ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 09:04]ـ
ليأذن الشيخ أبو الفداء حفظه الله تعالى بإضافة سؤال للأخ أبي عبدالرحمن إلى مشاركته حتى يجيب عليه هذا الأخير ..
قال الأخ سدده الله:
بقولي: الذي أدين لله به وأسأل عنه يوم القيامة.
«الله تعالى في السماء». نقطة انتهى بدون زيادة أي حرف.
آمنت بما في كلام الله ورسوله على مراد الله ورسوله.
الذي أفهم من كلامكَ؛ أن الله عزوجل أخبرنا عن مراده ولم يكتمه!، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن مراده ولم يكتمه!
السؤال
ما مراد الله في قوله سبحانه: "أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ"؟
وما مراد النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأل الجارية "أين الله؟ " وإقراره صلى الله عليه وسلم لجواب: "في السماء"؟
والحمدلله رب العالمين ..
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 12:23]ـ
ليأذن الشيخ أبو الفداء حفظه الله تعالى بإضافة سؤال للأخ أبي عبدالرحمن إلى مشاركته حتى يجيب عليه هذا الأخير ..
قال الأخ سدده الله:
الذي أفهم من كلامكَ؛ أن الله عزوجل أخبرنا عن مراده ولم يكتمه!، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن مراده ولم يكتمه!
السؤال
ما مراد الله في قوله سبحانه: "أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ"؟
وما مراد النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأل الجارية "أين الله؟ " وإقراره صلى الله عليه وسلم لجواب: "في السماء"؟
والحمدلله رب العالمين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو أخبرنا الله تعالى بمراده صراحةً لأراحَ سبحانه الامةَ من الاختلاف الذي نسبح في قطرة من يَمِّه!
وإرادة الله تعالى أن يجعل كثيراً من الأشياءِ هكذا؛ ليبتليَ عباده بالإيمان بالغيب.
وما هذه الأمور ـ والإيمانَ بالقدر ـ إلا من جنسٍ واحدٍ الأسلمُ فيه السكوت عنه، والخوضُ فيه بقَدْرٍ وحَذَر، ولكلّ مجتهد نصيب.
وفي إخفاء الله تعالى مراده الصريح في هذه الأشياءِ التي اختلفت فيها الأمة قروناً بعثٌ لروح البحث والتنقيب والاجتهاد فيها؛ حفظاً لها من الهمود والخمود والخمول.
وأعود لأقول لأخي السائل:
الخلاف ـ يا عزيزي ـ في محاولة معرفة مراد الله تعالى؛ فمجرّدُ سَوْقِ الأدلة، ومحاولةُ اعتبارِها على ذلك القدر الموهوم من البيان؛ الذي يريدُ أحدُ الطرفين المختلفين ... لا طائل منه!
اللهم إلا إذا كان من يفعل ذلك ـ مثل حضرتكم ـ على طريقة: تفسيرُها قراءتها!
شكر الله لك وللجميع.
[تنويه:
قد لا يُسعفني الوقتُ اليومَ لمتابعة «الحوار الطيّب» مع أخي أبي الفداء؛ فهو (مشرف متفرغ)، وأنا مُجرّدُ عضوٍ أزورُ لِماماً، والشواغلُ جمّة؛ لأجل ذلك أسألكم الدعاء].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن العباس]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 12:28]ـ
لم تجب عن سؤالات الإخوة المشرف الموقر أبا الفداء والأخ المبجل الهمام أبا أويس الفَلاحي الذي أحب كنيته وشخصَه
حفظهما الله تعالى وبارك فيهما ناصِرين للحق حيث كان.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 12:52]ـ
.... وإرادة الله تعالى أن يجعل كثيراً من الأشياءِ هكذا؛ ليبتليَ عباده بالإيمان بالغيب.
وما هذه الأمور ـ والإيمانَ بالقدر ـ إلا من جنسٍ واحدٍ الأسلمُ فيه السكوت عنه، والخوضُ فيه بقَدْرٍ وحَذَر، ولكلّ مجتهد نصيب.
....
أحسنت أخي الكريم
مع تحفظي على العبارة السابقة لها:
لو أخبرنا الله تعالى بمراده صراحةً لأراحَ سبحانه الامةَ من الاختلاف الذي نسبح في قطرة من يَمِّه!
ـ[ابن العباس]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:05]ـ
لا لم يحسن, السلامة تكون في السكوت عما لا مجال فيه للفهم المؤيد بالوحي ومافي معناه
"ولا تقف ما ليس لك به علم"
أما مطلق السكوت كما هي طريقة مفوضة الأشاعرة فباطل,,وقول الأخ
لو أخبرنا الله تعالى بمراده صراحةً لأراحَ سبحانه الامةَ من الاختلاف
فيه نوع سوء أدب مع الله تعالى لأن الله تقدس اسمه وصف كتابه بأنه هدى وشفاء ونور وتبيان وبيان وحجة وبرهان وكتاب مبين إلخ,,ومحصّل كلامه أن الله لم يرح الأمة فوقع الاختلاف! مع كون الله قال "وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ماجائهم العلم بغيا بينهم " وقد نص الرسول الأعظم على وقوع فئام من هذه الأمة في سبيل المغضوب عليهم والضالين فقال "لتتبعن سنن من كان قبلكم .... قيل اليهود والنصارى؟ قال:فمن؟؟ "
فلعلك تستغفره سبحانه وتعالى عن هذا القول المقتبس
والله المستعان
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:33]ـ
كتبتُ ردًا على مشاركة الأخ أبي عبدالرحمن وفقه الله، لكنها ضاعت مني ..
وسأعيد كتابتها مرة آخرى فيما بعد والله المستعان ..
لكني أنبه إلى أنه لم يجب على السؤال خصوصًا الجزء الثاني منه؛ فإنه مهم!!
وسأعيده عليه بصيغة آخرى ..
قلتَ: أؤمن بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن كذلك = سبيل السلف رضوان الله عليهم!
السؤال: هل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بمراده أم كتمه عنهم؟
والله الموفق ..
والشكر موصول لأخي الأستاذ ابن العباس -حفظه الله-، فأحبك الله من فوق سبع سماوات ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:59]ـ
وإرادة الله تعالى أن يجعل كثيراً من الأشياءِ هكذا؛ ليبتليَ عباده بالإيمان بالغيب.
كلام غير سديد!
الابتلاء في الغيب = يكون بالإيمان به أو جحده، التصديق به أو التكذيب؛ لأنه داخل في باب الخبر الذي لا يحتمل إلا ما سبق ..
ولا يستقيم هذا مع الإيهام وإخفاء المراد .. وإلا يكن تكليف ما لا يطاق .. والله سبحانه منزهٌ عنه ..
قال ابن أبي العز الحنفي:
وقوله: "وتفسيره على ما أراد الله وعلمه" إلى أن قال: "لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا".
أي كما فعلت المعتزلة بنصوص الكتاب والسنة في الرؤية، وذلك تحريف لكلام الله وكلام رسوله عن مواضعه، فالتأويل الصحيح هو الذي يوافق ما جاءت به السنة والفاسد المخالف له، فكل تأويل لم يدل عليه دليل من السياق ولا معه قرينة تقتضيه فإن هذا لا يقصده المبين الهادي بكلامه إذ لو قصده لحف بالكلام قرائن تدل على المعنى المخالف لظاهره حتى لا يوقع السامع في اللبس والخطأ فإن الله أنزل كلامه بيانا وهدى فإذا أراد به خلاف ظاهره ولم يحف به قرائن تدل على المعنى الذي يتبادر غيره إلى فهم كل أحد لم يكن بيانًا ولا هدىً فالتأويل إخبار بمراد المتكلم لا إنشاء.
وفي هذا الموضع يغلط كثير من الناس، فإن المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه فإذا قيل: معنى اللفظ كذا وكذا كان إخبارا بالذي عنى المتكلم فإن لم يكن الخبر مطابقا كان كذبا على المتكلم ويعرف مراد المتكلم بطرق متعددة: منها: أن يصرح بإرادة ذلك المعنى ومنها: أن يستعمل اللفظ الذي له معنى ظاهر بالوضع ولا يبين بقرينة تصحب الكلام أنه لم يرد ذلك المعنى فكيف إذا حف بكلامه ما يدل على أنه إنما أراد حقيقته وما وضع له كقوله: {وكلم الله موسى تكليما} و [إنكم ترون ربكم عيانا كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب] فهذا مما يقطع به السامع له بمراد المتكلم فإذا أخبر عن مراده بما دل عليه حقيقة لفظه الذي وضع له مع القرائن المؤكدة كان صادقا في إخباره وأما إذا تأول الكلام بما لا يدل عليه ولا اقترن به ما يدل عليه فإخباره بأن هذا مراده كذب عليه وهو تأويل بالرأي وتوهم بالهوى.
وحقيقة الأمر: أن قول القائل: نحمله على كذا أو: نتأوله بكذا إنما هو من باب دفع دلالة اللفظ عما وضع له فإن منازعه لما احتج عليه به ولم يمكنه دفع وروده دفع معناه وقال: أحمله على خلاف ظاهره
فإن قيل: بل للحمل معنى آخر لم تذكروه وهو: أن اللفظ لما استحال أن يراد به حقيقته وظاهره ولا يمكن تعطيله استدللنا بوروده وعدم إرادة ظاهره على أن مجازه هو المراد فحملناه عليه دلالة لا ابتداء.
قيل: فهذا المعنى هو الإخبار عن المتكلم أنه أراده وهو إما صدق وإما كذب كما تقدم ومن الممتنع أن يريد خلاف حقيقته وظاهره ولا يبين للسامع المعنى الذي أراده بل يعرف بكلامه ما يؤكد إرادة الحقيقة ونحن لا نمنع أن المتكلم قد يريد بكلامه خلاف ظاهره إذا قصد التعمية على السامع حيث يسوغ ذلك ولكن المنكر أن يريد بكلامه خلاف حقيقته وظاهره إذا قصد البيان والإيضاح وإفهام مراده! كيف والمتكلم يؤكد كلامه بما ينفي المجاز ويكرره غير مرة ويضرب له الأمثال؟!
اهـ.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 02:37]ـ
وفي إخفاء الله تعالى مراده الصريح في هذه الأشياءِ التي اختلفت فيها الأمة قروناً بعثٌ لروح البحث والتنقيب والاجتهاد فيها؛ حفظاً لها من الهمود والخمود والخمول.
لم يكن هناك خلاف بين السلف الصالح ومن بعدهم من العلماء المتقدمين في معنى "في السماء"
كلهم متفق على أن معناها فوق السماء/السموات على العرش
الخلاف حصل فقط من العلماء الذين أتوا بعدهم من الفرق المخالفة للسلف وأهل السنة
وإليك بعض أقوالهم:
قال أبو بكر محمد الصبغي (342 هـ): (قد تضع العرب «في» بموضع «على» قال الله عز وجل: {فسيحوا في الأرض}، وقال {لأصلبنكم في جذوع النخل} ومعناه: على الأرض وعلى النخل، فكذلك قوله: {في السماء} أي على العرش فوق السماء، كما صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم) [3]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو معاذ خالد بن سليمان البلخي (199 هـ): (كان جهم على معبر ترمذ، وكان فصيح اللسان، ولم يكن له علم ولا مجالسة أهل العلم، فكلم السُمَنية [ديانة بوذية]، فقالوا له: صف لنا ربك الذي تعبده. فدخل البيت لا يخرج، ثم خرج إليهم بعد أيام فقال: "هو هذا الهواء مع كل شيء، وفي كل شيء، ولا يخلوا منه شيء." قال أبو معاذ: "كذب عدو الله، إن الله في السماء على العرش كما وصف نفسه.")
قال الحارث المحاسبي (243 هـ): «وأما قوله {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]) {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] و {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]» وذكر عددًا من الآيات، ثم قال: «فهذا يوجب أنه فوق العرش، فوق الأشياء، منزه عن الدخول في خلقه، لا يخفى عليه منهم خافية، لأنه أبان في هذه الآيات أن ذاته بنفسه فوق عباده لأنه قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ [الملك: 16]} يعني فوق العرش، والعرش على السماء، لأن من كان فوق شيء على السماء فهو في السماء، وقد قال مثل ذلك {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} [التوبة: 2] يعني على الأرض لا يريد الدخول في جوفها وكذلك قوله: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] يعني فوقها» (19)
قال قتيبة بن سعيد (240 هـ): «هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة» وذكر مجموعة من العقائد منها: «ونعرف الله في السماء السابعة على عرشه، كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه: 5، 6]» (16) صحيح.
قال محمد بن موهب المالكي (406 هـ) في شرحه لرسالة الإمام ابن أبي زيد: (وقد تأتي لفظة «في» في لغة العرب بمعنى فوق، كقوله {فأمشوا في مناكبها} و (في جذوع النخل} و {أأمنتم من في السماء} قال أهل التأويل (41): يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء يعني فوقها وعليها) (42)
32. قال أبو القاسم اللالكائي الشافعي (418 هـ): (سياق ما رُوي في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} وأن الله على عرشه في السماء. وقال عز وجل: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} وقال: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} وقال: {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة}. فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه.
قال ابن عبد البر المالكي (ت 463 هـ) في كتابه "التمهيد" في شرح حديث النزول: (وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة. وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم أن الله عز وجل في كل مكان، وليس على العرش.) (51)
قالأبو بكر البيهقي (458هـ): (وقال {أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} وأراد من فوق السماء، كما قال {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] يعني على جذوع النخل، وقال {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} [التوبة: 2] يعني على الأرض، وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السماوات، فمعنى الآية والله أعلم: أأمنتم من على العرش، كما صرح به في سائر الآيات) [5]
فمعنى «في السماء» في الآية وحديث الجارية: فوق السماء على العرش.
ولمزيد من أقوال السلف وعلماء السنة ممن جاء بعدهم في أن الله عز وجل فوق العرش فوق السماوات السبع
فانظر هنا:
http://as-salaf.com/article.php?aid=24&lang=ar
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 03:36]ـ
وفي إخفاء الله تعالى مراده الصريح في هذه الأشياءِ التي اختلفت فيها الأمة قروناً بعثٌ لروح البحث والتنقيب والاجتهاد فيها؛ حفظاً لها من الهمود والخمود والخمول. غلط؛ لأن الكلام ينقسم إلى خبر وإنشاء ..
وباب الخبر = نفي أو إثبات
وتأويل الأخبار= خبر وليس إنشاء .. وعليه فلا نعد المؤولين = مجتهدين في نفس الأمر (لا يعني أنهم غير معذورين) ..
لأن الأخبار يوقف على السمع بها ..
ويصح هذا:
بعثٌ لروح البحث والتنقيب والاجتهاد فيها؛ حفظاً لها من الهمود والخمود والخمولفي باب الأمر والنهي = إنشاء ..
والله الموفق سبحانه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 03:40]ـ
الحمد لله وحده.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو أخبرنا الله تعالى بمراده صراحةً لأراحَ سبحانه الامةَ من الاختلاف الذي نسبح في قطرة من يَمِّه!
((وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ)) [الآيات هود: 118 - 119]
((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) [يوسف: 2]
((فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)) [الدخان: 58]
((بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)) [الشعراء: 195]
((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) [الأنعام: 55]
وإرادة الله تعالى أن يجعل كثيراً من الأشياءِ هكذا؛ ليبتليَ عباده بالإيمان بالغيب.
هكذا كيف يعني؟ يجعلها لا معنى لها؟؟
هما قولان، طرفان غاليان، وأهل السنة وسطٌ بينهما:
/// الله موجود في كل مكان
/// الله موجود بلا مكان
وما هذه الأمور ـ والإيمانَ بالقدر ـ إلا من جنسٍ واحدٍ الأسلمُ فيه السكوت عنه، والخوضُ فيه بقَدْرٍ وحَذَر، ولكلّ مجتهد نصيب.
ففي أي شيء يجتهد هذا المجتهد أصلا يا أخي إن سبق إلى علمه أن الله قد أخفى مراده من هذا الكلام عن الناس؟؟؟ على قولك هذا، سمع تلك الآيات والأخبار أو لم يسمعها = سواء عليه، إذ لا طمع له في معرفة مراد الله منها!!!
وفي إخفاء الله تعالى مراده الصريح في هذه الأشياءِ التي اختلفت فيها الأمة قروناً بعثٌ لروح البحث والتنقيب والاجتهاد فيها؛ حفظاً لها من الهمود والخمود والخمول.
ما أقبحها من كلمة! "إخفاء الله تعالى مراده"!!
يعني رب العالمين يخاطبنا في الوحي بطلاسم أخفى عن العالمين معناها، ولا يريد لنا أن نفهم منها مراده؟؟؟ يا أخي تأمل فيما تقول!
هذا والله أقبح من قول من يرى أن هذا الخلاف بين الطائفتين في معاني الصفات الصواب فيه مع من اتخذوا التأويل سبيلا! هذا قول من يرى أن الله خاطبنا بكلام لم يرد لنا أن نفهمه، مع كونه في أصل أصول الملة!!! يعني الله خاطبنا بهذه الصفات يصف بها نفسه لا ليعرفنا بنفسه سبحانه وتعالى ويؤسس لنا اعتقادنا في صفاته تبارك وتعالى ولكن "ليبعث فينا روح البحث والتنقيب" وهو يعلم أننا مهما وصلنا إلى شيء فيها فهو باطل لأن مراده الحق قد أخفاه عن العالمين! كيف يخفى على مثلك لازم هذا الكلام يا أخي الكريم!
وأعود لأقول لأخي السائل:
الخلاف ـ يا عزيزي ـ في محاولة معرفة مراد الله تعالى؛ فمجرّدُ سَوْقِ الأدلة، ومحاولةُ اعتبارِها على ذلك القدر الموهوم من البيان؛ الذي يريدُ أحدُ الطرفين المختلفين ... لا طائل منه!
أجبني عما سألتك في مشاركتي الآنفة، وسيتبين لك بإذن الله تعالى ما إذا كان البيان "موهوما" أم هو كما أخبر الله تعالى: متحقق كما يليق بأصل أصول دين رب العالمين، قد أجمعت القرون الأولى على فهمه على ظاهر لسان العرب دون شبهة ولا وهم ولا عبث.
اللهم إلا إذا كان من يفعل ذلك ـ مثل حضرتكم ـ على طريقة: تفسيرُها قراءتها!
شكر الله لك وللجميع.
ما مشكلتك في أن يكون تفسيرها قراءتها؟؟؟
إن كان الذي يقرأ، يقرأ على إلمام صحيح بلسان المخاطبين بالكلام، ويدري دراية وافية بما احتف بالكلام من القرائن التي بمثلها يفهم البشر مراد المتكلم من كلامه، فما الذي تريده أنت وراء ذلك لتفسير هذا الكلام؟؟ إن ادعيت أن فهمه على الوجه الصحيح لا يسعنا = فقد اتهمت الوحي بالقصور عن إيصال مراد المتكلم به إلى المخاطبين، وإني لأعيذك بالله من هذا!
[تنويه:
قد لا يُسعفني الوقتُ اليومَ لمتابعة «الحوار الطيّب» مع أخي أبي الفداء؛ فهو (مشرف متفرغ)، وأنا مُجرّدُ عضوٍ أزورُ لِماماً، والشواغلُ جمّة؛ لأجل ذلك أسألكم الدعاء].
أخوك أبو الفداء ليس متفرغا كما تظن، ولكنه اتخذ من هذا "الحوار الطيب" مشغلا من مشاغله، سائلا المولى عز وجل أن يرزقه الإخلاص والقبول .. وأن يرزقك وإياه حسن الفهم عنه سبحانه وتعالى.
آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 04:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رويدكم أيها الإخوة الكرام
لو أردتُ مناقشةَ الجميع لَصرتُ حبيسَ جهاز الحاسبِ عشرين ساعة في اليوم!
(ما بيصير جماعة على واحد)
كلُّكم على العين والرأس
لكن إن أردتم استمرارَ النقاش بعلمٍ وحلمٍ فليكُنْ واحداً لواحد.
وإلا فسامحوني؛ لأن الكثرة تغلب الشجاعة؛ كما قالوا.
فأنا لا أستطيع الردَّ عليكم جميعاً
مداعبة:
تكاثرت الظباء على خراشٍ***** فما يدري خراشٌ ما يصيدُ
جُزيتم خيراً جميعاً
غداً ألقاكم إن شاء الله عزوجلّ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
سؤال عن مكان اللوح المحفوظ
ـ[أم الفضل]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 11:26]ـ
من العلماء من يرى أن القرآن نزل جملة إلى اللوح المحفوظ ثم نزل من اللوح المحفوظ جملة إلى بيت العزة
س: هل يعلم مكان اللوح المحفوظ (في أي سماء)؟ أرجو ذكر المصدر؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 01:12]ـ
من العلماء من يرى أن القرآن نزل جملة إلى اللوح المحفوظ ثم نزل من اللوح المحفوظ جملة إلى بيت العزة
س: هل يعلم مكان اللوح المحفوظ (في أي سماء)؟ أرجو ذكر المصدر؟
وجزاكم الله خيرا
أولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الظاهر والعلم عند الله أن اللوح المحفوظ فوق السماء السابعة عندالله تعالى
لقوله تعالى: (وعنده أم الكتاب) والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 01:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الظاهر والعلم عند الله أن اللوح المحفوظ فوق السماء السابعة عندالله تعالى
لقوله تعالى: (وعنده أم الكتاب) والله تعالى أعلم
قال الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} الأنعام: 59.
