وممن أثنى عليه علامة الهند المحدث محمد بشير السهواني، في كتابه: صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان، وفيه (والشيخ رحمه الله لا يعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، ولا عن أهل السنة والجماعة منهم، وجميع أقواله في هذا الباب، أعني ما دعا إليه من توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد العمل والعبادات مجمع عليه عند المسلمين، لا يخالف فيه إلا من خرج عن سبيلهم وعدل عن مناهجهم، كالجهمية والمعتزلة، وغلاة عباد القبور، بل قوله مما اجتمعت عليه الرسل، واتفقت عليه الكتب، كما يعلم ذلك بالضرورة من عرف ما جاء به وتصوره .. ألخ).
وممن أثنى على أحفاد الشيخ وأتباعه الجبرتي المؤرخ المصري المشهور في كتابه: عجائب الآثار، وكذلك العلامة نعمان خير الدين الأموي، والعلامة محمود شكري الألوسي، والأمير شكيب أرسلان، وغيرهم من أهل الإنصاف الذين طالعوا كتب الشيخ، وكتب أبنائه وأحفاده.
وفاته
كان الشيخ قد ثقل فى أخر عمره وكثير ما كان يردد قوله تعالى:
((رب أوزعني أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدي وأن اعمل صالحا" ترضاه واصلح لي في زاريتي اني تبت اليك واني من المسلمين))
وانتقل الى جوار ربه فى شهر ذى القعدةسنة1206ه مخلفا" وراءه العلم النافع والعمل الصالح والذكر الطيب عن عمر يناهز الثانية والتسعين قضاها بين طلب العلم والدعوة اليه رحمة الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
مصنفات الشيخ وتراثه العلمي
ترك لنا رحمه الله مؤلفات عظيمة الفائدة هامة المغزا لا يستغنى عنها عبد مسلم, وذلك أن اكثرها تتكلم فى العقيدة الصحيحة السليمة او التوحيد فمثلا" منها:
1 - كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد: و هو أشهر مؤلفاته ولى عليه شرح مازال مخطوط سميته هداية المريد الى شرح كتاب التوحيد. أوشرح درر كتاب التوحيدأسأل الله أن ييسر رفعه قريبا" على الملتقى.
2 - كتاب كشف الشبهات وهو من الكتب المفيدة جدا" لطالب العلم.
3 - كتاب الأصول الثلاثة 4 - رسالة فى شروط الصلاة و أركانها.
5 - القواعد الأربع 6_أصول الإيمان. 7_ فضل الإسلام. 8_ كتاب الكبائر. 9 - ستة مواضع من السيرة: و هي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية. 10_ تفسير الفاتحة. 11 - مسائل الجاهلية.12_مختصر زاد الميعاد. 13_مختصر سيرة الرسول صلى الله علية وسلم ........ وغيرها من الرسائل والأجوبة الأخرى النافعة والكتب القيمة.
فكلها مؤلفات ورسائل هامة تستمد الأدلة من الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة من الصحابة ومن جاء بعدهم.
نسأل الله تعالى أن يعلها كلها فى موازين أعماله وأن يغفر له ويرحمة رحمة واسعة. ومن أراد المزيد من ترجمة الشيخ فليراجع الكتب الأتية وغيرها:
1 - "روضة الأفكار والأفهام " (1/ 25 - 50) لحسين بن غنام.
2 "عنوان المجد في تاريخ نجد" (1/ 6 - 15،89 - 96) لعثمان بن بشر.
3 "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية " (3/ 378 - 389).
4"الدرر السنية"جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم (12/ 3 - 25).
5"علماء نجد خلال ستة قرون" (1/ 25) لعبدالله بن عبد الرحمن البسام.
6_محمد بن عبد الوهاب للشيخ العلامة ابن باز رحمه الله
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[31 - Jan-2010, صباحاً 09:44]ـ
كلامك يشرح الصدر نعم عماد الاوامر والنواهى الاستقامة فيها وعليها بعلم وعقيدة صافية
استقم عليها فأنت قد حققت مجمل الاوامر والنواهى بالاستقامة ومعنى الاستقامة معنا شاملا يشمل الهدى والتقى والايمان والاسلام والاحسان والعلم والتوحيد وصفاء العقيدة واجتناب مايبطلها
نعم هى | الاستقامة |(/)
مدافعة الشبهات د. عبدالعزيز العبداللطيف وفقه الله
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[31 - Jan-2010, مساء 04:25]ـ
مدافعة الشبهات د. عبدالعزيز العبداللطيف
أجهش العلامة إبراهيم بن جاسر [1]- رحمه الله - (ت 1338هـ) بالبكاء، لما قرئ عليه في كتاب (منهاج السُّنة النبوية في نقض الشيعة والقدرية لابن تيمية)؛ حيث جاء قول ابن المطهِّر الحلي [2] وما فيه من شبهات ومغالطات، ثم قال الجاسر لطلابه: أيها الإخوان! لو لم يقيِّض الله لهذا الطاغية وأمثاله مثل هذا الإمام الكبير؛ فمن الذي يستطيع الرد والإجابة عن هذه الشبهات [3]؟
وإذا تجاوزنا ما قاله العلاَّمة ابن جاسر؛ إذ لا تخلو الأرض من قائم لله - تعالى - بحجة، وتحدثنا عن السبيل إلى التعامل مع الشبهات ومدافعتها.
فالشبهة إن كانت واضحة البطلان، ظاهرة العوار لكل ذي عينين، لا يُلتفت إليها؛ فإن الخوض في إبطالها تضييع للزمان، وإتعاب للحيوان [4]، وإنما المدافعة للشبهات التي يَضِل بها بعض الناس [5]؛ «إذ لا يشبه على الناس الباطل المحض، بل لا بد أن يُشاب بشيء من الحق» [6].
كما ينبغي التوسط مع الشبهات في حدِّ ذاتها؛ فالشبهات المغمورة، والاعتراضات المطمورة لا يُلتفت إليها بدعوى الرد والمناقشة؛ إذ في ردِّها إظهارٌ لها بعد اندراسها، وإحياءٌ لرميمها، ولكن الشبهات التي استفحلتْ وأوقعت حيرة ولبساً عند فئام من المسلمين، فالمتعيَّن مدافعاتها ومناظرة أربابها ومجادلتهم.
قال ابن تيمية: «كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم، لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفَّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ... » [7].
وكذا التوسط مع الشبهات أثناء سماعها من الآخرين، أو ورودها من المخاطبين؛ فلا يزجر كل سائل تَعْرض له شبهة، ولا يُهمَل كل من وقع في حيرة أو اشتباه؛ فهذا الإعراض والإهمال قد أفضى ببعضهم إلى زندقة، وخروج عن الإسلام والسُّنة.
وكذا الحذر مما يقابل ذلك، من تَقَصُّد الشبهات، أو دعوة الناشئة إلى إثارة أي شبهة أو إشكال، كما يفعله بعض المعاصرين؛ فإن تتبُّع الشبهات وحصرها ليس مقدوراً ولا مشروعاً؛ فالشبهات لا تنقضي ويستحيل حصرها.
ولا يكلِّف الله نفساً إلا وُسْعها؛ «فالمعارضات الفاسدة التي يمكن أن يوردها بعض الناس على الأدلة لا نهاية لها؛ فإن هذا من باب الخواطر الفاسدة، ولا يحصيه أحد إلا الله ... فالخواطر الفاسدة التي تقدح في المعلومات لا نهاية لها، ولا يمكن استقصاء ما يَرِد على النفوس من وساوس الشيطان» [8]. «والقرآن لا يُذكر فيه مخاطبة كل مبطل بكل طريق، ولا ذَكَر كلَّ ما يخطر بالبال من الشبهات وجوابها؛ فإن هذا لا نهاية له ولا ينضبط» [9].
كما لا تُذكر الشبهة ابتداءً واستقلالاً، بل يقرر الحق، ويبيِّن الهدى بأدلته وبراهينه (النقلية والعقلية)، ثم يجيء الجواب عن الشبهات الواردة عَقِب هذا التقرير والتأصيل [10].
ومن مدافعة الشبهات: تحقيق اليقين، وترسيخ الإيمان؛ فإذا انشرح القلبُ بالإيمان وخالط بشاشة القلوب؛ فلا يقع انتكاس أو ارتداد.
قال ابن القيم: «ومتى وصل اليقين إلى القلب، امتلأ نوراً وإشراقاً، وانتفى عنه كلُّ ريب وشك وسخط وهمٍّ وغمٍّ، فامتلأ محبة لله، وخوفاً منه، ورضى به» [11].
قال الله - تعالى -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 211 - 311].
يقول العلاَّمة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -: «في هذه الآية ترتيب غريب عجيب، بالغ في الحُسْن؛ لأن السبب الأول: هو الغرور والخديعة، فتسبَّب عن الغرور والخديعة أن صغت إليه قلوبهم ومالت، ثم تسبب عن صوغ القلوب وميلها أنهم أحبوه ورضوه، ثم تسبب عن كونهم أحبوه ورضوه أن اقترفوه ... والمؤمنون يعرفون زخارف الشيطان ووحيه؛ فيتباعدون منه ويجتنبونه» [12].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومفهوم الآية أن الإيمان باليوم الآخر يحقق مجانبة الإصغاء إلى هذا الخداع والتزويق؛ فالمؤمنون بالآخرة قد استنارت بصائرهم، فنظروا في حقائق الأمور؛ فلا يهولوهم زُخرُف القول، أو معسول الكلام.
وكذا؛ فإن تربية الأمة على الاستعلاء بالإيمان، والاعتزاز بالإسلام ولزوم السُّنة، لَيُحقق مَنَعة وسلامة من الشبهات؛ فالشبهات تَعْلق بالقلوب الضعيفة والنفوس المنهزمة؛ فهي محل قابل لتلك الشبهات، وكم جرَّت الهزيمة النفسية من ضعف وخَوَر، وانسياق مع الشبهات، وانصياع للاعتراضات!
ومن الحقائق الإيمانية التي ينبغي استصحابها في مدافعة الشبهات أن في القرآن العظيم ما يردُّ على كل مخالف، كما قال - تعالى -: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33].
قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: «لو تدبَّر إنسان القرآن كان فيه ما يردُّ على كل مبتدع وبدعته» [13]. كما أن أهل السُّنة يجزمون أن أهل البدع لا يكادون يحتجون بحجة سمعية أو عقلية إلا وهي عند التأمُّل حجة عليهم [14].
ومن الأجوبة المهمة تجاه الشبهات عموماً: الاحتجاج بمحكمات الشريعة، والتمسك بجُمَل الإسلام والسُّنة؛ إذ لا يحتج بالمتشابه المحتمل على المحكَم القطعي الجلي إلا أهل الزيغ، وقد احتفى الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بهذا الجواب المجمل، كما في رسالته المتينة: «كشف الشبهات».
ومن سبل المدافعة ما قرَّره يحيى العمراني (ت 558هـ) قائلاً: «ولا تزول الشبهة عن قلوب العامة إلا من حيث دخلت، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يزيل الشبهة من حيث علم دخولها» [15]. (ثم ساق الأدلة على ذلك).
ومما ينبغي مراعاته في هذا المقام: النظر في أحوال أرباب الشبهات، ومدافعتهم بالأسلوب الأقوم والملائم، والذي يحقق دفع الشبهة وإظهار السُّنة: «والألفاظ في المخاطبات تكون بحسب الحاجات، كالسلاح في المحاربات، فإذا كان عدو المسلمين - في تحصُّنهم وتسلُّحهم - على صفة غير الصفة التي كانت عليها فارس والروم، كان جهادهم بحسب ما توجبه الشريعة التي مبناها على تحري ما هو لله أطوع وللعبد أنفع» [16].
وقال العلاَّمة ابن الوزير (ت 840 هـ) - رحمه الله -: «المحامي عن السُّنة، الذابُّ عن حماها كالمجاهد في سبيل الله - تعالى - يُعدُّ للجهاد ما استطاع من الآلات والعدة والقوة، كما قال - تعالى -: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} [الأنفال: 06]» [17].
كما يُحذَّر من السِّباب والشتائم وبذاءة القلم واللسان أثناء معالجة الشبهات: «فإن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد» [18].
والكلام البذيء يدل على انقطاع صاحبه وقلة علمه، كما قال العمراني في الانتصار: 1/ 91. وعليه أن يجانب البغي والعدوان، ويتحرى العدل والإنصاف؛ «فالإنسان إذا اتبع العدل نُصِر على خصمه، وإذا خرج عنه طمع فيه خصمه» [19]. وليحرص على مطالعة أحوال السلف وآدابهم في التعامل مع الشبهات، وجدال المخالفين ومناظرتهم [20]، كما يتعين الرسوخ في العلم الشرعي، والتمكُّن من الفقه لدين الله تعالى، والدراية بأساليب الحوار، وطرائق دفع الشبهات، والدُرْبة على المحاورات والمناظرات.
قال ابن عبد البر: «ليس كل عالم تتأتى له الحجة، ويحضره الجواب، ويسرع إليه الفهم بمقطع الحجة ومن كانت هذه خصاله، فهو أرفع العلماء، وأنفعهم مجالسة ومذاكرة» [21].
ثم إن عليه - أولاً وأخيراً - أن يستعين بالله وحده؛ فما لم يكن بالله لا يكون، وكما قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: «لكن إذا أقبلت على الله، وأصغيت إلى حججه وبيناته، فلا تخف ولا تحزن، إن كيد الشيطان كان ضعيفاً، والعامي من الموحدين يغلب الألف من علماء هؤلاء المشركين، كما قال - تعالى -: {وَإنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 371]» [22].
--------------------------------------------------------------------------------
(*) أستاذ مشارك في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض.
[1] انظر ترجمته في علماء نجد للبسام: 1/ 277 - 293.
[2] في كتابه - المردود عليه - منهاج الكرامة، وقد سمَّاه ابن تيمية: منهاج الندامة، كما سمى مؤلفه بابن المنجِّس، ووصفه بأنه أجهل خلق الله بالسُّنة، انظر: منهاج السُّنة: 1/ 21، 4/ 127.
[3] علماء نجد للبسام: 1/ 281.
[4] مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب: 4/ 93.
[5] انظر: التدمرية، ص: 106.
[6] مجموع الفتاوى: 8/ 37.
[7] درء تعارض العقل والنقل: 1/ 357، وانظر: زاد المعاد: 3/ 639.
[8] الدرء: 3/ 162، 262.
[9] الدرء: 8/ 88.
[10] انظر: كتاب الإيمان لابن تيمية، وكتاب فقه الرد على المخالف لخالد السبت، ص: 283.
[11] مدارج السالكين: 2/ 398.
[12] العذب النمير، تحقيق: خالد السبت: 2/ 581، 584 = باختصار.
[13] أخرجه الخلاَّل في السُّنة: 1/ 547.
[14] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 6/ 254، وحادي الأرواح لابن القيم، ص: 208.
الانتصار (الجزء الأول): 1/ 94.? [15]
[16] مجموع الفتاوى لابن تيمية: 4/ 107.
[17] إيثار الحق على الخلق، ص: 20.
[18] مجموع الفتاوى: 4/ 186.
[19] الدرء: 8/ 409.
[20] انظر: كتاب فقه الرد على المخالف لخالد السبت، وقد انتفعت به في هذا المقال. ومنهج الجدل والمناظرة لعثمان علي حسن.
[21] جامع بيان العلم: 2/ 968.
[22] كشف الشبهات، ص: 39.
http://almisq.net/articles-action-show-id-407.htm(/)
من يساعدني في موضوع يصلح للدكتوراة في العقيدة
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[31 - Jan-2010, مساء 08:21]ـ
من يساعدني في موضوع يصلح للدكتوراة في العقيدة
ـ[لطفى]ــــــــ[31 - Jan-2010, مساء 08:59]ـ
اقترح للاخ موضوع العدل والتوحيد ارضية مشتركة بين المسلين
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[31 - Jan-2010, مساء 09:37]ـ
اقترح شبهات الملحدين قديما و حديثا جمعا و دراسه
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[01 - Feb-2010, صباحاً 01:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
من باب وتعاونوا على البر والتقوى، فإني أضع اقتراحي فلعلك تجد فيه بغيتك؛ وهو:
خروج عصاة الموحدين من النار وبيان أدلته والرد على المخالفين في هذا الباب.
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[01 - Feb-2010, صباحاً 07:53]ـ
جزاكم الله خيرا ونريد المزيد
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[01 - Feb-2010, صباحاً 11:19]ـ
-1 - علماء العقيدة بين السلف والخلف.
-2 - العقيدة بين النقل والعقل
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 12:06]ـ
العقيدة في منظور الطوائف الإسلامية، ومواطن النزاع بينهم
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 01:05]ـ
أرى: أن تنظر في الاتجاهات الفكرية الحديثة التي بحاجة إلى مزيد إشباع.
أو: تبحث في مدى ارتباط الاتجاهات القديمة بالحديثة.
ـ[أبو مروان]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 02:38]ـ
اقتراحي موضوع يتناول الإجاعات في باب العقيدة دراسة تحليلة نقدية تتناول في هذه الدراسة ما أجمع عليه السلف في باب العقيدة سواء كان تفسيرا للآيات والآحاديث، أو تقريرا للقواعد، ثم توظف هذه الإجماعات لرد العقائد الباطلة التي ظهرت عند الخلف.
وأعتقد أن الموضوع يصلح لدرجة الدكتوراه وهو بحث شيق و الله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلُّ ما تقدم باقتراحه الإخوة جيدٌ ولكن
اقبل نصيحة أُخيِّك:
لن تُبدِعَ وتنفعَ إلا إذا كتبتَ في موضوعٍ يدفعك إلى الكتابة فيه اهتمامُك الشخصي، وانشغالُ فكركَ به، ولديك شيءٌ يغلي في داخلك تُريدُ إخراجه بشأنه
فعُدْ إلى نفسِك تجد بُغيتَك، وترَ طلبتك.
وفقكم الله تعالى إلى ما فيه خيركم والمسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 06:30]ـ
وأنا أيضا أضع لك فكرة أخرى عسى أن تنتفع بها:
ضعف الدولة الإسلامية وأثره في ظهور الفرق المنحرفة
في الدولة العباسية/ الأموية/ في التاريخ الإسلامي
وفقك الله تعالى
ـ[جمانة انس]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 08:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلُّ ما تقدم باقتراحه الإخوة جيدٌ ولكن
اقبل نصيحة أُخيِّك:
لن تُبدِعَ وتنفعَ إلا إذا كتبتَ في موضوعٍ يدفعك إلى الكتابة فيه اهتمامُك الشخصي، وانشغالُ فكركَ به، ولديك شيءٌ يغلي في داخلك تُريدُ إخراجه بشأنه
فعُدْ إلى نفسِك تجد بُغيتَك، وترَ طلبتك.
وفقكم الله تعالى إلى ما فيه خيركم والمسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشك ان الدكتوراه مرحلة البحث و التخصص الدقيق
و عندما يكون في العقيدة يصبح اكثر دقة و اهمية
و لا يمكن للباحث الا ان يختار ما يصادف انسجاما و توافقا مع قلبه و عقله و علمه
وما ذكرتم من الملاحظات صحيح
----
لكن ما بدأ يدرج عليه بعض الباحثين من الا ستشاره
امر مثمرحقا و صدقا
و لاشك ان السؤال يوجه بالاساس للمختصين
و تد خل غيرهم لن يضر بل قد يفيد
فربما فتحوا للباحث افاقا او لفتوا نظره الى امر
وهذا من اعظم فو ائد النت
اذ يتاح للبا حث الا طلاع على كم واسع من اراء المختصين وغيرهم
في اماكن مختلفة من العالم
مما يوسع امامه دائرة الا ختيارات
و يفتح امامه الا فاق
وان كان قد لا ياخذ بشيء منها ااو يا خذ غيره
او تقود ملا حظة الى مو ضوع ما
لذا فهو تقليد حد يث لا اعتبره ضعفا
بل نضجا و استعراضا للسوق العلمية
-ان صح التعبير-
--------------------
---------------------
اقتراحي
-----
دراسة حوار القران لاصحاب العقائد الا خرى بانواعها
ويمكن تقسيمه لابواب على اساس اسماء الفرق الكبرى
او على اساس مضمون العقائد التي نا قشها القران
-----
المو ضوع له اهمية معاصرة اذ يفيد من يعيش بيننا من هؤلاء الذين حاورهم القران
له صلة بالعقيدة و الدعوة
وبالتفسير
وبالفقه
وبمقارنة الا ديان
وهو مو ضوع قديم متجدد
يمكن ان يكتب فيه اكثر من باحث
اذ افاقه واسعه
و هو محدد ايضا من حيث اسئلته الا ساسية
----
اسمحوا لي اذا بالغت في التعريف و في المدح للمو ضوع
فكل تاجر يمدح بضاعته
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 07:17]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 11:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن ما بدأ يدرج عليه بعض الباحثين من الا ستشاره
امر مثمرحقا و صدقا
و لاشك ان السؤال يوجه بالاساس للمختصين
و تد خل غيرهم لن يضر بل قد يفيد
فربما فتحوا للباحث افاقا او لفتوا نظره الى امر
بلا ريب، الكلامان متكاملان
ولكن القضية ـ ولي فيها تجارب ـ أن كثيراً من طلاب الماجستير، وعدداً أقلّ من طلاب الدكتوراه
يريدونها (مقشَّرة) كما يُقال.
ولا أظنّ بالأخ السائل إلا أنه ليس ممن ذكرتُ، والنصائحُ مصابِحُ
وهي بمجموعها ذات منفعة له
وفقه الله والجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 11:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلا ريب، الكلامان متكاملان
ولكن القضية ـ ولي فيها تجارب ـ أن كثيراً من طلاب الماجستير، وعدداً أقلّ من طلاب الدكتوراه
يريدونها (مقشَّرة) كما يُقال.
ولا أظنّ بالأخ السائل إلا أنه ليس ممن ذكرتُ، والنصائحُ مصابِحُ
وهي بمجموعها ذات منفعة له
وفقه الله والجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلا هكذا الا مور في بعض الحالات
واتذكر كم اتعبونا ايام الدراسة حتى اعتمدوا ابحا ثنا
حتى كنا نظن بهم العجز عن اقتراح بحوث
لكن فيما بعد فهمنا ان الهدف لم يكن تعجيزيا
انما لتفتيح افاق الذهن لا ستشكاف قضايا تصلح للبحث و الدرس
حيث كان لذلك اثره الكبير فيما بعد
---
اما الان فتغيرت الامور
لا ادري اضعف في المستويات ام تطور الا مور فرض ذلك
ومع تسهيلات النت تغيرت كثير من الا مور
---
و لا شك ان للجامعات الخاصة وجامعات بعض الدول الفقيرة
اكبر الا ثر في اعتماد الهدف التجاري
و تسهيل الا مور الى حد فقد المعنى و الجوهر
---
كذلك مراكز البحث التجارية التي اخذت من الغش مهنة
تسترزق منها بكتابة البحوث و المساعدة في تفاصيل المنا قشة
كان لذلك دور كبير في تراجع المستويات
حتى في جامعات عربية قديمة -ولن اقول عر يقة-
--------------
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 05:21]ـ
أرى - وفقكَ الله -، التالي:
نظرية المعرفة، و موقف العقيدة الإسلاميّة منها ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 11:10]ـ
== كذلكَ: البنيوية أمام موقف عقائدي، أو بشكلٍ أوسع: مناهج النقد الأدبي تحت المنظور العقائدي ..
ـ[جذيل]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 11:37]ـ
المستشرقون وأثرهم في الفكر العصراني
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Feb-2010, صباحاً 01:05]ـ
وما رأيك ب: مستقبل الإسلام كما ترسمه الأحاديث والآثار النبوية
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[03 - Feb-2010, صباحاً 08:00]ـ
جزيتم جميعا خيرا ووفقكم الله وبارك فيكم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 10:40]ـ
أرى - وفقكَ الله -، التالي:
نظرية المعرفة، و موقف العقيدة الإسلاميّة منها ..
اقتراح جيد
وأقترح أيضاً
عقيدة الإمام ابن حزم بين أنصاره وخصومه والرد على من اتهمه بالتجهم في باب الأسماء والصفات
ولو أحببت يمكنني اقتراح خطة للبحث وبعض المراجع اللازمة
والحمد لله أنك في بلاد لا تقدس المعارضين لعقيدة ابن حزم:):)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 11:25]ـ
اقتراح جيد
أينَ وعدكَ بكتيّب نظرية المعرفة لابنِ عقيلِ الظاهري؟ و يا ريت تضع معهُ (العقلُ اللُغوي) لهُ، فإنّي بحاجةٍ إليه للضرورة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 11:40]ـ
أينَ وعدكَ بكتيّب نظرية المعرفة لابنِ عقيلِ الظاهري؟ و يا ريت تضع معهُ (العقلُ اللُغوي) لهُ، فإنّي بحاجةٍ إليه للضرورة.
بارك الله فيك
ذكرتني بنظرية المعرفة (كتيبان لا واحد)
قريبا ً إن شاء الله
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 11:41]ـ
أقترح عليك أحكام "الوساوس و الأوهام و أثرها في الإسلام"
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 01:31]ـ
ذكرتني بنظرية المعرفة (كتيبان لا واحد)
قريبا ً إن شاء الله
يا عيني، و ليه نسيت (العقل اللغوي)؟ .. لو تتفضّل علينا فيه بكون ممنونك ..
احنا مش بنقول: ..
التباريح ..
و تباريح التباريح ..
و كيف يموت العُشاق؟
شغلات بسيطة يا عمّي، أنا بحب ابن حزم أوي:)
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 08:09]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ايمن شعبان]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 11:01]ـ
أثر العقيدة فى صلاح الأمة ومنهج للتطبيق العملي
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 10:30]ـ
العنوان: منهج أهل السنة في موالاة ومعاداة أهل الأديان والفرق والتكتلات.
الفصل الأول: الأمور المتفق عليها بين أهل السنة وأهل الأديان والفرق والتكتلات، والحقوق المترتبة عليها تجاههم، وحكم الموالاة على ضوئها.
الفصل الثاني: الأمور المختلف فيها بين أهل السنة وأهل الأديان والفرق والتكتلات وحكم المعاداة على ضوئها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الثالث: ضوابط موالاة ومعاداة أهل الأديان والفرق والقوميات والتكتلات وفق المقاصد الشرعية.
الفصل الرابع: المسائل التي وافق فيها بعض الأديان والفرق والتكتلات أهل السنة في مسائل العقيدة ووسائل استخدامها في الرد على البعض الآخر.
الفصل الخامس: ضوابط موالاة ومعاداة أهل الأديان والفرق والتكتلات ضد بعضهم البعض حسب ما نتفق ونختلف معهم فيه.
الفصل السادس: مستويات العداوة بين أهل السنة وغيرهم من الأديان والفرق والتكتلات.
الفصل السابع: أخطاء في موالاة ومعادة أهل الأديان والفرق.
الفصل الثامن: أولويات الدعوة الإسلامية في واقع الجماعات الإسلامية.
الفصل التاسع: نحو صياغة فكر إسلامي صحيح يجمع على السنة والعقيدة الصحيحة.
الفصل العاشر: تقاطع المصالح بين أهل السنة وأهل الأديان والفرق والتكتلات، والوصايا المتعلقة بها.
الفصل الحادي عشر: التطبيقات الواقعية:
تطبيقات سياسية، تطبيقات إعلامية، تطبيقات تعليمية، تطبيقات عسكرية، تطبيقات اجتماعية ... الخ. والتي هي بمثابة الوصايا المترتبة على نتائج الرسالة.
هذه الفصول في لب الرسالة؛ وإلا فإنك ستبدأ بفصول توضيحية توضح:
1 - مفهوم أهل السنة والجماعة والأهداف المقاصد الشرعية المترتبة عليه.
2 - مفهوم التكتلات وأنواعها: عرقية، حزبية، لغوية، وطنية، عملية ... الخ وأحكامها الشرعية.
3 - مفهوم الفرق وأصولها ومستوياتها.
4 - مفهوم الأديان واصولها ومستوياتها.
أهداف الرسالة:
1 - بيان أن عقيدة أهل السنة هي العقيدة الوسطى بين الأديان والفرق والتي يمكن أن يجتمع عليها البشر.
2 - ضبط الولاء والبراء حتى لا يجنح نحو معاداة الأولياء أو موالاة الأعداء وإعطاء كل ذي حق حقه ومعاداة كل معتدٍ بما يستحق.
3 - مراعاة حقوق المسلمين وغيرهم وحفظها من الضياع وعدم الفجور فيها حال الاختلاف.
4 - وضع خطوط عريضة للتشكيلات والتكتلات والاتفاقات الاجتماعية والدولية بين أهل السنة وغيرهم وضوابطها.
5 - وضع خطوط عريضة لصياغة فكر إسلامي يجمع ولا يفرِّق ويراعي مواضع الاتفاق بيننا وبين غيرنا في الخطاب والدعوة لنضمن أنصاراً جدداً ونسلم من عداوات لا طائل من ورائها.
6 - وضع خطوط عريضة لإشغال أهل الأديان والفرق ببعضهم ونصر مسألة في العقيدة من خلال تحريض من يوافقنا فيها على من يخالفنا، وكما قيل في المثل: فرِّق تسد.
7 - التخفيف من الضغوط الدولية والفكرية والتجمعات الكفرية والبدعية على أهل السنة وتفريق الفكر الشيطاني، ثم استخدام هذه الدول والأفكار والتجمعات لنصرة الأفكار العقدية الصحيحة.
8 - بيان فضل أهل السنة على غيرهم من الأديان والفرق، فلولا أهل السنة لذاب أهل البدع في الأديان، ولولا أهل الإسلام لذاب أهل الأديان في الإلحاد، ولهلك من في الأرض. فمثلاً: فضل المسلمين على النصارى في قمع اليهود والرد عليهم، ثم أوجه المقاربة بين الإسلام والنصرانية وكيف نستثمر هذا التقارب في محاربة اليهود ومحاربة الإلحاد والفجور وسب الأنبياء واستعباد العالمين.
9 - التأسيس للخلافة الإسلامية وقيادة الناس على ضوء العقيدة الإسلامية الصحيحة بصياغة فكر توضع على أساسه الاستراتيجية العامة للسياسة الداخلية والخارجية، على افتراض أن هذه الخلافة ستحوي جميع البلدان الإسلامية وستتعامل مع جميع الفرق الموجودة فيها، وسيكون لها علاقات خارجية مع الكفار في الحرب والسلم.
لا شك أن هذا التقسيم يحتاج إلى سبر وصياغة متعمقة لتكون الخطة سهلة وميسرة وواضحة.
وأجزم لك أخي بأن الأمة بحاجة إلى هذه الرسالة لتعرف عدوها من صديقها، ولتستطيع تكوين جبهة داخلية، وليسهل عليها السباحة في البحر الخارجي الممتلئ بسفن الحرب المحاربة، ولتسلم من الفتن المفتعلة في عالمها، ولتتفرغ فيما ينفعها ويرفع من شأنها، بدلاً من الاحتراب الداخلي واستصناع أعداء لا طائل من إثارتهم، ولتخفف من وطأة الإجماع الدولي عليها وعلى دينها، ولنضبط ألسنتنا وقراراتنا في تعاملنا مع الجماعات والفرق الإسلامية والتي تجنح أحياناً إلى ظلمهم وعدم أداء حقوقهم التي أوجبها الله علينا في نصرتهم على الحق، ولننقذ أهل الأديان الأخرى من التيه والاستعباد الذي تفرضه عليهم قوى الشرك والإلحاد والكفر والشيطان.
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[12 - Feb-2010, صباحاً 07:18]ـ
جزاكم الله ألف خير وبارك الله فيكم وسدد خطاكم على طريق الحق
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[13 - Feb-2010, مساء 01:39]ـ
لو أخذْتَ مخطوطًا وحقّقته لأفدْتَ وأجدْتَ، فالموضوعاتُ والدراسات كثيرة، ولكن كُتُب علماء المسلمين ضائعة، فلو أخرجْتَ كتابًا مِنْ كُتُب العلماء، وبذَلْتَ فيه جهدًا وأخرجْته من الظلمات إلى النور لانتفعْتَ ونفعْت.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[13 - Feb-2010, مساء 01:43]ـ
لو أخذْتَ مخطوطًا وحقّقته لأفدْتَ وأجدْتَ، فالموضوعاتُ والدراسات كثيرة، ولكن كُتُب علماء المسلمين ضائعة، فلو أخرجْتَ كتابًا مِنْ كُتُب العلماء، وبذَلْتَ فيه جهدًا وأخرجْته من الظلمات إلى النور لانتفعْتَ ونفعْت.
اقتراح كريم
لكن بشرط ان يتضمن قسما دراسيا معمقا للمخطوط
حيث ان الجامعات الر صينة
لاتقبل تحقيق المخطوط لدرجة الدكتوراه
الا ان
كان مخطوطا مهما
واشتمل على قسم دراسي معمق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هطول المطر]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 12:20]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 05:18]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 09:58]ـ
المقامات والاحوال عند الصوفية " عرض وتقويم "
أو المقامات والأحوال بين أهل السنة والصوفية .. دراسة مقارنة ..
الموضوع نافع و جدير بالبحث .. وفيه مادة علمية وفيرة ..
اسأل الله التوفيق للجميع ..
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 10:28]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 04:49]ـ
مرتبة الصِّدِّيقيَّة في الاسلام
ـ[مروان العشيري]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 04:56]ـ
شرك الأولين والآخرين مقارنة وحكم
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 11:48]ـ
أقترح هذا العنوان /
منهج الشيخ عبدالله الجبرين في تقرير العقيدة
ـ[هطول المطر]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 03:17]ـ
للرفع
ـ[عبد العليم الأثري]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 01:05]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم لقد جمعت الاثار العقدية للصحابة وكذلك للتابعين وللأئمة الاربعة ولم ار من جمع الاثار العقدية لأتباع التابعين ومن بعدهم الي طبقة مشيخة الامام احمد وجمع اقوال هذه الطبقة واستقصاء ذلك (مع التخريج والحكم على الاسانيد) نافع جدا لمعاصرتهم الكثير من المبتدعة وردهم عليهم ولتكتمل الجهود.
ـ[الكتاب]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 05:01]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى،أقترح كتاب بعنوان (توحيد الألوهية بين مذاهب أهل الكتاب صابئة ونصارى ويهودية)
ـ[هطول المطر]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 04:30]ـ
هل من جديد؟ ...
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:04]ـ
جزى الله الإخوة خير الجزاء على ما أفادوا وأجادوا
وأود التنبيه على أنَّ بعض الإخوة يطرح موضوعًا انقدح في ذهنه قد تناوله أكثر من طالب في أكثر من رسالة. وبعض العناوين هي جزء جاءت في فصل أو باب من رسالة علمية. وبعض العناوين أُشبعت في رسالة لكن جاءت بعنوان آخر.
بل وللأسف أن بعض الرسائل تكررت في جامعتين سعوديتين. مثلاً (التبرك) سُجِّل في رسالتين: دكتوراة، وماجستير. ومنهج الحافظ ابن حجر في العقيدة في فتح الباري سجل في رسالتين أيضًا.
والمشكلة الأخرى أنَّ بعض العناوين جاءت مفرقة في بحوثٍ لأساتذة. مثل ماذكره الإخوة في قضية المعرفة، حيث تطرق لها أكثر من أستاذ في بحوث ترقية كأحمد الحمدان وعبدالله القرني فيما أذكر، ومنها ما سجله طالب في الإمام بعنوان نظرية المعرفة في الفلسفة الأوربية خلال القرنين 17 و 18م .. بعدها يقف الطالب الذي يريد الاستفادة والإفادة حائرًا ما هو الجديد الذي سيأتي به!!
أما الذي يسلك مسلك التجميع والترقيع، فهذا لن يتأخر في تسجيل موضوع بمجرّد أن ينظر في أكثر من رسالة ويستلَّ منها بعض الفصول والأبواب ويدرجها تحت موضوع جديد ويبحث بحثًا أكثره تقليد.
والحل في هذا الأمر، أن يُحدد الطالب ميوله: أديان، مذاهب، عقيدة ثم يوجّه السؤال إلى أساتذة الأقسام الذين يدركون حجم العوائق مع معرفتهم بما سُجِّل وما لم يُسجَّل، بل بمعرفتهم للنظائر الموجودة لهذه الرسالة.
والموضوع الذي أقترحه سأدفعه برسالة خاصة إلى كاتب السؤال:)
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:16]ـ
وأقترح أيضاً
عقيدة الإمام ابن حزم بين أنصاره وخصومه والرد على من اتهمه بالتجهم في باب الأسماء والصفات
إلى أن يُسجَّل هذا الموضوع أرجو منكم أن تُبينوا لي أدلة براءة ابن حزم من التعطيل.(/)
شعب الإيمان
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[01 - Feb-2010, صباحاً 01:57]ـ
الإيمان قول و عمل
فمن القول:
1لا إله إلا الله
2و سبحان الله
3و الحمد لله
4و الله أكبر
5و لا حول و لا قوت إلى بالله
6و بسم الله
7و لبيك اللهم لبيك
8و التوبة
9و الإستغفار
10و بارك الله
11و التعوذ
12و السلام
13و الترحم
14و الإسترقاء
15و الترضي
16و الصلاة
17و الإستعانة
18و الثناء على الله
19و التمجيد
20و الإستهداء
21و قراءة القرآن
22و تشميت العاطس
23و صدق الحديث
24و الأمر بالمعروف
25و النهي عن المنكر
و من الأعمال:
1إستقبال القبلة
2و القيام في الصلاة
3و الركوع
4و السجود
5و الإشارة بالسبابة
6و الإطمأنان
7و الجلوس
8و وضع اليمين على الشمال في الصلاة
9و الغسل
10و الوضوء
11و غض البصر
12و كف الأذى
13و المصافحة
14و الصبر
15و الرضى بالقضاء
16و الرحمة بالخلق
17و الحب في الله
18و البغض في الله
19و الخوف من الله
20و رجاء رحمة الله
21و سماع القرآن
22و الصدقة
23و اليقين
24و الصوم
25و التوبة
26و الحياء
27و لزوم الجماعة
28و كثرة الخطى إلى المساجد
29و إنتضار الصلاة
30و الصحور في الصوم
31و الذبح
32و قص الأظافر
33و نتف الإبط
34و حلق العانة
35و إرخاؤ اللحية
36و قص الشارب
37و إنتقاص الماء
38و الإستجمار
39و السواك
40و ستر العورة
41و أداؤ الأمانة
42و العفو
43و نصرة المضلوم
44و تغيير المنكر باليد(/)
ملخص الفرق بين الملهم والنبي والرسول
ـ[هشام مشالي]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 01:21]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد تعددت تعريفات العلماء للنبي، كما تعددت تعبيراتهم في التفريق بينه وبين الرسول، وفيما يلي أهم المحاور التي دار حولها كلامهم:
1 - لا يكون الشخص نبيًا إلا بالاصطفاء الرباني.
2 - لا تثبت النبوة إلا بوحي (إنباء) من الله لهذا الشخص، وقد يكون الوحي بواسطة (كجبريل) أو بغير واسطة (كالرؤيا والإلهام)، فيعلم الشخص: اصطفائه للنبوة، والشرع الواجب عليه اتباعه، وما يشاء الله أن يعلمه.
3 - النبي مبعوث (مرسل) من الله إلى من شاء من خلقه؛ ليخبر (ينبأ) عن الله ما أوحي إليه من كونه نبيًا، وغير ذلك من أنباء الغيب والشرائع والحكم.
4 - النبي معصوم، لا يصدر في أقواله وأفعاله المبينة للشرع إلا عن الله.
5 - النبي مؤيد من الله بالآيات والبراهين الدالة على صدق نبوته، والمؤكدة لعصمته.
6 - ليس كل ما أُوحي إليه الوحي العام (مطلق الإنباء) يكون نبيًا، فإنه قد يُوحى إلى غير الناس، قال تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتًا ومن الشجر ومما يعرشون}، وقد يُوحى إلى الأطفال والنساء والصالحين من أتباع الرسل، قال تعالى عن يوسف وهو صغير: {فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}، وقال تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه}، وقال تعالى: {وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي}، وفي الصحيحين عن النبي r أنه قال: "لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر" ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)).
وهؤلاء المحدثون الملهمون ليسوا بأنبياء معصومين مصدقين في كل ما يقع لهم؛ فإنه قد يوسوس لهم الشيطان بأشياء لا تكون من إيحاء الرب، بل من إيحاء الشيطان، وإنما يحصل الفرقان بما جاءت به الأنبياء؛ فهم الذين يفرقون بين وحي الرحمن ووحي الشيطان، فالعصمة ثابتة لهم دون غيرهم ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)).
7- بناءً على ما سبق فإن مصطلح النبي لا يثبت لأحد إلا بتوقيف من الشرع، ولا يكفي في إثبات النبوة التحديث والإلهام، ويؤكده قول النبي r: " لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر" ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)).
8- الرسول أخص من النبي، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا.
9 - اختلف العلماء في تحديد الفارق بين النبي والرسول، والراجح: التفريق بينهما من جهة المخاطبين، فالمبعوث إلى الكفار هو النبي الرسول، والمبعوث إلى المؤمنين هو النبي غير الرسول، ومستند هذا الفارق هو كون آدم u أول الأنبياء، وكون نوح u أول الرسل، والفارق الظاهر بينهما هو: طروء الشرك على البشرية في عهد نوح u([4] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)).
10- النبوة -والرسالة بالتبع- ختمت بالنبي محمد r، دل على ذلك محكم الكتاب والسنة، وإجماع الأمة.
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.
[/ URL]([1]) البخاري (3486)، ومسلم (2398).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)([2]) انظر: "النبوات" تحقيق د/ محمد يسري سلامة ص474 - 476.
([3]) البخاري (3486) من طريق زكرياء بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4"] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)([4]) انظر: "النبوات" تحقيق د/ محمد يسري سلامة ص485.(/)
احتاج مساعدة في البحث عن كتاب شامل في العقيدة والتوحيد
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 02:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
احتاج مساعدة من ذوي الخبرة في البحث عن كتاب في العقيدة والتوحيد شامل مشروح شرح جيد وواضح ...
ولكم الدعوات الدعوات في ظهر الغيب ..(/)
كلمة أخرى حول منع الإسلام تحديد سن الزواج للشيخ العبَّاد
ـ[مكاوي]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 03:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((كلمة أخرى حول منع الإسلام تحديد سن الزواج)) وهذا نصه:
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فقد سبق أن كتبت كلمة بعنوان: ((لا تحديد في الإسلام لبدء سن الزواج ولا لانتهائه)) نُشرت في 3/ 9/1430هـ، ومما قلت فيها: ولم يأت في الشرع تحديد سن الزواج ابتداءً وانتهاءً، فللرجل أن يتزوج الصغيرة، وله أن يتزوج الكبيرة ولو تباعد ما بينهما في السن، والرجال والنساء يتفاوتون في البلوغ سرعةً وتأخراً، وذكرت أن البلوغ بالسنين يكون بخمس عشرة سنة وأنه العلامة الواضحة للحد الفاصل بين الصغير والكبير من الرجال والنساء، وأنه قد يحصل البلوغ قبله بعلامات خفية كالاحتلام ونبات شعر خشن حول القبل والحيض، وأن من حصل له شيء من ذلك قبل سن الخامسة عشرة فهو بالغ، وذكرت الأدلة على ذلك، وذكرت أنه قد دل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل العلم على جواز نكاح الكبير الصغيرة ولو كانت دون سن البلوغ أو بلغت وتباعد ما بينهما في السن، ثم ذكرت هذه الأدلة وهي ثلاث آيات من كتاب الله وحديثان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثران عن عمر وأثر عن عثمان رضي الله عنهما، ونقلت حكاية إجماع أهل العلم على ذلك عن محمد بن نصر المروزي وابن المنذر والنووي، وذكرت بعض المحاذير التي تترتب على منع الزواج بالصغيرة، وذكرت أنه ليس مع الذين ينادون بما زعموه تنظيما بتحديد سن الزواج إلا وجود بعض حالات شاذة من زواج الصغيرات لم يحالفها التوفيق وانتهت بالطلاق مع أن الزواج بالصغيرات قليل، فلا تتخذ ذريعة إلى المنع من زواج الصغيرات؛ فإن فشل النكاح يوجد بكثرة في نكاح غير الصغيرات، ومثل ذلك ما ذُكر من علة عليلة وهي أن بعض مدمني المخدرات يقدمون على تزويج بناتهم الصغيرات ليحصلوا بشيء من مهورهن على المخدرات، فلا يجوز الإقدام على تبديل أو تعديل ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع من عدم تحديد سن الزواج، بل الواجب الاستسلام والانقياد لما دلت عليه الأدلة دون اعتراض عليها أو تقييد لها، كما قال الله عز وجل: چ?????پپپپ????????????ٹٹ ٹٹچ، وقال: چڑککککگگگگ???چ، وقال: چ??????ہہچ، وقال: چ????????????????????????????? ?چ.
وقد كتبت الكلمة السابقة بناء على ما نُشر في بعض الصحف أن هيئة حقوق الإنسان في المملكة بالتنسيق مع وزارة العدل بصدد وضع تنظيم لتحديد سن الزواج، وقد بلغني أن هيئة حقوق الإنسان بالمملكة مازالت تسعى إلى تحديد سن الزواج وهو استمرار في السعي للوصول إلى أمر منكر، والواجب أن يكون عمل الهيئة متجهاً إلى تصدير النور والهدى الذي جاء به الإسلام في حقوق الإنسان، لا أن تستورد الظلام والعمى؛ لأن عدم تحديد سن الزواج دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، والتحديد فيه مخالفة لتلك الأدلة وهو من محدثات القرن الرابع عشر الهجري، وقد جاء في قرار هيئة كبار العلماء رقم (179) وتاريخ 23/ 3/1415هـ إنكار هذا التحديد، وكذا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم (18734)، وقد وصف شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من رأى تحديد السن في الزواج بأنه ظلم نفسه وشرع للناس ما لم يأذن به الله، جاء ذلك في كلمة له بمناسبة ما نشرته صحيفة الرياض برقم (4974) عن مشروع قانون الأحوال الشخصية في الإمارات، وفيه: ((فبالنسبة لعقود الزواج يشترط مشروع القانون ألا يقلَّ عمر الفتى عن ثمانية عشر عاماً وعمر الفتاة عن ستة عشر عاماً ... كما لا يجوز بالنسبة لمن تجاوز الستين عاماً عقد زواج إلا بإذن المحكمة، خاصة عندما يكون فارق السن بين الطرفين يتجاوز نصف عمر الأكبر منهما))، قال الشيخ رحمه الله كما في مجموع فتاواه (4/ 126): ((لما كان ذلك يخالف ما شرعه الله جل وعلا أحببت التنبيه لبيان الحق، فالسن في الزواج لم يقيَّد بحد معين لا في الكبر ولا في الصغر، والكتاب والسنة يدلان على ذلك؛ لأن فيهما الحث على الزواج والترغيب فيه من دون تقييد بسن معينة)) ثم ذكر بعض الأدلة من الكتاب والسنة على عدم التحديد وقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((فليس لأحد أن يشرع غير ما شرعه الله ورسوله ولا أن يغير ما شرعه الله ورسوله، لأن فيه الكفاية، ومن رأى خلاف ذلك فقد ظلم نفسه وشرع للناس ما لم يأذن به الله، وقد قال عز وجل ذاماً لهذا الصنف من الناس: چھےے?????????چ الآية، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه، وفي رواية مسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وعلقه البخاري في الصحيح جازما به ... ))، والأخذ بتحديد سن الزواج الذي يستورد كما أن فيه المعصية لله لمخالفة الكتاب والسنة والإجماع، فهو أيضاً لا يكفي الغربيين لا هو ولا غيره من سفور النساء واختلاطهن بالرجال وغير ذلك، ولا يكفيهم إلا شيء واحد أخبر الله عنه بقوله: چ?????پپپپ????????????ٹٹٹٹ???? ?????چ، وقد قال الله عز وجل: چ?????چ، وقال: چ?????چ.
وإن تحقق لهيئة حقوق الإنسان ما سعت إليه من إصدار تنظيم بتحديد سن الزواج فهو إساءة منها إلى خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله لإحداثها هذا الأمر المنكر في عهده، والواجب عليها ترك هذا السعي غير الحميد لتسلم من أن تكون مفتاحاً للشر ويسلم خادم الحرمين من الإساءة إليه.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وحكومته ورعيته إلى كل ما تحمد عاقبته في الدنيا والآخرة، والسلامة من كل ما يعود ضرره على الجميع في العاجل والآجل، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/kalema_zawag/kalema_zawag.doc?attredirects= 0)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/kalema_zawag/kalema_zawag.pdf?attredirects= 0)
...
وفي المقال إشارة مقال الشيخ ((لا تحديد في الإسلام لبدء سن الزواج ولا لانتهائه))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/zawag.doc?attredirects=0)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/zawag.pdf?attredirects=0)
...
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 10:21]ـ
بارك الله تعالى فيك يا أخى وجزاك خيرًا
وحفظ الله تعالى الشيخ عبد المحسن العباد وبارك فيه وفي علمه.
هذا هو المقال مكتوب فيه الأيات الكريمة بطريقة صحيحة.
زادك الله تعالى علمًا وحبًا لعلماء أهل السنة.
----------------------------------------
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فقد سبق أن كتبت كلمة بعنوان: ((لا تحديد في الإسلام لبدء سن الزواج ولا لانتهائه)) نُشرت في 3/ 9/1430هـ، ومما قلت فيها: ولم يأت في الشرع تحديد سن الزواج ابتداءً وانتهاءً، فللرجل أن يتزوج الصغيرة، وله أن يتزوج الكبيرة ولو تباعد ما بينهما في السن، والرجال والنساء يتفاوتون في البلوغ سرعةً وتأخراً، وذكرت أن البلوغ
بالسنين يكون بخمس عشرة سنة وأنه العلامة الواضحة للحد الفاصل
بين الصغير والكبير من الرجال والنساء، وأنه قد يحصل البلوغ قبله بعلامات خفية كالاحتلام ونبات شعر خشن حول القبل والحيض، وأن من حصل له شيء من ذلك قبل سن الخامسة
عشرة فهو بالغ، وذكرت الأدلة على ذلك، وذكرت أنه قد دل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل العلم على جواز نكاح الكبير الصغيرة ولو كانت دون سن البلوغ أو بلغت وتباعد ما بينهما في السن، ثم ذكرت هذه الأدلة وهي ثلاث آيات من كتاب الله وحديثان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثران عن عمر وأثر عن عثمان رضي الله عنهما، ونقلت حكاية إجماع أهل العلم على ذلك عن محمد بن نصر المروزي وابن المنذر والنووي، وذكرت بعض المحاذير التي تترتب على منع الزواج بالصغيرة، وذكرت أنه ليس مع الذين ينادون بما زعموه تنظيما بتحديد سن الزواج إلا وجود بعض حالات شاذة من زواج الصغيرات لم يحالفها التوفيق وانتهت بالطلاق مع أن الزواج بالصغيرات قليل، فلا تتخذ ذريعة إلى المنع من زواج الصغيرات؛ فإن فشل النكاح يوجد بكثرة في نكاح غير الصغيرات،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل ذلك ما ذُكر من علة عليلة وهي أن بعض مدمني المخدرات يقدمون على تزويج بناتهم الصغيرات ليحصلوا بشيء من مهورهن على المخدرات، فلا يجوز الإقدام على تبديل أو تعديل ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع من عدم تحديد سن الزواج، بل الواجب الاستسلام والانقياد لما دلت عليه الأدلة دون اعتراض عليها أو تقييد لها، كما قال الله عز وجل: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)، وقال: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وقال: (وَمَا ءاتاكم الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنْهُ فانتهوا)، وقال: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).
وقد كتبت الكلمة السابقة بناء على ما نُشر في بعض الصحف أن هيئة حقوق الإنسان في المملكة بالتنسيق مع وزارة العدل بصدد وضع تنظيم لتحديد سن الزواج، وقد بلغني أن هيئة حقوق الإنسان بالمملكة مازالت تسعى إلى تحديد سن الزواج وهو استمرار في السعي للوصول إلى أمر منكر، والواجب أن يكون عمل الهيئة متجهاً إلى تصدير النور والهدى الذي جاء به الإسلام في حقوق الإنسان، لا أن تستورد الظلام والعمى؛ لأن عدم تحديد سن الزواج دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، والتحديد فيه مخالفة لتلك الأدلة وهو من محدثات القرن الرابع عشر الهجري، وقد جاء في قرار هيئة كبار العلماء رقم (179) وتاريخ 23/ 3/1415هـ إنكار هذا التحديد، وكذا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم (18734)، وقد وصف شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من رأى تحديد السن في الزواج بأنه ظلم نفسه وشرع للناس ما لم يأذن به الله، جاء ذلك في كلمة له بمناسبة ما نشرته صحيفة الرياض برقم (4974) عن مشروع قانون الأحوال الشخصية في الإمارات، وفيه: ((فبالنسبة لعقود الزواج يشترط مشروع القانون ألا يقلَّ عمر الفتى عن ثمانية عشر عاماً وعمر الفتاة عن ستة عشر عاماً ... كما لا يجوز بالنسبة لمن تجاوز الستين عاماً عقد زواج إلا بإذن المحكمة، خاصة عندما يكون فارق السن بين الطرفين يتجاوز نصف عمر الأكبر منهما))، قال الشيخ رحمه الله كما في مجموع فتاواه (4/ 126): ((لما كان ذلك يخالف ما شرعه الله جل وعلا أحببت التنبيه لبيان الحق، فالسن في الزواج لم يقيَّد بحد معين لا في الكبر ولا في الصغر، والكتاب والسنة يدلان على ذلك؛ لأن فيهما الحث على الزواج والترغيب فيه من دون تقييد بسن معينة)) ثم ذكر بعض الأدلة من الكتاب والسنة على عدم التحديد وقال: ((فليس لأحد أن يشرع غير ما شرعه الله ورسوله ولا أن يغير ما شرعه الله ورسوله، لأن فيه الكفاية، ومن رأى خلاف ذلك فقد ظلم نفسه وشرع للناس ما لم يأذن به الله، وقد قال عز وجل ذاماً لهذا الصنف من الناس: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) الآية، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه، وفي رواية مسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وعلقه البخاري في الصحيح جازما به ... ))، والأخذ بتحديد سن الزواج الذي يستورد كما أن فيه المعصية لله لمخالفة الكتاب والسنة والإجماع، فهو أيضاً لا يكفي الغربيين لا هو ولا غيره من سفور النساء واختلاطهن بالرجال وغير ذلك، ولا يكفيهم إلا شيء واحد أخبر الله عنه بقوله: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) وقد قال الله عز وجل: (قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ)، وقال: (فَمَاذَا بَعْدَ الحق إِلاَّ الضلال).
وإن تحقق لهيئة حقوق الإنسان ما سعت إليه من إصدار تنظيم بتحديد سن الزواج فهو إساءة منها إلى خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله لإحداثها هذا الأمر المنكر في عهده، والواجب عليها ترك هذا السعي غير الحميد لتسلم من أن تكون مفتاحاً للشر ويسلم خادم الحرمين من الإساءة إليه.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وحكومته ورعيته إلى كل ما تحمد عاقبته في الدنيا والآخرة، والسلامة من كل ما يعود ضرره على الجميع في العاجل والآجل، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
15/ 2/1431هـ. عبد المحسن بن حمد العباد البدر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 01:50]ـ
جزاكم الله خيراً
وكفى الله المسلمين شر المتلصصين على الفتيا من الجهلة ...
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 01:50]ـ
نفع الله بالشيخ وبارك فيه.
ولمناسبة المقام أنقل مقالا لي فيه نقاش متواضع لجوانب من هذه القضية.
لجينيات ـ شهدت الساحة مؤخراً نقاشاً حول الزواج المبكر، أو ما يسمونه زواج القاصرات، وكان المحرك الرئيس لهذا النقاش بعض وقائع الزيجات الغريبة على هذا العصر وكالعادة: تتهافت الآراء من كل حدب وصوب، ويتدخل في هذا الموضوع من ليس أهلاً للكلام فيه، بل وترتكب العظائم بحق الدين والشريعة لأجل تبرير آراء لا مستند لها إلا الانهزام أمام الثقافات الوافدة.
بداية لا بد أن نعلم أن هذه قضية شرعية بالدرجة الأولى، ونحن في هذه البلاد المباركة: نتحاكم إلى الشريعة الإسلامية، وهي دستورنا كما تنص على ذلك أنظمة الحكم، بالتالي فإن من يصدر عن غير الشريعة أو يبرر لغيره الصدور عما سواها فلا يحق له أن يتكلم في هذه القضية، ولا أن يبدي فيها رأياً، ولو نظرنا للأمر من زاوية حرية التعبير عن الرأي: فإن عرابي الحرية ودهاقنتها في العالم اليوم، متفقون على أنها محكومة بالقانون، وأنها لا تجيز الخروج عليه، حتى في التعبير عن الرأي، ولذا يمنعون التشكيك في المحرقة احتراماً للقانون، الذي هو في الحقيقة حرية الأمة وإرادتها، إذاً فلتحترم الشريعة بصفتها دستوراً إذا لم يكن احترامها عن وازع من إيمان.
ثم ندلف إلى الحديث حول هذه المسألة، انطلاقاً من عمودها الفقري: زواج عائشة رضي الله عنها، الذي هو عمدة المؤيدين للزواج المبكر، و غصة الرافضين له، حتى تجرأوا أخيراً على إنكاره في ضرب جديد من ضروب مناوئة السنة والعبث بها!!
و إنكار خبر تزويج عائشة مع كونه في البخاري – الذي هو أصح الكتب الحديثية ومجمع على صحته عند المسلمين – منطلق من مبادئ المعتزلة الذين يكذبون الأحاديث إذا خالفت الحكم المقرر عندهم قبل ورود النص، وليس له عند أهل السنة وجه ولا مستند، ولا يتفق هذا الإنكار مع الأصول السنية أبداً!
زعم بعضهم: أنه معلول من جهة المتن، حيث القصة غير موافقة لمقاصد الإسلام! هكذا، في جرأة غريبة، وسقط من القول، فكيف بأمر من أمور الدين هو بدرجة (مقصد) يغيب عن علماء الشريعة و أئمة الدين من الصحابة ومن بعدهم الذين بلغهم الخبر وتناقلوه و تلقوه بالقبول ... ثم يدركه المعاصرون تحت وطأة الثقافة الوافدة؟ وكيف تغيب مقاصد الشريعة عن أقرب الناس عهداً برسول الله وصحابته والأئمة، ثم يدركها المتأخرون في زمن غربة الدين وتهافت المناوئين عليه؟
لا شك أن هذا الزعم (المقاصدي) هو تخرص لا زمام له ولا خطام، و ردّ المتن بعد صحة السند لا يكون بالظن والتخرص، إنما يكون بالقطع الذي يتفق عليه الناس، وإلا صار كل محق في تكذيبه السنة بدعوى مخالفتها لما يفهمه من مقاصد الدين .. وهذا يأتي على الدين من أصله، ولا يفتح هذا الباب إلا من تلبس بضلال نسأل الله العافية والسلامة.
إن من له أدنى طلعة في واقع العمل الحديثي عن أئمة الإسلام: يجدهم بالغوا في نقد الحديث، وتثبتوا غاية التثبت في أمر الأخبار والروايات، ولم يتساهلوا في تصحيح الأحاديث وتضعيفها، ولم يقبلوا الحديث ممن عظمت منزلته في الديانة حتى يضاف إلى ذلك: ضبطه وإتقانه، وسلامة ما يروي من الشذوذ والعلل القادحة، ولم تغب عنهم العلل القادحة متناً وإسناداً مهما صغرت، وهم مع ذلك: لم يجدوا في هذا الخبر ما يوجب الرد بل تلقوه بالقبول.
بعض الجاهلين من المستغربين: بلغ به العي أن ينسب الكذب إلى البخاري نفسه، لأجل وجود هذه الرواية في صحيحه، وظنه أن هذا الكتاب قد حظي بقداسة عند المسلمين من قداسة مؤلفه، في حين: أن عمل الإمام البخاري في صحيحه أشبه بالعمل الأكاديمي في هذا العصر، حيث قام بمجهود علمي في تخصص توافر علماؤه وأئمته، وكان إشراف هؤلاء العلماء على كتابه ثم تلقيهم له بالقبول بمثابة تحكيم لجنة علمية وإجازتها لمجهوده الجبار، وإلا فأشياخه لهم من المؤلفات الحديثية ما هو أكبر من كتابه، وأدعى للقبول إذا كانت معايير القبول تأثرية – كما يزعمون – فهذا شيخه أحمد بن حنبل
(يُتْبَعُ)
(/)
: صاحب مذهب متبوع، وإمام جليل، له المسند الذي يقارب عشرة أضعاف البخاري، ومع ذلك لم ينل تلك المرتبة التي نالها البخاري، وقبله الإمام مالك: صاحب مذهب متبوع، ومن أوائل من دون في علم الحديث، وكتابه الموطأ لم ينل تلك المرتبة التي نالها البخاري، مع جلالة كتابيهما وجلالتهما.
فقبول البخاري وتصحيح ما فيه: مستند على تثبت مؤلفه في جمع الأحاديث الصحيحة، التي أجمع العلماء على صحتها، بعد أن فحصوها ولم يجدوا فيها إلا ما هو مقبول وحجة في الدين.
وعليه: فإن خبر عائشة وزواجها وهي صغيرة برسول الله صلى الله عليه وسلم، خبر صحيح غير قابل للتكذيب ولا للإنكار.
ولنتأمل ما نستفيده من قصة عائشة في مسألة زواج الصغيرات مستحضرين أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم خير هدي، و أن لنا العزة والفخار في التأسي به، خاصة في القضايا التي يكثف رفضها في ظل شيوع الأفكار الوافدة، فنقول وبالله التوفيق:
والدها رضي الله عنه كان جديراً بالقيام بمصالح الأمة الإسلامية ورعايتها بعد وفاة رسولها صلى الله عليه وسلم، فهو من باب أولى حقيق برعاية مصلحة ابنته في أمر زواجها، وأي مصلحة أعظم من التي أسداها أبو بكر لابنته إذ يغرسها في بيت النبوة زوجة لسيد ولد آدم وخيرهم لأهله؟!
وهذا سر المسألة: فإن ولي الفتاة متى تحلى بالمسؤولية والأهلية في جلب مصلحتها، سهل ما بعد ذلك، من وقوع التزويج حيث تكون مؤهلة له، ومن وقوعها في كنف زوج كفؤ.
ومن تأمل في سيرة عائشة رضي الله عنها وجد أنها كانت مؤهلة لهذا الزواج على حداثة سنها لما توافر فيها من صفات: منها ذكاؤها، وقوة الشخصية، فلقد كانت تنتصف من ضراتها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي يبتسم إذا رأى ذلك ويقول: "هذه ابنة أبي بكر " وكانت تجمع نساء النبي على الأمر وتقودهم فيه كما هو مبسوط في كتب السير.
ولو نظرنا لأثر هذه الزيجة المباركة في حياتها: وجدناها مع المصطفى في أمثال من حياتهما هي بحق نبراس لكل رائم للحياة الزوجية السعيدة، ولكل من تهفو نفسه لبيت مطمئن قد تحققت فيه المودة والسكن.
ولما رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم: تركها بعده كواحدة من أفضل النساء، ورائدة من رواد الإرث النبوي، محدثة ومفتية، يرجع لها الأكابر من صحابة رسول الله، وهكذا بعد رحيلها رضي الله عنها: رمزاً من رموز الإسلام، وعلماً من أعلامه، حبها إيمان، وبغضها نفاق وكفر.
هكذا عاد عليها هذا الزواج الصالح، بكثير من المصالح، ولم يعد عليها وصف الصغر بأي ضرر، في ظل رعاية والد مسؤول وزوج كريم هما من خيرة الرجال وأتقاهم.
وفي هذه القصة: معتضد لكل والد يشعر بالمسؤولية تجاه ابنته، ويرقب مصلحتها ويتحراها، ولو بتزويجها وهي صغيرة.
أما من حاله أنه مفرط في حق ابنته، وغير مهتم بمصلحتها في دينها ودنياها، فهو غير جدير بمسؤوليته عليها، فضلاً عن أن يكون له مبرر في قصة عائشة كي يزوج ابنته طمعاً في مال، أو قصد إضرار لأمها، أو هزلاً وتساهلاً بأمر التزويج، دون مراعاة لأهليتها للزواج، أو أهلية من يزوجه بها.
فشتان بين تزويج يجعل الحياة حافلة بالإيجابية نحو الأسرة و المجتمع، ويصنع الرموز – كزواج عائشة – وبين زواج يضر بالفتاة، أو يكون سلبياً في حياتها.
وقد ظن بعضهم أن علاج السلبية في أمر زواج الصغيرات يكون بتحديد سن قانونية، لا يكون النكاح قبلها نظاماً، وهذا حل ليس بسديد في رأيي، وليس متسقاً مع إرثنا الإسلامي وهويتنا الثقافية.
والحل المناسب يكون عبر مسارين:
الأول: تكثيف التوعية، وتنمية المسؤولية في قلوب الآباء، وفي الحديث أن الراعي مسؤول عن رعيته، وأن من غش رعيته لم يرح رائحة الجنة.
الثاني: إجرائي قانوني، بحيث تكون الزيجات التي أحد طرفيها صغيراً بحاجة إلى اعتماد قضائي، والقاضي يتحقق من أهلية والد الفتاة، ويتحقق من مصلحة هذا التزويج، فإذا ثبت لديه أنه زواج مضر، وأن والد الفتاة لا يتمتع بالمسؤولية، فإنه ينزع منه الولاية ويسندها إلى من هو بعده، أو إلى القضاء إن لزم الأمر.
والله أعلم.(/)
هل يستحق هذا أن يكون مفتيا؟؟؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 10:17]ـ
صرح مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون بأنه يقدس الديانة المسيحية والديانة اليهودية إلى حد أنه لو كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يأمره بشكل صريح بالكفر بهاتين الديانتين لرد عليه حسون بأنه يكفر به هو صلى الله عليه وسلم.
وطبقًا لما أوردته صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن، فقد جاء هذا الموقف من قبل مفتي سوريا خلال لقائه داخل مقر وزارة الأوقاف السورية بوفد أكاديمي,
وفي حديثه للوفد الأمريكي، قال مفتي سوريا: "حملنا المسيحية للعالم وحافظنا على اليهودية في العالم، وقد أمرنا الإسلام بالمحافظة على المسيحية واليهودية".
وأضاف: "لو طلب مني نبينا محمد أن أكفر بالمسيحية أو باليهودية لكفرت بمحمد، ولو أن محمدًا أمرني بقتل الناس لقلت له أنتَ لست نبيًا" كما قال.
وتابع المفتي حسون: "الفرقة بين البشر جاءت عندما حولنا الدين إلى مذاهب سياسية، ولكن هل كان النبي موسى اشكنازيًا أو شرقيًا وهل كان عيسى المسيح بروتستانتيًا أو كاثوليكيًا، وهل كان محمد النبي شيعيًا أو سنيًا، وأقول إن ما يجري هو لعبة رجال السياسة في رجال الدين".
حسون: حربنا ضد "إسرائيل" لم تكن حربًا دينية
وحول موضوع آخر، قال مفتي سوريا الذي صلى في كنيسة بيت لحم بفلسطين في عام 1966م: "حرب العرب ضد "إسرائيل" ليست حرب الإسلام ضد اليهودية".
وواصل المفتي السوري مزاعمه وأخبر الوفد الأمريكي: "قبل أن تأخذوا الجنسية الأمريكية وقبل أن آخذ أنا جنسيتي السورية نحن أخوة تحت قبة الله، ولذا نهاجم عنصرية العرق ونرحب بما أعلنه علماء أمريكيون من خطأ نظرية داروين حول أصل الإنسان"
لا حول ولاقوة إلابالله
النصارى مؤمنين
حربنا مع اسرائيل ليست دينية
وغيره وأترك التعليق للقارئ الكريم
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 10:22]ـ
تأثر مفتي سوريا بالصوفية والشيعة:
ومعروف عن مفتي سوريا أنه صوفي نقشبندي، وقد ظهر منه تبعًا لاعتقاده بوحدة الوجود الصوفية ما ينم عن رضاه عن النصارى بل عدَّهم مؤمنين، كما يقول صاحب كتاب "نشر التشيع في سوريا" لمؤلفه عبد الستير آل حسين.
أخي ...
وهل يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 12:53]ـ
نعم صدقت
ولكن كيف يستأهل مثل هذا أن يكون ممثلا
لأهل السنة فى سوريا
وبغض النظر عن تمثيله للسنة
كيف يمثل المسلمين أصلا
من هذا حاله ........
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 12:57]ـ
ايها الأخوة الم تعلموا انكم في اخرر الزمااااااان
فادعو له بالهداية
ـ[أبو مروان]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 01:46]ـ
أيها الأحبة إن مثل هؤلاء لا ينبغي الالتفات إليهم ولا يذكرون بأسمائهم تحقيرا لشأنهم إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك،لكن تجد أحد الإخوة يحدثنا عن الشمطاء ... وآخر عن المتصهين ... وآخر عن الدكتورة العلمانية ... في الوقت الذي فيه الناس أحوج ما يكونون إلى الحديث عن الإمام مالك، والأوزاعي والإمام أحمد وابن قدامة، وأبي حنيفة والشافعي وعطاء ويحيى ابن معين وابن القطان وابن كثير والذهبي وابن حجر والدارقطني ....
دعوا النكرات في سلة المهملات وعطروا بمجالسكم بآثار أسلافكم رحمنا الله وإياكم.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 02:20]ـ
شكرا على مروركم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 02:22]ـ
أخي الفاضل ابو مروان
أمثال هؤلاء يجب أن نحذر منهم
ونعلم الناس شأنهم وينبغى فضحهم
وإلا لما كان لعلم التجريح والعدالة فائدة تذكر
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 02:47]ـ
نعم يستحق أن يكون مفتيا .......
مفتيا للشياطين (ابتسامة)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 04:19]ـ
صراحة كدت تفجعنى
شكرا على مروركم
الكريم
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 03:27]ـ
اضحك الله سنك الاخ عبدالكريم اندهشت عندما قلت نعم يكون مفتي(/)
الأب متى المسكين،وكلمة حكيم فقيه ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 10:35]ـ
الأب متى المسكين،وكلمة حكيم فقيه ..
العارفون بالنصرانيات يعلمون قدر الأب متى المسكين (ت 2006مـ)،وأنه رجل فقيه عالم بدينه، وأنه يختلف تماماً عن البابا شنودة والذي هو في رتبة الوعاظ ونحوهم ..
ولكن للأب متى صفة زائدة يُخالف فيها شنودة وهي أنه أيضاً رجل عاقل حكيم ..
ولهذه الصفة شواهد كثيرة في كتب الأب متى،لكني أكتفي اليوم بهذا الشاهد والذي يدل على فقه هذا الرجل وعقله وبصره بما يصلح أمته ..
يقول الأب متى: ((إن أي استخدام لوسائل أخرى غير المناداة الحرة بالتوبة لدعوة الخطاة إلى الخلاص من خطاياهم هو عمل مستحيل؛ لأنه ليس خلاص إلا بالتوبة، وكل وسيلة أخرى مثل ترغيب الناس بالمال أو بالهدايا أو بالأكل أو بالملابس أو بالمسليات = تُعتبر كلها وسائل غير مشروعة،وكذلك محاولة إغراء وشراء ضمائر الناس لله بأموالنا وحاجات الدنيا.
كذلك كل محاولة لاستخدام السلطان سواء كان سلطان الدين أو السلطان الزمني أو استخدام التهديد أو الوعيد أو استخدام العقوبة أو المقاطعة لإجبار الخاطئ على التوبة = فكل هذا السلطان يُعتبر عمل اغتصاب وسلباً لمشيئات الناس واستعبادهم باسم الدين والكنيسة.
وهكذا تكون كل محاولة لكسب الإنسان الخاطئ إلى الله بطريق آخر غير الكرازة والمناداة الحرة لتوبة إرادية حرة،يُعتبر خروجاً عن وسيلة الاختصاص في المسيحية.
وإذا عدنا إلى التاريخ نرى أنه على ممر العصور كانت الكنيسة ناجحة في تأدية رسالتها بقدر تمسكها بحدود اختصاصها غير متأثرة بالظروف الخارجية سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية؛ففي أحلك أيام التعصب والاضطهاد الذي بلغ إلى استشهاد اثني عشر ألف نسمة في يوم واحد، وفي أعصب ظروف الاستبداد السياسي والعقائدي أيام حكم بيزنطة، بل وفي أشد أيام المجاعات والأوبئة= لم تتخلف الكنيسة عن تأدية رسالتها وتكميل البشارة بالإنجيل لدعوة الخطاة إلى التوبة وربح أبناء جدد للأب السمائي.
وعلى العكس من ذلك: يشهد التاريخ ويروي أنه كلما خرجت الكنيسة عن اختصاصات مسيحها وبدأت تنزع إلى السلطان الزمني وتُجيش الجيوش باسم الصليب وزاغت وراء أموال الأغنياء وارتمت في أحضان أصحاب النفوذ وحاولت محاولات جدية وعنيفة للجمع بين السلطان الديني والسلطان الزمني ودأبت على المطالبة بحقوق عنصرية وطائفية = كلما فشلت المسيحية في تأدية رسالتها ودب فيها الخصام والنزاع والوهن، وفقدت شكل مسيحها كمنادية بالتوبة،وهكذا ضاع منها الخروف الضال.ولما انشغلت بأمجاد الدنيا = قُفل في وجهها باب الملكوت وصارت في حاجة لمن ينتشلها من ورطتها ويردها إلى حدود اختصاصاتها الأولى)).
قلتُ: وموطن الشاهد على الحكمة والعقل والفقه في هذا الكلام لا يخفى على ذي لب،فهل يعقل النصارى كلام فقيههم؛أم يستمرون في السير نحو الهاوية التي يقودهم إليها واعظهم؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 11:35]ـ
جزاك الله خيرا
لا شك أن متى المسكين كان عالما لاهوتيا من العيار الثقيل عند النصارى الأرثوذوكس، وكتابه في تفسير كتاب النصارى يراه عامة النصارى في مصر أعلى كتب النصرانية شأنا، وهو على رأس كتب التفسير عندهم.
ولكن اسمح لي - وليتسع صدرك لأخيك - أن أقف معك وقفات في هذا المقال.
/// لم يعجبني في مقالك أيها الفاضل أنك تقدم له على نحو يوهم القارئ بأن غرض المقال تزكية الرجل و"فقهه" و"حكمته" والاستشهاد على ذلك من كلامه! فأنت تقول:
ولهذه الصفة شواهد كثيرة في كتب الأب متى،لكني أكتفي اليوم بهذا الشاهد والذي يدل على فقه هذا الرجل وعقله وبصره بما يصلح أمته
فمعلوم أن علماء كل ملة يتفاوتون في العقل والعلم والنبوغ في الإحاطة بأمور ملتهم، وإنزال عظمائهم منازلهم عند مخاطبتهم = مصلحة دعوية تقدر بقدرها. ولكن هذا لا يحملنا على كتابة مقالات تبدو وكأنها مخصصة للاستشهاد على عقلهم وحكمتهم من كلامهم، إذ لو عقلوا حقا لأقروا بما عرفوه من الحق ولما استمروا في الجدال عن الباطل! فإذا كان المراد تقديم نص من النصوص مما قد يفيد بعض الدعاة وطلبة العلم في مخاطبة النصارى فكان يحسن التبنيه على ذلك بتقدمة تفيده في صدر المقال وعنوانه، مع تحرير الغاية الدعوية من ذلك، وكلام - ولو
(يُتْبَعُ)
(/)
مختصر - في بيان أحسن الطرق أمام الداعية لاستخدام المنقولات من كلام هذا الرجل .. بارك الله فيك. وأقول هذا هو الأولى والأحسن، وإلا فمعلوم لطلبة العلم مرادك من وصف الرجل بما وصفته به، ومن عموم النقل من كلامه.
/// ثم إن محاججة النصارى بالنقل من نصوصهم استشهادا من شرطها أن يكون المنقول حقا في ذاته، وليس الحال كذلك ههنا، إذ الرب لم يأمرهم بكثير مما يدعوهم إليه متى في الكلام المنقول، والمسيح بريء من تلك الكنيسة وما فيها ومن فيها!
فقوله هذا (مثلا):
كذلك كل محاولة لاستخدام السلطان سواء كان سلطان الدين أو السلطان الزمني أو استخدام التهديد أو الوعيد أو استخدام العقوبة أو المقاطعة لإجبار الخاطئ على التوبة = فكل هذا السلطان يُعتبر عمل اغتصاب وسلباً لمشيئات الناس واستعبادهم باسم الدين والكنيسة
لا يخفى على مثلك أننا لو أطلقناه على هذا الإطلاق لأسقطنا الاستتابة في شريعتنا، إذ فيها حبس وإلزام للواقع في الردة بإعلان التوبة وإلا قتل، كما هو معلوم.
فإن أردنا إلزام أمثال شنودة ببطلان ما يفعلون بما هو منصوص في ملتهم فلا نقتطف من كلام علمائهم ما يُثبت باطلا آخر عندهم، ولتنظر مشكورا غير مأمور في رسالة شيخ الإسلام لسرجون كيف خاطبه فيها بأمور هي من الحق الذي عندهم، ليلزمه بتغيير سياسته الفاسدة .. فهو خطاب سياسي (مع كونه لم يخل من الدعوة إلى الله)، أحسن فيه الشيخ رحمه الله اختيار مواطن الحق من ملتهم ليقيم بها الحجة على الملك.
/// وأما خاتمة المقال ففيها شيء من الاختلاط في تعيين المخاطب به، إذ تقول:
،فهل يعقل النصارى كلام فقيههم؛أم يستمرون في السير نحو الهاوية التي يقودهم إليها واعظهم؟؟
فهل أنت تدعو عامة النصارى لقبول هذا الكلام؟ يعني هل المخاطب به عامة النصارى؟؟ أقول والله سواء عليهم تبعوا هذا أو تبعوا ذاك فهم إلى الهاوية ماضون ما لم يرحمهم ربهم! فكيف تدعو عامة النصارى - هكذا - للاتزام كلام هذا الرجل وتعاليمه؟ لو كان المقام مقام مخاطبة لرجل منهم ذي منصب سياسي كالأنبا شنودة - مثلا - وأردنا إلزامه بكلام علماء ملته - ننتقيه بما لا يكون باطلا في نفسه - لقبلنا هذا المسلك .. ولكن عامة النصارى لا سلطان لهم في الكنيسة وليسوا مخاطبين بالكلام المنقول، وليس من الدعوة في شيء أن يقال لهم إلزموا كلام هذا الرجل الحكيم (هكذا)!!
هذا ما بدا لي من مأخذ .. فما أحببت أن أكتمك ما أرى،
بارك الله فيك ونفع بك وبقلمك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 11:42]ـ
معذرة أخي الكريم فالمقال أعمق من هذا الكلام السطحي الذي تكتبه والذي يدور معظمه حول سوء الفهم لمراد المقال،أو الإلزام بما لا يلزم، أو الغفلة عن جهة السياسة الشرعية في المقال،فلا بأس عليك من هذا المقال وعده إلى غيره ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 12:04]ـ
معذرة أخي الكريم فالمقال أعمق من هذا الكلام السطحي الذي تكتبه والذي يدور معظمه حول سوء الفهم لمراد المقال،أو الإلزام بما لا يلزم، أو الغفلة عن جهة السياسة الشرعية في المقال،فلا بأس عليك من هذا المقال وعده إلى غيره ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد هممت والله بتحرير هذا الكلام وترك عبارة (حرره الإشراف) في مكانه، لما فيه من تسفيه لمن يخاطبك، هداك الله وعفا عنا وعنك!
أتحسب أني سأقرأ تعقيبك هذا فأقول لك "جزاك الله خيرا يا مولانا واعذرني لسفاهة عقلي وسامحني إن كنت عكرت مزاج فضيلتك؟؟؟ "
أهذا ما تعلمناه في فقه الدعوة والحوار يا شيخنا؟؟
أم تراك تريد أن تكتب ولا يعقب على كلامك أحد؟؟
ما كان هذا ظني بك والله!
يا أبا فهر إن كان عندك ردٌّ علمي وبيان واضح لهذا "العمق" الذي تتكلم عنه فتفضل ببيانه كما يصنع طلبة العلم! وقد بينت لك ملاحظاتي بما أراه كافيا .. وبينت لك أنني لا أعترض على عموم الغاية المرادة من المقال، ولا تفوتني الغاية السياسية التي فيه، ولا أعترض على مطلق النقل عن كبير من علماء الملل لتلك الغاية، ولكنه الكبر يا أخي الكريم فاحذره .. فوالله ما أرى غيره يحملك على أن تقول لأخيك ما حاصله (هذا الكلام أعلى من رأسك التافه فانصرف إلى غيره)!
ووالله ما كنت أظن أن يخرج مثل هذا من مثلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
على أي حال سأعمل بما طالبتني به .. سأعدي مقالتك إلى غيرها ولن أرجع إلى هذه الصفحة ...
سامحك الله وأصلح حالي وحالك ..
والسلام.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 12:35]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 05:12]ـ
معذرة أخي الكريم فالمقال أعمق من هذا الكلام السطحي الذي تكتبه والذي يدور معظمه حول سوء الفهم لمراد المقال،أو الإلزام بما لا يلزم، أو الغفلة عن جهة السياسة الشرعية في المقال،فلا بأس عليك من هذا المقال وعده إلى غيره ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
اذن اشرحه لنا بعمق - بارك الله فيك-
وخذني على قد عقلي يا أبا فهر السلفي ..
لأني وبكل صراحة - أرجو المعذرة- كنت أتوقع أن يرد عليك بعض الاخوة في المنتدى بردود فيها شدة وقسوة، فتركت اتمام قراءة الموضوع ونزلت مباشرة للردود لأرى ما كتب فيها- لكوني رجحت أن أجد فائدة في الردود أكبر مما سأجده في الموضوع إن وجد! - فإذا بي أقف على رد الاخ ابو الفداء، ولا أخفيك أيضاً بأن الرد أعجبني وبشدة، وذلك لأمور أولها:
احسان ظنه بك
وثانيها: ردّ عليك بالتي هي أحسن، وبكل أدب وعلم.
ثالثها وأهمها: توجيهاته الرائعة لي ولك ولكل من سيقرأ الرد، فجزاه الله كل خير ونفع الله به، واقول كلمة وأقولها صادقا مع نفسي قبل أن أصدقك، لو كان بإمكاني لجلست لاطلب العلم بين يديه ...
ثم كيف رددت نصحه وتوجيهه لك؟؟
بكل استعلاء وللاسف!، فلماذا يا أخي اصلح الله حالك، وهداني الله واياك.
وجزاكم الله كل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدنوشري]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 04:56]ـ
معذرة أخي الكريم فالمقال أعمق من هذا الكلام السطحي الذي تكتبه والذي يدور معظمه حول سوء الفهم لمراد المقال،أو الإلزام بما لا يلزم، أو الغفلة عن جهة السياسة الشرعية في المقال،فلا بأس عليك من هذا المقال وعده إلى غيره ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
ما يضيرك لو غلفت العلم بالأدب, في زمن نحن أحوج ما نكون إليه!!(/)
لماذا نُثبت صفة (القدرة) ولا نثبت (اليد) على حقيقتها؟؟؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 02:29]ـ
ما رأي الإخوة في هذا المقال , أترك الإخوة يجيبون عن خلط الكاتب و تلبيسه:
قال الكاتب:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله، أمّا بعد:
من الأسئلة التي يُثيرها بعض من طلاّب العلم الشرعيّ في زماننا ينتقدون بها منهج السادة العلماء من أهل السنّة سؤال حول ضابط التفريق بين إثبات بعض الصفات على حقائقها، وعدم قبول إثبات (ألفاظ) أخرى على حقائقها.
فيقولون: إنّ أهل السنّة (الأشاعرة والماتريديّة) يُثبتون لله تعالى صفة الحياة والقدرة والعلم مثلاً، ويقولون: إنّ هذه الصفات مثبتة على حقائقها، فإذا ما وردت إضافة في القرءان الكريم إلى الله سبحانه وتعالى ممّا لا يُثبته هؤلاء العلماء كاليد والوجه، قالوا: إنّه لا يُراد بها حقائقها، وإنّما المراد منها معاني أخرى سوى المعاني المتبادرة .. فما هو الضابط لتفريق علماء أهل السنّة بين ما يرد مضافًا إلى الله تعالى من ألفاظ؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله، أمّا بعد:
فإنّ الحديث في صفات الله تبارك وتعالى ممّا تكثر فيه المزالق، وتضلّ الأهواء، ولا ينبغي لمن لم يُدرك التفريق بين الألفاظ ومراميها أن يتقوّل على الله تعالى، وأن يجتهد رأيه فيما يُسأل عنه، بل ينبغي أن يكون الإنسان حريصًا على ألاّ يُجيب إلاّ إن علم وتيقّن من نفسه القدرة على الإجابة.
ومن الأسئلة التي يُثيرها بعض من طلاّب العلم الشرعيّ في زماننا ينتقدون بها منهج السادة العلماء من أهل السنّة سؤال حول ضابط التفريق بين إثبات بعض الصفات على حقائقها، وعدم قبول إثبات (ألفاظ) أخرى على حقائقها.
فيقولون: إنّ أهل السنّة (الأشاعرة والماتريديّة) يُثبتون لله تعالى صفة الحياة والقدرة والعلم مثلاً، ويقولون: إنّ هذه الصفات مثبتة على حقائقها، فإذا ما وردت إضافة في القرءان الكريم إلى الله سبحانه وتعالى ممّا لا يُثبته هؤلاء العلماء كاليد والوجه، قالوا: إنّه لا يُراد بها حقائقها، وإنّما المراد منها معاني أخرى سوى المعاني المتبادرة .. فما هو الضابط لتفريق علماء أهل السنّة بين ما يرد مضافًا إلى الله تعالى من ألفاظ؟؟
الجواب في نقاط، نُجملها هنا، وبالله التوفيق:
أولاً:
إنّ الألفاظ التي تُثبت حقائقها لله تعالى (كالقدرة والعلم والحياة) لا نعلم نحن حقيقة حقائقها، فمن يُدرك حقيقة صفة (علم نفسه) أو حقيقة (حياة نفسه /روحه) أو حقيقة (قدرة نفسه) فكثيرٌ منّا يُقدّر أنّه قادرٌ على فعل أمر ما ثمّ نجد أنّه لم يقدر عليه، أو يقول في أمرٍ ما إنّه لا يقدر عليه، ثمّ نجده قد فعله، فالإنسان لا يُدرك حقيقة قدرته ولا حقيقة حياته ولا حقيقة علمه، ونحن نرى أنّ الله سبحانه يُعلّم الإنسان في كلّ عصر ما لم يعلمه غيره، ونجد من آثار فتح الله سبحانه على كثير من الناس ما تنبهر له عقولنا ... فلا ندرك حقيقة صفة العلم فينا ...
فإذا لم نستطع إدراك حقيقة صفاتنا فأنّى لنا أن نُدرك حقيقة صفات خالقنا؟؟؟
وإذا كنّا لا نستطيع إدراك حقيقة الصفة جاز إثبات الحقيقة (غير المدركة من قبلنا) لله تعالى ... ولو أردنا أن نثبت حقيقة صفة نُدركها لكان معنى إدراكنا لها تصوّرها، وصفات الله تعالى لا يُمكن تصوّرها، ولا تخيّلها، فكلّ ما خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك.
إذن الحقيقة التي نُثبتها هنا .. حقيقةٌ لا نحيط بها علمًا ....
ثانيًا:
إنّ الألفاظ التي نُثبت حقائقها تتباين حقائقُها تباينًا شاسعًا مخرجًا لها عن المماثلة أو المشابهة مع صفات البشر، فمثلاً الحياة التي نعرفها تتنوّع تنوّعًا كبيرًا من أشكال الذرّة والنواة والإلكترونات والبروتونات، إلى الخليّة الواحدة التي تنشطر بسبب حياتها، وتتكاثر لتكوّن جنينًا كاملاً ... إلى الكائن الحيّ الناطق ذي المشاعر الذي يُسمّى إنسانًا، ومن هنا فإنّ أشكال الحياة تتنوّع تنوّعًا يسمح لك بأن تتصوّر أن ثمّة حياةً لا تعرفها، هي التي يتّصف بها الله سبحانه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلّ من أوضح الأمثلة على ذلك صفة الكلام التي يُثبتها أهل السنّة على حقيقتها، إلاّ أنّهم يضيفون إليها لفظًا ليُخرجها عن نطاق التصوّر، فيقولون عن كلام الباري سبحانه: (إنّه كلامٌ نفسيٌّ)، والكلام يتنوّع تنوّعًا كبيرًا، من الكلام الذي نعرفه إلى كلام الحيوانات إلى كلام النائم إلى الكلام الموجود في الأشرطة الممغنطة (المضغوطة) وأجهزة الحاسب الآليّ، إلى غير ذلك من أنواع الكلام ... ومن هنا يُمكننا أن نقول إنّ ثمّةَ كلامًا لا نعرفه حقيقته صفة للمولى تبارك وتعالى، ولا يستنكر ذلك أحدٌ ...
أمّا الأوصاف التي يلجأ أهل السنّة إلى تأويلها وصرفها عن حقيقتها فذلك لأنّ حقائقها التي نعرفها لا تباين كبيرًا بينها، وبالتالي لا يُمكن صرف الخاطر عن تشبيه الله تعالى بالمخلوق عند إثباتها على حقيقتها، وتُدرك حقائقها، ويُمكن تصوّرها مباشرة عند التلفّظ بها، ولذلك فإنّ إثباتها على حقيقتها مفضٍ إلى تشبيه الله تعالى، فكان لا بدّ من تأويلها.
ثالثًا:
إنّ الألفاظ التي يُثبت أهل السنّة بها صفات لله تعالى تحتمل حقائقُها -في وجه من وجوه اللغة المتبادرة- معنىً يليق بالله تعالى، وأمّا الألفاظ التي تؤوّل فجميع حقائقها -المتبادرة- لا تليق بالله تبارك وتعالى، ولكن من حقائق بعضها غير المتبادرة ما يليق بالله تعالى، فكان تأويل أهل السنّة لهذه الألفاظ أنّهم صرفوها عن معناها المتبادر إلى معنى آخر تقبله اللغة ويحتمله السياق، ولا يمنع منه العقل ولا الشرع .. فأيّ مُشكلة في ذلك؟؟ ليس الموضوع تعطيلاً كما يُصوّر، بل هو صرف للفظ عن معناه الظاهر المتبادر لكونه لا يليق بالله سبحانه إلى معنى آخر مقبول عقلاً وشرعًا، وتحتمله اللغة العربيّة، إلاّ أنّه لا يُسمّى حقيقة في اللفظ، لكونه غير موضوع له، وإن استعمل فيه استعمالاً كثيرًا أو غالبًا فيكون صريحًا فيه إلاّ أنّه من قبيل المجاز ... فيسمّى الذهاب إليه واختياره تأويلاً.
رابعًا:
إنّ الأصل في صفات الله تعالى إمرارها كما جاءت، وإثباتها دون تأويل، ولكن هل كلّ ما أضيف إلى الله تعالى يُعدّ صفة له، إنّ الناظر في الإضافات يرى أنّ الألفاظ التي يُثبتها أهل السنّة على حقيقتها ثبت كونها صفات لغةً، أي: يوصف بها في أصل اللغة، بخلاف الألفاظ التي تُصرف عن ظاهرها، فإنّها في أصل اللغة لم تستعمل للوصف، كاليد، فيمكن أن يُقال: (فلانٌ عظيم) أو: (فلانٌ عليم)، أو: (فلانٌ قديرٌ) ولا يُقال: (فلانٌ يدٌ)، ولا يُقال أيضًا: (فلانٌ وجهٌ) وبالتالي: هذه الألفاظ ليست صفات في أصل اللغة، ولهذا جاز صرفها عن ظاهرها.
هذه أربعة أسباب اقتضت أن تؤوّل بعض الإضافات (التي سمّاها البعض صفات وما هي بصفات) وتُثبت صفات أخرى على حقائقها ...
نسأل الله أن يُعرّفنا به، بأن نُدرك عجزنا عن إدراك كنه ذاته أو صفاته ... فإنّ العجز عن الإدراك إدراك ...
والله تعالى أعلم.
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم(/)
في مؤتمر للنصارى .. أمين مجمع البحوث الإسلامية: الفكر السلفي تخريبي .. و .. (!!)
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[03 - Feb-2010, صباحاً 12:02]ـ
للوقوف على مثال للنشاز ...
وعلى ما وصل إليه البعض من ..... !!
وعلى حال دعاة التقريب.
/ولمزيد من الإيمان بقول المصطفى:": " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا "
* هاجم الشيخ (!!) على عبد الباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية التيار السلفي في مصر وما دعاها بـ "الهجرة إلى الفكر السلفي" من عدد من خطباء المساجد عن غير وعي، واصفا هذا الفكر بالتخريبي وأنه أضر بالوطن ضررًا بالغًا.
وجاء ذلك في ختام المؤتمر العقائدي الاجتماعي الثاني الذي أقامته بطريركية الروم الأرثوذكس بمقر كنيسة رؤساء الملائكة بالظاهر بالقاهرة علي مدار ثلاثة أيام، والذي تناول سبل الحوار الإسلامي المسيحي.
وتعهد عبد الباقي بتقديم مجموعة من التوصيات بشأن الخطاب الديني لكل الخطباء في المساجد وخاصة المتعلق بالمسيحيين، بالإضافة إلى تقديم مذكرة إلي الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف بتفعيل الرقابة على هذا الخطاب وتجويده للتأكد من خلوه من أي مساس أو تجريح أو تحريض يمس سلامة الأمة.
] وفى رده على سؤال حول رؤية الإسلام لعاقبة المسيحيين في الآخرة، وهل الإسلام يؤمن أن للمسيحيين يسكنون في رحاب الله بعد الموت، أجاب قائلا: "مصيرنا في الدنيا واحد وفى الآخرة واحد والعبرة بالأعمال".
وأجاز الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية للمسلم الاشتراك في بناء الكنائس كما يحوز للمسيحيين الإسهام في بناء المساجد، باعتبارها جميعها دور عبادة تسبح الله، ولا فرق بين كنيسة ومسجد، واصفا الأفكار التي ترفض مساهمة المسلم في بناء الكنيسة بـ "المتشددة".
في المقابل، أكد الأب إسحاق بركات أن حوار المؤمنين لا يستهدف إقناع أحدهما بدين الآخر أو إرغامه على اتباع دينه، وإنما هو علاقة مستدامة يرتضى أطرافها المشاركة والاحترام.
وقتا إن العقائد لا تخضع للنقاش، وإنما من الجائز مناقشة التفسير والرؤية، على أساس من الشك المنهجي وإيمانا بنسبية القول البشرى، كما رفض مصطلح حوار الأديان، مفضلا نعته بحوار المؤمنين القائم على تبادل الخبرة الإيمانية التي هي المكون الرئيسي للشخصية الجماعية باعتبارها نواة المجتمع
المصدر: المصريون
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[03 - Feb-2010, صباحاً 12:12]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى (وحدة الأديان): دين الإسلام، ودين اليهودية، ودين النصارى، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، في رحاب الجامعات والساحات العامة، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة و الإنجيل في غلاف واحد، إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب، وبعد التأمل والدراسة فإن اللجنة تقرر ما يلي:
أولاً: إن من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمع عليها المسلمون: أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبق على وجه الأرض دين يُتعبد الله به سوى الإسلام، قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام: أن كتاب الله تعالى: (القرآن الكريم) هو آخر الكتب نزولاً وعهداً برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يُتعبد الله به سوى القرآن الكريم، قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق).
ثالثاً: يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء ذلك في آيات من كتاب الله الكريم، منها قول الله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذُكِّروا به ولا تزال تطّلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم)، وقوله عز وجل: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) وقوله سبحانه: (وإن منهم فريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون). ولهذا فما كان منها صحيحاً فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال عليه الصلاة والسلام: " أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ ألم آت بها بيضاء نقية؟! لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي " رواه أحمد والدارمي وغيرهم.
رابعاً: من أصول الاعتقاد في الإسلام: أن نبينا ورسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، كما قال تعالى: (ما كان محمداً أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)، فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان أحد من الأنبياء حياً لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم، وإنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك، كما قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين)، ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم، وحاكماً بشريعته، وقال الله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون). كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للناس أجمعين، قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون) وقال سبحانه: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) وغيرها من الآيات.
خامساً: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، وتسميته كافراً ممن قامت عليه الحجة، وأنه عدو الله ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار، كما قال تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) وقال جل وعلا: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية)، وقال تعالى: (وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ)، وقال تعالى: (هذا بلاغ للناس وليُنذَروا به) وغيرها من الآيات، وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ". ولهذا فمن لم يُكَفِّر اليهود والنصارى فهو كافر، طرداً لقاعدة الشريعة: " من لم يُكفِّر الكافر بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر ".
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: وأمام هذه الأصول الاعتقادية، والحقائق الشرعية، فإن الدعوة إلى (وحدة الأديان) والتقارب بينها وصرفها في قالب واحد، دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجرّ أهله إلى ردة شاملة، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) وقوله جل وعلا: (ودُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء).
سابعاً: وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله، والله جل وتقدس يقول: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)، ويقول جل وعلا: (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون).
ثامناً: إن الدعوة إلى (وحدة الأديان) إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد، فترضى بالكفر بالله عز وجل، وتُبطل صدق القرآن ونَسْخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعاً، محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع.
تاسعاً: وبناءً على ما تقدم:
1 - فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن الله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.
2 - لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد؟ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق (القرآن الكريم) والمحرف أو الحق المنسوخ (التوراة والإنجيل).
3 - كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة: (بناء مسجد وكنيسة ومعبد) في مجمع واحد؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يُعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة، لأهل الأرض التدين بأي منها، وأنها على قدم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان، ولا شك أن إقرار ذلك واعتقاده أو الرضا به كفر وضلال؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله، تعالى الله عن ذلك. كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس (بيوت الله) وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله، لأنها عبادة على غير دين الإسلام، والله تعالى يقول: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، بل هي بيوت يُكفَرُ فيها بالله، نعوذ بالله من الكفر وأهله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (22/ 162): " ليست - البِيَع والكنائس - بيوتاً لله، وإنما بيوت الله المساجد، بل هي بيوتٌ يُكفر فيها بالله، وإن كان قد يُذكر فيها، فالبيوت بمنزلة أهلها، وأهلها الكفار، فهي بيوت عبادة الكفار ".
عاشراً: ومما يجب أن يُعلم: أن دعوة الكفار بعامة، وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين، بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة، ولكن لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام، ودخولهم فيه،أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة، قال الله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون)، أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم، وتحقيق أهدافهم، ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون والله المستعان على ما يصفون، قال تعالى: (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك).
وإن اللجنة إذ تقرر ما تقدم ذكره وتبينه للناس؛ فإنها توصي المسلمين بعامة، وأهل العلم بخاصة بتقوى الله ومراقبته، وحماية الإسلام، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته، والكفر وأهله، وتحذرهم من هذه الدعوة الفكرية.
اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 06:03]ـ
جزاك الله خيرا
اللهم اهدى هؤلاء الضالين(/)
هل عبيد الله بن الزياد كان صحابيا؟
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[03 - Feb-2010, صباحاً 03:34]ـ
يا إخوان أريد معرفة عقيدة أهل السنة في عبيدالله بن الزياد هل نترضى عليه أم لا؟
وشكرا
ـ[التبريزي]ــــــــ[03 - Feb-2010, صباحاً 05:36]ـ
السؤال بارك الله فيك:
هل يجوز لعن عبيدالله بن زياد، أم التوقف فيه؟
ابن زياد قبحه الله فاسق ضال، وليس من الصحابة، أمه كانت فارسية، وهو من اشترى شيعة الكوفة لقتال الحسين بن علي والغدر به بعد أن كاتبوه وبايعوه، وهو الذي حال بين الحسين وبين ماء الفرات أن يشرب منه هو وأولاده ونساؤه، ومنعه أن ينصرف إلى بلده، فيكون هو قاتل الحسين مع شيعة الكوفة ...
انظر تراجم الأعلام:
http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?id=371
والبداية والنهاية لابن كثير:
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=954&idto=954&bk_no=59&ID=1063(/)
هل يكفر مستحل السفور؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 05:19]ـ
قال الشيخ محمد بن يوسف الكافي التونسي في كتابه " المسائل الكافية في بيان وجوب صدق خبر رب البرية "
المسألة السادسة و الثلاثون: من أظهرت من النساء زينتها الخلقية أو المكتسبة، فالخلقية الوجه و العنق و المعصم و نحو ذلك، و المكتسبة ما تتحلى و تتزين به الخلقة كالكحل في العين و العقد في العنق و الخاتم في الإصبع، و الأساور في المعصم، و الخلخال في الرجل، و الثياب الملونة على البدن ففي حكم ما فعلت تفصيل: فإن أظهرت شيئاً مما ذكر معتقدة عدم جواز ذلك، فهي مؤمنة فاسقة تجب عليها التوبة من ذلك، و إن فعلته معتقدة جواز ذلك فهي كافرة لمخالفتها القرآن، لأن القرآن نهاها عن إظهار شيء من زينتها لأحد إلا لمن استثناه القرآن، قال الله تعالى " و لا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن " الآية، قال هشام بن عمار: سمعت مالكاً يقول من سب أبا بكر و عمر أدب، و من سب عائشة قتل، لأن الله يقول " يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين " فمن سب عائشة فقد خالف القرآن، و من خالف القرآن قتل أي لأنه استباح ما حرم الله تعالى.
المسألة السابعة و الثلاثون:من يقول بالسفور و رفع الحجاب و إطلاق حرية المرأة ففيه تفصيل: فإن كان يقول ذلك و يحسنه للغير مع اعتقاد عدم جوازه، فهو مؤمن فاسق يجب عليه الرجوع عن قوله، و إظهار ذلك لدى العموم، و إن قال ذلك معتقداً جوازه، و يراه من إنصاف المرأة المهضومة الحق على دعواه فهذا يكفر لثلاثة أوجه:
الأول: لمخالفته القرآن:: يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يد نين عليهن من جلابيبهن "
الثاني: لمحبته إظهار الفاحشة في المؤمنين، و نتيجة رفع الحجاب، و إطلاق حرية المرأة، و اختلاط الرجال بالنساء ظهور الفاحشة، و هو بين لا يحتاج إلى دليل.
الثالث: نسبة حيف و ظلم المرأة إلى الله تعالى الله عما يقول المارقون، لأنه هو الذي أمر نبيه بذلك، و هو بين أيضاً.
قلت: يقال أن الشيخ الكافي كان يرد بهذا الكلام على أوائل ديموقراطية الفقهاء مثل الأفغاني و محمد عبدة و لديموقراطية الفقهاء الآن إمامين آخرين غير هذين أحدهما مصري و الآخر نجدي
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 05:29]ـ
زلة عظيمة من هذا القائل، مند متى تكفر من تكشف وجهها!!!!! لا يجوز النقل من هذا الكتاب لخلطه في مسائل بسيطة كهذه و الله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 06:46]ـ
جزاك الله خيرا، حبذا لو قيدت العنوان هكذا: "كفر مستحل السفور عند محمد بن يوسف الكافي التونسي"، ولو اطّلع هذا الشيخ على تفاصيل كلام الحنفية - والأمر لا يقتصر على الحنفية وإنما ذكرتهم لتوسعهم في هذا - في المسألة لوقع بين أمرين: إما أن يكفرهم أو يتراجع عن هذا الإطلاق الكاسح.
ـ[إمام محمود]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 08:05]ـ
عفواً تأملا النص جيد ...
المسألة فيمن يستحل اظهار الزينة المكتسبة (من لباس وأصباغ ... إلخ) ويعتقد جواز ذلك وحله!!
حتى القائلين بجواز كسف الوجه للمرأة قيدوا ذلك بأمرين:
1.أن تأمن الفتنة
2.أن تتجنب الزينة
والله المستعان!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 08:17]ـ
رحمه الله ما كان أفقهه فكيف به لو رأى هذه الفتنة ينشأ عليها الصغير و يهرم عليها الكبير و قد أصبحت السنة بدعة و البدعة سنة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 08:44]ـ
عفواً تأملا النص جيد ...
المسألة فيمن يستحل اظهار الزينة المكتسبة (من لباس وأصباغ ... إلخ) ويعتقد جواز ذلك وحله!!
حتى القائلين بجواز كسف الوجه للمرأة قيدوا ذلك بأمرين:
1.أن تأمن الفتنة
2.أن تتجنب الزينة
والله المستعان!
ما ذكره من الزينة الظاهرة، قال الطبري في تفسير قوله تعالى {إلا ما ظهر منها}، قال:"قال آخرون: الظاهر من الزينة التي أبيح لها أن تبديه: الكحل، والخاتم، والسواران، والوجه" انتهى كلامه.
وهذا الخلاف أشهر من أن يذكر، وهو مروي عن ابن عباس وقتادة والمسور بن مخرمة وغيرهم، وقد زاد هذا الأخير "خضاب اليد". رحمهم الله جميعاً.
بل حتى لو استحلّت إبداء المكياج بشبهة القياس على الكحل وخضاب اليد، لما جاز تكفير فاعلة ذلك بوجه من الوجوه.
فترسّلوا يا إخوان في إطلاق الإحكام، وإخرج الناس من الإسلام، ووصف من يعجل بذلك بالفقه والفهم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 10:50]ـ
غير هذين أحدهما مصري و الآخر نجدي
المصري معروف وأظنك تقصد القرضاوي
أما النجدي فمن؟
هل هو سلمان العودة؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 11:04]ـ
منهج غريب وفهم عجيب ... فهل يكفر حالق باللحية أخي صاحب النقب؟؟
ومن باب أولى: هل يكفر مخالف الإجماع؟؟؟
أرى بأنّ هذا فتح لباب التكفير في المسائل الإجتهادية وهو أمر خطير جدا ..
ثمّ .. هل الإستحلال عمل القلب أم عمل الجوارح؟؟؟
وهل يفرّق أخي بين الإستحلال العملي والإستحلال القلبي؟؟؟ أم الامر عنده سيّان؟؟
وهل يعتبر أخي أثر القرائن في الحكم بكفر المستحلّ للمعصية التي هي دون الشرك والكفر؟؟ أم تراه لا يحكم بالقرائن بل يشترط التصريح؟؟؟ ومن سبقه إلى هذا القول من أساطين العلم؟؟؟ كلّ هذه مسائل لابدّ من دراستها حتى نصل إلى نتيجة صحيحة في تصوّري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 12:09]ـ
رحمه الله ما كان أفقهه
لو اكتفيت بنقل كلامه أخي ونأيت بنفسك عن تزكية رأيه الذي لا أقول هو مرجوح بل باطل كل البطلان، بحسب إطلاقه وظاهر عبارته.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 12:37]ـ
عفواً تأملا النص جيد ...
المسألة فيمن يستحل اظهار الزينة المكتسبة (من لباس وأصباغ ... إلخ) ويعتقد جواز ذلك وحله!!
حتى القائلين بجواز كسف الوجه للمرأة قيدوا ذلك بأمرين:
1.أن تأمن الفتنة
2.أن تتجنب الزينة
والله المستعان!
لكن أخي الكريم هذا كلام الكاتب:
من أظهرت من النساء زينتها الخلقية أو المكتسبة، فالخلقية الوجه و العنق و المعصم و نحو ذلك، و المكتسبة ما تتحلى و تتزين به الخلقة كالكحل في العين و العقد في العنق و الخاتم في الإصبع، و الأساور في المعصم، و الخلخال في الرجل، و الثياب الملونة على البدن ففي حكم ما فعلت تفصيل: فإن أظهرت شيئاً مما ذكر معتقدة عدم جواز ذلك، فهي مؤمنة فاسقة تجب عليها التوبة من ذلك، و إن فعلته معتقدة جواز ذلك فهي كافرة لمخالفتها القرآن اهـ
فالكاتب اعتبر كذلك الزينة الخلقية و منها الوجه!!
ـ[التبريزي]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 12:42]ـ
ولماذا اختزلتم الموضوع عن الشيخ محمد بن يوسف الكافي التونسي في الوجه والكفين؟
لا أظنه يجهل أن الوجه والكفين فيهما خلاف والأكثرية على جواز كشفهما، فإن كان حكمه يعم على الوجه والكفين فكلامه مردود بلا ريب، ويعتبر حكمه حكما جائرا ظالما لأنه أخراج السواد الأعظم من دائرة الإسلام ...
وإن كان حكمه على استحلال التبرج والسفور وكشف الرأس والساقين والصدر ونحو ذلك مسثنيا الوجه والكفين، فعلى هذا يكون الحوار والنقاش ...
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 12:47]ـ
ولماذا اختزلتم الموضوع عن الشيخ محمد بن يوسف الكافي التونسي في الوجه والكفين؟
لا أظنه يجهل أن الوجه والكفين فيهما خلاف والأكثرية على جواز كشفهما، فإن كان حكمه يعم على الوجه والكفين فكلامه مردود بلا ريب، ويعتبر حكمه حكما جائرا ظالما لأنه أخراج السواد العظم من دائرة الإسلام ...
وإن كان حكمه على استحلال التبرج والسفور وكشف الرأس والساقين والصدر ونحو ذلك مسثنيا الوجه والكفين، فعلى هذا يكون الحوار والنقاش ...
أخي الكريم إستدلال الشيخ يفهم منه مراده "لأن القرآن نهاها عن إظهار شيء من زينتها" فكلمه شيئ من تعني التبعيض أي بعض ما ذكر من الزينة فيدخل في ذلك الوجه و الله أعلم(/)
أيها الأخوة هل ابن عثيمين يكفر الاشاعرة ام لا
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 06:16]ـ
وجدت في ملف الذي حملته الا وهي ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين
وجدت سؤال يسئله الشيخ احمد القاضي
مسألة (9) (5/ 8/1420هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم الصلاة في مساجد بعض الدول الإسلامية التي يغلب على من يتولى فيها الإمامة من أخذ الاعتقاد على المذهب الأشعري؟
فأجاب: جائز. ولا يلزم السؤال عن عقيدة الإمام.
فسألته: فإن علم أنه أشعري المعتقد؟
فأجاب: الصلاة خلفه جائزة. ولا أعلم أحداً كفر الأشاعرة
افتوني بارك الله فيكم ورحم لله علماء السنة ابن عثيمين
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 06:49]ـ
هلا اعطيتوني الجواب بارك الله فيكم
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 07:35]ـ
نعم
الجواب من كلام الشيخ العثيمين نفسه - رحمه الله ... قال:
الصلاة خلفه جائزة. ولا أعلم أحداً كفر الأشاعرة
بارك الله فيك على هذا السؤال.
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 07:35]ـ
طبعا إلا إذا ترى أنه يقول بجواز الصلاة خلف كافر. (ابتسامة)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 07:57]ـ
إن كان هناك مسوِّغ للسؤال فاطرحه بارك الله فيك!
وإلا فهو غلط ومثير وضرره أكبر من نفعه!
ولا يخلو من إساءة للشيخ رحمه الله!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 07:58]ـ
أخّي ال (غ) زلان بإمكانك الرجوع إلى ما كتبه الشيخ رحمه الله في كتابه القواعد المثلى فقد أجاب عن هذه الجزئية بإسهاب ... أمّا عن النقل الذي تفضّلت بإيراده فالقول ما قاله أسامة ... وهي على وزن (إذا ظهر أسامة فاسالوه فالقول ما قال أسامة .. (ابتسامة))
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 12:28]ـ
السلف الذين أجازوا الصلاة خلف المبتدع أو الفاسق المليّ الذي نصّبه وليّ الأمر المسلم لإمامة المصلين هم نفس السلف الذين دعو إلى هجر المبتدعة ونبذهم والردّ عليهم وقد أجازوا الأول لدلالة الدليل عليه كما رغّبوا في الثاني لدلالة الدليل عليه ولا تعارض بين الأمرين .. ثمّ ماذا لو كان هذا الإمام فقيه سلطان كما يروّج البعض فهل سيثبت طالب الإيمان على إيمانه؟؟؟؟
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 01:09]ـ
بارك الله فيكم جميعًا أيها الأفاضل.
وأتفق مع الأخ الفاضل / خزانة الأدب أننا في وقت فتن، أعاذنا الله وإياكم من الفتن وشرورها.
وكما قاله الإخوة الشيوخ الأفاضل العاصمي وأسامة بن الزهراء وصدى الزكريات.
فقد أحسنوا وأجادوا ... بارك الله في جهودكم الطيبة وجعلها في ميزان حسناتهم.
والأخ الكريم طالب الإيمان، أشار إلى نقطة جيدة، تحتاج إلى تحرير جيد.
ونرجع لأصل السؤال وإجابة الشيخ، لا نحيد عنهما.
أقول: السائل لماذا سأل أيصلي وراء المبتدع أم لا؟
وهو عامي؛ وهذا ظاهر لأن طلاب العلم لا يخفى عليهم مثل هذه المسائل البسيطة، إلا أنه يرى أن هذا الرجل عنده ما يشينه (في دينه). فتمعن.
ولا يدري ... أتجوز الصلاة وراءه أم لا.
فالشيخ أجابه بأنه يجوز، نظرًا لأمور؛ على رأسها:
1 - أنه صاحب بدعة غير مكفرة.
2 - صاحب بدعة والمقام لا يسعه في نشر بدعته، إذ المقام مقام صلاة.
ولما سبق؛ قال الشيخ بالجواز، نظرًا لعدم تأثير البدعة على صحة الصلاة ولا على تضليل الناس في هذا المقام.
نتفق معك على أن الصلاة من أعظم الأعمال، ولكن هذا قياس مع الفارق.
ومعاملة المبتدع لا تخفى على أمثالك من طلاب العلم.
وإن وُجِد من يأم الناس غير المبتدع؟ لقال له الشيخ بأن يصلي وراء صاحب العقيدة السليمة.
وعلى ذلك فقس.
بارك الله فيك.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 10:57]ـ
بالله عليكم احس فيكم الجدل
على كل حال هل يجوز نكفر الاشاعرة؟ واذا كان نعم فكيف الصلاة خلف كااااافر
ـ[إبراهيم المسعود]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 01:12]ـ
أخي القزلان أين الإشكال؟ عدم تكفير الشيخ للأشاعرة ظاهر فيما نقلتَ من وجهين:
- الصلاة خلف الكافر لا تجوز إجماعا، والشيخ جوّز الصلاة خلف من تعلم أنه أشعري، وعليه: فالشيخ لا يكفر الأشاعرة.
- الشيخ نفى علمه بأن أحدا كفر الأشاعرة، وهذا يتضمن عدم تكفيره هو للأشاعرة.
فالجواب: الشيخ ابن عثيمين لا يكفر الأشاعرة، ولا يجوز لنا تكفير الأشاعرة ولا أشعريا من حيث هو أشعري. ومع هذا فإن الأشاعرة فرقة بدعية، من اعتقد شيئا من عقائدها فهو مبتدع فيما اعتقده إلا عقيدتها في الصحابة؛ فهم في هذا الباب وحده على السنة.
والتبديع لا يستلزم التكفير للمقالة أو صاحبها، فالبدع منها المكفر والمفسق، وأهل البدع منهم كافر أو فاسق بحسب بدعته، ومنهم متأول معذور ببدعته لا يجوز تكفيره ولا تفسيقه، بضوابط قررها أهل العلم وأحسنهم في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.
ولا تستعجل في تعلُّم هذه الأحكام أو تعطها أهمية علمية في هذه المرحلة، وحسبك تحري ما قرره أهل العلم وتقليدهم فيه جملةً؛ وابدأ رعاك الله بتعلم عقيدة أهل السنة حتى تحكمها، ثم تعلَّم شيئا من أصول هذه الفرق البدعية فيما تناقشه شروح كتب أهل السنة، واترك معرفة عقائدهم والحكم عليها على وجه التفصيل إلى مراحل متأخرة من سلم الطلب، فإن فيها تشعبات توجب تفصيلات في الأحكام ليس هذا وقت تناولك لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 01:19]ـ
فالجواب: الشيخ ابن عثيمين لا يكفر الأشاعرة، ولا يجوز لنا تكفير الأشاعرة ولا أشعريا من حيث هو أشعري. ومع هذا فإن الأشاعرة فرقة بدعية، من اعتقد شيئا من عقائدها فهو مبتدع فيما اعتقده إلا عقيدتها في الصحابة؛ فهم في هذا الباب وحده على السنة. هذا يحتاج لدليل، فالذي أعلمه أن الأشاعرة وافقوا أهل السنة في أمور كثيرة ... والله أعلم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 02:13]ـ
أخي القزلان أين الإشكال؟ عدم تكفير الشيخ للأشاعرة ظاهر فيما نقلتَ من وجهين:
- الصلاة خلف الكافر لا تجوز إجماعا، والشيخ جوّز الصلاة خلف من تعلم أنه أشعري، وعليه: فالشيخ لا يكفر الأشاعرة.
- الشيخ نفى علمه بأن أحدا كفر الأشاعرة، وهذا يتضمن عدم تكفيره هو للأشاعرة.
فالجواب: الشيخ ابن عثيمين لا يكفر الأشاعرة، ولا يجوز لنا تكفير الأشاعرة ولا أشعريا من حيث هو أشعري. ومع هذا فإن الأشاعرة فرقة بدعية، من اعتقد شيئا من عقائدها فهو مبتدع فيما اعتقده إلا عقيدتها في الصحابة؛ فهم في هذا الباب وحده على السنة.
والتبديع لا يستلزم التكفير للمقالة أو صاحبها، فالبدع منها المكفر والمفسق، وأهل البدع منهم كافر أو فاسق بحسب بدعته، ومنهم متأول معذور ببدعته لا يجوز تكفيره ولا تفسيقه، بضوابط قررها أهل العلم وأحسنهم في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.
ولا تستعجل في تعلُّم هذه الأحكام أو تعطها أهمية علمية في هذه المرحلة، وحسبك تحري ما قرره أهل العلم وتقليدهم فيه جملةً؛ وابدأ رعاك الله بتعلم عقيدة أهل السنة حتى تحكمها، ثم تعلَّم شيئا من أصول هذه الفرق البدعية فيما تناقشه شروح كتب أهل السنة، واترك معرفة عقائدهم والحكم عليها على وجه التفصيل إلى مراحل متأخرة من سلم الطلب، فإن فيها تشعبات توجب تفصيلات في الأحكام ليس هذا وقت تناولك لها.
بارك الله فيك أخي الكريم.
كما ذكر الفاضل أسامة بن الزهراء: وافق الأشاعرة عقيدة أهل السنة والجماعة في مسائل أخرى غير مسألة الاعتقاد في الصحابة.
ومن ذلك المسائل المتعلقة بالسمعيات كعذاب القبر والحشر والحوض والصراط والميزان وأن الأعمال توزن فيه حقاً- خلافًا لبعض المعتزلة في زعمهم أن أفعال العباد أعراض وليست أجسامًا وعليه فوزنها مجاز- وعدم خلود أهل القبلة في النار.
وبالجملة، وافقوا مذهب السلف فيما يتعلق بالسمعيات الغيبية إلا قولهم في الرؤية فلهم فيه تفصيل مخالف لهم.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 02:50]ـ
بالمناسبة امس الساعه 9 مساء تقريبا بتوقيت مكة على إذاعة القرآن السعودية كان الشيخ محمد ابن عثيمين طيب الله ثراه يشرح الأسماء والصفات وشرح قوله تعالى / الرحمن على العرش استوى
وسمعته قرابة 10 دقائق والله لم أسمع كلمة أشعري على لسانه بل يقول ويقرر للطلاب كلمة الإمام مالك في الاستواء وينكر على الأشاعرة ويقول علماء الكلام , ونحو هذه الجملة.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 08:29]ـ
لكن لدي مسألة انا اعرف ان الاشاعرة يوافقون اهل السنة ببعض الامور اما الباقي فلا
لكن اليس نكفر (بتشديد الكاف) الاشاعرة لانهم لايوافقوننا بل تخالفنا ولكنني احس صلاة خلفه عدم وجود الراحة معه
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 08:33]ـ
لكن لدي مسألة انا اعرف ان الاشاعرة يوافقون اهل السنة ببعض الامور اما الباقي فلا
لكن اليس نكفر (بتشديد الكاف) الاشاعرة لانهم لايوافقوننا بل تخالفنا ولكنني احس صلاة خلفه عدم وجود الراحة معه
يا أخي أنت لست ملزما بالصلاة خلفه!
ابحث عن مسجد آخر، يكون إمامه على السنة ...
وليس كل من خالفنا في مسألة ما بالضروة يكفر ...
وفقك الله ...
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 08:38]ـ
اخي أبشر
بارك الله فيكم ايها الاخوة وألخص بما فهمت:
1 - عدم تكفير الاشاعرة
2 - الجواز الصلاة خلف الاشعري لكن لو يوجد غير اشعري فذلك افضل
بارك الله فيكم
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 10:12]ـ
شيء من الإنصاف بارك الله فيكم
الأشاعرة وإن كنا نقول أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات وبعض المسائل العقدية الأخرى إلا أنه ينبغي التنبيه على أنهم ليسوا سواء.
ومن الإجحاف تكفيرهم هكذا بجرة قلم
الله الله في هذه المسائل ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 11:28]ـ
اخي أبشر
بارك الله فيكم ايها الاخوة وألخص بما فهمت:
1 - عدم تكفير الاشاعرة
2 - الجواز الصلاة خلف الاشعري لكن لو يوجد غير اشعري فذلك افضل
بارك الله فيكم
أحسنت أخي القزلان ففهمك جيّد وبارك الله فيك
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 04:08]ـ
عفوا كتبتها على الخطأ
والصواب هذا:
اخي أبشر
بارك الله فيكم ايها الاخوة وألخص بما فهمت:
1 - عدم تكفير الاشاعرة اطلاقآ
2 - الجواز الصلاة خلف الاشعري لكن لو يوجد غير اشعري فذلك افضل
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 08:09]ـ
شيء من الإنصاف بارك الله فيكم
الأشاعرة وإن كنا نقول أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات وبعض المسائل العقدية الأخرى إلا أنه ينبغي التنبيه على أنهم ليسوا سواء.
ومن الإجحاف تكفيرهم هكذا بجرة قلم
الله الله في هذه المسائل ...
/// نعم .. لا يجوز تكفير الأشاعرة، ولم يكفرهم أهل السنة.
/// ولكن قولك إنهم لا يوافقون أهل السنة في (بعض) المسائل =ليس بدقيق؛ بل لا يوافقونهم في كثير من المسائل الكبرى، كالأسماء والصفات، والإيمان، والقدر .. الخ ..
فالبعضية لا وجود لها.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 09:50]ـ
لحظة من فضلك .. خذ هذه الفائدة النادرة أخي الكريم .. فلا يحسن بك جهلها ..
قال الشيخ العالم العلامة، والبحر الفهامة، وارث علم الأولين والآخرين، فريدة زمانه، وسلطان عصره _ وحق له أن أتمدحه بذلك وما كذبت عليه _ الإمام عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين؛ قدس الله روحه، ونور ضريحه، عليه رحائمه المتتابعة آمين _ وذلك بعد كلام نفيس له _:
(إذا عرفت مذاهب الفرق المسئول عنها؛ فاعلم أن أكثر أهل الأمصار اليوم أشعرية، ومذهبهم في صفات الرب سبحانه وتعالى موافق لبعض ما عليه المعتزلة الجهمية؛ فهم يثبتون بعض الصفات، دون بعض، فيثبتون الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة والسمع، والبصر، والكلام، وينفون ما سوى هذه الصفات بالتأويل الباطل.
مع أنهم وإن أثبتوا صفة الكلام موافقة لأهل السنة؛ فهم في الحقيقة نافون لها؛ لأن الكلام عندهم هو المعنى فقط، ويقولون: حروف القرآن مخلوقة، لم يتكلم الله بحرف ولا صوت؛ فقالت لهم الجهمية: هذا هو نفس قولنا: إن كلام الله مخلوق؛ لان المراد الحروف، لا المعنى.
ومذهب السلف قاطبة: أن كلام الله غير مخلوق، وأن الله تعالى تكلم بالقرآن؛ حروفه ومعانيه، وأنه سبحانه يتكلم بصوت يسمعه من شاء.
والأشعرية لا يثبتون علو الرب فوق سماواته، واستوائه على عرشه، ويسمون من أثبت صفقة العلو والاستواء على العرش؛ مجسماً مشبهاً، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة؛ فإنهم يثبون صفة العلو والاستواء كما أخبر الله سبحانه بذلك عن نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكيف ولا تعطيل، وصرّح كثير من السلف بكفر من لم يثبت صفة العلو والاستواء، والأشاعرة وافقوا الجهمية في نفي هذه الصفة؛ لكن الجهمية يقولون: إنه سبحانه
في كل مكان، والحلولية والأشعرية يقولون: كان ولا مكان، فهو على ما كان قبل أن يخلق المكان.
والأشعرية يوافقون أهل السنة في رؤية المؤمنين ربهم في الجنة، ثم يقولون: إن معنى الرؤية إنما هو زيادة علم يخلقه الله في قلب الناظر ببصره، لا رؤية بالبصر حقيقة وعياناً. فهم بذلك نافون للرؤية التي دل عليها القرآن، وتواترت بها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن مذهب الأشاعرة: أن الإيمان مجرد التصديق، ولا يدخلون فيه أعمال الجوارح؛ قالوا: وإن سميت الأعمال في الأحاديث إيمانا؛ فعلى المجاز لا الحقيقة.
ومذهب أهل السنة والجماعة: أن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، وقد كفر جماعة من العلماء من أخرج العمل عن الإيمان.
فإذا تحققت ما ذكرنا عن مذهب الأشاعرة _ من نفي صفات الله سبحانه وتعالى؛ غير السبع التي ذكرنا، ويقولون: إن الله لم يتكلم بحرف ولا صوت، وأن حروف القرآن مخلوقة، ويزعمون أن كلام الرب سبحانه وتعالى معنى واحد، وأن نفس القرآن هو نفس التوراة والإنجيل؛ لكن إن عبر عنه بالعربية فهو قرآن، وان عبر عنه بالعبرانية فهو توراة، وإن عبر عنه بالسريانية فهو إنجيل، ولا يثبتون رؤية أهل الجنة ربهم بأبصارهم؛ إذا عرفت ذلك _ عرفت خطأ من جعل الأشعرية من أهل السنة، كما ذكره السفاريني في بعض كلامه، ويمكن أنه أدخلهم في أهل السنة مداراة لهم، لأنهم اليوم أكثر الناس، والأمر لهم _ والله أعلم _، مع أنه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة في بعض ما هم عليه).
عض على هذا الكلام، ولا تخوضً في أمرٍ غائر بلا نور ولا مرشد يمكنه أن يقودك للخروج بسلام ..
وللفائدة أقول: نعم؛ الأشعرية نوعان: غالية مائلة جانحة مفارقة .. ومعتدلة موافقة على أكثر الحق سائرة .. وبعيدٌ جداً بل ولا يكون؛ أن نقول للصنف الأول قد وافقنا في كثير من المسائل. فتأمل
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه آمين
ملاحظة للأخ (القزلان) وفقه الله: ليتك لما أن كان سؤالك عن الصلاة خلف المبتدع؛ أن تركت السؤال بهذه الطريقة التي وضعتها رحمك الله، فإنها غير مناسبة بالمرة. فتنبه
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 04:04]ـ
نعم .. لا يجوز تكفير الأشاعرة، ولم يكفرهم أهل السنة.
/// ولكن قولك إنهم لا يوافقون أهل السنة في (بعض) المسائل =ليس بدقيق؛ بل لا يوافقونهم في كثير من المسائل الكبرى، كالأسماء والصفات، والإيمان، والقدر .. الخ ..
فالبعضية لا وجود لها. شيخنا عدنان وفقك الله ورعاك وسدد خطاك وجعل الجنة مثواك آمين
ربما لو تأملت كلامي لوجدت أنه موافق لما ذكرتَهأنتَ، فقد قلتُ أنهم في باب الأسماء والصفات ليسوا من أهل السنة والجماعة
لكن قولك (حفظك الله) أن البعضية لا وجود لها فهذا يلزمنا أن نقول أن الأشاعرة يخالفون أهل السنة حتى في أركان الإيمان الستة، ولعلك تتفق معي حينئذ أن يكون القول بتكفيرهم موجه من هذه الحيثية.
لكن المقرر أنهم ليسوا كذلك.
وليس في كلامي تبرئة لمنهج الأشاعرة معاذ الله.
والله أعلم وهو الهادي إلى الصواب
وبارك الله في شيخنا التميمي فقد أجاد في نقله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 06:24]ـ
بارك الله فيكم.
لا أعلم أحدا-فيما أعلم- يكفر الأشاعرة- فهل ولد من يكفرهم وأعني من السلف؟ ... أفيدونا.
ثانيا:
الكلمة التي نقلها التميمي عن العلامة بابطين، في أنّ أكثر أهل الأمصار أشاعرة! هل هي مسلمة؟!!
ربما في العلماء ممكن، أما عامة الناس فغالبهم على الفطرة أم أني مخطئ؟!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 01:22]ـ
عفوا كتبتها على الخطأ
والصواب هذا:
اخي أبشر
بارك الله فيكم ايها الاخوة وألخص بما فهمت:
1 - عدم تكفير الاشاعرة اطلاقآ
ما الذي تقصده ب (إطلاقا) أخي القزلان
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 03:21]ـ
اخي اقصد اطلاقآ يعني حتى لو خالفوا جدا مانكفرهم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 04:35]ـ
وهذا هو كلام الشيخ في القواعد المثلى الذي سبق الإشارة إليه أخي القزلان:
فإن قال قائل: هل تكفرون أهل التأويل أو تفسقونهم؟
قلنا:
الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فيجب التثبت فيه غاية التثبت، فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه.
والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي. ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه؛ لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.
الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه. ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما". وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه" (217).
وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين:
أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.
الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت أن يكون كافراً أو فاسقاً؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (218). وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (219).
ولهذا قال أهل العلم: لا يكفر جاحد الفرائض إذا كان حديث عهد بإسلام حتى يبين له.
ومن الموانع أن يقع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه ولذلك صور:
منها: أن يكره على ذلك فيفعله لداعي الإكراه لا اطمئناناً به، فلا يكفر حينئذ؛ لقوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (220).
ومنها: أن يغلق عليه فكره، فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو نحو ذلك.
ودليله ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح" (221).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - ص180 جـ12 مجموع الفتاوى لابن قاسم: "وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقصد الحق فأخطأ لم يكفر بل يغفر له خطؤه، ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر، ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب ثم قد يكون فاسقاً. وقد يكون له حسنات ترجح على سيئاته".أهـ.
وقال في ص229 جـ3 من المجموع المذكور في كلام له: "هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية. وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية. وذكر أمثلة ثم قال:
"وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين، إلى أن قال:
والتكفير هو من الوعيد؛ فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر، أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً.
وكنت دائماً أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: "إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم، فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين. ففعلوا به ذلك فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك. فغفر له" (222).
فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذرى بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك.
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالمغفرة من مثل هذا".أهـ.
وبهذا علم الفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، فليس كل قول أو فعل يكون فسقاً أو كفراً يحكم على قائله أو فاعله بذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله ص165 جـ35 من مجموع الفتاوى: "وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع، يقال هي كفر قولاً يطلق كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية، فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه، مثل من قال: إن الخمر أو الربا حلال لقرب عهده بالإسلام أو لنشوئه في بادية بعيدة، أو سمع كلاماً أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن الكريم ولا أنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها. إلى أن قال: فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (223). وقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان. أهـ.
وبهذا علم أن المقالة أو الفعلة قد تكون كفراً أو فسقاً، ولا يلزم من ذلك أن يكون القائم بها كافراً أو فاسقاً إما لانتفاء شرط التكفير أو التفسيق أو وجود مانع شرعي يمنع منه. لكن من انتسب إلى غير الإسلام أعطي أحكام الكفار في الدنيا، ومن تبين له الحق فأصر على مخالفته تبعاً لاعتقاد كان يعتقده أو متبوع كان يعظمه أو دنيا كان يؤثرها فإنه يستحق ما تقتضيه تلك المخالفة من كفر أو فسوق. فعلى المؤمن أن يبني معتقده وعمله على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجعلهما إماماً له يستضيء بنورهما، ويسير على منهاجهما؛ فإن ذلك هو الصراط المستقيم الذي أمر الله تعالى به في قوله: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (224).
وليحذر ما يسلكه بعض الناس من كونه يبني معتقده أو عمله على مذهب معين، فإذا رأى نصوص الكتاب والسنة على خلافه حاول صرف هذه النصوص إلى ما يوافق ذلك المذهب على وجوه متعسفة، فيجعل الكتاب والسنة تابعين لا متبوعين، وما سواهما إماماً لا تابعاً! وهذه طريق من طرق أصحاب الهوى؛ لا أتباع الهدى، وقد ذم الله هذه الطريق في قوله: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ) (225).
والناظر في مسالك الناس في هذا الباب يرى العجب العجاب، ويعرف شدة افتقاره إلى ربه فهو حري أن يستجيب الله تعالى له سؤله، يقول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (226).
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن رأى الحق حقاً واتبعه، ورأى الباطل باطلاً واجتنبه. وأن يجعلنا هداة مهتدين، وصلحاء مصلحين وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الأمة إلى صراط العزيز الحميد بإذن ربهم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تم في اليوم الخامس عشر من شهر شوال سنة 1404هـ
بقلم مؤلفه الفقير إلى الله
محمد الصالح العثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16824.shtml
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 04:41]ـ
اخي اقصد اطلاقآ يعني حتى لو خالفوا جدا مانكفرهم
لعلّ في كلام الشيخ ما يشفي غليلك ويقرّ عينيك وحاصله أنّه حتى ولو كان لازم أقولهم كفرا فلا بد من مراعات قواعد أهل السنة عند الحكم على المعيّن كتحقيق الشروط ودراسة الموانع وإقامة الحجة وغيرها مما هو معروف وقد فصّلها رحمه الله وأصّلها تأصيلا حسنا فراجعه
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 06:11]ـ
اخي العصمي وفقك الله وكذلك جميع الاخوة وفقكم الله
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 12:48]ـ
لو قلت أنا بقول الأشاعرة لكفرت لأنني أعلم أنه باطل(/)
لا تجعل قلبك كالإسفنجة
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 07:08]ـ
لا تجعل قلبك كالإسفنجة
الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن صالح المحمود
ليس هذا عنواناً صحفياً يرنو إلى لفت النظر إلى المقالة وجلب القارئ إليها، ولو كان ذلك – أحياناً – على حساب المضمون، كما هي عادة بعض الكتّاب، وإنما هو عنوان منهج عقدي وفكري يحتاج إليه كل قارئ وتعظم الحاجة إليه في عصرنا الحاضر؛ حيث العولمة بنفوذها الفكري ونفاذها التقني من خلال الإعلام وشبكات المعلومات.
العنوان نصيحة قدمها شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – لأشهر تلاميذه، وهو ابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالى – فنعم الناصح ونعم المنصوح.
يقول ابن القيم عن هذه النصيحة: (ما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك) ((مفتاح دار السعادة)) (1/ 443). مع أنه قد تلقى عن شيخه عشرات بل مئات الوصايا، كما هو واضح لمن تتبّع ذلك في كتبه، لكن هذه الوصية كان لها شأن آخر في حياة ابن القيم ومنهجه، وقد مرّ بتجارب متنوعة (سطر خلاصتها في نونيته) فأنقذه الله من شبهات أهل الأهواء الذين وقع في شباكهم بتتلمُذهِ على شيخ الإسلام وملازمته له.
يقول ابن القيم في عرضه لهذه الوصية: (قال لي شيخ الإسلام – رضي الله عنه – وقد جعلت أورد عليه إيراد بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها؛ فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها؛ فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أَشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقراً للشبهات، أو كما قال) ((مفتاح دار السعادة)) (1/ 443).
خلاصة الوصية عند ورود الشبهات والمقالات التي لا تعرف مصدرها هي:
1 - لا تجعل قلبك مثل السفنجة؛ أي: يتشربها ولا ينضح إلا بها.
2 - واجعله كالزجاجة المصمتة؛ أي: يرها بصفائه ويدفعها بصلابته.
وسنقف مع هذه الوصية بقسميها، بعد أن نقدم لذلك بمقدمة مهمة، فنقول:
العلوم قسمان:
أحدهما: علم الشريعة المنزّل، مثل: كتاب الله الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وما هو تابع لهما، نابع عنهما، مثل: الآثار الصحيحة، والعلوم المؤصلة التي بيّنها أئمة السلف الصالح في العقيدة، والأحكام، والآداب، والسلوك، وعلوم القرآن وعلوم الحديث وأصول الشريعة، والفقه، وأصول العقيدة الصحيحة، وآلات ذلك: فهذه علوم بها حياة القلوب وطريق العبودية وتوحيد رب العالمين, ولا صلاح للعباد والبلاد في الدنيا والآخرة إلا بها.
فهذه ينبغي أن يتشرّبها قلب العبد المؤمن؛ لأنها طريق السعادة في الدارين، وسُلّم العبودية لرب العالمين.
الثاني: ما سوى ذلك من العلوم، وهذه أيضاً قسمان:
1 - علوم دنيوية بحتة: يؤخذ منها ما يحتاج إليه لحياة الإنسان على هذه الأرض والسعي في معاشه, وهذه إن قصد بها المعونة على طاعة الله أُثيب عليها، وإن صدّت عن طاعة الله أو قُدّمت عليها عوقب عليها.
2 - العقائد والعلوم الفلسفية الفكرية المنحرفة: ومقالات أهل الأهواء والبدع (قديماً وحديثاً) ويدخل في ذلك المذاهب الفكرية المعاصرة بمختلف تياراتها ومنطلقاتها (شرقية أو غربية أو وطنية جاهلية).
وهذه الأخيرة هي الداء العُضال الذي إن تسلل إلى القلوب أفسدها، وغشاها بالشبهات والشكوك، وحلوها من يقين الإيمان وبرد التسليم والطاعة وسلامة القلب وصحته وقوته إلى الحيرة والتردد وتسلّط الوساوس، وضعف العبادة وقلة الطاعة، وتحول القلب من الأُنْس إلى الوحشة.
والشبهات من أشد الأشياء على القلوب وأثقلها حتى تكاد الشبهة أن تكون جبلاً، وأنَّى للقلب الرقيق تحمّله.
والمؤمن المستبصر يدرك مدى خطورة الأمر، خاصة إذا علم أنه لا أحد بمأمن من ذلك مهما علا شأنه في العلم أو العبادة والطاعة، أو في المجاهدة والدعوة، أو فيها جميعاً.
والمتتبع لواقع المسلمين المعاصر، وخاصة طلاب العلم ورجال الدعوة وشباب الصحوة منهم، يرى كيف تسللت شُبَه كثيرة إلى القلوب، وانتقلت إلى العمل والواقع الدعوي من خلال الوسائل المعاصرة (وهي معروفة) وتحولت إلى ما يمكن أن يسمى بـ (شللية فكرية) تتبنى عدداً من مسائل العقيدة والشريعة والثقافة بمنهج عقلاني عصراني منحرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأساس المشكلة تسلُل شبهات الملاحدة والزنادقة والعلمانيين والمستشرقين والحداثيين وأضرابهم؛ حيث صار هؤلاء يعرضونها، وهناك جزء من رجال الصحوة وشبابها يتشرّبون هذه الشبهات، وبعد قليل ينوبون عن أولئك الزنادقة وأهل البدع في نشرها والحماس في الدفاع عنها.
والملفت للنظر أن كافة هذه الشبهات ليست جديدة، بل هي مما سبق أن عُرض ودُوِّن في كتبهم وردها العلماء والدعاة وكشفوا زيفها؛ فما الجديد؟
الذي استجد إنما هي حرب مركّزة على الإسلام وعلى منهج السلف خاصة، ودعمت هذه الحرب قوى مختلفة معروفة، وقابل ذلك ضعف الإيمان وخلل في الثقة بالمنهج.
وهو ما جعل هذه الشبهات تلج القلوب، فتُغيّر الكثير منها. فصارت هذه القلوب كالإسنفجة تمتص هذه الشبهات كما تمتص الماء العَفِن.
إن سؤال المسلم الهداية: {اهدِنَا الصِّرَاطَالمُستَقِيمَصِرَاطَا لَّذِينَأَنعَمتَ عَلَيهِمْغَيرِالمَغضُوبِعَلَيه ِمْ وَلاَالضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6 - 7]. يكرره في اليوم والليلة أكثر من سبع عشرة مرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر – كما في الحديث الصحيح المشهور – بأن سبيل الله واحد وما عداه سُبُل الشيطان، وأصل الهداية هداية القلوب؛ لأن القلب سيد البدن، كما أن أساس الضلالة – عياذاً بالله – غواية القلوب وضلالها وانحرافها، فجاءت هذه الوصية الغالية من شيخ الإسلام، والتي تقول خلاصتها: لا تجعل قلبك للشبهات مثل الإسفنجة، فيتشربها ولا ينضح إلا بها.
فما وجه تشبيه هذا النوع من القلوب بالإسفنجة؟
1 - يلاحظ الشبه بينهما من ناحية التكوين؛ فكل منهما رقيق ليّن ليس في داخله صلابة من عظام ونحوها.
2 - أن الإسفنجة معروفة بطبعها؛ فهي تمتص كل سائل؛ فإن أدخلتها طيّباً: من ماء عذب أو لبن أو شراب، فإنها تمتصه كما أنك إن أدخلتها في ماء عفن أو بول أو نجس: كخمر ونحوه، فإنها تمتصه أيضاً.
3 - أن الإسفنجة إذا امتصت السائل فلا بد أن تنضح بما فيها؛ حيث يخرج منها القطرات بل أكثر من ذلك إذا ضغط عليها ولو بقليل من القوة وقلّما تحتفظ بما فيها حتى ينشف، ولو نشفت لما أقبح ما فيها؛ إن كان ما امتصته من المجاري وأشباهها!
4 - أن الإسفنجة متى ما اعتادت امتصاص العفن، تحولت هي إلى عفن؛ فلا ينفع معها تنظيف ولا غسل.
وكذلك القلوب فهي:
أولاً: رقيقة لأنها موطن الإرادة والحب والبُغض والمحبة والكُره، وهي موطن أعمال القلوب: من خوفٍ، ورجاءٍ، ومحبةٍ وإنابةٍ، وإخلاصٍ، وصدقٍ، وتوبةٍ، وتوحيدٍ، وتوكلٍ وغيرها؛ ولذا فهي تابعة لمن خضعت له:
أ- فإن انقادت لمولاها وسيدها ومالكها بتوحيده والتوكل عليه وحده لا شريك له وبمحبته ورجائه وخوفه وسائر أعمال القلوب فقد اتصفت بصفتين عظيمتين:
إحداهما: كمال الافتقار لمولاها؛ فهي لا تستغني عنه لحظة من ليلٍ أو نهارٍ مع كمال الانقياد والطاعة فهي تقود أبدانها إلى مولاها بالاستجابة التامة، بفعل الأوامر واجتناب النواهي، فإن أذنب العبد فهي لرقتها تبادر إلى التوبة والاستغفار والحسنات الماحيات.
والأخرى: كما القوة في الحق، والنفور من الباطل (شبهات وشهوات) وسبب ذلك أن قوتها بالله (عبادةً واستعانةً وتوكلاً) وهذا من عجيب أحوال قلوب المؤمنين الصادقين؛ حيث تجدها أعظم ما تكون رقّة ورحمة وأقوى ما تكون صلابة في الحق ونفوراً من الباطل وشجاعة في الدفاع عن الدين الحق وأهله، والموالاة لهم، وردّ الباطل وأهله والبراءة منهم ومن أعمالهم؛ فهي في الإيمان لا تخاف لومة لائمٍ.
ب – وإن انقادت القلوب – عياذاً بالله- إلى غير الله من نفسٍ أمّارة أو هوى أو شيطان، وتمثل ذلك في معبود غير الله، أو تعلق بجاه أو دنيا أو شهوة قُدمت على عبادة الله، وطاعته، تحولت القلوب إلى محبة وخضوع لذلك المعبود من دون الله وصارت على الضد من صفات المؤمنين.
- فهي قاسية في عبادة الله وطاعته والانقياد له حتى تكون كالحجارة أو أشد قسوة.
- وهي ذليلة رقيقة خاضعة لمن مالت إليه؛ فيها من الضّعة والاستكانة والحقارة والعبودية لذلك المعبود من دون الله ما لا يكاد يصدقه الإنسان السوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: هي (أي: القلوب) بحسب ما تُحمل وتُربى عليه؛ فإن حُملت على حبّ الحق والاستجابة له والنفور من الباطل والشبهات، أما إن تركت مرتعاً لكلّ عارضٍ مما يعرض لها، تتقبله من غير تمييز فإنها تكون عُرضةً للخطرات والوساوس التي يلقيها شياطين الإنس والجن، فتصبح مرتعاً للشبهات فتصير كالسفنجة التي حذر منها شيخ الإسلام؛ تمتص الشبهات وربما تنضح، وتصبح مريضة بذلك.
ولتشخيص هذه الحالة في واقعنا المعاصر نلاحظ ما يلي:
1 - بروز هذه الظاهرة الإسفنجية لدى بعض طلاب العلم والشباب المستقيم ونحوهم ممن لهم اهتمامات بالعلم الشرعي أو بالقراءة بمعناها العام الشامل لما يُشاهد أو يُسمع أو يُقرأ، أو بحب سماع الحوارات التي تدور بين الأطياف المختلفة في عقائدها، أو في مشاربها، أو في مناهجها؛ فتجد بعض هؤلاء – هدانا الله وإياهم وثبتنا على الحقّ جميعاً- يتشرّب شبهات أهل الباطل فتستقر في نفسه، وإذا علمنا أن للشبهات بريقاً ولمعاناً مُحرقاً خاصةً إن عُرضت بأسلوب ماكر تصحبه سخرية وهزء بأهل الحق المتمسكين به؛ عندها يتبين مدى أثر هذه الشبهات على القلوب الإسفنجية الضعيفة؛ حيث تتحول القلوب إلى نوع من القلق وشيء من الحيرة والشك، حيث يتصارع في قلبه ثقته بمنهجه وعقيدته الصافية، وقوة الشبهة وشدة جذبها وقوة حرقها.
وفي هذه الحالة المرضية العارضة المقلقة يكون للقلب أحد مسارين:
أ- مسار يؤوب فيه القلب إلى سكينة الإيمان وبرد اليقين والتسليم لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، بحيث تكون له خبيئة من عبادة وطاعة يتقرب بها إلى الله تعالى فتجدد له هذه العبادة ثوب الإيمان والتعلق بمقلب القلوب – تبارك وتعالى- فيتوجه إليه منيباً مخبتاً متوكلاً، أو يكون له صاحب أو أصحاب مثل شيخٍ يثق به ويُباحثه أو يُسائله عما عرض له من شبهات فيتلقّى الجواب وهو على حالته السابقة من التسليم والعبادة فهذا غالباً منّا يعود إليه اليقين ويَسلم من غوائل ما عرض لقلبه من الشبهات فينبته لنفسه لاحقاً.
ب- مسار لا يوفق فيه لتسليم ولا لمزيد طاعة، ولا لمعالجة صحيحة لهذا العارض؛ فهذا قد تشتد عنده حالة الشك والقلق ويبقى حبيس نفسه وهواه وهواجسه ووساوسه فينتج عن ذلك مرضان:
- رسوخ الشبهة أو الشبهات: لأن القلب تشربها واختلطت بها، كالإسنفجة التي امتصت الماء العفن.
- نقل الشبهة إلى غيره: حيث تجده ينشرها بين أصحابه ويعرضها في كل مناسبة ويكرر عرضها؛ وكأنه لم يبق معه من القول والهمِّ في دينه ودنياه إلا ما أُشرب قلبه من ذلك؛ فهو لا يكتفي بمرض قلبه، وإنما ينقل عداوة إلى الآخرين السالمين الأصحاء والطامة الكبرى تكون حيث يخصّ بهذه البوائق أحبابه وأصحابه المقرّبين منه أو طلابه المتأثرين به؛ فما أعظمها من مصيبةٍ وقعت على الطرفين!
وهذا معنى تشبيه القلب بالإسفنجة؛ لأنها إذا امتصت العفن صارت تنضح وتقطر بما فيها من ذلك كما هو مشاهد وكذا القلب الشبيه بذلك.
وقد مرّ بي من ذلك نماذج، خاصة في السنوات الأخيرة؛ حيث يأتي إليّ بعض الطلاب الذين أحسنوا الظن بأخيهم الذي اعتبروه أستاذاً لهم يسألونه عن شبهات عالقة بعقولهم وقلوبهم، والسؤال منهج حسن ممدوح، بل هو مخرج ضروري لإزالة الشبهة وسلامة القلب منها، ولكن الذي لفت انتباهي هو: حمل هذه الشبهات وانفعال بعض أصحابها، وهو ما قد يوحي بدرجة ما من علوقها في القلب، ثم إنّ أكثر هذه الشبهات قد أجاب عنها العلماء قديماً كما أجاب عنها العلماء المعاصرين في كتبهم ودروسهم وأشرطتهم المبثوثة؛ فهي ليست جديدة وهي شبهات مكررة لأهل البدع من الجهمية والرافضة والمعتزلة والأشاعرة ... وغيرهم فلو أنّ هؤلاء أصّلوا طلبهم للعلم وأخذوه عن العلماء الموثّقين قديماً وحديثاً وتعمّقوا في مسائله لوجدوا في ثنايا كُتبهم ودروسهم الأجوبة واضحة، فما أحوج هؤلاء وأحوجنا جميعا إلى وصية شيخ الإسلام هذه!
فإن قال قائل: هل كل من سأل نتيجة إشكال أو شبهة عرضت له فهو إسفنجي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: هناك أسئلة في العلم أثناء تعلمه وتلقّيه؛ حيث ترد الأسئلة والطالب يسيح في بحر العلم الشرعي، فهذا من الممدوح الذي يدل على ذكاء صاحبه وعمق فهمه، لكن لا يتعدّى السؤال مسائل الباب ولا وقت الدرس حيث تنغمر الشبهة في بحر العلم ويكون جوابها سهلاً، وليس لها علوق في القلب يكدّر صفاءه، هذا ديدن طلاب العلم (قديماً وحديثاً) مع شيوخهم، وعلى رأس هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا يسألون عمّا يُشكل عليهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم يُجيبهم، ونماذج ذلك في السنة كثيرة.
أما الإسفنجي الذي حذّر منه شيخ الإسلام تلميذه ابن القيم، فهو ذلك الذي يتشرّب شبهات أهل الأهواء فتعلق في قلبه فيكررها وينشرها وينضح قلبه بها.
إذاً: ما المخرج من هذه الحالة الإسفنجية؟ وكيف يسلم طالب العلم بل عموم المسلمين من الوقوع في هذه الحالة التي حذر منها شيخ الإسلام وهو الخبير بأحوال القلوب وبأحوال عصره والتقلبات التي تَعرض لطلاب العلم؟
أجاب شيخ الإسلام في وصيته السابقة بقوله: " لكن اجعله (أي: قلبك) كالزجاجة المصمتة، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فهيا فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته"
وهذا موجّه لابن القيم المعروف بسعة علمه، وبقوة تألُّهه وعبادته، وخبرته بأحوال القلوب وأمراضها وأدوائها وطرائق علاجها: فكيف بنا وبأحوالنا والله المستعان؟
أولاً: العبادة والطاعة وهذه ضرورية لصفاء القلب وخلوصه من أكداره وهذا أمرٌ قد لا يُنبّه له المشغولون بالقراءة والثقافة والفكر وسعة الاطلاع، حيث يظنون أنّّ سعة العلم كافية وأنّ كثرة القراءة وحدها محصّنة للإنسان في حياته من الزيغ والانحراف، حتى إنهم يستعيضون بها عن العبادة وأفعال القُرَب فقد يؤخر أحدهم الصلاة أو يتأخر عن صلاة الجماعة أو بعضها؛ لانشغاله عما هو أهم (وهو القراءة) وقد لا يجد في صلة رحمه من الأقربين جداً واجتهاداً كالذي يقدمه في ساعات يقضيها على الشبكة المعلوماتية (وأنا أتكلم عن الجاد منها وليس عن سخافاتها) وقد لا يحرص على النوافل لأنها تأخذ منه وقتاً بل قد لا يجد ما يفرغ به نفسه لقراءة القرآن الكريم أو حفظه أو تدبر معانيه عشر معشار ما يقضيه في القراءة المبعثرة الهائمة.
إن هذه حالة يجب أن يبادر أصحابها إلى علاج قلوبهم تجاهها؛ وذلك بحمل النفس على تحمل العبادة بأنواعها مع تهيئة البال والنفس والقلب لكي يطيب بالعبادة ويأنس بها؛ فيكون ممن يرتاح بالعبادة وليس ممن يرتاح منها.
والنصيحة بالعبادة عند ورود الفتن حيث تضطرب القلوب وتصاب البصيرة بالغبش خير دليل على أهمية العبادة الطاعة والقربى إلى الله تعالى، وعلى كونها تثير البصائر عند ورود الشبهات.
ثانياً: الابتعاد عما يُقسي القلب ويُضعفه خاصةً ما عظمت الفتنة فيه في هذه السنوات مثل:
1 - مجالس المنكر ومنتدياته التي تقوم في غالبها على نشر الإلحاد والزندقة ونشر البدعة والاستهزاء بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وشريعته ودينه وعباده المؤمنين، وهي تقوم على فكر منحرف وثقافة مستوردة وتسعى إلى التشكيك ونشر الشبه بين أهل الإسلام وكفى بذلك مرضاً للقلوب؛ فهذه فيها السمّ الزعاف، ولا يجوز لأحد دخولها إلا المتمكن يريد إنكار، ومع هذا فهو حكيم يمر بها لغايةٍ يريد تحقيقها يخدم بها دينه ويردّ صولان هذه المنكرات، ثم هو يمر مسرعاً لا يقيم معها ولا يطيل بحجة معرفة المنكر بل في قلبه من حرارة الولاء والبراء ما يصرفه عنها إلى برد الإيمان والعلم والطاعة.
2 - مجالس ومواقع قاذورات الإعلام، وفتنها وخاصة فتنة الصور وما يتبعها من مجونٍ يُقرأ أو يُسمع أو يُشاهد، وهذا يُقسّي القلب ويُضعف العبادة فيمرض صاحبه ويكون عرضةً للشبهات التي قد يقوده إليها ما تساهل فيه من الولوغ في الشهوات.
ثالثاً: أن تجعل قلبك كالزجاجة الصافية المصمتة، كما أوصى شيخ الإسلام فيكون لقلبك بصرٌ نافذٌ عند ورود الشبهات فيعرف أنها شبهة وليست علماً فيتعامل معها على هذا الوضع، وتشبيه القلب بالزجاجة فيه كثير من المعاني البلاغية والعلمية والإيمانية منها:
1 - أن القلب في هذه الحالة يكون مقابل القلب الرخو الشبيه بالإسفنجة؛ فهو صلب في إيمانه وعلمه وبصيرته واثق من منهجه غير متردد فيه ولا شاك.
2 - أن هذا القلب صافٍ كصفاء الزجاجة البلّورية النظيفة يُبصر الأمور والمسائل على حقيقتها فيفرق بين الحق والباطل والمعروف والمنكر والدليل الصحيح والاستدلال الفاسد، والواضح من حقائق الدين والعلم والإيمان وشبهات الباطل، والخاطر الإيماني الرباني والخواطر الشيطانية؛ فإذا أقبلت الشبهة أو الفتنة أبصرها بوضوح تام فقد نُوّر هذا القلب بأنوار الإيمان والعلم والطاعة فهو يعرفها ويعرف منشأها وغايتها وأثرها الفاسد فلا يزال يراها كذلك ويتعامل معها على هذا الوجه وهذا لون من الفراسة يهبه رب العالمين لمن صفت قلوبهم وخَلَصت لربها تعالى.
3 - أن هذا القلب صلب لأن الزجاجة مع صفائها هي مصمتة مغلقة ليس فيها كسوراً أو شقوقاً فهو لصلابته يدفع الشبه ويردها وينكرها فهي من أجل هذه الصلابة لا تجد إليه مدخلاً.
