ الله وقسمته في ذات الله فأنت أنت، وإلا فلا، فقال عمر: «اللهم إنك تعلم أني لا آكل إلا وجبتي ... "، وهذا حديث صحيح رجاله ثقات.
دليل ثاني وعشرون: قال سعيد بن منصور أنا أبو عوانة عن حسن بن عمران عن رجل عن عبد الرحمن بن أبزى أن هانئ بن قبيصة أسلمت امرأته قبله، فخشي أن يفرق بينهما، فلقي أبا سفيان بن حرب فكلمه أن يكلم له عمر، فقال أبو سفيان: «هني ذهب الزمان الذي عهدتنا عليه، والله لو بلغني أن لي ابنا بالعراق درج على أهله طرفا ما يمنعني أن أدعيه إلا فرقا من عمر، وما يكلم في ذات الله»
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثالث والعشرون: قال الدارمي في سننه 293 أخبرنا أحمد بن أسد ثنا عبثر عن برد بن سنان عن سليمان بن موسى الدمشقي عن أبي الدرداء قال: لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا وكفى بك إثما ان لا تزال مخاصما وكفى بك إثما ان لا تزال مماريا وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذات الله"، وقال أحمد في الزهد حدثنا جرير عن برد عن سليمان بن موسى قال: قال أبو الدرداء بلفظ:" .. وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا إلا حديثا في ذات الله عز وجل"، وقال أبو داود: نا محمد بن عبيد نا حماد عن برد نحوه، وهو حديث صحيح رجاله ثقات، وسليمان وأبو الدرداء كلاهما شامي، وبين وفاتيهما أقل من سبعين سنة، فجائز ممكن اللقاء بينهما فصح الحديث وله متابعة أخرى:
الدليل الرابع والعشرون: قال أبو داود في الزهد: نا هارون بن عباد نا حجاج عن حريز بن عثمان عن سلمان بن سمير عن أبي الدرداء قال:" كفى بك ظالما لا تزال مخاصما، وكفى بك آثما لا تزال مماريا، وكفى بك كاذبا لا تزال في غير ذات الله محدثا"، وهذا حديث صحيح، هارون بن عباد ثقة ضمنيا لأن شيوخ أبي داود كلهم ثقات، وسلمان ثقة، فقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات"، ووثقه العجلي وابن حبان،
الدليل الخامس والعشرون: قال الطبري في تفسيره للآية التالية: وحدثني علي بن الحسن حدثنا مسلم الجَرْمي حدثنا مخلد بن الحسين عن أيوب السختياني عن أبي قلابة في قول الله: (أتأمرون الناس بالبر ... ) قال: قال أبو الدرداء: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا"، تابعه مخلد بن يزيد عن أيوب، وخرجه عبد الرزاق 11/ 255 عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الدرداء قال لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة ولن تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله .. "، وكل رجاله ثقات، وأبو قلابة قدم عاصر أبا الدرداء وقدم الشام التي يقيم بها أبو الدرداء، ولا يبعد سماعه منه، فيكون الحديث صحيحا والله أعلم.
الدليل السادس والعشرون: قال البخاري في الأدب 553 حدثنا على بن حجر حدثنا إسماعيل حدثني أبو رواحة يزيد بن أيهم عن الهيثم بن مالك الطائي سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر قال: إن للشيطان مصالى وفخوخا وان مصالى الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله والفخر بعطاء الله والكبرياء على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله"، تابعه أبو اليمان وابن المبارك ومحمد بن كليب نا إسماعيل بن عياش به، وقد حسنه الألباني، وحدث به النعمان رضي الله عنه بحضرة جميع المسلمين لم ينكر عليه لفظة "الذات لله جل في علاه" أحد حتى أنكر ذلك الجهمية وأعوانهم والله المستعان.
الأثر السابع والعشرون: عن عبيد الله بن عبد الله قال:" وعمر عمر في جده واجتهاده في ذات الله ونظره للمسلمين".
الأثر الثامن والعشرون: رواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: أول من سل سيفه في ذات الله الزبير بن العوام".
الأثر التاسع والعشرون: وعن ابن أبي مليكة قال: لي عمر بن عبد العزيز: إن في قلبك من ابن الزبير قال قلت: ما رأيت مناجيا مثله ولا مصليا مثله و لا أخشن في ذات الله مثله و لا أسخى نفسا منه،والله الهادي إلى الصواب.
كتبه أبو عيسى الزياني الجزائري
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 04:36]ـ
جازاك الله خيرا
ـ[زياني]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 12:59]ـ
بسم الله وبعد:
فقد استدركت بعض الأشياء صمن هذا البحث تتعلق ببعض نقول الإجماع ثم ذكر دليل كنت أظنه موصوعا تبعا لبعضهم فأقول:
فقال أبو يعلى في إبطاله في معرض ردّه على من أنكر الخنصر لله تعالى 1/ 337:" وقد أجمعنا ومثبتوا الصفات عَلَى أَنَّهُ تجلى بذاته للجبل، وكلم مُوسَى بنفسه، كذلك ها هنا يجب أن يحمل الخنصر عَلَى أنها صفة لذاته"،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (2/ 33) و (2/ 398):" وقال الشيخ أبو نصر السجزي في كتاب الإبانة له:" وأئمتنا كسفيان الثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل واسحاق بن ابراهيم الحنظلي متفقون على ان الله سبحانه بذاته فوق العرش وأن علمه بكل مكان ... فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه براء"، وإننا برءاء إلى الله ممن أنكر ذاته، ثم قال شيخ الإسلام:" وقال الإمام أبو عمر الطلمنكي في كتاب الوصول الى معرفة الاصول:" وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى: {وهو معكم أينما كنتم} ونحو ذلك من القرآن، أن ذلك علمه، وأن الله فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء"، وقال ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الجهمية:" ذكر قول أبي عمر والطلمنكي: قال في كتابه في الأصول:" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته"، قال ابن القيم ص 83:" فصل في بيان ما اجتمعت عليه الأمة من السنن: .. وأن الله عز و جل كلم موسى عليه الصلاة و السلام بذاته"، فمن ذا يترك إجماع السلف الصالحين، ويلتفت إلى غلاة الجهمية أعداء الدين، في إنكارهم لذات رب العالمين، إلا كل خاسر مفتون، متهم في دينه غير مأمون، نعوذ بالله من إنكار ذاته، أو تأويل صفاته.
والإستدراك الثاني يتعلق بحديث أنس:
قال أبو بعلى في إبطال التأويلات 1/ 336:" وجواب آخر جيد وهو ما رواه إبراهيم بن الجنيد الختلي فِي كتاب العظمة بإسناده عن أنس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إن الله جل اسمه إذا أراد أن ينزل نزل بذاته"، قال الذهبي في العلو 90: حديث الفاروق من طريق يحيى بن زكريا السيء بمرو حدثنا العلاء بن عمرو حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن بشر عن أنس فذكره، قال الذهبي: هذا إسناد ساقط وبشر لا ندري من هو، وقد قال ابن منده: روى نعيم بن حماد عن جرير بهذا لكن لفظه:" إذا أراد أن ينزل على عرشه نزل بذاته"، قال الذهبي: ولعل هذا موضوع"، وذكر بعضهم أن ابن منده ونعيم بن حماد قد خرجاه، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في المجموع 5/ 394: وروي حديث مرفوع من طريق نعيم بن حماد عن جرير عن ليث عن بشر عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا أراد الله أن ينزل عن عرشه نزل بذاته"، قال ابن تيمية: ضعف أبو القاسم إسماعيل التيمي وغيره من الحفاظ هذا اللفظ مرفوعا، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات، وقال أبو القاسم التيمي:" ينزل معناه صحيح أنا أقر به لكن لم يثبت مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم"، قال: وقد يكون المعنى صحيحا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور؛ كما لو قيل: إن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض وهو بنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته استوى على العرش؛ ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها هو بنفسه وهو نفسه فعلها، فالمعنى صحيح؛ وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن ومرفوعا، قال ابن تيمية: فهذا تلخيص ما ذكره عبد الرحمن بن منده مع أنه استوعب طرق هذا الحديث وذكر ألفاظه .. "،
قلت: دعوى أن هذا الحديث موضوع غير صحيحة، وإنما هي ظن من الذهبي، وابن الجوزي لا يؤخذ عنه الحكم بالوضع لحكمه على كثير من الأحاديث المقاربة بل والصحيحة بالوضع، وليس في رواة هذا الحديث متهم، حتى يقال عن حديثه موضوع، فنعيم بن حماد فيه كلام وهو صدوق، وجرير مثله، وليث صدوق اختلط، وبشر مختلف في تعيينه، وقد خرج له الترمذي، وقال ابن حجر في التعليق 2/ 29:" وَاخْتلفُوا فِي بشر فبعضهم قَالَ بشر وَبَعْضهمْ قَالَ بشير وَبَعْضهمْ شكّ وَبَعْضهمْ نسبه بشير بن نهيك"، وقال المزي: قيل هو بشر بن دينار، وكذلك ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: بشر بن دينار يروى عن أنس روى عنه ليث بن أبي سليم ومحمد بن عثمان"، فذكر له راويان، وكذلك روى عنه الزهري فيما خرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 330 من طريق يونس عن الزهري حدثني بشر عن أنس بن مالك قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة وكان فصه حبشيا"، والصواب أنه بشر بن نهيك البصري، وقد أدرك وعايش أنسا رضي الله عنه وقد كانا جميعا بالبصرة،
فخرج الترمذي 3126 وغيره من طريق ليث بن أبي سليم عن بشر عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} قال: عن قول لا إله إلا الله"، وهو بشير بن هيك نفسه، دليل ذلك ما قاله الطبري في تفسير الآية تلك: حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد ثنا شريك عن ليث عن بشير بن نهيك عن أنس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:" (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) قال:"عن لا إله إلا الله"، قال: حدثنا ابن حميد ثنا جرير عن ليث عن بشير عن أنس نحوه، وقال القرطبي: روى الترمذي الحكيم قال: حدثنا الجارود بن معاذ حدثنا الفضل بن موسى عن شريك عن ليث عن بشير بن نهيك عن أنس به، وكذلك ذكره ابن كثير من غير وجه عن بشير وهو ابن هيك، فإذ ذلك كذلك فالحديث قريب من الحسن، ولا معنى للحكم عليه بالوضع والحمد لله، خاصة وأن معناه صحيحا والإجماع منعقد على معناه كما قال ابن تيمية.
كتبه أبو عيسى الزياني(/)
أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم
ـ[خالدمكي أبوعبدالملك]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 07:12]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
من أشد الابتلاءات التى ابتليت بها أمة الإسلام فى هذا العصر هى الخلاف والشقاق والفرقة بين أبناءها ... فبأسهم بينهم شديد.
يتصيدون أخطاء العلماء والدعاة، وينتقون الكلمات ويحملونها على أسوأ محمل، ويتنبأون المقاصد والنيات.
إذا رأوا حسنة كتموها، وإذا رأوا سيئة طاروا بها.
إذا زلت قدم أحدهم فى مسألة أو فتوى .. انبرت لها الأقلام ووجهت إليها السهام
ووجدت من يتصدى لها ويرد عليها
والكل يدعى " حماية الشريعة والدين " وكأن الدين يبيح لنا النيل من أعراض العلماء
وتجريحهم وانتقاصهم ورميهم بالبدع والانحراف!!.
