المنكرين لبدعة المولد والمؤيدين لها، فقد قال الشيخ ظهير الدين جعفر التِّزْمَنْتِي (المتوفى سنة 628هـ) مبينا حكم المولد: "هذا الفعل لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح، مع تعظيمهم، وحبهم له ــ أي: للنبي صلى الله عليه وسلم ــ إعظاما ومحبة لا يبلغ جمعُنا الواحدَ منهم، ولا ذرة منه". نقلا من كتاب "الحكم الحق في الاحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم" (ص27) لشيخنا علي بن حسن الحلبي حفظه الله.
بل الحقيقة أن التاريخ أكبر شاهد على أن هذه البدعة إنما أحدثت في أواخر القرن الهجري الرابع!! بعد أن قامت الدولة العبيدية الفاطمية الباطنية، المنتسبة زورا وبهتانا إلى فاطمة رضي الله عنه؛ فقد قال تقي الدين المقريزي: في "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" (1/ 490) تحت عنوان (ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثُرُ نعمُهم): "كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم؛ وهي: موسم رأس السنة (!!)، وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ..... ".
وقال مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ العلامة محمد بخيت المطيعي: في كتابه "أحسن الكلام فيما يتعلق بالسُّنّة والبدعة من الأحكام" (ص44):"مما أحدث، وكثر السؤال عنه: (الموالد): فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله ..... ".
وقال الشيخ علي محفوظ: ــ وهو من كبار علماء مصر ــ في كتابه "الإبداع في مضار الابتداع" (ص231): "قيل: أول من أحدثها ــ أي الموالد ــ بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي رضي الله عنه، ومولد السيدة فاطمة الزهراء ل، ومولد الحسن والحسين ب، ومولد الخليفة الحاضر، وبقيت هذه الموالد على رسومها إلى أن أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش، ثم أعيدت في خلافة الآمر بأحكام الله في سنة أربع وعشرين وخمسمائة بعدما كاد الناس ينسونها، وأول من أحدث المولد النبوي بمدينة إربل الملك المظفر أبو سعيد في القرن السابع (!!)، وقد استمر العمل بالموالد إلى يومنا هذا، وتوسع الناس فيها، وابتدعوا بكل ما تهواه أنفسهم، وتوحيه إليهم شياطين الإنس والجن". قلت: من النفحات الشيعية الخطيرة التي سَرَت فينا معاشر أهل السنة: تخصيص الخليفة الراشد علي بن أبي طالب بوصف (الإمام)، دون بقية سابقيه من الخلفاء الراشدين؛ وهم بلا شك أحق منه وأجدر بهذا الوصف. وكذلك وصف فاطمة ل بـ (الزهراء) (!!)؛ وهو مما لم يثبت مبنًى ولا معنًى .... والله المستعان.
ومن المغالطات في هذا الباب ــ والمغالطات جمّة!! ــ أن المُبتلينَ بإحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي بلغوا مبلغا عظيما في الإساءة لإخوانهم المنكرين لهذه المناسبة؛ فوصفوهم بكُرْهِ الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم محبته، والحقيقة أن المعيار الذي يُعرف به المحب للرسول صلى الله عليه وسلم ليس الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، وما أشبهه من المناسبات، وإنما تكمن محبته صلى الله عليه وسلم: بتصديقه فيما أخبر، وطاعته بما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ وهذا هو عين الحب والإجلال للنبي ج الذي ينال بسببه العبدُ محبةَ ربه سبحانه وتعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)
، ولله درُّ الشاعر إذ يقول: تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقًا لأطعته إنَّ المحب لمن يحب مطيع ومن المغالطات أيضا في هذا الصدد اعتماد المحتفلين بذكرى المولد النبوي على اليوم الثاني عشر من ربيع الأول معتبرينه اليومَ الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، والحقيقة التي ينبغي أن تشاعَ وتذاعَ أن العلماء مختلفين اختلافا قويا في تحديد تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم متى كان، مع اتفاقهم وإجماعهم على أنه ولد يوم الإثنين، وللعلماء في ذلك أقوال: فقيل: لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول، قاله ابن عبد البر في "الاستيعاب"، وقيل: لثمان خلون منه، حكاه الحُميدي عن ابن حزم، وقيل: لعشر خلون منه، نقله ابن دحية في كتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
"التنوير في مولد البشير النذير"، وقيل: لثنتي عشرة خلت منه، نص عليه ابن إسحاق، وهذا هو المشهور عند الجمهور. وقيل: في رمضان!!، وعلى خلاف أيضا في تحديد تاريخه. فانظر هذه الأقوال في "البداية والنهاية" (2/ 265)، و"المعيار المعرب" (7/ 100) للونشريسي.
قال الإمام العلامة الألباني: في "صحيح السيرة النبوية" حاشية (ص13): "وأما تاريخ يوم الولادة؛ فقد ذُكر فيه وفي شَهْره أقوال ذكرها ابن كثير في الأصل، وكلها معلقة ــ بدون أسانيد ــ يمكن النظر فيها ووزنها بميزان علم مصطلح الحديث؛ إلا قول من قال: إنه في الثامن من ربيع الأول. فإنه رواه مالك بسند صحيح عن محمد بن جبير بن مُطعِم، وهو تابعي جليل، ولعله لذلك صحح هذا القول أصحاب التاريخ واعتمدوه، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي، ورجحه أبو الخطاب بن دحية، والجمهور على أنه في الثاني عشر منه. والله أعلم".
وقال الإمام العلامة ابن عثيمين: في "مجموع فتاواه ورسائله" (6/ 200): "أيها المسلمون إن بدعة عيد المولد التي تقام في شهر ربيع الأول في الليلة الثانية عشرة منه ليس لها أساس من التاريخ؛ لأنه لم يثبت أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تلك الليلة، وقد اضطربت أقوال المؤرخين في ذلك؛ فبعضهم زعم أن ولادته في اليوم الثاني من الشهر، وبعضهم في الثامن، وبعضهم في التاسع، وبعضهم في العاشر، وبعضهم في الثاني عشر، وبعضهم في السابع عشر، وبعضهم في الثاني والعشرين؛ فهذه أقوال سبعة ليس لبعضها ما يدل على رجحانه على الآخر، فيبقى تعيين مولده صلى الله عليه وسلم من الشهر مجهولا إلا أن بعض المعاصرين حقق أنه كان في اليوم التاسع".
وقال صفي الرحمن المباركفوري في "الرحيق المختوم" (ص71): "وُلِد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشِعْب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان، ويوافق ذلك عشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م، حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان ـ المنصورفورى ـ ". ولعل هذا الاختلاف في تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم هو الذي حمل الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري صاحب إربل على أن يحتفل بذكرى المولد سنة في الثامن من شهر ربيع الأول، وسنة في الثاني عشر منه (!!!) كما ذكر ذلك غير واحد ممن صنّف في التاريخ الإسلامي؛ فانظر "وفيات الأعيان" (2/ 292). أخي القارئ الكريم إن مغالطات المحتفلين بهذه الذكرى كثيرة لا تُحدّ ولا تُعدّ؛ ولو أتينا عليها جميعها لطال بنا المقام، ولكني أختم هذا البحث مزيّنًا إياه بفتاوى الفحول الكبار من العلماء (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (قّ:37).
فتاوى جهابذة أهل العلم في الاحتفال بالمولد النبوي:
1) قال العلامة أبو حَفْص تاج الدين الفاكِهاني: ــ المتوفى سنة (734هـ) ــ في كتابه "المَورد في عمل المولد" ضمن "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي": "فقد تكرر سؤال جماعة من المُبارَكين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول، ويسمونه: (المولد): هل له أصل في الشرع؟ أو هو بدعة وحدث في الدين؟ وقصدوا الجواب عن ذلك مٌبيَّنًا، والإيضاح عنه معينًا. فقلت ــ وبالله التوفيق ــ: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنّة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطَّالون، وشهوةُ نفسٍ اغتنى بها الأكَّالون .... ".
2) قال العلامة ابن الحاج: ــ المتوفى سنة (737هـ) ــ في كتابه "المدخل" (2/ 11ـ 12): "إن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، واتباع السلف أَوْلى ــ بل أوجب ــ من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس اتباعًا لسنة رسول الله ج، وتعظيما له ولسنته صلى الله عليه وسلم، ولهم قَدَم السَّبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم، وقد عُلِمَ أن اتباعهم في المصادر والموارد".
(يُتْبَعُ)
(/)
3) قال الإمام الشاطبي: ــ المتوفى سنة (790هـ) ــ في "فتاواه" (ص203 ـ 204): "فمعلومٌ أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعةٌ محدثةٌ، و كلُّ بدعة ضلالة، فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز، والوصيَّة به غير نافذة، بل يجب على القاضي فسخُه، و ردُّ الثلث إلى الورثة؛ يقتسمونه فيما بينهم، وأبعد الله الفقراء الذين يطلبون إنفاذ مثل هذه الوصيّة".
4) قال العلامة محمد بن إبراهيم: ــ المتوفى سنة (1389هـ) ــ في "مجموع فتاواه ورسائله" (3/ 54): "لا شك أن الاحتفال بمولد النبي ج من البدع المحدثة في الدين، بعد أن انتشر الجهل في العالم الإسلامي، وصار للتضليل والإضلال، والوهم والإيهام، مجال عميت فيه البصائر، وقوي فيه سلطان التقليد الأعمى، وأصبح الناس في الغالب لا يرجعون إلى ما قام الدليل على مشروعيته، وإنما يرجعون إلى ما قاله فلان وارتضاه علان، فلم يكن لهذه البدعة المنكرة أثر يذكر لدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لدى التابعين، وتابعيهم .... ". وللشيخ: أبحاث قوية في هذا الجانب ــ بل له رسالة مستقلة في هذا الباب ــ فلتُراجَع في "مجموع فتاواه ورسائله" الجزء الثالث.
5) قال العلامة الإمام عبد العزيز بن باز: ــ المتوفى سنة (1420هـ) ــ في "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (4/ 289): "ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة 12 ربيع الأول ولا في غيرها، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد غيره عليه الصلاة والسلام؛ لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته صلى الله عليه وسلم، وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه، ولا أمر بذلك، ولم يفعله خلفاؤه الراشدون، ولا أصحابه جميعا، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة؛ فعلم أنه بدعة ... ".
فهذه بعض فتاوى أهل العلم في هذه المسألة، وهذا غَيْض من فَيْض، ونقطة من بحر لُجِّي، ومن رام البسط فليرجع إلى الكتب التالية:
"المَورد في عمل المولد" للعلامة الفاكهاني:، و"الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي" للعلامة حمود التويجري:، و"القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل صلى الله عليه وسلم" للعلامة إسماعيل الأنصاري:، و"الحكم الحق في الاحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم" لشيخنا علي بن حسن الحلبي حفظه الله.
وختامًا إنّ مما ينبغي أن يقال: "إنّ الشهر الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ــ وهو ربيع الأول ــ هو بعينه الشهر الذي توفي فيه، فليس الفرح بأولى من الحزن فيه"، وإن اليوم الذي ولد فيه ــ وهو الإثنين ــ هو بعينه اليوم الذي امتنّ الله فيه على الأمة ببعثته صلى الله عليه وسلمـ وهي المِنّة العظمي التي لا تساميها أي مِنّة أخرى ــ قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164) "
ولو قيل ــ أيضا ــ: الاحتفال بالبعثة المحمدية أَوْلى ــ وأَوْلى ــ أن يهتم به الصالحون! لكان هذا أقرب (!) إلى الحق المأمون ... فلماذا لا يفعلون؟! وما الضابط فيما يعملون، أو يتركون؟! ولماذا على غيرهم ينكرون؟! ".
المصدر ( http://www.almenhaj.net/****Subject.php?linkid=7709)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 10:41]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سيفُ محمد]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 03:21]ـ
بارك الله فيكم وجزا الكاتب خير الجزاء
ـ[شادي نزال]ــــــــ[25 - Feb-2010, صباحاً 09:18]ـ
وفيكم بارك الله ونفع الله بكم(/)
قراءة سريعة في تاريخ الحركة النسائية
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 01:05]ـ
قراءة في تاريخ الحركة النسائية
كتبه طارق بن عبد الرحمن الحمودي
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت أول حركة تنادي بإعطائها حقوقها في أوائل القرن الخامس الميلادي في فرنسا , فألف الكاتب الفرنسي كريستيان دو بيزان كتاب (مدينة السيدات سنة 1405) وكان مضمومنه الدفاع عن المرأة ضد ما كان يذيعه الرهبان في كتاباتهم عن المرأة واحتقارها وكان غالب ما تطالبه النساء يومئذ من حقوق مشروعة كحق الملكية الفردية وحق التصرف في ما تملك وحق التعلم ولذلك ألفت ماري دو كروناي الفرنسية كتاب (المساوات بين الرجل والمرأة سنة 1622) طالبت فيه بحق المرأة في التعليم بالخصوص وزعمت فيه أن سبب الدونية التي تعيشها المرأة في الغرب هو بسبب عدم تعلمها وكانت البداية أثرا معقولا لما كانت عليه المرأة الغربية من الظلم والاحتقار من طرف الرجل.
وألفت أوليمب دو كوج وهي فرنسية من الثورة كتاب (الإعلان بحقوق المرأة والمواطنة سنة 1791) ثم وسعت دائرة الحركة لتشمل المملكة المتحدة فألفت ماري وولستونيكريفن الإنجليزية كتاب (الدفاع عن حقوق المرأة 1792) ويعتبر هذا الكتاب أصلا للحركة النسائية العالمية.
وبدأت تظهر الثمار المشروعة الأولى لهذه الحركة, ففي فرنسا صودق على قانون فالو (15 مارس 1805) الناص على إدماج الفتاة في التعليم, وسمي على صاحب فكرته , وألف الفليلسوف الإنجليزي جون ستيوارت كتاب خضوع النساء , وفي سنة 1882 حصلت النساء المتزوجات في بريطانيا على حق الملكية والتصرف في مالها, وفي سنة 1907 حصلت المرأة العاملة غير المتزوجة في أوروبا على حق التصرف في راتبها خصوصا في بريطانيا ودول الشمال الأوروبي.
إلى هنا كانت مسيرة الحركة مسيرة صحيحة مقبولة.
ثم بدأت الحركة تزحف إلى العمل السياسي, ووصلت إلى الكنيسة .. فقوبلت بسبب ذلك بقوة من اجل تدخلها في الأمور الدينية للكنيسة حينما أعلنت هذه الأخيرة أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية والسعي إلى مساواة الرجل في كل شيء مهدد للبيت والعائلة, وكانت المواجهة بين الحركة والكنيسة شيئا متوقعا لسببين أولهما: النظرة التحقيرية التي كانت تنظر بها الكنيسة للمرأة
وثانيها: كيد اليهود الفرنسيين الذين قادوا الثورة الفرنسية خلف الكواليس, وكانت الحركة النسائية جزءا منها, وقد كان شعارهم حينها: اعدمم إقطاعيا بأمعاء قسيس , وكان لظهور الحركات الشيوعية في العالم أثر في توجيه الحركات النسائية, فمنذ أن تبنتها سنة 1960 استعملتها لتسريب أفكارها المصادمة للدين والمحاربة لرب العالمين, فتحرك جيش المفكرين الملاحدة, يضرب المثل ويدمر الإنسانية والأخلاق, فكتب إنكلس صديق كارل ماركس أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة, محاولا هدم العائلة وقطع الرحم والروابط الأسرية وقامت فلورا ترستان الفرنسية الاشتراكية تدعو إلى تمكين المرأة من الطلاق والحب الحر بدون زوج ..
وظهرت (حركة تحرير النساء) سنة 1968 واحدة في فرنسا والأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية فقامت تطالب بالمساوات مع الرجل وبحق المرأة في الإجهاض ورفع ما يوجبه المجتمع على المرأة من مسؤوليات الأمومة والزوجية
وفي فرنسا حصلت المرأة على حق استعمال موانع الحمل 1967ثم حصلت سنة 1975 على حق التدخل للإجهاض المبكر, وأقيم استفتاء يعطي للمرأة الحق في التطليق كما للرجل , وهكذا أفسدت الحركة, وشوهت واستعملت من لدن الشيوعية لهدم الفكرة والحياة الإنسانية السليمة
أما المرأة المسلمة فقد ضمن الإسلام لها كامل حقوقها, ورفع من شأنها وما الظلم الحاصل اليوم عليها في بلادنا العربية الإسلامية إلا بسبب الابتعاد عن تطبيق الأحكام الشرعية التي تمن الحقوق وتنصف المظلوم, وليس هناك حل عندنا سوى الرجوع إلى الشريعة لا مصادمتها والذي يتابع الحركات النسائية العربية يرى بعين منصفة أنها (صورة طبق الأصل) للحركات الشيوعية الطائشة, الحاقدة على الإيمان بالله الخالق تعالى, فهي تطالب مثلا بالمساواة بين الرجل والمرأة في الإرث , وهو مصادمة صريحة للقرآن الكريم , كلام رب العالمين, ومثل هذا كثير, وليس هذا غريبا ,,فما شابه أباه فما ظلم.
كما فعلت الحركة النسائية في المغرب
بل تجرأت فنجحت في إخراج المرأة المغربية من بيتها للعمل في المناجم والمعامل بأجور أقل وتحت ظروف غير ملائمة, ثم بعد ذلك طالبت بأن تسوى حالها وتعدل.
تقتلها ثم تتبع جنازتها ... سبحان الله.
ومن المضحك المبكي أن هذه الحركة لا تفتأ تذكر بإنجازاتها ... التاريخية .. حين تكتب بعضهن أن المغرب بحمد الله حصل على يد عاملة منتجة , بحيث تعمل كثير من النساء بالآلاف في المناجم ..... بدون تعليق!!
هذا ما كنت كتبتها قديما وكانت مراجعي كلها غربية. لعل منصفا عاقلا يتأمل ما قصدت التنبيه عليه بين السطور والله الموفق(/)
تأملات حول قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) .. ش. ياسر برهامي .. حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 01:54]ـ
تأملات حول قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن التوسلَ إلى الله -عز وجل- بأنه سريعُ الحساب، واستحضارَ هذا المعنى لهو من أعظم ما يداوي أمراض القلوب؛ التي تحصل بسبب الظلم الذي كثر وانتشر في المشارق والمغارب، في الشمال والجنوب، من مخالفة لأمر الله -عز وجل- بالشرك والكفر، والنفاق والعصيان، ومن مخالفةٍ لشرع الله -عز وجل- بفعل الفواحش وارتكاب المحرماتِ، وارتكاب المعاصي والمنكرات، ومن مخالفةٍ لشرع الله -عز وجل- بالبغي والإفساد في الأرض: من سفكٍ للدماء وانتهاك للأعراض، وقتلٍ للأطفال، وتهديم للبيوت، واغتصاب للأموال، وسلب للأراضي والبلاد، فما أكثرَ الظلم الواقع في هذه الأرض، وخصوصًا على عباد الله المؤمنين الموحدين.
مع أن الله -عز وجل- حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرمًا، وقال لهم: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا) (رواه مسلم)، وجعل الله -تعالى- الظلمَ سببًا لخراب الأرض وفسادِها، وشقاء أهلها، وإن كان قلب كل مؤمن ليتألم من الظلم الواقع في هذه الأرض، ويجد فيه غصة ومرضًا يحتاج إلى شفاء.
فإن لم يتدارك الإنسان هذا المرض ويعالجه يوشك أن يوقعه في اليأس والإحباط، وترك العمل الواجب في ذلك الوقت أو سوء الظن بالله -عز وجل-، أو التخلف عن رفقة الصالحين الذين ساروا في الأرض؛ ليصلحوا ما وقع فيها من ظلم وجور، وعلى رأسهم أنبياء الله -تعالى- الذين أصلح الله -تعالى- بهم الأرض.
وهذا أمر لابد أن يعلمه المسلم؛ لينتفع بفترات انتشار الظلم والظلام في نفسه، ولطائفته المؤمنة كذلك.
وإن مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: ما أعده الله -تعالى- للكافرين والظالمين من عذاب في الدنيا من: ضنك وشقاء، وألم وحسرة؛ قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه:124)، وقال -تعالى-: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء:104).
وكذلك مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: ما أعده الله -تعالى- للكافرين والظالمين من حساب في الآخرة، وما ينتظرهم يوم القيامة من عذاب أليم، قال الله -تعالى-: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ. عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ. هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المطففين:34 - 36).
وكذلك مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: أن يتدبر كتاب الله -تعالى- فإن فيه الشفاء؛ قال الله -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء:82)، فيشهد ما فيه من أخبار هلاك الظالمين، قال -تعالى-: (فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنكبوت:40).
وكذلك مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: أن يشهد أسماء الله -تعالى- وصفاته، وأن يتعبد لله -عز وجل- بمقتضاها، فيشهد إهلاك الله -تعالى- للظالمين بيقين قلبه قبل أن يرى بعينه؛ فيدعو الله -تعالى- بها، كما علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللَّهُمَّ مُنَزِّلَ الْكِتَابِ، مُجْرِيَ السَّحَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ ... ) (متفق عليه)، فيشفي الله -تعالى- بذلك ما في الصدور ما لا يعلمه إلا الله، فيشهد عدله وسرعة حسابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن شهود عدل الله -عز وجل- وسرعة حسابه؛ لهو من أعظم الأمور التي تجعل العبد -وإن كان مظلومًا في أشد درجات الظلم وهو يرى أهله وإخوانه والمسلمين من حوله يتعرضون لأنواع الظلم- يرى أن الله -تعالى- لا يظلم الناس شيئًا، وأنه سريع الحساب، وأنه -عز وجل- هو العليم الحكيم.
فعند ذلك؛ ينزِلُ البَردُ على قلبه، ويحصل له من أنواع الخيرات ما يستمد بها طاقة يسير بها على الطريق، مع بقاء كراهيته للظلم والظالمين، ومع استمرار دعائه وتضرعه وانكساره لله -عز وجل-.
وقد يملي الله -عز وجل- للظالمين ويؤخرهم فترة -مدة من الزمن- حتى يظنَّ أكثر الناس أنهم لن يُعاقبوا، مع أن الله -تعالى- سريعُ الحساب، فكيف ذلك وقد تمر على الناس قرون يزداد فيها الظلم والعدوان؟! هذا لنعلم أن الله -عز وجل- قد قسَّم الأخلاق والأعمال، والأحوال بين الناس قسمة عدل، وهو -عز وجل- حكم قسط، سريع الحساب.
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ). قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (رواه البخاري ومسلم).
ومن سرعة حسابه -عز وجل- بالظالمين:
ما يلقيه الله في قلوبهم من الرعب، والقلق والاضطراب والخوف وعدم السكون؛ جزاء لهم على ظلمهم، وهذا لا يراه كثير من الناس! وإنما يعلمه المؤمنون من أحوال الظالمين، كما أنهم يرون قطرة منه إذا عرَّضوا أنفسهم للظلم، فيجدون انقباضًا وضيقًا في الصدور، ويجدون ألمًا وهمًا وغمًا وكربًا بما قصروا في الواجب وبما ظلموا أنفسهم فضلاً عن أن يظلموا غيرهم، ويعرفون ذلك بهذه القرينة، وبمقارنة حال الظالمين الأشد ظلمًا كيف أن الله -عز وجل- يجمع على الظالمين الآلام والشقاء والتعب!
وهم وإن كانوا يملكون الدنيا بمالها، وسلطانها، وشهواتها المختلفة ويملكون الأمر والنهي، ويظنون أن الأمور بأيديهم، فمع ذلك تجد في قلوبهم فزعًا عجيبًا، واضطرابًا وقلقًا شديدًا، كما قال -تعالى-: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (آل عمران:151)، وكما قال الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:81 - 82).
ويبقى على الكافر والظالم من الألم ما لا تذهبه حلاوة الشهوات، ولا لذاتها، التي هي من جنس اللذة التي يجدها الخنزيرُ في أكل الروث! والتي هي من جنس حَكَّة الجربان إذا حك جلده ومزقه؛ ليحصل على شيء من اللذة أثناء الحك، وهو يؤذي نفسه ويدميها ويضرها أعظم الضرر! ولا يجد شيئًا يسكِّن الألم والمرارة والضيق الذي يجده في صدره -وإن كان يضحك كثيرًا فإنه يضحك وقلبه يتمزق- فأكثر الناس مغرورون بالشهوات غارقون في بحارها، وهم في سكرتهم يعمهون، وهم لا يدرون أنهم يزدادون ألمًا فوق ألم، كما قال الله -تعالى-: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء:104).
ومن سرعة حسابه -عز وجل- لعبده المؤمن:
أنه إذا ظُلم وتعبد لله -عز وجل- بالعبوديات الواجبة -حال تعرضه للظلم- يجد من الأمن والطمأنينة والسكينة، والهدوء والراحة والسعادة ما لا يجده غيره، حتى ولو كان في أشد لحظات البأساء والألم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن ألمه قد زال بالصبر واليقين، واستحضار معية الله -عز وجل- للصابرين كما قال الله -تعالى-: (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:249)، فهذه المعية التي تجعل المؤمن في حال آخر، في حلاوة تذوب معها مرارة الألم، فلو أذن للمؤمن -حينئذ- أن يتمنى مزيدًا من البلاء لفعل، لكنه يسأل الله العافية، فإنه يجد اطمئنانًا وسكينة، قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28).
فهذه الحلاوة تذهب مرارة الألم؛ فمرُّكُم أيها المؤمنون معه عسلٌ تُذْهِبُ مرارتَه، وأما مرُّهم فلا حلاوة معه، بل تبقى معه المرارة دائمًا.
فرجاء الله -عز وجل- يبدد ظلمات اليأس، والله -عز وجل- يجعل في قلب عبده المؤمن من محبته وتعظيمه واستحضار معيته، ورجاء فضله ويقينه بوعده وثقته بما أعده الله -تعالى- له في الدنيا والآخرة ما يذهب معه كل مرارة وألم، ويستعذب في سبيل الله كل ما يصيبه ويرى أنه -بفضل الله- في أحسن حال.
كما كانت أيام إبراهيم -عليه السلام- عندما ألقي في النار خير أيامه، قال -تعالى-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (إبراهيم:69)، وأعلى الله -تعالى- بذلك منزلته، وأظهر الله -تعالى- فضله بتلك المحنة، وجعله إمامًا للناس، قال الله -تعالى-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل:120).
وكذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حين اجتمعَ المشركون على قتله في يوم الهجرة، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30)، ولكن مع صبره واحتسابه -صلى الله عليه وسلم- أنزل الله -تعالى- عليه السكينة والطمأنينة، قال -تعالى-: (إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:40).
وكذا يوم بدر لما أراد المشركون إهلاك هذه العصابة المؤمنة أنزل الله -تعالى- عليه -صلى الله عليه وسلم- السكينةَ والرحمة والنصرَ، قال الله -تعالى-: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ. وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ. إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال:9 - 12)، وروى مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: (اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ). فَمَازَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَالَ: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ... ".
وكذا يوم أحد، يوم قتل سبعون من أصحابه -صلى الله عليه وسلم- وكسرت رباعيتُهُ -صلى الله عليه وسلم-، وهشمت البيضة على رأسه -صلى الله عليه وسلم-، وسال الدم على وجهه -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه صبر واحتسب؛ فكان النصرُ في الدنيا والثوابُ في الآخرة، قال الله -تعالى-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:146 - 148).
وكذا يوم الأحزاب، حين اجتمع الأحزاب لاستئصال دعوته -صلى الله عليه وسلم-، فصبرَ وثبتَ واحتسبَ -صلى الله عليه وسلم-؛ فجعله الله -تعالى- قدوة وأسوة للعالمين، قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا. وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب:21 - 22).
فبهذه المواقفِ وغيرِها أظهر الله -تعالى- قدرَ رسولهِ -صلى الله عليه وسلم-، وأعلى شأنهُ وجعله إمامًا للمرسلين، وجعله خيْرَ خلقِ الله أجمعين.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
أنه يجعل الكافرين والمنافقين والظالمين يعذبون بلذاتهم، قال الله -تعالى-: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة:55)، فالأموال والأولادُ من أسبابِ السعادةِ للإنسانِ، ولكن يجعلها الله -تعالى- سببًا لعذاب الظالمين: فأما الأموالُ؛ فيعذبون بها في الدنيا وعند الموتِ، وفي القبرِ وفي القيامة.
ففي الدنيا: من يجمع المالَ من حرامٍ فإنه يشقى به؛ يشقى بطلبهِ، ثم بعد ذلك يشقى بحبسهِ والحرص عليه، والقلقِ على نفاده -فالبخلٌ داءٌ يجعل الإنسان شقيًا في حياته متألمًا في جميع لحظاته-، ويشقى بإنفاقِ ما ينفق بلا سماحةٍ، ولا رضا، ولا رغبةٍ فيما عند الله -عز وجل-، ويتألم في المصائبِ التي تصيبه حين يفقد ما يتمنى تحقيقَهُ؛ فيزداد ألمًا بعد ألم.
حتى إذا جاء الموتُ كان ذلك أعظمَ الألم الذي يلقاه في دنياه، ويشتد عليه عندما يعاين السكرات، فهذه شدة عظيمةٌ إلا أنها لا تزال بدايةَ الشدائد.
فإذا مات كان كنزه وماله ضجيعًا له في قبره كثعبانٍ يلدغهُ ويقضم يده، يلتف حول رقبته، ولا يجد منه مهربًا، ويقول له في القيامة: "أنا مالُكَ، أنا كنزُكَ"، ثم يطوقه الشجاعُ الأسود ذو الزبيبتين -النقطتين-.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ -يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ- يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ). ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (آل عمران:180)، (رواه البخاري).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا جاءت القيامة: فإنهم يعذبون بما اكتنزوه من أموالهم ولم يؤدوا حقها، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة:34 - 35)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ) (رواه مسلم).
وأما الأولادُ؛ فإنهم يعذبون بهم في الدنيا وفي القيامة:
في الدنيا: بمنازعتهم لهم دائمًا، وبمخالفتهم إياهم، فيحرمون برَّهم، وبشقائهم بهم عند فقدهم، حتى ربما تهلكُ نفسُ أحدِهم بسبب ابنه إذا فقِد، أو مَرِِضَ أو أصابه ما أصابه، فيعذَّب به، ثم بعد ذلك بالفراق الذي لا التقاء بعده إلا في النار، والذي يزيد الشقاء شقاءً.
وفي القيامة: يفر أحدُهم من أخيه، وأمه، وأبيه، وصاحبته، وبنيه، قال الله -تعالى-: (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ. وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ. وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ. وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ) (المعارج:11 - 14)، فعندما يَصلَى النارَ يعرف الألم والعذابَ بالأولاد والأموالِ -نعوذ بالله من ذلك-.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
أنه يحيي المؤمنَ الحياة الطيبةَ: فالله -عز وجل- يعدُّ للمؤمنين من الخيرات ما تطمئن به نفوسهم ما يدركون به مآلهم عند الله -تعالى-؛ قال الله -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)، فالمؤمن يسعدُ بالمالِ والولدِ في الدنيا والآخرة.
فأما سعادتُه بالمال:
ففي الدنيا: عندما يعمل ويكتسب الرزقَ الحلال فإنه يحتسب ذلك لله -عز وجل-، وعندما ينفق على نفسه وأهله وعياله؛ فإنه يحتسبه عند الله -تعالى-، فيجد في ذلك من السعادة والراحة أضعافًا مضاعفة، فإن سعادة المعطي بالعطاء أعظمُ من سعادةِ الآخذ بالأخذ -سعادة الآخذ إن لم تكن ضرورة فهي عذاب على صاحبها-.
وفي الآخرة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دَعَاهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ كُلُّ خَزَنَةِ بَابٍ: أَي فُلُ هَلُمَّ) (رواه البخاري). أَي فُلُ: يعني يا فلان، هَلُمَّ: يعني تعال.
وأما سعادته بالولد:
ففي الدنيا: هم قرةُ العينِ كما قال الله -تعالى- عنهم: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان:74).
فقرةُ العينِ بالأهل والذريةِ إنما بكونهم على طاعة الله -عز وجل-، وبكونهم على طريق العبودية لله -عز وجل-.
وبعد موته: يدعو له كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) (رواه مسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الآخرة: يشفع له إن مات صغيرًا؛ فعن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة -رضي الله عنه-: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: قَالَ نَعَمْ. (صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ -أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ- فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ -أَوْ قَالَ بِيَدِهِ- كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا فَلاَ يَتَنَاهَى -أَوْ قَالَ فَلاَ يَنْتَهِي- حَتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ) (رواه مسلم) -دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ: أي صغار أهلها، وأصل الدعاميص: جمع دعموص وهو دويبة صغيرة تكون في الماء لا تفارقه، أي أن هذا الصغير في لجة لا يفارقها. صَنِفَة الثوب: أي طرفه-.
وإن مات كبيرًا؛ فقد قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) (الطور:21)، قال ابن كثير -رحمه الله-: "يخبر -تعالى- عن فضله وكرمه، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه: أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يُلحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم، لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل، بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته، للتساوي بينه وبين ذاك؛ ولهذا قال: (أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) ... هذا فضله -تعالى- على الأبناء ببركة عمل الآباء، وأما فضله على الآباء ببركة دعاء الأبناء فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ فَيَقُولُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني) " اهـ بتصرف يسير. ثم عمل الولد الصالح من كسب أبيه وحسناته.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
ما يقدِّره على الكافرين والظالمين وأهل العدوان من: مصائبَ تصيبهم عاجلاً بلا تخفيف لآلامهم، ولا رجاءٍ لثواب الله -عز وجل-؛ ولذا تجدهم يجزعون أشدَّ الجزعِ، ويخافون أشدَّ الخوف؛ فالله -سبحانه- يبتلي عباده جميعًا بالمصائب، وهو -عز وجل- قدَّر وجود الشقاء على كل من على ظهر الأرض كما قال لآدم: (فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) (طه:117)، فلا يزال -سبحانه- يبتلي عباده بأعظم المحن، فأما الكفرة والظلمة فلا يخفف عنهم من تلك المصائب، بل مصيبة واحدة تكاد تذهب نفوسهم بالكلية، وتتضاعف آلامها، ولا يجدون أبدًا سكينة ولا طمأنينة، وأما المؤمنون بصبرهم واحتسابهم يتحول البلاء إلى نعمة، وسعادة وسكينة وطمأنينة.
وتأمل في حالهم عند خروج أرواحهم وهي من أعظم مصائبهم فإنهم ينازعون أعظمَ النزع، وتضرب الملائكةُ وجوههم وأدبارَهم، كما قال الله -تعالى-: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (الأنفال:50).
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
لعبادِه المؤمنين أنهم عندما تصيبهم المصائبُ يصبرون ويسترجعون؛ فتتنزل عليهم الرحمةُ والهداية، قال الله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155 - 157)، فنعم العَدْلانِِ ونِعمَت العلاوةُ.
قال ابن كثير -رحمه الله-: "وعلموا أنه لا يضيع لديه مثْقال ذرَّة يوم القيامة، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة. ولهذا أخبر -تعالى- عما أعطاهم على ذلك فقال: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) أي: ثناء من الله عليهم ورحمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سعيد بن جبير: أي أَمَنَةٌ من العذاب (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: نعم العدْلان ونعمت العلاوة (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) فهذان العدلان، (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فهذه العلاوة، وهي ما توضع بين العدلين، وهي زيادة في الحمل، وكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضًا".
فالعَدلانِ: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، ماذا لو تخيلت أن الصالحين يُثنون عليك في مجالسهم؟ وكيف لو كان الأنبياء يُثنون عليك؟! وكيف لو كانت الملائكة المقربون يثنون عليك عند الله -عز وجل-؟ وكيف بصلوات الربِّ -عز وجل-؟! أبعد ذلك تكره المصائب أن تقع عليك؟!
أنت تتألم منها لكن ترى بالصبر آثار فضل الله عليك، فإن من أثنى الله -عز وجل- عليه، وصلى عليه في الملأ الأعلى، ثم أعطاه رحمةً، فلابد أن يجد أثرها في الدنيا قبل الآخرة.
فربُّ العالمين يثني على الصابرين الذين شهدوا أنهم ملكٌ لله -عز وجل- (إِنَّا لِلَّهِ)، والذين حققوا الإيمان باليوم الآخر (وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، وذلك مما يخفف عنهم ألم المصائب.
فسرعان ما تمر الدنيا كلها بلذاتها وآلامها، فكم من أناسٍ قَبلَنا قد تألموا أضعافًا مضاعفة ومات المتألم ومات من يؤلمه، ولم يبقَ إلا خبرٌ، ثم بعد ذلك يزول الخبرُ ولا يبقى إلا الحسابُ عند سريع الحساب -عز وجل-، زالت لذاتُ الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات، وزال ألمُ المؤمنين والمؤمنات، وبقيت تبعةُ الفتنة التي فتن بها الكفرةُ والظلمة عبادَ الله المؤمنين؛ فالله -عز وجل- قال عن المؤمنين: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، فهذان عدلان.
وأما العلاوةُ: (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، فهذا فضل الله -عز وجل- على الصابرين، مع زوال الألم في الدنيا، وعند لقائه -عز وجل-.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
بالظالمين الذين ظلموا وأشركوا، وأفسدوا في الأرض أن يضعَ لهم البغضاء في الأرض، وأن ينزع من قلوبهم الرحمةَ، وأن يجعل قلوبَهم قاسية، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ) (رواه مسلم)، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ فِي الدُّنْيَا) (رواه مسلم).
أتظنون أن قاسيَ القلب الذي يعذب الناسَ ويظلمهم يؤلم الناسَ أكثر مما يتألم هو؟!
لا والله. بل إن ألمه أشدُّ، يكفي أن السماء تبغضه، وأهل السماء يبغضونه والأرض تبغضه، وأهلَ الأرض يبغضونه، ومن حوله من أهل الأرض جميعًا يلعنونه، والدواب تلعنه، حتى النملة في جحرها تلعنه، والجعلان، وما تبكي عليه السموات والأرض حين موته، كما قال الله -تعالى-: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (الدخان:29)، بل نفوسهم تبغضهم، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ) (غافر:10).
تأمل في (إِذْ)؛ أي: حين، فإنما أبغضتهم أنفسهم من حين دُعوا إلى الإيمان فكفروا (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ) ليس فقط تبغضهم نفوسُهم في الآخرة حين يرون العذابَ، وحين يرون ما قدموا لأنفسهم من هلاكٍ أبديّ، وعذاب سرمدي، إنما تبغضهم أنفسُهم حين دُعوا إلى الإيمان فكفروا، ومقتُ الله -عز وجل- أشد من ذلك، وإن كان الناس قد لا يعرفون ما سبب هذه البغضاءِ، وما سبب هذه القسوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن إذا أردتَ أن تعلم أن قسوة القلب عقوبةٌ للعبد يتألم بها أكثرَ من ألم المُعذَّب المُتألم؛ فتدبر قول الله -تعالى- عن اليهود الملاعين: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ) (المائدة:13)، فالله -عز وجل- بيَّن أنه لعنهم؛ أي: أبعدهم، والبعدُ عن الله -عز وجل- سببُ كل ألم، وسببٌ كل شقاءٍ وتعاسةٍ.
فإذا تعجبت كيف تصل القلوبُ إلى هذه الدرجة من القسوة؟! فاعلم أن ذلك بسبب؛ لعن الله -تعالى-، وبغضه ومقته -تعالى- لهذا العبد، وإلا فالراحمون يرحمهم الرحمن، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
ولو قدِّر لك أن ترى حياة الظالمين من داخلها وممن يعاملونهم من المقربين منهم من: خدامهم وأعوانهم، وجنودهم؛ لرأيت عجبًا من الشقاءِ المحيط بهم من كل جانب، ولو رأيتهم مع أهليهم وأولادهم وأزواجهم؛ لوجدتَّ من ذلك عجبًا؛ ولذا تجدهم يحاولون الهروب دائمًا بالمسكراتِ، والمخدراتِ والخمر، وأنواع اللذات التي يريدون أن يغيبوا بها عن الوعي؛ لكي لا يدركوا قدرَ الألم الذي هم فيه؛ بسبب بغض الله -عز وجل- لهم، وهذا من سرعة حسابه -عز وجل-.
ومن سرعة حسابه -سبحانه وتعالى-:
للمؤمنين ما يقبضونه من الثمن العاجل -فضلاً عن الآجل- من الحبِّ الذي يجدونه ممن حولهم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ) (متفق عليه)، فتجده يشعر بالأنس بينه وبين الأرض، وبينه وبين السماء، وبينه وبين الكائنات المختلفة.
ما ظنك بعبدٍ يعلم أن الملائكة تستغفر له، وأن حملةّ العرشِ مع تسبيحهم يدعون له ويستغفرون له؟! قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ. رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (غافر:7 - 9).
فانظر وتأمل في حال المؤمن: كم يجد من أثر استغفار الملائكة، ومن أثر دعائهم، وكم يجد أُلفًا وسكينة بينه وبين كل الكائنات، حتى الجمادات؟! قال الله -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (الإسراء:44).
فهو يستشعر أن الله -عز وجل- يسبح له من في السموات ومن في الأرض، وأن الله -عز وجل- هو العزيزُ الحكيم؛ فعند ذلك يشعر بأنه ليس غريبًا في هذا الكون، بل مع كونٍ أليفٍ حبيب إليه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وأعظمُ من ذلك أنه يعلم ما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -عز وجل-: (وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) (رواه البخاري).
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو يشعر أن الله -عز وجل- يكره مساءتَه، ويعلم ذلك ويوقن به؛ لأن المؤمن يكره الموتَ، فكيف بكراهية المؤمن لأشياء أشدَّ من الموت: كالفتنة في الدين، ومخالفة ربِّ العالمين، وظلم الظالمين؟! فالله -عز وجل- يكره هذا أعظم كراهية، ويكره أن يسوءَ المؤمن.
ولولا أن الله -عز وجل- جعل في هذه المساءات من الخيرات ما فيها لما قدَّرها -عز وجل-.
ولولا أن الله -عز وجل- جعلَ من سعادة المؤمنين ما يصيبهم من المساءات المكروهة؛ لعصمهم الله -تعالى- من كل ما يسوؤهم.
ولولا أن المؤمنَ لا يَقْدُمُ على الله -تعالى- إلا بالموت؛ لما قبضه الله -عز وجل-، لكنه يحبه -عز وجل- فيدنيه ويقربه ويعدُّ له من أنواعِ الخيرات ما لا يعلمه إلا هو -عز وجل-؛ لأجل ذلك لابد له من الموت.
فضلاً عما ينال المؤمن من إجابة لدعائه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول هذا الحديث: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ) (رواه البخاري)، وكلُّ واحدةٍ من هذه تدل على سرعة حسابه -عز وجل-، فالله -عز وجل- يعطي المؤمنين عاجلاً، فضلاً عما يدخره آجلاً.
ويكفي من ذلك معيته -عز وجل-، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -عز وجل-: (كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا)، فهذه معيةُ الحبِّ والتقريب والتكريم؛ حتى يوفقَ العبد في سمعه وبصره، ويده ورجله ما لا يقدر عليه غيره من الناس، فيوفقه الله -تعالى- لاستعمال هذه الجوارحِ في عبوديته، والتي تجلب له كلَّ أنواع السعادة، وبها يزول كل شقاء وألم.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
أنه إذا أخذ الظالمين لم يفلتهم كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ). قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (رواه البخاري ومسلم).
تأمل كيف أهلك الله قومَ نوحٍ -عليه السلام- في أيام معدودات .. !! بعد تسعمائة وخمسين عامًا من الطغيان والجبروت والعدوان على المؤمنين، والاستهزاء بنبي الله نوح -عليه السلام-؛ إذا بالتنور يفور، وإذا بالسماء تمطر، وإذا بالأرض تفور بالماء، وإذا بالموج يكون كالجبال، وإذا بالكفرة الظلمة ينتهون في لحظات، وإن كانت هذه اللحظاتُ تَبقى آلامًا مستمرة عليهم أبد الآبدين كما قال الله -تعالى-: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا) (نوح:25)، وقال الله -تعالى-: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ. وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) (القمر:11 - 12)، ثم بعد ذلك: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (هود: 44).
سبحان الله! بقي نوح -عليه السلام- يدعو إلى الله -تعالى- ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا، وهم يصدون عن سبيل الله -عز وجل-، ويكفرون به طوال هذه المدة، ثم في أيام معدودة تغيَّر الأمرُ.
وتأمل كيف أهلكَ الله -تعالى- قوم ثمود بصيحةٍ واحدةٍ .. ! بعد طول مُلكٍ، وسلطانٍ، بعد ما كانوا ينحتون من الجبال قصورًا، ويبنون في الأودية والسهول، ولكن في لحظة ينتهي كل شيء، قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (فصلت:17).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل فيما أصاب قوم عاد .. وكيف سلَّط الله -عز وجل- عليهم الريح الباردة في سبع ليالٍ وثمانية أيام حسومًا، قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ. سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) (الحاقة:6 - 8).
وتأمل فيما أصاب قوم لوط .. في صبيحةِ يوم عذابِهم أخذتهم الصيحةُ، وجعلَ الله -تعالى- عاليها سافلَها، كما قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ. مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ)؛ أي: مُعَدَّةٌ، وما زالت موجودة (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) (هود:82 - 83).
سبحانَ الله وبحمده، إذا نفذ الأمرُ، قال -تعالى-: (وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ. وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:50 - 51).
وتأمل المدة التي ظلمَ فيها فرعون وتجبَّر، وقتلَ من قتل من الرجال، والنساء، والأطفال، وبقي الفراعنةُ ينحتون انتصاراتهم على المخالفين لهم على جدران معابدهم الزائفة، وما زالت تشهدُ على ظلمهم وجورهم، وتقطيعهم للأعضاء وتمزيقهم للأجسام، وظلَّ فرعونُ يظلم ويتجبر على لحظاته الأخيرة، حتى قبل الوفاة يقول كما حكى الله -عز وجل- عنه: (إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ. وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ. وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) (الشعراء:54 - 56).
ويدخلُ البحرَ بغروره وطغيانه، وفي لحظة تأتي سرعة الحساب من سريع الحساب -عز وجل-: (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس:90 - 92).
فلنوقن إذن أن الله -تعالى- سريعُ الحساب يغيِّر موازين الأرض في لحظات، ويمكِّن لعباده المؤمنين، ويفتح لهم من أنواع الخير ما يثبِّت به أفئدتهم، وما يقوي قلوبهم؛ فلا نستعجل: (خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) (الأنبياء:37).
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 03:05]ـ
هذا أعمق مارأيت من كتابات تكلمت فى موضوع ما (أهل عصرنا فى أشد الحاجة اليه) يجمع بين العاطفة والعلم والفكر(/)
خطبة رائعة: الصوفية بين العبادة والبدعة / للشيخ عبدالله بن محمد آل يحيى الغامدي .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 03:33]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
يسر إخوانكم في
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/alshbaka.gif
أن يقدموا لكم
??? الصوفية بين العبادة والبدعة ???
للشيخ / عبدالله بن محمد آل يحيى الغامدي
???:: لتحميل الخطبة:: ???
?=====================?
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/download1.gif
( أضغط باليمين حفظ باسم)
http://www.soufia-h.com/soufia-h/sou...a-Al-Ghamdi.RA (http://www.soufia-h.com/soufia-h/sound/alsoufia-Al-Ghamdi.RA)
??? :: الخطبة مفرغة:: ???
?=====================?
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بعبادته ونهانا أن نشرك به شيئا وأشهد أن محمداً عبده ورسوله تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما وبعد:
فاتقوا الله عباد الله حق التقوى واستمسكوا بالعروة الوثقى، {يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنا إلا وأنتم مسلمون}.
عباد الله: جاء الإسلام بعقيدة التوحيد ليرفع نفوس المسلمين، ويغرس في قلوبهم الشرف والعزة والأنفة والحمية، وليعتق رقابهم من رق العبودية، فلا يذل صغيرهم لكبيرهم، ولا يهاب ضعيفُهم قويَّهم، ولا يكون لذي سلطان بينهم سلطان إلا بالحق والعدل، وقد ترك الإسلام بفضل عقيدة التوحيد ذلك الأثر الصالح في نفوس المسلمين في العصور الأولى، فكانوا ذوي أنفة وعزة، وإباء وغيرة.
نعم – أيها الإخوة- جاء الإسلام بعقيدة سمحة غراء، من أهم ما يميزها السهولة واليسر، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين العبد وربه عز وجل؛ فلا وساطة بين الإنسان وخالقه تبارك وتعالى، وإنما بعث الرُّسل ليبلِّغوا الرسالة ويبيِّنوها وينيروا الطريق، ومع انقطاع الوحي بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ورث العلماء مهمة الرسل والأنبياء.
لكن مع تقادم الزمن وتخلِّي بعض العلماء عن مهمتهم؛ انحرفت فئات من المسلمين عن جادة الطريق، وزيَّنت لهم شياطين الإنس والجن ما لم يُنزِل به الله من سلطان؛ فتشوَّهت صورة العقيدة البيضاء، ودخل فيها ما يعقِّدها ويخرجها عن يُسْرها ونقائها؛ فأضحت العلاقة بين العبد وربه تتطلب وسطاء وشفعاء من الأموات فضلاً عن الأحياء.
حديثنا اليوم أيها الإخوة عن فرقة من فرق الإسلام شذت في أفكارها وأحدثت في دينها ما ليس منه في تلبيس على الناس باسم الدين.
أيها الإخوة: التوسل والدعاء. الزهد. الورع. تزكية النفوس. محبة النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه الخصال مما تدعيها فرق الإسلام المختلفة وكذلك هم أهل السنة والجماعة يدعون ذلك فيا ترى: من هم اصحاب الحق في ذلك؟
أحبتي في الله: سنقتصر في حديثنا على طائفتين اثنتين هما أهل السنة والصوفية وسنخصص حديث اليوم عن الصوفية هذه الفرقة التي انتشرت في الأفاق. ترى: ما حقيقتها؟ وما عقيدتها؟ وما أفكارها؟ وما هي طرقها؟: نعرض ذلك أيها الإخوة من باب معرفة أهل الحق وأهل الباطل ولنفرق بين العبادة الحقة وبين الباطلة. والله نسال أن يهدينا سواء السبيل.
أيها الإخوة: التصوُّف حركة دينية انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري في شكل نزعاتٍ فردية كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري. ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرق مميزة معروفة باسم الصوفية، ويتوخّى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق إتباع الوسائل الشرعية، ولذا جنحوا في المسار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية: الهندية والفارسية واليونانية المختلفة. ومما لا يخفى على أمثالكم أيها الفضلاء الفرق الكبير بين مفهومي الزهد والتصوف حيث أن الزهد مأمور به شرعا، والتصوف جنوح عن طريق الحق الذي اختطَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته في حياته وبعد مماته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك أيها الإخوة لابد ان يعلم أنه: خلال القرنين الأولين ابتداءً من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين حتى وفاة الحسن البصري، لم تُعرف الصوفية سواء كان باسمها أو برسمها وسلوكها، بل كانت التسمية الجامعة للناس: المسلمين أو المؤمنين.
لم يعرف ذلك العهد هذا الغلو العملي التعبُّدي أو العلمي الاعتقادي إلا بعض النزعات الفردية نحو التشديد على النفس والذي نهاهم عنه النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من مناسبة، ومنها قوله للرهط الذين سألوا عن عبادته صلى الله عليه وسلم: "لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
وقوله صلى الله عليه وسلم للحولاء بنت نويت التي طوَّقت نفسها بحبل حتى لا تنام عن قيام الليل كما في حديث عائشة رضي الله عنها: (عليكم من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يملّ حتى تملوا، وأحبُّ العمل إلى الله أدْوَمُه وإن قل).
ـ هكذا أيها الأحبة: كان عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم على هذا المنهج يسيرون، يجمعون بين العلم والعمل، والعبادة والسعي على النفس والعيال، وبين العبادة والجهاد، والتصدي للبدع والأهواء مثلما تصدى ابن مسعود رضي الله عنه لبدعة الذكر الجماعي بمسجد الكوفة وقضى عليها، وتصدِّيه لأصحاب معضّد بن يزيد العجلي لما اتخذوا دوراً خاصة للعبادة في بعض الجبال وردهم عن ذلك.
أخوتي في الله: لقد تنازع العلماء في نسبة اشتقاق كلمة الصوفية على أقوال كثيرة أشهرها:
ما رجَّحه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصُّوف حيث كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية، وبالتالي فقد أبطلوا كل الاستدلالات والاشتقاقات الأخرى على مقتضى قواعد اللغة العربية، مما يبطل محاولة نسبة الصوفية أنفسهم لأهل الصُّفَّة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو محاولة نسبة الصوفية أنفسهم إلى علي بن أبي طالب والحسن البصري وسفيان الثوري رضي الله عنهم جميعاً، وهي نسبة تفتقر إلى الدليل ويعوزها الحجة والبرهان.
قال محمد أبو الوفا شيخ الطرق الصوفية: ((على أن كلمة التصوف - وان كانت من الكلمات الشائعة - الا انها في نفس الوقت من الكلمات الغامضة التي تتعدد مفهوماتها وتتباين احيانا. والسبب في ذلك ان التصوف حظ مشترك بين ديانات وفلسفات وحضارات متباينة في عصور مختلفة، ومن الطبيعي أن يعبر كل صوفي عن تجربته في اطار ما يسوده محتمعه من عقائد وافكار، ويخضع تعبيره عنها أيضا لما يسود حضارة عصره من اضمحلال وازدهار))
أيها الإخوة في الله: الصوفية تعتمد في مصادر التلقي على:
1ـ الكشف: حيث يعد مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف، وهم يعنون بذلك أنهم يأخذون عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة يقظةً أو مناماً.
ويعتقدون أنهم يأخذون عن الخضر عليه الصلاة السلام: حيث كثرت حكايتهم عن لقياه، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية، وكذلك الأوراد، والأذكار والمناقب.
2ـ الإلهام: سواء كان من الله تعالى مباشرة، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى والنبي أو الرسول يأخذه من الملك.
3ـ الفراسة: التي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها.
4ـ الهواتف: من سماع الخطاب من الله تعالى، أو من الملائكة، أو الجن الصالح، أو من أحد الأولياء أو الخضر، أو إبليس، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن.
5ـ الإسراءات والمعاريج: ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي، وجولاتها هناك، والإتيان منها بشتى العلوم والأسرار.
6ـ الكشف الحسي: بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر.
7 ـ الرؤى والمنامات: وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقَّون فيها عن الله تعالى، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية.
8 - الذوق: وله إطلاقان:
1 ـ الذوق العام الذي ينظم جميع الأحوال والمقامات، ويرى الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال إمكان السالك أن يتذوَّق حقيقة النبوة، وأن يدرك خاصيتها بالمنازلة.
2ـ أما الذوق الخاص فتتفاوت درجاته بينهم حيث يبدأ بالذوق ثم الشرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها الإخوة في الله: أما عقائد الصوفية وأفكارهم فتتشابه وتتعدد بتعدد مدارسهم وطرقهم ويمكن إجمالها فيما يلي:
1ـ يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى، منها وحدة الوجود حيث عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق [بل إن الخالق هو عين المخلوق أي ذاته]، ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريدية في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته وهذا هو اعتقاد عوام الصوفية, أما الخاصة منهم فهم يعتقدون بالجبر حيث يقولون لا فاعل إلا الله وينسبون كل فعل إلى الله عز وجل وهو بداية القول بسقوط التكاليف.
يقول الحلاج وقد كان حلوليا في أول حياته:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... نحن روحان حللنا بَدَنا
فإذا أبصرتني أبصرته ... وإذا أبصرته أبصرتنا
ويقول:
مُزجت روحك في روحي كما ... تُمزجُ الخمرة في الماء الزلال
فإذا مسَّك شيء مسني ... فإذا أنت أنا في كل حال
2ـ غلاة الصوفية يعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً عقائد كثيرة، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: "خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله". ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون، وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خُلقت من نوره، وأنه أول موجود؛ ومنهم من لا يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته ولكنهم مع ذلك يستشفعون ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف ما كان عليه الصحابة الكرام.
3 ـ أما في الأولياء فيعتقد الصوفية عقائد شتى، فمنهم من يفضِّل الولي على النبي، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته، فهو يخلق ويرزق، ويحيي ويميت، ويتصرف في الكون. ولهم تقسيمات للولاية، فهناك الغوث، والأقطاب، والأبدال والنجباء حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة (كما يزعمون) ينظرون في المقادير. ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضاً يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم سواءً كان في حياتهم أو بعد مماتهم.
وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى، وعمل الصالحات، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً عن أنه يملك لغيره، قال تعالى لرسوله: (قُل إنّي لا أملِكُ لكم ضَرًّا ولا رَشَداً) [الجن:21].
4 ـ يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه الجميع، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار.
5ـ التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً.
6ـ لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه.
7ـ لابد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي.
8ـ يتحدث الصوفيون عن العلم الَّلدُنّي الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام، واحتجوا بما أخبر الله به في قوله: (وعلَّمناهُ من لَدُنَّا عِلْماً).
9ـ يعتقدون أن عقيدة عامة المسلمين عقيدة إلحادية كما يعترفون بأن عقيدة خواصهم هي عقيدة إلحادية عند عامة المسلمين قال أحمد التجاني: ((والعارف إذا وحَّد بتوحيد العامة فقد ألحد. والعامي إذا وحَّد بتوحيد العارف فقد ألحد يعني كفر)).
10 - يعقدون بوحدة الاديان وأن المشركين كانوا على صواب وان المنكر عليهم هو الجاهل!! قال أحمد التيجاني صاحب الطريقة التجانية: ((قال سبحانه وتعالى: لكليمه موسى عليه الصلاة والسلام: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} والاله في اللغة هو المعبود بالحق وقوله: {لا إله إلا أنا} يعني لا معبود غيري، وإن عبد الأوثان من عبدها، فما عبدوا غيري ولا توجهوا بالخضوع والتذلل لغيري، بل أنا الاله المعبود فيهم.
أيها الإخوة في الله: الصوفية لهم درجات في السلوك منها:
1ـ المقامات: "وهي المنازل الروحية التي يمر بها السالك إلى الله فيقف فترة من الزمن مجاهداً في إطارها حتى ينتقل إلى المنزل الثاني" ولابد للانتقال من جهاد وتزكية. وجعلوا الحاجز بين المريد وبين الحق سبحانه وتعالى أربعة أشياء هي: المال، والجاه، والتقليد، والمعصية.
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ من درجات السلوك عندهم الأحوال: "إنها النسمات التي تهب على السالك فتنتعش بها نفسه لحظات خاطفة ثم تمر تاركة عطراًً تتشوق الروح للعودة إلى تنسُّم أريجه". قال الجنيد: "الحال نازلة تنزل بالقلوب فلا تدوم".
والأحوال مواهب، والمقامات مكاسب، ويعبِّرون عن ذلك بقولهم: (الأحوال تأتي من عين الجود، والمقامات تحصل ببذل المجهود).
3ـ من درجات السلوك عندهم الرضا: يقول أحدهم: (الرضا آخر المقامات، ثم يُقتفي من بعد ذلك أحوال أرباب القلوب، ومطالعة الغيوب، وتهذيب الأسرار لصفاء الأذكار وحقائق الأحوال).
4ـ الصوفية يطلقون الخيال: لفهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يصل السالك إلى اليقين (زعموا) وهو على ثلاث مراتب:
1 ـ علم اليقين: وهو يأتي عن طريق الدليل النقلي من آيات وأحاديث.
2ـ عين اليقين: وهو يأتي عن طريق المشاهدة والكشف
3ـ حق اليقين: وهو ما يتحقق عن طريق الذوق
- وأما في الحكم والسلطان والسياسة فإن المنهج الصوفي هو عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم أقام العباد فيما أراد.
ـ ولعل أخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها، وذلك بإدخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس، ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله، ثم بالتلبيس على الشخص، ثم بالرزق إلى علوم التصوف شيئاً فشيئاً، ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ? وَذَ?لِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وأياكم بما فيه من لآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
أيها الإخوة في الله: لقد سلك بعض الصوفية طريق تحضير الأرواح معتقداً بأن ذلك من التصوف، كما سلك آخرون طريق الشعوذة والدجل، واهتموا ببناء الأضرحة وقبور الأولياء وإنارتها وزيارتها والتمسُّح بها، وكل ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان.
بل إن بعضهم يقول بإسقاط التكاليف عن الولي، أي أن العبادة تصير لا لزوم لها بالنسبة إليه، لأنه وصل إلى مقام لا يحتاج معه إلى القيام بذلك، ولأنه لو اشتغل بوظائف الشرع وظواهره انقطع عن حفظ الباطن وتُشوش عليه بالالتفات عن أنواع الواردات الباطنية إلى مراعاة الظاهر.
يقول الغزالي وهو يعدِّد فرقهم:
1 ـ فرقة اغتروا بالزي والهيئة والمنطق.
2ـ وفرقة ادعت علم المعرفة، ومشاهدة الحق، ومجاوزة المقامات والأحوال.
3ـ وفرقة وقعت في الإباحة، وطووا بساط الشرع، ورفضوا الأحوال، وسووا بين الحلال والحرام.
4ـ وبعضهم يقول: الأعمال بالجوارح لا وزن لها وإنما النظر إلى القلوب، وقلوبنا والهة بحب الله وواصلة إلى معرفة الله، وإنما نخوض في الدنيا بأيدينا، وقلوبنا عاكفة في الحضرة الربوبية، فنحن مع الشهوات بالظواهر لا بالقلوب.
أيها الإخوة في الله: يستخدم الصوفيون لفظ (الغوث والغياث) يقول ابن تيمية كما جاء في مجموع الفتاوى: (فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله، فهو غوث المستغيثين، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل).
بل لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً، وعند الشاذلية لا إله إلا الله، وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي، وبعضهم يقول عند اشتداد الذكر: هو هو، بلفظ الضمير. وفي ذلك يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (من قال: يا هو يا هو، أو هو هو، ونحو ذلك، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى ما يصوره القلب، والقلب قد يهتدي وقد يضل).
(يُتْبَعُ)
(/)
بل أيها الإخوة من تتبع بعض المنتسبين إلى التصوف يجدهم يأتون بأعمال عجيبة وخوارق، وفي ذلك يقول ابن تيمية: (وأما كشف الرؤوس، وتفتيل الشعر، وحمل الحيات، فليس هذا من شعار أحد من الصالحين، ولا من الصحابة، ولا من التابعين، ولا شيوخ المسلمين، ولا من المتقدمين، ولا من المتأخرين، ولا الشيخ أحمد الرفاعي، وإنما ابتُدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة). وكذلك يقول رحمه الله: (وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم فهو نذرُ شركٍ ومعصية لله تعالى).ويقول أيضاً: (وأما مؤاخاة الرجال والنساء الأجانب وخلوتهم بهن، ونظرهم إلى الزينة الباطنة، فهذا حرام باتفاق المسلمين، ومن جعل ذلك من الدين فهو من إخوان الشياطين).
عباد الله: طرق الصوفية كثيرة جدا منها:
ـ الجيلانية ـ والرفاعية ـ والبدوية ـ والدسوقية ـ والأكبرية ـ والشاذلية ـ والبكتاشية ـ المولوية ـ النقشبندية ـ المَلَامتية ـ والقنائية ـ والقيروانية ـ والمرابطية ـ والبشبشية ـ والسنوسية ـ والمختارية ـ والختمية ـ والسمانية ـ والبرهانية … وغيرها، ولاشك أن كل هذه الطرق بدعية.
لقد كان للصوفية في هذا الزمان أثرا واضحا في جذب اهتمام الغربيين ومراكز الاستشراق في الجامعات الغربية والشرقية بالتصوف مما يدعو إلى الريبة، فبالإضافة إلى انجذاب الغربيين إلى روحانية التصوف وإعجابهم بالمادة الغزيرة التي كتبت عن التصوف شرحاً وتنظيراً، فإن هناك أسباباً أخرى لاهتمام المستشرقين والمؤسسات الأكاديمية والغربيين بصفة عامة بالتصوف، من هذه الأسباب:
ـ إبراز الجانب السلبي الاستسلامي الموجود في التصوف وتصويره على اعتبار أنه الإسلام.
ـ موافقة التصوف للرهبانية النصرانية واعتباره امتداداً لهذا التوجه.
ـ ميل منحرفي المتصوفة إلى قبول الأديان جميعاً، واعتبارها وسيلة للتربية الروحية، وقد وُجِد في الغرب من يعتبر نفسه متصوفاً، ويستعمل المصطلحات وبعض السلوكيات الإسلامية دون أن يكون مسلماً، وذلك من بين أتباع اليهودية والمسيحية والبوذية وغيرها من الأديان.
ـ تجسيم الصراع بين فقهاء الإسلام ومنحرفي المتصوفة على أنها هي السمة الغالبة في العقيدة والفقه الإسلاميين.
أيها الإخوة في الله: وبعد أن سمعتم هذا كله فإنه يتضح أن التصوف عبر تاريخه الطويل هو انحرافٌ عن منهج الزهد والعقيدة الذي يحضّ الإسلام سلوكَ سبيله والمقترن بالعلم والعمل والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونفع الأمة ونشر الدين. ولذا رفضه الرسول الكريم من بعض أصحابه، ثم زاد هذا الانحراف عندما اختلط التصوف بالفلسفات الهندية واليونانية والرهبانية النصرانية في العصور المتأخرة، وتفاقم الأمر عندما أصبحت الصوفية تجارة للمشعوذين والدجالين ممن قلت بضاعتهم في العلم وقصر سعيهم عن الكسب الحلال. وقد أدرك أعداء الإسلام ذلك فحاولوا أن يُشوِّهوا الإسلام من الداخل من خلال التصوف، ويقضوا على صفاء عقيدة التوحيد التي يمتاز بها الإسلام، ويجعلوا المسلمين يركنون إلى السلبية حتى لا تقوم لهم قائمة.
نقف عند هذا الحد أيها الإخوة في الله لنكمل في الجمعة القادمة بإذن الله إن كتب الله لنا ذلك. ونتعرف بالأدلة عن أيهما اشد حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أهل السنة أم الصوفية.
?============================= =======?
?============================= ?
?=====================?
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
نكشف الحقائق الغائبة للباحثين عن الحقيقة
حقوق النسخ لكل مسلم بشرط ذكر المصدر
?=====================?
http://www.soufia-h.net/images/sign.gif
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/alshbaka.gif
علامة أهل السنة تعظيم المساجد ... وعلامة أهل البدعة تعظيم المشاهد
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/sudan2.gif (http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=84)
---------------------
صوفية حضرموت العلويين كانوا يجيز بعضهم بعضا في كتاب السحر شمس المعارف الكبرى / وثيقة
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=3989
هدية للصوفية بالفيديو: الشيخ البوطي لايوجد شيخ صوفي صادق وينكر على الطرق الصوفية
http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=17862
سلسلة السحر عند الصوفية
http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=83
بالفيديو:فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد العريفي .. يكشف حقيقة صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=231
الصوفي عبدالحليم العزمي يدعوا لتحرير المدينة المنورة من أيدي المسلمين / فيديو
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=3580
الشيخ الصوفي أبو محمود رز يقول: مكة والمدينة ليست من أرض السعودية / فيديو
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=3687
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 04:53]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير(/)
الإسلام والاعتراف بهوية الآخر
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 03:42]ـ
في زمن الشعارات الزَّائفة توجَّه إلى الإسلام تُهْمة مزيَّفة، وهي: أنَّ الإسلام لا يقبل التَّعدُّد ولا يعترف بالآخر، فالقُرآن مليءٌ بوصْف المخالفين بأنَّهم كفَّار ومشركون، ويقول المسلمون: إنَّ من سواهم من أهْل الأرض كافر ومصيره إلى النَّار، ويتمسَّكون بآيةٍ من القرآن الكريم وهي: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
ونحن الآن في القرْن الحادي والعشرين، وقد اندثرت النظريَّات الأُحادية وبدأ عصر التعدُّديَّة، فلماذا لا يَحترِم المسلِمون وجهة نظر غيرِهم من النَّاس؟ ولماذا لا يسمُّون مَن عداهم بـ (الآخر) بدلاً من (الكافر)؛ ليواكب الإسلام العصرَ وتطوُّراته، كما يزعُم أصحابُه أنَّه صالح لكلّ زمان ومكان.
وقبل أن نردَّ على هذه الشُّبهة، فبإمكانِنا أن نعيد الكرة إلى ملعبِ (الآخر)، ونطلُب منه أن يُجيب على نفس السؤال:
تُرى كيف ينظر النَّصارى إلى المسلمين واليهود؟ وكيف ينظر اليهود إلى المسلمين والنَّصارى؟ هل يطلق كلُّ فريق على غيره سوى اسم "الكافر"؟ وهل في عقيدة أيٍّ من هؤلاء أنَّ سواهم يُمكن أن يكون من أهل الجنَّة وإن لم يدخُل في عقيدتهم؟!
وأمَّا بالنِّسبة للمذاهب العلمانيَّة، فالأمر لا يتغيَّر كثيرًا، فـ (أمريكا) - كممثِّل للمذهب العلماني الَّذي ينادي بالحرّيَّة والليبراليَّة والتَّعدُّديَّة - لا تعترِف عمليًّا بما سواه من المذاهب، فمع الأهداف الإمبرياليَّة لأمريكا في العالَم بأسره، تأتي الأهداف الثَّقافيَّة والفكريَّة لها أيضًا، انظر كيف تُريد أمريكا فرْضَ ثقافتِها وأيديولوجيَّتها الفكريَّة، وتسعى لإلْزام العالم بالصُّورة الَّتي رسمتْها للحرِّيَّة، فهي لا تترك مكانًا يُمكنها فيه نشْر ثقافتِها وأفكارها إلاَّ فعلت؛ إن سلمًا فسلم، وإن حربًا فحرب، معلنة أو غير معلنة، وتُنفق في سبيل ذلك الملايين والمليارات.
فأيْن اعتِرافك بهويَّة (الآخر) مع عملِك الدَّائب ليلَ نهارَ على غزْوه، وإلزامه بتبنِّي أفكارك ونظريَّاتك ونظُمك وسلوكياتك؟!
من حقِّنا أن نسأل:
لماذا لا تترُك أمريكا ومَن هم على شاكلتِها الثَّقافيَّة والسياسيَّة مُخالفيهم من الدكتاتوريّين يُمارسون حريَّتهم في ممارسة الدكتاتوريَّة والنّظام القمْعي، الَّذي يرونه الأمثل في المحافظة على النظام العام والأمن القومي في بلادهم؟!
لماذا يلْزِمونهم بالنَّظرة الليبراليَّة في معاملة المواطنين، أو مُمارسة شؤون الحكم وغير ذلك، فإن لَم ينصاعوا فرضوا عليهم العقوبات الاقتصاديَّة وغيرها؟!
ألا يُمثل هذا معاقبة (الآخر) على هويَّته، فضْلاً عن احترام هويته والاعتِراف بها؟!
بقِي أن نعرِّج على موقف تلاميذ الليبراليَّة الغربيَّة، الَّذين يصدعون رؤوسَنا بترْديد كلام أسْيادهم عن الحرّيَّة والتَّعدُّدية و (الآخر).
ما موقف هؤلاء من (الآخر) الَّذي هو مخالفوهم من التيَّار الإسلامي المحافظ؟
لو ألْقيتَ نظرةً على أعمِدة صحفهم أو صفحات منتدياتِهم الإلكترونيَّة، لوجدتَهم لا يألون جهدًا في وصْف الآخَرين المختلفين معهُم بأنَّهم: ظلاميون رجعيون ضبابيون متخلفون وهابيون إرهابيون تكفيريون ... إلى غير ذلك من النعوت والألفاظ الإقصائيَّة، ولست تَجد منها لفظًا واحدًا فيه: "الآخرون"، "مُخالفونا في الرأي"، "مَن لا يروْن وجهة نظرنا"، "التيَّار الفكري المحافظ" أو نحو هذه العبارات.
فتصْنيفُهم للتيَّار الإسلامي على الخصوص تصْنيف إقصائي ووحْدوي، وليس فيه راحة الموضوعيَّة أو الليبراليَّة والتعدُّديَّة الَّتي يدنْدِنون بها ليلَ نهارَ، ثمَّ هم دائمًا يُعْلِنون الوصاية على التحضُّر والتَّنوير والتمدُّن، فلا يكون متمدِّنًا ولا متحضِّرًا ولا نبيلاً ولا راقيَ الفِكْر إلاَّ مَن جاراهم في كلِّ ما يدعون إليْه، وإن كانت أمورًا شكليَّة لا علاقة لها بلبّ التَّفكير المتحرِّر أو الممارسة المتمدِّنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
تبيَّن لك الآن أنَّه لا أحد يعترف حقيقةً بهويَّة الآخر وخصوصيَّته، وأنَّ الإسلام لم ينفرد بهذا دون غيره من الدِّيانات والمذاهب الفكريَّة، فتعالَ بنا الآن لنسمع وجْهة نظر الإسْلام في عدم اعتِرافه بالآخر، وإبطاله ما سواه من عقائد وأيديولوجيَّات.
لا بدَّ لنا أن نعلم أنَّ الإسلام ليس فكرةً أرضيَّة ولا نظريَّة بشريَّة قابلة للخطأ والصَّواب.
إنَّ الإسلام لَم يخترعْه محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولَم يؤلِّفْه المسلِمون من عند أنفُسِهم، بل قد شرعه الإله الواحد الَّذي ليس ثمَّ إله غيرُه في هذا الكون، والَّذي لا يحتمل ما يَجيء منْه إلا الصَّواب والحقّ والصِّدْق والعدل.
إنَّ قبول الإسلام بغيره من الدّيانات والاعتراف بها وتصحيحه لها، معناه التَّشْكيك في صحَّته هو، بل والقطع ببطلانه؛ فإذا كان - وهو دين التَّوحيد - يعترف بالشِّرْك وتعدُّد الآلهة، فما توحيدُه إلاَّ هراء، وإذا كان - وهو دينُ الإقرار بالخالِق الَّذي أوجد الكون بِمحض إرادته وحكمتِه - يعترف بالإلْحاد الَّذي يردُّ وجود الكون إلى محْض الصدفة البحْتة، وينكر وجود شيء اسمه الله الخالق، فما دعوته إلاَّ هذَيان.
إنَّ النَّقيضَين لا يجتمعان أبدًا، واللَّيل والنَّهار لا يلتقِيان، فلِماذا يُراد من الإسلام أن يفعل المستحيل ويقول باللامعقول؟! هل يَخدع الإسْلام أتباعَه أم يَخدع أعداءه؟!
أيقول الإسْلام لأتباعِه: إنَّ الله ربّكم واحد أحَد، لَم يلِد ولم يولد، ثمَّ يقول: إنَّ مَن قال: إنَّ الله ثالث ثلاثة، وأنَّه تزوَّج وولدَ وترك ابنَه يُصْلَب - هو على صوابٍ كذلك، وكلا القولَين لا بأس بهما وكلٌّ مصيره إلى جنَّة الخلد؟!
أيقول لأتباعِه: إنَّ محمَّدًا رسولُكم الَّذي أنزل عليه الوحْي بالقرآن، فاتبعوا ما جاءكم به من عند الله ربِّكم، ثمَّ يقول: إنَّ مَن قال بأنَّه كذَّاب مفترٍ اخترَعَ القرآنَ ليجْمَع النَّاسَ حوله؛ من أجْل مصلحتِه الشَّخصيَّة أو القوميَّة، هو على صواب أيضًا ومصيرُه إلى جنَّة الخلد؟!
مَن مِن العُقلاء يقول بهذا التناقُض ويقبل بهذا الهزْء؟!
فلا جَرَم كان من المتحتّم على الإسْلام أن يقول بِما قال، وأن يدعوَ إلى ما دعا إليه.
ومع هذا، فالرسالة الإسلاميَّة تمثِّل غاية التَّعدُّديَّة والاعتِراف بالآخر، من جهات مغايِرة وزوايا أخرى؛ فهي رسالة عالميَّة لا تتوقَّف عند حدود أرضيَّة من لون أو جنس أو عرق أو وطن أو لسان، فبوسع جَميع أهل الأرض: أحْمرهم وأسودِهم، وعربهم وعجمهم، وغنيهم وفقيرهم، ونصرانيّهم ويهوديّهم، وبوذيّهم وعلمانيّهم، أن يدخُلوا في هذا الدّين العظيم، ويتمتَّعوا بكلِّ ما كفَلَه لأتْباعه من حقوق دنيويَّة وسعادة أخرويَّة.
إنَّ الإسلام لا يضَعُ حجابًا ولا حاجزًا بين دخول (الآخر) تحت لوائِه والعيش في أكنافه، إنَّه لا يطلب من (الآخر) مواصفات في اللَّون أو العرق أو الجنْس أو الموقع الجغرافي، إنَّه لا يطلب من الإنسان سوى أن يكونَ إنسانًا يَحترم ما ركّب فيه من إنسانيَّة وعقلانيَّة، فيقرّ بالرَّبّ الخالق ويَمتثِل للشَّرع الكامل المنزَّل، الَّذي يضمن له سعادة دنيويَّة وأخرى أبديَّة.
والإسلام أيضًا يعطي صورةً باهِرة للتعدُّد والاعتِراف بالآخر عندما يقول للإنسانيَّة كلها: إنَّه - أي الإسلام - هو دينُها الموروث في تاريخها بأكمله، إنَّه وُجِد منذ أنزل الإنسان إلى هذه الأرض، إنَّه يقول: ليس محمَّد هو الرَّسول الأوْحد الَّذي جاء به، بل قد سبقَه بالإسلام عشرات الرُّسل ومئات الأنبياء، جاؤُوا جميعًا بلبِّ الإسلام وهو التَّوحيد، وكلّ ما هناك أنَّ الشَّريعة التي جاء بها محمَّد مهيْمِنة على الشَّرائع التي قبلها؛ لأنَّه كُتِب لها أن تكون آخِر كلمة من الله لعبادِه، فهي كفيلة بتنظيم أمور الإنسان في كلِّ الأزمِنة والأمكنة بيْنما ما قبلها من الشَّرائع كانت مؤقَّتة ومرحليَّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّه - الإسلام - لا يقول لليهود: اكفُروا بموسى وغيره من أنبِيائكم وآمِنوا بمحمَّد، ولا يقول للنَّصارى: اكفُروا بنبيِّكم عيسى وآمِنوا بمحمَّد، كلاَّ بل يقول لكلِّ هؤلاء: آمِنوا بمحمَّد كما آمنتم برسُلِكم، بل فوق ذلك هو يقول لهم: مَن كفر بأيِّ رسول من الرُّسل فكأنَّه كفر بِمحمَّد، فلا يعدُّ مسلمًا ولا يدخُل حظيرة الإسلام حتَّى يؤمِن بِجميع الرُّسل كما آمن بمحمَّد.
أجل، لَم يقُل الإسلام يومًا لأتْباعِه إنَّ موسى لم يكُن نبيًّا مرْسلاً، أو عيسى لم يكن رسولاً مقرَّبًا.
ولَم يقل المسلمون: إنَّ موسى قد افترى ولم ينزل الله عليه التوراة.
ولَم يقل المسلمون: إنَّ عيسى قد كذَب ولَم يوحَ إليه الإنجيل.
ولكن قال اليهود والنَّصارى: كذب محمَّد فلم ينزل عليه القرآن.
ولَم يقل المسلمون يومًا لأحدٍ من النَّاس: إنَّ محمَّدًا إلهٌ فاعبدوه وقدِّسوه.
فدعْوة الإسلام إذًا هي دعوة في الغاية من السَّماحة مع الآخر والاعتراف بهويَّته، إنَّها ما أنكرت عليه إيمانه بنبيِّه ولا كتابه المنزل، بل أثبتت ذلك وطلبت منه الإيمان بالنَّبيِّ الجديد والكتاب الأخير، فما عسى أن يكون التَّسامُح والاعتراف بالآخر فوق ذلك؟!
زِد على ذلك أنَّ الرِّسالة وسط في دعوتِها وما تطلبه من أتباعها من الكمال والعدل، بحيث لا حجَّة لأحد في عدم الامتِثال لها، إنَّها تقسم الموجود إلى خالق ومخلوق، ورب ومربوب، والرَّبّ واحد لا شريك له، له جَميع صفات الجمال والجلال والكمال، وكلُّ مَن سواه مَخلوق ضعيف لا يَملك لنفسِه ولا لغيرِه ضرًّا ولا نفعًا، فلا تقْديس في الإسلام لبشَر ما بِحيث تُلْقى عليه صفات الخالق ويَخضع له البشَر كما يخضعون لخالقهم، فما عسى يرْجو إنسانٌ يَحترِم عقلَه من دينٍ من الأدْيان فوق ما يرْجوه من الإسلام، الَّذي ساوى بين جَميع البشَر في المعاملة عند ربِّهم على ما قرَّره القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، والسنَّة المشرفة: ((لا فضل لعربي على عجمي إلاَّ بالتَّقوى)).
إذا كان الأمرُ على ما قد وصفْنا وقد فتح الإسلامُ ذراعيْه للآخر، باعترافه بنبيّه وكتابه، ثمَّ بعظمة منهجِه وشريعته وتعْظيمه كلَّ الرسل وإقراره كلَّ الكتب، ثمَّ وجدْنا بعد ذلك هذا (الآخر) يأْبى إلاَّ عنادًا ويأْبى إلاَّ كفرًا بواحد من الرُّسل، وتكذيبًا بواحد من الكتب، أو يرفع أحدًا من البشَر إلى مقام الخالق ويهزأ بالرَّبّ العظيم فيصفه بصفات المخْلوقين من النقص والعجز، ويُحارب ما أنزله الله لبني الإنسان من النُّور والهداية، أفيكون الإسلام ظالمًا عند إقصائه لهذا (الآخر)؟! ثمَّ هل أقْصى الإسلام (الآخر) أم الآخر هو الَّذي أقصى نفسه بإنكاره ضوءَ الشمس في رابعة النَّهار، وبعناده واستكباره وركوبه الكذِب والشَّطط والغلو والجفاء؟!
ثمَّ إذا كان الأمر كذلِك، فهل من مصلحة هذا (الآخر) غشّه ومخادعته وتَصحيح باطلِه وتلْميع مزيفه، أم مصلحته في إخباره بواقعِه وحاله، وأنَّه متجنٍّ على ربِّه مكذِّب لرسوله هو قبل تكذيبِه لرسول الإسلام؛ لعلَّه أن يفيق إلى نفسِه ويرجع عن غيِّه يومًا ما؟!
أوليْس من الحقّ؛ بل من الواجب أن نقولَ لِلمُجْرِم إذا اقترف جريمةً: أنت مجْرِم؟! أليْس من حقِّنا ومن واجبنا أن نقول للخائن المزوّر: أنت خائن ومزوّر، ولو قلنا له: أنت أمين وصادق، لكنَّا نحن الخونة والمزوِّرين؟!
هذا الذي افترى الكذب على خالقه، وهذا الذي كذَّب أحد رسُل الخالق، ألَم يجرم جريمة شنعاء ويرتكب داهية دهياء؟! أليس من العدْل والإنصاف أن نصِفَه بالوصف الحقيقي الملائِم لفعله المناسب لجرمه؟!
إنَّ الطَّبيب إذا قال للمريض: أنت سليم معافًى ما بك من بأس، مع أنَّه يحمل الأمراض الفتَّاكة التي ستُرْديه بعد مدَّة، أفلا يكون هذا الطَّبيب خائنًا؟!
أفلا يكون مجرمًا؟!
هكذا نحن لو قُلنا لليهود: أنتم لستُم كفَّارًا، أنتم على دين صحيح، أقيموا على ما أنتُم عليه، على ما وجدتُموه في كتُب آبائِكم وإن كانت محرَّفة أو منسوخة، وقولوا: إنَّ عيسى ومحمَّدًا كاذِبان، واتركوا شريعة الله المحْكمة الخالدة وكتابه المهيْمِن .....
وقلنا للنَّصارى: أنتم على صواب ودين صحيح، وأقيموا على ما أنتُم عليه من قولِكم: "اتخذ الله ولدًا"، وعبادتكم ذلك الولد، واتركوا عبادة الخالق العظيم وكذِّبوا بمحمَّد وقولوا عنه: كذَّاب، واتركوا شريعتَه المحْكمة الخالدة وكتابه المهيْمِن ...
لو فعلنا هذا ولم نبيِّن لهؤلاء وهؤلاء حقيقة أمرِهم، أمَا كان فِعلُنا هذا في غاية الخيانة والظلم لهم؛ لأنَّنا أوهمناهم أنَّ الباطل حقّ وأنَّ اللَّيل صبحٌ وأنَّ السّم ترياق؟!
كيف سيكون مصير الباحِثين عن الحقيقة من البشَر لو أنَّ الإسلام يصحِّح جميع المذاهب والأديان ويعترف بها، كيف يلتمسون النور وقد قيل لهم: إنَّ الكلَّ سواء وعلى خير ومصيرهم إلى جنَّة الخلد؟!
فمن رحمة الإسلام بأتْباعه وأعدائه: أنْ أجلى لهم حقيقة مصير كلٍّ منهم، ليسلك كلُّ واحد سبيلَه وهو على علم بمآلِها وعاقبتِها، وليتحمَّل نتيجة ما اختاره لنفسِه يوم لا تَملك نفسٌ لنفس شيئًا والأمر يومئذ لله.
-------
مقالة لأخيكم نشرتها الألوكة على هذا الرابط
www.alukah.net/articles/1/10320.aspx (http://www.alukah.net/articles/1/10320.aspx)
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 07:00]ـ
أصبتَ كبد الحقيقة،
ثبَّتَ اللهُ قلبَك وقلوبنا على الحق.
ثم:
الاعتراف إما بمعنى معرفة أن هناك شيئأ موجودا، بغض النظر عن صدقه أو بطلانه.
وإما بمعنى الإقرار بصحة هذا الشيء الموجود.
فعلى المعنى الأول نحن جميعا ندرك أن وجود مخالفين لعقيدتنا فنحن نتلو كل يوم (اهدنا الصراط المستقيم صراط اللذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) عشرات المرات، ولو لم يكن هذان الصنفان موجودَين ما علمنا ربنا أن نتبرأ منهما.
وهكذا سائر مَنْ غيرنا وعلى غير معتقدنا، يسمونه: الآخر أو المخالف أو الكافر أو الباطل، فجميع ذلك له مفهوم واحد ونتعامل معه سرًّا وعلانية بمبدأ واحد كما يعاملوننا بهذا المبدأ ولسنا مُلْزمين بكلمات جوفاء لترقيق قلوب هؤلاء ونحن على يقين من كيدهم بنا وبديننا.
ولكن:
إذا قام بيننا وبين أحد من هؤلاء عهدٌ وميثاق فنحن أول مَن يحفظ العهدَ والميثاق وأفضل مَن يصون عِزة ديننا وكرامتنا.
وبالله التوفيق.(/)
من درر الشيخ عبدالرزاق البدر: (مثالين على خطورة الخوض في الأسماء والصفات)
ـ[مبتدئة في الطلب]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 10:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد أكرمني الله بسماع شرح الشيخ المفضال عبدالرزاق البدر على قواعد الأسماء والصفات التي أوردها ابن القيم في كتابه الجليل بدائع الفوائد تحت عنوان: (فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى ( http://www.taimiah.org/Tree.asp?ID=1&t=book99&pid=1))، وحقيقة وبلا مبالغة كان شرح الشيخ جميلا رائقا سلسلا بعيدا عن التعقيد، وكان ضمن ما لفتني أنه حفظه الله ونفع بعلمه ذكر مثالين لخطورة التخوض في أسماء الله وصفاته والغلط فيهما؛ فأحببت أن أنقلها لكم نشرا للفائدة وتحذيرا لطلاب العلم وغيرهم أن يستسهلوا التخوض في أسماء الله وصفاته دون أن يكون لديهم إلمام كافي بقواعدها وضوابطها.
يقول الشيخ البدر:
وتتأكد معرفة هذه القواعد في مثل هذا الوقت الذي كثرت فيه شبهات أهل الأهواء وأباطيل أهل الضلال، فيتأكد على طالب العلم أن يكون على عناية ودراية بهذه القواعد النافعة والتأصيلات المفيدة التي حررها أهل العلم وجمعوها تسهيلا وتيسيرا ونفعا لطلاب العلم، ونبه مرة ثانية على أهميتها -رحمه الله- في خاتمة هذه القواعد عندما أشار إلى أهميتها، ونبه في الخاتمة أن من لا علم له بها ولا دراية له بها، فالأولى به أن يسكت في هذا الباب؛ لأن الخطأ فيه ليس كالخطأ في أمر آخر؛ عندما تخطئ أو عندما يخطئ الإنسان في أسماء الله وفي صفاته -سبحانه وتعالى- فالأمر ليس بالهين، الأمر ليس بالهين، بل هو أمر كبير وخطير للغاية، وفي هذا المقام -التنبيه على خطورة الغلط في أسماء الله وصفاته- أضرب دائما مثلين من القرآن الكريم؛ يتضح بهما خطورة هذا الأمر.
وقبل ذكرِ هذين المثلين أذكر أن توحيد الأسماء والصفات قائم عند أهل السنة على أصلين: الإثبات والنفي، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-: نصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث، وقال الأوزاعي -رحمه الله-: ندور مع السنة حيث دارت، أي: نفيا وإثباتا، فما ثبت في الكتاب والسنة أثبتناه، وما نفي في الكتاب والسنة نفيناه، فباب الأسماء والصفات هو باب إثبات ونفي، إثبات ما أثبته الله لنفسه، ونفي ما نفاه الله عن نفسه.
هذا هو خلاصة هذا العلم الشريف، إثبات ما أثبته الله تبارك وتعالى لنفسه، ونفي ما نفاه عن نفسه، فمن أثبت ما نفى الله أو نفى ما أثبت الله، وقع في الضلال والزيغ بأي مبرر كان، وبأي مسوغ ذكر، إذا أثبت لله شيئا نفاه الله، أو نفى عن الله تبارك وتعالى شيئا أثبته الله، فهذا في غاية الخطورة، وضرره على الإنسان ضرر بالغ، ليس في أمر الاعتقاد فحسب، بل في أمور الدين كلها، وإلى المثلين:
المثل الأول: يتعلق بجانب الإثبات، قال الله سبحانه وتعالى: وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) تأملْ معي الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء، ثم قارنه بأخطاء أهل الضلال والباطل الذين عطلوا صفات الله -سبحانه وتعالى- وجحدوا أسماءه.
تأمل في الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء وما ترتب عليه: وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) هنا نفي لشيء أثبته الله، الله -عز وجل- أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحاط علمه بها -سبحانه وتعالى- يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فهؤلاء قالوا في حق الله: إنه لا يعلم كثيرا مما يعملون، فهل نفوا صفة العلم من أصلها أو أثبتوها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أثبتوا صفة العلم لم ينفوا الصفة من أصلها بل أثبتوها، ولكنهم اعتقدوا أن علم الله -سبحانه وتعالى- الذي أثبتوه له ليس محيطا ولا شاملا، بل يفوته -تعالى الله عن قولهم- كثيرا مما يعمله الناس، ولم يقولوا أيضا يفوته كل ما يعمله الناس بل قالوا كثيرا، فلم ينفوا هذه الصفة من أصلها، ولم يجحدوها من أساسها، وإنما نفوا علم الله -سبحانه وتعالى- بكثير مما يعمله الناس.
قال الله -عز وجل- مبينا ما ترتب على هذا الظن الباطل والاعتقاد الفاسد: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) وهذه فائدة عظيمة وكبيرة أن الخطأ في باب الأسماء والصفات يردي صاحبه ويوقعه في الهلاك والردى وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) هذه فائدة كبيرة جدا الخطأ في أسماء الله وصفاته سببٌ للردى، ردى الإنسان، ولهذا قال العلماء: إن من شؤم الاعتقاد الفاسد فساد العمل وفساد الخلق وفساد الدين والدنيا والآخرة، كل ذلك يترتب على الخطأ في هذا الباب فيما يتعلق بأسماء الله جل وعلا وصفاته وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) ردى وخسران وهلاك ونار كل ذلك ترتب على هذا الظن، إذا كان هذا ترتب على من وقع في هذا الاعتقاد، فكيف بمن يجحد الأسماء كلها ويجحد الصفات جميعها، ولا يثبت منها شيئا، ويخوض فيها خوضا باطلا بعقله الكاسد وفكره الفاسد ورأيه السيئ، ينفي عن الله -سبحانه وتعالى- ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) فهذا في جانب الإثبات وخطورة الخطأ.
في جانب النفي وهو المثال الثاني وهو: أن يثبت الإنسان شيئا نفاه الله، قال الله -سبحانه وتعالى-: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) أثبتوا ما نفاه الله: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) نزه -سبحانه وتعالى- نفسه عن الولد فأثبتوه له وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) أثبتوا لله ما نزه الله -سبحانه وتعالى- نفسه عنه، ماذا ترتب على ذلك؟ قال الله: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm) أي: عظيما خطيرا مهلكا في غاية الخطورة، وانظر وقع هذه الكلمة "إدا" لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book99&pid=1&f=13faeda00001.htm).
فالخطأ في أسماء الله -تبارك وتعالى- وصفاته بالغ الخطورة، سواء في إثبات ما نفاه الله، أو في نفي ما أثبته الله، وفي المثلين المشار إليهما تبيان واضح لذلك.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[20 - Mar-2010, صباحاً 09:34]ـ
بارك الله فيك
وجزى الشيخ عبدالرزاق البدر خيرا على هذه الفوائد(/)
البيان التالي: الشيخ عوض القرني في مواجهة خاشقجي - من هم صناع الكوابيس - بجودات مختل
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 01:50]ـ
http://www.foxsoft.org/vb/team/Najem1992/000.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
البيان التالي
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
==============
لفضيلة الشيخ:
عوض القرني
حفظه الله ورعاه
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
عنوان الحلقة
!!! صناع الكوابيس!!!
http://www.al-wed.com/pic-vb/65.jpg
http://ia360930.us.archive.org/2/items/elbayaneltale_982/4566698.gif
فيديو جودة عالية avi (http://ia360930.us.archive.org/2/items/elbayaneltale_982/589625.AVI)
==============
فيديو جودة متوسطة rm (http://ia360930.us.archive.org/2/items/elbayaneltale_982/4566698.rmvb)
(http://ia341310.us.archive.org/2/items/kelmeteen071209/kelmeteen071209.rmvb) =============
فيديو جودة عالية mp4 (http://ia360930.us.archive.org/2/items/elbayaneltale_982/589625_512kb.mp4)
==============
صوت جودة mp3 (http://ia360930.us.archive.org/2/items/elbayaneltale_982/789653.mp3)
(http://ia341302.us.archive.org/1/items/arefehayah091209/arefehayah091209.mp3)========= ====
http://www.al-wed.com/pic-vb/55.jpg
لا تنسونا من صالح دعائكم
انشرها فالدال علي الخير كفاعله
http://www.al-wed.com/pic-vb/55.jpg
جزى الله خيرًا الإخوة والأخوات في موقع فرسان السنة
وأخص منهم الأخت أم الحارث لتسجيلها ورفعها للحلقة(/)
من صفات الخوارج أن سيماهم الصلاح والخير
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 03:12]ـ
من صفات الخوارج أن سيماهم الصلاح والخير للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( http://nafaesalislam.net/sites/default/files/audio/mn-sfat-al5oarg-2n-symahm-alsla7-oal5yr-bn-3symyn.mp3)(/)
"ورع بارد من بعضهم حينما نحذر من أهل البدع "
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 03:37]ـ
ورع بارد من بعضهم حينما نحذر من أهل البدع -للشيخ صالح الفوزان حفظة الله
التفصيل فى المرفقات
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 02:54]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[مبتدئة في الطلب]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 05:57]ـ
جزيت خيرا وبورك فيك.
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[27 - Feb-2010, صباحاً 02:12]ـ
واياكم وبارك الله فيكم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Feb-2010, صباحاً 03:17]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بك(/)
"يحرم هجر المسلم فوق ثلاث إلا إذا كان معروفاً بالمعاصي والبدع فيجر حتى يتوب"
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 03:46]ـ
يحرم هجر المسلم فوق ثلاث إلا إذا كان معروفاً بالمعاصي والبدع فيهجر حتى يتوب-للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله
التفصيل فى المرفقات
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 06:31]ـ
رحم الله العلامة الشيخ بن باز وأسكنة الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 06:55]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=213(/)
الرد على أهل البدع من أعظم الجهاد والقربات
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 05:12]ـ
الرد على أهل البدع من أعظم الجهاد والقربات للشيخ صالح آل الشيخ حفظة الله ( http://www.4shared.com/get/90059341/ea70126f/_______-___.html)(/)
أنا ملحد فأثبت لي ما شهدت به!!
ـ[موسي بن عقبة]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 01:26]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
استوقفني بعض الإخوة وقال:
تخيل أني من الملاحدة (والعياذ بالله) وسألتك
1_ أأنت تشهد أنه لا إله إلا الله؟
فقلت له نعم أشهد.
2_أتشهد أنهُ انزل الكتب وأرسل الرسل؟
فقلت نعم.
فلما ذهبت إلى البيت وكنت أظنُّ أن الأمر سهلاً وفجأة
ماذا سأقول له؟
قال الله؟؟؟ سيقول لا أؤمن به ....
قال الرسول؟؟؟ سيقول لا أؤمن به ....
بل هو يحتاج إلى تفكير دقيق وأسلوب قوي
سيما أنه قال أنه لا بد أن يكون من كلامي أنا ولا أنقل
والله الموفق.
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[28 - Apr-2010, مساء 04:27]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=12992
ـ[جذيل]ــــــــ[28 - Apr-2010, مساء 06:30]ـ
سيما أنه قال أنه لا بد أن يكون من كلامي أنا ولا أنقل
اذن هو يريد الجدال لا الفائدة.!!(/)
في ذكرى المولد النبوي وقفات وتأملات! بقلم: خباب مروان الحمد
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 02:05]ـ
في ذكرى المولد النبوي
وقفات وتأملات!
بقلم: خباب مروان الحمد*
Khabab1403@hotmail.com (Khabab1403@hotmail.com)
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى الله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين .. أما بعد:
في مثل هذه الأيام يحتفل فئام من البشر بيوم مولد سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وهم من وقت ليس ببعيد يعدون العدة ويجهزون الأجهزة استعداداً للاحتفال لهذا اليوم، فالأضواء قد علقت في أعمدة الشوارع، والبيوت قد زينت بالزهور والورود، والحلويات قد أصبح لها سوق رائجة للبيع، وبعض الأمكنة استئجرت حتى يقام بها هذا الاحتفال، ويقيمون الابتهالات والدعوات في المساجد، أضف إلى ذلك آلات المعازف والطبول والدفوف لإقامة المهرجانات الاحتفاليَّة بذكره مولده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأشياء كثيرة كثيرة قد نُفِضَ عنها الغبار استعداداً لذكرى المولد النبوي!!
فهل فعل هذا من الأمور التي ترضي الرب تبارك وتعالى؟ وما هو حكمه؟ وهل فعله السلف أو أقروه؟ إلى غير ذلك من الأشياء التي سأطرقها في هذا البحث اليسير.
وقبل أن أصول وأجول في ثنايا هذا البحث فإني سأذكر مقدمة يسيرة نافعة بإذن الله عز وجل لمن أراد الله هدايته وأبعده عن أسباب شقاوته، كلها من سلسبيل القرآن ومشكاة الحديث والسنة، فهما المنهل العذب الزلال على قلوب أهل الإيمان، والصواعق المردية لأهل الكفر والضلال.
فهذه مقدمة نافعة في الأمر بالاعتصام بالكتاب والسنة، ووجوب طاعة الله ورسوله، وأن مرجع أهل السنة والجماعة في استدلالهم هو كتاب الله وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام لا إلى آراء الناس وعقول المشايخ، نقول فيها:
يا مَن يقرأ هذا الكلام المزبور والخط المسطور، قد أنزل الله علينا هذا القرآن ليكون الهادي لنا في ظلمات الحياة، ومنيراً للصراط المستقيم، وقائداً يدعو البشرية جمعاء إلى جنة خلد أعدت للمؤمنين.
وقد ذكر الله عز وجل في هذا الكتاب العظيم آيات كثيرة بلغت ثلاثاً وثلاثين آية كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل ـ قدس الله روحه ـ كلها في الأمر والحث على طاعة الله ورسله والتمسك بغرز القرآن والسنة فقد قال تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا} [الأحزاب: 36].
فقد ذكر الله أنه لا يكون للمؤمنين إذا قضى الله ورسوله عليهم أي أمر، وتأمل هنا قوله تعالى {أمراً} فهي نكرة في سياق النفي فتعم كل أمر، فإذا قضى الله ورسوله أي أمر لا يكون لهم أن يتخيروا من أمرهم، هذا غير الذي قضى فيهم ثم ذكر الله عزَّ وجل أن من عصى الله ورسوله فهو في ضلال بعيد؛ لأنه يأبى ما قضاه الله ورسوله عليه وخالف أمرهما.
وقال تعالى {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون* ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} [النور: 51 ـ 52].
وقال تعالى { .. فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 36].
وقال تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .. } [الحشر: 7].
وقال تعالى {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين} [المائدة: 92].
وقد حذرنا الله عز وجل من الإشراك بطاعته فقال {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [الأنعام: 121]، وقال تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله .. } [الشورى: 21]، وقال تعالى {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا .. } [لقمان: 21]، وقال تعالى {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً} [النساء: 61].
(يُتْبَعُ)
(/)
ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتمسك بسنته فيقول: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". (مسند أحمد 4/ 126، وانظر صحيح الجامع 2546).
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة". (صحيح مسلم867).
وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". (رواه البخاري 2697، ومسلم 1718).
والعجب كل العجب أن ترى كثيراً ممن ينتسبون للإسلام ويقولون بألسنتهم نحن نحب الله ورسوله فإذا أنكرت عليهم شيئاً من منكرات في الدين ظاهرةٍ عليهم، جادلوك بألسنتهم وبدءوا يستندون بأقوال لبعض من ينتسب إلى العلم، ثم إذا قلت لهم قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجوا وأكثروا وقالوا أنت قرن مماحك، فواأسفاه على أناس أعرضوا عن الكتاب والسنة، وكأنّ هذين الأصلين لا اعتبار لهما في مجرى حياتهم، ويأتي آخرون من هذا الصنف ثم يقولون وهل أنت أعلم من الشيخ الفلاني أو العالم الرباني فهم يرونا نفعل مثل هذه الأمور التي تدعون أنها منكرات وبدع ولم ينكروا علينا ما نفعله؟
وهذه طامة كبيرة وقارعة خطيرة حيث أن مثل هؤلاء قد أجّروا عقولهم لمشايخهم ولم يطلبوا أدلة الكتابة والسنة؛ لأنهم لو فعلوا ذلك لتركوا منكرات كثيرة وقعوا بها ولما أقلعوا عن البدع والمعاصي التي تحيط بهم.
فأعيذك الله أخي وأنت يا أختاه أن تكونا من مثل هذا النوع فإن الهوى استحكم على قلوبهم فهم إما أن يناقشوك بآرائهم وأهوائهم أو بآراء مشايخهم بلا استناد للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وقد قال الشاعر ينكر على المحتجين بكلام شيوخهم: ـ
أقول قال الله قال رسوله ... فتجيب شيخي إنه قد قالَ
وأمثال هؤلاء قليل ـ إن شاء الله ـ وأسأله تعالى أن يهديهم ويصلح شأنهم.
وقد يحصل لك في النقاش مع مثل هذه النخبة من البشر أن يقولون لك هذه وجهة نظرنا وما ندين الله به وأنت يا من تناقشني برأيك هذه هي وجهة نظرك وما تدين الله به، والحمد لله كل على هدى مستقيم.
وهذه شبهة غير منطقيَّة والجواب عن ذلك أن يقال: أن المرجع في النزاع والنقاش هو كتاب الله سبحانه وتعلى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل يقول {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} [النساء: 59].
وقال تعالى {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله .. } [الشورى: 10].
نعم، هذا هو مرجعنا كتاب الله عز وجل ..
لا تذكر الكتب السوالف ... طلع النهار فأطفئ القنديلا
إذاً ما يدعي به بعضهم بأنّ آرائهم هي التي يدينون الله بها فكلامهم هذا مردود عليهم، وعلى هذا فإن اليهود والنصارى يدينون الله بما هم عليه من الكفر والضلال ولن ينقذهم كلامهم هذا عند الله شيئاً.
وأنا الآن أطلب من القارئ الكريم والأخت الكريمة أن يتجردا للحق فالحق أحق أن يتبع فماذا بعد الحق إلا الضلال، وحذار حذار من الهوى فالله عز وجل يقول {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} [ص: 26] وقال: {بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم}.
وقد أحسن من قال:
إن الهوان هو الهوى قلب اسمه ... فإذا هَوِيتَ فقد لقيت هواناً
وأختم بقول الله سبحانه {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام: 153]، وليكن شعار كل مسلم طالب للحق مبتعد عن الباطل أن يقول ما قاله أحد المتقدمين ـ رحمه الله ـ:
كتاب الله عز وجل قولي ... وما صحت به الآثار ديني
فدع ما صدّ عن هذي وخذها ... تكن منها على عين اليقين
المبحث الأول
في حكم الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم.
في يوم 12/ 3 يحتفل جمع من الأمة الإسلامية بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الحقيقة إن الاحتفال بمثل هذا اليوم واتخاذه عيداً بدعة منكرة قبيحة ولم يدل على جوازها كتاب ولا سنة ولا إجماع سلف الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل الأمة الإسلامية في عهد القرون الثلاثة الأولى التي فضلها محمد صلى الله عليه وسلم على غيرها مجمعة أنها لا تعرف احتفالاً ولا عيداً إلا الأضحى والفطر، أما سواهما من الأعياد والذكريات فهو لغو غير معدود ولا معروف عندهم، بل لا تشرئب إليها أنفسهم، ولا ترتفع إليها أعناقهم.
ذلك أنهم كانوا شديدي الإنكار على كل من خالف الإسلام بكفر أو بدعة أو معصية، ولقوة اعتصامهم بالكتاب والسنة خلت بيوتاتهم من البدع المنكرة، والأمور المحدثة.
وللقارئ أو القارئة أن يسألا ويقولا:
ما سبب حكمك على أن من احتفل بذكرى مولد النبي المختار محمد صلى الله عليه وسلم أنه قد ارتكب بدعة منكرة في الدين؟
فأقول وبالله التوفيق:
1ـ النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته وهو المبلغ للدين، ولم يأمر بذلك.
2ـ أن الخلفاء الراشدين لم يفعلوا هذا الاحتفال مع أنهم أحب للرسول صلى الله عليه وسلم منا.
3ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالتمسك بسنته، وأن لا نعبد الله إلا بما شرع، وذكرى المولد لو كان فيها خير لذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خبراً، ومن تعبّد الله بما لم يشرعه لعباده وعلى لسان رسوله، فقد اتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالقصور أو بالتقصير في تبليغ دعوة الله.
4ـ قال الإمام مالك بن أنس ـ نوّر الله ضريحه ـ: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، فما دام أن السلف لم يفعلوا مثل هذه البدعة المحدثة فحري بنا ألا نفعلها، وقد قال الناظم:
وكل خير في إتباع من سلف ... كل شر في ابتداع من خلف
5ـ أن يوم المولد وليلته لو كان لها مزية لاختصت بفضل معين، ثم إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتذكر سيرته لا تكون في يوم واحد بل في كل الأيام نقرأ سيرته ونتبع ما شرعه لنا صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم من شر ما يعلمه لهم".
6ـ إن بعض الموالد فيها اختلاط الرجال بالنساء، وفيها الغلو بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى أنّ بعضهم قد يجعله في مقام الربوبية، وبعضهم يظن أن محمداً صلى الله عليه وسلم يحضر المولد فيقومون له محييين ومرحبين، ويكون كذلك من المنكرات مشاركة المعازف من الطبل وآلات الموسيقى، وكذلك بعضهم يستغيث بمحمد صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه المدد والغوث وأنه يعلم الغيب. وكل هذه الأمور منكرة محرمة وبعضها فيها شرك بالله ـ عياذاً به سبحانه ـ فكيف إذا اجتمعت كلها.
7ـ الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا في الحديث الصحيح فقال: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" رواه النسائي بسند صحيح. ولفظه: "كل" هنا للعموم فيكون معناها أن أية بدعة محدثة في الدين فهي بدعة.
8ـ من فعل هذه البدعة فقد تشبه بأعداء الله فإن النصارى يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم، وقد سرت بدعتهم هذه للمسلمين فأصبحوا يحتفلون بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، والرسول حذرنا من التشبه بأعداء الله فقال: "من تشبه بقوم فهو منهم" والحديث رواه أحمد وأبو داود وجوّد إسناده ابن تيمية، وحسنه ابن حجر.
9ـ من احتفل بذكرى المولد فقد اتهم ديننا بالنقص، ولو كان قصد هذا المبتدع حسناً؛ فإن بدعته طعن في دين الله عز وجل وتكذيب لقوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: 3].
10ـ إن الكفار أعداء الله يفرحون بإقامة هذه البدع؛ لأنهم قرءوا كتبنا الإسلامية وعلموا أنه متى أحدث في الدين بدعة ماتت سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، "وأوضح أنموذج لذلك ما ذكره الجبرتي من أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى آخره ... " ويعلل الجبرتي اهتمام الفرنسيين بالاحتفال بالموالد عموماً بما "رآه الفرنسيون في هذه الموالد من الخروج عن الشرائع، واجتماع النساء، وإتباع الشهوات، والرقص، وفعل المحرمات" أ. ه. [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (155) المنتدى
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامي].
11ـ إننا لو نقبنا في بداية تاريخ هذه البدعة ومن هو أول من فعلها فسنجد أنهم الفاطميون العبيديون، وهم من الباطنيين، وقد حكموا مصر وكان بدء حكمهم في مصر في القرن الرابع الهجري، وقد ذكر تقي الدين أحمد بن علي المقريزي في كتابة "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" (1/ 490) أنه كان للفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، فذكرها وهي كثيرة جداً، ومنها مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ومولد الخليفة الحاضر، وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث سنة (567هـ) وهي السنة التي انتهت فيها دولتهم بموت آخرهم العاضد، قال: "ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقلّ عندهم الصالحون من العلماء والعباد .. ". [الرد على الرفاعي والبوطي، للعباد (82ـ83). وكتاب القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل، (2/ 451ـ452)].
وقال العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقاً في كتابة "أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام" (44ـ45): "مما حدث وكثر السؤال عنه الموالد فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة (361هـ)، فوصل إلى ثغر الإسكندرية في شعبان سنة (362هـ) ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان فابتدعوا ستة موالد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ... ". [القول الفصل، إسماعيل الأنصاري (2/ 457ـ458)].
وبعض أهل العلم ذكر أن أول من احتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم هو الملك المظفر "أبو سعيد كوكبوري" ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري، وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 137) عن هذا الملك وهو أبو سعيد كوكبوري: "كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً .. [إلى أن قال:] قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة آلف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى .. [إلى أن قال:] ويعمل الصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم" أ. ه [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (140)].
ويمكن الجمع بين قول من قال إن الاحتفال بالمولد النبوي أول من فعله الرافضة بنو عبيد القداح في القرن الرابع، وبين قول من قال أول من فعله هو ملك إربل في القرن السابع، أن يقال:
أن أول من فعله بنو عبيد القداح في مصر ثم سرت هذه البدعة إلى الشام والعراق في القرن السابع الهجري.
وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية عن الدولة الفاطمية (11/ 346): "هم كفار، فساق، فجار ملحدون، زنادقة، معطلون الإسلام جاحدون ولمذهب المجوسية معتقدون" ا. هـ.
وقال ياقوت في معجمه (1/ 138) عن الملك المظفر صاحب إربل وقد كان من معاصريه: "طباع هذا الأمير متضادة، فإنه كثير الظلم، عسوف بالرعية، راغب في أخذ الأموال من غير وجهها" ا. هـ.
إذاًَ علمنا علم اليقين أيها القارئ الكريم والقارئة الكريمة أن هذه البدعة تسربت للمسلمين من الكفار العبيديين ومن ملك إربل الظالم المتعسف المبتدع، فهل يجوز لنا أن نأخذ ديننا من مثل هؤلاء المبتدعة؟
12ـ ومن الأمور التي تجعلنا نقول إن الاحتفال بذكرى المولد بدعة، أن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن، ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويتكاسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون أهلها. [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (142)].
والبدعة أحب إلى إبليس من مائة معصية؛ لأنها تجر الإنسان إلى الشرك بالله وقد لا يعلم ذلك، ولأن صاحبها يعتقد أنه على صواب ويجادل عن جواز بدعته، أما صاحب المعصية يعلم أن المعصية غير جائزة وقد يتوب منها ويستغفر الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
13ـ يُلزَم أصحاب بدعة المولد النبوي أن يفعلوا ذكرى لوفاته صلى الله عليه وسلم وذكرى ليوم بعثته في نشر دين الإسلام وهلم جراً، ثم أن محمداً صلى الله عليه وسلم توفي في شهر ربيع الأول "فلأي سبب يفرحون ـ أي أصحاب البدعة ـ بميلاده، ولا يحزنون بموته لولا قسوة القلب"، وعلى هذا الإلزام يكون في كل يوم ذكرى مولد أو وفاة لكل نبي وصالح وضاع ديننا بالموالد والذكريات.
المبحث الثاني
ذكر أقوال لأهل العلم في إنكار هذه البدعة
1ـ قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه: "وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" وفي رواية النسائي "وكل ضلالة في النار".
2ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 123): "وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً .. من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً. مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيراً، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتعظيم له منا، وهم على الخير أحرص ... ".
وتأمل رعاك الله ما قاله "مع اختلاف الناس في مولده"؛ لأن بعض أهل العلم قال: ولد صلى الله عليه وسلم في يوم التاسع من ربيع الأول، وبعضهم قال ولد في يوم الثاني عشر. ولذا يلزم من يفعل هذه البدعة أن يحتفل كل يوم قيل إنه ولد فيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى ينال ما يريده من موافقة اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم.
3ـ وقد ألف الفاكهاني رسالة "المورد في عمل المولد" وأنكر هذه البدعة وقال: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون" إلى آخر ما قال رحمه الله (1/ 8ـ9) من كتاب "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، تحت إشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء.
4ـ وألف الشيخ إسماعيل الأنصاري رسالة ضخمة بما يقارب (600) صفحة وذكر أن الاحتفال بالمولد بدعة، وردّ على معظم الشبه التي يثيرها أدعياء هذه البدعة في رسالته "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل".
5ـ وممن أنكر هذه البدعة الإمام الشاطبي في كتابه "الاعتصام".
6ـ والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه "صيانة الإنسان".
7ـ والشيخ ابن باز، ومحمد ابن إبراهيم وجمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين ـ رحمة الله عليهم أجمعين ـ.
المبحث الثالث
شبهات وردود
يستند بعض مقيمي مثل هذا المولد إلى شبهات يتعلقون بها ويجوزون بناءً عليها فعل بدعتهم، ولذا فلا بد من عرض شيء منها، وسأذكر أهم الشبه التي يتعلق بها هؤلاء وأناقشها، خاصة أن بعض من ينتسب إلى العلم ويقيم مثل هذه الموالد يلبّس على العوام بهذه الشبه ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله ـ.
كيف، لا أدري، لماذا؟ ربما ... أنني يوماً عرفت السببا
عالِم يدعو بدعوى جاهل ... وليوث الحرب ترجو الأرنبا
الشبهة الأولى: أن إقامة مثل هذا المولد من قبيل البدعة الحسنة الجائزة في دين الإسلام.
ويجاب عن هذه الشبة بأن يقال: ليس في دين الإسلام بدعة تسمى بدعة حسنة، فإنه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي مرّ بنا مراراً يقول: "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وزاد النسائي "وكل ضلالة في النار".
وقد ذكر الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/ 28) أن "ابن الماجشون" قال: سمعت مالكاً يقول: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول {اليوم أكملت لكم دينكم} فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".
ثم إنه صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي لفظ مسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
فهل عمل بدعة الاحتفال بالمولد النبوي من دين الإسلام الذي ذكره الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم لنا، وهل فعل هذه البدعة كان عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الإمام ابن بطة في كتاب "الإبانة" (1/ 339) عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة" وذكره محمد بن نصر المروزي في كتاب السنة بسند صحيح.
ورحمة الله على الإمام مالك الذي كان كثيراً ما ينشد:
وخير أمور الدين ما كان سنة ... وشر الأمور المحدثات البدع
ذكره الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/ 115).
الشبهة الثانية: يستند بعضهم إلى ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن قال: "ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح"، ثم يقولون وكثير من المسلمين يستحسن فعل الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم.
والجواب عن ذلك:
1ـ أن هذا الكلام المنسوب لابن مسعود رضي الله عنه إنما أراد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد كل من هب ودب من المسلمين والمنتسبين إلى الإسلام، وكلامه صريح في ذلك، وهذا لفظه عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ".
وهذا مثل ما رآه الصحابة حسن من العلم بالتاريخ والابتداء به بالهجرة، ومثل وضع ديوان العطاء زمن عمر بن الخطاب، ومثل جمع المصحف في عهد أبي بكر، وأما ما رأوه سيئاً مثل التحلق والاجتماع على عد التسبيح والتحميد والتكبير، وقد أنكر ذلك ابن مسعود وأبي موسى الأشعري، ومثل إنكار الصحابة لبدعة الخوارج، ومثل إنكار علي رضي الله عنه على الرافضة في غلوهم فيه وإنكار الصحابة معه. [الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي لحمود التويجري (163ـ166) بتصرف].
2ـ أن يقال إن كثيراً من أهل الإسلام يستقبحون البدع ويعتبرونها ضلالة، ومن ضمنها بدعة المولد النبوي.
3ـ أن هذا الكلام الوارد عن ابن مسعود المراد به ما أجمع عليه المسلمون ورأوه حسناً لا ما رآه بعضهم واستحسنه وقد ذكر هذا الجواب أربعة من أئمة العلم، وهم ابن القيم والشاطبي وابن قدامة وابن حزم. [القول الفصل، الأنصاري (2/ 591)].
ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتبهم أو إلى المرجع السابق ذكره فقد ذكر الشيخ إسماعيل جميع أقوالهم.
الشبهة الثالثة: أن الاحتفال بالمولد يفعله الكثير من الناس بل يراه بعض المشايخ، ولو كان منكراً ما فعله هؤلاء.
والجواب عن هذه الشبهة:
1ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، رواه أهل السنن إلا النسائي وهو حسن لغيره. (سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم 1331).
2ـ ذكر العلامة محمد ابن إبراهيم ـ رحمه الله ـ عن الإمام الشاطبي في كتاب "الاعتصام" أنه قال نقلاً عن بعض مشايخه: "إن الاحتجاج على تحسين البدع بهذه الدعوى ليس بشيء في أمر تركته القرون الثلاثة المقتدى بهم"، ثم قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ "ولما كانت البدع والمخالفات وتواطأ الناس عليها صار الجاهل يقول: "ولو كان هذا منكراً لما فعله الناس"، ثم قال ما ذكره ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: "من اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها فهو مخطئ في هذا الاعتقاد، فإنه لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المستحدثة المخالفة للسنة .. ". [رسائل في حكم الاحتفال بالمولد، رسالة الشيخ محمد ابن إبراهيم].
3ـ أن فعل الكثير من الناس لأي شيء لا يدل على أنه حق بل إن الله ذم الكثرة في القرآن فقال {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} [الأنعام: 116]، وقال {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]، وقال {وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم} [الأنعام: 119]، وقال تعالى {وإن كثيراً من الخلفاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا أو قليل ما هم} [ص: 24].
4ـ ويرد على من قال إن بعض المشايخ يقول بجوازه بل يفعله، بأن رسول الهدى يقول: "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، ووالله إن قول رسول الله أحب إلينا من قول أمة كلها، وقد قال أبو بكر بن أبي داود:
ودع عنك آراء الرجال وقولهم ... فقول رسول الله أزكى وأشرح
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقال لمن استدل بقول شيوخه، أيهما أحب إليك قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أم قول مشايخك؟ فإن قال بل قوله عليه الصلاة والسلام أحبُّ إليّ، فيقال له: إن الله عز وجل يقول {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، وقد ذكر ابن تيمية في كتاب العبودية قول الحسن البصري: "ادعى قوم محبة الله ورسوله فأنزل الله عليهم آية الممتحنة {قل إن كنتم تحبون الله .. }، فامتحنهم الله بهذه الآية.
وقد قال الإمام الشافعي: "أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس. [الرسالة (104)].
إن قال إن قول شيخي أحب إلي من قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، فإني أبشره بآية عظيمة {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}. [النساء: 115].
وقد قال ابن تيمية: "ومن نصب شخصاً كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا بدينهم وكانوا شيعاً". [الفتاوى (2/ 239ـ240)].
الشبهة الرابعة: دعوى بعضهم أن من لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم فإنه يكره الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحبه ولا يعظمه.
والجواب عن هذه الشبهة أن يقال:
1ـ بل إنكم أنتم يا من تدعون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تعظموه ولا توقروا شرعه، واتِّباع سنَّته، واجتناب ما نهى عنه من البدع المحدثة، فلم خصصتم هذا اليوم لقراءة الشمائل المحمدية هل لكم نص بذلك من كتاب أو سنَّة؟!
2ـ ويقال كذلك أنتم الذين تنقصتم محمداً صلى الله عليه وسلم، ورميتموه بالتقصير فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم" (أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (1844) في كتاب الإمارة).
وقد نهانا محمد صلى الله عليه وسلم وحذرنا عن البدع كلها، فقال: "وكل بدعة ضلالة".
قال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/ 102): "وكما أنك لا تجد مبتدعاً إلا وهو متنقص للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن زعم أنه معظم له بتلك البدعة فإن يزعم أنها خير من السنة وأولى بالصواب، أو يزعم أنها هي السنة إن كان جاهلاً مقلداً، وإن كان مستبصراً في بدعته فهو مشاق لله ورسوله".
وإني أبشر السني بكلام عظيم لابن القيم قاله كذلك في إغاثة اللهفان (1/ 111) "وهذا المبتدع إنما ينقم على السني تجريده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يشبها بآراء الرجال ولا بشيء مما خالفها. فصبر الموحد المتبع للرسل على ما ينقمه عليه أهل الشرك والبدعة خير له وأنفع، وأسهل عليه من صده على ما ينقمه الله ورسوله عليه من موافقة أهل الشرك والبدعة.
إذا لم يكن بد من الصبر، فاصطبر ... على الحق، ذاك الصبر تحمد عقباه
وأختم بما ذكره أبو داود في سننه عن حذيفة رضي الله عنه قال: " كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقال".
وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (20750) واللفظ له، وأخرجه كذلك أبو داود (4611) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "فيوشك قائل أن يقول: ما هم بمتبعي فيتبعوني وقد قرأت القرآن؟! ثم يقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره! فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة .. ". هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أصحابه الكرام الميامين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
______________________________ ______________________________ _____
· باحث وداعية فلسطيني.(/)
تحذير من فتنة الدعوة إلى الاختلاط للعلامه عبد الرحمن بن ناصر البراك
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 02:45]ـ
أصدر العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك بياناً قوياً تضمن التحذير الشديد ضد مشروع الاختلاط والتغريب في المملكة العربية السعودية، وقد حصلت حرف على نسخة من هذا البيان، وهذا نص البيان:"
تحذير من فتنة الدعوة إلى الاختلاط
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم ـ وهو المنشود للعصرانيين ـ حرامٌ؛ لأنه يتضمن النظر الحرام والتبرج الحرام والسفور الحرام والخلوة الحرام والكلام الحرام بين الرجال والنساء، وكل ذلك طريق إلى ما بعده.
والباعث للعصرانيين الداعين إلى هذا الاختلاط أمران:
الأول: النزعة إلى حياة الغرب الكافر، فعقولهم مستغرِبة، ويريدون تغريب الأمة؛ بل يريدون فرض هذا التغريب.
الثاني: اتباع الشهوات، قال تعالى: ((وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا))
ومن استحل هذا الاختلاط ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله، والأصل في ذلك أن من جحد معلوما من دين الإسلام بالضرورة كفر لأنه مكذب أو غير ملتزم بأحكام الشريعة، وهذا مقرر ومعروف عند علماء الإسلام، أعني تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء على الوجه المذكور، ومضى العمل بعدم الاختلاط عند المسلمين في جميع القرون حتى استولى الكفار من اليهود والنصارى على كثير من البلاد الإسلامية، وهو ما يسمى بالاستعمار، وكان تغريب المرأة وحملها على التمرد على أحكام الإسلام وآدابه باسم تحرير المرأة هو أهمَ وسيلة اتخذوها لتغيير مجتمعات المسلمين وتغريبها، ونشر فاحشة الزنا فيها، من خلال مؤسسات الفجور كدور السينما وبيوت الرقص والغناء.
وقد كانت بلادنا المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين في منأى عن ذلك إذ سلمها الله من وطأة الاستعمار النصراني، وقد أنعم الله على هذه البلاد بدعوة الإصلاح وتجديد دعوة التوحيد على يد الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله، الدعوة التي لا نزال نتمتع بآثارها ولله الحمد، ولكن أعداء الإسلام قد غاظهم أن تبقى هذه البلاد على أصالتها وطهر مجتمعها وعفة نسائها، فاتخذوا من الدعوة إلى ما يسمى حقوق المرأة أداة للوصول إلى مآربهم، فطالبوا بنزع الحجاب، والتخلص من المحرم، واختلاط المرأة بالرجال في العمل والتعليم، بل طالبوا بتسوية المرأة بالرجل في كل شيء، وهذا مصداق قوله تعالى: ((وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا))، وفُسِّر الذي يتبعون الشهوات بالزناة واليهود والنصارى، كما صرح به ابن كثير وهو المأثور عن السلف رحمهم الله.
ولا تستغرب أيها المسلم أن الإنسان قد يكفر بكلمة وهو لا يشعر، فلا تأمن على نفسك، بل الحذر الحذر! وفي الحديث: ((وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم)) رواه البخاري.
ومما يحسن التنبيه إليه أن كل من رضي بعمل ابنته أو أخته أو زوجته مع الرجال أو بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه، وهذا نوع من الدياثة، لأنه بذلك يرضى بنظر الرجال الأجانب إليها، وغير ذلك مما يجر إليه الاختلاط.
وإني بهذه المناسبة أتوجه إلى ولاة الأمر وفقهم الله ليقفوا هذه الفتنة فتنة الدعوة إلى الاختلاط، ويحموا مجتمعنا من أسباب الفساد بسد أبوابه، نصرة لله ورسوله، وأداء لأمانة المسؤولية، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) وفق الله ولاة أمورنا لما فيه الخير لهذه الأمة، وحفظ الله بلادنا من كيد الكائدين وأطماع الحاقدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
8 ربيع الأول1431هـ"
http://harfnews.org/news.php?action=show&id=611
ـ[عالي السند]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 11:16]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(ومن استحل هذا الاختلاط ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله.)
كلام غاية في النفاسة، فلا تلاعب بنصوص الشرع ولي أعناقها كما فعل ضعيف العلم ولاعقل أحمد الغامدي فشرق وغرب وجاء بفقه أعوج، ومن وافقه وتابعه.
الإختلاط بوابة للعهر والخنا رغم أنف من حاول وتمحل ليقر الإختلاط فتباً لأدعياء العلم الذين يفسدون على الناس دينهم.
وحفظ الله شيخنا العلامة المجاهد الفقيه المتفنن الشيخ/ عبدالرحمن البراك وبارك في علمه وعمله.
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[25 - Feb-2010, صباحاً 09:51]ـ
الدفاع عن الشيخ البراك فضيلة الشيخ ما ردك على الذين شنعوا على سماحة الشيخ البراك بسبب فتواه الأخيرة في الاختلاط، حيث زعموا أنه كفر القائل بالإختلاط مع أنه لم يرد فيه نص
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فتوى الشيخ حفظه الله ـ وهو من كبار فقهاء العصر ـ واضحة جداً، فهو لم يكفر القول بمطلق الإختلاط، بل نص الفتوى هو: (ومن استحل هذا الاختلاط، وإن أدّى إلى هذه المحرمات _ وكان قد ذكر محرمات مجمع عليها من الخلوة، والتبرج .. إلخ _ فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلاَّ وجب قتله)،
فسماحته قد كفَّر من استحل المحرمات التي تقارن الإختلاط لامحالة، والقائل بجوازه مع إعترافه بلزوم إقترانه بما أُجمع على تحريمه، فهو كمن قال: الاختلاط جائز حتى لو علمنا أنَّ الزنا يقترن به لا محالة، ومثله من قال: سقي المسلمين هذا الدواء جائز حتى لو علمنا أنه يقتلهم لامحالة، ونحو ذلك.
وهذا أصلا حكمٌ مجمع عليه، ولاخلاف فيه بين الفقهاء، ولاينكره إلاَّ جاهل بالفقه الإسلامي.
غير أنَّ الداعين إلى الإختلاط، حرفوا _ كعادتهم _ الكلام عن مواضعه، بقصد التشنيع على دعاة الفضيلة الذين يقفون في وجه المخربين الذين ظهر قرنهم، وعلا صوتهم، وانتشروا في مواقع إعلامية، في بلاد الحرمين شرفها الله، ليس لهم هم إلاَّ استهداف الإسلام، وتشويه صورته، وتهجين رسالته، ومشروعهم قائم على مسخ الفضائل، وإحلال الرذائل، وإستبدال الثقافة الغربية اللخناء المنحلة، بثقافة الإسلام الفاضلة المطهرة، وقد كتبنا في الرد عليهم عدت كتابات سابقة
http://www.h-alali.org/f_open.php?id=047597d4-214a-11df-8a15-0f67d4f54c9e
ـ[شلاش]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 08:54]ـ
ومن استحل هذا الاختلاط ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله،
ليت الشيخ فصّل , ولم يدخل هذه المحرمات تحت مسمى الاختلاط , فهو اسم واسع , يدخل تحته الحرام والمكروه والمباح والمستحب والواجب.
وما كان بهذه الصفة , كيف يُلحق بالأمور المعلومة من الدين بالضرورة , ويكفّر مستحله , فالاختلاط في اللغة واسع , ويدخل تحته أمور كثيرة , فلا يطلق الحكم بالجواز أو المنع إلا بالتفصيل والبيان الواضح , فضلا عن التكفير , حتى لا يقع اللبس عند المسلمين , وحتى لا يثرّب علينا الأعداء , اللهم احفظ علماء أهل السنة من كيد الكائدين.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:22]ـ
هذا توضيح من الشيخ عبدالرحمن السديس لفتوى العلامة البراك:
( http://majles.alukah.net/member.php?u=27287) عبدالرحمن السديس ( http://majles.alukah.net/member.php?u=27287)
24-02-2010, 04:46 PM (http://majles.alukah.net/member.php?u=27287)0 (http://majles.alukah.net/#) (http://majles.alukah.net/member.php?u=27287)http://majles.alukah.net/images/3.gif (http://majles.alukah.net/printthread.php?t=186710) (http://majles.alukah.net/member.php?u=27287)http://majles.alukah.net/images/4.gif (http://majles.alukah.net/sendmessage.php?do=sendtofrien d&t=186710)
الحمد لله على نعمه وإحسانه، والصلاة والسلام على محمد وآله أما بعد:
ففتيا الشيخ العلامة البراك في شأن الاختلاط، والتي كان فيها تلك الفقرة فيمن استحل الاختلاط، وهي:
***************
فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم ـ وهو المنشود
للعصرانيين ـ حرامٌ؛ لأنه يتضمن:
1 - النظر الحرام.
2 - والتبرج الحرام.
3 - والسفور الحرام.
4 - والخلوة الحرام.
5 - والكلام الحرام [قيده بالحرام] بين الرجال والنساء.
= وكل ذلك طريق إلى ما بعده. " يعيني: الزنا ومقدماته.
ثم يقول الشيخ البراك:
"ومن استحل هذا الاختلاط [أي المذكور]ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ
= فهو مستحل لهذه المحرمات،
= ومن استحلها = فهو كافر،
ومعنى ذلك: أنه يصير مرتدا،
فيُعرَّف، وتقام الحجة عليه؛ فإن رجع
وإلا وجب قتله".
**********
( http://majles.alukah.net/member.php?u=27287)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:44]ـ
قال ابو بكر العامري (ت 530) في كتابه احكام النظر الى المحرمات ص 83:
اتفقت علماء الامة ان من اعتقد حل هذه المحظورات , وأباح امتزاج الرجال باالنسوان الاجانب فقد كفر واستحق القتل بردته , وان اعتقد تحريمه وفعله وأقر عليه ورضي به فقد فسق لا يسمع له قول ولا تقبل له شهادة)
ونقل الاجماع الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الازهر سابقا كما في (محاضرات اسلامية) ص 191
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 11:01]ـ
وتأييدًا للعامري:
قال أبو الفضل ابن أبي راشد المالكي ت675: {وأما من غلب على ظنك أنه يعلم ذلك ويستبيحه - أي الاختلاط - فهذا كافر يجب جهاده إن قدرتَ (بيدك) أو (بلسانك) فإن لم تقدر (فبقلبك)} المعيار المعرب (11: 228).
وهكذا صارت المجموعة: أبو بكر العامري، وأبو الفضل المالكي، ومحمد الخضر حسين (شيخ الأزهر)، وعبد الرحمن البرّاك ... فهل من مزيد؟
اللهم احفظ علينا أمننا وعقيدتنا وولاتنا ..
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Mar-2010, مساء 07:04]ـ
نسأل الله العافية
اللهم احفظ بلاد المسلمين من كل شر وفتنة
ـ[طلال الإمام]ــــــــ[11 - Mar-2010, صباحاً 02:29]ـ
بارك الله في شيخنا العلامة المبارك عبدالرحمن البراك ووفقه للحق وسدد خطاه
(والأصل في ذلك أن من جحد معلوما من دين الإسلام بالضرورة كفر لأنه مكذب أو غير ملتزم بأحكام)
ـ[طلال الإمام]ــــــــ[11 - Mar-2010, صباحاً 02:30]ـ
بارك الله في شيخنا العلامة المبارك عبدالرحمن البراك ووفقه للحق وسدد خطاه
(والأصل في ذلك أن من جحد معلوما من دين الإسلام بالضرورة كفر لأنه مكذب أو غير ملتزم بأحكام)(/)
أهل البدع أشد خطرا على الاسلام من اليهود والنصارى والعلمانيين
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 11:59]ـ
السؤال:
لماذا التحذير من أهل البدع، والامة تصارع العداوة مع اليهود ( http://www.lirano.com/vb/url.php?ref=http://www.lirano.com/vb/showthread.php?t=13059) والنصارى والعلمانيين؟ وجزاكم الله خيرا ..
الجواب:
لا يمكن للمسلمين أن يقاوموا اليهود والنصارى إلا إذا قاوموا البدع التي بينهم .. يعالجون أمرهم هم أولا حتى ينتصروا على اليهود والنصارى .. أما ما دام المسلمون مضيعين لدينهم .. ومرتكبين للبدع والمحرمات .. ومقصرين في امتثال شرع الله فلن ينتصروا على اليهود ولا على النصارى، وإنما سلط هؤلاء عليهم بسبب تقصيرهم في دينهم، فيجب تطهير المجتمع من البدع تطهيره من المنكرات .. فيجب امتثال أوامر الله وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن نحارب اليهود والنصارى.
_________
من شريط: فتاوى مهمة في الدعوة إلى السنة للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان بواسطة كتاب " الإجابات المهمة في المشاكل الملمة "
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 03:47]ـ
هل فيه تعارض بين التحذير من البدع ومدافعة الكفار حتى نعطل الثاني؟
أظن حديث ذات أنواط يبن هذه المسألة، فقد حذر من الخطأ ولم يصده هذا الخطأ الصادر من بعض الجماعة المسلمة من مواصلة طريق الجهاد.
وذاك كان جهاد طلب وليس جهار دفع!
والله أعلم.
ـ[مبتدئة في الطلب]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 05:02]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 05:32]ـ
أهل البدع أشد خطرا
.ومقصرين في امتثال شرع الله
:)
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[25 - Feb-2010, صباحاً 01:35]ـ
هل فيه تعارض بين التحذير من البدع ومدافعة الكفار حتى نعطل الثاني؟
من قال لك عطل مدافعة الكفار عندما يهجمون على بلد انما هذا فهمك أنت
الشيخ يقول لك اذا اردت ان ينصرك الله فى حربك للكفار فعلينا باصلاح انفسنا أولا وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أنهلك وفينا الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث
هذا كلام الشيخ
فلن ينتصروا على اليهود ولا على النصارى، وإنما سلط هؤلاء عليهم بسبب تقصيرهم في دينهم، فيجب تطهير المجتمع من البدع تطهيره من المنكرات
وهو ما قلته أنت! فالنبي صلى الله عليه وسلم قدم تطهير الجيش من المعتقدات الباطلة التى وقع فيها بعض المسلمين الجدد
ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم الوقت وقت حرب لما ننتصر وينتهى القتال نصلح هذا
لأن المخالفات تكون سببا فى الهزيمة وما واقعة أحد ببعيدة عن بالك " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ "
فأنت بارك الله فيك تنكر على الشيخ ما تقرة بمثالك!!!
وإنما سلط هؤلاء عليهم بسبب تقصيرهم في دينهم
هذا كلام علماء أكابر شابت لحاهم فى طلب وكما قيل "البركة مع أكابركم"
فالله المستعان على من يتلمسون الأخطاء والمعايب والزلات لأهل العلم طمعا فى التقليل من شأنهم وهم نكرات
فاياك اياك من تلمس العيوب للناس فما بالك بورثة الأنبياءوهي لاتعدو تفكيرك وعقلك القاصر عن فهم كلام اهل العلم
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 06:03]ـ
أنا أتكلم على فهمك للفتوى وتنزيلك لها في واقع الناس اليوم أم أنك تتكلم عن عالم آخر؟!.
عنوان الموضوع الذي هو من كيسك ولم يقله الشيخ:
(أهل البدع أشد خطرا على الاسلام من اليهود والنصارى والعلمانيين)
مفهوم كلامك ننشغل بالرد على أهل البدع ونترك جهاد اليهود والنصارى لأن أهل البدع أخطر منهم.
طبعا اليوم هو جهاد دفع سواء اليهود في فلسطين أوالنصارى في أفغانستان والعراق وغيرها من بلاد المسلمين.
مع ذلك "يجب أن نركز على أهل البدع قبل أن نحارب اليهود والنصارى".
فهذا ما فهمته وكان تعليقي عليه.
فاترك عنك الإرهاب الفكري!
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 06:44]ـ
مفهوم كلامك ننشغل بالرد على أهل البدع ونترك جهاد اليهود والنصارى لأن أهل البدع أخطر منهم.
أولا أذكر لى فى عنوانى كلمة جهاد أليست هذه من كيسك!؟
ثانيا ما قلته يوافق كلام العلماء والأئمة ومنة فتوى الشيخ السابقة وهذا كلام بن تيمية رحمة الله
"ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً "
اقرأ قبل ان تنتقض للنقض فقط
لا يمكن للمسلمين أن يقاوموا اليهود والنصارى إلا إذا قاوموا البدع التي بينهم ..
وإنما سلط هؤلاء عليهم بسبب تقصيرهم في دينهم، فيجب تطهير المجتمع من البدع تطهيره من المنكرات
فيجب امتثال أوامر الله وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن نحارب اليهود والنصارى.
هل تدرى ماهو الارهاب الفكرى
هذا هو
هل فيه تعارض بين التحذير من البدع ومدافعة الكفار حتى نعطل الثاني؟
أنا أتكلم على فهمك للفتوى وتنزيلك لها في واقع الناس اليوم أم أنك تتكلم عن عالم آخر؟!.
مفهوم كلامك ننشغل بالرد على أهل البدع ونترك جهاد اليهود والنصارى لأن أهل البدع أخطر منهم.
أين قلت فى عنوان الموضوع كلمة جهاد
وكلام الشيخ السابق وكلام بن تيمية رحمة الله هو أن أهل البدع أشد خطرا على المسلمين من الكفار وما زدت على هذا
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[27 - Feb-2010, صباحاً 02:10]ـ
جزاك الله خيرا
واياكى أختى الكريمة
ـ[ابو مالك محمد بن احمد]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 07:38]ـ
متفق معك يا اخي الحبيب، فلن ننتصر علي اليهود والمشركين إلا اذا اصلحنا عقيدتنا من خلال تصفية الدين من الشوائب والاهواء، كالافكار الحزبية المقيته والتمييع لمصلحة دنيوية، وقد قال الشيخ الالبانى "نريد ان نصفي الاسلام من البدع والاحاديث الضعيفه والموضوعه ونقوم بتربية هذا النشئ علي هذا الاسلام المصفي" منهج التصفية والتربية، أو قل لي كيف ننتصر علي اليهودوالمشركين هل ننتصر عليهم بالشعوذة والجهل والموالد والغلو في آل البيت والاستعانة بغير الله كالصوفية والشيعه ومن شابههم. والله الموفق والهادي للصراط المستقيم
ـ[زوايا]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 11:08]ـ
أهل البدعة يختلفون باختلاف الموقع والمجتمع.
فهل يعتبر من وقع في بدعة أو بدعتين أو على الأكثر خمس بدعات مبتدعا ..
مثل:
1 - يحتفل بالمولد وليلة الإسراء
2 - يسدل يديه في الصلاة
3 - قراءة سورة يس 41 مرة للميت.
4 - إسبال السروال.
فهل من هو هده من صفاته نصنفه في جملة المبتدعة؟
هنا السؤال فلا بد من تعريف منضبط للمبتدع ..
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[10 - Mar-2010, صباحاً 02:50]ـ
أهل البدعة يختلفون باختلاف الموقع والمجتمع.
فهل يعتبر من وقع في بدعة أو بدعتين أو على الأكثر خمس بدعات مبتدعا ..
مثل:
1 - يحتفل بالمولد وليلة الإسراء
2 - يسدل يديه في الصلاة
3 - قراءة سورة يس 41 مرة للميت.
4 - إسبال السروال.
فهل من هو هده من صفاته نصنفه في جملة المبتدعة؟
سؤال خارج الموضوع: هل عندك دليل على أنّ إسبال السروالةِ بدعةٌ؟
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Mar-2010, مساء 07:08]ـ
جزاك الله خيرا
لإن العلماني والليبرالي عدائه واضح للدين
اما المبتدع فهو على دين فاسد ويقول انه على دين النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا أخطر
ـ[زوايا]ــــــــ[11 - Mar-2010, صباحاً 12:20]ـ
سؤال خارج الموضوع: هل عندك دليل على أنّ إسبال السروالةِ بدعةٌ؟
هل تنكر النصوص الواردة فيه
ومنها: ( .... وما تحت الكعبين من الإزار ففي النار .. ) أو كما قال
فالإسبال مخالف للسنة وبالتالي فهو بدعة
ـ[ابو مالك محمد بن احمد]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 05:00]ـ
فالاسبال معصية وليس بدعة، وفاعله اثم
ـ[أبو حسين علي]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 05:25]ـ
أي شخص يخالفكم الرأي
فعليكم الاحتكام إلى السيف فهو خير علاج
السيف والدماء المتطايرة في كل مكان هما الحل الوحيد
ولا بقاء إلا للسلفية فقط
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 05:29]ـ
هل تنكر النصوص الواردة فيه
ومنها: ( .... وما تحت الكعبين من الإزار ففي النار .. ) أو كما قال
فالإسبال مخالف للسنة وبالتالي فهو بدعة
سؤال خارج الموضوع: هل عندك دليل على أنّ إسبال السروالةِ بدعةٌ؟
وهنا يرد سؤال: فهل كلّ مخالفة للسنة تعدّ بدعة؟
والجواب عليه يقودنا حتما إلى تحرير مفهوم البدعة وقواعدها ...
ـ[أبوبثينة الجزائري]ــــــــ[15 - Mar-2010, مساء 01:01]ـ
الإخوة الأفاضل شكر الله لكم.
الأخ الفاضل أحمد السخاوي, لشيخنا الفاضل حامد العلي كلام نفيس في هذه المسألة مفاده التفريق بين جنس البدعة وجنس الكفر وأن أمر البدعة أشد من الكفر ليس على إطلاقه. وأن الإستشهاد بهذه المقولة يوجب عليك تقويم الزمان والمكان للقول بها. وانظر موقعه تزدد بيانا وفهما لما أعنيه.
الأخ الكريم عبد الله آل سيف. لك من لقبك نصيب (ابتسامة) لا تخف فالجهاد ماض في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ولن يعطله مقارعة أهل البدع. فالأمر أخي الكريم هو جهاد للكفار مقارعة لأهل البدع لا مفاصلة.
دكتورنا الفاضل حسين يكفيك أن تعلم أن جمهور تخيل جمهور العلماء على القول بسنية رفع الإزار , لذا فلا نضيق واسعا بارك الله فيك كما لا يحسن بنا أن نوسع مضيقا.
أحبكم في الله.
ـ[زوايا]ــــــــ[15 - Mar-2010, مساء 03:28]ـ
فالاسبال معصية وليس بدعة، وفاعله اثم
إذن البدعة ليست معصية وليس صاحبها يأثم؟
وماذا لو أسبل شخص من غير خيلاء أيأثم أم لا؟
وما الفرق بين من أسبل خيلاء ومن أسبل من غير خيلاء؟
......................
البدعة يا أخي معصية لله ولكن المعاصي متفاوتة والإثم يترتب على المعصية حسب حال العاصي أيضا ..
فمن يعصي مثلا جاهلا الحكم ... لا إثم عليه
كذلك من يمارس بدعة جاهلا الحكم أو معتقدا صحة ما هو عليه (لا إثم عليه)
ولعل عند جوابك على أسئلتي يتضح لك الأمر إن شاء الله(/)
العلمانيين ملاحدة أشد من المنافقين
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 12:27]ـ
"العلمانيين ملاحدة أشد من المنافقين "للشيخ صالح الفوزان حفظة الله
التفصيل فى المرفقات
ـ[إبراهيم بن سعيد بن سليمان]ــــــــ[16 - Mar-2010, مساء 11:55]ـ
أصبحنا في زمن العلمانين من جهة والمنافقين من جهة أخرى.
نسأل الله أن يحفظ المسلمين.
وبارك الله في العلامة الفوزان ونفع به.
ـ[السليماني]ــــــــ[17 - Mar-2010, مساء 02:55]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 10:22]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ياسين الشنتوف]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 07:47]ـ
جزاك الله خيرا، ووقاك ضيرا، وأطعمك في جنة الخلد طيرا.(/)
لماذا الأشاعرة ينكرون ما جاء في "منهج الأشاعرة في العقيدة" للحوالي؟؟
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 10:42]ـ
لماذا الأشاعرة ينكرون ما جاء في كتاب "منهج الأشاعرة في العقيدة" للشيخ سفر حوالي حفظه الله؟؟
أليس إنكارهم لذلك دليلا على أنهم لا يعتقدون ما ذكر الشيخ سفر عنهم؟
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأن أهل مكة أدرى بشعابِها!!!
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 11:20]ـ
وإن أنكروا ما جاء في كتابه، أينكرون أيضًا ما في كتبهم؟
وعلى افتراض أنهم لا يعتقدون ما ذكره الشيخ ... أليس مذهبهم مبتدع لا أصل له عند السلف؟
أليس هؤلاء من يقولون مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم؟
فعلى سواء ... أنكروا أم أثبتوا ... فهم على بدعة حتى يعودوا إلى الحق وينتهوا عن تحريف مراد الله ومراد رسوله.
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 11:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُنكرون ما ساقه الشيخ من الإلزامات والأحكام
وبعضاً من الأقوال التي لم ينقل لها مخالفاً
ولا ينكرون ما كتبهم مما كتبوه على مرادهم لا على مرادِ من يريد أن يُلزمهم بمراداتٍ لا يلتزمون بها؛ فافطن.
واما كون مذهبهم مبتدعاً لا أصلَ له فمغالطة ناتجةٌ عن الإلزامات المتوارثة لمن أخذ عن الشيخ ونهجه.
وأما قول الأشاعرة: مذهب السلف أسلم والخلف احكم
لأن مذهب السلف (القرون الثلاثة الأولى) لا المتأخرون هو السكوت عن الخوض في مسائلَ شائكة.
واما كون الخلف أحكمَ فنتيجةٌ لأنّه لما اضطرت الأمة للخوض فيما سكت عنه السلف رداً على بدع المعتزلة والجهمية وسواهم كان خوضهم مُوصِلاً للأدلة التي تدحضُ شُبَهَ وبدعَ المبتدعة.
وها هو شيخ الإسلام ابن القيم عليه رحمات الله خاض في القضاء والقدر والحكمة والتعليل ـ ولم يخض فيها السلف ـ ووصلَ إلى ما هو أحكم، أي: أمتن في الدلالة من مجرد السكوت.
ومن حسب أنّ المذهبين (الأسلم والأحكم) متناقضان فواهم، بل هما متكاملان، ومؤدّاهما واحد.
وأما الحكم فالبدعية فشأنُ من يقول به تقليداً لأقوال غير المعصومين من الفضلاء ممن تقدم أو تاخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 12:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُنكرون ما ساقه الشيخ من الإلزامات والأحكام
وبعضاً من الأقوال التي لم ينقل لها مخالفاً
ولا ينكرون ما كتبهم مما كتبوه على مرادهم لا على مرادِ من يريد أن يُلزمهم بمراداتٍ لا يلتزمون بها؛ فافطن.
واما كون مذهبهم مبتدعاً لا أصلَ له فمغالطة ناتجةٌ عن الإلزامات المتوارثة لمن أخذ عن الشيخ ونهجه.
وأما قول الأشاعرة: مذهب السلف أسلم والخلف احكم
لأن مذهب السلف (القرون الثلاثة الأولى) لا المتأخرون هو السكوت عن الخوض في مسائلَ شائكة.
واما كون الخلف أحكمَ فنتيجةٌ لأنّه لما اضطرت الأمة للخوض فيما سكت عنه السلف رداً على بدع المعتزلة والجهمية وسواهم كان خوضهم مُوصِلاً للأدلة التي تدحضُ شُبَهَ وبدعَ المبتدعة.
وها هو شيخ الإسلام ابن القيم عليه رحمات الله خاض في القضاء والقدر والحكمة والتعليل ـ ولم يخض فيها السلف ـ ووصلَ إلى ما هو أحكم، أي: أمتن في الدلالة من مجرد السكوت.
ومن حسب أنّ المذهبين (الأسلم والأحكم) متناقضان فواهم، بل هما متكاملان، ومؤدّاهما واحد.
وأما الحكم فالبدعية فشأنُ من يقول به تقليداً لأقوال غير المعصومين من الفضلاء ممن تقدم أو تاخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- الالزامات والأحكام مقتضيات لما ذهبوا له، وهذا لا ينفك عن ذاك.
- وأما وجود المخالف من عدمه، فالعبرة بموافقة الكتاب والسنة أو التعارض معها، فميزان الشرع عرض الأقوال على القرآن والسنة، ما قبلاه قبلناه وما تعارض معهما طرحناه.
- وأما ما في كتبهم فهو شاهد عليهم، لا محالة، وبالأخص ما على مرادهم.
ويكفي تفسيراتهم التي حرفوا فيها مراد الله، فهم وإن أثبتوا اللفظ فقد حرفوا المعنى.
- وأما أن أصل مذهبهم فمبتدع، وإلا ألزمتك بأن تأتي بدليل عليه من كلام السلف، فتعض على شفتيك.
فنحن والحمد لله على مذهب السلف الذين هم يقولون بالتعارض بينهم، وإلا لكان لزامًا أن يكون منهجهم أسلم وأحكم، ولكن للتعارض بينهما أثبتوا الخلاف اللفظي والضمني لاختلاف كليهما.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 03:14]ـ
العجيب أن المنافحين عن الأشاعرة يتهربون من الانتساب إليهم!
يستعملون ضمير الغائب (الأشاعرة يقولون ... ينكرون ... إلخ)
بدلاً من (نحن الأشاعرة نقول بكذا وننكر كذا)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 03:32]ـ
بورك فيكم ..
ليت السؤال يوجه للأشاعرة أو (مَن يُنافح عنهم) بأن يُبرزوا للمسلمين (مذهبهم) الذي يرتضون، بأدلته ..
لأني رأيتهم (يتملصون) من نقولات الشيخ - شفاه الله - عنهم، بأن هذا القول الفاسد لا يقول به (كل) الأشاعرة، أو هذا القول لفلان ولا يلزم المذهب الأشعري ..
فهل يستطيعون؟
هداهم الله ..
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcont ent&contentid=6 (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcont ent&contentid=6)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 04:32]ـ
الدكتور الأدلبي - وفقه الله لما يُحب ويرضى -، قال في (ص 6) من كتابه:
(أما مذهب الأشاعرة الذي يتصوره الباحث، فمعظم تلك التصورات مغايرة لما في كتب الأشاعرة، فإن يكن ذلك مذهبًا لبعضهم، فإني أبرأ إلى الله منه)!
فهو يؤيد الشيخ سفر على شناعة مذهبهم ..
لأن الشيخ لم يذكر إلا ما هو مستقر عند المتأخرين منهم ..
هدى الله الأشاعرة ومن ينافحون عنهم.
(النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين)
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/52.htm (http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/52.htm)
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 04:37]ـ
جزاك الله خيرًا شيخنا الحبيب
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 05:08]ـ
عجوز شمطاء تنتسب- قسرا- لغير أبيها وأمّها زفت إلى الأمة في ليل مظلم فما كادت تفرح بسطوتها حتى كشف الحجاب وفرّ الخطاب .. فما أنتم قائلون؟!!
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 06:06]ـ
الدكتور الأدلبي - وفقه الله لما يُحب ويرضى -، قال في (ص 6) من كتابه:
(أما مذهب الأشاعرة الذي يتصوره الباحث، فمعظم تلك التصورات مغايرة لما في كتب الأشاعرة، فإن يكن ذلك مذهبًا لبعضهم، فإني أبرأ إلى الله منه)!
فهو يؤيد الشيخ سفر على شناعة مذهبهم ..
لأن الشيخ لم يذكر إلا ما هو مستقر عند المتأخرين منهم ..
هدى الله الأشاعرة ومن ينافحون عنهم.
(النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين)
http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/mm/52.htm (http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/mm/52.htm)
ما رأيكم العلمي بكتاب الد كتور الا دلبي
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 08:35]ـ
الدكتور الأدلبي - وفقه الله لما يُحب ويرضى -، قال في (ص 6) من كتابه:
(أما مذهب الأشاعرة الذي يتصوره الباحث، فمعظم تلك التصورات مغايرة لما في كتب الأشاعرة، فإن يكن ذلك مذهبًا لبعضهم، فإني أبرأ إلى الله منه)!
فهو يؤيد الشيخ سفر على شناعة مذهبهم ..
لأن الشيخ لم يذكر إلا ما هو مستقر عند المتأخرين منهم ..
هدى الله الأشاعرة ومن ينافحون عنهم.
(النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين)
http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/mm/52.htm (http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/mm/52.htm)
ما تفسيركم لاقتصار الشيخ على المستقر عند المتأخرين منهم
=============================
ومن خلال النص الذي تنقلونه عن الدكتور الا دلبي
يمكن ان نستخلص
ان دراسة الا دلبي تفيد ان ما اورده الشيخ عن الا شاعرة
معظمه يغاير ما في كتب الا شاعرة
كيف ترون ذلك
---------------------------
اتمنى ان لا يحذف السؤال
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 09:15]ـ
ما تفسيركم لاقتصار الشيخ على المستقر عند المتأخرين منهم
============================= [/ center]
لأنّه هو المذهب الذي عليه الأشاعرة اليوم ولا يغرّنك إنكارهم فكتبهم حجّة عليهم ومع هذا فقد أشار الشيخ إلى تطور مذهب الأشعرية وتأريخ ابتعادهم عن أصول أهل الحديث وقربهم المستمر من أصول الجهمية إلى أن استقرّ مذهبهم على ما هو عليه الآن ..
ومن خلال النص الذي تنقلونه عن الدكتور الا دلبي
يمكن ان نستخلص
ان دراسة الا دلبي تفيد ان ما اورده الشيخ عن الا شاعرة
معظمه يغاير ما في كتب الا شاعرة
كيف ترون ذلك [/ center]
نعم .. ذلك هو ظاهر كلامه ولكنّ العبرة بتحقيق الدعوى ومدى استنادها للدليل وهذا ما لم يأت فيه الإدلبي بجديد
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 09:35]ـ
لأنّه هو المذهب الذي عليه الأشاعرة اليوم ولا يغرّنك إنكارهم فكتبهم حجّة عليهم ومع هذا فقد أشار الشيخ إلى تطور مذهب الأشعرية وتأريخ ابتعادهم عن أصول أهل الحديث وقربهم المستمر من أصول الجهمية إلى أن استقرّ مذهبهم على ما هو عليه الآن ..
نعم .. ذلك هو ظاهر كلامه ولكنّ العبرة بتحقيق الدعوى ومدى استنادها للدليل وهذا ما لم يأت فيه الإدلبي بجديد
جزاكم الله خيرا
نرجو بعض التفصيل لو تكرمتم
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 05:35]ـ
الدكتور الأدلبي - وفقه الله لما يُحب ويرضى -، قال في (ص 6) من كتابه:
(أما مذهب الأشاعرة الذي يتصوره الباحث، فمعظم تلك التصورات مغايرة لما في كتب الأشاعرة، فإن يكن ذلك مذهبًا لبعضهم، فإني أبرأ إلى الله منه)!
( http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/mm/52.htm)
أليس من المفروض دعم مثل هذه الأصوات تقريبا بين المسلمين ودرءا لمزيد من الشقاق والخلاف بدلا من الطعن فيها وردها والتشكيك فيها؟
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 05:56]ـ
أليس من المفروض دعم مثل هذه الأصوات تقريبا بين المسلمين ودرءا لمزيد من الشقاق والخلاف بدلا من الطعن فيها وردها والتشكيك فيها؟
أنت تدعو للتقريب ... ونحن ندعو للاجتماع.
التقريب بين الحق والباطل غير مقبول، والاجتماع على الحق واجب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 06:13]ـ
أنت تدعو للتقريب ... ونحن ندعو للاجتماع.
التقريب بين الحق والباطل غير مقبول، والاجتماع على الحق واجب.
التقريب قصده الاجتماع، أم قضية الحق والباطل فكل يدعي وصلا بليلى
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 06:15]ـ
أنت تدعو للتقريب ... ونحن ندعو للاجتماع.
التقريب بين الحق والباطل غير مقبول، والاجتماع على الحق واجب.
التقريب قصده الاجتماع، أما قضية الحق والباطل فكل يدعي وصلا بليلى.