فالشبهات حول هذا القلب تدور وتحاول بأساليب متعددة ومحاولات متكررة أن تدخل ولو بفناء القلب أو عند بابه، ولكن هيهات هيهات والقلب صلبٌ مصمتٌ عن الباطل وشُبهِه، فترجع الشبهات مولّية هاربة مهزومة.
نشر بتاريخ 01 - 02 - 2010
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 08:53]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مسلمه محمد]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 10:25]ـ
بارك الله فيك ...(/)
النموذج الثاني: رسالة الإمام أحمد للخليفة المتوكل رحمهما الله تعالى
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 08:15]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد ..
فهذه أحبتي الكرام رسالة الإمام أحمد الخالدة للخليفة المتوكل رحمة الله عليهما جميعاً، أقدمها نموذجاً ثانياً لمجموع العقائد التي جمعتها من قول الإمام أحمد أو تقريره.
حيث كان النموذج الأول هنا هو رسالة (مسدد بن مسرهد).
وهذا نص الرسالة:
قال الحافظ أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. (ح) وحدثنا محمد وعلي والحسين؛ قالوا: ثنا محمد بن إسماعيل؛ قال: ثنا صالح بن أحمد بن حنبل؛ قال (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1):
كتب عبيد الله بن يحيى [بن خاقان] إلى أبي يخبره: أن أمير المؤمنين أمرني أن أكتب إليك [كتابا] أسألك عن أمر القرآن؛ لا مسألة امتحان، ولكن مسألة معرفة وبصيرة.
فأملى عليّ أبي [رحمه الله] إلى عبيد الله بن يحيى؛ [وحدي ما معنا أحد]:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أحسن الله عاقبتك [يا] أبا الحسن في الأمور كلها، ودفع عنك [مكاره الدنيا والآخرة] برحمته.
قد كتبت إليك رضي الله [تعالى] عنك بالذي سأل [عنه] أمير المؤمنين [بأمر القرآن] بما حضرني، وإني أسأل الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين، فقد كان الناس في خوض من الباطل، واختلاف شديد يغتمسون فيه، حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين، فنفى الله بأمير المؤمنين كل بدعة، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس، فصرف الله ذلك كله، وذهب به بأمير المؤمنين، ووقع ذلك من المسلمين موقعاً عظيماً، ودعوا الله لأمير المؤمنين. [فأسأل الله أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء، وأن يتم ذلك لأمير المؤمنين]، وأن يزيد في نيته، و [أن] يعينه على ما هو عليه.
- فقد ذكر عن [عبد الله] بن عباس أنه قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم.
- وذكر عن عبد الله بن عمرو: أن نفرا كانوا جلوساً بباب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا؟ [قال]: فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج كأنما فقيء في وجهه حب الرمان، فقال: "أبهذا أمرتم، أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، [إنكم لستم مما هاهنا في شيء]، انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه".
- وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مراء في القرآن كفر".
- وروي عن أبي الجهم؛ [رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم]، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "لا تماروا في القران، فإن مراء فيه كفر".
- وقال [عبد الله] بن العباس: قدم على عمر [بن الخطاب] رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس. فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا. فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم [هذا] في القران هذه المسارعة. قال: فنهرني عمر وقال: مه. فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين. فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي، وقال: ما الذي كرهت [مما قال الرجل آنفا]؟ فقلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا. قال: لله أبوك، والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها.
- وروي عن جابر [بن عبد الله] قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف؛ فيقول: "هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي".
- وروي عن جبير بن نفير [قال]: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم لن ترجعوا [إلى الله] بشيء أفضل مما خرج منه"، يعني: القرآن.
- وروي عن [عبد الله] بن مسعود أنه قال: جردوا القرآن، ولا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله [عز وجل].
- وروي عن عمر [بن الخطاب] أنه قال: [إن] هذا القرآن كلام الله فضعوه [على] مواضعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال رجل للحسن [البصري]: يا أبا سعيد إني إذ قرأت كتاب الله وتدبرته كدت أن أيأس وينقطع رجائي. [قال]: فقال [الحسن]: إن القران كلام الله، وأعمال بني آدم إلى الضعف والتقصير، فاعمل وأبشر.
- وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جارا لخباب؛ وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخذ بيدي؛ فقال: يا هذا؛ تقرب [إلى ا] لله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.
- وقال رجل للحكم [بن عتيبة]: ما حمل أهل الأهواء على هذا؟ قال: الخصومات.
- وقال معاوية بن قرة؛ [وكان أبوه ممن أتى النبي صلى الله عليه وسلم]: إياكم وهذه الخصومات فإنها تحبط الأعمال.
- وقال أبو قلابة؛ [وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]: لا تجالسوا أصحاب الأهواء _ أو قال: أصحاب الخصومات _، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.
- ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث؟ فقال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية [من كتاب الله]؟ قال: لا. لتقومان عني، أو [لأقوم عنكما. قال: فقام الرجلان فخرجا]. [فقال بعض القوم: يا أبا بكر وما عليك أن يقرءا عليك آية [من كتاب الله تعالى]]؟ فقال [له ابن سيرين]: إني خشيت أن يقرءا علي آية فيحرفانها، فيقر ذلك في قلبي. [و [قال محمد]: لو أعلم أني أكون مبتلى الساعة لتركتهما].
- وقال رجل من أهل البدع لأيوب [السختياني]: يا أبا بكر أسألك عن كلمة؟ فولّى وهو يقول بيده: [لا] ولا نصف كلمة.
- وقال ابن طاووس لابن له يكلمه رجل من أهل البدع: يا بني أدخل أصبعيك في أذنيك؛ [حتى] لا تسمع ما يقول. ثم قال: أشدد [أشدد].
- وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.
- وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر عنهم شيء خبئ لكم لفضل عندكم.
- وكان الحسن [رحمه الله] يقول: شر داء خالط قلبا. يعني: الهوى.
- وقال حذيفة [بن اليمان]؛ [وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم]: اتقوا الله [معشر القراء]، وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. أو قال: مبينا.
قال أبي [رحمه الله]: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين، ولولا ذاك لذكرتها بأسانيدها.
- وقد قال الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}، وقال: {ألا له الخلق والأمر}، فأخبر بالخلق، ثم قال: {والأمر} فأخبر أن الأمر غير الخلق.
- وقال عز وجل: {الرحمن علم القران. خلق الإنسان علمه البيان}، فأخبر [تعالى] أن القرآن من علمه.
- وقال [تعالى]: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}.
- وقال: {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين}.
-[وقال تعالى: {وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا واق}] فالقران [من] علم الله [تعالى].
وفي هذه الآيات دليل على أن الذي جاءه [صلى الله عليه وسلم] هو القران، [لقوله: {ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم}].
وقد روي عن [غير واحد ممن مضى من سلفنا] أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق.
وهو الذي أذهب إليه، لست بصاحب كلام ولا أرى الكلام في شيء من هذا؛ إلا ما كان في كتاب الله، أو [في] حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه، أو عن التابعين [رحمهم الله]، فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود.
قال الذهبي: رواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة ثقات، أشهد بالله أنه أملاها على ولده.
آخرها .. والحمد لله رب العالمين
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) هذا سند أبو نعيم، وإلا قد رويت مسندة في غير ما مصدر. وما بين القوسين هو مقارنة نسخ الرسالة.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 08:38]ـ
جزاك الله خيرا أخي السكران التميمي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 08:42]ـ
أولاً: وجزاك الله مثله وأجزل.
ثانياً: سامحك الله يا أخي .. وما نعذرك حتى تقدم الأعذار المقبولة المنطقية .. أين أنت كل هذه الفترة غائباً عنا؟!!
أحمد الله أني وضعت هذه المشاركة حتى أعرف أنك بخير وموجود معنا حاضر .. وأخوك حاضر لك أخي بما تريد بإذن الله تعالى .. لكن لا تعد كرة الغياب حفظك الله.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 08:51]ـ
حفظك الله وبارك فيك
لم أنشغل عنكم حفظكم الله ... أبشرك أني بصحة وعافية ...
والله يرعاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 08:58]ـ
جزاك الله خيرا.
في ذاك الزمان، كان العلماء أئمة علم، وكان الإمام الخليفة أيضاً عالم يعرف العلم ويفقه البحث والمناظرة، أما اليوم فأين لك أن تجد "ولي أمر" يحمل شيئاً من العلم يفقه به حجتك، ويزن به الأمور مع من يمحض له النصيحة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 09:01]ـ
جزاك الله خيرا.
في ذاك الزمان، كان العلماء أئمة علم، وكان الإمام الخليفة أيضاً عالم يعرف العلم ويفقه البحث والمناظرة، أما اليوم فأين لك أن تجد "ولي أمر" يحمل شيئاً من العلم يفقه به حجتك، ويزن به الأمور مع من يمحض له النصيحة.
يقوم بإقالته من منصبه مباشرة .. (إبتسامة)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 09:14]ـ
بارك الله فيك يا أبا عصام.
من محمد بن إسماعيل الذي في السند؟
هل هو البخاري؟
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 12:09]ـ
جزاك الله خيرا.
في ذاك الزمان، كان العلماء أئمة علم، وكان الإمام الخليفة أيضاً عالم يعرف العلم ويفقه البحث والمناظرة، أما اليوم فأين لك أن تجد "ولي أمر" يحمل شيئاً من العلم يفقه به حجتك، ويزن به الأمور مع من يمحض له النصيحة.
كم أحب هذا الامام امام الفتوح هذة منى اعتبرة كذالك احمد امام الفتوح
شكرا كلمة وفاء للغال التميمى ولعبدالله كذالك وان مايناسب أهل هؤلاء الازمان المتفاوتة المتكادمين تكادم الحمر وبعدها يتهارجون مهارجة الحمر
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ** وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 12:18]ـ
يقوم بإقالته من منصبه مباشرة .. (إبتسامة)
أو يسومه سوء العذاب، نسأل الله العافية والسلامة وتبدّل الحال إلى خير حال.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 01:49]ـ
بارك الله فيك يا أبا عصام.
من محمد بن إسماعيل الذي في السند؟
هل هو البخاري؟
بل هو حفظك الله ورعاك:
أبو مسلم محمد بن إسماعيل بن أحمد المديني.
والثلاثة اللذين رووا عنه هم:
- محمد بن جعفر بن يونس.
- الحسين بن محمد بن علي.
- علي بن أحمد بن يزداد.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 09:44]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك!
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 10:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله وبركاته
من مواضيعي في هذا المجلس
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=45462
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 11:28]ـ
نفع الله بكم ياشيخ خالد ....
وللفائدة فإن هذه الرسالة طبعت مفردة مع شئ من العناية بدار النوادر باعتناء علي محمد زينو ..
لكنه اعتمد على المطبوع من عدة مصادر ...
والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 11:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ونفع الله بكم جميعاً أحبتي الكرام ..
هذا الرسالة وغيرها من رسائل وعقائد الإمام أحمد رحمه الله تعالى هي عندي مجموعة محققة منذ الثلاثة أعوام تقريباً تنتظر الإفراج عنها بإذن الله تعالى .. فالله المستعان
ولا أخفيكم أني قد انزعجت لما أن رأيت إحدى هذه الرسائل قد خرجت للنور .. لخوفي أن تتباع غيرها في الخروج وأنا لم أصدر كتابي بعد .. ولكن ما أفرحني هو حسن خدمتها ممن أخرجها .. فجزاهم الله خيرا
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 12:41]ـ
وفقك الله ويسر خروج هذه الرسائل,
وأتمنى أن تكون قد أوليت توثيق نسبة هذه الرسائل جانب من الأهمية, (رسالة الإصطخري أنموذجاً)
واسأل الله أن نرى هذا الكتاب قريباً.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 01:23]ـ
آمين أخي الكريم .. وجزاك الله خير الجزاء ..
وبالنسبة لرسالة الإمام الإصطخري فقد ثبتت عنه رحمه الله بالسند المتصل الثابت من عدة طرق رجال بعضها ثقات .. وهي رسالة سليمة صحيحة .. وما أخذ عليها في بعض المواضع المعدودة فلها تأويل وتوجيه يزيل عنها الإشكال بإذن الله تعالى.
والمتتبع لألفاظها أخي الكريم يجدها في أكثرها الغالب نفس كلام الإمام أحمد في سائر عقائده _ مسائل ورسائل _، ومسائله الفقهية أيضاً.
هذه الرسالة رواها مسندة كل من:
(يُتْبَعُ)
(/)
- أبو يعلى الفراء، وابن عساكر، والذهبي بقوله: (أنبئونا).
· رجال سند أبو يعلى الفراء:
1) أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن إبراهيم البرمكي. ثقة.
2) أحمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر النهاوندي المالكي (( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=326152#_ftn1) 1).
3) أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر النهاوندي المالكي (( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=326152#_ftn2) 2).
4) أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب زوزان (زوران) الحارثي الأنطاكي. الحافظ العالم الرحلة.
5) أبو العباس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله الفارسي الإصطخري. ثقة في نفسه.
· رجال سند ابن عساكر: الطريق الأول:
1) أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الله ألغنمي الغساني الدمشقي. (ابن قبيس)، المسند الفقيه الزاهد الثقة.
2) أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان بن إبراهيم بن عبد العزيز التميمي الكتاني الصوفي. الشيخ الحافظ الثقة.
3) أبي الحسين (أبي بكر) محمد بن رزق الله بن عبد الله (عبيد الله) الأسود المنيني المقرئ. (ابن أبي عمرو)، ثقة، إمام قرية منين.
· رجال سند ابن عساكر: الطريق الثاني:
1) أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أسد البروجردي الأسدي. صدوق ثقة.
2) أبو عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن محمد بن سعيد الفارسي. الحافظ الشيخ الزكي العدل.
3) أبو الغنائم الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن حماد المقرئ ألأهوازي. الزاهد الشيخ الفاضل.
4) القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد الحنبلي. (ابن الفراء)، الإمام العلامة الفقيه. ثقة مأمون.
5) أبو عثمان سعيد بن مهران بن داود الكردي الحنبلي. شيخ.
6) أبو عبد الله الحسين بن عثمان بن أحمد بن عيسى اليبرودي المروذي (( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=326152#_ftn3) 3).
وهذا طرف من أولها:
(قال أبو عبد الله أحمد بن [محمد] بن حنبل:
هذا مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بعروقها، المعروفين بها، المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إلى يومنا [هذا]، وأدركت من أدركت من علماء [أهل] الحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو [مخالف] مبتدع، خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.
فكان قولهم: إن الأيمان قول وعمل ونية، وتمسك بالسنة، والأيمان يزيد وينقص، ويستثنى في الإيمان، غير أن لا يكون الاستثناء شكا؛ إنما هي سنة ماضية عند العلماء.
قال: وإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ فإنه يقول: [أنا] مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو، أو يقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله.
ومن زعم أن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجئ، ومن زعم أن الإيمان [هو القول]، والأعمال شرائع فهو مرجئ، ومن زعم أن الإيمان يزيد ولا ينقص فقد قال بقول المرجئة، ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجئ، ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل [وميكائيل] والملائكة فهو مرجئ، ومن زعم أن المعرفة تنفع في القلب لا يتكلم بها فهو مرجئ.
قال: والقدر خيره وشره، وقليله وكثيره، وظاهره وباطنه، وحلوه ومره، ومحبوبه ومكروهه، وحسنه وسيئه، وأوله وآخره من الله، قضاء قضاه [على عباده]، وقدرا قدره عليهم، لا يعدو واحد منهم مشيئة الله [عز وجل] ولا يجاوز قضاءه، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له، واقفون فيما قدر عليهم [لأفعاله]، وهو عدل منه عز ربنا وجل.
والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، وأكل المال الحرام، والشرك بالله، والمعاصي كلها بقضاء [من الله عز وجل] وقدر، من غير أن يكون لأحد [من الخلق] على الله حجة، بل لله الحجة البالغة على خلقه {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}.
وعلم الله [عز وجل] ماض في خلقه بمشيئة منه، قد علم من إبليس ومن غيره ممن عصاه من لدن أن [عصي تبارك وتعالى] إلى أن تقوم الساعة المعصية وخلقهم لها، وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها، وكل يعمل لما خلق له، وصائر إلى ما قضي عليه وعلم منه، لا يعدو واحد منهم قدر الله ومشيئته، والله الفاعل لما يريد، الفعال لما يشاء.
ومن زعم أن الله شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة، وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم، فقد زعم أن مشيئة العباد أغلظ من مشيئة الله [تبارك وتعالى]، فأي افتراء أكثر على الله [عز وجل] من هذا؟.
ومن زعم أن الزنا ليس بقدر؛ قيل له: أ [نت] رأيت هذه المرأة حملت من الزنا وجاءت بولد؛ [هل] شاء الله [عز وجل] أن يخلق هذا الولد؟ وهل مضى في سابق علمه؟ فإن قال: لا، فقد زعم أن مع الله خالقا، وهذا [هو] الشرك صراحاً.
ومن زعم أن السرقة، وشرب الخمر، وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر، فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره، وهذا صراح قول المجوسية، بل أكل رزقه، وقضى الله أن يأكله من الوجه الذي أكله.
ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله [عز وجل وأن ذلك بمشيئته في خلقه]، فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله، وأي كفر أوضح من هذا؟ بل ذلك بقضاء الله [عز وجل]، [وذلك بمشيئته] في خلقه، وتدبيره فيهم، وما جرى من سابق علمه فيهم، وهو العدل الحق الذي يفعل ما يريد، ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على [الصغر والقمأ] ... ).
وقد تركت فروق النسخ للرسالة عن وضعها هنا غير ما بين معقوفين.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=326152#_ftnre f1)2) لم أهتد إليه. والذي أعتقده أن هناك تصحيفا في الاسم، وأنه (محمد) انظر تاريخ دمشق 54/ 19.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=326152#_ftnre f2)3) انظر تاريخ دمشق 32/ 175، وهو والد الذي قبله.
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=326152#_ftnre f3) انظر تاريخ دمشق 21/ 309 + 14/ 100+318، معجم البلدان 5/ 427.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 07:55]ـ
الأخ الحبيب التميمي,
جزاك الله خيراً على التكرم بالرد على مشاركتي.
الذي يظهر أن رسالة الإصطخري لا تصح نسبتها للإمام أحمد, وشيخ الإسلام -عندي- لا يثبتها, ولكن ليس تصريحاً.
فقد قال: "وقد نُقل في رسالة عنه - أي الإمام أحمد - اثبات لفظ الحركة مثل ما في العقيدة التي كتبها حرب بن إسماعيل, وليست هذه العقيدة ثابتة عن الإمام أحمد بألفاظها, فإني تأملت لها ثلاثة أسانيد مظلمة برجال مجاهيل, والألفاظ هي ألفاظ حرب بن إسماعيل لا ألفاظ الإمام أحمد, ولم يذكرها المعنيون بجمع كلام الإمام أحمد كأبي بكر الخلال في كتاب السنة وغيره من العراقيين العالمين بكتاب أحمد, ولا رواها المعروفون بنقل كلام الإمام لا سيما مثل هذه الرسالة الكبيرة, وإن كانت راجت على كثير من المتأخرين." أهـ
ولو تأملتَ الرسائل المنقولة عن الإمام أحمد التي ينطبق عليها هذا الكلام, لوجدتَ أن هذا الكلام ينطبق على رسالة الإصطخري, من جهة كونها الرسالة الوحيدة المثبت بها لفظ الحركة, وأيضاَ انطباقها على كلام حرب.
فلو تأملتَ ألفاظ رسالة الإصطخري لوجدتها هي بحروفها رسالة العقيدة التي كتبها حرب رحمه الله.
فالذي يظهر أن الرسالة لحرب ولا شك. وقد نُسبت خطأً للإمام أحمد, واشتهرت عنه بعد ذلك. والله أعلم.
فائدة: قال شيخ الإسلام " والمنصوص عن الإمام أحمد إنكار نفي ذلك -أي الحركة- ولم يثبت عنه اثبات لفظ الخركة".
وعموماً ليس المراد الكلام على اثبات لفظ الحركة أو نفيه, فقد أثبته من أئمة أهل السنة حرب بن إسماعيل ومحمد بن سعيد الدارمي. والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 08:12]ـ
أحسن الله إليك يا أبا الوليد .. وشكر الله لك ..
يقولون في _ اللزوميات _: من عرف حجة على من لم يعرف .. وكون شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وقف على طريق ووصفه بما ذكره؛ فلا يعني أنه لا يوجد إلا هذا الطريق؛ وان غيره لم يقف عليه أيضاً .. كيف وقد ذكرت لك طرقها وعرفت لك برجالها!!
ولا يعني رحمك الله تشابهها برسالة حرب رحمه الله أن تكون هي هي .. فجميع الرسائل لو لاحظت في تلك الفترة، وخاصة المنسوبة للإمام أحمد تكاد تكون متشابهة .. ومن خلال معايشتي لهذه الرسائل أكاد أجزم أن هذه الرسالة من أوائل ما قرر من رسائل عقدية للإمام أحمد رحمه الله .. وهذا واضح للناظر.
ثم لتعلم رحمك الله ان هذه الرسالة ليست من نص كلام الإمام أحمد نفسه، إنما هي مجمل تقريراته التي وقف عليها أصحابه في العقائد، ويجوز أن يكون هناك إضافات أو تأويلات من القائمين المتصدين لجمع هذه الأقوال العقدية أنفسهم ليست هي مما قاله الإمام .. ولا يعني هذا أن هذه الرسائل ليست من قول الإمام بالجملة!! فتأمل
والذي أجزم به أخي العزيز، ومن خلال معايشتي للرسائل التي كتبت تقريراً وجمعاً لعقائد الإمام = ان هذه الرسالة العقدية ما هي إلا نموذجٌ آخر من رسائل الإمام العقدية صاغها أحد تلامذته او من عاصر تلامذته خرجت بهذه الصورة التي تراها.
كيف أخي لو أطلعتك على رسائل التميميين رحمهما الله في تقرير عقيدة الإمام .. لتغير حكمك 100%.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 08:42]ـ
أحسن الله إليك يا أبا الوليد .. وشكر الله لك ..
جزاك الله خيراً على حسن ردك وسمو خلقك
يقولون في _ اللزوميات _: من عرف حجة على من لم يعرف .. وكون شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وقف على طريق ووصفه بما ذكره؛ فلا يعني أنه لا يوجد إلا هذا الطريق؛ وان غيره لم يقف عليه أيضاً .. كيف وقد ذكرت لك طرقها وعرفت لك برجالها!!
صحيح, ولكن تذكر أن ليس فقط بالسند المتصل بالعدول الضابطين يصح الخبر.
ولا يعني رحمك الله تشابهها برسالة حرب رحمه الله أن تكون هي هي .. فجميع الرسائل لو لاحظت في تلك الفترة، وخاصة المنسوبة للإمام أحمد تكاد تكون متشابهة .. ومن خلال معايشتي لهذه الرسائل أكاد أجزم أن هذه الرسالة من أوائل ما قرر من رسائل عقدية للإمام أحمد رحمه الله .. وهذا واضح للناظر.
ثم لتعلم رحمك الله ان هذه الرسالة ليست من نص كلام الإمام أحمد نفسه، إنما هي مجمل تقريراته التي وقف عليها أصحابه في العقائد، ويجوز أن يكون هناك إضافات أو تأويلات من القائمين المتصدين لجمع هذه الأقوال العقدية أنفسهم ليست هي مما قاله الإمام .. ولا يعني هذا أن هذه الرسائل ليست من قول الإمام بالجملة!! فتأمل
هذا بيت القصيد, فكونها قد خضعت للإضافة والتعديل والتأويل ينفي عنها نسبتها للإمام, ولا يجوز بعدها أن يُنقل منها مصدراً بقول " قال الإمام"
وأما كون الرسائل تتشابه, فليس إلى هذا الحد الذي تلتقى فيه كل الكلمات والفواصل والجمل, ونظرة واحد لكلام حرب ومقارنته برسالة الإصطخري, يثبت -لي- يقيناً أن هذا كلام حرب, والله أعلم.
والذي أجزم به أخي العزيز، ومن خلال معايشتي للرسائل التي كتبت تقريراً وجمعاً لعقائد الإمام = ان هذه الرسالة العقدية ما هي إلا نموذجٌ آخر من رسائل الإمام العقدية صاغها أحد تلامذته او من عاصر تلامذته خرجت بهذه الصورة التي تراها.
لا أختلف معك في كون هذه الرسالة كتبت في عصر الإمام أحمد بأيدي من هو على اعتقاد أحمد, أما أن يكون هو؟ فلا أظن
كيف أخي لو أطلعتك على رسائل التميميين رحمهما الله في تقرير عقيدة الإمام .. لتغير حكمك 100%.
الحمد لله فقد سبق لي الاطلاع على ما نقله التميمين,
وجزاك ربي خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 09:26]ـ
وجزاك الله خير الجزاء أبا الوليد ..
لكن وقفة يسيرة أخي الحبيب ..
هل قول: (قال أبو القاسم: حدثنا أبو محمد حرب بن إسماعيل قال: ... ).
ينافس من رويت العقيدة بالأسانيد المتعددة إليه؟!!
وهل خفيت عقيدة حرب الكرماني عن أصحاب طبقات وعلماء المذهب حتى لا يفرقوا بينها وبين رسالة الإصطخري؟!!
أنا سأجيبك يا أبا الوليد ..
نعم؛ لا يلزم حفظك الله من ورود الخبر بالسند المتصل ثبوته .. لكنه على الأقل يعطي قوة ولو رمزية.
ولكن عند مقارنة الألفاظ وخاصة كلام المقدمة منها؛ تجد أن هناك نوع تعدٍ وتصرف في إلغاء بعض الكلام للإيهام بأنها ليست لغير الإمام؛ وذلك عندما ذكر حرب رحمه الله قوله: (وهذا مذهب أحمد ... ) .. وكأن هناك محاولة لإضفاء صحة أكثر لما سجل فيها من عقائد.
ويبقى الكلام .. من الفاعل .. وكيف خفي هذا عن أئمة المذهب وخاصة الجامع لمثل هذه العقائد = أبو يعلى الفراء؟!!
والذي فعلاً يكاد يكون هو الأصل وهو الحق .. أن هذه العقيدة ما هي إلا عقيدة الإمام حرب الكرماني رحمه الله التي قررها من خلال ما تعلمه وأخذه من أفواه الأئمة ممن ذكر .. قد حصل عليها السطو والاعتداء لمحاولة إعطائها أكثر أهمية عندما تنسب للإمام أحمد .. ولا أريد أن أقول أن المعني بهذا الاعتداء هو: الإصطخري نفسه _ وإن كان لا يبعد _ حتى لا أضعه في ذمتي.
وبالجملة أخي الكريم .. فالعقيدة سليمة بإذن الله تعالى حوت معانٍ جليلة لا يستهان بها.
وفقك الله تعالى .. فقد فتحت لي باباً كان مغلقاً عندي، وأمسكتني طرفاً كانت يداي زلقة عن إمساكه .. فغفر الله لك ووالديك آمين.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 03:49]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب, وما أرانا إلا متفقين.
وكون هذه العقيدة لحرب لا يقدح فيها, بل هي عقيدة صحيحة متلقاه عن مشايخه الذين هم أئمة أهل السنة والجماعة.
ولكن الحرص كل الحرص على اثبات الرسائل لأصحابها. وما يتبعها من نسبة بعض المسائل الخلافية بين أئمة أهل السنة والجماعة كإثبات الحركة لله عز وجل. والله أعلم.
ولعلك تمتع أنظارنا بصدور هذه الرسائل في حلة قشيبة قريباً بإذن الله.(/)
تعقيب على طرح أحد الشيعة لحل فى مشكلة الطائفية فى السعودية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 11:22]ـ
كتبه- خالد المرسى
بعد أن صرح الشيخ محمد العريفى (حفظه الله) بزندقة السيستانى المرجع الشيعى (قاتله الله) قامت مشادة طائفية بين اهل السنة وبين الشيعة فى السعودية وطرح الكاتب محمد محفوظ فى مداخلته ببرنامج البيان التالى حلقة بعنوان (شرارة الطائفية بين العريفى والسيستانى)
حلا بأن يُسن قانون يجرم ويعاقب كل من يسئ للرموز التاريخية وقال انه لايقر بسب الصحابة ولابسب أى رمز تاريخى وهو حل فى ظاهره التسامح وفى باطنه العذاب (ان أمكن سنه كقانون أصلا)
وتعقيبى كالأتى
هذا الحل لايصلح الا فى بلاد قائمة على العلمنة ويفتخر روادها وساستها بحرب الاسلام أما فى السعودية وهى بلد قائمة على الاسلام كأساس لها فلايصلح فيها هذا الحل بل مجرد طرحه غير متَصَور أصلا! لأنه يناقض أصول الاسلام اذ الرد على المخالف من أصول الاسلام كما هو عنوان كتاب للشيخ بكر أبوزيد رحمه الله تعالى. فكيف اذا لو كان هذا المخالف يخالف أهل الاسلام فى أصول الدين وفروعه كما هى عقيدة الشيعة الاثنى عشرية (وحتى الشيخ سلمان العودة وهو من المتساهلين يُقر بذلك) كما فى كتبهم المعتمدة القديمة المعظمة عند المعاصرين أيما تعظيم. وكما يقول الدكتور ناصر القفارى أن الشيعة الاثنى عشرية شربت مذاهب الغلاة حتى الثُمالة وينقل عن بعض مفكريهم المعاصرين (من باب وشهد شاهد من أهلها) فيقول وقد أقر بعض مفكرى الشيعة فى العصر الحاضر (وهو مصطفى الشيبى فى كتاب الصلة بين التصوف والتشيع ص235) بأنن الفكر الاثنى عشرى قد استوعب أراء وعقائد الفرق الشيعية القديمة حيث يقول الأستاذ مصطفى (ولكن يجب أن نشير قبل أن نضع القلم بأن ما مر بنا من أفكار الشيعة مما كان خاصا بفرقة بعينها لم يلبث أن دخل كله فى التشيع الاثنى عشرى ودعم بالحجج العقلية وبالنصوص والتشيع الحالى انما هو زبدة الحركات الشيعية كلها من عمار الى حجر بن عدى الى المختار وكيسان الى محمد بن الحنفية وأبى هاشم الى بيان بن سمعان. والغلاة الكوفيين الى الغلاة من أنصار عبد الله بن الحارث الى الزيديين والاسماعيليين ثم الامامية التى صارت اثنا عشرية. وقام بعملية المزج متكلموا الشيعة ومصنفوها) انتهى الكلام
وكيف أيضا اذا كانوا لايخالفوننا فى أصول الدين فقط بل ان دينهم قائم على لعن والتسفيه من شعائر الاسلام ولعن شهود الشرع وحملته من أول الصحابة الى أخر عالم معاصر. وهم فى هذه الجزيئة أكبر خطرا وتحريفا من خطر وتحريف أهل الكتاب على أهل الاسلام. وأرجو من الاخوة أن يقرؤا المجلد الثالث من كتاب أصول مذهب (دين) الشيعة الاثنى عشرية مجلد مخصص لبيان عقيدة الشيعة المعاصرين على أعلى درجة من التوثيق والانصاف لمؤلفه الدكتور ناصر القفارى وبتعليق صوتى للشيخ محمد اسماعيل المقدم (حفظهما الله تعالى)
وهذا رابط الكتاب
http://www.4shared.com/file/96332232/80ff8a10/______.html
وهذا رابط شرح الشيخ محمد اسماعيل للمجلد الثالث
http://www.anasalafy.com/catplay.php?catsmktba=1115
وأما قول الكاتب الاستاذ محمد محفوظ وكذا بعض المعاصرين أنهم لايقرون بسب الصحابة. فهذا الاقرار لاعبرة له اذ كما نعلم أن التقية عندهم من أصول الدين.ثم اذا كانوا صادقين فكيف يجتمع اقرارهم هذا مع تعظيمهم لكتب أصول الدين المملوءة بها مكتباتهم وتعظيمهم لرموزهم مؤلفى هذه الكتب التى تنضح بتحريف أصول الدين مما هو معلوم من الدين بالضرورة فى كل زمان ومكان الى يومنا هذا! كموقفهم من القرآن الكريم والسنة والتأويلات الباطنية لأيات القرآن وتوحيد الالوهية والربوبية ... الخ فليس ثمة من حل اذا كانوا صادقين فى الرغبة فى الحل وفى اقرارهم هذا.الا بأن يكفروا كل رمز أو عالم تورط فى نقل هذه الانحرافات مقرا لها وداعيا اليها ويحرقوا هذه الكتب كما نفعل نحن أهل الاسلام مع بعض الرموز التى تزندقت كبن عربى والحلاج وبن سبعين وغيرهم. فما الذى يمنعهم من هذا الحل الوحيد اذا كانوا فعلا صادقين فى اقرارهم يعدم رضاهم عن سب الصحابة! فضلا عن سائر أصول الدين!! هذا واجب على كل شيعى عالم بتلك العقائد واجب لايسقط الا بوقوع اكراه مُعتَبر على أحدهم(/)
الحقيقة لا تزول بالأوهام
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 11:28]ـ
الأصل في القرآن أنه على الحقيقة محكمه و متشابهه
و من أكبر الحقائق آيات صفات الله سبحانه الدالة على شهادة الفطرة الأولى السليمة من الأوهام و الخيالات بوحدانية الله في ربوبيته.
فرأيتنا لله في أول الفطرة و نحن ذرية في ظهور بني آدم هي أصل العقيدة التي بني عليها الدين من الإسلام و الإيمان.
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 11:47]ـ
الموضوع غامض، فبارك الله فيك وضح أكثر.
قولك أصل العقيدة فيه نظر؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 10:18]ـ
الحقيقة هي الحق الملبس بالباطل
و هذا الحق هو الإيمان بالله أحدٌ صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفأن أحد
صفة لله بإجماع أهل الإسلام ثابتة له سبحانه جامعة لأسمائه الحسنى
و هي الإسم الأعظم و هي ثلث القرآن
و هي عقيدة الفطرة السليمة
فالفطرة فيها عقيدة و غريزة و خلقة
فالغريزة هي الإسلام و العقيدة هي الإيمان و الخلقة هي الإحسان
و الله أعلم
فإن أصبة فمن الله و إن أخطأت فمن الشيطان *(/)
ماذا تعرفون عن جودت سعيد
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 10:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي!
ماذا تعرفون عن جودت سعيد؟
أرجو المساعدة وإرسال مشاركة بهذا الخصوص
ـ[أبو شهاب القحطاني]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 02:46]ـ
أخي الكريم أبو صالح
الذي أعرفه عنه أنه من العقلانيين .. وإن شئت فقل من المفتونين الذين يردون النصوص بعقولهم الصغيرة - المعرضة للوهم والنسيان والمرض والنوم والغفلة - حتى قال هذا المنحرف (أن نوحا عليه السلام قد فشل في دعوته) لأنه مكث ألف سنة إلا خمسين عاما ولم يؤمن معه إلا قليل فنسأل الله السلامة والعافية .. وما أشبه الليلة بالبارحة فقد جاء بعده من يقال له داعية وهو يقول فشل النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى الطائف .. عموما هذا الجودت مفكر سوري، يحسبه العلمانيون من شيعتهم، ويحسبه الاسلاميون العصرانيون من شيعتهم .. والحق أنه من المفتونين وأهل الزيغ.
ـ[جذيل]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 02:51]ـ
انظر كتاب: المدرسة العصرانية في نزعتها المادية
تاليف محمد حامد الناصر
فقد تعرض له في اكثر الكتاب ولقريبه خالص جلبي
ـ[أبو محمد السو ري]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 03:29]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
الرجل قد التقيتُ به شخصياً منذ ما يقرب من عشرين سنة، وهو رجلٌ جريء في قول ما يعتقده أنَّه حق،
ولا شك على أنَّ المرء منا عندما يقرأ بنفسه لأي كاتب أو مفكر، يستطيع أن يكوِّن فكرة أصوب فيما لو استعار من غيره رؤيته، والله اعلم0
و لكن هذا لا يمنعنا من نقول رأينا فيه، وهو أنَّه في الحقيقة ابن التيار العقلاني - وهم أفراخ العلمانيين كما هو معلوم - هداه الله إلى أن يسلك سبيل أهل السنة والجماعة0
وهذا رابط قد تجد فيه بغيتك إن شاء الله تعالى0
http://jawdatsaid.net/ (http://jawdatsaid.net/)
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[عبدالله عمران]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 07:31]ـ
كتب عادل التل مجموعة مقالات عنه في مجلة البيان
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 08:03]ـ
حسب معرفتي الناقصة به: أظن أن هذا الرجل لو فهم أصول الفقه و القواعد الفقهية الكلية و المقاصد الشرعية لتراجع عن كثير من آرائه!
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 11:55]ـ
أخي الكريم أبو صالح
الذي أعرفه عنه أنه من العقلانيين .. وإن شئت فقل من المفتونين الذين يردون النصوص بعقولهم الصغيرة - المعرضة للوهم والنسيان والمرض والنوم والغفلة - حتى قال هذا المنحرف (أن نوحا عليه السلام قد فشل في دعوته) لأنه مكث ألف سنة إلا خمسين عاما ولم يؤمن معه إلا قليل فنسأل الله السلامة والعافية .. وما أشبه الليلة بالبارحة فقد جاء بعده من يقال له داعية وهو يقول فشل النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى الطائف .. عموما هذا الجودت مفكر سوري، يحسبه العلمانيون من شيعتهم، ويحسبه الاسلاميون العصرانيون من شيعتهم .. والحق أنه من المفتونين وأهل الزيغ.
جزاك الله خيرا ولكن أريد تفصيل بهذا الخصوص ولانريد مجرد رأي أو كلام دون توثيق
أرجو إرفاق ملف أو كتاب أو ما شابه ذلك ومرة أخرى جزاك الله خيرا(/)
هل صحيح أن آخر رجل يخرج من النار يقال له هناد
ـ[أبو مروان]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 02:35]ـ
هل ثبت في تعيين اسم آخر رجل يخرج من النار شيء في السنة؟
بارك الله فيكم
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 04:34]ـ
قال السخاوي في المقاصد:
719 حديث (عند جهينة الخبر اليقين)
الدارقطني والخطيب في الرواة عن مالك لكل منهما ولثانيهما عزاه الديلمي في مسنده من حديث ابن عمر رفعه (آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة يقال له جهينة فيقول أهل الجنة عند جهينة الخير اليقين هل بقي من الخلائق أحد)
وذكره الميانشي في كتابه الاختيار في الملح من الأخبار والآثار والسهيلي بل هوفي ترجمة الوليد بن موسى من ضعفاء العقيلي بسنده إلى أنس مطولا وقال الداقطني وقد أخرج حديث ابن عمر في غرائب مالك له من وجهين عن جامع بن سوادة عن زهير بن عباد عن أحمد بن الحسين اللهبي عن عبد الملك بن الحكم بسنده هذا الحديث باطل وجامع ضعيف وكذا عبد الملك انتهى(/)
حكم تشريع القوانين الوضعية ورأي الشيخ ابن عثيمين في ذلك
ـ[أبوالبراء الجزائري]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 09:39]ـ
حكم تشريع القوانين الوضعية ورأي الشيخ ابن عثيمين في ذلك
هل تشريع الأحكام الوضعية، ووضع دستور للحكم به بدلا من شرع الله أمر مختلف فيه بين أهل العلم، وكلا القولين من أقوال أهل السنة؟ حيث دار نقاش بين إخوة في: هل هذا العمل كفر مخرج من الملة أم هو معصية؟ نرجو البيان والتوضيح. وهل يحق للمقلد أخذ أي القولين أم لا؟ وهل للعلامة ابن العثيمين قول في آخر حياته يقول إن التشريع معصية خلافا لقوله الأول أنه كفر أكبر؟.
الحمد الله
أولا:
تشريع الأحكام الوضعية المخالفة لحكم الله ورسوله في الدماء والأعراض والأموال، كفر أكبر مخرج عن ملة الإسلام، لا شك في ذلك ولا ريب، ولا خلاف فيه بين علماء الإسلام، فإن هذا التشريع منازعة لله تعالى في حكمه، ومضادة له في شرعه، وقد قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) الشورى/21.
وقال سبحانه في طاعة من أباح الميتة: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) الأنعام/121.
وقال سبحانه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) النساء/60، 61.
وإذا كان هذا حكم الله فيمن أراد التحاكم إلى الطاغوت، فكيف بالطاغوت نفسه الذي يشرع من دون الله.
وكيف لا يكون التشريع المخالف لشرع الله كفرا، وهو لابد يتضمن تحليل الحرام، وتحريم الحلال، أو إعطاء المشرعين الحق في ذلك، فلهم أن يحلوا ما شاءوا، وأن يحرموا ما أرادوا، وما اتفق عليه أغلبيتهم كان واجب التنفيذ، يعاقب ويجرّم من يخالفه، وهذا غاية الكفر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه، كان كافرا مرتدا باتفاق الفقهاء " انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/ 267).
وقال ابن كثير رحمه الله: " فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟! من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين " انتهى من "البداية والنهاية" (13/ 139).
و (الياسا) ويقال: (الياسق) هي قوانين جنكيز خان التتاري الذي ألزم الناس بالتحاكم إليها.
ولاشك أن من باشر التشريع بنفسه كان أعظم كفرا وضلالا ممن تحاكم إليه.
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: " ويفهم من هذه الآيات كقوله: (ولا يشرك في حكمه أحدا)، أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله. وهذا المفهوم جاء مبينا في آيات أخر. كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم. وهذا الإشراك في الطاعة، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى ـ هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم)، وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم: (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا)، وقوله تعالى: (إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا) أي ما يعبدون إلا شيطانا، أي وذلك باتباع تشريعه. ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ... ) الآية. وقد بين النبي صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وسلم هذا لعدي بن حاتم رضي الله عنه لما سأله عن قوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ... ) الآية، فبين له أنهم أحلوا لهم ما حرم الله، وحرموا عليهم ما أحل الله فاتبعوهم في ذلك، وأن ذلك هو اتخاذهم إياهم أربابا.
ومن أصرح الأدلة في هذا: أن الله جل وعلا في سورة النساء بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب. وذلك في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا).
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور: أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم".
إلى أن قال: " وأما النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السموات والأرض فتحكيمه كفر بخالق السموات والأرض. كدعوى أن تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف، وأنهما يلزم استواؤهما في الميراث. وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم، وأن الطلاق ظلم للمرأة، وأن الرجم والقطع ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان، ونحو ذلك.
فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأديانهم ـ كفر بخالق السموات والأرض، وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها وهو أعلم بمصالحها سبحانه وتعالى عن أن يكون معه مشرع آخر علوا كبيرا (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) " انتهى من "أضواء البيان" في تفسير قوله تعالى: (وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا) الكهف/26.
وينظر جواب السؤال رقم (11309 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/11309)) و (974 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/974)) .
ثانيا:
المستفيض عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هو تصريحه بأن تشريع القوانين المخالفة لما أنزل الله كفر أكبر، وقد ذكر هذا في مواضع من كتبه، كشرح كتاب التوحيد، وشرح الأصول الثلاثة، وشرح السياسة الشرعية، وفتاواه المطبوعة في العقيدة، ولقاءات الباب المفتوح، وكلامه في هذه المواضع متفق يجري على قاعدة واحدة، وهي أن التشريع ووضع القوانين المخالفة لشريعة الله من الكفر الأكبر، وأما الحاكم بغير ما أنزل الله فهو الذي قد يكون كافراً أو ظالماً أو فاسقاً حسب الجرم الذي ارتكبه، ولا نعلم للشيخ رحمه الله قولا آخر يجعل هذا التشريع من الكفر الأصغر، ولو كان للشيخ قول آخر لذاع وانتشر، ولصرح الشيخ برجوعه عن قوله الأول، وسعى في منع نشره، ومن ظن أن أحدا من أهل العلم يرجع عن أمر يتبين له خطؤه، ثم يستمر في نشر القول الخطأ حتى يموت دون إنكار له، أو وصية بحذفه، فقد أساء به الظن، وقدح في دينه وأمانته، فإن القول الباطل لا يجوز نشره ولا السكوت عليه، لا سيما إذا كان متعلقا بمسألة كبيرة كهذه.
ومن كلامه رحمه الله في هذه المسألة: ما جاء في "شرح الأصول الثلاثة": " من لم يحكم بما أَنزل الله استخفافا به، أو احتقارا له، أو اعتقادا أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق أو مثله فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجا يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه " انتهى من "مجمع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (6/ 161).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/118135/ ابن%20عثيمين
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 10:27]ـ
وقال سبحانه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) النساء/60، 61.
وإذا كان هذا حكم الله فيمن أراد التحاكم إلى الطاغوت، فكيف بالطاغوت نفسه الذي يشرع من دون الله.
جزاك الله خيرا أخي على هذا النقل الطيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 11:28]ـ
جزاك الله خيرا
وللأسف مازال بعض اهل البدعة يكذب على الشيخ ويدعى أنه لايخرج المبدل من الملة
ـ[حارث البديع]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 11:51]ـ
كم كنت أبحث عن هذا
بوركت
ـ[فتح البارى]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 11:53]ـ
ومع الأسف بعض أهل الجهل مازالوا لا يفرقون بين التبديل والاستبدال .. !
ولا يفرقون بين كفر العين وكفر النوع ... !
فتراهم يأتون بما لم يأتِ به الأوائلُ .. !
ـ[أبو هند العنزي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 11:56]ـ
جزاكم الله خيرا.
ولكن أنبه أن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- لا يكفر مجرد الحكم بغير ما أنزل الله بغير استحلال, و التفصيل بصوت الشيخ هنا:
http://www.sohari.com/nawader_v/fatawe/ben-othimin-5awareg.rm
ـ[حارث البديع]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 11:57]ـ
هذا كلامه آخر عمره رحمه الله
وواضح الذي نقله الفاضل
ـ[أبو هند العنزي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 12:01]ـ
هذا كلامه آخر عمره رحمه الله
وواضح الذي نقله الفاضل
أيهما الذي كان في آخر عمره؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 03:58]ـ
جزاكم الله خيرا.
ولكن أنبه أن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- لا يكفر مجرد الحكم بغير ما أنزل الله بغير استحلال, و التفصيل بصوت الشيخ هنا:
http://www.sohari.com/nawader_v/fatawe/ben-othimin-5awareg.rm
يوجد فرق بين الحكم بغير ما أنزل الله وبين تبديل حكم الله
فالأول قد يحكم لرشزة زلكنه لم يبدل فهذا يُشترط فى تكفيره الاستحلال أما الثانى المبدل فهو مستحل أصلا فكيف نشترط لاستحلاله استحلال!! فان اشترطنا ذلك أتانا أخر وقال ونحن نشترط لاستحلال استحلاله استحلال! وهلم جرا ويلزم القائل بذلك أنلا يُكفر ابليس!!!
وكلام العثيمين هنا واضح فى أن المبدل مستحل بمجرد أن بدل. يعنى أنه يستحيل عقلا أن يبدل أحد شرع الله دون أن يكون استحل قلبه! كما يقول العثيمين فى فتاواه هنا
ومن هاولاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الاسلامية لتكون منهاجا يسير الناس عليه فانهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الاسلامية الا وهو يعتقدون انها اصلح وانفع للخلق اذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية ان الانسان لا يعدل عن منهاج الى منهاج يخالفه الا وهو يعتقد فضل ما عدل اليه ونقص ما عدل منه))
المرجع: المجموع الثمين (1/ 36) طبعة دار الوطن
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 04:03]ـ
وهذا رد الشيخ محمد صالح المنجد على أهل البدعة الذين يدعون تراجع العثيمين عن قوله الحق
http://www.islamqa.com/ar/ref/118135
حكم تشريع القوانين الوضعية ورأي الشيخ ابن عثيمين في ذلك
هل تشريع الأحكام الوضعية، ووضع دستور للحكم به بدلا من شرع الله أمر مختلف فيه بين أهل العلم، وكلا القولين من أقوال أهل السنة؟ حيث دار نقاش بين إخوة في: هل هذا العمل كفر مخرج من الملة أم هو معصية؟ نرجو البيان والتوضيح. وهل يحق للمقلد أخذ أي القولين أم لا؟ وهل للعلامة ابن العثيمين قول في آخر حياته يقول إن التشريع معصية خلافا لقوله الأول أنه كفر أكبر؟.
الحمد الله
أولا:
تشريع الأحكام الوضعية المخالفة لحكم الله ورسوله في الدماء والأعراض والأموال، كفر أكبر مخرج عن ملة الإسلام، لا شك في ذلك ولا ريب، ولا خلاف فيه بين علماء الإسلام، فإن هذا التشريع منازعة لله تعالى في حكمه، ومضادة له في شرعه، وقد قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) الشورى/21.
وقال سبحانه في طاعة من أباح الميتة: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) الأنعام/121.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال سبحانه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) النساء/60، 61.
وإذا كان هذا حكم الله فيمن أراد التحاكم إلى الطاغوت، فكيف بالطاغوت نفسه الذي يشرع من دون الله.
وكيف لا يكون التشريع المخالف لشرع الله كفرا، وهو لابد يتضمن تحليل الحرام، وتحريم الحلال، أو إعطاء المشرعين الحق في ذلك، فلهم أن يحلوا ما شاءوا، وأن يحرموا ما أرادوا، وما اتفق عليه أغلبيتهم كان واجب التنفيذ، يعاقب ويجرّم من يخالفه، وهذا غاية الكفر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه، كان كافرا مرتدا باتفاق الفقهاء " انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/ 267).
وقال ابن كثير رحمه الله: " فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟! من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين " انتهى من "البداية والنهاية" (13/ 139).
و (الياسا) ويقال: (الياسق) هي قوانين جنكيز خان التتاري الذي ألزم الناس بالتحاكم إليها.
ولاشك أن من باشر التشريع بنفسه كان أعظم كفرا وضلالا ممن تحاكم إليه.
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: " ويفهم من هذه الآيات كقوله: (ولا يشرك في حكمه أحدا)، أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله. وهذا المفهوم جاء مبينا في آيات أخر. كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه
وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم. وهذا الإشراك في الطاعة، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى ـ هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم)، وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم: (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا)، وقوله تعالى: (إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا) أي ما يعبدون إلا شيطانا، أي وذلك باتباع تشريعه. ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ... ) الآية. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا لعدي بن حاتم رضي الله عنه لما سأله عن قوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ... ) الآية، فبين له أنهم أحلوا لهم ما حرم الله، وحرموا عليهم ما أحل الله فاتبعوهم في ذلك، وأن ذلك هو اتخاذهم إياهم أربابا.
ومن أصرح الأدلة في هذا: أن الله جل وعلا في سورة النساء بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب. وذلك في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا).
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور: أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن قال: " وأما النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السموات والأرض فتحكيمه كفر بخالق السموات والأرض. كدعوى أن تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف، وأنهما يلزم استواؤهما في الميراث. وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم، وأن الطلاق ظلم للمرأة، وأن الرجم والقطع ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان، ونحو ذلك.
فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأديانهم ـ كفر بخالق السموات والأرض، وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها وهو أعلم بمصالحها سبحانه وتعالى عن أن يكون معه مشرع آخر علوا كبيرا (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) " انتهى من "أضواء البيان" في تفسير قوله تعالى: (وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا) الكهف/26.
وينظر جواب السؤال رقم (11309) و (974).
ثانيا:
المستفيض عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هو تصريحه بأن تشريع القوانين المخالفة لما أنزل الله كفر أكبر، وقد ذكر هذا في مواضع من كتبه، كشرح كتاب التوحيد، وشرح الأصول الثلاثة، وشرح السياسة الشرعية، وفتاواه المطبوعة في العقيدة، ولقاءات الباب المفتوح، وكلامه في هذه المواضع متفق يجري على قاعدة واحدة، وهي أن التشريع ووضع القوانين المخالفة لشريعة الله من الكفر الأكبر، وأما الحاكم بغير ما أنزل الله فهو الذي قد يكون كافراً أو ظالماً أو فاسقاً حسب الجرم الذي ارتكبه، ولا نعلم للشيخ رحمه الله قولا آخر يجعل هذا التشريع من الكفر الأصغر، ولو كان للشيخ قول آخر لذاع وانتشر، ولصرح الشيخ برجوعه عن قوله الأول، وسعى في منع نشره، ومن ظن أن أحدا من أهل العلم يرجع عن أمر يتبين له خطؤه، ثم يستمر في نشر القول الخطأ حتى يموت دون إنكار له، أو وصية بحذفه، فقد أساء به الظن، وقدح في دينه وأمانته، فإن القول الباطل لا يجوز نشره ولا السكوت عليه، لا سيما إذا كان متعلقا بمسألة كبيرة كهذه.
ومن كلامه رحمه الله في هذه المسألة: ما جاء في "شرح الأصول الثلاثة": " من لم يحكم بما أَنزل الله استخفافا به، أو احتقارا له، أو اعتقادا أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق أو مثله فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجا يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه " انتهى من "مجمع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (6/ 161).
والله أعلم.</ B></I>
ـ[أبوالبراء الجزائري]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 05:07]ـ
جزاكم الله خيرا.
ولكن أنبه أن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- لا يكفر مجرد الحكم بغير ما أنزل الله بغير استحلال, و التفصيل بصوت الشيخ هنا:
http://www.sohari.com/nawader_v/fatawe/ben-othimin-5awareg.rm
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعليقا على شريط للشيخ الألباني رحمه الله قرر فيه أنه لا يحكم بكفر الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله إلا إذا اعتقد حل ذلك، قال: (… ولكننا قد نخالفه في مسألة أنه لا يحكم بكفرهم إلا إذا اعتقدوا حل ذلك، هذه المسألة تحتاج إلى نظر لأننا نقول من اعتقد حل ذلك، حتى لو حكم بحكم الله ـ وهو يعتقد أن حكم غير الله أولى ـ فهو كافر كفر عقيدة، لكن كلامنا على العمل، وفي ظني أنه لا يمكن لأحد أن يطبق قانونا مخالفا للشرع يحكم فيه بعباد الله إلا وهو يستحله ويعتقد أنه خير من قانون الشرع هذا هو الظاهر ن وإلا فما الذي حمله على ذلك؟ قد يكون الذي يحمله على ذلك خوف من أناس آخرين أقوى منه إذا لم يطبقه، فيكون هنا مداهنا لهم، فحينئذ نقول هذا كافر كالمداهن في بقية المعاصي)). [من كتاب فتنة التكفير للعلامة الألباني مع تعليقات للشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين هامش ص 28]
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 05:49]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شبهةوجوابها
الشبهة:
يقولون ورد سؤال في موقع (الإسلام سؤال و جواب) إلى الشيخ محمد صالح المنجد -والذي هو من تلاميذ الشيخ ابن عثيمين- عن قول الشيخ ابن عثيمين؛ وفيه: (هل للعلامة ابن العثيمين قول في آخر حياته يقول إن التشريع معصية خلافا لقوله الأول أنه كفر أكبر؟).
فأجاب الشيخ -حفظه الله-:
«1 - المستفيض عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هو تصريحه بأن تشريع القوانين المخالفة لما أنزل الله كفر أكبر، وقد ذكر هذا في مواضع من كتبه، كشرح كتاب التوحيد، وشرح الأصول الثلاثة، وشرح السياسة الشرعية، وفتاواه المطبوعة في العقيدة، ولقاءات الباب المفتوح، وكلامه في هذه المواضع متفق يجري على قاعدة واحدة، وهي أن التشريع ووضع القوانين المخالفة لشريعة الله من الكفر الأكبر، وأما الحاكم بغير ما أنزل الله فهو الذي قد يكون كافراً أو ظالماً أو فاسقاً حسب الجرم الذي ارتكبه،
2 - ولا نعلم للشيخ رحمه الله قولا آخر يجعل هذا التشريع من الكفر الأصغر،
3 - ولو كان للشيخ قول آخر لذاع وانتشر،
4 - ولصرح الشيخ برجوعه عن قوله الأول،
5 - وسعى في منع نشره،
6 - ومن ظن أن أحدا من أهل العلم يرجع عن أمر يتبين له خطؤه، ثم يستمر في نشر القول الخطأ حتى يموت دون إنكار له، أو وصية بحذفه؛ فقد أساء به الظن، وقدح في دينه وأمانته، فإن القول الباطل لا يجوز نشره ولا السكوت عليه، لا سيما إذا كان متعلقا بمسألة كبيرة كهذه» اهـ.
والجواب عن ذلك كالتالي:
? أولاً: ما ورد في حيثيات هذه الفتوى؛ قد رددنا عليه بفضل الله في المشاركة السابقة؛ وبيان ذلك كالتالي:
? أما بالنسبة لقوله: (المستفيض عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هو تصريحه بأن تشريع القوانين المخالفة لما أنزل الله كفر أكبر)؛ فهذا مما لا خلاف عليه؛ ولكنه لا يمنع من تراجع الشيخ عن ذلك. وفي الأمثلة السابقة عن تراجع العلماء كفاية إن شاء الله لتقرير هذا الأمر.
? وبالنسبة لقوله: (ولو كان للشيخ قول آخر؛ لذاع وانتشر)؛ فنقول: ليس بالضرورة أن يذيع وينتشر عند الجميع؛ لاسيما وأن ذلك كان في آخر حياة الشيخ رحمه الله تعالى. ولذلك لم تأخذ هذه الفتوى حقها في الانتشار في حياة الشيخ. أما بعد مماته؛ فهي أشهر من نار على علم؛ فقد علم بها القاصي والداني؛ لدرجة أن المدعو أبا بصير!! قد أفرد ردًا عليها؛ وذلك قبل ظهور كتاب بندر العتيبي أصلاً. فهذا يدل انتشارها في الأوساط السلفية. والذي يظهر لي بوضوح من كلام الشيخ المنجد -حفظه الله-؛ أنه لم يكن وقف عليها وقت إصداره لهذه الفتوى؛ بدليل قوله: (ولا نعلم للشيخ رحمه الله قولا آخر يجعل هذا التشريع من الكفر الأصغر)؛ فهذا من ورعه -حفظه الله-. ومعلوم أن عدم العلم العلم ليس دليلاً على العدم؛ فنفي العلم ليس بعلم!.
? وبالنسبة لقوله: (ولو كان للشيخ قول آخر ..... لصرح الشيخ برجوعه عن قوله الأول)؛ فهذا أيضًا لا يجب ولا يلزم. وقد بينا هذا الأمر مسبقًا، وأن العلماء اختلفوا في هذه المسألة. ثم أثبتنا مذهب الشيخ ابن عثيمين في ذلك؛ وأنه لا يرى لزوم التصريح عند رجوع المفتي عن رأيه الأول؛ وذلك في قوله رحمه الله -كما في كتاب العلم-: «يسوغ له نقض حكمه الأول ولا يلزمه إخبار المستفتي بالرجوع» اهـ.
? بالنسبة لقوله: (ولو كان للشيخ قول آخر .... لسعى في منع نشره. ومن ظن أن أحدا من أهل العلم يرجع عن أمر يتبين له خطؤه، ثم يستمر في نشر القول الخطأ حتى يموت دون إنكار له، أو وصية بحذفه؛ فقد أساء به الظن، وقدح في دينه وأمانته، فإن القول الباطل لا يجوز نشره ولا السكوت عليه، لا سيما إذا كان متعلقا بمسألة كبيرة كهذه)؛ فنقول: ليس في ذلك إساءة للظن بالشيخ؛ فأهل العلم يكتفون أحيانًا بفعل العالم فقط دون تنبيهه عن خطإه السابق؛ وما سبق من أمثلة عن العلماء -كالشافعي ومالك وغيرهم- في رجوعهم؛ يتبين له خطأ هذا الكلام. وقد بين الشيخ ابن عثيمين وجهة لهذا الأمر -كما جاء في كتاب العلم-؛ قال: «متى تبين للإنسان ضعف رأيه الأول؛ وجب عليه الرجوع عنه ولكن يسوغ له نقض حكمه الأول، ولا يلزمه إخبار المستفتي بالرجوع؛ لأن كلا من الرأيين الأول والثاني صادر عن اجتهاد، والاجتهاد لا ينقض بمثله وظهور خطأ اجتهاده الأول لا يمنع احتمال خطئه في الثاني، فقد يكون الاجتهاد الأول هو الصواب في الواقع،
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن ظهر له خلافه؛ لأن الإنسان غير معصوم في اجتهاده لا الثاني ولا الأول» اهـ. فهذه وجهة معتبرة عند الشيخ؛ وقد يكون له وجهة أخرى والله أعلم. المهم أننا على كل حال؛ لا ينبغي أن نسيء الظن بالعلماء؛ بل يجب أن نتلمس لهم من المعاذير ما لا نلتمسه لغيرهم. والله أعلم.
? ثانيًا: في إثبات صحة الفتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
قال الشيخ المنجد -حفظه الله-: «ولا نعلم للشيخ رحمه الله قولا آخر يجعل هذا التشريع من الكفر الأصغر)» اهـ.
وقد سبق وقلنا أن هذا الكلام من ورع الشيخ المنجد -حفظه الله-؛ إذ لم ينف مطلق وجود قول آخر للشيخ ابن عثيمين؛ وإنما نفى علمه بذلك فقط؛ فهكذا فليكن الفقه.
ومن الجدير بالذكر أن قول الشيخ هذا ليس فيه طعن في ثبوت الفتوى عن الشيخ ابن عثيمين؛ وهذا للأسباب الآتية:
1 - أن الشيخ المنجد نفى العلم -بوجود هذه الفتوى- عن نفسه؛ بينما أثبت غيره ذلك. وكما هو معلوم ومقرر عند أهل العلم: أن المُثْبِتَ مُقَدَّمٌ على النافي!؛ فمع المثبت زيادة علم لم يحصلها النافي؛ فكيف نرد العلم لمجرد جهل النافي به؟!.
2 - أن تفرد الشيخ أبي الحسن برواية خبر هذه الفتوى؛ تفرد مقبول بلا أدنى ريب؛ فهو كتفرد الثقة بالحديث المستقل. وهذا الخبر مقبول بكل المقاييس الشرعية؛ فالشيخ أبو الحسن من الثقات إن شاء الله؛ غير أنه من جملة تلاميذ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
3 - أن الشيخ أبا الحسن لم ينقل لنا الفتوى كنقل سائر الأخبار؛ وإنما نقلها لنا بالسند العالي جدًا؛ ألا وهو صوت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. فهل بعد هذا السند كلام؟!
4 - أن أحد أعضاء اللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء؛ قد صدق عليها بتقديمه لكتاب بندر العتيبي؛ ألا وهو الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ.
فهل بعد كل هذه الأسباب يشكك في ثبوت الفتوى؟!.
أظن أن الجواب قد علمه كل منصف؛ فلا مزيد.(/)
أهداف الحرب القذرة على المرأة المسلمة المستترة
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 10:11]ـ
أهداف الحرب القذرة على المرأة المسلمة المستترةأهداف الحرب القذرة على المرأة المسلمة المستترة
أبو يونس العباسي
الحمد الله الذي فرض على النساء ارتداء الحجاب , وأوجب عليهن لبس النقاب , فخسر وخاب من أعرض وفاز وربح من استجاب , وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز التواب , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بأحكم منهج وأبلغ كتاب , اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه ما هب النسيم وجاءت الرياح بالسحاب.
[تمهيد]
عندما تقضي محكمة مصرية على أخواتنا المنتقبات في مصر بأن لا يدخلن قاعات الامتحانات إلا إذا نزعن هذا النقاب , في الوقت ذاته الذي تفرض فيه محاكم فرنسا غرامة مالية تقارب الألف دولار على كل مسلمة تلبس الحجاب ....
إذا كان هذا هو الحال فلا يستطيع مسلم غيور على دينه أن يصمت وهو يشاهد الإسلام وتعاليمه وأهله تشن عليهم هذه الغارة , فكان هذا المقال جهد المقل في الذود عن روضة الإسلام الغناء , واللهَ المسئول أن يعيننا على جهد أكبر في خدمة الدين الذي به نؤمن ومن أجله نحيا.
[الحرب على العفة والستر قديمة قدم التاريخ]
ليست الحرب على العفة والطهر والستر جديدة أو محدثة , إن الحرب عليها قديمة قدم التاريخ , وأول من شن هذه الحرب هو إبليس لما أغرى أبوينا بالمعصية حتى يصيبهم العري من نعم الله على وجه العموم ومن لباسهما على وجه الخصوص , ولا يزال إبليس وإلى اليوم يمارس حربه القذرة بنفسه وعبر أوليائه من الجن والإنس بدون كلل ولا ملل.
قال الله تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 27].
وعجبا وحق لنا أن نعجب ممن يعلم أن العري البشري مراد شيطاني ثم يستمر في تطبيق مراد الشيطان.
مع أن الله جل في علاه يقول:
{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} [البقرة]
[الحرب على دور المرأة كما يقرره الإسلام]
إن المقصد الأساسي من وراء الحرب على المرأة المسلمة أن يحولوها إلى ما يريدون .... إنهم يريدونها مصدر فساد لا مصدر صلاح , مصدر تخريب لا مصدر تعمير , خلية سرطانية مدمرة لا مصباح نور ومشعل هداية ومركز علاج ودواء , فالأم في الإسلام مربية الأجيال وصانعة الرجال إن هي استخدمت ووجهت لتكون كذلك , وإلا فإنها ستكون مصدر دمار لا مفر منه ولا سبيل لمواجهته , وهذا ما نبهنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديثه.
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء وفي حديث بشار لينظر كيف تعملون.)
وفي صحيح ابن خزيمة عن عبد الله بن مسعود: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:" المرأة عورة و إنها إذا خرجت استشرفها الشيطان و إنها لا تكون إلى وجه الله أقرب منها في قعر بيته. ا"
وفي الحديث المتفق عليه عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.)
وأخرج النسائي في سننه عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من الصبح يوما فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن قال: (ما رأيت من نواقص عقول قط ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن أما نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن تمكث إحداكن ما شاء الله أن تمكث لا تصلي ولا تصوم فذلك نقصان دينكن وأما نقصان عقولكن فشهادتكن إنما شهادة المرأة نصف شهادة.)
وإعظاما لدور المرأة واهتماما به حثنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على اختيار المرأة ذات الدين , لأنها دون من سواها القادرة على إنشاء جيل يعيد للأمة عزتها ومجدها وسؤددها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى:
{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)} [الأعراف]
وفي الحديث المتفق عليه كذلك عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ". رواه مسلم
[الحرب على المرأة وسياسة الإلهاء]
ويقصد بسياسة الإلهاء: تلكم السياسة والاستراتيجية التي يتخذها تحالف الصليب وأتباعه بإلهاء الشعوب المسلمة بمعصية الله أو بما لا فائدة منه أو بأمور مفروغ منها ومنذ أمد بعيد.
وها نحن نرى التحالف الصهيوصليبي يلهينا عن قضايانا الكبرى بإغراقنا بالشهوات والنزوات , وما عند الله خير لنا لو كنا نعقل ونعلم , قال الله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} [آل عمران]
وقد قالها يوما غاز صليبي:"كأس وغانية تفعلان بأمة محمد ما لا تفعله الأساطيل الجرارة"
[مثال ثان على سياسة الإلهاء]
ودعوني أنبه هنا على نوع ثان من أنواع سياسات الإلهاء ألا وهو إلهاء الشعوب المسلمة بالجدال بقضايا مفروغ منها ومنذ زمن بعيد عن قضاياهم الكبرى , ومثال على ذلك ما نحن بصدده فقضية الحجاب والنقاب قضايا مفروغ منها ومنذ زمن , فإجماع العلماء على وجوب الحجاب , وعلى وجوب النقاب على أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم مجمعون كذلك على أن حكم النقاب لعوام المسلمات دائر بين الوجوب والاستحباب , ومع هذا فإنك ترى الكثيرين من الغربيين ومن يحسبون على الدين وفي نفس الحين يثيرون مثل هذه القضايا على السطح وفي فترة حرجة والهدف من ذلك هو إلهاؤنا عن القدس والمخاطر التي تحدق بها , الهدف من ذلك إلهاؤنا عن غزة وحصارها وركام الحرب التي خاضتها , الهدف من ذلك إلهاؤنا عن العمل على إرجاع الدولة الإسلامية والخلافة التي سقطت , الهدف من ذلك إلهاؤنا عن الحرب التي يخوضها أبناء الصليب على أبناء أمتنا , الهدف من ذلك إلهاؤنا بمعارك فرعية عن معاركنا الكبرى , ولكن أنا لهم ذلك , فهذا الدين هو دين الله والله لا بد ناصر دينه.
قال الله تعالى:
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [التوبة].
[الحرب على المرأة حرب على الفطرة السليمة]
لا يجهل مسلم أن الدين الذي جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الدين الذي تتناسق مبادئه مع الخلقة التي أوجد الله الإنسان عليها , قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)} [الروم].
والحرب على الستر والعفة من أهدافها طمس الفطرة وتشويهها والتغيير فيها , فالعفة والستر والاحتشام والحجاب والنقاب جميعها أشياء تتفق مع فطرة الإنسان , هذا الإنسان الذي لما عصى فتعرى أخذ يبحث ومن تلقاء نفسه عما يستر عورته , أليس في هذا دليل كاف على أن الستر والاحتشام شيء كان قد فطر عليه الإنسان؟ , قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [الأعراف: 22].
وعليه نقول: إن المكيدة على الشعائر الدينية الخاصة بالمرأة المسلمة هي مكيدة على الفطرة ومحاولة للقضاء عليها ومسخها.
أخرج البخاري في صحيحه أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ."
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.ُ"
[الحرب على المرأة المسلمة من الداخل والخارج]
الحرب على المرأة المسلمة لا يخوضها الأعداء الخارجيون وحسب , بل ويشاركهم في وزرها الأعداء الداخليون وهم كما يلي:
1ـ التحالف الصهيوصليبي يشن حربا في بلاده على المسلمات بالإضافة إلى مؤسساته والتي تشن نفس الحرب في داخل بلداننا الإسلامية.
2ـ مناديب التحالف الصهيوصليبي من حكامنا الفجرة ومؤسساتهم بمختلف أنواعها.
وللعلم نقول: نحن لا ننتظر من مناديب التحالف الصهيوصليبي غير ذلك , فقد أخبرنا رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن وجود أنظمة الجور لازم لوجود العري والانخلاع من الستر والاحتشام.
أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا."
3ـ المؤسسة الدينية التابعة للسلطان وليس بخاف على أحد ما قام به ما يسمى بشيخ الأزهر في تأييده لحكومة فرنسا منع الحجاب , وما قام به مع الفتاة المنتقبة في إحدى القاعات الدراسية بمصر.
أخرج أحمد في مسنده َعنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ."
وهنا أنا أذكر أبنا أمتي بهذه الكلمات:"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"
إذن: إنه العالم المنحرف عن منهج الله بكليته يحارب الإسلام وتوجهاته , وهذا ما أنبأنا به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهبوا يا حماة الدين بكليتكم للذود عن دينكم , فإنه في خطر.
أخرج أبو داوود في سننه عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ؟ قال " بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء (ما يحمله السيل من وسخ) كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن " فقال قائل يارسول الله وما الوهن؟ قال " حب الدنيا وكراهية الموت".
[أشكال وصور الحرب على المرأة المسلمة]
ودعونا نعدد وبشكل سريع بعض صور الحرب على المرأة المسلمة:
1ـ حرب ضد الجلباب.
2ـ حرب ضد الحجاب.
3ـ حرب ضد النقاب.
4ـ حرب ضد تحريم الإسلام للاختلاط.
5ـ حرب ضد تحريم الإسلام للخلوة.
6ـ حرب ضد تحريم الإسلام للتبرج.
7ـ حرب ضد تحريم الإسلام للخروج غير المبرر للمرأة.
8ـ حرب إعلامية وشعارات واهية تنص على مظلومية المرأة في المجتمع الإسلامي , وبسبب تعاليم الإسلام.
ونحن نقول هنا لكل من يحاول محاربة الإسلام بأن الإسلام لا يحارب , لأنه محفوظ من قبل الله , والله لا يحارب.
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)} [الزخرف].
[دور المرأة المسلمة أمام هذه الحرب]
وهنا لا ننسى دور صاحبة الشأن ... إنه دور المرأة المسلمة تجاه الحرب ضدها , ودورها يكمن في أن تثبت على دينها ولا تتأثر بهذه الزوابع العاتية التي تريد أن تسلخها من إسلامها , فلتثبت كما أُمرت , فلقد أُمر رسولها بالثبات فثبت , ولنا فيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ القدوة الحسنة , قال الله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)} [الزخرف].
ولتعلم كل أخت مسلمة أن التمكين له ركنان:أولهما: الصبر على منهج الله , وثانيهما: اليقين بانتصار هذا الدين.
إذن: وحتى تنتصر الأخت المسلمة في هذه المعركة فهي بحاجة إلى صبر ويقين بهذا الدين , كما قال رب العالمين: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)} [السجدة]
[دور المجتمع المسلم أمام هذه الحرب]
ودور المجتمع المسلم تجاه هذه الحرب يتمثل في النقاط التالية:
1ـ توظيف كل الإمكانيات وتوحيد كل الجهود للتصدي لمحاولات التحالف الصهيوصليبي في تغريب المرأة المسلمة.
قال الله تعالى:
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)} [المائدة].
وقال أيضا:
{ثمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)} [الجاثية]
2ـ تربية الفتاة المسلمة على منظومة الآداب والقيم الإسلامية , والجدية في تحمل مسؤولياتنا التربوية والدينية تجاه أبنائنا.
قال الله تعالى:
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)}
وأخرج البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ."
3ـ التقويم المستمر والمتابعة الدءوبة لسلوكيات أبنائنا وبناتنا.
4ـ ربط أبنائنا بسلفهم الصالح من الرجال , وربط بناتنا بسلفهن من النساء.
[الحرب على المرأة المسلمة وقلب الحقائق]
إنني لأظن أننا نعيش في ما سماه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالسنين الخداعات , الذي صار فيه العري فنا تتسابق في مضماره النساء , وأصبحت العلاقات غير الشرعية مع الرجال حرية شخصية , وأصبحت فيه الخلوة والاختلاط مظهرا من مظاهر التحضر , وأصبح فيه التزام المرأة بلباسها الشرعي وأوامر ربها ـ سبحانه وتعالى ـ تخلف ورجعية ورجوع إلى العصور الحجرية.
ولكن لا بأس بذلك كله فالمؤمن لا يكترث بأحكام الناس ولا يأبه بها ما دام مرضيا لربه حريصا على طاعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج ابن ماجه في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ."
[الحرب على المرأة المسلمة وسنة التمحيص]
لعل الحكمة الإلهية من شن مثل هذه الحرب على المرأة المسلمة هي اختبار المرأة المسلمة وابتلاؤها ... أتثبت مع الصعاب على طاعة ربها فترفض خلع ما اعتقدت وجوب ارتدائه؟ أم إنها ستسلم عند أول عقبة فتكون مثلما يريد الغرب منها؟
ومن المعلوم أنه لا يسلم للإنسان دين بدون ابتلاء , فالبلاء والعناء ضريبة من التزم بدين رب الأرض والسماء.
قال الله تعالى:
{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} [العنكبوت].
وقال أيضا:
{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)} [العنكبوت].
وأخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة أن ورقة قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ."
[أدوات الأعداء في تحقيق أهدافهم ضد من أسلم من النساء]
والأعداء في تحقيقهم لأهدافهم من وراء الحرب على المرأة المسلمة يستخدمون أوات ووسائل وأبرزها:
1ـ القنوات الفضائية بما تبثه من أفلام ومسلسلات وحوارات ومناظرات مناهضة للتشريعات الخاصة بالمرأة المسلمة.
2ـ المحطات الإذاعية.
3ـالمجلات والنشرات والبيانات والأشرطة.
4ـ المؤسسات الصهيوصليبية والتي يعمل فيها أبناء جلدتنا.
5ـ السينما والإنترنت.
6ـ المؤسسة التعليمية والتي وضع منهاجها الصليبي الحاقد دانلوب.
فالحذر الحذر يا أبناء الإسلام من هذه الأدوات جميعا , حافظوا على أبنائكم وعلى هويتهم الإسلامية , وكما سلمتم الراية بيضاء نقية فسلموها لأبنائكم , واعلموا أن دين الله غالب وأن ما سواه مغلوب , والله أكبر والعزة لله ولرسوله والمؤمنين.
قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)} [الصافات].
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حرر في يوم الاثنين
العاشر من صفر لعام 1431هـ
الموافق لـ 25|1|2010م
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 10:50]ـ
عندما تقضي محكمة مصرية على أخواتنا المنتقبات في مصر بأن لا يدخلن قاعات الامتحانات إلا إذا نزعن هذا النقاب
جزاك الله خيرًا ...
تنويه:
ربما لأنك لستَ من أهل مصر فيخفي عليك ما يجري فيها.
هذا الخبر من جريدة الأهرام الحكومية الرسمية.
http://www.ahram.org.eg/53/2010/01/21/25/4292.aspx
ونصه:
المحكمة تسمح للمنتقبات بأداء الامتحانات الجامعية
قضت المحكمة الإدارية العليا بالسماح للمنتقبات بدخول الامتحانات في الجامعات وأداء الامتحان , وذلك بإجماع الآراء وأبطل الحكم قرارات رؤساء الجامعات لمنع المنتقبات عن أداء الامتحان وهن يرتدين النقاب , وقضت بتنفيذ الحكم بمسودته.
روابط أخرى نافعة لمزيد من الأخبار
http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/12/14/91890.html
http://islamtoday.net/albasheer/artshow-12-126789.htm
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=375528
http://www.ahram.org.eg/56/2010/01/24/11/4678/219.aspx
فالذي تتحدث عنه هو قرار وزير التعليم العالي ... لا المحكمة.
زادكم الله حرصًا وعلما.(/)
أحوال القلوب و أحكامها
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 11:56]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الملك العظيم، و صلى الله و سلم على رسوله الرحيم
أما بعد:
تقلبات القلوب
تعرض للقلب أحوال بسبب العوامل الخارجية التي ترتبط به بواسطت الحواس من البصر و السمع و اللمس و الشم و الذوق و النكاح و الكلام
و من هذه الأحوال التقين و الذكر التي يضادها الشك و الغفلة و اللهوو الوهم و الوسوسة
و الحب التي يضادها البغضاء و الجفاء
و الرضا التي يضادها الغضب و السخط و الحقد
و الحياء التي يضادها الفحش
و الذل و الإفتقار و التواضع التي يضادها الكبر و الخيلاء و الفخر و الإستعلاء
و الغبطة و الحسد
و الهم و الحزن و الغبن التي يضادها الفرح و السرور
و هذه كلها أعمال القلب و غيرها كثير
و أنا بإذن الله سأخرج في هذا الموضوع ما سأقف عليه من الأحاديث المبينة لأحوال القلوب
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 11:25]ـ
موضوع جميل بارك الله فيك.
ما أكثر الأدعية "اللهم ثبت قلوبنا"
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 12:24]ـ
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=173272 ) >> كِتَابُ الإِيمَانِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=173281 ) >> بَابُ حَلاَوَةِ الإِيمَانِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=173297 ) >>
16 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى ( java******:)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ( java******:)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ( java******:)، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ( java******:)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ( java******:) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ " *
في القلب حاسة الذوق يجدها عند تذوق المحبة الله و رسوله و المؤمنين و كره العود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار
فبهاذه الشروط و إنتفاء المانع يجد حلاوة الإيمان و بشاشتة في القلب فلا يرتد عن دينه أبدا
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 02:57]ـ
عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ ( java******:) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ِصَراطًا مُسْتَقِيمًا وَعَلَى جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ سُورَانَ، بَيْنَهُمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَتَفَرَّقُوا , وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ إِنْسَانٌ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ لَهُ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، فَالصِّرَاطُ: الْإِسْلَامُ، وَالسُّتُورُ: حُدُودُ اللَّهِ , وَالْأَبْوَابُ: مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى، وَالدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ: وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ " *
هذا لفظ الليث بن سعد في الشريعة للآجري و في لفظ عبد الله بن صالح " جَمِيعًا وَلَا تَعْوَجُّوا"
عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ( java******:)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا عَلَى كَنَفَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ لَهُمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ، وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، فَالْأَبْوَابُ الَّتِي عَلَى كَنَفَي الصِّرَاطِ حُدُودُ اللَّهِ، لَا يَقَعُ أَحَدٌ فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
حُدُودِ اللَّهِ حَتَّى يُكْشَفَ سِتْرُ اللَّهِ، وَالَّذِي يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِهِ " *
و هذا لفظ بقية بن الوليد
والحديث مخرج في:
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=213338 ) >> الذَّبَائِحِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=215794 ) >> أَبْوَابُ الْأَمْثَالِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=218118 ) >> بَابُ مَا جَاءَ فِي مَثَلِ اللَّهِ لِعِبَادِهِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=218119 ) >>
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=130495 ) >> مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=147457 ) >> حَدِيثُ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلَابِيِّ الْأَنْصَارِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=148360 ) >>
السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلنَّسَائِي ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=257401 ) >> سُورَةُ الْأَنْعَامِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=272580 ) >> سُورَةُ يُونُسَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=272700 ) >>
الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=518628 ) >> كِتَابُ الْإِيمَانِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=518630 ) >> وَأَمَّا حَدِيثُ أَشْعَثَ بْنِ جَابِرٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=518848 ) >>
السُّنَّةُ لِابْنِ أَبِي عَاصِمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=242998 ) >> بَابٌ. . . ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=243019 ) >>
السُّنَّةُ لِلْمَرْوَزِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=253749 ) >>
مُشْكِلُ الْآثَارِ لِلطَّحَاوِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=379569 ) >> بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=381703 ) >>
الشَّرِيعَةُ لِلْآجُرِّيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=442936 ) >> بَابُ ذِكْرِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ بِلُزُومِ الْجَمَاعَةِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=442942 ) >>
مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ لِلطَّبَرَانِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=487973 ) >> مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ مُسْنَدِ بِشْرِ بْنِ الْعَلَاءِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=489096 ) >> مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ مُسْنَدِ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=489494 ) >> خَالِدٌ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=489533 ) >>
مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ لِلطَّبَرَانِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=487973 ) >> مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ مُسْنَدِ بِشْرِ بْنِ الْعَلَاءِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=489096 ) >> مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ مُسْنَدِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=490282 ) >> مُعَاوِيَةُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=490732 ) >>
فَضَائِلُ الْقُرْآنِ لِلْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=56897) >> بَابُ مَا جَاءَ فِي مَثَلِ الْقُرْآنِ وَحَامِلِهِ وَالْعَامِلِ بِهِ وَالتَّارِكِ لَهُ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=57678) >>
(يُتْبَعُ)
(/)
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=390610 ) >> فَاتِحَةُ الْكِتَابِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=390611 ) >> قَوْلُهُ: الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=390663 ) >> الْوَجْهُ الثَّانِي ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=390665 ) >>
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=390610 ) >> سُورَةُ الْبَقَرَةِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=390683 ) >> قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=397234 ) >> الْوَجْهُ الثَّانِي: ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=397236 ) >>
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=390610 ) >> سُورَةُ النِّسَاءِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=398544 ) >> قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=399976 ) >> وَالْوَجْهُ الثَّانِي: ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=399978 ) >>
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=390610 ) >> سُورَةُ الْأَنْعَامِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=402478 ) >> قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=402788 ) >> الْوَجْهُ الثَّانِي ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=402790 ) >>
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=390610 ) >> سُورَةُ الْأَنْعَامِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=402478 ) >> قَوْلُهُ: وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=403273 ) >> الْوَجْهُ الثَّانِي ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=403275 ) >>
الْإِبَانَةُ الْكُبْرَى لِابْنِ بَطَّةَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=511806 ) >> بَابُ ذِكْرِ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=511919 ) >>
شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=611854 ) >> التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=617393 ) >> فَصْلٌ فِي الطَّبْعِ عَلَى الْقَلْبِ أَوِ الرَّيْنِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=619095 ) >>
اعْتِلَالُ الْقُلُوبِ لِلْخَرَائِطِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=417229 ) >> بَابُ مَنْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مِنْ قَلْبِهِ وَاعِظًا ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=417273 ) >>
أَمْثَالُ الْحَدِيثِ لِلرَّامَهُرْمِزِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=445685 ) >> مُقَدِّمَةٌ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=445686 ) >>
أَمْثَالُ الْحَدِيثِ لِأَبِي الشَّيْخِ الْأَصْبَهَانِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=497860 ) >> قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ صِرَاطًا ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=498255 ) >>
جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=299515 ) >> سُورَةُ الْفَاتِحَةِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=299655 ) >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=299702 ) >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=299704 ) >>
من طريقين أحدها:
اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ( java******:)، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ( java******:) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبْيَرٍ ( java******:) عَنْ أَبِيهِ ( java******:) عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ ( java******:)
و قد تابع الليث عبد الله بن صالح أبو صالح كاتب الليث صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه و كانت فيه غفلة كما في التقريب، و تابعه كذلك عبد الله بن وهب عند الحاكم
و الطريق الأخرى:
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ( java******:)، حَدَّثَنِي بُحَيْرُ بْنُ سَعْدٍ ( java******:)، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ( java******:)، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ( java******:)، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ( java******:)
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ( java******:) صدوق كثير التدليس عن الضعفاء كما في التقريب
لكنه قد صرح بالتحديث عند أحمد في المسند و السنة لإبن ابي عاصم و السنة للمروزي فزالت علة التدليس
و باقي الإسناد متصل رجاله ثقات
فالحديث صحيح كما صححه الألباني في تخريج كتاب السنة لابن ابي عاصم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 04:52]ـ
في هذا الحديث دليل على أن الورع و التقوى في القلب
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 01:38]ـ
صَحِيحُ مُسْلِمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=185455 ) >> كتاب الْقَدَرِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=191581 ) >> بَابُ تَصْرِيفِ اللَّهِ تَعَالَى الْقُلُوبَ كَيْفَ شَاءَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=191601 ) >>
4927 حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ( java******:)، وَابْنُ نُمَيْرٍ ( java******:) كِلَاهُمَا، عَنِ الْمُقْرِئِ ( java******:)- قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ - قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ( java******:)، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ ( java******:)، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ ( java******:)، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ( java******:)، يَقُولُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ " *
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=213338 ) >> الذَّبَائِحِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=215794 ) >> أَبْوَابُ الْقَدَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=216932 ) >> بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيِ الرَّحْمَنِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=216946 ) >>
2160 حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ( java******:) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ( java******:)، عَنْ الأَعْمَشِ ( java******:)، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ( java******:)، عَنْ أَنَسٍ ( java******:) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " " يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: " " نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ " ": وَفِي الْبَابِ عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ، وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ ( java******:)، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ( java******:)، عَنْ جَابِرٍ ( java******:)، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ أَصَحُّ *
سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=206785 ) >> الْمُقَدِّمَةُ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=206786 ) >> بَابٌ فِي فَضَائِلِ أَصَحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=206888 ) >> بَابٌ فِيمَا أَنْكَرَتِ الْجَهْمِيَّةُ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=206996 ) >>
198 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ( java******:) قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ ( java******:) قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ ( java******:)، قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ( java******:)، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ ( java******:)، يَقُولُ: حَدَّثَنِي النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ الْكِلَابِيُّ ( java******:)، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ " وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يَقُولُ: " يَا مُثبِّتَ الْقُلُوبِ، ثبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ. قَالَ: وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ، يَرْفَعُ أقْوَامًا وَيَخْفِضُ آخَرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " *
و من أسماء القلب:
البال، و اللب، و الجوف، و الفآد، و العقل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 04:43]ـ
السُّنَّةُ لِابْنِ أَبِي عَاصِمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=242998 ) >> بَابُ: إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، مَا ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=243213 ) >>
184 ثنا أَبُو بَكْرٍ ( java******:)، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ( java******:)، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ( java******:)، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ( java******:)، عَنْ أَبِي مُوسَى ( java******:)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ بِأَرْضِ فَلَاةٍ تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ ". *
إسناده صحيح
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 02:27]ـ
عَنْ حُذَيْفَةَ ( java******:)، قَالَ: " الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ مُصَفَّحٌ فَذَاكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ , وَقَلْبٌ أَغْلَفُ , فَذَاكَ قَلْبُ الْكَافِرِ , وَقَلْبٌ أَجْرَدُ كَأَنَّ فِيهِ سِرَاجًا يَزْهُو , فَذَاكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ , وَقَلْبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَإِيمَانٌ فَمِثْلُهُ مِثْلُ قُرْحَةٍ يَمُدُّهَا قَيْحٌ وَدَمٌ , وَمِثْلُهُ مِثْلُ شَجَرَةٍ يَسْقِيهَا مَاءٌ خَبِيثٌ وَمَاءٌ طَيِّبٌ , فَأَيُّ مَاءٍ غَلَبَ عَلَيْهَا غَلَبَ " *
روه بهذا اللفظ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ في الإيمان و مصنفه من طريق أَبُو مُعَاوِيَةَ ( java******:)، عَنِ الْأَعْمَشِ ( java******:)، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ( java******:)، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ( java******:)، عَنْ حُذَيْفَةَ
و تابع أبو معاوية متابعة تامة الفضيل بن عياض عند عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة
و جرير بن عبد الحميد في الإبانة الكبرى لإبن بطة و حلية الأولياء لأبي نعيم
و في ألفاظ المتابعتين تقديم و تأخير و فيها " وَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ، وَمَثَلُ الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ يَسْقِيَهَا مَاءٌ طَيِّبٌ، وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ قَرْحَةٍ يَمُدُّهَا قَيْحٌ وَدَمٌ، فَأَيُّمَا غَلَبَ عَلَيْهِ غَلَبَهُ "
و لفظ أبو معاوية أصح.
و قد تابع الأعمش قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ( java******:) صدوق تغير لما كبر و أدخل عليه إبنه ما ليس من حديثه فحدث به
عَنْ حُذَيْفَةَ ( java******:) قَالَ: " الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ أَغْلَفُ فَذَاكَ قَلْبُ الْكَافِرِ، وَقَلَبٌ مَنْكُوسٌ فَذَاكَ قَلْبٌ يَرْجِعُ إِلَى الْكَدَرِ بَعْدَ الْإِيمَانِ، وَقَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يُزْهِرُ، فَذَاكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ، وَقَلْبٌ مُصَفَّحٌ اجْتَمَعَ فِيهِ نِفَاقٌ وَإِيمَانٌ، فَمَثَلُ الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ بُقَيْلَةٍ يَمُدُّهَا الْمَاءُ الْعَذْبُ، وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ، وَهُوَ لِأَيَّتِهِمَا غَلَبَ " *
و خالفه في إبدال لفظة " قَلْبٌ مُصَفَّحٌ فَذَاكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ " إلى " وَقَلَبٌ مَنْكُوسٌ فَذَاكَ قَلْبٌ يَرْجِعُ إِلَى الْكَدَرِ بَعْدَ الْإِيمَانِ "
و خالفهم الليث بن ابي سليم عند أحمد في المسند و الطبراني في المعجم الصغير فرفعه و قلبه عن أبي سعيد الخدري بهذا اللفظ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( java******:)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: فَقَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ أَزْهَرُ، وَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ، وَسِرَاجُهُ فِيهِ نُورُهُ. وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَى غِلَافِهِ، فَذَلِكَ قَلْبُ الْكَافِرِ. وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، وَذَلِكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ، عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ. وَقَلْبٌ مُصَفَّحٌ، وَذَلِكَ قَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ، فَمَثَلُ الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدُّهَا مَاءٌ طَيِّبٌ، وَمَثَلُ النِّفَاقِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ، فَأَيُّ الْمَادَّتَيْنِ غَلَبَتْ صَاحِبَتَهَا غَلَبَتْ عَلَيْهِ "
قال بن كثير في التفسير: إسناده جيد و لم يخرجاه
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال الشوكاني في الفتح القدير: إسناده جيد
و قال الألباني حديث موقوف صحيح
و قال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف ليث و هو بن ابي سليم و لإنقطاعه، أبو البختري و هو سعيد بن فيروز لم يدرك أبا سعيد الخدري و باقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
و تابع الأعمش أبو سنان هو ضرار بن مرة الكوفي ثقة عند بن ابي حاتم في التفسير
و خالفه بجعله عن سلمان الفارسي فظاهره الإتصال رجاله ثقات عُبَيْدُ اللَّهِ حَمْزَةُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ( java******:) صالح قاله أبو حاتم
و هذا لفظه:
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?book=&RootID=390610) >> سُورَةُ الْأَعْرَافِ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?book=&RootID=404318) >> قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ ( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?book=&RootID=406252) >>
9437 حَدَّثَنَا أَبِي ( java******:)، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ حَمْزَةُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ( java******:)، أَنْبَأَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ( java******:)، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ( java******:)، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ( java******:)، عَنْ أَبِي الْبُحْتُرِيِّ ( java******:)، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ( java******:)، قَالَ: " الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ، قَلْبٌ أَغْلَفُ فَذَلِكَ قَلْبُ الْكَافِرِ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ، وَقَلْبٌ مُصْفَحٌ فَذَاكَ قَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ، فَمَثَلُ الْإِيمَانِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَسْقِيهَا الْمَاءَ، وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ يَسْقِيهَا الصَّدِيدَ، فَهُمَا يَقْتَتِلَانِ فِي جَوْفِهِ فَأَيَّتُهُمَا مَا غَلَبَتْ أَكَلَتْ صَاحِبَهَا حَتَّى يُصَيِّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مَا يُصَيِّرُهُ، وَقَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ سِرَاجٌ وَسِرَاجُهُ نُورُهُ وَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ " *
غريب الحديث:
أجرد: بمعنى عاري ليس عليه شيء
منكوس: مقلوب
مصفح: له وجهان
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 08:14]ـ
نفع الله بكم(/)
«الوالد العلامة الفوزان»: «حرية الرأي .. أين مداها؟»
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 12:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
«الوالد العلامة الفوزان»: «حرية الرأي .. أين مداها؟»
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد كثرت في هذا الوقت الأقوال بحرية الرأي، والرأي والرأي الآخر وأنها لا تصادر الآراء وأنه لا وصاية على الناس في آرائهم وأن الحق ليس حكراً على أحد إلى غير ذلك مما تعج به الصحف والمقالات.
ونحن نقول:
ان الناس كلهم عبيد لله سبحانه تجري عليهم جميعاً أحكامه القدرية والشرعية فليسوا أحراراً بمعنى أنهم لايحاسبون على أخطائهم ولا يعاقبون على تجاوزاتهم ولا يثابون على حسناتهم قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)
وحرية الرأي إن كان يراد بها أنهم يقولون ما يشاءون دون ضوابط شرعية ومقاييس عقلية فهذا قول باطل لأن الإنسان يحصى عليه ما يقول ويحاسب عليه قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا)
وقد توعد الله الكفار والمنافقين على مقالاتهم الكفرية وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).
ولا يعفى عن مقالاته إلا المجنون والصغير والنائم كما في الحديث وكذلك المكره فإنه لا يؤخذ على ما أكره عليه كما في قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ) فإذا تكلم المكره بكلمة الكفر مكرهاً عليها فلا إثم عليه إذا قصد بها دفع الإكراه وقلبه مطمئن بالإيمان كما حصل لعمار بن ياسر - رضي الله عنه - أما من تكلم بكلام الكفر وهو عاقل غير مكره فإنه يرتد عن دين الإسلام فيستتاب فإن تاب وإلا قتل.
قال الله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) وقال تعالى: (وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) والمرتد بهذا وغيره من أنواع الردة يقتل بعد الاستتابة حماية للعقيدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه) وكان ولاة أمور المسلمين يقتلون المرتدين عملاً بهذا الحديث وحماية لعقيدة المسلمين.
والذي يتولى الحكم عليه في مقالاته وأفعاله الكفرية هوالمحاكم الشرعية لأن ذلك من اختصاصها وأما إن كان المراد بحرية الرأي الاجتهادي في مسائل الفقه التي تستنبط من الأدلة الشرعية ممن هو أهل للاجتهاد وهم العلماء الراسخون فهذه الحرية لها وجه في حدود احتمال الأدلة لها قال صلى الله عليه وسلم: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد) وإذا ظهر الدليل مع أحد الأقوال وجب الأخذ به وترك القول الخطأ قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) وإذا لم يظهر الدليل مع أحد الأقوال في المسألة.
وهناك من يقول لا يحكم على أقوال الناس وأفعالهم مهما بلغت من الكفر والشر حتى تعرف نياتهم ومقاصدهم وعلى هذا فلا يحكم على أحد بالكفر مهما قال ومهما فعل لأننا لا ندري عن نيته وهذا القول يخالف كتاب الله وسنة رسوله وما عليه المسلمون لأن الله رتب الأحكام على الأقوال والأفعال الظاهرة ورسوله كذلك وعمل المسلمون على ذلك فنحن نحكم على الظاهر ونكل الباطن إلى الله سبحانه فمن أظهر الإسلام حكمنا بأنه مسلم حتى يظهر ما يخالف ذلك.
ألم تر إلى الرجل الذي قتله أسامة رضي الله عنه بعدما قال لا إله إلا الله ظنا من أسامة أنه قالها يتقي بها السيف فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: (هلا شققت عن قلبه) وكذلك من قال كلمة الكفر أو فعل بها ومن نطق بكلمة الكفر أو فعل الكفر حكمنا بكفره ما لم يكن جاهلا أو مكرهاً أو زائل العقل فنحن لا نحاكم النيات لأنها لا يعلمها إلا الله والله لم يكلفنا بذلك وإنما نحاكم الأقوال والأفعال ونكل السرائر إلى الله سبحانه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله).
فالواجب التنبه لها بين المقالتين الخطيرتين اللتين بدأتا تظهران في صحفنا ومقالات بعضنا إما نتيجة للجهل والقول بغير علم أو نتيجة للانحراف الفكري أونتيجة لترديد أقوال خصوم الإسلام الذين يلبسون على الناس أمور دينهم وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
(صحيفة المدينة ـ ملحق الرسالة) الجمعة 22 صفر 1426 - الموافق - 1 ابريل 2005 - العدد (15318)
الرابط: http://www.alradnet.com/TopSin/article.php?id_Hour=97
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 11:22]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 01:30]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء ...
فقد كثر في الآونة الأخيرة المطالبة بالحرية في الآراء وعدم اقصاء الآخر والوسطية وعدم التشدد والنهي عن الوصاية وغيرها من الألفاظ المستحدثة التي ظاهرها الحق " ليس مطلقاً " وباطنها باطلٌ ونفاقٌ فاضح ...
إن أدعياء الحرية هم أشد الناس شراسة على من خالفهم في الرأي أو التوجه .. فهم يهاجمون من خالفهم بضراوة لم يشهد لها التاريخ نظير ..
لقد بانت الأمور وأصبح الناس بعلم بما يدور .. إلا من أعمى الله قلبه .. نسأل الله العافية.
ـ[أحب السنة]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 08:22]ـ
يريد هؤلاء أن يسكت عنهم العلماء لكي ينشروا باطلهم باسم حرية الرأي ومصادرة الرأي الآخر وهذا مضاد لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي فضل الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم به ولو تكلم احد وخالفهم في آرائهم الفاسدة لمنعوا نشر مقاله فهم يطبقون حرية الرأي عليهم فقط دون غيرهم وهذا واضح في الصحف
ـ[ابن الصديق]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 01:19]ـ
جزاك الله خيرا
فقد اصبحت هذه الكلمه ديدان كل من ادعى الثقافه والعلم
وللاسف يتهجمون ويقدحون فى الثوابت بدعوى حريه الرأى
وحريه النقد
ومع ذلك هم من ابعد الناس عن قواعد واصول اهل العلم(/)
الأشاعرة و الحنابلة قبل فتنة ابن القشيري ....... كيف كانوا و كانت العلاقة بينهم؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 07:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على عبده النبي الكريم
أطرح هذا الموضوع للإخوة الكرام للتباحث حوله .. ؟
و هل نستنبط من تلك العلاقة الإجماع على أشياء معينة قد تكون من جنس التعامل إن لم تكن من جنس المسائل العلمية؟ إذ الإجماع هل يكون فقط فيها أم حتى في الاتفاق العملي!؟
بارك الله فيكم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 02:06]ـ
بورك فيكم ..
ثقافة التلبيس (17): تقسيم أهل السنة إلى " حنابلة - أشاعرة - ماتريدية " .. !
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/164.htm
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 02:44]ـ
بارك الله فيك ياشيخ سلميان لقد أوضحت أمراً مهماً للغاية ..
يجب أن لا نفرق بين مذاهب الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله جميعاً ...
.............................. ......
"الثاني: بعض أهل السنة - للأسف -، ممن يسوؤهم تفرق الأمة الإسلامية إلى " سنة "، و" أشاعرة .. "، فيسعون – باجتهاد خاطئ - إلى هذا التلبيس؛ لـ" جمع " كلمتها، فيدَّعون أن أهل السنة ينقسمون إلى " أشاعرة وماتريدية وحنابلة "! فالجميع متساوون في الحق، فلا يُثرّب أحد على أحد!."
سبحان الله .. هل من الضروري أن نتنازل عن الحق ونميع الأمور حتى نجمع كلمة الأمة؟!
بارك الله في جهودك ياشيخ سليمان ونفعك بك ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 10:34]ـ
بارك الله فيكم:
كنت أتمنى أن يبقى صلب الحوار عن السؤال .. و إن أشار من يعترض على التسمية إلى مأخذه في الاعتراض إشارة ..
فأرجو من الإخوة و المشايخ الكرام إتحافنا بالأقوال و الأحداث التاريخية بألفاظها و مصطلحاتها التاريخية نفسها التي استخدمها الأئمة الكرام و المتعلقة بسؤالي .. و جزيتم خيرا.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 11:07]ـ
يقول الدكتور خالد بن علال الكبير (( ... وثانيا إنه كانت هناك تأثيرات فكرية متبادلة، بين بعض متكلمي الحنابلة و متكلمي الأشاعرة، في مجال أصول الدين، و كانت لأسرة التميميين الحنبلية، أقوال متقاربة مع أقوال أبي بكر الباقلاني،، الذي كان يكتب في بعض جواباته اسمه هكذا: محمد بن الطيب الحنبلي، و قد يكتبه هكذا: محمد بن الطيب الأشعري. و كان الحنبليان البغداديان أبو بكر غلام الخلال،و أبو الحسن التميمي يعدان أبا الحسن الأشعري من متكلمة أهل السنة الموافقين لمذهب السلف في الجملة.
و ثالثا إن الأشاعرة الأوائل احتموا و تستروا بانتسابهم للحنابلة، و إظهار موافقتهم لمذهبهم –أي لمذهب الحنابلة-، و في هذا الشأن يقول شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه): ((إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة))؛ و كان الباقلاني يكتب في بعض جواباته: محمد بن الطيب الحنبلي، و عندما رُفع أمره إلى الخليفة القادر بالله، و ضاق عليه الحال، تستر بالانتساب إلى الإمام أحمد بن حنبل، و أظهر موافقته له،و كان –أي الباقلاني- أحيإا ينتسب إلى الأئمة الثلاثة: مالك و الشافعي و احمد)) انتهى النقل عن كتاب الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث - خلال القرنين:5 - 6 الهجريين- مظاهرها، آثارها، أسبابها، و الحلول المقترحة لها
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3797
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 04:14]ـ
ماذكرته اخي العاصمي هو نقل بحروفه يكاد عن شيخ الاسلام و قد كنا اوردناه مع الاخوة في احدى المذاكرات ان كنت تذكر .... و لم اجد رابط الموضوع فان وجدته فلنضعه هنا ....
و كان مما ذكر فيها انهما كانا يدا واحدة الحنابلة و الأشاعرة رغم ما كان بينهما من مناوشات و كان الأشاعرة على ما فيهم من ميل طفيف عن السنة يعدون من متكلمي اهل السنة و المنافحين عنها و كان الحنابلة على بعض غلو فيهم يعدون صلب اهل السنة و صمام الأمان لها و نواة نقل مذهبهم لاختصاصهم بامامها الامام احمد .. و بينهما تعدد درجات اهل السنة من قوي الى مقتصد الى ظالم لنفسه من جميع الطوائف من الظاهرية و الشافعية و المالكية و الحنفية و الصوفية و غيرهم ... و بعد فتنة القشيري افترقا وذكرنا سبب الافتراق .. و هو أساسا لا يرجع فقط الى الشحناء و البغضاء كما يحاول ان يصوره البعض و انه مجرد نتيجة لفتنة كما يلحو للبعض ان يروج له ... بل يرجع الى انقلاب منهجي في تصور الأشاعرة و اعراض كبير عن كتاب الله و سنته أدى بهم الى مقاربة المعتزلة بل و الفلاسفة .. ما لم يعد يقدر حبل الود مع الحنابلة ان يحتمله ... فهم أو بعضهم و ان كانوا اجلافا فانهم كانوا اجلافا في الحق ... و اكثر تعصبهم انما هو للسنة اكثر من غيرها اقتداءا بامامهم ...
فهل من يتذكر هذا الخلل المنهجي الذي تجرأت عليه الأشاعرة ... ؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 05:55]ـ
و كيف كان التعبير عنهم في ذلك الوقت؟
أي ماذا كانوا يستعملون في تسمية بعضهم بعضاً أشاعرة و حنابلة أم أشاعرة و أهل سنة؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 06:22]ـ
و كيف كان التعبير عنهم في ذلك الوقت؟
أي ماذا كانوا يستعملون في تسمية بعضهم بعضاً أشاعرة و حنابلة أم أشاعرة و أهل سنة؟
جوابك في الألوان .. وإن شئت سألت لك الساجي رحمه الله ... أستاذي
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 06:25]ـ
لعلّك تقصد الرابط أسفله أستاذي الفاضل ابن الرومية
مقدمة كتاب ((منهج الأشاعرة في العقيدة)) الطبعة الجديدة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=46762)
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 06:26]ـ
جوابك في الألوان .. وإن شئت سألت لك الساجي رحمه الله ... أستاذي
ذكّرتني بنشيد يا أستاذي يا أستاذي:)
لكن أيها العزيز نريد نقولا أكثر و من نتاج ذلك الوقت بارك الله فيكم يا استاذي:)
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 12:40]ـ
قرأت مرة للذهبي ان الامور كانت جيدة بين الحنابلة و الاشاعرة حتى جاء ابن القشيري فحدثت فتنة أدت الى التهاجر و تكفير بعضهم البعض
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 05:53]ـ
بارك الله فيك سيدي العاصمي ... هو كذلك ... و الأشاعرة و الكلابيةو الحنابلة و الصوفية قد كانوا فيما أحسب بحسب ... فأحيانا كان يعبر عن الجميع بأهل السنة خصوصا في الأماكن التي يقابلون فيها طبقات من الاسلاميين أبعد من السنة كالمعتزلة و الامامية ... و أحيانا كانت تحدث منافرات بينهم و بين أهل السنة المحضة ... فيسمونهم بالاسم الذي اختصوا به فيما فارقوا به قول السنة .. كتسمية امام الأئمة للكلابية ... و تسمية غيره للصوفية من المحاسبية ... و تسمية الامام الاسفرايني للأشاعرة .... و لكن قبل الفتنة الكبرى ... كانوا جميعا يقولون بقول واحد في الاجمال و يدهم واحدة كأنهم جماعة واحدة ... لقولهم بأصل واحد و اعتصامهم بحبل الله ... حتى تجرأت الأشاعرة و تطورت فيها الفيروسات الكلامية التي بقيت فيهم من المعتزلة الى ان يقولوا بخلل منهجي وسع الشرخ بين الطائفتين ... و اصبح المناخ العام في الأشاعرة استرواح الجانب المعتزلي بعد ان كانوا قديما اكثر ميلا الى جانب خصومهم من الحنابلة .... أكثر قربا و موافقة لابن ابي دؤاد منهم الى الامام احمد .. ذلكم بعد ان تجرؤوا على التسليم للمعتزلة بأصل يهدم الدين ... و يبعدهم عن الاعتصام بحبل من الله متين ... و ينقض ما تحمل في سبيله البلاء جميع الأنبياء و المرسلين ...... و يشرد بالمسلمين محدثين و فقهاء و صوفيين ... خص لنقضه شيخ الاسلام كتابا من اروع و افضل ما عرفه الفكر القديم و الحديث ... تتبع فيه هذا الأصل و ضرره كما يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب على سائر الأمم من المشركين و المبتدعة و اشتراكهم فيه ... ألا وهو أصل تقديم العقول و الأذواق و السياسات على وحي رب العالمين ...
بعد هذا قالت الحنابلة للأشاعرة و حق لهم: هذا فراق بيني و بينك ... خلاص.(/)
الجوهر والفرد ...
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 02:51]ـ
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته ..
ممكن أحد يفسر لي معنى هذه الكلمة وماذا يقصد بها؟
وهل يوجد مرجع يفسر مثل هذه العبارات بشكل واضح؟
باركـ الله فيكم ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 03:21]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
"الجوهر الفرد: لفظ يستعمله الفلاسفة والمتكلمون، ويعنون به الجزء الذي لا يقبل القسمة، وهو الشيء الذي لم يدركه أحد بحسه، ولا يتميز منه جانب عن جانب، وما من شيء يُفْرَض إلا وهو أصغر منه عند القائلين به.
وأصل الجوهر كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به، وجوهر الشيء ما وضعت عليه جبلته". انتهى
ينظر: "التحفة المهدية"، لفالح بن مهدي، ص 141، نقلا عن "معجم ألفاظ العقيدة" لعامر عبد الله فالح؛ قدم له فضيلة الشيخ ابن جبرين رحمه الله، مكتبة العبيكان (سنة 1417هـ) [ص 130].
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 09:56]ـ
بارك الله فيكم على هذا النقل الطيب, ولمعرفة المزيد عن مصطلحات الفلاسفة يمكنك أخي الكريم الرجوع إلى كتاب المعجم الفلسفي من هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=108
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 10:51]ـ
الأخ عبد الله الحمراني والأخ أبو حاتم ابن عاشور
شكراً على مروركم وايضاحكم ...
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 09:39]ـ
جزاكم الله خيراً
لكن في هذا التعريف نظر من وجهين:
الأول: ذكر الفلاسفة هنا، فإن المشهور عنهم عدم قولهم بالجوهر الفرد أصلاً، والجوهر عندهم يقبل القسمة أبداً، ولا يزال متمايز الجهات أبداً.
الثاني: عبارة: وما من شيء يُفْرَض إلا وهو أصغر منه عند القائلين به
فإن لفظ الشيء يشمل الجوهر عندهم، الجوهر الفرد لا يكون أصغر من الجوهر الفرد.
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم(/)
بين شيخ الإسلام وابن حجر .. !!
ـ[ابن فالح المدني]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 10:15]ـ
&&&&&&&&&
&&&&&
&&&
&&
&
باسم الله، الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وبعد:
إخواني الأفاضل معلوم أن الإمام ابن حجر رحمه الله تلبس ببعض عقائد الأشعرية، ولقد قرأت كلاما له فيه نقد لاذع لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم ..
السؤال: لماذا انتقد ابن حجر شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم؟؟!!
أمر عجيب فعلا .. !!
أفيدونا جزيتم خيرا ..
ـ[جذيل]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 07:04]ـ
وفيه ايضا كلام لابن حجر فيه ثناء على ابن تيمية
وفي فتح الباري نقول عن ابن القيم
وابن تيمية وابن القيم ليسا معصومين من الخطا
كابن حجر تماما
وقول ابن حجر معروض على النقاد الصيارفة
نسأل الله ان يجمعهم جميعا ونحن معهم في دار كرامته على سرر متقابلين(/)
وما العيب في الطائفية؟! ... إبراهيم السكران
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 12:18]ـ
وما العيب في الطائفية؟!
إبراهيم السكران
في الأحداث الأخيرة، أعني حادثة الموازنة بين سب السيستاني للصحابة وسب العريفي للسيستاني، رأيت إدانة تتكرر حتى تشربها البعض باعتبارها مسلمة وهي قولهم (للأسف هذا كلام طائفي)، ويشتقون من هذا الوصف تركيبات كثيرة كقولهم على سبيل الذم والاستهجان (مقالة طائفية)، (فتوى طائفية)، (بيان طائفي) الخ بل ووصل بعضهم إلى المطالبة بـ (سن قانون لتجريم الطائفية).
هذا يعني أنه إذا ضلت طائفة عن شيء من الشريعة فلايجوز إدانة هذه الطائفة لأنه سيكون كلام طائفي وفتوى طائفية ومقالة طائفية وجريمة طائفية!
وتحولت هذه اللافتة (كلام طائفي) إلى مبرر كافٍ لإدانة أي فتوى ضد الطائفة التي ضلت عن شئ من الشريعة، بمعنى لاتحتاج إلى أية أدلة في نقض الفتوى، بل يكفي فقط أن تثبت أنها فتوى طائفية، بعد ذلك أصلح حنجرتك لترتل لطميات النياحة ضد هذه الفتوى، لماذا؟ لأنها فتوى طائفية!
برغم أن إدانة أي طائفة ضلت عن شيء من الشريعة هذا مبدأ قرآني، وسنأخذ مثالاً قرآنيا لذلك يشابه واقع الطائفة الشيعية اليوم، فقد جاء طائفة من المسلمين في عصر النبي –صلى الله عليه وسلم- وقامو بـ "سب الصحابة" فقالوا عنهم "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنة"، فأنزل الله عليهم تكفيراً طائفياً، فقال تعالى في سورة التوبة:
(لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) [التوبة: 66].
فهذه إدانة على أساس الطائفة، وبين أنهم كفروا بعد إيمانهم، بمعنى أنهم كانوا مسلمين قبل ذلك، لكن بسبهم أصحاب النبي كفروا، وكان تكفيرهم على أساس الطائفة، كما قال تعالى في الآية السابقة (إن نعف عن "طائفة" منكم نعذب "طائفة").
وطائفة أخرى –أيضاً- منتسبين إلى الإسلام في عصر النبي –صلى الله عليه وسلم- طرحوا فكرة خلاصتها أنه "يجب أن لانشارك في الجهاد الشرعي لأنه ليس لنا فيه مصلحة وطنية" فحكى الله مقالة هذه الطائفة وأدانهم إدانة طائفية فقال تعالى:
(وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ) [الأحزاب:13]
وطائفة أخرى –أيضاً- منتسبة إلى الإسلام في عصر النبي منعهم الله من حق المشاركة بسبب تقصيرهم الشرعي السابق كما قال تعالى:
(إِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ) [التوبة:83]
وعلى أية حال الصراع بين الطوائف في القرآن كثير، ومن ذلك قوله تعالى:
(وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [الأعراف: 87]
فالقرآن تعامل مع أية "طائفة" ناقضت شيئاً من الشريعة تعاملاً واضحاً، وأدانها على أساس طائفتها، والمراد أن قولهم (هذا كلام طائفي) و (فتوى طائفية) و (مقالة طائفية) هذا كله نقول في الجواب عنه: نعم هذا صحيح، ونقد الطوائف التي ضلت عن شيء من الشريعة هذا مطلب شرعي وفريضة قرآنية، فكيف صار منهج القرآن في مسلماتكم عيباً ومذمةً؟! فياغربة الدين!.
شبكة نور الإسلام
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 03:08]ـ
أخي الأثري شكراً على طرحك هذا الموضوع ..
ومن رأيي أننا أصبحنا نجامل إذا صح التعبير أو أننا تنازلنا عن بعض ثوابتنا الصورة غير واضحة في بعض الأحيان ..
المشكلة في نظري تكمن في بعض الذين ينادون بتوحيد الكلمة وهم في الحقيقة ضيعوا "كلمة التوحيد" ..
لا خلاف أن أهل الباطل يدعون إلى باطلهم ولكن الخلاف في الذين هان عليهم سب الصحابة ولم يهن عليهم سب السيستاني ..(/)
لماذا الصراع الفكري وأين الإعتدال والحوار بالحجة يا طلاب العلم؟
ـ[العابسي]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 09:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .......
لماذا الصراع الفكري وأين الإعتدال والحوار بالحجة يا طلاب العلم؟
سؤال دار في خلدي وبما أني عامي مسكين ما عندي علم إلا أنني أحب العلماء الصالحين , وأتقرب إلى الله بحبهم وأسأل الله أن يحشرني في زمرتهم وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله ولكن الشيء الوحيد الذي يقلقني هو البلبلة حول العلماء والدعاة وتنقيص هذا وذاك حتى صار بالنسبة لي كرجل عامي نظرة سوداوية والعياذ بالله وكل هذا بسب ما يتناقله بعض طلاب العلم ولا أعمم مع أنني أجزم أن العلماء فيما بينهم متحابين في الله ولله وبعضهم يقبل وجهة نظر الآخر على بساط رحب وليس الرأي حكرا على أحد إلا أن يكون مخالفا للقرآن والسنة، أخيرا أقول: بالله عليكم ياطلاب العلم و يامن يخوض في هذا الجانب بأي شكل يكون أليس في ذمتكم ما نتج عندي من نظرة سوداوية بسبب بعض التصريحات غير اللائقة بدعاتنا وعلمائنا في بلاد الحرمين؟ أترك الإجابة للعقلاء!!
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 02:25]ـ
أخيرا أقول: بالله عليكم ياطلاب العلم و يامن يخوض في هذا الجانب بأي شكل يكون أليس في ذمتكم ما نتج عندي من نظرة سوداوية بسبب بعض التصريحات غير اللائقة بدعاتنا وعلمائنا في بلاد الحرمين؟ أترك الإجابة للعقلاء!!
الأخ الفاضل العابسي وفقك الله لا تلوم ولا تعاتب أحد لأن الحق والباطل يتسارعان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
صاحب الحق يرى أنه من الواجب عليه أن ينصح لله وهذا واجب أهل العلم والناس كافة ولكن بضوابط أذكر بعضها بحسب فهمي القاصر:
1 - أن يكون عالماً أن هذا الشيء الذي ينكره باطلاً.
2 - أن لا يتعمد الظلم قال الله تعالى: {ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.
3 - أن لا يجَرح أحداً بقوله ولا يتفوه بعبارات غير لائقة.
* هذا التعامل يجب أن يكون مع أهل السنة والجماعة أما غيرهم من الفرق الضالة فلها تعاملها الخاص بكل فرقة على حدة.
لا أريد أن أطيل ولكن أنصحك أخي بالتالي:
1 - أن تحسن الظن بالعلماء الربانيين وطلاب العلم والدعاة والمشائخ.
2 - أن تزيد رصيدك من العلم وكثرة المطالعة والقراءة في كتب ومؤلفات أهل السنة بحسب قدرتك فهي تعينك بإذن الله على معرفك كثير من الأمور.
3 - أن تكون لك مبادئ لا تتنازل عنها مهما كان الأمر .. على سبيل المثال " أن طلاب العلم والمشائخ والدعاة يريدون الخير للأمة وإن حصل تقصير أو خطأ فهم مأجورون على اجتهادهم".
" و تذكر أن الكمال لله وحده , وأن لا معصوم في هذه الأمة إلا نبيه (ص) "
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 03:46]ـ
وهذا سؤال دار فى خلدى أيضا وأنا من طلبة العلم وممن اكتوى بنارهم ولاقى منهم الآلاقى
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 01:52]ـ
هؤلاء ممن التمسوا علما فنصبوا أنفسهم للخلاف ونصبوا أنفسهم قبل أن يصلوا كمتصدرا قبل أوانة ومتزبب قبل أن يتحصرم وعلى بن ابى طالب عان منهم ولة قولات فيهم المفرقون فى عدم مجالستهم فمجالستهم تمرض القلب
فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب متفقون على مفارقة الكتاب وهم داء للدين وحائل واقفون للناس دون صراط الله المستقيم
فلو عقلوا لما بدر منهم مابدر فما من حل يوضع فى هذا الموضع الا مقولات السلف أن لاتنشغل بهم قيد أنملة فهم كيهود الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وهذة عقوبة فنسأل الله العافية والسلامة
وان لطالب العلم من نهم العلم وتفريغ نفسة لجلود العلماء مايذهب مابنفسة مايجدة من عناء ومرامة متابعة أهل الضنون بمجالسة الكبراء من الراسخون والشكر لله ولى النعم.(/)
أمة اقرأ! هل تقرأ؟
ـ[التوجه]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 01:42]ـ
بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يقام هذه الأيام طرأت في ذهني عدة تساؤلات كان من أبرزها:
هل نحن بالفعل أمة إقرأ؟
أم أن هذا الوصف تلاشى مع ضعفنا وهواننا بين الأمم!
وهل ما يعرض في تلك المعارض يتناسب مع حجمنا الحقيقي كأمة إسلامية وعربية أم أنها الغثائية حتى في التأليف!
وهناك تساؤلات أخرى تخص واقعنا المحلي من تجاربنا السابقة مع معرض الرياض الدولي للكتاب خلال العامين الماضيين والذي لا يفصل بيينا وبين موعد إقامته لعامه الثالث سوى رمية حجر.
- هل كان للمعرض دور في إبراز قيمة الكتاب وتسهيل تداوله بين الناس؟
- هل ثقافة القراءة تحتاج إلى معارض أم المسألة أبعد من ذلك؟
- هل معارض الكتاب لدينا أصبحت وسيلة للترفيه والتنفيس واللقاءات الجانبية وحين تدخلها يتخيل إليك أنك في جيان أو بنده أو اكسترا أو ... ؟
- هل ارتياد هذه المعارض أصبح موضة لكثير من بناتنا وشبابنا ومحاولة لإثبات الذات على المستوى الثقافي والمعرفي ويتفاخر أولادنا وبناتنا في مدارسهم وكلياتهم بأنهم من رواد هذه المعارض؟
- أين تسلط الأضواء في تلك المعارض وما هي الكتب التي يراد لها تكوين ثقافة المجتمع؟ (المتابع يدرك ذلك)
أقول لا زال الكتاب يحتل مكانة مرموقة بين مصادر المعرفة ومهما أبحر الناس في فضاء الانترنت والقنوات يبقى الجلوس بين يدي الكتاب له طعمه الخاص
أعز مكان في الدنى سرج سابح * وخير جليس في الزمان كتاب
تساؤلات مطروحة تفتح باباً للنقاش حول أهمية القراءة ودور معارض الكتاب في تنمية العقل أو الاستخفاف به!
.
ـ[إبراهيم بن سعيد بن سليمان]ــــــــ[15 - Mar-2010, مساء 07:34]ـ
ليس لدي ما أقول غير شيئ واحد وهو غلاء ثمن الكتب، حيث أنه ليس في متناول الجميع.
فبارك الله فيكم.(/)
بشرى افتتاح موقع شقائق النعمان
ـ[العزاوية]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 05:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني واخواتي اعضاء منتديات احد عشر امام ازف لكم بشرى افتتاح موقع ومنتديات شقائق النعمان
وهو اول موقع عراقي بادارة نسائية لمحاربة الفكر الرافضي الخاطيء.
لذا ادعوكم اخواني واخواتي لزيارة الموقع والمنتديات والمشاركة فيه بالردود والمواضيع الجديدة
وتساندوننا بكل ملاحظة لكم تفيدنا في عملنا هذا
تستطيعون زيارة الموقع من هذا الرابط
http://www.shaqaiqalnuman.com/ (http://www.shaqaiqalnuman.com/)
وزيارة المنتدى من هذا الرابط
http://www.shaqaiqalnuman.com/vb/ (http://www.shaqaiqalnuman.com/vb/)
ولكم جزيل الشكر والاحترام والتقدير
مديرة موقع شقائق النعمان
العزاوية
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 05:39]ـ
بارك الله فيك و نفع بك ..
ـ[العزاوية]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 10:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر لك مرورك واطلاعك ودعائك اختي الكريمة
ام نو الهدى
وننتظر زيارتك ومشاركتك معنا اختي الفاضلة
اختك في الله
العزاوية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 10:34]ـ
بارك الله فيكم، ووفقكم، ونفع بجهودكم ..
ولعلكم تساهمون بنشره في المنتديات (العراقية) ..
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 10:26]ـ
خبر مفرح حياك الله اختنا العزاية علما ان شقائق النعمان هو كتاب شقائق النعمان في رد شقاشق ابن سليمان لعلامة العراق نعمان الالوسي ولعل عنوان الموقع يدل على مضمونه.
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 11:11]ـ
مبارك عليكم افتتاح الموقع وإن كنا بحاجة إلي مواقع ومنتديات أكثر تخصصا في زمن اختلط فيه كل شيء بأي شيء وتشابهت الأسماء والمواقع والمواضيع.
مبارك عليكم بهذا اللفتتاح
ـ[العزاوية]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 09:53]ـ
اشكر مروركم واطلاعكم على الموضوع وردودكم اللطيفة
لكن سادتي الافاضل الترحيب لايكفي ننتظر شرف مروركم لموقعنا ومنتدانا لنصرة قضيتنا
ألا وهي محاربة الخطر الشرقي ونصرة ديننا
وشكرا جزيلا
اختكم في الله
العزاوية
ـ[جذيل]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 10:25]ـ
وفقكم الله واعانكم
شقائق النعمان:
ديوان شعري ذكره قاسم الرجب في مذكراته ص 174 ..
وهو ايضا زهر بري تزدان به تلال الجليل كلما هلَّ آذار، وهي في ألوانها زينة فعلاً،
فحمرتها تقارب طهر دماء الشهداء، وحلاوة احمرار أخاديد الطفولة في ربيعها ..
من هنا: http://www.diwanalarab.com/spip.php?article6737(/)
الشيخ عوض القرني يتألق في الرد على جمال خاشقجي
ـ[المعنى]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الريم
وبعد صراحة حلقة قوية وجميلة نتمنى ان تتكرر أمثالها في قناة دليل توضح لنا المواقف المخزية لـ اللبراليين والعلمانيين الذين بدأوا يتشجعون بالظهور وملاقات المفكرين الكبار امثال شيخنا عوض القرني الذي افرحنا بطرحه القوي وسد الثغرات على الضيف الثقيل حقيقة ورد اتهاماته التي لم نكن نتوقعها
ـ[جذيل]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 11:27]ـ
واتوقع بعد هذه النتيجة الحاسمة انهم لن يكررونها .. ؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 10:27]ـ
اين أجد هذه الحلقة؟
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 11:13]ـ
اين أجد هذه الحلقة؟
هنا
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=026ebf2 9cd9b56f346f5&page=&viewtype=&category=
ـ[عمر بن يوسف]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 12:49]ـ
نسأل الله أن يجزي الشيخ عوض خيرا
ـ[سالم الميموني]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 10:05]ـ
هذا الشيخ الكريم عوض القرني - سلمه الله - كما عهدناه شوكة في حلق الباطل وأهله، فلله دره وعليه أجره.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 08:04]ـ
واتوقع بعد هذه النتيجة الحاسمة انهم لن يكررونها .. ؟
ماهو هذا المُكرر؟ ومن هؤلاء الذين لن يكرروه؟
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 10:55]ـ
أيّد الله الشيخ بنصره، ورزقه جنانه ..
اللهم آمين ..
هذا عهدنا به، زاده الله توفيقًا ..
ـ[المعنى]ــــــــ[13 - Feb-2010, مساء 04:32]ـ
السلام عليكم
انا من رأيي أن يكون الدعاة في مواجهة العلمانيين والعصرانيين على رأي واحد وفي قوة متجهة واحدة لأنهم كما ذكر لشيخ عوض يتبنون اراء لا اسلامية وتخريبية على عكس ما يدعون وهم في هذا الوقت يستغلون بعض الأنفتاح الذي تشهده المملكة ووكذا بعض التعامل المتسامح والمداراه من بعض الدعاة البارزين سمح لهم بالظهور والتطاول لكن المطلوب موقف عام وموحد(/)
وقفات مع كتاب فقه الجهاد للقرضاوي
ـ[ابن جريج]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 11:41]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:
فإن كتاب [فقه الجهاد دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسنة] تأليف الشيخ الدكتور: يوسف بن عبدالله القرضاوي، جاء حافلًا بكثير من مسائل الجهاد قديمها وحديثها، التي اصطبغت بنزعة الشيخ في عامة كتبه حيث إنه ينفض الغبار عن كثير من الأقوال التي دفنت بموت أصحابها، ولم يبق لها ذكر في العالمين، أو زبر في سطور المؤلفين، اعتمادا منه على كلام لبعض أهل العلم في جواز الأخذ بفتاوى الصحابة والتابعين مطلقا بعد دروس عهدهم وانقضاء عصرهم، ومجيء عصر التدوين المذهبي للمسائل تأصيلًا وتفريعًا وتخريجًا وتقعيدًا ونقلًا وإحالةً.
ومن المقرر عند من له دراية بمذاهب العلماء أن مجرد الاعتماد على أقوال الصحابة والتابعين في الفتيا سبيل وعر وطريق خطر لا يحسنه إلا من أحاط بأحوالهم وعرف قرائن أحكامهم، وهذا محال في العصور الغابرة والقرون المتأخرة، ومن رام تسهيل ذلك المعترك - بالاعتماد على المصنفات كمصنف عبد الرزاق الصنعاني ومصنف ابن أبي شيبة أو أمهات الفقه كالتمهيد والمحلى والمغني والمجموع – فقد يسرا عسيرا وجوز ممتنعا.
ولقد أكثر الأئمة ذمًا لمن خرج عن الأئمة الأربعة، كما في رسالة الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة للعلامة المحقق والفهامة المدقق ابن رجب الحنبلي، وكلامهم في ابن حزم – رحمه الله - مشهور حتى قال سليل أئمة التاريخ العلامة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة (ص 256): " وربما يعكف كثير من الطالبين، ممن تكلف بانتحال مذهبهم، على تلك الكتب، يروم أخذ فقههم منها ومذهبهم، فلا يحلو بطائل، ويصير إلى مخالفة الجمهور وإنكارهم عليه. وربما عد بهذه النحلة من أهل البدع بتلقيه العلم من الكتب، من غير مفتاح المعلمين.
وقد فعل ذلك ابن حزم بالأندلس، على علو رتبته في حفظ الحديث، وصار إلى مذهب أهل الظاهر، ومهر فيه، باجتهاد زعمه في أقوالهم. وخالف إمامهم داود وتعرض للكثير من أئمة المسلمين، فنقم الناس ذلك عليه، وأوسعوا مذهبه استهجاناً وإنكاراً، وتلقوا كتبه بالإغفال والترك، حتى إنها يحظر بيعها بالأسواق، وربما تمزق في بعض الأحيان ".
ولست أرمي من خلال هذا الكلم إلى الخلود للتقليد والركون عليه؛ وذلك أنه – تقريري - في مقام التعامل مع الأقوال المنقولة عن أئمة الفقه والفتيا، ولا يطرد هذا مع ثبوت دليل سالم من المعارضة لمتأخر على متقدم – مع ندرته – فإنه يسوغ العمل به عند طائفة من أهل الحديث، وإن كانت هذه الأخيرة قد تأتي بالعجائب والغرائب ..
وإنما أردت أن أبين خطر طائفة من المشتغلين بالفقه في زماننا في تعرضهم لمذاهب العلماء السابقين لعصر التدوين دون تمحيص أو تدقيق أو تحرير، وإنما ليوافق بعضًا من مقاصدهم وشيئًا من طريقتهم في التجديد والاجتهاد الحادثين.
، ومن خلال قراءتي لهذا السفر العظيم الذي بلغ عدد صفحاته ستا وأربعين ومئتين بعد الألف – خلا فهارسه وكشافاته – بدا لي أن أقوم بدراسة لحظية دقيقة لمسائل الكتاب، خاصةً وأنني رأيت الشيخ قد وقع في جملة من الأخطاء العلمية التي يجب بيانها، فخشيت أن تمرر على كثير من المثقفين والدارسين لما للشيخ من ثقة علمية أعمت أبصارهم عن المثول إلا عن قوله والصدور إلا عن رأيه.
ولعل أول ملاحظة لحظتها على هذا الكتاب دون غيره أن المؤلف وسم فيها بـ (الإمام)، وهذه سابقة – لم أرها – موسومة إلا على هذا الكتاب، وهذا يثير فضول الكثير في معرفة سبب اختصاص الكتاب بهذا اللقب دون غيره، ولا يستريب عاقل بأن الإمامة في الدين مرتبة عظيمة ومنقبة سامية، وهي مع ذلك صيغة مدح لم يعرف عن أحد من العلماء أنه تسمى بها من قبل نفسه!!
بل رأيت الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – يستكثر ذا اللقب على علماء عاملين ما لو قرنوا بعلماء الوقت لكانوا عالة عليهم، حيث قال متعقبًا الحجاوي في قوله الإمام الموفق – يقصد ابن قدامة -:" قوله: «الإمام»، هذا من باب التَّساهل بعض الشيءِ، لأن الموفَّق ليس كالإِمام أحمد، أو الشَّافعي، أو مالك، أو أبي حنيفة، لكنه إِمام مقيَّد، له مَنْ يَنْصُرُ أقوالَه ويأخذُ بها، فيكون إِماماً بهذا الاعتبار، أما الإِمامةُ التي مثل إِمامة الإِمام أحمد ومَنْ أشْبَهَهُ فإِنَّه لم يصلْ إلى دَرجتها.
وقد كَثُر في الوقت الأخير إطلاق الإمام عند النَّاس؛ حتى إِنه يكون الملقَّب بها من أدنى أهل العلم، وهذا أمرٌ لو كان لا يتعدَّى اللفظَ لكان هيِّناً، لكنه يتعدَّى إلى المعنى؛ لأنَّ الإِنسان إِذا رأى هذا يُوصفُ بالإِمام تكون أقوالُه عنده قدوة؛ مع أنَّه لا يستحِقُّ. وهذا كقولهم الآن لكل مَنْ قُتِلَ في معركة: إِنَّه شهيد. وهذا حرام، فلا يجوز أن يُشْهَدَ لكل شخصٍ بعينه بالشَّهادة، وقد بَوَّبَ البخاريُّ رحمه الله على هذه المسألة بقوله: (بابٌ: لا يقول: فلانٌ شهيدٌ، وقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «واللَّهُ أعلمُ بمن يُجاهدُ في سبيله، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله».
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى عن ذلك.
نعم يقال: من قُتِل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قُتِل بهدمٍ، أو غرق فهو شهيد، لكن لا يُشْهَدُ لرَجُلٍ بعينه.
ولو أنَّنَا سوَّغنا لأنفسنا هذا الأمر؛ لساغَ لنا أن نشهد للرَّجُلِ المعيَّن الذي مات على الإِيمان أنَّه في الجنَّة؛ لأنَّه مؤمنٌ، وهذا لا يجوز". [الشرح الممتع ج1 ص11]
يتبع إن شاء الله
[مناقشة القرضاوي في اعتراضه على ابن النحاس في رده على من قال بسنية الجهاد]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن جريج]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 07:16]ـ
[مناقشة القرضاوي في اعتراضه على أبي جعفر النحاس في رده على من قال بسنية الجهاد]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
عقد الدكتور القرضاوي فصلًا بعنوان: " حكم الجهاد شرعًا: فرض أم تطوع "، وساق جملة من النقول صدرها بكلام الإمام الجصاص في أحكام القرآن، وأتبعها بنقل آخر عن أبي جعفر النحاس في " الناسخ والمنسوخ "، ثم برأي عبد الله بن المبارك في الجهاد، ثم بكلام الحافظين ابن القيم وابن حجر العسقلاني، ثم خلص من خلال هذه النقول إلى نتائج سنناقشها بتفصيل وروية في قراءتنا الفاحصة لكتابه، ولا غرو أن يأتي هذا النتاج مسايرا للمواقف والآراء المشهورة عن الشيخ قبل صدور هذا الكتاب وبثه بين العالمين.
والحقيقة أن مدراس الجهاد الدفاعي التي تبنت نفي جهاد الطلب تفاوتت في طروحتها جرأة وخورا، وأن بعضًا منها يريد أن يتكلف تخريجا شرعيا، ليخرج من أزمة النقد الحاد والتصنيف اللاذع بله التضليل والتبديع، وإن مناقشة حكم شرعي كالجهاد بهذه الطريقة التي انتحلها القرضاوي بجعل فرضيته محل خلاف بين السلف الأوائل يجعل له رواجًا عند من يحبونه، وتمهلا وتلكؤ عند من يردون عليه، وإن كان المقصد العام لهذه المدارس السادرة هو نفي جهاد الطلب على خلاف في وسائلها وطرائقها.
إننا هنا – وقبل أي نقاش - نريد أن نعرف الفائدة المرجوة والمصلحة الراجحة من بث هذه العناوين وتسويد عشرات الصفحات في أمر استقر عند العامة من المسلمين فضلا عن علمائهم وهو مع ذلك لا يخالف نصا أو أصلا شرعيا ولا يترتب عليه مفسدة!!
ليعلم أن هذا الأمر مطرد في سائر الواجبات الشرعية والفروض الدينية، ولا يعجز الباحث عن زعزعة هذه القواطع ببعض النقول من هنا وهناك مخالفا بهذا ما جرى واستقر عليه العمل عند المسلمين، ولكن زعزعته هذه ستكون كالأرزة لا تزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة، ولن تصمد أمام أعاصير الحق التي تتردى أمامها شجرة المتشابهات وتنقشع من طريقها غياية المشكلات.
ومن الواضح الجلي لمن تأمل كلام الجصاص والنحاس وغيرهم ممن ذكروا الاختلاف في حكم الجهاد، أنهم ذكروا هذا القول – أعني سنية الجهاد – بصيغة التمريض والتضعيف وردوا عليه بأوضح عبارة وأبين برهان.
وبهذه الطريقة – طريقة النقل عن الجصاص والنحاس – توصل الدكتور القرضاوي إلى نتيجة مفادها: قول بعض الصحابة بسنية الجهاد، ونحن – هنا – لا نسلم بهذه النتيجة لأننا ننازع الدكتور في طريقته التي أثبت فيها هذا القول، فإن إثبات مذهب لصحابي أو نفيه عنه لا يكفي فيه مجرد النقل من الكتب المصنفة في الفقه أو أحكام القرآن، وكم من قول منسوب لصحابي لم يفه به قط في حياته ولا صرح به في رواية مسندة صحيحة أو ضعيفة، ولكنه جاء من قبل تأويل أو استنباط، ثم بعد ذلك يصير هذا المستنبط علما على هذا الصحابي أو ذاك العالم، وإذا كان يحصل مثل هذا الخلط في المذاهب المستقرة عند المسلمين، فحصوله فيمن هم فوقهم بدليل الأولى ..
وبالجملة فليس هناك قول صريح عن أحد من الصحابة في هذا الباب، وكل ما ورد يدخله التأويل وهذا هو صنيع العلماء في هذا الباب، حيث رد النحاس على من يقول بسنية الجهاد معتمدين على حديث عبدالله بن عمر في مباني الإسلام الخمسة إذ لم يذكر الجهاد فيه، وقد علق عليه الدكتور القرضاوي بتعليقة حوت بعض الأخطاء على ما سنبيبنه إن شاء الله تعالى.
قال أبو جعفر (النحاس): " ومن حجتهم: [أي القائلين بسنية الجهاد] قول النبي صلى الله عليه وسلم، رواه ابن عمر: " بني الإسلام على خمس ..... " [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) وساق الحديث؛ ثم قال:
" وهذا لا حجة فيه؛ لأنه قد روي ن ابن عمر استنبطت هذا – ولم يرفعه – ولو كان رفعه صحيحا لما كانت أيضًا فيه حجة، لأنه يجوز أن يترك ذكر الجهاد ههنا؛ لأنه مذكور في القرآن، أو لأن بعض الناس يحمله عن بعض، فقد صح فرض الجهاد بنص القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ". ا. هـ. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
[ تعليق القرضاوي والرد عليه]
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول (القرضاوي): " واعتراض أبي جعفر على حديث ابن عمر بأنه قال: استنبطت هذا ولم يرفعه: مردود بأن الحديث متفق عليه، ومشهور برفعه عن ابن عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مما يحفظه خواص المسلمين وعوامهم، وكذلك رواه الإمام أحمد في مسنده مرفوعا عن جرير بن عبد الله " ا. هـ. [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
( قلت) ابن جريج: رد القرضاوي هذا في غير محل النزاع، وهو سوء فهم لكلام أبي جعفر، فإنه لا ينازع في أن الحديث روي مرفوعًا من طريق عبد الله ابن عمر، ولا يتصور هذا من عالم كأبي جعفر، ولكنه أراد بيان أن الحديث روي موقوفا على ابن عمر ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقوله عند أدنى تأمل فيه لا يدل أي دلالة على نفي أن يكون الحديث مرفوعا.
وما قاله أبو جعفر صواب، فإنه روي من طرق صحيحة موقوفا على ابن عمر رضي الله عنهما؛ فقد رواه مجاهد وأبو الجوزاء ووبرة بن عبد الرحمن وغيرهم عن ابن عمر موقوفا ..
ورفعه صحيح، حَدَّث به حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عُمَر مَرفوعًا.
ورواه سعيد بن عبيدة، وعَبد الرحمن بن أبي هنيدة، عن ابن عُمَر مَرفوعًا أيضًا.
وكذلك رواه العلاء بن المُسيَّب، عن عَمْرو بن مرة، عن ابن عُمَر مَرفوعًا أيضًا. [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
وعليه؛ فلا مدخل لما ذكره القرضاوي من ردود على ابن النحاس في أصل كلامه، وذلك لما تقرر في علم مصطلح الحديث من أن الرواية الواحدة قد تأتي مرفوعة وموقوفة في واحد، والنظر في ترجيح أطرافها يدركه أئمة العلل وجهابذة الحديث.
فرد القرضاوي بأن الحديث متفق عليه أو كونه مشهورا أو غير ذلك مما ذكره لا علاقة له بعبارة أبي جعفر، لأنه ليس فيها حصر الحديث أو قصره بالوقف، كما أنه لا تنافي بينها وبين إثبات رفع الحديث.
وقول النحاس – رحمه الله – أن ابن عمر قال استنبطت هذا محتمل، فلا يصح إيجابه على وجه أنه أراد بالمستنبط عدد الأركان، مع احتمال وجه آخر وهو أنه قصد بالمستنبط هنا اجتهاده في ترك الغزو عندما سأله سائل: أَلَا تَغْزُو؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: " إِنَّ الإِسْلَامَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ " [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
فهذا القول محتمل أن ابن عمر رضي الله عنهما رأى أن فرض الكفاية متحقق فترك الجهاد، والسائل إنما سأله عن غزو الطلب وكأنه يرى وجوبه على الأعيان فرد عليه ابن عمر بأن الفروض المتعينة في كل وقت هي المذكورة في الحديث.
قال الإمام النووي: " وأما جواب بن عمر له بحديث بنى الاسلام على خمس فالظاهر أن معناه ليس الغزو بلازم على الأعيان فان الاسلام بنى على خمس ليس الغزو منها والله أعلم " [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)
إلى هنا انتهى الرد ..
يتبع إن شاء الله
=============================
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) أخرجه البخاري (ح 8، 4515)، مسلم (ح 16، 17).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) الناسخ والمنسوخ (119)، طبعة مكتبة الفلاح بالكويت.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) فقه الجهاد (1/ 68)، طبعة مكتبة وهبة.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) انظر: العلل للدارقطني (13/ 221)، طبعة دار طيبة بالرياض.
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) أخرجه مسلم (ح 18) من طريق عكرمة بن خالد عن طاوس به ..
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) شرح النووي على صحيح مسلم (1/ 179).
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 01:03]ـ
ما شاء الله, جزاكم الله خيرا على هذا الرد.
والحقيقة أني أشدّ على يديك في كلامك عن الخروج عن أقوال المذاهب المتبعة, وهو - أي: كلامك - ما أصفه بالتحقيق العلمي.
واصل وصلك الله.
ـ[حافظ طاهر اسلام عسكري]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 05:30]ـ
يا اخوان هل هذاالكتاب <فقه الجهاد>موجود علي النت؟
الخروج عن المذاهب الاربعة لا بأس به لأننا ملزمون باتباع الدليل الشرعي حيث كان
ـ[ابن جريج]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 07:17]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
[لا خلاف بين الصحابة في فرضية الجهاد بالجملة ونقض مزاعم القرضاوي]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمن جملة المزاعم التي ادعاها القرضاوي في كتابه وقوع اختلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في فرضية الجهاد، ظنا منه أنه أتى باكتشاف عجيب أو اختراع جديد وهو في ذلك مقلد بغير بحث أو تحقيق لمن نقل عنهم كالإمامين الجصاص والنحاس، والذي جعله يصول ويجول في رده على من يخالفونه بزعم أنه أثبت الخلاف فيها بين الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، وهذا ادعاء منقوض عري عن البحث والتحري في عزو الأقوال لأصحابها، لأنها جاءت موافقة لصبغة عامة ومنهجية مسبقة.
وتكشف لنا منهجية القرضاوي من خلال كتابه أنه قادر على التحري والبحث والمناقشة في المسائل التي لا تتوافق مع الوسطية التي قعد قواعدها وشيد أركانها وحكر سلعتها على نفسه ومدرسته، أما إذا جاءت الأقوال موافقة لهذا البنيان المحتكر (الوسطية) فإنه يحسن عندها التعامي عن المطرحات والمهملات والمشكلات ولو كانت أوضح من الشمس في كبد السماء.
والغريب العجيب أنه حتى هؤلاء الذين يثبت القرضاوي بالنقل عنهم وقوع اختلاف بين الصحابة والتابعين في فرضية الجهاد لا يقبلون هذه الأقوال، ولا يرتضونها، بل ويحملونها على أوجه صحيحة، وطرق قويمة، واحتمالات راجحة نابعة من الاتفاق العام بين الصحابة في هذه القضايا العظام.
ونحن هنا سنناقش ما ادعاه القرضاوي في أكثر من موضع في كتابه وتبجح به على خصومه، وسنعالج هذا الخرق المرقوع، وسنرد ذا القول المدفوع بأدلة واضحة نيرة بإذن الله تعالى، على أن ردنا - هنا - سيكون على الخلاف الذي زعم القرضاوي بأنه واقع بين الصحابة، ثم نفرد مقالة أخرى في نقض الأقوال التي ذكرها عن التابعين وبيان الوجه الصحيح لها إن شاء الله تعالى، فنقول وبالله التوفيق:
قال القرضاوي: [ومن حقنا – بل من واجبنا – أن ننوه هنا بأهمية الأقوال المهمة التي ذكرها الإمام الجصاص عن عدد من فقهاء الأمة، فيهم من الصحابة مثل: ابن عمر، ومن التابعين مثل: عطاء وعمرو بن دينار، ومن الأئمة مثل: الثوري وابن شبرمة: أنه ليس واجبا على المسلمين: أن يغزو الكفار إذا كانوا آمنين على أنفسهم، إنما يجب الجهاد في حالة الخوف من شرهم وعدوانهم على المسلمين]. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
أقول: وإذا أردنا أن نتعامل بهذا المنطق القرضاوي، فإننا نطالب فضيلته بأن يثبت الإجماع على صحة هذه الأقوال إلى قائليها، فإن قال: يكفي في إثبات الخلاف نقل عدل ثقة كالجصاص، قلنا: أليس خبره منقوض فيما عمت به البلوى على مذهب السادة الحنفية، ثم إن الجصاص لم ينقل أقوالا صريحة عنهم لا تحتمل إلا وجها واحدا وهو ما نحوت إليه ودافعت عنه ودليل ذلك أنه قال في نفس الكلام الذي نقلته عنه، ولعلك لم تنتبه لأهميته، ولم تنوه لأفضليته: [وجائز أن يكون قول ابن عمر وعطاء وعمرو بن دينار، في أن الجهاد ليس بفرض، يعنون به أنه ليس فرضا متعينا على كل أحد كالصلاة والصوم، وأنه فرض على الكفاية]. [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
ومن نافلة القول أنه لو كان مشهورا مثل هذا القول عن ابن عمر لما وجدناه مبثوثا في بعض كتب التفسير وأحكام القرآن، فإن مظنة شهرتها المصنفات والمسانيد وكتب الأحكام.
وقال القرضاوي في موضع آخر: [ويحسن بي أن أورد هنا ما لخصه الحافظ ابن حجر من قول الفقهاء عن حكم الجهاد، فإن بعض الكتاب في عصرنا يتحدثون عن هذه الموضوعات التي اختل فيها المتقدمون، بما انتهى إليه بعض المتأخرين، ويوهمون القارىء كأن الأمر متفق عليه، ولا كلام فيه. وفي هذا تدليس على القارىء غير المطلع، وتضليل له عن الحقيقة، فقد رأينا من خيار الصحابة والتابعين من قال: إن الجهاد مطلوب هنا على الندب، وليس على الوجوب ... ] [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: فقد اتهم القرضاوي هنا علماء الأمة كلهم الذين يخالفونه الرأي بالتدليس والتضليل، لأنهم لم ينقلوا هذه الأقوال المحتملة المغمورة المدفونة المطرحة التي يتشدق بها، ولا أدري من أحق بوصف التدليس والتضليل، آلذي ينقل الأقوال من غير تحقيق وتدقيق في نسبتها – كما سنبينه -، ويدعي – زورا – بأنه خلاف الصحابة معتمدا على بعض الكتب التى لا يعتد بها في نقل الأقوال، أم أنه الذي يطرح هذا ويذكر المشهور المتداول عن علماء الإسلام قاطبة بأنه لا خلاف بين الصحابة في هذا الأمر الواضح المحكم المبين؟؟؟؟! لا شك أن التدليس والتلبيس والتضليل بالأول أجدر وبالثاني أبعد وأغرب، ولم يكتف القرضاوي برمي علماء الأمة بالتدليس والتضليل حتى سعى في لمز الإمامين – بحق – الحافظين الكبيرين المتقنين ابن القيم وابن حجر العسقلاني – رحمهما الله – وذلك لأن تحقيقمها لحكم الجهاد لم يوافق قوله المخترع ومذهبه المصطنع.
فصل: في مأخذ من قال بأن ابن عمر رضي الله عنه لا يقول بفرضية الجهاد والرد عليه.
1 - قال الإمام الجصاص في أحكام القرآن: [وقد روي فيه عن ابن عمر نحو ذلك وإن كان مختلفا في صحة الرواية عنه وهو ما حدثنا جعفر بن محمد بن الحكم قال حدثنا جعفر بن محمد بن اليمان قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا علي بن معبد عن أبي المليح الرقي عن ميمون بن مهران قال كنت عند ابن عمر فجاء رجل إلى عبدالله بن عمرو بن العاص فسأله عن الفرائض وابن عمر جالس حيث يسمع كلامه فقال الفرائض شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان والجهاد في سبيل الله قال فكان ابن عمر غضب من ذلك ثم قال الفرائض شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان قال وترك الجهاد] [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
قلت: هذا الحديث لم أجد من أخرجه بهذا السياق غير الجصاص، ورجال إسناده ثقات؛
- جعفر بن محمد هو: ابن أحمد بن الحكم أبو محمد المؤدب وثقه الخطيب ومحمد بن أبي الفوارس. [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
- وجعفر بن محمد بن اليمان هو: أبو الفضل المؤدب الصرايي؛ وثقه الخطيب. [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)
- وأبو عبيد: هو القاسم بن سلام؛ إمام ثقة مشهور. [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)
- وعلي بن معبد هو: ابن شداد العبدي أبو الحسن ويقال أبو محمد الرقي نزيل مصر؛ وثقه أبوحاتم وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث وقال: الحاكم هو شيخ من جلة المحدثين. [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)
- وأبو المليح الرقي: هو الحسن بن عمر ويقال ابن عمرو بن يحيى الفزاري مولاهم؛ وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والدارقطني وابن حبان، يكتب حديثه. [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)
- وميمون بن مهران الجزري هو: أبو أيوب الرقي الفقيه؛ وثقه أحمد والعجلي وأبو زرعة وابن حبان، وهو الراوي عن ابن عمر الصحابي الجليل رضي الله عنه. [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)
أقول: وهذا وحده غير كاف في إثبات الرواية، وذلك لتفرد الجصاص بها وتشكيكه في صحتها، وهي مستنده في نسبة هذا القول لابن عمر، مع أنه أول هذه الرواية ولم يجزم بها كما نقلناه عنه سابقا.
والتحقيق؛ أنه ليس في هذه الرواية أن ابن عمر أنكر فرضية الجهاد، وإنما استنكر اقترانه بأركان الإسلام الخمسة وهذا عندي محتمل لوجهين:
الأول: أن أنكر ذكر الجهاد في هذا الحديث خاصة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكره على هذا الوجه.
والثاني: أنه رأى أن الجهاد فرض كفاية، فأنكر ذكره مع الفروض العينية وهو تأويل الجصاص، والأول أشبه والثاني محتمل، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قال الإمام مسلم في صحيحه: وَحَدَّثَنِى ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ يُحَدِّثُ طَاوُسًا أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَلاَ تَغْزُو فَقَالَ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «إِنَّ الإِسْلاَمَ بُنِىَ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ». [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)
قلت: وهذا الحديث لا حجة فيه أيضا وسبق وأن أجبنا عليه.
3 - قال أبو بكر ابن أبي شيبة: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَطِيَّةَ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ السَّكْسَكِيِّ، قَالَ: قدِمْت الْمَدِينَةَ فَدَخَلْت عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، مَالَك تَحُجُّ وَتَعْتَمِرُ وَقَدْ تَرَكْت الْغَزْوَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: وَيْلك إنَّ الإِيمَانَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ: تَعْبُدُ اللَّهَ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجَّ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، قَالَ: فَرَدَّهَا عَلَيَّ. فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ تَعْبُدُ اللَّهَ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجَّ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ , كَذَلِكَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ الْجِهَادُ حَسَنٌ.
أخرجه في المصنف [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12) ، ومن طريقه البيهقي [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13) ، وأحمد [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14) من طريق سفيان كلاهما – جرير وسفيان – من طريق منصور بنفس الإسناد ..
ورواه عبد الرزاق [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15) من طريق بن التيمي عن عبد الملك بن عمير قال حدثني الحواري بن زياد بلفظ آخر.
قلت: إسناده ضعيف؛ ضعفه الألباني [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16) وشعيب الأرنؤوط [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17) ، آفته: يزيد السكسكي مجهول كما قال أبو حاتم [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18) .
· القول في تأويله:
قال الإمام البيهقي – رحمه الله -: " و إنما أراد ـ و الله أعلم ـ أن الجهاد من فروض الكفايات و ليس بفرض على الأعيان ". [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)
أقول: هذه جملة الآثار التي رويت عن ابن عمر رضي الله عنهما في هذا الباب، وبه تعلم أنه لا يجوز نسبة هذا القول إليه بمجرد هذه الروايات المحتملة، وأن إثبات هذا عن ابن عمر رضي الله عنه دونه خرط القتاد، فلا يفرح القرضاوي وأتباعه بهذه الأقوال. والله أعلم
==============================
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) فقه الجهاد للقرضاوي (1/ 65).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) أحكام القرآن للجصاص (4/ 313، 314).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) فقه الجهاد (1/ 71).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) أحكام القرآن (4/ 311)
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) تاريخ بغداد (7/ 232)
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) تاريخ بغداد (7/ 194)
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) تهذيب التهذيب لابن حجر (8/ 283).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) التهذيب (7/ 336).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) التهذيب (2/ 267).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) التهذيب (10/ 349).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) أخرجه مسلم في الإيمان، باب: قَوْلِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- «بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ»، ح123.
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) مصنف ابن أبي شيبة (5/ 352)
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) شعب الإيمان (1/ 54).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) مسند أحمد (8/ 417).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) مصنف عبد الرزاق (3/ 125)، (5/ 173).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) إرواء الغليل (3/ 249).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) تحقيق المسند (8/ 417).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) الجرح والتعديل (9/ 245).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) شعب الإيمان (1/ 54).
ـ[ابن جريج]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 07:23]ـ
يا اخوان هل هذاالكتاب <فقه الجهاد>موجود علي النت؟
الخروج عن المذاهب الاربعة لا بأس به لأننا ملزمون باتباع الدليل الشرعي حيث كان
بارك الله فيكما
كلامنا ليس عن اتباع الدليل، وإنما هو عن نقل المذاهب غير المتبوعة وضوابط ذلك، واتباع الأئمة لا ينافي اتباع الدليل، فلم تفرض التعارض بينهما، وأنصحك بقراءة كلامي بتمعن، وبالرجوع إلى رسالة ابن رجب التي أشرت إليها.