اعلم أخى الحبيب: أن الداعية أو العالم .. بشر .. يخطئون ويصيبون
وأبى الله إلا أن تكون العصمة لحبيبه محمد (ص)، فقد تبصر
خطأ ما لداعية أو تسمع عن فتوى لأحدهم فيتبين لك أنه أخطأ، فحينها التمس له العذر واضرب لخطئه ألف "لعل"
واضرب لخطئه ألف "لعل"، واحذر أن تكتب كلمة
تنتقص فيها حقه أو تتفوه بكلمة تنال بها منه، بل تغافل عن هذه الزلة ولا تنشغل بها فإنك لن تُسأل بين يدى الله عن أخطاء غيرك! واعلم أن الذباب لا يقع إلا على الجروح.والمسلم عفيف اللسان لا يقول إلا خيراً، ومن صمت نجا.
دمتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله(/)
الحق في نصوص الوعد والوعيد وسط بين طرفي الإفراط والتفريط للشيخ عبدالمحسن العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((الحق في نصوص الوعد والوعيد وسط بين طرفي الإفراط والتفريط)) وهذا نصه:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهديه إلي يوم الدين.
وبعد، فقد اشتمل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على آيات وأحاديث كثيرة فيها الوعد لمن أطاع الله بالجنة ونعيمها ورضى الرب سبحانه، يطلق عليها نصوص الوعد، وعلى آيات وأحاديث كثيرة فيها الوعيد لمن عصى الله بالنار وعذابها وسخط الله، يطلق عليها نصوص الوعيد، ويأتي فيهما نصوص الوعد دون أن يُقرن معها نصوص الوعيد، ونصوص الوعيد دون أن يقرن معها نصوص الوعد، ويأتي الجمع بينهما، ومما جاء فيه الجمع بين مغفرة الله وعذابه قول الله عز وجل: چ?? ژژڑڑکچ، وقوله: چ?????پپپپ????چ، وقوله: چگگگ?????چ، وقوله: چ???????????ٹچ، وقوله: چ????????????چ، وقوله: چھےے????چ، وقوله: چ????? ژژڑڑککککچچ، ومما جاء فيه الجمع بين الوعد والوعيد قول الله عز وجل: چژژڑڑککککگچ، وقوله: چ??????????????????????? ????چ، وقوله: چپ????????????ٹٹٹٹچ، وقوله: چ??????????????چ، وقوله: چ? ژژڑڑککککگگچ، وقوله: چ?????????چچچچ?????????? چ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((حُفَّت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات)) رواه البخاري (6487) ومسلم (7130) واللفظ له، وقال صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)) رواه البخاري (7280) وقال صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد)) رواه مسلم (6979).
وقد انقسم الناس في نصوص الوعد والوعيد إلى طرفين ووسط، طرف فرَّطوا فغلَّبوا نصوص الوعد وأهملوا نصوص الوعيد وهم المرجئة الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة، ووصفوا مرتكب الكبيرة بأنه مؤمن كامل الإيمان، وطرف أفرطوا فغلَّبوا نصوص الوعيد وأهملوا نصوص الوعد، فأخرجوا مرتكب الكبيرة من الإيمان وقالوا بتخليده بالنار وهم الخوارج والمعتزلة وزاد الخوارج الحكم عليه بالكفر، وأهل السنة والجماعة توسطوا بين طرفي الإفراط والتفريط، فلم يجعلوا مرتكب الكبيرة مؤمناً كامل الإيمان كما قالت المرجئة، ولم يخرجوه من الإيمان ويقولوا بتخليده في النار كما قالت الخوارج والمعتزلة، وقالوا: هو مؤمن ناقص الإيمان، مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فلم يصفوه بكمال الإيمان ولم يخرجوه من الإيمان، فبقولهم: ((هو مؤمن)) فارقوا الخوارج والمعتزلة، وبقولهم: ((ناقص الإيمان)) فارقوا المرجئة، فقول أهل السنة وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين، كما قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله في كتاب العزلة (ص 111):
ولا تغْلُ في شيء من الأمر واقتصد .. كلا طرفي قصد الأمور ذميم
وقال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله في المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية (ص 45):
فلا تُفرِّط ولا تُفرِطْ وكن وسطاً .. ومثل ما أمر الرحمن فاستقمِ
وانظر شرحها (253) للابن الدكتور عبد الرزاق وفقه الله.
وقد اطلعت على مقال نشر في إحدى الصحف بعنوان: ((فن تصعيب دخول الجنة)) أنحى فيه كاتبه باللوم بأسلوب حماسي على من يصعِّب الطريق الموصل إلى الجنة، في الوقت الذي يهوِّن هو فيه الوصول إليها، وقال عن بعض من لامه: ((فإذا وجد العصاة بشَّرهم بالنار وأقسم عليهم أن لا يدخلوا الجنة))! وقال عنهم في حديث ((لا يدخل الجنة نمام)): ((قالوا: معنى الحديث أن النمام خالد في النار محرم عليه دخول الجنة))! والواجب في هذا المقام العدل الذي عليه أهل السنة والجماعة وهو أن كل من مات على الإسلام مرتكباً الكبائر فأمره إلى الله: إن شاء عفى عنه وأدخله الجنة، وإن شاء عذَّبه في النار ثم أدخله الجنة، فمآل العصاة إلى الجنة ولا بد، ولا يبقى في النار أبد
(يُتْبَعُ)
(/)
الآباد إلا الكفار، وليس من شأن المسلم أن يبشر العصاة بالنار ويُقسم عليهم بعدم دخول الجنة ولا أن يقول بتخليدهم في النار؛ فإن هذا ليس قول أهل السنة وإنما هو قول الخوارج والمعتزلة وعسى أن يكون هذا من حماس الكاتب فقط، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم أخبر عن الصعوبة والمشقة التي في الطريق إلى الجنة لتعمل أمته الأعمال الصالحة الموصلة إليها، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم: ((حُفَّت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات)) والمعنى أن الطريق الموصل إلى الجنة فيه نصب وتعب في الإتيان بالطاعات والصبر عليها ولو شقت على النفوس؛ لأن العاقبة حميدة، والطريق الموصل إلى النار محفوف بالشهوات التي توصل إليها، فيصبر المسلم عن المعاصي واتباع الشهوات ولو مالت إليها النفوس؛ لأن العاقبة في عدم الصبر وخيمة، وقد مر قوله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى))، ومقتضاه الصبر على الطاعات ولو شقت على النفوس والصبر عن المعاصي ولو مالت إليها النفوس، وفي صحيح البخاري (6474) قوله صلى الله عليه وسلم: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) يعني اللسان والفرج، وضمان ما بين اللحيين والرجلين فيه مشقة لا بد فيها من الصبر عن المعاصي التي تأتي من طريقهما، ولما سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخبره بعمل يقربه من الجنة ويباعده من النار، أجابه بقوله: ((لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة تؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت)) الحديث، وهو حديث صحيح رواه الترمذي (2616) وغيره، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم العمل المسئول عنه بكونه عظيماً فيه تعب ومشقة، وهذا العمل الذي دله عليه هو أركان الإسلام الخمسة، وأهمها بعد التوحيد الصلاة التي تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، والنبي صلى الله عليه وسلم خاف على أمته الاتكال على نصوص الوعد والتهاون في العمل، ولما بيَّن صلى الله عليه وسلم لمعاذ حق الله على العباد وهو التوحيد وحق العباد على الله وهو ألا يعذبهم، قال له معاذ: ((أفلا أبشّر الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا تبشرهم فيتكلوا)) رواه البخاري (5967) ومسلم (143).
وقد جعل الله أعمال العباد سبباً في دخول الجنة بفضله ورحمته وسبباً في دخول النار بعدله وحكمته، قال الله عز وجل: چ???????????????چ، وقال: چ????????چ، وقال: چ?????????????چ، وقال: چ????????????چ، وقال: چ????????????چ، وقال: چ?????????ٹٹٹٹچ، وقال: چٹٹٹٹ?????????چ، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك كان يقوم من اليل حتى تفطرت قدماه، فقد روى البخاري (4837) ومسلم (7126) عن عائشة رضي الله عنها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟))، وكان من سلف هذه الأمة من يجتهدون في عبادة ربهم مدة حياتهم، ومن أعجب ما وقفت عليه في ذلك ما في ترجمة صفوان بن سُليم في تهذيب التهذيب (4/ 425): ((وقال أنس بن عياض: رأيت صفوان ولو قيل له: (غداً القيامة) ما كان عنده مزيد))، وأيضاً ما في ترجمة منصور بن زاذان فيه (10/ 306): ((وقال إبراهيم بن عبد الله الهروي عن هشيم: لو قيل لمنصور بن زاذان: (إن ملك الموت على الباب) ما كان عنده زيادة في العمل)).
والمسلم يسير إلى الله عز وجل متصفاً بالخوف والرجاء؛ كما قال الله عز وجل: چ????????????چ، وقال: چگگ??????چ، وقال: چ????????????چ، وقال: چ?????پپپپ?چ، وفي فتح الباري (8/ 553): ((كان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنِّط الناس؟! قال: وأنا أقدر أقنط الناس والله عز وجل يقول: چ?ہہہہھھھھےچ، ويقول: چچ????چ؟! ولكنكم تحبون أن تبشَّروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم مبشراً بالجنة لمن أطاعه ومنذراً بالنار لمن عصاه))، وقال الحسن البصري رحمه الله: ((المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن)) نقله
(يُتْبَعُ)
(/)
عنه ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: چ??چچچچ?????چ، وقال أبو عثمان الحيري رحمه الله: ((من علامة السعادة أن تطيع وتخاف ألا تقبل، ومن علامة الشقاء أن تعصي الله وترجو أن تنجو)) الحلية لأبي نعيم (10/ 246) والفتح (11/ 301)، وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله في شرح العقيدة الطحاوية (ص 456): ((يجب أن يكون العبد خائفاً راجياً؛ فإن الخوف المحمود الصادق ما حال بين صاحبه وبين محارم الله، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط، والرجاء المحمود رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله، فهو راج لثوابه، أو رجل أذنب ذنباً ثم تاب منه إلى الله، فهو راج لمغفرته، قال الله عز وجل: چے????????????????چ، أما إذا كان الرجل متمادياً في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل، فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب، قال أبو علي الروذبادي رحمه الله: الخوف والرجاء كجناحي الطائر، إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت ... فالرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنا، والخوف يستلزم الرجاء، ولولا ذلك لكان قنوطاً ويأساً، وكل أحد إذا خِفْته هربتَ منه، إلا الله تعالى فإنك إذا خفته هربت إليه، فالخائف هارب من ربه إلى ربه))، إلى أن قال: ((وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه)، ولهذا قيل: إن العبد ينبغي أن يكون رجاؤه في مرضه أرجح من خوفه، بخلاف زمن الصحة فإنه يكون خوفه أرجح من رجائه، وقال بعضهم: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد)).