وقال: {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} الزخرف:85.
وقال: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} لقمان: 34.
فأية عِنْديّة؟! أجيبوا ودَعُوا المكانية؟؟
قال ابن كثير:
وقوله: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} قال: الحلال والحرام.
وقال قتادة: أي جملة الكتاب وأصله.
وقال الضحاك: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} قال: كتاب عند رب العالمين.
وقال سُنَيد بن داود، حدثني معتمر، عن أبيه، عن سَيَّار، عن ابن عباس؛ أنه سأل كعبًا عن "أم الكتاب"، فقال: عَلِم الله، ما هو خالق، وما خَلْقُه عاملون، ثم قال لعلمه: "كن كتابا". فكان كتابا.
وقال ابن جرير، عن ابن عباس: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} قال: الذكر، والله أعلم. انتهى.
والسؤال عن مثل هذه الأشياء تكلُّف
وما سكتت عن النصوص طلبه مذموم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 01:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} الأنعام: 59.
وقال: {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} الزخرف:85.
وقال: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} لقمان: 34.
فأية عِنْديّة؟! أجيبوا ودَعُوا المكانية؟؟
قال ابن كثير:
وقوله: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} قال: الحلال والحرام.
وقال قتادة: أي جملة الكتاب وأصله.
وقال الضحاك: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} قال: كتاب عند رب العالمين.
وقال سُنَيد بن داود، حدثني معتمر، عن أبيه، عن سَيَّار، عن ابن عباس؛ أنه سأل كعبًا عن "أم الكتاب"، فقال: عَلِم الله، ما هو خالق، وما خَلْقُه عاملون، ثم قال لعلمه: "كن كتابا". فكان كتابا.
وقال ابن جرير، عن ابن عباس: {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} قال: الذكر، والله أعلم. انتهى.
والسؤال عن مثل هذه الأشياء تكلُّف
وما سكتت عن النصوص طلبه مذموم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخي يا أبا عبدالرحمن
وإن كان لم يرد نص صريح على ان اللوح فوق السماء السابعة، فإن هده النصوص التي سقتها، ليس فيها نفيا .... هده من ناحية
ومن ناحية أخرى ... كونك لا تعلم ليس دليلا على عدم الوجود ... فتريث .. ولا تهاجم ..
ولست أشك في أنك لم تحيط بالنصوص كلها علما، وعليه إطرح ما عندك بلطف وقل -العلم عندالله-
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 10:31]ـ
يا أخي يا أبا عبدالرحمن
وإن كان لم يرد نص صريح على ان اللوح فوق السماء السابعة، فإن هده النصوص التي سقتها، ليس فيها نفيا .... هده من ناحية
ومن ناحية أخرى ... كونك لا تعلم ليس دليلا على عدم الوجود ... فتريث .. ولا تهاجم ..
ولست أشك في أنك لم تحيط بالنصوص كلها علما، وعليه إطرح ما عندك بلطف وقل -العلم عندالله-
بارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذرُ إن أسأتُ إلى أحدٍ
وأنا إن هاجمتُ فأتوبُ إلى الله
فوالله إنني لأبغض الهجومَ والهجوم المضادّ في مناقشة مسائل العلم
لكنني أحسبُ انني بيّنتُ وجهةَ نظر
ولم أرَ في كلامي حدةً أربأ بنفسي عنها
فإن وجدت فأنا أطلب الصفح عنها
وأما قضية أنني لم أحط بالنصوص كلها علماً فبدهية!
فمن أنا حتى أحيط؟
وها أنا أقف موقف التلميذ أسأل:
من كان لديه فضل علم فليعدْ علينا (جميعاً) به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الفضل]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 05:12]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أود الاستزادة هل يوجد كلام لأهل العلم في ذلك؟
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 10:51]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أود الاستزادة هل يوجد كلام لأهل العلم في ذلك؟
أختي الكريمة!!
هذه المسألة من الطبوليات فتجنبي عنها بارك الله فيك ...
يمّمي صوب ما هي متعلقة بأبجديات حياتك اليومية ...
وجزيت خيرا ووقيت شرا.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 05:02]ـ
أشكر لك النصيحة والتوجيه
وأعوذبالله أن أكون من الجاهلين
ولعلكم تعذروني إذا علمتم أن السؤال لطالبة سألت إحدى الأخوات، وأنا لست إلا ناقلة فقد أجد في الملتقى العلمي إجابة لكونه شيء خفي ولا أعلمه!
بارك الله فيكم
ـ[إمام محمود]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 10:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت السائلة
إجابة عن تساؤلكم
هناك رسالة جامعية من الجامعة الإسلامية بالمدينة الممنورة باسم:
المباحث العقدية المتعلقة بالوح المحفوظ والقلم -جمعًا ودراسة- إعداد: أ. عادل بن حجي العامري، إشراف: أ. د. محمد التميمي
عقد الباحث فيها مبحثًا باسم:
((مكان وجود اللوح المحفوظ)) يقع هذا المبحث من صفحة 161 - 166
وإليكم بعض من كلامه:
يقول: اللوح المحفوظ مكان وجوده في السماء عند الله والأدلة على ذلك ما يلي:
وذكر الأدلة ومنها: قوله تعالى: (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم)، قال ابن عباس رضي الله عنهما:"إن أول ما خلق الله القلم فأمر أن يكتب ما يريده أن يخلق، فالكتاب عنده، ثم قرأ:: (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) ".
وننقل قول شيخ الإسلام في مكان وجود اللوح: ((والصحيح اللوح المحفوظ الذي في السماء)) شرح العمدة1/ 383،
وقال: ((اللوح المحفوظ فوق السماوات)) بغية المرتاد326 - 327.
وقد نقل الباحث قول الإمام أحمد في مكان اللوح فقال: وقد بين مكانه الإمام أحمد رحمه الله حيث قال: ((وقد عرف أهل العلم أن فوق السماوات السبع الكرسي والعرش واللوح المحفوظ والحجب .. )) الرد على الجهمية والزنادقة125.
وفقك الله الجميع لما يحبه ويرضاه ... والله أعلم
ملاحظة: للأخت السائلة أن تطلب تصوير هذا الجزء من مكتبة الملك فهد الوطنية، أو من الجامعة الإسلامية ..
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 11:16]ـ
مما يحضرني من النصوص الشرعية في المسألة خلا الآية القرآنية التي أضافها الأخ الفاضل ابو عبد الرحمن، " وعنده أم الكتاب"، قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه، إن رحمتي سبقت غضبي" وفي لفظ آخر " في كتاب عنده فوق العرش".
والله أعلم
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 03:09]ـ
النقد للكلام وليس المتكلم والمكتوب وليس الكاتب
ما قيمة هذا السؤال، وما نفعه، وفائدته، وجدواه؟
سئل الإمام الشعبي: ما كان اسم زوجة إبليس؟
قال: ذلك عرس ما شهدناه(/)
خبر نافع عن ابن مسعود في ذم الابتداع ..
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 01:02]ـ
/// قال الدارمي - رحمه الله-:
أخبرنا الحكم بن المبارك انا عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال:
كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة, فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ..
فجاءنا أبو موسى الأشعري ..
فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟
قلنا: لا.
فجلس معنا حتى خرج.
فلما خرج قمنا إليه جميعا ..
فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته , ولم أر والحمد لله إلا خيرا.
قال: فما هو؟
فقال إن عشت فستراه.
قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة , في كل حلقة رجل , وفي أيديهم حصا , فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة ..
فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة ..
ويقول: سبحوا مائة , فيسبحون مائة.
قال: فماذا قلت لهم؟
قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك.
قال: أفلا أمرتهم ان يعدوا سيئاتهم , وضمنت لهم ان لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم ..
فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون.
قالوا: يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح ..
قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء , ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه و سلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد؟
أو مفتتحوا باب ضلالة؟
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير.
قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم.
ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج. [1/ 79]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 12:01]ـ
* قال البيهقي:
أنبأ أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا الحسن بن محمد الداركي ثنا أبو زرعة ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي رباح عن سعيد بن المسيب:
أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين ..
يكثر فيها الركوع والسجود ..
فنهاه.
فقال: يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة.
قال: لا , ولكن يعذبك على خلاف السنة.
* قال الألباني - رحمه الله-:
"
. وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرا من البدع باسم أنها ذكر وصلاة ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك"
[الإرواء2/ 36]
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 12:21]ـ
بارك الله فيك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 01:30]ـ
تخريج أثر عبد الله ابن مسعود حول الذكر الجماعي عن كتاب (البدعة) للشيخ ابي اسامة سليم بن عيد الهلالي
عن عمرو بن سلمة: كنا نجلس على باب عبد الله ابن مسعود قبل الغداة فاذا خرج مشينا معه الى المسجد فجاءنا ابو موسى الاشعري فقال:
أخرج اليكم أبو عبد الرحمن بعد؟
قلنا: لا.
فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا اليه جميعا فقال ابو موسى:
يا ابا عبد الرحمن اني رايت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم أر – والحمد لله – الا خيرا.
قال: فما هو؟
فقال: ان عشت فستراه
قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصا فيقول: كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول: هللوا مئة فيهللون مئة ويقول: سبحوا مئة فيسبحون مئة.
قال: فماذا قلت لهم؟
قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار امرك
قال: افلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم؟
ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟
قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح.
قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة.
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير.
قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا: (أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم)
وأيم الله ما ادري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة:
راينا عامة أولئك الخلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج.
...................
(1) أخرجه الدارمي في (سننه) (1/ 68 - 69) وبحشل في (تاريخ واسط) (ص 198 - 199).
من طريقين عن عمرو بن يحيى بن عمر وبن سلمة قال سمعت أبي يحدث عن أبيه (ذكره)
قلت: وهذا اسناد صحيح ودونك البيان:
أولا: عمرو بن يحيى.
ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (6/ 269) والبخاري في (التاريخ الكبير) (6/ 382)
وقد روى ابن أبي حاتم عن ابن معين توثيقه وذكر ابن عدي في (الكامل) (5/ 1773) وابن حجر في (لسان الميزان) (4/ 378) عن ابن معين تليينه.
قلت: والتوثيق هنا هو المقدم لأمور:
1 - ذكره ابن أبي حاتم عن ابن معين باسناد صحيح بينما الجرح لم يثبت بطريق صحيح
2 - الجرح غير مفسر فالتوثيق مقدم عليه
3 - ذكره ابن حبان في (الثقات) (8/ 480) وتوثيقه معتبر يؤخذ به لأنه وافق توثيق امام من أئمة الجرح والتعديل
4 - ذكر ابن أبي حاتم أن جماعة من الثقات رووا عنه.
وبهذا يكون عمرو بن يحيى ثقة والله أعلم
وظنه شيخنا حفظه الله في (الرد على التعقب الحديث) (ص47) عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي الحسن فصحح الاسناد قائلا (ص47) (واسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري في (صحيحه) غير عمارة وهو ثقة)
وأجزم أنه عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة وليس عمرو بن يحيى بن عمارة بأمور منها:
1 - أن ذلك جاء صريحا عند بحشل في (تاريخ واسط)
2 - أن شيخ الدارمي هو الحكم بن مبارك وهو في الرواة عن عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة وليس من رواة عمرو بن يحيى بن عمارة كما جاء في (تهذيب الكمال) (8/ 132).
3 - أن الدارمي وبحشل نقلا قول عمرو بن سلمة – وهو راوي القصة -: (رأينا عامة أولئك الحلق)
وعمرو بن سلمة جد عمرو بن يحيى وليس جد عمر بن يحيى بن عمارة.
قلت: ثم تبين لشيخنا أنه واهم فتراجع عن ذلك في (السلسلة الصحيحة) (5/ 12 - 13) فجزاه الله خيرا.
ثانيا: أبوه: يحيى بن عمرو بن سلمة ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (9/ 176) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولكن روى عنه جماعة من الثقات
قال شيخنا – حفظه الله وعافاه – في الصحيحة (5/ 12) ويكفي في تعديله رواية شعبة عنه فانه كان ينتقي الرجال الذين يروى عنهم كما هو مذكور في ترجمته ولا يبعد أن يكون في (الثقات) لابن حبان فقد رواه العجلي في ثقاته وقال (كوفي ثقة).
قلت: ليس له ترجمة في (الثقات المطبوع).
وهو لم يتفرد بل تابعه مجالد بن سعيد عن عمرو بن سلمة أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) (9/ 127).
قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (1/ 181) وفيه مجالد ابن سعيد وثقه النسائي وضعفه البخاري وأحمد ابن حنبل ويحيى)
قلت: ولكنه يعتبر به
ثالثا: جده عمرو بن سلمة فثقه وثقه ابن سعد وابن حبان والعجلي وبهذا يتبين أن القصة صحيحة والله أعلم.
ولها طرق أخرى تزيدها قوة على قوتها ودونكها:
1 - من طريق عطاء ابن السائب عن أبي البحتري عن عبد الله ابن مسعود.
أخرجه عبد الله ابن أحمد في (زوائد الزهد) (ص428) وأبو نعيم في (حلية الأولياء) (4/ 380 - 381) ومن طريقه الطبراني في (الكبير) (9/ 125 - 126) وعبد الرزاق في (المصنف) (5409).
قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (1/ 181) فيه عطاء ابن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط).
وفي هامش (المجمع) (1/ 182) (أبو البحتري لم يسمع من ابن مسعود فالحديث منقطع).
قلت: أما اختلاط عطاء ابن السائب فانه كان بأخرة ولذلك فرق العلماء بين من سمع منه قبل الاختلاط ومن سمع في الاختلاط وقد روى هذه القصة عنه حماد ابن سلمة عند الطبراني في (الكبير) (9/ 126) وهو ممن سمع من قبل الاختلاط كما في (الكواكب النيرات) (ص63) وبذلك تزول هذه العلة.
أما علة الانقطاع فقد تابع أبو عبد الرحمن السلمي أبا البحتري عند الطبراني في (الكبير) (9/ 126) فزالت هذه أيضا.
وبذلك يثبت هذا الاسناد ولله الحمد من قبل ومن بعد.
2 - طريق سفيان بن عيينة عن بيان عن قيس بن ابي حازم عنه
أخرج عبد الرزاق (5408) والطبراني في (الكبير) (9/ 125) وصححه الهيثمي في (مجمع الزوائد) (1/ 181).
قلت: وهو كما قال فان رجاله ثقات اثبات.
3 – من طريق سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عنه.
أخرجه ابو نعيم في (الحلية) (4/ 381).
قلت: أبو الزعراء هو عبد الله ابن هانيء الأكبر الكوفي وفيه كلام لا ينزل حديثه عن درجة الحسن وباقي رجاله ثقات وللقصة طرق كثيرة تجدها في (الكبير) (9/ 128) وصحح بعضها الهيثمي في (مجمع الزوائد) (1/ 181) فلينظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغيور على دينه]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 01:43]ـ
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منه و ما بطن. واجعلنا من الذين يتبعون سنة نبيك عليه أفضل الصلاة و التسليم
ـ[أبو ياسر الجهني]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 07:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشهد الله إني أحبكم كما تحبون أثار السلف وبالمناسبة هناك شريطين لشيخ عبدالرحمن الحجي الرجاء من عنده رفعها الدين الصافي هذه الآثار عن السلف بعد الكتاب والسنة هي التي تقينا بإذن الله من الفتن والحزبيات والله المستعان ,
ـ[ابوغيث]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 05:12]ـ
الله اكبر
ـ[ناصر السنة وقامع البدعة]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 09:53]ـ
ويقول حذيفة بن اليمان رضى الله عنه (كل عبادة لايتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها فإن الأول لم يدع للأخر مقالاً)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 07:32]ـ
جزاكم الله خيرا
وأيضا أثر عن عبد الله ابن عمر أنه عطس عنده شخص فقال الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فقال ابن عمر وأنا أقول مثل قولك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا رسول الله إنما علمنا أن نقول الحمد لله.(/)
سلسلة شرح كتاب فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام
ـ[أبو حسين]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 01:23]ـ
سلسلة فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام
لفضيلة الدكتور / صبري عبد المجيد "حفظه الله"
بها مقدمة في العقيدة
ومدخل عن دراسة الفِرق
وعقيدة أهل السنة والجماعة
ثم دراسة للفرق منها
الإباضية والخوارج
الشيعة (14 محاضرة)
الباطنية والقرامطة
ومازال الشيخ يشرح في هذه السلسلة
رابط المحاضرات
http://www.altawhed.net/medialist.php?i=100&o=0
المصدر موقع مسجد التوحيد بلبيس
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 12:22]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو سفيان الشملي]ــــــــ[06 - Apr-2010, صباحاً 04:21]ـ
بارك الله فيك أخي أبا حسين وأسأل الله أن يبارك في شيخنا الحبيب د/ صبري عبد لمجيد.
ـ[احمد موسى]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 01:35]ـ
ارجو مراجعة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=220557
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 11:12]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، أسأل الله أن يوفق أحد إخواننا في تفريغ المحاضرات حتى نتمكن من الانتفاع بها.وجزى الله الجميع خيرا.(/)
تفضلوا: صفوة القول في يزيد من مجموع الفتاوى لابن تيمية
ـ[ابن جريج]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 04:09]ـ
خلاصة ما قيل في يزيد [من مجموع الفتاوى ج4 ص481، ن:دار الوفاء، الطبعة الثالثة]
الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده، وبعد:
1 - افْتَرَقَ النَّاسُ فِي " يَزِيدَ " بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ثَلَاثُ فِرَقٍ: طَرَفَانِ وَوَسَطٌ.
أ- كَانَ كَافِرًا مُنَافِقًا وَأَنَّهُ سَعَى فِي قَتْلِ سَبْطِ رَسُولِ اللَّهِ تَشَفِّيًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتِقَامًا مِنْهُ وَأَخْذًا بِثَأْرِ جَدِّهِ عتبة وَأَخِي جَدِّهِ شَيْبَةَ وَخَالِهِ الْوَلِيدِ بْنِ عتبة وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ قَتَلَهُمْ أَصْحَابُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَغَيْرِهِ يَوْمَ بَدْرٍ وَغَيْرِهَا.
ب- كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَإِمَامٌ عَدْلٌ وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ " الصَّحَابَةِ " الَّذِينَ وُلِدُوا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَمَلَهُ عَلَى يَدَيْهِ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَرُبَّمَا فَضَّلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
ج- كَانَ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ لَهُ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ وَلَمْ يُولَدْ إلَّا فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَلَمْ يَكُنْ كَافِرًا؛ وَلَكِنْ جَرَى بِسَبَبِهِ مَا جَرَى مِنْ مَصْرَعِ " الْحُسَيْنِ " وَفِعْلِ مَا فُعِلَ بِأَهْلِ الْحَرَّةِ وَلَمْ يَكُنْ صَاحِبًا وَلَا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ وَهَذَا قَوْلُ عَامَّةِ أَهْلِ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ وَالسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
2 - اختلاف أهل السنة في يزيد.
أ- افْتَرَقُوا - أهل السنة - (ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ لَعَنَتْهُ وَفِرْقَةٌ أَحَبَّتْهُ وَفِرْقَةٌ لَا تَسُبُّهُ وَلَا تُحِبُّهُ وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَعَلَيْهِ الْمُقْتَصِدُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ.
3 - نصوص الإمام أحمد وأبو محمد المقدسي والجد ابن تيمية
أ- قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَد: قُلْت لِأَبِي إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ فَقُلْت: يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تَلْعَنُهُ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا.
ب- وَقَالَ مُهَنَّا: سَأَلْت أَحْمَد عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. فَقَالَ: هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِالْمَدِينَةِ مَا فَعَلَ قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ: قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَعَلَ.قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ: نَهَبَهَا قُلْت: فَيُذْكَرُ عَنْهُ الْحَدِيثُ؟ قَالَ: لَا يُذْكَرُ عَنْهُ حَدِيثٌ.
ج- وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ المقدسي لَمَّا سُئِلَ عَنْ يَزِيدَ: فِيمَا بَلَغَنِي لَا يُسَبُّ وَلَا يُحَبُّ.
د- وَبَلَغَنِي - ابن تيمية - أَيْضًا أَنَّ جَدَّنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ابْنَ تَيْمِيَّة سُئِلَ عَنْ يَزِيدَ. فَقَالَ: لَا تُنْقِصْ وَلَا تَزِدْ. وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ فِيهِ وَفِي أَمْثَالِهِ وَأَحْسَنِهَا.