وأما كتاب القرضاوي فلا أظنه موجودا على الشبكة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 07:44]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
رد رائع، وليتك تُكمل ..
وكتاب القرضاوي يصدق أن يُسمى "فقه تعطيل الجهاد"، وهيهات أن يُعطّل، فهو ماض إلى يوم القيامة.
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 01:22]ـ
فتح الله عليك أخانا ونفع بك
وما ذكرت هو غيض من فيض
وما يأتي هي فتوى في حكم قتال المسلم في الجيش الأمريكي ضد إخوانه المسلمين
د. يوسف القرضاوي: فقه الموازنات ومشاركة الجنديالأمريكي
د. يوسفالقرضاوي
سألني كثير من الإخوة الذين قرؤوا الفتوى التي حررها الأخ الدكتور محمد سليم العوا، ووقَّعتُ عليها مع المستشار طارق البشري، والدكتور هيثم الخياط، والأخ فهمي هويدي، والخاصة بالمسلم الذي يعمل في القوات المسلحة الأمريكية، وهي فتوى خاصة به ولمن كان في مثل حاله. فلا ينبغي أن تُعمَّم، والواجب في الفتوى مراعاة: الزمان والمكان والعرف والحال؛ فليست مجرد تقرير مبدأ نظري، بل تنزيل الحكم الشرعي على واقعة معينة في ظروفها وإطارها وحجيتها؛ فلا تعدوها إلى غيرها، إلا ما كان مثلها في كل العوامل المؤثرة في الحكم.
وأحب أن أؤكد هنا بوضوح: أن الإسلام قد حرم على المسلم أن يواجه أخاه المسلم بالسلاح، واعتبر ذلك من أعمال الكفر، وأخلاق الجاهلية؛ فقال –صلى الله عليه وسلم-: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر"، وقال: "لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض"، وقال: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما؛ فالقاتل والمقتول في النار قالوا: يارسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصا على قاتل صاحبه"، وهذه كلها أحاديث صحيحة متفق عليها.
بل حرم الرسول -صلى الله عليه وسلم- على المسلم أن يشير إلى أخيه المسلم بسلاحه (مجرد إشارة) لا جادا ولا مازحا.
وهنا يبرز سؤال: المسلم الذي يكون مجندا في جيش، لا يملك فيه إلا طاعة رؤسائه وتنفيذ أوامرهم التي يصدرونها إليه، وليس من حقه أن يقول: لا، أو: لِمَ، وفق الأنظمة العسكرية المعروفة في العالم اليوم؛ فإذا كان جيش دولته هذا يحارب دولة مسلمة، وهو جندي في هذا الجيش؛ فماذا يصنع، وهو مكرَه على أن يتحرك بحركة الجيش؛ إذ هو فيه مجرد آلة في ترس كبير؟
والذي يتجه إليه النظر الفقهي هنا: أن المسلم إذا أمكنه أن يتخلف عن هذه الحرب بطلب إجازة أو إعفاء من هذه الحرب؛ لأن ضميره لا يوافق عليها، أو نحو ذلك، فالواجب عليه أن يفعل ذلك، حتى لا يتورط في مواجهة المسلم بغير حق. وكذلك إذا استطاع أن يطلب العمل في الصفوف الخلفية لخدمة الجيش، لا في مباشرة القتال؛ فهذا أخف.
هذا ما لم يترتب على موقفه هذا ضرر بالغله، أو لجماعته الإسلامية التي هو جزء منها؛ كأن يُصنَّف هو وإخوانه في مربّع الذين يعيشون في الوطن، وولاؤهم لغيره. وقد يكون في هذا التصنيف خطر على الأقلية الإسلامية ومصيرها، ووجودها الديني والدعوي. وقد يؤدي بالجهود الدعوية والتربوية الهائلة التي بُذلت لعشرات السنين من أجل تقوية الوجود الإسلامي وتثبيته، واعتبارالمسلمين جزءا لا يتجزأ من مجتمعهم، يجب أن يندمجوا فيه حضاريا، ولا يذوبوا فيه دينيا؛ فلا يجوز أن يتصرفوا تصرفا يجعلهم مشبوهين أو مشكوكا فيهم؛ بحيث يعتبرهم المجتمع العام "طابورا خامسا".
ولا ينبغي للأفراد أن يريحوا ضمائرهم بالتخلف عن الحرب إذا كان ذلك سيضر بالمجموعة الإسلامية كلها، فإن القاعدة الشرعية: أن الضرر الأدنى يُتحمَّل لدفع الضرر الأعلى، وأن الضرر الخاص يُتحمَّل لدفع الضررالعام، وحق الجماعة مقدم على حق الأفراد.
وفقه التعارض بين المصالح والمفاسد من أهم أنوع الفقه، الذي سميته (فقه الموازنات)، وهو فقه يفتقده الكثير من المسلمين؛ فلايجوز أن يخضع العلماء لفقه العوام، الذين يُغلِّبون فقه الظواهر على المقاصد.
وإذا اضطر المسلم للقتال مكرها تحت ضغط الظروف التي ذكرناها؛ فينبغي له أن يبتعد –بقدر ما يمكنه- عن القتل المباشر، وأن يشارك في الحرب –إذا شارك- وهو كاره منكر لها بقلبه، كما هو شأن المؤمن إذا عجز عن تغيير المنكر بيده أو بلسانه؛ فإنه يغيره بقلبه –أي بالكراهيةوالنفور-، وذلك أضعف الإيمان.
فهذا سر موافقتي على الفتوى التي جاءت من أمريكا، والتي لم يفهم أغوارها –للأسف- كثير من الإخوة الذين ينظرون إلى الأمور من السطوح لا من الأعماق. "إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَاتَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوْكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود: 88. (والله أعلم.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 11:51]ـ
بغض النظر عن كتاب د. يوسف، فإن كلام الحافظ ابن رجب في رسالته فيه نظر:
1 - الرسالة من تسمية النساخ أو من فهرسها ..
2 - من قرأ الصفحات الأخيرة من الرسالة علم مقصد الحافظ، وهي الانتصار لمذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وقد بالغ فيها رحمه الله ..
وكلام الحافظ في غير هذه الرسالة ينقض ما سطرته أنامله هنا، وما أظنها إلا هفوة منه - رحمه الله -.
= ثم إن عمل الصحابة في (الفتوح) ينقض مذهب القرضاوي جملة وتفصيلا، وما كتب الفتوح عنا ببعيد، فالتاريخ حفظ لنا أخبارهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن جريج]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 03:46]ـ
[السلام الدولي من موانع فرض الكفاية عند القرضاوي]
قال القرضاوي: " ومما ينبغي أن يضاف إلى الموانع والأعذار التي ذكرها الفقهاء لترك الغزو في كل عام: أن تتوافق دول العالم على السلام، والامتناع عن الحرب، وحل المشاكل بالوسائل السلمية، وإتاحة الفرصة لتبليغ الدعوة بالوسائل العصرية السلمية، بالكلمة المقروءة والمسموعة والمشاهدة كما هو الواقع في عصرنا، فلا ينبغي أن يظهر المسلمون وحدهم بأنهم دعاة الحرب في حين يتناد العالم كله بالسلام، فكيف وعندنا من النصوص المتوافرة من القرآن الكريم، ومن الهدي النبوي، ما يرغب في السلام، ويدعو إلى السلام؟! " [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
ولنا على هذا الكلام ملاحظات عديدة:
أولا: هذا الكلام ذكره القرضاوي بعد توجيه متعسف لكلام الإمام ابن قدامة في المغني [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) عندما تحدث عن الأعذار التي تمنع الإمام من الغزو كل عام، كما إذا كان بالمسلمين ضعف أو قلة في العدد والعدة ونحو ذلك، ولا غرو أن هذا يكون في حالة عارضة لا ينقطع فيها طلب العدو انقطاعا دائما بيد أن القرضاوي يريد أن يلغي هذا النوع من الجهاد بأسباب لا تتوافق ونصوص الشريعة من أي وجه ويحسب أنه في ذلك معتمد على حبل متين من كلام الفقهاء كما في كلامه هذا الذي نرد عليه.
ثانيا: يظهر من كلامه أنه متهوك في القانون الدولي فهو كالشغل النفسي الذي لا يفارق صاحبه حيث أضحت الأحكام والفتاوى تتأثر عنده بما وصل إليه فقهاء القانون الدولي كما يسمونهم وهي سمة غالبة ذات أثر واضح على كثير من آرائه في هذه الكتاب وغيره.
ثالثا: ما ذكره من موانع فرض الكفاية أن تتوافق دول العالم على السلام لهو من غرائب الزمان عجائب الأيام، فكيف تصرف الأنظار عن عشرات نصوص القتال إلى هذه التعليلات الباهتة، وهل توافق العالم على السلام يلغي الآيات المحكمة التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم؟؟!
ومن يقول بأن هذا العالم الكافر [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) اتفق على السلام وهو يقتل المسلمين ويذبحهم في كل مكان، ويعين اليهود المجرمين على المستضعفين من المسلمين، فعن أي سلام تتحدث يا شيخ؟؟!
فهل احتلال اليهود لفلسطين ودعم هذا العالم له من السلام في شيء؟؟
وهل السلام قتل مليوني مسلم في العراق الجريح؟؟
أم أن السلام تحالف الغرب الكافر بكل ملله ونحله على المستضعفين في أفغانستان؟!!
إن السلام لعبة دولية لكي تبقى مصالح الدول الكبرى مشرعة الأبواب تقتات على ظهور الشعوب المقهورة فتشرب من دمائها وتسرق ثرواتها وخيراتها، وليكون لها قرار التحكم في العالم، فتحارب من تشاء وتسالم من تشاء!!
رابعا: فلسفة إتاحة الغرب للدعوة مع توفر وسائلها في العصر الحديث هي المناط لإلغاء الجهاد والذي كرر القرضاوي ذكره كثيرا في كتابه ..
تقول هذه الفلسفة إنه متى أتيح لنا أن نوصل دعوتنا وكلمتنا للعالم عن طريق وسائل الإعلام المعروفة فعندها لا يكون هناك ما يستدعي القتال والنزال لأن الجهاد في حقيقة الأمر وسيلة وليس غاية، وردنا على هذا الكلام من وجهين:
الوجه الأول: أنا لا نسلم بأن سبل الدعوة مفتوحة بإطلاق، بل في مجالات محدودة لا تتعارض مع صنم الحريات ولا تمس بالأنظمة والكيانات، وما دام الأمر كذلك فالجهاد مشروع لرفع جميع العقبات أمام الدعوة إلى الله، ولئن كانت أكثر دول العالم حرية تتعسف في قضية الحجاب للمرأة المسلمة فلا يمكن القول عندها بأن طريق الدعوة مفتوح للمسلمين أن ينشروا دينهم بحرية، ثم إن المقصد الأسمى من الجهاد هو خضوع الدول والأنظمة للإسلام بحيث يكون مرجعها ومصدرها، فمتى رفضت دولة الكفر الخضوع لحكم الإسلام كان القتال واجبا، كما في الصحيحين [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِى خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ «اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَ لاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَمْثُلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلاَلٍ - فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِى عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِى يَجْرِى عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِى الْغَنِيمَةِ وَالْفَىْءِ شَىْءٌ إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ. وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلاَ تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلاَ ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنِ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ. وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلاَ تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِى أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لاَ».
قال العلامة ابن جبرين – رحمه الله – في شرحه على عمدة الأحكام: " بعض المعاصرين ظنوا أن القتال لا يكون إلا دفاعاً، وأن المسلمين لا يقاتلون الكفار إلا لدفع شرهم، وهذا ظن خاطئ، بل الكفار يقاتلون لكفرهم، فما داموا كفاراً فإنا نقاتلهم إلا أن يبذلوا الجزية أو يسلموا، لقول الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ} [التوبة:123]، وقوله تعالى: {جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة:73]، وقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة:29]، والآيات كثيرة، وفيها أن الله أمر بقتال المشركين عموماً لشركهم ولكفرهم، وسمى كفرهم فتنة فقال: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال:39] هذا هو سبب شرعية القتال؛ إذ لم يكن قتال الكفار لأجل الولاية، ولا لأجل السيطرة، ولا لأجل الانتقام منهم، ولا لأجل التولي على أموالهم، ولا على نسائهم وأولادهم استعباداً واسترقاقاً، ولكن قتالهم لأجل أن يدخلوا في الإسلام، ولأجل أن يذل الكفر وأهله، وأن ينتصر الإسلام وأهله، هذا هو السبب في قتالهم؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)، فهكذا كان المسلمون من عهد الصحابة رضي الله عنهم مع نبيهم يقاتلون لأجل إعلاء كلمة الله، ولأجل إذلال الكفر وكلمته، ولأجل أن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
فإذا وجد هذا القتال فإنه قتال في سبيل الله، أما القتال لأجل الولاية والسلطة والسيطرة، ولأجل التغلب على من اعتدى عليه، فإن مثل هؤلاء لا يبالون بمن قاتلوا، ولذا فهم يقاتلون المسلمين، ويقاتلون الكفار، ويقاتلون النصارى، وليس لهم رغبة في نصر الإسلام، وإنما رغبتهم أن يكون لهم سلطة، وأن يكون لهم ولاية، وأن تعم ولايتهم وتكبر دولتهم، وهذا ليس قتالاً في سبيل الله، ولا يُشجع أهله، بل يقال لهم: أخلصوا نيتكم، وقاتلوا من كفر بالله، ولا تقاتلوا من آمن بالله، إنما قاتلوا الكفار لأجل كفرهم أياً كان نوع الكفر ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: سيأتي مزيد بيان لهذه المسألة وهي علة قتال الكفار، وبيان كلام العلماء فيها، وأنه لا تعارض بينها إن شاء الله تعالى. [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
الوجه الثاني: إن جهاد الدعوة أو جهاد الطلب من أعظم وسائل الدعوة إلى الله تعالى؛ فليس المقصود من هذا الجهاد قتل المشركين أو سبي نسائهم، وإنما ليكون الدين كله لله، ولتكون كلمة الله هي العليا، وهذا مقتضى ما بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وبإمكان هذه الدول والكيانات الكافرة أن تأمن على نفسها، وأن يكون المسلمون في خدمتها، إذا نطقت بالوحدانية والرسالة فشهدت ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وخرجت من جاهلية الخلق إلى عبودية الخالق سبحانه وتعالى.
والعجب من القرضاوي عندما يتحدث عن وسائل الدعوة بتحكم وحصر وقصر فيدخل فيها ما شاء ويدع ما يشاء، فإن الجهاد – حسب رأيه – لا ينهض أن يكون وسيلة للدعوة إلى الله بله دفع الاعتداء فحسب، وهذا فهم بعيد عن نصوص الشريعة الإسلامية وسيرة الخلفاء الراشدين فإن سبل الدعوة السلمية كما يسميها القرضاوي كانت متوفرة في حياة سلفنا الصالح رضي الله عنهم – ولا عبرة عندنا بما توصل إليه العالم الحديث في مجال الاتصالات – ولكنهم لم يكونوا ليوقفوا هذه الشعيرة العظيمة على مر القرون وكر الدهور.
وخلاصة الأمر أنه لا دليل من كتاب أو سنة أو إجماع أو قول صاحب أو قياس على أنه متى توفرت سبل الدعوة فإن الجهاد ساقط لاغ.
لا غرو أن اعتمد القرضاوي في تقرير هذا الأمر على القانون الدولي المعاصر، ولكنه ليس بشيء في دينا كما هو معلوم ..
يتبع إن شاء الله
==============================
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) فقه الجهاد (1/ 82).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) قال ابن قدامة في المغني (10/ 362): " وأقل ما يفعل مرة في كل عام لأن الجزية تجب على أهل الذمة في كل عام وهي بدل عن النصرة فكذلك مبدلها وهو الجهاد فيجب في كل عام مرة إلا من عذر مثل:
أن يكون بالمسلمين ضعف في عدد أو عدة.
أو يكون ينتظر المدد يستعين به.
أو يكون الطريق إليهم فيها مانع أو ليس فيها علف أو ماء.
أو يعلم من عدوه حسن الرأي في الاسلام فيطمع في إسلامهم إن أخر قتالهم.
ونحو ذلك مما يرى المصلحة معه في ترك القتال.
فيجوز تركه بهدنة فان النبي صلى الله عليه و سلم قد صالح قريشا عشر سنين وأخر قتالهم حتى نقضوا عهده وأخر قتال قبائل من العرب بغير هدنة وإن دعت الحاجة الى القتال في عام اكثر من مرة وجب ذلك لأنه فرض كفاية فوجب منه ما دعت الحاجة إليه "
أقول: هذا هو كلام ابن قدامة الذي أشرنا إليه، وهو بلا شك يتحدث عن أعذار ترك الجهاد لكل عام، وليس مطلقا كما يريده القرضاوي.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) أعني دول الكفر العظمى التي أشرفت عليه وقامت بصياغته.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) أخرجه مسلم في الجهاد، باب: تأمير الأمراء من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِى ابْنَ مَهْدِىٍّ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ به بلفظه ..
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) شرح عمدة الأحكام: الشريط التاسع والسبعون.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 04:20]ـ
بارك الله فيك ونفع بك, وليتسع صدرك لما يأتي:
-كان يجدر التقدمة ببيان محاسن الكتاب إنصافاً ,ثم النقد بالنقاش العلمي ما شئت.
-كلامك عن المذاهب الأربعة فيه نظر ,وكتاب ابن رجب ليس ملزماً ولو حذفته لكان أولى.
والله الموفق
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 04:40]ـ
قد عرفنا الآن لم كان المجندون المسلمون - بحسب الظاهر- في الجيش الأمريكي يخرجون في الهمرات يقتلون المجاهدين في العراق ويدهمون البيوت ليغتصبوا ويقتلوا ولم كانوا يعذبون المسلمين مع بني الصلبان في سجون أبي غريب وغيرها ومع هذا كانوا يأتون للمساجد أحيانا يريدون الصلاة!!!
فقد استندوا لفتيا القرضاوي.
والله المستعان.
واصل أخي ابن جريج فالناس تقرأ تحقيقاتك والرد على القرضاوي هذا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 05:52]ـ
بقطع النظر عن خصوص البحث: القول بحصر اتباع الأئمة والقول بأقوالهم على الأئمة المتبوعين = قول فاسد جداً لا حجة عليه من سمع أو عقل ..
قال شيخ الإسلام: ((أَنَّهُمْ قَالُوا يُمْنَعُ مِنْ الْفَتَاوَى الْغَرِيبَةِ الْمَرْدُودَةِ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِوَغَيْرِهِمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ.
وَالْحُكْمُ بِهِ (أي بهذا المنع) باطِلٌ بِالْإِجْمَاعِ؛ فَإِن َّالْأَئِمَّةَ الْأَرْبَعَةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ إنَّمَا يُنْقَضُ حُكْمُالْحَاكِمِ إذَا خَالَفَ كِتَابًا أَوْ سُنَّةً أَوْ إجْمَاعًا أَوْ مَعْنَى ذَلِكَ. فَأَمَّا مَا وَافَقَ قَوْلَ بَعْضِ الْمُجْتَهِدِينَ فِي مَسَائِلِ الِاجْتِهَادِ فَإِنَّهُ لَا يُنْقَضُ لِأَجْلِ مُخَالَفَتِهِ قَوْلَ الْأَرْبَعَةِ وَمَا يَجُوزُ أَنْ يَحْكُمَ بِهِالْحَاكِمُ يَجُوزُ أَنْ يُفْتِيَ بِهِ الْمُفْتِي بِالْإِجْمَاعِ؛ بَلْ الْفُتْيَا أَيْسَرُ؛ فَإِنَّ الْحَاكِمَ يُلْزِمُ وَالْمُفْتِيَ لَا يُلْزِمُ. فَمَا سَوَّغَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ لِلْحَاكِمِ أَنْ يَحْكُمَ بِهِ فَهُوَيُسَوِّغُونَ لِلْمُفْتِي أَنْ يُفْتِيَ بِهِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى وَالْأَحْرَىوَمَنْ حَكَمَ بِمَنْعِ الْإِفْتَاءِ بِذَلِكَ فَقَدْ خَالَفَ الْأَئِمَّةَالْأَرْبَعَةَ وَسَائِرَ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. فَمَاقَالُوهُ هُوَ الْمُخَالِفُ لِلْأَرْبَعَةِ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ بَاطِلٌ بِالْإِجْمَاعِ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن جريج]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 01:36]ـ
الحمد لله ..
كثير من الإخوة لم يفهموا المقصود مما قلته عن رسالة ابن رجب وأشدت به وفي أي سياق كان، فلا يصح لنا أخذ الكلام بغير سباق ولحاق، وذاك ظلم محاق، فلم يقصد أخوكم حصر المذاهب في الأربعة المشهورة، وإلزام الخاصة والعامة بها، وهذا بعض ما تضمنته رسالة الحافظ ابن رجب، وبعض آخر يغفل عنه كثير، ولا ينتبهون لأهميته، وهو تطرق كثير من الوهم والخطأ في غير هذه المذاهب من جهة النقل بسبب أنها لم تدون في عصور مؤلفيها، ولم يكن لها حملة ينقلونها، فعندئذ تضيق مساحة اتباعها إلا على راسخ في علم الرواية كمن نقل عنهم أخونا أبو فهر السلفي أعني شيخ الإسلام وكذا تلميذه له كلام آخر أعرفه جيدا في الإعلام، ولكن القرضاوي ليس من هؤلاء، فهو ينقل كل مايراه من أقوال دون تثبت أو تمحيص لتصبح المسألة المقطوعة محل نظر واجتهاد عنده لمجرد قول شاذ في غير مظانه كما فعل في نسبة قول لابن عمر هو منه براء، ومن التدين به نقاء، فمثل هذا العبث بالمنقولات لا بد من وضع حد له، وهو الجانب الذي قرره ابن رجب، وكأنه يقول: "لما عدم أهل التحقيق والنظر وجب الالتزام بالأربعة سدا للذريعة "، ولكننا لا نوافق غلق الباب أمام من التزم الأصول المقعدة لعزو الأقوال ..
وأخيرا: هل التزم القرضاوي هذا الأمر؟؟ ألم تروا صنيعه في الأقوال فيما كتبته أعلاه ..
ـ[أحمد أبو بكر]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 05:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة أن موضوع فقه الجهاد من ضمن المواضيع التي باتت تشغلني وتؤرقني في الفترة الأخيرة، ذلك أنني اعتدت التأمل في أسفار الأولين من علمائنا الأجلاء الذي بحثوا هذا الموضوع وأفاضوا في تفصيلاته. أما مكمن قلقي وأرقي فيرجع إلى أن قراءتي للذي كتبوه كانت توقعني في أسئلة لا أجد إجابة عنها! وإذا كانت الأكثرية المطلقة من علمائنا الأفاضل كانت تتبنى هجومية الحرب في الإسلام وليس دفاعيته! فإنني أعيد وأكرر أن أياً من هذه الأقوال والآراء لم تمنحني الإجابة لأسئلة كانت ولا زالت تنهمر على مخيلتي كالمطر المدرار، ومن هذه الأسئلة مثلاً:
-ما هي طبيعة علاقتنا مع مخالفينا من دول الكفر -حال أضحى للمسلمين دولة خلافة راشدة-؟ فالذي أعلمه أن تعداد القنابل النووية في العالم الآن ربما كانت لديها المقدرة لتدمير الكرة الأرضية برمتها مائة مرة؟! فإذا قلنا أن الأصل في العلاقة هي القتال الهجومي إذا لم يقبل هؤلاء الإسلام أو الجزية، فهل سنبادئ هؤلاء بالسيف، وإذا كانت الإجابة بنعم، فكيف؟! لأن السيف هنا استحال إلى قنبلة نووية؟
-حسب أقوال الجمهرة الغالبة من علماء المسلمين، فإن الأراضي التي بسط المسلمون سلطانهم عليها ثم احتلها الكفار، فإن حكم الجهاد المتعلق بمثل هذه الأراضي هو جهاد فرض العين وليس جهاد فرض الكفاية، وبالتالي فأرض مثل أرض فلسطين المحتلة تتساوى تماماً مع أسبانيا الآن، وعليه فتحريرها من رين الكفر واجب عيني تُبذل دونه الدماء، وعندما فكرت في الأمر وجدت أن الدول التي تندرج تحت هذا النوع تترى وهذا يعني أننا كمسلمين مؤهلون لأن نخوض حروبا تدميرية مع سائر الكون.
-ماذا عن الرق الذي حاربه الإسلام؟ وهل تدخل السبايا في دائرة الإباحة وفق ما يرى الإمام-أقصد خليفة المسلمين-؟ بمعنى هل من الممكن أن تغدو الأوروبيات ومن ماثلهن مما مملكت أيماننا ذات يوم؟!
-ماذا عن الدول التي تقول "لا إله إلا الله" لكن يفرقنا عنها خلافات عقدية وشرعية جمة مثل إيران؟ هل هؤلاء أيضاً سيكون ضمن نطاق قنابلنا النووية؟!!!!!!!!!
كانت هذه الأسئلة وغيرها تغزوني كل يوم، مع إدبار الصباح ومع إقبال النجوم! حتى جاءني كتاب الشيخ العلامة يوسف القرضاوي كالمطر المنهمر على صحراء قلبي!
يوم حزت الكتاب وتمعنت بما خطته يد الشيخ:؟ أقسمت أن القرضاوي هو إمام عصرنا دونما نزاع!
والسؤال المطروح الآن: هل يخلو كتاب الشيخ من هنات وملاحظات هنا أو هناك؟! والإجابة التي أحسب أن الشيخ ومؤيدوه ومخالفوه يقبلون بها: "نعم" فالعصمة ليست لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن وفي السياق نفسه، فإن مما يحسب للشيخ ويتفرد به عن كثير ممن سواه- وأقصد هنا معاصريه- أن القرضاوي لا يكتفي بإطالة النظر في أعماق الكتب القديمة، لا، بل يطيل النظر في واقعٍ يعيشه ويحياه ولم يحيه السلف الصالح برمتهم عليهم رضوان الله أجمعين. فميزة القرضاوي أنه لا يفكر بعقلية الموتى، فهؤلاء-على رسوخ قدمهم- فكروا واجتهدوا لنوازل عصرهم، لم يعيشوا الذي عشناه ولم يجابهوا الذي جابهناه، والفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان والأحوال، وإذا كان الواقع ليس حجة على الحكم الشرعي، فإنه- الواقع- محدد من محددات الاستدلال.
وليعذرني أخي صاحب المقال أن أتناول بعضاً مما جاء به، محاورا كما يحاور الحبيب الحبيب، فلا تشغلنا اختلافاتنا عن جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت لأقوام نرجو ونبتهل أن نكون منهم جميعا.
ذم الخروج عن آراء الأئمة الأربعة:
وهنا سأسأل أخي الكريم بداية: هل إجماع الأئمة الأربعة حجة؟ والإجابة ترويها كتب الأصول على كثرتها بالنفي طبعاً. أما أن يغدو نفض القرضاوي للغبار عن كثير من الآراء القديمة مثلباً عليه، فهذه غريبة من غرائب الدهر، وأحسب أن كاتب المقال ذم الشيخ في موضع المدح، فهذا مما يحسب له لا عليه، فطالما أن الشيخ يفتي الفتوى معتمدا الدليل الصحيح الذي لا يتناقض مع المبادئ العامة لأهل الأصول فهو بذلك لا يخرج عن دائرة الأجر الواحد أو الأجرين سواء أصاب أم أخطأ، حتى لو خالف بذلك من خالف الأئمة الأربعة أم سواهم.
لكن الشيخ لا يكتفي بذلك، بل يحاول أن يظهر أن ما استدل به ليس غريباً وأنه له أصل في أقوال العلماء الأولين، وهو مأجور مشكور بذلك. وله بذلك خير مثل من شيخ الإسلام ابن تيمية الذي خالف الأئمة الأربعة في مسائل كثيرة مقتفيا بذلك الدليل فقط. وهذا ما جعل أحد الفضلاء يختار موضوع خلاف ابن تيمية مع المذاهب الأربعة عنواناً لرسالة ماجستير في قسم للدراسات العليا في إحدى الجامعات!! وما جعل آخر يجعل خلاف ابن باز رحمه الله وخلافه مع الأئمة الأربعة عنواناً لرسالة دكتوراة أخرى!
وعلى الرغم من ذلك، من كون القرضاوي يأتي بأقوال العلماء السابقين ويحاول أن يستخدمها ليؤكد أقواله. فإنني أود أن ألفت الانتباه-انتباه كاتب المقال والأخوة القراء- أن مما يتبناه الشيخ القرضاوي في علم أصول الفقه أن أقوال الصحابة أو التابعين ما لم تكن إجماعاً فهي ليست بحجة! فالقرضاوي مثله مثل جماهير أهل الأصول لا يقول بحجية الصحابي، ناهيك على من هم دونهم! وإن أتى بأقوال لهم فإنما يأتي بها على سبيل الاستئناس. وله في القرآن والسنة وسائر قواعد الاستدلال الأخرى مندوحة عن ذلك. وعليه فيغدو قول كاتب المقال في الأسطر الأولى: "ومن المقرر عند من له دراية بمذاهب العلماء أن مجرد الاعتماد على أقوال الصحابة والتابعين في الفتيا سبيل وعر وطريق خطر لا يحسنه إلا من أحاط بأحوالهم وعرف قرائن" يغدو قول كاتب المقال هذا اتهام في غير محله، فليس القرضاوي ممن يكتفي بأقوال الصحابة والتابعين في فتاواه.
عموماً هذا ما جاد به القلم الآن. ولي عودة بإذن الله لأناقش كل ما جاء في هذا المقال الكبير من ملاحظات حول كتاب فقه الجهاد لشيخنا القرضاوي. فإذا كان كتاب شيخنا القرضاوي لا يخلو من هنات وأخطاء، فمما لا شك فيه فإن هذا المقال مترع بهنات وأخطاء أكثر وأكثر.
ولي عودة بإذن الله للتفصيل.
جمعنا الله وإياكم في مستقر رحمته.
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 08:16]ـ
-ما هي طبيعة علاقتنا مع مخالفينا من دول الكفر -حال أضحى للمسلمين دولة خلافة راشدة-؟ فالذي أعلمه أن تعداد القنابل النووية في العالم الآن ربما كانت لديها المقدرة لتدمير الكرة الأرضية برمتها مائة مرة؟! فإذا قلنا أن الأصل في العلاقة هي القتال الهجومي إذا لم يقبل هؤلاء الإسلام أو الجزية، فهل سنبادئ هؤلاء بالسيف، وإذا كانت الإجابة بنعم، فكيف؟! لأن السيف هنا استحال إلى قنبلة نووية؟
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
بالقنبلة النووية الباكستانية، أو بقنبلة دولة الإسلام أقامها الله
(يُتْبَعُ)
(/)
-حسب أقوال الجمهرة الغالبة من علماء المسلمين، فإن الأراضي التي بسط المسلمون سلطانهم عليها ثم احتلها الكفار، فإن حكم الجهاد المتعلق بمثل هذه الأراضي هو جهاد فرض العين وليس جهاد فرض الكفاية، وبالتالي فأرض مثل أرض فلسطين المحتلة تتساوى تماماً مع أسبانيا الآن، وعليه فتحريرها من رين الكفر واجب عيني تُبذل دونه الدماء، وعندما فكرت في الأمر وجدت أن الدول التي تندرج تحت هذا النوع تترى وهذا يعني أننا كمسلمين مؤهلون لأن نخوض حروبا تدميرية مع سائر الكون.
لقد خاضها من قبلنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وسيأتي من بعدنا من يخوضها - محمد بن عبد الله -
-ماذا عن الرق الذي حاربه الإسلام؟ وهل تدخل السبايا في دائرة الإباحة وفق ما يرى الإمام-أقصد خليفة المسلمين-؟ بمعنى هل من الممكن أن تغدو الأوروبيات ومن ماثلهن مما مملكت أيماننا ذات يوم؟!
وما المانع؟!!
-ماذا عن الدول التي تقول "لا إله إلا الله" لكن يفرقنا عنها خلافات عقدية وشرعية جمة مثل إيران؟ هل هؤلاء أيضاً سيكون ضمن نطاق قنابلنا النووية؟!!!!!!!!!
قل إن شاء الله
كانت هذه الأسئلة وغيرها تغزوني كل يوم، مع إدبار الصباح ومع إقبال النجوم! حتى جاءني كتاب الشيخ العلامة يوسف القرضاوي كالمطر المنهمر على صحراء قلبي!
يوم حزت الكتاب وتمعنت بما خطته يد الشيخ:؟ أقسمت أن القرضاوي هو إمام عصرنا دونما نزاع!
قسمك لا يلزم أحد
والسؤال المطروح الآن: هل يخلو كتاب الشيخ من هنات وملاحظات هنا أو هناك؟! والإجابة التي أحسب أن الشيخ ومؤيدوه ومخالفوه يقبلون بها: "نعم" فالعصمة ليست لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن وفي السياق نفسه، فإن مما يحسب للشيخ ويتفرد به عن كثير ممن سواه- وأقصد هنا معاصريه- أن القرضاوي لا يكتفي بإطالة النظر في أعماق الكتب القديمة، لا، بل يطيل النظر في واقعٍ يعيشه ويحياه ولم يحيه السلف الصالح برمتهم عليهم رضوان الله أجمعين. فميزة القرضاوي أنه لا يفكر بعقلية الموتى، فهؤلاء-على رسوخ قدمهم- فكروا واجتهدوا لنوازل عصرهم، لم يعيشوا الذي عشناه ولم يجابهوا الذي جابهناه، والفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان والأحوال، وإذا كان الواقع ليس حجة على الحكم الشرعي، فإنه- الواقع- محدد من محددات الاستدلال.
الواقع الانهزامي، واقع الغاية تبرر الوسيلة، واقع عصرنة الإسلام لا أسلمة العصر
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
جمعنا الله وإياكم في مستقر رحمته.
هدانا الله وإياكم الصراط المستقيم
ـ[أحمد أبو بكر]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 06:26]ـ
بعض الأدلة التي استدل بها الإمام القرضاوي على رؤيته لفقه الجهاد:
بدايةً دعونا نُسَلِّم أن مسائل فقه الجهاد تندرج تحت أبواب علم الفقه التي تقبل الاختلاف. وهي من المسائل الظنية التي تحتمل النزاع، فكل ما كان ظنيا في دلالته أصبح الخلاف فيه مقبولاً ومعقولاً ما لم يكن الخلاف في أصل من أصول الدين أو معارض لأمر أجمعت عليه الأمة.
وعليه: فلا داعي لمن أراد أن يدخل هذا المعترك النقاشي حول المسألة أن يشكك أو أن يتهم الآخر بألفاظ تُخرج النقاش عن هدأته لينحرف بنا الحال إلى التراشق بما لا يليق. وأقولها بصدق وثبات ويقين: لكل واحد منا ملاحظاته واعتراضاته على الآخر، فمنا من يرى الآخر منهزماً تحت وطأة الواقع المرير الذي تحياه الأمة، أو يراه أنه يحاول عصرنة الإسلام. وعلى الطرف الثاني هناك من يرى مخالفيه ويتعامل معهم على أنهم رجعيون متخلفون يحيون ويريدون للأمة أن تحيا بالظروف الاجتماعية والجغرافية التي كانت عليها الأمة في الأزمان الغابرة!
وعليه فليحترم كل منا الآخر. وإلا فهذه لا إله إلا الله تجمعنا، وتباً لقومٍ لا توحدهم هذه الكلمة!
ولندخل في حوار هادئ دونما انفعال وليأذن لي الأخوة –الذين يخالفون القرضاوي- أن يجيبوا بردودهم على الأدلة التي ساقها الإمام القرضاوي في سفرهم العظيم "فقه الجهاد".
السؤال الأول:
كيف يرد الأخوة الذين يقولون بهجومية الجهاد في الإسلام على قوله تعالى" ?وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ? (البقرة: 190)
والآية واضحة في دلالتها إذ تأمر المؤمنين بقتال الكافرين الذين يقاتلونهم، ومن ثم تأمر المؤمنين بالكف عن قتال المسالمين منهم، وتأمرهم بعد الاعتداء على أحد، وتعلل ذلك بأن الله عزوجل لا يحب المعتدين.
(أيها الأخوة: حتى يكون النقاش مفيدا للقراء فأرجو أن تكون الإجابات مقتصرة على الذي يفيد من الكلام، فلا داعي لكثرة النقل وتوثيق أقوال العلماء-على احترامنا لها وتواضعنا أمامها-. إذ يكتفى في هذه الحالة نقل أفكارهم حتى لا يتوه القراء بين النقولات المتعددة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 06:49]ـ
لم أفهم سؤالك
هل تريد الدليل على أن نظرية هجومية الجهاد حق لا شك فيه؟
إن كان فالجواب
أولا هذا المصطلح (هجومية) لا يليق بمسلم، وهو مصطلح غربي يقصد به تصوير الإسلام في صورة السفاح الدموي، عدو السلم. فأرجو أن تستبدل به مصطلحا مناسبا معبرا عن واقع الإسلام، كأن يكون الفتح وليس الهجوم، وتعلم أن المنصفين من الغربيين يقولون "لم يعرف التاريخ فاتحين أرحم من المسلمين"
وبعد هذا فللإسلام - على مدى التاريخ - عصور قوة وعصور ضعف:
* ففي عصور القوة - كما كان العصر الأموي - تأتي النظرية الفتحية؛ فلا يجوز عندئذ حتى قبول الجزية، كما فعل عبدالملك بن مروان ومن بعده ابنه الوليد - رحمهما الله - قال: لا حاجة لنا بأموالهم. وقد أشار سيد قطب إلى هذا فأحسن. وهنا يأتي مثل قوله تعالى {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} التوبة29 وقوله {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} البقرة191وقوله {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التوبة5
* أما في عصور الضعف - كعصرنا هذا - حيث نطمع أن تعود أراضينا فلسطين وجنوب لبنان والجولان وجزر الإمارات الثلاث، وأن يخرجوا من أراضي إخواننا في الصومال وأفغانستان والعراق والبلقان والشيشان، فيأتي مثل هذا الفقه الذي تقوله، وهذا هو جهاد الدفع.
أما الشيخ غفر الله له فقد جعلهما واحدا. وأجمل وعمم حيث لا يجوز التعميم، ولم يفصل حيث يجب التفصيل. وقد أتي من نظرية أن الإسلام رحمة، وهي كلمة حق يراد بها باطل، وجره هذا إلى رد أحاديث عصور القوة، كقوله صلى الله عليه وسلم: بعثت بين يدي الساعة بالسيف .. وما زال ينكر هذا الحديث - وليس من أهل الحديث - في الفضائيات، وقد رأيته في الجزيرة و bbc يرده ويقول - كأنه الألباني - ليس من كلام رسول الله، بل مكذوب عليه. وما ينبغي له أن يقول هذا. وليته إذ خالف سيد قطب في قضايا، وافقه في مثل هذا.
أخيرا لعلك لا تغفل عن قوله تعالى
{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً} النساء75
وهذا هو دور المسلمين، كما قال ذلك الصحابي بين يدي النجاشي - رحمه الله - ليخرجنا من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد.
ـ[أحمد أبو بكر]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 10:20]ـ
ههكذا يكون الحوار ..
الأخ العزيز باحث لغوي:
الذي أردته من السؤال المتعلق بالآية"قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم .. ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين .. "
الآية تأمر بالقتال، ولكن أي قتال؟ وفي ظاهر الآية الإجابة الوافية حيث ختمها الله عزوجل بقوله ولا تعتدوا .. ولم يكتفٍ بذلك إذ قال إن الله لا يحب المعتدين .. إذن فحكم القتال مقرون باللا اعتداء، والشيخ القرضاوي ونحن وكل صاحب عقل سليم وقويم لا ينكر حق المسلمين في القتال حال الاعتداء عليهم أو نصرة لأقوام استنجدوا بهم. والاختلاف متعلق بقتال أقوام على غير ديننا لم يسيئوا إلينا ولم يعتدوا علينا. والآية واضحة في نهينا عن قتال أمثال هؤلاء. لماذا؟ لأن الله عزوجل لا يحب المعتدين.
والاعتداء لفظ عام يشمل سائر أنواع الاعتداء، فكيف نوافق بين الآيات الآمرة بالقتال والآيات الناهية عن الاعتداء؟ هذا ما فصله الإمام القرضاوي وأفاض واستفاض بتوضيحه في الكتاب. إذ بشرح القرضاوي الوافي تلتئم نظرية القتال الإسلامية، فتكون الخيارات الثلاثة "الإسلام السيف الجزية" التي ثبتت في حديث النبي عليه السلام متعلقة بحال هؤلاء الأعداء الذين يعتدون علينا لا أن الذين يسالموننا ولا يسيئون إلينا.
أرجو أن يكون السؤال قد وضح الآن. ولنا عودة بإذن لله للتفصيل وطرح تساؤلات أخرى. ولنا عليكم أن تعذرونا إن رأيتم غيابنا لأن تيار الكهرباء بات ضيفا على منطقتنا يندر مقامه بين أظهرنا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن جريج]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 06:42]ـ
الأخ الفاضل أحمد أبو بكر
لا بأس بالنقاش الهادف، لكن ابدأ بما كتبته أولا، وما ترومه سنصل إليه وسسناقشه، فخذ الكلام أولا بأول، وصدري رحب بملاحظة علمية عادلة ..
ولذلك فإني سأقصر نقاشي معك في المستدرك مما كتب ..
فقولك:
والسؤال المطروح الآن: هل يخلو كتاب الشيخ من هنات وملاحظات هنا أو هناك؟! والإجابة التي أحسب أن الشيخ ومؤيدوه ومخالفوه يقبلون بها: "نعم" فالعصمة ليست لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن وفي السياق نفسه، فإن مما يحسب للشيخ ويتفرد به عن كثير ممن سواه- وأقصد هنا معاصريه- أن القرضاوي لا يكتفي بإطالة النظر في أعماق الكتب القديمة، لا، بل يطيل النظر في واقعٍ يعيشه ويحياه ولم يحيه السلف الصالح برمتهم عليهم رضوان الله أجمعين. فميزة القرضاوي أنه لا يفكر بعقلية الموتى، فهؤلاء-على رسوخ قدمهم- فكروا واجتهدوا لنوازل عصرهم، لم يعيشوا الذي عشناه ولم يجابهوا الذي جابهناه، والفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان والأحوال، وإذا كان الواقع ليس حجة على الحكم الشرعي، فإنه- الواقع- محدد من محددات الاستدلال. لنا ملاحظات:
1 - كون العصمة مرفوعة لا يعني تعليق جناية الخطأ أن يرد إلى صاحبه، وتأخير بيانه عند قيام موجبه، والعلم أمانة ..
2 - لا أرى الشيخ تفرد على معاصريه إلا بالشهرة التي كان سببها الإعلام وموئلها بعض القنوات التي تتناغم مع الإسلام فيما تشتهي وتهوى، وإلا فكثير من معاصريه يفوقونه علما وحفظا وفهما وتصنيفا وإن كان قد فاقهم شهرة، وما ميزته به عن معاصريه ليس دقيقا؛ وليس من الإنصاف أن نحكم على كافة علماء العصر خلا القرضاوي بأن عندهم تقصيرا أو ذبولا في النظر إلى الواقع والحال، وما يتميز به القرضاوي عنهم بحق أنه يحاول أن يخضع النصوص والقواعد التي استقر بها العمل عند العلماء للواقع المهزوم الذي تعايشه الأمة، لينتج عن هذا فقه جديد يناسب أمته التي يراها ذليلة خوارة.
3 - كون الفتوى تتغير .... إلخ هذا لا علاقة له بموضوع البحث؛ فما أعلمه أن كتاب فقه الجهاد ليس كتاب فتوى بل هو كتاب أحكام، على أن في مسألة تغير الفتوى خبط عميق وتوسع عجيب ..
ليعلم أن الزمان والمكان والحال إنما من شأنها أن تنشئ دليلا معارضا من جهة الشارع يكون الحكم به أرجح، والمسألة طويلة الذيل.
قولك:
ذم الخروج عن آراء الأئمة الأربعة: لم يقع مني الذم مطلقا دون تقييد بل المسألة مضبوطة ..
راجع ما كتبته تعليقا على مشاركة الفاضل أبي فهر وغيره؟؟
وهنا سأسأل أخي الكريم بداية: هل إجماع الأئمة الأربعة حجة؟ والإجابة ترويها كتب الأصول على كثرتها بالنفي طبعاً. لا أدري ما هي الفائدة من إقحام هذه الأسئلة التي لم أفه بما تلزمه قط، أم أنها القراءة السريعة ونهمة الرد والانتصار، نسأل الله الإخلاص.
أما أن يغدو نفض القرضاوي للغبار عن كثير من الآراء القديمة مثلباً عليه، فهذه غريبة من غرائب الدهر، وأحسب أن كاتب المقال ذم الشيخ في موضع المدح، فهذا مما يحسب له لا عليهبل وقع الذم موقعه، والتفتيش والتنقيش يحسنه العوام، وإنما تحقيق نسبة الأقوال إلى أصحابها هو المقام الوعر الذي وقع عليه الذم (ونسبته لابن عمر سنية الجهاد بغير تحقيق خير شاهد)
وهذا ما أعنيه أخي الفاضل فلا تذهب بعيدا ..
فليفتش ال د. القرضاوي في أقوال الصحابة كما يشاء ولكن شريطة صحة النقل وصراحة الدلالة وسلامة المعارضة ..
وهذا ما لم يلتزمه ...
فطالما أن الشيخ يفتي الفتوى معتمدا الدليل الصحيح الذي لا يتناقض مع المبادئ العامة لأهل الأصول فهو بذلك لا يخرج عن دائرة الأجر الواحد أو الأجرين سواء أصاب أم أخطأ، حتى لو خالف بذلك من خالف الأئمة الأربعة أم سواهم.
لكن الشيخ لا يكتفي بذلك، بل يحاول أن يظهر أن ما استدل به ليس غريباً وأنه له أصل في أقوال العلماء الأولين، وهو مأجور مشكور بذلك. لا بد أن تفهم أن خلافي معه ليس في خلافه معهم (الأربعة) ولكن فيما ينقله عن غيرهم بدون تثبت وبحث ونظر ليخرق الإجماعات التي لا يعرف لها خارق إلا هو ..
فهل ذهل عن هذا العلماء أجمعون أقدمون وأحدثون عدا د. القرضاوي.
وعلى الرغم من ذلك، من كون القرضاوي يأتي بأقوال العلماء السابقين ويحاول أن يستخدمها ليؤكد أقواله. فإنني أود أن ألفت الانتباه-انتباه كاتب المقال والأخوة القراء- أن مما يتبناه الشيخ القرضاوي في علم أصول الفقه أن أقوال الصحابة أو التابعين ما لم تكن إجماعاً فهي ليست بحجة! فالقرضاوي مثله مثل جماهير أهل الأصول لا يقول بحجية الصحابي، ناهيك على من هم دونهم! وإن أتى بأقوال لهم فإنما يأتي بها على سبيل الاستئناس. وله في القرآن والسنة وسائر قواعد الاستدلال الأخرى مندوحة عن ذلك. وعليه فيغدو قول كاتب المقال في الأسطر الأولى: "ومن المقرر عند من له دراية بمذاهب العلماء أن مجرد الاعتماد على أقوال الصحابة والتابعين في الفتيا سبيل وعر وطريق خطر لا يحسنه إلا من أحاط بأحوالهم وعرف قرائن" يغدو قول كاتب المقال هذا اتهام في غير محله، فليس القرضاوي ممن يكتفي بأقوال الصحابة والتابعين في فتاواهالكلام أيها الفاضل لم يتوجه إلى الحجية، ولم أدع ذلك عليه، وإنما كان في ضوابط التعامل مع فتاوى الصحابة والتابعين ومراعاة هذا الأمر ..
عموماً هذا ما جاد به القلم الآن. ولي عودة بإذن الله لأناقش كل ما جاء في هذا المقال الكبير من ملاحظات حول كتاب فقه الجهاد لشيخنا القرضاوي. فإذا كان كتاب شيخنا القرضاوي لا يخلو من هنات وأخطاء، فمما لا شك فيه فإن هذا المقال مترع بهنات وأخطاء أكثر وأكثر. أنتظر إفاداتك، بارك الله فيك
لكن فيما كتبته، فلن أنشغل بغيره، ولكل أجل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 11:31]ـ
الأخ ابن جريج
أكمل بارك الله فيك ونفع بك، وأرج هذا النقاش لوقت آخر.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 01:58]ـ
لبت شعري هؤلاء الذين أفتى لهم ال د القرضاوي بجواز المشاركة مع الجيش الأمريكي هل جاؤوا ضمن جيش كان غرضه الدفاع عن نفسه ودولته أم غرضه قتال المسلمين تحت غطاء محاربة الإرهاب المزعوم؟؟؟
أم كان حلالا لأمريكا أن تجاهد من تشاء جهاد طلب وإخضاع لما تمليه عليه هي وما تريده منه، حراما علينا نحن الذين لدينا كتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 10:59]ـ
... وهذا بعض ما تضمنته رسالة الحافظ ابن رجب، وبعض آخر يغفل عنه كثير، ولا ينتبهون لأهميته، وهو تطرق كثير من الوهم والخطأ في غير هذه المذاهب من جهة النقل بسبب أنها لم تدون في عصور مؤلفيها، ولم يكن لها حملة ينقلونها، فعندئذ تضيق مساحة اتباعها إلا على راسخ في علم الرواية كمن نقل عنهم أخونا أبو فهر السلفي أعني شيخ الإسلام وكذا تلميذه له كلام آخر أعرفه جيدا في الإعلام
بعد تدوين المذاهب الأربعة، وضبطِ أصولها وفروعها، وتقلُّبِها في مراحلَ شتّى من التمحيص والتدقيق والتحرير = فالأصل عدمُ مجاوزتِها، وليس ذلك من تنكُّب فقه السلف، فإنما هي هو ..
هذا تقريرٌ عامّ ..
تبقى استثناءات .. والاستثناءات تظلُّ- على اسمِها -: استثناءات ..
وابن رجب رحمه الله قرَّر الأصل، وألمح إلى هذه الاستثناءات كأحوالٍ خاصة قد تَعرِض .. ألمح إليها لئلا يتعنَّت المتمسك بالأصل العامِّ في إبطال كل قولٍ خارجٍ عن مذاهب الأئمة المدوَّنة ..
تأمّل .. قلت: (يتعنّت)، أما أصل التمسك فمُبرَّر ..
وأمّا أينَ ألمح ابنُ رجب إلى ذلك؟ .. فهو في قوله في الرسالة ذاتِها:
( ... ومع هذا فلم يزل يظهر من يدَّعي بلوغَ درجة الاجتهاد، ويتكلَّم في العلم من غير تقليدٍ لأحد من هؤلاء الأئمة ولا انقياد.
فمنهم من يسوغ له ذلك، لظهور صدقه فيما ادَّعاه، ومنهم من رُدَّ عليه قولُه وكُذِّب في دعواه.
وأما سائر الناس ممن لم يصل إلى هذه الدرجة فلا يسعه إلا تقليدُ أولئك الأئمة، والدخولُ فيما دخل فيه سائر الأمة)
--------
هذا أمرٌ أحببت الإشارة إليه ..
وإن كنت أوصي شيخَنا ابنَ جريج بالمواصلة دون الوقوف على آحاد الاعتراضات، فإنه مظِنَّةٌ لسلوك غير السبيلِ الذي من أجله أُنشئ الموضوع، لا سيما وكتاب الشيخِ القرضاوي - وفقه الله لمرضاته - يقع في قريبٍ من ألف صفحة ..
أوصي بذلك لا اطِّراحًا لآراء الأحبة، ولكن دفعًا لتشتت الموضوع، وبعدَ سدلِ الستار على هذه النَّقدات القيِّمة يبقى لتلك الآراء مجالٌ لنقاشها ..
اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه ..(/)
الشيخ شعيب الأرنؤوط وعقيدته في الصفات .. والحقيقة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 12:42]ـ
السلام عليكم
ومن هنا يظهر بطلان الاعتماد على التعليقات الواردة في هذه الكتب في إثبات مذهب الرجل في عقيدة أو حديث أو فقه؛ إلا أن تقوم الدلالة اليقينية على أنه هو الذي كتب بقلمه لا غيره.
ويقال مثل هذا في كافة الكتب التي تخرج عن مكاتب التحقيق المنتشرة في مصر والأردن وغيرهما.
لكن هذا لا يمنع من الحكم على جميع المخالفات الموجودة في التعليقات بالبطلان؛ من حيث مخالفتها لعقائد أهل السنة، بغض النظر عن قائلها وكاتبها.
والله الهادي ..
الحقيقة هذا الأمر حيرني
حيث انني قد مررت على تعليقات وكلام للشيخ شعيب فيه نُصرة لمذهب السلف وانكار على مذهب الخلف المتأويلين للصفات، وله رد على أشعري جلد تهجم على الإمام الذهبي فبين فيه الشيخ شعيب عقيدة السلف الصالح من إجراء النصوص على ظواهرها
وايضا اطلعت على كتاب الشيخ خالد الشايع، فقلت في نفسي أن الشيخ شعيب متذبذب في الصفات لكن لا نقول بأنه اشعري
مثل اننا لن نقول بأن الحافظ ابن حجر اشعري لمجرد تأويله بعض الصفات
ثم رأيت هذا الموضوع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=135133) فظهر لي احتمال آخر وهو ما قاله الأخ راضي عبد المنعم من أن كثير من تلك التعليقات التي فيها تأويل أو نقل لكلام علماء سابقين أولوا الصفات قد لا تكون تعليقاته هو، فقد تكون تعليقات لمحقق آخر شاركه في تحقيقه، أو تعليقات محقق الكتاب الذي راجعه الشيخ شعيب ولم يكن الشيخ شعيب هو المحقق للكتاب، فقط من راجعه أو على الأقل اسمه ضمن من راجعه.
لأن ما رأيته من نصرته لمذهب السلف في الصفات كان من كلامه هو وليس غيره
أما بالنسبة لتعليقه في سير أعلام النبلاء (18/ 508)
فقد كان ردًا على أشعري
وهذا هو نص الكتاب مع تعليق الشيخ شعيب:
قال ابن طاهر: وسمعت أبا إسماعيل يقول: قصدت أبا الحسن الخرقاني الصوفي، ثم عزمت على الرجوع، فوقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري، وألتقيه - وكان مقدم أهل السنة بالري، وذلك أن السلطان محمود بن سبكتكين لما دخل الري، وقتل بها الباطنية، منع الكل من الوعظ غير أبي حاتم، وكان من دخل الري يعرض عليه اعتقاده، فإن رضيه،
أذن له في الكلام على الناس، وإلا فمنعه - قال: فلما قربت من الري، كان معي رجل في الطريق من أهلها، فسألني عن مذهبي، فقلت: حنبلي، فقال: مذهب ما سمعت به! وهذه بدعة.
وأخذ بثوبي، وقال: لا أفارقك إلى الشيخ أبي حاتم.
فقلت: خيرة، فذهب بي إلى داره، وكان له ذلك
اليوم مجلس عظيم، فقال: هذا سألته عن مذهبه، فذكر مذهبا لم أسمع به قط.
قال: وما قال؟ فقال: قال: أنا حنبلي.
فقال: دعه، فكل من لم يكن حنبليا، فليس بمسلم.
فقلت في نفسي: الرجل كما وصف لي.
ولزمته أياما، وانصرفت (1).
قال شيخ الاسلام في " ذم الكلام "، في أوله عقيب حديث * (اليوم
__________
(1) في حاشية الاصل بخط مغاير ما نصه: أخطأ هذا القائل قطعا، والمقول له في تصويبه ذلك.
وكذلك المادح له، بل لو قيل: إن قائل هذه المقالة يكفر بها لم يبعد، لانه نفى الاسلام عن عالم عظيم من هذه الامة، ليسوا بحنابلة، بل هم الجمهور الاعظم، ولقد بالغ المصنف في هذا الكتاب في تعظيم رؤوس التجسيم، وسياق مناقبهم، والتغافل عن بدعهم، بل يعدها سنة، ويهضم جانب أهل التنزيه، ويعرض بهم أو يصرح، ويتغافل عن محاسنهم العظيمة، وآثارهم في الدين، كما فعل في ترجمة إمام الحرمين والغزالي، والله حسيبه، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال شعيب: يلمح القارئ من سطور هذا التعليق أن قائله أشعري جلد حاقد على الامام الذهبي رحمه الله فإنه ينعته بما هو برئ منه ويقوله ما لم يقل: فالخبر الذي أورده رحمه الله في هذه الترجمة لم يمر عليه دون أن ينتقد قائله ويبين وهاءه فقد وصف قائله فيما بعد باليبس وزعارة العجم ثم قال: وما قاله فمحل نظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قوله: إنه يبالغ في تعظيم رؤوس المجسمة ويكثر من سرد مناقبهم ويتغافل عن بدعهم ويعتدها سنة ... فقول في غاية السقوط وجرأة بالغة في تزوير الحقائق، فالذهبي رحمه الله إنما يعظم رؤوس أهل السنة والجماعة الذين اتخذوا مذهب السلف الصالح المشهود لهم بالخيرية على لسان الصادق والمصدوق قدوة في صفات الله سبحانه فآمنوا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله وأجروا تلك الصفات على ظاهرها اللائقة بجلال الله سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل كما نطق بذلك القرآن * (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) * فهؤلاء هم الذين يمتدحهم المؤلف رحمه الله ويسرد مناقبهم ويعدد مآثرهم ويشيد بفضلهم ليتخذهم أهل العلم قدوة.
فهل يعد هؤلاء من رؤوس المجسمة سبحانك هذا بهتان عظيم.
وفي مواضع كثيرة من كتابه تجد النقد القوي الرصين المقرون بقوة الحجاج وملازمة الانصاف لكل قول يتبين له خطؤه ومجافاته لمذهب السلف كائنا من كان ذلك القائل من غير محاباة ولا مواربة، ففي هذه الترجمة ينتقد أبا إسماعيل فيذكر أن في كتابه منازل السائرين أشياء مشكلة مع أنه من مثبتي
الصفات وانظر ص 286، 287 من ترجمة الامام أحمد في الجزء الحادي عشر من هذا الكتاب، ويغلب على ظني أن صاحب هذا التعليق يخيل إليه أن مذهب السلف في الصفات يفضي إلى التجسيم وهذا ما دعاه إلى كتابة هذا التعليق الاثيم.
----------
أما مقدمته لكتاب أقاويل الثقات لمرعي الكرمي
فيمكنكم تحميله من هنا:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1860
وقراءة المقدمة التي فيها كلامه عن مسألة الصفات.
وأخيرا أقول:
ألحل الأفضل لهذه المسألة هو أن يقوم أحد الذين يعرفونه شخصيا بالحديث معه في الموضوع وأن يطلب من الشيخ توضيح اعتقاده، خاصة في مسألة الأسماء والصفات
حتى لا يُخطئ أحدٌ عليه وينسب إليه عقيدة ليست هي عقيدته
والحمد لله الشيخ لا يزال على قيد الحياة فيمكن سؤاله مباشرة
ولكن يجب عدم تأجيل هذا الأمر فالإنسان لا يعلم متى يأتي أجله
والأفضل أن يقوم الشيخ نفسه ببيان عقيدته ليبرء ذمته.
فأرجو ممن لديه معرفة وتواصل مع الشيخ أو يمكنه الحديث معه مباشرة أن يقوم بهذا
حتى لا يتهمه أحد بما هو بريء منه
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 01:09]ـ
لو كان سلفيا لتبرأ من البدع المنتشرة و المبثوثة في الكتب العقدية و منها الأشعرية
و نحن لا نلزم أحدا أن يتبرأ من كل أهل البدع فهم و إن كانوا أهل بدع إلى أنهم مسلمون لا يجوز التبرؤ منهم
و إنما كما قال الله تعالى في إمام الحنفاء "فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ " أي أنه تبرأ من عمل الشرك و إعتقاده.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 02:29]ـ
وأخيرا أقول:
ألحل الأفضل لهذه المسألة هو أن يقوم أحد الذين يعرفونه شخصيا بالحديث معه في الموضوع وأن يطلب من الشيخ توضيح اعتقاده، خاصة في مسألة الأسماء والصفات
حتى لا يُخطئ أحدٌ عليه وينسب إليه عقيدة ليست هي عقيدته
والحمد لله الشيخ لا يزال على قيد الحياة فيمكن سؤاله مباشرة
ولكن يجب عدم تأجيل هذا الأمر فالإنسان لا يعلم متى يأتي أجله
والأفضل أن يقوم الشيخ نفسه ببيان عقيدته ليبرء ذمته.
فأرجو ممن لديه معرفة وتواصل مع الشيخ أو يمكنه الحديث معه مباشرة أن يقوم بهذا
حتى لا يتهمه أحد بما هو بريء منه
الحل الأمثل ان يشتغل الإنسان بنفسه، ويفتش عن عيوبه، ويتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي لا خلاف في قربتها وفي كونها طريقا لله عز وجل.
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 04:16]ـ
الحمد لله تعالى ...
بارك الله فيكم شيخنا أبا عائشة .. فكثير من الناس يدعي الانتساب لأهل السنة، و يسمي أقواله عقيدة السلف مع أنها يمكن ألا تكون عقيدة لهم بل سوى فهما فهمه أو اجتهادا قلد فيه .. و قد عاب هذا كثير من العلماء المنصفين كالعلامة الأمير الصنعاني حيث يقول:"
فمن عقل وأنصف فلينظر إلى جميع بني آدم في القديم والحديث في الملل الكفرية ثم المذاهب الإسلامية!! بعد إخراجه للأنبياء-صلى الله عليهم- ومن سار سيرتهم من السابقين والتّابعين وقليل ما هم، بالنظر إلى الخليقة فإنه يجد الناس تبعاً لما ألفوه من اتباع الآباء!! بمجرد تقليد وهوى ومحبة للجمود على دين الآباء!!
ومن نظر من العلماء فهو إما من الرَّاكدِي الهمّة، القاصر لنظره على ما دوّنه سلفه من الكتب، الحاكين فيها لمقالتهم بعنوان (أهل الحق!!)، (الفرقة الناجية!!)، (أهل العدل والتوحيد!!)، (أهل السنة والجماعة!!)، إلى غير ذلك من العبارات المرونقة."إ. هـ "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة" (ص:45).
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 07:40]ـ
الحمد لله تعالى ...
فكثير من الناس يدعي الانتساب لأهل السنة، و يسمي أقواله عقيدة السلف مع أنها يمكن ألا تكون عقيدة لهم بل سوى فهما فهمه أو اجتهادا قلد فيه .. و
من تقصد بهذا؟
هل تقصد بأن ما نقلته من كلام الشيخ شعيب ليس عقيدة السلف؟
إمرار نصوص الصفات على ظاهرها مع تفويض الكيفية
أم تقصد شيئا آخر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 05:58]ـ
فمن عقل وأنصف فلينظر إلى جميع بني آدم في القديم والحديث في الملل الكفرية ثم المذاهب الإسلامية!! بعد إخراجه للأنبياء-صلى الله عليهم- ومن سار سيرتهم من السابقين والتّابعين وقليل ما هم، بالنظر إلى الخليقة فإنه يجد الناس تبعاً لما ألفوه من اتباع الآباء!! بمجرد تقليد وهوى ومحبة للجمود على دين الآباء!!
ومن نظر من العلماء فهو إما من الرَّاكدِي الهمّة، القاصر لنظره على ما دوّنه سلفه من الكتب، الحاكين فيها لمقالتهم بعنوان (أهل الحق!!)، (الفرقة الناجية!!)، (أهل العدل والتوحيد!!)، (أهل السنة والجماعة!!)، إلى غير ذلك من العبارات المرونقة."إ. هـ "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة" (ص:45).
و هذه فائدة عزيزة أيضا جزاك الله خيرا:)(/)
يا عباد الله .. تفرّقوا
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 11:24]ـ
يا عباد الله .. تفرّقوا
السبت 22 صفر 1431 الموافق 06 فبراير 2010
د. أحمد بن صالح الزهراني
لعل الدعوة إلى الوحدة وجمع الكلمة ونبذ الفرقة والاختلاف من أكثر الدعوات الرائجة هذه الأيّام، والناس فيها بين مُفْرِط ومُفَرِّط.
والحقيقة أنّ هذا التعبير الجميل تمّ توظيفه بسوء قصد غالبا لضرب أصل إسلامي كبير، ألا وهو أصل الولاء والبراء، والحب في الله والبغض في الله.
وقبل أن أدلف إلى المقصود أذكّر بقوله صلى الله عليه وسلّم: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله"، وقوله تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون} [المجادلة:22].
إنّ أصل الولاء والبراء مرتبط بالإيمان من أساسه وليس كماليا أو تزويقيا في شريعة الله ..
وقد رأينا في النصين السابقين ارتباطه بلفظ الإيمان، وكيف أنّ رابطة الإيمان لا يجوز أن يتقدم عليها أيّ رابط، وقدّم القرآن أقوى الروابط الإنسانية وهي روابط الأسرة .. ليكون تنبيها على ما دونها.
إذا كان كذلك فيأتي السؤال: مَن الذي يجب عليّ حبّه ومن الذي يجب عليّ بغضه؟
والجواب: أنّ على المؤمن محبة المؤمنين ومودّتهم محبة مطلقة، وبغض الكافرين والمنافقين بغضا مطلقًا.
وأمّا المخلّطون من المسلمين - أي من يظهر أنواعا من الفسوق - فإنّهم يُحَبُّون في الجملة ويوالون، ويبغضون بقدر ما أظهروا من معصية الله ورسوله.
أمّا بغض الكفار فلا أطيل فيه إذ لا يكاد يقول به من شمّ رائحة العلم والدين.
وأمّا ما يحتاج منّا إلى التنبيه فهو بغض المبتدعة والمنافقين ممن يظهر الإسلام، وبيان حقيقة الدعوة إلى توحيد الصف الإسلامي بكل "تشكلاته"كما يُقال.
فالمظهرون للإسلام منهم السلفيون ومنهم دون ذلك، ومنهم الصوفية بكل مراتبها، وفيهم التشيع بكل مراتبه، وفيهم أصحاب المذاهب الهدّامة كالليبرالية والعلمانية والحداثة والديمقراطية وغيرها من المذاهب الفكرية، وكل من هؤلاء يقول: {إنّما نحن مصلحون} و {إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا}.
والقائلون بالدعوة إلى الوحدة يختلفون في المظلة التي يوجبون التوحد تحتها، فبعضهم يرفع عقيرته بالوطنيّة، وبعضهم يرفع شعار العروبة والقومية وغير ذلك، وأكثرها تظليلا مظلة الإسلام الواسعة.
والحقيقة أنّها كلها دعوات جاهلية مثلها مثل الدعوة إلى القبلية والفخر بالأنساب والأحساب وهو أمر لا يجهل أحد محاربة الإسلام له، حتى الدعوة إلى الوحدة الإسلامية دون تقييدها بالكتاب والسنة، لأنّ الإسلام حين ذلك يُراد له أن يكون مجرد شعار للتوحد أو راية يُلتف حولها، لا يرادُ به الدين الصحيح الذي قال عنه الله: {إنّ الدين عند الله الإسلام}.
ومن تأمّل الخطاب القرآني الذي يستدل به أصحاب هذه الدعوات ممن ينتسب للإسلاميين – للأسف – يجد أنّ الخطاب القرآني لم يَدْعُ إلى وحدة الصف ونبذ التفرق هكذا بإطلاق، بل كل نصوص الكتاب والسنة التي تحث على وحدة الكلمة ونبذ الفرقة مقيدة بأنّ يكون هذا الاعتصام والالتفاف حول الدين الصحيح أي على التوحيد والدين والسنة التي كان عليها صلى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام.
قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران:103].
فالاعتصام هنا مقيد بحبل الله.
وقال: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين} [الأنفال:46].
وهذا الخطاب موجّه للجماعة المؤمنة: النّبيّ صلى الله عليه وسلّم وأصحابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا نرى أنّ المنهج النبوي ليس فيه إلاّ الدّعوة إلى التوحيد الخالص، والتوحيد الخالص هو الذي ينتج عنه الوحدة والاعتصام، وأهله هم الوحيدون المندوبون إلى الاعتصام ونبذ الفرقة، لأنّ أسباب الوحدة لديهم متوفرة، وكل خلاف ينشب بينهم مرده إلى التوحيد ومآله إلى زوال، فالاختلاف فيهم طارئ على الفروع ولا يؤثر على الأصل.
أمّا من خالف في أصل الدين - في التوحيد وفي الاتباع - فلا يمكن أن يحصل معه وحدة, أو يزول بينه وبين أهل السنة الاختلاف والتفرق، لأنّ الخلاف بدأ من الأصل والأساس.
ومهما تصنّع هؤلاء وأظهروا وحدة الصفّ فإنّه لا يعدو أن يكون نفاقًا ينافق بعضهم بعضًا.
وأمّةٌ تجتمع على غير كتاب الله وسنة رسول الله وتوحيدِ الله هي أمّة متفرقة في باطنها وحقيقتها، وهي جديرة بوصفه تعالى لأهل الكتاب: {تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتّى}.
ولهذا فإنّ الخطاب القرآني إنّما خاطب بنصوص الوحدة ونبذ الفرقة الجماعة المؤمنة التي اجتمعت على التوحيد والاتّباع، وأمّا غيرهم ممن خالف في شيء من أصول التوحيد فإنّ الوحدة معه وإظهار الانسجام جهد في غير طائل.
كما أنّ أكبر استحقاقات هذه المطالب الوحدوية هي ترك شريعة الإنكار على المخالف وهذا والله لا يختلف عن ترك الدين برمته.
إذ معنى ذلك أن تفشوا البدع وترتفع معالم الشرك من جديد، وإلاّ فقل لي بالله: كيف تكون متوحدًا مع من تنكّر عليه دينَه وبِدْعَته وشِرْكَه! هذا لا يكون حتى يعود اللبن في الضرع لو كنا نفقه ما نقول.
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه مختصر السيرة: "فلما أنذر صلى الله عليه وسلم الناس، استجاب له القليل، وأما الأكثر: فلم يتبعوا ولم ينكروا، حتى بادأهم بالتنفير عن دينهم وبيان نقائصه وعيب آلهتهم، فاشتدت عداوتهم له ولمن تبعه"، فتأمل متى عادوه ونافروه وعذبوا أتباعه؟
ولو قال قائل: لماذا لم يدع النّبيّ صلى الله عليه وسلّم إلى التوحيد دون أن يعيب دينهم وآلهتهم؟
لقلنا: هذا قول من لم يعرف دين الإسلام، فإن هذا لازمٌ لذاك لا تكون دعوةٌ للتوحيد إلاّ بعيب الشرك والتنفير عنه.
وكذلك في حالتنا، لا يمكن أن تقوم للإسلام والسنة قائمة دون عيب البدعة وأهلها وبيان باطلهم.
ومن كان يظن أنّ خطاب الوحي خطابٌ وحدوي هكذا بإطلاق فهو واهم، بل خطاب الوحي جاء أصله خطاب تفريق وتمييز، ولهذا سمّى الله تعالى كتابه فرقانًا، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]، وقال: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1]، بل كل كتب الله كذلك، كما قال: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون} [البقرة:53].
وإنّما سمي فرقانا لأنّه يفرق بين الحق والباطل، ويفرق بين أهل الحق وأهل الباطل، ويميز الخبيث من الطيب، ولهذا سُمِّي يوم بدر فرقانًا، {إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} [الأنفال:41]، وبيّن تعالى أنّ من الحكم الربانية في غزوة أحد هو التمييز: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران:179].
بل بيّن الله تعالى أنّ الافتراق والاختلاف ما وقع في أهل الكتاب إلاّ بعد أن جاءهم العلم، والبينة، والكتاب، كما قال تعالى: {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءتهم البينة}، فالعلم الصحيح والسنة وبيانها موجبة للافتراق بلا شك، فيتبع بعض الناس الحق، ويصر بعضهم على الباطل، ولهذا قال تعالى أنّ من إفرازات هذا الافتراق تميز أهل الحق، {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ} [البقرة:213].
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنّما ذمّهم الله تعالى باختلافهم لأنّ الواجب عليهم اتباع الحق والإيمان بالكتاب جميعا، لكنّهم اختلفوا وافترقوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر، والمذمة إنّما تلحق من كفَرَ وأبى، لأنّه هو سبب الخلف والاختلاف، أمّا من آمن واهتدى، ومن بيّن وصدع بالحق، فكلاهما ممتثل أمر ربّه وهو محمود مأجور.
ولهذا لما جاء دين محمّد صلى الله عليه وسلّم فرق بين الأب وابنه، والأخ وأخيه، والزوج وزوجته، والرجل وخليله.
وقصَّ الله علينا قصة إبراهيم وأمرنا بالتأسي به كما قال: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة:4]، فكل طائفة عبدت أو غلت في المخلوق كالرافضة في آل البيت والصوفية في الأولياء نحن مأمورون بأن يكون خطابنا معهم صريحا، لأنّ القرآن ربط هذا الأمر بأصل الإيمان حيث قال عقب ذلك: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد} [الممتحنة:6].
إنّ هذا الكلام الذي قلناه لا يعني هدم العلاقات التي يفرضها الفقه السياسي على أهل السنة أهل الحق، بل أهل السنة مأمورون بالعدل مع غيرهم سواء من المنتسبين إلى الإسلام أم من غيرهم، لكن هذه العلاقات وهذه المواثيق (سواء سميناها تعايشًا أو تقاربًا أو أيّ اسم) يجب أن تكون محكومة بالكتاب والسنة، وفي المواثيق التي كتبها النّبيّ صلى الله عليه وسلّم مع يهود المدينة رغم أنّهم لايقرون بنبوّته ولا بالقرآن إلاّ أنّه نص فيها على: "وأنّه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يُخاف فساده فإنّ مردّه إلى الله وإلى محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلّم"، فما بالك بطوائف تدّعي انتسابها إلى الإسلام وفي نفس الوقت لا تقر بحكم الله ورسوله فيما اختلفنا فيه.!
والكتاب والسنة لا يُقِرّان - بحال من الأحوال - أن يتعامل البعض مع الدولة الإسلامية المعاصرة بأحكام هي في حكم المنسوخ كالأحكام التي كانت في بدء الدعوة من مثل قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين}.
فالحقيقة أنّ الدولة السنية المعاصرة ليست ضعيفة ولا هي مُستضعفة، وإنّما الضعف والخور في قلوب أرباب السياسة والفكر والمنهزمين من أهل السنة، الذين ركنوا إلى الذين ظلموا وأطاعوا أهل الباطل في بعض باطلهم فطمعوا منهم في المزيد، وقد قال تعالى: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُون} [هود:113]، وقال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُم} [محمد:26].
وغالب ما تسمع من هؤلاء الوحدويين خوفهم على الأمة من العدو الخارجي وأنّ هذا من أسباب طمع العدو في الأمة تفرقها، والله أصدق قيلًا، {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِين} [المائدة:52]، فهذا القول منهم سببه مرض القلوب نسأل الله العافية.
إنّ أكبر أسباب الفشل والخسارة والهزيمة في الدنيا قبل الآخر جمع ما لا يجتمع، وصفِّ صُفوفٍ ظاهرها الاجتماع والاصطفاف وباطنها الكيد والتفرق، ولهذا قص علينا قصة طالوت وكيف امتحن الله أتباعه بالنهر ثم بالخوف حتى لم يبق معه إلاّ الثلة المؤمن فانتصروا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا جمع الأمّة بمن فيها من المنافقين وأهل الشرك والبدع الغليظة إضافة إلى زنادقة الفكر فهذا مخالف للشريعة التي أمرت بتنقية الصفوف من الدخل، قال تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران:179]، وقال: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالًا ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين} [التوبة:47]، وهذا في أحلك الظروف القتالية.
بل إنّ الوحدويين يغفلون عن حقيقة أشدّ مرارة، ألا وهي أنّ العدوّ الداخلي أثره أعظم من الخارجي، فالخارجي واضح تأخذ له أهبتك، أمّا الداخلي فهو يظهر لك الولاء في ساعة اليسر وفي ساعة العسر يستغل الفرصة للطعن في خاصرة الأمّة ومد العون لأعدائها، والشواهد التاريخية والمعاصرة تكفي من بصّره الله.
ولا يظن أحد أنّ أهل البدعة الغليظة والشركيات هم جزء من الأمّة المأمورة بالاعتصام ونبذ الفرقة، بل لا يصر أحد على بدعته إلاّ انسلّ قلبه وفارق أهل الحق وكادَهُم إذا استطاع إلى ذلك سبيلًا، وقد حكى الله عن المنافقين أنّهم {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُون} [التوبة:56]، فهم في الظاهر منا لكن في الباطن من غيرنا وإلى غيرنا.
وممّا يجب الإيمان به واليقين به أنّ التمسّك بمنهج السنة الذي كان عليه السلف الصالح عاقبته إلى خير وإن بدا للمرضى والمتسرعين غير ذلك، والله إنّما أمر الجماعة المؤمنة بالتمسك بالحق، وأمّا النصر فمن عند الله، وما يصيب المؤمن بسبب تمسكه بالحق فهو والله علامة الصدق والسلوك على الصراط فتلك سنة الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، فالبلاء لصيق الحق لا يفارقه في حل ولا ترحال.
ولو استمع الإمام محمد بن عبد الوهاب لمثل هذه الدعاوى الوحدوية لكانت الجزيرة العربية إلى الآن تزخر بالأوثان والطواغيت التي تُعبد من دون الله.
إنّ التفرق والافتراق سنة كونية ذكرها النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، ولما ذكرها لم يعرج على ذكر الوحدة والائتلاف بين هذه الفرق مع أنّها كلّها من الأمّة، قال صلى الله عليه وسلّم: "تفرقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، واختلفت النّصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة"، وإنّما فهم الصحابة مباشرة أنّه يحث على التمسك بالحق والانتساب إلى الفرقة الناجية ومفارقة أصحاب النار فقالوا: من هي يارسول الله؟ فقال: "من كان على مثل أنا عليه وأصحابي".
قال العلاّمة الشّاطبيّ: "وأيضًا فإنّ فرقة النّجاة وهم أهل السّنة مأمورون بعداوة أهل البدع، والتّشريد بهم، والتّنكيل بمن انحاش إلى جهتهم". وقد حذّر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم .. وذلك مظنة إلقاء العداوة والبغضاء.
لكنّ الدّرك فيها على من تسبّب في الخروج عن الجماعة بما أحدثه من اتّباع غير سبيل المؤمنين، لا على التعادي مطلقًا، كيف ونحن مأمورون بمعاداتهم وهم مأمورون بموالاتنا والرّجوع إلى الجماعة؟ " [الاعتصام 95].
إذن فالفرقة الحاصلة بسبب إنكار باطل المبتدع يُحمد فيها أهل السّنة، لأنّها حصلت لقيامهم بواجبهم، ويذمّ فيها المبتدع لأنّه خالف أمر الله، كما فرّق الإسلام بين النّاس سواءً بسواءٍ، فيحمد أهل الإسلام ويذمّ أهل الكفر، ومن قام بما أمره الله وفق شرعه وسنّة رسوله –صلى الله عليه وسلم- فلا تثريب عليه فيما يحصل بسبب ذلك من الأمور والأحكام القدريّة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
وقد فهم السلف هذه الحقيقة فقاموا بالواجب عليهم في إنكار المنكر وتكلموا في الباطل وأهله حتى حصلت في بعض العصور فتن عظيمة، ولم يثرّب أحد من الأئمّة على أهل السنة إنكارهم على المبتدعة والمنافقين، بل كانوا يتعرضون للأذى العظيم، قال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري يقول بـ"هراة": "عُرِضْتُ على السّيف خمس مرّات، لا يقال لي: ارجِع عن مذهبك، لكن يقال لي: أسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت".
وآخر ما أختم به مقالي تذكير الوحدويين بأمر غفلوا عنه، إذ حتى لو تنازل أهل السنة وقبلوا السكوت عن المخالفين للشريعة المحكمة من رءوس أهل البدع الغليظة والمنافقين، فإنّ هذا لا يغني ولا يفضي إلى الوحدة إلاّ في فَهم من يكذّب بكتاب الله، فقد قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} [هود:119]، وهذا الاختلاف الذي ذكره الله تعالى هو الاختلاف المذموم الذي يؤدي إلى الفرقة والتنازع، لأنّه استثنى أهل الرحمة، فالشاهد التاريخي إضافة إلى النص القرآني يدل على أنّ أصحاب المذاهب المخالفة للسنة مهما فعلت لا يجتمعون ولا يتّحدون إلاّ على هدف واحد ألا وهو حرب السنة وإسكات أصوات أهل السنة، فإن تم لهم ذلك رجعوا هم إلى الاختلاف والإفساد في الأرض، وما يحصل في بعض البلاد التي ضعف فيها أهل السنة شاهد على ذلك.
وخلاصة المقال: أنّ الذي أخذه الله على أهل العلم والشرع هو الدعوة إلى كتابه وسنة رسوله، إلى التوحيد وصدق المتابعة للنّبيّ صلى الله عليه وسلّم، ولا يضرهم – ولا أقول: لا يهمهم - بعد ذلك ما يصير في الأمّة بعد بذل الأسباب المشروعة، فالله لا يكلّف الأمة إلاّ وسعها، كما أنّه نهى عن تكلّف غير المشروع من أجل تحقيق أهداف مشروعة لأنّ هذا هو الذي نشأت بسببه البدع وانحرف الناس عن الدين الصحيح، بسبب التكلف وقد قال تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِين} [ص:86] قال ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: ما أسألكم على هذا البلاغ وهذا النصح أجرًا تعطونيه من عرض الحياة الدنيا {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} أي: وما أزيد على ما أرسلني الله به، ولا أبتغي زيادة عليه بل ما أمرت به أدّيته لا أزيد عليه ولا أنقص منه".(/)
تقرير أن السلف مجمعون على تحريم تأويل الصفات وإخراجها عن ظاهرها
ـ[الاثر]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 11:38]ـ
تقرير أن السلف مجمعون على تحريم تأويل الصفات وإخراجها عن ظاهرها، وعلى وجوب الكف عن ذلك
قد اتفقت كلمة السلف على إمرار الصفات على ظاهرها، والمنع من تأويلها بما يخالفه، والنكير على المؤولة الذين يصرفون آيات الصفات أو بعضها عن ظاهرها إلى مجازات الكلام، وقد صنف كثير من أهل العلم الكتب في إبطال تأويل المؤولة، والرد على شبههم، وبيان خروجهم عن طريق الحق، وتنكبهم عن درب السلف الماضين، ككتاب "الرد على الجهمية والزنادقة" للإمام أحمد، وكتاب "الرد على تأويلات المريسي" للدارمي، وكتاب "الرد على الجهمية" للدارمي وابن منده، وغيرها من الكتب الكثيرة في هذا الباب. وبوب أبو داود في سننه "باب الرد على الجهمية"، وصنف ابن قدامة كتاب "ذم التأويل"، وغيرها من الكتب والمؤلفات التي تُعظم النكير على من تأول الصفات وأخرجها عن حقائقها، ومَنَع من حملها على ما يعهده العرب في لغتهم ولسانهم على النحو اللائق بالله تعالى.
وإليك بعض نصوص أئمة السنة الدالة على ذلك:
~ الإمام أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني فقيه العراق (189 هـ)
قال عبد الله بن أبي حنيفة الدوسي: سمعت محمد بن الحسن يقول: (اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله r في صفة الرب عز وجل من غير تغيير، ولا وصف، ولا تشبيه، فمن فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي r، وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا، ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة، لأنه قد وصفه بصفة لا شيء) [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) اهـ.
فدونك هذا الإجماع من هذا الإمام على المنع من التأويل، الذي هو التفسير في اصطلاح السلف كما سبق بيانه.
~ الإمام المشهور أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادى الهروى (224 هـ)
قال العباس بن محمد الدوري: (سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، وذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية، والكرسي، وموضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول: قط قط، وأشباه هذه الأحاديث، فقال: هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف ضحك؟ قلنا لا يفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره) [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) اهـ.
وأورد الذهبي هذا الأثر في السير ثم قال معلقاً: (قد صنف أبو عبيد كتاب "غريب الحديث" وما تعرض لأخبار الصفات الإلهية بتأويل أبداً، ولا فسر منها شيئاً، وقد أخبر بأنه ما لحق أحداً يفسرها، فلو كان والله تفسيرها سائغاً أو حتماً لأوشك أن يكون اهتمامهم بذلك فوق اهتمامهم بأحاديث الفروع والآداب، فلما لم يتعرضوا لها بتأويل، وأقروها على ما وردت عليه، علم أن ذلك هو الحق الذي لا حيدة عنه) [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) اهـ.
~ الإمام العلامة الحافظ الناقد عثمان بن سعيد الدارمي (280 هـ)
قال في بيان بطلان دعوى أن آيات الصفات تحتمل وجوهاً: (فكيف تخوض فيه –أي التوحيد- بما لا تدري؟ أمصيبٌ أنت أم مخطئ؟ لأن أكثر ما نراك تفسر التوحيد بالظن، والظن يخطئ ويصيب، وهو قولك: يحتمل في تفسيره كذا، ويحتمل كذا تفسيراً، ويحتمل في صفاته كذا، ويحتمل خلاف ذلك، ويحتمل في كلامه كذا وكذا. والاحتمال ظن عند الناس غير يقين، ورأي غير مبين، حتى تدعي لله في صفاته ألواناً كثيرة ووجوهاً كثيرة أنه يحتملها، لا تقف على الصواب من ذلك فتختاره، فكيف تندب الناس إلى صواب التوحيد، وأنت داءب تجهل صفاته، وأنت تقيسها بما ليس عندك بيقين؟) [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4) اهـ.
وقال الذهبي: (قال محمد بن إبراهيم الصرام: سمعت عثمان بن سعيد يقول: لا نكيف هذه الصفات، ولا نكذب بها، ولا نفسرها) [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمراد بالتفسير كما سبق بيانه هو إخراجها عن ظاهرها، أو تشبيهها بصفة المخلوق.
~ الإمام أبو العباس أحمد بن عمر ابن سريج البغدادي الشافعي (303 هـ)
قال بعد ذكر جملة من الصفات: (اعتقادنا فيه وفي الآي المتشابه في القرآن أن نقبلها، ولا نردها، ولا نتأولها بتأويل المخالفين، ولا نحملها على تشبيه المشبهين، ولا نترجم عن صفاته بلغة غير العربية، ونسلم الخبر الظاهر والآية الظاهر تنزيلها) [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) اهـ.
~ إمام أهل السنة والجماعة في عصره أبو محمد الحسن بن علي البربهاري (329هـ)
قال: (واعلم رحمك الله: أن من قال في دين الله برأيه وقياسه، وتأويله من غير حجة من السنة والجماعة، فقد قال على الله ما لا يعلم. ومن قال على الله ما لا يعلم، فهو من المتكلفين.
والخق ما جاء من عند الله عز وجل، والسنة: سنة رسول الله r، والجماعة: ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله r في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان) [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7) اهـ.
وهذا فيه إبطال التأويل من غير حجة من كتاب أو سنة أو إجماع.
~ الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده (395 هـ)
قال: (إن الأخبار في صفات الله عز وجل جاءت متواترة عن النبي r موافقة لكتاب الله عز وجل نقلها الخلف عن السلف قرناً بعد قرن من لدن الصحابة والتابعين إلى عصرنا هذا على سبيل إثبات الصفات لله عز وجل، والمعرفة والإيمان به، والتسليم لما أخبر الله عز وجل به في تنزيله، وبينه الرسول r عن كتابه، مع اجتناب التأويل والجحود، وترك التمثيل والتكييف ... ) إلى أن قال: (وذلك أن الله تعالى امتدح نفسه بصفاته تعالى، ودعا عباده إلى مدحه بذلك وصدق به المصطفى r، وبين مراد الله عز وجل فيما أظهر لعباده من ذكر نفسه وأسمائه وصفاته، وكان ذلك مفهوماً عند العرب غير محتاج إلى تأويلها .... ) إلى أن قال: (وإنما صدرنا بهذا الفصل لئلا يتعلق الضالون عن الهداية الزائغون عن كتاب الله عز وجل، وكلام رسوله r بالظاهر، فيتأولوا الصفات والأسماء التي في كتابه ونقلها الخلف الصادق عن السلف الطاهر عن الله عز وجل وعن رسوله r)[8] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8) اهـ.
وقال أيضاً: (وسئل –أي أبو زرعة الرازي- عن حديث ابن عباس (الكرسي موضع القدمين)؟
فقال: صحيح، ولا نفسر، نقول كما جاء وكما هو في الحديث .. ).
ثم أسند عن الحميدي أنه ذكر حديث: (إن الله خلق آدم يعني بيديه) فقال: لا نقول غير هذا على التسليم والرضا بما جاء به القرآن والحديث، ولا نستوحش أن نقول كما قال القرآن والحديث.
قلنا: وكذلك نقول فيما تقدم من هذه الأخبار في الصفات في كتابنا هذا نرويها من غير تمثيل، ولا تشبيه، ولا تكييف، ولا قياس، ولا تأويل، على ما نقلها السلف الصادق عن الصحابة الطاهرة عن المصطفى r، أو خبر صحابي حضر التنزيل والبيان، ونتبرأ إلى الله عز وجل مما يخالف القرآن وكلام الرسول r والله عز وجل الموفق للصواب برحمته إن شاء الله تعالى) [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9) اهـ.
~ الإمام العارف أبو منصور معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني (418 هـ)
قال: (أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة وأجمع ما كان عليه أهل الحديث وأهل التصوف والمعرفة ... ) فذكر أشياء إلى أن قال: (وأن الله استوى على عرشه بلا كيف، ولا تشبيه، ولا تأويل، والاستواء معقول، والكيف مجهول، وأنه بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، فلا حلول ولا ممازجة ولا ملاصقة، وأنه سميع بصير عليم خبير، يتكلم، ويرضى، ويسخط، ويعجب، ويضحك، ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكاً، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا بلا كيف ولا تأويل، كيف شاء، فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال) [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10) اهـ.
~ الشيخ الإمام الحافظ أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي (444 هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في رسالته إلى أهل زبيد: (وقد اتفقت الأئمة على أن الصفات لا تؤخذ إلا توقيفاً، وكذلك شرحها لا يجوز إلا بتوقيف. فقول المتكلمين في نفي الصفات أو إثباتها بمجرد العقل، أو حملها على تأويل مخالف للظاهر ضلال) [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11) اهـ.
~ شيخ الإسلام الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (449 هـ)
قال حاكياً مذهب السلف في الصفات: (بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله r من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه، بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر، ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله) [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12) اهـ.
وقال أيضاً مبيناً أن التأويل في صفات الله من سمات أهل البدع: (والفرق بين أهل السنة وبين أهل البدعة: أنهم إذا سمعوا خبراً في صفات الرب ردوه أصلاً، ولم يقبلوه أو يسلموا للظاهر، ثم تأولوه بتأويل يقصدون به رفع الخبر من أصله، وإعمال حيل عقولهم وآرائهم فيه) [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13) اهـ.
~ القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء (458 هـ)
قال "إبطال التأويلات": (واعلم أنه لا يجوز رد الأخبار على ما ذهب إليه جماعة من المعتزلة، ولا التشاغل بتأويلها على ما ذهب إليه الأشعرية. والواجب حملها على ظاهرها، وأنها صفات لله تعالى لا تشبه سائر الموصوفين بها من الخلق، ولا نعتقد التشبيه فيها، لكن على ما روي عن شيخنا وإمامنا أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وغيره من أئمة أصحاب الحديث أنهم قالوا في هذه الأخبار: أمروها كما جاءت، فحملوها على ظاهرها في أنها صفات لله تعالى لا تشبه سائر الموصوفين) [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14) اهـ.
وقال: (ويدل على إبطال التأويل أن الصحابة ومن بعدهم حملوها على ظاهرها، ولم يتعرضوا لتأويلها، ولا صرفها عن ظاهرها، فلو كان التأويل سائغاً لكانوا إليه أسبق، لما فيه من إزالة التشبيه، يعني:على زعم من قال إن ظاهرها تشبيه) [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15) اهـ.
~ الإمام محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي الشافعي (516 هـ)
قال في "شرح السنة" بعد أن ساق أحاديث الأصابع لله عز وجل، ثم ذكر صفات: النفس، والوجه، واليدين، والعين، والرجل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك والفرح ثم قال: (فهذه ونظائرها صفات لله تعالى، ورد بها السمع، يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها، معرضاً عن التأويل، مجتنباً عن التشبيه، معتقداً أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى11، وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة، تلقوها جميعاً بالقبول والتسليم، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل – ثم ساق آثار السلف) [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) اهـ.
~ الإمام الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي الطلحي الأصبهاني (535 هـ)
قال بعد ما قرر صفة الوجه واليد والاستواء وغيرها لله تعالى: (وكذلك القول في الإصبع، الإصبع في كلام العرب تقع على النعمة والأثر الحسن، وهذا المعنى لا يجوز في هذا الحديث، فكون الإصبع معلوماً بقوله r، وكيفيته مجهولة، وكذلك القول في جميع الصفات يجب الإيمان به، ويترك الخوض في تأويله، وإدراك كيفيته) [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17) اهـ.
~ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي (600 هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: (فلا نقول: يد كيد، ولا نكيف، ولا نشبه، ولا نتأول اليدين على القدرتين، كما يقول أهل التعطيل والتأويل، بل نؤمن بذلك، ونثبت الصفة من غير تحديد ولا تشبيه) إلى أن قال: (وكل ما قال الله عز وجل في كتابه، وصح عن رسول الله r بنقل العدل عن العدل – أي لا نشبه ولا نكيف ولا نتأول -، مثل: المحبة، والمشيئة، والإرادة، والضحك، والفرح، والعجب، والبغض، والسخط، والكره، والرضى، وسائر ما صح من الله ورسوله، وإن نبت عنها أسماع بعض الجاهلين، واستوحشت منها نفوس المعطلين) [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18) اهـ.
ثم قال في كلام جامع: (واعلم رحمك الله: أن الإسلام وأهله أتوا من طرائق ثلاث:
فطائفة: روت أحاديث الصفات وكذبوا رواتها، فهؤلاء أشد ضرراً على الإسلام وأهله من الكفار.
وأخرى: قالوا بصحتها وقبلوها ثم تأولوها، فهؤلاء أعظم ضرراً من الطائفة الأخرى.
والثالثة: جانبوا القولين، وأخذوا بزعمهم ينزهون، وهم يكذبون، فأداهم ذلك إلى القولين الأولين، وكانوا أعظم ضرراً من الطائفتين الأولتين) [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19) اهـ.
~ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي (620 هـ)
قال في "لمعة الاعتقاد": (وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم، كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات، لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله .... ) اهـ.
ثم قال بعد أن ساق جملة من صفات الله: (ومن السنة، قول النبي r: « ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا» وقوله: «يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة» وقوله: «يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة»، فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت رواته، نؤمن به، ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره، ولا نشبهه بصفات المخلوقين، ولا بسمات المحدثين، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى11، وكل ما تخيل في الذهن أو خطر بالبال فإن الله تعالى بخلافه .... ).
إلى أن قال: (فهذا وما أشبههه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله، ولا تشبيهه ولا تمثيله) [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20) اهـ.
وقال أيضاً في "ذم التأويل": (ومذهب السلف رحمة الله عليهم: الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه في آياته وتنزيله، أو على لسان رسوله من غير زيادة عليها ولا نقص منها ولا تجاوز لها، ولا تفسير لها، ولا تأويل لها بما يخالف ظاهرها، ولا تشبيه بصفات المخلوقين ولا سمات المحدثين، بل أمروها كما جاءت، وردوا علمها إلى قائلها ومعناها إلى المتكلم بها ... ) [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21) اهـ.
إلى أن قال مبيناً الإجماع على ترك التأويل: (وأما الإجماع: فإن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على ترك التأويل بما ذكرنا عنهم، وكذلك أهل كل عصر بعدهم، ولم يُنقل التأويل إلا عن مبتدع أو منسوب إلى بدعة. والإجماع حجة قاطعة، فإن الله لا يجمع أمة محمد عليه السلام على ضلالة، ومن بعدهم من الأئمة قد صرحوا بالنهي عن التفسير والتأويل، أمروا بإمرار هذه الأخبار كما جاءت، وقد نقلنا إجماعهم عليه فيجب اتباعه ويحرم خلافه، ولأن تأويل هذه الصفات لا يخلوا إما أن يكون علمه النبي r وخلفاؤه الراشدون وعلماء أصحابه أو لم يعلموا، فإن لم يعلموه فكيف يجوز أن يعلمه غيرهم، وهل يجوز أن يكون قد خبأ عنهم علماً وخبأ للمتكلمين لفضل عندهم) [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22) اهـ.
~ الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748 هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال معقباً على الأثر المشهور عن الإمام مالك "الاستواء معلوم، والكيف مجهول": (هذا ثابت عن مالك وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة: أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها، وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به، لا نعمق ولا نتحذلق، ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا) [23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23) اهـ.
وقال في ترجمة إسحاق بن راهويه: (وورد عن إسحاق أن بعض المتكلمين قال له: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء، فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء.
قلت: هذه الصفات من الاستواء، والإتيان، والنزول، قد صحت بها النصوص، ونقلها الخلف عن السلف، ولم يتعرضوا لها برد ولا تأويل، بل أنكروا على من تأولها، مع إصفاقهم على أنها لا تشبه نعوت المخلوقين، وأن الله ليس كمثله شيء، ولا تنبغي المناظرة ولا التنازع فيها، فإن في ذلك مخولة للرد على الله ورسوله، أو حوماً على التكييف أو التعطيل) [24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24) اهـ.
~ الحافظ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (795 هـ)
قال: (والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل، ولا يصح من أحد منهم خلاف ذلك البتة خصوصاً الإمام أحمد، ولا خوض في معانيها، ولا ضرب مثل من الأمثال لها، وإن كان بعض من كان قريباً من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئاً من ذلك اتباعاً لطريقة مقاتل، فلا يقتدى به في ذلك، إنما الاقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك، ومالك، والثوري، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحق، وأبي عبيد، ونحوهم، وكل هؤلاء لا يوجد في كلامهم شيء من جنس كلام المتكلمين فضلاً عن كلام الفلاسفة) [25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25) اهـ.
~ العلامة أبو الفضل شهاب الدين محمود الألوسي (1207 هـ)
قال في "غرائب الاغتراب": (فقلت: يا مولاي يشهد لحقية مذهب السلف في المتشابهات، وهو إجراؤها على ظواهرها مع التنزيه {ليس كمثله شيء}: إجماع القرون الثلاثة الذين شهد بخيرتهم خير البشر r ..)[26] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26) اهـ.
من كتاب الأشاعرة في ميزان أهل السنة للشيخ فيصل بن قزار الجاسم
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) رواه اللالكائي (3/ 432).
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) سبق تخريجه حاشية 144.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) سير أعلام النبلاء (8/ 162).
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) الرد على المريسي (2/ 789).
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) رواه أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وأهله (4/ 343).
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) أورده الذهبي في العلو (ص208).
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) شرح السنة (ص102 - 103).
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) التوحيد (3/ 7 - 9).
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) التوحيد (3/ 309).
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) نقله عنه أبو القاسم التيمي في الحجة (1/ 231 - 244) في كلام طويل، وشيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/ 61) وأورده الذهبي في العلو (ص244).
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) رسالة السجزي إلى أهل زبيد (ص121).
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص39).
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) المرجع السابق (ص48 - 49).
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) إبطال التأويلات (1/ 43).
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) المرجع السابق (2/ 71).
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) شرح السنة (1/ 63 - 171).
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) الحجة في بيان المحجة (2/ 257 - 262).
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) عقائد أئمة السلف (85).
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19) المرجع السابق (ص131 - 132).
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20) لمعة الاعتقاد (ص174 - 178).
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21) ذم التأويل (ص11).
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22) المرجع السابق (ص40 - 41).
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23) العلو (ص139).
[24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24) سير أعلام النبلاء (11/ 376).
[25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25) فضل علم السلف على الخلف (ص55 - 56).
[26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref26) غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب (ص؟؟؟).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مروان]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 01:16]ـ
ثبتني الله وإياك على آثار وفهم من سلف.
ـ[الاثر]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 08:35]ـ
آمين ..
بارك الله فيك أخي أبو مروان(/)
مجاوزة الحد عند الرد ..
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 09:03]ـ
مجاوزة الحد عند الرد ..
الشيخ: أبو أويس الإدريسي.
"ربما آل الأمر بالمعروف بصاحبه
إلى الغضب والحدَّة فيقع في الهجران المحرم"
من الأصول المقررة عند أهل السنة: أن الرد على المخالف والمخطئ، وبيان الباطل والإنكار على من وقع فيه -لمن تأهل لذلك وأحسنه- من أهم المهمات وأعظم الواجبات، فـ" أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر للناس فسادها وعيبها، وأنهم على غير الصواب، ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها، وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن، بشرط أن لا يتعدى فيها الصدق، ولا يفتري على أهلها الفواحش ما لم يفعلوه، بل يقتصر على ما فيهم من المنفرات خاصة، فلا يقال على المبتدع أنه يشرب الخمر، ولا أنه يزني ولا غير ذلك مما ليس فيه " 1
وعليه فمما ينبغي الحذر منه في هذا المقام لعموم البلوى به بين الأنام: التعدي ومجاوزة الحد المشروع عند بيان الباطل والإنكار على أهله مصداقا لقوله تعالى: "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"، ولذا فينبغي على المرء "ألا يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم أو نهيهم أو هجرهم أو عقوبتهم ... فإن كثيرا من الآمرين الناهين قد يتعدى حدود الله إما بجهل وإما بظلم، وهذا باب يجب التثبت فيه وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين" 2 فإنك " إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين الأمة وعلمائها وعبادها وأمرائها ورؤسائها وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل ... كما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة، وكما بغت الناصبة على علي وأهل بيته، ... وكما قد يبغي بعض المستنة إما على بعضهم وإما على نوع من المبتدعة بزيادة على ما أمر الله به وهو الإسراف المذكور في قولهم (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا) " 3.
وها هو الإمام الذهبي رحمه الله يبين أن بغض المبتدعة بلا ميزان شرعي أدى بالبعض إلى تجاوز طريقة السلف والعدول عن النهج السوي فقال في ترجمة يحيى بن عمار رحمه الله: "وكان متحرقا على المبتدعة والجهمية، بحيث يؤول به ذلك إلى تجاوز طريقة السلف وقد جعل الله لكل شيء قدرا" 4.
و في ترجمة ابن منده رحمه الله: "أنه نهى عن الدخول على بعض من وقع في مخالفة مذهب السلف في أمور تخص الاعتقاد، وقال (أي: ابن منده): "على الداخل عليهم أحرج أن يدخل مجلسنا أو يسمع منا، أو يروي عنا، فإن فعل فليس هو منا في حِلّ".
فعلق الذهبي على ذلك فقال: "قلت: ربما آل الأمر بالمعروف بصاحبه إلى الغضب والحدَّة، فيقع في الهجران المحرم، وربما أفضى ذلك إلى التكفير والسعي في الدم" 5.
فليس _إذن_ من العدل ولا من المروءة أن يستغل المتبع لطريقة السلف الصالح، ومنهج أهل السنة والحديث تبديع العلماء المعتد بهم 6 لشخص مثلا وتحذيرهم منه ومن كلامه، فيفرِّغ أحقاده الشخصية، ويلبسها ثوب الحرص على السنة، والنقمة على البدعة، مستجيبا لدعاوي الهوى التي تحركه فيتجاوز الحدود الشرعية وطريقة السلف المرعية، فـ" هيهات هيهات! إن في مجال الكلام في الرجال عقبات، مرتقيها على خطر، ومرتقيها هوى لا منجى له من الإثم ولا وزر، فلو حاسب نفسه الرامي أخاه: ما السبب الذي هاج ذلك؟ لتحقق أنه الهوى الذي صاحبه هالك" 7
فالمبتدع مثلا: "يُبيَّن أمره للناس ليتقوا ضلاله ويعلموا حاله ... وهذا كله ينبغي أن يكون على وجه النصح وابتغاء وجه الله تعالى، لا لهوى الشخص مع الإنسان، مثل أن تكون بينهما عداوة دنيوية 8، أو تحاسد، أو تباغض، أو تنازع على الرئاسة 9، فيتكلم بمساويه مظهرا للنصح، وقصده في الباطن الغض من الشخص واستيفاؤه منه، فهذا من عمل الشيطان" 10.
وعند تقرير شيخ الإسلام رحمه الله للقول بهجر المبتدع الداعي لبدعته والتغليظ في ذمه يبين أن "المقصود بذلك ردعه، وردع أمثاله، للرحمة والإحسان لا للتشفي والانتقام" 11.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الخلق من دلائل سعة الصدور وسلامة القلوب 12 وهو " مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق حلاوته، وهو أن لا يشغل قلبه وسره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره، وشفاء نفسه، بل يفرغ قلبه من ذلك، ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع له، وألذ وأطيب، وأعون على مصالحه، فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما هو أهم عنده، وخير له منه، فيكون بذلك مغبوناً، والرشيد لا يرضى بذلك، ويرى أنه من تصرفات السفيه، فأين سلامة القلب من امتلائه بالغل والوساوس، وإعمال الفكر في إدراك الانتقام؟ " 13.
إذا ما المرء أخطأه ثلاث****فبعه ولو بكف من رماد
سلامة صدره والصدق منه****وكتمان السرائر في الفؤاد
وبناء على ما مر قرر العلماء أن المرء " إذا أمكنه الجرح بالإشارة المفهمة أو بأدنى تصريح لا تجوز له الزيادة على ذلك، فالأمور المرخص فيها للحاجة لا يرتقى فيها إلا إلى ما يحصل الغرض " 14
قال اللكنوي رحمه الله:" لما كان الجرح أمرا صعبا، فإن فيه حق الله مع حق الآدمي، وإنما جوز للضرورة الشرعية 15، حكموا بأنه لا يجوز الجرح بما فوق الحاجة .. " 16.
ومن تم فما ينبغي لنا أن نطلق " الكلام على أحد بالجزاف، بل نعطي كل شيخ قسطه، وكل راو حظه، والله الموفق لذلك، المان بما يجب من القول والفعل معا " 17.
كما يجب أن يعلم في هذا السياق قبح التعميم بغير وجه حق ولا حد، عند النقد أو الرد فإنه من أكثر الأخطاء انتشارا بين الناس وله صور، منها:
- من يعمم الحكم على الأعمال بمجرد النظر إلى عمل واحد، وفي ذلك جور في الحكم!
- ومن الناس من يعمم الحكم على شخص بالنظر إلى مرحلة واحدة من مراحل حياته، ربما تغير عنها وفي ذلك تعد وظلم!
- ومن الناس من يعمم الحكم على طائفة من الناس من خلال النظر إلى حال شخص واحد أو أشخاص منها!.
وقد ذكر الغزالي رحمه الله قصة رمزية في خصوص هذا تستحق التأمل مفادها: أن ثلاثة من العميان أدخِلوا على الفيل، وكانوا لم يروه من قبل فوضع أحدهم يده على رجله، ووضع الآخر يده على ذيله، ووضع الثالث يده على بطنه، فلما خرجوا سألوهم: ما الفيل؟
فقال الأول: الفيل كسارية المسجد.
وقال الآخر: الفيل كخرطوم طويل به شعر كثيف.
وقال الثالث: الفيل كالجبل العظيم الأملس!!
فأدخلوا مرة أخرى على الفيل، وأمسكوا بجميع أجزائه، وعندها ضحكوا من تعريفاتهم السابقة للفيل واستطاعوا أن يصفوه على حقيقته 18.
فالزم يا رعاك الله جادة الوسطية والاعتدال وعليك بالاتزان حتى لا تخرج إلى طرفي الإفراط أو التفريط فيختل الميزان فإن "العدل واجب لكل أحد على كل أحد في جميع الأحوال، والظلم لا يباح منه شيء بحال " 19.
.............................. .................... .
1. الفروق 4/ 362 مع هوامشه.
2. الفتاوي لابن تيمية رحمه الله 14/ 481.
3. نفسه 14/ 483.
4. السير للذهبي رحمه الله 17/ 481.
5. نفسه 17/ 41.
6. قال الإمام الذهبي رحمه الله:" ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن، وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ، مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى العلماء والإتقان، وإلا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها****ولو سودت وجهك بالمداد
فإن آنست من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا، وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي أو مذهب، فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك " الرفع والتكميل في الجرح والتعديل 57.
7. من كلام الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله في الرد الوافر 13.
8. قال القرافي رحمه الله في معرض ذلك:" متى كان لأجل عداوة أو تفكه بالأعراض وجريا مع الهوى فذلك حرام " الفروق 4/ 361 مع هوامشه.
9. قال الفضيل بن عياض رحمه الله:" ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس وكره أن يذكر أحد بخير " جامع بيان العلم 1/ 143.
10. الفتاوي لابن تيمية رحمه الله 28/ 221.
11. منهاج السنة 5/ 239.
12. قال سفيان بن دينار رحمه الله: قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي رضي الله عنه: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: " كانوا يعملون يسيرا ويؤجرون كثيرا " فقال سفيان: ولم ذلك؟ قال:" لسلامة صدورهم " أخرجه هناد في الزهد 2/ 600.
13. مدارج السالكين 2/ 320.
14. قاله السخاوي رحمه الله في فتخ المغيث 3/ 272.
15. قال السخاوي رحمه الله:" لا يجوز التجريح بسببين إذا حصل بواحد، فقال العز بن عبد السلام في قواعده: إنه لا يجوز للشاهد أن يجرح بذنبين مهما أمكن الاكتفاء بأحدهما، فإن القدح إنما يجوز للضرورة، فليقدر بقدرها. ووافقه عليه القرافي وهو ظاهر " فتخ المغيث 3/ 325.
16. انظر الإعلان بالتوبيخ 68.
17. من قالات الإمام ابن حبان رحمه الله في كتابه الثقات 6/ 218، وقال كذلك رحمه الله:" لسنا ممن يوهم الرعاع ما لا يستحقه، ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان، وإن كان لنا مخالفا، بل نعطي كل شيخ حظه مما كان فيه، ونقول في كل إنسان ما كان يستحقه من العدالة والجرح " الثقات 7/ 646.
18. الإحياء 4/ 7.
19. المظالم المشتركة لابن تيمية رحمه الله 26.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 09:44]ـ
إذا ما المرء أخطأه ثلاث****فبعه ولو بكف من رماد
سلامة صدره والصدق منه****وكتمان السرائر في الفؤاد
أبيات نفيسة .. جزاك الله خيرا أخي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 10:01]ـ
وهذا الهدى لايطيق أو لايستطيع تطبيقه الا المفكرين أقصد بهم طلبة العلم والدعاة والعلماء الذين يفكرون وعندهم قدرة على الخيال أما من لايفكر وعنده فقر فى الخيال فهو لن يلحظ ابدا تجاوزه لهذا المنهج بل سيرى نفسه دائما على منهج النبى (ص) والصحابة
والدكتور محمد يسرى حقق حوالى 10 رسائل عن ادب الجرح لعلماء متقدمين كبن تيمية وبن رجب وغيره وقدم له الشيخ محمد اسماعيل المقدم (وهو كتاب صادر حديثا وسأكتب عنه ان شاء الله
ـ[الهزيز]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 10:13]ـ
شكراً لك أخي أبوعبد الله السلفي على هذه الفوائد وأحب أن تراسلني
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 06:53]ـ
الأخوة إبن الطيب و خالد مرسي و الهزيز جزاكم الله خيرا و نفع بكم, و الشكر كل الشكر للشيخ أبي أويس الإدريسي حفظه الله الذي دائما يتحفنا بفوائد غالية من بطون أمهات الكتب فجزاه الله عنا كل خير.(/)
اعتراف مهم للدكتور الهاشمي صاحب قناة (المستقلة) ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 10:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أصدر الدكتور محمد الهاشمي صاحب " قناة المستقلة " كتابًا جديدًا بعنوان (رسالة التوحيد) تحدث في مقدمته عن حياته ونشأته وارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وتنقلاته الإعلامية، إلى أن حط الرحال في قناته " المستقلة "، وقد جاء في المقدمة اعتراف مهم، من رجل خبير ومن داخل الصف، عن تفريط جماعة الإخوان المسلمين ومن تأثر بها من بعض الدعاة الحركيين في جانب الاهتمام بأمر التوحيد، الذي هو آكد الأمور عند الله، وتهاونهم في أمر الشيعة، بل تعاطفهم معهم، وانشغالهم بأمر " السياسة " والوصول " للحكم "، مفرّطين لأجله في أمور شرعية عظيمة، فكانت أضرار هذا الانشغال تفوق مصالحه بكثير.
ويكفي أن من المفاسد: تشويه صورة أهل الصلاح والإصلاح في أذهان عامة المسلمين، عندما يرون بعضهم ممن انخرط في السياسة وألاعيبها، أصبحوا مجرد " سياسيين " لا مبدأ لهم، يدورون مع مصالحهم وحزبياتهم، لا فرق بينهم وبين الآخرين؛ مما يُفقد العامة الثقة في أهل الخير عامة، تعميمًا لمسلك تلك الفئة.
وإلى القارئ شيئًا من اعتراف الدكتور؛ عسى أن يعيه أفراد جماعة الإخوان، وبعض من تابعها أو تأثر بها من الدعاة الحركيين المنشغلين بأمر الحكم؛ فيُعيدوا النظر في أولوياتهم:
قال الدكتور عن مرحلة عملة بجريدة الشرق الأوسط (ص 12 – 14):
(أعطاني رئيس التحرير، الإعلامي السعودي المعروف عثمان العمير، حرية مطلقة تقريباً في الإشراف على الصفحة. فطبعتها بالروح التي نشأت عليها في صفوف الحركة الإسلامية التونسية، والمدرسة الإخوانية، وفي أجواء حلقات النقاش في الجامعة التونسية. فتحتُ ملفاتٍ كثيرة للحوار، واستكتبت الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – والدكتور يوسف القرضاوي، وكتّاباً آخرين مشهورين. كما نشرت في صفحة الدين لكتّاب محسوبين على المدرسة العلمانية، ضمن مناظرات عن الإسلام وتحديات العصر. وقد واجهتُ مشكلة دينية سياسية فرضتها الحرب العراقية الإيرانية التي كانت تشارف على نهايتها عامي 1988م و1999م. أدت الحرب إلى نشوء حرب من الفتاوى والمؤتمرات بين أنصار العراق وأنصار إيران. وكانت "الشرق الأوسط" في الصف المؤيد للعراق، ومن هذا المنطلق كانت تصلني مقالات كثيرة تنتقد إيران كدولة شيعية، وتنتقد الشيعة بوجه عام. غير أنني بذلت جهوداً كبيرة من أجل تحرير الصفحة الدينية من الدخول في هذه المعركة، ومنعتُ نشر أكثر هذه المقالات والفتاوى المعادية للشيعة فيها. ومن أهم أسباب هذا الموقف أن ميول الإسلاميين التونسيين خاصة، وأكثر الإسلاميين العرب خارج منطقة الخليج، كانت أقرب إلى إيران، وكانت متعاطفة مع ثورتها الإسلامية، مبغضة لفكر البعث وسياساته. وقفت بقوة وحماس إذن ضد الإساءة لإيران والشيعة في صفحة "الدين والتراث"، وكانت حجتي أمام رئيس التحرير أنه يجب ألا نسمح للسياسة بتوظيف الدين لتفريق المسلمين، وأن من الأفضل أن نبقي الرابطة الدينية بين السنة والشيعة قائمةً وقويةً لنداوي بها آثار الحرب العراقية الإيرانية عندما تتوقف.
أما موضوع التوحيد فلا أذكر أنني طرحته كموضوع للنقاش والاجتهاد والتجديد طيلة الفترة التي حررت فيها صفحة "الدين والتراث" في جريدة الشرق الأوسط، وهي مرحلة بدأت في 1988م، وانتهت باستقالتي عام 1991م لخلافات مع بعض مسؤولي التحرير الذين التحقوا بالصحيفة.
انتقلتُ من جريدة "الشرق الأوسط" إلى مجلة "العالَم" التي كانت تصدر أسبوعياً من لندن، ويرأس تحريرها الكاتب والإعلامي البحريني الدكتور سعيد الشهابي، وتوليت الإشراف فيها على قسمها الإسلامي، الذي يتكون من عدة صفحات.
عملت في مجلة "العالم" سنتين. ولم تكن عندي أي موانع من العمل في مؤسسة إعلامية محسوبة على إيران، علماً بأن المجلة كانت ذات أفق إسلامي واسع وغير معنية بالخلافات المذهبية، وقد سبق أن أشرت إلى أنني كنت أشعر، مثل جيل واسع من الإسلاميين في تونس والمغرب العربي بوجه خاص، بالتعاطف مع إيران وشعارات ثورتها الإسلامية، وأرى ضرورة العمل لتعزيز التقارب والتضامن بينها وبين العالم العربي).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تحدث الهاشمي عن استقالته من " حركة النهضة " ثم إنشاء قناة " المستقلة " وبرنامجها الشهير " الحوار الصريح بعد التراويح " وقال (ص 18):
(في أجواء هذا البرنامج، بدأت أدرك تدريجياً أهمية التفكير في موضوع التوحيد، كشرط من شروط فهم التراث الضخم من السجال العقدي والفقهي بين الفرق الإسلامية. وأدركت أيضاً أنني كنت غافلاً عن هذا الأمر وعن أهميته. أقول " تدريجياً" ويجب وضع أكثر من سطر تحتها. فقد استغرق الأمر بعض الوقت، علماً بأن مسيرة "الحوار الصريح" تطورت منذ أن بدأ تقويم تراث الفرق الإسلامية عام 2002م، إذ إنني كنت أتعلم واستفيد من كل جولة أقدمها من جولات البرنامج. وهي جولات بثتها قناة المستقلة في شهر رمضان من كل عام، وفي غير شهر رمضان عدة مرات خلال الأعوام الماضية).
ثم عقد فصلاً بعنوان " وقفة مع موقف جماعة الإخوان المسلمين من التوحيد " قال فيه (23 – 24): (عرضتُ في الفصل السابق خلاصة ما فهمته عن حقيقة الإسلام انطلاقاً من كتابات مفكري مدرسة الإخوان المسلمين. عرفت من هذه الكتابات أن الإسلام دين ودولة، وأنه صالح لكل زمان ومكان، وأنه نظام سياسي واجتماعي وقانوني، وأن العمل لإقامة المجتمع المسلم، والدولة الإسلامية، واجب كل مسلم، وبذلك طغت المقاربة السياسية والحركية، وتقدمت على ما سواها.
وقلت: إنني أعدت النظر بعد استقالتي من حركة النهضة التونسية في منهج العمل الحزبي باسم الراية الإسلامية في مجتمع مسلم، وبدا لي أن أضراره على الإسلام والمجتمع أكثر من منافعه.
لكنني لم أراجع موقف المدرسة الإخوانية من التوحيد إلا في ضوء مناقشات برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح"، وإلحاح صديقي الذي لقيته في موسم حج عام 1423هجرية 2002 ميلادية، وهو الذي ظلّ يكرر لي على مدى سنوات أن التوحيد أعظم شأن في الإسلام، وأن من أكبر ما أعاق تجربة الإخوان المسلمين في نظره غفلتها عن هذه الحقيقة. عدتُ للبحث في أمر لا يحتمل المجاملة، ولا يقبل إلا الصدق مع النفس ومع الناس، لأنه متّصل بخالق الخلق ملك الملوك، من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).
ثم تحدث عن (أولوية السياسة عند الإخوان) وقال (ص 28): (هذا التقديم يشير بوضوح إلى أولوية العمل السياسي وأهميته عند جماعة الإخوان المسلمين. ومسيرة الإخوان المسلمين في عهد مؤسسها الأستاذ حسن البنا – يرحمه الله -) .. ثم تحدث عن زيارته لموقع " جماعة الإخوان المسلمين " على شبكة الأنترنت، فقال (ص 29 – 30): (وجدت في القائمة الرئيسة هذه الأبواب: رأي الإخوان، أخبار الجماعة، فلسطين الآن، آخر الأخبار، برلمانيات، البنا والإخوان، حوارات وتحقيقات، روضة الدعاة، واحة الأسرة، عرب وعجم، ثقافة وفنون، شباب وجامعات، آراء حرة، ملفات خاصة، مواقع مختارة، مجتمع الإخوان، بوابة المعتقلين، المضحكخانة، صوتيات ومرئيات، وتراث الإخوان.
كل الأخبار المنشورة في الصفحة الرئيسة ذات طابع سياسي. وعند فتح باب "روضة الدعاة" وجدت فيه عدداً من المقالات بعضها عن فضيلة شهر رجب، وعن الرحمة والورع، ووجدت ركناً اسمه دراسات وقضايا يتضمن مقالات عن التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، والاستثمار في البورصة، وحكم قبول الحديث الضعيف في فضائل الأعمال. ووجدت باباً "زاد الداعية"، فيه مقال عن الحديث النبوي "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها"، ومقالات أخرى عن التحذير من إهمال النفس، وعن الحياء، وأثر الابتسامة في الحياة، ووجدت باباً للفقه عنوانه " أسألوا أهل الذكر" يتضمن مقالات عن حكم الظهار وسب الدين والدهر وحكم العمل في المصارف الربوية.
هذه أهم العناوين في كل باب تصفحته داخل ركن "روضة الدعاة".، وتصفحت أيضاً ركن "تراث الإخوان" فوجدت فيه كلمات ووصايا لعدد من قادة الجماعة ورموزها، وعدداً من الكتب، منها مذكرات الأستاذ عمر التلمساني – يرحمه الله – وكتاب: نساء في دروب الإخوان المسلمين، وكتاب: الإخوان المسلمون في سجون مصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بحثت في الموقع عن كلمة " التوحيد"، فظهرت لي النتائج في ثلاث صفحات، أكثرها مرتبط بحركة التوحيد والإصلاح المغربية. ووجدت مقالة للمرشد الأستاذ محمد مهدي عاكف بعنوان "أمة التوحيد"، كُتبت بمناسبة الحج وتتضمن دعوة للوحدة الإسلامية، ومقالتين أخريين عن الحج في ظلال التوحيد، كما وجدت مقالة بعنوان: تجريد التوحيد لله (شرح الأصول العشرين) للأستاذ جمعة أمين، وفيه حديث عن الموقف من الإلهام والكشف والرؤى.
الخلاصة: أن الموقع إخباري سياسي في المقام الأول، يُعرف بالجماعة وأهدافها وسياساتها، وفيه أيضاً مادة تربوية دعوية قدمتُ نماذج منها، وواضح أن الحديث في التوحيد وبياناته بشكل دقيق، والتحذير مما يفسده أو يمس من صفاته ونقائه ليس أمراً ذا أولوية عند القائمين على الموقع).
وبعد حديث عن بعض التنظيرات الإخوانية، قال (ص 34):
(لكنه لا يلغي الحقيقة التي فرضتها الممارسة الميدانية، والتي جعلت أبناء مدرسة الإخوان المسلمين يولون أكثر جهدهم ووقتهم للسياسة والانتخابات والنقابات والعمل الاجتماعي والخيري. فإذا استحضر المرء حقيقة موضوعية أخرى، وهي أن مصر التي نشأتْ فيها جماعة الإخوان المسلمين، من البلاد التي توجد بها أضرحة مشهورة كثيرة، يزورها ملايين الناس للتبرك والدعاء، وينذرون لها، ويدفعون فيها الأموال، ويُعظمونها، فإن ذلك يعطي حجة قوية للذين ينتقدون الإخوان المسلمين ويتهمونهم بخلط الأولويات وإهمال أعظم أمور الدين).
ثم عقد فصلاً بعنوان (مقارنة بين الجهود المبذولة في الانتخابات والجهود المبذولة في نشر التوحيد) بيّن فيه إغراق الجماعة في الأول دون الثاني ..
ثم فصلاً بعنوان (ما أهم موضوع تناوله القرآن الكريم: التوحيد أم الحكم والسياسة؟)، قال فيه (ص 37 – 38): (عدتُ إلى كتاب الله وإلى صحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أبحث عن الجواب الشافي الكافي في بيان مكانة التوحيد. ومن دون إطالة، أبدأ بتقديم النتيجة التي توصلت إليها باختصار، ثم أقدم التفصيل.
وجدتُ أن أهم موضوع تناوله القرآن الكريم هو التوحيد وما يتصل به من مسائل العقيدة الصحيحة. واكتشفت أن خلاصة ما كلف الأنبياء جميعاً بإبلاغه للناس هو أن يعلموهم أنه لا إله إلا الله. واكتشفت أن السياسة التي يفني كثير من الإسلاميين أعمارهم فيها، شأن ثانوي بالقياس إلى التوحيد. لا أعني أنها ليست مهمة، ففي القرآن الكريم أوامر وأحكام وتوجيهات عامة تقود كلها إلى الحكم العادل الرشيد، ولكن السياسة في الإسلام، وكل عمل صالح آخر، أساسه التوحيد.
إذا فسد التوحيد لم ينفع الإنسان أي عمل صالح آخر يفعله، سواء كان عملاً سياسياً للفوز بالانتخابات، أو لإقامة الخلافة، أو للثأر لأهل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – كما يرى البعض. فقد وجدت أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعاً إلا الشرك. وإذا صح التوحيد، صلح كل أمر آخر واستقام على أساس راسخ متين. وحتى إن قصّر الإنسان في واجباته الدينية الأخرى سهواً أو كسلاً أو ضعفاً وانقياداً للشهوات، فإن باب التوبة والمغفرة مفتوح له بنص القرآن الكريم وبصحيح السنة النبوية. وبناءً على هذه النتيجة، ينبغي تصحيح الأولويات تصحيحاً جذرياً.
هذه هي النتيجة التي وصلت إليها. وسأعرض أدلتها في الفصول الآتية إن شاء الله تعالى) – ثم عرض الأدلة، وناقش بعض شبهات من يصرفون العبادة لغير الله عز وجل؛ كالشيعة - ..
تعليق
1 - جزى الله خيرًا الدكتور الهاشمي على شجاعته في الاعتراف السابق، الذي أحجم عنه كثيرون ..
2 - وفّق الله جماعة الإخوان ومَن تأثر بها للاهتمام بأمر التوحيد وعقيدة السلف، تعلمًا وتعليمًا، وبذل الجهود الدعوية في هذا الجانب (محاضرات – دروس – كتيبات – مناصحات .. ) إلى أن تنقشع غشاوة البدعة والانحراف عن ديار المسلمين – بإذن الله -. ولايعني هذا عدم الاهتمام بواقع المسلمين أو دنياهم ومعاشهم، ولكن (قد جعل الله لكل شيئ قدرا).
وبصّرهم ربي بمكايد " الشيعة "؛ لئلا يكونوا سُلمًا لهم يعبرون عليه إلى بلاد المسلمين ..
غلاف كتاب الدكتور الهاشمي
http://img705.imageshack.us/img705/5549/94502287.jpg
اعترافات سابقة
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
رسالة للعلماء من الدكتور / أحمد الصويان
http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=32959
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 10:35]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
وأظن أيضا أن السبب الذى جعل اخوان الاردن ينفصلون عن جماعة الاخوان هو وقوف الاخوان دائما فى صف الشيعة ضد اخوان الاردن اذا نشبت أى مشكلة بين الشيعة واخوان الاردن
هل معلوماتى دقيقة أم لا؟
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 11:58]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا سليمان.
والله لقد أفلج صدري مقالكم ونقلكم , أسأل الله أن يبارك فيكم ويحفظكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 06:38]ـ
الأخ الكريم: خالد: وجزاك ربي خيرًا ..
قد يختلفون .. ولكنهم لم يصلوا إلى (الانفصال). كما في قضية إخوان الكويت أيام أزمة الخليج.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 04:30]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم ... نعمت النظرة ... و نعمت السياسة في الدعوة الى التوحيد .. منا من يغفل عن اولوية التوحيد حين يدعو الى السياسة في القول و العمل ... و منا من يغفل عن السياسة في القول و العمل حين يدعو الى التوحيد كأولوية
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 09:46]ـ
الدكتور الهاشمي يكرر هذا الكلام في المجالس الخاصة
وأنا سمعته منه قبل عام ونصف
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 10:45]ـ
بارك الله فيكم وفيه ..
الدكتور الهاشمي له جهود يجب أن تشكر وتدعم ..
وأزيد .. ليت الإخوان انشغلوا بالسياسة عن التوحيد فقط _مع قبح هذا المسلك_ لكنهم شهروا سيوفهم على أهل التوحيد في مصر وخارجها، وشوهوا دعوتهم، ومواقفهم مع جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر ومع سائر أتباع الدعوة الإصلاحية معروفة مذمومة .. نسأل الله لهم الهداية.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 01:53]ـ
الفضلاء:
أبا الليث
ابن الرومية
خزانة الأدب
أباسليمان الأسعدي
بارك الله فيكم، وسعدت بتشريفكم
ـ[ابوسارية]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 03:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك يا شيخ سليمان ونفع بك وجزاك الله خيرا على الفائدة التي تضاف في أرشيف وشهد شاهد من أهلها ... ولكن الاستاذ الهاشمي زاده الله توفيقا ورجوعا الى الحق بتبنيه الديمقراطية ومدافعته الشديدة عليها قد ناقض ربما رسالته هذه ... المهم جزاك الله خيرا يا شيخ سلمان.
محبكم أبوسارية
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 04:15]ـ
بارك الله فيكم ...
ولذلك تجدهم ينقمون عليه توجه الحالي، وأنه ما وصل إلى ما وصل إليه إلا على ظهر الإخوان ...
وهذا الكلام سمعته من سنوات، من أحد نشطاء حركة النهظة التونسية ...
ـ[سبط ابن دقيق العيد]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 12:01]ـ
أحسن الله تعالى إليك .. شيخنا الحبيب المبارك
سليمان الخراشي
واسمح له بهذه الإضافة النافعة إن شاء الله تعالى
بين النبي (صلى الله عليه وسلم) وبين قريش
قال ابن إسحاق: ثم إن الإسلام جعل يفشو بمكة ( http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9) في قبائل قريش في الرجال والنساء وقريش تحبس من قدرت على حبسه وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة - كما حدثني بعض أهل العلم عن سعيد بن جبير، وعن عكرمة مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال اجتمع عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث، أخو بني عبد الدار، وأبو البختري بن هشام والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام - لعنه الله - وعبد الله بن أبي أمية، والعاص بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان، وأمية بن خلف، أو من اجتمع منهم.
قال اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، ثم قال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه فبعثوا إليه إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك، فأتهم فجاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريعا، وهو يظن أن قد بدا لهم فيما كلمهم فيه بداء وكان عليهم حريصا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم حتى جلس إليهم فقالوا له يا محمد إنا قد بعثنا إليك ; لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة فما بقي أمر قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك - أو كما قالوا له - فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا، فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك - وكانوا يسمون التابع من الجن رئيا - فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
- {ما بي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم. ولكن الله بعثني إليكم رسولا، وأنزل علي كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالات ربي، ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم} أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا محمد فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدا، ولا أقل ماء ولا أشد عيشا منا، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، وليبسط لنا بلادنا، وليفجر لنا فيها أنهارا كأنهار الشام ( http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%d4%c7%e3) والعراق ( http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%da%d1%c7%d e) ، وليبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب، فإن كان شيخ صدق فنسألهم عما تقول أحق هو أم باطل فإن صدقوك، وصنعت ما سألناك، صدقناك، وعرفنا به منزلتك من الله وأنه بعثك رسولا - كما تقول - فقال لهم صلوات الله وسلامه عليه
{ما بهذا بعثت إليكم إنما جئتكم من الله بما بعثني به وقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله تعالى، حتى يحكم الله بيني وبينكم} قالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا، فخذ لنفسك، سل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله فليجعل لك جنانا وقصورا وكنوزا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بالأسواق كما نقوم وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولا كما تزعم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ما أنا بفاعل وما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا} - أو كما قال - {فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم} قالوا: فأسقط السماء علينا كسفا كما زعمت أن ربك لو شاء فعل فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {ذلك إلى الله إن شاء أن يفعله بكم فعل} قالوا: يا محمد أفما علم ربك أنا سنجلس معك، ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا، إذا لم نقبل منك ما جئتنا به إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبدا، فقد أعذرنا إليك يا محمد وإنا والله لا نتركك وهي بنات الله.
وقال قائلهم لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله وبالملائكة قبيلا. فلما قالوا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو ابن عمته فهو لعاتكة بنت عبد المطلب - فقال له يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لأنفسهم أمورا، ليعرفوا بها منزلتك من الله كما تقول ويصدقوك ويتبعوك فلم تفعل ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله فلم تفعل ثم سألوك أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب فلم تفعل - أو كما قال له - فوالله لا أؤمن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما، ثم ترقى فيه وأنا أنظر إليك حتى تأتيها، ثم تأتي معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول. وأيم الله أن لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك، ثم انصرف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله حزينا آسفا لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه ولما رأى من مباعدتهم إياه.
التعليق:
الشاهد إخوة الخير من هذه القصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم عُرِض عليه من قومه الملك والحكم فماذا كان رده صلوات ربي عليه؟
لو لم تكن فيه آيات مبينة
كانت بداهته تنبيك بالخبر
ـ[القضاعي]ــــــــ[12 - Feb-2010, مساء 06:17]ـ
إذا فسد التوحيد لم ينفع الإنسان أي عمل صالح آخر يفعله، سواء كان عملاً سياسياً للفوز بالانتخابات، أو لإقامة الخلافة، أو للثأر لأهل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – كما يرى البعض. فقد وجدت أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعاً إلا الشرك. وإذا صح التوحيد، صلح كل أمر آخر واستقام على أساس راسخ متين. وحتى إن قصّر الإنسان في واجباته الدينية الأخرى سهواً أو كسلاً أو ضعفاً وانقياداً للشهوات، فإن باب التوبة والمغفرة مفتوح له بنص القرآن الكريم وبصحيح السنة النبوية. وبناءً على هذه النتيجة، ينبغي تصحيح الأولويات تصحيحاً جذرياً.
هذه هي النتيجة التي وصلت إليها. وسأعرض أدلتها في الفصول الآتية إن شاء الله تعالى
بوركت والهاشمي ووفقكما الله لمزيد بيان أهمية التوحيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 - Feb-2010, صباحاً 10:44]ـ
جزاك الله كل خير شيخنا الفاضل على التوضيح القيم
والحمد لله الذي وفق الهاشمي ليشهد بهذه الشهادة العظيمه(/)
مفهوم الكفر عند الجهمية والمرجئة والأشاعرة
ـ[أبوالبراء الجزائري]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 01:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فمن عجائب هذا الزمان أن ترمى بموافقة الجهمية، أو إنكار التلازم بين الظاهر والباطن! من أناس وظفوا أنفسهم للدفاع عن حملة الفكر الإرجائي الذين حذر منهم كبار العلماء.
وأعجب من ذلك أن يرميك بموافقة الجهمية، من لا يعرف مذهب الجهمية!
ويبدو أن " الصفعات " المتتالية التي تلقتها المرجئة على يد العلماء الكبار، أفقدت البعض صوابه، فلم يجد شيئا يتمسك به إلا أن يرمي دعاة الحق بأنهم جهمية - وليسوا مرجئة فحسب -.
وقد رأيت ممن وقع في هذا الشغب ثلاثة أصناف:
الأول: يطلق لقب المرجئة، وغلاة المرجئة على من يخالفه في مسألة سيد قطب! والسكوت عن المبتدعة، حسب ما يراه هو سكوتا، وابتداعا.
ولئن كان السكوت عن المبتدعة وذمهم إرجاء، فقد وقعوا في الإرجاء حين أمسكوا عن بيان الحق في مسائل الإيمان، والتحذير ممن حذر منهم أهل العلم.
وترى هؤلاء ينسبون لسيد قطب عظائم الأمور من الطعن في موسى عليه السلام، والقول بوحدة الوجود وخلق القرآن، ثم يتورعون عن تكفيره!
الثاني: من يطلق هذه الألقاب، مقابلة، وقصاصا!
فإذا قيل له: وافقت المرجئة، قال: بل وافقتم الجهمية!
وهذا يقع فيه بعض النفوس " الطفولية " على حد تعبير بعض الفضلاء ..
الثالث: من جمع بين الجهل وسوء الفهم، مع البغي والعدوان، فتراه يتصيد كلمة هنا، وحرفا هناك، ليقول: فلان وافق الجهمية!
وقد كان مستقرا عندي أن صغار طلبة العلم يعلمون أن الجهمية يحصرون الكفر في التكذيب والجهل والجحود القلبي، ولا يرون عملا أو قولا هو كفر بالله عز وجل.
كان هذا مستقرا عندي، حتى وقفت على هذا الكلام:
قال من يتهم غيره بموافقة الجهمية: ((جميع المسلمين وغالب الفرق الخارجة عن الإسلام وغالب أهل الأديان يحكمون على أفعال بالكفر دون ربطها بفاعل. وهذه بدهية يقول بها أكثر العقلاء.
فالسجود لغير الله (مجرد عن الفاعل والذي لا حقيقة له إلا في الذهن) كفر أكبر حتى عند جمهور الجهمية!!
فالخلاف بين الجهمية وبين السلف ليس من جهة أن السجود لغير الله كفر في نفسه وحقيقته في الذهن أم لا؟
بل عندههم أن السجود كفر أكبر.
لكن الخلاف بين الجهم ومن تبعة وبين السلف:
أن السلف يقولون: إن السجود للصنم كما هو كفر ظاهر فإنه لازم لكفر الباطن ولابد.
أما الجهم ومن تبعه فيقولون السجود للصنم كفر أكبر لكنه لا يلزم منه كفر الباطن وبعضهم يقول: يلزم منه كفر الباطن بمعنى زوال العلم والتصديق والمعرفة الذي هو الإيمان عندهم.)) انتهى كلامه بحروفه.
وقال: ((فالجهمية يجعلون سب الله كفرا أكبر ولكن كلامهم على الفاعل هل هو كافر بالسب أم بالاستحلال؟!
فدعوكم من التخليط!!)).
فجميع المسلمين وغالب الفرق الخارجة عن الإسلام ومن ذلك جمهور الجهمية، يحكمون على أفعال الكفر بأنها كفر أكبر، ومثال ذلك: السجود لغير الله وسب الله.
هكذا قال، وهو دليل على ما لديه من التحصيل والطلب، في هذه المسائل المشهورة المعلومة، فكيف يكون الأمر في المسائل الخفية الدقيقة!
وأما الأشاعرة، فهم داخلون في عموم كلامه السابق، لكنه عاد فقال أيضا:
((وتنبه يا أخي (الموحد) أن الأشاعرة في باب الكفر يكفّرون بالشرع فعند أكثرهم: سب الله كفر أكبر لدلالة الشرع عليه وذلك لأنه مستلزم للكفر الباطن.
وهذا هو قول السلف كما سبق بيانه إلا أن الأشاعرة غلطوا في المراد بالكفر الباطن فجعلوه الجهل المضاد للعلم فمأخذهم في التكفير مبني على قولهم في الإيمان)).
لهذا رأيت أن أضع بين يديك حقيقة مذهب الجهمية والأشاعرة في هذا الباب.
وسأبدأ بالكلام على الجهمية، وقد يرد ذكر الأشاعرة ضمن النقل عن أهل العلم.
1 - نقل شيخ الإسلام (7/ 543، 544) عن الأشعري في مقالته قوله:
(اختلف المرجئة في الإيمان ما هو؟ وهم " اثنتا عشرة فرقة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرقة الأولى منهم: يزعمون أن الإيمان بالله هو المعرفة بالله وبرسوله وبجميع ما جاء من عند الله فقط وأن ما سوى المعرفة من الإقرار باللسان والخضوع بالقلب والمحبة لله ولرسوله والتعظيم لهما والخوف والعمل بالجوارح فليس بإيمانوزعموا أن الكفر بالله هو الجهل به، وهذا قول يحكى عن الجهم بن صفوان
قال: وزعمت الجهمية أن الإنسان إذا أتى بالمعرفة ثم جحد بلسانه أنه لا يكفر بجحده وأن الإيمان لا يتبعض ولا يتفاضل أهله فيه وأن الإيمان والكفر لا يكونان إلا في القلب دون الجوارح).
2 - وقال عن الفرقة الثانية من المرجئة:
(الفرقة الثانية من المرجئة: يزعمون أن الإيمان هو المعرفة بالله فقط والكفر به هو الجهل به فقط فلا إيمان بالله إلا المعرفة به ولا كفر بالله إلا الجهل به وإن قول القائل: إن الله ثالث ثلاثة ليس بكفر ولكنه لا يظهر إلا من كافر وذلك أن الله كفر من قال ذلك وأجمع المسلمون أنه لا يقوله إلا كافر ... والقائل بهذا القول أبو الحسين الصالحي.
وقد ذكر الأشعري في كتابه " الموجز " قول الصالحي هذا وغيره ثم قال: والذي أختاره في الأسماء قول الصالحي وفي الخصوص والعموم أني لا أقطع بظاهر الخبر على العموم ولا على الخصوص إذ كان يحتمل في اللغة أن يكون خاصا ويحتمل أن يكون عاما وأقف في ذلك ولا أقطع على عموم ولا على خصوص إلا بتوقيف أو إجماع.) انتهى من مجموع الفتاوى.
3 - وقال الأشعري - فيما نقله شيخ الإسلام عنه - 7/ 547، 548
(الفرقة العاشرة ": من المرجئة أصحاب أبي معاذ التومني ... وكان أبو معاذ يقول: من قتل نبيا أو لطمه كفر وليس من أجل اللطمة كفر ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له.
4 - وقال:
(والفرقة " الحادية عشر " من المرجئة: أصحاب بشر المريسي يقولون: إن الإيمان هو التصديق لأن الإيمان في اللغة هو التصديق وما ليس بتصديق فليس بإيمان ويزعم أن التصديق يكون بالقلب وباللسان جميعا وإلى هذا القول كان يذهب ابن الراوندي وكان ابن الراوندي يزعم أن الكفر هو الجحد والإنكار والستر والتغطية وليس يجوز أن يكون الكفر إلا ما كان في اللغة كفرا ولا يجوز إيمان إلا ما كان في اللغة إيمانا وكان يزعم أن السجود للشمس ليس بكفر ولا السجود لغير الله كفر ولكنه علم على الكفر لأن الله بين أنه لا يسجد للشمس إلا كافر.)
5 - وذكر الأشعري في مقالاته 1/ 223 اختلاف المرجئة في الكفر ما هو، وأن منهم من (يزعمون أن الكفر خصلة واحدة، وبالقلب يكون، وهو الجهل بالله، وهؤلاء هم الجهمية).
(والفرقة الثانية منهم يزعمون أن الكفر خصال كثيرة، ويكون بالقلب وبغير القلب، والجهل بالله كفر وبالقلب يكون، وكذلك البغض لله والاستكبار عليه كفر، وكذلك التكذيب بالله وبرسوله بالقلب وباللسان، وكذلك الجحود لهم والإنكار لهم ونعيهم [لعلها: ونفيهم]، وكذلك الاستخفاف بالله وبرسله كفر ... وزعم قائل هذا أن قاتل النبي ولاطمه لم يكفر من أجل القتل واللطمة ولكن من أجل الاستخفاف، وكذلك تارك الصلاة مستحلا لتركها إنما يكفر بالاستحلال لتركها لا بتركها ...
والفرقة الرابعة منهم يزعمون أن الكفر بالله هو التكذيب والجحد له والإنكار له باللسان، وأن الكفر لا يكون إلا باللسان دون غيره من الجوارح، وهذا قول محمد بن كرام وأصحابه.
والفرقة الخامسة منهم يزعمون أن الكفر هو الجحود والإنكار والستر والتغطية، وأن الكفر يكون بالقلب واللسان).
6 - وقال الأشعري في المقالات 1/ 232
(وقالت الفرقة الثالثة منهم: الكفر هو الجهل بالله فقط، ولا يكفر بالله إلا الجاهل به، وهذا قول جهم بن صفوان).
7 - وقال البغدادي في الفرق بين الفرق:
(ذكر التومنية منهم هؤلاء اتباع أبى معاذ التومنى ... وزعم ايضا أن من لطم نبيا او قتله كفر لا من أجل لطمه وقتله لكن من أجل عداوته وبغضه له واستخفاقه بحقه).
8 - وقال البغدادي: ص 193
(وكان [بشر المريسي] يقول فى الايمان انه هو التصديق بالقلب واللسان جميعا كما قال ابن الروندى فى ان الكفر هو الجحد والانكار وزعما ان السجود للصنم ليس بكفر ولكنه دلالة على الكفر).
9 - وقال البغدادي:
(وزعم الصالحى أن الايمان هو المعرفة بالله تعالى فقط والكفر هو الجهل به فقط وأن قول القائل ان الله تعالى ثالث ثلاثة ليس بكفر لكنه لا يظهر الا من كافر)
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - وقال البغدادي ص 199
(الجهمية اتباع جهم بن صفوان الذى قال بالاجبار والاضطرار الى الاعمال وانكر الاستطاعات كلها وزعم أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان وزعم أيضا ان الايمان هو المعرفة بالله تعالى فقط وان الكفر هو الجهل به فقط).
11 - وقال الشهرستاني في الملل والنحل 1/ 141
(التومنية: أصحاب أبي معاذ التومنى زعم أن الإيمان هو ما عصم من الكفر ... ومن قتل نبيا أو لطمه كفر لا من أجل القتل واللطم ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض وإلى هذا المذهب ميل ابن الرواندى وبشر المريسى قالا: الايمان هو التصديق بالقلب واللسان جميعا، والكفر هوالجحود والإنكار، والسجود للشمس والقمر والصم ليس بكفر فى نفسه ولكنه علامة الكفر).
12 - وقال الشهرستاني 1/ 142
) الصالحية: أصحاب صالح بن عمر الصالحي، والصالحي ومحمد بن شبيب وأبو شمر وغيلان كلهم جمعوا بين القدر والإرجاء، ونحن وإن شرطنا أن نورد مذاهب المرجئة الخالصة إلا أنه بدا لنا في هؤلاء لانفرادهم عن المرجئة بأشياء. فأما الصالحي فقال: الإيمان هو المعرفة بالله تعالى على الإطلاق وهو أن للعالم صانعا فقط، والكفر هو الجهل به على الإطلاق. قال: وقول القائل ثالث ثلاثة ليس بكفر لكنه لا يظهر إلا من كافر).
13 - وقال الشهرستاني عن الجهمية 1/ 74
) ومنها قوله [أي جهم بن صفوان]: من أتى بالمعرفة ثم جحد بلسانه لم يكفر بجحده، لأن العلم والمعرفة لا يزولان بالجحد فهو مؤمن).
14 - وقال ابن حزم في الفصل 3/ 239 ط. دار الجيل
(وقال هؤلاء: إن شتم الله عز وجل وشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كفرا لكنه دليل على أن في قلبه كفرا).
15 - وقال ابن حزم في الفصل 3/ 241
(وأما قولهم أن أخبار الله تعالى بأن هؤلاء كلهم كفار دليلا على أن في قلوبهم كفرا وإن شتم الله تعالى ليس كفر ولكنه دليل على أن في القلب كفرا وأن كان كافرا لم يعرف الله تعالى قط فهذه منهم دعاوى كاذبة مفتراة لا دليل لهم عليها ولا برهان لا من نص ولا من سنة صحيحة ولا سقيمة ولا من حجة عقل أصلا ولا من أجماع ولا من قياس ولا من قول أحد من السلف قبل اللعين جهم بن صفوان وما كان هكذا فهو باطل وإفك وزور فسقط قولهم هذا من قرب ولله الحمد رب العالمين).
16 - وقال في الفصل 3/ 259
(قال أبو محمد ونقول للجهمية والأشعرية في قولهم إن جحد الله تعالى وشتمه وجحد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان كل ذلك باللسان فإنه ليس كفرا لكنه دليل على أن في القلب كفرا أخبرونا عن هذا الدليل الذي ذكرتم أتقطعون به فتثبتونه يقينا ولا تشكون في أن في قلبه جحدا للربوبية وللنبوة أم هو دليل يجوز ويدخله الشك ويمكن أن لا يكون في قلبه كفر ولا بد من أحدهما فإن قالوا أنه دليل لا نقطع به قطعا ولا نثبته يقينا قلنا لهم فما بالكم تحتجون بالظن الذي قال تعالى فيه إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا).
17 - وقال في الفصل 3/ 244
(وأما قولهم إن شئتم الله تعالى ليس كفرا وكذلك شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو دعوى لأن الله تعالى قال "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم" فنص تعالى على أن من الكلام ما هو كفر وقال تعالى "وإذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم" فنص تعالى أن من الكلام في آيات الله تعالى ما هو كفر بعينه مسموع. وقال تعالى" قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم أن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة" فنص تعالى على أن الإستهزاء بالله تعالى أو بآياته أو برسول من رسله كفر فخرج عن الإيمان ولم يقل تعالى في ذلك أني علمت أن في قلوبكم كفرا بل جعلهم كفارا بنفس الإستهزاء ومن أدعى غير هذا فقد قول ا لله تعالى ما لم يقل وكذب على الله تعالى).
18 - وقال في الفصل 5/ 75
(وأما الأشعرية فقالوا إن شئتم من أظهر الإسلام لله تعالى ولرسوله بأفحش ما يكون من الشتم وإعلان التكذيب بها باللسان بلا تقية ولا حكاية والإقرار بأنه يدين بذلك ليس شيء من ذلك كفرا ثم خشوا مبادرة جميع أهل الإسلام لهم فقالوا لكنه دليل على أن في قلبه كفر فقلنا لهم وتقطعون بصحة ما دل عليه هذا الدليل فقالوا لا).
19 - وقال في المحلى 12/ 435 (ت: البنداري)
(يُتْبَعُ)
(/)
(أما سب الله تعالى - فما على ظهر الأرض مسلم يخالف في أنه كفر مجرد , إلا أن الجهمية , والأشعرية - وهما طائفتان لا يعتد بهما - يصرحون بأن سب الله تعالى، وإعلان الكفر ليس كفرا، قال بعضهم: ولكنه دليل على أنه يعتقد الكفر، لا أنه كافر بيقين بسبه الله تعالى - وأصلهم في هذا أصل سوء خارج عن إجماع أهل الإسلام - وهو أنهم يقولون: الإيمان هو التصديق بالقلب فقط - وإن أعلن بالكفر - وعبادة الأوثان بغير تقية ولا حكاية , لكن مختارا في ذلك الإسلام. قال أبو محمد رحمه الله: وهذا كفر مجرد؛ لأنه خلاف لإجماع الأمة، ولحكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وجميع الصحابة ومن بعدهم؛ لأنه لا يختلف أحد - لا كافر ولا مؤمن - في أن هذا القرآن هو الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذكر أنه وحي من الله تعالى، وإن كان قوم من الروافض ادعوا أنه نقص منه، وحرف، فلم يختلفوا أن جملته - كما ذكرنا. ولم يختلفوا في أن فيه التسمية بالكفر، والحكم بالكفر قطعا على من نطق بأقوال معروفة، كقوله تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم}.
وقوله تعالى {ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}. فصح أن الكفر يكون كلاما. وقد حكم الله تعالى بالكفر على إبليس - وهو عالم بأن الله خلقه من نار وخلق آدم من طين - وأمره بالسجود لآدم وكرمه عليه - وسأل الله تعالى النظرة إلى يوم يبعثون.
ثم يقال لهم: إذ ليس شتم الله تعالى كفرا عندكم، فمن أين قلتم: إنه دليل على الكفر؟ فإن قالوا: لأنه محكوم على قائله بحكم الكفر؟ قيل لهم: نعم، محكوم عليه بنفس قوله، لا بمغيب ضميره الذي لا يعلمه إلا الله تعالى فإنما حكم له بالكفر بقوله فقط، فقوله هو الكفر، ومن قطع على أنه في ضميره , وقد أخبر الله تعالى عن قوم {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} فكانوا بذلك كفارا، كاليهود الذين عرفوا صحة نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يعرفون أبناءهم وهم مع ذلك كفار بالله تعالى قطعا بيقين، إذ أعلنوا كلمة الكفر).
20 - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (7/ 188، 189)
(ومن هنا يظهر خطأ قول " جهم بن صفوان " ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمنا كامل الإيمان بقلبه وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله ويعادي أولياء الله ويوالي أعداء الله ويقتل الأنبياء ويهدم المساجد ويهين المصاحف ويكرم الكفار غاية الكرامة ويهين المؤمنين غاية الإهانة قالوا:
وهذه كلها معاص لا تنافي الإيمان الذي في قلبه بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن.
قالوا: وإنما ثبت له في الدنيا أحكام الكفار؛ لأن هذه الأقوال أمارة على الكفر ليحكم بالظاهر كما يحكم بالإقرار والشهود وإن كان الباطن قد يكون بخلاف ما أقر به وبخلاف ما شهد به الشهود، فإذا أورد عليهم الكتاب والسنة والإجماع على أن الواحد من هؤلاء كافر في نفس الأمر معذب في الآخرة قالوا: فهذا دليل على انتفاء التصديق والعلم من قلبه.
فالكفر عندهم شيء واحد وهو الجهل
والإيمان شيء واحد وهو العلم
أو تكذيب القلب وتصديقه، فإنهم متنازعون هل تصديق القلب شيء غير العلم أو هو هو؟
وهذا القول مع أنه أفسد قول قيل في " الإيمان " فقد ذهب إليه كثير من أهل الكلام المرجئة.
وقد كفر السلف - ****ع بن الجراح وأحمد بن حنبل وأبي عبيد وغيرهم - من يقول بهذا القول. وقالوا: إبليس كافر بنص القرآن وإنما كفره باستكباره وامتناعه عن السجود لآدم لا لكونه كذب خبرا. وكذلك فرعون وقومه قال الله تعالى فيهم: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} ... ).
21 - وقال شيخ الاسلام في الفتاوى (7/ 557): (فهؤلاء القائلون بقول جهم والصالحي قد صرحوا بأن سب الله ورسوله، والتكلم بالتثليث وكل كلمة من كلام الكفر ليس هو كفرا في الباطن، ولكنه دليل في الظاهر على الكفر، ويجوز مع هذا أن يكون هذا الساب الشاتم في الباطن عارفا بالله موحدا مؤمنا به).
تنبيه: لا يفهم من قوله إن السب والتكلم بالتثليث ليس كفرا في الباطن، أنهم يقولون إنه كفر في الظاهر!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالكفر عندهم - كما سبق - ليس إلا شيئا واحدا هو الجهل أو التكذيب. وإنما المراد أن السب والتكلم بالثليث ليس كفرا في الحقيقة، وإنما هو أمارة ودليل على الكفر، وقد تتخلف هذه الأمارة.
ومهما حكم الجهمية بكفر الساب ظاهرا، فإنهم لا يرون السب كفرا، وإنما هو دليل وأمارة على الكفر، فانتبه لذلك.
ولهذا قال في رده عليهم (7/ 558)
(وقد ذكر الله كلمات الكفار في القرآن وحكم بكفرهم واستحقاقهم الوعيد بها، ولو كانت أقوالهم الكفرية بمنزلة شهادة الشهود عليهم، أو بمنزلة الإقرار الذي يغلط فيه المقر لم يجعلهم الله من أهل الوعيد بالشهادة التي قد تكون صدقا وقد تكون كذبا، بل كان ينبغي أن لا يعذبهم إلا بشرط صدق الشهادة، وهذا كقوله تعالى" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم" وأمثال ذلك).
إلى أن قال 7/ 560
(و " أيضا " فإنه سبحانه استثنى المكره من الكفار، ولو كان الكفر لا يكون إلا بتكذيب القلب وجهله لم يستثن منه المكره؛ لأن الإكراه على ذلك ممتنع فعلم أن التكلم بالكفر كفر لا في حال الإكراه).
22 - ويؤكد شيخ الإسلام في مواضع على أن نفس مقولة السب كفر، وأن السب كفر بذاته، ردا على أتباع جهم والصالحي.
قال في الصارم المسلول في معرض رده على من اشترط الاستحلال لتكفير الساب ص 517 ط. المكتب الإسلامي
(واذا تبين ان مذهب سلف الامة ومن اتبعهم من الخلف أن هذه المقالة في نفسها كفر استحلها صاحبها او لم يستحلها فالدليل على ذلك جميع ما قدمناه في المسألة الأولى).