ـ[التنبكتي]ــــــــ[01 - Mar-2010, صباحاً 12:08]ـ
الأشاعرة المعاصرون جهمية
ولكنهم يحاولون التواري خلف أي شئ ولا يثبتون على قدم ما
المثال: يقول الأشاعرة إنهم مفوضة ومؤولة في آن واحد
والحق أن التفويض عند متقدميهم كفر وقد رد ابن فورك على المفوضة وكذا الجويني ورد عليهم الرازي والغزالي ونقل الإجماع على كفر من لم يعرف الله بالبرهان الإمام القرافي في الفروق ,- يعني إجماعهم لأنه قال: ولم يخالف في ذلك إلا أهل الظاهر- وألزمهم الحافظ ابن حجر بتكفير العوام
لذلك لا يعقل أن نقبل من المتأخرين التواري خلف ما استقروا عليه مع انتسابهم إلى سلفهم
ثانيا, الشيخ الإدلبي , رد على الحوالي في مسائل عديدة ولم يصب فيها منها مسألة الإيمان , والحق مع الشيخ الحوالي فيما قرره لا مع الإدلبي
وهاهي ذي كتب الأشاعرة المتقدمين تنص على تفسير الإيمان بالتصديق لغة وشرعا, وإن كان بعض المتأخرين كالباجوري والصاوي والأبي في شرح الرسالة نصوا على العمل شرطا لجريان أحكام الإسلام في الدنيا
فهم إذن في واد والسلف في واد آخر ولا تروج دعواهم إلا على الجهال بعقيدة السلف وعقيدة الأشاعرة
ودفاعهم اليوم عن أنفسهم في مسألة الكلام لا يجدي لأنهم يصرحون بأن القرآن ليس كلام الله عز وجل ولكنهم يخفونه عن غيرهم
كماقال الباجوري: ولكن لايقال إلا في مقام التعليم (تحفة المريد)
وغير هذا من مسائلهم العجيبة, أما التقريب فهذا شعار يرفع الصوت به فقط حين يرد على الأشاعرة أما حين تمتلئ الكتب المقرظة من أشاعرة يزعمون التقريب والقنوات وا لمنتديات العنكبوتيةبتضليل عقيدة السلف والإفتراء عليهم فلا نسمع لهم لا حسيسا ولا همسا فضلا عن جهر بهذه الدعوى
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 12:28]ـ
الأشاعرة المعاصرون جهمية
ولكنهم يحاولون التواري خلف أي شئ ولا يثبتون على قدم ما
المثال: يقول الأشاعرة إنهم مفوضة ومؤولة في آن واحد
والحق أن التفويض عند متقدميهم كفر وقد رد ابن فورك على المفوضة وكذا الجويني ورد عليهم الرازي والغزالي ونقل الإجماع على كفر من لم يعرف الله بالبرهان الإمام القرافي في الفروق ,- يعني إجماعهم لأنه قال: ولم يخالف في ذلك إلا أهل الظاهر- وألزمهم الحافظ ابن حجر بتكفير العوام
لذلك لا يعقل أن نقبل من المتأخرين التواري خلف ما استقروا عليه مع انتسابهم إلى سلفهم
ثانيا, الشيخ الإدلبي , رد على الحوالي في مسائل عديدة ولم يصب فيها منها مسألة الإيمان , والحق مع الشيخ الحوالي فيما قرره لا مع الإدلبي
وهاهي ذي كتب الأشاعرة المتقدمين تنص على تفسير الإيمان بالتصديق لغة وشرعا, وإن كان بعض المتأخرين كالباجوري والصاوي والأبي في شرح الرسالة نصوا على العمل شرطا لجريان أحكام الإسلام في الدنيا
فهم إذن في واد والسلف في واد آخر ولا تروج دعواهم إلا على الجهال بعقيدة السلف وعقيدة الأشاعرة
ودفاعهم اليوم عن أنفسهم في مسألة الكلام لا يجدي لأنهم يصرحون بأن القرآن ليس كلام الله عز وجل ولكنهم يخفونه عن غيرهم
كماقال الباجوري: ولكن لايقال إلا في مقام التعليم (تحفة المريد)
وغير هذا من مسائلهم العجيبة, أما التقريب فهذا شعار يرفع الصوت به فقط حين يرد على الأشاعرة أما حين تمتلئ الكتب المقرظة من أشاعرة يزعمون التقريب والقنوات وا لمنتديات العنكبوتيةبتضليل عقيدة السلف والإفتراء عليهم فلا نسمع لهم لا حسيسا ولا همسا فضلا عن جهر بهذه الدعوى
جزاك الله خيرا
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 08:13]ـ
وأما قول الأشاعرة: مذهب السلف أسلم والخلف احكم
لأن مذهب السلف (القرون الثلاثة الأولى) لا المتأخرون هو السكوت عن الخوض في مسائلَ شائكة.
(يُتْبَعُ)
(/)
واما كون الخلف أحكمَ فنتيجةٌ لأنّه لما اضطرت الأمة للخوض فيما سكت عنه السلف رداً على بدع المعتزلة والجهمية وسواهم كان خوضهم مُوصِلاً للأدلة التي تدحضُ شُبَهَ وبدعَ المبتدعة.
الباب الرابع: في بيان صحة مذهب السلف
وبطلانِ القول بتفضيل مذهب الخلف في العلم والحكمة على مذهب السلف
(من فتح رب البرية بتخليص الحموية
للعلامة محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى)
سبق القول في بيان طريقة السلف وذكر الدليل على وجوب الأخذ بها. أما هنا فإننا نريد أن نبرهن على أن مذهب السلف هو المذهب الصحيح، وذلك من وجهين:
أحدهما: أن مذهب السلف دل عليه الكتاب والسنة. فإن من تتبع طريقتهم بعلمٍ وعدلٍ وجدها مطابقة لما في الكتاب والسنة جملةً وتفصيلاً، ولا بد. فإن الله تعالى أنزل الكتاب ليتدبر الناسُ آياتِه، ويعملوا بها إن كانت أحكاماً، ويصدقوا بها إن كانت أخباراً، ولا ريبَ أن أقرب الناس إلى فهمها وتصديقها والعمل بها هم السلف، لأنها جاءت بلغتهم وفي عصرهم، فلا جرم أن يكونوا أعلمَ الناس بها فقهاً وأقومَهم عملاً.
الثاني: أن يقال: إن الحق في هذا الباب إما أن يكون فيما قاله السلف، أو فيما قاله الخلف. والثاني باطل، لأنه يلزم عليه أن يكون الله ورسوله والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار قد تكلموا بالباطل تصريحاً أو ظاهراً، ولم يتكلموا مرةً واحدةً بالحق الذي يجب اعتقاده لا تصريحاً ولا ظاهراً، فيكون وجود الكتاب والسنة ضرراً محضاً في أصل الدين، وتركُ الناس بلا كتاب ولا سنة خيراً لهم وأقومَ، وهذا ظاهر البطلان.
هذا، وقد قال بعض الأغبياء: (طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم). ومنشأ هذا القول أمران:
أحدهما اعتقاد قائله - بسببِ ما عنده من الشبهات الفاسدة - أن الله تعالى ليس له في نفس الأمر صفة حقيقية دلت عليها هذه النصوص.
الثاني اعتقاده أن طريقة السلف هي الإيمان بمجرد ألفاظ نصوص الصفات من غير إثباتِ معنىً لها. فيبقى الأمر دائراً بين أن نؤمنَ بألفاظٍ جوفاءَ لا معنى لها، وهذه طريقة السلف على زعمه، وبين أن نثبت للنصوص معانيَ تخالف ظاهرَها الدالَّ على إثبات الصفات لله، وهذه هي طريقة الخلف. ولا ريبَ أن إثباتَ معاني النصوص أبلغُ في العلم والحكمة من إثبات ألفاظٍ جوفاءَ ليس لها معنىً، ومن ثمَ فضّل هذا الغبيُّ طريقة الخلف في العلم والحكمة على طريقة السلف.
وقولُ هذا الغبيِّ يتضمن حقاً وباطلاً. فأما الحق فقوله إن مذهب السلف أسلم، وأما الباطل فقوله إن مذهبَ الخلف أعلمُ وأحكمُ. وبيان بطلانه من وجوه:
الوجه الأول: أنه يناقض قولَه إن طريقة السلف أسلم. فإنّ كَوْنَ طريقةِ السلف أسلمَ من لوازم كونها أعلمَ وأحكمَ، إذ لا سلامة إلا بالعلم والحكمة، العلمِ بأسباب السلامة، والحكمةِ في سلوك تلك الأسباب. وبهذا يتبين أن طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم. وهو لازم لهذا الغبي لزوماً لا محيدَ عنه.
الوجه الثاني: أن اعتقادَه أن الله ليس له صفةٌ حقيقية دلت عليها هذه النصوصُ اعتقادٌ باطل، لأنه مبنيعلى شبهات فاسدة، ولأن الله تعالى قد ثبتت له صفات الكمال عقلاً وفطرة وشرعاً.
فأما دلالة العقل على ثبوت صفات الكمال لله، فوجهه أن يقال إن كل موجود في الخارج فلابد أن يكون له صفةٌ، إما صفة كمال وإما صفة نقص، والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحقِّ للعبادة، وبذلك استدل الله تعالى على بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بصفات النقص والعجز - بكونها لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر ولا تخلق ولا تنصر -. فإذا بطل الثاني تعين الأول، وهو ثبوت صفات الكمال لله. ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفاتِ كمال، والله سبحانه هو الذي أعطاه إياها، فمعطي الكمالِ أولى به.
وأما دلالة الفطرة على ثبوت صفات الكمال لله، فلأن النفوس السليمة مجبولةٌ ومفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته. وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من عرفت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما دلالة الشرع على ثبوت صفات الكمال لله فأكثر من أن تحصر، مثلُ قوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) وقولِه: (وله المثل الأعلى في السموات والأرض) وقولِه تعالى: (الله لا إله إلاهو الحي القيوم - إلى قوله - وهو العلي العظيم) ومثلُ قوله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس اِربَعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً بصيراً قريباً، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث.
الوجه الثالث: أن اعتقاده أن طريقة السلف مجردُ الإيمان بألفاظ النصوص بغير إثبات معناها اعتقاد باطل كذبٌ على السلف. فإن السلفَ أعلمُ الأمة بنصوص الصفات لفظاً ومعنىً، وأبلغُهم في إثبات معانيها اللائقة بالله تعالى على حسب مراد الله ورسوله.
الوجه الرابع: أن السلف هم ورثة الأنبياء والمرسلين، فقد تلقوا علومهم من يُنبوع الرسالة الإلهية وحقائق الإيمان. أما أولئك الخلفُ فقد تلقَوا ما عندهم من المجوس والمشركين وضلال اليهود واليونان. فكيف يكون ورثةُ المجوس والمشركين واليهود واليونان وأفراخهمُ أعلمَ وأحكمَ في أسماء الله وصفاته من ورثة الأنبياء والمرسلين؟!
الوجه الخامس: أن هؤلاء الخلفَ الذين فضّل هذا الغبي طريقتهم في العلم والحكمة على طريقة السلف كانوا حيارى مضطربين بسبب إعراضهم عما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى، والتماسِهم علمَ معرفة الله تعالى ممن لا يعرفه بإقراره على نفسه وشهادة الأمة عليه. حتى قال الرازي - وهو من رؤسائهم - مبيِّناً ما ينتهي إليه أمرهم: (نهاية إقدام العقول عقال، وأكثر سعي العالمين ضلال، وأرواحنا في وَحشة من جسومنا، وغايةُ دنيانا أذىً ووبالُ، ولم نستفد من بحثنا طولَ عمرنا، سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا. لقد تأملت الطرقَ الكلاميةَ والمناهجَ الفلسفيةَ فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقربَ الطرق طريقةَ القرآن، أقرأ في الإثبات (الرحمن على العرش استوى) (إليه يصعد الكلم الطيب) وأقرأ في النفي (ليس كمثله شيءٌ) (ولا يحيطون به علماً). ومن جرّب مثلَ تجرِبتي عرف مثل معرفتي) انتهى كلامه.
فكيف تكون طريقةُ هؤلاء الحيارى الذين أقروا على أنفسهم بالضلال والحَيْرة أعلمَ وأحكمَ من طريقة السلفِ، الذين هم أعلام الهدى ومصابيح الدجى، الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء، والذين أدركوا من حقائق الإيمان والعلوم ما لو جُمِع إليه ما حصَل لغيرهم لاستحيا من يطلب المقارنة، فكيف بالحكم بتفضيل غيرهم عليهم؟!
وبهذا يتبين أن طريقة السلف أسلمُ وأعلم وأحكم
ـ[جمانة انس]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 02:53]ـ
لأنّه هو المذهب الذي عليه الأشاعرة اليوم ولا يغرّنك إنكارهم فكتبهم حجّة عليهم ومع هذا فقد أشار الشيخ إلى تطور مذهب الأشعرية وتأريخ ابتعادهم عن أصول أهل الحديث وقربهم المستمر من أصول الجهمية إلى أن استقرّ مذهبهم على ما هو عليه الآن ..
نعم .. ذلك هو ظاهر كلامه ولكنّ العبرة بتحقيق الدعوى ومدى استنادها للدليل وهذا ما لم يأت فيه الإدلبي بجديد
ما زلنا ننتظر التفصيل
جزاكم الله خيرا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 07:59]ـ
ما زلنا ننتظر التفصيل
جزاكم الله خيرا
أختي الفاضلة التفصيل يتعلّق بنقطتين أراني غير متفرّغ لهما حاليا:
1 - إضطراب مذهب الأشعرية ومخالفة متأخريهم للمتقدّمين منهم
2 - دعوى أنّ ما قرره الشيخ سفر مجرّد (تصورات) (مغايرة لما في كتب الأشاعرة)
وحيث أنّي مشتغل الآن بأمور أخرى تحجزني عن الكتابة في هذا الموضوع حتى حين .. أكتفي بالإحالة إلى كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود فقد أسهب في عرض النقطة الأولى ...
أمّا بالنسبة للنقطة الثانية وحيث أنّي لا أستطيع الردّ على الكتاب بكتاب آخر لأنّي غير مؤهّل علميا لذلك كما لا أملك الوقت الكافي للنقض أدعوا الأخت الفاضلة إلى اختيار جزئية واحدة تمثل أعظم ما أثاره الإدلبي في نفسها لعلّي أن أشتغل بها وبنقضها حين أفرغ مما أنا فيه ولن تعدم - بإذن الله - من إخوانها -وأنا أقلّهم شأنا- فائدة .. شكرا
....................
شغلي راجع إلى أمرين:
* - العمل:
1 - ساعات العمل الطويلة
2 - ضيق أوقات الفراغ
* - ترتيب الأولويات
1 - نسخ بعض المقالات النافعة (في رأيي) ورفعها على الشبكة
2 - نسخ بعض تراجم علماء بلدي (المغمورين) ورفعها على الشبكة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 09:28]ـ
أختي الفاضلة التفصيل يتعلّق بنقطتين أراني غير متفرّغ لهما حاليا:
1 - إضطراب مذهب الأشعرية ومخالفة متأخريهم للمتقدّمين منهم
2 - دعوى أنّ ما قرره الشيخ سفر مجرّد (تصورات) (مغايرة لما في كتب الأشاعرة)
وحيث أنّي مشتغل الآن بأمور أخرى تحجزني عن الكتابة في هذا الموضوع حتى حين .. أكتفي بالإحالة إلى كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود فقد أسهب في عرض النقطة الأولى ...
أمّا بالنسبة للنقطة الثانية وحيث أنّي لا أستطيع الردّ على الكتاب بكتاب آخر لأنّي غير مؤهّل علميا لذلك كما لا أملك الوقت الكافي للنقض أدعوا الأخت الفاضلة إلى اختيار جزئية واحدة تمثل أعظم ما أثاره الإدلبي في نفسها لعلّي أن أشتغل بها وبنقضها حين أفرغ مما أنا فيه ولن تعدم - بإذن الله - من إخوانها -وأنا أقلّهم شأنا- فائدة .. شكرا
....................
شغلي راجع إلى أمرين:
* - العمل:
1 - ساعات العمل الطويلة
2 - ضيق أوقات الفراغ
* - ترتيب الأولويات
1 - نسخ بعض المقالات النافعة (في رأيي) ورفعها على الشبكة
2 - نسخ بعض تراجم علماء بلدي (المغمورين) ورفعها على الشبكة
جزاكم الله خيرا
وشكرا على اهتمامكم وما تفضلتم به من الاجابة
وارجو الله لكم البركة في الو قت والتو فيق لما يحب و ير ضى
ـ[التنبكتي]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 07:39]ـ
كثيرا ماتجمعني مجالس مع أشاعرة فنتطرق إلى الخلاف معهم في (الصفات) وتفسير شهادة التوحيد, و (الإيمان) وفعل المكلف)
واشتراط التواتر , ومدى التزامهم هم في كتبهم بذلك الشرط في مسائل المعتقد
لكنني أعياني أن أنجح إلى وقتي هذا في وضع النقاط على تحرير مسائل معينة تكون هي مثار السجال والحوار ثم نتخطاها إلى أخرى , فمثلا , يبدؤون بالهجوم والإتهام بالتجسيم , ثم ألح عليهم في مطالبتهم بالتركيز على موضوع معين , مثل (ما عقيدة السلف في الصفات هل هي التفويض أو التأويل؟ فيجيبون تارة بأنها التفويض ثم يوردون علي مزاعم زعموا ثبوتها عنهم في (التأويل) وإذا أجبتهم بأن هذا تناقض , أرجعوني إلى مذهب الأشاعرة , فيقولون: السلف يؤولون مارأوه صريحا في التشبيه والتجسيم - زعموا- ويفوضون الباقي معنى وكيفا , ثم يناقضون أنفسهم في نسبتهم إلى السلف أنهم أثبتوا معاني ودلا لات الصفات السبع ,
على كل حال , الأمر جلي وله الحمد لكن القوم يحملون عقيدة السلف على عقيدة الأشاعرة فيتلقون ألفاظ السلف وهم قد أعدوا ونصبوا لها محامل متعسفة قبل لتطابق عقيدة الأشاعرة, وكم وددت لو ظفرت منهم بوضع الأصابع على مواضيع السجال موضوعا تلو موضوع , لأطيل معهم ولكن هيهات هيهات ,
هذه تجربتي معهم,
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 01:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذكر يوما أني تناقشت مع أستاذ لنا في اللغة العربية
ومن بين المناقشة، أن ذكر لي أن الشيخ سفر الحوالي جازف في كتابه: حول الأشاعرة
قرأت الكتاب من الأول إلى آخره، فربما اختصرت لكم بعض الذي ينكرون:
1. أن الشيخ بالغ كثيرا في بعض وصفه لهم.
2. يلزم الشيخ -حفظه الله- في بعض مسائله الأشاعرة بإستلزامات، ثم ينطلق على أساس أنها حقائق.
3. لم يفرق الشيخ بين مسائل خلافية داخل مذهب الأشاعرة، بل يجعل من بعض الأقوال الشاذة التي قال بها الواحد أو الاثنين اعتقادا لجميع الأشاعرة، رغم أن بعض الأشاعرة ينكرون هذه الأقوال في كتبهم.
4. لم يجد الشيخ -شفاه الله وحفظه- في كل ما أورده عنهم، أن الأشاعرة لم يوافقوا السلفية إلا في مسألة واحدة، وهي موقفهم من الصحابة، وقد اعتمد أقوالا مختلفة في نقله.
فمثلا: إذا أراد أن يستدل بأنهم يقولون كذا، أتى بقول بعضهم
وفي المسألة الموالية ينقل أقوال لعلماء آخرين
وفي مسألة ثالثة: ينقل عن آخرين
ويجمع كل ذلك تحت: اعتقاد الأشاعرة
والحق -كما يتصورون- أن لا يعتمد اختيار بعضهم -وخصوصا إن كان من المتأخرين- وتعميمه على المذهب جميعا.
.....................
عموم كلامهم: أن الكتاب لم ينصفهم
....................(/)
أسباب عدم ظهور مهدي الشيعة
ـ[قسورة الهاشمي]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 06:31]ـ
الحمد لله على نعمة الإسلام والسنة
قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في اجتماع جماهيري بمدينة بيرجند في اقليم خراسان شمال شرق البلاد إن الولايات المتحدة الامريكية تشكل "أكبر حاجز" أمام ظهور "المهدي المنتظر".
وتمحورت كلمة أحمدي نجاد، التي تناقلتها وسائل الإعلام الإيرانية يوم الثلاثاء 23 - 2 - 2010، حول الشروط الضرورية لظهور المهدي المنتظر وعلل أسباب غيبة المهدي إلى إمكانية تكرار حادثة كربلاء وتعرض المهدي المنتظر لما واجهه الانبياء، وبالتالي تصبح حياته عرضة للخطر، على حد تعبيره.
وشدد على أن العالم يستعد بسرعة نحو استقبال الإمام المهدي، معتبراً الثورة الإيرانية جزءاً من الثورة العالمية التي من شأنها "التمهيد لمقدمات ظهور "الإمام المنتظر".
الحاجز الأمريكي:
وأشار الرئيس الإيراني إلى "امريكا والاستكبار العالمي" بصفتهما أهم الحواجر على طريق الظهور والعمل على عرقلة تشكيل الحكومة العالمية التي سيشكلها المهدي، مضيفاً: "أن أكبر موانع الظهور على الإطلاق هي امريكا".
فمن هذا المنطلق، شنّ أحمدي نجاد حملة شديدة اللهجة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ونعتها بالعنجهية والغرور ووصفها بالمجرمة منتقداً دعمها لإسرائيل. كما اتهمها بنهب ثروات الشعوب عبر ارسال قوات عسكرية إلى مختلف البلدان.
واستطرد يقول إن الامريكيين هم الذين نفذوا هجمات الـ11 من أيلول (سبتمبر) طبقاً لخطة موضوعة مسبقاً، ثم قاموا بدعاية إعلامية لكسب تعاطف كل الشعوب وصنعوا من تلك الهجمات ذريعة لغزو أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب.
يُذكر أن الرئيس الإيراني تحدث مراراً في مختلف المناسبات عن علامات ظهور المهدي المنتظر أو الاتصال به، الأمر الذي أثار انتقادات حادة ضد الرئيس الإيراني في الأوساط السياسية والدينية وبين كبار مراجع الشيعة في إيران.
وكان نجاد عزا في حديث له قبل بضعة أشهر في مدينة أصفهان أسباب تواجد القوات الأمريكية في العراق إلى معرفة واشنطن بساعة ظهور المهدي المنتظر في العراق، مدعياً وجود وثائق في حوزته تثبت ادعاءه، واتهم واشنطن بالسعي لمنع ظهور المهدي، وقال حينها إن الشعب الإيراني سيمهد الطريق للظهور وسيشكل جيش المهدي المنتظر.
كما سبق وأن تحدث في لقاء بالمرجع الديني المعروف آية الله جوادي آملي عن "هالة نور" كانت قد أحاطت به لدى إلقاء كلمة له أمام قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونشرت مواقع إيرانية فيديو يظهر الرئيس الإيراني يشرح لهذا المرجع الديني دعم المهدي المنتظر له خلال خطابه في المنظمة الدولية.
تهديد إسرائيل:
وفي خضم الحديث عن اغتيال المبحوح في دبي دعا البلدان الأوروبية لتبين موقفها من ذلك معلناً أنه طلب عبر الاتصال بقادة البلدان المجاورة لإسرائيل التأهب لمواجهتها وأعلن الجميع عن استعدادهم لتنفيذ ذلك.
وواصل بهذا الخصوص "في حالة قيام الكيان الصهيوني بتكرار أي عمل ضد بلدان المنطقة من قبيل الاردن وسوريا ولبنان ومصر وفلسطين والبلدان الاخرى فإن شعوب المنطقة ستقضي على هذا النظام المكروه".
وأكد أن بلاده لا تريد صنع سلاح نووي، واتهم الغرب بالكيل بمكيالين، عندما تتحدث عن محاولة ايران لصنع القنبلة النووية في الوقت الذي تمتلك هذه البلدان مثل هذه الاسلحة وتهدد بها العالم
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[24 - Feb-2010, مساء 07:49]ـ
موضوع جميل! اللهم أهلك أحمد نجاد، وحليفتيه: إسرائيل وأمريكا. آمين، وانصر أهل السنّة في كل البلدان.(/)
سؤال مهم: هل قوم لوط كانوا على التوحيد؟ وهل عقوبتهم كانت بسبب الفاحشة؟
ـ[مبتدئة في الطلب]ــــــــ[25 - Feb-2010, صباحاً 10:12]ـ
قرأت في موقع ما أن قوم لوط -عليه السلام- كانوا على التوحيد وأن العذاب الذي أنزله الله بهم كان بسبب المعصية العظيمة التي كانوا عليها (فاحشة اللواط).
هل حقا أنهم كانوا موحدين وأن العقوبة لم تكن بسبب الشرك والفاحشة معا؟؟
لأني قد سمعت منذ سنوات أحد الدعاة يقول أن الله ضاعف لقوم لوط العذاب لأنهم جمعوا بين الشرك والاعراض عن دعوة نبيهم لوط -عليه السلام- وبين فعل الفاحشة والمجاهرة بها.
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Feb-2010, صباحاً 10:26]ـ
((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين))
سورة الذاريات
ـ[مبتدئة في الطلب]ــــــــ[25 - Feb-2010, صباحاً 11:30]ـ
((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين))
سورة الذاريات
جزاك الله خيرا.
سأعود لتفسير الآيات وأنقله هنا.
وأنتظر المزيد من الفائدة.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 12:11]ـ
كل الاقوام التي عذبها الله كانت تجمع بين الشرك بالله والسبب الموجب لتعذيبها كالتطفيف وفاحشة اللواط وعقر الناقة ولهذا كانت الايات المنزلة تصدر بالدعوة الى توحيد الالوهية - لا الربوبية - وعلى ذلك المنهج القويم درج السلف رضوان الله عليهم في الدعوة والارشاد والتوجيه لانه ان استقام الاصل صلح بقيته ونصوص شيخ الاسلام في عامة مؤلفاته تؤكد على هذا الاصل ويمكنك مراجعة كتاب العبودية او العبادة لشيخ الاسلام ففيه غنية وكفاية.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 12:28]ـ
هناك بعض الايات التي تشير الى تكذيبهم:
(كذبت قوم لوط المرسلين)
(كذبت قوم لوط بالنذر)
فإن قال قائل: تكذيبهم ليس بالشرك بل بفعلهم هذا الأمر المحرم ..
إذا ماذا يقال عن قوله تعالى بعد ذكر قصص الأنبياء وآخرهم لوط:
(قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أم ما يشركون)
إلا إن قصد بالشرك استحلالهم للواط .. ؟؟
الله اعلم ..
ـ[عبدالرحمن الجفن]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 01:39]ـ
السلام عليكم
عمل قوم لوط اذى متعد , ولهذا عجلت لهم العقوبة في الدنيا لذلك , بخلاف الشرك فإنه قد يؤخر , وهذا لا يعني ان يكون اتيان الرجل اقل شرا من الشرك.
كما هي الحال في اقرار اهل الذمة على شركهم بخلاف مالو سرقوا او زنوا او غير ذلك , فإنهم لا يقرون على ذلك , مع ان شركهم اعظم من السرقة والزنى ...
فالاشكال في تعدي الضرر.
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 07:14]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
ما اثر التقوى والصلاح في الذرية والاباء
ـ[جمانة انس]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 05:54]ـ
ما اثر التقوى والصلاح في الذرية والاباء
قال الله تعالى (وكان ابو هما صالحا)
وقال ايضا (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله و ليقو لو ا قو لا سد يد ا)
و قال ايضا (و الذين امنوا و اتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء)
وقال صلى الله عليه وسلم (او ولد صالح يدعو له)
--------------------------------------
1 - هل ينتفع الا بناء و الذرية من صلاح تقوى الا باء و الا جداد
في الدنيا أوالاخرة أو كلاهما معا
2 - و كذلك العكس
3 - وما حدود ذلك ان كان الجواب بالايجاب
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 12:30]ـ
بارك الله فيك(/)
دفاعا عن الشيخ .. (ملف متابعة فتوى العلامة عبدالرحمن البراك في الاختلاط)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد ..
فقد أصدر فضيلة شيخنا العلامة: عبد الرحمن البراك بينا جديدا عن فتنة الدعوة إلى الاختلاط ..
وبين بالأدلة الشرعية أن من استحل الاختلاط مع مامعه من السفور والفجور والمفاسد التي لا تخفى على عاقل لبيب .. بين أن ذلك كفر صريح ..
ولم يأت الشيخ بحكم جديد من عنده .. بل هذا هو المستقر في الشريعة .. يعلمه من شم رائحة العلم .. وقرأ نصوص الوحيين ..
ولكن ..
ماحال بعض من أعمى الله بصيرته ..
تعلق بعض أهل العلمنة بهذه الفتوى وزعموا أنها تحرض على القتل والإرهاب ..
وأنها تأكد النزعة التكفيرية عند بعض علماء المملكة ..
الحقيقة أن جمعا من الصحف شنت هجوما كبيرا على الشيخ مارست معه بلا حياء الكذب والتمويه ..
وحال هؤلاء كما قيل:
"هم يقولون أنّهم يريدون بآرائهم الأمة ومصالحها ومراشدها , ويقولون في ذلك بما يسعه طغيانهم على القول واتساعهم في الكلام واقتدارهم على الثرثرة, حتى إذا فتَّشت وحقَّقت لم تجد في أقوالهم إلا ذواتهم وأغراضهم وأهواءهم يريدون أن يبتلوا بها الناس في دينهم وأخلاقهم ولغتهم , كالمسلول يُصافحك ليُبلغك تحيته وسلامه , فلا يُبلِّغك إلا مرضه وأسباب موته
إنَّ القوم يجعلون كل ما يتعلق بالتدين مجللٌ بالإثم والرخاصة ... على الجهة الأخرى هم يُقدمون أنفسهم باعتبارهم الفرقة الناجية المنصورة ... رُفِعت الأقلام وجفَّت الصحف , واغلق الباب من دون الآخرين! ... أخيراً ظهرنا على السطح ... مرحى ... مرحى .... ظهرنا على السطح ولو كجيفة منتنة! اكتب بيمينك يا هذا واقبض بشمالك ما لاتعلم يمينك ... الكلمة بربع ريال والحسابة بتحسب! ..
انتفخوا أو لا تنتفخوا , فلن يستطع جمل أفكاركم الغثَّة أن يلج من سَم الإبرة , فالإبرة بالمرصاد ... هي الوحيدة القادرة على إعطائكم أحجامكم المناسبة ... لقد غرَّتكم ملابسكم التي تكاد تتفتق كذباً ووهماً ...
القوم مجانين بالاستعراض والفذلكة وازدراد الفلاشات , لهذا لا يملكون أي مشروع حقيقي للإصلاح سوى نقد التيَّار الإسلامي , وهذا ليس كلامي بل هو كلام عرَّاب الليبراليَّة العربيَّة فؤاد زكريا حين صرَّح أن العلمانيين العرب , ومنهم السعوديين بطبيعة الحال , لا مشروع لهم سوى مهاجمة التيار الإسلامي ومشروعه ... يعني بالعربي مشروعهم هو: " كش ذبَّان " في الجرايد , أو " تكحيل سلَقْ " في القنوات كما تقول العامة ... أو توزيع صكوك الوطنيَّة على إخوانهم في الغي هؤلاء المبرؤون مما عملوا , وصكوك الخيانة على أولئك المُتبَّر ما هم فيه والباطل ما كانوا يعملون! "
والحقيقة أن الشيخ يواجه هجمة شرسة هي بحسب ما أرى في بدايتها ..
فأحببت نقل الفتوى .. مع توضيح لها من بعض الأفاضل _ جزاهم الله خيرا- جمعتها شبكة نور الاسلام.
ولعل الأخوة يثبتون الموضوع لصد ذاك العدوان ...
وأحث الأخوة على نشر هذا الموضوع في كافة المواقع والمنتديات ..
كتبه:
عبد العزيز النجدي.
المشرف العام على شبكة البصيرة.
(تحت التطوير)
http://www.m-muslim.com/ (http://www.m-muslim.com/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:04]ـ
أولا:
فتوى الشيخ:
تحذير من فتنة الدعوة إلى الاختلاط
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم ـ وهو المنشود للعصرانيين ـ حرامٌ؛ لأنه يتضمن النظرالحرام والتبرج الحرام والسفور الحرام والخلوة الحرام والكلام الحرام بينالرجال والنساء، وكل ذلك طريق إلى ما بعده.
والباعث للعصرانيين الداعين إلى هذا الاختلاطأمران:
الأول: النزعة إلى حياة الغرب الكافر، فعقولهم مستغرِبة، ويريدون تغريب الأمة؛ بل يريدونفرض هذا التغريب.
الثاني: اتباع الشهوات، قال تعالى: ((وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَالشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا))
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن استحل هذا الاختلاط ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله، والأصل في ذلك أن من جحد معلوما من دين الإسلام بالضرورة كفر لأنه مكذب أو غير ملتزم بأحكام الشريعة، وهذا مقرر ومعروف عند علماء الإسلام، أعني تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء على الوجه المذكور، ومضى العمل بعدم الاختلاط عند المسلمين في جميع القرون حتى استولى الكفار من اليهود والنصارى على كثير من البلاد الإسلامية، وهو ما يسمى بالاستعمار، وكان تغريب المرأة وحملها على التمرد على أحكام الإسلام وآدابه باسم تحرير المرأة هو أهمَ وسيلة اتخذوها لتغيير مجتمعات المسلمين وتغريبها، ونشر فاحشة الزنا فيها، من خلال مؤسسات الفجور كدور السينما وبيوت الرقص والغناء.
وقد كانت بلادنا المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين في منأى عن ذلك إذ سلمها الله من وطأة الاستعمار النصراني، وقد أنعم الله على هذه البلاد بدعوة الإصلاح وتجديد دعوة التوحيد على يد الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله، الدعوة التي لا نزال نتمتع بآثارها ولله الحمد، ولكن أعداء الإسلام قد غاظهم أن تبقى هذه البلاد على أصالتها وطهر مجتمعها وعفة نسائها، فاتخذوا من الدعوة إلى ما يسمى حقوق المرأة أداة للوصول إلى مآربهم، فطالبوا بنزع الحجاب، والتخلص من المحرم، واختلاط المرأة بالرجال في العمل والتعليم، بل طالبوا بتسوية المرأة بالرجل في كل شيء، وهذا مصداق قوله تعالى: ((وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَالشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا))، وفُسِّر الذي يتبعون الشهوات بالزناة واليهود والنصارى، كما صرح به ابن كثير وهو المأثور عن السلف رحمهم الله.
ولا تستغرب أيها المسلم أن الإنسان قد يكفر بكلمة وهو لا يشعر، فلا تأمن على نفسك، بل الحذر الحذر! وفي الحديث: ((وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم)) رواه البخاري.
ومما يحسن التنبيه إليه أن كل من رضي بعمل ابنته أو أخته أو زوجته مع الرجال أو بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه، وهذا نوع من الدياثة، لأنه بذلك يرضى بنظر الرجال الأجانب إليها، وغير ذلك مما يجر إليه الاختلاط.
وإني بهذه المناسبة أتوجه إلى ولاة الأمر وفقهم الله ليقفوا هذه الفتنة فتنة الدعوة إلى الاختلاط، ويحموا مجتمعنا من أسباب الفساد بسد أبوابه، نصرة لله ورسوله، وأداء لأمانة المسؤولية، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) وفق الله ولاة أمورنا لما فيه الخير لهذه الأمة، وحفظ الله بلادنا من كيد الكائدين وأطماع الحاقدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
8ربيع الأول1431هـ
__________________
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:04]ـ
فتوى الشيخ الدكتور حامد العلي في الدفاع عن العلامة البراك
س/ ما ردك على الذين شنعوا على سماحة الشيخ البراك بسبب فتواه الأخيرة في الاختلاط، حيث زعموا أنه كفر القائل بالإختلاط مع أنه لم يرد فيه نص؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فتوى الشيخ حفظه الله ـ وهو من كبار فقهاء العصر ـ واضحة جداً، فهو لم يكفر القول بمطلق الإختلاط، بل نص الفتوى هو: (ومن استحل هذا الاختلاط، وإن أدّى إلى هذه المحرمات _ وكان قد ذكر محرمات مجمع عليها من الخلوة، والتبرج .. إلخ _ فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلاَّ وجب قتله)،
فسماحته قد كفَّر من استحل المحرمات التي تقارن الإختلاط لامحالة، والقائل بجوازه مع إعترافه بلزوم إقترانه بما أُجمع على تحريمه، فهو كمن قال: الاختلاط جائز حتى لو علمنا أنَّ الزنا يقترن به لا محالة، ومثله من قال: سقي المسلمين هذا الدواء جائز حتى لو علمنا أنه يقتلهم لامحالة، ونحو ذلك.
وهذا أصلا حكمٌ مجمع عليه، ولاخلاف فيه بين الفقهاء، ولاينكره إلاَّ جاهل بالفقه الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أنَّ الداعين إلى الإختلاط، حرفوا _ كعادتهم _ الكلام عن مواضعه، بقصد التشنيع على دعاة الفضيلة الذين يقفون في وجه المخربين الذين ظهر قرنهم، وعلا صوتهم، وانتشروا في مواقع إعلامية، في بلاد الحرمين شرفها الله، ليس لهم هم إلاَّ استهداف الإسلام، وتشويه صورته، وتهجين رسالته، ومشروعهم قائم على مسخ الفضائل، وإحلال الرذائل، وإستبدال الثقافة الغربية اللخناء المنحلة، بثقافة الإسلام الفاضلة المطهرة، وقد كتبنا في الرد عليهم عدت كتابات سابقة.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:05]ـ
فتوى البراك والضربة القاضية
الشيخ عبدالرحمن السديس
الحمد لله على نعمه وإحسانه، والصلاة والسلام على محمد وآله أما بعد:
ففتيا الشيخ العلامة البراك في شأن الاختلاط، والتي كان فيها تلك الفقرة فيمن استحل الاختلاط، وهي:
***************
فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم ـ وهو المنشود
للعصرانيين ـ حرامٌ؛ لأنه يتضمن:
1 - النظر الحرام.
2 - والتبرج الحرام.
3 - والسفور الحرام.
4 - والخلوة الحرام.
5 - والكلام الحرام [قيده بالحرام] بين الرجال والنساء.
= وكل ذلك طريق إلى ما بعده. " يعيني: الزنا ومقدماته.
ثم يقول الشيخ البراك:
"ومن استحل هذا الاختلاط [أي المذكور]ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ
= فهو مستحل لهذه المحرمات،
= ومن استحلها = فهو كافر،
ومعنى ذلك: أنه يصير مرتدا،
فيُعرَّف، وتقام الحجة عليه؛ فإن رجع
وإلا وجب قتله".
**********
هذه الفقرة من الفتيا هي سبب انتشارها وإلا فلو لم تكن فيها هذه الفقرة لمرت بدون أن يقراها كثير من الناس.
ما الذي حدث:
كثير ممن تغيظهم جهود العلماء والناصحين في كبح جماح التسارع الذي يريده المستغربون لهذا البلد الطيب:
سارعوا للتشنيع على هذه الفتيا، والتحريض على قائلها، وتحميلها ما لا تحتمل، واشتغلت المعرفات النائمة والتي جلعت عدة لهذه الحادثة وأمثالها، لتمرير أفكارهم والضحك على من لا يدقق ويتأمل، ويتأكد من الكلام بنفسه.
واشتغل معهم أيضا الحاقدون على أهل السنة من الفرق الضالة والذي يقتنصون أي فرصة للحديث عن علمائنا والنيل منهم بغير حق.
هذه الفتيا أراد الله لها الانتشار فكان من قضائه تعالى وقدره، أن صاحبها هذا الكم الهائل من البغي والتحريف، والتقويل للشيخ مالم يقل، وتنزيل كلامه في غير موضعه، ولله في أفعاله وأقدره حكما كثيرة، تقصر عنها عقول العباد.
فكان من نعمه الله في هذه الحادثة:
أن قرأ هذه الفتيا أمم من الناس ما كان لهم أن يعرفوا عنها شيئا.
وكان من نعم أن بينت طريقة هؤلاء في الخلاف، وكيف يدلسون ويحرفون ويحرضون ويسخرون من المخالف ... وذهبت معها كل الشعارات الزائفة التي رددت في احترام الخلاف، والحوار .. ونحوها.
وأظهرت أن أولئك يلبسون مسوح الظن على قلوب الذئاب.
وكان من نعمه أن أظهرت مدى استهتار هؤلاء القوم بعقول القراء وبينت مكانة الناس عندهم، فهم يتعاملون مع القراء وكأنهم صبيان أو حمقى لا يفقهون، ولا غرابة فهذه طريقة كتاب الصحف من عشرات السنين، لكن لا مكان لها اليوم في عالم الشبكة التي يكتب فيها من يحترم نفسه وعقله وعقول القراء.
وكان من نعم الله أن تكون هذه الفتيا رفعة لدرجة الشيخ وتكفيرا لسيئاته، بما يحمله هؤلاء المفترون عليه من آثم.
* * *
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:06]ـ
النجيمي: لم أتحدث لصحيفة "الوطن" عن فتوى البراك عن الاختلاط .. ولوبي جديد ضد البراك
الشيخ / عبدالله زقيل
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
لا يرتابُ عاقل أن صحيفة "الوطن" تمثل سلسلة الكذب في هذا العصر، وفي كل يوم لا يخلو خبر كاذب فيها.
وقد قصت اليوم " الوطن " شريط حملة جديدة ضد فتوى الشيخ العالم الزاهد عبد الرحمن البراك عن الاختلاط كما فعلت مع الشيخ د. سعد الشثري، وأجزم أن باقي الصحف ستقتفي أثر "الوطن" لتصل الحملة ذروتها في الأيام القادمة، ويتتابع المستكتبون لتأليب الرأي العام على الشيخ البراك، والشيخ جبل لا تهزه مثل طنطنة الذباب هذه، وستذكرون ما أقول لكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
في تقريرها اليوم عن فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك حشرت اسم الشيخ د. محمد النجيمي، واختلقت تصريحا مكذوبا عنه سرقته من موقع آخر، ولا جديد، ولا عجب منها الكذب فهو من أصول الصحيفة التي قامت عليه، فالأصل الأول عندها: اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس
وجاء ردّ د. محمد النجيمي بالتكذيب لذلك التصريح المسروق المنسوب إليه، وأجزم أن د. محمد النجيمي لو أرسل لصحيفة "الوطن" تكذيب ما نشر على لسانه لم ولن ينشروه.
وهنا تظهر فائدة المواقع الإخبارية الإلكترونية التي تنشر مثل هذا التكذيب الذي هو حق لكل من تكذب عليه أي صحيفة
أشار إلى أن الصحيفة أقحمت اسمه في الموضوع واما أن يُكذبوا او يلجأ للقضاء
النجيمي: لم أتحدث لصحيفة "الوطن" عن فتوى الشيخ البراك عن الاختلاط
سبق - الرياض: نفى الشيخ الدكتور محمد بن يحيى النجيمي الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي وأستاذ الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية أن يكون صرح لصحيفة "الوطن" أو لأي من المحررين بالجريدة ياسر باعامر وحمد العشيوان , حول موضوع "فتوى الشيخ البراك".
وقال الدكتور النجيمي: أنني لم أسال عن هذا الموضوع ولم أتحدث عنه , ولم يسألني احد في "الوطن" عنه , مشيرا إلى أن كلاما له عام عن "الفتاوى غير المؤسسية" وظفته "الوطن" دون استئذانه بطريقة غير مهنية ولا أمينة في موضوعها التي نشرته اليوم "الوطن" في صدر صفحتها الأولى عن "عودة فتاوى القتل والتكفير بذريعة الاختلاط ", مطالبا "الوطن" بنفي ما نشر عنه وإقحامه في موضوع الشيخ البراك وهو لم يعرف به ولم يستأذن في إقحام كلام له عن "الفتاوى غير المؤسسية" في هذا الموضوع , مهددا برفع دعوى ضد الصحيفة.
وعن رأي الدكتور النجيمي في ما جاء في مقال الشيخ عبد الرحمن البراك بعنوان "تحذير من فتنة الدعوة إلى الاختلاط " قال النجيمي: لقد قرأت بعد ظهر اليوم - الأربعاء- ما جاء في كلام الشيخ الفاضل البراك , ووجدت أن فضيلته لم يذكر الاختلاط المحرم فقط في فتواه , بل أضاف إليه أمورا أخرى معلومة من الدين بالضرورة , وهي النظر الحرام والتبرج الحرام والسفور الحرام والخلوة الحرام والكلام الحرام بين الرجال والنساء, وقد خص الشيخ البراك فئة العصرانيين في كلامه , وهم الذين لا يعترفون بالدين مرجعا للحياة , ولكنني أضيف إلى ما قاله الشيخ البراك - والكلام مازال للنجيمي - أن الاستتابة وكافة إجراءات هذا الموضوع يجب أن تكون عبر أجهزة الدولة الرسمية , من الأجهزة الأمنية , وهيئة التحقيق والادعاء , والقضاء بدرجاته المختلفة (الابتدائي - الاستئناف - النقض"المحكمة العليا") , فمن أصر على رأيه من استباحة أشياء معلومة من الدين بالضرورة , بعد مروره بجميع هذه الجهات القضائية , فانه يطبق عليه العقوبة الشرعية.
وقال د. النجيمي أنني استغرب واستعجب من هذه الزوبعة التي تثار ضد الشيخ البراك , علما بان هؤلاء الذين يثيرون هذه الزوبعة , لم يتحدثوا بكلمة واحدة عندما نشر احد المراجع الشيعية كلاما خطيرا في موقعه مثل اتهامه للصحابة بالردة , وقال: من لم يؤمن بعصمة الأئمة الاثنى عشر فهو كافر مرتد , وهو على حد الشرك بالله , وإذا مات فهو من الهالكين في نار جهنم , كما لم يسمع صوت احد منهم عندما أساء النائب في البرلمان العراقي بهاء الدين الاعرجي لأبي بكر الصديق على قناة "الحرة" وقال انه من "مآسي العراق".
وأضاف د. النجيمي قائلا: أن هؤلاء من يتصيدون على الشيخ البراك ويقولونه مالم يقل , لم نسمع لهم كلمة عمن يتطاولون على الصحابة , وانا اصف هؤلاء بالطابور الايراني وان شئت فقل "الطابور الخامس", الذي يستهدف علماء المملكة ويسكت عن جرائم الآخرين , هذا هو التيار الموالي لإيران بطريقة غير مباشرة.
وأوضح الدكتور النجيمي: أن ما يجدر التنبيه عليه وبقوة انه لا اختلاط في المملكة مطلقا لا في الجامعات ولا في العمل ولا في الكليات , ولا في أي مكان إلا الاختلاط المسموح به شرعا , وهو الاختلاط العارض كما في الأسواق والمستشفيات والمساجد وغيرها من الأماكن العامة , وإذا حدثت أي مخالفة للنظام , فان أجهزة الدولة المختصة تعالجها وفق الأنظمة المختصة, وبالطرق المعروفة نظاما.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:06]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الشيخ الضرير البراك ... والفتاوى المزعجة!!
د. محمد التميمي
نحن نمر بمرحلة مفصلية تعالت فيها أصوات الباطل وأقبلت جحافل الشيطان بقضها وقضيضها مستعينة بقوى الإستكبار العالمي لنشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة ولو بالجبر والإكراه إن لم تجدي المخاتلة والمخادعة. وهم ما برحوا يخترقون الحصون وينقضون لبناتها عنوة بما أوتوا من قوة تارة بمعاول مباشرة وتارة أخرى بمعاول خفية تتوشح بالدين ومصلحة البلاد والعباد زعموا.
يملكون قدرات وإمكانات هائلة مادية وإعلامية بل وعسكرية إن تطلب الأمر.
حربهم حتمية ومصيرية قد عقدوا العزم على تغيير الواقع المتوشح بالطهر والعفاف والإيمان ومن مكرهم استعانوا بكل متلبس بباطلهم بموجات من الكر والفر متتابعة آخر صيحاتها هذا السعار المتسارع بترسيخ نزع الحجاب وقبول الإختلاط واقع معاش لا حيلة لكفه بل يتعين الإستسلام له بعدما يبلغ منتهاه في حياة الناس العامة والخاصة. وقد أدركوا أن المرأة أول لبنة يمكن اختراق الحصون من قبلها فسعوا سعي حثيث لتركيز مكرهم تجاهها.
وتاريخهم القديم والحديث في جميع أمصار الإسلام شاهد لا تخطئه عين بصير
هي خطط وأساليب ماكرة تنطلي على كثير من السذج فينغمسون في فتنتها بحسن ظن أبله مغفل وما علموا أنهم قد أضحوا جزء من دائرة المؤامرة.
أما هذا الشيخ المبارك فمع ضعف بنيته وفقد بصره فقد وهبه الله بصيرة نافذة ووعي مميز يذكرنا بمن سبق من أئمة الهدى في هذه الأمة ومع هذا الضعف في حاله وفي إمكاناته فقد أزعج جحافل الشر وجند الباطل بفتاواه المتتابعة فأقضت مضاجعهم وصدت باطلهم حتى تقهقر وخنس رغم ما يملكونه من قوة وقدرة وما ذاك إلا دليل على أن كيدهم كيد شيطان لا ينفك عن الضعف والبوار أمام هذا الحق المبين والقول الفصل الأمين.
فتوى الشيخ الأخيرة جاءت في وقت نحن في أمس الحاجة لمثلها للوقوف في وجه هذه الهجمة الشرسة على الفضيلة والسعي الحثيث لنشر الرذيلة وقد أعطاها الله هذا الزخم لحكمة يعلمها سبحانه فشرقت بها نفوس الأفاكين والمتعالمين ورعب منها شياطين الإنس المتخاذلين.
فما أعجب هذا الدين كيف ينتصر له أضعف خلقه ويكتسب قوة وقبول وهيبة حينما يكون قوي بالحق والإيمان بتوفيق ومدد رباني رائده قوة الحق.
لقد تأذينا كثيراً من هذا التردي الذي يتعرض له مجتمعنا وخاصة ما يوجه لنسائنا لجرهن لمواطن الفتنة والشر قسراً وحيلة بطعم مادي خسيس رائده التوظيف وتحصيل العائد المالي والحرية والحقوق المزعومة وهو في الحقيقة تغريب وإفساد باسم التنمية والتطوير. رد الله مكرهم وصد شرهم بحوله وقوته ثم بجهود المخلصين من العلماء والغيورين الذين هم بحق أقرب للمواطنة الصادقة والولاء الوفي الناصح الأمين لكل من الراعي والرعية.
والله الموفق
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:07]ـ
هل ما قاله الشيخ: عبد الرحمن البراك يعتبر جديد أم هناك من سبقه؟؟
عبدالرحمن التميمي
عندنا بعض المتعالمين الذين لا باع لهم في العلم إلا مزجاة لا تعرف سلف إرث سلف ولا خلف ولا تميز ولا تقرأ سوى ما يكتب هنا وهناك.
هل ما قاله فضيلة الشيخ: عبد الرحمن البراك يعتبر جديد وحادث، ولم يقل به احد قبله، فهه موضعان ممن ذكر جزء مما ذكره الشيخ وفقه الله، ولعل من عنده المزيد يتحفنا ويفيدنا بذلك مما يخص استحلال الاختلاط
قال أبو الفضل ابن أبي راشد المالكي ت675 (وأما من غلب على ظنك أنه يعلم ذلك ويستبيحه ـ أي الاختلاط ـ فهذا كافر يجب جهاده إن قدرت بيدك أو بلسانك فإن لم تقدر فبقلبك) المعيار المعرب (11/ 228).
وفي أحكام النظر إلى المحرمات وما فيه من النظر والآفات للحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله العامري (469 - 530هـ) قال رحمه الله في ص 285 (ثم قد اتفقت علماء الأمة أن من اعتقد هذه المحظورات وإباحة امتزاج الرجال بالنسوان الأجانب فقد كفر واستحق القتل بردته، وإن اعتقد تحريمه وفعله وأقر عليهخ ورضي به فقد فسق لا يسمع قول ولا تقبل له شهادة)
وقال القاضي أبو عمر عز الدين عبدالعزيز بن محمد بن جماعة الكناني (ت 767 هـ) في كتابه " هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك " 3/ 1019: " المرأة كالرجل في الطواف ... ولا تدنو من البيت مخالطة للرجال, بل تكون في حاشية المطاف؛ بحيث لا تزاحم الرجال؛ قياساً على الصلاة , فإنهن مأمورات بالتأخير عن صفوف الرجال, ولا يستحب لها تقبيل ولا استلام مع مزاحمة الرجال, وكذلك لا يستحب لها الصلاة خلف المقام أو في غيره من المسجد مزاحمة للرجال. ويستحب لها ذلك إذا لم يفض إلى مخالطة الرجال، وهذا مما لا يكاد يختلف فيه؟ لما يتوقع بسببه من الضرر .... الخ.
فلذا كلام الشيخ دقيق جداً، وقد ربطه بمن يستحل النظر الحرام، والتبرج الحرام، والسفور الحرام، والخلوة الحرام، والكلام الحرام بين الرجال والنساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - Feb-2010, مساء 09:08]ـ
الرسالة الأولى .. [الله أكبر .. وأشتعل الفتيل]
أخوكم: أحمدالرافدالحربي
بضع ساعات وأنا عاجز عنكتابة عبارة واحدة في مقالي هذا! تجاوزت الآن الخمس ساعات منذ عزمت على تحبيرمعلّقة سياسية؛ لا تُبقي ولا تذر! ألملم فيها أطرافاً متباعدة .. أصنع منهانسيجاً أخّاذاً .. أحيك لكم أردية وأثواباً؛ تليق بما يحصل في الساحة المحليةوالدولية وما نتجَ في الفترة الماضية القريبة وكيفنتجرّع كؤوسه حاضراً أو نتهيّأله مع شموس الغد المنتظر .. !
ما أعانيه؛ ليس بسببتشتّت ذهني أو خواء فكري أو محاولة تزييف باطل أو إثبات برهانٍ ما .. فكان أن جفّقلمي من نزفه، وشلّت أناملي عن مداعبة بنيها، واستعصت محركات مخي الخشبية منالمسير؛ لتقديم وجهة نظر خافية عنكم أو تكوين فكرة غابت عنها أذهانكم!! فهذهعمليّة يسيرة أقوم بها دوماً، كما اعتدتم من " المفكر العظيم " – حفظني الله – وبالنسبة لُيسرها وسلاستها؛ فهي أشبه بتنفسكم وتناولكم للطعام .. والحقيقة أنتزاحم الكمّ الهائل من المعلومات والأفكار برأسي، أوجدَ حالة صراع وتنافس بينالأخبار، فالجميع يتقافز أمام ناظريّ لأقدّمه على إخوته ويتشرّف بالمثول أمامكم،بأبهى حُلّه وأزكى شذى وأبذخ هيئه .. !
·النيّة المبيّتةوالنيّة الطارئة:
الشيخ عبد الرحمن البرّاك – ثبّته الله – وفّى بوعده وعمل بقولهوألزمَ نفسه بما أمرَ به الناس وبرّ أمته بتطبيق البيان الذي صدح به سابقاً .. حيثقال:
اقتباس:
(إلى من آتاه الله حظًا منميراث النبوة أتوجه بهذا الخطاب، مذكرًا لهم بما يجب عليهم من القيام لله: دعوةًإلى الإسلام، وبيانًا لشرائعه وحدوده، وكشفًا للشبهات، وهدايةً إلى صراط الله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} الشورى:52]
اقتباس:
فمُروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، ورغِّبوافي الفضائل والمستحبات، ونفروا من المحرمات والمكروهات بألسنتكم وأقلامكم، ولاتشغلنَّكم شؤون الحياة العلمية والعملية، ومشاغلها العادية عن القيام بهذا الواجبالذي تحملتموه بما آتاكم الله من علموقدرة،
اقتباس:
فقدصار القيام به فرضًا على الأعيان؛ إذ لم تحصل الكفاية في ذلك لتقصير المقصرين، وإعراض المعرضين، فهبوا يا أهل العلم لخوض ساحة الجهاد العلمي، كلٌ بحسب ما آتاهالله من أسباب ذلك ووسائله، في مختلف المجالات، ومع كل الطبقات.
فالشيخ قد بيّت النيّة على مجاهدة المنافقين وأعوانهم .. وعدّ لها العدّة .. ولبس لآمة الحرب .. فهزّ رمحه بقوةٍ حتى كأني أرى المنايا منسنانه .. وأرسله صبيحة الأحد لا يلوي على شيء .. فأودعها بصدر " العصرانيين " ففرّقهم وجعلهم شذر مذر .. ما بين مجندلٍ وجريح ومخدوش وداسٍ رأسه بالتراب .. فنكثغزلهم .. ومزّق أحلامهم .. وسفّه آلهتهم .. وأعاب طريقتهم .. فألبسهم ثياب العاروالخزي .. لا يجرؤ أربابهم على مواجهة الشيخ المجاهد .. إلا من بعض أغيلمة حدثاءالأسنان قليلي البضاعة .. أصاغرٌ استنفخوا نفخة قارون؛ جمعوا الناس ليشهدون ماأمِلوا .. فتوهموا ووسوس لهم شيطانهم أن بارزوا " الأعمى الضرير " وصولوا كما كنتمتصولون .. فخُسِفَ بهم وبمكانتهم .. وما كانت لهم فئةٌ ينصرونهم من دون الله؛ وماكانوا من المنتصرين ..
فلّله درّه من عالم فدى بنفسه وباع روحه لدين الله منأن يمسه البطلة والمحرّفين ومن تشرّب الهوى أفئدتهم، فأزاغهم عن الحق والصراطالمستقيم .. فالويل كل الويل من مقارعته ومنازلته ومبارزته .. فالشيخ ضرغامٌ .. ضاريٌ شديد .. ليثٌ مقدام .. دعوسٌ عطوسٌ معاسٌ بألف ألف رجل .. يحسبونه كالشيخاللحيدان أجاب سؤالاً بالحق، ولم يكن قد جهّز سريته وذخّر سلاحه؛ فانهالوا عليهمن كل حدبٍ وصوب؛ ولم يُمكّنوه وما زالوا به حتى أزاحوه من رئاسته ليسكتوه .. أوكالشيخ الشثري بيّن دين الله وما كتمه .. فجعلوه عبرةً وآية لمن يخالفهم .. فتركهموآثر الهدنة فاستقال حربهم فأُقيل .. فكفى الشيخ المنافقين شرّ القتال
· زمن المشاغبةولّى:
(يُتْبَعُ)
(/)
الليبرالي شخص أحمق؛ ليس لأنه أختار الكفر طريقاً له! بل لأنه كالحمار – أجلّكم الله – يرفس بقدميه الهواء عند رؤيته الثعبان أو العقرب .. اللذين يزحفان أسفل قدميه، وقتلهما هو الدهس لا الرفس، فبمفهومه أنه قد نجحبإبعاد الأذى عن نفسه بالسابق؛ فعليه سوف ينجح في كل مرّة .. فكيف يرفس الليبرالي؟!
" بالمشاغبة " حيث أنه يمتلك وسائل الإعلام، فيهيّجالرأي العام، ويجيّش الشارع والحكومة على عالمٍ أو مصلح يقف ضدهم وضد مشاريعهمكسدّ منيع؛ لا يمكن المرور من خلاله إلا بكسره وتنحيته ..
فقام " خاشقجي " بالبحث عن أي عصراني سعودي، ليضربَ بهالشيخ المجاهد ويُعيد ما فعلوه بالشثري واللحيدان .. فامتنع الجميع وأغلقوا البابمن دونه .. فمن يطيق نزالُ الأُسْدُ في أجمّتها؟! فبحث .. ونكش .. وحفر .. وبَقْر .. فلم يجد إلا كويتي معتمراً، أستنجد به وشحذ منه فتوى .. وقال له: دخيل الله ياسيدي؛ جَبُنَ مشايخ اليُسر؛ وفرّوا مني في وقت العُسر! ما لها إلا زاجلصنعاني .. وألا سلتوح كويتي .. هو صحيح أنه ما لك أي قيمة .. لكن شو بدنا نُعْمُلْ!
ففرح به وبمن أسعفه بمراده، ولو وجدَ رافضياً من إيرانأو قبورياً من المغرب لوضعه ولا يبالي .. وحتى يُنضج الطبخة (زجّ) بكلامٍ قديمللنجيمي عن فتيا الآحاد ومنعها لتصبح مؤسسيه لتُرضي مُطعِم الأفواه وليّ النعمة .. ويجعله كبش فداء ويُحرجه لينازل الشيخ المجاهد .. فهبّ النجيمي مذعوراً وجلاً .. يحثوا بالتراب على رأسه .. يقول كذبَ عليّ خاشقجي الكذوب .. فما لي وللشيخ طاقة أوحيلة .. فلست من أقرانه .. ولا أعدّ من طبقاته .. فمن أنا؟! إذا ذُكرَ الشيخالجليل .. فارحموا ضعفي واعلموا مكانتي واعرفوا منزلتي .. فالداخل بين براثنهمفقودٌ .. والممتنععن منازلته مولودٌ (يا ولدي يا خاشوقة ... نكبتني الله يهبّ لكمصيبة تحرقك) ..
وغلامه تركيالدخيل فعلْ .. فزجّ بوزير العدل العيسى بوجه الشيخ الجليل .. فاستلقى على قفاه .. وشهق ونهق .. وقال: بطلوا ده .. واسمعوا ده .. شوفوا الفتوى هذه من الرجل الضرير! يعني لو طبقناها حنقتل وزير وقاضي ورئيس هيئة! فهل تراهم؟! أو تسمع لهم حساً .. حتى لو كان همساً .. ألا يوجدُ فيكم خمساً .. ممن رقص وأمال خُصره وهزّ وسطه في حفلافتتاح " كاوست " .. ((بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَزَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ))
· الفتيل المُشتعل:
كنت أظن – وليس كل الظن إثم .. بل بعضه كذلك – أن منسيبدأ هو الشيخ عبد الله السعد .. فلا زلت أرقبه وأتوقّع سهامه .. فهو العلّامةالصنديد .. ذو البأس الشديد .. محاربٌ مجيد .. سيفٌ على كل كافرٍ بليد .. فابتدرنا " البرّاك " وسبق .. والسبق اليوم سيشتعل .. سترون بأم أعينكم .. إن هي إلا بدايةالرماح .. وتطاير النبال .. ودحرجة الهامات .. وربّ من نفسي بيديه – ما كتبت مقاليهذا .. إلا بشارةً لكم – فقد حميَ الوطيس .. ورُفعت راية الجهاد ترفرف بالأعالي .. بيد أكابر .. أشراف .. سادة .. أبطالٌ في الوغى .. لا يقيلون ولا يستقيلون .. فمارأيتم ألا ((اشتعال الفتيل)) .. فطيبوا نفساً ولتنشرح صدوركم .. فقد كفاكمأمراؤكم وولاة أمركم ما أهمّكم وغمّكم وجثمَ على صدوركم .. فهاهي رؤوس أربابهمتتساقط وأخذ الكثير منهم يترنحون من هول ما لاقوا .. ولم يعلموا أن في الجعبة مايُركعهم أصاغراً أو ينيبوا تائبين ..
فلا تشغلوا أنفسكم بسقط المتاع .. وعليل الفكر .. ومريضالقلب .. ومتشهي البروز .. فهو يحسب أن الزمان هو ما كان يعهده .. ولم تدري جموعالمنتفخين والمتسولين والمطايا التافهين والأغرار المتشدقين .. ولم يعلم من تخندّقفي لوبي المنافقين .. أن الزمان قد دار دورته .. وعاد للإسلام مجده وعزّته .. واللهُ أذِنَ بالدفع لعبدته .. والنصر حليفٌ لمن كان النصير نجدته .. ثم لترونّالمؤمن وشدّته ..
((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنتَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنقَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَالرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَاللَّهِ قَرِيبٌ))
ولنأكتفي بهذا الحدّ .. ولكن نؤجل البقيّة في مقالٍ قادم .. بحول الله وقوته
ـ[سيفُ محمد]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 01:53]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 08:08]ـ
أشبه هجوم المستغربين على فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك بانتفاض أرجل الدجاجة بعد ذبحها، لأن الفتوى ذبحتهم وقتلتهم بحق.
قتلت من يفتي بالاختلاط بتعميم وفذلكة؛ فقد صوّره البراك وكأنه بوابة للمحرمات المعلومة من الدين بالضرورة.
وقتلت من يدعو إلى الاختلاط ومآلاته من الزنادقة؛ لأن البراك فضّ من حوله من السذّج والعصرانيين والأغبياء الذين يشجعون دعوات الاختلاط دون تفكير بالعواقب والمآلات التي لا يشكون في حرمتها.
هذه الفتوى نموذج من نماذج الوعي الفقهي والخطابي لدى العلماء، وصدق الله العظيم إذ يقول: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الأديب]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 02:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين ..
فسبحان من يعز ويذل، وسبحان من يرفع ويخفض، فالشيخ عبد الرحمن البراك - حفظه الله ورفع ذكره- ذكر ماكان عليه السلف الصالح، ولم يتبع هواه.
وكيف وهو عالم من علماء الامه .. شاب شعر جسمه بالعلم والطلب وثني الركب وتحمل المشاق ..
أتسائل كيف يستطيعون أن يسبواالشيخ عبد الرحمن البراك؟ وهو من حفظ القران وحمله بين صدره وعمل به، وحمل كلام وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. ألا يستحون، ألا يخجلون .. حسبنا الله ونعم الوكيل
لا أدري ماذا أقول .. لكن يدور في مخيلتي الآن (فتن كقطع الليل المظلم) ..
اللهم ثبتنا على الالحق ..
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 02:41]ـ
جبناء الإعلام يهاجمون الملك من بوابة العلامة البراك
الشيخ/ سليمان الدويش
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فالهجوم الذي يمارسه جبناء الإعلام , على أئمة الإسلام الأعلام , يكشف بجلاء , عداوتهم للقيادة الشرعية والسياسية في نفس الوقت , لكن لخوفهم من التصريح بعداوتهم للقيادة السياسية , فيتجهون للنيل من القيادة العلمية والشرعية , ولسان حالهم يقول: إياكِ أعني واسمعي ياجارة.
لقد اتهموا العلامة البراك بالتشدد , ووصفوه بالتطرف , وأن فتاويه تدعم الإرهاب والغلو , وتوجد المبررات للغلاة , وغير ذلك مما جرت به أقلامهم من الإفك والزور , ومن تأمل حديثهم , ثم نظر في فتوى العلامة البراك , وجد أنهم هم من يدفع الناس إلى الفتنة والفساد , كما يكتشف بلاعناء , أن هجومهم لم يكن المقصود به العلامة البراك وحده , بل كان موجها بالدرجة الأولى للملك المؤسس عبدالعزيز – رحمه الله - , لكن لجبنهم عن التوجه بالنقد المباشر له , فقد آثروا الهجوم عليه بطريقة ماكرة.
من قرأ فتوى العلامة البراك – حفظه الله - , وجد أنها لاتختلف عمَّا قاله الملك المؤسس – رحمه الله - , فهل يمكن أن يتجرأ هؤلاء على وصفه بالتشدد والتطرف , ودعم الإرهاب والغلو؟.
بل من تأمل كلام المؤسس – رحمه الله - , وقارنه بزمنه , ثم نظرإلى ما آلت إليه الأمور في زمننا هذا , بسبب الاختلاط , فسيعتقد جازما أن لغته ستكون أقوى وأقسى , لأنه لايمكن أن يصدر منه ذلك القول , الذي تجلله الغيرة والحمية , وتفوح منه الأمانة والديانة , ثم إذا رأى مايفوق ما حذَّر منه , ويتعدى ما وصفه بمراحل , تتغير مواقفه , وتختلف لغته.
مايريد الوصول إليه جبناء الإعلام , أو غيرهم ممن تناول العلامة البراك بالإساءة , هو تقرير أن الملك المؤسس – رحمه الله - كان متطرفا , وإلا كيف يتناولون العلامة البراك بهذا الهجوم السافر , ويسكتون عمَّن قال مالايختلف عن قوله , إن لم يكن ماقاله أشد وأقوى؟.
أما ماسوى ذلك من ليِّ نص كلام العلامة البراك , وحمله على غير مراد الشيخ منه , فهذا لايؤاخذ الشيخ عليه , بل المؤآخذ , والذي تلحقه اللائمة , هو من رام الإساءة له بتحوير كلامه , أو من تلقفه بالنقد , وهو يجهل لغة العلماء , وثقافته لاتتجاوزصفحات الجرائد والمجلات.
ماقاله العلامة البراك يقرره علماء الشريعة , ولغة الشيخ قد احتاط فيها احتياطا يقطع الطريق على الجهلة , وهي لغة يستعصي فهمها على من أشرب قلبه الفتنة والهوى.
ومن تأمل تقييدات العلامة واحتياطاته , عرف مقدار الفاصل بين ثقافة هؤلاء الإعلاميين , وبين مصطلحات علماء الشريعة , وإلا فهل يقول أحد بأن من استحل محرَّما مجمعاً على تحريمه ليس بكافر , إلا أن يكون جاهلاً أو متأولاً , فمثل هذا يعرَّف كما قال العلامة البراك , وتقام عليه الحجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جعل هذا العلامة – حفظه الله – بين يدي الحكم بالردة , استحلال محرمات , ووصفها بالمحرمات , خروجاً من الخلاف في بعض الأمور الجزئية , التي تطرأ على هامش تلك الأحكام , ومعلوم أن وصف الشيخ لها بالمحرمات , يعني خروج ماهو محل نزاع وأخذ ورد , ولكن هيهات هيهات أن يعي هذا فقهاء الأعمدة الصحفية , أو أن يبرزه المصطادون في المياه العكرة , لأنه لو تم تناول فتوى شيخنا بمثل هذا التقرير , الذي يجلي احتياطاته فيها , ويقرر موافقته لأصول أهل السنة والجماعة , لما وجد أعداء الشيخ والفضيلة مايشغبون به عليه وعليها.
والآن حان الوقت , لتروا بأعينكم , أن ماقاله العلامة البراك – حفظه الله - , لايختلف عمَّا قاله الملك المؤسس – رحمه الله - , ولكنهم لايقدرون على سب الملك ومهاجمته , إلا عن طريق مهاجمة غيره , وتلك والله صفة الجبناء الأنذال:
النص الأول وهو من أقوال الملك المؤسس - رحمه الله -:
(أقبح ما هناك في الأخلاق، ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية، من تدبير المنزل، وتربية الأطفال، وتوجيه الناشئة، الذين هم فلذات أكبادهن، وأمل المستقبل، إلى ما فيه حب الدين والوطن، ومكارم الأخلاق، ونسين واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة.
ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن، فلا - والله - ليس هذا " التمدن " في شرعنا وعرفنا وعادتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة، أن يرى زوجته أو أحد من عائلته، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي.
هذه طريق شائكة، تدفع بالأمة إلى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه، خارج من عقله، خارج من بيته.
فالعائلة هي الركن في بناء الأمم، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها.
إننا لا نريد من كلامنا هذا، التعسف والتجبر في أمر النساء، فالدين الإسلامي قد شرع لهن حقوقاً يتمتعن بها، لا توجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنة، وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب، فلا نجد في تقاليدنا الإسلامية، وشرعنا السامي، ما يؤخذ علينا، ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي، إذا وجهنا المرأة إلى وظائفها الأساسية، وهذا ما يعترف به كثير من الأوروبيين، من أرباب الحصانة والإنصاف.
ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب، واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مرّ الشكوى، من تفكك الأخلاق، وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا، وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى، وساحل السلامة، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار، والحروب الجائرة.
وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم، والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة، وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم، بالكتب والنشرات والجرائد، على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب.
إنني لأعجب أكبر العجب، ممن يدعي النور والعلم، وحب الرقي لبلاده، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها، ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم، ثم لا ترعوي عن ذلك، وتتبارى في طغيانها، وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، رحمةً وهدى لنا ولسائر البشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالواجب على كل مسلم وعربي، فخور بدينه، معتز بعربيته، ألا يخالف مبادئه الدينية، وما أمر به الله تعالى، بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة، والعلم الصحيح، والسير على الأخلاق الكريمة، والانصراف عن الرذيلة، وكل ما من شأنه أن يمس الدين، والسمت العربي، والمروءة، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده، الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة، التي تحث على عبادة الله وحده، وإخلاص النية في العمل، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه، ومعنى الإسلام وعظمته، وما جاء به نبينا: ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة التي تُسعد الإنسان في الدارين، وتُعلمُه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن يقوم بأمر عائلته، ويصلح من شأنها، ويتذوق ثمرة عمله الشريف، فإذا عمل، فقد قام بواجبه، وخدم وطنه وبلاده).
النص الثاني وهو فتوى الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك – حفظه الله -:
(فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم ـ وهو المنشود للعصرانيين ـ حرامٌ , لأنه يتضمن النظر الحرام , والتبرج الحرام , والسفور الحرام , والخلوة الحرام , والكلام الحرام بين الرجال والنساء، وكل ذلك طريق إلى ما بعده.
والباعث للعصرانيين الداعين إلى هذا الاختلاط أمران:
الأول: النزعة إلى حياة الغرب الكافر، فعقولهم مستغرِبة، ويريدون تغريب الأمة , بل يريدون فرض هذاالتغريب.
الثاني: اتباع الشهوات، قال تعالى: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا)
ومن استحل هذا الاختلاط ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله، والأصل في ذلك أن من جحد معلوما من دين الإسلام بالضرورة كفر لأنه مكذب أو غير ملتزم بأحكام الشريعة، وهذا مقرر ومعروف عند علماء الإسلام، أعني تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء على الوجه المذكور، ومضى العمل بعدم الاختلاط عند المسلمين في جميع القرون حتى استولى الكفار من اليهود والنصارى على كثير من البلاد الإسلامية، وهو ما يسمى بالاستعمار، وكان تغريب المرأة وحملها على التمرد على أحكام الإسلام وآدابه باسم تحرير المرأة هو أهمَ وسيلة اتخذوها لتغيير مجتمعات المسلمين وتغريبها، ونشر فاحشة الزنا فيها، من خلال مؤسسات الفجور كدور السينما وبيوت الرقص والغناء.
وقد كانت بلادنا المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين في منأى عن ذلك إذ سلمها الله من وطأة الاستعمار النصراني، وقد أنعم الله على هذه البلاد بدعوة الإصلاح وتجديد دعوة التوحيد على يد الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله، الدعوة التي لا نزال نتمتع بآثارها ولله الحمد، ولكن أعداء الإسلام قد غاظهم أن تبقى هذه البلاد على أصالتها وطهر مجتمعها وعفة نسائها، فاتخذوا من الدعوة إلى ما يسمى حقوق المرأة أداة للوصول إلى مآربهم، فطالبوا بنزع الحجاب، والتخلص من المحرم، واختلاط المرأة بالرجال في العمل والتعليم، بل طالبوا بتسوية المرأة بالرجل في كل شيء، وهذا مصداق قوله تعالى: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا)، وفُسِّر الذي يتبعون الشهوات بالزناة واليهود والنصارى، كما صرح به ابن كثير وهو المأثور عن السلف رحمهم الله.
ولا تستغرب أيها المسلم أن الإنسان قد يكفر بكلمة وهو لا يشعر، فلا تأمن على نفسك، بل الحذر الحذر! وفي الحديث: (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم) رواه البخاري.
ومما يحسن التنبيه إليه أن كل من رضي بعمل ابنته أو أخته أو زوجته مع الرجال أو بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه، وهذا نوع من الدياثة، لأنه بذلك يرضى بنظر الرجال الأجانب إليها، وغير ذلك مما يجر إليه الاختلاط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإني بهذه المناسبة أتوجه إلى ولاة الأمر وفقهم الله ليقفوا هذه الفتنة فتنة الدعوة إلى الاختلاط، ويحموا مجتمعنا من أسباب الفساد بسد أبوابه، نصرة لله ورسوله، وأداء لأمانة المسؤولية، كما قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وفق الله ولاة أمورنا لما فيه الخير لهذه الأمة، وحفظ الله بلادنا من كيد الكائدين وأطماع الحاقدين).
وحيث قرأتم كامل النصَّين , فأسألكم بالله هل يجرؤ جبناء الإعلام على نقد الملك المؤسس , كما تجرأ غلمانهم على نقد العلامة البراك؟.
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين.
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون.
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم.
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع.
اللهم أرنا الحق حقاوارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل.
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا.
اللهم أصلح الراعي والرعية.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء.
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
أبومالك
mamal_m_s@hotmail.com
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 02:44]ـ
فتوى الشيخ البراك أظهرت حقيقة الاختلاط الذي ينادي به القائلون بجوازه
http://www.lojainiat.com/attach/files/2010/02/ بنر-نص113. jpg (http://www.lojainiat.com/attach/files/2010/02/ بنر-نص113_ b.jpg)
لجينيات ـ الخلاف في حكم الاختلاط هو خلاف مبني على ما يترتب على هذا الاختلاط (بعد التسليم بصحة نقض أدلة تحريم الاختلاط التي لم تُنقض ولن يستطيع أحد نقضها) .. فهناك نظريتان:
الأولى: أن الاختلاط لا يؤدي إلى أي محرم قطعي معلوم من الدين بالضرورة.
الثانية: أن الاختلاط يؤدي إلى محرمات قطعية معلومة من الدين بالضرورة.
طبعا الذين يقولون بجواز الاختلاط يُظهرون قناعتهم بأن الاختلاط لا يؤدي إلى أي محرم قطعي معلوم من الدين بالضرورة، ولذلك هم أحلوه ..
لكن حينما جاءت فتوى الشيخ البراك فقد أظهرتهم على حقيقتهم وحقيقة الاختلاط الذي ينادون به ..
ماذا قال البراك؟ هل قال من استحل الاختلاط فقد كفر؟ حتى ينتفض المنتكسون ونحوهم ليقولوا هذا لا يصح لأن الاختلاط لا يؤدي إلى محرمات قطعية معلومة من الدين بالضرورة فكيف تكفر مستحله يالبراك؟ لم يقل البراك ذلك ..
أيها القراء:
هذا لم يحصل، لأن الشيخ البراك عالِم متمسك بالمنهج الوسطي، فقد قال ما نصه:
" ومن استحل هذا الاختلاط ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله "
فالفتوى لا تشمل من استحل الاختلاط وهو يعتقد بأن الاختلاط لا يؤدي إلى محرمات قطعية معلومة من الدين بالضرورة، ولذلك يجب أن يصمت هؤلاء تجاه فتوى البراك لأن البراك لم يقصدهم بالفتوى.
لكن من استحل الاختلاط وهو يعلم بأنه يؤدي إلى محرمات قطعية معلومة من الدين بالضرورة فهذا هو المقصود بالفتوى وهذا هو الذي يكفر ..
ومن هنا نعلم بأن الذين أحلوا الاختلاط السيء (أي غير العابر) هم في الحقيقة يعلمون بأن الاختلاط يؤدي إلى محرمات قطعية معلومة من الدين بالضرورة، ولذلك لم يصمتوا عن فتوى البراك، بل قاموا بالتشغيب عليها، وغضبوا منها، وكأن الفتوى أخرجتهم كالفئران من جحورهم ليخبروا عن مقاصدهم الخبيثة بطريقة غير مباشرة ..
إذن نحن أمام فئة عصرانية تريد استحلال محرمات قطعية معلومة من الدين بالضرورة (قبحهم الله).
بقلم: خالد بن رشيد المهنا
kalid1399@hotmail.com
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 02:49]ـ
مكرر ........
ـ[عالي السند]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 03:12]ـ
فتوى شيخنا الإمام الزاهد الفقيه عبدالرحمن بن ناصر البراك فتوى علمية سلفية لا غبار عليها
لكن أصحاب الرأي الآخر!! ممن يقصون الأكثر، ويتكلمون باسم الوطنية وهم أعداء الوطنية
ويرهبون أهل العلم والفضل بسيل من الهجوم المنظم، ويألبون ولي الأمر على المشايخ بأنهم
يدعون ويعارضون خطط الإصلاح وهم فجرة كذبة خبثاء هؤلاء يريدون قطع الطريق بين العلماء
وولي الأمر، وفيكم سماااعون لهم.
كفانا الله شر المنافقين بكل مسميااتهم الحديثة علماني ـ حداثي ـ ليبرالي ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 03:43]ـ
[/ URL] (http://al-hora.net/printthread.php?t=187025)
بسم الله الرحمن الرحيم
[ U] أبو الجمان
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى
وبعد
كم يتألم المسلم حينما يرى مايلقاه العلماء من رويبضات العصر ومنافقيه من غمز وهمز وتكذيب وتخوين وتهويل وإن كان الأمر ليس بمستغرب عليهم فمن شابه أباه فما ظلم!! فقد لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من جدهم ابن سلول ما لقي ولقي أصحابه رضوان الله عليهم ما لقيهم ..
رويبضات اليوم تجرؤوا في الحديث في كل أمر من أمور الشريعة بحجة حرية التعبير وإعمال العقل وعدم تأجيره!! فتراهم يتحدثون ويكتبون مالا يعلمون .. دار مع أحدهم حديث فقلت له: يابني أنت لا تحسن صلاتك ولا تحفظ جزءً من كتاب ربك فكيف تتحدث في أمور ومسائل لو عرضت على عمر رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر ..
ولكنها التربية التي تلقوها من أسيادهم ألا توافقوا على مايعرضه العلماء وأن تحرروا عقولكم من قيد الاتباع .. فأنتم رجال وهم رجال .. ولكم عقول كما لهم عقول .. وأفهام كما لهم أفهام _ بئست العقول والأفهام التي حملها هؤلاء _ ولكنه الزيغ الذي زرع ومرض الشبهة والشهوت الذي سقوه في قلوبهم حتى كبرت شجرة النفاق في قلوبهم ..
كم تتعجب حينما ترى ما يكتبون ويتبدد عجبك عند قراءة بعض آيات في كتاب الله أو بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها
الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة
قيل وما الرويبضة يارسول الله قال:
قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامه)) صححه الألباني حديث رقم: 3650 في صحيح الجامع.
وعندها تعلم لماذا يتحدث التافهون في أمور العامة ولماذا ينطق الساقطون في أمور الشريعة!! ولماذا يشاغبون العلماءَ ويصفونهم بأهل التشدد والغلو!!
وأنا هنا أنقل لكم جزءا من كلمة للملك عبد العزيز رحمه الله حيث قال:"وأقبح من ذلك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وترقيتهن وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها حتى نبذن وظائفهن الأساسية، من تدبير المنزل وتربية الأطفال، وتوجيه الناشئة التي هي فلذة أكبادهن وأمل المستقبل إلى ما فيه حب الدين والوطن ومكارم الأخلاق، ونسوا واجباتهن الخلقية، من حب العائلة التي عليها قوام الأمم، وإبدال ذلك بالتهريج والخلاعة ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن.
فلا والله ليس هذا التمدن في شرعنا وعرفنا وعاداتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان أو إسلام أو مروءة أن يرى زوجته أو أحداً من عائلته أو من المنتسبين للخير في هذا الموقف المخزي.
هذه طريقة شائكة تدفع بالأمة إلى هوة الدمار ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج من دينه، خارج من عقله، خارج من عربيته "
فماذا سيقول رويبضات العصر حينما يقرؤون مثل هذا الكلام؟؟ وبماذا سيصفون الملك الموحد رحمه الله؟؟
حفظ الله الشيخ البراك ونفع بعلمه وأخزى الله المنافقين رويبضات العصر وأذنابهم إنه سميع مجيب
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 11:15]ـ
ما قاله العلامة البراك في الاختلاط محل اتفاق
فضيلة الشيخ:
قامت بعض الصحف الورقية والإلكترونية بالنيل من العلامة عبدالرحمن البراك بعد فتواه في كفر مستحل الاختلاط ومفاسده ووجوب قتله ردةً بعد استتابته، ووصفوا الفتوى بالشذوذ والتحريض، فما الموقف تجاه ذلك كله؟
ما ذكره الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله في فتواه هو أمر متفق عليه بين العلماء كما حكاه الحافظ أبو بكر محمد بن عبدالله العامري (تـ530هـ) في كتابه أحكام النظر (ص287):" اتفق علماء الأمة أن من اعتقد هذه المحظورات، وإباحة امتزاج الرجال بالنسوان الأجانب، فقد كفر، واستحق القتل بردته" اهـ.
وأرجو أن تكون فتوى العلامة البراك سبباً في دفع مشروع الخونة والمجرمين في إكراه بنات المسلمين على الاختلاط بالرجال في المدارس والكليات وميادين العمل.
أما عدوان المنافقين على الشيخ وفتواه، فهو من الخير للفتوى وللشيخ وللأمة، فقد سخر اللهُ المناوئين من حيث لا يشعرون لنشر الفتوى، ودفاع العلماء عنها، وتثبيتها، حتى أصبحت جداراً طويلاً صلباً يصعب على المفسدين كسره أو تخطيه، بل بدأ الناس من أطراف الدنيا في البحث عن بقية فتاويه وهي بالآلاف في موقعه الإلكتروني. قال الله تعالى:"يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" (الصف8)، وقال تعالى:" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ " (الأنبياء18).
ولابن القيم رحمه الله تعالى (تـ753هـ) كلام في الطرق الحكمية (ص237) يكتب بماء الذهب، وجهه لولاة أمر المسلمين بشأن فتنة الاختلاط، وهذا نصه:"ولي الأمر يجب عليه أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق، والفُرَج، ومَجامع الرجال .. وقد منع أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساءَ من المشي في طريق الرجال، والاختلاطِ بهم في الطريق، فعلى ولي الأمر أن يقتدي به في ذلك .. ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال: أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة. واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين .. ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية – قبل الدين – لكانوا أشد شيء منعاً لذلك"اهـ.
فأدعو خادم الحرمين الشريفين وفقه الله تعالى لما يحب ويرضى أن يصدر قراراً واضحاً في منع الاختلاط الذي حرمته الشريعة كما فعل الملك المؤسس عبدالعزيز وأبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله تعالى. والحمد لله رب العالمين.
د. يوسف بن عبدالله الاحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[27 - Feb-2010, صباحاً 11:45]ـ
نقل الأخ الكريم المبارك عبد الرحمن السديس وهو من طلبة الشيخ عبد الرحمن البراك نص ما قال الشيخ صالح الفوزان في مكالمة هاتفية مع الشيخ البراك أن فتواه فتوى حق وهذا نص ما نقل:
اقتباس:
عبدالرحمن السديس 24 - 02 - 2010, 07:22 Pm 25
ومن نعم الله أيضا في هذه الفتيا:
أن كتب الدكتور النجيمي اليوم في سبق تكذيبا لجريدة الوطن في توظيفها كلامه على فتيا الشيخ، وهددهم إن لم ينشروا بيانا برفع دعوى قضائية.
وقد حدثني الشيخ البراك عصر هذا اليوم: أنه جرى بينه وبين العلامة صالح الفوزان اتصالا على موضوع آخر ... فجاء ذكر فتيا الشيخ في الاختلاط ...
فقال الشيخ الفوزان له: ما قلتَ إلا حقاً.
هل هذا النقل صحيح؟؟
http://al-hora.net/showthread.php?t=187285
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 04:24]ـ
أيها المغالطون: ما الفرق بين فتوى الشيخ البراك وقول النبي صلى الله عليه وسلم
عبد الرحمن السديس
الحمد لله وصلى الله عليه وسلم على أفصح الناس وأكملهم بيانا، وأعظمهم نصحا أما بعد:
فكثرة مشاغبة فجار الخصومة ممن لا يستحي من الكذب، ولا يحسن فهم الكلام على وجهه؛ بأن فتيا الشيخ البراك تدعو إلى القتل وسفك الدماء ووو ...
يقولون هذا بهتا وكذبا، ويحملون كلام الشيخ ما لا يحتمل بغيا من عند أنفسهم، وهذا حال أكثرهم، وجهلا من بعض الطغام ممن لا يعرف في العلم قبيل ولا دبير، وممن لم يجلس بين يدي عالم، ولم يقرأ كتابا؛ بل زاده وبضاعته قيل وقال ...
ماذا يقول هؤلاء في قول سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري في صحيحه ـ وهو أصح كتاب بعد القرآن ـ " من بدل دينه فاقتلوه ".
و"مَن" من ألفظ العموم، يعني: أي أحد يبدل دينه.
والخطاب في قوله: "فاقتلوه" عام للأمة.
ونحوه في نصوص أخرى.
فهل كلامه صلى الله عليه وسلم يُحمل على أن مَن ظهرت له ردت شخص، بأن يغرز السكين في صدره استجابة لهذا الأمر؟!
قطعا لا.
لماذا؟
لأن النصوص الأخرى بينت أن هذا من خصائص ولي الأمر الموكل به هذا، وكذلك كلام العلماء إذا قالوا: المرتد يجب قتله، والزاني يجب رجمه، والشارب يجب جلده، والسارق يجب أن تقطع يده، لا يعني به أن الناس مأذون لهم في ذلك.
مع أن الشيخ ذكر في كلامه: "فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله".
فهل سيقول هؤلاء الكذبة: إن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق فتاوى القتل والدموية؟!
وكذا في قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (38) سورة المائدة
وقوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (2) سورة النور.
فهل يقوم بهذا كل من رأى زانيا أو قبض على سارق؟!
أو يرى هؤلاء أنه يجب أن تمسح هذه الآيات تمشيا مع حاجات العصر، وحتى لا تشوه سمعت الإسلام زعموا؟!!
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 09:24]ـ
الشيخ /الاختلاط .. وانحناء القلوب
عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
بسم الله الرحمن الرحيم ..
فقد تابعت ما يُطرح في مسألة "الاختلاط بين الجنسين" ونظرت فيما انتهى إلي فيه، وقرأت ما كتبه الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك في هذه المسألة فرأيته لا يَخرج عن الحق لفظاً ولا معنى.
والحق مع وضوحه وجلائه قد يغيب عن طالبه لورع بارد تمكن منه، أو لغلبة مصلحة متوَهمة، أو لغياب نصٍ متفق عليه عملاً، لا يُحسن الناظر فيه تنزيله على بعض الصور والنوازل الداخلة فيه بأدنى تأمل، والعالم الصادق لا يَتهيب المخالفة قدر تهيبه القصور عن قول الحق الغائب والعمل به، ولو كان المخالف له منسوباً إلى الإصلاح والفقه، فأبو بكر الصديق رضي الله عنه قال في مانعي الزكاة قولاً غاب عن جمهور الصحابة وعلية الخلق بعد الأنبياء كعمر بن الخطاب رضي الله عنهم، فكان هذا نوعاً من الذهول العارض يؤوب معه الصادق عند بيانه كأوبة خير القرون خلف أبي بكر صفاً
(يُتْبَعُ)
(/)
واحداً، فلا يُعاب على الذاهل ذهولاً عارضاً ذهوله ما آب، وإن حضره الدليل فحضور الدليل لا يتلازم مع تمكن الفهم وإصابة الحق، لأن إصابة الحق قد لا تحضر في ذهن الناقل ولو حمل النص بين جنبيه، ولهذا كان "شر الأمة آخر الزمان القراء"، كما في الحديث، وهذا في حملة نص القرآن، فكيف بحملة نص السنة.
وأدرك يقيناً أن كثيراً من العلماء الصادقين وهم يرون جلد الإعلام الشاذ في ترويض الاختلاط موزّعو العقل والقلب بين ما يؤمنون به وما يرون تحت بصرهم من الوحي الصادق والإجماع الثابت على حرمة الاختلاط في التعليم والعمل وبين ما يراد أن يُفعل، وقلّة حيلتهم استحكمت عليهم فلزموا الصمت، والصمت خيرٌ ولكن في غير هذا الموضع، لأن الساكت يُحمد إذا لم يُنسب إليه قول، وأما في حال نسبة القول إليهم فالسكوت عن قول الحق في معنى النطق بالباطل، وهذا ما وصف الله به اليهود قال الله تعالى: (سماعون للكذب أكالون للسحت) فجعل سمعهم الكذب وكذبهم سواء.
وأما من يخالف ما قاله الشيخ عبد الرحمن البراك بجهالةٍ، وهو خال القلب من نور الوحي، أو طال انحناء ظهره لسطوة الإعلام فطال أمده فظن أنه إنما خُلق أحدب الظهر، فاستروحت نفسه وجسده الانحناء، وتألمت مع القوام، فحاله لا تُغير ما خلق الله البشر عليه: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، وللقلب انحناءة كانحناءة الجسد وقوام كقوامه.
وكثيراً ما يعجز حملة الأقلام عن التحرر من نيران الشبهات، ونصرة ما حقه النصرة، وخذلان ما حقه الخذلان، لقوة الإعلام في تقزيم عملاق وعملقة قزم، وتهيب إرهاب الإعلام بألفاظ مثل التشدد والغلو والتخلف، فتوءد الجسارة على قول الحق واعتقاده في قلوب الكثير.
والسكوت لا عبرة به في موازين الحق، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن السكوت سيصل حداً أبعد من تقرير مسألة الاختلاط، ولكن الحق حقٌ والباطل باطل، فيروى عند ابن حبان والحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذٍ من يقول لو واريناها وراء هذا الحائط).
وما يضر الحق تسمية أهل الباطل إياه باطلاً، فضلاً عن سكوت الساكتين عنه.
ولتوضيح الرأي حول ما قاله الشيخ عبدالرحمن البراك فالحديث عنه من عدة جهات:
أولاً:بخصوص تحريم الاختلاط، فهذا مما لا يُخالف فيه أحدٌ من علماء الإسلام من سائر المذاهب المتبوعة ونص على الإجماع أئمة كثير، وقد بَسطت المسألة في كتاب "الاختلاط تحرير وتقرير وتعقيب" يَنبغي الرجوع إليها لمعرفة نصوص الشريعة وإجماع الأمة عبر القرون، ولا عبرة بمقالاتٍ تُنشر هنا وهناك لمنتسبي الفقه في القرن الخامس عشر.
ثانياً: وأما بشأن ما نص عليه الشيخ من تكفير المستحل مع إقراره واعتقاده بلزوم الاختلاط لبعض المحرمات القطعية معلومة التحريم في الإسلام ضرورة، فقد مثل الشيخ لبعضها (النظر المحرم والكلام الحرام والتبرج والسفور الحرام) وقد حكى الإجماع على كفر مستحلها غير واحد من العلماء في مواضع مختلفة كابن تيمية في "الفتاوي" (5/ 449) وابن مفلح في مواضع وخلق من فقهاء المذاهب الأربع.
فالاختلاط المقصود هو الاختلاط في التعليم والعمل، وأما الاختلاط العابر كالأسواق والمساجد والطرقات بلا ممازجة ومماسة فهذا يفعله الناس في كل العصور علماء وعامة لم يقصده أحدٌ في تحريم وإيراده على العلماء يدل على عدم معرفة بالنصوص وفعل القرون المفضلة أو تجاهل ومكابرة.
ثم إنه من المقطوع به في مسائل الاعتقاد أن من استحل المباح في ذاته اللازم لزوماً لا ينفك بأي حال عن المُحرم القطعي المعلوم من الدين بالضرورة، وأُقر الإنسان على هذا اللزوم فأقر به ومع ذلك يستحله، فحكمه كحكم مستبيح المُحرم القطعي أصلاً، لأنه لا يمكن أن ينفك الكفر عن لازمه القطعي ووسيلته التي لا توصل إلا إليه أو إلى غيره معه يقيناً، وهذا خاص باللازم القطعي لا باللازم الظني ولا الأغلبي، وهذا في الأمور معلومة الإباحة التي لم يرد فيها نص بذاتها بالتحريم، فكيف وقد جاءت النصوص وأجمعت الأمة على تحريم الاختلاط.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن قال: إن من دخل دار فلان فلا بد أن يفعل مُحرماً قطعياً كشرب الخمر مثلاً أو رؤية العُراة، يُلزم الداخلون جميعاً بلا استثناء من فعل المحرم القطعي، وغير الداخل معافى، ولا إكراه على الدخول، فمن عرف ذلك واستيقن حقيقة فعل الداخلين جميعاً للمحرم حيث لا ينفرد منهم أحد بمباح، ثم أباح الدخول للدار فهذه استباحة حرام قطعي، وإن حاول التفريق بين إباحة السبب والمحرم القطعي في مثل هذه الحال، فهذا جمع بين المتناقضات عقلاً وشرعاً للوصول لشهوة أو شبهة مقصودة، لا يختلف العلماء في ذلك.
ولهذا صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) رواه أحمد والترمذي وغيرهما، مع احتمال كون التصديق له لموافقة المحسوس.
ولو احترزت النصوص الشرعية لكل ما يُستثنى من النوادر، لما وُجد في الشريعة عموم، ولما صح إطلاق، والقرآن والسنة مليئان من ذلك، والعلماء يُفرقون بين نصوص الإطلاق، وقضايا الأعيان وتنزيل الأحكام عليها.
ويجب أن لا يغتر الناس بوَلع كثير من الكتاب بالاستنثاءات النادرة، والإلزام بها، فهذا من الورع البارد ليُدخلوا العامة في حُكم الأفراد المستثنتاة ليُعطلوا بذلك أحكام الإسلام العامة.
والمعلوم ضرورة أن من فعل المحرم كالزنا وشرب الخمر وأكل الربا والاختلاط في التعليم والعمل والخلوة مجرد فعلٍ بلا اعتقاد حلها فهذا مسلم مذنب عاصٍ أمره إلى الله لا يجوز الخوض في تكفيره إلا عند الخوارج، والكلام هنا على مسألة الاستحلال للمحرم وتحريم الحلال المقطوع به.
ولكون مسألة الاختلاط من المسائل المنصوصة وقد أجمع عليها العلماء ومن أسباب فعل المحرم المتيقن فمن استباحه مع يقينه أنه يحدث معه قطعاً أشياء محرمة فهو كمستبيح المحرم، وهذا ما قرره العلماء، وسُبق الشيخ البراك إلى ذلك من جمع من الأئمة بل حُكي الإجماع عليه.
فمن ذلك: ما قاله الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله العامري (469 - 530هـ) في "أحكام النظر" (ص 285): (ثم قد اتفقت علماء الأمة أن من اعتقد هذه المحظورات وإباحة امتزاج الرجال بالنسوان الأجانب فقد كفر واستحق القتل بردته، وإن اعتقد تحريمه وفعله وأقر عليه ورضي به فقد فسق لا يسمع قول ولا تقبل له شهادة) انتهى.
ومن ذلك ما قاله أبو الفضل راشد ابن أبي راشد الوليدي المالكي (ت675) كما في "المعيار المعرب" (11/ 228): (وأما من غلب على ظنك أنه يعلم ذلك ويستبيحه - أي الاختلاط- فهذا كافر يجب جهاده إن قدرت بيدك أو بلسانك فإن لم تقدر فبقلبك) انتهى
ثالثاً: أن العلماء يطلقون كثيراً أحكام الحدود في كتب العقائد والفقه، والمتقرر عندهم بلا تقييد في كل موضع أن الذي يجب في حقه القيام بذلك هم ولاة الأمر، وهذا ما هو معروف عند علماء الإسلام وفقهائه في كل عصر ومنهم الشيخ البراك فكتبه وشروحه مليئة من تقرير هذا، وهذا ما نص عليه، الفقيه راشد ابن أبي راشد الوليدي كما سبق قال بعد بيان حُكم مبيح الاختلاط: (وتغيير ذلك عليه مما يختص بالحاكم) انتهى.
هذا وجمع الله للأمة شملها، وحفظ لها دينها، والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ومن اتبع.
عبدالعزيز الطريفي
الباحث العلمي في وزارة الشئون الإسلامية
موقع شبكة نور الإسلام
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 09:54]ـ
فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله
في حكم الاختلاط
اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات:
الأولى: اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال: وهذا لا إشكال في جوازه.
الثانية: اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد: وهذا لا إشكال في تحريمه.
الثالثة: اختلاط النساء بالأجانب في دور العلم والحوانيت والمكاتب والمستشفيات والحفلات ونحو ذلك: فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى افتتان كل واحد من النوعين بالآخر
ولكشف حقيقة هذا القسم فإننا نجيب عنه من طريق مجمل ومفصل:
أما المجمل:
فهو أن الله تعالى جبل الرجال على القوة والميل إلى النساء، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف ولين، فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلى حصول (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 82) الغرض السيئ؛ لأن النفس أمارة بالسوء والهوى يعمي ويصم، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر.
وأما المفصل:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها ووسائل المقصود الموصلة إليه لها حكمه، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعلق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر. وينجلي ذلك بما نسوقه لك من الأدلة من الكتاب والسنة. أما الأدلة من الكتاب فستة: الدليل الأول: قال تعالى: سورة يوسف الآية 23 وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وجه الدلالة: أنه لما حصل اختلاط بين امرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامنا فطلبت منه أن يواقعها ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها، وذلك في قوله تعالى: سورة يوسف الآية 34 فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وكذلك إذا حصل اختلاط الرجال بالنساء اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر وبذل بعد ذلك الوسائل للحصول عليه. (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 83) الدليل الثاني: أمر الله الرجال بغض البصر وأمر النساء بذلك، فقال تعالى: سورة النور الآية 30 قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ سورة النور الآية 31 وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ الآية. وجه الدلالة من الآيتين: أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وأمره يقتضي الوجوب، ثم بين تعالى أن هذا أزكى وأطهر، ولم يعف الشارع إلا عن نظر الفجأة؛ فقد روى الحاكم في [المستدرك]، عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أحمد في [المسند] رقم (5/ 351، 353،357)، والدارمي في [السنن] (2/ 298)، والحاكم في [المستدرك] (2/ 212) و (3/ 133)، وأبو داود برقم (2149)، والترمذي برقم (2777)، والبيهقي في [السنن] (7/ 90)، وابن أبي شيبة في [المصنف] (2/ 324). يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة قال الحاكم بعد إخراجه: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وبمعناه عدة أحاديث. وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلى من يحرم النظر إليهن زنا، فروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أحمد (2/ 276، 317، 329، 344، 359، 372، 411، 528، 535، 536)، والبخاري [فتح الباري] برقم (6612)، ومسلم برقم (2657)، وأبو داود برقم (2152). العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 84) الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطو متفق عليه، واللفظ لمسلم، وإنما كان زنا؛ لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها فتعلق في قلبه فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها، فإذا نهى الشارع عن النظر إليها لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط، فكذلك الاختلاط ينهى عنه؛ لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه. الدليل الثالث: الأدلة التي سبقت في أن المرأة عورة، ويجب عليها التستر في جميع بدنها؛ لأن كشف ذلك أو شيء منه يؤدي إلى النظر إليها، والنظر إليها يؤدي إلى تعلق القلب بها، ثم تبذل الأسباب للحصول عليها وكذلك الاختلاط. الدليل الرابع: قال تعالى: سورة النور الآية 31 وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وجه الدلالة: إنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزا في نفسه؛ لئلا يكون ن سببا إلى سمع الرجال صوت (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 85) الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم إليهن، وكذلك الاختلاط يمنع لما يؤدي إليه من الفساد. الدليل الخامس: قوله تعالى: سورة غافر الآية 19 يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ فسرها ابن عباس وغيره: هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به، فإذا غفلوا لحظها، فإذا فطنوا غض بصره عنها، فإذا غفلوا لحظ، فإذا فطنوا غض، وقد علم الله من قلبه أنه ود لو اطلع على فرجها وأنه لو قدر عليها لزنى بها. وجه
(يُتْبَعُ)
(/)
الدلالة: أن الله تعالى وصف العين التي تسارق النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة فكيف بالاختلاط إذن. الدليل السادس: أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن، قال تعالى: سورة الأحزاب الآية 33 وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى الآية. وجه الدلالة: أن الله تعالى أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين، لما تقرر في علم الأصول: أن خطاب المواجهة يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه، وليس هناك دليل يدل الخصوص، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 86) اقتضت الضرورة خروجهن فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق؟! على أنه كثر في هذا الزمان طغيان النساء وخلعهن جلباب الحياء واستهتارهن بالتبرج والسفور عند الرجال الأجانب والتعري عندهم، وقل الوزاع ممن أنيط به الأمر من أزواجهن وغيرهم. وأما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر عشرة أدلة: 1 - روى الإمام أحمد في [المسند] بسنده عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنها، أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، قال: أحمد (6/ 371)، وابن خزيمة في [الصحيح] برقم (1689)، وابن حبان في [الصحيح] (2217)، وابن أبي شيبة (2/ 382، 385). قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها وأظلمه، فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت. وروى ابن خزيمة في صحيحه،عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابن خزيمة برقم (1691، 1692)، والطبراني في [المعجم] (2/ 35). إن أحب صلاة المرأة إلى الله (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 87) في أشد مكان من بيتها ظلمة. وبمعنى هذين الحديثين عدة أحاديث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد. وجه الدلالة أنه إذا شرع في حقها أن تصلي في بيتها، وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه، فلأن يمنع الاختلاط من باب أولى. 2 - ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: مسلم برقم (440)، وأبو داود برقم (678)، والترمذي برقم (224)، والنسائي في [المجتبى] برقم (821)، وابن ماجه في [السنن] برقم (1000)، وابن خزيمة في [الصحيح] برقم (1693)، والدارمي في [السنن] برقم (1272). خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها قال الترمذي بعد إخراجه: حديث صحيح. وجه الدلالة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع للنساء إذا أتين إلى المسجد فإنهن ينفصلن عن المصلين على حدة، ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخيرية، وما ذلك إلا لبعد المتأخرات من الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم، وذم أول صفوفهن لحصول (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 88) عكس ذلك، ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربه من النساء اللائي يشغلن البال، وربما أفسدن عليه العبادة وشوشن النية والخشوع، فإذا كان الشارع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاط وإنما هو مقاربة ذلك فكيف إذا وقع الاختلاط؟! 3 - روى مسلم في صحيحه، عن زينب زوجة عبد الله بن مسعود رضي الله عنها قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحمد (6/ 363)، ومسلم برقم (443)، وابن خزيمة برقم (1680)، وابن حبان في صحيحه برقم (1212، 2215). إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا. وروى أبو داود في سننه، والإمام أحمد والشافعي في مسنديهما بأسانيدهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحمد (2/ 475) و (5/ 192،193)، وأبو داود برقم (565)، وابن خزيمة في [الصحيح] برقم (1679)، والدارمي برقم (1282)، وابن حبان برقم (2211، 2214). لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهن تفلات. قال
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن دقيق العيد: (فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد؛ لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 89) يكون سببا لتحريك شهوة المرأة أيضا… قال: ويلحق بالطيب ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثره والهيئة الفاخرة، قال الحافظ ابن حجر: وكذلك الاختلاط بالرجال، وقال الخطابي في [معالم السنن]: التفل سوء الرائحة، يقال: امرأة تفلة: إذا لم تتطيب، ونساء تفلات) [إحكام الأحكام] (2/ 139). . 4 - روى أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أحمد (5/ 200،210)، والبخاري [فتح الباري] برقم (5069)، ومسلم برقم (2740، 2741)، والنسائي في [السنن الكبرى] كما في [تحفة الأشراف] (1/ 49)، وابن ماجه برقم (3998)، والبيهقي في [السنن] (7/ 91)، والترمذي برقم (2780). ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء رواه البخاري ومسلم. وجه الدلالة: أنه وصفهن بأنهن فتنة على الرجال فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون؟! هذا لا يجوز. 5 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أحمد (3/ 19، 22، 61)، ومسلم برقم (2742)، والبيهقي (7/ 91)، والترمذي برقم (2191)، وابن ماجه برقم (4000)، وابن خزيمة برقم (1499). إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء رواه مسلم. (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 90) وجه الدلالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء، وهو يقتضي الوجوب فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط؟! هذا لا يمكن، فإذا لا يجوز الاختلاط. 6 - روى أبو داود في [السنن] والبخاري في [الكنى] بسنديهما،عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه رضي الله عنه، أنه أبو داود برقم (5272). سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. هذا لفظ أبي داود، قال ابن الأثير في [النهاية في غريب الحديث]: (يحققن الطريق: أن يركبن حقها وهو وسطها). وجه الدلالة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق؛ لأنه يؤدي إلى الافتتان، فكيف يقال بجواز الاختلاط في غير ذلك؟! 7 - روى أبو داود الطيالسي في سننه وغيره، عن نافع عن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل بابا للنساء وقال: لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد وروى البخاري في [التاريخ الكبير] له، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 91) عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البخاري في [التاريخ الكبير] (1/ 60)، وأبو داود برقم (462،571)، والطيالسي في [السنن] برقم (1829). لا تدخلوا المسجد من باب النساء. وجه الدلالة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال بالنساء في أبواب المساجد دخولا، وخروجا، ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد؛ سدا لذريعة الاختلاط، فإذا منع الاختلاط في هذه الحالة ففيما سوى ذلك من باب أولى. 8 - روى البخاري في صحيحه، عن أم سلمة رضى الله عنها قالت: البخاري [فتح الباري] برقم (849)، وأبو داود برقم (1040)، والنسائي في [المجتبى] (3/ 67)، وابن ماجه في [السنن] برقم (919). كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيرا. وفي رواية ثانية له: (كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وفي رواية ثالثة: (كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال). وجه الدلالة: أنه منع الاختلاط بالفعل، وهذا فيه تنبيه على منع الاختلاط في غير هذا الموضع. (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 92) 9 - روى الطبراني في [المعجم الكبير] عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطبراني في [الكبير] (20/ 213)، وابن أبي شيبة في [المصنف] (4/ 341) موقوف. لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له قال الهيثمي في [مجمع الزوائد]: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري في [الترغيب والترهيب]: رجاله ثقات. 10 - وروى الطبراني أيضا من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الطبراني، كما في [مجمع الزوائد] (4/ 326) وقال: فيه علي بن يزيد وهو ضعيف جدا. لأن يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين وحمأة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له. وجه الدلالة من الحديثين: أنه صلى الله عليه وسلم منع مماسة الرجل للمرأة بحائل وبدون حائل إذا لم يكن محرما لها؛ لما في ذلك من الأثر السيئ، وكذلك الاختلاط يمنع لذلك، فمن تأمل ما ذكرناه من الأدلة تبين له: أن القول بأن الاختلاط لا يؤدي إلى فتنة إنما هو بحسب تصور بعض الأشخاص، وإلا فهو في الحقيقة يؤدي إلى فتنة، ولهذا منعه الشارع؛ حسما لمادة الفساد، ولا يدخل في ذلك (الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 93) ما تدعو إليه الضرورة وتشتد الحاجة إليه ويكون في مواضع العبادة، كما يقع في الحرم المكي والحرم المدني. نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يزيد المهتدي منهم هدى، وأن يوفق ولاتهم لفعل الخيرات وترك المنكرات والأخذ على أيدي السفهاء، إنه سميع قريب مجيب. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد المالك العاصمي]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 10:05]ـ
نسأل الله أن يحفظ العلامة البراك
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 11:21]ـ
شكر الله للشيخ العلاّمة ..
د. أحمد بن صالح الزهراني
الله وحده يعلم كم سعدت بفتوى الشيخ، بغضّ النّظر الآن عن صحّة من خطأ ..
والذي أسعدني وابهجني أنّ مثل هذه الفتاوى تحيي ما مات في قلوب الناس من الثقة في قوة أهل العلم حين يتكلمون بما يرونه من الحق الذي أمرهم الله ببيانه ..
كما أنّ مثل هذه الفتاوى تعطيك التصور الصحيح والرؤية الحقيقية لقيمة أهل العلم الكبار دون أهل الميعة والضيعة ..
وشيء آخر: أنّ حيصة الحمر المستنفرة من الليبراليين واضرابهم تدلّ على معرفتهم بقيمة أهل العلم الحقيقيين، ومن هم الذين ما زالت كلماتهم هي التي تحدث الأثر البالغ ..
فلله در الشيخ ومن قبله الشيخ اللحيدان .. والشيخ الفوزان والشيخ العباد حفظهم الله جميعا ونصر بهم شريعته ..
مازلت أقول إنّ الأحداث مهما بدت سوداوية في بعض الأحيان إلاّ أنّ مثل هذه الفتاوى تدل على أنّ الزمام مازال بأيدي حماة الشريعة، ولو أنّا سمعنا مرة بعد مرة مثل هذه الفتاوى التي تصدع الباطل صدعاً ويزهر لها الحق وتسطع شمس الحقيقة لرأينا كيف ترجف أفئدة الذين في قلوبهم مرض .. ولعل فاجرا يرتدع وغافلاً ينتبه!
ـ[مشاري القحطاني]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 02:05]ـ
كتب الله أجرك أخي النجدي ..
ونسأل الله أن يحفظ الشيخ من كل بأس ..
وأن يردّ الله كيد الليبراليين في نحورهم ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 03:04]ـ
يا شيخ يا البراك إن القوم لا يكذبونك ولكنهم بآيات الله يجحدون!
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 04:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلاة" وسلاما" على خاتم النبيم وامام المرسلين وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين.وبعد ....
فعجبا" والله لاهل زماننا وللمتعالمين .. حبيب الامس عدو اليوم وعالم الامس جاهل اليوم؟
أصبحت الموازين تقديم عقول على المنقول , وهو ى النفوس على ما امر به ربنا جل وعلا
حتى غدا الامر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاثر الذي رواه ابن مسعود.
- رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الإسلامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وسَيعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبى للغُرَبَاءِ. قيلَ: ومَنِ الغُرَبَاءُ؟ قالَ: النُّزَّاعُ مِنَ القبائِلِ ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits26000471.htm')))) وفي لفظ آخر: ((طوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24008091.htm')))) وفي لفظ: ((الذين يصلحون ما أفسد الناس)) ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24006772.htm')) وفي لفظ: ((هم قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير، فطوبى للغرباء، الذي يصلحون إذا فسد الناس)) ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24006774.htm')) أو ((يصلحون ما أفسد الناس ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24008092.htm')))) أو ((قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24008093.htm'))))
لما افتى شيخنا العالم الزاهد التقي النقي نحسبه كذالك والله حسيبه الشيخ عبد الرحمن البراك هذة الفتوى التى ما خرجت عن الشرع قيد أنمله لمن من الله عليه بمعرفة بالأحكام الشرعية ومن له فطرة مرضية وعقول سوية،حدث ما لا يخفي على احد وتناقلتها وسائل الاعلام بغرابة شديدة وكأن الشيخ حفظه الله ونفعنا بعلمه هو من خرج عن المنقول بما افتى به وكتبه بين السطور ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم الغفور.
قرات لردود بعض المتفلسفين ودعاة الفجور والسفور فما رايت فيها غير سخافات وجهالات لو عرضت على طفل صاحب فطرة سليمة لانكرها ولقال ما هذا التبجح والنفور , وسمعت لبعضهم على وسائل الإعلام يتبجح ويقول ان العهد النبوي كان كله اختلاط بين الرجال والنساء
(يُتْبَعُ)
(/)
في الشارع وفي المسجد حتى ان النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif كان يحدث وتختلط به النساء لسؤاله .. وغير ذالك من الطامات والسخافات التى ما تنبئ الا عن حقد دفين للطهر والاحتشام بل للإسلام , وحقد لمشايخنا الأعلام فقد اخذ واحد أخر يتهكم ويعرض بالشيخ بالقول ويلمزة ويهمزة وما مثله ومثل الشيخ الا كذبابة حطت على نخلة كبيرةاستقرت عليه فلما ارادت ان تطير قالت الذبابة للنخلة ,تماسكي لانى سأطير.فقالت النخلة وهل شعرت بكى حينما نزلتى حتى اشعر بكى اذا رحلتى.
قال الرافعي رحمه الله: (أتدري يا ولدي ما الفرق بين علماء الحق، وعلماء السوء، وكلُّهم آخذ من نور واحد لايختلف؟ أولئك في أخلاقهم كاللوح من البللور، يظهر النور من نفسه، وهؤلاء بأخلاقهم كاللوح من الخشب، يظهر النور حقيقته الخشبية لا غير، وعالم السوء يفكِّر في كتب الشريعة وحدها، فيسهل عليه أن يتأوَّل، ويحتال، ويغيِّر، ويبدِّل، ويظهر، ويخفي، ولكن العالم الحق يفكِّر مع كتب الشريعة في صاحب الشريعة، فهو معه في كلِّ حالة، يسأله: ماذا تفعل؟ وماذا تقول؟) الرافعي في "وحي القلم
عرض سؤال على الشيخ حامد العلى جاء فيه:
السؤال: الدفاع عن الشيخ البراك فضيلة الشيخ ما ردك على الذين شنعوا على سماحة الشيخ البراك بسبب فتواه الأخيرة في الاختلاط، حيث زعموا أنه كفر القائل بالإختلاط مع أنه لم يرد فيه نص
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فتوى الشيخ حفظه الله ـ وهو من كبار فقهاء العصر ـ واضحة جداً، فهو لم يكفر القول بمطلق الإختلاط، بل نص الفتوى هو: (ومن استحل هذا الاختلاط، وإن أدّى إلى هذه المحرمات _ وكان قد ذكر محرمات مجمع عليها من الخلوة، والتبرج .. إلخ _ فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلاَّ وجب قتله)،
فسماحته قد كفَّر من استحل المحرمات التي تقارن الإختلاط لامحالة، والقائل بجوازه مع إعترافه بلزوم إقترانه بما أُجمع على تحريمه، فهو كمن قال: الاختلاط جائز حتى لو علمنا أنَّ الزنا يقترن به لا محالة، ومثله من قال: سقي المسلمين هذا الدواء جائز حتى لو علمنا أنه يقتلهم لامحالة، ونحو ذلك.
وهذا أصلا حكمٌ مجمع عليه، ولاخلاف فيه بين الفقهاء، ولاينكره إلاَّ جاهل بالفقه الإسلامي.
غير أنَّ الداعين إلى الإختلاط، حرفوا _ كعادتهم _ الكلام عن مواضعه، بقصد التشنيع على دعاة الفضيلة الذين يقفون في وجه المخربين الذين ظهر قرنهم، وعلا صوتهم، وانتشروا في مواقع إعلامية، في بلاد الحرمين شرفها الله، ليس لهم هم إلاَّ استهداف الإسلام، وتشويه صورته، وتهجين رسالته، ومشروعهم قائم على مسخ الفضائل، وإحلال الرذائل، وإستبدال الثقافة الغربية اللخناء المنحلة، بثقافة الإسلام الفاضلة المطهرة، وقد كتبنا في الرد عليهم عدت كتابات سابقة
****************
.. فواعجباه فما الذي يريده المتعالمين والعلمانيين ودعاة التبرج والسفور والفجور؟؟؟؟؟؟؟ دعوة تظهر كل فترة ولكن ان شاء الله سرعان ما ستنطفيء اتدرون لماذا؟؟؟
لأن الله تعالى أبي الا أن يتم نوره, ولو كره الكافرون , ولو كره المنافقون ولو كره العلمانيون وأذنابهم ومن سار على دربهم وأنار شمعتهم.
قال تعالى:
? يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33} ?. [التوبة].
وقال الله عزَّ وجل: ? يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {9} ? [الصف].
وكتبه/ابو عبد الرحمن الفلازوني حامدا" مصليا" مسلما"
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 09:36]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
في يومِ الأحد الماضي أصدر فضيلة شيخنا العلاّمة الزاهد، والشيخ الوقور الصادق، وإمامُ الاِحتسابِ وقولِ الحق، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البرّاك - متّع اللهُ بحياتهِ - بياناً شاملاً كافياً وافياً حولَ الحكمِ الشرعيّ الصريح بكفرِ مستحلِّ الاِختلاطِ ومُبيحهِ - إن أدّى إلى مُحرم - فتناوشَ الرويْبِضاتُ والأقزامُ فناء الشيخِ المبارك، وشوّشوا على فتواه، وحرّفوها، وحمّلوها ما لاتحتملُ، وألبسوها ثوبَ التكفيرِ والتحريضِ والإرهاب - زعموا - فكانَ لِزاماً على أهلِ العلمِ والفضلِ والاِحتساب القيامُ بواجبهم تجاهَ الشريعة، ثمّ تجاهَ شيخنا - بارك الله في عمُرِه - وممن قامَ بواجبه فضيلة الشيخ / عبد العزيز بن مرزوق الطريفي - باركَ اللهُ في علمِه - وإليكم بيانَ الشيخَ الذي صدَر قبل دقائق:
الاختلاط .. وانحناء القلوب
بسم الله الرحمن الرحيم ..
فقد تابعت ما يُطرح في مسألة "الاختلاط بين الجنسين" ونظرت فيما انتهى إلي فيه، وقرأت ما كتبه الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك في هذه المسألة فرأيته لا يَخرج عن الحق لفظاً ولا معنى.
والحق مع وضوحه وجلائه قد يغيب عن طالبه لورع بارد تمكن منه، أو لغلبة مصلحة متوَهمة، أو لغياب نصٍ متفق عليه عملاً، لا يُحسن الناظر فيه تنزيله على بعض الصور والنوازل الداخلة فيه بأدنى تأمل، والعالم الصادق لا يَتهيب المخالفة قدر تهيبه القصور عن قول الحق الغائب والعمل به، ولو كان المخالف له منسوباً إلى الإصلاح والفقه، فأبو بكر الصديق رضي الله عنه قال في مانعي الزكاة قولاً غاب عن جمهور الصحابة وعلية الخلق بعد الأنبياء كعمر بن الخطاب رضي الله عنهم، فكان هذا نوعاً من الذهول العارض يؤوب معه الصادق عند بيانه كأوبة خير القرون خلف أبي بكر صفاً واحداً، فلا يُعاب على الذاهل ذهولاً عارضاً ذهوله ما آب، وإن حضره الدليل فحضور الدليل لا يتلازم مع تمكن الفهم وإصابة الحق، لأن إصابة الحق قد لا تحضر في ذهن الناقل ولو حمل النص بين جنبيه، ولهذا كان "شر الأمة آخر الزمان القراء"، كما في الحديث، وهذا في حملة نص القرآن، فكيف بحملة نص السنة.
وأدرك يقيناً أن كثيراً من العلماء الصادقين وهم يرون جلد الإعلام الشاذ في ترويض الاختلاط موزّعو العقل والقلب بين ما يؤمنون به وما يرون تحت بصرهم من الوحي الصادق والإجماع الثابت على حرمة الاختلاط في التعليم والعمل وبين ما يراد أن يُفعل، وقلّة حيلتهم استحكمت عليهم فلزموا الصمت، والصمت خيرٌ ولكن في غير هذا الموضع، لأن الساكت يُحمد إذا لم يُنسب إليه قول، وأما في حال نسبة القول إليهم فالسكوت عن قول الحق في معنى النطق بالباطل، وهذا ما وصف الله به اليهود قال الله تعالى: (سماعون للكذب أكالون للسحت) فجعل سمعهم الكذب وكذبهم سواء.
وأما من يخالف ما قاله الشيخ عبد الرحمن البراك بجهالةٍ، وهو خال القلب من نور الوحي، أو طال انحناء ظهره لسطوة الإعلام فطال أمده فظن أنه إنما خُلق أحدب الظهر، فاستروحت نفسه وجسده الانحناء، وتألمت مع القوام، فحاله لا تُغير ما خلق الله البشر عليه: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، وللقلب انحناءة كانحناءة الجسد وقوام كقوامه.
وكثيراً ما يعجز حملة الأقلام عن التحرر من نيران الشبهات، ونصرة ما حقه النصرة، وخذلان ما حقه الخذلان، لقوة الإعلام في تقزيم عملاق وعملقة قزم، وتهيب إرهاب الإعلام بألفاظ مثل التشدد والغلو والتخلف، فتوءد الجسارة على قول الحق واعتقاده في قلوب الكثير.
والسكوت لا عبرة به في موازين الحق، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن السكوت سيصل حداً أبعد من تقرير مسألة الاختلاط، ولكن الحق حقٌ والباطل باطل، فيروى عند ابن حبان والحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذٍ من يقول لو واريناها وراء هذا الحائط).
وما يضر الحق تسمية أهل الباطل إياه باطلاً، فضلاً عن سكوت الساكتين عنه.
ولتوضيح الرأي حول ما قاله الشيخ عبدالرحمن البراك فالحديث عنه من عدة جهات:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً:بخصوص تحريم الاختلاط، فهذا مما لا يُخالف فيه أحدٌ من علماء الإسلام من سائر المذاهب المتبوعة ونص على الإجماع أئمة كثير، وقد بَسطت المسألة في كتاب "الاختلاط تحرير وتقرير وتعقيب" يَنبغي الرجوع إليها لمعرفة نصوص الشريعة وإجماع الأمة عبر القرون، ولا عبرة بمقالاتٍ تُنشر هنا وهناك لمنتسبي الفقه في القرن الخامس عشر.
ثانياً: وأما بشأن ما نص عليه الشيخ من تكفير المستحل مع إقراره واعتقاده بلزوم الاختلاط لبعض المحرمات القطعية معلومة التحريم في الإسلام ضرورة، فقد مثل الشيخ لبعضها (النظر المحرم والكلام الحرام والتبرج والسفور الحرام) وقد حكى الإجماع على كفر مستحلها غير واحد من العلماء في مواضع مختلفة كابن تيمية في "الفتاوي" (5/ 449) وابن مفلح في مواضع وخلق من فقهاء المذاهب الأربع.
فالاختلاط المقصود هو الاختلاط في التعليم والعمل، وأما الاختلاط العابر كالأسواق والمساجد والطرقات بلا ممازجة ومماسة فهذا يفعله الناس في كل العصور علماء وعامة لم يقصده أحدٌ في تحريم وإيراده على العلماء يدل على عدم معرفة بالنصوص وفعل القرون المفضلة أو تجاهل ومكابرة.
ثم إنه من المقطوع به في مسائل الاعتقاد أن من استحل المباح في ذاته اللازم لزوماً لا ينفك بأي حال عن المُحرم القطعي المعلوم من الدين بالضرورة، وأُقر الإنسان على هذا اللزوم فأقر به ومع ذلك يستحله، فحكمه كحكم مستبيح المُحرم القطعي أصلاً، لأنه لا يمكن أن ينفك الكفر عن لازمه القطعي ووسيلته التي لا توصل إلا إليه أو إلى غيره معه يقيناً، وهذا خاص باللازم القطعي لا باللازم الظني ولا الأغلبي، وهذا في الأمور معلومة الإباحة التي لم يرد فيها نص بذاتها بالتحريم، فكيف وقد جاءت النصوص وأجمعت الأمة على تحريم الاختلاط.
فمن قال: إن من دخل دار فلان فلا بد أن يفعل مُحرماً قطعياً كشرب الخمر مثلاً أو رؤية العُراة، يُلزم الداخلون جميعاً بلا استثناء من فعل المحرم القطعي، وغير الداخل معافى، ولا إكراه على الدخول، فمن عرف ذلك واستيقن حقيقة فعل الداخلين جميعاً للمحرم حيث لا ينفرد منهم أحد بمباح، ثم أباح الدخول للدار فهذه استباحة حرام قطعي، وإن حاول التفريق بين إباحة السبب والمحرم القطعي في مثل هذه الحال، فهذا جمع بين المتناقضات عقلاً وشرعاً للوصول لشهوة أو شبهة مقصودة، لا يختلف العلماء في ذلك.
ولهذا صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) رواه أحمد والترمذي وغيرهما، مع احتمال كون التصديق له لموافقة المحسوس.
ولو احترزت النصوص الشرعية لكل ما يُستثنى من النوادر، لما وُجد في الشريعة عموم، ولما صح إطلاق، والقرآن والسنة مليئان من ذلك، والعلماء يُفرقون بين نصوص الإطلاق، وقضايا الأعيان وتنزيل الأحكام عليها.
ويجب أن لا يغتر الناس بوَلع كثير من الكتاب بالاستنثاءات النادرة، والإلزام بها، فهذا من الورع البارد ليُدخلوا العامة في حُكم الأفراد المستثنتاة ليُعطلوا بذلك أحكام الإسلام العامة.
والمعلوم ضرورة أن من فعل المحرم كالزنا وشرب الخمر وأكل الربا والاختلاط في التعليم والعمل والخلوة مجرد فعلٍ بلا اعتقاد حلها فهذا مسلم مذنب عاصٍ أمره إلى الله لا يجوز الخوض في تكفيره إلا عند الخوارج، والكلام هنا على مسألة الاستحلال للمحرم وتحريم الحلال المقطوع به.
ولكون مسألة الاختلاط من المسائل المنصوصة وقد أجمع عليها العلماء ومن أسباب فعل المحرم المتيقن فمن استباحه مع يقينه أنه يحدث معه قطعاً أشياء محرمة فهو كمستبيح المحرم، وهذا ما قرره العلماء، وسُبق الشيخ البراك إلى ذلك من جمع من الأئمة بل حُكي الإجماع عليه.
فمن ذلك: ما قاله الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله العامري (469 - 530هـ) في "أحكام النظر" (ص 285): (ثم قد اتفقت علماء الأمة أن من اعتقد هذه المحظورات وإباحة امتزاج الرجال بالنسوان الأجانب فقد كفر واستحق القتل بردته، وإن اعتقد تحريمه وفعله وأقر عليه ورضي به فقد فسق لا يسمع قول ولا تقبل له شهادة) انتهى.
ومن ذلك ما قاله أبو الفضل راشد ابن أبي راشد الوليدي المالكي (ت675) كما في "المعيار المعرب" (11/ 228): (وأما من غلب على ظنك أنه يعلم ذلك ويستبيحه - أي الاختلاط- فهذا كافر يجب جهاده إن قدرت بيدك أو بلسانك فإن لم تقدر فبقلبك) انتهى.
ثالثاً: أن العلماء يطلقون كثيراً أحكام الحدود في كتب العقائد والفقه، والمتقرر عندهم بلا تقييد في كل موضع أن الذي يجب في حقه القيام بذلك هم ولاة الأمر، وهذا ما هو معروف عند علماء الإسلام وفقهائه في كل عصر ومنهم الشيخ البراك فكتبه وشروحه مليئة من تقرير هذا، وهذا ما نص عليه، الفقيه راشد ابن أبي راشد الوليدي كما سبق قال بعد بيان حُكم مبيح الاختلاط: (وتغيير ذلك عليه مما يختص بالحاكم) انتهى.
هذا وجمع الله للأمة شملها، وحفظ لها دينها، والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ومن اتبع.
عبدالعزيز الطريفي
الباحث العلمي في وزارة الشئون الإسلامية
موقع شبكة نور الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 09:39]ـ
علماء ودعاة يؤيدون بيان الشيخ البراك حول الاختلاط
المسلم ـ خاص | 14/ 3/1431 هـ
أيد علماء ودعاة سعوديون ما جاء في بيان الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حول الاختلاط، معتبرين أن ما ذهب إليه فضيلته تؤيده أدلة الكتاب والسنة والإجماع، وأن كلام الشيخ إنما يتعلق باستحلال المحرمات الظاهرة.
ولفت موقعون من بينهم فضيلة الشيخ د. عبدالله بن محمد الغنيمان، و د. عبدالله بن حمود التويجري، و د. عبدالرحمن بن صالح المحمود، إلى أن فضيلة الشيخ البراك لم ينفرد برأيه هذا بل سبقه العديد من العلماء، وأورد بياناهم نصوصاً مشابهة لما جاء في بيان الشيخ، الذي نشره موقعه هذا الأسبوع.
ودعا العلماء والدعاة القائمين على وسائل الإعلام إلى الإنصاف في عرض آراء أهل العلم باختلاف تنوعاتها وعدم الاقتصار على ما يخدم توجهات تلك الوسائل.
وفيما يلي نص بيان العلماء والدعاة:
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على رسوله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين:
فقد اطلعنا على ما أوردته بعض الصحف تعقيبا على كلمة فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك في مسألة الاختلاط، وما تضمنته تلك التعقيبات من خلط وتطاول، ومع أن الذي نعتقده أن الشيخ حفظه الله من كبار أهل العلم والاجتهاد في هذا العصر، فإننا نبين للأمة ما يأتي:
الأول: أن ما حرره فضيلته وفقه الله من كفر مستحل المحرمات التي يؤدي إليها ـ يقينا ـ الاختلاط المنشود للمستغربين بما يتضمن من النظر الحرام والتبرج الحرام والخلوة الحرام والكلام الحرام أنه حق وصواب وتؤيده أدلة الكتاب والسنة وإجماعات المسلين، فالاختلاط وما يتضمنه من المذكورات هو من المحرمات الظاهرة، واستحلاله يعدّ إنكاراً لحكم معلوم من الدين بالضرورة، لما فيه من التكذيب والجحود المناقض للتصديق، أو الإباء والامتناع المناقض للإذعان والالتزام للشرع. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة هو من أعظم أصول الإيمان، وقواعد الدين، والجاحدُ لها كافر بالاتفاق" (مجموع الفتاوى 12/ 496)
فما حرره فضيلة الشيخ عبد الرحمن متفق تماما مع أصول أهل السنة أن من استحل المحرمات الظاهرة فهو كافر، وأما الأعيان فلابد من قيام الحجة عليهم باجتماع الشروط وانتفاء الموانع، ففرق بين الحكم العام بالوصف والحكم على المعين، وعلى ذلك فتكفير من أتى مكفِّرا حكمٌ شرعيٌّ متلقى عن صاحب الشريعة، كما قرره غير واحد من المحققين، قال تعالى في المستهزئين: "لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"
الثاني: أن فضيلة الشيخ وفقه الله مسبوق من علماء كبار فيما قرره في كلمته تلك من كفر مستحل المحرمات التي يؤدي إليها الاختلاط، فمن ذلك ما قاله الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله العامري (469 - 530هـ) في كتابه (أحكام النظر إلى المحرمات 285) (قد اتفقت علماء الأمة أن من اعتقد هذه المحظورات وإباحة امتزاج الرجال بالنسوان الأجانب فقد كفر واستحق القتل بردته، وإن اعتقد تحريمه وفعله وأقر عليه ورضي به فقد فسق لا يسمع قول ولا تقبل له شهادة) انتهى.
ومن ذلك ما قاله أبو الفضل راشد ابن أبي راشد الوليد المالكي (ت675) ـ كما في (المعيار المعرب 11/ 228) ـ: (وأما من غلب على ظنك أنه يعلم ذلك ويستبيحه [أي الاختلاط] فهذا كافر يجب جهاده إن قدرت بيدك أو بلسانك فإن لم تقدر فبقلبك) انتهى.
الثالث: أننا نستغرب صدور الدعوة إلى اختلاط النساء بالرجال في العمل والتعليم في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية، بعد أن منَّ الله على نسائها بالعفة والطهر، وبعد أن بدأ بعض العقلاء في الغرب ينادون بضرورة فصل الجنسين، لأن الاختلاط سبب انتشار الرذيلة وسقوط الأمم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: أننا ندعو القائمين على وسائل الإعلام إلى أن يتقوا الله ويفسحوا المجال للعلماء والكتاب المنصفين غير مقتصرين على صوت واحد، وهو ما يخدم توجهاتهم، كما فعلوا في مسألة الاختلاط، فإنهم أقصوا كل كتابة تحذر من الاختلاط وتذكر مساوئه، ورحبوا بما عدا ذلك، وهذا من الغش للمسلمين، وينافي ما يزعمون من العدل والإنصاف، كما ندعو كل من قال من المنتسبين إلى العلم بإباحة الاختلاط إلى التوبة إلى الله، وأن يراجعوا أنفسهم، وأن يتذكروا مقامهم بين يدي الله عز وجل "وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون".
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يوفق قادتهم إلى ما يرضيه سبحانه وتعالى، وصلى الله وسلم على محمد. حرر في 13ربيع الأول 1431هـ
أسماء الموقعين على البيان:
1. فضيلة الشيخ د. عبدالله بن محمد الغنيمان
رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقاً
2. د. عبدالله بن حمود التويجري
رئيس قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بجامعة الإمام سابقاً
3. د. عبدالرحمن بن صالح المحمود
الأستاذ في قسم العقيدة بجامعة الإمام سابقاً
4. أ. د ناصر بن سليمان العمر
المشرف العام على موقع المسلم
5. الشيخ / بدر بن ابراهيم الراجحي
القاضي بالمحكمة العامة بمكة
6. د. عبدالعزيز بن عبدالمحسن التركي
المحامي والمستشار
7. د. سعد بن عبدالله الحميد
جامعة الملك سعود
8. د. محمد بن ناصر بن سلطان السحيباني
عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية فالمدينة المنورة سابقاً
9. الشيخ/ عبدالله بن ناصر السليمان
المفتش القضائي بالمجلس الأعلى للقضاء
10. الشيخ / أحمد بن عبدالله آل شيبان العسيري
مستشار تربوي
11. د. خالد بن عبدالله الشمراني
أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
12. د. علي بن سعيد الغامدي
محامي وأستاذ الفقه بجامعة الإمام والمدرس بالمسجد النبوي سابقا
13. الشيخ / فهد بن سليمان القاضي
مستشار تعليمي
14. د. عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر
الأستاذ المشارك في جامعة الإمام
15. د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي
عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة في جامعة ام القرى.
16. الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان
مدير المعهد العلمي بمكة سابقاً
17. د. محمد بن عبدالله الهبدان
المشرف العام على مواقع نور الإسلام
18. د. ناصر بن يحيى الحنيني
المشرف العام على مركز الفكر المعاصر وأستاذ العقيدة في جامعة الإمام
19. د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
أستاذ مشارك بجامعة الإمام بقسم العقيدة
20. د. إبراهيم بن عبدالله الحماد
أستاذ مشارك بجامعة الإمام
21. الشيخ / أحمد بن حسن آل عبدالله
مدير إدارة التوعية الإسلامية بتعليم عسير سابقاً
22. د. أحمد بن سعد غرم الغامدي
الأستاذ بكلية المعلمين بالباحة سابقاً
23. د. حمد بن إبراهيم الحيدري
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة في جامعة الإمام
24. د. محمد بن سليمان البراك
عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى
25. الشيخ / محمد بن علي مسملي
إمام وخطيب جامع أبوبكر الصديق بجازان
26. الشيخ/ عبدالله بن علي الغامدي
أمين لجنة الشباب بالطائف سابقاً
27.الشيخ/ سعد بن ناصر الغنام
الداعية الإسلامي
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 10:26]ـ
سوف يذكر التاريخ وقفة الشيخ البراك وشجاعته امام دعوى الاختلاط
فجزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء ورزقه الفردوس الأعلى من الجنة
وجزاك الله كل خير يا شيخ عبد العزيز النجدي انت وبقية تلاميذ البراك
ـ[المقدسى]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 10:47]ـ
اللهم إحفظ لنا شيخنا البراك وإجعله شوكة فى حلق المتآمرين علي الإسلام والمتسترين خلف شعارات الفضيلة اوالتى لا تحمل إلا الرذيلة.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 03:04]ـ
الله المستعان ..
لا أدري لماذا حذف البيان من موقع المسلم ......
ولا أدري لماذا حجبت شبكة نور الاسلام.
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 04:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد جاءت هذه الحالة الاجتماعية، نتيجة طبيعية، وسنة كونية، لوقع العقيدة في مجتمع وُوجه كفاحاً بدعوة الأنبياء، فشقته نصفين، وأحالته إلى فريقين: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ) [النمل: 45].
ولا عجب، فالحق ثقيل، وفارق، وفيصل. فما من نبي بعثه الله إلا وشرح له صدور من سبقت لهم من الله الحسنى، فآمنوا به، واتبعوه، وضيَّق صدور طائفةٍ أخرى، فكذبوه، وعادوه. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) [الصف: 14]، وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) [الفرقان: 31]
وامتدت هذه الحالة إلى أتباع الأنبياء، بدرجات متفاوتة، فتارة ينبري لهم ملاحدة أصليون، وكفرة مستعلنون، يرومون هدم الدين، ونسفه من اصوله. وتارة يتدسس بينهم، زنادقة باطنيون، يلقون بذور الشك، والريبة، ويتظاهرون بالصلاح، ويقولون: (إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) [النساء: 62]، وثالثةً يشغب عليهم أصحاب شبهات، وشهوات، وحملة لوثات، من أهل البدع، والعلمنة، الذين لم يخرجوا من دائرة الإسلام، لكن تجارت بهم الأهواء، وخطفت أبصارهم الفتن البراقة في الأفق الشرقي، والغربي، فصاروا يدعون قومهم: هلموا معنا!
ولم يزل أهل الإسلام، وحراس العقيدة، وحفاظ الشريعة، يواجهون هذه الفئات، بما تقتضيه الثوابت العقدية، من جهة، والسياسة الشرعية، من جهة أخرى. وقد جرت منازلات حامية الوطيس بين الفريقين، بعد انحلال نظام الخلافة العثمانية، في القرن المنصرم، واكتسح العلمانيون كثيراً من مواقع التوجيه في العالم الإسلامي، مدعومين بدبابات الغرب، والشرق، وغزوهم الفكري، والعسكري، فمارسوا صنوف الإرهاب الفكري، والسلطوي، تجاه العلماء، والدعاة الراسخين، مستغلين جهل الناس، وعصا السلطة. ولما فاء الناس إلى دين الله في العقود الثلاثة الأخيرة، وانحسر ظل التغريب، نسبياً، وتنبهوا للمسخ الذي يمارس ضدهم، انقمع دعاة التغريب، وأغمضوا على قذى.
وظلت بلاد الحرمين (المملكة العربية السعودية) حرسها الله، بمنأى عن هذه التحولات السلبية، والمنحدرات الفكرية، بفضل تمسكها بالإسلام، وحراستها للتوحيد، والفضيلة، وحضانتها للحرمين، وتلاحم ولاتها، وعلمائها.
حتى إذا ما ارتكبت حماقة الحادي عشر من سبتمبر، وأطبق العالم على حرب (الإرهاب) ركب القابعون من أهل العلمنة الموجة، ليفوِّقوا سهامهم إلى كل داعية، ومصلح، وعالم، دون تمييز، ويصفُّوا حساباتهم مع خصومهم. ورافق ذلك رحيل علماء راسخين، كانوا سداً منيعاً، كالجبال الراسيات ضد تيارات الشبهات، ورياح الشهوات.
وتمخض المشهد عن معنى قوله تعالى: (فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ):
1 - فريق يمسِّك بالكتاب، ويحفظ للأمة أصالتها، وتميزها، ويشجعها على كل ما فيه صلاح لها؛ في دينها، ودنياها، ويأبى الانجرار إلى مشابهة الكفار.
2 - وفريق يدعو إلى التحرر (الليبرالية)، والتحلحل من ضوابط الشريعة (الدنيوية) في الاقتصاد، والاجتماع، والإعلام، ومماهاة العالم، والتنصل من الثوابت العقدية، والخصائص الإسلامية المجتمعية، بدرجات متفاوتة.
وكان من آخر حملات هذا الفريق الأخير، الخاسرة، تطاولهم على مقام أحد العلماء الأثبات، فضيلة الشيخ: عبد الرحمن بن ناصر البراك، حفظه الله، المطبق على إمامته في العلم، والدين، والدعوة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، في قراءة عوراء، لفتوى محررة لفضيلته في مسألة (الاختلاط).
وسنة الله باقية، وعِدته بنصر أوليائه وافية، ليميز الله الخبيث من الطيب، ويبلو بعضهم ببعض، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 10:09]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
خاطبوا الناس على قَدْرِ عقولِهم؛ الاختلاط بين (التحريم) و (التكفير)
بقلم فضيلة الشيخ: علي بن حسن الحلبي الأثري
قَرَأْتُ ما تداوَلَتْهُ كَثيرٌ مِن الصُّحُفِ المطبوعةِ، والأكثرُ مِن المواقعِ والمنتدياتِ الإلكترونيَّةِ حول الفَتْوَى المُسنَدةِ إلى الشيخِ عبدِ الرَّحمن بن ناصرِ البَرَّاك -وفَّقَهُ اللهُ-، والتي نُسِبَ إليه -فيها- أنَّهُ يقولُ بِكُفْرِ مِن يُسَوِّغُ الاختلاطَ، ويُجيزُ قَتْلَهُ!
ولا شكَّ أنَّ الكلامَ -لو كان هكذا- لكان باطِلاً جدًّا، ومُنكَراً جِدًّا!
لكنَّ الواقعَ أنَّ كلامَ الشيخ -وفَّقَهُ اللهُ- كما جاء في (موقعِهِ الرَّسْمِيِّ) -: مُوَجَّهٌ إلى مَن (يستحلُّ) الاختلاطَ، أي: يَعُدُّهُ حَلالاً مُناقضةً منه لأدلَّةِ تحريمِهِ ...
وليس معناهُ تكفيرَ المُواقِعِ للاختلاطِ عن شهوةٍ أو معصيةٍ؛ فضلاً عن المُجيزِ له عن شُبهةٍ عِلميَّةٍ -حتَّى لو أخطَأَ- ...
وهذا -بهذا القيد- هو -نفسُهُ- اعتقادُ أهل السُّنَّةِ في مُرْتَكِبِي عُموم الذُّنُوب والآثام، والذي لخَّصَهُ الإمامُ الطَّحاويُّ بقولِهِ -في «عقيدتِهِ» -المشهورةِ-: «ولا نكفّرُ أحداً مِن أهلِ القبلةِ بذنبٍ ما لم (يستحلَّهُ)».
مع التوكيد-حتى في هذا-على ضبط الفرق بين الكفر النوعيّ، والتكفير العينيّ-وما يحتاجُه هذا-الأخير- مِن لزوم تطبيق شروطٍ وضوابطَ على الأفراد؛ لا يقومُ بها إلا خاصةُ العلماء الربانيّين-؛مؤكّداً-من قبل ومن بعد-على أن إغفالَ التفريق بين هذين الأمرين سببٌ عظيمٌ في إيقاع الفتن في العالم-كله-،ولا أقول: بين المسلمين-فقط-!!!
ولكنِّي أقولُ:
الأصلُ: مُخاطبةُ النَّاسِ بالاصطِلاحاتِ التي يَعقِلُونَها، ويُدْرِكُونَ معانيَها، وإلا كان ذلك (لبعضِهِم) فِتنةً؛ كما قال ابنُ مسعودٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-: «ما أنت بمحدِّثٍ قوماً حديثاً لا تبلُغُهُ عقولُهُم؛ إلا كان (لبعضِهِم) فتنةً».
أمّا اليوم؛ فأقولُ: هو (لأكثرِهِم) كذلك! -واللهُ المُستعانُ-.
بل بَلَغَ تَوَقِّي سَلَفِنا الصالحِ -رحمهُمُ اللهُ- في هذا الباب -أنْ قالَ عليُّ بنُ أبي طالب -رضي الله عنه-: «حدِّثُوا الناسَ بما يعرِفُونَ؛ أتُحِبُّونَ أنْ يُكَذَّبَ اللهُ ورسولُهُ؟!».
هذا هو الهديُ السَّنَيُّ النبويُّ، وهذا هو التوجيهُ السُّنِّيُّ السلفيُّ.
أقولُ: نعم؛ الأصلُ في حُكْمِ الاختلاطِ بين الجِنسَيْنِ: المَنْعُ، وأمَّا ما كان مُباحاً منهُ -لحاجةٍ، أو ضرورةٍ-؛ فبضوابطَ دقيقة، وشروطٍ وثيقة.
أمّا التكفيرُ -عشوائيًّا! -؛ فلا ...
وأمّا القتلُ -ضربةَ لازِبٍ!! -؛ فلا وألفُ لا ...
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[01 - Mar-2010, صباحاً 10:41]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من السكوت عن الحق، كما نعوذ من مداهنة الخلق، ونعوذ بك من القول بلا علم، كما نعوذ بك من كتم العلم، ونعوذ بك من شهواتٍ تعمي الأبصار، كما نعوذ بك من شبهات تستخف الأغمار، ونعوذ بك من جرأة السفهاء، والاستخفاف بالعلماء، ومعاداة الأتقياء. نحمدك فأنت للحمد أهل، ونشكرك فأنت صاحب الفضل، ونصلي ونسلم على من بعثته رحمة للعالمين، وسراجاً منيراً للناس أجمعين.
منقول من
إتباع الصراط في الرد على دعاة الاختلاط
عبد الله بن عبد الرحمن آل سعد
الرياض- ذو القعدة 1430هـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52171
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 02:47]ـ
الأخوة الكرام،
نحن ننشغل كثيرًا بالتأييد والدفاع عن مشايخنا، وهذا شيءٌ طيب لصد المنافقين، ولكن وبالمقابل هل لدينا مشاريع أو خطط عمل نقدمها ليُستفاد منها في تعقيدات الحياة التي تزداد بشكل متسارع؟
عوام الناس لا يهتمون كثيرًا لهذه الصراعات، وإنما يلتفتون لمن يقدم لهم خُطةً أو مشروعًا يُيسر لهم تعقيدات الحياة، فهل نحن جاهزون لتقديم البدائل إذا منعنا عن الناس المتوفر؟!
تذكرة فقط بموضوع أطباق البث الفضائي، فقد كانت فتاوى المنع والتحريم آنذاك على قدم وساق، وقليلٌ جدًا من اهتم بالتفكير في تقديم البديل، وبعد أن دخلت هذه الأطباق جُل إن لم تكن كُل البيوت السعودية؛ بدأت حركة تقديم البديل بالقنوات الإسلامية!
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال: لماذا لا نسارع بالتفكير في المستقبل وتوفير البدائل (المتفقة مع مبادئ الإسلام) عوضًا عن انتظار إلى أن يصير ماندافعه واقعًا ومن ثم نبدأ التفكير؟!
الأخوة الكرام، نحن نعيش في زمن لم يسبق للتاريخ الوصول إليه، لذا فالأساليب والوسائل والطرق القديمة لم تعد تنفع.
وفقكم الله
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 03:16]ـ
عبد الرحمن السديس
الحمد لله وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم. أما بعد:
من نافلة القول أن العلامة البراك من كبار علماء الأمة، ومن أكثرهم دقة وتحريا وورعا، ومن أكثرهم نصحا وغيرة على محارم الله وحدوده.
ولما كان ذلك كذلك، وكان الواقع اليوم يشهد حربا شعوى من الإعلام المستغرب لتبرير الإختلاط وفرضه على الناس على أنه واقع لا محيد عنه، وقد وجد الإعلام بعض المنتسبين للعلم فركبوا ظهره وجعلوه مطية في حربهم هذه، فكان من تحدث مساندا لهم: بعضهم ممن استهوته شهوة الشهرة وحب الدنيا، أو ممن تكلم بذلك تزلفا لمن ظن أنه يريد منه ذلك، أو يستحسنه، أومن ممن هو مغفل غافل جر إلى الكلام واستخرج منه الصحفي ما يريد وهو لا يدري ما يفعل به، كما وضفت كلمات لبعض أهل العلم فيها تجويز لفروع من الاختلاط أخرى، وشغبوا فيها على تجويز الاختلاط في العمل والتعليم، وهو مقصودهم ومبتغاهم.
ولما كان كثير من الكبار أمسك عن الحديث عن الموضوع الذي هو حدث الساعة، رأى هذا العالم ببصيرته النافذة أنه لا يجوز السكوت على هذه الحال وعجلة الاختلاط تتسارع، ودعاته يعدون العدة، فأطلق هذه الفتوى مبينا ومحذرا وناصحا، فكانت هذه الفتوى، زلزالا على قلوب مبتغي الفساد، فطاروا بها كل مطار وحملوها ما لا تحتمل، وكذبوا على بعض الطيبين فعلق جملة منهم على ما يذكره الصحفي في الفتوى من غير أن يقرأ محتواها.
وولو قرأها لظهر له أن الفتوى واضحة المعالم والسياق.
لكن كيف لقلوب أشربت هذه الرزايا أن تقبل ما يعكر صفوها، ويفسد مشروعها، وهم أهل الكذب والتدليس في هذه وغيرها، فترى اليوم غلمان الصحفاة وسفهاءها يتطاولون أيهم يخرج كلاما أنتن من الآخر في حق هذا العالم الكبير، لكن لا غرابة فقد وقع في أعراض الأنبياء واتهموا بأكثر من ذلك.
فهذه الكائنات سيبقى قدرها في مكانه من الضعة والسفول، وسيبقى قدر العالم كما هو من العلو والرفعة، لكنها تهذي اليوم وتتطاول ليكون ما تقوله:
تكفيرا لذنوب الشيخ ورفعا لدرجته ونشرا لذكره،
فما كان لفتواه أن تنتشر هذا الانتشار العريض لولا ما كالوه من الكذب، ولا غرابة فالحمق يجلب ضرا لصاحبه ونفعا لعدوه.
وهذا موضوع جادت به قريحة الشيخ الفاضل ياسر العسكر، شكر الله سعيه وبارك فيه:
وجاء المرجفون في المدينة
الحمد لله وبعد:
فقد تابعتُ بِنَهَمٍ ما تناقلته وسائل الإعلام وكُتَّاب المنتديات حول البيان الذي أصدره الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله من كل سوء- في "التحذير من فتنة الدعوة إلى الاختلاط".
وقرأتُ كثيراً مما كُتب حول هذا البيان، تعليقاً وتعقيباً وتشغيباً، وعجبتُ أشد العجب من هذه المغالطة المكشوفة وهذا الفهم المنكوس لبيان الشيخ رغم وضوح معانيه ورصانة مبانيه.
فأعدتُ قراءة البيان مراتٍ ومراتٍ لأعرف موطن الخلل الذي جرَّ هؤلاء إلى هذا الفهم الصارخ بالمغالطة، فلم أجد إلا اتباع الهوى، وحب التشغب على العلماء، والسعي الدؤوب لنشر فسادهم وإطفاء نور الله بأفواههم، ولكن:? يَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ? [التوبة: 32].
وكان أبو الطيب المتنبي مُحِقَّاً حين قال:
ومن البَلِيَّة عَذْلُ مَن لا يَرْعَوِي ... عن غَيِّهِ وخِطَابُ مَن لا يَفْهَمُ
فكلام الشيخ -حفظه الله- في وادٍ، وهؤلاء المرجفون في وادٍ آخر، وصدق الله حين قال: ? فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ? [الحج: 46].
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس بمستغرب من هؤلاء هذا التشغيب والمغالطة وقلب الحقائق، ووالله لو كان بيان الشيخ في غاية الوضوح والبيان وحسن السبك والعرض، لغالطوا وشغَّبُوا، وهذا ديدنهم، وحالهم كما حكى الله عن مَن قبلهم: ?وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ! وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ! وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ? [الأنعام:111 - 113].
وهناك فئة من الناس ليسوا أصحاب هوى، لكنهم أتباع كل ناعقٍ، قرؤوا التحليل ولم يقرؤا الخبر، فانطلى عليهم ما قيل ونُشِرَ، فخاضوا مع الخائضين، من غير تثبت ولا تحرٍّ، واعترضوا على الشيخ بما لا يخالفهم الشيخ عليه، وياليتهم كلَّفوا أنفسهم فأخذوا الخبر من معدنه، وقرؤوا بيان الشيخ في موقعه، ولو فعلوا لعرفوا مراد الشيخ لوضوح بيانه، ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد، وفي حادثة الإفك معتبر.
ونص كلام الشيخ -حفظه الله- في بيانه ما يلي: (إن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم -وهو المنشودللعصرانيين- حرامٌ؛ لأنه يتضمن النظر الحرام، والتبرج الحرام، والسفور الحرام، والخلوة الحرام، والكلام الحرام بين الرجال والنساء، وكلُّ ذلكطريقٌ إلى ما بعده.
ومن استحلَّ هذا الاختلاط -وإن أدى إلى هذه المحرمات- فهو مستحِلٌّلهذه المحرَّمات، ومن استحلَّها فهو كَافِرٌ، ومعنى ذلك أنه يصير مرتَدَّاً، فيُعرَّفوتقام الحُجَّةُ عليه، فإن رجع وإلا وجب قتله، والأصل في ذلك أن من جحد معلوماً من دينالإسلام بالضرورة كَفَرَ؛ لأنه مُكذِّبٌ أو غير ملتزم بأحكام الشريعة، وهذا مقرَّرٌ ومعروفٌعند علماء الإسلام، أعني تحريم الاختلاط بين الرجال والنساءعلى الوجه المذكور .... ).
وهذه الجملة من كلام الشيخ هي التي أثارت كوامن الأنفس الخبيثة، فجعجوا وشغبوا –كعادتهم- واتهموا الشيخ بما هو بريء منه، وقولوه ما لم يقله، وزعموا بأن الشيخ:
يدعو في فتواه إلى إعدام معارضي الفصل الصارم بين الرجال والنساء في المملكة إذا رفضوا التخلي عن أفكارهم. كما في موقع إذاعة (رويترز) على هذا الرابط: http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE (http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE61M0TN20100223)61M0TN2 0100223 (http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE61M0TN20100223)
وعنونت صحيفة الوطن السعودية لما جاء في البيان بـ (عودة فتاوى القتل والتكفير بذريعة الاختلاط)!!!.
وقالت قناة العربية على موقعها الإلكتروني تحت هذا العنوان:
عبدالرحمن البراك يوجب قتل من يبيح الاختلاط في السعودية،
ووَصَفَ من يقوم بهذا العمل بالمرتد والكافر.
(ثارت ضجة في الأوساط السعودية بسبب فتوى جديدة تقول بقتل كل من يسمح بالاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم في السعودية).
الرابط: http://www.alarabiya.net/articles/2010/02/24/101336.html (http://www.alarabiya.net/articles/2010/02/24/101336.html)
إلى غير ذلك مما كُتِبَ وأُذِيعَ مما هو بعيدٌ كلَّ البعد عن مراد الشيخ ومقصوده.
فبيان الشيخ –كما هو واضحٌ منه- يدور حول مسألة استحلال حكم "الاختلاط المحرَّم"، يعني الاختلاط المؤدِّي إلى النظر الحرام، والتبرج الحرام، والسفور الحرام، والخلوة الحرام، والكلام الحرام، -كما هو صريح بيانه-.
ولاشك -والله- في كفر مَن هذا حاله، لأن الاختلاط على هذا الوجه مجمعٌ على تحريمه، ونصوص أهل العلم -على اختلاف مذاهبهم وبلدانهم- متواترة في ذلك على مرِّ العصور.
ومن قواعد الشرع وأصوله في باب "الإيمان" أنَّ (من أنكر أمراً معلوماً حكمُه من الدين بالضرورة فقد كفر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم أن الإيمان قائمٌ على تصديق حكم الله تعالى، وحكم رسوله e، ومن أهم هذه الأحكام وآكدها: الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة، ولذا انعقد الإجماع على كفر منكرها، وأقوال أهل العلم في هذا مستفيضة، ومنها:
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (12/ 497): (إن الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة هو من أعظم أصول الإيمان، وقواعد الدين، والجاحد لها كافر بالاتفاق).
- وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (1/ 128): (وَاعْلَمْ أَنَّ مَذْهَب أَهْل الْحَقِّ: أَنَّ مَنْ جَحَدَ مَا يُعْلَمُ مِنْ دِينِ الإِسْلام ضَرُورَةً حُكِمَ بِرِدَّتِهِ وَكُفْرِهِ، إِلاَّ أَنْ يَكُون قَرِيب عَهْدٍ بِالإِسْلامِ أَوْ نَشَأَ بِبَادِيَةٍ بَعِيدَةٍ وَنَحْوه مِمَّنْ يَخْفَى عَلَيْهِ فَيُعَرَّفُ ذَلِكَ؛ فَإِنْ اِسْتَمَرَّ حُكِمَ بِكُفْرِهِ، وَكَذَا حُكْم مَنْ اِسْتَحَلَّ الزِّنَا أَوْ الْخَمْرَ أَوْ الْقَتْلَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْمُحَرَّمَات الَّتِي يُعْلَمُ تَحْرِيمُهَا ضَرُورَةً).
- وقال القاضي عياض اليحصبي المالكي (ت544هـ) في كتابه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" (ص2/ 1073): (أجمع المسلمون على تكفير كل من استحل القتل أو شرب الخمر أو الزنا مما حرم الله بعد علمه بتحريمه كأصحاب الإباحة من القرامطة و بعض غلاة المتصوفة، وكذلك نقطع بتكفير كل من كذب وأنكر قاعدة من قواعد الشرع وما عرف يقينا بالنقل المتواتر من فعل الرسول و وقع الإجماع المتصل عليه).
- وقال ابن أبي العز الحنفي في "شرح العقيدة الطحاوية": (لا خلاف بين المسلمين أن الرجل لو أظهر إنكار الواجبات الظاهرة المتواترة، والمحرمات الظاهرة المتواترة، ونحو ذلك فإنه يستتاب، فإن تاب، وإلا قُتِلَ كافراً مرتداً).
- وقال علامة اليمن الإمام الشوكاني (1250هـ) في رسالته "الدواء العاجل في دفع العدو الصائل" (ص34): (قد تقرر في القواعد الإسلامية أن منكر القطعي وجاحده، والعامل على خلافه تمرداً، أو عناداً، أو استحلالاً، أو استخفافاً، كافرٌ بالله وبالشريعة المطهرة التي اختارها الله لعباده).
- وقال ملا علي القاري الحنفي (ت:1014هـ) في "شرح الفقه الأكبر": (إن استحلال المعصية صغيرة كانت أو كبيرة كفر إذا ثبت كونها معصية بدلالة قطعية).
- وقال مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت:1389هـ): (إن من الأصول المتقررة المتفق عليها بين أهل العلم أن من جحد أصلاً من أصول الدين، أو فرعاً مجمعاً عليه، أو أنكر حرفاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قطعياً، فإنه كافر الكفر الناقل عن الملة).
- وقال فقيه الحنابلة في زمانه منصور البهوتي (ت:1051هـ) في كتابه "كشاف القناع" (6/ 139 - 140): (من استحل الحشيشة المسكرة كَفَرَ بلا نزاع، .... أو أحل الزنا ونحوه كشهادة الزور واللواط، أو أحل ترك الصلاة، أو جحد شيئاً من المحرمات الظاهرة المجمع على تحريمها كلحم الخنزير والخمر وأشباه ذلك، أو شك فيه ومثله لا يجهله كفر؛ لأنه مكذِّبٌ لله ولرسوله وسائر الأمة).
- وقال الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله العامري (ت:530هـ) في كتابه "أحكام النظر إلى المحرمات وما فيه من النظر والآفات" (ص285): (ثم قد اتفقت علماء الأمة أن من اعتقد هذه المحظورات وإباحة امتزاج الرجال بالنسوان الأجانب فقد كفر واستحق القتل بردته، وإن اعتقد تحريمه وفعله وأقر عليه ورضي به فقد فسق لا يسمع قوله ولا تقبل له شهادة).
- وقال أبو الفضل راشد ابن الوليد المالكي (ت:675هـ) كما في "المعيار المعرب" (11/ 228): (وكذلك يجب نهيهن عن اجتماعهن مع الرجال اجتماع ملاصقة؛ لأن ذلك كله حرام، فيجب عليك بيان ذلك لمن غلب على ظنك أنه يجهل ذلك، وأما من غلب على ظنك أنه يعلم ذلك ويستبيحه فهذا كافريجب جهاده إن قدرت بيدك أو بلسانك فإن لم تقدر فبقلبك، وأما من يعتقد تحريم ذلك ويفعله فهو عاصٍ وأمره إلى الله إن لم يتب من ذلك، وتغيير ذلك عليه مما يختص بالحاكم).
وهذا جزء يسير من أقوال علماء الإسلام في تكفير من استَحَلَّ محرَّماً مجمعاً على تحريمه.
وبعد هذه النقول عن أهل العلم المعتبرين هل يقال بأن الشيخ قد شَذَّ في فتاواه؟، أو تَشَدَّد في بيانه؟، أو قال قولاً لم يسبق إليه؟ أو كَفَّر بلا حجةٍ أو برهانٍ؟!!
ولكن:
? وَمَا تُغْنِي الآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ? [يونس:101]
ومَن يَكُ ذَا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ ... يَجِدْ مُرَّاً بِهِ الماءُ الزُّلاَلا
هذا وأسأل الله للجميع الهداية والرشاد، وأن يكفَّ عنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، وأن يرزقنا جميعاً الفقه في دينه، والعمل بسنة نبيه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وكتب: ياسر العسكر
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 02:01]ـ
مداخلة الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك بقناة دليل عن الاختلاط صوت mp3
السماع للعلماء وتأييدهم على الحق ومناصرتهم سببيل النصر والعلو والخير في الدنيا والآخرة
هذا هو مقطع مداخلة الشيخ العلامة المحتسب عبدالرحمن البراك حفظه الله
في قناة الأسرة بشأن الاختلاط المحرم
آمل نسخ المقطع ونشره بكل قوة رعاك المولى
هنا
http://dc124.4shared.com/download/23..._10-3-1431.mp3 (http://dc124.4shared.com/download/232358783/3c5c865a/_________10-3-1431.mp3)
منتديات فرسان السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 03:25]ـ
تفريغ مداخلة الشيخ ^^^
قضية الاختلاط
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه:
قضية الاختلاط قضية بدهية؛ لكن قبل ذلك لم يكن في مفهوم الاختلاط لبس ولا تشويه قبل هذا العصر الذي استولى فيه النصارى على كثير من بلاد المسلمين وأشاعوا فيه الاختلاط، كان الاختلاط قضية محسومة في قرون الإسلام، ولم يكن في محل جدل إلا في هذا العصر حين استولى الكفار على بلاد المسلمين.
وقد حمى الله المملكة -بلادنا بلاد الإسلام ومأرز الإسلام، حماها الله من سيطرة الاستعمار النصراني، فعاش ولله الحمد في عافية ردحاً وعقوداً بل لقرون ولله الحمد وهي مسلّمة، لكن لما حصل ما حصل من أسباب التواصل العالمي دبّ إلينا إلى هذه البلد المباركة داء الاختلاط لكن بخطوات بطيئة.
وأول ما انتقل الاختلاط ونعني الاختلاط بمفهومه الذي يعنيه العلماء وهو الاختلاط الذي يتضمن المحرمات بالنظر الحرام والكلام الحرام والخلوة الحرام واللمس الحرام -التحرش والمراودة-، هذا دب إلينا بخطوات بطيئة وانتقل أول ما انتقل مع الطب والمستشفيات الحديثة، من أول ما قدم قدم معه الاختلاط ولم يزل هذا الداء ينمو بطيئاً.
إلا أنه في السنوات الأخيرة وبعد عوامل كثيرة صار يتسارع:
أول الأمر يعد من المخالفات الشرعية التي تبتلى بها المجتمعات بأسباب التقصير والغفلة والتأويل والتساهل وما إلى ذلك.
إلا أننا الآن في هذا العام أو قبله قد بلينا بفتنة عمياء ألا وهي كما تفضل الدكتور وليد وهي فتنة طرح قضية الاختلاط على أن اللفظ محدث، وكذب من قال ذلك ورُد عليه الرد الشافي، وأيضاً غاية هذا الطرح هو تطبيع الاختلاط الذي كان منكراً وإن كان واقعاً، لكنه كان منكراً ومحارباً بقدر الاستطاعة وما يتهيأ من الأسباب.
وأريد أن أنبه إلى أن الاختلاط الذي حوله الجدل كما ذكرتم، هذا الاختلاط الأصل في تحريمه قوله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً}، وقد بينت السنة والأدلة القرآنية كيف يكون قربان الزنا {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن} فحرم النظر الحرام وحرم إبداء النساء زينتهن وضربهن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن، وحرم على المرأة السفر من غير محرم، فسدت الشريعة كل طريق يفضي إلى الزنا، فالاختلاط الذي يرمي إليه العصرانيون والمغالطون هو ما يتضمن الوسائل المقربة إلى الزنا، وهو الذي أشاعه النصارى في مجتمعات المسلمين التي سيطروا عليها، فالقضية مشرقة وواضحة وليست محل خلاف، لكن هذا الخلاف مصطنع، ومن المؤسف أنه قد دخل في هذا الجدل من ينسبون إلى مؤسسات شرعية، وهذا من عظيم المصاب، ومن تعاظم الفتنة وقانا الله ووقى بلادنا شرها ونسأل الله أن يحفظ هذه البلاد ويحفظ ما فيها من الخير، وأن يحبط مكائد الكافرين والمفسدين والمنافقين الذين يعملون على تغيير هوية هذه البلاد وسلبها ما تخصصت به وتميزت به من الطهر والخير والعفة في نسائها ورجالها، فهي خير العالم الإسلامي بإطلاق من حيث مجتمع وحكومة أصلح الله الجميع وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 03:27]ـ
إبراهيم السكران يرد على المهاجمين لفتوى البراك ويقول لهم .. ؟ .. آلآن!!!
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
بعد فتوى الشيخ العلامة البراك عن الاختلاط رفع من نصبوا وسموا أنفسهم زورا بالمصلحين عقيرتهم على فتوى الشيخ، وبلغ بهم ضيق العطن أن حرضوا على رجل شابت لحيته، وشعر رأسه في التعلم والتعليم، وأجزم أن الشيخ لا يلقي بالا لهذه الشلة وجعجعتهم، فالشيخ ولله الحمد يلقي دروسه، ويذهب ويأتي ويفتي.
المضحك أن بعض المستكتبين في الصحف خرج علينا بطرفة العام، وربما تدرج ضمن كذبة أبريل التي لا أصل لها، وفحواها أن الشيخ لماذا لا يكتب عن الفساد المالي؟
وهذا لعمر الله من ضيق الأفق، والجهل بالشريعة فأيهما يقدم؟
حفظ الدين أم غيره من الضروريات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن أمير الحاج في " التقرير والتحبير " (3/ 231): "ويقدم حفظ الدين من الضروريات على ما عداه عند المعارضة لأنه المقصود الأعظم، قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ ?لْجِنَّ وَ?لإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات:56]، وغيره مقصود من أجله، ولأن ثمرته أكمل الثمرات وهي نيل السعادة الأبدية في جوار ربّ العالمين، ثم يقدم حفظ النفس على حفظ النسب والعقل والمال لتضمنه المصالح الدينية لأنها إنما تحصل بالعبادات، وحصولها موقوف على بقاء النفس، ثم يقدم حفظ النسب لأنه لبقاء نفس الولد إذ بتحريم الزنا لا يحصل اختلاط النسب، فينسب إلى شخص واحد فيهتم بتربيته وحفظ نفسه، وإلا أهمل فتفوت نفسه لعدم قدرته على حفظها، ثم يقدم حفظ العقل على حفظ المال لفوات النفس بفواته حتى إن الإنسان بفواته يلتحق بالحيوانات ويسقط عنه التكليف، ومن ثمة وجب بتفويته ما وجب بتفويت النفس وهي الدية الكاملة، ثم حفظ المال ".ا. هـ.
هكذا يرتب العلماء حفظ الضروريات الخمس.
وقد سطر الأخ الفاضل إبراهيم السكران مقالا رائعا يرد على أولئك المحتجين سفهاء الأحلام على الشيخ لماذا لا يتكلم عن الفساد المالي؟!
فأجابه إبراهيم السكران بالتالي:
الآن تذكرتم الفساد المالي؟!
إبراهيم السكران
حين أفتى سماحة الإمام عبدالرحمن البراك بكفر مستحل الاختلاط المتضمن للمحرمات القطعية (التبرج، الخلوة، السفور، النظر المحرم) خرج علينا مجموعة ممن تذكروا للتو صوت العقل، وصاروا يقولون: لماذا لم يفتِ الشيخ ضد الفساد المالي؟ وأين الشيخ عن البطالة؟ وأين الشيخ عن مشكلات المستوصفات الأهلية والصرف الصحي والمطاعم المتسممة؟ الخ الخ من مشكلات الوزارات والبلديات التي تذكروها الآن!
منذ فترة طويلة والليبراليين السعوديين يقودون حملة مكثفة لإشاعة أسباب الفواحش في مجتمعنا المحلي، مؤامرات تشويه إعلامي وإقالة من الوظيفة ضد من يفتي بتحريم الاختلاط، وتأليب اجتماعي ضد ضبط الهيئة لحالات الإركاب والخلوة، وتهييج مؤسسات أجنبية ضد القضاء الشرعي في أي قضية "أعراض" وإرسال التقارير إليها بطريقة تحريضية مريبة، وتزيين وتسهيل السينما العالمية بما تتضمنه من مشاهد الفجور والفحش، وأكداس من الروايات المليئة بتصوير تفصيلي للحظات الفواحش، وتجاوز الليبراليون السعوديون في رواياتهم التصوير الجمالي للعلاقات غير المشروعة بين الجنسين باعتبارها تمرد بطولي على السائد، إلى تصوير الشذوذ الجنسي بين النساء (رواية بنات الرياض) وتصوير اللواط بتفاصيله المقززة (رواية العطايف لعبدالله بخيت)، ومقالات دورية في التهكم بفتاوى خمار الوجه، بل ووصلت مقالاتهم إلى لمز حديث الصحيحين (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، وتزيين استقبال الرجل للفتيات يوقع لهن كتبه في معارض الكتب، واستقبال المؤلِّفة للشباب توقع لهم كتبها، والتميلح في اللقاءات الفضائية مع المذيعات المتبرجات "ياسيدتي .. ياسيدتي .. "، ومقالات مستمرة ضد كل الأحكام الشرعية التي تضمنت التحفظ في العلاقة بين الجنسين كسفر المرأة بلا محرم، وبالجملة فكل حكم شرعي يشرف المرأة بالحشمة والفضيلة والعفة تجدهم يكتبون ضده بشتى السبل، ويستوردون الفتاوى التي تخدم أغراضهم من كل مكان لضرب الفتوى الشرعية في قضايا الفضيلة.
وبعد كل هذه الحملة الفواحشية -التي تفغر فاك وأنت تلاحق أحداثها- يأتون اليوم يقولون للبراك لماذا لاتفتي ضد الفساد المالي؟! يعني هم سيتخصصون في أمركة الفتاة السعودية وأنتم اتركونا وتكلموا عن الفساد المالي؟!
بالله عليكم توقفوا أسبوعاً واحداً فقط عن إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا حتى نتمكن من التقاط أنفاسنا وحماية أعراض بناتنا ثم نتناقش معكم حول أساليب حماية المال العام إن كنتم صادقين فعلاً في حمايته ولم تكونوا جزءاً من هذا الفساد ذاته عبر مكافآت إعلامية دسمة تصلكم من هنا وهناك!
أرجوكم فكروا أن تأخذوا إجازة ترتاحون فيها قليلاً من هذا النشاط المحموم في خلع خمار الفتاة والزج بها مع الشباب ثم نستطيع أن نجد وقتاً نبحث فيه عن سبل إيقاف المنح العقارية الجائرة للمسؤولين الليبراليين والرواتب الخرافية لرؤساء التحرير الليبراليين؟!
بالله عليكم أين تجدون الوقت لكتابة كل هذه المقالات والروايات والحلقات والاستضافات التي تدور كلها حول الجزء السفلي للإنسان؟! والله أهنؤكم على أنه لم تصبكم السآمة والملل من دورانكم حول موضوعات لاتخرج عن الملابس الداخلية لبني آدم، حتى قال أحد الصحفيين وهو صديق لكم (المشروع الليبرالي يبدأ بالمرأة وينتهي بالمرأة مروراً بالمرأة)!
تدقون طبول الحرب على أعراض بنات المسلمين وتريدون أهل العلم أن يتخصصوا هم في موعظة المسؤولين عن بقايا الميزانية؟! طيب لماذا لاتوفرون جهدكم في سلخ أخلاق الفتيات والشباب، وتجعلون مقالاتكم عن المال العام، وستجدون الإسلاميين يوزعون مقالاتكم ويفرحون بها، كما يفرحون باستضافة د. القنيبط ومقالات الرطيان، برغم أنهم ليسوا من الإسلاميين، وإنما لأنهم يطرحون نقداً سياسياً صريحاً وواضحاً لمشكلات المجتمع المسلم المالية دون المساس بالأعراض والفضيلة.
الآن تتحدثون عن الأولويات، وفقه الأولويات، وتتفجعون على الشيخ البراك بأنه لايفقه الأولويات! انظر من يتحدث؟! أنتم الذين أهملتم قضايا المجتمع المسلم وكليات الإسلام وتخصصتم في تزيين وسائل الرذائل تأتون تتحدثون عن الأولويات؟! هل بقي في وجوهكم قطرة حياء؟!
حين يهجم على منزل الإنسان لصّان، أحدهما يريد أن يغتصب بنته، والآخر يريد أن يسطو على ماله، فمن الطبيعي أن يبدأ بمقاومة لص الأعراض ثم يتفرغ للص الأموال، هذا هو الترتيب البدهي لأولويات العقلاء.
فأوقفوا لصوص الأعراض حتى نتفرغ للصوص الأموال!
الليبرالية في الدنيا كلها تجعل غايتها لجم الاستبداد السياسي، والليبرالية في بلدي المسكين غايتها الوصول إلى لحظة الشاطئ المختلط ..
-------------------
فديو مداخلة العلامة البراك
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=6121
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 07:52]ـ
إبراهيم بن عبدالله الأزرق
قراءة في بعض الانتقادات الصحفية على فتوى البراك العلمية
الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك غني عن تعريف مثلي، ولعل التعريف به حشو للمقال بما يمكن الاستغناء عنه أو العلم به بأدنى جهد .. غير ما أردت قوله أن من عرف الشيخ وخبره من أهل الإدراك والفهم، يظهر له ما حباه الله من حسن الفهم، وسرعة الإدراك، وقوة الذهن، وشهد بتفوقه في ذلك بعض من عرفه من الأفاضل، وقد انعكست آثار تلك الصفات على كلماته، فليس الشيخ من الذين يهرفون بما لا يعرفون، كما أنه من أنأى المعاصرين عن إلقاء الكلام على عواهنه، أو المجازفة بالتهويل في العبارات والألفاظ.
ولهذا فإن من الطبيعي أن يجيء بيانه الأخير في شأن الاختلاط محكماً محرر العبارات التي تشير إلى معاني قد تدق على أفهام بعض المبتدئين المتغافلين.
وقد قرر فيه الشيخ جملة حقائق شرعية من أهمها:
أولاً: أن الاختلاط المستغرب، في الدراسة والعمل، الذي يقتضي الخلوة المحرمة، والتبرج المحرم، والكلام المحرم، والنظر المحرم، معلومة بالضرورة حرمته في دين الإسلام.
ثانياً: مستحل هذا النوع من الاختلاط المستغرب المذكور، كافر لاستحلاله محرماً معلوم الحرمة بالضرورة.
ثالثاً: الواجب تجاه هذا المستحل للحرام، أنه يستتاب، بأن يعرف وتقام عليه الحجة، فإن تاب وإلاّ وجب قتله.
ومن قرأ بيان الشيخ يعلم أنه ما قال: إن من استباح شيئاً مما يسمى في لغة العرب اختلاط فهو كافر تضرب عنقه! وإني لأعجب ممن استغفلهم الإعلام فظنوا أن منتسباً للشريعة يقول هذا! أترى الغفلة فيهم بلغت مبلغاً يصدقون فيه مثل هؤلاء؟!
وأعجب كذلك ممن علموا صواب الشيخ في قوله، ثم حملوا عليه بحجة حاصلها أن ما قاله حقٌ، لكن من يجوز الاختلاط لا يبيح مثل هذا! وهؤلاء في الحقيقة يعلنون سذاجتهم، وينادون على غيرهم بها! فهم يجادلون في حقائق الواقع وشهادة إحصائياته فيزعمون أن الاختلاط المستغرب في التعليم والعمل لا يتضمن ما ذكر الشيخ، بل هم في الحقيقة يتكلمون عن اختلاط في العمل والتعليم خيالي لا يعرفه البشر! وإلاّ فإحصائيات الدول تثبت جرائم الاعتداءات الجنسية الكاملة في تلك المجتمعات أعني العلمية أو التعليمية، دعك من الجرائم التي لا يعدونها جرائم وفقاً لقوانينهم! فكيف بما ذكره الشيخ من نحو النظر المحرم الذي قد علم أنه يتجاوز حدود الوجه والكفين إلى القدمين وكذا النحر والشعر والسحر وربما أكثر، ومن كان صاحب خبرة بالجامعات المختلطة وأماكن العمل المختلطة علم أن المحظورات التي ذكرها الشيخ جميعاً واقعة فيها، يتضمنها الاختلاط المتحدث عنه، ولايتصور أن يعمل المرء في نحو تلك البيئة أو يدرس عاماً واحداً ولا يعرض له شيء منها، فكيف إذا كان يكفي في المنع عند فقهاء الشريعة أن يكون ذلك الاختلاط ذريعة يتقاضها الطبع، فإذا كان الاختلاط ذريعة غالبة وجب منعه، وإذا وجب منعه تعين المنع من المشاركة في إقامته لغير ضرورة، فكيف والشأن على ما قد خُبِرَ يقتضي لزوم بعض ما ذكره الشيخ في الاختلاط المستغرب، وهذا بخلاف المخالطة العارضة لحاجة معتبرة فهذه قد تخلو فتسوغ، وإن لم تخل فليست مفسدتها كالمفسدة الناجمة عن الخلطة المتكررة التي هي ذريعة غالبة –على أقل تقدير- لعدد من المحرمات التي ذكر الشيخ في فتواه بعضها.
وثم ماذا يضير بعض المنتسبة للعلم المتشبعة من لباس الشريعة بما أعطته الشهادات من الألقاب! ماذا يضيرها حتى تعارض الشيخ في منع اختلاطٍ بين حده وحكمه على ماحده إذا كانت توافقه فيه! والشيخ قد بين الاختلاط الذي حكم عليه وذكر ما يتضمنه من المحرمات القطعية كالتبرج المجمع على تحريمه، وكالخلوة المجمع على تحريمها، دعك من الفواحش التي هي أكبر! وقد قرر علماء الإسلام قاطبة أن مستحل المجمع عليه المعلوم من دين الإسلام تحريمه فهو كافر، قال شيخ الإسلام: "والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه، كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء" [مجموع الفتاوى 3/ 267].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الإجماع المذكور لم يحكه الحنابلة المتشددون! ولم يتفرد به من يسمون اليوم بالوهابية! بل هو إجماع أهل العلم المنقول عمن تفقه، نص عليه شيخ الصوفية وعالمهم في زمانه المحدث أبو بكر محمد بن عبدالله بن أحمد العامري المعروف بابن الخباز، في كتابه أحكام النظر حيث قال: "قد اتفقت علماء الأمة أن من اعتقد هذه المحظورات وإباحة امتزاج الرجال بالنسوان الأجانب فقد كفر واستحق القتل بردته، وإن اعتقد تحريمه وفعله وأقر عليه ورضي به فقد فسق لا يسمع قول ولا تقبل له شهادة".
وكلمة العامري: "استحق القتل" تشبه الكلمة التي هرج حولها بعض الصحفين وهي قول الشيخ: "وجب قتله"، فالكلام هنا عن بيان حكم شرعي، هو الوجوب، وليس فيها بيان لمن يلزمه التفنيذ، فإذا قال شيخٌ الواجب أن يقام الحد على شارب الخمر، أو تقطع يد السارق، أو قال قانوني القانون يقتضي أن يسجن صاحب الجرم الفلاني، فهل يقول مسلم عاقل إن في هذا تحريضاً للعامة على الافتئات في إقامة الحدود أو للناس ليسجن من يشاء من أراد؟! والشيخ لم يقل: على أفراد الشعب أن يقتلوه! حتى يحمل كلامه على هذا المعنى، ومن ظنه محتملاً له من أهل الجهل الذين لا يعرفون المراد بمثل هذه الألفاظ عند فقهاء الشريعة، فجهله ليس عذراً له في رمي الناس بما لم يقولوا، إذ الواجب عليه أن يستفصل ويسأل عن المراد بالكلام المجمل عنده، لا أن يحمل الكلام الذي يراه محتملاً على أسوأ محمل فهذا من البهتان.
ومع أن ما قرره الشيخ محل إجماع كما ترى مع ذلك لم يكتف بعض الإعلاميين بالحمل على البيان، فأبى بعضهم إلاّ تناول الشيخ في شخصه، فالبراء عندهم إذا كان مع مشايخ الإسلام فقط فلابد أن يكون من القول والقائل، ولا مجال حينئذ لحرية التعبير أو احترام رأي المختصين! بل لابد من التحريض عليهم! وحجة بعضهم –ويا للسخافة- في تحريضه وتجريمه أن فتوى الشيخ أكثر من مجرد رأي لأنها تشتمل على تحريض! وينسى مثل هذا البطال أن ما يصنعه هو لا يخرج عن حده للتحريض الذي حكم بضرورة الضرب على يد صاحبه، إلاّ أنه لم يبين من الذي ينبغي أن يضرب على يده! وظاهر إنكاره على الشيخ أن للعامة أن يلوا ذلك وفقاً لفهمه!! فاعجب من هذا التناقض.
وقد انجر وراء هؤلاء الإعلاميين بعض المثقفين والمشايخ المشاركين في العلم، وإذا نظرت في هؤلاء جميعاً وجدتهم في حالة الشيخ البراك، وكذلك الشيخ الحيدان، والشيخ الفوزان، وغيرهم من مشايخ البلاد الكرام، ينقسمون إلى طوائف أربع كبار:
أما الإعلاميون فهم طائفتان:
الطائفة الأولى من الصحفيين: قوم مداركهم محدودة، ومع ذلك أبوا إلا الخوض فيما لا يحسنون، وبعضهم مع عريض جهله مغرور، يحسب أن معه من العلم أو الفهم ما يعارض به الأعلام. حاله شر من حال صحفي يعمل محللاً لكرة القدم مثلاً ويأبى إلاّ حشر أنفه في تحليل اقتصادي لا يفهم كثيراً من أسسه، ومع ذلك يقحم نفسه فيه، ويخالف نتائج أهل الاختصاص الذين مارسوه يوم كان هو في كن الصبا وخدر الغرارة.
وهؤلاء في حالتنا هم أولئك الذين لا يعرف أحدهم ما هو الاختلاط المستغرب الذي يتحدث عنه الشيخ، ولضعف مداركه تشعر بأنه غير قادر على استيعاب ما شرحه الشيخ من الأمور المحرمة معلومة التحريم التي يقتضيها ذلك الاختلاط المستغرب الذي يتحدث عنه كالخلوة والتبرج والسفور المحرم والكلام المحرم ... إلخ، ثم هو يجهل معنى الاستحلال، ويجهل حكمه عند أهل العلم، ومع عريض جهله هذا أبى إلاّ أن ينصب نفسه حكماً على أقاويل أهل الاختصاص الذين مارسوا العلم بعدد سنوات عمر أبيه، وخرجوا للبلاد جمعاً من الدكاترة بل والأساتذة المختصين الذين يقرون بأنهم عيال عليهم!
وقد قيل:
إذا عير الطائي بالبخل مادر = وعير قساً بالفهاهة باقلُ
وقال السها للشمس أنت ضئيلةٌ = وفاخرت الشهبَ الحصا والجنادلُ
فيا موت زر إن الحياة مريرة = ويانفس جدي إن دهرك هازل!
إن العائل المستكبر جدير بأن لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه! ولعل من شر هؤلاء فقراء العقول والأفهام المتكبرين على الشيوخ والأعلام! أهل الجهل الذين ما دعاهم جهلهم لطلب الفتيا والتعلم، بل التعالم والاستدراك على العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كنت أظن أن هذه الطائفة قليلة، ولكن تبين لي أني كنت واهماً، بل في منتسبي العلم من حملة الشهادات المتبوِّئين مناصب محترمة منهم نفر! ولا زلت أذكر أحدهم وقد خرج في فضائية إسلامية ليعرِّض بالحافظ العامري! على ما نقله مما لم يستوعب مرامي ألفاظ الحافظ فيه.
أما الطائفة الثانية من الصحفيين: فهم أصحاب المدارك الذين أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء، وأعطوا فهوماً وما أعطوا علوماً، وأعطوا سمعاً وأبصاراً وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وسيحيق بهم ما كانوا به يستهزئون.
هم قوم يدركون ويميزون لكن الخبث يحملهم على الفجور ..
يعلمون أن الشيخ يتحدث عن اختلاط معين، كالذي شاع عند الغربيين، وقد فهموا من كلامه أنه الاختلاط الذي يتضمن خلوة محرمة بالإجماع، يتضمن تبرجاً محرماً بالإجماع، يتضمن كلاماً محرماً لا يليق، يتضمن نظرات آثمة خاطئة، يتضمن محرمات معلومة من الدين بالضرورة، ومع علمهم بذلك يعلمون أن المستحل للمعصية المعلومة كافر بإجماع أهل العلم –وإن خالفوهم- ثم هم يجادلون بخبث ليوهموا الناس أن الشيخ يكفر من استحل بعض الاختلاط الذي وقع فيه الجدل بين بعض أهل العلم ومنتسبيه.
ومن هذه الطائفة عدد من اللبراليين ومن على شاكلتهم، وفي أحيان كثيرة ربما قرع هؤلاء الطبول المشار إليهم في الصنف الأول.
أما أهل العلم ومنتسبوه الذين خاضوا في خلاف الشيخ فهم كذلك طائفتان:
الطائفة الأولى: قوم لا يعرفون الشيخ، وربما كانت عندهم صورة مغلوطة عنه، ولا يدرون من القائل الذي يتحدثون عنه، فهؤلاء نذكرهم بقول الحق سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، على أن جهلهم بالأعلام وآرائهم في نفسه قبيح من مثلهم، ثم خوضهم في خلافهم دون تحر وفهم لوجه قولهم أقبح، ثم تصديقهم لما تنقله بعض الوسائل المشبوهة التي تكرر تحريفها للحقائق والأقوال مع مخالفته للمنهج الشرعي في التثبت فهو كذلك يدل على شيء من السذاجة في التعامل مع تلك الوسائل.
وأما الطائفة الثانية: فقوم يعرفون الشيخ ولا يجهلون مقامه، لكن عليهم من التهم أو ضغوط الإعلام ما يرومون كشفه عن أنفسهم بكل حيلة لضعفهم عن مجابهة المشغبين، فيجدون في مثل هذه الأحداث متنفساً ليثبتوا للعالم تسامحهم وانفتاحهم ونقدهم للتشدد! ولو أمعنوا لعلموا أنهم إنما يحاولون إثبات ذلك لتلك الشرذمة التي لن ترضى عنهم، بل تستعملهم إلى حين الفراغ لهم.
فهؤلاء يُستخدمون بسياسة الضغط في كثير من الحوادث، وهم يخادعون أنفسهم بأن الحديث إنما كان عن صورة نقلت لهم، لم يتعرضوا فيها لشخص قائل، وقد علموا أن السياق الذي قالوا فيه ما قالوا يتوجه نحو حادثة معينة مخصوصة، وقد يزعمون أن الإعلام قد وظف كلامهم لأغراض مشبوهة ... ثم لا يبينون ولا يتبرؤون ويقعون ثم يقعون ... ، (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً) ... ولن يزل يستخدم هؤلاء سدنة الإعلام بالضغط عليهم وتوجيه التهم لهم ما جبنوا، ولو اتبعوا الشرع فصدعوا بالحق ونبذوا التأويلات لانعتقوا من تلك السُخرة ...
وأخيراً بين هذه الأصناف الأربعة جميعها يحصل نوع امتزاج تتشكل منه صور للجور كثيرة تظهر لك إن تدبرتها، نعوذ بالله منها.
وختاماً ..
إذا عرفت صنفي الصحفيين المذكورين، وعلمت أنه عندما يقوم مفجر يتبع بعض التنظيمات المنحرفة فيرد على العلماء أقوالهم ويسفه آراءهم واختيارهم .. يوصف بأنه من جملة الأغيلمة حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ... إلخ، فأيقن أن أغيلمة الصحافة اليوم الذين ينتصبون للرد والتعقيب والتأليب هم أجدر بهذا الوصف من أولئك، وهذ الوصف على كل حال خير من وصف الطائفة الثانية: خبثاء الطوية، أعداء الشريعة!
(والله متم نوره) ولو كره من كره، ولو أدبر من أدبر، ولو انخذل من انخذل!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 07:53]ـ
نور الإسلام ـ خاص
الأمير نايف يوجه بمنع الاختلاط في معرض الكتاب الدولي الثالث
(يُتْبَعُ)
(/)
نور الإسلام ـ خاص: وجه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بمنع الاختلاط ومصادرة الكتب المخالفة للشريعة الإسلامية في معرض الكتاب الدولي الثالث.
فشكر الله لسموه ما صنع من دفع الباطل عن دين وأعراض المسلمين، ونأمل المزيد من تقليم أظفار الذين يريدون الإساءة إلى ديننا وحرماتنا وبلادنا المباركة.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 01:09]ـ
بيان في نصرة العلامة البراك والرد على أهل الصحافة
المحدث/ عبد الله السعد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله وليِّ الصالحينَ، ولا عدوانَ إلا على الظالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على من أرسله ربُّه رحمةً للعالمينَ، وعلى آله وصحبه أجمعينَ، أما بعدُ ...
فَمِنْ سُننِ الله أنْ كانَ الحقُّ والباطلُ في صراعٍ مستمرٍ منذُ فجرِ الإنسانيةِ الأولى، يكونُ فيه للباطلِ أعوانٌ منَ الملأ، كما يكونُ للحقِّ أنصارٌ مِنَ الأولياءِ، بهم تُخْمَدُ نِيرانُ الباطلِ وتُقْطَعُ جَهيزَتُه، ومعهم نورُ الهدى وبهم تقوم شَوْكَتُه، فللَّهِ حياتهم وللهِ مماتهم، اختصَّهم الله بخاصةِ العلمِ فجعلهم صوت حَقٍّ ومنابرَ هُدَى.
ولا شكَّ أنَّ المسلمينَ يعيشون اليوم في حالةٍ مِنَ الضَّعْفِ والهوانِ لا تخفى على مَنْ له أدْنى بصيرةٍ، حتى عَظُمَ البلاءُ فأصبحنا نُخَرِّبُ بيوتَنا بأيدِينا وأيدي أعدائِنا، وإنَّ مِنْ أعظمِ ما تعانيه أمَّةٌ مِنَ الأممِ هو أنْ تُبْقَرَ في خاصِرَتِهَا، وَتُنْخَرَ في سَاقِها التي تقومُ عليها، فتُدَمِّرُ أخلاقَها التي تمثلُ حصانةً للمجتمعِ مِنَ الرذيلةِ والتَّفكُّكِ والانحلالِ، حتى تغدوَ أمَّةً هشَّةً مُتناثِرةً مِنْ داخلها يسهلُ على أعدائها افتراسُها وتمزيقُها.
لقد ابْتُلِينَا - والله المستعانُ - بِثُلَّةٍ مِنَ المنافقينَ هَمُّهُمُ التَّضْلِيلُ، ودَيْدَنُهُمُ التَّلْبِيسُ على الناسِ، ولَيْتَهُمْ - إِذْ لم يُسَارِعُوا إلى الخيراتِ - امْتَنَعُوا عَنْ تأْجِيجِ الفتنةِ ونشرِ الرذيلةِ، ومنها استغلالُ المرأةِ بإِيقَاعِهَا في دركاتِ الاختلاطِ بالرِّجَالِ الأجانبِ، فيُجَرِّدُونَهَا مِنَ الحياءِ والعِفَّةِ، ويجعلونها للناسِ فتنةً، أولئكَ أربابُ القنواتِ الفضائيَّةِ والصُّحُفِ غيرِ النَّقِيَّةِ التي قَضَتْ على الحياءِ أوْ كادتْ، واستعْبَدَتِ الناسَ بشَاشَاتِهَا وما تَوَانَتْ، فَتَنَتِ النَّاسَ في أنفسِهم وأُسَرِهم وبُيُوتهم، وأيُّ فِتْنَةٍ أعظمُ مِنْ أنْ يُفْتَنَ المرءُ في عُقْرِ دارِه ويُحَارَبُ في نفسِه وأهلِه وولدِه! لم يراعوا في هذا إلاًّ ولا ذِمَّةً، ولمْ يَقُمْ في قلوبهم خوفٌ مِنَ اللهِ فَيُوقِظُ غفْلَتَهم، أوْ حياءٌ مِنَ الخلقِ فَيَكُفُّوا عَنِ المسلمينَ أذيَّتَهُمْ وَشَرَّهُمْ.
اسْتَغَلُّوا المرأةَ فجرَّدُوها مِنَ الحياءِ والعِفَّةِ، وعَرَضُوهَا فِتْنَةً للنَّاسِ تُبْدِي لهم مفاتِنَها وتَدْعُوهُمْ للافتِتَانِ بها، وَأَرَوْهُمُ الكأْسَ مُبَهْرَجًا فأَغَرَوْا الغرَّ بِشُرْبِهِ، وبَهْرَجُوا لهم طريقَ الجريمةِ والاعتداءِ على النفسِ والعِرْضِ والمالِ؛ فَعَظُمَ شرُّهُمْ واسْتَطَارَ شَرَرُهُمْ.
لقدْ أصبحَ مِنَ الهوانِ الذي تعيشُه نفوسُ أولئكَ أنْ مَجَّدُوا لهم بعضَ الْمُجَّانِ لِيَفْتَتِنَ بهم شبابُ المسلمين وفتياتُهم، فصنعُوا لهم نجومًا مُظْلِمَةً مُتَفَسِّخَةً تُنَادِي بالويْلِ والثُّبُورِ؛ حتى تسمَّوْا بأسمائِهم ولَبِسُوا لباسَهم وتشبَّهُوا بأخلاقِهم، وطافُوا ديارَهم وبكوْا فِرَاقَهم، و (مَنْ يَهُنْ يَسْهُلُ الْهَوَانُ عَلَيْهِ).
وإِنِّي حالفٌ بالله إنهم في كَدَرٍ من عيشِهم، وإنْ هَمْلَجَتْ بهم صَوْلَجَانَاتُهُمْ، فكمْ لشَاشَاتِهِم مِنْ صرِيعٍ في هواه! وكم لِقَنَواتِهم منْ مَفْتُونٍ في دِينهِ! فأيُّ حياةٍ يعيشونها وأيُّ نَعِيمٍ يتلذَّذُونَ به؟ وهُم يُعادُون اللهَ بما يُغْوُونَ به عبادَه ويُؤْذُونَ به أوليَاءَه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنِّي سائِلٌ عُقَلاءَ قَوْمِي أنْ يَتَفَقَدُوا أخْلاقَ بُيُوتِهم ومجتمعاتِهم، وكيفَ ذهبتِ الرَّحْمةُ مِنْ بيننا فأصبحْنَا بَدَلَ الجسدِ الواحدِ أجسادًا مُتَفَرِّقَةً، وبدل القلبِ النابضِ قلوبًا مَيْتَةً، فَقَسَتِ القلوبُ وتنافرَتْ، وضَعُفَ الوازِعُ الأخلاقِيُّ عندَ شبابنا وبناتِنا إلا مَنْ رَحِمَ اللهُ، وإنَّنَا مع هذا لنخْشَى أنْ نُؤْخَذَ بجريرَةِ أولئكَ مالم يؤخذْ على أيدِيهم ممنْ ولاهُمُ الله الأمرَ، فإنَّ ما نَشْهَدُهُ مما لم نَرَهُ في سنينَ خلتْ مِنْ تتابُعِ الزَّلازِل وامتناعِ القَطْرِ وغلاءِ الأسْعَارِ وقَسْوةِ القلُوبِ وتنافُرِها لَمُؤْذِنٌ بما هو أكبرُ - نعوذُ بالله مِنْ سَخَطِه وأليمِ عِقَابِه -.
ولعلَّ هذا ماأَقَضَّ مَضْجِعَ بعضِ فُضَلائنِا كصاحبِ الفضيلَةِ الشيخِ/ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ناصرٍ البرَّاك أمدَّ الله في عمرِه على طاعته، وهو مَنْ هو ممنْ حَبَاه الله علمًا وفهمًا، مِنْ تلكَ البقيَّةِ الباقيَةِ مِنْ أهلِ العلمِ والفضلِ، نحسبه - والله حسيبه ولا نزكيه على الله تعالى- فلقدْ دعا تِلْكُمُ الثلَّةَ إلى الحقِّ بالحقِّ، وبيَّنَ لهم وبَالَ أمْرِهم لعلَّهم يتَّعِظُونَ، ولسانُ حالِه ومقالِه: ? مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ? [1] وما فعلَ ذلك إلا طمعًا منه في صلاحِهم وهدايتِهم، فليسَ وبالُهم مقصورًا عليهم في خاصَّةِ أنفسِهم، إنما تعدَّى أمرَهم حتى آذَوُا المسلمينَ في عُقْرِ دورِهم، ولم يراعُوا في جرمهم حُرْمَةَ زمانٍ أوْ مكانٍ؛ فكانَ لِزَامًا على مثلِه القيامُ بمثلِ ما قامَ به من النُّصْحِ والتوجيهِ، فَلَعَمْرُ الحقِّ لقدْ أحسنَ في زمنٍ قلَّ فيه أهلُ الإحسانِ، ونصح في زمنٍ عَزَّتْ فيه النَّصِيحةُ واسْتَنْسَر الرخَامَ.
وإنَّ مَنْ له قَدْرٌ من العقلِ والدين لَيُقِرُّ بخطرِ فتنةِ اختلاطِ الرجالِ بالنِّساءِ، بلْ وشرِّها على دينِ المسلمِ وهويَّتِه وعربيَّتِه، وقدْ أجمعَ العقلاءُ على خطرِ شُرْبِ الْمُسْكِرِ والمخدِّرِ وأنَّه مُفْسِدٌ لعقلِ مُتَعاطِيه ومالِه، وأشدُّ مِنْ ذلكَ جُرْمًا الْمُرَوِّجُ لهذه السمومِ، ومن المعلومِ أنَّ ضررَها متعلِّقٌ بالمالِ والبدنِ، أفلا يكونُ الْمُرَوِّجُ لفسادِ مُعْتَقَدَاتِ النَّاسِ وأخلاقِهم وهُوِيَّتِهم - أشَدَّ جُرْمًا وخطرًا، وأولى بأنْ يُؤْخَذَ على يدِه ويُؤْطَرَ على الحقِّ أطْرًا؟!.
وقد كانَ من المفترضِ أنْ يُقَابَلَ الإحسانُ بالإحسانِ والعرفانِ، إلا أنَّ هناك من القلوبِ قلوبًا صَدِئَةً لا تنفعُها المواعظُ، كأنما قدْ طُبِعَ على سمعها وبصرِها فلا تفْهَمُ لغةَ النَّاصِحِ أو الواعظِ، لها أقلامٌ شَوْهَاءُ كأنما هي أذنابُ الشياطينِ، وصفحَاتٌ سوْدَاءُ تَلُوكُ فيها أعْرَاضَ الصَّالحينَ، فأخذت تَقْلِبُ الكلامَ على غيرِ وجْهِه، وتسْتَدْعِي على الشيخِ الموافِقَ والمخَالِفَ، وتجلبَ عليه بخيْلِهَا وَرَجِلِهَا فَتُرْعِدُ وتُبْرِقُ وتُجلسُ وتُنجدُ، ونحنُ نقولُ لفضيلةِ الشيخِ: لنْ تُرَاعَ؛ فقدْ كفاكَ الله شرَّهم بالاستعاذَةِ، فاسْتَعِذْ بالله مِنْ شرِّهم فإنما هم أذنابُ الشياطِينِ، وقدْ قالَ تعالى: ? وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ? [2] فهم – والله - إنْ كانَ الله معكَ لأهونُ مِنْ شعرةٍ في بعْرَةٍ، ولعمْرُ الحقِّ إنَّ في أذيَّتِهم لوجهًا من الإحسانِ لوْ علِمُوه لأخفَوْه؛ ذلك أنهم يذكِّرون بأنَّ المؤمنَ لا بدَّ أنْ يُبْتلى ويمتحنَ في حياته بأذنابِ قوْمِه، فشهدوا على أنفسهم أنهم أذنابُ الشياطينِ.
وخِتَامًا فإنَّا نُثَنِّي على ما وجَّهَ به شيخُنَا إلى دُعَاةِ الاختلاطِ، منْ أنْ يتقُوا الله، ولْيَعْلَمُوا أنها - وإنْ طابتْ لهم ساعتُهم وسَكِرُوا بغفلتِهم - فإنَّه لا بدَّ لهم مِن اسْتِفَاقَةٍ في آخرَتِهم تَطُولُ معها حسْرَتُهم وتَجِفُّ دمْعَتُهم، إنْ لم يُبَادِرُوا بالتوبَةِ والإصْلاحِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أُذَكِّرُ كُلَّ مُسلِمٍ غَيورٍ على أبنائه وبناته وزَوْجِه بأنْ يتَّقِيَ اللهَ فيهم، وأنْ يُقَاطِعَ القَنَواتِ وَالصُّحُفَ التي تدْعُو إلى نشرِ الشرِّ والفسادِ مُقَاطعةً تامَّةً قبلَ أنْ تَحِلَّ سَاعَةُ النَّدَمِ، وأُذَكِّرُه بأنه مسؤولٌ عمَّنْ تحتَ يدِه، ولا بُدَّ أنْ يُسْأَلَ: أَحَفِظَ أمْ ضَيَّعَ؟ فَلْيَتَّقِ اللهَ فيمَنْ تحتَ يدِه، ولْيَتَّعِظْ الجميعُ بموعظةِ اللهِ التي قالَ فيها سبحانه: ? إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ? [3].
كما أَهِيبُ بإخواني مِنْ طُلابِ العِلْمِ أنْ يكونَ لهم وَقْفَةٌ في مُنَاصَرَةِ الشيخِ عبدِ الرَّحمنِ، والذَّبِّ عنه وعنِ الحقِّ الذي نبَّهَ عليْه، وأنْ يَحْذَرُوا مِنْ تلاعُبِ أصْحَابِ الصُّحُفِ بهم وجَرِّهم إلى تسْفِيهِ أهْلِ العلْمِ والطَّعْنِ في فتَاويِهم، وأُذَكِّرُهم بالميثَاقِ الذي أَخَذَه الله على أهْلِ العلمِ في بيانِ الحقِّ والتكاتُفِ في الدَّعْوةِ إليه بالتي هيَ أحْسَنُ، وتَبْصِيرِ النَّاسِ بخطرِ هذهِ الأفكارِ على عقيدةِ المسلمِ وسلوكِهِ.
ونحنُ نقولُ لبعضِ أربابِ تِلْكُم الصُّحُفِ مِمَّنْ يُحْسِنُ في بحرِ الإساءَةِ بأنْ يتقيَ الله، فقدْ كانَ أهلُ النِّفَاقِ يخرجُون مع أصحابِ رسولِ الله إلى الغزو ويحضرُون معه المشاهدَ وهم مُنْغمِسُونَ في النفاقِ، فما يكتبونه منْ مقالاتٍ نافعةٍ على نُدْرَةٍ أو قِلَّةٍ، إنما هي كالطُّعْمِ والدَّعْوَةِ لمتابعةِ سِوَاها منْ مقالاتٍ ضارَّةٍ بعقيدةِ المسلمِ وسلوكِه.
فدعوتُنا للجميعِ بأنْ يتَّقُوا الله، وأنْ يَسْتَفِيقُوا مِنْ غفلتِهم، وأنْ يُحْيُوا مبدأَ الرَّحْمَةِ والتنَاصُحِ الذي يؤلِّفُهم جسدًا واحدًا في وجْهٍ هذه الحمْلَةِ الممقوتةِ، وأنْ ينظرَ كلُّ امرئٍ ما قدَّمَتْ يداه، أَخَيْرًا قدَّمَ أمْ شرًّا أعَدَّ، ثم لْيَكُنْ على يَقينٍ بأنَّ هناكَ مَنْ يحصِي عليه أعمالَه حتى يراها منشورةً أمامَه، ومِنْ بينها هذه المقالاتُ الظالمةُ التي تهزُّ الفِطْرَةَ وتحارِبُ الفضيلةَ، فلْيَنْظُرِ المسلمُ في أيِّ الكِفَّتينِ يضعها ثم لْيَحْزِمْ أمْرَه، فإنه سيموتُ وحدَه، ويُدْفنُ وحدَه، ويلاقِي ربَّه وحدَه. نسألُ الله الهدايةَ للجميعِ وباللهِ التوفيقُ.
[[1]- سورة الأعراف (7/ 164 ك).
[2]- سورة الأعراف (7/ 200 ك).
[3]- سورة الإسراء (17/ 36 ك).
عَبْد الله بن عبْد الرَّحمن السَّعْد
ـ[همسة المجد]ــــــــ[05 - Mar-2010, صباحاً 08:59]ـ
الحمدلله رب العالمين , الحمدلله كثيرًا ..
افتتح موقع الشيخ البراك , وموقع نور الإسلام أيضا
http://albrrak.net/
http://208.43.7.205/
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 02:33]ـ
ابراهيم السكران
الصحافة السعودية تلعب بالنار! مايجري الآن في الصحافة السعودية لايبتعد كثيراً عن مداعبة أعواد الثقاب بجانب خزانات الوقود .. رمي أعقاب السجائر الليبرالية في وجه عقائد الشباب المسلم المتدين، هذه حالة خرجت عن السجال الفكري إلى المجازفة الأمنية ..
الشيخ عبدالرحمن البراك اليوم هو أهم رمز شرعي في نفوس الشباب المسلم المتدين .. وله من المكانة الأثيرة في قلوبهم ما لايخطر ببال .. ومع ذلك يتجرأ سفهاء الصحافة الليبرالية للاستهتار بهذا الشيخ الإمام .. فأحد الصحفيين يقول يجب أن يذهب إلى دار العجزة .. وآخر يتهمه بأنه مخرّف .. وآخر يقول بأنه مريض .. وآخر يلمزه بأنه كاهن .. وآخر يقول بأنه تكفيري .. الخ سلسلة السباب والإسفاف الليبرالي التي صار يستفز بها الشباب المسلم المتدين في ظرف أيام محدودة ..
إهانة العلماء الذين يلتف حولهم الشباب المسلم، وبهذا الشكل المكثف؛ ثم توقع أن هؤلاء الشباب سيأخذون الأمور بكل هدوء؛ هذه قلة وعي كارثية بمشاعر الشاب المتدين ..
حين تأتي لشخص يضع والده بين عينيه .. ثم تتهجم على والده بأقذع العبارات التي يجيش بها حقدك عليه، وتتوقع أن الابن سيأخذ الأمور بهدوء، فأنت جاهل بحريق العواطف وأين يمكن أن يذهب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أخطر وصف أطلقه الصحفيون على الشيخ البراك هو وصفه بأنه "تكفيري". أتعرف لماذا؟ لأن هذا الوصف يمثل خدمة مجانية لمجموعة الغلاة (وهم فريق محدود جداً وليس ظاهرة) حيث يعطيهم شرعية اجتماعية لم يحلموا بها ..
كان وصف الغلو في التكفير وصف يتحاشاه الشاب الذي وقع في حبائل الغلو، لكن بعد سفاهات الليبرالية هذه فقدَ هذا الوصف تشوهه الاجتماعي لأن الناس صاروا يسمعون الصحافة تطلق على الربانيين من أهل العلم وصف التكفيري! فمالفرق إذن؟!
فتوى البراك تتابعت بيانات المشايخ الآن في تأييد مضمونها الشرعي، ومع ذلك لايزال سفهاء الصحافة الليبرالية يطلقون عليها وصف "التكفير والعنف"! ولايعلم هؤلاء كيف يقضون على الوهج السلبي لمفهوم "التكفير والعنف" ويحولونه عبر استهلاكه بهذه الطريقة من "جريمة اجتماعية" إلى "سباب فكري ممضوغ" .. إنه بكل بساطة استنزاف غير واعي لمفاهيم يجب أن يبقى لها وهجها الذي يدفع النفوس لتحاشيها .. ولكن أين الوعي في مجموعة تحولت من شقق البلوت إلى الأعمدة الصحفية ..
وضع البراك وجمهور المشايخ الذين أصدروا البيانات الآن في تأييده؛ وضع هؤلاء كلهم في استراحة "التكفير والعنف" هذا يعني خلطهم العمدي بفريق الغلاة وكسر الحواجز بينهم بما يؤدي لفتح قنوات توفير الكوادر الجديدة لفريق الغلاة .. وبالتالي تزويد الأوكسجين للخلايا النائمة ..
أنا أدرك أن حدود الممكن في الصحافة السعودية لم يعد تتحكم به إرادة واحدة كما كنا طوال تاريخ السعودية، بل صارت حدود الصحافة الليبرالية منطقة صراع توازنات داخلية، لكن مع ذلك يجب الوعي أن الصحافة السعودية الآن تعابث ولاعتها بين ترسانات العواطف، وحين ينفلت الزمام فلن ينفع بتاتاً أن تقول لرجل المرور (أوه .. عفواً لم أتنبه إلى أن السرعة تجاوزت 120كلم) ..
يؤلمني أن أرى أصحاب (مدرسة المذبذبين) يشاركون سفهاء الصحافة الليبرالية في التهجم على الإمام عبدالرحمن البراك -بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- ويتحدثون عن مخاطر فتوى بافتراضات متكلفة بعيدة، ولايرون مخاطر (إهانة العلماء) وأثرها الخطير في نفوس الشباب المسلم وعمق ولائه!
فتوى واحدة من البراك تستل من سياق فتاواه ويتم إخضاعها لتخيلات سينمائية لا أول لها ولا آخر ينهونها دوماً بنهايات تراجيدية، ولايتفطنون إلى الغضب العارم الذي يغلي في نفوس الشباب الآن تجاه دهس كرامة رموزهم الشرعية!
مدرسة المذبذبين هذه وقفت صفاً واحداً ضد إهانة السيستاني، ولكن بالمقابل وقفت صفاً واحداً مع إهانة الإمام عبدالرحمن البراك! لقد كانت أحد الجريرتين كافية، فكيف وقد جمعوهما، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
وهاهنا دعوتان، الدعوة الأولى دعوة لمدرسة المذبذبين أن يصلحوا نظاراتهم العوراء، وأن يبصروا الغضب الشبابي المتوقد من إهانة العلماء بنفس الدقة التخيلية التي ينسجون بها أفلام الرعب حول فتوى البراك المنتزعة من سياق فتاوى الشيخ.
ودعوة أخرى لعقلاء المسؤولين أن يستدركوا الأمور عاجلاً، ويحفظوا لأهل العلم هيبتهم، ويكفوا السفهاء عن رمي العلماء بالعبارات السوقية، وأن يستوعبوا أن خلط العلماء الربانيين بفريق الغلاة هو إسباغ للشرعية عليهم، فالغلاة يحاولون دوماً أن يجعلوا أنفسهم امتداداً لمنهج أهل السنة، ولكن العلماء الربانيون يوضحون دوماً انحراف هذه الفئة المحدودة، فجاء سفهاء الليبراليين وحققوا المطلوب بكل سهولة، وهدموا كل مابناه أهل العلم في مقاومة شرعية الغلو التكفيري ..
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 02:35]ـ
الدِّفاعُ العمليُ عنْ الشَّيخِ البَّرّاك ...
أحمد بن عبد المحسن العسّاف
أشعرُ بالوقعِ الأليمِ لهجومِ صحفِنا وقنواتِنا الإعلاميةِ على الشَّيخِ المحتسبِ عبدِ الرَّحمنِ البَّرَاكِ- أعلى الله منزلته-، ولديَّ اعتقادٌ غالبٌ أنَّ بعضاً منْ أكابرِ المسؤولينَ لا يرضونَ بذلك، بيدَ أنَّهم عاجزونَ عنْ فعلِ شيءٍ تجاهَ الفورةِ الليبراليةِ الشَّبيهةِ بفورةِ المعتزلة-أوْ هكذا يظُّنون-، وحُقَّ للشَّيخِ أنْ ينامَ قريرَ العينِ بمصابهِ في ذاتِ الله وفي سبيلِ الدِّفاعِ عنْ الحقِّ وحمايةِ المجتمعِ منْ غوائلِ الشَّرِ التي يجرُّه إليها المفسدون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقدْ كتبَ عددٌ منْ أفاضلِ الكُّتَّابِ دفاعاً عنْ الشَّيخِ الأجلّ، وصدرتْ بياناتٌ علميةٌ وفتاوى فرديةٌ تأييداً للشَّيخِ ضدَّ الاستعداءِ والغاراتِ الصَّحفيةِ التي بدأَتْ ولا تزالُ وسوفَ تستمر؛ فالصَّحفيُ في مأمنٍ منْ القضاء، ومستوثقٌ منْ نقضِ الأحكامِ التَّأديبيةِ الموجعةِ في حالِ صدورها.
وهذا البلاءُ المتناسلُ خلالَ الأعوامِ السَّابقةِ قاصمةٌ لمْ نعهدها؛ ولا ضيرَ منْ النَّقدِ مع الأدبِ والعلمِ بالموضوع؛ وموطنُ الخلافِ حولَ أسلوبِ التَّعاطي معْ الفتوى والأهليةِ العلميةِ للصَّحفي. وقد امتنَّ الله على عددٍ منْ الكُّتَّابِ بأداءِ واجبِ القلمِ نصرةً للشَّريعةِ ومؤازرةً لحملتها، وأجدُني اليومَ غيرَ محتاجٍ لتأكيدِ ما قيلَ في حوادثِ الاعتداءِ السَّابقةِ الآثمة، وعسى أنْ يكونَ في هذه المقالةِ أفكارٌ عمليةٌ جاهزةٌ للتَّطبيقِ الفوري؛ إذ العملُ نيةٌ وقولٌ وفعل، ولا مناصَ منْ الإبداعِ في التَّفاعل؛ وتجديدِ الوسائلِ القديمةِ وابتكارِ أخرى جديدة، وكمْ تركَ الأولُ للآخر.
فمنْ وسائلِ الدِّفاع عنْ العلامةِ البَّرّاكِ وإخوانهِ العلماءِ المدَّونينَ على قوائمِ الهجومِ المستقبلي:
1 - الاجتهادُ في نشرِ العلمِ الشَّرعي؛ منْ خلالِ دروسِ المساجدِ والبيوت، والدَّوراتِ العلميةِ الموسمية، ومسابقاتِ حفظِ الوحيينِ الشَّريفينِ ثمَّ المتونِ العلمية، وتخصيصُ شيءٍ منْ هذهِ البرامجِ للمهنيينَ وموظفي القطاعاتِ المختلفة، مثل المحامين، وموظفي قطاعي التَّعليمِ والصِّحة، ورجالِ الأمنِ والجيشِ، وأيُّ غصَّةٍ ستصيبُ المجرمينَ منْ رؤيةِ العلمِ مبثوثاً متاحاً للكَّافة؟
2 - مضاعفةُ جهودِ الدَّعوةِ إلى الله في خطبِ الجمعةِ، والنَّدواتِ والمحاضراتِ العامة، وكلماتِ المساجد، والبرامجِ الإعلاميةِ، وداخلَ المؤسساتِ الاجتماعيةِ والتَّعليميةِ والأدبيةِ والرِّياضيةِ وغيرها.
3 - الثَّباتُ على منهجِ الاحتسابِ العلمي والفكري والعملي وتربيةُ النَّاسِ عليه، فبالاحتسابِ يزدادُ الإصلاحُ ويندحرُ الفساد.
4 - تعريةُ عتاةِ كتَّابِ الصُّحفِ بمتابعةِ مقالاتِهم ولقاءاتِهم، وعندنا كتَّابٌ فضلاءُ ذوي قدراتٍ علميةٍ وفكريةٍ وأساليبٍ ساخرةٍ أوْ مزلزلة، وهذا أوانهم خاصَّة معْ المناداةِ بحريةِ الرَّأي.
5 - رفعُ سقفِ الصَّراحةِ والوضوحِ في الفتيا، وبيانُ خطلِ رموزِ الفسادِ ووسائله؛ ولا مناصَ منْ استجلابِ قدرٍ منْ الشَّجاعةِ يناسبُ المرحلة.
6 - تفعيلُ خطبةِ الجمعة، وكمْ للخطبةِ منْ أثر؛ برفعِ مستوى الوعي في المجتمعِ وربطِ النَّاسِ بالكتابِ والسنَّة.
7 - إقناعُ خيارِ أثرياءِ المسلمينَ بالوقفِ على نشرِ العلمِ، والوقفِ على المشاريعِ الإعلاميةِ الهادفة، معْ تحري أنسبِ الأماكنِ للوقفِ حتى لا يوأد.
8 - إصدارُ تقريرٍ دوري عنْ موقفِ الإعلامِ منْ القيمِ الدِّينيةِ وعواملِ الوحدةِ الوطنية ومقاومةِ الفساد، وسيجدُ الباحثُ طواماً تنتظرُ مَنْ يعي مآلاتها!
9 - الاستثمارُ الفعَّالُ للتقنية، فمواقعُ الفديو وقنواتُ اليوتيوب، ومحرِّكاتُ البحث، والمواقعُ المعرفيةُ والاجتماعية، كلها ميدانٌ خصب، وبيئةٌ جاهزةٌ لتكونَ صوتاً ومنبراً، والتَّجاربُ القائمةُ تؤكدُ هذا، فهلْ منْ مشَّمرٍ لهذا الرَّوضِ الأنفِ؟
10 - إعادةُ النَّظرِ بجديةٍ في مناهجِ التَّربيةِ وطرقها، فطوفانُ التَّغيراتِ والمفاجآتِ معْ مستوى التَّربيةِ الهشَّةِ قدْ تقودُ الشَّبابَ إلى فجورٍ وزيغٍ أوْ إلى غلوٍ وشطط، وكمْ شقيتْ الوسطيةُ الشَّرعيةُ بمثلِ هؤلاء.
11 - إصلاحُ البواطن، وتنقيةُ النُّفوس، والاختصاصُ بخبيئةٍ منْ عملٍ صالح، وتعاهدُ القلبِ بالأعمالِ فهيَ الأساسُ لكلِّ خير.
12 - الدُّعاء، فقدْ دعى النَّبيُ -صلى الله عليه وسلم- بالثَّبات، وبنصرةِ الحقِّ وخذلانِ الباطل، وبهدايةِ أقوامٍ وإهلاكِ آخرين، وإنَّ ظهورَ الشَّريعةِ وخفوتَ المنكراتِ وأمنَ الأوطانِ ودحرَ المفسدينَ منْ أولى ما يدعو به المرء.
وكمْ سيغتبطُ الشَّيخُ البَّرّاكُ وإخوانه منْ العلماءِ بتنفيذِ هذهِ الأفكارِ وغيرها، وكمْ سيغتاظُ المرجفونَ منْ تطبيقاتِها المباركة، وليكنْ دفاعُنا بركةً على البلدِ وأهله، وكربةً على دعاةِ الضَّلالة، فهلْ نجعلُ منْ هذهِ الحوادثِ سلَّماً للمجاهدةِ الطَّويلةِ على بصيرةٍ وهدى، حتى يُظهرَ اللهُ أمرَه وينصرَ أوليائه ويخزيَ المنافقينَ أيَّاً كانتْ أسماؤهم وأماكنهم؟
ـ[رجع الصدى]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 05:55]ـ
بارك الله فيكم ..
اللهم احفظ شيخنا الجليل عبد الرحمن البراك رفع الله قدره ..
ما الذي يحدث!؟
الإختلاط حرام إجماعا .. لا يختلف عليه إثنان و لا ينتطح عليه عنزان ..
فتوى العلامة الجليل البراك حفظه الله طارت بها المواقع و المنتديات الجهادية ..
فما بال بني علمان و تيارات التخريب لا تكف عن نقاع الضفادع ..
لماذا لا يخرس التيار الليبرالي العلماني .. !؟
يا معشر الليبراليين التخريبيين: لتجر بكم البغال الشهب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 04:56]ـ
الاختلاطيون المخلِّطون
توقف أبو أسامة، أخي عبدالعزيز قاسم، عند قولي إن فتيا الشيخ البراك (فتيا ذهبية)، فطلب شرحاً وتوضيحاً لكلام الشيخ، ومراده من تلك الفتيا – أيده الله ومتع به -.
نعم هي فتيا (ذهبية). لا بل هي أغلى من الذهب المصفَّى. ومن يقرؤها بعقلٍ واعٍ، وقلبٍ طاهرٍ، فلن يكون بحاجةٍ لمزيد شرحٍ وبيانٍ. لكنَّ العقول والقلوب المنكوبة، هي التي تحتاجُ إلى تنظيف، وصيانة، وإعادة صياغة كي ترجع سويةً تميز بين المعروف والمنكر.
ومع أن للشيخ البراك في ذمتي ديوناً كثيرةً، فقد أضفت إليها – بعد هذه الفتيا - قبلةَ امتنانٍ على جبينه الطاهر، ودعواتٍ بأن يمتع الله به، ويكثر في علماء المسلمين من أمثاله الناصحين الصادقين. فبقدر ما أنزعجُ حين أقرأ (تكفيراً) صادراً من غرٍّ أحمقَ جاهلٍ، فإني بالمقابل أسعدُ وآنسُ حين أقرأ لعالمٍ راسخٍ محنَّكٍ كلاماً عن حدود الإيمان ونواقضه. فمن عادةِ الراسخ المسدَّد إذا تكلم في هذا البابِ أن يجيء كلامه موزوناً رصيناً لا غلوَّ فيه ولا جفاء.
وفتيا الشيخ البراك من هذا النوع، وقد ذكرتنا بفتاوى الأئمة قبله: ابن عثيمين، ابن بازٍ، ابن إبراهيم ... إلى آخر تلك السلسلة الذهبية المتصلة التي تنتظم في حلقاتها سائر أعلام الإسلام وأئمته العظام. بدءاً من الصحابة فالتابعين فأتباع التابعين، وأتباعهم عبر القرونِ إلى يومنا هذا.
لم يكن أولئك الأعلام يتحرَّزون من الكلام والفتيا في نواقض الإسلام وحدوده، بل كانوا يعدون هذا باباً من أهمِّ أبواب العلم وأجلها. إلى أن ابتليت الأمة بشيوخ (الآخر) الذين لم يدخروا وسعاً في إفهام الناس أن الحديثَ في باب الرِّدة كله من الشر المحضِ، سواء صدر من عالمٍ أو جاهلٍ، وسواءٌ وافق الكلامُ محله أو لم يوافق!
كما قلتُ من قبلُ: فتيا الشيخ لا تحتاجُ لشرحٍ وبيانٍ. والتكفير الموجود فيها لا يتعلق بالرجال والنساء المختلطين، بل هو موجهٌ أصالةً لمن يفتي بحل المخالطة وجوازها مهما تضمَّنت من انتهاكٍ للمحرَّمات المقطوع بها.
هكذا هي فتيا الشيخ أيده الله. وهذا معناها الظاهر.
فمبيح المحرمات القطعية، أعظم جرماً من مرتكبها، بل لا مقارنة بين الاثنين.
فشارب الخمرة عاصٍ يرجو رحمة الله.
أما مبيحها فكافرٌ مرتدٌ، ولو لم يذق في حياته قطرةَ خمرٍ.
لكن دعونا من هذا كله، فلدي أمرٌ لحظته أثناء متابعة تداعيات الفتيا الذهبية:
فقبل صدور فتيا الشيخ البراك ببضعةِ أيامٍ صدرت فتيا (تكفيرية) من الراحل شيخ الأزهر، محمد سيد طنطاوي، أعلن فيها تكفير من يسيء إلى أيِّ أحدٍ من صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
ومع أن الفتيا خاطئة بنسبة (100%)، إلا أن وسائل الإعلام المسيَّسة تناقلتها بقبولٍ وارتياحٍ وطمأنينةٍ وسكينةٍ.
وبعد فتيا الشيخ البراك بأيامٍ، صدرت فتيا أخرى من رئيس جماعة "منهاج القرآن" المقيم بلندن، أعلن فيها أن "الانتحاريين" كفارٌ خارجون عن الإسلام. ومع أن هذه الفتيا – أيضاً - خاطئة بنسبة (100%) إلا أن وسائل الإعلام المدجَّنة المهجَّنة تناقلتها بالقبول الحسن، ولم تبدِ أيَّ تحفظٍ عليها.
أما فتيا الشيخ البراك التي تحملُ نسبةَ صحة تصل إلى (101%)، فما كان إعلام (الاختلاطيين) ليتركها تمرُّ دون إقامة معركةٍ عالميةٍ عليها.
ولعل هذا من جميل تدبير الله لعبده البراك، فقد تسببت تلك المعركة الإعلامية المفتعلة في نشر الفتيا على أوسع نطاقٍ، فجاء مفعولها بحمد الله أبلغ مما كان متوقعاً.
الجميل في هذا كله أن من أظهر خصال شيخنا البراك الثبات وقوة الشكيمة، فتلك الحملات الإعلامية لا تحرك فيه شعرةً واحدةً. ولقد ضحكت ملءَ فيَّ حين قرأت لمراسل صحيفة (خاشقجي) أنه طلب من الشيخ تصريحاً، فأجابه الشيخ: لا مزيد لديَّ على ما قرأتم. فالشيخ بهذا المسلك الذكيِّ فوَّت على صحافة التزوير فرصة العبث بكلامه.
وبالمناسبة فقد نسيتُ أن أستأذن الشيخ إبراهيم السكران في استعارة مصطلح (الاختلاطيين)، فقد راقتني هذه التسميةُ كثيراً، إذ هي لقبٌ مشتقٌّ يطابق أبرز أوصاف هؤلاء الذين تميزوا عن العقلاء الأسوياء حين سوَّغوا ما شهد العقل والنقل والواقعُ بفساده وضرره.
(يُتْبَعُ)
(/)
طيلة الأيام الماضية، كنت أتحاشى كتابة شيءٍ حول أولئك (الاختلاطيين) (المخلطين)، لأن كتابتي عن هؤلاء لن تكونَ هادئةً أبداً. فقناعتي التامة المستقرة أن الذي يبيح الاختلاط في المدارس الجامعات والوظائف -بالصورة التي يستنكرها البراك- هو بلا ريبٍ مصاب في عقله ودينه، بل وفي رجولته أيضاً!
هل هذه نظرةٌ إقصائية متطرفة؟
ليكن الأمر كذلك ... فالإقصاء حين يسلط على فكرة حمقاء يعدُّ منقبةً لا مثلبةً.
قد ألتمسُ عذراً لمن عاشَ ونشأ خارج هذه البلاد، فاعتادَت عينه منظراً يراهُ كل يومٍ، فصار لا يستنكر تلك المخالطة المنكرة التي تم تطبيعها قسراً في تلك المجتمعاتِ.
وقد أفهم أن فتاةً لم تجد وظيفةً إلا في بيئة مختلطة فتنازلت وقبلت بها كارهةً.
لكن الذي أعجزُ عن استيعابه أن يأتي من عاشَ ونشأ في بلدٍ لا يزال - في الجملةِ - محافظاً على الوضع الطبعي الموافق للدين والفطرة، ثم يرفع صوته بأن مخالطة بناته للشباب في المدارس والجامعات والوظائف مسألة "هامشية" لا تستحق الضجيج!! وأقبح من هذا شيخ سوءٍ وزورٍ يتحدث عن أن هذا الاختلاط "فيه خلافٌ"، أو أنه "مصطلح بدعي"!
وأقبحُ من الثلاثة ذو لحيةٍ يمارس التزوير بالحديث عن المخالطة في الطريق والطوافِ. فأيُّ قياسٍ وأي منطقٍ يتحدثُ به هذا الاختلاطيُّ المخلِّط؟!
لقد سمعنا بصديقِ دراسة، وسمعنا بزميل في العمل. لكنا لم نسمع يوماً بصديق طوافٍ، أو زميل شارعٍ!!
عقلي –أيها الأفاضل- لا يستوعب أن يصدر هذا الكلام ممن يحمل ذرة رجولة أو كرامةٍ. فضلاً عن علمٍ ومعرفةٍ.
عقلي لا يستوعب أن ينشأ رجلٌ في بيت يوجد فيه (مجلس رجال)، و (مجلس نساء)، ثم بعدما شابَ رأسه، انتكست فطرته، فأعلن على الملأ أنه لا يرى بأساً أن تصاحب زوجته صديقها الشاب، بشرط ألا يكون هناك خلوة!!
أحبتي ... قائل هذا يستحق شيئاً واحداً لا أحب أن أسيء إلى أسماعكم بذكره.
رحم الله الشيخ سليمان الدويش .... هذا كل ما أستطيع قوله.
بندر الشويقي.
25/ 3/1431هـ
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[14 - Mar-2010, صباحاً 12:09]ـ
الشيخ الطريفي يُصدِر بياناً في تأييد البراك .. (الاختلاط .. وانحناء القلوب)!
أصدر فضيلة شيخنا العلاّمة الزاهد، والشيخ الوقور الصادق، وإمامُ الاِحتسابِ وقولِ الحق، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البرّاك – متّع اللهُ بحياتهِ – بياناً شاملاً كافياً وافياً حولَ الحكمِ الشرعيّ الصريح بكفرِ مستحلِّ الاِختلاطِ ومُبيحهِ – إن أدّى إلى مُحرم – فتناوشَ الرويْبِضاتُ والأقزامُ فناء الشيخِ المبارك، وشوّشوا على فتواه، وحرّفوها، وحمّلوها ما لاتحتملُ، وألبسوها ثوبَ التكفيرِ والتحريضِ والإرهاب – زعموا – فكانَ لِزاماً على أهلِ العلمِ والفضلِ والاِحتساب القيامُ بواجبهم تجاهَ الشريعة، ثمّ تجاهَ شيخنا – بارك الله في عمُرِه – وممن قامَ بواجبه فضيلة الشيخ / عبد العزيز بن مرزوق الطريفي – باركَ اللهُ في علمِه – وإليكم بيانَ الشيخَ:
الاختلاط .. وانحناء القلوب
بسم الله الرحمن الرحيم ..
فقد تابعت ما يُطرح في مسألة “الاختلاط بين الجنسين” ونظرت فيما انتهى إلي فيه، وقرأت ما كتبه الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك في هذه المسألة فرأيته لا يَخرج عن الحق لفظاً ولا معنى.
والحق مع وضوحه وجلائه قد يغيب عن طالبه لورع بارد تمكن منه، أو لغلبة مصلحة متوَهمة، أو لغياب نصٍ متفق عليه عملاً، لا يُحسن الناظر فيه تنزيله على بعض الصور والنوازل الداخلة فيه بأدنى تأمل، والعالم الصادق لا يَتهيب المخالفة قدر تهيبه القصور عن قول الحق الغائب والعمل به، ولو كان المخالف له منسوباً إلى الإصلاح والفقه، فأبو بكر الصديق رضي الله عنه قال في مانعي الزكاة قولاً غاب عن جمهور الصحابة وعلية الخلق بعد الأنبياء كعمر بن الخطاب رضي الله عنهم، فكان هذا نوعاً من الذهول العارض يؤوب معه الصادق عند بيانه كأوبة خير القرون خلف أبي بكر صفاً واحداً، فلا يُعاب على الذاهل ذهولاً عارضاً ذهوله ما آب، وإن حضره الدليل فحضور الدليل لا يتلازم مع تمكن الفهم وإصابة الحق، لأن إصابة الحق قد لا تحضر في ذهن الناقل ولو حمل النص بين جنبيه، ولهذا كان “شر الأمة آخر الزمان القراء”، كما في الحديث، وهذا في حملة نص القرآن، فكيف بحملة نص السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأدرك يقيناً أن كثيراً من العلماء الصادقين وهم يرون جلد الإعلام الشاذ في ترويض الاختلاط موزّعو العقل والقلب بين ما يؤمنون به وما يرون تحت بصرهم من الوحي الصادق والإجماع الثابت على حرمة الاختلاط في التعليم والعمل وبين ما يراد أن يُفعل، وقلّة حيلتهم استحكمت عليهم فلزموا الصمت، والصمت خيرٌ ولكن في غير هذا الموضع، لأن الساكت يُحمد إذا لم يُنسب إليه قول، وأما في حال نسبة القول إليهم فالسكوت عن قول الحق في معنى النطق بالباطل، وهذا ما وصف الله به اليهود قال الله تعالى: (سماعون للكذب أكالون للسحت) فجعل سمعهم الكذب وكذبهم سواء.
وأما من يخالف ما قاله الشيخ عبد الرحمن البراك بجهالةٍ، وهو خال القلب من نور الوحي، أو طال انحناء ظهره لسطوة الإعلام فطال أمده فظن أنه إنما خُلق أحدب الظهر، فاستروحت نفسه وجسده الانحناء، وتألمت مع القوام، فحاله لا تُغير ما خلق الله البشر عليه: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، وللقلب انحناءة كانحناءة الجسد وقوام كقوامه.
وكثيراً ما يعجز حملة الأقلام عن التحرر من نيران الشبهات، ونصرة ما حقه النصرة، وخذلان ما حقه الخذلان، لقوة الإعلام في تقزيم عملاق وعملقة قزم، وتهيب إرهاب الإعلام بألفاظ مثل التشدد والغلو والتخلف، فتوءد الجسارة على قول الحق واعتقاده في قلوب الكثير.
والسكوت لا عبرة به في موازين الحق، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن السكوت سيصل حداً أبعد من تقرير مسألة الاختلاط، ولكن الحق حقٌ والباطل باطل، فيروى عند ابن حبان والحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذٍ من يقول لو واريناها وراء هذا الحائط).
وما يضر الحق تسمية أهل الباطل إياه باطلاً، فضلاً عن سكوت الساكتين عنه.
ولتوضيح الرأي حول ما قاله الشيخ عبدالرحمن البراك فالحديث عنه من عدة جهات:
أولاً: بخصوص تحريم الاختلاط، فهذا مما لا يُخالف فيه أحدٌ من علماء الإسلام من سائر المذاهب المتبوعة ونص على الإجماع أئمة كثير، وقد بَسطت المسألة في كتاب “الاختلاط تحرير وتقرير وتعقيب” يَنبغي الرجوع إليها لمعرفة نصوص الشريعة وإجماع الأمة عبر القرون، ولا عبرة بمقالاتٍ تُنشر هنا وهناك لمنتسبي الفقه في القرن الخامس عشر.
ثانياً: وأما بشأن ما نص عليه الشيخ من تكفير المستحل مع إقراره واعتقاده بلزوم الاختلاط لبعض المحرمات القطعية معلومة التحريم في الإسلام ضرورة، فقد مثل الشيخ لبعضها (النظر المحرم والكلام الحرام والتبرج والسفور الحرام) وقد حكى الإجماع على كفر مستحلها غير واحد من العلماء في مواضع مختلفة كابن تيمية في “الفتاوي” (5/ 449) وابن مفلح في مواضع وخلق من فقهاء المذاهب الأربع.
فالاختلاط المقصود هو الاختلاط في التعليم والعمل، وأما الاختلاط العابر كالأسواق والمساجد والطرقات بلا ممازجة ومماسة فهذا يفعله الناس في كل العصور علماء وعامة لم يقصده أحدٌ في تحريم وإيراده على العلماء يدل على عدم معرفة بالنصوص وفعل القرون المفضلة أو تجاهل ومكابرة.
ثم إنه من المقطوع به في مسائل الاعتقاد أن من استحل المباح في ذاته اللازم لزوماً لا ينفك بأي حال عن المُحرم القطعي المعلوم من الدين بالضرورة، وأُقر الإنسان على هذا اللزوم فأقر به ومع ذلك يستحله، فحكمه كحكم مستبيح المُحرم القطعي أصلاً، لأنه لا يمكن أن ينفك الكفر عن لازمه القطعي ووسيلته التي لا توصل إلا إليه أو إلى غيره معه يقيناً، وهذا خاص باللازم القطعي لا باللازم الظني ولا الأغلبي، وهذا في الأمور معلومة الإباحة التي لم يرد فيها نص بذاتها بالتحريم، فكيف وقد جاءت النصوص وأجمعت الأمة على تحريم الاختلاط.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن قال: إن من دخل دار فلان فلا بد أن يفعل مُحرماً قطعياً كشرب الخمر مثلاً أو رؤية العُراة، يُلزم الداخلون جميعاً بلا استثناء من فعل المحرم القطعي، وغير الداخل معافى، ولا إكراه على الدخول، فمن عرف ذلك واستيقن حقيقة فعل الداخلين جميعاً للمحرم حيث لا ينفرد منهم أحد بمباح، ثم أباح الدخول للدار فهذه استباحة حرام قطعي، وإن حاول التفريق بين إباحة السبب والمحرم القطعي في مثل هذه الحال، فهذا جمع بين المتناقضات عقلاً وشرعاً للوصول لشهوة أو شبهة مقصودة، لا يختلف العلماء في ذلك.
ولهذا صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) رواه أحمد والترمذي وغيرهما، مع احتمال كون التصديق له لموافقة المحسوس.
ولو احترزت النصوص الشرعية لكل ما يُستثنى من النوادر، لما وُجد في الشريعة عموم، ولما صح إطلاق، والقرآن والسنة مليئان من ذلك، والعلماء يُفرقون بين نصوص الإطلاق، وقضايا الأعيان وتنزيل الأحكام عليها.
ويجب أن لا يغتر الناس بوَلع كثير من الكتاب بالاستنثاءات النادرة، والإلزام بها، فهذا من الورع البارد ليُدخلوا العامة في حُكم الأفراد المستثنتاة ليُعطلوا بذلك أحكام الإسلام العامة.
والمعلوم ضرورة أن من فعل المحرم كالزنا وشرب الخمر وأكل الربا والاختلاط في التعليم والعمل والخلوة مجرد فعلٍ بلا اعتقاد حلها فهذا مسلم مذنب عاصٍ أمره إلى الله لا يجوز الخوض في تكفيره إلا عند الخوارج، والكلام هنا على مسألة الاستحلال للمحرم وتحريم الحلال المقطوع به.
ولكون مسألة الاختلاط من المسائل المنصوصة وقد أجمع عليها العلماء ومن أسباب فعل المحرم المتيقن فمن استباحه مع يقينه أنه يحدث معه قطعاً أشياء محرمة فهو كمستبيح المحرم، وهذا ما قرره العلماء، وسُبق الشيخ البراك إلى ذلك من جمع من الأئمة بل حُكي الإجماع عليه.
فمن ذلك: ما قاله الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله العامري (469 - 530هـ) في “أحكام النظر” (ص 285): (ثم قد اتفقت علماء الأمة أن من اعتقد هذه المحظورات وإباحة امتزاج الرجال بالنسوان الأجانب فقد كفر واستحق القتل بردته، وإن اعتقد تحريمه وفعله وأقر عليه ورضي به فقد فسق لا يسمع قول ولا تقبل له شهادة) انتهى.
ومن ذلك ما قاله أبو الفضل راشد ابن أبي راشد الوليدي المالكي (ت675) كما في “المعيار المعرب” (11/ 228): (وأما من غلب على ظنك أنه يعلم ذلك ويستبيحه – أي الاختلاط- فهذا كافر يجب جهاده إن قدرت بيدك أو بلسانك فإن لم تقدر فبقلبك) انتهى.
ثالثاً: أن العلماء يطلقون كثيراً أحكام الحدود في كتب العقائد والفقه، والمتقرر عندهم بلا تقييد في كل موضع أن الذي يجب في حقه القيام بذلك هم ولاة الأمر، وهذا ما هو معروف عند علماء الإسلام وفقهائه في كل عصر ومنهم الشيخ البراك فكتبه وشروحه مليئة من تقرير هذا، وهذا ما نص عليه، الفقيه راشد ابن أبي راشد الوليدي كما سبق قال بعد بيان حُكم مبيح الاختلاط: (وتغيير ذلك عليه مما يختص بالحاكم) انتهى.
هذا وجمع الله للأمة شملها، وحفظ لها دينها، والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ومن اتبع.
عبدالعزيز الطريفي
الباحث العلمي في وزارة الشئون الإسلامية(/)
سؤال في مجموع الفتاوي
ـ[أبو علي الحنبلي]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 04:27]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (3/ 267 - 268): (والانسان متى حلل الحرام المجمع عليه , وحرم الحلال المجمع عليه ,او بدل الشرع المجمع عليه كان كافر ومرتدا باتفاق الفقهاء , وفى مثل هذا نزل قوله على احد القولين: {ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون} أى هو المستحل للحكم بغير ما انزل الله) فما معني الاستحلال هنا مع أني لا اعتقد قصر التكفير علي الاستحلال فقط؟
ـ[ابو ربا]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 04:34]ـ
ما الاشكال؟
ـ[أبو علي الحنبلي]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 04:56]ـ
الاشكال في قول شيخ الاسلام المستحل , فهل معني الكافر في هذه الاية أنه هو المستحل فقط؟
ـ[ابو ربا]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 05:40]ـ
لا اعرف قول شيخ الاسلام في الاية ولكن ما ذكرت من كلام شيخ الاسلام
لا يدل على ان هذا قوله لان من استحل ما حرم الله يدخل في الاية
عند من يقول بكفر من حكم بغير ما انزل الله ولو لم يستحل على التفصيل
عند اهل العلم
والله الموفق
ـ[رجب بطران]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 06:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لى سؤال مهم جدا لى وماذا أفعل فى ذلك
1 - تزوجت للمرة الثانيه وذلك عند طريق توكيل لاحد اصدقائى لانى مسافر ومازال ذلك السفر
2 - تم الزواج من حوالى سنه وتم بدون ولى لانها مطلقه ويوجد كراهيه من طرف واحد من خالها تجاهى و هو الذى قام برعايتها مع امها وهو الذى زوجها اول مرة وكان وليها وابوها موجود على قيد الحياة ولكن لايوجد ترابط نهائى بينهما ولها اخ ولكن كانه غير موجود وموافق خاله على رفضى مع تمسكها بى فتم الزواج بنفسها لى عن طريق التوكيل الذى قمت بعمله لصديقى
3 - تم ذلك بمأذون شرعى ورسمى وتم ابلاغ زوجتى الاولى عن طريقى ولكن لم يتم زكر زواجى الاول فى قسيمه الزواج الثانى وتم ابلاغ عملى وعملها بالزواج با
لآوراق الرسميه والكل يعرف الان من اهلى واهلها وتم استخراج بطاقه لها بذلك الزواج ودخلت بها بعد نزولى اجازة
4 - هل ذلك الزواج صحيح واذا كان غير ذلك ما العمل بعد هذة الاوراق الرسميه والاهم اننى لن استطيع ان اتزوجها الا بذلك لان كل اهلها رافضين قبل ذلك وهى تعاملهم معامله حسنه فقط ولا يوجد معامله بعد زواجنا بسبب اصرارهم على الرفض
5 - ولكن لها ابنين من زواجها الاول وهم موافقين على الزواج من امهم هل ممكن لو الزواج غير صحيح ان يتم عقد القران مع ابنهاوهو فى المرحله الثانويه الان ولا يتم تغيير الاوراق
6 - اسف للاطاله ولكن انى فى حيرة ماذا افعل ارجو الرد عليا لان ذلك مهم جدا لى
ـ[ابن جريج]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 09:16]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (3/ 267 - 268): (والانسان متى حلل الحرام المجمع عليه , وحرم الحلال المجمع عليه ,او بدل الشرع المجمع عليه كان كافر ومرتدا باتفاق الفقهاء , وفى مثل هذا نزل قوله على احد القولين: {ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون} أى هو المستحل للحكم بغير ما انزل الله) فما معني الاستحلال هنا مع أني لا اعتقد قصر التكفير علي الاستحلال فقط؟
أخي الكريم
الاستحلال هنا يقع على الصور الثلاثة التي ذكرها شيخ الإسلام؛ لأنه قال وفي مثل هذا أي الإنسان الذي حرم الحلال المجمع عليه ... إلخ
فهذه الصور الثلاثة استحلال، والدليل قوله {ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون} على أحد القولين؛ أي أن هناك قولا آخر للسلف في الآية؛ وذكر ابن القيم في المدارج خمسة أقوال في تأويل الآية، وهي عند التحقيق قولان، فلا خلاف بينهما عند التأمل والنظر
.
والله أعلم(/)
سلسلة قول علماء الشيعة بالتحريف (بالصور) (1 - تفسيرالقمي)
ـ[أبو عبيدة الحاتمي]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 09:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد ..
هذه سلسلة أحببت أن أضعها بين يدي إخواني في هذا المجلس المبارك أسأل الله أن يبارك فيه وفي القائمين عليه وهي سلسلة بعنوان (سلسلة قول علماء الشيعة بالتحريف (بالصور)) وذلك أن الشيعة دائما يستخدمون التقية في أخفاء قولهم بتحريف القرآن لذا وجب القول ونبدأ إن شاء الله بعالمهم القمي.
القمي وتحريف القرآن
من القمي؟
هو أبو الحسن على بن إبراهيم القمي قال عنه النجاشي في رجاله ص 183 (ثقة في الحديث ثبت، معتمد صحيح المذهب، سمع فأكثر).
وقال اغابزرك الطهرانى في الذريعة 4/ 302عن التفسير: (الأثر النفيس والسفر الخالد المأثور عن الإمامين عليهما السلام) وقال السيد طيب الموسوي في المقدمة (إنه تفسير رباني، وتنوير شعشعاني، عميق المعاني قوى المباني، عجيب في طوره، بعيد في غوره، لا يخرج مثله إلا من العالم عليه السلام ولا يعقله إلا العالمون)
قلتُ: ليتهم يقولون عن كتاب الله مثل هذا الكلام –
وقال عن تحريف الشيعة للقرآن: (والذي يهون الخطب أن التحريف اللازم على حد قولهم- علماء الشيعة- يسير جدا مخصوص بآيات الولاية-وهل هذا شئ يسير؟!! - فهو غير مغير للأحكام ولا للمفهوم الجامع الذي هو روح القرآن فهو ليس بتحريف في الحقيقة فلا ينال لغير الشيعة أن يشنع عليهم من هذه الجهة).
قلتُ: نحن نقول لك هذا مبرر أسخف من قائله ومعتقده.
وللقمي مؤلفات عديدة منها:
كتاب الناسخ والمنسوخ، كتاب ترب الإسناد، كتاب الشرائع، كتاب الحيض، كتاب التوحيد والشرك، كتاب فضائل أمير المؤمنين،كتاب المغازى، كتاب الأنبياء، كتاب المشذر، كتاب المناقب وكتاب اختيارالقرآن • وغيرها من الكتب التي كتبت بيده الآثمة.هل يقول القمي بالتحريف؟
قال في تفسيره صـ 106: (و أما ما هو على خلاف ما أنزل الله فهوقوله "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية "خير أمة": يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن عليه السلام؟ فقيل له: وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال إنما نزلت "كنتم خير أئمة أخرجت للناس" ألا ترى مدح الله لهم في أخر الآية "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله"•
ومثله آية قرئت على أبى عبد الله عليه السلام "الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"
فقال أبو عبد الله عليه السلام: (لقد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين إماما) فقيل له يا ابن رسول الله كيف نزلت؟ فقال إنما نزلت (الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماما)
وقوله "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله"
فقال أبو عبد الله كيف يحفظ الشئ من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل له وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ فقال إنما نزلت (له معقبات منخلفه ورقيب من يديه يحفظونه بأمر الله) ومثله كثير.
وأما ما هو محرف فهو قول (لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علىٍّ أنزله بعلمه والملائكة يشهدون)
وقوله (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علىٍّ فإن لم تفعل فما بلغت رسالته)
وقوله (إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم)
وقوله (وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون)
وقوله (ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت) وبعد أن أثبتنا قول الرجل بالتحريف في تفسيره إليك أخي بعض الأمثلة من تفسيرهو قد قمت برفع الصفحات التي قال فيها بالتحريف من تفسيره لإقامة الحجة على كل شيعي حيث إني وجدت أنها ليست مرفوعةً على الشبكة مطلقا.
وهذه صورة من غلاف الكتاب
http://img718.imageshack.us/img718/9351/image1sv.jpg
1) ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)، قوله (أو مثلها) فهي زيادة أنما نزلت (نأت بخير) (55، 65)
http://img682.imageshack.us/img682/5124/75930864.jpg
http://img683.imageshack.us/img683/1743/52648525.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
2) (وكذلك جعلناكم أئمة وسطا) (60)
http://img713.imageshack.us/img713/1052/68487743qy.jpg
3) عن ابن عمير عن ابن سنان قال: قرئت عند أبى عبد الله عليه السلام:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس) فقال أبو عبد الله عليه السلام: "خير أمة"يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام؟
فقال القارئ: جعلت فداك كيف نزلت؟ قال نزلت (كنتم خير أئمة أخرجت للناس) ألا ترى مدح الله لهم " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" (106)
http://img682.imageshack.us/img682/2782/106qn.jpg
4) قوله " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة " قال أبو عبد الله عليه السلام: ما كانوا أذلة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و إنما نزل: (لقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء) (117)
http://img683.imageshack.us/img683/3072/117uv.jpg
5) عن ابن أبى عمير عن أبي اذينه عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: (ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤك يا على فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما). هكذا نزلت. (136)
http://img682.imageshack.us/img682/3927/136vn.jpg
6) عن ابن أبى عمير عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إنما نزلت: (لكن الله يشهد بما أنزل إليك في على أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا) (152)
http://img709.imageshack.us/img709/4255/152e.jpg
7) ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في على وان لم تفعل فما بلغت رسالتك والله يعصمك من الناس). (551، 552)
http://img195.imageshack.us/img195/7448/551g.jpg
http://img195.imageshack.us/img195/7500/552oe.jpg
8) ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة). قل الصادق هكذا نزلت. (273)
http://img682.imageshack.us/img682/1139/2731h.jpg
9) قوله "وعلى الثلاثة الذين خلفوا" قال العالم عليه السلام إنما أنزل: (وعلى الثلاثة الذين خالفوا). (273، 274)
http://img713.imageshack.us/img713/3273/2732y.jpg
http://img532.imageshack.us/img532/6831/274o.jpg
10) ( يا أيها النبي جاهد الكفار بالمنافقين) لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يجاهد المنافقين بالسيف. (277)
http://img696.imageshack.us/img696/4863/277v.jpg
11) ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في على قالوا أساطير الأولين). (358)
http://img46.imageshack.us/img46/8598/358w.jpg
12) ( أن تكون أئمة هي أزكي من أئمتكم) فقيل: يا ابن رسول الله نحن نقرؤها (هي أمة أربي من أمة) قال: ويحك وما أربى؟ وأومأ بيده بطرحها إنما يبلوكم الله به (يعنى على بن أبى طالب). (364)
http://img199.imageshack.us/img199/157/364q.jpg
13) ( كلى واشربي وقرى عينا فأما ترين من البشر أحدا فقولي أنى نذرت للرحمن صوما وصمتا) كذا نزلت. (406)
http://img109.imageshack.us/img109/9296/406ro.jpg
14) ( وقال الظالمون لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فلا يستطيعون سبيلا) نزل بها جبرائيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الآية هكذا: وعلى عليه السلام هو السبيل. (468، 469)
http://img684.imageshack.us/img684/6108/468ri.jpg
http://img714.imageshack.us/img714/4415/469.jpg
15) ( قرئ عند أبى عبد الله عليه السلام:"والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين" فقال: لقد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين إماما.
فقيل له: كيف هذا يا ابن رسول الله؟
قال: إنما أنزل الله: (الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماما). (474)
http://img715.imageshack.us/img715/4152/474d.jpg
هذا ما احببت أن أضعه بين يدي أخواني عن تفسير القمي وحسبنا الله ونعم الوكيل ......
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[27 - Feb-2010, صباحاً 03:53]ـ
بارك الله فيك؛ أخي الكريم، اللهمَّ خلصنا منهم!
ـ[أبو عبيدة الحاتمي]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 12:03]ـ
بارك الله فيك؛ أخي الكريم، اللهمَّ خلصنا منهم!
اللهم آمين وجزاكم الله خيرا(/)
ابن تيمية: استتابة الرافضة .. !
ـ[جذيل]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 10:01]ـ
قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية1/ 179 ط مجمع الملك فهد:
وقال الشيخ الامام ابو احمد الكرجي القصاب إمام تلك النواحي علما ودينا , في عقيدته التي ذكر انها عقيدة اهل السنة والجماعة , وهي العقيدة التي كتبها الخليفة القادر , وقرأها على الناس , وجمعهم عليها , وقرأ بها طوائف السنة , واستتاب من خرج عن السنة من المعتزلة والرافضة ونحوهم , سنة ثلاث عشرة واربعمائة , وتبعه في نحو ذلك ذو السلطان محمود بن سبكتكين بأرض المشرق , وكان ذلك عند ظهور القرامطة الباطنية بمصر ..(/)
ولي ينتظر الرجال والنساء عند باب السلام بمكة،،، فما الحكمة من ذلك .. ؟؟!!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 11:26]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
ولازلنا مع سلسلة الدجل والخرافة وهذه المرة مع أحد الأولياء المتظاهرين بالفسق والمجون .. !!
ذكر العلامة أحمد بن حسن العطاس عن أحد الأولياء المجاذيب مايلي:
(وكان بمكة عند باب السلام واحد من المجاذيب، وإذا خرج أحد من الناس ذكرا كان أو أنثى قبض على فرجه، ومن قبض على فرجه ذلك المجذوب لم يعص الله أبدا) .. !!
[مجموع كلام الحبيب أحمد بن حسن العطاس، لمحمد عوض بافضل ص 72] .. !!
لاتعليق .. !!
وطوبى لمن احترم عقله .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 03:35]ـ
شيخ صوفي: بعد أن طلب الإمداد من الكلاب،،، استشفع بالحرباء .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=51061)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 04:22]ـ
أليس يصلح أن يقال أن هؤلاء عار على الانسانية جمعاء؟!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[01 - Mar-2010, صباحاً 02:38]ـ
أليس يصلح أن يقال أن هؤلاء عار على الانسانية جمعاء؟!
حياكم الله أستاذي الفاضل
بلى يصلح.
ـ[سامر الجبوري]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 03:43]ـ
جزاكم الله خيرا ً
بالفعل هؤلاء عار على صنف البشر
يعني هذا التصرف من هذا الجني يذكرنا ببعض المخلوقات عندما تلتقي تقترب من بعضها و تشم منطقة معينة هي الـ ...
السلام عليكم
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 09:20]ـ
....
لا تعليق
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 03:38]ـ
عجباً: نظرة من ولي صوفي إلى كلب صار الكلب بها آلهةً تُعبد من دون الله .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52236)(/)
كلامٌ نفيسٌ على غيرة الهدهد لتوحيد الله
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 06:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلامٌ نفيسٌ للإمام عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله- على غيرة الهدهد لتوحيد الله -عزوجل-.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه وبعدُ:
إن من أعجب العجب وأغرب الغرائب أن يوجد من يغارُ على دين الله -عزوجل- وهو ليس بمكلفٍ أصلاً وفي مقابل ذلك تجدُ ممن كرَّمه الله تعالى فجعله من بني آدم ومن أهل الإسلام لا يحرك ساكناً إذا وجد من إتخذ لله نداً.
فطائر الهدهد في زمن سليمان -عليه السلام- لما رأى قوم سبأ يعبدون غير الله غار لذلك؛ بل وكان سبباً في إسلامهم قال تعالى: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25))
قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله- عند هذه الآية " ولما كان الهدهدُ داعياً للخير, وعبادة الله وحده والسجود له, نُهي عن قتله ".
وقال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-: " فحدث الهدهدُ, سليمانَ -عليه السلام-, بما رآهم يفعلونه, من السجود لغير الله؛ والسجودُ نوع من أنواع العبادة, فليت أكثر الناس عرفوا من الشرك, ما عرف الهدهد؛ فأنكروه, وعرفوا الإخلاص فالتزموه؛ وبالله التوفيق, وسبحان من غرس التوحيد, في قلب من شاء من خلقه, وأضل من شاء عنه, بعلمه وحكمته وعدله" الدرر السنية (2/ 277).
يشيرُ الشيخ أن هناك من لا يعرف حقيقة التوحيد فقد يسجد لغير الله وهو يظن أنه لا يزال موحداً مخلصاً لله تعالى, وكما يقال: كيف يتقي من لا يعرف ما يتقي,,,
اللهم إجعلنا ممن غرست التوحيد والعمل به في قلبه وكرَّهت إليه الكفر والعصيان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
منقول
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 12:31]ـ
بارك الله في ابي البراء و الهدهد:)(/)
عم يتساءلون في فتوى البراك؟
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 11:02]ـ
قرأت لبعض المحسوبين على الدعوة ماسماه (تساؤلات) على فتوى العلامة البراك حفظه الله في تكفير مستحل الاختلاط الاستعماري فحمدت الله على رد كيد هذا المشروع للتساؤل فقد ظهرت آثار اسم الله (العزيز) في هذه الفتوى التي شرق بها المنهزمون و المستغربون من وجوه منها:
- أن الله قد جعل الذل والحسرة في لغة المستغربين الذين علقوا على هذه الفتوى من جنس قول عبدالحميد الأطرش في تعليقه على فتوى البراك للعربية. نت " وفق ما طرحه الشيخ البراك حول تكفير من يبيح الاختلاط، فنحن جميعا مرتدون وكفرة، ولكن هذا لا يجوز "!
وقول أحمد الغامدي مدير الهيئات في مكة: " مثل هذا لهم سطوة، ويخشى البعض أن يدخل معه في مهاترات يرى أنه في غنى عنها وعن الدخول في هذه المتاهة "!
- أن جهد سنوات من التخطيط للتغريب قد تعثر في لغة الفتوى الشرعية التي ظن التغريبيون أنهم قادرون على تحجيم نوعها عن التأثير فقد علق عبدالله العلويط الكاتب في صحيفة الرسالة عليها بقوله:
(الفتوى الأخيرة بالتكفير كانت مصادمة ومفاجئة للكثيرين ليس فقط على مستوى التكفير بل وأيضا على ماوصل له موضوع الاختلاط، هنا انتكاسة من جهتين، وهذا هو المزعج في هذه الفتوى أعادتنا لنقطة الصفر رغم كل ما تحقق في الفترة السابقة)
- أن المنهزمين الذين خذلوا الاسلام في منازلة (الهوية) قد ذلوا بهذه الفتوى ذلا جعل بعضهم يكذب التغريبين في أنهم معهم في مخالفة الفتوى فحاصوا حيصة ذليلة عن المواجهة التي حاول التغريبيون دفعهم إليها وفي كذب جريدة الوطن على بعض المنهزمين في ذلك شاهد على هذه الذلة.
- أن عجز التناصر بين المنحرفين عن دفع تأثير الفتوى على الناس قد ظهر في مثل قول العلويط السابق: "مشكلتنا هنا في السعودية أن هناك عدم مبادرة في التصدي لبعض الفتاوى المتشددة بل أحيانا يأتي الاستنكار والرد من علماء وجهات علمية من خارج السعودية وهو لن يستطيع إطلاق مثل هذه الفتوى خارج السعودية ... ومن ناحية أخرى هناك من العلماء من لا يريد خسران شعبية ذلك العالم أو الحرص على علاقة اجتماعية قوية بينهم، ولذلك تجدهم حتى يبتعدون عن المناظرات رغم قوة حجتهم في دحض آراء متشددة، نريد انفتاح إعلامي أكثر من الموجود حاليا للمساهمة في منع التشدد في مسائل خلافية على الأقل ".
- أن الخطاب المنهزم قد تبرع بزيادة ضوابط وقيود لم ترد في فتوى الشيخ ولم يتبرع الشيخ بدعم هذه الزيادات في فتواه بل بقيت عزيزة بمافيها من تجديد في ربط الأحكام بتوصيف صحيح للواقع.
- أن الخطاب التغريبي قد تحول من اللغة الساخرة بالفتاوى الشرعية المناهضة لمشروع التغريب إلى اللغة الغاضبة المحتقنة منها، وفي هذا من نقل التأثير القوي للغة الفتوى مافيه، فقد كشف الشيخ عن دافع مشترك يعلمه التغريبيون من أنفسهم وذلك في قوله عنهم:
"والباعث للعصرانيين الداعين إلى هذا الاختلاط أمران:
الأول: النزعة إلى حياة الغرب الكافر، فعقولهم مستغرِبة، ويريدون تغريب الأمة؛ بل يريدون فرض هذا التغريب.
الثاني: اتباع الشهوات، قال تعالى: ((وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا)).
- أن في هذه الفتوى من نقل المنافقين من المواجهة مع المصلحين إلى المواجهة المباشرة مع النفس مايحقق تأثير (القول البليغ) الذي في مثل قول الشيخ في هذه الفتوى:
" ولا تستغرب أيها المسلم أن الإنسان قد يكفر بكلمة وهو لا يشعر، فلا تأمن على نفسك، بل الحذر الحذر! وفي الحديث: ((وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم)) رواه البخاري. ".
وفي هذه الجملة وحدها دفع لحاجز عظيم جعله الشيطان وسيلة تأمين من مكر الله.
- أن فيها من كبت المسارعين في طاعة المحادين لله مايذلهم بالخوف من وصف (الدياثة) ذلا يزجر نفوس من لاتزجره الموعظة الحسنة وذلك في قوله:
" ومما يحسن التنبيه إليه أن كل من رضي بعمل ابنته أو أخته أو زوجته مع الرجال أو بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه، وهذا نوع من الدياثة، لأنه بذلك يرضى بنظر الرجال الأجانب إليها، وغير ذلك مما يجر إليه الاختلاط ".
وهذا غير كونه صحيحا فهو أيضا تجديد لتسمية الأشياء بأسمائها التي يمكن بها ترتيب أحكامها عليها فمن قذف من هذا حاله بقوله " فيك دياثة " فقد برء دينه وظهره.
- أن (قطعية) إفضاء الاختلاط الاستعماري لمنكرات (قطعية) فيها من الظهور في العالم الاسلامي مايجعل التوقف فيها ضربا من التكلف فالقطع بوقوع المنكرات ليس في أفراد المختلطين على هذا الوجه بل في جنسهم فيستحيل اختلاطهم على الوجه المذكور من غير منكر قطعي بخلاف الاختلاط العابر فهو راجع إلى تدين كل شخص وحاله بل ربما نظر الرجل إلى ماحرم الله من غير اختلاط ولاخلوة وفي هذا من عزة هذه الفتوى وظهور مافيها من موافقة الشرع والفطرة والعقل مافيه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 07:26]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عادل المرشدي على ما كتبت
في الحقيقة فرحت لما رأيت اسمك وأحببت أن أرحب بك
وفقك الله ونفع بك ..
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 07:13]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله ونفع بك
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 11:01]ـ
رفع الله قدركم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[01 - Mar-2010, صباحاً 12:02]ـ
جزاك الله كل خير خير يا شيخ عادل وبارك فيك
وحفظ الله الشيخ البراك وأعلى قدره
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 07:34]ـ
الاخوة الفضلاء: زين العابدين الأثري، ماجد مسفر العتيبي
بارك الله فيكما
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 09:37]ـ
جزاك الله خيرا، وحفظ الله الشيخ البراك و حفظ الله وأيد وناصر كل من يساهم في حراسة الدين والرد على المبطلين الأفاكين.
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 12:05]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم
ـ[ابو البراء الأسمري]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 10:58]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب المبارك
وحفظ الله هذا العلم العلامة البحر شيخنا الشيخ / عبد الرحمن البراك وجعله غصة في نحور هؤلاء المنافقين
اخوك / سعيد ابو البراء الأسمري(/)
هذا (النجدي) .. كان يسخر من كتاب (كشف الشبهات)، ثم تغير حاله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 11:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هو الشيخ محمد بن إبراهيم السناني – رحمه الله -، المتوفى عام (1269هـ)، ترجمته في " علماء نجد " للشيخ البسام (5/ 472)، ومجلة الدرعية (ربيع الآخر 1422هـ).
تبع في أول أمره بعض المغرضين من أعداء دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – السلفية، حيث شوّهوا صورتها عنده، وحذّروه من قراءة كتب الشيخ؛ لاسيما كتاب " كشف الشبهات "؛ فطاوعهم مغترًا بهم. ثم يسّر الله له زيارة بعض البلدان، فهاله ما رآه فيها من الانحرافات العقدية، وصرف أنواعٍ من العبادة لغير الله، فعلم قيمة دعوة الشيخ الإصلاحية، وأثرها الطيب، وعزم على قراءة كتب الشيخ: (فأُولِع بها، وشغف باتباعها، وقال كلمة وقصيدة في هذه الحال التي مرّت به) - كما يقول الشيخ البسام -، ثم أورد الشيخ البسام كلامه وجزءًا من قصيدته.
وهاهما (كاملان) من وثيقة أهدانيها الأخ الكريم الشيخ: عبدالله البسيمي – حفظه الله -:
قال الشيخ محمد بن إبراهيم السناني - رحمه الله -:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، كنت في أول الأمر مع أناس من جماعتنا، نسمي "كشف الشُبه": جمع الشُبه، و لم أرها، و لم أطالع فيها، و لو طُلبتْ مني المطالعة فيها لم أقبل، بغضًا لمؤلفها رحمه الله تعالى، وسبب ذلك الجهل ظنيت بقوم خيرًا، فنسأل الله لنا و لهم الهداية إلى صراطه المستقيم، فأغروني و لبّسوا عليّ، فغلب عليّ الهوى و التعصب، فمن بغضائي للشيخ رحمه الله، لم أقبل أن أنظر في كلامه، فلما سافرت إلى بعض الآفاق، و رأيت اختلاف الناس و كثرة من أعرض عن الهدى، و نكب عن الصراط المستقيم، و الصراط المستقيم أوضح من الشمس، و لكن أكثر الناس عميٌ عنه، و لا عجب، فهل يرى الشمس أعمى العينين؟ فعمى القلب أشد، و العياذ بالله، فعند ذلك دعوت الله سبحانه و تعالى واضعًا خدي على التراب، ملتجئا إلى رب الأرباب، مناديًا للملك الوهاب: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، فأزال الله وله الحمد عني التعصب و الهوى، و أبدله بالإنصاف و الهدى، و صار الحق عندي أحق أن يُتبع، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "الرجوع إلى الحق خير من التمادي على الباطل"، فعنّ لي أن أطالع في "كشف الشُبه" لما كنا نسميها و ننفر عنها، فوجدتها كاسمها، كيف لا؟ وهي مشتملة على أجل المطالب، وأوجب الواجبات، فكانت جديرة أن تُكتب بماء الذهب، و هيجني إلى المطالعة فيها قول أناس من جماعتنا في مؤلفها مقالاتٍ لا يقولها من خالط الإيمان بشاشة قلبه، و لا من وجد حلاوة الإيمان، بل لا يقولها إلا من في قلبه غلٌ على سنن الرسول صلى الله عليه وسلم و القرآن، و إن أخفى ذلك في المقال، و أبداه في صفحات وجهه، يراه من له معرفة بهذا الشارة، فعند ذلك حُق لي أن أقول و إن رغمت منه أنوف، وعبست منه وجوه، فبُعدًا لتلك الأنوف والوجوه:
لقد ضل قوم سمو الكشف بالجمع * و قالوا مقالاً واجب الدفع و الرد
فجمع الشُبه مالفقوه ببغيهم * و تضليلهم من هد ما شِيد من ند
و قام بنصر الدين لله وحده * و تجريده التوحيد للواحد الفرد
و جاهد فيما قام فيه لربه * بماله و الأهلين حقًا و باليد
بدا بما أبدا بأول أمره * بتنفيذ إرسال إلى كل مشهد
بأن اعبدوا الله ربنا وحده * و لا تجعلوا منها له من ند
ألا فاعبدوه باتباع رسوله * فيا حُسن هذا الاتباع لذي الرشد
فلما رأوه قام بالحق صادعًا * و لا يخش فيه لومة لذوي الجحد
بغوه الغوائل حاولوا كل حيلة * كما رامه قُدمًا حيي بأحمد
و لكن رب العرش أعظم حارس * لمن عادى فيه في مغيب و مشهد
ألا إنكم من جهلكم و محالكم * أضللتم الجهال بالشتم والصد
و أشعرتمونا و الشعار لبينٌ * بأنكم وُرّاث من لاذ في وَد
فيا طالب الإنصاف بالعلم و الهدى * أما تنظرنْ كشف الشبه درة العقد
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد حل فيه كشف ما كان مشكل * بأوضح تبيان و قول مسدد
فجازاه رب العرش خيرًا لأنه * أقام على التوحيد يهدي و يهتدي
وأورثه الفردوس و المنزل الذي * يُرى الله فيه بالعشيّ و بالغد
و من جرّد التوحيد لله ربه * و حكّم للمختار في كل مقصد
وصلِ وسلم يا إلهي على الذي * هو خير هادٍ للأنام إلى الرُشد
كذا الآل و الأصحاب و التابع الذي * تبعهم بإحسان لأطيب مورد
تعليق
رحم الله الشيخ السناني، الذي لزم الحق بعد أن عرفه، وعاد إليه بعد أن تنكر له، فلم يستكبر، أو يرضَ بالركون لواقعه، أو متابعة الضالين المضلين، بل لجأ إلى مولاه طالبًا منه أن يهديه صراطه المستقيم. وتأمل قوله: (فعند ذلك دعوت الله سبحانه و تعالى واضعًا خدي على التراب، ملتجئا إلى رب الأرباب، مناديًا للملك الوهاب: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) الذي يشهد لصدقه في الطلب، ولذا كانت عاقبة أمره نجاحًا وفلاحًا، فكان حاله كحال الطفيل بن عمرو الدوسي - رضي الله عنه - في قصته المشهورة مع مَن أرادوا صدّه عن دعوة الحق ..
أسأل الله أن يوفق ضال المسلمين ممن نشأ وتربى في بيئة بدعية بأن يكسر الحواجز التي تحول بينه وبين دعوة التوحيد والسنة، والاتباع الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ينهل من معينها (مباشرة)، دون وسائط مُكدّرة .. والله الهادي.
رسالة الشيخ السناني
http://www6.0zz0.com/2010/02/27/20/835570907.jpg
http://www6.0zz0.com/2010/02/27/20/720643450.jpg
كتاب (كشف الشبهات)
http://www6.0zz0.com/2010/02/27/20/685318496.jpg
لتحميل الكتاب
http://kabah.info/uploaders/norh/kshf.pdf (http://kabah.info/uploaders/norh/kshf.pdf)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 12:14]ـ
بارك الله فيكم شيخ "سليمان" وأحسن الله إليكم على هذه الدرر ..
وصدق أحد الإخوة من طبة العلم الفضلاء إذ قال لي يوما ما ما معناه: (من درس تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى-و أحفاده و من تبعه عليها من علماء نجد؛ لاستفاد منها الكثير خاصة في معرفة واقع الجزائر والدعوة إلى التوحيد فيها!) ..
وسبحان الله الكثير من أتباع الطرق الصوفية لا يقرأ كتب الشيخ الإمام لأن الرؤوس ينفرون منها، ويشوهون صورته بأنه تكفيري وو .. الخ.
ولشيخنا العلامة صالح آل الشيخ-نفع الله به-توجيه مفيد في شرحه على (كشف الشبهات) حول دراسة كتاب (بلوغ الأرب في معرفة حال العرب) للأديب الموحد محمود شكري الألوسي، لمعرفة حال العرب في الجاهلية بعبادتهم المختلفة، لكي يتأهل الطالب ويوكن قويا في ردِّ الشبهات. وقد نصحني أحد الإخوة بكتاب أظنه للشيخ عيسى حول الدعوة في نجد نسيت اسمه!
وحسبنا الله و نعم الوكيل.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 12:30]ـ
نفع الله بكم ياشيخ سليمان ...
وجزاكم خيرا ..
ومن العجائب أنه حدثني بعض أهل العراق من ضواحي بغداد ..
يقول: كان لكتاب " كشف الشبهات" وقع آخر لدينا ..
حيث كنا نجمع أهل القرية .. ونطلب منهم عرض ما لديهم من الشبه العقدية ...
فيعرضونها .. فوجدنا شبههم كلها موجودة في الكشف .. مع الرد عليها ..
فحصل بهذا العرض والرد نفع عظيم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 01:00]ـ
الأخ الكريم: عبدالحق: وبارك الله فيكم .. وشكرًا لإضافتكم.
الأخ الكريم: عبدالعزيز: آمين. وبكم وبجهودكم ..(/)
منهج التعامل مع أهل البدعة في وقت الفتنة
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 12:28]ـ
إن العلم بأصول التعامل مع أهل الافتراق عن منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرورةٌ يفرضها وجود هذه الفرق ويحتمها ما يترتب على أسماء الدين وأحكامه من حقوق وواجبات شرعية يأثم المرء بتعطيلها فضلاً عما يصيبه من ضنك العيش بالتفريط فيها.
ولئن كان الحال كذلك في أوقات الأمن والاستقرار فإنه في حال الفتنة والمحنة آكد، ويدرك هذه الأهمية من أدرك معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا) [صحيح مسلم] وإنما ذلك لعِظم الفتن، وتأمل أمراً لطيفاً في هذا الحديث وهو شك الراوي في قوله [أو] وكأن معنى الحديث قد أذهله بالفعل لما فيه من عظيم الخطر، فتأمل.
إن قضية التعامل مع أهل البدع تفرض نفسها اليوم في واقعٍ من الفتنة التي يمكن تصويرها من خلال سياقين مؤلمين تعيشهما أمتنا الإسلامية؛ فأما السياق الأول فهو استباحة بيضة بلاد الإسلام استباحةً علنيةً لا لَبس فيها وضابط ذلك وجود الكافر الحربي في ديار الإسلام وجوداً علنياً سافراً، وأما الثاني فهو استشعار بلدٍ أو مجتمعٍ مسلم تربُص الكافر الحربي به للانقضاض عليه واستباحة أراضيه وأمواله ودمائه وأعراضه، والمصيبة المشتركة بين السياقين في واقعنا المعاصر تتمثل في غياب الإمامة الشرعية الصحيحة عن الساحة السياسية للأمة.
تلك الإمامة التي يناط بها عادةً المرابطة على ثغر الأمة العقدي من جهة وحماية كيان الأمة السياسي من جهة أخرى، مما يفرز تساؤلات عديدة حول الأولويات والحاجات المفتقر إليها لتحقيق أمن العقيدة ووحدة الصف السياسي للأمة حيث إن نفس هذا الكيان الحسي للمجتمع أو البلد أصبح مهدداً بالخطر في هذين السياقين. وأعتقد أن خارطة الأمة الإسلامية من الوضوح بمكان من جهة تحقق هذه السياقات على أرض الواقع بحيث إني سأعمم القول قدر المستطاع ليُتمكن تنزيله على ما يستجد من وقائع مماثلة وحتى لا نحصر تنزيل أصول وقواعد هذا المنهج في جزئيات ميدانية قابلة للتبدل فيقع الوهم واللبس.
إذا عُلم هذا فلا بد لنا قبل الخوض في غمار هذا الموضوع الخطير من أن نقرر جملةً من الثوابت المتعلقة بالموضوع وإن بدا بعضها بدهياً، فالغرض هنا تقريرها حتى نتحاكم إليها فيما يفرضه الواقع من متغيرات وجزئيات متبدلة فتكون عوناً لنا على الاستنارة حيث تدلهم الخطوب، فربِّ يسِّر وأعن:
القاعدة الأولى:
إن الافتراق أمر ثابت في هذه الأمة لا يجدي جحوده ولا يقلل من خطره إنكاره: والدليل على ذلك قوله تعالى في القرآن الكريم: {ومن يشاقق الرسولَ من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولى ونُصلِه جهنم وساءت مصيراً} [النساء- 115]، فهذا أصلٌ في الافتراق المنهجي العلمي، وقوله تعالى: {والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قومٍ بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير} [الأنفال 72]، فهذا أصل في وقوع المفارقة الحسية ابتداءً، وقوله تعالى: {فإن بغت إحداهما علىالأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} [الحجرات-9]، فهذا أصل في وقوع المفارقة بعد وجود
الاجتماع فهو افتراق طارئ.
فاتفق لنا ثلاث صور من المفارقة هي:
المفارقة المنهجية: وضابطها الاجتماع المنهجي على أصلٍ بدعي مخالف لمنهج الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
والمفارقة الحسية الأصلية: بترك اللحوق بالجماعة ابتداءً وضابطها التخلف عن الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام مع القدرة عليها.
والمفارقة الحسية الطارئة: وضابطها البغي على إمام مستقر بتأويل أو شبهة.
وقد يجتمع الافتراق المنهجي والحسي فتصبح للفرقة المجتمعة على أصل بدعيٍ أو أكثر شوكة تهدد الأمنين العلمي والسياسي لجماعة المسلمين.
وكل هذه الصور موجودة اليوم على مدى الخارطة الإسلامية نسأل الله السلامة والعافية.
القاعدة الثانية:
(يُتْبَعُ)
(/)
خطر الافتراق علميٌ منهجي أو عمليٌ سياسي وقد يجتمعان: وإن أهمية التمييز بين أنواع الافترق المذكورة آنفاً تتمثل في معرفة مناط الخطر من هذا الافتراق أهو الأمن العقدي العلمي الذي يُخشى أن يفتتن الناس به في دينهم.
أم هو الأمن الحسي الجماعي الذي يُخشى أن يتخطف به الناس من أمنهم واستقرارهم.
فهذا الافتراق ليس مسألة جماعة من الناس اختارت لنفسها رأياً أو طريقاً خاصاً يحتمل السكوت عنه تحت تأثير وَهم حرية الرأي والتعبير، وإنما هو خطر حقيقي يضر بأمن المسلمين علمياً وعملياً.
فأما الضرر العلمي العقدي فهو ما يدخل على قلوب المسلمين من شبهات تشكك في العقيدة وتنكت النكت السوداء في القلب، ولقد نبه القرآن الكريم إلى خطورة هذا المسلك حين مارسه طائفة من أعداء الدين الأصليين حين كانت الدعوة في مهدها، تأمل معي قوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أُنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون} [آل عمران – 72]، وهكذا أهل الافتراق البدعي يوهمون الانتساب إلى منهج الحق والسير على الصراط المستقيم ويحشدون في التدليل على ذلك حشود متشابه القرآن والسنة الموضوعة إن أعياهم تأويل الصحيحة، فإذا هم يضللون ويلبسون على الناس دينهم لعل الناس يرجعون عن جادة الحق ويتبعون سُبُل أهل الأهواء.
واعلم أن الغالب في منهج أهل الفرقة والهوى هو لَبس الحق بالباطل كما كان منهج الأمة الغضبية والضلالية أعني اليهود والنصارى حيث قال تعالى: {يا أهل الكتاب لم تَلبِسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون} [آل عمران 71]، وأما الضرر العملي فحسبك عليه منبهاً قوله تعالى: {والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب اللهَ ورسولَه من قبل وليحلِفُنَّ إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون} [التوبة – 107]، وتأمل حولك اليوم لترى كم من مساجد الضرار وكم من هيئات الضرار وكم من فتاوى الضرار يطلع علينا بها عُبَّاد الأهواء من المنظرين لجماعات الافتراق والتفريق الذين قطَّعوا الأمة إرباً إرباً تحت شتى رايات البدع والضلال، فتأمل.
وإذا عجبت فالعجب لا ينقضي ممن يكيل التهم لأهل الحق ويتهمهم ببذر بذور الفتنة والشقاق حين ينبهون أهل الأهواء من غفلتهم أو يفضحونهم حين يصرون على ما هم سادرون فيه، ويتجاهل عمداً أو سهواً الإنكار على المتسبب في وقوع الفرقة أصلاً فمثل هؤلاء كمثل من ينكر على من صاح على القاتل ولا ينكر على القاتل نفسه، فتأمل.
وأما اجتماع الخطرين فيحدث حينما تكون لأهل الافتراق المنهجي شوكة تعكر على جماعة المسلمين صفو دينهم وأمنهم، ولعل الطامة الكبرى تكون حين يلجأ بعض أهل الفرقة والهوى اليوم إلى التماس الشوكة من أعداء الإسلام المتربصين كجحافل الصليب المستأسدة فيرتمون في أحضانها طلباً للشوكة والمنعة ويتجاهلون استحالتهم أدوات طعن في جسد هذه الأمة التي تزعمون الانتساب إليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
القاعدة الثالثة:
أتباع منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمتحنون الناس: قال الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيَّنوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا} [النساء -94]،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تُخفروا الله في ذمته) [صحيح البخاري]، قال الحافظ ابن حجر في شرحه: (وفيه أن أمور الناس محمولة على الظاهر , فمن أظهر شعار الدين أجريت عليه أحكام أهله ما لم يظهر منه خلاف ذلك)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وتجوز الصلاة خلف كل مسلم مستور الحال باتفاق الأئمة الأربعة وسائر أئمة المسلمين، فمن قال: لا أصلي جمعة ولا جماعة إلا خلف من أعرف عقيدته في الباطن فهذا مبتدع مخالف للصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم والله أعلم) [مجموع الفتاوى4/ 331]
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحاصل أن أتباع منهج الصحابة يأخذون بظواهر الناس التي قررها الشرع ولا ينقبون عما في قلوبهم ولا يمتحنون الناس بسؤالهم ماذا تقول في كذا وماذا تعتقد في كذا، وإنما هذا التفتيش والامتحان مسلك أهل البدع لأنهم محتاجون إلى هذا القمع حيث أعوزهم الدليل الشرعي والحجة العقلية، وهذا كله حيث بقيت هذه البدع مستورة في قلوب حامليها فلا ينقب عنها، أما إذا أظهر أهل البدعة بدعتهم فذاك مقامٌ آخر من حيث الإنكار الشرعي بضوابطه المعروفة.
القاعدة الرابعة: توعد أهل الافتراق والبدع بالنار لا يستلزم كفرهم:
وهذا مما ضل فيه كثير من الخلق حيث نظروا إلى ظاهر قوله صلوات الله وسلامه عليه في حديث افتراق أمته: (كلها في النار إلا واحدة)، فهالهم أن تكفر – بزعمهم - اثنتان وسبعونفرقة من أمته صلى الله عليه وسلم ولا تنجو من الكفر إلا فرقة واحدة، والحق أن ذكر النار في الحديث من باب الوعيد.
والوعيد كما أنه يصح لأهل الكفر يصح لعصاة الموحدين وأصحاب الكبائر من أهل القبلة، فإذا عُلم هذا فليعلم كل مسلم أن أهل النجاة هم أتباع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فهم وتطبيق الكتاب والسنة، وكل من عداهم قد سلكوا من الضلال مسلكاً قد يقف بهم عند حدود المخالفة والفسق فيكون وعيدهم بالنار من جنس وعيد عصاة الموحدين من أصحاب الكبائر، وقد يفضي بهم مسلك الضلال إلى مهالك الكفر فيكون وعيدهم بالنار من جنس ما وعد الله تعالى به الكفار والمشركين والمنافقين.
وبهذا التفريق والتمييز يندفع الإشكال المتوهم من أن أتباع منهج السنة والجماعة يكفرون غيرهم من المنتسبين إلى القبلة، ولهذا فإن من أهل الفرق والأهواء من يشبه حاله حال شارب الخمر أو مرتكب الزنا فيُنظر إليه بعين الشفقة بغية استنقاذه مما هو فيه، وهؤلاء أيضاً على مراتب بل قد تجد في بعضهم من الحب والحمية للدين ما لا تجده عند غيره من أصحاب الانتساب الصحيح للمنهج مع قصور في الهمة أو الحمية للدين،
ولعلك تجد أوضح مثال ٍ على ذلك أن الإمامين الجليلين البخاري ومسلم قد خرَّجا في صحيحيهما لبعض من رُمي بشيء من البدعة لا يكفر بها أعيانهم وما ذلك إلا لما تحققوا فيهم من الصدق والأمانة في الدين بحيث إنه أهون على أحدهم أن يشق نصفين من أن يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي مقابل هؤلاء يجب الحذر من الزمرة الثانية من أهل البدع والأهواء الذي هوت بهم ضلالاتهم في أودية الكفر السحيقة وأرادوا أن يُردوا معهم فئام من أمة التوحيد، وهؤلاء على الجملة هم المنظِّرين والمقعِّدين لهذه الضلالات وهم رؤوسها وكبراؤها وكُتَّابها ودعاتها.
وإلى أمثالهم يتوجه جهاد البيان وقد يرى الإمام إعمال السيف في رقاب بعض منهم كما أمر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم في بعض رؤوس الكفر ممن طعنوا في الإسلام وفي النبي صلى الله عليه وسلم فكان قتلهم لأجل هذا الطعن والفتنة التي أحدثوها لا لمجرد الكفر الذي تلبسوا به، فتأمل.
القاعدة الخامسة: مكافحة أهل الأهواء والبدعة والفرقة علمية وعملية:
وهذا مهم جداً ويدور مع طبيعة الافتراق الحاصل كما بينا في القاعدة الأولى، فحيث كانت الفُرقة علمية منهجية كانت مجاهدتها بالحجة والبيان، وحيث كانت الفُرقة عملية حسية كانت منازلتها بالشوكة والسنان، ولا يستلزم القتال والقتل في الأخيرة تكفيراً ولا خروجاً عن الملة وإن كان يحتمله بحسب حال الأصل البدعي المفارَق عليه؛ ولعل بعض الأمثلة التاريخية توضح هذا الأمر؛ فمكافحة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للخوارج انطوت على شق علمي حيث بعث إليهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ليناظرهم ويخاصمهم بالحجة وكانت أقوى حججه عليهم أنهم ليس لهم سلف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذهبوا إليه من تكفير أهل الكبائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشق عملي تمثل في مقاتلة من أصر منهم على استباحة دماء المسلمين ببدعتهم هذه فكان قتاله إياهم من جنس قتال أبي بكر الصديق للمرتدين كما دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في هؤلاء الخوارج: (لئن أنا أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد) [صحيح البخاري]، ثم تأمل في قتال أبي بكر الصديق رضي الله عنه للمتنعين عن الزكاة فمنهم من امتنع جحوداً بها فكان قتالهم لردتهم، ومنهم من أقر بها ولكنه تأول عدم استحقاقها لغير الرسول صلى الله عليه وسلم فقاتلهم لامتناعهم لا لكفرهم وهو ما يُعرف في فقه السياسة الشرعية بقتال الطوائف الممتنعة.
فتأمل هذه الفروق الدقيقة وهذه التنوعات المسلكية في مكافحة البدعة والفرقة. وهنا أمر تجدر الإشارة إليه وهو أن هذا التنوع المسلكي في مكافحة البدع والأهواء يعني أن أهل الحق لا يعدمون في وقت من الأوقات طريقاً لمكافحة البدعة وقمعها إن بالسنان تحت راية إمام وشوكة فبها ونعمت، وإن باللسان وقفةً حنبليةً ينصر الله بها الدين فبها ونعمت، والحاصل أنه ليس لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم أن يضعوا السلاح في وجه البدعة والأهواء ما تعاقب الليل والنهار، فتأمل.
إذا عُلم ما تقدم فإن منهج التعامل مع أهل الفرق والأهواء الذي تقدمت بعض معالمه إنما ينطبق في أكمل صوره على حالة الاستقرار السياسي العقدي للأمة بحيث يكون للأمة إمام تقوم به شوكة الدين ويعلو به عَلَمُ السنة، أما والحال كما ذكرنا من سياقات ضاعت فيها الإمامة الشرعيةواستباحت بيضةَ الدين فيها جحافلُ الحربيين الكفرة في جزء من بلادالإسلام وتربصت جحافل أخرى بما تبقى منها، فكيف يكون مسلك مكافحة البدعة والفرقة، وأين أولوية قتال أهل الافتراق حفاظاً على أمن الأمة السياسي من قتال جحافل الكفر التي تتهدد الكيان السياسي للأمة برمته؟
إن الإجابة على هذه التساؤلات تقوم على أساس التمييز بين ما يختص بالثوابت العقدية الراسخة القائمة على التوقيف المطلق وبين ما يتعلق بفقه السياسة الشرعية القائم على أساس موزانة المفاسد والمصالح درءاً وجلباً على الترتيب.
والأصل فيما سنعرض له من معالم هذا المنهج يقوم على التفريق بين مقام النهي في قوله تعالى: {فلا تطع المكذبين * ودوالوتُدهن فيدهنون} [القلم – 8 - 9]، وبين مقام الرخصة في قوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} [آل عمران -28]، إنه التفريق بين مقام المداهنة المنهي عنها شرعاً ومقام التألف والمداراة المرخص به شرعاً.
وفيما يلي تقرير بعض معالم منهج التعامل هذا:
أولاً: لا مداهنة في مسائل الاعتقاد:
إذ أن الغاية من كل ما نجاهد لأجله هو الحفاظ على هذا المعتقد، وكل ما نسعى إلى تحقيقه من الاجتماع الحسي السياسي وإقامة قلعة الإسلام وأمة الإسلام إنما هو من جنس الوسائل، وإنه لمن السفه بمكان أن نفرط في شيء من المقصد وهو مجموع مفردات العقيدة بحجة المحافظة على وسائل حمايتها.
تأمل معي حديث حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ولَيُسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها. فقال له صلة - وهو راوي الحديث -: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة، فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة، تنجيهم من النار ثلاثاً) [ابن ماجة – كتاب الفتن وصححه الألباني رحمه الله]،
والشاهد هنا أن كلمة التوحيد هذه هي مناط النجاة ولو انفرط عقد الجماعة ولو ضاعت معالم الأمة بحيث لم يبق منها إلا أطياف من البشر متناثرين هنا وهناك، ولن تجد نصاً في الكتاب ولا السنة يشير إلى مجرد اجتماع الناس في صورة أمة أو جماعة أو دولة يحقق لهم النجاة بمنأى عن العقيدة، ولهذا يجب أن يستقر في أذهاننا أن مفردات العقيدة ثوابت راسخة لا يصح أن تكون مجال مداهنة أو تنازل مهما كانت الحجة والمبرر كالتذرع بالمحافظة على الجماعة وعدم تشرذم الأمة ونحو ذلك مما يسمى المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أنه مهما أمكن الموزانة بين تحقيق الاجتماع الحسي والسلامة في المعتقد فقد وجب ذلك، وأنه مهما ألجأ الواقع إلى التفريط بأحدهما دون الآخر فلا مندوحة عن تفويت كل ما عدا ثوابت العقيدة في سبيل الحفاظ عليها.
وتأمل معي كلام الله تعالى حكايةً عن إنكار موسى عليه السلام واقعَ الشرك الذي تلبَّس به بنو إسرائيل: {قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعنِ أفعصيت أمري * قال يا ابن أمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرَّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} [طه 92 - 94] فها هو نبي الله هارون عليه السلام يرجح كفة الاجتماع ويحاول قدر الإمكان استيعاب بدعة الشرك التي جاء بها السامري.
ولربما عذر موسى عليه السلام لأخيه هارون عليه السلام اجتهاده ولكنه لم يقره عليه البتة حيث انصرف للتو يطهر هذه الجماعة من رجز الشرك ولوثة العقيدة، تأمل: {قال فما خطبك يا سامري * قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضةً من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي * قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعداً لن تُخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً لنحرقنَّه ثم لننسفنه في اليم نسفاً. إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علماً} [طه 95 - 98].
فلم يراع موسى عليه السلام أمام تهديد أمن العقيدة أي شيء آخر فالسامري صاحب فكرة وأتباع يُخشى بمجابهته انفراط عقد الجماعة ولكن إذا تعين ذلك لحفظ العقيدة فلا ضير، والعجل له عُبّاده ومريديه [وما أكثر عجول اليوم] وربما أدى تحريقه إلى انفراط عقد الجماعة ولكن لا ضير، صلوات الله وسلامه على كليم الله ما أشد غضبه للحق وفي الحق وبالحق، ألا فليعلم كل مسلم أن لو استلزم الأمر التضحية بكل سامري وخسارة كل عابد عجل في مقابل تحقيق أمن العقيدة ألا فليكن، ألا ولبئس الجماعة التي تحتضن شاكلة السامري وأتباعه بل أي معنى يبقى للجماعة إذا كان مدار تأليف القلوب الإقرار بالشرك بالله أو السكوت عليه على أقل تقدير ...
ثانياً: المداراة مشروعة لدفع الضرر ودرء المفسدة فتقدر بقدرها:
وهذا من أبجديات فقه السياسة الشرعية، ولتعلم أن الضابط في مشروعية المداراة غياب شوكة أهل الحق، وأن الضابط في حد المداراة ومداه ما يندفع به الأذى والضرر عن جماعة المسلمين فحسب، فتنبه لهذا فإنه دقيق جداً، وبالغفلة عنه ينجرف البعض في تيارات المداهنة والتمييع والملاطفة ليصبح حاله حال من غصَّ فكاد يختنق فشرعت له شربة خمر متعينة لتذهب غصته فإذا به يسترسل في زجاجة الخمر سادراً متمتعاً! والحاصل أنه لا يجوز أن يتحول الإذن بالمداراة المرتبط بالضرورة الملجئة إلى مجال تنازل عن شيء من الثوابت العقدية التي إنما فارق أهل البدعة أهلَ السنة بتركها.
ففرق بين أن تداري وتتألف قلوب فرقة ضالة لها شوكة يُخشى أن يتضرر منها جماعة المسلمين وبين أن نلغي هذه الأسس العقدية التي افترقنا عليها ونعلن للناس أنه اختلاف بسيط لا يفسد للود قضية وأن التقارب والتقريب بين الفريقين مشروع بل مطلوب بحجة وحدة الصف، وحسبك مثالاً واضحاً اليوم ما تزل به أقدام العديد من حملة العلم المنتسبين إلى السنة من الإعلان بمشروعية ومندوبية – بل ربما وجوب - التقريب مع أهل الرفض، ولا أعني بأهل الرفض عوامهم بل منظريهم وعلماءهم وسادتهم ممن يعلمون حقيقة الفساد العقدي الذي يُضلون الخلق به.
وقريب من هذا المجال من يتمادى مع منظري وكبراء العلمانية بحجة وحدة الصف الوطني ثم يتخذ من مشروعية المداراة ذريعة لذلك، وغفل هؤلاء أو ما دروا أن هذه المداراة ما شُرعت إلا حيث تعينت طريقاً للحفاظ على سلامة أهل السنة باعتبارهم حملة منهج الحق لا باعتبار ذواتهم وأشخاصهم، فمهما أفضت المداراة إلى تمييع منهج الحق أو تضييع شيء من ثوابته لم تعد مشروعةً البتة، وهذا كله يعود إلى الأصل القرآني فيما أبيح للضرورة حيث قال تعالى: {فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه} [البقرة – 173]، فمن تجاوز المدارة إلى المداهنة فقد بغى واعتدى وخرج عن حد الإباحة قولاً واحداً. ثم اعلم رحمك الله أن مبدأ المداراة يقوم في الجملة على ترك الاستعداء وترك الإعلان بالعداوة والبغض في الله لما كان يفضي إليه من منكر أعظم هو الضرر المترتب على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يحتاج منك أن تستحضر مراتب إنكار المنكر وتدرك أنه مهما أفضت مرتبة إلى حصول منكر أعظم من الذي تنكره صير إلى مرتبة الإنكار الأدنى حتى تقف عند الإنكار القلبي وهو متعين، ففي حين يشرع قتال الإمام للطوائف الممتنعة والباغية والمفارقة للجماعة في حال الأمن والاستقرار والشوكة فإنه لا يشرع في حال انفراط عقد الجماعة أو انشغاله بما هو أولى من قتال كافرٍ أصلي محارب وصائل ونحوه، وفي حين يشرع استحلال أعراض أهل البدع والفرقة بالتشهير بهم في زمن الأمن وظهور السنة تحذيراً للناس منهم فإن الإعلان بذلك في زمن الفتنة والهرج قد يفضي إلى إراقة الدماء وسفكها فوجب التلطف في هذا الإنكار اللساني أو النزول إلى رتبة إنكار القلب بحسب الأحوال وهكذا.
وهذا النزول متعلق بفضح أعيانهم لا مناهجهم إن كان هؤلاء الأعيان ممن لهم شوكة يُخشى ضررها على أهل الإسلام، فتأمل هذا كله فإنه دقيق جداً. فالحاصل أن مبدأ المداراة يقوم في الجملة على ترك الاستعداء وترك الإعلان بالعداوة والبغض في الله لأعيانهم وذوي الشوكة منهم لا لمناهجهم وأصولهم التي لا تنقطع مجاهدتها بالبيان الأولى بالأولى، ولا يقوم أبداً على الاستخذاء والاسترضاء لرؤوس البدعة ودعاتها، إن المداراة في حقيقتها أقرب إلى التحييد المؤقت لهذه الفئة حتى يُتفرغ لمن هو أعظم خطراً منها، وإن مشروعية المداراة والتألف مع هؤلاء يجب أن تقتصر على هذا التحييد ولا تتجاوزه إلى شيء من العلاقة الإيجابية
اللهم إلا ما دخل في جنس التعاون على البر والتقوى والمعروف مما لا شرط له كدفع صائل ونصرة مظلوم ونحو ذلك مما تتطلبه طبيعة المرحلة، وهذا وفق قاعدة (للمسلمين نفعه وعليه وزره).
ثالثاً: مداراة وتألُّف أهل البدع والافتراق ليست تقريراً لهم على بدعتهم وضلالاتهم:
إن استحضار هذا الأصل يقي من الانجراف وراء أوهام التقريب التي قد تكون أوقات الفتنة مروجةً لها، ولذا نؤكد على ما سبق في الأصل السابق وهو أن مداراة هؤلاء لا يُقصد منها سوى دفع الضرر الأكبر عن المسلمين وعنهم ولا يراد بها تقريرهم على بدعتهم البتة؛ أما دفع ضررهم عن المسلمين فواضح ويتمثل في عدم انشغال المسلمين بقتال أو سجال مع من بغى أو امتنع من هؤلاء وكان قتاله جائزاً تحت راية الإمام لامتناعه عن أداء بعض فرائض الإسلام أو إنكاره ما لا يجوز إنكاره من أصول الإسلام كما هو مقرر في السياسة الشرعية، وإنما امتنع قتالهم لغياب الإمام ولوجود من هو أولى بانشغال المسلمين بقتاله من كافرٍ أصلي محارب أو صائل أو نحوه، وأما دفع الضرر عنهم فمن جهة قطع الذريعة لالتحاقهم بمعسكر أهل الكفر الحسي أو المعنوي.
فإن ذلك ينتقل بهم من حال أهل البدعة والشبهة والتأويل بما لا يزول معه مسمى الإسلام بالضرورة إلى وصف الكفر والردة والعياذ بالله إذا ما انحازوا إلى معسكر الكفر بتواطؤ أو تعاون أو مظاهرة أو تأييد أو حتى تنظير وتقعيد وتلك والله هي المهلكة، والحاصل أن حال أهل الحق مع أهل البدعة كحال الطبيب من المريض يترفق به ويؤلفه حتى يتناول ويتقبل ما يصلح له من علاج لمرض قلبه وليس من دور الطبيب في شيء العمل على تنفير المريض من العلاج بالكلية.
وإنما يأخذه بالتدرج واللين وربما يرجئ بعض العلاجات إلى حين يكون المريض أكثر تقبلاً لها، والحاصل أن شدة الإنكار على أهل البدعة في وقت الفتنة وانكشاف المسلمين قد يزين لهم اللحوق بمعسكر الكفر بأي شكل من أشكال اللحوق وهذا مفضٍ إلى الضرر عليهم بانتقالهم إلى الكفر المحقق وإلى الضرر بالمسلمين فمن جهة ما يفتُّون به في عضد المسلمين حيث يكشفون للعدو عوراتهم ويخذلونهم في أحرج الحالات والأوقات ويتجسسوا لصالح العدو ونحوه. فالتألف والمداراة دفع لأعظم الضررين بالنسبة لكل من أهل الحق وأهل البدعة وإرجاء للتعامل الحاسم مع أهل البدعة إلى حين انطفاء نار الفتنة وعودة الشوكة لأهل الحق فينفوا عن أهل الشبهات شبهاتهم ويبينوا لأهل التأويل الفاسد فساد تأويلهم ويقاتلوا من امتنع بعد قيام الحجة عليهم قتال البغاة تحت إمرة الإمام بلا هرج ولا فتنة زائدة.
رابعاً: إن مداراة أهل البدعة زمن الفتنة لا يعطل جهادهم بالبيان:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الأصل مفرع على معرفة أن جهاد أهل البدعة يشرع بالقرآن كما يشرع أحياناً بالقوة والسلطان، ولقد تقدم أن زمن الفتنة زمن مداراة وتألف فلا يشرع معه مقارعة بالسيف ولا مجابهة بالقوة عموماً، ولكن لما كان زمن الفتنة أدعى لانحسار السنة وافتتان الناس بباطل التأويلات وزيف البدع والضلالات كان الواجب في المرابطة على ثغور السنة بالعلم والبيان والمحاجة العلمية بالدليل أفضل ما يلتئم به جرح الجماعة وأيسر ما تجمع به قلوب المسلمين، فيجب على أهل العلم وحملته أن يجتهدوا ويشمروا في بيان معالم الحق والكلام في كل ما يشكل على الناس من أصول دينهم لا سيما ما له علاقة بطبيعة الفتنة الحاصلة كأن يدهمهم العدو أو يشغر الزمان عن إمام ونحو ذلك.
وهنا نكتة مهمة وهي أنه لما قررنا ضرورة عدم استعداء رموز البدعة تحييداً لضررهم المتوقع كان من الضروري أن يراعى عند تحذير الناس من فتنهم العقدية أن يتم هذا البيان بشكل مجرد عن أسماء الأشخاص والجماعات ما أمكن إلى ذلك سبيلاً، والنكتة في ذلك أن واقع الفتنة مظنة شبهة لوجود مصالح شخصية عند من يقوم بالإنكار كما يحلو للشيطان أن يزين لمن يحاول غوايتهم، فمهما تجرد إنكار المنكر عن الطعن في الأفراد والجماعات كان أدعى لخزي الشيطان وقبول الناس لدعوة الحق، ومهما انصب جهد إنكار البدعة على أعيان المتلبسين فيها تحقق لإبليس مراده من تلبيس الأمر على الناس.
ولعل المثال يوضح المقال؛ فأنت قد تبذل جهداً خالصاً لله تعالى في سبيل بيان ضلال رؤوس الرفض ممن يطعنون في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل يكفرونهم ولكنك ما أن تشير إلى القوم حتى تنبري إليك ألسنة الناس تتهمك بالحقد على هؤلاء وتفريق الصف في وقت نحن أحوج فيه إلى توحيده وهي شبهة قوية تشوش على عقل من تلبَّس فيها فلا يعود ينتبه إلى الباطل الذي تنكره ولا إلى الحق الذي تدعو إليه،
ولكنك إن صرفت الجهد إلى توعية الناس تجاه خطورة سب الصحابة والطعن فيهم وما يترتب على ذلك من مفاسد ومآلات وسلكت في هذه التوعية مسلكاً مجرداً لا تشوش في على السامع باسم الفرقة أو الجماعةالفلانية لترسخَ الأمر في ذهن السامع ولما أعيته الحيلة في كشف حقيقة هؤلاء عندما يكتشف تلبسهم بهذه البدعة والضلالة.
ولئن دعت الحاجة إلى التحذير من أعيان بعض رؤوس الضلالة فلتكن نسبة الضلالة إلى أشخاصهم ما أمكن بدلاً من التشهير بفرقة أو جماعة بأكملها حتى نفوت على إبليس فرصة التدليس على الناس بشبهة أنك تفرق جماعة المسلمين وتفت في عضهم، ومدار كل ما تقدم على ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله) [البخاري – كتاب العلم]
خامساً: مراعاة الترتيب الشرعي وسياق الحال في مكافحة البدعة:
فمن البدعة ما هو مكفر ومنها ما هو مفسق، ومن البدعة ما هو أقرب إلى الواقع العملي ومنها ما هو أقرب إلى التأصيل العلمي النظري، ولا يصح في الأذهان الانشغال بما هو أقل ضرراً عما هو أشد ضرراً ولا الانشغال بما هو نازلةٌ واقعة بما هو نظري تأصيلي يحتمل التأخير، فلا يصح مثلاً الانشغال في الإنكار على أصحاب بدعة مفسقة مع احتمال استعدائهم في وقت الفتنة فينشغل بهم عن الإنكار على أصحاب بدعة مكفرة هم أولى بالإنكار من جهة وأقل فواتاً لمصلحة المسلمين إذا ما أعلنوا باستعدائهم من جهة أخرى، وهذا الذي نقوله مأخوذ من أصول الشرع الدالة على وجوب الانشغال بالأهم كما صح في حديث بعث معاذ رضي الله عنه إلى أهل الكتاب حيث أمره صلى الله عليه وسلم بدعوتهم إلى التوحيد ثم إلى الصلاة ثم إلى الزكاة كما هو معروف.
فعلى سبيل المثال نجد اليوم إحياءً لمفهوم الإرجاء من زاوية خفية قاتلة هي زاوية تعطيل الولاء والبراء والتدليس على الناس بمفهوم التسامح الديني المغلوط؛ إذ أن ترويج مفهوم الإرجاء يقدم قاعدة وأرضاً خصبة لبذر بذور تولي الكفار وخذلان المؤمنين طالما أن إيمان أهل الإرجاء لا يختل بذلك، فمن المهم حينما ننكر على بدعة الإرجاء اليوم ألا ننحصر في سياقاتها التاريخية وأعيان رجالاتها الذين أفضوا إلى ما قدموا ولكن نبرز خطورة بدعة الإرجاء من خلال ثمرات الحنظل المرة المتمخضة في واقعنا اليوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنبين للناس كيف أن دعوى سلامة الإيمان وتحققه مع اجتماع النواقض العملية للإيمان دعوى هدامة قد جرَّت على المسلمين الويل والثبور فوطأت بلادهم بل وفرشهم أقدام العدو الكافر بتعاون خياني حقير من هؤلاء الذين لم يروا بأساً في مد يد العون إلى كافر محارب ولا في خذلان مسلم مقهور وأخذوا يخدرون حس المسلم الذي آلمه ذلك كله بجرعات من الإيمان الإرجائي الذي لا يضر معه معصية ولا كفر عملي طالما أن القلب يعرف لا إله إلا الله – بزعمهم -
واللسان يتمتم بها دون وعي ولا أثر عملي في حياة قائلها، وقل مثل هذا في أصحاب بدعة العلمانية والاعتزال والرفض والخروج، نعم إن لهذه البدع جذوراً تاريخية يهم العالم والباحث معرفتها ودراستها ولكننا نتحدث عن نشر علم السنة بين أبناء المجتمع عوامه ومتعلميه وعلمائه فينبغي الربط بالواقع ما أمكن وتأصيل الجزئيات ما أمكن وتخصيص النواحي العلمية التخصصية بأهل العلم المتخصصين ما أمكن، فالناس لا يهمها كثيراً أن تعرف الجعد بن درهم ولا واصل بن عطاء ولا القاضي عبد الجبار.
ولكن يهمها أن تعرف رموز العلمانية وزنمات الاستعمار وأذناب الاستشراق وزنادقة العصر وتعرف أن الذين يقتحمون بيوتهم وينتهكون أعراضهم من الكفار المحاربين قد جاؤوا بعون من هؤلاء على اختلاف وتفاوت في مقدار العون بين منظِّر وناعق بوق لأفكار الهدم والتضليل وبين ماد يد العون العملية بفكر ووشاية وردء وتوجيه، وبين مشاركة حسية عملية عسكرية في مد يد العدوان الأثيم على حرمات المسلمين مع التستر بشتى أنواع التبرير والتضليل المنتسب إلى العلم والإسلام وفتاوى التدجين، فتأمل.
سادساً: تحرير مناط استحلال السيف في رقاب المنتسبين للبدعة إن اضطر إليه:
مهما قلنا عن ضرورة استفراغ الوسع في جهاد أهل البدعة بالبيان فإن سياق الفتنة قد يفرز واقعاً يتمحض فيه ضرر بعض المنتسبين إلى البدعة وخطرهم العظيم على أهل الإسلام بحيث يكون السكوت عنهم واحتمالهم في جسد المسلمين الواحد أشبه بالصبر على عضو مسموم في الجسد أخذ يبث ذيفاناته وخبثه في باقي الجسد ويوشك أن يأتي عليه، وفي هذه الحالات المتعينة قد لا يكون أمام الجماعة المسلمة بدٌ من توجيه السنان وتسليط السيف حيث لم تنجع المداواة بالحجة والقرآن والسنة.
وهنا ينبغي التنبه إلى أمور منها ضرورة عدم التوسع في هذا المسلك اتقاء الفتنة، ومنها ضرورة تحرير مناط استباحة دماء هؤلاء وبيان ذلك بما لا يوهم أن سبب استباحة دمه مجرد انتسابه للبدعة، وليس الأمر بسبب الخجل أو الخوف من الحكم الشرعي وإنما الخوف من التعميم في الحكم والتوسع فيه بدون مبرر شرعي.
ولنتذكر أننا نتحدث عن واقع الفتنة لا عن واقع الاستقرار وظهور الشوكة فتلك حالة أخرى يتسنى فيها للإمام المسلم أو موكله أن يقيم الحجة ويحكم بالحكم الشرعي القضائي في هؤلاء إن متأولين تائبين أو أهل أهواء مصرين أو زنادقة أو مرتدين، فعلى سبيل المثال إذا ظهر في واقع الفتنة أن بعض المنتسبين إلى البدعة يستحلون تقديم الردء والمظاهرة للكافر المحارب على المسلمين وقرر أهل العلم والخبرة أن إراحة المسلمين من هؤلاء متعينة فيجب أن يكون العذر الشرعي في استباحة دماء هؤلاء هذه المظاهرة والخيانة لله ولرسوله لا مجرد انتسابهم للبدعة، وهذا مهم جداً لتقليل الهرج والفوضى في زمن الفتنة وحتى لا يتهاون الناس في دماء معصومة، فتنبه لهذا كله فإنه دقيق، ولقد قدمنا في مقال سابق أننا في زمن الفتنة نجتهد في حقن دم من له شبهة إسلام ولا نجتهد في إراقة دم من له شبهة كفر، فتأمل.
سابعاً: قاعدة جليلة في رد التنازع إلى الله ورسوله:
ولقد تركنا المسك للختام حيث إنه مهما أعيت المنافحَ عن السنة الحيلةُ في رد الخصوم وبيان تهافت الضلالات فإن له ملاذاً آمناً لا يخذله البتة ألا وهو قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً} [النساء 59]، ومعلوم أن هذا التحاكم إنما ينضبط بمنهج الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كما تقدم في قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسولَ من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولى ونُصلِه جهنم وساءت مصيراً} [النساء- 115]،
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام أحمد رحمه الله: (أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم) [أصول السنة].
ولهذا فإنك مهما وجدت صاحب فرقة وهوى يزعم الانتساب إلى الكتاب والسنة فإنك لن تجده ينتسب إلى منهج الصحابة البتة بل إن علامة أهل الفرقة ترك منهج الصحابة وأمامك تاريخ الفرق وأهل الأهواء تأمله وراجعه لتوقن أن أحداً منهم لا ينتسب إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ناهيك عن أن ينتسب إليهم بأصلهم البدعي المفارق، فمهما لبَّس عليك هؤلاء بتأويل آية متشابهة أو حمل حديث على غير وجه الحق فخاصمهم بسنن الصحابة رضوان الله عليهم فإن كان لهم فيهم سلف وإلا، فهم صدر هذه الأمة؛ إجماعهم حجة لازمة واختلافهم رحمة واسعة، ولن تجد الحق خارجاً عن محموع أقوالهم البتة، فتأمل.
وبعد:
فإن هذا الموضوع من المواضيع الدقيقة والحرجة ولست أدعي أبداً أنني وفيتها حقها بل أقول إن كل ما قدمت أعلاه محاولة لوضع بعض المعالم العامة لمنهج التعامل مع فتنة أهل الأهواء في زمن الفتنة وخفوت نور السنة بين الناس، وأقرر هاهنا أن ما كان مما عرضت صواباً فتوفيق من الله تعالى وحده، وأن ما كان منه خلاف الحق فالله ورسوله منه بريئان وأنا عنه راجع وعليه غير مُصِر، ولقد حاولت قدر الإمكان أن أقرر عموميات ومجملات بغية إمكان إسقاطها على أكبر شريحة من الواقع.
ولا شك أن حيثيات كل جزئية من الواقع قد تتعلق بها من الملابسات ما يحتاج مزيد نظر وتأمل واجتهاد وتدقيق، وأذكر نفسي وإخواني في كل مكان سواء المرابطين على الثغور أم المنشغلين في التنظير والتوجيه لعموم الأمة بضرورة التشاور والتريث وعدم استعجال الأمور، ولنتذكر نحن أهل السنة والجماعة عظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، إذ لا فرق بيننا وبين من يمتحن الناس إن نحن امتحنا الناس، ولا فرق بيننا وبين من يكفِّر لأدنى مخالفة إن نحن كفَّرنا مثلهم، وليعلم ضرورة الالتزام الدقيق بأسماء وأحكام الشرع وما يترتب عليها من آثار، فمهما وسعك اسم المسلم فلا تَسِم الخصم بالفسق، ومهما وسع اسم الفاسق فلا تسم بالبدعة، ومهما وسع اسم المبتدع فلا تسم الخصم بالزندقة.
ومهما وسعك اسم الزندقة فلا تسم خصمك بالكفر، وليعلم أن هذه الأسماء وضعت من أجل الحكم القضائي في الدنيا فيجب الاقتصار على ما ينبني عليه عمل منها، أما الحكم الدياني في الآخرة فليس إلا الإيمان أو الكفر ومرد علمه إلى الله تعالى وحده، فلا نتوسع ولا نسترسل في تنزيل أسماء وأحكام لا ينبني عليها عمل في زمن الفتنة كمن ينشغل بإقامة شهود الزنا مع انعدام الإمام الذي يقيم حده.
ولست أقصد بهذا تعطيل الأحكام وإنما أقصد الحذر من التوسع في إطلاق الاسماء جزافاً دون مرجعية وسلطة تقيم وتلزم بما يترتب على هذه الأسماء من آثار.
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وسيم فتح الله ( http://www.tawhed.ws/a?a=tw7cds38)
[17-02-2004](/)
علماء ودعاة يؤيدون بيان الشيخ البراك حول الاختلاط
ـ[الخميس]ــــــــ[28 - Feb-2010, صباحاً 07:58]ـ
أيد علماء ودعاة سعوديون ما جاء في بيان الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حول الاختلاط، معتبرين أن ما ذهب إليه فضيلته تؤيده أدلة الكتاب والسنة والإجماع، وأن كلام الشيخ إنما يتعلق باستحلال المحرمات الظاهرة.