4 - انتصار ابن تيمية لهذا القول وتعليله عدم لعنه
ا- أَمَّا تَرْكُ سَبِّهِ وَلَعْنَتِهِ فَبِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِسْقُهُ الَّذِي يَقْتَضِي لَعْنَهُ.
ب- أَوْ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْفَاسِقَ الْمُعَيَّنَ لَا يُلْعَنُ بِخُصُوصِهِ إمَّا تَحْرِيمًا وَإِمَّا تَنْزِيهًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل: فَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ عُمَر فِي قِصَّةِ " حِمَارٍ " الَّذِي تَكَرَّرَ مِنْهُ شُرْبُ الْخَمْرِ وَجَلْدِهِ لَمَّا لَعَنَهُ بَعْضُ الصَّحَابَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {لَا تَلْعَنْهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} " وَقَالَ: " {لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ} " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. هَذَا مَعَ أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَعَنَ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ لَعَنَ عُمُومًا شَارِبَ الْخَمْرِ وَنَهَى فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ لَعْنِ هَذَا الْمُعَيَّنِ.
ج- أَنَّ نُصُوصَ الْوَعِيدِ عَامَّةٌ فِي أَكَلَ أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَالزَّانِي وَالسَّارِقِ فَلَا نَشْهَدُ بِهَا عَامَّةً عَلَى مُعَيَّنٍ بِأَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ؛ لِجَوَازِ تَخَلُّفِ الْمُقْتَضِي عَنْ الْمُقْتَضَى لِمُعَارِضِ رَاجِحٍ: إمَّا تَوْبَةٍ؛ وَإِمَّا حَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ؛ وَإِمَّا مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ؛ وَإِمَّا شَفَاعَةٍ مَقْبُولَةٍ.
5 - تعليله عدم محبته محبة خاصة
أ- أَنَّ الْمَحَبَّةَ الْخَاصَّةَ إنَّمَا تَكُونُ لِلنَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛ وَلَيْسَ وَاحِدًا مِنْهُمْ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ} " وَمَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ: لَا يَخْتَارُ أَنْ يَكُونَ مَعَ يَزِيدَ وَلَا مَعَ أَمْثَالِهِ مِنْ الْمُلُوكِ؛ الَّذِينَ لَيْسُوا بِعَادِلِينَ.
ب- أَنَّهُ لَمْ يَصْدُرْ عَنْهُ مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا يُوجِبُ مَحَبَّتَهُ فَبَقِيَ وَاحِدًا مِنْ الْمُلُوكِ الْمُسَلَّطِينَ. وَمَحَبَّةُ أَشْخَاصِ هَذَا النَّوْعِ لَيْسَتْ مَشْرُوعَةً.
ج- أَنَّهُ صَدَرَ عَنْهُ مَا يَقْتَضِي ظُلْمَهُ وَفِسْقَهُ فِي سِيرَتِهِ.
6 - مأخذ من لعنه من العلماء كابن الجوزي والكيا الهراسي.
ا- صَدَرَ عَنْهُ مِنْ الْأَفْعَالِ الَّتِي تُبِيحُ لَعْنَتَهُ.
ب- هُوَ فَاسِقٌ وَكُلُّ فَاسِقٍ يُلْعَنُ.
ج- يُلَعْنِ صَاحِبِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ لَمْ يَحْكُمْ بِفِسْقِهِ كَمَا لَعَنَ أَهْلُ صفين بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْقُنُوتِ فَلَعَنَ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ فِي قُنُوتِ الصَّلَاةِ رِجَالًا مُعَيَّنِينَ مَنْ أَهْلِ الشَّامِ؛ وَكَذَلِكَ أَهْلُ الشَّامِ لَعَنُوا مَعَ أَنَّ الْمُقْتَتِلِينَ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ السَّائِغِ: الْعَادِلِينَ وَالْبَاغِينَ: لَا يَفْسُقُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ.
د- وَقَدْ يُلْعَنُ لِخُصُوصِ ذُنُوبِهِ الْكِبَارِ؛ وَإِنْ كَانَ لَا يُلْعَنُ سَائِر الْفُسَّاقِ كَمَا لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْوَاعًا مِنْ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَأَشْخَاصًا مِنْ الْعُصَاةِ؛ وَإِنْ لَمْ يَلْعَنْ جَمِيعَهُمْ.
7 - مأخذ من أحبوه وسوغوا محبته كالغزالي والدستي.
أ- أَنَّهُ مُسْلِمٌ وُلِّيَ أَمْرَ الْأُمَّةِ عَلَى عَهْدِ الصَّحَابَةِ وَتَابَعَهُ بَقَايَاهُمْ.
ب- كَانَتْ فِيهِ خِصَالٌ مَحْمُودَةٌ وَكَانَ مُتَأَوِّلًا فِيمَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ وَغَيْرِهِ فهُوَ مُجْتَهِدٌ مُخْطِئٌ.
ج- إنَّ أَهْلَ الْحَرَّةِ هُمْ نَقَضُوا بَيْعَتَهُ أَوَّلًا وَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ابْنُ عُمَر وَغَيْرُهُ.
د- وَأَمَّا قَتْلُ الْحُسَيْنِ فَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ وَلَمْ يَرْضَ بِهِ بَلْ ظَهَرَ مِنْهُ التَّأَلُّمُ لِقَتْلِهِ وَذَمَّ مَنْ قَتَلَهُ وَلَمْ يُحْمَلْ الرَّأْسُ إلَيْهِ وَإِنَّمَا حُمِلَ إلَى ابْنِ زِيَادٍ.
هـ- ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " {أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسطَنْطينيّةَ مَغْفُورٌ لَهُ} " وَأَوَّلُ جَيْشٍ غَزَاهَا كَانَ أَمِيرُهُ يَزِيدَ.
8 - هل ينكر على من لعن يزيد أو أحبه؟؟؟
وَالتَّحْقِيقُ ". أَنَّ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ يَسُوغُ فِيهِمَا الِاجْتِهَادُ؛ فَإِنَّ اللَّعْنَةَ لِمَنْ يَعْمَلُ الْمَعَاصِيَ مِمَّا يَسُوغُ فِيهَا الِاجْتِهَادُ وَكَذَلِكَ مَحَبَّةُ مَنْ يَعْمَلُ حَسَنَاتٍ وَسَيِّئَاتٍ بَلْ لَا يَتَنَافَى عِنْدَنَا أَنْ يَجْتَمِعَ فِي الرَّجُلِ الْحَمْدُ وَالذَّمُّ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ؛ كَذَلِكَ لَا يَتَنَافَى أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْعَى لَهُ وَأَنَّ يُلْعَنَ وَيُشْتَمَ أَيْضًا بِاعْتِبَارِ وَجْهَيْنِ. فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ: مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ فُسَّاقَ أَهْلِ الْمِلَّةِ - وَإِنْ دَخَلُوا النَّارَ أَوْ اسْتَحَقُّوا دُخُولَهَا فَإِنَّهُمْ - لَا بُدَّ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ فَيَجْتَمِعُ فِيهِمْ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ؛ وَلَكِنَّ الْخَوَارِجَ وَالْمُعْتَزِلَةَ تُنْكِرُ ذَلِكَ وَتَرَى أَنَّ مَنْ اسْتَحَقَّ الثَّوَابَ لَا يَسْتَحِقُّ الْعِقَابَ وَمَنْ اسْتَحَقَّ الْعِقَابَ لَا يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ ".
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 04:29]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[ابو عبد الله المقدسي]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 11:52]ـ
بارك الله فيك وجزاك ربي كل خير
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 02:14]ـ
أضف إليه الحجاج بن يوسف، هو الأخر اختلفوا فيه.
بارك الله فيك على الموضوع الطيب
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 02:46]ـ
أعلى الله شأنك ورفع قدرك ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[21 - Mar-2010, صباحاً 11:19]ـ
جاء في ترجمة عبد المغيث الحربي (من شيوخ عبدالغني المقدسي) في ذيل الطبقات لابن رجب (1/ 145): قال ابن القطيعي: كان أحد المحدثين مع صلابته في الدين، واشتهاره بالسنة، وقراءة القرآن. وجرت بينه وبين صاحب المنتظم - يعني: أبا الفرج بن الجوزي - نفرة كان سببها الطعن على يزيد بن معاوية. كان عبد المغيث يمنع من سبه. وصنف في ذلك كتابًا، وأسمعه. وصنف الآخر كتابًا سماه ة الرد على المتعصب العنيد، المانع من ذم يزيد " وقرأته عليه. ومات عبد المغيث وهما متهاجران.
قلت (ابن رجب): هذه المسألة وقع بين عبد المغيث وابن الجوزي بسببها فتنة، ويقال: إن عبد المغيث تتبع أبا الحسن بن البنا، فقيل: إنه صنف في منع ذم يزيد ولعنه، وابن الجوزي صنف في جواز ذلك. وحكى فيه: أن القاضي أبا الحسن صنف كتابًا فيمن يستحق اللعن، وذكر منهم يزيد، وذكر كلام أحمد في ذلك. وكلام أحمد إنما فيه لعن الظالمين جملة، ليس فيه تصريح بجواز لعن يزيد معينًا.
وقد ذكر القاضي في المعتمد: نصوص الإمام أحمد في هذه المسألة، وأشار إلى أن فيها خلافًا عنه.
وقرأت بخط يحيى بن الصيرفي الفقيه الحراني، قال: حكى لي: أنه كان يومًا في زيارة قبر الإمام أحمد - يعني الشيخ عبد المغيث - وأن الخليفة الناصر، وافاه في ذلك اليوم عند قبر الإمام أحمد، فقال له: أنت عبد المغيث الذي صنف مناقب يزيد. فقال: معاذ الله أن أقول: إن له مناقب، ولكن من مذهبي: أن الذي هو خليفة المسلمين إذا طرأ عليه فسق لا يوجب خلعه. فقال: أحسنت يا حنبلي، واستحسن منه هذا الكلام، وأعجبه غاية الإعجاب. انتهى
وفي ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي (ذيل الطبقات 1/ 196):
وسئل - الحافظ عبد الغني المقدسي - عن يزيد بن معاوية؟
فأجاب: خلافته صحيحة. قال: وقال بعض العلماء: بايعه ستون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر. وأما محبته: فمن أحبه فلا ينكر عليه، ومن لم يحبه فلا يلزمه ذلك؛ لأنه ليس من الصحابة الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيلتزم محبتهم إكراماً لصحبهم وليس ثمَّ أمر يمتاز به عن غيره من خلفاء التابعين، كعبد الملك وبنيه. وإنما يمنع من التعرض للوقوع فيه؛ خوفاً من التسلق إلى أبيه، وسدّاً لباب الفتنة. انتهى(/)
القتال في الأشهر الحرام
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 07:53]ـ
لازال القتال مستمر ضد الحوثيين في محافظة صعده اليمنيه
فهل من حكم على من تجاوز حدود الله في مثل هذا الحال
وماحكم من قتل فيها وهو مشارك في القتال
وكيف فات القياده السعوديه وهي مسلمه ان تستمر في قتال (متسللين) داخل بلداتهم بالطيران والمدفعيه في أشهر حرم فيها القتال
أسئله وتعجب احببت ان اشارك في طرحه لعلي على خظأ او أن هناك تأويل آخر للحكم(/)
هل هذان البيتان في وحدة الوجود؟
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 01:49]ـ
هذان بيتان للطريقة المدنية الصوفية:
وإنّنا لا نشرك بالله ... ولا نرى سواه من إله
بل نَشهدُ الكُلّ فناء وعدم ... إلاّ الإله كما كان في القِدم
أظن أنه القصد اثبات وحدة الوجود والعياذ بالله.
بحثت عن كلام أهل العلم حول ذلك فلم أجد.
فما رأيكم؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 02:26]ـ
/// للصُّوفية فناءان، أحدهما مبتدع، والآخر كفري.
1 - الأول: الفناء عن شهود السوى، وهو موصل للثاني، وقد لا يوصل. 2 - والثاني: الفناء عن وجود السوى.
والبيت الثاني المتقدم يحتمل هذا أوهذا، وإن كان إلى الثاني أقرب. والله أعلم
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 06:42]ـ
الذي فهمته من البيت هو التالي:
"الكل فناء وعدم" وهو بذلك ينفي وجودا للمخلوقين.
و يقول "كما كان في القِدم" فلا فرق عنده في الوجود بين الأزل و بين الحاضر، و معلوم أن في الأزل لم يكن إلا الله عز و جل، أما المخلوقات فهي حادثة.
هل أنا مصيب.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 06:46]ـ
الذي فهمته من البيت هو التالي:
"الكل فناء وعدم" وهو بذلك ينفي وجودا للمخلوقين.
و يقول "كما كان في القِدم" فلا فرق عنده في الوجود بين الأزل و بين الحاضر، و معلوم أن في الأزل لم يكن إلا الله عز و جل، أما المخلوقات فهي حادثة.
هل أنا مصيب.
نعم .. (الظاهر) بارك الله فيك كما قلتَ ..
لكن لو أردنا أن نتكلف تأويل ألفاظ البيتين، كما فعل ابن القيم رحمه الله مع أبيات أبي إسماعيل في منازل السائرين، فسنحمل ألفاظه على المعنى الأول، وهو الفناء عن شهود السوى.
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 11:57]ـ
جزاك الله خيرا أخي على اهتمامك بسؤالي.
و لفظ الفناء يحتمل التأويل الذي ذكرته، لكن ماذا عن قوله "عدم"،
أظن أنه لا يحتمل إلا معنى واحدا و هو نقيض الوجود.
ما رأيكم؟
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:54]ـ
البيتان واضحان ولا شيء فيهما، فهو يشهد أن مصير كل شيء هو الفناء والعدم، ولا يبقى إلا الله، عز وجل، كما كان في القدم، أي قبل أن يخلق المخلوقات. قال تعالى: (كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).(/)
عودة أرض العرب مروجا وأنهارا .. هل سنشهد هذه المرحلة؟
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 12:40]ـ
ورد في صحيح مسلم
حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا يعقوب (وهو ابن عبدالرحمن القارئ) عن سهيل، عن أبيه،
عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض. حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه.
وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا".
شرح (مروجا) أي رياض ومزارع. وقال بعضهم: المرج هو الموضع الذي يرعى فيه الدواب.
موقع خاص يتحدّث عن هذه المرحلة
http://www.morooj.com/
ما رأي الإخوة الكرام بالموقع ..(/)
ملف لقضية
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 06:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لايختلف في أي عقل مسلم يشهد بأنه لااله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله بأن هناك ضعف وتخبط وسوء اداره كارثيه تهيم فيها بلاد المسلمين كافه وان هناك إجماع بأن هذا الحال لافكاك منه ولكن لم لانبحث الأسباب والأعمال التي أدت إلى هذه المأساوية التي ألمت بأمة آخر الرسالات من رب العالمين وصفوتها امة رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنا ككثيرين غيري مولع بالتاريخ وبعصر النهضة السيادية في العهد الأول للخلافة الراشدة وما تلاها من امتداد حضاري غير مسبوق دهمت فيه الدولة الاسلاميه بلاد تضرب جذورها لمئات السنين وتبسط القوه العظمى في حينه لكل مايخالف نهج الإسلام وعقيدته وشرائعه.
إلا أن االرساله الطاهرة النقية بلغت آفاق الأرض واجهت القوه بالقوة والحجة بالبينة وقناعات المخالفين برحابة صدر الإسلام وعظمة تعاليمه المسددة من خلق نبينا صلى الله عليه وسلم والمؤدية إلى رحمة رب العالمين إن شاء سبحانه فهي رسالة لكل الناس في العالم الإسلامي وفي الغرب والشرق والشمال والجنوب على هذه الأرض. .
وبعد فلنعمل فكرنا في ماحل بهذه الرسالة والى أين يصبو زعماء حملها توجيهها وكيف تتفتق أذهان مسئولي رعايتها عن مبررات مؤوله لتتناغم شريعة الطهر والعفة والقيادة الاخلاقيه في تشريعها مع ليبرالية وإنشاءات الفكر الغربي والشرقي والشمالي والجنوبي وهذيانهم الديني وخرافاتهم العقدية , إذا القضية مصيريه والتسويق لانحراف مسار رسالة نبي الله صلى الله عليه وسلم لايعدم القدرة ولا يوفر الحرية للاعتراض فهناك جاهز كاملة لترويض هذا القدر الإلهي الرحيم لعباده وتحويله إلى مسوغات تبرر لأي كافرٍ به لجم مقاصده وتحوير عدالته لفطرة الإنسان إلى مسبة ومخالفه للمنطق ليس إلا انه لايرى فيه مايتوافق مع إيمان من خالف شريعة الدين في تقديرهم للناس كيف يمكنهم أن يعيشوا وكيف يمكنهم أن يتبنوا معتقداتهم وكل مايلزمهم هو أن يقولوا نحن نؤمن بالله ... وان الله ليس مسلم ولا مسيحي ولا يهودي ويح لهم أنى لهم المقارنة بين من خلقهم وأوجدهم لعبادته وبين عقولهم وما استشرى فيها من الغرور بما اتبعت من الأهواء وماتأدى بها إلى الضلال.
فان تنبهنا لما كنا نرى ولا نبصر فلكم مني بعض نقاط لنستعرض معا ماهي إمكانية التصحيح وكيف حرمنا من قضيتنا العادلة وكيف أدى بنا ذلك إلى أن نصفق مدارك العقل ضد كل طريق قد يؤدي بنا إلى فهم السؤال القاسي لماذا نحن أضعف الأمم وكيف جرى بنا من زعموا لنقرر لهم الطاعة في أن نكون خاضعين مأجورين لمن يملي علينا كيف لنا أن نؤمن بالله وكيف لنا أن نسوق عقولنا لنحشوها بتفسيراتهم وتأويلاتهم.
هذه النقاط تتمحور في عدة عناوين تحاذي المعاصرة للمشكلة بعيدا عن ماسبق من نهضة لاختلاف الميزان وانحلال المقومات بحيث لايمكن البناء عليها مع معطيات الحاضر واعتلال البنية الفكرية والعقدية للمقدرات المكتسبة التي تحصلنا عليها خلال السبات عن حفظ حقنا في الخيرية على كافة الناس والتهاون عن المقاربة بين ظروف واقعنا وبين عظمة مسئوليتنا كمسلمين اختار لنا الله نبيا منا وجعل فيه هدية الرحمة الجليلة التي قدرها على من خلق من بني آدم.
1 - استدراك مايتوجب علينا من خلال مسئولياتنا تجاه هدية تحديد مصير .. أضحت قضية
القضية التي انحرف مسارها قضية عادلة بالغة الأهمية بحيث أن مصيرنا مرتبط بأدائنا لالتزامات العمل بتهيئة مسارات نهضتها من جديد وخدمة هذه المسارات ودفع مستحقات ازدهار روادها فكريا وعلما وعملا مهما كلفت واستخلاص الأولويات اللازمة ابتداء وهذا لايعدو عن استحضار الإخلاص والتجلد بالأمانة والتذكير بقدر الله والتفكر في جلاله وعظمة كبريائه وقدرته وأننا نعمل لحسابه وآمالنا معلقة في ثوابه وللقارئ التخيل لعلو هذه المكانة التي يجب أن نتبوأها أن تعمل لحساب الله وأن تؤجر بعدله من ثوابه هكذا مباشرة منك إليه حاضرا ومنه سبحانه إليك في عاجل وآجل.
2 - الوعي بما آل عليه الحال لامتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
والبون الشاسع بين ماننجرف إليه وما هو واجب علينا القيام به وهنا يجب أن يتشعب الحديث وأسأل الله أن يلهمني وإياكم سديد الاعتبار وجميل الاعتذار وصواب القول وقدرة العمل بما هدانا الله إليه.
أ - يستلزم استيعاب ماسنتطرق إليه إيماننا بأن هناك قضيه كبيره وهناك جناه ومتواطئون وضحيه ومغلوبين على أمرهم ومثل أي قضيه فأول من يعلم فيها الضحية وأهلها وفي موضوعنا ضحيتنا سيادة دين الله بل هوانه ودنو رايته بين خلقه وأهله هم الصادحين أو الصادعين ذودا عنه.