وإن مما يؤسف له أن يُبتلى عدد قليل من طلبة العلم بالنيل من الشيخ العلامة المحدث الألباني رحمه الله ووصفه بالإرجاء، في الوقت الذي سلم منهم دعاة التغريب قتلة الأخلاق الذين يسعون جاهدين للإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها، وسلم منهم أهل الزندقة وأهل الزيغ والضلال، وكأنه ليس أمامهم في الميدان إلا هذا الرجل ذو الجهود العظيمة في خدمة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان عقيدة السلف، وما أحسن الأثر الذي نقله ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 121) عن سفيان بن حسين قال: ((ذكرتُ رجلا بسوء عند إياس بن معاوية فنظر في وجهي، وقال: أغزوت الروم؟! قلت: لا، قال: فالسند والهند والترك؟! قلت: لا، قال: أفتَسْلم منك الروم والسند والهند والترك ولم يسلم منك أخوك المسلم؟ قال: فلم أعد بعدها))، وهم بنيلهم من الشيخ الألباني رحمه الله يُهدون له بعض حسناتهم، ومن الخير لهم أن يُبقوا على تلك الحسنات وأن يستفيدوا من علمه ويوجِّهوا سهامهم إلى غيره ممن يستحق أن توجه إليه، وقد وقفت في كلامه على ما يوضح سلامته من الإرجاء؛ وذلك في مقدمة تحقيقه لكتاب ((رياض الصالحين)) للنووي (ص 14 ــ 16) وفي شرحه وتعليقه على ((العقيدة الطحاوية)) (ص 42)، وجاء في شرحه المسجل للأدب المفرد في الشريط السادس قوله: ((وهذا ليدل على أن الإيمان بدون عمل لا يفيد، وأن العمل الصالح هو من الإيمان، كما نحن في صدد الحديث الآن، لذلك يعني فائدة السنة هو تقويم المفاهيم المعوجة، فالله حينما يذكر الإيمان يذكره مقروناً بالعمل الصالح؛ لأننا لا نستطيع أن نتصور إيماناً بدون عمل صالح إلا لإنسان نتخيله تخيلاً: آمن من هنا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ومات من هنا، هذا نستطيع أن نتصوره، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهو يعيش دهراً ما شاء الله ولا يعمل صالحاً فعدم عمله الصالح هو كدليل أنه يقولها بلسانه ولما يدخل الإيمان إلى قلبه، فذِكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان هو ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقروناً بالعمل الصالح))، وما جاء عنه في الموضوع من كلام فيه إجمال واحتمال ينبغي أن يحمل على أحسن المحامل فيحمل على كلامه المفسَّر، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري (ص 324): ((ومعلوم أن مفسر كلام المتكلم يقضي على مجمله، وصريحه يقدَّم على كنايته)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا إذ أخالف الشيخ الألباني في بعض المسائل التي أرى أنه أخطأ فيها وهو مأجور إن شاء الله على اجتهاده أشرت إليها في رسالة ((رفقاً أهل السنة بأهل السنة)) فأنا لا أستغني وأرى أنه لا يستغني غيري عن كتبه والإفادة منها، ولا أعلم له نظيراً في هذا العصر في العناية بالحديث وسعة الاطلاع فيه، وكلٌ يؤخذ من قوله ويردُّ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال ذلك الإمام مالك رحمه الله.
وهذه بعض النقول عن جماعة من أهل العلم في تقرير وتوضيح اغتفار خطأ العالم في صوابه الكثير:
قال الإمام الذهبي (748هـ): ((ثم إن الكبير من أئمَّة العلم إذا كثر صوابُه، وعُلم تحرِّيه للحقِّ، واتَّسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحُه وورعه واتِّباعه، يُغفر له زلَله، ولا نضلِّله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك))، سير أعلام النبلاء (5/ 271)، وقال أيضاً: ((ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قُمنا عليه وبدَّعناه وهجَرناه، لَمَا سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة))، السير (14/ 39 ـ 40)، وقال أيضاً: ((ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده ـ مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ ـ أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه))، السير (14/ 376)، وقال ابن القيم (751هـ): ((معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأنَّ فضلَهم وعلمَهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كلِّ ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول، فقالوا بمبلغ علمهم والحقُّ في خلافها، لا يوجب اطِّراح أقوالهم جملة، وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عن القصد، وقصد السبيل بينهما، فلا نؤثم ولا نعصم)) إلى أن قال: ((ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أنَّ الرَّجلَ الجليل الذي له في الإسلام قدَم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلَّة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين))، إعلام الموقعين (3/ 295)، وقال ابن رجب الحنبلي (795هـ): ((ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير من صوابه))، القواعد (ص:3).
وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وسائر المسلمين لتحصيل العلم النافع والعمل به والثبات على الصراط المستقيم، إنه سبحانه وتعالى جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[السليماني]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 01:21]ـ
جزاك الله خيراً(/)
المدلول الواقعي للتأويل الكلامي!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 12:15]ـ
يذكر المحققون من أهل السنة أن التأويل إنما ورد في الكتاب والسنة بمعنى التفسير أو بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام فإن كان خبرا فتأويله وقوعه وإن كان أمرا فتأويله امتثاله فعلا أو تركا.
ولكن هناك معنى أحدث للتأويل واشتهر حتى لايكاد يتبادر لأذهان كثير من الناس غيره وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به. وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس لأنه يكون حينئذ ضربا من التفسير. ولكن عند التطبيق الكلامي يختلف هذا المعنى اختلافا واسعا حتى إنك لتكاد أن تجزم بأنه عبارة عن صرف لدلالات النصوص الشرعية حتى توافق رأي المؤول ومذهبه!! أي أن هذا اللفظ الشرعي المقدس أصبح يستخدم كقناع أو غطاء لتحريف الكلم عن مواضعه!! ولو نظرت لتأويلات الرازي في أساس التقديس وتأويلات ابن فورك في مشكل الحديث وغيرها لما وجدت من رابطة لغوية بين النصوص وتأويلاتها إلا في القليل النادر!!! ولهذا أصبح التأويل طريقا ومسلكا لجميع المخالفين لأهل السنة والجماعة، فاستخدمه المرجئة في تأويل نصوص الوعيد، واستخدمه الوعيدية في تأويل نصوص الوعد، بل إن الفلاسفة استخدموه في تأويل نصوص المعاد،والقرامطة في تأويل شرائع الإسلام!!!
وهكذا اختلف المعنى الواقعي للتأويل الكلامي عن المعنى النظري اختلافا واسعا بل هائلا حتى إنك لتجد كلام ابن القيم يطابق واقعه تماما حين ذكر أصوله أهل التأويل أوطواغيتهم ثم قال إنهم دكوا بهامعاقل الوحي!!!(/)
لأول مرة و حصريا على "الألوكة" " أنصفونا" للشيخ عبد الوهاب رفيقي، أبي حفص المغربي
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 03:11]ـ
الحمد لله تعالى ...
بين يديكم رسالة الشيخ أبي حفص محمد عبد الوهاب رفيقي المغربي-فك الله أسره- و التي أحدثت ضجة كبيرة إعلامية، مغربية و عربية و أجنبية، حتى أن السفير و القنصل الأمريكي بالمغرب حضرا إلى ملتقى حقوقي يناقش هذه الرسالة دون دعوة لهما بالحضور ....
و هي من داخل سجنه بمدينة فاس العلمية ..
في المرفقات ..
سيرة الشيخ أبي حفص المغربي:
بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف بالشيخ الأستاذ العلامة أبي حفص، سيدي محمد عبد الوهاب رفيقي، المدني، الفاسي ـ فك الله أسره ـ.
هو الشيخ الأستاذ،الخطيب المفوه، العلامة المحقق، الداعية إلى الله تعالى، سيدي محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بأبي حفص المدني، ثم الفاسي ـ فك الله أسره و يسر أمره ـ.
ولد ـ حفظه الله ـ ليلة الأحد لثالث و عشرين خلت من جمادى الثانية، سنة 1394هـ/ الموافق لـ: 25 مايو سنة 1974م، بمدينة الدار البيضاء، عمالة آنفا.
بدأ حفظ القرآن في سن الخامسة و أتم حفظه في سن الثانية عشرة.
كان خطيبا منذ صغره، حيث كان يخطب بأحد مساجد ورزازات بالصحراء المغربية و لم يتجاوز عمره الثانية عشر.
حضر حلقات للعلم بجامع القرويين، عند الشيخ العلامة الأزرق و الشيخ العلامة عبد الكريم الداودي و غيرهما ...
أخذ القراءة و علم التجويد على يد شيخ القراء العلامة المتقن سيدي المكي بنكيران ـ رحمه الله ـ بمسجد (بورجوع) بمدينة فاس.
درس المرحلة الإبتدائية و بعضا من المرحلة الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، و أكمل المرحلة الإعدادية بفاس، ثم المرحلة الثانوية بها أيضا.
و كان الأول دائما على دفعته في جل المراحل.
نال شهادة الباكالوريا شعبة: العلوم التجريبية، ثم التحق بجامعة الحسن الثاني ليكمل دراسته الجامعية، شعبة: فيزياء، كيمياء، بمدينة الدار البيضاء.
و بعد أن أتم سنة بجامعة الحسن الثاني، ترك الجامعة و التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، على صاحبها أفضل الصلاة و أتم التسليم.
درس بالجامعة الإسلامية على يد أكابر شيوخ و علماء و دكاترة الجامعة مثل: الدكتور العلامة الشيخ سيدي محمد المختار الشنقيطي، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ـ حفظه الله ـ.
و الدكتور الشيخ عبد المحسن العبّاد البدر، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية، ـ حفظه الله ـ.
و الشيخ الدكتور عبد العزيز الشبل ـ حفظه الله ـ.
و الشيخ الدكتور الفقيه عبد العزيز القارئ ـ حفظه الله ـ.
و الشيخ الدكتور عبد الله الغنيمان ـ حفظه الله ـ.
و الشيخ الدكتور سيدي محمد التميمي ـ حفظه الله ـ.
و الشيخ الدكتور عبد الله بن العلامة المفسر سيدي محمد الأمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ.
و الشيخ الدكتور الأصولي حسين الجيزاني ـ حفظه الله ـ.
و الشيخ الدكتور وائل الحمودي ـ حفظه الله ـ.
و الشيخ الدكتور صالح العبودي ـ حفظه الله ـ.
و غيرهم كثير ...
زيادة على أنه درس على يد المفتي السابق للدولة السعودية الشيخ العلامة، الزاهد عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ.
و إمام الحنابلة في عصره و عضو اللجنة الدائمة و هيئة كبار العلماء الشيخ العلامة سيدي محمد صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ.
و الشيخ العلامة الفيقه، عضو هيئة كبار العلماء و اللجنة الدائمة ـ سابقا ـ عبد الله بن جبرين ـ حفظه الله ـ.
و الشيخ العلامة الأصولي المفسر عطية سالم المصري ـ رحمه الله ـ.
و الشيخ عمر فلاتة المدني ـ رحمه الله ـ.
و غيرهم كثير ...
و قد تخرج من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، بتقدير ممتاز.
و كان بحث الإجازة: خيار الشرط و الرؤية في البيوع
وقدم عدة أبحاث خلال السنوات الثلاث الأخيرة:
البنوك الإسلامية بين النظرية و التطبيق.
تحقيق كتاب نهاية السول في شرح منهاج الوصول، للعلامة الأصولي الأسنوي.
ثم بعد عودته إلى المملكة المغربية، التحق بسلك الدراسات العليا، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس.
و قد استفاد من دكاترة و مشايخ و أساتذة الكلية، كالدكتور محمد الروكي ـ حفظه الله ـ.
و الأستاذ يوسف الفاسي الفهري ـ حفظه الله ـ.
و الأستاذ لحسن حريفي ـ حفظه الله ـ.
و نال بنفس الجامعة دبلوم الدراسات العليا المعقمة، بشعبة فقه الأموال في المذهب المالكي. تحقيق نوازل البرزلي المالكي.
و قد قدم عدة اقتراحات من أجل نيل شهادة الدكتوراة.
و قد نال الإجازة في القانون العام باللغة الفرنسية، بكلية الحقوق، بمدينة فاس. موضوع العلاقات الدولية وقت الحرب بين الشريعة و القانون الدولي.
يتقن الشيخ ـ فرج الله عنه ـ عدة لغات:
متقن للغة العربية، و يتكلم اللغتين الفرنسية و الإنجليزية بطلاقة.
و قد حاز على شهادة التوفل من المركز اللغوي الأمريكي بالدار البيضاء.
مساهماته في الحياة العامة:
درس الشيخ ـ فرج الله عنه ـ بمسجد البحرية الملكية، بحي العنق بالدار البيضاء.