ولفت موقعون من بينهم فضيلة الشيخ د. عبدالله بن محمد الغنيمان، و د. عبدالله بن حمود التويجري، و د. عبدالرحمن بن صالح المحمود، إلى أن فضيلة الشيخ البراك لم ينفرد برأيه هذا بل سبقه العديد من العلماء، وأورد بياناهم نصوصاً مشابهة لما جاء في بيان الشيخ، الذي نشره موقعه هذا الأسبوع.
ودعا العلماء والدعاة القائمين على وسائل الإعلام إلى الإنصاف في عرض آراء أهل العلم باختلاف تنوعاتها وعدم الاقتصار على ما يخدم توجهات تلك الوسائل.
لقراءة البيان كاملا على هذا الرابط ( http://www.almoslim.net/node/124684)
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 01:05]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 05:22]ـ
بارك الله فيك، وحفظ الله تعالى العلامة البراك من كل سوء،وأمد الله في عمره على طاعته، وجمعنا به في الفردوس الأعلى.
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 02:48]ـ
الأخوة الكرام،
نحن ننشغل كثيرًا بالتأييد والدفاع عن مشايخنا، وهذا شيءٌ طيب لصد المنافقين، ولكن وبالمقابل هل لدينا مشاريع أو خطط عمل نقدمها ليُستفاد منها في تعقيدات الحياة التي تزداد بشكل متسارع؟
عوام الناس لا يهتمون كثيرًا لهذه الصراعات، وإنما يلتفتون لمن يقدم لهم خُطةً أو مشروعًا يُيسر لهم تعقيدات الحياة، فهل نحن جاهزون لتقديم البدائل إذا منعنا عن الناس المتوفر؟!
تذكرة فقط بموضوع أطباق البث الفضائي، فقد كانت فتاوى المنع والتحريم آنذاك على قدم وساق، وقليلٌ جدًا من اهتم بالتفكير في تقديم البديل، وبعد أن دخلت هذه الأطباق جُل إن لم تكن كُل البيوت السعودية؛ بدأت حركة تقديم البديل بالقنوات الإسلامية!
السؤال: لماذا لا نسارع بالتفكير في المستقبل وتوفير البدائل (المتفقة مع مبادئ الإسلام) عوضًا عن انتظار إلى أن يصير ماندافعه واقعًا ومن ثم نبدأ التفكير؟!
الأخوة الكرام، نحن نعيش في زمن لم يسبق للتاريخ الوصول إليه، لذا فالأساليب والوسائل والطرق القديمة لم تعد تنفع.
وفقكم الله(/)
شيخ الأزهر: من يسيء للصحابة خارج عن الإسلام
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 04:15]ـ
شيخ الأزهر: من يسيء للصحابة خارج عن الإسلام
المسلم/وكالات/صحف | 14/ 3/1431 هـ
أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، أن من يسيء إلى أحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أو يسبهم مصراً أو متعمداً فهو خارج عن ملة الإسلام، مشيرا إلى أنه سيطلب توصية من مجمع البحوث الإسلامية بتأييد هذا الأمر.
وقال شيخ الأزهر، خلال افتتاح المؤتمر السنوي الرابع عشر لمجمع البحوث الإسلامية: "إن صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هم عدول ولن نرضى لأي منهم بالإهانة أو الشتم"، موضحا "أن هذا المؤتمر منعقد من أجل التحاور حول مكانتهم في الإسلام وقيمتهم العلمية والدينية".
وأضاف: "إن احترام صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) واجب ديني، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول الإساءة إليهم، أو سبهم لأنهم قاموا بجهود كبيرة لا يمكن إنكارها في نشر الدعوة الإسلامية".
وطالب الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية "عقلاء الشيعة" بضرورة وقف الفضائيات الشيعية التي تسيء لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وتسبهم, مؤكداً أن هذا الأمر مرفوض شكلاً ومضموناً؛ لأن احترام الصحابة رضي الله عنهم وآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) واجب ديني.
وأكد الدكتور القصبي زلط عضو مجمع البحوث الإسلامية أن التقريب بين السنة والشيعة لا يمكن حدوثه على أرض الواقع، منوها بوجود فروق كبيرة بينهما وحدود فاصلة لا يمكن لأي من الفريقين التنازل عنها، خاصة احترام صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم).
ورأى الدكتور محمد بن أحمد الصالح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية أن أهل السنة والجماعة عليهم أن يقفوا موقف الحق، ممن يحاول النيل من صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) ومكانتهم وإعلان رفضه التام لأي نوع من هذه الإساءات، مشيراً إلى أن بعض غلاة الشيعة يسيئون لصحابة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ويزعمون حدوث تحريف في بعض آيات القرآن وهذا أمر مرفوض تماماً ويجب عدم التهاون في مواجهته؛ لأن القرآن الكريم محفوظ من عند الله تعالى ولم يحدث به أي نوع من التحريف منذ نزوله على النبي (صلى الله عليه وسلم)، لقول المولى عز وجل: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
وكان المؤتمر العام الرابع عشر لمجمع البحوث الإسلامية قد انطلق أمس السبت بالأزهر حيث يعقد تحت عنوان: "أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم" بمشاركة نخبة كبيرة من العلماء المسلمين.
ويتناول المؤتمر مآثر الصحابة الكرام ودورهم في نشر الإسلام وتفنيد الهجوم عليهم من قبل الشيعة، حيث تلقت الأمانة العام للمجمع 20 بحثا ودراسة من علماء من مصر وخارجها تتضمن الردود على الإساءات الشيعية ضد الصحابة رضوان الله عليهم.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر الحكم الشرعي في التمثيل الدرامي لحياة الصحابة من خلال استعراض مختلف الرؤى والأبحاث الفقهية والشرعية المقدمة من أعضاء المجمع من مصر والدول العربية والإسلامية، وموضوعات فقه صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ودور الصحابيات في نشر الدعوة الإسلامية، والافتراء على الصحابة وسبل التصدي له.
http://almoslim.net/node/124710(/)
إتباع الصراط في الرد على دعاة الاختلاط /للعلامة عبد الله بن عبد الرحمن السعد
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 09:40]ـ
إتباع الصراط في الرد على دعاة الاختلاط
اللهم إنا نعوذ بك من السكوت عن الحق، كما نعوذ من مداهنة الخلق، ونعوذ بك من القول بلا علم، كما نعوذ بك من كتم العلم، ونعوذ بك من شهواتٍ تعمي الأبصار، كما نعوذ بك من شبهات تستخف الأغمار، ونعوذ بك من جرأة السفهاء، والاستخفاف بالعلماء، ومعاداة الأتقياء. نحمدك فأنت للحمد أهل، ونشكرك فأنت صاحب الفضل، ونصلي ونسلم على من بعثته رحمة للعالمين، وسراجاً منيراً للناس أجمعين.
أما بعد:
فإن لله عز وجل سنناً كونية لا تتغيّر ولا تتخلّف؛ ومنها سنة المدافعة بين الخلق، والصراع بين الحق وأهله، والباطل وأعوانه، فإن سبيل الحق واحدة وللباطل سبل شتى؛ قال تعالى: ?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ? [الأنعام:153]. فسنة المدافعة بين الفريقين قائمة إلى أن يشاء الله، ولو كانت الغلبة مع الحق دوماً لما تمايزت الصفوف ولانطوى من ليس من أهل الحق تحت لوائهم وتدثر بدثارهم، فكان من حكمة الله تعالى ولطفه أن قدر الحياة دولا، ومن رحمته وعدله أن جعل العاقبة للمتقين، فمهما لج الباطل وأعوانه فلابد أن يرتج ويخنس؛ تلك هي حكمة الله وسنته ولن تجد لسنة الله تبديلا، حتى يميز الخبيث من الطيب، ويعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، فيزداد بذلك الذين آمنوا إيمانا وتثبيتا، وتنكسر شوكة المنافقين والذين في قلوبهم مرض، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
تسامع الناس بالجلبة التي أثارها بعض الرويبضة من الصحفيين حول ما يتعلق بحكم شرعي وهو (الاختلاط بين الرجال والنساء)؛ ذلك أنهم دخلوا البيوت من غير أبوابها، ورموا بسهام الباطل حجابها، فحاموا حول حمىً منيعة، وهجروا أوشال الشريعة، وتسوّروا محراب العلم من غير آلة، ليكون لهم عند الناس بريق وهالة، فسقطوا عند الله وعند الناس، بما افتروا وتقولوا وقالوا للناس؛ قال سبحانه: ?وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ ... ? الآية [النحل:116].
ومع أن منع الاختلاط بين الرجال والنساء، يكفي فيه الوازع الطَبَعِي في الخليقة، لما فطرهم الله عليه من غَيْرة وحَميّة، إلا أن نصوص الوحيين قد جاءت بما يؤكد ذلك، صيانةً لمحارم المسلمين، وحمايةً لأعراضهم؛ من أصحاب الشهوات والقلوب المريضة، بما سنأتي على بيانه إن شاء الله، فنعوذ بالله من انتكاس الفطر، وتفسّخ العزائم.
وقد تبين لكثير من الناس مغالطات هؤلاء الكتبة، وبعدهم عن الحق والإنصاف، ومخالفتهم لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، بل وبعدهم عما كانوا يتشدقون به من احترام (الرأي المخالف) أو ما أسْموه (الرأي الآخر) ومنح الحرية لجميع الأطراف، ودعواهم بالانفتاح على القول الآخر ... ، إلى غير ذلك من عباراتٍ طنانة وألفاظٍ رنانة؛ باتت جوفاء باهتة، أشغلوا بها الناس ردحاً من الزمن، ثم كان ماذا!
لقد كشف الله عور قولهم وزيف دعواهم، فكذّبت أفعالهم أقوالهم، وكرّ ليلهم على نهارهم، وتبين أنهم أمشاجٌ مبتلون بالتغريب، ودعاة فتنة، وأبواق بدعة، ومعاول هدّامة؛ بأقلام مأجورة، وأفعال مأزورة، وعقولٍ مُسيَّرة، وفكرٍ مُضلِّل؛ حسيبهم الله.
فانظر لهولاء الصخّابون في الصحافة؛ كيف كالوا بمكيالين، وما الشمس بخافية على ذي عينين، وقديما قالت العرب: «الشيء من معدنه لا يستغرب»، فكل من ينادي بفصل الدين عن الحياة، أو يرى فلسفة في الحياة غير ما يراه الدين، ويرضى بأن يكون بوقاً لأقوام لا خلاق لهم ولا حض في الآخرة؛ فهذه دعواه. ومع أن دعواهم لم تكن غائبة على أهل العلم وحماة المجتمع المسلم، إلا أن الله أظهرها للعامة والخاصة، وفضحهم بأيديهم وأيدي المؤمنين؛ وهذه سبيل المنافقين، قال سبحانه: ?وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ? [محمد:30]. نعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهداية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بلغت الجرأة ببعضهم إلى تحزيب المجتمع الواحد، وتصنيفه حسب أهوائهم وشهواتهم، في دعوىً آثمة تفوح منها ريح الجاهلية، والله عز وجل قد أمر بالاجتماع والتآلف في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، فالكون كله لله والخلق خلق الله تحت شرع الله، قال سبحانه: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ? [الأنبياء:92]. ولا ينقضي عجب المسلم وهو يتابع جرأتهم في ذلك، وتقسيمهم المجتمع بكل مقوماته ومؤسساته إلى قسمين وحزبين؛ لسان حالهم "إن لم تكن معي فأنت ضدي"، فلم يكن الأمر سجالاً علمياً يصوّبه الدليل، ويزيّنه الأدب، ويحتويه الحلم؛ بل شهوات وشبهات؛ ظلمات بعضها فوق بعض، فإذا نشدت أحدهم الحجة أبلس وخنس، وهيهات أن يعقد لهم مسلم خنصره؛ فإنما هو دين، وما هي إلا جنة أو نار.
بل لم يتورع بعضهم من استعمال العبارات الساقطة، والألفاظ النابية، حتى لكأنه يلمز هيئة علمية ينتسب لها كبار أهل العلم بما قد صانهم الله عنه، فما هي إلا كلمات مشاغبة تدل على فكر صاحبها وعلمه وأدبه، وقد قالت العرب قديما «كل إناء بما فيه ينضح»، فما أساء صاحبها إلا إلى نفسه، ولا وصف في قوله إلا شخصه.
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وصدق ما يعتاده من توهم
أصادق نفس المرء من قبل جسمه http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وأعرفها في فعله والتكلم
وإن الإنسان ليعجب من السماح لمثل هؤلاء بالكتابة في صحفٍ سيّارة تتلقفها أيدي الناس، وهم إنما يسعون بخيلهم ورجلهم لهدم المجتمع وتفكيك لحمته وزعزعة قواعده وتفتيت أخلاقه، والشيطان يؤزهم على ذلك أزّاً؛ مصادمين مشاعر الناس في تحدٍّ لرغباتهم وقدحٍ في مسلمات دينهم، فمن لم يزعه خوف أو أدب من الطعن في مؤسسة علمية يسمع صوتها أغلب المسلمين في أرجاء العالم، وينظر لرأيها المجتمع بأسره من حاكم ومحكوم؛ فكيف يُرجى خيره أو يؤمن شره؟
ولسنا في حاجة لسوق كلامهم فقد كرعت بهم الصحف، وبالت وثلطت بسُمّهم الزعاف، كما لسنا بحاجة للتصدي له ورده، فليس فيه مستمسك علمي يعارض بمثله، وإنما هو الخوض في الشريعة وأخلاق المسلمين، وهذا هو المجتمع بحكمه وحاكمه ومحكومه. إلا أنا ندعوهم للقراءة في محاسن الإسلام وحكم تشريعاته ومقاصده، وكيف أنه انتظم الدين والدنيا في نظام شرعي كوني واحد، فهو دين الفطرة الذي أكمله الله لنا ورضيه وأتم به علينا نعمته، فيه من القطرة إلى القنطرة، ومن الجرة إلى المجرة، جمع الدين والدنيا، والأولى والآخرة، والحياة والكون، والسماء والأرض، والبشر والملائكة، والجن والإنس ... ؛ فمن عدّل أو بدّل فإنما خصمه الله. فندعو الجميع بدعوة الله في قوله تعالى: ?وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا? [الأعراف:56]. فكل نظام شرعي يخلّ به أشخاص؛ قابله من الفساد الكوني، بقدر ذلك الخلل.
إن مثل هؤلاء الكتبة ممن أمضى قلمه في هدم شرائع الإسلام، والتعدي على حرمات العلم؛ لحري بالعاقل أن يشفق عليهم من أنفسهم، وأن يسعى لتبصيرهم والأخذ بيدهم أو على يدهم؛ قال تعالى: ?أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ? [فاطر:8]. فهذا دين الله وشرعه، وهو حاميه وراعيه.
ويا ليت شعري فقد أصبح المسلم وهو يحاول أن يأخذ بأيدي هؤلاء للحق، كأنه إنما يعرض لهم الإسلام ويبين لهم حكمه ومحاسنه، وسبْق المسلمين في كثير من العلوم حين استبْقوا دينهم، وحَمَوه وصانوه وعظّموه، وكيف أن أعظم عصور النهضة العلمية للمسلمين إنما كانت مواكبة لأيام عزهم وصونهم لحمى دينهم وامتثالهم لأحكامه، ولو كلف أحدهم النظر في كتب التاريخ الإسلامي لتجلت له الحقائق، التي خضع لها تاريخ العلوم الغربية، فدونت الشهادات بذلك من أيدي المنصفين منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد زاوج الإسلام بين العلم والعمل، والحياة والكون، في نظام واحد عجيب، بل كسر الإسلام أصنام الجهل، وحطم أغلال الفكر والنظر، فحث على السير في الكون وتأمل صنع الله وبديع خلقه، وامتن بالتسخير ورغب في البحث والانتفاع، ووعد بتبصير الآيات والشواهد في الآفاق والأنفس، فما أخذت أمة بأسباب العلم والنظر إلا وفتحت لها آفاق من العلم والمعرفة، وإنما كان تخلف المسلمين حين تخلوا عن دينهم، فتولت عنهم دنياهم حين أخلدوا إلى الشهوات وهتك الحرمات.
نحن أمة طريق دنياها بدينها، وهذه سنة الله للإسلام الذي ارتضاه وأكمله وأتمه لنا، فحري بمن امتطى هواه وتمنى على الله الأماني، أن يفتش في نفسه وينظر أين الإسلام من قلبه وبيته وزوجه وولده وعمله وماله وقلمه، ثم ليحتكم إلى الإسلام إن كان عاقلا، وليهتف بالدين إن أراد الدنيا، ولا يعمل معوله في دينه لإقامة دنياه، فتزهده الدنيا ويهلكه الدين، فيخسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين، قال تعالى: ?قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا? [الكهف:103 - 104].
وقبل بيان الحكم الشرعي لما نحن بصدده، نذكّر أنفسنا وإياهم بمراقبة الله الذي يحصي الأعمال، ونذكرهم بأن اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل، كما ندعوهم إلى كلمة سواء بيننا وبينهم بأن نحتكم جميعا إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ينظر كل كاتب إلى ما كتب؛ أهو لله أم للنفس والهوى.
نسأل الله أن يهديهم للحق والصواب، وأن يأخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وأن يكفيهم ويكفي المسلمين شر أنفسهم.
وهذا أوان الشروع في بيان الحكم الشرعي للاختلاط، مؤيداً بالدليل الشرعي، مستمداً التوفيق والسداد من العلي القدير.
إن الاختلاط محرمٌ شرعا؛ سواءً في التعليم أو العمل، وسائر الاجتماعات الخاصة والعامة، ولا عهد لأهل الإسلام باختلاط نسائهم بالرجال الأجانب؛ والأدلة على ذلك كثيرة؛ منها:
الدليل الأول: قول الله تعالى في سورة النور: ?قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ? [النور:30 - 31].
فهذه الآية محكمةٌ بينةٌ في بيان مقصدٍ من مقاصد الشارع؛ وهو تزكية المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم وحفظ فروجهم.
فإذا نظرنا إلى الاختلاط المنظم الذي يراد منه التقريب بين الجنسين ساعات طويلة وشهور مديدة، (وليس مجرد اجتماع في مكان عام لا لبث فيه سوى لحظات يقضي فيها كل حاجته ويمضي) هل هو محقق لهذا المقصد ومتفق معه أو منافٍ له؟
سيكون جواب المنصف: إن هذا منافٍ له أشد المنافاة، حتى قالت إحدى الغربيات: "إن الاختلاط جريمة في حق الإنسانية"، والحق ما شهدت به الأعداء.
وقد خلصت دراسة حديثة من جامعة (هارفرد) بأن المدارس النسائية (مقارنة بالمدارس المختلطة) تُحقق أهدافاً تربوية ودرجات عليا في العلوم والقراءة والقيم الذاتية، وتغيب المشاكل السلوكية والعلاقات بين الجنسين، والتخلف عن الحضور وغير ذلك.
وهذا ما يراد لنا أن نكتشفه ولكن بعد التجربة العملية والتضحية بالكثير، مع الإغماض عن التجارب والدراسات الحديثة؛ فضلاً عن اطراح الأحكام الشرعية والآداب المرعية. والله المستعان.
الدليل الثاني: قول الله تعالى: ?وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ? [النور:31].
إن من كمال الشريعة السمحة عدم التفرقة بين المتماثلات وعدم الجمع بين المتنافيات، وكل مسلم صحيح الديانة، مستقيم العقل، سليم القلب؛ يعرف حكم الاختلاط بمجرد تأمله هذه الآية الكريمة.
فهل يظن عاقل أن الشارع الحكيم ينهى المرأة لابسة الخلخال من تحت الثياب أن تضرب برجلها الأرض حتى لا يسمع الرجال حسه، ثم يبيح لها أن تجلس معه وتدرس بجواره مع ما يصاحب ذلك (ولا بد) من سماع صوتها، ورؤية شيء من جسدها، وربما الاحتكاك بها؟ إن الشارع منزّه عن ذلك من غير شك والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثالث: في العلم والتعليم؛ فقد أخرج البخاري (101) ومسلم (2633) من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك. فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن: (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار). فقالت امرأة: واثنتين؟ فقال: (واثنتين).
وهذا يفيد أن مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام في التعليم بلا اختلاط؛ وإلا لما قالت النساء ما قلن.
ولو كان ذلك جائزاً لما تأخر نساء الصحابة عن تلقي العلم، ولما طالبن بمجلسٍ يخصهن به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهن من هن في الحرص على الخير.
ولذا كان تبويب البخاري رحمه الله على هذا الحديث: (باب: هل يجعل للنساء يوماً على حِدة في العلم).
الدليل الرابع: في التعليم أيضاً؛ ما أخرجه البخاري (98) من حديث ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه بلال فظن أنه لم يُسمع النساء، وفي رواية: (ثم أتى النساء، فوعظهن وأمرهن بالصدقة ... ). وقد بوّب عليه: (باب عظة الإمام النساء وتعليمهن).
وهذا يدل على أن مجلس النساء متميزٌ عن الرجال وخاصٌ بهن.
الدليل الخامس: في الصلاة والانصراف منها؛ فقد أخرج البخاري (870) من حديث أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم، قام النساء حين يقضي تسليمه، ويمكث هو في مقامه يسيراً قبل أن يقوم، قال: (نُرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال).
قلت: والقائل هو ابن شهاب، كما في (837، 849)، وهذا الذي قاله قالته قبله راوية الحديث أم سلمة رضي الله عنها، ففي رواية في صحيح البخاري (850) قالت: كان يسلم، فينصرف النساء، فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فتبين أن جلوس النبي صلى الله عليه وسلم كان من أجل انصراف النساء قبل الرجال؛ لئلا يؤدي هذا إلى اختلاط الرجال بالنساء.
مع أن وقت الانصراف من الصلاة قصير، فأين هذا من اختلاط الشباب والفتيات لساعات عديدة وأشهر طويلة؟
الدليل السادس: في الصلاة أيضاً؛ ما أخرجه البخاري (872) من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يصلي الصبح بِغَلَس، فينصرفن نساء المؤمنين، لا يُعرفن من الغلس، أو لا يعرف بعضهن بعضاً. وقد بوّب عليه: (باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد).
فهذا يفيد أن النساء كن ينصرفن فور انتهاء الصلاة، لذلك قالت عائشة رضي الله عنها: "لا يُعرفن من الغلس" ولم تذكر الرجال؛ لأنهم يمكثون حتى تنصرف النساء.
الدليل السابع: في الصلاة أيضاً؛ أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بترك باب في المسجد خاص بهن لدخولهن وخروجهن:
قال أبو داود (462): (باب في اعتزال النساء في المساجد عن الرجال): عن عبد الله بن عمرو وأبو معمر، عن عبد الوارث، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تركنا هذا الباب للنساء). قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. وقال غير عبد الوارث: "قال عمر"، وهو أصح. حدثنا (463) محمد بن قدامة بن أعين، عن إسماعيل، عن أيوب، عن نافع قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بمعناه. وهو أصح. اهـ من أبي داود.
قلت: يعني أن الصحيح في هذا الخبر وقفه على عمر رضي الله عنه.
وقد أخرجه في موضع أخر (571) فقال: (باب التشديد في ذلك)، وقد بوب قبل ذلك: (باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد) وذكر حديث عائشة (569) رضي الله عنها: لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منع نساء بني إسرائيل. ثم ذكر حديث عبدالله بن مسعود (570) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها).
ثم روى أبو داود (464) من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير، عن نافع قال: (إن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يُدخل من باب النساء).
قلت: رواية عبد الوارث أخرجها الطبراني في الكبير والأوسط، وأبو نعيم في أخبار أصبهان، والباغندي في أماليه، وابن بشران؛ جميعم من طريق عبد الله بن عمرو.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما يتعلق بالترجيح بين الروايتين؛ فعبد الوارث وابن علية متقاربان في أيوب، فكلامهما من كبار الحفاظ، لذا قدم بعض الحفاظ ابن علية، وقدم آخرون عبد الوارث، وأما رواية: بكير (وهو ابن الأشج) عن نافع أن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يدخل من باب النساء، فليست صريحة في أن عمر هو الذي أمر بذلك،؛ إذ هي محتملة أن يكون الذي أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنفيذا لذلك كان عمر رضي الله عنه ينهى أن يدخل الرجال من باب النساء.
وإذا كان الصحيح في هذا الخبر وقفه على عمر رضي الله عنه، فهو من الخلفاء الراشدين الذين أمر عليه الصلاة والسلام بالعمل بسنتهم، فقال في الحديث الصحيح: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي).
ومن المعلوم أن القرآن الكريم كان ينزل بموافقة عمر رضي الله عنه، ولذا كان عليه الصلاة والسلام يستشيره في الأمور، وفي هذا الخبر أن ابن عمر عمل بذلك فلم يدخل من هذا الباب الذي خصص للنساء حتى توفاه الله عز وجل.
وفي هذا الحديث مشروعية جعل أبواب خاصة للنساء في المساجد، ويلحق به دور التعليم والعمل وغيرهما.
والحكمة في ذلك ظاهرة؛ وهي ألاّ يختلط الرجال بالنساء، مع أن مدة الدخول والخروج قصيرة، فكيف إذا كان هذا الاختلاط في أوقات طويلة؟
ويلاحظ أن في صلاة النساء مع الرجال عدة أمور:
أولاً: الأولى بالمرأة أن تصلي بالبيت، وقد جاء في ذلك عدة أحاديث، منها قول صلى الله عليه وسلم: (وبيوتهن خير لهن)، مع أن الصلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام عن ألف صلاة، ولا يستثنى من ذلك إلا صلاة العيدين، فقد جاء الحث للنساء بالصلاة في المصلى، وهما لا يقعان إلا مرتين في العام.
ثانياً: إذا خرجت المرأة على المسجد فعليها أن تخرج بدون أن تتطيب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (وليخرجن تفلات)، ويدخل في ذلك الثياب الحسان ونحو ذلك مما يكون سبباً للفتنة. قال أبو محمد بن حزم: (ولا يحل لهن أن تخرجن متطيبات ولا في ثياب حسان ... ). وقال ابن كثير: (يجوز لها شهود جماعة الرجال بشرط أن لا تؤذي أحداً من الرجال، بظهور زينة ولا ريح طيب).
وقال ابن دقيق العيد: (فيلحق بالطيب ما في معناه، فإن الطيب إنما منع منه لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم وربما يكون سببا لتحريك شهوة المرأة أيضا فما أوجب هذا المعنى التحق به).
ثالثاً: تخصيص باب لهن يدخلن منه ويخرجن، حتى لا يختلطن بالرجال.
رابعا: أنهن يصلين خلف الرجال، ولا يختلطن بهم؛ بل الأفضل لهن أن يبتعدن عن صفوف الرجال قدر الإمكان، لقوله صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها).
وهذا يؤكد حرص الشارع على عدم اختلاط النساء بالرجال، وقد وصف مجرد قرب النساء للرجال بالشر؛ فكيف بالمخالطة؟ لا شك أنها شرٌ من باب أولى.
خامساً: أنهن إذا صلين مع الرجال، فعليهن أن ينصرفن مباشرة بعد انتهاء الصلاة إلى بيوتهن، وأما إمام المسجد ومن معه من الرجال، فينتظرون قليلاً حتى ينصرف النساء، كما سن لنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه الأمور الخمسة أدلتها ظاهرة.
وهناك أمر سادس اختلف فيه: وهو شهود النساء للصلاة في المساجد، هل هو خاص بالصلوات الليلة لكون الليل أستر لهن، أم أنه يشمل صلاة النهار أيضا؟ لأنه إذا أبيح لهن أداء صلاة الليل في المساجد، فتكون صلاة النهار من باب أولى، فيه خلاف بين أهل العلم. فأين هذا مما نحن بصدده من جلوس الشباب والشابات في مقاعد الدراسة مختلطاً بعضهم بالبعض الآخر، وينظر أحدهم إلى الآخر، ويتحدث بعضهم إلى بعض، ولذا لا يعرف هذا في الإسلام.
الدليل الثامن: في البيعة؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس في معزلٍ عن الرجال؛ وقد بوب البخاري في صحيحه فقال: (باب: بيعة النساء، رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل التاسع: في الطُرُقات والأسواق؛ فقد أخرج أبو داود (5272) من حديث: عبدالله بن مسلمة، عن عبد العزيز (بن محمد الدراوردي)، عن أبي اليمان (الرحال)، عن شداد بن أبي عمرو بن حِماس، عن أبيه، عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحقُقْن الطريق، عليكن بحافات الطريق)، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. قلت: وشداد فيه جهالة.
وخالف شداد؛ الحارث بن الحكم، فرواه (كما عند الطبراني والبيهقي في الشعب) عن أبي عمرو بن حماس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس للنساء سراة الطريق). قلت: وهذا منقطع، والحارث فيه جهالة.
وللحديث طريقٌ أخرى صححها ابن حبان (5601)؛ من حديث: مسلم بن خالد (الزنجي)، عن شريك بن أبي نمر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس للنساء وسط الطريق). قلت: ومسلم بن خالد الزنجي من مشاهير الفقهاء في زمانه، حتى قال إبراهيم الحربي: كان فقيه أهل مكة. وكان من أهل الفضل كما قال ابن سعد: كان فقيهاً عابداً يصوم الدهر، وكان كثير الغلط في حديثه.
قلت: إنما تكلموا فيه لسوء حفظه كما قال ابن سعد.
والحديث بمجموع طريقيه فيه قوّة؛ وله شواهد من حيث المعنى، كما في حديث أم سلمة المتقدم.
الدليل العاشر: ما جاء في الصحيحين (البخاري 1088، ومسلم 1339) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة مسلمة تسافر مسيرة ليلة إلا ومعها رجل ذو حرمة منها)، وفي رواية: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الأخر تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم).
الدليل الحادي عشر: ما جاء في الصحيحين أيضاً (البخاري 1862، ومسلم 1341) مرفوعا: (لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجّة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انطلق فحج مع امرأتك).
والحكمة في هذا ظاهرة، وهي الحفاظ على المرأة لئلا تحتاج إلى الرجال الأجانب في قضاء حوائجها أثناء السفر، فتختلط بالرجال فإذا كان معها محرم منها فسيكفيها ذلك.
الدليل الثاني عشر: ما رواه البخاري (5240، 5241) من حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها). وأخرجه أحمد (36092) والطبراني في الكبير (10247) بلفظ: (لا تصفن المرأة لزوجها المرأة كما ينظر إليها).
ووجه الشاهد من هذا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى النساء أن يصِفن لأزواجهن النساء الأخريات؛ كأنهم ينظرون إليهن، وذلك خشية الفتنة.
فإذا كان وصف المرأة للأخرى بحضرة الرجال الأجانب لا يجوز؛ فمن باب الأولى عدم جواز اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات عنهم؛ لأنهم والحالة هذه لا يحتاجوا إلى وصف هؤلاء النسوة؛ لاختلاطهم بهن ونظرهم إليهن، وهذا أبلغ في الفتنة من الوصف؛ فأيهما أولى بالتحريم؟
الدليل الثالث عشر: ما جاء في الصحيحين (البخاري 2035، ومسلم 2175) في قصة صفية بن حيي عندما زارت رسول الله صلى الله عليه وسلم في معتكفه فقام معها ليوصلها إلى حجرتها فمر في أثناء ذلك رجلا من الأنصار فأسرعا لكي يبتعدا عن أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (على رسلكما إنها صفية) فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا).
والشاهد من هذا: أن الرجلين الأنصاريين عندما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله، ابتعدا؛ مع أن الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على الإتيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسلام عليه والجلوس معه، فما منعهم من ذلك إلا أهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على رسلكما) ليس لعدم مشروعية هذا الفعل، وإنما دعاهم إلى عدم الإسراع حسب، وأن التي معه هي زوجته لئلا يقذف الشيطان في قلوبهما شيئا؛ كما بين ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام، وهذا يدل على أن المتقرر عندهم أن الرجل يبتعد عن النساء الأجنبيات.
الدليل الرابع عشر: في الحج والطواف، مع أن هذه العبادة العظيمة تختلف عن باقي العبادات بسبب كثرة الناس فيها واجتماعهم في أماكن معينة وفي وقت واحد، ومع ذلك منع الإسلام من الاختلاط فيها. أخرج البخاري (1618) من حديث ابن جريج أخبرني عطاء (إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال) قال: كيف يمنعهن؟ وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يُخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجْرَةً مع الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين. قالت: " عنك"، وأبت. وكن يخرجن متنكراتٍ بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهنّ كن إذا دخلن البيت؛ قمن حتى يدخلن وأُخرِج الرجال. وكنت آتي عائشة، أنا، وعبيد بن عمير، وهي مجاورة في جوف ثبير. قلت: وما حجابها؟ قال: هي في قبة تركية لها غشاء، وما بيننا وبينها غير ذلك، ورأيت عليها درعا مورّداً. اهـ
وهذا ظاهر أن الاختلاط في عهد الصحابة غير جائز، وأنهم يأمرون بالمنع منه.
ومعنى (حجْرَة) أي: معتزلة الرجال، وفي رواية: (حجزة) وهي رواية عبد الرزاق؛ فإنه فسره في آخره فقال: " يعني محجوزاً بينها وبين الرجال بثوب ".
وقوله: (فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين. قالت: " عنك"، وأبت).
دليلٌ على أن اختلاط الرجال بالنساء لو كان جائزاً؛ لما امتنعت عائشة رضي الله عنها وهي أم المؤمنين وأفقه النساء، وأبت أن تستلم الحجر الأسود مع المرأة، مع فضل استلام الحجر الأسود.
وقوله: (قلت: وما حجابها؟ قال: هي في قبة تركية لها غشاء).
دليل على احتجابها وابتعادها عن الرجال وعدم اختلاطها بهم.
فمن يجرؤ بعد هذا أن ينكر أن الاختلاط مصطلح شرعي، له حكمه الواضح البين؟
وقوله (يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال) أي كن يؤخرن طوافهن إلى الليل؛ لأن الليل أستر لهن، ومن المعلوم أنه لم يكن هناك مصابيح كما هو الآن، ومع ذلك كله كنّ متنكرات أي مستترات، كما في رواية عبد الرزاق، وإذا أردن أن يدخلن البيت أي (الكعبة) خرج الرجال، وهذا يدل على أن ذلك ليس خاصاً بزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ذكر النساء عموماً، وتقدم أن عائشة أنكرت على المرأة ولم تذكر لها إن هذا الفعل خاص بها، ومن المعلوم أن قول الصحابي الموافق لقواعد الشرع لا يمكن ادعاء الخصوصية فيه.
ووقع في رواية الفاكهي: كن إذا دخلن البيت سُترن، أي ستر النساء عن الرجال وهذا زيادة على احتجابهن باللباس وكونهن يفعلن ذلك في الليل، ولذا قال ابن حجر في شرح تبويب البخاري على هذا الحديث (1619): " (باب طواف النساء مع الرجال) أي هل يختلطن بهم أو يطفن معهم على حدة بغير اختلاط أو ينفردن"اهـ.
قلت: والذي دل عليه الدليل هو الثاني، أي أن يطفن على حدة بغير اختلاط؛ لأن انفرادهن بالمسجد وإخراج الرجال منه لا يمكن، واختلاط الرجال بالنساء قد نفاه الراوي فلم يبق إلا الأمر الثاني وهو أن يطفن على حده من غير اختلاط.
ولذا في الحديث الثاني الذي أورده البخاري تحت هذا الباب، وهو حديث أم سلمة عندما قالت: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي، فقال: (طوفي من وراء الناس وأنتي راكبة)، وهذا أبلغ من الذي قبله، فأمرها عليه الصلاة والسلام أن تطوف من وراء الناس، أي الرجال؛ لئلا تخالطهم، مع أن القرب من البيت أثناء الطواف أفضل وأرفق بها؛ لأنها شاكية، ومن المعلوم أنها كلما ابتعدت ستطول عليها مدة الطواف، ومراعاةً لشكواها أمرها أن تركب.
قال ابن حجر: "وإنما أمرها أن تطوف من وراء الناس ليكون أستر لها ولا تقطع صفوفهم أيضا، ولا يتأذون بدابتها"اهـ.
الدليل الخامس عشر: قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ? [الأحزاب:59].
(يُتْبَعُ)
(/)
فبعض من في قلبه مرض لا يدع المرأة المارة في الشارع أو السوق في حالها، بل يتعرض لها بكلام أو غير ذلك، فكيف إذا جلست بجواره وربما خلت به في ما بين المحاضرات وفي ساعات العمل والتدريب المشترك الذي سيفرضه جو الدراسة المختلط؟
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif إياك إياك أن تبتل بالماء.
الدليل السادس عشر: قوله تعالى: ?وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا? [الإسراء:32].
وتأمل قوله تعالى (ولا تقربوا)؛ فلم يقل (ولا تفعلوا)؛ فكل سبيل موصل له فهو مُحرّم. ومما يقرّب للزنى: اختلاط الشباب بالفتيات الساعات الطوال، فبهذا تتهيأ أجواء الفتنة، وتنتظم بيئة المنكر، والشيطان مع هذا يرتع؛ فلا تسل بعدُ عن العلاقات المحرمة بين الجنسين، والله يعصم عباده.
الدليل السابع عشر: ما قصّه الله عز وجل من قصة موسى عليه السلام مع ابنتي شيخ مدين؛ قال تعالى: ?وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ? [القصص:22 - 23].
ويفهم من هذه الآية أنه لو كان اختلاط الفتاتين بالرجال أمراً جائزاً؛ لسقين الماء لمواشيهن، مع الرجال الرعاء، ولم ينتظرن حتى يذهبوا بمواشيهم. والله أعلم.
الدليل الثامن عشر: ما قصّه الله عز وجل من قصة يوسف عليه السلام مع امرأة عزيز مصر؛ قال تعالى: ?وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ? [يوسف:23].
قلت: ولو لم يكن هناك اختلاط بين المرأة ويوسف عليه السلام، وتهيئة الأجواء لذلك؛ لما تجرأت على المراودة.
الدليل التاسع عشر: ومن الأدلة الواضحة البينة في منع اختلاط الرجال بالنساء - وهو خلاصة ما تقدم من الأدلة - قوله عز وجل: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى? [الأحزاب:33]. وهي آية خوطب بها أطهر وأشرف نساء الأمة، وفي ذلك تنبيه على شمول حكمها لكل نساء المسلمين، إما بدلالة اللفظ؛ فيكون من مفهوم الموافقة، أو على الأقل من باب المعنى؛ فيكون قياساً جلياً، وكلاهما حجة، وليس لادعاء الخصوصية فيها نظر صحيح مستقر أو سلف معتبر، والحكمة من الأمر بقرار المرأة في البيت: حفظها وإبعادها عن مخالطة الرجال الأجانب.
الدليل العشرون:
قوله تعالى: ?وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ? [الأحزاب:53].
ويفهم من هذا بطريق الأولى أن انعزال النساء وعدم اختلاطهن بالرجال الأجانب؛ أطهر للقلوب، وأبعد عن الريبة، ومواطن الفتنة.
الدليل الحادي والعشرون:
قوله تعالى: ?قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ?. [النور:30].
وقد أخرج مسلم في صحيح (2159) من طريق أبي زرعة عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري.
وإذا تأمل العاقل في البيئة المختلطة بين الشباب والفتيات؛ يعلم أنها من أبعد ما يحقق هذا الأمر الشرعي بغض البصر وحفظ الفرج.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثاني والعشرون: ما جاء في قصة الإفك، فقد أخرج الشيخان (البخاري 2661 مسلم 2770) عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفراً أقرع بين أزواجه، فأقرع بيننا فخرج سهمي، فخرجت معه بعدما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني، أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقدٌ لي قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه، فأقبل الذين يرحلون لي، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافاً، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد، فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي ... ) الحديث.
قلت: والشاهد من هذا هو ابتعاد الرجال عن النساء كما في هذه القصة، فكان الذين يرحلون الهودج يبتعدون عنه جدا، من أجل ركوب النساء فيه، ولذا لم يعلموا أن عائشة رضي الله عنها لم تكن في الهودج؛ بل ظنوا خلاف ذلك، وذلك لبعدهم. فإذا كان هذا في حال ركوب المرأة وهو وقت قصير جدا، ومع ذلك يبتعدون عنها، فكيف يجوز الاختلاط في مقاعد الدراسة!.
الدليل الثالث والعشرون:
ما أخرجه البخاري (5232) ومسلم (2172) من حديث زيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والدخول على النساء). فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: (الحمو الموت).
وإنما شبه النبي صلى الله عليه وسلم الحمو بالموت؛ لأن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة تحصل به أكثر من غيره؛ لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن يُنكر عليه بخلاف الأجنبي.
وهذه الصفة التي في الحمو (قريب الزوج)؛ موجودة بعينها في الزمالة في التعليم، فالزميلة تتباحث مع زميلها، فتذاكره ويذاكرها، ويخلو بها من غير التفات نظر؛ لأنه زميلها وشريكها في دروسها فهو موت كما ترى.
الدليل الرابع والعشرون:
سد الذريعة الموصلة إلى فاحشة الزنا، وهذا واجب بإجماع المسلمين وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة.
ومن المعلوم للمتابع؛ أن اختلاط الجنسين يفتح الباب على مصراعيه لذريعة الزنا، ولا ينازع في ذلك إلا من مكابر، أو بعيد عن الواقع.
وقد سئل الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عن هذه المسألة بعينها، فقال: (حضرة الأخ المكرم رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت حفظه الله ووفقه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد وصلنا خطابكم رقم 35 في 27 محرم 1389هـ تسألون فيه عن حكم الشرع في اختلاط الجنسين في الدراسة الجامعية وما يترتب على ذلك من المفاسد.
والجواب عما سألتم عنه وفقنا الله وإياكم:
أن من الغريب أن يوجد في أمة مسلمة عربية اختلاط الجنسين في الجامعات والمدارس مع أن دين الإسلام الذي شرعه خالق السموات والأرض على لسان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يمنع ذلك منعا باتا والشهامة العربية والغيرة الطبيعية العربية المملوءة بالأنفة تقتضي التباعد عن ذلك وتجنبه بتاتا، وتجنب جميع الوسائل المفضية إليه، وسنذكر لكم في جواب سؤالكم وفقنا الله وإياكم طرفاً من الأدلة القرآنية والسنة النبوية، ثم نشير إلى شهامة الجنس العربي وابتعاده عن التلبس بما لا يليق، ولو لم يكونوا مسلمين ... ) [1] إلخ.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد الله بن عبد الرحمن آل سعد
الرياض- ذو القعدة 1430هـ(/)
عاجل: ش. ناصرالعمر: يجب على المسؤولين إيقاف السفهاءالذين يشغبون على فتوى ش. البراك
ـ[ميزان الكلم]ــــــــ[28 - Feb-2010, مساء 10:31]ـ
سلام عليكم؛ جاء ذلك في درسه الذي ألقاه الليلة (يوم الأحد ليلة الاثنين 14/ 3) , وهذه مقتطفات من الدرس:
* الشيخ عبدالرحمن البراك هو شيخ المشايخ الموجودين, وقد حضرت (الكلام للشيخ ناصر) مجلسًا للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله كان يحاول بالشيخ أن يقبل عضوية هيئة كبار العلماء ويصر عليه, وكان الشيخ عبدالرحمن يرده ويتلطف في ذلك.
* الشيخ عبدالرحمن قد صدع بالحق في بيانه الأخير, وهذا دأب العلماء في بيان الحق والجهر به, وعدم السكوت عنه, وسلوك سبيل الحكمة في ذلك.
* عُرف الشيخ عبدالرحمن بتحريره وتدقيقه لكل بيانٍ أو فتوى تخرج منه ..
* الشيخ عبدالرحمن هو من مشايخ الأمة, وهو مرجع لكثير من الناس من أنحاء الأرض, والأسئلة تأتيه في دروسه من جميع أنحاء العالم.
* صدع الشيخ بالحق بعد أن رأى أن الاختلاط بدأ بالانتشار, ويؤيده في ذلك بعض المسؤولين, ويُراد له أن يدخل التعليم وغيره.
* آية حاضرة في واقعنا: "وإذا أردنا أن نُهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرًا".
* خرج اليوم بيان من ستة وعشرين عالمًا يؤيدون فيه فتوى البراك, وخرج بيان آخر طويل ومفصل للشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي بعنوان: "الاختلاط وانحناء القلوب".
بيان المشايخ الستة والعشرين:
http://www.ejaz.ws/news.php?op=viewNews&id=1485&catID=9
بيان الشيخ عبدالعزيز الطريفي:
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1729140&Sec=0
* من المعروف لكل من له أدنى علم أن أي نص فيه ذكر عمل يعاقب صاحبه بالقتل, أنّ ذلك عائدٌ إلى ولي الأمر, ولسنا بحاجة إلى تقييد كل ذكر بالقتل أن ذلك عائد لولي الأمر ..
* مسألة تكفير من استحل معلومًا من الدين بالضرورة هذه لا جدل فيها بين العلماء ولا خلاف ..
* علينا أن لا تثيرنا مثل هذه الردود السيئة على الشيخ البراك, بل إنني أدعو إلى ما كنت أدعو إليه قبل ثلاثين عامًا: السكينة السكينة.
وهذا رابط المحاضرة:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=7037
* انظروا إلى موقف الإمام أحمد رحمه الله, وتراجع كثير من العلماء في عهده بتأويل أو اجتهاد ..
* من العجيب: صبر أهل الباطل على باطلهم, وتخاذل أهل الحق عن حقهم ..
* لولا قوة الألم لما حصل كل هذا الصراخ والعويل.
* إذا ثبت العلماء ثبت الناس, ولذا لابد من تثبيت العلماء, وإخبارهم بأن الأمة معهم ويؤيدونهم, وأن نصنع كما صنع الناس مع الإمام أحمد رحمه الله ..
* أنا متفائل؛ ويكفي أن الحق قد قيل وصُدع به ..
* على ولاة الأمر والمسؤولين أن يأخذوا على أيدي سفهاء الصحافة, وأن يتم تقديمهم للمحاكمة ..
هذه بعض ما ورد في حديث الشيخ في آخر درس منار السبيل هذه الليلة ..(/)
هل يصح إطلاق القول بأن كفار قريش "موحدون لله تعالى في ربوبيته"؟ أم أن لذلك ضابطاً؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Mar-2010, صباحاً 07:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
كثيراً ما نرى في كتب علمائنا أن كفار قريش كانوا يوحّدون الله - عز وجل - في ربوبيته، وإنما وقع الشرك فيهم في جانب الألوهية والعبادة.
وأول من أظهر هذه المقولة - بحسب علمي - هو شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، وتابعه في ذلك من أتى بعده.
فعليه، أطرح هذه المسائل للحوار، وسأحاول الإجابة عنها قدر المستطاع.
1 - هل وحّد كفارُ قريش اللهَ - عز وجل - حقاً في ربوبيته؟
2 - ما التوجيه الصحيح لكلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في قوله ذاك؟
أقول - بعون من الله وحده -:
المسألة الأولى: بيان أن كفّار قريش أشركوا بالله - تعالى - في ربوبيته:
لقد سجّل القرآن الكريم على كفار قريش خروقات ونواقض واضحة لتوحيد الربوبية، ومن ذلك:
• أولاً: اعتقاد البنوة في الله - تعالى -:
فأصل شرك هؤلاء الكافرين هو اعتقاد البنوة في الله - عز وجل - لشركائهم، فزعموا أنهم أبناء أو بنات الله - عز وجل -، وأفضى ذلك إلى اعتقاد الشفاعة الشركية فيهم، فعبدوهم من دون الله - تعالى -.
نعم، كانوا يعتقدون أن الله - عز وجل - خالق كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، ويجير ولا يجار عليه، وما إلى ذلك، ولكنهم لم يصحّ عندهم في تصوّرهم وظنّهم أن هذا كائن دون أعوان وظهراء يقوم بهم ملكوت الله - عز وجل -. فجعلوا الله - سبحانه وتعالى - محتاجاً ومفتقراً إلى هؤلاء الشركاء، وأنه من دونهم لا يقوم لملكه قائمة، سبحانه وتعالى عمّا يشركون ويفترون.
يقول الله – تعالى -: {قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [يونس: 68]
يقول الطبري في تفسيره عند هذه الآية:
يقول - تعالى ذكره -: قال هؤلاء المشركون بالله من قومك: يا محمد، اتخذ الله ولدًا؛ وذلك قولهم: (الملائكة بنات الله). يقول الله منزهاً نفسه عما قالوا وافتروا عليه من ذلك: {سبحان الله}، تنزيهًا لله عما قالوا وادَّعوا على ربهم. {هو الغني} يقول: الله غنيٌّ عن خلقه جميعًا، فلا حاجة به إلى ولد، لأن الولد إنما يَطْلُبه من يطلبه، ليكون عونًا له في حياته، وذكرًا له بعد وفاته، والله عن كل ذلك غنيٌّ، فلا حاجة به إلى معين يعينه على تدبيره، ولا يَبيدُ فيكون به حاجة إلى خلف بعده. {له ما في السموات وما في الأرض}، يقول - تعالى ذكره -: لله ما في السموات وما في الأرض مِلْكًا، والملائكةُ عباده ومِلْكه، فكيف يكون عبد الرجل ومِلْكه له ولدًا؟
وكان هذا الولد – بحسب معتقدهم – يشفع عند الله - تعالى - من غير إذنه، ولا رضاه، بل لعل الله - عز وجل - في معتقدهم يخاف غضبه أو تمردّه عليه، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. لذلك لا تكاد تجد آية في القرآن فيها ذكر الشفاعة، إلا ويُذكر معها الإذن بها من قِبَل الله - عز وجل -. كقوله في آية الكرسي: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}.
فاعتقاد مثل ذلك من أكبر القوادح في توحيد ربوبية الله - تعالى -، إذ لم يجعلوه مستقلاً بحكمه وملكه، بل جعلوه مفتقراً محتاجاً إلى غيره ليقوم بهم سلطانه وملكوته، سبحانه وتعالى عمّا يقولون.
وحيث إنهم كانوا يعتقدون الشفاعة في معبوداتهم الباطلة من دون الله - تعالى -، دون إذنه، فإنهم أثبتوا بذلك مشيئة مستقلة عن مشيئته، وأن الله – تبارك وتعالى – لا يشاء شيئاً إلا مقروناً بمشيئة هؤلاء الشركاء، وهذا شرك في الربوبية ولا بد. لذلك عندما قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما شاء الله وشئت؛ قال له: أجعلتني لله نداً؟ .. بما يُفيد أن ادعاء المشيئة المستقلة الفاعلة بذاتها دون إذن الله، هو شرك أكبر.
وقال – تعالى -: {وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنعام: 100]
قال ابن كثير – رحمه الله -:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله - تعالى -: {وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ}: ينبه به - تعالى - على ضلال من ضل في وصفه - تعالى - بأن له ولداً، كما يزعم من قاله من اليهود في العزير، ومن قال من النصارى في المسيح، وكما قال المشركون من العرب في الملائكة: إنها بنات الله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
ومعنى قوله – تعالى -: {وَخَرَقُوا} أي: واختلقوا وائتفكوا، وتخرّصوا وكذبوا، كما قاله علماء السلف
ثم قال ردّاً عليهم: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (*) ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 101 - 102]
فردّ عليهم بأنه خالق كل شيء، بما يفيد أنّ الاعتقاد بالبنوة لله - عز وجل -، إنما هو قدح في اعتقادهم ربوبيته، وبأنه خالق كل شيء. فهم بذلك أخرجوا ما اعقدوه ابناً أو بنتاً لله - تعالى -، من كونه عبداً مخلوقاً، إلى كونه رباً شريكاً له في ملك الله، وهذا ما كانوا يعنونه في تلبيتهم عند البيت إذ كانوا يقولون: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك)) .. أي كما يملك المرء زوجته وولده، لكنه لا يستغني عنهما.
وكذلك كان اعتقاد النصارى في عيسى - عليه السلام -، فإنهم بعد أن زعموا أنه ابن الله – تعالى -، ردّ عليهم الله - تعالى - فقال: {وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (*) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} [مريم: 92 - 93].
فادعاء البنوة لله - عز وجل - هو إخراج لهذا الابن المزعوم من دائرة العبودية إلى دارة الربوبية، حتى تجرأوا وقالوا هو الله، أو هو جزء من الله، سبحانه وتعالى عما يقولون.
وادعاؤهم ذلك هو شرك في الربوبية، كما قال الله – تعالى -: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81] أي: فأنا أول العابدين لاستحقاق هذا الابن العبودية، ولا يستحقها إلا من كان ربّاً، كما هو معلوم.
فحيث إن الإله هو المستحق للعبادة بسبب ربوبيته، فإن ابنه – لو كان – يستحق العبادة كذلك، لأن ابن الشيء من جنسه، فعليه يكون ابن الرب ربّاً.
• ثانياً: استخفافهم بعظمة الله - عز وجل -:
إن نسبة الولد إليه - سبحانه وتعالى - هو شتيمة، كما جاء في الحديث الصحيح: «قال الله - تعالى -: يشتمني ابن آدم، وما ينبغي له أن يشتمني، ويكذبني، وما ينبغي له. أما شتمه فقوله: إن لي ولداً، وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني»
ولم يكونوا يتورعون عن الاستخفاف بعظمة الله وجلالته. قال - تعالى -: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى (*) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم: 21 - 22]؛ فلم يكونوا يرضون لأنفسهم ما رضوه لله - عز وجل -، كما قال: {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ} [النحل: 62]؛ هنا هم يُعظمون أنفسهم أشد من تعظيمهم لله.
ويقول أيضاً: {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ} [النحل: 57]
يقول ابن كثير عند هذه الآية:
ثم أخبر - تعالى - عنهم أنهم جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً، وجعلوها بنات الله، وعبدوها معه، فأخطأوا خطأ كبيرًا في كل مقام من هذه المقامات الثلاث، فنسبوا إليه - تعالى - أن له ولداً، ولا ولد له! ثم أعطوه أخس القسمين من الأولاد وهو البنات، وهم لا يرضونها لأنفسهم، كما قال: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأنْثَى (*) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم: 21 - 22]، وقال هاهنا: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ} أي: عن قولهم وإفكهم {أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (*) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (*) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (*) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [الصافات: 151 - 154].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: {وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} أي: يختارون لأنفسهم الذكور، ويأنَفُون لأنفسهم من البنات التي نسبوها إلى الله، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا
وكذلك في قوله - تعالى -: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} [الزخرف: 17]؛ فقد كانوا يرضون لله - تعالى - من الإهانة ما لا يرضونه لأنفسهم، وهذا دليل على استهانتهم واستخفافهم بالله - عز وجل - وانتفاء إيمانهم بعظمته وجلاله.
ووصل الأمر بالكفار إلى شتم الله - عز وجل - صراحة: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: 64]. وأيضاً: {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء} [آل عمران: 181]؛ وهذا الاستخفاف بالله – تعالى – وبعظمته وجبروته هو من القوادح في اعتقاد ربوبيته.
ولم يوحدوه في جلاله وعظمته، وقد ذكر الله - عز وجل - حالهم في ذلك فقال: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]
جاء في تفسير ابن كثير عند هذه الآية:
يقول - تعالى -: وما قدر المشركون الله حق قدره، حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته.
قال مجاهد: نزلت في قريش. وقال السدي: ما عظموه حق عظمته.
وقال محمد بن كعب: لو قدروه حق قدره ما كذبوه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله – تعالى – عليهم، فمن آمن أن الله على كل شي قدير، فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره
فالكفار لم يعرفوا قدر الله - عز وجل - كما ينبغي، ولم يعتقدوا بقدرته المطلقة.
• ثالثاً: تعظيم شركائهم على الله - عز وجل -:
قال الله – تعالى -: {وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [الأنعام: 136]
تفسير هذه الآية مما يطول ذكره، لكنني أذكر طرفاً من تفسير الطبري عندها، إذ يقول:
وأما قوله: {ساء ما يحكمون}، فإنه خبر من الله - جل ثناؤه - عن فعل هؤلاء المشركين الذين وصف صفتهم. يقول - جل ثناؤه -: وقد أساؤوا في حكمهم إذ أخذوا من نصيبي لشركائهم، ولم يعطوني من نصيب شركائهم. وإنما عنى بذلك - تعالى ذكره - الخبرَ عن جهلهم وضلالتهم، وذهابهم عن سبيل الحق، بأنهم لم يرضوا أن عدلوا بمن خلقهم وغذاهم، وأنعم عليهم بالنعم التي لا تحصى، ما لا يضرهم ولا ينفعهم، حتى فضّلوه في أقسامهم عند أنفسهم بالقَسْم عليه
• رابعاً: اعتقادهم علم الغيب في شركائهم:
جاء في تفسير الطبري [7:30/ 310]:
ثم إن أبا سفيان حين أراد الانصراف، أشرف على الجبل ثم صرخ بأعلى صوته: (أنعمْتَ فعالِ! إن الحرب سجال، يوم بيوم بدر، اعْلُ هُبَل)، أي: أظهر دينك
قال الشيخ أحمد شاكر معقّباً:
قوله: (أنعمت)، أي: جئت بالسهم الذي فيه (نعم)، و (عال)، أي: تجاف عنها - عن الأصنام - ولا تذكرها بسوء. يقال: (عال عني، وأعل عني)، أي تنح. وذلك أن الرجل من قريش من أهل الجاهلية، كان إذا أراد ابتداء أمر، عمد إلى سهمين فكتب على أحدهما (نعم) وعلى الآخر (لا)، ثم يتقدم إلى الصنم ويجيل سهامه، فإن خرج سهم (نعم) أقدم، وإن خرج سهم (لا) امتنع. وكان أبو سفيان لما أراد الخروج إلى أحد، استفتى هبل، فخرج له سهم الإنعام. فذلك تفسير كلمته
• خامساً: مظاهر أخرى من قدحهم في ربوبية الله - عز وجل -:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: لم يكونوا يعتقدون أن آلهتهم عباد لله - تعالى – مخلوقين، بل اعتقدوا أنهم شركاء له. قال - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الأعراف: 194] .. وقال أيضاً: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} [الإسراء: 57]، فأخرجوا بذلك آلهتهم عن نطاق العبودية والخضوع لله - تعالى -، إلى نطاق الشراكة والمساواة معه في بعض ربوبيته، فادعوا أنهم بنات الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وثانياً: أشركوا معه في التشريع. قال - تعالى -: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى: 21].
وقال - تعالى - أيضاً: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 37]
جاء في تفسير الطبري عند هذه الآية:
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} إلى قوله: {الْكَافِرِينَ} عمد أناسٌ من أهل الضلالة فزادوا صفرًا في الأشهر الحرم، فكان يقوم قائمهم في الموسم فيقول: (ألا إن آلهتكم قد حرمت العام المحرَّم)، فيحرمونه ذلك العام. ثم يقوم في العام المقبل فيقول: (ألا إن آلهتكم قد حرمت صفر)، فيحرمونه ذلك العام.
وقال - تعالى - أيضاً: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [لقمان: 21]
ثالثاً: اعتقدوا الضر والنفع في آلهتهم، كما قال - تعالى -: {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} [هود: 54]
وكما في قوله – تعالى -: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 36]
جاء في تفسير الطبري:
وقوله: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}: يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد ?: ويخوّفك هؤلاء المشركون يا محمد بالذين من دون الله من الأوثان والآلهة أن تصيبك بسوء، ببراءتك منها، وعيبك لها، والله كافيك ذلك
وبعضهم لا يعتقد بقدرة الله - عز وجل - على الإماتة. قال - تعالى -: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24]
وذكر قتادة أن هذا كان هو معتقد كفار قريش ..
رابعاً: كانوا بالآخرة كافرين، في إنكار لقدرة الله على الإحياء بعد الموت. قال – تعالى -: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سبأ: 7]
وقال أيضاً ذاكراً قولهم: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [قـ: 3]، فأجابهم - سبحانه وتعالى - بعد ذكره لعظيم قدرته وبيانها: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [قـ: 15]
يقول ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره لهذه الآية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأوَّلِ} أي: أفأعجزنا ابتداء الخلق حتى هم في شك من الإعادة؟ {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} والمعنى: أن ابتداء الخلق لم يعجزنا والإعادة أسهل منه، كما قال – تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27]، وقال الله – تعالى -: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (*) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 78 - 79]، وقد تقدم في الصحيح: «يقول الله – تعالى -: يؤذيني ابن آدم، يقول: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته»
وقال – تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (*) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (*) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (*) بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (*) قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (*) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (*) قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (*) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (*) قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (*) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (*) قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (*) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (*) بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (*) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (*) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون: 78 - 92]
فهم مع اعتقادهم أن الله خلقهم، وأن له ما في السماوات وما في الأرض، وأن بيده ملكوت كل شيء، إلا أنهم غيّبوا عقولهم، ووقعوا في تناقض صارخ في اعتقاد ربوبيته، فشكروا غيره، وانتقصوا من قدر الله - عز وجل - وعظّموا شأن غيره، كما قال – تعالى -: {وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [الأنعام: 136]
وكذّبوا بقدرة الله على البعث، مع اعتقادهم بما هو أعظم من ذلك من خلقهم وخلق السماوات والأرض، وقد ذكر الله – تعالى – سبب ذلك، فقال: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (*) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 5 - 6]. وقد ظنوا أنهم خُلقوا عبثاً. قال – تعالى -: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115].
وكل هذا يدلّ على أنهم لم يوحّدوا الله – تعالى – في ربوبيته، فلا هم وحّدوه في الخلق، ولا في القدرة، ولا العلم .. كما قال - تعالى -: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80] .. فظنوا أنّ الله – تعالى – لا يسمع سرّهم ونجواهم.
خامساً: كانوا يعتقدون بالأنواء والكواكب، كما قال تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] .. وقد ذكر أهل التفسير أنهم كانوا ينسبون الفضل في المطر إلى الأنواء .. وبنحو ذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في [مجموع الفتاوى: 16/ 150] عند تفسيره لهذه الآية:
أي تجعلون شكركم وشكر ربكم التكذيب بإنعام الله وإضافة الرزق إلى غيره
سادساً: قد أمنوا مكر الله، كما قال – تعالى -: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]
قال الحسن البصري فيما رواه عنه ابن كثير – رحمهما الله -: (المؤمن يعمل بالطاعات وهو مُشْفِق وَجِل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن). فإن كان هذا حال الفاجر، فالكافر أشد حالاً.
كل هذا من كفرهم بربوبية الله - عز وجل -، والمتأمل في كتاب الله والمتدبر لآياته تتضح له هذه المسائل جيداً.
يتبع - إن شاء الله - ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Mar-2010, صباحاً 07:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
المسألة الثانية: ما التوجيه الصحيح لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في هذا الشأن؟
أقول - مستعيناً بالله -:
إن كفّار قريش أقرّوا بأصول ربوبية الله - عز وجل - (من خلق ورزق وتدبير)، ثم هم ناقضوا ذلك باعتقادات شركية أخرى؛ فجمعوا بين المتناقضات، فصار إقرارهم ذاك مجرّد دعوى لا رصيد لها في حقيقة الأمر.
فهم، من جانب الإقرار، يدّعون إفراد الله - عز وجل - بأصول الربوبية، ولا يرون غضاضة ولا حرجاً في الإقرار أيضاً بأمور مناقضة لهذا الإقرار من بعض جوانبه.
- فهم ادعوا أن الله - عز وجل - واحد في الخلق والملك والرزق والتدبير .. ثم زعموا أنه له ولد .. وهذه مناقضة، ردّ الله عليهم فيها فقال: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 91]
- وادعوا أن الله - عز وجل - هو الخالق، ثم ناقضوا ذلك بأن شكروا وعظّموا وعبدوا غيره .. قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [الزخرف: 87]
- وادعوا أن الله - عز وجل - خالق كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، ثم يدعون أن الله - تعالى - محتاج إلى الأعوان والأولاد ليعينوه في أمر حكمه، وهذه مناقضة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .. وقد ردّ الله - عز وجل - عليهم فقال: {قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)} [المؤمنون]
- وادعوا أن الله - عز وجل - بيده ملكوت كل شيء، ثم هم ناقضوا ذلك، وجعلوا الحكم والتشريع في غيره.
فيتبين عندئذ أن إقرارهم بانفراد الله - عز وجل - بالخلق والرزق والتدبير، يُناقضه معتقداتهم الشركية الأخرى في بعض الربوبية، لا في أصلها ..
يقول ابن العز الحنفي – رحمه الله – في [شرح العقيدة الطحاوية: 86]:
وَلَمَّا كَانَ الشِّرْكُ فِي الرُّبُوبِيَّةِ مَعْلُومَ الِامْتِنَاعِ عِنْدَ النَّاسِ كُلِّهِمْ، بِاعْتِبَارِ إِثْبَاتِ خَالِقَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ فِي الصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ، وَإِنَّمَا ذَهَبَ بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَنَّ ثَمَّ خَالِقًا خَلَقَ بَعْضَ الْعَالَمِ، كَمَا يَقُولُهُ الثَّنَوِيَّةُ فِي الظُّلْمَةِ، وَكَمَا يَقُولُهُ الْقَدَرِيَّةُ فِي أَفْعَالِ الْحَيَوَانِ، وَكَمَا يَقُولُهُ الْفَلَاسِفَهُ الدَّهْرِيَّةُ فِي حَرَكَةِ الْأَفْلَاكِ، أَوْ حَرَكَاتِ النُّفُوسِ، أَوِ الْأَجْسَامِ الطَّبِيعِيَّةِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يُثْبِتُونَ أُمُورًا مُحْدَثَةً بِدُونِ إِحْدَاثِ اللَّهِ إِيَّاهَا، فَهُمْ مُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَكَثِيرٌ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ قَدْ يَظُنُّ فِي آلِهَتِهِ شَيْئًا مِنْ نَفْعٍ أَوْ ضُرٍّ، بِدُونِ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ ذَلِكَ.
فَلَمَّا كَانَ هَذَا الشِّرْكُ فِي الرُّبُوبِيَّةِ مَوْجُودًا فِي النَّاسِ، بَيَّنَ الْقُرْآنُ بُطْلَانَهُ، كَمَا فِي قَوْلِهِ – تَعَالَى -: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 91]
فبالمعنى اللغوي، يصحّ أن نقول: وحّدوا الله - تعالى - في ربوبيته .. أي: أقروا بذلك وشهدوا على أنفسهم .. ولم يجدوا حرجاً في الإقرار بذلك، مع الإقرار بغيره من الكفر والشرك.
ولكن بالمعنى الشرعي، فقد كفروا بربوبية الله تعالى باعتقاداتهم الكفرية تلك، وبعبادتهم لغيره.
فتوجيه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - هو: أنهم أقروا بألسنتهم بانفراد الله - عز وجل - بأصول الربوبية، من خلق ورزق وتدبير وقدرة، وما إلى ذلك .. فزعموا زعماً باطلاً أنهم موحدون .. كما زعم اليهود من قبل أنهم مؤمنون، وقد كفروا بالله تعالى .. كما قال تعالى عنهم: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 93]
أما شرعاً، فلا يُقال إنهم حققوا توحيد الربوبية الذي طلبه الله - عز وجل - منهم .. ولم يقل بهذا أحد من العلماء - بحسب علمي -.
هذا، والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 12:58]ـ
/// الأخ الكريم أبو شعيب ..
هل عندك نص عن شيخ الإسلام أوغيره يصرح فيه بأن الكفار "موحدون" لله تعالى في الربوبية؟
/// وكأنَّ آخر جملة من موضوعك يتناقض مع هذا الاطلاق، وأقصد هذه الجملة:
أما شرعاً، فلا يُقال إنهم حققوا توحيد الربوبية الذي طلبه الله - عز وجل - منهم .. ولم يقل بهذا أحد من العلماء - بحسب علمي -.
/// وهذا موضوع قديم في هذا الباب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=245
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 01:07]ـ
أليس جميع الكلام أعلاه من تحصيل الحاصل، وهو أنهم مشركون؟!
وهل قال شيخ الإسلام أو غيره من العلماء بغير ذلك؟!
وكان يجب على الإخ - ما دام يتهم شيخ الإسلام بهذا الجهل العظيم ويعتقد أن كلامه مضطرب ويحتاج إلى توجيه صحيح - إيراد كلام الشيخ وإثبات أنه مخالف لما ورد في القرآن حول إقرار المشركين بأصل الربوبية، أو زائد عليه!
وإلا فالأخ يصحح كلام نفسه!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 03:56]ـ
فبالمعنى اللغوي، يصحّ أن نقول: وحّدوا الله - تعالى - في ربوبيته .. أي: أقروا بذلك وشهدوا على أنفسهم .. ولم يجدوا حرجاً في الإقرار بذلك، مع الإقرار بغيره من الكفر والشرك.
ولكن بالمعنى الشرعي، فقد كفروا بربوبية الله تعالى باعتقاداتهم الكفرية تلك، وبعبادتهم لغيره.لا يصح أن نقول إنهم وحدوا الله بالمعنى اللغوي!
بل الصواب أن يقال إنهم شهدوا على أنفسهم - في توحيد الربوبية - بما كذبه عملهم وتفصيل اعتقادهم - شرعا ولغةً - سواء بدلالة المطابقة أو بدلالة اللزوم .. ولهذا أقام القرءان عليهم الحجة بتقبيح تلك الأفعال وبيان مناقضتها لدعواهم أنهم يؤمنون بأن الله هو الخالق البارئ الذي بيده ملكوت كل شيء.
ومثل هذا يقال للنصارى واليهود، فكل من هاتين الطائفتين يدعي أنه يوحد الله تعالى في ربوبيته، بل وكلاهما يدعيان أنهم لا يعبدون سواه .. فعند إقامة الحجة عليهم جميعا يبين لهم بطلان دعواهم وتكذيب عقائدهم وأفعالهم لها، وأنهم في واقع الحال يجعلون حظا من الربوبية لغير الله، ويصرفون - بسبب ذلك - بعض أفعال العبودية لغيره جل وعلا، والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 08:26]ـ
أخي الفاضل (عدنان البخاري)،
لا، لم أقف على نص لعلمائنا بهذا اللفظ، من أنهم "موحدون" لله تعالى في ربوبيته .. لكنني وقفت على نصوص لازمها ذلك، كقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 13/ 213]:
وهؤلاء منتهى توحيدهم: توحيد المشركين، وهو توحيد الربوبية. فأما توحيد الإلهية المتضمن للأمر والنهي، ولكون الله يحب ما أمر به، ويبغض ما نهى عنه: فهم ينكرونه
فسمى "توحيد" المشركين: توحيداً للربوبية.
وقال في [مجموع الفتاوى: 8/ 103]:
فإن هؤلاء المشركين كانوا مقرين بأن الله خالق السموات والأرض وخالقهم، وبيده ملكوت كل شيء؛ بل كانوا مقرين بالقدر أيضاً! فإن العرب كانوا يثبتون القدر في الجاهلية، وهو معروف عنهم في النظم والنثر، ومع هذا فلما لم يكونوا يعبدون الله وحده لا شريك له، بل عبدوا غيره، وكانوا مشركين شراً من اليهود والنصارى. فمن كان غاية توحيده وتحقيقه هو هذا التوحيد، كان غاية توحيده توحيد المشركين
وكذلك تلميذه ابن القيم - رحمه الله - قال في [مدارج السالكين: 1/ 327]:
نعم! قد يكون معه توحيد أبي جهل وعباد الأصنام، وهو توحيد الربوبية، وهو الاعتراف بأنه لا خالق إلا الله؛ ولو أنجى هذا التوحيد وحده لأنجى عباد الأصنام. والشأن في توحيد الإلهية الذي هو الفارق بين المشركين والموحدين.
فقولهم: "توحيد المشركين" .. معناه أنهم يثبتون للمشركين توحيداً ..
وقد ذكر الشيخ (عدنان البخاري) في موضوعه "حقيقة الشرك وأنواعه في الجاهلية والإسلام":
2 - الأمر الثاني: أنَّ مشركي العرب مع توحيدهم الله وإقرارهم له سبحانه في (أصل) توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية إلاَّ أنهم كانوا واقعين في (أفراد) من الشرك في هذين التوحيدين أيضاً.
فالشيخ عدنان - حفظه الله - يقول بأن كفار قريش وحّدوا الله تعالى في الربوبية (ابتسامة).
وقد بيّنت في أصل الموضوع أن مقصود هؤلاء المشايخ بهذا التوحيد هو "إقرارهم بألسنتهم بانفراد الله - عز وجل - بالربوبية" .. وليس المقصود بذلك توحيد الربوبية بالمعنى الشرعي، والذي هو: الاعتقاد الجازم الذي يصدّقه القول والعمل.
وهذا كتعريفنا للإيمان بقولنا: "قول وعمل" .. ولا يكون مجرد القول إيماناً حتى يقتضي العمل.
وللملاحظة، فإني قد عملت هذا الموضوع من أجل تصحيح مفهوم خاطئ عند بعض طلبة العلم الذين يزعمون أن مشركي قريش وحّدوا الله تعالى في ربوبيته، وأنهم لم يقع منهم شرك البتة في ذلك، وكان غاية شركهم هو في الألوهية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الموضوع يثبت أولاً بالدليل أنهم وقعوا في شرك الربوبية .. ويوّجه كلام ابن تيمية - رحمه الله - توجيهاً صحيحاً في هذا الشأن، على غير ما فهمه هؤلاء، وعلى غير ما افتراه أهل البدع من أشاعرة وصوفية على شيخ الإسلام، الذين ما فتئوا يتشدقون بتخطئة مشايخ الدعوة السلفية الذين قالوا بهذا التأصيل.
هذا، وابن القيم - رحمه الله - نفسه يقول إن عبادة غير الله هي قدح في ربوبيته .. فكيف يزعم الزاعمون أنه قال إن مشركي قريش وحدوا الله في ربوبيته (بالمعنى الشرعي)؟
جاء في [الدرر السنية: 2/ 319 - 320]:
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله -: أي: فما ظنكم أن يجازيكم إذا لقيتموه، وقد عبدتم غيره؟ وما ظننتم بأسمائه وصفاته وربوبيته من النقص، حتى أحوجكم ذلك إلى عبودية غيره؟ فلو ظننتم به ما هو أهله، من أنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه غني عن كل ما سواه، وكل ما سواه فقير إليه، وأنه قائم بالقسط على خلقه، وأنه المتفرد بتدبير خلقه، لا يشركه فيه غيره، والعالم بتفاصيل الأمور، فلا تخفى عليه خافية من خلقه، والكافي لهم وحده، لا يحتاج إلى معين، والرحمن بذاته، فلا يحتاج في رحمته إلى من يستعطفه؛ وهذا بخلاف الملوك وغيرهم من الرؤساء، فإنهم محتاجون من يعرفهم أحوال الرعية وحوائجهم، والذي يعينهم على قضاء حوائجهم إلى من يسترحمهم ويستعطفهم بالشفاعة، فاحتاجوا إلى الوسائط ضرورة، لحاجتهم، وعجزهم، وضعفهم، وقصور علمهم.
فأما القادر على كل شيء، الغني بذاته عن كل شيء، العالم بكل شيء، الرحمن الرحيم، الذي وسعت رحمته كل شيء، فإدخال الوسائط بينه وبين خلقه تنقص بحق ربوبيته، وإلهيته، وتوحيده؛ وظن به طن السوء، وهذا يستحيل أن يشرعه لعباده، ويمتنع في العقول والفطر، وقبحه مستقر في العقول السليمة فوق كل قبيح
فانظر كيف يثبت أن شركهم هو قادح في ما زعمهم توحيد الله تعالى في ربوبيته.
-------
أما موضوعك "حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام"، فلي معك فيه وقفات، قريباً إن شاء الله.
============
الأخ (خزانة الأدب)،
يا أيها الأستاذ الجامعي السابق، مع احترامي وتقديري الفائقين لك، أقول لك: إن إحسان الظن بالمسلم، وحمل كلامه على ما يُمكن احتماله من وجوه حسنة، هو من أصول التربية الإسلامية التي يجب أن تكون أنت من أكبر من يُعنى بها (بصفتك معلماً ومربياً للنشء).
لا أدري كيف فهمت من كلامي أنني أتهم شيخ الإسلام بالجهل! .. وأن كلامه غير موزون، ومضطرب!! .. وكيف فهمت أنت ما لم يفهمه غيرك، وكشفت هذه "الفظاعة المبطّنة" من بين السطور؟
ولو أنك تأملت - رعاك الله - كلامي جيداً، لرأيت أنني أدفع عن شيخ الإسلام، وأوجه (بمعنى أشرح) كلامه بما يوافق ما قررتُه من أصول ..
فأين نقدي لشيخ الإسلام؟ وأين وصمي له بالجهل؟ .. غفر الله لنا ولك.
============
الأخ (أبو الفداء)،
التوحيد لغة هو: الإفراد .. وقد يكون الإفراد باللسان، وبالاعتقاد، وبالعمل ..
فأما الربوبية التي متعلقها الأخبار، فالإفراد فيها يكون قولاً واعتقاداً ..
فمن أفرد الله تعالى بقوله .. نقول عنه: وحّده في ربوبيته بقوله .. هذا لغة.
وهذا من جنس قوله تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} .. سمى معتقدهم في الله الموافق للحق: إيماناً .. مع أنه غير معتبر شرعاً لكفرهم وشركهم.
وأنت ترى من النصوص التي أوردتُها في هذه المشاركة كيف أن ابن تيمية وابن القيم لم يتحرجا من وصف هذا "الإقرار" بـ التوحيد.
وعلى أية حال .. فخلافنا لا يعدو اللفظ، ونحن متفقون على أن حقيقة توحيدهم باطلة وغير معتبرة.
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 09:23]ـ
فمن أفرد الله تعالى بقوله .. نقول عنه: وحّده في ربوبيته بقوله .. هذا لغةبارك الله فيك.
المشرك إن قال أنا أوحد الله تعالى في ربوبيته فهو كاذب، لا نقول إن معه توحيد الربوبية على حقيقته، لا لغة ولا شرعا .. ولكن نقول هي دعوى يزعمها بلسانه ويكذبها بحقيقة اعتقاده وعمله. فإن الشرك في الألوهية دليل - بالجملة - على انخرام توحيد الربوبية. وإن أقر بأصول الربوبية لله فقد انتهك أفرادها، فليس هذا بتوحيد!
وأنا أعلم أنك توافقني على هذا المعنى، وهو ما تريد بيانه ودفع الالتباس به عن كلام شيخ الإسلام، ولكن أردتُ تنبيهك فقط إلى مسألة نسبتك التوحيد إليهم من جهة اللغة .. فهم لم يأتوا لا بالمعنى الشرعي ولا بالمعنى اللغوي للتوحيد!
فالذي يزعمونه في حق الله تعالى = يأبى العقل أن يتحقق معه إفراد الرب بسائر ما يلزم لكمال ربوبيته من الصفات .. وهم يزعمون أنه الكامل في ربوبيته عندهم .. ومن ثم فإن اللغة - وليس الشرع وحده - تخالفهم ولا يستقيم فيها زعمهم أن الله وحده هو الرب المتصرف في كل شيء بلا شريك ولا ند. نعم الله عندهم متفرد بكثير من أفراد الربوبية ولكنهم يجعلون له شركاء وأنداد في أفراد أخرى، فكيف يقال إنهم يوحدون الله في ربوبيته لغة؟
وعندما يقول شيخ الإسلام وغيره إن القوم وحدوا الله في الربوبية فإنهم يقصدون بذلك أنهم زعموا هذا الزعم إجمالا (بلسانهم)، ولكن قلوبهم تكذبه وتنقض جوانبه وأفراده عند التحقيق .. فلا اللغة تصدقهم ولا الشرع، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 02:11]ـ
لم أقف على نص لعلمائنا بهذا اللفظ، من أنهم "موحدون" لله تعالى في ربوبيته .. لكنني وقفت على نصوص لازمها ذلك.
/// قد كان سبب طلبي للنص الصريح ظاهرًا؛ حيث لم تجد مثل هذا عن شيخ الإسلام أوغيره، ولكن قد تجده عند بعض طلبة العلم! ومطلع موضوعك كان متجهًا نقدك فيه إليه وإلى كتب علمائنا!
كثيراً ما نرى في كتب علمائنا أن كفار قريش كانوا يوحّدون الله - عز وجل - في ربوبيته، وإنما وقع الشرك فيهم في جانب الألوهية والعبادة.
وأول من أظهر هذه المقولة - بحسب علمي - هو شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، وتابعه في ذلك من أتى بعده ..
فتأمل.
/// ثم هذا اللازم إلزام بما لا يلزم؛ لأنَّ الشيخ يتكلم بإجمال يفصِّله في مواضع أخرى، وليس من الفهم الصحيح لكلامه حمل مجمل كلامه في سياق لم يراعي فيه هذا المبحث وإهمال كلامه في مواضع أخرى.
/// وكلامه وغيره كله يدور حول توحيدهم في (أصل الربوبية)، وهذا ظاهر من السياق في مواضع أخرى كما تقدم، لذا فقولك:
فسمى "توحيد" المشركين: توحيداً للربوبية.
"توحيد المشركين" .. معناه أنهم يثبتون للمشركين توحيداً ..
/// تحميل على هذا الأمر، كونهم موحدون في ((أصل)) الربوبية، يعني مقرون أنه الرب المحيي الرازق المنزل للمطر لا يتنافى مع كونهم مشركين!
فالشيخ عدنان - حفظه الله - يقول بأن كفار قريش وحّدوا الله تعالى في الربوبية (ابتسامة).
/// أين قلت هذا؟!
/// أرجو أن تعيد تأمل كلامي الذي اقتبستَهُ من كلامي، وهو:
2 - الأمر الثاني: أنَّ مشركي العرب مع توحيدهم الله وإقرارهم له سبحانه في (أصل) توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية إلاَّ أنهم كانوا واقعين في (أفراد) من الشرك في هذين التوحيدين أيضاً.
/// إنما قلت وبيَّنت وأكَّدت أنه في أصل الربوبية لا في أفرادها! وهذا الفرق بين كلامي وكلامك.
أنَّ مشركي العرب مع توحيدهم الله وإقرارهم له سبحانه في (أصل) توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية إلاَّ أنهم كانوا واقعين في (أفراد) من الشرك في هذين التوحيدين أيضاً.
؟!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 08:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
تقول:
قد كان سبب طلبي للنص الصريح ظاهرًا؛ حيث لم تجد مثل هذا عن شيخ الإسلام أوغيره، ولكن قد تجده عند بعض طلبة العلم! ومطلع موضوعك كان متجهًا نقدك فيه إليه وإلى كتب علمائنا!
أما قولي بلفظة "موحدين" .. فهذا لم يكن سوى في العنوان، أعرّض به بأفهام بعض طلبة العلم، وبعض أهل البدع من الأشاعرة والصوفية، وقد كان على هيئة سؤال .. وأما في مضمون المقال، فقد أوردت ما قد يستشكل على البعض عندما يقرأون في كتب مشايخنا أن المشركين كانوا "يوحدون" الله تعالى في الربوبية (ولم أقل موحدين) .. وذكرت بعدها أن لذلك توجيهاً صحيحاً ..
بل حتى لو قلت "موحدين"، من جنس قوله تعالى: {إنما يتقبل الله من المتقين} .. فلا إشكال، إن صاحب ذلك التفصيل والبيان.
تقول:
ثم هذا اللازم إلزام بما لا يلزم؛ لأنَّ الشيخ يتكلم بإجمال يفصِّله في مواضع أخرى، وليس من الفهم الصحيح لكلامه حمل مجمل كلامه في سياق لم يراعي فيه هذا المبحث وإهمال كلامه في مواضع أخرى.
أحسن الله إليك .. وهل أعملت هذه "القاعدة" في كلامي أيضاً؟ .. ألا ترى أنني أنفي عن شيخ الإسلام ابن تيمية دعوى أنه كان يقول إنهم حققوا توحيد الربوبية كما أمرهم الله؟ أو أنهم كانوا "موحدين"؟
فمن يقرأ قولهم "توحيد المشركين" .. يفهم أن المشركين كانوا يوحدون .. فاحتاج الأمر إلى شرح وتفصيل، وهو ما قمت به في هذا الموضوع .. وقد قررتُ أن قولهم ذلك يُحمل على ما أقرّوا به بألسنتهم .. لا ما طلبه الله منهم في نفس الأمر.
تقول:
وكلامه وغيره كله يدور حول توحيدهم في (أصل الربوبية)، وهذا ظاهر من السياق في مواضع أخرى كما تقدم،
جميل .. وهلاّ قرأت كلامي في المشاركة رقم #2 التابعة لأصل الموضوع؟ إذ قلت:
إن كفّار قريش أقرّوا بأصول ربوبية الله - عز وجل - (من خلق ورزق وتدبير)، ثم هم ناقضوا ذلك باعتقادات شركية أخرى؛ فجمعوا بين المتناقضات، فصار إقرارهم ذاك مجرّد دعوى لا رصيد لها في حقيقة الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهم، من جانب الإقرار، يدّعون إفراد الله - عز وجل - بأصول الربوبية، ولا يرون غضاضة ولا حرجاً في الإقرار أيضاً بأمور مناقضة لهذا الإقرار من بعض جوانبه.
وقلت في آخره:
فتوجيه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - هو: أنهم أقروا بألسنتهم بانفراد الله - عز وجل - بأصول الربوبية، من خلق ورزق وتدبير وقدرة، وما إلى ذلك .. فزعموا زعماً باطلاً أنهم موحدون .. كما زعم اليهود من قبل أنهم مؤمنون، وقد كفروا بالله تعالى
فقد وجّهتُ كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - نحو ما بيّنته من معنى "توحيد" المشركين في ربوبية الله تعالى .. وقد كان تأصيلي لهذه القضية من أجل توجيه كلام شيخ الإسلام نحوها.
تقول:
إنما قلت وبيَّنت وأكَّدت أنه في أصل الربوبية لا في أفرادها! وهذا الفرق بين كلامي وكلامك.
لا فرق بين كلامي وكلامك لو تأملت ..
أما قولي إنك تقول إنهم "وحدوا" الله في الربوبية .. فلا تهولنّك .. اربط الكلام بعضه ببعض .. فإنما كان كلامي على لفظة "وحّد"، وجواز استعمالها في وصف هؤلاء .. فإني بيّنت أنها استعملت من قبل المشايخ، ولا يعنون بها حقيقة التوحيد شرعاً ..
بل حتى ما قلته أنت وبيّنته وأكدته، لا يعدوا اللفظ، ولا حقيقة له في الواقع .. إذ أن توحيدهم في (أصل) الربوبية، هو مجرد دعوى فارغة، لا حقيقة لها سوى ما يتلفظون به، ولم تنعقد قلوبهم عليها.
فسواء قلنا: وحّدوا .. أو موحدين .. أو ما سوى ذلك من الألفاظ، فلا يجب على أحد أن يفهم أنها تعني التوحيد المطلوب شرعاً .. إنما هو مجرد الإقرار اللساني - وهذا ما أظنك تقول به أيضاً في (أصل) الربوبية - .. وهو ما بيّنه شيخ الإسلام - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 11/ 50]:
فأما توحيد الربوبية، وهو: الإقرار بأنه خالق كل شيء؛ فهذا قد أقر به المشركون الذين قال الله فيهم: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}
الله - عز وجل - قال إن المشركين يؤمنون به .. مع إشراكهم .. فقال: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} ..
والسلف الذين فسروا هذه الآية قالوا إن المشركين آمنوا .. وأشركوا .. (مع إن الشرك ناقض للإيمان) ..
ومعقد المسألة في النهاية هو على اللفظ وجواز استعماله من عدمه، مع اتفاق الجميع أن كفار قريش لم يكن لديهم من التوحيد المعتبر شرعاً شيء، لا في الألوهية ولا في الربوبية ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 08:52]ـ
/// سبحان الله يا أخي الكريم .. سبحان الله!
/// يا أخي .. بارك الله فيك .. ما دام أنَّه لا فرق بين كلامي وكلامك (لوتأمَّلتُ أنا ذلك)، وبين توجيهك ومراد شيخ الإسلام ابن تيمية، فلم هذا الموضوع؟! وما موقع الاستفتاحيَّة والسطرين الأولين من موضوعك هذا من الإعراب إذن؟!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 08:52]ـ
الأخ (خزانة الأدب)،
يا أيها الأستاذ الجامعي السابق، مع احترامي وتقديري الفائقين لك، أقول لك: إن إحسان الظن بالمسلم، وحمل كلامه على ما يُمكن احتماله من وجوه حسنة، هو من أصول التربية الإسلامية التي يجب أن تكون أنت من أكبر من يُعنى بها (بصفتك معلماً ومربياً للنشء).
لا أدري كيف فهمت من كلامي أنني أتهم شيخ الإسلام بالجهل! .. وأن كلامه غير موزون، ومضطرب!! .. وكيف فهمت أنت ما لم يفهمه غيرك، وكشفت هذه "الفظاعة المبطّنة" من بين السطور
ولو أنك تأملت - رعاك الله - كلامي جيداً، لرأيت أنني أدفع عن شيخ الإسلام، وأوجه (بمعنى أشرح) كلامه بما يوافق ما قررتُه من أصول ..
فأين نقدي لشيخ الإسلام؟ وأين وصمي له بالجهل؟ .. غفر الله لنا ولك.
سأترك المفرقعات اللفظية إلى جوهر الموضوع!
تقول حفظك الله:
وأول من أظهر هذه المقولة - بحسب علمي - هو شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، وتابعه في ذلك من أتى بعده.
معنى هذا الكلام أن سبعة قرون من العلماء، من الصحابة إلى عصر ابن تيمية، لم يعرفوا هذه المقولة!
مع أنها تتعلق بأعظم أصول الدين!
وهذا هو الغلط الذي تريد تصحيحه أو توجيهه (أو ما شئت من التسميات)!
فما رأيك:
بلاش الإحالة على المجاهيل (كثيراً ما نرى في كتب علمائنا ... إلخ)!
اقتبس كلام شيخ الإسلام الذي ترى أنه خطأ أو غير دقيق، وسوف آتي لك بنظائره من القرآن والسنة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أعتقد أنني سأحتاج إلى ذلك، لأن الشيخ سيأتي به في نفس النص!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 10:24]ـ
الأخ (عدنان البخاري)،
لقد قلت من قبل، وأكرر هنا .. أن هذا الموضوع موجه لمن يزعم من طلبة العلم، ومن أهل البدع، أن شيخ الإسلام - رحمه الله - يقول إن كفار قريش موحدون حقاً لربوبية الله تعالى .. وأنه ما كان ينقصهم سوى توحيد الألوهية ..
فكشفت هذا الزعم الباطل، ببيان أولاً: أن كفار قريش لم يوحدوا الله حقاً في ربوبيته .. وثانياً: بيّنت مقصود شيخ الإسلام من توحيد الربوبية .. وهو: "إقرارهم بألسنتهم" أو "زعمهم ودعواهم" .. ولم يقصد بحال توحيد الربوبية الذي طلبه الله - عز وجل - منهم .. فإنه قد نص في مواضع بأنهم "أقروا" بتوحيد الربوبية (وهذا لا يعدو اللفظ) .. أو أنّ توحيد الربوبية الذي عندهم هو إقرارهم .. كما سمى الله - تعالى - إقرارهم بالإيمان، فقال: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}.
أرجو أن تكون قد توضحت الصورة.
=============
الأخ (خزانة الأدب)،
هدانا الله وإياك .. لا أدري كيف فهمت من كلامي ما لم افهمه أنا منه ..
تقول:
معنى هذا الكلام أن سبعة قرون من العلماء، من الصحابة إلى عصر ابن تيمية، لم يعرفوا هذه المقولة!
مع أنها تتعلق بأعظم أصول الدين!
وهذا هو الغلط الذي تريد تصحيحه أو توجيهه (أو ما شئت من التسميات)!
أما أنني صححت خطأ، فلم أقل إن شيخ الإسلام أخطأ .. ولن تجد ذلك في كلامي .. بل غاية كلامي هو "شرح" لكلامه ومقصده.
أما هذه "المقولة" بلفظها، فلم يظهرها سوى ابن تيمية - رحمه الله - ومن بعده ..
وهذه هي المقولة مجدداً ..
أن كفار قريش كانوا يوحّدون الله - عز وجل - في ربوبيته، وإنما وقع الشرك فيهم في جانب الألوهية والعبادة
فإنه أول من قال بتقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية ..
ثم بنى على ذلك أنّ المشركين أقروا بتوحيد الربوبية، وجحدوا توحيد الألوهية ..
وليس معنى ذلك أنني أخطئه بهذا اللفظ .. فضلاً عن المعنى ..
فمعنى كلامه صحيح .. لكن كلامه مشكل عند الكثيرين، وقد كنت أحدهم في بداية الطلب، فاحتاج ذلك إلى شرح وبيان حتى تتجلى حقيقة المعنى.
اقتبس كلام شيخ الإسلام الذي ترى أنه خطأ أو غير دقيق، وسوف آتي لك بنظائره من القرآن والسنة!
بل أقول: إنه كلام مشكل يحتاج إلى بيان .. وقد ذكرت بعضاً منه في تعقباتي عل الأخ عدنان، فراجعها إن شئت.
وإن كان القرآن نفسه يحتاج إلى بيان وهو السنة، وفيه المتشابه والمحكم .. فكيف بكلام البشر؟
ولا أملك ما أزيده على ذلك، فإن أبيت إلا تتحامل عليّ، وتقوّلني ما لم أقل به .. فلك ذلك، افعل ما تشاء.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 01:37]ـ
لقد قلت من قبل، وأكرر هنا .. أن هذا الموضوع موجه لمن يزعم من طلبة العلم، ومن أهل البدع، أن شيخ الإسلام - رحمه الله - يقول إن كفار قريش موحدون حقاً لربوبية الله تعالى .. وأنه ما كان ينقصهم سوى توحيد الألوهية
أما أهل البدع فنعم!
لأنهم لا يطيقون تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام!
وعنهم مشكلة هائلة مع (توحيد الألوهية) خاصة!
ويشاغبون على هذا التقسيم بأن معناه الإقرار للمشركين بتوحيد الربوبية!
وأما طلبة العلم فلا يقول هاتين الكلمتين (حقًا ... سوى) إلا جاهل، فضلاً عن أن ينسبوا ذلك إلى شيخ الإسلام!
والأخ يصرح بأن المشركين (ناقضوا ذلك باعتقادات شركية أخرى)، ولكنه يجعل التوجيه الصحيح (!!) لذلك: أن هذه الاعتقادات الشركية تتعلق بتوحيد الربوبية أيضاً، مثل الذي يكتب الشيك ويسحب الرصيد! وأن شيخ الإسلام أراد ذلك ولم يرد توحيد الألوهية!
فيا أيها الفاضل: إذا كان هذا هو مراد شيخ الإسلام، فما وجه المشاغبة عليه بأنه ابتدع تقسيم التوحيد إلى ربوبية وإلوهية؟!
الأمر أهون من ذلك! فالتقسيم اصطلاحي تعليمي، كالوجهين للعملة الواحدة.
والذي يدعو صاحب القبر لا شك أنه قد أخطأ في الاعتقاد وفي العمل معاً، ولكن المبتدعة تتمعر وجوههم إذا نوقش ذلك تحت يافطة (توحيد الألوهية)، ويقولون: لا يوجد إلا توحيد واحد، والتقسيم بدعة!
وإن شئت أحضرنا لك النصوص!
فالموضوع كله تهويل في تهويل!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 06:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
(يُتْبَعُ)
(/)
والأخ يصرح بأن المشركين (ناقضوا ذلك باعتقادات شركية أخرى)، ولكنه يجعل التوجيه الصحيح (!!) لذلك: أن هذه الاعتقادات الشركية تتعلق بتوحيد الربوبية أيضاً، مثل الذي يكتب الشيك ويسحب الرصيد! وأن شيخ الإسلام أراد ذلك ولم يرد توحيد الألوهية!
أما (أيضاً) .. فهذه لا يجادل فيها أحد .. فتوحيد الربوبية هو اعتقاد، لأنه مسألة خبرية، وتوحيد الألوهية هو عمل.
من جنس الإيمان والإسلام .. فعند اجتماعهما، يكون الإيمان هو التصديق، ويكون الإسلام هو العمل.
فكونهم اعتقدوا اعتقادات شركية، فهذا متعلقه الربوبية ولا بد .. وأنا لم أقل (فقط).
وقد بنوا على هذه الاعتقادات الشركية: عبادات شركية (شرك الألوهية)، وهم لم يكونوا ليشركوا بالله - تعالى - دون هذه الاعتقادات الشركية.
ولا يمكن فصل توحيد الألوهية عن الربوبية بحال، فهما متلازمان، من جنس الإيمان والإسلام .. ومن فسد عنده توحيد الألوهية، فسد توحيد الربوبية ولا بد؛ كما أن من فسد إسلامه، فسد إيمانه.
فيا أيها الفاضل: إذا كان هذا هو مراد شيخ الإسلام، فما وجه المشاغبة عليه بأنه ابتدع تقسيم التوحيد إلى ربوبية وإلوهية؟!
وجه المشاغبة عليه هو أنه جعل فساد توحيد الألوهية، دليلاً على فساد توحيد الربوبية، وهذا ما يعارضه فيه أهل البدع.
أما أهل البدع فيقولون إنه مهما فسد توحيد الألوهية، فإن توحيد الربوبية يبقى صحيحاً صافياً عن أي شائبة، ما دام يقرّ أن الله هو الخالق الأوحد، ويثبت له ما أثبته لنفسه، سبحانه وتعالى.
ويقولون: لا يوجد إلا توحيد واحد، والتقسيم بدعة!
يصح القول إنه لا توحيد إلا توحيد واحد .. لكن بشرط أن يلتزموا لوازم ذلك، ولا ينحوا منحى غلاة المرجئة الذين قالوا إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص.
فالألوهية عند الإطلاق تتضمن الربوبية .. والربوبية عند الإطلاق تستلزم الألوهية، كما قال الشيخ ابن عثيمين.
وأعيد وأقول: هذا مثل قضية الإيمان والإسلام عند الاجتماع والافتراق.
هذا، والله أعلم
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 08:24]ـ
الذي يظهر يا أبا شعيب أن القول بأن المشركين يوحدون الله بالربوبية لم يقل به على الإطلاق علماؤنا ولا غيرهم ..
بل هم يتحرون الدقة في ألفاظهم فهم يقولون إن المشركون يقرون بالربوبية إجمالا .. أما على جهة التفصيل فلا .. لأنهم إن أقروا به على جهة التفصيل لم يضلوا في الألوهية للتلازم بينهم ..
لذلك شيخ الاسلام محمد عبدالوهاب في القواعد الأربع كان دقيقا حينما قال:
القاعدة الأولى: أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام والدليل قوله تعالى (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ).
أي أنهم يقرون بأصل الربوبية لا تفاصيلها ..
جزاك الله خيرا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 10:49]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سماحة
أبو سماحة!!
فكونهم اعتقدوا اعتقادات شركية، فهذا متعلقه الربوبية ولا بد .. وأنا لم أقل (فقط)
حقًّا + سوى = فقط!
وأنا أطالبك بتوثيق هاتين الكلمتين (حقًّا + سوى) إلى القائل بهما، وقد كتبتهما لك بالأحمر أعلاه، فانصرفت عنهما إلى تصحيح كلمة لم أكتبها!
ولا يمكن فصل توحيد الألوهية عن الربوبية بحال، فهما متلازمان، من جنس الإيمان والإسلام .. ومن فسد عنده توحيد الألوهية، فسد توحيد الربوبية ولا بد؛ كما أن من فسد إسلامه، فسد إيمانه
لا تزال مشكلتك أيها الأخ هي التهرب من التوثيق!
فتصوغ أوهاماً تخطر لك وتنسبها إلى غيرك وتقول إنك تريد إيضاحها أو الرد عليها!
فهل حقًّا قال ابن تيمية أو محمد بن عبدالوهاب بأن توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية منفصلان؟! أو أنهما غير متلازمين؟! ... إلخ
أو حتى طلبة العلم المجاهيل الذين تحكي كلامهم؟!
ولماذا هذه الحساسية من التقسيم، وهو مسلك علمي ضروري؟!
يقول القائل مثلاً: المخدرات لها سلبيات اجتماعية واقتصادية، بل هناك علم اسمه الاجتماع مستقل عن علم الاقتصاد، ويدرَّسان في كليتين مختلفتين!
ومع ذلك يقرّ الجميع بالتداخل والتكامل بين الاجتماع والاقتصاد، بل بين جميع العلوم تقريباً، وأنه لا يمكن إدراك علم من العلوم بمعزل عن العلوم المتشابكة معه، ومع ذلك جعلوها علوماً منفصلة تدرَّس في كليات منفصلة لاعتبارات معروفة.
بل التخصص الواحد، كالطب والهندسة والاقتصاد، له (أقسام) كثيرة في الكلية الواحدة!
وإذن فالاعتراض على تقسيم التوحيد بدعوى عدم الانفصال اعتراض ساقط!
وجه المشاغبة عليه هو أنه جعل فساد توحيد الألوهية، دليلاً على فساد توحيد الربوبية، وهذا ما يعارضه فيه أهل البدع.
أما أهل البدع فيقولون إنه مهما فسد توحيد الألوهية، فإن توحيد الربوبية يبقى صحيحاً صافياً عن أي شائبة، ما دام يقرّ أن الله هو الخالق الأوحد، ويثبت له ما أثبته لنفسه، سبحانه وتعالى
إذا كان أهل البدع يقولون بهذه المقولة الفاسدة فمشاغبتك ينبغي أن تكون عليهم!
ولكن كلامك من أوله إلى آخره يدور على افتعال إشكال في كلام الشيخ يحتاج منك إلى توجيه صحيح يخرجه من توحيد الألوهية إلى توحيد الربوبية!
ولم أجد في كلامك أن المشكلة عند أهل البدع!
وتوجيهك (الصحيح) هو بعينه توجيه أهل البدع!
وهو أن تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية بدعة، وأن مشكلة المشركين تتعلق بتوحيد الربوبية!
وليس صحيحاً أنهم يقولون (مهما فسد توحيد الألوهية ... إلخ)، بل هم يقولون: لا يوجد شيء اسمه توحيد الألوهية! بل توحيد الربوبية فقط!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 12:20]ـ
وأنا أطالبك بتوثيق هاتين الكلمتين (حقًّا + سوى) إلى القائل بهما
أو حتى طلبة العلم المجاهيل الذين تحكي كلامهم؟!
ما نوع التوثيق الذي تريده لطلبة العلم المجاهيل؟
هل يريحك أن أذكر لك أسماءهم .. وربما - لزيادة التوثيق - عناوينهم وأرقام هواتفهم؟
فإن تحقق لك ذلك، هل لك أن تخبرنا عن الفائدة العلمية التي حققها هذا الكشف بنسبة هذه المقولة الجاهلة لقائلها؟
أما إذا لم تكن تصدقني، فهذا شأنك .. ليس بيدي أن أحملك على تصديقي .. فأنا أعرف جيداً الذين خاطبتهم وحاورتهم، ورأيت مدى الجهل الذي عندهم، ورأيت وجوب كتابة مثل هذا الموضوع حتى أرد على شبهاتهم.
فهل حقًّا قال ابن تيمية أو محمد بن عبدالوهاب بأن توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية منفصلان؟! أو أنهما غير متلازمين؟! ... إلخ
لم يقولا، وهل أنا قلت أنهما قالا؟ .. ولا أدري كيف تفهم كلامي .. وكأنك يستهويك التكلف في الفهم، والتحامل عليّ.
أما سائر كلامك، فالرد عليه لا يعدو أن يكون تكراراً لكلامي السابق ..
اللهم إلا في هذه الجزئية:
وليس صحيحاً أنهم يقولون (مهما فسد توحيد الألوهية ... إلخ)، بل هم يقولون: لا يوجد شيء اسمه توحيد الألوهية! بل توحيد الربوبية فقط!
ولم يقل أحد إنهم يقولون بتوحيد الألوهية .. فالمعنى واضح لمن تدبّر ..
المقصود أنهم يقولون: مهما فسد توحيد الألوهية (الذي نقول نحن به)، فهذا لا يضر بتوحيد الربوبية.
يقولون: مهما فسد العمل، ومهما صرف من الدعاء والخوف والرجاء لغير الله .. فإن ذلك لا يضر توحيد الربوبية.
والعمل الذي هو عبادة، نحن نسميه: توحيد الألوهية ..
فأنا تكلمت بمصطلحاتنا لا مصطلحاتهم.
------------
واعذرني من انسحابي من الحوار معك .. فهو قليل الفائدة جداً ..
أسأل الله أن يغفر لنا ولكم، ويهدينا جميعاً سواء السبيل
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 03:32]ـ
أيها الأخ الفاضل:
بارك الله فيك، وأشكرك على أدبك وحسن عبارتك.
وبحمد الله لم أتكلَّف التحامل عليك، ولم أخض في مكنون ضميرك، ولم أطلب منك عناوين ولا أرقام هواتف!
وإنما طلبت منك إثبات وجود مشكلة تحتاج إلى تخريج، بالطريق التي يسلكها أهل العلم، وهي (قال فلان كذا في كتاب كذا صفحة كذا).
فهذا طبعاً نقد لكلامك وليس لشخصك الكريم.
وأقرب تفسير له - ولم أصرِّح به - أن عندك شبهة.
وسأقيم الدليل من كلامك وكلام الذين سمَّيتهم بأهل البدع، موثَّقاً بالأقواس!
القرآن الكريم أخبر عن المشركين بأنهم يعترفون بوجود الله تعالى، وأنه الخالق الرازق، وأنه رب السموات والأرض ورب العرش العظيم، وأن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه؛ ولم يقل إن اعتقادهم هذا فارغ من المضمون، بل على العكس من ذلك! فقد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يحتجَّ عليهم بإقرارهم، وأن يطالبهم بلوازمه (أفلا تذكَّرون ... أفلا تتَّقون ... فأنَّى تُسحرون).
ولم يفهم علماء الإسلام غير هذا المعنى البديهي، قبل أن يُخلق ابن تيمية بمئات السنين.
قال الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى: (قُل لّمَنِ الأرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكّرُونَ).
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء المكذّبين بالاَخرة من قومك: لمن ملك الأرض ومن فيها من الخلق إن كنتم تعلمون مَنْ مالكها؟ ثم أعلمه أنهم سيقرّون بأنها لله ملكا، دون سائر الأشياء غيره. فقل لهم إذا أجابوك بذلك كذلك: أفلا تذكرون فتعلمون أن من قدر على خلق ذلك ابتداء فهو قادر على إحيائهم بعد مماتهم وإعادتهم خلقا سويّا بعد فنائهم؟
القول في تأويل قوله تعالى: (قُلْ مَن رّبّ السّمَاوَاتِ السّبْعِ وَرَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتّقُونَ).
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهم يا محمد: من ربّ السموات السبع، وربّ العرش المحيط بذلك؟ سيقولون: ذلك كله لله، وهو ربه. فقل لهم: أفلا تتقون عقابه على كفركم به وتكذيبكم خبره وخبر رسوله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
القول في تأويل قوله تعالى: (قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ فَأَنّىَ تُسْحَرُونَ).
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد: من بيده خزائن كلّ شيء؟ ... فإنهم يقولون: إن ملكوت كلّ شيء والقدرة على الأشياء كلها لله. فقل لهم يا محمد: فَأنّى تُسْحَرُونَ يقولون: فمن أيّ وجه تُصْرَفون عن التصديق بآيات الله والإقرار بأخباره وأخبار رسوله والإيمان بأن الله القادر على كل ما يشاء وعلى بعثكم أحياء بعد مماتكم، مع علمكم بما تقولون من عظيم سلطانه وقدرته؟
وأنت استشكلت ذلك، واعتبرت أن التوجيه الصحيح له أنه مجرَّد دعوى من المشركين لا حقيقة لها، وهذه عبارتك (ناقضوا ذلك باعتقادات شركية أخرى؛ فجمعوا بين المتناقضات، فصار إقرارهم ذاك مجرّد دعوى لا رصيد لها في حقيقة الأمر).
ويلزم من ذلك - ولا شكَّ أنك لم تفطن إلى هذا اللازم - أن رب العالمين جل جلاله قد أثبت لهم إيماناً يتضح من الآيات الأخرى أنه بلا رصيد!
كما لو قال أحدنا عن شخص يكتب شيكات بلا رصيد: مليونير!
وهذا الفهم الباطل لم يخطر للطبري ولا لغيره!
تعالى ربنا عن ذلك!
فالإشكال الذي استشكلته، والتخريج الذي ارتضيته، يتعلّق بكلام رب العالمين وليس بكلام ابن تيمية ولا غيره!
وقد سبقك الذين سمَّيتهم بأهل البدع إلى هذا الاستشكال بعينه، وخرَّجوه بنفس تخريجك!
قال محمد بن علوي المالكي في كتاب (مفاهيم يجب أن تصحح)، ص 26
يخطئ كثير من الناس في فهم حقيقة الواسطة فيطلقون الحكم هكذا جزافاً بأن الواسطة شرك، وأن من اتخذ واسطة بأي كيفية كانت فقد أشرك بالله، وأن شأنه في هذا شأن المشركين القائلين: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى).
وهذا كلام مردود، والاستدلال بالآية في غير محله، وذلك لأن هذه الآية الكريمة صريحة في الإنكار على المشركين عبادتهم للأصنام واتخاذها آلهة من دونه تعالى وإشراكهم إياها في دعوى الربوبية على أن عبادتهم لها تقربهم إلى الله زلفى، فكفرهم وإشراكهم من حيث عبادتهم لها ومن حيث اعتقادهم أنها أرباب من دون الله.
وهنا مهمة لابد من بيانها، وهي أن هذه الآية تشهد بأن أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم من قولهم مسوغين عبادة الأصنام: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فإنهم لو كانوا صادقين في ذلك لكان الله أجل عندهم من تلك الأصنام، فلم يعبدوا غيره ... إلخ
نفس الاستشكال ونفس التخريج!
ولا أي العبارتين أقبح: قوله (ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم)، أم قولك (دعوى لا رصيد لها).
وقد فسر الطبرى هذه الآية (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فلم يشر إلى أن الكلام هزل!
فإشكالك لا يحتاج إلى تخريج، لأنه لا يوجد إشكال أصلاً!
المشركون يعتقدون فعلاً أن الأصنام تشفع لهم! وقد شهد لهم بذلك رب العالمين في عشرات الآيات الواضحة المحكمة.
وكذلك القبوريون: يعتقدون فعلاً أن القبور تشفع لهم!
وما أردت لك إلا الخير والنصيحة
حفظك الله ورعاك
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 06:14]ـ
بارك الله فيكم.
أود أن أضيف شيئًا معروفًا وهو أن غالب كلام شيخ الإسلام في المسألة يأتي عقب مناقشة كلام المتكلمين في مفهوم التوحيد. وذلك أنهم يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام: أن الله واحد في ذاته، واحد في صفاته، واحد في أفعاله. وهذا التقسيم صحيح إلا أن مضمونه ناقص وفاسد في كثير من الأمور.
فشيخ الإسلام رحمه الله تعالى يبين في كثير من المواضع بأن النوع الثالث من التوحيد المقتضي تفرد الله بالخلق والربوبية هو أجود ما عند المتكلمين. قال: " وهذا المعنى صحيح وهو أجود ما اعتصموا به من الإسلام في أصولهم." التسعينية.
وعند كلامه عن معنى لفظة "الإله"، بيّنَ أن الأشاعرة فسّروها بمعنى الآله أي القادر على الخلق ومن ثم اعتقدوا أن هذا أخص وصف الإله.
قال: " والإله هو بمعنى المألوه المعبود الذي يستحق العبادة ليس هو الآله بمعنى القادر على الخلق. فإذا فسّر المفسر الإله بمعنى القادر على الاختراع واعتقد أن هذا أخص وصف الإله، وجعل هذا التوحيد هو غاية التوحيد، كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية، وهو الذي ينقلونه عن أبي الحسن واتباعه، لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله، فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شييء وكانوا مع هذا مشركين. " الدرء.
فهذا النص وأمثاله كثير يبين مراد شيخ الإسلام.
والله تعالى أعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 08:21]ـ
إقرار الكفار بربوبية الله لا إشكال فيه، وأما توحيدهم في الربوبية فقد ثبت فيهم الشرك في ربوبيته كما أشركوا في ألوهيته.
ونظرًا لأن العبادة لا يستحقها إلا الرب، فالتنظير حول هذه النقطة، لإقامة التوحيد.
ولا يوجد في القرآن ما يفيد توحيدهم هذا، ولا في كلام شيخ الإسلام.
ولكن المراد أن غاية ما عندهم هو الاقرار بربوبيته الله، فحتى إن وحدوا الله في ربوبيته فلم يحققوا التوحيد المطلوب.
رحمني الله وإياكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 09:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
الأخ (خزانة أدب)،
ليس الشأن في أنك تعرّضت لشخصي أم لم تفعل .. إنما الشأن كله هو في تأويلك لكلامي على ما لم أرد منه، وقد وضحته في مواضع يبيّن مرادي .. وكذلك، حملك كلامي على أمور لم أقل بها، فتارة تقول إنني خطأت شيخ الإسلام في هذا التقسيم .. وتارة تقول إنني أقول إنه لا يقول بملازمة الربوبية للألوهية .. وتارة تقول إنني أقول أن أهل البدع يقولون بتوحيد الألوهية! .. فاستحال الحوار عندئذ جدالاً لا طائل منه؛ هذا فضلاً عن غلظتك في معالجة هذه القضية، وإلزامي بما لا يلزم.
على أية حال .. عفا الله عمّا سبق.
تقول:
وإنما طلبت منك إثبات وجود مشكلة تحتاج إلى تخريج، بالطريق التي يسلكها أهل العلم، وهي (قال فلان كذا في كتاب كذا صفحة كذا).
لقد ذكرت أن من يقول بهذا القول هو صنفان:
طلبة علم في بداية الطلب .. ووصفتهم بالجهال
وأهل البدع .. وهذا أمر أشهر من نار على علم. ويكفي أن تدخل منتدياتهم حتى ترى بنفسك أقوالهم في ابن تيمية وتقسيمه ذاك.
أما طلبة العلم هؤلاء، فلم يبلغوا ليصنفوا الكتب!
وأقرب تفسير له - ولم أصرِّح به - أن عندك شبهة.
وإن صرّحت، فلا إشكال عندي .. إن كنت مخطئاً أرجع، لا حرج إن شاء الله .. لكن فليكن دحضك لـ "شبهتي" هذه علمياً، وسآخذ بقولك إن اتضح لي الحق، بإذن الله تعالى.
تقول:
القرآن الكريم أخبر عن المشركين بأنهم يعترفون بوجود الله تعالى، وأنه الخالق الرازق، وأنه رب السموات والأرض ورب العرش العظيم، وأن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه؛ ولم يقل إن اعتقادهم هذا فارغ من المضمون، بل على العكس من ذلك! فقد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يحتجَّ عليهم بإقرارهم، وأن يطالبهم بلوازمه (أفلا تذكَّرون ... أفلا تتَّقون ... فأنَّى تُسحرون).
أقول:
كيف يكون الاعتقاد فارغاً من المضمون؟ .. الاعتقاد هو المضمون، إذ أنه باطن؛ فكيف يكون المضمون الباطن فارغاً من المضمون؟
قد يوجد قول أو عمل فارغ من المضمون (الذي هو الاعتقاد)، لأنهما أعمال ظاهرة .. أما الاعتقاد، فلا يمكن أن يكون فارغاً من مضمون، لأنه هو المضمون بحد ذاته.
وأنا لم أقل بذلك أصلاً .. إنما قلت (كما في مشاركة رقم #9):
إذ أن توحيدهم في (أصل) الربوبية، هو مجرد دعوى فارغة، لا حقيقة لها سوى ما يتلفظون به، ولم تنعقد قلوبهم عليها
قلت: إن توحيدهم هو دعوى فارغة! .. فتأمل ذلك، رعاك الله.
وقلت أيضاً في مشاركة رقم #2:
إن كفّار قريش أقرّوا بأصول ربوبية الله - عز وجل - (من خلق ورزق وتدبير)، ثم هم ناقضوا ذلك باعتقادات شركية أخرى؛ فجمعوا بين المتناقضات، فصار إقرارهم ذاك مجرّد دعوى لا رصيد لها في حقيقة الأمر.
فهم، من جانب الإقرار، يدّعون إفراد الله - عز وجل - بأصول الربوبية، ولا يرون غضاضة ولا حرجاً في الإقرار أيضاً بأمور مناقضة لهذا الإقرار من بعض جوانبه.
وقد شرحت هذه العبارة في أكثر من موضع .. كما في مشاركة رقم #9.
والأخ (أبو الفداء) فهم هذا من كلامي، فقال في مشاركة رقم #7:
المشرك إن قال أنا أوحد الله تعالى في ربوبيته فهو كاذب، لا نقول إن معه توحيد الربوبية على حقيقته، لا لغة ولا شرعا .. ولكن نقول هي دعوى يزعمها بلسانه ويكذبها بحقيقة اعتقاده وعمله
فلا تلمني يا أخي إن رأيتك تتحامل عليّ وتتعسف على اللفظ ليظهر أنني موافق لأهل البدع.
خلاصة كلامي في المسألة:
أنا لم أقل إنّ قولهم: الله خالقنا وخالق السماوات والأرض، وهو الرزاق مالك كل شيء .. هو دعوى لا يصحبها اعتقاد .. بل قلت: إن دعواهم توحيد الله - تعالى - فارغة من المضمون؛ فهم جمعوا بين اعتقادات متناقضة لكل معتقد، ونصوص القرآن صريحة في جمعهم بين المتناقضات.
ولعلّ الإشكال وقع عندك في معنى الاعتقاد .. فتقول: كيف يقولون إن الله هو خالق ومالك كل شيء، ثم هم يشركون به في الربوبية، وينسبون له الولد والبنات والشفعاء الذين يشفعون بغير إذنه؟
أقول:
مثل هذا يعرفه من درس النفس الإنسانية .. فإن فيها القدرة على الجمع بين المتناقضات في آن، وتجزم بكلّ منها، ولا ترى وجهاً لهذا التناقض حتى تُذكّر فينبهها العقل!
كيف ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: عندما يعتقد المرء شيئاً ما، فإن ذهنه وقلبه يتوجهان إلى ذلك الشيء ويغفلان عمّا يتعلق به من أمور أخرى؛ فيكون في ذلك الحال الخاص لا يعرف سوى ما جمع عليه ذهنه وقلبه، مع الغفلة عما سوى ذلك.
وعندما يرد عليه معتقد آخر مناقض لما اعتقده من قبل، يغفل عن معتقده السابق، في تلك الحال الخاصة، فيعتقد بهذا المتعقد الباطل الهادم لما اعتقده من قبل.
فعندما تسأله عن معتقده الأول .. يقول به .. وعندما تسأله عن معتقده الثاني، يقول به أيضاً .. وعقله غافل عن التناقض!
وسبب الغفلة الحاصلة هو عدم صراحة التناقض صورة أو لفظاً، فيحتاج المرء عندها إلى تذكير، وبيان، وتوضيح للتناقض.
وهذا حادث في كل من قال قولاً، ثم قال بنقيضه .. وهو يقول بكلا القولين، ولا يدري وجه التناقض، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 4/ 168]:
وَأَمَّا غَيْرُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَيْسَ بِمَعْصُومِ؛ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَالَ خَبَرَيْنِ مُتَنَاقِضَيْنِ، وَأَمْرَيْنِ مُتَنَاقِضَيْنِ، وَلَمْ يَشْعُرْ بِالتَّنَاقُضِ
فهؤلاء المشركون، تسألهم: من خلقهم .. سيقولون الله .. ثم تسألهم: من تعبدون .. يقولون: اللات والعزى .. ونفوسهم متقبلة لذلك، غافلة عن التناقض.
لذلك، يقول الله - تعالى - عنهم: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: 44]
ويقول تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [العنكبوت: 63]
يقول ابن كثير - رحمه الله - في [تفسير القرآن العظيم: 5/ 491]:
وقوله: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} أي: سيعترفون أن السيد العظيم الذي يجير ولا يجار عليه، هو الله تعالى، وحده لا شريك له؛ {قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} أي: فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره مع اعترافكم وعلمكم بذلك؟
فمسألة شرك الكفار هي في غياب العقل الذي يضبط المعتقد الصحيح ..
القلب يجتمع فيه المتناقضات، مع شعوره بالضيق والحرج من هذا التناقض (وسبب ذلك الفطرة التي لا ترضى بذلك) .. والعقل إن غفل وغاب، أخذها على أنها حقائق .. وجاءت الرسل لتبيّن ما غفلت عنه عقولهم ..
فعليه أقول إن مجمل اعتقادهم في الله - تعالى - (الذي ظاهره توحيد لله تعالى في أصول ربوبيته) هو غير معتبر، لا واقعاً ولا شرعاً ..
فأما واقعاً .. فقد ناقضوه بعبادة غيره، وشكر غيره، واستخفافهم بعظمة الله تعالى وقدرته.
وأما شرعاً .. فبيانه أجلى من أن أذكره.
لذلك، عند التفصيل يُقال إن المشركين يعبدون الله - عز وجل -، ويعبدون معه غيره .. كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27)} [الزخرف]
وقال أيضاً: {قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)} [الشعراء].
وعند الإجمال يقال إنهم لا يعبدون إلا الشيطان .. كما قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [يس: 60] .. وقال: {فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء: 76] .. وأخيراً، سورة "الكافرون" دليل قوي في هذا الشأن ..
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في شرحه لها، كما في [مجموع الفتاوى: 16/ 556 - 557]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَا دَامَ الْكَافِرُ كَافِرًا: فَإِنَّهُ لَا يَعْبُدُ اللَّهَ، وَإِنَّمَا يَعْبُدُ الشَّيْطَانَ؛ سَوَاءٌ كَانَ مُتَظَاهِرًا أَوْ غَيْرَ مُتَظَاهِرٍ بِهِ؛ كَالْيَهُودِ. فَإِنَّ الْيَهُودَ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، وَإِنَّمَا يَعْبُدُونَ الشَّيْطَانَ، لِأَنَّ عِبَادَةَ اللَّهِ إنَّمَا تَكُونُ بِمَا شَرَعَ وَأَمَرَ. وَهُمْ وَإِنْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَهُ فَتِلْكَ الْأَعْمَالُ الْمُبَدَّلَةُ وَالْمَنْهِيُّ عَنْهَا هُوَ يَكْرَهُهَا وَيُبْغِضُهَا وَيَنْهَى عَنْهَا فَلَيْسَتْ عِبَادَةً. فَكُلُّ كَافِرٍ بِمُحَمَّدِ لَا يَعْبُدُ مَا يَعْبُدُهُ مُحَمَّدٌ مَا دَامَ كَافِرًا. وَالْفِعْلُ الْمُضَارِعُ يَتَنَاوَلُ مَا هُوَ دَائِمٌ لَا يَنْقَطِعُ. فَهُوَ مَا دَامَ كَافِرًا لَا يَعْبُدُ مَعْبُودَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا فِي الْحَاضِرِ وَلَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ. وَلَمْ يَقُلْ عَنْهُمْ " وَلَا تَعْبُدُونَ مَا أَعْبُدُ "، بَلْ ذَكَرَ الْجُمْلَةَ الِاسْمِيَّةَ لِيُبَيِّنَ أَنَّ نَفْسَ نُفُوسِكُمْ الْخَبِيثَةِ الْكَافِرَةِ بَرِيئَةٌ مِنْ عِبَادَةِ إلَهِ مُحَمَّدٍ، لَا يُمْكِنُ أَنْ تَعْبُدَهُ مَا دَامَتْ كَافِرَةً. إذْ لَا تَكُونُ عَابِدَتَهُ إلَّا بِأَنْ تَعْبُدَهُ وَحْدَهُ بِمَا أَمَرَ بِهِ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ. وَمَنْ كَانَ كَافِرًا بِمُحَمَّدِ لَا يَكُونُ عَمَلُهُ عِبَادَةً لِلَّهِ قَطُّ. وَتَبْرِئَتُهُمْ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ جَاءَتْ بِلَفْظِ وَاحِدٍ بِجُمْلَةِ اسْمِيَّةٍ تَقْتَضِي بَرَاءَةَ ذَوَاتِهِمْ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ لَمْ تَقْتَصِرْ عَلَى نَفْيِ الْفِعْلِ
ثم قال في [مجموع الفتاوى: 16/ 572 - 573]:
فَإِنْ قِيلَ: فَالْمُشْرِكُ يَعْبُدُ اللَّهَ وَغَيْرَهُ، بِدَلِيلِ قَوْلِ الْخَلِيلِ: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (*) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (*) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ}. فَقَدْ اسْتَثْنَاهُ مِمَّا يَعْبُدُونَ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ اللَّهَ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {إنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (*) إلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} وَاسْتَثْنَاهُ أَيْضًا. وَفِي الْمَسْنَدِ وَغَيْرِهِ حَدِيثُ حُصَيْنٍ الخزاعي لَمَّا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (يَا حُصَيْنُ! كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ؟ قَالَ: سَبْعَةُ آلِهَةٍ، سِتَّةٌ فِي الْأَرْضِ وَوَاحِدٌ فِي السَّمَاءِ. قَالَ: فَمَنْ الَّذِي تَعُدُّ لِرَغْبَتِك وَرَهْبَتِك؟ قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ). قِيلَ: هَذَا قَوْلُ الْمُشْرِكِينَ كَمَا تَقُولُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى: نَحْنُ نَعْبُدُ اللَّهَ. فَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ عِبَادَتَهُ مَعَ الشِّرْكِ بِهِ عِبَادَةٌ، وَهُمْ كَاذِبُونَ فِي هَذَا. وَأَمَّا قَوْلُ الْخَلِيلِ فَفِيهِ قَوْلَانِ: قَالَ طَائِفَةٌ: إنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ: كَانُوا يَعْبُدُونَ اللَّهَ مَعَ آلِهَتِهِمْ. وَعَلَى هَذَا فَهَذَا لَفْظٌ مُقَيَّدٌ. فَإِنَّهُ قَالَ {مَا تَعْبُدُونَ}. فَسَمَّاهُ عِبَادَةً إذَا عَرَفَ الْمُرَادَ، لَكِنْ لَيْسَتْ هِيَ الْعِبَادَةُ الَّتِي هِيَ عِنْدَ اللَّهِ عِبَادَةٌ. فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ. مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَهُوَ كُلُّهُ لِلَّذِي أَشْرَكَ}. وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}. سَمَّاهُ إيمَانًا مَعَ التَّقْيِيدِ، وَإِلَّا فَالْمُشْرِكُ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ لَا يَدْخُلُ فِي مُسَمَّى الْإِيمَانِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ. وَقَدْ قَالَ: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}، {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}. فَهَذَا مَعَ التَّقْيِيدِ؛ وَمَعَ الْإِطْلَاقِ: فَالْإِيمَانُ هُوَ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ، وَالْبِشَارَةُ بِالْخَيْرِ.
----------------
تقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلزم من ذلك - ولا شكَّ أنك لم تفطن إلى هذا اللازم - أن رب العالمين جل جلاله قد أثبت لهم إيماناً يتضح من الآيات الأخرى أنه بلا رصيد!
هل "إيمانهم" هذا حملهم على تعظيم الله تعالى، وتوحيده، وعدم الاستخفاف به؟
أم أنه من جنس قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 93]
وقوله: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 81]
وقوله: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]
مع أن أهل الكتاب يعتقدون باليوم الآخر، بل ويجزمون به .. لكن سماهم الله - عز وجل - كافرين به، وغير مؤمنين به!
لماذا؟؟ .. لأنهم لو كانوا يؤمنون به، لكانوا خافوا الله تعالى واتبعوا رضوانه، حتى يتلافوا عذابه.
ويظهر لي - مع احترامي - أنك لا تفرّق بين المعتقد الذي يحمل على العمل بن، والتزام لازمه .. وهو ما يسمى: الإيمان الجازم .. وبين المعتقد الذي هو مجرد معرفة ذهنية (كما يصفها محمد قطب - حفظه الله -)، والذي لا يحمل على عمل، ولا يبالي بأن يجتمع معه معتقد آخر يناقضه.
فحسبما فهمتُ من كلامك، تظن أننا بنفي المعنى الأول، فإننا ننفي الثاني!
أنت عندما تعتقد - مثلاً - أن التدخين يسبب السرطان، والسرطان آلمه فظيعة لا تحتمل، ثم أراك تدخّن .. ماذا أقول فيك؟
سأقول: لو كنت تعلم حقاً عاقبة التدخين وفظيع ألمه، لما أقدمت على ذلك .. ولو ادعيت ألف دعوى، لا أصدقك وأنا أرى عملك يناقض قولك.
لكن، في تصوّرك أن التدخين حقاً يضر بالصحة ويسبب هذه الآلام الفظيعة ..
فيتبين عندئذ، أن ما تعتقده في التدخين هو مجرد "معرفة ذهنية"، تقر بها، قلباً وقالباً، وتجزم بها .. من جملة "الحقائق" التي يُحشا بها عقلك كل يوم، والتي لا يلزم منها العمل بمقتضاها.
تقول:
نفس الاستشكال ونفس التخريج!
ولا أي العبارتين أقبح: قوله (ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم)، أم قولك (دعوى لا رصيد لها).
وقد فسر الطبرى هذه الآية (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فلم يشر إلى أن الكلام هزل!
لم أقل إنهم كانوا هازلين أو ضاحكين أو كاذبين في إقرارهم ذاك .. بل قلت إنه قد صدر عن معتقد .. معتقد قد جمع بجانبه ما ينقضه.
وقد وضحت في أصل الموضوع بالدليل القرآني أنهم تناقضوا .. والآيات صريحة لا تحتمل التأويل.
فما معنى أنهم تناقضوا؟ وما معنى أنهم اعتقدوا بأمور تناقض ما أقروا به؟
لقد وضحت ذلك بأدلة صريحة من القرآن الكريم، في أصل الموضوع .. وإن كنت ترى غير ذلك، فانقض كلامي بالدليل الشرعي، وردّ على استدلالاتي ..
هل تقول إنهم تناقضوا؟ أم تقول إن معتقدهم لم يشبه التناقض؟
فإن قلت بالتناقض، فما التوصيف الصحيح لمعتقدهم المتناقض هذا؟ .. هل تقول آمنوا بخالقية الله؟ أم لم يؤمنوا؟
أرجو أن تجيب عن أسئلتي حتى نصل إلى نتيجة.
وجزاك الله خيراً.
------
تقول:
المشركون يعتقدون فعلاً أن الأصنام تشفع لهم! وقد شهد لهم بذلك رب العالمين في عشرات الآيات الواضحة المحكمة.
وكذلك القبوريون: يعتقدون فعلاً أن القبور تشفع لهم!
نعم، اعتقدوا فعلاً وحقاً .. ولم يقل أحد غير هذا .. إنما كلامنا عن اعتقادهم في الله تعالى .. هل اعتقدوا حقاً وجزماً وحدانيته في الخلق والملك والتدبير والرزق؟ أم لا؟
فإن كان الجواب أنهم اعتقدوا بذلك ولم ينقضوه بأي معتقد .. فكيف تجيب عن الآيات التي أوردتُها؟ ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 11:08]ـ
الأخ (ابو عبدالعزيز)
جزاك الله خيراً، لم يقل أحد من علمائنا بهذا الإطلاق، ولم أنسب هذا إليهم .. وهذا الموضوع موجه للمبتدئة من طلبة العلم، ولأهل البدع الذين يفترون على المنهج السلفي الفريات.
بارك الله فيك.
---------
الأخ (أبو بكر العروي)،
جزاك الله خيراً على الإضافة النافعة. أما قول شيخ الإسلام بأن كفار قريش كانوا مقرين بأن الله خالق كل شيء .. ففيه نظر .. فهم لم يكونوا يقولون إنه خالق آلهتهم التي هي "بناته" بحسب معتقدهم الشركي، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
أو لعله يقصد خالق كل شيء مما يعتقدونه مخلوقاً.
---------
الأخ (أسامة)،
بارك الله فيك .. وهل يصحّ لرجل أن يوحد الله في ربوبيته، ثم هو يشرك به في ألوهيته؟ هل يمكن هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 12:36]ـ
بارك الله فيك .. وهل يصحّ لرجل أن يوحد الله في ربوبيته، ثم هو يشرك به في ألوهيته؟ هل يمكن هذا؟
هذا لا نقول به، وسبق أن قلنا أنه لا دليل عليه .. لا في القرآن ولا في السنة ولا في كلامنا.
ولكن ... ماذا لو قال لك أحد:
أنا أعرف أن ما أعبده من دون الله لا يخلق ولا يرزق ولا يحي ولا يميت، بل ولا يتكلم، ولا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله، ولكن له منزلة كبيرة أتقرب إلى الله بها ... والله لن يخذله، فهو نبي أو ملك أو ولي على سبيل المثال.
{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}
فالخلل هاهنا إنما في توحيد الألوهية.
لذا قلتُ: المراد أن غاية ما عندهم هو الاقرار بربوبيته الله، فحتى إن وحدوا الله في ربوبيته فلم يحققوا التوحيد المطلوب.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 05:49]ـ
الأخ (خزانة أدب)
ابو سماحة آنفاً، والآن (خزانة أدب)!
ماذا تستفيد من هذه المماحكات اللفظية؟!
ليس الشأن في أنك تعرّضت لشخصي أم لم تفعل .. إنما الشأن كله هو في تأويلك لكلامي على ما لم أرد منه، وقد وضحته في مواضع يبيّن مرادي .. وكذلك، حملك كلامي على أمور لم أقل بها، فتارة تقول إنني خطأت شيخ الإسلام في هذا التقسيم .. وتارة تقول إنني أقول إنه لا يقول بملازمة الربوبية للألوهية .. وتارة تقول إنني أقول أن أهل البدع يقولون بتوحيد الألوهية! .. فاستحال الحوار عندئذ جدالاً لا طائل منه؛ هذا فضلاً عن غلظتك في معالجة هذه القضية، وإلزامي بما لا يلزم.
أنت طبعاً تعتقد بأن كلامك واضح وصحيح ودقيق، وأن من يخالفك متحامل ومتعسف!
وأذكرك بأنك فرغت من موضوعك وتوجيهك لكلام ابن تيمية (في المشاركتين #1 و #2)، وذكرت نصوصاً غير قليلة لابن كثير وغيره، ولم تأت بنص ابن تيمية الذي يحتاج إلى توجيه!
وعندما طالبتك أنا والشيخ (عدنان البخاري) بكلام ابن تيمية قلتَ:
لا، لم أقف على نص لعلمائنا بهذا اللفظ، من أنهم "موحدون" لله تعالى في ربوبيته .. لكنني وقفت على نصوص لازمها ذلك
أولاً
لماذا لم تقل ذلك في أصل الموضوع؟!
الجواب: لأن التهويل سيكون بلا معنى!
وثانياً:
لماذا تُلزم ابن تيمية ولا ترضى بأن تُلزَم؟!
الجواب: الإنصاف عزيز!
وثالثاً:
إذا كان المعنى الذي تزعمه لازم لابن تيمية، فكلامك تصحيح له واستدراك عليه، لا محالة! ولا بأس بذلك، لولا أنك تبرأ من إرادة التصحيح له، وتدعي أنك توجِّه كلامه للجهلة!
واللازم الذي له توجيه لا يقال عنه لازم!
ورابعاً، وهو المهمّ:
هل إلزامك له صحيح؟!
الجواب قطعاً: لا!
ابن تيمية يقول في النص الذي اضطررناك إلى إيراده (وهؤلاء [أي المبتدعة فيما يظهر] منتهى توحيدهم: توحيد المشركين، وهو توحيد الربوبية). فأنت تريد إلزامه بشيء لم تجده أنت في كلامه، وهو أن المشركين مؤمنون بشيء زائد على أصل توحيد الربوبية وليس فقط بأصل توحيد الربوبية!
أي: توحيد الربوبية عند ابن تيمية = توحيد المشركين
وهذا الأسلوب من تصيُّد العبارات وتأويلها بأسوأ تأويل ممكن، والإعراض عن عشرات النصوص الواضحة من كلام الرجل -- هو أسلوب الخصم لا أسلوب المنافح عن الرجل!
ومن غير المعقول أن يصنف ابن تيمية عشرات المجلدات فلا يوجد هذا المعنى الخطير صريحاً في كلامه، وتضطرّ أنت إلى قراءته من بين السطور!
وقد ضاق صدرك بزعمي أنك تخطِّئه! والآن تقول إنه لازم لكلامه!
والواقع أن عبارته (توحيد المشركين) تغني عن كل جدال، لأنها تجمع لهم بين الإقرار بأصل التوحيد وبين الشرك! وقد أقررتَ أنت بأن المشركين مؤمنون بأصل توحيد الربوبية!
فقد حُسم النزاع، وصار تهويلك على الشيخ في غير محله!
لولا أنك أخذت بالشمال ما أعطيته باليمين، فقلت ما حاصله (هذا الإيمان ليس بإيمان، بل هو دعوى بلا رصيد)!
ولا يخفى أن مدار الخلاف كله على هذه العبارة (دعوى ليس له رصيد)!
وقد طالبناك مراراً بإسنادها إلى مفسر أو عالم معتبر؟!
وأنا أسندتُ نظيرتها إلى محمد علوي المالكي! ولم تعقِّب على ذلك!
وأوردتُ تفسير الطبري وليس فيه هذا المعنى!
لقد ذكرت أن من يقول بهذا القول هو صنفان:
طلبة علم في بداية الطلب .. ووصفتهم بالجهال
(يُتْبَعُ)
(/)
وأهل البدع .. وهذا أمر أشهر من نار على علم. ويكفي أن تدخل منتدياتهم حتى ترى بنفسك أقوالهم في ابن تيمية وتقسيمه ذاك.
أما طلبة العلم هؤلاء، فلم يبلغوا ليصنفوا الكتب!
تحريرك لرأي الطائفتين غير دقيق، بل غير موجود! كتحريرك لرأي ابن تيمية!
وكنت تستطيع أن تأتي بنماذج من كلامهما (قص ولزق من مواقع الإنترنت)!
ولا يلزم أن يصنفوا الكتب، بل يكفي أن تقتبس عدداً من مشاركاتهم بأسمائهم المستعارة لإثبات أن هناك مشكلة حقيقية تحتاج إلى توجيه منك لكلام اين تيمية، وليست من خواطرك الإنشائية!
وجمعك بين هذين الصنفين المختلفين لا فائدة منه!
إلا لو كان غرضلك أن تقول لهؤلاء المجاهيل الجهلة (الصنف الأول): تفسيركم باطل لأنه عين تفسير المبتدعة (الصنف الثاني)!
ولكن توجيهك (الصحيح) للمسألة هو توجيه المبتدعة (وقد فرغتُ من إثبات ذلك!)
تقول:
القرآن الكريم أخبر عن المشركين بأنهم يعترفون بوجود الله تعالى، وأنه الخالق الرازق، وأنه رب السموات والأرض ورب العرش العظيم، وأن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه؛ ولم يقل إن اعتقادهم هذا فارغ من المضمون، بل على العكس من ذلك! فقد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يحتجَّ عليهم بإقرارهم، وأن يطالبهم بلوازمه (أفلا تذكَّرون ... أفلا تتَّقون ... فأنَّى تُسحرون).
أقول:
كيف يكون الاعتقاد فارغاً من المضمون؟ .. الاعتقاد هو المضمون، إذ أنه باطن؛ فكيف يكون المضمون الباطن فارغاً من المضمون؟
قد يوجد قول أو عمل فارغ من المضمون (الذي هو الاعتقاد)، لأنهما أعمال ظاهرة .. أما الاعتقاد، فلا يمكن أن يكون فارغاً من مضمون، لأنه هو المضمون بحد ذاته.
وأنا لم أقل بذلك أصلاً .. إنما قلت (كما في مشاركة رقم #9):
إذ أن توحيدهم في (أصل) الربوبية، هو مجرد دعوى فارغة، لا حقيقة لها سوى ما يتلفظون به، ولم تنعقد قلوبهم عليها
قلت: إن توحيدهم هو دعوى فارغة! .. فتأمل ذلك، رعاك الله.
وقلت أيضاً في مشاركة رقم #2:
إن كفّار قريش أقرّوا بأصول ربوبية الله - عز وجل - (من خلق ورزق وتدبير)، ثم هم ناقضوا ذلك باعتقادات شركية أخرى؛ فجمعوا بين المتناقضات، فصار إقرارهم ذاك مجرّد دعوى لا رصيد لها في حقيقة الأمر.
فهم، من جانب الإقرار، يدّعون إفراد الله - عز وجل - بأصول الربوبية، ولا يرون غضاضة ولا حرجاً في الإقرار أيضاً بأمور مناقضة لهذا الإقرار من بعض جوانبه.
وقد شرحت هذه العبارة في أكثر من موضع .. كما في مشاركة رقم #9.
والأخ (أبو الفداء) فهم هذا من كلامي، فقال في مشاركة رقم #7:
فلا تلمني يا أخي إن رأيتك تتحامل عليّ وتتعسف على اللفظ ليظهر أنني موافق لأهل البدع.
خلاصة كلامي في المسألة:
أنا لم أقل إنّ قولهم: الله خالقنا وخالق السماوات والأرض، وهو الرزاق مالك كل شيء .. هو دعوى لا يصحبها اعتقاد .. بل قلت: إن دعواهم توحيد الله - تعالى - فارغة من المضمون؛ فهم جمعوا بين اعتقادات متناقضة لكل معتقد، ونصوص القرآن صريحة في جمعهم بين المتناقضات.
سنرى من المتعسف ومن الذي يخبط في الكلام!
أنا لم أنسب العبارة إليك، بل نسبتها إلى نفسي! وقلتُ فيها (ولم يقل إن اعتقادهم هذا فارغ من المضمون)، وأنا في هذا تابع للعبارة القرآنية (إيمانكم)، بل العبارة القرآنية أقوى بكثير.
وأنت تريد إلزامي بعبارتك المخترعة (دعواهم)!!
وإذا أقررتُ لك بأنها دعوى فسوف ننتقل إلى الرصيد وعدم الرصيد! وستقول: البيِّنة على المدَّعي والأصل عدم الرصيد!
فأقول لك: أنا أثبتُّ لك أن كونها هزلاً فارغاً من المضمون هو قول المبتدعة! وأن السياق القرآني وكلام المفسرين يدل على أنها إقرار واعتقاد!
فأثبت لنا أنت من كلام المفسرين والعلماء المعتبرين أنها دعوى لا رصيد لها!
أو أرحنا وقل: شطحة خطرت لي!
والعجيب أنك تؤول في نهاية المطاف إلى نفس عبارتي، فتقول (معتقد)
والموعد بعد قليل!
إلا أن تقول: الاعتقاد غير المعتقد!
ولعلّ الإشكال وقع عندك في معنى الاعتقاد .. فتقول: كيف يقولون إن الله هو خالق ومالك كل شيء، ثم هم يشركون به في الربوبية، وينسبون له الولد والبنات والشفعاء الذين يشفعون بغير إذنه؟
أنا ما عندي إشكال بحمد الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أصدِّق بظاهر القرآن، وهو أن المشركين يقرّون ببعض مسائل التوحيد ومع ذلك فهم مشركون!
وأنت قد أقررتَ أعلاه بأن ابن تيمية قد وصفهم بالمشركين ولم يصفهم بالموحدين، وأنك تريد إلزامه بأنهم موحِّدون، ثم أقررت بأن ذلك الإلزام غير لازم وأن له تخريجاً عندك!
وأنا أوافقك على ذلك كله، إلا أنني أقول: الإلزام غير لازم ولا يحتاج إلى تخريج، وتخريجك فاسد على كل حال! لأنه يؤول إلى أن معاني القرآن بلا رصيد!
وإن أردت معرفة صاحب الإشكال فهو أنت!
وأكتفي لإثبات ذلك بقولك:
يقول ابن كثير - رحمه الله - في [تفسير القرآن العظيم: 5/ 491]:
وقوله: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} أي: سيعترفون أن السيد العظيم الذي يجير ولا يجار عليه، هو الله تعالى، وحده لا شريك له؛ {قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} أي: فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره مع اعترافكم وعلمكم بذلك؟
وأنت الذي كتبت آخر العبارة باللون الأحمر!
ابن كثير يقول (اعترافكم وعلمكم)، وأنت تقول (دعواكم الفارغة من المضمون التي لا رصيد لها).
وليس في كلامه ولا كلام غيره من العلماء المعتبرين (دعوى بلا رصيد)!
فأين العبارة من العبارة؟! وأين الثرى من الثريا؟!
وكيف يكون كلام ابن كثير - تلميذ شيخ الإسلام - شاهداً لكلامك؟!
والذي يشبه كلامك هو قول علوي مالكي (أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم)
أعرفت صاحب الشبهة والإشكال؟!
إنه الذي يفرِّغ الآيات من مضمونها ثم يخرِّج كلام الذين يفهمونها على وجوهها!
مثل هذا يعرفه من درس النفس الإنسانية .. فإن فيها القدرة على ال
جمع بين المتناقضات في آن، وتجزم بكلّ منها، ولا ترى وجهاً لهذا التناقض حتى تُذكّر فينبهها العقل!
عفواً!
هذه القاعدة - لو فطنت - تعصف بجميع كلامك!
كنت تقول (دعوى وليست اعتقاداً)، والآن تقول (تجزم بكلّ منها)!!
ما الفرق بين الجزم والاعتقاد؟!
هل إذا قلتُ نزولاً عند رغبتك: (المشركون يجزمون بأصل توحيد الربوبية):
يزول الخلاف؟!
أم ستقول: الجزم يكون أحياناً بلا رصيد، وتضع له قاعدة جديدة؟!
تقول:
ويلزم من ذلك - ولا شكَّ أنك لم تفطن إلى هذا اللازم - أن رب العالمين جل جلاله قد أثبت لهم إيماناً يتضح من الآيات الأخرى أنه بلا رصيد!
هل "إيمانهم" هذا حملهم على تعظيم الله تعالى، وتوحيده، وعدم الاستخفاف به؟
أم أنه من جنس قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 93]
وقوله: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 81]
وقوله: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]
مع أن أهل الكتاب يعتقدون باليوم الآخر، بل ويجزمون به .. لكن سماهم الله - عز وجل - كافرين به، وغير مؤمنين به!
لماذا؟؟ .. لأنهم لو كانوا يؤمنون به، لكانوا خافوا الله تعالى واتبعوا رضوانه، حتى يتلافوا عذابه.
طريقتي أن أقول: آمنا به كل من عند ربنا
ولا أضرب قرآناً بقرآن!
ولا أقول: الآية الفلانية لها رصيد والآية الفلانية بلا رصيد!
ويظهر لي - مع احترامي - أنك لا تفرّق بين المعتقد الذي يحمل على العمل بن، والتزام لازمه .. وهو ما يسمى: الإيمان الجازم .. وبين المعتقد الذي هو مجرد معرفة ذهنية (كما يصفها محمد قطب - حفظه الله -)، والذي لا يحمل على عمل، ولا يبالي بأن يجتمع معه معتقد آخر يناقضه.
فحسبما فهمتُ من كلامك، تظن أننا بنفي المعنى الأول، فإننا ننفي الثاني!
أنا أقف عند ظاهر القرآن الصريح الذي ما فهم علماء المسلمين غيره!
وأخالف علوي مالكي في قوله (غير جادِّين)!
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي أخبر به رب العالمين عن الكفار أصدِّقه كما ورد، ولا أقول (هزل أو دعوى بلا رصيد)
مع احترامي لمحمد قطب، ولكن هذه الأمور لا تؤخذ عنه!
والذي أعرفه: أن الإيمان قول واعتقاد وعمل، يزيد وينقص.
واسمح لي أن أقفك على تهافت استدلالاتك، وعجزك عن الإلمام بأشتات الموضوع!
تقول أعلاه (النفس الإنسانية تجمع بين المتناقضات في آن، وتجزم بكلّ منها)، والآن تنقل عن محمد قطب أن (الإيمان الجازم) يكون لأحد المعتقدين!
لا مشكلة! المشكلة في عبارة ابن تيمية!
أنت عندما تعتقد - مثلاً - أن التدخين يسبب السرطان، والسرطان آلمه فظيعة لا تحتمل، ثم أراك تدخّن .. ماذا أقول فيك؟
سأقول: لو كنت تعلم حقاً عاقبة التدخين وفظيع ألمه، لما أقدمت على ذلك .. ولو ادعيت ألف دعوى، لا أصدقك وأنا أرى عملك يناقض قولك.
لكن، في تصوّرك أن التدخين حقاً يضر بالصحة ويسبب هذه الآلام الفظيعة ..
فيتبين عندئذ، أن ما تعتقده في التدخين هو مجرد "معرفة ذهنية"، تقر بها، قلباً وقالباً، وتجزم بها .. من جملة "الحقائق" التي يُحشا بها عقلك كل يوم، والتي لا يلزم منها العمل بمقتضاها.
إذا لم تكن هذه سفسطة فلا أدري ما السفسطة!
كأنك تقول: فلان - مع أنه يعتبر أعظم نحاة العصر - جاهل بالنحو لأنه يتكلم بالعامية!
وكثير من الأطباء يدخنون، وكثير ممن أثبت أضرار التدخين يدخنون، وهم يعرفون من أضراره أكثر مما نعرفه أنا وأنت بعشرات المرات!
معرفة حقيقية وليست مجرد دعوى وهمية بلا رصيد!
وحتى العامة لا يخفى عليهم ذلك أيضاً
أما لماذا يدخنون فالجواب معروف ولا علاقة له بنظريات المعرفة عند الفلاسفة!
وقياس الشرك على تدخين الأطباء فاسد على أي حال، لأن سبب عدم التطبيق مختلف في الحالين.
لم أقل إنهم كانوا هازلين أو ضاحكين أو كاذبين في إقرارهم ذاك .. بل قلت إنه قد صدر عن معتقد .. معتقد قد جمع بجانبه ما ينقضه.
وقد وضحت في أصل الموضوع بالدليل القرآني أنهم تناقضوا .. والآيات صريحة لا تحتمل التأويل.
فما معنى أنهم تناقضوا؟ وما معنى أنهم اعتقدوا بأمور تناقض ما أقروا به؟
لقد وضحت ذلك بأدلة صريحة من القرآن الكريم، في أصل الموضوع .. وإن كنت ترى غير ذلك، فانقض كلامي بالدليل الشرعي، وردّ على استدلالاتي ..
هل تقول إنهم تناقضوا؟ أم تقول إن معتقدهم لم يشبه التناقض؟
فإن قلت بالتناقض، فما التوصيف الصحيح لمعتقدهم المتناقض هذا؟ .. هل تقول آمنوا بخالقية الله؟ أم لم يؤمنوا؟
أرجو أن تجيب عن أسئلتي حتى نصل إلى نتيجة.
وجزاك الله خيراً.
أنكرتَ عبارتي (اعتقاد بلا رصيد) لأن الصحيح عندك (دعوى بلا رصيد)، وأطلت في التفريق بين الدعوى والاعتقاد، وبين المضمون والرصيد!
والآن تصف هذه (الدعوى بلا رصيد) بأنها (معتقد)!
وأنا أقول (الدعوى بلا رصيد غير جادّة، كالشيك بلا رصيد!)
دعوى بلا رصيد = دعوى غير جادّة = دعوى هازلة
فعبارتك وعبارة المبتدعة من جنس واحد! مع الأسف!
وأما الأسئلة فالكرة لم تخرج من ملعبك!
أثبت لنا أنك مسبوق إلى تفسير إقرار الكفار بأصل التوحيد بأنه (دعوى بلا رصيد)!
وأسئلتك لا لزوم لها، بعد تقريرك بأن النفس الإنسانية تجزم بالمتناقضات!
حفظك الله ورعاك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 06:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
هذه زيادة تثري أصل الموضوع:
يقول الأستاذ محمد قطب – حفظه الله – في [منهج التربية الإسلامية: 261 - 264]:
والسور المكية - كما قلنا - لا تتناول إلا موضوع هذه العقيدة، بكل ما يستلزمه الحديث فيها من تفصيلات. فينبغي أن نعلم من ذلك أن هذا هو حجر الأساس في التربية الإسلامية كلها، وفي الحياة الإسلامية كلها كذلك.
وهنا ينبغي لنا أن نقف وقفة عند ظاهرة ذات دلالة:
ألم يكن العرب في جاهليتهم يعرفون الله؟ ويعرفون أنه الخالق؟ وأنه المدبر؟ وأن بيده ملكوت كل شيء؟ وأنه يجير ولا يجار عليه؟
بلى! لقد سجل عليهم القرآن علمهم بذلك كله:
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزمر: 38]
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87]
(يُتْبَعُ)
(/)
{قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (*) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (*) قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (*) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (*) قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (*) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 84 - 89]
فكيف إذن سماهم القرآن: {الذين لا يعلمون}؟ ولماذا بدأ معهم درس العقيدة من نقطة الصفر؟ بل بدأ بذات المعلومات التي سجل على العرب علمهم بها، ثم ألغاه من الحساب! أنه هو - سبحانه - خالق السماوات والأرض، وخالق الناس، وأنه المدبر، وأن بيده ملكوت كل شيء، وأنه يجير ولا يجار عليه.
هذا أمر له دلالة ينبغي أن نتبينها ونحن بصدد الحديث عن منهج التربية الإسلامية، لكي لا تفوتنا هذه الدلالة.
لا بد أن يكون العلم الذي يتطلبه الإسلام بالألوهية نوعاً آخر غير العلم الذي كان في الجاهلية، الذي أثبته القرآن عليهم ثم نفاه، ووصف أصحابه بأنهم الذين لا يعلمون. ثم حين بدأ يعلمهم حقيقة الألوهية لم يأخذ علمهم السابق رصيداً يبني عليه ويكمل ما كان ينقصه، أو يصحح ما فيه من خطأ. بل اعتبره غير موجود البتة، لأنه بدأ بذات المعلومات في تفصيل شديد يوحي بأنه يستنبتها في قلوبهم استنباتاً جديداً، ولا ينمي ما كان موجوداً منها بالفعل من قبل.
ما الفرق إذن بين أن يعرف العرب في الجاهلية أن الله هو الخالق، الذي خلقهم وخلق السماوات والأرض، وبين أن يعرفوا في الإسلام أن الله هو الخالق، الذي خلقهم وخلق السماوات والأرض؟
الفارق في الحقيقة هو في نوع المعرفة وليست في المعلومات.
حقيقة إن معلوماتهم عن الله في الجاهلية كانت مشوهة وناقصة، فقد كانوا يستكثرون على قدرته - سبحانه - أن يحيي الموتى ويبعثهم من جديد، وكانت تلك من أعقد مشكلاتهم الفكرية في شأن هذا الدين.
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس: 78]
{وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً} [الإسراء: 49]
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سبأ: 7]
{وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} [هود: 7]
وكانوا يتصورون أن لله - سبحانه - بنات؛ هن الملائكة.
وكانوا يتصورون أن بنات الله هؤلاء يتشفعن عنده لهم، وأن لهن كلمة عنده - سبحانه - مجابة.
وكانوا يتصورون أن الأصنام التي يعبدونها تقربهم إلى الله زلفى، وأنها تعلم الغيب، فيستشيرونها في الخروج والقعود، وأنها تضر وتنفع مع الله، وأنا تبارك الرزق والأولاد حين ترضى، وتمحقها حين تغضب، ولذلك كانوا يسترضونها بالقرابين والنذور.
وكل تلك أخطاء في التصور الاعتقادي ينبغي تصحيحها في نفوسهم لتستقيم عقيدتهم في الله.
ولكن الأمر ذا الدلالة كما قلنا أنه لم يتخذ معلوماتهم الصحيحة التي يعرفونها عن الله رصيداً يكمل عليه، بل بدأ معهم من نقطة الصفر، بل الأكثر دلالة أن هذه المعلومات الصحيحة ذاتها هي التي أكد عليها القرآن تأكيداً شديداً بما يوحي كما قلنا أنه يستنبتها من جديد، من بذرة جديدة تماماً غير البذرة الفاسدة التي كانت قد تعفنت في قلوبهم وصارت غير صالحة للاستنبات.
فما دلالة ذلك على وجه التحديد؟
دلالاته أن المعرفة الذهنية ليست هي المعرفة التي يريدها أو يعترف بها الإسلام. فإنها معرفة سطحية وميتة، لا تفعل شيئاً في واقع الحياة، ولا تؤثر شيئاً في سلوك الإنسان. وإذن فوجودها كعدم وجودها سواء. بل ينبغي أن تنتزع البذرة الفاسدة كلها بما بقي فيها من أجزاء سليمة، وتستنبت البذرة السوية كلها من جديد.
يؤكد هذه الدلالة ما قرره القرآن على لسان يوسف عليه السلام بشأن مصر على عهد يوسف: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [يوسف: 37]
والمعروف عن المصريين أنهم كانوا يعرفون الآخرة، ويؤمنون بأن هناك بعثاً وثواباً وعقاباً في يوم هائل مروع تصفه كتبهم وكتاباتهم على جردان المعابد والآثار. ولكن القرآن اعتبر معرفتهم هذه غير موجودة، واعتبرهم كافرين بالآخرة بذلك التوكيد الذي يعبر عنه أسلوب القرآن: {وهم بالآخرة هم كافرون}. وذلك لأن معرفتهم النظرية المتوارثة عن الآخرة لم يكن لها وجود حقيقي في واقع حياتهم، فهم مع هذه المعرفة النظرية، يعبدون الفرعون من دون الله، ولو كان علمهم بالآخرة حقيقيا وكان يعطي فاعليته الحقيقية، لعبدوا الله وحده، صحاب ذلك اليوم الآخر، ولم يشركوا معه عبادة الفرعون.
المعرفة النظرية الذهينة الباردة الميتة إذن شيء، والمعرفة الحية التي تنبع من الوجدان فتنفعل بها النفس كلها وتعطي تأثيراً معيناً في السلوك الواقعي شيء آخر، هي ما يطلبه الإسلام بالذات، ويستنبته في قلوب الناس ليصبحوا مسلمين.
وبذلك يزول العجب من ذلك الأمر: أن القرآن سجل على العرب معرفتهم بأن الله هو الخالق المدبر، ثم ألغاها البتة، وبدأ معهم من جديد. لا عجب حين نعلم أن المعرفة الأولى ليس لها أثر واقعي في الحياة، والمعرفة الثانية الحقيقية هي ذات الأثر البالغ الحاسم في حياة البشرية.(/)
هل أتاكم حديث زرارة؟
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 03:45]ـ
هل أتاكم حديث زرارة؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله ومن والاه الى يوم الدين, أما بعد.
اسأل عقلاء الشيعة من تبقّى في عقله شيء من التفكير وكان ذو إطلاع بكتبه ولم يدع أسياده المعممين يستغفلونه ويجعلونه {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} نعم فالحمار يحمل مالم يفهم وهل يعقل أن يقرأ الشخص مالا يعمل به؟ {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ,
الذين ظلموا أنفسهم بإتّباعهم فساد ملّة صاحب الإيوان وأيّ إيوان؟ .. إيوان كسرى المجوسي الذي مزّق خير الرسائل رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء
{رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} و {َهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.
فكيف لا تعرفون زرارة؟؟
هو الأكثر رواية للحديث كأبو هريرة رضي الله عنه عند أهل السنّة وشتان بين الأول والثاني
فالأول في النار لا محالا والثاني رضي الله عنه والجنّة لعينيه إكتحالا.