ب - وكم هو بغيض البحث والتقصي في من أدى بهذه الامه إلى حالها ولكن المعضلة في المد التاريخي لهذه القضية وكما نوهت آنفا أن استجلاب التاريخ لاينفع في تنمية وعينا بل أن في نهايات ماخلص إليه مآلنا من فعل طغمة الجناة على مد التاريخ مايغنينا هولا عن تفكرنا في طلائع نشأته ومن أبتكر أو نفذ صنع هذا الفعل الإجرامي في حق رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي حق أمته ومصالحهم العليا وعلى هذا أقول بأن مصابنا حادث ولازال وعزيزنا لم ولن يمت بإذن الله فهو شرع خالد كما بشر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وحري بنا أن كنا عاجزين عن حفظ حدود حرمته أن لانكف عن المحاولة وجناة الحرب على الحق وسيادته لاعبون رئيسيون في الاستمرار بالتهجم حينا والتهكم حينا والتشفي بكليهما من دين الله عربدة وفسقا لخبث طويتهم ونكاية ودهاء بشحذ كافة الجهود لطمس مناقبه والتغرير بإتباعه وتلويث نصاعة غايته وتشويه رقي مقاصده وأحق ماعلينا هو أن نبادر بهم بلا حياء من فكرة نظرية المؤامرة فمن ينكرها ينبغي عليه أن يستحي من غبائه أو كذبه بل حري بنا أن نستحيي من انطلاء هذه المؤامرات علينا وانشغالنا بتلميعها والاشاده بمنفذيها .......... فمن هم؟
لائحة الاتهام
انه في هذه الأيام وبعد الاطلاع على كافة جوانب الحياة لدى المسلمين خاصة ومن عاشرهم وخالطهم في بلدانهم تراءى لنا أن الأنظمة القائمة على حكم هذه البلاد تتعدد مذاهبها وأنها جميعا اختارت فصل الدين عن السياسة رغبة في سلطة الحكم وتواطئا مع نظام الحكم العام العالمي الذي يحكم السلطة على جميع مايبدر من هذه الأنظمة المسلمة افتراضيا وليس هذا فقط بل ضيقت الخناق على المؤسسات الدينية داخلها سواء في العمل الدعوي أو الخيري وفرضت رقابه صارمة على كافة مفاصل توجه العمل بهذه المؤسسات وكان الترجيح في تقدير هذه الأنظمة لتحزبات لادينيه تتخذ الحرية الفردية في السلوك دينا لها ولمذاهب وثنيه تدعي الإسلام مثل الصوفية والتشيع والاسماعيليه , ودعمت إعلاميا ودعويا وفكريا توجهات هذه التحزبات والمذاهب الضالة التي في تقديرها تشغل نمطية فكرها وعقيدتها أتباعها عن الخوض في السعي إلى السلطة باسم الدين بما يتخلل هذه العقائد من تشريعات جل اهتمامها يتمثل في جمع المال وتحقيق فرص مشرعه فكريا وعقديا في تاريخ هذه التحزبات وأئمة هذه المذاهب تبارك وترغب في بلوغ المراد من شهوة النساء بتنظيم يختلف من مذهب إلى آخر ومن شخص إلى آخر وما يميز هذه المذاهب هي عبودية مطلقه من التابع لتوجيهات أئمتهم وهو مايساعد في ضبط تحركاتهم وسهولة رصد توجهاتهم من خلال مصادر قليله محدده وكل هذا يشبع رغبة هذه الأنظمة بالتفرد بالحكم وفق ماتقتضيه المرحلة حيث يتسلط أعداء هذه الامه على كل ماهو نزيه وعادل في قضية الإسلام التي مهد لها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى بها صحابته رضوان الله عليهم وأهمها حاكمية هذا الدين على كافة توجهات أتباعه رؤساء ومرؤوسين في جميع نواحي الحياة ومستلزماتها مما يؤدي إلى سيادته على كل من هم خلاف تجلياته التشريعية والعقدية لكونه دين حق من رب كل ماهو مخلوق معلوم أو غير معلوم.
وأنه اتضح وجود دعم وتآزر من هذه الأنظمة علني وسري لحفظ مصالح وتلبية رغبات دولة دخيلة على العالم الإسلامي تتخذ اليهودية المزورة دينا لها والعنصرية والقتل لأهل الأرض التي احتلوها نهجا ووسيلة لاستمرارها مع أن أهل هذه الأرض المسلوبين والمظلومين ... مسلمين موحدين!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من أخطر الأفكار المضادة لهذا الدين الضحية من هذه الأنظمة هو الإحساس بالخطر من كونه دين الهي رباني يفرض ويلزم من اتبعه على نهج الحق ومبتغى الصدق أن يجعل تشريعه واعتقاده منارة حكمه ومنبع تعاملاته وهو مالا يتوافق مع موالاة سلطه حاكمه كافره به ومنتهجه لتدينات اخرى تتسمى بالأديان السماوية ولا تعترف بربوبية أو حتى صدقية دين الإسلام شدت الخناق عليهم لتأسيس توجهات تقر بالنهج العالمي في التعايش ضمن فرض شرائع لااخلاقيه لاتدين إلا بحرية جمع المال وإتباع الشهوات وهو ما يؤرقهم من وجود حزب تابع لهذا الدين تقر عقيدته السليمة بمخالفة ماهو مفروض عليهم وما يشتهون تنفيذه لأسباب عديدة أهمها استمرارية حكمهم.
ومن هذا المنطلق يجب أن نبين آخر وأهم العوامل والقرارات والأعمال التي أدت إلى هذا الحال وضمن حسبه بسيطة لاتتوغل كثيرا في أحداث التاريخ وهي بداية:
أولا – من أنشأ خطة تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات متفاوتة وحرص على خلق الأجواء والضروف المحرضة على هذا التفاوت في المعيشة في الكرامة في القدرة وفي أنظمة الحكم داخل كل دويله.
ثانيا – وكم يؤسفني أن أضم نخبة القادة المسلمين في ذلك الوقت من الزمان عندما خنعوا لما بدا أنها قوى طاغية وفي حين إني لااصر على جنايتهم المتعمدة فاني لاأقدر أن ابوء بإثم تبرئتهم لمطامع شخصيه كان لها الحكم الأهم في قرارهم بالمشاركة والتعاون مع قوه استعماريه كان الأجدر بهم أن يوقنوا أن مصالح كل ماينتمي إليها عرقيا وثقافيا وعقائديا وما يثري وجاهتهم وسيادتهم مقدم على مصالح هذه النخبة أنفسهم وكل مايمثلوه أو ماظنوا أنهم يحافظون عليه ويدعون منفعته. {وبالتأكيد أن سهولة الادانه والحديث عن التواطؤ لاتنفي صعوبة تصور اتخاذهم موقف آخر مناقض أو مخالف لما املي عليهم من متطلبات اغلب الظن أنها قليله حصرا ومتجذره أثرا}
ثالثا – العملاء المأجورين الذين كانوا يد الاستعمار في خلق التوتر والانحدار بالامه عمدا أو استغباءا بهدف دعم مصالح القوى الاستعمارية أو شهوة في متاع الدنيا والاشتهار أو بهدف إقامة قوة قوميه أو عرقيه أو دينيه ضد نفس المجتمع الإسلامي المنتميين إلى حدوده وما أشد العجب حين نحصر مدى إضرارهم بأمتهم ونقارنه بما أصابوا من أعدائهم المصرح بهم جهارا والله يعلم إسرارهم.
رابعا – رجال الدين وكبارهم خاصة في كافة المراحل إلى وقتنا وجنايتهم هي ذات جناية من أتوا ثانيا والله اعلم.
خامسا – قادة وزعماء الدول الاسلاميه بكافة تمذهبهم وقومياتهم التي ازدادت تفاوتا وتداخلت انتماءا وولاء , نسأل الله أن يزيح عنا جدبهم وشناعة منتهم وفظاعة سطوتهم وغباء قيادتهم وسذاجة مزاعمهم فوالله لاأرى فيهم أملا ولا رجاءا في كف أذاهم ومن يعينهم عن الإسلام والمسلمين.
3 - اليقين بأن الاستمرار في مداهنة هذه الأنظمة على حساب التشريع الإلهي هو خيانة للأمانة
وذلك لأنه مما اتضح أن الإحداثات التي نسجتها القوى الاستعمارية والأنظمة المحكومة المتسلطة لتفتيت قوة فاعلية الأثر الديني للإسلام الصحيح والتي رصدت في قلوب متبعيه وفي سلوكياتهم أنها تنفر وتأبى من فريضتهم بالانخراط في العولمة الثقافية المستنسخة عن الانحلال الفكري والسلوكي والذي تبنى على تطبيقاته وتنظيماته قوى التجارة العالمية والمنافع الضريبية لدخل الحكومات والشخصية لمسئوليها فمن الطبيعي أن نفهم أننا لن يكون لنا دور مصحح بالتراضي إذا كنا نطالب بأن تفقد هذه الأنظمة رضا أسيادهم وتحصيل منافعهم التي تصبح ملحه أكثر وأكثر مع الأيام.
لذا يجب التوقف فورا عن تأييد كل مامن شأنه بلوغ غاياتها في تطبيق الدين المطاطي المرن الذي يسوغ لهم فعل مايشائون وتشريع مايؤيدهم ويحقق أهداف تصب في مصلحة القوى الاستعمارية المعادية والمتخوفة من سطوة تعاليم الإسلام وفي مصلحة استمرارية حكم هذه الأنظمة السخيفة واستنزافها لمقدرات الامه وكرامتها وبركة دينها.
والكف عن مساومة رضا هذه الأنظمة مقابل تسهيلات من المحرج لهم والمفسد لمسيرة مخططاتهم عدم تقديمها خاصة وأنها الحد الأدنى المسموح لهم به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فضح كل من تسول له نفسه ممن هم محسوبين على المؤسسات الدينية ويقومن بإصدار فتاوى تتماشى وأهداف هذه الأنظمة وعلى مستوى أثر الفتوى أو يزيد يجب أن يكون الرد المجاهر المتكامل حتى تتضح الصوره لدى الجميع ولا يكون هناك مزايدات وتأويلات تصب في صحة الفتوى الباطلة.
عدم التقول على الله بخصوص السمت الواجب انتهاجه في التعامل مع الحاكم وبما أن الفعل الباطل يستوجب الرد فلن يعدو الرد عن الإيضاح ولكن بصوت عالي وواضح حتى يتوافق مع جميع الأفهام.
بالنسبة للبلدان التي أصبح فيها المسلمين بدين الحق أقليه ضد مدعيه من إتباع المذاهب الضالة فيجب أن يتعاملوا مع تحديات الرد الموضح والاجابه الشافية بالحسنى والمثابرة وتوصيل الصوت بكل السبل المتاحة وعدم التهاون عن القضية الكبرى.
أخيرا لايخفى أن طريقة التعامل بالصمت وادعاء الاحتساب كان لها الأثر الأكبر في تحقيق أهداف الإضرار بديننا والاستغلال من قبل أعدائه ومن هذا يجب أن يكون الصوت واضحا والرد بما يرضي الله وعدم المزايدة على الحق بما يحقق تهاونهم في سبيله.
4 - الايمان بحقيقة أن معارضة الأنظمه دفاعاً عن مكانة دين الاسلام هو عون لها على الحق وطوق نجاه لنا
وذلك لخلق رادع علني وسلمي يمكن التذرع به لوقف التنازلات واتخاذ قرارات ومواقف تنتهك مقاصد الشريعه الاسلاميه وهذا لايتوقف على الأنظمه وحدها حيث يجب ان يبلغ صوت الرفض قناعة القوى الاستعماريه بأن الطريق لتحقيق أهدافهم ليس ممهدا وبلوغه لن يأتي بالنتائج التي يرتجونها وعليه لابأس بأن يقيموا مدى صلاحية مخططاتهم ويقدموا على تجديدها بحسب الواقع المنشود تنفيذه من قبل القوى الدينيه المحترمه من المجتمعات الاسلاميه.
وبهذا يتحقق ايضا العديد من المنافع الشريفه:
أولها وأهمها المعذره من الله على ماستحدث في دينه ببذل الجهد والوقت والتضحيات اللازمه واستجلاب عونه وبركاته سبحانه فكل مايشغلنا بهذا الموضوع ويقلقنا لاقدر له عنده تعالى جل جلاله إلا إن كنا باذلين في سبيل رضاه وطاعته مايحقق الحمد لنعمائه والجلب لأفضاله ونصرته.
ثانيا ايصال الرساله الجليله للمجتمع بكافة شرائحه بضرورة تكاتف الجهود للوقوف صفا واحدا للذود عن حدود الله وايضاح الحقائق النابعه من سلامة فطرتهم وأن هناك من يقبل على تلقي ثمن الحفاظ على طهارة علاقاتهم واجتماعاتهم من لوث المفسدين وان هناك من يتلقى المساويء كمقابل لحفظ ابنائهم وبناتهم من الخوض في قذارات التأثر بالمجتمعات المنحله اخلاقيا وكل هذا لن يتحقق ان لم تدرس الوسيله ونكف عن الارتجال في التبليغ والدعوه وأن يبذل الغالي والنفيس من الوقت والمال والارواح والممتلكات.
ثالثا احباط أي تزييف وخداع استمرئه اعوان الحكام لتحريف مقاصد الاسلام وتكييف مصادره بمايغير مفاهيم المجتمع ويصور له مالا يصح على انه الحق والصدق وتقريب الفجوه البائنه بين شريحه كبيره منهم وبين أئمتهم على الحق وتيسير اقبالهم على التفكر والتدبر بمكمن الخلل وداعي الفلاح.
رابعا سد الطريق أمام دعاة الضلال من المذاهب الوثنيه المتأسلمه ودعاة السخف من متلوني التدين ببروز الحق محاذيا لتواجدهم ومقارعا لحججهم الواهيه الانشائيه الطاعنه في رقي الغايه وسلامة الدعايه بالتوكل على الله وحده والتمسك بشرائعه قلبا وقالبا بمايكفل بلوغ المكانه التي يروجون لها ويسلكون طرقا وأفكارا لاتوصل اليها.(/)
أسوأ هذيان ظهر حتى الآن في فتنة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين للشيخ العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 04:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((أسوء هذيان ظهر حتى الآن في فتنة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aswa_hathayan/aswa_hathayan.doc?attredirects =0)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aswa_hathayan/aswa_hathayan.pdf?attredirects =0)
...
وهذا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aswa_hathayan/aswa_hathayan.txt?attredirects =0) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 03:14]ـ
جزاك الله كل خير يا اخ مكاوي وحفظ الله
الشيخ العلامة عبد المحسن العباد وبارك فيه
ـ[سلمان المشعل]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 10:44]ـ
مقال مفيد بارك الله فيك ..
وفي الشيخ الإمام عبد المحسن العباد ..
وحفظه من كل سوء وكثر من أمثاله ..
ـ[مكاوي]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 05:35]ـ
نص المقال تسهيلا للقارئ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فمن المعلوم أن من نعم الله على بلاد الحرمين في الزمان المتأخر أن جعل ولايتها في أسرة كريمة، بدأت تلك الولاية في منتصف القرن الثاني عشر الهجري على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله بمؤازرة وتأييد وتسديد من الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقد قامت على أساس الالتزام بأحكام الكتاب والسنة، ومن ذلك احتشام النساء واحتجابهن وبعدهن عن مخالطة الرجال، وكان ذلك الالتزام بأحكام الشريعة والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب بقائها واستمرارها، في الوقت الذي حرص كثيرون على الظفر بالولاية فلم يفرحوا بذلك ولم تقر لهم به عين، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، وقد مرت الدولة السعودية بعهود ثلاثة، بدأ العهد الثالث منها قبل مائة عام بولاية الملك عبد العزيز رحمه الله مؤسس المملكة العربية السعودية، وقد ظلت النساء في هذا العهد محافظة على الحشمة والفضيلة والسلامة من التبرج والاختلاط بالرجال وبقيت متميزة على غيرها من البلاد الأخرى التي بدأ انفلات النساء فيها بكشف الوجوه، ثم الكشف عما هو أكثر من ذلك من أجسامهن واختلاطهن بالرجال في مختلف المجالات حتى في العمل والدراسة والتدريس، وقد ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه في ذكرياته (5/ 226) أن أول امرأة مسلمة كشفت وجهها في بلاد الشام كان قبل الحرب العالمية الأولى وأنه يذكر ذلك في صغره، ثم ذكر ما آل إليه أمر النساء في تلك البلاد من التهتك والانفلات، وقد نقلت كلامه في رسالة ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها)) (ص 41)، وفي رسالة: ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها)) (ص 31)، وكانت محافظة النساء في بلاد الحرمين على الحجاب وعدم اختلاطهن بالرجال برعاية وتوجيه واهتمام من ولاة الأمور فيها وبعناية واهتمام من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وللملك عبد العزيز رحمه الله كلام عظيم رصين في ذم اختلاط الرجال بالنساء مثبت في كتاب ((المصحف والسيف: مجموعة من خطابات وكلمات ومذكرات وأحاديث جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله)) جمع وإعداد محيي الدين القابسي (ص 322)، ومنه قوله: ((أقبح ما هنالك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية: من تدبير المنزل، وتربية الأطفال، وتوجيه الناشئة الذين هم فلذات أكبادهن وأمل المستقبل ... وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن، فلا ـ والله! ـ ليس هذا (التمدن) في شرعنا وعرفنا وعادتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال
(يُتْبَعُ)
(/)
حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة أن يرى زوجته أو أحداً من عائلته أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي، هذه طريق شائكة تدفع بالأمة إلى هوَّة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلاَّ رجل خارج عن دينه، خارج من عقله، خارج من تربيته))، وقوله: ((إنَّني لأعجب أكبر العجب ممن يدَّعي النور والعلم وحب الرقي لبلاده، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ما نوَّهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم، ثم لا ترعوي عن ذلك، وتتبارى في طغيانها، وتستمر في عمل كلِّ أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة وهدى لنا ولسائر البشر)).
وقد أوردت كلامه رحمه الله في الرسالتين السابقتين (ص 55 ــ 59) و (ص 44 ــ 48) وفي رسالة: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟)) (ص 21 ــ 25).
وآخر الولاة الذين مضوا من أبناء الملك عبد العزيز رحمه الله الملك فهد رحمه الله، وقد امتدت ولايته إلى ما يقرب من ربع قرن ــ وكان طولُ مدة ولايته رحمه الله طولاً في أعمار إخوته ولاة الأمر من بعده حفظهم الله وجعلهم ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم وحفظ بهم بلاد الحرمين من كل سوء ــ وقد أصدر فيها ثلاثة تعاميم في منع اختلاط النساء بالرجال برقم: 11651 في 16/ 5/1403هـ، و2966/م في 19/ 9/1404هـ، و46/س/2 في 28/ 4/1421هـ، ونص التعميم الأخير الموجه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله إبان ولايته للعهد والمعطى منه نسخة لكل وزارة ومصلحة حكومية أو مؤسسة عامة للاعتماد:
((نشير إلى الأمر التعميمي رقم 11651 في 16/ 5/1403هـ المتضمن أن السماح للمرأة للعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواء في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية لأن ذلك محرم شرعاً ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد، وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال، فهذا خطأ يجب تلافيه، وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه، المؤكد عليه بالأمر رقم 2966/م في 19/ 9/1404هـ.
وحيث رفع لنا سماحة المفتي العام للملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بخطابه رقم 46/س/2 في 28/ 4/1421هـ حول ما تقوم به النساء من عمل لا يتناسب مع الدين والخلق، وهو توظيفهن مندوبات للتسويق لدى عدد من التجار والمؤسسات الخاصة والشركات، وأن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفاد سماحته بأن ذلك صحيح وواقع، وما أشار إليه سماحته من أن هذا منكر ظاهر يجب منعه حمايةً لنساء المسلمين مما لا تحمد عقباه عليهن وعلى المجتمع، وأنه قد صدر من هيئة كبار العلماء القرار رقم (172) في 2/ 8/1412هـ بمنع تولي النساء للأعمال والوظائف التي تتنافى مع الحياء والحشمة مما فيه اختلاط بالرجال وشغل النساء عن أعمالهن اللائقة بهن والتي لا يقوم بها غيرهن، مما يفوِّت على المجتمع مرفقاً هاماً، وأشار سماحته إلى الأمرين سالفي الذكر وطلب تجديد الأمر بالتقيد بموجبه والتأكيد على ذلك ومحاسبة من يخالفه حفاظاً على كرامة الأمة وإبعاداً لها عن أسباب الفتن والشرور.
ونرغب إليكم التأكيد على المسئولين لديكم بالتقيد بما قضى به الأمران المشار إليهما، فأكملوا ما يلزم بموجبه)).
وفي السنوات الأخيرة تغير حال النساء وحصل منهن السفور واختلاطهن بالرجال في بعض الغرف التجارية وفي المنتديات والحوارات ومختلف اللقاءات وغير ذلك، ويزداد هذا الانفلات شيئاً فشيئاً مما يعود على هذه البلاد بالخطر والضرر، وقد تولى كبر ذلك دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات من أبناء هذه البلاد الذين أعجبوا بما عليه النساء في بلاد الغرب والبلاد الإسلامية التي تابعتها في انفلات النساء.
وقد كتبت في انفلات النساء في بلاد الحرمين وخطره كلمات نُشرت في شبكة المعلومات بالإضافة إلى الرسائل الثلاث المتقدمة، هي:
(1): ((دعاة تغريب المرأة ومتبعو الأهواء والشهوات هم الذين وراء بدء انفلات بعض النساء أخيراً في بلاد الحرمين)) في 18/ 2/1430هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2): ((لا يجوز للمرأة الولاية على الرجال)) في 2/ 3/1430هـ.