وقد كان المسؤول المكلف عن جمعية النرجس لتعليم العلوم الشرعية و على رأسها القرآن و علومه، بمدينة فاس.
كان خطيبا للجمعة بحي بنسودة بمدينة فاس.
أقام عدة محاضرات بمدينة الدار البيضاء.
و شارك بالمحاضرات في أكثر من عشر جمعيات ثقافية بمدينة فاس.
شارك بمجموعة من المقالات و الاستجوابات في مختلف الصحف المحلية و الدولية.
له دراسات و أبحاث لم تطبع بعد، يتداولها طلبة العلم.
و مدرس للعوم الشرعية بمختلف المساجد و المراكز العلمية القرآنية بمدينة فاس.
و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و آله الطاهرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومصعب المغربي]ــــــــ[28 - Apr-2010, مساء 06:00]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... بارك الله فيك اخي ... و اشهد الله و ملائكته و حملة عرشه على اني احب الشيخ ابا حفص و الفزازي و الحدوشي و الكتاني في الله .. و نسأل الله العلي القدير ان يفك اسرهم و كل اسرى الموحدين ... بارك الله فيك و اتابك .. و السلام
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 03:26]ـ
آمين
و بارك الله فيك أخي الغالي.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 06:49]ـ
الحمد لله تعالى ...
و الشيخ الدكتور عبد الله بن العلامة المفسر سيدي محمد الأمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ.
.
لعلك تقصد ابنه الشيخ عبد الله ابن محمد الأمين الشنقيطي.(/)
دخول الجن في الإنس
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 08:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشايخ الكرام وعلماء الألوكة!
أرجوكم أن تجيبوني على هذا السؤال:
هل يمكن دخول الجن في الإنس مع أن الطب الحديث ينكر ذلك إنكارا تاما؟
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 07:36]ـ
تفضل هنا:
http://www.binbaz.org.sa/mat/8581
http://www.islam-qa.com/ar/ref/1819
وإذا أردت الفتوى فهذا مكانها:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Fatawa/PostQuestion.aspx
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 12:47]ـ
دخول الجن في الإنس ... هذا ما عليه أهل السنة والجماعة ....
إلا أن البعض ينكره عن جهله بالأدلة التي تثبت (المس) أولا ... ثم عن عدم تجربته ثانيا ....
أما الطب النفسي فإن الكثير من أصحاب الأمراض النفسية يكونون ممسوسين ولكن أهل الطب النفسي يكابرون بعض الشيء ..
فيعطون الأدوية التي تضره حقيقة وتنفعه -بنظرهم- ...
أسألكم بالله ماذا سيفعل المهدئ فيمن سكنه قبيلة من الجن؟؟؟؟؟
الجواب: يريح الجن قليلا ليزدادوا قوة عليه:) ,,,,,
أنا ناقشت أحد الأطباء النفسيين ...
فتمنيت أن أكون معه حين يأتيه المرض ..
لأبرهن له أن الجن يلبسون الإنس ...
والله أعلم ... والله الموفق .. والله المستعان ...(/)
الشيعة و شبهاتهم الباطلة بحث فريد
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 02:19]ـ
كتبه/ دكتور ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فإن الواجب على المسلم أن يتبع الدليل من الكتاب والسنة أينما سار، أي يجرد نفسه للحق دون أي أهواء أو تقليد لغيره الذي قد يكون على باطل، ومن هنا فإن التقليد في الإسلام لا يكون إلا في دائرة ضيقة جداً عندما يكون الإنسان بلا علم في مسألة ما من المسائل.
فالتقليد غير واجب لا في الأصول ولا في الفروع، وهذا بخلاف ما زعمه بعض الشيعة أن التقليد واجب في الفروع دون الأصول، والشيعة على مر العصور يريدون هدم أصول السنة بما يزعمونه من أصول مبتدعة مثل قولهم الآنف، وكما افترى بعضهم حينما جعل الصحابة لهم غرضًا فزعم أنهم تعمدوا مخالفة أمر النبي]- في رَزيَّة يوم الخميس، وقالوا عنه أنه أهجر أي خرف، بل وزعم أن شبهته تلك من الممكن أن تهدم المذهب السني كله.
ونحن بدورنا نوضح ذلك لمن يجهله من أبناء السنة، ولكن قبل توضيح ذلك يجب أن نؤكد على مبدأ هام لا يسع أحداً أن يتجاوزه وهو عدم جواز الطعن في الصحابة؛ وذلك لعدة أسباب:
أولاً: لأنها قضية إيمان وكفر؛ فقد صح عن الرسول أنه قال: (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله) رواه الطبراني، وحسنه الألباني، فحب أصحاب النبي -- إيمان وبغضهم كفر.
ثانياً: لأن التشكيك في الصحابة تشكيك في القرآن الكريم ذاته؛ حيث يمدح الله -تعالى- الصحابة فيقول: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:8 - 10).
ويقول -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ) إشارة إلى أهل السنة والجماعة الذين سلمت صدورهم تجاه أصحاب النبي --.
ويقول أيضاً عن المهاجرين والأنصار: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100).
فكيف يرضى الله عنهم وهو يعلم أنهم سيفسقون، ويرتدون، ويغيرون إرادة الرسول]-؟! بل وجعلهم الله أيضاً شهداء على الأمم فقال: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ... ) (البقرة:143).
وذكر أيضاً أن ما آمن به الصحابة هو الحق فقال -تعالى-: (فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:137).
وحتى الرسول]- شهد لهم بأنهم أفضل الناس؛ فقال]-: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ... ) متفق عليه.
فكيف لعاقل أن يتصور أن تكون دعوة النبي]- فاشلة، وبمجرد موته خالف أتباعُه وصيتَه وتآمروا عليه كما يقول الشيعة؟؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
بل هم الذين رباهم النبي]- على عينه، ناهيك عن مناقب أصحابه بالتخصيص؛ فأبو بكر -رضي الله عنه- مثلاً مذكور في القرآن بالثناء الجميل، قال -تعالى-: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ... ) (التوبة:40)، وقال النبي - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- أيضاً في مناقب أبي بكر: (سُدُّوا عَنِّى كُلَّ خَوْخَةٍ -باب صغير- فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ) متفق عليه.
بل وخطب النبي أيضاً قبل وفاته بأربعة أيام وقال: (وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ) متفق عليه، ومناقب أخرى كثيرة لجميع أصحابه.
ولنعد لموضوع رزية يوم الخميس؛ في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ وَفِى الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ النَّبِي]-: هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّونَ بَعْدَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ. فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ -[- كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ. فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاِخْتِلاَفَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ]]- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -[Iقُومُوا. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنِ اخْتِلاَفِهِمْ وَلَغَطِهِمْ).وزاد البخاري في روايته أن بعض الصحابة -وليس عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قالوا: (أَهَجَرَ) بمعنى أنه]- يتكلم بكلام لا يفهمه البعض.
وذكر النووي والسيوطي والقاضي عياض رواية: (أَهَجَرَ) بالهمز أي: بالاستفهام اعتراضاً على من رفض الكتابة للرسول -[]-، أي: هل يمكن أن يهذي حتى تمنعوا عنه دواة ليكتب لنا الكتاب.
فلفظ (أَهَجَرَ) لا يحمل على خرف كما تقول الشيعة؛ فله معانٍ متعددة، والرد على هذا أن هذا الأمر ربما كان مستحبًا بدليل أنه لو كان أمر توثيق الخلافة لأحد الصحابة أمر من السماء أو واجب لما سكت الرسول]- وهو المبلِغ عن ربه -سبحانه وتعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ... ) (المائدة:3).
فهل يعقل أن يكون الرسول ترك أمراً واجباً وقصَّر في أدائه؟! فالصحيح أن هذا الأمر ربما كان مستحباً بدليل سكوت النبي -- عليه بعد ذلك.
ومن شبهات الشيعة كذلك حول توثيق الخلافة ما يتمسكون به من قوله]- في علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في خطبة غدير الخم حينما قال: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلي مَوْلاَهُ) رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
فجعلوا قول النبي - ذلك بمنزلة النص على إسناد الخلافة لعلي -رضي الله عنه- من بعده، وغفلوا عن قول النبي - في أبي عبيدة -رضي الله عنه- أنه (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ) متفق عليه، فهل كان يعني أنه الخليفة؟ بالطبع لا، ولكن النبي]- كان يعطي بعض المناقب والفضائل لأصحابه؛ لأنهم هم الذين حموا بيضة الإسلام في الصدر الأول للدعوة وهي وليدة.
ثم ثانياً: لفظ الولي يأتي في اللغة بمعانٍ متعددة، ولو كان النبي - يقصد الخلافة لعلي فهل يعقل أن يكون علي -رضي الله عنه- ظل صامتًا عن الحق خمسًا وعشرين سنة هي مدة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-؟!
أظن أن أي عاقل يمكنه أن يستنتج ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن شبهاتهم كذلك تمسكهم بحديث الثقلين -وليس لهم فيه مستمسك-، فالحديث صحيح لم ينكره أحد من أهل السنة، ونذكره دائما في دروسنا وخطبنا، حتى أن ابن تيمية -رحمه الله- جعله دليلاً على حجية إجماع أهل بيت النبي -، وهذا هو معنى الحديث؛ فحينما قال النبي]-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي) رواه الترمذي، وصححه الألباني، ذكر علماء أهل السنة أن المقصود هو الوصية بأهل بيته خيراً، فليس المقصود بالجمع بين الاثنين أنهما في منزلة واحدة، فمعلوم أن كتاب الله هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كما قال الرسول -[]- في آخر لحظات حياته قبل أن يلحق بالرفيق الأعلى: (الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني، فهل معنى هذا أن (مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) تأتي في منزلة واحدة مع (الصَّلاَةَ)؟ بالطبع لا.
فالعجب ممن يفهم هذه الأدلة على غير وجهها ثم يزعم أن للشيعة حظا من الاستدلال بها، بل ويبالغ بعض المضلِّين أنه تشيع بسبب تلك الأدلة، بل الصحيح أنه يأخذ بعض الفتات من البخاري ومسلم ليشكك المسلمين في دينهم، ونحن نقول له: إذا كنت تقبل كلام البخاري فخذه كله، وانظر لكلام البخاري عن الصحابة الذين تلعنهم.
فليس للشيعة مستمسك في شيء من تلك الأدلة، وليس لهم في ذلك دليل ولا شبهة دليل، فتأويلهم لها غير مقبول، وليس مما يسوغ عند أهل السنة، حتى وإن كان بعض تلك الأدلة ظنيًا؛ فإن الأدلة الظنية كلها في المجموع تدعم بعضها لتصل إلى قطعية الدلالة، ثم إن إجماع الصحابة -رضي الله عنهم- دليل قطعي على أن ما فعلوه هو الحق.
فالشيعة مبتدعة ضلال حتى وإن تمسكوا بما يظنونه دليلاً على بدعهم.
وعلى أهل العلم أن يبينوا للناس ما يتشبث به الشيعة من تلك الشبهات، وبحمد الله هذا الدور برز فيه كثير من العلماء السلفيين الذين ما فتئوا يبينون عقائد الشيعة وخطرها في هدم الكيان السني، بل وقفوا جانب كل من قام بهذا الدور ممن لا ينتسب للسلفية، وآخرهم الدكتور يوسف القرضاوي الذي نحمد له موقفه في التحذير من المد الشيعي، وهذا جزء من الدور الكبير الذي تحمَّلَه السلفيون لتعبيد الناس لربهم وإرجاعهم إلى المنهج الحق. والحمد لله رب العالمين.
موقع صوت السلف
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 05:44]ـ
جزاك الله خيرا
اولا اشكرك على الاضافات والنقول السلفية المصدر
ولكن أقول لك أن شأن الصورة كشأن اليد و القدم و ...........