ففي علم الحديث ينظر لحال الراوي وما يقوله عنه معاصروه من العلماء الثقات ليعرف صحّة روايته من بطلانها .. !
وأكثر علماء الرافضة يعتبرون زرارةً هذا من الثقات ولكنّ كتبهم تعجّ بالكلام عنه والطعن فيه وهو من من روى أحاديث "المعصومين" كما يدّعيهم أهل الضلال والقول المحال بل "الاستهبال" .. !
وستلاحظ أيها القارئ أنّ أئمّتهم اللائي "يعلمون الغيب" قد زكّوه ومن بعد طعنو فيه .. !
فأين علم الغيب هذا؟؟.
أم إنّها عقيدة البداء؟!
فسأعطيكم حديثا ذكره الكليني و هذا الرجل هو أكذب من على وجه البسيطة وهم يسمونه ثقة الإسلام .. !
قال: "في باب (البداء): عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام" والبداء من عقائد الرافضة، وهو أن الله يأمر بالأمر ويقضي بالقضاء، ثم يبدو له فيغيره، كما يفعل الناس"
فلا لوم عليهم إن كان الأب الروحي لعقيدتهم هو ابن سبأ اليهودي الذي جعل عقيدتهم مزيجا من "اليهورافضية" .. !
فها نحن نبدأ بالتزكية لزراره بن أعين:
1) قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق<<رحم الله زراره بن أعين ,لولا زراره ونظراءه لاندرست أحاديث أبي>>
أنظر: رجال الكشي ص124
2) قال عنه الإمام (المعصوم) علي بن موسى الرضا<<أترى أحداً كان أصدع بالحق من زراره>>
أنظر: رجال الكشي ص130
3) قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق<<يازراره! إنّ اسمك في أسماء أهل الجنّة>>
أنظر: رجال الكشي ص112
وهذه أقوال لبعض شيوخ الشيعة:
1) قال عنه النجاشي<<زرارة شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم, وكان قارئا فقيها متكلما شاعرا أديبا, وقد إجتمعت فيه خلال الفضل والدين>>
أنظر: رجال الكشي ص125 طبعة قم إيران نقلا عن (بين الشيعة و أهل السنة ص120)
2) قال عنه جميل بن دراج وهو أحد رواة الشيعة المشهورين <<ما كنا حول زرارة بن أعين إلا بمنزلة الصبيان في الكتّاب حول العالم>>.
أنظر: رجال الكشي ص123
3) قال عنه الحائري<<أجمعت العصابة على تصديقه والإنقياد له>>.
أنظر: جامع الرواة ج1 ص324
..
وبعد فقد أعجبتني الكلمة التي ذكرها الحائري في مقالته وهي "العصابة" فعلا هم عصابة للدجل والكذب والتلفيق نجحت في نشر البهتان وكان هدفها الإفتان وشقّت صفّ المسلمين وأضعفت موقفهم في كثير من المواقف!.
وها أنتم شاهدتم أقوال الأئمة (المعصومين) الذين لا ينطقون عن الهوى ,ومن يقتصر على قراءة ما سبق من ما سردته لكم سيعتقد أنّ الرجل ذو علم كبير وسيرة عطرة ولكن النقيض هو الحق والأحق أن يعرف لنعرف من هم رواة الشيعة ومن هم أعلامهم .. !
فأنظر ماذا قال أئمتهم (المعصومين) فيه:
1) قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق<<زراره شرّ من اليهود والنصارى وممن قال إنّ الله ثالث ثلاثه>>
أنظر: رجال الكشي ص142
2) قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق<<لعن الله زراره, لعن الله زراره, لعن الله زراره>>
أنظر: رجال الكشي ص135
3) قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق<<لا يموت زراره إلا تائها>>
أنظر: رجال الكشي ص134
3) قال عنه الإمام (المعصوم) محمد الباقر بأنّه كان يشكّ بأن زرارةً كان جاسوسا للسلطان<<إنما أراد زراره أن يبلغ هشاما-ابن عبدالملك-أني أحرم أعمال السلطان>>
أنظر: رجال الكشي ص139
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما يتطاول رجل عادي على رجل يدّعون بأنّه معصوم ويعلم الغيب فأين قدراته الخارقه؟
والشخص العدي قد يعذر لجهله بأمور الدين
فما بالك بأن يكون المعتدي راويا للحديث؟ ومن الثقات!
إنني والله أرى موقف معممين الشيعة لا يحسدون عليه!
سنذكر ما قاله هذا "التقيّ الورع"
1) قال زراره لأصحابه يذمّ الإمام جعفر الصادق <<صاحبكم هذا ليس له بصر بكلام الرجال>>
أنظر: رجال الكشي ص133
2) قال زراره لأصحابه <<رحم الله أبا جعفر أما جعفر فإنّ في قلبي عليه لفته>>
أنظر: رجال الكشي ص131
3) قال زراره حينما تناول المصحف<<يا عمّه إشهدي أنّه ليس لي إمام غير هذا الكتاب>>
أنظر: رجال الكشي ص139
فهنا لم يتعدّى هذا التقيّ الورع على جعفر الصادق فحسب بل نفى الإمامة ونسف المذهب الاثناعشري عن بكرة أبيه!
والأدهى والأمر أن يستهزئ زراره ب"المعصوم"الإمام جعفر الصادق حينما يمسك بلحيته!
4) قال زراره <<سألت أبا عبد الله يعني جعفر الصادق عن التشهد؟
فأجاب. فقال زرارة:
فلما خرجت ضرطت في لحيتة وقلت: لا يفلح أبداً>>
أنظر: رجال الكشي ص142
<<فلما خرجت الظرطة من زرارة وذهبت الى لحية الإمام وقلت لا يفلح أبدا
يقول يقول المجتهد الشيعي، ان السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه في ص28 (ولما قرأنا هذه الرواية على مسمعه -يقصد السيد الخوئي) أطرق قليلا ثم قال: لكل جواد كبوة ولكل عالم –يقصد زرارة- هفوة، ما زاد على ذلك>>
ولو رجعت لمعجم مختار الصحاح باب* ض ر ط * تستفيدون بمعنى الكلمة اللغوي
ماهذا؟
عجبا نقرأ وعجبا نسمع وعجبا نرى!
فلو كنا في حلم لاستيقظنا من الهول ولو كنا في حقيقة فيا للويل!
وهذا غيض من فيض!
والآن أيّ إمام معصوم نصدّق؟ أمّن لعن زراره؟ أمّن جعل إسمه في أسماء أهل الجنّة؟
فأي حديث نناقش إسناده بعد اليوم وأوثق رجالهم زراره بن أعين؟؟ الذي لولاه لأندرست أحاديث الأئمة (المعصومين)!
فبعدما قرأت- يا أيّها الباحث عن الحق-أي رواية تؤخذ من زرارة؟ وأيّ دين يؤخذ من زراره؟
ومن أحبّ أن يستزيد من علم الرافضة "المحقق المدقق ,الذي لا يأتيه الباطل أبدا, فرواته ثقات ومروياته مسلّمات",وأئمتهم معصومون من رب السماوات"كما يدّعون طبعا!
فليرجع الى:
رجال الكشي
رجال النجاشي
رجال الطوسي
الفهرست للطوسي
وقد ذكر الدكتور حسين الموسوي –رحمه الله:
<<إنّ العصمة نسبت إلى الأئمة كان الغرض منها تثبيت تلك الروايات الكاذبة التي تتنافى مع العقل والمنطق, والتي نسبت للإمام كي يسدّ باب النقاش في محتواها على العقلاء والأذكياء, ويرغم الناس على قبولها, لأنّها صدرت عن معصوم لا يخطئ>>
أنظر: الشيعة والتصحيح ص81 - 82
أما بعد ما قرأت أيها القارئ فلتبحث عن الحق فإنّه أمامك ولا تدّعي إنّك على الحق فاتباع نهج التشيع الذي نراه داء كبير!
فلكلّ داء دواء يستطبّ به**إلّا الحماقة أعيت من يداويها
ولا تجعل العزةّ بالإثم تأخذك كما أخذت من هم قبلك وابحث عن الحقّ علّ قلبك يستنير
والحمدلله ربّ العالمين
كتبه: المدون الليبي
مدوّنة على سنّة الحبيب
http://mostafamas.maktoobblog.com (http://mostafamas.maktoobblog.com/)(/)
رسالة إلى المعممين السود
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 03:48]ـ
رسالة إلى المعممين السود.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ورضي الله عن آل البيت الأطهار والصحابة الاخيار من من دافعو عن الدين وآزرو الرسول وشدّو الهمّة إلى أن نصر الله الإسلام وجعله بفضل الله يعتلي القمة.
أما بعد ...
رسالتي لعقلاء الشيعة من في قلبه القليل من النور الذي سيهديه به الله إلى الحق وإلى الطريق القويم الذي لا اعوجاج فيه ولا حيود ولا ميول.
أيّها العقلاء من القوم ... أنّكم تعرفون قصّة الفرق بين لباس العمائم البيضاء والسوداء ,فمن يلبس العمةّ السوداء هو من يدّعي النسب لآل البيت الأطهار"وحاشاهم".
أما العمة البيضاء فهي لأي شخص يدّعي العلم وينصّب سيدا على قومه بعلمه.
نريد أن نناقش أمرا قبل الدخول في صلب موضوعنا .. !
نعلم أن عاشوراء يوم عالمي لحزن الشيعة على مقتل الحسين –رضوان الله عليه- سيد شباب أهل الجنة.
ومن هنا نسأل: أين الحزن على عليا بن أبي طالب –رضي الله عنه – حيدرة ابن عم الرسول –صلى الله عليه وسلم؟؟
مع إنّه قتل غدرا؟؟.
بل أين الحزن عن الحسن رضي الله عنه؟ فقد قتل كذلك!
بل أين الحزن عن بقية ابناء علي بن ابي طالب الذين لقو الشهادة مع الحسين.
امر مستغرب صراحة!.
فكروا في الأمر فهو بحاجة للتفكير به!.
نرجع للب الموضوع:
نرى في عاشوراء معالم الحزن التي يجسدها القوم في النجف وكربلاء وغيرها من ما تعجّ بالشيعة من لطم الوجوه وشق الجيوب والمناداة بالثأر "يا لثارات الحسين " والأفظع هو طقوص الضرب على الأجساد إلى أن تدمى الرؤوس وتنساب الدماء وتعلو ظاهر الأجساد.
وما أظنّ الحسين ينصر بهكذا أفعال .. !
بل لم يثبت عن آل البيت الأطهار أنّهم فعلو هذه الأفعال!
وكلامي هنا يجب أن يتّحد عوام الشيعة ويسألوا أسيادهم عن سبب عدم مشاركتهم العوام طقوص الحزن على مقتل الحسين –عليه السلام- أم إنّهم لا يحبونه!.
فالأجدر بهم أن يكونوا أول الممارسين ليكونوا القدوة لغيرهم من العوام وخصوصا من يدّعي الانتساب لآل البيت بلبسه العمة السوداء .. !
سيظل كلامي بجاجة للإجابة من ذوي العقول من الشيعه
والحمدلله ربّ العالمين
كتبه: المدون الليبي
مدوّنة على سنّة الحبيب
http://mostafamas.maktoobblog.com (http://mostafamas.maktoobblog.com/)
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 12:05]ـ
موضوع جميل ولكن خانه العنوان.أنصح بالعنوان: (رسالة إلى من في قلبه قليل من النور)
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 02:21]ـ
موضوع جميل ولكن خانه العنوان.أنصح بالعنوان: (رسالة إلى من في قلبه قليل من النور)
اهلا اخي الفاضل حياك الله
فالرسالة ليست للعامة
انما اقصد بالمعممين السود
العلماء الذين يدّعون النسب لآل البيت(/)
خاطرة في أساليب الرد على الرافضة
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 07:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم نحمده تعالى ونستغفره ونتوب إليه اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك وسلم وأنعم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الرافضة ليس لهم منطلقات ثابتة في الرد على أهل السنة، ولا لهم معتقد يدافعون عنه ونلزمهم به، ولا يمتلكون أوراقاً ليحافظوا عليها، ولذا فإن محاورتهم وبيان فضائحهم تضر في كثير من الأحيان أكثر مما تنفع، فنحن نتعب أنفسنا بالرد عليهم وهم يزيدوننا شبهات واستفسارات وأكاذيب ومغالطات، فما أكثر زلات العلماء، والألفاظ المجملة، والأحاديث الضعيفة والموضوعة، والعبارات الموهمة. وليس أسهل من أن نأتي لنص صحيح ونغير معناه ونلعب في دلالاته، ونحوله إلى قصة من قصص الخزعبلات الرافضية. إن أتوا بشبهة لأهل السنة، فرددنا على هذه الشبهة، فسيأتون بشبهة أخرى من الرد، وقد لاحظت أن كثيراً من الشبه التي يأتون بها يسرقونها من مواقع للرد على الرافضة وكشف شبهاتهم! شغلونا عن الذكر أحرق الله قبورهم بالنار.
الرافضة لا دين لهم، ليس لهم معتقد واضح، فلا تدري أين دينهم من تقيتهم، ولا تستطيع تمييز المعتمد عنهم من الروايات، وليس لهم معتقد يدافعون عنه، بل لو انتقص من حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه لشجعوك كما لو أنك ألَّهته أو مدحته، فالشر عندهم كالخير، والإفساد كالإصلاح إن لم يكن أفضل منه دام أنه سيعجل من خروج القائم المهدي دجالهم المنتظر!
هم يعلمون بحقيقة هذا الفراغ الروحي والديني والفكري الذي يعانون منه، ولذا فإنهم يبقون على بقايا من الخير والأدعية والصلوات والأخلاق تلبية لحاجة الشعوب التي يستعبدونها، كالصحيفة السجادية ونهج البلاغة وصلاة الجمعة وبعض المأثورات ثم الملاطم والمباكي والمظلوميات التي تبقي على التشيع روحاً دينية.
وقد جمعوا مع هذه المعاناة أسفهم وحقدهم على الموروث الذي ورثه لنا السلف الصالح من نقل مصدق وعلم محقق، فهذا القرآن المتواتر الذي نقله الملايين عن الملايين، وهذه السنة المتواترة، وهذه الأحاديث التي تلقاها علماء الأمة بالقبول، حتى تلك الآحاد التي يشكك البعض في صحتها تثبت صحتها بالموافقة العجيبة بينها وبين المتواتر من السنة والظاهر من القرآن.
لنا ميراث عظيم يجب أن نهتم به، إذ له بريق وجاذبية وتوافق ومصداقية وإعجاز لا يقف أمامه أي مذهب مخذول من المذاهب الأخرى.
هذا الكنز العظيم لا يصلح أبداً أن يوضع قسيماً مع خرافة في طاولة حوار.
الرافضة يشككون في الصحابة وتاريخهم الوضاء من خلال خصومة حدثت استغلها الزنادقة وجعلوها أصلاً في حياة الصحابة، فلم لا نهتم بسيرة الصحابة ونشرها في القنوات والمقالات والإذاعات والكتب والنشرات.
الرافضة يشككون بالقرآن، وهم بين قائل بالتحريف أو مخلوقية اللفظ أو رمزيته، مما لا يدع للقرآن فائدة ولا معنى! فلم لا نهتم بهدي القرآن ونشر حقائقه والأسس الرئيسة التي يدعو إليها كالتوحيد وإفراد العبادة لله وغيره من المعاني المخالفة للأسس التي تقوم عليها الطقوس والمباكي في الدين الشيعي.
إن النظر لصلاة التراوريح في الحرمين وما يكسوها من الهيبة والروحانية والاجتماع والإجلال أبلغ في الرد على الرافضة من مليون مقال، إذ به تعرف الشعوب المخدوعة مقدار الحرمان الذي حرمت منه بسبب انتهاجها لهذا المذهب اللعين.
أين البرامج النبوية الأصيلة التي تلبي الحاجة العاطفية والروحية والفكرية لدينا، أين برامج البكاء من خشية الله، أين برامج القراءة الخاشعة، والمواعظ، وقيام الليل.
عيب علينا أن ننشغل بالرد على الرافضة ثم نترك أهل السنة في فراغ روحي، ولا نتابع فيهم برامج الصلاة والصيام والصدقة والذكر والدعاء والخشوع والخضوع.
ويأتي الرافضة ليملؤوا عواطف أتباعهم بالبكاء والعويل والمظالم والمآتم والصلوات والأدعية والمواعظ والمأثورات، ويعتمدوا ذلك أساساً في دعوتهم، ثم يشغلونا عن الكنز الثمين الذي عندنا.
إن أهل الإسلام أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح يمتلكون الأصالة في فكرهم وأخلاقهم وقيمهم ومعتقدهم ولكنهم ضعفوا في جعل هذه الأصالة فاعلة وحاضرة ومؤثرة.
أما الرافضة فمعتقدهم فاعل وحاضر ومؤثر في كثير من الأغبياء.
فلتكن أصالتنا فاعلة ومؤثرة إذ لا تبنى أي حضارة إلا بالمبادئ الفاعلة صحيحة كانت أم خاطئة، فقد كانت التوراة والإنجيل حاضرة أمام أهلها ولم تغن عنهم يوم لم يعملوا بها، وكذلك نحن إن لم نعمل بالعلم الذي حملناه
والله المستعان(/)
لماذا يقولون عن أئمة الرافضة "قدّس الله سرَّه"؟!
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 08:33]ـ
<<قدّس الله سرّه>> ... لماذا؟
كثيرا ما نقرأ
الامام الخميني ... قدّس الله سرّه
الامام السيستاني ... قدّس الله سرّه
الامام الكوراني ... قدّس الله سرّه
كثيرا ما تساءلت عن سبب هذه الكلمة دائما!
ما هو السر الذي يريدون الله أن يقدّسه
هل هو السر المجوسي الذي يجعل العلماء يحرضون العوام على كره بعض من آل البيت وأصحاب رسول الله رضوان الله عليهم وكذلك حقدهم الدفين يجعلهم يحرضونهم لبغض أهل السنة ووصفهم بالنواصب فأي سنّي فهو ناصبي
وسمعت ذات يوم أحد علماءهم "عامله الله بعدله" يقول .. <<أقتلوا كل وهابي نجس>>.
فأي علم هذا؟ وأيّ دين؟
ذاك الذي يحرّض على قتل من يخالفهم في العقيدة ووصفهم بأفظع الأوصاف التي لا تليق بهم!
لا لشئ فقط لأنّهم مسلمون وعرب وأحفاد عمر بن الخطاب الفاروق الذي أنهى دولة فارس المجوسية قديما.
ولم يزل الحقد الدفين يحترق بناره الكثير في هذه الأزمان .. !
وطالما إننا لا نعرف ما يدور في سرائر هؤلاء القوم الذين يوصفون بـ"آية الله"
فيا عجبا لهذا الإله الذي يختار من آياته من هم شواذ جنسيا ومختلون عقليا والله المستعان.
فما رأيكم فيما لو دعونا لهم بدعاء أفضل وأكمل ألا وهو" كشف الله سرّهم وهتك سترهم"
لأنه والله كل يوم بحمد لله تقع تحت أيدينا معلومات جديدة بفضل الله
ونسأل الله أن يعزّ الإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين ومن يتسترون بستار الدين من المجوس والمأفونين.
والحمد لله ربّ العالمين.
كتبه: المدون الليبي
مدوّنة على سنّة الحبيب
http://mostafamas.maktoobblog.com (http://mostafamas.maktoobblog.com/)
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 08:49]ـ
يحرضون العوام على كره بعض من آل البيت
بل يحرضون العامة والخاصة على كره جميع آل البيت إلا من استثنوه.
ولا عجب، إذا قد وصموا صاحب البيت بأبشع وأقذع الأوصاف التي يترفع عنها فسقة المعممة.
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 09:38]ـ
صدقت أخي
يدعون حب ال البيت
اليست عائشة وحفصة وام سلمة من آل البيت أم ماذا؟
ام انهم يختارون من يريدون ويطردون من يريدون
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 09:50]ـ
فيا عجبا لهذا الإله الذي يختار من آياته من هم شواذ جنسيا ومختلون عقليا والله المستعان.
أضحك الله سنك
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 12:15]ـ
حفظك الله اخي
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 02:31]ـ
"إن مما يساعدنا على إنصاف الثقافات الأخرى أن نبحث في الخصائص المشتركة بين المعارف والمذاهب والنظريات والأفكار المختلفة والمتضادة، وبمجرد الحصول على أرضية مشتركة فإن الخلاف سوف يصبح نسبيًا، وسينفتح باب للنقد والحوار والترجيح، وستزول أوهام كثيرة أدت إلى التقاطع والتدابر دون مسوغ مشروع في كثير من الأحيان. إن من المؤسف أن بعض الطيبين يبحث بجدية نادرة عن أوجه الخلاف بيننا وبين غيرنا، وينفخ فيها، حتى يجعل منها حواجز لا يمكن تخطيها أبدًا، ويظن أنه بذلك يسعى إلى التميز. وبما أننا أصحاب رسالة ومنهج فإن الحدود والحواجز تؤذينا أكثر من أن تنفعنا" [مدخل إلى التنمية المتكاملة: رؤية إسلامية، د. عبدالكريم بكار].
وفقكم الله
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 08:48]ـ
"إن مما يساعدنا على إنصاف الثقافات الأخرى أن نبحث في الخصائص المشتركة بين المعارف والمذاهب والنظريات والأفكار المختلفة والمتضادة، وبمجرد الحصول على أرضية مشتركة فإن الخلاف سوف يصبح نسبيًا، وسينفتح باب للنقد والحوار والترجيح، وستزول أوهام كثيرة أدت إلى التقاطع والتدابر دون مسوغ مشروع في كثير من الأحيان. إن من المؤسف أن بعض الطيبين يبحث بجدية نادرة عن أوجه الخلاف بيننا وبين غيرنا، وينفخ فيها، حتى يجعل منها حواجز لا يمكن تخطيها أبدًا، ويظن أنه بذلك يسعى إلى التميز. وبما أننا أصحاب رسالة ومنهج فإن الحدود والحواجز تؤذينا أكثر من أن تنفعنا" [مدخل إلى التنمية المتكاملة: رؤية إسلامية، د. عبدالكريم بكار].
وفقكم الله
وفقك الله.
وددت أن أجد شىء ما نتفق فيه مع الرافضة، إلا أنهم لم يتركوا شيئًا.
وبالمثال يتضح المقال ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أعطنا مثالاً أو أمثلة يمكن أن تكون قاعدة ينطلق منها هذا الكلام الذي تفضلت به.
وجزاك الله خيرًا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 09:08]ـ
إن مما يساعدنا على إنصاف الثقافات الأخرى أن نبحث في الخصائص المشتركة بين المعارف والمذاهب والنظريات والأفكار المختلفة والمتضادة، وبمجرد الحصول على أرضية مشتركة فإن الخلاف سوف يصبح نسبيًا، وسينفتح باب للنقد والحوار والترجيح، وستزول أوهام كثيرة أدت إلى التقاطع والتدابر دون مسوغ مشروع في كثير من الأحيان. إن من المؤسف أن بعض الطيبين يبحث بجدية نادرة عن أوجه الخلاف بيننا وبين غيرنا، وينفخ فيها، حتى يجعل منها حواجز لا يمكن تخطيها أبدًا، ويظن أنه بذلك يسعى إلى التميز. وبما أننا أصحاب رسالة ومنهج فإن الحدود والحواجز تؤذينا أكثر من أن تنفعنهذا الكلام فيه إجمالات وإطلاقات لا نرتضيها، والله المستعان!
فقول الدكتور:
وبمجرد الحصول على أرضية مشتركة فإن الخلاف سوف يصبح نسبيًاهذا التباس في التصور من جانبه، وتعميم غير مرضي! ما معنى أن يصبح الخلاف "نسبيا"؟؟ وهل من الخلاف ما يوصف بأنه نسبي وما يوصف بأنه مطلق؟ أم أن القضايا العلمية منها ما يسوغ أن تختلف فيه الأفهام ومنها ما لا يسوغ فيه الاختلاف بحال؟؟ ثم ما تحقيق هذا التصور الذي يسطره في تلك الكلمات المبهمات؟؟
نعم الأصل في الحوار مع المخالف أن تبدأ بإيجاد مادة اتفاق بينك وبينه لتبني عليها، وهذا في أصول الجدل معروف، ولكن أن يقال إن الخلاف حينئذ يصير نسبيا = هذا كلام عجيب!
ومثله قوله هذا:
إن من المؤسف أن بعض الطيبين يبحث بجدية نادرة عن أوجه الخلاف بيننا وبين غيرنا، وينفخ فيهامن هؤلاء "الطيبون" يا دكتور؟؟
ومن تقصد بلفظة "غيرنا"؟ وفي أي سياق تستنكر على هؤلاء "الطيبين" صنيعهم بتحقيق أوجه الخلاف التي بيننا وبين هؤلاء الذين هم "غيرنا"؟؟؟ ألا تعلم سياقا - على الإطلاق - يكون فيه كلام المتكلم بالتحذير من خطورة الخلاف بيننا وبين بعض طوائف البشر من كفار أو مبتدعة أو غيرهم = واجبا متعينا لصيانة دين العباد؟؟؟؟
إنه كلام من جنس دعوى "الوفاق مع الآخر" و"التسامح مع الآخر" الذي يطلق ولا يراد به إلا إذابة الولاء والبراء وتمييع الخلافات الكبرى بين طوائف البشرية كلها، وليس طوائف الإسلام فحسب، والله المستعان!
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 12:17]ـ
قدس الله سره: اي طهره و بارك عليه
و قد استخدمه الإمام ابن القيم مثلا في حق الإمام ابن تيمية.
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 12:39]ـ
قدس الله سره: اي طهره و بارك عليه
و قد استخدمه الإمام ابن القيم مثلا في حق الإمام ابن تيمية.
بارك الله فيك
لو كان العلامة بن تيمية رحمه الله فسره طاهر كعلنه
ولكن عندما تقال للخميني
فالله اعلم بما في سره
اا كان العلن شذوذا جنسيا واختلالا عقليا
ـ[الحبروك]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 01:59]ـ
ليس للخمينى سر
فهو مجوسى مفضوح
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 02:43]ـ
صدقت اخي
سره مستور على اتباعه ومكشوف لاهل الحق والصلاح
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 03:32]ـ
فيا عجبا لهذا الإله الذي يختار من آياته من هم شواذ جنسيا ومختلون عقليا
العبارة غير مناسبة، مع صحة الغرض والمعنى
فإن رب العالمين جل جلاله لا يُسأل عما يفعل
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 04:03]ـ
بارك الله فيك.
يراد بالسر هنا الروح وهو مما استأثر الله به من العلم. قال تعالى: "ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً." فكأن العلماء استنبطوا هذا اللفظ من هذه الآية.
فقول القائل "قدس الله سره" أي طهر وبارك روحه.
والله تعالى أعلم.
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 04:08]ـ
هذا الكلام فيه إجمالات وإطلاقات لا نرتضيها، والله المستعان!
فقول الدكتور:
هذا التباس في التصور من جانبه، وتعميم غير مرضي! ما معنى أن يصبح الخلاف "نسبيا"؟؟ وهل من الخلاف ما يوصف بأنه نسبي وما يوصف بأنه مطلق؟ أم أن القضايا العلمية منها ما يسوغ أن تختلف فيه الأفهام ومنها ما لا يسوغ فيه الاختلاف بحال؟؟ ثم ما تحقيق هذا التصور الذي يسطره في تلك الكلمات المبهمات؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم الأصل في الحوار مع المخالف أن تبدأ بإيجاد مادة اتفاق بينك وبينه لتبني عليها، وهذا في أصول الجدل معروف، ولكن أن يقال إن الخلاف حينئذ يصير نسبيا = هذا كلام عجيب!
ومثله قوله هذا:
من هؤلاء "الطيبون" يا دكتور؟؟
ومن تقصد بلفظة "غيرنا"؟ وفي أي سياق تستنكر على هؤلاء "الطيبين" صنيعهم بتحقيق أوجه الخلاف التي بيننا وبين هؤلاء الذين هم "غيرنا"؟؟؟ ألا تعلم سياقا - على الإطلاق - يكون فيه كلام المتكلم بالتحذير من خطورة الخلاف بيننا وبين بعض طوائف البشر من كفار أو مبتدعة أو غيرهم = واجبا متعينا لصيانة دين العباد؟؟؟؟
إنه كلام من جنس دعوى "الوفاق مع الآخر" و"التسامح مع الآخر" الذي يطلق ولا يراد به إلا إذابة الولاء والبراء وتمييع الخلافات الكبرى بين طوائف البشرية كلها، وليس طوائف الإسلام فحسب، والله المستعان!
حبيبي أبا الفداء،
لماذا لا تجرب اقتناء الكتاب وقراءته قبل إصدار الأحكام. في الحقيقة لقد تغيرت لدي الكثير من التصورات بعد قراءة السلسلة التي يقع فيها هذا الكتاب؛ سلسلة المسلمون بين التحدي والمواجهة وهي عبارة عن خمسة أجزاء: (نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي - من أجل انطلاقة حضارية شاملة - مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي - مدخل إلى التنمية المتكاملة - حول التربية والتعليم) تتحدث عن مواضيع حيوية في حياة المسلم المعاصرة وكيفية النهوض بأمتنا الإسلامية. الجميل في هذه السلسلة اننتزعها المسلم من التقليدية في الخوض في الصراعات بأشكالها، والحديث عن منهجية شاملة ترسم خطوات النهوض. كما أنها توسع مدارك العقل، وتخرجه من النمطية التقليدية، والتفكير المحصور، لتنتقل به إلى تفكير أوسع وأشمل يقود إلى الخروج من الصورة الضيقة التي يعيشها الفرد في بيئته، والثقافة السائدة في مجتمعه.
يمكن للأخوة الموجدين بالسعودية شراءها من مكتبة العبيكان بـ117 ريال، وللأخوة من خارج السعودية يمكنهم شراءها من الإنترنت (اضغط هنا ( http://www.alkitab.com/10704.html)).
وفقكم الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 04:30]ـ
أخي الفاضل، أنا أعقب على النقل الذي جئت به إلينا بالنظر إلى ما فيه من مجملات لا نقبل السكوت عن التفصيل فيها، ولا نقبل أن تساق إلينا في مثل هذا السياق على هذا النحو!!
فإن كنت تجد في الكتاب من محكمات الكلام ما يندفع به هذا الالتباس في كلام الدكتور فتفضل مشكورا بسوقه إلينا، وحينئذ يقال لك: لقد أسأت أنت إلى الدكتور بنقل هذا الكلام في هذا المقام ابتداءا!
وأما كون الدكتور تكلم عن أمور معاصرة في حياة المسلمين ما زال بعضها يحتاج إلى مزيد من البحث من أهل الاختصاص، وعلى التسليم بأن الدكتور بكار واحد منهم = فهذا لا يجعل كل ما يقوله صحيحا ولا يكسبه حصانة ضد النقد، والله المستعان!
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 05:29]ـ
أرى أنَّ الإنشغال بما يُصلح الناس وينفعهم في دينهم ودنياهم أهم وأكثر نفعًا مما تشتغلون به في تعميق الصراع!
لقد مرت فترات في تاريخنا الإسلامي تأجج فيها الصراع بين السنة والشيعة أكثر من تأججه اليوم، وقد كان لتلك الفترات أثرها العظيم في تعميق هوة هذا الخلاف والصراع. انظر مثلاً النقول لدينا عن ابن العلقمي الشيعي وأنه سبب إسقاط الخلافة العباسية بالتآمر ممع التتار، فكثيرًا ما نركز على ابن العلقمي وننسى أنه جزء من منظومة فاسدة، فننشغل بعيوب ابن العلقمي عن عيوب الخليفة آنذاك وفساد حاله وحاشيته؛ فلا يوجد لدينا إلا ابن العلقمي، وننسى الخليفة الذي كان منشغلاً برقص الجواري أثناء حصار التتار!
أرى تجاوز الصفحات السوداء في تاريخنا الإسلامي، وترك نقولات تلك العصور، والبحث فيما يقرب الناس إلى الله ويحببهم في نهج محمد صلى الله عليه وسلم، فعوام الناس لا يهتمون كثيرًا بهذه التفاصيل وهذه الخلافات، بل قد تزيدهم تعصبًا ومصارعة وزيادة في شغلهم عن الدعوة بالتي هي أحسن.
"والمشكلة هنا أننا في بعض الأحيان نقتنع بطريقة معينة في الدعوة أو التغيير، أو نستخدم منهجية معينة في فهم التاريخ وصياغته، ومن شدة ولعنا بذلك ومحاولتنا إثبات صحة اختيارنا ننسى أن ماتم توصلنا إليه لا يعدو أن يكون (خيارًا) من خيارات عديدة أو ترجيحًا شخصيًا لأسلوب رأينا أنه الأنسب لعملنا وحركتنا؛ ومن ثم فإنه يتشكل لدينا من خلال العمليات العقلية المكثفة وفق منهج فردي ورؤية واحدة، تركيب عقلي خاص يلون رؤيتنا للأشياء بلونه، بل يتحكم بطريقة امتصاصنا للثقافة، فلا نتفاعل إلا مع الألوان والمقولات الفكرية والعلمية والتاريخية التي تعزز من طبيعة ذلك التركيب، ويصبح وضعنا كمن يلبس نظارة خضراء، يرى كل شيء أخضر، ونكون بذلك قد فرضنا على أنفسنا عزلة رهيبة عن الآخرين، كما أننا سوف نُصاب بمنح القطع لما هو ظني؛ مما يؤدي إلى التعصب المقيت وإماتة أي أرضية للتفاهم المشترك مع كل من لم يتكون تركيبه العقلي على نحو ماتكون التركيب العقلي لدينا." [مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي، د. عبدالكريم بكار]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 05:56]ـ
انظر مثلاً النقول لدينا عن ابن العلقمي الشيعي وأنه سبب إسقاط الخلافة العباسية بالتآمر ممع التتار، فكثيرًا ما نركز على ابن العلقمي وننسى أنه جزء من منظومة فاسدة، فننشغل بعيوب ابن العلقمي عن عيوب الخليفة آنذاك وفساد حاله وحاشيته
وهل استماع الموسيقى والألحان ورقص الراقصات ... كالقول والاعتقاد بأن القرآن محرف؟
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 06:51]ـ
أرى أنَّ الإنشغال بما يُصلح الناس وينفعهم في دينهم ودنياهم أهم وأكثر نفعًا مما تشتغلون به في تعميق الصراع!
يا اخي هداك الله وهل الصراع كان اقل عمقا ليزداد؟؟
انه صراع اتباع الاسلام واتباع المجوس فشتان بين هذا وذلك
فكثيرًا ما نركز على ابن العلقمي وننسى أنه جزء من منظومة فاسدة، فننشغل بعيوب ابن العلقمي عن عيوب الخليفة آنذاك وفساد حاله وحاشيته؛ فلا يوجد لدينا إلا ابن العلقمي، وننسى الخليفة الذي كان منشغلاً برقص الجواري أثناء حصار التتار!
بالعكس لم يكن ابن العلقمي وحده
ساعطيك غيضا من فيض ما اعرفه والقائمة تزداد والله المستعان
الشيعة سبب سقوط الدولة العباسية
والدولة الاموية والدولة التركية
الا تعرف ما فعله موسى الصدر وحركة امل في مجزرة صبرا وشاتيلا؟
ام ما يفعله حزب الشيطان حاليا؟
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 06:54]ـ
العبارة غير مناسبة، مع صحة الغرض والمعنى
فإن رب العالمين جل جلاله لا يُسأل عما يفعل
اخي الفاضل نحن لا نحكي عن ربنا جل وتعالا انما عن رب المجوس
النار ولا شئ سواها
فالاله الذي يتعامل مع أئمته الاثنا عشر بعقيدة البداء ليس بالاه جدير بالالوهية انما هو كالنار تنطفئ بالماء
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 07:19]ـ
يا اخي هداك الله وهل الصراع كان اقل عمقا ليزداد؟؟
انه صراع اتباع الاسلام واتباع المجوس فشتان بين هذا وذلك
بالعكس لم يكن ابن العلقمي وحده
ساعطيك غيضا من فيض ما اعرفه والقائمة تزداد والله المستعان
الشيعة سبب سقوط الدولة العباسية
والدولة الاموية والدولة التركية
الا تعرف ما فعله موسى الصدر وحركة امل في مجزرة صبرا وشاتيلا؟
ام ما يفعله حزب الشيطان حاليا؟
إذا كان الشيعة سبب سقوط كل هذه الدول؛ فماذا عن الفقهاء والعلماء وعامة الناس المكتوين بظلم هذه الدول، ألم يكونوا سببًا أيضًا في السقوط؟! ###
وإذا كُنت تذكرني بمجازر صبرا وشاتيلا؛ فماذا عن مجازر تلك الدول التي ذكرت بحقوق رعيتها من المسلمين، ماذا عن مجازر الخلفاء الأمويين بحق آل البيت ... وماذا عن مجزرة يزيد بن معاوية بحق الصحابة في المدينة ...
وهكذا لو أردت التوسع في أمور الصراع، لقابلك الطرف الآخر بالتوسع فيها بما يضاد، ولا يمكنك إلا البحث عن المسوغات التي تُضفي الشرعية على ماتميل إليه، وهكذا الطرف الآخر يفعل مثلك تمامًا!
فالأحرى بنا جميعًا إشغال الناس بما يزيدهم قُرباً من الله تعالى وتمسكًا بهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والبحث عمَّا ينفعهم في دينهم ودنياهم.
خارج النص: عندما قامت حرب الحوثيين انشغل الكثير من الطيبين (مشايخ وطلبة علم وعوام) عندنا بالتحذير منهم ومن مؤمراتهم وعمالتهم لإيران، وأن مانقوم به جهادٌ أكبر، وأشغلوا الناس بهذا الصراع، وقليلٌ جدًا أولئك الذين نظروا بشمولية، وعدوا إهمال ضم اليمن (البلد المسلم) إلى دول مجلس التعاون الخليجي (الدول الست الغنية بالنفط) سببٌ من الأسباب، فالفقر والتخلف في اليمن أوعز إلى إنتشار الفوضى، ومن الطبيعي أن يكون الفقر سبب كبير للانحراف. وقليلٌ جدًا ممن أخذ يُنظر بجدية إلى أننا فعلاً سنكتوي بنار الطبقية (طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء) التي تنتشر في مجتمعاتنا، ولك أن تنظر إلى الهوة الواسعة بين شمال الرياض وبين جنوبها، وبين شمال جدة وبين جنوبها، ولك أن تنظر أيضًا إلى الإهمال الواضح الفاضح لتنمية المناطق الجنوبية بالسعودية! تفشي الفقر ياسادة ياكرام سببٌ كبيرٌ لكثير من الانحرافات التي تحدث في مجتمعاتنا، فكم من الدعاة وطلبة العلم من يهتم بمثل هذه الأمور التي تشتد حاجة الناس إليها أكثر من حاجتهم لبحوث الصراع التي تتعمقون فيها؟!
وفقكم الله
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 07:37]ـ
طيب قللي بالله عليك
(يُتْبَعُ)
(/)
هل تريد ان تقترب مع شخص لا يعترف بان من يقول بان القرءان محرف بانه كافر؟
من يفضل الخميني والسيستاني على ابو بكر وعمر؟
من يلعنك يوميا ويظهر حبك تقية
التقارب بيننا وبينهم سيكون بعد تبديلهم لعقائدهم الفاسدة
وابتعادهم عن ملة كسرى المجوسي وسترى الوحدة الاسلامية عادت كما كانت في الخلافة الراشدة
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 07:58]ـ
وإذا كُنت تذكرني بمجازر صبرا وشاتيلا؛ فماذا عن مجازر تلك الدول التي ذكرت بحقوق رعيتها من المسلمين، ماذا عن مجازر الخلفاء الأمويين بحق آل البيت ... وماذا عن مجزرة يزيد بن معاوية بحق الصحابة في المدينة ...
وهكذا لو أردت التوسع في أمور الصراع، لقابلك الطرف الآخر بالتوسع فيها بما يضاد، ولا يمكنك إلا البحث عن المسوغات التي تُضفي الشرعية على ماتميل إليه، وهكذا الطرف الآخر يفعل مثلك تمامًا!
فالأحرى بنا جميعًا إشغال الناس بما يزيدهم قُرباً من الله تعالى وتمسكًا بهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والبحث عمَّا ينفعهم في دينهم ودنياهم.
خارج النص: عندما قامت حرب الحوثيين انشغل الكثير من الطيبين (مشايخ وطلبة علم وعوام) عندنا بالتحذير منهم ومن مؤمراتهم وعمالتهم لإيران، وأن مانقوم به جهادٌ أكبر، وأشغلوا الناس بهذا الصراع، وقليلٌ جدًا أولئك الذين نظروا بشمولية، وعدوا إهمال ضم اليمن (البلد المسلم) إلى دول مجلس التعاون الخليجي (الدول الست الغنية بالنفط) سببٌ من الأسباب، فالفقر والتخلف في اليمن أوعز إلى إنتشار الفوضى، ومن الطبيعي أن يكون الفقر سبب كبير للانحراف. وقليلٌ جدًا ممن أخذ يُنظر بجدية إلى أننا فعلاً سنكتوي بنار الطبقية (طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء) التي تنتشر في مجتمعاتنا، ولك أن تنظر إلى الهوة الواسعة بين شمال الرياض وبين جنوبها، وبين شمال جدة وبين جنوبها، ولك أن تنظر أيضًا إلى الإهمال الواضح الفاضح لتنمية المناطق الجنوبية بالسعودية! تفشي الفقر ياسادة ياكرام سببٌ كبيرٌ لكثير من الانحرافات التي تحدث في مجتمعاتنا، فكم من الدعاة وطلبة العلم من يهتم بمثل هذه الأمور التي تشتد حاجة الناس إليها أكثر من حاجتهم لبحوث الصراع التي تتعمقون فيها؟!
وفقكم الله
أنت تساوي بين الإنحرافات العقدية والسلوكية.
وما بني على أصل واهٍ ففرعه أوهن منه ... فلا تشغلنا بالله عليك إلا بعلم، فتشدقات الإخوان هذه غير مفيدة.
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 08:54]ـ
أنت تساوي بين الإنحرافات العقدية والسلوكية.
وما بني على أصل واهٍ ففرعه أوهن منه ... فلا تشغلنا بالله عليك إلا بعلم، فتشدقات الإخوان هذه غير مفيدة.
كم من الانحرفات السلوكية قادت إلى الكثير من الانحرافات العقدية؟!
فقط أذكرك بموضوع سبق وأن كتبته أنت بعنوان: بل هذا سوء أدب مع الله ... فتأدب ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=43904) ، وأذكرك بمسألة هامة فيه:
فالنفوس تحب الخير وتميل إليه ... وتحب اللين ... ولا تحب التقليل من شأنها ... مهما كانت.
وليس من سمة طلبة العلم الاستهزاء بمن خالفهم أو الإنتقاص منهم ...
وفقك الله
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 08:59]ـ
رائد الغامدي ( http://majles.alukah.net/member.php?u=2892)
يا اخي العزيز هداك الله
نحن اهل السنة والجماعة نختلف عن تفكير وسلوك الاخوانيين!!
نحن نريد أن نجتمع على الحق وغيرنا لا يهمه ذلك!
يتقارب مع الشيعة او النصارى او الملحدين على حساب مبادئنا واساسيات ديننا وهذا مالا يرضاه العقلاء.
نعم ديننا ينهانا عن اللعن والسب والشتم كما يفعل الروافض بنا ولكننا لا نقوم الا بفضح معتقداتهم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 09:06]ـ
إذا كان الشيعة سبب سقوط كل هذه الدول؛ فماذا عن الفقهاء والعلماء وعامة الناس المكتوين بظلم هذه الدول، ألم يكونوا سببًا أيضًا في السقوط؟! ###
وإذا كُنت تذكرني بمجازر صبرا وشاتيلا؛ فماذا عن مجازر تلك الدول التي ذكرت بحقوق رعيتها من المسلمين، ماذا عن مجازر الخلفاء الأمويين بحق آل البيت ... وماذا عن مجزرة يزيد بن معاوية بحق الصحابة في المدينة ...
وهكذا لو أردت التوسع في أمور الصراع، لقابلك الطرف الآخر بالتوسع فيها بما يضاد، ولا يمكنك إلا البحث عن المسوغات التي تُضفي الشرعية على ماتميل إليه، وهكذا الطرف الآخر يفعل مثلك تمامًا!
فالأحرى بنا جميعًا إشغال الناس بما يزيدهم قُرباً من الله تعالى وتمسكًا بهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والبحث عمَّا ينفعهم في دينهم ودنياهم.
خارج النص: عندما قامت حرب الحوثيين انشغل الكثير من الطيبين (مشايخ وطلبة علم وعوام) عندنا بالتحذير منهم ومن مؤمراتهم وعمالتهم لإيران، وأن مانقوم به جهادٌ أكبر، وأشغلوا الناس بهذا الصراع، وقليلٌ جدًا أولئك الذين نظروا بشمولية، وعدوا إهمال ضم اليمن (البلد المسلم) إلى دول مجلس التعاون الخليجي (الدول الست الغنية بالنفط) سببٌ من الأسباب، فالفقر والتخلف في اليمن أوعز إلى إنتشار الفوضى، ومن الطبيعي أن يكون الفقر سبب كبير للانحراف. وقليلٌ جدًا ممن أخذ يُنظر بجدية إلى أننا فعلاً سنكتوي بنار الطبقية (طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء) التي تنتشر في مجتمعاتنا، ولك أن تنظر إلى الهوة الواسعة بين شمال الرياض وبين جنوبها، وبين شمال جدة وبين جنوبها، ولك أن تنظر أيضًا إلى الإهمال الواضح الفاضح لتنمية المناطق الجنوبية بالسعودية! تفشي الفقر ياسادة ياكرام سببٌ كبيرٌ لكثير من الانحرافات التي تحدث في مجتمعاتنا، فكم من الدعاة وطلبة العلم من يهتم بمثل هذه الأمور التي تشتد حاجة الناس إليها أكثر من حاجتهم لبحوث الصراع التي تتعمقون فيها؟!
وفقكم الله
الأخ يصول ويجول، من بني أمية إلى مجلس التعاون إلى جنوب الرياض!
المهم تبرئة الروافض وإيران والحوثيين!
أهل السنة جرائمهم مؤكدة!
وجرائم الشيعة مشروطة بـ (إذا)!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 09:13]ـ
الرافضة ليس لهم منطلقات ثابتة في الرد على أهل السنة
ولا لهم معتقد يدافعون عنه ونلزمهم به
ولا يمتلكون أوراقاً ليحافظوا عليها
ولذا فإن محاورتهم وبيان فضائحهم تضر في كثير من الأحيان أكثر مما تنفع
إن قلنا الرافضة يحلون المتعة قالوا وأنتم تحلون المسيار
وإن قلنا أنتم تشركون بالله قالوا أنتم تعبدون ابن تيمية
وإن قلنا أنتم تقولون بتحريف القرآن قالوا أنتم تقولون بنقصه ونسخه
وإن شتمنا آلهتهم شتموا الله ورسوله والدين والقرآن والصحابة والجميع
من هو الخاسر هنا:
الذي خسر في هذه المعارك هو العفاف والفضيلة والتدين الذي يتضعضع حال قراءته لمثل هذا
نتعب أنفسنا بالرد على الرافضة
وهم يزيدوننا شبهات واستفسارات وأكاذيب ومغالطات
فما أكثر زلات العلماء، والألفاظ المجملة، والأحاديث الضعيفة والموضوعة، والعبارات الموهمة.
وليس أسهل من أن نأتي لنص صحيح ونغير معناه ونلعب في دلالاته، ونحوله إلى قصة من قصص الخزعبلات الرافضية.
وقد لاحظت أن كثيراً من الشبه التي يأتون بها يسرقونها من مواقع للرد على الرافضة وكشف شبهاتهم!
شغلونا عن الذكر أحرق الله قبورهم بالنار.
الرافضة لا دين لهم، ليس لهم معتقد واضح، فلا تدري أين دينهم من تقيتهم، ولا تستطيع تمييز المعتمد عنهم من الروايات، وليس لهم معتقد يدافعون عنه، بل لو انتقص من حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه لشجعوك كما لو أنك ألَّهته أو مدحته، فالشر عندهم كالخير، والإفساد كالإصلاح إن لم يكن أفضل منه دام أنه سيعجل من خروج القائم المهدي دجالهم المنتظر!
هم يعلمون بحقيقة هذا الفراغ الروحي والديني والفكري الذي يعانون منه، ولذا فإنهم يبقون على بقايا من الخير والأدعية والصلوات والأخلاق تلبية لحاجة الشعوب التي يستعبدونها، كالصحيفة السجادية ونهج البلاغة وصلاة الجمعة وبعض المأثورات ثم الملاطم والمباكي والمظلوميات التي تبقي على التشيع روحاً دينية.
وقد جمعوا مع هذه المعاناة أسفهم وحقدهم على الموروث الذي ورثه لنا السلف الصالح من نقل مصدق وعلم محقق، فهذا القرآن المتواتر الذي نقله الملايين عن الملايين، وهذه السنة المتواترة، وهذه الأحاديث التي تلقاها علماء الأمة بالقبول، حتى تلك الآحاد التي يشكك البعض في صحتها تثبت صحتها بالموافقة العجيبة بينها وبين المتواتر من السنة والظاهر من القرآن.
لنا ميراث عظيم يجب أن نهتم به، إذ له بريق وجاذبية وتوافق ومصداقية وإعجاز لا يقف أمامه أي مذهب مخذول من المذاهب الأخرى.
هذا الكنز العظيم لا يصلح أبداً أن يوضع قسيماً مع خرافة في طاولة حوار.
الرافضة يشككون في الصحابة وتاريخهم الوضاء من خلال خصومة حدثت استغلها الزنادقة وجعلوها أصلاً في حياة الصحابة، فلم لا نهتم بسيرة الصحابة ونشرها في القنوات والمقالات والإذاعات والكتب والنشرات.
الرافضة يشككون بالقرآن، وهم بين قائل بالتحريف أو مخلوقية اللفظ أو رمزيته، مما لا يدع للقرآن فائدة ولا معنى! فلم لا نهتم بهدي القرآن ونشر حقائقه والأسس الرئيسة التي يدعو إليها كالتوحيد وإفراد العبادة لله وغيره من المعاني المخالفة للأسس التي تقوم عليها الطقوس والمباكي في الدين الشيعي.
إن النظر لصلاة التراوريح في الحرمين وما يكسوها من الهيبة والروحانية والاجتماع والإجلال أبلغ في الرد على الرافضة من مليون مقال، إذ به تعرف الشعوب المخدوعة مقدار الحرمان الذي حرمت منه بسبب انتهاجها لهذا المذهب اللعين.
أين البرامج النبوية الأصيلة التي تلبي الحاجة العاطفية والروحية والفكرية لدينا، أين برامج البكاء من خشية الله، أين برامج القراءة الخاشعة، والمواعظ، وقيام الليل.
عيب علينا أن ننشغل بالرد على الرافضة ثم نترك أهل السنة في فراغ روحي، ولا نتابع فيهم برامج الصلاة والصيام والصدقة والذكر والدعاء والخشوع والخضوع.
ويأتي الرافضة ليملؤوا عواطف أتباعهم بالبكاء والعويل والمظالم والمآتم والصلوات والأدعية والمواعظ والمأثورات، ويعتمدوا ذلك أساساً في دعوتهم، ثم يشغلونا عن الكنز الثمين الذي عندنا.
إن أهل الإسلام أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح يمتلكون الأصالة في فكرهم وأخلاقهم وقيمهم ومعتقدهم ولكنهم ضعفوا في جعل هذه الأصالة فاعلة وحاضرة ومؤثرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الرافضة فمعتقدهم فاعل وحاضر ومؤثر في كثير من الأغبياء.
فلتكن أصالتنا فاعلة ومؤثرة إذ لا تبنى أي حضارة إلا بالمبادئ الفاعلة صحيحة كانت أم خاطئة، فقد كانت التوراة والإنجيل حاضرة أمام أهلها ولم تغن عنهم يوم لم يعملوا بها، وكذلك نحن إن لم نعمل بالعلم الذي حملناه
إخواني الكرام ..
الشيعة والتشيع بيئة للزندقة والفجور والتناقضات والخرافات فلا داعي لنبش الحشوش
هم أحقر من النقاش
لنشغل أنفسنا بالعمل
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 09:30]ـ
الأخ يصول ويجول، من بني أمية إلى مجلس التعاون إلى جنوب الرياض!
المهم تبرئة الروافض وإيران والحوثيين!
أهل السنة جرائمهم مؤكدة!
وجرائم الشيعة مشروطة بـ (إذا)!
على الاقل يا اخي لو كانت هناك اي خيانة او عمالة فنحن نقول عليها انها خطأ وجريمة!
بينما الشيعة يدافعون عن الامر
فمثلا عن العلقمي ذاك الخائن
فيجيبنا عنهم علماءهم لتكون الإجابة أوثق وأصدق:
فيقول علامتهم الميرزا محمد باقر الموسوي الخونساري الأصبهاني في كتابه:
((روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات)) ج1 ص300 - 301
.. وهنا يتكلّم عن نصير الدين الطوسي وزير هولاكو – فيقول .. <<هو المحقق المتكلّم المتبحّر الجليل ... ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان من عظماء سلاطين التاتاريه وأتراك المغول ومجيئه في كوكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار بغداد لارشاد العباد وإصلاح البلاد وقطع دابر سلسلة البغي والفساد وإخماد دائرة الجور والإلباس بإبداد دائرة ملك بني العباس وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغاة إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار في ماء دجلة ومنها إلى نار جهنم دار البوار ومحل الأشقياء والأشرار>>.
نعم فهو يقول عن هولاكو السلطان المؤيد!!!
وجاء لإرشاد العباد وإصلاح البلاد, بأن قتل من يشهدون أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله, وأسال دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار في ماء دجله ومنها إلى نار جهنّم دار البوار!!
فيظهر أن هؤلاء القوم يرون أن من يشهد بأنّ الله واحد لا شريك له فهو في نار جهنم!! ,وأما المشركون مع الله في علمه وحكمه وعبادته أئمة أو أوثانا فهم (المؤيدون)!!! ,وهم الذين يصلحون البلاد ويرشدون العباد ...
وبعد ذلك يدعي الشيعة أنّهم مسلمون ,أما سمعوا قول الله تبارك وتعالى إذ يقول:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً} النساء51
ولكن هل كان ذلك رأي الخنساري وحده؟؟ لا بل هو رأيهم جميعا وهذا ما يؤكده الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية) حيث قال:<<وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدا منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدّى الامتناع إلى قتله إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله>>!!
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 09:37]ـ
كم من الانحرفات السلوكية قادت إلى الكثير من الانحرافات العقدية؟!
نحن نتكلم عن الرافضة ... فأرجو منك التركيز على هذه النقطة ... بارك الله فيك.
الرافضة؛ لم يختلف أهل السنة والجماعة على تكفير علمائهم، واختلفوا في تكفير عوامهم، فمنهم من لا يرى أنهم على الملة، ومنهم من توقف حتى يستتابوا.
والرأي الأول أقوى ... لأمور كثيرة يأتي على رأسها الطعن في القرآن، وعبادة الأوثان، ورد السنة، والطعن في آل البيت وبالأخص أمهات المؤمنين.
وكما لا يخفى عليك ... أنه قد يكون المسلم عاصيًا أو فاسقا أو فاجرا ... ولا يوجد شىء اسمه مسلم كافر أو مسلم مشرك.
فكيف يمكن الجمع بين الإيمان والكفر؟ أو التوحيد والشرك؟
شتان ..
قد يصلح هذا الكلام مع بعض الجماعات كالتبليغ والإخوان لما عليهما من ملاحظات، ولكن لا يستقيم إنزاله على أهل ملة أخرى كالرافضة.
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 10:10]ـ
أحبابي، الموضوع لا أخصه بالشيعة، وإنما مع كل من نختلف معهم. وتوسعكم في البحث في أمور الصراع أكثر من البحث في الأمور المشتركة قادكم إلى التناحر حتى فيما بينكم، وتصنيفكم لبعضكم البعض! وكل هذا لتعصب وتشبث كل طرفٍ بما اعتاد عليه ومايقوله مشائخه.
لو قال قائل إن الصورة التي خرجت بها فتوى الشيخ البراك بقتل مستحل الاختلاط غير موفقة؛ لتبارى الكثيرون دفاعًا عن الشيخ البراك وفتواه وهجومًا وتنقصًا من القائل. فقط دفاع وهجوم، ومادروا أنَّ منتقدي فتوى الشيخ البراك يملكون وسائل إعلام أقوى من وسائلهم يستطيعون بكل بساطة تصويرهم كتكفيريين ومتطرفين لزيادة تنفير الناس منهم!
الانفعال لدينا "يتسم بالقصر، فيكون بمثابة (لحظة تفريغ) أكثر من أن يساعد على تجاوز أزمة أو مشكلة" [نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي، أ. د.عبدالكريم بكار]. فنحن لا نفعل، وإنما ننفعل، والعدو "عندما يكون قد دخل مرحلة التفكير في مشاكل الغد، في الحفر الموحلة، التي يريد أن يوقعنا فيها، نكون لا نزال نفكر في مشاكل الأمس، في التخلص من الحفر الموحلة التي أوقعنا فيها فعلاً" [مشكلات الحضارة: من أجل التغيير، مالك بن نبي].
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 10:15]ـ
نحن نتكلم عن الرافضة ... فأرجو منك التركيز على هذه النقطة ... بارك الله فيك.
الرافضة؛ لم يختلف أهل السنة والجماعة على تكفير علمائهم، واختلفوا في تكفير عوامهم، فمنهم من لا يرى أنهم على الملة، ومنهم من توقف حتى يستتابوا.
والرأي الأول أقوى ... لأمور كثيرة يأتي على رأسها الطعن في القرآن، وعبادة الأوثان، ورد السنة، والطعن في آل البيت وبالأخص أمهات المؤمنين.
وكما لا يخفى عليك ... أنه قد يكون المسلم عاصيًا أو فاسقا أو فاجرا ... ولا يوجد شىء اسمه مسلم كافر أو مسلم مشرك.
فكيف يمكن الجمع بين الإيمان والكفر؟ أو التوحيد والشرك؟
شتان ..
قد يصلح هذا الكلام مع بعض الجماعات كالتبليغ والإخوان لما عليهما من ملاحظات، ولكن لا يستقيم إنزاله على أهل ملة أخرى كالرافضة.
حبيبي أسامة، إذا كنت تعتبر الشيعة كفار؛ فطبق معهم ماتطبقه مع اليهود والنصارى ومن لا دين له في معاملتك وعند دعوتك لهم.
ثم إنَّ جماعة التبليغ الذين لا تفتأون في بيان مثالبهم وتبديعهم قد سبقوكم بالعمل في كثير من المراحل، واستولوا على قلوب كثيرٍ من الناس بطيبة أخلاقهم وحسن تعاملاتهم. ولقد تمكنوا من بناء العديد من المساجد في بلدان الكفار، وأستطاعوا الحصول على مساعدات من الحكومات لتأسيس المدارس الإسلامية ... كل هذا لم يكن ليتم لولا توفيق الله أولاً ثم تركهم الانشغال بالبحث في أمور الصراع. (لا تقلقوا لست من جماعة التبليغ فتتعاملوا معي بأسلوب آخر:) إنما أقول هذا الكلام كشاهد عاش بينهم في أحد بلاد الكفار)
وفقكم الله
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 11:03]ـ
الموضوع لا أخصه بالشيعة
إذن أنت تتكلم عن أشياء أخرى في ذهنك لا علاقة لها بالموضوع.
شغلتنا دون جدوى ... وبأشياء لا علاقة لها بما نتحدث عنه.
حسنا.
ـــ
إطلاق كلمة شيعة على الرافضة من الأشياء الغير مقبولة.
نظرًا لأن إطلاق كلمة الشيعة كان حين حدث الخلاف بين طائفتين من المسلمين.
ثم جمع الله الناس على يد الإمام الخامس أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
فلم يعد هناك شىء اسمه شيعة.
وأما هؤلاء الرافضة فليسوا شيعة، إلا اللهم إن كانوا شيعة الشيطان.
فالرفض ملة أخرى غير ملة الإسلام ... الإسلام إيمان، والرفض كفر.
ـــ
بالنسبة للتبليغ ... فلا ينكر أحد أن معهم خير، ولكن معهم شرور البدع.
أما وقد سبقونا بالعمل ... فهذا محل إطلاق أبعدت فيه، وتعديت -رحمك الله-.
فالله عز وجل أول ما خاطب به نبيه: {اقْرَأْ}
والتكليف بالدعوة إنما أتى بعده: {قُمْ فَأَنْذِرْ}
قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
فالدعوة إقامة لدين الله -عز وجل- لا تعطيل بعضه بحجة إقامة بعضه الآخر، وأول شىء يُعطله أصحاب المناهج المختلة هو الولاء والبراء.
والعبرة ليست بقالوا وقلنا ... وإنما بالقرآن والسنة.
فعليك بهما وبما فيهما من الهدي ... لا مواصلة حلقات بكار.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 09:01]ـ
لقد مرت فترات في تاريخنا الإسلامي تأجج فيها الصراع بين السنة والشيعة أكثر من تأججه اليوم، وقد كان لتلك الفترات أثرها العظيم في تعميق هوة هذا الخلاف والصراع. انظر مثلاً النقول لدينا عن ابن العلقمي الشيعي وأنه سبب إسقاط الخلافة العباسية بالتآمر ممع التتار، فكثيرًا ما نركز على ابن العلقمي وننسى أنه جزء من منظومة فاسدة، فننشغل بعيوب ابن العلقمي عن عيوب الخليفة آنذاك وفساد حاله وحاشيته؛ فلا يوجد لدينا إلا ابن العلقمي، وننسى الخليفة الذي كان منشغلاً برقص الجواري أثناء حصار التتار!
أرى تجاوز الصفحات السوداء في تاريخنا الإسلامي، وترك نقولات تلك العصور، والبحث فيما يقرب الناس إلى الله ويحببهم في نهج محمد صلى الله عليه وسلم، فعوام الناس لا يهتمون كثيرًا بهذه التفاصيل وهذه الخلافات، بل قد تزيدهم تعصبًا ومصارعة وزيادة في شغلهم عن الدعوة بالتي هي أحسن.
لا أدري هل الكلام إلى هذا القدر من نقلك أم من إنشائك .. ولكن على أي حال فإنه كلام من لا يدري أصل وحقيقة النزاع بين أهل السنة والرافضة، بل وأكاد أجزم بأنه لم يطلع على كتاب واحد من أمهات كتبهم ومصادر دينهم المعتمدة عندهم، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
نتجاوز الصفحات السوداء في تاريخ الصراع بيننا وبين الرافضة على شرط واحد لا مزيد عليه = أن يحرق الرافضة صفحات الشرك والكفر البواح التي هي في دينهم أصولٌ رواسخ!
القضية دين وتوحيد يا أخي الكريم، بغض النظر أيهما كان أظلم = الخليفة أم العلقمي!
ولا تزال العمائم السوداء في صراع مع المسلمين حتى يطيح بها المهدي بنفسه في آخر الزمان، والله المستعان!
"والمشكلة هنا أننا في بعض الأحيان نقتنع بطريقة معينة في الدعوة أو التغيير، أو نستخدم منهجية معينة في فهم التاريخ وصياغته، ومن شدة ولعنا بذلك ومحاولتنا إثبات صحة اختيارنا ننسى أن ماتم توصلنا إليه لا يعدو أن يكون (خيارًا) من خيارات عديدة أو ترجيحًا شخصيًا لأسلوب رأينا أنه الأنسب لعملنا وحركتنا؛ ومن ثم فإنه يتشكل لدينا من خلال العمليات العقلية المكثفة وفق منهج فردي ورؤية واحدة، تركيب عقلي خاص يلون رؤيتنا للأشياء بلونه، بل يتحكم بطريقة امتصاصنا للثقافة، فلا نتفاعل إلا مع الألوان والمقولات الفكرية والعلمية والتاريخية التي تعزز من طبيعة ذلك التركيب، ويصبح وضعنا كمن يلبس نظارة خضراء، يرى كل شيء أخضر، ونكون بذلك قد فرضنا على أنفسنا عزلة رهيبة عن الآخرين، كما أننا سوف نُصاب بمنح القطع لما هو ظني؛ مما يؤدي إلى التعصب المقيت وإماتة أي أرضية للتفاهم المشترك مع كل من لم يتكون تركيبه العقلي على نحو ماتكون التركيب العقلي لدينا." [مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي، د. عبدالكريم بكار]
مزيد من الكلام المنقول في غير محله، المطلق بلا زمام ولا خطام، والله المستعان!
وأول ما يطرأ على ذهن القارئ لهذا الكلام أن يسأل الكاتب: ما قولك يا دكتور فيما إذا كانت تلك النظارة التي يضعها الإنسان على وجهه ولا يرى الدنيا إلا من خلالها = نظارة الشرع الحكيم بالكتاب والسنة؟؟
الدكتور يتكلم بكلام يخالف فطرة البشر أصلا! بل ويخالف أصول علم النفس .. فإن مفهوم الإدراك cognition عند علماء النفس وعلماء الإدراك ينقض عليه دعواه تلك! ذلك أنه ما من إنسان في الدنيا إلا ويرى الناس من حوله ويتعامل مع معطيات الواقع من خلال خلفيته التربوية والأخلاقية والدينية ولابد، وهو ملتزم بذلك "التركيب العقلي الخاص" في سائر أمره لا محالة! هذا ابتلاؤنا معاشر البشر: تلك "النظارة" التي يرى الواحد منا من خلالها الواقع من حوله! فهل المراد منا الآن أن نعيد صياغة خلفيتنا الفكرية والثقافية لتصبح أكثر اتساعا لقبول المخالف أيا كان حاله وأيا كانت مادة الخلاف بيننا وبينه؟؟
يا أخي حتى هذا "الآخر" و"الغير" المخالف الذي تدعونا لابتلاعه لا يمكنه - وإن جهد وحرص - أن يطبق هذا الكلام على نفسه! هذا أمر جبلنا الله عليه! وليس هو من علائم مرض الإنسان أو نقصه أو "عزلته الرهيبة عن الآخرين" (بهذا الإطلاق الأبهم)!! فإن "الآخرين" هؤلاء قد يكون منهم الفاسد المجرم - عنده - الذي يجب عليه أن يعتزله ويقطع الوصال معه، ومنهم من قد تفتنه مخالطته في دينه، ومنهم كذا ومنهم كذا .. وكل هذا لا ينضبط عندنا معاشر المسلمين إلا "بنظارة" طاهرة نأخذها من مشكاة ربانية تامة كاملة لا تحتاج إلى عبث "المفكرين" من هنا وهناك!!!
أما قضية منح القطع لما هو ظني، فهذا فساد في الفهم لا يصاب به إلا من حاد وانحرف عن تلك "النظارة"!! ألا يمكن للإنسان أن يكون حذرا من المجرمين من أهل الزيغ والضلالة، يقطع منهم من حقه القطع، وفي نفس الوقت لا يتعصب لأحد من الناس ولا يضع الظنيات في مواضع القطعيات؟؟؟!
هذا ونصيحتي لك أخي الكريم أن تكف عن النقل عن الدكتور بكار في هذا السياق، فإنك - والله - تظلمه!(/)
عجباً: نظرة من ولي صوفي إلى كلب صار الكلب بها آلهةً تُعبد من دون الله .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 09:34]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
عجباً: نظرة من ولي صوفي إلى كلب صار الكلب بها آلهةً تُعبد من دون الله .. !!
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
جاء في الطبقات الكبرى للشعراني: (2ـ 66) في ترجمة يوسف العجمي الكوراني:
((وكان رضي الله عنه إذا خرج من الخلوة يخرج وعيناه كأنهما قطعة جمر تتوقد فكل من وقع نظره عليه انقلبت عينه ذهباً خالصاً، ولقد وقع بصره يوماً على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب، إن وقف وقفوا وإن مشى مشوا)) .. !!
إلى أن قال: ((ووقع له مرة أخرى أنه خرج من خلوة الأربعين فوقع بصره على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب، وصار الناس يهرعون إليه (إلى الكلب) في قضاء حوائجهم، فلما مرض ذلك الكلب اجتمع حوله الكلاب يبكون ويظهرون الحزن عليه، فلما مات أظهروا البكاء والعويل، وألهم الله تعالى بعض الناس فدفنوه فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا)) .. !!
قال الشعراني: ((فهذه نظرة إلى كلب فعلت ما فعلت، فكيف لو وقعت على إنسان؟!!!)) .. !!
قلت انظروا لهذا السفه .. !!
وانظر كيف يهرع الصوفية الى الكلب ليقضي لهم الحاجات .. !!
حسبنا الله نعم الوكيل .. !!
ـ[العبيد]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 11:16]ـ
وإنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء، كما يتجارى الكلب بصاحبه، ولا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ( http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1 %D9%89+%D8%A8%D9%87%D9%85+%D8% A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%88%D8% A7%D8%A1/+p)
الموسوعة الحديثية ( http://www.dorar.net/enc/hadith/%252Fyj)
ـ[سامر الجبوري]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 02:45]ـ
بارك الله بك أخي الفراتي
و أضحك الله سنك
هؤلاء هم المتصوفة: ما لذة العيش إلا للمجانين ِ
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 09:28]ـ
وصار الناس يهرعون إليه (إلى الكلب) في قضاء حوائجهم
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}
ـــ (سورة الأعراف - الآية 7) ــــ
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 03:37]ـ
وإنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء، كما يتجارى الكلب بصاحبه، ولا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ( http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1 %D9%89+%D8%A8%D9%87%D9%85+%D8% A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%88%D8% A7%D8%A1/+p)
الموسوعة الحديثية ( http://www.dorar.net/enc/hadith/%252Fyj)
بارك الله فيكم(/)
ظهور بدعة المولد النبوي في المغرب الإسلامي
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 10:20]ـ
مقال طيب من موقع الألوكة
http://www.alukah.net/articles/1/10533.aspx(/)
وسواس
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 10:23]ـ
وسواس!
رمضان ... في المسجد الذي اعتدتُ الصلاةَ فيه كلَّ ليلة، دخلتُ في أول ليلة، بعدما طال الشَّوق للمسجد، وصوتِ الشَّيخ، وكلِّ شيء، فكلُّ نسمة في هذا الشهر لها ذكرياتٌ وأشواقٌ.
لَفَتَ نَظَرِي مشهدٌ: أختٌ مِن نفس جامِعَتِي، تجلس مُنزَويةً في أحدِ الأركان ساهمةً، على كلِّ خلية منْ خلايا وجهها أَلَمٌ لا يُضاهِيه أَلَمٌ، وحزنٌ عميقٌ، وكانتْ عيناها جافَّة، تَأَمَّلْتُها، إنَّها إحدى الأَخَوات الدَّاعيات في الجامعة، عجبًا!
دائمًا كانتْ مِثالاً للنَّشاطِ والهِمَّة، أُقِيمَتِ الصَّلاة، فاصْطَفَّ الناس، لَفَتَ نَظَري أنَّ الأختَ قامتْ بِتَثَاقُل؛ كأنها مريضة، وَقَفَتْ تُصَلِّي بِجِوَاري، وكان صوتُ الشيخ رائعًا، باكيًا، أثار في جُمُوع المُصَلِّينَ الخشوعَ والعَبَرَات؛ لكنِّي كنتُ مشغولةً بالأُخت التي تُصَلِّي بِجِواري، لم تَبْكِ، فقط شعرتُ بِجَسَدِها ينتفضُ في أَلَمٍ، وبعد الصلاة جَلَسَتْ وقدِ ازدادَ الأَلَمُ في وَجْهِها، وصارَ وَجْهُها شاحبًا، وكانتْ بين كلِّ ركعَتَيْنِ تنكمشُ في جلستها؛ تنظرُ إلى ما حولها كأنها انفصلتْ عنِ العالَم، عدتُ إلى بيتي، وصورتُها لا تُفارِق مُخَيِّلتي، كنتُ أشعرُ بالرَّغبة في التَّعَرُّف عليها، وإزالة أحْزَانِها، عزمتُ على التَّحَدُّث إليها في اليوم التالي، ذهبتُ إليها، وعَرَّفتُها بنفسي، نظَرَتْ إليَّ نظرةً خاوِيةً، وقالتْ: نعم، أسمع عنكِ في الجامعة، وأعرف أنَّكِ مِن أنشط الدُّعاة هناك.
ابْتَسَمْتُ، وقلتُ لها: بل نحن جميعًا نعرف همتكِ في الدَّعوة، أنتِ قدوةٌ صالحة لنا جميعًا.
سَكَتَتْ، وقد عَلاَ وَجْهَها أَلَمٌ أَشَد.
قلتُ لها في قَلَقٍ: أختي، هل هناك شيءٌ يؤلمكِ؟ هل أنتِ مريضة؟
قالتْ: لا.
قلتُ لها: ماذا هناك؟ أنتِ في حالةٍ غير طبيعيَّة.
فسَكَتَتْ.
قلتُ لها: أختي، بالله عليكِ أخبريني، ما بكِ؟ أنا لا أَتَدَخَّل في شؤونكِ؛ لكن لا أستطيعُ أن أراكِ في هذه الحالة، وقد أستطيعُ مساعدتكِ.
نَظَرَتْ لي نظرةً تنمُّ عن صراعٍ.
قلتُ - أسْتَحِثُّها على الحديثِ -: لقد أَقْسَمْتُ عليكِ، يجبُ أن تبرِّي قَسَمي.
نَظَرَتْ لي في حزنٍ، ثم أَطْرَقَتْ، وقالتْ: إنَّه الوَسْواس.
قلتُ لها: أُختي، أفصحي عن مكنونات صدركِ.
نَظَرَتْ لي نظرةً متأملةً، وبَدَأَتْ تحكي: في البداية كنتُ نشيطةً جدًّا في الدَّعْوة، وكنتُ لا أتركُ فرضًا ولا سُنَّةً، كنتُ قويَّةً في أمر الله، بدأ الوسواس:
- إعجاب بالنفس، رياء، كنتُ أجاهدُ نيَّتي، ثمَّ ما أن أبدأ العمل، أجده قويًّا جدًّا لا أستطيعُ مقاومته: ما أفضلكِ، ما أحسنكِ، أنتِ لا تُضَاهين، آه، هذا العمل سيجعلكِ مشهورةً، هذا العمل سيجعل الآخرين مبهورينَ بكِ، ستنالينَ مجدًا وشهرةً، وسيعرف الجميعُ قيمتكِ.
كنتُ أقاومُ، وأقاومُ، وأقاوم، وكلَّما ازْدَادَتِ المُقاوَمة، وكلما زادَ الإحساس وتَعَمَّق، شعرت بالإحباط والهزيمة.
كنتُ أقولُ لِنَفْسِي: لماذا تَقُومينَ بالدَّعْوَةِ؟ إنَّ عملَكِ باطلٌ، هَلاَّ جلستِ في بيتكِ، واعتزلتِ الناسَ، وواظَبْتِ على صلاتكِ وسُننكِ؛ حتى تُصْبِحِي أقوى، فيمكنكِ مُواجهة العالَم؟
ففعلتُ، وتَرَكْتُ الدَّعوة، كنتُ أرى المنكرَ أمامي فلا أنكر؛ لأنني أخشى الرِّياء، وأخشى العُجْب والكِبْر، امْتَنَعْتُ عنِ البُكاء مِن خشيةِ الله؛ لأنَّني أظنُّ أنَّني أُمَثِّل، والآن لا أستطيع أن أدمعَ دمعةً، لا في سِرٍّ ولا عَلَن، أشْعُر أنَّ صلاتي وسُنني غير مقبولةٍ، أقوم للصَّلاة بِتَثَاقُل، فهي غير مقبولة أصلاً، أكْرَهُ نفسي؛ لأنني أشعر أنَّني أفضل منَ الناس، أتمنَّى الموت؛ لِيَنْتهيَ هذا العذاب، وأخْشَاهُ لأنِّي أعرفُ ماذا ينتظرني، لسانِي ثقيل، وقلبي فتر عن ذِكْر الله، والآن قد وَصَلْتُ لمرحلة منَ القُنُوط واليأس، أحسب معها أنني وَلَجْتُ بابًا للكُفر.
ربَّتُّ على كتِفِها، وابتسمتُ، وقلتُ: أختي الحبيبة، هَوِّني على نفسكِ، فالأمرُ يَسيرٌ، وعلاجُه أيسر.
نَظَرَتْ لي، وفي عينيها نظرة تنمُّ عن عدم التَّصديق، وقالت: أنتِ لا تعلمينَ ما يَمُوج في صدري.
قلتُ لها: بل أعلم جيدًا، لستِ وَحدكِ، وكلُّ ما ذكرتِ عندي له حلٌّ، والله المستعان.
هَتَفَتْ في لهفةٍ: حقًّا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلتُ لها: حقًّا.
وابْتَسَمْتُ، وابْتَسَمَتْ، وانْحَلَّتِ المشكلة بِفَضْلٍ منَ الله، تُرى كيف؟
يتبع إن شاء الله
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 03:36]ـ
ابْتَسَمْتُ، وقلتُ لها: الأمر هَيِّن - إن شاء العليُّ القدير - عندما كنتِ داعيةً إلى الله، هل يترككِ الشيطان؟ وماذا يفعل في البيت الخَرِب؟
جاءكِ في وسواس الرِّياء؛ يُلقِي لكِ الشُّبهة في صَبْر، كنتِ تقومينَ وتَظُنِّينَ أنكِ لا تُقُومينَ.
قالتْ: كيف؟
قلتُ: أليس حزنكِ مُقَاوَمة؟ أليسَ أَلَمكِ وصراعُ نفسِكِ مع الوَسواس مُقاوَمة؟ لكن عدم معرفتِكِ بذلك أَدَّى إلى تَصَاعُد الصِّراع، ومِن ثَمَّ الاسْتسلام؛ لأنَّ الأَلَم زَاد، وصارَ لا يُطاق، وعندما شعرتِ بالإحباط والهزيمة، وَلَج الشيطان من هذا الباب، فهو بابُه المُفَضَّل، وصِرْتِ أنتِ لُقمةً سائِغة لكلِّ إلقاء، وصار يُلبس عليكِ دينَكِ، وسَقَطتِ في الفَخِّ؛ لأنك لم تَتَعَلمي حديثَ النفس، ولم تُتْقِني خباياه ودُرُوبه.
تعالي أُحَدِّثكِ عن حديث النَّفس الذي اضطررتُ اضطرارًا لِتَعَلُّمِه، عندما أصابني ما أصابك:
إنَّ هناك حديثَ نفسٍ يدور في صَدْر كُلٍّ منَّا، فمَنِ الذي يَتَحَدَّث؟
الأول شيطان، ويُقَابله مَلَك.
قالتْ: وما الدَّليل؟
قلتُ: قال - تعالى -: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [ق: 23، 24]، ثمَّ قال - تعالى - في نفس السورة: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [ق: 27]، إذًا ترينَ أنَّ القرينَ الأول يَتَحَدَّث بِلَهْجة الشاهد الذي يشهد على الإنسان بما فعل منَ المَعَاصي، والقرينُ الثاني يَتَحَدَّث بلهجة المُتَّهَم الذي يَنْفِي عن نفسه تُهمة الإِضْلال، فالأوَّل هو قرينه منَ الملائِكة، والثاني: هو قرينُه منَ الشَّيَاطِين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ للمَلَك بابن آدم لمة، وللشَّيطان به لَمَّة)).
سَكَتَتْ قليلاً، ثم قالتْ: أكْمِلي.
قلتُ: هذانِ طَرَفانِ من خارج النفس، وهناك طرفان من داخل النفس.
قالتْ: ما هما؟
قلتُ: هواكِ، وفطرتكِ.
قالتْ في حيرة: ما الفرق؟
قلتُ: إن الله - تعالى - لَمَّا خلق الإنسان رَكَّبَ فيه فطرة مَجْبُولة على الخير، كما جَعَل له هوًى يَدْعُوه إلى الشَّهَوَات؛ قال - تعالى -: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 8 - 10]، إذًا فالإنسانُ فيه داعي الخير، وداعي الشَّر، والقلب بين هذه الأطراف حَكَم.
قالتْ في حيرة: القلبُ أم العقل؟
قلتُ مُبْتَسمَة: العقلُ في القلب؛ قال - تعالي -: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} [الحج: 46].
سَكَتَتْ قليلاً، ثم قالتْ في تَرَدُّدٍ: الأمرُ بَدَأَ يَلْتَبِس عليَّ.
أمسكتُ ورقةً وقلمًا، ورسمتُ لها:
http://alukah.net/userfiles/image/K-%201.JPG
التِ الأختُ: نعم؛ الآن وَضَحتِ الرُّؤية بعض الشَّيء، أَكْمِلي الشَّرح.
قلتُ: الآن نحتاج للتَّمييز بين نَزْغِ الشيطان وبين إلقاء المَلَك، كما نحتاج للتَّمييز بين الهوى وبين الفطرة.
قالتْ: بالتأكيد؛ لأنَّنا لو حَدَّدنا المُتَحدث، سنرى هل نقبل أو لا؟
قلتُ مُبتَسمة: وإذا عَرَفنا مَن المُتَحَدث، سنَتَّخذُ كذلك ردَّ الفعل المُناسب، وبالتالي لن يَتَمَكَّن منَّا اليأس، ولا الفُتُور، ولا الإحباط.
قالَتْ: كيف؟
قلتُ: مثلاً، الآن أنتِ مَيَّزتِ أنَّ هذا نَزْغ شيطان، ستقولينَ: إذًا هو إلقاءٌ يجبُ عليَّ ردُّه، وعندما تعرفينَ الهوى ستُخالِفينَه، وبذلك تَكُونينَ وافَقْتِ أمر الله.
قالَتْ: نعم.
قلْتُ: لكن قبل أن نَتَحَدَّث عنِ التَّمييز بين مختلف الوَسَاوس، نُوَضِّح أولاً متى يكون المرء محاسبًا، ومتى لا يكون محاسبًا؛ يعني متى يَتَحَوَّل الوَسواس إلى كَسْب قلبي؟ وهذا سَيُسَاعدنا كثيرًا في تحديد مَنِ الذي يُوَسْوس، كما أنه يُساعد مَن لَدَيْه وسواس مرضي على مُقَاومته، وكذلكَ فإنَّ في هذه المنطقة بالذَّات - وأعني بها القلب - أولَ طريقِ جهادِ النَّفس، فإن صَلُحَتِ المُضْغة، صَلُحَتْ سائر العِبَادات، سنعرفُ متى يكون الرِّياء خاطرًا، أو وَسْواسًا؟ ومتى يكون كَسْبًا؟ ومتى يكون العُجْب خاطرًا؟ ومتى يكون كسبًا؟ ومتى تكون الاعتقادات الخاطئة - من كفر أو رغبات شهوانيَّة ... إلخ - خواطرَ؟ ومتى تكون كسبًا؟ ومتى يكون النِّسيان محاسَبًا عليه؟ ومتى لا يكون؟ وسَنَتَعَلَّم تجارة العلماء - وهي النوايا باختصار - سنعرف متى يكون الإنسان محاسَبًا على ما مَرَّ بذهنه؟ ومتى لا يكون؟ وبالتالي سَنَشْعُر بالارتياح والتَّصَالُح مع نفوسِنا، ولن نظلَّ ندور في دائرة مُفْرَغة، وسَنَتَعَلَّم كيف نَتَحَكَّم في الخاطر ونُوَجهه إلى رَفْع هِممنا، وكيف نقوِّي عزمنا على الإخلاص، وباختصار مرة أخرى: سنعيشُ في عالمٍ آخرَ، عالمٍ كاملٍ، كنَّا في غَفلةٍ عنه، فأَهْلَكَتْنا غَفْلَتُنا.
قالت: لقد شَوَّقتِني، أريدُ أن أسمعَ الشَّرح.
------------------------
يتبع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 04:41]ـ
قلت نبدأ ان شاء الله:
أولا ما الفرق بين منطقة الكسب ومنطقة الخواطر؟؟
الخواطر ما يرد علي قلبك من أفكار ….كما بينا أطرافه سابقا
ثم يقبل قلبك الخاطر او يرده أو يتجاهله
هذه الرسومات التوضيحية التالية تبين كيفيات قبول الخاطر ورده وتجاهله
ونبدأ بخاطر الخير
http://saaid.net/daeyat/sara/27-2.jpg
قال: هلا شرحتي
قلت: يأتيك خاطر الخير فتقبلينه أو ترديه أو تتجاهليه كما قلنا
والرسمة السابقة تتحدث عن قبولك الخاطر
ثم ننظرما أنواع قبول خاطر الخير؟؟؟
قد يقبل شخص خاطر الخير لله تعالي وهذا اخلاص…أو لغير الله….أو يشرك في نيته
الان نحن نتحدث عن خاطر الخير وقبوله وكيفيات قبوله وما سيترتب علي ذلك من إثم أو أجر
ثم نتحدث عن رد خاطر الخير ونسيان خاطر الخير
ثم نتحدث عن خاطر الشر بنفس التسلسل ...
قبوله وكيفيات قبوله ورده وكيفيات رده وبهذا سنكون عرفنا كما ذكرت من قبل متي يحاسب الانسان علي ما مر في قلبه ومتي يؤجر ومتي يأثم ومتي يسقط عنه الإثم والأجر
فالرسمة السابقة رأينا فيها أن الملك أو الفطرة ألقت الخاطر ثم بدأ القلب يتفاعل بالقبول وشرحنا كيفيات التفاعل وما المترتب عليها من إثم وأجر
فقط اصبري معي وتابعي فهذه مقدمة لابد منها لكي نفهم الأمر باستفاضة وشمول
قالت: طيب هلا وضحتي الرسمة اكثر
قلت: الكسب القلبي أمامه سهمان
وهما يشيران لقبول الخاطر بمعني أن قبول الخاطر هو الكسب القلبي
وعنيت بقبول الخاطر أن القلب يعزم عزما علي القبول بهذه الكيفيات المذكورة تحت الاسهم (لله لغير الله ... الخ)
فالان الخاطر يلقيه الملك أو الفطرة من نفسك: صلي زكي صومي ..... الخ
فيعزم قلبك علي الفعل لله، لغير الله ... الخ
حتي الان أنت لم تصومي ولم تزكي ولم تفعلي شئ فقط نتحدث عن العزم قبل الفعل
أنت أخذت الأجر أو الإثم علي العمل القلبي قبل الفعل
يعني لو استيقظتي فلم تصومي لأي ظرف قدري أو حتي للكسل لكن كان عزمك صادقا فأنت كان لك أجر العزم والإرادة والنية
كما روي ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم: "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة ومن هم بها فعملها كتبت له عشر حسنات الي سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء "
قالت:نعم أكملي
قلت الان نرسم رسمة اخري
http://saaid.net/daeyat/sara/27-3.jpg
إذا أتي الإنسان خاطر خير فرده فهو بين الإثم ونقصان الايمان
لاحظي هنا أمر مهم:
أولا أنا أتحدث عن خاطر خير مجرد لا خاطر خير مشتبه فيه
قالت في حيرة بمعني؟
قلت يعني قد يكون خاطر الخير تشبيه من الشيطان ليجعل الإنسان يشتغل بمفضول مثلا فلو تفطن له المؤمن ورده لا يدخل في بابنا هذا
قالت:ممكن مثال؟؟
قلت: مثلا انت تقرأي القرءان وأذن الأذان فوقع في قلبك أنك تريدين الاستزادة من القراءة ولا ترددي مثلا خلف الاذان أو تأخير الصلاة .. هل هذا خاطر خير؟؟
في ظاهره نعم لكن في باطنه؟؟ يضيع عبادة وقت والأمثلة كثير
قالت:نعم فهمت
اذا لو جاءك خاطر الخير الحقيقي فرده الإنسان
ما معني رده؟؟ لاحظي أيضا أنا لا أتحدث عن النسيان أو الإنشغال ... أنا أتحدث عن إرادة رده
مثلا فتاة غير محجبة يأتيها هاتف داخلي تحجبي هذا افضل
فترده وتقول في نفسها .. ليس الآن أنا احب الزينة
فبالقطع هي بإرادتها عدم الحجاب أثمة لإنها عزمت علي عدم الطاعة
مثال أخر: هاتف يأتيك تصدقي فتبخلي البخل هنا عمل قلبي وهو العزم علي عدم التصدق والعمل القلبي إرادة والإرادة نحن محاسبون عليها وإن كانت الصدقة سنة وليست فريضة لكن الإيمان يزيد وينقص بهذه العزيمة وتلك
هل هذا واضح؟؟
قالت: نعم
سكتت لحظة ثم قالت: ها هنا مسألة
قلت لها تفضلي
قالت: الاية " ولقد عهدنا إلي ءادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما"
فما أحوال النسيان؟؟؟
قلت لها النسيان نوعان:
نسيان حقيقي وهو أن يرد الخاطر ويذهب دون عزم لا علي قبول ولا رد
ونسيان كسبي: وهو المقصود في الاية .. وهو أن يرد الخاطر فنتجاهله .. عن عمد
يأتي الان دور خاطر الشر
رسمت رسمة
وقلت لها
أنظري وتابعي
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 04:43]ـ
http://saaid.net/daeyat/sara/27-4.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
الان انت ترين خاطر الشر يأتي رياء مثلا عجب ... الخ إن قبلتيه
قاطعتني في لهفة: كيف أقبله؟؟؟
ابتسمت للهفتها: تقبليه بأن تستمتعي به مثلا الرياء يأتيك الخاطر إن فعلت هذا سيكون لك من الشأن كذا وكذا عند الناس .. خاطر العجب إن فعلت كذا صرت قائدتهم وانبهروا بك ... خاطر السمعة: سيشتهرين .. خاطر حب المدح .. ستنالي من المدح من فلان وعلان ...
فتنقادي لهذه الخواطر ... وتسعدي بها
هذا الانقياد والاستمتاع بالخاطر هو القبول
أما الرد فأنواع منها المقاومة والاستنكار والضيق والحزن كذلك فإن حزنك دلالة علي رد الخاطر ... لماذا تحزني أنه مر بخاطرك كذا؟؟ أنت ترفضيه .. هذا بالنسبة للخواطر القلبية فكلما شعرت بخاطر رياء او نفاق او عجب او اي عمل قلبي محرم او مكروه فردك له هو ضيقك منه وبغضك له
والحزن ليس ممدوح بذاته لكن انا أتحدث هنا عن اعتباره علامة أو دلالة علي ردك للخاطر
فاستعيذي بالله تعالي وانته عن التفكير فيه ... وفكري في الطريق المعاكس ... فان جاءك خاطر رياء مثلا فكري في ال اخلاص وجددي نيتك ورغبتك في الطاعة .... مهم جدا ان نعرف لماذا نفعل الفعل ... ما هو الثواب المترتب عليه من الله فان هذا ما يقوي عزمك واخلاصك
اذا جاءك خاطر العجب فتذكري انه لولا الله تعالي لما تمكنت من عمل اي شئ وانك بالله ولله راجعه وتذكري حديث من طلب ان يعامله الله بعدله
جاءك خاطر السمعة فتذكري ان السمعة في ا لملأ الأعلي خير لك من الدنيا وما فيها
هكذا تركزين فكرك في الطريق الصحيح وتطردين الخاطر المحرم
تعالي نشرح اكثر كيفيات رد الخواطر وقبولها علي خواطر المعاصي لاعمال الجوارح ..... فإنه يأتيك الخاطر بعمل المعصية .. مثلا الغناء
قبلتي .. بعزمك مثلا علي السماع بعد ما تنتهي مما في يديك ... هذا إثم
إثم الهم والعزم علي المعصية ولو منعك مانع قدري كالمرض أو انقطاع الكهرباء أو الانشغال ... فإنك قد نلت الإثم بهذا العزم
والدليل: حديث الناس اربع .. رجل اتاه الله علم ومال فهو يعمل فيه بطاعة الله ورجل اتاه الله علم ولم يؤته مال فهو يقول لو أن لي مثل مال فلان لفعلت كذا وكذا فهما في الأجر سواء ورجل اتاه الله مال ولم يؤته علم فهو يعمل فيه بمعصية الله ورجل لم يؤته الله علم ولا مال فهو يقول لو ان لي مثل مال فلان لفعلت كذا وكذا فهما في الوزر سواء
طيب رددت خاطر الشر لغير الله ... ليس عليك شئ .. يعني مثلا خاطر سماع الغناء السابق تقولي لن أسمع عندي صداع اذا لا شئ لا إثم ولا ثواب لأنك لم تعزمي علي العمل
أو مثلا رجل لا يشرب الخمر لأنه لا يحب أن يذهب عقله هذا لا يأثم ولا يؤجر
طيب رددت الخاطر .. لا لن اسمع الغناء فهو حرام هذا لله اذا ثواب إن شاء الله
طيب رددت الخاطر لله ولغير الله ... لن اشرب الخمر لانها مضرة ولانها حرام هذا عند الله ولن يستوي المخلص وغيره
طيب جاءك في خاطرك أغنية استرسلت معها .. هذا طائف من الشيطان .. نسيتي هذا نسيان غير كسبي ... نسيان حقيقي ... ان الذين ءامنوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون
ان تذكرت فذكرت فأبصرت فقد رددت الخاطر
والنسيان الحقيقي في خاطر المعصية لا يدوم
لكن تذكرت فلم تذكري ولم تستعيذي واستمررت في الخاطر ... هذا نسيان كسبي أنت تعمدتيه
سألت حائرة: لكن ألا يتعارض ما ذكرتي من كون من يقبل ويعزم علي المعصية ينال إثم ولو لم لعملها قدرا .. مع الحديث القدسي الذي رواه ابن عباس:إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة ومن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات الي سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء ومن هم بسيئة فعملها كتبها الله له سيئة واحدة وان هم بها فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة"؟؟
يعني الحديث يقول الذي يهم بالسيئة ولا يعملها تكتب له حسنة وأنت تقولين تكتب له سيئة وتقولين أنه إذا نسيها أو تجاهلها ولم يعزم علي شئ ليس عليه إثم فقط!!
قلت: ان للحديث رواية ذكرها الشيخ ابن العثيمين في شرحه للحديث توضح الامر: وان هم بها فلم يعملها لأجلي كتبها الله له حسنة كاملة
فكما ذكرت من قبل من خطرت له السيئة وهذا هو الهم المقصود في الحديث فلم يعملها لله تعالي تكتب له حسنة
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني تعالي نضرب مثالا أخر: رجل لا يمنعه من شرب الخمر الا مرض في الكبد مثلا لكن لو لم يكن هناك مرض لديه لشرب فهل هذا يؤجر؟؟؟ بالقطع لا ... هذا يأثم للعزم الذي عزمه علي الشرب مثل الرجل المذكور في حديث الماس أربع: فهو يقول لو كان لي مثل مال فلان لفعلت كذا وكذا
أما ان كان رجل يشتهي الخمر لكن يخشي الله عز وجل ولا يستطيع أن يشربها لخوف الله تعالي هذا هو المأجور يأتيه الخاطر فيرده لله تعالي
وطبعا هناك مسألة مشهورة جدا وهي أن المسلم لا يؤجر فقط بامتناعه عن فعل المعاصي الا اذا كانت هذه المعاصي قد عرضت له فامتنع لله تعالي ... فشهوة الانسان في الحرام ورغبته فيه ان امتنع عنها لله تعالي فهو المأجور بخلاف من لم تعرض له الشهوة ولا الرغبة من الاساس
فهل الأمر واضح الان؟؟؟
قالت:نعم
يبقي الان نقرة ... كيف نفرق بين القاء الملك والقاء الشيطان؟؟
وكيف نقاوم ونجاهد خاطر الشر؟؟
قالت: نعم فهذا بيت القصيد
قلت أما الفرق بين القاء الملك والقاء الشيطان فيبينه لنا ابن القيم في كتاب الروح:
والفرق بين الهام الملك والقاء لشيطان من وجوه:
منها أن ما كان لله موافقا لمرضاته وما جاء به رسوله فهو من الملك وما كان لغيره غير موافق لمرضاته فهو من القاء الشيطان
ومنها أن ما أثمر إقبالا علي الله وإنابة الية وذكرا له وهمة صاعدة إليه فهو من القاء الملك وما أثمر ضد ذلك فهو من الشيطان
ومنها أن ما أورث أنسا ونورا في القلب وانشراحا في الصدر فهو من الملك وما أورث ضد ذلك فهو من الشيطان
ومنها أن ما أورث سكينة وطمأنينة فهو من الملك وما أورث قلقا وانزعاجا واضطرابا فهو من الشيطان
فالالهام الملكي يكثر في القلوب الطاهرة النقية التي قد استنارت بنور الله فللملك بها اتصال وبينه وبينها مناسبة فإنه طيب طاهر لا يجاور إلا قلبا يناسبه ... فتكون لمة الملك اكثر من لمة الشيطان بهذا القلب
وأما القلب الميت الذي قد اسود بدخان الشهوات والشبهات فالقاء الشيطان ولمه به اكثر من لمة الملك " اهـ كلامه رحمه الله تعالي
قالت: اذا وضح الفرق ... لكن هذا يعيدنا للوسواس الاول ... انني يكثر بي خاطر السوء لان قلبي خرب
ابتسمت وقلت: بل ماذا يفعل الشيطان في البيت الخرب هذا محض ايمان
وانظري الي قول النبي صلي الله عليه وسلم للصحابة عندما قالوا له انا نجد في صدرونا ما يتعاظم علينا ذكره
ان علامة ايمانهم أنهم وجدوه كما ذكر النبي صلي الله عليه وسلم فماذا يفعل اللص في البيت الخرب؟؟
فرد عليهم النبي صلي الله عليه وسلم أوقد وجدتموه ... فهم قد استعظموه واستنكروه ولهذا جاءوا يسألون عنه وهم وجلون ولهذا كان رد النبي صلي الله عليه وسلم ليبشرهم بانهم علي الجادة وان هذا محض ايمان
وكلام ابن القيم أن الشيطان له بالقلب الصالح لمات أيضا حتي ينتصر الخير فيه أو الشر ... فيصير القلب سليما أو ميتا
فاذا كان القلب مستسلما للشبهات والشهوات يأتيها من غير امتناع ولا خشية فهو القلب الذي اسود والذي يتباعد عنه الملك فلا يكاد يؤنب نفسه الا كسراب يراه من بعيد ولا يدركه أبدا
فابن القيم يتحدث عن أخر مراحل القلوب حين يصل القلب الذي قاوم وجاهد الي مأربه من السلامة وحين يصل القلب الذي استسلم وانقاد للشر الي الموت
فمع المقاومة .. والاستعاذة وكثرة الاستغفار ... وحضور القلب في الخيرات .. ومتابعة النوايا ... والإصرار علي الصالحات .. ومجاهدة النفس وتزكيتها بالاذكار والقرءان والدعاء
وتذكري نصيحة النبي صلي الله عليه وسلم: استعذ بالله وانته ... يعني الاستعاذة رد للخاطر ثم الامتناع عن الاسترسال معه
ستجدي أن الامور صارت أفضل إن شاء الله .. وأن لمات الملك صارت اقرب وأن لمات الشيطان صارت أبعد فلا يكاد يكون للقلب شهوة ولا شبهة تخالف أمر الحق ..... وهذا امر عظيم وجائزة جليلة من رب كريم قال تعالي: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"
فقط عليك بنصيحة الصالحين والصالحات و اثبتي علي الحق علي الحق لا علي غيره
(يُتْبَعُ)
(/)
واجلسي مع نفسك 5 دقائق قبل أي عمل لتجددي النية وإن وجدت لما الشيطان استعيذي بالله تعالي واعملي أن الحزن من جنود الشيطان ... فجددي النية وتحري الحق واطردي الباطل نم ذهنك فهذه المقاومة ردع له ولا تستسلمي لكثرة ما يأتيك الخاطر بل قولي في نفسك باستبشار هذا محض ايمان .. ولا تتركي الجهاد ابدا ... واعلمي أن الشهوات من نفسك وأن الشبهات من الشيطان ...
فخالفي النفس والشيطان
ولا تنسي تجديد إيمانك بـ
لا اله الا الله
----------------------------------
[1] كلُّ ما سيأتي هو خُلاصة محاضرات قيِّمة؛ للدكتور/ محمود عبدالرازق الرضواني، مع ما تَيَسَّرَ من كُتُب ابن القيم الجوزية.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 01:51]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع و الشرح الجيد للوسواس، فهو مهم جدا في إصلاح الفرد و بالتالي المجتمع.
و لي بعض التعليق سدد الله سعيك تتمة للفائدة:
لي تجربة مع الوساوس و نحوها و لا أزال أصارع الشيطان القرين حتى أنه في الحديث يأتي المسلم في آخر ما يأتيه عند سكرات الموت ليفتنه عن دينه و هناك يسبق عليه الكتاب فيختم له بخير أو بشر و يثبت الله الذين آمنوا و يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء.
و حديث سيكون عن أسباب هذه الوساوس.
يقول البخاري في صحيحه في كتاب البيوع باب من لم يرى الوساوس ونحوها من الشبهات
و أورد تحته حديثين الأول شكي إلى النبي صلى الله عليه و سلم الرجل يجد في الصلاة شيء أيخرج من الصلاة فقال " لا حتى يسمع صوت أو يجد ريحا"
و الثاني لا يحضرني الآن، لكن يفهم من هذا الحديث قاعدة فقهية مهمة و هي " اليقين لا يزول بالشك"
و زدت قاعدة أخرى و هي "الحقيقة لا تزول بالأوهام"
و لي فيها موضوع في هذا المنتدى المبارك.
فالوساوس إما شك أو وهم.
و هي سهام إبليس الخفية يلقيها على العبد من حيث لا يراه فلا يمكنه تجنبها إلى بعصمة الله و ذكره
فهنا سبب لتجنب الوسواس ليس للعبد غيره
فما هو الذكر؟
لما قرأت موضوعك لاحظة غفلتك لأمر مهم جدا ذكرته الأخت المبتلاة في القصة و هو
فتورها عن الذكر و الدعاء
فأقول لو تدوم قلوبنا على الذكر لصافحتنا الملائكة في الطرقات
ساعة فساعة
لكن العبادة في القلب لا تنعدم أبدا و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إحفظ الله في السراء يحفظك في الشدة " و قال " إحفظ الله يحفظك " فقلب المؤمن يجد راحة في حب الله و الرضا بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد رسولا
فمن أين يصل إليه الشيطان و هو في هذه العبادة القلبية المريحة و الكبيرة بل هي أعظم العبادات على الإطلاق.
و قد قلت لك أني لي تجربة مع الوسواس عرفة منها سبب أو الباب الذي يدخل منه الشيطان و الذي هو الشك
فالقلب الذي لا يقين فيه تراوده الشكوك
و هنا مسألة هل الأصل في القلب اليقين أم الشك
فأقول الأصل في القلب هو الفطرة يقول الله تعالى في محكم تنزيله "و هو الذي أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيأ و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليل ما تشكرون " (سورة النحل 78)
إذا فالفطرة هي جهل بسيط مع الشكر لنعمة السمع و البصر و الفآد التي هي آلة العلم و العلم هو اليقين على قول.
ثم في الحديث "كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب فأبواه يهودانه أو ينصرانه " مع تصرف في الحديث ينظر فيه
فقوله يعرب أي يتكلم و يفهم
و قد جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن الوسواس يكون على القلب من لحضت الولادة حتى إذا ذكر إنخنس.
فهذا كله ينبئنا على أن الأصل هو اليقين و الحقيقة و أن الوسواس و الشك و الأوهام طارئة و زائلة بذكر الله.
فنحن لدينا عبادة مريحة و هي الرضا و الفرح بفضل الله و رحمته لكن لا يعني هذا الأمن من مكر الله
فينبغي للفقيه أن يعطي لله حقه و لقلبه حقه و لجسده حقه و لكل ذي حق حقه ما إستطاع
أقول قولي هذا و أستغفر الله.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 08:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على التعليق
كلامكم سديد جدا في مسألة الذكر وعمل القلب فإن سبب المشكلة في الوساوس فعلا هي قلة الانتباه لعمل القلب
قلتم:
و هنا مسألة هل الأصل في القلب اليقين أم الشك
فأقول الأصل في القلب هو الفطرة يقول الله تعالى في محكم تنزيله "و هو الذي أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيأ و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليل ما تشكرون " (سورة النحل 78)
إذا فالفطرة هي جهل بسيط مع الشكر لنعمة السمع و البصر و الفآد التي هي آلة العلم و العلم هو اليقين على قول.
ثم في الحديث "كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب فأبواه يهودانه أو ينصرانه " مع تصرف في الحديث ينظر فيه
فقوله يعرب أي يتكلم و يفهم
و قد جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن الوسواس يكون على القلب من لحضت الولادة حتى إذا ذكر إنخنس.
فهذا كله ينبئنا على أن الأصل هو اليقين و الحقيقة و أن الوسواس و الشك و الأوهام طارئة و زائلة بذكر الله.
فبارك الله فيكم لو تزودونا برابط موضوعكم القيم أو تستفيضوا في الشرح لكي يتضح لنا الأمر يكون ذلك كرما منكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 06:28]ـ
و إياك، أخي الكريم
القلب في القرآن له أمثلة كثيرة بإختلافها و تشابهها، و من أعجب هذه الأمثلة قول الله سبحانه " مثل نوره كمشكات فيها مصباح" عن الْحَسَنِ ( java******:)، فِي قَوْلِ اللَّهِ: مَثَلُ نُورِهِ قَالَ: " مَثَلُ الْقُرْآنِ فِي الْقَلْبِ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( java******:)، فِي قَوْلِهِ: " يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ يَعْنِي: بِتِلْكَ الْغِشَاوَةِ الَّتِي عَلَى الْقَلْبِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمِعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ وَكَقَوْلُهُ: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمِعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " و عَنْ مُجَاهِدٍ ( java******:)، قَالَ: " الْقَلْبُ مِثْلُ الْكَفِّ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا قَبَضَ أُصْبُعًا حَتَّى يَقْبِضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا. وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَرَوْنَ أَنَّهُ الرَّانُ " و عن إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ ( java******:) يَقُولُ: " قَلْبُ الْمُؤْمِنِ أَبْيَضُ نَقِيٌّ مَجْلِيٌّ مُحَلًّى مِثْلَ الْمِرْآةِ، فَلَا يَأْتِيهُ الشَّيْطَانُ مِنْ نَاحِيَةٍ مِنَ النَّوَاحِي بِشَيْءٍ مِنَ الْمَعَاصِي إِلَّا نَظَرَ إِلَيْهِ كَمَا يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ فِي الْمِرْآةِ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ مِنْ ذَنْبِهِ مُحِيَتِ النُّكْتَةُ مِنْ قَلْبِهِ وَانْجَلَى، وَإِنْ لَمْ يَتُبْ وَعَاوَدَ أَيْضًا، وَتَتَابَعَتِ الذُّنُوبُ، ذَنْبٌ بَعْدَ ذَنْبٍ، نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ نُكْتَةٌ حَتَّى يَسْوَدَّ الْقَلْبُ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، قَالَ: " الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ، حَتَّى يَسْوَدَّ الْقَلْبُ فِي إِبْطَاءٍ، مَا نَجَعَ فِي هَذَا الْقَلْبِ الْمَوَاعِظُ، فَإِنْ تَابَ إِلَى اللَّهِ قَبِلَهُ اللَّهُ وَانْجَلَى عَنْ قَلْبِهِ كَجَلْيِ الْمِرْآةِ "
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 07:51]ـ
و من أهم و أعظم الواجبات الدينية على القلب هو الإخلاص.
و هو تخلية القلب من الهوى و الشهوات المحرمة ثم تحليتها بحب الله و الرضا عن الله مع الخوف و الرجاء و سائر الأعمال الظاهرة و الباطنة من الإيمان و الذكر و الدعاء
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 10:02]ـ
و من الوساوس ما هي حسية يدركها الإنسان بحواسه الخمسة التي هي السمع و البصر و الشم و الذوق و اللمس.
تعرض هذه الوساوس الحسية على القلب كقطع الليل المضلمة و هي الفتن و المنكرات في الدين إما شركا أو بدعة أو معصية
فإما أن يكون القلب مخلصا من الهوى و هو القلب المسلم فينكرها و إما أن يكون مشربا لهواه و هو القلب المنافق أو الكافر فلا ينكرها.
و في مقابل الوساوس هناك العلم الذي هو الإسلام و الإيمان و التقوى، فالقلب الخالص يعرف و يحب و يرضا بالإسلام و الإيمان و التقوى و أما قلب المنافق و الكافر فينكر ذلك كله إلى ما أشربه هواه فيزيد أو ينقص في دين الله بحسب ما يهواه.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 11:19]ـ
و أصل الشر كله هو الشرك الذي هو أن تجعل مع الله ندا و هو خلقك و أكثر ما يجعل لله ندا هو الهوى و هو أول بدعة أحدثها إبليس على الإطلاق و هو حب النفس و العجب بالنفس و الإفتخار و التعاظم و التعالي على الله و على الخلق فالتجرد لله من الهوى هو الأساس الذي أوجبه الله على العبد في دينه حتى يصح إيمانه و تقواه.
إذا فالشرك بدعة في الأصل و كل الشر في الإبتداع في الدين، و لهذا نها عنه الشرع أشد النهي في كل خطبة و حديث.
و يمكن أن نحصر الحرام في البدعة و الحلال في ما سوى البدعة.
حتى معصة آدم كانت بوسوسة من إبليس و هي بدعة، إلى أن آدم نسي كلام الله في إبليس اللعين.
فمقصودي أن الشرك و المعصية في أصلها بدع إبليس يضاهي بها شرع الله و كل ما كان يضاهي شرع الله فهو بدعة.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 11:39]ـ
و بعد أن أستطردة في موضوع البدعة و الهوى أرجع إلى الوسوسة فأقول:
مما يشتبه بالوساوس الضرر و الأمراض البدنية
يقول شيخ الإسلام بن القيم رحمه الله: العارف بالله يمشي بمشاهدة منة الله و الإطلاع على عيب النفس و العمل
قوله تعالى: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير"
فالله كتب لنا البلاء و الضرر في هذه الأرض عدلا منه سبحانه كل بقدره جل جلاله
و العبد لا يقبل منه عمل حتى يؤمن بالقدر خيره و شره،
فعليه أن يصبر و يحتسب و حسبك أن ترضا.
كما في الحديث أن الله إذا أحب قوما إبتلاهم فمن رضي فله الرضا و من صخط فله الصخط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 11:54]ـ
و مما يعين الشيطان على تحقيق وساوسه القلق و الإستعجال في أمور الدين
فمن أكثر الأشياء تعجلا العلم و الملال.
منهومان لا يشبعان منهوم في العلم و منهوم في دنيا.
فالشيطان يعد و يمني بالعاجلة و الله يعد و يمني بالآجلة.
يقول الله تعالى " خلق الإنسان من عجل " " سؤريكم آياتي فلا تستعجلون" " إن هاؤلاء يحبون العجلة و يذرون وراءهم يوما ثقيلا".
و في الحديث " إن فيك خصلتان يحبهما الله و رسوله الحلم و الأنات "
و في صبر موسى عليه السلام مع الخضر على العلم.
و الأمثلة كثيرة
هذا و الله أعلم.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 11:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عامة ما ذكرتم أوافقكم عليه وإن كنت أطمع في بيان وبسط ما ذكرته بخصوص هل الأصل الشك أم اليقين.
فقط لي ملحوظة على هذه العبارة:
و يمكن أن نحصر الحرام في البدعة و الحلال في ما سوى البدعة.
حتى معصة آدم كانت بوسوسة من إبليس و هي بدعة، إلى أن آدم نسي كلام الله في إبليس اللعين.
فمقصودي أن الشرك و المعصية في أصلها بدع إبليس يضاهي بها شرع الله و كل ما كان يضاهي شرع الله فهو بدعة.
إذا كنت تعني البدعة اللغوية فربما، أما إذا عنيت البدعة في الاصطلاح الشرعي فالأمر ليس كذلك والله أعلم
الفرق بين المعصية والبدعة أن المعصية مذكورة في الدين بصيغة النهي والبدعة غير مذكورة في الدين لا بصيغة النهي ولا بصيغة الأمر
البدعة يقصد بها التقرب إلى الله رغم أنه لم يرد في الشرع أن الله تعبدنا بها
أما المعصية والشرك فهي عمل لا يقصد به أبدا التقرب لله تعالى
فالشرك والمعاصي ليس شرع يضاهي شرع الله بل هو أفعال تصادم شرع الله ولا يقصد بها أصلا التقرب لله
أما البدعة فهي أفعال يتقرب بها لله ولم يأمر الله تعالى به فالفاعل يضاهي به شرع الله من كونه وضع عبادة ادعى أن الله يحبها ولم يرد نص بها
أما إذا كانت الأفعال لا يقصد بها التقرب إلى الله وليست مصادمة لشرع الله فلا تدخل معنا في هذه الأبواب بل هي من قبيل العادات، والله تعالى أعلم
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 11:22]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فكرة الموضوع جيدة و أعجبني تنسيقه و جاري التأمل و التدقيق فيه أكثر و أسأل الله أن يبارك لك في علمك ...
أما بخصوص تعليقك حول تعريف البدعة فلعلك تراجعي الكتب التي تكلمت عن الخوارج و ستجدين كيف أنّ هناك طائفة من العلماء حكمت على أنّ الخروج على السلطان المسلم يعتبر بدعة رغم وجود النهي على الخروج على السلطان المسلم في النصوص الشرعية و أيضا هناك أمثلة في مسائل أخرى من كلام العلماء. و معلوم الخلاف في تعريف البدعة بين العلماء.
وفقكم الله.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 10:18]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فكرة الموضوع جيدة و أعجبني تنسيقه و جاري التأمل و التدقيق فيه أكثر و أسأل الله أن يبارك لك في علمك ...
أما بخصوص تعليقك حول تعريف البدعة فلعلك تراجعي الكتب التي تكلمت عن الخوارج و ستجدين كيف أنّ هناك طائفة من العلماء حكمت على أنّ الخروج على السلطان المسلم يعتبر بدعة رغم وجود النهي على الخروج على السلطان المسلم في النصوص الشرعية و أيضا هناك أمثلة في مسائل أخرى من كلام العلماء. و معلوم الخلاف في تعريف البدعة بين العلماء.
وفقكم الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وفي انتظار التدقيق
بالنسبة لموضوع البدعة
بالنسبة لبدعة الخوارج فمسألة خروجهم على السلطان يعد بدعة لأنهم تأولوا النصوص وتعبدوا بهذا الخروج تأويلا فصارت تدخل تحت تعريف البدعة الشرعية، لأن أصل بدعة الخوارج هو تكفير المسلمين بالكبيرة، فصار الحاكم عندهم كافرا بأي معصية يقع فيها ومن هنا سمي خروجهم بدعة لأنه يعتمد على أصل بدعي وهو التكفير بالكبائر.
ونلاحظ أن المبتدع يعتمد على نص فليست كل البدع ليس لها أصل وهذا تعريف البدعة الإضافية
(يُتْبَعُ)
(/)
فأهل البدع من معطلة الصفات يخالفون صريح القرآن مثلا في قوله تعالى: الرحمن على العرش استوى، ورغم أنه يقولوا لا لم يستو على العرش (وهذا مخالف لصريح القرآن) إلا أنه عد بدعة لأنهم قاموا بالتأويل فصارت البدعة في التفسير نفسه فجاءوا بتفسير لم يسبقهم إليه الصحابة.
كذلك أهل البدع من الخوارج لم يعتبر خروجهم معصية لأنهم لم يفعلوه كمصادمة للنص بل فعلوه كتأويل للنص فرفعوا شعار "لا حكم إلا لله " وجعلوه سببا في الخروج على الحكام المسلمين.
كذلك يقال نفس الشيء في استباحتهم دم المسلمين
فقتل المسلم كبيرة من الكبائر بنص القرآن، لكن القاتل العاصي قاتل غير متأول أصلا للنص ولا مبتدع في تفسير النص بل هو قتل للقتل، أما الخوارج فقتلوا للتعبد كما يفعل المسلم مع الكافر في الجهاد، فلا تسمى استباحتهم لدم ومال المسلمين معصية لأنها أولا متعبد بها ثانيا مبينة على أصل فاسد مبتدع وهو التكفير بالكبيرة وثالثا متأولون بها للقرآن خلافا للصحابة.
فالقتل عندهم والخروج ليس خروجا ولا قتلا للمسلم بل خروجا وقتلا للكافر المستباح الدم - بزعمهم- فلا يسمى هذا معصية لأن المعصية وردت في قتل المسلم وهم - بتأويل فاسد مبتدع - لم يقتلوا مسلما ولا خرجوا على مسلمٍ بل قصدهم الخرو على الكافر وقتل الكافر فكيف يكونوا عصاة؟ وكيف نساوي بينهم وبين القاتل السني العاصي؟ فالعاصي يعلم أنه خاطئ ويُرجى توبته أما المبتدع فرجاء توبته بعيد المنال لأنه يرى نفسه على الحق وأنه هو الفاهم للنصوص العالم بخبايا الكتاب والسنة الرافع لراية الحق لهذا قال بعض السلف: المبتدع لا توبة له.
وإلا فكل بدعة في الأصل مصادمة لعموم قوله تعالى: "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى " وعموم قوله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وغير ذلك من النصوص.
ثانيا بالنسبة للخلاف في تعريف البدعة بين العلماء فلا أتذكر أن أحدا قال أن الشرك = بدعة بالمعنى الشرعي، وهم يفرقون مثلا بين الصلاة في المسجد الذي فيه قبر فيقولون: بدعة أو مكروه (في حالة الاضطرار)، أما الصلاة إلى القبر ودعاء المقبور فيقولون فيه: شرك مناقض للتوحيد. هذا بالنسبة للتعريف الشرعي، وإلا فالكل بدعة لغوية.
ولو جعلنا الشرك = البدعة، لصار لزاما علينا أن نضع في حد البدعة أنها تناقض الدين وبذلك يخرج من التعريف الكثير من البدع الإضافية التي هي أصلا سبب البلاء في الأمة وهي أكثر انتشارا من البدع الأصلية. والله تعالى أعلم
وعامة لو عندكم كلام مختلف مع ما ذكرنا فنرجو التفصيل فيه لعلنا نستفيد وبارك الله فيكم
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[12 - Mar-2010, صباحاً 04:40]ـ
شكرا لك أختي الطيبة ...
و لكي لا أتسبب في التشويش على موضوعك الأصلي بمناقشة تعليق ليس له علاقة كبيرة به فسأكون مضطرا للإجمال في الكلام ...
و لعلك تتأملين في هذا الكلام للشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- مع التركيز على ما سطرته و لونته بالأحمر:
والبدع المكفرة منها ما هو راجع إلى البدع الاعتقادية، ومنها ما هو راجع إلى البدع العملية التي يكون معها اعتقاد، وقد لا يكون معها اعتقاد،
و قال: والبدعة المفسقة تكون بالعمل وتكون بالعلم
تجدين كلامه بكامله على هذا الرابط:
http://salehalshaikh.com/?p=769
و أنا أفهم من كلامه هذا بأنّه يرى إمكانية أن تكون هناك بدعة دون أن يكون مرد ذلك إلى شبهة في الإعتقاد أو شبهة علمية-و قد سطرت على الشاهد من ذلك في كلامه الذي اقتبسته-.
أيضا هناك كلام وجدته منسوب للإمام الشافعي -رحمه الله- حيث قال: "المُحدَثاتُ مِنَ الأمُورِ ضَربانِ، أحَدُهُما مَا أُحدِثَ ممّا يُخَالِفُ كِتابًا أَو سُنَّةً أو إجْماعًا أَو أثَرًا فَهذِه البِدْعَةُ الضّلالَةُ، والثّانِيةُ مَا أُحْدِثَ مِنَ الخَيرِ ولا يُخَالِفُ كِتَابًا أو سُنَّةً أو إجْماعًا، وهَذه مُحْدَثَةٌ غَيرُ مَذْمُومَةٍ." و قد وقفت على كلام منسوب لابن تيمية -رحمه الله- ورد فيه أنّه يصحح سند هذا الأثر الذي رَواهُ البَيْهقيُّ في مجموع الفتاوى و الكتاب ليس معي للتيقن و إن كانت عندي غلبة ظن في صحة ذلك.
فشرط البدعة الضلالة في هذا الكلام هو ما يلي:
- المخالفة للكتاب و السنة و الإجماع،
- أن تكون محدثة.
و أفهم من كلامه أنّ المحدثة عنده ليس فقط ما يضاهى به الدين و إنما يدخل أيضا في تعريف المحدثة عنده: ما فيه إحياء لشيء بعدما انقطع ثم إن كان هذا الشيء الذي تم إحياؤه:
-لا يخالف الشريعة فليس ببدعة،
- و إن كان يخالف الشريعة فهو بدعة.
و لم يشترط في البدعة الضلالة وجود نية التقرب إلى الله بها و لا اشترط عدم وجود نص شرعي ينهى عن تلك الأفعال المحدثة بخصوصها، و إنّما أطلق الكلام و استخدم لفظة: "ما" و هي من صيغ العموم و تعم في أي منكر و في أي شيء ليس بخير سواء أكان معصية أم لا.
و الذي أفهمه من هذا الكلام: أنّه إن كانت هناك معصية قد هجرها الناس أو نسوها أو غير ملتفت لها أو لم ينتبه إليها الناس ثم جاء شخص و أحياها حتى و إن كان مقرا بأنّها معصية و كان مقّرا بأنّه لا يتقرب بها إلى الله فهذا الفعل سيكون بدعة ضلالة وفق هذا التأصيل الذي نُسب إلى الشافعي -رحمه الله- في هذا الكلام الذي نقلته.
و أكتفي بهذا القدر بخصوص مداخلتي حول البدعة لكي أفسح المجال للتباحث حول الموضوع الأصلي و قد كان غرضي من مداخلتي التأكيد على أهمية نقل كلام أهل العلم المعروفين من طرفنا عند تقرير هاته المسائل و بيان أنّ هاته المسألة قد حصل فيها خلاف و المقصود هو أن أنصح نفسي و غيري بعدم الدخول مباشرة في التخطئة من طرفنا -نحن من لسنا بعلماء و لا بمعروفين- في مسألة اختلافية من غير أن نمهّد لذلك بذكر أدلة أو نقل لكلام علماء و من غير أن نمهّد لذلك بالإستفسار من المخالف لنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[12 - Mar-2010, صباحاً 08:48]ـ
جزاك الله خير
في الحقيقه موضوع الوسواس بإشكاله الطبيعي والبديهي الذي ذكرته يمكن السيطره عليه بعوامل أقل تبسيطا مثل البيئه الاجتماعيه المحيطه وتعود تغليب الفطره الحسنه ورسوخ قناعة اطلاع الله سبحانه لدى العبد والقصد انه قد توجد عوامل اخرى غير الصراع المحكوم به الانسان بتقدير العزيز الحكيم
والاضافه انه ان كان الموضوع من خلال انشائك وتدبرك ماشاء الله تبارك الله فهو شاهد على نبوغ فكر بنات الاسلام وارتقائهم عن تأثرات قلة الحيله لدى الرجال وماأدت اليه
بارك الله في علمك ودينك
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[14 - Mar-2010, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاكم خيرا
لكن معذرة لي تعليق:
أيضا هناك كلام وجدته منسوب للإمام الشافعي -رحمه الله- حيث قال: "المُحدَثاتُ مِنَ الأمُورِ ضَربانِ، أحَدُهُما مَا أُحدِثَ ممّا يُخَالِفُ كِتابًا أَو سُنَّةً أو إجْماعًا أَو أثَرًا فَهذِه البِدْعَةُ الضّلالَةُ، والثّانِيةُ مَا أُحْدِثَ مِنَ الخَيرِ ولا يُخَالِفُ كِتَابًا أو سُنَّةً أو إجْماعًا، وهَذه مُحْدَثَةٌ غَيرُ مَذْمُومَةٍ." و قد وقفت على كلام منسوب لابن تيمية -رحمه الله- ورد فيه أنّه يصحح سند هذا الأثر الذي رَواهُ البَيْهقيُّ في مجموع الفتاوى و الكتاب ليس معي للتيقن و إن كانت عندي غلبة ظن في صحة ذلك.
أولا اثبت العرش ثم .. انقش
فأين هذا الكلام المنسوب للإمام الشافعي؟ وأين أيضا المنسوب لابن تيمية؟
أنا لا أخالفكم في كون البدعة ليست محصورة في الاعتقاد هناك بدع اعتقادية وبدع عملية طبعا، لكن كلمة (لايخالف الشريعة) كحد للبدعة إن كان مقصودا به أنه في الإمكان أن يأتي أحدنا اليوم بعبادة ويقول هي غير مخالفة لأصول الشرع ويسميها بدعة حسنة فلا نسلم به
وإن كان المقصود بـ (غير مخالفة) أن الأصل في العبادات التوقف حتى يرد النص فنخرج حد البدعة الحقيقية ونقصد بـ (لا نخالف) أي (الوصف) فنخرج حد البدعة الإضافية فيجوز
وعامة إذا كنا لا نختلف في الجزئية السابقة فلا اشكال في تسميتك الشرك بدعة أو شركا ولا مشاحة في الاصطلاح وبارك الله فيكم
الأخ الغامدي جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(/)
الشبهات حول المولود
ـ[محمد زكريا الذهبي]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 01:04]ـ
يستدل اهل البدعة بان الندوات و الدورات التي تقام سنويا او شهريا ان هذا من البدعة اذ ان النبي (ص) ماكانت عنده مثل هذه الدورات وقالوا ان هذا القيد (بالسنة او الشهر) بدعة لان النبي (ص) لم يفعله .............
وكذلك قالوا المولود ليس ببدعة اذ نفينا ان تكون هذه بدعة.(/)
هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة؟
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[02 - Mar-2010, صباحاً 08:43]ـ
فتاوى أركان الإسلام
الشيخ ابن عثيمين
رقم الفتوى 67
س67: هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة؟
الجواب: الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية، وربما يكون اختلافاً لفظياً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين أي أن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضى في حقه وانتفاء المانع، أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات، أو وجود بعض الموانع. وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين:
الأول: أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام أو لا يدين بشيء ولم يكن يخطر بباله أن ديناً يخالف ما هو عليه فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا، وأما في الآخرة فأمره إلى الله -تعالى- والقول الراجح أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله -عز وجل- والله أعلم بما كانوا عاملين، لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب لقوله -تعالى-: (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف: من الآية49).
وإنما قلنا تجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا وهي أحكام الكفر، لأنه يدين بالإسلام فلا يمكن أن يعطى حكمه، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه: ((طريق الهجرتين)) عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة.
النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام ولكنه عاش على هذا المكفر ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبهه أحد على ذلك فهذا تجرى عليه أحكام الإسلام ظاهراً، أما في ا لآخرة فأمره إلى الله -عز وجل-. وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة، وأقوال أهل العلم.
فمن أدلة الكتاب: قوله -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء: من الآية15) وقوله: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59) وقوله: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: من الآية165) وقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (إبراهيم: من الآية4) وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) (التوبة: من الآية115) وقوله: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام:155) (أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ) (156) (أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ) (الأنعام الآيات: 156،157) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان.
وأما السنة: ففي صحيح مسلم 1/ 134 عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة -يعني أمة الدعوة- يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)).
وأما كلام أهل العلم: فقال في المغني 8/ 131: ((فإن كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام، والناشئ بغير دار الإسلام، أو بادية بعيدة عن الأمصار وأهل العلم لم يحكم بكفره)). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 3/ 229 مجموع ابن قاسم: ((إني دائماً -ومن جالسني يعلم ذلك مني- من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة، وفاسقاً أخرى، وعاصياً أخرى، وأني أقرر أن الله -تعالى- قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعمي الخطأ في المسائل
(يُتْبَعُ)
(/)
الخبرية القولية، والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر، ولا بفسق، ولا بمعصية -إلى أن قال- وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين -إلى أن قال- والتكفير هو من الوعيد فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الرجل قد يكون حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً)) أ. هـ. وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب 1/ 56 من الدرر السنية: ((وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعدما عرفه سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره)). ((وأما الكذب والبهتان فقولهم إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل)) أ. هـ.
وإذا كان هذا مقتضى نصوص الكتاب، والسنة، وكلام أهل العلم فهو مقتضى حكمة الله -تعالى- ولطفه، ورأفته، فلن يعذب أحداً حتى يعذر إليه، والعقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله -تعالى- من الحقوق، ولو كانت تستقل بذلك لم تتوقف الحجة على إرسال الرسل.
فالأصل فيمن ينتسب للإسلام بقاء اسمه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي، ولا يجوز التساهل في تكفيره لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله -تعالى- في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.
أما الأول فواضح حيث حكم بالكفر على من لم يكفره الله -تعالى- فهو كمن حرم ما أحل الله، لأن الحكم بالتكفير أو عدمه إلى الله وحده كالحكم بالتحريم أو عدمه.
وأما الثاني فلأنه وصف المسلم بوصف مضاد، فقال: إنه كافر، مع أنه برئ من ذلك، وحري به أن يعود وصف الكفر عليه لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا فكر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما)) 81 وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه82 وله من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه)) 83 يعني رجع عليه وقوله في حديث ابن عمر: ((إن كان كما قال" يعني في حكم الله -تعالى- وكذلك قوله في حديث أبي ذر: ((وليس كذلك)) يعني حكم الله -تعالى-.
وهذا هو المحذور الثاني أعني عود وصف الكفر عليه إن كان أخوه بريئاً منه، وهو محذور عظيم يوشك أن يقع به، لأن الغالب أن من تسرع بوصف المسلم بالكفر كان معجباً بعمله محتقراً لغيره فيكون جامعاً بين الإعجاب بعمله الذي قد يؤدي إلى حبوطه، وبين الكبر الموجب لعذاب الله -تعالى- في النار كما جاء في الحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((قال الله عز وجل الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار)) 84.
فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين:
الأمر الأول: دلالة الكتاب، والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب.
الثاني: انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه، وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله -تعالى-: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115) فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له.
ولكن هل يشترط أن يكون عالماً بما يترتب على مخالفته من كفر أو غيره، أو يكفي أن يكون عالماً بالمخالفة وإن كان جاهلاً بما يترتب عليها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: الظاهر الثاني، أي أن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم، أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة، ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلاً بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالماً ما زنى.
ومن الموانع أن يكره على المكفر لقوله -تعالى-: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النحل:106) ومن الموانع أن يغلق عليه فكره وقصده بحيث لا يدري ما يقول لشدة فرح، أو حزن، أو غضب، أو خوف، ونحو ذلك. لقوله -تعالى-: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب: من الآية5) وفي صحيح مسلم 2104 عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي، وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح)) 85.
ومن الموانع أيضاً أن يكون له شبهة تأويل في المكفر بحيث يظن أنه على حق، لأن هذا لم يتعمد الإثم والمخالفة فيكون داخلاً في قوله -تعالى-: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) (الأحزاب: من الآية5) ولأن هذا غاية جهده فيكون داخلاً في قوله -تعالى-: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: من الآية286) قال في المغني 8/ 131: "وإن استحل قتل المعصومين وأخذ أموالهم بغير شبهة ولا تأويل فكذلك -يعني يكون كافراً- وإن كان بتأويل كالخوارج فقد ذكرنا أن أكثر الفقهاء لم يحكموا بكفرهم مع استحلالهم دماء المسلمين وأموالهم، وفعلهم ذلك متقربين إلى الله -تعالى- إلى أن قال: وقد عرف من مذهب الخوارج تكفير كثير من الصحابة ومن بعدهم واستحلال دمائهم، وأموالهم، واعتقادهم التقرب بقتلهم إلى ربهم، ومع هذا لم يحكم الفقهاء بكفرهم لتأويلهم، وكذلك يخرج في كل محرم استحل بتأويل مثل هذا)). وفي فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 13/ 30 مجموع ابن القاسم: ((وبدعة الخوارج إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا معارضته، لكن فهموا منه ما لم يدل عليه، فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب)) وفي ص210 منه ((فإن الخوارج خالفوا السنة التي أمر القرآن باتباعها، وكفروا المؤمنين الذين أمر القرآن بموالاتهم .. وصاروا يتبعون المتشابه من القرآن فيتأولونه على غير تأويله من غير معرفة منهم بمعناه ولا رسوخ في العلم، ولا اتباع للسنة، ولا مراجعة لجماعة المسلمين الذين يفهمون القرآن)). وقال أيضاً 28/ 518 من المجموع المذكور: "فإن الأئمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم، وإنما تنازعوا في تكفيرهم على قولين مشهورين". لكنه ذكر في 7/ 217 ((أنه لم يكن في الصحابة من يكفرهم لا علي بن أبي طالب ولا غيره، بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين كما ذكرت الآثار عنهم بذلك في غير هذا الموضع)). وفي 28/ 518 ((أن هذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره)). وفي 3/ 282 قال: ((والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم، بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين، واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم، ولم يكفرهم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهما من الصحابة، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم، ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام، وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم، لا لأنهم كفار. ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم، وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص، والإجماع، لم يكفروا مع أمر الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم؟! فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن يكفر الأخرى، ولا تستحل دمها ومالها، وإن كانت فيها بدعة محققة، فكيف إذا كانت المكفرة لها مبتدعة أيضاً، وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ، والغالب أنهم جميعاً جهال بحقائق ما يختلفون فيه)). إلى أن قال: ((وإذا كان المسلم متأولاً في القتال، أو التكفير لم يكفر بذلك". إلى أن قال: ((وقد اختلف العلماء في خطاب الله ورسوله هل يثبت حكمه في حق العبيد قبل البلاغ على ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره. والصحيح ما دل عليه القرآن في قوله -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء: من الآية15) وقوله: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: من الآية165) وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين منذرين)).
والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، والاعتبار، وأقوال أهل العلم.(/)
رسالة من القلب إلى قائمة الـ26 المناصرين للشيخ البراك!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 04:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة من القلب إلى قائمة الـ26 المناصرين للشيخ البراك!
أيها الشيوخ الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله
أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام
فإنّ النار بالعودين تذكى وإن الشرّ مبدؤُهُ كلام
فإن لم يطفئوها تجن حربا مشمّرة يشيب لها الغلام
وقلت من التعجب ليت شعري أأيقاظٌ أميّة أم نيام
نحمد لكم غيرتكم، ولا نشك في عقيدتكم ولا في إخلاصكم – نحسبكم كذلك والله حسيبكم - ونعلم أن الذي يدفعكم إلى مناصرة الشيخ البراك حفظه الله الغيرة لله ولرسوله ولدينه، ولم أكتب هذا تشكيكا فيها، وإنما أكتبها نصيحة لوجه الله، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث أبي رقية تميم الداري في صحيح مسلم: (الدين النصيحة، قلنا لمن يارسول الله، قال: لله ولرسوله ولكتابة ولأئمة المسلمين وعامتهم)، وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنه كما في الصحيح: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم).
إن الكثير من العلماء يطلقون العبارات التي هي في أصلها حق وصدق، فتطير بها الشباب حتى تكون فتنة لهم، فإين هي قاعدة سد الذرائع التي أصبحت أصلا أصيلاً عند كثير من المفتين، لماذا هم يعملونها في أمور مظنونة ويشددون عليها، بينما حين تأتي فتاوى " التكفير " والحكم على الأعيان أو المسائل بالكفر و التي تؤثر على منهجية الشباب، وتحدث أموراً لا تحمد عقباها تغيب هذه القاعدة المرعية وكأنها لا تعرف، أوليست هذه الفتاوى تسبب ضرراً في منهجية المتلقي لتجعله يخرج من طور العقل والرشد إلى ممارسات مضرة؟ فكيف إذا كانت هذه الفتاوى فيها إطلاقات وإجمالات ومآلات تحتاج إلى أن نتأنى في بثها للناس في وقت تحتد فيه حدة الصراع بين التيارات يوماً بعد يوم بسبب غياب الحوار الهادئ والعاقل الذي يقصد منه الوصول إلى كلمة سواء، وحل مشكلاتنا بعيداً عن الضوضاء والصخب والاستقطاب والاستعداء والتحريض والتسابق إلى مواقع التأثير، وقطع الطريق على الآخرين حتى لو أدى ذلك إلى فتن لا تبقي ولا تذر.
ألم يجعل الإسلام حرمة دم المسلم أعظم عند الله من أن تهدم الكعبة التي هي أشرف بقعة جعلها الله لعباده المؤمنين، وإليها تحن أفئدة الذين آمنوا في كل مكان في العالم، وجعل من يريد الإلحاد فيها فإن الله يذيقه عذاب أليم (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)، ومع هذا جعل هدمها وتفتيتها حجرا حجرا أهون عنده من أن يهرق دم رجل مسلم .. ويعني هذا أن كل إنكار لمنكر أهون من هدم الكعبة إن كان سوف يؤدي في مآلاته إلى إهراق دم رجل مسلم فإنه لابد من النظر فيه ومراعاة قواعد الشريعة المرعية من ضرورة درء المفاسد وجلب المصالح.
أيها المشائخ الفضلاء:
كيف نجعل من حفنة من الكتاب الذين لم يعرفوا الإسلام حق المعرفة ولم يعرفوا الليبرالية التي يدعون يوجهون خياراتنا وما نقول وما نفعل، فتكون مناهجنا ردود أفعال لما يكتبون، وكأن البلد وقراراته وخياراته أصبحت ملكاً لهم؟ أين نحن من العمل الوطني الراشد الذي يتعدى قضية الملاحاة المنهجية بيننا وبين خصومنا إلى المشاركة الفاعلة في تحقيق مشروعاتنا العلمية والتنموية برؤية إسلامية تأصيلية توائم بين قيم البلد وحاجات العصر وضروراته، بدلاً من البيانات التي لم تعد نافعة ولا مجدية في وقت التسارع الرهيب، وطبيعة التغيرات الدولية التي لسنا بمنأى عن تأثيرها وأثرها، وكأننا حين تصدر هذه البيانات منعزلون عن التاريخ والواقع، لا نعرف أثر ما نقول على صورة المسلمين في كل مكان، ولا نشعر بالمتربصين الذين نقدم لهم هدايا عظيمة حين نؤكد أننا لا يمكن أن نتعاطى مع المسائل الحادثة إلا برادع الحكم بالكفر والفسق والنفاق، فنؤكد لأعدائنا الصورة التي يحاولون جاهدين إلصاقها بنا، وما يترتب على ذلك من ضغوطات ستصب في النهاية في صالح المشروع الذي نواجهه ونرفضه!
(يُتْبَعُ)
(/)
كم مضى لنا يا أيها العلماء الأفاضل والدعاة الكرام على أحداث التفجير والتكفير التي عانى منها البلد؟ أولسنا نعيش إلى الآن تضاعيف تلك الأحداث، ألسنا نرى شبابا صغارا ذهبوا ضحية فتوى من شيخ ندم عليها أشد الندم؟ ألم نرى تلك الأشلاء والدماء والملاحقات والتخفيات والاستعداءات والتخطيط؟ ألم نفكر لحظة مالذي أوصل شبابنا إلى تلك المراحل المتطرفة؟ ألم نفكر هل لما نقدم أثراً على تصرفات أولئك الشباب؟ ألا نعي أن الشاب حين يقرأ فتوى لعالم من العلماء حتى لو كانت من قبيل الحق المحض فإن فهمه لها، وتصوره لمراد العالم يختلف عن رؤية العالم نفسه؟!
أسألكم بالله .. حين وقعتم بيان النصرة للشيخ البراك الذي لا نقر أي أحد من البشر أن يتعدى عليه لعلمه وسنه وسابقته وفضله هل منكم تفكر في المسألة؟ من منكم راجع كلام الإمام العامري ليتأكد من صحة سياقه؟ من منكم قرأ البيان مرة أو مرتين أوثلاثة قبل أن يوقع عليه؟ من منكم تفكر في المسألة ليس من بابها الفقهي التأصيلي، بل من بابها المصلحي الكلي؟ مع علم الجميع ان نصرة العالم لا يعني موافقته على رأيه، وخاصة أن الشيخ حفظه الله حين عرضت عليه بعض الإشكالات على فتواه أبان عن تفصيل ورأي آخر غير ما تبادر إلى الناس في بادئ الأمر.
إننا كلنا حكاماً ومحكومين ضد الفساد والإفساد وتغيير هوية المجتمع، وضد إفساد المرأة وتغريبها، وضد الأخلال بالمنهج الشرعي والقيمي الذي يميز هذه البلاد عن غيرها والتي قامت منذ نشأتها على هذا الأصل الأصيل الذي سوف يجعلها بعون الله شامخة على البلاد، ولكن معالجة هذا لا يكون على حساب ترويج الفتاوى التي تكون نتائجها أن يتلقفها الشباب بلا وعي، ويبنون عليها جبالاً من المعاني، فيشط بهم الطريق، ويقعون في مزالق التكفير واستباحة الدماء، فإن التجربة التاريخية تدل على خطورة هذا المسلك، ومن لا يقرأ التاريخ ويتذكر باستمرار ما جرى فيه لا يستطيع أن يتلمس النهج الراشد في التعامل مع الواقع واستشراف المستقبل، كيف لا والسجون الآن مليئة بالشباب الذين يحملون فكر " التكفير "، ويعاني كثير من الفضلاء في محاولة إقناعهم في ترك الأفكار، وخاصة أن هناك كثيرا من الوسائل العملية والشرعية السليمة التي توصل الرأي في كل تغيرات الواقع بلا حاجة إلى الأحكام الصارمة التي تقضي على كل رأي آخر، وترهبه أن ينطق بما يخالف، حتى تضطرم في نفوس الكثير ممن لا يوافقون هذا النهج على أعلان الخصام، وزيادة الهوة بين الصلحاء، وكل هذا ينعكس على البلد واستقراره وأمنه وأيمانه.
أنظروا أيها المشائخ الفضلاء ما يجري في مواقع النت مثلا، والتي تمثل صورة قريبة للواقع لهؤلاء الشباب، أنظروا كيف يتلقفون هذه الفتاوى وينزلونها على غير مراد أهلها منها، وكيف ينزلون على مخالفيهم تكفيراً وتبديعاً وتفسيقاً وحكماً بالنفاق، وبدلاً من أن تكون هذه الفتاوى سبيلاً للإصلاح تصبح سبيلاً لمزيد من الجنوح والشطط ..
إنكم بهذا تصلون بالأمر إلى أقصاه، فإن وصل الأمر إلى الحكم بالتكفير فماذا يبقى بعده؟ فإن رأى الحاكمُ تَجَاوُزُ هذا القول باعتبار وجود قول مخالف له فهل ستطردون هذا الحكم على الواقع، وهل سيفهم الشباب تحرزات أهل العلم وقضايا الشروط والموانع؟ ألم يستخدم (تنظيم القاعدة) فتاوى لعلماء فضلا في تبرير ما قامت به، وخاصة حين يكون هناك " إجمال " في مواضع تحتاج إلى تفصيل، وإطلاقات تحتاج إلى تقييد، وكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لئن تحدث الناس بالحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)، وكان الإمام الحسن رحمه الله قد استاء من تحديث الحجاج بن يوسف بحديث قتل العرنيين، لأنه يرى أن هذا مما يعينه على بغيه، فهذه الفتاوى إنما تشحذ همم الشباب للمزيد من الجنوح، ثم يعيش العلماء فترة محاولين ترقيع ما فهمه الشباب من أقوالهم وفتاويهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت في السابق قد كتبت مقالا اسمه: (رسالة إلى شيوخ الجهاديين)، وعنيت بذلك الشيخ علي الخضير، والشيخ ناصر الفهد والشيخ أحمد حمود الخالدي قبل وقوع أحداث التفجير في السعودية، وقلت لهم بالرسالة إن الضخ بهذه الطريقة، والتصعيد في الخطاب، وعدم تهدئة الشباب سوف يؤدي بالأمر لا محالة إلى التكفير والتفجير واستباحة الدماء، وبعد فترة من الزمن فإذا هم يخرجون في شاشات التلفزيون يعتذرون، ويرون أنها " تجربة " ومرت، لأنهم لم يكونوا يتوقعون أنهم سيدخلون بدهاليز لا يستطيعون الخروج منها، ولم يكونوا يتصورون أن يتجرأ الشباب على أن يفجربببوا في مبنى للامن، حتى صرح الشيخ الخضير بأنه بكى حين سمع الخبر، وتجربتهم ماثلة للعيان، والعبرة فيها قائمة، والاعتبار بما جرى لابد أن يعيد لنا شيئا من التفكير في " المآلات " التي يحدثها الضخ والحماس إلى أن يتجاوز الشباب في الأمر فينفلت الزمام، وتقع الفتن، ونعض أصابع الندم ..
إن الاعتراض هنا ليس في الفتيا بـ (تحريم الاختلاط)، فإن هذا قول فقهي له اعتباره وأدلته، ويتفق الجميع على مضار العلاقات المنفتحة بين الرجل والمرأة، وإنما القضية الخطيرة حين ترقى مسائل الفقه الخلافية والاجتهادية لتكون مجالا للـ (التكفير)، وأحكام الردة في مسائل تختلف مناطات أحكامها وصورها باختلاف ظروف البشر وطرائق عيشهم ومستوى حياتهم المدنية، وكذا الأحكام المطلقة بالتكفير على أعيان أو فئات ينتظم تحتها مستويات ليست على نسق وحكم واحد، وهذا بلا شك يؤدي إلى مفهومات لدى المتلقي يخرج بها عن إطارها ومقصد قائلها.
إنه وكما يكون الفساد والدعوة إليه والظلم والبغي والتعدي على الناس مما يوقع العقوبات على البلاد ويؤذن بفتن كثيرة، فإن النصوص كذلك نطقت بأن " الغلو " هلاك للبلاد والعباد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)، فإن كان كذلك فإن إيصاد كل المنافذ الموصلة إليه بالقول والعمل هو حفظ للبلاد والعباد من الهلاك، وحياطة للأمة من أن يصيبها ما أصاب غيرها بسبب الغلو، فتهلك بيد أبنائها وغلوهم وتنطعهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هلك المتنطعون، قالها ثلاثا) عليه الصلاة والسلام.
إنني أرجو الله ان لا يتكرر قولي للمشائخ السابقين حين قلت لهم بعد لقائهم:
محضتهم نصحي بمنعرج اللوى ** فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد
حفظ الله علينا ديننا وولاتنا وأمننا ... إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
وصلى الله على نبينا محمد .. وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 05:24]ـ
بارك الله فيك، مقال رائع ومفيد
قال الحافظ ابن حجر في شرح أثر علي بن طالب (وفيه دليل على أن المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة. ومثله قول ابن مسعود: " ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " رواه مسلم. وممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب، ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم عنه في الجرابين وأن المراد ما يقع من الفتن، ونحوه عن حذيفة وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي، وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة وظاهره في الأصل غير مراد، فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب. والله أعلم.)
ـ[أبو فهد الأحمد]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 05:49]ـ
مقال جيد لكن تنزيله على بيان العلماء الـ26 وفتوى الشيخ البراك فيه نظر ومبالغ فيه ...
ما يحدث في هذه البلاد من مشروع إفسادي شيء خطير جداً كثير من الناس وبعض طلبة العلم لايدرك خطورته.
لي عودة وتعليق مطوّل على هذا المقال إن شاء الله ..
هنا بيان الـ 26
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=336150&postcount=29
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 06:22]ـ
بارك الله فيكم
المقال لـ دكتور استفهام (برد العامر) الكاتب في الساحات و المنتديات اللبرالية ..
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 07:06]ـ
رسالة من القلب بكل تأكيد، قلب صاحبها الباطل حقاً.
ـ[مبتدئة في الطلب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 07:25]ـ
بارك الله فيكم
المقال لـ دكتور استفهام (برد العامر) الكاتب في الساحات و المنتديات اللبرالية ..
من دكتور استفهام؟
ومن برد العامر؟
يبدو أنه مصاب بلوثة في عقله!
أعَلِم مفاسد الفتوى وخفيت على صاحبها "العلامة عبدالرحمن البراك" وستة وعشرون عالما؟
حقا أن هذا لشيء عجاب!!
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 10:40]ـ
هداك الله
ـ[أسامة الشامخ]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 11:19]ـ
المقال: كلمة باطل يُراد بها باطل ..
كيف يقول: إن الاعتراض هنا ليس في الفتيا بـ (تحريم الاختلاط)، فإن هذا قول فقهي له اعتباره وأدلته، ويتفق الجميع على مضار العلاقات المنفتحة بين الرجل والمرأة، وإنما القضية الخطيرة حين ترقى مسائل الفقه الخلافية والاجتهادية لتكون مجالا للـ (التكفير) ..
هذا فهم سقيم نسأل الله العافية، فالشيخ البراك -حفظه الله- قرر بأن الذي يستحل ذلك هو الكافر المرتد
لأنه استحل ما حرّم الله تعالى ألا وهو (الإختلاط)
ومنْ قال بأن (تحريم الإختلاط) من المسائل الخلافية والإجتهادية
لاحول ولا قوة إلا بالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مبتدئة في الطلب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 11:35]ـ
المقال: كلمة باطل يُراد بها باطل ..
كيف يقول: إن الاعتراض هنا ليس في الفتيا بـ (تحريم الاختلاط)، فإن هذا قول فقهي له اعتباره وأدلته، ويتفق الجميع على مضار العلاقات المنفتحة بين الرجل والمرأة، وإنما القضية الخطيرة حين ترقى مسائل الفقه الخلافية والاجتهادية لتكون مجالا للـ (التكفير) ..
هذا فهم سقيم نسأل الله العافية، فالشيخ البراك -حفظه الله- قرر بأن الذي يستحل ذلك هو الكافر المرتد
لأنه استحل ما حرّم الله تعالى ألا وهو (الإختلاط)
ومنْ قال بأن (تحريم الإختلاط) من المسائل الخلافية والإجتهادية
لاحول ولا قوة إلا بالله
بل الذي فهمته من فتوى الشيخ أن يكفر من استحل المحرمات القطعية التي يفضي إليها الاختلاط: التبرج المحرم والنظر المحرم والكلام المحرم.
ولكن لم تقولوا لي من هو دكتور استفهام؟
وما شأنه بالعلم؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 01:09]ـ
بارك الله فيكم ..
يقال: (توضيح الواضحات من أشكل المشكلات)!
وقول الدكتور عن تحريم الاختلاط: (هذا قول فقهي له اعتباره وأدلته)! هذا ما يريده أهل الإفساد كـ" خطوة أولى " ..
علمًا بأن الاختلاط المقصود أمرٌ محدَث في بلاد المسلمين، لم يُعرف قبل " الاستعمار " الكافر ..
ومَن راجع صحف ومجلات ذاك الوقت (في مصر - سوريا .. إلخ) علم هذا ..
وهنا مقالان حول هذا الموضوع:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/89.htm (http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/89.htm)
http://www.saaid.net/female/m28.htm (http://www.saaid.net/female/m28.htm)
وفقكم الله ..
ـ[جذيل]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 06:55]ـ
إن الاعتراض هنا ليس في الفتيا بـ (تحريم الاختلاط)، فإن هذا قول فقهي له اعتباره وأدلته، ويتفق الجميع على مضار العلاقات المنفتحة بين الرجل والمرأة، وإنما القضية الخطيرة حين ترقى مسائل الفقه الخلافية والاجتهادية لتكون مجالا للـ (التكفير)،
الاختلاط والتبرج والكلام المحرم والنظر المحرم عند الاخ بدر مسائل خلافية اجتهادية .. !
الآن يمد جذيل رجله ..
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 03:51]ـ
خبر عاجل: النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء يصدر أمره العاجل بمنع الاختلاط في معرض الكتاب بصفة عاجلة ومنع الكتاب المخالفة للعقيدة والقيم
الأربعاء 03, مارس 2010
( java******:rateContent(34973, 1)) (java******:rateContent(34973, 2)) (java******:rateContent(34973, 3)) (java******:rateContent(34973, 4)) (java******:rateContent(34973, 5)) http://www.lojainiat.com/images/print.png (http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.conPrint&contentid=34973) http://www.lojainiat.com/images/send.png (http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.stf&contentid=34973) http://s7.addthis.com/static/btn/sm-share-en.gif (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=ameen)
http://www.lojainiat.com/attach/files/2010/03/211549_26566.jpg (http://www.lojainiat.com/attach/files/2010/03/211549_26566_b.jpg)
لجينيات ـ علم موقع لجينيات من مصادر خاصة بصدور أمر عاجل من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز بمنع الاختلاط في معرض الكتاب بصفة عاجلة ومنع الكتب المخالفة للعقيدة والقيم
ــــــــــــ
هذا الخبر لطمة في وجه اللئيم/ بدر العامر
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 04:27]ـ
أخ ابو سماحة
كيف يمنع الاختلاط؟
يعني كل أيام المعرض للرجال؟ مستحيل يصير الشيء هذا ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 05:01]ـ
أظنه ربما يخصص أيام معينة أو وقت محدد في اليوم للنساء
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 05:12]ـ
أظنه ربما يخصص أيام معينة أو وقت محدد في اليوم للنساء
(يُتْبَعُ)
(/)
ما في وقت لتطبيق مثل القرار هذا، لكن ربما يكون يوم للعوائل، (يعني لا يسمح بدخول الرجل لوحده إما بنسائه أو لينصرف) .. لأن العام الماضي، حضر الرجال جماعات من دون نسائهم، مما سبب لنا الضيق وصعوبة الحركة والتنقل مع رجالنا طبعا. فالأولى ألا يحضر الرجال في يوم الاختلاط، وليجعلوه للنساء مع محارمهن.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 05:28]ـ
رسالة لعلمائنا وتعقيب على بدرٍ تعقب
أبو عبدالرحمن حارث الهمام
الحمد لله وبعد فجزى الله المشايخ الأفاضل على ما قاموا به من واجب النصرة للشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك، وذلك بعض ما يقتضيه ولاء المؤمنين بعضهم لبعض، وحبهم لعلمائهم، ونصرتهم للحق، فاللهم لا تخذل موقعاً فيهم في يوم يحب أن ينصر فيه، واجزهم عن بيان الحق، والذب عن الشرع وأهله خير ما جزيت عامل.
وبعد ثانياً: فقد طالعت مقالك أخي بدر والله أسأل أن يغفر لك وأن يثيبك على حسن القصد، وأن يبصرنا وإياك بالحق، وهو المستعان وإليه من الملجأ وقد قيل من استقل بعقله ضل، ومن أعجب برأيه زل أعيذك بالله وأعيذ نفسي من الغرور والجهل.
أخي الكريم ..
رأيتك قد ملأت الدلو إلى عقد الكرب، وحملت الأمور ما لم تحتمل، وبالغت في إنكار حق ما كان لك أن تنكره لو تريث وتأملت.
أخي الكريم أنت تدعو إلى سد الذرائع التي قد تقود إلى التفجير في بلاد المسلمين وما ينجم عنها من إهدار للأموال المحترمة والأنفس المعصومة، وهذه القضية قضية خطيرة، ولأن لنفسك انفعالات تجاهها –وحق لك- جاءت كلماتك تلهث أنفاسها بقصد النصيحة .. وهذا المسلك الذي سلكتَه أعني سد الذريعة إلى مفسدة كبيرة هو في الحقيقة أصل لم يصبح أصلاً أصيلاً عند كثير من المفتين –كما ذكرتَ- بل كثير من المفتين اليوم غدوا يفتحون الذرائع –التي سوغ فتحها الفقهاء على خلاف الأصل- كما نشاهد في الإعلام والفضائيات، بل سد الذرائع الذي كان أصلاً أصيلاً عند عامة أهل العلم قد بدأ يضيَّع كما ضُيعت كثير من معالم الشريعة اليوم في كثير من بلاد الله!
لكن من تمام الفقه في الأخذ بهذا الأصل أعني سد الذرائع أن لا يطيش ميزان العقل بما في كفة دون أن يوازنها بما في الكفة الأخرى، وأنت إذا وضعت أمام ناظريك قول الشاطبي التالي فهمت ما أروم، وبدا لك وجه صنيع علمائنا حفظهم الله تعالى في تأييد الشيخ البراك وبدا لك وجه من أوجه بيان الشيخ، قال الشاطبي رحمه الله: "إن المنافع الحاصلة للمكلف مشوبة بالمضار عادة، كما أن المضار محفوفة ببعض المنافع، كما نقول: إن النفوس محترمة محفوظة ومطلوبة الإحياء، بحيث إذا دار الأمر بين إحيائها وإتلاف المال عليها، أو إتلافها وإحياء المال؛ كان إحياؤها أولى، فإن عارض إحياؤها إماتة الدين؛ كان إحياء الدين أولى وإن أدى إلى إماتتها، كما جاء في جهاد الكفار، وقتل المرتد، وغير ذلك".
وكذلك الذرائع فإن اعتبرت قولاً قد يكون ذريعة ضعيفة لإزهاق أنفس معصومة، وإهدار أموال محترمة، فانظر هل يتنازعه غيره أم لا؟ فإن كان تركه ذريعة لظهور أدعياء التفسخ وأتباع الشهوات الذين يريدون أن تميل الأمة ميلاً عظيماً، يريدون قتل الدين بكأس وغانية! إذا كان ذريعة لأن يعتقد العامة حل محرمات معلومة من الدين بالضرورة، كالتي في الاختلاط الذي ذكره الشيخ البراك؛ المتضمن التبرج المحرم والخلوة والمحرمة وغيرها من المحرمات المجمع على تحريمها والتي لا أعلم جامعة مختلطة تخلو منها، إذا وازنت بين هذا وذاك وعقلت قول الشاطبي الآنف، علمت أن من الغفلة مراعاة سد الذريعة الأولى، وترك الثانية، فالعلماء المؤيدون كانوا أبصر.
على أن ضعف الذريعة المذكورة بمكان تستحق معه أن تغفل مجردة ولو لم يعارضها معارض، وذلك لأن الموقعين قد عُلِمَتْ مذاهبهم في التفجيرات، لا يرتضيهم كثير من المفجرين لهم أئمة، ولو رضوهم لأخذوا بصريح قولهم ومحكمه في المسألة، ففي شأن التفجيرات لهم بيانات وكلمات طارت بها الوسائل الإعلامية، لا يمكن عاقلاً معها التذرع بنحو ما ذكرت إلى التفجير!
(يُتْبَعُ)
(/)
بل لقائل أن يقول –وحُقَّ له- إن ترك المشايخ لإصدار مثل هذا البيان هو الذي يدعو إلى ما ذكرته من الاحتقان والافتئات بتصرفات قد ينجم عنها التفجير والتكفير دون مراعاة للعلماء، وذلك أن الشباب إذا رأوا الباطل لا يبيَّن بطلانه، فربما وسوس لهم الشيطان فساء ظنهم بالعلماء، أو جهلوهم، فإذا علموا أن العلماء يعرفون الحق، ويصدعون ببيانه، ثم هم فوق ذلك يقدرون الحدود التي يقفون عندها علموا أن ما عندهم لم يغب على علمائهم، ووعوا بالبيان العملي أن مدارك الأشياخ تنظر إلى مآلات أبعد، بخلاف ما إذا سكت المشايخ عن بيان الحق فهذا أدعى لتهمتهم ومن ثم ترك الاعتبار بمواقفهم، وعندها يشرع الباب للتكفير والتفجير وكل ما تحذر.