(3): ((خطر الأندية الرياضية للفتيات)) في 5/ 7/1430هـ.
(4): ((قيادة المرأة السيارة يقودها إلى الانفلات)) في 8/ 7/1430هـ.
(5): ((صور ونماذج مؤلمة من انفلات النساء أخيراً في بلاد الحرمين)) في 29/ 7/1430هـ.
(6): ((لا يجمع بين البنين والبنات في الصفوف الأولية الابتدائية)) في 13/ 9/1430هـ.
ولما فُتحت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في 4 شوال 1430هـ، وحصل فيها التبرج والاختلاط بين الجنسين كما أخبرني بذلك من أثق بهم ممن طلبت منهم الاطلاع على موقع الجامعة في شبكة المعلومات نشطت الصحف في الاتصال بمن يؤمِّلون فيهم تأييد الاختلاط وحرصوا على استنطاق بعض من ينتسب للعلم لتأييد هذا الاختلاط المشين، فوجدوا ضالتهم المنشودة عند المسئول المكبر الذي أشرت إليه في المقال المنشور في 18/ 11/1430هـ بعنوان: ((لماذا النشاط المحموم في تأييد اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين))، ثم تابعه على ذلك بعض المتكلفين ممن ينتسب للعلم، وفيهم من أثبت الصحفيون كلامه، ومن حكوا كلامه بتصرف لا يُجزم بصحة نسبته إليه، وفي بعض ما نطقوا به العتب على من يحذر من الاختلاط في تحذيره وتوجسه ــ بزعمهم ــ في تخصص الجامعة، ونسبة النيل من تخصص الجامعة إلى من يحذر من الاختلاط نسبة باطلة؛ فإن الاهتمام بالعلوم والتقنيات أمر مطلوب، والاختلاط في التعليم وغيره لا يسوغ، فالحلال حلال والحرام حرام، ومما قلته في الكلمة السابقة: ((ومن الجامعات التي قام بإنشائها خادم الحرمين حفظه الله: ((جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية))، وقد أولاها حفظه الله عنايته وهيأ لها من الإمكانات ما يؤمل أن يتحقق لها من قوة في مجال اختصاصها تعود آثاره على هذه البلاد وغيرها بالنفع العظيم والفائدة الكبيرة على الوجه الذي يرضي الله عز وجل وينفع عباده، ولا شك أن من الخير لهذه الجامعة ولمؤسسها حفظه الله ولبلاد الحرمين حرسها الله أن تصان هذه الجامعة وتحفظ من أي شيء لا تقره شريعة الإسلام التي مكن الله للدولة السعودية في هذه البلاد بسبب قيامها بها وتطبيقها لأحكامها، فتصان من كل ما لا يسوغ شرعاً وعلى الأخص اختلاط الجنسين في قاعات الدراسة وغيرها، وقد طلبت من عدد أثق بهم الاطلاع على موقع الجامعة في شبكة المعلومات فأخبروني بوجود التبرج والاختلاط، والواجب أن تكون دراسة الطالبات وكل ما يتعلق بهن في أماكن خاصة بهن لا يكون فيها مجال لاختلاطهن بالرجال.
وهذه الجامعة اكتسبت قوتها الحسية والمعنوية من قوة مؤسسها حفظه الله، لذلك نشطت الصحف وكثير من كتَّابها المفتونين بتغريب المرأة في بلاد الحرمين في تهوين أمر الاختلاط والنيل ممن ينادي بمنعه لتسلم هذه البلاد وأهلها من آثاره السيئة في العاجل والآجل)).
وأسوأ هذيان ظهر حتى الآن في فتنة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين ما سودت به جريدة عكاظ صفحتين من عدديها الصادرين في 22 و23/ 12/1430هـ، من مقال لشخص غير معروف سألت عنه بعض من نسبتُهم نسبتُه في المدينة فلم يعرفوه، وقد جعل فيه المنكر معروفاً والمعروف منكراً مع أنه من منسوبي ((هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))!! وهذا يسقط أهليته لهذه النسبة، وقد أتى فيه بطامات لم يسبق إلى مثلها في موضوع انفلات النساء من جواز الاختلاط بإطلاق والنظر بين الجنسين والمصافحة والمس والخلوة من (غير تهمة!!!)، فكان حاله في التناهي في السوء كما قال الشاعر:
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تأت فيه الأوائل
وقد بالغ في التعالم والتلبيس، فذكر عدة أحاديث على جواز ما دعى إليه من باطل وعدة أحاديث لمن قال بالحق وردَّ هذا الباطل، زاعما أن من هذه الأحاديث ما هو ضعيف ومنها ما هو صحيح وهو حجة على المانعين لا لهم، ولا يتسع المقام في هذه الكلمة لكشف كل ما في هذا المقال من باطل، وحسبي أن أورد فيه نماذج يتضح بها جهله وتعالمه وسوء فهمه في الاستدلال سنداً ومتناً.
وقبل إيراد هذه النماذج في بيان فساد استدلاله أنقل هنا جملة من عباراته السيئة قال: ((والحق أن مصطلح الاختلاط بهذا الاصطلاح المتأخر لم يعرف عند المتقدمين من أهل العلم؛ لأنه لم يكن موضوع مسألة لحكم شرعي كغيره من مسائل الفقه، بل كان الاختلاط أمرا طبيعيا في حياة الأمة ومجتمعاتها!))
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: ((لكن بعض المتأخرين لما بالغ في موضوع اختلاط النساء بالرجال وصار اللفظ المعاصر ينصرف إليه بإطلاق، تولد ذلك المصطلح الدخيل المتأخر، فغالط به من لم يميز أو من أراد التلبيس!)).
وقال: ((أما ما يتعلق بجواز الاختلاط من عدمه فمرده إلى الأدلة الشرعية، وهذا ما يعنينا على وجه التحديد هنا بصورة أكبر، ولذلك كان الخلط في حكمه أكثر جناية حين قال بتحريمه قلة لم يعتبروا بالبراءة الأصلية في إباحته، ولم يتأملوا أدلة جوازه، ولم يقتفوا هدي المجتمع النبوي فيه، وهو قدوتنا في امتثال التشريع في كل شؤون الحياة المختلفة، والحق أنه لم يكن الاختلاط من منهيات التشريع مطلقا بل كان واقعا في حياة الصحابة!!! ولقد استمر ذلك الحال على مر العصور حتى طرأ على ذلك الأصل ما غيره من العادات والتقاليد، وبقي منه ما لا يمكن أن تمحوه تلك العادات والتقاليد، فظل كما هو؛ لأنه ارتبط بما شرع الله امتثاله من الطاعات على النساء والرجال كالطواف والسعي والصلاة فهم يؤدونها في مكان واحد!)).
وقال: ((لقد ارتفع ضجيج المانعين، وعلت أصواتهم في قضية «الاختلاط» مع أن الحجة مع من أجازه بأدلة صريحة صحيحة، فضلا عن استصحاب البراءة الأصلية، وليس مع المانعين دليل إلا ضعيف الإسناد، أو صحيح دلالته عليهم لا لهم!!)).
وقال في تعليقه على حديثين: ((ومن لوازم ذلك نظر المرأة للرجال ومخالطتهم!))، و ((وفيه جواز مخالطة الرجال والنظر إليهم!)).
وعلق على حديث بقوله: ((ففيه جواز الاختلاط، وجواز وضوء الرجال مع غير محارمهم من النساء، ولا يلزم منه رؤية ما لا يجوز من المرأة!)).
وعلق على حديث بقوله: ((وفيه جواز الاختلاط، وجواز الخلوة بالمرأة عند الناس، وكل خلوة تنتفي فيها التهمة لا يتحقق فيها النهي على الصحيح، وإنما المحرم منها ما تحققت فيه التهمة فقط!!)).
وعلق على حديث بقوله: ((وفيه جواز دخول الرجل على المرأة في غير تهمة، وفيه جواز فلي المرأة رأس الرجل، ونحوه القص والحلق!!!)).
وعلق على حديث بقوله: ((فحديث أم عطية رضي الله عنها يفيد جواز ما هو أكثر من الاختلاط وهي المصافحة)).
وقال: ((فكما ترى النصوص الصحيحة الصريحة كلها تفيد جواز نظر النساء إلى الرجال ونظر الرجال إلى النساء في غير فتنة، كما تفيد جواز الخلوة بالمرأة عند الناس ومصافحتها، والاختلاط بين الجنسين من لوازم ذلك قطعا، سواء كان في الأسواق والمحال للبيع والشراء أو العمل والدراسة، والمساجد والمصليات، والطرقات، وغيرها من الأماكن ولا نص لمن قال بتحريم شيء من ذلك دون شيء في غير تهمة أو مزاحمة، ولا يعارض هذه الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على جواز الاختلاط شيء كما ترى والأمر بغض البصر، وحفظ الفروج، والبعد عن الفتنة، لا يناقض ذلك؛ لأن الاختلاط لا يسوغ ما لا يجوز من الأقوال والأفعال بين الجنسين، وهذه الأحاديث الصحيحة دلت صراحة على جواز الاختلاط وأنه لا حدَّ يمنع منه الشرع في القرب بين الرجال والنساء، حتى لو سمي اختلاطا!!)).
وقال: (( ... فلم يبق إلا أن يكون القول بالتحريم افتياتا على الشارع والافتيات عليه ابتداع في الدين!!)).
وقال: ((والحق الخالص أنه لم يقم دليل على منع القرب بين الجنسين في غير تهمة، لا بمسافة، ولا بزمن دون زمن، ولا بمكان دون مكان، والأصل في المسكوت عنه الإباحة، فكيف بما وردت فيه النصوص بالجواز، وإنما قال بتحريم الاختلاط من قال توسعا في العمل بقاعدة سد الذرائع، وبأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح!)).
وقال هذا الكاتب الجديد قبل ذكر ما أورده من أدله: ((ونشير هنا إلى أهمية سياق الأدلة الصحيحة الصريحة، وسياق ما احتج به المانعون؛ ليبصر الحق كل منصف دون تعسف أو شطط)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأدلة التي استدل بها على جواز الاختلاط بإطلاق قوله: ((وعن سالم بن سريج أبي النعمان قال: سمعت أم صبية الجهنية تقول: (ربما اختلفت يدي بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد)، قلت: أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وإسناده صحيح، وأم صبية الجهنية ليست من محارمه صلى الله عليه وسلم، ففيه جواز الاختلاط، وجواز وضوء الرجال مع غير محارمهم من النساء، ولا يلزم منه رؤية ما لا يجوز من المرأة، ويشهد لذلك ما رواه ابن عمر قال: (كان الرجال والنساء يتوضأون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا)، قلت: أخرجه البخاري، وفيه جواز الاختلاط عموما، وأنه ليس من خصوصياته عليه السلام، وفي رواية بلفظ: (أنه ــ أي ابن عمر ــ أبصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتطهرون والنساء معهم، الرجال والنساء من إناء واحد، كلهم يتطهر منه)، قلت: أخرجها ابن خزيمة، وإسنادها صحيح، وفي رواية بلفظ: (كنا نتوضأ نحن والنساء على عهد رسول الله من إناء واحد، ندلي فيه أيدينا)، قلت: أخرجها أبو داود، وإسنادها صحيح، والمعنى في هذه الألفاظ واحد، وكلها تفيد جواز الاختلاط عموما، وقد وجهه البعض بأن القصد هو وضوء الرجل وزوجه فقط، وهو توجيه باطل، يرده منطوق تلك الروايات التي تقطع بجواز الاختلاط عموما)).
فقد حمل هذا الكاتب تلك الأحاديث في وضوء النساء مع الرجال على جواز الاختلاط بإطلاق مع المحارم والأجنبيات، وهو حملٌ لها على أسوأ المحامل، أما العلماء فقد حملوها على أحسن المحامل، فقالوا: إن ذلك قبل الحجاب فيما يتعلق بالأجنبيات، وقبله وبعده بالنسبة لذوات المحارم، وقد بوَّب البخاري لحديث ابن عمر (193): ((كان الرجال والنساء يتوضأون في زمان رسول الله جميعاً)) بـ ((باب وضوء الرجل مع امرأته)) حملاً للحديث على أن الوضوء فيه مع ذوات المحارم، ولم يشر الحافظ ابن حجر في شرحه إلى استدلال أحد من العلماء به على جواز وضوء الرجال مع النساء الأجنبيات، بل ذكر أن من العلماء من حمله على الوضوء في مكان واحد: الرجال على حدة، والنساء على حدة، ومنهم من حمله على أن الرجال يتوضأون ويذهبون ثم تأتي النساء، ثم بيَّن الراجح عنده بقوله: ((والأولى في الجواب أن يقال: لا مانع من الاجتماع قبل نزول الحجاب، وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم)).
ومن أدلته على جواز الاختلاط وما هو أكثر منه قوله: ((وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطعمته، وجعلت تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ، وهو يضحك، قالت فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ((ناس من أمتي عُرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ... الحديث))، قلت: أخرجه البخاري ومسلم، وفيه جواز دخول الرجل على المرأة في غير تهمة، وفيه جواز فلي المرأة رأس الرجل، ونحوه القص والحلق، وقصة أم حرام هذه وقعت بعد نزول الحجاب، وبعد حجة الوداع كما حكاه ابن حجر في الفتح في شرح كتاب الاستئذان، وقد أشكل توجيهها على البعض فقال ابن عبد البر: أظن أن أم حرام قد أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم أو أختها أم سليم، فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة.
قلت: لم يذكر ابن عبد البر لذلك دليلا إلا قوله أظن، والظن لا يغني من الحق شيئا، وليس له في ذلك مستند يعتمد عليه، فإن أمهات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع معلومات، وليس فيهن أحد من الأنصار البتة ... ومن زعم أن ذلك من خصوصياته عليه السلام، فقد تحكم بغير برهان فإن الخصوصية حكم شرعي لا يثبت إلا بدليل، والأصل مشروعية التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: چ? ?? ? ? ? ? ?چ وقال تعالى: چ?? ? ? ? ? ? ?چ، ولا يترفع عن التأسي بأفعال المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا متهوك ضال، والصواب أن فلي المرأة رأس الرجل من الأمور الجائزة ونحوه القص والحلق، فالحديث يفيد جوازه وجواز الاختلاط!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء، فقال: أحججت؟ قلت: نعم، قال: بما أهللت؟ قلت: لبيك بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أحسنت، انطلق، فطف بالبيت وبالصفا والمروة، ثم أتيت امرأة من نساء بني قيس ففلت رأسي، ثم أهللت بالحج ... الحديث.
قلت: أخرجه البخاري ومسلم، وهذا الفعل من أبي موسى يشعر بأن ذلك أمر لم يكن يستخفى به، بل حدث به دون نكير وفعل أبي موسى رضي الله عنه وفهمه يعضد ما تقدم من الرد على من زعم خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم بذلك)).
وهذا الكاتب الجديد استدل بقصة دخول النبي صلى الله عليه وسلم على أم حرام وفليها رأسه ودخول أبي موسى على امرأة من بني قيس وفليها رأسه على جواز خلوة الرجل بالأجنبية وملامستها رأسه بالفلي والقص والحلق، وهو حمل للحديثين على أسوأ المحامل، أما كلام العلماء فهو دائر بين وجود المحرمية من نسب أو رضاع بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وقد اقتصر النووي في شرح مسلم (13/ 57) على المحرمية وحكى الاتفاق على ذلك، وحكى الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 78) بعض الأقوال في نوع المحرمية والقول بأن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم ورجحه فقال: ((وأحسن الأجوبة دعوى الخصوصية، ولا يردها كونها لا تثبت إلا بدليل؛ لأن الدليل على ذلك واضح، والله أعلم))، وفي جوابه هذا بيان أن هذا الذي حصل للرسول صلى الله عليه وسلم مع أم حرام هو نفسه دليل على اختصاصه بذلك لا يحتاج معه إلى إثبات دعوى الخصوصية من غير هذا الحديث، أما غيره فلا يخرجون عن عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم)) رواه البخاري (1862) ومسلم (3272) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت)) رواه البخاري (5232) ومسلم (2172) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، والحمو المحرَّم دخوله على المرأة كل قريب للزوج سوى آبائه وأبنائه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلوَنَّ أحدكم بامرأة؛ فإن الشيطان ثالثهما)) وهو حديث صحيح رواه أحمد (114) (177) والترمذي (2165)، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يُطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له)) أورده المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 111) وقال: ((رواه الطبراني والبيهقي ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح))، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (226) بإسناد الروياني وقال: ((وهذا سند جيد؛ رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شداد بن سعيد فمن رجال مسلم وحده، وفيه كلام يسير لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن، ولذلك فإن مسلماً إنما أخرج له في الشواهد، وقال الذهبي في الميزان: صالح الحديث، وقال الحافظ في التقريب: صدوق يخطيء))، وذكره مرسلاً أو معضلاً من كتاب الطب لأبي نعيم بلفظ: ((لأن يُقرع الرجل قرعاً يخلص إلى عظم رأسه خير له من أن تضع امرأة يدها على رأسه لا تحل له ... الحديث)).
والحديث ذكره الكاتب الجديد في أدلة المانعين من الاختلاط والمصافحة قادحا في ثبوته فقال: ((واحتجوا في منع جواز المصافحة بحديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له)، قلت: أخرجه الطبراني والروياني واختلف فيه رفعا ووقفا والموقوف أرجح، إلا أنه ليس مما له حكم الرفع، وإسناد المرفوع ضعيف لضعف شداد بن سعيد وتفرده به)).
وقد قال بثبوت الحديث مرفوعاً المنذري ثم الألباني، ولم أقف عليه موقوفاً، ولو ثبت ذلك لكان له حكم الرفع؛ لأن الوعيد المتضمن تحديد عقوبة مما له حكم الرفع، فمن أين للكاتب الجديد أنه ليس مما له حكم الرفع؟! وقال الشيخ الألباني: ((وفي الحديث وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له، ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء؛ لأن ذلك مما يشمله المس دون شك)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما فعل أبي موسى رضي الله عنه فقد قال النووي في شرح مسلم (8/ 199): ((هذا محمول على أن هذه المرأة كانت محرماً له))، وقال الحافظ في الفتح (3/ 417): ((قوله: (فأتيتُ امرأة من وقومي) في رواية شعبة: (امرأة من قيس)، والمتبادر إلى الذهن من هذا الإطلاق أنها من قيس عيلان وليس بينهم وبين الأشعريين نسبة، لكن في رواية أيوب بن عائذ: (امرأة من نساء بني قيس)، وظهر لي من ذلك أن المراد بقيس قيس بن سليم والد أبي موسى الأشعري وأن المرأة زوج بعض إخوته، وكان لأبي موسى من الإخوة أبو رهم وأبو برده قيل: ومحمد))، وقول الحافظ: ((وأن المرأة زوج بعض إخوته)) هو وهم منه أو ذهول، ولعل العبارة: ((وأن المرأة بنت بعض إخوته))؛ لأن زوجة الأخ أجنبية، وقد حذَّر الرسول صلى الله عليه وسلم من الدخول عليها كما في حديث الحمو المتقدم، ومما يوضح ذلك قوله المتقدم في قصة أم حرام: ((وأحسن الأجوبة دعوى الخصوصية، ولا يردها كونها لا تثبت إلا بدليل؛ لأن الدليل على ذلك واضح، والله أعلم))،يوضح ذلك ما قاله العيني في عمدة القاري (9/ 188): ((وقال بعضهم: (وكانت المرأة زوجة بعض إخوة أبي موسى رضي الله تعالى عنه، وكان له من الإخوة أبو رهم وأبو بردة ومحمد)، قلت: قال الكرماني: (فأتيت امرأة) محمول على أن هذه المرأة كانت محرماً له، وامرأة الأخ ليست بمحرم، فالصواب مع الكرماني، فيُحمل حينئذ على أن المرأة كانت بنت بعض إخوته)).
ومن الأدلة التي ذكرها عن المانعين من الاختلاط وردَّ الاستدلال بها قوله: ((وعن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي، فقال: طوفي من وراء الناس وأنت راكبة، قلت: أخرجه البخاري، وليس فيه إلا إرشادها لما كانت شاكية أي مريضة أن تطوف راكبة من وراء الناس؛ لئلا تؤذيهم بدابتها، وهذا يشير إلى جواز الطواف مع الرجال لو لم تكن راكبة على الدابة!!)).