وقال ص 524
(وقال تعالى في حق المستهزئين: " لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " فبين أنهم كفار بالقول مع أنهم لم يعتقدوا صحته).
23 - وقال الدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف في كتابه " نواقض الإيمان القولية والعملية" ص 47
(وإذا تقرر معنى الكفر وأنه اعتقادات، وأقوال، وأعمال تنافي الإيمان، وأنه على شعب ومراتب متفاوتة فسندرك ما يلي:
1 - أن المرجئة قد أخطأوا في قولهم إن الكفر هو التكذيب من وجهين ... ).
24 - وقال للدكتور محمد بن عبد الله الوهيبي في كتابه: نواقض الايمان الاعتقادية 1/ 185
(الكفر عندهم [المرجئة]:
الكلام عن مفهومهم للكفر فرع عن مفهومهم للإيمان، فلما عرفوا الايمان بأنه مجرد المعرفة والتصديق، حصروا الكفر بالجهل والتكذيب ونحوه من الجحود والانكار والعناد، فلما قيل لهم: إن ساب الرسول صلى الله عليه وسلم أو الساجد للصنم أو ملقي المصحف في القاذورات كافر عند الجميع، ولا يلزم من ذلك انتفاء التصديق عن قلبه، اضطربوا في الجواب عن ذلك:
فقال بعضهم: إن هذه علامات على تكذيب القلب
وقال آخرون: نحكم بالظاهر ويجوز أن يكون في الباطل مؤمنا).
وأنت ترى أن مخالفتهم لأهل السنة في مسألة التلازم بين الظاهر والباطن نتجت عن ضلالهم في تعريف الكفر وتحديده، وضلالهم قبل ذلك في تعريف الإيمان.
25 - وقال الدكتور الوهيبي في 1/ 192
(مناقشة مفهومهم للكفر: إذا بطل مفهومهم للإيمان وأنه مجرد التصديق، بطل حصرهم الكفر بالتكذيب والجحود؛ لأن الكفر لا يختص بالتكذيب، كما سيأتي تفصيله في الباب الأخير حيث سنشير إلى بعض أنواع الكفر كالإعراض والامتناع والبغض ونحوها مما لا يختص بالتكذيب، كذلك الإجماع على عدد من المكفرات القولية والعملية المعروفة، وكثير منها لا يتضمن التكذيب كما هو معلوم).
26 - وقال الشيخ عبد الله بن محمد القرني في كتابه " ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة) ص 184 (الطبعة الثانية)
(وكفر التكذيب والاستحلال هذا هو حقيقة الكفر عند المرجئة؛ إذ لا يكون الكفر عندهم إلا بما يناقض الاعتقاد والتصديق الذي جعلوه حقيقة الإيمان ... ). وانظر اضطراب المرجئة في مسألة التلازم بين الظاهر والباطن، وموقفهم ممن حكمت الشريعة بكفرهم، ص 279 - 284
27 - وقالت اللجنة الدائمة في التحذير من كتاب " إحكام التقرير في أحكام التكفير " لمراد شكري:
(بعد الاطلاع على الكتاب المذكور، وُجد أنه متضمن لما ذكر من تقرير مذهب المرجئة، ونشره، من أنه لا كفر إلا كفر الجحود والتكذيب وإظهار هذا المذهب المردي باسم السنة والدليل وأنه قول علماء السلف ... ).
28 - وقالت اللجنة في فتواها المطولة في التحذير من الإرجاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
(هذه المقالة المذكورة هي مقالة المرجئة الذين يخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان ويقولون: الإيمان هو التصديق بالقلب أو التصديق بالقلب والنطق باللسان، وأما الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط، وليست منه ... ولزم على ذلك المذهب لوازم باطلة، منها: حصر الكفر بكفر التكذيب والاستحلال القلبي، ولاشك أن هذا قول باطل وضلال مبين مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا ... ).
29 - وقالت اللجنة في تحذيرها من كتابي علي الحلبي:
(بناه مؤلفه على مذهب المرجئة البدعي الباطل، الذين يحصرون الكفر بكفر الجحود والتكذيب والاستحلال القلبي).
30 - وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبوزيد حفظه الله في كتابه درء الفتنة عن أهل السنة ص 38
(وهو مذهب المرجئة الذين ضلوا في بيان حقيقة الإيمان، فجعلوه شيئا واحدا لا يتفاضل، وأهله فيه سواء وهو التصديق بالقلب مجردا من أعمال القلب والجوارح، وجعلوا الكفر هو التكذيب بالقلب وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه، فأنتج هذا مذهبهم الضال: وهو حصر الكفر بكفر الجحود والتكذيب المسمى: كفر الاستحلال)
31 - وقال ص 49 في بيان معتقد أهل السنة
(وأن الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك وبالترك، وليس محصورا بالتكذيب بالقلب كما تقوله المرجئة).
وقد سار الأشاعرة على منهج الجهمية في حصرالكفر في التكذيب والجحود، وقد مر ذكر الأشعري والأشاعرة في بعض النقولات، لكن أحببت هنا أن أذكر شيئا مما في كتبهم:
32 - قال الباقلاني في تمهيد الاوائل: ص 392 - 394 ط. مؤسسة الكتب الثقافية:
(باب القول في معنى الكفر.
إن قال قائل: وما الكفر عندكم؟
قيل له: هو ضد الايمان، وهو الجهل بالله عز وجل، والتكذيب به، الساتر لقلب الانسان عن العلم به، فهو كالمغطي للقلب عن معرفة الحق ... وقد يكون الكفر بمعنى التكذيب والجحد والانكار، ومنه قولهم: كفرني حقي أي جحدني.
وليس في المعاصي كفر غير ما ذكرناه، وإن جاز أن يسمى أحيانا ما جعل علما على الكفر كفرا، نحو عبادة الافلاك والنيران، واستحلال المحرمات، وقتل الانبياء، وما جرى مجرى ذلك مما ورد التوقيف به وصح الاجماع على انه لا يقع الا من كافر بالله ومكذب له وجاحد به).
وقوله: وإن جاز أن يسمى أحيانا ... الخ لا يغير من الحقيقة شيئا، وإنما هذا لدفع الشناعة عليهم، وإلا فقد صرح في أول كلامه بأن الكفر هو الجهل بالله والتكذيب به، كما صرح بأنها (علم على الكفر) وليست كفرا في الحقيقة.
33 - ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة 1/ 94
(وقد بين القرآن أن الكفر أقسام:
أحدها: كفر صادر عن جهل وضلال وتقليد الأسلاف، وهو كفر أكثر الاتباع والعوام.
الثاني: كفر جحود وعناد وقصد مخالفة الحق ككفر من تقدم ذكره، وغالب ما يقع هذا النوع فيمن له رياسة علمية في قومه من الكفار أو رياسة سلطانية أو من له مأكل وأموال في قومه، فيخاف هذا على رياسته وهذا على ماله ومأكله فيؤثر الكفر على الإيمان عمدا.
الثالث: كفر إعراض محض لا ينظر فيما جاء به الرسول ولا يحبه ولا يبغضه ولا يواليه ولا يعاديه بل هو معرض عن متابعته ومعاداته.
وهذان القسمان أكثر المتكلمين ينكرونهما ولا يثبتون من الكفر إلا الأول، ويجعلون الثاني والثالث كفرا لدلالاته على الأول لا لأنه في ذاته كفر،
فليس عندهم الكفر إلا مجرد الجهل.
ومن تأمل القرآن والسنة وسير الانبياء في أممهم ودعوتهم لهم وما جرى لهم معهم جزم بخطأ اهل الكلام فيما قالوه وعلم أن عامة كفر الأمم عن تيقن وعلم ومعرفة بصدق أنبيائهم وصحة دعواهم وما جاؤوا به).
فانظر قوله: لا لأنه في ذاته كفر، فليس عندهم الكفر إلا مجرد الجهل.
34 - وقال الإيجي في المواقف ص 388
(المقصد الثالث: في الكفر: وهو خلاف الايمان، فهو عندنا عدم تصديق الرسول في بعض ما علم مجيئه به ضرورة.
فإن قيل: فشاد الزنار ولابس الغيار بالاختيار لا يكون كافرا؟
قلنا: جعلنا الشيء علامة للتكذيب، فحكمنا عليه بذلك) انتهى.
35 - وقال البغدادي في أصول الدين ص 247 وما بعدها، في بيان حقيقة الإيمان والكفر:
(فقال أبو الحسن الأشعري: إن الإيمان هو التصديق لله ولرسله عليهم السلام في أخبارهم ولا يكون هذا التصديق إلا بمعرفته. والكفر عنده هو التكذيب، وإلى هذا القول ذهب ابن الراوندي والحسين بن الفضل البجلي).
36 - وقال ص 266
(المسألة العاشرة من هذا الأصل في بيان الأفعال الدالة على الكفر:
قال أصحابنا: ان أكل الخنزير من غير ضرورة ولا خوف وإظهار زي الكفرة في بلاد المسلمين من غير إكراه عليه، والسجود للشمس أو الصنم وما جرى مجرى ذلك: من علامات الكفر
وإن لم يكن في نفسه كفرا، إذا لم يضامه عقد القلب على الكفر.
ومن فعل شيئا من ذلك أجرينا عليه حكم أهل الكفر وإن لم نعلم كفره باطنا).
وبعد .. فقد أكثرت من النقل، لتعلم أن مذهب الجهمية والأشاعرة في تعريف الكفر، معروف مشهور، مدون في كتب الفرق والمقالات، وفي الكتب المعنية ببيان نواقض الإسلام، وأن من جهل ذلك، ثم رمى غيره بموافقة الجهمية، فليبك على نفسه.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه ... الموحد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الغرباء]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 05:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم
نعوذ بالله من الضلال ارجاءا أو تجهما والعياذ بالله
ـ[أبوالبراء الجزائري]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 10:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فيك بارك الله أخي
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 03:54]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة 1/ 94
(وقد بين القرآن أن الكفر أقسام:
أحدها: كفر صادر عن جهل وضلال وتقليد الأسلاف، وهو كفر أكثر الاتباع والعوام.
جزاك الله خيرا
فياليت قومنا يعلمون هذا
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 09:30]ـ
يا اخي سبحان الله
والله إني اليوم في مجلس علمي أتحادث مع رجل علم
وكان الحوار عن متقدمي المبتدعة والكلام عن نونية أبن القيم
فربط لنا في الكلام أن أهل البدع عامة تجدهم يتلاقون في بدعهم ضد اهل السنة والجماعة
وسبحان الله
متأخرت المرجئة وافقوا متقدمي الجهمية في مسألة التكفير!
فالجهمية لا يكفرون من يدوس على القرآن!
لأن أعتقاده سليم فيه؟؟؟
فضربنا سؤالا ً
أعطيت رجلا ً مبلغ من المال وقلت له أمتهن القرآن
فأهانه
هو الآن نيته حسنه! كما ينص هؤلاء!
يريد المال وهو يؤمن بالقرآن
فهل يكفر؟
وقس على ذلك سجود المسلم للصنم من أجل دنيا وليس إكراها كما نص عليه أحد دعاة المرجئة هداه الله في هذا الزمان
ألا يوافق قول الجهمية المتأجر في هذا الباب؟
سبحان الله
هم والله أهل البدع بدعهم تجتمع سواء
كما أجتمعت بدع المعتزلة والرافضة والخوارج الأباضية في الصفات
الحمد لله على نعمة السنة والإجماع
بارك الله فيك(/)
سؤال في السيرة
ـ[ادريس المهدي]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 05:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخواني
لدي سؤال في السيرة النبوية لطالما اثار لدي تساؤلات عند قراءتي للسيرة النبوية
وهو قضية زواج الصحابية بركة ام ايمن من زيد بن حارثة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو كيف ان بركة ام ايمن رضي الله عنها ارضعت رسول الله صلى الله عليه وسم
عندما كان رضيعا ثم بعد ذلك تزوجت من زيد بن حارثة الدي كان ابن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتبني قبل البعثة وانجبت منه ابنها اسامة بن زيد
وشكرا على تفهمكم للسؤال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 01:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
والأمر يسير جداً أخي العزيز .. فقط لا تحاول الإبتعاد كثيراً كن قريباً ولا عليك ..
لا يلزم من كونها حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مرضعته والقائمة عليه أن تكون كبيرة في السن .. ثم عليه الصلاة والسلام قد أعتقها لما أن تزوج بخديجة رضي الله عنها .. ولما أن بعث عليه الصلاة والسلام زوجها من زيد رضي الله عن الجميع في ليالي بعثه .. فيمكن أن يكون أسامة رضي الله عنه لقح من أول بناء .. يعني الأمر محتمل جداً أخي لتناسب الأعمار وإمكان الإنجاب .. فلا يوجد ما يمنعه ولا يرده.
وقد وجد من مثل هذا الأمر كثير في الناس .. فلا تستغرب رحمك الله.(/)
الحزبية: أنواعها، وأحكامها للشيخ عدنان عرعور
ـ[الاثر]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 08:49]ـ
الحزبية: أنواعها، وأحكامها:
الحزبية والتفرق اسمان لمسمى واحد. وهي من أعظم الجرائم التي تُرتكب في حق الأمة، لما لها من أثر عظيم في تفتيت الصف، وذهاب الريح .. ثم الضعف وتسلط الأعداء. والحزبية صورة من صور التنازع، قال تعالى:) ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .. ([الأنفال: (46)].
ولقد كانت الحزبية سبباً في ضعف الأمة، وانحراف كثير من الشباب المسلم عن المنهج الحق، وفقدانهم طرق الاستدلال، وقواعد معرفة الحق، مما دفعهم في كثير من الأحيان، إلى الغلو أو التساهل .. بسبب التعصب للهيئات، أحزاباً كانت أو جمعيات، كما دفعهم إلى التعلق بالأعيان، قادة كانوا أو شيوخا .. الأمر الذي يُذهب نور الحق، ووضوح الطريق.
لذا ترى كثيراً منهم قد انحرفوا عن العقيدة الصحيحة، والمنهج القويم، بل انحرف كثير منهم في أخلاقهم وسلوكهم بحزبيتهم، رغم أن نيات كثير منهم كانت خيراً. ولكن نية الخير لا تثمر إلا إذا كانت على سنة رسول الله r ، ومنهج أصحابه رضي الله عنه.
واعلم -حفظك الله- إن لم يكن من ثمار التحزب سوى التفرق، وما يترتب عليه من الدفاع عن الهيئات والأعيان تعصباً، في وجه الدليل لكفى به شراً، ونعوذ بالله تعالى منها، وممن يدعو إليها، فالدعوة إليها دعوة إلى باطل بنص الكتاب والسنة،) ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون ([الروم: (32)].
وقال r : (( لا حلف في الإسلام، وأيما حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة)) [مسلم: (2529)].
والحلف: هو تجمع قوم دون قوم على شروط معينة، وغالبها يكون خيراً للمتعاقدين على ذلك الحلف، وقد كان ذلك في الجاهلية، يجتمع بعض القوم دون الآخرين، ويتعاقدون على نصرة المظلوم، وإعانة الكَّل، وما شابه ذلك، كما كان ذلك في حلف الفضول، وحلف المطيبين، ثم حرم ذلك الإسلام.
وربما يتساءل المرء كيف يحرم الإسلام التعاقد على الخير …؟!
قلت: سر هذا في المقطع الثاني من الحديث ((وأيما حلف في الجاهلية، لم يزده الإسلام إلا شدة)) أي: أن أي حلف كان في الجاهلية على خير، فقد جاء الإسلام بذاك الخير وأفضل منه، ولما كان المسلمون كلهم أعضاء في حلف –حزب- الإسلام، كان لا حاجة البتة إلى الدعوة إلى أحلاف في الإسلام جانبية، أو جيوب خفية، تقطع أوصاله، وتمزق كيانه، وتُزكي بذلك الضغائن، لا حاجة إلى ذلك إذ أصبح المؤمنون بالإسلام كلهم أمة واحدة في حزب واحد، في عقد واحد، في شروط على الخير واحدة تلزم الجميع، فمن دعا إلى الأحلاف –بعد هذا- ولو كانت لخير، فقد فرق –إذاً- أمة الإسلام، وجعل بعضها دون بعض، والله عز وجل يقول:) وإن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاتقون، فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون ([المؤمنون: (52 - 53)].
ولما لم يدرك بعض الدعاة هذا المعنى العظيم، من تحريم التحالف والتحزب في دين الله -ولو على شروط ظاهرها الخير- لما لم يدرك ذلك، أبعد النجعة في شرحه لحديث ((لا حلف في الإسلام))، فقال: ((أي لا حلف على معصية)) وقال: ((من غير المعقول أن يحرم الإسلام التحالف على خير)) ولو أدرك تمام الحديث، لما قال ما قال، ولعلم فساد المعنى الذي ذهب إليه: فإن لازم شرحه حسب تمام الحديث، أي لا حلف على معصية، وأيما حلف في الجاهلية، كان على معصية، لم يزده الإسلام إلا شدة؛ أي أن الإسلام يؤيد التحالف على المعصية، بل يزيدها قوة وشدة، فهل يقول هذا عاقل .. ؟ وبهذا يتضح أن المحرم، هو ما تحزب عليه بعض المسلمين دون بعض، أو تحالفوا عليه، لأي سبب كان.
كما أبعد النجعة من احتج على إباحة التحزب بأدلة التجمع المشروع، أو التعاون المطلوب، وسيأتي تفصيل ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك أخطأ من احتج على جواز التحزب بأدلة وجوب تحزب المسلمين جميعاً في مواجهة الكفر والكافرين، كقوله تعالى:) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ([المائدة: (56)] ولو أدرك معنى ذلك لما احتج به. فإن الآية توجب أن يكون المسلمون حزباً واحداً، غير متفرقي الصف، ولا متقطعي الأوصال، والحزبية تخالف أصل الدين في هذا، وتجعل المسلمين متفرقين .. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تخالف دلالة الآية وسباقها: فإن الآية توجب الولاء لله ولرسوله ولكل المؤمنين، أما الحزبية: فتفرق في الولاء بين الحزبيين، وبين غيرهم من المسلمين، فتعطي الحزبيين ولاءً خاصاً، ولو كانوا جهالاً أو غير أتقياء، وتحرم هذا الولاء الخاص غير الحزبيين، ولو كانوا علماء أو أتقياء، فلا تكن من الغافلين.
صور للحزبية:
وللحزبية صور كثيرة، فقد تكون حزبية بلدان، أو سياسة، أو قبيلة، أو باسم جمعية، أو عصبية لشيخ، أو لمسألة مختلف عليها بين أهل العلم، أو .. أو .. فترى بعضهم يتحزبون لسياسة، أو لجمعية، أو لشيخ، أو لمسألة .. دون مراعاة لوحدة المسلمين ولا لأخوّتهم، فيا ويل من يخالفهم، ويا ويل من يخطئ حزبهم أو شيخهم.
وكثير من أولئك الذين يرفعون شعار محاربة الحزبية الجماعية، يسقطون في الحزبية الفردية دون أن يشعروا ومفاسدها أكبر ضرراً وعاقبتها أشد مرارة فإن في الحزبية الجماعة على ما فيها شيء من النظام والحزبية الفردية لا نظام ولا شورى يعادي ويوالي في شيخه، ويهجر ويواصل في محبوبه.
وأما ما يسمى بالتعددية الحزبية أو السياسية، فهو مذهب أشد بطلاناً، وأعظم خطراً .. بخاصة في ظل الدولة الإسلامية، فهو يهدم الأمة الإسلامية، ويسقط سياسات شرعية واجبة، كالخلافة والبيعة والشورى، وما إلى ذلك .. ودعاتها بين مجتهد مخطئ، أو متحمس متعجل، أو مغرور جاهل، أو خبيث حاقد ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)).
الضوابط الشرعية في التفريق بين التجمع المشروع، والحزبية المحرمة:
لما كان التعاون مشروعاً بل واجباً، وكان لابد للتعاون أحياناً من تجمع معين، وإدارة تدير شؤونه، فقد استشكل هذا، والتبس الأمر على كثير من العاملين في الحقل الإسلامي، فخلطوا بينهما، واحتجوا بأدلة التجمع المشروع على جواز التحزب المحرم. كقوله تعالى:) فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة .. (الآية، وكقوله تعالى:) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف .. (الآية.
وهذه النصوص وغيرها لا تبيح التحزب بل تشرع التجمع على البر، والتعاون على الخير. وشتان بين إنشاء جماعات وأحزاب في الإسلام لها أنظمتها الخاصة .. واجتماعاتها الخاصة، وقراراتها الخاصة. وجعلت بينها وبين المسلمين حواجز، فأصبح بينها وبينهم فواصل شتان بين هذا وبين من تجمع على الخير من علم ودعوة وتعاون على البر من جهاد وعمل الصالح دون تميز عن المسلمين بقواعد ونظم، ودون تفرق عن جماعة المسلمين بحواجز وأطر.
ونسوق هاهنا وعلى عجالة واختصار، أهم الفوارق بينهما، ليكون المتبع على بينة من دينه.
الفارق الأول:
التجمع: ما يزال محور أصحابه الدليل، وهو مقدم عندهم على كل أمر وقرار.
التحزب: التعصب للحزب أو الشيخ، وقد اختلط الأمر عندهم بين الدليل الشرعي، وأوامر الحزب، وتعليمات الشيخ، ومن ذلك: رفضهم الإلتزام بالكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة في كثير من الأمور، لكي لا تُعطل أوامر حزبهم، ولا يفتضح شيخهم.
الفارق الثاني:
التجمع:ما تزال الموالاة للمؤمنين جميعاً، حسب قواعد الشرع، دون تفريق بسبب تجمعهم هذا.
التحزب: تصبح بين الحزبيين موالاة خاصة دون المؤمنين، بل يصيرون يوالون ويعادون على الحزبية، ويصير عندهم: الحزبيون والحزبيات بعضهم أولياء بعض.
الفارق الثالث:
التجمع: لم يحدث التجمع بينهم وبين المسلمين حواجز ولا حدود، سوى تعاون وترتيب.
التحزب: أصبح بينهم وبين المسلمين -بسبب تحزبهم- حواجز وحدود، فلا دخول إلا بإذن .. ولا خروج إلا بإذن أو بطرد.
الفارق الرابع:
التجمع: كان تجمعهم تخصصياً، لحاجة معينة، كإقامة مدرسة أو جامعة، أو إنشاء مساجد، أو حفر آبار، أو رعاية شؤون المسلمين كما هي الحال في الغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
التحزب: قام حزبهم ليمثل الإسلام كله، وهو قائم بذاته، يعمل بنفسه ولنفسه مستغن عن غيره.
الفارق الخامس:
التجمع:كان تجمعهم تعاونياً لسد ثغرة من ثغور الإسلام والمسلمين، فترى المتجمعين متعاونين، يعين بعضهم بعضاً، ويؤازر بعضهم بعضاً، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((كالبنيان يشد بعضه بعضا)) وهم كالأخوة.
الحزبية: الحزبيون متخاصمون غير متعاونين، ومتناحرون غير مؤتلفين ((الأحزاب كالضرائر)).
الفارق السادس:
التجمع: لا يرى المتجمعون لأنفسهم -بسبب تجمعهم- ميزة دون الناس، بل هم من الأمة وخدمة لها.
الحزبية: يرى الحزبيون أنهم أمة دون الناس، وإن كانوا يرون أنفسهم أنهم جماعة من المسلمين. لا جماعة المسلمين. لكنهم متميزون عن المسلمين بسبب حزبيتهم، أما من يرى من الحزبيين: أنهم جماعة المسلمين، فهي الطامة الكبرى، والضلال البعيد.
الفارق السابع:
التجمع: ما يزال الكتاب والسنة مرجعيتهم، ومنهج السلف طريقهم، والراسخون من أهل العلم أئمتهم، حيثما كانوا، وأينما وجدوا.
التحزب: الحزبية مرجعهم، وقيادة الحزب أئمتهم، سواء كانت حزبية فردية (مشيخية)، أوحزبية جماعية (قيادية).
وباختصار: فإن التجمع: يزيد في تعاون المسلمين وتآلفهم ووحدتهم، بما يقوم به المتجمعون من مهام في خدمة أمتهم، والتعاون فيما بينهم، وسد ثغراتهم.
والتحزب: يزيد الأمة فرقة وشتاتاً، وعصبية وتناحراً، وضعفاً وفشلاً، بما أحدثوه في صفوف الأمة من أحزاب، كل حزب مستقل بنفسه، فرح بما عنده مستخف بغيره، شامت بما يقع عليهم.
مثال التجمع، ومثال التحزب:
من أمثلة التجمع: ما كان عليه أصحاب النبي r والسلف والصالح من تجمع حول أمر معين كتجمعهم للعلم، وتجمعهم للجهاد، دون حزبية ولا حواجز ولا حدود.
ومثال ذلك: الوزارات في الدولة الواحدة، وما كانت عليه الدول الإسلامية قبل تقسيمها. وما عليه الولايات الأمريكية حالياً. وفي ظل التجمع تجد كل وزارة أو ولاية أو قطر .. متعاونين متناصرين متكافلين مرجعتهم واحدة.
وأما أمثلة التحزب: فما عليه الأحزاب الإسلامية اليوم، من منهج متميز، وقيادة مستقلة، وتنظيم خاص، وما أصبحت عليه الدولة الإسلامية بعد تقسيمها، وإقامة الحدود بينها، وما كانت عليه الدول الأوربية قبل التعاون الأخير.
ولذلك؛ أدرك الأوربيون بعقولهم ومصالحهم، خطورة تحزب بلدانهم، وسعوا ويسعون إلى تحولها إلى تجمع فيما بينهم بدل التحزب .. ولما يدرك كثير من المسلمين ذلك ... فهل من مدكر.
وإذا أردت أن تعلم حقيقة ما عليه الجماعات المسلمة اليوم، فانظر هل هذه الجماعات متناحرة متباغضة .. أم هي متعاونه متحابة؟؟!
هل هذه الأحزاب الإسلامية شتت الأمة ... أم وحدتها؟؟ الجواب عند المنصفين العقلاء.
وتجد تفصيل ذلك بأدلته في كتابنا (الحزبية) يسر الله طباعته.
كتاب منهج الاعتدال عدنان عرعور
([1]) واعلم- يا عبد الله – أني ما كنت حزبياً يوماً ما من دهري .. وقد رأيت من مفاسد الحزبية، وأذية الحزبيين، ما لم يره كثير من الناس، فالحمد لله الذي نجاني منها وأنا شاب متحمس، قليل العلم، ضيق التفكير، فهل أقع فيها وأنا كبير السن، كثير التجربة، فجزى الله عنا شيخنا الألباني خير الجزاء، إذ حذرنا منها .. ،ولقد كنت من أوائل من ألقى محاضرة مفصلة مقعدة على منابر دولية، في تحريم الحزبية، فاللهم لك الحمد كما ينبغي لفضلك وإحسانك، وهدى الله الكاذبين المفترين على البرآء وإلا كبتهم.
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[08 - Feb-2010, صباحاً 10:01]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الطيب المبارك وما أحوجنا للبعد عن الحزبية المقيتة التي تنتشر بين أمة الإسلام وخاصة عندنا في فلسطين المباركة
ـ[الاثر]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 09:25]ـ
بارك الله فيك ونفع الله بك
ـ[أبو بدر]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 02:49]ـ
لا أرغب الخوض في النقاش عن مدى شرعية العمل ضمن جماعية إسلامية، ولكني راجعت جميع أوجه التحزب البغيض الواردة في المقال فوجدتها تنطبق على انقسام المسلمين إلى ما ينيف على 56 دولة، فتساءلت: هل ينجر كلام الشيخ الفاضل من باب أولى على تشرذم المسلمين إلى هذا العدد المهول من الدول؟ وهل سيصنف الشيخ - وفقه الله - كتاباً في هذا الموضوع العظيم الجليل بعد انتهائه من كتابه عن الحزبية؟
ـ[الاثر]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 05:12]ـ
بارك الله فيك أخي أبي بدر
فالشيخ تطرق لتحزب الدول الاسلامية وعده من التحزب ولبيس من الإجتماع المحمود فقد قال: وللحزبية صور كثيرة، فقد تكون حزبية بلدان، أو سياسة، أو قبيلة، أو باسم جمعية، أو عصبية لشيخ، أو لمسألة مختلف عليها بين أهل العلم، أو .. أو .. فترى بعضهم يتحزبون لسياسة، أو لجمعية، أو لشيخ، أو لمسألة .. دون مراعاة لوحدة المسلمين ولا لأخوّتهم، فيا ويل من يخالفهم، ويا ويل من يخطئ حزبهم أو شيخهم.وقال أيضاً "وأما أمثلة التحزب: فما عليه الأحزاب الإسلامية اليوم، من منهج متميز، وقيادة مستقلة، وتنظيم خاص، وما أصبحت عليه الدولة الإسلامية بعد تقسيمها، وإقامة الحدود بينها، وما كانت عليه الدول الأوربية قبل التعاون الأخير "
فكان هذا جواب عند تسائلك: هل ينجر كلام الشيخ الفاضل من باب أولى على تشرذم المسلمين إلى هذا العدد المهول من الدول؟ .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بدر]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 12:21]ـ
الأخ الفاضل الأثر
لا يخفى على مثلك أن الشيخ قصد الانتماء الحزبي - في المقام الأول - وهو عين ما فهمهه الأخ أبو رغد الأثري، وإن كان في كلامه شيء عن تشرذم المسلمين فقد أتى عرضاً وليس قصداً، وأقول هذا لأن:
1 - عنوان المقال (الحزبية) وليس (تفرقة المسلمين) أو (العصبية) مثلاً.
2 - إشارات الشيخ العديدة مثل فما عليه الأحزاب الإسلامية اليوم أو وإذا أردت أن تعلم حقيقة ما عليه الجماعات المسلمة اليوم، فانظر هل هذه الجماعات متناحرة متباغضة .. أم هي متعاونه متحابة؟؟!
وعلى العموم فجزى الله كلاً من الشيخ وإياك خيراً على نبذكما تفرق المسلمين تحت أي اسم كان هذا التفرق.(/)
تعليق شيخِنا عبدِ الرَّحمنِ البَرَّاك على كلام إبراهيم الحربي حول مسجد البيعة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 03:32]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«تعليق شيخِنا عبدِ الرَّحمنِ البَرَّاك ـ سلَّمهُ اللَّهُ ـ
على كلام إبراهيم الحربي حول مسجد البيعة.»
النص:
قال إبراهيم الحربي رحمه الله: " الطريق إلى منى ... ، وقبل أن تصعد إلى منى عن يسار الطريق بأصل الجبل المسجدُ الذي بايع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة" ([1]).
التعليق:
الحمد لله؛ قول إبراهيم الحربي رحمه الله: "المسجد الذي بايع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم" يوهم أن المسجد كان موجودا في وقت البيعة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم بايعهم في ذلك المسجد، والصواب أنه لم يكن وقت البيعة هناك مسجد، وإنما المسجد بني على المكان الذي وقعت فيه البيعة على المشهور، والمسجد لم يبن إلا بعد البيعة بأكثر من مئة وأربعين سنة، لأن المشهور أن الذي بناه أو بني في عهده الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور، والذي عليه جمهور الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يجوز تحري الصلاة في المواضع التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم اتفاقا، فضلا عن بناء المساجد عليها، وهكذا المواضع التي كان فيها حدث من أحداث السيرة كبيعة الرضوان تحت الشجرة، وبيعته صلى الله عليه وسلم للأنصار عند العقبة، لأن ذلك يتضمن تفضيل هذه المواضع واستحباب الصلاة فيها وارتيادها لذلك، وقد أمر عمر رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أناسا يذهبون ليصلوا عندها، وقد روى عبد الرزاق وغيره عن عمر أنه رأى في بعض أسفاره بين مكة والمدينة قوما ينزلون فيصلون في مسجد، فسأل عنهم، فقالوا: مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بِيَعا، مَن مرَّ بشيء من المساجد فحضرت الصلاة فليصل، وإلا فليمض" ([2]).
وعلى هذا فتحري الصلاة في هذه المواضع بدعة في الدين، وبناء المساجد عليها من أعظم الدواعي لتحري الصلاة وغيرها من العبادات فيها لاعتقاد فضيلة هذه المساجد، وأن العبادة فيها أفضل من غيرها، ومعلوم أنها لا تثبت فضيلة زمان ولا مكان إلا بدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله أعلم ([3]).
ـــــــــــــــــــــــ
[1]) المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة (ص 503) لإبراهيم الحربي، تحقيق حمد الجاسر، نشر دار اليمامة، الرياض، الطبعة الثانية، 1401هـ.
[2]) رواه عبد الرزاق في المصنف (2/ 118) (2734) وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 376) والطحاوي في مشكل الآثار (14/ 397) وإسناده صحيح، وصحح الخبر ابن حجر في فتح الباري (1/ 678) وعزاه ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 142) لإسماعيل بن محمد الصفار في مسنده وقال: "هذا إسناد صحيح".
[3]) من كتاب المنتخب من تعليقات الشيخ عبد الرحمن البراك (1/ 153).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 03:33]ـ
المصدر: موقع الشيخ البرّاك الرّسمي.
ـ[ابن بجاد العصيمي]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 03:47]ـ
بارك الله فيك
وهذه فائدة من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ص 575
والكلام هنا في ثلاث مسائل
إحداها: أن التأسي به في صورة الفعل الذي فعله من غير أن يعلم قصده فيه أو مع عدم السبب الذي فعله فهذا فيه نزاع مشهور وابن عمر مع طائفة يقولون بأحد القولين وغيرهم يخالفهم في ذلك والغالب والمعروف عن المهاجرين والأنصار أنهم لم يكونوا يفعلون كفعل ابن عمر رضي الله عنهما وليس هذا مما نحن فيه الآن
*ومن هذا الباب أنه لو تحرى رجل في سفره أن يصلي في مكان نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصلى فيه إذا جاء وقت الصلاة فهذا من هذا القبيل
*المسألة الثانية أن يتحرى تلك البقعة للصلاة عندها من غير أن يكون ذلك وقتا لصلاته بل أراد أن ينشىء الصلاة والدعاء لأجل البقعة فهذا لم ينقل عن ابن عمر ولا غيره وإن ادعى بعض الناس أن ابن عمر فعله فقد ثبت عن أبيه عمر أنه نهى عن ذلك وتواتر عن المهاجرين والأنصار أنهم لم يكونوا يفعلون ذلك فيمتنع أن يكون فعل ابن عمر لو فعل ذلك حجة على أبيه وعلى المهاجرين والأنصار
والمسألة الثالثة: أن لا تكون تلك البقعة في طريقه بل يعدل عن طريقه إليها إو يسافر إليها سفرا طويلا أو قصيرا مثل من يذهب إلى حراء ليصلي فيه ويدعو أو يسافر إلى غار ثور ليصلي فيه ويدعو أو يذهب إلى الطور الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام ليصلي فيه ويدعو أو يسافر إلى غير هذه الأمكنة من الجبال وغير الجبال التي يقال فيها مقامات الأنبياء وغيرهم أو مشهد مبني على أثر نبي من الأنبياء مثل مكان مبني على نعله ومثل ما في جبل قاسيون وجبل الفتح وجبل طور سيناء الذي ببيت المقدس ونحو هذه البقاع فهذا ما يعلم كل من كان عالما بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه من بعده أنهم لم يكونوا يقصدون شيئا من هذه الأمكنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 04:48]ـ
بارك الله فيكم.
تنبيه: في نسبة الكتاب -ومن ثم الكلام- إلى إبراهيم الحربي بحث ونظر، فليُتحرَّ في الأمر.(/)
هل من الممكن كتب أو مواقع تناقش فكر الإخوان
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 07:16]ـ
السلام عليكم
هل من الممكن كتب أو مواقع تناقش فكر الإخوان
و بارك الله فيكم
ـ[أبوالبراء الجزائري]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 09:44]ـ
" نظرات شرعية في فكر منحرف" سليمان بن صالح الخراشي
"ثمانون عاما وهي خاوية على عروشها" أكرم حجازي
"وقفات مع كتاب للدعاة فقط" محمد بن سيف العجمي(/)
غداً الثلاثاء الساعة 10:00م: المناظرة الكبرى بين الشيخ محمد البراك والشيعي آل محسن
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 12:40]ـ
بسم الله
ترقبوا غدًا في تمام الساعة 10:00 ليلا بتوقيت مكة المكرمة: المناظرة الكبرى: حول موضوع (هل موقف الشيعة الإمامية من أبي بكر و عمر رضي الله عنهما اليوم يوافق اعتقاد علي رضي الله عنه فيهما) بين الشيخ الدكتور (محمد البراك) من الطرف السني و بين الشيخ (علي ال محسن) من غرفتكم: o0o- AL SerdaaB مٍنْهَاج السُّنَّة - o0o
بالإمكان أيضاً متابعة اللقاء في غرفة منهاج السنة على برنامج الإنسبيك
الخبر من إيجاز
إيجاز – الرياض:
يترقب متابعو البالتوك المناظرة الكبرى غدا الثلاثاء الساعة العاشرة مساء بين فضيلة الشيخ د. محمد البراك، والمرجع الشيعي علي آل محسّن في غرفة منهاج السنة في برنامج البالتوك. وأفادت أنباء برصد جائزة قدرها 100.000 ألف دولار من الشيخ الدكتور البراك للمناظر الشيعي إذا استطاع أن يثبت صحة اتباع الشيعة لآل البيت.
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 12:42]ـ
عنوان الغرفة:
Middle East --> Islam -->o0o- AL SerdaaB مٍنْهَاج السُّنَّة - o0o
ـ[إمام محمود]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 12:54]ـ
عفوا كيف يمكن متابعة الحلقة
وضحوا أكثر
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 01:21]ـ
هناك طريقتان للمتابعة
الأولى
تحميل برنامج البالتالك والتسجيل فيه والدخول للغرفة، تابع مافي هذا الرابط للتوضيح
http://www.rohamaa.com/vb/showthread.php?t=8200
الثانية
متابعة المناظرة على الرابط
http://www.rohamaa.com/menhaj-alsunnah/
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 09:02]ـ
تذكير
بقي ساعة تقريباً على بدء المناظرة
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 09:17]ـ
رابط آخر للبث
http://islam-iidf.com/serdaab/index.htm
ـ[سالم الميموني]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 10:39]ـ
أسأل الله أن ينصر أهل السنة وأهلها، وأن يجعل جهود الشيح البراك في ميزان أعماله. آمين.
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 02:41]ـ
تسجيل المناظرة تجدونه على الرابط التالي
http://www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?p=40079&posted=1#post40079(/)
ما التأصيل الشرعي لمسألة سبّ الدهر؟! ..
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 01:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة ,
دائماً ما تتردد في ذهني هذه المسألة , خاصة عند نظمي القريض , أو نقده لشخص يطلب مني ذلك ..
وهي مسألة سبّ الدهر , وقد ناقشت فيها كثيراً من الإخوة , ولم أصل لنتيجة مرضية مريحة , بل كلّ نتيجة أصل لها يكون في النفس منها شيء ..
/// في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار)).
وقد عرفت -من قديم- أن هناك تفصيلاً يمكن إيراده وقد ذكره الشيخ ابن عثمين, وهو:
- سب الدهر , وهو محرم بنص الحديث.
- اعتقاد أن الدهر هو مسبب المكروه وهذا شرك أصغر.
- ذكر الخبر المحض دون اللوم , فهو جائز بنص الآية "هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ " وقوله تعالى: " فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ " وقوله تعالى: " فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ", وقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " سنوات خداعات ".
فإذا خلصنا من ذلك يبقى الإشكال الذي هو: أني وقفت على كثيرين أنكروا على الشعراء وصف للدهر بالخيانة أو النقيصة , ومن ذلك ما ورد في عند القرطبي:
((يا عاتب الدهر إذا نابه:: لا تلم الدهر على غدره
الدهر مأمور , له آمر:: وينتهي الدهر إلى أمره
كم كافر أمواله جمة:: تزداد أضعافا على كفره
ومؤمن ليس له درهم:: و يزداد إيمانا على فقره
وروي أن سالم بن عبد الله بن عمر كان كثيرا ما يذكر الدهر فزجره أبوه وقال: إياك يا بني وذكر الدهر! وأنشد:
فما الدهر بالجاني لشيء لحينه:: ولا جالب البلوى فلا تشتم الدهرا
ولكن متى ما يبعث الله باعثا:: على معشر يجعل مياسيرهم عسرا
وقال أبو عبيد: ناظرت بعض الملاحدة فقال: ألا تراه يقول: " فإن الله هو الدهر "؟ فقلت: وهل كان أحد يسب الله في آباد الدهر , بل كانوا يقولون كما قال الأعشى:
إن محلا وإن مرتحلا:: وإن في السفر إذ مضوا مهلا
استأثر الله بالوفاء وبالعد:: ل وولى الملامة الرجلا
قال أبو عبيد: ومن شأن العرب أن يذموا الدهر عند المصائب والنوائب ; حتى ذكروه في أشعارهم , ونسبوا الأحداث إليه.
قال عمرو بن قميئة:
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى:: فكيف بمن يرمى وليس برام
فلو أنها نبل إذا لاتقيتها:: ولكنني أرمى بغير سهام
على الراحتين مرة وعلى العصا:: أنوء ثلاثا بعدهن قيامي
ومثله كثير في الشعر. ينسبون ذلك إلى الدهر ويضيفونه إليه , والله سبحانه الفاعل لا رب سواه)) ا. هـ
مع أن الدهر كما فسره بذلك مجاهد رحمه الله , فقال في تفسير الآية "وما يهلكنا إلا الدهر" (قال: يعني السنين والأيام) , وقال قتادة: (العمر) , وذهب القرطبي إلا أن المعنى واحد. (تفسير القرطبي).
كما ذهب إلى ذلك أهل اللغة.
فإن كان الدهر هو اليوم فكيف التوفيق بين ذلك وما ورد في ذم اليوم في الآية "يوم عصيب" والذم كما هو معروف إلحاق النقيصة بهذا المراد؟!.
ويدلّ على أن الدهر هو اليوم , ما جاء في الحديث المرفوع الذي رواه جرير بن عبد الله البجلي: ((صوم ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، الأيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة)).
فظهر أن الدهر هو الزمن الطويل [على أحد التفاسير] واليوم جزء من الزمن!.
وقد ورد في شعر الشافعي -رحمه الله-:
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ:: فما يغني عن الموت الدواءُ
وإن كان الأمر على فرض ما ذكره البعض من أن "النهي عن سب الدهر ليس على إطلاقه بل على اعتبار الاعتراض على ما يحدث فيه من أحداث فتضاف للدهر فيسب ويشتم" (شبكة أنا المسلم).
فأقول: لم أقف على أحد قال بهذا القول , ثم إن تفصيل الشيخ ابن عثيمين موضح للمسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما توجيه الأخ لكلام النووي رحمه الله -وهو: ((قال العلماء: وهو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون يا خيبة الدهر ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر" أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها. وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى، ومعنى فإن الله هو الدهر أي فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم)) - فغير مستقيم؛ لأن النووي فرق بين السبب والمسبب, وأخونا لم يفرّق , وظاهر كلامه دالّ أنه أمرٌ آخر لا علاقة له بالأمر.
/// وفي المعنى السابق أن الدهر هو الزمن والأبد , وقد ورد ما يحتج به أن من معاني الدهر: الدنيا , قال الفرزدق:
فإِني أَنا الموتُ الذي هو نازلٌ:: بنفسك، فانْظُرْ كيف أَنْتَ تُحاوِلُهْ
فأَجابه جرير:
أَنا الدهر يُفْني الموتَ, والدهر خالدٌ::، فَجِئْني بمثلِ الدهر شيئاً تُطَاوِلُهْ
قال الأَزهري: جعل الدهر الدنيا والآخرة لأَن الموت يفنى بعد انقضاء الدنيا. (لسان العرب).
فإذا تقرر هذا , فكيف نوفّق بينه وبين حديث: ((الدنيا ملعونة , ملعون ما فيها ... )) وقد حسنه الألباني رحمه الله , وسبقه جمع من العلماء.
فيما يظهر تعارض بين هذا الحديث وحديث "يؤذيني ابن آدم" , لأنه كما قلنا أن الدنيا من معاني الدهر!
/// كما أن من مشتقات الدهر: الدهارير , ومن معانيه الشدة والصعوبة , قال الشاعر:
إياهم الأرض في دهر الدهارير ..
وهي بمثل معنى الآية "هذا يوم عصيب" ..
* * *
فهل من أحد يحلّ لي هذا الإشكال الذي طالماً تهت فيه , وبحثت كثيراً فلم أجد ما يريحني حتى الآن , وكنت قد كتبت قبل سنة قصيدة رثاء , وكان فيها البيتان التاليان:
لا تأمن الدهر الخؤون مسالماً:: فالعيش لا يبقى عليه دوام
الموت حقّ والبرية رُحَّلٌ:: تفنيهم اللحظات والأيام
فاعترض أحدهم على البيت الأول , وذكر أنه يدخل ضمن سبّ الدهر , ولما سألت أهل الألوكة هنا في موضوع ما عنه , أجابني السكران التميمي -على ما أذكر- بأن ذلك لا يدخل ضمن سب الدهر.
فحذفت البيت الأول -احتياطاً- , غير أني لما تدبّرت فيما قلته , وجدت أن الشطر الثاني في البيت الثاني فيه شيء صريح يوافق قول القائلين "وما يهلكنا إلا الدهر" -والله المستعان-.
فحذفته , ولكنّي كلما بحثت في الموضوع صعب عليّ الأمر وتعقّد , ولم أعد أفهمه ..
/// آمل أن يسعى الإخوة في تبيين الرد على شبهي نقطة نقطة , حتى أفيد منهم , والحقّ -والله أريد- , فليدل كل صاحب علم وفقه بدلوه ..
والله الموفق.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 11:32]ـ
للرفع!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 09:15]ـ
أبشر بما يسرك يا أبا الليث ..
فقط أمهلني يوماً بإذن الله .. فأنا الآن في سفرة عارضة خارج البلدة، وستجد بإذن الله تعالى ما يشفي غليلك ويسر خاطرك ويجلي فؤادك .. تقريرٌ علميٌ وافٍ مستوعبٌ مدعمٌ يوضح لكل الأمر ويبين.
وليست المشاركة حكراً عليّ رحمكم الله .. فمن أراد من الأحبة ممن يعلم المسألة فليوضح لأخيه .. بارك الله في الجميع.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 04:43]ـ
بورك فيك.
أنتظرك. وغيرك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 11:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يا رب وبك نستعين
السب والسباب في اللغة: الشتم بالكلام القبيح والذم والتنقص وما لا يليق.
والدهر: الزمان والوقت، مدة بقاء العالم، أي: الليل والنهار، والأيام والليالي، والأسابيع، والأشهر، والسنوات التي جعلها الله زماناً يقطع الناس فيه أعمارهم، قال الشاعر:
هل الدهر إلا ليلة أو نهارها ..... وإلا طلوع الشمس ثم غيارها
ولا شك أن الدهر مخلوق، فالأيام والليالي والأشهر والسنوات مخلوقة، وأن الله هو المتصرف فيها، فما يحدث في الأيام والليالي من الأمراض، ومن المصائب، ومن النكبات والعاهات ونحوها، كل ذلك بتصريف الله وتدبيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يجوز سب الأيام والليالي، ولا أن يسند إليها المصائب، فلا يجوز أن يقال: "واخيبة الدهر"، أو "أفناكم الدهر"، أو "أضر بنا الدهر"، أو "أفنتهم الأيام"، أو نحو ذلك، فإن نسبة التصرف إلى الأيام أو الليالي أو السنوات = نسبة إلى غير المتصرف، والمتصرف هو الله تعالى.
فتارة يكون الزمان سعيداً، وتارة يكون نحساً، وذلك بتقدير الله، وتارة يكون فيه النعم والخيرات والعيش الرغيد، وتارة يكون فيه الضيق والضنك والمصائب ونحو ذلك، والله هو المتصرف.
وبناءً على هذه المقدمة: فسب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم؛ فهذا جائز.
كما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته حيث قال: (أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحروب، قد تصعصع بهم الدهر فكانوا كلا شيء).
والمعنى في "صعصعهم الدهر": بددهم وشتت شملهم، قال جرير:
كأن حاديها لما أضر بها ..... باز يصعصع بالدهناء قطا جونا
فإنما نسب التفرق والتبدد إلى الدهر على معنى: أن وقوعهما كان أيام الدهر، تقول العرب في الرجل إذا طال عمره: قد أكل عليه الدهر وشرب، تريد أنه أكل وشرب دهراً طويلاً، ومنه قوله تعالى: {بل مكر الليل والنهار} أي: مكركم في الليل والنهار، ومثله قولهم: ليل نائم؛ أي: منوم فيه، قال جرير:
لقد لُمتنا يا أم غيلان في السرى ..... ونِمْتِ وما ليل المطي بنائم
ومثل أن يقول: تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده، وما أشبه ذلك؛ لأن الأعمال بالنيات، ومثل هذه الألفاظ صالحة لمجرد الخبر، ومنه قول لوط عليه السلام: {هذا يوم عصيب}.
فهذا وأمثاله مما يروى عن السلف ليس مما نحن فيه حتى تعلم ذلك؛ لأنه ورد على تأويل ما ذكرنا.
الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل.
كأن يعتقد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلب الأمور إلى الخير والشر؛ فهذا شرك أكبر. لأنه اعتقد أن مع الله خالقاً؛ لأنه نسب الحوادث إلى غير الله، وكل من اعتقد أن مع الله خالقاً؛ فهو كافر.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه المستشهد به جعل سبحانه صرفهم تدبيره في مخلوقاته إلى ما هو مكوّن مدبر وسبهم الدهر أذىً له سبحانه.
وفي الحديث الصحيح: "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله".
- وقال ابن الجوزي رحمه الله: (ما رأت عيني مصيبة نزلت بالخلق أعظم من سبهم للزمان وعيبهم للدهر.
ومعنى الحديث: أنتم أيها السابون للدهر تسبون من فرق شملكم، وأمات أهاليكم، وتنسبونه إلى الدهر؛ والله سبحانه هو الفاعل لذلك).
- قال الخطابي في شرح الحديث: (تأويل هذا الكلام أن العرب إنما كانوا يسبون الدهر على أنه الملمّ بهم في المصائب والمكاره، ويضيفون الفعل فيما ينالهم منها إليه، ثم يسبون فاعلها، فيكون مرجع السب إلى الله تعالى إذ هو الفاعل لها، فقيل على ذلك: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر" أي: أن الله هو الفاعل لهذه الأمور التي يضيفونها إلى الدهر).
- وقال: (معناه: أنا صاحب الدهر، ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور؛ عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها، وإنما الدهر زمانٌ جُعل ظرفاً لمواقع الأمور).
- قال أبو عبيد: (إن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم، من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك، فيقولون: "أصابتهم قوارع الدهر"، و"أبادهم الدهر"، و"أتى عليهم الدهر"، فيجعلونه الذي يفعل ذلك، فيذمونه عليه، وقد ذكروه في أشعارهم، قال الأعشى يذكر قومًا هلكوا:
فاستأثر الدهر الغداةَ بهم ..... والدهر يرميني ولا أرمي
يا دهر قد أكثرت فجعتنا ..... بسراتنا ووقرت في العظمِ
وسلبتَنا ما لستَ تُعقبنا ..... يا دهر ما أنصفت في الحكمِ
وقال عمرو بْن قميئة:
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ..... فكيف بمن يُرمي وليس برامِ
فلو أنها نبل إذًا لاتقيتها ..... ولكنَّما أُرمي بغير سهامِ
على الراحتين مرة وعلى العصا ..... أنوء ثلاثا بعدهن قيامي
فأخبر أن الدهر فعل به ذلك، يصف الهرم، وقد أخبر اللَّه تبارك وتعالى بذلك عنهم في كتابه الكريم، ثم كذّبهم في قولهم، فقال: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْر}، قال اللَّه تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبّوا الدهر"، على تأويل لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأشياء ويصيبكم بهذه المصائب، فإنكم إذا سببتم فاعلها فإنما يقع السب على اللَّه تعالى، لأنه هو الفاعل لها لا الدهر، فهذا وجه الحديث إن شاء اللَّه ولا أعرف له وجهًا غيره).
فبهذا يعلم أن جميع الحادثات كلها حاصلة من الله تعالى، وأنه لا يقدر على الإعدام والإيجاد أحدٌ إلا هو، وهذا الأصل فرض على كل أحدٍ علمه، وهو شرط الإيمان، ومن لم يعتقده كافر، وهو معنى قوله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.
الثالث: أن يسب الدهر لا لاعتقاده أنه هو الفاعل، بل يعتقد أن الله هو الفاعل، لكن يسبه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده؛ فهذا محرم.
ولا يصل إلى درجة الشرك الأكبر، بل هو من باب الشرك الأصغر خاصة من باب الشرك في الألفاظ، وهو من السفه في العقل والضلال في الدين، لأن حقيقة سبه تعود إلى الله سبحانه، لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر ويكون فيه ما أراده من خير أو شر، فليس الدهر فاعلاً، وليس هذا السب كفر؛ لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة.
والحديث صريح في النهي عن سب الدهر مطلقاً، سواء اعتقد أنه فاعل أو لم يعتقد ذلك، كما يقع كثيراً ممن يعتقد الإسلام.
قال ابن المعتز:
يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحداً ..... وأنت والد سوء تأكل الولدا
وقول أبي الطيب:
قبحاً لوجهك يا زمان فإنه ..... وجهٌ له في كل قبح برقع
وقول الطوفي:
إن تبتلى بلئام الناس يرفعهم ..... عليك دهر لهل الفضل قد خانا
وقول الحريري:
ولا تأمن الدهر الخؤون ومكره ..... فكم خاملٌ أخنى عليه ونابه
ونحو ذلك كثير، وكل هذا داخل في الحديث.
- قال ابن القيم رحمه الله: (وفي سب الدهر ثلاث مفاسد عظيمة:
أحدها: سب من ليس أهلا للسب، فإن الدهر خلقٌ مسخرٌ من خلق الله، منقاد لأمره، متذللٌ لتسخيره، فسابه أولى بالذم والسب منه.
الثانية: أن سبه متضمن للشرك؛ فإن الساب له إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضر، وأعطى من لا يستحق العطاء، ورفع من لا يستحق الرفعة، وحرم من لا يستحق الحرمان. وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة، وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سبه كثيرة جداً. وكثير من الجهال يصرح بلعنه وتقبيحه.
الثالثة: أن السب منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال، التي لو اتبع الحق فيها أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن، وإذا وافقت أهواءهم حمدوا الدهر وأثنوا عليه، وفي حقيقة الأمر رب الدهر هو المعطي المانع، الخافض الرافع، المعز المذل، والدهر ليس له من الأمر شيء، فمسبتهم الدهر مسبة لله عز وجل، ولهذا كانت مؤذية للرب تعالى، فساب الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما: إما مسبة الله أو الشرك به، فإنه إن اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك؛ وهو يسب من فعله فهو يسب الله تعالى).
فإذا عرف المسلم أن ما في الكون كله من تصرف الله وحده، وليس للمخلوقين فيه تصرف = أضاف الأمر إليه؛ فإذا أصابته سراء شكر، واعترف بأن فضلها لله، وإذا أصابته ضراء صبر، وعرف أنه من الله، ورضي بذلك واستسلم.
قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}؛ فجعل مصائبنا التي تصيبنا من الله، ولكنها تأتي عقوبة على بعض السيئات، أو تكفيراً ومحواً لبعضها. والله أعلم
فائدة:
قوله: "وأنا الدهر" أي: مدبر الدهر ومصرفه، لا أن الله هو الدهر نفسه، ومن قال ذلك فقد جعل الخالق مخلوقاً.
وليس هو اسم من أسماء الله، ومن قال ذلك فقد غلط وأخطأ. فتنبه
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[12 - Feb-2010, مساء 02:29]ـ
سب الدهر اعتراض علي القدر ومن أركان العقيدة (الإيمان بالقضاء والقدر)
قال تعالي (لايسأل عما يفعل وهم يسألون)
وقوله تعالي (وربك يخلق مايشاء ويختار ماكان لهم الخيرة سبحان الله وتعالي عما يشركون)
والآيات والأحاديث كثيرة ولكني علي عجلة من أمري(/)
الحرية الشخصية في الإسلام (1)
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 10:50]ـ
إذا كان العلمانيون يُبغضون كلَّ الأديان، فبُغْضهم للإسلام هو أقوى مِن بُغضهم لسائر الأديان؛ والسبب: أنَّ شريعة الإسلام لَمَّا اختارَها الله تعالى لتكونَ خاتمة الشرائع، وأراد لها أنْ تبْقَى على مَدى العُصُور - جَعَلَها شريعةً كاملةً تُعالِج القضايا الدِّينية والدنيويَّة على حدٍّ سَواء، فمِن ثَمَّ فهي تَتَدَخَّل في سائر شؤون الناس، وتنتظم جميع نشاطاتهم، فتحرِّم هنا وتُحِل هناك، وتحظر هذا وتبيح ذاك، وتستحب شيئًا وتكره آخر ... وهكذا، حتى إنَّها لَتُنَظِّمُ للمَرْء طريقة أكْلِه وشُرْبه، وطريقة نَوْمه، وقضاء حاجته.
كل ذلك دعا العلمانيين والليبراليين إلى خصِّها بمزيدٍ منَ البُغْض الذي يكنُّونه للأديان جميعًا، فهُم بِزَعْمهم، ثم بتزويرهم على البشرية - التي يعادونها شعروا أم لَم يشعروا - دعاةُ الحريَّةِ، ورُسُل الديمقراطية.
وشريعةُ الإسلام - بما ذَكَرْنا عنها - تُناهِض ما يدْعُون إليه مِن حريَّة، وتُضاده من جميع الجهات السِّت.
ولَمَّا لَم يجعل الله الحريةَ حِكرًا على العلمانيين والليبراليين، فمِن حقِّ جميع بني الإنسان أنْ يَتَكَلَّمُوا عنها، ويبحَثُوا حقيقتها، ويُطَالِبوا بها، وأيضًا فمِن حقِّ أتْباع الإسلام - تبعًا للحُريَّة - أنْ يُدافِعُوا عن دينهم، ويُبَيِّنُوا موقفه الحقيقي من القضايا التي لا تزال تُثير جَدَلاً فكريًّا وثقافيًّا.
ولتَكُن أولى القضايا التي نقف معها من قضايا الحرية: حرية الفرد في أن يلبسَ ثيابه وحذاءَه كيف شاء، ويأكُل ويشرَب كيف شاء، وينام كيف شاء، إلى غَيْر ذلك من أُمُور الحياة الشخصيَّة للإنسان.
فالعلمانيون يتَّهِمُون الإسلامَ بأنه يحدُّ مِن حُريَّة الشَّخص في هذه الأُمُور؛ إذْ تأتِي النُّصُوص بأنَّ الأكل والشرب لا بُدَّ أن يكونَ باليمين، وأن الثوب والبنطال لا ينبغِي أن يكونَ أسفل من الكعبَيْن، وأن النوم يكون على الشقِّ الأَيْمن، وأن على الرجل إعفاء لحيته، وقص شاربه، وأنَّ الاستنجاء باليمين، إلى غير ذلك من النصوص الشرعية في باب الآداب والسلوك، وبعضها يَتَحَدَّثُ عُلماء الإسلام عن تَحَتُّمه وَوُجُوبه، وبعضها يقولون بنَدْبِه واستحبابه.
وللجواب عن هذه الشبْهة، يجب بدايةً طرْح هذا السؤال: هل الإنسانُ يملك حريَّة حقيقية في ممارسته لعاداته الشخصية في حياته اليومية؟
سؤال غريب بعض الشيء، ولكنه غير خارج عن قواعد التفكير العقليَّة، والإجابة تحتاج إلى صدْق وعدْل، وتجرُّد وحياد.
إنَّ منَ الصعوبة بمكان أنْ نُجيب بـ (نعم) على هذا السؤال؛ ذلك أن الواقع يُكَذِّبنا إذا جاءتْ إجابتنا بـ (نعم)؛ فالإنسانُ بِحُكْم كونه اجتماعيًّا بطَبْعه، لا ينفكُّ عن تقليد الآخرين ومحاكاتهم في السلوك الشخصي.
السؤال مرة أخرى بصورة أوضح: هل سبق أنْ رأينا إنسانًا يلبس ثيابَه، أو يتناول طعامه، بطريقةٍ مبتَكَرةٍ خالصة من عند نفسه، لا يخضع فيها لتأثير عادة من عادات أحدٍ منَ الناس القريبين منه، أو البعيدين عنه؟
يعني: قدْ رَأَيْنا الناس يتناوَلُون الطعام بأيديهم مباشرة، أو بالملاعق، أو بالشوكة والسكين، بحسب البيئة التي يعيش فيها الفرْدُ، لكن هل وجدْنا أحدًا من الناس يتناول الطعام بحذائِه مثلاً؟! وإذا وُجد هذا المثال، فهل هذا الشخص ينفرد بهذا الفعل دون جميع الناس؟ أو إنه يُقَلِّد في ذلك طائفة مُعينة، ينتمي إليها، أو يُعجَب بها؟
وقلْ مثل هذا في لبْس الثياب، فأنت لا تجد أحدًا يَبْتَكِر طريقةً مُعينةً في ارتداء ثيابه، بل هو مُقَلِّدٌ لِمُجْتَمعه، أو لطائفة من مجتمعه، أو لطائفة أخرى تعيش خارج مجتمعه، ينتمي إليها عقديًّا، أو فكريًّا، أو مزاجيًّا.
إذا ثَبَتَ هذا، وأن الإنسان ليس له شخصية في سُلُوكه الشخصي إلا في أندر النادر، بل غاية حُرِّيته أنْ يَخْتار بين ما هو مَوْجُود وقائم بالفعل، فأيُّ ضيرٍ على الإسلام أن يرشدَ أتباعه إلى اختيار النموذج الذي شرَعه الله - وهو خالقهم - دون النماذج الذي اخترَعها بشَر أمثالهم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ بعضَ الشباب والفتيات المولعين بجديد الموضة، قد يرْفَعُ عقيرتَه مَخْدوعًا بالدعاوى الباطلة، بأنه حرٌّ في أن يلبسَ ما يشاء، دون قَيْد من دين، أو خُلُق، أو عادة مجتمع، ونسي هذا المسكين أو تلك المسكينة أنهم لا حرِّيَّة لهم في واقع الأمر، فهم لا يُنشِئُون هذه الموضات من تِلقاء أنفسهم، بل غارِقُون حتى آذانهم في تقليد طريقةٍ مُعينةٍ، رآها مُصَمِّم الأزياء أو مصممة الأزياء - اللذين هما دون غيرهما يُمارسان حرية الاختيار في طريقة الملبس - ولَم يَدْر بخلَد هذا الشابِّ أو هذه الفتاة أن يقفَ مع نفسِه لحظةً ويُفَكِّر: ما الحامل له على اتِّباع هذه الطريقة من الملبس؟ أَلِأَنَّ المطرِبَ الفلاني يفعلها، أو الممثلة الفلانية ترتديها، أو لاعب الكرة يمشي عليها؟
أليس منَ النقص أن يكونَ الإنسان رهينًا لذَوْق غيره، أو مزاج الآخرين إذا كان الإنسان يستشعر في داخله قيمة نفسه، وعِظم قدرها، وحريتها واستقلالها؟
ثم إذا كان مصيرُ الإنسان في هذه الأشياء إلى التقليد ولا بُدَّ، أفَلَيْسَ أرفع له وأسمى أن يحتذيَ في عاداته نموذجات إلهيَّة، لا يشعر بنقص ولا عار في الاحتذاء بها أو تقليدها؟! أليس هذا أجْدَر به من تقليد بشَر مثله، يعانون النقْص البشَري، كما يعانيه هو؟!
ما أعظمها من رفعة للإنسان حين يرى نفسه في ظِلِّ الإسلام، مُتَحَرِّرًا من تأثير عادات المجتمع وقيوده! فهو يأكُل ويشرب، ويلبس وينام، على الطريقة التي أرشدها إليها ربُّه وخالقُه، فيُمَحِّص عادات المجتمَع، ويُحاكمها إلى ما يؤمن به، وليس ينساق وراءَها كالبهيمة العجماء، مُقَلِّدًا أو محاكيًا.
وهكذا يلتزم المسلمُ بمنهجٍ سَماوي غير أرضي، فيشعر بالحرِّيَّة الحقيقية، حين يرى غيره واقعًا في أغلال وقُيُود تقليد الآخرين ومحاكاتهم، كما تُحاكي الببغاء كلام صاحبها.
بقي أن نقول: إنَّ الإسلام إذ يُرشِد أتباعه إلى هذا السمُو وهذه الرفعة، لا يفرضها فرضَ إلزامٍ وحتم دائمًا، بل يندبهم إلى الأخْذ، ويُرَغِّبهم في ذلك، فإن فعلوا فبها ونِعْمَتْ، وإلاَّ فقد حَرَمُوا أنفسهم من الأجْر، اللهم إلاَّ في أُمُور قليلةٍ جدًّا، يمنعهم من فِعْلها إلزامًا؛ لِمَصْلحةٍ أكبر للشخْص أو للمجتمع.
-----------
مقالة لأخيكم نشرها موقع الألوكة على هذا الرابط:
www.alukah.net/articles/1/8108.aspx (http://www.alukah.net/articles/1/8108.aspx)
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 10:39]ـ
نبهني الأخ الفاضل / أبو مروان
على خطأ طباعي في المقالة وهو " وأن الاستنجاء باليمين"
والصواب:
"وأن الاستنجاء لا يكون باليمين"
فجزاه الله خيرا الجزاء وأوفاه(/)
بيان حقيقة التشبيه المنفي في صفات الله عند السلف
ـ[الاثر]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 11:39]ـ
بيان حقيقة التشبيه المنفي في صفات الله عند السلف
إثبات الصفات لله تعالى التي جاءت بها الكتاب والسنة على ما يليق بالله جل وعلا، ليس تشبيهاً ولا تكييفاً ولا يستلزم شيئاً من ذلك، كما سبق تقريره في الفصل السابق، وإنما التشبيه عند السلف: هو إثبات الصفات لله وادعاء مماثلتها لصفة المخلوق، وهذا هو قول المشبهة الذين يجعلون صفات الله كصفات خلقه، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
قال تعالى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} المائدة64.
فبين الله في هذه الآية أن اليهود شبهوا صفة الله بصفة خلقه، فوصفوا يده بالنقص والعيب الذي تتصف به يد المخلوق، ثم نزه نفسه عن ذلك، وبين كماله جل وعلا وأن يديه مبسوطتان بالعطاء والخير. ولم ينف الله جل وعلا عن نفسه صفة اليد، وإنما بين كمال صفته في مقابل نقص صفة المخلوق.
وإليك بعض نصوص أئمة السنة في بيان حقيقة التشبيه المنفي عن الله:
~ الإمام الحافظ ابن راهويه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي (238 هـ)
روى الترمذي في سننه حديث النبي r: " إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} التوبة104، و {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} البقرة276".
ثم قال: (هذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي عن عائشة عن النبي r نحو هذا. وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ويُؤمن بها، ولا يتوهم، ولا يقال كيف؟ هكذا رُوي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه، وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا إن معنى اليد ها هنا القوة، وقال إسحاق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد، أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر، ولا يقول كيف؟ ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى11) [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) اهـ.
~ إمام أهل السنة أحمد بن حنبل (241 هـ)
قال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: (نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه، قد أجمل الصفة لنفسه، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه، ولا نتعدى ذلك.
نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته شناعة شنعت، ولا نزيل ما وصف به نفسه من كلام، ونزول، وخلوه بعبده يوم القيامة، ووضع كنفه عليه، هذا كله يدل على أن الله يُرى في الآخرة، والتحديد في هذا بدعة، والتسليم لله بأمره، ولم يزل الله متكلماً عالماً غفوراً، عالم الغيب والشهادة، عالم الغيوب، فهذه صفات الله وصف بها نفسه لا تُدفع ولا تُرد.
وقال: {لا إله إلا هو الحي والقيوم} البقرة255، {لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر} الحشر23، هذه صفات الله وأسماؤه، وهو على العرش بلا حد.
وقال: {ثم استوى على العرش} الأعراف54، كيف شاء، المشيئة إليه والاستطاعة.
{ليس كمثله شيء} كما وصف نفسه سميع بصير بلا حد ولا تقدير.
قلت لأبي عبد الله: والمشبهة ما يقولون؟
قال: بصر كبصري، ويد كيدي، وقدم كقدمي، فقد شبه الله بخلقه، وهذا كلام سوء، والكلام في هذا لا أحبه.) [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كما ترى صريح في أن إثبات الصفات لله ليس تشبيهاً، وإنما التشبيه قياسها بالمخلوق. وفيه إثبات أيضاً إثبات اتصاف الله تعالى بالقَدَم واليد، وأن هذا لا يستلزم تشبيهاً.
~ أبو زرعة الرازي عبيد الله بن عبد الكريم القرشى المخزومى (264 هـ)
سئل أبو زرعة الرازي عن قول الله عز وجل: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} المائدة116؟
قال: (لا يقال نفس كنفس لأنه كفر، وقال: {لما خلقت بيدي} ص75، أن الله عز وجل خلق آدم بيده، ولا يقال: يد مثل يد ولا يد كيد لأنه كفر، ولكن نؤمن بهذا كله. وسئل أبو زرعة: أيجوز أن يقال للرب عز وجل يدين ورجلين، قال: يقال كما جاء في الخبر وهكذا ما جاء في الأخبار مثل هذا. وسئل عن حديث ابن عباس (الكرسي موضع القدمين) فقال: صحيح، ولا نفسر، نقول كما جاء وكما هو في الحديث .. ) [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) اهـ.
~ إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة (311 هـ)
قال في بيان جهل المعطلة بمعنى التشبيه: (الجهمية المعطلة جاهلون بالتشبيه نحن نقول: لله جل وعلا يدان كما أعلمنا الخالق البارئ في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه المصطفى r، ونقول: كلتا يدي ربنا عز وجل يمين، على ما أخبر النبي r، ونقول: إن الله عز وجل يقبض الأرض جميعاً بإحدى يديه، ويطوي السماء بيده الأخرى، وكلتا يديه يمين، لا شمال فيهما، ونقول: من كان من بني آدم سليم الأعضاء والأركان، مستوي التركيب، لا نقص في يديه، أقوى بني آدم، وأشدهم بطشاً له يدان عاجز عن أن يقبض على قدر أقل من شعرة واحدة، من جزء من أجزاء كثيرة، على أرض واحدة من سبع أرضين .... – إلى أن قال: فكيف يكون - يا ذوي الحجا - من وصف يد خالقه بما بينا من القوة والأيدي، ووصف يد المخلوقين بالضعف والعجز مشبهاً يد الخالق بيد المخلوقين؟ .. ) [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4) اهـ.
~ إبراهيم بن أحمد بن عمر أبو إسحاق بن شاقلا الحنبلي (369 هـ)
قال في مناظرته في مسائل الصفات مع أبي سليمان الدمشقي الذي كان على مذهب ابن كلاب: (فقال لي: أنتم المشبهة. فقلت: حاشا لله، المشبه الذي يقول: وجه كوجهي، ويد كيدي، فأما نحن فنقول: له وجه كما أثبت لنفسه وجهاً، وله يد كما أثبت لنفسه يداً، وليس كمثله شئ وهو السميع البصير ومن قال هذا فقد سلم.) [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) اهـ.
خلاصة الفصل:
أولاً: أن إثبات الصفات على ظاهرها ليس تشبيهاً عند السلف، وإنما التشبيه أن تُجعل صفة الله كصفة المخلوق، فيُقال: وجه الله كوجه المخلوق، أو على صفة كذا، ونزول الله كنزول المخلوق، أو على صفة كذا وكذا، ونحو ذلك.
ثانياً: أن من علامات المعطلة والمعتزلة ومن نحا نحوهم تسمية كل من أثبت الصفات لله تعالى على ظاهرها مع نفي مماثلتها لصفة المخلوق، أنهم مشبهة.
ثالثاً: تبين جهل الأشعريّيْن بمذهب السلف، وبطلان ما ادعياه وافترياه حيث زعما: أن من أثبت الصفات لله تعالى مع نفي التشبيه والمماثلة، هو في حقيقته مشبه ولكنه يدلس.
فقد قالا مستدلين بكلام أبي القاسم القشيري (ص174): (وقال الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى: ..... وسر الأمر أن هؤلاء الذين يمتنعون عن التأويل – أي تأويل صفات الله – معتقدون حقيقة التشبيه غير أنهم يدلسون ويقولون: له يد لا كالأيدي، وقدم لا كالأقدام، واستواء بالذات لا كما نعقل فيما بيننا .... ) اهـ.
وهذا كلام غاية في الخطورة والمجازفة، إذ أنه يستلزم أن جميع السلف مشبهة في الحقيقة، ولكنهم يدلسون!!! نعوذ بالله من الخذلان.
وقالا (ص192): (إلا أنهم يجهلون أن إثبات الحقائق اللغوية المعهودة والظاهر المتبادرة من المتشابه يستلزم إثبات ما قد نفوه وأجمعت الأمة على نفيه وعلى تنزيه الله تعالى عنه وهو الحد والتحيز والجسمية ونحوها، وكونهم لا يقرون بهذه اللوازم أمرٌ لا يُقضى منه العجب، لأن إثبات الملزوم وهو المعنى الظاهر هنا ثم نفي اللازم وهو الجسمية ونحوها لا يُعقل لأنه لازم لا ينفك) اهـ.
من كتاب الأشاعرة في ميزان أهل السنة للشيخ فيصل بن قزار الجاسم
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) سنن الترمذي (3/ 50).
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) الإبانة لابن بطة (3/ 326).
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) التوحيد (3/ 309).
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) كتاب التوحيد (83 - 85).
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) طبقات الحنابلة (2/ 135).(/)
(المدخل لشرح ثلاثة الأصول): تعليق الشيخ الفوزان - إضافة مستمرة - إن شاء الله تعالى- ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 10:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[فوائد و نبذ من (المدخل لشرح ثلاثة الأصول)]
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله و صحبه و من والاه، أما بعد:
فهذه بعض المقتطفات و الفوائد و النبذ أنقلها للإخوة الكرام من رسالة (المدخل لشرح ثلاثة الأصول) تأليف: "عبد الله بن سعد بن محمد أبا حسين" - أثابه الله- وعلق عليها فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -، راجيا من الله تعالى أن ينفع بها و بأصلها:
يتبع إن شاء الله تعالى ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 10:38]ـ
[مقدمة]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فقد ألف الإمام محمد ابن عبد الوهاب بن سليمان بنعلي بن مشرف الوهبي التميمي رحمه اللهرسالة ((ثلاثة الأصول)) قبل أكثر من ثلاثمائة وأربعين سنة، فانتشرت في الآفاق وتعلمها الناس ذاك الزمان، ثم تعلمتها بعدهم أجيال حيث قررت في مناهج التعليم النظامي في المملكة العربية السعودية منذ ابتدائه فيها، فحصل لهذه الرسالة قبول وانتشار، وذلك لعظم ما اشتملت عليه من تقرير التوحيد وأصول الدين ومهمات الإسلام. ومع كونها رسالة قليلة الصفحات إلا أنها عزيزة المعاني غزيرة الفوائد، لاسيما وأنها ألفت في زمن اشتدت فيه الغربة، فما ذكره المؤلف في هذه الرسالة كان غريبا، وهذا الغريب خوطب به أناس عم فيهم الجهل فهم في الأعم الأغلب لا يقرؤن ولا يكتبون، وفوق ذلك عندهم انحرافات عقدية ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، وزينها لهم بعض علماء في زمانهم، فكان أكثرهم لا يعرفون من التوحيد إلا الربوبية، ولا يفرقون بين الربوبية والألوهية، وكان يخطب على منابرهم بالشرك الأكبر، ولهذا فإن البداية لرسالة ((الأصول الثلاثة)) كانت صعبة جدا من جهة قبول معظم الناس لها، فهي تخالف ما ألفوه واعتادوه ونشأوا عليه، وتخالف ما زيّنه علماء وصدح به خطباء، إلا أن الله تعالى هيّأ للتوحيد سيفا ناصرا، فكان هذا السيّف سببًا لانتشار رسالة ((ثلاثة الأصول)) وما في معناها.
فصدع بها أئمة المساجد في البلاد، وانطلق بها الدعاة إلى البوادي، وجرى العمل في المملكة العربية السعودية قبل بدء المدارس النظامية على هذا، فكان إمام المسجد يلقن العامي هذه الأصول ويعلمه إياها بالأدلة التي فيها، ويقرر عليها فيسأله: من ربك؟ فيجيب العامي: ربي الله، فيسأله: ما الدليل على ذلك؟ فيجيب: (الحمد لله ربّ العالمين).
يسأله: ما هو الإسلام؟ فيجيب: هو الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياد له بالطاعة و البراءة من الشرك وأهله.
يسأله: بم أُرسل محمد-صلى الله عليه و سلم-؟ فيجيب: أرسل بالتوحيد ونبذ الشرك.
يسأله: ما الدليل على أن محمد أرسل بالتوحيد ونبذ الشرك؟
فيجيب: قال تعالى: (يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر).الآيات ..
وهكذا ينقلب العامي وقد صحت عقيدته بعد أن دخلها ما دخلها من الفاسد؟، فينقلب الفلاح إلى فلاحته والتاجر إلى تجارته والراعي إلى ماشيته وقد اصلح الخلل، وكان هذا الإصلاح العظيم يبلغ النساء في البيوت ويتقرر عندهن.
هذا ما يتعلق بالقرى والمدن أما البوادي وأهلها الرحل فكان يرسل إليهم الدعاة وطلبة العلم، خصوصا بعد أن ظهرت فيهم ظاهرة الهِجَر، و ((الهجرة)) تعني استيطان بعض البادية مكانا ما والاشتغال فيه بالزراعة والعلم وترك التنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن المرعى الخصيب، فهذه الأماكن اصطلح عليها بمصطلح ((الهجرة))، وقد ظهرت وانتشرت زمن الملك عبد العزيز ابن عبد الرحمن الفيصل رحمه الله، فإمام الدولة يأمر المفتي أو عالم البلد-وربما يكون هذا الأمر بعد أن يستحثه المفتي أو العالم-يأمره بإرسال الدعاة إلى البوادي ليعلمهم أصول الدين ومهماته، وكان للعلماء رحلات مشهورة، ومن هؤلاء - مثلاً - الشيخ عمر بن محمد بن سليم في القصيم كان يأمره الملك عبد العزيز بالذهاب إلى هجرة ((الأرطاوّية)) وغيرها فيمكث فيها الشهرين والثلاثة، ويصحب معه بعض طلاب العلم، ومثله الشيخ صالح بن سالم آل بنيان من حائل، حيث كان يطوف على البادية
(يُتْبَعُ)
(/)
في مواطنهم وهجرهم، فالعمل استمر على هذا حتى بداية الدراسة النظامية، حيث أنشئت إدارة المعارف العامة سنة1344هـ، ومن حينها قُررّت رسالة ((ثلاثة الأصول)) ضمن مناهج التعليم الابتدائي، لكن العمل الأول لم ينقطع تماما فربما احتيج إليه، كما حصل عام1380هـ في زمن الملك سعود بن عبد العزيز ابن عبد الرحمن الفيصل رحمه الله حيث وجد بعض البادية الرحل في الشمال البلاد يجهلون الضروري من الدين، وعندهم مخالفات كبيرة فرفع حالهم الشيخ محمد بن إبراهيم إلى الملك سعود الذي أمر أن يعلموا أصول دينهم وأركانه وواجباته العظيمة، وأرسل لهذه المهمة الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري من أهل الحوطة المشهور بأبي حبيب، ومعه عدد من المشايخ منهم الشيخ عبد الرحمن الفريان والشيخ عبد الله بن جبرين، وكان مما جاءوا به معهم رسالة ((ثلاثة الأصول))، واستمرت هذه الرحلة أكثر من ثلاثة أشهر، ودونت في كتاب باسم "العذب الزلال في اختصار رحلة الشمال".
فكان لهذه الرسالة مقام عظيم ومكانة رفيعة عند علمائنا وأمرائنا، ولأجل هذه المكانة قررت في مناهج التعليم الابتدائي، وكان لها أثر بالغ على الكبير والصغير والذكر والأنثى وطالب العلم والعامي.
وهنا أتساءل: هل أثر رسالة ((ثلاثة الأصول)) يكون قوياًّ دائماً؟ أم أنه ربما يضعف لسبب من الأسباب؟
والجواب: إن أثر رسالة ((ثلاثة الأصول)) يضعف لأسباب عديدة، ومن المؤكد أن منها الجهل بموضوع الرسالة وسبب تأليفها، والجهل بالمخاطب بها في الأصل، والظروف التي أُلّفت فيها هذه الرسالة؛ فالجهل بهذه الأمور يضعف أثر رسالة ((ثلاثة الأصول)) حتماً، كما أنّ معرفة هذه الأمور تنتج قوّة الأثر.
وبعض النّاس - كما هو مشاهد من بعض طلبة المدارس - يمرّ على رسالة ((ثلاثة الأصول)) للحصول على الشهادة وحسب، فلا تؤثر فيه الرسالة كما ينبغي.
وبعض الناس يمرّ على هذه الرسالة لأنه قيل له: طريق طلب العلم هو أن تبدأ بهذه الرسالة، فيقبل عليها كيفما اتّفق، وبالتّالي لا يتأثّر بها كما ينبغي.
وبعضهم يتعلمها لأجل أنه رأى الناس يفعلون شيئاً ففعله، فلا يدرك المقصود من هذه الرسالة كما ينبغي.
بل إن بعض الذين نسمعهم يشرحون هذه الرسالة، نراهم أحسنوا حينما اختاروها وخصصوها درساً لكنهم لم ينقلوا معانيها على الوجه المطلوب.
ولأجل هذه المسألة المهمة المتعلّقة بمدى أثر وتأثير رسالة ((ثلاثة الأصول)) رأيت أن أتحدّث عن مهمّات لها ارتباط بشرح ((ثلاثة الأصول))، وهذه المهمّات تفيد الشارحَ، وتفيد المتعلم إذا كان ممن يتعلمها طلباً للعلم، ومن هنا جعلت عنوان هذه المحاضرة: ((المدخل لشرح ثلاثة الأصول))، و المقصد منه ذكرُ ما يقوّي أثر الرسالة، وتوضيح الطريق الأكمل و الأحسن لتعامل طالب العلم مع المتن الذي يريد تعلّمه، سواء كان ((ثلاثة الأصول)) أو غيره، فيكون بتطبيق هذه الطريقة قد أنهى - فعلاً - مرحلةً يريد إنهاءها، وبناءً على ذلك يبني ما يستقبل من العلم بناءً قويًّا، لأن العلم بناء بعضه فوق بعض، ومن لم يُدرك ذلك من المتعلمين تجده معلوماتيّاً، ولا تجده طالب علم، بمعنى أن وصف الثقافة و المثقف أقرب إليه من وصف طالب علم، ونحن بحاجة ملحّة لطلاب علم يبنى العلم في صدورهم شيئاً فشيئاً، فهؤلاء إذا زادهم الله من العلم-فيما بعد-ثم أتت المعضلات و النوازل و المشكلات تصدّوا لها - كلٌّ بحسبه -ولكن بنظرة متضمنة لمعرفةٍ بمداخل الشرّ، وفهم لمقاصد الشرع، فتكون نظرتهم أكمل و أعمق من غيرهم، وطريقتهم أكثر حكمة، و بأمثال هؤلاء يُحمى جناب الإسلام بإذن الله تعالى.
لأمل غيرهم فكما نُقل عن بعض السلف: ((فساد الأديان بنصف فقيه و فساد الأبدان بنصف طبيب)).
يتبع إن شاء الله تعالى ..
[الفروق بين المتون العلمية]
---
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - Feb-2010, مساء 12:00]ـ
[الفروق بين المتون العلمية]
أبدأ هذا الموضوع مذكراً بمعلومة بدهيّة وهي أن المتون العلمية تختلف من عدة جهات، ومن ذلك اختلافها من جهة الفن الذي تتعلق به، فهناك متون متعلقة بفن العقيدة، وهناك متون متعلقة بفن الحديث أو الفقه أو علوم الآلة كالنحو وأصول الفقه ومصطلح الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا اتفقت عدّة متون في الفنّ الذي تتعلق به كمجموعة متون متعلّقة بفنّ العقيدة، أو مجموعة متون متعلقة بفن الحديث أو الفقه، فإنها مع هذا الاتفاق تختلف من عدة جهات، كموضوع المتن أو حدوده أو المخاطب به.
عندنا-مثلا-في فنّ الحديث أربعة متون مشهورة، وهي ((الأربعون النووية))، و ((عمدة الأحكام))، و ((بلوغ المرام))، و ((المنتقى من أخبار المصطفى))، فهذه المتون متفقة فيما بينها من جهة الفنّ الذي تتعلّق به وهو فنّ الحديث، لكنّها تختلف فيمل بينها من عدّة جهات، فمن جهة الموضوع يختلف متن الأربعين النووية عن المتون الثلاثة الباقية؛ لأن موضوع ((الأربعين النووية)) هو الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، أمّا البقية فموضوعاتها أحاديث الأحكام.
ومن جهة الحدود: تختلف ((العمدة)) عن ((البلوغ))، فحدود ((العمدة))
ما اتفق عليه الشيخان البخاري و مسلم، أمّا البلوغ فأوسع من ذلك حيث يشمل ما رواه البخاري و مسلم و عن لم يتفقا عليه، وما رواه أحد أصحاب السنن الربعة، و أيضا ما رواه مالك في الموطّأ و احمد في المسند.
ومن جهة سبب التأليف أو المُخاطب بالمتن ابتداءً فتختلف أيضاً إذ أنَّ المجد بن تيمية في ((المنتقى)) ذكر في المقدمة أنه قصد العلماء أولاً، فبيّن أنه جمع أحاديث يعتمد عليها علماء الإسلام.
أما ((بلوغ المرام)) فقد ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمته ما يُفهم أن المخاطب به أوّلاً هو طالب العلم الذي تقدم فيه شيئاً.
ولنضرب مثلاً آخر في فنّ العقيدة حتى نقترب من مقصودنا أكثر:
هناك متون في فنّ العقيدة تتفق فيما بينها من جهة تعلقها بفن العقيدة، إلا أنها تختلف و تفترق من جهة الموضوع، فالعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية تختلف عن كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب من جهة أنّ موضوع العقيدة الواسطية هو اعتقاد أهل السنة و الجماعة الذي فارقوا به أهل الضلال و البدع، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ((ما ذكرت فيها فصلاً إلا وفيه مخالف من المنتسبين لأهل القبلة، وكل جملة فيها خلاف لطائفة من الطوائف)) [1].اهـ، أما كتاب التوحيد فموضوعه بيان توحيد الإلهية وما يضاده في أصله أو في كماله الواجب أو المستحب.
وبناءً على هذه المعلومات البدهيّة أقول: فرقٌ بين من يتعلم المتون ويسير في طلب العلم بناءً على أنها معلومات متراكمة، ومن يسير في طلب العلم بناءً على متون يعرف سبب تأليفها، ومن المخاطب بها في الأصل، وما هو الفنّ الذي يتعلق به هذا المتن و ذاك المتن، وما هو الموضوع الذي تتناوله، وما هي الحدود التي تتحدث فيها من الفنّ الواحد.
ويتضح الفرق بينهما في أنّ الأول يتلقّى معلومات لم تتوجّه لخدمة مقصود مؤلفي المتون منها أو مقصودهم من ترتيبها على النسق الذي سار عليه المؤلف، ثم يظن هذا الطالب بعد ذلك أنه أنهى ما يتعلق بالعقيدة عندما درس المتن الفلاني أو المتن الفلاني وهو في الحقيقة لم يدرس غلا موضوعات معيّنة في العقيدة، أما الثاني فإنه يعرف ما الذي تعلمه، ولماذا تعلمه، وما الذي أنهاه من الفن الواحد، وما الذي تبقى عليه، كما أن أثر المتن عليه أقوى، ثم إذا وُفّق وشرح هذا المتن الذي تعلّمه فإنه-غالباً-يؤثر في المتلقي أكثر من غيره.
وفيما يتعلق برسالة ((ثلاثة الأصول)) فإنها متن كأي متن آخر، فهي تتعلق بفن العقيدة، ولها موضوع تتحدث فيه وتخدمه من فن العقيدة، ولتأليفها سبب.
وفيما يلي أذكر هذه الأمور التي تقوي أثر رسالة ((ثلاثة الأصول)) على متلقيها، وتعين على فهمها.
يتبع إن شاء الله تعالى ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 07:25]ـ
[موضوع رسالة ((ثلاثة الأصول))]
المتأمل لرسالة ((ثلاثة الأصول)) يجد أن موضوعها تقرير توحيد الإلهية، وتعليم مهمّات الدين، فالمؤلف تحدث عن معرفة العبد ربّه ودينه ونبيّه، لكنّه جعل هذه الثلاثة وسيلة لتقرير التوحيد، فبتأمل الأصل الأوّل، وهو ((معرفة العبد ربه)) نجد أن المؤلف قرّر فيه أن الرّبّ هو المعبود، وبالتالي يجب ان تصرف جميع انواع العبادة له وحده لا شريك له وأنّ من صرف شيئا من العبادة لغيره سبحانه فقد أشرك، فالمؤلف وجّه المعلومات في هذا الأصل لتخدم تقرير توحيد الإلهية.
وكذلك الأصل الثاني، وهو ((معرفة العبد دينه)) فقد عرّف في بدايته الإسلام، وبيّن أنّ حقيقته قائمة على توحيد الألوهية، فقال: ((الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياد له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله)).اهـ.
وجاء في نسخة لثلاثة الأصول أنه قال عن هذا الأصل: ((معرفة دين الإسلام الذي أصله وقاعدته أمران: وهما الأمر بعبادة الله وحده و الإنذار عن الشرك بعبادته سبحانه)).اهـ.
فكلام المؤلف في بداية هذا الأصل يدلّ على أنّه قصد به تقرير التوحيد، ولهذا شرح في أثناءه كلمة التوحيد ((لا إله إلا الله)) كما في النسخة المشهورة.
أما الأصل الثالث وهو ((معرفة النبي صلى الله عليه و سلم)) فإنّ المؤلف وجّه المعلومات فيه بما يخدم موضوع الرسالة، ولم يسق المعلومات كمعلومات وحسب، ولذا قرّر فيه أنّ النبي صلى الله عليه و سلم لا خير إلا دلّ الأمة عليه و لا شرّ إلا حذّرها منه، والخير الذي دلّ الأمة عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه، والشرّ الذي حذّرها منه الشرك وجميع ما يكرهه الله و يأباه.
إذاً بين الأصل الأول و الأصل الثاني و الأصل الثالث شيءٌ مشترك، وهو تقرير توحيد الإلهية وتعليم مهمات الدين، وهذا هو موضوع الرسالة.
وممّا يؤيّد ذلك أنّه جاء في بداية حاشية الشيخ عبد الرحمن بن قاسم نقلٌ عن الإمام محمد بن عبد الوهاب، وهو قوله: ((قرّرت ثلاثة الأصول توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية والولاء و البراء، وهذا هو حقيقة الإسلام)).اهـ.
يتبع إن شاء الله تعالى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 02:44]ـ
[فائدة معرفة موضوع الرسالة]
معرفة موضوع المتن مُعِينٌ على فهمه، فهو يُجلي مقصود مقصود المؤلف، ومعرفة مقاصد المؤلفين لا يستغني عنها من يرغب في فهم كلامهم، أو حتّى من يرغب أن يكون أمينا في النقل عنهم، إذ لا بدّ له من فهم المقصد و إدراك المراد، وإلا فإنه سينقل عنهم معان لم يقصدوها.
ومن جهةٍ أخرى فإنّه بفهم مقصد المؤلف وموضوعه الذي سيتحدث عنه سترتبط عند قارئ المتن تلكم المعلومات التي ذكرها المؤلف.
والرابط للمعلومات في المتن الواحد مهمّ لمن أراد شرحه، وليس هذا في متن دون متن أو في فن دون فنّ، بل هو في كلّ المتون والفنون إلا أنّه في فنّ العقيدة أهمّ من غيره من الفنون الأخرى، وذلك لعظم شأن العقيدة ومنزلتها ونتائجها عليها.
في شروح متون الفقه-مثلا-تلحظ تكرار جملة ((مناسبة الباب))، وهذه المنابة إنما هي جواب لسؤال ينبغي لمن يتعلّم المتن الفقهي أن يعرفه، ألا وهو: لماذا أتى بهذا الباب في الكتاب؟ مثلا: لماذا تكلم عن الطهارة في هذا المتن؟ لماذا تكلم عن البيوع؟ لماذا أتى بباب السلم في كتاب البيوع؟ وهكذا، فالمناسبة تعتبر رابطا للمعلومات الجديدة بموضوع المتن.
ومن جهة ثالثة يمكن للقارئ عن طريق معرفة الموضوع أن يتعرّف على وجه الارتباط بين كلّ معلومة وأختها في المتن الواحد.
إذاً ... اللبنة الأولى لدراسة متن من المتون معرفة موضوعه؛ فهو المحور الذي تدور عليه معلوماته، وبعد ذلك يُزاد في البناء شيئا فشيئا، بمعنى أنّ شارح المتن لنفسه أو لغيره يزيد في المعلومات كما يحبّ لأنه يعرف لماذا أخذ هذه المعلومة و أضافها، ولماذا جاء ذاك التعليق، وتلكم الحاشية، وهكذا.
ومن درس المتن بهذه الطريقة فإنه يختلف عن من درس المتن كمعلومات لا يدري ما ارتباط المعلومات بالمتن، ولا يدري ما ارتباط المعلومات بأختها السابقة و اللاحقة، أما من يعرف ذلك فإنه سيكون مهيّأً لما بعد هذا المتن أكثر من غيره بكثير.
وهكذا نقول في ((ثلاثة الأصول)) فإنّ من تعلّمها بهذه الطريقة فسيكون مهيّأً لكتاب التوحيد؛ لأنّ كتاب التوحيد كالتفصيل لثلاثة الأصول.
ومن جهة أخرى-وهو الأهمّ-نقول إنّ أُثر ((ثلاثة الأصول)) عليه أكبر من أثرها على غيره.
أمّا إذا مرّت جمل ((ثلاثة الأصول)) على طالب العلم كمعلومات، فإنّه سيؤجر على الاشتغال بالعلم وحضور مجالسه و الاستماع إليه-إن شاء الله تعالى-، لكنّ ذلك لا يجعله متهيّأً لما بعد كما ينبغي.
كذلك المتون العقدية الأخرى لابدّ من معرفة مناسبة ما يذكره المؤلف لموضوع المتن الذي يُدرس، فمثلا: العقيدة الواسطية لابن تيمية تقدّم أن موضوع اعتقاد أهل السنة و الجماعة، وما من جملة إلا وثمّ مخالف فيها من الفرق المنتسبة إلى القبلة كما ذكر مؤلفها، إذاً اربط كل جملة أو نصّ بهذا الموضوع ثم انطلق بعد ذلك في المعلومات المتفرّعة، وزد أو انقص في المعلومات بحسب ما تراه مناسباً لك عن كنت متعلماً، أو ما تراه مناسباً لطلابك إن كنت معلماً.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 02:44]ـ
[تطبيق ربط موضوع المتن بالمعلومات فيه على ((ثلاثة الأصول))]
تقرر أنّ موضوع رسالة ((ثلاثة الأصول)) هو: تقرير توحيد الإلهية وتعليم مهمات الدين.
وإذا كان هذا هو موضوع الرسالة فلماذا قال: الأصل الأوّل وهو معرفة العبد ربّهظ
أو بعبارة أخرى: ما مناسبة الأصل الأول لموضوع الرسالة؟
والجواب أنّ الذين خاطبهم المؤلف كانوا يقرّون بتوحيد الربوبية فابتدأ به، واستدلّ به على توحيد الإلهية، فقرّر أن الربّ الخالق الرازق المحيي المميت هو المعبود، ولهذا أتى بكلام الحافظ ابن كثير: ((الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة))، وجاء في نسخة لثلاثة الأصول قوله: ((فإذا عرفت توحيد الربوبية فانظر فيما يستحقه من العبادة)) [1: ((الدر السنيّة (1/ 119)))]، وبعد ذلك انتقل إلى تقرير توحيد الإلهية فذكر أنواع العبادة كالدعاء والذبح و الاستغاثة والخوف والرجاء، واستدل على وجوب إفراد الله تعالى بكل عبادة من هذه العبادات.
فهذا هو وجه مناسبة إدخال الأصل الأول بتفاصيله في رسالة ثلاثة الأصول، والتي موضوعها تقرير توحيد الإلهية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأصل الثاني وهو معرفة العبد دينه، فقد عرّفه المؤلف بأنه دين الإسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياد له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله.
ومن خلال هذا التعريف تتضح المناسبة، إضافةً على أنّه استطرد في هذا الأصل لمّا جاء الكلام على شهادة أن لا إله إلا الله وكون هذه الشهادة من أركان الإسلام، حيث شرح ((لا إله إلا الله)) وبيّن معناها بما يُفهم حقيقة الإسلام.
أما الأصل الثالث وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه و سلم فمناسبة لموضوع الرسالة يتّضح بقول المؤلف: ((أُرسل بالمدثر {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} [المدثر:1 - 5]))، وجاء في نسخة: ((معرفة النبي صلى الله عليه و سلم، وأجلّ ذلك معرفة ما أرسل به وهو التوحيد ونبذ الشرك)).اهـ[1: ((الدرر السنيّة)) (1/ 157))]
وجاء في إحدى النسخ [2: ((المصدر السابق)) (1/ 61،62)] أنّ المؤلف ذكر أساس الأمر و رأسه وأنه التوحيد فمن أجله أرسل الرُّسل ثمّ استدل بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}.
وجاء في النسخة المشهورة و المتداولة قوله: ((لا خير إلا دلّ الأمة عليه ولا شرّ إلا حذّرها منه، والخير الذي دل الأمة عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله و يرضاه، والشرّ الذي حذّرها منه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه)).
وهناك جُمل أخرى ذكرت في الرسالة غير الأصل الأوّل والأصل الثاني و الأصل الثالث، كالجملة المتعلقة بإرسال الرسل، وأول الرسل نوع عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه و سلم، والجملة المتعلقة بالكفر بالطاغوت، وأنواع الطواغيت، وغير ذلك، فهاتان الجملتان مرتبطتان بموضوع الرسالة بشكل كبير، لأنّ الرسل عليهم السلام أرسلوا لأجل توحيد الإلهية، ولهذا استدلّ بقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}. [النحل:36].
وجاء في نسخة من رسالة ثلاثة الأصول: ((وأعظم ما أمروا به توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص العبادة له، وأعظم ما نهوا عنه الشرك في العبادة)).اهـ[1: ((المرجع السابق)) (1/ 143)].
ثمّ تأتي بعد جملة الرسل جملةٌ متعلقةٌ بالكفر بالطاغوت، ومناسبتها للرسالة واضحة إذ تمثّل الشطر الأول من ((لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ))، أما مناسبتها لما قبلها فإن الله تعالى أرسل الرسل لأجل التوحيد ونبذ الشرك كما قال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} فناسب إذاً أن يتحدث المؤلف عن الطاغوت بعد أن تحدّث عن مهمّة الرّسل عليهم السلام.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - Mar-2010, مساء 07:32]ـ
يتبع إن شاء الله تعالى ....
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 08:33]ـ
[من المخاطب برسالة ((ثلاثة الأصول))]
هل تقصد المؤلف بهذه الرسالة العلماء أولا – كما فعل المجد بن تيمية في ((المنتقى)) -؟ أم قصد بالخطاب طلاب العلم أولا – كما فعل الحافظ ابن حجر في ((بلوغ المرام)) و ((نخبة الفكر)) -؟.
المؤلف لم يقصد بالخطاب طلبة العلم ولا العلماء، وإنما قصد خطاب العامة، والدليل على ذلك ما يلي:
أولا: أنه جاء ذكر عنوان لإحدى نُسخ ثلاثة الأصول بما يفيد ذلك، حيث جاءت هذه الرسالة في مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعنوان: ((تلقين أصول العقيدة للعامة)).
ثانيا: انه كرر كتابة الرسالة بدون التزام أسلوب واحد وصياغة واحدة، بل عن بعضها جاء فيه ما يؤكد قصد تعليم العامة بما يناسب فهمهم وإدراكهم حيث جاءت فيها كلمات بلهجة عاميّة، يقول-مثلا-: ((إذا قيل لك إيش دينك؟ إذا قيل لك إيش كذا)).
حتى عنوان الرسالة اختلف فمرّة قيل عنها: ((ثلاثة الأصول))، ومرّة قيل عنها: ((مبادئ الإسلام))، ومرة قيل: ((الأصول الثلاثة الواجبة على كل مسلم مسلمة))، وقيل: ((تلقين أصول العقيدة للعامة))، وقيل: ((أصول الدين الإسلامي)).
كل هذا يؤكّد أن المؤلف قصد تعليم مهمات الدين للعامة بطريقة تناسب إدراكهم ولسانهم وثقافتهم.
ثالثا: جاء في أحد نُسخ رسالة ((ثلاثة الأصول)) أن الأمير عبد العزيز بن محمد ابن سعود – رحمه الله تعالى – طلب من الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – أن يكتب رسالة موجزة في أصول الدين، فكتب هذه الرسالة، وأرسلها الأمير عبد العزيز إلى جميع النواحي، وأمر الناس أن يتعلموها، فهذا الصنيع يدل على أن المخاطب العامة.
ولأجل أن المخاطب بها العامة كانت هذه الرسالة تعلم في مساجدنا، وكان إمام المسجد يلقنها للناس تلقينا، وكان الناس ذاك الزّمان – في الأعم الأغلب – إما أهل بادية أو أهل قرى، وأكثرهم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، فكان إمام المسجد أو الداعية يعلمهم أصول الإسلام ومهمات الدين.
ولما ابتدأ التعليم النظامي في المملكة العربية السعودية قام المسؤولون عنه بوضع رسالة ((ثلاثة الأصول)) في المنهج الإبتدائي؛ لأن المعلومات التي في هذه الرسالة مهمة وضرورية ومناسبة للصغير كمناسبتها للكبير.
---
يتبع إن شاء الله في الحلقة القادمة: (فائدة معرفة المخاطب برسالة ثلاثة الأصول)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 08:52]ـ
وهذا رابط لنحاضرة تتعلق بالموضوع صوتية لعل الله ينفع بها:
http://www.islamhouse.com/d/files/ar/ih_sounds/single_2/ar_Entrance_to_Explanation_of_ the_Three_Fundamental.mp3(/)
علي آل محسن يعتذر عن مناظرتي هذه شهادة لله ثم للحقيقة / دمشقية
ـ[الاثر]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 08:56]ـ
علي آل محسن يعتذر عن مناظرتي هذه شهادة لله ثم للحقيقة / دمشقية</ STRONG>
Alsayed Almosawi_Rafiq: ال محسن على سفر اخي هو معذور
bo_y3goob 1: متى مسافر
Alsayed Almosawi_Rafiq: السيد الماجد مدرس فيالحوزه العلميه اخي
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: وهو شيخ معمم
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: وصاحب خلق رفيع جدا
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: الشيخ علي ال محسن مشغول بتاليف كتاب
Alsayed Almosawi_Rafiq: ولا يوجد وقت محدد الان
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: لكن مستقبلا نرتب معه اخي لا تهتم
bo_y3goob 1: وين تبي المناظره
bo_y3goob 1: خلنا الآن شيخنا على الماجد
bo_y3goob 1: وخذينا موهد أن يناظرنا آل محسن
dimashqiah: كان مسافر والان مشغول بتأليف كتاب
bo_y3goob 1: لا بيسافر
dimashqiah: قل له دمشقية سوف ينتظر علي آل محسن
bo_y3goob 1: ومشغول بتأليف كتاب
dimashqiah: لأن علي آل محسن مشهور ومعروف أكثر من السيد الماجد
dimashqiah: قل لهم دمشقية ينتظر علي آل محسن
bo_y3goob 1: طيب
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: لا يهم الشهره
bo_y3goob 1: هههههه
Alsayed Almosawi_Rafiq: السيد الماجد اكثر علميه واكبر سنا
dimashqiah: أنا أقبل مبدئيا بمناظرة السيد الماجد ولكن سوف أعلنها أن علي آل محسن يتهرب مني فإنكم تارة تزعمون أنه مافر وتارة مشغول بتأليف كتاب
dimashqiah: انا أخي مشغول بتأليف عشرين كتاب
dimashqiah: ومع ذلك أطالبه بالمناظرة
dimashqiah: والله عندي ما يزيد على عشرين كتاب اعمل عليه ولكني سوف أؤجل كتبي كلها واتركها اكراما لعي ال محسن
dimashqiah: قل له يريد الدمشقية علي آل محسن
dimashqiah: تأليف كتاب ليس بعذر
dimashqiah: انا مستعد احاور علي آل محسن بعد اسبوع علىالاكثر
dimashqiah: يناظرني ولو يوم واحد ثم يكمل تأليف كتابه
bo_y3goob 1: طيب
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: اسال الشيخ الكوراين لا تسالني لي
bo_y3goob 1: طيب
bo_y3goob 1: آل محسن ما يجي كلش للدمشقيه الشيخ
bo_y3goob 1: ولا ممكن بعد فتره
Alsayed Almosawi_Rafiq: بعد مناظرة السيد الماجد ممكن
bo_y3goob 1: أريد شيء رسمي
Alsayed Almosawi_Rafiq: بعد السيد الماجد اجزم لك ان يكون الحوار مع الشيخ علي ال محسن
Alsayed Almosawi_Rafiq: هذا وعد مني
dimashqiah: انا لا قيمة لأي وعد من كذاب
dimashqiah: لا آخذ وعدا من كذاب
dimashqiah: اكتب له ذلك
bo_y3goob 1: طيب
dimashqiah: قل له دمشقية موافق على المناظرة مع السيد الماجد
dimashqiah: ولكن اريد علي آل محسن الذي تقولون هو أقوى علمائنا
dimashqiah: اكتب له ولا تبالي
dimashqiah: هو كذاب
dimashqiah: قل له دمشقية لا يأخذ منك وعدا
bo_y3goob 1: ابشر
dimashqiah: لأنك كذاب
dimashqiah: سوف أعلن في المنتديات هروب علي آل محسن مني
dimashqiah: ولا أبالي بالمعاذير
dimashqiah: وهم يقولون الوهابية يهربون منا
dimashqiah: بينما هم الذين يهربون
dimashqiah: الكوراني هرب والاسدي هرب والنجدي هرب
dimashqiah: والان يهرب علي آل محسن
bo_y3goob 1: الماجد يريد يناظر
dimashqiah: قل له دمشقية موافق
dimashqiah: وأنا أقسم بالله أن أناظر السيد الماجد
dimashqiah: مباشرة بعد علي أل محسن
dimashqiah: هذه آخر مطالبة
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: نريد التنسيق يكون باسلوب راقي
dimashqiah: اذا رفض رفيق فهذا هروب
dimashqiah: وسوف اعلن هذه الفضيحة الليلة في منتدى الدفاع عن السنة
bo_y3goob 1: طيب
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: طيب متى تحبون نبدا المناظره بين السيد الماجد والشيخ دمشقيه؟
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: نريد التنسيق يكون باسلوب راقي
bo_y3goob 1: الو
dimashqiah: اكتب له دمشقية يطالب بعلي ال محسن واذا قلت لي بأنه مشغول بتأليف كتاب فهو هروب
bo_y3goob 1: بعد الماجد
dimashqiah: وبعد اعلاني للهروب سوف اقبل بمناظرة مع السيد الماجد
dimashqiah: موافق
dimashqiah: الماجد بعد أل محسن وليس قبله
bo_y3goob 1: طيب
dimashqiah: انا قد انذرتهم بأنني سوف اضع الان
dimashqiah: والان اعطيهم انذار أخير ليوافقوا على أل محسن
dimashqiah: وأطالبهم بقبول طلبي والا كانت فضيحة لآل محسن في المنتديات
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: انا سالت الشيخ علي اذا عنده وقت لمناظره فقال لا فلماذا اذكر له اسم من سيناظره؟
bo_y3goob 1: Alsayed Almosawi_Rafiq: انا سابتعد عن الجهاز اذا وصلتم لراي اكتب لي
dimashqiah: سلم لي على رفيق وقل سوف أنشر هذا الهروب على المنتديات
dimashqiah: اعطيه خبر غدا
تأملوا: الاعتذار الأول: الشيخ علي أل محسن مسافر. فلما قلت انتظره حتى يرجع قالوا مشغول بتأليف كتاب.
وأنا أقول مرة أخرى إذا كان هو مشغولا بتأليف كتاب فأنا مشغول بتأليف عشرين كتاب ومع ذلك أريده. وأرجو أن ينتصر في مناظرته فيؤلف في ذلك.
فإن هرب فليكن هذا الخبر مني شهادة
لله ثم للحقيقة
على هذا الرابط http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=41918
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود بن عبدالمجيد]ــــــــ[25 - Mar-2010, صباحاً 06:31]ـ
اللهم يا ذا الجلال والإكرام أطل عمر هذا الرجل وثبته على الحق وانصره وقوِ حجته.(/)
حرس الحدود والمسلك الأبلق للشيخ. عبدالعزيز العبداللطيف
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 10:49]ـ
حرس الحدود والمسلك الأبلق
د. عبدالعزيز العبداللطيف | 25/ 2/1431 هـ
المتغيرات تتلاحق، والضغوط بشتى صورها تتابع، والنفوس البشرية يعتريها الضعف والفتور، واستملاح الدّعة والترهل، والتنصل من تبعات الدعوة والنكوص عن مدافعة الشهوات والشبهات ..
هذا الواقع الرديء صار مرتعاً خصباً لظهور مسلك أبلق، لا أبيض ولا أسود، هو أنموذج للتلوّن، والمحافظة على "طرائق التذبذب"، فأصحاب هذا المسلك لديهم من الديانة والعقل ما يحفظهم من الانحدار إلى غثاثة التزلف، والتصنع والنفاق، وهم في نفس الوقت لديهم من "الحسابات" و"القناعات". ما يجعلهم في عافية عن المواقف الواضحة! وفي منأى عن الاحتساب والمدافعة ..
هذا المسلك يتحرى أن لا يقلق الأنظمة والحكومات، إذ يمكنه أن يقدِّم الدين والسنة بما لا يزعج ولايقلق الحكومة.
ومن مقاصد هذا المسلك: ملاينة أهل البدع، والاعتذار لأهل الأهواء، والتكلّف في تبرير شكهم وشطحهم .. كما أن أرباب هذا المسلك يلوكون ألفاظاً حادثة ومصطلحات جديدة كالحوار والإنسانية والمصلحة الوطنية .. وآخرها محاربة الطائفية .. وفي نفس الوقت يتوارى أحدهم عن اللغة الشرعية والمصطلحات الدينية والنبوية .. فإذا تحدث أحدهم فلا تدري أهو محلل سياسي - فاته القطار - أم ناشط حقوقي - أخطأه الصواب -!
أما تخصصه الشرعي فقد غيّبه مُجاراةً للعصر ومواكبة للتطور! وأما عن مدافعة المنكرات المتوالية .. فقد يلوذ أصحاب هذا المسلك بالصمت متدثرين بالتعقل وبعد النظر، وإظهار الرزانة والثقل.
بعد هذه المقدمة ندلف إلى مناقشة مقال كتبه الشيخ الدكتور/ حاتم العوني بعنوان طويل: (إذا أصبح حرسُ الحدود الطائفية يمارسون وظيفة حرس الحدود بين الإسلام والفكر) في ملحق الرسالة في جريدة المدينة الخميس 13/ 2 / 1431 هـ.
- استهل الشريفُ مقاله بالتحذير من" الإحتقان الطائفي" .. و"التأزم الطائفي" .. وكان المتعيّن ابتداءً أن يحرر مصطلح (الطائفية) وما فيه من الإجمال وأن يُعنى بالتعرّف على ملابسات هذا المصطلح وظروف نشأته، دون هذا الانسياق في التحذير منه بإطلاق، ومجانبة التبعية والمجاراة للواقع السياسي والأمني بعُجَره وبُجَره، ففي الآونة الأخيرة برزت مصطلحات وافدة كإنسانية ووطنية .. ومعالجة الطائفية .. ثم إن بعض المتمشيخة يرفعون عقيرتهم بهذه العبارات بل ربما كانوا أكثر حماساً واندفاعاً من دعاة الإنسانية والوطنية أنفسهم!.
- إنها انهزامية مكرورة، قد يكون باعثها مجاملة الواقع الحاضر، وإظهار الدراية ... بقضايا العصر، وحتى لا يتهم الشيخ بالجهل أو ضيق الأفق ..
ثم ينجرف هؤلاء المتمشيخة في نفق هذه المصطلحات بحلوها ومرها وزيفهاوبريقها.
- أعجبني ما خطّه يراع الكاتب المبدع إبراهيم السكران تحت عنوان: (وما العيب في الطائفية؟!) وأَجتزأ منه هذه السطور الآتية: (تحولت هذه اللافتة .. (كلام طائفي) إلى مبرر كافٍ لإدانة أي فتوى ضد الطائفة التي ضلت عن شئ من الشريعة، بمعنى لا تحتاج إلى أية أدلة في نقض الفتوى، بل يكفي فقط أن تثبت أنها فتوى طائفية، بعد ذلك أصلح حنجرتك لترتل لطميات النياحة ضد هذه الفتوى، لماذا؟ لأنها فتوى طائفية!
برغم أن إدانة أي طائفة ضلت عن شئ من الشريعة هذا مبدأ قرآني، وسنأخذ مثالاً قرآنيا لذلك يشابه واقع الطائفة الشيعية اليوم، فقد جاء طائفة من المسلمين في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقامو بـ " سب الصحابة " فقالوا عنهم " مارأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنة "، فأنزل الله عليهم تكفيراً طائفياً، فقال - تعالى - في سورة التوبة: {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ} التوبة 66
فهذه إدانة على أساس الطائفة، وبين أنهم كفروا بعد إيمانهم، بمعنى أنهم كانوا مسلمين قبل ذلك، لكن بسبهم أصحاب النبي كفروا، وكان تكفيرهم على أساس الطائفة).
(يُتْبَعُ)
(/)
- من عبارات الشريف حاتم التي يكثر من تردادها: الولع بتهذيب الحماس وتشذيبه، والوله بـ (الحماس المنضبط)، وساق عبارة هلامية (بَلْقاء): - (لن تنتصر دعوة ما ولو كانت دعوة للاعتدال بغير حماس منضبط .. ) فلم يحدد فضيلته ضابط الحماس المنشود! أهو التسليم للشرع المنزل؟ أم الاستسلام للواقع والاستجابة لضغوطه! فدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - حققت انتصارات، فهل يعني أنها حظيت بالحماس المنضبط الذي يروق للشريف؟!.
كان الشريف - في حلقة بثتها قناة المجد منذ سنوات - متوتراً و" محتقناً " جرّاء فتوى أصدرها المشائخ الفضلاء (ابن جبرين - رحمه الله -، والشيخ عبدالرحمن البراك، والشيخ عبدالعزيز الراجحي) بشرعية مقاطعة المنتجات الدانمركية، لما حصل التطاول على مقام سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، بل إن حماسه (المنضبط) أفضى إلى تحجيم وتقليل جدوى هذه الفتوى والمقاطعة! والتشبث بسراب الحلول الدبلوماسية ومشتقاتها.
فهل من الحماس المنضبط أن يُخاصم هؤلاء العلماء وتختزل النصرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في بيانات الحملة (المسالمة)؟
لا أدري ماذا سيقول الشريف عن حماس ابن تيمية عندما قال - رحمه الله -: (فإن الكلمة الواحدة من سبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تُحتمل بإسلام ألوف من الكفار، وَلأَنْ يظهر دين الله ظهوراً يمنع أحداً أن ينطق فيه بطعن أحبُّ إلى الله ورسوله من أن يدخل فيه أقوام وهو منتَهك مستهان) الصارم المسلول 3/ 939
بل ندعْ ابن تيمية، فإن توتر الشريف من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد يطول ابن تيمية! ونسوق عبارة لأحد الأشاعرة - الذين أبدى الشريف دفاعه واعتذاره لهم - وهو السبكي - رحمه الله - لما قال في مطلع كتابه (السيف المسلول على من سبّ الرسول) عن سبب تصنيفه:
(وكان الداعي إليه أن فُتيا رفعت إليّ في نصراني سب] النبي - صلى الله عليه وسلم – [ولم يُسْلم، فكتبتُ عليها: يقتل النصراني المذكور، كما قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - كعبَ بن الأشرف، ويُطهّر الجناب الرفيع من ولوغ الكلب
لا يَسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانب الدم
- إلى أن قال - وليس لي قدرة أن أنتقم بيدي من هذا الساب الملعون، والله يعلم أن قلبي كارهٌ منكر، ولكن لا يكفي الإنكار بالقلب ها هنا، فأجاهد بما أقدر عليه من اللسان والقلم، وأسأل الله عدم المؤاخذة بما تقصر يدي عنه، وأن ينجِّيني كما أنجى الذين ينهون عن السوء، إنه عفوّ غفور) السيف المسلول ص 13، 14.
فماذا يقول الشريف وأرباب الحملة (الوديعة) عن حماس السبكي - رحمه الله - في النصرة والذب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتمنى أن يحقق تصفية جسدية لهذا الكلب؟!
فهل حماس السبكي منضبط عند الشريف؟ أم يُحذر منه؟ أو يُبَلّغ عنه؟! أو يعتذر له لأجل أشعريته؟
وهاك مثالاً ثالثاً في هذا السياق، فابن عابدين الحنفي يقول - عن شقي استطال على خاتم المرسلين - صلى الله عليه وسلم -: (وإن كان لا يشفي صدري منه إلا إحراقه وقتله بالحسام) رسائل ابن عابدين 1/ 293.
فابن عابدين وقد انتقد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - كما في حاشيته الشهيرة - كما انتقدها الشريف حاتم، إلا أن مسألة سب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ظاهرة جلية .. ولذا اتفق أقوال العلماء على ذلك - سواءً ابن عابدين الحنفي، أو القاضي عياض المالكي، أو السبكي الشافعي، أو ابن تيمية الحنبلي -
فالحماس المتأجج في صدر ابن عابدين لا يشفيه إلا قتله بالحسام وإحراقه! فهل هذا حماس منضبط في لغة الشريف حاتم؟.
ساق الشريف أسطورة خيالية استوعبت ثلث المقال، وجعلها مثالاً لتقريب مطلوبه، مع أن فحوى مراده ظاهر بيِّن دون حاجة إلى الإلغاز، أو تكلّف هذه الأسطورة التي أورثت خفاء وغموضاً. ثم إن هذه الحدود المفتعلة (إقليمية أو دولية) ... يكتنفها محاذير شرعية بل إشكالات " وطنية " فمتى كانت مثالاً يقرِّب الواضح والبدهي؟.
- لما وضعت الحربُ أوزارها مع الحوثيين، فتوقف القتال، رفع الشريف صوته مطالباً بالتوقف المؤقت عن خطر التقارب! فالشريف - سامحه الله - يحاول مواكبة العصر في لغته ومخاطبته .. " نبذ الطائفية" .. " تقرير الاعتدال "
(يُتْبَعُ)
(/)
.. وهذا يتفق مع مقصود الملاينة والانفتاح والمرونة. لكن لا مانع لديه من التقهقر ونبش الدعوات المدفونة، مثل دعوة التقريب بين أهل السنة والرافضة، فهذه الدعوة المتعثرة قد أضحت أثراً بعد عين، والباحث الكريم / د. ناصر القفاري لما كتب أطروحته الرائعة عن فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة منذ أكثر من ثلاثين سنة، وزار دور التقريب في مصر، فإذا هي مقفرة ليس بها أنيس، قد أُوصدَت أبوابها، وسفتها الرياح والأعاصير.
وساق د. القفاري مختلف محاولات التقريب الفردية والجماعية، وما صاحبها من فشل وإحباط ..
فالتقريب المزعوم مردود شرعاً، وغير واقع قدراً، فعلام التعلّق بالوهم واللهاث خلف السراب؟! ولِمَ لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون؟ ..
حبّ السلامة يثني عزم صاحبه ... عن المعالي ويغري المرء بالكسل
إنه الهروب عن الواقع؟ والنكوص عن الحقائق المرّة؟ ولو آل ذاك إلى أن تصم الآذان وتطمس العيون عن مكر الرافضة وكيدهم.
كنا نأمل من الشريف وقد وهبه الله علماً وشرفاً أن ترقى الهمم إلى دعوة الرافضة وسبل إنقاذهم من الزندقة والشرك، وتحرير عقولهم من رق عبادة الأئمة .. وسبل مناظرتهم، وطرائق مجادلتهم بالحسنى، وبرامج عملية للمهتدين ..
- يعمد الشريف إلى المغالطة وخلط الأوراق! فيوهم القاريء التسوية بين الأشاعرة والرافضة، وهذا جهل كثيف لا أظن الشريف تلبّس به، فأهل السنة أدرى الناس بمراتب الشرور وتفاوت البدع، وإنزال الناس منازلهم، كما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ولم يعرف عن جمهور السلف القول بتكفير الأشاعرة، كما هو مبسوط في كتبهم، ولندع هذه الاكتشاف النادر الذي عثر عليه الشريف، فتشبث بعبارة قالها عالم غير مشهور في تكفير الأشاعرة! فلا موجب للشغب والاستطالة على أهل السنة، والنوح على الأشاعرة، فهذا المحدث (مطيار!) قد جانب الصواب في ذلك، وليت هذه الغضبة " المضرية " من الشريف حاتم طالت الأشاعرة، كما طالت أهل السنة، ففي كتب الأشاعرة المعروفة (مثل شرح الكبرى للسنوسي، وشرح جوهرة الأشاعرة للباجوري، وشرح أم البراهين للدسوقي .. ) يسوقون قولهم بتكفير العوام وعدم صحة إيمان المقلد .. بل يلزم من إيجابهم النظر أن يحكموا على سلف الأمة بالكفر!!.
- وأما تشدق الشريف بإطلاق القول أن الأشاعرة من أهل السنة، فهذه المقالة وجه آخر من وجوه الملاينة، والتودد لأهل البدع. ثم متى يكفّ الشريف عن مجاملته التي يتهم بها الآخرون؟ والأشاعرة خالفوا أهل السنة والجماعة في جملة من مصادر التلقي والاستدلال، كما خالفوا في الكثير من مسائل الاعتقاد كالصفات والقدر والإيمان ودلائل النبوة .. وغيرها كما هو مبسوط في موضعه، ومقتضى العلم والعدل ان تذكر أوجه الموافقة والمفارقة بين أهل السنة والأشاعرة, ولعل الشريف وتلاميذه يلقون نظرة على كتاب وجيز في هذا الشأن، وهو ما سطّره قلم الشيخ المحقق سفر الحوالي في " الأشاعرة ".
ثم لا موجِب للمغالطة والتباكي على علماء الأشاعرة، فأهل السنة يميّزون بين مقالات الأشاعرة، وبين أشخاصهم الذي ترد عليهم عوارض الأهلية من الجهل والتأول والغلط ونحوها ..
- تتكرر (شجاعة) الشريف فهو يقول: (لن يجامل أحداً .. !) لكنه يجامل الرافضة مجاملة فجة مُفْرِطة، فالشريف يقول: - (لا أُكفِّر من كفّر عامة الصحابة - رضي الله عنهم - (مستثنياً بعضهم) ككثير من الإمامية .. )
وإذا كان الشريف حاتم لا يكفّرهم، فإن عشرات الأئمة الأعلام والعلماء الكبار قد كفّروا الرافضة منذ مئات السنين، كالإمام مالك، والإمام أحمد، والإمام البخاري، وعبدالرحمن بن مهدي، وأبي زرعة الرازي، وابن حزم، وأبي حامد الغزالي، والقاضي عياض، وابن تيمية، وغيرهم كثير - كما جاء سرد أقوال في مبحث مستقل برسالة أصول الشيعة الاثني عشرية للدكتور ناصر القفاري -.
ولم يقف د. القفاري على من لم يكفر الرافضة إلا الإمام النووي ظناً منه أنهم لا يكفرون جمهور الصحابة.
مع أن القول بتكفيرهم قبل استفحال كتب الروافض، وظهور زندقاتهم الصلعاء، كما أن الرافضة المتأخرين أشد انحرافاً من أسلافهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخيراً على الشريف أن يتخفف من هذا التوتر والنزق تجاه إخوانه أهل السنة، وأن يكف عن الاعتذار والتبرير لأهل البدع، فلا يكن للخائنين خصيماً، فأهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم، وأهل البدع يموتون ويموت ذكرهم، فالأولون نصروا سنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - فكان لهم نصيب من - قوله تعالى - {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} الشرح 4، وأهل البدع أبغضوا السنة فلهم نصيب من - قوله تعالى- {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} الكوثر 3.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 04:39]ـ
جزى الله الشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف خير الجزاء .. وجعل ما خطت وتخط يمناه من ذب عن المنهج السلفي في موازين حسناته .. آمين
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 06:47]ـ
رد الشيخ حاتم -وما كنت أحب له أن يرد؛فليس في كلام الدكتور عبد العزيز أي فقرة علمية تستحق الرد:
لقد كنت أتوقع صدور مثل هذا المقال؛ لأن الذين قصدتهم بمقالي السابق (ولم أعينهم بأسمائهم ولا أوصافهم التي تعينهم) لن بسكت جميعهم دون رد. وصدور هذا الرد الآن , وبهذا الأسلوب يؤكد حاجتنا إلى شيء من زيادة العلم وإلى كثير من الإنصاف!!
لكني كنت أتمنى أن لا يكون أخي الدكتور الفاضل واحدا ممن رأى أن مقالي يتناوله , فإن تناوله .. فكنت أتمنى منه أن يتأمله أكثر.
وأُذكّر هنا: أنني في مقالي لم أذكر اسما لأحد ولم أعين أحدا , في حين أن هذا الرد من الدكتور كان خاصا بي , مسميا لي على التعيين الصريح , وهذا التعيين يلزمه بآداب غاب بعضها عن رده , والذي لم يكن بأول غياب لآدابه عنه معي , فقد سبق له ما هو أشد منه , مما لا أراه لائقا بأخي الدكتور , ولا بي , ولذلك لن أتجاوب معه بالرد على هذا الأسلوب. فإذا حسن من أسلوبه , وتخلّص من تجاوزاته , واعتذر عما بدر منه , وذكر نقاشا علميا , فلا مانع عندي من نقاشه نقاشا علميا. إن أحب شفويا , أو مكتوبًا.
ومع عدم تسميتي لأحد في مقالي , ومع عدم صدور عبارات جارحة في مقالي , ولو صدرت - فمع عدم وجود أي تعيين في مقالي - لا يكون غلطها كغلطها مع التعيين ... وفي مقابل ذلك أسأل: هل كان أسلوب الدكتور الفاضل معي لائقا؟ هذا نموذج واضح ودليل جديد يبين ما الذي كنت أقصده بالحماس غير المنضبط في مقالي السابق , قدمه الدكتور لي عمليا على طبق من ذهب!!! ليكون دليلا على صحة ما ذكرته , ومثالا واقعيا لما قلته.
ومع احترامي لكل صاحب رأي , فليس من اللائق أن يتكلم بعض المعلقين وكأنه يفرض رأيه على الآخرين , إذ لو كنت قد وجدت في مقال الدكتور ما يستحق التراجع لفعلت , دون حاجة لمطالبتي بذلك. ومن رأى فيه ذلك فهذا حقه , ولذلك أبقيت هذه الآراء. لكن ألا ترون أن الأدب يوجب (في أقل تقدير) ترك الاختيار لي , خاصة أني كنت أنا من دلكم على المقال , فلم يكن المقال غائبا عني؟! تفكروا في أسلوب الوصاية هذا , هل هو لائق بك مع أقرانك وزملائك؟!!
وفي هذه الصفحة أنا حريص على الآداب كثيرا؛ لأن غالب المطلعين عليها هم من أبناء المسلمين , الذين يحتاجون إلى تنمية الأخلاق الكريمة فيهم وتجسيدها عمليا.
وهنا أؤكد ما ذكرته سابقا: من أنه يحق لك أن تؤيد رد الدكتور الفاضل وتصوبه في رأيه , إلا أنه لا يحق لك أن تطالبني بالتراجع دون نقاش حول مضامينه بالعلم والأدلة. كما لا يحق لك أيضا تأييده على مقاله تأييدا عاما يشمل كل ما فيه. فإنك لو أنصفت لاستثنيت في تأييدك له ما فيه من عبارات سيئة لا تليق بالنقاش العلمي أصلا , لأنها عبارات لا تجوز شرعا , وليس مما يسوغ في مثله الاجتهاد , إلا إن كان السب والشتم والدخول في النوايا من الإسلام في شيء!
أما اللين مع المخالفين والشدة مع الموافقين ونسبة ذلك إلى طرحي = فهذا غير صحيح في اجتهادي (بعد طول تأملٍ ومراجعةٍ مني له) , وقد تكرر من أمثال الدكتور ومن يوافقونه وصفي به , فليس فيه شيء جديد. حيث إن المشكلة تكمن في أن بعضنا يعتبر إنصاف المخالفين (مطلقَ إنصافهم) لِينًا ومسلكًا أبلق , ويعتبر مجرد نقد أخطاء الموافقين شِدة. وهذا الميزان ليس ميزان القسطاس المستقيم؛ لأن إنصاف المخالف حق , ونقد أخطائنا حق أيضا. وأما من يريد ظلم المخالف باسم الغيرة على الدين , والسكوت عن أخطائنا باسم الوقوف في صف أهل الحق = فقد بخس الحق حقه.
وكمثال: جاء في مقالي الذي ينتقده الدكتور وصفي لموقف بعض الشيعة من تكفير عامة الصحابة بأنه «منكر عظيم جدا وضلال كبير» , وقلت: «بأن من كفّر أبا بكر وعمر وعامة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فلا نستغرب منهم أن يكفّرونا أيضًا»؛ هذه بعض عباراتي في ذلك المقال. فهل المطلوب مني أن أكفر أعيان الشيعة حتى أكون منصفا معهم عند الدكتور؟! إن كان هذا هو ما يريده البعض , فإن العلم والحق والإنصاف ثلاثتُهم لا يريدونه مني.
وفي العديد من المواقف الموثقة كنت ممن يرد بكل وضوح وصراحة على الشيعة , وكان آخرها مؤتمر الكويت عن الآل والأصحاب المنعقد في أواخر العام المنصرم (1430) , والذي يشهد كل من حضره بما قدمته فيه من نقاش قوي وصريح مع الشيعة.
لكن النفوس تكره النقد , ولو كان حقا. وتكره إنصاف المخالف ولو كان أيضا حقا. والإنصاف عزيز , ولذلك فلا أستغرب قلةَ المنصفين , ولن يكون في قلتهم ما يزعزعني عن رؤية الحق الذي دلتني عليه الأدلة والبراهين. ولا أظن أحدا على وجه الأرض (بعد النبي صلى الله عليه وسلم) يستحق أن أترك الأدلة والبراهين نزولا عند رغبته واجتهاده دون أدلة وبراهين!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 01:54]ـ
رد الشيخ حاتم -وما كنت أحب له أن يرد؛فليس في كلام الدكتور عبد العزيز أي فقرة علمية تستحق الرد:
نفع الله بك ..
وهل تسمي تعقيب د. حاتم ردا .. ؟؟
غفر الله له .. منذ أن ترك الكلام في المسائل الشرعية -الحديثية على وجه الخصوص - وانهمك في مثل هذه المصادمات مع إخوانه .. صرت ترى منه العجب ..
ترك ما يحسن .. وانهمك فيما لايحسن.
ثم إن مقال د. العبد اللطيف .. احتوى على تنبيهات منهجية في طريقة الرد على المخالف .. والبعد عن مسلك التقريب اللا منظبط المعتمد على أحلام وأسراب ..
فلا يصح ما أطلقته من عمومات ... !!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 02:28]ـ
منهجية إيه بس يا مولانا ..
مقال الشيخ عبد العزيز مجرد تهويش وتشغيب وتهويل وليس فيه أي مناقشة علمية رصينة ..
ورد الشيخ حاتم هو دفع لهذا التشغيب ومطالبة بالرجوع لقواعد العلم والحلم ..
صور التقريب الذي يدعو له مخالفك تصويراً صحيحاً موثقاً بالنقل من كتبه، ثم استعرض حججه وأبطلها وأظهر قولك وحجته = يكن ردك علمياً ..
أما ما كتبه الشيخ عبد العزيز فيشبه ما كتبه هو نفسه رداً على الشيخ حاتم في مسألة الوهابية، وعامة ذلك: دفع للباطل بالباطل وللخطأ بالخطأ مع بغي وعجلة في التهمة وتهويل صحافي ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 06:35]ـ
بارك الله في الدكتور عبدالعزيز ..
ووفّق الشريف حاتم العوني لما يُحب ويرضى ..
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 04:44]ـ
الحمد لله ..
والله يا شيخ سليمان أني منذ أن قرأت هذا الموضوع لم أرد أن أسبقك بالتعقيب .. بل كنت متلهفا لردك - وذلك لرجاحة عقلك وعمق فكرك رعاك الله - ولم أكن اتوقع ان تفوت مثل هذا الموضوع. إلا أني قد خاب توقعي بأن كان ردك مختصرا .. وإن كان قد أوضح لنا ما في نفسك ..
أقول:
انا أميل إلى كلام شيخنا الشيخ عبدالعزيز وفقه الله.
وأقول:
يلزم قراءة كلام الشيخ حاتم - وفقه الله - في مقالته المنشورة في جريدة المدينة قبل قراءة رد الشيخ عبدالعزيز حتى يتبين للقارئ السبب في شدة الشيخ عبدالعزيز رعاه الله.
فإن مقالة الشيخ حاتم - رعاه الله - فيها من المعاني المستغربة والبعيدة عن الصواب منها ما توهم القارئ بشكل كبير بأن الشيخ يقول: كما أن هناك أقواما قد كفروا الأشاعرة وغلطوا, فهناك أقوام قد خطأوا الإمامية فغلطوا. فكأن الشيخ يمثل بين الطائفتين .. !!
يقول الشيخ حاتم رعاه الله: (كما أنني (ولأنني سلفي) لا أستجيز أن أُكفّر من كفّرني، إذا لم يكن هو ممن يستحق التكفير؛ لأنه في تكفيره لي متأوِّلٌ. ولا أُكفِّرُ من كفّرَ عامة الصحابة رضي الله عنهم (مستثنيا بعضهم)، ككثير من الإمامية، وإن كان تكفيره لعامة الصحابة رضي الله عنهم منكرًا عظيمًا جدًّا وضلالا كبيرًا، أقول هذا .. وإن وُجد مِن العلماء قديما وحديثا مَن كفّر الذين يكفّرون عامة الصحابة، فيُوجد أيضًا من أئمة السنة من لم يكفرهم كذلك).
أقول:
هذا الكلام لا ينبغي ان يخرج من رجل في علم ومكانة الشيخ حاتم .. هذا الكلام يوهم أن تكفير الرافضة مبني على الخلاف في مناط التكفير في مسألة سب الصحابة وتكفيرهم ولعنهم – أي انهم لو لم يسبوا الصحابه فهم على الصراط المستقيم - .. وهذا غاية في البعد عن الصواب. فخطأ الرافضة في مسالة الصحابة أخف شرا بكثير من شركهم الصراح في رب العالمين ودعاء الأموات وغير ذلك.
أما ما يُتوهم من تشبيهه الروافض بالأشاعرة فوالله انه لعجب ..
أيُقارن - فضلا عن أن يماثل - بين الجويني وامثاله من متأخري الأشاعرة فضلا عمن هو خير منهم من متقدميهم كالأشعري والباقلاني والمحاسبي .. أيُقارن هؤلاء بالخميني والمفيد والطوسي والكليني والحلي؟؟
أيُقارن بين من عُرف عنه إقامة الصلوات والحرص على الخير والعبادة مع انحرافه في بعض مسائل الاعتقاد وتأويلها مع من اشتهر عنه القول والتصريح بتحريف القرآن وتكفير الصحابة ورمي عائشة بالزنا وعثمان وعمر بالشذوذ الجنسي والكفر بالله تعالى بدعاء الاموات والذبح لغير الله والنذر له والاستغاثة به واعطاء علي رضي الله عنه صفات الربوبية المحضة فضلا عن الألوهية والأسماء والصفات؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ها نحن نقول: الأشعري رحمه الله .. الباقلاني رحمه الله .. الجويني رحمه الله .. وترحمنا عليهم لكونهم مسلمين لا يمنعنا من التقرب الى الله ببيان انحرافاتهم والرد عليهم ..
لكن هل يقول من عنده قدر بسيط من العلم , بل حتى كثير من العوام: الخميني رحمه الله؟؟ أو المفيد أو الكليني أو الطوسي أو غيرهم .. ؟؟ لا يقول هذا إلا من مسخ الله بصيرته وأضله على الصراط السوي ..
يقول الشيخ حاتم فيمان نقله شيخنا أبا فهر وفقهما الله: (وأُذكّر هنا: أنني في مقالي لم أذكر اسما لأحد ولم أعين أحدا , في حين أن هذا الرد من الدكتور كان خاصا بي , مسميا لي على التعيين الصريح)
أقول: ما المانع من التسمية والتعيين في مثل هذه الحالة؟. ظهر للشيخ عبدالعزيز خطأ الشيخ حاتم المعلن والمنشور في جريدة يقرأها آلاف الناس. أما أسلوب (ما بال أقوام) فهو متوجه على من أسر ولم يعلن أمرا ظهر للمتعقب عليه خطؤه. لذلك, الذي قال (ما بال أقوام) – عليه الصلاة والسلام - قد قال: (بئس أخو العشيرة) وقال: (ما ينقم ابن جميل إلا ان كان فقيرا فأغناه الله). وأنت خبيرٌ بمواقف السلف في مثل هذه الأمور, وما أكثرها. وما موقف الأمام أحمد من أبي ثور رحمهما الله – وهذا على عظم وجلالة أبي ثور – عنك بخاف.
وأقول:
ظهرت لنا في الآونة الاخيرة كثرة الكلام في مسألة الطائفية التي كما عنها الشيخ عبدالعزيز: (المتعيّن ابتداءً أن تحرر مصطلح (الطائفية) وما فيه من الإجمال وأن يُعنى بالتعرّف على ملابسات هذا المصطلح وظروف نشأته، دون هذا الانسياق في التحذير منه بإطلاق، ومجانبة التبعية والمجاراة للواقع السياسي والأمني بعُجَره وبُجَره)
كل هذه الكتابات ظهرت على اثر كلام الشيخ العريفي في السيستاني الزنديق, وأنا اعلم أن من يكتب لا يقصد الدفاع عن السيستاني. لكنه يعين – شعر أم لم يشعر – العلمانيين والروافض على تصوير أن كلام العريفي في السيستاني كلام لا يتبناه الا العريفي وبعض الشذوذ من قليلي العقول .. وأوضح دليل على هذا الهالة الاعلامية التي تبعت كلام الشيخ العبيكان في العريفي .. والله المستعان.
وأختم: لست في هذا الكلام أقلل من شأن الشيخ حاتم أو اهمشه أو شيء من هذا القبيل .. بل الشيخ خير من ملء الأرض من أمثالي. لكن هذا لا يمنع من بيان الخطأ .. كما أنه لا يمنعنا من الرد على الشيخ عبدالعزيز أيضا إذا أخطأ ..
كما أؤيد ما كتبه اخونا سالم السمعاني
والحمد لله ..
ـ[زيد سلطان الشريف]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 04:55]ـ
استغربت كلمة وقعت في مقالة د. الشريف قالها في اخر المقالة وهي أن تراثنا ليس حجة أظن أنها كلمة مجملة فهل يقصد صحيح البخاري ومسلم وكتب السنن وكتب العقيدة السلفية فالكتب التي قررت مذهب أهل السنة غالبها حجة أم يقصد زاد المستقنع والمغني والمجموع ومختصر سيدي خليل وبدائع الصنائع
هذا مافهمت مارأيكم
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 05:37]ـ
استغربت كلمة وقعت في مقالة د. الشريف قالها في اخر المقالة وهي أن تراثنا ليس حجة أظن أنها كلمة مجملة فهل يقصد صحيح البخاري ومسلم وكتب السنن وكتب العقيدة السلفية فالكتب التي قررت مذهب أهل السنة غالبها حجة أم يقصد زاد المستقنع والمغني والمجموع ومختصر سيدي خليل وبدائع الصنائع
هذا مافهمت مارأيكم
لا غرابة لأن د. الشريف قال بعد ما نقلته عنه: (والمنزه عن الخطأ هو الوحي المطهر فقط) , فلم تكن عبارته شاملة لما ظننته أخي الكريم.
ثانيا: ذكر شبخي الكريم أبو فهر أن الشيخ رد على د. العبد اللطيف , وهذا غير صحيح كما قد صرح به د. الشريف في الجواب المنقول , حيث رفض الرد والمناقشة إلا بشروط من العلم والأدب , وليت شيخنا أبا فهر بين أن هذا إنما هو جواب للشريف في صفحته في الفيس بوك على بعض المعلقين.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 06:00]ـ
استغربت كلمة وقعت في مقالة د. الشريف قالها في اخر المقالة وهي أن تراثنا ليس حجة أظن أنها كلمة مجملة فهل يقصد صحيح البخاري ومسلم وكتب السنن وكتب العقيدة السلفية فالكتب التي قررت مذهب أهل السنة غالبها حجة أم يقصد زاد المستقنع والمغني والمجموع ومختصر سيدي خليل وبدائع الصنائع
هذا مافهمت مارأيكم
هذه العبارة يقصدون بها فهم السلف واجتهاداتهم، وهي عبارة كما لا يخافكم فكرية وليست علمية، أكثر من يرددها هم الليبراليون .. يريدون التنصل من الأحكام الشرعية.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Feb-2010, صباحاً 11:35]ـ
منهجية إيه بس يا مولانا ..
مقال الشيخ عبد العزيز مجرد تهويش وتشغيب وتهويل وليس فيه أي مناقشة علمية رصينة ..
ورد الشيخ حاتم هو دفع لهذا التشغيب ومطالبة بالرجوع لقواعد العلم والحلم ..
صور التقريب الذي يدعو له مخالفك تصويراً صحيحاً موثقاً بالنقل من كتبه، ثم استعرض حججه وأبطلها وأظهر قولك وحجته = يكن ردك علمياً ..
أما ما كتبه الشيخ عبد العزيز فيشبه ما كتبه هو نفسه رداً على الشيخ حاتم في مسألة الوهابية، وعامة ذلك: دفع للباطل بالباطل وللخطأ بالخطأ مع بغي وعجلة في التهمة وتهويل صحافي ..
بعد أن قرأت مقال الشيخ حاتم وجدته مقالا فكريا بعيدا عن العلمية - وقد ظننته علميا بعد ردك هذا -، مشحون بعبارات فكرية مشبوهة نراها كثيرا في الطرح الليبرالي .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[12 - Feb-2010, مساء 02:46]ـ
ولم يقف د. القفاري على من لم يكفر الرافضة إلا الإمام النووي ظناً منه أنهم لا يكفرون جمهور الصحابة.
.
ومع هذا فالنووي لا يعتد بقول ولا خلاف الرافضة ..
انظر شرح النووي 1/ 51
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - Feb-2010, مساء 07:04]ـ
قال ابن حزم في الاحكام 2/ 79:
.. وإنما ذهب الى هذا بعض غالية الرافضة ممن اجتمعت الامة على كفرهم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 08:56]ـ
بارك الله في الدكتور عبدالعزيز ..
ووفّق الشريف حاتم العوني لما يُحب ويرضى ..
ياليت بعض مشايخ السلفية وطلبة العلم المشتغلين به عندهم احساس مُرهف وأدب مثلك يا شيخ سليمان _ وخاصة انك من المشتغلين بالنقد)
لكن للأسف هم مصرون على قلة الأدب وموات المشاعر وفقر الخيال
ولن يجدوا من يتعايش معهم فضلا عن التعاون (ولو من اخوانهم السلفيين) ولن يجدوا سوى التهميش من قلوب أمة الاسلام
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 10:48]ـ
لله در الشيخ حاتم العونى
والله ان من كان مثله فى أدبه وتقبله للنقاش لابد وأن يحبه الناس وشباب الصحوة (وان كان مبتدعا) فكيف وهو العالم الفاضل!!!!!!
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 01:35]ـ
ياليت بعض مشايخ السلفية وطلبة العلم المشتغلين به عندهم احساس مُرهف وأدب مثلك يا شيخ سليمان _ وخاصة انك من المشتغلين بالنقد)
لكن للأسف هم مصرون على قلة الأدب وموات المشاعر وفقر الخيال
ولن يجدوا من يتعايش معهم فضلا عن التعاون (ولو من اخوانهم السلفيين) ولن يجدوا سوى التهميش من قلوب أمة الاسلام
الاخ خالد المرسى وفقه الله
الم يكن لك اسوة بالشيخ سليمان وقد اثنيت على كلامه , ومن ثم عقبت بالثناء على الشيخ حاتم العوني وتركت الشيخ العبداللطيف .. !
الان تقول بعض مشايخ السلفية والمقام مقام نقد , وفي معرض الكلام في موضوع الشيخ العبدللطيف مع ثناءك على الشيخ حاتم ..
وتقول بعض مشايخ السلفية ياليت عندهم احساس مرهف وادب ..
ثم تقول هم مصرون على قلة الادب وموت المشاعر وفقر الحياء .. !
انا في الحقيقة لا اعرفك ..
لكن اسقاطا لقولك
نموذج سلفي امامك وهو الشيخ سليمان كان هذا رده الذي اعجبك
ونموذجك اخي الكريم المخالف للسلفية - فيما يبدو لي - هذا رده وهذا اسلوبه
فأي الفريقين احق بالامن .. !!
كونك تضع في بالك اثناء ردك شخصيات , ويكون الضرب عليهم عند نقدك للسلفية , اراه ليس من الانصاف ..
وحتى قولك (بعض) لا تعني انك تنصلت من نقد بقية علماء السلفية , الا ان تسمي هؤلاء البعض حتى يتضح قولك ويعرض على القارئ.
وعلى كل حال
يا ليت من ينظّر للواقع وللاتجاهات الاسلامية ان لاينسى نفسه حتى يسلم قوله من التناقض
وفقك الله اخي خالد ورعاك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 05:57]ـ
أنا أنتسب للمنهج السلفى وأدافع عنه بقدر الاستطاعة لكنى لاأشرف بالانتساب لبعض مشايخ السلفية وأشرف بأن أبين ضلالهم وقد اشتهر هذا الضلال بين الناس بكل شرائحهم أنه من صميم المنهج السلفى فنتج عنه أن ضاق صدر الناس بهذا المنهج السلفى (والذى هو الاسلام فى أنقى صوره)
وتبيين ضلال من ضل بالأدلة وتسمية الأشياء على ماهى عليه ليس بقلة أدب بل هو الأدب كله (هو الأدب مع الله ومع دينه ومع الحق أيا كان)
ـ[زيد سلطان الشريف]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 06:29]ـ
أيها الأخوة كم نحن بحاجة وأقصد بذلك السلفيين عموما وطلبة العلم خصوصا أقول بحاجة إلى لملمة أوراقنا في الداخل بحاجة إلى توحيد الصف والإلتفاف كلنا حول الكتاب والسنة هذا النهج الأسمى وماأراه من بعض الأخوة الذيين سلطوا ألسنتهم بقسوة واستخدموا تلك الألفاظ وكما يحلو لي أن أسميها الأغطية فتجده في مناظراته يستخدم تللك الألفاظ الإقصائية وقد يصل بهم الحال إلى الشتم والتبديع إلى أخوة لهم رفعوا راية القران وخدموا السنة الغراء يوما ما ثم بعد ذلك أخطأوا وجانبوا الصواب وجل من يخطيء فهؤلاء الأجدر بنا مخاطبتهم باللين لإنكم وكما تعلمون أن أهل السنة أرحم الخلق بالخلق فما بالكم بأخوتهم من طلبة علم ودعاة فالكلام اللين والسهل مع المخالف هو نهج النبي صلى الله عليهوسلم
أيها الأخوة عندما يتقاسم الأخوة الشتام والسباب هذا مظهر من مظاهر الضعف والتناحر الا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم عدل عن قتل المنافقين حتى لايقال أن محمدا يقتل أصحابه
والخلاصة أنه ينبغي التأدب مع المخالف من أهل السنة أتباع السلف الصالح ومناقشتهم باللين فليس الهدف أن يظهر الشخص قويا وصاحب حجة بل الهدف أن يظهر الحق وأن يرجع الخصم إلى الحق
أخير ماذا قال الله للنبي تجاه أهل الشرك (ولوكنت فظا غليظا القلب لانفضوا من حولك)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 06:32]ـ
أنا أنتسب للمنهج السلفى وأدافع عنه بقدر الاستطاعة لكنى لاأشرف بالانتساب لبعض مشايخ السلفية وأشرف بأن أبين ضلالهم وقد اشتهر هذا الضلال بين الناس بكل شرائحهم أنه من صميم المنهج السلفى فنتج عنه أن ضاق صدر الناس بهذا المنهج السلفى (والذى هو الاسلام فى أنقى صوره)
وتبيين ضلال من ضل بالأدلة وتسمية الأشياء على ماهى عليه ليس بقلة أدب بل هو الأدب كله (هو الأدب مع الله ومع دينه ومع الحق أيا كان)
عجبا لأدبك الذي عرفت به قدر الشيخ حاتم، وجهلت قدر الشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 06:45]ـ
أيها الأخوة كم نحن بحاجة وأقصد بذلك السلفيين عموما وطلبة العلم خصوصا أقول بحاجة إلى لملمة أوراقنا في الداخل بحاجة إلى توحيد الصف والإلتفاف كلنا حول الكتاب والسنة هذا النهج الأسمى وماأراه من بعض الأخوة الذيين سلطوا ألسنتهم بقسوة واستخدموا تلك الألفاظ وكما يحلو لي أن أسميها الأغطية فتجده في مناظراته يستخدم تللك الألفاظ الإقصائية وقد يصل بهم الحال إلى الشتم والتبديع إلى أخوة لهم رفعوا راية القران وخدموا السنة الغراء يوما ما ثم بعد ذلك أخطأوا وجانبوا الصواب وجل من يخطيء فهؤلاء الأجدر بنا مخاطبتهم باللين لإنكم وكما تعلمون أن أهل السنة أرحم الخلق بالخلق فما بالكم بأخوتهم من طلبة علم ودعاة فالكلام اللين والسهل مع المخالف هو نهج النبي صلى الله عليهوسلم
أيها الأخوة عندما يتقاسم الأخوة الشتام والسباب هذا مظهر من مظاهر الضعف والتناحر الا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم عدل عن قتل المنافقين حتى لايقال أن محمدا يقتل أصحابه
والخلاصة أنه ينبغي التأدب مع المخالف من أهل السنة أتباع السلف الصالح ومناقشتهم باللين فليس الهدف أن يظهر الشخص قويا وصاحب حجة بل الهدف أن يظهر الحق وأن يرجع الخصم إلى الحق
أخير ماذا قال الله للنبي تجاه أهل الشرك (ولوكنت فظا غليظا القلب لانفضوا من حولك)
ومن السلفيين من شق العصا وصار يردد شبهات أعداء السلفية!
ويسكت عن المخالف الحقيقي ويوجه سهامه للسلفيين!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 06:56]ـ
أنا أنتسب للمنهج السلفى وأدافع عنه بقدر الاستطاعة لكنى لاأشرف بالانتساب لبعض مشايخ السلفية وأشرف بأن أبين ضلالهم وقد اشتهر هذا الضلال بين الناس بكل شرائحهم أنه من صميم المنهج السلفى فنتج عنه أن ضاق صدر الناس بهذا المنهج السلفى (والذى هو الاسلام فى أنقى صوره)
وتبيين ضلال من ضل بالأدلة وتسمية الأشياء على ماهى عليه ليس بقلة أدب بل هو الأدب كله (هو الأدب مع الله ومع دينه ومع الحق أيا كان)
(فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) هذا أولا.
وثانيا: وكلا يدعي وصلا بـ ليلى ..
لذلك خف على مخالفيك شوي .. الله يرضى عنك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 07:49]ـ
الأخ خالد المرسي.
أنا لا أدري من هذا الذي تقصده بعدم التشرف وبالضلال ..
ولو كان هو من فهم الإخوة = فهذه مصيبة!!
ولا أملك حقاً ما أجابه به هذا العبث الذي كتبتَه؛فأنت في مرحلة مراهقة فكرية نسأل الله أن يُعجل لك الخروج منها ..
جعلنا الله سِلماً لأوليائه حرباً على أعدائه قوامين بالقسط عند تنازع الأولياء حافظين لحُرم وأعراض الموافق والمخالف منهم على السواء ..
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 08:12]ـ
أنا أنتسب للمنهج السلفى وأدافع عنه بقدر الاستطاعة لكنى لاأشرف بالانتساب لبعض مشايخ السلفية وأشرف بأن أبين ضلالهم وقد اشتهر هذا الضلال بين الناس بكل شرائحهم أنه من صميم المنهج السلفى فنتج عنه أن ضاق صدر الناس بهذا المنهج السلفى (والذى هو الاسلام فى أنقى صوره)
وتبيين ضلال من ضل بالأدلة وتسمية الأشياء على ماهى عليه ليس بقلة أدب بل هو الأدب كله (هو الأدب مع الله ومع دينه ومع الحق أيا كان)
اخي الكريم خالد
نحن لا نقول ان الافراد الذين حملوا المنهج السلفي بمعزل من الخطا ..
لكننا ندين الله ان المنهج السلفي نفسه هو الحق ..
وما عداه ففيه من الضلال بقدر ما حمل .. !
اما ان يكون احد افرادنا معول هدم لمنهجه الحق ,
مع ما يحمل من هزيمة نفسية تجاهه.
فهذا اظنه سيصير بصاحبه الى ما حصل لمن نعرفهم ممن عاشرناهم ومن لم نعاشرهم ..
ولديك في عرض العالم الاسلامي وطوله ممن ينتسب للسلفية وصار جل همه الجلوس على موائد اهل الضلال من رافضة واشاعرة وعصرانيين وبقية السلسلة الهائمة .. !
بل وجعل من نفسه رحمة على المخالفين للسلفيين في مقابل سلخه لاخوانه ممن اخطاوا.!
ووالله لعالم سلفي اخطأ باسلوب او بطريقة او بتنظير
احب الينا ممن جمعتهم الارض من اقحاح العصرانيين والاشاعرة ومن لف لفهم
ولا يعني هذا اسقاط حق اخواننا من اصحاب المناهج الاخرى
وفقك الله ورعاك
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 05:15]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
هل الجهاد في الإسلام للدفع فقط، أم للدفع والطلب؟
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 04:18]ـ
الناظر في بواعث إعلان الحرب على العدو الخارجي يجدها لا تتجاوز دافعين اثنين:
الأول: رد العدوان، وهو ما يسميه الفقهاء: جهاد الدفع.
الثاني: تحقيق العدالة في الأرض، وإزالة كل هيمنة لغير الله، وفتح كل السبل أمام نشر الدعوة الإسلامية، وهو ما يسميه الفقهاء:جهاد الطلب.
أما الباعث الأول،وهو رد العدوان، فهو محل اتفاق بين كل الأمم والشعوب، والشرائع والقوانين، فيحل بل يجب على الدولة والجماعة المسلمة رد كل اعتداء خارجي،سواء كان اعتداء مباشرا أو غير مباشر، سواء كان الاعتداء في الأنفس أو في الأموال أو في الأعراض أو في الأوطان، سواء كان باحتلال أو اضطهاد أو صد عن الدين أو إيقاف للدعوة أو تهديد للسلامة والأمن، سواء وقع العدوان أو قامت القرائن على قرب حدوثه.
وقد قامت أدلة الكتاب والسنة والإجماع على وجوب رد العدوان، فمن القرآن:
1. قوله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير).
ووجه الدلالة ظاهر، ففي الآية إذن لمن تعرض للظلم بمقاتلة الظالم والتصدي له.
2. قوله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم)
ووجه الدلالة صريح لا يحتاج إلى بيان.