وراجع كلام الاخت أم هانى وما نقلته عن العلامة العثيمين
تجده موافق لما ذكرت
وان هذا قول لاهل السنة لم يكن مخالف للاجماع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 11:28]ـ
على من ترد يا مسلم؟!
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 04:42]ـ
معذرة موضوع اخر نزل عنا(/)
الحق في نصوص الوعد والوعيد وسط بين طرفي الإفراط والتفريط للشيخ عبد المحسن العباد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 03:26]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((الحق في نصوص الوعد والوعيد وسط بين طرفي الإفراط والتفريط))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/alhaq_fe_nosos/alhaq_fe_nosos.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/alhaq_fe_nosos/alhaq_fe_nosos.pdf)
...
وفي المقال إشارة إلى رسالة الشيخ: ((رفقاً أهل السُّنَّة بأهل السُّنَّة))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/refqan_ahl_alsonnah.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/refqan_ahl_alsonnah.pdf)
...
...
وهذا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/alhaq_fe_nosos/alhaq_fe_nosos.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
http://sites.google.com/site/oalbadr/alhaq_fe_nosos/alhaq_fe_nosos5-1.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/alhaq_fe_nosos/alhaq_fe_nosos5-2.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/alhaq_fe_nosos/alhaq_fe_nosos5-3.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/alhaq_fe_nosos/alhaq_fe_nosos5-4.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/alhaq_fe_nosos/alhaq_fe_nosos5-5.jpg
...
منقول من ملتقى أهل الحديث.
جزى اللَّهُ أخانا عثمان بن عبد المحسن خيرًا،وباركَ في جهوده.
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 05:41]ـ
جزاك الله خيراًَ
ـ[الاثر]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 05:21]ـ
وتأييداً لكلام العلامة المحدث العباد حفظه الله فقد جمعت كلمات للإمام الألباني تدل بوضوح أنه يرى عمل الجوارح ركنًا أصليًّا في الإيمان و أن الإيمان بدون عمل لا يفيد أي لابد أن يظهر أثر الإيمان على البدن والجوارح موافقاً في ذلك علمائنا المعاصرين وسلفنا الصالحين رحمة الله عليهم أجمعين.
وإليك البيان:
1. قال الإمام الألباني في "مقدمة شرح العقيدة الطحاوية" (ص58):
((والكوثري في كلمته المشار إليها يحاول فيها أن يصور للقارئ أن الخلاف بين السلف والحنفية في الإيمان لفظي، يشير بذلك إلى أن الأعمال ليست ركنًا أصليًّا، ثم يتناسى أنهم يقولون: بأنه يزيد وينقص وهذا ما لا يقول به الحنفية إطلاقا.)).اه.
2. قال الإمام في "الوجه الثاني" من الشريط (11) من "سلسلة الهدى والنور": ((قال الله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)، هذه الباء هنا سببيه يعني بسبب عملكم الصالح، وأعظم الأعمال الصالحة هو الإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي ? سأله رجل عن أفضل الأعمال.
قال: إيمان بالله تبارك وتعالى، الإيمان عمل قلبي مُشْ كما يظن بعض الناس أنه لا علاقة له بالعمل، لا، الإيمان:
أولًا: لابد من أن يتحرك القلب بالإيمان بالله ورسوله؛ ثم لابد أن يقترن مع هذا الإيمان الذي وقر في القلب، أن يظهر ذلك على البدن والجوارح لذلك فقوله تبارك وتعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) نص قاطع صريح بأن دخول الجنة ليس بمجرد الأماني…)).اه.
قوله: ((ثم لابد أن يقترن… أن يظهر ذلك على البدن والجوارح)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول الإمام هذا قاله في موضع آخر. ففي فقه الحديث رقم (2602) من "الصحيحة" قال: ((واعلم أن هذا الحديث قد يُشْكِلُ على بعض الناس، ويتوهم أنه مخالف لقوله تعالى: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) ونحوها من الآيات والأحاديث الدالة على أن دخول الجنة بالعمل، وقد أجيب بأجوبة: أقربها إلى الصواب: أن الباء في قوله في الحديث: (بعمله) هي باء الثمنيَّة، والباء في الآية باء السببية، أي أن العمل الصالح سبب لا بد منه لدخول الجنة ولكنه ليس ثمنًا لدخول الجنة .. ومافيها من النعيم المقيم والدرجات…)).اه.
3. في الوجه الأول من (الشريط السادس) بيَّن:
أ - أن الإيمان قول وعمل.
ب- الإيمان يزيد وينقص.
ج- غلَّط الحنفية والماتردية في مخالفتهم لهذا.
د- بيَّن غلَطهم بأن لم يجعلوا الإيمان عملًا وإنما هو عندهم عقيدة جامدة.
وكان مما قاله؛ وله ارتباط ببحثنا:
((لذلك فعلى المسلم حين يحيى في هذه الحياة أن يضع نُصْبَ عينيه هذه الحقيقة حقيقة أن الإيمان قابل للزيادة، وقابل للنقصان والذي يقبل النقص قابل للعدم مطلقا)).اه.
أ) الزيادة تكون بفعل الطاعات، والنقص بفعل المعاصي.
ب) الذي يقبل النقص، قابل للعدم مطلقا.
ثم تكلم عن لماذا يُذكر الإيمان مقرونًا بالعمل الصالح، في غير ما آية؟ فقال:
((هذا ليدل أن الإيمان بدون عمل لا يفيد، وأن العمل الصالح من الإيمان، فالله حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح؛ لأننا لا نستطيع نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا لإنسان نتخيله خيالًا، آمن مِنْ هنا، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله، ومات من هنا، هذا نستطيع نتصوره، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ويعيش دهرًا مما شاء، ولا يعمل صالحًا؟ فعدم عمله الصالح، هو كدليل أنه يقولها بلسانه، ولمَّا يدخل الإيمان إلى قلبه، فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان؛ هو ليدل أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح. على كل حال: فنحن نفرق بين الإيمان الذي هو مقره القلب، وهو كما أفادنا هذا الحديث من عمل القلب، وبين الأعمال التي هي من أعمال الجوارح، فأعمال الجوارح؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان، إنما كلما ازداد الإنسان عملًا صالحًا؛ كلما قوي هذا الإيمان الذي مقره القلب…)).اه.
وفيه بيان، ووضوح، بما لا مزيد عليه، أن العمل ركن أصلي في الإيمان، وأجزاء العمل وشعبه، أجزاء مكملة للإيمان وليست أجزاء أصيلة، فمن أهم ما قال، وأصل:
أ) أنه قرن الإيمان بالعمل الصالح، ليدل على أن الإيمان بدون عمل لا يفيد.
وهذا ردّ قويُّ على أصل من أصول المرجئة في استدلالهم على أن العمل ليس من الإيمان
4. قال الإمام الألباني في "الوجه الثاني" من (الشريط الثاني) من شرائط (رحلة النور):
((فقول المسلم أَيّ مسلم كان: لا إله إلا الله محمد رسول الله هذا بلا شك ينجيه من عذاب الدنيا ألا وهو القتل. كما قال عليه السلام: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإذا قالوها، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسا بهم على الله). فمن قال: لا إله إلا الله، نجى بنفسه من الموت، ولكن لا ينجو أمام الله عزَّ وجلَّ من الخلود في النار، إلا إذا قام بحق هذه الكلمة، وأول حقها هو عبادة الله عزَّ وجلَّ وحده لا شريك له)).اه.
5. قال في "الوجه الأول" من الشريط رقم (56) من "سلسلة الهدى والنور": ((الإسلام هو الشيء الظاهر، والإيمان هو الشيء المتعلق بالباطن، أي شخص يعيش في الدولة المسلمة فإذا أراد أن يكون له حقوق المسلمين، فيجب أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم يلتزم أحكام الإسلام كلًّا أو بعضًا على حسب التفصيل المعروف)).اه
(يُتْبَعُ)
(/)
6. قال الإمام في "الوجه الأول" من شريط "الفرقة الناجية": ((كما نسمع ذلك في كثير من الأحيان من بعض الشباب الذين لم يربوا تربية إسلامية، وأخلّوا بكثير من الأركان الشرعية كالصلاة مثلًا، إذا قيل لهم: يا أخي لِمَ ما تصلي؟ يقول لك: العبرة بما في القلب، كأنه يقول أو كأنه يتصور: أنه من الممكن أن يكون القلب صالحًا، وصحيحًا، وسليمًا، أما الجسد فلا يتجاوب مع الأحكام الشرعية؛ هذا أمر باطل تمام البطلان، فلا بد أن نلاحظ هذه الحقيقة، ألا وهي ارتباط الظاهر بالباطن)).اه.
تأمل، قول الإمام: ((فلا بد أن نلاحظ هذه الحقيقة، ألا وهي ارتباط الظاهر بالباطن)).
والآن نأتي على ما أشكل من كلام للإمام الألباني في هذه المسألة:
1. قوله:" فأعمال الجوارح؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان".
أقول: قوله هذا في شُعَبِ وآحاد عمل الجوارح ففيه رد على الخوارج الذين يذهب الإيمان عندهم بترك واجب، أو فعل محرم.
بدليل قوله قبل هذا السطر أو العبارة: (( .. الإيمان بدون عمل لا يفيد، وأن العمل الصالح من الإيمان، فالله حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح؛ لأننا لا نستطيع نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا لإنسان نتخيله خيالًا، آمن مِنْ هنا، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله، ومات من هنا، هذا نستطيع نتصوره، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ويعيش دهرًا مما شاء، ولا يعمل صالحًا؟ فعدم عمله الصالح، هو كدليل أنه يقولها بلسانه، ولمَّا يدخل الإيمان إلى قلبه .. )) (الشريط السادس)
وقوله هذا:" أعمال الجوارح؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان". على مذهب من لم يكفر بترك أحد أركان الإسلام العملية الأربعة من أهل السنة، وهو قول معروف للسلف منهم مالك، والشافعي، ورواية عن أحمد كما في "الإيمان" (ص287و354).
قال الإمام ابن تيمية في ((الفتاوى)) [7/ 610 - 611]: ((وأما مع الإقرار بالوجوب إذا ترك شيئاً من هذه الأركان الأربعة ففي التكفير أقوال للعلماء هي روايات عن أحمد:
(أحدها): انه يكفر بترك واحد من الأربعة حتى الحج 00000 و (الثاني) انه لايكفر بترك شيءٍ من ذلك مع الإقرار بالوجوب 000000 و (الثالث) لا يكفر إلا بترك الصلاة 00000 و (الرابع): يكفر بتركها، وترك الزكاة فقط. و (الخامس): بتركها وترك الزكاة إذا قاتل الإمام عليها دون ترك الصيام والحج.)) أهـ.
قال ابن تيمية في ((الفتاوى)) [7/ 302]: ((ونحن إذا قلنا أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب، فإنما نريد به المعاصي كالزنا والشرب، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور)). أهـ
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ..
(أركان الإسلام الخمسة أولها الشهادتان ثم الأركان الأربعة، فالأربعة إذا أقر بها وتركها تهاوناً فنحن وإن قاتلناه على فعلها – فلا نكفره بتركها، ولا أكفر أحداً بذنب ولا أخرجه من دائرة الإسلام). (الرسائل الشخصية) (:5/ 11)
2. قوله: ((الأعمال الصالحة كلها شرط كمال خلافًا للخوارج والمعتزلة))
أقول أيضاً: قوله في أجزاء وشعب أعمال الجوارح، وليس العمل كله.
ويؤكد أنه في آحاد العمل وليس العمل في الجملة؛ أمور منها:
1) وجد القول الصريح عنه بِرُكْنِيَّةِ العمل.