ولم يذكر هذا الكاتب بقية الحديث (464) الذي فيه الدلالة على أن الرجال في صلاة وليسوا في طواف، وهو قولها: ((فطفتُ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ بـچں ں ? ?چ))، وهذا الطواف هو طواف الوداع، يوضح ذلك الرواية الأخرى في صحيح البخاري أيضاً (1626) وهو قوله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها: ((إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون))، فلا يستقيم مع هذا قول الكاتب المتقدم، بل لو لم تكن راكبة لفعلت ما فعله غيرها من النساء في الصلاة والطواف، والأولى في طواف النساء أن يكنَّ من وراء الرجال كما في صحيح البخاري (1618): ((كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة من الرجال لا تخالطهم))، وإذا احتاجت المرأة للطواف مع محرمها لحاجتها إلى مساعدته أو غير ذلك فلا بأس بطوافها مع الرجال مع حرص الرجال والنساء على ألا يمس بعضهم بعضاً، وكان عدد من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقفون أحياناً في المطاف يرشدون النساء ممن لا محارم معهن أن يطفن من وراء الرجال، ولا يجوز أن يُستدل بطواف النساء مع الرجال على جواز الاختلاط بين الرجال والنساء مطلقاً كما حرص عليه الكاتب.
ومنها قوله: ((كما استدل بعض من منع الاختلاط بحديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)، قلت: أخرجه أبو يعلى وإسناده صحيح وليس فيه ما يدل على تحريم الاختلاط، بل الاختلاط واقع فيه كما ترى!)).
وقد أبعد هذا الكاتب الجديد النجعة؛ فعزى الحديث إلى مسند أبي يعلى مع أنه موجود في صحيح مسلم (985) بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وليس فيه اختلاط كما زعم، بل النساء يصلين على حدة ويخرجن قبل أن ينصرف الرجال كما في صحيح البخاري (870) وسنن النسائي (1333).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها قوله: ((واحتجوا بحديث أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها أنها قالت: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه، فقلنا: يا رسول الله! نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف، قال: فيما استطعتن وأطقتن، قالت: فقلنا: الله ورسوله أرحم بنا منا بأنفسنا، هلم نبايعك يا رسول الله! فقال رسول الله: إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة)، قلت أخرجه أحمد والحاكم وأصحاب السنن وإسناده ضعيف تفرد محمد بن المنكدر به، وهو كثير الإرسال، روى عن كثير من الصحابة وهو لم يلقهم أو يسمع منهم ولم يتابعه عليه أحد، وأميمة لم يرو لها إلا هذا الحديث، وفي معناه نكارة فضلا عن مخالفته لما صح، أما النكارة ففي قوله: (فيما استطعتن وأطقتن) فقيَّده بالطاقة مع تضمنه أعظم المنهيات وهو الشرك وترك الشرك لا يحتاج فيه المكلف إلا الكف عنه، ولذلك لم يرد التقييد بالطاقة في المنهيات، وإنما جاء في المأمورات، والمخالفة لما جاء في النصوص الصحيحة الدالة على خلافه)).
وقد زعم هذا الكاتب أن الحديث ضعيف لتفرد محمد بن المنكدر به، ووصفه بكثرة الإرسال، وبكون أميمة بنت رقيقة لم يُرو لها إلا هذا الحديث، وبنكارة المتن التي زعمها.
فأما تفرد محمد بن المنكدر به فإنه لا يقدح في صحته؛ لأن تفرد الثقة بالحديث لا يقدح في ثبوته، ومن أمثلة ذلك أول حديث في صحيح البخاري وآخر حديث فيه، فقد حصل تفرد بعض الثقات بهما ولم يَعتبر ذلك أحد قدحاً في ثبوتهما، فحديث عمر ((إنما الأعمال بالنيات)) انفرد بروايته عنه علقمة بن وقاص الليثي، وانفرد به عنه محمد بن إبراهيم التيمي، وانفرد به عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ثم رواه عن يحيى جم غفير، وحديث أبي هريرة ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ... الحديث)) تفرد به عن أبي هريرة أبو زرعة بن عمرو بن جرير، وتفرد به عنه عمارة بن القعقاع، وتفرد به عنه محمد بن الفضيل، ثم كثر رواته عن محمد بن فضيل.
وأما وصف محمد بن المنكدر بكثرة الإرسال فقد قال الحافظ في التقريب عنه: ((ثقة فاضل)) ولم يصفه بإرسال فضلاً عن كثرته، وفي تهذيب التهذيب أنه أرسل عن سلمان رضي الله عنه، وذكر احتمال إرساله عن بعض الصحابة، والقاعدة أن من عرف بالإرسال إذا صرح بالسماع زال احتمال إرساله كما أن من وصف بالتدليس إذا صرح بالسماع زال احتمال تدليسه، ومحمد بن المنكدر صرح بسماع هذا الحديث من هذه الصحابية في مسند الإمام أحمد (27006) و (27010) وفي جامع الترمذي (1597) وسنن ابن ماجه (2874) وقلة ما يرويه الصحابي من الحديث لا يؤثر في ثبوت حديثه، وأميمة بنت رقيقة لها في الكتب الستة حديثان كما في تحفة الأشراف للمزي (15781) و (15782)، ومن أمثلة ذلك الصعب بن جثَّامة له في الكتب الستة ثلاثة أحاديث كما في تحفة الأشراف وكذا الأغر بن يسار وحزن بن وهب جد سعيد بن المسيب لكل منهما حديثان.
وأما ما زعمه من النكارة في متنه فذلك من سوء فهمه؛ فإن التقييد بالاستطاعة في آخر الحديث ليس راجعاً إلى المنهيات الخمسة فيه، بل هو راجع إلى الجملة الأخيرة وهي قول النساء المبايعات: ((ولا نعصيك في معروف))، والمراد بذلك المأمورات التي يأتي بها المكلف على حسب طاقته، وترك المأمور معصية كما أن فعل المحظور معصية، وقد حكى الله عن موسى أنه قال لهارون: چگ گچ، وقال الله عز وجل عن خزنة النار من الملائكة: چ?? ? ? ? ? ? ?چ، وبهذا يتبين أن النكارة في ادعاء هذه النكارة، ولو أتعَب نفسه في البحث والتفتيش لم يجد أحداً سبقه إلى هذا الفهم الخاطئ، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه فوقف عند حده واتهم رأيه في الدين ولم يتشبع بما لم يُعط.
وأما ما زعمه من النكارة في مخالفة الأحاديث الصحيحة فغير صحيح، فالحديث صحيح وصريح في نفي المصافحة ولم يأت حديث صحيح صريح في إثباتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه أجوبة على نماذج مما أورده من أحاديث مستدلاً بها على جواز الاختلاط بين الرجال والنساء وما هو أكثر من ذلك كالنظر والمصافحة والخلوة ولمس الرؤوس وقصها وحلقها توضح فساد هذا الاستدلال، وكذا ما أورده من أحاديث للمانعين من الاختلاط وغيره، قادحاً في دلالتها على ذلك، وقد تبين بما ذكرته من الجواب على نماذج منها فساد هذا القدح وبطلانه، وما زعمه في كلامه من أن الاختلاط بإطلاق فيه استصحاب البراءة الأصلية باطل، لأن البراءة الأصلية في احتشام النساء لا في انفلاتهن.
وقد شان هذا الكاتب نفسه بمقاله الذي لم يُعرف إلا به، وبلغ من شينه أن أظهر استنكاره واستهجانه كثيرون من طلاب العلم في داخل البلاد وخارجها، ومنهم تسعة عشر من قبيلة الكاتب كما جاء في بيان لهم فقد بالغوا في إنكار ما جاء في مقاله المشين، وذكروا عنه معلومات خاصة، وجدير به وقد توالت الصيحات عليه أن يثوب إلى رشده، ويتوب إلى الله عز وجل مما شذ فيه، والحق أحق أن يتبع والرجوع إليه خير من التمادي في الباطل، والأمر يتطلب شجاعة وصدق عزيمة، وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.
وفي مقابل كلام هذا الكاتب الجديد وغيره من المتكلفين الهابط الساقط في تأييد اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين في العمل والدراسة وغير ذلك أنقل كلام بعض المشايخ الذين سبقت بلادهم إلى انفلات النساء واختلاطها بالرجال في مختلف المجالات وقد شاهدوا أضرار وآثار تلك الفتنة واكتووا بنارها ولا ينبئك مثل خبير.
قال الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في كتاب ((كلمة الحق)) (ص 55) في كلام له تحت عنوان: ((ولاية المرأة القضاء)) قال: ((وثانياً: أيجوز في شرع الله أن تذهب الفتيات في فورة الشباب إلى المدارس والجامعات لتدرس القانون أو غيره، سواء مما يجوز تعلمه ومما لا يجوز؟! وأن يختلط الفتيان والفتيات هذا الاختلاط المعيب الذي نراه ونسمع أخباره ونعرف أحواله.
أيجوز في شرع الله هذا السفور الفاجر الداعر الذي تأباه الفطرة السليمة والخلق القويم، والذي ترفضه الأديان كافة على الرغم مما يظن الأغرار وعبَّاد الشهوات؟!)).
وقال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتاب ((فصول اجتماعية)) (ص 156) وقد ذكر مرض الشبهات ثم مرض الشهوات قال: ((وأول ما يتمثل المرض الثاني في هتك حجاب المسلمات واختلاط البنين بالبنات وتمهيد طريق الفاحشة للشبان والشابات))، وقال أيضاً (ص 234) بعد أن ذكر جملة من المغريات للشباب بالفساد قال: ((وشر من هذا الاختلاطُ بين الجنسين في كل مكان، لاسيما في الجامعات، حيث نجد الطالبة وكأنها ذاهبة على عرس لا إلى مدرسة من فرط الزينة وكثرة التكشف!))، وقال في ذكرياته (5/ 351): ((هذا هو باب الشهوات، وهو أخطر الأبواب، عرف ذلك خصوم الإسلام فاستغلوه، وأول هذا الطريق هو الاختلاط))، وقال أيضاً (5/ 309) متألماً متوجعاً من الانفلات والانحدار الذي وصل إليه الشباب والشابات في بلاد الشام: ((ألا مَن كان له قلب فليتفطر اليوم أسفاً على الحياء، مَن كانت له عين فلتَبْكِ اليوم دماً على الأخلاق، مَن كان له عقل فليفكر بعقله، فما بالفجور يكون عز الوطن وضمان الاستقلال، ولكن بالأخلاق تحفظ الأمجاد وتسمو الأوطان، فإذا كنتم تحسبون أن إطلاق الغرائز من قيد الدين والخلق، والعورات من أسر الحجاب والستر، إذا ظننتم ذلك من دواعي التقدم ولوازم الحضارة، وتركتم كل إنسان وشهوته وهواه، فإنكم لا تحمدون مغبة ما تفعلون ... )).
وقد ذكرت في الكلمة المنشورة في 18/ 11/1430هـ أنه بمناسبة وجود الاختلاط بين الجنسين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية نشطت الصحف في نشر كل ما فيه تأييد للاختلاط في التعليم الجامعي وغيره، لاسيما ما يصطادونه من تأييد لذلك من بعض من ينتسب للعلم، وذكرت فيها قصة الخليفة العباسي المهدي رحمه الله الذي كان يلعب بحمام فأمر بذبحه بعدما تورط رجل بوضع حديث يوافق هوى المهدي، وقال: ((أنا حملته على ذلك))، وقلت إنه أحسن بتخلصه من هذا الحمام وأن خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله أولى منه بمثل هذا الإحسان؛ لأن ضرر اللعب بالحمام مختص بالمهدي، وأما اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين في التعليم وغيره فضرره عام للحكومة والشعب، وقلت: فالمؤمل منه حفظه الله التقرب إلى الله بإصدار أمره المطاع بمنع الاختلاط بين الرجال والنساء في هذه الجامعة التي تورط بسببها من تورط، وكذا منع الاختلاط في المجالات الأخرى في بلاد الحرمين.
وقد هلك بسبب هذا الاختلاط المسئول المكبَّر الذي سبقت الإشارة إليه ومن تابعه، وآخرهم وأسوأهم هذا الكاتب الجديد الذي شغل الناس في الداخل والخارج بمقاله، والمأمول من خادم الحرمين حفظه الله التوجيه بالمبادرة إلى منع اختلاط الجنسين في جميع المجالات حتى لا يزداد الهلكى بسبب وجود الاختلاط في هذه الجامعة، وخير ما يذكر به خادم الحرمين حفظه الله بهذه المناسبة ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: چ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ? ?? ? ? ?چ، وقوله: چڑ ڑ ک ک کک گ گ گ گ ? ? ?چ، وقوله: چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?چ.
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين وولاة الأمر في هذه البلاد من كل سوء ويوفقهم لكل خير، وأن يحفظ بلاد الحرمين من حصول كل ما يعود عليها حكومةً وشعباً بالضرر في العاجل والآجل، إنه سبحانه وتعالى جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالي السند]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 08:04]ـ
حفظ الله الشيخ العباد عالم ناصح يذكرني بسماحة شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز ومقاله هذا رد رصين على الجهول أحمد الغامدي، ورحم الله العلم وأهله.
بارك الله في عمر وعلم الشيخ آمين.
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:49]ـ
بارك الله فيكم(/)
ولتسألن عمَّا كنتم تعملون للشيخ خباب الحمد و فقه الله
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 10:22]ـ
ولتسألن عمَّا كنتم تعملون
خباب الحمد | 5/ 1/1431 هـ
إنَّ مما ينبغي على المتطلع لنصرة هذا الدين أن يستشعر المسؤولية الفردية التي كلَّفه الله بها، فإنَّه محاسب على كل تقصير اقترفه في حق نفسه وأمته.
والمصيبة التي حلَّت بالمسلمين أنَّ كلاًّ منهم يلقي باللاَّئمة على الآخر، ويحاول الكثير منهم أن يختفي من واقع العمل إذا طولب بشيء منه ويظنُّ أنه لم يره أحد، ولم ينتبه له المسلمون، كالنعامة تغطي وجهها تظنُّ أنَّها إن لم ترَ أحداً فإنَّ أحداً لا يراها. والغريب أننا نطالب غيرنا من كبيرنا إلى من هو أدنى منه بأمور عظام ونحن المطالبون بذلك تجدنا من أوائل القاعدين!
فلماذا لا نستشعر بعد ذلك روح المسؤولية ونعلم أننا جميعاً محاسبون لدى الله ـ سبحانه ـ؟ فالمسؤولية لا تخصُّ أناساً بعينهم؛ وإن كان يشتد وجوبها على آخرين ويعظم في حقِّهم جرم التهاون بها، إلا أنَّها تعمُّ جميع أطياف المجتمع وأشكاله؛ فالله ـ عز وجل ـ يقول: [فوربك لنسألنهم أجمعين] الحجر [92] ويقول [ولتسألنَّ عما كنتم تعملون] النحل [93]، ويقول: [يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها] النحل [111]. ولهذا أمر ـ سبحانه ـ محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالقتال، مبيناً له أنَّ المسلم مكلف بذلك؛ ولو ترك معظم المسلمين هذه الفريضة قائلاً: [فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلاَّ نفسك وحرض المؤمنين] النِّساء [84].
تلك هي صفة الطموح، والذي يحمل همَّ الإسلام بصدق وجد، ويعيش ذلك الهم بين قلبه وأضلاعه، ويستشعر روح المسؤولية، ويقلل من الكلام والتلاوم، ويسعى للعمل؛ فالرجل وإن كان صامتاً فإن عقله يفكر في الأسباب المعينة على نصرة الإسلام، وطرائق الرقي بهذه الأمة إلى القمة السامقة، والريادة الكبرى، ومن ثمَّ صُنع ذلك في أرض الواقع، وإشعال لهيب المعركة.
لهذا كان من اللازم أن توظف جميع طاقات المسلمين متحركة داخل دائرة العمل الإسلامي، وألاَّ يستثنى منها أحد، فكل يعمل بأقصى جهده وقدر استطاعته، فهذا خير لنا من أن نبقى متفرجين على مآسينا بلا عمل ولا ترتيب؛ وهو ما يفرح أعداء الدين.
وقد عبَّر عن هذا أحد مشاهير الفلاسفة [إيدموند بورك/1729ـ 1797] بقوله: "إنَّ كل ما تحتاج إليه قوى الشر لكي تنتصر هو أن يظل أنصار الخير مكتوفي الأيدي، دون القيام بعمل ما " اليهود وراء كل جريمة صـ7.
وإذا كنا بهذا الضعف والانكماش، فسيتفرد أهل العلمنة والنفاق بصناعة القرار، ويعيث أهل الفساد في ديارنا بالشر والزندقة!
وجدير إذا الليوث توارت * أن يلي ساحها جموعُ الثعالب
لكن إذا استشعرنا جميعاً المسؤولية وبذلنا جهدنا في ذلك، وركبنا الصعب والذلول، وعلم الله منا صدق النية وصلاحها، ونَصَرْنَا الله ـ عز وجل ـ ولم ننصر أهواءنا وما تمليه علينا رغباتنا، فإنه ـ سبحانه ـ سيمنُّ علينا بالنصر العظيم والفتح المبين.
وإذا كانت هناك بقية باقية استعصت علينا؛ لأن قدراتنا لا تسمح بمقاومتها؛ فإنه ـ سبحانه ـ سيتولى ذلك، لأنه علم منا جميعاً أننا بذلنا الجهد في اقتلاع أطناب الفساد، وقد أخبر عن نفسه حين رأى جنده في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عدَّة غزوات وقد بذلوا الغالي والنفيس لقتال أعداء الله، وبقيت هناك بعض الأمور التي استعصت عليهم، ولم يكن بمقدورهم التمكن منها، فإنه ـ سبحانه ـ تولى ذلك وأنزل الفتح المبين. قال ـ تعالى ـ: [وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كلِّ شيء قديراً] الفتح [21]. ومن تأمل قصة أصحاب الغار وكيف أنهم لما انطبقت عليهم الصخرة، وكانوا من أعظم الناس إيماناً وحاولوا إزاحتها عن الباب؛ ليخرجوا، فلم يقدروا. ثمَّ دعا كل منهم ربَّه وانطرح بين يديه صادقاً ورفعوا أكفَّ الضراعة إلى الملك الرحيم العليم القادر وتوسل كل منهم إلى الله بأحسن عمل صالح فعله في حياته كلها، وبعد أن استنفدوا جهدهم وطاقتهم في طلب إزاحة هذه الصخرة، ولم يركن أحد منهم ويطلب من الآخر أن يعمل وهو ينظر؛ بل تحركوا جميعاً للعمل والدعاء، وحين رأى الله ـ سبحانه ـ تلك العزائم الصادقة؛ أمر تلك الصخرة أن تنزاح ليُخرج عباده المؤمنين إلى أرضه
(يُتْبَعُ)
(/)
الفسيحة.
وما لم يفكر أبناء الأمة الإسلامية باستعادة مجدهم وتاريخهم العريق فلن يفكر بذلك أحد غيرهم؛ بل سيخطط أعداء هذه الأمة لتحطيم الإسلام وإبادة أهله، وقد فعلوا فالتأوه والحزن لا يصنع شيئاً، ولا يغير واقعاً، ولله درُّ إبراهيم طوقان حين قال:
أفنيتَ يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن
وقعدت مكتوف اليدين تقول: حاربني الزمن
ما لم تقم بالعبء أنت؛ فمن يقوم به إذن؟
كم قلتَ: أمراض البلاد، وأنت من أمراضها
والشؤم علتها؛ فهل فتشت عن أعراضها؟
والغريب أننا مع كثرتنا وافتخارنا بأننا أمة المليار وربع المليار، لم نستطع وإلى الآن أن نردع العدو، وأن نكسر شوكته، وأن ننطلق في الآفاق لنشر دعوة الله في أرجاء العالم!
إنها الغثائيَّة التي أخبر عنها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكشف لأمته عن الأسباب العميقة لضعفها حين تضعف، حيث قال: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن. قالوا وما الوهن؟ - أي ما سببه وما سره فإن معنى الوهن معروف وهو الضعف- قال: حبُّ الدنيا، وكراهية الموت) أخرجه أبو داود في سننه (2/ 10 2) بسند جيد.
ولهذا فحين رضينا بالدون وأحببنا الدنيا، وصرنا نرضى بالحياة أي حياة ـ وللأسف ـ، ولو كانت حياة هزيمة ووهن، وأصبحت كثرتنا لا تصنع شيئاً؛ فصرنا كما قال الشاعر:
يثقلون الأرض من كثرتهم * ثم لا يُغنون في أمر جلل
وقد عبَّر عن ذلك الدكتور عبد الودود شلبي حيث قال: "لقد سقط (المجدار)، ومشت سكة الأجنبي في حقل الإسلام، وتداعت الأمم على المسلمين، كما تنبأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل ذلك بأكثر من ألف وأربعمائة عام" (أفيقوا قبل أن تدفعوا الجزية للأستاذ عبدالودود شلبي، صـ 29).
وعليه، فإنَّ من أهم المهمات أن يعلم المسلم سبب وجوده في الحياة؛ فلم يُخلق عبثاً، بل خلق للعمل والعبادة والابتلاء والتمحيص ... فلا بد من استشعار المسؤولية الفردية التي كلفه الله بها؛ فقد قال ـ - تعالى - ـ: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93]، وقال: {وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 93] وقال - تعالى -: {إن كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: 93 - 95].
ثم إنه - تعالى - أوصانا بالعمل جميعاً، فقال: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]؛ فالعمل لهذا الدين مسؤولية الجميع.