3. قوله تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).
وجه الدلالة أن الآية حرضت على رد العدوان والاعتداء، حتى لو كان ذلك في الشهر الحرام أو بمنطقة الحرم.
4. قوله تعالى: (فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولائكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا).
وجه الدلالة أن القرآن أرشد إلى أسر الكفار وقتلهم إذا لم يعلنوا المسالمة والمهادنة.
وأما من السنة: فجل معاركه وغزواته صلى الله عليه وسلم كانت من باب رد الاعتداء ودفع الصائل.
وقد أجمع الفقهاء على أنه إذا اعتدي على أي بلد من بلاد الإسلام صار الجهاد فرض عين على أهل ذلك البلد، فإن لم تحصل الكفاية انتقل الوجوب العيني إلى ما يلي ذلك البلد من البلدان حتى تحصل الكفاية.
والعقل السوي لا شك أنه يدفع صاحبه إلى مقاومة كل اعتداء واقع عليه، ولا مصلحة البتة في الاستسلام والرضا بالهوان.
كما أن الفطرة السليمة، التي لم تتلوث بجراثيم الانهزامية والضعف والخوار، تحض المفطور على دفع ومقاومة كل من قابله بالعدوان، ألا ترى إلى العجماوات كيف تذب عن حياضها، وتذود عن حماها، فعجبا لممسوخ الفطرة، يرضى لنفسه أن يكون أخس من الجربوع وأرذل من الصرصار؟.
الثاني: تحقيق العدالة في الأرض وإزالة كل هيمنة سوى هيمنة الله من الأرض، وفتح كل السبل أمام نشر الدعوة الإسلامية.
وهذا الباعث هو ما يسميه الفقهاء جهاد الطلب، وهو الذي قام به الخلفاء الراشدون،فمن بعدهم من ملوك الإسلام، ففتحوا به الأمصار،وأدالوا به البلدان، وأخضعوا به أكبر الإمبراطوريات على وجه الأرض، وملكوا به سوار كسرى وقيصر.
ولا بد من وقفة جادة مع هذا النوع من القتال، لأنه مثار جدل واسع، ومحل نقاش مستفيض، خاصة بعد أن حاول بعض أعداء الدين من الغربيين التسلل للطعن في هذا الدين،عبر هذا المدخل والباب، وروج لدعاواهم بعض بني جلدتنا ممن أشربوا الولاء
والتبعية لهم، وكل هذا غير مأسوف عليه ولا محزون، وإنما الأسف على بعض الأفاضل من أهل العلم والنهى، الذين تأثروا بهذه الشبه، وراجت عليهم هذه البضاعة، فاستنفروا أذهانهم، وشحذوا سنانهم، محاولين إثبات أنه لا جهاد إلا جهاد الدفع، ولا قتال إلا بعد عدوان، وسنحاول في هذه الأسطر مناقشة ما ذكروه، محاولين إبراز فلسفة الشريعة في الدعوة لهذا النوع من القتال، ومغازيها ومراميها في ذلك.
ذلك أن الذي عليه جماهير الفقهاء هو أن الدول الكافرة إما أن تدخل الإسلام طوعا، بعد دعوتها وعرض محاسن الإسلام عليها، وإما أن تظل على دينها، مع خضوعها لحكم الإسلام وسلطانه،معبرة عن ذلك بأداء الجزية، وإما القتال دون ذلك وإعلان الحرب، فالجهاد تارة يكون دفاعيا حين وقوع الاعتداء على دولة الإسلام، وتارة يكون هجوميا إذا رفضت إحدى الدول الإسلام، أو الخضوع لأحكامه وسلطانه، فتقاتل وتجاهد حتى يكون الدين كله لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما عليه جماهير الأمة من فقهاء ومحدثين ومفسرين، وهو واقع عمل الصحابة والخلفاء الراشدين والملوك المجاهدين، واستدلوا عليه بما يلي، فمن القرآن:
1 - قوله تعالى: (يا أيها النبيء جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم).
2 - قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة).
فهذه آيات محكمة داعية إلى قتال الكفار بإطلاق، دون تقييد ذلك بوقوع الاعتداء أو العدوان.
3 - قوله تعالى: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير).
وهذه الآية من أقوى مايستدل به الجمهور، ففي الآية أمر بقتال الذين كفروا إلى غاية ألا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، ولا يكون ذلك إلا بدخولهم في دين الله تعالى أو بالخضوع لحكم الله تعالى وسلطانه وهيمنته.
وقوله تعالى: (حتى لا تكون فتنة)،أي:لا يكون كفر وشرك، وليس المقصود الإيذاء أو سد باب الدعوة كما فسرها بعض المعاصرين، وسنبين لاحقا ضعف قولهم.
وتفسير الفتنة بالكفر والشرك هو مذهب سادة التفسير من الصحابة والتابعين، فبذلك فسرها ابن عباس ومجاهد وقتادة و عروة والسدي والربيع وبن زيد، وأبو العالية والحسن ومقاتل وبن حيان وزيد بن أسلم.
وهو اختيار كبار أئمة التفسير كالطبري وابن العربي والقرطبي وابن كثير.
4 - قوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يومنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).
ففي الأية الأمر بقتال الكفار مطلقا حتى تتحقق إحدى غايتين:
- الديانة بدين الحق، أي الدخول في الإسلام.
- إعطاء الجزية، وفي ذلك دلالة على الخضوع للنظام الإسلامي، والرجوع لحكمه.
ومن السنة:
1 - ما أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلاه إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويوتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى).
فالحديث دل بعمومه على وجوب القتال حتى يكون الدين كله لله.
2 - ما أخرجه مسلم في صحيحه، من حديث بريدة، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأمراء السرايا: (وإذا لقيت عدوك من المسلمين فادعهم إلى ثلاثة خصال أو خلال: فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فسلهم الجزية، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم).
ففي الحديث التخيير بين ثلاث خصال، إما الدخول في الإسلام، وإما الخضوع لحكم الإسلام وسيطرته بدفع الجزية،وإما القتال.
ثم هذا عمل الخلفاء الراشدين، فلقد سيروا الجيوش، وبعثوا البعوث، وفتحوا البلدان، وغزوا الأمصار، وأجروا عليها سلطان الشريعة، وحكم الرحمن، دون أن يتعرضوا لأي اعتداء أو عدوان، بل أخضعوا هم ومن بعدهم من ملوك الإسلام العالم لعدل الديان، ولا زالت الأمة تفخر بصنيعهم، وتتباهى بمسلكهم، فهو إجماع ما بعده إجماع.
ولا زال فقهاء الأمة على اختلاف مذاهبهم، يقررون مشروعية فتح سائر البلدان، ووجوب إخضاعها لحكم الله وإلا فالقتال والنزال، حتى تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله، لا يخالف في ذلك أحد، إلا ما روي عن إمامنا مالك –رحمه الله- في استثناء الحبشة والترك، لما بلغه من الأحاديث في ترك قتالهم، أما سواهم فلا تختلف كلمته عن كلمتهم، ولا زال فقهاء المذهب وغيرهم يقررون أن من واجبات إمام المسلمين إرسال الجيوش ولو مرة في السنة، لغزو الكفار و إظهار كلمة الله في الأرض،يقول الإمام ابن رشد في مقدماته: (الجهاد في سبيل الله إذا أطلق انصرف إلى مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)
ويقول ابن عرفة: (الجهاد قتال مسلم كافرغير ذي عهد لإعلاء كلمة الله أو حضور له أو دخول أرض له) [( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7)
وقال ابن العربي –رحمه الله- في تفسير قول الباري جل وعلا: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، يعني: كفر، بدليل قوله تعالى: والفتنة أشد من القتل).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذهب بعض المعاصرين إلى أن الجهاد لم يشرع إلا لرد الاعتداء ودفع الصائل ومواجهة العدوان، وممن ذهب إلى ذلك محمد عبده والشيخ رشيد رضا، والشيخ محمد أبو زهرة، والأستاذ عبد الوهاب خلاف، والشيخ محمود شلتوت، والأستاذ محمد عبد الله دراز، والشيخ سيد سابق، والدكتور الزحيلي، والأستاذ محمد عزة دروزة، والدكتور حامد سلطان، والمستشار علي علي منصور، والدكتور عبد الخالق النوواوي، والدكتور صبحي المحمصاني، والدكتور محمد كمال الدين إمام والأستاذ توفيق علي وهبة والأستاذ عبد الكريم الخطيب وغيرهم.
ودليل هؤلاء بعض الآيات التي استنبطوا منها أن لا علة للقتال في الشريعة إلا الاعتداء، فاستدلواب:
- قوله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا)] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9).
- وقوله تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).
وبعض الآيات الداعية إلى المسالمة والمهادنة:
- (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)
- (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا)
كما فسروا الفتنة في قوله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) بأمن الأذى،وإقامة العبادة بكل حرية.
وبعض النصوص التي تحرم الاعتداء على النساء والصبيان والرهبان، فاستنبطوا منها أن علة القتال هي المقاتلة، فمن لم يقاتل لا يقاتل.
هذا مجمل أدلة القوم، وبكل عدل وإنصاف، فهي لا تقوى على مقابلة أدلة القول الأول، بل تبدو أمامها ضعيفة مهلهلة لا تكاد تثبت عند أول اختبار، فأدلة الأولين صريحة واضحة لا تقبل التأويل إلا بتعسف، ولا الحمل على غير ظاهرها إلا بتكلف.
فالنصوص التي فهم منها أن لا علة للقتال إلا الاعتداء لها مخرجان واضحان:
1 - أن هذا كان في أول الإسلام، إذ أن تشريع الجهاد وأحكامه لم يكن دفعة واحدة، بل على جاء مدرجا، فكان الأمر أولا بالكف والصبر، ثم أذن للمسلمين بقتال الدفع، ثم كان الأمر بقتال الكفار عامة، وهو آخر الأحكام التي استقرت عليها الشريعة، والآيات التي استدل بها الجمهورمن سورة التوبة، وهي من آخر ما أنزل من القرآن، وبها عمل الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة.
2 - حتى على القول بعدم النسخ، فالمقصود بعدم الاعتداء عدم التعرض لغير المقاتلين ومن في حكمهم، كالنساء والصبيان وأرباب الصوامع و .... وهكذا فسرها ابن عباس ومقاتل وابن حيان والحسن البصري ومجاهد وعمر بن عبد العزيز.
أما آيات المسالمة والمهادنة فغاية ما تفيده جواز فعل ذلك،لا وجوبه، والأمر كما ذكر كثير من المفسرين عائد لقوة المسلمين ومنعتهم من عدم ذلك، فوقت الضعف لا حرج في المسالمة والمهادنة، وزمن العز والتمكين تجرد السيوف لإظهار كلمة الله في الأرض، وتقدير ذلك كله راجع إلى إمام المسلمين حسب ما يراه من المصلحة.
على أن بعض أهل العلم ذهبوا إلى أن هذه الآيات قد نسخت بآيات القتال، لكني لا أميل إلى هذا الترجيح، لأن إعمال الكلام أول من إهماله، والنسخ إهمال، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لا زال يصالح ويوادع ويهادن حسب المصلحة، وكذلك فعل خلفاؤه الراشدون، فأين النسخ إذن؟
أما من فسر (الفتنة) بكف الأذى وحرية العبادة، فقد أبعد النجعة، إذ الآية فيها دعوة إلى القتال حتى ترفع الفتنة ويكون الدين كله لله، وكيف يكون الدين كله لله، أي السيطرة التامة والهيمنة المطلقة لحكم الله، لو كان القتال لمجرد رد الاعتداء، وكيف ستكون كلمة الله هي العليا،ويسود حكم الله في الأرض لو كان القتال لرد العدوان فقط، ولما جاوز الإسلام المدينة المنورة، ولا يقال بأن دعوة الإسلام كفيلة بتحقيق ذلك، فليست كل الشعوب بليونة قلوب أهل اندونيسيا أو ماليزيا، وحتى لو كانت كل الشعوب كذلك، فليست الأنظمة الحاكمة كذلك، بل فيها المتعنت والمعاند والخائف على مصالحه والهلع على كرسيه، فهؤلاء لو أقمت لهم حجج الدنيا ما رفعوا بك رأسا، حتى لو صدقوا واستيقنتها أنفسهم، فهؤلاء لا ينفع معهم إلا السيف إذا كانت لدولة الإسلام مكنة وقوة تؤهلهم لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما النصوص التي تحرم الاعتداء على غير المقاتلين من النساء والرهبان وغيرهم ممن سنعقد لهم فصلا خاصا في هذه الرسالة، فلي معها وقفة هامة، وذلك للخلط الواقع في هذا الباب من طرف فريقين من الناس، لم يحملوا نصوص الباب على محملها الصحيح، وخلطوا في تحديد مناطات العلل، فكانت أحكامهم بالنتيجة بعيدة عن الحق مجانبة للصواب.
فواقع الأمر أننا أمام قسمين من النصوص، مختلفي المناط، غير متفقي العلة، ومن حملهما محملا واحدا فقد أبعد النجعة،وفارق المحجة، فهناك نصوص تدعوا إلى مقاتلة الكفار وجهادهم،كقوله تعالى) قاتلوا الذين لا يومنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ..... الآية)،وقوله تعالى: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)،وشبهها من النصوص. ونصوص أخرى تحصر القتال فيمن تصدر للقتال، أو تنهى عن قتل من ليس بأهل للقتال، كقوله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا)،ونهي المصطفى صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان، وشبه ذلك من النصوص، فالفريق الأول حمل نصوص القسمين معا على القتال، فقالوا لا يقتل ولا يقاتل إلا المعتدي، وأبطلوا بذلك مشروعية قتال الكفار لإظهار الدين، والفريق الثاني حمل القسمين معا على القتل، فأجاز قتل كل كافر ولو لم يقاتل إلا ما استثناه النص، وأجازوا بذلك استهداف كل كافر مالم يكن امرأة أو وليدا أو راهبا أو عسيفا.
والذي أرى أن كلا المسلكين خروج عن جادة الصواب، والحق التفريق بين علة القتال وعلة القتل، فالقسم الأول من النصوص في القتال،وعلته وموجبه الكفر والامتناع عن قبول الحق،والحكم مشروعية القتال حتى يكون الدين كله لله، إما بالدخول في الإسلام وإما بأداء الجزية، والقسم الثاني من النصوص في القتل، وعلته الاعتداء، فلا يقتل إلا المعتدي، فلا يتعرض لامرأة ولا وليد ولا راهب، بل ولا رجل قادر على القتال لكنه لم يتصدر له، ولم يشارك فيه بأي نوع من أنواع المشاركة.
توضيح ذلك أننا مأمورون بإعلان القتال على كل دول الكفر التي رفضت الدخول في الإسلام أو الانصياع لسلطانه وحكمه، فإذا بدأ القتال فلا يقتل إلا من تصدر للقتال، فلا نتعرض للنساء ولا الولدان ولا من تجنب الحرب، إلا إن ساهم في القتال فتحقق فيه المناط، فالعلة في القتل هي المقاتلة وليس الكفر، والعلة في القتال هي الكفر وليس المقاتلة، فإذا تبين ذلك علمنا خطأ من ذهب إلى أنه لا قتال إلا بعد اعتداء، وخطأ من استهدف كل كافر في الأزقة والشوارع ومحطات النقل دون تفريق بين مقاتل وغير مقاتل.
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 04:02]ـ
ذهب بعض المعاصرين إلى أن الجهاد لم يشرع إلا لرد الاعتداء ودفع الصائل ومواجهة العدوان، وممن ذهب إلى ذلك محمد عبده والشيخ رشيد رضا، والشيخ محمد أبو زهرة، والأستاذ عبد الوهاب خلاف، والشيخ محمود شلتوت، والأستاذ محمد عبد الله دراز، والشيخ سيد سابق، والدكتور الزحيلي، والأستاذ محمد عزة دروزة، والدكتور حامد سلطان، والمستشار علي علي منصور، والدكتور عبد الخالق النوواوي، والدكتور صبحي المحمصاني، والدكتور محمد كمال الدين إمام والأستاذ توفيق علي وهبة والأستاذ عبد الكريم الخطيب وغيرهم.
.....
علمنا خطأ من ذهب إلى أنه لا قتال إلا بعد اعتداء، وخطأ من استهدف كل كافر في الأزقة والشوارع ومحطات النقل دون تفريق بين مقاتل وغير مقاتل.
جزاك الله خيرا
وهؤلاءممن يتبعون المتشابه ويتركون المحكم نسأل الله العافية
ـ[جذيل]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 08:14]ـ
قرأت مبحثا قبل فترة يذكر انه لا يعرف قول من يقول انه لا قتال الا بقتال , الا قول هؤلاء العصرانيين
ويناظر على ذلك.(/)
الحوار الإسلامي-المسيحي .. إلى أين/ الباحث: عدنان أبوشعر
ـ[عدنان أبوشعر]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 04:46]ـ
لست أبالي كيف تتعامل شعوب الغرب (المسالمة) مع ما يطلقون عليه (تجديفاً) وازدراءً للكنيسة أو حطّاً من منزلة رسلهم أو انتقاصاً من مقام الألوهية. بل مالي ولغرب لا يحترم كنيسته و لا يدين أغلبه بالولاء لها أو لله أصلاً (1)؟ وأذهب لليقين بأن الغرب لن يتوقف عن إبداء استغرابه من ردة الفعل العنيفة التي تنتاب الشارع الإسلامي حين يتعرض رسام أو كاتب أو سياسي أخرق لنبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأكاد أجزم أن المقارنة بين بلادة حس الشارع الغربي وحماسة الشارع الإسلامي مقاربة فاسدة وباطلة، لأنها قياس يُغفل الفارق بين جمهور واسع وعريض وجمهور لا يكاد يبين. لكني أؤكد – رغم ذلك- أن نعت الغرب باللامبالاة المطلقة حيال ما يقوم به بعض كتابه وفنّانيه من تجديف ونيل من مكانة (المقدس) افتراءٌ على الحقيقة وتغييبٌ لحوادثَ تاريخية، رغم كونها ردّاتِ فعل خجولةً تبتعد عن الاجتثاث الرسمي الذي كان متبعاً في العصور الوسطى.
فحين رسم عرّاب الرسوم الكاريكاتورية التجديفية (جورج غروس (2) - George Grosz) عام 1928 (أي عقب الحرب العالمية الأولى) السيد المسيح محتذياً بسطاراً عسكرياً وواضعاً كمامة غاز، ألزمته المحاكم الألمانية آنذاك غرامة مالية واضُطرّ للهجرة إلى أمريكا. كذلك قضت المحكمة الاسكتلندية عام 1979 بمنع فلم (حياة براين- Life of Brian) من إخراج (تيري جونز (3) - Terry Jones ) الذي صوّر المسيح مغنياً على الصليب. ولم يسلم المخرج (هربرت أشترنبوش (4) - Herbert Achternbusch) لإقحامه السيد المسيح كنادل في فلم (الشبح- The Phantom) حيث أقيمت دعوى ضده عام 1983. ولما صورت الفنانة الفوتوغرافية السويدية (إليزابيث أولسن (5) – Elizabeth Ohlson) السيد المسيح كمصاب بالإيدز وشاذ جنسياً، عمد المتظاهرون لرشقها بالحجارة حين افتتاح معرضها ( Ecce Homo ). أما الكاتب اليوناني (نيكوس كازنتزاكيس (6) - Nikos Kazantzakis) فقد منعت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية كتابه الأكثر جدلاً والذي نشره عام 1951 تحت عنوان (الإغواء الأخير للمسيح- The Last Temptation of Christ)، كما أمر بابا الفاتيكان بوضعه على لائحة الكتب الممنوعة، ذلك أن (كازانتزاكس) نال فيه من أخلاق سيدنا المسيح. ولما قامت (يونيفرسال بيكتشرز- Universal Pictures) بإنتاجه فلماً أخرجه الأمريكي (مارتن سكورسيزي (7) - Martin Scorcese) عام 1988 لاقى رواجاً غير مسبوق، لكن كل صالات السينما التي قامت بعرضه تعرضت لموجات احتجاج من المتظاهرين، وتلقى بعضها تهديدات بإلقاء قنابل. وحين ألف الأمريكي (دان براون (8) - Dan Brown) عام 2003 (شفرة دافينشي (9) - Davinchi Code) تصدى الفاتيكان له معتبراً فكرته تجديفاً وطعناً بأسس المسيحية، لكن صرخته تلك لم تكن لتمنع تحويل الرواية إلى فلم أخرجه (رون هاورد – Ron Howard ) عام 2006، بطولة (توم هانكس – Tom Hanks)، واكتُفي بمنع الكتاب في بعض الدول الغربية والعربية.
لقد أعجبني مقال الأستاذ محمد المختار الشنقيطي الذي أورده على موقع (الشهاب) وأحسبه يضيء لنا جوانب هامة في البحث الذي نحن بصدده إذ يقول:
" فحريّة الاستهزاء بالديانات (في أوروبا) ليست مصانة. بل توجد قوانين تمنع التشهير العلني بالديانات في العديد من الدول الأوربية، منها النرويج وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا والنمسا وهولندا وغيرها .. وفي الدنمارك نفسها نصّ القانون على التغريم والسجن أربعة أشهر لمن "شتم أو استهزأ علناً بديانة معترف بها في البلاد". ولكن الإسلام غير معترف به في تلك البلاد، وتلك هي الازدواجية الأخلاقية السائدة في تعامل الغربيين مع المسلمين، وهي جذر الشر وموطن الداء".اهـ
إن الفعل وردة الفعل سيستمران لا محالة (أعني هذا الهجوم المتكرر على مقدساتنا، وردة فعل الشارع الإسلامي المختلفة الشدة والقوة)، وهي حلقة من حلقات الصراع الذي لن يتوقف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإزاء هذه الحملات المتتابعة للنيل من الإسلام نجد أنفسنا أمام إشكالية جدوى متابعة ما يسمى بالحوار الإسلامي – المسيحي الغربي في ظل مواقفَ لا تعكس حتى الآن سوى أعراضٍ واضحةٍ لنظرةٍ غير متسامحة مع الإسلام والمسلمين. ويكاد مشجب 11 سبتمبر الذي يعلّق الغرب عليه كل آلامه ومخاوفه ومصيدة مكائده قد أصبح - من حيث يدري أو لا يدري- قميص عثمان بامتياز.
إنني لست ضد استمرار الحوار الإسلامي- المسيحي شريطة إزالة اللبس العالق بهذا المصطلح، ويخطئ النجعة من يعتبر أن غاية هذا الحوار محاولة الطرفين جَسْرِ الهوّة العقدية بينهما، إذ كيف الوصول إلى ردم الهوة وما زال أحد طرفي الحوار لا يعترف بدين الآخر عقيدة سماوية منزلة على نبي مرسل؟
لقد (قطعت جهيزة قول كل خطيب)، فالنص القرآني قد حسم - وفق تقرير قطعي الدلالة- الأمر بكل واقعيّة: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ .. } ; [البقرة آية: (120)]، ولا مِراء أنه من باب المماحكة العقلية الخوض في مسألة استعصت على عقول جهابذة العلماء من الطرفين لأكثر من 1400 سنة خَلَت، ومن المسلّم به أن (خلطة توفيقية) من العقائد الثلاث فيما يسمى (وحدة الأديان) هي قمة الزيف والدجل والمداهنة.
وقد آلمتني بحق قناعة ساذجة تستحوذ على أذهان البعض ممن يقومون باستقبال بعض المحاضرين والأساتذة الأكاديميين المتخصصين بالدراسات الإسلامية، ذلك أن ضيق أفقهم وعدم فهمهم لطبيعة مناهج التفكير الغربية، تدعوهم للاعتقاد أن هؤلاء القوم قد غدوا قاب قوسين أو أدنى من عتبة الإسلام، وتمضي الأيام وهؤلاء البسطاء يترقبون الفوز بحُمُر النَعم. ولا أريد أن أتألى على الله في القطع بعدم إمكان هدايتهم لكنني أرى أن لا أكون خِباً شريطة أن لا أدع الخِبّ يخدعني.
ووفقاً لذلك فإن الحوار الإسلامي – المسيحي المطلوب والذي ندعو إليه هو حوار (سياسي) بامتياز، الغاية منه التفاهم المتبادل حول قضية (العيش المشترك) وفق مبادئ وأسس تراعي حقوق المواطنة ولا تلغي (الآخر)، ولخلق مناخ مؤيد لقضايانا العادلة في الشارع الأوروبي، ولاستحداث لوبي ضاغط في مراكز صنع القرار في المؤسسات السياسية الغربية. إن ممارسة هذا الدور السياسي ليست مجافيةً للسياسة التي اتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب، بدءاً بعهده المكتوب مع يهود المدينة ومروراً بأسلوب الاستقبال الدبلوماسي المتميز والحكيم لوفد نصارى نجران، وصولاً إلى مضمون العهدة العمرية بين نصارى بيت المقدس وسيدنا عمر الفاروق، وانتهاء بالمعاهدات التي حررها مختلف الخلفاء الأمويين والعباسيين ومن تلاهم مع أهل البلاد المفتوحة.
إن المرشحين لقيادة هكذا تفاوض وحوار إذن لا بد لهم من أن يتحلوا بكثير من الثقافة السياسية إلى جانب تمكنهم من الفهم العميق للثوابت التي لا تقبل المهادنة والمداهنة بذريعة طمأنة الجانب الآخر على حسن النوايا وسلامة الطويّة، فقد يتحول الأمر برمته إلى استخزاء وضعف غير مبرر يُفقد المفاوض قوته ويوحي بهشاشة موقفه ويؤدي إلى زعزعة ثقة الشارع به فيفقده مصداقيته ويسحب الاعتراف به كممثل شرعي له. وهذه عين الإشكالية التي تمخّضت عن تصريح سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسّون أمام وفد أمريكي من جامعة جورج ميسن ( George Mason University) يرأسه الحاخام مارك غوبن ( Marc Gopin) رئيس المركز العالمي للأديان والدبلوماسية وفض النزاعات بواشنطن حين قال: " لو أن محمدا صلى الله عليه وسلم طلب مني أن أكفر بالمسيحية واليهودية لكفرت به"، فرغم أن قواعد العربية تؤكّد أن (لو) حرف امتناع لامتناع، إلا أنّ هفوة سماحة المفتي من الناحية السياسية وعبارته المفرطة في إظهار الود والتسامح عرضته لحملة من الانتقاد في الشارع الإسلامي والعربي والسوري، فنالت منه الأقلام والمنابر على حد سواء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخيراً أود التأكيد على أن هدفي لم يكن دفاعاً عن شخوص بعينهم، ولم أرجُ تناول آخرين بالقدح والذم بقصد التشفي، فموضوعي لا علاقة له بعالم الأشخاص – رغم وجودهم الفاعل والمحرك لأي حراك ثقافي أو سياسي - بمقدار ما هو تناول لعالم الأفكار بحثاً ودراسة موضوعية، فالأشخاص يمضون، ويبقى البقاء للأصلح من الأفكار. وهذا مصداق قول الإمام علي رضي الله عنه:" ويلك لا تعرف الحق، اعرف الحق تعرف رجاله". إنها كلمةُ حق أضاء جوانبَها بعد مائة سنة ونيف الإمام مالك بن أنس (93هـ/715م-179هـ/796م) بالقاعدة الأصولية التي وضعها:"كل يؤخذ من كلامه ويُردّ إلا صاحب هذا القبر (أي الرسول عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم).
الباحث: عدنان أبوشعر - دمشق
الهوامش:
1 - أنظر تقرير المفوضية الأوروبية ( European Commission ) على الرابط:
http://ec.europa.eu/public_opinion/archives/ebs/ebs_225_report_en.pdf
2- جورج غروس (1893 - 1959): أحد مؤسسي المدرسة الدادائية التي ظهرت عقب الحرب العالمية الأولى، وهي مدرسة أدبية وفنية فوضوية، بزغت شمسها عام 1917 واندثرت بعد سنوات قليلة. تجنح هذه المدرسة نحو الإغراق في تجاوز المألوف ومعاداة التقاليد والأديان والإرث الفني والأدبي والموسيقي.
3 - تيرينس غراهام جونز باري: ولد عام 1942 في خليج بيتون الواقع في ويلز. ممثل الكوميديا الويلزية، كاتب سيناريو، ممثل ومخرج، كاتب أطفال، معلق سياسي وعضو في فريق الكوميديا في مونتي بيتون.
4 - هربرت أشترنبوش: كاتب ورسام ومخرج أفلام ألماني، ولد في ميونخ عام 1938، أفلامه السريالية الثورية لا يعرفها الجمهور الألماني رغم أن أحد أعماله (الشبح- Das Gespenst) عام 1983 قد أحدث فضيحة بسبب ما نسب إليه من التجديف.
5 - اليزابيت أولسن: مصورة وفنانة سويدية، ولدت عام 1961، صورها الفوتوغرافية غالباً ما تتناول الشاذين جنسياً، وهي مثلية. ركّبت صورة للسيد المسيح بعد إصابة صديقتها بالإيدز في بداية عام 1990 انتقاماً من المحافل الدينية التي ذكرت أن ذلك عقوبة لها على شذوذها الجنسي، والصورة تظهر السيد المسيح راكباً دراجة ضمن استعراض لمجموعة من الشواذ والمتحولين جنسياً؛ مقلدة دخوله للمدينة المذكور في الإنجيل وهو يركب حماراً. وقد أقامت أحد معارضها في كاتدرائية أبسالا ( Uppsala Cathedral) بإشراف رئيس الأساقفة هامر ( K.G. Hammer) ؟؟؟
6- نيكوس كازانتزاكس (1883 - 1957): ولد في كريت، حصل على دكتوراه في الحقوق عام 1906، ودرس الفلسفة في فرنسا وتأثر بنيتشه فتمرد على معتقداته القديمة وانتقد الأديان، وتأثر بأفكار بوذا وعده معلماً ومرشداً، وسافر حول العالم وزار القدس وسيناء، وعين وزيرا عام 1945 ثم مديراً لليونسكو عام 1946. له مؤلفات عديدة منها الأوديسة التكملة الحديثة في 33،333 بيتاً من الشعر. رفضت الكنيسة الأرثوذكسية تشييع جنازته في أثينا فنقل إلى كريت ودفن فيها.
7 - " مارتن سكورسيزي: ولد عام 1942 في نيويورك. مخرج سينمائي أمريكي من أصل إيطالي وهو من أشهر المخرجين في هوليود، حاصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان الأوسكار عن فيلم (المغادرون) ,. وفاز بجائزة السعفة الذهبية عن فيلم عام 1976 (سائق التاكسي = Taxi Driver )، قام بإخراج فيلم (الإغراء الأخير للسيد المسيح) في عام 1988 الذي واجه الرفض والانتقاد الحاد من الفاتيكان وصل إلى المطالبة بطرد الفيلم من مهرجان (كان) 1988 , وحصل فيلمه (المغادرون) على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج سينمائي. عام 2006 " اهـ. نقلاً عن ويكيبيديا بتصرف.
8 - دان براون: "ولد عام 1964 في ايكسيتير، نيوهامشير، الولايات المتحدة الأمريكية. مؤلف أمريكي لقصص الخيال والإثارة الممزوجة بطابع علمي وفلسفي حديث بأسلوب مشوق مكنه من تحقيق أفضل مبيعات، رواياته حققت رواجا كبيرا بين الأجيال الشابة في أمريكا وأوروبا خاصة روايته الأخيرة شفرة دافينشي ( The Da Vinci Code) التي نشرت عام 2003، وتم تصويرها كفيلم سينمائي. ألف دان براون العديد من القصص والروايات: الحصن الرقمي، حقيقة الخديعة، ملائكة وشياطين، وأخيراً رواية شفرة دافينشي التي اعتلت قائمة نيويورك تايمز كأفضل الكتب بيعاً على الإطلاق. حيث تركزت الأضواء في بداية عام 2004 على روايات دان براون الأربع في صحيفة نيويورك
(يُتْبَعُ)
(/)
تايمز وصارت من أكثر الكتب بيعاً خلال نفس الأسبوع، وأطلقت عليه بعد إصدار روايته الأخيرة شفرة دا فينشي مجلة التايم أنه واحداً من أكثر مائة شخص أثروا في العالم. ظهر دان براون على قناة (سي إن إن) وبرنامج (توداي شو) وراديو (ناشونال) وصوت أمريكا وتصدرت صوره صفحات الجرائد والمجلات. تم ترجمة رواياته ونشرها في أكثر من 40 لغة حول العالم. صدرت له بحلول 15 سبتمبر 2009 روايته الرمز المفقود.". نقلاً عن ويكيبيديا.
9 - شفرة دافينشي: رواية بوليسية تحوي التشويق والغموض كتبها (دان براون). حققت الرواية مبيعات كبيرة تصل إلى 60.5 مليون نسخة (حتى آذار/مارس 2006) وصنفت على رأس قائمة الروايات الأكثر مبيعاً في قائمة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. تم ترجمة الرواية إلى 44 لغة حتى ا?ن. تعتمد الرواية على نظرية المؤامرة بأن الكنيسة الكاثوليكية تخفي القصة الحقيقية للمسيح وأن الفاتيكان يغطي على تلك الحقائق من أجل ضمان بقائه في السلطة. تدور أحداثها في حوالي 600 صفحة في كل من فرنسا وبريطانيا. تبدأ بالتحديد من متحف اللوفر الشهير عندما يستدعي عالم أمريكي يدعى الدكتور (روبرت لانغدون) أستاذ علم الرموز الدينية في جامعة (هارفارد) على أثر جريمة قتل في متحف اللوفر لأحد القيمين على المتحف وسط ظروف غامضة، ذلك أثناء تواجده في باريس لإلقاء محاضرة ضمن مجاله العلمي. يكتشف (لانغدون) ألغازاً تدل على وجود منظمة سرية مقدسة امتد عمرها إلى مئات السنين وكان من أحد أعضائها البارزين العالم مكتشف الجاذبية (اسحاق نيوتن) والعالم الرسام (ليوناردو دافينشي). تدور أغلب أحداث الرواية حول اختراعات وأعمال (دافينشي) الفنية. اكتشف (لانغدون) والفرنسية الحسناء (صوفي نوفو) خبيرة فك الشفرات -والتي يتضح لاحقا أن لها دوراً كبيراً في الرواية- سلسلة من الألغاز الشيقة والمثيرة والتي تستدعى مراجعة التاريخ لفك ألغازه وسط مطارده شرسة من أعضاء منظمة كاثوليكية تسعى للحصول على السر.(/)
كن فعالا وشارك برأيك في تعزيز المناعة الفكرية
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كن فعالا وشارك برأيك في أول استفتاء وطني حول تعزيز المناعة الفكرية لمجتمعنا الإسلامي السعودي ونظراً لأنها تستهدف عموم الشباب والشابات، والمواطنين بصفة عامة، فقد تم تصميم استبانة خاصة لتعمم على مستعملي النت في المملكة وعلى أوسع نطاق ممكن من خلال المواقع والمجموعات البريدية
ونحث الإخوة من الطلاب والطالبات وأولياء الأمور وعموم الدعاة والإعلاميين والمعلمين والمفكرين والمثقفين والمهتمين من الجنسين بالمشاركة وإبداء رأيهم.
((الاستفتاء الوطني حول الأمن الفكري في المملكة)).
رابط الاستبانة:
http://cttc.edu.sa/pnces/index.htm (http://cttc.edu.sa/pnces/index.htm)
لاتبخل بفكرة تطرحها،أو رأي تبديه لعل الله ينفع بك الإسلام والمسلمين
وأهيب الجميع بنشره لا ندري لعل كلمة واحدة يكتبها أحدهم بها صلاح حال الأمة، ونهضتها، فتكون معه في الأجر سواء ..
ـ[أبو مروان]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 02:28]ـ
يبدو أن الاستبيان خاص بمواطني دولة الحرمين الشريفين حرسها الله من كل مكروه
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 09:57]ـ
بل هو عام - رحمكم الله - وبإمكان غير السعوديين المشاركة فيه لأن الهدف منه الإصلاح، وإصلاح المجتمعات لايرتبط بجنسية بعينها
وحكاية البطل فارمان -رحمه الله - ليست عنا ببعيدة الذي انقذ الكثير في سيول جدة وهو غير سعودي، لأن السعي في الإصلاح عقيدة وديانة، وليس جنسية ووطنية فحسب ..
فأمتنا أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفعلها وقولها
وفق الله الجميع لطاعته ومرضاته، واستعملنا في خدمة دينه ونصرة أمته(/)
علم المتكلمين وحالهم كما عبروا عنه في أشعارهم!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 09:20]ـ
إذا كان من سيما علماء الحديث اليقين والطمأنينة والرضا فإن من سيما كثير من علماء الكلام الشك والحيرة في المطالب الإلهية. وقد عبروا عما يعتلج في أنفسهم من ريب وحيرة في أبيات شعرية كثيرة منها قول أحدهم:-
طلبتك جاهدا خمسين عاما فلم أعثر على برد اليقين
فهل بعد الممات بك اتصال فأعرف غامض السرالمصون
وقال آخر:-
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وقال ثالث:-
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وقلبت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم
وقد يصاحبهم الشك حتى في أحرج لحظة في العمر؛ وهي لحظة الاحتضار والاقبال على الجبار، يقول أحدهم:-
لعمرك ماأدري وقد أذن البلى بعاجل ترحالي إلى أين ترحالي
وأين محل الروح عند خروجه من الهيكل المنحل والجسد البالي
وماذكرته غيض من فيض من أراد المزيد منه وجده في مظانه! ولكن الأهم اعتبار أولئك المعجبين أو الداعين للمناهج الكلامية والطرق الفلسفية؛ فإن السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ به الناس.
ـ[أبو مروان]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 02:32]ـ
جزاك الله خيرا، حبذا لو أتحفتنا بالمراجع بارك الله فيك
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 02:47]ـ
الأخ أبومروان السلام عليكم وبعد
هذه الأبيات وغيرها ذكرها العلماء في بعض كتب العقيدة المشهورة؛ فذكرها ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية وكذلك ابن تيمية في درء التعارض الجزء الأول وذكرها أيضا ابن القيم في الصواعق المرسلة ......
وقد ذكروا الأبيات معزوة لأهلها كالرازي والشهرستاني وغيرهما وحينئذ تراجع تراجمهم لتجد مزيدا من أخبارهم وأشعارهم وأتمنى لك التوفيق
ـ[أبو مروان]ــــــــ[12 - Feb-2010, مساء 12:21]ـ
بورك فيك أخي
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 05:09]ـ
مما يلاقي هدف هذه المشاركة مايذكر عن كثير من المتكلمين من التوبة والتراجع عما كانوا عليه كما يذكر عن الجويني و الغزالي والرازي وغيرهم فهي براهين عملية على بطلان المذهب الكلامي حتى في نظر أهله!!
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 04:24]ـ
وقال آخر:-
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
هذه الأبيات للرازي ذكرها ياقوت الحموي في معجم الأدباء , وابن خلكان في وفيات الأعيان , وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء , والسبكي في طبقات الشافعية.
وقال ثالث:-
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وقلبت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم
وهذه للشهرستاني ذكرها في مقدمة كتابه نهاية الأقدام في علم الكلام.
. وجزاكم الله خيرا.(/)
تنبيه على خطأ وقع في كتاب (دقائق التفسير)
ـ[صالح صولا]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 10:32]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جاء في كتاب دقائق التفسير جمع الدكتور محمد السيد الجليند ج3 ط مؤسسة علوم القران الطبعة الثانية (لم أجدهم تنازعوا إلا في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيين ولا ريب أن ظاهر القرآن يدل على أن هذه من الصفات) اهـ
فالملاحظ سقوط (لا) من فهي مثبتة في مجموع الفتاوى والذي حملني على هذا التنبيه أن هذا السقط قد استُغل من قبل أحد الباحثين الأشاعرة لبين تضارب أقوال شيخ الإسلام مع تلميذه ابن القيم رحمهما الله
قال الباحث: (مثال لاختلاف أتباع السلف في إثبات بعض الصفات
قال ابن تيمية في دقائق التفسير وهو يحكي اتفاق السلف: ( ... لم أجدهم تنازعوا إلا في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيين ولا ريب أن ظاهر القرآن يدل على أن هذه من الصفات)
وقال ابن القيم: (من أين في ظاهر القرآن أن لله ساقاً، وليس معك إلا قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق" والصحابة متنازعون في تفسير الآية هل المراد الكشف عن الشدة؟ أو المراد بها أن الرب تعالى يكشف عن ساقه؟ ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيما يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضع. وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أن ذلك صفة لله ... )
هذا الاختلاف بين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى يثير أسئلة
الأول: أن ابن القيم رحمه الله سلم باختلاف الصحابة الكرام في ما يُعد من الصفات فيقال إذن: وهذا دليل على أن المسألة ظنية وأن إنكار فريق لما يعده الآخر من الصفات ليس بدعة ولا مخالفة لمنهج السلف. وأنه إذا وسع الصحابةَ مثلُ هذا الخلاف من غير تبديع ولا تفسيق فلم أنكرتم على من لم يترجح عنده حمل مثل هذا الخبر على أنه من أخبار الصفات؟)
أقول حتى مع سقوط الحرف فالسياق واضح في أن كلام شيخ الإسلام موافق لكلام ابن القيم وهذا هو النص كاملا
لم أجدهم تنازعوا إلا في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيين ولا ريب أن ظاهر القرآن يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال (يوم يكشف عن ساق) نكرة في سياق الإثبات لم يضفها إلى الله ,ولم يقل عن ساقه ,فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر) اهـ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين(/)
دعاة التغريب ومصطلحهم ((التعددية)) ((الأحادية)) لانتقاء ما يوافق أهواءهم للشيخ العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 11:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((دعاة التغريب ومصطلحهم ((التعددية)) و ((الأحادية)) لانتقاء ما يوافق أهواءهم)) وهذا نصه
الحمد لله رب العالمين، وصلى وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن شأن الفتوى والكلام في الحلال والحرام عظيم وأمره خطير لما فيه من نسبة الأحكام إلى شرع الله، ولاسيما إذا كان عن غير علم؛ كما قال الله عز وجل: " قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاَللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " وقد أصبحت الفتوى والكلام في الأحكام الشرعية في هذا الزمان مهيعاً لكل أحد، يتسلق جدرانه كل من هب ودب دون الرجوع إلى أهل العلم والفقه في الدين، حتى إن دعاة التغريب ومتبعي الأهواء والشهوات في بلاد الحرمين يصولون ويجولون ويتشدقون في مسائل العلم الشرعي دون حياء ولا مبالاة، بل وفقاً لأهوائهم وشهواتهم، وإذا كان في المسألة خلاف ولو كان شاذاً طاروا به وانتقدوا غيره ولو كان الدليل فيه من أوضح الواضحات، ويصفون ذلك بالتعددية، ويقولون: إن الأخذ بأي قول من المسائل المختلف فيها سائغ ــ وإن لم يكن لذلك القول حظ من الدليل والنظر ــ لأن التعويل عندهم على انتقاء ما ترتضيه أهواؤهم وشهواتهم، ويصفون الأقوال الصحيحة التي لا تناسب أهواءهم ((بالأحادية)) منكرين لها، ومن عباراتهم في الإنكار لما يؤيده الدليل وصف ذلك بأنه ((احتكار للصواب)) وأنه ((وجهة نظر)) وأنه ((الرأي الأوحد)) وأن فيه ((مصادرة الأقوال الأخرى))، وسمعت في الإذاعة أستاذاً للصحافة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة يحاوره أحد المذيعين يقول: إن الأحادية ولت إلى غير رجعة! والعجيب أن الكلام في المسائل الشرعية لا يُرجع فيه إلى أهل الاختصاص به، وكأن القول فيه مشاع لكل أحد، وهذا بخلاف الأمور الأخرى كالطب والهندسة وغيرهما، فإنه لا يصار فيها إلا إلى أهل الاختصاص دون غيرهم من المتطببين ونحوهم، وهذا الذي يتسارع إلى الكلام فيه من ليس من أهله فضلاً عن أهله قد جاء عن بعض السلف الإحجام عنه وذم المسارعة إلى الفتوى، ومن ذلك قول عبد الرحمن بن أبي ليلى: ((أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله يُسأل أحدهم المسألة فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول، ما منهم من أحد إلا ودَّ أن أخاه كفاه الفتيا))، وقال عثمان بن عاصم أبو حَصين الأسدي: ((إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر))، وكان مالك يقول: ((من أجاب في مسألة فينبغي من قبل أن يجيب فيها أن يعرض نفسه على الجنة أو النار، وكيف يكون خلاصه في الآخرة؟!))، ذكر هذه النقول عنهم ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد (3/ 275)، بل جاء عن بعض السلف التحذير من الكلام في الأحكام الشرعية بغير علم والذم الشديد لمن حصل منه ذلك، قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (4/ 217): ((من أفتى الناس وليس بأهل للفتوى فهو آثم عاص، ومن أقرّه من ولاة الأمور على ذلك فهو آثم أيضاً، قال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: ويلزم ولي الأمر منعهم كما فعل بنو أمية، وهؤلاء بمنزلة من يدل الركب وليس له علم بالطريق، وبمنزلة الأعمى الذي يرشد الناس إلى القبلة، وبمنزلة من لا معرفة له بالطب وهو يطب الناس، بل هو أسوأ حالاً من هؤلاء كلهم، وإذا تعيّن على ولي الأمر منع من لم يحسن التطبب من مداواة المرضى، فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنّة ولم يتفقه في الدين؟! وكان شيخنا رضي الله عنه ـ يعني شيخ الإسلام ابن تيمية ـ شديد الإنكار على هؤلاء، فسمعته يقول: قال لي بعض هؤلاء: أجُعلت محتسباً على الفتوى؟! فقلت له: يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب؟!))، وقال أيضاً (4/ 207): ((رأى رجلٌ ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقال: استُفتي مَن
(يُتْبَعُ)
(/)
لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم، قال: ولَبعضُ مَن يفتي ههنا أحق بالسجن من السرَّاق، قال بعض العلماء: فكيف لو رأى ربيعة زماننا وإقدام مَن لا علم عنده على الفتيا وتوثبه عليها ومَدَّ باع التكلف إليها وتسلقه بالجهل والجرأة عليها، مع قلة الخبرة وسوء السيرة وشؤم السريرة؟! وهو من بين أهل العلم منكر أو غريب، فليس له في معرفة الكتاب والسنَّة وآثار السلف نصيب!))
ولا شك أن التغريبيين والصحفيين المتكلفين الكلام في الشرع بدون علم داخلون دخولاً أولياً تحت هذا الكلام الذي جاء عن بعض السلف، وأن الواجب عليهم البعد عن ذلك والسلامة منه، وأن الواجب على ولاة الأمر منعهم من ذلك.
وأعود إلى الكلام مع المؤيدين لما سموه بـ ((التعددية)) المنكرين لما سموه بـ ((الأحادية)) الذين لا يعتبرون المعروف إلا ما أُجمع على أنه معروف ولا المنكر إلا ما أُجمع على أنه منكر، مع أن تتبع رخص العلماء وانتقاء ما يوافق الأهواء والشهوات منها مما أُجمع على أنه منكر، فقد روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 91) عن سليمان التيمي أنه قال: ((إذا أخذتَ برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله))، ثم قال ابن عبد البر: ((هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً))، ومن أمثلة انتقائهم ما تشتهيه نفوسهم قول بعضهم: إن كشف وجه المرأة جائز، وإن حضور صلاة الجماعة في المساجد ليس بلازم، وإن في إغلاق الحوانيت لأداء صلاة الجماعة شلاً للحركة الاقتصادية، وذلك تقديم لتجارة الدنيا على تجارة الآخرة، فينتقون ما يريدون بدعوى أن في ذلك خلافاً، والواجب عند الخلاف التعويل على ما يؤيده الدليل لا الأخذ بما تشتهي النفوس وتميل إليه، وقد قال الشافعي كما في كتاب الروح (ص 395) وإعلام الموقعين (2/ 263) لابن القيم: ((أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد))، وقال ابن خزيمة رحمه الله كما في الفتح (3/ 95): ((ويحرم على العالم أن يخالف السنة بعد علمه بها))، ومما جاء عن العلماء في التحذير من تتبع الرخص وذم انتقاء ما تشتهيه النفوس من الأقوال ما رواه البيهقي في سننه الكبرى (10/ 211) بإسناد حسن عن الأوزاعي رحمه الله قال: ((من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام))، وروى أيضاً بإسناد صحيح عن إسماعيل القاضي أنه قال: ((دخلت على المعتضد فدفع إليَّ كتاباً نظرت فيه، وكان قد جُمع له الرخص من زلل العلماء وما احتج به كلٌّ منهم لنفسه، فقلت له: يا أمير المؤمنين! مصنف هذا الكتاب زنديق! فقال: لم تصح هذه الأحاديث؟ قلت: الأحاديث على ما رُويت، ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء والمسكر، وما من عالم إلا وله زلّة، ومن جمع زلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه، فأمر المعتضد فأُحرق ذلك الكتاب))، وقال الخطابي رحمه الله في شرحه صحيح البخاري (3/ 2091): ((وقال قائل: إن الناس لما اختلفوا في الأشربة وأجمعوا على تحريم خمر العنب واختلفوا فيما سواه، لزمنا ما أجمعوا على تحريمه وأبحنا ما سواه، وهذا خطأ فاحش، وقد أمر الله المتنازعين أن يردوا ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول، فكل مختلف فيه من الأشربة مردود إلى تحريم الله وتحريم رسوله الخمر، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: كل شراب أسكر فهو حرام، فأشار إلى الجنس بالاسم العام والنعت الخاص الذي هو علّة الحكم، فكان ذلك حجة على المختلفين)) إلى أن قال: ((وليس الاختلاف حجة، وبيان السّنّة حجة على المختلفين من الأولين والآخرين))، يشير الخطابي بكلامه هذا إلى قول بعض فقهاء الكوفة: إن الخمر من العنب يحرم كثيره وقليله، وإن ما كان من غير العنب يحرم منه الكثير المسكر ولا يحرم منه القليل الذي لا يسكر، وهو تفريق باطل يرده عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أسكر كثيره فقليله حرام)) رواه أبو داود (3681) وغيره بإسناد حسن، وقال ابن الصلاح رحمه الله في فتاويه (ص:300): ((مع أنه ليس كل خلاف يُستروح إليه ويعتمد عليه، ومن تتبع ما اختلف فيه العلماء وأخذ بالرخص من أقاويلهم تزندق أو كاد)) وعزاه إليه ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 228)، وقد قال الشاعر:
وليس كل خلاف جاء معتبرا
إلا خلاف له حظ من النظر
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الذهبي رحمه الله في السير (8/ 81): ((ومن يتبع رخص المذاهب وزلاّت المجتهدين فقد رقّ دينه))، وقال ابن القيم رحمه الله في كتابه إعلام الموقعين (4/ 211): ((وبالجملة فلا يجوز العمل والإفتاء في دين الله بالتشهي والتخير وموافقة الغرض ... ))، وقال أيضاً (3/ 300): ((وقولهم: (إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها) ليس بصحيح؛ فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول والفتوى أو العمل، أما الأول فإذا كان القول يخالف سنّة أو إجماعاً شائعاً وجب إنكاره اتفاقاً، وإن لم يكن كذلك فإن بيان ضعفه ومخالفته للدليل إنكار مثله، وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره بحسب درجات الإنكار، وكيف يقول فقيه: (لا إنكار في المسائل المختلف فيها) والفقهاء من سائر الطوائف قد صرّحوا بنقض حكم الحاكم إذا خالف كتاباً أو سنّة وإن كان قد وافق فيه بعضَ العلماء؟! وأما إذا لم يكن في المسألة سنّة ولا إجماع ـ وللاجتهاد فيها مساغ ـ لم تنكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً))، وقال الشاطبي رحمه الله في الموافقات (2/ 386): ((فإذا صار المكلف في كل مسألة عنَّت له يتبع رخص المذاهب وكلَّ قول وافق فيها هواه، فقد خلع ربقة التقوى، وتمادى في متابعة الهوى، ونقض ما أبرمه الشارع، وأخَّر ما قدَّمه))، وقال أيضاً (4/ 141): ((وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية حتى صار الخلاف في المسائل معدوداً في حجج الإباحة، ووقع فيما تقدم وتأخر من الزمان الاعتماد في جواز الفعل على كونه مختلفاً فيه بين أهل العلم، لا بمعنى مراعاة الخلاف، فإن له نظرا آخر، بل في غير ذلك، فربما وقع الإفتاء في المسألة بالمنع، فيقال: لِمَ تمنع والمسألة مختلف فيها؟! فيجعل الخلاف حجة في الجواز لمجرد كونها مختلفاً فيها، لا لدليل يدل على صحة مذهب الجواز، ولا لتقليد من هو أولى بالتقليد من القائل بالمنع، وهو عين الخطأ على الشريعة؛ حيث جعل ما ليس بمعتمد معتمداً وما ليس بحجة حجة))، إلى أن قال: ((والقائل بهذا راجع إلى أن يتبع ما يشتهيه، ويجعل القول الموافق حجة له ويدرأ بها عن نفسه، فهو قد أخذ القول وسيلة إلى اتباع هواه، لا وسيلة إلى تقواه، وذلك أبعد له من أن يكون ممتثلاً لأمر الشارع وأقرب إلى أن يكون ممن اتخذ إلهه هواه، ومن هذا أيضاً جعل بعض الناس الاختلاف رحمة للتوسع في الأقوال وعدم التحجير على رأي واحد ... ويقول: إن الاختلاف رحمة، وربما صرح صاحب هذا القول بالتشنيع على من لازم القول المشهور أو الموافق للدليل أو الراجح عند أهل النظر والذي عليه أكثر المسلمين، ويقول له: لقد حجرت واسعاً وملت بالناس إلى الحرج وما في الدين من حرج وما أشبه ذلك، وهذا القول خطأ كله وجهل بما وضعت له الشريعة، والتوفيق بيد الله)).
وهذه النقول عن العلماء توضح فساد ما عليه التغريبيون المتبعون للشهوات ومن كان على شاكلتهم، ولاسيما كلام الشاطبي الذي كأنه يتحدث عن هؤلاء التغريبيين لانطباق كلامه عليهم بوضوح وجلاء، وهي نقول توضح أن الحق في واد وأن هؤلاء المتكلفين في واد آخر.
وفي مقابل هؤلاء المتكلفين الذين يهوون التفلت من الأحكام التي دلت عليها الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع أنقل كلاماً لبعض العلماء المنصفين من اتباع بعض مذاهب أهل السنة فيها الإنكار لبعض ما جاء في مذاهبهم مما جاء الدليل على خلافه:
قال الحافظ في الفتح (1/ 306): ((قال أصبغ: المسحُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعن أكابر أصحابه في الحضَر أثبتُ عندنا وأقوى من أن نتَّبع مالكاً على خلافه))، وقال في الفتح (1/ 276): ((المالكيَّةُ لا يقولون بالتتريب في الغسل من ولوغ الكلب، قال القرافيُّ منهم: قد صحَّت فيه الأحاديث، فالعجبُ منهم كيف لَم يقولوا بها!))، وقال في الفتح (3/ 189): ((قال ابن العربيُّ المالكي: قال المالكيَّةُ: ليس ذلك ـ أي الصلاة على الغائب ـ إلا لِمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قلنا: وما عمل به محمدٌ صلى الله عليه وسلم تعمَلُ به أمَّتُه؛ يعني لأنَّ الأصلَ عدم الخصوصية، قالوا: طُويت له الأرضُ وأُحضرت الجنازةُ بين يديه! قلنا: إنَّ ربَّنا عليه لقادرٌ، وإنَّ نبيَّنا لأهلٌ لذلك، ولكن لا تقولوا إلا ما رويتم، ولا تَخترعوا حديثاً من عند أنفسكم، ولا تُحدِّثوا إلا بالثابِتات ودَعُوا الضعافَ؛ فإنَّها سبيلُ إتلاف إلى ما ليس
(يُتْبَعُ)
(/)
له تَلاف))، وقال ابنُ كثير رحمه الله في تعيين الصلاة الوسطى: ((وقد ثبتت السُنَّةُ بأنَّها العصرُ، فتعيَّن المصيرُ إليها))، ثمَّ نقل عن الشافعيِّ أنَّه قال: ((كلُّ ما قلتُ فكان عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بخلاف قولي مِمَّا يصِحُّ، فحديثُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أولَى، ولا تُقلِّدوني، وقال أيضاً: إذا صحَّ الحديثُ وقلتُ قولاً، فأنا راجعٌ عن قولي وقائلٌ بذلك))، ثمَّ قال ابنُ كثير: ((فهذا من سيادتِه وأمانتِه، وهذا نَفَسُ إخوانِه من الأئمَّة رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين، آمين، ومن هنا قطع القاضي الماوَردي بأنَّ مذهبَ الشافعيّ رحمه الله أنَّ صلاةَ الوسطى هي صلاةُ العصر ـ وإن كان قد نصَّ في الجديد وغيره أنَّها الصبح ـ لصحَّة الأحاديث أنَّها صلاةُ العصر، وقد وافقه على هذه الطريقةِ جماعةٌ من مُحدِّثي المذهب، ولله الحمد والمِنَّة)). تفسير ابن كثير (1/ 294) عند قوله تعالى: چ?????چ، وقال ابنُ حجر في الفتح (2/ 222): ((قال ابنُ خزيمة في رفع اليدين عند القيام من الركعتين: هو سنَّةٌ وإن لَم يذكره الشافعي، فالإسنادُ صحيح، وقد قال: قولوا بالسنَّة ودَعُوا قولي))، وقال في الفتح (2/ 470): ((روى البيهقي في المعرفة عن الربيع قال: قال الشافعيُّ: قد روي حديث فيه أنَّ النساءَ يُتركن إلى العيدين، فإن كان ثابتاً قلتُ به، قال البيهقي: قد ثبت وأخرجه الشيخان ـ يعني حديث أمِّ عطية ـ فيلزم الشافعيَّة القول به))، وذكر النووي في شرح صحيح مسلم (4/ 49) خلافَ العلماء في الوضوء من لحم الإبل، وقال: ((قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه في هذا ـ أي الوضوء من لحم الإبل ـ حديثان: حديث جابر وحديث البراء، وهذا المذهبُ أقوى دليلاً وإن كان الجمهور على خلافه)).
وأقول في الختام: إن الخير كل الخير لكل مسلم ناصح لنفسه أن يصبر على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو شقت على النفوس؛ لأن العاقبة حميدة، وأن يصبر عن المعاصي ولو مالت إليها النفوس؛ لأن العاقبة وخيمة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات)) رواه مسلم (7130)، وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين للفقه في الدين والثبات على الحق، إنه سبحانه وتعالى جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:47]ـ
جزاك الله خيراً(/)
هل من شرح لكتاب الواجبات المتحتمات للقرعاوي؟؟
ـ[ذو الهمة]ــــــــ[12 - Feb-2010, صباحاً 01:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالي إخوتي - وفقكم الله وسددكم -: هل من شرح مطبوع أو محرر على النت لكتاب ((الواجبات المتحتمات المعرفة)) للشيخ عبد الله القرعاوي، غير شرح ((التنبيهات المختصرة)) للخريصي.
أفايدوني جزاكم الله خيرا، وأرجو أن يكون الشرح شاملا وكاملا للكتاب.
ـ[جذيل]ــــــــ[12 - Feb-2010, صباحاً 01:55]ـ
هل له كتاب بهذا الاسم وأين اجده.؟(/)
الإضرابات السلمية من أجل المطالبة بالحقوق دون نية إسقاط النظام (استفسار)
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[12 - Feb-2010, مساء 05:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و بعد:
هل تعد من التشبه بالكفار؛ الإضرابات السلمية: من أجل المطالبة بحقوق معينة بدون نية لإسقاط النظام أو الخروج عليه، و خاصة إن أذن الدستور الديموقراطي بها؟ أم أنّ هاته العلة زالت الآن بعد انتشر هاته الظاهرة في طريقة الإحتجاج العلني في بعض الأقطار الإسلامية و استفحالها فيها.
و هل الإحتجاج العلني على الدولة مهما كان نوعه (من طرف مجموعة من الناس بغير نية الخروج على النظام و إنما بنية الضغط عليه دون إنقلاب): ممنوع بإطلاق مهما كانت الحاجة و مهما كان الإحتجاج سلميا؟
و إذا يمكن عناوين لكتابات تكلمت حول هذا الموضوع؟
أرجو الإفادة و بارك الله فيكم
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[13 - Feb-2010, صباحاً 12:49]ـ
نريد الإجابة من الإخوة المتخصصين فالموضوع جد خطير لأن مسألة الاعتصامات زادت في مصر بصورة كبيرة.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[13 - Feb-2010, صباحاً 04:18]ـ
http://www.h-alali.cc/b_open.php?id=349b6322-fb6c-1029-a701-0010dc91cf69
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4954
http://www.salafi.net/zip/book51.zip
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - Feb-2010, صباحاً 05:20]ـ
أجيب على هذه النقطة في هذا الدرس:
السياسة في الإسلام - محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=47207
وكذلك أبعاد أخرى كثيرة لابد من فهمها للواقع المعاصر ... وهو درس مهم أرجو أن لا يفوت أحدكم.
بارك الله فيكم.
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[13 - Feb-2010, مساء 01:06]ـ
بارك الله فيكم ..
ممكن كلام عن هذا الحديث من ناحية فقهه و ليس سنده: ((من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه))
هل ظاهر هذا الحديث يتعارض مع الإحتجاج العلني من أجل المطالبة ببعض الحقوق إن لم تنجح محاولات الحوار في الكواليس؟
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 02:32]ـ
و أود معرفة تخريج هذا الأثر و الذي وجدته في جامع العلوم و الحكم لإبن رجب:
قال سعيد بن جبير: قلت لابن عباس: آمر السلطان بالمعروف وأنهاه عن المنكر؟
فقال ابن عباس: إن خفت أن يقتلك فلا.
قال سعيد: ثم عدت فقال لي مثل ذلك. ثم عدت فقال لي مثل ذلك.
وقال ابن عباس: إن كنتَ لا بُدَّ فاعلاً ففيما بينك وبينه
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 03:19]ـ
أليس الناس أحرارا في أمور دنياهم؟
ففي حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم (انتم أعلم بأمور دنياكم)
خاصة وأن العلاقة بين الحاكم والمحكوم صارت معلومة وفق ضوابط قانونية توازن بين المضار والمفاسد
والقوانين المدنية تضمن الحرية المدنية للمواطنين والمطالبة بحقوقهم وفق أشكال لاتضر بمصالح الدولة
الحق أن مسألة كالإضرابات ينبغي النظر إليها بنظرة موسوعية متعددة الأطراف ولا ينبغي الوقوف مع نص أو اثنين والله أعلم
والمسألة في آخر المطاف محل خلاف بين العلماء
بل إنك تستغرب من لايجيزون الإضرابات خاصة إذا سمح القانون بذالك وهو الأداة التي يتعامل من خلالها ولي الأمر مع مواطنيه
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 12:44]ـ
أخي الكريم؛ قد يكون سكوت و لي الأمر و إذنه بها لأنه مضطر لذلك و مكره على الإعتراف بها و ليس لأنه راض عنها و ليس لأنها لن تتسبب له في أي مشاكل ستعود بالسلب على المجتمع على المدى البعيد و إنما قد يسكت و قد يتظاهر بأنه يقر بها من باب تحصيل أخف الأضرار و لتأجيل المشاكل إلى فيما بعد، و بالتالي تتجمع هاته المشاكل المؤجلة مع مشاكل مستقبلية قد تظهر و نتيجة هذا التكديس في المشاكل قد يصبح حلها مستحيلا أو عويصا جدا في حين قد إن لم تكن تلك الحركات الإحتجاجية التسخطية العلنية لكان الأمر أحسن على المدى البعيد ...
و قد كنت وجدت ما يلي عن الشيخ عبد العزيز البرعي -حفظه الله-: "قالوا إن الحاكم هو الذي ارتضى هذا القانون ـ يعنون قانون الاضرابات ـ وبناءا على ذلك فليس هذا خروجا عليه لأنه قد رضي. والجواب: أن المرجع في التحليل و التحريم هو الكتاب والسنة قال تعلى: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ومن أذن للناس بقتل نفسه لم يجز لهم أن يقتلوه وعلى هذا فإن إذن الحاكم بهذا القانون لم يغير من الحكم الشرعي شيئاً والقول بإباحة الاضرابات بناءا على إذن الحاكم إقرار بالتحريم، وهذه الفتوى المبيحة لمحرم بغير دليل شرعي إلا مجرد إذن المجني عليه دليل على جهل قائلها بقواعد الشريعة."
http://www.alburaaie.com/play.php?catsmktba=186
يعني ينبغي إثبات بأن الإضرابات ليست تشبه بالكفار و لا تتعارض مع أي نص شرعي حتى و إن كان نص واحدا قبل الكلام عن مسألة إذن الإمام بها؟ فأرجو من إخواني إجابتي على فقه الحديث و سند الأثر و مسألة التشبه لأن البحوث التي قدتموها لي حتى الآن لم أجد فيها ما يشفيني فيما سألتُ عنه و بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البتيري]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 10:35]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها و إن ردها كان قد أدى الذي عليه "
الراوي: عياض بن غنم الأشعري (صحابي) المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420) - المصدر: تخريج كتاب السنة ( http://majles.alukah.net/book/13537&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 1098
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 12:56]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها و إن ردها كان قد أدى الذي عليه "
الراوي: عياض بن غنم الأشعري (صحابي) المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420) - المصدر: تخريج كتاب السنة ( http://majles.alukah.net/book/13537&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 1098
خلاصة حكم المحدث: صحيح
بارك الله فيك، و أنا سألت عن فقه الحديث و هل يتعارض مع المظاهرات العلنية أم لا؟(/)
بطلان الاستدلال بلعب الحبشة بالحراب على الرقص الصوفي .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[12 - Feb-2010, مساء 10:33]ـ
بطلان الاستدلال بلعب الحبشة بالحراب على الرقص الصوفي!
لدي سؤال حول الرقص في الإسلام، فالصوفية يستندون إلى حديث من مسند الإمام أحمد بن حنبل من المجلد الثالث الصفحة رقم 152، ويدعي الصوفية أنه كان من عادة الأحباش أنهم كانوا يرقصون حول النبي صلى الله عليه وسلم، فهل يمكن أن توضح لي الحديث الذي ذكرتُ لكَ موضعه، وأسأل: لماذا لا تجوز طريقة تعبد الصوفية (وهي الرقص عند ذكر الأوراد)؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
اعلم أخي السائل أن " الصوفية " من الفرق التي قد انحرفت عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وللوقوف على شيء من ذلك: انظر جواب السؤال رقم: (4983 ( http://islamqa.com/ar/ref/4983)) .
وأما الحديث الذي أشار إليه السائل: فلا يدل على جواز الرقص الصوفي، بل هو دليل جواز اللعب بالسلاح، والتدرب على الحرب، والمبارزة؛ لغاية الجهاد.
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: "مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ " فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: (دَعْهُمَا) فَلَمَّا غَفَلَ، غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا، وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَإِمَّا قَالَ (تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ) فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ (دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ) حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ: (حَسْبُكِ؟) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: (فَاذْهَبِي) رواه البخاري (907) ومسلم (829).
وقد ترجم البخاري رحمه الله على هذا الحديث في صحيحه بقوله: "باب الحراب والدَّرَق يوم العيد".
وقال بدر الدين العيني رحمه الله:
والحِراب: جمع حَربة.
والدَّرَق: جمع درقة، وهي الترس الذي يتخذ من الجلود.
"عمدة القاري" (6/ 267).
وقال النووي رحمه الله:
فيه جواز اللعب بالسلاح، ونحوه من آلات الحرب، في المسجد، ويلتحق به ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد.
"شرح مسلم" (6/ 271).
وقال ابن حجر رحمه الله:
واستُدل به على جواز اللعب بالسلاح على طريق التواثب، للتدريب على الحرب، والتنشيط عليه.
"فتح الباري" (2/ 445).
فهذا هو لفظ الحديث، وهذا هو كلام العلماء عليه، وبه يتبين عدم صحة استدلال من استدلَّ به على الرقص الصوفي في حلقاتهم البدعية، فهؤلاء الصحابة (الأحباش) لم يكونوا أصلاً حول النبي صلى الله عليه وسلم – كما جاء في السؤال -، ولم يكونوا يذكرون الله، حتى يكون دليلاً لأهل البدع من أصحاب الرقص، بل كانوا يلعبون بآلات الحرب والجهاد.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: عندنا في مناطقنا هناك في الجنوب في الأعراس يحصل رقص للرجال على الطبول بأسلحتهم، فهل هذا جائز؟.
فأجاب:
"اعلم أن الأصل في المعازف أنها حرام، ومنها الطبول، ولا يحل منها إلا ما ورد الشرع به، والذي ورد به الشرع هو "الدف"، وكان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لا يرتاده إلا النساء، يضربن بالدف، والدف هو عبارة عن شيء مدور كالصحن، ويكون أحد جانبيه مستوراً بالجلد الذي يكون له الصوت، أي: أنه مفتوح من جانب، ومختوم بالجلد من جانب، هذا هو الذي وردت به السنَّة.
أما الرقص للرجال: فإنه لا يجوز؛ لأن الرقص من عادات النساء، وليس من عادات الرجال.
وأما اللعب بالسلاح بالبنادق، والسيوف، وما أشبه ذلك - إذا لم يكن فيه طبول -: فهذا لا بأس به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مكَّن الحبشة أن يلعبوا في وسط مسجده صلى الله عليه وسلم برماحهم، لكن بدون رقص" انتهى.
"لقاء الباب المفتوح" (39 / السؤال رقم 5).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يصاحب هذا الرقص الصوفي محرمات أخرى كالغناء، وبعض المعازف، كالطبل , واختلاط الرجال بالنساء، وهذا يزيد في الإثم، ويُعظم المعصية.
ثانياً:
الرقص في حلقات الذكر هو من الأمور المحدثة، المبتدعة، التي لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من أصحابه، وإذا كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنكر على من وجدهم جلوساً في المسجد حِلَقاً، ومعهم حصى يعدون عليه التسبيح، وفي كل حلقة رجل، يقول: سبحوا مائة، فيسبحون. احمدوا مائة فيحمدون ... إلخ.
وقد ذكرنا هذا الأثر بطوله في جواب السؤال رقم (11938 ( http://islamqa.com/ar/ref/11938)) فماذا يقول ابن مسعود رضي الله عنه لمن وجدهم يرقصون ويطبلون ويغنون، ويزعمون أنهم يذكرون الله!
ويجب أن يُعلم أن كل عبادة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أرشدنا إليها، ولم يفعلها أصحابه رضي الله عنهم، لا يجوز لأحد أن يفعلها، لأنها لو كانت خيراً لسبقونا إليه.
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
"والأصل في باب العبادات: المنع، حتى يرد الدليل عليها شرعاً، فلا يقال: إن هذه العبادة مشروعة من أصلها، أو من جهة عددها، أو هيئتها، إلا بدليل شرعي، فمَن ابتدع في دين الله ما لم يشرعه الله: فما صدر منه: مردود عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)، وفي رواية: (مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) " انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 473).
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
فكل مَن أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه: فهو ضلالة، والدين منه بريء.
"جامع العلوم والحكم" (2/ 128).
وقال ابن حجر رحمه الله:
والمراد بقوله: (كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلةٌ) ما أُحدث ولا دليل له من الشرع، بطريق خاص، ولا عام.
"فتح الباري" (13/ 254).
وعلى هذا؛ فهذا الرقص الصوفي المصاحب للذِّكر: لا يدل عليه دليل من الكتاب، أو السنَّة، ولا عمل الصحابة، بل هو من البدع المحدثة التي أنكرها العلماء والأئمة، فليس هناك أحد من الأئمة الأربعة رحمهم الله (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد) يجيز مثل هذا الرقص، ولا يجيز لأحد أن يحضر تلك الحلقات، بل أصله مأخوذ من اليهودية.
فقد سئل الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله:
ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ واعلم - حرس الله مدته - أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذِكر الله تعالى، وذِكر محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم – الجِلد -، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيّاً عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه، هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب:
"يرحمك الله، مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنَّة رسوله، وأما الرقص والتواجد: فأول من أحدثه أصحاب " السامري "، لمَّا اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، قاموا يرقصون حواليه، ويتواجدون؛ فهو دين الكفار، وعُبَّاد العجل؛ وأما القضيب: فأول من اتخذه الزنادقة؛ ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى؛ وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان، ونوابه: أن يمنعهم عن الحضور في المساجد، وغيرها؛ ولا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم؛ هذا مذهب مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق" انتهى.
نقله عنه الإمام القرطبي في "تفسيره" (11/ 237، 238).
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
"لم يُعرف عنه صلى الله عليه وسلم أنه خصص أياماً، وليالي من الأسبوع، يجتمع فيها هو وأصحابه على ذِكر الله تعالى جماعةً باسمٍ مفردٍ من أسمائه الحسنى، قياماً، أو قعوداً، في حلقات، أو صفوفاً، يترنحون فيها ترنح السكارى، ويتمايلون فيها تمايل الراقصين طرباً لتوقيع الأناشيد، ونغمات المغنين، ودفات الطبول، والدفوف، وأصوات المزامير، وبهذا يُعلم أن ما يفعله الصوفية اليوم: بدعة محدثة، وضلالة ممقوتة" انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 281).
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/133594/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%84 %20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A7 %D8%AA)(/)
القرطبي ناقلا عن أبي بكر الطرطوشي: مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[12 - Feb-2010, مساء 10:42]ـ
القرطبي ناقلا عن أبي بكر الطرطوشي: مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة .. !!
سئل الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله:
ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ واعلم - حرس الله مدته - أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذِكر الله تعالى، وذِكر محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم – الجِلد -، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيّاً عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه، هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب:
" يرحمك الله، مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنَّة رسوله، وأما الرقص والتواجد: فأول من أحدثه أصحاب " السامري "، لمَّا اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، قاموا يرقصون حواليه، ويتواجدون؛ فهو دين الكفار، وعُبَّاد العجل؛ وأما القضيب: فأول من اتخذه الزنادقة؛ ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى؛ وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان، ونوابه: أن يمنعهم عن الحضور في المساجد، وغيرها؛ ولا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم؛ هذا مذهب مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق " انتهى.
نقله عنه الإمام القرطبي في "تفسيره" (11/ 237، 238).
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[28 - Apr-2010, صباحاً 04:05]ـ
القرطبي: طريقة الصوفية بعيدة عن الصواب، غير لائقة بالبشر، ولا مستمرة على السنن .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56515)(/)
بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه " الحكَم الإلهية "
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[13 - Feb-2010, صباحاً 04:30]ـ
بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه " الحكَم الإلهية "
السؤال: يا شيخ لقد سمعت أحد أئمة المساجد يقول: لو جازت الصلاة أن تُقرأ بغير القرآن: لقُرئ بحِكَم ابن عطاء الله السكندري. أولاً: ما حُكم من يقول مثل هذا الكلام؟. ثانياً: هل تجوز الصلاة خلفه أم لا؟. ثالثاً: وهل - كما يقول بعضهم - الصوفية تنقسم إلى قسمين: صوفية معتدلة، وصوفية فيها غلو، أم أن كل الصوفية مذمومة، وكل من انتمى إلى الصوفية وقال: أنا صوفي وافتخر بذلك: مشكوك في أمره على الأقل، إن لم نقل هو ضال؟.
الجواب: الحمد لله
أولاً:
ابن عطاء الله السكندري هو: أحمد بن محمد بن عبد الكريم، أبو الفضل، وهو من أهل التصوف الغلاة، يسير على الطريقة الشاذلية الضالة، وهو من أشد خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ادَّعى عليه عند السلطان، وألَّب عليه السفهاء، ت سنة 709 هـ.
ثانياً:
والكلمة المنقولة في السؤال أنه لو جازت الصلاة بغير القرآن: لقرئ ما في كتاب ابن عطاء الله السكندري المسمَّى " الحكَم الإلهية ": هي كلمة قبيحة، ولا يمكن أن تصدر من عالِم موحِّد، ولذا وُصف قائلها بأنه من أدعياء العلم!؛ لما تحتويه تلك الرسالة من مخالفات شرعية كثيرة، ومن قبح تلك الكلمة أنه قدَّم كلام ذلك الصوفي على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام الصحابة، ودرر التابعين.
وأما الصلاة خلفه: فلا تُمنع؛ لأننا لا نمنع من الصلاة إلا خلف من وقع في الكفر المخرج من الملَّة، وليس أمر ذلك القائل كذلك، بل هو جاهل ضال.
ثالثاً:
كتاب " الحكَم الإلهية " قد تتبع ما فيه من ضلالات الشيخ محمود مهدي الإستانبولي رحمه الله، وذلك في كتابه الماتع " كتب ليست من الإسلام "، ونقتطف منه قوله رحمه الله:
أ. أقوال يؤيد فيها نظرية وحدة الوجود القائلة بأن الخالق والمخلوق واحد، ومثلها نظرية الاتحاد والحلول، وكل ذلك كفر!.
= " أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكوَّن، فإذا شهدته: كانت الأكوان معك ".
= " ما العارف مَن إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته، بل العارف مَن لا إشارة له لفنائه في وجوده، وانطوائه في شهوده ".
= " لولا ظهوره في المكونات: ما وقع عليها أبصار، ولو ظهرت صفاته: اضمحلت مكوناته ".
= " الفكرة فكرتان: فكرة تصديق وإيمان، وفكرة شهود وعيان! فالأولى لأرباب الاعتبار، والثانية لأرباب الشهود والاستبصار ".
ب. أقواله في النهي عن دعاء الله، مما يصادم أصول الشريعة:
= " سؤالك منه اتهام له ".
ويستدلّ ابن عطاء الله على ذلك بحديث باطل على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام: " حسبي من سؤالي علمه بحالي "، وهو مخالف للآيات والأحاديث الكثيرة التي تحض على دعاء الله كقوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) أي: عن دعائي (سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) غافر/ 60.
= " من عبده لشيء يرجوه منه، أو ليدفع عنه ورود العقوبة منه: فما قام بحق أوصافه".
هذا الكلام هو كقول رابعة العدوية المنحرف ـ إن صح عنها ـ: " ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا رغبة في جنتك، ولكني عبدتك لأنك أهل للعبادة " وهذا مخالف لعبادة الملائكة الذين يخافون ربهم من فوقهم، وعبادة الأنبياء الذين يعبدون الله سبحانه رغباً ورهباً!.
= " ربما دلهم الأدب إلى ترك الطلب ".
ليت هذا الجاهل علم أن الأمر بالعكس، فإن ترك الطلب هو العصيان، وقلة الأدب!.
= " إنما يُذَكّر مَن يجوز عليه الإغفال، وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال ".
تُرى لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثر من الدعاء ويأمر به إلى درجة الإلحاح!.
= " أنت إلى حلمه إذا أطعته، أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته ".
هذا الكلام تشجيع على ارتكاب الذنوب، فما فتح سبحانه باب الطاعة إلا ليكافئ عليها، جاء في القرآن العظيم: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) الأنبياء/ 101.
ج. أقوال تشجع على تعطيل المواهب والعزائم وتدعو إلى التماوت وترك التدبير:
(يُتْبَعُ)
(/)
= " أرح نفسك من التدبير، فما قام به غيرك عنك: لا تقم به لنفسك ".
= " سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار "؟.
فما أدرانا بهذه الأقدار؟! وقد علَّمنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أن نفِرَّ من قضاء الله إلى قضاء الله، وقد حضنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (احرص على ما ينفعك ولا تعجز) – رواه مسلم -.
هـ. أقوال متناقضة، وسخيفة:
= " جلَّ ربُنا أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئة! ".
إذا كان الأمر كما قال: فما الفائدة من الآخرة؟!.
= " إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين؛ لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم، ولأنه أجلَّ أقدارهم عن أن يجزيهم في دار لا بقاء لها ".
ينظر: كتب ليست من الإسلام، محمود مهدي الإستانبولي (91 - 101).
فهل مثل هذا الكتاب يُمدح، ويُثنى عليه، ويُقال في حقه إنه لو جاز قراءة شيء غير القرآن لقرئ به؟!.
رابعاً:
طريق التصوف فيه مخالفات شرعية كثيرة، ولا يرضى موحِّد عاقل بأن ينتسب لتلك الطرق المبتدعة، لا سيما في هذا الزمان، حيث أصبح الجمع بين التصوف واتباع السنة، العلمية والعملية، كالجمع بين الضب والنون، والماء والنار، وأصبح الكلام على التصوف الذي عليه مشايخ الطريق المنتسبين إلى السنة والأئمة، أصبح أمرا نظريا، لا يؤيده واقع القوم وأعمالهم، ومن خبر كتبهم وأقوالهم وأحوالهم ـ في هذا الزمان ـ عرف ذلك حق المعرفة.
وانظر تفصيل هذا المجمل في أجوبة الأسئلة: (4983 ( http://islamqa.com/ar/ref/4983) ) و (132603 ( http://islamqa.com/ar/ref/132603) ) و (118693 ( http://islamqa.com/ar/ref/118693) ) و (47431 ( http://islamqa.com/ar/ref/47431) 5638 (http://islamqa.com/ar/ref/5638) ) و (20375 ( http://islamqa.com/ar/ref/20375) ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/141947/%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A)
ـ[سامر الجبوري]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 01:16]ـ
بارك الله بكم
بهذه الضلالات يغسلون أدمغة الناس و يخدرونهم
ثم يقولون أنها من العبادات
عبادة ماذا يا شاذلية؟(/)
موسى بن عقبة
ـ[موسي بن عقبة]ــــــــ[13 - Feb-2010, مساء 01:33]ـ
موسى بن عقبة موسى بن عقبة (ع) ابن أبي عياش، الإمام الثقة الكبير، أبو محمد القرشي مولاهم، الأسدي المطرقي، مولى آل الزبير، ويقال: بل مولى الصحابية أم خالد بنت خالد الأموية، زوجة الزبير. وكان بصيرا بالمغازي النبوية، ألفها في مجلد، فكان أول من صنف في ذلك، وهو أخو إبراهيم بن عقبة، ومحمد بن عقبة، وعم إسماعيل بن إبراهيم.
أدرك ابن عمر، وجابرا، وحدث عن أم خالد، وعداده في صغار التابعين، وحدث أيضا عن علقمة بن وقاص، وأبي سلمة، وكريب، وسالم بن عبد الله، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافع بن جبير بن مطعم، ونافع مولى ابن عمر، وصالح مولى التوأمة، وعروة بن الزبير، وعكرمة، وابن المنكدر، والزهري، وأبي الزبير، وسالم أبي الغيث، وعبد الله بن دينار، ومحمد بن يحيى بن حبان، وحمزة بن عبد الله بن عمر، وأبي الزناد، ومحمد بن أبي بكر الثقفي وخلق سواهم.
وعنه: بكير بن عبد الله بن الأشج مع تقدمه، وشعبة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، ومالك، وإبراهيم بن طهمان، وابن أبي الزناد، وحفص بن ميسرة، والسفيانان، وزهير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، ووهيب، وأبو قرة موسى بن طارق، وأبو إسحاق الفزاري، وفضيل بن سليمان، ومحمد بن فليح، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وإسماعيل بن عياش، وأبو ضمرة الليثي وحاتم بن إسماعيل، وزهير بن محمد المروزي، وأبو بدر السكوني، وعبد الله بن رجاء المكي، وأبو همام محمد بن الزبرقان، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وخلق كثير.
قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، كذا هنا، وقال في موضع آخر وهو أشبه: كان ثقة ثبتا، كثير الحديث.
إبراهيم بن المنذر عن معن قال: كان مالك إذا قيل له: مغازي من نكتب؟ قال: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة، وقال ابن المنذر أيضا: حدثني مطرف، ومعن، ومحمد بن الضحاك، قالوا: كان مالك إذا سئل عن المغازي، قال: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنها أصح المغازي. وقال أيضا سمعت محمد بن طلحة، سمعت مالكا يقول: عليكم بمغازي موسى، فإنه رجل ثقة، طلبها على كبر السن، ليقيد من شهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يكثر كما كثر غيره.
قلت: هذا تعريض بابن إسحاق. ولا ريب أن ابن إسحاق كثَّر وطوَّل بأنساب مستوفاة، اختصارها أملح، وبأشعار غير طائلة، حذفها أرجح، وبآثار لم تصحح، مع أنه فاته شيء كثير من الصحيح لم يكن عنده، فكتابه محتاج إلى تنقيح وتصحيح، ورواية ما فاته.
وأما مغازي موسى بن عقبة، فهي في مجلد ليس بالكبير، سمعناها، وغالبها صحيح ومرسل جيد، لكنها مختصرة تحتاج إلى زيادة بيان وتتمة.
وقد أحسن في عمل ذلك الحافظ أبو بكر البيهقي في تأليفه المسمى بكتاب "دلائل النبوة".
وقد لخصت أنا الترجمة النبوية، والمغازي المدنية، في أول "تاريخي الكبير" وهو كامل في معناه إن شاء الله.
إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: كان بالمدينة شيخ يقال له: شرحبيل أبو سعد، وكان من أعلم الناس بالمغازي. قال: فاتهموه أن يكون يجعل لمن لا سابقة له سابقة. وكان قد احتاج، فأسقطوا مغازيه وعلمه، قال إبراهيم: فذكرت هذا لمحمد بن طلحة بن الطويل، ولم يكن أحد أعلم بالمغازي منه، فقال لي: كان شرحبيل أبو سعد عالما بالمغازي، فاتهموه أن يكون يدخل فيهم من لم يشهد بدرا، ومن قتل يوم أحد، والهجرة ومن لم يكن منهم، وكان قد احتاج، فسقط عند الناس، فسمع بذلك موسى بن عقبة، فقال: وإن الناس قد اجترئوا على هذا؟! فدب على كبر السن، وقيد من شهد بدرا، وأحدا، ومن هاجر إلى الحبشة والمدينة، وكتب ذلك.
وقال إبراهيم: حدثنا محمد بن الضحاك، سمعت المسور بن عبد الملك المخزومي يقول لمالك: يا أبا عبد الله، فلان كلمني يعرض عليك، وقد شهد جده بدرا. فقال مالك: لا تدري ما يقولون، من كان في كتاب موسى بن عقبة قد شهد بدرا، فقد شهدها، ومن لم يكن في كتاب موسى، فلم يشهد بدرا.
قال أحمد بن أبي خيثمة: كان يحيى بن معين يقول: كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أحمد، ويحيى، وأبو حاتم، والنسائي: موسى ثقة. وروى المفضل بن غسان، عن يحيى بن معين، قال: موسى بن عقبة ثقة، يقولون: روايته عن نافع فيها شيء، وسمعت ابن معين يضعف موسى بعض الضعف.
قلت: قد روى عباس الدوري وجماعة، عن يحيى توثيقه. فليحمل هذا التضعيف على معنى أنه ليس هو في القوة عن نافع كمالك، ولا عبيد الله. وكذلك روى إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، عن يحيى بن معين قال: ليس موسى بن عقبة في نافع مثل عبيد الله بن عمر ومالك.
قلت: احتج الشيخان بموسى بن عقبة، عن نافع ولله الحمد. قلنا: ثقة وأوثق منه، فهذا من هذا الضرب.
قال الواقدي: كان لإبراهيم وموسى ومحمد بني عقبة حلقة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانوا كلهم فقهاء، محدثين، وكان موسى يفتي.
وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: كان لهم هية وعلم. وقال يحيى بن معين: سمع ابن المبارك من موسى بن عقبة، ولم يسم من أخويه، أقدمهم محمد، ثم إبراهيم، ثم موسى، وموسى أكثرهم حديثا.
وقال يحيى بن سعيد القطان فيما نقله عنه أبو حفص الفلاس: مات موسى بن عقبة قبل أن يدخل المدينة بسنة، سنة إحدى وأربعين ومائة وفيها أرخه خليفة والترمذي، وغيرهما، وشذ نوح بن حبيب فقال: مات سنة اثنتين.
وقع لنا حديثه عاليا، في مواضع، من أعلاها في جزء ابن عرفة.
أخبرنا أحمد بن فرح الإشبيلي الحافظ، أنبأنا عبد العزيز بن محمد، وأحمد بن عبد الدائم قالا: أنبأنا عبد المنعم بن عبد الوهاب (ح) وأنبأنا أحمد بن سلامة، عن عبد المنعم، أنبأنا علي بن بيان، أنبأنا محمد بن محمد بن محمد البزاز، أنبأنا إسماعيل بن محمد، أنبأنا الحسن بن عرفة، أنبأنا إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن هذا حديث لين الإسناد من قبل إسماعيل، إذ روايته عن الحجازيين مضعفة، أخرجه الترمذي عن ابن عرفة، فوافقناه بعلو.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أكمل بن أبي الأزهر العلوي، أنبأنا سعيد بن أحمد، أنبأنا أبو نصر الزينبي، أنبأنا محمد بن عمر الوراق، حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثنا هارون بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن رجاء، عن موسى بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من عذاب القبر تابعه وهيب بن خالد وإسماعيل بن جعفر، أخرجه البخاري والنسائي.(/)
كلام ابن جزي في القوانين الفقهية عن كلام الله وأنه ليس بحرف ولا صوت.
ـ[احمد بيجة]ــــــــ[13 - Feb-2010, مساء 11:13]ـ
السلام عليكم زانا القي نظرة في كتاب القوانين الفقهية لبن جزي خصوصا ما يعلق بصفات الله تعالى حين دكر صفة الكلام قال وهو ليس حرف ولا صوت صراحة لم افهم هدا الكلام ارجوا من اخوتي توضيح دلك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Feb-2010, صباحاً 08:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
هذا أخي هو مذهب الأشاعرة ومن وافقهم في كلام الله سبحانه وتعالى .. فهم يقولون أن كلام الله معناً قائماً بالذات الإلهية بلا حرف ولا صوت .. ويجعلون هذه الحروف عبارة عن ذلك المعنى القائم. فتنبه من هذا(/)
شيخ صوفي من كُمّل العارفين كثير التطورات حتى أنه يصبح حيوانا في بعض الأحيان .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[14 - Feb-2010, صباحاً 02:26]ـ
الصوفية والحيوانات!!!
" ومنهم الشيخ حسين أبو علي رضي الله عنه ورحمه، كان هذا الشيخ -رضي الله عنه- من كُمّل العارفين وأصحاب الدوائر الكبرى، وكان كثير التطورات، تدخل عليه بعض الوقت تجدهُ جُنديا، ثم تدخل عليه فتجدهُ سبعاً، ثم تدخل فتجدهُ فيلاً ثم تدخل عليه فتجدهُ صبياً، وهكذا، فمكث نحو أربعين سنة في خلوة مسدود بابها، ليس لهُ غير طاقةٍ يدخلُ منها الهواء!! ... "
الشعراني،،، في طبقاته
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:49]ـ
عجباً،،، مدد ياسيدي كلب .. !! هذا هو حال مشايخ الصوفية مع الحيوانات،،، ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=51005)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 05:14]ـ
شيخ صوفي: بعد أن طلب الإمداد من الكلاب،،، استشفع بالحرباء .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=51061)(/)
للنقاش: سياسة هيكلة الحقل الديني بالمغرب، هل نجحت في أهدافها؟
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[14 - Feb-2010, صباحاً 03:01]ـ
من المعلوم أن من أول الإجراءات التي انتهجتها الدولة المغربية بعد أحداث 16 ماي ما سمي بهيكلة الحقل الديني، بإشراف من وزير الأوقاف الحالي، وقيل أن المقصود منها توفير الأمن الروحي للمساجد، حتى يخرج المصلي من المسجد غير (مشوش)، والمحافظة على الثلاثية المعروفة، (عقد الأشعري وفقه مالك وطريقة الجنيد السالك)،وقطع الطريق على (تجار الفتاوى)،وقد اتخذت الدولة خطوات في ذلك، فوسعت المجالس العلمية، وأنشأت القنوات الإذاعية والتلفزية، وعقدت الندوات الفكرية، وخرجت أفواجا من الوعاظ والخطباء والمرشدين ذكورا وإناثا، وبالمقابل،أغلقت دور القرآن السلفية، وتحكمت في الكتب والمعارض المنشورة والمقروءة، وفقد خطيب الجمعة استقلاليته وحريته، و ...
هذا بعض ما عن لي، والموضوع للنقاش، سياسة هيكلة الحقل الديني، مالها وما عليها ... وهل نجحت في تحقيق أهدافها؟
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[14 - Feb-2010, صباحاً 04:12]ـ
مذكرة رسمية لتعيين وعزل خطباء الجمعة
أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مذكرة تنظم عملية تعيين وعزل القيمين الدينيين، إذ ستخضع هذه المسألة لمسطرة قانونية جديدة وواضحة، وتهم هذه المسطرة التي بدأ العمل بها منذ مايو من سنة 2009 الأئمة والخطباء، وقبل ذلك كان مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هو الذي يختار الأئمة والخطباء لشغل المناصب الشاغرة دون الاستناد على معايير واضحة ويصدر بناء على ذلك قرار وزاري بالتعيين.
وبصدور هذه المذكرة الجديدة التي قالت مصادر ''التجديد'' إنها بمثابة مشروع أولي لنظام أساسي ينظم عمل القيمين الدينيين، أصبح التعيين والعزل يخضع لمسطرة محددة، إذ يتم نشر الإعلان عن المنصب الشاغر في جميع المساجد لمدة 15 يوما، بعدها يتم استقبال طلبات المرشحين وتسجل في سجل خاص، وتنعقد لجنة يترأسها مندوب الأوقاف وتتكون من عضوين من المجلس العلمي وعضوين من المندوبية، إذ تتم دراسة الملفات المقدمة واقتراح الأنسب لشغل هذا المنصب، ثم يتم إرسال المحضر إلى مديرية المساجد ويصدر قرار وزير الأوقاف بالتعيين، هذا بالنسبة للمسطرة المتبعة في المساجد التي تسيرها وزارة الأوقاف، أما بالنسبة لمساجد القطاع الخاص فتقترح الجمعية المكلفة بتسيير المسجد أو ''الجماعة'' الإمام الذي تراه مناسبا وتعرضه على المندوبية التي تنظر في توافر الشروط لدى المعني بالأمر من حيث الكفاءة والتزامه بثوابت الأمة وتوفره على شروط الإمامة.
وقالت مصادر ''التجديد'' إن هذه الطريقة تحقق أكبر قدر من الشفافية في تعيين الأئمة والخطباء، وتسمح بانتقاء أفضل المرشحين وتفتح المجال أمام المؤهلين من خريجي التعليم العتيق وغيرهم من الكفاءات، وبناء على هذه المذكرة تقول ذات المصادر إنه تم تعيين قرابة 200 إمام وخطيب في مختلف مناطق المغرب.
كما أن هذه المذكرة تحدد ولأول مرة الأسباب التي يعفى بموجبها الإمام من مهامه الدينية، إذ لم يعد يخضع لمزاجية المندوبين أو العمال أو غيرهم من ذوي السلطة، فالإمام سيعزل بعد صدور حكم قضائي نهائي ضده أو لكونه يتعاطى المخدرات أو لسب فادح في المساجد أو مخالفته علنا لثوابت الأمة، ويتم اتباع مسطرة تنظيمية تتعلق بـ (استفسار ثم إنذار فتوبيخ ثم بعد ذلك قرار العزل).
ويشترط لتعيين الإمام والخطيب حسب ذات المذكرة أن يكون حاصلا على تزكية أحد المجالس العلمية، وشهادة حفظ القرآن، وشهادة الإمامة أوالخطابة، وتقديم السجل العدلي، وألا يتجاوز سن المترشح 45 سنة، وذلك تماشيا مع السياسة الرسمية التي ترمي إلى تشبيب أئمة المساجد، وفي نفس الوقت حتى يتمكن هؤلاء من الاستفادة من الضمانات من التغطية الصحية والضمان الاجتماعي.
سناء القويطي
11/ 2/2010(/)
العلمانية
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 08:32]ـ
http://al3ilmaniya.site.voila.fr/images/aasya/2.gif
http://www.nonal3lmanya.new.ma/http://al3ilmaniya.site.voila.fr/images/aasya/j.jpg(/)
هل يجوز الاطلاع على كتب الكفار المحرفة، مثل: التوراة والإنجيل؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 11:02]ـ
هل يجوز الاطلاع على كتب الكفار المحرفة، مثل: التوراة والإنجيل؟
الجواب: لا ننصح بهذا، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول كما في «صحيح البخاري» من حديث أبي هريرة: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، و?قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا» ? الآية. وفي «مسند الإمام أحمد» من حديث جابر: «فإنكم إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق».
والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ?أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون?سورة البقرة، الآية: 75 ( http://www.muqbel.net/files.php?file_id=5&item_index=3#dFoot24). فأنا لا أنصح بهذا، ويجوز للعالم المتبحر في العلم الذي يريد أن يأخذها ويرد عليها، ويبين أخطاءها وتناقضها، فلا بأس، ويكون متضلعا من العقيدة الإسلامية، وفي باب الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية، ولا يكون مقصوده أن يرد على أولئك حتى ولو خالف عقيدة المسلمين.
من كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب للشيخ مقبل بن هادى الوادعي رحمة الله
ـ[أشجعي]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 11:39]ـ
أضف الى ذلك أن عمر رضي الله عنه أخذ صحيفة من يهودي، وجاء بها إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وبدأ يقرأ منها، فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل من الأنصار: ويحك يا ابن الخطاب أما تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والله لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي".
وبارك الله بك.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 12:00]ـ
كلامُ الشيخِ غير دقيق ..
و حتى حديث عمر، له أجوبته المعروفة، فتبرير موقفِ النبيّ - صلى الله عليه و سلم - كموقفه من كتابةِ الحديث ..
فالخوفُ كان من دخول أثرِ الكُتب المقدسة في "التشريعِ" و بعض " الأخبار"، و القُرآن ينزل، أي الدين لم يكتمل بعدُ - حينها -، و على ذلكَ تمَّ المنعُ، و إذا عُلمت العلّة نُقحَ مناط المنع، و حُققَ مناط الإباحة، و عليهِ:
- لا يمنع من دراسة الكتاب المقدس ..
- و نقده.
- و الاستفادة من بقايا آثار النبوّة في الكتابِ المقدس من "النصائح" و "الآدابِ" و "الأخلاق" ..
- و قراءةُ الكتابِ المقدس ككتابٍ أدبي، ففي الحقيقة تُعجبني لغته المترجمة العربيّة، و الإنكليزية، فالمترجمون قبل كونهم علماء كانوا أُدباء ..
و الله الهادي ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 12:07]ـ
- و لذلكَ مثلاً ..
الشيخ الدكتور عدنان بن مُحمد زرزور، أفتى بجوازِ تأليف كتاب مدرسي - في دولة تتعدد دياناتُها - يُدَرس لجميعِ الطلاب، يحوي آيات قُرآنية و نصائح من الكتابِ المُقدس، في الآداب العامّة و المعاملات الإنسانيّة و مكارم الأخلاق ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 12:10]ـ
هل يجوز الاطلاع على كتب الكفار المحرفة، مثل: التوراة والإنجيل؟
الجواب: لا ننصح بهذا، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول كما في «صحيح البخاري» من حديث أبي هريرة: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، و?قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا» ? الآية. وفي «مسند الإمام أحمد» من حديث جابر: «فإنكم إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق».
والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ?أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون?سورة البقرة، الآية: 75 ( http://www.muqbel.net/files.php?file_id=5&item_index=3#dfoot24). فأنا لا أنصح بهذا، ويجوز للعالم المتبحر في العلم الذي يريد أن يأخذها ويرد عليها، ويبين أخطاءها وتناقضها، فلا بأس، ويكون متضلعا من العقيدة الإسلامية، وفي باب الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية، ولا يكون مقصوده أن يرد على أولئك حتى ولو خالف عقيدة المسلمين.
من كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب للشيخ مقبل بن هادى الوادعي رحمة الله
جزاك الله خيرا أضيف أيضا الى مشاركتك:
السؤال الثاني من الفتوى رقم (13445)
س 2: هل يجوز للإنسان أن يقرأ الإنجيل ليعرف شره؟
ج2: لا يجوز للمؤمن أن يقرأ التوراة والإنجيل لما حصل فيهما من التحريف والتبديل، ولأن الله سبحانه قد أغنى المسلمين عنهما بالقرآن الكريم المحفوظ من كل تغيير وتبديل، ولأن شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة لجميع الشرائع قبلها، وهي أكملها وأعظمها وأنفعها للعباد، قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (1). وقال سبحانه مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (1)، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوراقا من التوراة وغضب وقال: «أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية. . . والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يبتعني» (2) الحديث. رواه الإمام أحمد في (المسند).
فنوصيك بقراءة القرآن والعناية به والاستكثار من تلاوته والعمل بما فيه، ففيه الكفاية والغنية عما سبقه من الكتب المنزلة من عند الله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 12:13]ـ
وأيضا للفائدة:
رقم الفتوى 14742 يحرم على العامي مطالعة الكتب السماوية السابقة
تاريخ الفتوى: 13 محرم 1423
السؤال
هل يجوز للمسلم العامي الاطلاع على الإنجيل الموجود بأيدي أهل الكتاب؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما في أيدي أهل الكتاب اليوم من التوراة والإنجيل قد دخله التحريف بالزيادة والنقصان، والتبديل والتغيير في مواضع كثيرة منه، يقطع المسلم بأنها ليست من كلام الله تعالى كتقرير التثليث، وتحريف البشارات الواردة في حق نبينا صلى الله عليه وسلم، وما اشتمل عليه العهد القديم من الطعن في ذات الله تعالى، والتنقص لأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم.
وقد شهد الله تعالى على أهل الكتاب بهذا التحريف والتغيير فقال: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) [البقرة:75] وقال: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) [البقرة:79] وقال: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم) [المائدة:13]
وقال: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) [النساء:46]
وما سلم من التحريف فلا حاجة للمسلم للنظر فيه، لكون القرآن أتى ناسخاً ومهيمناً على ما سبق من الكتب، كما قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) [المائدة:48] ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنه: (كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث، تقرؤونه محضاً لم يُشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً. ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل عليكم) رواه البخاري برقم: 7362 وقوله: "محضاً لم يُشب" أي لم يخالطه غيره.
وروى أحمد والبزار واللفظ له من حديث جابر قال: نسخ عمر كتاباً من التوراة بالعربية فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرأ ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال له رجل من الأنصار: ويحك يا ابن الخطاب ألا ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنكم إما أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل، والله لو كان موسى بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني" قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (وفي سنده جابر الجعفي وهو ضعيف، وذكر طرق الحديث ثم قال: (وهذه جميع طرق هذا الحديث، وهي وإن لم يكن فيها ما يحتج به، لكن مجموعها يقتضي أن لها أصلاً) (الفتح:13/ 525).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وعمر انتفع بهذا حتى إنه لما فتحت الإسكندرية وجد فيها كتب كثيرة من كتب الروم فكتبوا فيها إلى عمر فأمر بها أن تحرق، وقال: حسبنا كتاب الله) مجموع الفتاوى 17/ 41
وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة: بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: (آمنا بالله وما أنزل إلينا) [الآية].
والمسلم العامي إذا قرأ التوراة أو الإنجيل لم يؤمن عليه أن يصدق بما هو باطل، أو أن يكذب بما هو حق.
ولهذا صرح جماعة من أهل العلم بتحريم النظر في كتب أهل الكتاب.
قال الإمام ابن مفلح في الآداب الشرعية: 2/ 97 (سئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن هذه المسألة في رواية إسحاق بن إبراهيم فغضب فقال: هذه مسألة مسلم؟ وغضب. وظاهره الإنكار، وذكره القاضي ثم احتج بأنه عليه الصلاة والسلام لما رأى في يد عمر قطعة من التوراة غضب وقال: "ألم آت بها بيضاء نقية؟ " الحديث. وهو مشهور رواه أحمد وغيره. وهو من رواية مجالد وجابر الجعفي وهما ضعيفان، ولأنها كتب مبدلة مغيرة فلم تجز قراءتها والعمل عليها).
وقال البهوتي في كشاف القناع 1/ 434: (ولا يجوز النظر في كتب أهل الكتاب نصاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة من التوراة، وقال: "أفي شك انته يا ابن الخطاب؟ " الحديث، ولا النظر في كتب أهل البدع، ولا النظر في الكتب المشتملة على الحق والباطل، ولا روايتها، لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد) انتهى.
ونقل ابن عابدين في حاشيته عن عبد الغني النابلسي قوله: (نهينا عن النظر في شيء من التوراة والإنجيل، سواء نقلها إلينا الكفار أو من أسلم منهم)
وقد حكى الزركشي الإجماع على أن الاشتغال بنظرها وكتابتها لا يجوز. نقله الحافظ في الفتح، ولم يسلم دعوى الإجماع.
والحاصل أنه لا يجوز للمسلم القراءة في التوراة والإنجيل.
ولا يرخص في ذلك إلا لأهل العلم المتضلعين من الكتاب والسنة، لغرض الرد على أهل الكتاب ودفع شبهاتهم، قال في مطالب أولى النهى: 1/ 607: ((ويتجه جواز نظر) في كتب أهل البدع لمن كان متضلعاً من الكتاب والسنة مع شدة تثبت، وصلابة دين، وجودة، وفطنة، وقوة ذكاء، واقتدار على استخراج الأدلة، (للرد عليهم) وكشف أسرارهم، وهتك أستارهم، لئلا يغتر أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة، فتختل عقائدهم الجامدة، وقد فعله أئمة من فقهاء المسلمين وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جواباً، وكذلك نظروا في التوراة واستخرجوا منها ذكر نبينا في محلات، وهو متجه) انتهى.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه: (الكتب السماوية السابقة وقع فيها كثير من التحريف والزيادة والنقص كما ذكر الله ذلك، فلا يجوز لمسلم أن يقدم على قراءتها والاطلاع عليها إلا إذا كان من الراسخين في العلم ويريد بيان ما ورد فيها من التحريفات والتضارب بينها) فتاوى اللجنة الدائمة3/ 311
والله أعلم.
مركز الفتوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 12:49]ـ
لا أظن أنه يوجد كتاب باللغة العربية أسوأ ترجمة من التوراة والإنجيل (الطبعة المتداولة)
وقرأت في بعض مطالعاتي أن غثاثة الترجمة سببها فرارهم من فصاحة القرآن
وأنا أفرُّ من غثاثتها إلى الترجمات الإنجليزية الثلاث ( KJv - ASV - NIV)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:09]ـ
لا أظن أنه يوجد كتاب باللغة العربية أسوأ ترجمة من التوراة والإنجيل (الطبعة المتداولة)
ترجمة فاندايك و البستاني، و اشتغل بها (ناصيف اليازجي) (!!) و (يوسف الأسير) طبعة محترمة ..
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:18]ـ
http://www.binbaz.org.sa/themes/binbaz_default/images/header_1.jpg
حكم الاطلاع على الإنجيل والتوراة
يقول السائل: هل يجوز لي وأنا مسلم أن أطلع على الإنجيل وأقرأ فيه من باب الاطلاع فقط، وليس لأي غرض آخر؟ وهل الإيمان بالكتب السماوية يعني الإيمان بأنها من عند الله أم نؤمن بما جاء فيها؟ أفيدونا أفادكم الله.
على كل مسلم أن يؤمن بها أنها من عند الله: التوراة والإنجيل والزبور، فيؤمن أن الله أنزل الكتب على الأنبياء، وأنزل عليهم صحفاً فيها الأمر والنهي، والوعظ والتذكير، والإخبار عن بعض الأمور الماضية، وعن أمور الجنة والنار، ونحو ذلك، لكن ليس له أن يستعملها؛ لأنها دخلها التحريف والتبديل والتغيير، فليس له أن يقتني التوراة أو الإنجيل أو الزبر أو يقرأ فيها؛ لأن في هذا خطراً؛ لأنه ربما كذب بحق أو صدق بباطل؛ لأن هذه الكتب قد حرفت وغيرت، وتدخلها من أولئك اليهود النصارى، وغيرهم التبديل والتحريف والتقديم والتأخير، وقد أغنانا الله عنها بكتابنا العظيم: القرآن الكريم.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في يد عمر شيئاً من التوراة فغضب، وقال: ((أفي شكٍ أنت يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي)) عليه الصلاة والسلام.
والمقصود: أننا ننصحك وننصح غيرك ألا تأخذوا منها شيئاً، لا من التوراة، ولا من الزبور، ولا من الإنجيل، ولا تقتنوا منها شيئاً، ولا تقرأوا فيها شيئاً، بل إذا وجد عندكم شيء فادفنوه أو حرِّقوه؛ لأن الحق الذي فيها قد جاء ما يغني عنه في كتاب الله القرآن، وما دخلها من التغيير والتبديل فهو منكر وباطل، فالواجب على المؤمن أن يتحرز من ذلك، وأن يحذر أن يطلع عليها، فربما صدق بباطل وربما كذب حقاً، فطريق السلامة منها إما بدفنها وإما بحرقها.
وقد يجوز للعالم البصير أن ينظر فيها للرد على خصوم الإسلام من اليهود والنصارى، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوراة لما أنكر الرجم اليهود حتى اطلع عليها عليه الصلاة والسلام، واعترفوا بعد ذلك.
فالمقصود: أن العلماء العارفين بالشريعة المحمدية قد يحتاجون إلى الاطلاع على التوراة أو الإنجيل أو الزبور لقصد إسلامي، كالرد على أعداء الله، ولبيان فضل القرآن وما فيه من الحق والهدى، أما العامة وأشباه العامة فليس لهم شيء من هذا، بل متى وُجد عندهم شيء من التوراة والإنجيل أو الزبور، فالواجب دفنها في محلٍ طيب أو إحراقها حتى لا يضل بها أحد.
فتاوى نور على الدرب الجزء الأول
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:22]ـ
http://www.binbaz.org.sa/themes/binbaz_default/images/header_1.jpg
من قرأ الإنجيل هل يخرج من الإسلام
http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/030603.mp3
لي جارة مسيحية والصحيح "نصرانية"، وذات يوم دفعني الفضول، وحب الاستطلاع على ما جاء في الإنجيل، فاستعرت الكتاب للتعرّف على ما جاء فيه من الخطأ، وقرأت الكتاب وأعدته إلى صاحبته دون علم أهلي بذلك، ولكن منذ قراءتي الإنجيل وإلى حد الآن لم أذق معنى الراحة، وأتساءل مع نفسي هل قرأت عبارة أخرجتني من إسلامي؟ وإذا قرأت هل بهذه البساطة أصبحت على دين المسيح؟ وهل، وهل؟ أسئلة كثيرة تراودني منذ قراءة الإنجيل أرجو أن تتفضلوا بتوجيهي لو تكرمتم؟
ليس عليك حرج في ذلك، والحمد لله، إسلامك على حاله، ولم يتأثر بهذه القراءة، ولكن المشروع للمؤمن أن يستغني بكتاب الله عن التوراة والإنجيل. هذا كتابانا كانا كتابين عظيمين منزلين من عند الله - عز وجل - ولكن حرفهم اليهود والنصارى وغيروا وبدلوا، فهم الآن لا يؤمنان من التحريف والتبديل، وفيهما من التحريف والتبديل مالا يحصيه إلا الله - عز وجل -، فينبغي للمؤمن أن لا يقرأهما، وأن لا يشتغل بهما إلا من كان عنده علم وبصيرة بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده علم بما غيره اليهود والنصارى وحرفوه، فيطالع في التوراة أو في الإنجيل للرد عليهم، وبيان أباطيلهم وضلالاتهم، فهذا له ذلك عند أهل العلم للحاجة والضرورة للرد عليهم وبيان أباطيلهم. أما عامة المسلمين وعامة طلبة العلم فليس لهم حاجة في ذلك، فلا ينبغي لهم الاشتغال بهذين الكتابين ولا مراجعتهما ولا قراءتهما، وأنتِ بحمد لله ما دمت لم تتأثري بذلك وإنما قرأتيه ثم أعدتيه إلى صاحبته فليس عليك شيء إنما يضرك لو فعلت شيئاً مما يأمر به الإنجيل أو يدعوا إليه الإنجيل مما يخالف شرع الله - سبحانه وتعالى - أما مجرد الاطلاع فلا يضرك ولكن ننصحك بترك ذلك في المستقبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:29]ـ
http://www.binbaz.org.sa/themes/binbaz_default/images/header_1.jpg
حكم القراءة في كتب الأديان الأخرى غير الإسلام
http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/040608.mp3
هل يجوز لنا أن نقرأ في كتب الأديان الأخرى غير الإسلام؛ من باب حب الاستطلاع والتعرف على الديانات الأخرى؟
لا ينبغي، لا، لا ينبغي قراءة التوراة ولا الإنجيل ولا غيرها لأنها قد تورث شكاً وشبهةً والرسول روي عنه -صلى الله عليه وسلم- لما رأى عمر يقرأ في شيءٍ من التوراة قال: (أفيك شك يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي)، فالمقصود أنه لا ينبغي للمسلم أن يقرأ الكتب الأخرى من التوراة والإنجيل أو غيرها، إلا من تدعو الحاجة إلى قراءته كالعلماء الذين يريدون أن يردوا على اليهود والنصارى من كتبهم، فإذا دعت الحاجة للعالم الذي يرد عليهم ويبين أباطيلهم أن يراجع كتبهم حتى يرد عليهم منها فلا بأس عند الحاجة لأهل العلم والبصيرة.
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:37]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): متفرقه
السؤال: أحسن الله إليكم تقول في هذا السؤال ما حكم قراءة الكتب السماوية مع علمنا بتحريفها.
الجواب
الشيخ: أولاً يجب أن نعلم أنه ليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد لله بقراءته وليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد الإنسان لله تعالى بما شرع فيه إلا كتاباً واحداً وهو القرآن ولا يحل لأحد أن يطالع في كتب الإنجيل ولا في كتب التوراة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة من التوراة فغضب وقال أفي شكٍ أنت يا ابن الخطاب والحديث وإن كان في صحته نظر لكن صحيح أنه لا اهتداء إلا بالقرآن ثم هذه الكتب التي بأيدي النصارى الآن أو بأيدي اليهود هل هي المنزلة من السماء إنهم قد حرفوا وبدلوا وغيروا فلا يوثق أن ما في أيديهم هي الكتب التي نزلها الله عز وجل ثم إن جميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن فلا حاجة لها إطلاقاً نعم لو فرض أن هناك طالب علم ذو غيرةٍ في دينه وبصيرةٍ في علمه طالع كتب اليهود والنصارى من أجل أن يرد عليهم منها فهذا لا بأس أن يطالعها لهذه المصلحة وأما عامة الناس فلا وأرى من الواجب على كل من رأى من هذه الكتب شيئاً أن يحرقه النصارى عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة صاروا يبثون في الناس الآن ما يدعونه إنجيلاً على شكل المصحف تماماً مشكل على وجهٍ صحيح وفيه فواصل كفواصل السور والذي لا يعرف المصحف كرجلٍ مسلم ولكنه لا يقرأ إذا رأى هذا ظن أنه القرآن كل هذا من خبثهم ودسهم على الإسلام فإذا رأيت أخي المسلم مثل هذا فبادر بإحراقه يكون لك أجر لأن هذا من باب الدفاع عن الإسلام.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:40]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة
السؤال: يقول التوراة والإنجيل والكتب المتقدمة فهل هي منسوخة بالقرآن وما هو الدليل من القرآن إن وجد والسنة المطهرة وما حكم قراءتها بالنسبة للعالم للإطلاع؟
الجواب
الشيخ: الكتب السابقة منسوخة بالقرآن الكريم لقول الله تعالى (وأنزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) فكلمة ومهيمناً عليه تقتضي أن القرآن الكريم حاكم على جميع الكتب السابقة، وأن السلطة له فهو ناسخ لجميع ما سبقه من الكتب، وأما قراءة الكتب السابقة فإن كان للإهتداء بها والاسترشاد فهو حرام ولا يجوز لأن ذلك طعن في القرآن والسنة حيث يعتقد هذا المسترشد أنها أي الكتب السابقة أكمل مما في القرآن والسنة، وإن كان للإطلاع عليها ليعرف ما فيها من حق فيرد به على من خالفوا الإسلام فهذا لا بأس به، وقد يكون واجباً لأن معرفة الداء هي التي يمكن بها تشخيص المرض ومحاولة شفائه، أما من ليس عالماً ولا يريد أن يطلع ليرد فهذا لا يطالعها، إذن فأقسام الناس فيها ثلاثة، من طالعها للاسترشاد بها فهذا حرام ولا يجوز، لأنه طعن في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن طالعها ليعرف ما فيها من حق فيرد به على من تمسكوا بها وتركوا الإسلام فهذا جائز بل قد يكون واجباً، ومن طالعها لمجرد المطالعة فقط لا ليهتدي بها ولا ليرد بها فهذا جائز لكن الأولى التباعد عن ذلك لئلا يخادعه الشيطان بها.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:41]ـ
بارك الله فيك أخى أشجعي
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 11:02]ـ
ترجمة فاندايك و البستاني، و اشتغل بها (ناصيف اليازجي) (!!) و (يوسف الأسير) طبعة محترمة ..
هي المقصودة بالغثاثة!
وقد أُمر هؤلاء بأن تكون الترجمة مختلفة عن لغة القرآن!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 12:59]ـ
وقد أُمر هؤلاء بأن تكون الترجمة مختلفة عن لغة القرآن!
و هل تظُنّ أنهم سيصلون في ترجمتهم إلى لغة القرآن و بلاغته مهما حاولوا؟؟
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 01:14]ـ
في صحيح البخاري
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم، ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم، عن الذي أنزل عليكم.
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 02:11]ـ
في صحيح البخاري
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم، ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم، عن الذي أنزل عليكم.
جزاك الله خيرا اضافة مهمة
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 02:13]ـ
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (لا تسألوا أهل الكتاب، فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم، فتكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل) (أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 2/ 41، وقال الحافظ ابن حجر: أخرجه عبدالرزاق من طريق حريث بن ظهير فذكره، وأخرجه سفيان الثوري من هذا الوجه، وسنده حسن- انظر: فتح الباري 6/ 334)
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 04:07]ـ
سئل الشيخ: هل يجوز للمسلم أن يقتني الإنجيل ليعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى عليه الصلاة والسلام؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يجوز اقتناء شيء من الكتب السابقة على القرآن من إنجيل أو توراة أو غيرهما لسببين:
السبب الأول: أن كل ما كان نافعاً فيها فقد بينه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.
السبب الثاني: أن في القرآن ما يغني عن كل هذه الكتب لقوله تعالى: نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا ً لما بين يديه). وقوله تعالى: وأنزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله. فإن ما في الكتب السابقة من خير موجود في القرآن.أما قول السائل: إنه يريد أن يعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى، فإن النافع منه لنا قد قصه الله في القرآن فلا حاجة للبحث في غيره، وأيضاً فالإنجيل الموجود الآن محرف، والدليل على ذلك أنها أربعة أناجيل يخالف بعضها بعضاً وليست إنجيلاً واحداً، إذن فلا يعتمد عليه.
أما طالب العلم الذي لديه علم يتمكن به من معرفة الحق من الباطل فلا مانع من معرفته لها لرد ما فيها من الباطل وإقامة الحجة على معتنقيها.
ن فتاوى العقيدة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 05:01]ـ
فيما اظن مناط القضية في التفصيل حتى يتبين الحكم ... وهوالنظر في نوع الاطلاع .. فالاطلاع بقصد طلب الهداية و طلب الحق فهذا كأي اطلاع على اي كتاب .. هو محرم بصريح النصوص وعليها تتنزل نصوص التحريم بدلالة النص فيما يبدو لي .. اما الاطلاع بقصد الفضول لا بقصد طلب الهداية فهذا من المباح الذي يرغب عنه .. ويشدد في كتب اهل الكتاب في نصوص الفقهاء الى ما يصل للكراهة .. فان قيل لم هذا التشديد؟؟ ان كان لاختلاط الحق والباطل فيها فكل الكتب هي كذلك قل فيها الباطل او كثر .. قيل: انما التشديد لأن الكتابين منسوبان الى الخالق .. فكانت هذه النسبة ادعى للاشتباه و لتصديق الباطل المختلط ما ليس في غيرها من الكتب ... و هذا تدل عليه النصوص دلالة ظاهرة و افعال بعض الصحابة و التابعين ... أما الاطلاع بقصد رد الباطل او تأييد حق في الكتاب المهيمين فهذا مندوب و قد يصير واجبا ... و هذا لا تتنزل عليه نصوص التحريم و لا تناله بأي نوع من الدلالات و الله اعلم(/)
متى يطلق على الشخص أنه مبتدع؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 11:08]ـ
http://www.ibnbaz.org.sa/themes/binbaz_default/images/header_1.jpg
متى يطلق على الشخص أنه مبتدعا؟
http://www.ibnbaz.org.sa/audio/noor/062310.mp3
هل كل من يفعل البدعة يسمى مبتدعاً، ومتى تطلق كلمة مبتدع على الشخص؟
الأصل وما يسمى أن من فعل بدعة يقال له مبتدع، هذا هو الأصل، من فعل بدعة يقال له مبتدع، لكن إذا كان جاهلاً يعلم ومتى تاب لا يسمى مبتدعاً، وإذا أصر يسمى مبتدع على حسب بدعته، فالذي يصر على الاحتفال بالمولد أو بالموالد الأخرى يسمى مبتدع حتى يتوب، والذي يصر على البناء على القبور والصلاة عند القبور أو بناء المساجد عليها، أو قراءة الكتب عليها يسمى مبتدع، وهكذا من فعل البدعة التي حرمها الله يسمى مبتدع، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعةٍ ضلالة)، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح في خطبة الجمعة: (أما بعد فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، فالمسلم يمتثل أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويؤيد ما فعله عليه الصلاة والسلام ويحذر من البدع ويسمى أهلها مبتدعين حتى يتوبوا إلى الله عز وجل، والجاهل يعلم ومن تاب تاب الله عليه.(/)
عجباً،،، مدد ياسيدي كلب .. !! هذا هو حال مشايخ الصوفية مع الحيوانات،،،
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:46]ـ
عجباً،،، مدد ياسيدي كلب .. !!
هذا هو حال مشايخ الصوفية مع الحيوانات،،، نسأل الله العافية
قال عبد المجيد الخاني النقشبندي في ترجمه شاه نقشبند أنه قال: ((ثم بعد ذلك أمرني بخدمة الحيوانات ومداواة أمراضهم ومداراة جروههم وقروحهم بنفسي مع الاخلاص في ذلك التذلل.
فنهضت بأعباء هذه الخدمة كما أمرني حتى كنت إذا لا قاني في الطريق كلب وقفت حتى يمر هو أولا لئلا أتقدم عليه ولم أزل كذلك سبع سنين.
ثم بعد ذلك أمرني أن اشتغل بخدمة كلاب الحضرة بالصدق والخضوع وأطلب منهم الإمداد وقال لي إنك ستصل إلى كلب منهم تنال بخدمته سعادة عظيمة ... الخ)) [الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في أجلاء السادة النقشبندية ص 401]
فتبا لكم يامن جعلتم من الكلاب والحيوانات آلهة تعبد من دون الله
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:51]ـ
شيخ صوفي من كُمّل العارفين كثير التطورات حتى أنه يصبح حيوانا في بعض الأحيان .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=50921)
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 01:58]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 02:21]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الباحث العلمي]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 03:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الفضلاء
التفصيل واجب
فمجرد الرفق بالحيوان والاعتناء بجروحهم وتفقدهم واعتبار ذلك باب من أبواب القرب لا بأس به
ولكن المحذور هو مجاوزة الحد
أما اعتبار ما ذكر عبادة للكلاب فهذا تسرع غير محمود لأني أعلم أن هؤلاء لديهم مصطلحات ولغة خاصة فهذه العبارات في عرفهم تعني أمور أخرى وإن كان مآلها في النهاية إلى محرمات شرعية لكن التكفير أمر ينبغي التحرز فيه
نسأل الله الهداية لأمة الإسلام فلو اقتصر المرء على ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكنا في غنية عن هذا التناحر لكن هكذا أراد ربك
ـ[جمانة انس]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 05:46]ـ
التفصيل واجب كما قال البا حث العلمي
لان الرفق بالحيوان من هدي الا سلام
حتى الكلاب
روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فاذا كلب يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم امسكه بفيه ثم رقي فسقي الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لاجرا قال في كل ذات كبد رطبة اجر
وعكس هذا
ما رواه مسلم عن عبدالله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي اطعمتها وسقتها اذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 06:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الفضلاء
التفصيل واجب
فمجرد الرفق بالحيوان والاعتناء بجروحهم وتفقدهم واعتبار ذلك باب من أبواب القرب لا بأس به
ولكن المحذور هو مجاوزة الحد
أما اعتبار ما ذكر عبادة للكلاب فهذا تسرع غير محمود لأني أعلم أن هؤلاء لديهم مصطلحات ولغة خاصة فهذه العبارات في عرفهم تعني أمور أخرى وإن كان مآلها في النهاية إلى محرمات شرعية لكن التكفير أمر ينبغي التحرز فيه
نسأل الله الهداية لأمة الإسلام فلو اقتصر المرء على ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكنا في غنية عن هذا التناحر لكن هكذا أراد ربك
بما أنك أخي الكريم عندك علم بمصطلحاتهم و لغتهم الخاصة فهل يمكنك أن تبين لنا ما قصدهم (بالصدق) و (الخضوع) و (الإمداد). و أن تصحح فهمنا المعوج فيما قصده هذا القائل.
و بما أن عندهم مصطلحات تعلمها أنت, هل يمكنك أن تشرح لي هذه العبارة , كان بهاء الدين نقشبند يقول للرجل: مت، فيموت، ثم يقول له: قم حياً، فيحيا مرة أخرى كما جاء في كتابهم (المواهب السرمدية) فما مقصودهم بالموت و الحياة هنا.
و هل يمكنك أن تشرح لي هذا القول لبهاء الدين نقشبند كما جاء في كتابهم (رشحاة الحياة): إن الله تعالي ليس عالما للغيب ونسب السر هندي.
وبما أننا لا نعلم مصطلحاتهم فهل يمكنك أن تشرح لي هذا الأثر, لكي يتقبله عقلي: أن شيخهم بهاء الدين اجتمع مرة بكلب وحرباء فحصل له من لقائهما بكاء عظيم وسمع لهما تأوها وحنينا فأستلقى كل منهما على ظهره ورفع الكلب قوائمه الأربع إلى السماء وأخذ يدعو الله , وكذلك الحرباء والشيخ يقول آمين , يؤمّن على دعاء الكلب والحرباء.
كما يروونه في (المواهب السرمدية.)
فلا تستخف أخي الكريم بعقولنا بارك الله فيك, و نحن لم نكفر أحدا, في هذا المقام. فمن أصولنا, و الحمد لله, أنه ليس كل من وقع في الكفر يعتبر كافرا حتى تقام عليه الحجة, ومن أصولنا أيضا العذر بالجهل.
التفصيل واجب كما قال البا حث العلمي
لان الرفق بالحيوان من هدي الا سلام
حتى الكلاب
روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فاذا كلب يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم امسكه بفيه ثم رقي فسقي الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لاجرا قال في كل ذات كبد رطبة اجر
وعكس هذا
ما رواه مسلم عن عبدالله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي اطعمتها وسقتها اذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض
الأحاديث الواردة هنا تدل على الرفق و الرحمة بالحيوان, و أن الإنسان يكون عنده أجر عظيم إزاء ذلك. و ليس فيها ما يدل على طلب المدد من الحيوانات و خدمتها بخضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 10:03]ـ
بما أنك أخي الكريم عندك علم بمصطلحاتهم و لغتهم الخاصة فهل يمكنك أن تبين لنا ما قصدهم (بالصدق) و (الخضوع) و (الإمداد). و أن تصحح فهمنا المعوج فيما قصده هذا القائل.
و بما أن عندهم مصطلحات تعلمها أنت, هل يمكنك أن تشرح لي هذه العبارة , كان بهاء الدين نقشبند يقول للرجل: مت، فيموت، ثم يقول له: قم حياً، فيحيا مرة أخرى كما جاء في كتابهم (المواهب السرمدية) فما مقصودهم بالموت و الحياة هنا.
و هل يمكنك أن تشرح لي هذا القول لبهاء الدين نقشبند كما جاء في كتابهم (رشحاة الحياة): إن الله تعالي ليس عالما للغيب ونسب السر هندي.
وبما أننا لا نعلم مصطلحاتهم فهل يمكنك أن تشرح لي هذا الأثر, لكي يتقبله عقلي: أن شيخهم بهاء الدين اجتمع مرة بكلب وحرباء فحصل له من لقائهما بكاء عظيم وسمع لهما تأوها وحنينا فأستلقى كل منهما على ظهره ورفع الكلب قوائمه الأربع إلى السماء وأخذ يدعو الله , وكذلك الحرباء والشيخ يقول آمين , يؤمّن على دعاء الكلب والحرباء.
كما يروونه في (المواهب السرمدية.)
فلا تستخف أخي الكريم بعقولنا بارك الله فيك, و نحن لم نكفر أحدا, في هذا المقام. فمن أصولنا, و الحمد لله, أنه ليس كل من وقع في الكفر يعتبر كافرا حتى تقام عليه الحجة, ومن أصولنا أيضا العذر بالجهل.
الأحاديث الواردة هنا تدل على الرفق و الرحمة بالحيوان, و أن الإنسان يكون عنده أجر عظيم إزاء ذلك. و ليس فيها ما يدل على طلب المدد من الحيوانات و خدمتها بخضوع.
وانا لم اطالبك ان تتخذ الكلب سيدا و لا حبيبا
انما ذكرت بهدي الا سلام
لان تصو يب الا خطاء
يبدو انه يو قع البعض بتجاهل كثير من الحقائق
او التهوين من السنن
فالمطلوب هو ان نصحح الاخطاء
و لا نلغي معها الحقائق و الشرائع
من عظيم هدي الا سلام في الر فق بالحيوان
الذي كان منه ان سقى كلبا
فنال كرامة وخيرا عظيما
الا وهو -فشكر الله له فغفر له-
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 12:44]ـ
بما أنك أخي الكريم عندك علم بمصطلحاتهم و لغتهم الخاصة فهل يمكنك أن تبين لنا ما قصدهم (بالصدق) و (الخضوع) و (الإمداد). و أن تصحح فهمنا المعوج فيما قصده هذا القائل. أحسنت أخي الفاضل
ـ[ابوعمرة]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 01:41]ـ
عجبا" لقوم ابى جهل أعلم منهم بتوحيد الالوهية
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 02:06]ـ
للأسف الأخ الباحث العلمي والأخت جمانة هداهما الله في وادي والموضوع في وادي آخر ..
الأخ الأثري يطرح موضوع يتعلق بالعقيدة والتوحيد .. والبعض يتحدث عن الرفق والمعاملة!!!
هذه مهزلة واستخفاف بالعقول ...
الأخ أبو عبد الله بارك الله فيك وننتظر من الأخ الباحث تفسير المصطلحات ....
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 02:37]ـ
الأخ الفاضل: أبو عبد الله عادل السلفي
بارك الله فيك ونفع بك ووفقك لكل خير،،،
وقد أجبتَ بما يشفي ويكفي،،، وإني لأعجب أشد العجب ممن يأتي ليهوّن من شأن هذه البلايا العقدية عند المتصوفة
بل ويزداد العجب حينما يتكلم بعض الإخوة هداهم الله عن الرفق بالحيوان وماشابه .. !!
تُرى أين رأوا أننا أنكرنا ذاك .. !!
بل ومن أعجب ما رأيت أن تكلم أحد الإخوة فحذرنا من الولوج في التكفير والوقوع في مزالقه .. !!
فسبحان ربي .. !!
اللهم إليك المشتكى .. !!
عموما إن شئت أتيت لكم في هذا الباب مايندى منه الجبين ويبرأ منه الصغار قبل الكبار،،، فأين هم ذووا الألباب .. !!
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 03:14]ـ
أن نبحث عن مثالب الصوفية ومثالب الشيعة ومثالب السنة ومثالب الفرق وغيرها أمر تحسنه كل الجهات حتى العوام حتى المخابرات الأمريكية التي ترصد وزارة خارجيتها أموالا ضخمة لذلك وتعلن علنا إنشاء مواقع لتمزيق الممزق وتقطيع المقطع لينقاد الناس باسم الغيرة على الدين ويحملوا المعاول ويخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الكافرين والفتنة أشد من القتل.
الأصعب أن يلتقي العلماء بأرباب الطوائف ويحاوروهم وتعود تلك المناظرات التي برهنت أن أجدادنا أذكى منا إذ قامت في أزمنة عزت فيها وسائل الاتصال الحديثة والميسرة ويشمر الجميع لرأب صدع الأمة الجريحة ونميز بين الشيعة الخونة الذين مكنوا للأعداء في بغداد وبين الذين يطلقون الآن النار على الصهاينة ويرعبوهم، وبين متصوفة فترة الاستعمار الذين فتحوا الزوايا لاستقبال المارشالات وبين الذين يحاولون إحياء أرواحهم وسموها كالشيخ البوطي حفظه الله.
أتمنى أن لا يدخل مجلس الألوكة في هذه المتاهات والصراعات التفسيقية والتبديعية والتكفيرية ويسير في اتجاه دفع طلبة العلم علماءهم نحو رص البيت الداخلي والحوار بالتي هي أحسن كما أمرنا مع أهل الكتاب فضللا عن إخواننا والاستفادة مما تبقى من جسم الأمة المنهك للقيام مجددا والشهادة على الناس.
ربنا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا
أثاب الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث في الرقية الشرعية]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 03:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عجبا ولا عجب اذا عرف السبب
((بينما كلب يطيف بركية، كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها، فسقته فغفر لها به
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري ( http://majles.alukah.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري ( http://majles.alukah.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 3467
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الاحسان للمخلوقات من اوامر الاسلام ولكن يجب التنبه للفواسق وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
من اقتنى كلبا، ليس بكلب ماشية أو ضارية، نقص كل يوم من عمله قيراطان الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري ( http://majles.alukah.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري ( http://majles.alukah.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 5480
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وهؤلاء يرعونها ويستغيثون بها
وقد كان الرسول يرسل الصحابه للتتبعها وقتلها ثم امسك عنها أوامر بقتل الاسود منها وأخبر أنه شيطان
ويعلم ان وجود الكلب في البيت يمنع دخول الملائكة كما تفعل الصور
نعوذ بالله من الكفر والفقر وعذاب في النار وعذاب في القبر
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[جمانة انس]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 03:40]ـ
للأسف الأخ الباحث العلمي والأخت جمانة هداهما الله في وادي والموضوع في وادي آخر ..
الأخ الأثري يطرح موضوع يتعلق بالعقيدة والتوحيد .. والبعض يتحدث عن الرفق والمعاملة!!!
هذه مهزلة واستخفاف بالعقول ...
الأخ أبو عبد الله بارك الله فيك وننتظر من الأخ الباحث تفسير المصطلحات ....
بل نصحح الا خطاء
ونصون العقيدة
-وأيضا نحفظ الشريعة_
وقد قلت في ملاحظتي
فالمطلوب هو ان نصحح الاخطاء
و لا نلغي معها الحقائق و الشرائع
ولو اصيب شريان من القلب بالعطب
نبدل الشريان
و لا نقطع القلب و نميت المر يض
ولو مرضت اليد نعالجها
و لا نقطعها
*********
فاذا اعجب الا نسان بكلب
واحسن اليه ثم عبده -افتراضا-
نتأكد من سلامة عقله اولا
ثم نبين له ان الر فق بالكلب مطلوب شرعا
لكن ليس الى حد العبادة او السياده
فالذي خلق الكلب و زرع فيه الو فاء و سخره للانسان
هو الله خالق الجميع
---------
لكن لو نظرنا نظرة العقل و الا نصاف
فلم نسمع عن فرقة من المسلمين عبدت الكلاب
وذلك عبر تا ريخ الا مة الطويل
والحالات الفردية -ان ثبتت -تعبر عن لوثات عقلية
و لا اعتبرها شبها عقدية
و لا اخاف على الا سلام من عبادة الكلاب
و لا يمكن اعتبارها خطر عقدي يهدد الا مة جدير بالدراسة و التهويل في مجلس علمي
الى حد الغاء الر فق بالحيوانات واعتبار التنبه لذلك مصيبة و سذاجة
و لاتعبر هذه الحالة عن فكر امة و لا عن واقع حضارة الا سلام
ولم نسمع عبارات تسييد الكلاب الا عند الكاتب لهذه المقولة
؟؟؟؟؟
----------
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 03:47]ـ
أن نبحث عن مثالب الصوفية ومثالب الشيعة ومثالب السنة ومثالب الفرق وغيرها أمر تحسنه كل الجهات حتى العوام حتى المخابرات الأمريكية التي ترصد وزارة خارجيتها أموالا ضخمة لذلك وتعلن علنا إنشاء مواقع لتمزيق الممزق وتقطيع المقطع لينقاد الناس باسم الغيرة على الدين ويحملوا المعاول ويخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الكافرين والفتنة أشد من القتل.
الأصعب أن يلتقي العلماء بأرباب الطوائف ويحاوروهم وتعود تلك المناظرات التي برهنت أن أجدادنا أذكى منا إذ قامت في أزمنة عزت فيها وسائل الاتصال الحديثة والميسرة ويشمر الجميع لرأب صدع الأمة الجريحة ونميز بين الشيعة الخونة الذين مكنوا للأعداء في بغداد وبين الذين يطلقون الآن النار على الصهاينة ويرعبوهم، وبين متصوفة فترة الاستعمار الذين فتحوا الزوايا لاستقبال المارشالات وبين الذين يحاولون إحياء أرواحهم وسموها كالشيخ البوطي حفظه الله.
أتمنى أن لا يدخل مجلس الألوكة في هذه المتاهات والصراعات التفسيقية والتبديعية والتكفيرية ويسير في اتجاه دفع طلبة العلم علماءهم نحو رص البيت الداخلي والحوار بالتي هي أحسن كما أمرنا مع أهل الكتاب فضللا عن إخواننا والاستفادة مما تبقى من جسم الأمة المنهك للقيام مجددا والشهادة على الناس.
ربنا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا
أثاب الله الجميع.
بارك الله فيكم وغفر لي ولكم
لكن. . .
ماهكذا تورد الإبل
لي عودة بإذن الله
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 03:57]ـ
الأخت الفاضلة: جمانة أنس.
هداني الله وإياك صراطه المستقيم.
من البغي أن تقوّلي كاتب المقولة مالم يقل .. !!
ومن الزلل أن تصغري في أعين الناس هفوة عقدية كهذه .. !!
بينما نجدك على العكس حينما جعلت من الحبة قبة في هذا الموضوع فأدخلتِ فيه ماليس منه ـــ الرفق في الحيوان ـــ .. !!
هل تريدين أن نلجم أفواهنا وأن نعمي أبصارنا عن أناس يطلبون المدد والإمداد من الكلاب .. !!
أليست الاستغاثة والاستعانة عبادة لله خالصة ومن جعلها لغيره فقد وقع في الشرك،،، علما أني لاأتكلم عن تكفيره أو ماشابه وإنما الكلام عن ذات الفعل.
تُرى أين إنكار المنكر،،، يا أبناء التوحيد والسنة .. !!
اللهم إليك المشتكى .. !!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 04:24]ـ
الأخت الفاضلة: جمانة أنس.
هداني الله وإياك صراطه المستقيم.
من البغي أن تقوّلي كاتب المقولة مالم يقل .. !!
ومن الزلل أن تصغري في أعين الناس هفوة عقدية كهذه .. !!
بينما نجدك على العكس حينما جعلت من الحبة قبة في هذا الموضوع فأدخلتِ فيه ماليس منه ـــ الرفق في الحيوان ـــ .. !!
هل تريدين أن نلجم أفواهنا وأن نعمي أبصارنا عن أناس يطلبون المدد والإمداد من الكلاب .. !!
أليست الاستغاثة والاستعانة عبادة لله خالصة ومن جعلها لغيره فقد وقع في الشرك،،، علما أني لاأتكلم عن تكفيره أو ماشابه وإنما الكلام عن ذات الفعل.
تُرى أين إنكار المنكر،،، يا أبناء التوحيد والسنة .. !!
اللهم إليك المشتكى .. !!
بوركت غيرتك على سلامة العقيدة
لكن اجعل معها
حفظ الشريعة
وانت باذن الله على ذلك
*********
ولو قرات مداخلات المعلقين
لن تجد واحدا يدعو الى عبادة الكلاب او تسييدها
بل لن تجد عاقلا يفعلها
حتى في الغرب بين غير المسلمين
لم نسمع عن عبادة الكلاب
*****
ولعلك اول من اضاف كلمة سيدي الى كلب
فالمبالغات -غالبا- مو ضع تأمل
و جزاكم الله خيرا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 04:50]ـ
حتى في الغرب بين غير المسلمين
لم نسمع عن عبادة الكلاب
*****
أختي الفاضلة / إن كان قصدك هو تكذيب الرواية فلم لا تصرّحين بذلك؟؟!!
ولعلك اول من اضاف كلمة سيدي الى كلب
فالمبالغات -غالبا- مو ضع تأمل
و جزاكم الله خيرا
أمّا هذه فقد أخطأت فيها القول واتهمت أخاك بما لم تفهميه -أختي الفاضلة -وأرجوا أن تدقق أختي في القصة التي نقلها (أخ الفرات) ولتتمعّن في مفرداتها .. ولتغوص في أعماقها .. عندها فقط .. ستعرف أيّ خطئ ارتكبته بتحوير الكلام عن غايته إلى غاية أخرى ليس هذا محلْ بسطها!! فالحديث عن تحذير المسلمين من الوثنية التي تتقنع بلباس التزكية والتخريب الممنهج للنفسيات والأخلاق بدعوى التواضع والحكمة وغيرها من العقد التي ينفث فيها كهنة التصوف ليسحروا أعين الناس وليستخفوا عقولهم جاء في القصة
(( ... ثم بعد ذلك أمرني أن اشتغل بخدمة كلاب الحضرة بالصدق والخضوع وأطلب منهم الإمداد وقال لي إنك ستصل إلى كلب منهم تنال بخدمته سعادة عظيمة ... الخ)) فهل تفهم أختي معنى (الحضرة) ولم يطلب الشيخ من مريده استحضار (الصدق) و (الخضوع) أم لا تعرف ذلك؟!! أظنّ بأنّ أختي - لطيبتها- تعتقد بأنّ (الصدق) و (الخضوع) الذي يطالب به الشيخ هو مقام من مقامات العبودية والسير إلى الله وأنْ (الحضرة) هي استحضار الرقابة الإلهية والخشوع في محراب الرهبانية!!! لا أيتها الفاضلة!! فالحقيقة وراء ذلك كلّه وأتركك مع التأمْل ..
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 08:40]ـ
أخي الفاضل الكريم: العاصمي
كتبت فأحسنت،،، فجزاك الله عني كل خير
ونسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه،،، اللهم آمين
إخوة التوحيد وأبناء السنة،،، ألا تذكرون قولة من قال: هاتوا كتاب التوحيد ندرسه من جديد .. !!
واللبيب من الإشارة يفهم.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 09:09]ـ
الأخوة الأفاضل الأكارم،،، أرجو أن تكتحل أعينكم بهذه:
قال عبد المجيد الخاني النقشبندي في ترجمه شاه نقشبند أنه قال: ((. . . وخرجت يوما من تلك الأيام إلى بعض الجهات، فوجدت حرباء قد استغرقت في رؤية جمال الشمس، فاعتراني من مشاهدتها وجد، وخطر لي أن أطلب الشفاعة منها وهي في هذا المقام، فوقفت على أتم هيئة من الأدب والاحترام، ورفعت يدي فرجعت من استغراقها، واستلقت على ظهرها، وتوجهت إلى السماء، وأنا أقول: آمين.)) [الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في أجلاء السادة النقشبندية ص 401]
اللهم إليك المشتكى،،،
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 10:58]ـ
لست أدري لماذا تصر على نقل هذه الخزعبلات هداك الله وبماذا تنوي إفادتنا تحديدا.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 11:56]ـ
ألم تسمعي:
عرفت الشر لا للشر. . .
هداك الله،،،
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. متفق عليه
عموما: الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض .. !!
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 12:46]ـ
الأخوة الأفاضل الأكارم،،، أرجو أن تكتحل أعينكم بهذه:
قال عبد المجيد الخاني النقشبندي في ترجمه شاه نقشبند أنه قال: ((. . . وخرجت يوما من تلك الأيام إلى بعض الجهات، فوجدت حرباء قد استغرقت في رؤية جمال الشمس، فاعتراني من مشاهدتها وجد، وخطر لي أن أطلب الشفاعة منها وهي في هذا المقام، فوقفت على أتم هيئة من الأدب والاحترام، ورفعت يدي فرجعت من استغراقها، واستلقت على ظهرها، وتوجهت إلى السماء، وأنا أقول: آمين.)) [الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في أجلاء السادة النقشبندية ص 401]
اللهم إليك المشتكى،،،
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 02:50]ـ
بارك الله فيكم وغفر لي ولكم
لكن. . .
ماهكذا تورد الإبل
لي عودة بإذن الله
خلاصة الكلام العاطفي الحماسي الذي ذكرته الأخت, نسأل الله أن يهدينا و إياها إلى الحق, هو أن نجتمع على ما اتفقنا عليه و أن يعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه, و هو حق يراد به باطل في غالب الأحيان, و الواقع يشهد بذلك كما هو مشاهد في صفوف الأحزاب التي تجمع في صفوفها الغث و السمين ..
و عجبا كيف خفي عليهم قوله عليه الصلاة و السلام في الحديث المشهور, سأذكر الشاهد منه فقط, (( ... وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. وفي لفظ: على ثلاث وسبعين ملة، وفي رواية قالوا: يا رسول الله من الفرقة الناجية؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)). [صححه الألباني و غيره]
و العجب من أناس ماتت فيهم الغيرة على التوحيد الذي هو أساس عقيدة المسلم.
سنرد و نفضح كل مشرك زنديق مغلف بغلاف الإسلام و باطنه كفر و زندقة, بدلوا الدين و ميعوه لا رحم الله فيهم مغرز إبرة.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 02:56]ـ
الأخوة الأفاضل الأكارم،،، أرجو أن تكتحل أعينكم بهذه:
قال عبد المجيد الخاني النقشبندي في ترجمه شاه نقشبند أنه قال: ((. . . وخرجت يوما من تلك الأيام إلى بعض الجهات، فوجدت حرباء قد استغرقت في رؤية جمال الشمس، فاعتراني من مشاهدتها وجد، وخطر لي أن أطلب الشفاعة منها وهي في هذا المقام، فوقفت على أتم هيئة من الأدب والاحترام، ورفعت يدي فرجعت من استغراقها، واستلقت على ظهرها، وتوجهت إلى السماء، وأنا أقول: آمين.)) [الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في أجلاء السادة النقشبندية ص 401]
اللهم إليك المشتكى،،،
أخي الفراتي حفظك الله و رعاك, واصل. و أنا معك أيضا سأنقل إن شاء الله, كلام بعض خزعبلات الصوفية في المغرب, و على رأسهم عبد السلام ياسين. و سأحاول جرد كل خزعبلاته و عرضها على العامة.
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 03:12]ـ
صدق من قال: اتسع الخرق على الراقع!.
الموضوع في واد وكلام بعض المرقعين في واد آخر، نسأل الله تعالى أن يهدي كل ضال لسبيل الحق والاستقامة ... !
أذكرُ بأن أول كتاب امتلكته كان كتاب (كرامات الاولياء للنبهاني!) يوم أن كنت في الثانية عشر من عمري، وكنتُ سعيدا به سعادة لا توصف ... !
ولكن سرعان ما خاب أملي وذهبت سعادتي.!
فإني أذكر بأنني تصفحت الكتاب فقرأت لولي من الاولياء المزعومين كرامة هنا وكرامة لآخر هناك!
ولكن سرعان ما وقفت على كرامة لم أتصور أنت تكون كرامة على الاطلاق- مع صغر سني وقتها-، فقلتُ في نفسي عجيب، اذا كان كشف العورة وضرب رؤوس تلامذته بها كرامة!!!! -وفي حقيقتها شقاوة والله المستعان-، ثم وقعت على غيرها مما هو مثلها وأشدّ، فتعوذت بالله وتركت الكتاب وها هو مرمي مع بعض كتب أهل البدع ليومي هذا ولم استخدمه من يومها الا مرة واحدة أو مرتين قبل عام للاحتجاج على أهل التصوف هداهم الله للتوحيد ......
وجزاك الله خيراً أخي الحبيب على هذا اللفتة الطيبة، ففي هكذا مواضيع تُظهر حقيقة أهل التصوف لمن لا يعرف حقيقتهم،، إذ إنهم أصحاب تقية لهي أشد من تقية الروافص ... !
فما يظهرونه للعامة ودعاة التوحيد مخالف تماما عما يقولونه ويفعلونه بحضراتهم.!
والله المستعان.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 03:58]ـ
أخي الفراتي حفظك الله و رعاك, واصل. و أنا معك أيضا سأنقل إن شاء الله, كلام بعض خزعبلات الصوفية في المغرب, و على رأسهم عبد السلام ياسين. و سأحاول جرد كل خزعبلاته و عرضها على العامة.
وحفظك الرحمن وبارك فيك وأنعم عليك بفضله ورحمته
وإني لأعجب أشد العجب
حينما ينبري من ينتسب إلى السنة للدفاع عن أمثال هؤلاء .. !!
فاللهم سلّم سلّم،،،
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 04:01]ـ
صدق من قال: اتسع الخرق على الراقع!.
الموضوع في واد وكلام بعض المرقعين في واد آخر، نسأل الله تعالى أن يهدي كل ضال لسبيل الحق والاستقامة ... !
أحسنت بارك الله فيك،،،
وأصبت: فقد اتسع الخرق على الراقع .. !!
نسأل الله العافية والهداية
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 04:07]ـ
لمن نافح عن القوم أُهدي:
الصوفية واستعباد الشيخ للمريد،،، شاهد كيف يُقبّل المريد حذاء الشيخ وكأنه يسجد له .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=46308)
كرامة صوفية برواية الغماري: ولي صوفي يشرب بوله ويأمر من بجانبه أن يمسك له. . . ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41990)
البوطي: أنا لم أكن في عصر النبهاني ولم أره ولم يكتب لي شرف التتلمذ عليه!!! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=43866)
محمد سعيد البوطي / هل يرضى الله سبحانه بهذه الفتوى ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=43738)
ولدينا مزيد. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 04:10]ـ
و على رأسهم عبد السلام ياسين. و سأحاول جرد كل خزعبلاته و عرضها على العامة.
أرجوا أن تكون البينات كالدعاوي؟؟
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 04:32]ـ
الأخ الفاضل طالب الإيمان،،،
هنا تجد البينات:
التصوف في المغرب الإسلامي ( http://soufia-h.net/forumdisplay.php?f=13)
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 04:53]ـ
أرجوا أن تكون البينات كالدعاوي؟؟
بعجالة: عبد السلام ياسين يشرع للبنت أن تكذب على والديها وتسافر لتحضر مجالس جماعة العدل و الإحسان.
. http://www.safeshare.tv/v/SFV-Pp62Bg8
ربما يجهل الشيخ أن الكذب حرام و سفر المرأة بدون محرم حرام أيضا.
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 05:10]ـ
اللهم اهدي الصوفية للخير و الرشاد
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 09:23]ـ
اللهم اهدي الصوفية للخير و الرشاد
آآآآآآآآآمين اللهم اهد كل طوائف المسلمين واجمع كلمتهم على الحق إنك سميع مجيب
ألا ترى معي يا أستاذ مؤمل أنهم لا يملكون أن يجعلوا الاسلام لأهله كبيت أبي سفيان لقريش؟ أمتنا أشبه ما يكون بجريح مثخن أمام الأمم وأمامه مجموعة يتفرجون وآخرون لا يعبأون وآخرون يزيدونه طعنا ويشهدون وستكتب شهادتهم ويسألون.
هدى الله الجميع.
ـ[العبيد]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 11:18]ـ
هل معنى كلامك أن يسكت ويرضى المسلمون عن عبادة غير الله من أجل توحيد المسلمين (والمشركين الذين يعبدون غير الله).
اللهم اهدنا الصراط المستقيم!
{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}
{وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}
[ولينظر كلام المنفلوطي رحمه الله 48486 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48486) ]
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 11:40]ـ
جزاكم الله خيرا
على فضح المشركين الضالين
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 12:10]ـ
حفظ الشريعة فى المقام الاول يكون فى حفظ
وصيانة حمى التوحيد فليست هناك مرتبة أولى بالحفظ من هذه
ففضح الشرك وتبيين أفعال المشركين
لهو من صيانة العقيدة والدعوة الى التوحيد
جعلنا الله من الموحدين الداعين الى توحيده
الناهين عن شركه
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 08:57]ـ
.... أمتنا أشبه ما يكون بجريح مثخن أمام الأمم وأمامه مجموعة يتفرجون وآخرون لا يعبأون وآخرون يزيدونه طعنا ويشهدون وستكتب شهادتهم ويسألون ....
شنشنة إخوانية
وهل لو تركنا هؤلاء في شركياتهم سينصلح حال المسلمين المجروحين؟
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 01:32]ـ
جزاكم الله خيرا ايها الاخوة على ما تقدموه في سبيل الله
اما هنا في المغرب فلا عجب مما ذكره الاخوة في التصوف و الجهات المسؤولة في ذلك تساعدهم بكل ارتياح و الدعاة الى الله المخلصين مضطهدين في كل مكان
ـ[جمانة انس]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 07:26]ـ
بعجالة: عبد السلام ياسين يشرع للبنت أن تكذب على والديها وتسافر لتحضر مجالس جماعة العدل و الإحسان.
. http://www.safeshare.tv/v/sfv-pp62bg8
ربما يجهل الشيخ أن الكذب حرام و سفر المرأة بدون محرم حرام أيضا.
للدقة كلمة يشرع تجعل عقيدته في خطر
لان الكذب حرام واستباحته لما حرم الله امر معروف حكمه
سمعت المقطع المسجل ولاحظت انه لايستحل الكذب بدليل ذكره للتوبة والمغفرة
لكن بلا شك فان اقتراحه محرم بداهة وسابقة خطيرة والعياذ بالله
------------------
كذلك السفر بدون محرم
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 03:32]ـ
الأخ الفاضل طالب الإيمان،،،
هنا تجد البينات:
التصوف في المغرب الإسلامي ( http://soufia-h.net/forumdisplay.php?f=13)
وهذا موقع الخرافة للرد على منهج جماعة العدل والإحسان ومرشدها عبدالسلام ياسين
http://www.khorafa.org/khorafa/main.php
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[20 - Feb-2010, صباحاً 07:33]ـ
للدقة كلمة يشرع تجعل عقيدته في خطر
لان الكذب حرام واستباحته لما حرم الله امر معروف حكمه
سمعت المقطع المسجل ولاحظت انه لايستحل الكذب بدليل ذكره للتوبة والمغفرة
لكن بلا شك فان اقتراحه محرم بداهة وسابقة خطيرة والعياذ بالله
------------------
كذلك السفر بدون محرم
للدقة عقيدته في خطر تحقيقا. بالإضافة إلى غمزه و سبه لبعض الصحابة كمعاوية رضي الله عنه كما جاء في كتابه تنوير المؤمنات و غيره.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[20 - Feb-2010, صباحاً 07:43]ـ
للدقة عقيدته في خطر تحقيقا. كذلك غمزه و سبه لبعض الصحابة كمعاوية رضي الله عنه كما جاء في كتابه تنوير المؤمنات و غيره.
أنا لم اسمع به الا من خلال هذه السطور التي قراتها على صفحات المجلس العلمي
ومن خلال سماعي للمقطع المسجل كتبت ملاحظتي
اما التفاصيل الا خرى فلا اعلم شيئا
فمو ضوع العقائد امره دقيق عند الله، نسأل الله السلامة والعافية بتو فيقه و رحمته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل الصابر]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 02:45]ـ
.... أمتنا أشبه ما يكون بجريح مثخن أمام الأمم وأمامه مجموعة يتفرجون وآخرون لا يعبأون وآخرون يزيدونه طعنا ويشهدون وستكتب شهادتهم ويسألون ....