2) قوله: ((الإيمان: قول وعمل))، وأيضًا: ((قول واعتقاد وعمل))، وهذا يكون للركنية و لأن ((الحد يقتصر فيه على الأركان))
3) وجود أقوال للإمام صريحة واضحة جلية ذكرناها آنفاً منها قوله: أن الإيمان بدون عمل لا يفيد " لابد أن يظهر - أثر الإيمان- على البدن والجوارح" .. الخ.
4) أقوال الإمام، يفسر بعضها بعضًا، ويصدق بعضها بعضًا ويفسر مشتبهه بمحكمه, وليس أقدم هذا وأترك ذاك. .
6) حديث الشفاعة أو رسالة "حكم تارك الصلاة" هي كما عنوانها في حكم ترك الصلاة فقط ولم يتعرض لترك جملة العمل
وتأمل قوله في "حكم تارك الصلاة" (ص42): ((فأين الجواب عن كون الصلاة شرطًا لصحة الإيمان؟ أي: ليس فقط شرط كمال، فإن الأعمال الصالحة كلها شرط كمال خلافًا للخوارج والمعتزلة ... )).اه.
فهو يتكلم عن الصلاة هل هي شرط صحة في الإيمان أم شرط كمال, ثم قال: ((فالأعمال الصالحة كلها شرط كمال خلافًا للخوارج والمعتزلة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس السياق يفيد، وكذا لفظ: ((كلها)) أن كلام الإمام هو في شعب عمل الجوارح, أو ((أجزاء))؟ ويؤيده: بعد ذلك، قال: ((خلافًا للخوارج والمعتزلة)).، وخلافهم في أجزاء العمل أو أفراده، وهذه قرينة صريحة فتأمل.
ثم أن رسالة "حكم تارك الصلاة", هي مطابقة لعنوانها فقط، ولم يتعرض فيها الإمام, ويستدل على ترك العمل.
فقد قال في "الدرر المتلألئة في نقد وتعقبات مواضع من ظاهرة الإرجاء" (ص126): ((قال د. سفر الحوالي (ص 66): حيث جعل [أي: الإمام الألباني] التارك الكُلِّي مؤمنًا من أهل الشفاعة، وركَّب رسالته كلها على هذا!!)).
فقال (شيخنا الألباني) - رحمه الله - رادًّا, وناقضًا -:
((ليس كذلك؛ فالرسالة قائمة على تارك الصلاة - كسلًا -)).اه.
وفي "الوجه الأول" من الشريط رقم (140)، من "سلسلة الهدى والنور" قرأ أحد الحضور قول العلامة ابن عثيمين - في تكفير تارك الصلاة -: ((بل النظر الصحيح فيقال هل يعقل أن رجلًا في قلبه حبة من خردل من إيمان, يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها ثم يحافظ على تركها هذا شيء لا يمكن؟)) علَّق الإمام على هذا بقوله: ((هذا هو أول من يخالف هذا الكلام، المؤلف هو أول من يخالف ما قال في هذه الفقرة، لأن البحث عندهم ليس فيمن لم يصل في عُمره صلاةًَ، وإنما مَنْ ترك صلاةً صلاتين ... إلى آخره, أنتَ لاحظتَ أول عبارته: هل يعقل؟ شُوْ معنى يحافظ على تركها حتى الوفاة أو قبل الوفاة؟ ظاهر الكلام أنه ما صلى قط وليس هذا قولهم، يعني لو ما صلى يومًا بكامله هل هو مسلم أو كافر؟ هو عندهم كافر, أنا أقول: مثل ما يقول: لايعقل، لكن القضية مُشْ قضية معقول وغير معقول, القضية كما قال عليه السلام: (وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) (وإنما الأعمال بالخواتيم .. )) أهـ.
ففي كلام الإمام هذا إشارة واضحة إلى مطلق الترك للصلاة والترك المطلق وأنه ينقد التكفير بمطلق الترك
وفي نقدات الإمام الألباني وتعقباته على مواضع من كتاب "ظاهرة الإرجاء" نشره تلميذه علي بن حسن الحلبي. بعنوان (الدرر المتلألئة) وجاء في (ص127) منه: ((قال (د. سفرٌ الحوالي في (ص161): (فمن ترك الصلاة بالكلية فهو من جنس هؤلاء الكفار، ومن تركها في أكثر أحيانه؛ فهو إليهم أقرب، وحاله بهم أشبه, ومن كان يصلي أحيانًا ويدع أحيانًا فهو متردد متذبذب بين الكفر والإيمان, والعبرة بالخاتمة.
وترك المحافظة .... غير الترك الكلي الذي هو الكفر)).اه.
فقال الإمام الألباني: ((وهذا التفصيلُ نراه جيدًا؛ ولكن: هل علة الكفر في هذه الحالة هو الترك لأنه ترك؟ أم لأنه يدل بظاهره على العناد، والاستكبار؛ وهو الكفر القلبي؟ هذا هو الظاهر، وهو مناط الحكم بالكفر, وليس مجرد الترك, وهو معنى ما كنت نقلته في رسالتي عن ابن تيمية (ص44 - 46) , وهو المصر على الترك -مع قيام الداعي على الفعل -كما فصلته هناك-؛ فراجعه، فكلام المؤلف لا يخرج عنه؛ بل يبيّنه ويوضحه)).اه.
وقول الإمام فيه إثبات الكفر وتعليله قال الإمام ابن تيمية في "الإيمان" (ص143): ((لا ريب أن الشارع لا يقضي بكفر من معه الإيمان بقلبه)).اه
وقال ابن تيمية في "الفتاوى" (7/ 615 - 616): ((ولا يتصور في العادة أن رجلًا يكون مؤمنًا بقلبه، مقرًّا بأن الله أوجب عليه الصلاة، ملتزمًا لشريعة النبي ? وما جاء به، يأمره ولي الأمر بالصلاة فيمتنع، حتى يقتل، ويكون مع ذلك مؤمنًا في الباطن قط لا يكون إلا كافرًا، ولو قال أنا مقر بوجوبها غير أني لا أفعلها كان هذا القول مع هذه الحال كذبًا منه كما لو أخذ يلقي المصحف في الحُشِّ ويقول: أشهد أن ما فيه كلام الله، أو جعل يقتل نبيًّا من الأنبياء، ويقول أشهد أنه رسول الله ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي إيمان القلب، فإذا قال أنا مؤمن بقلبي مع هذه الحال كان كاذبًا فيما أظهره من القول.
فهذا الموضع ينبغي تدبره فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة في هذا الباب)).اه.
وبالنسبة للاستهزاء قال الإمام ابن تيمية في "الفتاوى" (7/ 557 - 558): ((ومن استهزأ بالله وآياته ورسوله فهو كافر باطنًا وظاهرًا، وأن من قال: إن مثل هذا قد يكون في الباطن مؤمنًا بالله وإنما هو كافر في الظاهر، فإنه قال قولًا معلوم الفساد بالضرورة من الدين)).اه.
قال الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف في (التوسط والاقتصاد) (ص21):
( ... ففرق بين من يقول هذا العمل، أو القول كفرٌ لكذا، وبين من يقول هذا ليس كفرًا لكنَّه دليل أو علامةٌ على الكفر، فالأوَّل يثبت الكفر ويعلِّلهُ، والآخر ينفي الكفر ويثبت دليله أو علامته)) اهـ. والإمام الألباني هنا يثبت الكفر ويعلِّلهُ.
فائدة: في "الوجه الثاني" من الشريط رقم (672)، من "سلسلة الهدى والنور"،
احتج على الإمام على عدم التكفير بمجرد الترك بـ (التصنيف، والترتيب في الخارجين من النار) ولم يستدل بـ ((لم يعملوا خيرًا قط)).
وفي الأخير أختم بنقل عزيز للشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- يناسب المقام حيث قال: ((إذا كان ولابد من نقل كلام أهل العلم فعليه أن يستوفي النقل من أوله إلى آخره ويجمع كلام العالم في المسألة من مختلف كتبه حتى يتضح مقصوده ويرد بعض كلامه إلى بعض ولا يكتفي بنقل طرف ويترك الطرف الآخر؛ لأن هذا يسبب سوء الفهم وأن ينسب إلى العالم ما لم يقصده)).اه. في تقديمه لـ"رفع اللآئمة" (ص5 - 6).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:43]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Aug-2010, صباحاً 09:26]ـ
جزاكُمَا اللَّهُ خَيرًا، وباركَ فيكُمَا.(/)
هل هناك اسماء لله سبحانه وتعالى لايشترك معه فيها المخلوق؟
ـ[جوانا]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 03:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك اسماء لله سبحانه وتعالى لايشترك معه فيها المخلوق؟؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 04:00]ـ
نعم .. مما هو خاصٌّ به سبحانه وتعالى اسماه: (الله، والرحمن) بالإجماع كما نقله غير واحدٍ .. ونحوهما.(/)
محمد بن عبده ,,أعماله,,آثاره؟
ـ[عبدالله بن عبدالكريم]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 04:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم اخواني
بودي أن ترشدوني إلى أهم الأعمال التي قام بها محمد بن عبده
وما آثاه بعد ذلك؟
مع تزويدي بالمراجع ,,
لأني بحثت لكن غالب ماصادفت أن من ترجم له
يجلون أعماله ويمدحونه
وأنا طالب علم مبتدئ
وفقكم الله وجزاكم الله خيراً
ولاحرمتم الأجر
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 04:44]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
يمكنك النظر في هذه الروابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39589
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29302
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33061
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8421
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11755
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=43657
ـ[عبدالله بن عبدالكريم]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 06:33]ـ
وفقك الله أخي عبد الله
وبارك فيك
وجعلك بارا بوالديك
وأفرحك بشفاء والديك
اللهم آمين
ـ[جذيل]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 03:33]ـ
محمد محمد حسين له كلام عن محمد عبده في كتابه الاسلام والحضارة الغربية
نقل عن النبهاني كلاما غريبا في محمد عبده فليراجع ... !
والكتاب مصور اظنه هنا في الالوكة لو يبحث عنه
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 03:42]ـ
محمد محمد حسين له كلام عن محمد عبده في كتابه الاسلام والحضارة الغربية
نقل عن النبهاني كلاما غريبا في محمد عبده فليراجع ... !
والكتاب مصور اظنه هنا في الالوكة لو يبحث عنه
تجده هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=342(/)
عصمة الأنبياء عليهم السلام
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 12:51]ـ
العصمة: المنعة، و العاصم: المانع الحامي، والمراد بالعصمة هنا حفظ الله لأنبيائه من الذنوب والمعاصي.
فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقا وهذا معنى النبوة.
قال شيخ الإسلام: إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر: هو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف ... وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابةوالتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول.
ومما يدل على عصمتهم في تحمل الرسالة، فلا ينسون شيئا مما أوحاه الله إليهم قال تعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرأنه، فإذا قرأناه فاتبع قرأنه).سورة الأعلى:6
ومما يدل على عصمتهم في التبليغ قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى).سورة النجم: 3 - 4
أما الخطأ الذي بغير قصد فهو في سبيلين:
في أمور الدنيا: فهذا يقع ووقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيه مثل سائر البشر كأمور الزراعة، زالنجارة وغيرها.
عن رافع بن خديج قال: " قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينةوهم يُأبِّرون النخل قال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنفه قال: لعلكم لو لم تفعلواكان أحسن فتركوه فنقصت فذكروا ذلك له فقال: إنما أنا بشر مثلكم، إذا أمرتكم بشيءمن دينكم فخذوه، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر. رواه مسلم.
نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخطأ في هذا الأمر من أمور الدنيا لأنه كسائر البشر ولكنه لا يخطئ في أمر الدين (وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى).سورة النجم: 3 - 4
وأما الخطأ بأمور الدين من غير قصد:
فالراجح في ذلك من أقوالالعلماء: أنه يقع من النبي مثل هذا ولكن على سبيل فعل خلاف الأولى.
فقدتعْرِض له المسألة وليس عنده في ذلك نص شرعي يستند إليه فيجتهد برأيه كما يجتهدالعالِم من آحاد المسلمين فإن أصاب نال من الأجر كِفْلين وإن أخطأ نال أجراً واحداًوهذا قوله صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذااجتهد فأخطأ فله أجر واحد ". رواه البخاري ومسلم من حديث أبيهريرة.
وقد حدث هذا منه في قصة أسرى بدر.،فنلاحظ أن هذه الحادثة لم يكن عندرسول الله فيها نص صريح فاجتهد واستشار أصحابه، فأخطأ في الترجيح.
ومثل هذا في السنّة قليل فيجب أن نعتقد العصمة للرسل والأنبياء وأن نعلم أنهم لايعصون الله تعالى.
العصمة في التحمل وفي التبليع:
اتفقت الأمة على أن الرسل معصومون في تحمل الرسالة، فلا ينسون شيئا مما أوحاه الله إليهم قال تعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرأنه، فإذا قرأناه فاتبع قرأنه).سورة الأعلى:6
وهم معصومون في التبليغ فالرسل لايكتمون شيئا مما أوحاه الله إليهم قال تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) سورة المائدة:67
ومما يدل على عصمته في التبليغ قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى).سورة النجم: 3 - 4
أمور لاتنافي العصمة:
الأعراض الجبلية البشرية لا تنافي العصمة:
- الخوف، قال تعالى: (فلما رأى أيديهم لاتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة، قالوا لاتخف .. ) سورة هود 70
- الغضب، قال تعالى: (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا) سورة الأعراف 150
- كونه لا يعلم الغيب، قال تعالى: (ولو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسني السوء) سورة الأعراف: 188
- النسيان في غير أمور التشربغ والبلاغ، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لما خلق الله آدم، مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي رب! من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم، فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب! من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك - يقال له: داود - فقال: رب! كم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة، قال: أي رب! زده من عمري أربعين سنة، فلما قضي عمر آدم، جاءه ملك الموت، فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟! قال: فجحد آدم، فجحدت ذريته، ونسي آدم، فنسيت ذريته، وخطئ آدم، فخطئت ذريته) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 09:22]ـ
{و يونس إذ أبق إلى الفلك المشحون}
!!!
ـ[المشتاق للعزة]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 07:27]ـ
مشكووووووووووووورة على الموضوع الاكثر من رائع تسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الفضل]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 04:48]ـ
جزاك الله خيرا
أريد كتاب تناول عصمة الأنبياء عليهم السلام
بارك الله فيكم
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 05:17]ـ
جزاك الله خيرا
أريد كتاب تناول عصمة الأنبياء عليهم السلام
بارك الله فيكم
زادكم الله من فضله:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1856
ـ[أم سلمة هويدي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 07:55]ـ
جزاك الله خيرا
كان عنوان بحثي في الليسانس
أدرجت في مبحثه الأخير رد بعض الشبهات حول عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 02:23]ـ
بارك الله فيكم ..(/)
ردا على الغامدي: إغلاق المتاجر للصلاة هدي النبي وأمراء الإسلام. الشيخ الطريفي.
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 12:59]ـ
إغلاق المتاجر للصلاة هدي النبي وأمراء الإسلام
الحمدلله أحمده عوداً وبدءاً، وأصلى الله على المبعوث نبياً وعبداً، أما بعد ..
فإن للإسلام معالم، ولأحكامه أنساب لا تنكر بترك أهله لها عملاً، وبُعدهم عنه سلوكاً، ومن وُلد في خريف من الدهر فليس له أن ينكر فصوله، وكثير من أحوال البلدان تتناسى لأثر البيئة والظروف التي تلم بالشعوب، وشعائر الدين كذلك، وحقائق الشرائع ونوازل التاريخ، لا تملك النفوس صرفها فيما شاءت، لأنها في نفسها حقيقة خالدة لا تمسح ولا تموت بموتها في أذهان الناس، وقد رأيت كثيراً من يتنكر لبعض معالم الإسلام وشرائعه، لأنه لم يدرك الحقائق على ما هي عليه، ولو نظر من جهل شيئاً من ذلك في نصوص الشرع وتاريخ القرون، لبان له الحق، ولو سأل من يعلم عما استحال عليه فهمه، لعلم أن المستحيل على الأعمى هو أيسر الممكنات على المبصر، وأكثر بلاء فهم الإنسان من قبل جهله.
وقد قرأت مراراً من يتحدث عن "إغلاق المتاجر" لأجل الصلاة، والأمر بذلك في الأسواق والطرقات، ويتحدث عن عدم وجوده في الإسلام تارة، وتارة أخرى عن عدم توافقه مع مصلحة الناس، وكثير من الأقلام أتعسّر الرد عليها بالتوّقف، لجنوح الكاتب جنوحاً لا يستقر على ساق الفهم والإدراك، أو كونه كاتباً أجيراً لغيره يقول ما لا يعتقد، ويفعل ما يؤمر به، والصبر على تكرار ما تسطره تلك الأقلام متعذّر، كي لا ينطلي على العامة وسواد الناس، والتغافل عنه سوء اختيار بل سوء توفيق، حيث يطرح الكاتب ما يطرح وهو يرى تقاعس كثير من الناس عن ذات الصلاة فضلاً عن جماعتها.
وأما الحديث عن صلاة الجماعة، وإفراد مؤلفات ببحثها للعامة تزهيداً في الحضور إليها، بحجة وجود أقوال تجعلها من فروض الكفايات، ولم يُفرِّق بين وجود الأقوال في مباحث المطولات وإفراد المسائل في الصحافة بصورة الدعوة إلى الترك، فهذا المذهب من علامات شقاء الكاتب في دنياه، وآيات الخُسران في دينه، ولن يُقدِم على نهجه إلا من قد سمح بعرضه، واستهان بشنيع تبعت قوله، ويكفي في بيان حاله ما رواه مسلم في "الصحيح": عن ابن مسعود قال: من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه و سلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.
فإذا كان التارك في نفسه صلاة الجماعة منافقاً معلوم النفاق، فكيف بالمُزَهِّد فيها لدى العامة، وقد أمر الله بصلاة الجماعة حال التحام الصفين للقتال، فكيف حال التحام الصفين للبيع والشراء، أمروا بأدائها والسلاح باليدين، فكيف وما باليدين دنانير ودراهم: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم آمراً بها في حال الخوف: يقوم الأمير وطائفة من الناس معه فيسجدون سجدة واحدة، ثم تكون طائفة منهم بينهم وبين العدو. جاء من حديث ابن عمر رواه ابن جرير وغيره.
والحديث عن صلاة الجماعة يطول وأدلة فضلها ووجوبها معلومة، فهذا أمر مشى عليه المصطفون الأخيار المرضيون عند ربهم حتى قبل هذه الأمة كما حكى الله عن نبيه إسماعيل الرسول النبي المرضي مادحاً له أنه كان يأمر أهله -قومه- بالصلاة، وإنما الحديث هنا عن إغلاق المحلات التجارية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، والقرون المفضلة والحديث فيه من ثلاث جهات:
الجهة الأولى: أمر أهل الأسواق بالصلوات، والمرور على متاجرهم وتنبيه النائمين وتذكير الناسي:
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهدي خلفائه وصحابته من بعده، وقد قال في حقهم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي) رواه الترمذي وغيره، وقال: (أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهبوا أتى أمتي ما توعد) رواه مسلم، والكلام على هذا ما يلي:
ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم: أولاً:
لم تكن الأسواق تفتح في المدينة بعد الأذان تعظيماً لهذه الشعيرة، فقد روى ابن مردويه في "تفسيره" عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله): كانوا رجالاً يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون فإذا سمعوا النداء بالصلاة ألقوا ما بأيديهم وقاموا إلى المساجد فصلوا.
ورواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بنحوه، ورواية علي عن ابن عباس من أصح نسخ التفاسير، قال أحمد بن حنبل: صحيفة بمصر في التفسير لو سافر إليها الرجل ما كان كثيراً يرويها علي عن ابن عباس.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار عن سالم عن ابن عمر: أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة فأغلقوا حوانيتهم ثم دخلوا المسجد فقال ابن عمر: فيهم نزلت (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله).
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن ابن مسعود: أنه رأى ناساً من أهل السوق سمعوا الأذان فتركوا أمتعتهم وقاموا إلى الصلاة فقال: هؤلاء الذين قال الله: (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله).
وكان هديه عليه الصلاة والسلام تنبيه الناس في الطريق وإقامتهم إلى الصلاة، وأن لا يكلهم إلى إيمانهم وصلاحهم، ولا إلى سماعهم النداء كما جاء عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم لصلاة الصبح فكان لا يمر برجل إلا ناداه بالصلاة أو حركه برجله. رواه أبو داود وسكت عليه محتجاً به، وقد قال في رسالته لأهل مكة: كل ما سكت عنه فهو صالح.
يعني للاحتجاج.
وروي هذا في أحاديث كثيرة بمعناه فقد روى أحمد في "مسنده" عن عبد الله بن طهفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا خرج يوقظ الناس الصلاة، الصلاة، الصلاة.
وقد كانت الأسواق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تفتح مع صلاة الفجر، فبين بعض الصحابة خطورة التخلف عن صلاة الجماعة، والمبادرة إلى الأسواق قبلها، فقد روى ابن أبي عاصم في الوحدان ومن طريقه أبو نعيم بسند صحيح عن ميثم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال: يغدو الملك برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل باب منزله وإن الشيطان ليغدو برايته مع أول من يغدو إلى السوق.
قال ابن حجر: وهذا موقوف صحيح السند.
وكان عمل الصحابة رضي الله عنهم عدم البيع وقت الصلاة، بل الانصراف من السوق وتركه إلى المساجد فروى أحمد بسند جيد عن زيد بن خالد الجهني قال: كنا نصلى مع النبي صلى الله عليه و سلم المغرب وننصرف إلى السوق.
يعني أنهم قطعوا الضرب في الأسواق عصراً بدخول وقت المغرب ثم انصرفوا إلى سوقهم مرة أخرى.
وكان الأمر بذلك والطواف على الناس وتنبيههم في أول الأمر في المدينة وفي آخر حياته صلى الله عليه وسلم، وفي أسفاره أيضاً، كما في حجة الوداع، كما رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة عن مسلم ِ بن يَسار عن أَبيه، قَالَ: خرجت مع مولاي فضالة بن هلال في حجة الوداع فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الصلاة الصلاة.
وقد جاء في أول الأمر ما رواه ابن خزيمة في " صحيحه" والطبراني عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: كانت الصلاة إذا حضرت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سعى رجل إلى الطريق، فنادى: الصلاة الصلاة.
ثانياً: كان هذا العمل في زمن الخلفاء الراشدين:
ينبهون على الصلوات في الأسواق والطرقات ويأمرونهم بذلك:
فقد اشتهر هذا في فعل الخلفاء عمر وعلي يقومون به بأنفسهم لا ينيبون عليه أحداً، قال أبو زيد المجاجي في شرحه على "مختصر ابن أبي جمرة": ذكر غير واحد ممن ألف في السير أن عمر بن الخطاب وعلياً كانا من عادتهما إذا طلع الفجر خرجا يوقظان الناس لصلاة الصبح.