أيا صاحِ هذا الركب قد سار مسرعاً ونحن قعود ما الذي أنت صانع؟
أترضى بأن تبقى المخلَّفَ بعدهم صريعَ الأماني والغرام ينازع
فـ {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42].
وما أجمل ما خطته يد ابن الجوزي حين كتب: (أول قدم في الطريق: بذل الروح ... هذه الجادة؛ فأين السالك؟!!)
وفق الله الجميع
منقول(/)
هل لشيخ الاسلام قولان في قضية المجاز هل هو ثابت أم لا؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 12:19]ـ
هل لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فولان في قضية المجاز هل هو ثابت أم لا؟ بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 01:17]ـ
بارك الله فيك ..
حكى عنه القاسمي عبارة تفيد أن له قولاً ثانياً في المجاز لكن هذه العبارة كذب على الشيخ رحمه الله ..
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 01:46]ـ
أحسن الله إليك.
ثمة عبارات صريحة في كتب شيخ الإسلام رحمه الله تدل على أنه كان يقسم الكلام إلى قسمين: حقيقة ومجاز، كما كان معروفًا في زمانه وقبله.
قال في منهاج السنة: " قد يكون اللفظ مستعملاً فيما وضع له، وهو الحقيقة وقد يكون مستعملاً في غير ما وضع له، وهو المجاز"
منهاج 5/ 453
وقال في مجموع الفتاوى 33/ 181: " ظهور المعنى من اللفظ تارة يكون بالوضع اللغوي أو العرفي أو الشرعي إما في الألفاظ المفردة وإما في المركبة. وتارة بما اقترن باللفظ المفرد من التركيب الذي تتغير به دلالته في نفسه، وتارة بما اقترن من القرائن اللفظية التي تجعله مجازًا."
ولكن ينبغي أن ينبه أن لشيخ الإسلام قولاً واحدًا في الأسماء والصفات نصره في جميع كتبه وهو الإقرار والإثبات من غير تشبيه ولا تعطيل. وهذا يدل على أن إنكار المجاز عنده لم يتولد فقط من الحاجة إلى الرد على المؤوّلة بنسف وسيلتهم القوية وهي المجاز. أما نقولات الإنكار فهي كثيرة معروفة في مظانها وهي على الأرجح الصحيح متأخرة عن عبارات الإثبات، وقد نوقشت في هذا المنتدى المبارك وفي منتديات أخرى.
تنبيه: لم يسعفني الوقت للنظر من جديد في كتب شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وهذان النقلان أخذتهما من كتاب إنكار المجاز عند ابن تيمية بين الدرس البلاغي واللغوي، تأليف إبراهيم منصور التركي، دار المعراج الدولية للنشر ط1 1419/ 1999
والله تعالى أعلم.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 02:17]ـ
/// له قول واحد .. وهو الإنكار ..
لكن يفهم على وجهه ..
ومن آثار عدم فهم مراده في إنكاره ..
نسب إليه القولان .. لكونهم رأو شيخ الاسلام في بعض الأحيان يقسم الكلام إلى حقيقة ومجاز.
والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 02:23]ـ
مجرد تقسيم الشيخ الكلام لحقيقة ومجاز في تضاعيف كتاباته ل= لا يَفهم منه قولاً آخر إلا رجل غير محقق ..
وإنما هذا جريان على العبارة الشائعة في كلام مخاطبيه والشيخ يجوز مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ..
وإنما الشيء الذي يصلح مستنداً لإثبات قول آخر هو عبارة القاسمي لا غير ..
وهاهنا مناقشة حولها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73563
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 03:11]ـ
بارك الله فيكما،
المقصود أنه ليس إثر العبارتين اللتين أوردت والنقولات الأخرى ردود من قبل الشيخ رحمه الله أو، على الأقل، ألفاظ تدل على التحفظ كإن ثبت مثلاً أو إن سلّمنا إلخ. والعبارات المذكورة ليست دائمًا في أثناء مناقشته كلام الخصوم. فعلى الباحث أن يفسر عدم الرد أو التحفظ من قبل الشيخ رحمه الله في هذا.
ومسألة إثبات المجاز وإنكاره-مع تعلقها بأمور العقائد- مسألة اجتهادية محضة يجوز أن تقبل الرأي الواحد فأكثر، وإذا تقرر أن هذه المسألة لم تؤثر على كلام الشيخ في مسائل الصفات فلا مانع حينئذ أن يكون للشيخ فيها رأيان قديم وحديث هو الأشهر والأقوى عنده.
والله أعلم.(/)
آل البيت و آل الفاروق .. علاقة محبة و ألفة - مقال جديد لأخيكم
ـ[أبو تميم العُمري]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 02:41]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
آل البيت و آل الفاروق .. علاقة محبة و ألفة
أبو تميم عُمر بن عبد العزيز العُمري
Umar.Umari@Gmail.Com
ورد في ذهني لمناسبة يوم عاشوراء و قرب صدور المجلّة العُمريّة – دورية سنوية - أن أكتب عن علاقة آل البيت و آل الفاروق , خصوصاً أننا نعلم أن العلاقة بين البيتين قد شُوهت من قِبَلِ جُهّال يدّعون أنهم علماء , تبعهم بعد ذلك الملايين من عوامهم , ولو ننظر إليهم لوجدنا أنهم بالفعل علماء ولكنهم علماء جهل و ضلال , يقول تعالى: ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)) الجاثية 23. فمِن كذِبٍ إلى افتراءٍ إلى تلفيق .. كل هذا من أجل أن يصدقوا خرافاتهم و يجعلونها حقائق يتعبدون الله بها - نعوذ بالله من الضلال - , وقد رأيت أن أكتب في هذا المقال عن هذه العلاقة التي ما جمعت والله إلا المحبة و الألفة ..
ولكن في بداية الأمر , يجب علينا أن نعرف من المراد بـ آل البيت؟! اختلف في المراد بـ آل البيت , وتنوعت الأقوال في هذه المسألة إلى أقوال كثيرة , ولعلنا نفصل بعض الشيء بهذه المسألة:
* القول الراجح أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم يدخلن في آل البيت , وقد شهد لهم القرآن بذلك , فقد قال تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
* و كذلك آل المطلب , فالقول الراجح أنهم داخلون في آل البيت , و أصحاب هذا القول استندوا إلى الحديث الذي أخرجه البخاري عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال: " مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا وَنَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌ " رواه البخاري برقم 2907، والنسائي برقم 4067 وغيرهما.
* والراجح أيضاً في بني هاشم أنهم يدخلون كذلك في الآل , واستدلوا بالحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا فِينَا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ؛ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ أَلَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَأُجِيبُ؛ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ - فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ - قَالَ: وَأَهْلُ بَيْتِي , أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي , أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي , أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: " هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ " قَالَ: أَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ! قَالَ: نَعَمْ. رواه أحمد برقم 18464
* وقد روى مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه أنه قال: " إِنَّا آلُ مُحَمَّدٍ لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ وَمَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ " رواه أحمد 15152 وبذلك يدخل الموالي كذلك في الآل.
وبعد أن تعرفنا على المقصودين بـ آل البيت , سنذكر بإيجاز بعض المصاهرات بين آل البيت و آل الفاروق
(يُتْبَعُ)
(/)
رضي الله عن الجميع وأرضاهم و جمعنا و إياهم في الفردوس الأعلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1 - أول من يذكر في هذا الباب هي حفصة بنت الفاروق رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم , و أحد أمهات المؤمنين , وقد دخلت في آل البيت بعد زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم كما بيّنا سابقاً.
2 - الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه , ثاني الخلفاء الراشدين , و أب أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها , تزوج ببنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها , و بنت علي بن أبي طالب ابن عم النبي و رابع الخلفاء الراشدين , أم كلثوم شقيقة الحسن و الحسين رضي الله عن الجميع , و أنجب منها رقية و زيد الأصغر.
3 - الحسين بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - تزوج بـ جويرية بنت خالد بن أبو بكر بن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم أجمعين - , ولعل هذه المصاهرات لم تأت إلا دلالةً على المحبة و القرب بين البيتين , مع عظم شرف آل البيت , بعيداً عما يدعيه بعض الجهلة للتاريخ إما لهوى أو ظلم أو غيره من الأسباب الغير مبررة.
وبعد هذه المصاهرات بين آل البيت و آل الفاروق , نورد بعض من سُمِي من آل البيت بـ عمر: فقد سمّى علي بن أبي طالب رضي الله عنه اثنين من أبنائه بعمر , الأول عمر الأكبر و الثاني عمر الأصغر , و قد سمى الحسن بن علي رضي الله عنه أحد أولاده بـ عمر " وقد كان مع عمه الحسين في كربلاء " , و كذلك الحسين بن علي رضي الله عنه سمى أحد أولاده بعمر " وقد استشهد معه في كربلاء " , و كذلك زين العابدين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سمى أحد أولاده بعمر , و عرف بـ عمر الأشرف , و كذلك محمد بن علي بن أبي طالب " المعروف بابن الحنفية " قد سمى أحد ولديه بـ عمر.
وبعد كل هذا .. أين أدعياء العداوة بين الآل و عمر و آله؟ أين الذين يتعبدون إلى الله بسب عمر بن الخطاب؟ لعلهم كانوا أعلم من علي و فاطمة و الحسن و الحسين ... بأنفسهم!! , لقد افتروا على كثير من الصحابة ما ليس فيهم أو لم يثبت عنهم , و من أبرز المفترى عليهم .. العمران , أبو بكر و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما , ولعل من أعظم افتراءات أهل الزيف و الضلال على الفاروق رضي الله عنه أنه كسر ضلع فاطمة رضي الله عنها , و أنه أحرق بيتها , وهذا خبر لا يستسيغه عقل الجاهل فكيف بعقول علمائهم؟! لقد عُرِف عن علي رضي الله عنه الشجاعة و القوة , وهذا أمر مُسلّمٌ فيه عندنا و عندهم , و كفى علي موقفه حينما نام على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة , فكيف يقبل هذا الشجاع أن تقتل زوجته و يحرق بيته؟! بل الأكثر غرابة كيف يزوج ابنته بـ قاتل امرأته؟! و كيف يسمي أولاده عليه؟! و كيف رضيت بنتها أم كلثوم رضي الله عنها أن تنظر في وجه قاتل أمها؟ بل و كيف تتزوجه؟! تدبّر معي أيها القارئ الكريم هذا الخبر و ستعلم يقيناً أنه تلفيق من جهلةٍ أعماهم حقدهم عن صياغة كذبة معقولة! , ومن باب الطرافة لا أكثر .. حينما قرء هذه التلفيقة جهالهم المتأخرون , قالوا أنها ليست أم كلثوم بنت علي و فاطمة , بل إنها جنية تمثّلت بجسد أم كلثوم - تعالى الله عما يقولون - أهذا هو الفاروق الذي قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إِيه يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لقيك الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ " البخاري 3431.
لقد كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحب علي بن أبي طالب , و كان يقربه و يستشيره في كثير من القضايا , وقد شهد الفاروق بأن النبي صلى الله عليه وسلم تُوفي وهو راض عن علي رضي الله عنه , و قد كان يقرب آل البيت ويعتني بهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , فعن ابنه عبد الله أنه كان يقرب عبد الله بن عباس و يدخله في مجالس كبار الصحابة و مجالس البدريين و يقول له: إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم دعاك يوما فمسح رأسك و قال:" اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل " و قد روي عنه أنه حينما أجدبت الأرض استغاث بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم , و لما أنشئت الدواوين في عهد عمر أمر أن يبدؤوا بآل البيت , و ذلك لعلو مرتبتهم و بيان فضلهم , وقد بدء بالحسن وبالحسين فملا
(يُتْبَعُ)
(/)
حجرهما من المال , فقال عبد الله بن عمر لأبيه: تقدمهما علي ولي صحبة وهجرة دونهما؟ فقال عمر: اسكت لا أم لك , أبوهما خير من أبيك وأمهما خير من أمك , وقد روي عن علي أنه قال: " لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري " , ومما يروى عنه أيضاً " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر " , وعندما استشاره عمر لقتال الفرس بنفسه قال له: إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده، حتى بلغ ما بلغ، وطلع حيث طلع، ونحن على موعود من الله، والله منجز وعده وناصر جنده، والعرب اليوم وإن كانوا قليلاً، فهم كثيرون بالإسلام، و عزيزين بالاجتماع، فكن قطباً، واستدر الرّحى بالعرب، وأصلهم دونك نار الحرب، فإنك إن شخصت - أي خرجت - من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك مما بين يديك. إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكَلَبِهم عليك، وطمعهم فيك. " راجع كتاب نهج البلاغة للاستزادة " , وكان عمر دائماً ما يستشير علي في أمور الدولة و القضاء , و كان إذا أراده ذهب عمر إلى بيت علي فيقول له علي: ((هلاَّ أرسلت إلينا فنأتيك؟)) فيقول عمر رضي الله عنه: ((الحكم يؤتى إليه في بيته)).
ختاماً أيها الإخوة .. و بعد عرض موجز عن هذه العلاقة الحميمة بين البيتين , يتبين لنا كيف كانت تلك المحبة سائدة بينهم , إنها علاقة من الود و الإخاء , علاقة مبنية على المحبة في الله , لا نقول إلا رضي الله عنهم و أرضاهم , و أما أولئك الناعقين , الذين جعلوا دينهم خلاف ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقد قال: " لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " البخاري. فمن أعلى قرباتهم سب و لعن صحابته رضوان الله عليهم , وأخصهم العشرة المبشرين بالجنة , الذين شهد لهم النبي بدخول الجنة و هو الصادق! اللهم رد كيد الحاقدين في نحورهم و نسألك أن تهلكهم و أن تظهر زيفهم للأمة أجمع , إنك على كل شيء قدير , اللهم إنا نشهدك أننا نحبك و نحب رسولك صلى الله عليه وسلم و نحب آل بيته الطاهرين رضوان الله عليهم , و نحب أصحابه أجمعين رضي الله عنهم و أرضاهم , اللهم واجمعنا و إياهم في الفردوس الأعلى - إنك سميع مجيب -.
ـ[أبو نايف الهاشمي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 09:46]ـ
رضوان الله عليم أجمعين
نسأل الله أن يعيد الألفة و المحبة بين المسلمين كافة و بين آل البيت و قريش كافة.
شكرا لك أيها العُمري القرشي على هذه المقالة النافعة الناصعة.
ـ[أمير العلماء]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 04:56]ـ
أخي الكريم عُمر العُمري العدوي القرشي
كتب الله أجرك .. ورفع قدرك .. وأزاح همك .. وأنار دربك ..
على هذه المقالة المميزة جداً
والتي تبين العلاقة الوطيدة بين آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين آل بيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
محبك
أمير العلماء(/)
صورة فتوى علماء اليمن في الرافضة [لأكثر من 100 عالم]
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 03:38]ـ
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/12/25/03/6i7ypribf.jpg(/)
طلب ومساعدة حول بحث لأسماء الله الحسنى
ـ[أبو أسامة الكلحي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 05:11]ـ
أعمل الآن في بحث لأسماء الله الحسنى ما هي الكتب التي من الممكن أن أستعين بها بحيث تكون للمتقدمين، سوى كتب القرطبي والغزالي والبيهقي وابن القيم وشيخ الإسلام ...
وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو أسامة الكلحي]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 10:28]ـ
كيف يا إخوان ولا رد وأي معاونة
سامحكم الله،،،
ـ[نبض السلف]ــــــــ[15 - Jan-2010, صباحاً 11:29]ـ
تقصد كتب المتقدمين من السلف، أو كتب للمتقدمين في طلب العلم؟
هناك كتاب النهج الأسمى للنجدي، في مجلدين أو ثلاثة، ومن أجمل ما قرأت: فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر.
وبالنسبة لقواعد الأسماء والصفات: القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين.
ـ[ربوع الكتب]ــــــــ[15 - Jan-2010, مساء 12:31]ـ
أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة
http://www.saaid.net/book/open.php?book=1668&cat=1
والرابط المباشر:
http://www.saaid.net/book/5/872.zip
شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1791
والرابط المباشر:
http://www.saaid.net/book/6/963.zip
والله المستعان
ـ[ابن مجلد]ــــــــ[15 - Jan-2010, مساء 08:08]ـ
اسم الله الأعظم لعمر الدميجي
منهج ابن القيم في شرح أسماء الله لمشرف الغامدي رسالة ماجستير
صفات الله الحسنى لعلوي السقاف وهو مهم جدا
أسماء الله الحسنى للغصن رسالة أيضا
صفات الله للشنقيطي صاحب الأضواء جمع عبدالله الدغيثر
أسماء الله الحسنى لسعيد بن وهف
أول معارج القبول لحافظ
وذكروا الإخوان كتابا مهما وهو كتاب النجدي
ـ[أبو أسامة الكلحي]ــــــــ[04 - Feb-2010, صباحاً 10:58]ـ
جزى الله كل من رد على الموضوع خير الجزاء وجعل ما أرشدتم إليه في موازين أعمالكم يوم تلقونه
ـ[الصقرالشمالي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 06:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت بحثا جديدا وعظيما عن أسماء الله الحسنى سأسرد ملخصه إلى أعضاء هذا المنتدى الجميل عسى الله أن ينفعنا به جميعا نحن وجميع المسلمين والمسلماتوإليكم ملخصه:
أسماء الله الحسنى كما وردت فى بحث نشر بصفحة الفكر الدينى بجريدة الأهرام المصرية العدد43446 الصادر فى يوم الجمعة الموافق 16 شوال سنة 1426 هجرية- 18 نوفمبر (تشرين ثان) سنة 2005 ميلادية
نشر هذا البحث الجديد فى جريدة الأهرام العدد المذكور أعلاه وطبقا لما ورد فإن نتائج هذا البحث أقرها مجمع البحوث الاسلامية ولم يجد فيها مايخالف العقيدة أو يعارض ثوابت الدين الاسلامى الحنيف0
كيف عرف المسلمون أسماء الله الحسنى المتداولة بينهم؟
الاجابة: نبدأ أولا بذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى رواه أبو هريرة وقال فيه عليه الصلاة والسلام (إن لله تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة)
وهكذا ينتهى الحديث دون تلميح لهذه الأسماء فالحقيقة لم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم تعيين الأسماء الحسنى التسعة والتسعين أو سردها فى نص واحد 0
وماحدث أن ثلاثة من رواة الحديث حاولوا فى نهاية القرن الثانى ومطلع القرن الثالث الهجرى جمع هذه الأسماء باجتهادهم إما استنباطا من القرآن والسنة أو نقلا عن اجتهاد الآخرين فى زمانهم، وكان أسبقهم وأشهرهم هو الوليد بن مسلم مولى بنى أمية والذى استطاع أن يجمع ثمانية وتسعون اسما بالاضافة إلى لفظ الجلالة 0
وفى أغلب الأحيان عندما كان الوليد بن مسلم يحدث الناس بحديث أبى هريرة المتفق عليه كان يتبعه بذكر هذه الأسماء التى توصل إليها فظن كثير من الناس أنها هى الأخرى نص من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فحفظوها وانتشرت بينهم حتى الآن رغم أن الامام الترمذى لما دون هذه الأسماء فى سننه المدرجة مع الحديث النبوى نبه على غرابتها (أى ضعفها وانعدام ثبونها مع الصحيح) 0
وهذا الأمر وإن كان يخفى على العامة إلا أنه لايخفى على أهل العلم فنجد ابن تيمية يقول عن رواية الترمذى وابن ماجة (وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين ليستا من كلام النبى صلى الله عليه وسلم وإنما كل منهما من كلام بعض السلف) 0
وأشار الحديث إلى أن الاجتهاد يجب أن يكون وفق لشروط هى:-
(يُتْبَعُ)
(/)
• ثبوت النص: فلابد من إحصائها من وجود الاسم فى القرآن أو صحيح السنة
• علمية الاسم: أى ان يرد الاسم فى النص مرادا به العلمية (أى علم) ومتميزا بعلامات الاسمية المعروفة فى اللغة:
كأن يدخل على الاسم حرف جر (وتوكل على الحى الذى لايموت)
أو أن يرد منونا كقوله تعالى (سلام قولا من رب رحيم)
أو تدخل عليها النداء فى قوله تعالى (يا حى يا قيوم)
أو يكون الاسم معرفا بالألف واللام كقوله تعالى (سبح اسم ربك الأعلى)
أو يكون المعنى مسندا إليه محمولا عليه كقوله تعالى (فاسأل به خبيرا)
فهذه خمس علامات يتميز به الاسم عن الفعل والحرف 0
• عدم التقييد:
اى أن يرد الاسم مطلقا دون تقييد ظاهر أو إضافة مقترنة بحيث يفيد المدح والثناء بنفسه، لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر المضاف وشأنه، وقد ذكر الله تعالى أسماءه بطلاقة الحسن فقال: (ولله الأسماء الحسنى) أى البالغة مطلق الحسن بلا حد أو قيد ويدخل فى الاطلاق أيضا اقتران الاسم بالعلو المطلق فوق الخلائق
فلا يصح أن أن نجعل البالغ ضمن أسمائه الحسنى لقوله (إن الله بالغ أمره)
ولايصح أن نجعل ضمن أسمائه الحسنى المخزى لقوله تعالى (إن الله مخزى الكافرين)
ولا يصح العدو لقوله تعالى (فإن الله عدو للكافرين) 0
• دلالة الوصف على الكمال المطلق: فلا يكون المعنى عند تجرد اللفظ منقسما إلى كمال أو نقص أو يحتمل شيئا يحد من إطلاق الكمال والحسن بل يجب أن يكون الوصف الذى دل عليه الاسم غاية الجمال والكمال، وهذا الشرط مأخوذ من قوله تعالى (تبارك اسم ربك ذى الجلال والاكرام) أى أن اسم الله تعالى تنزه وتقدس عن كل معانى النقص فليس من أسمائه الحسنى الماكر والخادع والمضل لأن ذلك يكون كمالا فى موضع ونقص فى موضع آخر، فلا يوصف الله به إلا فى موضع الكمال فقط كما ورد به نص فى القرآن والسنة0
طبقا لما ورد فى البحث وكما نشر فى هذا البحث فإن الأسماء التالية ليست من أسماء الله الحسنى
الخافض – المعز – المذل - العدل – الجليل – الباعث – المبدىء – المعيد – المميت – المقسط – المغنى – المانع – الضار – النافع 0
أسماء الله الحسنى طبقا لشروط التعرف على أسماء الله الحسنى أظهرت وجود ثمانية وسبعين اسما فى القرآن وواحد وعشرين فى السنة النبوية – الجديد منها بالخط العريض:
الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارىء المصور الأول الآخر الظاهر
الباطن السميع البصير المولى النصير العفو القدير
اللطيف الخبير الوتر الجميل الحيى الستير الكبير المتعال الواحد القهار الحق المبين القوى
المتين الحى القيوم العلى العظيم الشكور الحليم الواسع العليم التواب الحكيم الغنى الكريم الأحد الصمد القريب المجيب الغفور الودود الولى الحميد الحفيظ المجيد الفتاح الشهيد المقدم المؤخر المليك المقتدر المسعر القابض الباسط الرازق القاهر الديان الشاكر المنان القادر الخلاق المالك الرزاق الوكيل الرقيب المحسن الحسيب الشافى الرفيق المعطى المقيت السيد الطيب الحكم الأكرم البر الغفار الرؤوف الوهاب الجواد السبوح الوارث الرب الأعلى الله0
ـ[الصقرالشمالي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 06:07]ـ
مجموعة من الكتب و البحوث عن أسماء الله الحسنى و صفاته (منقول)
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
هذه مجموعة من الكتب و البحوث عن أسماء الله الحسنى و صفاته أنقلها لهذا المنتدى المبارك للفائدة.