أخيتي بالله من هي الأمة أليس انا وأنتِ وكل مسلم يعيش بها ماهو الأفضل لنا أليس مشرط طبيب يعالج جراحنا وينزع منا تلك الأورام التي ظهرت في جسدنا أم نسكت عنها حتى تسري في بقية جسدنا، ما نقل لنا هنا أليس كلام تتقزز منه الأنفس وتعافه الفطرة السليمة إذا سلمت أنا وأنتِ ومن هنا منه فمن لمن اعتاد سماعه منذ الصغر من عوام المسلمين أنتركهم لمن يمجد لهم هؤلاء العلماء وينقلون لهم أباطيلهم، أسألكم بالله أهؤلاء سرج تهدي أمتنا أم حفر ترمي بنا في الحضيض
تعلمين علماء أمتنا أشبه بماذا
طبيب رقيق المشاعر يريد أن يعالج دون أن يحدث ألماً في الجسد فيعالج ولكن يترك المريض كما يريد ولو أكل ما يضره
وآخر يريد أن يعالج الأمة ولكن لديه شدة لأنه يعلم انه بقدر الألم سيكون العلاج فيحرمه مما اعتاد عليه لأنه سوف يكون سبب هلاكهإن لم يبتعد عنه
وآخرهم من يدعي الطب بعلم فاسد ورثه أو اكتسبه عن أطباء فاسدين
والجميع يعمل في هذا الجسد المسكين فلا حول ولا قوة الا بالله
////////////////
التوحيد ثم النوحيد ثم التوحيد
////////////////
ـ[جمانة انس]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 04:09]ـ
أخيتي بالله من هي الأمة أليس انا وأنتِ وكل مسلم يعيش بها ماهو الأفضل لنا أليس مشرط طبيب يعالج جراحنا وينزع منا تلك الأورام التي ظهرت في جسدنا أم نسكت عنها حتى تسري في بقية جسدنا، ما نقل لنا هنا أليس كلام تتقزز منه الأنفس وتعافه الفطرة السليمة إذا سلمت أنا وأنتِ ومن هنا منه فمن لمن اعتاد سماعه منذ الصغر من عوام المسلمين أنتركهم لمن يمجد لهم هؤلاء العلماء وينقلون لهم أباطيلهم، أسألكم بالله أهؤلاء سرج تهدي أمتنا أم حفر ترمي بنا في الحضيض
تعلمين علماء أمتنا أشبه بماذا
طبيب رقيق المشاعر يريد أن يعالج دون أن يحدث ألماً في الجسد فيعالج ولكن يترك المريض كما يريد ولو أكل ما يضره
وآخر يريد أن يعالج الأمة ولكن لديه شدة لأنه يعلم انه بقدر الألم سيكون العلاج فيحرمه مما اعتاد عليه لأنه سوف يكون سبب هلاكهإن لم يبتعد عنه
وآخرهم من يدعي الطب بعلم فاسد ورثه أو اكتسبه عن أطباء فاسدين
والجميع يعمل في هذا الجسد المسكين فلا حول ولا قوة الا بالله
////////////////
التوحيد ثم النوحيد ثم التوحيد
////////////////
والخوف من دجال يدعي انه طبيب فيقطع يد المر يض بدلا من علاجها
او يقتل المر يض بدلا من علاجه
غثائية مذهلة و ربمامغر ضة
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 07:42]ـ
أتوجه إلى أولئك الذين يتصيدون الأخطاء أن يحثوا علماءهم على اقتفاء أثر موسى عليه السلام ومحاورة هؤلاء (الفراعنة) لعلهم يتذكرون أو يخشون، هل سمعتم بأقطاب الفرق والجماعات يفعلون هذا؟ أما وقد انبريتم للاعلان عن مزيد من الحروب على الأمة دون إرساء قواعد الحوار والنصح والتذكير باسم التوحيد فوزارة الخارجية والدفاع الأمريكية تقوم بهذا الدور على أكمل وجه ... ونحن أشبه بعائلة مختلفة هاجمها عدو خارجي في كل يوم يهدم جدارا وظلت مشغولة عنه بمحاربة بعضها وقد اهتز السقف والأركان أمام أهل الحي ولم يفكروا في أن يلموا داخلهم ليستجمعوا قوتهم فلا تفشل ريحهم.
اللهم اجمع شمل المسلمين ووحد كلمتهم ورص صفوفهم ولا تجعل فتنة بينهم.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 08:01]ـ
أتوجه إلى أولئك الذين يتصيدون الأخطاء أن يحثوا علماءهم على اقتفاء أثر موسى عليه السلام ومحاورة هؤلاء (الفراعنة) لعلهم يتذكرون أو يخشون، هل سمعتم بأقطاب الفرق والجماعات يفعلون هذا؟ أما وقد انبريتم للاعلان عن مزيد من الحروب على الأمة دون إرساء قواعد الحوار والنصح والتذكير باسم التوحيد فوزارة الخارجية والدفاع الأمريكية تقوم بهذا الدور على أكمل وجه ... ونحن أشبه بعائلة مختلفة هاجمها عدو خارجي في كل يوم يهدم جدارا وظلت مشغولة عنه بمحاربة بعضها وقد اهتز السقف والأركان أمام أهل الحي ولم يفكروا في أن يلموا داخلهم ليستجمعوا قوتهم فلا تفشل ريحهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم اجمع شمل المسلمين ووحد كلمتهم ورص صفوفهم ولا تجعل فتنة بينهم.
اتق الله و كفاك جدالا بالباطل.
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 08:05]ـ
والخوف من دجال يدعي انه طبيب فيقطع يد المر يض بدلا من علاجها
او يقتل المر يض بدلا من علاجه
غثائية مذهلة و ربمامغر ضة
دعاة التوحيد اصبحوا دجاجلة؟!
قبح الله عباد القبور.
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 08:06]ـ
أتوجه إلى أولئك الذين يتصيدون الأخطاء أن يحثوا علماءهم على اقتفاء أثر موسى عليه السلام ومحاورة هؤلاء (الفراعنة) لعلهم يتذكرون أو يخشون، هل سمعتم بأقطاب الفرق والجماعات يفعلون هذا؟ أما وقد انبريتم للاعلان عن مزيد من الحروب على الأمة دون إرساء قواعد الحوار والنصح والتذكير باسم التوحيد فوزارة الخارجية والدفاع الأمريكية تقوم بهذا الدور على أكمل وجه ... ونحن أشبه بعائلة مختلفة هاجمها عدو خارجي في كل يوم يهدم جدارا وظلت مشغولة عنه بمحاربة بعضها وقد اهتز السقف والأركان أمام أهل الحي ولم يفكروا في أن يلموا داخلهم ليستجمعوا قوتهم فلا تفشل ريحهم.
اللهم اجمع شمل المسلمين ووحد كلمتهم ورص صفوفهم ولا تجعل فتنة بينهم.
يا أخت
أولاً: يجب مراعاة أن ما سميتموه بتصيد الأخطاء ... فهؤلاء القوم من لا يرى طاماتهم فهو يهذي في ظلمات الجهل والالتباس.
ألا ترين أنه كان أناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا بأن عبادة الأصنام باطلة؟ ولكنهم ذهبوا لقبور الصالحين من موتاهم ينذرون لهم ويذبحون لهم ويستغيثون بهم، وهؤلاء عباد الأوثان، قاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قاتل عباد الأصنام، فهم على سواء.
هذا الدين إنما هو قائم على عبادة الله وحده لا شريك له.
ـــ
- العجب حين ينكر على من يُنكر المنكر، ألا وجهتي كلامك هذا لمن يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم شيئًا؟
ألا يكون الجمع على عقيدة ومنهج الإسلام ... لا البدع والضلالات؟
ـــ
ما دخل وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكية بهذا الموضوع؟ أ ما هو دخلهما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
أما كان الصحابة ينكرون المنكر رغم شراسة وضراية حروب الردة؟
ـــ
خلط مقام إنكار المنكر بغيره من الأمور لا يصح، فالمقام ليس مقام جهاد هنا، بل هو موضوع يتحدث عن شطحات غريبة.
وإدعاءات بأحوال وماقمات وغيرها من الأشياء التي لا يصح نسبتها للإسلام أصلا ...
ألا تغارون على الإسلام؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 08:49]ـ
هكذا أحسن ..
اللهم اجمع شمل المسلمين على التوحيد ووحد كلمتهم على السنة ورص صفوفهم ولا تجعل فتنة بينهم.
ـ[الملا أبوأسامة الزرقاوي]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 08:52]ـ
هكذا أحسن ..
اللهم اجمع شمل المسلمين على التوحيد ووحد كلمتهم على السنة ورص صفوفهم ولا تجعل فتنة بينهم.
بارك الله فيك
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 09:20]ـ
هكذا أحسن ..
أحسن الله إليك يا شيخنا الحبيب.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 10:07]ـ
ألا ترين أنه كان أناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا بأن عبادة الأصنام باطلة؟ ولكنهم ذهبوا لقبور الصالحين من موتاهم ينذرون لهم ويذبحون لهم ويستغيثون بهم، وهؤلاء عباد الأوثان، قاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قاتل عباد الأصنام، فهم على سواء.
هل يمكن تو ثيق هذه المعلومة لاهميتها
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 12:30]ـ
قال العلامة ابن باز رحمه الله: والمشركون الأولون أقل شركاً من هؤلاء، كان الأولون إذا نزلت بهم الشدة استغاثوا بالله وحده وأفردوا له العبادة، كما قال سبحانه: ((فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ.))
هذه حال الأولين من المشركين، كأبي جهل وأشباهه، أما هؤلاء المتأخرون - عباد القبور عباد الأموات - فشركهم دائم في الرخاء والشدة جميعاً.
فبالله عليكم كيف يسكت عن هؤلاء. هل يسكت عنهم من أجل الوحدة؟! وكيف تكون هذه الوحدة إن لم يكن أساسها التوحيد الخالص؟!
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 02:12]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ملتمساً العذر لمن وقعوا في بعض المخالفات والبدع: (وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرد منها، وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} وفي الصحيح يقول الله عز وجل: " قد فعلت" رواه مسلم. (الفتاوى 19/ 286).
النقاش بعد أن تحاوروا أهل البدع كما فعل الأنبياء والصالحون و إلا فحبذا لو أقفل النقاش والله يتولى شؤون عباده.
ربنا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 05:40]ـ
لم ينقل عن علمائنا من السلف أو الخلف أنهم و قعوا في بدعة مكفرة, و إن أخطؤوا نلتمس لهم العذر, أما من و قع في بدعة مكفرة يجب أن يحذر منه, لأن داخل في باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي أوجبه الله على عبيده.
وشيخ الإسلام ابن تيمية من أشد الناس على أهل البدع و صنف المصنفات الطوال كالرد على البكري و الإستغاثة في الرد على البكري و منهاج السنة النبوية و الفرقان بين أولياء الله و أولياء الشيطان و الصارم المسلول ... فكيف يحتج بكلامه في هذا الموضع, و قد يتوهم واهم أن شيخ الإسلام يلتمس العذر لمثل هؤلاء المشركين بعد قيام الحجة عليهم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 10:07]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ملتمساً العذر لمن وقعوا في بعض المخالفات والبدع: (وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرد منها، وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} وفي الصحيح يقول الله عز وجل: " قد فعلت" رواه مسلم. (الفتاوى 19/ 286).
النقاش بعد أن تحاوروا أهل البدع كما فعل الأنبياء والصالحون و إلا فحبذا لو أقفل النقاش والله يتولى شؤون عباده.
ربنا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
يعني .. الأخت تصرّ على رفع سدنة الوثنية إلى مقام مجتهدي الأمة!!!
ولكن لا عتب فلعلْها لم تفهم قصد صاحب الموضوع .. أمّا تعليقا على ما نقلته من قول شيخ الإسلام رحمه الله أقول:
كلامنا في واد ونقلك عن شيخ الإسلام رحمه الله في واد آخر وإن شئت الصدق فلتنقلي لإخوانك قوله رحمه الله في البطائحية
ـ[العبيد]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 10:43]ـ
إذا كان حب أهل الخير يعني السماح بعبادتهم فلا بأس بعبادة الكلاب بدعوى الرفق بالحيوان!
{وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}
زبيدة: دعي الخلط وقولي بصراحة - هل من المعروف أم من المنكر طلب المدد من الكلاب؟
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 08:23]ـ
- العجب حين ينكر على من يُنكر المنكر، ألا وجهتي كلامك هذا لمن يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم شيئًا؟
ألا يكون الجمع على عقيدة ومنهج الإسلام ... لا البدع والضلالات؟
أحسنت،،، سدد الله رأيك.(/)
هل هذا من الشرك: أنت رب لطيف ونبيك نبي شريف وأنا عبدك الضعيف والضعيف لا يضيع بين ...
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 09:16]ـ
" أنت رب لطيف ونبيك نبي شريف وأنا عبدك الضعيف والضعيف لا يضيع بين الكريم والشريف"
هذه العبارة هل من التوسل البدعي أم هي من التوسل الشركي؟
الذي يظهر لي أنها من الثاني فقد جعل أمره بين النبي صلى الله عليه وسلم و بين الله تعالى عياذا بالله، و كأن له صلى الله عليه وسلم تصرفا مع الله تعالى.
ما رأيكم؟
ـ[جذيل]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 02:02]ـ
هذه من هلوسات غلاة المتصوفة ..
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 10:32]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن هل هو من التوسل البدعي أم هو من الشرك الأكبر؟
ـ[جذيل]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 03:38]ـ
هو الان المفترض على سياق كلامه ان يقول والضعيف لا يضيع بين الشريف واللطيف ..
لكنه لا يعلم ماذا يقول فلخبط ..
مرة يعرض بجاه الرسول عليه الصلاة والسلام
ثم يحوس في الاخير فيجعل الرسول مساو لله تعالى
حتى قوله لا يضيع ليست بمستقيمة , كيف يعني لا يضيع .. !
إذن الكلام هنا ليس في باب الوسيلة , بل في باب الشرك الاكبر
لان الوسيلة هي ما يتوصل بها الى تحصيل المقصود كما يقول السهسواني
والشرك هو مساواة الله بغيره في الخلق والامر والالوهية والربوبية وغير ذلك
كما فعل القائل فقد جعل النبي عليه الصلاة والسلام قادرا مدبرا كقدرة الله وتدبر الله تعالى
بل جعل الرسول مساوى لله في كل شيء بإقرانه اياه بإجابة الدعاء
وجعل سؤاله للرسول عليه الصلاة والسلام كسؤال الله عز وجل
وهذا كلام من لايدري ماذا يقول .. !
وحتى وصفه لله تعالى باللطيف ووصفه للرسول عليه الصلاة والسلام بالشريف
فالذي يبدو ان منزلة الشرف قد تشمل اللطف , ولا يلزم العكس
فإن صح فقد وصف الرسول عليه الصلاة والسلام بوصف اعلى من وصف الله تعالى .. !!
الحمد لله على معافاته
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 07:50]ـ
...
الحمد لله على معافاته
الحمد لله على نعمة التوحيد.
جزاك الله خيرا(/)
هل يعد مسلما من نطق بالشهادتين فقط دون عمل؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 02:28]ـ
شهادة أن لا إله إلا الله هي مفتاح دين الإسلام، وأصله الأصيل؛ فهل من نطق بها فقط؛ دخل في دائرة المسلمين؛ دون عمل يذكر؟ وهل الأديان السماوية - غير دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم - جاءت بنفس هذا الأصل الأصيل؟
* من نطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ حكم بإسلامه بادي ذي بدء، وحقن دمه:
فإن عمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا؛ فهذا مسلم حقًا، له البشرى في الحياة الدنيا والآخرة.
وإن عمل بمقتضاها ظاهرًا فقط؛ حكم بإسلامه في الظاهر، وعومل معاملة المسلمين، وفي الباطن هو منافق، يتولى الله حسابه.
وأما إذا لم يعمل بمقتضى لا إله إلا الله، واكتفى بمجرد النطق بها، أو عمل بخلافها؛ فإنه يحكم بردته، ويعامل معاملة المرتدين.
وإن عمل بمقتضاها في شيء دون شيء؛ فإنه يُنظَر: فإن كان هذا الذي تركه يقتضي تركه الردة؛ فإنه يحكم بردته، كمن ترك الصلاة متعمدًا، أو صرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله. وإن كان هذا الذي تركه لا يقتضي الردة؛ فإنه يُعتبر مؤمنًا ناقص الإيمان بحسب ما تركه؛ كأصحاب الذنوب التي هي دون الشرك.
وهذا الحكم التفصيلي جاءت به جميع الشرائع السماوية.
المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان حفظة الله(/)
من هم أهل البدع؟
ـ[فاتح الخير]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 04:39]ـ
السلام عليكم
يرد اللفظ أهل البدع كثيرا في كتب العلماء قدامى ومعاصرين في باب هجرهم والتحذير منهم وعموما باب معاملة أهل البدع.
فمن هم أهل البدع؟
لأن الشباب عندنا يطلقون كلمة أهل البدع أو المبتدع على من يريدون ولو كانوا متخرجي الجامعة الإسلامية ويحذرون منهم ويستدلون بهذا الكلام العام في أهل البدع الذي هو حق في نفسه ..
إذن من هم أهل البدع أو من نستطيع أن نحكم عليه أنه من أهل البدع؟ أو عكس من هم أهل السنة وماذا يجب على الذي يقول عن نفسه أنه من أهل السنة أن يثبت؟ عندنا قليل من درس في البلاد العربية وخاصة في الجامعة الإسلامية وإذا ننفر الناس عنهم بحجة أنهم أهل البدعة لأنهم يخالفوننا في بعض الآراء مثل وسائل الدعوة مثلا فمن يبقى؟ يعني نرى هذا إجراما تنفير الناس وتحذيرهم من من درس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وتنزيل أقوال أهل العلم عن معاملة المبتدعة على هؤلاء الشباب ..
أيها الإخوة الكرام ...
لو تكتبون بعض نقولات في تعريف أهل البدع وآراءكم في هذا الوضع الأليم الذي ألم بنا ....(/)
الرُّقاة والمجرَّبات للشيخ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 05:55]ـ
الرُّقاة والمجرَّبات
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف (*)
لَمَّا أعرض فئام من المسلمين عن سبيل سُنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، اعتراهم من الضلال والحيرة والشقاء بِقَدْر هذا الإعراض؛ فمستقلِ ومستكثِر؛ فالإعراض والنكوص عن سبيل المؤمنين، يلازمه الابتداع والانصياع لمكايد الشياطين ونزغاتهم. ولما حُجِب هؤلاء عن شمس الرسالة ونور النبوة، أعقب ذلك أمراضاً روحانية ووساوس شيطانية، وآفات نفسانية؛ فاستحكمت الأهواء والشبهات، وراجت الأوهام والخرافات؛ فأي الفريقين أحق بالأمن والإيمان: الأنبياء - عليهم السلام - وأتباعهم الذين يفتحون الأعين العمي، والآذان الصُّم، والقلوب الغُلف، أم شياطين الإنس والجن الذين يُفسدون السمع والبصر والعقل [1]؟
وإزاء هذا الواقع المكتظ بالأمراض الروحانية، وصَرْع الجنِّ، وتسلُّط الشياطين، ورواج السحر، واستحواذ العين، ظهرت المدافعة لهذه الآفات، والمعالجة لتلك البليَّات؛ فبرز «الرُّقاة» يتطبَّبون ويعالجون هذه الأدواء، وسطَّر العلماء الكتب والفتاوى بشأن الرقية وأحكامها وأحوالها. كما تحدَّثوا عن آفات الرُّقاة، وسُبُل الخلاص منها، وكما قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: «تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من فجور» [2].
ومع رقَّة الإيمان، وضَعْف الديانة عند الكثير، وغلبة الجهل على طوائف من الرقاة، وما يكتنف النفوس من حبِّ المال والجاه، آلَ الأمر إلى الاشتباه بين الرقاة وبين الدجالين والمشعوذين، بل استحال بعض الرقاة سحرةً وشياطين. ولئن كان الشيطان قد زيَّن الشرك؛ فأظهره في قالب محبة الصالحين كما وقع لقوم نوح - عليه السلام - فإن الشيطان قد لبَّس على أقوام واستدرجهم إلى الشرك تحت ذرائع التطبب الفاسد والرُّقى المحظورة، كما حصل لأهل نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وكما جاء مبيَّناً في تاريخ نجد لابن بشر [3].
والمقصود أن بعض رُقاة اليوم قد ارتكبوا مزالق ومآخذ، منها: الظاهر الجلي، ومنها: المشتبِه الخفي، ونورد في هذه السطور ملحظاً، هو محل اشتباه وإشكال، ألا وهو التعويل على المجرَّبات؛ فلقد أفرط الكثير من الرقاة في المجرَّبات، وفتحوا الباب على مصراعيه، فقيَّدوا ما أطلقه الشرع، وخصَّصوا ما كان عامّاً، وأطلقوا ما كان مقيَّداً؛ فآيات قرآنية حددوها لعلاج الداء الفلاني، وآيات أخرى خصصوها لداء آخر ... وهكذا.
كما أثبتوا هيئات معيَّنة، وأعداداً محدَّدة عند الاستشفاء بالقرآن، ودون دليل أو برهان على تلك الهيئات أو الأعداد، وقد يحتجُّون بما ورد عن بعض السلف ... مع أن ما ورد عن السلف لو صحَّ عنهم، فهو من موارد الاجتهاد والنزاع التي تُردُّ إلى نصوص الوحيين، وما أطلقه الشارع فلا يسوغ تقييده بلا دليل. يقول ابن تيمية: «شَرْع الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - للعمل بوصف العموم والإطلاق لا يقتضي أن يكون مشروعاً بوصف الخصوص والتقييد، مثال ذلك: أن الله شرع دعاءه وذِكْرَه شَرْعاً مطلقاً، فقال: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 14]، وقال: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55]، ونحو ذلك من النصوص؛ فالاجتماع للدعاء والذكر في مكان معيَّن، أو زمان معيَّن، تقييد للذكر والدعاء، لا تدل عليه الدلالة العامة المطلقة بخصوصه وتُقْييده» [4].
كما قرر الشاطبي هذا المعنى بقوله: «إذا ندب الشرع - مثلاً - إلى ذكر الله، فالتزم قوم الاجتماع عليه على لسان واحد وبصوت، أو في وقت معلوم مخصوص عن سائر الأوقات، لم يكن في نَدْب الشرع ما يدل على هذا التخصيص الملتزم، بل فيه ما يدل على خلافه؛ لأن التزام الأمور غير اللازمة شرعاً شأنها أن تُفْهم التشريع» [5].
(يُتْبَعُ)
(/)
وساق الشاطبي في موطن آخر أمثلة على البدعة الإضافية؛ فكان مما قاله: «ومنه تكرار السورة الواحدة في التلاوة، أو في الركعة الواحدة؛ فإن التلاوة لم تُشْرَع على ذلك الوجه، ولا أن يَخُصَّ من القرآن شيئاً دون شيء، لا في صلاة، ولا في غيرها، فصار المخصِّص لها عاملاً برأيه في التعبد لله. وخرَّج ابن وضاح عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. لا يقرأ غيرها كما يقرؤها، فَكَرِهه، وقال: إنما أنتم متَّبعون؛ فاتبعوا الأولين، ولم يبلغنا عنهم نحو هذا، وإنما أُنْزل القرآن ليُقرأ ولا يُخصُّ شيء دون شيء.
وخرَّج أيضاً عن مالك - رحمه الله - أنه سئل عن قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مراراً في الركعة الواحدة، فَكَرِه ذلك، وقال: هذا من محدثات الأمور التي أحدثوا» [6].
والمقصود أن في هذه المجرَّبات تقييداً لما أطلق الشارع، والتزامَ هيئات وكيفيات لا دليل عليها؛ فأحوال هذه المجرَّبات أنها تتعلق بعبادات ثابتة من جهة أصلها: كتلاوة آيات القرآن أو الدعوات ... ونحوها، لكنها مُحْدَثة من جهة صفتها وهيئتها وعددها [7]؛ ولا سيما أن جمهور السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار - رضوان الله عليهم - لم يُنقَل عنهم تلك المجربات، ولو وَرَد عنهم ذلك لَنُقِل؛ فهذا مما تتوفر الدواعي لنقله؛ فكان هذا الترك الراتب عن جمهور الصحابة سُنةً وسبيلاً للمؤمنين.
وما جاء عن بعض تجارب السلف فهم آحاد، وُيردُّ ذلك إلى الميزان من نصوص الكتاب والسُّنة، وما عليه جمهور السلف الصالح، وخاصة أنهم قد يعوِّلون على ما عاينوه عن علماء جرَّبوا ذلك، والاستدلال بأفعال العلماء من أضعف الاحتجاج، وكان يقال: لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سَلْه يَصْدُقك.
وأيضاً فإن هذه المجربات لم تَعُد شيئاً عارضاً، بل أضحت أمراً راتباً، وقواعد مشتهرة ومنتشرة، يتداولها طوائف من الناس على أنها مسلَّمات وقطعيات وعبر وسائل الإعلام المتنوعة.
وكثرة المُحْدَثات والتجاوزات توجب المزيد من الحزم والصرامة، كما فعل الفاروق - رضي الله عنه - في إنفاذ وقوع الطلاق بالثلاث جملة، فلَمَّا أكثر الناسُ مما نُهُوا عنه من إيقاع الطلاق بالثلاث جملة، رأى عمر الفاروق أن يعاقبهم بإنفاذ ذلك عليهم.
«ولا ريب أنه إذا كثر المحظور احتاج الناس فيه إلى زجر أكثر مما إذا كان قليلاً» [8].
ويقال أيضاً: يتعذر الجزم بأن هذه المجرَّبات سبب مطرد في حصول المطلوب؛ فقولهم - مثلاً -: من كان عقيماً، فقال: {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا} [الأنبياء: 98] كذا وكذا مرة، يحصل مراده كما جُرِّب؛ ولا سيما أن السبب لا يستقل بنفسه في حصول المطلوب.
فلعل شدة افتقاره ولجأه إلى الله - تعالى - هو سبب الإجابة، وليس لأجل التزام هذه التجربة وعَدَدها، ولَمَّا احتج بعضهم بأثر لا يثبت: من وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه [9]، وقال سفيان بن عيينة: جرَّبناه منذ خمسين سنة، فما رأينا إلا خيراً [10].
تعقَّب ذلك ابن تيمية قائلاً: «لا حجة في قول سفيان ابن عيينة؛ فإن الله أنعم عليه برزقه، وليس في إنعام الله بذلك ما يدل على أن سببه كان التوسيع يوم عاشوراء» [11]. وقال في موطن آخر: «ومن هنا يغلط كثير من الناس؛ فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين عبدوا عبادة، أو دعوا دعاءً، ووجدوا أثر تلك العبادة، وذلك الدعاء، فيجعلون ذلك دليلاً على استحسان تلك العبادة والدعاء، ويجعلون ذلك العمل سُنة، وهذا غلط ... خصوصاً إذا كان ذلك العمل إنما كان أثره بصدق قام بقلب فاعله حين الفعل، ثم يفعله الأتباع صورة لا صدقاً» [12].
كما أن حصول المطلوب، وقضاء الحاجات ها هنا لا يقتضي مشروعية هذه المجرَّبات بإطلاق؛ «فإن المشركين يُقضى كثير من حوائجهم بالدعاء عند الأصنام، والأماكن التي يعظمونها؛ فهل يقول مسلم: إن مثل ذلك سوَّغ لهم هذا الفعل المحرَّم بإجماع المسلمين [13]؟
فلو كان المطلوب مباحاً وسائغاً، فإنه قد يفوِّت ما هو آكد وأهم، وقد بيَّن ذلك ابن تيمية بقوله: «ليس لكل سبب أثر يكون مشروعاً، بل الشارع ينهى عن أمور لها تأثير في طلب بعض المطالب، إذا كان ضررها راجحاً على نَفْعها، كما ينهى عن طلب السحر ونحو ذلك؛ وإن كان قد يمكن أن يُقتَل به كافر، ويُطَّلع بذلك على بعض أخبار أعداء الإسلام» [14].
وقال أيضاً: «حصول الغرض ببعض الأمور لا يستلزم إباحته، وإن كان الغرض مباحاً، فإن ذلك الفعل قد يكون فيه مفسدة راجحة على مصلحته» [15].
والمقصود: أن الإيغال في تلك المجربات، والانشغال بها يفضي إلى أن تكون هي المعيار والميزان، وليس لزوم السُّنة وتحرِّي حال السلف الصالح؛ فعلى الراقي والمسترقي أن يلزم ما عليه جمهور السلف، وأن يقف حيث وقفوا؛ فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفُّوا، ولهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل - لو كان فيها - أحرى؛ فلئن قلتم: حدث بعدهم، فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورغب عن سنَّتهم.
http://www.albayan-magazine.com/bayan-270/bayan-23.htm
______________________________ ______________________________ ______________________
(*) أستاذ مشارك في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض.
[1] ?انظر: النبوات لابن تيمية: 2/ 1049 - 1053.
[2] ?انظر: الاعتصام للشاطبي: 1/ 181.
[3] ?انظر: عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر: 1/ 33 - 34.
[4] ?مجموع الفتاوى: 20/ 196 = باختصار.
[5] ?الاعتصام: 1/ 249.
[6] ?الاعتصام: 2/ 15.
[7] ?انظر: قواعد معرفة البدع لمحمد الجيزاني: ص 113 - 119.
[8] ?جامع المسائل لابن تيمية: 1/ 337.
[9] ?انظر: اقتضاء الصراط المستقيم: 2/ 622.
[10] ?انظر: لطائف المعارف لابن رجب: ص 52.
[11] ?مجموع الفتاوى: 25/ 313.
[12] ?اقتضاء الصراط المستقيم: 2/ 694.
[13] ?مجموع الفتاوى لابن تيمية: 27/ 172.
[14] ?الرد على البكري، (ت: السهلي): ص 274.
[15] ?قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة: ص 184.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 04:36]ـ
مقال رائع ..
بارك الله في الكاتب والناقل.
ـ[الملا أبوأسامة الزرقاوي]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 07:12]ـ
إِحْذَرْ رُقاةَ زَمَانِنَا إنْ يَطْلُبُوا .... >< .... مِنْكَ الدَّرَاهِمَ حِيلَةُ الْمُحْتَالِ
لَيْسَتْ تَحِلُّ لَهُمْ وَأنْتَ تَظُنُّهَا .... >< .... حَقًّا لَهُمْ فَتَجُودُ بِالأمْوَالِ
لاَ تُخْدَعَنَّ فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى .... >< .... هَدْيِ الرَّسُولِ بِفَاسِدِ الأَحْوَالِ
كَلاَّ وَلاَ الصَّحْبِ الكِرَامِ جَمِيعِهِمْ .... >< .... حَاشَاهُمُو مِنْ سَيِّءِ الأَعْمَالِ
مَا قَارِيءٌ جَعَلَ القِرَاءَةَ حِرْفَةً .... >< .... إلاَّ لِيَرْبَحَ وَهْوَ كَالْبَطَّالِ
لاَ يَسْتَحِقُّ عَلَى القِرَاءَةِ دِرْهَماً .... >< .... وَأَرَاكَ تُعْطِيهِ بِلاَ إِقْلاَلِ
مَا هَؤُلاَءِ سِوَى التِّجَارَةِ يَمَّمُوا .... >< .... بِوَسِيلَةٍ كَوَسَائِلِ الأنْذَالِ
وَبِنَفْخَةٍ كَسَبُوا الدَّرَاهِمَ دُونَمَا .... >< .... تَعَبٍ وَغَرُّوا سَائِرَ الْجُهَّالِ
والدِّينُ لَيْسَ بِحِرْفَةٍ وَصِنَاعَةٍ .... >< .... حَتَّى يُبَاع كَسَائِرِ الأشْغَالِ
أَوْرَاقُهُمْ كَتَبُوا بِهَا وَتَعَلَّقَتْ .... >< .... هِمَمُ الرُّقَاةِ بِصَفْقَةِ الأَمْوَالِ
وَتَرَاهُمُو فِي نَفْثِهِمْ وَهَدِيرِهِمْ .... >< .... يَتَرَّقَّبُونَ زِيَادَةً لِنَوَالِ
وَعيُونُهُمْ نَحْوَ الْجُيُوبِ تَوَجَّهَتْ .... >< .... يَجْبُونَ بِالنَّفَثَاتِ أَلْفَ رِيَالِ
وَدُعَاءُ بَعْضِهِمُو: «إلَهِي أَنْزِلَنْ .... >< .... مَرَضاً يَعُمُّ لَيَكْثُرُوا نُزَّالِي
فَيَزِيدَ مَالِي إذْ سَعَيْتُ بِجَمْعِهِ .... >< .... بِوَسِيلَةٍ هَانَتْ عَلَى أَمْثَالِي»(/)
كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 08:07]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): العلم
السؤال: هذا سائل البرنامج يقول كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟
الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين يعلمهم التوحيد كما يعلمهم غيره من أمور الدين ومن أحسن ما يكون في هذا الباب كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إذا حفظوه عن ظهر قلب وشرح لهم معناها على الوجه المناسب لأفهامهم وعقولهم صار في هذا خير كثير لأنها مبنية على السؤال والجواب وبعبارة واضحة سهلة ليس فيها تعقيد ثم يريهم من آيات الله ليطبق ما ذكر في هذا الكتاب الصغير الشمس يقول من الذي جاء بها القمر النجوم الليل النهار ويقول لهم الشمس من الذي جاء بها الله القمر الله الليل الله النهار الله كلها جاء بها الله عز وجل حتى يسقي بذلك شجرة الفطرة لأن الإنسان بنفسه مفطور على توحيد الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وكذلك يعلمهم الوضوء كيف يتوضأون بالفعل يقول الوضوء هكذا ويتوضأ أمامهم وكذلك الصلاة مع الاستعانة بالله تعالى وسؤاله عز وجل الهداية لهم وأن يتجنب أمامهم كل قول مخالف للأخلاق أو كل فعل محرم فلا يعودهم الكذب ولا الخيانة ولا سفاسف الأخلاق حتى وإن كان مبتلاً بها كما لو كان مبتلاً بشرب الدخان فلا يشربه أمامهم لأنهم يتعودون ذلك ويهون عليهم وليعلم أن كل صاحب بيت مسئول عن أهل بيته لقوله تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) (التحريم: من الآية6) ولا يكون وقايتنا إياهم النار إلا إذا عودناهم على الأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكد ذلك في قوله (الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته) وليعلم الأب أن صلاحهم مصلحة له في الدنيا والآخرة فإن أقرب الناس إلى أبائهم وأمهاتهم هم الأولاد الصالحون من ذكور وإناث وإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له نسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على ما حلمنا من الأمانة والمسؤولية.
فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 05:18]ـ
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا(/)
شيخ صوفي: بعد أن طلب الإمداد من الكلاب،،، استشفع بالحرباء .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 09:18]ـ
شيخ صوفي: بعد أن طلب الإمداد من الكلاب،،، استشفع بالحرباء .. !!
ولانزال مع عجائب الصوفية التي لاتنقضي،،، خصوصا في تعاملهم مع الحيوانات، وقد رقمنا لكم من قبل:
عجباً،،، مدد ياسيدي كلب .. !! هذا هو حال مشايخ الصوفية مع الحيوانات،،، ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=51005)
شيخ صوفي من كُمّل العارفين كثير التطورات حتى أنه يصبح حيوانا في بعض الأحيان .. !! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=50921)
قال عبد المجيد الخاني النقشبندي في ترجمه شاه نقشبند أنه قال: ((. . . وخرجت يوما من تلك الأيام إلى بعض الجهات، فوجدت حرباء قد استغرقت في رؤية جمال الشمس، فاعتراني من مشاهدتها وجد، وخطر لي أن أطلب الشفاعة منها وهي في هذا المقام، فوقفت على أتم هيئة من الأدب والاحترام، ورفعت يدي فرجعت من استغراقها، واستلقت على ظهرها، وتوجهت إلى السماء، وأنا أقول: آمين.)) [الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في أجلاء السادة النقشبندية ص 401]
اللهم إليك المشتكى،،،
ـ[العبيد]ــــــــ[18 - Feb-2010, صباحاً 11:01]ـ
{أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا * أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا}
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 05:48]ـ
{أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا * أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا}
بارك الله فيكم
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 07:28]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون.
جزاك الله خيرًا، ودمت مسددا.(/)
بندر الشويقي يرد على حمد الماجد في محبة النصارى
ـ[أبو عبدالرحمن القحطاني]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 02:36]ـ
الحل سهلٌ للغاية ... يا د. حمد الماجد.
(2/ 1)
بقلم: بندر الشويقي
· فالنصراني الذي ينسب لله الولد، هو –في الواقع- شاتمٌ لله. فهل نقول: حتى مع شتمه لله وأذيته له، لن نكرهه حتى يؤذينا و يحاربنا نحن المخلوقين؟!
* الإمامُ أحمدُ بن حنبلٍ إذا نظرَ إلى نصرانيٍّ أغمض عينيه. فلما سئل عن ذلك قال: "لا أقدرُ أنظر إلى من افترى على الله وكذبَ عليه". فليقرأ هذا (فيلسوفُ السلفية)، ليستطيع أن يكره نصرانياً يمشي في الشارع.
قرأتُ مقالةَ أخينا المفضال الأستاذ د. حمد الماجد، و التي جعل عنوانها: (أحبُّ زوجتي المسيحية ... فأفتوني كيف أكرهها؟). حيث استشكل الدكتور مسألة (بغض الكافر غير المحارب). وقد رأيته –سلمه الله- يذكر أن "من صالح التسويق للمبادئ الإسلامية أن يعاد النظرُ في قراءة بعض العلماء الفضلاء للنص القرآني الكريم: (لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم) ".
ما أودُّ البدء بذكره والتذكير به هنا: أن من صالح التسويق للمبادئ الإسلامية أن يحافظَ على نصاعتها، وأن تصان من التحريف والتبديل المتعمَّد وغير المتعمَّد، ما كان منه بحسن نيةٍ، أو بسوء نيةٍ. فمن المتعيِّن أن تقدَّم مفاهيم الإسلامِ للناس كما هي، لكن في قالب لفظيٍّ جميلٍ، ومنطقٍ عقليٍّ مقبولٍ لا يبدل المضمون ولا يحرفه. ذلك أن التحريف مع كونه اعتداءً على الشرع، فهو أيضاً مسلكٌ لم يعد مجدياً في وقتٍ يستطيع كل يهودي أو نصراني أن يطالع القرآن ليكتشف أننا كنا نخادعه، حين قلنا إن الإسلام لم يأمر المسلمين بقطع مودة أهل الكفر.
يستطيع المسلمُ أن يقول للنصارى: إن القرآن لا يأمر ببغضكم. لكنهم سيقرأون القرآن، ويرون فيه آياتٍ تلعنهم، وتذمهم، وتنهى عن موالاتهم ومودتهم، وتأمر بالبراءة منهم، وتحرم دخولهم المسجد الحرامَ باعتبارهم أنجاساً، وتذكر أنهم كالأنعام بل أضل. تلك الآياتُ صريحةٌ في معناها، وليس فيها تفريق بين محاربٍ و غيرها. وصراحةُ هذه الآيات تجعلُ من الصعب على النصرانيِّ أن يلغي عقله وفهمه، ليأخذ بتأويلاتٍ تنافي ما يقرؤه بعيني رأسه. وبخاصة أن القضية التي يطرحها د. الماجد ظاهرةٌ في القرآن ظهوراً يستحيل أخفاؤه لو أراد أحدٌ ذلك.
دين الإسلام جاء ليؤسس العواطف القلبية (الحب والبغض) على قاعدة دينيةٍ، وليس على الروابط الإنسانية، أو القومية، أو القبلية، أو الوطنية، أو على المنافع والمضار الخاصة. فالله يقول بنصٍّ محكَم لا يحتمل التأويل: (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ). ثم يقول: (والذين كفروا بعضُهم أولياء بعضٍ. إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ).
وليتأمل أخي د. الماجد في قول الحكيم العليم بمصالح الخلق: (إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ). فمعنى الآيةِ: أن على المؤمنين أن يكون ولاؤهم لبعضهم، وأن يتركوا الكفار ليكون ولاءُ بعضهم لبعضٍ، وإن لم يفعل المؤمنون ذلك، (تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ).
هكذا يقولُ العليمُ الحكيمُ. فليتأمل د. الماجد هذا. ثم ليراجع ما ذكره هو في مقالته، حين أعلنَ: إن إعادة قراءة نصوص النهي عن مودة الكفار: "من شأنها أن تفك كثيراً من الاحتقانات والإشكالات، بل من الممكن أن تساعد على ترسيخ السلم الاجتماعي"! فما يقول حبيبنا د. الماجد: إنه السبيل المساعد على ترسيخ السلم الاجتماعي، يقول القرآن عنه: إنه طريقٌ إلى فتنةٍ في الأرضِ وفسادٍ كبيرٍ.
******
د. الماجد –وفقه الله- طرحَ إشكالاتٍ حول مسألة بغض الكافر. والذي أقطع به أن حلَّ جميعِ تلك الإشكالات سهلٌ وقريبٌ كلَّ القُرب. لكنَّ هذا الحلَّ له شرطٌ واحدٌ جليلُ القدر: وهو شرطُ (التسليم والانقياد التام للوحي الإلهي). فالقضية هنا لا تتعلق بفهم ((بعض)) العلماء لآيةٍ قرآنيةٍ واحدةٍ محتملة الدلالة كما ظنَّ الدكتور. بل هي قضية تتعلق بأصل ديني بدهي كبير، دلائله متواترة من القرآن والسنة والإجماع الجليِّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
نصوص الشريعة متوافرةٌ متضافرةٌ في تقريرِ أن الحبَّ والبغضَ يجب أن يدورَ أصله مع الإيمان، لا مع الأهواء والأذواق والرغبات. والذي يقول: (لا نبغض إلا من يحاربنا)، فهو –من حيثُ لم يشعُر- جعل التعدي على شخصه أو قومه أو بلده، أعظم من التعدي على حق الله في التعظيم والتوقير والإفراد بالوحدانية. فصار انتهاكُ حقوق الخلق من موجبات الكره والبغض. أما انتهاك حق الله، وشتيمته بنسبة الولد والشريك له، فليس لهذا علاقةٌ بمشاعر الكره والحب!
*****
نصوص الشريعة كلها أدارت الحب والمودة مع الإيمان: (إنما المؤمنون إخوةٌ). (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا). (لا يجد أحدٌ حلاوةَ الإيمان حتى يحبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله ... ). (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد)، (المؤمن للمؤمن كالبنيان .. ). فالحبُّ في دين الإسلام قاعدته الإيمان بالله. ولن يجد الباحثُ في نصوص الشريعة نصاً يقول: (مثل الناس في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد). بل الموجود فيها فقط: (مثل المؤمنين في توادهم ... ).
والمحبة والمودة مشاعر قلبية، تدور مع ما يسكن القلب ويستقر فيه من المعاني. فمتى استقر في القلب تعظيمُ شيءٍ ومحبته محبةً تامةً، فإنه ينفر مباشرةً مما يناقضه وينافيه. فحبك لأبيك وأمك يجعلك تنفر ممن يشتمهما أو ينالُ منهما. ومحبتك لمالك تجعلك تنفر ممن يتلفه ويتعدى عليه. ومحبتك لولدك تجعلك تنفر وتكره من يسعى في أذيتهم وإفسادهم. فكذلك حبك لله، يجعلك تنفر وتكره من يكفر به، أو يجعل له شريكاً، أو ينسبُ له ما لا يليق بجلاله. وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى قال: "يشتُمني ابنُ آدمَ، وما ينبغي له أن يشتمني، ويُكذِّبني وما ينبغي له. أما شتمه فقوله: إن لي ولداً. وأما تكذيبه، فقوله: ليس يعيدني".
فالنصراني الذي ينسب لله الولد، هو –في الواقع- شاتمٌ لله. فهل نقول: حتى مع شتمه لله وأذيته له، لن نكرهه حتى يؤذينا و يحاربنا نحن المخلوقين؟!
وأبعدُ من هذا أن يقالَ: نبغضُ شتمَ لله وسبَّه والكفرَ به، لكن لا نبغض الشاتم والكافرَ ولا نكرهُه!
*****
قد يقول قائلٌ هنا: إن هذا النصراني جاهلٌ بدين الإسلام، فهو قد نشأ على شيءٍ يظنه حقاً، فكيف نؤمر ببغضه وكراهيته؟
هذا السؤال يمكن قلبه بالاتجاه الآخر: فالنصراني المحاربُ أيضا، قد نشأ على دين يراه حقاً، وهو يحسب أنه محسنٌ مأجورٌ في حربه لأعداء المسيح. فكيف نؤمر ببغضه وكراهيته؟
على أن هذا السؤال إنما يصدر ممن يظن مخطئاً أن بغض الكافر عقوبةٌ مرتبةٌ على جنايةٍ. والواقع أن بغض الكافر والنفور منه، ليس عقوبةً يختار المؤمن إنزالها بالكافر. بل هو شعورٌ قلبيٌّ، واستجابةٌ فطرية، يفترضُ أن تنشأ تلقائياً متى استقر في القلبِ إيمانٌ صحيحٌ وتعظيم لمقام الله -عز وجل-.
فكما أن المسلم المحافظ المهذَّب الخلوق الذي نشأ في خيرٍ وأدبٍ، يجدُ في نفسه تلقائياً: نفرةً وكرهاً للفاجر العربيد السكير سيء الأخلاق، بقطع النظر عن تربية ذاك السكير وظروف نشأته التي أوصلته لهذه الحال. فكذلك قلب المؤمن المعظم لمقام الله، فإنه يكره ويبغضُ وينفر ممن يكفر بالله، أو ينسب له الولد والشريك، أو ينتهك حقه في الوحدانية، بقطع النظر عن أسباب ذلك الكفرِ وملابساته.
ولا بد من التنبيه هنا إلى أن: هذا الشعور بالكره والبغض والنفور، لا يستلزم التعدي وانتهاك الحقوق. بل لا ينافي مشاعر الشفقة والرحمة والرغبة في الإحسان. فمن الممكن أن تكره السكير العربيد سيء الأخلاق، وتنفر من مجالسته، أو الحديث معه، أو حتى رؤيته. وفي الوقت نفسه تشفق عليه، وتأسى لحاله، وربما تحمل نفسك على ما تكره، فتحادثه وتعظه وترغبه في الخير، علَّ الله ينفعه ويصلح حاله. فإن تغيرت حاله، نشأت في قلبك –تلقائياً- محبته. وإن أبى وعاند، بقي كرهك له كما هو، وربما زادَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا بالنسبة لمسلمٍ معه أصل الإيمان، لكنه عربيدٌ فاجرٌ سيء الأخلاق لم يحظ بتربيةٍ تهذب سلوكه. وأسوأ منه حالاً من يقارف أكبرَ جنايةٍ في الوجود، وهي الكفر بالله أو برسوله -صلى الله عليه وسلم-. فمثل هذا يفترضُ أن ينفرَ القلبُ السليمُ منه ولا يألفه، إذ (الأرواح جنودٌ مجندةٌ، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومتى لم يكره القلبُ وينفر ممن كفر بالله، دلَّ هذا على مرضه وفساده. فالمؤمن الحقُّ الذي سلم قلبه من الأوضار لا يستطيع -لو أرادَ- منع قلبه من كراهية الكافر بالله والنفرةِ منه. لكن مع ذلك، قد تأخذه الرأفة والشفقة على ذاك الكافر المكروه، فتراه يحسن معاملته، ويترفق به، ويرغبه في دين الحق، عله ينجح في إنقاذه من الكفر. لكن هذا السلوك شيءٌ لا علاقة له بالحب والكره، أو الألفة والنفرة.
فالمقصود من هذا أن كله: أن خصال السوء إذا اتصف بها شخصٌ، فإن القلبَ السليمَ ينفرُ منه. ولا يصلح هنا أن يقال: عليك أن تكره شربَ الخمرة. لكن لا يجوز أن تكره السكير العربيد. عليك أن تكره سوء الخلق، لكن ليس لك أن تكره الشخص سيء الأخلاق. عليك أن تكره الكذب والنفاق. لكن لا يجوز أن تكره الكذابين المنافقين. عليك أن تبغض الكفر. لكن ليس لك أن تكره الكافر! فمثلُ هذه التكلفات والتمحلات لا تستقيم ونصوص الشرعِ الصريحة الجلية، بل لا تتفق مع طباع النفوس السليمة من الدواخل. فمن لا يجد في قلبه كرهاً ونفرةً ممن ينسب لربه الولد، أو يشرك معه غيره في ألوهيته أو ربوبيته. فما قدر الله حق قدره.
ومن لم يدرك غورَ هذه المسألة، فليتأمل كيف حكى الله ردة فعل الجمادات الصماء حين تسمعُ الكفر المجلجل. يقول –تعالى-: (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً. لقد جئتم شيئاً إدَّاً، تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرضُ، و تخرُّ الجبال هداً. أن دعو للرحمن ولداً).
فالسماوات كادت تتفطر لما سمعت من ينسبُ لله الولدَ. وكادت الأرض تنشق، وأوشكت الجبال أن تخر. فماذا عن قلب المؤمن حين تطرقه مثلُ هذه المقولة الفاجرة؟ إن لم يبغض ويكره وينفر، فلا ريبَ أنه قلبٌ محجوبٌ عن حقائق الإيمان، بل محروم من حلاوته ولذته التامة: (لا يجدُ أحدٌ حلاوةَ الإيمان حتى يحبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله .. ).
د. الماجد نقل عن فاضلٍ معروفٍ وصفه بأنه (فيلسوف السلفية). نقل عنه قوله: "لا أعرفُ كيف يطلب إليَّ بعضُهم أن أكره رجلاً نصرانياً يمشي في الشارع. وحتى لو أردتُ أن أكرهه فلن أستطيع".
فليأذن لي د. الماجد أن أنقل له مقولةً لمن هو أفضلُ وأجلُ وأعلم وأرسخ علماً وفهماً. علَّ (فيلسوف السلفية) يفهم من ذلك ما غابَ عنه، فيدرك حقائق الإيمان ومقتضياته. فقد كان الإمامُ أحمدُ بن حنبلٍ إذا نظرَ إلى نصرانيٍّ أغمض عينيه. فلما سئل عن ذلك قال: "لا أقدرُ أنظر إلى من افترى على الله وكذبَ عليه". فليقرأ هذا (فيلسوفُ السلفية)، عله يدرك كيف يستطيع أن يكره نصرانياً يمشي في الشارع.
أما إمامُ الإسلام الآخرُ ابن تيمية، فكان يقول: "ليُعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك. والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك".
أما سيدُ هؤلاء جميعاً، فاروق الأمة عمرُ بن الخطاب –رضي الله عنه-، فقد صحَّ أن رجلاً من أهل الشام قدمَ عليه فسأله عمر: لعلكم تجالسون أهل الشرك؟ قال: لا يا أمير المؤمنين. قال: إنكم إن جالستموهم أكلتُم وشربتُم معهم، ولن تزالوا بخيرٍ ما لم تفعلوا ذلك.
هكذا فقِهَ هؤلاء وسائر أئمة الإسلام وحي الله وشرعه.
******
النصوص الشرعيةُ والأخبارُ عن أئمة الإسلامِ في تقرير هذا المعنى كثيرةٌ وفيرةٌ. وليس المقام مقام استيفاءٍ. لكنَّ المراد أن من الخطأ أن يظن أحدٌ أن هذا الأصل العظيم مبني على خطأ من ((بعض)) العلماء في فهم آية. بل هو أصلٌ راسخٌ مجمعٌ عليه، ودلائله منثورةٌ مشهورةٌ في نصوص الوحيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هذه النصوصُ الواضحةُ الجلية، لن يفيد منها قارئها حتى يأتي البيت من بابه. ومسائل الشريعة لها بابٌ واحدٌ، وهو بابُ التسليم والخضوع للتوجيه الإلهي، بأن يحاول المسلمُ فهم مراد الله من كلامه، كي ينزله على الواقع مهما كان هذا التنزيل ثقيلاً. وإن من أعظم سبل الزلل أن نعكس المسار، فننظر إلى تعقيدات الواقع، ثم ننادي بإعادة قراءة النص القرآني كي نخرج بتفسير يخفُّ علينا ويلائم أهواءنا. سواءٌ في ذلك أهواؤنا القلبية، أو أهواؤنا العقلية. فللعقول أهواؤها كما أن للقلوب أهواءها. وإذا كان هوى القلوب في شهواتها ورغباتها، فإن هوى العقول في تفلتها وتمرُّدها الخفي على الوحي الإلهي.
*****
في سبيل أن نصل لفهمٍ صحيح للمسألة، نحتاج لفتح القلوب والعقول للتوجيهات الربانية، فإذا سمعنا نهياً واضحاً صريحاً عن مودة الكفار أو موالاتهم، فلا نحرف الكلم عن مواضعه ونذهبَ لنقول: المقصود النهي عن محبة ومودة الكفر، وليس الكافر!
لنفتح قلوبنا وعقولنا، ولنقرأ –مثلاً- قول الحكيم العليم الخبير:
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وأبناءكم أولياء، إن استحبوا الكفر على الإيمان. ومن يتولهم منكم فإنه منهم. إن الله لا يهدي القوم الكافرين).
لنقرأ الآية، ثم لنتدبر قوله: (لا تتخذوا آباءكم وأبناءكم). فالكلام هنا عن موالاة ومودة أشخاص الكفار وأعيانهم (الآباء والأبناء)، وليس عن محبة معنى مجرد اسمه (الكفر).
و لنتأمل –أيضاً- أن الله قال: (إن استحبوا الكفر على الإيمان)، ولم يقُل (إن قاتلوكم أو حاربوكم). فالنهي عن الموادة والموالاة هنا ليس لأجل أنهم حاربونا أو قاتلونا أو أبغضونا أو منعونا من الدعوة إلى الله. بل النهي عن المودة سببه -بنص القرآن- أن أولئك الآباء والأبناء: (استحبوا الكفر على الإيمان).
فكيف يسوغ لمن يعظم النص القرآني أن يلغي هذه الدلالة الجلية الصريحة، ثم يعلنُ أن المقصودَ بالآيةِ الكافر المحارب؟! أو أن المقصود بغضُ الكفر وليس الكفار أنفسهم؟!
*****
آيةٌ أخرى عظيمةٌ جليلةٌ:
يقول الله جل ذكرُه: (قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معه).
الآية تقول: إن لنا أسوةً حسنةً في إبراهيم والذين معه. فما الذي فعله إبراهيم والذين معه حتى نتأسى ونقتدي بهم؟
(إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله).
انظروا لدقة التعبير القرآني الذي يأبى أيَّ تأويل أو تحريف: (إنا برآء منكم)، وبرآء أيضاً (مما تعبدون من دون الله). براءة من الكفر. وبراءة من الكفار أنفسهم. فهل نقبل بعد هذا من أحدٍ أن يقول: بل البراءة والعداوة تكون للكفر وليس للكافر؟!!
لم تنته كنوزُ هذه الآية بعد. فلا زال هناك المزيد من جوانب الأسوة الإبراهيمية:
(إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً).
يقولون لقومهم وأهليهم: (كفرنا بكم) .... فأين هذا من قول من يقولُ: الكره للكفر وليس للكافر؟!
(وبدا بيننا وبينكم العداوةُ والبغضاء أبداً).
عداوة ... بغضاء ... أبداً.
لكن إلى متى تستمرُّ هذه العداوة والبغضاء؟
قال تعالى: (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده).
إذن نهاية العداوة والبغض: (إيمان قومِ إبراهيم بالله وحده). هنا تنتهي العداوةُ والبغضاء.
السؤال هنا: لماذا تنتهي العداوة عند هذا الحد؟
الجواب واضح: فسبب العداوة والبغض كفرهم بالله. فمتى آمنوا بالله وحده، زال السبب، فزالت العداوة والبغضاء، وحلت محلها المودة والمحبة والموالاة.
أوليس من المغالطة أن يقول قائل بعد هذا: إن سبب الأمر ببغض الكافر محاربته لنا؟!! فهلا قالَ إبراهيم: (بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء حتى تكفوا عن حربنا وأذيتنا)؟
هناك نصوصٌ أخرى كثيرةٌ تؤكد هذا المعنى. لكني أكتفي بهذا القدر. وقد جعلتُ هذا التقريرَ مقدمةً للحديث عن الإشكالات الجانبية التي طرحها د. حمد الماجد. ولأني أطلتُ عليكم بما فيه كفاية، فسوف أؤجل ما تبقى إلى جزء آخر من هذا التعليق.
كتبه/ بندر الشويقي
1/ 3/1431هـ
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 07:15]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ بندر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وليت الدكتور الفاضل حمد الماجد لا ينساق مع هذه " الموجة " .. فهي لا تتناسب مع " تاريخه " و " قدْره " ..
ـ[صالح المطيري]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 09:50]ـ
أحسنت يا أستاذنا، مقالة في الصميم!!
_ إضافة يسيرة:
في نظري أن سبب ورود الإشكال في هذه المسألة هو أمر واحد وهو:
عدم تحقق (كراهية الكفر) في القلب!
لأن من كره الكفر في قلبه فلن يستطيع أن يحب فاعله ولو أحسن إليه!
وقد قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في سياق امتنانه على المؤمنين: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ).
فذكر من نعمه على عباده المؤمنين (أن كره إليهم الكفر والفسوق والعصيان). فمن صفات المؤمنين (كراهية الكفر) فهل تحققت فينا؟؟
قد يقول قائل: لا يوجد مؤمن (يحب الكفر!) فكيف تقول لنا: أنه لم يتحقق في قلوبنا (كراهية الكفر)؟
فأقول: فعلاً لا أحد من المؤمنين يحب الكفر، لكن هناك من لا يكرهه بلسان حاله لا بمقاله؟! وهذا عنصر وسط (محايد)!!
خذ مثالاً كي تتضح الصورة:
لو أنك سمعت عن رجلٍ ظالم خبيث يفتك بالناس ويؤذيهم ويتسلط عليهم، وهو في بلدة بعيدة عنك لا تعرفها أو لم تسمع باسمها إلا هذه المرة؛ تُرى ما هي مشاعرك تجاه هذا الرجل؟
بعفوية وتلقائية: تجد أنك تبغضه وتكرهه .. أليس كذلك؟
لماذا؟ فهو لم يحاربك ولم يؤذك ولم يتعد عليك؟ فلماذا أبغضته؟
لماذا لم تبغض فعله فقط؟
الجواب هو ما أريد أن أوصله إليك:
وهو أنه قد تحقق في قلوب الناس بُغضُ الظلم والتعدي، ولذا صاروا يكرهون الظالم ويمقتونه؛
ولا يمارسون معه التفريق المتكلف: أبغض فعله ولا أبغضه لذاته؟!!
وكذلك لو تحقق في قلوب المؤمنين (بغض الكفر وكراهيته) لما استطاع شخص أن يسأل هذا السؤال: (لا أعرف كيف يطلب إليّ بعضهم أن أكره رجلا نصرانيا يمشي في الشارع؟ وحتى لو أردت أن أكرهه فلن أستطيع!)
كما أنه لا يستطيع أحد أن يقول:
لماذا تكرهون (فلاناً الظالم الخبيث؟).
وللموضوع بقية لكن لا أحب أن أطيل قبل أن أقرأ بقية مقالة أستاذنا، والسلام ..
ـ[صالح المطيري]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 10:19]ـ
للإثراء:
راجع مقالة الشيخ هيثم الحداد في رده على الشيخ سلمان العودة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=675176 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=675176)
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 11:32]ـ
جزاك الله ألف مليون خير على هذا المقال أنت وكاتبه الأصلي ..
الحقيقة أكثر من رائع ..
ومما زاد من روعته تعليق أخينا صالح المطيري ..
جزاك الله خير يا بو صلوح (ابتسامة)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 07:22]ـ
وهذا مقال يرد على نفس الفكرة بغض النظر عن الأسماء الواردة فيه ,
أبعدتَ النجعة يا أبا معاذ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
الشيخ سلمان العودة حبيب إلينا، لكن الحق أحبّ إلينا منه, والشيخ سلمان له سابقته وكتبه وأشرطته التي انتفع بها الأكثرون ومنهم كاتب هذه السطور, ولا يزال أقوام كثيرون الآن يستفيدون من برامجه وأطروحاته.
وللشيخ سلمان مراجعاته وتراجعاته في العصر الجديد, والمخالفون للشيخ سلمان بين إفراط وتفريط, فمنهم من قد أسقطه ورفضه في عهده القديم والجديد, وآخرون من مشايخ ودعاة فضلاء ما برحوا يعتذرون لأبي معاذ بدعوى أن له قدماً في الدعوة والعلم, وأن مراجعاته وتراجعاته لا تعدّ خللاً منهجياً ولا اضطراباً عقدياً, لكن مسلسل التراجعات وصل إلى اضطراب في تقرير عقيدة البراء , واختزالها بتأويلات تردّها نصوص الوحي وقواطع الشرع , كما في مقالته:- (بين الولاء الإسلامي والفطري) والمنشور في موقع الإسلام اليوم بتاريخ20/ 2/1428هـ.
وخلاصة المقالة المذكورة مايلي:- هام الشيخُ سلمان في الحبّ الفطري، أو ما أسماه (الولاء الفطري) وبالغ في إظهاره (وتسويقه) وتبريره, وجعل عداوةَ الكافرين – أو ما أسماه: موالاة غير المؤمنين – في المحاربين فقط , فتفوّه قائلاً:ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(كل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون .. ) , ثم ادّعى أن عداوة إبراهيم -عليه السلام- وبغضه لقومه من أجل أنهم عادوه و أبغضوه ..
وأسوق التعقيبات الآتية:ـ
- شعار (الولاء الفطري) الذي رفعه الشيخ سلمان, وذكر أنه لا تناقض مع الولاء الإسلامي, بل إنه جعل الولاء الإسلامي متمماً للولاء الفطري كان عليه أن يجعل الولاء الشرعي هو الأصل الذي يحكم ويضبط الحب الفطري فلو حمله حبّ الوطن أوالعشيرة مثلاً على ترك واجب أو فعل محرم لكان هذا الحب الفطري مذموماً كما قال تعالى:- (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) التوبة24.
فعلام المبالغة بـ (الولاء الفطري) وتهويله وأنه لا يناقض الولاء الإسلامي مطلقاً؟!
- مع أن الشيخ سلمان من علماء الشريعة, ونشأ وعاش في بريدة القصيم , وفي ومحاضن الصحوة الإسلامية, واشتغل بالحديث, واستبان له مكر الكافرين وكيد المنافقين .. مع ذلك كله فمقالته (الحانية) قد استحوذ عليها: ـ (الفطرية العفوية مع الآخرين) و (السلم) و (العلاقات الإنسانية) و (الحبّ المتبادل) ..
وفي المقابل فإن أستاذاً أديباً في إسكندرية مصر يكتب محاضرة بليغة عن الإسلام والعالمية ومنذ عدة عقود: فيقول د. محمد محمد حسين -رحمه الله-:- (وقد جربنا الكلام عن الإنسانية والتسامح والسلام , وحقوق الإنسان في عصرنا, فوجدناه كلاماً يصنعه الأقوياء في وزارات الدعاية والإعلام , ليروج عند الضعفاء, فهو بضاعة معدة للتصدير الخارجي وليست معدة للاستهلاك الداخلي, لا يستفيد منها دائماً إلا القوي ,لأنها تساعده على تمكينه من استغلال الضعيف الذي يعيش تحت تخدير هذه الدعوات .. - إلى أن قال - الصراع عند المؤمنين خير في جملته, إن بدا جانب الضرر فيه أظهر للنظرة المتعجلة, وهو العامل الأساسي الذي يكمن وراء كل تقدم بشري وحضاري, فهو الذي يحمل الضعيف والمتخلف على أن يخلع أثواب الخمول والكسل، ويتحمّل تكاليف الجهاد والكفاح ليكون الأفضل والأعلى .. ) الإسلام والحضارة الغربية ص 192 , 194.
فتأمل ما كتبه الشيخ سلمان-سامحه الله- وبين ما حرره المفكر الأديب محمد محمد حسين -رحمه الله-.
إن الإغراق في اختزال عداوة الغير, والانهماك في تحريك مشاعر الحبّ والسلم فحسب قد يفضي إلى حيلة نفسية حذّر منها ابن القيم بقوله:- (إن النفس الأمارة بالسوء تُري صاحبها صورة الصدق وجهاد من خرج عن دينه وأمره في قالب الانتصاب لعداوة الخلق وأذاهم وحربهم , وأنه يعرض نفسه للبلاء ما لايطيق , وأنه يصير غرضاً لسهام الطاعنين وأمثال ذلك من الشبه). الروح ص392
وإن من تحقيق العدل أن يقرر الحب وما يتفرع عنه من ولاء , وأن يقرر البغض وما يتفرع عنه من براء , كلّ ذلك بتوازن وقسط , فلا يطغى أحدهما على الآخر , فإذا كان الحبّ أصل كل فعل , فإن البغض أصل كل ترك , كما هو محرر مسطور في قاعدة المحبة لابن تيمية.
- أطلق الشيخ سلمان أن قطع الصلات من سمات الضالين , مع أن الآية الكريمة التي ساقها تنقض هذا الإطلاق , حيث قال تعالى:- (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ) البقرة27 , فالمراد الصلات التي أمر الله أن توصل , وليس كل صلة , كما هو ظاهر الآية , ولذا رجح ابن جرير أن المراد به صلة الأرحام , واختار بعضهم أن المراد به أعم من ذلك , فكل ما أمر الله بوصله وفعله فقطعوا وتركوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
-يخلط الشيخ سلمان بين حبّ الكافر , وبين معاملته بالبرّ والقسط , مع ثبوت الفرق بينهما , كما حققه القرافي في الفروق (3/ 15,14) , فلا يسوغ أن يقتصر على قوله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِم ْ) الممتحنة8 , ويترك ما قبلها في أول السورة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ) الممتحنة 1.
- النصوص الشرعية والآثار الكثيرة في مسائل الولاء والبراء أكثر من أن تحصر، ومع أن الشيخ سلمان قرر شيئاً من الحق والصواب في تلك المقالة, إلا أن الانتقائية حاضرة في إيراد الأدلة أو الاستدلال عليها, ومن ذلك أنه ساق أثراً لابن عباس-رضي الله عنهما- إذ يقول:- (لو قال لي فرعون بارك الله فيك لقلت: وفيك).
ومن العجب أن يقتصر على هذا الأثر دون سائر الآثار , ولاسيما وأن الشيخ سلمان لم يبين معنى هذا الأثر المتشابه , فمَن المقصود بفرعون هاهنا؟ وهل يتصور أن فرعون موسى قد يدعو بهذا الدعاء؟ وهل مقصود ابن عباس أن يدعو بالبركة والنماء والزيادة لفرعون؟!
وفي الأثر المشهور عن ابن عباس أنه قال:- (من أحبّ في الله, وأبغض في الله, ووالى في الله, وعادى في الله, فإنما تُنال وَلاية الله بذلك, ولن يجد عبدٌ طعمَ الإيمان وإن كثر صلاته وصومه حتى يكون كذلك, وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئاً) أخرجه ابن المبارك في الزهد.
ومن الانتقائية في الاستدلال أنه جعل آية (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .. ) الآية المجادلة22 في حق المحاربين, وظاهر الآية يدل على عموم الكفار, والعبرة بعموم اللفظ ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في شأن هذه الآية:ـ (فهذا التأييد بروح منه لكل من لم يحب أعداء الرسل وإن كانوا أقاربه, بل يحب من يؤمن بالرسل وإن كانوا أجانب, ويبغض من لم يؤمن بالرسل وإن كانوا أقارب , وهذه ملة إبراهيم) الجواب الصحيح 1/ 256.
- ومن شناعات المقال (كل الآيات التي جاءت تحرّم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون .. ) فهذه العبارة هي (الباقرة) , فلقد أوقع أبو معاذ نفسه في سقطة شنيعة, وجرأة فجة ومصادرة مرفوضة .. فمن الذي سبقك يا أبا معاذ إلى هذا التعميم والقطع بهذا الرأي؟!
رحم الله زماناً قريباً كان العلماء ينتقدون بشدة من جعل موجب جهاد الكفار هو المحاربة وليس الكفر, فينقضون ذلك الرأي محتجين بقوله تعالى: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ .. ) الآية التوبة 29.
لكن أن يقال إن عداوة الكفار للمحاربين فقط , فهذا منقوض بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة, وآثار السلف, وتحقيقات أهل العلم.
يقول العلامة عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-:- (أن الله عقد الأخوة الإيمانية والموالاة والمحبة بين المؤمنين كلهم, ونهى عن موالاة الكافرين كلهم من يهود ونصارى ومجوس ومشركين وملحدين ومارقين وغيرهم ممن ثبت في الكتاب والسنة الحكم بكفرهم, وهذا الأصل متفق عليه بين المسلمين, وكل مؤمن موحد تارك لجميع المكفرات الشرعية فإنه تجب محبته وموالاته ونصرته, وكل من كان بخلاف ذلك فإنه يجب التقرّب إلى الله ببغضه ومعاداته وجهاده باللسان واليد بحسب القدرة .. ) الفتاوى السعدية ص 98.
ويلزم من مقالة الشيخ سلمان أن الكافر -غير الحربي- لا يُعادى ولا يُبغض ولا يجاهد ولا يُمتنع من التشبه به والسلام عليه .. إلى آخر اللوازم الشنيعة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:- (وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك, فإن الله سبحانه بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله, فيكون الحبّ لأوليائه والبغض لأعدائه) مجموع الفتاوى 28/ 208.
- ختم الشيخ سلمان مقالته بتلك العثرة المكشوفة إذ ادّعى أن إبراهيم -عليه السلام- إنما أبغض وعادى لأجل أنهم عادوه وأبغضوه, ومفهوم ذلك أن إبراهيم -عليه السلام- لم يكن ليبغضهم أو يعاديهم لأجل كفرهم وشركهم, وهذا كلام متهافت يرده قول إبراهيم لقومه: (وَبَدَابَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) الممتحنة4 , فالعداوة قائمة حتى يؤمنوا بالله وحده وليس حتى يتركوا عداوته - كما جاء في المقالة – فليس مجرد مقايضة كما ظنه الشيخ سلمان.
وأخيراً فأحسب أن للشيخ أبي معاذ من الدين والعقل والعلم ما يقتضي أن يراجع مقالته السالفة , وأن ينظر في هذا التعقيب ممن هو دونه .. فكل ابن آدم خطّاء , والحي لا تؤمن عليه الفتنة , فأسأل الله الكريم أن يلهمنا رشدنا.
وما أجمل أن أورد هذه العبارةَ في نهاية هذه المقالة -التي سطّرها ابن تيمية- رحمه الله- قائلاً:- (فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله -عز وجل- , فيكون حبّه لله ولما يحبه الله , وبغضه لله ولما يبغضه الله, وكذلك موالاته ومعاداته) مجموع الفتاوى 10/ 601 أهـ
عبد العزيز آل عبد اللطيف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 03:41]ـ
(أحبُّ زوجتي المسيحية ... فأفتوني كيف أكرهها؟).
الا يعلم الدكتور حمد الماجد ان زوجته نجسة .. لقوله تعالى (انما المشركون نجس) .. !
البهائم اتفقت على كره النجس فكيف ببني ادم ان يختلف عقله على ذلك .. !؟
ـ[عبدالعزيز الأحمد]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 08:12]ـ
الأخوة الأفاضل"
ابو عبدالرحمن
زين العابدين
جزاكم الله خير على هذا النقل الموفق ..(/)
الخلاف أنواعه واحكامه للشيخ عدنان عرعور
ـ[الاثر]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 05:22]ـ
مذهب أهل السنة في الخلاف:
الخلاف أنواع:
1 - خلاف الترف:
تعريفه: هو كل خلاف لا يترتب عليه عقيدة أو عمل، أو ثمرة، أو مخالفة نص.
مثاله: عدد أصحاب الكهف ومكانهم؟ –شجرة آدم التي أكل منها؟ -الجنة التي خرج منها آدم؟
قاعدته وحكمه لطلاب العلم: يجوز ولا ينبغي إذا ترتب على ذلك ضياع وقت، فالحفاظ على الوقت أولى، وحتى لا يتأسى الناس بهم.
حكمه للعوام -ولو كانوا مثقفين-: ينصحون بتركه، وإلا فيتركون ولا ينكر عليهم .. إذا كانوا سينشغلون بغيره من الحرام.
2 - خلاف التنوع: هو كل خلاف يجوز فيه أكثر من وجه.
قاعدته وحكمه: يحرم الشقاق فيه، ويختار المسلم منه ما يراه، أو ما كان في مصلحته.
مثاله: تنوع القراءات تعدد أدعية الاستفتاح في الصلاة - اختيار الزواج أولاً أو الحج.
3 - الخلاف المعتبر أو خلاف الفهم والاجتهاد:
تعريفه: هو كل خلاف صدر ممن اتصف بثلاث.
- أهلية الاجتهاد: وهي توفر شروط الاجتهاد فيه، التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة.
- أصوله صحيحة: أي: أصول دينه، وأصول اعتقاده، وأصول استنباطه، على منهج أهل السنة والجماعة.
- مناط حكمه معتبر: أي أن يكون الحكم الصادر منه أو الفتوى، مناطاً بما هو معتبر عند أهل السنة والجماعة، من الكتاب أو السنة أو الإجماع، فلا يخالف المجتهد إجماعاً، ولا نصاً قد اتُّفق على معناه، وأن يكون اجتهاده مبنياً على أصول الفقه المعتبرة، لا أن يكون الحكم والفتوى معلقة بالمصالح و النتائج، ومناطة بالواقع و تتبع الرخص ودعوى رفع الحرج والتسهيل. وما شابه ذلك.
مثاله: اختلاف الصحابة في صلاة العصر في بني قريظة - اختلاف العلماء في قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية -حكم وجه المرأة- الاختلاف في الأعيان تعديلاً وتجريحاً، وما شابه ذلك.
قاعدته: نبين ولا نضلل، نصحح ولا نجرح.
- أي نخطّئ ولا ننكر، فإن الإنكار لا يكون إلا لمنكر، وقد مضى مذهب السلف أن لا إنكار على مجتهد معتبر بالشروط السابقة.
-يُعذر أصحاب هذا الخلاف، ولو كان في العقيدة ()، وسيأتي شيء من التفصيل في نهاية هذا الباب.
- يبقى هذا الخلاف في دائرة الخلاف المعتبر، ما لم يظهر نص يحسم الخلاف بالاتفاق.
-يشرع ترك الرأي للأعلم والأفضل، أو لمصلحة عامة للمسلمين من وحدة الصف، أو تآلف القلوب، أو درءاً لمفسدة كبيرة.
الموقف منه: يأخذ طالب العلم ما ترجح له .. وأما العامي: فيأخذ ما اطمأن إليه قلبه، وقد يكون من عوامل الاطمئنان اتباع الأعلم، أو الأكثر، أو الأتقى، أو الأحوط، أو صاحب الاختصاص أو….
من صور الخلاف المعتبر:
الصورة الأولى: الخلاف بين أهل السنة أنفسهم:
اعلم -رحمني الله وإياك- أن أي خلاف اشتهر بين أهل السنة والجماعة ومضى، دون إجماع منهم على رأي، فهو من باب الخلاف المعتبر، الذي لا يجوز التنازع فيه ولا المفارقة لأجله، ولا التحزب، ولا الإنكار.
كالاختلاف في حكم تارك الصلاة، وتارك جنس العمل ()، وأول الخلق، وعورة وجه المرأة، وما شابه ذلك، ومن فرق لأجل هذا أو اتهم، أو نسب أحد الفريقين المختلفين إلى فرق الضلال، فقد أبعد النجعة وظلم، كمن يقول: من لم يكفر تارك الصلاة فهو مرجئي، أو من كفر تارك الصلاة فهو خارجي.
الصورة الثانية: التأصيل والتمثيل:
إذا اتفق المجتهدون أو المسلمون في الأصول والقواعد، ثم اختلفوا في تطبيقها، أو إنزالها على الصور، أو ما يسمى التمثيل، أو الفروع، فلا يضرهم ذلك شيئاً، ولا يجوز أن ينكر بعضهم على بعض، فضلاً أن يعيب أو يشنع بعضهم ببعض.
توضيح ذلك: إذا اتفق المجتهدون في قواعد التكفير .. ثم اختلفوا في تكفير عين، أو اتفقوا في معنى الابتداع .. ثم اختلفوا في مسألة، بين بدعة أو سنة، أو في تبديع عين، فلا يجوز أن يكون هذا التمثيل محل جفاء ونزاع، فضلاً أن يكون سبب خصومة وتفرق، وقاعدة ذلك قاعدة الخلاف المعتبر: ((نصحح ولا نجرح، نبيّن ولا نضلل)) ويأتي شرحها إن شاء الله تعالى.
أما الاختلاف في التأصيل فله مقام آخر.
الصورة الثالثة: الاختلاف في الأعيان:
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلم -رحمك الله- أنه إذا صحت أصول المختلفين وتوحد منهجهم، فلا يجوز -بعد ذلك- التفرق والشقاق والتحزب لأجل اختلافهم في الحكم على بعض الأعيان، ولا يجوز عقد الولاء و البراء في هذا، ولا يلزم منه تضليل المخالف ولا مفارقته، لأن الاختلاف في الأعيان، يدخل في باب الاختلاف المعتبر، واختلاف التمثيل، وإنما أفردته بالذكر لما حصل بسبب ذلك في زماننا من الفتن في الأعيان .. وإلا فهو محل اجتهاد ... ولكلٍ اجتهاده، ومن جرح لأجل هذا، وصنف فقد ضل وفرَّق، وتحزب وتنطع ().
ومن ذلك: أن يكون اختلافهم في التجريح والتعديل متناقضا أشد التناقض، كما اختلف سلفنا في تكفير بعض الأعيان، وفي تبديعهم وتجريحهم، فاختلفوا في الحجاج تكفيراً وزندقة، واختلفوا في الجنيد وإبراهيم بن أدهم وعبد القادر الجيلاني، وغير هؤلاء كثير، تبديعاً وتفسيقاً .. بل اختلفوا في بعض الأعيان .. هل هم صحابة أم منافقون .. ؟! ومع ذلك لم يتخاصموا ولم يتفرقوا، ولم يجرح بعضهم بعضاً لذلك، ولم يُلزم أحدُهم قولَه أحداً، ولا يلزم الآخرين التبرؤ منه، ولا حجة بأحد على أحد، ولا يحتج بعالم أو علماء مهما كانوا ماداموا مختلفين إلا أن يتفقوا، فإن سعيد بن جبير ومن معه لما كفروا الحجاج، لم يلزموا الحسن البصري وغيره التبرؤ منه، ولا نادى بين الناس أن من لم يتبرأ من الحجاج فهو مبتدع .. ولا كفّر سعيد بن جبير الحسن، وليس هذا المقام مقام ولاء وبراء، كما يفعل بعض الحد ثاء ومن يؤازرهم، ومن خالف هذا المنهج فقد فرق، وكان سبباً في إشعال الفتنة بين المسلمين، فتنبه لذلك وكن من الراشدين.
وإذاً اتفقنا في المعاني فلا مشاحة إذا اختلفنا بعد ذلك في الأعيان .. والاختلاف في الأعيان لا يفسد الإتفاق والمودة بين الإخوان.
ولقد وقع في زماننا هذا من التعصب للأعيان والتحزب لهم، والتفرق من أجلهم، والولاء والبراء فيهم، الشيء العظيم، وجلب على المسلمين الشر الكبير، كأن الإسلام مبني على الولاء والبراء في الأعيان .. فلاحق فيه ولا تأصيل، ولا مبدأ فيه ولا دليل، إلا هؤلاء الأعيان .. نعوذ بالله من من فقه الصبيان.
الصورة الرابعة: اختلافهم في تصور مسألة أو فهم واقعة، ثم اختلافهم في حكمها.
تنزيل الأحكام على الوقائع ممن هم أهل لذلك،واختلافهم في ذلك داخل في هذا الباب
واختلاف كثير من العلماء المعاصرين في أحكام كثير من الوقائع المعاصرة كحكم الإحرام من جدة، والعقود المنتهية بالتمليك، وحكم الجهاد في بعض البقاع كاختلاف الرسول? وأصحابه في أسارى بدر.
الصورة الخامسة: اختلافهم في تفسير نص من الكتاب أو السنة، أو تفسير نص لأحد الأعيان، وأمثلة هذا كثيرة.
وهذه الصور كلها صور متداخلة ومتكررة، أردنا زيادة التفصيل، لزيادة التوضيح، وهي تدخل في باب الخلاف المعتبر، الذي لا يجوز الإنكار فيه و لا التفضيح، ولا التنازع ولا التجريح، مهما كانت شدة الخلاف، ومهما كان موضعه، ومهما كانت نتائجه، وإنما الواجب فيه النصح والتوضيح، والبيان والتصحيح .. فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يرى التيمُّمَ للجنب، ولو ترك الصلاة عشر سنين .. وهذا خلاف بين الصحابة شديد. وهذا الإمام أحمد رحمه الله كان يرى كفر تارك الصلاة .. وبهذا يخرج -عنده- من المسلمين -عند غيره- كثيرون، وهو خلاف شديد بين الأئمة، وثماره كبيرة ومهمة، ومع ذلك، لم ينكر على عمر، ولم يجرح أحمد، ولا يجوز أن يلام أبداً، بل أصحاب هذا الخلاف بين أجر أو أجرين.
الرابع من أنواع الخلاف -خلاف الخطأ: هذا النوع فرع من النوع السابق، وفيه شيء من الدِّقَّة.
تعريفه:هو كل اجتهاد معتبر ثبت بعد ذلك خطؤه، بدليل قطعي الثبوت، قطعي الدلالة، بحيث لو اطلع عليه المخالف تراجع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبتعبير آخر: سقوط مناط حكم المجتهد، سقوطاً كلياً، كاجتهاد خالد بن الوليد رضي الله عنه في قتل بني جزيمة، والذي قال فيه رسول الله?: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد))، وكترك رفع الأيدي قبل الركوع وبعده عند بعض الأئمة، وما شابه ذلك، مما لم يظهر للمجتهد حين اجتهاده النص الذي يتبين به خطؤه، ثم ظهر النص بعد ذلك جلياً، قطعي الدلالة، قطعي الثبوت، بحيث لو وقف عليه المجتهد، لتراجع عن رأيه، وقولنا عنه: خطأ، احتراماً للمجتهد وتقديراً لحقه.
قاعدته: المجتهد: يُخطَّئ ولا يُلام، والمقلد يُنصح ويُعلم ويُبين له، فإن أصرَّ على الخطأ تقليداً للمجتهد مع ظهور الدليل، فقد وقع في الضلال.
5 - خلاف الضلال:
تعريفه: هو كل خلاف سقط عند صاحبه أحد الشرطين الأولين في الخلاف المعتبر، أو كان مناط حكمه فاسداً. والشرطان هما: أهلية الاجتهاد، وصحة الأصول.
كأن يكون القائل: ليس أهلاً للاجتهاد، أو تكون أصوله فاسدة، أو يخالف نصاً صريحاً لا يحتمل التأويل، أو يبني اجتهاده على مالا يعتبر شرعاً، كالفلسفة وعلم الكلام، وسياسة الواقع وما شابه ذلك، ومعظم هذا الصنف من أهل الابتداع والعواطف، والحماسة والجهل، وتتبع الرخص، ولكنه ما يزال يدور في فلك الإسلام، ويتذرع ببعض النصوص العامة.
مثاله: أقوال أهل البدع جميعاً التي خالفوا فيها أهل السنة –كالقول بعدم رؤية الله في الآخرة- والقرآن مخلوق – والتكفير بالذنب –تفضيل أحد على الراشدين –الغمز ببعض الصحابة –المرتد لا يقتل. –جواز الاختلاط.
قاعدته: نفارق ونضلل. وذلك بعد البيان والنصح .. والنظر في مفاسد ذلك ومصالحه.
6 - خلاف الهوى والجهالة:
هذا الخلاف قريب من السابق أو نوع منه، إلا أن أساسه الهوى والفساد، بالاتفاق بين المسلمين، وأما السابق، فقد يكون محل قيل وقال بين أهل الحق وأهل البدع، إذ قد يكون لهم شبهة في استدلالهم.
تعريفه: هو كل مخالفة لأهل الحق أو الدين، في الدين والدنيا والإدارة، أساسه الهوى، والجهالة، ليس له من الأدلة مستند، ولا هو من الدين أصلا.
مثاله:
- الخارجون على الحاكم المسلم لمصالح شخصية، أو عصبيات جاهلية.
- الحاكمون بغير ما أنزل الله من غير كفر أكبر.
- الفتاوى التي تباع مما يخالف دين الله.
- ما يحصل من الاقتتال بين المسلمين بغير حق.
قاعدته: نعتزل ونضلل، ونقف مع الحق ونجاهد معه، بأموالنا وأنفسنا حسب استطاعتنا.
7 - الخلاف الإداري:
تعريفه: هو كل خلاف في الرأي في أمور إدارية أو دنيوية، وليست في الدين نفسه. ولا من خلاف الهوى.
أو هو: اختلاف وجهات النظر في تسيير الأمور لا دليل أصلاً في المسألة للحكم فيها، أو الترجيح.
مثاله: الاختلاف في مكان بناء المسجد .. تعيين وقت المحاضرة أو الدروس .. موعد السفر الجماعي .. توزيع الأعمال على العاملين .. تنظيم أمور الجمعيات والمراكز، من تعيين الرئيس، والهيئة الإدارية وما شابه ذلك.
أسبابه: تفاوت النظر في المصالح والمفاسد، أو العناد، والإصرار على الرأي، لأن صاحبه يعتقد صوابه، ويكون سببه حب الذات، وسوء الأخلاق.
وكثير من خلافات المسلمين في جمعياتهم ومراكزهم ومساجدهم من هذا الباب، وكثير من الانشقاقات الداخلية في الجماعات بسببه.
قاعدته: التطاوع.
وهو ترك الرأي -ولو كان صاحبه يعدّه صواباً- إلى رأي غيره -ولو كان يراه خطأ-
ولقد ترك رسول الله ? رأيه - الاجتهادي الإداري - أكثر من مرة، لمن هو دونه، و كان رأيه صواباً، كما في غزوة أحد، حين ارتأى أن يقاتل في المدينة، ورأى الصحابة القتال خارج المدينة فطاوعهم، رغم خطأ رأيهم، وحصل ذلك في غزوة الطائف، حين ارتأى الرحيل، وتأخير القتال، ورأى الصحابة القتال، فطاوعهم رغم خطأ رأيهم. فهل لنا في ذلك عبرة.
واعلم أن في التطاوع -وإن كان قبولاً برأي يراه خطأ- خيراً كبيراً، ونفعاً عظيماً، ليس هاهنا مجال ذكره. وأن في العناد والإصرار على الرأي-وإن كان صاحبه يراه صواباً- شراً عظيماً، وفشلاً كبيراً، قال تعالى: ?ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ? [الأنفال: (46)].
ولو أننا نتطاوع لكان خيراً لنا، وأقوى وأحفظ لوحدة المسلمين وكلمتهم ().
حكم الاختلاف في العقيدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يجوز الاختلاف في أي أمر ثبت في الدين بيانه أو حكمه، سواء كان في العقيدة، أو في المنهج، أو في العبادات، أو حتى في السواك. فالاختلاف كله شر لا خير فيه.
?ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وأولئك لهم عذاب عظيم? [آل عمران: (105)]
وقال ابن مسعود: (الخلاف شر) أخرجه البخاري وغيره
ويزداد الخلاف شراً في العقيدة، وفي الأمور التي يترتب عليها أثر عملي.
لكن؛ هل كل خلاف يلزم منه تضليل أحد الطرفين؟
كلا؛ ليس كل خطأ أو خلاف في العقيدة بله غيرها، يكون أصحابه أو أحد الطرفين ضالاً، فمنه ما يكون المخالف ضالاً، ومنه ما يكون مخطئاً مأجوراً، حتى ولو كان في العقيدة، وقد اختلف السلف في أمور كثيرة، تدخل في باب العقيدة وفي غيرها، ومع ذلك لم يضلل أحد الطرفين الآخر.
كالاختلاف في أول الخلق. هل هو القلم أو العرش؟!
وهل الملائكة أفضل أم البشر؟ وهل رأى رسول الله ? ربه ليلة الإسراء؟!
وهل الجنة التي نزل منها آدم هي جنة الخلد أم جنة أخرى؟؟
فأنت ترى أن هذه الخلافات في أمور عقدية .. ومع ذلك، لا يجوز وصف أحد الطرفين بالضلال، ولا يفعل هذا إلا غبي أو خبيث.
ومع التقرير بأن الخلاف في العقيدة -بعامة- أعظم أثراً، وأكبر ضرراً، ولكن؛ ليس كل خلاف في العقيدة يكون أعظم من كل خلاف في العبادات وغيرها.
ألا ترى أن الخلاف في شروط الصلاة أكبر أثراً من الخلاف في أول الخلق، وأن الخلاف في وقوع الطلاق، أعظم أثراً من الخلاف في نبوة أم موسى، أو أم عيسى عليهم الصلاة والسلام.
ولو أن رجلاً مات وهو لا يعلم .. أرأى رسول الله? ربه أم لم يره، لا يضره ذلك في دين ولا عمل، ولا حساب ولا سؤال شيئاً، ولو مات وهو لا يحسن الوضوء، لأضر به ذلك ضرراً بالغاً.
ولو أن المترصدين أدركوا الفرق بين تَعَمُّدِ الخلاف، وبين جواز وقوعه، لما اعترضوا وشنعوا، فإن ثمة فرقاً بين من يخالف النص بهوى وجهل، وهذا هو المحرم، الذي تنصب النصوص عليه، وبين ما يقع من المجتهدين من الخلاف في الفهم. وهذا الذي لا يجوز فيه الطعن بأحد الأطراف، حتى وإن كان الخلاف في العقيدة، () وقاعدة ذلك هو قاعدة الخلاف المعتبر:
- إذا كانت أصول المختلفين صحيحة.
- ومناط استدلالهم معتبراً.
- وهم من أهل الاجتهاد.
- وبذلوا الجهد في ذلك.
ثم اختلفوا .. فلا إثم على أحد منهم، مهما كان موضع الخلاف وشدته.
وقد أفاد هذا شيخ الإسلام بقوله: ((فالصواب أنه من اجتهد من أمة محمد?، وقصد الحق، فأخطأ: لم يكفر؛ بل يغفر له خطؤه. ومن تبين له ما جاء به الرسول?، فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، واتبع غير سبيل المؤمنين، فهو كافر، ومن اتبع هواه، وقصّر في طلب الحق، وتكلم بلا علم: فهو عاص مذنب، ثم قد يكون فاسقاً، وقد تكون له حسنات ترجح على سيئاته .. فليس كل مخطئ ولا مبتدع ولا جاهل ولا ضال، يكون كافراً؛ بل ولا فاسقاً، بل ولا عاصياً)) [الفتاوى (12/ 180)].
وليس في هذا تهوين من شأن العقيدة، وإنما فيه تعظيم لشأن علماء السنة المجتهدين، وحماية جنابهم من أن تطولهم ألسنة الحدثاء، إذا ما سمعوا اختلافاً بين علماء السنة في العقيدة، والله المستعان على هذه الفتن.
هل يجوز أن يلزم أحد أحداً باجتهاد أو رأي؟
لا يجوز أن يلزم أحدٌ أحداً برأيه أو اجتهاده، أو اجتهاد غيره، مهما كان المجتهد أو المجتهدون على علم أو منزلة أو عدد، وسواءً كان هذا الخلاف في العقيدة، أو المنهج، أو العبادات، أو المعاملات، أو الاختلاف في الأعيان.
ولا يجوز إلزامٌ إلا بآية قطعية الدلالة، أو حديث واضح الدلالة، وصحيح الثبوت، أو إجماع متيقن، أو ما اشتهر من مذهب السلف واستقر عليه الأمر، وماعدا ذلك، فلكل اجتهاده، في إطار النصوص، والاجتهاد المعتبر، ومن ألزم بغير ما ذُكِرَ فقد جهل وتعصب.
وربما يدفع بعضَهم الجهلُ والتعصبُ إلى إلزام إخوانهم آراءهَمُ، أو اجتهاداتِ من يقلدونهم، فمن التزم بأقوالهم فهو المهتدي عندهم، ومن لم يلتزم كان -عندهم- ضالاً مبتدعاً، يجب مفارقته، ومفارقة من لا يفارقه، والتبرؤ منه، وممن لا يتبرأ منه، فشقُّوا بذلك الصف، وأحدثوا الفتن، ولا يفعل هذا من كان عنده علم أو دين أو عقل، والله المستعان.
هذا وقد حصل اختلاف شديد بين علماء الأمة في كثير من المجالات، حتى وصل إلى تكفير من ترك بعض الأعمال، كما اختلفوا في تكفير أعيان وجماعات.
فكفَّر طائفة من السلف تارك الصلاة، وكفر طائفة منهم الخوارج، وكفر طائفة منهم من قال بخلق القرآن، ومع هذا الاختلاف الشديد، لم يلزم أحدٌ أحداً برأيه، ولا ضلله لمخالفته، ولا فارقه لإصراره على رأيه، ولا يعرف هذا سلفنا الصالح، وأهل العلم، وأهل الصلاح، وإنما يفعل هذا أهل الفساد. ومن أجهل الجهل، أن يفترق الناس لاجتهادات في أقوال أو أعيان. فلا حول ولا قوة إلا بالله، مما يصنع أهل هذا الزمان.
من كتاب منهج الاعتدال للشيخ عدنان عرعور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 12:17]ـ
بارك الله فيك على النقل، موضوع طيب ولبد من تكرار قراءته.(/)
والله ما نرضى ان تصل الى هذا الحد يا شيخ سلمان
ـ[المعنى]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 05:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد دفعني دافع الغيرة على الدين وعلى العلماء وبخاصة من نحبهم ونحترمهم امثال شيخنا سلمان حفظه الله ورعاه بالأمس شاهدت محاضرة رائعة للشيخ عرضت على قناة الرسالة الفضائية وكا هي عادة الشيخ كانت محاضرة جدا رائعة بعنوان (الحرية) كما كان في الحضور طارق السويدان وغيرهم الا انه عكر مزاجي كثيرا ما رأيته م بعض الحاضرات من النساء التي كشفن عن رؤوسهن وظهرت شعورهن وكانت الطامة عندما رأيتهن يستمعن للمحاضرة وجالسات مع الحضور ومع جمهور الشيخ سلمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تعجبت كثيرا وزعلت وقلت في نفسي والله ما نرضى لك هذا الانحدار يا شيخ ابدا والله لكن بدأت أفكر بعيدا عن هذه الاتهامات وامثالها التي نسمعها على شيخنا لييل نهار وربما قلت انه دخل ولم يعلم بوجود هذه الأخت الكاشفة شعرها بين الحضور وللعلم انا ما رأيت غير واحدة وربما وربما ولكن من وجة نظري ان الشيخ سلمان تهاون في مسألة النساء ونحن نعرف الخلاف المشهور في قضية كشف الوجة ولسنا بصدده والعلماء في ذلك مجتهدون من رأى جوازه فهو مجتهد ومن رأى غير ذلك فهو مجتهد ولا نثرب على احد ولكن ان يصل الأمر الى كشف شعر النساء كما يفعل السويدان ارجو ان تعطوني تفسير وتبرير لهذا الأمر او حجة شرعية اترك الجواب لكم
ـ[جذيل]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 06:45]ـ
بعض المشايخ وطلبة العلم لهم نصائح وردود على الشيخ سلمان
لكنه هداه الله لا يلتفت لقولهم
ولا يعيرهم اهتماما
لم تكن المسألة متوقفة على حضور امراة في محاضرته وهي كاشفة لوجهها او شعرها .. !
بل المسألة وصلت الى الكلام على حكومة النبي عليه الصلاة والسلام وانها ليست دينية
ووصلت الى الثناء على الحكومات العلمانية كالحكومة التركية
وضرورة ان تقحهم الشعوب الاسلامية تحت غطاء هذه الحكومات
بل الى الكلام على الحركات الاسلامية
والدفاع عن حقوق الليبراليين وغيرهم
المسألة ليست قولا أو رأيا قاله الشيخ حتى يقال لعل له مندوحة في ذلك
بل في منهج عام , هال حتى اقرب الناس اليه .. !!
فمتى سيرعي سمعه اخوانه واصحابه .. !!!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 07:41]ـ
اذا كنت أنت يا (المعنى) التمست للشيخ سلمان العذر باحتمال عدم معرفته فلماذا طرحت الموضوع على النت؟!
أذكر كلاما للشيخ الدويش فى شرحه على كتاب الفصول فى سيرة الرسول فيقول لو أن أحد شباب اليوم رأى أحد الدعاة فى موقف مثل موقف النبى الذى شهد فيه حلف الفضول لصور هذا الداعية ونشره صورته وظل يأكل فى لحمه
وأين يا أخ جذيل كلام الشيخ سلمان (بالنص) فى كل مانسبته اليه؟
ـ[جذيل]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 07:47]ـ
الاخ خالد المرسي وفقه الله
اذا اثبت لك ما ذكرته سابقا بالنص ماذا سيكون جوبك .. ؟(/)
قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة من شعار أصحاب الحديث لأبي أحمد الحاكم
ـ[العبيد]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 10:14]ـ
قال أبو أحمد الحاكم رحمه الله في شعار أصحاب الحديث ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1_%D8%A 3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8_%D8% A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8% AB#%D8%A8%D8%A7%D8%A8): سمعت محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد قال:
هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة:
الرضا بقضاء الله والاستسلام لأمره والصبر على حكمه والإيمان بالقدر خيره وشره
والأخذ بما أمر الله تعالى والنهي عما نهى الله عنه وإخلاص العمل لله
وترك الجدل والمراء والخصومات في الدين
والمسح على الخفين
والجهاد مع كل خليفة جهاد الكفار، لك جهاده وعليه شره
والجماعة مع كل بر وفاجر - يعني الجمعة والعيدين
والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة
والإيمان قول وعمل، الإيمان يتفاضل
والقرآن كلام الله تعالى
وأن لا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا، ولا نقطع الشهادة على أحد من أهل التوحيد وإن عمل بالكبائر، ولا نكفر أحدا بذنب إلا ترك الصلاة وإن عمل بالكبائر
وأن لا نخرج على الأمراء بالسيف وإن حاربوا، ونبرأ من كل من يرى السيف على المسلمين كائنا من كان
وأفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان [ثم علي، رضي الله عنهم]
والكف عن مساوئ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولا نذكر أحدا منهم بسوء ولا ننتقص أحدا منهم
والإيمان بالرؤية والتصديق بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤية [أي رؤية المؤمنين لربهم في الجنة]
واتباع كل أثر جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يعلم أنه منسوخ فيتبع ناسخه
وعذاب القبر حق والميزان حق والحوض حق والشفاعة حق وقوم يخرجون من النار حق وخروج الدجال حق والرحم حق
وإذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري ومالك بن أنس وأيوب السختياني وعبدالله بن عون ويونس بن عبيد وسليمان التيمي وشريكا وأبا الأحوص والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وابن المبارك ووكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه فاعلم أنه على الطريق، وإذا رأيت الرجل يقول "هؤلاء الشكاك" [لقول "مؤمن إن شاء الله"] فاحذروه فإنه على غير الطريق
وإذا قال "المشبهة" [قاصدا أهل السنة مثبتي صفات الله تعالى التي وردت في الكتاب والسنة] فاحذروه فإنه جهمي
وإذا قال "المجبرة" فاحذروه فإنه قدري
والإيمان يتفاضل، والإيمان قول وعمل ونية، والصلاة من الإيمان والزكاة من الإيمان والحج من الإيمان وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، ونقول الناس عندنا مؤمنون بالاسم الذي سماهم الله والإقرار [إقرارهم بالإيمان] و [تطبيق] الحدود و [العمل بـ] المواريث ولا نقول [إننا مؤمنون] حقا ولا نقول عند الله (1) ولا نقول [إيماننا] كإيمان جبريل وميكائيل لأن إيمانهما متقبل
ولا يُصلى خلف القدري ولا الرافضي ولا الجهمي
ومن قال إن هذه الآية مخلوقة فقد كفر {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} وما كان الله ليأمر موسى أن يعبد مخلوقا
ويعرف الله في السماء السابعة على عرشه كما قال {الرحمن على العرش استوى * له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى}
والجنة والنار مخلوقتان ولا تفنيان
والصلاة فريضة من الله واجبة بتمام ركوعها وسجودها والقراءة فيها.
---
(1) [المطبوع: "عند الله"، وينظر أصول السنة واعتقاد الدين لابن أبي حاتم]
[ما بين أقواس أضيف للتوضيح فإن أخطأت فمن نفسي.]
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=50822(/)
هل هناك مانع من خروج المرأة بدون محرم لتحضر مجلسا في العلم أو غيره؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 11:30]ـ
هل هناك مانع من خروج المرأة بدون محرم لتحضر مجلسا في العلم أو غيره؟
إذا لم يكن هناك سفر وأذن لها زوجها.
وننصحه أن يأذن لها إذا أمن عليها الفتنة وأن تفتن غيرها، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " ويقول: " طلب العلم فريضة على كل مسلم "
وإن كان يغار عليها أو يخشى عليها من الفتنة أو أن تفتن الرجال فينبغي أن يأتي لها من النساء من يعلمها في بيتها وان يجعل لها وقتا يعلمها ما تعلم، فإن المرأة الصالحة تعينك على تربية أولادك وتعينك أيضا على جميع أمورك بخلاف المرأة الفاسقة العاصية، فإنها تدمرك وربما تتجسس عليك، والله المستعان.
فينبغي أن نحرص جميعا، كما أوصي إخواني ههنا، أن يجتهدوا مع أهليهم، ويجعلوا لهن وقتا، فإن قلت: امرأتي لا تحب التعليم ولا تفهم أيضا، بل ربما يكون حالها كحال بعض الأخوة مع امرأته يعلمها ثم قال لها: إنك بقرة!!! قالت: عليك لعنة إذا لم تقم من عندي وإذا علمتني مرة أخرى!! فماذا، فإذا كانت مُعرضة تذهب بها إلى النساء الصالحات، فأنت محتاج لها في الدعوة إلى الله؛ تدخل إلى النساء وتعلمهن وأنت لا تستطيع أن تدخل إلى النساء، فينبغي لنا أن نحرص على تعليم أهلينا. والله المستعان.
الشيخ مقبل بن هادى الوادعي رحمه الله
ـ[ابن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 04:24]ـ
جزاك الله خيرا. وبارك الله فيك، ولكن ليراجع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100909
ولا تنس أنه كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.(/)
ما هي خصائص المرأة السلفية؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 11:36]ـ
ما هي خصائص المرأة السلفية؟
خصائص المرأة السلفية:
1 - أنها تتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حدود ما تستطيع على فهم السلف الصالح.
2 - وينبغي لها أيضا أن تتعامل مع المسلمين معاملة طيبة بل ومع الكافرين،فإن الله عزوجل يقول في كتابه الكريم: (وقولوا للناس) حسناالبقرة83، ويقول: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) النساء58، ويقول أيضا: (وإذا قلتم فاعدلوا) الأنعام 158، ويقول سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله بما تعملون خبيرا) النساء 135
3 - كما أنه يجب عليها أن تلازم اللباس الإسلامي وأن تبتعد عن التشبه بأعداء الإسلام، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " من تشبه بقوم فهو منهم ".
ورب العزة يقول في شأن اللباس: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين) الأحزاب 59
وروى الترمذي في جامعه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان"
4 - وننصحها أن تُحسن إلى زوجها إذا أرادت الحياة السعيدة فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة " متفق عليه. وفي صحيح مسلم: " إلا كان الذي في السماء غاضبا عليها "
5 - وهكذا أيضا تقوم برعاية أبنائها رعاية إسلامية فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " وذكر المرأة أنها: " راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها "
وفي الصحيحين من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " ما من راع يسترعيه الله رعيه، ثم لم يحطها بنصحه إلا لن يجد رائحة الجنة " فلا ينبغي أن تشغلها الدعوة عن تربية أبنائها.
6 - كما أنه ينبغي لها أن ترض بما حكم الله من تفضيل الرجل على المرأة، يقول سبحانه وتعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) النساء32، ويقول سبحانه وتعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) النساء 34
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خُلقن من ضِلع، وإن أعوج ما في الضِلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل به عوج "
فينبغي للمرأة أن تصبر على ما قدّر الله لها من تفضيل الرجل عليها وليس معناه أن يستعبدها، الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول - كما في جامع الترمذي: " استوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم، لاتملكون منهن غير ذلك ألا وإن لكم في نساءكم حقا، ألا وإن لنسائكم عليكم حقا، فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذنّ في بيوتكم من تكرهون، وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في طعامهن وكسوتهن " وفي السنن ومسند الإمام أحمد من حديث معاوية بن حيدة أن رجلا قال: يا رسول الله ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال: " أن تطعمها إذا أطعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت ".
فماذا- بارك الله فيكم - فينبغي أن نتعاون جميعا على الخير، الرجل يعامل امرأته معاملة إسلامية ويعينها على طلب العلم ويعينها على الدعوة إلى الله، والمرأة تعامل زوجها معاملة إسلامية وتعينه على العلم وعلى الدعوة إلى الله وعلى حسن التدبير لما في البيت، فإن الله عزوجل يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة2 والله المستعان.
الشيخ مقبل بن هادى الوادعي رحمه الله(/)
الشيخ محمد المكي بن عزوز (نموذج الصحوة وطلب البصيرة)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 01:15]ـ
إمامٌ عرف الحق فاتبعه، وعالم نحرير لا يشق غباره، وشيخ مفترى عليه من مرتزقة المتصوفة.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد ..
نعم، هذا هو الشيخ الجليل العلامة محمد المكي بن عزوز رحمه الله وغفر له آمين.
رجلٌ عرف الحق لما أن كان قلبه حياً صادقاً صادف عدم رضاً على ما كان يعتقده ويفعله ..
رجلٌ أراد البحث عن الحقيقة فوجدها .. وأراد الصفاء لما أن كان مضطرباً مشوشاً فناله ..
الكلام عن الشيخ يطول، وأخباره وأحواله مكتوبة مدونه، وبالوثائق مسطرة .. فإن الغاية من الكتابة هنا ليست في بيان هذا الشأن، فهو شأن لا ينكره إلا متعصب هالك، أو مرتزق لطريق الشهوات سالك، أو جاهل لدرب النور والسؤال تارك.
حيث أن الغاية هنا بيان صورة من صور الخير في الإنسان بمعنى الكلمة، ويتضح هذا الخير في أمور يحسن أن نقدم بها:
أولاً: عدم الاستقرار النفسي لمن خالف طريق الحق = طريق السلف الصالح على نهج النبوة.
ثانياً: عدم الركون والسير في نفس المكان، بل محاولة التقصي والتنقيب عن الصواب.
ثالثاً: عدم قبول ما يقال ويحكى عن شخصية معينة على عواهن الكلام والنقل، بل لا بد من التحري وطلب النظر في صحة نسبة ما قيل عنه من عدم ذلك.
رابعاً: الاعتراف بالحق فضيلة، ولا مانع من ذلك ليكون رفعة لك، ودرساً ونموذجاً لغيرك.
وقد كنت عزمت على نقل كلامٍ نفيس عن حال هذا الشيخ المبارك المؤيد، فوجدت أن الشيخ الجليل، والصاحب الخليل، سليمان الخراشي حفظه الله وسدده قد تعرض للموضوع بما لا يسطر بعده مقال.
وهذا هو رابط المقال:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1231601
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 01:28]ـ
حفظه الله
وجزاكم خير(/)
هل يهجر من يصر على بدعه المولد بعد نصحه؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 04:15]ـ
يوجد لدينا رجل في العمل يقرُّ الاحتفال بالمَولد (أي: مولد النبي صلى الله عليه وسلم)، ويدافع عنه، ويصرُّ على ذلك؛ هل أهجُرُه في الله أم لا؟ ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.
الاحتفال بالمولد النبويِّ بدعة، والذي يصوِّبه ويرغِّبُ فيه مبتدع، إذا أصرَّ على ذلك، ولم يقبل النَّصيحة، واستمرَّ على الدَّعوة إلى المولد والتَّرغيب فيه؛ فإنَّه يجب هجره؛ لأنَّه مبتدع، المبتدع لا تجوز مصاحبته.
من كتاب المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان حفظة الله(/)
هل كل من أحدث شيئا في الدين لم يشرعه الله ورسوله فهو مبتدع؟ وما هو ضابط البدعة؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 04:27]ـ
هل كل من أحدث شيئا في الدين لم يشرعه الله ورسوله فهو مبتدع؟ وما هو ضابط البدعة؟
تسمع الإجابة من المرققات للشيخ صالح الفوزان حفظة الله(/)
هل يصح قول"من أتى ببدعه مكفرة يخرج من أهل السنة ومن أتى ببدعه غير مكفرة لا يخرج "؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 04:41]ـ
هل يصح قول"من أتى ببدعه مكفرة يخرج من أهل السنة ومن أتى ببدعه غير مكفرة لا يخرج "؟
الإجابة فى المرفقات للشيخ صالح الفوزان حفظة الله
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - Feb-2010, صباحاً 12:09]ـ
أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك.
وحفظ الله تعالى الشيخ صالح الفوزان.(/)
هل احتفل الرسول صلى الله عليه وسلم بميلاده كما يفعل البعض أم لا أرجو منكم التوجيه؟
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 04:51]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة
السؤال: هذا السائل طاهري محمد من الجزائر يقول فضيلة الشيخ هل احتفل الرسول صلى الله عليه وسلم بميلاده كما يفعل البعض أم لا أرجو منكم التوجيه والنصح في هذا الموضوع مأجورين؟
الجواب الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمدٍ خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم بذكرى ميلاده ولم يحتفل بذلك أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ولم يحتفل بذلك التابعون لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ولا تابعو التابعين ولا أئمة المسلمين وإنما ابتدع هذا الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء المائة الرابعة أي بعد ثلاثمائة سنة من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا شك أن الحامل لهذا الاحتفال ممن أسسه لا شك أنه إن شاء الله تعالى حب الرسول عليه الصلاة والسلام لكن حب الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يتبين حقيقةً بإتباع الرسول عليه الصلاة والسلام فمن كان للرسول أحب كان له أتبع بلا شك ومن كان للرسول أتبع كان ذلك أدل على محبته لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا يقول المبتدعون لأهل السنة المتمسكين بها يقولون إن هؤلاء لا يحبون الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونقول سبحان الله ايهما أقرب إلى حب الرسول عليه الصلاة والسلام من شرع في دينه ما ليس منه أو من تمسك بهديه وسنته الجواب لا شك أنه الثاني أن من تمسك بهديه وسنته فهو أشد حباً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ممن ابتدع في شريعته ما لم يشرعه عليه الصلاة والسلام بل إن البدعة الشرعية في دين الله مضمونها القدح برسول الله صلى الله عليه وسلم كأن المبتدع يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهل بمشروعية هذه البدعة أو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عالم بمشروعيته لكن كتمه عن أمته وكلا الأمرين قدحٌ واضح في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا تأمل المبتدع ما تتضمنه بدعته من اللوازم الفاسدة لاستغفر الله منها ولعاد إلى السنة فوراً بدون أي واعظ وخلاصة القول في الجواب على هذا السؤال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بذكرى ميلاده أبداً ولا خلفاؤه الراشدون ولا الصحابة ولا التابعون ولا تابعو التابعين ولا أئمة المسلمين وإنما حدث ذلك من بعض الولاة واستمر الناس عليه بعد يومنا هذا ولكني واثقٌ بإذن الله عز وجل أن هذه الصحوة المباركة التي في شباب الأمة الإسلامية سوف تقضي على هذه البدعة وسوف تزول شيئاً فشيئاً كما تبين ذلك في بعض البلاد الإسلامية ممن تذكروا حين ذكروا واتعظوا حين وعظوا ولم يعودوا إلى هذه البدعة قد يقول المبتدع أنا لم أحدث شيئاً أنا أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأذكره بالخير وأثني عليه وأحيي ذكراه في القلوب نقول هذا حسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم محمودة والثناء عليه بما هو يستحق محمود وكذلك إحياء ذكراه محمود ولكن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم شرع لأمته ما تحصل به الذكرى والمحبة على غير هذا الوجه نحن نذكر الرسول عليه الصلاة والسلام في كل عبادة هذا هو الذي ينبغي لنا أن نفعله أي أن نذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في كل عبادة وذلك لأن كل عبادة مبنية على أمرين على الإخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وحينما تشعر بأنك في عبادتك متبعٌ لرسول الله سيكون هذا ذكرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أيضاً نحن نذكر النبي عليه الصلاة والسلام ونرفع شأنه وذكراه في أعلى الأمكنة في كل يومٍ وليلة خمس مرات في الآذان نقول في كل آذان أشهد أن محمداً رسول الله وهذه إحياءٌ لذكراه وإعلاءٌ لشأنه من على المنارات في الأصوات المرتفعة ونقول أيضاً مرةً ثانية عند القيام للصلاة في الإقامة أشهد أن محمداً رسول الله أي ذكرى أعظم من هذه الذكرى كذلك إذا فرغنا من الوضوء نقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله كذلك في الصلاة في التشهد نقول أشهد أن
(يُتْبَعُ)
(/)
لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله في كل أحوالنا في كل عباداتنا نحن نذكر الرسول عليه الصلاة والسلام لأن العبادة إخلاصٌ وإتباع إخلاصٌ لرب العالمين وإتباعٌ لرسول رب العالمين فهي إحياء الذكرى فلا حاجة أن نبتدع في شريعة الله ما ليس منها من أجل إحياء الذكرى ثم إنها كما قال بعض أهل العلم إحياء ذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الليلة يوجب أن ينسى ذكر الرسول في هذه الليلة وأن يترقب هؤلاء مجيء هذه الليلة ليحيوا ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها لهذا نوجه اخواننا المسلمين من على هذا المنبر ألا وهو منبر نورٌ على الدرب من إذاعة المملكة العربية السعودية نوجه جميع إخواننا المسلمين إلى أن يتدبروا الأمر وينظروا فيه ويحرصوا على إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع الخلفاء الراشدين حيث أمرنا بإتباعهم قال الله تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان) وانتبه لهذا القيد اتبعوهم بإحسان والإحسان إتباع آثارهم حقيقةً فعلاً وتركاً (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقال النبي عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور) فليتدبر اخواننا المسلين في بقاع الأرض ليتدبروا هذه المسألة وليقولوا في أنفسهم أنحن خيرٌ أم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان خيراً لسبقونا إليه أنحن أشد حباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه أنحن أشد حرصاً على الطاعات من أصحابه كل هذا الجواب فيه لا وإذا كان الجواب فيه لا فليكن أيضاً الجواب في الاحتفال بذكرى مولده لا وليعلموا أنهم إذا تركوا ذلك لله عز وجل وتحقيقاً لإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فسيجعل الله في قلوبهم من الإيمان بالله ورسوله ومحبة الله ورسوله ما لم يكن فيها عند وجود هذه الاحتفالات التي يدعون أنها ذكرى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
من فتاوى الشيخ محمد بن صاح العثيمين رحمه الله
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 05:15]ـ
رحم الله العلامة العثيمين .. وجزاك الله خيرًا.
ـ[صالح المطيري]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 07:02]ـ
شبهة عن مشروعية زيادة العبادة في يوم المولد النبوي، والجواب عنها
الشيخ / هيثم الحداد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..
فقد سألني بعض الإخوة عن جواب لشبهة نسبها إلى بعض الدعاة، الذي لا نشكّ في إخلاصهم وحماسهم، لكن لا نستبعد أن تكون هذه الشبهة قد دخلت عليهم من عدم تخصصهم في العلم الشرعي، هذا إن صحّت النسبة له، حيث يقول:
إن تخصيص يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة زائدة، لا سيّما الصيام، أمر مشروع، دلّ عليه حديث أبي قتادة حينما سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ، قَال: َ «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ» أَوْ «أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ»، رواه مسلم، وغيره.
فذكر أن علّة الصيام هي كون النبي صلى الله عليه وسلم ولد فيه، وبعث فيه، فجعل مناط تخصيصه بعبادة زائدة، كونه يوم ميلاده، ويوم مبعثه. وبما أن الحكم يدور مع علّته وجوداً وعدماً، فلا شك أن تخصيص يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة زائدة، لا سيّما الصيام، أمرٌ أقلّ ما يقال فيه إنه مشروع، ثم نُسِبَ لهذا الداعية أنه لا يقر الموالد التي تعمل في بعض البلاد العربية، والاحتفالات التي تقام من أجل هذه المناسبة، كما لا يقرّ ما يجري فيها من منكرات ..
فحُصِرَ الخطأ في هذا، مما يهيِّءُ القاريء أو المستمع لقبول رأيه، فليس هو من أهل البِدع الذين يقرّون الموالد، لكنه متوسّط القول، مستدلٌّ بالأدلة.
والجواب على هذه الشبهة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد،
فلا شك أن هذه الشبهة، قويّة أمام من لم يتسلح بسلاح العلم الشرعي، لا سيّما طرق الاستدلال، وطرائق الاستنباط، والتي تدرّس في أصول الفقه، ولهذا فإننا ننصح طلبة العلم دائماً، بالتعمُّق في دراسة أصول الفقه، الذي يورِّثُ الإنسان بتوفيق الله منهجاً معتدلاً في النظر والاستدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما من تضلّع من أصول الفقه، وفهم طرق الاستدلال، فإن هذه الشبهة ستتهاوى أمامه بمجرد النظر إليها، وهذا بيان ذلك:
أولاً: إن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن صيام يوم الإثنين، ولم يُسأل عن صيام يوم الثاني عشر من ربيع الأول، فالعلّة إذاً: تخصيص يوم الإثنين بالصيام، وليس تخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول بالصيام، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهو المشرّع، لم يخصص يوم الثاني عشر بالصيام، بل خصص يوم الإثنين بالصيام، وفرق كبير بين السببّين، فالصواب أن العلّة هي كون يوم الإثنين يوم مولده، ويوم بعثه فيه، ويوم إنزال القرآن عليه.
ثانياً: فلو قال قائل: فأنتم تقرّون بأن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى ميلاده، واعتبره مؤثراً في الحكم، حيث قال: «ذلك يوم ولدت فيه»، فنقول، نعم هذا صواب، لقد نظر إلى يوم ميلاده وجعله مؤثراً في الحكم، ولكن بقي النظر في يوم الميلاد ما هو، هل هو الإثنين، أم الثاني عشر من ربيع الأول؟. ولا شكّ أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الميزة لكونه يوم الإثنين -لا لكونه الثاني عشر من ربيع الأول-، ولو نظر النبيّ صلى الله عليه وسلم للأخير، لخصّه عينَه بذلك الصيام، ولرأينا النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى في كل سنة شهر ربيع الأول، بل يتحرى يوم الثاني عشر منه، بصرف النظر، هل كان يوم إثنين أو جمعة أو غيرها ..
وهذا لم يرد، حسب ما قرأنا، في حديث صحيح، بل ولا وضعيف أيضاً.
ومما يؤكد هذا، أن العلماء أنفسهم، اختلفوا في تحديد يوم مولده صلى الله عليه وسلم، فقيل هو يوم الثاني، أو الثامن، أو العاشر، أو الثاني عشر، أو السابع عشر، إلى غير ذلك من الأقوال التي حكاها جمع من أهل العلم، منهم الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية والقسطلاني في المواهب اللدنية.
وهذا الاختلاف الكبير في تاريخ المولد دليل قطعي على أن النبي وأصحابه لم يعيروا هذا اليوم أي اهتمام عندما تمر كل سنة، فضلاً عن أن يخصّها النبيّ صلى الله عليه وسلم أو أصحابه بمزيد عباده.
ثالثاً: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لما بيَّن سبب صيامه لذلك اليوم، جعل السبب أو العلة مركّبَة، فقال: «قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ» أَوْ «أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» فذكر ثلاثة أسباب، أو بتعبير أصولي، ذكر علّة مركبةً من ثلاث أوصاف، ميلاده، ومبعثه، وإنزال القرآن، والصواب صحّة التعليل بالعلة المركبة، وأنها لا تؤثر إلا إذا اجتمعت الأوصاف المركّبة منها كلها، وعندئذ فلا تجتمع هذه الأوصاف لتكون علة الحكم إلا في يوم الإثنين، فلا تنطبق البتّة على يوم الثاني عشر من ربيع الأول. فإنزال القرآن حدث في ليلة القدر، من شهر رمضان المبارك، بالإجماع كما هو نص القرآن، فهي علّة قاصرة على هذا اليوم، فلا تتعدى إلى غيره.
رابعاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن صيامه، فأجاب، فالحكم إذًا الصيام، والعلّة هي اجتماع الأوصاف الثلاثة، فهل يقاس غير الصيام على الصيام، بمعنى هل يخص يوم الإثنين بعبادة غير الصيام؟ محل نظر، لكن هذا خارج موطن بحثنا، فالشبهة لا تتعلق بتخصيص يوم الإثنين، بل بتخصيص يوم الميلاد، أعني المناسبة السنوية، فلا ينسحب حكم هذا على هذا.
خامساً: وربما تستحق أن تكون أول مرتكزات هذا الجواب، إلا أننا أخّرنا البحث فيها لأنها طريقة معروفة في الجواب يعتمد عليها كثير ممن ينتسبون إلى السلف الصالح، ممن لا يقرّون الموالد أصلاً، فإذا قرأها من قامت في ذهنه تلك الشبهة أعرض عن هذا الجواب، لأنه صادر ممن لا يقرّون الاحتفالات اعتماداً على جواب معروف، وهو أن السلف لم يفعلوها، فإذا أعرض عن القراءة، قوِيَت الشبهة عنده، وانصرف عن سماع ما يدفعها حتى لو كان بطريق آخر.
وهذا المرتكز يعتمد على أصل أصيل في فهم هذا الدين، ألا وهو وجوب اتباع فهم السلف الصالح لدين الإسلام، وأدلة وجوب اتباع فهم السلف الصالح كثيرة جداً، أهمّها أن فهم السلف الصالح نفسه إجماع منهم على أن الدين يفهم بهذه الطريقة، فمن فهم الدين بغير هذه الطريقة فقد خالف الإجماع، ومنها أن الأخذ بغير فهمهم، مخالفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» متفق عليه.
فجعل خير القرون صحابته، فخيريتهم تتضمن خيرية فهمهم، فلا يجوز العدول عن خير فهم للدين إلى غيره.
وعليه، فيجب علينا عند النظر والاستدلال -لا سيّما عند طروء شبهة-، أن لا نغفل فهم السلف الصالح للأدلة، وكيف عملوا بها، وما أجمل العبارة التي تقول "لو كان خيرًا لسبقونا إليه"، وقد روي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قوله (من كان مستنّاً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة، أبرّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلّفاً، قوم اختارهم الله لصحبة صلى الله عليه وسلم ونقل دينه، فتشبّهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم)
فلو كان القول بتخصيص يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم -أعني ميلاده السنوي في شهر ربيع الأول-، بعبادة زائدة لسبقنا إليه السلف الصالح، الصحابة والتابعون، وأتباعهم، لكن لما لم يفعلوا ذلك، عُلِمَ أنه لا خير فيه، وهذا لا يحتاج إلى مزيد استدلال.
هذا ما تيسّر من الجواب على عين هذه الشبهة، وإلا فمسألة المولد النبوي، وما يحدث فيه، قد أشبعه العلماء بحثاً ودراسة، وهي موجودة متيسرة والحمد لله، نسأل الله تبارك وتعالى أن لا يزيغ قلوبنا، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع قريب مجيب الدعاء، انتهى الجواب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.(/)
ضابط البدعة
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 05:06]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة
السؤال: أحسن الله إليكم وبارك فيكم من الأردن اربد هذا السائل يقول فضيلة الشيخ حفظكم الله أطلب منكم أيها الشيخ أن تضربوا لنا أمثلة من واقع الحياة المعاشة على البدع والتي قد لا نتوقع أن تكون بدعة مع التوضيح ما هي البدعة وما أضرارها على الأمة الإسلامية.
الجواب
الشيخ: الواقع أن هذا سؤال لا يمكن الإجابة عنه تفصيلاً لأن الإنسان ليس محيطاً بكل شيء لكن سأعطي السائل قاعدة كل من تعبد لله بشيء عقيدة بالقلب أو نطقاً باللسان أو عملاً بالجوارح فإننا نقول له إنك مبتدع حتى تأتي لنا بدليل على أن هذا مشروع هذه القاعدة خذها معك أيها السائل كل إنسان يتعبد لله بشيء عقيدة بقلبه أو نطقاً بلسانه أو عملاً بجوارحه ويقول هذه شريعة نقول أنت مبتدع حتى تأتينا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله أو أقوال الصحابة أو إجماع الأمة على أن هذا مشروع لأن الأصل في الدين هو الشرع والأصل في العبادات المنع حتى يقوم دليل على أنه مشروع ولهذا أعطانا إمامنا وأسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدة في هذا قال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وأعطانا قاعدة أخرى فقال (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أي مردود على صاحبه لأنه بدعة فإذا قال لك قائل من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة ألف صلاة كتب له كذا وكذا قلنا هات الدليل وإلا فأنت مبتدع من قرأ قل هو الله أحد ألف مرة كتب له كذا وكذا نقول هات الدليل وإلا فأنت مبتدع فإذا قال الصلاة على الرسول مشروعة كل وقت قلنا صدقت لكن لماذا تقيدها بألف أين الدليل لك وإذا قال قل هو الله أحد ثلث القرآن قراءتها مشروعة قلنا صدقت لكن من حددها بألف وهلم جرا هذه القاعدة والحمد لله مريحة وواضحة بينة وما نجده في بعض الكتب التي تنشر أو في الملفات التي تنشر أو ما ينشر في بعض الأحيان في أوراق من ذكر أشياء لا حقيقة لها مثل من ترك الصلاة عوقب بخمسة عشر خصلة فهذا كذب موضوع على الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بقصة الفتاة التي كانت مريضة وترددت على كل المستشفيات ورأت في المنام زينب وحصل ما حصل منها هذه أيضاً كذب أشياء كثيرة يروجها الجهال أو الضلال الذين يريدون أن يضلوا الناس ولذلك أحذر إخواني أن يتلقوا كل منشور وكل مكتوب بالقبول حتى يعرضوه على أهل العلم لأن الدعاة إلى الضلال كثيرون الآن إما لقصد الإفساد والإضلال وإما لحسن نية فليحذر الإنسان من مثل هذا حتى يعرضه على أهل العلم والخلاصة أن القاعدة في البدعة أنها كل ما يتعبد به الإنسان وليس بمشروع من عقيدة أو قول أو عمل ولهذا باستطاعتك أن تقول لشخص يصلي ركعتين تعال من قال لك أن هذا مشروع هات الدليل فإذا أتى بالدليل فعلى العين والرأس وإذا لم يأت بالدليل قلنا هذا مردود عليك لو قال مثلاً كلما برق البرق أصلي ركعتين من قال لك هذا قال ركعتين سنة في كل وقت قلنا نعم الركعتين سنة في كل وقت إلا في أوقات النهي لكن من قال لك عند البرق يسن أن يصلي ركعتين أو عند نزول المطر يسن أن يصلي ركعتين مثلاً ولهذا يدعي بعض الناس الذين فتنوا بالاحتفال بما يزعمون أنه اليوم الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعون أنهم لم يفعلوا شيئاً إنما اجتمعوا يذكرون سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تلك السيرة العطرة المحببة للنفوس التي تزيد الإنسان إيماناً ومحبة للرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون هذا شيء مشروع نقول نعم كل شيء يحبب الرسول إلى الناس أمر مشروع ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فريضة ويجب أن تقدم محبته على محبة النفس وعلى الولد والوالد لكن من قال إنه يشرع في هذه الليلة التي لم يثبت أنها ليلة الميلاد من قال إنه يشرع فيها الاجتماع والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر سيرته والأمر لم يقتصر على هذا صاروا يأتون بالقصائد والمدائح النبوية التي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحذر منها وفيها من الغلو ما ينافي العبودية كان بعضهم يردد قول البوصيري يخاطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول يا أكرم الخلق وصدق أنه أكرم الخلق لكن يقول ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم إذا حدث الحادث العام المدلهم الذي يشمل الناس كلهم ما لي أن ألوذ به إلا أنت يا رسول الله أعوذ بالله نسي الله والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمره الله أن يقول (قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً) بل (قل إني لن يجيرني من الله) يعني بل أمره أن يقول إني لن يجيرني من الله أحد لو أراد بي شيئاً فكيف يكون الرسول صلى الله عليه وسلم هو الملاذ عند حلول الحادث العمم ويقول فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم من جوده الدنيا وضرتها وليست كل جوده من جوده سبحان الله ومن علومك علم اللوح والقلم وليست كل علومك عندك ما هو أبلغ من ذلك هل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضى أن يوصف بهذا لا والذي فطر الخلق ما يرضى بهذا بل لما قالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا قال قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان فالمهم أن العبادات المطلقة إذا قيدت بشيء معين زماناً أو مكاناً أو عدداً أو هيئة صارت بدعة من هذا الوجه فيجب اجتنابها وإن كانت في أصلها مشروعة فانتبه أيها الأخ السائل ولينتبه كل من يسمع كلامنا هذا لهذه النقطة التي يموه بها أهل البدع والحوادث فيقولون هذا شيء مشروع هذا شيء لا نهي فيه فيقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كل بدعة ضلالة).
فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العبيد]ــــــــ[18 - Feb-2010, صباحاً 10:27]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الشرك ووسائله عند علماء الشافعية
ـ[الاثر]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 05:21]ـ
تعريف الشرك عند علماء الشافعية
قال الأزهري الشافعي: ((والشرك أن تجعل لله شريكاً في ربوبيته)) تهذيب اللغة (10/ 16)
وقال الراغب الاصفهانى)) الشرك العظيم هو إثبات شريك لله تعالى يقال أشرك فلان بالله وذلك أعظم كفر)) المفردات للاصبهاني
وقال الحافظ ابن كثير ((الشرك الأعظم يعبد مع الله غيره)) سورة يوسف آية (106) التفسير (2/ 512)
وقد أفصح السمعاني رحمه الله عن حقيقة الشرك بقوله: ((الإشراك هو الجمع بين الشيئين في معنى فالإشراك بالله تعالى هو أن يجمع مع الله غير الله فيما لايجوز إلا لله)) تفسير السمعاني (2/ 121)
وقال النووي-رحمه لله- ((الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى، وقد يفرّق بينهما فيخص الشرك بعبدة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش فيكون الكفر أعم من الشرك)) شرح مسلم للنووي (2/ 56)
وقال ابن كثير عند آيات سورة المؤمنون ((قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون)) أوضح ابن كثير أن الرب تعالى (قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره المعترفين له بالربوبية وأنه لاشريك له فيها ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية فعبدوا غيره معه) التفسير (3/ 252)
يستفاد مما تقدم أن الشرك عند علماء الشافعية: هو أن تجعل شريك لله تعالى في ربوبيته أو إلهيته والغالب الإشراك في الألوهية بأن يدعوا مع الله غيره أو يصرف له شيئاً من أنواع العبادات كالذبح والنذر والدعاء والخوف والرجاء والمحبة ....
أقوال السلف في اعتراف المشركين بتوحيد الربوبية
قال تعالى {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف 106]
قال الطبري " وإيمانهم بالله هو قولهم: الله خالقنا ورازقنا ومميتنا ومحيينا، وإشراكهم هو جعلهم لله شريكا في عبادته ودعائه، فلا يخلصون له في الطلب منه وحده، وبنحو هذا قال أهل التأويل " ثم روى مثل ذلك عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وعامر وقتادة وعطاء وجمع.قال قتادة " لا تسأل أحدا من المشركين من ربك؟ إلا ويقول ربي الله وهو يشرك في ذلك " وقال " الخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم ثم يشركون بعد ذلك " وقال ابن زيد " ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله ويعرف أن الله ربه وخالقه ورازقه وهو يشرك به. . . ألا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك: المشركون كانوا يقولون هذا " ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)) .
وقال ابن كثير: ((فإن غالب الأمم كانت مقرة بالصانع ولكن تعبد معه غيره من الوسائط التي يظنونها تنفعهم أو تقربهم من الله زلفى)) التفسير (2/ 544) سورة إبراهيم آية 12
وقال الإمام الطبري عند قوله تعالى:
) وَإِذَا مَسَّ الإنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار ([الزمر8]. قال الطبري «كانت العرب تقر بوحدانية الله غير أنها كانت تشرك به في عبادته» (تفسير الطبري 1/ 128).
وقال الإمام ابن كثير عند تفسير قوله تعالى ((وما يؤمن أكثرهم بالله ألا وهم مشركون)) قال ابن عباس من إيمانهم أنهم إذا قيل لهم: من خلق السموات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال، قالوا الله وهم مشركون به. وكذا قال مجاهد وعطاء وعكرمة وفي الصحيحين: أن المشركين كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك
وفي صحيح مسلم أنهم كانوا إذا قالوا لبيك لا شريك لك. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
((قد قد)) أي حسب حسب لا تزيدوا على هذا)) سورة يوسف آية (106) (3/ 512) وقال الحافظ ابن حجر ((وقال عكرمة في قوله تعالى ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) قال يسألهم من خلقهم و من خلق السموات و ألأرض؟ فيقولون الله فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره)) وذكر نحوه عن ابن عباس كما مر معنا سابقاً. الفتح (13/ 49) باب قوله تعالى ((فلا تجعلوا الله أنداداً)) وراجع تفسير ابن كثير عند قوله تعالى ((ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) الزخرف (87)
وهذا الإيمان الذي أقرت به غالب الأمم أطلق عليه العلماء توحيد الربوبية: وهو إفراد الله بالخلق والملك والتدبير.
وإيمانهم بتوحيد الربوبية فقط لا يكفي لذلك لم يدخلهم في الإسلام.
والتوحيد الذي نازع فيه المشركون الرسل هو توحيد الألوهية: وهو إفراد الله بالعبادة.
وهذا هو معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله. قال تعالى ((ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت))
قال الإمام ابن كثير عند قوله تعالى ((ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس و القمر ليقولن الله فأنى يؤفكون)) آية (61)
((يقول تعالى مقرراً أنه لا إله إلا هو لأن المشركين الذين يعبدون غيره معترفون بأنه المستقل بخلق السموات والأرض و الشمس والقمر وتسخير الليل والنهار وأنه الخالق الرازق لعباده ومقدر آجالهم .... فذكر أنه المستقل بخلق الأشياء المنفرد بتدبيرها فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالإعتراف بتوحيد الربوبية وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما يقولوا في تلبيتهم لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك)).
معنى لا إله إلا الله
أولاً: الإله معناه المعبود
قال الفيروز أبادي في لفظ الجلالة)) أصله إله كفعال بمعنى مألوه وكل ما اتخذ معبودا إله عند متخذه والتأله التنسك والتعبد والتاليه التعبيد)) القاموس المحيط (4/ 280)
وقال البيضاوي)) الإله في الأصل لكل معبود ثم غلب على المعبود بالحق ... واشتقاقه من أله آلهة وألوهة وألوهية بمعنى عبد)) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (1/ 15)
قال الفخر الرازي عند قوله تعالى: ((وإلهكم إله واحد)):قوله (إلهكم) يدل على أن معنى الإله مايصح أن تدخله الإضافة فلو كان معنى الإله القادر لصار المعنى وقادركم قادر واحد ومعلوم أنه ركيك فدل على أن الإله هو المعبود)) التفسر الكبير (4/ 192) وقد خطا الرازي من فسر الإله بالقادر ونحوه.
وفسر ابن كثير الإله بالمعبود عند آية سورة ص ((أجعل الآلهة إله واحدا)) التفسير (4/ 27)
تعريف العبادة:
قال الرازي ((العبادة عبارة عن كل فعل وترك يؤتى به لمجرد أمر الله تعالى بذلك وهذا يدخل فيه جميع أعمال القلوب وجميع أعمال الجوارح)) التفسير (10/ 99)
وقال ابن حجر العسقلاني ((المراد بالعبادة عمل الطاعات واجتناب المعاصي)) فتح الباري (24/ 134)
وأما معنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله:
فقد قال الخطيب الشربيني عند شرحه لمقدمة كتاب المنهاج (لا إله) أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله) مغني المحتاج (1/ 13)
وقال السيوطي عند تفسير آية الكرسي (الله لا إله إلا هو) (أي لا معبود بحق في الوجود إلا هو)
وقال البيضاوي عند تفسير آية الكرسي (الله لا إله إلا هو) (مبتدأ وخبر والمعنى أنه المستحق للعبادة لاغيره) أنوار التنزيل (1/ 257)
فائدة: قال البغوي عند تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)
اعْبُدُوا} وحدوا. قال ابن عباس رضي الله عنهما: كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد) تفسير البغوي - (1/ 71)
يتبع ......
([1]) - تفسير الطبري 13/ 50 - 51 الدر المنثور 4/ 120 للسيوطي.
ـ[الاثر]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 04:39]ـ
جاء عن علماء الشافعية النهي عن نماذج من الشرك منها:
1. من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
كما قال تعالى ((والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) الزمر (3) قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: (أي إنما يحملهم على عبادتهم لهم أنهم عمدوا إلى أصنام اتخذوها على صورة الملائكة المقربين في زعمهم فعبدوا تلك الصور تنزيلا لذلك منزلة عبادتهم الملائكة ليشفعوا لهم عند الله تعالى في نصرهم ورزقهم وما ينوبهم من أمور الدنيا فأما المعاد فكانوا جاحدين له كافرين له، قال قتادة والسدي ومالك عن زيد بن أسلم وابن زيد ((إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) إي ليشفعوا لنا ويقربونا عنده منزلة ولهذا كانوا جاحدين له كافرين يقولون في تلبيتهم إذا حجوا في جاهليتهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك، وهذه الشبهة هي التي اعتمدها المشركون في قديم الدهر وحديثة وجاءتهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بردها والنهي عنها والدعوة إلى إفراد الله وحدة لا شريك له وأن هذا شيء اخترعه المشركون من عند أنفسهم لم يأذن الله فيه ولا رضي به، بل أبغضه ونهى عنه. وأخبر أن الملائكة التي في السموات من الملائكة المقربين وغيرهم كلهم عبيد خاضعون لله لا يشفعون عنده إلا بإذنه لمن ارتضى وليسوا عنده كالأمراء عند ملوكهم يشفعون عنده بغير إذنهم فيما أحبه الملوك وأبوه ((فلا تضربوا لله الأمثال)) تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
وذكر التفتازاني أن شرك المشركين وقع حين «مات منهم من هو كامل المرتبة عند الله اتخذوا تمثالاً على صورته وعظموه تشفعاً إلى الله تعالى وتوسلاً» شرح المقاصد (4/ 41).
وهذا ما يؤكده العلماء دائماً أن نوع شرك المشركين السابقين: هو شرك تشفع وتوسل بالصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى.) وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ ([يونس18].
وقال الفخر الرازي الشافعي رحمه الله في تفسيره (17/ 59):
((اختلفوا في أنهم قالوا في الأصنام أنهم شفعاؤنا عند الله ..... ))
فذكر صور منها قوله: ((ورابعها أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صورة أنبيائهم وأكابرهم وزعموا متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور ألأكابر على اعتقادهم أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون لهم شفعاء عند الله)).
وقال أيضاً في تفسيره (25/ 254): ((واعلم أن المذاهب المفضية إلى الشرك أربعة ...... )) فذكر ثلاثة ثم قال ((رابعها قول من قال:أن نعبد الأصنام التي هي صور الملائكة ليشفعوا لنا فقال تعالى في إبطال قوله ((ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له)) فلا فائدة لعبادتكم غير الله فإن الله لا يأذن في الشفاعة لمن يعبد غيره فبطلبكم الشفاعة تفوتون على أنفسكم الشفاعة))
فتأمل:أن من طلب الشفاعة فوت على نفسه الشفاعة التي تكون يوم القيامة لأنها لا تنال إلا بالتوحيد.
قال الإمام البغوي في تفسير هذه الآية: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) قال قتادة: وذلك أنهم إذا قيل لهم: من ربكم، ومن خلقكم، ومن خلق السموات والأرض؟ قالوا: الله، فيقال لهم: فما معنى عبادتكم الأوثان؟ قالوا: ليقربونا إلى الله زلفى، أي: قربى، وهو اسم أقيم في مقام المصدر: كأنه قال: إلا ليقربونا إلى الله تقريبًا ويشفعوا لنا عند الله، {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} يوم القيامة {فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} من أمر الدين {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} لا يرشد لدينه من كذب فقال: إن الآلهة تشفع وكفى باتخاذ الآلهة دونه كذبًا [وكفرا] تفسير البغوي - (7/ 104)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام الطبري رحمه الله (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) يقول تعالى ذكره: والذين اتخذوا من دون الله أولياء يَتَوَلَّوْنَهُم، ويعبدونهم من دون الله، يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زُلْفَى، قربة ومنزلة، وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا) تفسير الطبري - (21/ 251)
قال الإمام النسفي رحمه الله {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ} [الزمر: 3] أي آلهة وهو مبتدأ محذوف الخبر تقديره: والذين عبدوا الأصنام يقولون {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] مصدر أي تقريباً {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} [الزمر: 3] بين المسلمين والمشركين {فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: 3] قيل: كان المسلمون إذا قالوا لهم من خلق السماوات والأرض؟ قالوا: الله، فإذا قالوا لهم: فما لكم تعبدون الأصنام؟ قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى). تفسير النسفى - (4/ 41)
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى ((وأن الوثني إذا قال: لا إله إلا الله فإن كان يزعم أن الوثن شريك لله تعالى صار كافرا وإن كان يري أن الله تعالى هو الخالق ويعظم الوثن لزعمه أنه يقربه إلى الله تعالى لم يكن مؤمناً حتى يتبرأ من عبادة الوثن)) (7/ 303) كتاب الردة من كتاب روضة الطالبين للنووي.
واعلم أن الشفاعة الشرعية لاتكون إلا بعد أذن الله للشافع بالشفاعة ورضاه عن المشفوع له كما قال - عز وجل -: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255].
ولا يشفع في أحد إلا من بعد أن يأذن الله فيه كما قال - عز وجل -: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] وهو لا يرضى إلا التوحيد كما قال - عز وجل -: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85].
فإذا كانت الشفاعة كلها لله، كما قال تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [الزمر: 44] ولا تكون إلا من بعد إذنه، ولا يشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد. إذاً فأطلبها من الله فقل: اللهم لا تحرمني شفاعته، اللهم شفعه في، وأمثال هذا.
قال الطبري:
في قوله عزوجل (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا) يقول تعالى ذكره: وكم من ملك في السموات لا تغني: كثير من ملائكة الله، لا تنفع شفاعتهم عند الله لمن شفعوا له شيئا، إلا أن يشفعوا له من بعد أن يأذن الله لهم بالشفاعة لمن يشاء منهم أن يشفعوا له ويرضى، يقول: ومن بعد أن يرضى لملائكته الذين يشفعون له أن يشفعوا له، فتنفعه حينئذ شفاعتهم، وإنما هذا توبيخ من الله تعالى ذكره لعبدة الأوثان والملأ من قريش وغيرهم الذين كانوا يقولون (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فقال الله جلّ ذكره لهم: ما تنفع شفاعة ملائكتي الذين هم عندي لمن شفعوا له، إلا من بعد إذني لهم بالشفاعة له ورضاي، فكيف بشفاعة من دونهم، فأعلمهم أن شفاعة ما يعبدون من دونه غير نافعتهم.
قال النسفي: في قوله عزوجل {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِى السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِى شَفَاعَتُهُمْ شيئا إِلا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَى} [النجم: 26] يعني أن أمر الشفاعة ضيق فإن الملائكة مع قربتهم وكثرتهم لو شفعوا بأجمعهم لأحد لم تغن شفاعتهم شيئاً قط، ولا تنفع إلا إذا شفعوا من بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة لمن يشاء الشفاعة له ويرضاه ويراه أهلاً لأن يشفع له فكيف تشفع الأصنام إليه لعبدتهم
2 - الدعاء لغير الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
الدعاء عبادة فلا يجوز صرفه لغير الله وعلى ذلك دلت الأدلة الكثيرة، قال تعالى ((ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين)) ومن ذلك الاستعانة والاستغاثة فالقول فيها واحد فإنها إذا صرفت لغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا الصرف شرك أكبر وأما إذا كانت في أمور يقدر عليها المستعاذ والمستغاث و المستعان فهذا لا بأس به و لا يكون من العبادة في شيء وذلك لكون الاستعانة والاستغاثة والاستعاذة طلب والطلب دعاء كما هو معروف.
تعريف الدعاء: قال الحافظ ابن حجر: «الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار» [فتح الباري 11/ 95]. وقال مثله الزبيدي [فتح الباري 1/ 149 وانظر إتحاف السادة المتقين5/ 4]
قال الفخر الرازي: «المقصود من الدعاء إظهار الذلة والانكسار» وقال: «وقال الجمهور الأعظم من العقلاء: الدعاء أعظم مقامات العبادة» [لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات ص91 تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ط: دار الكتاب العربي].
وذكر الحليمي: «أن الدعاء من التخشع والتذلل لأن كل من سأل ودعا فقد أظهر الحاجة وباح واعترف بالذلة والفقر والفاقة لمن يدعوه ويسأله» [المنهاج في شعب الإيمان 1/ 517 ط: دار الفكر 1979].
قال ابن قتيبة في قوله تعالى:) وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ([البقرة23].
«أي ادعوهم ليعاونوكم على سورة مثله، ومعنى الدعاء ههنا الاستغاثة، ومنه دعاء الجاهلية وهو قولهم: يا آل فلان، إنما هو استغاثتهم» (غريب القرآن43).
) وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ([غافر60]. قال السدي: أي دعائي (تفسير الطبري 16/ 51 الجزء 24 ص51). قال الحافظ «وضع عبادتي موضع دعائي» (فتح الباري 11/ 95) وهذا دليل على أن الدعاء مستلزم للعبادة.
) أليس الله بكاف عبده ([الزمر36]. قال الزبيدي «وقبيح بذوي الإيمان أن ينزلوا حاجتهم بغير الله تعالى مع علمهم بوحدانيته وانفراده بربوبيته وهم يسمعون قوله تعالى) أليس الله بكاف عبده ((أضاف): ليعلم العارف أن المستحق لأن يُلجأ إليه ويستعان في جميع الأمور ويعول عليه هو الواجب الوجود المعبود بالحق الذي هو مولى النعم كلها .... ويشغل سره بذكره والاستغناء به عن غيره (إتحاف السادة المتقين 9/ 498 و5/ 119).
قال الإمام الذهبي الشافعي رحمه الله أثناء ترجمته لنفيسة بنت الحسن رحمهم الله (( ... وللجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف ولا يجوز مما فيه من الشرك ويسجدون لها ويلتمسون منها المغفرة وكان ذلك من دسائس العبيدية)) سير أعلام النبلا (10/ 106)
الشاهد أنه عدَّ من الشرك التماس أو طلب المغفرة من السيدة نفيسة والمغفرة من خصائص الله وحدة لا شريك له.
وقال الشهرستاني الشافعي (( ..... القوم لما عكفوا على التوجه إليها ـ الأصنام ـ كان عكوفهم ذلك عباده وطلبهم الحوائج منها إثبات إلهية لها)) الملل والنحل (2/ 259)
عدّ رحمه الله طلب الحوائج من الأصنام إثبات لإلهيتها فدل على أن الإله الحق هو الذي يخص بطلب الحوائج.
قلت: ويدل على ذلك قوله تعالى ((أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله ..... )) النمل (62)
وقد نبه ابن الأثير إلى أن الدعاء مشتمل على أمرين عظيمين:
احدهما: انه امتثال أمر الله تعالى حيث قال ((ادعوني أستجيب لكم))
والثاني: ما فيه من قطع الأمل عما سوى الله وتخصيصه وحده بسؤال الحاجات راجع النهاية في غريب الحديث (4/ 305)
قال ابن كثير - رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى)) وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه))
((أي عند الحاجة يتضرع ويستغيث بالله وحده لاشريك له إلى أن قال: وفي حال العافية يشرك بالله ويجعل له أندادا "قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار" أي قل لمن هذه حالته وطريقته ومسلكه تمتع بكفرك قليلا وهو تهديد شديد ووعيد أكيد)) الزمرآية (8)
(يُتْبَعُ)
(/)
والاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك. لأنه يلزم منه أن الميت يسمع كل نجوى ودعاء ولا يخفى عليه شيء من ذلك: و يلزم منه أنه سميع بصير بالغيب. لا يخفى عليه شيء مما يدعو به الناس. لا تلتبس عليه المسائل يسمع المستغيثين أينما كانوا قريبين أو بعيدين بالآلف كانوا أم بالملايين كأن هؤلاء الأموات يسمعون ما يقال لهم ويطلب منهم من الحاجات المختلفة بلغات متباينة فهم عند المستغيثين بهم يعلمون مختلف لغات الدنيا ويميزون كل لغة عن الأخرى ولو كان الكلام بها في آن واحد وهذا هو الشرك في صفات الله تعالى الذي جهله كثير من الناس فوقعوا بسببه في هذه الضلالة الكبرى.
لقد خفيت أمور على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أن كان حيا: قال تعالى عن بعض المنافقين (لا تعلمهم نحن نعلمهم).
وخفي عليه قتل القراء السبعين من الصحابة ... الخ
وهذا نبي الله عيسى عليه السلام صرح أنه كان شهيدا على أمته ما كان فيهم. فقال (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم).
فكيف يعتقد هؤلاء أنه يسمع استغاثتهم أينما ووقتما كانوا؟ هذا هو التأليه مع الله.
وقال ابن حجر الهيتمي المكي في "الفتح المبين شرح الأربعين" (ص172): (فمع النظر لذلك لا فائدة لسؤال الخلق مع التعويل عليهم فإن قلوبهم كلها بيد الله سبحانه وتعالى، ويصرفها على حسب إرادته، فوجب أن لا يعتمد في أمر من الأمور إلا عليه سبحانه وتعالى، فإنه المعطي المانع، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، له الخلق وله الأمر ... ثم قال: (فبقدر ما يميل القلب إلى مخلوق يبعد عن مولاه لضعف يقينه ووقوعه في هوة الغفلة عن حقائق الأمور التي تيقظ لها أصحاب التوكل واليقين، فأعرضوا عما سواه وأنزلوا جميع حوائجهم بباب كرمه وجوده) اهـ.
قال الإمام النووي رحمه الله: (( ... وقوله (صلى الله عليه وسلم): (إذا سالت فاسأل الله) إشارة إلى أن العبد لا ينبغي أن يعلق سره بغير الله بل يتوكل عليه في سائر أموره، ثم إن كانت الحاجة التي يسألها لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه كطلب الهداية والعلم والفهم في القرآن والسنة وشفاء المرض وحصول العافية من بلاء الدنيا وعذاب ألآخرة، سأل ربه ذلك، وإن كانت الحاجة التي يسألها جرت العادة أن الله سبحانه وتعالى يجريها على أيدي خلقة،كالحاجات المتعلقة بأصحاب الحرف والصنائع وولاة الأمور، سأل الله تعالى أن يعطف عليه قلوبهم فيقول: اللهم أحنن علينا قلوب عبادك وإمائك وما أشبة ذلك. ولا يدعوا الله تعالى باستغنائه عن الخلق لأنه (صلى الله عليه وسلم) سمع علياً يقول: (اللهم أغننا عن خلقك) فقال: (لا تقل هذا فإن الخلق يحتاج بعضهم إلى بعض ولكن قل (اللهم اغننا عن شرار خلقك) وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم.)) شرح الأربعين النووية للنووي الحديث (19).
قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا فروة بن المغراء الكندي، حدثنا القاسم بن مالك -يعني المزني-عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه، عن كَردم بن أبي السائب الأنصاري قال: خرجت مع أبي من المدينة في حاجة، وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فآوانا المبيت إلى راعي غنم. فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم، فوثب الراعي فقال: يا عامر الوادي، جارك. فنادى مناد لا نراه، يقول: يا سرحان، أرسله. فأتى الحملَ يشتد حتى دخل في الغنم لم تصبه كدمة. وأنزل الله تعالى على رسوله بمكة {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}
ثم قال: ورُوي عن عبيد بن عمير، ومجاهد، وأبي العالية، والحسن، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النَّخَعي، نحوه.
وقد يكون هذا الذئب الذي أخذ الحمل -وهو ولد الشاة-وكان جنّيا حتى يُرهب الإنسي ويخاف منه، ثم رَدَّه عليه لما استجار به، ليضله ويهينه، ويخرجه عن دينه، والله أعلم. تفسير ابن كثير ـ سورة الجن ـ آية (6)
وقد كان شرك الأولين في الرخاء أما في الشدة فإنهم يخلصون الدعاء لله كماقال تعالى ((فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) العنكبوت آية 65
قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية (( .. أخبر تعالى أنهم عند الأضطرار يدعونه وحده لاشريك له فهلا يكون هذا منهم دائما))
وقال الطبري - رحمه الله- في تأويل قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)}
يقول تعالى ذكره: فإذا ركب هؤلاء المشركون السفينة في البحر، فخافوا الغرق والهلاك فيه (دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) يقول: أخلصوا لله عند الشدّة التي نزلت بهم التوحيد، وأفردوا له الطاعة، وأذعنوا له بالعبودية، ولم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم، ولكن بالله الذي خلقهم (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ) يقول: فلما خلصهم مما كانوا فيه وسلَّمهم، فصاروا إلى البرّ، إذا هم يجعلون مع الله شريكا في عبادتهم، ويدعون الآلهة والأوثان معه أربابا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) فالخلق كلهم يقرّون لله أنه ربهم، ثم يشركون بعد ذلك). تفسير الطبري - (20/ 60)(/)
أصول السنة واعتقاد الدين - عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة برواية ابن أبي حاتم
ـ[العبيد]ــــــــ[18 - Feb-2010, صباحاً 10:25]ـ
أصول السنة واعتقاد الدين ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84_%D8%A 7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9% 88%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D8% A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9 %8A%D9%86)
عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة برواية ابن أبي حاتم
قال أبو محمد: وسمعت أبي رضي الله عنه يقول: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر. وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر حشوية، يريدون إبطال الآثار. وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبَّهة. وعلامة القدرية تسميتهم أهل السنة مجبرة. وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية. وعلامة الرافضة تسمية أهل السنة ناصبة، [أو نابتة] ... ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد، ويستحيل أن يجمعه هذه الأسامي.(/)
أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر لفضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان
ـ[الملا أبوأسامة الزرقاوي]ــــــــ[18 - Feb-2010, مساء 09:18]ـ
أسئلة وأجوبة
في
مسائل الإيمان والكفر
لفضيلة الشيخ الدكتور
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد .. فهذه أسئلة مهمة من طلاب العلم والدعاة إلى الله إلى شيخنا الفاضل الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى وبارك فيه وفي علمه، ونفع به الإسلام والمسلمين .. نقدمها إليه رجاءً منه بالإجابة بما يفتح الله عليه من الكتاب والسنة لعل الله أن ينفع بها:
السؤال الأول:
بمَ يكون الكفر الأكبر أو الردّة؟ هل هو خاص بالاعتقاد والجحود والتكذيب، أم هو أعم من ذلك؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن مسائل العقيدة مهمة جداً، ويجب تعلم العقيدة بجميع أبوابها وجميع مسائلها وتلقيها عن أهل العلم، فلا يكفي فيها إلقاء الأسئلة وتشتيت الأسئلة فيها، فإنها مهما كثرت الأسئلة وأجيب عنها، فإن الجهل سيكون أكبر. فالواجب على من يريد نفع نفسه ونفع إخوانه المسلمين أن يتعلم العقيدة من أولها إلى آخرها، وأن يلم بأبوابها ومسائلها، ويتلقاها عن أهل العلم ومن كتبها الأصيلة، من كتب السلف الصالح .. وبهذا يزول عنه الجهل ولا يحتاج إلى كثرة الأسئلة، وأيضاً يستطيع هو أن يبين للناس وأن يعلم الجهّال، لأنه أصبح مؤهلاً في العقيدة.