على أن التكفير وهو مما أراك أُخيَّ قد أجلبت على الفتوى به، وكأنك تراها ذريعة له محرمة بإطلاق لا قيد فيه! فإن كنت تقصد التكفير المحرم، فالفتوى منضبطة لا تساعد مدعيه، فهي تتحدث عن مستحل محرمات معلومة الحرمة من الدين بالضرورة والمتمثلة في الاختلاط المستغرب الذي يتضمن تبرجاً ويقتضي خلوة، وكذلك بيان الموافقة بيَّن هذا بجلاء، وإن كنت تعني أنها ذريعة للتكفير الشرعي بحق فلتكن! واربأ بنفسك أن تنفر من حكم شرعي لشناعة شنعها العلمانييون أو أضرابهم.
واعلم أن هؤلاء العلمانيون أذكياء يعرف أكثرهم الحق وهم له كارهون، لم يؤتوا من قبل بلاهة ولا سذاجة، لكن من يرد الله فتنته لن يطهر قلبه للتقوى ولن تملك له من الله شيئاً! وقد رأيناهم في كثير من بلاد الله يشغبون على مثل هذه الفتاوى فإن ل يجدوا معارضاً نقبوا في كتب الأئمة فإن ضعفت المعارضة تعرضوا لصريح النصوص الصحيحة، وربما القرآن إما مستترين بدعاوى أو مسفرين عن وجههم الكالح وأهل السفور قلة لأن أكثرهم يسلك ما يخدم هدفه وإبداء الوجه الكالح لا يخدمه حتى في الغرب، فإذا دافعهم بعض الناصحين بما يستوجب أثراً قد يكفهم، حركوا الإعلام المحلي والعالمي لينصرهم خشية أن يتأثر ولي الأمر تأثراً إيجابياً أو يستمع للناصحين، فهم بهذا اللغو والتشنيع يحاولون الحيلولة دون انتفاع الولاة، فصاحب المدرك الواعي يسعى لإفهام ولاة الأمر وإبطال مراد العلمانيين بتلك الحملات التشغيبية، وكثير ممن لم يرسخ يكون عوناً لهم في صد الولاة والأمراء عن معرفة الحق والاستماع له إما بدفع منهم، أو لجرأته على الافتئات والتعقيب على الراسخين دون تبصر أو تبحر في العلم بالشرع وبالواقع وطرائق العلمانيين فيه عبر التاريخ المعاصر في كثير من البلاد.
وبهذه المناسبة فإني أقول علمانيو هذه البلاد فيهم دهاةٌ، ووصفك لثلة بأنهم لم يعرفوا الإسلام ولا اللبرالية دعوى منك لا يقبلونها ولا نقبلها في شخصيات منهم، (بل أكثرهم للحق كارهون)، وهم عارفون، وربما كانوا ببعضه جاهلين لأنهم عنه معرضون، فليست القضية قضية بيان لجاهل مقبل لكن لمصر معرض! أما كونهم لا يعلنون عن التزام سائر مبادئ اللبرالية، ولا يقولون بالتزام كل تفاصيل النهج اللبرالي الغربي، فقد نص بعضهم على أن ذلك إنما هو لأن المرحلة تقتضي ذلك، ومرادهم من المدارة التشويش على بعض السذج فيجبنوا عن وصمهم بما يستحقون هذا من جهة، ولئلا تطالهم يد السلطة من جهة ثانية، وهم يعدون نفاقهم في تكييف لبراليتهم حكمة وتؤدة وسير نحو الأهداف بتعقل، وكل ذلك يكفل لهم التغرير ببعض الإسلاميين أربأ بمثلك أن يكون منهم.
أخي الحبيب بدر إن تربص الأعداء لا يغير الحكم الشرعي على الأشياء! وبيان الحكم الشرعي لا يعني أننا لا يمكن أن نتعاطى مع المسائل الحادثة إلاّ بالردع والحكم بالكفر والفسق ... إلخ! بل البيان واجب والتعاطي بكافة السبل المشروعة لازم، والرد على من زعم أننا لا يمكن أن نتعامل إلاّ بما ذكرت بأن نبين السبل الأخرى ونسلكها عملياً –وكثير من ذلك حاصل- لا أن نترك بيان الحق! فهذه دعوة إلى التقصير لا إلى الفاعلية وسلوك السبل المرضية!
وأخيراً أيها الفاضل موضوع جانبي أشرت إليه أحببت التعرض له بإشارة تكفي مثلك إن شاء الله، ألا وهي حصرك لأسباب التفجيرات في فتوى شيخ يدل على عدم إدراك لأسبابها الفعلية أو تجاهل له، وإني لأعلم أن كثيراً من المفجرين الذين نوصحوا لا يعلمون بالفتوى التي تشير إليها! وقد حصلت التفجيرات في بلاد المسلمين قبل ربع قرن من صدروها ولم تزل تتوالى، فتأمل وتفكر فيما يستدعي التفجيرات في بلدان المسلمين بتريث، دفع الله عن المسلمين شرها، وأعاذك من أن تكون وقوداً لها أو مع من يبذرون بذرها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
الشيعة ........ وخياناتهم للمسلمين عبر السنين
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 06:56]ـ
الشيعة ........ وخياناتهم للمسلمين عبر السنين
{تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} البقرة118
قبل أن أخوض في هذا الغمار, لا بدّ لي أن أعترف بأنّ هذا الباب الذي أهمّ الآن في كتابته, هو أصعب باب واجهته حتى الآن , ليقيني بأني لن أوفيه حقّه, وسأقتصر على ذكر القليل منه, لأنّ ما فعلته هذه الشرذمة بالمسلمين أمر عظيم وكبير, لا يفيه هذا الباب حقّه, لا بل لا يفيه كتاب كامل حقّه أيضا, ولكن عسى أن يكون في إيراد القليل منفعة تغنينا عن ذكر الكثير, وعسى الله أن يعينني على هذا الأمر, وأن يصل إلى ذهن القارئ ما أريد إيصاله , وهو أنّه مهما تلوّن الشيعة وتغيّرت جلودهم, وتقادم عليهم الزمان, فإنّهم يبقون كما كانوا, وتظل دعوتهم نفسها لا تتغير وإن تغيّرت المسمّيات, فمضمونها واحد, فالله تباركـ وتعالى يقول:
{تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} البقرة118
ولا بدّ لك أن تلاحظ هذا الأمر من خلال إطّلاعك على ما سنذكر, ولو رجعت إلى كتب التاريخ, ستتيقن مما سأقوله ويطمإنّ قلبك لشرّ هذه الطائفة التي حادّت الله ورسوله والمؤمنين.
لقد علمت أنّ هذه الفرقة الضاله ما خرجت إلا لتنخر في جسم الإسلام, وتوهنه وتضعفه, وقد تعاونت مع أعداء الإسلام ,بشتّى الوسائل, وبكلّ ما أوتيت من قوّة, لكسر الإسلام وتفتيته, وقد شهد بذلك التاريخ القديم والحديث, بل والمعاصر أيضا, لتعلم أنّ قول الله حقّ وقد قالها الحقّ تبارك وتعالى: {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} البقرة118
فمن المعلوم أنّ هذه الفرقة قد طفت على السطح بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفّان رضي الله عنه, وكانت تلك هي الشرارة الأولى التي ظهر من بعدها التشيع ,وكان ممن إدّعى التشيّع بعد مقتل عثمان بن عفّان رضي الله عنه ,أو من بعض من إدّعى التشيّع في ذلك الوقت قسمان ... قسم ممن أحدث الفتنة وساهم في قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ,ومن ثمّ اختبأ خلف موالاة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه , والقسم الآخر وهم الذين رأو رأي علي رضي الله عنه , وهو التّريّث عن القصاص من قتلة عثمان بن عفّان رضي الله عنه حتّى استتباب الأمور واستقرار الدولة الإسلامية, ولكننا الآن نقصد أولئك الذين أحدثوا تلك الفتنة واختبأوا بعد ذلكـ وذابوا في جيش على رضي الله عنه, وكان ذلك أول خنجر يطعن به الإسلام, ممن يدّعي الإسلام ويتوارى خلف آل البيت, وبعد ذلك تبدأ المؤامرات ... ويخرج ذلك الخنجر نفسه, ولكن هذه المرّة من خراسان من بلاد فارس وعلى يد أبي مسلم الخراساني, وبإسم محبة أهل البيت ونصرتهم تسقط الدولة الأموية التي وصلت فتوحاتها إلى أطراف الصين, فانهارت الدولة وقضت نحبها, وبعد ذلك قامت الدولة العباسية وحققت من الإنجازات والفتوحات التي سطّرتها كتب التاريخ ,لتلقى نفس المصير وبنفس الخنجر وبإسم محبة أهل البيت ونصرة الإسلام, وعلى يد أبناء الشيعة ,وقد تولّى كبرها كلّ من نصير الدين الطوسي وزير هولاكو"قائد التتار"وابن العلقمي وزير الخليفة العباسي"المستعصم",فحاك الطوسي وابن العلقمي مؤامرة ضدّ الإسلام والمسلمين,
فقدم جيش التتار بقيادة هولاكو وأحدثوا ما أحدثوا من الفساد والقتل ما الله به عليم , ولكن أولئك كانو شيعة الأمس فهل رضي بفعلهم شيعة اليوم؟؟
فيجيبنا عنهم علماءهم لتكون الإجابة أوثق وأصدق:
فيقول علامتهم الميرزا محمد باقر الموسوي الخونساري الأصبهاني في كتابه:
((روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات)) ج1 ص300 - 301
.. وهنا يتكلّم عن نصير الدين الطوسي وزير هولاكو – فيقول .. <<هو المحقق المتكلّم المتبحّر الجليل ... ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان من عظماء سلاطين التاتاريه وأتراك المغول ومجيئه في كوكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار بغداد لارشاد العباد وإصلاح البلاد وقطع دابر سلسلة البغي والفساد وإخماد دائرة الجور والإلباس بإبداد دائرة ملك بني العباس وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغاة إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال
(يُتْبَعُ)
(/)
الأنهار في ماء دجلة ومنها إلى نار جهنم دار البوار ومحل الأشقياء والأشرار>>.
نعم فهو يقول عن هولاكو السلطان المؤيد!!!
وجاء لإرشاد العباد وإصلاح البلاد, بأن قتل من يشهدون أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله, وأسال دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار في ماء دجله ومنها إلى نار جهنّم دار البوار!!
فيظهر أن هؤلاء القوم يرون أن من يشهد بأنّ الله واحد لا شريك له فهو في نار جهنم!! ,وأما المشركون مع الله في علمه وحكمه وعبادته أئمة أو أوثانا فهم (المؤيدون)!!! ,وهم الذين يصلحون البلاد ويرشدون العباد ...
وبعد ذلك يدعي الشيعة أنّهم مسلمون ,أما سمعوا قول الله تبارك وتعالى إذ يقول:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً} النساء51
ولكن هل كان ذلك رأي الخنساري وحده؟؟ لا بل هو رأيهم جميعا وهذا ما يؤكده الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية) حيث قال:<<وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدا منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدّى الامتناع إلى قتله إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله>>!!
حقا ما فعله نصير الدين الطوسي هو نصر حقيقي لإسلام ومسلمي الشيعة كما يدعي الخميني, ولكنّه وربّ العزة والجبروت ليس بإسلام محمد –صلى الله عليه وسلم- بل هو إسلامهم هم أحفاد اليهود وكسرى ..
فهذه الدولة الأموية قد ضعفت وتفككت بسبب من يدّعي الإسلام, وهاهي الدولة العباسية تسقط في يد التتار بسبب خياناتهم, ويرون بأنّ ذلك هو نصر حقيقي للإسلام والمسلمين, وبعد ذلكـ جاء الدور على الدولة العثمانية, فهل سلمت من شرور الشيعة؟
أم أنّ الشيعة تغيروا بعد كلّ تلك السنين؟
ويجيبنا التاريخ, لا بل الدولة الصفوية الشيعية, قام الشاه طهماسب بن إسماعيل الصفوي بالتحالف مع ملك هنغاريا ضدّ الدولة العثمانية المسلمة, وقد تم ذلك بفتوى أصدرها الشيخ على الكركي المجتهد الكبير.
وأكثر من ذلك, بل حتى مع الصليبيين الذين لا يشك عاقل بكفرهم, حيث قام الشيعة وأنزلوهم بساحل الشام حيث كانوا يسكنون, وبعد أن إستقووا بهم, تفرد الشيعة بالمسلمين المجاورين لهم وراحوا يسفكون دماء الناس ويأخذون أموالهم, ولما إنكسر المسلمون سنة 699 ه أخذو الخيل والسلاح والأسارى وباعوهم للكفار والنصارى بقبرص, وقد حمل بعض أمرائهم راية النصارى واشترك في الحملات الصليبية على المسلمين. ويذكر إحسان إلهي ظهير أن انفصال باكستان الشرقية كان وراءه الكيد الشيعي حيث قال .. <<وهاهي باكستان الشرقية ذهبت ضحية بخيانة أحد أبناء"قزلباش"الشيعية يحيى خان في أيدي الهندوس>> (الشيعة والسنة ص10 الطبعة 7).
تلك غرفة كف من بحر التاريخ ومن أراد أن يرى شرورهم فليرجع إلى كتب التاريخ ليعلم علم اليقين بأن قول الله حق ومهما تقادم الزمان على الشيعة فهم هم
{تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} البقرة118
وكل ما يفعله الشيعة من خيانات يجدون مايبررون به موقفهم وهو أن تلك الخيانات والمؤامرات هي من هدي الأئمة عليهم السلام, فهم الذين أوصوا بقتل المخالفين للشيعة, والمصيبة أنّهم يجدون من يصدّقهم , وكم هي سهلة تلك الدعاوى التي يطلقونها ويعلقونها في رقاب أهل البيت, فلا نعجب إذا علمنا بأنّ القرامطة حينما ظهروا سنة 378هـ قد ادعوا انتسابهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ,ووجدوا من يصدق ويصفق, وقد فعلوا ما فعلوا بالمسلمين وأمرهم مشهور بما فعلوه بالحجيج يوم التروية وغير ذلك كثير ...
والبويهيون وهم من أسرة فارسية من سلالة سابور ذي الأكتاف ,وقد أسس دولتهم أبو شجاع بويه, وقد فرضوا التشيع على العراق سنة 334 هـ بعد أن حكموها ,فتستروا تحت رداء أهل البيت, وراحوا ينشرون المعتقدات المجوسية وفي كتاب (وجاء دور المجوس ج1 ص73 - 74)
(يُتْبَعُ)
(/)
. <<وفي عهدهم تجرأ سفهاء الناس على شتم الصحابة رضوان الله عليهم ,وفي سنة 352هـ أمر البويهيون بإغلاق الأسواق في اليوم العاشر من المحرم, وعطلوا البيع, ونصبوا القباب في الأسواق, وعلّقت عليها المسوح وخرجت النساء منتشرات الشعور يلطمن في الأسواق وأقيمت النائحة على الحسين, وتكرر ذلك في زمن الديالمة, وهذه الحادثة ظهرت لأول مرة في تاريخ بغداد, وهي من الأمور التي لم يعرفها العرب لا في الجاهلية ولا في الإسلام, غير أنها أصبحت عرفا ومناسبة دينية مهمة عند الجعفرية الإمامية الإثنى عشرية>>.
والعبيديون بدأ حكمهم في المغرب عام 296هـ, وينتسب العبيديون إلى عبد الله بن ميمون القداح-ديصان البوني من الأهواز, وهو مجوسي ومن أشهر الدعاة السريين الباطنيين الذين عرفهم التاريخ, وبدأ دعوته وأستمر بها ... ,إلى أن خرج أحد أحفاد عبدالله بن ميمون القداح, وهو الحسين بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح, وقد نزل في (سلمية) بالشام وإلتقى بأرملة يهودية جميلة جداً, كانت أرملة حداد يهودي, وكان لها ولد إسمه سعيد فتزوجها الحسين بن محمد, وقام بتبني إبنها سعيد اليهودي, وصار يعلمه أسرار الدعوة الإسماعيلية, ويحث أتباعه على إتباع سعيد اليهودي هذا وطاعته, وكحال فرق الضلال فإنّ طاعة الأتباع للمتبوعين طاعة عمياء ... طاعة بلا جدل, طاعة بلا استحياء, طاعة بلا علم, طاعة وإنقياد كالأنعام, حتى قيل الرّاد على الإجتهاد كالرّاد على الإمام, والراد على الإمام كالراد على الله, فهكذا الإسماعيلية والنصيرية والإثناعشرية والدروز وسائر فرق الضلال, فالطاعة تكون عمياء لهؤلاء الرؤساء, ولكن ديننا الحنيف يقوم على مبدأ عظيم وهو (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ,المهم فقال هذا اليهودي بأنّه عبيد الله بن الحسين بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق, وادعى أنّ جدّته هي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وسموا بعد ذلك بالفاطميين ظلما وزورا وبهتانا ,وإلا فهم العبيديون نسبة إلى عبيد الله اليهودي, ولكنه أيضا وجد من يصدّقه بأنه من أهل البيت وجدته فاطمة, فما أسهل الدعاوى وما أخفّ عقول المصدّقين بكلّ شيء من غير برهان ولا دليل, وقد كان العبيديون كسابقيهم ممن أضروا بالإسلام وأهله.
ولحقهم على نفس النهج الصفويون, وأصلهم من بلاد فارس, وأسس دولتهم في أذربيجان إسماعيل الصفوي عام 1500 م, وأعلن إسماعيل الصفوي هذا بأنه سليل الإمام السابع, ووجد من يصدق هذا الكلام ويؤمن به.
وقد عمل الصفويون على تحويل الحجاج الإيرانيين من مكة إلى مشهد, وقد حجّ الشاه عباس الصفوي سيرا على الأقدام من أصفهان إلى مشهد وزيادة في تقديسه لضريح الإمام (علي بن موسى) الملقب بالرضا, وليكون في عمله هذا قدوة للايرانيين, ومنذ ذلك العهد أصبحت مشهد مدينة مقدسة عند الشيعة الإيرانيين.
والصفويون كأسلافهم من العبيديين والقرامطة والبويهيين وغيرهم, لهم أيادٍ ملطّخة بدماء المسلمين, وكان دور الصفويين مؤثراً في تفكيك آخر خلافة للمسلمين وهي الخلافة العثمانية.
وكذلك النصيرية أتباع محمد بن نصير, وكان النصيريون سبباً في إحتلال النصارى لبلاد الشام في الحروب الصليبية وفي سقوط بيت المقدس, وإعتمدت فرنسا عليهم عندما إحتلت بلاد الشام في مطلع القرن العشرين.
وغير ذلك الكثير ,فكل دول الشيعية التي ظهرت عبر التاريخ الطويل تاريخها أسود ويدها ملطخة بدماء المسلمين.
والسؤال هل من المصادفة أن ترجع كل الفرق أو الدول الشيعية التي قامت إلى أصول فارسية أو يهودية؟؟
وهل من المصادفة أن تتشابه عقائدهم ويتشابه سلوكهم تجاه المسلمين؟؟
وهل من المصادفة أن تكون نسبتهم جميعاً إلى آل البيت؟؟
فحقّ قول نور السماوات والأرض:
{تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} البقرة118
فهل شيعة اليوم يختلفون؟
وهل حزب الشيطان أو حزب اللات أو حزب الله كما يحبون أن يسمون أنفسهم , هم فعلا كما يظنهم بعض الناس, بأنّهم أهل جهاد ونصرة للإسلام ... !! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فلنرجع إلى الماضي القريب ,وتحديدا في أيام موسى الصدر ومنظمته التي أسماها أمل, فلقد لبس موسى الصدر هذا لباس ابن العلقمي ولباس الطوسي ولباس أجداده, ودخل ضمن مجاميع القتال المكونة من (منظمة التحرير – جيش لبنان- التجمع الإسلامي وغيرهم) أبان الحرب الأهلية اللبنانية التي كانت تدور بين المسلمين من جهة والنصارى ممثلة بالقوات المارونية من جهة أخرى (فبعد المجزرة التي إرتكبها الموارنة في الكرنتينا هب المسلمون في لبنان وتمكنت القوات الوطنية من إحتلال شتورا وزحله وزغرتا والدامور والسعديات وسقط معظم لبنان في أيديهم وحاصروا الصليبيين في عقر دارهم وبدأت مدافع جيش لبنان العربي تدك قصر بعبدا لولا تدخل منظمة الصاعقة السورية (الشيعة النصيريه) وفرار سليمان فرنجيه من قصره ... وبات مؤكداً أنّ لبنان ستحكم من قبل القوات الوطنية ..
ولحظة دخول الجيش السوري (الشيعي و النصيري) إلى لبنان استبدل موسى الصدر وجهه الوطني الإسلامي بوجه باطني استعماري وقام بالدور التالي:
أمر الضابط إبراهيم شاهين فانشق عن الجيش العربي وأسس طلائع الجيش اللبناني الموالي لسورية كما انشق الرائد أحمد العماري شمال لبنان وانضم للجيش النصيري وكان جيش لبنان العربي أكبر قوة ترهب الموارنه ,فانهار لأنه ما كان يتوقع أن يأتيه الخطر من داخله وأمر الصدر منظمة أمل فتخلت عن القوات الوطنية وانضم معظم عناصرها للجيش السوري النصيري .. وما من معركة خاضها جيش لبان العربي والقوات الفلسطينية إلا ووجدوا ظهورهم مكشوفة أمام الشيعة, فمثلاً خاضوا معركة قرب بعلبك والهرمل فاتصل الشيخ سليمان اليحفوفي المفتي الجعفري هناك بالجيش النصيري وسار أمامه حتى دخل بعلبك فاتحا على أشلاء المسلمين ..
وما اكتفى الصدر بهذا القدر من الأعمال بل أوعز إلى قيادة أمل بأن لا تقاوم الموارنه في حي النبعه والشياح, وهذا يعني أنّه سلّم مناطق الشيعة في بيروت للموارنه {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} البقرة118.
وتركهم يقتلون ويأسرون كيفما يشاءون وهو الذي كان يقول .. <<السلاح زينة الرجال وأنهم رجال الثأر وأن ثورتهم لم تمت في كربلاء .. >> (وجاء دور المجوس ج1 ص413 - 415).
فالآن فهم قصده فهو وغيره يظنون أن ثورة الحسين رضي الله عنه كانت على المسلمين والصدر وقومه يقومون بالثورات المتتاليه على المسلمين إقتداءاً بالحسين والحسين منهم ومن أعمالهم والله براء.
ويأتي بعد ذلك التصديق على ما أقول في مجزرة صبرا وشاتيلا وكان لمنظمة أمل الشيعية اليد الطولى في تقتيل المسلمين, وكانت المنظمة يداً بيد مع اليهود وهذه مقتطفات من الصحف التي كانت في تلك الفترة.
- ذكرت صحيفة ريبوبليكا الإيطالية أن! فلسطينيا من المعاقين لم يكن يستطيع السير منذ سنوات رفع يديه مستغيثا في شاتيلا أمام عناصر أمل طالبا الرحمة وكان الرد غليه بقتله بالمسدسات مثل الكلاب ... وقالت الصحيفة إنّها الفظاعة بعينها. جريدة الوطن العدد 3688 بتاريخ 27/ 5/1985.
- تصيح سيدة فلسطينية وهي تتفحص الجثث .. <<اليهود أفضل منهم>>.
- وفتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها تنتحب وتصيح مشيرة إلى جثة منتفخة ملفوفة في بطانية خشنة تلطخها الدماء:
هذا أخي ... وتشير إلى جثة أخرى, وذلك أخي الثاني ... ثم تشير إلى واحد من مسلحي أمل وتقول: هم فعلوها!! ... أصغر الضحايا ... طفل لم يمهله الموت سوى بضعة شهور ... جثته الصغيرة الطاهرة تكاد لا ترى من القماش الأبيض المتسخ الذي لفت فيه ... هكذا قال الصليب الأحمر. بيروت وكالة أب تاريخ 7/ 6/1985
- (لا إله إلا الله والعرب أعداء الله) شعار ردده متظاهرون من حركة أمل في تاريخ 2/ 6/1985 احتفالا بيوم النصر بعد سقوط مخيم صبرا وموت الكثيرين داخله من الجوع.
جريدة الوطن بتاريخ 3/ 6/1985
ولا بدّ لك وأن تلاحظ الآن هذه التصريحات:
- قالت صحيفة (الجروزاليم بوست) في عددها الصادر بتاريخ 23/ 5/1985 .. <<أنّه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح أمل وإسرائيل, والتي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان وجعلها منطقة آمنه خاليه من أي هجمات ضد إسرائيل>>.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك تصريح رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية آن ذاك (أهودا باراك) بتاريخ 6/ 6/1985 بقوله .. <<إنه على ثقة تامة من أن أمل ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنه في منطقة الجنوب اللبناني, وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإسرائيليه>>. (وجاء دور المجوس ج2"أمل والمخيمات الفلسطينية"ص17 - 22)
ولكن بعد أن إنكشف موسى الصدر ومنظمته وباتت سوآتهم, خبت هذه المنظمه وحاولوا اغتيال صاحبها موسى الصدر في بعلبك ولكنه نجا من الموت, وهرب إلى بلد النصيرية وبعد فتره غيبه الله عن الدنيا فلا أحد يعلم إن كان هو في ليبيا أو في العراق أو على ظهر الأرض أو في باطنها, ولكن في هذه الأثناء برز حزب الشيطان أو حزب اللات أو حزب الله كما يحبون أن يسموا أنفسهم, وقاموا هم بدور منظمة أمل في تأميل الجنوب اللبناني بعد مسرحية التحرير الهزليه, فهل حقاً تستطيع إسرائيل أن تهزم الجيوش العربية مجتمعه ولا تستطيع أن تهزم حزب منفرد!! وهل صحيح أن يقوم الفلسطينيون بتفجير أنفسهم ويوقعوا ما يوقعوا من القتلى الإسرائيليين ولا يلتفت لهم اليهود طرفة عين, ولكن بصواريخ حزب الشيطان التي إما أن تسقط على رادار العدو وإما أن تخطأ هدفها, فيتسبب ذلك بإنسحاب الإسرائيليين من الجنوب اللبناني مذعورين!!!
والشيء بالشيء يذكر, فمن المعلوم أنّ ما يعطل الجهاد في فلسطين هو الطوق المقيد المحكم عليها من قبل العملاء , فالأردن عمالتها من إبن عن أب عن جد, وأما سورية فقد باعت الجولان مقابل أن تحكم لبنان كما هو حاصل الآن , ومصر كان ثمن مسرحية سيناء التي تدّعي أنّها إنتصرت فيها بأنّ توقع بنود معاهدة مذله, ومن تلك البنود, أن لا يذكر اليهود بسوء في الإذاعات الرسمية ولا حتى تذكر الآيات القرآنية التي تعادي اليهود لا في الإذاعة ولا في التلفاز, وكذلك فتح سفاره إسرائيلية في مصر وفتح سفارة مصريه في إسرائيل, نعم كان ذلك هو الثمن مقابل الإنتصار في سيناء, فلم يبق سوى الجنوب اللبناني فهو الجهه الغير مأمنه, ولكنهم عهدوا بها إلى خير من يعين على الإسلام والمسلمين , وهم الشيعة ولكن تبدّلت منظمة أمل ونال ذلك الشرف حزب الشيطان ليكمل الطوق ويحكم إغلاقه في وجه أي شخص يحاول المساس بأمن إسرائيل.
ومن المعلوم أيضا أنّ حزب الشيطان مدعوم من قبل سورية وإيران, وهذا لا غبار عليه ومصرح به بشل رسمي, وقد قال وزير الخارجية الإسرائيلي في حكومة نتنياهو (ديفيد ليفي) .. <<إن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام أن إيران هي العدو>>.
جريدة ها آرتس اليهودية في 1/ 6/1997
وأنا أقول ولن تقول إسرائيل في يوم من الأيام أن إيران هي العدو, لأن الله تبارك وتعالى يقول:
{تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} البقرة118
فيا أيها المسلمون هل توقنون ,هذا هو التاريخ فاسألوه: .. ((وقولوا له: في أيّ عصر من عصورك كتبت في صفحاتك لهذه الطائفة جهدا أو نصراً للإسلام أو دفاعاً عنه بين صفوف المجاهدين المسلمين؟ بل قولوا له في أي عصر من عصورك لم تكتب على هذه الطائفة انحيازها إلى غير المسلمين وانكفاءها شطر خصوم الإسلام فرارا من المسلمين؟ قولوا للتاريخ وهو أصدق ناطق ومجيب: أما كانوا أعوانا وعيونا لطاغية التتار على المسلمين وعلى خليفتهم, ثمّ حاولوا قتل البطل المجاهد السلطان صلاح الدين بينما هو يناجز عبدة الصلبان ويحاربهم ولكن الله أنجاه منهم ومن عدوانهم؟ وقد خلصوا هذا البطل العظيم بمزيد من العداوة وعنيف الخصومه, بل قولوا أي بطل من أبطال الإسلام وفاتحيه ومجاهديه لم يكرهوه ويمقتوه ما خلا عليّ بن أبي طالب وما ولاؤهم له بولاء ولكنه البلاء؟)).
(الصراع بين الإسلام والوثنية ج2 ص54 الطبعة الثانية عبد الله علي القصيمي).
وبعد ذلكـ يدعونا الشيعة إلى التقارب!! ولكن لماذا؟؟ هل لسواد عيوننا؟ أم ليتحينوا الفرص ليسقونا نفس الكأس الذي تجرعناه منهم عبر التاريخ الطويل ... وإسألوا التاريخ!! ..
فحق قول الحق تبارك وتعالى: {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} البقرة118
والحمدلله رب العالمين.
المصدر: كتاب بشرى للشيعة
كتبه: المدون الليبي
مدوّنة على سنّة الحبيب
http://mostafamas.maktoobblog.com (http://mostafamas.maktoobblog.com/)
ـ[موسي بن عقبة]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 10:36]ـ
جزاكم الله خيرا
ونحن ندعوا ربنا عز وجل إما أن يأخذم وإما أن يهديهم إلى رحمته فرحمته سبقت غضبه
وذلك لكي يكفوا عن الافساد والدمار الذي حل بنا
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 07:06]ـ
آمين وإياكم(/)
مناظرة بين الشيخ كشك ودكتور نصراني في مقارنة الأديان
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 07:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ عبد الحميد كشك
حضر لدينا في هذا المسجد أستاذ في جامعة كورنل كوليك بولاية ايوا بأمريكا
وهذا الدكتور اسمه ويليم شيبر أستاذ متخصص في علم مقارنة الأديان
وجلس معي من بعد صلاة العصر إلي أن أذن المغرب يناقشني في الإسلام
وقال لي ما الفرق بينكم وبيننا
هو نصراني أمريكي
ونحن مسلمون موحدون بالله
فقلت له إن الفرق بيننا وبينكم في أمور أساسية
نحن موحدون وأنتم مثلثون
نحن نقول لا إله إلا الله
وأنتم تقولون
باسم الأب والابن وروح القدس إله واحد
قال لي وأي شيء في التثليث
قلت له لكي نفهم ما تقولون لا بد أن نلغي عقولنا
كيف تكون الثلاثة واحدا يا هذا
كيف يكون الأب والابن وروح القدس واحدا
إن تعدد الذوات يدل علي تغايرها
والتغاير يدل علي التعدد فكيف يكون الثلاثة واحدا
فقال لي اضرب لي مثلا
فقلت له إذا أحضرت لك قدحا من الشاي وقدحا من اللبن وقدحا من الماء
وقلت لك كم هؤلاء
إن قلت لي إنها شيء واحد قلت لك اسمح لي بأن احولك إلي مستشفي العباسية قسم الأمراض العصبية والنفسية
وإن قلت لي أنها ثلاثة قلت لك كيف تكون الثلاثة واحدا
فقال لي إنها واحدا كأصبع اليدين فإن الإصبع مكون من ثلاث عقد ومع ذلك فهو إصبع واحد
قلت له قلي يا دكتور
أهذا الإصبع مركب أم بسيط
فقال لي مركب
قلت إذا كان الإله مركباً فمن الذي ركب الإله قبل أن يكون مركبا وهو خالق كل شيء
وهو خالق كل شيء
فقال لي إنه هو الذي ركب نفسه
فقلت له وكيف كان حاله قبل التركيب
قال لم يكن مركبا
قلت له فإذا ركب بعد التركيب
إذا ركب بعد ذلك صار حادثا لأن التغيير دليل الحدوث والحدوث يقتضي أن يكون سبق وجوده عدم فمن الذي أخرج الإله من العدم إلي إلي الوجود
وهو الأول الذي لا شيء قبله الآخر الذي لا شيء بعده الظاهر الذي لا شيء فوقه الباطن الذي لا شيء دونه
فهمس في أذني قائلا أشهد أن الله واحد
ثم سأل وقال ما ذنب الذين لم تصلهم دعوة محمد
فقلت له يا دكتور الناس من حيث الدعوة ثلاثة أقسام
قوم وصلتهم الدعوة فىمنوا فهؤلاء ناجون من عذاب الآخرة
وقوم وصلتهم الدعوة فلم يؤمنوا فهؤلاء داخلون النار
وقوم لم يصلهم شيء وهذا أمر يبدوا مستحيلا في عصر الذرة وغزو الفضاء
فأمرهم تعالي إلي علم الله
إن علم أنهم سيقبلون دعوة محمد إن وصلتهم فهم من أهل الجنة
وإن علم أن قلوبهم مصرة علي العناد وعدم الإيمان بمحمد فمصيرهم إلي غير ذلك
ثم سألته فقلت له لما لم تؤمنوا بسيدنا محمد
فقال ليا إنني أؤمن به
فقلت له إذن ما الفرق بين عيسي ومحمد عندكم
فقال أنا اؤمن بعيسي علي أنه ابن الله وأؤمن بمحمد علي أنه نبي الله
فسألته البنوة التي بين الله وبين عيسي أهي بنوة بيولوجية عضوية أم انها بنوة رحمة علي أنه من خلق الله
فسكت قليلا ثم قال أعد السؤال
وطلبت من المترجم الذي كان بيننا أن يعيد له السؤال بإسلوب واضح
البنوة التي بين الله وبين المسيح كيف تمت كيف ولد الله كيف جاء عيسي من الله
ومن الذي كان يسّير الملك قبل عيسي
وإذا كان عيسي هو ابن مريم
فمن الذي خلق مريم قبل أن تلد عيسي
إن قلت أنه هو الذي خلق أمه قبل أن تلده يعني عيسي خلق أمه قبل أن تلده هي
قلت لك هذا محال لأن كونه خالقا يقتضي أن يكون متقدما في الزمان وكونه مخلوقا يقتضي أن يكون متأخرا في الزمان فكيف يكون الشيء الواحد متقدما متأخرا في نفس
الوقت في وقت واحد يكون متقما علي أنه خالق ويكون متأخرا علي أنه مخلوق
هذا تناقض يا دكتور
فهمس في اذني قائلا
أشهد أن عيسي عبدا من عباد الله
قلت له عند هذا الحد اتفقنا
وودعني الرجل وانصرف
وأخذتني الحسرة علي ما سار عليه حال المسلمون
دكتور من ولاية أيوا بأمريا يقطع آلاف الأميال ليبحث عن محمد
يقطع آلاف الأميال جريا وراء الحقيقة
وقلت له ختام كلمتي يا دكتور
لقد آمنا بعيسي نبيا ورسولا
وآمنا بمحمد نبيا ورسولا
واسمح لي أن اضرب لك هذا المثل لحاخام يهودي وقسيس نصراني وإمام مسلم هو الإمام محمد عبده
جلس الثلاثة في حضرة الخديوي في قصر عابدين
فقال لهم الخديوي مصر أنتم الثلاثة تمثلون الأديان الثلاثة وأريد أن يثبت كل واحد منكم أنه واتباعه هم الذين سيدخلون الجنة
قال حاخام اليهود ليتكلم البطريارك اولا
وقال البطريارك لتيكلم الإمام أولا
فقال الخديوي تكلم يا إمام
فقال الإمام
يا خديوي إذا كان اليهود سيدخلون الجنة فنحن داخلوها لأننا آمنا بموسي
وإذا كان النصاري سيدخلون الجنة فنحن داخلوها لأننا آمنا بعيسي
وإذا كنا داخليها فلن يدخلها هؤلاء ولا أولئك لأنهم لم يؤمنوا بمحمد صلي الله عليه وسلم
فإيماننا إيمان شامل كامل
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
*********
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 08:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هذا الرابط للمرصد الإسلامي لمقاومة التنصير، أنصحكم بزيارته.
www.tanseerel.com
ـ[ابن فالح المدني]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 12:37]ـ
هل من مرجع لهذه الحادثة؟؟
وجزاك الله خيرا ..
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 12:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بخصوص مناظرة الشيخ كشك
هنا الرابط الصوتي:
http://way2gana.net/s/index.php?act=playmaq&id=43 (http://way2gana.net/s/index.php?act=playmaq&id=43)
أما مناظرة الشيخ محمد عبده فأنا أسحب ماكتبته بخصوصها إلى حين أجد لها مصدرا يثبها، فمعذرة للقراء الكرام على هذا الخلل العلمي.(/)
أدركوا معرض الكتاب .. لتغيير منكراته قبل ألا يمكن التغيير
ـ[أوان الشد]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 09:05]ـ
قد يكون الوقت متأخرا بعض الشيء في طرح هذه الأفكار التي تحتاج لتحقيقها إلى بعد زمني أوسع , ولكنّ طرحها قرب سخونة الحدث يعطيها وهجاً أكبر لتتبلور إلى برامج عملية.
وسأنطلق في طرح هذه المعالجات من إبداء بعض الجوانب السلبية في أساليب الاحتساب السالفة، والتي منها:
- الانتظار إلى افتتاح المعرض وممارسة الاحتساب حال وقوع المنكر، دون استباقه لتخفيف منكراته، ونتناسى أن الإعداد المسبق له طويل.
- التعامل الاحتسابي السطحي وأحياناً الساذج، من قبل بعض شرائح المحتسبين الذين هم دون الإدراك اللازم لمنكرات النشر الثقافية، وبعد ذلك يقوم التشويه الإعلامي بإهداره، وتخسر الهيئات وفئام المتدينين المزيد من سمعتهم.
& وعلى ذلك فنحن نحتاج إلى أساليب مدروسة، وحلول طويلة الأمد: استباقية؛ واستدراكية , وعلاج جذري لمكامن الخلل ومنابته لا لأعراضه.
= من المعالجات على المدى الطويل:
- معالجة شأن وزارة الثقافة والإعلام والجهة المشرفة على المعارض وذلك بالأساليب التالية:
1 - توجيه الخبراء والمختصين - والنابغين من الخريجين – في الشأن الإعلامي إلى الدخول وظيفياً إلى الوزارة ونيل الثقة المهنية والتدريج في المناصب حتى يبلغوا مواقع التأثير.
وكذلك استقطاب الذين ليس لهم فكر وتوجيهات ليبرالية، وتعميق العلاقات معهم ومحاولة التأثير فيهم، ولنتذكر أنهم يستخدمون نفس الأسلوب ونجحوا في ذلك.
2 - الضغط بالوسائل المناسبة لإبعاد أصحاب التوجهات التغريبية الإفسادية، وإدانتهم بمخالفة الجوانب النظامية فيما يتعلق بسياسة الإعلام وغيرها، لإبعادهم أو إنزالهم عن مواقع التأثير، ولا نقلل من شأن هذه الخطوة، لأنها إن لم تفد في إبعادهم فلا أقل من كونها تقلل من سوئهم، بحيث تجعلهم يحسبون حساباً لتلك المواقف.
3 - الضغط بالاتجاه المقابل لإعادة من تم تنحيتهم وتصفية الوزارة منهم أيام سيء الذكر إياد مدني وقد علمنا أنه تم تصفية الوزارة بمنهجية من الأمناء والوطنيين بوسائل مختلفة، وبعضهم ذا تأثير ملموس.
4 - إقامة التظلمات النظامية لإعادة الهيبة والالتزام بساسية الإعلام، ورد كل الخروقات والانتهاكات مهما أصحبت في عداد المسلمات، ومهما عفا عليها الزمن.
# ترى لوكنا نبذل جهوداً منظمة في تلك الاتجاهات منذ أن برزت ظواهر التغريب في معرض الكتاب ألم نكن الآن نرى بوادر جني الثمار! ثم تكون الثمار في القادم أينع وأنضج!!
= معالجات على مدى أقصر:
تتفاوت هذه الخطوات في مرحليتها، ولكنها جميعاً بالتأكيد تحتاج إلى أن تكون مدروسة؛ تراجع وتراقب نتائجها وتقيم:
1 - الدخول في اللجان المنظمة للمعرض، وخاصة تلك الجهات التي لها الأثر في تكوين شخصية المعرض كالمعنية بالتواصل مع دور النشر , والرقابة، وتنظيم الفعاليات الثقافية ...
2 - إن لم يُتوصل لذلك فلا مناص من المزج بين التواصل المستقل – أي غير الرسمي – مع الدور الجيدة التي لا تشارك، بحيث تتهيأ بجميع متطلبات المشاركة وتتقدم بالطلب، مع التواصل مع اللجان المعنية لفسح المجال لها، وقد ثبت أن هناك نوع انتقائية في إتاحة المشاركة لدور النشر حسب توجهاتها ونوع معروضاتها سواء من الداخل والخارج.
3 - ممارسة الضغوط بالكيفيات المناسبة لفسح كتب الفكر الإسلامي التي حجبت منذ زمن بممارسات إرهابية فكرية مستنفرة ...
فيا للعجب كيف دار الزمان دورته حتى أصبحت مثل كتب الشيخ سفر الحوالي وسيد قطب ومحمد قطب وأمثالها الكثير .. ؛ مجرّمة؛ محرّمة , بينما كتب مركز دراسات الوحدة، والساقي، والجمل , ورياض الريس ... وغيرها مما كان كثير من مطبوعاتها محجوبة إذا بها تجد الفسح والصدارة والترويج الإعلامي ... !!
وإن كنت ألوم أولئك، فإني أرجع بعتب محب على المعنيين بالإصلاح والاحتساب كيف جيشوا كل طاقة الاحتساب لمنع كتب الزندقة والإلحاد والشهوات؛ بينما لم يوجهوا قدراً من الجهد للدعوة إلى فسح كتب الفكر الإسلامي التي لا يوجد ما يبرر منعها سوى دعاوى الأفاكين والحاقدين.
ومن المهم أن ندرك أن في فسح الكتب الفكرية الإسلامية إعادة تنوير بصائر الناس وخاصة الشباب بعد موجات عاتية من الشبه.
وهناك عامل مهم في فسحها وهو أن في عودتها استحواذ على صدارة المبيعات والتداول , ولعل من أسباب حجبها العكس من ذلك.
4 - إيجاد معيار وضابط دقيق للكتب التي يحتسب على منعها , ويكون لذلك توصيف شرعي بيّن , لأن دائرة الانحراف واسعة جداً وهناك من الكتب المنحرفة ما يمكن السكوت عنه , وهو من الغثاء الذي كان متواجداً قبل التغوّل الليبرالي , وهناك – بالمقابل - قدر من الانحراف الذي يلزم شرعاً ونظاماً منعه .. , فما المعيار الفاصل في ذلك؟
أقول ذلك لأني رأيت – أثناء متابعات مواقف وكتابات المحتسبين – تفاوتاً وخلطاً في ذلك فأحياناً يشار إلى كتب عفا الزمن على وجودها في المكتبات, والخطب فيها هيّن , بينما لا يوجد حصر جامع على معيار واضح للكتب الخطرة حقاً.
والمقصد من ذلك ألا تضطرب وتتفاوت جهود المحتسبين , ويظهر التباين الذي يضعف قوة التأثير.
& لا بد من تغيير الأساليب على هذا النحو: ليس لأن الجهود السابقة عديمة الفاعلية ... بل لأن التأثير محدود، وأساليب القوم تتغير وتجدد، وهم يحاولون إيجاد مناعة ضد الأساليب الاحتسابية التقليدية الوقتية بتطبيع المنكرات وترسيمها.
علينا أن نعى استمرار منكرات المعرض دون مقاومة منهجية مؤثرة يعطيها ذلك التطبيع وتلك المناعة بحيث يصبح تكرار تواجد الكتب المنحرفة , والاختلاط , والفعاليات الثقافية مع أساطين التغريب، واختلاط الجنسين من مثقفي التغريب بصورة فجة، والنشر والتصوير الإعلامي لكل ذلك , يصبح جزءاً من شخصية المعرض في أذهان الناس ومألوفاً لهم إن لم يكن محبباً لشريحة تتشرّبُه، وحينها لن يكونوا سنداً لنا في رفض تلك الممارسات إن لم يكونوا العكس بفعل الشحن والتزوير الإعلامي الخبيث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البتيري]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 10:37]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 02:00]ـ
بارك الله فيك أخي المبارك.
هل هناك كتب تنصح بها مثل قائمة العام الماضي؟
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13141
ـ[أوان الشد]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 11:37]ـ
الأخ البتيري أشكرك على مرورك.
الأخ أبو الوليد التويجري: أفكر في استئناف الموضوع على نفس المنهج مع زيادة متابعة الجديد , مع قناعتي أن كثيراً مما أدرجته سابقاً سيبقى ضالة طلبة العلم لمددٍ طويلة.(/)
من صدر منه الكفر جهلاً، هل يُعذر بذلك؟
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 01:54]ـ
سُئل الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى؛ عن حال من صدر منه كفر من غير قصد منه، بل هو جاهل، هل يعذر - سواء كان قولا، أو فعلا، أو توسلا -؟
* * *
الجواب:
إذا فعل الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله؛ ما يكون فعله كفرا، أو اعتقاده كفرا، جهلا منه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فهذا لا يكون عندنا كافرا، ولا نحكم عليه بالكفر، حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، التي يكفر من خالفها.
فإذا قامت عليه الحجة، وبُين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصر على فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه؛ فهذا هو الذي يكفر.
وذلك لأن الكفر؛ إما يكون بمخالفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهذا مجمع عليه بين العلماء في الجملة، واستدلوا بقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}، وبقوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً}، إلى قوله: {بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ}.
واستدلوا أيضا؛ بما ثبت في الصحيحين والسنن، وغيرها من كتب الإسلام، من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن رجلا ممن كان قبلكم، قال لبنيه: "إذا أنا مت فأحرقوني، ثم ذروا نصفي في البر، ونصفي في البحر، فوالله لئن قدر الله علي، ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين"، فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر الله البر فجمع ما فيه، ثم قال له: "كن"، فإذا الرجل قائم، قال الله: "ما حملك على ذلك؟ "، قال "خشيتك ومخافتك"، فما تلافاه أن رحمه).
فهذا الرجل اعتقد أنه إذا فعل به ذلك، لا يقدر الله على بعثه، جهلا منه، لا كفرا ولا عنادا، فشك في قدرة الله على بعثه، ومع هذا غفر له ورحمه.
وكل من بلغه القرآن؛ فقد قامت عليه الحجة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الجاهل يحتاج إلى من يعرفه بذلك من أهل العلم.
والله أعلم
[الدرر السنية: ج 10 / ص 239 - 240](/)
أما بعد هذا شرك؟
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 07:53]ـ
أما بعد هذا شرك؟
أيها العقلاء من القوم نناشدكم ونناشد عقولكم وقلوبكم التي قد يكون بها بعض من الخير لعلّ الله يهديكم
يقول أحد أسيادكم وهو حسين نجف الملقب بالحجة التقي وما هو بذلك
وفي هذه القصيدة التي يعتز بها أهل الضلال من المعممين ويقصدون هنا عليا بن أبي طالب وحاشاه مما يشركون
كل قوم توسلت بنبي ... وبه قد توسلت أنبياها
وبه الرسل كلما اشتد أمر ... دعوا الله فاستجاب دعاها
عنه سل آدماً بمن تاب عنه ... ربه في خطيئة قد أتاها
وبه قد نجت سفينة نوحٍ ... حينما الموج قد طغى وطماها
وبه الله قال للنار كوني ... فإذا برد زمهرير لظاها
ولقد كان بردها بسلام ... لم يمس الخليل قط لظاها
وعلي به توسّل عيسى ... عند آياته التي أبداها
أخرت بعثة النبي زماناً ... ذاك عن حكمة إلى أن أتاها
علمت أنها بدون علي ... لا ترى قط من يجيب نداها
فعلي به النبوة قامت ... واستقامت وقام فيه بناها
أول السابقين عند نداها ... للهدى بل هو الذي نادها
وقال أعلى الله درجته (بل أوطاها في الدرك الأسفل) في قصيدة أخرى:
سفينة نوح فيك كانت نجاتها ... بيوم به الطوفان قد جاءه الأمر
-----
بسم الله المعين وبه نستعين على البطلان المبين من أفاكين ومفترين
- وهنا يقول هذا المفتري أنّ كلّ الأنبياء كانت تتوسل بعلي بن ابي طالب!!
فمن الأولى يا هذا عبد أم إلاه؟
فقد ادعى انّ الله غفر لآدم باستغاثته بعلي بن ابي طالب رضي الله عنه!
فقد استغفر الله لذنبه بقوله
{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الأعراف23
ورد عليه الله بقوله
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة37
ولم يذكر الكتاب الحكيم غير ذلك من استغاثة أو سواها ولو كانت لما اخفيت وحاشا كتاب الله من هذه الخزعبلات.
- وقد قال إنّ الله نجى سفينة نوحٍٍٍِ حينما استغاث بعلي بن ابي طالب بينما رب البريات يقول: {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} هود41
أي أن نبي الله نوح توكل على الحي القيوم وذكر إسم الله الذي لا يذكر به إلا واستجاب.
- ولم يتوقف في إفتراءاته فيدعي هذا المأفون أنّ النار صارت بردا وسلاما على ابراهيم بسبب علي بن ابي طالب!
بينما الله تعالى يقول:
{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} الأنبياء69
- وجاء دور عيسى المسيح عليه السلام فقد إدعى هذا المدّعي أن معجزات كانت بسبب علي بن أبي طالب رضي الله عنه بينما يقول الله في كتابه الحكيم:
{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} آل عمران49
- وما من نبيّ إلا وكان له أعداء من الجنّ والإنس فكيف بالحبيب المصطفى الشفيع المشفّع صلى الله عليه وسلم فكان أعداء الرسول في أول الدعوة هم المشركون من قريش أما في آخر الدعوة هم المجوس الذين تسترو بستار الدين ,ينطقون بألستنا ويدّعون الإسلام وما هم منه, يدّعون حب آل البيت وآل البيت منهم براء!
فها هنا نقرأ قول هذا المأفون الذي إفترى على رسول الله وأعطى عليا أكبر من حقه ,نحن المسلمون لا ننكر ما فعله علي بن ابي طالب في مؤازرته ولم يكن لوحده بل كان معه جميع المسلمين وكان أكثرهم ذودا عن الحبيب هم الخلفاء الراشدون
الصدّيق الذي صدّق الله قوله وعمله ,والفاروق الذي فرّق الله به بين الحق والباطل ,وعثمان بن عفان ذو النورين الذي ما إدخر فلسا في سبيل الله ,وعليٌّ بن أبي طالب الفارس الكرار البطل المغوار, ولا نجحف حق البقية من الآل الطهار والصحب الأبرار الذين إختارهم الله بعناية لنصرة نبيّه وحامل رسالته.
وحقيقة لا أعرف ما الذي منع هؤلاء المفترون أن لا ينسبوا النبوة لعلي بن ابي طالب وكل قولهم يؤكد ذلك بطريقة غير مباشرة فلو قالوها لكان أفضل ولكنّهم يعرفون أنّه لن يصدّقهم أحد.
قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الفتح29
وصلى الله على نبيّه محمد
كتبه: المدون الليبي
مدوّنة على سنّة الحبيب
http://mostafamas.maktoobblog.com (http://mostafamas.maktoobblog.com/)(/)
أرجو توضيح مسالك التعطيل
ـ[أبو إسحاق الهواري]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 08:16]ـ
السلام عليكم.
التعطيل له مسلكان:
1ـمسلك التبديل و ينقسم الى قسمين: مسلك التخييل و مسلك التحريف و التبديل.
2ـمسلك التجهيل وينقسم بدوره الى قسمين: مسلك التفويض و مسلك الوقف.
المرجو توضيح هذا التقسيم بشيء من التفصيل. وجزاكم الله خيرا.(/)
دورة تونيزيا واب العلمية الأولى في العقيدة
ـ[بن مصدق]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 10:29]ـ
دورة تونيزيا واب العلمية الأولى في العقيدة
http://www.tunisia-web.com/vb/t49406.html
السلام عليكم و رحمة الله مشائخنا الفضلاء و اخواني الكرام
اتشرف بدعوتكم الى المشاركة و المساهمة معنا في موضوع: دورة تونيزيا واب العلمية الأولى في العقيدة ( http://www.tunisia-web.com/vb/t49406.html)
لا تحرمونا بارك الله فيكم اضافاتكم و توجيهاتكم .... بارك الله فيكم(/)
مكانة فلسطين الدينية
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 10:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة
لفلسطين أهمية دينية في الديانات السماوية الثلاث: الإسلام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85) والمسيحية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A %D8%AD%D9%8A%D8%A9) واليهودية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88 %D8%AF%D9%8A%D8%A9). وخلال تاريخها اتخذت بعض النزاعات عليها طابعا دينيا مثل الحروب الصليبية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88 %D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8 4%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9) كما يعطي البعض الصراع العربي الإسرائيلي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7 %D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B 1%D8%A8%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8% A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9% 8A%D9%84%D9%8A) طابعا دينيا.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A %D9%86
لاتنسوا إخوانكم المجاهدين في فلسطين من خالص دعائكم.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 06:26]ـ
فلسطين ... فلسطين ...
اهتمام المسلمين و العرب بفلسطين بهذه الصورة العجيبة، و كتب القصائد في رثائها و البكاء لفقدانها و التحسر على ضياعها، و التعصب لها تعصبا جاوز حدَّه، كل هذه الصور و غيرها إنما هي من حيل المشركين الذين أنسونا بلاد الأندلس الإسلامية حتى أصبحنا نذكرها كأنها حديث خرافة، و إنما نذكر فيها طبيعتها الخلابة و شِعْرَها الرقيق، و ننسى خلفاءها العظام و علماءها الكرام و تاريخها المشرق في الدفاع عن حياض الديانة الإسلامية التي هي سبب المحبة،،،
فيا لله للأندلس ... سامحينا فقد غفلنا ...
قد جهلنا فأُهِنَّا ..
قد ضللنا فابتعدنا، و طُرِدْنا و طُرِدْنا ... فظننا أن بيت لحم و نواحيها تبنَّى ..
فوجدناه طريحا و جريحا،
كالح الوجه، فحالُ الوجه أغنى ..
كأنه يقول لنا: أيها الحمقى! لِم تركتم بلاد الأندلس؟
أتريدون الأمان؟
ابدؤوا بها فالنصارى أقلُّ عنفا من يهود،،
أنتم و اللهِ الحمقى: ....
و سمعتُ صوتا خافتا ينشد: ... "أَعْيَتْْ من يُداويها" ..
هذا نص كلامه - رحمه الله -،،،
و نسي إسطانبولَ .. و نسي ألبانية و البوسنة و الهرسك و سراييفو ...
ماذا نريد بعد هذه الدروس؟؟؟
أنريد أن ننشد القصائد و نغني الأشعار لعلها ترجع فلسطين؟؟؟
و نصفق للروافض و نحسبهم للقدس ناصرين؟؟؟
كل يوم تخرج ألبومات:
موثقة
موزونة الأشعار
منمقة بالألحان
موشحة بالعنوان
و فيها نغمات الولدان و بعض النسوان ..
يتخللها ضرب دفٍّ مصنوع في دمشق يحسن الضرب عليه مصري متقن ..
يشركه في الآهات: قوم من عرب الحجاز كأنهم الناي الأصيل ..
يحاكيهم في ذلك طائفة من أهل المغرب الإسلامي: بالغناء الأندلسي الرائق ..
و اللكنة المعروفة في ألسنتهم الطيبة المسمع ..
كل هؤلاء المشرقيين و المغربيين سينصرون القدس بالألحان العذبة ..
لا أدري ... هل سيحدث هذا عبر هذه البوّابة؟
شيء ما يقول لي: هم مخطئون ..
فأقول له: لعلهم، لعلهم سينتصرون!
فيقول: إنك لمجنون ..
****************************** *
لعلي استطردت بطريقة أدبية، فعذري هو محبة دفينة للبلدان الإسلامية ...
فمعذرة إليكم ..
ـ[هشام يوسف]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 11:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم .. فلسطين .. فلسطين .. فلسطين ..
فلسطين هي أرض المحشر والمنشر، وهي منبع البركة للعالمين، وهي الميزان والمقياس لصراع الحق مع الباطل، وهي الملاذ والأمل عند طغيان الشر والفتن.
على مدار الأيام والسنين كانت كل حضارة من حضارات الأمم الضالة تزحف نحو أرض فلسطين لتلقى هناك حتفها ونهايتها؛ فكم من زحوف لقيت نهايتها على أرض فلسطين، وكم من زحوف ستلقى المصير نفسه، ألم يأتي بنو إسرائيل إلى أرضها لفيفا ليلقوا وعد الله القاضي بتتبيرهم كما كانت الأولى؟؟ ألا يكون مقتل الخبيث الدجال على أرض فلسطين في باب لد؟
قد باركها الله تعالى وجعل بركتها للعالمين كافة {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} .. فأرض بيت المقدس كانت وما زالت بمثابة المؤشر والمقياس الذي نقيس به حال أهل الحق وشوكتهم؛ فإن كانت معهم كانوا بخير، وكان الخير يعم على العالمين؛ وإلا ... فالعالم كله في اضطراب وقلاقل وشر مستطير.
لذلك لا بد أن تكون فلسطين في قلب وعقل كل صالح؛ تكون الأمل والهدف المنشود، والتوجه الدائم، والاستعداد المتواصل لشد الرحال والإسراء إلى المسجد الأقصى ... والمرابط في أفغانستان أو الصومال أو العراق أو أي أرض؛ يجب أن تكون قبلة حربته نحو أرض فلسطين .. فلن تكون نهاية أهل الباطل إلا على أرض فلسطين.
تصبحون على أرض فلسطين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[14 - Mar-2010, صباحاً 02:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...
مكانة فلسطين فى القران والسنة ( http://fajrqadm.blogspot.com/2009/06/blog-post_6172.html)
مكانة فلسطين الإسلامية
فى القران هى الأرض المباركة المقدسة.
1 - (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله .......... ).
2 - (ونجيناه ولوطا الى الأرض التى باركنا فيها ..... ).
3 - (ولسليمان الريح عاصفة تجرى بامره الى الأرض التى باركنا فيها ....... ).
4 - (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ...... ).
فى السنة النبوية
1 - (عن أبى ذر سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع فى الارض قال المسجد الحرام،قلت ثم أى قال المسجد الأقصى، قلت كم بينهما قال أربعون سنة.)
2 - (عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم،قالت يا رسول الله أفتنا فى بيت المقدس فقال ائتوه فصلوا فيه، فان لم تاتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج فى قناديله.)
3 - (لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الاقصى.)
4 - (الصلاة فى المسجد الحرام بمائة الف صلاة والصلاة فى مسجدى بالف صلاة والصلاة فى المسجد الاقصى بخمسمائة صلاة.)
5 - (أوتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التى يربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت ركعتين ثم عرج بنا إلى السماء)
6 - (يا طوبى للشام يا طوبى للشام، قالوا يا رسول الله وبم ذلك؟ قال تلك ملائكة الله باسطة أجنحتها على الشام.)
7 - (أرض المحشر والمنشر.)
8 - (عقر دار الإسلام فى الشام.)
9 - (انى رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتى فنظرت فإذا نور ساطع عمد به إلى الشام ن ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام).
10 - (أهل الشام وأزواجهم وذريا تهم وعبيدهم وإماؤهم الى منتهى الجزيرة مرابطون فى سبيل الله فمن احتل مدينة من المدائن فهو فى رباط ومن احتل منها ثغرا فهو فى جهاد).
11 - (من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفرله ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو وجبت له الجنة)
12 - (لا تزال طائفة من امتى ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين ........... )
13 - (يا شام أنت صفوتي من بلادي،وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي)
منقول
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[14 - Mar-2010, صباحاً 04:05]ـ
الكل يحب فلسطين؛ لأنها بلدُ مسلمين، وفيها المسجد الأقصى، لكن، وبالوقت نفسه، بعض الكل يغفل عن العراق وأفغانستان ووو؛ ولا يفكر بدعمها ومناصرتها، لا ندري لماذا؟!
لمّا استلم أوباما أمريكا، ثم أمر بتكثير عدد الجنود في أفغانستان، كانت حماس تقول: "إلى الآن، نحن لا ندري، ما سياسة هذا الرجل، ربما تكون جيدة)
كلُّ هذا، فقط؛ لأنهم لا يعترفون بالمسلمين المترقعة ثيابهم في أفغانستان!
أرجو أن يتذكر المسلمون مقولة الشافعي:
عليّ ثياب لو تباع جميعها بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[14 - Mar-2010, مساء 01:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ...
في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى".
هذا الحديث الشريف رواه كل من البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل رحمهم الله أجمعين
عن النعمان بن بشير (رضي الله عنهما) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، والنص أعلاه لفظ مسلم، أما لفظ البخاري فيقول:
"ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى".
ورواية أحمد جاءت بالنص التالي:
"مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 12:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
مكانة القدس في القرآن الكريم والسنة الشريفة
مقدمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
حفل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بالقدس ما لم يحفلْ بمكانٍ آخر بعد المسجد الحرام. وسرّ ذلك أنّ الله سبحانه وتعالى خصّ أماكن معينة بالتقديس الخاص به. فالبيت الحرام وكذلك المسجد الأقصى خاصّان لله سبحانه وتعالى. ليس لبشر حقّ الادّعاء بأنهما ملكه أو خاصيته، وقد اتضح ذلك في القرآن الكريم من خلال ربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى في بداية سورة الإسراء حيث يقول سبحانه وتعالى:
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله). سورة الإسراء الآية 1.
وطالما أنّ القرآن الكريم كلام الله الذي أنزل على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنّ ذلك يعني أنّ التقديس الإلهي للقدس يخص عقيدة التوحيد دون سواها وبشكل أخص فإنه يخص الأمة التي أنزل القرآن لها وهي أمة الإسلام. وكل مقدس إلهي اتضح أمره في القرآن الكريم هو مقدس إسلامي، يخص كل منْ أمن بأنْ لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومن انتقص هذا التقديس فإنه ينتقص والعياذ بالله من قدسية الله وما من محب لله ورسوله إلا ويحذر أنْ يقع في هذه الحرمة الواضحة. فالقدس لله ولرسول الله ولأمة الله، فرض على المسلم أن يحافظ عليها ويدافع عنها ويستشهد في سبيلها.
ولما أرسل رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- منحه الله سبحانه نبوة متكاملة فكان خاتم الرسل والأنبياء وإمامهم. ولحرصه -صلى الله عليه وسلم- على توضيح مكانة بيت المقدس فقد جعل من سنته الشريفة زيارة بيت المقدس كسنة إسلامية ترتبط بالحج إلى بيت الله الحرام. وعدم زيارة الحاج إلى بيت المقدس قبل أو بعد حجه للبيت الحرام إخلال بسنن الحج بل إنّ الحج ذاته إلى بيت الله الحرام يعتبر قاصرة إذا لم يقم المسلم الحاج بزيارة بيت المقدس. وقد سار السلف الصالح على هذا النهج فكان التقديس أي زيارة بيت المقدس سنة يطبقها المسلمون إما قبل توجههم إلى مكة أو بعد انتهائهم من تأدية فريضة الحج.
وما آل إليه المسلمون من تقصير واضح تجاه المطلب الإلهي هو انتقاص من قدسية خاصة من خاصيات الله سبحانه وتعالى. ولو قرأ المسلمون ماذا يعني ربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى لما توانوا عن زيارة المسجد الأقصى. ولما رضوا أن يكون حجهم قاصراً.
ولو نظروا في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الخاصة بالقدس لأدركوا أنّ حجّهم غير مكتمل وأنّ عليهم واجباً كبيراً تجاه القدس. يبدأ بالحفاظ عليها وتذليل كل العقبات المادية والحدود المصطنعة وينتهي بالجهاد المسلح لتحريرها من قتلة الأنبياء وأعداء دين التوحيد من يهود وصليبيين.
فهل نحن معاً في فهم النداء الإلهي الذي يناشدنا نحن أمة التوحيد أنْ نحافظ على مقدساتنا أن نرعاها ونظللها بنداء الله أكبر ونحن ندور في جنباتها ونسعي بين المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة؟ هل نحن معاً في فهم مقاصد الحديث النبوي الشريف الذي قال إن القدس أرض الرباط وهي القبلة الأولى وثالث الحرمين الشريفين. هل ندرك أن زيارتها والجهاد من أجلها تلبية لنداء إلهي قرآني؟
المسجد الأقصى والأرض المباركة في القرآن الكريم
وردت في القرآن الكريم آيات عديدة، منها ما صرح بالمسجد الأقصى، ومنها ما صرح بالأرض المباركة أو المقدسة.
يقول تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) الإسراء الآية 1.
ومن المتفق عليه دون خلاف أو تأويل أنّ المسجد الأقصى في القدس من أرض فلسطين.
وقال تعالى في قصة إبراهيم ولوط عليهما السلام (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) الأنبياء الآية 71.
وقال تعالى: (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين) الأنبياء الآية 81. والأرض المباركة هي فلسطين أي ما حول المسجد الأقصى وذلك باتفاق الآراء.
وقال تعالى في قصة سبأ: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين) سبأ 18.
وهو ما كان بين مساكن سبأ في اليمن وبين قرى الشام من العمارة القديمة فباركنا فيها أي الشام ومنها القدس مركز البركة.
وقال تعالى: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) التين، الآية 1.
قال ابن عباس: التين بلاد الشام والزيتون بلاد فلسطين وطور سينين الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام. والبلد الأمين مكة.
وقال تعالى: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) المؤمنون 50.
قال ابن عباس: هي بيت المقدس.
وهناك آيات أخرى فسّرها المفسرون على أنّها تدل على بلاد الشام بعامة التي منها بيت المقدس. (انظر سورة الأنبياء 105، ق41، النور 36، النحل17 - 18، الحديد 13).
فمكانة القدس والأرض المباركة في القرآن الكريم لا تقل أهمية عن مكانة القدس الحرام. ولهذا السبب كان المسجدان مرتبطين بالإسلام ارتباطاً وثيقاً. ولهذا السبب فهم المسلمون الأوائل مسؤولية الدفاع عنهما والجهاد لأجل الحفاظ على قدسيتها. حتى يرث الله الأرض وما عليها.
abdalkader
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Mar-2010, صباحاً 01:36]ـ
مكانة فلسطين ... و ما أدراك ما مكانتها!
لا أظن أن الأخت التي تنقل هذه الفوائد من الشبكة تشك في مكانة فلسطين ..
غير أن فكرتي هي ألاَّ ننسى بلداننا الإسلامية التي نفقدها يوما بعد يوم .... لأجل فلسطين ..
فسوف نضيع فلسطين ما دام أننا ضيعنا اخواتها ...
(قُتِلْتُ يومَ قُتِلَ الثورُ الأبيضُ)،
ـ[عبدالأول]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 11:24]ـ
مشكلة أن البعض لا ينقل عن أهل العلم بل عما هب ودب، من قال: "الديانات السماوية الثلاث"؟ هذه أسماء سميتموها ما أنزل الله بها من سلطان. هكذا كما يقول المعذب في قبره "لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته"! قال الله تبارك وتعالى: إن الدين عند الله الإسلام. دين بالإفراد لا أديان. لا تفتروا على الله الكذب.
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[25 - Mar-2010, مساء 01:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبيكاته .....
مشكلة أن البعض لا ينقل عن أهل العلم بل عما هب ودب، من قال: "الديانات السماوية الثلاث"؟ هذه أسماء سميتموها ما أنزل الله بها من سلطان. هكذا كما يقول المعذب في قبره "لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته"! قال الله تبارك وتعالى: إن الدين عند الله الإسلام. دين بالإفراد لا أديان. لا تفتروا على الله الكذب.
جزاكم الله خيرا على هذا التعليق، ولكن سيدي الفاضل هناك فرق شاسع بين المصطلحين، أقصد كل من مصطلح "الدين " ومصطلح " الديانة "، ومخطئ من اعتقد بأنهما يحملان نفس المعنى.
ـ[عبدالأول]ــــــــ[25 - Mar-2010, مساء 10:29]ـ
من يقول إن مسيلمة الكذاب نبي سماوي يعني أنه نبي من عند الله، وهذا كفر. وكذلك اليهودية والنصرانية لا تنسبان إلى السماء. إن الدين عند الله الإسلام. الشرائع تختلف نعم.
ولمن لا يأخذ علمه عن الكتاب والسنة والسلف أقول: ليس في كتاب اليهود ذكر لليهودية كدين، وليس في أناجيل النصارى ذكر لكلمة النصرانية، لذا لا يستطيع يهودي أو نصراني أن يدعي أن الله أمره أن يكون يهوديا أو نصرانيا من كتابه المحرف. أفيحسن أن يأتي مسلم وينسب مشركا كافرا إلى الله! هذا إفك مبين
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[26 - Mar-2010, صباحاً 01:19]ـ
الرفقَ .... الرفقَ ....
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[26 - Mar-2010, مساء 02:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
من يقول إن مسيلمة الكذاب نبي سماوي يعني أنه نبي من عند الله، وهذا كفر. وكذلك اليهودية والنصرانية لا تنسبان إلى السماء. إن الدين عند الله الإسلام. الشرائع تختلف نعم.
ولمن لا يأخذ علمه عن الكتاب والسنة والسلف أقول: ليس في كتاب اليهود ذكر لليهودية كدين، وليس في أناجيل النصارى ذكر لكلمة النصرانية، لذا لا يستطيع يهودي أو نصراني أن يدعي أن الله أمره أن يكون يهوديا أو نصرانيا من كتابه المحرف. أفيحسن أن يأتي مسلم وينسب مشركا كافرا إلى الله! هذا إفك مبين
جزاكم الله خير جزاء.
الدين واحد عند الله تعالى وهو الإسلام وكلمة الدين تطلق على الدين الصحيح .. اما الديانة فهي ما يعتقد فريق من الناس بغض النظر عن كونه حق او باطل ويمكن ان نصف النصرانية واليهودية بالديانت ذات الاصل السماوي لأن اصلها سماوى ثم انحرفت عنه ... اما اطلاق لفظ الديانات السماوية على اليهودية والنصرانية فلا يجوز لان هذه الديانات فقدت علاقتها بالسماء بسبب تحريفها.
المصدر: المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
www.tanseerel.com (http://www.tanseerel.com/)
عن أبي هريرة _رضي الله عنه (قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "المؤمن مرآة أخيه" هذا الحديث حسنه بعض أهل العلم.
وقال http://alminbar.al-islam.com/images/salla-icon.gif: (( كلكم خطاء، وخير الخطائين التوابون)) [( http://alminbar.al-islam.com/Default.aspx?Action=SpeachDeta ils&mediaItURL=6117&subsubID=0#_ftn4) أخرجه أحمد (13049)، والترمذي في صفة القيامة (2499)، وابن ماجه في الزهد (4251)، والدارمي في الرقاق (2727) من طريق علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه، قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة"، وصححه الحاكم (4/ 244)، وتعقبه الذهبي بقوله: "علي لين"، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4515).
بداية أستغفر الله العظيم، كما أعتذر من كل من قرأ هذا الموضوع على هذا الخطأ، وأشكرك سيدي " عبد الأول" على تنبيهي، وأقول لك جزاك الله خير جزاء وبارك فيك وفي علمك. خير لي أن أكتشف خطئي في الدنيا وألام عليه من أن أحمل وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة.
ـ[عبدالأول]ــــــــ[26 - Mar-2010, مساء 11:20]ـ
وأنا أستغفر الله العظيم، والحمد والشكر لله وحده، ولست بسيد بل عبده. لنلتزم بأخذ العلم من منابعه الصحيحة ونبتعد عن المصادر المشبوهة التي يكتب فيها من يشاء ما يشاء.(/)
فتاوى الأندية الرياضية النسائية
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 12:03]ـ
شدني تعليق أحد الأخوات من المغرب على موضوع في الألوكة بعنوان: (مستنقع الأندية الرياضية النسائية ( http://alukah.net/articles/1/6360.aspx))، وجاء فيه: "يا اخي هدا واقع نحياه فكيف نتعاطى معه ماهي البدائل التي تقترحها اما وان البديل هو ان تناى المراة عن ممارسة الرياضة في الاندية هدا يجر عليك اتهامات بحرمان المراة من حقها في ممارسة الرياضة في النوادي والاكتفاء بممارستها في اماكن معزولة فهدا مما لا تتفق معك فيه كثيرات من النساء اللواتي شققن الطريق. اليس من الاجدر ان تتجه همم االغيورين على المراة بمد يد العون لهن في تاسيس مراكز رياضية نسائية تشرف عليها سيدات وتشترط هده النوادي الالتزام باداب اللباس اثناء مزاولة الرياضة بحيث لا يظهر من جسد المراة الا ماسمح به الشرع الحنيف بدلا من قضاء الاوقات في مجالس لا تسمن ولا تغني من جوع كلها غيبة وتفاخر بانواع الثياب والزينة التي قد تكون فيها مخالفة صريحة للحشمة والوقار من جهة ومن جهة اخرى فيها تفريط لحقوق المراة اتجاه بيتها واسراف وتبدير للمال ان مثل هده القضايا ينبغي ان نحررفيها القول دون ان نتناسى الواقع اما ان نلصق قضايانا بدعوات التغريب والتضليل فهدا امر فيه مبالغة والحقيقة ان نساء العالم العربي في الغالب لا ينشغلن بمزاولة الرياضة لدلك وجدنا من الامراض المنتشرة بينهن ما الله به عليم فالواجب تشجيعهن على الرياضة بضوابطها الشرعية لاننا لا نريد منهن ان يكن كلهن بطلات يحملن الميداليات ولكن نريد اجسام سليمة لتسلم العقول لان العقل السليم في الجسم السليم وجزيتم خيرا".
أرجو أن تتسع صدوركم للنقاش
- هل مشايخنا عندما يفتون لا يعرفون عن الواقع شيء أم أنهم يتوقعون أن جميع البلدان مثل السعودية وستبقى السعودية كما هي عليه؟!
وفقكم الله
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 12:27]ـ
يكفينا قول الله تعالى: (وقرن في بيوتكن)، هذا أولا.
وثانيا، مقولة (العقل السليم في الجسم السليم) خاطئة ووساذجة.
- والمرأة تستطيع ممارسة الرياضة في بيتها حتى لو كان (شقة)، وتستطيع المحافظة على صحتها عبر الغذاء الصحي المفيد، والنوم المبكر، والاستيقاظ مبكرا.
مسألة أن منع إنشاء النوادي الرياضية النسائية فيه مبالغة، فالكاتب نفسه سلط الضوء على الفساد الذي خلفه إنشاء هذه النوادي في البلاد العربية.
فكان لزاما علينا أن نحذر منها في بلادنا، ونجتهد ما استطعنا في منعها.
تكفينا الشكاوى من نظام إحدى الجامعات عندنا، التي لا يمنع نظامها من خروج الطالبة من الجامعة من دون إذن ولي أمرها .. !
فما بالكم بالنوادي الرياضية؟؟ يستحيل في زماننا هذا إلزامها بما يحفظ للمرأة حشمتها وعفتها.(/)
عاجل الشيخ عبدالله السعد دافعا عن العلامة البراك" هو من البقية الباقية من أهل العلم"
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 01:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله وليِّ الصالحينَ، ولا عدوانَ إلا على الظالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على من أرسله ربُّه رحمةً للعالمينَ، وعلى آله وصحبه أجمعينَ، أما بعدُ ...
فَمِنْ سُننِ الله أنْ كانَ الحقُّ والباطلُ في صراعٍ مستمرٍ منذُ فجرِ الإنسانيةِ الأولى، يكونُ فيه للباطلِ أعوانٌ منَ الملأ، كما يكونُ للحقِّ أنصارٌ مِنَ الأولياءِ، بهم تُخْمَدُ نِيرانُ الباطلِ وتُقْطَعُ جَهيزَتُه، ومعهم نورُ الهدى وبهم تقوم شَوْكَتُه، فللَّهِ حياتهم وللهِ مماتهم، اختصَّهم الله بخاصةِ العلمِ فجعلهم صوت حَقٍّ ومنابرَ هُدَى.
ولا شكَّ أنَّ المسلمينَ يعيشون اليوم في حالةٍ مِنَ الضَّعْفِ والهوانِ لا تخفى على مَنْ له أدْنى بصيرةٍ، حتى عَظُمَ البلاءُ فأصبحنا نُخَرِّبُ بيوتَنا بأيدِينا وأيدي أعدائِنا، وإنَّ مِنْ أعظمِ ما تعانيه أمَّةٌ مِنَ الأممِ هو أنْ تُبْقَرَ في خاصِرَتِهَا، وَتُنْخَرَ في سَاقِها التي تقومُ عليها، فتُدَمِّرُ أخلاقَها التي تمثلُ حصانةً للمجتمعِ مِنَ الرذيلةِ والتَّفكُّكِ والانحلالِ، حتى تغدوَ أمَّةً هشَّةً مُتناثِرةً مِنْ داخلها يسهلُ على أعدائها افتراسُها وتمزيقُها.
لقد ابْتُلِينَا - والله المستعانُ - بِثُلَّةٍ مِنَ المنافقينَ هَمُّهُمُ التَّضْلِيلُ، ودَيْدَنُهُمُ التَّلْبِيسُ على الناسِ، ولَيْتَهُمْ - إِذْ لم يُسَارِعُوا إلى الخيراتِ - امْتَنَعُوا عَنْ تأْجِيجِ الفتنةِ ونشرِ الرذيلةِ، ومنها استغلالُ المرأةِ بإِيقَاعِهَا في دركاتِ الاختلاطِ بالرِّجَالِ الأجانبِ، فيُجَرِّدُونَهَا مِنَ الحياءِ والعِفَّةِ، ويجعلونها للناسِ فتنةً، أولئكَ أربابُ القنواتِ الفضائيَّةِ والصُّحُفِ غيرِ النَّقِيَّةِ التي قَضَتْ على الحياءِ أوْ كادتْ، واستعْبَدَتِ الناسَ بشَاشَاتِهَا وما تَوَانَتْ، فَتَنَتِ النَّاسَ في أنفسِهم وأُسَرِهم وبُيُوتهم، وأيُّ فِتْنَةٍ أعظمُ مِنْ أنْ يُفْتَنَ المرءُ في عُقْرِ دارِه ويُحَارَبُ في نفسِه وأهلِه وولدِه! لم يراعوا في هذا إلاًّ ولا ذِمَّةً، ولمْ يَقُمْ في قلوبهم خوفٌ مِنَ اللهِ فَيُوقِظُ غفْلَتَهم، أوْ حياءٌ مِنَ الخلقِ فَيَكُفُّوا عَنِ المسلمينَ أذيَّتَهُمْ وَشَرَّهُمْ.
اسْتَغَلُّوا المرأةَ فجرَّدُوها مِنَ الحياءِ والعِفَّةِ، وعَرَضُوهَا فِتْنَةً للنَّاسِ تُبْدِي لهم مفاتِنَها وتَدْعُوهُمْ للافتِتَانِ بها، وَأَرَوْهُمُ الكأْسَ مُبَهْرَجًا فأَغَرَوْا الغرَّ بِشُرْبِهِ، وبَهْرَجُوا لهم طريقَ الجريمةِ والاعتداءِ على النفسِ والعِرْضِ والمالِ؛ فَعَظُمَ شرُّهُمْ واسْتَطَارَ شَرَرُهُمْ.
لقدْ أصبحَ مِنَ الهوانِ الذي تعيشُه نفوسُ أولئكَ أنْ مَجَّدُوا لهم بعضَ الْمُجَّانِ لِيَفْتَتِنَ بهم شبابُ المسلمين وفتياتُهم، فصنعُوا لهم نجومًا مُظْلِمَةً مُتَفَسِّخَةً تُنَادِي بالويْلِ والثُّبُورِ؛ حتى تسمَّوْا بأسمائِهم ولَبِسُوا لباسَهم وتشبَّهُوا بأخلاقِهم، وطافُوا ديارَهم وبكوْا فِرَاقَهم، و (مَنْ يَهُنْ يَسْهُلُ الْهَوَانُ عَلَيْهِ).
وإِنِّي حالفٌ بالله إنهم في كَدَرٍ من عيشِهم، وإنْ هَمْلَجَتْ بهم صَوْلَجَانَاتُهُمْ، فكمْ لشَاشَاتِهِم مِنْ صرِيعٍ في هواه! وكم لِقَنَواتِهم منْ مَفْتُونٍ في دِينهِ! فأيُّ حياةٍ يعيشونها وأيُّ نَعِيمٍ يتلذَّذُونَ به؟ وهُم يُعادُون اللهَ بما يُغْوُونَ به عبادَه ويُؤْذُونَ به أوليَاءَه.
وإنِّي سائِلٌ عُقَلاءَ قَوْمِي أنْ يَتَفَقَدُوا أخْلاقَ بُيُوتِهم ومجتمعاتِهم، وكيفَ ذهبتِ الرَّحْمةُ مِنْ بيننا فأصبحْنَا بَدَلَ الجسدِ الواحدِ أجسادًا مُتَفَرِّقَةً، وبدل القلبِ النابضِ قلوبًا مَيْتَةً، فَقَسَتِ القلوبُ وتنافرَتْ، وضَعُفَ الوازِعُ الأخلاقِيُّ عندَ شبابنا وبناتِنا إلا مَنْ رَحِمَ اللهُ، وإنَّنَا مع هذا لنخْشَى أنْ نُؤْخَذَ بجريرَةِ أولئكَ مالم يؤخذْ على أيدِيهم ممنْ ولاهُمُ الله الأمرَ، فإنَّ ما نَشْهَدُهُ مما لم نَرَهُ في سنينَ خلتْ مِنْ تتابُعِ الزَّلازِل وامتناعِ القَطْرِ وغلاءِ الأسْعَارِ وقَسْوةِ القلُوبِ وتنافُرِها لَمُؤْذِنٌ بما
(يُتْبَعُ)
(/)
هو أكبرُ - نعوذُ بالله مِنْ سَخَطِه وأليمِ عِقَابِه -.
ولعلَّ هذا ما أَقَضَّ مَضْجِعَ بعضِ فُضَلائنِا كصاحبِ الفضيلَةِ الشيخِ/ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ناصرٍ البرَّاك أمدَّ الله في عمرِه على طاعته، وهو مَنْ هو ممنْ حَبَاه الله علمًا وفهمًا، مِنْ تلكَ البقيَّةِ الباقيَةِ مِنْ أهلِ العلمِ والفضلِ، نحسبه - والله حسيبه ولا نزكيه على الله تعالى- فلقدْ دعا تِلْكُمُ الثلَّةَ إلى الحقِّ بالحقِّ، وبيَّنَ لهم وبَالَ أمْرِهم لعلَّهم يتَّعِظُونَ، ولسانُ حالِه ومقالِه: ? مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ? [1] ( http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1734801&Sec=0#_ftn1) وما فعلَ ذلك إلا طمعًا منه في صلاحِهم وهدايتِهم، فليسَ وبالُهم مقصورًا عليهم في خاصَّةِ أنفسِهم، إنما تعدَّى أمرَهم حتى آذَوُا المسلمينَ في عُقْرِ دورِهم، ولم يراعُوا في جرمهم حُرْمَةَ زمانٍ أوْ مكانٍ؛ فكانَ لِزَامًا على مثلِه القيامُ بمثلِ ما قامَ به من النُّصْحِ والتوجيهِ، فَلَعَمْرُ الحقِّ لقدْ أحسنَ في زمنٍ قلَّ فيه أهلُ الإحسانِ، ونصح في زمنٍ عَزَّتْ فيه النَّصِيحةُ واسْتَنْسَر الرخَامَ.
وإنَّ مَنْ له قَدْرٌ من العقلِ والدين لَيُقِرُّ بخطرِ فتنةِ اختلاطِ الرجالِ بالنِّساءِ، بلْ وشرِّها على دينِ المسلمِ وهويَّتِه وعربيَّتِه، وقدْ أجمعَ العقلاءُ على خطرِ شُرْبِ الْمُسْكِرِ والمخدِّرِ وأنَّه مُفْسِدٌ لعقلِ مُتَعاطِيه ومالِه، وأشدُّ مِنْ ذلكَ جُرْمًا الْمُرَوِّجُ لهذه السمومِ، ومن المعلومِ أنَّ ضررَها متعلِّقٌ بالمالِ والبدنِ، أفلا يكونُ الْمُرَوِّجُ لفسادِ مُعْتَقَدَاتِ النَّاسِ وأخلاقِهم وهُوِيَّتِهم - أشَدَّ جُرْمًا وخطرًا، وأولى بأنْ يُؤْخَذَ على يدِه ويُؤْطَرَ على الحقِّ أطْرًا؟!.
وقد كانَ من المفترضِ أنْ يُقَابَلَ الإحسانُ بالإحسانِ والعرفانِ، إلا أنَّ هناك من القلوبِ قلوبًا صَدِئَةً لا تنفعُها المواعظُ، كأنما قدْ طُبِعَ على سمعها وبصرِها فلا تفْهَمُ لغةَ النَّاصِحِ أو الواعظِ، لها أقلامٌ شَوْهَاءُ كأنما هي أذنابُ الشياطينِ، وصفحَاتٌ سوْدَاءُ تَلُوكُ فيها أعْرَاضَ الصَّالحينَ، فأخذت تَقْلِبُ الكلامَ على غيرِ وجْهِه، وتسْتَدْعِي على الشيخِ الموافِقَ والمخَالِفَ، وتجلبَ عليه بخيْلِهَا وَرَجِلِهَا فَتُرْعِدُ وتُبْرِقُ وتُجلسُ وتُنجدُ، ونحنُ نقولُ لفضيلةِ الشيخِ: لنْ تُرَاعَ؛ فقدْ كفاكَ الله شرَّهم بالاستعاذَةِ، فاسْتَعِذْ بالله مِنْ شرِّهم فإنما هم أذنابُ الشياطِينِ، وقدْ قالَ تعالى: ? وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ? [2] ( http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1734801&Sec=0#_ftn2)
فهم – والله - إنْ كانَ الله معكَ لأهونُ مِنْ شعرةٍ في بعْرَةٍ، ولعمْرُ الحقِّ إنَّ في أذيَّتِهم لوجهًا من الإحسانِ لوْ علِمُوه لأخفَوْه؛ ذلك أنهم يذكِّرون بأنَّ المؤمنَ لا بدَّ أنْ يُبْتلى ويمتحنَ في حياته بأذنابِ قوْمِه، فشهدوا على أنفسهم أنهم أذنابُ الشياطينِ.
وخِتَامًا فإنَّا نُثَنِّي على ما وجَّهَ به شيخُنَا إلى دُعَاةِ الاختلاطِ، منْ أنْ يتقُوا الله، ولْيَعْلَمُوا أنها - وإنْ طابتْ لهم ساعتُهم وسَكِرُوا بغفلتِهم - فإنَّه لا بدَّ لهم مِن اسْتِفَاقَةٍ في آخرَتِهم تَطُولُ معها حسْرَتُهم وتَجِفُّ دمْعَتُهم، إنْ لم يُبَادِرُوا بالتوبَةِ والإصْلاحِ.
كما أُذَكِّرُ كُلَّ مُسلِمٍ غَيورٍ على أبنائه وبناته وزَوْجِه بأنْ يتَّقِيَ اللهَ فيهم، وأنْ يُقَاطِعَ القَنَواتِ وَالصُّحُفَ التي تدْعُو إلى نشرِ الشرِّ والفسادِ مُقَاطعةً تامَّةً قبلَ أنْ تَحِلَّ سَاعَةُ النَّدَمِ، وأُذَكِّرُه بأنه مسؤولٌ عمَّنْ تحتَ يدِه، ولا بُدَّ أنْ يُسْأَلَ: أَحَفِظَ أمْ ضَيَّعَ؟ فَلْيَتَّقِ اللهَ فيمَنْ تحتَ يدِه، ولْيَتَّعِظْ الجميعُ بموعظةِ اللهِ التي قالَ فيها سبحانه: ? إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ? [3] ( http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1734801&Sec=0#_ftn3).
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أَهِيبُ بإخواني مِنْ طُلابِ العِلْمِ أنْ يكونَ لهم وَقْفَةٌ في مُنَاصَرَةِ الشيخِ عبدِ الرَّحمنِ، والذَّبِّ عنه وعنِ الحقِّ الذي نبَّهَ عليْه، وأنْ يَحْذَرُوا مِنْ تلاعُبِ أصْحَابِ الصُّحُفِ بهم وجَرِّهم إلى تسْفِيهِ أهْلِ العلْمِ والطَّعْنِ في فتَاويِهم، وأُذَكِّرُهم بالميثَاقِ الذي أَخَذَه الله على أهْلِ العلمِ في بيانِ الحقِّ والتكاتُفِ في الدَّعْوةِ إليه بالتي هيَ أحْسَنُ، وتَبْصِيرِ النَّاسِ بخطرِ هذهِ الأفكارِ على عقيدةِ المسلمِ وسلوكِهِ.
ونحنُ نقولُ لبعضِ أربابِ تِلْكُم الصُّحُفِ مِمَّنْ يُحْسِنُ في بحرِ الإساءَةِ بأنْ يتقيَ الله، فقدْ كانَ أهلُ النِّفَاقِ يخرجُون مع أصحابِ رسولِ الله [/ URL] إلى الغزو ويحضرُون معه المشاهدَ وهم مُنْغمِسُونَ في النفاقِ، فما يكتبونه منْ مقالاتٍ نافعةٍ على نُدْرَةٍ أو قِلَّةٍ، إنما هي كالطُّعْمِ والدَّعْوَةِ لمتابعةِ سِوَاها منْ مقالاتٍ ضارَّةٍ بعقيدةِ المسلمِ وسلوكِه.
فدعوتُنا للجميعِ بأنْ يتَّقُوا الله، وأنْ يَسْتَفِيقُوا مِنْ غفلتِهم، وأنْ يُحْيُوا مبدأَ الرَّحْمَةِ والتنَاصُحِ الذي يؤلِّفُهم جسدًا واحدًا في وجْهٍ هذه الحمْلَةِ الممقوتةِ، وأنْ ينظرَ كلُّ امرئٍ ما قدَّمَتْ يداه، أَخَيْرًا قدَّمَ أمْ شرًّا أعَدَّ، ثم لْيَكُنْ على يَقينٍ بأنَّ هناكَ مَنْ يحصِي عليه أعمالَه حتى يراها منشورةً أمامَه، ومِنْ بينها هذه المقالاتُ الظالمةُ التي تهزُّ الفِطْرَةَ وتحارِبُ الفضيلةَ، فلْيَنْظُرِ المسلمُ في أيِّ الكِفَّتينِ يضعها ثم لْيَحْزِمْ أمْرَه، فإنه سيموتُ وحدَه، ويُدْفنُ وحدَه، ويلاقِي ربَّه وحدَه.
نسألُ الله الهدايةَ للجميعِ وباللهِ التوفيقُ.
[ URL="http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1734801&Sec=0#_ftnref1"][1] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Mohamed_pea ce_be_upon_him.jpg) - سورة الأعراف (7/ 164 ك).
[2] ( http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1734801&Sec=0#_ftnref2) - سورة الأعراف (7/ 200 ك).
[3] ( http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1734801&Sec=0#_ftnref3) - سورة الإسراء (17/ 36 ك).
عَبْد الله بن عبْد الرَّحمن السَّعْد
ـ[عبدالله الموسى]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 01:55]ـ
شكر الله للشيخ عبدالله السعد هذه المناصرة لشيخنا البراك
(و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض)
و شكرا لك أخي على هذا النقل الطيب
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 05:40]ـ
جزاهم الله خير الجزاء
هؤلاء هم حملة العلم ورافعوا لوائه
اللهم ثبتهم على الحق وانفع بهم ولا تحرمنا بركة علمهم
اللهم آمين
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 07:27]ـ
جزاكم الله خيرا وغفر الله للجميع(/)
المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 02:11]ـ
http://s39.radikal.ru/i084/0911/d3/bc16757eb2a9.gif
المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
هيئة علمية بحثية متخصصة في مقاومة التنصير
تقف على ثغرة التنصير في بلاد المسلمين
وترحب بتعاون كل المسلمين لمواجهة هذا الخطر
الذي يستغل فقر البسطاء وضعفهم ليصطاد نفوسهم ويلقي بها تحت أقدام الصليب
وترحب بتعاون كل المسلمين معها في هذا المجال الحيوي
مشددة على ضرورة التمسك بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح
باعتباه خط المواجهة الوحيد القادر على مواجهة الاخطار
وما نرجوه اليوم من اخواننا المسلمين ليس سوى التكاتف والتعاون والايجابية , فقد علمنا القران الكريم أن النصر لا يأتي بغير العمل وأن التغير لا يرجى بغير سعى قال الله تعالى
"لَكِنْ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُون"َ (88) التوبة.
www.tanseerel.com (http://www.tanseerel.com)
منقول
لاتنسونا من خالص دعائكم(/)
الإسلام دين جميع الأنبياء
ـ[العبيد]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 02:31]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله:
وأبلغ من ذلك أن الله تعالى أخبر في كتابه أن الإسلام دين الأنبياء كنوح وإبراهيم ويعقوب وأتباعهم إلى الحواريين وهذا تحقيق لقوله تعالى {ومن يتبغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} و {إن الدين عند الله الإسلام} في كل زمان ومكان
قال تعالى عن نوح أول رسول بعثه الى الأرض: {واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين}
فهذا نوح الذي غرق أهل الأرض بدعوته وجعل جميع الآدميين من ذريته يذكر أنه أمر أن يكون من المسلمين
وأما الخليل فقال تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
فقد أخبر تعالى أنه أمر الخليل بالإسلام وأنه قال أسلمت لرب العالمين وأن إبراهيم وصى بنيه ويعقوب وصى بنيه أن لا يموتن إلا وهم مسلمون
وقال تعالى: {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}
وقال تعالى عن يوسف الصديق بن يعقوب أنه قال: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين}
وقد قال تعالى عن موسى: {وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين}
وقال عن السحرة الذين آمنوا بموسى: {قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين}
وقال تعالى: {وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين}
قال تعالى في قصة سليمان: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين} و {قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين {وقال تعالى: {وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين}
وقال تعالى عن بلقيس التي آمنت بسليمان: {رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} وقال عن أنبياء بني إسرائيل: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا} وقال تعالى عن الحواريين: {وإذ أوحيت الى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون} وقال تعالى: {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين}
فهؤلاء الأنبياء كلهم وأتباعهم كلهم يذكر الله تعالى أنهم كانوا مسلمين. وهذا مما يبين أن قوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} وقوله {إن الدين عند الله الإسلام} لا يختص بمن بعث إليه محمد (ص) بل هو حكم عام في الأولين والآخرين ولهذا قال تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا}
وقال تعالى: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
من دقائق التفسير ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AF%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82 %20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8 %B3%D9%8A%D8%B1)(/)
العدل الإلهي: يقول عز وجل في القرآن الكريم:"ولاتزر وازرة وزر أخرى "
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 03:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قال تعالى في محكم كتابه
(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
هذه الآية وردت في السور التالية من القرآن الكريم
الأنعام 164
الإسراء 15
فاطر 18
الزمر 7
النجم 38
"الوزر" بمعنى الحمل الثقيل , وأيضاً تأتي بمعنى المسؤولية، لأنَّ المسؤولية ـ أيضاً ـ حمل معنوي ثقيل على عاتق الإِنسان، فإِذا قيل للوزير وزيراً، فإِنّما هو لتحمله المسؤولية الثقيلة على عاتقه مِن قبل الناس أو الأمير و الحاكم.
طبعاً هذا القانون الكُلّي الذي تُقرِّره آية (ولا تزرُ وازرةٌ وزر أُخرى) لا يتنافى مع ما جاء في الآية (25) مِن سورة النحل التي تقول: (ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الذين يُضلّونَهُمْ بغير علم ألا ساء ما يزرون) لأنَّ هؤلاء بسبب تضليلهم للآخرين يكونون فاعلين للذنب أيضاً، أو يُعتبرون بحكم الفاعلين له، ولذلك فهم في واقع الأمر يتحملونَ أوزارهم وذنوبهم، وبتعبير آخر: فإِنَّ «السبب» هنا هو في حكم «الفاعل» أو «المُباشر».
كذلك مرَّت علينا روايات مُتعدِّدة حول مسألة السُنَّة السيئة والسنَّة الحسنة، والتي كانَ مؤدّاها يعني أنَّ مَن سنَّ سنةً سيئة أو حسنة فإِنَّهُ سيكون لهُ أجرٌ مِن نصيب العاملين بها، وهو شريكهم في جزائها وعواقبها، وهذا الأمر هو الآخر لا يتنافى مع قاعدة (ولا تزرُ وازرةٌ وزر أُخرى) لأنَّ المؤسس للسُنّة، يعتبر في الحقيقة أحد اجزاء العلة التامّه للعمل، وهو بالتالي شريك في العمل والجزاء.
أما تفسير هذه الآية فهو التالي:
تفسير الطبري
وقوله: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} يقول: لا تأثم آثمة إثم آثمة أخرى غيرها , ولا تؤاخذ إلا بإثم نفسها , يعلم عز وجل عباده أن على كل نفس ما جنت , وأنها لا تؤاخذ بذنب غيرها. ذكر من قال ذلك: 23153 - حدثنا محمد , قال: ثنا أحمد , قال: ثنا أسباط , عن السدي {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} قال: لا يؤخذ أحد بذنب أحد.
تفسير الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} هذه بيان ما في صحف إبراهيم وموسى {ألا تزر وازرة وزر أخرى} أي: لا تحمل إثم {وزر أخرى} أي: أن الإنسان لا يحمل ذنب غيره، إلا أنه يستثنى من ذلك، إذا كان صاحب سنة آثمة فإن عليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولكن الحقيقة أن هذا لا يتحمل وزر غيره، لأن غيره قد وزر وأثم، لكن هو تحمل إثم السنة السيئة والبدء بالشر، فيكون حقيقة أنه لم يوزر وزر غيره ولكنه وزر بوزر نفسه {ألا تزر وازرة وزر أخرى} وقد كذَّب الله تعالى قول الذين كفروا للذين آمنوا {اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم} فقال الله تعالى: {وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون} حتى لو قال لك القائل: افعل هذا الذنب والإثم عليَّ فإنه لا يتمكن من هذا، ولا يمكن، فإن فعل هذا، وقيل له: الإثم عليَّ فالإثم على الفاعل، ثم إن كان الفاعل ممن يغتر بالقول ولا يفهم، فعلى القائل إثم التغرير، أي أنه غرر وخدع {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} يعني ليس للإنسان من الثواب إلا ثواب ما سعى وما عمل، فلا يمكن أن يعطى من ثواب غيره، يعني لا يمكن أن نأخذ من أجر زيد ونعطيه عمراً، كما لا يمكن أن نأخذ من سيئات زيد ونضيفها إلى سيئات عمرو، فهذا لا يمكن إلا ما ورد من اقتصاص المظلوم من الظالم، فصار الإنسان مرتهن بكسبه: {كل امرئ بما كسب رهين} {كل نفس بما كسبت رهينة} فلا يمكن أن يؤخذ من حسناته إلى غيره، ولا أن يؤخذ من أوزار غيره فيحمل عليها إلا ما ورد من اقتصاص المظلوم من الظالم.
بمعنى كل انسان الزمناه طائره في عنقه لا ذنب لامه او اخته او ابيه
يوم يفر المرء من أخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه
وكل نفس بما كسبت رهينة
أي أنه لا تحمل نفس إثم نفس أخرى أي لا تتأثم نفس بما لنفس أخرى من الإثم فلا تؤاخذ نفس بإثم نفس أخرى.
ونمثل ذلك بالآتي:-
نرى الكثير من الاهالي تعطيل الزواج والعدول عن اتمامه وذلك لان والد الشاب كانت له
(يُتْبَعُ)
(/)
سمعة غير حسنة او الفتاة كان اخوها او ابوها او احد افراد اسرتها له سمعة غير طيبة
في النهاية المجتمع يحكم بالاعدام على مصير الابرياء
ويقفون حائلين بين اتمام الزاج لاسباب لا ذذب للفتاة او الشاب فيها
مما يؤدي الى تاخر الزاج والعنوسة والاكتئاب النفسي والخيبة وقد يؤدي الى العزلة
لكلا الطرفين ولا سيما الفتاة
وفي منطق العقل وتوجيهات الأنبياء (عليهم السلام) لا يمكن مُعاقبة البريء بسبب جريمة المذنب، وهذا تماماً عكس ما هو شائع بين عامّة الناس مِن خلال المثل الذي يقول (يحرق الأخضر واليابس معاً)،
لا يؤخذ أحد بجريرة غيره
قال تعالى (ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرىثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)، وهذا هو العدل الذي لا عدل فوقه، فالمهتدي يقطف ثمار هدايته، والضال ضلاله على نفسه (من اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، وهذه القاعدة العظيمة التي اتفقت الرسالات السماوية على تقريرها، قال تعالى (أم لم ينبأ بما في صحف موسى، وإبراهيم الذي وفى، ألا تزر وازرة وزر أخرى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى)
هكذا هو العدل الاسلامي الذي شرعه الله سبحانه وتعالى , وهو العدل الذي ميز الله به الاسلام ليسير به المجتمع المسلم نحو الحياة الصحيحة التي شرعها الله سبحانه وتعالى ورفضها مجتمعنا المسلم , رفضها بقوانينه واحكامه التي سلبت الحق من بعض فئات المجتمع وحكمت على البعض الآخر بالظلم , فصارت أوزار البعض تعلّق على أناس آخرين , والبعض الآخر يتحمل أخطاء غيره.
فنشاهد فتيات هذا البيت قد دونت أسمائهن ضمن القائمة السوداء دون وجه حق ولكن بسبب أن أختهن أخطأت في حق نفسها فأنكشف أمرها , فحكم المجتمع الظالم على جميع الأخوات بالمثل ....
فهذه حاله من الحالات التي ظلم المجمتع بحكمه عليها.
فهل يا ترى ستتغير تلك الأحكام الإجتماعية في المستقبل!!؟؟ أم ستظل تلك الأحكام هي الفاكهه التي لن يستغني عنها المجتمع!!!!؟
والتحليل الموضوعي
ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى لما كان ما قبل هذه الآية مسوقا في غرض التهديد وكان الخطاب للناس أريدت طمأنة المسلمين من عواقب التهديد، فعقب بأن من لم يأت وزرا لا يناله جزاء الوازر في الآخرة قال تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا، وقد يكون وعدا بالإنجاء من عذاب الدنيا إذ نزل بالمهددين الإذهاب والإهلاك مثلما أهلك فريق الكفار يوم بدر وأنجي فريق المؤمنين، فيكون هذا وعدا خاصا لا يعارضه قوله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وما ورد في حديث أم سلمة قالت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث.
فموقع قوله ولا تزر وازرة وزر أخرى كموقع قوله تعالى حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين، ولهذا فالظاهر أن هذا تأمين للمسلمين من الاستئصال كقوله تعالى وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون بقرينة قوله عقبه إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب، وهو تأمين من تعميم العقاب في الآخرة بطريق الأولى ويجوز أن يكون المراد: ولا تزر وازرة وزر أخرى يوم القيامة، أي إن يشأ يذهبكم جميعا ولا يعذب المؤمنين في الآخرة، وهذا كقول النبيء - صلى الله عليه وسلم - ثم يحشرون على نياتهم.
والوجه الأول أعم وأحسن. وأيا ما كان فإن قضية ولا تزر وازرة وزر أخرى كلية عامة فكيف وقد قال الله تعالى وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم في سورة العنكبوت، فالجمع بين الآيتين أن هذه الآية نفت أن يحمل أحد وزر آخر لا مشاركة له للحامل على اقتراف الوزر، وأما آية سورة العنكبوت فموردها في زعماء المشركين الذين موهوا الضلالة وثبتوا عليها، فإن أول تلك الآية وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم، وكانوا يقولون ذلك لكل من يستروحون منه الإقبال على الإيمان بالأحرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصل الوزر بكسر الواو: هو الوقر بوزنه ومعناه. وهو الحمل بكسر الحاء، أي ما يحمل، ويقال وزر إذا حمل. فالمعنى: ولا تحمل حاملة حمل أخرى، أي لا يحمل الله نفسا حملا جعله لنفس أخرى عدلا منه تعالى لأن الله يحب العدل وقد نفى عن شأنه الظلم وإن كان تصرفه إنما هو في مخلوقاته.
وجرى وصف الوازرة على التأنيث لأنه أريد به النفس.
ووجه اختيار الإسناد إلى المؤنث بتأويل النفس دون أن يجري الإضمار على التذكير بتأويل الشخص، لأن معنى النفس هو المتبادر للأذهان عند ذكر الاكتساب كما في قوله تعالى ولا تكسب كل نفس إلا عليها في سورة الأنعام وقوله كل نفس بما كسبت رهينة في سورة المدثر، وغير ذلك من الآيات ثم نبه على أن هذا الحكم العادل مطرد مستمر حتى لو استغاثت نفس مثقلة في الأوزار من ينتدب لحمل أوزارها أو بعضها لم تجد من يحمل عنها شيئا، لئلا يقيس الناس الذين في الدنيا أحوال الآخرة على ما تعارفوه [ص: 289] فإن العرب تعارفوا النجدة إذا استنجدوا ولو كان لأمر يضر بالمنجد. ومن أمثالهم " لو دعي الكريم إلى حتفه لأجاب " وقال وداك ابن ثميل المازني:
إذا استنجدوا لم يسألوا من دعاهم لأية حرب أم بأي مكان
ولذلك سمي طلب الحمل هنا دعاء لأن في الدعاء معنى الاستغاثة.
وحذف مفعول " تدع " لقصد العموم. والتقدير: وإن تدع مثقلة أي مدعو.
وقوله " إلى حملها " متعلق بـ " تدع "، وجعل الدعاء إلى الحمل لأن الحمل سبب الدعاء وعلته. فالتقدير: وإن تدع مثقلة أحدا إليها لأجل أن يحمل عنها حملها، فحذف أحد متعلقي الفعل المجرور باللام لدلالة الفعل ومتعلقه المذكور على المحذوف.
وهذا إشارة إلى ما سيكون في الآخرة، أي لو استصرخت نفس من يحمل عنها شيئا من أوزارها، كما كانوا يزعمون أن أصنامهم تشفع لهم أو غيرهم، لا تجد من يجيبها لذلك.
وقوله ولو كان ذا قربى في موضع الحال من " مثقلة "، و " لو " وصلية كالتي في قوله تعالى فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به في سورة آل عمران.
والضمير المستتر في " كان " عائد إلى مفعول " تدع " المحذوف، إذ تقديره: وإن تدع مثقلة أحدا إلى حملها كما ذكرنا، فيصير التقدير: ولو كان المدعو ذا قربى، فإن العموم الشمولي الذي اقتضته النكرة في سياق الشرط يصير في سياق الإثبات عموما بدليا.
ووجه ما اقتضته المبالغة من " لو " الوصلية أن ذا القربى أرق وأشفق على قريبه، فقد يظن أنه يغني عنه في الآخرة بأن يقاسمه الثقل الذي يؤدي به إلى العذاب فيخف عنه العذاب بالاقتسام.
والإطلاق في القربى يشمل قريب القرابة كالأبوين والزوجين كما قال تعالى يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه.
وهذا إبطال لاعتقاد الغناء الذاتي بالتضامن والتحامل فقد كان المشركون يقيسون أمور الآخرة على أمر الدنيا فيعللون أنفسهم إذا هددوا بالبعث بأنه إن صح فإن لهم يومئذ شفعاء وأنصارا، فهذا سياق توجيه هذا إلى المشركين ثم هو بعمومه ينسحب حكمه على جميع أهل المحشر، فلا يحمل أحد عن أحد إثمه. وهذا لا ينافي الشفاعة الواردة في الحديث، كما تقدم في سورة سبأ، فإنها إنما تكون بإذن الله تعالى إظهارا لكرامة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولا ينافي ما جعله الله للمؤمنين من مكفرات الذنوب كما ورد أن أفراط المؤمنين يشفعون لأمهاتهم، فتلك شفاعة جعلية جعلها الله كرامة للأمهات المصابة من المؤمنات.
وخلاصة القول " أنه لا يحمل أحد ذنب أحد ولا يجني جان إلا على نفسه "
هذا وأتمنى من الله العلي القدير أني قد وفقت في إجتهادي وإن كان هناك من خطأ أسأل
العفو أن يعفوا عني ومن الغفور أن يغفر زلتى
الأستاذ عبد الرحيم المضيان
منقول(/)
أجيبوني رحمكم الله
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 03:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد، يقول عز وجل في القرآن الكريم: { ... وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} " الإسراء:15"والله سبحانه وتعالى كما هو مسلم به ويعتقده كل مسلم هو عدل سبحانه لا يظلم عباده لا في الدنيا ولا في الآخرة.وقد سمعت إخواني الأفاضل من علماء كثر أن الله سبحانه وتعالى يجازي الرجل المنتهك لحرمة الله تعالى بعلاقاته مع النساء أو إيذائهن ولو بالمعاكسة في أهله، ويكون ذلك في أخته أو زوجه أو ابنته أو غير ذلك من محارمه، ولكني عندما أفكر في عدل ربي ورحمته أجد أن هذا الكلام ينافي عدله ورحمته سبحانه، وبما أني فتاة فأنا أعلم جيدا الألم الذي تحسه الفتاة بمجرد معاكستها في الطريق فماذا لو تعدى الأمر المعاكسة عفانا الله وجميع بناة المسلمين، أرجو أن تغيثوني بالإجابة على سؤالي أغاثكم الرحمن برحمته. جزاكم الله عني خير جزاء.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 05:49]ـ
اختى الفاضله
من قال ان من لوازم ارتكاب شخص للفاحشة ان يفعل احدهم مع أهله مثلما فعل هو مع اخرى
هذا كلام لادليل عليه نقلا ولاعقلا
ولكن بعض الوعاظ يحذرون مرتكب الفاحشة ان يبتلى فى اهله ليذوق مرارة مااذاقه للآخرين لكن هذا من باب الترهيب
حتى يشعر بخطورة انتهاك الاعراض وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم لمن استاذنه فى الزنا
(اترضاه لامك اترضاه لاختك لعمتك لخالتك الخ)
ولم يقل له ان فعلت سيُفعل بامك واختك وعمتك وخالتك
والواقع خير شاهد فكثير مايخرج شخص منحرف من اسرة معروفة بالفضل والعفاف
والله اعلم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 05:52]ـ
بارك الله فيك.
ما سمعتيه خطأ منهم، بل إن المرأة المستقيمة يحفظها الله تعالى سبحانه وتعالى باستقامتها، ولا يؤاخذها بجريرة أقاربها، وهذا من تمام عدل الله تعالى، وما فهمه هؤلاء الإخوة قد يكون صوابا إذا كانت الفتاة غير مستقيمة.
وأما ما يرد في بعض الأحاديث فغير صحيح، وكذا ما يكتبونه من بعض الأشعار.
وتأملي ما كتب في هذا الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40710
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23267
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134272
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 12:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...
جزاكما الله خير جزاء، وبارك فيكما وفي علمكما ونفعكما ونفع بكما.(/)
عبارة (يا رضى الله ورضى الوالدين) هل تصح؟
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 10:36]ـ
للاستماع للفتوى: من هنا ( http://www.midad.me/fatwa/view/aut/20972)
[ س/ نرى عبارة مكتوبة على بعض السيارات: يا رضى الله ورضى الوالدين.
الشيخ صالح آل الشيخ:
ج/ قوله (يا رضى الله ورضى الوالدين) فيها غلط من جهتين:
الجهة الأولى: أنه نادى رضى الله، ومناداة صفات الله جل وعلا بـ (يا) النداء لا تجوز؛ لأن الصفة في هذا المقام غير الذات في مقام النداء؛ ولهذا إنما ينادى الله جل وعلا المتصف بالصفات، وقد نصّ شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على البكري، وغيرُهُ من أهل العلم على أن مناداة الصفة محرم بالإجماع، فإذا كانت الصفة هي الكلمة -كلمة الله جل وعلا- كان كفرا بالإجماع؛ لأن من نادي الكلمة يعني بها عيسي عليه السلام فيكون تأليها لغير الله -جل وعلا، ورضى الله جل وعلا صفة من صفاته، فلا يجوز نداء الصفة.
والمؤاخذة الثانية: في تلك الكلمة أنه جعل رضى الوالدين مقرونا برضى الله جل وعلا بالواو، والأنسب هنا أن يكون العطف بـ (ثُمّ)، يقول: مثلا أسأل الله رضاه ثم رضى الوالدين، وإن كان استعمال الواو في مثل هذا السياق لا بأس به؛ لأن الله جل وعلا قال ?أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ? [لقمان:14]، وقال جل وعلا ?وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا? [الإسراء:23] ولأن الواو هنا تقتضي تشريكا في أصل الرضى، وهذا الرضى يمكن أن يكون من الوالدين أيضا، فيكون التشريك بأصل المعنى لا المرتبة، نعم.] (81)
من شرح كتاب التوحيد
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[05 - Mar-2010, صباحاً 09:39]ـ
"مناداة الصفة محرم" سمعت هذه العبارة مرارا ولا أعرف الدليل عليها.
فما الفرق بين دعاء الصفة والحلف بها؟
و لا حظت أن الشيخ صالح وفقه الله لم يتعرض لنداء "رضى الوالدين" فهي صفة مخلوق، فتكون مخلوقة، أليس ذلك محذورا آخر في هذه العبارة.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 01:27]ـ
"مناداة الصفة محرم" سمعت هذه العبارة مرارا ولا أعرف الدليل عليها.
فما الفرق بين دعاء الصفة والحلف بها؟
نقل شيخ الإسلام الإجماع على ذلك في رده على الأخنائي أو رده على البكري ما عدت أذكر.
والفرق بينهما أن الحلف بصفة الله تعالى تعظيم لله جل وعلا.
وأما دعاء الصفة فهو دعاء لوصف قائم في موصوف، والأصل أن تدعو الموصوف الله وحده لا شريك الله.
والله أعلم.
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 08:14]ـ
جزاك الله خيرا.
بقي السؤال الثاني لم يجب عليه:
و لا حظت أن الشيخ صالح وفقه الله لم يتعرض لنداء "رضى الوالدين" فهي صفة مخلوق، فتكون مخلوقة، أليس ذلك محذورا آخر في هذه العبارة؟
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[23 - Mar-2010, مساء 03:29]ـ
ومناداة صفات الله جل وعلا بـ (يا) النداء لا تجوز؛ لأن الصفة في هذا المقام غير الذات في مقام النداء؛ ولهذا إنما ينادى الله جل وعلا المتصف بالصفات، وقد نصّ شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على البكري، وغيرُهُ من أهل العلم على أن مناداة الصفة محرم بالإجماع، ...
يشكل علي في هذه القاعدة جواز الاستغاثة برحمة الله.
فقد جاء في الحديث (برحمتك أستغيث)
والإستغاثة من أنواع الدعاء.
وهذه فتوى من إسلام ويب:
ما حكم قولك أنا أستغيث برحمة الله؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستغاثة برحمة الله إنما هي استغاثة به سبحانه، وقد جاء في سنن الترمذي عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث. وحسنه الألباني.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما وحسنه الألباني.</ SPAN>
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَالِاسْتِغَاثَةُ بِرَحْمَتِهِ اسْتِغَاثَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ كَمَا أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بِصِفَاتِهِ اسْتِعَاذَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ وَكَمَا أَنَّ الْقَسَمَ بِصِفَاتِهِ قَسَمٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ.</ SPAN>
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=133335&Option=FatwaId(/)
من يقبض أرواح الحيوانات؟
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 03:09]ـ
إرشاد الهائم
إلى حقيقة من يقبض أرواح البهائم
من يقبض أرواح الحيوانات؟
كتبه طارق بن عبد الرحمن الحمودي
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فقد أثارني يوما أحد الطلبة بسؤال مفاجئ لم يخطر ببالي قبل ذلك أبدا .. !
قال: من يقبض أرواح الحيوانات .. !؟
سؤال قد يظهر للوهلة أن الجواب عنه أسهل من السهل .. !!
ولكنك حينما تحاول الجواب تتلعثم .. وتحاول وتحاول إلى أن تتوقف وتقول معترفا .. والله لا أدري .. !
رجعت إلى البيت وأنا مشغول البال بهذا .. ! كيف لم يخطر ببالي أن اسأل نفسي هذا.وكان الجواب سهلا .. فقد عرفت شيئا وغابت عني ... أشياء!
وقد وجدت بعض أهل العلم اعتبر البحث في مثل هذا تكلفا .. ومنهم إسحاق بن راهويه كما في مسائل غسحاق بن منصور الكوسج المروزي وسيأتي, ومن المتأخرين الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في لقاء الباب المفتوح, بل جعله تنطعا في الدين. وبعضهم أورد على هذا قوله تعالى: (وما أنا من المتكلفين)
ومرد هذا إن لم يكن تكلفا الوحي .. الكتاب والسنة.
أما القرآن فقد احتج بعضهم بقوله تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام 38) , ووجه الدلالة فيه أن الحيوانات أمم أمثالنا ... تنزع أرواحها كما تنزع أرواحنا .. وينزعها من ينزع أرواحنا .. وهو جبريل.!
قال السيوطي في الإكليل (117/دار الكتب العلمية: (استدل بهذه الآية على مسألة أخرى، أخرجه أبو الشيخ عن أنس أنه سئل: من يقبض أرواح البهائم؟ قال: ملك الموت. فبلغ الحسن فقال صدق! وإن ذلك في كتاب الله. ثم تلا هذه الآية؟)
وروى العقيلي في الضعفاء (4/ 321) (1923) عن يوسف بن يزيد قال حدثنا الوليد بن موسى الدمشقي قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال آجال البهائم كلها من القمل والبراغيث والجراد والخيل والبغال كلها والبقر وغير ذلك آجالها في التسبيح فإذا انقضى تسبيحها قضى الله أرواحها وليس إلى ملك الموت من ذلك شيء
والوليد بن موسى الدمشقي عن الأوزاعي كما قال العقيلي نفسه: أحاديثه بواطيل لا أصول لها ليس ممن يقيم الحديث منها ما.
والحديث قاله فيه الشيخ الألباني في الضعيفة (1693/ 4/188): (موضوع)
قال السيوطي فيشرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور) ص51 /دار المدني للطباعة والنشر):
(وله طريق آخر أخرجه الخطيب في الرواة عن مالك من حديث ابن عمرو مثله) ...
ففيه إثبات ملك خاص بقبض أرواح البهائم .. !! ولكنه موضوع!
ووجدت السلمي ينقل عن بعضهم أن الملك الموكل بأرواحهم هو ملك الفناء ... !!!
وروى ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 251) والطبراني في الكبير (4/ 220/4188) وأبو سليمان الربعي في وصايا العلماء) ص111) عن إسماعيل بن أبان الأزدي حدثني عمرو بن أبي عمرو عن جعفر بن محمد عن أبيه قال سمعت الحارث بن الخزرج الأنصاري يقول حدثني أبي أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث: (والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها)
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 326): (فيه عمرو بن شمر الجعفي والحارث بن الخزرج ولم أجد من ترجمها وبقية رجاله رجال الصحيح)
وروي مرسلا .. رواه أبو الشيخ في العظمة (3/ 937) عن حفص بن عبد الرحمن الهلالي وأبو حاتم كما في تفسير ابن كثير (3/ 459) عند تفسير قوله تعالى: (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) عن يحيى بن أبي يحيى المقرئ كلاهما عن عمرو بن شمر عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا .. والذي عند ابن كثير (عمر بن سمرة .. !!) ولعله تحريف من عمرو بن شمر.
قال ابن كثير في البداية والنهاية!! (1/ 47): (هذا حديث مرسل وفيه نظر)
قال القرطبي ص70/مكتبة الصفا: و في هذا الخبر ما يدل على أن ملك الموت هو الموكل بقبض كل ذي روح، و أن تصرفه كله بأمر الله عز و جل و بخلقه و اختراعه.
قال طارق الحمودي: وفي مسائل إسحاق (ص4839) المسألة رقم (3534)
قال إسحاق بن منصور قال: إسحاق بن راهويه: وأما قبض أرواح السباع والبهائم وسائر الدواب فإن بقية أخبرنا في حديث عن ابن عباس أنه سئل عن أرواح البهائم من يقبضها فقال: ملك الموت وقد ذكر في حديث آخر (أنها أنفاس تخرج) وكل قد جاء. وليس على المتعلم في مثل هذا أو شبهه مضرة، إلا أن يكون سقط عليه، بل يؤدي ما سمع كما سمع، فأما أن يحكم بأمر ليس بمجمع عليه، فليس ذلك له.
وقال السيوطي في شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور) ص51 /دار المدني للطباعة والنشر):
ثم رأيت جويبر أخرج في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال: وكل ملك الموت بقبض أرواح الآدميين فهو الذي يقبض أرواحهم وملك في الجن وملك في الشياطين وملك في الطير والوحوش والسباع والخشاش والحيتان والنمل فهم أربعة أملاك)
والله أعلم بصحة هذا عنه!!
وقال القرطبي في التفسير (14/ص93): ذكر الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي قال حدثني أبو محمد الحسن بن محمد الخلال قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار قال حدثنا أبو بكر حامد المصري قال حدثنا يحيى بن أيوب العلاف قال حدثنا سليمان بن مهير الكلابي قال حضرت مالك بن أنس رضي الله عنه فأتاه رجل فسأله أبا عبد الله البراغيث أملك الموت يقبض أرواحها قال فأطرق مالك طويلا ثم قال ألها أنفس قال نعم قال ملك الموت يقبض أرواحها الله يتوفى الأنفس حين موتها.
لكنني وجدت الآلوسي قال في روح المعاني (21/ 126): (والذي ذهب إليه الجمهور أن ملك الموت لمن يعقل وما لا يعقل من الحيوان واحد ... )!!
وزعم ابن عجيبة في البحر المديد (5/ 587): أن (مذهب أهل السُنَّة قاطبة: أن ملك الموت هو الّذي يقبض جميع الأرواح، من بني آدم والبهائِم وسائر الحيوانات).
فالله أعلم.
والحمد لله رب العالمين
كتبه طارق الحمودي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2010, صباحاً 11:22]ـ
الصحيح الصواب في ذلك كله = أن ملك الموت هو الذي يقبض جميع الأرواح مختلفةً .. ولا عبرة بأي قول آخر خالفه. فتامل
قال العلامة البحر الشيخ الزرقاني رحمه الله تعالى في أحد كتبه _ أحتفظ به الآن لأغراض شخصية _ بتحقيقي:
(رابعها: هل ملك الموت يقبض أرواح الخلائق كلهم؟ جوابه:
قال الشيخ أبو زيد عبد الرحمن الجزولي في شرح رسالة [الشيخ] ابن أبي زيد القيرواني: [و] مما يجب اعتقاده: أن ملك الموت يقبض الأرواح (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52440#_ftn1)1 ) من الجن والإنس والبهائم [وجميع المخلوقات، خلافا لقول المبتدعة لا يقبض إلا أرواح الجن والإنس. انتهى]
ولا حجة للمبتدعة فيما رواه أبو الشيخ والعقيلي في (الضعفاء) والديلمي عن أنس مرفوعا: "آجال البهائم [كلها] وخشاش الأرض والقمل والبراغيث والجراد والخيل والبغال والدواب كلها [والبعير] والبقر وغير ذلك [آجالها] في التسبيح، فإذا انقضى تسبيحها قبض الله [تعالى] أرواحها، وليس إلى ملك الموت منها شيء"، لأنه حديث ضعيف جدا، بل قال العقيلي: [باطل] لا أصل له. وابن الجوزي: موضوع.
وقد روى الحافظ أبو بكر الخطيب في (رواة مالك) عن سليمان بن الجلابي قال: حضرت مالك بن أنس و [قد] سأله رجل عن البراغيث أملك الموت يقبض روحها؟ فاطرق طويلا ثم قال: إنها نفس؟ قال: نعم. قال: فإن ملك الموت يقبض أرواحها، {الله يتوفى الأنفس حين موتها}.
وأيده بعضهم بما أخرجه الطبراني في (الكبير) وابن مندة وأبو نعيم كلاهما في (معرفة الصحابة) عن الحارث بن الخزرج عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال: "يا ملك الموت أرفق بصاحبي فإنه مؤمن"، فقال ملك الموت [عليه السلام]: ([يا محمد] طب نفساً، وقرَّ عيناً، واعلم أني بكل مؤمن رفيق ... ) الحديث، وفيه: ( ... والله [يا محمد] لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون [الله] هو يأذن بقبضها).
قال القرطبي: وهذا عام في حق كل ذي روح). انتهى
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52440#_ftnref 1)1) في (أ): أرواح الخلائق.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 02:30]ـ
وينزعها من ينزع أرواحنا .. وهو جبريل.! بارك الله فيك، هذا غير صحيح. جبريل ليس هو ملك الموت، عليهما السلام! وإن شذ من الروايات ما يفهم منه أن ملك الموت الذي وكله الله بنا هو جبريل = فنكارته أوضح من أن تحتاج إلى برهان، والله أعلم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 03:57]ـ
هذا الموضوع طرحه صاحبه بدارة أهل الظاهر وتم الرد عليه بما يتوافق مع الردود السابقة، فلا أدري وجه طرحه بمنتديات مختلفة!
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 07:25]ـ
ماذا لو أجبنا بقول الله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها}. أليس فيه حفظًا لوقت السائل والمُجيب من البحث فيما لا نفع منه لا في دنيا ولا في آخرة؟!
وفقكم الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 10:55]ـ
ماذا لو أجبنا بقول الله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها}. أليس فيه حفظًا لوقت السائل والمُجيب من البحث فيما لا نفع منه لا في دنيا ولا في آخرة؟!
وفقكم الله
ووفقك الله أيضاً ..
لكن لا أعتقد أن السائل رحمك الله يجهل هذا الأمر، وإلا لما سأل أصلا .. فهو يعرف أن الله هو الذي يتوفى الأنفس سبحانه، لكن من المتولي لذلك؟ هنا النكتة أخي .. وما سأل السائل إلا عنها.
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 11:12]ـ
بارك الله في الاخ طارق
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 326): (فيه عمرو بن شمر الجعفي والحارث بن الخزرج لم أجد من ترجمها وبقية رجاله رجال الصحيح)
قال فيه ابن حجر في لسان الميزان:
.......... وقال الجوزجاني زائغ كذاب وقال ابن حبان رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات وقال البخاري منكر الحديث قال يحيى لا يكتب حديثه .................. وقال النسائي والدارقطني وغيرهما متروك الحديث ......... قال السليماني كان عمرو يضع للروافض انتهى وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال منكر الحديث جداً ضعيف الحديث لا يشتغل به تركوه لم يزد على هذا شيئاً وقال أبو زرعة ضعيف الحديث وقال النسائي في التمييز ليس بثقة ولا يكتب حديثه وقال ابن سعد كانت عنده أحاديث وكان ضعيفاً جداً متروك الحديث وقال الساجي متروك الحديث وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم وقال الحاكم أبو عبد الله كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي وليس يروي تلك الموضوعات الفاحشة عن جابر غيره وذكره العقيلي والدولابي وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء وقال أبو نعيم يروي جابر الجعفي الموضوعات المناكير وسيأتي له ذكر في عمرو بن أبي عمرو
بتصرف.
وبخصوص المسألة المشار اليها اضافة الى ما نقلت
ذكر صاحب البيان والتحصيل:
مسألة
وسئل أشهب عن رجل كان يذبح جدياً فقال له رجل: من يقبض روح هذا الجدي؟ فقال: امرأته طالق إن كان يقبض روحه إلا ملك الموت هل عليه حنث؟
قال: لا حنث عليه، هذا والجن والأنس ولك من يموت من البهائم وغيرهم فملك الموت يقبض أرواحهم، وإنما سماه الله ملك الموت لأنه يقبض روح كل ميت من الأنس وغيرهم.
قال محمد بن رشد: وهذا كما قال، لأن الله تعالي قد نص على أن ملك الموت يقبض أرواح بني آدم بقوله عز وجل: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ) وقام الدليل من قوله تعالى: (مَلَكُ الْمَوْتِ) على أنه يقبض روح: كل حي من الجن أو الأنس وغيرهم، لأن الموت اسم عام مستغرق للجنس فلا يصح أن يخصص في بعض الحيوان دون بعض إلا بدليل، وقول أهل الاعتزال إن ملك الموت يقبض أرواح بني آدم، وإن أعوانه يقبضون أرواح البهائم، تحكم بغير دليل ولا برهان فلا يصح أن يقال ما ذهبوا إليه إلا بتوقيف ممن يصح له التسليم، وهو في مسألتنا معدوم، والقول بما سوى هذين القولين تعطيل والله أعلم.295 - 296 م6
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 03:02]ـ
ليست هذه المسألة ونحوها مما يوصف بأنه من فضول العلم أو من السؤال فيما لا ينفع ولا ينبني عليه عمل! بل إنه داخل في الإيمان بالملائكة الذي هو ركن من أركان الإيمان. وكما أن المسلم مكلف بالإيمان المجمل بما أجمله الوحي دون طلب للتفصيل فيه، فإنه كذلك مكلف بالإيمان المفصل بما جاء الوحي بتفصيله، ولو لم يكن للتفصيل ثمرة في إيمان العباد لما تكلم به النبي عليه السلام! وقد سأل الصحابة في أمور أدق من هذا عن أمور الغيب ولم يكن جواب النبي لهم أن اشتغلوا بما ينفعكم! فإن النفس البشرية تتشوف بطبعها لتحصيل قدر من المعرفة التفصيلية بما في الغيب، وقد جبل الله الإنسان على خوف فطري مما هو مغيب عنه، وعلى فضول لمعرفته والوقوف على خبره .. وهو سبحانه لم يجعل هذا الأمر في نفوس الناس عبثا!
والذي يسأل عن أمر من أمور الغيب لا يقال له هذا تنطع ولا ثمرة ترجى من معرفته إلا بعد التأكد من أنه لم يرد فيه نص في الكتاب أو في السنة .. فإن ورود النص الصحيح به أو بمثله كاف - بمجرده - للدلالة على أن السؤال عنه مشروع بل وعلى أن تعلمه مندوب إليه إن لم يكن متعينا!
وضابط التكلف والتنطع في السؤال هو النظر في الثمرة المرجوة من معرفة الجواب عند السائل، وكذا في ثمرة الجهل به .. ففضول العلم هو ذاك العلم الذي لا ينفع تحصيله ولا يضر الجهل به.
ومن السؤال المذموم الذي نهى عنه النبي أصحابه بقوله "دعوني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم" ما ضربه الله مثلا في القرءان في قصة بقرة بني إسرائيل .. فإن الله أمرهم بأن يذبحوا بقرة. وهذا تكليف واضح بيِّن لا يحتاج إلى مزيد بيان، فما حاجتهم لأن يسألوا عن لونها ما دام التكليف لم يأت بما يلزم منه معرفة مزيد من التفاصيل؟؟؟ هذا تنطع أورثهم التشديد في التكليف، وهو ما خافه النبي عليه السلام على أصحابه!
ومما لا شك فيه أن كل ما جاء الخبر به أو بمثله في الكتاب أو السنة فإن السؤال عنه لا يدخل في هذا بحال من الأحوال!
وقد جاءنا الخبر بأسماء ملائكة بأعيانهم ووظيفتهم، كجبريل وميكائيل وإسرافيل ومالك ورضوان وغيرهم. وهذا داخل في الإيمان التفصيلي بالملائكة .. فلو كانت المعرفة بأسماء هؤلاء ووظيفتهم مما لا ينفع أو من التكلف أو التنطع أو فضول العلم لما جاءنا خبر الوحي بشيء منها! فإن الوحي لا يأتي باللغو ولا بالعبث ولا بأمور لا حاجة للناس إلى معرفتها! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا!
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 04:01]ـ
حبيبي أبا الفداء، ذكرت بأن فضول العلم هو ذاك الذي لا ينفع تحصيله ولا يضر الجهل به.
- فإذا عرفنا الملك الذي ينزع أرواح الحيوانات؛ فكيف تنفعنا هذه المعرفة أو يضرنا الجهل بها؟!
سُئل الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) عن هذا السؤال فأجاب: "ما رأيك إذا قلت: إن ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات أو غير موكل، ما الفائدة من هذا؟! هل سأل الصحابة عنه الرسول (ص)، هم أحرص منا على العلم، والرسول أقدر منا على الإجابة، ومع ذلك ما سألوا، إنما قال الله عز وجل: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} السجدة/11، موكل بقبض أرواح بني آدم، أما غير أرواح بني آدم لم يثبت، الله أعلم. ولكننا أهم شيء في جواب هذا السؤال أن الإنسان لا يتنطع، قال النبي (ص): (هلك المتنطعون) فلا تسأل عن شيء ليس فيه فائدة، والله لو كانت فيه فائدة بعلمنا أن ملك الموت يقبض أرواح الحيوانات الأخرى لبينها الله سبحانه وتعالى، إما في القرآن أو السنة، أو أن الله يقيض من يسأل الرسول عن هذا، ولهذا كان الصحابة يفرحون أن يأتي أعرابي من البادية يسأل عن شيء ربما يستحون أن يسألوا الرسول عنه ...
http://www.islam-qa.com/ar/ref/119652
وفقكم الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 04:41]ـ
فإذا عرفنا الملك الذي ينزع أرواح الحيوانات؛ فكيف تنفعنا هذه المعرفة أو يضرنا الجهل بها؟!
هذا السؤال أيها الفاضل هو التنطع بعينه.
أمين الوحي اسمه جبريل، فكيف ينفعك هذا وكيف يضرك الجهل به؟
الملك الموكل بالقطر والزرع اسمه ميكائيل، فكيف ينفعك هذا وكيف يضرك الجهل به؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الملك الموكل بالصور اسمه اسرافيل .. فماذا تظن أنك فاعل بهذا وما تظن أنه يفوتك إن جهلتَ به؟
ما النفع الذي تظن أنك أصبته من معرفة هؤلاء وأسمائهم وأعمالهم؟
لا ريب أن في معرفة هؤلاء الملائكة بأعيانهم فائدة خاصة متعلقة بالثمرة المرجوة من الإيمان بالملائكة، عرفناها أم لم نعرفها!
من الملائكة من أخبرنا الوحي بأسمائهم ووظائفهم وذكر بعض أخبارهم
ومن الملائكة من لم يخبرنا الوحي إلا بوظائفهم دون أسمائهم ..
ومن الملائكة من لم يخبرنا الوحي عنهم شيئا!
فلماذا أخبر عن هؤلاء ما لم يخبر بمثله عن أولئك؟
هذا وحي منزل من لدن حكيم خبير .. فما فصّله الله من الأخبار فإنما فصله لحكمة، وما أجمله فإنما أجمله لحكمة .. علمها من علمها وجهلها من جهلها! هو سبحانه أدرى بما تحتاج إليه نفوس عباده وقلوبهم لتتحقق فيها ثمرة الوحي على أحسن ما يكون.
فالوحي لم يخبرنا باسم الملك حامل العرش - مثلا - الذي أُذِن للنبي بأن يحدث عنه، مع أنه أخبرنا بوظيفته .. أو اسم الملك الذي يكتب الآجال والأرزاق في الأرحام أو غيرهم ممن جاءنا الخبر بهم وبأعمالهم، مع أنه أخبرنا بأسماء غيرهم!
فعندما يسأل سائل يقول: "قد علمنا من الذي يقبض أرواح الناس فمن الذي يقبض أرواح الدواب وما اسمه؟ " لا يقال له هذا تنطع ولا يضرك الجهل به! فلعل السائل يظن أنه ملك آخر جاء اسمه والخبر به في الوحي كما جاء الخبر بغيره، فما يدريه أنه لم يُنقل إلينا ما يدل على أنه ملك آخر بخلاف ملك الموت الذي يقبض أرواح البشر؟ لو كان يدري ما سأل!
ليس هذا تنطعا، كما أن سؤال الجاهل عن وظائف وأسماء الملائكة الذين جاء الخبر بهم ليس تنطعا ولا سؤالا عما لا يفيد!
أقول هذا الكلام مع إجلالي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فلعل له اجتهادا في حال السائل لا ينبغي أن يغفله من ينقل عنه مثل هذه الفتوى.
ثم هب أني خالفت الشيخ رحمه الله فيما أفتى به، فكان ماذا؟
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 09:57]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا الفداء
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 02:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا اشكر الإخوة على الإضافات الجيدة على الموضوع وهذا ما قصدته من وضعه هنا
وأما قول بعض الإخوة أنه تم الرد على الموضوع في دارة أهل الظاهر وتصحيح الأخ أبي الفداء له هنا
فأنا لم أجزم ولم اختر ذلك لنفسي
بل عرضت القول مستغربا من أن يكون ملك الموت هو جبريل ولذلك وضعت علامات تعجب ونقطا .... !!!
واستغرابي من اول المقال بين إلى آخره حيث قلت: فالله أعلم
أنا عرضت ما وجدت لا ما اقتنعت به
وأنا أعرف جيدا أن جبريل ليس ملك الموت ..
وملك الموت يسميه العوام عزرائيل على تسمية أهل الكتاب له ..
ولم يثبت كما تعرف
بارك الله فيك أيها الأخ الحبيب يحيى صالح وفي الأخ أبي الفداء على التنبيه وهذا لحرصهم بارك الله فيهم
وبارقي المشاركين في الموضوع
واظن أن ما قصدته من غثارة الموضوع حصل
شكرا للجميع
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 02:47]ـ
حبيبي أبا الفداء، ذكرت بأن فضول العلم هو ذاك الذي لا ينفع تحصيله ولا يضر الجهل به.
- فإذا عرفنا الملك الذي ينزع أرواح الحيوانات؛ فكيف تنفعنا هذه المعرفة أو يضرنا الجهل بها؟!
سُئل الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) عن هذا السؤال فأجاب: "ما رأيك إذا قلت: إن ملك الموت موكل بقبض أرواح الحيوانات أو غير موكل، ما الفائدة من هذا؟! هل سأل الصحابة عنه الرسول (ص)، هم أحرص منا على العلم، والرسول أقدر منا على الإجابة، ومع ذلك ما سألوا، إنما قال الله عز وجل: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} السجدة/11، موكل بقبض أرواح بني آدم، أما غير أرواح بني آدم لم يثبت، الله أعلم. ولكننا أهم شيء في جواب هذا السؤال أن الإنسان لا يتنطع، قال النبي (ص): (هلك المتنطعون) فلا تسأل عن شيء ليس فيه فائدة، والله لو كانت فيه فائدة بعلمنا أن ملك الموت يقبض أرواح الحيوانات الأخرى لبينها الله سبحانه وتعالى، إما في القرآن أو السنة، أو أن الله يقيض من يسأل الرسول عن هذا، ولهذا كان الصحابة يفرحون أن يأتي أعرابي من البادية يسأل عن شيء ربما يستحون أن يسألوا الرسول عنه ...
http://www.islam-qa.com/ar/ref/119652
وفقكم الله
بارك الله فيك أخي الكريم
"فلا تسأل عن شيء ليس فيه فائدة، والله لو كانت فيه فائدة بعلمنا أن ملك الموت يقبض أرواح الحيوانات الأخرى لبينها الله سبحانه وتعالى"
ـ[هشام يوسف]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 10:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أولى مشاركاتي، وقد شدني هذا الموضوع وما دار على هذه الصفحة من حوار .. والحقيقة أنني أعجب لهذا السؤال المطروح، وأعجب لمن يشرع في الإجابة عنه!! وكأن مسألة وجود أرواح للدواب مسلم بها، وتقوم على دليل راسخ ثابت!!
فهل لأحد منكم أيها الكرام أن يبين لنا بدليل قطعي وجود أرواح للدواب؟؟
وبارك الله تعالى بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 10:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أولى مشاركاتي، وقد شدني هذا الموضوع وما دار على هذه الصفحة من حوار .. والحقيقة أنني أعجب لهذا السؤال المطروح، وأعجب لمن يشرع في الإجابة عنه!! وكأن مسألة وجود أرواح للدواب مسلم بها، وتقوم على دليل راسخ ثابت!!
فهل لأحد منكم أيها الكرام أن يبين لنا بدليل قطعي وجود أرواح للدواب؟؟
وبارك الله تعالى بكم.
روى البخاري (2225) ومسلم (2110) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا؟ فَقَالَ لَهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ، يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ) وقَالَ ابن عباس: إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَاصْنَعْ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ. وفي لفظ: (مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ).
جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها، فقال له: ادن مني؛ فدنا منه، ثم قال: ادن مني؛ فدنا حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً فتعذبه في جهنم» وقال: إن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له رواه البخاري رقم 2225، ورواه مسلم رقم 2110
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 10:51]ـ
مرحبا بك يا أخ هشام عضوا جديدا بيننا، أرجو أن نرى منك كل نافع ومفيد.
والحقيقة أنني أعجب لهذا السؤال المطروح، وأعجب لمن يشرع في الإجابة عنه!!
لا تعجب يرحمك الله. فقد أجاب عن مثله من هم أفضل مني ومنك في سلفنا رضوان الله عليهم.
الدواب لها أرواح قطعا، ولا خلاف في هذا يُعرف بين المسلمين. فهم أمم أمثالنا والله يحشر الوحوش يوم القيامة كما يحشر الإنس والجن، كما جاء في القرءان والسنة ويحكم بينها في الحساب حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء، ثم تكون ترابا كما نصت السنة، ولا يكون البعث والحشر والحساب إلا لأنفس تقبض عند الموت!
ـ[هشام يوسف]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 11:33]ـ
روى البخاري (2225) ومسلم (2110) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا؟ فَقَالَ لَهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ، يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ) وقَالَ ابن عباس: إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَاصْنَعْ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ. وفي لفظ: (مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ).
جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها، فقال له: ادن مني؛ فدنا منه، ثم قال: ادن مني؛ فدنا حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً فتعذبه في جهنم» وقال: إن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له رواه البخاري رقم 2225، ورواه مسلم رقم 2110
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم ..
هل ترى في ذلك الدليل الراسخ والمعتبر لإقامة الحجة؟؟
حسنا .. هل ترى في الحديث الشريف ما ينص على أن الصور المعروضة على ابن عباس - رضي الله عنه- هي تصاوير لدواب؟؟ ولماذا لا تكون تصاوير لبشر؟؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 11:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم ..
هل ترى في ذلك الدليل الراسخ والمعتبر لإقامة الحجة؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
حسنا .. هل ترى في الحديث الشريف ما ينص على أن الصور المعروضة على ابن عباس - رضي الله عنه- هي تصاوير لدواب؟؟ ولماذا لا تكون تصاوير لبشر؟؟
عندك فقيه قال الحديث ليس في الحيوانات؟ فهم الحديث بفهم العلماء أخي الكريم و ليس برأيك بارك الله فيك، يكفي أن العلماء فهموا من الحديث ذوات الأرواح و فيها الحيوانات و هذا كاف لتوضيح المسألة كما أن قول الصحابي الشجر يبين أنه استثنى غير الشجر من الأحياء و منها الحيوانات و الله أعلم.
ـ[هشام يوسف]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 11:59]ـ
مرحبا بك يا أخ هشام عضوا جديدا بيننا، أرجو أن نرى منك كل نافع ومفيد.
لا تعجب يرحمك الله. فقد أجاب عن مثله من هم أفضل مني ومنك في سلفنا رضوان الله عليهم.
الدواب لها أرواح قطعا، ولا خلاف في هذا يُعرف بين المسلمين. فهم أمم أمثالنا والله يحشر الوحوش يوم القيامة كما يحشر الإنس والجن، كما جاء في القرءان والسنة ويحكم بينها في الحساب حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء، ثم تكون ترابا كما نصت السنة، ولا يكون البعث والحشر والحساب إلا لأنفس تقبض عند الموت!
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله تعالى أخي أبا الفداء، وأشكرك على الترحيب، وأسأل الله تعالى أن أكون عند حسن ظنكم .. نتبع الحق والهدى، ونتواصى بالحق وبالصبر.
الحقيقة أن الموضوع مدار بحث عندي .. وآمل أن أجد عندكم ضالتي.
ويؤتي الله من يشاء من فضله.
بداية لا بد القول أن هناك مفهوم للنفس ومفهوم للروح، وربما كانت النفس من الألفاظ المشتركة التي تحمل عدة معانى ضمن سياقات مختلفة.
وحين البحث عن الفرق بين الوفاة والموت، نجدت أن الوفاة تسبق الموت، وأن الوفاة هي مغادرة الروح للجسد، وهذه تحدث عند النوم كذلك؛ أما الموت فهو نقيض الحياة، وربما نقول أنه مغادرة الحياة للجسد.
مثلا الجنين في بطن أمه يكون حيا بشواهد مظاهر الحياة في جسده؛ من نمو وغذاء وحركة .. إلخ؛ ويكون نفخ الروح فيه بعد 120 يوم؛ كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
والنبات يعتبر من الأحياء .. ولكن غالب الظن أنه لا أرواح فيها .. ولنا أن نقول أننا نشترك مع النبات في مفهوم الحياة {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)} نوح.
أرى أن هناك من يخلط بين مفهوم الحياة، وبين مفهوم الروح .. خلاصة القول .. ليس هناك خلاف على أن الدواب لها حياة كما للإنسان، ولكن هل من دليل على أن بها أرواح؟
ولنا أن نسأل كذلك عن وجود أرواح للجن؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Mar-2010, صباحاً 01:18]ـ
أرى أن هناك من يخلط بين مفهوم الحياة، وبين مفهوم الروح
لا أرى أحدا يخلط هذا الخلط الذي تصفه يا أخي الكريم، بارك الله فيك.
نعم الحياة تكون للمخلوق الذي له نفس (أو روح) كما تكون للمخلوق الذي ليست له نفس، والأدلة التي قدمتُها وقدمها لك أخونا عبد الكريم واضحة في إثبات أن للدابة نفسا تُقبض عند الموت ثم تبعث وتحشر وتحاسب يوم القيامة كنفوس بني آدم، وهذا ما تواتر به فهم السلف والخلف قاطبة، فما الإشكال عندك في هذا؟
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[22 - Mar-2010, صباحاً 02:47]ـ
دعك مما استشكلته يا أخي هشام ابن يوسف
هب أن صاحب السؤال لم يسأله هكذا: من يقبض أرواح الحيوانات؟
هب أنه قال: من هو الملك الذي يتوفى الحيوانات؟؟
ـ[هشام يوسف]ــــــــ[23 - Mar-2010, صباحاً 12:50]ـ
دعك مما استشكلته يا أخي هشام ابن يوسف
هب أن صاحب السؤال لم يسأله هكذا: من يقبض أرواح الحيوانات؟
هب أنه قال: من هو الملك الذي يتوفى الحيوانات؟؟
بارك الله فيك أخي الفاضل.
ولكن أجد في صيغة سؤالك نفس الإشكال!!
إذ أنني أرى أن الوفاة ترتبط بالروح؛ بمعنى أن الوفاة هي مغادرة الروح للجسد؛ والوفاة ليس موتا .. ونحن نؤمن أن الله سبحانه وتعالى قد توفى عيسى بن مريم عليه السلام؛ ولكن لم يمته.
ونوم الإنسان يعتبر وفاة. {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)} الزمر
وكان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول قبل النوم ( ... فان أمسكت نفسي فاغفر لها، وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) .. والنفس هنا بمعنى الروح.
فهل تجد نصا ثابتا يذكر ("وفاة" الحيوان) .. أم أن الصحيح أن نقول بموت الحيوانات؟؟؟(/)
النجوم البراقة في نقد كتاب " نهج البلاغة "
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 09:46]ـ
النجوم البراقة
في نقد كتاب " نهج البلاغة "
الحمد لله الذي جعلنا من أهل السنة والجماعة، والصلاة والسلام على المبعوث بالسيف بين يدي الساعة، وعلى آله وصحبه أهل الكرم والشجاعة، وعلى من التزم لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم - بالسمع والطاعة، أما بعد:
فإن المتناظر يأتي بأقوى ما لديه من الحجج ليفحم بها خصمه، أما إذا أتى بحجج أوهن من بيت العنكبوت سنداً ومتناً فهو صفر اليدين!
يا من يدعي في العلم دكترةً عرفت شيئاً وفاتتك أشياءُ!
إن من المعلوم أن الإنسان إن أراد أن يحتج على خصمه يأتي له بأدلة من المصادر التي يعتمدها الخصم، أما إن أتاه بمصادر خاصة به لنفسه فلن يُقنع الخصم ولو خاصمه ليوم القيامة!
والرافضي إن خاصم أهل السنة والجماعة في مسألة؛ طاعنهم بما في كتاب " نهج البلاغة " المنسوب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه! ظاناً أنه جاء بالدليل المسموع، ومتغافلاً أنه كتاب موضوع! فله نقول ولكل الجموع: " اثبت العرش، ثم انقش "!
وهذه إطلالة سريعة على كلام أهل العلم في كتاب " نهج البلاغة " الذي هو عمدة الخصوم:
قال ابن خلكان في ترجمة الشريف المرتضى: وقد اختلف الناس في كتاب (نهج البلاغة) المجموع من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هل جمعه؟ أم جمع أخيه الرضي؟ وقد قيل: أنه ليس من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه، والله أعلم. [ابن خلكان: وفيات، 3/ 313 ط دار الثقافة – بيروت]
بل جزم الإمام الذهبي رحمه الله بأنه موضوع مكذوب على علي رضي الله عنه فقال الذهبي في ميزان الاعتدال: مَن طالع نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصُراح، والحطّ على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي مَن له معرفة بنفَس القرشيين الصحابة وبنفَس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن أكثره باطل. [الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 124]
وجاء في " شذرات الذهب و " مرآة الجنان " بهذا الشأن: وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هل جمعه الشريف المرتضى أم أخوه الرضي. وقد قيل: إنه من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه، والله أعلم. [ابن عماد الحنبلي: شذرات الذهب 3/ 257. اليافعي: مرآة الجنان 3/ 55] وكلمة " قيل " من صيغ التمريض والتضعيف كما هو معلوم عند صغار العلم، فضلاً عن كبارهم. [أنظر منهج النقد في علوم الحديث ص 296، ومعجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد ص 286]
أما الإمام ابن حجر العسقلاني فيتهم الشريف المرتضى بوضعه، ويقول: ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي ... وأكثره باطل. [ابن حجر العسقلاني: لسان الميزان 4/ 223]
وذهب النجاشي إلى أن مؤلف الكتاب هو الشريف الرضي (359هـ/970م-406هـ/1016م)، فقد ذكر في تفسيره أنه هو الذي ألفه ووسمه باسم " نهج البلاغة ". [النجاشي: الرجال ص311. الشريف الرضي: حقائق التنزيل ص167 ط. النجف]
ولعل ما يعزز ذلك قول ابن شهراشوب وهو شيعي من أهل القرن السادس الهجري: الشريف الرضي الموسوي، وهو أبو الحسن محمد بن الحسين، له نهج البلاغة. [انظر: شهراشوب السروي رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي ص44.وكتابه هذا تتمة لكتاب " الفهرست " للشيخ أبي جعفر الطوسي، وقد نشره عباس إقبال بطهران، مطبعة فرديني1353هـ]
وقد ذكر كرد علي أن الرضي نفسه يصرح بأن روايات الكتاب تختلف اختلافاً شديداً، وأن ابن أبي الحديد الذي قام بشرحه يعترف بأن ما عُزي إلى أمير المؤمنين هو من كلام غيره من الحكماء. [كرد علي: أمراء البيان 1/ 571]
ونخلص إلى أهم ما لاحظه العلماء على نهج البلاغة للتشكيك بصحة نسبته للإمام علي رضي الله عنه باختصار شديد:
1 - خلوه من الأسانيد التوثيقية.
2 - كثرة الخطب وطولها.
3 - رصد العديد من الأقوال والخطب في مصادر وثيقة منسوبة لغير علي رضي الله عنه، وصاحب النهج يثبتها لعلي.
4 - اشتمال هذا الكتاب على أقوال تتناول الخلفاء الراشدين قبله بما لا يليق به ولا بهم. أنظر على سبيل المثال خطبته المعروفة بـ " الشقشقية ".
5 - الإنباء بالغيب، فقد تنبأ بأمر الحجاج بن يوسف الثقفي، وفتنة الزنج، وغارات التتار.
6 - شيوع السجع فيه.
7 - الكلام المنمق الذي تظهر فيه الصناعة الأدبية التي هي من وَشي العصر العباسي وزخرفه.
8 - الصيغ الفلسفية والمقالات الكلامية، التي لم تعرف عند المسلمين إلا في القرن الثالث الهجري حين تُرجمت الكتب اليونانية والفارسية والهندية.
وكما نقد هذا الكتاب المتقدمين، فقد تناول نقد هذا الكتاب العديد من المتأخرين، منهم:
1 - أحمد أمين في " فجر الإسلام ".
2 - طه حسين في " الفتنة الكبرى ".
3 - العقاد في " عبقرية الإمام ".
4 - شوقي ضيف في " الفن ومذاهبه في الأدب العربي ".
5 - محمد سيد كيلاني في " أثر التشيع في الأدب العربي ".
6 - الدكتور نايف معروف في " الأدب الإسلامي ". وغيرهم الكثير ... ([1] ( http://www.hadethmasr.com/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1))
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
وكتب: أبو همام بكر بن عبد العزيز الأثري
1429هـ
([1]) تنبيه: ذكر هؤلاء الناقدين ليس تزكية لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العبيد]ــــــــ[10 - Mar-2010, مساء 10:36]ـ
وأما نقل الناقل عنه أنه قال "لقد تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى"
فنقول: أولا أين إسناد هذا النقل بحيث ينقله ثقة عن ثقة متصلا إليه؟ وهذا لا يوجد قط، وإنما يوجد مثل هذا في كتاب نهج البلاغة وأمثاله. وأهل العلم يعلمون أن اكثر خطب هذا الكتاب مفتراة على علي، ولهذا لا يوجد غالبها في كتاب متقدم ولا لها إسناد معروف. فهذا الذي نقلها من أين نقلها؟ ولكن هذه الخطب بمنزلة من يدعي أنه علوي أو عباسي ولا نعلم أحدا من سلفه ادعى ذلك قط ولا ادعي ذلك له، فيُعلم كذبه، فإن النسب يكون معروفا من أصله حتى يتصل بفرعه، وكذلك المنقولات لا بد أن تكون ثابتة معروفة عمن نقل عنه حتى تتصل بنا. فإذا صنف واحد كتابا ذكر فيه خطبا كثيرة للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ولم يرو أحد منهم تلك الخطب قبله بإسناد معروف علمنا قطعا أن ذلك كذب. وفي هذه الخطب أمور كثيرة قد علمنا يقينا من علي ما يناقضها.
ونحن في هذا المقام ليس علينا أن نبين أن هذا كذب، بل يكفينا المطالبة بصحة النقل، فإن الله لم يوجب على الخلق أن يصدقوا بما لم يقم دليل على صدقه، بل هذا ممتنع بالاتفاق، لا سيما على القول بامتناع تكليف ما لا يطاق، فإن هذا من أعظم تكليف ما لا يطاق، فكيف يمكن الإنسان أن يثبت ادعاء علي للخلافة بمثل حكاية ذكرت عنه في أثناء المائة الرابعة لما كَثُر الكذابون عليه وصار لهم دولة تقبل منهم ما يقولون سواء كان صدقا أو كذبا وليس عندهم من يطالبهم بصحة النقل؟ وهذا الجواب عمدتنا في نفس الأمر وفيما بيننا وبين الله تعالى.
وقال فيه أيضا:
وأيضا فالمعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره، لكن صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام الناس فجعلوه من كلام علي، ومنه ما يحكى عن علي أنه تكلم به ومنه ما هو كلام حق يليق به أن يتكلم به ولكن هو في نفس الأمر من كلام غيره، ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي!
وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن علي بالأسانيد وبغيرها. فإذا عرف من له خبرة بالمنقولات أن كثيرا منها بل أكثرها لا يعرف قبل هذا، علِم أن هذا كذب. وإلا فليبين الناقل لها في أي كتاب ذكر ذلك ومن الذي نقله عن علي وما إسناده؛ وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد.
ومن كان له خبرة بمعرفة طريقة أهل الحديث ومعرفة الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها عَلم أن هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز بين صدقها وكذبها.(/)
الفضائيات الإسلامية ومنزلق التدجين والتهجين ... ش. عبدالمنعم الشحات حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[05 - Mar-2010, صباحاً 11:59]ـ
الفضائيات الإسلامية ومنزلق التدجين والتهجين
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما زالت الفضائيات الإسلامية في طور التجربة سواءً بالنسبة لمالكيها، أو بالنسبة للشيوخ الذين يظهرون فيها، أو بالنسبة للمراقبين؛ سواءً منهم من يحب انتشار الدعوة إسلامية ومن يحب وأدها، ومن يحب تحجيمها أو ترويضها.
والكل يتابع التجربة، ويحاول أن يوجهها في المسار الذي يتمناه، ونناقش في هذه المقالة بعض الصور التي انتشرت في الفضائيات الإسلامية في الآونة الأخيرة، والتي تصب في اتجاه ترويض الصحوة الإسلامية وتهجينها بصور غير شرعية.
وبين يدي هذه المناقشة ننبه على أمور:
الأول: أن الوسط والقصد في باب وسائل الدعوة هل هي توقيفية أم لا؟
إنَّ "الوسائل المباحة لها أحكام مقاصدها"، وهذا القول وسط بين من يرى أنها توقيفية مخالفًا هدي السلف الذين استحدثوا أمورًا في باب وسائل العلم والدعوة والجهاد، منها: التأليف والتصنيف، ومنها: كتابة أسماء الجند، وغير ذلك من الأمثلة، وبين من يتغاضى نظريًا أو على الأقل عمليًا عن قيد الإباحة؛ فيدخل في المحظورات من باب أنها وسيلة للدعوة.
ومن هذا المنطلق كان الموقف من وسائل الاتصال وبالأخص "العائلة التليفزيونية" أنها مباحة الأصل؛ فإن استعملت في الطاعة دخلت فيها، وإن استعملت في المعصية دخلت فيها وإلا بقيت على الإباحة.
وكان تطبيق هذا الحكم على الواقع قبل ظهور الفضائيات الإسلامية يقضي بالفتوى بحرمة اقتناء جهاز التليفزيون؛ لأن نسبة المواد المباحة فيه لا تكاد تذكر؛ ولأن العادة أثبتت أن وجوده في المنزل ينتج عنه في معظم الحالات بنسبة تقارب المائة بالمائة استعماله في المحرم.