أما عن عمر بن الخطاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد رواه كثير من أهل المسانيد والسير كالطبري وابن عساكر والخطيب بأسانيد أكثر من أن تُساق في موضع، ومتون أشهر من أن يَتطرق إليها احتمال الشك بضعف منها عن ثابت البناني عن أبي رافع: كان عمر إذا خرج يوقظ الناس للصلاة صلاة الفجر.
وروى ابن سعد بإسناد صحيح إلى الزهري خرج عمر يوقظ الناس الصلاة الصلاة وكان يفعل ذلك.
وإذا كان هذا حال النائم في زمنه، فكيف باليقظان يبيع ويشتري ويفترش الطرقات، وهل يُظن أن عمر يقيم النائم فيقول: قم صل، ويدع البائع اليقظان فلا يأمره، هذا محال، إلا في نظر بعيد الخطو في الجهل.
بل قد كان الأعرابي يقدم المدينة ومعه الجلب ليبيعه في سوق المدينة وقت الصلاة ولا يجد الناس في السوق، فيلزم الصلاة معهم ويَخرج بعدها إلى السوق، كما رواه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" عن أصبغ بن نُباتة قال: خرجت أنا و أبي من ذِرْوَد (وهي جبل من أطراف البادية) حتى ننتهي إلى المدينة في غلس والناس في الصلاة فانصرف الناس من صلاتهم فخرج الناس على أسواقهم ودفع إلينا رجل معه دِرة له فقال: يا أعرابي أتبيع؟ فلم أزل أساوم به حتى أرضاه على ثمن وإذا هو عمر بن الخطاب فجعل يطوف في السوق يأمرهم بتقوى الله عز و جل يقبل فيها ويدبر.
وكان عمر لا يأذن لأحد يتخلف عن الصلاة من باعة السوق ولا غيره، بل يتفقد الأفراد في صلاة الفجر فكيف بغيرها، ويتبعهم في البيوت والدور، فكيف بالأسواق والدكاكين روى مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة: أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق ومسكن سليمان بين السوق والمسجد النبوي فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها: لم أر سليمان في الصبح فقالت: إنه بات يصلي فغلبته عيناه فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في الجماعة أحب إلى من أن أقوم ليلة.
وهو خبر صحيح، وأحاديث أبي بكر عن أهل بيت أبيه كأبيه.
بل يستحب في حق الوالي أن يمنح الأعمى والعاجز ما يوصله إلى المسجد جماعة من قائد ومركب، ما تيسر على المسلمين المال ولم يشُق على المصلي، فقد روى ابن سعد عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة قال: جاء عمر رضي الله عنه سعيد بن يربوع إلى منزله فعزاه في ذهاب بصره وقال: لا تدع الجمعة ولا الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ليس لي قائد، فقال الفاروق: فنحن نبعث إليك بقائد. فبعث إليه بغلام من السبي.
وأما عن علي بن أبي طالب:
فقد رواه من طرق كثيرة في كتب السنة والتواريخ جماعة كابن حبان والطبري وابن شبة وابن عساكر والخطيب والبلاذري في الأنساب وبأسانيد متعددة صحيحة بمجموعها منها عن ابن الحنفية عن الحسن بن علي: أن علياً إذا خرج من باب بيته للصلاة نادى أيها الناس الصلاة الصلاة كذلك كان يصنع في كل يوم يخرج ومعه دِرته يوقظ الناس.
الدرة لم تُذكر هنا إلا لمناسبة تعزير المتخلف عن أمره بها.
وروى ابن ابي الدنيا في "مقتل علي" عن حصين عن هلال بن يساف قال: كان علي ابن أبي طالب يخرج إلى صلاة الفجر فيقول: الصلاة الصلاة.
وروى الشافعي وابن أبي شيبة عن أبي ظبيان قال:كان علي يخرج إلينا ونحن ننتظر تباشير الصبح فيقول: الصلاة الصلاة.
وكان هذا الأمر الذي يعمله علي حينما كان في العراق، كما رواه ابن جرير الطبري أن ابن الحنفية قال: والله إني لأصلي الليلة التي ضرب علي فيها في المسجد الأعظم إذ خرج علي لصلاة الغداة، فجعل ينادي: أيها الناس، الصلاة، الصلاة.
ثالثاً: كان هذا العمل ماضياً في زمن بني أمية في نصف القرن الأول والقرن الثاني:
يحكيه سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب وقد توفي في خلافة هشام على المدينة عام (106هـ) كما وراه ابن جرير الطبري في "تفسيره" عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله أنه نظر إلى قوم من السوق، قاموا وتركوا بياعاتهم إلى الصلاة، فقال: هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه (لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: وكان هذا العمل مستفيضاً لدى فقهاء التابعين وأجلتهم، لا تُقام الأسواق والصلاة حاضرة في الحواضر، وإذا قدم أهل البوادي أخذوا حُكم الحواضر، كما رواه أحمد في "مسنده" والبيهقي في "الشعب" واللفظ له وغيرهما عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال: قدمت الكوفة أنا و صاحب لي لأجلب منها نعالاً فغدونا إلى السوق ولما تقم فقلت لصاحبي: لو دخلنا المسجد.
وكما ثبت هذا عن غير واحد منهم، كأيوب بن أبي تميمة السختياني كما رواه البيهقي في الشعب عن ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل مسجده –يعني في البصرة- و يقول هو للناس: الصلاة الصلاة.
يعني يطوف عليهم مذكراً لهم.
وروي عن الحسن: والله لقد كانوا يتبايعون في الأسواق فإذا حضر حق من حقوق الله بدأوا بحق الله حتى يقضوه ثم عادوا إلى تجارتهم.
وروى ابن سعد عن عمران بن عبد الله عن سعيد بن المسيب قال: كان سعيد يكثر الاختلاف إلى السوق وما فاتته صلاة الجماعة منذ أربعين سنة ولا نظر في أقفائهم.
خامساً: على هذا أجلة الأئمة من أتباع التابعين:
ففي "الحلية" لأبي نعيم عن سفيان الثوري: كانوا يتبايعون ولا يدعون الصلوات المكتوبات في الجماعة.
وكان المفسرون من التابعين على تباين بلدانهم، يحملون قول الله تعالى: (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله). على ترك البيع والشراء والانصراف للصلوات.
في مكة عطاء بن أبي رباح
وفي البصرة رفيع بن مهران أبو العالية وأيوب والحسن وقتادة ومطر الوراق والربيع بن أنس.
وفي الكوفة السدي والثوري وغيرهما.
وفي خراسان مقاتل بن حيان والضحاك بن مخلد.
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدوا، ولا تكونوا كالذين قال الله عنهم: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً).
سادساً: مضى هذا عملاً وهدياً متبعاً في ممالك المسلمين وحواضر الإسلام، على اختلاف الآفاق، وتباين القرون.
قال أبو طالب المكي (ت:386) في "قوت القلوب" (2/ 437) ذاكراً حال الأسواق السالفين: إذا سمعوا الأذان ابتدروا المساجد، وكانت الأسواق تخلوا من التجار، وكان في أوقات الصلاة معايش للصبيان وأهل الذمة، وكانوا يستأجرونهم التجار بالقراريط والدوانيق يحفظون الحوانيت إلى أوان انصرافهم من المساجد.
وقال أبو حامد الغزالي (ت: 505) في "الإحياء" (2/ 85): كانوا يستأجرون بالقراريط لحفظ الحوانيت في أوقات الصلوات.
وقال ابن تيمية (ت:728) في "الفتاوى" (23/ 411): إذا تعمد الرجل أن يقعد هناك ويترك الدخول إلى المسجد كالذين يقعدون في الحوانيت فهؤلاء مخطئون مخالفون للسنة.
وأكثر المؤرخين لا ينصون عليه لاشتهاره، وإنما يذكرونه على سبيل مناقب الأفراد المخصوصين ببعض الولايات، وبلغ عمل الحكام به أقاصي بلاد الإسلام حتى بلاد المغرب الأقصى كالسلطان أبي عنان المريني حاكم المغرب الاوسط كله، في القرن الثامن كما ذكره أبو زيد الفاسي في "تاريخه" "تاريخ بيوتات فاس" لدى كلامه على بيت بني زَنْبَق ذكر أن السلطان ينيب أبا المكارم منديل بن زنبق ليحرض الناس في الأسواق على الصلاة في أوقاتها ويضرب عليها بالسياط والمقاريع بأمر أمير المؤمنين أبي عنان.
وبقي معمولاً به في جزيرة العرب في الدولة السعودية منذ نشأتها، كما ذكره أحمد معنينو السلوي، في كتابه "الرحلة الحجازية" عام 1348 هـ، حيث ذكر أن الملك عبد العزيز أعاد الناس إلى الطريق القويم: فعندما ينادي حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح، يظهر بالأسواق رجال بيدهم عصي يتجولون بالأسواق منادين: الصلاة الصلاة، ويترك أصحاب الدكاكين أمتعتهم وأموالهم والأماكن مفتوحة، ولا أحد يستطيع أن يمد يده إلى الأمتعة والمال.
والأمر بذلك إلى اليوم يؤمر به ويعمل، وأكثر الناس يدعون متاجرهم رغبة لا رهبة.
سابعاً: لما كان الخلفاء الراشدون يأمرون أهل الأسواق بالصلاة جمعة وجماعة، ويؤدبون على التخلف، أخذ بالتأديب والتعزير غير واحد من الخلفاء، فقد ذكر سحنون في "نوازله" أن عمر بن عبدالعزيز يأمر إذا فرغ من صلاة الجمعة من يخرج، فمن وجد لم يحضر الجمعة، ربطه بعمد المسجد.
وكان مالك يخالف قول عمر بن عبدالعزيز بالربط في المسجد، وإنما ينبغي أن يؤدب على ذلك بالسجن أو الضرب، كما نبه عليه ابن رشد في "البيان والتحصيل" (17/ 185).
الجهة الثانية: ما زال البشر على اختلاف أديانهم وبلدانهم يَسُنون لأنفسهم قوانين في البيع والشراء في اليوم والليلة، لمصالح الناس في النوم، حتى لا تضطرب الحياة، من غير نكير، فإذا كان هذا أمراً يُعاقب عليه ولي الأمر لمصلحة النوم ونحوه، والشرع أوقظ النائم لأجل الصلاة وهو يغط في نومه، عُلم أن الأمر بإغلاق المتاجر لمصلحة الصلاة آكد، في حق ولي الأمر، وحق التاجر.
الجهة الثالثة: أن كثيراً ممن يُسَوِّغ فتح المتاجر وقت الصلاة، يورد مصالحَ متوهمة، كحاجة الناس المالية والصحية، والصلوات لا تأخذ إلا دقائق معدودة في كل وقت، وما سمع الناس على مر العصور أن تاجراً خسر وأفلس لإغلاق متجره لأداء صلاته، والناس يُغلقون المتاجر لأجل مصالح الإنسان كالنوم والطعام ونحوهما ليلاً ونهاراً في اليوم الواحد وقتاً طويلاً يجتمع فيه وقت صلوات أسبوع تام وزيادة، وما تحدثوا عن مواضع الربح والخسارة في طلب صحة الأبدان واتباع النظام، فكيف بسلامة الدين.
ولم ير الناس فرداً مات جوعاً على أعتاب المطاعم والمتاجر يطلب الشراب والطعام، والناس منصرفون عن متاجرهم في صلاتهم.
وهذا أمر لا يُحتاج إلى ذكره، ولكننا في كثير من الأحيان نطلب الإقرار بما تراه العيون، وقد
كان طلب الإقرار بما يظهر للعيان ضعة، إذ أننا في زمن أقوى الناس فيه حجة أرفعهم صوتاً.
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
شبكة نور الإسلام
http://www.m-muslim.com/vb/showthread.php?t=643
(يُتْبَعُ)
(/)