كذلك لا يتلقى العقيدة عن الكتب فقط .. أو عن القراءة والمطالعة، لأنها لا تؤخذ مسائلها ابتداءً من الكتب ولا من المطالعات، وإنما تؤخذ بالرواية عن أهل العلم وأهل البصيرة الذين فهموها وأحكموا مسائلها ..
هذا هو واجب النصيحة ..
أما ما يدور الآن في الساحة من كثرة الأسئلة حول العقيدة ومهماتها من أناس لم يدرسوها من قبل، أو أناس يتكلمون في العقيدة وأمور العقيدة عن جهل أو اعتماد على قراءتهم للكتب أو مطالعاتهم، فهذا سيزيد الأمر غموضاً ويزيد الإشكالات إشكالات أخرى، ويثبط الجهود ويحدث الاختلاف، لأننا إذا رجعنا إلى أفهامنا دون أخذ للعلم من مصادره، وإنما نعتمد على قراءتنا وفهمنا، فإن الأفهام تختلف والإدراكات تختلف .. وبالتالي يكثر الاختلاف في هذه الأمور المهمة. وديننا جاءنا بالاجتماع والائتلاف وعدم الفرقة، والموالاة لأهل الإيمان والمعاداة للكفار .. فهذا لا يتم إلا بتلقي أمور الدين من مصادرها ومن علمائها الذين حملوها عمن قبلهم وتدارسوها بالسند وبلغوها لمن بعدهم .. هذا هو طريق العلم الصحيح في العقيدة وفي غيرها، ولكن العقيدة أهم لأنها الأساس، ولأن الاختلاف فيها مجال للضلال ومجال للفرقة بين المسلمين.
والكفر والردّة يحصلان بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام، فمن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام المعروفة عند أهل العلم فإنه بذلك يكون مرتداً ويكون كافراً، ونحن نحكم عليه بما يظهر منه من قوله أو فعله، نحكم عليه بذلك لأنه ليس لنا إلا الحكم بالظاهر، أما أمور القلوب فإنه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. فمن نطق بالكفر أو فعل الكفر، حكمنا عليه بموجب قوله وبموجب نطقه وبموجب فعله إذا كان ما فعله أو ما نطق به من أمور الردّة.
السؤال الثاني:
هناك من يقول: " الإيمان قول واعتقاد وعمل، لكن العمل شرط كمال فيه "، ويقول أيضاً: " لا كفر إلا باعتقاد " .. فهل هذا القول من أقوال أهل السنة أم لا؟
الجواب:
الذي يقول هذا ما فهم الإيمان ولا فهم العقيدة، وهذا هو ما قلناه في إجابة السؤال الذي قبله: من الواجب عليه أن يدرس العقيدة على أهل العلم ويتلقاها من مصادرها الصحيحة، وسيعرف الجواب عن هذا السؤال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: إن الإيمان قول وعمل واعتقاد .. ثم يقول: إن العمل شرط في كمال الإيمان وفي صحته، هذا تناقض!! كيف يكون العمل من الإيمان ثم يقول العمل شرط، ومعلوم أن الشرط يكون خارج المشروط، فهذا تناقض منه. وهذا يريد أن يجمع بين قول السلف وقول المتأخرين وهو لا يفهم التناقض، لأنه لا يعرف قول السلف ولا يعرف حقيقة قول المتأخرين، فأراد أن يدمج بينهما .. فالإيمان قول وعمل واعتقاد، والعمل هو من الإيمان وهو الإيمان، وليس هو شرطاً من شروط صحة الإيمان أو شرط كمال أو غير ذلك من هذه الأقوال التي يروجونها الآن. فالإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
السؤال الثالث:
هل الأعمال ركن في الإيمان وجزء منه أم هي شرط كمال فيه؟
الجواب:
هذا قريب من السؤال الذي قبله، سائل هذا السؤال لا يعرف حقيقة الإيمان. فلذلك تردد: هل الأعمال جزء من الإيمان أو أنها شرط له؟ لأنه لم يتلق العقيدة من مصادرها وأصولها وعن علمائها. وكما ذكرنا أنه لا عمل بدون إيمان ولا إيمان بدون عمل، فهما متلازمان، والأعمال هي من الإيمان بل هي الإيمان: الأعمال إيمان، والأقوال إيمان، والاعتقاد إيمان، ومجموعها كلها هو الإيمان بالله عز وجل، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره.
السؤال الرابع:
ما أقسام المرجئة؟ مع ذكر أقوالهم في مسائل الإيمان؟
الجواب:
المرجئة أربعة أقسام:
القسم الأول: الذين يقولون الإيمان وهو مجرد المعرفة، ولو لم يحصل تصديق .. وهذا قول الجهمية، وهذا شر الأقوال وأقبحها، وهذا كفر بالله عز وجل لأن المشركين الأولين وفرعون وهامان وقارون وإبليس كلٌ منهم يعرفون الله عز وجل، ويعرفون الإيمان بقلوبهم، لكن لما لم ينطقوه بألسنتهم ولم يعملوا بجوارحهم لم تنفعهم هذه المعرفة.
القسم الثاني: الذين قالوا إن الإيمان هو تصديق القلب فقط، وهذا قول الأشاعرة، وهذا أيضاً قول باطل لأن الكفار يصدقون بقلوبهم، ويعرفون أن القرآن حق وأن الرسول حق، واليهود والنصارى يعرفون ذلك: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) فهم يصدقون به بقلوبهم! قال تعالى في المشركين: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) .. فهؤلاء لم ينطقوا بألسنتهم،ولم يعملوا بجوارحهم مع أنهم يصدقون بقلوبهم فلا يكونون مؤمنين.
الفرقة الثالثة: التي تقابل الأشاعرة وهم الكرَّامية، الذين يقولون: إن الإيمان نطق باللسان ولو لم يعتقد بقلبه، ولا شك أن هذا قول باطل لأن المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار يقولون: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله بألسنتهم، ولكنهم لا يعتقدون ذلك ولا يصدقون به بقلوبهم، كما قال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)، قال سبحانه وتعالى: (يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ).
الفرقة الرابعة: وهي أخف الفرق في الإرجاء، الذين يقولون إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان ولا يدخل فيه العمل وهذا قول مرجئة الفقهاء وهو قول باطل أيضا.
السؤال الخامس:
هل خلاف أهل السنة مع مرجئة الفقهاء في أعمال القلوب أو الجوارح؟ وهل الخلاف لفظي أو معنوي؟ نرجو من فضيلتكم التفصيل.
الجواب:
خلافهم في العمل، خلاف مرجئة الفقهاء مع جمهور أهل السنة هو اختلاف في العمل الظاهر، كالصلاة والصيام والحج، فهم يقولون إنه ليس من الإيمان وإنما هو شرط للإيمان، إما شرط صحة وإما شرط كمال، وهذا قول باطل كما عرفنا.
والخلاف بينهم وبين جمهور أهل السنة خلاف معنوي وليس خلافاً لفظيا، لأنهم يقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص بالأعمال، فلا يزيد بالطاعة ولا ينقص بالمعصية .. وإيمان الناس سواء لأنه عندهم التصديق بالقلب مع القول باللسان! وهذا قول باطل.
السؤال السادس:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية لكنه نطق بالشهادتين ويقر بالفرائض لكنه لا يعمل شيئاً البتة، فهل هذا مسلم أم لا؟ علماً بأن ليس له عذرا شرعيا يمنعه من القيام بتلك الفرائض؟
الجواب:
هذا لا يكون مؤمناً، من كان يعتقد بقلبه ويقر بلسانه ولكنه لا يعمل بجوارحه، عطّل الأعمال كلها من غير عذر هذا ليس بمؤمن، لأن الإيمان كما ذكرنا وكما عرفه أهل السنة والجماعة أنه: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، لا يحصل الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور، فمن ترك واحداً منها فإنّه لا يكون مؤمناً.
السؤال السابع:
هل تصح هذه المقولة: " من قال الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد بريء من الإرجاء كله حتى لو قال لا كفر إلا باعتقاد وجحود "؟
الجواب:
هذا تناقض!! إذا قال لا كفر إلا باعتقاد أو جحود فهذا يناقض قوله إن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، هذا تناقض ظاهر، لأنه إذا كان الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية … فمعناه أنه من تخلى عن شيء من ذلك فإنه لا يكون مؤمناً.
السؤال الثامن:
هل هذا القول صحيح أم لا: (أن من سب الله وسب الرسول ? ليس بكفر في نفسه، ولكنه أمارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة)؟
الجواب:
هذا قول باطل، لأن الله حكم على المنافقين بالكفر بعد الإيمان بموجب قولهم: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أجبن عند اللقاء) يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأنزل الله فيهم قوله سبحانه وتعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، فكفّرهم بهذه المقالة ولم يشترط في كفرهم أنهم كانوا يعتقدون ذلك بقلوبهم، بل إنه حكم عليهم بالكفر بموجب هذا المقالة. وكذلك قوله تعالى: (وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) فرتب الكفر على قول كلمة الكفر.
السؤال التاسع:
ما حكم من يسب الله ورسوله ويسب الدين فإذا نُصح في هذا الأمر تعلَّل بالتكسب وطلب القوت والرزق، فهل هذا كافر أم هو مسلم يحتاج إلى تعزير وتأديب؟ وهل يقال هنا بالتفريق بين السب والساب؟
الجواب:
لا يجوز للإنسان أن يكفر بالله بالقول أو بالفعل أو بالاعتقاد ويقول إن هذا لأجل طلب الرزق، فالرزق عند الله سبحانه وتعالى، والله جل وعلا يقول: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، فالرزق بيد الله عز وجل، والله جل وعلا حكم بالكفر على من آثر الدنيا على الآخرة، قال سبحانه وتعالى في وصف المرتدين والمنافقين: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)، فحكم عليهم بأنهم تركوا إيمانهم بسبب أنهم يريدون أن يعيشوا مع الناس ويكونوا مع الناس، (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُواْ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ)، فلو توكلوا على الله لرزقهم الله عز وجل.
السؤال العاشر:
ما هو القول فيمن نصب الأصنام والأضرحة والقبور، وبنى عليها المساجد والمشاهد، وأوقف عليها الرجال والأموال، وجعل لها هيئات تشرف عليها، ومكَّن الناس من عبادتها والطواف حولها ودعائها والذبح لها؟
الجواب:
هذا حكمه أنه يكفر بهذا العمل، لأن فعله هذا دعوة للكفر.
إقامته للأضرحة وبناؤه لها ودعوة الناس إلى عبادتها وتنصيب السدنة لها، هذا يدل على رضاه بهذا الأمر، وعلى أنه يدعو إلى الكفر ويدعو إلى الضلال والعياذ بالله.
السؤال الحادي عشر:
هل تصح الصلاة خلف إمام يستغيث بالأموات ويطلب المدد منهم أم لا؟
وماذا عن رجل يكذب ويتعمد الكذب و يؤذي الصالحين ويؤم الناس. هل يقدم في الصلاة إذا عرف عنه الكذب والفسوق؟
الجواب:
لا تصح الصلاة خلف المشرك الذي شركه شرك أكبر يخرج من الملة، ودعاء الأموات والاستغاثة بهم، هذا شرك أكبر يخرج من الملّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا ليس بمسلم لا تصح صلاته في نفسه ولا تصح صلاة من خلفه، إنما يشترط للإمام أن يكون مؤمناً بالله وبرسوله، ويكون عاملاً بدين الإسلام ظاهراً وباطناً.
أما الرجل الأخر وما يفعله فهذه كبائر من كبائر الذنوب: الكذب، واكتساب الكبائر التي دون الشرك وأذية المسلمين .. هذه كبائر من كبائر الذنوب، لا تقتضي الكفر، ولا ينبغي أن يُنصَّب إماماً للناس، لكن من جاء ووجدهم يصلون وهو يصلي بهم، يصلي خلفه ولا يصلي منفرداً، إلى أن يجد إماماً صالحاً مستقيماً فيذهب إليه.
السؤال الثاني عشر:
هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان .. كحديث (لم يعملوا خيراً قط) وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث؛ فكيف الجواب على ذلك؟
الجواب:
هذا من الاستدلال بالمتشابه، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ)، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله) .. وقال: (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)، هذا لم يتمكن من العمل مع انه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين، وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث.
السؤال الثالث عشر:
ما حكم من يدعو غير الله وهو يعيش بين المسلمين وبلغه القرآن، فهل هذا مسلم تلبس بشرك أم هو مشرك؟
الجواب:
من بلغه القرآن والسنة على وجه يستطيع أن يفهمه لو أراد ثم لم يعمل به ولم يقبله فإنه قد قامت عليه الحجة، ولا يعذر بالجهل لأنه بلغته الحجة، والله جل وعلا يقول: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)، سواء كان يعيش مع المسلمين أو يعيش مع غير المسلمين .. فكل من بلغه القرآن على وجه يفهمه لو أراد الفهم ثم لم يعمل به فإنه لا يكون مسلماً ولا يعذر بالجهل.
السؤال الرابع عشر:
هل يشترط في إقامة الحجة فهم الحجة فهماً واضحاً جلياً أم يكفي مجرد إقامتها؟ نرجو التفصيل في ذلك مع ذكر الدليل؟
الجواب:
هذا ذكرناه في الجواب الذي قبل هذا، أنه إذا بلغه الدليل من القرآن أو من السنة على وجه يفهمه لو أراد .. أي بلغه بلغته، وعلى وجه يفهمه، ثم لم يلتفت إليه ولم يعمل به فهذا لا يعذر بالجهل لأنه مفرِّط.
السؤال الخامس عشر:
هل تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – للطائفة الممتنعة من أداء شعيرة الزكاة - حين فعل هذا من ارتد من العرب - لأجل جحدهم للوجوب أم لأجل مجرد المنع وعدم الالتزام بالأداء؟
الجواب:
هذا فصّل فيه أهل العلم، قالوا إن مانع الزكاة إن كان يجحد وجوبها فهذا كافر ويقاتل قتال ردة، وأما إن كان منعه لها من أجل بخل وهو يعتقد وجوبها فهذا يقاتل حتى يخضع لأداء الزكاة فلا يحكم بكفره، فيقاتل امتناعاً لمنعه الزكاة حتى تؤخذ منه. وأما ما نُسب إلى الشيخ تقي الدين ابن تيمية إلى أنه كفرهم مطلقاً فأنا لم أطلع على هذا الكلام.
السؤال السادس عشر:
ما حكم تنحية الشريعة الإسلامية واستبدالها بقوانين وضعية كالقانون الفرنسي البريطاني وغيرها، مع جعله قانوناً ينص فيه على أن قضايا النكاح والميراث بالشريعة الإسلامية؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
من نحّى الشريعة الإسلامية نهائياً وأحل مكانها القانون فهذا دليل على أنه يرى جواز هذا الشيء، لأنه ما نحاها وأحل محلها القانون إلا لأنه يرى أنها أحسن من الشريعة، ولو كان يرى أن الشريعة أحسن منها لما أزاح الشريعة وأحل محلها القانون، فهذا كفر بالله عز وجل.
أما من نص على أن قضايا النكاح والميراث فقط تكون على حسب الشريعة، هذا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، يعني يحكّم الشريعة في بعض، ويمنعها في بعض، والدين لا يتجزأ، تحكيم الشريعة لا يتجزأ، فلا بد من تطبيق الشريعة تطبيقا كاملاً، ولا يطبق بعضها ويترك بعضها.
السؤال السابع عشر:
ما حكم من يقول بأن من قال: أن من ترك العمل الظاهر بالكلية بما يسمى عند بعض أهل العلم بجنس العمل أنه كافر؛ أن هذا القول قالت به فرقة من فرق المرجئة؟
الجواب:
هذا كما سبق. أن العمل من الإيمان، العمل إيمان، فمن تركه يكون تاركاً للإيمان، سواء ترك العمل كله نهائياً فلم يعمل شيئاً أبداً، أو أنه ترك بعض العمل لأنه لا يراه من الإيمان ولا يراه داخلاً في الإيمان فهذا يدخل في المرجئة.
السؤال الثامن عشر:
هل تكفير السلف - رضوان الله عليهم – للجهمية، كفر أكبر مخرج من الملة أم هو كفر دون كفر والمراد منه الزجر والتغليظ فقط؟
الجواب:
تكفير السلف للجهمية تكفير بالكفر الأكبر لأنهم جحدوا كلام الله عز وجل، قالوا: كلام الله مخلوق، وجحدوا أسماء الله وصفاته فهم معطلة، وهم مكذبون لما في القرآن وما في السنة من إثبات أسماء الله وصفاته، وأيضاً يعتقدون بالحلول وأن الله تعالى حال في كل مكان تعالى الله عمّا يقولون. فمقالاتهم تقتضي الكفر الأكبر، فتكفير السلف لهم هو من التكفير بالكفر الأكبر، إلا من كان جاهلاً مقلداً اتبعهم وهو يظن أنهم على حق ولم يعرف مذهبهم ولم يعرف حقيقة قولهم فهذا قد يعذر بالجهل.
السؤال التاسع عشر:
هل إطلاقات السلف في تكفير أعيان الجهمية كتكفير الشافعي لحفص الفرد حين قال بخلق القرآن فقال له الشافعي: كفرت بالله العظيم؛ كما نقل ذلك اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة، وكتكفير الجهم بن صفوان وبشر المريسي والنظَّام وأبو الهذيل العلاّف كما ذكر ذلك ابن بطة في الإبانة الصغرى … يراد منه تكفير أعيان هؤلاء أم تكفير ألفاظهم لا أعيانهم؟
الجواب:
من نطق بالكفر أو فعل الكفر فإنه يكفر بعينه، فمن فعل الكفر أو نطق به وهو ليس ممن يعذر بالجهل فإنه يكفر بعينه، ونحكم عليه بالكفر.
السؤال العشرون:
ترد بعض الإصطلاحات في كتب أهل السنة مثل: الالتزام، الإقناع، كفر الإعراض، فما معنى هذه المصطلحات؟
الجواب:
الكفر أنواع: منه كفر الإعراض وكفر التكذيب ومنه كفر الجحود، كل هذه أنواع من الكفر، فالكفر ليس نوعاً واحداً وإنما هو أنواع. وأيضا الكفر ينقسم إلى كفر أكبر مخرج من الملة، وكفر أصغر لا يخرج من الملّة، فلا بد من دراسة هذه الأمور ومعرفتها بالتفصيل، فالكفر ليس على حد سواء.
السؤال الحادي والعشرون:
ما معنى قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الناقض الثالث من نواقض الإسلام: " من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو مثلهم "؟
الجواب:
أي نعم هو كذلك، لأنه رضي بما هم عليه ووافقهم على ما هم عليه، فمن لم يكفرهم أو رضي بما هم عليه أو دافع دونهم فإنّه يكون كافراً مثلهم، لأنه رضي بالكفر وأقرّه ولم ينكره.
السؤال الثاني والعشرون:
ما حكم من يقول: (إن الشخص إذا لم يكفر النصارى لعدم بلوغ آية سورة المائدة: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ... } فإنه لا يكفر حتى يعلم بالآية)؟
الجواب:
ليس تكفير اليهود والنصارى قاصراً على سورة المائدة، بل تكفيرهم كثير في القرآن، وأيضاً كفرهم ظاهر من أقوالهم وأفعالهم وما في كتبهم التي يتدارسونها، مثل قولهم: المسيح ابن الله، أو قولهم إن الله ثالث ثلاثة، وقولهم إن الله هو المسيح ابن مريم، أو قول اليهود إن عزيراً ابن الله، أو أن الله فقير ونحن أغنياء أو يد الله مغلولة .. أو غير ذلك مما هو موجود في كتبهم التي في أيديهم، فكفرهم ظاهر في غير سورة المائدة.
السؤال الثالث والعشرون:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما الدليل على مشروعية شروط شهادة: أن لا إله إلا الله، من العلم والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة والقبول واليقين، وما الحكم في من يقول " تكفي شهادة أن لا إله إلا الله بمجرد قولها دون هذه الشروط "؟
الجواب:
هذا إمّا أنه مضلل، يريد تضليل الناس وإمّا أنه جاهل يقول ما لا يعلم. فلا إله إلا الله ليست مجرد لفظ، بل لا بد لها من معنى ومقتضى، ليست مجرد لفظ يقال باللسان. والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله)، أو قوله صلى الله عليه وسلم: (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)، إلا بحق لا إله إلا الله .. فلم يكتف بمجرد قولهم لا إله إلا الله إذا لم يلتزموا بحقها وهو العمل بمقتضاها ومعرفة معناها، فليست لا إله إلا الله مجرد لفظ يقال باللسان .. ومنها تؤخذ هذه الشروط العشرة التي ذكرها أهل العلم.
السؤال الرابع والعشرون:
نرجو تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} الآية تفسيراً مفصَّلاً مع بيان حكم الإكراه في هذه الآية؟
الجواب:
هذه الآية تدل على أن من نطق بكلمة الكفر مكرهاً عليها وهو غير معتقد لها، وإنما قالها ليتخلص بها من الإكراه فإنه معذور. كما في قصة عمّار بن ياسر رضي الله عنه لمّا أجبره المشركون على أن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآذوه وأبوا أن يطلقوه حتى يسب الرسول صلى الله عليه وسلم، فتكلم بلسانه بما يطلبون منه، وجاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: كيف تجد قلبك؟ قال: أجد في قلبي الإيمان بالله ورسوله، فأنزل الله تعالى (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ @ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ)
فإذا قال الإنسان كلمة الكفر مكرهاًَ عليها يريد التخلص من الإكراه فقط ولم يوافقه بقلبه فإنها رخصة رخص الله فيها للمكره، وهذه خاصة بالمكره دون غيره. وكذلك في قوله: (إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) أي من الكفار، فهذا في الإكراه، وأما في غير الإكراه فلا يجوز موافقتهم ولا إعطائهم ما يطلبون من كلام الكفر أومن فعل الكفر.
السؤال الخامس والعشرون:
ما حكم موالاة الكفار والمشركين؟ ومتى تكون هذه الموالاة كفراً أكبر مخرجاً عن الملّة؟ ومتى تكون ذنباً وكبيرة من كبائر الذنوب؟
الجواب:
الله جلّ وعلى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، وقوله سبحانه: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)، فيجب معاداة الكفار وبغضهم وعدم مناصرتهم على المسلمين، وقطع الصلة معهم من ناحية المودة والمحبة وبغض ما هم عليه من الكفر، كل هذا يجب على المسلم أن يقاطعهم فيه وأن يبتعد عنهم ولا يحبهم ولا يناصرهم على المسلمين ولا يدافع عنهم ولا يصحح مذهبهم، بل يصرح بكفرهم وينادي بكفرهم وضلالهم ويحذر منهم.
السؤال السادس والعشرون:
ما هي نصيحتكم لطلبة العلم لمن أراد ضبط مسائل التوحيد والشرك ومسائل الإيمان والكفر؟ وما هي الكتب التي تكلمت عن هذه المسائل وفصَّلتها؟
الجواب:
هذا أشرنا إليه في مطلع الأجوبة، بأن المعتمد في هذا كتب السلف الصالح. فعليه أن يراجع كتب سلف هذه الأمة من الأئمة الأربعة وقبلهم الصحابة والتابعون وأتباعهم والقرون المفضلة، وهذا موجود في كتبهم ولله الحمد، في كتب الإيمان وكتب العقيدة وكتب التوحيد المتداولة المعروفة عن الأئمة الكبار رحمهم الله، مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب الإمام ابن القيم، وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب .. وكتب السلف الصالح: مثل كتاب الشريعة للآجري، والسنة لعبدالله بن الإمام أحمد، والسنّة للخلال، ومثل كتاب العقيدة الطحاوية وشرحها للعز بن أبي العز … كل هذه من كتب أهل السنة ومن العقائد الصحيحة الموروثة عن السلف الصالح فليراجعها المسلم. ولكن كما ذكرنا لا يكفي الاقتصار على مطالعة الكتب وأخذ العلم عنها بدون معلم وبدون مدرس، بل لا بد من اللقاء مع العلماء ولابد من الجلوس في حلقات التدريس، إما الفصول الدراسية وإما في حلق العلم في المساجد ومجالس العلم، فلا بد من تلقي العلم عن أهله سواء في العقيدة أو في غير العقيدة، و لكن العقيدة الحاجة أشد في هذا لأنها هي الأساس، ولأن الغلط والخطأ فيها ليس كالخطأ والغلط في غيرها.
وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 08:30]ـ
بارك الله فيك
وحفظ الله الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان ...(/)
تأملات حول قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) كتبه/ ياسر برهامي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 12:45]ـ
تأملات حول قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن التوسلَ إلى الله -عز وجل- بأنه سريعُ الحساب، واستحضارَ هذا المعنى لهو من أعظم ما يداوي أمراض القلوب؛ التي تحصل بسبب الظلم الذي كثر وانتشر في المشارق والمغارب، في الشمال والجنوب، من مخالفة لأمر الله -عز وجل- بالشرك والكفر، والنفاق والعصيان، ومن مخالفةٍ لشرع الله -عز وجل- بفعل الفواحش وارتكاب المحرماتِ، وارتكاب المعاصي والمنكرات، ومن مخالفةٍ لشرع الله -عز وجل- بالبغي والإفساد في الأرض: من سفكٍ للدماء وانتهاك للأعراض، وقتلٍ للأطفال، وتهديم للبيوت، واغتصاب للأموال، وسلب للأراضي والبلاد، فما أكثرَ الظلم الواقع في هذه الأرض، وخصوصًا على عباد الله المؤمنين الموحدين.
مع أن الله -عز وجل- حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرمًا، وقال لهم: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا) (رواه مسلم)، وجعل الله -تعالى- الظلمَ سببًا لخراب الأرض وفسادِها، وشقاء أهلها، وإن كان قلب كل مؤمن ليتألم من الظلم الواقع في هذه الأرض، ويجد فيه غصة ومرضًا يحتاج إلى شفاء.
فإن لم يتدارك الإنسان هذا المرض ويعالجه يوشك أن يوقعه في اليأس والإحباط، وترك العمل الواجب في ذلك الوقت أو سوء الظن بالله -عز وجل-، أو التخلف عن رفقة الصالحين الذين ساروا في الأرض؛ ليصلحوا ما وقع فيها من ظلم وجور، وعلى رأسهم أنبياء الله -تعالى- الذين أصلح الله -تعالى- بهم الأرض.
وهذا أمر لابد أن يعلمه المسلم؛ لينتفع بفترات انتشار الظلم والظلام في نفسه، ولطائفته المؤمنة كذلك.
وإن مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: ما أعده الله -تعالى- للكافرين والظالمين من عذاب في الدنيا من: ضنك وشقاء، وألم وحسرة؛ قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه:124)، وقال -تعالى-: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء:104).
وكذلك مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: ما أعده الله -تعالى- للكافرين والظالمين من حساب في الآخرة، وما ينتظرهم يوم القيامة من عذاب أليم، قال الله -تعالى-: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ. عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ. هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المطففين:34 - 36).
وكذلك مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: أن يتدبر كتاب الله -تعالى- فإن فيه الشفاء؛ قال الله -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء:82)، فيشهد ما فيه من أخبار هلاك الظالمين، قال -تعالى-: (فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنكبوت:40).
وكذلك مما يداوي قلب المؤمن ويشفي صدره: أن يشهد أسماء الله -تعالى- وصفاته، وأن يتعبد لله -عز وجل- بمقتضاها، فيشهد إهلاك الله -تعالى- للظالمين بيقين قلبه قبل أن يرى بعينه؛ فيدعو الله -تعالى- بها، كما علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللَّهُمَّ مُنَزِّلَ الْكِتَابِ، مُجْرِيَ السَّحَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ ... ) (متفق عليه)، فيشفي الله -تعالى- بذلك ما في الصدور ما لا يعلمه إلا الله، فيشهد عدله وسرعة حسابه.
وإن شهود عدل الله -عز وجل- وسرعة حسابه؛ لهو من أعظم الأمور التي تجعل العبد -وإن كان مظلومًا في أشد درجات الظلم وهو يرى أهله وإخوانه والمسلمين من حوله يتعرضون لأنواع الظلم- يرى أن الله -تعالى- لا يظلم الناس شيئًا، وأنه سريع الحساب، وأنه -عز وجل- هو العليم الحكيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعند ذلك؛ ينزِلُ البَردُ على قلبه، ويحصل له من أنواع الخيرات ما يستمد بها طاقة يسير بها على الطريق، مع بقاء كراهيته للظلم والظالمين، ومع استمرار دعائه وتضرعه وانكساره لله -عز وجل-.
وقد يملي الله -عز وجل- للظالمين ويؤخرهم فترة -مدة من الزمن- حتى يظنَّ أكثر الناس أنهم لن يُعاقبوا، مع أن الله -تعالى- سريعُ الحساب، فكيف ذلك وقد تمر على الناس قرون يزداد فيها الظلم والعدوان؟! هذا لنعلم أن الله -عز وجل- قد قسَّم الأخلاق والأعمال، والأحوال بين الناس قسمة عدل، وهو -عز وجل- حكم قسط، سريع الحساب.
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ). قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (رواه البخاري ومسلم).
ومن سرعة حسابه -عز وجل- بالظالمين:
ما يلقيه الله في قلوبهم من الرعب، والقلق والاضطراب والخوف وعدم السكون؛ جزاء لهم على ظلمهم، وهذا لا يراه كثير من الناس! وإنما يعلمه المؤمنون من أحوال الظالمين، كما أنهم يرون قطرة منه إذا عرَّضوا أنفسهم للظلم، فيجدون انقباضًا وضيقًا في الصدور، ويجدون ألمًا وهمًا وغمًا وكربًا بما قصروا في الواجب وبما ظلموا أنفسهم فضلاً عن أن يظلموا غيرهم، ويعرفون ذلك بهذه القرينة، وبمقارنة حال الظالمين الأشد ظلمًا كيف أن الله -عز وجل- يجمع على الظالمين الآلام والشقاء والتعب!
وهم وإن كانوا يملكون الدنيا بمالها، وسلطانها، وشهواتها المختلفة ويملكون الأمر والنهي، ويظنون أن الأمور بأيديهم، فمع ذلك تجد في قلوبهم فزعًا عجيبًا، واضطرابًا وقلقًا شديدًا، كما قال -تعالى-: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (آل عمران:151)، وكما قال الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:81 - 82).
ويبقى على الكافر والظالم من الألم ما لا تذهبه حلاوة الشهوات، ولا لذاتها، التي هي من جنس اللذة التي يجدها الخنزيرُ في أكل الروث! والتي هي من جنس حَكَّة الجربان إذا حك جلده ومزقه؛ ليحصل على شيء من اللذة أثناء الحك، وهو يؤذي نفسه ويدميها ويضرها أعظم الضرر! ولا يجد شيئًا يسكِّن الألم والمرارة والضيق الذي يجده في صدره -وإن كان يضحك كثيرًا فإنه يضحك وقلبه يتمزق- فأكثر الناس مغرورون بالشهوات غارقون في بحارها، وهم في سكرتهم يعمهون، وهم لا يدرون أنهم يزدادون ألمًا فوق ألم، كما قال الله -تعالى-: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء:104).
ومن سرعة حسابه -عز وجل- لعبده المؤمن:
أنه إذا ظُلم وتعبد لله -عز وجل- بالعبوديات الواجبة -حال تعرضه للظلم- يجد من الأمن والطمأنينة والسكينة، والهدوء والراحة والسعادة ما لا يجده غيره، حتى ولو كان في أشد لحظات البأساء والألم.
ولكن ألمه قد زال بالصبر واليقين، واستحضار معية الله -عز وجل- للصابرين كما قال الله -تعالى-: (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:249)، فهذه المعية التي تجعل المؤمن في حال آخر، في حلاوة تذوب معها مرارة الألم، فلو أذن للمؤمن -حينئذ- أن يتمنى مزيدًا من البلاء لفعل، لكنه يسأل الله العافية، فإنه يجد اطمئنانًا وسكينة، قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28).
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الحلاوة تذهب مرارة الألم؛ فمرُّكُم أيها المؤمنون معه عسلٌ تُذْهِبُ مرارتَه، وأما مرُّهم فلا حلاوة معه، بل تبقى معه المرارة دائمًا.
فرجاء الله -عز وجل- يبدد ظلمات اليأس، والله -عز وجل- يجعل في قلب عبده المؤمن من محبته وتعظيمه واستحضار معيته، ورجاء فضله ويقينه بوعده وثقته بما أعده الله -تعالى- له في الدنيا والآخرة ما يذهب معه كل مرارة وألم، ويستعذب في سبيل الله كل ما يصيبه ويرى أنه -بفضل الله- في أحسن حال.
كما كانت أيام إبراهيم -عليه السلام- عندما ألقي في النار خير أيامه، قال -تعالى-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (إبراهيم:69)، وأعلى الله -تعالى- بذلك منزلته، وأظهر الله -تعالى- فضله بتلك المحنة، وجعله إمامًا للناس، قال الله -تعالى-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل:120).
وكذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حين اجتمعَ المشركون على قتله في يوم الهجرة، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30)، ولكن مع صبره واحتسابه -صلى الله عليه وسلم- أنزل الله -تعالى- عليه السكينة والطمأنينة، قال -تعالى-: (إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:40).
وكذا يوم بدر لما أراد المشركون إهلاك هذه العصابة المؤمنة أنزل الله -تعالى- عليه -صلى الله عليه وسلم- السكينةَ والرحمة والنصرَ، قال الله -تعالى-: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ. وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ. إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال:9 - 12)، وروى مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: (اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ). فَمَازَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَالَ: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذا يوم أحد، يوم قتل سبعون من أصحابه -صلى الله عليه وسلم- وكسرت رباعيتُهُ -صلى الله عليه وسلم-، وهشمت البيضة على رأسه -صلى الله عليه وسلم-، وسال الدم على وجهه -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه صبر واحتسب؛ فكان النصرُ في الدنيا والثوابُ في الآخرة، قال الله -تعالى-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:146 - 148).
وكذا يوم الأحزاب، حين اجتمع الأحزاب لاستئصال دعوته -صلى الله عليه وسلم-، فصبرَ وثبتَ واحتسبَ -صلى الله عليه وسلم-؛ فجعله الله -تعالى- قدوة وأسوة للعالمين، قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا. وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب:21 - 22).
فبهذه المواقفِ وغيرِها أظهر الله -تعالى- قدرَ رسولهِ -صلى الله عليه وسلم-، وأعلى شأنهُ وجعله إمامًا للمرسلين، وجعله خيْرَ خلقِ الله أجمعين.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
أنه يجعل الكافرين والمنافقين والظالمين يعذبون بلذاتهم، قال الله -تعالى-: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة:55)، فالأموال والأولادُ من أسبابِ السعادةِ للإنسانِ، ولكن يجعلها الله -تعالى- سببًا لعذاب الظالمين: فأما الأموالُ؛ فيعذبون بها في الدنيا وعند الموتِ، وفي القبرِ وفي القيامة.
ففي الدنيا: من يجمع المالَ من حرامٍ فإنه يشقى به؛ يشقى بطلبهِ، ثم بعد ذلك يشقى بحبسهِ والحرص عليه، والقلقِ على نفاده -فالبخلٌ داءٌ يجعل الإنسان شقيًا في حياته متألمًا في جميع لحظاته-، ويشقى بإنفاقِ ما ينفق بلا سماحةٍ، ولا رضا، ولا رغبةٍ فيما عند الله -عز وجل-، ويتألم في المصائبِ التي تصيبه حين يفقد ما يتمنى تحقيقَهُ؛ فيزداد ألمًا بعد ألم.
حتى إذا جاء الموتُ كان ذلك أعظمَ الألم الذي يلقاه في دنياه، ويشتد عليه عندما يعاين السكرات، فهذه شدة عظيمةٌ إلا أنها لا تزال بدايةَ الشدائد.
فإذا مات كان كنزه وماله ضجيعًا له في قبره كثعبانٍ يلدغهُ ويقضم يده، يلتف حول رقبته، ولا يجد منه مهربًا، ويقول له في القيامة: "أنا مالُكَ، أنا كنزُكَ"، ثم يطوقه الشجاعُ الأسود ذو الزبيبتين -النقطتين-.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ -يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ- يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ). ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (آل عمران:180)، (رواه البخاري).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا جاءت القيامة: فإنهم يعذبون بما اكتنزوه من أموالهم ولم يؤدوا حقها، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة:34 - 35)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ) (رواه مسلم).
وأما الأولادُ؛ فإنهم يعذبون بهم في الدنيا وفي القيامة:
في الدنيا: بمنازعتهم لهم دائمًا، وبمخالفتهم إياهم، فيحرمون برَّهم، وبشقائهم بهم عند فقدهم، حتى ربما تهلكُ نفسُ أحدِهم بسبب ابنه إذا فقِد، أو مَرِِضَ أو أصابه ما أصابه، فيعذَّب به، ثم بعد ذلك بالفراق الذي لا التقاء بعده إلا في النار، والذي يزيد الشقاء شقاءً.
وفي القيامة: يفر أحدُهم من أخيه، وأمه، وأبيه، وصاحبته، وبنيه، قال الله -تعالى-: (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ. وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ. وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ. وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ) (المعارج:11 - 14)، فعندما يَصلَى النارَ يعرف الألم والعذابَ بالأولاد والأموالِ -نعوذ بالله من ذلك-.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
أنه يحيي المؤمنَ الحياة الطيبةَ: فالله -عز وجل- يعدُّ للمؤمنين من الخيرات ما تطمئن به نفوسهم ما يدركون به مآلهم عند الله -تعالى-؛ قال الله -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)، فالمؤمن يسعدُ بالمالِ والولدِ في الدنيا والآخرة.
فأما سعادتُه بالمال:
ففي الدنيا: عندما يعمل ويكتسب الرزقَ الحلال فإنه يحتسب ذلك لله -عز وجل-، وعندما ينفق على نفسه وأهله وعياله؛ فإنه يحتسبه عند الله -تعالى-، فيجد في ذلك من السعادة والراحة أضعافًا مضاعفة، فإن سعادة المعطي بالعطاء أعظمُ من سعادةِ الآخذ بالأخذ -سعادة الآخذ إن لم تكن ضرورة فهي عذاب على صاحبها-.
وفي الآخرة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دَعَاهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ كُلُّ خَزَنَةِ بَابٍ: أَي فُلُ هَلُمَّ) (رواه البخاري). أَي فُلُ: يعني يا فلان، هَلُمَّ: يعني تعال.
وأما سعادته بالولد:
ففي الدنيا: هم قرةُ العينِ كما قال الله -تعالى- عنهم: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان:74).
فقرةُ العينِ بالأهل والذريةِ إنما بكونهم على طاعة الله -عز وجل-، وبكونهم على طريق العبودية لله -عز وجل-.
وبعد موته: يدعو له كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) (رواه مسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الآخرة: يشفع له إن مات صغيرًا؛ فعن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة -رضي الله عنه-: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: قَالَ نَعَمْ. (صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ -أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ- فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ -أَوْ قَالَ بِيَدِهِ- كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا فَلاَ يَتَنَاهَى -أَوْ قَالَ فَلاَ يَنْتَهِي- حَتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ) (رواه مسلم) -دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ: أي صغار أهلها، وأصل الدعاميص: جمع دعموص وهو دويبة صغيرة تكون في الماء لا تفارقه، أي أن هذا الصغير في لجة لا يفارقها. صَنِفَة الثوب: أي طرفه-.
وإن مات كبيرًا؛ فقد قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) (الطور:21)، قال ابن كثير -رحمه الله-: "يخبر -تعالى- عن فضله وكرمه، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه: أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يُلحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم، لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل، بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته، للتساوي بينه وبين ذاك؛ ولهذا قال: (أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) ... هذا فضله -تعالى- على الأبناء ببركة عمل الآباء، وأما فضله على الآباء ببركة دعاء الأبناء فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ فَيَقُولُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني) " اهـ بتصرف يسير. ثم عمل الولد الصالح من كسب أبيه وحسناته.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
ما يقدِّره على الكافرين والظالمين وأهل العدوان من: مصائبَ تصيبهم عاجلاً بلا تخفيف لآلامهم، ولا رجاءٍ لثواب الله -عز وجل-؛ ولذا تجدهم يجزعون أشدَّ الجزعِ، ويخافون أشدَّ الخوف؛ فالله -سبحانه- يبتلي عباده جميعًا بالمصائب، وهو -عز وجل- قدَّر وجود الشقاء على كل من على ظهر الأرض كما قال لآدم: (فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) (طه:117)، فلا يزال -سبحانه- يبتلي عباده بأعظم المحن، فأما الكفرة والظلمة فلا يخفف عنهم من تلك المصائب، بل مصيبة واحدة تكاد تذهب نفوسهم بالكلية، وتتضاعف آلامها، ولا يجدون أبدًا سكينة ولا طمأنينة، وأما المؤمنون بصبرهم واحتسابهم يتحول البلاء إلى نعمة، وسعادة وسكينة وطمأنينة.
وتأمل في حالهم عند خروج أرواحهم وهي من أعظم مصائبهم فإنهم ينازعون أعظمَ النزع، وتضرب الملائكةُ وجوههم وأدبارَهم، كما قال الله -تعالى-: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (الأنفال:50).
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
لعبادِه المؤمنين أنهم عندما تصيبهم المصائبُ يصبرون ويسترجعون؛ فتتنزل عليهم الرحمةُ والهداية، قال الله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155 - 157)، فنعم العَدْلانِِ ونِعمَت العلاوةُ.
قال ابن كثير -رحمه الله-: "وعلموا أنه لا يضيع لديه مثْقال ذرَّة يوم القيامة، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة. ولهذا أخبر -تعالى- عما أعطاهم على ذلك فقال: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) أي: ثناء من الله عليهم ورحمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سعيد بن جبير: أي أَمَنَةٌ من العذاب (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: نعم العدْلان ونعمت العلاوة (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) فهذان العدلان، (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فهذه العلاوة، وهي ما توضع بين العدلين، وهي زيادة في الحمل، وكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضًا".
فالعَدلانِ: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، ماذا لو تخيلت أن الصالحين يُثنون عليك في مجالسهم؟ وكيف لو كان الأنبياء يُثنون عليك؟! وكيف لو كانت الملائكة المقربون يثنون عليك عند الله -عز وجل-؟ وكيف بصلوات الربِّ -عز وجل-؟! أبعد ذلك تكره المصائب أن تقع عليك؟!
أنت تتألم منها لكن ترى بالصبر آثار فضل الله عليك، فإن من أثنى الله -عز وجل- عليه، وصلى عليه في الملأ الأعلى، ثم أعطاه رحمةً، فلابد أن يجد أثرها في الدنيا قبل الآخرة.
فربُّ العالمين يثني على الصابرين الذين شهدوا أنهم ملكٌ لله -عز وجل- (إِنَّا لِلَّهِ)، والذين حققوا الإيمان باليوم الآخر (وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، وذلك مما يخفف عنهم ألم المصائب.
فسرعان ما تمر الدنيا كلها بلذاتها وآلامها، فكم من أناسٍ قَبلَنا قد تألموا أضعافًا مضاعفة ومات المتألم ومات من يؤلمه، ولم يبقَ إلا خبرٌ، ثم بعد ذلك يزول الخبرُ ولا يبقى إلا الحسابُ عند سريع الحساب -عز وجل-، زالت لذاتُ الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات، وزال ألمُ المؤمنين والمؤمنات، وبقيت تبعةُ الفتنة التي فتن بها الكفرةُ والظلمة عبادَ الله المؤمنين؛ فالله -عز وجل- قال عن المؤمنين: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، فهذان عدلان.
وأما العلاوةُ: (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، فهذا فضل الله -عز وجل- على الصابرين، مع زوال الألم في الدنيا، وعند لقائه -عز وجل-.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
بالظالمين الذين ظلموا وأشركوا، وأفسدوا في الأرض أن يضعَ لهم البغضاء في الأرض، وأن ينزع من قلوبهم الرحمةَ، وأن يجعل قلوبَهم قاسية، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ) (رواه مسلم)، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ فِي الدُّنْيَا) (رواه مسلم).
أتظنون أن قاسيَ القلب الذي يعذب الناسَ ويظلمهم يؤلم الناسَ أكثر مما يتألم هو؟!
لا والله. بل إن ألمه أشدُّ، يكفي أن السماء تبغضه، وأهل السماء يبغضونه والأرض تبغضه، وأهلَ الأرض يبغضونه، ومن حوله من أهل الأرض جميعًا يلعنونه، والدواب تلعنه، حتى النملة في جحرها تلعنه، والجعلان، وما تبكي عليه السموات والأرض حين موته، كما قال الله -تعالى-: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (الدخان:29)، بل نفوسهم تبغضهم، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ) (غافر:10).
تأمل في (إِذْ)؛ أي: حين، فإنما أبغضتهم أنفسهم من حين دُعوا إلى الإيمان فكفروا (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ) ليس فقط تبغضهم نفوسُهم في الآخرة حين يرون العذابَ، وحين يرون ما قدموا لأنفسهم من هلاكٍ أبديّ، وعذاب سرمدي، إنما تبغضهم أنفسُهم حين دُعوا إلى الإيمان فكفروا، ومقتُ الله -عز وجل- أشد من ذلك، وإن كان الناس قد لا يعرفون ما سبب هذه البغضاءِ، وما سبب هذه القسوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن إذا أردتَ أن تعلم أن قسوة القلب عقوبةٌ للعبد يتألم بها أكثرَ من ألم المُعذَّب المُتألم؛ فتدبر قول الله -تعالى- عن اليهود الملاعين: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ) (المائدة:13)، فالله -عز وجل- بيَّن أنه لعنهم؛ أي: أبعدهم، والبعدُ عن الله -عز وجل- سببُ كل ألم، وسببٌ كل شقاءٍ وتعاسةٍ.
فإذا تعجبت كيف تصل القلوبُ إلى هذه الدرجة من القسوة؟! فاعلم أن ذلك بسبب؛ لعن الله -تعالى-، وبغضه ومقته -تعالى- لهذا العبد، وإلا فالراحمون يرحمهم الرحمن، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
ولو قدِّر لك أن ترى حياة الظالمين من داخلها وممن يعاملونهم من المقربين منهم من: خدامهم وأعوانهم، وجنودهم؛ لرأيت عجبًا من الشقاءِ المحيط بهم من كل جانب، ولو رأيتهم مع أهليهم وأولادهم وأزواجهم؛ لوجدتَّ من ذلك عجبًا؛ ولذا تجدهم يحاولون الهروب دائمًا بالمسكراتِ، والمخدراتِ والخمر، وأنواع اللذات التي يريدون أن يغيبوا بها عن الوعي؛ لكي لا يدركوا قدرَ الألم الذي هم فيه؛ بسبب بغض الله -عز وجل- لهم، وهذا من سرعة حسابه -عز وجل-.
ومن سرعة حسابه -سبحانه وتعالى-:
للمؤمنين ما يقبضونه من الثمن العاجل -فضلاً عن الآجل- من الحبِّ الذي يجدونه ممن حولهم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ) (متفق عليه)، فتجده يشعر بالأنس بينه وبين الأرض، وبينه وبين السماء، وبينه وبين الكائنات المختلفة.
ما ظنك بعبدٍ يعلم أن الملائكة تستغفر له، وأن حملةّ العرشِ مع تسبيحهم يدعون له ويستغفرون له؟! قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ. رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (غافر:7 - 9).
فانظر وتأمل في حال المؤمن: كم يجد من أثر استغفار الملائكة، ومن أثر دعائهم، وكم يجد أُلفًا وسكينة بينه وبين كل الكائنات، حتى الجمادات؟! قال الله -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (الإسراء:44).
فهو يستشعر أن الله -عز وجل- يسبح له من في السموات ومن في الأرض، وأن الله -عز وجل- هو العزيزُ الحكيم؛ فعند ذلك يشعر بأنه ليس غريبًا في هذا الكون، بل مع كونٍ أليفٍ حبيب إليه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وأعظمُ من ذلك أنه يعلم ما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -عز وجل-: (وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) (رواه البخاري).
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو يشعر أن الله -عز وجل- يكره مساءتَه، ويعلم ذلك ويوقن به؛ لأن المؤمن يكره الموتَ، فكيف بكراهية المؤمن لأشياء أشدَّ من الموت: كالفتنة في الدين، ومخالفة ربِّ العالمين، وظلم الظالمين؟! فالله -عز وجل- يكره هذا أعظم كراهية، ويكره أن يسوءَ المؤمن.
ولولا أن الله -عز وجل- جعل في هذه المساءات من الخيرات ما فيها لما قدَّرها -عز وجل-.
ولولا أن الله -عز وجل- جعلَ من سعادة المؤمنين ما يصيبهم من المساءات المكروهة؛ لعصمهم الله -تعالى- من كل ما يسوؤهم.
ولولا أن المؤمنَ لا يَقْدُمُ على الله -تعالى- إلا بالموت؛ لما قبضه الله -عز وجل-، لكنه يحبه -عز وجل- فيدنيه ويقربه ويعدُّ له من أنواعِ الخيرات ما لا يعلمه إلا هو -عز وجل-؛ لأجل ذلك لابد له من الموت.
فضلاً عما ينال المؤمن من إجابة لدعائه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول هذا الحديث: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ) (رواه البخاري)، وكلُّ واحدةٍ من هذه تدل على سرعة حسابه -عز وجل-، فالله -عز وجل- يعطي المؤمنين عاجلاً، فضلاً عما يدخره آجلاً.
ويكفي من ذلك معيته -عز وجل-، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -عز وجل-: (كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِى بِهَا)، فهذه معيةُ الحبِّ والتقريب والتكريم؛ حتى يوفقَ العبد في سمعه وبصره، ويده ورجله ما لا يقدر عليه غيره من الناس، فيوفقه الله -تعالى- لاستعمال هذه الجوارحِ في عبوديته، والتي تجلب له كلَّ أنواع السعادة، وبها يزول كل شقاء وألم.
ومن سرعة حسابه -عز وجل-:
أنه إذا أخذ الظالمين لم يفلتهم كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ). قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (رواه البخاري ومسلم).
تأمل كيف أهلك الله قومَ نوحٍ -عليه السلام- في أيام معدودات .. !! بعد تسعمائة وخمسين عامًا من الطغيان والجبروت والعدوان على المؤمنين، والاستهزاء بنبي الله نوح -عليه السلام-؛ إذا بالتنور يفور، وإذا بالسماء تمطر، وإذا بالأرض تفور بالماء، وإذا بالموج يكون كالجبال، وإذا بالكفرة الظلمة ينتهون في لحظات، وإن كانت هذه اللحظاتُ تَبقى آلامًا مستمرة عليهم أبد الآبدين كما قال الله -تعالى-: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا) (نوح:25)، وقال الله -تعالى-: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ. وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) (القمر:11 - 12)، ثم بعد ذلك: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (هود: 44).
سبحان الله! بقي نوح -عليه السلام- يدعو إلى الله -تعالى- ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا، وهم يصدون عن سبيل الله -عز وجل-، ويكفرون به طوال هذه المدة، ثم في أيام معدودة تغيَّر الأمرُ.
وتأمل كيف أهلكَ الله -تعالى- قوم ثمود بصيحةٍ واحدةٍ .. ! بعد طول مُلكٍ، وسلطانٍ، بعد ما كانوا ينحتون من الجبال قصورًا، ويبنون في الأودية والسهول، ولكن في لحظة ينتهي كل شيء، قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (فصلت:17).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل فيما أصاب قوم عاد .. وكيف سلَّط الله -عز وجل- عليهم الريح الباردة في سبع ليالٍ وثمانية أيام حسومًا، قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ. سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) (الحاقة:6 - 8).
وتأمل فيما أصاب قوم لوط .. في صبيحةِ يوم عذابِهم أخذتهم الصيحةُ، وجعلَ الله -تعالى- عاليها سافلَها، كما قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ. مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ)؛ أي: مُعَدَّةٌ، وما زالت موجودة (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) (هود:82 - 83).
سبحانَ الله وبحمده، إذا نفذ الأمرُ، قال -تعالى-: (وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ. وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:50 - 51).
وتأمل المدة التي ظلمَ فيها فرعون وتجبَّر، وقتلَ من قتل من الرجال، والنساء، والأطفال، وبقي الفراعنةُ ينحتون انتصاراتهم على المخالفين لهم على جدران معابدهم الزائفة، وما زالت تشهدُ على ظلمهم وجورهم، وتقطيعهم للأعضاء وتمزيقهم للأجسام، وظلَّ فرعونُ يظلم ويتجبر على لحظاته الأخيرة، حتى قبل الوفاة يقول كما حكى الله -عز وجل- عنه: (إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ. وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ. وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) (الشعراء:54 - 56).
ويدخلُ البحرَ بغروره وطغيانه، وفي لحظة تأتي سرعة الحساب من سريع الحساب -عز وجل-: (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس:90 - 92).
فلنوقن إذن أن الله -تعالى- سريعُ الحساب يغيِّر موازين الأرض في لحظات، ويمكِّن لعباده المؤمنين، ويفتح لهم من أنواع الخير ما يثبِّت به أفئدتهم، وما يقوي قلوبهم؛ فلا نستعجل: (خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) (الأنبياء:37).
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 04:01]ـ
هذا البلسم نهديه
للمقهورين و المظلومين من المسلمين فى العالم
والله انه لمعين عظيم على الصبر و الثبات
وانها لكلمات نحسبها خرجت من قلب عامر بالايمان
وجزى الله خيرا ناقلها
أدخلك الله الجنة(/)
بين "الدين" و "العلم" عند جورج سارتون.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 03:02]ـ
توقفتُ عندَ كلمةٍ ذكيّة لـ: جورج سارتون George Sarton [ 1884 م -1956م] مؤرخُ العلوم الأشهر، و صاحب الكتاب العظيم: Introduction To The History Of Science ،
إذْ يقول:
(في التاريخ، و في أكثر الأوقات، التفاعُلات التي كانت بينَ "العلم" و "الدين" تُظهِر لنا مواقفَ متعاندة، كانت حروب حقيقيّة. و في الحقيقة ليست هناك حرب بين "العلم" و "الدين"، بل الحرب كانت بينَ "العلم" و "علوم اللاهوت"، إنها حقيقة لا يستطيع رجل الشارع أن يُفرق بسببها بين "المشاعر الدينيّة" و "الإيمان") [ The Life of Science / 54] .
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 03:56]ـ
وصواب العنوان: بين الدين المسيحي المحرف والعلم ..
وإلا فالعنوان بهذا الصورة مغالطة مشهورة ..
:)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 04:13]ـ
لا تعقدها يا عمّ ..
لأنو البينيّة في العنوان ليستَ (بيّنيّة تناقضيّة)، إنما هيّ (تفريق اعتباري) .. و دمتَ محباً للعلمِ و المعرفة.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 04:36]ـ
بين الدين المسيحي المحرف والعلم ..
و ليسَ الدين المسيحي المُحرف فحسب، فالمؤلف يُفرّق - في فهمي - بين (القطعيّات = الدين) و (الاجتهاديات = ما يعتبرهُ علوم اللاهوت)، و الدين المسيح - بما فيهِ أغلب الكتاب المقدس - آراء بشريّة.
و عليهِ، ..
فبعضُ اجتهاديات عُلمائنا ليستْ أكرم عندنا من العلم الحديث، و للمُناسبة اللطيفة – بما أنو أبو فهر مشرفنا -، يقولُ الدكتور مُنير العجلاني - رحمةُ الله عليه - في تقديمهِ لكتابِ الشيخ مصطفى الزرقا (المدخل الفقهي العام) كلمةً جميلة: (و على إعجابنا بهذا الكتابِ الجليل نشيرُ إلى ناحيةٍ صغيرةٍ ضعيفةٍ منهُ كانت بمثابة "الخرزة" الزرقاء، أو التميمة من العين، و هذه الناحية هيَ أنَّ الأستاذ الزرقا يقول دائماً: أنَّ آراء علمائنا خير من آراء الغربيين، و أنا معه، فقديمنا أفضلُ من قديمهم، و لكنَّ قديمنا ليسَ دائماً أفضل من جديدهم) [ج1/ 13].
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 04:51]ـ
شوف يا سيدنا ..
الدين في كتابات المؤلف والطبقات التي قبله والتي بعده هو الكنيسة ..
ولذا فمن مغالطاتهم المشهورة رفع لفظ الكنيسة ووضع لفظ الدين مكانها؛ليمكن-من قصد ذلك منهم- أن يصفح وجه أي دين بتلك الثنائية التقابلية التضادية أحياناً (الدين والعلم)
فإذا جاء سارتون ليتكلم عن الدين والعلم-ولو محدداً لوجه النزاع- لم يجز لنا أن ننزع هذا من بينيوته (كتبتها عشان خاطرك بس)؛لأن نزع هذا من بينيوته سيؤدي لخطأ في فهم كلامه كالخطأ الذي وقعتَ أنت فيه ..
فالرجل لا يقصد التفريق بين اجتهاديات وقطعيات ولا يفرق بين كلام الله واجتهادات البشر ولا يقصد للتفريق بين الرسالة وبين الشريعة والفقه ولا صلة له بهذا البطيخ كله (كتبتها عشان خاطري أنا بس)
وإنما مراده التفريق بين الدين كزاد روحي إيماني يعين المرء على مواجهة صعوبة الحياة، وبين الدين كلاهوت وأيدلوجية .. وهذا التفريق هو أحد المخففات المشهورة لمركز العلمانية،وعلى ضوء هذا أعد قراءة عبارته = يستبن لك مراده منها ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 02:12]ـ
ما اختلفنا يا سيدنا .. ، لكن الاستفادة من "الفكرة" المجردة مقبول، أليسَ كذلك؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 03:26]ـ
بلى .. وهو أنا أقدر أعترض؟!
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 03:48]ـ
دين النصارى يسمى النصرانية وليس المسيحية
ويطلق على مفردهم نصراني وليس مسيحي
أرجو التصحيح بارك الله فيكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 05:59]ـ
هذا مشهور ولكن ليس له سند علمي يقطع النزاع ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 09:05]ـ
بلى .. وهو أنا أقدر أعترض؟!
على راسي، يا أبا فِهْر ..
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 09:36]ـ
هذا مشهور ولكن ليس له سند علمي يقطع النزاع ..
لم أفهم مرادك بارك الله فيك
ربنا سبحانه وتعالى سماهم نصارى وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم سماهم نصارى فالأولى الإقتصار على ما ورد
وقد نهى العلماء عن نسبتهم للمسيح عليه السلام(/)
دورة: شبهات وردود .. الشيخ عثمان الخميس.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 04:02]ـ
دورة تم بثها مباشرة، من السبت 13 فبراير إلى الأربعاء 18 فبراير، على موقع الشيخ "عثمان الخميس " وفقه الله. ويمكن تحميل دروسها من الرابط: دورة شبهات وردود مرئية وصوتية ( http://almanhaj.net/media/show/index.php?catid=137) .
هذه فوائد من المحاضرات، أرجو الله أن أنتفع وإخواني بها.
اليوم الأول.
الفرق التي طعنت في الصحابة هي:
1. الشيعة: طعنوا في كل الصحابة.
2. الخوارج: طعنوا في من شارك في الفتن.
3. النواصب: طعنوا في آل البيت لا سيما علي.
4. المعتزلة: قالوا بفسق إحدى الطائفتين في الجمل أو صفين.
الشبهة الأولى: حديث الحوض، وتعرض الشيخ للرد على طعن الروافض في الصحابة بهذا الحديث. وكلام الشيخ عثمان مع زيادات نافعة جدا وترتيب، يمكن قراءته هنا: وقفات مهمة مع حديث الحوض. ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/125919)
الشبهة الثانية: الآية (29) من سورة الفتح: " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ". فزعموا أن (منهم) للتبعيض، وأن بعضهم فقط له المغفرة والأجر. والرد عليهم بأن (من) هنا لبيان الجنس، كما في قوله تعالى: " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين "، وكما في: " فاجتبوا الرجس من الأوثان ".
كذلك، هل يُعقل أن من اتصفوا بهذه الصفات:
1. أشداء على الكفار.
2. رحماء مع المؤمنين.
3. هم ركع سُجد.
4. شهد الله لهم أنهم يبتغون فضله ورضوانه!
5. جعلهم الله إغاظة للكفار.
فهو سبحانه أخبر أنهم يرجون فضله ورضوانه بركوعهم وسجودهم، وشدتهم على الكفار، ورحمتهم بالمؤمنبن، فهل من المعقول أن يكون بعض هؤلاء من أهل الجنة لا كلهم؟!
(وكيف يبعض بعدما حكم لهم بإغاظة الكفار .. ويستثني بعد ذلك .. ويقول إن بعض هؤلاء هم الموعودون بالجنة .. فهذا لعمري من التناقض الظاهر الذي لا يليق بعاقل فضلا عن العليم الخبير ..
فدل أن (من) لبيان الجنس قطعا .. والصيرورة إلى هذا القول .. مما لايخفى على من شم رائحة الفهم لكلام العرب .. ) انتهى نقلا عن د ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84892).
الشبهة الثالثة: حديث الحديبية وعدم استجابة الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلقوا، فزعموا إن الصحابة أغضبوا النبي بعصيانهم له. والرد عليهم من وجوه:
الأول: لم يكن عصيانا، بل رجاء أن يغير النبي صلى الله عليه وسلم قوله، أو ينزل وحي، ويدل على ذلك أنهم بمجرد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يحلق امتثلوا؛ لعلمهم أن لا رجعة في قوله.
الثاني: أن " لقد رضي الله عن المؤمنين ... " نزلت بعد هذا الحدث.
الثالث: أن عليا رضي الله عنه كان معهم، فهل حلق؟ والرواية أنه لم يحلق منهم أحد.
الرابع: من باب الإلزام فإن عليا زاد على الصحابة بعصيانه أمر الرسول أن يمسح " رسول الله " وهو يكتب الصلح!
الشبهة الرابعة: زعمهم أن خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة ليتزوج امرأته، ونسجهم الحكايات حول ذا، وفي هذا رد جميل: هل قتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة كي يتزوج امرأته؟ ( http://islamqa.com/ar/ref/93204)
وذكر الشيخ عثمان قصة أخرى فيها أن قوم مالك وافقوا على دفع الزكاة، وكان خالد قد أسر منهم، فقال لمن معه – وفيهم رجال من كِنْدة -: أدفئوا أسراكم، وهي عندهم كناية عن القتل، ففهموا منها أنه أراد قتلهم فقتلوهم.(/)
خمسون علامة للخوارج من كلام شيخ الإسلام رحمه الله
ـ[ابن العميد]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 09:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خمسون علامة للخوارج (التكفيريين) من كلام شيخ الإسلام احمد بن تيمية رحمه الله
وبعضها أصله من الأحاديث التي رويت فيهم أخذه شيخ الإسلام منها.
كلام شيخ الإسلام في الفرق عموما كثير، كيف لا، وجل مؤلفاته في تقرير عقيدة أهل السنة والدفاع عنها، وكلامه رحمه الله في الخوارج كثيرا جدا، وقد كتب بعضهم رسالة دكتوراه في موقف شيخ الإسلام من الخوارج هذا عنوانها تقريبا.
تكلم شيخ الإسلام عن الخوارج من جهات عدة، من جهة عقيدتهم، وصفاتهم، وتاريخهم، ومقارنتهم بغيرهم من الفرق، وموقف العلماء والأمراء منهم، وموقف المسلم منهم، جهات كثيرة طرقها شيخ الإسلام حول هذه الفرقة، واقتصرت في هذه العلامات على عقيدتهم وصفاتهم التي ذكرها رحمه الله فقط، ولم استقص وإنما هذا غالبها وأهمها.
تنبيها لنفسي ولإخواني من الوقوع في مزالقهم، وتعريفا بهم حتى نحذرهم والله الموفق.
1 - الخوارج مذهبهم قائم على مقدمتين – ان فلانا من أهل الكبائر والثانية ان كل صاحب كبيرة في النار.
2 - أول بدعة حدثت في الإسلام.
3 - يريد الخوارج من المتبوع ان يكون عالما بكل ما يسأل عنه قادرا على كل شيء.
4 - بدعة الخوارج لها شبهة في نصوص الأنبياء.
5 - الخوارج أجرأ على السيف والقتال لذلك جاءت فيهم أحاديث.
6 - الخوارج باينوا جميع المذاهب فيما اختصوا به من التكفير بالذنوب.
7 - تأويله لأحاديث الوعيد كحديث " من غشنا فليس منا"يقولون يعني كافر.
8 - يقول الخوارج لا يجتمع في حق الشخص الثواب والعقاب.
9 - منعت الخوارج ان يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم شفاعة في أهل الكبائر.
10 - الخوارج من أصول الفرق.
11 - خلاف الخوارج خطأ قطعا لأنه حدث بعد إجماع السلف.
12 - الخوارج لم يفهموا القرآن ولم يقصدوا معارضته.
13 - اثبت الخوارج من الشفاعة للمؤمنين خاصة رفع بعض الدرجات.
14 - يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الأوثان.
15 - الخوارج ليسوا مرتدين وليسوا من أهل الجمل وصفين بل نوع ثالث، قلت يريد إنهم مبتدعة وليسوا كفارا.
16 - شبهتهم في عثمان ان العطاء والأموال لا تكون إلا لذوي الحاجات أما الأغنياء والسادة المطاعون فلا يصلح لهم وهذا من جهلهم فإن العطاء بحسب المصلحة.
17 - الخوارج تكفر الطائفتين المتقاتلتين علي ومن معه.
18 - أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج ونهى عن قتل الولاة الظلمة.
19 - أصل تكفير علماء المسلمين من الخوارج.
20 - ليس في أهل الأهواء اصدق ولا اعبد من الخوارج.
21 - علي رضي الله عنه قاتل الخوارج لما بدأوه بالقتال فقتلوا واحدا وهو عبد الله بن خباب بن الأرت رضي الله عنه فطلب منهم قاتله فقالوا كلنا قاتله فقاتلهم.
22 - الإيمان كل لا يتفاضل عند الخوارج.
23 - يرون إتباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر القرآن ولو تواترت.
24 - الخوارج جهال.
25 - الخوارج ثماني عشرة فرقة.
26 - يجعلون الأحاديث في فضل علي رضي الله عنه قبل ردته.
27 - يستدلون بقوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ..... الآية) على كفر ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما انزل الله.
28 - يريدون من عموم الأمه إلا يكون لهم ذنب.
29 - الخوارج جهلة بعلم الحديث.
30 - يتخذون لهم دارا غير دار الجماعة.
31 - الخوارج يبغضهم أهل الحديث ويروون فيهم الأحاديث.
32 - الذين خرجوا على عثمان لم يظهروا كفره وإنما يدعون الظلم بخلاف علي.
33 - الخوارج يجيزون على الأنبياء الكبائر.
34 - أهل السنة يرون قتل من علموا انه من الخوارج ولو منفردا.
35 - الخوارج يسمون أنفسهم أسماء لا يستحقونها فيسمون أنفسهم المؤمنين ودارهم دار هجره.
36 - قال الإمام احمد صح الحديث في قتال الخوارج من عشرة أوجه قال شيخ الإسلام أخرجها الإمام مسلم. وقال لم يرد في فرقة من الاحاديث مثل ماورد في الخوارج.
37 - الأصل عندهم ترك الحسنات وفعل السيئات.
38 - عندهم ورع كاذب يتورعون عن الركون الى الظلمة بترك الأمور الواجبة.
39 - الخوارج ليسوا مخصوصين بأولئك القوم بل لا يزالون يخرجون حتى زمن الدجال.
40 - أول أهل الأهواء خروجا عن السنة والجماعة مع وجود بقية الخلفاء.
41 - يجعلون موارد الاجتهاد بل الحسنات ذنوبا ويجعلون الذنوب كفرا.
42 - الخوارج لم يكن فيهم احد من الصحابة ولا نهى عن قتالهم احد من الصحابة.
43 - الأمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم وإنما يتنازعون في تكفيرهم على قولين مشهورين.
44 - الخوارج يبتدعون أقوالا يجعلونها واجبة في الدين ويكفرون من خالفها ويستحلون دمه.
45 - ذكر أهل المقالات ان قول الخوارج في الصفات كقول الجهمية وهذا والله اعلم قول من تأخر منهم.
46 - يقولون بحبوط الحسنات كلها بالكبيرة.
47 - يجعلون الخطأ والضلال متلازمين.
48 - الخوارج كلاب النار.
49 - اتفقت الخوارج على تكفير علي ابن أبي طالب وقدحهم فيه أكثر من قدحهم في عثمان.
50 - ولهذا كان التكفير لمن يخالفهم من أهل السنة والجماعة من شعار المارقين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما استفاض عنه من الأحاديث الصحيحة في صفة الخوارج يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وفي رواية يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 10:51]ـ
جزاك الله خير ..
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 05:07]ـ
بارك الله فيك(/)
استفسار عن حقيقة المهدي المنتظر
ـ[شمس الضحى]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 09:57]ـ
السلام عليكم
عندي استفسار
أسمع كثيرا عن انتظار الشيعة للمهدي المنتظر
وسمعت من عدد من الدعاة أن اسمه يكون على اسم نبينا الكريم محمد بن عبد الله
وسؤالي هو:
ما مدى صحة القول بالمهدي المنتظر؟ وهل هناك أي حديث نبوي جاء فيه ذكره؟ ولو كان صحيحا فأين ومتى يظهر بعد سيدنا المسيح أم قبله؟ وهل هو نفسه الذي تنتظره الشيعة؟
رجائي الإجابة عن أسئلتي مع توثيق الإجابة بالأدلة الشرعية ..
ـ[طالب علم سائل]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 10:23]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم عقيدة المهدي المنتظر عند أهل السنة واردة بشكل قطعي يظهر آخر الزمان يملا الارض قسطا وعدلا ويصلى المسيح خلفة
وكتاب (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر) لعبد المحسن العباد يذكر فيه هذه العقيدة.
وأورد فيه تعليق الشيخ ابن باز (
تعليق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد:
فإنا نشكر محاضرنا الأستاذ الفاضل الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد على هذه المحاضرة القيمة الواسعة فلقد أجاد فيها وأفاد واستوفى المقام حقًا فيما يتعلق بالمهدي المنتظر مهدي الحق، ولا مزيد على ما بسطه من الكلام فقد بسط واعتنى وذكر الأحاديث، وذكر كلام أهل العلم في هذا الباب وقد وفق للصواب وهدي إلى الحق، فجزاه الله عن محاضرته خيرًا وجزاه الله عن جهوده خيرًا وضاعف له المثوبة وأعانه على التكميل والإتمام لرسالته في هذا الموضوع، وسوف نقوم _ إن شاء الله _ بطبعها بعد انتهائه منها لعظم فائدتها ومسيس الحاجة إليها والخلاصة التي أعلقها على هذه المحاضرة القيمة أن أقول:
أن الحق والصواب هو ما أبداه فضيلته في هذه المحاضرة، كما بينه أهل العلم فأمر المهدي أمر معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد من أهل العلم: تواترها، كما حكاه الأستاذ في هذه المحاضرة وهي متواترة تواترًا معنويًا لكثرة طرقها، واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق وهو محمد بن عبد الله العلوي الحسني من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. وهذا الإمام من رحمة الله عز وجل بالأمة في آخر الزمان يخرج فيقيم العدل والحق ويمنع الظلم والجور، وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلاً وهداية وتوفيقًا وإرشادًا للناس)
فإذا العقيدة متواترة ولا يمكن إنكارها
ـ[طالب علم سائل]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 10:32]ـ
وإليك ما أورده العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة بعد الحديث رقم
1529،،
" لتملأن الأرض جورا و ظلما، فإذا ملئت جورا و ظلما، بعث الله رجلا مني،اسمه اسمي، فيملؤها قسطا و عدلا، كما ملئت جورا و ظلما ".
حيث علق قائلا: (
و صححه الترمذي و الحاكم و ابن حبان (1878) و لفظه عند أبي
داود " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني
أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض ... "
الحديث و ممن صححه شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال في " منهاج السنة " (4/ 211
): " إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبوداود و الترمذي و أحمد و غيرهم من من حديث ابن مسعود و غيره ". و كذا في" المنتقى من منهاج الاعتدال " للذهبي (ص 534).)
ويقول الألباني:
(قلت: فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث قد صححوا أحاديث خروج المهدي، و معهم
أضعافهم من المتقدمين و المتأخرين أذكر أسماء من تيسر لي منهم:
1 - أبو داود في " السنن " بسكوته على أحاديث المهدي.
2 - العقيلي.
3 - ابن العربي في " عارضة الأحوذي ".
4 - القرطبي كما في " أخبار المهدي " للسيوطي.
5 - الطيبي كما في " مرقاة المفاتيح " للشيخ القاريء؟
6 - ابن قيم الجوزية في " المنار المنيف "، خلافا لمن كذب عليه.
7 - الحافظ ابن حجر في " فتح الباري ".
8 - أبو الحسن الآبري في " مناقب الشافعي " كما في " فتح الباري ".
9 - الشيخ علي القارئ في " المرقاة ".
10 - السيوطي في " العرف الوردي ".
11 - العلامة المباركفوري في " تحفة الأحوذي ".
و غيرهم كثير و كثير جدا.)) اهـ
ـ[شمس الضحى]ــــــــ[12 - Mar-2010, صباحاً 09:20]ـ
بارك الله فيك يا أخي وزادك الله من علمه ..
وأعتذر عن تأخري في الرد لعدم معرفتي بأن أحدا أجاب عن سؤالي(/)
هذا سؤال يتردد على الأسماع: هل احتج آدم بالقدر لمعصيته أم لا؟
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 10:49]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفاه
أما بعد: فهذا سؤال يتردد على الأسماع: هل احتج آدم بالقدر لمعصيته أم لا؟
فقد يفهم البعض من هذه الاحاديث أن أبينا آدم حجّ موسى بأن احتج لمعصيته بالقدر فراح البعض يسوغ لنفسه فعل ما يريد بدعوى أن ذلك مقدر عليه مسبقا!
الأحاديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حاج موسى آدم فقال له أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم قال قال آدم يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني أو قدره علي قبل أن يخلقني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى)) صحيح البخاري
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((احتج آدم وموسى فقال له موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى فحج آدم موسى ثلاثا)) صحيح البخاري
وعنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال له آدم أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى فحج آدم موسى)) صحيح مسلم
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تحاج آدم وموسى فحج آدم موسى فقال له موسى أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة فقال آدم أنت الذي أعطاه الله علم كل شيء واصطفاه على الناس برسالته قال نعم قال فتلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق)) صحيح مسلم.
قال ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث" ... معني حجّه غلبه بالحجة، يقال حاججت فلانا فحججته مثل خاصمته فخصمته، قال ابن عبد البر: هذا الحديث أصل جسيم لأهل الحق في إثبات القدر، وأن الله قضى أعمال العباد فكل أحد يصير لما قدر له بما سبق في علم الله، قال: وليس فيه حجة للجبرية، وإن كان في بادئ الرأي يساعدهم. وقال الخطابي في " معالم السنن ": يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر يستلزم الجبر وقهر العبد ويتوهم أن غلبة آدم كانت من هذا الوجه، وليس كذلك وإنما معناه الإخبار عن إثبات علم الله بما يكون من أفعال العباد وصدورها عن تقدير سابق منه ... "
وقال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: "فصل في قوله صلى الله عليه وسلم: «فحج آدم موسى» لما احتج عليه بالقدر.
وبيان: أن ذلك في المصائب لا في الذنوب، وأن الله أمر بالصبر والتقوى فهذا في الصبر لا في التقوى، وقال: {?لْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاَْرْضِ جَاعِلِ ?لْمَلَـ?ئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِى? أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى? وَثُلَـ?ثَ وَرُبَـ?عَ يَزِيدُ فِى ?لْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ?للَّهَ عَلَى? كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ} [غافر: 55] فأمر بالصبر على المصائب والاستغفار من المعائب.
وذلك أن بني آدم اضطربوا في هذا المقام ـ مقام تعارض الأمر والقدر ـ وقد بسطنا الكلام على ذلك في مواضع.
والمقصود هنا: أنه قد ثبت في الصحيحين حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «احتج آدم وموسى: فقال موسى: يا آدم؟ أنت أبو البشر الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته فلماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي كلمك الله تكليماً وكتب لك التوراة. فبكم تجد فيها مكتوباً: {فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَ?تُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ?لْجَنَّةِ وَعَصَى? ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى?} [طه: 121] قبل أن أخلق، قال: بأربعين سنة، قال: فحج آدم موسى».
....
... قال أبو المظفر السمعاني: وأما الكلام فيما جرى بين آدم وموسى من المحاجة في هذا الشأن، فإنما ساغ لهما الحجاج في ذلك؛ لأنهما نبيان جليلان خصا بعلم الحقائق وأذن لهما في استكشاف السرائر، وليس سبيل الخلق الذين أمروا بالوقوف عندما حد لهم والسكوت عما طوي عنهم سبيلها، وليس قوله: «فحج آدم موسى» إبطال حكم الطاعة، ولا إسقاط العمل الواجب، ولكن معناه ترجيح أحد الأمرين، وتقديم رتبة العلة على السبب، فقد تقع الحكمة بترجيح معنى أحد الأمرين، فسبيل قوله: فحج آدم موسى، هذا السبيل، وقد ظهر هذا في قضية آدم قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـ?ئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِى ?لأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُو?اْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ?لدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي? أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30].
إلى أن قال: فجاء من هذا أن آدم لم يتهيأ له أن يستديم سكنى الجنة [إلا] بأن لا يقرب الشجرة؛ لسابق القضاء المكتوب عليه في الخروج منها، وبهذا صال على موسى عند المحاجة. وبهذا المعنى قضي له على موسى فقال: فحج آدم موسى." اهـ.
وخلاصة القول أن موسى عليه الصلاة والسلام لم يلم آدم عليه الصلاة والسلام بأن ارتكب الذنب وخاصة أنه تاب وقبل الله توبته فموسى نبي حكيم لا يلوم أحدا بشيء قد عفا الله عنه، ولكنه إنما لالمه على إخراج نفسه وذريته من الجنة. فما كان من آدم عليه الصلاة والسلام إلا أن قال له أنا إنما قدر الله علي أن أكون خليفته في الأرض فلا بد لي من الخروج من الجنة عاجلا أم آجلا وهذا ما قدّره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة. فحج آدم موسى.
هذا والله تعالى أعلم وأحكم.
وما أصبت فمن الرحمن وما أخطأت فمن نفسي والشيطان.
والحمد لله رب العالمين.
رحم الله امرأً اهدى إلي عيوبي
أرجو منكم الدعاء بطهر الغيب(/)
القول المبين في تحريم حل السحر عند السحرة والمشعوذين
ـ[الملا أبوأسامة الزرقاوي]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 06:49]ـ
القول المبين
في تحريم حل السحر عند السحرة والمشعوذين
بيان في الرد على «عبد المحسن العبيكان»
في تجويزه الذهاب للسحرة لِحَلِّ السحر عن المسحور
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .. أما بعد:
فقدِ اطَّلعْتُ على ما شَاعَ وذاعَ من كَلامِ «عبد المحسن العبيكان» في تجويزه وإباحته إتيان السَّحَرة لِحَلِّ السِّحر!، وهذا أمرٌ خطير يترتب عليه من فساد الاعتقاد ما لاَ يُحيط به إلا رب العباد، فإنَّ من أعظمِ التذلُّلِ والخضوعِ للشيطان أن ينصرف قلب العبد عن خالقه بتوجه إرادته إلى ساحر نَجِسٍ مُوَالٍ للشيطان ليحل عنه السِّحْرَ ونحوه.
وليعلم مَن فعل ذلك أنَّ الثمن دينه، وأنه لَم تتحرك نيته وإرادته بالتوجه إلى الساحر إلاَّ لفساد اعتقاده وظنه بالله ظَنَّ سُوء، وإلاَّ فَلو صَدَق الله وعَلِم أنَّ الأمر كله له سبحانه وأن السَّحَرة وشياطينهم تضر ولا تنفع لَمَا استقرَّت في قلبه إرادة ذلك فضلاً أن يفعله لورود النهي الأكيد عن ذلك، وأنه من عمل الشيطان، وحرام فعله حيث إنه لا يحصل إلا بالتقرب إلى الشيطان وَعَمَل أوْ قَول ما يُرضيه من الساحر، وممن يأتي إليه.
أما الساحر فلم يحصل له السِّحر إلا بالكفر، وأما مَن يأتيه لِحَل السحر فإنما أَتاه لإدباره وإعراضه عن ربه وما شَرَع له من الرقية بالقرآن والأذكار والدعاء، ومن الأدوية المباحة إلى عدو الله الساحر الخبيث الكافر، مع علمه أنه شيطانُ إنسٍ يتقرب إلى شيطان جِنّ، فأي خير يُرجى بهذا المسلك؟!؛ فلينظر مَن أتى الساحر بمن تعلَّق قلبه في الشفاء!، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومَن تعلق شيئاً وُكِل إليه) (1)؛ قال الشيخ «عبد الرحمن بن حسَن آل الشيخ» - رحمه الله -: (أي مَن تعلَّق قلبه شيئاً بحيث يعتمد عليه ويرجوه وَكَله الله إلى ذلك الشيء) انتهى (2).
إنَّ الذين يذهبون إلى السحرة يرجون نفعهم إنما يزدادون سوءاً، ولو ندَر وحصل بعض النفع فهو كنفع الخمر بل أشد، وحسبك أنه نفع للبدن بفساد الدين، وذلك خسران مبين، وأنَّى لهم النفع والله عز وجل يقول: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (3)، فهذا خبر بشمول الضرر.
والتحذير هنا لِمَن قد يغتر بفتاوى قوم لَم يتقوا الله في المسلمين فيفتحون لهم أبواب الضلالة بفتاويهم الضالة حيث يُهَوِّنون عليهم حلَّ السحر بإتيان الساحر وهو (النشرة) التي هي حل السحر بسحر مثله.
والساحر مادته شيطانية، ويكفي مَن أتاه من الخسران أنه استعان بالشيطان مُعْرِضاً عن ربه الرحمن.
وحَسْبُ مَن أتى الساحر أنه أتى من نفى الله عنه وعن عمله الفلاح، قال - تعالى-: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (4)، فأيُّ خيرٍ يرجى وأيُّ شَرٍّ يُتقى بعد هذا؟!.
وقد بوَّب الشيخ «محمد بن عبد الوهاب» - رحمه الله - في كتابه (التوحيد) لهذه المسألة باباً خاصاً عنوانه: (باب ما جاء في النشرة)، وذَكر حديث «جابر بن عبد الله» رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن النشرة، فقال: (هي مِن عَمَل الشيطان) (5).
وقال: (ورُوِيَ عن الْحَسَن " البصري " أنه قال: " لا يحل السحر إلا ساحر").
وقال: قال ابن القيم: (" النشرة " حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، " وعليه يحمل قول الحسَن - يعني: أنه لا يحل السحر إلاَّ ساحر - ".
فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز) انتهى (6).
وفي (فتح المجيد) قال الشارح - رحمه الله -: (والحاصل أن ما كان منه بالسحر فيَحْرُم، وما كان بالقرآن والدعوات والأدوية المباحة فجائز، والله أعلم) انتهى (7).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فلا تأتوا الكهان) (8)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كَفَر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) (9)، والساحر أخبث من الكاهن.
وقد قال «عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه: (مَن أتى كاهناً أو ساحراً فصدَّقه بما يقول فقد كَفَر بما أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم) (10).
فالحذر الحذر من هذا الخطر، فلا يجوز إتيان الساحر للرقية، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله لَم يجعل شفاء أمته فيما حرَّم عليها، والسِّحر مُحَرَّم بالإجماع؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تَدَاوَوْا بِحرام) (11).
قال ابن القيم - رحمه الله -: (وهنا سِرٌّ لطيف في كون المحرمات لا يُستشفى بها، فإنَّ شرطَ الشفاء بالدواء تلقِّيه بالقبول واعتقاد منفعته وما جعل الله فيه من بركة الشفاء، فإن النافع هو المبارك وأنفع الأشياء أبركها، والمبارك من الناس أينما كان هو الذي ينتفع به حيث حلَّ، ومعلوم أن اعتقاد المسلم تحريم هذه العين مِمَّا يَحُول بينه وبين اعتقاد بَرَكَتِها ومنفعتها وبين حُسْنِ ظنه بها، وتلقى طبعه لها بالقبول، بل كلما كان العبد أعظم إيماناً كان أكره لها وأسوأ اعتقاداً فيها، وطبعه أكره شيء لها؛ فإذا تناولها في هذه الحال كانت داء له لا دواء إلا أن يزول اعتقاد الخبث فيها وسوء الظن والكراهة لها بالمحبة، وهذا ينافي الإيمان، فلا يتناولها المؤمن قط إلا على وجه داء) انتهى (12).
قوله - رحمه الله -: (فإذا تناولها في هذه الحال كانت داء له لا دواء) يعني في حال حضور إيمان العبد واعتقاده كفر الساحر وشؤمه ونفي الفلاح عما يأتيه فتزداد العلة بإتيانه.
وقوله: (إلاَّ أن يزول اعتقاد الخبث فيها وسوء الظن والكراهة لها بالمحبة، وهذا ينافي الإيمان) يعني أنْ يعتقد في الساحر أنه مبارك وطيب ولا ضرر في إتيانه، فهذا معنى قوله: (وهذا ينافي الإيمان)، وهما أمران أحلاهما مر - والعياذ بالله -، ويا ويل من أباح إتيان السحرة، قال تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ} (13).
وإنه لا يُستبعد مع هذه الفتاوى الضالة الْمُضِلّة أنْ يَرُوج احتراف السحر للرقية، ويكثر السحرة، ويروج تعلُّم السِّحْر وتعليمه والمجاهرة بذلك كله!.
أما ما يذكر عن «سعيد بن المسيب» - رحمه الله - من قوله: (لا بأس به) - يعني النشرة - فحاشاه أن يريد به النشرة السِّحْرية الْمُحَرَّمة، وإنما أراد - رحمه الله - بالنشرة الرقية الشرعية، وسميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامَرَه من الداء، أي: يُزال ويكشف (14).
أما قول «عائشة» - رضي الله عنها - لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا رسول الله .. هَلاَّ تَنشَّرْت؟! " فقد أجابها بما هو حجة على المبطلين حيث قال صلى الله عليه وسلم: (أما واللهِ فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحدٍ من الناس شَرًّا) (15).
فالْمُجِيزُ إتيانِ السَّحَرَةَ للنشرة يفتح على الناس شراً بنص قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وعائشة - رضي الله عنها - ليست مُشَرِّعَة ولَم تكن تعلم حرمة ذلك، فبين لها النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك يفتح على الناس شراً.
والعَجَب أنْ يستدل - أيضاً - مَن يُجيز النشرة السِّحْرية بقوله: (وإن كانوا يقصدون " لا يُفلح " بمعنى أنه لن ينجح في العلاج وحل السحر، فنقول لهم: القرآن يُكَذَّب هذا المعنى الذي يقولون به، فالله - عز وجل - يقول: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه ِ} (16)، فيحصل منهم التفريق والواقع يؤكد أن السحرة ينجحون في حله؛ وبالتالي لا يمكن أن نفسر تلك الآية بأن الساحر لا ينجح في حل السحر لأن هذا مصادم للقرآن وللواقع) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقال له: بل أنت بتَسْميتك التفريق بين المرء وزوجه وحلّ ذلك نجاحاً مصادمٌ للقرآن حيث قال – تعالى -: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (17)، فبين - تعالى - أنهم يضرون ولا ينفعون، وإنما نفعهم بحل السحر كما أثبت - سبحانه - أنَّ للخمر نفْع، كذلك فقد نفى الله عنهم الفلاح - كما تقدم -، فإثبات ضررهم ونفي نفعهم ونفي الفلاح عنهم وعما يأتونه يكفي بعضه لِمَن أهَمَّه دينه للجزم بحرمة ذلك وعدم جوازه بحال.
والنجاح المزعوم في ذلك أعظم حرمة وخبثاً وقبحاً من انتفاع البدن بالخمر، لأن التوجه إلى الساحر بهذا القصد يترتب عليه فساد الاعتقاد بخلاف الخمر.
أما قوله: (والذين يأمرون الناس بالاقتصار على الرقية يخالفون ما فعله الرسول من استخراج السحر وحله) فيقال له: ما أفقهك!، وهل استخرج الرسول صلى الله عليه وسلم السحر بإتيان الساحر أو بإتيان الوحي إليه؟!، فكيف يستدل بهذا؟!، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (وأكره أن أثير على أحد من الناس شراً)، فالمحتج بالنجاح المزعوم بإتيان الساحر أقبح من المحتج بنفع الجسم بالخمر - كما تقدم -، وقد فتح على الناس شراً ولن ينفعهم عند الله.
ثم قد يُقال: (قد يدَّعي مدَّعٍ الاضطرار باللجوء للساحر)، فالجواب: أن ذلك باطل، ولا ضرورة تُلجئ إليه إلاَّ لِمَن أيِسَ من رَوْح الله وظَنَّ بالله السوء، وأن الاستشفاء بكلامه وذكره ودعائه وما جعله الله سبباً للشفاء من العلاجات الطبيعية غير المحظورة لا ينفع ولا يفيد، وإنما الشفاء والعافية عند الساحر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لَم يَجعل شِفَاءكم في حرام) (18).
وختاماً .. فقد تبين ما في هذا الأمر العظيم والخطر الجسيم من مخالفة الخالق الكريم ورسوله صلى الله عليه وسلم الشفيق الرحيم، وما يترتب على ذلك من فساد العقيدة، فالحذَر من مُوجِبَات الخطَر وجالبات الضَّرَر.
ولا شكَّ أن مَن لَم يَهُون ويَرْخُص عليه دِينه لو ضُمِن له الشفاء عند الساحر - الرِّجْس، النَّجِِس، عدوِّ ربه - فإنه لا يأتيه لِعِلْمه أن شفاء بدنه عنده ثَمَن لفساد دينه!، كيف وهؤلاء السحرة الأخابث يزيدون العلَّة!، كيف وهو لَم يُعدم من الطُّرُق الشرعية السليمة لشفائه كما تقدم بيانه - ولله الحمد والمنة -.
قال «عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه: (إنكم ترون الكافر من أصح الناس جِسماً وأمرضهم قلباً، وتلْقَوْن المؤمن من أصَحِّ الناس قلباً وأمرضهم جِسْماً!، وأيْمُ اللهِ لو مَرِضَت قلوبُكم وصَحَّت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الْجُعلان!) انتهى (19)؛ فتأمل هذا الأثر حقَّ التأمل.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد الكريم بن صالح الحميد
بريدة ـــ 13/ 6 / 1427
----------------------------------------------------
(1) أخرجه النسائي في «سننه الكبرى» برقم (4079) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ وحسَّنه ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (3/ 68).
(2) «فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد»، ص (296).
(3) سورة طه، من الآية: 69.
(4) سورة طه، من الآية: 69.
(5) أخرجه أحمد في «مسنده» برقم (14167)، وأبو داود في «سننه» برقم (3868)، وقال النووي في «المجموع شرح المهذب» (9/ 67): (إسناده صحيح)؛ وأخرجه الحاكم في «مستدركه» برقم (8292) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وقال: (هذا حديث صحيح ولَم يخرجاه) ووافقه الذهبي.
(6) «إعلام الموقعين» (4/ 396).
(7) «فتح المجيد»، ص (308).
(8) أخرجه مسلم في «صحيحه» برقم (537) من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه.
(9) أخرجه البزار في «مسنده» برقم (3904)، وغيره، من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، وقال المنذري في «الترغيب والترهيب» (4/ 17): (إسناده جيد).
(10) أخرجه البزار في «مسنده» برقم (1873) وغيره، وأخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (5/ 104) مرفوعاً.
(11) أخرجه أبو داود في «سننه» برقم (3874)، والبيهقي في «سننه الكبرى» برقم (19465) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وقال ابن مُفلح في «الآداب الشرعية» (2/ 336): (إسناده حسَن).
(12) «زاد المعاد» (4/ 157).
(13) سورة النحل، من الآية: 25.
(14) أنظر: «فتح المجيد»، ص (307).
(15) أخرجه البخاري في «صحيحه» برقم (5716).
(16) سورة البقرة، من الآية: 102.
(17) سورة البقرة، من الآية: 102.
(18) أخرجه ابن حبان في «صحيحه» برقم (1391)، وأبو يعلى في «مسنده» برقم (6966) بهذا اللفظ من حديث هند أم سلمة - رضي الله عنها -؛ وأخرجه عن أم سلمة - أيضاً - البيهقي في «سننه الكبرى» برقم (19463)، والطبراني في «معجمه الكبير» برقم (749) بلفظ: (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم)؛ وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (21/ 568).
وأورده البخاري في «صحيحه» (5/ 2129) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه معلقاً، وأخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» برقم (23833)، وغيره عنه رضي الله عنه موقوفاً، وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (10/ 82).
(19) أنظر: «الحلية» لأبي نعيم (1/ 135)، و «الزهد» لابن السري، ص (247).(/)
الصحافة والإصلاح ..
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 07:16]ـ
الصحافة والإصلاح ..
عن مقال للدكتور سعد الله بعنوان (من ذكرياتي مع الصحافة) عن كتاب (خارج السرب) مقالات وتأملات ص 95 وما بعدها:
(خلال أكثر من قرن كانت الصحافة في البلاد العربية والإسلامية وسيلة إلى الإصلاح والزعامة والدعاية ظهرت في مصر مع الحملة الفرنسية وفي اسطنبول مع تنظيمات السلطان محمود الثاني وبعد سنة ونصف من احتلال فرنسا للجزائر صدرت (المونيتور) على يد الطاغية (روفيكو) لتكون لسان حال الإستعمار والتسلط وفي سبتمبر 1847 أصدرت السلطات الفرنسية جريدة (المبشر) التي دامت قرنا كاملا وكانت (المبشر) هي لسان حال الإدارة توجه سياستها وتنشر دعايتها: تؤثر بها على الجزائريين عن طريق أعيانهم من قيّاد وقضاة وقد حاربت هذه الإدارة حرية الصحافة إذا كانت الحرية ستؤدي إلى وعي الجزائريين فقد أوقفت جريدة المنتخب سنة 1883 رغم أنها جريدة فرنسية المصدر.
وعندما قررت الإدارة أن تتخذ من الصحافة وسيلة أكثر فعالية لتثبيت سلطتها أوعزت في أول القرن العشرين إلى من يصدر الصحف بالعربية والفرنسية مع تقديم الدعم المادي والمعنوي لها , فصدرت جرائد المغرب وكوكب إفريقية والتقويم والأخبار (النسخة العربية) وغيرها كما تغاضت عن ظهور الصحف التي أصدرها جزائريون أمثال عمر راسم وعمر بن قدور لاحتوائهم ذلك أنهم أخذوا ينشرون في الصحف التونسية والمصرية والعثمانية ويصفون الإستبداد الفرنسي والغضطهاد الذي تتعرض له الصحافة وحرية الرأي ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى أصبحت الصحف معبّرة عن اتجاهات مختلفة في الدولة والإصلاح وحتى في الدين والتصوف وكانت عند السياسيين وسيلة للزعامة وتبليغ الرسالة الوطنية والأيديولوجية.
ومن أوائل المصلحين الذين تفطّنوا لأهمية الصحافة في التبليغ والتأثير هو السيد جمال الدين الافغاني فعندما كان في مصر خلال السبعينيات جند من حوله مجموعة من الصحفيين المغتربين من بلاد الشام مثل أديب إسحاق لنشر أفكاره وبعد نفيه من مصر أنشأ الأفغاني في فرنسا (العروة الوثقى) مع تلميذه الشيخ محمد عبدوا وربما كانت هذه الجريدة (وهي في نفس الوقت اسم لجمعية سرية) هي الأولى من نوعها في ميدان الغصلاح السياسي والإجتماعي وكان المستعمرون الإنكليز يشنون ضدها حربا عوانا ومع ذلك كانت تصل عن طريق التهريب إلى مصر والهند وغيرهما ورغم أنها لم تعمر طويلا فإنها استطاعت أن تصنع لبنة راسخة في صرح الفكر الإسلامي المعادي للإستعمار.
وقد قدر لهذا الفكر أن يجد بغيته في مجلة المنار التي اصدرها أحد الشوام المغتربين في مصر وهو الشيخ محمد رشيد رضا وحملت المنار لواء الدعوة الإسلامية التي بلورها وصقلها الشيخ محمد عبده بعد أن راجع سيرة شيخه وزميله الأفغاني وكانت المنار تصل إلى الجزائر وتونس وقد تأثر بها الشيخ عبد الحميد بن باديس وهو طالب في الزيتونة ثم وهو يؤسس دعوته بقسنطينة ولم تحل سنة 1924 حتى أصدر بن باديس جريدة المنتقد ثم الشهاب التي سارت على نسق المنار تقريبا فوجد الإصلاح في الشهاب الوسيلة المثلى للتعبير والتأثير وإذا كانت الشهاب قد انتهت بوفاة ابن باديس فإن الإصلاح واصل مسيرته في جريدة البصائر (1935 - 1939 ثم 1947 - 1956) انتهى
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[02 - Mar-2010, مساء 01:00]ـ
يرفع ..(/)
نهي العلماء الربانيين عن تسمية النصارى مسيحيين
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 10:14]ـ
http://www.binbaz.org.sa/themes/binbaz_default/images/header_1.jpg
الفرق بين كلمة نصراني ومسيحي
شاع منذ زمن استخدام كلمة مسيحي، فهل الصحيح- يا سماحة الشيخ- أن يقال مسيحي أو نصراني؟ أفيدونا أثابكم الله.
معنى مسيحي نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه وهو بريء منهم، وقد كذبوا فإنه لم يقل لهم: إنه ابن الله، ولكن قال: عبد الله ورسوله. فالأولى أن يقال لهم: نصارى، كما سماهم الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ [1] الآية.
[1] سورة البقرة من الآية 113.
نشرت في المجلة العربية ضمن الإجابات في باب (فاسألوا أهل الذكر) - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس.
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 10:16]ـ
سئل فضيلة الشيخ: عن إطلاق المسيحية على النصرانية؟ والمسيحي على النصراني؟.
فأجاب بقوله: لا شك أن انتساب النصارى إلى المسيح بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم إيمان بالمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، لأن الله – تعالى – قال:) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ([/ URL] ، لم يبشرهم المسيح عيسى ابن مريم بمحمد صلى الله عليه وسلم، إلا من أجل أن يقبلوا ما جاء به لأن البشارة بما ينفع لغو من القول لا يمكن أن تأتي من أدنى الناس عقلا، فضلا عن أن تكون صدرت من عند أحد الرسل الكرام أولو العزم عيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام، وهذا الذي بشر به عيسى ابن مريم بنى إسرائيل هو محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله:) فلما جاءهم بالبيانات قالوا هذا سحر مبين (. وهذا يدل على أن الرسول الذي بشر به قد جاء ولكنهم كفرو به وقالوا هذا سحر مبين، فإذا كفرو بمحمد صلى الله عليه وسلم، وحين إذا لا يصح أن ينتسبوا إليه فيقولوا إنهم مسيحيون، إذ لو كانوا حقيقة لآمنوا بما بشر به المسيح ابن مريم لأن عيسى ابن مريم وغيره من الرسل قد أخذ الله عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله – تعالى) وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه (( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn43) قال) أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ([ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn45"] والذي جاء مصدقا لما معهم هو محمد صلى الله عليه وسلم، لقوله – تعالى:) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُم (.
وخلاصة القول أن نسبة النصارى إلى المسيح عيسى ابن مريم نسبة يكذبها الواقع، لأنهم كفروا ببشارة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وكفرهم به كفر بعيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام.
معجم المناهى اللفظية الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 10:20]ـ
هل يجوز أن نطلق لفظ المسيحيين على النصارى؟
الإجابة للشيخ صالح الفوزان حفظة الله
فى المرفقات
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 10:28]ـ
ولمزيد من الفائدة يطالع كتاب الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله "معجم المناهى اللفظية"
فى كلمة"إسرائيليون"(/)
فتوى الشيخ العبيلان في حكم استخدام النصارى لكلمة (الله)
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[20 - Feb-2010, صباحاً 01:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الفاضل هناك قضية تشغل الساحة هنا في ماليزيا ونريد منك تفصيل فيها نفع الله بكم
فالنصارى هنا في ماليزيا طلبوا من الحكومة السماح لهم باستخددام كلمة الله ( Allah) في كتبهم وانجيلهم بدل من كلمة God المستخدمة في السابق والان الماليزيون المسلمون غاضبون من ذلك ويرون ان كلمة الله خاصة بالمسلمين ولا يقبلون استخدامها من النصارى في كتبهم لما يوهم أن معبودهم هو نفس معبود المسلمين ولا فرق.
أرجو من فضيلتكم التفصيل في المسألة حفظك الله وجعل جهدوك وما تقوم به في ميزان حسناتك
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبة, لم يأتي في القرأن الكريم, في محاجة المشركين من أهل الكتاب وغيرهم, وصفهم بالعبودية والتأله, بل قال تبارك وتعالى: (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد) فقوله: (ما تعبدون) , يتناول صفات المعبود والإله الذي يعبده المؤمنون هو الإله الذي أنزل التوراة, والإنجيل, والقرآن, وأرسل موسى, وعيسى, ومحمد صلوات الله عليهم وسلامه, والإله المتصف بهذه الصفات لا يعبده اليهود والنصارى, وليس هو إله المشركين الذين يعبدونه, وإن كان هو المستحق لأن يعبدوه فأنهم يشركون بعبادته ويصفونه بما هو بريء منه, فلا يخلصون له الدين, بل يعبدون معه آلهة أخرى, وعامة الآيات التي جاءت في مناظرتهم تصفهم بالربوبية قال تعالى: (قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) {139} البقرة
وقوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) {72} المائدة
وقوله تعالى: (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) {117} المائدة
وقوله تعالى: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) {15} الشورى
وحينما كان المقصود أهل التوحيد جاءت الآيات بذكر الإلوهية قال تعالى: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) {133} البقرة, وفي كتابه عليه الصلاة والسلام إلى قيصر ملك الروم لما دعاه للإسلام قال: بسم الله الرحمن الرحيم من مُحَمَّدٍ عبد اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ على من اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ الله أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فإن عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ (يا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ألا نَعْبُدَ إلا اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شيئا ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا من دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) فدعاه النبي للإسلام في كتابه الذي أرسله إليه, وهو التوحيد الذي دعت إليه جميع الرسل, وقال تعالى: (قلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {19} الأنعام
فهؤلاء النصارى الذين يطلقون هذا الإسم على المسيح, وما هم عليه من عقيدة التثليث المبتدعة الباطلة, قد افتروا على الله وكذّبوا رسله قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً {171} النساء
وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {116} مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117} المائدة
وعليه فأنه لا يجوز بحالٍ إطلاق هذا الاسم على غير الله من خلقه وهذا الحاد في أسمائه قال تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {180الأعراف والله أعلم والحمد لله رب العالمين.}
المصدر: الموقع الرسمي للشيخ(/)
محاضرة (الفهم الجديد للنصوص!!) للشيخ محمد المنجد
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 02:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الفهم الجديد للنصوص) هي محاضرة للشيخ الداعية محمد بن صالح المنجد حفظه الله إلقاها قبل عامين تقريباً فكانت سابقة من سوابقه ورائده من روائدهوكعادة الشيخ فقد أفاد وأجاد في تطرقه لهذا الموضوع الغامض وهو ظاهرة طلب تأويل جديد لنصوص القرآن والسنة والتي ارتفعت أصوات المطالبين بها في وسائل الإعلام المحلية العربية ولهذه الأصوات أسلاف أو أنبياء كما يصفهم الشيخ المنجد في محاضرته ومن أشهرهم نصر حامد أبو زيد ومحمد أركون ومحمد عابد الجابري والترابي ونوال السعداوي وغيرهم.
وما نسمعه في وسائل إعلامنا المحلية من أصوات ماهي إلا حناجر تلاميذ أو جنود هؤلاء المنظرين منعهم مكرهم إن يكشفوا تلك الحقيقة وبالتأكيد فان هذه المحاضرة واخواتها الكثر هي سبب الهجوم بل الحرب على الشيخ محمد المنجد كما ان اسقاط العلماء هو جزء مهم وركن اسياسي في مشروع الفهم الجديد للنصوص ...
تكلم الشيخ المنجد عن ظاهرة الفهم الجديد للنصوص وذكر رؤوس المطالبين بها والمنظرين لها من زنادقة العصر وسبب تركيز هؤلاء على هذا الأمر وضربهم هذا الوتر وذكر شيء من أقوالهم المضحكة ومنها قول نوال السعداوي أنها تحج عندها في (البلكونه)!!! وقول آخر إن العقوبات والحدود الجنائية في الإسلام كانت تلائم عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم حيث لم تكن هناك سجون!!
وبالطبع فقد فنّد الشيخ المنجد تلك الدعوى الباطلة المتهالكة بكلام رائق رائع وضرب مثال فهم النصوص على النصوص الشعرية وكيف لو انه الجميع فهمها على تصوره الخاص كيف سوف يقُبل هذا منهم وكذلك سرد قصة عجيبة عن الخياط الذي يخيط الملابس التي لا يراها سوى الأذكياء لا أريد إن أفسدها عليكم وسأجعلكم تسمعونها من الشيخ مباشرة
وهذا رابط المحاضرة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=68341 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=68341)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 07:17]ـ
وهي موجودة مفرغة في موقع الألوكة.
بارك الله فيكم.(/)
طلب مساعدة: كلام الشيخ الألباني رحمه الله في الآذان الثاني في الجمعة
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 03:36]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أحد الطاعنين في الدعوة يردد أن الشيخ الألباني رحمه الله يقول أن خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضى الله عنه ابتدع الآذان الثاني في الجمعة.
و كما تعلمون أن هؤلاء يحرفون كلام الشيوخ فمن يأتيني بتسجيل صوتي للشيخ الألباني رحمه الله في المسألة حتى أسمعه إياه ليأخد الكلام من مصدره لا مما يحرفه أهل الأهواء و يلصقونه بالشيوخ و بارك الله فيكم
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 05:05]ـ
روى ابن أبي شيبة من طريق ابن عمر قال: " الأذان الأول يوم الجمعة بدعة "
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 05:10]ـ
أظن أن بحث الشيخ رحمه الله تعالى عن موضوع الأذان الثاني موجود في كتابه الأجوبة النافعة
ويمكنك تحميله من هنا:
http://majles.alukah.net/maj_mktba/play-6471.html
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 05:10]ـ
روى ابن أبي شيبة من طريق ابن عمر قال: " الأذان الأول يوم الجمعة بدعة "
بارك الله فيك أخي الكريم
الذي أبحث عنه ليس كون الآذان الأول بدعة أو لا إنما كلام الشيخ فيه , فالشيخ رحمه الله لا يمكن أن يقول أن عثمان بن عفان رضي الله عنه إبتدع لذلك أريد كلامه بالتفصيل حتى أسمعه لهذا الطاعن , فكما تعلم أهل الأهواء يحرفون الكلام و يلزمون الشيوخ ما لم يقولوه و الله المستعان
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 05:21]ـ
أظن أن بحث الشيخ رحمه الله تعالى عن موضوع الأذان الثاني موجود في كتابه الأجوبة النافعة
ويمكنك تحميله من هنا:
http://majles.alukah.net/maj_mktba/play-6471.html
بارك الله فيك أخي الكريم
الكتاب في الرابط فيه خطأ و قد وجدت هذا الرابط الصحيح:
http://www.islamhouse.com/p/2047
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 09:11]ـ
http://www.alalbany.name/audio/003/003_03.rm
الشيخ الألباني (هل للجمعة سنة قبلية؟.مع تنبيه الشيخ على بدعية الأذان الأول يوم الجمعة بعد الدقيقة الرابعة)
والشيخ الألبانى جعله بدعة لمخالفة الأذان الحالى لفعل عثمان رضي الله عنه لأن أذان عثمان كان فى السوق وصار الآن فى المسجد فمن هنا صار بدعة عند الشيخ الألبانى رحمة الله(/)
أرجو أن تدلوني على كتاب موثوق به يتحدث عن تاريخ الدولة العثمانية
ـ[قطرة]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 06:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تدلوني على كتاب موثوق به يتحدث عن تاريخ الدولة العثمانية.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 06:53]ـ
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2594
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1105
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=155
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=108
ـ[قطرة]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 06:41]ـ
بارك الله فيك وزادك علمًا وفهمًا.(/)
أسد على العريفي .. نعامة على الأعرجي!
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 08:37]ـ
أسد على العريفي .. نعامة على الأعرجي!
إبراهيم السكران
في عراق الإسلام .. ومن أعلى مجلس سياسي .. وتحت شمس الفضائيات .. يستعلن عضو مجلس النواب العراقي بهاء الأعرجي بسب أخص الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويقول أن أبابكر –رضي الله عنه- كان "متآمراً" على المسلمين! بل يقول أن "المؤامرة بدأت من عند أبي بكر"!
ومع ذلك يمر الحدث على أصحاب تجديد الخطاب الدعوي بكل برود .. أولئك الذين أتحفونا بمقطوعات "ذم الطائفية" وعبسوا بوجوههم يستعيبون صنيع الدكتور محمد العريفي حين سب السيستاني .. وتفننوا في عبارات (لايليق .. وليس من الحكمة .. وحرمة عرض المسلم .. وحرمة أهل القبلة .. الخ الخ) لم نجد منهم اليوم إلا صمت القبور عن جريمة سب أعظم رجل بعد الأنبياء والرسل ..
إغضاب السيستاني وتابعه حسن الصفار استدعى منكم كل ذلك الاستعراض بالأخلاقيات .. أما إغضاب جبار السموات والأرض بالتطاول على أخص الناس بنبي الإسلام فإنما يمر باعتباره جزء من شريط الأخبار الذي يركض أسفل الشاشة .. قد يستدعي انتباهاً لحظياً يزول بمجرد أن يأتي الخبر الذي يليه .. هذا كل شئ ..
والله العلي العظيم .. لو كان في قلوبنا حرقة وحمية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما جمدت قلوبنا وعيوننا ونحن نرى صاحب رسول الله يهان بهذا المستوى .. أقسم بالله العظيم لو استحضرنا أن أبابكر هو أعظم رجل في ميزان الله -جل جلاله- بعد الأنبياء والرسل لما مر هذا الحدث بهذا الجمود ..
مهما اختلف الناس في ثبوت صحبة رجل من العصر الأول لرسول الله .. فلن يختلفوا في صحبة أبي بكر لرسول الله الذي أثبت الله جل جلاله صحبته إذ قال:
(إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40]
الله سبحانه وتعالى –هل نعي أن الله هو الذي يتحدث هاهنا- يسميه "صاحب" رسول الله .. ونحن نرى هذا الصاحب يهان ولاتتحرك فينا شعرة!
بل انظر كيف أن أصحاب رسول الله بذلو الغالي والنفيس وضحوا بحياتهم من أجل رسول الله ومع ذلك يخاطبهم رسول الله –كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد- ويقول لهم (إن أمن الناس على فى ماله وصحبته أبو بكر).
يا أهل السنة .. هذا أمنّ الناس على نبيكم .. يقدح في عرضه ويتهمه النائب السياسي بهاء الأعرجي بأنه "متآمر"!
لاحول ولاقوة إلا بالله .. اللهم إنا نشكو إليك موت قلوبنا وجمود غيرتنا ..
أمنّ الناس على رسول الله أليس هو أمنّ الناس علينا؟ بل كيف ستكون منته علينا؟! أين الوفاء لهذا الرجل الذي نصر نبينا يوم خذله الناس؟! أين الوفاء لهذا الرجل الذي بادر لتصديق خبر رسول الله حين كان يكذبه الناس؟!
تذكروا بالله عليكم كيف بذل الصحابة لرسول الله، تذكروا تلك التضحيات الصحابية العظيمة، ثم ضعوا بإزاء ذلك قول رسول الله –كما في البخاري عن أبي الدرداء- للصحابة أنفسهم: (هل أنتم تاركو لي صاحبي؟! هل أنتم تاركو لي صاحبي؟! إني قلت يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً، فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدقت).
انظر كيف يغضب رسول الله لصاحبه أبي بكر برغم أن القضية برمتها أن عمر أبى أن يستغفر لأبي بكر، هذا كل شئ، فكيف بالله عليكم سيكون غضب رسول الله من رجل يقف في قعر عراق الإسلام يقول عن أبي بكر بأنه "متآمر"؟!
الواحد منا لو سمع رجلاً يهين أباه أو قبيلته انتفخت أوداجه .. وهانحن نرى أمنّ الناس على رسول الله، وأحق رجل بخلة رسول الله، ومن أغلق رسول الله أبواب الصحابة كلها إلى المسجد إلا باب أبي بكر، ومن كان يسهر مع رسول الله كل ليلة في شؤون المسلمين، ومن كانت بنته أحب الناس إلى رسول الله، ومن تصدق الصحابة بشطر أموالهم فتصدق هو بماله كله، ومن عاش حياته كلها ليس بين عينيه إلا رسول الله، ومع ذلك تمر علينا جريمة الإهانة لهذا الرجل الذي يجله الله ورسوله بكل فتور نفسي ..
هذا ابوبكر الذي كان أصحاب رسول الله ينتفضون إجلالاً له لما يعلمون من منزلته عند الله ورسوله حتى كان عمر بن الخطاب يقول كما في صحيح البخاري (والله لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتأمّر على قوم فيهم أبو بكر) ..
هكذا كان ابوبكر في عيون أصحاب رسول الله، عمر بن الخطاب يرى الموت بضرب السيف خير له من أن يتأمّر على قوم فيهم ابوبكر! أي تعظيم لأبي بكر أكثر من ذلك؟!
وكان علي بن أبي طالب يقف على منبر الكوفة ويقول (خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر) .. وهذا الخبر بسبب أن علي كان يقوله على المنبر وقد انتشرت إشكالية التفضيل فإنه نقل عن علي من ثمانين وجهاً -كما ذكره ابن تيمية في منهاج السنة- وهذا من أبلغ درجات التواتر.
هذا الرجل "ابوبكر" جعله الله -جل جلاله- صاحب رسول الله، وجعله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أمنّ الناس عليه، وكان خيار الصحابة يتمنون الموت ولا يتأمرون على قوم فيهم أبوبكر، ومع ذلك كله يُطعن هذا الرجل، يُطعن خير أولياء الله تحت وضح الفضائيات من أعلى مؤسسة سياسية في عراق الإسلام .. وكأن شيئاً لم .. بل لازال بعض إخواننا يردد "يجب أن لانكون طائفيين في تعاملنا مع إخواننا الشيعة"؟!
يا اخواننا ألا يحق لنا أن نبكي على جنازة الإيمان في قلوبنا؟!
إبراهيم السكران
ربيع الأول 1431هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 08:40]ـ
أبو بكر الصديق والأعرجي الكذاب
د. وليد الرشودي.
- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد:
لو أن إحدى الدول التي تسلط عليها التغيير بالقوة وسقطت حكومتها وبُدِلت بغيرها ولم يستقر حالها وهرب رئيسها المخلوع إلى إحدى الدول ليسلم له بقية عمره وفي مقابلة إعلامية معه قال إن الحاكم الفلاني أحد أطراف المؤامرة التي أدت ببلده أن تصل إلى ما وصلت إليه من الضعف والمهانة والتخلف وو .. !
ودعني - أخي القارئ الكريم - أصرح لك وأقول لو أن الأعرجي الخائب (النائب بهاء الأعرجي القيادي بالتيار الصدري وعضو البرلمان العراقي) قال إن الحاكم الفلاني هو أحد أطراف المؤامرة على العراق، فما هي ردة الفعل الإعلامية لبلد ذلك الحاكم وكيف ستكون ردة فعل الصحافة وكتابها في الهجوم على الأعرجي!
بالطبع ستقوم قائمتهم حمية لحاكمهم ولا غرابة بل ستقطع العلاقات الرسمية ويسحب السفراء كل ذلك جراء هذه التهمة.
أيها القراء إن ما قام به الأعرجي أعظم من ذلك كله لقد نال ممن ووصفه الله أنه ثاني اثنين وهو الصديق الأكبر وهو الخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة والحكم وغيرها من الفضائل التي لا يحصيها أحد وتاجها قول الله تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به) فقال علي رضي الله عنه:" الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ" النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وَصَدَّقَ بِهِ" أبو بكر رضي الله عنه (القرطبي 15/ 156) ولقد ذكر المأفون (الغالبية في العراق، والمذهب الذي يأخذ القاعدة أو الأغلبية في العراق كانت عليه المؤامرة منذ يوم أبو بكر لحين حزب احمد حسن البكر).
لن أشوه قلمي بالحديث عن ذلك المأفون لأنه داخل _ ولا أتعالى على الله _ في قول الله تعالى (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
وحديثي هنا موجه لمن أبو بكر رضي الله عنه قدوتهم الأولى لهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذوا الموقف المشرف لهم في الانتصار الحقيقي لمن انتصر للإسلام يوم الردة وذلك عبر الآتي:
1. أن تقوم الحكومات الإسلامية كافة بتوجيه اللوم لحكومة العراق ومطالبتها بمعاقبة الأعرجي.
2. أن تقوم حكومة المملكة العربية السعودية بالاستنكار والمسائلة لحكومة العراق جراء هذا الموضوع لاسيما الحكومة العراقية قد انتفخت أوداجها من خطبة الشيخ / محمد العريفي الذي تناول فيها السيستاني وخاطبت السعودية بهذا الشأن والجميع يُدرك أن الحكومة السعودية حبها وولائها لأبي بكر أعظم من حب وولاء حكومة العراق للسيستاني.
3. أن تقوم الحكومة الكويتية بالإعلان عن منع دخول الأعرجي بأي صفة كان الدخول لأراضيها حتى يفيء إلى أمر الله وكذلك كافة أتباع الصدر حتى يعلنوا تبرؤهم مما قال الأعرجي.
4. لقد بان لكل ذي عقل أن التشيع اليوم إنما هو جلد يلبسه الصفويون وأتباعهم من أجل قيام حلمهم الأكبر دولة فارس العظمى.
5. على شيعة الخليج عامة والسعودية خاصة مدعي الوطنية أن يعلنوا برآءتهم من هذا الرجل وتصريحه حفاظا على الوحدة الوطنية واحتراما للأكثرية وقد رأينا غيرتهم على أعداء بلادهم ودفاعهم عنهم أكثر من مرة وما قضية السيستاني عنا ببعيد.
6. على الإعلاميين وكتاب المنتديات الغيورين على دينهم أن يعلنوا النصرة لأبي بكر رضي الله عنه فإن محبته دين.
7. أُحذر الذين وضعوا أيديهم في أيدي أعداء أبي بكر رضي الله عنه من استخفافهم وعدم مبالاتهم بمثل تصريحات المأفون وعليهم أن يتوبوا ويعودوا لرشدهم ويعلموا أن من عادى جامع القرآن فلا خير فيه ومن عادى الصديق فلا صدق له.
8. إن التطاول على أبي بكر رضي الله عنه بهذه الصيغة المقتضبة تخفي مكنون الصدور لدى القوم تجاه الأمة الإسلامية كافة التي تشرف بحبها وولائها لأبي بكر رضي الله عنه وهو كشف ولله الحمد للكثير من بطلان التقريب المزعوم.
9. "الرافضة" أمة واحدة فما هرف به الأعرجي هو عينه الذي هرف به الحوثي يحيى في قناة المستقلة شعبان الماضي.
10. لا يجوز لكائن من كان أن يفتات على أهل السنة بوضع وثيقة أو اتفاقية أو أي ورق كان من أجل التقارب مع القوم حتى يُضَمنها حق الله وهو إفراده بالألوهية وحده في كافة أنواع العبادة وأن القرآن المتعبد به اليوم هو الذي أنزله الله على نبيه من غير تحريف ولا نقص وحق الرسول صلى الله عليه وسلم في الإتباع وحق الصحابة جميعا نقلة الشريعة وحماة الدين بالترضي عنهم وسلامة دينهم وغير ذلك تسويد للقرطاس بلا فائدة.
والله المسئول والمرجو بالإجابة أن ينصر دينه وأن يُعلي كلمته وأن يكبت عدوه إنه سميع قريب والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين
وكتبه وليد بن عثمان الرشودي
لجينيات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 08:41]ـ
وقاحة الأعرجي ولغز الإعلام الأعور! (العريفي والأعرجي نموذجاً)
أبو لُجين إبراهيم
يبدو أن الإعلام بصفة عامة وصحافتنا على وجه الخصوص يُهيمن عليها شعار "اكذب اكذب حتى يصدقك الناس"؛ ونسي هؤلاء أن الكذب يهدى إلى الفجور، والأخير يهدى إلى النار، وما يزال الكاتب أو الصحفي يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا، وهو جريمة إعلامية في ظل الفضائيات التي باتت تغمر الأفق والإنترنت الذي طالت أصابعه كل شيء.
ولا شك أن ثورة الحراك الإعلامي الفضائي والعنكبوتي، جعلت الناس يفرقون بين ما هو حق وما هو سُم ٌمحض مهما اندس وسط العسل، حيث توالى حدثين في الأيام الماضية على درجة كبيرة من الخطورة تمّ تناولهما في وسائل الإعلام والصحافة بمكيالين، رغبة في تشويه صورة الأول وطمس حقيقة الثاني.
أما أول الحدثين فكان صولة الداعية الدكتور محمد العريفي ضد الرافضة، ووصفه السيستاني المرجع الشيعي الإيراني المقيم في العراق المحتل بـ"الزنديق الفاجر"، وهو ما أثار ضغينة أذرع إيران في الإعلام من جهة، وشهية أقلام أدعياء الحرية وليبرالي العقيدة من جهة ثانية، فكالوا الإتهامات وتواصوا بالحملات في الصحف ووسائل الإعلام.
ومن جملة تلك الحملات المفضوحة التي حاولت الاصطياد في الماء العكر، ما خطه عبد الرحمن الراشد مدير فضائية "العربية"، في مقال تحت عنوان " الجهل بالسياسة .. العريفي نموذجا "، والذي بدأ واضحاً في طياته حقده على ما هو شرعي وجهله بما هو سياسي في آن واحد، وقد تقمص فيه دور الثعلب الواعظ وتقنع بالحرص الزائف والكاذب، وأطلق العنان لقلمه المأجور الذي فضحته قائمة "الشرف" المنشورة على موقع خارجية الإحتلال الصهيوني، وأخذ ينفث حالة العداء التي تغلغلت في صدره ليس ضد د. العريفي فحسب بل ضد الشرع بالجملة.
ولأن القلم الأعور لا يري صاحبه إلا بعين الدجل وحدها، أخذ الراشد يشيد بحكمة السيستاني الذي لعب دوراً هاماً في توطيد أركان التغلغل الفارسي والذي جاء متعلقاً في نعل الاحتلال الأمريكي، وينتقد الدكتور العريفي ومن وراءه علماء أهل السنة المتطرفين من وجهة نظره، وذلك لأن حُبه للنموذج الإيراني الذي خدم الملف الصهيوني الأمريكي في العراق، جعله ينسف أي قيمة لا تتوائم مع قيمه الليبرالية التي تُمجد المحتل، ويردم كل طريق لا يتجه نحو الخنوع والركوع للغرب، ويكسر كل بوصلة شريفة طاهرة لا تعرف الخيانة ولم تتشربها!!.
ويومها قلنا- وردد الشرفاء معنا في حينها- أن مثل هذه الكتابات والمقالات التي تهجمت على الدكتور العريفي – ولا يعنينا ما صدر عن الشيعة مثل حزب اللات في لبنان- ومن قبله الشيخ الدكتور سعد الشثري، أصبحت موضة لشريحة مأجورة من المثقفين والكُتاب، أملاً في النظر إليهم بعين الرضى من أربابهم الذين يوالونهم، وهم على أي حال لا يأبهون في أي جانب كان الحق أو من تلبس بالباطل، شأنهم في ذلك شأن الضالين من أهل الكتاب الذين قال عنهم القرآن " ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ".
وأما الحدث الثاني فهو التطاول العلني الوقح على جناب الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه أول الخلفاء الراشدين والد الصديقة عائشة أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من المدعو بهاء الأعرجي رئيس اللجنة القانونية في البرلمان العراقي, وعضو قائمة الائتلاف الوطني, وعضو التيار الصدري أحد مخالب المجوس في العراق الجريح.
وقد ذكر الأحمق أعرج العقل والفهم في حوار بثته فضائية "البغدادية" أن طائفته نالها الأذى منذ أن تولى أبو بكر الصديق الخلافة إلى زمن تأسيس حزب البعث العراقي، مع أنه لم يكن لمصطلح الشيعة بالمعني المتعارف عليه الآن وجود يذكر، لا في زمن الصديق رضي الله عنه ولا حتى في زمن الفاروق عمر وذي النورين عثمان رضي الله عنهما، ثم ما علاقة هؤلاء الصحابة الكرام - بمن فيهم علي رضي الله عنه - وبين صنائع الدهر وحوادث الأيام التي جرت من بعدهم، أليست هذه أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم .. ؟!.
إنّ صحائف التاريخ تذكّرنا -رغم أنف الأعرجي وطائفته- برجال عظام أمثال أبي بكر الصديق رضي الله عنه، نذروا أنفسهم لهداية البشر وإنقاذ الإنسانية من مهاوي الفساد والضلال، ولم يتوانوا في سبيل تحقيق هذا الهدف فبذلوا الغالي والنفيس.
إنّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - بمن فيهم الصديق- رضي الله عنهم أجمعين بذلوا النفوس والأموال ولم يتقاعسوا في سبيل بيان أحكام الحلال والحرام وقيادة المسلمين نحو طاعة الله تعالى، وكابدوا في سبيل تحقيق هذا الهدف الرباني الكثير من الويلات، وعانوا من الفقر والحرمان والهجرة والشهادة.
هؤلاء كان النبي صلي الله عليه وسلم قدوتهم فكانوا مشاعل الهدى والنور، وقد كافحوا الشرك الوثني عند العرب والكفر المجوسي لدى الفرس والضلال الصليبي عند الروم، وقادوا الإنسانية إلى سواحل الإيمان وبر الأمان.
وفي حق الأعرجي ومن لف لفه قال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليُبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة) [الإصابة، لابن حجر: ج1/ص18].
ونحن وإن كنا لا نجهل ما وراء أكمة الصمت التي يتقي بها مراجع النجف قاطبة وأولهم مرجعهم الإيراني علي السيستاني، الرد على سفالة ذلك الأعرجي وموقفهم من الطعن في الصحابة عموماً وأبو بكر الصديق رضي الله عنه على وجه الخصوص، إلا أن عقولنا البسيطة في حاجة لشرح ذلك البرود الإعلامي والتجاهل المريب حيال سب الصحابة الكرام، في وقت صب الإعلام والصحافة حِمَمَهُ ضد الدكتور العريفي وناصبه العداء وتشيع بحرقة للدفاع عن السيستاني .. !
أبو لُجين إبراهيم
5 ـ 3 ـ 1431هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 08:57]ـ
الدكتور "النجيمي" يطالب "المالكي" بالتنديد بتصريحات "الأعرجي"
المسلم/وكالات/متابعات | 3/ 3/1431 هـ
طالب الدكتور محمد بن يحيى النجيمي الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والأستاذ في كلية الملك فهد الأمنية، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, ورئيس مجلس النواب والمراجع السياسية والدينية العراقية، بسرعة إصدار بيان يندد بتهجم النائب الشيعي بهاء الدين الأعرجي، على الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وقال الدكتور النجيمي: إن هذا كلام خطير, أن يقوله علناً عضو في البرلمان العراقي, وأضاف: إن ما قاله النائب الأعرجي لا يجوز شرعاً, حيث إن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - خليفة رسول الله , وهو وأصحابه - رضي الله عنهم- كانوا خيراً للأمة, ولم يكن أي منهم سبباً في مآسي الأمة، كما زعم الأعرجي, إنما مآسي الأمة بسبب أفعالها وأعمالها.
وتابع النجيمي: " إن هذا الكلام الخطير طعن في أبي بكر رضي الله عنه, وطعن في صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم, وهذا ما يردده الغلاة في العراق".
وزاد النجيمي: "كيف نطعن في الصحابة وهم الذين نقلوا إلينا كتاب الله, وسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم, وأن الطعن فيهم طعن في الدين ".
وأشار النجيمي إلى أن كلام النائب الأعرجي يخالف قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم "لا تسبوا أصحابي", لذا وجب على المراجع السياسية والدينية العراقية إصدار بيان يدين هذا التصريح الذي يفرق العراق وأهله, ويجب على رئيس الوزراء سرعة توجيه اللوم إلى هذا النائب, كذلك يجب على رئيس مجلس النواب أن يدعو إلى جلسة طارئة للنظر في تصريح هذا النائب المسموم.
من جهته, انتقد المتحدث باسم الحزب الإسلامي في العراق يحيى عبد محجوب تصريحات النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الأعرجي, وقال: إنه “يجب أن يتم اجتثاثه من الانتخابات التشريعية المقبلة"، في حين شهدت مدينة الفلوجة تظاهرات حاشدة تنديدا بتصريحات الأعرجي.
ورأى المتحدث باسم الحزب الإسلامي أن الأعرجي حرّض في تصريحاته الأخيرة على الطائفية والفتنة في البلاد.
وكان الحزب الإسلامي العراقي طالب أمس الاثنين برفع الحصانة عن النائب بهاء الأعرجي وتقديمه إلى لجنة المساءلة والعدالة.
وأضاف محجوب: إن “الأعرجي ممكن أن يُساءل بقانون الإرهاب، لأن هناك مواد تنص على أن من يحرض على الفتنة يجب أن يُساءل بقانون الإرهاب وكذلك الدستور العراقي منع التحريض على الفتنة الطائفية”.
واعتبر محجوب أن “إهانة الصحابة والتجاوز عليهم يعتبر خطوة لتقسيم البلد مرة أخرى وإعطاء مبررات للناس الطائفيين للعمل خراباً في البلاد”.
من جهة أخرى, تظاهر آلاف المواطنين، اليوم الثلاثاء، وسط مدينة الفلوجة تنديدا بتصريحات النائب الشيعي بهاء الأعرجي،.
وطافت التظاهرة شوارع مدينة الفلوجة وتحديدا منطقة ساحة ميسلون، وشارك فيها العديد من السياسيين وعلماء الدين وشيوخ ووجهاء المحافظة، ورفع المتظاهرون لافتات منددة بتصريحات الأعرجي وتهجمه على أبي بكر الصديق، كما أحرقوا صور الأعرجي التي كتبوا عيها شعارات تنديدية.
وكان النائب الشيعي قد قال في حوار تلفزيوني: إن "الغالبية في العراق، والمذهب الذي يأخذ القاعدة أو الأغلبية في العراق كانت عليه المؤامرة منذ يوم أبو بكر لحين حزب أحمد حسن البكر"، في إشارة إلى الشيعة الذين يسيطرون على الحكم في البلاد منذ دخول الاحتلال الأمريكي عام
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 08:59]ـ
الجزائر تايمز)
February 15, 2010 09:28 AM
كم كنت أكرهه وكم كرهته وكرهت أمثاله من الذين يتنفسون الطائفية، فهذا الدعي بهاء الأعرجي مفلس من كل شيء فيحاول أن يعوض إفلاسه بتطاوله على هذا، وشتم ذاك، فهذه هي بضاعته ليس لديه غيرها الاستقراء الأولي لتصريحات هذا الدعي تؤكد أنه يحاول أن يحصل على تعاطف أبناء طائفته وأن ينتخبوه مرة أخرى بعد أن أصبحت القائمة مكشوفة، أي بعد أن أصبحت عورته مكشوفة.
كنا نتوقع كل شيء في الانتخابات العراقية الا أن يخرج سياسي (من نوع خاص) ليتاجر بمذهبه ومعتقداته في الوقت الذي يحاول العراق الخروج من الحالة الطائفية إلى الحالة الوطنية والتعايش السلمي الذي أصبح لا مفر منه بعد أن تأمل العراقيون جميعا فضحكوا على أنفسهم وآرائهم في السنوات السابقة واكتشفوا انه ليس من الممكن العيش في أجواء الطائفية والدم والقتل والتشرد إلى يوم القيامة، ولا يمكن أن يقلد بلد تجربة بلد فمثلا لا يمكن للعراق ان يقلد تجربة ايران الطائفية والنظام الايراني الدكتاتوري الفاشي الذي يحكم بالاعدام على متظاهر رشق شرطيا بالحجارة ووصفه بأنه اعتدى على الله ورسوله!!!؟؟؟.
إننا ندعو المنظمات الإسلامية في العالم أجمع وفي العراق بشكل خاص ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية أن (تركل) هذا الدعي ولا تعطيه حتى مجالا للنقاش والتفاهم.
كما أدعو الكتل السياسية التي تمثل إخواننا العراقيين أن تطبق عليه أحكام الدستور العراقي في مادته السابعة التي تجرم كل من يدعو الى الطائفية.
الجزائر تايمز / محمد بن سلطان - الشارقة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 09:04]ـ
في تصريح لموقع لجينيات: النائب الطبطبائي يطالب بمنع دخول النائب الأعرجي إلى الكويت
( java******:rateContent(34263, 1)) (java******:rateContent(34263, 2)) (java******:rateContent(34263, 3)) (java******:rateContent(34263, 4))
http://www.lojainiat.com/attach/files/2010/02/ بدون-عنوان-81. jpg (http://www.lojainiat.com/attach/files/2010/02/ بدون-عنوان-81_ b.jpg)
لجينيات ـ طالب النائب في البرلمان الكويتي الدكتور وليد الطبطائي في تصريح خاص "لموقع لجينيات" بمنع استضافة أو دخول النائب العراقي بهاء الأعرجي للكويت بسبب تطاوله على خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق، و شدد الطبطبائي على أن الشعب الكويتي لن يقبل بأي متطاول على الصحابة الأجلاء"
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 09:18]ـ
عبد الله زقيل ( http://www.benaa.com/profile.asp?UID=25023223932231 22522522932242254237225) الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
عندما تكلم الشيخ د. محمد العريفي في خطبة جمعة عن السيستاني أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، وكالوا عليه التهم من الداخل والخارج، ومنع من دخول الكويت، وغير ذلك، وكانت التهمة الجاهزة أنه " طائفي "!!
وسبحان الله!
كنتُ أتوقعُ أن الرافضة سيخرج منهم من يأجج الطائفية التي هم أهلها، وهم من بدأها منذ طعنهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبالفعل خرج نائب عراقي حاقد طائفي اسمه بهاء الأعرجي فنال من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه على قناة " البغدادية " العراقية!، وقام أهل السنة في العراق باستنكار كلامه في أبي بكر رضي الله عنه بمظاهرة، واستنكرت بعض الأحزاب السنية في العراق، وطالبوا بمحاكمة النائب بهاء الأعرجي.
وبالمناسبة بهاء الأعرجي أخو حازم الأعرجي الذي طالب بقتل أهل السنة في خطبة له، فهذه العصا من تلك العصيا، ولا تلد الحية إلا حية!
السؤال الكبير: أين وسائل الإعلام في الدول العربية من هجوم الخبيث على أبي بكر؟
لماذا أصيب بالصمم؟
بينما الشيخ د. محمد العريفي رموه عن قوس واحد، حتى أهل السنة مع الأسف!
http://aljeeran.net/thumbnail.php?file=iraq/1213439956_295544523.jpg&size=article_medium
بهاء الأعرجي يوقد الفتنة الطائفية بالتهجم على الخليفة أبي بكر الصديق في فضائية " البغدادية "
انتقد الحزب الإسلامي العراقي تصريحات النائب بهاء الاعرجي التي تحاول اذكاء الفتنة الطائفية من جديد بتهجمه علانية وبوقاحة على واحد من رموز الأمة الإسلامية العظام وهو الخليفة (أبو بكر الصديق) رضي الله عنه.
وقال الحزب في تصريح له بهذا الخصوص نشر على موقعه الالكتروني انه " بات من الواضح أن المعركة الانتخابية التي ابتدأت قبل أيام ستكون عنيفة وشديدة وتستخدم فيها مختلف الأسلحة الإعلامية وغيرها من أجل كسب أصوات الناخبين أو عرقلة القوائم المتنافسة".
وأضاف انه "وفي إطار مداعبة عواطف البعض وانسياقاً مع النهج الطائفي الذي غدا سمة له،خرج علينا النائب بهاء الأعرجي ليقول بالحرف على شاشة قناة البغدادية يوم السبت الموافق 13/ 2 / 2010" إن: "الغالبية في العراق،والمذهب الذي يأخذ القاعدة أو الأغلبية في العراق كانت عليه المؤامرة منذ يوم أبوبكر لحين حزب احمد حسن البكر".
وأشار الحزب الاسلامي الى انه وبعيداً عن الخوض في نظرية المؤامرة المزعومة التي لا توجد إلا في الأذهان المريضة نقول، إن هذا الكلام المغرض المليء حقداً وغلاً ونفساً طائفياً مقيتاً لم يأتِ اعتباطاً مع بدء الحملات الانتخابية، وهو لا يمكن أن يصدر عن إنسان ينتمي بصدق إلى هذه الأمة، وتساءل الحزب عن "كيفية انتماء الاعرجي إلى امة وهو يتهجم علانية وبوقاحة على واحد من رموزها العظام ألا وهو سيدنا (أبو بكر الصديق) رضي الله عنه ويتهم الأمة كلها بالتآمر وهي التي أقامت أعظم حضارة وأعز دولة في العالم كله، متوهماً أن ذلك سبيل إلى قلوب بعضٍ ممن لوّث الحاقدون عقولهم، ومحاولاً العزف على وتر الطائفية البغيضة التي قبرها العراقيون بتوحدهم وتكاتفهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
وطالب الحزب الأعرجي بالاعتذار علانية لأبناء شعبناوأمتنا عن هذه الأقوال الرخيصة، وأن يتحلى بالقليل من الحياء الذي يبدو أنه قد فقده تماماً , مستنكراً هذه المحاولة الخائبة للنيل من رموز أمتنا. .
ودعا الحزب في ختام تصريحه "أبناء شعبنا للتعبير عن شجبهم ورفضهم لهذه التصريحات التي توقد نيران الفتنة من جديد"
تصريح صحفي بخصوص تصريحات المدعو "بهاء الأعرجي"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل للظالمين عقابا, واحال أعمالهم سرابا, وجعل الجنة للمتقين مآبا, وصلى الله على سيدنا وقائدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وبعد:
إن ما قاله المدعو "بهاء الأعرجي" ليس مستغربا من شخص يساهم في شرعنة العملية الإحتلالية, وتلطخت يداه بدماء المسلمين في أرض العراق, ومقاله المشؤوم إنما يعد تجاوزا سافرا وإهانة للأمة الإسلامية جمعاء منذ أن بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم, ولو استطاع ان ينال من الرسول الكريم لفعل لانه لا ينتمي لهذه الأمة.
إننا هنا لسنا بمقام الدفاع عن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلهو أكبر من ان ينال منه إمعة, ولكننا ندعو امتنا للذود عن كرامتها والوقوف بوجه المحاولات التي تستهدف تاريخها وعقيدتها.
والله من وراء القصد
اللجنة الموحدة لفصائل التخويل
القسم الإعلامي
الأول من ربيع الأول 1431 للهجرة
15\ 2\2010م
جماعة علماء العراق تستنكر تصريحات النائب بهاء الاعرجي حول بعض الشخصيات الدينية
البصرة - رائد احمد
استنكر رئيس جماعة علماء العراق/ فرع الجنوب الشيخ خالد عبد الوهاب الملا ما ورد على لسان النائب بهاء الاعرجي من إساءة لرموز إسلامية.
وقال الملا في بيان تلقت وكالة (الملف برس) اليوم الاثنين نسخة منه في الوقت الذي يلملم فيه أبناء شعبنا جراحهم ويستعدون لخوض استحقاقهم الانتخابي ليكونوا حكومة تواصل في حمل الأمانة لبناء العراق الجديد وتقديم الرفاهية لأبناء شعبنا يفاجئنا بعض الأشخاص كبهاء الاعرجي الذين لم يفهموا الواقع ولم يحترموا مشاعر المسلمين فراح يسيء لرموز الإسلام وقادته العظام ".
وأضاف إن " الإساءة لأبي بكر الصديق هي إساءة لكل المسلمين في العالم وتجاوز على مشاعرهم وعقائدهم، مشددا على أن دق إسفين الفتنة الطائفية مرفوضة بكل المقاييس وعلى المسيء أن يتحمل التبعات القانونية والأخلاقية والتاريخية وبهذه المناسبة".
ودعا الملا الشعب العراقي بكل طوائفه " إن يفوتوا هذه الفرصة على أعداء الشعب العراقي الذي مافتئوا يتربصون بنا.
وكان النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي قد ذكر خلال برنامج في قناة البغدادية إن الغالبية في العراق، والمذهب الذي يأخذ القاعدة أو الأغلبية في العراق كانت عليه المؤامرة منذ يوم أبو بكر لحين حزب احمد حسن البكر.
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 10:46]ـ
الأعرجي و التصريح الخبيث ( http://www.islammemo.cc/Al-Mesbar/2010/02/17/95220.html)
الخبر: قام النائب الشيعي المنتمي للتيار الصدري بالعراق بالتطاول علي شخص الخليفة الراشد أبي بكر الصديق في تصريحات صحفية.
التعليق:
شريف عبد العزيز
( http://208.66.70.165/ismemo/mailto:shabdaziz@hotmail.com)
مفكرة الإسلام: ( http://www.islammemo.cc/) مشهدان من التاريخ الإسلامي، كانت الواقعة فيهما متشابهة، ولكن الحكم فيهما اختلف عن الأخر، بسبب طبيعة العصر وحال الأمة الإسلامية وقتها، الحادث الأول وقع سنة 381هجرية وفيها تم التشهير برجل مغربي في شوارع القاهرة، بإركابه مقلوباً علي حمار مهاناً يضرب بالنعال والسياط، وينادي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ومن بعده أخذ وضربت عنقه، والحادث الثاني وقع سنة 766 هجرية وجد بالجامع الأموي رجل اسمه محمود بن إبراهيم الشيرازي وهو يسب الشيخين، ويصرح بلعنهما، فرفع إلي القضاء فاستتابوه عدة أيام فأصر علي السب واللعن، فحكموا عليه بالقتل، فضربت عنقه بظاهر البلد.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن بالقطع لسنا في حاجة لأن نبين أسباب الاختلاف بين الحادثتين، لأننا نعلم تاريخياً أن الحادث الأول وقع في ظل حكم الدولة العبيدية الخبيثة التي ظلت مثل الورم السرطاني في جسد الأمة لأكثر من قرنين من الزمان،والتي كان شعارها التشيع والرفض وباطنها الكفر والزندقة والإلحاد، ونظير تلك الحادثة وقع كثيراً لأهل السنة في مصر علماء وعامة، كما نحن أيضا لسنا في حاجة لبيان سبب ضرب عنق الرافضي الذي سب الشيخين في دمشق وأصر علي كفره ورفضه، ذلك أن الدولة المملوكية السنية هي التي كانت تحكم البلاد وقتها، والمماليك مشهورون بحبهم واحترامهم للصحابة جميعاً، وفي أيامها لم يكن يسمح بأمثال هذه الإساءات بحق الصحابة أو العلماء والأئمة.
الديمقراطية العرجاء
جاءت تصريحات النائب الشيعي عن التيار الصدري في مجلس النواب العراقي بهاء الأعرجي الأخيرة والتي تعرض فيها بالإساءة لأعظم صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، لتعيد للذكريات العراقية والعربية كل حوادث وإساءات الرافضة بحق خير خلق الله بعد رسله وأنبيائه، وهي عادة ما تظهر في فترات تسلط الرافضة علي مقدرات الحكم في أي بلد إسلامي، ونحن لن نتوقف عند تلك التصريحات لأن صاحبها أحقر وأذل وأوضع من أن نقف عنده لنسأله عن دوافعه، وما حمله علي ذلك، فهي لا تحتاج إلي مبرر، فالحقد والغل والكره أدواء قلب كل رافضي علي وجه الأرض، ومن لوازم حياته وأبجديات شخصيته، لكن ستقف عند عدة نقاط وتساؤلات يجب أن نثيرها عند أمثال هذه الحوادث.
فهذه الإساءة الخبيثة صدرت في ظل حكومة بلد محتل، تصاغ له نظم جديدة، يرجو من ورائها أن يكون أنموذجاً في تطبيق الديمقراطية الأمريكية بكل آلياته ووسائله وتطبيقاته، وفي وقت قد فرغ فيه الطائفيون الموالون لمشروع الهيمنة الأمريكي والإيراني في العراق من مجزرة انتخابية طالت كل زعماء السنة بهدف تفريغ الوجود السني من التواجد السياسي والقيادي في شئون البلد، فيما عرف بمهزلة اجتثاث البعث، والتي بموجبها وتحت إشراف إيراني كامل واعتراض أمريكي خجول من باب ذر الرماد في العيون، استبعاد مئات المرشحين السنة، وكل ذلك باسم الديمقراطية الجديدة، وحماية العراق من عودة حزب البعث للحكم من الأبواب الخلفية كما يدعون.
والسؤال هل رجال مثل المطلق والعاني والعبيدي وغيرهم خطر علي العرق ويهددون أمنه ومستقبله، ورجال من عينة الأعرجي الذي يسب خير الأمة بعد رسولها، مستهيناً بمشاعر مئات الملايين من المسلمين، في بلد شديد الاحتقان، يعلم علم اليقين عاقبة هذه الإساءات بين أهله الذين لا يطيقون أمثالها، هل هذا الرجل لا يمثل تهديد لأمن العراق واستقراره، وأليس من استحقاقات الديمقراطية الجديدة أن يتم استبعاد هذا المرشح البغيض الطائفي لخطورته علي أمن البلاد، أم أنها الديمقراطية العرجاء التي لا تري خطورة إلا في مرشحي السنة فقط!
الإعلاميون العرج
منذ فترة وجيزة شن الإعلاميون الليبراليون في العديد من دول الخليج حرباً ضروساً علي الشيخ العريفي علي خلفية هجومه علي السيستاني ودوره في تسهيل احتلال أمريكا العراق، وانتهزت كتائب التطبيع والتغريب الفرصة في النيل من الدعوة والدعاة والعلماء وكل ما هو إسلامي ظناً منهم أن الفرصة قد واتتهم لتحقيق أهدافهم التي لم تعد خافية علي أحد من محاربة التوجه الإسلامي، علي الرغم من أن هذه الكتائب كانت من قبل تسن أقلامهم وتحشد صفحات جرائدها ومواقعها للنيل من كل ما يمت لإيران من أجل عيون أمريكا وإسرائيل ــ هذا علي فرض أن أمريكا وإسرائيل في حالة عداء مع إيران ــ وأعطت هذه الكتائب صفقة أيديهم لشاتمي الصحابة والصالحين، واتفقت مصالحهم علي النيل من أحد دعاة السلفية التي يعتبرها الروافض من لف لفهم من أعدي الأعداء وأشد الخصماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاء الإعلاميون أنفسهم قد انعقدت ألسنتهم، وخرست أصواتهم، وغاب البيان وصادم الكلام عن قريحتهم، فلم نحس منهم من أحد أو نسمع لهم ركزاً، كأن القضية لا تهم، وكأن المشتوم هو آحاد الناس أو عامتهم، ولا أقول لو كان المشتوم رئيس دولة أو أميرها، بل لو كان المشتوم أحد الفنانين أو المطربين أو الراقصات لوجدت من كتيبة الراشد والدخيل وحليمة وخاشقجي وغيرهم من يرد عن عرض المشتوم، فأين دور الإعلام النزيه الذي يصف نفسه بالحيادية والأمانة والموضوعية، أم أنه إعلام أعرج وإعلاميون عرج لا يرون إلا ما تري أمريكا وإيران ولا يسمعون إلا ما تسمع أمريكا وإيران.
وعرج آخرون
وليست الديمقراطية وحدها العرجاء، وكذلك ليس إعلاميو الفتنة والصيد في الماء العكر وحدهم العرج، بل هناك عرج كبير داخل الأمة الإسلامية، تمثل في غياب المرجعية الإسلامية العليا التي تنتفض لمثل هذه الإساءات، وتذب عن عرض سادتها وأئمتها، في وجه أمثال هذه الجرائم، فقد رأينا كيف ثار الشيعة الرافضة أفراداً وحكومات غضباً لخيانة الله العظمي المأفون الإيراني، وكيف سارعت حكومة الكويت الرشيدة في الإعلان عن غضبها العرم ضد العريفي وكل من ناصره ووافقه فمنعته ومنعت معه الكلباني وغيره من دخول الكويت ــ كأنه شرف سيحرمون منه ــ ورأينا كيف أرعد الدمية الطائفي رئيس حكومة الاحتلال ــ المالكي ــ وأزبد وهدد وتوعد، كأنه منذر جيش صبحكم مساكم، في حين صمتت حكومة الكويت فلم تأخذ أي قرار سريع مثلما حدث مع العريفي، وصمتت مع حكومة الكويت سائر حكومات الدول العربية الإسلامية، كأن السيستاني أشد حرمة وأعلي كرامة ــ حاشا لله ــ من الخليفة الراشد وخليل رسول الله أبي بكر الصديق، وكأن بالصحابة قد أصبحوا مثل الأيتام علي موائد اللئام لا يجدون من ينصرهم ويذب عن أعراضهم، وهم الذين حملوا لنا الدين وفتحوا لنا البلاد، وأقاموا لنا أمة عظيمة الأمجاد.
حقيقة أن الإساءة كانت أليمة وجارحة إلا أنها قد كشفت لنا عن الكثير من الحقائق والوقائع، أهمها حجم النفوذ الإيراني والشيعي في بلادنا العربية عامة ودول الخليج خاصة، كما أنها كشفت عن حجم نفاق إعلامي الفتنة من كتيبة التطبيع و العلمنة، وكشفت لنا وبكل أسف عن غياب مشروع قومي إسلامي واضح للرد عن الإساءات والإهانات المتكررة ضد رموز الأمة من أعلاها لأدناها، وتلك هي المأساة الحقيقية.
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 05:33]ـ
http://www.lojainiat.com/attach/files/2010/02/ بنر-نص100. jpg (http://www.lojainiat.com/attach/files/2010/02/ بنر-نص100_ b.jpg)
إنه "أبو بكر الصديق" أيها الأعرجي
أحمد بيومي
قامت ثائرة الحكومة العراقية -وعلى رأسها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي- ولم تهدأ ثائرتها حينما تعرض الشيخ الدكتور محمد العريفي لمرجع من مراجع الشيعة الإيراني الجنسية علي السيستاني، وما قال العريفي إلا كلمة حق في زمن قلَّ فيه أن تجد من يقول الحق، ولا يُخشَى فيه في الله لومة لائم.
هذا في الوقت الذي لم تحرك فيه هذه الحكومة العراقية ساكنًا ولم نسمع لها صوتًا حينما تعرض النائب العراقي بهاء الأعرجي للصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
فلو أن هذا الأعرجي تعرض لعدو من أعداء العراق أو الإسلام لما لامه أحد ولا أخذ عليه أحد. ولكنه أخطأ وأساء ..
أساء إلى من؟ وتعرض لمن؟ وتهجم على من؟ وأخطأ في حق من؟
أساء إلى أشرف نفس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أول الخلفاء الراشدين، أبي بكر الصديق ثاني اثنين إذ هما في الغار، خليل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة، وحمى الله به الإسلام بعد وفاة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم بحربه للمرتدين وانتصاره عليهم فيما عُرف بحروب الردة.
لُقّب بـ"الصدّيق" لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له: إن صاحبك يزعم أنه أُسري به، فقال: إن كان قال فقد صدق!
ولُقّب بـ"الصدِّيق" لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال.
وسماه النبي صلى الله عليه وسلم "الصدّيق".
(يُتْبَعُ)
(/)
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد جبل أحد هو وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم فقال: "اثبت أُحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان".
وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى "الأوّاه" لرأفته ورقة قلبه، وهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها، قال ابن عمر رضي الله عنهما: "كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخيّر أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم". رواه البخاري.
صرَّح له النبي صلى الله عليه وسلم بإمامة المسلمين دون غيره من الصحابة في مرضه الذي مات فيه صلوات ربي وسلامه عليه.
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس، ففي الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت: "لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال: مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلِّ. قلتُ: إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [وفي رواية: رجل رقيق] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ. قال: مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ. فقلتُ مثلَهُ: فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ -: إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلِّ، فصلَّى.
ولذا قال عمر رضي الله عنه: "أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا؟! ".
وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابًا، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر، فقالت: أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ قال: إن لم تجديني فأتي أبا بكر. رواه البخاري ومسلم.
وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، وقال (لا تسبوا أصحابي).
ثم إن سب الصحابة قدح في الصحابة وقدح في الشريعة وقدح في الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقدح في حكمة الله عز وجل.
أما كونه قدح للصحابة فواضح، وأما كونه قدح في الشريعة فلأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة وإذا كان ناقل الشريعة على الوصف الذي يسبهم به من سبهم لم يبق للناس ثقة بشريعة الله؛ لأن بعضهم والعياذ بالله يصفهم بالفجور والكفر والفسوق ولا يبالي أن يسب هذا السب على أشرف الصحابة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، وأما كونه قدح برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلأن الصاحب على حسب حال صاحبه.
وحكم سب الصحابة معلوم في الشريعة وقد تناول كثير من العلماء والأئمة فتاوَى تتعلق بهذا الأمر.
فقد أفتى الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- في حكم سب الصحابة والتعرض لهم بقوله: "إن سب الصحابة من المنكرات العظيمة؛ بل ردة عن الإسلام، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام، لأنهم هم نقلة الشريعة، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته، وهم نقلة الوحي، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية، نسأل الله العافية والسلامة".
وجاء في كتاب الكبائر للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله- فيما يتعلق بسب أحد من الصحابة -رضوان الله عليهم: «ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال: يقول الله تعالى: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب"، و قال -صلى الله عليه و سلم-: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِفَيه».
وقال -صلى الله عليه و سلم: "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، و من آذى الله فقد أوشك أن يأخذه"، (أخرجه الترمذي).
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم: "إنا نُسَبُّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".
(يُتْبَعُ)
(/)
وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختارني واختار لي أصحابي وجعل لي أصحابًا وإخوانًا وأصهارًا، وسيجيء قوم بعدهم يعيبونهم وينقصونهم فلا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تناكحوهم ولا تصلوا عليهم ولا تصلوا معهم".
و عن ابن مسعود -رصي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا، وإذا ذُكِرَ النجوم فأمسكوا، وإذا ذُكِرَ القَدَر فأمسكوا".
وفيه نهي عن التعرض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيوب السختياني -رضي الله عنه: "من أحب أبا بكر فقد أقام منار الدين ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله ومن أحب عليًّا فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الخير في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برئ من النفاق".
ومن فضائل الصديق رضي الله عنه وأرضاه أن أنزل الله فيه قرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة.
قال تعالى: (وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 22]. فنعته الله بالفضل -رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.
وقال تعالى: (والّذي جاءَ بالصِّدْقِ وصَدّقَ به أُولئِكَ هم المُتّقُونَ) [الزمر: 33]
قال جعفر الصادق: لا خلاف أن الذي جاء بالصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي صدّق به أبو بكر -رضي الله عنه.
فالواجب علينا محبة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- واحترامهم والذود عن أعراضهم، واتهام من سبهم بالنفاق وذلك بأنه لا أحد يجرؤ على سب الصحابة -رضي الله عنهم- إلا من اتصف بالنفاق والعياذ بالله وإلا فكيف يسب الصحابة؟!
ونعود إلى تصريحات الأعرجي ونقول: "هل جهل هذا الأعرجي فضائل وشمائل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أنه علمها وأنكرها لغرض في نفسه دنيء، أو من أجل عَرَض زائل من أعراض الدنيا الفانية ليتقرب بذلك إلى مواليه، فوالله لن يغنوا عنك من الله شيئًا يوم القيامة.
ونوجه نداءنا إلى حكومات الدول العربية والإسلامية ونستحثها على اتخاذ موقف رسمي ضد هذه التصريحات ومن على شاكلتها، لبيان شناعة هذا الأمر والحؤول دون تكرار ذلك مستقبلاً.
ونحذر مرة أخرى كل من تسول له نفسه أن يتعرض لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن ذلك من أخبث الأمور، ومن أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب.