وتغيرت هذه الفتوى مع وجود القنوات الفضائية الإسلامية، وإمكانية ضبط جهاز الاستقبال على هذه القنوات دون غيرها؛ فأفتى كثير من العلماء والدعاة بجواز اقتناء هذه الأجهزة لهذا الغرض؛ فضلاً عن مشاركة الكثيرون منهم في هذه البرامج (1).
الثاني: أن البعض قد غلا في فوائد هذه الفضائيات الإسلامية .. ! منهم من فعل ذلك من فرط حبه للخير ورغبته في التبشير به، ومنهم من فعل ذلك من فرط حبه في منع الخير ورغبته في التحريض ضده، وفي الواقع أن الفضائيات تبقى في إطارها فرصة لقول كلمة حق عامة يعم بها إقامة الحجة على العباد؛ شأنها شأن كل وسائل الدعوة العامة، والتي لا تكفي في معظم الأحوال لإعادة صياغة الشخصية الإسلامية الصياغة المطلوبة، خاصة إذا أضفتَ إلى ذلك أن كثيرًا من المتلقين في الفضائيات يتلقون وهم متلبسون بأحوال تمنع من تمام الفهم أو الاستجابة، وأنه بضغطة زر واحدة يتحول من القناة الإسلامية إلى قنوات الغناء والعري والخلاعة.
ومن هنا تعلم أن من أفتى بجواز دفع زكاة المال للقنوات الفضائية قد غلبت عليه عاطفته في تقدير فوائد هذه القنوات فضلاً عن مخالفته لمذهب جماهير العلماء سلفًا وخلفًا؛ الذين يُقْصِرون مصرف: (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) (التوبة:60)، على الجهاد، ولا يعدونه إلى غيره من صور الخير، وهو القول الأرجح دليلاً؛ وإلا فلو اتسع معنى (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) هنا لما كان لكون المصارف ثمانية معنى!
ومن ثمَّ .. فالنصيحة لمن أكرمه الله بالالتزام والبعد عن العائلة التلفزيونية: ألا يغامر بإدخال هذا الجهاز بيته حتى ولو كان من أجل استقبال القنوات الإسلامية.
وأما من ابتلي بمشاهدة البرامج المحرمة في هذه الأجهزة؛ فنصيحته بالقنوات الإسلامية قد يكون هو العلاج الأمثل.
نأتي إلى بيت القصيد وهو: هل لهذه القنوات الإسلامية من مفاسد؟
وهل هناك توظيف ما لها ولو بالتوجيه عن بعد؟
في الواقع توجد بعض المفاسد في بعض هذه القنوات الإسلامية ينبغي على القائمين عليها وعلى الشيوخ الذين يظهرون فيها أن ينتبهوا إليها جيدًا؛ تقديرًا للأمانة التي ألقيت على أعتاقهم بعد ما صاروا واجهة للإسلام، وبعدما صار كثير من العامة يرون أن كل ما يعرض في هذه القنوات لابد أن يكون مشروعًا!
ونحصر كلامنا هنا في أمرين أساسيين:
الأول: "التدجين":
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو وصف أطلقه العلامة "محمود شاكر" -رحمه الله- على محاولة "نابليون" استمالة مشايخ الأزهر حين أصدر قرارًا بمجرد دخوله القاهرة بإنشاء ديوان من تسعة علماء من الأزهر يتولى شئون القاهرة؛ فقبل منهم من قبل ورفض منهم من رفض، على رأسهم الشيخ "عمر مكرم" -رحمه الله-.
إن "الاحتواء والتدجين" هي سياسة نابليون، وغني عن الذكر أن من يسمون أنفسهم بالمثقفين كلهم قد رضع من الثقافة الفرنسية حتى الثمالة؛ ولذلك فهم يجيدون توظيف سلاح "التدجين"، وأعني به هنا ربط تمرير القنوات الإسلامية والرضا بها بأن تحصر نفسها في القضايا المشتركة بين الإسلام والعلمانية، وإذا أخذنا في الاعتبار أن مُنظري العلمانية وإن كانوا قد اضطروا اضطرارًا إلى القبول بالدين كمكون رئيسي من مكونات الشخصية فإنهم في ذات الوقت حريصون على محاصرته في إطار علاقة الإنسان بربه وفقط، وليس منظمًا لعلاقته بالكون من حوله؛ لا سيما علاقة الفرد بمجتمعه.
وهؤلاء المرضون قد تكون طموحاتهم أن يخرج الدعاة على هذه الفضائيات فيتبنون تلك النظرة العلمانية للدين! ولكنهم يمكن أن يرضوا بإسقاط بعض القضايا من حساب الدعاة فلا يتعرضون لها سلبًا ولا إيجابًا، وهو ما يتم في "معظم" البرامج المقدمة عبر الفضائيات.
فتجد أن كثيرًا من هذه الفضائيات قد أَسقَطت من حساباتها أهم القضايا التي تمثل خلافًا جوهريًا بين الإسلاميين والعلمانيين، إلى درجة إهمال "تاريخ الخلافة العثمانية" حتى لا يتهمهم متهم بـ"الحلم بعودة الخلافة"، وأما "وجوب الحكم بما أنزل الله"، و"الولاء والبراء"، وغيرها ... فقضايا محظورة تمامًا!
بالطبع لقائل أن يقول إنه يسد بابًا في الوعظ أو التربية أو الأخلاق، وليسد الآخرون باقي الأبواب، وهذا كلام طيب؛ بيد أن "الرائد لا يكذب أهله"، والبعض لا سيما من الشرائح التي ليست لها من نافذة على الدين إلا الفضائيات يعتبر أن ما تقدمه الفضائية الفلانية أو الشيخ الفلاني أحيانًا هو الدين أجمع، لا سيما مع طول فترات إرسال هذه القنوات، ومع ادعائها في إعلاناتها أنها تقدم للمشاهد كل ما يحتاج إليه في شئون دينه.
نعلم أنَّ "الحقل ملغم بالأشواك"، ولكن منذ متى كان طريق الدعوة مفروشًا بالورود، والذكي الحاذق المقدِّر لمسئولية الكلمة لا يعدم ولو توضيحًا يشير به إلى تكامل المنهج الإسلامي، وعدم حصره فيما يقدمه هو أو تقدمه القناة؛ هذا إن عجز عن تقديم المنهج متكاملاً أصلاً.
وأي تصرف غير ذلك هو قبول بـ"التدجين" الذي نعاه الأستاذ "محمود شاكر" على من قَبِلَ من شيوخ الأزهر دخول الديوان، ولكن يبدو أن من أبرز أمراضنا الراهنة سرعة النسيان!
كان التحفظ السابق هو التحفظ الأبرز على القنوات الفضائية الإسلامية بيد أننا لم "نبرزه" مراعاة أن الغالب عليها كان المصلحة والخير حتى انضم إليه صنوه.
وهو: "التهجين":
وهو أمر لا يقل خطره عن "التدجين" -إن لم يزد-، وأخص بالكلام هنا القنوات الإسلامية التي تقدم نفسها للناس عن طريق نوعية البرامج وأسماء المحاضرين على أنها قنوات "سلفية"، وذلك أن السلفية كاتجاه دعوي من أهم سماته هو رفضه لكل صور الحلول الوسط بين الإسلام النقي إسلام الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين لهم بإحسان، وبين البدع: كالصوفية والشيعة والأشاعرة، ومن باب أولى البدع المعاصرة وعلى رأسها: العلمانية؛ وهو ما دفع أمريكا قائدة العالم الغربي إلى التحالف مع كل أعداء السلفية من: الشيعة -كما في العراق- والصوفية -كما في مصر-؛ لمحاولة فرض "حالة من العزلة على السلفية" تقبل معها بالحلول الوسط، وعندها سيكون على رأس الموضوعات المطروحة للمهادنة "المهادنة مع العلمانية".
ونسوق على ذلك شواهد سريعة من محاولات تقديم سلفية مهجنة عبر القنوات الفضائية ذات السمت السلفي العام في السنوات الأخيرة:
1 - إفساح إحدى القنوات الإسلامية المجال لرجل ذي ميول شيعية لتقديم برامج في قناة نالت شهرتها من برامج مشايخ معروفين بانتمائهم للتيار السلفي، وحسنًا فعل هؤلاء المشايخ وقتها بمقاطعة القناة حتى رضخت واستبعدت ذلك الرجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - بيد أن الموضوع تكرر مرة ثانية مع الأستاذ "عمرو خالد"، والذي يقدم نموذجًا من الانفتاح على الغرب دفع أحد رموز الإخوان، وهو الأستاذ "وجدي غنيم" إلى الرد العلني العنيف عليه؛ فكيف يمكن أن يكون موقف السلفيين منه؟! وانتهت هذه الأزمة أيضًا باستبعاد برامج الأستاذ "عمرو خالد" من هذه القناة.
3 - بعدها ظهرت الإعلانات التجارية على هذه القنوات، بصورة مبتذلة لا تراعي هيبة القناة كقناة دينية، ولا تحترم عقل المشاهد، ولا تراعي حقه كمستهلك في أن يكون الإعلان معبرًا عن قيمة السلعة تعبيرًا أمينًا.
4 - ومن الظواهر فتح باب الاتصال على الهواء، والذي غالبًا ما يفتتحها المتصل بوصلة مدح مخالفة للسنة التي تنهى المادح عن مدح الرجل في وجهه، والتي تأمر الممدوح أن يحثو في وجه المادح التراب، أو على الأقل مطالبته بالدخول في السؤال مباشرة، ويزيد الطين بلة أن يكون المتصل امرأة، وأن تعيد وتزيد في المدح والثناء، أو يتطرق الحوار إلى نوع من المزاح!
5 - ثم بعد ذلك دخلت ظاهرة المذيعات المنقبات، وبدا الأمر في غاية التناقض "إعلامية" مغطاة! وظهرت أسئلة من نوعية: هل يخلو المُخرِج بها في الأستوديو؟ أم تحضر معها محرم؟ أم .. ؟!
وطبعًا حجة من يفعل ذلك أن هذه برامج نسائية، وكأنه عند عرضها تشفر القناة عن أعين وأذان الرجال! أو قد يقولون: إن المرأة يمكن أن تعلِّم الرجل، وكأن هؤلاء المذيعات اللاتي يأتون بهن عندهن من العلم ما ليس عند الرجال ليُتجشم عناء خروجهن على الشاشة؛ ليعلِّموا الرجال والنساء، ولا شك أنها حالة تطبيع مع "الشو الإعلامي" العام!
6 - وقريب منها -إن لم يكن أفحش-: الاستعانة بفتيات ناهزن البلوغ للقيام بدور المغنيات أو المذيعات بكامل لوازمه!
7 - ثم جاء دور المخالفات الصريحة بإجراء المسابقات التليفونية، وهي مقامرة صريحة لما فيها من "غرم متحقق" مع "غُنم مظنون"، والغرم هنا هو: سعر المكالمة التي تكون في هذه الحالات مناصفة بين شركة الاتصالات وبين القناة الفضائية؛ سواء كانت المكالمة بسعر خاص كما هو الغالب أو بالسعر العادي؛ فَتَرَبُّح القناة من الاتصال يجعل الصورة مقامرة صريحة لا تختلف عن ورق اليانصيب في شيء.
8 - ثم جاءت مسابقة قراءة القرآن على "مقامات الموسيقى" (2)! قمة الاستهانة بحق القرآن وتشبيهه بمزمور الشيطان، وإخراج القارئ له عن التدبر والتأمل إلى مشابهة حال المشركين الذين قال الله فيهم: (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) (الأنفال:35)!
والأعجب من ذلك أن صاحب هذا ثناء من أحد الشيوخ على هذه القناة ثناء فُهم منه الرضا والموافقة على هذا العبث! ثم عندما عوتب اعتذر بأنه أثنى على القناة وعلى صاحبها وإن كان قد نصحه سرًا بعدم إتمام البرنامج! وكأن كارثة النصيحة في السر (3) التي يدعيها البعض هي الطريق الوحيد لنصيحة ولاة الأمور انتقلت إلى أصحاب القنوات الفضائية؛ مما ينذر بتحول مسلك النصيحة في السر مع ما في ذلك من تلبيس على العامة إلى سلوك عام حتى مع أصحاب القنوات الفضائية الذين يحتاجون إلى ظهور الدعاة على قنواتهم أكثر بكثير من حاجة الدعاة إليهم.
فالنصيحة لأصحاب الفضائيات: من دخل منهم هذا المجال طاعة لله؛ فليحرص تمام الحرص على التأكد من شرعية أي عمل قبل تقديمه على قناته، وليوسع دائرة استشارته لا سيما في الأمور المستحدثة: كقراءة القرآن على مقامات الموسيقى.
وأما من دخل منهم كتجارة: فلن يثنيه عن هذه المخالفات إلا مقاطعة الدعاة والجمهور لقناته حتى يعود إلى جادة الصواب.
والنصيحة لشيوخ الفضائيات: إما أن تحافظوا على نقاء المنهج وإما أن تعودوا إلى مساجدكم.
والنصيحة إلى جمهور الفضائيات: أن يقاطِع كل قناة إسلامية تسيء إلى الإسلام بفعل أي مخالفة للشرع.
وفي هذا السياق يجب أن نؤكد على عدة أمور:
الأول: أن الإنكار هنا يتوجه على من فعل شيئًا من هذه المحظورات أو غيرها أو ساهم فيه بصورة أو بأخرى، وقد ذكرنا في ثنايا الكلام بعض التصرفات التي صدرت من أصحاب القنوات والتي لاقت إنكارًا من شيوخ هذه الفضائيات -جزاهم الله خيرًا-، وبالتالي فلا وجه لتوجيه اللوم لهم، ولكن أبقينا ذكر الموقف للدلالة على خطورة هذا المسلك، وأنه لا يقتصر على ممارسة بعينها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أننا قصدنا إلى تعمية الأسماء؛ لأنها مواقف متفرقة لم تصدر كلها من شخص واحد أو قناة واحدة، والمعهود من البشر عمومًا وفي هذا المجال خصوصًا كثرة تغير التوجهات؛ فكان التركيز على التوجه أهم من التركيز على صاحبه.
وليس المقصود من ذلك تعميم الأخطاء بأي حال من الأحوال، ولا إلزام كل القنوات، ولا كل الدعاة بخطأ البعض.
الثالث: أن التراجع عن الخطأ أمر يُحمد لصاحبه في كل الأحوال، ولكن البعض أثناء تراجعه يحاول تخفيف حدة خطأه السابق؛ فيأتي بخطأ آخر دون أن يشعر؛ مما يستدعي إنكارًا جديدًا!
الرابع: نعود فنؤكد على أن الفضائيات باب عظيم من أبواب الدعوة العامة التي ينبغي أن يستثمرها دعاة الحق مع الحذر من هذه المزالق التي يريد بها شياطين الجن والإنس إفساد هذه الوسيلة الدعوية.
نسأل الله -تعالى- أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) عد كثير من الناس أن رأي الدعاة لا سيما السلفيين منهم قد تغيَّر في هذه المسألة، واعتبروه دليلاً على أن نظرهم السابق في المسألة كان متسرعًا، وفي الواقع أن هذا نتيجة تغير الواقع وإسقاط الحكم المناسب لكل واقع عليه، وهو ينفي -بفضل الله- عن الدعوة تهمة الانغلاق وعدم الدراية بالواقع من حولها، والتي يدندن حولها الكثير من خصومها.
كما أن تغير نظرة الباحث في أمر ما وارد على الجميع، وحدث من كبار الأئمة؛ فضلاً عن غيرهم، ولكن هذه المسألة ليست من هذا الباب كما أسلفنا.
(2) للاطلاع على أقوال أهل العلم قديمًا وحديثًا في إنكار هذه البدعة الشاذة راجع مقال: "المزمار الذهبي" للشيخ "عصام حسنين".
ولكن نريد فقط هنا أن نوضح الفكرة العامة لهذه البدعة ومدى نكارتها؛ فنقول:
إن "المقام الموسيقي" يشبه إلى حد ما بحور الشعر عند الشعراء، فكما قام "الخليل بن أحمد" بتحليل الشعر، ووجد أن هناك "أوزانًا" معينة محصورة قادرة على إيصال إيقاع صوتي متناغم متجانس يعطيك لذة السمع بالتوافق بين إيقاع كل بيت، فقد درس فلاسفة العصر العباسي كالكندي وغيره المقطوعات الموسيقية؛ ليكتشف أن هناك فقرات موسيقية أساسية يمكن تحليل أي نسيج موسيقي إليها.
وأن هذه الفقرات الموسيقية الأساسية هي عبارة عن عدد من الأصوات الموسيقية المتتابعة والمتفاوتة في الشدة صعودًا وهبوطًا؛ بحيث تعطي في النهاية إحساسًا ما: إما بالفرح أو الحزن، أو التأمل، أو غيرها من الأحاسيس.
وعُرِفت هذه الفقرات الأساسية "بالمقامات"، والتي أصبحت بالنسبة للموسيقيين لَبِنات يمكن أن يُكوِّنوا منها مقطوعة موسيقية كبيرة تحكي تجربة شعورية فيها فرح، ثم حزن، ثم نسيان كما هي غالب عادتهم في ذكر الحب والهجر، وما يعقبه من حزن أو نسيان أو معنى آخر.
وهذا المعنى في الموسيقى بغض النظر عن اقترانها بالقرآن هو أحد الحكم التي استنبطها العلماء لتحريم الشرع للموسيقى حتى سماها "ابن القيم" -رحمه الله- وغيره بـ"خمر النفوس"؛ ذلك أن الموسيقى تخاطب الغرائز البهيمية في الإنسان، وتسلب العقل سلطانه على الجوارح والمشاعر، وتتولى هي إعطاءه حزنًا أو فرحًا أو شجاعة، كل هذا بعد عزل سلطان العقل.
ومن أعجب ما ابتلي به أصحاب الغناء أنك تجد أنهم ربما ركَّبوا ألحانًا راقصة على كلمات حزينة، وتكون الغلبة بالطبع لللحن؛ فتجد سامعيها يتراقصون على أنغامها!
ولهذا المعنى أيضًا قيَّد العلماء إباحة الإنشاد الخالي من الآلات الموسيقية بألا يكون على هيئة غناء المغنين؛ أي: خُلوَّه من تنغيم تلك المقامات التي تتوغل في أوصال النفس.
وأما القرآن فإنما نزل للتدبر والتأمل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) (ص:29)، فلابد أن تكون الغلبة فيه للكلمة، ولاسيما وكلمات القرآن فيها تنغيم ذاتي من تتابع الحركات والسكنات في الجملة، جعله مستغنٍ عن أوزان الشعراء؛ فاستغناؤه عن مقامات الموسيقيين أولى.
وإنما يستحب للقارئ أن يتغنى بالقرآن مترنمًا به على وفق ألفاظه ومعانيه، لا أن يركِّب عليه مقامًا يعطي رسالة ذاتية قد تتفق أو تختلف معه لفظًا ومعنى، ووصلاً ووقفًا؛ فهذا مما لا يقول به عاقل يعلم أن القرآن كلام، بل أبلغ كلام يُراد منه أن يعقل منه قارئه معناه، وأن يشعر بالشعور الملائم لهذا المعنى؛ ومن ثمَّ يستقر عنده ما اكتسبه من حب لخير أو بغض لشر، أو تَخَلُّق بخلق: كالصبر، والحلم، ونحوها ... بخلاف الموسيقى التي لا تعطي إلا شعورًا وهميًا كاذبًا يشابه تمامًا الشعور الذي تمنحه الخمر لشاربها!
بقيت شبهة:
أن البعض يقول: إن ما من قارئ إلا ويقرأ بمقام شئتم أم أبيتم، وأن ما يفعلونه هو إرشاد القارئ لأنسب مقام تقرأ به كل آية!
نقول: إن الزعم بأن هذه المقامات قد استوعبت كل الاحتمالات زعم باطل، فعند اختيار مقام معين تقرأ به آية فأيهما سيخضع للآخر؟ فإن قلتَ: إنك تخضع المقام للفظ الآية؛ لم يبقَ للمقام فائدة، وبقي الأمر على ما ذكرنا من ترتيل الكلام والتغني به بحسب ألفاظه ومعانيه.
وإن قلتَ: إن الغلبة للمقام كان هذا من التحريف والتبديل لمعاني القرآن إن لم يكن لألفاظه، وقد حدث هذا بالفعل كما ذكر من شاهد تلك التجارب الأولى، وكيف قاد الاستغراق في المقام لكثير من القراء بزيادة مد أو حذفه! وربما أدغم حرف حتى وكأنه لم يقرأ على طريق المغنين حينما يحاولون إخضاع ألفاظ أغانيهم لمقاماتها.
وأما تعلم هذه المقامات مجردة عن قراءة القرآن كنوع من التمرين له على حسن الأداءالمتناغم حتى إذا جاء وقرأ القرآن طاوعه صوته على حُسن الأداء، فيمنع أيضًا سدًا للذريعة؛ لإيقاف باب العبث؛ وللبعد عن الافتتان بأحوال أهل الفسق والفجور.
(3) ما أجمل ما قاله العلامة الألباني -رحمه الله- في هذا الأمر حينما قال: "إن عصوا الله سرًا نصحناهم سرًا وإن عصوا الله جهرًا نصحناهم جهرًا".
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
الليبراليون والحكومة الإسلامية
ـ[السيف المشهور]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 12:10]ـ
متى وجدت حكومة إسلامية وُجد النفاق، وأول ما ظهر النفاق ظهر في المدينة وما حولها لوجود حكومة إسلامية آنذاك.
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ}
فمتى وُجدت حكومة إسلامية ظهر النفاق. ومتى ظهر عليها الضعف علا صوت المنافقين.
والمقصود هاهنا النفاق الاعتقادي ... الكفر والالحاد.
وإن بَطُُن كما بطن في أسلافهم، فسرعان ما يُظهر الله ما يبطنون.
{قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ}
فكما كان خليفة رسول الله أبو بكر الصديق وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب أشداء على الكفار من المنافقين، فلا زال أهل النفاق يسبونهما حتى الآن ويلعنونهما ويطعنون فيهما.
فإن سبوا وطعنوا ولعنوا الشيخ الشثري والشيخ البراك ... فالنفاق ملة واحدة، وإن تعددت المسميات.
فلا عبرة لهم ولا كرامة ... وتمسكوا بدين الله.
{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
والله لن يضيعكم
{وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68)}
وموعدنا معهم:
{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)}
وآخر ما أذكر به نفسي وإياكم
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}(/)
قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 04:56]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد،
كلنا يبدأ في هذا الأمر بحيرة .. أين يذهب وإلى من ينتم؟؟ ما هو الصواب وما هو الخطأ؟؟ لماذا اختلفوا؟؟ ولماذا لم يتفقوا؟؟ لماذا هذه الفرقة والبغضاء؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟؟!!!
فهذه قصة رحلة .. رحلة من رحلات البحث عن الحق أوردتها لما فيها من العبر ... فلنستمع ..
البداية
البداية في بيت صغير، أو بيت من بيوت الله عز وجل، جالس يسمع الخطيب، ينصت بخشوع وقد بدا له للمرة الأولى أن هذا الكلام جديد! ليست أول مرة يسمع موعظة، لكنها المرة الأولى التي ينصت فيها بقلبه للموعظة ... :"إلا مَنْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " سورة ق - 37
شعر بتلك الهزة الداخلية .. التي أعقبتها لذة خفية .. عاد يشعر بالحيرة والتضارب ويتعجب من حاله ومآله .. ثم أعقب ذلك تلك النشوة والانشراح والاقبال على الحق والسنة ..
فبعد تلك الجلسة، سار ينهب الطريق نهبا يتلمس الضوء الحق فأخرجه الله من الظلمات إلى النور ....
ماذا حدث له؟؟ كذا تسائلوا وضربوا الكف بالكف ..
لقد صار فجأة يهتم قبل الهم بمعرفة ما ثمَّ .. هل هو حرام أو حلال؟؟ أو هو سنة أو خلاف سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم.
في البداية كانت الكتيبات مبسطة، والخلاف يكاد يكون معدوم والأمور في متناول اليد ...
ثم .. ثم .. ماذا حدث؟؟؟
عندما سمع أول خلاف:
سمع أن هناك خلاف فقهي، تردد قليلا ثم اقتحم الأمر، لم يكن جديدا أن يعرف أن هناك أربع مذاهب كبرى، لكن كما قلنا من قبل كان يسمع والآن ينصت! فقطب وجهه أياما يدور في غرفته كليث حبيس ... أي المذاهب أتّبع؟؟ ولماذا اختلفوا؟؟ لماذا؟؟ ظل زمانا يسأل هذا السؤال
بل سأل شيخه ومعلمه يوما في سذاجة: لماذا اختلفوا؟؟ لماذا لم يجلسوا معا (أي الأئمة) ليتفقوا؟؟
فنظر إليه شيخه متعجبا من هذا السؤال الذي لا أظن غيره طرحه قبله ولا بعده وقال: يا بني قد اجتمع منهم من اجتمع وتناظروا فاتفقوا في أمور وتمسك بعضهم بالحق الذي بدا له في أمور أخر فلا يلام [1] أحدهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " صحيح البخاري، وكلهم كانوا أهلا للاجتهاد وليس أحد معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ..
فنظر له يائسا وقال ولماذا اختلفوا؟؟
قال: قد اختلفوا لأسباب كثيرة، فقد يصح الحديث عند إمام ولا يصح عند الأخر بل قد يصل الحديث لإمام ولا يصل للأخر، وقد يرى الإمام في الدليل معنى لا يراه الأخر، وقد يتعلم أحدهم أثرا عن الصحابة يحسم عنده المسألة ولا تصل لغيره فلا تنحسم عنده ..
تنهد في احباط وقال: وماذا أفعل؟؟
قال:عليك بما أمروا هم أنفسهم به من اتباع المعصوم صلى الله عليه وسلم،قال تعالى:" وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " سورة الشورى- 10 وقال تعالى: "فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " سورة النساء - 65 وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا " سورة - 59
(يُتْبَعُ)
(/)
فهؤلاء الأئمة لم يكن بينهم عداوة كما تظهر في بعض كتب المتأخرين أو بين بعض متعصبي المذاهب لأن مصدرهم واحد وهو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، أما أتباع المذاهب فكل مجموعة متعصبة للإمام فهذا إمامه مالك وهذا إمامه الشافعي .. الخ فاختلف المتبوع فصارت الضغائن، ولو علموا أن هؤلاء الأئمة العظماء أنفسهم لا يقبلوا منهم إلا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم يبرأون إلى الله تعالى مما يفعل هؤلاء الجهال المتعصبون لربما كفوا عن تعصبهم المشين
وانظر إلى بديع نظم ابن القيم رحمه الله تعالى:
العلم قال الله قال رسوله --- قال الصحابة ليس ذو بطلان
ما العلم نصبك للخلاف --- سفاهة بين الرسول وبين رأي فلان [2]
ولهذا اجتمع الأئمة كلهم على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد كائنا من كان وأقوالهم متواطئة على هذا الأصل الأصيل [3] وهذا الأصل في مسائل الاعتقاد والفقه سواء بسواء فالعلماء واسطة بيننا وبين الحق يشرحون ما خفى ويبينون ما دق، ولكنهم ليسوا أحق بالاتباع من النبي الأمي الموصول بالوحي من ربه تعالى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
قال وقد بدأ وجهه يشرق: بارك الله فيك علمتني أصلا فإذا رأيت الخلاف بحثت عن أقرب الأقوال إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فأخذت به وعملت به غير متبع لهوى نفس ولا لقول شخص سواه
رفع الشيخ إصبعه محذرا وقال: واحذر انتقاص أي عالم فإنهم جميعا مأجورون إن شاء الله على أي حال سواء أخطأ أو أصاب وإنما لم تكن أنت ليبلغك ذلك العلم والفهم لولا أن قيضهم الله لنا جميعا.
جزى الله بالخيرات عنا أئمة ... لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا [4]
الصدمة الأولى ..
قد يتسائل البعض لم سميناها الصدمة الأولى وقد سبقها صدمة اختلاف الأئمة؟؟!! فالحق أن اختلاف الأئمة ليس صدمة بل هو تسلسل طبيعي للأحداث، وكون أتباع الأئمة تباغضوا بعد ذلك فتلك أعمال فردية تماما لا تنتمي للأئمة بحال من الأحوال، فالأئمة أنفسهم كانوا في تحاب وتوادد، فالإمام الشافعي هو تلميذ الإمام مالك كما أن الإمام أحمد كان تلميذا للإمام الشافعي في الفقه وكان الإمام الشافعي يرجع إليه في الحديث وكل من يقرأ سيرهم يرى أعجب العجاب في توادهم وتراحمهم واحترامهم للخلاف ونهيهم عن التعصب والتكتل والاختلاف، فإن الخلاف بينهم لم يؤد أبدا إلى الاختلاف، وما أمر أحدهم بمعاداة أحد بل الكل مجمع على أن كلامه ليس له وزن إذا عارض الحديث الصحيح فكلهم تواضع لله فرفعه الله وأحب في الله أخاه فأعلى الله مقدارهم في الخلق .. إذا فالتباغض ليس منهم ولا من أمرهم ولا هم يقرون عليه من اتبعهم أبدا، بل هم لا يقرون من اتبعهم على اتباعهم إلا من جهة أنهم واسطة تبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم فكلهم قال:إذا صح الحديث فهو مذهبي وكلهم قال إذا قلت قولا يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم فأنا راجع عنه.
أما الصدمة الأولى فكانت عندما نظر أخانا في حال الأمة وما تفرقت فيه من أحزاب، كل حزب بما لديهم فرحون، وكان المسكين معتمرا إلى بيت الله الحرام فزار المدينة قبل مكة ودخل المسجد مبهورا مشدوها تحفه السكينة وتتغشاه الرحمة حتى أنه صلى الظهر قبل أن يؤذن أو يقام له!! فتلفت حوله عندما سمع الأذان وتسائل في حيرة أهو آذان العصر أم الظهر وجعل يتعجب من عقارب الساعة، فلما أعيته الحيرة سأل جالسا بجواره
- السلام عليكم هذا آذان الظهر أم العصر؟
- (بلغة ركيكة) الظهر
بعد الصلاة نظر لمن سأله متعجبا مشدوها، هذا رجل أعجمي مثلما بدا من رده عليه فكيف يمسك بكتاب الله ويقرأ؟؟ هل يقرأ العربية؟ لم يترك صاحبنا نفسه نهبا للفضول وسارع بالسؤال والتعرف على هذا الأخ من باب: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..
- أنت تحسن تقرأ العربية؟
- لا
- وكيف تقرأ القرآن؟
- القرآن فقط!
- ممكن أسمعك وأنت تقرأ (بانبهار)
فقرأ قليلا ثم ختم قراءته قائلا: صدق الله العلي العظيم
فسكت صاحبنا ولم يقل مثله، سأله الأخر بلغته الركيكة
- لماذا لم تقل صدق الله العلي العظيم؟
- (في حرج) سمعت أنها بدعة [5]
- لماذا؟ لأني قلت العلي ُ؟؟
- (في حيرة) لا فرق
- أنا أعني بالعلي الله ولا أقصد علي بن أبي طالب
(يُتْبَعُ)
(/)
- (في حرج) لم أفهم أنك تقصد علي بن أبي طالب بل فهمت أنك تقصد الله!
صمت بسيط ثم قال أخانا الأعجمي الذي لا يحسن العربية، ورحمة بالقارئ سأترجم الحوار مباشرة علما بأنه دار بعبارات تجمع أربع لغات تقريبا: العربية والانجليزية والفرنسية والأردية!
سأل الأعجمي أخانا عن بلده فلما أخبره قال له وهو يهز رأسه أسفا ..
- أنتم يدرسون لكم التاريخ خطأ
- (مبتسما) أكيد كل شيء عندنا لابد فيه من الخطأ
- يدرسون لكم أن خلافة أبي بكر وعمر صحيحة!
صاحبنا لم يفهم فهو مازال على فطرته وسذاجته! فواصل الحوار محاولا أن يفهم معنى العبارة السابقة وبعد أربع ساعات من الصداع سأله أخونا الساذج:
- أنت تعني أن سيدنا أبا بكر وسيدنا عمر في النار؟
فابتسم الخبيث وفرك كفيه في سعادة (أخيرا فهم الساذج!) وقال: نعم
فتمعر وجه صاحبنا غضبا وهز رأسه نفيا في ثقة وقال:
- بل هما في الجنة!
ظهر الاحباط جليا على وجه الأخر وحاول أن يناقشه فصده صاحبنا، وهذا ما ينبغي أن يفعله كل من ليس له علم إذا وجد نفسه في مصيدة المبتدعة!!
لكن صاحبنا لم يسكت، دار في الحرم النبوي كالليث يبحث عمن يجيب أسئلته حتى وجد ضالته فجلس إليه وهو لا يستطيع أن يتأدب بأدب طالب العلم مما يجيش في صدره من النيران المستعرة غضبا
وكان الشيخ في غاية الحلم يتركه يفرغ غضبه ثم يجيب عن أسئلته بأوسع ما عنده من عطاء الصبر
وفهم أخانا في يومه هذا أن هناك فرق تنتسب للإسلام تسمى خوارج وأخرى تسمى شيعة وثالثة تسمى زيدية ورابعة تسمى صوفية وهكذا!
سأل الشيخ متحيرا: كيف يعني حدث هذا الافتراق؟؟
فقال الشيخ بصبره وحلمه: هذا ما أنذرنا الله تعالى وحذرنا أن نتبعه، فقال تعالى:" وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" سورة الروم الآية 31 - 32 وقال تعالى آمرا نبيه بالبراءة منهم " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " سورة الأنعام -159، وحذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده، لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة؛ فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة من حديث عوف بن مالك الأشجعي، وفي رواية:" قيل يا رسول الله من هم؟ قال: هم الجماعة " [6]، وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم كل أمر يخالف أمره مردود على صاحبه فقال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" متفق عليه، فهذا الافتراق يا بني، عَلَمٌ على صدق النبوة فعليك بهدي السلف فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" خير الناس قرني. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم. فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يتخلف من بعدهم خلف. تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته " متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، فما وسعهم وسعنا وهم خير منا، ولو كان ثَمَّ خيرا لسبقونا إليه،وفي حديث العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن أمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعيش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهدين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " صحيح الجامع، ومن توفيق الله للحدث والأعجمي أن يقيض له صاحب سنة يعلمه السنة ويرشده إلى طريق الحق
ثم قال له الشيخ في تصميم: قال رب العزة سبحانه: "وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا " سورة النساء – 115 فعليك بسبيل المؤمنين وهم السلف الأوائل فكل خير فى اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف [7]،
الصدمة الثانية (تابعة للصدمة الأولى)
(يُتْبَعُ)
(/)
ربما بعد هذه الأحداث التي مر بها صاحبنا ظن أنه لن يدهشه شيء في هذا العالم الغريب! لكن لم يلبث أن طلب العلم وتصدر – وهو بعد حدث – لدعوة الناس لأمر واحد: اتباع السنة بفهم الصحابة وترك ما عداها!
فلما تحدث مع بعض الإخوة في يوم قال: علينا باتباع السنة ولا نتبع الفرق الضالة من صوفية وأشعرية وشيعة فإننا أهل سنة وجماعة فلنزم جماعة الصدر الأول من المؤمنين وهم السلف الصالح!
فبعد أن أنهى حواره أخذه أخ في ناحية وابتسم في ود شديد لم يره الأخ من قبل ولا ظن أنه سيراه! وقال له لماذا قلت أن الصوفية فرقة ضالة .. ثم راح يعدد حلاوة الصوفية وجمال الصوفية وروعة الطرق الصوفية ووحدة وجود الصوفية وفناء الصوفية وقبور الصوفية وأولياء الصوفية الذين يمشون في الهواء [8]! ...
فرد عليه بما فتح الله عليه وكان مما قال بثقة: هل كانت الصوفية على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
فتحير الأخ الودود
فرد على سؤال نفسه بثقة: لا لم يكونوا، وأنا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه! يسعني ما يسعهم ويضيق علي ما ضاقوا به ولم يسعهم .. وأقول لك أي صديقي، إن الله تعالى مستوٍ [9] على عرشه كما قال سبحانه: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" سورة طه – 5 وأولياؤك المزعومون لا أقبل منهم إلا ما وافق الكتاب والسنة ولو طاروا في الهواء ومشوا على الماء فليسوا أحب إلى الله من النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة! ولو كان ثمَّ قبر يستحق العبادة لكان قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه نهى عن ذلك فقال:" لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا"صححه الألباني في صحيح أبي داود، وقال صلى الله عليه وسلم:" لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" متفق عليه واللفظ للبخاري.
ولم يعدم صاحبنا من شبهات رغم أنه رد عليها بثقة غير أنه احتاج للرجوع إلى شيخه [10] وبعد أن راجع معه بعض الأمور قال له صاحبنا في تعجب
- يا شيخنا ما ظننت أبدا أن أجد ما نقرأ في الكتب حاضرا في أذهان الناس كنت أظن الناس كلها على الفطرة والسنة!
- فقال له الشيخ مبتسما: كيف بك لو رأيت عباد الطواطم والأصنام؟؟!!
- إذا لبكيت كمدا وغيظا!
أخر صدمة!
ليست هذه أخر صدمة باعتبار أن الأخ لم ير صدمات أخر! بل هي الأخيرة باعتبار إحساسه، فبعدها تبلد إحساس صاحبنا فلو رأى عابد البقر لما أثار هذا دهشته! ولو رأى من يمشي على رأسه لما اهتزت في بدنه شعرة، اللهم إلا هزة الغضب والغيظ!
هكذا تغير صاحبنا المتحير مع الوقت والاحتكاك فلما قابل هذه الصدمة اهتز قليلا، وضاق صدره بعض الشيء، ثم صار يألف واقع المسلمين فلا يصدمه، ولم تمنعه هذه الألفة من محاولة الدعوة والتغيير، فقط منعته من ... الصدمات!
جدير بالذكر أن صدمات صاحبنا كانت كلها في فترة واحدة تقريبا، فقد نزلت العصا على رأسه بعدد من الصدمات متتاليات! فصار بعد عام واحد من لقاءه بالمبتدع السابق في الحرم النبوي إذا رأى العصا تقع على رأسه قفز سريعا للخلف ويتركها تضرب الهواء ثم يمسكها بلطف ويجذبها من صاحبها ويضعها بعيدا ثم إما يقبل منه صاحب العصا نصحه إما ينصرف حانقا يتحرق هو بالغضب والصدمة!
كانت الصدمة الأخيرة متعددة الأطراف، فقد وجد فجأة أنه بين مجموعة مساجد، الأول لا يقبله لأنه يطلق لحيته ويصر على اتباع السنة في سمته! والأخر لا يقبله لأنه ينكر عليهم تصدرهم للدعوة بغير علم! والثالث لا يقبله لأنه لا يقول بكفر المعين بمجرد وقوعه في الكفر! والرابع لا يقبله لأنه لا يجرح الدعاة! والخامس لا يقبله لأنه يخالف فتاوى الشيخ الأستاذ بالمسجد! [11]
وكل طائفة تحاول جاهدة تصنيفه – ولابد من التصنيف عندهم جميعا! - فيسمع ممن ناقشه منهم بعد ذلك تهم عجيبة كانت تلصق به جزافا! فكل القوم ولو أنكروا ذلك – يجرحون غيرهم وينكرون عليهم ويعدلون من كان على نهجهم وجماعتهم!
فإذا ما حاول أن يناقش أحدهم -إلا من رحم الله-، وجد آذانا صما وأعينا عميا لا يردون إلا عن كبيرهم ولا يشربون إلا من أحواضهم ..
وإذا ما حاول أن يوصل إليهم دعوته في اتباع السنة وأن الخلاف ليس رحمة، أشاروا له جميعا إشارة واحدة اتفقوا عليها جميعا، رغم أنهم اختلفوا فيما عداها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
اخرج عنا ... هيا ابتعد ... لست منا ولسنا منك ... ابحث عمن تنتمي لهم!! فإما أن تكون معنا أو تكون ضدنا
- لكني مسلم!!
ونحن مسلمون أيضا لكن لنا طريقنا ولك طريقك إما أن تتعاون معنا على ما نحن فيه بلا إنكار إما أن تبحث عمن يوافقك لأننا لن نقبلك وسنعاديك ونبغضك، فنحن لنا سبيل لن نحيد عنه
- أين الولاء؟؟ أنا مسلم!
ولاؤنا لجماعتنا أكبر من ولائنا لأمثالك وأمثال الجماعات الأخرى فمنكم نبرأ بلسان الحال أو المقال ..
- ولو خالف سبيل جماعتكم السنة وهدي الصحابة؟!!
هذه فروع، ونحن لا نختلف في الأصول!
- أي فروع وأي أصول؟؟! هل خلاف السنة فروع؟؟
الأصول عندنا أننا مسلمون وأننا ننتمي إلى هذه الجماعة وهذا الشيخ ونهجر ما عداها، والفروع كل ماعدا هذه الحقائق فإذا أردت صحبتنا فلا تنكر علينا شيء فكلها عندنا فروع ثانوية!
- ولماذا لا نتفق أن نوحد المصدر؟ نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نقدم رأيه على من سواه؟ فنكون جماعة واحدة ولو اختلفنا
فهتفوا بصوت رجل واحد! لكم شيخكم ولي شيخي! ونحن نثق في شيوخنا فهم متبعون فإن شئت اذهب ناقشهم ولا تصدع الصف بيننا!!
فلما ضاق صدره عن الجدال سكت على مضض وولاهم ظهره ومضى في دعوته غير مهتم فما وجد حوله ممن هم على دربه إلا قليل ..
ومرت السنون وعرك صاحبنا الحياة وبقي بفضل الله على ما عاهد نفسه عليه من اتباع السنة ونفض يده مما عدا ذلك فكل خير في اتباع من سلف ..... وكل شر في ابتداع من خلف
وإن الصحابه هم خير القرون، فلا يخالفهم ويتبع الظنون
وحفظ حديث حذيفة [12] فظل على العهد والوعد " فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك "
فاتصل به يوما أحد إخوانه قائلا في حيرة: لماذا اختلفوا؟؟!! وماذا أفعل؟؟!! ولمن أنتمي؟؟
فابتسم في حنين ومرت أمامه ما مضي من السنين
ثم تنفس في عمق وقال:
الاختلاف سنة كونية لا سبيل لدفعها لكن أدِ ما عليك
واتبع السنة وحدها ولو خالفك من في الأرض
وانْتَمِ للرسول وجماعته ولو عاداك أهل الأرض
فالجماعة هي السنة ولو كنت وحدك
و" قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " سورة الأنعام -161
بنفسي من اهتدى إلى الله وحده .... وكان له القرآن شربا ومغسلا
وطابت عليه أرضه فتفتقت .... بكل عبير حين أصبح مخضلا
فطوبى له والشوق يبعث همه .... وزند الأسى يهتاج في القلب مشعلا
هو المجتبى يغدو على الناس كلهم .... قريبا غريبا مستمالا مؤملا
يعد جميع الناس مولى لأنهم .... على ما قضاه الله يجرون أفعلا
يرى نفسه بالذم أولى لأنها .... على المجد لم تلعق من الصبر والألا
وقد قيل كن كالكلب يقصيه أهله .... وما يأتلي في نصحهم متبذلا
لعل إله العرش يا إخوتي يقي .... جماعتنا كل المكاره هولا
ويجعلنا ممن يكون كتابه .... شفيعا له إذ ما نسوه فيمحلا
وبالله حولي واعتصامي وقوتي .... وما لي إلا ستره متجللا
فيارب أنت الله حسبي وعدتي .... عليك اعتمادي ضارعا متوكلا [13]
-----------------------------------------
[1] لمزيد من التفاصيل عن أسباب خلاف العلماء راجع الكتاب الثمين جدا "رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
[2] نونية ابن القيم
[3] انظر مشكورا مأجورا غير مأمور: مقدمة "صفة صلاة النبي " للشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، ومقدمة صحيح فقه السنة للشيخ أبي مالك كمال السيد، ومقدمة فقه السنة للشيخ سيد سابق رحمه الله تعالى،
[4] البيت للإمام الشاطبي في نظمه الفريد وعقده النضيد: حرز الأماني ووجه التهاني
[5] مسألة خلافية والأولى في رأيي الترك لأنه لو كان خيرا لسبقونا (أي الصحابة) إليه (أي إلى هذا الخير)
[6] الزيادة عن مالك بن عوف الأشجعي بإسناد جيد ورجاله ثقات في السلسلة الصحيحة
[7] الحوار بالمعنى لا بالنص
(يُتْبَعُ)
(/)
[8] كل الطرق الصوفية اجتمعت على ضلالة عبادة القبور – وإن سموها بغير اسمها – وتعظيم الأولياء حتى ينسبون لهم بعض الصفات الإلهية، ومنهم من لايزال يقول بوحدة الوجود وأن الله في كل مكان تعالى الله عن ذلك ومنهم من يقول بالحلول والاتحاد بمعنى أن الله – تعالى عن قولهم سبحانه – يحل في شيوخهم، ولا يخفى فساد هذه المعتقدات وأنها تخالف ما كان عليه الصحابة في فهم القرآن والسنة، وكذلك بدع الصوفية ظاهرة في الأوراد والعبادات البدعية التي ما أنزل الله بها من سلطان بالإضافة إلى ما وقعوا فيه من الفجور والأعمال الشركية والتي ينفر منها ذوي الألباب.
[9] ذكر الله عز وجل استوائه على العرش في سبع مواضع من القرآن الكريم
[10] سبحانك ربي وفوق كل ذي علم عليم، ولو لم يرجع الطالب لشيخه يتأكد ويتحرى الصواب دوما لضل وأضل! فلابد من مراجعة أهل العلم والرجوع إلى الأصول من مراجع سمعية أو مقروءة وهذه مذاكرة نافعة لا يستغني عنها إلا متكبر، لئلا يطول الأمد فينسى ويقسو القلب ويضل عن الحق!
[11] ذكرت الأمور التي تعد علم على هذه الجماعات ولكن هناك أمور أخرى تخالف السنة لم أذكرها لأن المراد ليس نقد تفصيلي بل نقد جماعي للتعصب لأي كائن وأي فئة سوى السنة وجماعة المسلمين ككل.
[12] حديث حذيفة: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن). قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم). قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) متفق عليه قلت:ومن عجيب لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: تلك الفرق قبل أن يفترقوا!
[13] أبيات ثمينة من أخر مقدمة حرز الأماني ووجه التهاني الشهيرة بالشاطبية لإمام الشاطبي(/)
قراءة في النّبوءات (المسيح الدّجّال)
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 08:11]ـ
قراءة في النّبوءات
(المسيح الدّجّال)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهمية هذا الموضوع ليست علمية ذهنية فقط، بل هي تحمل جديتها لكونها خطيرة على واقعنا ومستقبلنا، فالطوائف المفارقة لأهل السنة، والمنتسبة للإسلام لها تاريخ حافل بالدم والجرائم معنا، وعقيدة اليوم إمتداد لعقيدة الأمس، وما عمل تيمورلنك عندما دخل دمشق سنة 803 هجرية، وقتل كل من فيها من المسلمين المنتسبين لأهل السنة (سوى عدد يسير من الأطفال) إلا بسبب عقيدة آمن بها، علمه إياها صفي الدين الأردبيلي (الشيعي الصوفي): وهي أن قتل أهل الشام قربة إلى الله، وقصاص من قتلة الحسين بن علي رضي الله عنه ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)) ، فالإيمان هو المؤثر الأهم في حركة الإنسان، ودولة إسرائيل منشأها مبني على دين واعتقاد، وكذلك دولة إيران الشيعية مبنية على اجتهاد؛ مصدره عقيدتهم في المهدي المنتظر وأنه لا بد له من نائب… فالإهتمام الجاد بعقائد الناس والتعرف عليها مهم جدا، وهو سبيل قرآني في كشف عقائد الآخرين، وسبيل نبوي كذلك فقد روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعدي بن حاتم: "أسلم تسلم"، فقلت (عدي بن حاتم): إني على دين، قال: "أنا أعلم بدينك منك"، قلت: أنت أعلم بديني مني؟!! قال: "نعم" قال هذا ثلاثا، قال: "ألست ركوسياً؟ " ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)) قلت: بلى، قال: "ألست ترأس قومك؟ "قلت: بلى، قال: "ألست تأخذ المرباع؟ " ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)) قلت: بلى، قال: "فإن ذلك لا يحل لك في دينك" ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)) .
فها أنت ترى علم النبي صلى الله عليه وسلم بدين رجل من أهل الجزيرة، وهو دين مغمور قليل الشهرة، وهذا يدلك على ما نحن فيه في هذا الباب.
ولأنني أعتقد أن الطوائف والفرق هي قنابل موقوتة في منطقتنا، وجزء كبير من معارك الغد سيكون معها، وهي إحدى خيارات الدول الشيطانية من يهود ونصارى في طرحها كبدائل عن الإسلام السني الصحيح، فإننا مدعوون بقوة إلى فهم هذه الفرق عقديا، والإطلاع الواعي على السبل العملية المتبناة في تطبيق هذه العقيدة، وليت الذين يزعمون الفهم والتحليل والذكاء السياسي أن يهتموا بدراسة آليات عمل الطوائف في فرض نفسها وتمرير نبوءاتها ومعتقداتها في داخل مجتمعاتنا بدل إهتمامهم بلوك الكلام الفارغ من كل إفادة، والذي مبناه على التأمل الذاتي، والإستشراف الوهمي، والتبجح بمعرفة أسماء الكتب السياسية.
جزء من معركة الغد ستفرض علينا من خلال هذه الفرق والطوائف، ووجودهم في منطقتنا جزء من الإمتحان المفروض علينا قدرياً في سعي المسلم الجاد لإقامة حكم الله في الأرض، ولعل بعض الإشارات التي وقعت في باكستان عند دعوة ضياء الحق المزعومة لتطبيق الشريعة، ثم الحال الآن في أفغانستان مع الفرق البدعية، وواقع أهل السنة والجماعة في إيران ومحاولة إفنائهم وتغيير عقائدهم، ووضع الدروز في إسرائيل –في كونهم رأس الحربة العسكرية والأمنية ضد المسلمين هناك– كافية لإيقاظنا من غفوة الجهل والتزوير الذي مارسه قادة الحركات الإسلامية في إسقاط الفروق بين أهل السنة وبين الطوائف المبتدعة الضالة، فهؤلاء القادة كانوا الممهد الأول في إزالة الحواجز الدينية ثم النفسية عند أهل السنة من أهل البدعة، ثم مهدوا الطريق في تنصيبهم رؤوس أهل البدع أئمة على الشباب الإسلامي، ولذلك ليس غريبا أن نرى الإنهيارات المتواصلة بسقوط العديد من الشباب المسلم السني في حبائل هذه الفرق المنحرفة، وتبنيهم لمعتقدات أهل البدع، وهؤلاء القادة في هذه الحركات يجهزون شبابنا للإنخراط في معتقداتهم تحت دعوى وجود القواسم المشتركة بين أهل السنة وبين المبتدعة في وجود عدو خارجي واحد… فالخطوة الأولى أن الشباب يلتقي معهم ضد أمريكا وينتهي إلى سب أئمتنا وخيارنا، وتكفير أبي بكر وعمر وعثمان وخيار الصحابة رضي الله عنهم، وهذا واقع منتشر انتشارا واسعا، فإن هناك الكثير من
(يُتْبَعُ)
(/)
المناطق السنية والتي كانت مغلقة عليهم ولا يوجد فيها غيرهم قد بدأ تحولها وبصورة مذهلة إلى عقائد التشيع الرافضي؛ مثل المغرب العربي وسوريا الشام وفلسطين ومصر والسودان وماليزيا وأندونيسيا ومناطق متعددة من العالم الإسلامي.
فالإهتمام بهذا الموضوع يجب أن يلقى عناية من كل مسلم مخلص غيور على السنة وأصحابها.
أثر النّبوءات في الأديان على أتباعها:
دارسو حضارات التاريخ تبينوا أن أي حضارات كان مبناها الأول على أسس دينية وإيمانية ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)) يقول برقسون (إنه وإن وجدت حضارات بغير بناء وعمار إلا أنه لم توجد حضارة من غير معابد)، ويثبت هذا أن حركة الإنسان لا يمكن أن تنطلق إلا من أساس إيماني، سواء كانت العقيدة حقيقية أو وهما، صحيحة أو باطلة، وهذا القول ليس تقليلا للجوانب الإنسانية الأخرى كحاجته للمال والطعام وحب الغلبة والسيطرة، ولكن لا يمكن أن تعطي هذه الأمور آثارها في حركة الإنسان إلا إذا إكتست بثوب الدين والإيمان، ولذلك كان قواد المعارك دائما بحاجة إلى معتقد ليدفعوا الناس لمحاربة خصومهم، أو الإنتقال للسيطرة خارج الأرض، وكل المحاولات التي قامت لإلغاء التفسير الديني لحركة التاريخ باءت بالفشل ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)) .
وهناك إتجاه قوي لترسيخ مبدأ الصراع على أساس علماني، وأن الحياة قد استقر أمرها على تبني الحرية الإنسانية -الليبرالية- في كل شؤون الدنيا ولا دور للأديان فيها، وقد إنتهى عصر العقائد -الأيديولوجيا- ومن هذه الكتب التي أحدثت أصداء واسعة في هذا الإتجاه كتاب الياباني الأمريكي فرانسيس فوكوياما المسمى "نهاية التاريخ"، الذي يعلن فيه سقوط العقائد (ويستثني الإسلام ببعض بقاياه الدينية والخلقية) والإنتصار النهائي لليبرالية -حرية الإختيار في السياسة والإقتصاد والإجتماع- وقد صدر العديد من الكتب التي تنعي العقائد والتمسك بالهوية منها: كتاب "النفس المبتورة هاجس الغرب في مجتمعاتنا" للمستغرب الإيراني داريوش شايغان، وله في هذا الإتجاه نفسه كتاب "أوهام الهوية"، وهذان الكتابان يمثلان صورة نموذجية لجهود المستغربين في إسقاط الهويات في داخل مجتمعاتنا، ومن المؤسف أن المعممين في داخل إسلامنا يمارسون -صوت سيّده- في ترديد شعارات تتبنى هذه المعاني مثل قولهم: إن الحرب بيننا وبين اليهود ليست دينية ولكنها حرب على حقوق ذاتية .. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم نحن نرى أن العقائد لها الدور الأكبر في التحالفات والتقارب بين الدول والشعوب على الرغم من تبنى العالم اليوم العلمانية والليبرالية، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً في تاريخ البشرية ولكني سأقتصر هاهنا على ما يخصنا في هذا الباب:-
1 - دولة إسرائيل:
دولة إسرائيل تقوم على أساس ديني إيماني، وكذلك أهم الأحزاب السياسية والدينية فيها تركزعلى إهتمامات دينية عندهم، ومما ينبغي التذكير به أن مناحيم بيغن بعد اعتزاله السياسة تحول إلى نبي يهودي (حب من أحبارهم) وفسر بعض نصوص التوراة، وأدخلت هذه التفسيرات في التلمود عندهم، ومعلوم أن بيغن أصيب بحالة نفسية سيئة بعد معاهدة كامب ديفيد، لأنه إعتقد أن ما قام به يخالف النبوءات التوراتية، وذلك بوجوب التقدم إلى الأمام وليس التراجع، هذا مع عظيم ما إستفادته إسرائيل من هذه المعاهدة المشؤومة، ولكن مجرد التراجع ولو الجزئي يخالف ما يؤمن به اليهودي اليوم من أن أعداءهم يجب أن يولوا الأدبار دائما كما تقول التوراة: (تنطقني قوة القتال وتصرع القائمين علي تحتي وتعطيني أقفية أعدائي ومبغضي فأفنيهم، يتطلعون فليس من مخلص، إلى الرب فلا يستجيبهم، فأسحقهم كغبار الأرض، مثل طين الأسواق أدقهم وأدوسهم، وتنقذني من مخاصمات شعبي وتحفظني رأسا للأمم) ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)) ، وقد كان بيغن يعتقد أن موشى دايان أنه الملك المنتظر ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)) وكان مفتونا به، ولكن سقط هذا الإعتقاد في دايان بعد الخسارة الجزئية في حرب 73 ضد العرب ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)) ، وللذكر فإن النص المتقدم من التوراة
(يُتْبَعُ)
(/)
قامت مجموعات نصرانية سبتية وطوائف يهودية بتوزيعه في الغرب بعد حرب1967م، لتثبت صحة التوراة ولإثبات ربانية دولة إسرائيل، وأنها من أبنيته التي يجب أن يدعمها المؤمنون بها. ومن النبوءات التي ترتكز عليها الدولة اليهودية في إقامة الملك الكامل من النيل إلى الفرات هو وجوب الحركة خطوة خطوة وليس دفعة واحدة، ففي سفر التثنية تقول التوراة: (لكن الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلا قليلا، لا تستطيع أن تفنيهم سريعا لئلا تكثر عليك وحوش البرية) ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)) . والدولة اليهودية تسير بإتجاه قوي إلى سيطرة الأصولية اليهودية هناك، وذلك بعد انتخاب حزب الليكود بقيادة نتنياهو لرئاسة الحكومة، وقد استلم اليهود المتدينون أهم مراكز القوى في الدولة.
أما الإرتباط بين اليهود في دولة إسرائيل وبين النصارى البروتستانت في أمريكا فهو ارتباط مبني على نبوءات توراتية ويراجع في ذلك كتاب "النبوءة والسياسة" فهو خير كاشف لحقيقة هذه العلاقة، وأن إيمان مراكز القرار في أمريكا بعقيدة هرمجدون (جبل المجد) ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)) هو الدافع الذي جعل قادة أمريكا من أشد الناس وفاء لهذه الدولة المسخ، هذا بالنسبة إلى نصارى السبتيين، وقد زادت الصورة وضوحا عندما تولى اليهود الأصلاء أقوى المراكز في الحكومة الأمريكية، فوزارة الخارجية بيد أولبرايت اليهودية، ووزارة الدفاع بيد كوهين اليهودي، وكذلك وارن ميلر مسؤول التخطيط السياسي في الخارجية الأمريكية، ومارتن أنديك مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي ومرشح مساعد لوزيرة الخارجية في شؤون الشرق الأوسط، ومبعوث الحكومة الأمريكية للشرق الأوسط ديميس روس كلهم من اليهود الأصلاء.
وأما مجلسي القرار -مجلسي الشيوخ والكونغرس- فقرارهما الأخير باعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل هو قرار يهودي أشد من قرارات اليهود العلمانيين.
2 - جزر الطوائف في العالم الإسلامي:
الطوائف المفارقة لأهل السنة والجماعة تعتمد في وجودها وحركتها على النبوءات الدينية في كتبها، ولعله يجب علينا أن نذكر ولا ننسى إيمان الدروز ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)) في وقت من الأوقات أن جمال عبد الناصر هو الحاكم بأمر الله الفاطمي، فالدروز يعتقدون أن الله جل وعلا في أدوار زمنية معينة ينزل عن عرشه ويظهر بصورة إنسان (يتأنس)، وقد كان كمال جنبلاط الدرزي ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)) ممن يعتقدون في عبد الناصر ذلك، وقارئ مقدمة كتاب"جمال عبد الناصر= من حصار الفالوجة إلى الإستقالة المستحيلة" يستطيع أن يلمح هذه العقيدة في طيات كلامه، وللذكر فإن جنبلاط هو الذي أعطى للعقيدة الدرزية فعاليتها والكثير من تفسيراتها، حيث ربطها بعقائد الهنود وأديان الشرق ومذاهب الإشراق الغنوصية، وهو بنفسه الذي كتب "المصحف المنفرد" والذي كان يعتقد الدروز وجوده مع عدم إطلاعهم عليه على مدار تاريخهم، حتى أظهره جنبلاط من كتابته هو بعد تتريبه. والدروز بسبب اعتقاد عندهم يدخلون في خدمة الدولة اليهودية ضد المسلمين هناك، فإن من مبادئ دينهم هو خدمة الظاهر والتذلل له وإظهار موافقته.
أما النصيريون فما تسليمهم الجولان في سوريا لليهود إلا بناء على نبوءة في كتبهم، فقد كان وزير الدفاع في تلك الفترة إبان حرب 1967م النصيري حافظ الأسد، وقد ذكر ذلك رئيس وزراء الأردن يومها سعد جمعة ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)) .
واستغلال السياسيين للنبوءات الكاذبة عند العامة من جهلة المسلمين وغيرهم أمر معروف ومنتشر في مجتمعاتنا بحجم كبير، ففي حرب الخليج انتشر بين الناس في العالم العربي حديث (صادم)، وهو الشخص الذي سيقضي على أعداء الأمة، وقد وزعت في الأردن منشورات جاء فيها أن في كتاب الجفر للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حديث: "يجتمع بنو الأصفر والفرنجة ومصر في البيداء على رجل يسمى صادم، ولا يرجع منهم أحد. قيل: متى يا رسول الله؟ قال: بين جمادي ورجب وترون فيه العجب".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكروا رواية ثانية وهي: "يجتمع الروم والبرابرة والإفرنجة، ومعهم المصريون على رجل اسمه صادم، فيبيدهم في البيداء، ولا يرجع منهم أحد. قيل: متى يا رسول الله؟ قال: بين جمادي ورجب وترون فيه العجب" ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)) .
وهذا الكلام وإن بدا سخيفا الآن بعد انتهاء أحداث الخليج ولكنه كان في وقته يعمل عمل السحر، فهذا السخف نشرته جريدة إسلامية (!!!) في الأردن وبعض الجرائد العلمانية، بل صرح يومها نائب برلماني من الإخوان المسلمين في أحد المساجد بأن هذا الحديث يشهد ويدل على صواب وإسلام صدّام وأنه المنصور في المعركة.
وفي تلك الأثناء التقيت بدكتور في كلية الشريعة وجرى بيننا حوار حول قضية الخليج وما صارت إليه من دمار للأمة، فأقسم لي بالأيمان أن صداما سينتصر، وأن معركة أخرى سوف تقوم بين صدام وأمريكا، وسيدمر صدام أمريكا ولمح إلى هذا الحديث ... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن النبوءات التي يعتقدها بعض متصوفة أهل السنة وجهلهم هو إعتقاد مشايخ جماعة التبليغ أن المهدي المنتظر هو الذي سيتولى قيادة الجماعة بعد وفاة شيخهم إنعام الحسن (حضرة جي!!)، وهذا بناء على نبوءة في كتاب السحر: "شمس المعارف الكبرى". فقد ذكر البوني فيه أن الإمام جعفر الصادق أخبر في جفره نبوءات الزمان القادم وهي كثيرة جدا ثم قال تحت عنوان: (فصل في معرفة الجفر الذي ذكره الإمام جعفرالصادق رضي الله عنه): وذلك أسماء والقصد بهذه الأسماء إنما هو عددها ومعرفة تكسيرها في ضرب المبادئ بالأصول، ولم أوضح لك أكثر من ذلك، وإنما ذكرت هذه الرموز لكي يكمل كتابي هذا ويفوق غيره من الكتب، والطريق إلى مكة كما بينا، وهذه الرموز الجفرية الموضعة الأصلية بسم ال ل ه الرحمن الرحي م شعيب سميع شيت حرقيل قابيل طوس دمياط نابس طرابس طرطوس حلب حمص ودمشق تفارقا احر مواد محمد أحمد موسى إلياس يوسف محمد المهدي الملك المبين الله وكيل ... ثم قال في آخرها وكل هذه قواعد كلية لو أبصرت كل فتنة أو واقعة وقعت لوجدتها على هذا الحساب وهذا المعنى لا يختلف ابدا ([16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)) أ. هـ.
وتفسيرهم لهذه النبوءة أن: إلياس هو الشيخ محمد إلياس الكندهلوي مؤسس جماعة التبليغ في الهند، ثم يوسف هو الشيخ محمد يوسف ابن المؤسس وخليفته في إمارة الجماعة، ثم محمد وإنه الشيخ إنعام الحسن وبعده يأتي المهدي الذي ينتظرونه.
ثم توفى إنعام الحسن ولم يأتي المهدي، فرفضوا تعيين أميرا بدلا منه تصميما على هذا الإعتقاد، ولذلك عينوا مجلسا استشاريا جماعيا مكونا من مجموعة من مشايخهم خلفا لإنعام الحسن، وذلك انتظارا للمهدي الصوفي التبليغي المنتظر ([17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)) .
ولهم ممارسات كثيرة غير هذة تدل على هذا الإعتقاد لا حاجة لذكرها هنا.
حقيقة المنتظر:
من الثابت عند أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر بوجود رجل من أهل بيته سيخرج في آخر الزمان وهو من علامات القيامة الكبرى لقبه المهدي، وعلى يديه سينتصر أهل الإسلام على خصومهم من اليهود والنصارى وغيرهم، وهو رجل سيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وجود علم آخر من أعلام الساعة وهو المسيح الدجال، فحديثنا هنا عن المسيح الدجال، وأن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصف الدجال هو عين حقيقة الرجل الذي ينتظره الشيعة الروافض ويسمونه المهدي، وهو كذلك نفس الرجل الذي ينتظره اليهود ويعتقدون فيه الخلاص والذي سيرفع أمرهم.
فنحن أمام حقيقتين تختلط فيهما الأسماء هما:-
الحقيقة الأولى: المهدي عند أهل السنة والجماعة -وليس هو عيسى بن مريم عليه السلام، الذي سينزل آخر الزمان في زمن المهدي أثناء قتاله مع الدجال.
الحقيقه الثانية: المهدي عند الشيعة الروافض، والمسيح عند أهل السنة، وملك اليهود المنتظر وأن أوصاف هؤلاء الثلاثة تنطبق على شخص واحد فهي ثلاث أسماء لشخص واحد.
والحديث لن يكون عن مهدي السنة، ولا عن عيسى عليه السلام، ولكن سيكون في الحديث عن الحقيقة الثانية إن شاء الله تعالى.
من هو مهدي الشيعة الروافض؟
(يُتْبَعُ)
(/)
موقظة: ارتباط المذهب الشيعي بالعقيدة اليهودية اكتشافه ليس وليد اليوم ولا هو من إفرازات الفكر التآمري الذي صار مصدر هزء عند أكثر الناس، بل إن الأئمة الأوائل قد كشفوا هذا الإرتباط وتحدثوا عنه، وذلك قبل وجود تهمة الفكر التآمري، والتي صارت كافية عند البعض في إسقاط أي معلومة أواي استنتاج، وكأن معاداة أعداء الله تعالى من يهود ونصارى وأذناب لهما قد توقفت عند زمن شعارات الإنسانية، ولعل الهجوم الذي لاقاه كتاب ادوارد سعيد"الإستشراق" هو نوع من هذا الهجوم لإسقاط المعلومات عن النفسية الحاقدة والنية الخبيثة عند المستشرقين في دراستهم لأمتنا، بل لقد صار التزام الرجل بمركز دراسات ما وهو جزء من دولة أجنبية لا يعد كفرا، وذلك كله تحت دعوى العلمية المجردة أو العلم من أجل وجه العلم، بل وتحت دعوى المصالح المشتركة لم يعد يستنكف أحد أن يؤجر نفسه في عمل إعلامي لدولة كافرة، ويرى في هذا قمة الفذلكة السياسية.
الإمام الشعبي رحمه الله، (عامر بن شراحيل المتوفى سنة104هجرية ثقة تابعي ومن أهل الكوفة)، كان هذا الإمام خشبيا –والخشبية طائفة من الشيعة كانت ترفض القتال بالسيف، ويحمل أتباعها سيوفا من خشب– ثم تاب من بدعتهم، وكان من أخبر الناس بهذه الطائفة، وقد حدث أصحابه عن صلة العقيدة بين الشيعة وبين اليهود ([18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)) ، قال مالك بن مغول: قلت للشعبي: ما ردك على هؤلاء القوم، وقد كنت منهم رأسا؟ قال: رأيتهم يأخذون أعجازا لا صدور لها، ثم قال لي: يا مالك لو أردت أن يعطوني رقابهم أو يملؤوا لي بيتا ذهبا أو يحجوا إلى بيتي هذا على أن أكذب على علي رضي الله عنه لفعلوا، ولا والله لا أكذب عليه أبدا، يا مالك إني قد درست الأهواء فلم أرى فيها أحمق من الخشبية، فلو كانوا من الطير لكانوا رخما، ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا… يريدون أن يغمصوا دين الإسلام كما غمص بولس بن يوشع ملك اليهود دين النصرانية… منهم عبد الله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء… يا مالك: إن محنتهم محنة اليهود ([19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)) .
وقد حاول بعض الشيعة المعاصرين وهو المرتضى العسكري في كتاب له سماه "عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى" ([20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)) أن ينفي وجود هذه الشخصية، وذلك بتعليق جميع الروايات الواردة في حق عبد الله بن سبأ اليهودي على راو ضعيف وهو سيف بن عمر الضبي التميمي، وقد استخدم منهج أهل السنة في تضعيف سيف بن عمرو من أجل عقيدته، والرد على مرتضى العسكري له ذيول مطولة ولكني سأكتفي هنا بذكر رواية واحدة لا مطعن فيها من جهة سندها لإثبات وجود عبد الله بن سبأ اليهودي، وهي رواية صحيحة على منهج المحدثين الصارم، فكيف على منهج المؤرخين المتسمحين في هذا الباب، وليست هي من طريق سيف هذا.
قال أبو طاهر الذهلي: حدثنا محمد بن عباد قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني عن سلمة بن كهيل عن حجية عدي الكندي قال: رأيت عليا عليه السلام وهو على المنبر وهو يقول: من يعذرني في هذا الحميت ([21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21)) الأسود الذي يكذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم -يعني ابن السوداء– لولا أنه لايزال تخرج عليّ عصابة تنعي عليّ دمه، كما ادعيت عليّ دماء أهل النهر، لجعلت منهم ركاما ([22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22)) .
مهدي الشيعة المختفي في سرداب في سامراء:
الشيعة الإثنى عشرية (تمييزا لهم عن الشيعة الزيدية وعن الشيعة الإسماعيلية السبعية) يقولون أن الإمامة هي ركن الإسلام العظيم، وأن الإمامة ثبتت بالنص في علي وبنيه رضي الله عنهم إلى اثني عشر إماما هم: علي بن أبي طالب والحسن والحسين (ابناه) ثم في ولد الحسين البكر ([23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23)) وهو علي السجاد (زين العابدين) ثم ولده البكر محمد الباقر ثم ولده جعفر الصادق ثم ولده الكاظم ثم ولده علي الرضي ثم ولده محمد الجواد ثم ولده علي الهادي ثم ولده الحسن العسكري ثم آخرهم وهو المهدي المنتظر محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
بن الحسن العسكري ...
ومحمد المهدي هذا يقولون أنه ولد سنة255هجرية، وبسبب خوف أهله عليه من حكام زمانهم ذهب وتخفى في سرداب في مدينة سامراء (مدينة العسكر) وهو صغير، فكانت غيبته الصغرى التي كان من خلالها يرسل إرشاداته وأوامره ونواهيه إلى أتباعه عن طريق رسل، ثم انقطعت آخر الرسل سنة329هجرية أي وعمر المهدي الشيعي74سنه هجريه، ثم بدأت الغيبة الكبرى، وهو مازال في سردابه إلى اليوم، ينتظر الشيعة خروجه ويدعون عند ذكره في احتفالاتهم أن يعجل الله فرجه، وقد ربطوا أعمال الإمامة العظمى به حتى يخرج، ابتداءا من صلاة الجماعة الى الجهاد وإقامة الحدود.
هذا هو معتقد أغلب الشيعة الاثني عشرية فيه وقد خالف في ذلك البعض قديما وحديثا، فممن رفض فكرة المهدي العسكري الشيعي عندهم من المعاصرين أحمد الكاتب الذي بين من خلال نشريته الشورى الصادرة في لندن أن الحسن العسكري مات ولم يعقب، وأن المهدي لم يولد قط وأن اعتقاد الشيعة بوجود هذا الإمام مبناه على التجويز العقلي فقط، ولا حجة لهم في أي مستند خبري في ذلك .. وقد رد عليه أصوليو الشيعة ردودا كثيرة .. وقوله هذا هو قول كثير من قدماء
الشيعة الأوائل حيث أنكر بعض معاصري الحسن العسكري أن يكون قد عقب ولدا، بل إن أخا الحسن العسكري واسمه جعفر من هؤلاء الشهود النافين، وجمع شهادات لجيرانه أنه مات ولم يعقب، وقد سمى الشيعة جعفرا هذا بجعفر الكاذب، تمييزا له عن جعفر الصادق.
واعتقد الشيعة الإثني عشرية بوجود المهدي وبرجعته مبني على روايات منسوبة في كتبهم لأئمتهم منها ما نقلوه عن جعفر الصادق قوله: "ليس منا من لم يؤمن بكرتنا -أي رجعتنا- ويستحل متعتنا" ([24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24)) .. وهو من ضروريات المذهب عندهم حتى قال الحر العاملي: "فلا يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين واللاحقين، وقد علم دخول المعصوم في هذا الإجماع" ([25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25)) ، وقال محمد بن النعمان الملقب بالمفيد: "اتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة" ([26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26)) .
وللمهدي هذا عند خروجه أوصاف كثيرة لن نأتي إلا على ما يهمنا في بحثنا هذا وهي السمات اليهودية لهذا المهدي الشيعي المنتظر.
السمات اليهودية لمهدي الشيعة المنتظر:
أ- مهدي الشيعة سيحكم بشريعة داود وآل داود وبتوراة موسى:
في كتاب الحجة من الأصول في الكافي ([27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27)) قال الكليني:
"باب في الأئمة عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة عليهم السلام والرحمة والرضوان"
1) علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضل الأعور عن أبي عبيد الحذاء قال: كنا زمن جعفر عليه السلام حين قبض نتردد كالغنم لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال لي: يا أبا عبيدة من إمامك؟ فقلت: أئمتي آل محمد، فقال: هلكت وأهلكت أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر عليه السلام يقول: من مات وليس له إمام مات ميتة الجاهلية؟ فقلت: بلى لعمري، وقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فرزق الله المعرفة، فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن سالما قال لي كذا وكذا، قال: يا أبا عبيدة إنه لا يموت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بسيرته ويدعو إلى ما دعى إليه، يا أبا عبيدة إنه لم يمنع ما أعطى داود أن أعطى سليمان، ثم قال: يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بحكم داود وسليمان ولا يسأل بينة.
2) محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود ولا يسأل بينة، يعطي كل نفس حقها.
3) محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بما تحكمون إذا حكمتم؟ قال: بحكم الله وحكم داود، فإذا ورد علينا الشيء الذي ليس عندنا تلقانا به روح القدس.
(يُتْبَعُ)
(/)
4) محمد بن أحمد عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عمران بن أعين عن جعيد الهمداني عن علي بن الحسن عليه السلام قال: سألته بأي حكم تحكمون؟ قال: حكم آل داود، فإن أعيانا شيء تلقانا به روح القدس.
5) أحمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن علي عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما منزلة الأئمة؟ قال: كمنزلة ذي القرنين وكمنزلة يوشع وكمنزلة آصف صاحب سليمان، قلت: فبما تحكمون؟ قال: بحكم الله وحكم آل داود وحكم محمد صلى الله عليه وسلم ويتلقانا به روح القدس ([28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28)) .
موقظة: درج الشيخ محمد حسين فضل الله الشيعي الإمامي اللبناني أن يفسر نصوص الشيعة تفسيرا عقلانيا قريبا مما يرضاه العامة، كما فعل مع مصحف فاطمة، فإنه من المعروف في المذهب الشيعي أن مصحف فاطمة هو أحكام وأخبار مستقبلية (نبوءات) وأخبار ماضية وتطمينات نفسية ألقاها جبرائيل عليه السلام عليها بعد أن منعها أبو بكر رضي الله عنه حقها في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم في فدك، وبعد أن ضربها عمر بن الخطاب رضي الله عنه على بطنها فأجهضت جنينا في بطنها اسمه محسن (مزاعم شيعية)، فالتجأت إلى بيتها حزينة، فكان ينزل عليها جبريل عليه السلام فيسليها بهذا الحديث وهي تلقي على علي رضي الله عنه ما يلقيه جبريل عليه السلام عليها، فتجمع لديها ما سمى بمصحف فاطمة، فهذا هو معتقد الشيعة في مصحف فاطمة .. ولكن الشيخ محمد حسسين فضل الله (باعتباره شيعيا متنورا) يفسر مصحف فاطمة أنه مجموعة فتاوى وأحكام ومواعظ كانت تلقيها فاطمة رضي الله عنها على بنات جنسها، هذا تفسير من الشيخ فضل الله لم يقبله الشيعة ولا أئمتهم فراحوا يردون عليه تفسيره ([29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29)) .
أقول: ربما يذهب الشيخ فضل الله في تأويل هذه الأحاديث على معنى إقامة العدل وإصابة الحق، كون حكم آل داود هو الحق والعدل، ولكن هذا التفسير ستجابهه نصوص، شيعية كثيرة في هذا الباب، ومنها ما هو صريح أنه يحكم بما يسمى (الجفر الأحمر) كما في "بحار الأنوار" للمجلسي: عن جعفر أنه قال: إن القائم يسير في العرب في الجفر الأحمر. قال (رفيد): قلت: جعلت فداك وما الجفر الأحمر؟ قال: فأمر إصبعه على حلقه. قال: هكذا يعني الذبح ([30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30)) .
والجفر عند الشيعة في كتبهم هو ما رواه الكليني في الكافي ([31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31)) قال أبو عبد الله عليه السلام: إن عندي الجفر الأبيض. قال: قلت: فأي شيء فيه؟ قال: زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم عليه السلام والحلال والحرام.
وواضح من هذه النصوص الشيعية أن حكم المهدي الشيعي سيكون بشريعة داود عليه السلام، هذا مع حكمه بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم كذلك، وهو رد على زعم أن مقصد الكلام هو إقامة الحق فقط لا شريعة داود عليه السلام، والمغايرة بين شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وبين آل داود عليه السلام معلومة واضحة قال تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) [المائدة48].
وقد وردت رواية صريحة تبين هذا المعنى: ففي"بحار الأنوار" لمحمد باقر المجلسي: "وأنه يحكم بينهم مرة بحكم آدم ومرة بحكم داود ومرة بقضاء إبراهيم وفي كل واحد منها يعارضه بعض أصحابه" ([32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32)) .
إذا علمنا هذا، ثم رأينا أن القرآن المزعوم الذي سيعلمه المهدي الشيعي القادم لأتباعه ليس فيه حرف من القرآن، وهو ثلاثة أضعاف مصحفنا، علمنا من المقصود بذلك هو التلمود وليس القرآن الكريم.
روى المفيد في كتاب "الإرشاد" بإسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر أنه قال: "إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وسلم ضرب فساطيط ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله عز وجل فأصعب ما يكون من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف" ([33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33)) .
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى النعماني في "الغيبة" بإسناده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجدالكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل. قلت: يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل؟ فقال: "لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله لأنه عمه" ([34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn34)) .
ولذلك قال الجزائري: وقد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها، والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه ([35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn35)) .
وقد روى الكليني في "الكافي" عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام: أن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية ([36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn36)) .
وروى الكليني بإسناده عن أبي الحسن عليه السلام قال قلت له: جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ قال: لا، اقرؤوها كما تعلمتم فيجيبكم من يعلَمكم. ([37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn37)) .
وقد أقر الخوئي –المرجع السابق للشيعة في العراق– دعوى وقوع التحريف والنقص في القرآن، يقول: إن كثرة الروايات على وقوع التحريف في القرآن تورث القطع بصدق بعضها عن المعصومين، ولا أقول من الإطمئنان بذلك فيها ما روي بطريق معتبر ([38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn38)) .
وفي"الكافي" للكليني: وإن عندنا مصحف فاطمة ... مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ([39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn39)) .
ب– مهدي الشيعة المنتظر أنه يتكلم العبرانية:
في كتاب "الغيبة" للنعماني: إذا أذن الإمام دعا الله بإسمه العبراني (فانتخب) له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف، منهم أصحاب الألوية، منهم من يفق فراشه ليلا فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم ابيه وحليته ونسبه ... ([40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn40))
ج– اليهود من أتباع المهدي الشيعي المنتظر:
روى الشيخ المفيد في "الإرشاد" عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قال: يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا من قوم موسى، وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسليمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا ([41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn41)) .
وواضح من النص أن القصد هم قوم موسى وأما البقية ممن ذكروا فمن أجل التمويه فقط، وحين خروجه ليس من الصعب أن يزعم أحدهم أنه سلمان الفارسي أو أبو دجانة الأنصاري أو أنه من أصحاب الكهف.
وبهذا نخلص أن مهدي الشيعة:-
1) يحكم بشريعة آل داود، وبقرآن جديد ليس هذاالذي بين أيدينا، ولو سأل سائل فأين شيعة آل داود لوجد الإجابة ولا شك أنه التلمود، ولذلك يبايع الناس على كتاب جديد، ففي كتاب "الغيبة" للنعماني عن أبي جعفر أنه قال: فوالله كأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد شديد، وكتاب جديد، وسلطان جديد من السماء ([42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn42)) .
2) لسان المهدي هو العبرانية.
3) أتباعه من اليهود.
أعداء المهدي الشيعي:
1) فعن أبي جعفر أنه قال: لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس: هذا ليس من آل محمد ولو كان من آل محمد لرحم ([43] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn43)) .
2) وفي الغيبة كذلك للنعماني عن جعفر أنه قال: إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم، ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات. قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال: نعم منهم ومن مواليهم. ([44] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn44)) .
3) وعن جعفر أنه قال: يخرج موتورا غضبا أسفا… يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هوجاء. فأول ما يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادي مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف ([45] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn45)) .
فأعداؤه هم أهل السنة، وستهدى إليهم دماؤهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 08:14]ـ
حقيقة ملك اليهود كما هو عندهم (المخلِّص):
التوراة ([46] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn46)) عند اليهود خمسة أسفار هي: التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية.
وهذه يزعمون أن موسى عليه السلام قد كتبها بيده ([47] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn47)) وبقية العهد القديم تتكون من 39 سفرا منها 15 من الأسفار المنسوبة بالإسم إلى الأنبياء ...
والتوراة خليط من الأخبار التاريخية والأحكام الشرعية والنبوءات المستقبلية ([48] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn48)) والأناشيد الدينية. ولعل النبوءات التوراتية هي أهم موضوع في التوراة عند أهلها، ومن الأسفار التي امتلأت بالنبوءات "سفر حزقيال"، وهذا السفر كالأسفار التي تسمت بأسماء كتبة هذه الأسفار.
وقد ذكر المخلص ملك اليهود المنتظر في الكثير من الأماكن والأسفار ([49] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn49)) ، إلا أن اقتصاري على ذكر"سفر حزقيال" سببه أن فيه نبوءات أخرى مهمة وهي ذات قيمة في العقيدة اليهودية مع أن المخلص ورد ذكره أكثر من غير"سفر حزقيال" ...
نبوءات مهمة:
أ - تدمير مصر:
وقد توزعت النبوءة في هذا السفر (حزقيال) في الإصحاح29 والإصحاح30 والإصحاح31 وفي هذه النبوءة يقول:-
1) وأتركك في البرية أنت وجميع سمك أنهارك على وجه الحقل تسقط فلا تجمع ولا تسلم، بذلتك طعاما لوحوش البر وطيور السماء.
2) وتكون أرض مصر مقفرة وخربة فيعلمون أني أنا الرب لأنه قال النهر لي وأنا عملته لذلك ها أنذا عليك وعلى أنهارك وأجعل أرض مصر خربا خربة مقفرة من مجدل ([50] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn50)) إلى أسوان إلى تخوم كوش.
3) ولا يكون بعد رئيس من أرض مصر ([51] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn51)) .
4) وأشتت المصريين بين الأمم وأذريهم في الأرض فيعلمون أني أنا الرب.
5) حين أجعل أرض مصر خرابا، وتخلوا الأرض من ملئها، عند ضربي جميع سكانها يعلمون أني أنا الرب. هذه مرثاة يرثون بها بنات الأمم ترثو بها على مصر وعلى كل جمهورها ترثو بها يقول السيد الرب ([52] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn52)) .
ب – تدمير صور اللبنانية:
وهذه النبوءة توزعت على الإصحاح26 والإصحاح27 والإصحاح 28، وفيها:-
1) ها أنذا عليك يا صور فأصعد عليك أمما كثيرة كما يعلي البحر أمواجه فيخربون أسوار صور ويهدمون أبراجها وأسحي ترابها عنها.
2) وتكون غنيمة للأمم وبناتها االواتي في الحقل تقتل بالسيف.
3) حين أصيرك مدينة خربة كالمدن غير المسكونة حين أصعد عليك القمر فتغشاك المياه الكثيرة.
4) يا ابن آدم ارفع مرثاة على ملك صور وقل له هكذا قال السيد الرب.
في النبوءات يرفع حزقيال من معنويات شعبه الأسير بأن تنبأ بموت كل أعدائه وبقرب انتصاره ورأى كيف سيكون أورشليم المستقبل فقد سار به في شوارع المدينة وبصرة المعبد المبني حديثا وطلب منه أن يمعن النظر ويحفظ ما يراه ليحدث به شعبه بأرض بابل (الإسر اليهودي) وبشرهم حزقيال بأن ملك الأرض سيكون من نسلهم وأن هذا الحاكم سيحكم باسم الرب يهوه بالعدل والسلام.
ويقول حزقيال: يقول السيد الرب:
1) حين أتقدس فيكم قدام أعينهم وآخذكم من بين الأمم وأجمعكم من جميع الأرض وآتي بكم إلى أرضكم وأرش عليكم ماءا طاهرا فتطهرون.
2) وتسكنون الأرض التي أعطيت آبائكم إياها وتكونون لي شعبا وأنا أكون لكم إلها.
3) ها أنذا آخذ بني إسرائيل من بين الأمم التي ذهبوا إليها وأجمعهم من كل ناحية وآتي بهم إلى أرضهم وأصيرهم أمة واحدة في الأرض على جبال إسرائيل وملك واحد يكون عليهم كلهم. أ.هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
افتتن اليهود وأولعوا بقدوم الملك المخلص، ففي كتاب "اليهود الحسيديم" للدكتور جعفر هادي حسن، يلاحظ الناظر ان كثير من أحبار اليهود قد أصابهم الخبل والجنون وهم ينتظرون الملك المخلص. يقول الدكتور جعفر: فمما نقل عن الصديقيم ليفي اسحق بردلشيف (اسم حبر حسيديمي) وأنه كان يتوقع ظهور المسيح المخلص كل يوم، وكان يضع ملابس يوم السبت جاهزة معه استعدادا لاستقباله، وقد وقف يوم التاسع من آب (يوم صيام اليهود) إلى جانب شباك في بيته وهو يتطلع إلى الخارج بقلق، وكان كلما سمع صوتا يرهف سمعه ويتنصت ليعرف مصدر الصوت ([53] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn53)) .
وذكر صديقما آخر كان دائم التطلع إلى ظهور المخلص اسمه موشى تيتلباوم، فقد كان ينتظره كل يوم ويترقب ظهوره .. وكان في كل ليلة عندما ينام يهيء ملابس السبت ويذكر حاجبه أن يوقظه في اللحظة التي يسمع فيها بظهور المخلص ([54] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn54)) .
الصديقيم اسحاق هروفتش (الرائي) توفي سنة1815م: هذا الصديقيم اتفق مع ثلاثة من الصديقيم على التعجيل بظهور المخلص أيام إحتلال نابليون لروسيا بالطرق الباطنية ([55] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn55)) .
تيتلباوم كان يقول: أنا لا أفهم لماذا لايحاول الصديقيم في العالم الآخر التعجيل بظهور المخلص، إنهم يجب أن يطبقوا السماوات على الأرض من أجل ذلك، ولكنهم ربما نسوا ما يحدث في عالمنا الأرضي عند دخولهم الجنة ([56] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn56)) .
وكان الصديقيم موسى بن زفي (ت1841م) يقول لأهله كل ليلة: لو كنت أعلم بأن شعر رأسي سيكون أبيض ولا ترى عيناي المسيح المخلص لما بقيت حيا، يا رب أنت الذي أبقيتني وحفظتني بهذا الأمل وهذا الإعتقاد، إنك ضحكت علي فهل هذا شيء جيد، وهل هذا شيء جيد أن تضحك على رجل مثلي؟ ([57] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn57)) .
وبعضهم هيأغرفة خاصة في بيته وأسماها غرفة المسيح، وقد وضع فيها كل غال ونفيس عنده ولم يكن يسمح لأحد بالدخول إليها ([58] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn58)) .
بل إن بعضهم وعد إنه لن يدخل الجنة عندما يموت حتى يجبر المخلص على الظهور ([59] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn59)) .
وفي سنة1992م قام طائفة من اليهود بتوزيع مناشير تبشر الناس بقرب ظهور المخلص، حتى أنه قد ذكر بأنهم قد بنوا له دارة قرب مستوطنتهم (حبد) ([60] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn60)) .
وقد تقدم معك اعتقاد بعض اليهود كمناحيم بيغن وموشى دايان أنه هو المخلص ([61] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn61)) .
موقظة: يعتقد الناصري أن المخلص المذكور في التوراة هو عيسى عليه السلام، وكثير من شراح التوراة يفسرون بعض النبوءات أن المعني بها هو المسيح الدجال، واليهود والنصارى يعتقدون بنبوءة قدوم المسيح الدجال، وهم يؤمنون بأنه سيكون خصم مسيحهم القادم، وأكثر الأسفار ذكرا لهذا المسيح –حسب تفسيرات الشراح– هو سفر دانيال ([62] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn62)) ، وعلى مر التاريخ كانوا يستخدمون هذه النصوص ضد المسلمين، وأكثر المؤمنين اليوم بعقيدة هرمجدون (جبل المجد) يعتقدون أن المسيح الدجال هو من المسلمين (المحمديين حسب تعبيرهم).
في الحروب الصليبية احتج البابا أوربان الثاني (سنة489 – 1095م) بنصوص من العهد القديم (التوراة) وخاصة من المزامير، وبعض نصوص الإنجيل كذلك لاثارة الحمية النصرانية ضد المسلمين (الوثنيين حسب تعبيره)، تقول بني كول ([63] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn63)) : يقول غبير (مؤرخ صليبي عاصر الحملات الصليبية): إن البابا ارتقى مراتب لاهوتية وعاطفية عالية، إذ وصل بين فكرة الرد القسري المقدر للأتراك الوثنيين من فلسطين، وخصوصا من القدس، واعتقاد الكنيسة فيما ستعلق بالمسيح الدجال ونهاية العالم، ذلك كان اعتقادا ألهب الخيال في العصور الوسطى إذ أن الكشف عما يقع من
(يُتْبَعُ)
(/)
أحداث في أيام العالم الأخيرة، حيث يشتبك الإله مع المسيح الدجال، عدوه الشرير، في معركة كونية رهيبة، كان موضوعا أثير في الفن الديني والكتابات اللاهوتية وفي المسرح، وإنما جعل موضوع المسيح الدجال ملائما هذه الملائمة لفكرة طبيعة الوجود التركي المقدر في فلسطين هو الإعتقاد أن هذا الصراع الخطر سيكون مسرحه مدينة القدس ([64] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn64)) .
وكان النصارى يعتقدون يومها أنه قبل قدوم المسيح الدجال يجب أن تكون القدس خاضعة للمسيحيين، وكان هذا دافعا لدى الرهبان يومها لإشعال الحروب الصليبية، أما اليوم فقد تحولت العقيدة إلى أن خضوع فلسطين ينبغي أن يكون لليهود، وهو التفسير الصحيح للنبوءة كما يقولون، وهو يفسر لك بعض التفسير لماذا يدعم النصارى الأصوليين الدولة اليهودية في فلسطين ([65] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn65)) .
سمات الدجال اليهودية كما وردت في السنة النبوية:
جاءت الكثير من الأحاديث التي تحذر الأمة الدجال، وذكرت الكثير من أوصافه وأخباره، وسنقتصر هنا على ذكر الصفات التي تبين التقاءه مع الوصف المتقدم لمهدي الشيعة ومخلص اليهود ..
وأما الأوصاف والأخبار الأخرى فسنتركها مع أهميتها لأنها لا علاقة لها بموضوعنا وسنختصر هذا الباب لأن شرحه سيكون موسعا إن شاء الله في تفسير آيات العلو الثاني لبني إسرائيل في سورة الإسراء، وهي جزء من الدراسة تتعلق بفقه الفتن، وأقصد بفقهها: حقيقتها، وكيف يفهمها المسلم؟ كيف وظفها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وما هي أهميتها؟ وصورها من الإستغلال الباطل لها.
1 – يهودية الدجال:
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غلام أعور، أضر شيء وأقله منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه"، ثم نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه، فقال: "أبوه طوال ضرب اللحم ([66] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn66)) كأن أنفه منقار، وأمه فرضاخية ([67] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn67)) طويلة الثديين"، قال أبو بكرة: فسمعت بمولود في اليهود بالمدينة، فذهبت أنا والزبير بن العوام، حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما، قلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد، ثم ولد لنا غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة تنام عيناه ولا ينام قلبه. قال: فخرجنا من عندهما، فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة، وله همهمة، فكشف عن رأسه، فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: نعم تنام عيناي ولا ينام قلبي. ([68] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn68)) .
موقظة: هذا الحديث فيه ذكر ولادة الدجال وأنه هو ابن صياد، وقد كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يعتقد أن ابن صياد هو المسيح الدجال، ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو شاك فيه، والحق أن ابن صياد ليس هو المسيح الدجال لمغايرته الكثير من صفاته، ولكننا أخذنا من هذا الحديث أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعتقدون بيهودية الدجال.
2 – أتباعه من اليهود:
1) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ([69] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn69)) .
2) عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال: "يكون معه سبعون ألفا من اليهود على رجل منهم ساج وسيف". ([70] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn70)) .
3 – مكان خروجه:
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه خارج في خلة بين الشام والعراق" ([71] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn71)) .
خاتمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
بهذا تكتمل لدينا الحقيقة إن شاء الله تعالى، ونرجو من الله النفع بها، والبحث لا يكون تاما إلا بوجود دراسة واسعة مهمة في كيفية عمل طوائف البدع والشرك والكفر في تحقيق نبوءات كتبهم الباطلة حتى تبدوا منطقية ولا دور لعمل فوقي قهري فيها، وهذا الأمر في الحقيقة هو أحد الإمتحانات المهمة للعقلية المسلمة في هذا الوقت، فهي تحتاج إلى طريقة علمية مبناها على العمل وجمع المفردات من مظانها ودراسة مناطق وقوع النبوءة والكشف عن التيارات الظاهرة والخفية من سياسية ودينية واجتماعية ومراكز إشاعة وإعلام، وأنا أنصح إخواني الذين لهم إهتمام بهذا الباب أن يبتعدوا عن التوهم وإرسال النظر من وراء الجدر في دراسة أي ظاهرة سياسية أو اجتماعية أو دينية، ولا يغتروا بجمال الأفكار على حساب الحقيقة.
وللذكر فإن هذا النوع من الأعمال والتي مبناها على التوهم والإستشراف والتحليل عن بعد وإتقان عد الإحتمالات هو من مضحكات الأعمال عند الذين يحترمون أنفسهم، وما مراكز الدراسات التي تصنع القرار أو تطبخ القرار في أي بلد أو تجمع إلا مجموعة من الجامعين العمليين لحثيثيات القضية، وليس مجموعة من أصحاب التوهم والتحليل عن بعد من وراء جدر، ولذلك نرى ان الغرب بنى أساس تعامله مع مجتمعاتنا من خلال دراسات ميدانية عن طريق الرحلات الإستكشافية في داخل أمتنا، وقاموا بدراسة كل ظاهرة وبتجميع كتب التراث ومعرفة القبائل ومعرفة واقع العلاقة بين الناس الخ. ثم بعد ذلك وعلى ضوئها استطاعوا أن يصنعوا أعمالا حقيقية دام أثرها علينا إلى يومنا هذا، ولكن لأن البعض ظن أنه استطاع عد الإحتمالات الوهمية لقضية ما فإنه يستحق أن يسمى خبيرا استراتيجيا ..
والدراسات الموضوعية الميدانية صياغة قرآنية وسنية، وقد نهى القرآن عن اتباع الوهم، قال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) [الإسراء]، والكليات والمطلقات لا وجود لها إلا في الأذهان، وهي سبيل غير علمي وغير حقيقي، والغرب الكافر لم يتقدم في ميدان العلوم إلا بعد تحطيم أغلال الفلسفة القائمة على التوهم الذاتي، وممن أرسى هذه القواعد عندهم فرانسيس بيكون، واقرأ إن شئت كتاب كانط:"نقد العقل المجرد" … قال تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا) …
والحمد لله رب العالمين
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 08:15]ـ
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) انظر أخبار تيمورلنك (تيمور الأعرج) في كتاب ابن عربشاه: "عجائب المقدور في أخبار تيمور".
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) دين يجمع بين النصرانية ودين الصابئة.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) أي ربع الغنيمة
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) المسند4/ 378 ودلائل النبوة للبيهقي5/ 342، انظر ابن كثير5/ 63 –64.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) مثلما قال توينبي ووول ديورانت.
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) التفسير الديني لحركة التاريخ هو أحد الإمتحانات المهمة اليوم للعقلية المسلمة في البحث والدراسة، وذلك من أجل البحث عن هذه العلة في الماضي والحاضر، وهو مهم جدا في فهم المسلم العالم لقضايا العالم وتفسير القرآن الكريم. ولأول مرة في تاريخ تجمع الليكود يصاب التجمع بالإنقسام وخروج بعض الأحزاب الدينية منه وذلك بعد التوقيع على الإتفاق بين بيغن والسادات.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) صموئيل الثاني، الإصحاح الثاني والعشرين، سطر40 فما بعده إلى45.
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) سيأتي الكلام حول المخلص (ملك اليهود).
(يُتْبَعُ)
(/)
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) ومع ذلك بقى مولعا به ولذلك عرض عليه وزارة الخارجية عندما استلم رئاسة الوزراء رغم أن دايان كان في حزب العمل (المعراخ) وبيغن زعيم تجمع الليكود، وقد ذكر دايان قصة هذه القضية وما رافقها من أحداث في كتابه "أيبقى السيف الحكم" فليراجع، وفيه بعض القضايا المهمة الأخرى، منها أنه يكشف بداية اللقاءات السرية بينه وبين بعض حكام الردة في بلادنا كملك المغرب الحسن الثاني.
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) انظر الإصحاح السابع آية 22.
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) لمعرفة حقيقة هذه العقيدة يراجع الكتاب المذكور، وللأسف لم يصدر أي كتاب إسلامي يعالج هذه الظاهرة سوى ما كتبه الشيخ الدكتور سفر الحوالي في محاضرته التي فرغت كتيبا (القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى).
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) هناك خلاف حول إسم الدرزية، فالأكثرون على أن انتسابهم إلى محمد بن اسماعيل الدرزي (نشتكين)، وهو أحد الرجال الأوائل الذين دعوا إلى ألوهية الحاكم بأمر الله الفاطمي مع حمزة بن علي الزوزني، مع أن حمزة هذا قد كفر الدرزي بعد مخالفته في إظهار عقيدتهم وقد أمره بالإسرار، والحاكم هو الخليفة السادس في الدولة العبيدية تولى الخلافة وعمره11 سنة، وحكم مصر من 386 إلى 411هجرية، وهناك اتجاه إلى أن النسبة هي للجنرال دور الصليبي، الذي هزمه صلاح الدين سنة1190م ثم لجأ إلى وادي التيم (جبل الدروز) فحماه أهلها فنسبوا له، وجمع درو بالإفرنجي دروز، وهي من إطلاق خصومهم. (انظر كتاب عبد الله النجار -سفير لبنان- مدير معارف جبل الدروز سابقا) وهو أول كتاب يكشف شيئا من عقائد الدروز من رجل درزي، والكاتب لقى القتل جزاء عمله في أمريكا الجنوبية وذلك بعد تلقيه التهديدات من بني قومه الدروز، وقد استنفر كمال جنبلاط مثقفي الدروز للرد عليه فألفت عدة كتب منها كتاب سامي كرم "أضواء على مسائل التوحيد" وقد قدم له كمال جنبلاط بمقدمة تعادل نصف الكتاب، وكتاب"الدروز في التاريخ" للدكتورة نجلاء أبو عز الدين، وكان عجاج نويهض قد كلف بذلك ولكنه اعتذر عن الإستجابة ثم ألف كتابا لا قيمة له في تعريفنا بمذهب الدروز عنوانه "الأمير السيد"، وقد كان سبب تأليف النجار كتابه أن المغتربين الدروز صاروا يبحثون عن عقيدتهم ودينهم فلا يجدون من يعرفهم به فتوجهت الرسائل إلى أئمتهم شيوخ العقل طالبة العون فلم تتم الإجابة حتى هدد الدكتور عسراوي قائلا: إن لم تتزحزح مشيخة العقل عن موقفها، لأضعن دينا جديدا ولو لدروز أمريكا وحدهم. وبالفعل ألف كتابا باللغة البرتغالية سماه "الدرزية" سد به ثغرة عند دروز المهجر ولكن لم يعرض عنه مشايخ العقل عند الدروز.
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) زعيم الدروز السياسي في لبنان ثم تولى الزعامة بعد وفاته ابنه وليد، ويوجد الآن صراع بين آل جنبلاط وبين آل أرسلان على زعامة الدروز، وللذكر فإن آل أرسلان كانوا من أهل السنة وتأثروا من عقيدة مواليهم آل جنبلاط الدروز، حيث كان آل جنبلاط خدما وموالي عند آل أرسلان ثم انقلب الحال وصار آل جنبلاط هم السادة بعد أن غيروا عقيدتهم، وللذكر فقد كانت زوجة كمال جنبلاط الدرزي ابنة شكيب أرسلان وهي أم وليد جنبلاط.
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) انظر كتابه "المؤامرة ومعركة المصير".
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) هناك كتاب منتشر في الأسواق اسمه الجفر، منسوب إلى الإمام جعفر الصادق فيه رموز سحرية ونبوءات مستقبلية، والجفر الأبيض أحد الكتب التي يعتقد الشيعة أنها من خصوصيات المهدي المنتظر كما سيأتي، والكتاب المطبوع فيه الأقوال المتقدمة لكن فيه كلمت صارم (بالراء) وليس صادم (بالدال) ولكنها حرفت لتلائم الواقع.
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) ص342 - 343 والكلام الذي نقلناه أخذناه بالحرف فلا يظنن أحد أنه خطأ مطبعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) المهدي فتنت به أقوام من المنتسبين لأهل السنة، فقد كان جماعة من أئمة الجيش الأردني في دائرة الإفتاء العسكري يعتقدون أن الأمير الحسن (الطاغوت شقيق الطاغوت الأردني) هو المهدي المنتظر، والمستقبل سيكشف لنا عدة (مهديين)، وعلى الأقل فأنا أعرف الآن أربعة، وخلال تجوالي دعيت أكثر من مرة للتعرف من قبل بعضهم على المهدي المنتظر الحقيقي، وربما لا توجد طائفة صوفية أو متأثرة بالصوفية إلا وتعتقد أن المهدي من رجالها وأنه يربى عندهم.
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) لم أشأ أن أذكر الباحثين المتأخرين الذين قالوا بهذا الإرتباط لأن قولهم يعتمد على الدراسة وإن كانت طريقة صحيحة للإثبات إلا أنني آثرت أن أتكلم عن رجل عاصر التشيع الأول وخبره بنفسه وهو ثقة عند أهل السنة والجماعة.
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19) انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية1/ 29 - 30.
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20) طبع في مجلدين ووزع في مناطق متعددة مجانا وزعم سامي البدري من قم في كتابه "شبهات وردود" أن هناك أجزاء أخرى عند المؤلف (ص13 - 14) وقد ردد هذه دعوى (عدم وجود ابن السوداء) الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء الشيعي الإمامي (متوفى سنة 1373 هجرية) في كتابه "أصل الشيعة وأصولها" ص179 وما بعدها.
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21) الحميت: المتين.
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22) حديث رواه الدارقطني، انتقاه من حديث أبي الطاهر محمد الذهلي القاضي رقم157.
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23) موضوع انتقال الإمامة في البكورة من الذكور عند الشيعة الاثنى عشرية الروافض له اتصال بعقائد اليهود، فقارئ التوراة يجد بوضوح تنازع الأنبياء وحسدهم لبعضهم بعضا في سرقة البكورة، وكأن في البكورة سرا ونورا في انتقالهما من الأب لأبنه، وقد تحطمت البكورة في الأئمة عند الاثني عشرية في موطنين، الأول: انتقالها من الحسن لأخيه الحسين وليس لابنه، والثانية: انتقالها من جعفر إلى ابنه موسى الكاظم وليس لابنه الأكبر إسماعيل، وهو الذي سبب انشقاق السبعية الإسماعيلية عنهم، وللروافض تأويل طريف في الموطنين، ودليلهم أن الإمام هو الأبن البكر هو ما رواه الكليني عن علي بن موسى أنه قال: للإمام علامات منها أن يكون أكبر ولد أبيه. (الأصول من الكافي1/ 284، باب الأمور التي توجب حجة الإمام عليه السلام).
[24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24) من لا يحضره الفقيه لابن بابوية القمي الشيعي3/ 458.
[25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25) الإيقاظ من الهجعة ص24.
[26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref26) أوائل المقالات ص52.
[27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref27) هو من عمدة كتبهم بل من أجلها، والكليني متوفى سنة329هجرية، وهو عندهم ثقة وقدوة، وقد زعم صاحبه أنه ألفه في عشرين سنة، والكليني كان حيا في زمن الغيبة الصغرى، وهذا يقوي الرواية عند الشيعة أنه عرضه على الإمام الغائب فاستحسنه وقال هو كاف لشيعتنا. (انظر مقدمة الأصول من الكافي).
[28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref28) الجزء الأول ص397 - 398.
[29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref29) انظر ما كتبه ياسين الموسي من ملاحظات على منهج السيد محمد حسين فضل الله حيث اتهمه بأنه متأثر بالمذهب السني وقد صرح هذا الشيعي فيه أنه هناك فرقا جوهريا بين المنهجين بين الفكر السني والشيعي.
[30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref30) بحار الأنوار13/ 181 (نقلا عن الشيعة والتشيع ص377).
[31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref31) الكافي1/ 240.
(يُتْبَعُ)
(/)
[32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref32) بحار الأنوار52/ 389 (نقلا عن الشيعة والتشيع ص377).
[33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref33) ص413.
[34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref34) ص172 - 173.
[35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref35) الأنوار النعمانية في بيان نشأة الإنسانية2/ 363 –364 .. والجزائري هو نعمة الله بن عبد الله الحسيني شيعي إمامي مُدِح بقولهم: كان عالما محققا مدققا جليل القدر، توفي سنة1112هجرية، وكان تلميذا لعلامة الشيعة محسن الكاشاني.
[36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref36) كتاب "أصول الكافي" باب النواد2/ 134، ومعلوم أن قرآننا لا يتعدى ستة آلاف آية إلا يسيرا.
[37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref37) ج 4ص619 باب أن القرآن يرفع كما أنزل.
[38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref38) البيان في تفسير القرآن: ص226.
[39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref39) نقلا عن تاريخ ما بعد الظهور ص372 وهو في كتاب "الشيعة والتشيع" ص371.
[40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref40) صول الكافي1/ 239.
[41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref41) الإرشاد ص402 (نقلا عن الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب ص25).
[42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref42) ص231.
[43] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref43) الغيبة للنعماني ص107.
[44] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref44) المصدر السابق ص235.
[45] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref45) لمصدر السابق ص308.
[46] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref46) التوراة كلمة مستعربة أصلها بالعبري تورا: بمعنى القانون والتعلم والشريعة، وأول ترجمة لها تم في عهد الرشيد على يد أحمد بن عبد الله بن سلام. (انظر كشف الظنون1/ 504)
[47] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref47) على الرغم أن سفر التثنية في الإصحاح34 قوله:"فمات موسى عبد الرب في أرض مؤاب حسب قول الرب ودفنه في الجواء في أرض مؤاب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم"، فعجيب عن رجل يكتب عن نفسه أنه مات ودفن، ولابن تيمية رحمه الله رأي رائع في موضوع تحريف التوراة والإنجيل يخالف بعض ما استقر في أذهان البعض نسوقه بإختصار:-
1 - الصواب الذي عليه الجمهور أنه بدل بعض ألفاظه.
2 - جمهور المسلمين يقولون أن بعض ألفاظها بدل كما بدل كثير من معانيها.
3 - أن القوم عندهم من ألفاظ الأنبياء ما لم يفهموا كثيرا منه وما حرفوا كثيرا منه .. (انظر الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ج1 ص4 وص373 وص374).
[48] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref48) أنبياء اليهود لا يعدون في التوراة كثرة، ففي سفر الملوك الأول (إصحاح18 – آية 19) أن أربعمائة نبي فينيقي كانوا يأكلون على مائدة إيزابيل، يقول: فالآن ارسل واجمع إلى كل اسرائيل إلى كل جبل الكرمل وأنبياء البعل أربعمائة والخمسين وأنبياء السواري أربع المئة الذين يأكلون على مائدة إيزابيل. أهـ. وأنبياء اليهود أشبه بصوفية المسلمين ففي سفر صموئيل (إصحاح10 – آية25): ويكون عند مجيئك إلى هنا إلى المدينة أنك تصادف زمرة من الأنبياء نازلين من المرتفعة، وأمامهم رباب ودف وناي وعود وهم يتنبؤون. أهـ. بل هم هم يقول البروفيسور عبد الأحد داود (كان قسيسا فأسلم وتسمى عبد الأحد) وكان الرجل الذي ينظر أو يراقب من البرج (المصفا أو المسفا) يسمى صوفي ( sophi) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول: كان الصوفي رئيس جماعة الداخلين في هذه المجموعة .. والواقع أن من نعرفهم الآن باسم الصوفية كانوا يسمون عندئذ (نبيي NBIYIM ) أو الأنبياء .. (انظر محمد والكتاب المقدس ص76 وما بعدها). والكتاب وقع في خطأ في عنوانه حين سمى التوراة والإنجيل بالكتاب المقدس وأنى لهما القداسة؟!!! وهذا العنوان من التأثر بما يقوله المشركون.
[49] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref49) كما في سفر أشعياء وقد ذكر فيه قريبا مما ذكره الشيعة عند مهديهم في كثرة قتلاه، ففي الإصحاح66: "ويكثر قتلى الرب".
[50] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref50) مجدل حسب جغرافية التوراة هي الأرض الواقعة شرق القاهرة الآن ففي سفر الخروج (الإصحاح14 - آية2): كلم بني أسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروت، بين مجدل والبحر أمام بعل صفوان. وقد ذكر بعض الأثرين أنهم وجدوا أنقاضها في "ابوحسن."
[51] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref51) هذه النبوءة ذكرها طه حسين كأمر مسلم به في حديث الأربعاء حيث نفى أن يكون هناك مصري من أهلها حكم مصر.
[52] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref52) للدكتور كمال الصليبي كتاب عنوانه "التوراة جاءت من جزيرة العرب" أثبت فيه أن مصر التوراة ليست هي مصر هذه الأيام وعاود التأكيد على هذا في كتابه الآخر "خفايا التوراة"، وآراؤه هذه أحدثت ضجة كبيرة وهلع منها العرب إذ اعتبروها دعوة من الصليبي لتأكيد حق اليهود في الجزيرة العربية، فهو يعتبر مصر هي قرية المصرمة في الجنوب من جيزان عند حدود اليمن، وأيد قريبا من هذا القول محمود القاسم في كتابه "جغرافية القصص القرآني مصر ليست مصر وغيرها" وقال: أن مصر القرآن ليست مصر اليوم واختلف مع الصليبي في تحديد مكانها، ونحن هنا لا يهمنا أن نثبت موقع مصر وإنما إثبات عقيدة اليهود في مصر وماذا سيفعلون بها من خلال نبوءات أنبيائهم، وبعض الباحثين يرى أن تدمير مصر سيتم عن طريق هدم السد العالى حيث يقول إن اليهود هم أصحاب فكرته وقد حاولوا هدمه مرارا.
[53] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref53) اليهود الحسيديم ص176، والحسيديم معناها الإحسان وهم طائفة يهودية أصولية، والصديقيم هو المرشد الروحي في هذه الطائفة، والياء والميم في اخرالكلمتين للنسبة.
[54] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref54) المصدر السابق ص177.
[55] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref55) المصدر السابق ص160.
[56] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref56) المصدر السابق ص177.
[57] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref57) المصدر السابق ص176.
[58] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref58) المصدر السابق ص178.
[59] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref59) المصدر السابق ص178 وما بعدها.
[60] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref60) المصدر السابق ص181.
[61] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref61) اعتقاد يهودية المنتظر يقول به بعض صوفية المسلمين (انظر الكشف عن حقيقة الصوفية لمحمود القاسم ص525).
[62] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref62) يفسر بعض البحثة المسلمين بعض نبوءات دانيال أن المقصود بها محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة ما ورد في الإصحاح الثامن، وسفر دانيال مصدر خصب من مصادر النبوءات، والظاهر أن كاتب السفر كان صاحب خيال مجنح جدا، وللذكر فإن اكثر النبوءات وقعت واليهود مأسورون عند نبوخذنصر الفارسي، وكانت تستخدم من أجل رفع المعنويات للشعب اليهودي.
(يُتْبَعُ)
(/)
[63] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref63) يفسر بعض البحثة المسلمين بعض نبوءات دانيال أن المقصود بها محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة ما ورد في الإصحاح الثامن، وسفر دانيال مصدر خصب من مصادر النبوءات، والظاهر أن كاتب السفر كان صاحب خيال مجنح جدا، وللذكر فإن اكثر النبوءات وقعت واليهود مأسورون عند نبوخذنصر الفارسي، وكانت تستخدم من أجل رفع المعنويات للشعب اليهودي. باحثة في جامعة كامبرج
[64] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref64) المرجع؛ فلسطين في كتابات العالم الغربي الاتيني في القرنين12و13 الميلادي/ الفصل الرابع من كتاب: الصراع الإسلامي الفرنجي على فلسطين في القرون الوسطى. تحرير هادية داجاني وبرهان داجاني.
[65] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref65) من النصوص التي فسروا أن المقصد بها المسيح الدجال هو ما ورد في سفر دانيال الإصحاح قبل الأخير و الأخير من السفر وفيه:
1 - ويمد يده على الأراضي وأرض مصر لا تنجوا.
2 – من يعرفه يزيده مجدا ويسلطهم على كثيرين ويقسم الأرض أجرة.
3 – ويتعظم على كل إله.
4 – وتقوم منه أذرع وتنجس المقدس الحصين وتنزع المحرقة الدائمة وتجعل الرجس المخرب والمعتدون على العهد يهويهم بالتملقات .. وهذا النص يبين أن الدجال سيغري الناس بالمال والمنصب.
[66] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref66) أي خفيف اللحم.
[67] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref67) أي عظيمة الثديين، يقال إمرأة فرضاخة و فرضاخية.
[68] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref68) رواه أحمد وأبو داود الطيالسي، والترمذي، من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة".
[69] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref69) رواه مسلم.
[70] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref70) رواه أحمد.
[71] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref71) رواه مسلم.(/)
هل هناك نظم لـ (علامات الساعة)؟
ـ[فتح البارى]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 12:10]ـ
هل هناك نظم لـ (علامات الساعة)؟
بارك الله فيكم
.(/)
هل اجاز الامامين ابن حنبل وابن تيميه التوسل؟
ـ[فارس اللواء]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمه الله:
اعلم تماما ان المذهب الحنبلي من اشد المذاهب ضد البدع برمتها سواء كانت سيئه ام حسنه (مع حفظ التفسيرات والاقاويل والخلافات حول تنوع البدعه).
ولكن ما اثار فضولي تلك النصوص المرويه عن الامام احمد بن حنبل بانه كان يجيز التوسل بالصالحين وتبركه باثارهم سواء هو او من الحنابله المتقدمين.
اليكم النصوص:
ففي النهاية لابن كثير:12/ 323: (وفي صفر سنة 542 رأى رجل في المنام قائلاً يقول له: من زار أحمد بن حنبل غفر له قال: فلم يبق خاصٌ ولا عامٌ إلا زاره، وعقدت يومئذ ثم مجلساً، فاجتمع فيه ألوفٌ من الناس)!!
وفي وفيات الأعيان لابن خلكان:1/ 64: (أحمد بن حنبل توفي ضحوة الجمعه لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ودفن بمقبرة باب حرب وباب حرب منسوب إلى حرب بن عبد الله أحد أصحاب أبي جعفر المنصور وإلى حرب هذا تنسب المحلة المعروفة بالحربية، وقبر أحمد بن حنبل مشهور بها يزار)
وفي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي الحنبلي ص454: (حدثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي وكان شيخاً صالحاً قال: كان قد جاء في بعض السنين مطرٌ كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام، فنمت ليلة في رمضان فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره، فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين، فقلت: إنما تم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث! فسمعته من القبر وهو يقول: لا، بل هذا من هيبة الحق عزوجل لأنه عز وجل قد زارني!! فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل: يا أحمد، لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب فأقبلت على لحده أقبله ثم قلت: يا سيدي ما السر في أنه لا يقبل قبر إلا قبرك؟ فقال لي: يا بني، ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله (ص)! لأن معي شعرات من شعره! ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان! قال ذلك مرتين)!!
وفي طبقات الحنابلة لأبي يعلى الموصلي:2/ 186: (سمعت رزق الله يقول: زرت قبر الإمام أحمد صحبة القاضي الشريف أبو علي فرأيته يقبل رجل القبر! فقلت له: في هذا أثر؟ قال لي: أحمد في نفسي شئ عظيم، وما أظن أن الله تعالى يؤاخذني بهذا)!!
وفي تاريخ بغداد للخطيب:4/ 423: (عن أبي الفرج الهندباني يقول: كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة، فرأيت في المنام قائلاً يقول لي: لمَ تركت زيارة إمام السنة)!!
وفي عمدة القاري في شرح البخاري للعيني:5 جزء9/ 241: (سعيد العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي (ص) وتقبيل منبره، فقال: لا بأس بذلك قال فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية، فصار يتعجب من ذلك ويقول: (عجبت! أحمد عندي جليل، يقول هذا الكلام؟)! وأي عجب وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به!!
وفي تاريخ الإسلام للذهبي:14/ 335: (قال ابن خزيمة: هل كان ابن حنبل إلا غلاماً من غلمان الشافعي؟)
قال الحافظ الممدوح في رفع المنارة: (وهو- التوسل- السؤال بالنبي أو بالولي أو بالحق أو بالجاه أو بالحرمة أو بالذات وما في معنى ذلك وهذا النوع لم ير المتبصر في أقوال السلف من قال بحرمته أو أنه بدعة ضلالة، أو شدد فيه وجعله من موضوعات العقائد، كما نرى الآن لم يقع هذا إلا في القرن السابع وما بعده! وقد نقل عن السلف توسلٌ من هذا القبيل.
وقال الامام ابن تيمية في التوسل والوسيلة ص98: (هذا الدعاء (أي الذي فيه توسل بالنبي) ونحوه قد روي أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي (ص) في الدعاء) انتهى.
وقال في ص65: (والسؤال به (أي بالمخلوق) فهذا يجوزه طائفة من الناس ونقل في ذلك آثار عن بعض السلف، وهو موجود في دعاء كثير من الناس)
ثم ذكر ابن تيمية أثراً فيه التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم
لفظه: (اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة (ص) تسليما يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي).
وقال: فهذا الدعاء ونحوه روي أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي (ص) في الدعاء) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا نص عبارة أحمد بن حنبل، قال في منسك المروزي بعد كلام ما نصه: (وسل الله حاجتك متوسلاً إليه بنبيه (ص) تقض من الله عز وجل) هكذا ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في الرد على الأخنائي ص168) انتهى!
فتلك اثارا عن الامام ابن تيميه ايضا قطع فيها بالجواز. واليكم النصوص
قال السقاف في رسالته البشارة والإتحاف: (أما مسألة التوسل فقد اختلفت آراء دعاة السلفية فيها بشكل ملحوظ، مع أن الموجودين في الساحة منهم اليوم يقولون بأن هذه المسألة من مسائل العقائد، وليست كذلك قطعاً.
أما شيخ الاسلام ابن تيمية فقد أنكر في كتابه (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) التوسل ومرادنا التوسل بالذوات،
ثم رجع عن ذلك كما نقل تلميذه ابن كثير في البداية والنهاية:14/ 45،
حيث قال: قال البرزالي: وفي شوال منها شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين، وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة فردوا الأمر في ذلك إلى القاضي الشافعي، فعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شئ، لكنه قال: لايستغاث إلا بالله لايستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله فبعض الحاضرين قال ليس عليه في هذا شئ، ورأى القاضي بدر الدين بن جماعة أن هذا فيه قلة أدب) انتهى.
ويؤيد ذلك ظاهر كلام ابن تيمية في رسالته التي كتبها من سجنه، وهي في مجموعة رسائله.
قال في ص16: (وكذلك مما يشرع التوسل به في الدعاء كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه أن النبي (ص) علم شخصاً أن يقول: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم فشفعه فيَّ فهذا التوسل به حسن، وأما دعاؤه والإستغاثة به فحرام! والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين المتوسل إنما يدعو الله ويخاطبه ويطلب منه لايدعو غيره إلا على سبيل استحضاره لا على سبيل الطلب منه وأما الداعي والمستغيث فهو الذي يسأل المدعو ويطلب منه ويستغيثه ويتوكل عليه) انتهى
الاشكال هنا ايها الاخوه:
بماذا نفسر تراجع شيخ الاسلام ابن تيمية عن رأيه في أن التوسل بالميت شرك؟؟
وللعلم ان شيخ الاسلام سجن قبيل وفاته بعام او بعامين مما يدل علي ان تلك الرسائل ناسخه لما قاله قبل ذلك.
وفتواه بالعمل بحديث الترمذي في التوسل حتى بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال: (لايستغاث إلا بالله، لايستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله فهذا التوسل به حسن، وأما دعاؤه والإستغاثة به فحرام)؟!
السؤال هنا:
ان تلك النصوص واضحه بأن الامامين ابن حنبل وابن تيميه حول اجازتهما للتوسل والتبرك او من الحنابله المتقدمين، فلماذا يحرم من انتسب الي فضيله الامام ما فعله بنفسه او اتباعه؟
هذا وعلي الله قصد السبيل
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 05:05]ـ
زيارة القبور سنة دام أنها لغرض تذكر الآخرة والدعاء للأموات وبدون سفر، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من زيارة أهل البقيع؛ فالصالحون أولى بالدعاء والزيارة.
وإنما الإشكال في السفر إليها، فلقد نهينا عن السفر إلى المساجد لعبادة الله، فكيف بالسفر للتوسل بغيره، وإذا كانت اللعنة حلت على من اتخذ القبور مساجد لعبادة الله، فكيف بمن اتخذها مساجد للتوسل بغير الله!
لا سيما وأن الأصل في المقابر عدم زيارتها وإنما رخص بعد ذلك لأجل تذكر الآخرة ونفع الأموات بالدعاء، لا لأجل طلبهم والانتفاع منهم، ولذا بقي من علماء السلف من يفتي بحرمة زيارة القبور مطلقاً معتمداً على النهي الأول.
ثم الانتساب للمذهب الحنبلي لا يعني البراءة من البدعة؛ فأفعال العلماء محجوجة بمقاصد الشريعة وأحكامها لا العكس.
وبالنسبة للمنامات فهي إما من الله أو النفس أو الشيطان، ولا يفرق بين هذه الأنواع إلا الوحي ورؤيا الأنبياء، وكم من رؤيا شيطانية ظاهرها حسن وخير خدع بها الشيطان جاهلاً عندما ظن أنها من الله! ولذا لا تؤخذ الأحكام الشرعية من المنامات.
وأما التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء بلفظ (أتوسل إليك بنبيك) فعلى حسب مقصد الداعي:
فإن قصد التوسل بعمل صالح متعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم: كحب النبي صلى الله عليه وسلم أو انتمائه لأمته ودخوله في عموم دعوته أو الرضى بنبوته أو طاعته فلا إشكال؛ ويا حبذا لو وضّح ذلك في اللفظ فيقول (أتوسل إليك بحبي للنبي صلى الله عليه وسلم) بدلاً من الإبهام، وعلى هذا المقصد يحمل ما ورد عن السلف.
وإن قصد التوسل بذاته فهذا على ضربين: إما بقصد الحلف على الله به فهذا سوء أدب مع الله، أو على ظن أن للنبي صلى الله عليه وسلم سلطة على الله تجبره على استجابة الدعاء فهذا كفر بالله وخروج عن الإسلام. وأربأ بك أخي الكريم أن تتهم علماء الإسلام بذلك.
وإن كان ثمة مقاصد أخرى فأعلمني!
أما العمل بحديث الأعمى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلو ثبت عن الصحابي فهو بمعنى دعاء الله تعالى أن يصيبه من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي دعا به للأمة في حياته، ثم إنه مخالف لسائر عمل سائر الصحابة والتابعين الذين لم يتجهوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه الدعاء في الحروب والقحط، وكل الناس يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
أما ما اجتزأته ونسبته إلى ابن تيمية وأحمد فلا حاجة إلى الرد عليك فأقوالهم معروفة لا يضرها الاجتزاء والتلوين!
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 06:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
يوضح موقف ابن تيمية - رحمه الله - النص التالي من [مجموع الفتاوى: 1/ 140 - 141]:
وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
هَلْ يَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَمَّا التَّوَسُّلُ بِالْإِيمَانِ بِهِ، وَمَحَبَّتِهِ، وَطَاعَتِهِ، وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، وَبِدُعَائِهِ، وَشَفَاعَتِهِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مِنْ أَفْعَالِهِ وَأَفْعَالِ الْعِبَادِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي حَقِّهِ: فَهُوَ مَشْرُوعٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَكَانَ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - يَتَوَسَّلُونَ بِهِ فِي حَيَاتِهِ، وَتَوَسَّلُوا بَعْدَ مَوْتِهِ بِالْعَبَّاسِ عَمِّهِ، كَمَا كَانُوا يَتَوَسَّلُونَ بِهِ. وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أَتَوَسَّلُ إلَيْك بِهِ: فَلِلْعُلَمَاءِ فِيهِ قَوْلَانِ، كَمَا لَهُمْ فِي الْحَلِفِ بِهِ قَوْلَانِ. وَجُمْهُورُ الْأَئِمَّةِ: كَمَالِكِ؛ وَالشَّافِعِيِّ؛ وَأَبِي حَنِيفَةَ: عَلَى أَنَّهُ لَا يَسُوغُ الْحَلِفُ بِغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ، وَلَا تَنْعَقِدُ الْيَمِينُ بِذَلِكَ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ، وَهَذَا إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ؛ وَالرِّوَايَةُ الْأُخْرَى تَنْعَقِدُ الْيَمِينُ بِهِ خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسِكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ للمروذي صَاحِبِهِ: إنَّهُ يُتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي دُعَائِهِ؛ وَلَكِنْ غَيْرُ أَحْمَدَ قَالَ: إنَّ هَذَا إقْسَامٌ عَلَى اللَّهِ بِهِ، وَلَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِمَخْلُوقِ. وَأَحْمَدُ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ قَدْ جَوَّزَ الْقَسَمَ بِهِ، فَلِذَلِكَ جَوَّزَ التَّوَسُّلَ بِهِ. وَلَكِنَّ الرِّوَايَةَ الْأُخْرَى عَنْهُ هِيَ قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، أَنَّهُ لَا يُقْسِمُ بِهِ؛ فَلَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِهِ، كَسَائِرِ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ قَالَ إنَّهُ يُقْسَمُ بِهِ عَلَى اللَّهِ؛ كَمَا لَمْ يَقُولُوا إنَّهُ يُقْسَمُ بِهِمْ مُطْلَقًا؛ وَلِهَذَا أَفْتَى أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ: أَنَّهُ لَا يُقْسَمُ عَلَى اللَّهِ بِأَحَدِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ؛ لَكِنْ ذُكِرَ لَهُ أَنَّهُ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثٌ فِي الْإِقْسَامِ بِهِ فَقَالَ: إنْ صَحَّ الْحَدِيثُ كَانَ خَاصًّا بِهِ، وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ لَا يَدُلُّ عَلَى الْإِقْسَامِ بِهِ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ)، وَقَالَ: (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ). وَالدُّعَاءُ عِبَادَةٌ، وَالْعِبَادَةُ مَبْنَاهَا عَلَى التَّوْقِيفِ وَالِاتِّبَاعِ، لَا عَلَى الْهَوَى وَالِابْتِدَاعِ؛ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وقال في [مجموع الفتاوى: 1/ 318 - 319]:
فَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِذَاتِهِ، فِي حُضُورِهِ، أَوْ مَغِيبِهِ، أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِ - مِثْلَ الْإِقْسَامِ بِذَاتِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ، أَوْ السُّؤَالِ بِنَفْسِ ذَوَاتِهِمْ بِدُعَائِهِمْ - فَلَيْسَ هَذَا مَشْهُورًا عِنْدَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، بَلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ بِحَضْرَتِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ، لَمَّا أَجْدَبُوا اسْتَسْقَوْا وَتَوَسَّلُوا وَاسْتَشْفَعُوا بِمَنْ كَانَ حَيًّا، كَالْعَبَّاسِ، وكيزيد بْنِ الْأَسْوَدِ، وَلَمْ يَتَوَسَّلُوا وَلَمْ يَسْتَشْفِعُوا وَلَمْ يَسْتَسْقُوا فِي هَذِهِ الْحَالِ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لَا عِنْدَ قَبْرِهِ، وَلَا غَيْرِ قَبْرِهِ، بَلْ عَدَلُوا إلَى الْبَدَلِ، كَالْعَبَّاسِ وكيزيد؛ بَلْ كَانُوا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ فِي دُعَائِهِمْ. وَقَدْ قَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا. فَجَعَلُوا هَذَا بَدَلًا عَنْ ذَلِكَ لَمَّا تَعَذَّرَ أَنْ يَتَوَسَّلُوا بِهِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ الَّذِي كَانُوا يَفْعَلُونَهُ، وَقَدْ كَانَ مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ يَأْتُوا إلَى قَبْرِهِ فَيَتَوَسَّلُوا بِهِ، وَيَقُولُوا فِي دُعَائِهِمْ فِي الصَّحْرَاءِ بِالْجَاهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَلْفَاظِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ الْقَسَمَ بِمَخْلُوقِ عَلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ -، أَوْ السُّؤَالِ بِهِ؛ فَيَقُولُونَ: نَسْأَلُك أَوْ نُقْسِمُ عَلَيْك بِنَبِيِّك أَوْ بِجَاهِ نَبِيِّك وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يَفْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ
أرجو أن يكون في ذلك كفاية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 04:24]ـ
المهم ان يكون بالاحياء
وهذا ما غفل عنه الكثير
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 04:47]ـ
ليس بالأحياء ولا بالأموات .. الشاهد في القول هو: أنه لا يُتوسّل بذاته إلى الله، سواء أكان حيّاً أم ميتاً.
أما التوسل بدعائه، فهذا للحي دون الميت ..
أما التوسل بمحبته وطاعته وولايته، فيكون في الميت والحي على حد سواء، ولا إشكال.
هذا، والله أعلم
ـ[فارس اللواء]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 09:30]ـ
أما التوسل بدعائه، فهذا للحي دون الميت ..
أما التوسل بمحبته وطاعته وولايته، فيكون في الميت والحي على حد سواء، ولا إشكال.
السلام عليكم ورحمه الله، اهلا بكم اخواني الاحباب، هنا اطرح استفسارا بسيطا للاخ ابو شعيب وهو ان التوسل الذي اجزته بناء علي اعتبارات مسبقه فهمتها من كلام شيخ الاسلام،هومقرون بالمحبه والطاعه والولايه وهذا للميت والحي.
ولكن ما رأيك ان هذا ما يفعله الصوفيه وعموم المتوسلين فعلا لذلك انا لا اري حرجا في هذا انما قصدنا استبيان الامر وعدم تحقيقه بتأويل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فقط، حيث انه منع ما تفضلت انت به في هذا الامر وعندنا الدليل.
الشاهد هنا: ان التوسل بذات الميت ايا كان هو فهذا غير مقبول ولكن الامر بالاعمال سائغ فيه الخلاف بين جميع المذاهب ولقد اختصينا المذهب الحنبلي فقط باعتبار ان الحنابله المتأخرين هم من حرموا ذلك بناء علي نصوص وتأويلات سابقه في المذهب.
واخيرا
هنا نصين عن شيخ الاسلام اين تيميه نريد التوضيح بشانهما ففيهما قطع بجواز التوسل.
قال ابن كثير في البداية والنهاية:14/ 45،
حيث قال: قال البرزالي: وفي شوال منها شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين، وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة فردوا الأمر في ذلك إلى القاضي الشافعي، فعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شئ، لكنه قال: لايستغاث إلا بالله لايستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله فبعض الحاضرين قال ليس عليه في هذا شئ، ورأى القاضي بدر الدين بن جماعة أن هذا فيه قلة أدب) انتهى.
وفي رسالته التي كتبها من سجنه، وهي في مجموعة رسائله
.
قال في ص16: (وكذلك مما يشرع التوسل به في الدعاء كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه أن النبي (ص) علم شخصاً أن يقول: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم فشفعه فيَّ فهذا التوسل به حسن، وأما دعاؤه والإستغاثة به فحرام! والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين المتوسل إنما يدعو الله ويخاطبه ويطلب منه لايدعو غيره إلا على سبيل استحضاره لا على سبيل الطلب منه وأما الداعي والمستغيث فهو الذي يسأل المدعو ويطلب منه ويستغيثه ويتوكل عليه) انتهى
وهذا يفيد عمل شيخ الاسلام ابن تيميه وايمانه بظاهر حديث الترمذي المورود في الموضوع.
السؤال هنا انه لو ثبتت تلك الروايتين فهذا ظاهريا معناه نسخ لما تفضل به اخي ابو شعيب هذا لو سلمنا مجازا ان ما تفضل به اخي ابو شعيب هو قصد ابن تيميه التوسل برسول الله حيا فقط وليس ميتا. وهنا الخلاف والاشكال الرئيسي
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 12:22]ـ
الأخ (ابو مالك الطيب)،
تقول:
ولكن الامر بالاعمال سائغ فيه الخلاف بين جميع المذاهب ولقد اختصينا المذهب الحنبلي فقط باعتبار ان الحنابله المتأخرين هم من حرموا ذلك بناء علي نصوص وتأويلات سابقه في المذهب
أين تجد تحريمهم التوسل بالأعمال الصالحة، كحب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
تقول:
هنا نصين عن شيخ الاسلام اين تيميه نريد التوضيح بشانهما ففيهما قطع بجواز التوسل.
الجواب:
لقد بيّنت آنفاً من كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - أنه يجيز نوع التوسل الذي بمعنى: التوسل بالأعمال الصالحة، فإنه قال - كما نقلتُ عنه في مشاركة رقم #3 - : (أَمَّا التَّوَسُّلُ بِالْإِيمَانِ بِهِ، وَمَحَبَّتِهِ، وَطَاعَتِهِ، وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، وَبِدُعَائِهِ، وَشَفَاعَتِهِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مِنْ أَفْعَالِهِ وَأَفْعَالِ الْعِبَادِ الْمَأْمُورِ بِهَا فِي حَقِّهِ: فَهُوَ مَشْرُوعٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ).
تقول:
وهذا يفيد عمل شيخ الاسلام ابن تيميه وايمانه بظاهر حديث الترمذي المورود في الموضوع.
لا إشكال .. فالإمام أحمد - رحمه الله - كان يؤمن به كذلك.
انظر في نصّ الحديث .. ففيه: (إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم فشفعه فيَّ).
فالرجل يدعو الله تعالى أن يُشفّع النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه .. فبان مقصود التوسل هنا، وهو: دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - له .. وهو ما عناه ابن تيمية - رحمه الله -.
والأولى جمع كلام شيخ الإسلام بعضه ببعض عوضاً عن اجتزائه. فما أجمل فيه في موضع، قد فصّله في موضع آخر.
فضلاً لا أمراً، تمعّن في مشاركة رقم #3 جيداً، وستجد الجواب إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 02:59]ـ
هل أجاز الإمامين؟؟؟!!! = خطأ
هل أجاز الإمامان = صحيح
المثنى والملحق به يرفع بالألف.
أرجوا إن كان كلامي خاطئا أن تصوبوه , والسلام عليكم.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 07:54]ـ
هل أجاز الإمامين؟؟؟!!! = خطأ
هل أجاز الإمامان = صحيح
المثنى والملحق به يرفع بالألف.
أرجوا إن كان كلامي خاطئا أن تصوبوه , والسلام عليكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلامك صحيح أخي, ولكنه سهو أو نسيان, كما نسيت أنت وكتبت أرجوا بالألف والصواب أنها بلا ألف,,, وفقك الله تعالى
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 08:02]ـ
المهم ان يكون بالاحياء
وهذا ما غفل عنه الكثير
أحسنت
وهذا ما فعله عمر رضي الله عنه لما توسل بالعباس (وبمعنى أوضح دعاء العباس) في الاستسقاء ولم يذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتوسل.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 03:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلامك صحيح أخي, ولكنه سهو أو نسيان, كما نسيت أنت وكتبت أرجوا بالألف والصواب أنها بلا ألف,,, وفقك الله تعالى
وفقك الله أخي , لكن لم يبد لي الخطأ في كتابتي ((أرجوا)) هكذا , هلا وضحت لي من فضلك , ثم إني أظنها همزة قطع وليس ألفا أرجوا الإفادة ولو على البريد الخاص إذا أردت ان لايتحول مسار النقاش في الموضوع أعلاه وشكرا لك.
ـ[أبو محمد المقدشي]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 02:10]ـ
بسم الله
هذا الموضوع من أهم مواضع العقيدة, وهي التي يتستر بها الصوفية في ترويج أباطيلهم
أما إذا عدت إلى صلب الموضوع فاعلموا أن التوسل بفضل النبي وجاهه صلى الله عليه وسلم معناها
إما أن يعتقد المتوسل أن هذا الفضل هو فضل الله عليه كما قال تعالى {وكان فضل الله عليك عظيما} فهذا لا إشكال فيه
وإماأن يعتقد المتوسل أن هذا الفضل فضل مستقل خاص اصطنعه النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه بحيث يملك الضر والنفع لا محالة فهذا باطل وهو مصادم لقوله تعالى {قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا} [الجن:}
إما أن يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهذا واضح وكثير في القرآن كطلب الإستغفار من النبي ونحوه
أما أن يتوسل بدعاء من عبد يتهمه بالصلاح في زمن يقبل الدعاء فيه كأيام الحج أو كأي اسفر أوسفره إلى مكان مبارك كالحرمين وهذا أرى أنه لا بأس به إذا لم تكن حاجته المرض لأنه ورد في ذلك حديث خاص يُبشر لكل من يمتنع عن الاسترقاء بالمخلوق ويتوكل على الله
وهكذا يجوز طلب الدعاء من ولي حي في أيام القجط أن يستقي للناس كما فعله السلف وهو مشهور.
إما أن يتوسل بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وبإيمانه له وطاعته له ونحو ذلك فهذا لا بأس به فهو كمثل أن تتوسل بإيمانك بالله
ثم إن الصوفين تجادل وتقول مثلا نحن لا ندعوا ولا نعبد الولي الفلاني بل ندعوا الله بفضله بكذا وكذا
فنسأل ما علمك بحقائق أموره وهل هو مقبول عند الله أولا
ومن أمرك بهذا؟ ومن أذن لك؟
ولماذا تجعل الدعاء بفضله مقدم عن دعاء الله وحده؟ ولماذا تعتقد أن الدعاء بهذه الطريقة مقبولة لا محالة كأن الضر والنفع والملك بيد الولي؟
أعتقد أن هذا النقاش لا يستطيع أن يقاوم الصوفيون ولكنهم قوم بهت
والله أعلم.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 02:25]ـ
الرد على مبحث التوسل والاستغاثة والاستعانة من (الموسوعة اليوسفية):
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=2146(/)
المرأة بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 04:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/m1.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/m2.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/m3.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/m4.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/m5.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/m6.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/m7.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/m8.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/m9.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/rar.gif (http://www.eld3wah.net/vid/7aris-sabiq-turned-to-islam.flv)
http://s53.radikal.ru/i141/0912/07/0c38154652b0.gif
http://s7.addthis.com/static/btn/lg-bookmark-en.gif (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=Tanseerel.com)
http://www.tanseerel.com/main/images/arrow_main.gif المرأة بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=3748&menu_id=7(/)
الإعْجاز الغيْبيّ والتاريخيّ في القرآن والسنة
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 04:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
.
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/36.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/rar.gif (http://www.eld3wah.net/vid/7aris-sabiq-turned-to-islam.flv)
http://s53.radikal.ru/i141/0912/07/0c38154652b0.gif
http://s7.addthis.com/static/btn/lg-bookmark-en.gif (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=Tanseerel.com)
http://www.tanseerel.com/main/images/arrow_main.gif الإعْجاز الغيْبيّ والتاريخيّ
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=3186&menu_id=7(/)
الرد على المشككين حول دين رب العلمين
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 04:28]ـ
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/65.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/rar.gif (http://www.eld3wah.net/vid/7aris-sabiq-turned-to-islam.flv)
http://s53.radikal.ru/i141/0912/07/0c38154652b0.gif
http://s7.addthis.com/static/btn/lg-bookmark-en.gif (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=Tanseerel.com)
http://www.tanseerel.com/main/images/arrow_main.gif http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=3720&menu_id=7(/)
ثم شتان -دراسة منهجية في مقارنة الأديان
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 04:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
http://s003.radikal.ru/i204/1001/fe/3644e0cc361a.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/rar.gif (http://www.eld3wah.net/vid/7aris-sabiq-turned-to-islam.flv)
http://s53.radikal.ru/i141/0912/07/0c38154652b0.gif
http://s7.addthis.com/static/btn/lg-bookmark-en.gif (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=Tanseerel.com)
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=3109&menu_id=7
http://www.tanseerel.com/main/images/arrow_main.gif(/)
الاسلام يتحدى
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 04:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/35.jpg
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/rar.gif (http://www.eld3wah.net/vid/7aris-sabiq-turned-to-islam.flv)
http://s53.radikal.ru/i141/0912/07/0c38154652b0.gif
http://s7.addthis.com/static/btn/lg-bookmark-en.gif (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=Tanseerel.com)
http://www.tanseerel.com/main/images/arrow_main.gif الاسلام يتحدى
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=3184&menu_id=7(/)
البشارة برسول الله-صلى الله عليه وسلم- بين الإشكال و الجحود
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 04:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
البشارة برسول الله بين ... ( http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article _no=2198) http://www.tanseerel.com/images/arrow_sub.gif إنا كفيناك المستهزئين ..... ( http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article _no=2553) http://www.tanseerel.com/images/arrow_sub.gif
http://s58.radikal.ru/i160/0912/2d/f7d7cb8b0a0a.jpg
http://s61.radikal.ru/i174/0912/53/b91d2ee665cf.gif (http://www.eld3wah.net/vid/7aris-sabiq-turned-to-islam.flv)
http://s53.radikal.ru/i141/0912/07/0c38154652b0.gif
http://s7.addthis.com/static/btn/lg-bookmark-en.gif (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=Tanseerel.com)
http://www.tanseerel.com/main/images/arrow_main.gif
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=2197&menu_id=7(/)
مناظرة بين الإسلام والنصرانية
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 04:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.sheekh-3arb.info/tanseerel/img/13.jpg
http://s61.radikal.ru/i174/0912/53/b91d2ee665cf.gif (http://www.eld3wah.net/vid/7aris-sabiq-turned-to-islam.flv)
http://s53.radikal.ru/i141/0912/07/0c38154652b0.gif
http://s7.addthis.com/static/btn/lg-bookmark-en.gif (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=Tanseerel.com)
http://www.tanseerel.com/main/images/arrow_main.gif مناظرة بين الإسلام والنصرانية
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=2610&menu_id=7(/)
أين ذكر الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: لوصحت لنا شعرة عن النبي بإسناد صحيح ...
ـ[أم إيناس]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 05:27]ـ
إخواني
لما أسمع شريط الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله في مسألة التبرك ذكر الشيخ أن الإمام الذهبي ذكر في سيرأعلام النبلاء في ترجمة محمد بن سيرين (وقال أظنه في ترجمة محمد بن سيرين) "لو صحت لنا شعرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فبذلنا فيها أموالا" ولكن لما تصفحت السير لم أجده في ترجمة محمد بن سيرين.
من يدلني أين ذكره الإمام الذهبي.
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 05:43]ـ
حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا إسرائيل عن عاصم عن ابن سيرين قال: قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي صلى الله عليه و سلم أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس. فقال لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها
البخاري 1/ 75 رقم 168.
وتجديه في ترجمة عبيدة 4/ 42.
ـ[أم إيناس]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 01:12]ـ
حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا إسرائيل عن عاصم عن ابن سيرين قال: قلت لعبيدة عندنا من شعر النبي صلى الله عليه و سلم أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس. فقال لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها
البخاري 1/ 75 رقم 168.
وتجديه في ترجمة عبيدة 4/ 42.
شكرا جزيلا لك يا أبا سماحة.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 01:22]ـ
جاء في سير أعلام النبلاء (4/ 43):
((وروى هشام بن حسان، عن محمد (*)، عن عبيدة، قال: اختلف الناس في الأشربة فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلا العسل واللبن والماء.
قال محمد (*): وقلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من قبل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الارض.
قلت: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس.
ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه!!
فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده، أكنت تعده مبذرا أو سفيها؟ كلا!!
فابذل ما لك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذ بالنظر إلى " أحده " وأحبه، فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يحبه، وتملا بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.
وقبل حجرا مكرما نزل من الجنة، وضع فمك لاثما مكانا قبله سيد البشر بيقين، فهنأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر.
ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجر ثم قبل محجنه، لحق لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل.
ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله.
43 وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ يده فقبلها، ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقول نحن إذ فاتنا ذلك: حجر معظم بمنزلة يمين الله في الارض مسته شفتا نبينا صلى الله عليه وسلم لاثما له.
فإذا فاتك الحج وتلقيت الوفد فالتزم الحاج وقبل فمه وقل: فم مس بالتقبيل حجرا قبله خليلي صلى الله عليه وسلم)). انتهى
(*) هو محمد بن سيرين.(/)
الشرك الأصغر
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 06:16]ـ
ما أصل تقسيم الشرك إلى اصغر وأكبر؟
وهل هو تقسيم سائغ، وصحيح شرعا، ومتفق عليه؟
وما أمثلته؟
وما الهدف من التهوين منه بوصفه بالصغر؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Mar-2010, صباحاً 06:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
وردت هذه اللفظة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما في الحديث الصحيح:: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء. يقول الله - عز وجل- إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء»
فنعم، هو تقسيم سائغ، وصحيح شرعاً، ومتفق عليه.
أما أمثلته .. فالرياء (وهو أظهر وأعم ما يقع فيه الناس)، والحلف بغير الله، والطيرة، والتمائم والتولة، ونسبة الفضل لغير الله، وغير ذلك مما جاءت به النصوص.
هذا التهوين هو في مقابل الشرك الأكبر المُخرج من الملة .. لا على أنه بذاته هيّن عند الله - عز وجل -.
فإذا قلنا إن قتل المسلم للمسلم كفر أصغر، لا يعني أنه من الصغائر، بل ذلك معناه أنه دون الكفر الأكبر.
هذا، والله أعلم
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 12:33]ـ
بارك الله فيك،
مقصد الحديث الشريف قد حُرف وبُدل، ولُعب به!
وإلا فقل لي بربك:
شرك الشيعة والصوفية، وما يفعلونه عند القبور ككربلاء والنجف في العراق، والحسين في مصر، من أي نوع؟ أكبر أم أصغر؟
إن عبث العابثين قد جعلهم يقيسون على الرياء عظائم، كما فعل المبتدعة مع كلمة عمر
نعمت البدعة هذه(/)
هل هناك رسالة علمية تتعلق بمحمد صلى الله عليه وسلم بين الإسلام واليهودية والنصرانية؟
ـ[باحث الخير]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 02:39]ـ
السلام عليكم , أستشير إخواني هل هناك رسالة علمية فيما يتعلق بمحمد صلى الله عليه وسلم بين الإسلام واليهودية والنصرانية أو كتب مؤلفة , أرجو الرد في أسرع وقت. وجزاكم الله خيرا.
ـ[العبيد]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 10:45]ـ
إثبات النبوة من إظهار الحق ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A5%D8%B8%D9%87%D8%A7%D8%B1 _%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8 _%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A F%D8%B3:_%D9%81%D9%8A_%D8%A5%D 8%AB%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D9%86% D8%A8%D9%88%D8%A9_%D9%85%D8%AD %D9%85%D8%AF_%D8%B5%D9%84%D9%8 9_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8 %B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D 8%B3%D9%84%D9%85)
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7 _%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8% B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9 %84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D 9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85) ناقش فيه محمد رشيد رضا بعض نظريات المستشرقين
الاستشراق والدراسات الإسلامية للعاني ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=338)
وابحث في المجلس
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 06:50]ـ
وهناك أيضا:
ـ ((محمد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل)) للشيخ إبراهيم الخليل أحمد، وقد كان المؤلف من كبار قساوسة النصارى في الكلية اللاهوتية بأسيوط، ثم منَّ الله عليه بالإسلام، وصار من كبار الدعاة إليه، ودخل مناظرات كثيرة مع النصارى في السودان وغيرها مع الشيخ محمد جميل غازي رحمهما الله.
ـ البشارة بنبي الإسلام في التوراة والإنجيل لمحمد حجازي السقا، رسالة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، مع التحفظ على انحرافات المؤلف في غير هذا الباب، وأظن أن هذه الرسالة كانت بإشراف الشيخ العلامة محمد محمد أبو شهبة.
ـ ولا تهمل مصنفات اللواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله في مقارنة الأديان، فلعل فيها فوائدَ في موضوعك.
ـ[باحث الخير]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 01:34]ـ
جزاك الله الجنة(/)
الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 03:27]ـ
الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة
الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها:
وهي: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم:
فإن قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته، وهو معبودي، ليس لي معبود سواه.
وإذا قيل لك: ما دينك؟ فقل: ديني الإسلام، وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد بالطاعة والبراء من الشرك وأهله.
وإذا قيل لك: من نبيك؟ فقل: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم.
أصل الدين وقاعدته أمران:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله.
شروط لا إله إلا الله:
الأول: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.
الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها، المنافي للشك والريب.
الثالث: الإخلاص المنافي للكذب.
الرابع: الصدق المنافي للكذب.
الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك.
السادس: الانقياد لحقوقها، وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصاً لله، وطلباً لمرضاته.
السابع: القبول المنافي للرد.
أدلة هذه الشروط من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دليل العلم: قوله تعالى: {فأعلم أنه لا إله إلا الله} وقوله: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} أي بـ " لا إله إلا الله " {وهم يعلمون} بقلوبهم مانطقوا به بألسنتهم.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة).
ودليل اليقين: قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا -أي لم يشكوا - فأما المرتاب فهو من المنافقين.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة) وفي رواية: (لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة). وعن أبي هريرة أيضاً من حديث طويل: (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها من قلبه فبشره بالجنة).
ودليل الإخلاص: قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص} وقوله سبحانه: {وما من أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أسعد الناس بشفاعتي من قال لاإله إلا الله خالصاً من قلبه -أو من نفسه -) وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل) وللنسائي في " اليوم والليلة "من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مخلصاً بها من قلبه، يصدق بها لسانه. . . إلا فتق الله السماء فتقاً، حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض، وحق لعبد نظر إليه الله أن يعطيه سؤله).
ودليل الصدق: قوله تعالى: {الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذببين} وقوله تعالى: {ومن الناس من يقول ءامنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صادقاً من قلبه، إلا حرمه الله على النار).
ودليل المحبة: قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حباً لله} وقوله: {يأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره ان يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
ودليل الانقياد: ما دل عليه قوله تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا من قبل أن ياتيكم العذاب ثم لا تنصرون} وقوله: {ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} وقوله: {ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} أي بـ " لا إله إلا الله "، وقوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}.
ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) وهذا هو تمام الانقياد وغايته.
ودليل القبول: قوله تعالى: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم مقتدون * قال أولوا جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه ءاباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} وقوله تعالى: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أإنا لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون}.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، واصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك راساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به).
نواقض الإسلام:
اعلم أن نواقض الإسلام عشرة:
الأول: الشرك في عبادة الله تعالى، قال الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وقال: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} ومنه الذبح لغير الله، كمن يذبح للجن أو للقبر.
الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسالهم الشفاعة ويتوكل عليهم، كفر إجماعاً.
الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم.
الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه - كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه - فهو كافر.
الخامس: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به، كفر.
السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه، والدليل قوله تعالى: {ولئن سالتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
السابع: السحر، ومنه الصرف والعطف، فمن فعله او رضي به كفر، والدليل قوله تعلى: {وما هم بضارين به من احد إلا بأذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم}.
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}.
التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، كما وسع الخضرالخروج عن شريعة موسى عليه السلام، فهو كافر.
(يُتْبَعُ)
(/)
العاشر: الإعراض عن دين الله تعالى، لا يتعلمه ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى: {ومن أظلم ممن ذكر بآيت ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون}.
ولا فرق في جميع هذه بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطراً وأكثر ما يكون وقوعاً، فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه.
التوحيد ثلاثة أنواع:
الأول: توحيد الربوبية: وهو الذي اقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم في الإسلام، واستحل دماءهم وأموالهم، وهو توحيد الله بفعله تعالى، والدليل قوله تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض امن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون} والآيات على هذا كثيرة جداً.
الثاني: توحيد الألوهية: وهو الذي وقع فيه النزاع من قديم الدهر وحديثه، وهو توحيد الله بأفعال العباد، كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة، وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القرآن.
الثالث: توحيد الذات والأسماء والصفات: قال الله تعالى: {قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد} وقوله تعالى: {ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ماكانوا يعملون} وقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
ضد التوحيد الشرك:
وهو ثلاثة انواع: شرك اكبر، وشرك اصغر، وشرك خفي.
النوع الأول من انواع الشرك: الشرك الأكبر، لا يغفره الله ولا يقبل معه عملاً صالحاً، قال الله عز وجل: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً} وقال سبحانه: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} وقال تعالى: {وقدمنا غلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً} وقال سبحانه: {لئن أشركت ليحبكن عملك ولتكونن من الخاسرين} وقال سبحانه: {ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}.
والشرك الأكبر أربعة أنواع:
الأول: شرك الدعوة: والدليل قوله تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الله إلى البر إذا هم يشركون}.
الثاني: شركالنية والإرادة والقصد: والدليل قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا وباطل ما كانوا يعملون}.
الثالث: شرك الطاعة: والدليل قوله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} وتفسيرها الذي لا إشكال فيه:طاعة العلماء والعباد في المعصية، لا دعاؤهم إياهم، كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم لما سأله، فقال: (لسنا نعبدهم!) فذكر له أن عبادتهم طاعتهم في المعصية.
الرابع: شرك المحبة: والدليل قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله}.
النوع الثاني من أنواع الشرك: شرك اصغر: وهو الرياء، والدليل قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحا ولا يشرك بعبادة بربه أحداً}.
النوع الثالث من أنواع الشرك: شرك خفي: والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل)، وكفارته قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم).
الكفر كفران:
النوع الأول: كفر يخرج من الملة: وهو خمسة أنواع:
النوع الاول: كفر التكذيب: والدليل قوله تعالى: {ومن اظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين}.
(يُتْبَعُ)
(/)
النوع الثاني: كفر الإباء والاستكبار مع التصديق: والدليل قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}.
النوع الثالث: كفر الشك: وهو كفر الظن، والدليل قوله تعالى: {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن ان تبيد هذه أبداً * وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها ثواباً وخيراً منقلباً * قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً * لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً}.
النوع الرابع: كفر الإعراض: والدليل قوله تعالى: {والذين كفروا عما أنذروا معرضون}.
النوع الخامس: كفر النفاق: والذليل قوله تعالى: {ذلك بإنهم ءامنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}.
النوع الثاني من نوعي الكفر: وهو كفر اصغر لا يخرج من الملة، وهو كفر النعمة: والدليل قوله تعالى: {وضرب مثلاُ قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}.
أنواع النفاق:
النفاق نوعان: اعتقادي وعملي:
النفاق الاعتقادي: ستة انواع، صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار:
الأول: تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.
الثاني: تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الثالث: بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
الرابع: بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الخامس: المسرة بأنخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
السادس: الكراهية بانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
النفاق العملي: خمسة أنواع: والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) وفي رواية: (إذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر).
معنى الطاغوت ورؤوس أنواعه:
اعلم رحمك الله تعالى أنّ أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أنِ اعبدوا اللهَ واجتنبوا الطاغوت}.
فأمّا صفة الكفر بالطاغوت أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفِّر أهلها وتعاديهم.
وأمّا معنى الإيمان بالله أن تعتقد أنّ الله هو الإله المعبود وحده دون سواه. وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله. وتنفيها عن كل معبود سواه،وتحب أهل الإخلاص وتواليهم. وتبغض أهل الشرك وتعاديهم. وهذه ملّة إبراهيم التي سفه نفسه مَن رغب عنها. وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا بُرآءُ منكم وممّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده}.
والطاغوت عام في كل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت.
والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة:
الأول: الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله، والدليل قوله تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني ءادم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}.
الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله، والدليل قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً}.
الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.
الرابع: الذي يدّعي علم الغيب من دون الله، والدليل قوله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلُك من بين يديه ومن خلفه رصداً}، وقال تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}.
الخامس: الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة، والدليل قوله تعالى: {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين}.
واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت، والدليل قوله تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم}، الرشد: دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والغي: دين أبي جهل، والعروة الوثقى: شهادة أن لا إله إلا الله، وهي متضمنة للنفي والإثبات، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له.
والحمد لله الذي نعمته تتم الصالحات
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Mar-2010, مساء 07:12]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ساب الرب كافر عند اهل السنة وعند المرجئة , فما الفرق؟
ـ[علي الزيود]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 03:50]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , اما بعد
فمن المقرر عند أهل السنة أن ساب الرب كافر مرتد على أن السب من نواقض الاسلام وأن سب الرب نفسه كفر , وقالت المرجئة أن ساب الرب كافر على أن سبه للرب دلالة على مافي قلبه من جحود ليس لذات السب فهم لايكفرون بالعمل
وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
هل هذا القول صحيح أم لا: (أن سب الله وسب الرسول ليس بكفر في نفسه، ولكنه أمارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة)؟
الجواب:
هذا القول ليس بصحيح، بل هو قول المرجئة وهو قول باطل، بل إن نفس السب كفر ونفس الاستهزاء كفر كما قال تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان بهذه المقالة ولم يقل إن كنتم تعتقدون في قلوبكم شيئاً، فالله تعالى أطلق الكفر عليهم بهذه المقالة، فدل على أن القول بأن كلام الكفر أو قول الكفر ليس بكفر بل هو علامة على ما في القلب هذا باطل، فالقلب لا يعلم ما فيه إلا الله تعالى والكفر يكون بالقلب ويكون بالقول ويكون بالعمل، والمقصود أن هذه المقالة تتمشى مع مذهب المرجئة.
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 05:36]ـ
الأخ على الزيود السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فأود منك سؤال لو أحببت بارك الله فيك فقد سمعت بعض الأفاضل يضعف نسبة هذه الأبيات للشافعي وما دام أنت وضعتها تحتك فهلا تفيدني وكل من يدخل لهذا الموضوع جزاك الله خيرا.
وبارك الله فيك على هذا الموضوع.
ـ[علي الزيود]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 10:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لقد ثبت عند أهل الحديث أن وكيع من شيوخ الامام الشافعي و أنه روى عنه أحاديث وقد ذكرت هذه الأبيات في الديوان المنسوب الى الامام الشافعي وسأحيلك الى الرابط التالي عسى أن تكون فيه الفائدة المرجوة. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97509
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 07:38]ـ
ممكن المصدر الذي نقلت منه فتوى الشيخ رحمك الله.
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 12:48]ـ
قال العلامة الألباني معلقاً في فتنة التكفير: " ومن الأعمال أعمالٌ قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً؛ لأنها تدل على كفره دلالة قطعيّة يقينيّة، بحيث يقوم فعله هذا منه مقام إعرابه بلسانه عن كفره؛ كمثل أن يدوس المصحف َ، مع علمه به، وقصده له ".
قال الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في محلاه (13/ 498) في معرض كلامه عن سب الله تعالى: (وأما سب الله تعالى فما على ظهر الأرض مسلم يخالف أنه كفر مجرد، إلا أن الجهمية والأشعرية وهما طائفتان لا يعتد بهما يصرحون بأن سب الله تعالى وإعلان الكفر ليس كفراً، قال بعضهم: ولكنه دليل على أنه يعتقد الكفر، لا أنه كافر بيقين بسبه الله تعالى).
وقال رحمه الله تعالى عن قوله تعالى: {يحلفون بالله ما قالوا، ولقد قالوا كلمة الكفر، وكفروا بعد إسلامهم} [التوبة: 74]: (فصح بنص القرآن. أن من قال كلمة الكفر، دون تقية، فقد كفر بعد إسلامه، فصح أن من اعتقد الإيمان وتلفظ بالكفر فهو عند الله تعالى كافر بنص القرآن) أهـ ص (339) من (كتاب الدرة فيما يجب اعتقاده).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الصارم المسلول:
(إن سََبََّّ الله أو سب رسوله كفر ظاهراًً وباطناًً، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلاً له أو كان ذاهلاً عن اعتقاده. هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل .. (إلى أن قال: (وكذلك قال أصحابنا وغيرهم: من سب الله كفر سواء كان مازحاً أو جاداً .. ) قال: (وهذا هو الصواب المقطوع به .. وقال القاضي أبو يعلى في المعتمد: من سبّ الله أو سب رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه أو لم يستحله، فإن قال لم أستحل ذلك لم يقبل منه .. ).
وقال أيضاً (515): (ويجب أن يعلم أن القول بأن كفر الساب في نفس الأمر إنما هو لاستحلاله السب، زلة منكرة وهفوة عظيمة .. ).
وقال ص (517): (إن الحكاية المذكورة عن الفقهاء إنه إن كان مستحلاً كفر وإلا فلا، ليس لها أصل وإنما نقلها القاضي - من كتاب بعض المتكلمين) ().
وقال ص (516): (إن اعتقاد حلّ السب كفر سواء اقترن به وجود السب أو لم يقترن) ...
قلت: وهذا مطابق لرد تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى على من تأول قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} بأن فعله جحوداً .. إذ قال في مدارج السالكين: "وهذا تأول مرجوح فإن نفس جحوده كفر سواء حكم أو لم يحكم) اهـ
وقال أيضاً: (إنه إذا كان المكفِِّّر هو اعتقاد الحل، فليس في السب ما يدل على أن الساب مستحل، فيجب أن لا يكفر لا سيما إذا قال أنا أعتقد أن هذا حرام وإنما أقول غيظاً وسفهاً وعبثاً أو لعباً كما قال المنافقون: {إنما كنا نخوض ونلعب} [التوبة: 65].
فإن قيل: لا يكونون كفاراً، فهو خلاف نص القرآن.
وإن قيل: يكونون كفاراً فهو تكفير بغير موجب إذا لم يجعل نفس السب مكفراً.
وقول القائل: أنا لا أصدقه في هذا، لا يستقيم؛ فإن التكفير لا يكون بأمر محتمل، فإذا كان قد قال: (أنا أعتقد أن ذلك ذنب ومعصية وأنا أفعله)، فكيف يكفر إن لم يكن ذلك كفرا ً؟
ولهذا قال سبحانه وتعالى: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [التوبة: 66]، ولم يقل: (قد كذبتم في قولكم: إنما كنا نخوض ونلعب) فلم يكذبهم في هذا العذر كما كذبهم في سائر ما أظهروا من العذر الذي يوجب براءتهم من الكفر لو كانوا صادقين.
بل بين أنهم كفروا بعد إيمانهم، بهذا الخوض واللعب، وإذا تبيّن أن مذهب سلف الأمة ومن اتبعهم من الخلف أن هذه المقالة في نفسها كفر، استحلها صاحبها أو لم يستحلها، فالدليل على ذلك جميع ما قدمنا) اهـ. من الصارم المسلول (517).(/)
(ياجبرائيل) (ياعيسى) (ياحُسين) ما الفرق .. ؟
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 04:25]ـ
(ياجبرائيل) (ياعيسى) (ياحُسين) ما الفرق .. ؟
خالد أهل السنة - شبكة الدفاع عن السنة
الحمد لله رب العالمين
يعتقد الرافضة وأشباههم
أن آيات الشرك
نزلت في من يعبد الأصنام فقط
بشرط
أن يعبدها مستقلّة عن الله .. !
وهذا من أقبح الجهل
فإنّ أبا جهلٍ وأبا لهبِ وأمثالهم
لم يعبدوا (هُبل) مستقلاً عن الله
ولم يعبدوا (اللات) مستقلةً عن الله
ولم يعبدوا (العزى) مستقلةً عن الله
ولم يعبدوا (مناة) مستقلةً عن الله
مع أن مشركي العرب
لم
تكن
معبوداتهم
(الأصنام)
و
(الأوثان)
فحسب .. !
بل عبد المشركون
(الملائكة)
فقالوا: يا جبرائيل يا ميكائيل يا اسرافيل ونحوها
وهم ليسوا أحجاراً ولا أصناماً
وعبد المشركون
(الجنّ)
فقالوا: يا صاحب الوادي نعوذ بك من شر سفهاء قومك ونحوها
وهم ليسوا أحجاراً ولا أصناماً
وعبد المشركون
(نبي الله عيسى وأمه)
فقالوا: يا عيسى يا كلمة الله يا مريم العذراء ونحوها
وهم ليسوا أحجاراً ولا أصناماً
وأنتم الآن تقولون: يا حسين يا مهدي أدركنا
فما الفرق بين شرككم وشركهم
فواسطتكم مثل واسطتهم
وحجتكم مثل حجتهم
فأنتم (طبعة جديدة) من الشرك (القديم)
................
قال الإمام الطبري - رحمه الله تعالى -
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ جَاءُوك فَاسْتَغْفَرُوا اللَّه وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُول}
يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ:
وَلَوْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ
الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتهمْ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ
الَّذِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى حُكْم اللَّه وَحُكْم رَسُوله صَدُّوا صُدُودًا
إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ
بِاكْتِسَابِهِمْ إِيَّاهَا الْعَظِيم
مِنْ الْإِثْم فِي اِحْتِكَامهمْ إِلَى الطَّاغُوت
وَصُدُودهمْ عَنْ كِتَاب اللَّه وَسُنَّة رَسُوله
إِذَا دُعُوا إِلَيْهَا
جَاءُوك يَا مُحَمَّد حِين فَعَلُوا مَا فَعَلُوا
مِنْ مَصِيرهمْ إِلَى الطَّاغُوت رَاضِينَ بِحُكْمِهِ دُون حُكْمك
جَاءُوك تَائِبِينَ مُنِيبِينَ
فَسَأَلُوا اللَّه
أَنْ يَصْفَح لَهُمْ
عَنْ عُقُوبَة ذَنْبهمْ بِتَغْطِيَتِهِ عَلَيْهِمْ
وَسَأَلَ لَهُمْ اللَّهَ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْل ذَلِكَ
وَذَلِكَ هُوَ مَعْنَى قَوْله:
{فَاسْتَغْفَرُوا اللَّه وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُول}.
وَقَالَ مُجَاهِد:
عُنِيَ بِذَلِكَ:
الْيَهُودِيّ وَالْمُسْلِم
اللَّذَانِ تَحَاكَمَا إِلَى كَعْب بْن الْأَشْرَف.(/)
كلام قوي جدا للإمام القرطبي في مسألة العلو ينسف عقيدة الأشاعرة المتأخرين والأحباش
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 05:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام بديع للقرطبي زلزل الاحباش فقد تكلم بكلام ينسف معتقدهم في مسألة العلو والجهة عند تفسيره للآية 54 من سورة الاعراف فأخبروني
هل ما سيقوله كفر عند فرقة الاحباش أم لا
الكتاب: الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)
تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش
الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة
الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964 م
عدد الأجزاء: 20 جزءا (في 10 مجلدات)
ج7ص219
قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) هذه مسألة الاستواء، وللعلماء فيها كلام وإجراء. وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا.
والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم، لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث.
هذا قول المتكلمين
. وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة.
وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. إنتهى كلامه
وقد وضعت الكلام من نسختين مصورتين تحقيق الشيخ البخاري وتحقيق الشيخ التركي لقطع كل الألسنة لأن هناك من الأحباش من أنكر هذا النص وقال مدسوس
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 10:53]ـ
بارك الله فيكم أخي المساكني ..
ـ[جمانة انس]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 12:14]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 12:28]ـ
جزاك الله خيراً.
تقول:
وقد وضعت الكلام من نسختين مصورتين تحقيق الشيخ البخاري وتحقيق الشيخ التركي لقطع كل الألسنة لأن هناك من الأحباش من أنكر هذا النص وقال مدسوس
الأولى أن تأتي بصورة المخطوط لإقامة الحجة عليهم .. أما المطبوع، فليس بذي حجة، فإنه يُمكن ردّه بأن يقال: دسّوا النص في طبعة، ونقلته الطبعة الأخرى عنها.
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[02 - Apr-2010, صباحاً 05:02]ـ
بارك الله فيكم
لكن تكفي أن تقول لهم أحضر نسخة القرطبي وأفتح تفسير الآية 54 من سورة الأعراف والباقي تعرفونه:)
ولو تبرع أحد الإخوة بتصوير المخطوط لكان الأمر أقوى وأكثر متعة
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[02 - Apr-2010, صباحاً 10:55]ـ
بارك الله فيك ..
ولقد ذكرني قول أحد الإخوة بمَ حصل لي مع أخت!! -عفا الله عنها-
حينما نقلتُ لها كلام القرطبي ..
ردت قائلة: وحتى نقلك عن القرطبي كان نقلا مشوهًا ..
ولم أر لها كلاما بعدها، فلا أدري إن كان قولها إنقطاع حجتها أو ماذا؟!!
وما كنت لها مناظرًا إنما كنت ناصحا
وما تمنيت لها إلا أن تسلم من ضلالات التعطيل والتحريف والتفويض!!
والله أسأل لي ولها ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق والسداد.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 02:21]ـ
شكرًا جزيلاً
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 10:27]ـ
وفيكم بارك
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 12:01]ـ
كلام جميل والله .. وهذه المسألة دخلت على بعض الأشاعرة من المعتزلة وللاسف!
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 12:25]ـ
لو تكمل كلام القرطبي رحمه الله مما يدل على اشعريته
ولكن الاشاعرة الاوائل عرفوا بالصدق وكانوا يصرحون بانهم على غير ما عليه السلف وانهم على عقيدة الخلف وان عقيتدتهم مخالفة لعقيدة السلف رضي الله عنهم اما الاشاعرة المعاصرين فهم قوم كذب يكذبون وينسبون انفسهم للسلف وانهم لا يخالفون ما عليه السلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 04:11]ـ
الإخوة الكرام:
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير.
لا شك أن ظاهر عبارة القرطبي يدل على أنه موافق للسلف، ولكنه في حقيقة الأمر لم يخرج عن مذهبه الأشعري وللأسف.
فإن القرطبي يقصد فيما أثبته من العلو والاستواء العلو المعنوي، وهو علو الرتبة والمنزلة والقدر، قال: (قلت: فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته، أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه؛ لكنه العلي بالإطلاق سبحانه).
وقال أيضاً في تفسير سورة الملك: (والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة، مشيرة إلى العلو؛ لا يدفعها إلا ملحد أو جاهل معاند، والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت، ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام، وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي، ومنزل القطر، ومحل القدس، ومعدن المطهرين من الملائكة، وإليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته؛ كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان. ولا مكان له ولا زمان. وهو الآن على ما عليه كان).
بل نقل عن شيخه مقراً ومصوباً أنه يجب تأويل نصوص الصفات كقوله تعالى: (ءأمنتم من في السماء) فإنه مؤول بحذف مضاف، وكذلك حديث الجارية فإنه مؤول عنده وعند شيخه أبي العباس القرطبي بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد أن يتعرف منها هل هي ممن يعتقد أن معبوده في بيت الأصنام أم لا؟ فلما قالت في السماء عرف أنها لا تعتقد ذلك فحكم بإيمانها وأمر بإعتاقها!. وهذا كله مقرر في كتابه "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى"، وصرح فيه ببطلان الجهة، وزعم أن كلامه وتقريره هو التحقيق.
ومن باب التمثيل أنقل عبارة القرطبي ونقله عن شيخه أبي العباس في الأسنى (2/ 136): (قال شيخنا الإمام أبو العباس أحمد بن عمر الأنصاري: لا خلاف بين المسلمين قاطبة محدثهم وفقيههم ومتكلمهم ومقلدهم ونظارهم: أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله: (ءأمنتم من في السماء) ليست على ظواهرها وأنها متأولة عند جميعهم ... ).
وقال أيضاً: (وقد حصل من هذا الأصل المحقق أن قول الجارية "في السماء" ليس على ظاهره باتفاق المسلمين، فيتعين أن يعتقد فيه أنه معرض لتأويل المؤولين، وأن من حمله على ظاهره فهو ضال من الضالين ... ).
فأرى أن الاحتجاج بعبارة القرطبي لا ينفع ما دام أنه صرح بنفي الجهة وبطلانها في مواضع أخرى من كتبه، ولا بد لمعرفة عقيدة الرجل الاطلاع على مجموع كلامه المتفرق في مؤلفاته، والتمسك بموضع واحد وفي قضية واحدة لا يؤدي إلى نتيجة سليمة، والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 09:39]ـ
فأرى أن الاحتجاج بعبارة القرطبي لا ينفع ما دام أنه صرح بنفي الجهة وبطلانها في مواضع أخرى من كتبه، ولا بد لمعرفة عقيدة الرجل الاطلاع على مجموع كلامه المتفرق في مؤلفاته، والتمسك بموضع واحد وفي قضية واحدة لا يؤدي إلى نتيجة سليمة، والله أعلم.
القرطبي رحمه الله لم يكن يتكلم عن عقيدته عندما قال ذلك
بل هو صرح بأنه ليس على عقيدة السلف في هذه المسألة
قال في كتابه "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" بعد ذكر 14 قولا في الاستواء:
(وأظهر هذه الأقوال وإن كنت لا أقول به، ولا أختاره، ما تظاهرت عليه الآي والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف، بائن من جميع خلقه، هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات.) (2/ 132)
وربما كان يصرح بمخالفة هذه العقيدة الحق مع إقراره بأنها الحق لأنه ربما تعرض للأذية من أهل البدع ممن حوله ممن لديهم سلطة إذا خالف اعتقادهم، أو ربما منعوه من نشر العلم، فأعلن انه على عقيدتهم ولكنه بيّن في نفس الوقت بأن عقيدة السلف التي هي العقيدة الحق المُصرح بها في الكتاب السنة خلاف ما هو عليه.
فلا أصدق بأنه سيخالف الحق مع علمه بأنه الحق دون إكراه، والله أعلم.
*
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 09:57]ـ
قال في كتابه "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" بعد ذكر 14 قولا في الاستواء:
(وأظهر هذه الأقوال وإن كنت لا أقول به، ولا أختاره، ما تظاهرت عليه الآي والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف، بائن من جميع خلقه، هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات.) (2/ 132)
عبارة "وإن كنت لا أقول به ولا أختاره" سمٌ دس في دسمه
فلا معنى لأن يستظهر القول ويبين تظاهر الأدلة عليه ثم يقول بمخالفته إلا أن يكون من السفه أو العناد, والقرطبي رحمه الله عالم زكي
يتنزه عن هذا التناقض ويبرا من هذا الجهل
ويؤكد ذلك أن الإمام ابن تيمية نقل عنه في الدرء دون هذه الزيادة الشاذة
قال أبو العباس: (قال-يعني القرطبي- وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار أن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات) درء التعارض
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 10:55]ـ
عبارة "وإن كنت لا أقول به ولا أختاره" سمٌ دس في دسمه
فلا معنى لأن يستظهر القول ويبين تظاهر الأدلة عليه ثم يقول بمخالفته إلا أن يكون من السفه أو العناد, والقرطبي رحمه الله عالم زكي
يتنزه عن هذا التناقض ويبرا من هذا الجهل
ويؤكد ذلك أن الإمام ابن تيمية نقل عنه في الدرء دون هذه الزيادة الشاذة
قال أبو العباس: (قال-يعني القرطبي- وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار أن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات) درء التعارض
والله الموفق
ولكن أخي الكريم .. كلامه في تفسيره ظاهر في أنه لا يقول بأن الله فوق العرش بذاته ... انظر ما نقله الأخ أبو عبد الله المليباري
وهو ألف كتاب "الأسنى" قبل تفسيره ... فقد ذكره في تفسيره فقال:
(قوله تعالى: (ثم استوى على العرش) هذه مسألة الاستواء، وللعلماء فيها كلام وإجراء.
وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا.) (7/ 219)
كما أن ذلك الجزء موجود في نقل الكرمي وشمس الدين السفاريني في "لوامع الأنوار البهية" وقال بعد نقله لقول القرطبي: "والعجب من القرطبي حيث يقول: وإن كنت لا أقول به ولا أختاره، ولعله خشي من تحريف الحسدة فدفع وهمهم بذلك"
إلا أنني لم أفهم ماذا قصد السفارييني رحمه الله بقوله: "ولعله خشي من تحريف الحسدة"
تحريف ماذا بالضبط؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 11:00]ـ
أختي الفاضلة
هذا ليس بدليل , وأما السفاريني والكرمي فمتأخران ,
والتحقيق الحق أن العبارة شاذة عن كلامه مقحمة فيه إقحاماً
لأنه بصرف النظر عن رأيه في الاستواء, لا يقول حتى المبتدع: الأظهر كذا وتظاهرت الآيات أو الأدلة وأنا لا أختاره!
فقوله الأظهر يعني الأرجح
ودقة ابن تيمية رضي الله عنه في النقل يشهد بها الموافق والمنافق
أما قوله: خشي من تحريف الحسدة,,يعني أنه وضع الجملة صيانة لكتابه من أن يتلاعب به الحساد
فأرضاهم بذلك حتى يكفوا أيديهم عن تحريف كلمه عن مواضعه
والله الموفق
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 11:32]ـ
حسنا
ولكن حتى لو لم يقل ذلك فإن كلامه في تفسيره ظاهره أنه لا يقول بأن الله عز وجل بذاته على العرش
وأنه يؤوله.
فدس ذلك الجزء في كلامه لا يغير تأويله لنصوص العلو بأنه علو مكانة
هل توافق على ذلك؟
وإذا كنت لا توافق على أنه كان يؤولها فبماذا تفسر كلامه في تفسيره في هذه المسألة؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 01:12]ـ
هل توافق على ذلك؟
نعم
وإن كنت لا أجزم بأنه لم يقل تلك الجملة
ولكن أحببت أن أنزهه عن التناقض
وهو سمة في الأشاعرة على كل حال
ـ[عبدالله بن الحسن]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 12:31]ـ
لو تكمل كلام القرطبي رحمه الله مما يدل على اشعريته
ولكن الاشاعرة الاوائل عرفوا بالصدق وكانوا يصرحون بانهم على غير ما عليه السلف وانهم على عقيدة الخلف وان عقيتدتهم مخالفة لعقيدة السلف رضي الله عنهم اما الاشاعرة المعاصرين فهم قوم كذب يكذبون وينسبون انفسهم للسلف وانهم لا يخالفون ما عليه السلف
قال أبو بكر بن العربي:
" وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة " عارضة الاحوذي 3/ 166
وقال أيضا: "حكي عن المبتدعة رد هذه الأحاديث, وعن السلف إمرارها, وعن قوم تأويلها. وبه أقول."
ـ[ابو حمزة الشاري]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 12:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على كتب ومؤلفات الكاتب أحمد أمين وهي: فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام ويوم الإسلام. واعتمد الكاتب على مصادر عديدة.
أثبت في كتاب فجر الإسلام حقيقة خطيرة يجب الوقوف عندها والتفكر في نتائجها في تفريق شمل الأمة من وضع الأحاديث للحط من قدر الطرف الآخر.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على كتب ومؤلفات الكاتب أحمد أمين وهي: فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام ويوم الإسلام. واعتمد الكاتب على مصادر عديدة.
أثبت في كتاب فجر الإسلام حقيقة خطيرة يجب الوقوف عندها والتفكر في نتائجها في تفريق شمل الأمة من وضع الأحاديث للحط من قدر الطرف الآخر.
الأخ الفاضل / أبو حمزة.
ما علاقة هذا الكلام بالموضوع؟
ـ[ابو حمزة الشاري]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 01:23]ـ
الأخ الفاضل / أبو حمزة.
ما علاقة هذا الكلام بالموضوع؟
نعم أخي العزيز ,,,
ارجع للكتاب واقرأ بنفسك وستعرف العلاقة بالموضوع وإذا تحب ان انقل لك الشواهد التي لها علاقة بالموضوع فإني على استعداد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 12:02]ـ
نعم أخي العزيز ,,,
ارجع للكتاب واقرأ بنفسك وستعرف العلاقة بالموضوع وإذا تحب ان انقل لك الشواهد التي لها علاقة بالموضوع فإني على استعداد
لا بأس أخي الفاضل
فقط غابت عني تلك العلاقة بين كتب أحمد أمين وذاك الموضوع، فكان هذا سبب السؤال، جزاك الله خيرًا.(/)
الشيخ محمد ابراهيم شقرة في برنامج صفحات من حياتي
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 07:55]ـ
هذه حلقة من حلقات برنامج صفحات من حياتي التي كان ضيفا فيها الشيخ محمد ابراهيم شقرة
الحلقة 1
http://woroodalkhaleej.net/programmes/1522.rm (http://woroodalkhaleej.net/programmes/1522.rm)
الحلقة 2
http://woroodalkhaleej.net/programmes/1529.rm (http://woroodalkhaleej.net/programmes/1529.rm)
ـ[خالد الخليلي]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 10:14]ـ
أخي:
متى يعرض هذا البرنامج؟
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 04:43]ـ
هذا الموقع تجد به برامج القناة
http://forum.lahaonline.com/showthread.php?t=110634
ـ[خالد الخليلي]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 09:15]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 11:55]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[12 - Mar-2010, صباحاً 06:19]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك، لو تكرمت هل من الممكن الحلقة مرئية!
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[28 - Mar-2010, مساء 08:29]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك، لو تكرمت هل من الممكن الحلقة مرئية!
اخي الحلقة اصلا مرئية
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[28 - Mar-2010, مساء 08:56]ـ
الملف كبير جدا فهل من الممكن ضغطه ثم رفعه مرة أخرى, و جزاك الله خيرا.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[29 - Mar-2010, مساء 11:33]ـ
وهو الآن على قناة حوار.(/)
من مصائب مناهج التعليم في الجزائر
ـ[ابن أبي الخير]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 08:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد كثيرة هي مصائب الجزائر هذه الأيام - عافى الله أهلها من السوء- لكن استوقفني اليوم نص في كتاب " التربية العلمية و التكنولوجية لللسنة الثانية من التعليم الابتدائي! التابع لوزارة " التربية" الوطنية عندنا من إشراف نسوة هن سويسي حسينة و هي مفتشة "التربية" و التكوين و شلفي ليندة و عصام آسيا و شواف وهيبة!
في درس الوحدة 2 بعنوان الحيوانات تتكاثر في الصحفة 63 يقرأ التلميذ -البالغ من العمر حوالي ست سنوات أو خمسة و نصف - يقرأ خلاصة عنوانها " اكتشفت أن":
الحيوانات ذكورا و إناثا يمكن التمييز بينها بصفات مختلفة، مثل عرف الديك و شعر الأسد ..... " النقاط لهم و ليست لي!!!!
ثم يواصل المصنف أو قل المصنفة:
"يشترط عند التكاثر و جود الذكر و النثى معاً.
للحيونات سلوك خاص عند التكاثر مثل: إصدار الأصوات، الحوم حول الأنثى و الرقص ... " و النقاط لهم مرة اخرى!!!!!!
إنها وربي كارثة إن لم نقل أم الكوارث
ثم في كتاب التطبيق الخاص بهذه الوحدة نجد نفس الكلام في الصفحة 87
هذا ما يتعلمه غُليم في السادسة من عمره و أقصى حد السابعة اللهم ولّ على المسلمين خيارهم
ـ[ماضي عبد الغني]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 10:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد كثيرة هي مصائب الجزائر هذه الأيام - عافى الله أهلها من السوء- لكن استوقفني اليوم نص في كتاب " التربية العلمية و التكنولوجية لللسنة الثانية من التعليم الابتدائي! التابع لوزارة " التربية" الوطنية عندنا من إشراف نسوة هن سويسي حسينة و هي مفتشة "التربية" و التكوين و شلفي ليندة و عصام آسيا و شواف وهيبة!
في درس الوحدة 2 بعنوان الحيوانات تتكاثر في الصحفة 63 يقرأ التلميذ -البالغ من العمر حوالي ست سنوات أو خمسة و نصف - يقرأ خلاصة عنوانها " اكتشفت أن":
الحيوانات ذكورا و إناثا يمكن التمييز بينها بصفات مختلفة، مثل عرف الديك و شعر الأسد ..... " النقاط لهم و ليست لي!!!!
ثم يواصل المصنف أو قل المصنفة:
"يشترط عند التكاثر و جود الذكر و النثى معاً.
للحيونات سلوك خاص عند التكاثر مثل: إصدار الأصوات، الحوم حول الأنثى و الرقص ... " و النقاط لهم مرة اخرى!!!!!!
إنها وربي كارثة إن لم نقل أم الكوارث
ثم في كتاب التطبيق الخاص بهذه الوحدة نجد نفس الكلام في الصفحة 87
هذا ما يتعلمه غُليم في السادسة من عمره و أقصى حد السابعة اللهم ولّ على المسلمين خيارهم
السلام عليكم
الأستاذ القدير بن أبي الخير
وأنا أقرأ موضوعك هذا تملكتني حسرة شديدة على ما آل إليه أمر التعليم اليوم من تكثيف الدروس و صعوبتها على الطالب و الأمر الأدهى هو هذه التلميحات الغير اللائقة في كتب العلم , وكذلك ركاكة الأساليب و ضعف التعابير و شناعة الكلمات عملا على ضرب لغتنا العربية لغة القرآن وتخريج أجيال ينطقون بكل اللغات إلا العربية ...
وهو برنامج يستهدف الإسلام كذلك ...
أما اللواتي كتبن ذلك الكتاب فلا ألومهنّ لأن مستواهن هو: يساوي مستوى التلميذ القارئ لذاك الكتاب ..
ولكنني ألوم من كلّفهن بكتابته ...
شكرا على الإلتفاتة الطيبة و تقبل ودي
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 10:24]ـ
كيف لو رأيتم مناهج التعليم عندنا؟!
ـ[ماضي عبد الغني]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 10:40]ـ
كيف لو رأيتم مناهج التعليم عندنا؟!
السلام عليك أخي أبو محمد العمري
كنت أحسبها في الجزائر فقط , إذن فلنُقم على أنفسنا مأما و عويلا ...
شكرا
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 11:48]ـ
أنا طردوني من الثانوية أيامها من كثرة الاعتراض ... !!! ابتسامة
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 01:30]ـ
وكأنكم تتكلمون عن شيء جديد!
تعجبتُ وما زال العجبُ عندي لا يزول! ليس من كلام الحيوانات اللاتي تكلمن - معاذ الله - لأنهن ككليلة ودمنة، حيوانات تتكلم ولا تعقل ما تقول، إنما تساق، كما أن الحيوانات لا تحاسب، فلا نحاسب هؤلاء!! إنما تساق ولا عتاب على الحمار إذا ما ساقه صاحبه، إنما العتاب على السائق!
ولكن عجبي منكم! نعم منكم، لأن هذا مخطط له من القدم، فقد قرروا أن يكون ذلك تمهيدًا للتربية الجنسيَّة! التي فيها يحوم الرجلُ حول المرأة، ويصدر أصواتًا كالحيوانات تمامًا، كما حام الحيوانُ حول الحيوانة من قبلُ، وإلى الله المشتكى.
وكأن الأطفال لا يعلمون شيئًا عن التربية الجنسية! أو كأن المريين لا يعلمون شيئًا عن التربية الجنسية!
فقالوا: نأخذ الثوابين، نعلم الأطفال وآباءهم، ونكون بذلك ضربنا ثلاثة عصافير بحجر واحدٍ، أما العصفور الثالث: فالأم، التي تجلس في البيت، لعلها تفهم شيئًا إذا ما فتحت كتاب ابنها، أرأيت كيف ظلمتَ مَنْ أراد تنويرنا - وأي تنوير؟!
الحل! ما الحل؟
الحل أن تربي أنت أنت ابنك، ولا تتركه لأصحاب كليلة ودمنة الذين يربونهم تربية الحيوانات، وأقولها - وأسأل الله أن أحققها -: أخرج ابنك من المدرسة، واجعله يذاكر في بيته، ثم يذهب إلى الامتحان، واجعل ابنك أمامك وكن معلمه، واجعل أمه معلمته. ولا تقل: العمل، الطعام، المال، فوالله لا يساوي ضياع ابنك شيئًا، افعل ما عليك، إلى أن يأتي الله بقوم آخرين! يرتقون من الحيوانية إلى الآدمية.
عذرا فالعتاب ليس عليكم تالله، ولكنه عليَّ، لأني أول المقصرين!! اللهم استعملنا ولا تستبدلنا.(/)
هل نحن سلمون؟؟
ـ[ماضي عبد الغني]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 10:44]ـ
قبل ما يزيد عن الشهرين استقبلت الأمة الإسلامية السنة الهجرية وهي ذكرى غنيّة عن كل تعريف ..
الهجرة التي غيرت مجرى التاريخ , ومكّنت للإسلام أن يتربّع على عرش الدّيانات , وسمحت بأن تعلو راية لا إله إلا الله محمّد رسول الله وبفضل الإسلام وليس بفضل ديانة أخرى أو شيئ آخرنحن نعيش اليوم عيشة كريمة ونتمتع بحرّياتنا في جميع شؤوننا , لولا تنغيصُ بعض المتحكّمين علينا في أمور عصوا الله تعالى فيها , ويريدوننا أن أن نُطيعهم , وما علموا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى ..
فكيف يا ترى احتفل المسلمون بهذه الذكرى الكريمة؟؟
ودعونا قبل ذلك أن نُسلّط الضوء على احتفالات المسيحيين بعيدهم السنوي , بغض النظر عن عمّا خالفوا فيه الشريعة الإسلامية من إباحتهم ما حرّم الله وتحريمهم ما أحلّ
إن المسيحيين يجتمعون في ساحات كبيرة ويُشعلون الشموع ويُضيئون بمصابيح مختلفة ومتلوّنة طبقات الظلام و إيحاءا منهم بأن المسيح أضاء بميلاده الدّنيا , ومن لم يكن منهم ضمن تلك الجموع المحتشدة , فهو في بيته يحتفل مع أسرته لكن .. كلهم يتفقون أن المسيح هو الم راد باحتفالهم هذا وليس سواه .. وما أقول هذا الكلام حبّا في المسيحية أو في أهلها ..
ولكن لكي أبيّن أنهم لا يُقدمون على شيئ مهما صغُر شأنه إلا و عقيدتهم هي أول مبدئ ينطلقون منه , فاقامو عرسهم إحتفالا بالمسيح .. والمسيح فقط .. وليس شخصا آخر فهم يُقدسونه وييُعظمونه ويُعطونه ما يستأهلُ من حق ومن قدر.
فهل المسلمون انطلقوا في احتفالهم بالهجرة من منطلق العقيدة؟؟ وهل عبدوا الله وحده و كان شغلهم الشاغل سير ة المصطفى صلى الله عليه و سلم و دراستها ..... ؟؟ لنرى ذلك ..
بكل خجل وبكل أسف نقول: إن احتفال المسلمين باعيادهم الدينية وبذكرى الهجرة خصوصا , شيئ يندى له جبين الحرّ خجلا .. فلقد مرّوا على ذكرى الهجرة مرور الكرام , فمرّت عليهم كما تمر سائر الأيام ما عدا بعض الإشارات البسيطة حول الذكرى وبعض التحرّكات التي لا تُعدّ ذات شأن إذا قارنّاها مع شأن الهجرة الرّفيع و أهميتها .. مع بعض الخطب والدروس وذكر قصّة الهجرة دون عبر أو تأمّل!
وأنا أستمع بعد يوم الهجرة بيومين إلى المذياع , نفذت في مسامعي اصوات ُ مذيعين و مذيعات وأناس من العامة يُهاتفونهم و يَتحاورون عن كيفية احتفالهم بالذكرى , فاستمعوا إلى من يدّعون الإسلام:
يذكر الواحد منهم أن احتفاله تمّ بزيارته لقبر وليّ صالح - وما أظنّه إلا قبرُ رجل عاديّ إن لم يكن قبر دابّة أو ما شابه - وانه جلسَ بمحاذات القبر وراح يرسل توسُّلاته جاعلا من في الضّريح وسيطا بينه و بين الله تعالى!!!! وصار يهتف باسم الميّت لا باسم الله ليكون سببا في غفران الله له , وفي زوال همومه و غمومه و أسقامه وأشجانه , وفي نزول الرّحمات المتتاليات عليه بسبب ذاك الميّت!! وهيهات لو أنهم اكتفوا بذلك .. بل إن امرأةً قالت بكل جهل و صفاقة وجه: انها ما إن جلست إزّاء القبر حتّى شرعت في رمي المجوهرات و المال الوفير وهي تتفوّه بكلام كلّه شرك بالله و العياذ بالله و بل إن مثيلاتها يذبحن الشّياه و الدّجاج و ما إلى ذلك تقرّبا لله بها كما يزعمون ...
وإني من مكاني هذا أقول لهم: خسئتم ,و أخزاكم الله جميعا , فوالله ما زدتم من الله إلا بعدا .. هم يتمنّون بعد دعَواتهم و توسّلاتهم لجُثةٍ لعلها صارت ترابا لا تملك نفعا و لا ضرّا إن لم تكن محتاجة هي نفسها إلى من يدعو لها كي تنال رحمة الله و رضاه! وبعد رمي الأموال الطّائلة و الذهب و الفضّة , وبعد ذبح القرابين يستيقنون بأنهم أناسٌ غفر الله لهم من ذنبهم ما تقدم وما تأخر , و أنهم حازوا على رضا الله تعالى وأنه سيجزيهم الفردوس الأعلى لأ نهم لم يتخذوا من دونه أندادا ..
وأقسمُ بالله العظيم أن عملهم هذا هو الشرك عينُه.
اوليس هذا ما نهى عنه الله و رسوله؟؟؟؟ أو ليس من أجل هذا بعث الله النبيين و المرسلين؟؟؟؟ أليست هذه هي الوثنية نفسُها وهي أمامنا نراها و لا نُحرك ساكنا؟؟؟؟ أوليس لهذا السّبب دمّر الله الأمم الخالية؟؟؟؟.
هاهم يتكلمون عنها بكل جرأة في ربوع يُظللها الإسلام بظله , وبين أظهر المسلمين , ولا أحد قال لهم: كلمة الحق " لا "!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد حيّرني أمران ....
أولهما:
أن الإذاعة المسموعة وصل بها و بطاقمها كلّ هذا الإنحطاط و الجهل , وكنت أحسب من قبل أن أستمع إلى هذه القاذورات أنّ الإذاعة مصدر تثقيف و تعليم و تربيةٍ للأمّة الزائغة عن الحق التّائهة في ظلمات الجهل و الحاملة لجراثيم سوء الأخلاق المنتشرة بينها بسرعة انتشار أسراب الجراد الجائعة على المزرعة المليئة بالحَبّ ...
فهاهي اليوم تجعل من هذه النعمة سببا في نشر الجهل و الضلالات وإيذاع الفتن و المحرّمات , ومعاونة الجاهلين أمثالهم على الشّرك بالله رب العالمين ..
لكن ... كيف يكون ذلك؟ ولقد دخلت هناك يو ما , فلم أر شيئا فيها يوحي بالإسلام أو على الأقل بالتّعفّف و الحشمة و الأخلاق , رأيتُ مذيعات أو صحفيّات غارقات في تبرّج سافر و عراءٍ صارخ , يُفتن الشيطانُ منه ... !! ومع ذلك يبدأون برنامجهم الصّباحي بآيات قرآ نية للتلفيق و التّدليس ... و الحقيقة أنه لا مكان هناك للإسلام و لا لركن من أركانه ..
و ما نشرات الثامنة التي تُقدّمها الإذاعة البصرية ونشرات الأحوال الجوّية , بأيسر من الإذاعة المسموعة , نساء ليس فيهنّ ادنى علامات الحياء يتكلّمن بالسّاعات الطّوال وهنّ كاسيات عاريات يَريْنَ أنّهنّ صحافيات و أنّ العراء أمام الملايين و أمام حتّى أزواجهم وبناتهم وأبنائهم و هم ينظرون إليهن .. يرينَ ان ذلك من شروط مهنة الصحافة , ومثل هذه المناظر في رأيي هي عنوان الدّولة العلمانية التي تجعل الإسلام فُضلة كفُضلة الأكل التي تُجمعُ لكي تُرمى في القمامة ...
ثانيهما:
وهو المهم كيف أن الفقهاء و العلماء و القائمون مقامهم والدّعاة والخطباء والواضعون أنفسهم مواضع التبليغ و الدّعوة يستمعون إلى مثل هذه التّفاهات بل و لعلهم ينظرونها بأمّ أعيُنهم و يسكتون , والساكت عن الحق شيطانٌ أخرس , وكيف لا يتحرّكون لمحاربة هذا الشرك وهم يدّعون محاربة البدع , و يُعنّفون ويتشدّدون على حالق اللّحية , ومُسدلِ السّروال تحت كعبيه حتّى يَظنّ المسكينُ أنّه كافرٌ بهذا الزّيّ وبتلك الصّفة!!
أم أن علماء السوء من طُلاب المال و الدنيا لا يهمهم هتك ُ عرض الإسلام و تمز ّقه بأيدي المُتحكّمين الذين وضعوهم لكي يَخدعوا الناس من العامّة بهم وهم في الحقيقة يعملون على أن لا تقوم للإسلام قا ئمة أبدا , و يترصّدون متى تُتاحُ لهم الفرصة فيضربونه الضّربة التي تقصِمُ ظهره ..
وأين من يدّعون أنهم مصلحون اجتماعيون وقد جعلوا من أنفسهم قُوّادا على هذه الأمّة المريضة , وهم يننفثون سمومهم في من يَجدونه يُصغي إليهم و يقبل أفكارهم الشائنة و مراوغاتهم الماكرة , ولسنا نعلم منهم من دافع على الإسلام و لو في كلمة واحدة , بل ما سمعنا منهم إلا الطعن في الإسلام والتخطيط بكتاباتهم للقضاء عليه ...
فمنهم من قال مرّة - في مآذن المساجد -: " ما هذه المآ ذن التي لم تنطلق "
ومنهنّ من قالت - في المُصلّين -: " إن تمريغ الرّجل لوجهه في الأرض خمس مرّات في اليوم هو ذلّ " وما إلى ذلك من أقوال و إساءات يظنون أن الله لن يُجازيهم عليها ..
ولا أريد ان ألوّث هذه الصفحة الطّاهرة بترّهاتهم الطّفولية , كما أنني لا أريدُ أن أردّ عليهم هنا .. لكننا نقول لهم: (يُريدُونَ أن يُطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى اللهُ إلا أن يُتمّ نورَهُ و لو كره الكافرون) نعم ..
ولو كره الكافرون المنافقون المدّ عون الإسلا م , ولولا الإسلام الذي يطعنون فيه , ما عاشوا اليوم إلا خدما تحت أيدي المستعمرين يُدلّون رجالهم و يستحيون نساءهم ..
فبمثل هذا و ذاك أصبحت هذه الوثنية تسعى بين أظهُرنا اليوم وهي تتمتّع بكامل حرّيّاتها وحقوقها!! ومن أعطاها تلك الحرية و ذلك الحق؟ المسلمون أنفسهم!!!!
قال تعالى: (و لئِن سألتَهُم من خلق السّمواتِ و الأرض ليقولنّ الله) فهم يعلمون أن الله هو الخالق المُدبّر لكنهم يتوسّطون بينهم و بينه بصنم صنعته أيديهم .. فلمّا سُئلوا: مادمتم تعرفون أن الله هو الخالق فلماذا تعبدون صنما؟؟!! قالوا: (ما نعبُدُهم إلا ليُقرّبونا إلى الله زلفى .. )
فهذه إذن وثنية , والأخرى أيضا وثنية إلا أنّ الأولى يجعلون الوسيط قبرًا لا أدري ما المدفون فيه! والتي تحدّث القرآن بشأنها يجعلون الوسيط َ صنما ..
ولم تبدأ محاربة الوثنية في عهد النبي صلى الله عليه و سلم بل بدأت محاربتها في عهد الرسول نوح عليه السلام .. وكلما أتى جيل يعتنقها أباده الله و دمّره وأحلّ محله جيلا آخر , حتّى رأيناها اليوم تُحمى من طرف هؤلاء المُتحكّمين المدّعين الإسلام , بل هم راضون عنها كل الرّضى , بل هم يأمَنون عذاب المنتقم الجبار , و يَظنون أنهم معجزي الله وأنهم في أمان منه , حتى يأتي اليوم الذي يُبيدهم فيه كما أباد الأمم الخالية ..
ثم هي تُحمى من طرف العامّة إلا من رحم الله تعالى , وإلا فكيف يُذاع موضوع يصِفُ فيه أصحابُه كيف أشركوا بالله و كيف يُشركون اليوم به ويسمعُه أكثر من 38 مليون مؤمن ولا نسمعُ أحدهم قال: اتقوا الله!!(/)
مع المعترضين على فتوى البراك من أهل السنة
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 01:30]ـ
لقي البيان المشكور الذي بينه العلامة البراك في موضوع الاختلاط معارضة صنفين من الناس: منهم من لا يوافق الشيخ في الأصل وهذا الصنف ينتظم كثيراً ممن تأثروا بمذاهب الإرجاء و الرؤية المادية العصرية، ومنهم من يوافقه في الأصل لكن اعتراضه متوجه إلى أسلوب البيان وظروفه، فهو يرى أن الساحة مهيأة لتلقيه بطريقة خاطئة ليست مراد الشيخ قطعاً، وربما وجد بعض المخربين في هذا البيان بغيته للاستمرار في التكفير والتفجير!
لست معنياً في هذه العجالة بالوقوف مع الصنف الأول، فخلافنا معهم حول بيان الشيخ خلاف فرعي، ناتج عن خلاف أصلي في فهم الدين، و مصادر التلقي والاستدلال.
في مقابل حجة الصنف الثاني من المعترضين: ينطلق الشيخ البراك من وجوب البيان على أهل العلم، وفضيلة الصدع بالحق، وضرورة حماية حمى الشرع.
ولنتأمل – في موازنة بين الحجتين – أيهما ألصق بالواقع معبرة عن حقيقته، واسمحوا لي أن أستجلب في هذا التأمل فتوى الشيخ اللحيدان في أصحاب القنوات الفضائية المفسدة، فمثالين خير من مثال، وكلا البيانين واجها نفس المعارضة:
الواقع الذي لا يسر: أن الناس في هذا العصر ونتيجة لضعفهم، قد طغت عليهم الرؤية المادية الغربية، وسوقت عليهم مبادئ الغرب الملحد من مركز القوة السياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية، وكثف الهجوم على أخلاق المسلمين وقيمهم، حتى قاربوا الرؤية الغربية في كثير من رؤاهم، وصاروا يتلقون الرؤية الإسلامية إذا سمعوها من شيخ أو عالم صادق: باستهجان واستغراب، خذوا مثلاً على ذلك: قضية ترويج الفساد في الأرض، فلقد كان المسلمون ينظرون لهذا العمل نظرة قرآنية، لا تفرق بين شقي الفساد (المادي والمعنوي) ولا ينطلقون من رؤية مادية ترى أن هدم البنايات أفظع من هدم الديانات والأخلاق، حتى ظهرت المادية الغربية، التي لا تقنع بالدين معياراً يعبر عن حقيقة الفساد، بل ترى أن حرب الدين، وتجاوز الأخلاق، إذا عاد بمنفعة مادية فليس بفسادٍ، وليس بمذموم!
وهكذا تاجروا بالإلحاد، وتاجروا بالمومسات، ثم جرى على منوالهم كثير من رجال الأعمال في بلاد المسلمين، فأقاموا الشركات والمؤسسات المتخصصة في ترويج ما يفسد الخلق ويخرم الدين، غير ملتفتين إلا إلى مكسب دنيوي، وتجارة شاطرة، تماماً كالغربيين حذو القذة بالقذة!
وهكذا .. تسرب إلى قلوب الجماهير، تحت ضغط الواقع، أن من يخرم الدين ويحارب الأخلاق (وإن أبقوا على مسكة من تجريمه) يبقى في دائرة سائغة، لا تحتمل من يهدم بناية أو يشعل حريقاً!
إذاً كانت القيمة الإسلامية التي تصهر المفسد في بوتقة واحدة: أنه محارب، يجوز قتله اتقاء لفساده، وأن فساده على صعيد الدين والخلق قد يكون أقوى من فساده على صعيد المادة، كانت هذه القيمة غائبة عن نفوس كثيرين، في ظل واقع استمرأ المفسدين على الصعيد المعنوي، ومجتمع ٍ لا زال ينتج منهم بين الفينة والأخرى!
فهل يتردد - بعد ذلك - الشيخ صالح أن يتحدث (تفقهاً) مذكراً الناس بخطورة الإفساد العقدي والأخلاقي، وأنه مع الإفساد المادي في حكم واحد: يجوز قتل رائده لمنع فساده؟!
إني لا أقرأ هذا التعبير (التذكير بجواز قتل المفسد) إلا في سياق المواكبة الرائعة للواقع، في مخاطبة جمهور طغت عليه المادة، فصار أحوج إلى تقبيح المنكر في وعيه بتذكيره بالجزاء المادي عليه، ذلك الجزاء الذي يظهر حقيقة الجريمة وموقعها.
ثم بيان الشيخ البراك: الذي ظهر في ظرف انتقالي، بين المفاهيم الشرعية في ضبط العلاقة بين الجنسين، وبين المفاهيم الغربية التي لا تحد العلاقة بينهما ولا تضبطها، فصرنا أمام قيمة شرعية مهددة بالتغييب، قد كثف الهجوم عليها، واستخدم في هذا الهجوم بعض من ينتسب للشريعة في ظاهره، ممن حاله أنه يغيب الشريعة عن قلوب الناس لمطمع دنيوي أو جهل!
وأقول مرة أخرى: كان خطاب البراك في درجة عالية من مواكبة الواقع، إذ يذكر بالقيمة الشرعية، عبر التحذير من القيمة الغربية التي يراد لها أن تحل في واقع الناس، وأن من يجيز الحرام معلوم التحريم في دين الإسلام أنه كافر!
لا كما يقول موظفوا تخريب القيم الشرعية: أنه مجتهد، كي يمرروا عملية نزع الإسلام وإحلال التغريب بجو من الراحة والهدوء.
ثم يذكر الشيخ الناس الذين غربلتهم المادة: بالجزاء المادي الذي ينفذ إلى وعيهم فيحركه، بأنّ معنى كفره أنه مرتد يستتاب قبل قتله.
ولا أدل على أثر هذا الخطاب الموفق: مما سمعناه وقرأناه من ترحيب به من قبل الناس الخائفين على دينهم وأخلاقهم، كما سمعنا حربه و استهجانه من قبل من غيبتهم المادة عن وعيهم الإسلامي.
نأتي الآن إلى مناقشة حجة المعترضين في ضوء الواقع المعاصر:
فإنهم يرون أن هذا الخطاب وسيلة لفهمه الفهم السيء من قبل بعض رواد التكفير والتفجير، فأول ما يرد على موقفهم ذلك: أنه لا حدّ لهذا الزعم، فمثله يورده المرجئة على أهل السنة، ومثله يورده المستشرقون على خطاب القرآن!
ثم إن الفهم السيء لا يواجه بالكتم، فالكتم لا يزيده إلا سوءاً، بل يواجه بالبيان الكامل، فكما نقول: المرتد يقتل، ومن يقول كذا فهو مرتد، فإننا نقول: المرتد يقتله الإمام، وليس الحل: أن نسكت عن الحق، ونحذف كلمة المرتد من قاموسنا، فإن المتطرف سيجدها في قاموس الإسلام العريض منذ 14 قرناً!
إن من يفهم الخطاب فهماً سيئاً لن يخلو منهم زمان، ولو خلا منهم لكان زمان النبي وأصحابه أولى زمان بخلوه منهم، ولم يخلو كما هو معلوم، ووجودهم لم ولن يكون مبرراً لكتم الشرع وبيان الحق.
فخطأهم يتحملونه، وسوء فهمهم إنما هو عليهم، لا علينا حتى نكتم الحق.
كما إنني أقرأ موقف هؤلاء الذين يرون الفهم السيء لفتوى التكفير مبرراً لكتمها رغم مصلحتها في حماية القيم الإسلامية: أنه في سياق تأثرهم بالنزعة المادية، التي ترجح الضرر المادي على الضرر المعنوي، وتجعل غياب قيمة إسلامية هيناً أمام غياب فرد مسلم!
بقلم: عبد الوهاب آل غظيف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Mar-2010, صباحاً 05:55]ـ
ليس أضر من تغليب المادة إلا تغليب المعنويات تغليباً يُهدر الماديات، وإذا كانت الأولى نزعة مادية فإن الثانية نزغة صوفية ..
ومراعاة الضرر المادي وتقديم درءه أحياناً على تحصيل النفع المعنوي هو نهج قرآني ومسلك نبوي وسبيل سلفي ..
وليس من وكدي هاهنا التعليق على مسألة فتوى الشيخ البراك فأنا أنفر -غالباً- من الكلام في الضجيج ..
وإنما رأيت تقريراً جديداً تكلم به بعض السلفيين وفرح به وفرح به من وراءه وقد صدر هذا التقرير من قائليه ردة فعل مقابل دعاوى تضييع الحق تحت رهاب الضرر المادي ..
وعهدي أن ردات الفعل تؤدي إلى أخطاء في الاتجاه المعاكس وهي هنا تغليب تقرير الحق في المسائل القيمية وغض النظر عن وزان الأمور مراعاة للأضرار المادية ..(/)
موقف الصوفية من الجهاد ومقاومة الاستعمار
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 02:50]ـ
الشيخ/علي بن بخيت الزهراني
موقف الصوفية من الجهاد ومقاومة الاستعمار
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على البشير النذير، وعلى آله وصحبه الغر الميامين. وبعد:
فقد ذكر كثير من الكتاب الصوفية بشيء من الثناء والإطراء، حين يتحدثون عن دورها في نشر الإسلام، ومقاومة الاستعمار، خصوصاً في القارة الإفريقية؛ ولكنهم لا يذكرون أبداً أن هؤلاء المتصوفة لم يبلغوا الإسلام الصحيح، وإنما بلغوه في قالب صوفي، بعيد كل البعد عن حقيقته التي أنزله الله عليها.
ولكن ما من شك في تفاوت انحرافات الصوفية، ومدى قربها أو بعدها من الإسلام، والمرجو أن يجيء يوم يتهيأ فيه الإصلاح الديني، فيدرك الناس أن الإسلام شيء، والصوفية شيء آخر.
ولا شك أن انتقال الناس إلى الإسلام في قالبه الصوفي، كان خيراً من بقائهم على وثنيتهم أو نصرانيتهم أو يهوديتهم في كثير من
الأحيان [1].
أما بالنسبة لموقف الصوفية من الجهاد ومقاومة الاستعمار، فإنه موقف متباين، يسوده التذبذب والاضطراب.
فبينما نرى طائفة منهم، أعلنت الجهاد وقاومت الاستعمار، وأقضت مضاجع المستعمرين، نرى على النقيض الآخر طائفة أخرى، نكصت عن الجهاد، ونكلت عن الحرب، وانزوت على نفسها فرقاً وهرباً.
وبين هاتين الطائفتين، طائفتان أخريان:
الأولى منهما: حاربت المستعمر وقاومته ردحاً من الزمن، فلما طال أمد القتال، ولم تفلح في طرد المستعمر، بل كان هو الظاهر عليها في كثير من الوقائع، استسلمت له في نهاية المطاف، ولم تكتف بالاستسلام للمستعمر، وإبرام المعاهدات المخزية معه، بل صارت تشنع على من يحاول رفع راية الجهاد ضده من جديد، وينقض ما أبرمته من معاهدات.
والطائفة الثانية: وهي شر طوائف الصوفية جميعاً، وهي الطائفة التي وقفت معه منذ البداية جنباً إلى جنب، تؤازره، وتناصره، وتقاتل في صفوفه، وتحت رايته، وتدعو الناس إلى الرضوخ له، وتحذر من مغبة مقاومته.
ومن الطائفة الأولى: يعتبر أتباع الطريقة السنوسية الذين جاهدوا الاستعمار الإيطالي في ليبيا من أوضح الأمثلة على ذلك.
ويقابلهم في الناحية الأخرى كثير من المتصوفة الذين كان يعيشون في غير واقعهم، ولا يرون الانشغال بغير الذكر والزهد.
أما الطائفة التي قاتلت ثم نكلت، وجاهدت ثم نكصت، فأوضح من يمثلها هو الأمير عبد القادر الجزائري [2]، وسيأتي الحديث عنه قريباً إن شاء الله.
أما الطائفة التي والت المستعمر، وقاتلت المسلمين في سبيله، فكثير من زعماء الطريقة التجانية يعتبرون من أبرز الأمثلة عليها.
ولكن لابد لنا من أن نوضح حقيقة هامة، وهي أن الصوفية لم تكن في يوم من الأيام مؤهلة لقيادة الأمة، ومجاهدة المستعمرين، ولا ينفي هذا وجود جماعات وقيادات صوفية أبلت في جهاد الأعداء بلاء حسناً.
وإذا كان الغزالي رحمه الله (المتوفى سنة 505هـ) الذي عاش في القرن الخامس، وهو العصر الذي غزا فيه الصليبيون والتتار بلاد المسلمين، واحتلوا كثيراً منها، وذبحوا الألوف الكثيرة من أهلها، وفعلوا بهم الأفاعيل، لم يذكر الجهاد في سبيل الله في كتابه إحياء علوم الدين، ولم يتطرق إليه أبداً [3]، بل كان مجاوراً في بيت المقدس تارة، ومعتكفاً بزاويته في الجامع الأموي تارة أخرى [4]، وكأنه في كوكب آخر، لا يعيش بين المسلمين.
إذا كان هذا هو حال كبير المتصوفة في عصره، بل كبيرهم في كثير من القرون الذي يحومون حول مؤلفاته، ويتقمصون منهجه ومسلكه، فلا غرابة بعد ذلك أن يكون موقف الصوفية من الجهاد في جملته موقفاً سلبياً، بل موقفاً معادياً في بعض الأحيان.
فأما الأمير عبد القادر الجزائري فقد بايعه الجزائريون بعد دخول الفرنسيين الجزائر، فقادهم إلى جهاد الفرنسيين طيلة سبعة عشر عاماً؛ ولكنه استسلم في آخر الأمر، وسلم نفسه إلى الفرنسيين، فنفوه إلى خارج البلاد، ثم أطلقوا سراحه، بعد أن اشترطوا عليه أن لا يعود إلى الجزائر، ورتبوا له مبلغاً من المال يأخذه كل عام، وزار باريس، ثم استقر في دمشق حتى توفي بها [5].
وحين انهزمت فرنسا سنة (1870م) (أظهر كمال الأسف، وتزين بنيشانها الأكبر [6]، إظهاراً لاعتراف مصادقتها، وتخلى عن ملاقاة الناس مدة .. ) [7].
(يُتْبَعُ)
(/)
واعتبر السنوسي ذلك، من أخبار وفائه، وكان الأولى به أن يعتبرها من أخبار ضعف ولائه وبرائه.
وحين قام ابنه محيي الدين بإعلان الجهاد ضد الفرنسيين مرة أخرى، واتفق مع بعض زعماء القبائل في الجزائر، تبرأ عبد القادر منه، وكان ذلك سبباً في انفضاض القبائل عنه، وفشل حركته [8].
ونأتي الآن إلى طوائف الصوفية التي والت المستعمر، واتخذته بطانة من دون المؤمنين، وقاومت الجهاد ضد المعتدين، وكانت خنجراً مسموماً يطعن ظهور المجاهدين من الخلف:
وقد كانت تلك الطوائف من أكبر الأسباب التي مكنت المستعمر من السيطرة على البلاد.
ففي رسالة من المارشال بوجو أول حاكم فرنسي للجزائر إلى شيخ التجانية، ذات النفوذ الواسع، جاء فيها: (أنه لولا موقف الطريقة التجانية المتعاطف!! لكان استقرار الفرنسيين في البلاد المفتتحة حديثاً أصعب بكثير مما كان) [9].
وحين كان الأمير عبد القادر يقود المجاهدين لحرب المستعمر، قاومه كثير من الطرقيين، وانبث كثير من شيوخ الطرق في البلاد لتثبيط الهمم بالنسبة للمقاومة، ومطالبة الناس بالانتظار والهدوء، حتى تصل السفن الفرنسية.
وقد قامت حكومة الجزائر الفرنسية بتقريبهم، ومكافاتهم، ومنحهم النياشين والأوسمة، تقديراً لجهودهم في خدمتها، والوقوف إلى جانبها.
وكان شيوخ الطرق الخائنون يقومون بكتابة عرائض بتوقيعاتهم، وتوقيعات أتباعهم، يملئونها بالثناء والشكر لفرنسا، التي كانت تعتبرهم ممثلين للشعب.
ولا غرابة بعد ذلك كله، أن يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر: (إن الحكومة الفرنسية تعظم زاوية من زوايا الطرق، أكثر من تعظيمها لثكنة جنودها وقوادها، وأن الذي يحارب الطرق إنما يحارب فرنسا!!) [10].
وقد سجلت مجلة الفتح (م6) قصة صاحب السجادة الكبرى الذي ألقى خطبة الإخلاص (1350هـ- 1931م) وهو محمد الكبير رئيس الطريقة التجانية، بين يدي الكولونيل سيكوني الفرنسي، وصف فيها فرنسا المستعمرة بأنها أم الوطن الكبرى، وقال: (إن من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا فرنسا مادياً وأدبياً وسياسياً)، وقال: (إن أجدادي قد أحسنوا صنعاً في انضمامهم إلى فرنسا قبل أن تصل إلى بلادنا، ففي عام (1838م) كان أحد أجدادي قد أظهر شجاعة نادرة في مقاومة أكبر عدو لفرنسا عبد القادر الجزائري)، (وبالجملة: فإن فرنسا ما طلبت من الطائفة التجانية نفوذها الديني، إلا وأسرعنا بكل فرح ونشاط بتلبية طلبها وتحقيق رغائبها، وذلك لأجل عظمة ورفاهية وفخر حبيبتنا فرنسا النبيلة) [11].
على أن الغريب في الأمر أن زعيم الطريقة التجانية في السودان الغربي والسنغال وهو الحاج عمر بن سعيد الفوتي السنغالي الأزهري (المتوفى سنة 1283هـ)، قد قاوم الاستعمار الفرنسي مقاومة شديدة، وجاهد الوثنيين هناك، ونشر الإسلام بينهم.
وقد أدرك هذا التناقض المسيو أندري راسين فقال مستغرباً عند حديثه عن التجانية: (وأشهر من شهرها في السودان الحاج عمر، ومن الغريب أنها في الجزائر تنصح بالموالاة للفرنسيين، وفي السودان [12]، ترفع راية الجهاد) [13].
وهذا يؤكد ما ذكرناه سابقاً حول تباين موقف الصوفية واضطرابه من الجهاد.
وحين قام المجاهد المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي (المتوفى سنة 1382هـ) [14] بالجهاد ضد الإسبانيين في الريف المغربي في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، تألب عليه بعض مشايخ الطرق، وقاموا بخيانته في كثير من المواقع [15].
أما محمد بن عبد الحي الكتاني (المتوفى سنة 1382 هـ) من شيوخ الطريقة الأحمدية الكتانية، فقد كان موالياً للاستعمار الفرنسي في المغرب منافحاً عنه، وحين استقل المغرب كان في باريس، فاستمر بها إلى أن مات [16].
وحين تأسست جمعية العلماء المسلمين في الجزائر سنة (1931م)، وانطلقت تؤدي دورها التربوي، وتنشئ المدارس، وتنشر اللغة العربية، أقلقت السلطات الفرنسية، وكان سلاحها الماضي في القضاء على تلك الجمعية، رجال الطرق الصوفية.
فقد تألب كل من أتباع الطريقة العليوية والطريقة الشاذلية والطريقة القادرية، وغيرها من الطرق الصوفية الأخرى ضد الجمعية، محاولين القضاء عليها وتنفير الناس منها، ووصل الأمر ببعضهم إلى القيام بمحاولة اغتيال مؤسسها المجاهد الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى [17].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كانت كثير من الزوايا الصوفية تقوم مقام المراكز الاستخبارية للدول المستعمرة؛ فقد كانت زاوية (مستغانم) أعظم مراكز الاستخبارات الفرنسية بالنسبة للمغرب.
وكان فقراؤها (أي: مريدوها) العليويون من أمهر الجواسيس العاملين لحساب السياسة الفرنسية [18].
وحسبنا أن نعرف أن أبا حمارة [19] صاحب الثورة في تاريخ المغرب الحديث في العقد الثالث من القرن الرابع عشر الهجري والذي دوخ حكام المغرب، وانتصر على الجيش السلطاني في كثير من المواقع، وعجز قواده عن إلحاق الهزيمة به، ودامت ثورته المحمومة سبعة أعوام، كان واحداً من هؤلاء المتصوفة الذين عملوا لحساب الاستخبارات الفرنسية [20].
وقد أقام أبو حمارة دولة في المناطق التي استولى عليها، وعين وزيراً لخارجيته أحد الجواسيس العاملين لحساب فرنسا، وهوعبد القادر التلمساني، وعين ضابطاً فرنسياً من أصل جزائري وزيراً للحرب، أما كابرييل ديلبريل [21] الجاسوس الفرنسي، فقد عينه رئيساً لأركان الحرب، ومديراً للعلاقات العمومية.
وهكذا كانت كثير من الطرق الصوفية طابوراً خامساً، تعمل مع أعداء الإسلام جنباً إلى جنب، للقضاء على حركات الجهاد والمقاومة التي اندلعت ضدهم، ورضي زعماؤها أن يكونوا عملاء للمستعمرين، خائنين لأمتهم ولأوطا نهم.
وعلى العموم، فكل الصوفية بكل طوائفها وطرقها، لم تكن هي القادرة على الدفاع عن الأمة، أو الذود عن حياضها، وكانت بحق كالسرطان المستشري في جسم الأمة، الذي أصيب بالضعف والهزال بسببها، فكان الوقوف للاستعمار ودحره في تلك الحالة، أمراً يعد من المستحيل.
هذه بعض اللمحات عن الصوفية وموقفها من الجهاد ومقاومة المستعمرين، فنسأل الله أن يعيد للأمة سالف عزها ومجدها.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.
للتوسع أنظر كتاب: (الإنحرافات العلمية والعقدية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين)
============================== ==================== ======
[1] وذلك بحسب انحراف الطريقة الصوفية، وشدة ذلك الانحراف.
[2] انظر: (تحفة الزائر في تاريخ الجزائر والأمير عبد القادر)، وهو مرجع سبق ذكره.
[3] انظر: (كتاب إحياء علوم الدين في ميزان العلماء والمؤرخين) (ص:37) علي حسن عبد الحميد. مكتبة ابن الجوزي. الأحساء. الهفوف. الطبعة الأولى (1408هـ- 1988م).
[4] (إحياء علوم الدين) (ص:5).
[5] (الأعلام) (4/ 46).
[6] وكان قد أهدي له لدى زيارته باريس عام (1867م).
[7] (الرحلة الحجازية) (3/ 200).
[8] (أعلام المغرب العربي) (1/ 216).
[9] (التجانية) (ص:61).
[10] (الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا) (ص:51 - 52) أنور الجندي. الدار القومية للطباعة والنشر. القاهرة (1385هـ- 1965م). [11] المصدر السابق (ص:63).
[12]) أي السودان الغربي (السنغال وما حولها).
[13]) (التيجانية) (ص:65). وأرجع ابن الدخيل الله ذلك التناقض إلى دراسة الفوتي في الجامع الأزهر الذي كان له دور في توجيه حياته. [14] (الأعلام) (6/ 216).
[15] (الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا) (ص:52).
[16] (الأعلام) (6/ 188). وهو صاحب فهرس الفهارس ومن كبار العاكفين على علم الحديث، نسأل الله السلامة. وللشيخ محمد بشير الإبراهيمي: (نشر الطي من أعمال عبد الحي في نقد سيرته). (الأعلام) (6/ 54).
[17] (الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا) (ص: 52)، وقد توفي الشيخ "بن باديس" عام 1359 هـ عن نحو خمسة وخمسين عافاً، أوذي من القريب والبعيد، وجفاه أبوه، وقاطعه إخوته، واضطفدته السلطة المحتلة، وظل صابراً محتسباً ينشر دعوته، ويجاهد بقلمه حتى لبى نداء ربه، بعد حياة حافلة بالجهاد والتربية والعمل المثمر.
[18] (أعلام المغرب العربي) (1/ 306).
[19] اسمه: الجيلاني بن عبد السلام اليوسفي الزرهوني، أُعدم بفاس يوم الخميس (23 شعبان 1327هـ).
[20] اقرأ ترجمته ونبأ ثورته في: (أعلام المغرب العربي) (1/ 303 - 397). وأطلق عليه المغاربة لقب: الدعي الفتان؛ لأنه ادعى أنه الأمير: محمد بن الحسن أخو السلطان عبد العزيز الذي كان مرشحاً في حياة أبيه السلطان الحسن للملك، ولكن الحاجب أحمد بن موسى النجاري اعتقله لما مات والده في ذي الحجة من عام (1311هـ) وأخذ البيعة لأخيه الصغير عبد العزيز، وكان بين الدعي وبين الأمير محمد بعض الشبه، وأتاحت له خدمته في القصر السلطاني أن يعرف كثيراً من الأمور التي تقوي ادعاءه فادعى أنه الأمير محمد، وصدقه الكثير من السذج والقبائل.
[21] أخطر جاسوس فرنسي عاش في بلاط السلطان الحسن الأول وبلاط السلطان عبد العزيز. انظر: المصدر السابق (1/ 337).
ومن المحتمل -وهو احتمال قوي- أن فرنسا عبر جاسوسها هذا قد زينت، لأبي حمارة أن يدعي أنه الأمير المذكور، ويقوم بثورته تلك، خصوصاً أنهما كانا يعملان معا في البلاط السلطاني. وقد جنت فرنسا من تلك الثورة المشئومة فوائد عظيمة، وكان إعلان الحماية على المغرب في أعقابها، وخسر المغرب من الأموال والعتاد والرجال ما لا يخطر على البال. وبعد أن قام أبو حمارة بالدور المطلوب تخلت عنه فرنسا، ليقع أسيراً في قبضة السلطان عبد الحفيظ، الذي حكم بإعدامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التوحيدي الجزائري]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 12:02]ـ
_________________
فنشاطهم أن يُنشروا شبهاتهم000 ضد الجهاد وينشروا ما ينطلي
من قائل لو أن ذاك أطاعنا000 و أجابنا بقعوده لم يُقتلِ
أو قائلٍ قد غرَّ قومًا دينُهم 000وحماسهم للحرب دون تعقلِ
أو قائل لا تنفروا في الحر بل 000لوذوا ملاذَ القاعد المتمهلِ
فأتى الخوالف في ثياب مسالم 000يبدي النصيحة وهو غيظًا يصطلي
____________(/)
النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 03:01]ـ
النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ذهب الكثير من المفسرين إلى القول بوجوب ستر الوجهبينما ذهب البعض إلى القول باستحبابه، وقد رأيت أن أقوم بجمع أقوال المفسرين فيهذا الباب، مع الإشارة إلى الجزء والصفحة للمواضع التي صرحوا فيها بذلك مع ذكرطبعة الكتاب، وقد ذكرت هنا أكثر من أربعين مفسرا ورتبتهم على الوفيات؛ لعل ذلكيكون أبلغ رد على هؤلاء الأدعياء الذين زعموا زورًا وبهتانا أن النقاب ينكره الأئمةالأربعة والمفسرون وأنه دخيل على المسلمين ولم يَقُل به أحد من أهل العلم. فمنهؤلاء المفسرين:
1 - المفسر الإمام حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي اللهعنهما: قال في قوله {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنمن جلابيبهن}: ((أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطينوجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة)) اهـ. الطبري (19/ 181) وسيأتي بعد قليل.
2 - المفسر يحيى بن سلام التيمي البصري القيرواني رحمه الله ت 200هـ: قال في تفسير قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْلِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُغَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((والجلباب: الرداء تقنع به، وتغطي به شق وجههاالأيمن، تغطي عينها اليمنى وأنفها)) اهـ. (تفسير يحي بن سلام) (2/ 738) ط: دار الكتب العلمية 2004م.
3 - إمام المفسرين الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله تهـ: قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْلِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُغَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذاهن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهنلئلا يعرض لهن فاسق إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول. ثم اختلف أهل التأويل في صفةالإدناء الذي أمرهن الله به فقال بعضهم هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين منهنإلا عينا واحدة. ذكر من قال ذلك: حدثني علي قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عنعلي عن ابن عباس قوله {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنينعليهن من جلابيبهن} أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطينوجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة. حدثني يعقوب قال ثنا بن عليةعن ابن عون عن محمد عن عبيدة في قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساءالمؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فلبسها عندنا ابن عون. قال: ولبسها عندنا محمد. قال محمد: ولبسها عندي عبيدة. قال ابن عون بردائه فتقنع به فغطى أنفه وعينهاليسرى وأخرج عينه اليمنى وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو علىالحاجب. حدثني يعقوب قال ثنا هشيم قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال: سألت عبيدةعن قوله: {قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: فقال بثوبه فغطى رأسه ووجهه وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه. وقال آخرون: بل أمرن أنيشددن جلابيبهن على جباههن)) اهـ ثم ذكر من قال ذلك. (جامع البيان في تفسيرالقرآن (19/ 180 ـ 182).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - المفسر العلامة أبو بكر أحمد بن علي الرازي المشهوربالجصاص رحمه الله ت 370 هـ: فعند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} أورد بعض الآثار المتقدمة عن ابن عباس وأم سلمةوعبيدة والحسن ثم قال: ((قال أبو بكر: في هذه الآية دلالة على أن المرأة الشابةمأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهلالريب فيهن وفيها دلالة على أن الأمة ليس عليها ستر وجهها وشعرها لأن قوله تعالىونساء المؤمنين ظاهره أنه أراد الحرائر وكذا روي في التفسير لئلا يكن مثل الإماءاللاتي هن غير مأمورات بستر الرأس والوجه فجعل الستر فرقا يعرف به الحرائر منالإماء)) اهـ. (أحكام القرآن ـ 5/ 244 ـ 245).
5 - المفسر الإمام أبو المظفرالسمعاني رحمه الله ت 489هـ: قال: ((وقوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ} أي: يشتملن بالجلابيب، والجلباب هو الرداء، وهو الملاءة التيتشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار. قال عبيدة السلماني: تتغطى المرأة بجلبابهافتستر رأسها ووجهها وجميع بدنها إلا إحدى عينيها)) اهـ. (تفسير القرآن) (4/ 306، 307) ط: دار الوطن بالرياض 1997م.
6 - المفسر الفقيه عماد الدين الطبريالشهير بإلكيا الهراس رحمه الله ت 504 هـ: قال: (({يَا أَيُّهَا النَّبِيُّقُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّمِنْ جَلابِيبِهِنَّ} الجلباب: هو الرداء، فأمرهن بتغطية وجوههن ورءوسهن ولميوجب على الإماء ذلك)) اهـ (أحكام القرآن) ط دار الكتب الحديثة (4/ 354)
7 - المفسر الإمام البغوي رحمه الله ت 516هـ: قال: (({يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْلِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ} جمع الجلباب، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرعوالخمار، وقال ابن عباس وأبو عبيدة: أمر نساء المؤمنين أن يغطين رءوسهن ووجوهنبالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم انهن حرائر {ذلك أدنى أن يعرفن} أنهن حرائر {فلايؤذين} فلا يتعرض لهن)) اهـ. (تفسير البغوي ج3/ص586) ط2: دار طيبة بالرياض 1423هـ.
8 - المفسر الإمام الزمخشري رحمه الله ت 538هـ: قال عند تفسير قول الله عزوجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِالْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((ومعنى {يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} يرخينها عليهنّ ويغطين بها وجوههنّ وأعطافهنّ،يقال: إذا زال الثوب عن وجه المرأة أدنى ثوبك على وجهك، وذلك أن النساء كنّ فيأول الإسلام على هجيراهنّ في الجاهلية متبذلات تبرز المرأة في درع وخمار فصل بينالحرّة والأمة، وكان الفتيان وأهل الشطارة يتعرّضون إذا خرجن بالليل إلى مقاضيحوائجهنّ من النخيل والغيطان للإماء، وربما تعرّضوا للحرّة بعلة الأمة يقولونحسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهنّ عن زي الأماء الأردية والملاحف وستر الرءوسوالوجوه ليحتشمن ويُهَبن فلا يطمع فيهن طامع)) اهـ. (تفسير الكشاف ـ 3/ 246) طدار المعرفة بيروت.
9 - المفسر العلامة أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله تهـ: ((اختلف الناس في الجلباب على ألفاظ متقاربة عمادها: أنه الثوب الذي يستربه البدن، لكنهم نوعوه هاهنا فقد قيل: إنه الرداء، وقيل: إنه القناع. قولهتعالى: {يدنين عليهن} قيل: معناه تغطي به رأسها فوق خمارها. وقيل: تغطي بهوجهها حتى لا يظهر منها إلا عينها اليسرى. والذي أوقعهم في تنويعه أنهم رأوا الستروالحجاب مما تقدم بيانه واستقرت معرفته، وجاءت هذه الزيادة عليه واقترنت بهالقرينة التي بعده وهي مما تبينه وهو قوله تعالى: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} والظاهر: أن ذلك يسلب المعرفة عند كثرة الاستتار فدل على أنه أراد تمييزهن علىالإماء اللاتي يمشين حاسرات أو بقناع مفرد يعترضهن الرجال فيتكشفن ويكلمنهن، فإذاتجلببت وتسترت كان ذلك حجاباً بينها وبين المتعرض بالكلام والاعتماد بالإذاية)) اهـ. (أحكام القرآن ـ 3/ 1586) ط دار الجيل بيروت
(يُتْبَعُ)
(/)
بتحقيق علي محمد البجاوي ط 1988م.
10. المفسر العلامة ابن عطية الأندلسي رحمه الله ت 546هـ: قال عند تفسيرهلقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَوَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَأَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((لما كانت عادة العربيات التبذل في معنى الحجبة، وكن يكشفن وجوههن كمايفعل الإماء، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكر فيهن أمر اللهتعالى رسوله عليه السلام بأمرهن بإدناء الجلابيب ليقع سترهن ويبين الفرق بينالحرائر والإماء؛ فيعرف الحرائر بسترهن، فيكف عن معارضتهن من كان غزلا أو شاباوروي أنه كان في المدينة قوم يجلسون على الصعدات لرؤية النساء ومعارضتهن ومراودتهنفنزلت الآية بسبب ذلك، والجلباب: ثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن عباس وابنمسعود أنه الرداء واختلف الناس في صورة إدنائه فقال ابن عباس وعبيدة السلماني ذلكأن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها، وقال ابن عباس أيضاوقتادة وذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على الأنف وإن ظهرت عيناها لكنهيستر الصدر ومعظم الوجه وقوله تعالى: {ذلك أدنى أن يعرفن} أي على الجملة بالفرقحتى لا يختلطن بالإماء، فإذا عرفن لم يُقابلن بأذى من المعارضة مراقبة لرتبةالحرية، وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي، وكان عمر إذا رأى أمة قدتقنعت قنعها الدرة محافظةعلى زي الحرائر، وباقي الآية ترجية ولطف وحض على التوبةوتطميع في رحمة الله تعالى)) اهـ. (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ـ ج13/ 99.
. 11ـ المفسر الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله ت 597هـ: قال عندتفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَوَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: سببنزولها أن الفساق كانوا يؤذون النساء إذا خرجن بالليل، فإذا رأوا المرأة عليهاقناع تركوها وقالوا هذه حرة، وإذا رأوها بغير قناع قالوا أمة فآذوها فنزلت هذهالآية، قاله السدي. وقوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال ابن قتيبة: يلبسن الأردية، وقال غيره: يغطين رءوسهن ووجوههن ليعلم أنهنحرائر. {ذَلِكَ أَدْنَى} أي أحرى وأقرب {أَنْ يُعْرَفْنَ} أنهن حرائر {فَلايُؤْذَيْنَ})) اهـ ((زاد المسير) (6/ 422) ط 3 المكتب الإسلامي 1984م.
12ـالمفسر العلامة المفسر الفخر الرازي رحمه الله ت 606 هـ: قال عند تفسير قول اللهعز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِالْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال: ((كان فيالجاهلية تخرج الحرة والأمة مكشوفات يتبعهن الزناة وتقع التهم فأمر الله الحرائربالتجلبب وقوله {ذالِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ} قيل: يعرفنأنهن حرائر فلا يتبعن، ويمكن أن يقال: المراد: يعرفن أنهن لا يزنين؛ لأن منتستر وجهها مع أنه ليس بعورة لا يطمع فيها أنها تكشف عورتها فيعرفن أنهن مستورات)) اهـ. (التفسير الكبير) (25/ 230) ط: إحياء التراث العربي بيروت ط3.
13 - لمفسر الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ت 660هـ: (({جلابيبهن} الجلباب: الرداء أو القناع أو كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها وإدناؤه أن تشد بهرأسها وتلقيه فوق خمارها حتى لا ترى ثغرة نحرها أو تغطي به وجهها حتى لا تظهر إلاعينها اليسرى {يعرفن} من الإماء بالحرية أو من المتبرجات بالصيانة. قال قتادة: كانت الأمة إذا مرت تناولها المنافقون بالأذى فنهى الله - تعالى - الحرائر أنيتشبهن بهن)) اهـ. (تفسير العز بن عبد السلام ط1: دار ابن حزم - بيروت 1996م، تحقيق: الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي (ج2/ص590).
(يُتْبَعُ)
(/)
14ـ المفسر الكبير الإمامالقرطبي رحمه الله ت 671هـ: قال عند تفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: قال: ((لما كانت عادة العربيات التبذل وكنيكشفن وجوههن كما يفعل الإماء وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكرةفيهن أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردنالخروج إلى حوائجهن وكن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكنف فيقع الفرق بينهن وبينالإماء فتعرف الحرائر بسترهن فيكف عن معارضتهن من كان غزلا أو شابا وكانت المرأة مننساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فيتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمةفتصيح به فيذهب فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت الآية بسبب ذلك قالمعناه الحسن وغيره، الثالثة قوله تعالى {من جلابيبهن} الجلابيب جمع جلباب وهوثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه الرداء وقد قيل إنه القناعوالصحيح أنه الثوب الذي يستر جميع البدن)) اهـ (تفسير القرطبي ـ 14/ 243).
15ـالمفسر العلامة البيضاوي رحمه الله ت 691هـ: قال عند تفسير قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال: ((يغطين وجوههن وابدانهنبملاحفهن إذا برزن لحاجة و {من} للتبعيض؛ فإن المرأة ترخي بعض جلبابها، وتتلفعببعض، و {ذلك أدنى أن يعرفن} يميزن من الإماء والقينات {فلا يؤذين} فلا يؤذيهنأهل الريبة بالتعرض لهن)) اهـ. (تفسير البيضاوي) ص (563) ط: دار الجيل بيروتمصورة عن الطبعة العثمانية 1329هـ.
16ـ وعلق المفسر العلامة أحمد بن محمد شهابالدين الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي المسماة: (عناية القاضي وكفايةالراضي) بقوله: ((قوله (من للتبعيض) إلخ ـ وقد قال في الكشاف إنه يحتمل وجهين: أن يتجلببن ببعض مالهن من الجلابيب فيكون البعض واحدا منها أو يكون المراد ببعضجزءًا منه بأن ترخي بعض الجلباب، وفضله على وجهها فتتقنع به، والتجلبب على الأوللبس الحجاب على البدن كله، وعلى هذا التقنع بستر الرأس والوجه، مع إرخاء الباقيعلى بقية البدن .. )) اهـ
17ـ المفسر العلامة أبو البركات النسفي رحمه الله ت 710هـ: قال عند تفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَوَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((الجلباب ما يستر الكل، مثل الملحفة، عن المبرد، ومعنى {يدنين عليهن منجلابيبهن} يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن، يقال: إذا زال الثوب عنوجه المرأة أدن ثوبك على وجهك، و {من} للتبعيض أى ترخى بعض جلبابها وفضله علىوجهها، تتقنع حتى تتميز من الأمة، أو المراد أن يتجلببن ببعض ما لهن من الجلابيبوأن لا تكون المرأة متبذلة فى درع وخمار كالأمة ولها جلبابان فصاعدا فى بيتها،وذلك أن النساء فى أول الإسلام على هجيراهن فى الجاهلية متبذلات تبرز المرأة فى درعوخمار لا فضل بين الحرة والأمة، وكان الفتيان يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاءحوائجهن فى النخل والغيطان للإماء، وربما تعرضوا للحرة لحسبان الأمة فأمرن أنيخالفن بزيهن عن زى الإماء بلبس الملاحف وستر الرءوس والوجوه فلا يطمع فيهن طامع)) اهـ. (تفسير النسفي ـ 3/ 455). وهذا التفسير يدرس الآن بالمعاهد الأزهرية.
18ـالمفسر الإمام الخازن رحمه الله ت 741هـ: قال: (({يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُللاِزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ} أي يرخين ويغطين {عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} جمع جلباب، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأةفوق الدرع والخمار، وقيل هو الملحفة وكل ما يستتر به من كساء وغيره. قال ابن عباس: أُمر نساء المؤمنين أن يغطين رءوسهن ووجههن بالجلالبيب إلا عينا واحدة ليعلم أنهنحرائر وهو قوله تعالى {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} أي لايتعرضن لهن)) اهـ. (تفسير الخازن) (3/ 478).
(يُتْبَعُ)
(/)
19ـ المفسر العلامة محمد بنأحمد بن محمد الغرناطي الكلبي المشهور بابن جزي رحمه الله ت 741هـ: قال عند تفسيرهلقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَوَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} ((كان نساءالعرب يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء، وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجال لهن فأمرهنالله بإدناء الجلابيب ليسترن بذلك وجوههن ويفهم الفرق بين الحرائر والإماءوالجلابيب جمع جلباب، وهو ثوب أكبر من الخمار وقيل هو الرداء وصورة إدنائه عند ابنعباس: أن تلويه على وجهها حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها. وقيل: أنتلويه حتى لا يظهر إلا عيناها. وقيل: أن تغطي نصف وجهها {ذلك أدنى أن يعرفن فلايؤذين} أي ذلك أقرب إلى أن يعرف الحرائر من الإماء، فإذا عرف أن المرأة حرة لمتعارض بما تعارض به الأمة، وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي إنما المرادأن يفرق بينها وبين الأمة لأنه كان بالمدينة إماء يعرفن بالسوء، وربما تعرض لهنالسفهاء)) اهـ. (التسهيل لعلوم التنزيل ـ 3/ 144) ط4: دار الكتاب العربي - لبنان 1983م.
20ـ المفسر الإمام أبو حيان الأندلسي رحمه الله ت 745هـ: قال فيتفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَوَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((كان دأب الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار،وكان الزناة يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان للإماء،وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة، يقولون حسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زيالإماء، بلبس الأردية والملاحف، وستر الرءوس والوجوه، ليحتشمن ويُهبن، فلا يطمعفيهن)) اهـ. (البحر المحيط) (8/ 504) ط: دار الفكر 1992م
21ـ المفسر الحافظعماد الدين بن كثير رحمه الله ت 774هـ: قال في تفسيره لقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلايُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}. قال: ((يقول الله تعالى آمرارسوله صلى الله عليه وسلم تسليما: أن يأمر النساء المؤمنات المسلمات ـ خاصة أزواجهوبناته لشرفهن ـ بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية،وسمات الإماء، والجلباب هو الرداء فوق الخمار؛ قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادةوالحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وعطاء الخراساني وغير واحد، وهوبمنزلة الإزار اليوم، قال الجوهري: الجلباب الملحفة. قالت امرأة من هذيل ترثيقتيلا لها: تمشي النسور إليه وهي لاهية * * * مشي العذارى عليهن الجلابيب. قالعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجةأن يغطين وجوههنمن فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة. وقال محمد بن سيرينسألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل {يدنين عليهن من جلابيبهن} فغطى وجههورأسه وأبرز عينه اليسرى وقال عكرمة تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها، وقالابن أبي حاتم حدثنا أبو عبد الله الظهراني فيما كتب إلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنامعمر عن ابن خثيم عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الآية {يدنينعليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة، وعليهنأكسية سود يلبسنها)) اهـ. (تفسير القرآن العظيم) (3/ 518) ط: دار الحديثبالقاهرة 1984م.
22ـ المفسر العلامة جلال المحلي رحمه الله ت 864 هـ: قال عندتفسير قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَوَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((جمعجلباب، وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة، أي: يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجنلحاجتهن إلا عينا واحدة)) اهـ. (تفسير الجلالين ـ 2/ 168) ط: دار المعارفبتحقيق الشيخ أحمد شاكر 1954م. وتبعه أيضا ممن عملوا حواشي علي التفسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
23 ـ لامة الصاوي رحمه الله: (حاشية الصاوي على الجلالين (3/ 288).
14ـ العلامةالجمل رحمه الله: (الفتوحات الإلهية المشهورة بحاشية الجمل ـ 3/ 455).
25 ـ لمفسر العلامة أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي رحمه الله ت 876هـ: عند تفسيره لقولهتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِالْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ} أي يرخين أرديتهنوملاحفهن فيتقنّعن بها ويغطّين وجوههن ورؤوسهن ليُعلم أنّهنّ حرائر فلا يُتعرّضلهنَّ ولا يؤذين. قوله {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَاللهُ غَفُوراً} لما سلف منهن من ترك السنن {رَحِيماً} بهنّ إذ سترهنّ وصانهنّ. قال ابن عبّاس وعبيدة: أمر الله النساء المؤمنات أنْ يغطّين رؤوسهنّ ووجوههنّبالجلابيب ويبدين عيناً واحدة. قال أنس: مرّت جارية بعمر بن الخطّاب متقنّعةفعلاها بالدرّة وقال يا لكاع أتشبهين بالحرائر ألقي القناع)) اهـ. (تفسيرالثعالبي: المسمى: الجواهر الحسان في تفسير القرآن ج8/ص64). ط: مؤسسة الأعلميللمطبوعات – بيروت.
26ـ المفسر العلامة برهان الدين البقاعي رحمه الله ت 885هـ قالعند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَوَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: (({قل لأزواجك} بدأ بهن لما لهن به من الوصلة بالنكاح {وبناتك} ثنى بهن لمالهن من الوصلة ولهن في أنفسهن من الشرف، وأخرهن عن الأزواج لأن أزواجه يكفونه أمرهن {ونساء المؤمنين يدنين} أي يقربن {عليهن} أي على وجوههن وجميع أبدانهن، فلايدعن شيئاً منها مكشوفاً {من جلابيبهن} ولا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا خرجنلحاجتهن بكشف الشعور ونحوها ظناً أن ذلك أخفى لهن وأستر، والجلباب القميص، وثوبواسع دون الملحفة تلبسه المرأة، والملحفة ما ستر اللباس، أو الخمار وهو كل ما غطىالرأس، وقال البغوي: الجلباب: الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار، وقال حمزة الكرماني: قال الخليل: كل ما تستتر به من دثار وشعار وكساء فهو جلباب، والكل يصح إرادته هنا، فإن كان المراد القميص فإدناؤه إسباغه حتى يغطي يديهاورجليها، وإن كان ما يغطي الرأس فإدناؤه ستر وجهها وعنقها، وإن كان المراد ما يغطيالثياب فإدناؤه تطويله وتوسيعه بحيث يستر جميع بدنها وثيابها، وإن كان المراد مادون الملحفة فالمراد ستر الوجه واليدين.)) اهـ. (نظم الدرر في تناسب الآياتوالسور) (15/ 411 ـ 412).
27.المفسر العلامة الحنفي أبو السعود رحمه الله ت 982هـ: قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْلِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ}: ((الجلباب: ثوب أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المراة علىرأسها وتلقي منه ما أرسله على صدرها، وقيل: هي الملحفة وكل ما يتستر به أي يغطينبها وجوههن وأبدانهن اذا برزن لداعية من الدواعي ومن للتبغيض لما مر منأن المعهودالتلفع ببعضها وإرخاء بعضها. وعن السدي: تغطى إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخرإلا العين)) (تفسير أبي السعود المسمى: إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآنالكريم ط: دار إحياء التراث العربي - بيروت (ج7/ص115).
28ـ المفسر الشيخإسماعيل حقي البرسوي رحمه الله ت 1137هـ: قال ((والمعنى: يغطين بها وجوههنوأبدانهن وقت خروجهن من بيوتهن لحاجة، ولا يخرجن مكشوفات الوجوه والأبدان كالإماءحتى لا يتعرض لهن السفهاء ظنا بأنهن إماء)) اهـ (روح البيان) ط: دار سعاداتمطبعة عثمانية 1330هـ (7/ 240).
(يُتْبَعُ)
(/)
29ـ الأمام المفسر الشوكاني رحمه الله تعالى ت 1250هـ: قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْلِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ}: (({من} للتبعيض والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب أكبر من الخمار. قال الجوهرى: الجلباب الملحقة وقيل القناع. وقيل: هو ثوب يستر جميع بدن المرأة، كما ثبت فى الصحيح من حديث أم عطية أنها قالت يا رسول الله إحدانا لايكون لهاجلباب فقال لتلبسها أختها من جلبابها قال الواحدى: قال المفسرون: يغطين وجوههنورؤوسهن إلا عينا واحدة فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن بأذى. وقال الحسن: تغطىنصف وجهها وقال قتادة تلويه فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على الأنف وإن ظهرت عيناهالكنه يستر الصدر ومعظم الوجه)) اهـ. (فتح القدير ج4/ص304) ط دار الفكر – بيروت
30ـ المفسر الشيخ السيد محمد عثمان الميرغني المكي رحمه الله ت 1268هـ: قال: (({يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} أي يرخين على وجوههن وسائر أجسادهنما يسترهن من الملاءات والثوب الساتر)) اهـ (تفسير الميرغني) (2/ 93).
31ـالمفسر العلامة الآلوسي رحمه الله ت 1270هـ: قال عند تفسير قول الله عز وجل {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: ((ونقل أبو حيان عن الكسائي أنهقال: أي يتقنعن بملاحفهن منضمة عليهن، ثم قال: أراد بالإنضمام معنى الأدناء،وفي الكشاف معنى {يدنين عليهن} يرخين عليهن، يقال: إذا زل الثوب عن وجه المرأةأدنى ثوبك على وجهك. وفسر ذلك سعيد بن جبير بيسدلن عليهن. وعندي: أن كل ذلك بيانلحاصل المعنى، والظاهر أن المراد بـ {عليهن} على جميع أجسادهن. وقيل: علىرءوسهن أو على وجوههن؛ لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه)) اهـ. (روحالمعاني ـ 22/ 89).
32ـ المفسر العلامة الخطيب الشربيني رحمه الله: فعند تفسيرهلقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَوَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال (({يدنين} يقربن {عليهن} أي على وجوههن وجميع أبدانهن، فلا يدعن شيئًا منهامكشوفًا)) اهـ. (السراج المنير) (3/ 271) ط المطبعة الخيرية.
33ـ المفسرالعلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله ت 1332هـ: فعند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَيُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} نقل كلام الزمخشري المتقدم ثم قال: ((ومن الآثار في الآية ما رواه الطبري عن ابن عباس قال: أمر الله نساء المؤمنينإذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب، ويبدينعينا واحدة، وأخرج ابن أبي حاتم عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الآية {يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان منالسكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها)) اهـ. (محاسن التأويل ـ 13/ 208،
309
). 34ـ المفسر العلامة مفتي الديار المصرية السابق الشيخ حسنين محمد مخلوف رحمه الله ت 1355هـ: قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ}: ((يسدلن الجلابيب عليهن حتى يسترن أجسامهن من رءوسهن إلىأقدامهن. والإدناء التقريب، ولتضمنه معنى السدل أو الإرخاء عُدِّي بعلى. والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب يستر جميع البدن يعرف بالملاءة أو الملحفة)) اهـ (صفوة البيان لمعاني القرآن ص 537).
(يُتْبَعُ)
(/)
35ـ المفسر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصرالسعدي رحمه الله ت 1376هـ: قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَوَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}: ((هذه الآية هي التي تسمى آية الحجاب، فأمرالله نبيه أن يأمر النساء عموما ويبدأ بزوجاته وبناته؛ لأنهن آكد من غيرهن، ولأنالآمر لغيره ينبغي أن يبدأ بأهله قبل غيرهم كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنواقوا أنفسكم وأهليكم نارا} أن {يدنين عليهن من جلابيبهن} وهن اللاتي يكن فوقالثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه، أي يغطين بها وجوههن وصدورهن، ثم ذكر حكمةذلك فقال: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} دل على وجود أذية إن لم يحتجبن، وذلكلأنهن إذا لم يحتجبن ربما ظن أنهن غير عفيفات فيتعرض لهن مَنْ في قلبه مرض فيؤذيهن، وربما استهين بهن وظن أنهن إماء فتهاون بهن من يريد الشر، فالاحتجاب حاسم لمطامعالطامعين فيهن)) اهـ. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ـ 6/ 247
36ـ المفسر العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ت 1393هـ: قال: عندتفسيره لقوله تعالى {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاِزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءالْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}: ((فقد قال غير واحدمن أهل العلم: إن معنى {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} أنهن يسترنبها جميع وجوههن، ولا يظهر منهن شىء إلا عين واحدة تبصر بها، وممن قال به: ابنمسعود وابن عباس وعبيدة السلماني وغيرهم. فإن قيل: لفظ الآية الكريمة وهو قولهتعالى {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} لا يستلزم معناه ستر الوجهلغة، ولم يرد نص من كتاب ولا سنّة ولا إجماع على استلزامه ذلك، وقول بعضالمفسّرين إنه يستلزمه معارض بقول بعضهم: إنه لا يستلزمه. وبهذا يسقط الاستدلالبالآية على وجوب ستر الوجه. فالجواب: أن في الآية الكريمة قرينة واضحة على أنقوله تعالى فيها {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} يدخل في معناه ستروجوههنّ بإدناء جلابيبهنّ عليها، والقرينة المذكورة هي قوله تعالى: {قُللاْزْواجِكَ} ووجوب احتجاب أزواجه وسترهن وجوههن لا نزاع فيه بين المسلمينفَذِكْرُ الأزواج مع البنات ونساء المؤمنين يدلّ على وجوب ستر الوجوه بإدناءالجلابيب كما ترى)) اهـ. (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ـ 6/ 645). وقال أيضا: ((والعجب كل العجب ممن يدعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتابولا السنة ما يدل على ستر المرأة وجهها عن الأجانب مع أن الصحابيات فعلن ذلكممتثلات أمر الله في كتابه إيمانا بتنزيله، ومعنى هذا ثابت في الصحيح كما تقدم عنالبخاري)) اهـ.
37ـ المفسر العلامة الشيخ أبو الأعلى المودودي رحمه الله: عندتفسيره لقول الله {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قال: ((والجلبابفي اللغة العربية: الملحفة والملاءة واللباس الواسع، والإدناء يعني التقريب واللف، فإن أضيف إليه حرف الجر {على} قُصد به الإرخاء والإسدال من فوق، وبعضالمترجمين والمفسرين في هذه الأيام غلبهم الذوق الغربي، فترجموا هذا اللفظ بمعنىالالتفاف لكي يتلافوا حكم ستر الوجه، لكن الله لو أراد ما ذكره هؤلاء السادة لقال: (يدنين إليهن) فإن من يعرف اللغة العربية لا يمكن أن يسلم بأن {يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ} تعني أن يتلففن أنفسهن فحسب، هذا بالإضافة إلى أن قوله {جلابيبهن} يحول أكثر وأكثردون استخراج المعنى. و {مِنْ} للتبعيض يعني جزءًا أو بعضا منجلابيبهن، ولو التفت المرأة بالجلباب لالتفت به كله طبعا لا ببعضه أو بطرف منه،ومن ثم تعني الآية صراحة أن يتغطى النساء تماما ويلففن أنفسهن بجلابيبهن ثم يسدلنعليهن من فوق بعضًا منها أو طرفها وهو ما يعرف عامة باسم النقاب؛ هذا ما قالهأكابر المفسرين في أقرب عهد بزمن الرسالة وصاحبها صلى الله عليه وسلم فقد روى ابنجرير وابن المنذر أن محمد بن سيرين رحمه الله سأل عبيدة السلماني عن معنى هذه الآيهـ وكان عبيدة قد أسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأت
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء المدينة في عهدعمر رضي الله عنه وعاش فيها، ويعتبر نظيرًا للقاضي شريح في القضاء والفقه ـ فكانجوابه أن أمسك بردائه وتغطى به حتى لم يظهر من رأسه ووجهه إلا عين واحدة وقد فسرهاابن عباس رضي الله عنهما أيضا بما يقارب هذا إلى حد كبير / وما نقله عنه ابن جريروابن أبي حاتم وابن مردويه يقول فيه: " أمر الله نساء المومنين إذا خرجن من بيوتهنفي حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينًا واحدة " وهذا ماقاله قتادة والسدي أيضا في تفسير هذه الآية ويتفق أكابر المفسرين الذين ظهروا فيتاريخ الإسلام بعد عصر الصحابة والتابعين على تفسير الآية بهذا المعنى)) (تفسيرسورة الأحزاب ـ ص 161 ـ 163). وراجع أيضا كتابه: (الحجاب ص302 ـ 303).
38ـالمفسر الدكتور محمد محمود حجازي: قال عند تفسيره لقول الله تعالى: {يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: قال ((فيسترن أجسادهن كلها حتى وجوههن إلا مابه ترى الطريق)) اهـ (التفسير الواضح) (22/ 27).
39ـ المفسر الشيخ محمد عليالصابوني: قال: ((أي يا أيها الرسول قل لزوجاتك الطاهرات وبناتك الفضليات،وسائر نساء المؤمنين الكريمات، قل لهن احتجبن، مُرْهُنَّ بالتستر والاحتشام،سترًا لهن وحفاظًا على كرامتهن، وقل لهن: إلبسن الجلباب الواسع الذي يستر محاسنهنوزينتهن، وذلك التستر أقرب أن يعرفن أنهن حرائر عفيفات، فلا يطمع فيهن أهل السوءوالفجور!! والجلباب: هو الرداء الذي يستر جميع البدن والثوب السابغ الفضفاض،وهذه الآية ترد على السفهاء، الذين يزعمون أن الحجاب إنما فرض على نساء النبي صلىالله عليه وسلم خاصة، حرمة لهن، ولا يقرءون هذه الآية العامة لجميع النساء {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ})) اهـ. (التفسير الواضح الميسر) ص (1059) طبعة وزارة الأوقاف والشئون الإسلاميةبدبي. وراجع كلامه باستفاضةعن النقاب في كتابه (تفسير آيات الأحكام) (1/ 161 ـ 164، 2/ 350 ـ 362) ط: دار السلام بالقاهرة.
40ـ المفسر الإمام الأكبر شيخالجامع الأزهر محمد سيد طنطاوي: قال في تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَعَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَوَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}: ((والجلابيب جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميعالبدن، تلبسه المرأة فوق ثيابها. والمعنى: يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي فيعصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نَسْلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذاما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يَسدلن الجلاليب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترًاتامًّا من رؤوسهن إلى أقدامهن؛ زيادة في التستر والاحتشام، وبعدًا عن مكان التهمةوالريبة. قالت أم سلمة رضي الله عنها: لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأنعلى رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سُود يلبسنها)) اهـ. (التفسيرالوسيط) (11/ 245) طبعة دار المعارف1993م.
41.المفسر الشيخ أبو بكر جابرالجزائري: قال في تفسيره لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْلِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْجَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}: ((والجلباب هوالملاءة أو العباءة تكون فوق الدرع السابغ الطويل، أي: مُرهن بأن يدنين من طرفالملاءة على الوجه حتى لا يبق إلا عين واحدة ترى بها الطريق، وبذلك يعرفن أنهنحرائر عفيفات فلا يؤذيهن بالتعرض لهن أولئك المنافقون السفهاء)) اهـ. (أيسرالتفاسير 2/ 1225) ـ ط1 مكتبة العلوم والحكم 1424هـ وبعد أن استعرضنا كلام أكثرمن أربعين تفسير في ستر الوجه والنقاب نتساءل: هل كل هؤلاء المفسرين يفترون علىالله؟ هل رأيت واحدا منهم قال بما يقول به هؤلاء المجترءون على النقاب؟ ولانملكإلا أن نقول في زمن الغربة إلى الله المشتكى وهو المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل. (
موقع العلامه عبد الرزاق عفيفي رحمه الله
http://www.afifyy.com/(/)
كتب العقيدة التي ينصح بها الإمام ابن باز رحمه الله
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[07 - Mar-2010, مساء 08:57]ـ
أحسن كتاب، وأعظم كتاب، وأصدق كتاب يجب أن يقرأ في تعليم العقيدة والأحكام والأخلاق، هو كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
وقد قال الله فيه عز وجل: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا? الإسراء الآية 9
وقال أيضا فيه عز وجل: ? قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ? فصلت الآية 44.
وقال فيه سبحانه: ? كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ? ص الآية 29
وقال فيه عز وجل: ? وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?الأنعام الآية
155
وقال فيه عز وجل: ? وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ?النحل الآية 89
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خطبته في حجة الوداع: ((إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله))، وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم غدير خُمٍّ حين رجع من حجة الوداع إلى المدينة: ((إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به)) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) خرجهما مسلم في صحيحه، الأول من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، والثاني من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه. وقال عليه الصلاة والسلام: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) خرجه البخاري في صحيحه.
وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)) خرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ثم إن أحسن الكتب بعد القرآن الكريم كتب الحديث النبوية، وهي: كتب السنة كالصحيحين، والسنن الأربع وغيرها من كتب الحديث المعتمدة، فينبغي أن تعمر المجالس والحلقات بتلاوة القرآن الكريم وتعليمه، وتفقيه الناس فيه، وبدراسة كتب الحديث الشريف، والعناية بها، وتفقيه الناس فيها، وأن يتولى ذلك أهل العلم والبصيرة، الموثوق بعلمهم ودرايتهم، ونصحهم واستقامتهم.
ومن الكتب المناسبة في ذلك قراءة كتاب: [رياض الصالحين]، و [الترغيب والترهيب]، و [الوابل الصيب]، و [عمدة الحديث الشريف] و [بلوغ المرام]، و [منتقى الأخبار] وغيرها من كتب الحديث المفيدة.
أما الكتب المؤلفة في العقيدة فمن أحسنها [كتاب التوحيد] للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، وشرحه لحفيديه الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد، والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد، وهما: [تيسير العزيز الحميد]، و [فتح المجيد].
ومن ذلك: [مجموعة التوحيد] للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – و [كتاب الإيمان]، و [قاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة]، و [العقيدة الواسطية]، [والتدمرية]، و [الحموية]، وهذه الخمسة لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -.
ومن ذلك: [زاد المعاد في هدي خير العباد]، و [الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة]، و [اجتماع الجيوش الإسلامية]، و [القصيدة النونية]، و [إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان]، وكل هذه الكتب الخمسة للعلامة ابن القيم - رحمه الله -.
ومن ذلك: [شرح الطحاوية] لابن أبي العز، و [منهاج السنة] لشيخ الإسلام ابن تيمية، و [اقتضاء الصراط المستقيم] له أيضا، و [كتاب التوحيد] لابن خزيمة، و [كتاب السنة] لعبد الله بن الإمام أحمد، و [الاعتصام] للشاطبي، وغيرها من كتب أهل السنة المؤلفة في بيان
عقيدة أهل السنة والجماعة.
ومن أجمع ذلك [فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية]، و [الدرر السنية في الفتاوى النجدية]، جمع العلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم - رحمه الله -.
نقلتها لكم من كتاب: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة تأليف الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-
جمع وترتيب: د. محمد بن سعد الشويعر
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Mar-2010, مساء 07:10]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 12:39]ـ
بارك الله فيك
جزيت خيرا على مرورك اخي الكريم وبارك الله بك(/)
هل يجوز شرعا أن يقال: "إخواننا اليهود والنصارى"؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 01:41]ـ
كثيرا ما يطلع علينا علماء ومشايخ افاضل في الفضائيات فنسمع منهم كلمات، نريد ان نستوضح الموقف العقيدي منها، ومن هذه الكلمات:
اخواننا اليهود
اخواننا النصارى
ان الخلاف بيننا ليس على الدين، ولكنه على الارض
لولا ان اليهود لم يحتلوا ارضنا، لكانوا اخواننا، ولم يكن بيننا وبينهم اي خلاف
انا ليس عندي مشكلة مع اليهود او النصارى تتعلق بالدين
كلها ديانات سماوية صحيحة
انا لااكره اليهود لدينهم
نعم يمكن ان يدخل غير المسلم الجنة
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 01:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
جزاكم الله خير جزاء ..
هل يمكننا معرفة أسماء الشيوخ الأفاضل الذين قالوا هذا الكلام؟
هذا ضروري إن تكرمتم.
والله أعلى وأعلم.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 01:59]ـ
لاداعي لذكر الاسماء
حتى لا نتحول من الاستفهام والنقد
الى التجريح والتشهير
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 07:58]ـ
بارك الله فيك.
كل هذه لا تجوز شرعا، فالكفار بأصنافهن ليسوا إخوانا للمسلم.
والأخوة نوعان:
أخوة دم أو نسب، وأخوة دين أو إيمان.
فالأولى مع أصولك وفروعك، والثانية ليست إلا مع المؤمن: {إنما المؤمنون إخوة}.
وما تسمعه اليوم أيها الموسوي الشريف هو نتاج طبيعي متوقع لضعف المسلمين في ديانتهم أولا ثم ضعفهم في فهم دينهم أي علميا ثانيا.
وادع الله تعالى أيها الشريف أن يرجع ماضي المسلمين التليد المملوء عزة، وهو قريب -وربي- ولا ريب.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 10:10]ـ
اللهم آمين
ـ[ابو مالك محمد بن احمد]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 06:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي النبي الكريم وعلي آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فمسألة الولاء والبراء مسألة أصبح بها شبهات كثيرة، فالأصل أن المؤمنين يوالون المؤمنين الموحدين المتبعين لمنهج السلف الصالح، ويتبرؤن من اليهود والمشركين وأهل البدع كالشيعة والخوارج وغلاة الصوفية، وأنصح بهذا الكتاب القيم في بابهٍ"حقيقة الولاء والبراء في الكتاب والسُنة بين تحريف الغالين وتأويل الجاهلين" للشيخ عصام السناني، قرأه وقدم له الشيخ صالح الفوزان حفظه الله / طبعة مكتبة الإمام الذهبي بالكويت.
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 07:24]ـ
كثيرا ما يطلع علينا علماء ومشايخ افاضل في الفضائيات فنسمع منهم كلمات، نريد ان نستوضح الموقف العقيدي منها، ومن هذه الكلمات:
اخواننا اليهود
اخواننا النصارى
ان الخلاف بيننا ليس على الدين، ولكنه على الارض
لولا ان اليهود لم يحتلوا ارضنا، لكانوا اخواننا، ولم يكن بيننا وبينهم اي خلاف
انا ليس عندي مشكلة مع اليهود او النصارى تتعلق بالدين
كلها ديانات سماوية صحيحة
انا لااكره اليهود لدينهم
نعم يمكن ان يدخل غير المسلم الجنة
صاحب هذه الأقوال معروف,
وعلى قضية إخواننا اليهود وإخواننا النصارى -زعم-
يستدل بقوله تعالى (وإلى عاد اخاهم هودا ... ) (وإلى ثمود أخاهم صالحا .. ) (وإلى مدين اخاهم شعيبا .. )
وقد رد العلماء على هذا الإستدلال وغيرها من الاستدلالات مما ليس بين يدي الآن, فلعل أحد الأخوة أن يرفعه أو أنشط لاحقا برفعه انا.
ـ[ابومصعب المغربي]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 03:39]ـ
كثيرا ما يطلع علينا علماء ومشايخ افاضل في الفضائيات فنسمع منهم كلمات، نريد ان نستوضح الموقف العقيدي منها، ومن هذه الكلمات:
اخواننا اليهود
اخواننا النصارى
ان الخلاف بيننا ليس على الدين، ولكنه على الارض
لولا ان اليهود لم يحتلوا ارضنا، لكانوا اخواننا، ولم يكن بيننا وبينهم اي خلاف
انا ليس عندي مشكلة مع اليهود او النصارى تتعلق بالدين
كلها ديانات سماوية صحيحة
انا لااكره اليهود لدينهم
نعم يمكن ان يدخل غير المسلم الجنة
على قائل هذا ان يراجع دينه ...
فلعله اتى بناقض من نواقض الاسلام ...(/)
اصول اهل السنة والجماعة
ـ[ناصر الدعوة]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 03:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله وصحبه والتابعين
اما بعد:
فإن أهل السنَّة والجماعة يسيرون على أصول ثابتة وواضحة في الاعتقاد والعمل والسلوك وهذه الأصول العظيمة مستمدة من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وهذه الأصول تتلخص فيما يلي:
الاصل الاول
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره
1ـ الإيمان بالله: هو الإقرار بربوبيته وإلاهيته يعني الإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة واعتقادها والعمل بها وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فتوحيد الربوبية معناه توحيد الله بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وأنه رب كل شيء ومليكه، وتوحيد الألوهية معناه إفراده بأفعال العباد التي يتقربون بها إليه إذا كان مما شرعه الله، كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والذبح والنذر والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والصلاة والصوم والحج والإنفاق في سبيل الله وكل ما شرعه الله وأمر به لا يشركون مع الله غيره فيه لا ملكاً ولا نبياً ولا ولياً ولا غيرهم. وتوحيد الأسماء والصفات معناه: إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه أن نزهه عنه رسوله من العيوب والنقائص من غير تمثيل ولا تشبيه ومن غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى/11]. وكما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف/180].
2ـ والإيمان بالملائكة: معناه التصديق بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله خلقهم من نور، خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره في الكون كما قال تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء/26، 27]. {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر/1].
3ـ والإيمان بالكتب: يعني التصديق بها وبما فيها من الهدي والنور وأن الله أنزلها على رسله لهداية البشر، وأعظمها الكتب الثلاثة التوراة والإنجيل والقرآن، وأعظم الثلاثة القرآن الكريم وهو المعجزة العظمى قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء/88].
ويؤمن أهل السنَّة والجماعة بأن القرآن كلام الله منزَّل غير مخلوق - حروفه ومعانيه - خلافاً للجهمية والمعتزلة القائلين بأن القرآن مخلوق كله حروفه ومعانيه، وخلافاً للأشاعرة ومن شابههم القائلين بأن كلام الله هو المعاني، وأما الحروف فهي مخلوقة - وكلا القولين باطل. قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} [التوبة/6]. {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} [الفتح/15]. فهو كلام الله لا كلام غيره.
4ـ والإيمان بالرسل: يعني التصديق بهم جميعاً من سمى الله منهم ومن لم يسم من أولهم إلى آخرهم. وآخرهم وخاتمهم نبينا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، والإيمان بالرسل إيمان مجمل والإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم إيمان مفصل واعتقاد أنه خاتم الرسل فلا نبي بعده، ومن لم يعتقد ذلك فهو كافر والإيمان بالرسل يعني أيضاً عدم الإفراط والتفريط في حقهم خلافاً لليهود والنصارى الذين غلوا وأفرطوا في بعض الرسل حتى جعلوهم أبناء الله كما قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة/30].
(يُتْبَعُ)
(/)
والصوفية والفلاسفة فرطوا في حق الرسل وتنقصوهم وفضلوا أئمتهم عليهم، والوثنيون والملاحدة كفروا بجميع الرسل. واليهود كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، والنصارى كفروا بمحمد. ومن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء/150 - 151]. وقال تعالى: {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [البقرة/ 285].
5ـ والإيمان باليوم الآخر: يعني التصديق بكل (1) مما أخبر الله به ورسوله من عذاب القبر ونعيمه والبعث من القبور والحشر والحساب ووزن الأعمال وإعطاء الصحف باليمين أو الشمال والصراط والجنة والنار، والاستعداد لذلك بالأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة والتوبة منها.
وقد كفر باليوم الآخر الدهريون والمشركون. واليهود والنصارى لم يؤمنوا به الإيمان الصحيح المطلوب وإن آمنوا بوقوعه {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة/111]. {قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة/80].
6ـ والإيمان بالقدر: يعني الإيمان بأن الله علم كل شيء ما كان وما يكون وقدر ذلك في اللوح المحفوظ وأن كل (2) وكفر وإيمان وطاعة ومعصية فقد شاءه الله وقدّره وخلقه، وأنه يحب الطاعة ويكره المعصية. وللعباد قدرة على أفعالهم واختيار وإرادة لما يقع منهم من طاعة أو معصية - لكن ذلك تابع لإرادة الله ومشيئته - خلافاً للجبرية الذين يقولون إن العبد مجبر على أفعاله ليس له اختيار. وللقدرية الذين يقولون إن العبد له إرادة مستقلة وأنه يخلق فعل نفسه دون إرادة الله ومشيئته. وقد ردّ لله على الطائفتين في قوله تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ} [التكوير/29].فأثبت للعبد مشيئة رداً على الجبرية الغلاة وجعلها تابعة لمشيئة الله رداً على القدرية النفاة والإيمان بالقدر يكسب العبد صبراً على المصائب وابتعاداً عن الذنوب والمعائب. كما يدفعه إلى العمل ويبعد عنه العجز والخوف والكسل.
الأصل الثاني
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فليس الإيمان قولاً وعملاً دون اعتقاده، لأن هذا إيمان المنافقين، وليس هو مجرد المعرفة بدون قول وعمل لأن هذا إيمان الكافرين الجاحدين. قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل/14]. وقال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام/33]. وقال تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت/38].
وليس الإيمان اعتقاداً فقط أو قولاً واعتقاداً دون عمل لأن هذا إيمان المرجئة والله تعالى كثيراً ما يسمي الأعمال إيماناً قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال/2 - 4].
وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة/143]. أي صلاتكم إلى بيت المقدس، سمى الصلاة إيماناً.
الأصل الثالث
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة: أنهم لا يكفرون أحداً من المسلمين إلا إذا ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام أما ما كان من الكبائر التي هي دون الشرك ولم يدل دليل على كفر مرتكبها - كترك الصلاة تكاسلاً - فإنهم لا يحكمون على مرتكبها - أي الكبائر - بالكفر وإنما يحكمون عليه بالفسق ونقص الإيمان. وإذا لم يتب منها فإنه تحت المشيئة - إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه لكنه لا يخلد في النار - قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء/48].
ومذهب أهل السنَّة في ذلك وسط بين الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة وإن كانت دون الكفر وبين المرجئة الذين يقولون هو مؤمن كامل الإيمان ويقولون: لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
الأصل الرابع
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية فإذا أمروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها. عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء/59].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد) [قطعة من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه في موعظة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة]. ويرون أن معصية الأمير المسلم معصية للرسول -صلى الله عليه وسلم- عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من يطع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني) [أخرجه البخاري (4/ 7137)، ومسلم (4/جزء 12/ص223/نووي)]. ويرون الصلاة خلفهم والجهاد معهم والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة ومناصحتهم.
الأصل الخامس
ومن أصول أهل السنَّة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره -صلى الله عليه وسلم- بطاعتهم في غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواحٍ، بخلاف المعتزلة الذين يوجبون الخروج على الأئمة إذا ارتكبوا شيئاً من الكبائر ولو لم يكن كفراً ويعتبرون هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والواقع أن عمل المعتزلة هذا هو أعظم المنكر: لما يترتب عليه من مخاطر عظيمة من الفوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الأعداء.
الأصل السادس
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى لما ذكر المهاجرين والأنصار وأثنى عليهم قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر/10]. وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) [أخرجه البخاري (3/ 3673)، ومسلم (6/جزء 16/ص92، 93/ نووي)]. خلافاً للمبتدعة من الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة ويجحدون فضائلهم. ويرى أهل السنَّة أن الخليفة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين فمن طعن في خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله لمخالفته النص والإجماع على خلافة هؤلاء على هذا الترتيب.
الأصل السابع
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة محبة أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوليهم عملاً بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (أذكركم الله في أهل بيتي) [أخرجه مسلم (5/جزء 15/ص180،نووي)، والإمام أحمد (4/ 366، 367)، وابن أبي عاصم في " كتابه السنَّة " برقم [1551] (ص629)]. ومن أهل بيته أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن، فقد قال الله تعالى - بعد ما خاطبهن بقوله: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ} [الأحزاب/32]. ووجه إليهن نصائح ووعدهن بالأجر العظيم -: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب/33]. والأصل في أهل البيت قرابة النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بهم هنا
(يُتْبَعُ)
(/)
الصالحون منهم خاصة، أما قرابته غير الصالحين فليس لهم الحق كعمه أبي لهب ومن شابه، قال تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد/1].
فمجرد القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم والانتساب إليه من غير صلاح في الدين لا يغني صاحبه من الله شيئاً، قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً. يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً. يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً) [أخرجه البخاري (3/برقم 4771)، (2/ 2753)، ومسلم (1/جزء 3/ص80، 81/نووي)].
وقرابة الرسول الصالحون لهم علينا حق الإكرام والمحبة والاحترام، ولا يجوز لنا أن نغلو فيهم فنتقرب إليهم بشيء من العبادة أو نعتقد فيهم أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله لأن الله سبحانه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا} [الجن/21]. {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف/188]. فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك فيكف بغيره فما يعتقده بعض الناس بمن ينتسبون لقرابة الرسول اعتقاد باطل.
الأصل الثامن
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء - وهي ما قد يجريه الله على أيدي بعضهم من خوارق العادات إكراماً لهم كما دل على ذلك الكتاب والسنَّة. وقد أنكر وقوع الكرامات المعتزلة والجهمية وهو إنكار لأمر واقع معلوم - ولكن يجب أن نعلم أن من الناس في وقتنا من ضل في موضوع الكرامات وغالى فيها حتى أدخل فيها ما ليس منها من الشعوذة وأعمال السحرة والشياطين والدجالين - والفرق واضح بين الكرامة والشعوذة - فالكرامة ما يجري على أيدي عباد الله الصالحين. والشعوذة ما يجري على يد السحرة والكفرة والملاحدة بقصد إضلال الخلق وابتزاز أموالهم، والكرامة سببها الطاعة. والشعوذة بسببها الكفر والمعاصي.
الأصل التاسع
ومن أصول أهل السنَّة والجماعة في الاستدلال اتباع ما جاء في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً واتباع ما كان عليه الصحابة من المهاجرين والأنصار عموماً واتباع الخلفاء الراشدين خصوصاً حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) [تقدم تخريجه].
ولا يقدمون على كلام الله وكلام رسوله كلام أحد من الناس. ولهذا سموا أهل الكتاب والسنَّة. وبعد أخذهم بكتاب الله وسنة رسوله يأخذون بما أجمع عليه علماء الأمة وهذا هو الأصل الثالث الذي يعتمدون عليه بعد الأصلين الأولين: الكتاب والسنَّة. وما اختلف فيه الناس ردوه إلى الكتاب والسنَّة عملاً بقوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء/59].
فهم لا يعتقدون العصمة لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتعصبون لرأي أحد حتى يكون موافقاً للكتاب والسنَّة ويعتقدون أن المجتهد يخطئ ويصيب، ولا يسمحون بالاجتهاد إلا لمن توفرت فيه شروطه المعروفة عند أهل العلم. ولا إنكار عندهم في مسائل الاجتهاد السائغ. فالاختلاف عندهم في المسائل الاجتهادية لا يوجب العداوة والتهاجر بينهم كما يفعله المتعصبة وأهل البدع. بل يحب بعضهم بعضاً ويوالي بعضهم بعضاً ويصلي بعضهم خلف بعض مع اختلافهم في بعض المسائل الفرعية بخلاف أهل البدع فإنهم يعادون أو يضللون أو يكفرون من خالفهم.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه. والحمد لله رب العالمين
المصدر: كتاب "من أصول أهل السنة والجماعة"
للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله تعالى(/)
الزيدية والشيعة
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 06:05]ـ
قرأت في أحد المنتديات مقالا لحامد عبدالحميد، عنوانه خدعوك فقالوا: الزيدية أقرب فرق الشيعة لأهل السنة
وقد لاحظت ان الكاتب تناول الموضوع من ناحية سياسية، واغفل او على الاقل لم يستوف الناحيتين العقيدية، والفكرية، وهذا ما انا بصدده ان شاء الله
اول ما اقول: ان صاحب المقولة السابقة " الزيدية أقرب فرق الشيعة لأهل السنة" لايخرج عن احد ثلاثة:
1 - رجل استغفلوه واستهبلوه، كما فعل شيعة ايران بالقرضاوي، لما قدموه ليصلي بهم، فخرج الرجل - وقد اخذ عنهم احسن انطباع عنهم – صارخا: لماذا تتهمون الناس ظلما بالباطل؟ وأخذ يدعو للتقريب، ويدبج القصائد في مدائحهم، ثم انقلب عليهم، واستيقظ، كما استيقظ قبله سعيد حوى.
2 - رجل جاهل، لايدري حقيقة حالهم، ولا عاشرهم، وإنما يحمل الناس على السلامة، التي هي الاصل في سائر المسلمين.
3 - رجل عميل مأجور، يقبض منهم، وبينهم مصالح مشتركة.
وهنا ننبه الى ان حال الزيدية المعاصر افضل من القدامى، ولك ان تطالع كتبهم، ولا تغتر باقاويل المرجفين في المدينة. ولكي لا يكون الكلام انشائيا نظريا، نلخص حال الزيدية في نقاط، كما يلي:
أولا .. كتاب (مسند الامام زيد) ليس له، وهذا امر يعرفه اهل التحقيق، والمؤرخون الذين يدركون ان التدوين زمن اعدام زيد رحمه الله 100 هـ لم يكن قد عرف، وانه انما انتعش في العصر العباسي الذي يبدأ 132هـ.
ثانيا .. العقيدة:
مذهب الزيدية في العقيدة معتزلي، فمن مشايخ زيد (واصل بن عطاء) وهو رأس المعتزلة، كما هو معروف، وعلى هذا فالزيدية ينكرون الصفات، والرؤية في الآخرة، ويقولون بخلق القرآن، وإن كان إلزام زيد بن علي بشيء من ذلك غير مجزوم ولا مقطوع به، والأرجح أنه كان في هذه المسائل سلفيا كأجداده رضي الله عنهم. أما من جاء بعده كالإمام الهادي فهم معتزلة ولاشك، وإن كان المعاصرون – احقاقا للحق - ليسوا جهمية غلاة، وقد تجد فيهم من يقتنع بمنهج السلف في بعض المسائل، كما تجد في الازهر مثلا سلفيين، ولكن حديثنا عن المنهج الذي يدرس، وعن اغلب علمائهم لا شواذهم.
ثالثا .. الموقف من الصحابة:
1 - أول ملاحظة: ان الفرق بين الشيعي والسني: ان السني يترضى عن الصحابة اجمعين، اما الشيعة فيقول المكرمين او المنتجبين او الاخيار، وقد تبدو الكلمة صحيحة سليمة لا شيء فيها، ولكن هذه الخدعة لا تنطلي على الفطناء اصحاب الخبرة، الذين يجيدون قراءة ما بين السطور، خاصة اصحاب اللغة الذين يعرفون المفهوم والمنطوق، فمعنى قولك (مكرمين – منتجبين – اخيار) انك ترفض التعميم، وان من الصحابة من ليسوا مكرمين، ولا منجبين، ولا اخيارا، فتبنه، ولانكن مغفلا.
2 - لايختلف الزيدية عن الاثناعشرية في موقفهم من عائشة وطلحة والزبير وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد، فهم عندهم ملعونون، وإن كانوا يبرؤون عائشة من الزنا بخلاف الاثناعشرية، ولايصرحون باللعن ولكنهم يمنعون الترضي، وقد سمعت أحد مشايخهم في شريط يقول: رسول الله شخصيا شك في عائشة، أفلا نشك فيها نحن؟
3 - أبوبكر:
يؤمنون – كالاثناعشرية - أن ابابكر غصب فاطمة فدكا، واغتصب الخلافة من علي، وان عليا كان اولى بها منه، وانه خالف امر رسول الله، ولذلك يسمون عليا (الوصي) ويرددون هذا حتى في اناشيدهم، و إذا خلا بعضهم على بعض غمزوا ابا بكر وعمر ولمزوهما.
4 - عمر
يؤمنون بمظلومية الزهراء، ومن آمن بها لزمه لعن عمر؛ لأنك لا تستطيع أن تترضى عن من أحرق بيت بنت رسول الله، ولطم خدها، وعصرها خلف الباب، وأجهض جنينها .. هذا الفيلم لا يمكن التغاضي عنه إلا إذا آمنت – وهذا هو الحق – انها اسطورة واكذوبة، ألفها كاتب وسيناريست فاشل، ولنا ان نتذكر موقف المراجع من فضل الله لما جاول التشكيك في الرواية، فلما اسقطوه عاد يغازلهم ويقول لم اكن اقصد، واعتذر عما ظنه السنة المساكين رجوعا.
5 - عثمان:
(يُتْبَعُ)
(/)
يؤمنون كالاثناعشرية أنه ليس اهلا للخلافة، وانه كان مثالا للمسؤول الفاسد، الذي يعين اقرباءه في مناصب لا يستحقونها، ويتركهم يعبثون باموال واعراض المسلمين، الى غير ذلك من افتراءات. لكنهم – احقاقا للحق – لا يؤمنون ان فاطمة وحدها هي ابنة رسول الله، بل له صلى الله عليه وسلم بنات اربع. ومعروف ان الشيعة ينكرون ابوة رسول الله لبناته الثلاث (زينب – أم كلثوم – رقية) ليتمكنوا من تجريد عثمان من شرف لقب (ذي النورين).
6 - آل أبي سفيان:
يكفرونهم جميعا، وينكرون دخولهم في الاسلام، ومعاوية بالذات يلعنونه ليل نهار، بل يسمون فرج المرأة (جوف معاوية) استهزاء وسخرية به رضي الله عنه. وتبعا له يلعنون عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ بسبب قصة التحكيم المزعومة.
ولكنهم امام الناس (العامة) يترضون، ولاتنس التقية، فهم يترضون ليخدعوا السنة فيظنوا بهم الخير، لأن الشيعة - من فضل الله - أقلية في كل مجتمع إسلامي، فهم يفضلون عدم الاصطدام بالمجتمعات السنية، التي توارثت الترضي عن الصحابة أجمعين.
ثالثا .. الموقف من القرآن:
لايؤمنون – كالاثناعشرية - بتحريف القرآن، ولكن لهم تفسيرا يخالف تفسير السنة، فهم يخالفوننا في التأويل، وإن كانوا يتفقون معنا في التنزيل؛ فهم مثلا يشتركون مع الاثناعشرية في فهم آية التطهير {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} الأحزاب33
ولكن الغريب أنهم ينفون تماما – كالمغفلين من السنة - عن اخوانهم الاثناعشرية القول بتحريف القرآن، وكذا اتهام عائشة بالزنا، ويدافعون دفاعا شديدا.
رابعا .. المتعة والخمس:
يختلف الزيدية في المتعة، ولكنهم يجمعون على وجوب الخمس، ولذلك يستحلون النصب، والتحايل على أموال الناس، واكلها بالباطل؛ اعتمادا على انه بعض حقوقهم.
خامسا .. الامامة والعصمة:
لايؤمن الشيعة بالامامة على الطريقة الاثناعشرية، ولكنهم يؤمنون بالمهدي المنتظر المزعوم، وسبق انهم يسمون عليا (الوصي) ومعنى هذا انهم يؤمنون بان الامامة نص في علي وولده، لكنهم – والحق يقال – ينكرون خرافات الاثناعشرية، التي تتلخص في أنك إذا سألت اثناعشريا: ما الفرق بين الإمام والله؟ دار رأسه ولم يحر جوابا، وحق له والإمام عندهم:
يحيي ويميت، يعلم الغيب، يمنع وينزل المطر، يعلم ما في الأرحام، يخلق من العدم، يتحكم في ذرات الكون، يسيطر على الجن والملائكة، يعلم متى يموت، لايموت إلا بإذنه، يعلم متى الساعة .. ولايؤمنون بقول الخميني مثلا عن فاطمة إنها "وجود إلهي جبروتي، ظهر على الأرض في صورة امرأة" ولكنهم لايكفرون من آمن بذلك، بمعنى أن الزيدية لايعدون ما سبق كفرا اكبر مخرجا من الملة، بل لايعدو الامر ان يكون اختلافا في الاراء ووجهات النظر، وهذا اقبح من الإرجاء.
سادسا .. التفضيل:
باختصار لو سألت سيد زعموا هاشميا منهم من أفضل زيد بن علي أو خالد بن الوليد، لقال لك بكل ثقة: انا افضل من خالد بن الوليد. فهم يعدون مجرد النسب فضلا للانسان، وعلى هذا فموسى الكاظم – فضلا عن علي - افضل من ابي بكر. واما الحق الذي لاشك فيه، فهو: ان شرف الصحبة افضل واعلى واكبر من علاقة الدم والنسب، والا ما كان بلال الحبشي في الجنة، وابوطالب وابوه واخواه ابولهب وعبدالله في النار، ولما كانت ام رسول الله في النار. فالاسلام لايقيم وزنا للقربى، وهنا نقول: لو لم يكن علي والحسنان وأمهما من الصحابة، ما استطاع اكبر مرجئي ان يحكم لهم بالجنة، ولكنهم - بعد النصوص الخاصة – داخلون في عموم قوله تعالى {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} الحديد10
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن الزيدية لايفضلون الائمة على الانبياء، ولهم موقف واضح من تفضيل محمد على علي، وعلي على ولديه، لا كالاثناعشرية الذين لايفاضلون بين رسول الله والائمة، فمقام الامامة عندهم اعلى من مقام النبوة، والائمة يستوون، كما يقول حسن شحاتة: اذا كان محمد رقم واحد، فعلي ليس اثنين، ولكنه واحد مكرر.
والزيدية يؤمنون بحديث الكساء - على الطريقة الشيعية - ويستغيثون بالخمسة، وترى احدهم يفغر فاه متعجبا قائلا "ياعلياه"
وفي اليمن بالذات لايرضى السيد – بسبب العنجهية – ان يزوج ابنته الا هاشميا، ولو كان سكيرا عربيدا، ولو تقدم له رئيس جامعة غير هاشمي، وفراش هاشمي لزوجها الفراش. وبسبب هذا الفكر المتعالي على البشر، تجد نسبة العنوسة في بناتهم تتجاوز النصف.
سابعا .. الموقف من السنة:
لايقيم الزيدية للبخاري ومسلم – فضلا عمن دونهما – وزنا، وليس عندهم فرق بين كتب السنة، ومجلة ميكي، فكلها جهود بشرية قابلة للاخذ والرد؛ وسبب ذلك هو انهم يطعنون في روايات ابي هريرة، وعمرو وابنه عبدالله، وابي بكر وابنته عائشة، وعمر وابنته حفصة ... تبعا لموقفهم من الصحابة آنف الذكر.
واما في الفقه فلهم مذهب خاص، هو لقيط هجين من مذاهب السنة الاربعة، يعتمد على الافتاء بالرخص، وقد مر بنا اسقاط عمدتهم مسند الامام زيد.
أخيرا ..
أنصح اخواني ان يراجعوا سيرة الامام الشوكاني، الذي اسقطه الزيدية بعد ان كانوا يعدونه امامهم، وذلك لما اشتغل بعلم الحديث، وكتب في أن حديث "انا مدينة العلم وعلي بابها" موضوع مكذوب مفترى على رسول الله.
فاسقطوه وكفروه، وكان الشوكاني رحمه الله زيديا، ثم تسنن، ثم تسلف، لما اتصل بدعوة الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه العظيمة، واقتنع بها كما اقتنع ابن الامير الصنعاني، وله في ذلك أبيات:
سلام على نجد ومن حل في نجد وان كان تسليمي على البعد لا يجدي
وكالشوكاني والصنعاني كان مقبل بن هادي الوادعي رحم الله الجميع.
ومن اليوم، عرفت فالزم
وإياك ان تقول:
الزيدية أقرب المذاهب إلى السنة
فهم شيعة، قد اتخذوا التقية - التي هي النفاق بعينه - منهجا لهم، ولم يصرحوا كما صرح الاثناعشرية، خاصة بعد أن صار لهم دولة.
وما الفرق بين الزيدية والاثناعشرية، إلا كالفرق بين شيعة العرب وشيعة الفرس الصفوية المجوسية، فكلهم في نفسه شيء من الدين، ولكن اولئك يصرحون، واولئك يتقون ويغمغمون.
ورحم الله من قال: الاشاعرة مخانيث المعتزلة.
وانا اقول: الزيدية مخانيث الشعية.
وكتبه: موسوي هاشمي سني سلفي
{قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} آل عمران119
ـ[أبو عبد الملك الرويس]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 05:26]ـ
بعد الالتفاف والالتحام التامّ بين الحوثيين في اليمن (الذين هم زيدية في زعمهم) وبين الصفويين الإيرانيين (الذين هم إثنا عشرية) الذي يؤكّد أنّ الزيدية والإثني عشرية وجهان لعملة واحدة، وإن اختلف نقش كلّ وجه .. وعليه يكون هذا المقال داعمًا لهذه الحقيقة الجلية التي أكّدها هذا الالتفاف وذلك الالتحام بين الحوثيين الزيدية والصفويين الإثني عشرية .. !
بل يسمون فرج المرأة (جوف ... )
ومعلوم أن كلّ إنسان خرج من هذا الجوف؛ فعليه الجميع، ومنهم الزيدية وأضرابهم، خرجوا من جوف ( ... )، ويلزم أن يكون فيهم شيء كثر أو قلّ منه (أي: من ( ... )!
وكتبه: موسوي هاشمي سني سلفي
حفظك الله، ونفع بك،،،(/)
هل الملائكة الموكلة بكتابة أعمال الإنسان تموت ... ؟
ـ[الحسن أبو تراب]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 01:22]ـ
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على خير من تعلم فعلم نبيينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فهذا سؤال أبحث عن إجابته بارك الله فيكم ... !
السؤال: هل الملائكة الموكلة بكتابة أعمال الإنسان تموت بعد وفاة هذا الإنسان؟
أين تذهب هذه الملائكة ... ؟
ـ[ابو البراء الأسمري]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 09:38]ـ
القاعدة المتقررة عند أهل السنة والجماعة في عالم الملائكة
القاعدة في ذلك: أن هذا العالم غيبي ومبنى أموره نفيًا وإثباتًا على الدليل الشرعي الصحيح، أي أنه لا مدخل للعقل في إثبات شيء له أو نفيه عنه، بل الواجب هو الوقوف على ما وقف عليه النص ولا نتعدى القرآن والحديث، فمن أثبت لهذا العالم شيئًا فإن قبولنا لهذا الإثبات موقوف على الدليل ومن نفى عنه شيئًا فإن قبولنا لنفيه موقوف على الدليل، فمن جعل العمدة في هذا الباب على عقله فقد ضل وأضل ولن يرجع إلا بالحيرة والتيه والشكوك والإشكالات التي لا مخرج منها إلا اعتماد هذه القاعدة المباركة، فعظ عليها بالنواجذ واجعلها أساسًا لك في هذا الباب فما أثبته الدليل أثبتناه وما نفاه نفيناه وما لم يرد فيه إثبات ولا نفي فالواجب السكوت عنه، والله أعلم.
الملائكة تموت
قد كتب عليها الموت، كما قال تعالى: ? وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ? [الزمر:68]، ولعموم قوله تعالى: ? كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ? [آل عمران:158]، ولعموم قوله تعالى: ? كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ? [الرحمن:26]، وآخر من يموت ملك الموت وينفرد الحي القيوم الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء، ولعموم قوله تعالى: ? كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ? [القصص:88]، ولكن اعلم أن الدليل إنما أثبت موتهم يوم النفخ في الصور، وأما قبل ذلك فلا علم لنا به، وما لا علم لنا به فالواجب حتمًا فيه أن نقول: لا نعلم، وكما مضى في إجابة السؤال السابق فليكن منك على ذكرٍ
ـــــــــ
< A class=fouaid name=fouaid4708> وقد سئل شيخ الإسلام ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000010) رحمه الله كما في الفتاوى (4/ 259): "هل جميع الخلق حتى الملائكة يموتون؟ " وذلك لأن بعض الناس يعتقد أنهم لا يموتون.
"فأجاب: الذي عليه أكثر الناس أن جميع الخلق يموتون حتى الملائكة، وحتى عزرائيل ملك الموت، وروي في ذلك حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمون واليهود والنصارى متفقون على إمكان ذلك وقدرة الله عليه؛ وإنما يخالف في ذلك طوائف من المتفلسفة أتباع أرسطو ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000040) وأمثالهم، ومن دخل معهم من المنتسبين إلى الإسلام، أو اليهود والنصارى: كأصحاب رسائل إخوان الصفا ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=book&id=4000173) وأمثالهم، ممن زعم أن الملائكة هي العقول والنفوس، وأنه لا يمكن موتها بحال، بل هي عندهم آلهة وأرباب لهذا العالم".
http://www.alhawali.com/benefit.gif <A class=fouaid name=fouaid4709> إذاً: الذين يؤولون الملائكة هم الباطنية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000033) والفلاسفة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000008) ، ومذهبهم متقارب -وقد سبق أن ذكرنا ذلك- وهم يؤولون الملائكة بالعقول، فإن أرسطو ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000040) يقول: "إن الله -أو العلة الأولى- خلق عشرة عقول، فخلق العقل الأول، والأول خلق الثاني ... إلى العاشر، ثم العاشر هو الذي خلق الكون وهو الذي يدبره! هذه هي خيالات وسفسطات أرسطو ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000040) ، التي جاء بها من غير برهان ولا حجة، لا من النقل ولا من
(يُتْبَعُ)
(/)
العقل، بل هذا هو كفره وضلاله.
وأرسطو ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000040) يعتبر شيخ الضلالة الأكبر في العالم اليوم، بل إنه المعبود الأكبر في الفكر الغربي، وقد انتقل إلى الفكر الشرقي عند الباطنية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000033) والفلاسفة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=firak&id=2000008) .
وكل شر في أي علم من العلوم التي أخرجها أهلها عن الدين؛ كعلم الاجتماع، وعلم النفس، والاقتصاد، وغيرها، يبدأ من أرسطو ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000040) وأتباعه.
ولماذا أولوا الملائكة؟ لقد أخذوا كلام أرسطو ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000040) ، وحتى لا يظهروا أمام المسلمين أنهم كفروا بالقرآن، قالوا: ما سماه القرآن ملائكة فهو الذي سماه أرسطو ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahr as&ftp=alam&id=1000040) : العقول، فأولوا الملائكة بأنها العقول العشرة، أو النفوس؛ لأن بعضهم يقول: إن العقل الكلي خلق النفس الكلية ... إلى آخر ذلك الهراء الذي لا داعي للإطالة فيه، قالوا: ولا يمكن موتها بحال، وذلك لأن هذا العالم عندهم ليس له أول ولا آخر، أي: لا ابتداء له ولا انتهاء، والذي يدبره ويحركه هي هذه العقول العشرة، فكيف تموت هذه العقول؟ ولذلك قالوا: إنها لا تموت.
ولكلام له تتمه على هذا الرابط ومازال الكلام لشيخ سفر الحوالي حفظه الله
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&ContentID=4947 (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&ContentID=4947)
وفقنا الله وأياكم إلى كل خير(/)
يأجوج مأجوج ليسوا على سطح الأرض الظاهر للشمس للشيخ فوزي السعيد " ملخص "
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 10:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص ما ذكره الشيخ " فوزي السعيد " حفظه الله تعالى ـ في محاضرة " مثلث برمودا "
والذي ذكر فيه أن يأجوج ومأجوج ليسوا على سطح الأرض الظاهر للشمس
أن الحديث الشريف الذي فيه " حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس " هو فصل في المسألة.
ونص الحديث: [إن يأجوج و مأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم و أرادالله أن يبعثهم على الناس حضروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله و استثنوا فيعودون إليه و هو كهيئته حين تركوهفيحفرونه و يخرجون على الناس فينشفون الماء و يتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمونسهامهم إلى السماء فترجع و عليها كهيئة الدم الذي اجفظ فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء! فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها و الذي نفسي بيدهإن دواب الأرض لتسمن و تشكر شكرا من لحومهم و دمائهم] صححه الألباني.
وأن الخطأ في ذلك: هو التصور الخاطئ للسد.
لأن أكثر الناس تصورت أن السد هو سد رأسي - أي -: أننا في مكان وهم في مكان ظاهر على وجه الأرض، وبينا وبينهم سد يفصلهم عنا!، وهذا تصور خاطئ.
والصحيح والذي هو أقرب للأية: {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا}، والآية: {حتى إذا ساوى بين الصدفين}
أن يأجوج ومأجوج ليسوا على سطح الأرض الظاهر للشمس لأنهم لا يرون شعاع الشمس بنص الحديث الشريف.
وضرب مثال على وجود مساحات شاسعة رهيبة تحت الجبال، لم تصور ولا ترى شعاع الشمس، وأنه من الممكن جدًا أن يكون مكان يأجوج ومأجوج في مكان مثل هذه الأمكنة على وجه الأرض.
وأن الحديث فيه رد على الملحدين الذين ينكرون وجود يأجوج ومأجوج!!، والذين يعتمدون في ذلك على " فكرة " أن ما في مكان على وجه الأرض إلا وتم تصويره!، ولم يوجد السد ولم يوجد يأجوج ومأجوج!!.
وهذا الحديث ولله الحمد بين أن يأجوج ومأجوج ليسوا على سطح الأرض الظاهر للشمس.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 11:02]ـ
ثم وجدت على شبكة الإنترنت كلامًا للكاتب " عايد احمد " مصدقًا لهذا الكلام ومكملاً له وهو:
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا)
بعيداً عن الاسرائيليات والروايات الغير مثبته حول هذا الموضوع فإننا نلاحظ ما يلي:
أولاً:
هم طلبوا من ذي القرنين أن يجعل لهم سداً؟
فهل صنع لهم سداً؟
الجواب: كلا
إذاً ماذا صنع لهم؟
الجواب: صنع لهم (ردماً)
ما الفرق؟
السد يبنى بالشكل المعروف في الذهن بشكل عمودي بقصد منع مرور الأشياء أو ان تتجاوزه كما تصنع السدود لسد وصد الماء من المرور وتذكر شكل الجدار الذي تبنيه اسرائيل و مصر لخنق غزة ...
أما الردم:
فهو بناء يغلق به فوهة أو فراغ ليمنع التسرب من خلاله ويطبق على من تحته ..
وتسطيع من خلال ذلك ان تعلم أن يأجوج ومأجوج لا يعيشون الآن فوق سطح الأرض بل في مكان ما تحتها لا يستطيعون هم الولوج من خلاله للخارج
(فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)
ولا يستطيع الناس ان يرونهم من فوقهم لأن الردم يغطيهم من فوقهم.
ولذا لن تسطيع كل الأقمار الصناعية تحديد مكانهم .. لا سيما وأن الله تعالى ربط ظهورهم بأشراط الساعة الكبرى ..
من وما هم يأجوج مأجوج؟
لا يعلم أوصافهم الا الله .. وكل الروايات التي تحدثت عن اوصافهم هي نقولات واسرائيليات لم يثبت منها شيء.
وعندما نقول نقولات فهذا يعني أن هذه القصة يمكنك ان تراها عند اهل الكتاب او حتى عند غير اهل الكتاب .. ولكن القصص الحق الذي لا يأتيه الباطل هو كلام الله سبحانه وحده جل علاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 12:45]ـ
###
السد إذا كان في الأصقاع الشمالية المظلمة - وهو كذلك - فالجانب الشمالي منه لا تسطع عليه الشمس، بعكس الجانب الجنوبي!
والذي يخرقه من الجانب الشمالي يتطلع إلى رؤية نور الشمس!
كالذي يخرق الجدار وهو في داخل البيت!
وإذا استطال السرداب وتعرَّج فقد ذهب النور البتة! كما في سراديب الأهرام!
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 12:50]ـ
أحسن الله إليك، ما الدليل على أن السد في الأصقاع الشمالية؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 01:05]ـ
أحسن الله إليك، ما الدليل على أن السد في الأصقاع الشمالية؟
راجع - غير مأمور - أقوال المفسرين والمؤرخين
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 01:08]ـ
###
السد إذا كان في الأصقاع الشمالية المظلمة - وهو كذلك - فالجانب الشمالي منه لا تسطع عليه الشمس، بعكس الجانب الجنوبي!
والذي يخرقه من الجانب الشمالي يتطلع إلى رؤية نور الشمس!
كالذي يخرق الجدار وهو في داخل البيت!
وإذا استطال السرداب وتعرَّج فقد ذهب النور البتة! كما في سراديب الأهرام!
لكل قول دليل، فما دليل قولك؟ وإن كان متابعة لغيرك فما دليلهم؟
وإن كان تعليل، فلا يسعك تخطئة غيرك.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 03:03]ـ
القول بأنهم ليسوا على سطح الأرض قول وجيه؛ وإن كنت لا أرى التعبير بهذا لئلا يشتبه على أحد أنهم تحت السطح!.
ويمكن التعبير بأنهم تحت الردم بين الصدفين أو السدين -ردم يأجوج وماجوج-؛ فهذا ما قاله ذو القرنين صراحة: «فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ((رَدْمًا))» ومما يؤكد ذلك أيضًا قوله تعالى: «فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ ((يَظْهَرُوهُ))» أي: فما لهم استطاعة، ولا قدرة على الصعود عليه لارتفاعه -كما قال السعدي-.
والله أعلم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 10:21]ـ
لا بأس!
الدليل موجود من ظاهر كتاب الله، ومن أقوال المفسرين!
ولكن قبل ذلك:
ألا يستوجب المنهج العلمي أن تطالب أنت صاحبَ التفسير المبتَدع بالدليل على دعواه؟!
وبإيراد أقوال المفسِّرين وعدم الخروج عليها إلا لمسوِّغ قوي؟!
أم أن المدَّعي الذي يخطِّئ المفسِّرين لا يُطالب بالدليل؟
يقول صاحب هذا التفسير العجيب، كما ورد أعلاه:
لأن أكثر الناس تصورت أن السد هو سد رأسي - أي -: أننا في مكان وهم في مكان ظاهر على وجه الأرض، وبينا وبينهم سد يفصلهم عنا!، وهذا تصور خاطئ.
والصحيح والذي هو أقرب للأية: {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا}، والآية: {حتى إذا ساوى بين الصدفين}
هل هذه التخطئة بالرأي أم بالدليل؟
ويقول الآخر:
هم طلبوا من ذي القرنين أن يجعل لهم سداً؟
فهل صنع لهم سداً؟
الجواب: كلا
إذاً ماذا صنع لهم؟
الجواب: صنع لهم (ردماً)
ما الفرق؟
السد يبنى بالشكل المعروف في الذهن بشكل عمودي بقصد منع مرور الأشياء أو ان تتجاوزه كما تصنع السدود لسد وصد الماء من المرور وتذكر شكل الجدار الذي تبنيه اسرائيل و مصر لخنق غزة ...
أما الردم: فهو بناء يغلق به فوهة أو فراغ ليمنع التسرب من خلاله ويطبق على من تحته ..
ما الدليل من المعاجم والتفاسير على هذا التفريق بين الردم والسدّ؟
وهل تكلَّف هذا المفسِّر الرجوع إلى المصادر المعتبرة وإيراد النصوص التي تشهد للتفريق؟!
لماذا لم يقل مثلاً (قال صاحب القاموس كذا وكذا)؟
ـ[عبادي سلامه]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 10:57]ـ
صدى الذكريات ..
موضوع حلو جدا ً. خلاني افكر هل هم موجودين في غور تحت الارض
ام انهم اختبأؤا في نفق واغلقه عليهم ذي القرنين واصبحوا تحت الارض ..
يأجوج ومأجوج موجودين على سطح الارض والدليل لك ان تعود الى الى سورة
الكهف الايات 86 الى 97،.
ولكن هم موجودين في الشرق اي والسد منهم من جهة الغرب وهم ينقبونه الى
ان يكادون ان يرون الشمس وهي في وقت الغروب ..
لك شكري تقبل مروري
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[09 - Mar-2010, صباحاً 11:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص ما ذكره الشيخ " فوزي السعيد " حفظه الله تعالى ـ في محاضرة " مثلث برمودا "
والذي ذكر فيه أن يأجوج ومأجوج ليسوا على سطح الأرض الظاهر للشمس
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الحديث الشريف الذي فيه " حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس " هو فصل في المسألة.
ونص الحديث: [إن يأجوج و مأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم و أراد الله أن يبعثهم على الناس حضروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله و استثنوا فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم الذي اجفظ فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء! فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم] صححه الألباني.
هذا الحديث حكم عليه ابن كثير بالنكارة وهو معارض لما جاء في الصحيحين عن [زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن أمها أم حبيبة، عن] زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم -قال سفيان: أربع نسوة-قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه. وهو محمر وجهه، وهو يقول: "لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا". وحَلَّق. قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".)
ولذلك قال ابن كثير عن حديث أبي هريرة الذي احتج به فوزي السعيد (وهذا إسناده قوي، ولكن في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدته ... ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب. فإنه كثيرًا ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه، والله أعلم.)
يعني أن ظاهر الآية أنهم لا يحفرونه بل يجعله الله دكا. قال ابن كثير في تفسيره ({فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي} أي: إذا اقترب الوعد الحق {جَعَلَهُ دَكَّاءَ} أي: ساواه بالأرض. تقول العرب: ناقة دكاء: إذا كان ظهرها مستويًا لا سنام لها. وقال تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] أي: مساويًا للأرض).
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 12:29]ـ
للمراجعة:
السلسلة الصحيحة ج4 ص 313 - 314 حديث 1735
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 09:10]ـ
هذا الحديث حكم عليه ابن كثير بالنكارة وهو معارض لما جاء في الصحيحين عن [زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن أمها أم حبيبة، عن] زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم -قال سفيان: أربع نسوة-قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه. وهو محمر وجهه، وهو يقول: "لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا". وحَلَّق. قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".)
ولذلك قال ابن كثير عن حديث أبي هريرة الذي احتج به فوزي السعيد (وهذا إسناده قوي، ولكن في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدته ... ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب. فإنه كثيرًا ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه، والله أعلم.)
يعني أن ظاهر الآية أنهم لا يحفرونه بل يجعله الله دكا. قال ابن كثير في تفسيره ({فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي} أي: إذا اقترب الوعد الحق {جَعَلَهُ دَكَّاءَ} أي: ساواه بالأرض. تقول العرب: ناقة دكاء: إذا كان ظهرها مستويًا لا سنام لها. وقال تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] أي: مساويًا للأرض).
الأخ الكريم: هذا تعليق الشيخ الألباني على الحديث الذي أشار إليه الأخ الفاضل " أسامة ":
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 313: معلقًا على حديث " حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس "
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه الترمذي (2/ 197) و ابن ماجة (4080) و ابن حبان (1908) و الحاكم (4/ 488) و أحمد (2/ 510 - 511 و 511) من طرق عن قتادة حدثنا أبو رافع عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الترمذي: " حديث حسن غريب , إنما نعرفه من هذا الوجه ". و قال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ". و وافقه الذهبي , و هو كما قالا. و له شاهد من حديث أبي سعيد سيأتي تخريجه برقم (1793). و لطرفه الأخير منه شاهد في حديث الدجال الطويل من حديث النواس بن سمعان مرفوعا.
أخرجه مسلم (8/ 197 - 199) و غيره كما يأتي تحت الحديث (1780). غريب الحديث: (اجفظ): أي ملأها , يعني ترجع السهام عليهم حال كون الدم ممتلئا عليها في " القاموس ": الجفيظ: المقتول المنتفخ. و (الجفظ): الملء و اجفاظت كاحمار و اطمأن: انتفخت. كاحمار و اطمأن: انتفخت. (و تشكر): أي تمتلئ شحما , يقال: شكرت الناقة تشكر شكرا إذا سمنت و امتلأت ضرعها لبنا.
(تنبيه): أورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث من رواية الإمام أحمد رحمه الله تحت تفسير آيات قصة ذي القرنين و بنائه السد و قوله تعالى في يأجوج و مأجوج فيه: * (فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا) * ثم قال عقبه: " و إسناده جيد قوي و لكن متنه في رفعه نكارة لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه و لا من نقبه , لإحكام بنائه و صلابته و شدته ".
قلت: نعم , و لكن الآية لا تدل من قريب و لا من بعيد أنهم لن يستطيعوا ذلك أبدا , فالآية تتحدث عن الماضي , و الحديث عن المستقبل الآتي , فلا تنافي و لا نكارة بل الحديث يتمشى تماما مع القرآن في قوله " * (حتى إذا فتحت يأجوج و مأجوج و هم من كل حدب ينسلون) *.
و بعد كتابة هذا رجعت إلى القصة في كتابه البداية و النهاية " , فإذا به أجاب بنحو هذا الذي ذكرته , مع بعض ملاحظات أخرى لنا عليه يطول بنا الكلام لو أننا توجهنا لبيانها , فليرجع إليه من شاء الوقوف عليه (2/ 112).
(تنبيه آخر): إن قول ابن كثير المتقدم في تجويد إسناد الحديث جاء عنده بعد نقله قول الترمذي المتقدم إلا أنه لم يقع فيه لفظة " حسن " , و اختلط الأمر على مختصره الشيخ الصابوني (2/ 437) فذكر عقب الحديث قول ابن كثير: " في رفعه نكارة " , و ذكر في التعليق أن الترمذي قال: " و إسناده جيد قوي "! و إنما هذا قول ابن كثير نفسه كما رأيت , لم يستطع الشيخ أن يجمع في ذهنه أن ابن كثير يمكن أن يجمع بين تقوية الإسناد و استنكاره لمتنه. مع أن هذا شا ئع معروف عند أهل العلم , فاقتضى التنبيه , و إن كنا أثبتنا خطأه في استنكاره لمتنه كما تقدم " انتهى كلام الألباني.
وهذا كلام الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية الذي أشار إليه الألباني والذي قال فيه بنحو ما قال الشيخ الألباني في أن متن الحديث ليس في رفعه نكارة:
قال الحافظ ابن كثير:
" ولكن الحديث الآخر أشكل من هذا، وهو ما رواه الإمام أحمد في مسنده قائلا: حدثنا روح، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، حدثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله قال: " والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم "
«إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرون غدا إن شاء الله ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئة يوم تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس، فيستقون المياه، وتتحصن الناس في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم. فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ورواه أحمد أيضا عن حسن بن موسى، عن سفيان، عن قتادة به. وهكذا رواه ابن ماجه من حديث سعيد، عن قتادة، إلا أنه قال حديث أبو رافع ورواه الترمذي من حديث أبي عوانة، عن قتادة به، ثم قال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
فقد أخبر في هذا الحديث أنهم كل يوم يلحسونه حتى يكادوا ينذرون شعاع الشمس من ورائه لرقته، فإن لم يكن رفع هذا الحديث محفوظا، وإنما هو مأخوذ عن كعب الأحبار، كما قاله بعضهم، فقد استرحنا من المؤنة، وإن كان محفوظا، فيكون محمولا على أن صنيعهم هذا يكون في آخر الزمان عند اقتراب خروجهم كما هو المروي عن كعب الأحبار أو يكون المراد بقوله: {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبا} أي: نافذا منه فلا ينفي أن يلحسوه ولا ينفذوه، والله أعلم.
وعلى هذا فيمكن الجمع بين هذا وبين ما في (الصحيحين) عن أبي هريرة: «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد تسعين».أي: فتح فتحا نافذا فيه، والله أعلم." انتهى كلام الحافظ ابن كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)