عافانا الله وإياكم.
ونختم بهذه الآيات الكريمات ..
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام: 11]
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء: 227].
ـــــــــــــ
* باحث صحفي(/)
ماذا عن أخلاق الله؟؟؟!!!
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 11:56]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبيه الرحمة المزجاه
أما بعد:
فقد ردد أحد الخطباء على مسمعي كلمة (إن هذا الخلق من أخلاق الله التي يجب على المسلم التخلق به) كرر هذا المعنى مرتين!
فقلت له هل يجوز أن نقو ل أن لله أخلاقا بدل أن نقول أن له صفاتا؟؟
فقال لي أظن أن لا إشكال فيها! وعلى كل حال ابحث أنت وراجع وأنا - أي الخطيب - سأبحث وأراجع!
وقد عسر علي إيجاد تفصيل شاف في هذا الخصوص فهل لدى أحد الإخوة أي تفصيل
جزاكم الله خيرا - مقدما-
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 01:38]ـ
ببساطة ..... قل له أين تجد هذا اللفظ في الكتاب والسنة؟
وهل أطلقها أحد من الصحابة أو السلف الصالح وإذا وجد -ولن يجده- فبماذا استدل؟
للأسف كثرة الخوض في باب الصفات تورث مثل هذه الجرأة المذمومة والعياذ برب الفلق.
اللهم إيماناً كإيمان الصحابة ونسألك حسن الخاتمة.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 02:21]ـ
ربما في اللفظ اضمار أي هذا من الاخلاق التي شرعها الله أو أمر بها و الله أعلم
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 02:51]ـ
جاء في الحديث [تخلقوا بأخلاق الله] و هو ضعيف. .
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 05:49]ـ
الخطيب عندما قال أخلاق الله كان يقصد بذلك صفات الله، وعبر عنها بالأخلاق، فهل يجوز التعبير عن صفة من صفات الله بلفظ آخر مشابه؟
اختلف السلف في ذلك، فبعضهم أجازه، وبعضهم منعه تأدباً مع الله بالاقتصار على الألفاظ التي وردت.
ولا شك أننا بحاجة إلى التعبير عن كلمة (صفات الله) بكلمة أخرى إذا أردنا الحديث عنها بلغة أخرى كالانجليزية مثلاً، وأن الكلمة الانجليزية لن تكون مرادفة تماماً لكلمة (صفات) ومع هذا جاز لنا أن نتحدث عن صفات الله باللغة الانجليزية، ما دام أننا لا نقصد بكلامنا معنى آخر غير المعنى الذي يدل عليه اللفظ المثبت ..
أنقل لك كلاماً نفيسا للأخ أبو مالك العوضي سلمه الله
والسلف الذين توقفوا عن إطلاق الألفاظ التي لم ترد توقفوا فقط عن إطلاق الألفاظ مع إثبات المعاني من باب التأدب مع الشارع، أما المعاني فلا ينكرها أحد منهم، ولذلك وقع الاختلاف بينهم في إطلاق هذه الألفاظ.
والتحقيق أنه لا يوجد خلاف حقيقي؛ لأن الذين أثبتوها إنما أثبتوا معانيها التي ثبتت بنصوص أخرى، والذين نفوها إنما نفوا ألفاظها تأدبا ووقوفا مع ألفاظ الشارع، فلا خلاف بين السلف في الاعتقاد على الحقيقة.
والله أعلم.(/)
الشيخ وليد الرشودي: مهلاً يا دكتورعائض القرني
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 02:25]ـ
الدكتور وليد بن عثمان الرشودي ( http://majles.alukah.net/index.cfm?do=cms.author&authorid=303)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد:
لجينيات ـ من غرائب الزمان وعجائب الأيام ما نسمعه بين الفينة وأختها من تتابع دعوات غريبة لم تستفد من تجارب من سبقها ولم تستوعب عِبر الذين شمروا قبلها، ومن تلك الدعوات ما نسمعه ونقرأه هذه الأيام من تصريحات للدكتور عائض القرني ومن معه في دعوة لميثاق شرف يريدون إبرامه مع حسن الصفار ومن معه.
والدكتور عائض – وفقه الله – يحتاج إلى أن يكتب عن نفسه وعجائبه؛ وكأنه أخذ على عاتقه أن لا يخرج من أمر يشذ به إلا تبعه بغيره، فمن فيلم هدى المنصور إلى مدح فرنسا وأنه رأى فيها إسلاماً ولم ير مسلمين، وكتابه إلى أوباما، ثم كلمات غنى بها محمد عبده وغير ذلك من الأمور، وكأن الدكتور عائض الذي ذكر عن نفسه استعراضه لكتب السنة ومسند أحمد وكثير من مصادرها غاب عنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إياك وما يعتذر منه" حسنه الحافظ في زهر الفردوس والألباني في صحيح الترغيب والترهيب، وكل ما سبق حمالة أوجه، لكن اليوم خلاف ذلك، افتئات على أهل السنة ومصادرة لرأيهم وأحادية غريبة لميثاق شرف فاشل سلفاً.
يا دكتور عائض: ميثاق شرف مع من؟ ونحن اليوم نرى استنقاص الخليفة الراشد وأول المبشرين بالجنة، ولم يحرك الصفار ساكناً مع غضبه لما نيل من السيستاني بالحق.
وأي جامع يجمعك مع القوم وأنت تعلم أن نصف دينهم التقية.
وعن أي رموز تتحدثون لحماية جنابها، فرموزنا أهل السنة نجوم تتلألأ في السماء، ورموزهم أنت يا دكتور عائض أعلم بها!!!
أيحمى جناب أبي لؤلؤة المجوسي المعظم عندهم؟
أم جناب عبد الله بن سبأ اليهودي؟
أم القرامطة العبيديون الذين سرقوا الحجر الأسود؟
أم ابن العلقمي؟ أم الحلاج؟ أم غيرهم من هذه الرموز العفنة.
أي احترام وحمى تحمي به جناب من قتل الفاروق رضي الله عنه.
يا دكتور عائض: ألم تقنعك تجارب من سبقك، ألست من المعجبين بالدكتور القرضاوي؛ وقد حكى لك تجاربه المريرة مع التقريب.
يا دكتور عائض: سل من شئت عن تسخيري وكيف غضبته لما نال القرضاوي من الشيعة، مع أن تسخيري أول مدعي التقريب.
يا دكتور عائض: إن كنت تريد أن تصل إلى جادة مستقيمة فطالب الصفار بالبراءة من المواقع التي تقع في إمامك إمام الهدى ابن باز رحمه الله، والتابعة لأعوانه، أو ليس ابن باز رحمه الله أولى من حمي جنابه من أهل هذا الزمان.
يا دكتور عائض كفاك استغفالا لنفسك قبل استغفال الآخرين، اقرأ معنا:
نبرأ إلى الرحمن جل جلاله ========== من نهج رافضة أولي بهتان
سبوا صحابته وآذوا شرعه ========== فالرفض والتزوير مقترنان
اقرأ لشيخ الدين في منهاجه ========== يشفي غليل الواله اللهفان
يكفيك ما قد قاله الشعبي في ========== أهل الضلال عصابة الشيطان
إذ شابهوا أهل الصليب ووافقوا ========== حتى اليهود مراتع الأوثان
زادوا على الفئتين في تشنيعهم ========== لصحابة جلو عن البهتان
حمر مع سرب البهائم أصبحوا ========== رخماً مع ذي الريش والطيران
كتب الروافض قد عرفت ضلالها ========== حذراً من الشر القريب الداني
فعقولهم قد أخلت سردابهم ========== هم ينبشون الأرض كالفئران
لما أتى التتار كانوا حزبه ========== دكوا معاقلنا مع الصلبان
النار لابن العلقمي من نسلهم ========== حفر القليب لدولة الإيمان
وابن الباسيري خان خليفة ========== وسعى لذبح الدين في بغدان
وكذا نصير الدين منهم إنه ========== حقاً عدو الدين والديان
أفتى لهولاكو يجرد سيفه ========== حتى أباد به أولي العرفان.
أتعلم لمن هذه الأبيات يا دكتور عائض، أو قد نسيت هي لمن؟ إنها لك أيها الدكتور.
وأنظر شرحها لكاملة الكواري، والأبيات كما في الشرح تحمل الأرقام 138 - 151.
ترى هل كنت قبل مخطئ واليوم عدت إلى الصواب، ألم تقل إنهم أولي بهتان، فكيف تصدقهم اليوم.
ألم تعلم أنك بهذا الميثاق المزعوم أول من تخالف به نفسك يا دكتور عائض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يا دكتور: أليس كتاب الله أولى بالحمية من كل شيء؟ فهل سيقرون لك بالبراءة من زعم التحريف والتبديل.
أو ليس أعظم عرض في الدنيا كلها عرض محمد صلى الله عليه وسلم، فهل سيتضمن ميثاق الشرف المزعوم وجوب توبتهم من الطعن في عرض عائشة رضي الله عنها وعن أبيها؟!
دعني أخفف عليك قليلاً وأُخرجك من دائرة التراث إلى دائرة الحديث الحاضر، هل سيتضمن ميثاق الشرف الولاء الحقيقي للبلاد التي هم يعيشون فيها؟
بمعنى هل سيقدمون مصلحة المملكة العربية السعودية على مصلحة إيران؟
أتحدى أن يوافقون على ذلك صراحة فإن وافقوا جدلاً هل سيتعاونون مع الجهات المختصة في البحث عن المارق النمر الذي دعا إلى الخروج على خادم الحرمين الشريفين، ثم هل سينبذون مسمى الخليج العربي بالخليج الفارسي؟
وهل سيقللون المخالفة ويرجعون للمتابعة في الأهلة وترك إتباع السيستاني الذي يخالف بلادنا في كل الأعياد؟
وغيرها من الأسئلة التي تحمل كل من عرف القوم أن يجيبوا لن يستجيبوا لك.
اعلم يا دكتور عائض أن ميثاق الشرف المزعوم سيحترق، وأول من يحرق عائض القرني، فأبصر الطريق ولو مرة ولا تتعجل، فكم تأسفت على عجلتك التي أوقعتك في مهالك لولا لطف الله بك لكنت في أمر صعب وأنت أدرى بها مني؟
يا دكتور عائض: أُحذرك نفسك تبصر في حالك ولا تقدم على أمر حتى تشاور من هم خير منك، وإياك والاغترار بنفسك وإيهامها لك بأن قامتك تساوي مع قامات الآخرين.
وتدبر حالك أن يكون وراءك أناس يتخذونك غرضا مستهدفا بالسهام، فإن نجحت شاركوك نجاحك وإن كانت الأخرى تبرأوا منك.
يا دكتور عائض: الحياة قصيرة وأنت خير من يعظ ويذكر، فعظ نفسك هذه المرة وذكرها الله والدار الآخرة، واغمض عينيك وراجع ذاكرتك وتاريخ أمتك الناصع وسلفها الأماجد فهل ترى فيهم أحداً سبقك إلى ذلك، فإن لم يكن فتذكر قول الإمام أحمد رحمه الله لعبد الرحمن بن ميمون: "إياك أن تقول بمسألة ليس لك فيها إمام"
يا دكتور عائض: اعلم أني حينما أكتب هذا إنما أكتبه ديانة أدين الله تعالى به، ثم تحذيراً لمن قد يفتتن بك، فتكون إمام ضلالة له في هذا الأمر.
وأخيراً أذكرك قول الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) ".
والله المسئول المرجو بالإجابة أن يلهمنا رشدنا ويسلك بنا سبيل سلف أمتنا، وأن يقينا شر أنفسنا والشيطان، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الأمين وأصحابه وآل بيته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[ابن العميد]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 05:42]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 08:56]ـ
أعجب كيف يُطالب حسن الصفّار بأن يأخذ موقفاً من الأعرجي الذي طعن في الخليفة الراشد أبي بكر الصديق،
بينما الزنديق حسن صفّار نفسه غارق حتى شحمة أذنيه في المجاهرة بلعن وشتم أبي بكر الصديق وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -
------------
يقول حسن صفار:
(ولذلك احنا الشيعة إذا اتشوفوا نكره أبوبكر وعمر وعثمان،
كثير من الشباب يقولوا ونحن إيش لنا شغل فيهم، صحابة
الرسول وصاحبوا الرسول وماتوا وانتهينا!
في الواقع نحن نحقد عليهم ونبغضهم ونلعنهم
لأنهم كانوا بداية انحطاط الأمة).
المقطع الصوتي لهذا المارق
http://www.mediafire.com/?muxvjvjaxmd
ـ[عالي السند]ــــــــ[23 - Feb-2010, مساء 11:06]ـ
د. عايض القرني صحيح له جهود دعوية تذكر وتشكر له، ولكن له زلات غريبة عجيبة!! في هذه الأيام؟ وآخرها يريد تسويق إبرام ميثاق يقول عنه شرف!! مع من؟ مع الرافضي الزنديق الحاقد على أهل السنة وأهل البلاد السعودية، حسن الصفار؟؟!! وأي شرف يعرفه من يلعن صحابة رسول الله، ويطعن في البيت النبوي، لا إله إلا الله، أستطيع القول بأن عائضاً القرني لم يقرأ التاريخ وهو يعرضه على محطات الفضاء؟ ولم يستوعب دروس آبائه وأجداده؟ غريب؟
يا شيخ لا تسقط نفسك في حفرة وتجر غيرك لها، خف الله وقل أعوذ بالله أن أزل أو أزل.
ـ[مبتدئة في الطلب]ــــــــ[25 - Feb-2010, صباحاً 08:51]ـ
أعجب كيف يُطالب حسن الصفّار بأن يأخذ موقفاً من الأعرجي الذي طعن في الخليفة الراشد أبي بكر الصديق،
بينما الزنديق حسن صفّار نفسه غارق حتى شحمة أذنيه في المجاهرة بلعن وشتم أبي بكر الصديق وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -
------------
يقول حسن صفار:
(ولذلك احنا الشيعة إذا اتشوفوا نكره أبوبكر وعمر وعثمان،
كثير من الشباب يقولوا ونحن إيش لنا شغل فيهم، صحابة
الرسول وصاحبوا الرسول وماتوا وانتهينا!
في الواقع نحن نحقد عليهم ونبغضهم ونلعنهم
لأنهم كانوا بداية انحطاط الأمة
).
المقطع الصوتي لهذا المارق
http://www.mediafire.com/?muxvjvjaxmd
هل يمكن أن تجعل المقطع في ملف مرفق لأن الرابط لم يفتح معي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راية التوحيد]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 10:58]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[25 - Mar-2010, صباحاً 09:46]ـ
جزيتم خيراً
ـ[الصلابي]ــــــــ[25 - Mar-2010, صباحاً 11:04]ـ
السلام عليكم هل يمكن الجمع بين الكفر والاسلام ام الجمع بين الماء والنار؟ والحر في الاشارة يفهم
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[25 - Mar-2010, مساء 12:26]ـ
السلام عليكم هل يمكن الجمع بين الكفر والاسلام ام الجمع بين الماء والنار؟ والحر في الاشارة يفهم
!!!!!!!!!!!!!!
ـ[راية التوحيد]ــــــــ[25 - Mar-2010, مساء 01:01]ـ
يا أبا ممدوح لا تذهب بعيدا ...
الأخ يقصد أننا لا يمكن أن نجمع بين السنة والشيعة كما أننا لا يمكن أن نجمع بين الماء والنار أو الإسلام والكفر ..
ـ[خالدمكي أبوعبدالملك]ــــــــ[25 - Mar-2010, مساء 02:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الأدب مطلوب فى النقد والحكم على الناس.
ارفقوا بالشيخ - هداكم الله - فالشيخ داعية إلى الله من قبل أن تولدوا!!
سأكتفى بهذا الرد الموجز إلى أن أكتب مقالاً فى هذا المجلس بخصوص هذا الموضوع.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 11:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الأدب مطلوب فى النقد والحكم على الناس.
ارفقوا بالشيخ - هداكم الله - فالشيخ داعية إلى الله من قبل أن تولدوا!!.
جزاكم الله ووفقكم لكل خير ..
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 02:34]ـ
هل يمكن أن تجعل المقطع في ملف مرفق لأن الرابط لم يفتح معي.
[/ center]
من هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=54604
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الأدب مطلوب فى النقد والحكم على الناس.
ارفقوا بالشيخ - هداكم الله - فالشيخ داعية إلى الله من قبل أن تولدوا!!
سأكتفى بهذا الرد الموجز إلى أن أكتب مقالاً فى هذا المجلس بخصوص هذا الموضوع.
السلام عليكم و رحمة الله
احب غالبا ان اقرا و اسكت
لكن هذه المرة اقول لبعض حملة فقه لا يفقهونه مثل قول الامام ابن عساكر رحمه الله:
أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة
اقول لهم و هل لحم الشريعة عسل؟
هل لحم العقيدة حلو رائق؟
هل لحم شروط لا اله الا الله و التي منها الحب و البغض .. اقول هل هل لحمها لذيذ؟
اتقوا الله في ديننا قبل علمائنا
فالعلماء موقرون بعقيدتهم و منهجهم و الا فالصفار هذا و السيستاني ايضا علماء
و لا حول و لا قوة الا بالله
ـ[أشجعي]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 03:19]ـ
لعنة الله على هذا الصفار الرافض الحاقد , الساقط الهابط
ولعنة الله على كل من يسب الصحابة.
وبارك الله بالشيخ وليد,
وبالأخ حفيد الخطابي, فتعليقه يكتب بماء الذهب.
ـ[الساري]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 05:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الأدب مطلوب فى النقد والحكم على الناس
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صدقت فالأدب مطلوب
ارفقوا بالشيخ - هداكم الله - فالشيخ داعية إلى الله من قبل أن تولدوا!!
لا تدري ربما فينا من هو أسن منه (ابتسامة)
أخي خالد:
أظننا متفقين على أن التحسس البالغ من النقد عامة غير محمود
ولا شك أن القدح في دين أو عدالة عالم أو داعية لزلة حصلت , فعلٌ خطأ , ومخالفة لحديث: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم).
وذم شخص من العامة في مجامع الناس بمعصيات شخصية تحصل منه , فعل خطأ.
أما بيان تكاثر أخطاء رجل يراه (العامة) قدوة يصدرون عن قوله , قد جعل من نفسه متحدثا باسم المسلمين , سائرا على غير ما يعرفون عن سلفهم وكبار علمائهم , يوقّع الاتفاقات باسمهم , يصادق رموز العلمانيين , معتذرا أن عدائه لهم كان أيام (الشباب) والشباب زمن انفعال غير منضبط , يضع مبلغ مليون ريال جائزة لمن يتغلب على قصيدته! في إسراف غريب فرح به العامانيون ليضعوا صورة مشوهة في أذهان الناس عن الدعاة! ... الخ
فهذا لم يعص معصية ضررها يطاله هو وحده , حتى نطلب أن يُستر وينصح سرّا , أو يكفّ عن الحديث في منهجه.
بل فعل ما يتعدى ضرره إلى أخلاق ودين الناس , فلا ملامة من نقده وبيان أخطائه ليعرفوا انحراف فكره وخلل فهمه , ليكونوا على حذر ويتثبّتوا , فلا يأخذوا عنه حكما أو منهجا حتى يعرضوه على أقوال الأئمة.
نعم: إن لهجة التشفي والذم الشخصي كذم صفات جسده أو جاهه أو نسبه أو شتمه بما منع الله من ألقاب , ونحو هذا فخطأ , هو الذي ينصح عنه.
أما كشف مذهب رجل سرى أثره في العامة وصار محل ثقتهم في دينهم , ثم تنكّب صراط الأئمة وخالف ما هم عليه وكثر منه الغلط في أحكام الدين , فلا أظن بيان زلاته والتحذير منه جائزا , بل أظنه من الواجبات.
ـ[الساري]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 06:24]ـ
الأخ زكريا:
شكرا لجهدك , والرابط الآخر يحيل إلى غير مليّ (ابتسامة) فالرابط امحال أيه قد انتهى زمنه.
لذلك هذا رابط مباشر:
http://www.alburhan.com/articles.aspx?id=1201&selected_id=-543&page_size=5&links=False
ووضعت الملف بالمرفقات أيضا
مع رجائي أن تزوروا الرابط وتتركوا المرفق , فالموقع طراز وحده لا يحسن أن تخلو منه أي مفضلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 09:58]ـ
الله المستعان،،
بالأضافة إلي هذا ..
الأدب مطلوب فى النقد والحكم على الناس
أري أن الشيخ -حفظه الله مجتهدا قائما سائرا علي نهج السنة ومتبعا للسلف الصالح
وأقول وبالله التوفيق
أشرطته مفيدة،وقد هُدي علي يده الكثير من العامة وهو ليس بمبتدع، وليسوا بخارج حتي يتكلم فيه بمثل هذا،
ولا تجوز غيبته،
ويجب الذب عنه كغيره من أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وليس واحد منهم معصوما.
وهو كغيره من أهل العلم .. يخطئ ويصيب، فيؤخذ من قوله ما أصاب به الحق، ويترك ما يخالف به الحق، ويحمل على أحسن المحامل مهما استطاع المؤمن ذلك إحسانا للظن بالإخوان، وحملا لهم على أحسن المحامل.
فأري أن هذه زلة .. ونسأل الله أن يسدد خطاه ويوفقه لكل الخير
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 11:13]ـ
بل هو وسلمان العودة وقبلهم القرضاوي منحرفون وهم أخطر من الليبراليين والعلمانيين
أتدرون لماذا؟
لأنهم هم الدروع التي يواجهنا بها العلمانيون والليبراليون فما أن تنصح أحدهم أو تنكر عليه إلا صفعك
بفتوى من أحدهم أو تهوين للمسألة كالفن والتبرج والغناء والتقريب مع أهل البدع وأهل الشهوات
فالاشتغال بالرد على انحرافاتهم أهم من الاشتغال بالعلمانيين وأضرابهم
وفي الختام يجب نعم يجب إسقاط هؤلاء ومناصحتهم
ومن جرب القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن أن يكتب كما كتب الأخ محمد العيسى
نسأل الله أن يصلح الحال
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 11:20]ـ
بل هو وسلمان العودة وقبلهم القرضاوي منحرفون وهم أخطر من الليبراليين والعلمانيين
أتدرون لماذا؟
لأنهم هم الدروع التي يواجهنا بها العلمانيون والليبراليون فما أن تنصح أحدهم أو تنكر عليه إلا صفعك
بفتوى من أحدهم أو تهوين للمسألة كالفن والتبرج والغناء والتقريب مع أهل البدع وأهل الشهوات
فالاشتغال بالرد على انحرافاتهم أهم من الاشتغال بالعلمانيين وأضرابهم
وفي الختام يجب نعم يجب إسقاط هؤلاء ومناصحتهم
ومن جرب القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن أن يكتب كما كتب الأخ محمد العيسى
نسأل الله أن يصلح الحال
صدقت بارك الله فيك
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 09:54]ـ
يااخوان انها الجنة او النار
ولااعرف اهي البيئة التي صنعت نفسية بعضنا وجعلنا امرنا بالمعروف خارج من مستودعها ومتخرج في مصانعها ام ان الاسلام الخالص هو منظلقنا في الاحكام
فمكن يكون شخص ما اصابته عقدة من عنف والده له او معاملة امه له معاملة رديئة فيعيش في ازمة في جاهلية فان تاب الله عليه يدخل الاسلام ولكن حاملا للعقدة الماضية فاي خطأ لايقبله ولو من ابويه ولقد رايت بأم عيني من يضرب ابويه لان والده يعمل في الشرطة المصرية! وقد اعتقل مرة واحدة! فينتقم من والده لهذا السبب وماذا يفعل يضربه امام امه!
او بيئة غني غاب عنها الاهل في الغربة فنقم الولد او بيئة فقر جعلت الانسان يجحد الخير لانه فيه بعض مايرى انه شر
ولايريد ان يرى في حياته ابدا مايتخيل انه خير مختلط بشر
كالذي يلتزم من الغربيين اقصد بعضهم لايريد ان يترك سنة للنبي الا وعملها مع تزاحم السنن وغياب مفاهيم كثيرة اسلامية عنه .. ثم بعد ذلك يترك الاسلام كما رأينا
او كما رأينا من بعض التكفيريين ترك الصلاة وقد كان يكفر الرائح والغادي. بل شرب السجائر وغيرها!
لايعني هذا ان اي نقد هو نتيجة خلل في التربية او عقدة من البيئة او هروب من قصة حب مؤالمة لايقبل بعدها من أحد عذر أو رحمة .. وانما يوجد نقد اسلامي صحيح ورحماني رباني خالص مجرد وهذا يعرف اقدار اهل العلم ومكانتهم في الامة ويعرف اخطاءهم في تصور الخطأ والصواب في الاسلام او في تصور الفتوى او ان هناك حسنات ماحية ومصائب مكفرة وعذر لاسباب ورد ذكرها في رفع الملام
ماذا نفعل نحن
نذهب الى المسجد ونلتحم بالاخوة ونشعر بشعور الدفيء الاخوي. ونقرأ احيانا صفحتين ثم ننطلق الى خير وشر! ولاننظر اننا نفعله .. اي الخليط بل وربما الفتوى الحاطئة .. واحيانا الغليظة ثم نغضب على من يعمل ليل نهار للاسلام لانه أخطأ او لظننا الخاطيء أنه أخطيء!
(يُتْبَعُ)
(/)
للشيخ ابن تيمية كلاما عن اناس تكلموا في عرض الغزالي صاحب الاحياء .. نص ثمين جدا في مجموع الفتاوى
ولو عرضته هنا بلاذكر لمصدر من سطره وكتبه لكفر بعضنا الكاتب لانه -في ظنهم-جاهل لايفهم عمق خطأ الغزالي .. وربما كفره. اي كفر الغزالي. لو علموا منتهى بعض مقولات الغزالي وصلتها باليونانية! ... ولرموه بالبدعة المغلظة ظنا منهم انه قرضاوي عصري او قرني سعودي فتنته فرنسا! .. زعموا او عودة الشو الاعلامي .. زعم البعض!! او الشريف الجاحد المارد او ربما غدا ابن عثيمين ال--او ابن باز ال-- او او سبحان الله
لايعلم من نحن الا الله وحده ولامادافعنا للاتهام .. !
والجحيم ليس للكفار فقط!
فمن يتحمل النار ساعة
وغضب الله لحظة
من نحن بالله عليكم
لاشيء!
ام شيء جعله الله مسؤول على الارض واعطاه عقلا وقلبا ولسانا وشفتين وهل يكب الناس في النار الا حصائد السنتهم؟!
ماذا فعل القرني لنقول تبرؤوا منه ومن العودة واسقطوهم
او ارموهم في ---
يالله
الامة تؤكل من اطرافها واوساطها وحذافيرها ولبها وقصعتها ونحن نريد ان نرمي صحابة العصر -اقول ذلك تجاوزا! -في مزبلة التاريخ ولارحمة .. بالضبط كخوارج الماضي .. الذين اصواتهم بالقرآن كدوي النحل!
اليس هؤلاء هم الذين اطمئنت اليهم الامة ووثقت بهم فمن بقي
انتم؟
لا
انا!
من
مئة او الف او خمسين الف-كم كان عدد الخوارج!! -يقدحون في العودة والشريف والقرني وسيد قطب
ماخلفيتهم العلمية وعلمهم وبذلهم
وربما تجد احدهم غارق في الشهوات مع محاولة انقاذ نفسه ايضا منها ثم وهو يرى الامة في حالة مزرية لايثار الا اذا سمع داعية يخطيء!
والبقية مالها
احتلت البلاد واستعمرت وانتشرت فيها الشهوات والشبهات وتولى العلمانيون السلطة الثقافية ولانراهم لان اناملهم خفيفة لاترى وينتزعون برفق مع ان ماينتزع ضخم جدا
اما مايرى فهو خطأ العائض الي فضله فائض
يالله
من يتحمل النار
وانتشار الشرر
لااحد معصوم منهم ولكن---
لقد قدح الشيعة في صحابة رسول الله اما شيعة اليوم منا -والخوارج تشيعوا على الصحابة ايضا-فيقدحون في القرني والعودة وقطب بصورة متجاوزة والعجيب انهم يفعلون هذا وهو لايرون الدواعي التي جعلت شيعة الامس وخوارج القديم يقدحون في افاضل الامة في وقتهم
انه مشترك واحد
والتناقض ظاهر
فمن يفكك الشخصية
نريد
العدل مع علماء ودعاة لهم خير على اخراجنا وفضل على حمايتنا بوقوفهم على ثغور ليس في نقد جارح مزيل مهين مشيع الفتنة العمياء ولكن في نقد نافع ان احتيج اليه والا فلا
مع رحمة تيمية ورأفة قيمية وعلم بازي ومقصد عاشوري وزهد جوزي
ـ[الساري]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 10:06]ـ
أستاذي ابن الشاطئ
وعظت فأبلغت , فجزاك ربي خيرا
مع أن الأمر الذي أوقعت الكلام عليه ليس بظني صوابا
وربما تجد احدهم غارق في الشهوات مع محاولة انقاذ نفسه ايضا منها ثم وهو يرى الامة في حالة مزرية لايثار الا اذا سمع داعية يخطيء!
والبقية مالها
احتلت البلاد واستعمرت وانتشرت فيها الشهوات والشبهات وتولى العلمانيون السلطة الثقافية ولانراهم لان اناملهم خفيفة لاترى وينتزعون برفق مع ان ماينتزع ضخم جدا
اما مايرى فهو خطأ العائض الي فضله فائض
مع تقديري لما تفضلت به
فإني أظن بيان حال هؤلاء وكشف تخبطهم من واجب النصيحة للمسلمين , وقد تكون العجلة إليه أولى من البدء بذم وفضح أعداء ضررهم ظاهر لكل الناس وعداؤهم مستقر في قلوب جميع الناس , أعني اليهود والنصارى والرافضة والمتصوفة والعلمانيين ونحوهم.
ذلك لأن صنيع هؤلاء (الدعة والوعاظ) اليوم قد لبس علينا أمر أعدائنا الظاهرين , فلم نعد ندري أنعاديهم ونحاربهم أم نسالمهم , أنبغضهم أم نودّهم ,, أهم يريدون مضرتنا أم يريدون غيرها
لدرجة أن الشيخ العودة بعدما (تبدل) قال لنا بكل صفاقة وتعامٍ عندما أعلن الأمريكيون - بعد تفجيرات نبويورك , وأثناء التشديد اتضييق على السعوديين طبعا - أعلنوا رغبتهم في أن تبعث الحكومة السعودية إلى أمريكا 30000 طالب وطالبة للدراسة هناك جلهم مراهقين ومراهقات , خريجي الثانوية العامة مراهق ومراهقة , وبدأ العمل الفعلي على ذلك
قال:
أحسنوا الظن فربما كان الأمريكيون يريدون مجرد التعرف على المجتمع السعودي ولا يريدون شرا!!!!!!!!
وثق أن كبار علمائنا لا يرضيهم مسلك هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أتدري يا أخي أن ما نشكوا هذه الأيام من فتن مظلمة من انفتان الناس وزيغ الكثيرين وتمرد الرعاع على الثوابت , والتجرؤ على أحكام الدين, وصدور كلٍّ من فتواه لنفسه , إنما كان عند التمحيص بسبب هؤلاء!
وليت هذا منهجهم مذ ظهروا واشتهروا , لكان الأمر هينا , ولكان مقبولا على أنه اجتهاد يخطئ ويصيب
لا , بل المصيبة أنهم بدّلوا ما كانوا عليه فأصابوا الناس بالذهول وسببوا الفاجعة.
نعم قد انتكسوا
ودليل هذاعند العلماء ظاهر من أحكام الشريعة
لكن دليله للعامة ظاهر من أمور ك
يكفي منها:
أن العلمانيين والرافضة وأضرابهم كانوا لهم أعداء , يذمونهم ويجادلونهم ويظههرون غضبهم منهم وعدائهم االشديد لهم , وهم من العلمانيين والرافضة واضرابهم بالمقام نفسه
اما اليوم فهم محل مدح أولئك وهم عندهم أهل الاعتدال والطريق الصواب , وهل يرضى العلمانيين عن داعية حق على منهج صواب ويثنون عليه؟!
إن فكرهم ومنهجهم وسمتهم كلّه تبدل يا أخي , وليس الأمر مجرد رأي أو اجتهاد عارض
كانوا قدوة للناس , على المنهج الذي يرضاه كبار علمائنا , في قولهم ومظهرهم وحركاتهم.
ثم غدوا أعداء لما كانوا.
فأفقدوا الناس الثقة بدعاتهم وأشعروهم أن الأمر مسرحيات وتمثيل.
وأن لا أحد محل ثقة.
وأن أحكام الدين هينة يسهل تبديلها كل حين.
فما هو واجب بالأمس صار جائزا اليوم , وما هو محرم بالأمس عندهم صار من المباحات , وما هو ضرر صار من النافعات , وما كان من جهاد فهو اليوم فتنة وضلال.
حتى غدا حال العامة في حبص بيص , فكثر فيهم الانتكاس وحف اللحى وحلقها وتنكب الصراط السوي , وكل صار شيخ نفسه يفتيها بهواه , والسبب أن هؤلاء الذين كانوا محل الثقة وكانوا هم القدوات نكصوا وبدّلوا وخلطوا الحق بالباطل فالتبس الأمر على الناس وصدموا فصار ما نرى من تخبط اجتماعي كقطع الليل المظلم
إن الفئات الضالة التي ذكرت في نصيحتك , من رافضة ومن علمانيين , ومعهم الصليبيين واليهود واحتلالهم بلاد المسلمين وحرب دينهم وتضييق سبل أرزاقهم ... الخ , هي فئات شرّها بيّن وضررها ظاهر , أجمع الناس عالمهم وجاهلهم , كبيرهم وصغيرهم على عدائهم والحذر منهم
إنما المشكلة التي نشكوها , أن يأتي من يثق به الناس ويتخذونه قدوة يصدرون عنه , فيتبدل ويلبس مذهبا آخر , لا يرضاه الراسخون بالعلم , فلبس على الناس أمر دينهم ويخلط عليهم الحق بالباطل والعدو بالصديق والنافع بالضار
ليتهم كانوا من قبل صامتين عن حوادث العصر لا يدى موقفهم منها , بل كانوا المتحدث الأول عنها والخطيب المفوه فيها.
كانوا بالأمس اوّل فاضح لخطط الصليبيين وعدائهم , واليوم أعلن أنه ليس الأصل عداوة الكفار.
بالأمس كانوا الفاضح الأول لزيغ الصوفيين , واليوم أظهروا موالاتهم حتى زاروهم في مرابطهم النجسة وحضروا دروسهم مع مريديهم! لا زيارة نصح , بل زيارة مودة وتقارب - زعموا -
بالأمس كان الشيعة على ألسنهم أخطر من اليهود والنصارى يحذرون الناس منهم ومن تقيتهم , واليوم يدعون للتقارب معهم , ويجالسون كبار زعمائهم عندنا , ثم هم الآن يريدون عقد حلف (شرف) معهم
بالأمس حمسوا الناس للجهاد في أفغانستان والعراق , واليوم قالوا: إنه لا جهاد في أفغانستان والعراق , بل فتنة! وهم يرون المسلمين في البلدين يسحقون في بلادهم فلا تتحرك لهم غيرة
يجلس أحدهم متربعا في قناة داعرة باسم التثقيف , حضور مجلسه كان نساء كاسيات عاريات بدت منهن الشعور والنحور والسيقان ومزيد .... حضر , ولم ينكر أو يتمعّر وجهه بل تحدّث حديث المتربع المطمئن من حلول عذاب الله على مجلس نساء ورد في صفتهن الوعيد الشديد بأنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها , فهل يحق لأحد أن ينكر على من هذا حالهن , أو هل يلام بعدها من ينهى عن زجر الكاسيات العاريات أو حضور مجالسهن وهو يرى الشيخ القدوة يفعل هذا؟
يظهر أحدهم صداقة رمز من رموز العلمانية ويتحدث بذلك!
ويزور الزعيم الصوفي ا (فدعق) في (مربطه) ويحضر درسه مع مريديه! لا زيارة بقصد النصيحة , بل زيارة طارت بها الصحف فرحا لأنها تهدف إلى نبذ روح العداء مع المتصوفة.
يفاجئنا أحدهم بزعم أنه ليس الأصل هو عداء الكفار , موافقا موجة تقارب الأديان وإشاعة المودة بين أتباعها , والذي أسموه زورا (حوار الحضارات)
يقدّم أحدهم مليون ريال جائزة لمن يغلب قصيدته وسيكوّن لجنة كاملة لذلك , وكأن البذخ بدفع الملايين على التوافه أمر مستساغ , فلا مكان للإنكار على المسرفين مهما صنعوا بالأموال.
إلى غير هذا من مأساتنا معهم , في أمور ظهروا بها ولم يكونوا عليها , ليست من منهاج النبوة.
ولا تأس فعلمي أن كبار علمائنا يرفضون صنيع هؤلاء ويحذرون منه. يوم تطرفهم السابق , ويوم تطرفهم الجديد.
ليتها زلة باجتهاد عارض , بل هو منهج تبناه وسار عليه.
وليته كان على هذا من عرفناه , لا , بل كان على منهج يرضاه ابن باز وابن عثيمين , فلما مات تنفّس الصعداء وبدّل المنهج وأعلن الخفي.
وما دام من قبل محل الثقة (المطلقة) في الطيبين من العامة , فإن ضرره اليوم كبير , كبير جدا
فهم سبب هذا الزيغ الذي طرأ على الكثيرين , وهم السبب في تهاون الناس في التعدي على أحكام الدين , وهم السبب في تنفذ العلمانيين وارتفاع صوتهم بعد أن كان جمجمة.
هم سبب هذا وغيره ,لأنهم أفقدوا الناس الثقة في الدعاة والناصحين , وأفقدوزهم روح الحماس لنصرة القضايا والقيام بالحق.
ابحث عنهم في (الأمس) عند قضايانا الكبرى التي قلتها أنت من حرب العلمانية والرفض والتصوف والتنصير والاستعمار ... الخ , وفي مشاريع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفساد والفواحش والسفور , , ستجدهم كانوا أول الركب.
لكن! ابحث عنهم اليوم , فلن تجدهم هناك! أليس هذا دليلا على الخلل الكبير؟
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 02:01]ـ
اقتباس من مشاركة ابن الشاطىء
الامة تؤكل من اطرافها واوساطها وحذافيرها ولبها وقصعتها ونحن نريد ان نرمي صحابة العصر -اقول ذلك تجاوزا! -في مزبلة التاريخ ولارحمة .. بالضبط كخوارج الماضي .. الذين اصواتهم بالقرآن كدوي النحل!
أشهد الله أني أبحتك يوم القيامة من هذه التهمة لي وأرجوا الله أن يعفوا عنك
وأوصيك بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تعرف ما أنقصه هؤلاء من الدين
والورع البارد قد طلقته ثلاثا ولم أطلق الورع الشرعي والحكمة التي يقصد بها دائما السكوت دائما كضرتها السابقة
أما الحكمة بمعناها الشرعي وهي وضع الشيء موضعه فنحن لها بإذن الله فمن أخطأ من دعاتنا يناصح سرا بعد استشارة كبار علمائنا ممن عرفوا بالغيرة على محارم الله أما من بان انحرافهم واعرضوا عن النصح فيجب تحذير الناس منهم
وفي الختام أسألك هل ناصحت سرا أو جهرا
أصدق الجواب في نفسك بارك الله فيك
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 04:28]ـ
عفا الله عنك وعنا اخي عبد الرحمن الوردي
الان صعدت النظر اعلاه لارى ماذا قلت انت حتى افهم تعليقك
لاني طبعا لااعرف من هو اخي الوردي وماذا قال اي اني لااحمل له في نفسي حقدا ولاشيء من هذا القبيل
المهم اخي وجدتك تقول اعلاه
بل هو وسلمان العودة وقبلهم القرضاوي منحرفون وهم أخطر من الليبراليين والعلمانيين
وظني انك ربما تجري في صياغة لفظك هنا على طريقة شيخ الاسلام عندما قال ان النصيرية اكفر من اليهود والنصارى!
وشيخ الاسلام على حق
لكن استخدام القالب ووضع سليمان العودة وعائض المبارك والقرضاوي في خانة (اخطر من الليبراليين والعلمانيين) فهذا اظنه فلته لسان او غضبة جنان او تسرع وعاطفة متاججة لاتليق باخوان
وهو ليس اتهام لك اخي جمعنا الله واياكم في جنة الرضوان بل رزقني الله شفاعتكم انتم وكل من يحضر في هذا الملتقي فذبوبي اعظم مما تتصور وحالى اكبر مما تظن فانا لست ملتحي مثلا مع اني اؤمن بوجوب اللحية كحكم عام -بل وحلقت لي في الجيش المصري عند دخوله بالعنف! -واعيش في الغرب -لنترك هذه لانها مشكلة
والسؤال هو
كيف يكون سلمان العودة اخطر من العلمانيين على الامة؟
هل يعقل هذا
هل تعقل ماهو دور العلماني وماذا فعل في الامة وماذا خرب وماذا يدبر بليل وماهي نيته ونصرته!
هل تعرف الاعمال التي فعلها العودة لوقف الزحف العلماني وهداية الملايين والرجوع بهم الى الله وكذلك فعل عائض القرني هذا الشاب الذي يغيط الاعداء في الشرق والغرب
قصيدة قال مليون ريال جائزة لمن يصنع افضل منها
اليست هي صيغة تشجيع على الشعر الفصيح لحفظ اللغة من الذوبان والحكمة في بطن الشاعر مالنا والنيات! بل واختراع النيات!
لندافع عن نية الرجل وهو من نعرف اخلاقه وجهاده وبذله فلايجوز ان ننسب له باطن لانعرفه منه بل نؤول طرحه على مقياس شهودنا له بالايمان فهو لايعتاد شهود الجماعات فقط وانما قيادها ايضا!
ف الرجل لم يقصد المعني الحرفي
ولماذا لايفتخر الانسان بالحق ان احتيج لذلك وللدعوة ولمقومات الدعوة واللغة منها بل ويعكي الملايين من اجل التحفيز على كتابة الشعر
ثم الاخطاء من لايفعلها او يعملها او يقترفها!
هل انت مجرد منها
في نفسك واهلك وجيرانك وعملك وعدوك
لااحد يخلص من خطأ ما في كل هذه
انا عن نفسي حمولاتي منها كالجبال واسأل الله ان يغفرها كما وعد وقال
ياراجل حرام عليك أألقرني اخطر على الامة من العلمانيين!
اليس الخوارج هم من جعلوا اجتهادات الصحابة كفرا وجعلوا حسناتهم-مثل تحكيم الرجال- سيئات! وزعموا انها اخطر على الامة من اليهود والنصارى فقتلوا صحابة رسول الله وتركوا اليهود والنصارى
تلك كانت قسمة ضيزى اي والله
حتي لو تم عن عملية التحكيم مفاسد وهي معروفة الا ان الصحابة بقوا مع ذلك علة خطهم المستقيم فلم يكن هذا الامر الا عارضا ولم تكن نيتهم فيه الخروج على شريعة الرحمن فكلهم متأول وهم بين مأجور او مغفور. ز اما الخوارج فقالوا: بل كفار كفر مأزور!!!
ثم اني لااقول انك انت من خوارج العصر
وانما اطلقت الكلام فقد ادخل انا فيهم وانا لااعلم
اما اجتهادات القوم في الحوار مع الشيعة فسألوهم هل هو كما تتصورون ويتقول البعض عليهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ماذا كان الامر بالضبط ماذا اراد العودة او القرني بذلك إسألوهم يجيبوكم
لاتقولوا الامر واضح
فقديما قال الخوارج لخير البرية اعدل فانك لم تعدل ثم وجدنا شيخ الاسلام رحمه الله يفسر فعل الرسول بانه صلى الله عليه وسلم أعطى من لايستحق ومنع من يستحق ليس عن هوى ولكن عن مصلحة شرعية!
ولقد بين الرسول للصحابة من الانصار لماذا اعطى من لايستحق وهم المؤلفة قلوبهم ومنعها عن من يستحق وهم الأنصار!
وكانوا فضلاء لم يفهموا فعل النبي في البداية لكنهم لم يهاجموه كما فعل شيخ الخوارج ولما علمهم فهموا ان الامور ليست كلها على ميزان العدل الذي يتخيله الناس بالحرف والمسطرة! فعدل الاسلام يختلف عن عدل عباد الصلبان والقردان والخوارج والشيعة والملاحدة والفلاسفة فقد يمنع الله ان يعطى من يستحق لانه سيصبر على كفاية الله له بما هو افضل مما يستحق من المال والله يريد لكم الافضل حتى لو فات مايظن انه حق يُستحق! وقد يعطي من لايستحق لتاليف القلوب وزحزحة الفساد وابطال الفتنة و واصلاح نفوس
اظن لو كان اكثرنا ايام النبي وهو يعطي المؤلفة ويمنع الانصار منه لانتقل بعضنا الى معسكر الخوارج لان القسمة الظاهرة -بزعم الخوارج! -غير عادلة
وبعضنا سيكون مثل الانصار وقتها ينتظر ظهور الحكمة غير متهم ولامتهور كالخوارج وهذا ايضا فيه خير وامثال هؤلاء هم ايضا على خير
قد يرى حاكم مسلم ان صلته بالشيعة الان ضرورية لمصلحة شرعية وقد يؤيده فيها علماء كبار
فهل ستكتفي بنصوص الحكم على الشيعة وتقول كيف بالله عليكم نتعامل مع الكفار او الذين اهانوا الصحابة
طيب وكيف جعلك الاسلام تعيش في مكان واحد مع عباد الصليب الذين يسبون الله ليل نهار (هذا ليس تبرير اللقاءات مع الشيعة على فكرة!)
بل عباد النبران من المجوس وهم من يجيز نكاح الامهات والاخوات وانت تعلم ان ابن القيم ذهب الى انه تؤخذ منهم الجزية! ماذا يعني ذلك
اليس تواجدهم وسطنا وفي عالمنا وتحت سقفنا وهم يطبقون شريعتهم في دائرتهم ويعطون الجزية امر غريب عند الذهن البليد (ارجو ان اكون على صواب في هذا-ابتسامة!
لقد وصل الحال بسيد امام شيخ ايمن الظواهري ان يقول في كتابه الجامع لطلب العلم انه لاحرمة دم لمن كفر سواء كان هؤلاء الذين كفروا جماعات اسلامية ومنها سلفيوا الكويت! او جيوشنا وشرطتنا من اي بلد تحب الى اندونيسيا والصين!
اليست هذه خارجبة ادت الى قتل رجال شرطة مصلون ملتحون في السعودية وغيرها
احسن الله اليكم والينا وجمعنا واياكم في روضات الجنات
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 02:24]ـ
سَلاما ...............
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 04:36]ـ
عبارات الرشودي - ولم أسمع به قبل الآن - جيدة ومتينة والتلطف فيها مع الدكتور واضح وهي نصيحة على أية حال مقبول فيها التلطف ومقبول فيها الشدة بحسب مايقتضيه المقام , ولاأدري ولاأظنني سأدري يوما ماالذي أزعج القوم في كلمات الشيخ؟؟؟؟؟؟ بل لعلي أفصح اكثر فأقول:كيف برأيكم بربكم كنتم تريدون ان توجه النصيحة إلى الدكتور؟؟؟؟ أرشدونا فقد أعيانا التعب في تلمس طرق النصيحة المناسبة والله يهدي الدكتور فهو أكرم مسؤول سبحانه وتعالى ولاحول ولاقوة إلا بالله.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 05:32]ـ
يكفينا من القرني تصريحه الأخير، بأنه يسمح لـ بناته وأبنائه بمشاهدة قنوات الإم بي سي، ولا يجد ما يمنع ذلك .. !
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 07:29]ـ
سَلاما ...............
أخي الفاضل، -رعاك الله-.
قال الله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} أخرج الإمام الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما عن مجاهد في تأويل هذه الآية: سدادًا من القول.
والآيات في صفات عباد الرحمن، جمعت بين الآداب والأخلاق والاعتدال وغير ذلك.
فلا يُعقل أن يكون بين هذه الصفات ما يُخيل أنه تعريض، هذا من ناحية.
وكذلك إن خاطب كافرًا كأن يناظره أو نحو من ذلك، ولم يؤمر المسلمون بإلقاء السلام على الكافر ابتداءً، بل رده لا يزيد عن: (وعليكم)، وهذا هو الثابت في شرعنا.
والصحيح: قالوا سلاما، من السلامة والسداد، وهي صفة للقول، لا صفة القول.
والله أعلم.(/)
الهرولة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 03:10]ـ
ابن باز والعثيمين والألباني (الهرولة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا كلام الإمام الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله: سؤال/ لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح سيد علوي المالكي ومحمود أمين النواوي حديثأ قدسياً يتطرق إلى هرولة الله سبحانه وتعالى والحديث مروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً, وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً, وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري
فقال المعلقان في تعليقهما عليه: أن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه, فمعناه أن من أتى شيئا من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه, وأحسن إليه بالكثير, وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي, ولامشي, ولاهرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.
فهل ماقلاه في المشي والهرولة موافق لما قال سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءْت, وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولاهرولة فنرجو منكم ايضاحها والله الموفق؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فلا ريب أن الحديث ((المذكور)) صحيح فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال ((:يقول الله عزوجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً, ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً, ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))
وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عزوجل, وأنه بالخير الى عباده أجود, فهو أسرع إليهم بالخيروالكرم والجود ,منهم في أعمالهم, ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح.
ولامانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح, فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه, ولم يسألوا عنه, ولم يتأولوه ,وهم صفوة الأمة وخيرها, وهم أعلم الناس باللغة العربية ,وأعلم الناس بما يليق بالله ومايليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يُتلقى بالقبول, وأن يحمل على خير المحامل, وأن هذه الصفة تليق بالله لايشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره, وليس مشيه كمشيه, ولاهرولته كهرولته ,وهكذا غضبه, وهكذا رضاه, وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش, وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليله, كلها صفات تليق بالله جل وعلا, لايشابه فيها خلقه.
فكما أن استواءه على العرش, ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل, ومجيئه يوم القيامة, لايشابه استواء خلقه ولامجيء خلقه ولانزول خلقه, فكهذا تقربه إلى عبادة العابدين له والمسارعين لطاعته, وتقربه إليهم لايشابه تقربهم, وليس قربه منهم كقربهم منه, وليس مشيه كمشيهم, ولاهرولته كهرولتهم (بل هو شيئ) يليق بالله لايشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات, فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عزوجل.
وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى, وأنه لايعلم كيفية صفاته إلاهو, كما أنه لايعلم كيفية ذاته إلاهو, فالصفات كالذات, فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك, فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الايمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها, وأنها لاتشابه صفات الخلق, كما قال عز وجل (قل هو الله أحد*الله الصمد*لم يلد ولم يولد*ولم يكن له كفوا احد) وقال عزوجل (فلاتضربوا لله الأمثال أن الله يعلم وأنتم لاتعلمون) وقال سبحانه (ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير)
فرد على المشبهة بقوله: (ليس كمثله شيئ) وقوله (فلاتضربوا الامثال) ورد على (المعطلة) بقوله: (وهو السميع البصير) وقوله: (قل هو الله أحد*الله الصمد) (وإن الله عزيز حكيم) وقوله:} (إن الله سميع بصير) وقوله (إن الله غفور رحيم) , (إن الله على كل شيئ قدير) إلى غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ماأثبته الله لنفسه إثباتاً بلا تمثيل, ونفي مانفاه الله عن نفسه, وتنزيه الله عما نزّه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة كالفقهاء السبعة وكمالك بن أنس, والأوزاعي, والثوري, والشافعي, وأحمد, وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام, يقولون أمروها كما جاءت واثبتوها كما جاءت, من غير تحريف, ولاتعطيل, ولاتكييف, ولاتمثيل.
وأما ماقاله المعلقان في هذا (علوي وصاحبه محمود) فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح, ولكن مقتضى هذا الحديث أنة سبحانه إسرع بالخير إليهم وأولى بالجود والكرم, ولكن ليس هذا هومعناه, بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب, والمشي والهرولة, يجب اثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى, من غير ان يشابه خلقه في شيئ من ذلك, فنثبته لله على الوجه الذي أراده الله من غيرتحريف ,ولاتعطيل, ولاتكييف, ولاتمثيل. وقولهم:ان هذا من تصوير المعقول بالمحسوس:هذا غلط, وهكذا يقول اهل البدع في اشياء كثيرة, وهم يئولون, والأصل عدم التأويل, وعدم التكييف, وعدم التمثيل ,والتحريف, فتمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت, ولايتعرض لها بتأويل ولابتحريف ولابتعطيل, بل نثبت معانيها لله كما أثبتها لنفسه, وكما خاطبنا بها, إثباتا يليق بالله لايشابه الخلق سبحانه وتعالى في شيئ منها, كما نقول في الغضب, واليد والوجه, والاصابع, والكراهه, والنزول, والاستواء, فالباب واحد, وباب صفات باب واحد. انتهى كلامه رحمه الله من كتاب (فتاوى نور على الدرب-العقيدة-1/ 76).
============================== =====
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
(92) سئل فضيلة الشيخ: عن صفة الهرولة؟
فأجاب بقوله: صفة الهرولة ثابتة لله تعالى كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي) فذكر الحديث وفيه: (وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)، وهذه الهرولة صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل، لأنه أخبر بها عن نفسه وهو أعلم بنفسه فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأن التكييف قول على الله بغير علم وهو حرام، وبدون تمثيل لأن الله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. انتهى كلامه رحمه الله المرجع (فتاوى ابن عثيمين -العقيدة-1/ 380).
============================== ================
وهذا كلام الإمام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
(لكن الهرولة، الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها إذا خصصناها بالله عز وجل؛ لأن هذه الصفات ليست صفة نقص حتى نبادر رأساً إلى نفيها .... )
سلسلة الهدى والنور شريط رقم (756/ 1)
والله ولي التوفيق.
الألوكة
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?p=190918 (http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?p=190918)(/)
حصرياً: شبكة صوفية حضرموت تستضيف فضيلة الشيخ محمد مصطفى عبدالقادر - حفظه الله
ـ[القرتشائي]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 01:19]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/sudan2.gif (http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=84)
يسر
(شبكة صوفيه حضرموت .. www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/) )
أن تتقدم لكافة الأعضاء وزوارها الكرام ببشرى إستضافة فضيلة الشيخ:
(محمد مصطفى عبدالقادر)
إلى قافلة منتدانا المبارك، والذي تكرم ـ جزاه الله خيرا ـ بالموافقة على الاستضافة، ليجيب فيها على أسئلة أعضاء الشبكة وآمل من الإخوة الكرام، كتابة أسئلتهم واستفساراتهم
كما إننا نتوجه بوافر الشكر والتقدير لفضيلة الشيخ على قبوله دعوتنا , شاكرين له جهوده المباركة , سائلين الله تعالى أن يمدّ في عمره ويبارك في وقته لنصرة دينه, وأن يوفقنا وإيّاه لخدمة هذا الدين العظيم وأهله, وأن يجعل ما يبذله من جهد ووقت في ذلك سبباً لنيل رضوانه سبحانه وبلوغ كرامته.
وأن يجزي الشيخ عنا خير الجزاء وأن يبارك له في علمه وعمله.
==========
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/sudan2.gif (http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=84)
==========
??? ( نبذه عن الشيخ حفظه الله) ???
الاسم: محمد بن مصطفي بن عبد القادر حسين.
الكنيه:ابو ايمن من مواليد الخرطوم 1956 وله من الابناء 3 ذكور و3 اناث.
نسبه: هو محمد بن مصطفي من قبيله الجعافره.
النشأه: الخرطوم المقرن حيث درس مدرسه المقرن الابتدائيه ثم مدرسه الخرطوم غرب 2ثم الثانويه العامه مدرسه الخرطوم جنوب.
العلم الشرعي: التقي في السبعينيات بمشايخ الدعوه السلفيه في السودان ,الشيخ محمد هاشم الهديه رحمه الله ,والشيخ ابوزيد محمد حمزه, والشيخ مصطفي ناجي وقد اجازوه في مجال الدعوه السلفيه في لما وجد فيه من دقه الفهم والنشاط الدعوي.
وللشيخ تخصصات في مجال النقد والكشف عن بدع الفرق الهدامه القديمه و المعاصره مثل (الاخوان المسلمين - الصوفيه - الجمهوريين - الخوارج - السروريه)
وله مطبوعات و رسائل تحت عنوان احذرو التصوف وله الكثير من الدروس و الاشرطه في هذا المجال.
المشاركات الاعلاميه: للشيخ الكثير من اللقاءات التلفزيونيه والبرامج الحيه الاذاعيه ومشاركات الصحف
مطبوعات الشيخ:
1 - حوار هادىء مع الشيخ البرعي.
2 - اباطيل الطرق (السمانيه- الختميه-القادريه- البرهانيه-التجانيه).
3 - دليل المنير في تحريم الاغاني و المعازف و المزامير.
4 - أحكام الصيام
5 - دعاء غير الله؟؟
6 - الادلة الشرعية في أن الجرح والتشهير بالدعاة الى البدع من المسائل الاصولية
وللشيخ مناظرات علميه مع دعاة اهل البدع (صوتيه ومرئيه).
وقد من الله علي الشيخ بالفتح والقبول لدي كثير من طلبه العلم و العوام وهو الّان مدرس في المعهد المفتوح لاعداد الدعاة بمسجده في الفتيحاب مربع 5.
وقد تقلد الشيخ امامه الكثير من المساجد بالسودان وهو الان امام وخطيب مسجد الفتيحاب مربع 5.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 04:54]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير(/)
منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للعلامة الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله
ـ[الملا أبوأسامة الزرقاوي]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 09:51]ـ
منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات
العلامة الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإنا نريد أن نوضح لكم معتقد السلف والطريق الذي هو المنجى نحو آيات الصفات:
أولا: اعلموا أن كثرة الخوض والتعمق في البحث في آيات الصفات وكثرة الأسئلة في ذلك الموضوع من البدع التي يكرهها السلف.
اعلموا أن مبحث آيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يتركز على ثلاثة أسس من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم، وأصحابه والسلف الصالح، ومن أخل بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل.
وكل هذه الأسس الثلاثة يدل عليها قرآن عظيم.
أحد هذه الأسس الثلاثة: هو تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيثا من صفات المخلوقين. وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى: (ليس كمثله شئ)، (ولم يكن له كفؤا أحد)، (فلا تضربوا لله الأمثال).
الثاني من هذه الأسس: هو الإيمان بما وصف الله به نفسه، لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله (أأنتم أعلم أم الله). والإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال في حقه: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، فيلزم كل مكلف أن يؤمن بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وينزه الله جل وعلا عن أن تشبه صفته صفة الخلق. وحيث أخل بأحد هذين الأصلين وقع في هوة ضلال، لأن من تنطع بين يدى رب السموات والأرض وتجرأ على الله بهذه الجرأة العظيمة ونفي عن ربه وصفا أثبته لنفسه فهذا مجنون فالله جل وعلا يثبت لنفسه صفات كمال وجلال فكيف يليق لمسكين جاهل أن يتقدم بين يدي رب السموات والأرض ويقول هذا الذي وصفت به نفسك لا يليق بك ويلزمه من النقص كذا وكذا، فأنا أؤوله وألغيه وآتى ببدله من تلقاء نفسي من غير استناد إلى كتاب أو سنة. سبحانك هذا بهتان عظيم! ومن ظن أن صفة خالق السموات والأرض تشبه شيئا من صفات الخلق فهذا مجنون جاهل، ملحد ضال، ومن آمن بصفات ربه جل وعلا منزها ربه عن تشبيه صفاته بصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل. وهذا التحقيق هو مضمون: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فهده الآية فيها تعليم عظيم يحل جميع الإشكالات ويجيب عن جميع الأسئلة حول الموضوع. ذلك لأن الله قال: (وهو السميع البصير) بعد قوله (ليس كمثله: شئ). ومعلوم أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر يتصف بهما جميع الحيوانات، فكأن الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه وبصره بادعاء أن الحوادث تسمع وتبصر وأن ذلك تشبيه بل عليهم أن يثبتوا له صفة سمعه وبصره على أساس (ليس كمثله شىء). فالله جل وعلا له صفات لائقة بكماله وجلاله والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم وكل هذا حق ثابت لا شك فيه.
إلا أن صفة رب السموات والأرض أعلى وأكل من أن تشبه صفات المخلوقين، فمن نفي عن الله وصفا أثبته لنفسه فقد جعل نفسه أعلم؟ دثه بن الله سبحانك هذا بهتان عظيم،. من ظن أن صفة ربه تشبه شيثا من صفة الخلق فهذا مجنون ضال ملحد لا عقل له يدخل في قوله: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين). ومن يسوى رب العالمين بغيره فهو مجنون.
ثم اعلموا أن المتكلمين الذين خاضوا في الكلام بأدلة يسمونها أدلة عقلية ركبوها في أقيسة منطقية، قسموا صفات الله جل وعلا إلى ستة أقسام. قالوا: هناك صفة نفسية وصفة معنى. وصفة معنوية وصفة فعلية وصفة سلبية وصفة جامعة. أما الصفات الإضافية فقد جعلوها أمورا إعتبارية لا وجود لها في الخارج وسببوا بذلك إشكالات عظيمة وضلالا مبينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنا نبين لكم على تقسيم المتكلمين ما جاء في القران العظيم من وصف الخالق جل وعلا بتلك الصفات ووصف المخلوقين بتلك الصفات وبيان القران العظيم لأن صفة خالق السموات والأرض حق وأن صفة المخلوقين حق، وأنه لا مناسبة بين صفة الخالق وبين صفة المخلوق فصفة الخالق لائقة بذاته وصفة المخلوق مناسبة لعجزه وافتقاره وبين الصفة والصفة من المخالفة كمثل ما ببن الذات والذات.
أما هذا الكلام الذي يدرس في أقطار الدنيا اليوم في المسلمين فإن أغلب الذين يدرسونه إنما يثبتون من الصفات التي يسمونها صفات المعاني سبع صفات فقط وينكرون سواها من المعاني ويؤولونها، وصفة المعنى عندهم في الاصطلاح ضابطها أنها ما دل على معنى وجودي قائم بالذات، والذي اعترفوا به منها سبع صفات، هي: القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام.
ونفوا غير هذه الصفات من صفات المعاني التي سنبينها ونبين أدلتها من كتاب الله. وأنكر هذه المعاني السبعة المعتزلة وأثبتوا أحكامها فقالوا:
هو قادر بذاته سميع بذاته عليم بذاته حي بذاته، ولم يثبتوا قدرة ولا علما ولا حياة ولا سمعا ولا بصرا، فرارا منهم من تعدد القديم وهو مذهبٌ كلُ العقلاء يعرفون ضلاله وتناقضه " وأنه إذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول هي عالمة بلا علم وهو تناقض واضح بأوائل العقول.
فإذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعاني التي أقروا بها فنقول:
1 - وصفوا الله تعالى بالقدرة وأثبتوا له القدرة والله جل وعلا يقول في كتابه: (إن الله على كل شيء قدير) ونحن نقطع أنه تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله وجلاله. وكذلك وصف بعض المخلوقين بالقدرة قال (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فأسند القدرة لبعض الحوادث ونسبها إليهم ونحن نعلم أن كل ما في القرآن حق وأن للمولى جل وعلا قدرة حقيقية تليق بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين قدرة حقيقية مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم. وبين قدرة الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق- وحسبك بونا بذلك.
2، 3 - ووصف نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كنابه قال: (إن الله سميع بصير، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)، (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا). ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق فله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله. كما أن للمخلوق سمعا وبصرا حقيقين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
4 - ووصف نفسه بالحياة قال تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (وتوكل على الحي الذي لا يموت) (هو الحي لا إله إلا هو)، الآية. ووصف أيضا بعض المخلوقين بالحياة قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) ونحن نقطع بأن لله جل وعلا صفة حياة حقيقية لائقة بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين حياة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وببن صفة الخالق والمخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق. وذلك بون شاسع ين الخالق وخلقه.
5 - ووصف جل وعلا نفسه بالإرادة قال: (فعال لما يريد)، (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). ووصف بعض المخلوقين بالإرادة قال: (تريدون عرض الدنيا)، (إن يريدون إلا فرارا)، (يريدون ليطفئوا نور الله) ولاشك أن لله إرادة حقيقية لائقة بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين إرادة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وبين إرادة الخالق والمخلوق كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
6 - وصف نفسه جل وعلا بالعلم قال: (والله بكل شيء عليم)، (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين). ووصف بعض المخلوقين بالعلم قال: (وبشرناه بغلام عليم) (وإنه لذو علم لما علمناه). ولا شك أن للخالق جل وعلا علما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله محيطا بكل شيء، كما أن للمخلوقين علما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وبين علم الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - ووصف نفسه جل وعلا بالكلام. قال: (وكلم الله موسى تكليما)، (فأجره حتى يسمع كلام الله). ووصف بعض المخلوقين بالكلام، قال: (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) (وتكلمنا أيديهم). ولا شك أن للخالق تعالى كلاما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين كلاما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم، وببن كلام الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
هذه صفات المعاني سمعتم ما في القران من وصف الخالق بها ووصف المخلوق، ولايخفى على عاقل أن صفات الخالق حق، وأن صفات الخالق لائقة بجلاله وكماله، وصفات المخلوقين مناسبة لحالهم وبين الصفة والصفة كما بين الذات والذات.
وسنبين مثل ذلك في الصفات التي يسمونها سلبية، وضابط الصفة السلبية عند المتكلمين.
نقول: هذا قياس عدم محض، والمراد بها أن تدل على سلب مالا يليق بالله عن الله من غير أن تدل على معنى وجودى قائم بالذات. والذين قالوا هذا جعلوا الصفات السلبية خمسا لا سادس لها. وهى عندهم القدم والبقاء والمخالفة للخلق والوحدانية والغنى المطلق الذي يسمونه القيام بالنفس الذي يعنون به الاستغناء عن المخصص والمحل. فإذا عرفتم هذا فاعلموا أن القدم والبقاء اللذين وصف المتكلمون بهما الله جل وعلا زاعمين أنه وصف بهما نفسه في قوله هو الأول والآخر قد وصف بهما المخلوق والقدم في الاصطلاح عندهم عبارة عن سلب العدم السابق إلا أنه عندهم أخص من ا لأزل لأن الأزل عبارة عما لا افتتاح له سواء كان وجوديا كذات الله وصفاته أو عدميا كإعدام ما سوى الله لأن العدم السابق على العالم قبل وجوده لا أول له فهو أزلي ولا يقال فيه قديم والقدم عندهم عبارة عما لا أول له بشرط أن يكون وجوديا كذات الله متصفة بصفات الكمال والجلال ونحن الآن نتكلم على ما وصفوا به الله جل وعلا من القدم والبقاء وإن كانبعض العلماء كره وصفه جل وعلا بالقدم كما يأتي. فالله عز وجل وصف بعض المخلوقين بالقدم قال: (كالعرجون القديم) إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وأباؤكم الأقدمون) ووصف بعضهم بالبقاء قال: (وجعلنا ذريته هم الباقين) 2 ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) ولاشك أن ما وصفوا به الله من هذه الصفات مخالف لما وصف به الخلق نحو ما تقدم.
أما الله عز وعلا فلم يصف في كتابه نفسه بالقدم وبعض السلف كره وصفه بالقدم لأنه قد يطلق مع سبق العدم نحو: (كالعرجون القديم) (إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وآباؤكم الأقدمون) وقد جاء فيه حديث قال فيه بعض العلماء هو يدل على وصفه بهذا وبعضهم يقول لم يثبت وقد ذكر الحاكم في المستدرك في بعض الروايات القديم في أسمائه تعالى وفي حديث دخول المسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. أما الأولية والآخرية التي نص الله عليهما في قوله: (هو الأول والآخر) فقد وصف بعض المخلوقين أيضا بالأولية والآخرية قال: (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) ولا شك أن ما وصف الله به نفسه من ذلك لائق بجلاله وكماله كما أن للمخلوقين أولية وآخرية مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.
ووصف نفسه بأنه واحد قال: (وإلهكم إله واحد) ووصف بعض المخلوقين بذلك قال: (يسقى بماء واحد) ووصف نفسه بالغنى قال: (فإن الله هو الغنى الحميد)، (إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله هوالغنى الحميد،، فكفروا وتولوا واستغى الله والله غنى حميد) ووصف بعض المخلوقين بالغنى قال: (ومن كان غنيا فليستعفف) (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).
فهذه صفات السلب جاء في القرآن وصف الخالق والمخلوق بها ولاشك أن ما وصف به الخالق منها لائق بكماله وجلاله وما وصف به المخلوق مناسب لحاله وفنائه وعجزه وافتقاره. ثم نذهب إلى الصفات السبع التي يسمونها المعنوية والتحقيق: أن عد الصفات السبع المعنوية التي هي كونه تعالى قادرا ومريدا وعالما وحيا وسميعا وبصيرا ومتكلما لا وجه له لأنها في الحقيقة 0إانما هي كيفية الاتصاف بالمعاني السبع التي ذكرنا ومن عدها من المتكلمين عدوها بناء على ثبوت ما يسهونه الحال المعنوية التي يزعمون أنها واسطة ثبوتية لا معدومة ولا موجودة. والتحقيق إن هذه خرافة وخيال. وإن العقل الصحيح لا يجعل بين الشيء ونقيضه واسطة البتة فكل ما ليس بموجود فهو معدوم قطعا وكل ما ليس
(يُتْبَعُ)
(/)
بمعدوم فهو موجود قطعا ولا واسطة البتة كما هو معروف عند العقلاء. فإذا كنا قد مثلنا لكونه قادرا وحيا ومريدا وسميعا وبصيرا ومتكلما لما جاء في القرآن من وصف الخالق بذلك وما جاء في القران من وصف المخلوق بذلك وبينا أن صفة الخالق لائقة بكماله وجلاله وان صفة المخلوق مناسبة لحاله وفنائه وعجزه وافتقاره، فل داعي لأن ننفي وصف رب السموات والأرض لئلا نشبهها بصفات المخلوقين، بل يلزم أن نقر بوصف الله ونؤمن به في حال كوننا منزهين له عن مشابهة صفة المخلوق وهذه صفات الأفعال جاء في القرآن بكثرة وصف الخالق بها ووصف المخلوق ولاشك أن ما وصف به الخالق منها مخالف لما وصف به المخلوق كالمخالفة التي بين ذات الخالق وذات المخلوق، ومن ذلك أنه وصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل التي هي أنه يرزق خلقه قال جل وعلا: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين). ووصف بعض المخلوقين بصفة الرزق قال: (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما وارزقوهم فيها. (وعلى المولود له رزقهن). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه المخلوق كمخالفة ذات الله لذات المخلوق. ووصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل الذي هو العمل قال: (أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون). ووصف المخلوقبن بصفة الفعل التي هي العمل قال: (إنما تجزون ما كنتم تعملون). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مناف لما وصف به المخلوق مخالف له كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق.
ووصف نفسه بأنه يعلم خلقه: (الرحمن علم القرآن. خلق الإنسان علمه البيان) (إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما). ووصف بعض خلقه بصفة الفعل التي هي التعليم أيضا قال: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب). وجمع المثالين في قوله: (تعلمونهن مما علمكم الله). ووصف نفسه جل وعلا بأنه ينبئ ووصف المخلوق بأنه ينبئ وجمع بين الفعل في الأمرين في قوله جل وعلا: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه العبد كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق. ووصف نفسه بصفة الفعل الذي هو الإيتاء فال جل وعلا: (يؤتى الحكمة من يشاء) (ويؤت كل ذي فضل فضله). ووصف المخلوق بالفعل الذي هو الإيتاء قال: (وآتيتم إحداهن قنطارا) (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة).
ولاشك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به العبد من هذا الفعل كمخالفة ذاته لذاته.
ثم نتكلم على الصفات الجامعة كالعلو والعظم والكبر والملك والتكبر والجبروت والعزة والقوة وما جرى مجرى ذلك من الصفات الجامعة فنجد الله وصف نفسه بالعلو والكبر والعظم قال في وصف نفسه بالعلو والعظم: (ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم). وقال في وصف نفسه بالعلو والكبر: (إن الله كان عليا كبيرا) (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال).
ووصف بعض المخلوقين بالعظم قال: (فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) (إنكم لتقولون قولا عظيما) (ولها عرش عظيم). ووصف بعض المخلوقين بالعلو قال: (ورفعناه مكانا عليا. وجعلنا لهم لسان صدق عليا).
ولأشك أن ما وصف الله به من هذه الصفات الجامعة كالعلو والكبر والعظم مناف لما وصف به المخلوق منها كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق فلا مناسبة بين ذات الخالق والمخلوق كما لا مناسبة بين صفة الخالق وصفة المخلوق.
ووصف نفسه بالملك قال: (يسبح له ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس) (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) (في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
ووصف بعض المخلوقين بالملك قال: (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان) (وقال الملك إئتوني به) (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) (تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاشك أن الله جل وعلا ملكا حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين ملكأ مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.
ووصف نفسه بأنه جبار متكبر قال: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس)، إلى قوله: (الجبار المتكبر). ووصف بعض المخلوقين بأنه جبار متكبر قال: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (وإذا بطشتم بطشتم جبارين) (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد).
ولاشك أن ما وصف به الخالق من هذه الصفات مناف لما وصف به المخلوق كمنافاة ذات الخالق لذات المخلوق.
ووصف نفسه جل وعلا بالعزة قال: (إن الله عزيز ح~م) (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب). ووصف بعض المخلوقين بالعزة قال: (وقالت امرأة العزيز) (وعزني في الخطاب). وجمع المثالين في قوله: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
ولا شك أن ما وصف به الخالق من هذا الوصف مناف لما وصف به المخلوق كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق.
ووصف نفسه جل وعلا بالقوة قال: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز).
ووصف بعض المخلوقين بالقوة قال: (ويزدكم قوة إلى قوتكم).
وقال جل وعلا: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة). وجمع بين المثالين في قوله: (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون).
ثم إننا نتكلم على الصفات التي اختلف فيها المتكلمون. هل هي صفات فعل أو صفات معنى والتحقيق: أنها صفات معان قائمة بذات الله جل وعلا. كالرأفة والرحمة والحلم. فنجده جل وعلا وصف نفسه بأنه رؤوف رحيم قال: (إن ربكم لرؤوف رحيم) ووصف بعض المخلوقين بذلك قال في وصف نبينا صلوات الله وسلامه عليه: (قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
ووصف نفسه بالحلم قال: (ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم) (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم) (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم) ووصف بعض المخلوقين بالحلم قال: (فبشرناه بغلام حليم) (إن إبراهيم لأواه حليم).
ووصف نفسه بالمغفرة قال: (إن الله غفور رحيم) (فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء). ووصف بعض المخلوقين بالمغفرة قال: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) (قول معروف ومغفرة) الآية. (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله).
ولاشك أن ما وصف به خالق السموات والأرض من هذه الصفات أنه حق لائق بكماله وجلاله لا يجوز أن ينفى خوفا من التشبيه بالخلق. وان ما وصف به الخلق من هذه الصفات حق مناسب لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقار هم.
وعلى كل حال فلا يجوز للإنسان أن يتنطع إلى وصف أثبته الله جل وعلا لنفسه فينفي هذا الوصف عن الله متهجما على رب السموات والأرض مدعيا عليه أن هذا الوصف الذي تمدح به أنه لا يليق به وأنه هو ينفيه عنه ويأتيه بالكمال من كيسه الخاص فهذا جنون وهوس ولا يذهب إليه إلا من طمس الله بصائرهم.
وسنضرب لكم لهذا مثلا يتبين به الكل، لأن مثلا واحدا من آيات الصفات ينسحب على الجميع إذ لا فرق بين الصفات لأن الموصوف بها واحد. وهو جل وعلا لا يشبهه شيء من خلقه في شيء من صفاته البتة. فهذه صفة الاستواء التي كثر فيها الخوض ونفاها كثير من الناس بفلسفة
منطقية وأدلة جدلية سنتكلم فيآخر البحث على وجوه إبطالها كلاما يخص الذين درسوا المنطق والجدل ليتبين كيف استدل أولئك بالباطل وأبطلوا به الحق وأحقوا به الباطل. فهذه صفة الاستواء تجرأ الآلاف ممن يدعون الإسلام ونفوها عن رب السموات والأرض بأدلة منطقية يركبون فبها قياسا استثنائيا مركبا من شرطية متصلة لزومية واستثنائية يستثنون فيه نقيض التالي ينتجون في زعمهم الباطل نقيض المقدم بناء على أن نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم. فيقولون مثلا لو كان مستويا على عرشه لكان مشابها للخلق لكنه لم يكن مشابها للخلق فينتجون، ليس مستويا على العرش، وعظم هذا الافتراء كما ترى.
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - اعلموا أن هذه الصفة التي هي صفة الاستواء صفة كمال وجلال تمدح بها رب السموات والأرض، والقرينة على أنها صفة كمال وجلال أن الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلا مصحوبة بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله التي هي منها. وسنضرب مثلا لذلك بذكر الآيات: فأول سورة ذكر الله فيها صفة الاستواء حسب ترتيب المصحف سورة الأعراف قال: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين). فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
2 - الموضع الثاني في سورة يونس قال: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيا ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون. هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون. إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون).
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.
3 - الموضع الثالث في سورة الرعد في قوله جل وعلا: (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون. وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون).
وفي القراءة الأخرى (وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان. تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
4 - الموضع الرابع في سورة طه: (طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. ءالا تذكرة لمن يخشى. تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفي. الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى).
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
5 - الموضع الخامس في سورة الفرقان في قوله: (وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا) (الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا، فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.
6 - الموضع السادس في سورة السجدة في قوله تعالى: (أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون. الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون. يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فئ يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز ا لرحيم. الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون) فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الجلال والكمال.
7 - الموضح السابع في سورة الحديد في قوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشاهد أن هذه الصفة التي يظن الجاهلون أنها صفة نقص ويتهجمون على رب السموات والأرض بأنه وصف نفسه صفة نقص ثم يسببون عن هذا أن ينفوها ويؤولوها مع أن الله جل وعلا تمدح بها وجعلها من صفات الجلال والكمال مقرونة بما يبهر العقول من صفات الجلال والكمال. هدا يدل على جهل وهوس من ينفي بعض صفات الله جل وعلا بالتأويل.
ثم اعلموا أن هذا الشيء الذي يقال له التأويل ـ الذي فتن به الخلق وضل به آلآف من هذه الأمة ـ يطلق مشتركا بين ثلاثة معان:
1 - يطلق على ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال وهذا هو معناه في القرآن نحو (ذلك خير وأحسن تأويلا). (ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم)، الآية، (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل). ومعنى التأويل في الآيات المذكورة ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال.
2 - ويطلق التأويل بمعنى التفسير وهذا قول معروف كقول ابن جرير: القول في تأويل قوله تعالى كذا، أي تفسيره.
3 - أما في اصطلاح الأصوليين فالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى محتمل مرجوح لدليل.
وصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه له عند علماء الأصول ثلاث حالات.
ا) إما أن يصرفه عن ظاهره المتبادر منه لدليل صحيح من كتاب أو سنة وهذا النوع من التأويل صحيح مقبول لا نزاع فيه ومثال هذا النوع ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الجار أحق بصقبه). فظاهر هذا الحديث ثبوت الشفعة للجار وحمل هذا الحديث على الشريك المقاسم حمل اللفظ على محتمل مرجوح غير ظاهر متبادر إلا أن حديث جابر الصحيح (فإذا ضربت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة)، دل على أن المراء بالجار الذي هو أحق بصقبه خصوص الشريك المقاسم. فهذا النوع من صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل واضح يجب الرجوع إليه من كتاب وسنة وهذا التأويل يسمى تأويلا صحيحا وتأويلا قريبا ولا مانع منه إذا دل عليه النص.
ب) الثاني هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لشيء يعتقده المجتهد دليلا وهو في نفس الأمر ليس بدليل فهذا يسمى تأويلا بعيدا ويقال له فاسد ومثل له بعض العلماء بتأويل الإمام أبي حنيفة رحمه الله لفظ امرأة في قوله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل) قالوا حمل هذا على خصوص المكاتبة تأويل بعيد لأنه صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لأن (أي) في قوله (أي امرأة) صيغة عموم وأكدت صيغة العموم بما المزيدة للتوكيد فحمل هذا على صورة نادرة هي المكاتبة حمل، للفظ على غير ظاهره لغير دليل جازم يجب الرجوع إليه.
(ج) أما حمل اللفظ على غير ظاهره لا لدليل: فهذا لا يسمى تأويلا في الاصطلاح بل يسمى لعبا لأنه تلاعب بكتاب الله وسنة في نبيه صلى الله عليه وسلم ومن هذا تفسير غلاة الروافض قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)، قالوا عائشة. ومن هذا النوع صرف آيات الصفات عن ظواهرها إلى محتملات ما أنزل الله بها من سلطان كقولهم استوى بمعنى استولى فهذا لا يدخل في اسم التأويل لأنه لا دليل عليه البتة وإنما يسمى في اصطلاح أهل الأصول لعبا. لأنه تلاعب بكتاب الله جل وعلا من غير دليل ولا مستند فهذا النوع لا يجوز لأنه تهجم على كلام رب العالمين. والقاعدة المعروفة عند علماء السلف أنه لا يجوز صرف شيء من كتاب الله ولا سنة رسوله عن ظاهره المتبادر منه إلا بدليل يجب الرجوع إليه.
وكل هذا الشر- فاسمعوا أيها الإخوان نصيحة مشفق- إنما جاء من مسألة وهى نجس القلب وتلطخه وتدنسه بأقذار التشبيه فإذا سمع ذ و القلب المتنجس بأقذار التشبيه صفة من صفات الكمال أثنى الله بها على نفسه كنزوله إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير وكاستوائه على عرشه وكمجيئه يوم القيامة وغير ذلك من صفات الجلال والكمال أول ما يخطر في ذهن المسكين أن هذه الصفة تشبه صفة الخلق فيكون قلبه متنجسا بأقذار التشبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يقدر الله حق قدره ولا يعظم الله حق عظمته حيث يسبق إلى ذهنه أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيكون فيها أولا نجس القلب متقذره بأقذار التشبيه فيدعو شؤم هذا التشبيه إلى أن ينفي صفة الخالق جل وعلا عنه بادعاء أنها تشبه صفات المخلوق فيكون فيها أولا مشبها وثانيا معطلا ضالا ابتداء وانتهاء متهجما على رب العالمين ينفي صفاته عنه بادعاء أن تلك الصفة لا تليق. واعلموا أن هنا قاعدة أصولية أطبق عليها من يعتد به من أهل العلم وهى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولاسيما في العقائد ولاسيما لو مشينا على فرضهم الباطل "أن ظاهر آيات الصفات الكفر" فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤول الاستواء (بالاستيلاء) ولم يؤول شيئا من هذه التأويلات ولو كان المراد بها هذه التأويلات لبادر النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيانها لأنه لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة فالحاصل أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد هذا الاعتقاد الذي يحل جميع الشبه ويجيب عن جميع الأسئلة وهو: أن الإنسان إذا سمع وصفا وصف به خالق السموات والأرض نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم امتلأ صدره من التعظيم فيجزم بأن ذلك الوصف بالغ من غايات الكمال والشرف والعلو ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة، بينه وبين صفات المخلوقين فيكون القلب منزها معظما له جل وعلا غير متنجس بأقذار التشبيه فتكون أرض قلبه قابلة للإيمان والتصديق بصفات الله التي تمدح بها أو أثنى عليه بها نبيه صلى الله عليه وسلم على غرار (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). والشر كل الشر في عدم تعظيم الله وأن يسبق في ذهن الإنسان أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيضطر المسكين أن ينفي صفة الخالق بهذه الدعوى الكاذبة.
ولأبد في هذا المقام من نقط يتنبه إليها طالب العلم:
أولا: أن يعلم طالب العلم أن جميع الصفات من باب واحد إذ لا فرق بينها البتة لان الموصوف
بها واحد وهو جل وعلا لا يشبه الخلق في شيء من صفاتهم البتة، فكما أنكم أثبتم له سمعا وبصرا لائقين بجلاله لا يشبهان شيئا من أسماع الحوادث وأبصارهم فكذلك يلزم أن تجروا هذا بعينه في صفة الاستواء والنزول والمجيء إلى غير ذلك من صفات الجلال والكمال التي أثنى الله بها كل نفسه.
واعلموا أن رب السموات والأرض يستحيل عقلا أن يصف نفسه بما يلزمه محذور أو يلزمه محال أو يؤدى إلى نقص. كل ذلك مستحيل عقلا. فإن الله لا يصف نفسه إلا بوصف بالغ من الشرف والعلو والكمال ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين على حد قوله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
الثاني: أن يعلموا أن الصفات والذات من باب واحد فكما أننا نثبت ذات الله جل وعلا إثبات وجود وإيمان لا إثبات كيفية مكيفة فكذلك نثبت لهذه الذات الكريمة المقدسة صفات إثبات إيمان ووجود لا إثبات كيفية وتحديد.
واعلموا أن آيات الصفات كثير من الناس يطلق عليها اسم المتشابه وهذا من جهة غلط ومن جهة قد يسوغ كما يثبته الإمام مالك في أنس. أما المعاني فهي معروفة عند العرب كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة.
كذلك يقال في النزول: النزول غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة. واطرده في جميع الصفات لأن هذه الصفات معروفة عند العرب، إلا أن ما وصف به خالق السموات والأرض منها أكمل وأجل وأعظم من أن يشبه شيئا من صفات المخلوقين كما أن ذات الخالق جل وعلا حق والمخلوقون لهم ذوات وذات الخالق جل وعلا أكمل وأنزه وأجل من أن تشبه شيئا من ذوات المخلوقين.
فعلى كل حال. الشر كل الشر في تشبيه الخالق بالمخلوق وتنجيس القلب بقذر التشبيه فالإنسان المسلم إذا سمع صفة وصف بها الله أول ما يجب عليه أن يعتقد أن تلك الصفة بالغة من الجلال والكمال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينها وبين صفات المخلوقين فيكون أرض قلبه طيبة طاهرة قابلة للإيمان بالصفات على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا سؤال لابد من تحقيقه لطالب العلم أولا: اعلموا أن المقرر في الأصول أن الكلام إن دل على معنى لا يحتمل غيره فهو المسمى نصا كقوله مثلا (تلك عشرة كاملة). فإذا كان يحتمل معنيين أو أكثر فلا يخلو من حالتين: إما أن يكون أظهر في أحد الاحتمالين من الآخر وإما أن يتساوى بينهما فإن كان الاحتمال يتساوى بينهما فهذا الذي يسمى في الاصطلاح المجمل كما لو قلت (عدا اللصوص البارحة على عين زيد) فإنه يحتمل أن تكون عينه الباصرة عوروها أو عينه الجارية غوروها أو عين ذهبه وفضته سرقوها. فهذا مجمل. وحكم المجمل أن يتوقف عنه إلا بدليل على التفصيل. أما إذا كان نصا صريحا فالنص يعمل به ولا يعدل عنه إلا بثبوت النسخ.
فإذا كان أظهر في أحد الاحتمالين فهو المسمى بالظاهر. ومقابله يسمى (محتملا مرجوحا) والظاهر يجب الحمل عليه إلا لدليل صارف عنه، كما لو قلت: رأيت أسدا فهذا مثلا ظاهر في الحيوان المفترس. محتمل في الرجل الشجاع. وإذا فنقول: فالظاهر المتبادر من آيات الصفات من نحو قوله (يد الله فوق أيديهم) وما جرى مجرى ذلك، هل نقول الظاهر المتبادر من هذه الصفة هو مشابهة الخلق حتى يجب علينا أن نقول ونصرف اللفظ عن ظاهره أو ظاهرها المتبادر منها تنزيه رب السموات والأرض حتى يجب علينا أن نقره على الظاهر من التنزيه؟
الجواب أن كل وصف أسند إلى رب السموات والأرض فظاهره المتبادر منه عند كل مسلم هو التنزيه الكامل عن مشابهة الخلق فإقراره على ظاهره هو الحق وهو تنزيه رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق في شيء من صفاته فهل ينكر عاقل أن المتبادر للأذهان السليمة أن الخالق ينافي المخلوق في ذاته وسائر صفاته؟ لا والله لا يعارض في هذا إلا مكابر.
ثم بعد هذا البحث الذي ذكرنا نحب أن نذكر كلمة قصيرة لجماعة قرءوا في المنطق والكلام وظنوا نفي بعض الصفات من أدلة كلامية كالذي يقول مثلا: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث لكنه غير مشابه للحوادث ينتج فهو غير مستو على العرش هذه النتيجة الباطلة تضاد سبع آيات من المحكم المنزل ولكننا الآن نقول في مثل هذا على طريق المناظرة والجدل المعروف عند المتكلمين. نقول: هذا قياس استثني فيه نقيض التالي فأنتج منه نقيض المقدم حسب ما يراه مقيم هذا الدليل. ونحن نقول: انه تقرر عند عامة النظار أن القياس الاستثنائي المركب من شرطية متصلة لزومية يتوجه عليه القدح من ثلاث جهات:
1 - يتوجه عليه من جهة استثنائيته
2 - ويتوجه عليه من جهة شرطيته- إذا كان الربط بين المقدم والتالي ليس بصحيح.
3 - ويتوجه عليه القدح من جهتهما معا.
وهذه القضية كاذبة الشرطية فالربط بين مقدمها وتاليها كاذب كذبا بحتا ولذا جاءت نتيجتها مخالفة لسبع آيات.
وإيضاحه أن نقول: قولكم: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث هذا الربط بين (لو) و (اللام) كاذب، كاذب، كاذب. بل هو مستو على عرشه كما قال من غير مشابهة للحوادث كما أن سائر صفاته واقعة كما قال من غير مشابهة للخلق ولا يلزم من استوائه على عرشه كما قال أن يشبه شيئا من المخلوقين في صفاتهم البتة بل استواؤه صفة من صفاته وجميع صفاته منزهة عن مشابهة الخلق كما أن ذاته منزهة عن مشابهة ذوات الخلق ويطرد هذا في مثل هذا. وعلى كل حال فالجواب عن شيء واحد من هذا يطرد في الكل.
وآخر ما نختم به هذه المقالة أنا نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تلتزموا بثلاث آيات في كتاب الله.
الأولى: (ليس كمثله شيء). فتنزهوا رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق.
الثانية: (وهو السميع البصير). فتؤمنوا بصفات الجلال والكمال الثابتة بالكتاب والسنة عك أساس التنزيه كما جاء (وهو السميع البصير) بعد قوله: (ليس كمثله شيء).
الثالثة: أن تقطعوا أطماعكم عن إدراك حقيقة الكيفية لأن إدراك حقيقة الكيفية مستحيل وهذا نص الله عليه في سورة (طه) حيث قال: (يعلم مما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما). فقوله: يحيطون به فعل مضارع والفعل الصناعي الذي يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحل عند النحويين عن مصدر وزمن كما قال ابن مالك في الخلاصة:
المصدر اسم ما سوى الزمان * من مدلولي الفعل كأمن من أمن
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حرر علماء البلاغة في مبحث الاستعارة التبعية أنه ينحل عن مصدر وزمن ونسبة، فالمصدر كامن في مفهومه إجماعا. فـ (يحيطون) في مفهومها (الإحاطة) فيتسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل فيكون كالنكرة المبنية على الفتح، فيصبر المعنى لا إحاطة للعلم البشرى برب السموات والأرض، فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها. فالإحاطة المسندة للعلم منفية عن رب العالمين. فلا يشكل عليكم بعد هدا صفة نزول ولا مجيء ولا صفة يد و لا أصابع ولا عجب ولا ضحك. لان هذه الصفات كلها من باب واحد فما وصف الله به نفسه منها فهو حق وهو لائق بكماله وجلاله لا يشبه شيئا من صفات المخلوقين وما وصف به المخلوقون منها فهو حق مناسب لعجزهم وفنائهم وافتقارهم وهذا الكلام الكثير أوضحه الله في كلمتين (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). (ليس كمثله شيء) تنزيه بلا تعطيل. (وهو السميع البصير) إيمان بلا تمثيل. فيجب من أول الآية (ليس كمثله شيء) التنزيه الكامل الذي ليس فيه تعطيل ويلزم من قوله (وهو السميع البصير) الأيمان بجميع الصفات التي ليس فيها تمثيل. فأول الآية تنزيه وآخرها إيمان، ومن عمل بالتنزيه الذي في (ليس كمثله شيء) والإيمان الذي في (وهو السميع البصير) وقطع النظر عن إدراك الكنه والكيفية المنصوص في قوله (ولا يحيطون به علما) خرج سالما.
وقد ذكرت لكم مرارا أني أقول: هذه الأسس الثلاثة التي ركزنا عليها البحث وهى:
1 - تنزيه الله عن مشابهة الخلق.
2 - والإيمان بالصفات الثابتة بالكتاب والسنة وعدم التعرض لنفيها: عدم التهجم على الله بنفي ما أثبته لنفسه.
3 - وقطع الطمع عن إدراك الكيفية. لو (متم يا إخوان) وأنتم على هذا المعتقد. أترون الله يوم القيامة يقول لكم لم نزهتموني عن مشابهة الخلق ويلومكم على ذلك؟ لا، وكلا والله لا يلومكم على ذلك.
أترون أنه يلومكم على أنكم آمنتم بصفاته وصدقتموه فيما أثنى به على نفسه ويقول لكم لم أثبتم لي ما أثبته لنفسي أو أثبته لي رسولي؟ لا والله لا يلومكم على ذلك ولا تأتيكم عاقبة سيئة من ذلك. كذلك لا يلومكم الله يوم القيامة ويقول لكم: لم قطعتم الطمع عن إدراك الكيفية ولم تحددوني بكيفية مدركة. ثم، إنا نقول: لو تنطع متنطع. وقال: نحن لا ندرك كيفية (نزول) منزهة عن نزول الخلق ولا ندرك كيفية (يد) منزهة عن أيدي الخلق ولا ندرك كيفية (استواء) منزهة عن استواءات الخلق، فبينوا لنا كيفية معقولة منزهة تدركها عقولنا فنقول أولا: هذا السؤال الذي قال فيه مالك بن أنس: والسؤال عن هذا بدعة، ولكن نجيب ونقول: اتعرف أيها المتنطع السائل الضال كيفية الذات المقدسة الكريمة المتصفة بصفة النزول وصفة اليد وصفة الاستواء وصفة السمع والبصر والقدرة والإرادة والعلم فلابد أن نقول: لا، فنقول: معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات، إذ الصفات تختلف باختلاف موصوفاتها ونضرب مثلا ولله المثل الأعلى. فان الأمثال لا تضرب لله ولكن الأخرويات لا مانع منها كما جاء بها القرآن فنقول مثلا كما فال العلامة ابن القيم رحمه الله لفظة (رأس) الراء والهمزة والسين، رأس. هذه الكلمة أضفها إلى المال وأضفها إلى الوادي وأضفها إلى الجبل قل رأس المال. رأس الجبل فانظر ما صار من الاختلاف بين هذه المعاني بحسب هذه الإضافات وهذا مخلوق ضعيف مسكين، فما بالك بالبون الشاسع الذي بين صفة الخالق جل وعلا وصفة المخلوق.
وختاما يا إخواني نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تتمسكوا بهذه الكلمات الثلاث:
1 - أن تنزهوا ربكم عن مشابهة صفات الخلق.
2 - أن تؤمنوا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، إيمانا مبنيا على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
3 - وتقطعوا الطمع في إدراك الكيفية لأن الله يقول: (ولا يحيطون به علما).
ونريد أن نختم هذه المقالة بنقطتين:
إحداهما أنه ينبغي للمؤولين أن ينظروا في وقوله تعالى لليهود: (وقولوا حطة) فإنهم زادوا في هذا اللفظ المنزل نونا فقالوا: حنطة فسمى الله هذه الزيادة تبديلا فقال في البقرة: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)، وقال في الأعراف: (فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون)، وكذلك المؤولون للصفات قيل لهم استوى. فزادوا لاما، فقالوا: استولى. فانظر ما أشبه (لامهم) هذه التي زادوها بـ (نون) اليهود التي زادوها. ذكر هذا ابن القيم.
الثانية: أنه ينبغي للمؤولين أن يتأملوا آية من سورة الفرقان وهى قوله تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا). ويتأملوا معها قوله تعالى في سورة فاطر: (ولا ينبئك مثل خبير). فإن قوله في الفرقان: (فاسأل به خبيرا) بعد قوله: (ثم استوى على العرش الرحمن) يدل دلالة واضحة أن الله الذي وصف نفسه بالاستواء خبير بما يصف به نفسه لا تخفي علبه الصفة اللائقة من غيرها ويفهم منه أن الذي ينفي عنه صفة الاستواء ليس بخبير، نعم هو والله ليس بخبير.
وصلى الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين(/)
الاعتقاد الصحيح في أسماء الله وصفاته
ـ[الملا أبوأسامة الزرقاوي]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 10:04]ـ
الاعتقاد الصحيح في أسماء الله وصفاته
(فقد تناول فيه آيات الصفات وأحاديثها، وأنها تمر كما جاءت, دالة على معانيها اللائقة بجلال الله, من غير تأويل ولا تكييف, وهذا هو الوارد عن السلف في آيات الصفات أنهم قالوا: أمروها كما جاءت, دالة على معانيها. فتفويض السلف هنا, هو تفويض كيفٍ لا معنى. أعني: أن السلف يثبتون لله الأسماء والصفات دالة على المعنى العربي المخاطب به العربي الصحيح العاقل لمعاني الكلام مع التصريح بوجود الكيف، مع جهلنا به كما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها، والإمام مالك رحمه الله، لما سئلا عن صفة الاستواء فقالا: "الاستواء معلوم, والكيف مجهول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة"، وهناك من الأشاعرة من يقول ليس لله يد أو عين .. لأنه تعالى لم يقل: لي يد أو لي عين, كما قال سميع بصير, فنحن نثبت السمع والبصر ولا نثبت اليد أو العين .. ).
أرجوا منكم شرح هذا الكلام بشيء من الإسهاب .. وشكرا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فاعلم يا أخي المسلم؛ أن موضوع آيات الصفات وأحاديثها قد ضل فيه كثير من أهل القبلة، وهدى الله فيها أهل السنة والجماعة من السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان، حيث إنهم اعتقدوا أن لله سبحانه وتعالى أسماء حسنى وصفات عليا، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].
فهم يؤمنون بها وبأن لها معاني حقيقية لائقة بجلال الله سبحانه، وأن صفات الله لها كيفية لا نعلمها، وهم يثبتون ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل هو سبحانه كما أخبر عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]. فاشتملت هذه الآية على إثبات الصفات لله عز وجل، ونفي المماثلة والمشابهة للخلق في صفاته.
قوله (إنها تمر كما جاءت ... )؛ يعني أمروها بلا كيف ولا نتعرض لكيفيتها لأنه لا يعلم كيفيتها إلا الله عز وجل، قال الطحاوي: (نمرها كما جاءت ونؤمن بها ولا نقول كيف وكيف). هذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة.
وقوله (دالة على معانيها اللائقة بجلال الله من غير تأويل ولا تكييف)؛ يعني أن صفات الله عز وجل تدل على معاني تليق بجلال الله وعظمته، فمثلاً يقول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]. فصفة الاستواء لها معنى ثابت وهو العلو والفوقية والاستقرار على الشيء، تقول: استوى الرجل على سطح البيت، أي علا واستقر فوقه، والله عز وجل عال على عرشه، بائن عن خلقه.
وإثبات صفات الله عز جل على الوجه اللائق به يستلزم نفي أربعة أشياء، كما جاء ذلك في كتاب "العقيدة الواسطية" حيث قال: (ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصف به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل).
وهذه الأربعة هي كالتالي:
الأول: التأويل بمعنى التحريف، كما عبر به شيخ الإسلام، وهو أولى لوجوه:
الوجه الأول: أنه اللفظ الذي جاء به القرآن. قال تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء: 46]، والتعبير الذي عبر به القرآن أولى من غيره، لأنه أدل على المعنى.
الوجه الثاني: أن التأويل ليس مذموما كله، قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7].
فامتدحهم بأنهم يعلمون التأويل. فالتأويل قد يكون ممدوحا، وقد يكون مذموما، بخلاف التحريف فكله مذموم، ولأنه أشد تنفيرا عن هذه الطريقة المخالفة لطريق السلف.
الثاني: التكييف: وهو أن تذكر كيفية الصفة، ولهذا نقول: كيَّف يكيّف تكييفا، أي ذكر كيفية الصفة، والتكييف يسأل عنه بـ "كيف" فإذا قلت مثلا: كيف جاء زيد؟ تقول: راكبا إذا كيفت مجيئه.
وأهل السنة والجماعة لا يكيفون صفات الله مستندين في ذلك إلى الدليل السمعي، والدليل العقلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الدليل السمعي: فمثل قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33) والشاهد في قوله: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فإذا جاء رجل وقال: إن الله استوى على العرش على هذه الكيفية ووصف كيفية معينة، نقول: هذا قال على الله ما لا يعلم، هل أخبرك الله بأنه استوى على هذه الكيفية؟ لا، أخبرنا بأنه استوى ولم يخبرنا كيف استوى، فنقول هذا تكييف، وقول على الله بغير علم.
وأما الدليل العقلي: فكيفية الشيء لا تدرك إلا بواحد من أمور ثلاثة لم تتحقق عندنا، فصفات الله عز وجل لم نشاهدها، ولم نشاهد لها نظيرا، ولم يأتنا خبر صادق عنها، لا من ربنا ولا من نبينا صلى الله عليه وسلم.
ومعنى قولنا (بدون تكييف): ليست معناه ألا نعتقد لها كيفية، بل نعتقد لها كيفية؛ لكن المنفي علمنا بالكفية، لأن استواء الله على عرشه لا شك أن له كيفية لكن لا تُعلم، نزوله إلى السماء الدنيا له كيفية لكن لا تعلم، لأنه ما من موجود إلا وله كيفية لكنها قد تكون معلومة وقد تكون مجهولة.
الثالث: التعطيل: ومعناه التخلية والترك، كقوله تعالى: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} [الحج: 45]. أي مخلاة متروكة، والمراد بالتعطيل المنفي عن صفات الله عز وجل هو إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء والصفات، سواء كان ذلك بتحريف أو بجحود، هذا كله يسمى تعطيلا، فأهل السنة والجماعة لا يعطلون أي اسم من أسماء الله أو أي صفة من صفاته، ولا يجحدونها، بل يقرون بها إقرارا كاملا.
الرابع: التمثيل؛ ومعناه ذكر مماثل للشيء، وأهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل الصفات بدون مماثلة، يقولون: إن الله عز وجل له علم ليس كعلمنا، وله بصر ليس كبصرنا، وهكذا سائر الصفات، يقولون إن الله عز وجل لا يماثل خلقه فيما وصف به نفسه أبدا، ولهم أدلة سمعية وعقلية منها: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وقوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]، وقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4].
وقد نهى الله عن أن يجعل له نظراء مماثلين، حيث قال عز وجل: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22] والتفويض عند السلف هو تفويض كيفيتها، يقولون لا يعلم كيفية صفاته إلا هو سبحانه وتعالى، ولا يفوضون معناها، بل يثبتون المعنى؛ كما ورد عن الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن الاستواء فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فقوله رحمه الله: الاستواء معلوم، أي من حيث المعنى معلوم أن كلمة (استوى) إذا تعدت بـ (على) كان معناها العلو والاستواء، والكيف مجهول لدينا وغير معقول، وذلك بأن عقولنا لا تدرك كيفية استواء الله عز وجل فيجب علينا الكف عنها، والإيمان بها، وكلام الإمام مالك رحمه الله ميزان لجميع الصفات، فإن سئلت عن أي صفة من صفات الله عز وجل فقل فيها مثل ما قال الإمام مالك في صفة الاستواء على العرش.
ومذهب الأشاعرة في الصفات أنهم يثبتون سبع صفات فقط، وأهل السنة والجماعة يثبتون كما أسلفنا الصفات التي جاءت في الكتاب والسنة من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تمثيل ولا تكييف، ويفوضون كيفيتها إلى الله عز وجل.
وأخيرا؛ ننصح السائل بأن يرجع إلى كتاب "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية بشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليهما، وكتاب "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى" لابن عثيمين.
ِ
والله أعلم
[عن الشبكة الإسلامية/ مركز الفتوى/3 جمادي الأولى 1425 هـ](/)
ضوابط يجب ملاحظتها في توحيد الأسماء والصفات
ـ[الملا أبوأسامة الزرقاوي]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 10:07]ـ
ضوابط يجب ملاحظتها في توحيد الأسماء والصفات
إذا كان توحيد الأسماء والصفات يقوم على أن الله سبحانه مختص بما له من الأسماء والصفات، لا يشاركه فيها أحد من خلقه، وعلى وجوب إثبات كل ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات من غير تمثيل ولا تعطيل. فإن هناك قواعد عامة في هذا الباب يجب رعايتها حتى نكون بمنجاة من التورط في ورطات الضلال التي وقعت فيها الفرق المختلفة؛
فمنهم من غلا في الإثبات حتى مثل الله بخلقه، ووقع في حمأة التشبيه.
ومنهم من غلا في النفي والتعطيل حتى أدى به ذلك إلى جحد الذات نفسها واعتبارها عدمًا لا وجود له. ومنهم من أثبت الأسماء دون الصفات تحكما بلا دليل.
ومنهم من أثبت بعض الصفات دون بعض، جريًا وراء وهم فارغ لا أصل له.
ولم يكن لهذا الضلال كله من سبب؛ إلا الإعراض عن هدي الكتاب والسنة، والتصرف في نصوصهما بالتأويلات الفاسدة، والجري وراء الظنون الكاذبة، بدعوى أنها عقليات لا تقبل النقض والقول على الله سبحانه بلا علم.
أما تلك القواعد والأسس التي تجب ملاحظتها في هذا الباب فهي:
أولا: لا يصح أن يسمى الله عز وجل إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أن يوصف كذلك إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن أسماء الله تعالى كلها توقيفية لا يجوز إطلاق شيء منها على الله في الإثبات أو في النفي إلا بإذن من الشرع.
وما لم يصرح الشرع بنفيه ولا بإثباته يجب التوقف فيه حتى يعلم ما يريد به قائله، فإن أراد به معنى صحيحًا موافقًا لما ورد به النص قُبِل ولكن لا يعبر عنه إلا بألفاظ النصوص ولا يعدل عنها إلا لضرورة، وإن أراد به معنى فاسدًا وجب رده، والأصل في ذلك أن معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته، هي من شئون الغيب التي لا سبيل إلى إدراكها بالعقل وحده، فإن العقل لا يتجاوز بقدرته نطاق هذا الوجود الحسي الذي يمكن أن ينفذ إليه من طريق الحواس. أما شئون الغيب فلا مجال له أن يحكم عليها بمقتضى أقيسته وبراهينه. وإنما وظيفته أن ينظر فيما جاءت به النصوص من أخبار هذه الغيوب فيثبت ما أثبتته النصوص وينفي ما نفته، من غير أن يضيف من عنده شيئًا لا في الإثبات ولا في النفي. ومهما توهم العقل أن صفة ما هي صفة كمال، لا يجوز له إثباتها ما لم تكن ثابتة بالشرع، ومهما توهم أن صفة ما هي صفة نقص لا يجوز له نفيها ما لم تكن منفية بالشرع، إذ لا عبرة في هذا الباب بوهم العقل فإنه قد أدى في كثير من الأحوال إلى نفي كثير من صفات الكمال في الكتاب والسنة.
ثانيا: يجب أن يكون معلوما أن الله عز وجل لا يماثل شيئا من خلقه ولا يماثله شيء، فكل ما ثبت له من الأسماء والصفات فمعناه يختص به لا يشاركه فيه أحد.
نعم قد يكون هناك أسماء مشتركة بين الله وبين خلقه أو بين صفاته وصفات خلقه، فهذه يجب أن لا توهم تشابها في المسمى. لأن الاشتراك إنما هو في محض الاسم وفي القدر المشترك الذي يدل عليه عند الإطلاق، وذلك لا يوجب مماثلة أصلا بين الله عز وجل وبين من يسمى بهذه الأسماء أو يوصف بهذه الصفات من المخلوقين.
فتسمية الله تعالى قادرا لا توجب مماثلة قدرة الله لقدرة العبد، وكذا تسميته عالما ومريدا وحيا وسميعا وبصيرا ومتكلما وغير ذلك من أسمائه الحسنى التي قد تطلق على غيره لا توجب أن علمهم كعلمه ولا إرادتهم كإرادته ولا حياتهم كحياته .. إلخ.
والأصل في ذلك أن ما يوصف به العباد إنما يتعين ويتخصص بالإضافة فإن أضيف إلى الله كان معنى مختصًا به لا يليق بغيره، وإن أضيف إلى المخلوق كان معنى مختصا به يتنزه الله عز وجل عن الاتصاف به.
وفي تقرير هذه القاعدة على هذا الوجه حل لإشكالات كثيرة، فإن الذين نفوا عن الله عز وجل ما يطلق على خلقه من الأسماء والصفات وتأولوا ما ورد فيها من الآيات والأحاديث، إنما فعلوا ذلك لتوهمهم أن إثبات هذه الصفات يقتضي المماثلة بين الله وخلقه فعطلوا خوف التشبيه. ولو أنهم أدركوا أن لهذه الألفاظ إذا أطلقت على الله معاني أخرى غير التي تناسب المخلوق، لما وقعوا في حمأة التعطيل، ولكن من يضلل الله فما له من سبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبناء على هذه القاعدة العظيمة؛ يمكن أن نثبت لله كل ما ورد به الكتاب العزيز من صفات الاستواء والمجيء والإتيان يوم القيامة والتكليم والنداء والمناجاة بأصوات مسموعة وحروف مفهومة. والرحمة والحكمة. والرضى والغضب. والمحبة والكراهة. واليدين والعينين والوجه أو غيرها، وكذلك نثبت له ما وردت به السنة الصحيحة من صفات النزول إلى سماء الدنيا كل ليلة. والدنو من الحجاج عشية عرفة. والفرح بتوبة عبده حين يتوب والضحك وغيرها. ما دمنا نعتقد أن كل ما ثبت لله من هذه الصفات هو غير ما ثبت منها للمخلوقين.
ثالثًا: أن كل ما ثبت لله من الصفات الوجودية فهو ثابت له على جهة الكمال المطلق الذي هو أقصى ما يمكن من الأكملية، بحيث لا يكون وراءه كمال آخر ولا يمكن أن يعرض لها النقص بوجه من الوجوه فهو سبحانه له المثل الأعلى في كل ما ثبت له من الأسماء والصفات، ولا يمكن أن يكون هذا المثل لأحد سواه. فصفاته وجدت كاملة من الأزل إلى الأبد، لم تكن ناقصة ثم كملت كما هو الحال في صفات غيره. ولا يمكن أن يطرأ عليها النقص الذي قد يطرأ على صفات المخلوقين. فحياته سبحانه أكمل حياة لأنها من لوازم ذاته، فهي أقدم حياة وأدوم حياة وأقوى حياة. ولا يمكن أن تسبق بموت ولا أن يلحقها موت، قال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت}.
وفي الحديث: (أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا تموت والجن والإنس يموتون).
وكذلك كل ما تستلزمه هذه الحياة الكاملة من الصفات هو ثابت على أكمل وجه وأتمه. فقدرته أكمل قدرة لا يعجزه شيء ولا يصيبه لغوب أو إعياء، وعلمه أوسع علم وأشمله، فهو محيط بجميع المعلومات لا يمكن أن يند عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
وإرادته أتم إرادة فلا يقع في ملكه إلا ما يريد، وسمعه وسع الأصوات كلها مهما خفتت فهو يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. قال تعالى: وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى وبصره أكمل الأبصار رؤية، فلا تغيب عنه ذرة مهما دقت، ولا يؤثر فيه بُعد ولا يحجبه جدران ولا أستار قال تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}، وكلامه أتم كلام وأبلغه، فلا يمكن أن يكون في كلامه خفاء أو قصور. قال تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}، وهكذا الحال في جميع الصفات، لا يجوز أن تثبت له إلا على هذا الوجه من الكمال.
وأما ما نفاه الله عز وجل عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب، فإن هذا النفي بمجرده ليس كمالا، إذ الكمال لا يكون إلا أمرًا موجودًا، وأما الأمور السلبية أو العدمية فلا تكون كمالا إلا إذا تضمنت أمرًا وجوديًا. ولهذا لم يرد في الكتاب ولا في السنة نفي نقص عن الله عز وجل إلا ويراد به إثبات ما يضاد ذلك النقص من صفات الكمال. فنفي العجز في قوله تعالى: {وما كان الله ليعجزه من شيء}، إنما هو لإثبات كمال قدرته، ونفي السِّنة والنوم في قوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم}، إنما يراد به إثبات كمال حياته وقيوميته. ونفي الظلم في قوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}، إنما هو لإثبات كمال عدله وحكمته. وهكذا في بقية الصفات.
ولهذا أيضًا لم يرد النفي في الكتاب ولا في السنة إلا مجملا في أغلب أحواله، كما في قوله تعالى: {ليس كمثله شيء}، {هل تعلم له سميا}، {ولم يكن له كفوا أحد}.
وأما صفات الإثبات فيكثر ورودها على جهة الاستيعاب والتفصيل.
رابعًا: أن صفات الله تعالى نوعان:
أ) أحدهما صفات ذات: وهي التي تكون لازمة لذاته لا تنفك الذات عنها أزلا وأبدا، ولا يتعلق شيء منها بمشيئته وقدرته. وذلك مثل صفات الحياة والعلم والقدرة والعزة والكبرياء والملك والمجد والعظمة والقوة ونحوها.
ب) وثانيهما صفات أفعال: لا تكون لازمة لذاته بل يجوز خلو الذات عنها، وتتعلق بها مشيئته وقدرته، فهو يحدثها سبحانه في ذاته شيئًا بعد شيء حسب اقتضاء حكمته، ولكن ليس لما يحدث منها في ذاته ابتداء بل تصدر أفرادها على التعاقب في الوجود متسلسلة شيئًا بعد شيء دون أن تنتهي السلسلة، لا في جانب الأزل، إذ لا ابتداء لها، ولا في جانب الأبد حيث لا انتهاء لها. قال تعالى: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله}.
ولنضرب لذلك مثلا بصفة الكلام، فإن الكلام منه صفة ذات وهو: قدرته تعالى على أن يتكلم متى شاء وكيف شاء، ولكن صدور الكلام منه بالفعل لا يكون إلا حادثًا بمشيئته وقدرته. إذ لا يعقل أن يكون كلم موسى في الأزل وقال له {إني أنا ربك فاخلع نعليك}، بل كلمه حين جاء الميقات كما قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}.
وكذلك صفة الإرادة، لا يعقل أن يكون أراد الأشياء كلها في الأزل وإلا لوجدت كلها في الأزل، بل كل مراد من المرادات إنما يقع بإرادة جزئية خاصة به كما قال تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}، وهكذا في جميع صفات الأفعال لا توجد أفرادها مجتمعة في الأزل بل لا توجد إلا على التعاقب فيمالا يزال. وهذا البحث مبسوط في كتابي "ابن تيمية السلفي" وفي كثير من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فليرجع إليه من شاء.
أسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الكاتب: محمد خليل هرَّاس(/)
عاجل: طلب مشورة حول موضوع عن اللبرالية!
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[21 - Feb-2010, مساء 11:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(عاجل)
إحدى الأخوا ت تريد إلقاء كلمة حول اللبرالية على " طالبات علم شرعي " ولا تدري عن اي نقطة تتحدث لكبر الموضوع وتشعبه وتداخله أحيانا بالسياسة , فبماذا تنصحونها؟
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 01:00]ـ
الذي يبدو ان الليبرالية لها ارتباط وثيق بالمنهج الجديد (التيسير المعاصر) ,
بل التيسير المعاصر عبارة عن قنطرة الى الليبرالية , وهو المرحلة الاولى له ..
فالذي يطهر انه لابد من ان تتكلم عن هذا المنهج الجديد واصوله .. ولو بمقدمة توضح سبب انتشاره في الفترة الاخيرة .. وارتباطه وارتباط رموزه مع الليبرالية
ثم تعرج على الليبرالية بكونها المكمل والمناصر لهذا التيسير المزعوم ..
لأنه صورة محسنة له , يريد ان يرتقي على اكتاف اولئك .. كعادة الكثير من السذج الذين يستغلون من غير ان يعلموا ..
خاصة ان الطرفين كلاهما يدعو الى الحرية الشخصية , بل الحرية الدينية ..
وهناك كتاب رائع جدا لمحمد حامد الناصر اسمه العصرانيون ذكر فيه حقيقة الترابط والمح الى انهما وجهان لعملة واحدة ..
وفي طرح الدكتور احمد الطويل في كتابه (منهج التيسير المعاصر) كذلك , وقد ذكر المسائل التي يدندن عليها الطرفان مع الاجابة عليها ..
وهناك كتاب جيد ليوسف كمال اسمه العصرانيون معتزلة اليوم ذكر خطوط عريضة
ولو استعانت بكتاب: الاسلام والحضارة الغربية لمحمد محمد حسين ولو في اول الكتاب , وخاصة مقدمته لكان حسنا ..
وبعض ما ذكرته من مؤلفات موجود على الشبكة
ككتاب الطويل , وكتاب الناصر , وكذا الحضارة الغربية
ثم تدخل في النصف الاخر من الكلمة على الليرالية وتعريفها ورموزها واهم افكارها
ولها ان تستعين بكتاب الموسوعة الميسرة للاديان المنسوب للندوة العالمية حتى تختصر عليها الموضوع.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 01:07]ـ
بامكانها ان تتحدث عن تعريف الليبرالية وتاريخها واهم شخصياتها
او بامكانها ان تتحدث عن الفرق بين الاسلام والليبرالية او عن موقف الاسلام من الليبرالية
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 02:05]ـ
علاقة الليبرالية بالماسونية، ثم علاقة الماسونية بالصهيونية والموساد وسفارات الدول الغربية ووزارات الخارجية وهيئات التنصير ... الخ
إثبات هذه العلاقة، وبيان خطرها كافٍ في التحذير منهم
وإن أسعف الوقت فالحديث عن أساليبهم وطريقة القرآن في التحذير منهم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 10:48]ـ
توبارك الله فيكم
على عجالة فقط: أنا أود أن يكون الموضوع ميسط وواقعي وليس بفلسفي , فجميع الطالبات والملقية أيضا مجرد مبتدئات في
معرفة هذا الفكر.
فأنا لا أرى أنه من المناسب لها أن تتحدث عن نشأة أو رموز لأنها مسائل خطيرة وفي تفس الوقت ليس بتلك الفائدة لهن.
وأرى أن فكرة الأخت جذيل رائعة في الربط بين مسألة التيسير وبين نشر اللبرالية , لكن أرى أن تكون على ضيغة أمثلة كاتالي:
1 - الحجاب (تغطية الوجه): كيف أن اللبرالية ينافحون لنشر أقوال أخرى تقول بجواز الكشف وليس هدفهم هو الوجه فقط وإنما تعرية المرأة مع الوقت , وكيف أن بعض طلاب العلم يقف معهم - بحسن نية - معتقدا أنهم بدافعون عن الحق الذي يراه.
2 - عمل المرأة في الأسواق المختلطة: وهدفهم نشر الإختلاط في المجتمع وليس خدمة المرأة , فلو كانوا صادقين لنشروا في إعلامهم قضية السوق النسائية المغلقة.
3 - أريد أمثلة عن الإعلام وخاصة المسليلات والأفلام السنمائية.
وشكرا للأخوين أبة سماحة وماجد العتيبي.
في إنتظار المزيد.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 05:36]ـ
اخي زين العابدين الاثري خذ هذا المثال الخطير
وهي اول مخرجة سينمائية سعودية (هيفاء المنصور) والتي كانت تعمل في شركة ارامكوا المختلطة
والتي اخيراً تزوجت من دبلوماسي امريكي يعمل في القنصلية الامريكية في الظهران و اسمه برادلي نيمن
وسؤال يطرح نفسه: اين تعرفت المخرجة السعودية على الدبلوماسي الامريكي؟ هل هو بسبب كثرة زيارة القنصلية؟!!
واضيف ايضاً ان فيلم المخرجه السعودية (هيفاء المنصور) الثاني وعنوان (نساء بلا ظل) عرض في منزل القنصل الفرنسي
في جده!!! برعاية القنصلية الفرنسية ونادي (اصدقاء الثقافة) الفرنسي. لاحظ كيف القنصليات كيف تلعب دورها
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 06:57]ـ
اخي زين العابدين الاثري خذ هذا المثال الخطير
وهي اول مخرجة سينمائية سعودية (هيفاء المنصور) والتي كانت تعمل في شركة ارامكوا المختلطة
والتي اخيراً تزوجت من دبلوماسي امريكي يعمل في القنصلية الامريكية في الظهران و اسمه برادلي نيمن
وسؤال يطرح نفسه: اين تعرفت المخرجة السعودية على الدبلوماسي الامريكي؟ هل هو بسبب كثرة زيارة القنصلية؟!!
واضيف ايضاً ان فيلم المخرجه السعودية (هيفاء المنصور) الثاني وعنوان (نساء بلا ظل) عرض في منزل القنصل الفرنسي
في جده!!! برعاية القنصلية الفرنسية ونادي (اصدقاء الثقافة) الفرنسي. لاحظ كيف القنصليات كيف تلعب دورها
أحسنت , أرى أن ترتكز الكلمة على ثلاثة محاور:
1 - مفهوم الحرية اللبرالية مع ذكر أمثلة على غرار (مطالبة نادين البدير بتعدد المرأة مثل الرجل).
2 - مفهوم الحجاب عند اللبرالية وأساليبهم لتعرية المرأة.
3 - مفهوم عمل المرأة عند اللبرالية وأن مرادهم منه هو إختلاط المرأة بالرجل وسهولة وصول
الرجل لها , مع ذكر أمثلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 07:51]ـ
الاخ زين العابدين
انا (اخوك) جذيل:)
لا تقطع الاشارة ثاني مرة الله يرعاك ..
فيه كتاب جيد يجمع بين ما تريد من قضايا اتفق عليها رموز الليبرالية .. مع العصرانيين اصحاب (منهج التيسير المعاصر)
الكتاب للشيخ الخراشي وهو موجود في النت بعنوان: المشابهة بين قاسم امين في كتابه تحرير المراة والعصرانين
او قريب من هذا العنوان
يذكر لك سرقات الليبراليين من هذا الكتاب .. مع العلم ان مؤلف كتاب قاسم امين (تحرير المراة) اتهم فيه محمد عبده المنظر للعصرانية قبل مائة سنة , وانه هو من نسجه .. ومن ثم نسب الى قاسم امين .. وعلى منواله الف قاسم امين كتابه المراة المصرية .. وهو كتاب ليبرالي الا انه ابان فيه عن طموحاته وافكاره ..
فكتاب الخراشي جيد في هذا الموضوع .. حتى تتضح لك الخطوط العريضة من القضايا المطروحة
فيما يتعلق بالحجاب وخروج المراة ... وقضايا خطيرة اخرى ..
وفقك الله
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 09:25]ـ
اخي زين العابدين هناك نقطة يمكن اضافتها ولها علاقة بالمفاهيم الثلاثة التي ذكرتها
وهي (اخلاق الليبراليين) فمجون وعربدة الليبراليين دعاة تحرير المراءه يطفح من رواياتهم
و من لم يصدر له رواية فهو راضي عن صاحبه ويتوجه بانواع الالقاب والصفات
فحرية المراه وترك الحجاب والاختلاط له مأرب تسيل له اللعاب
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 10:31]ـ
اخي زين العابدين هناك نقطة يمكن اضافتها ولها علاقة بالمفاهيم الثلاثة التي ذكرتها
وهي (اخلاق الليبراليين) فمجون وعربدة الليبراليين دعاة تحرير المراءه يطفح من رواياتهم
و من لم يصدر له رواية فهو راضي عن صاحبه ويتوجه بانواع الالقاب والصفات
فحرية المراه وترك الحجاب والاختلاط له مأرب تسيل له اللعاب
ممكن مثال عن أخلاق اللبرالين ...
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 10:31]ـ
الاخ زين العابدين
انا (اخوك) جذيل:)
لا تقطع الاشارة ثاني مرة الله يرعاك ..
فيه كتاب جيد يجمع بين ما تريد من قضايا اتفق عليها رموز الليبرالية .. مع العصرانيين اصحاب (منهج التيسير المعاصر)
الكتاب للشيخ الخراشي وهو موجود في النت بعنوان: المشابهة بين قاسم امين في كتابه تحرير المراة والعصرانين
او قريب من هذا العنوان
يذكر لك سرقات الليبراليين من هذا الكتاب .. مع العلم ان مؤلف كتاب قاسم امين (تحرير المراة) اتهم فيه محمد عبده المنظر للعصرانية قبل مائة سنة , وانه هو من نسجه .. ومن ثم نسب الى قاسم امين .. وعلى منواله الف قاسم امين كتابه المراة المصرية .. وهو كتاب ليبرالي الا انه ابان فيه عن طموحاته وافكاره ..
فكتاب الخراشي جيد في هذا الموضوع .. حتى تتضح لك الخطوط العريضة من القضايا المطروحة
فيما يتعلق بالحجاب وخروج المراة ... وقضايا خطيرة اخرى ..
وفقك الله
لي عودة بارك الله فيك يال الحبيب ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 10:03]ـ
ممكن مثال عن أخلاق اللبرالين ...
حباً وكرامة اخي الفاضل:
الروايات التي تجاوزت حد المجون والعربدة إلى الشذوذ الجنسي واخرها رواية (شارع العطايف) لعبد الله بخيت والتي لقيت استحسان زملائه الكتاب. وهناك رواية وصلت إلى فعل الفاحشة في جثث الاموات وهي رواية (فسوق) للمختل عبده خال وقد وصلنا مع هؤلاء ان لم نعد نستنكر المجون والفحش بين الجنسين وإلى الله المشتكى
الليبراليون (النسونجية) كما صرحت او اشتكت أحدهن في مقالة نشرت في صحيفة الجزيرة في ذي القعدة 1429هـ علماً بان هناك من سبقها ولكن في صفحات المنتديات ولكن هذه اول مرة تخرج هذه الفضيحة إلى الصحف. وبعدها كانت سمر المقرن صاحبة رواية (نساء المنكر) قالت في لقاء معها في صحيفة الصوت الكويتية عن الليبراليين انهم: ينظرون للمراه على انها ماكينة تفريخ او انها وسيلة للترفية والمتعة والجنس ..
وكل هذا ذكره الشيخ عبد الله زقيل في مقالة له وهذا رابطها
http://174.36.235.105/Doat/Zugail/435.htm
هذه اخلاق الليبراليين مع المراه واما مقارنة بالاخلاق عامة فلا يخفى على ذي بصيرة
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 12:59]ـ
بارك الله فيك وما قصرت(/)
هل الله في السماء أم في كل مكان؟
ـ[الملا أبوأسامة الزرقاوي]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 12:27]ـ
هل الله في السماء أم في كل مكان؟
الكاتب: حامد بن عبد الله العلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي سؤال: تناقشت في منتدى حول اين الله؟
البعض قال: انه في السماء فقط وان الرافضه يقولون انه في كل مكان.
وانا اقول ان الله في كل مكان، والدليل على ذلك قوله في سورة البقرة - الآية 115 - {فأينما تولوا فثم وجه الله}.
سألت لجنة الافتاء في ( ... ) وقالوا ان ابن تيمية وابن القيم يقولون ان الله في السماء، وبقية الأئمة يقولون ان الله في كل مكان ...
وجزاكم الله كل خير.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد:
أجمع العلماء من أهل السنة، من الأئمة الأربعة وغيرهم، وكل من بقي من المسلمين على فطرته لم تلوثها بدع أهل الكلام المذموم، قبل أن يولد شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، على أن الله تعالى عال على خلقه، ولم يقل إنه في كل مكان إلا الرافضة الخبيثة، والجهمية الضالة.
وحتى الأشعرية فإنهم لايقولون إنه سبحانه في كل مكان، بل هم زعموا أنهم عندما ينفون علوه على خلقه، يريدون تنزيهه عن أن يحصره مكان، فكيف يحصرونه في الأمكنة كلها؟! بل هم يقولون: الله ليس في العلو، ولا يشار إليه في جهة، ولا هو خارج العالم، كما أنه ليس داخله، كما أنه ليس متصلا بالعالم، ولاهومنفصل عنه، ولا هو في شيء من الجهات، ولا يشار إليه الإشارة الحسية، ولايقال أين هو.
وأذكر أنني في بداية طلب العلم، كان شيخنا محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي صاحب الأضواء، يدرسنا الرسالة الحموية، وتكلم على مسالة العلو على طريقة السلف، وبعد الدرس جادلني أحد الطلاب من الأشعرية، فذكر لي شبههم المشهورة، فقلت له: دعنا من هذا كله، النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وأمام كل المسلمين في آخر وأكبر مجمع جمعه بأمته، وفيهم الخاصة والعامة، قال: اللهم فاشهد، وأشار إلى السماء، فقال: هذا من خصوصياته، فقلت له: ويحك إنه يخاطب الأمة، يخبرها عن ربه، فقال: هذا من خصوصياته، لم يقدر أن يزيد على ذلك!! وهذا كان من أكثر من عشرين عاما.
وقالت الأشعرية: إن ما ورد من النصوص ظواهر ظنية لاتعارض اليقينيات التي عندهم هي الشبه العقلية المتهافتة التي ظنوها أدلة يقينية.
وهذا كله غلط مخالف لما أجمعت عليه الأمة قبل أن تحدث هذه البدع الكلامية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ونحن عندما نقول إن الله تعالى في العلو، فكما قال في كتابه في آيات كثيرة، وكما تواتر في السنة في نصوص كثيرة لاتحصى إلا بكلفة، وقد ذكر الإمام الذهبي أن ما ورد من الأدلة في ذلك يربو على الألف من النصوص، والواجب على المسلم أن يسلم لنصوص الوحي، ولايعارضها بعقله، كما قال تعالى {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}.
ولايلزم من إثبات علوه على خلقه، أنه محصور في مكان، أو أنه تحويه جهة، فالله تعالى خالق المكان وهو فوق كل خلقه، والجهة أمر نسبي ليس هو شيء محسوس مجسم، والله تعالى محيط بكل شيء، وأكبر من كل شيء.
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما عرج به إلى السماء، عرج به إلى ربه، وهناك سمع كلام ربه، حيث فرض الله تعالى عليه الصلاة، ولم يزل يتردد بين ربه جل في علاه، وموسى عليه السلام، كما في الصحيحين وغيرهما حتى خفف الله تعالى الصلاة من خمسين إلى خمس، ولما سئل صلى الله عليه وسلم، هل رأيت الله تعالى، قال نور أنى أراه، وقد رأى نور الحجاب، ومعلوم أن الله تعالى احتجب بحجاب النور عن خلقه، كما في صحيح مسلم " حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه ".
وهذا كله يقتضي إثبات علو الله تعالى على خلقه يقينا قاطعا لكل شك، إلا إن تركنا هذه النصوص وضربنا بما دلت عليه من معان عرض الحائط، وقدمنا عليها ما يسمى الادلة العقلية اليقينية، وما هي إلا الشبه كما قال الشاعر:
شبه تهافت كالزجاج تخالها///حقا وكل كاسر مكسور
وهذا أي تقديم شبهات العقول على نصوص الوحي، ليس دين الإسلام، فدين الإسلام قائم على التسليم لنصوص الوحي، وعدم معارضتها بشيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أن أهل الجنة يرون ربهم عيانا، كما في القرآن ومتواتر الأحاديث، يرونه كما يرون الشمس ليس دونها سحاب، يرونه من فوقهم، يتجلى لهم فيرونه، فلايكون شيء من نعيم الجنة أحب إليهم من النظر إليه كما في الصحيح.
فليت شعري كيف يفهم هؤلاء المبتدعة الذين غلظ فهمهم، كيف يفهمون هذه الأحاديث، إذا كانوا لايثبتون علوه سبحانه على خلقه؟!!
وأما قوله تعالى " فأينا تولوا فثم وجه الله " فالمعنى جهة الله تعالى التي أمر أن يستقبلها المصلي في الصلاة، والعرب تقول: أين وجهك، أي أين جهتك، فالوجه والجهة واحد، كمايقال وعد وعدة، ووزن وزنة، فهذه الأية نزلت في شأن القبلة، فليست هي من آيات الصفات أصلا، ثم إن الذين يقولون إن الله في كل مكان لايمكنهم أن يستدلوا بها، لانهم لايقولون إن الأماكن النجسة، والحشوش (المراحيض)، ونار جهنم، وقبور الكفار، مثلا، داخلة في قوله تعالى " أينما تولوا فثم وجه الله " تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، فلا بد لهم من أن يقروا أنها ليست من آيات الصفات.
وفيما يلي بعض النقول التي تدل على أنه إجماع العلماء قبل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم فليس لهما اختصاص بعقيدة أن الله تعالى عال على خلقه، بل هذه عقيدة المسلمين.
الإمام الأوزاعي [ت 157 هـ] قال: (كنا والتابعون متوافرون نقول: ان الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته) [انظر: مختصر العلو للذهبي 137 والأسماء والصفات للبيهقي، وفتح الباري 13/ 417].
ثانيا: الامام قتيبة بن سعيد [150 - 240 هـ] قال: (هذا قول الائمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه، كما قال جل جلاله: الرحمن على العرش استوى)، قال الذهبي: (فهذا قتيبة في امامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة، وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد، والكبار، وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه) [انظر: مختصر العلو 187، درء تعارض العقل والنقل 6/ 260، بيان تلبيس الجهمية 2/ 37].
ثالثا: الامام المحدث زكريا الساجي [ت 307 هـ] قال: (القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء) انتهى، قال الذهبي: (وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها وعنه اخذ أبو الحسن الاشعري علم الحديث ومقالات أهل السنة) [مختصر العلو 223، اجتماع الجيوش الاسلامية لابن القيم 245].
رابعا: الامام ابن بطة العكبري شيخ الحنابلة [304 - 387 هـ] قال في كتابه "الإبانة عن شريعة الفرقة والناجية": (باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه، أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه، ولا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا: إن الله ذاته لا يخلو منه مكان) انتهى [انظر الإبانة 3/ 136]، قال الذهبي: (كان ابن بطة من كبار الأئمة ذا زهد وفقه وسنة واتباع) [مختصر العلو 252].
خامسا: الإمام أبو عمر الطلمنكي الأندلسي [339 - 429 هـ] قال في كتابه "الوصول إلى معرفة الأصول": (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله {وهو معكم أينما كنتم}، ونحو ذلك من القرآن: أنه علمه، وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء)، وقال: (قال أهل السنة في قوله {الرحمن على العرش استوى}، إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز) انتهى، قال الذهبي: (كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس) [درء التعارض 6/ 250، الفتاوى 5/ 189، بيان تلبيس الجهمية 2/ 38، مختصر العلو 264].
سادسا: شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني [372 - 449 هـ] قال: (ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق كتابه وعلماء الأمة واعيان الأئمة من السلف، لم يختلفوا أن الله على عرشه وعرشه فوق سمواته) انتهى، قال الذهبي: (كان شيخ الإسلام الصابوني فقيها محدثا وصوفيا واعظا كان شيخ نيسابور في زمانه له تصانيف حسنة).
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعا: الإمام أبو نصر السجزي [ت 444 هـ] قال في كتابه "الإبانة": (فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض واحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي؛ متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وان علمه بكل مكان، وانه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا، وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء، فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه براء) انتهى [انظر: درء التعارض 6/ 250 ونقل الذهبي كلامه هذا في السير 17/ 656]، وقال الذهبي عنه: (الإمام العلم الحافظ المجود شيخ السنة أبو نصر ... شيخ الحرم ومصنف الإبانة الكبرى).
ثامنا: الحافظ أبو نعيم صاحب الحلية [336 - 430 هـ] قال في كتاب "الاعتقاد" له: (طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومما اعتقدوه؛ أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة، لا يزول ولا يحول ... وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا: كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة ... وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه) انتهى، قال الذهبي: (فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد، وكان حافظ العجم في زمانه بلا نزاع ... ذكره ابن عساكر الحافظ في أصحاب أبى الحسن الاشعري) [درء التعارض 6/ 261، الفتاوى 5/ 190، بيان تلبيس الجهمية 2/ 40 مختصر العلو 261].
تاسعا: الإمام أبو زرعة الرازي [ت 264 هـ] والإمام أبو حاتم [ت 277 هـ]، قال ابن أبى حاتم: (سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك؟ فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان مذهبهم: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ... وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير})، قال: (وسمعت أبى يقول: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل السنة حشوية، يريدون إبطال الأثر، وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة، وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة) انتهى [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي - ت 418 هـ - ا/ 197 - 204].
عاشرا: الإمام ابن عبد البر [ت 463 هـ] قال في "التمهيد" بعد ذكر حديث النزول: (وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على عرشه من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم؛ إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش)، ثم ذكر الأدلة على ذلك، ومنها قوله: (ومن الحجة أيضا في انه عز وجل فوق السموات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى اكثر من حكايته لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم)، وقال أيضا: (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مشبه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله)، ومما احتج به أيضا حديث الجارية، كما أجاب عن قولهم "استوى؛ استولى" بتفصيل رائع [انظر فتح البر بترتيب التمهيد 2/ 7 –48].
الحادي عشر: الإمام ابن خزيمة صاحب الصحيح [ت 311 هـ] قال: (من لم يقل بأن الله فوق سمواته وأنه على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم القي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة) [انظر درء التعارض 6/ 264]، قال عنه الذهبي في السير [14/ 365]: (الحافظ الحجة الفقيه شيخ الإسلام إمام الأئمة)، ونقل عنه قوله: (من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى، فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئا) انتهى.
وهذه نقول أخرى:
قال الإمام الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات: (ومعنى قوله في هذه الأخبار "من في السماء" أي فوق السماء على العرش كما نطق به الكتاب والسنة).
وسئل الإمام ابن المبارك: كيف نعرف ربنا؟ قال: (في السماء السابعة) [رواه البخاري في خلق أفعال العباد].
قال الإمام الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله: (وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش لا على معنى القعود والمماسة ولا على العلو والرفعة كما قالت الأشعرية، بل إنه في السماء على العرش، كما قال {الرحمن على العرش استوى}) [الغنية لطالبي طريق الحق ص56].
وعن سليمان التميمي أنه قال: (لو سئلت أين الله لقلت في السماء) [البخاري في خلق أفعال العباد].
[25 - 02 - 2004](/)
فائدة فيما يتعلق بزيارة القبور والبناء عليها وتجصيصها
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 12:36]ـ
فائدة فيما يتعلق بزيارة القبور والبناء عليها وتجصيصها
العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)
لا شك أن موضوع زيارة القبور والبناء عليها وتجصيصها موضوع مهم، والناس في حاجة دائمة لبيان ما شرع الله في ذلك، وما نهى الله عنه حتى يكون الناس
على بصيرة، فإن القبور قد ابتلي الناس فيها منذ قديم الزمان، من عهد نوح صلى الله عليه وسلم، فقد وقعت الفتنة بالموتى والغلو فيهم في زمن أول رسول أرسله الله عز وجل إلى أهل الأرض، بعدما وقع فيهم الشرك - وهو نوح عليه السلام - ثم لم يزل الناس يقع منهم ما يقع من الفتن في القبور والغلو فيها والشرك بأهلها إلى يومنا هذا.
فإن الناس كانوا قبل زمن نوح عليه الصلاة والسلام على الإسلام، من عهد
آدم عليه السلام إلى زمن نوح عليه الصلاة والسلام عشرة قرون، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، ثم إن الناس وقعوا في الشرك بعد ذلك بسبب الغلو في خمسة من الصالحين ماتوا في زمن متقارب يقال لهم: (ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر)، فعظم عليهم ذلك واشتدت بهم المصيبة بموت هؤلاء الأخيار منهم، فجاءهم الشيطان وزين لهم أن يصوروا صورهم، وأن ينصبوها في مجالسهم، وقال لهم: هذا تذكار تذكرونهم به في عبادتهم وأحوالهم الطيبة حتى لا تنسوهم، وتجتهدوا في العبادة كما اجتهدوا، فأتاهم من باب النصح، وقال بالتذكير بطاعة الله عز وجل، والخبيث له مقاصد أخرى فيما بعد، فيهم أو فيمن بعدهم في آخر زمانهم وعند طول الأمد، فإنه اعتقد أن هؤلاء إذا طال بهم الأمد سوف تتغير حالهم، وسوف يتغير اعتقادهم بهذه الصور، أو من يأتي بعدهم من ذرياتهم، فوقع كما اعتقد الخبيث، وكما ظن إذا طال الأمد عبدوهم من دون الله، أو عبدهم
ذرياتهم من دون الله، كما ذكر العلماء ذلك رحمة الله عليهم، وأنزل الله فيهم قوله
جل وعلا:
وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا [1] [0].
بين الله سبحانه أنهم أضلوا كثيراً بسبب الشيطان وتزيينه لهم صور هؤلاء الخمسة الصالحين حتى عبدوهم من دون الله، فاستغيث بهم، وعظمت قبورهم، وبني عليها، إلى غير ذلك، حتى بعث الله نبيه خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام فبين للناس ما فعله من قبلهم، وما فعله اليهود والنصارى مع الأنبياء في هذا الصدد، فقال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) [2] [0]، وأخبرهم عما تفعله النصارى في شأن موتاها، كما في الحديث الذي روته أم حبيبة وأم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قصة الكنيسة التي رأتاها في أرض الحبشة، فقال فيها عليه الصلاة والسلام: ((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله)) [3] [0]، فبيَّن أن النصارى من عادتهم البناء على قبور صالحيهم، ووضع الصور على تلك القبور، ثم أخبر أنهم شرار الخلق عند الله بسبب ذلك.
وشرعت الزيارة للقبور لا للطواف بها والتبرك بها؛ وإنما شرعت لتذكر الناس الآخرة، ولقاء الله، والزهد في الدنيا، وأن الموت لا بد منه، وأنه سوف يأتي
عليه كما أتى على من قبله من الأموات، وفي الزيارة إحسان إلى الموتى بالدعاء لهم والترحم عليهم إذا كانوا مسلمين.
ولقد استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم ربه في زيارة قبر أمه فأذن له
لما في زيارتها من الاعتبار والذكرى للموت والآخرة، ولما استأذن في أن يستغفر لها لم يؤذن له؛ لأنها ماتت على الجاهلية دين قومها؛ فدل ذلك على أن القبور إذا كانت قبور كفار أو من قبور أهل الجاهلية فإنه لا يدعى لهم، ولا يستغفر لهم، ولا يسلم عليهم، وإنما تزار للذكرى والاعتبار، ولكن لا يسلم عليهم ولا يدعى لهم؛ لأنهم ماتوا على غير دين الإسلام، وقد قال سبحانه وتعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [4] [0].
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسنة أن يقول الزائر إذا زار مقابر المسلمين: ((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية)) [5] [0]، وفي لفظ آخر: ((يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)) [6] [0].
وكان إذا زار القبور صلى الله عليه وسلم يدعو لهم ويستغفر لهم، ولما
زار البقيع قال:
((اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)) [7] [0]، وإذا زار الشهداء دعا لهم، وهذه هي السنة في زيارة القبور. وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور في أول الأمر؛ لما كان الناس حديثي عهد بالجاهلية والكفر، وقد كانوا اعتادوا الغلو في الموتى ودعاءهم والاستغاثة بهم، فمنعهم صلى الله عليه وسلم عن الزيارة؛ لئلا يبقى في قلوبهم تعلق بالشرك بالله عز وجل، ولئلا تقع منهم أشياء لا ترضي الله؛ لأنهم حدثاء عهد بعبادة القبور وتعظيمها.
ولما استقر التوحيد في قلوب المسلمين، وعرفوا معنى الشهادتين، وعرفوا
شريعة الله، أذن لهم بزيارة القبور بعد ذلك؛ لما فيها من المصلحة والتذكر للآخرة، ولقاء الله عز وجل، والزهد في الدنيا، والاستعداد للموت، وأن ما أصاب هؤلاء الموتى سيصيبك، مع ما فيها من الإحسان إلى الموتى بالدعاء والاستغفار لهم.
وقد كانت القبور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ترفع عن الأرض قدر
شبر، وليس هناك بناء عليها ولا تجصيص ولا قباب، هكذا كان الحال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه والقرون المفضلة، ثم غير الناس بعد ذلك، وبنوا على القبور، وجصصوها وفرشوها تقليداً لليهود والنصارى إلا من رحم الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن)) [8] [0] متفق
على صحته، والمعنى: فمن المعني إلا أولئك، فلهذا وقع ما وقع، قلدوا اليهود والنصارى بالبناء على القبور واتخاذ المساجد عليها والقباب وفرشها حتى حدث الغلو فيها، وحتى عبدها الناس من دون الله، وطافوا بها وطلبوا منها المدد من دون الله؛ فوقع الشرك من الأكثرين.
وكثير من العامة الذين لا بصيرة لهم يدعونها ويطلبون منها المدد والغوث وشفاء المرضى والنصر على الأعداء، وهذا هو الشرك بالله جل وعلا، قال تعالى في سورة فاطر:
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [9] [0]، وهو ما وقع في الناس اليوم، فكثير منهم ممن يعرفون بالشيعة وغيرهم يدعون الحسين بن علي، ويدعون الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً من مكان بعيد، ويدعون علياً رضي الله عنه، وكل هذا من الجهل العظيم، فيقولون: الغوث الغوث، المدد المدد، النصر على الأعداء، وأنت تعرف ما جرى في الأمة وما جرى فينا، فأسعفونا وأغيثونا وانصرونا، إلى غير ذلك، ينسون الله ويدعون هؤلاء الأموات، وإذا اشتدت الأمواج في البحار كذلك يسألون الموتى ويصرخون بهم لإنقاذهم من الغرق. والمشركون الأولون أقل شركاً من هؤلاء، كان الأولون إذا نزلت بهم الشدة استغاثوا بالله وحده وأفردوا له العبادة، كما قال سبحانه: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [10] [0].
هذه حال الأولين من المشركين، كأبي جهل وأشباهه، أما هؤلاء المتأخرون - عباد القبور عباد الأموات - فشركهم دائم في الرخاء والشدة جميعاً.
ومما وقع في الناس أيضاً الإيقاد عند الموتى في المقابر، وهذا لا أصل له، وما جاء فيه من الأخبار فهو موضوع لا أساس له، ولا أساس للقراءة على الموتى في المقابر، كل هذا باطل، كذلك القراءة عند دفن الميت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعضهم أحدث بدعة أخرى، وهي بدعة الأذان والإقامة في القبر، إذا حفروه نزلوا فأذنوا وأقاموا فيه ثم جعلوا الميت فيه بعد ذلك، وهي بدعة جديدة لا أساس لها، وكذلك التلقين، تلقين الميت بعد إنزاله في القبر ودفنه بقولهم: يا فلان ابن فلانة، فإن لم تُعرف أمه، قالوا: يا فلان ابن حواء، اذكر ما كنت عليه في الدنيا، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، إلى آخره، وهذا لا أصل له.
والأخبار فيه موضوعة لا أساس لها، وإنما فعلها بعض أهل الشام بعد انقراض القرن الأول، وليس في قول أحد أو فعله حجة فيما يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما المشروع الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إذا فرغ الناس من دفن الميت أن يدعى له بالتثبيت والمغفرة، والسنة للمشيعين أن لا يعجلوا بالانصراف حتى يفرغ من دفن الميت؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معها حتى يصلى عليها وحتى يفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل جبل أحد)) [11] [0]، يعني من الأجر، فدل على أن المشيع يبقى مع الجنازة حتى يفرغ من دفنها، وكان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: ((استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل)) [12] [0]، هذه هي السنة، ولم يكن يلقنه، فالتلقين يكون قبل الموت ما دام حيا وظهرت عليه أمارات الموت، فإنه يلقن بأن يقول: لا إله إلا الله، أو يذكرون الله عنده حتى يقولها ويختم له بها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)) [13] [0] ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)) [14] [0] رواه مسلم في صحيحه. وإذا لم ينتبه فلا بأس لمن عنده من إخوانه أن يقول: يا فلان قل: لا
إله إلا الله، برفق وكلام طيب.
وكذلك لا يجلس الإنسان على القبر، ولا يجوز الصلاة في المقبرة إلا صلاة الجنازة على القبر إذا لم يصل الإنسان على الميت، فلا بأس أن يصلي على القبر، وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صلى على قبر مضى عليه شهر؛ فدل ذلك على أنه لا بأس أن يصلى على القبر بعد مضي شهر على دفنه، وإن مضى على الدفن أكثر من شهر فالواجب ترك ذلك، إلا أن تكون الزيادة يسيرة كاليوم واليومين؛ لأن العبادات توقيفية، لا يشرع منها إلا ما شرعه الله سبحانه أو رسوله عليه الصلاة والسلام. وهكذا لا تجوز الكتابة على القبور ولا البناء عليها ولا تجصيصها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فيما رواه مسلم في صحيحه وغيره، فعلى الجميع التعاون على البر والتقوى. ونسأل الله عز وجل التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.(/)
سمعاً وطاعةً للدخول على الملك. . . . . . . . . . .!؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 03:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان ... إلى يوم الدين ..
اساتذتي و إخوتي الأكارم الفضلاء:
تأثرت من القصة الآتية في وفاة الإمام الغزالي رحمه الله ..
فأوحى ذلك لي بهذا الموضوع الذي نتذاكر فيه قصص الوفيات .. وفيات المشاهير .. أو وفيات من نعرفهم حولنا ..
مما فيه العبرة و الخوف و الرجاء و اليقين ..
يحكي الإمام ابن الجوزي رواية عن أحمد، أخي الإمام الغزالي، يقول:
"لما كان يوم الإثنين، وقت الصبح، الرابع عشر من جمادي الآخرة سنة خمس وخمسمائة (505/ 1111م)، توضأ أخي وصلى وقال عليّ بالكفن فأخذه وقبّله ووضعه على عينيه، وقال:
سمعا وطاعة للدخول على الملك!؟!
ثم مد رجليه واستقبل، وانتقل إلى رضوان الله تعالى ".
فاللهمّ أحسن خواتيمنا جميعاً.
آمين آمين آمين.(/)
موالات الإستعمار [الكفّار] للشيخ محمد البشير الإبراهيمي تفصيلٌ صوتي ممتع
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 05:56]ـ
تفصيلٌ علميّ رائع نادر أقدمه لإخواني بكلّ السلفيين:
موالاة المستعمر خروج عن الاسلام ... الشيخ بشير الابراهيمي. mp3 (http://www.4shared.com/file/227100311/da97dd4e/______.html)
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 10:29]ـ
بوركت يا أبا عبد الله ..........
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 02:11]ـ
بوركت يا أبا عبد الله ..........
وفيك بارك شيخنا الكريم
ـ[سعد الشمري]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 02:02]ـ
شكر الله لك حسن صنيعك
ـ[عبد المالك العاصمي]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 12:28]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 10:48]ـ
جزاك الله خيراً، أحسنت يا أبا عبد الله وأي إحسان لاسيما ما أحضرته عن علاَّمة الجزائر وأديبه ولوذعيه الشيخ الحاذق الطب البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته ـ
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 07:23]ـ
بارك الله فيكم(/)
المولد النبوي .. حقائق ومغالطات بقلم أسامة الطيبي
ـ[شادي نزال]ــــــــ[22 - Feb-2010, صباحاً 09:52]ـ
المولد النبوي .. حقائق ومغالطات
بقلم» أسامة بن عبد الله الطيبي
الحمدُ لله وكفى، والصّلاة والسّلام على عبده المصطفى صاحبِ المقام المحمود، والحوض المورود.
فما لا شك فيه أننا لا زلنا نعيش تداعياتِ الهجمةِ الشرسة التي طالت سيدَ ولد آدم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والتي كانت فيها إساءة عظيمة للرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم، وبما أننا على أعتاب ما يسمى بـ ذكرى المولد النبوي! (!!)، أحببت أن أبيّن للمسلمين نوعا آخر من صور الإساءة إليه صلى الله عليه وسلم ــ وصور الإساءة إليه كثيرة وكثيرة جدًا ــ لربما غفل عنها كثير من المحبين له صلى الله عليه وسلم، فحملهم هذا الحب إلى الغلو فيه ــ بأبي هو وأمي ــ مخالفين بذلك أمره وتوجيهه صلوات الله وسلامه عليه.
فمن صور الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم: الابتداع في دينه، وفي شرعته الكاملة؛ التي أكملها الله أتم إكمال، وأتمها أكمل إتمام (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة: من الآية3)، والابتداع أمر خطير حذر منه صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه الشريفة؛ كمثل قوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
ومما لا شكّ فيه، ولا ريب يعتريه أن الابتداع في الدين أمر مناقض للشق الثاني من شهادة التوحيد؛ ألا وهو: أشهد أنّ محمدًا رسولُ الله!، كما أن الإشراك مناقض الشق الأول من هذه الشهادة العظيمة ألا وهو: أشهد أنْ لا إله إلا الله!، وهذان الأمران ــ أعني الشركَ والابتداعَ في الدين ــ أعظم المصائد والعقبات التي ينصبها الشيطان للإيقاع بعباد الله
قال الإمام ابن قيم الجوزية: في كتابه المعطار "مدارج السالكين" (1/ 175): "فإنه (أي: الشيطان) يريد أن يظفر به (أي: بالعبد) في عقبة من سبع عقبات، بعضها أصعب من بعض، لا ينزل منه من العقبة الشاقة إلى ما دونها إلا إذا عجز عن الظفر به فيها.
العقبة الأولى: عقبة الكفر بالله، وبدينه، ولقائه، وبصفات كماله، وبما أخبرت به رسله عنه فإنه إن ظفر به في هذه العقبة؛ بردت نار عداوته واستراح، فإن اقتحم هذه العقبة، ونجا منها ببصيرة الهداية وسَلِمَ معه نور الإيمان طلبه على
العقبة الثانية: وهي عقبة البدعة؛ إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله، وأنزل به كتابه، وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله؛ من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين، التي لا يقبل الله منها شيئا، والبدعتان في الغالب متلازمتان، قَلَّ أن تنفك إحداهما عن الأخرى، كما قال بعضهم تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال، فاشتغل الزوجان بالعرس، فلم يفجأْهم إلا وأولاد الزنا يعيثون في بلاد الإسلام، تضج منهم العباد والبلاد إلى الله تعالى. وقال شيخنا (أي: شيخ الإسلام ابن تيمية): تزوجت الحقيقة الكافرة، بالبدعة الفاجرة، فتولد بينهما خسران الدنيا والآخرة. فإن قطع هذه العقبة، وخلص منها بنور السُّنّة، واعتصم منها بحقيقة المتابعة، وما مضى عليه السلف الأخيار؛ من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وهيهات أن تسمح الأَعصَار المتأخرة بواحد من هذا الضَرب! فإن سمحت به نَصَب له أهل البدع الحبائل، وبَغَوْه الغوائل، وقالوا مبتدع مُحْدِث، فإن وفقه الله لقطع هذه العقبة طلبه على
العقبة الثالثة: وهي عقبة الكبائر ....... ". والحقيقة لا يسعنا بعد هذا الكلام المحكم المتين إلا أن نقول: إن المحتفلين بما يسمي ذكرى المولد النبوي! قد وقعوا في العقبة الثانية من العقبات التي نصبها الشيطان للإيقاع بعباد الله أ؛ ألا وهي: عقبة البدعة، فمما لا ريبَ فيه ولا شك يعتريهِ أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة مُحْدَثة قبيحة ــ وليست حسنةً كما يحلُوا للبعض أن يسمِّيَها ــ لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة، ولا التابعون، ولا كانت في القرون الثلاثة المفضلة التي شهد لها صاحب هذا المولد (!!) بالخيرية والأفضلية، وهذا محل اتفاق بين
(يُتْبَعُ)
(/)