شرح القواعد المثلى فى صفات الله وأسمائه الحسنى.
http://www.mohdy.name/pdfs/gn_001.pdf (http://www.mohdy.name/pdfs/gn_001.pdf)
الأسنى فى شرح أسماء الله الحسنى وصفاته.
http://www.mohdy.name/pdfs/gn_002.pdf (http://www.mohdy.name/pdfs/gn_002.pdf)
ولله الاسماء الحسنى.
http://www.mohdy.name/pdfs/gn_003.pdf (http://www.mohdy.name/pdfs/gn_003.pdf)
أسماء الله الحسنى أثارها وأسرارها.
http://www.mohdy.name/pdfs/gn_008.pdf (http://www.mohdy.name/pdfs/gn_008.pdf)
الجامع لأسماء الله الحسنى.
http://www.mohdy.name/pdfs/gn_010.pdf (http://www.mohdy.name/pdfs/gn_010.pdf)
ـ[الصقرالشمالي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 06:08]ـ
أسماء الله الحسنى مع شرحها
الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الاسم يختص بالله سبحانه وتعالى ولا يجوز إطلاقه على غيره. وهو من له الرحمة، وهو الذي رحم كافة خلقه بأن خلقهم وأوسع عليهم في رزقهم
الرحيم
خاص في رحمته لعباده المؤمنين، بأن هداهم إلى الإيمان، وأنه يثيبهم الثواب الدائم الذي لا ينقطع في الآخرة
الملك
هو النافذ الأمر في مُلكه، إذ ليس كلُّ مالك ينفذ أمره، وتصرفه فيما يملكه، فالملك أعم من المالك، والله تعالى مالك المالكين كِلّهم، والمُلاَّك إنما استفادوا التصرف في أملاكهم من جهته تعالى
القدوس
هو الطاهر من العيوب المنزه، عن الأولاد والأنداد
السلام
هو الذي سلم من كل عيب، وبريء من كل آفة، وهو الذي سلم المؤمنون من عقوبته
المؤمن
هو الذي صدق نفسه وصدق عباده المؤمنين، فتصديقه لنفسه علمه بأنه صادق، وتصديقه لعباده: علمه بأنهم صادقون
المهيمن
هو الشهيد على خلقه بما يكون منهم من قول أو عمل
العزيز
هو الغالب الذي لا يغلب، والمنيع الذي لا يوصل إليه
الجبار
وهو الذي لا تناله الأيدي ولا يجري في ملكه إلا ما أراد
المتكبر
وهو المتعالي عن صفات الخلق، والكبرياء صفة لا تكون إلا لله خاصة لأن الله عز وجل هو الذي له القدرة والفضل الذي ليس لأحد مثله، وذلك الذي يستحق أن يقال له المتكبر
قال الله
عزّ وجل في الحديث القدسي: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني شيئاً منهما ألقيته في جهنم" رواه أبو داود وابن ماجه
الخالق
وهو الذي أوجد الأشياء جميعها بعد أن لم تكن موجودة وقوله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] أي تبارك الله أحسن المقدرين لأن الخلق يأتي بمعنى التقدير
الباريء
هو الذي خلق الخلق عن غير مثال سابق
المصور
هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة
الغفار
هو الذي يستر ذنوب عباده مرة بعد أخرى
القهار
هو الذي قهر العاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته وقهر الجبابرة بعزِّ سلطانه وقهر الخلق كلهم الموت
الوهَّاب
هو الذي يجود بالعطاء الكثير
الرزاق
هو القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها وطعامها، وما ينتفع به الناس من رزق مباحٍ وغير مباح
الفتاح
وهو الذي يفتح المنغلق على عباده من أمورهم ديناً ودنيا وهو الذي يفتح بين الحق والباطل فيوضح الحق ويبينه ويدحض الباطل فيزهقه ويبطله
العليم
بمعنى العالم على صيغة المبالغة، فالعلم صفة لله تعالى
القابض، الباسط
هو الذي يوسع الرزق ويقدره، يبسطه بجوده ورحمته ويقبضه بحكمته
الخافض، الرافع
هو الذي يخفض الجبارين والمتكبرين أي يضعهم ويهينهم، ويخفض كل شيء يريد خفضه، وهو الذي يرفع المؤمنين بالإسعاد وأولياءه بالتقريب
المعز
وهو تعالى يعز من شاء من أوليائه والإعزاز على أقسام
القسم الأول
إعزاز من جهة الحكم والفعل
هو ما يفعله الله تعالى بكثير من أوليائه في الدنيا ببسط حالهم وعلو شأنهم، فهو إعزاز حكم وفعل
القسم الثاني
إعزاز من جهة الحكم
ما يفعله تعالى بأوليائه من قلَّة الحال في الدنيا، وأنت ترى من ليس في دينه فوقه في الرتبة فذلك امتحان من الله تعالى لوليه، وهو يثيبه إن شاء الله على الصبر عليه
القسم الثالث
إعزاز من جهة الفعل
ما يفعله الله تعالى بكثير من أعدائه من بسط الرزق وعلو الأمر والنهي، وظهور الثروة في الحال في الدنيا، فذلك إعزاز فعل لا إعزاز حكم، وله في الآخرة عند الله العقاب الدائم، وإنما ذلك ابتلاء من الله تعالى واستدراج
المذل
الله تعالى يذلُّ طغاة خلقه وعُتاتهم حكماً وفعلاً، فمن كان منهم في ظاهر أمور الدنيا ذليلاً، فهو ذليل حكماً وفعلاً
السميع
وهو الذي له سمع يدرك به الموجودات وسمعه وسع كلَّ شيء فسبحان الذي لا يشغله سمع عن سمع، والسمع صفة لله تعالى
البصير
وهو من له بصر يرى به الموجودات، والبصر صفة لله تعالى
الحكم
هو الحاكم، وهو الذي يحكم بين الخلق لأنه الحَكَم في الآخرة، ولا حكم غيره. والحكام في الدنيا إنما يستفيدون الحكم من قبله تعالى
العدل
وهو الذي حكم بالحقِّ، والله عادل في أحكامه وقضاياه عن الجور
اللطيف
هو المحسن إلى عباده، في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، ويُسيِّر لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون
الخبير
هو العالم بحقائق الأشياء
الحليم
هو الذي يؤخر العقوبة على مُستحقيها ثم قد يعفو عنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
العظيم
هو المستحق لأوصاف العلو والرفعة والجلال والعظمة وليس المراد به وصفه بعظم الأجزاء كالكبر والطول والعرض العمق لأن ذلك من صفات المخلوقين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
الغفور
هو الذي يكثر من المغفرة والستر على عباده
الشكور
هو الذي يشكر اليسير من الطاعة، ويعطي عليه الكثير من المثوبة والأجر
العلي
وهو تعالى عالٍ على خلقه فهو العالي القاهر
الكبير
هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن، فصغر دونه تعالى كل كبير
الحفيظ
هو الحافظ لكل شيء أراد حفظه
المقيت
هو المقتدر على كل شيء
الحسيب
هو الكافي
الجليل
هو عظيم الشأن والمقدار، فهو الجليل الذي يصغر دونه كل جليل ويتضع معه كل رفيع
الكريم
هو الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه
الرقيب
هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء
المجيب
هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويغيث الملهوف إذا ناداه
الواسع
هو الغني الذي وسع غناه مفاقر الخلق
الحكيم
هو مُحكِم للأشياء متقن لها
الودود
هو المحب لعباده
المجيد
هو الجليل الرفيع القدر، المحسن الجزيل البرّ
الباعث
يبعث الخلق كلَّهم ليوم لا شك فيه، فهو يبعثهم من الممات، ويبعثهم أيضاً للحساب
الشهيد
هو الذي لا يغيب عنه شيء
الحق
هو الموجود حقاً
الوكيل
هو الذي يستقل بأمر الموكول إليه
القوي
هو الكامل القدرة على كل شيء
المتين
هو شديد القوة الذي لا تنقطع قوته ولا يمسه في أفعاله ضعف
الولي
هو المتولي للأمور القائم بها، بأن يتولى نصر المؤمنين وإرشادهم، ويتولى يوم الحساب ثوابهم وجزاءهم
الحميد
هو المحمود الذي يستحق الحمد
المحصي
لا يفوته شيء من خلقه عداً وإحصاءً
المبديء
هو الذي ابتدأ الأشياء كلها، لا عن شيء فأوجدها
المعيد
هو الذي يعيد الخلائق كلهم ليوم الحساب كما بدأهم
المحيي
هو الذي خلق الحياة في الخلق
المميت
هو الذي خلق الموت، وكتبه على خلقه، واستأثر سبحانه بالبقاء
الحي
هو الذي يدوم وجوده، والله تعالى لم يزل موجوداً ولا يزال موجوداً
القيوم
هو القائم الدائم بلا زوال
الواجد
هو الغني الذي لا يفتقر إلى شيء
الماجد
هو بمعنى المجيد
الواحد
هو الفرد الذي لم يزل وحده بلا شريك
الأحد
هو الذي لا شبيه له ولا نظير
الصمد
هو الذي يُقْصَدُ في الحوائج
القادر
هو الذي له القدرة الشاملة، فلا يعجزه شيء ولا يفوته مطلوب
المقتدر
هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء
المقدم المؤخر
هو الذي يزن الأشياء منازلها فيقدم ما شاء ومن شاء ويؤخر ما شاء ومن شاء
الأول والآخر
وهو مقدم على الحوادث كلها بأوقات لا نهاية لها، فالأشياء كلها وجدت بعده، وقد سبقها كلهاالأول الذي لا بداية لوجوده والآخر الذي لا نهاية لوجوده
وهو المتأخر عن الأشياء كلها، ويبقى بعدها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء" رواه مسلم والترمذي وابن ماجه
الظاهر
هو الذي ظهر للعقول بحججه، وبراهين وجوده، وأدلة وجدانيته
الباطن
هو الذي احتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم
الوالي
هو المالك للأشياء والمتولي لأمرها
المتعالي
هو المنزه عن صفات الخلق
البر
هو المحسن إلى خلقه، المصلح لأحوالهم
التواب
هو الذي يقبل رجوع عبده إليه
المنتقم
هو الذي ينتصر من أعدائه ويجازيهم بالعذاب على معاصيهم
العفو
هو الذي يصفح عن الذنب
الرؤوف
هو الذي تكثر رحمته بعباده
مالك الملك
هو الذي يملك الملك، وهو مالك الملوك، والمُلاَّك يُصرِّفهم تحت أمره
ذو الجلال والإكرام
هو المستَحق أن يُجَلَّ ويُكرم فلا يجحد
المقسط
هو العادل في حكمه
الجامع
هو الذي يجمع الخلق ليوم الحساب
الغني
هو الذي استغنى عن الخلق، فهو الغني وهم الفقراء إليه
المغني
هو الذي أغنى الخلق بأن جعل لهم أموالاً وبنين
المانع
هو الذي يمنع ما أراد منعه، فيمنع العطاء عن قوم والبلاء عن آخرين
الضار، النافع
هو الذي يوصل الضرر إلى من شاء وما شاء ويوصل النفع إلى من شاء وما شاء
النور
هو الهادي الذي يبصر بنوره ذو النهاية ويرشد بهداه ذو الغواية
الهادي
هو الذي بهدايته اهتدى أهل ولايته وبهدايته اهتدى الحيوان لما يصلحه واتقى ما يضره
البديع
(يُتْبَعُ)
(/)
هو الذي انفرد بخلق العالم كله فكان إبداعه لا عن مثال سبق
الباقي
هو الذي يدوم وجوده، وهو المستأثر بالبقاء
الوارث
هو الذي يبقى بعد هلاك كل مخلوق
الرشيد
هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، وأرشد أولياءه إلى الجنة وطرق الثواب
الصبور
وهو الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة
ـ[الصقرالشمالي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 06:09]ـ
أدى البحث إلى عدم ظهور بعض الأسماء المشتقة الأسماء الحالية والشائعة في عالمنا الإسلامي
مثل الضار، المذل .. وغير ذلك
والتي لم يسمي الله نفسه بها أو سماه بها رسوله عليه الصلاة والسلام
ولكنها وجدت كصفات وأفعال لله سبحانه وتعالى لاينكرها أحد
ونظراً لذلك ظهرت أسماء حسنى لله ثابتة بالأدلة من القرآن و السنة لم تكن موجودة من قبل
مثل الأعلى والأحد والقدير والشافي والجميل والطيب والوتر والسبوح والجواد
والمنان والرب والإله ..... إلخ
وتأتي أهمية هذا البحث في زمن تنتشر فيه بعض الصفات يطلق الناس عليها أسماء لله سبحانه وتعالى
ولم يسمى الله بها نفسه بها أو يسميه بها رسوله صلى الله عليه وسلم
مثل لفظ العال فقط (عبد العال)
بينما سمى الله نفسه سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بثلاث أسماء تدل على علوه سبحانه وتعالى
وهي الأعلى، العلي، المتعال
فكيف يسمي الله نفسه بذلك ونقوم نحن بإشتقاق صفات له من أنفسنا
ونحن عندما ينادينا أحد بغير إسمنا نتأثر بذلك (ولله المثل الأعلى)
ومثل لفظ المسهل (يا مسهل الحال) والتي لا يوجد لها دليل من القرأن والسنة
وأصبحت تذكر في كل موقف وكل وقت
بحيث أنها أدت إلى عدم ذكر أسماء الله الحسنى التي سمى الله بها نفسه وسماه بها رسوله عليه الصلاة والسلام
وقد قال لي أحد الأشخاص أنه لم يجد أي إسم لله يعادل إسم المسهل (حاشى لله)
فقلت له إذا كنت ترغب في رزق فقل يا رازق أو كانت عندك مشكلة لاتستطيع حلها فقل يا فتاح
وهكذا الرحمن والهادي والوكيل والرقيب ... إلى باقي أسماءه عز وجل.
وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم
(قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى) سورة الإسراء - آية 11
ومثل لفظ الساتر (ياساتر يا رب) أو الستار (ياستار)
ورسولنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الله إسمه الستير.
وهكذا كثير من الصفات التي يطلقها الناس إجتهاداً من لهجاتهم المحلية ويدعون أنها أسماء لله وهي ليست كذلك
وقد قال الله في كتابه الكريم
(ولله الأسماء الحسنى فإدعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) سورة الأعراف: 180
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد ذكر أنه من أحصاها والإحصاء يكون لشيء موجود لايتم إنشاءه أو إشتقاقه كما أن الإحاطة والعلم
والمعرفة يجب أن تأتي بعد الإحصاء
أما الأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء
لأسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة فعددها تسعة وعشرون اسما و هي:
الخافضُ
الرَّافِعُ
المعزُّ
المذِل
العَدْلُ
الجَلِيلُ
البَاعِثُ
المُحْصِي
المُبْدِيءُ
المُعِيدُ
المُحْيِي
المُمِيتُ
الوَاجِدُ
المَاجِدُ
الوَالِي
المنتَقِمُ
ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ
المُقْسِط
الجَامِعُ
المُغْنِي
المَانِعُ
الضَّارُّ
النَّافِعُ
النُّورُ
الهَادِي
البَدِيعُ
البَاقِي
الرَّشِيدُ
الصَّبُور
(ملاحظة هامة: تختلف هذه الأسماء
التي لاتوافق شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة من الكتاب والسنة
نظراً لإعتمادها على الإشتقاق
وليس على نص صريح بالإسم لله سبحانه وتعالى) مثل:
البار
الراشد
البرهان
الواقي
ذو القوة
القائم
الدائم
الحافظ
الفاطر
السامع
الكافي
الأبد
العالم
الصادق
المنير
التام
القديم
الحنان
المغيث
العلام
المدبر
الرفيع
ذو الطول
ذو المعارج
ذو الفضل
الكفيل
البادي
المحيط
وسوف أقوم بإستعراض الأسماء التي لم توافق شروط الإحصاء لأسماء الله الحسنى
وما هو الدليل الذي يجعلنا لانطلق عليها أسماء الله الحسنى
وذلك بعد وضع مقدمة وتمهيد يعرفنا على كيفية التعرف على أسماء الله الحسنى
كما أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه الكريم
أما أسماء الله الحسنى الصحيحة والثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أوضحت كل ما يتعلق بها من أدلة في المرفقات عالية
إن جميع أسماء الله لابد وأن يكون لها نص صريح من القرآن أو السنة
يوضح بأن الله قد سمى نفسه بهذا الإسم أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم
فأسماء الله الحسنى توقيفية لا مجال للعقل فيها
يجب الوقوف على ما جاء نصا في الكتاب والسنة بذكر الاسم دون زيادة أو نقصان؛
فالعقل لا يمكنه بمفرده أن يتعرف على أسماء الله التي تليق بجلاله،
ولا يمكنه إدراك ما يستحقه الرب من صفات الكمال والجمال،
فتسمية رب العزة والجلال
بما لم يسم به نفسه قول على الله بلا علم،
قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسئولا) [الإسراء:36].
وقال ابن حزم:
لا يجوز أن يسمى الله تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه
أو أخبر به عن نفسه في كتابه
أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
أو صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد،
وحتى وإن كان المعنى صحيحا فلا يجوز أن يطلق عليه تعالى اللفظ
فقد علمنا يقينا أن الله عز وجل بنى السماء،
قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات:47]،
فلا يجوز أن يسمى بناء،
وأنه تعالى خلق أصباغ النبات والحيوان،
حيث قال في كتابه الكريم:
(صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) [البقرة:138]،
ولا يجوز أن يسمى صباغا
وأيضاً ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أنه سقانا الغيث ومياه الأرض
فلا يجوز أن يسمى سقاء ولا ساقيا،
وهكذا كل شيء لم يسم به نفسه
وقد ثبت من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أن رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك)،
وهذا دليل على أن معرفة ما أثنى الله به على نفسه
لا بد فيها من طريق سمعي منقول إلينا بالخبر الثابت الصحيح
لكن هنا مسألة تطرح نفسها وينبغي تحرير جوابها
وهي التمييز بين معتقد السلف في حصر أسماء الله الكلية في تسعة وتسعين اسما
ومعنى الإحصاء الذي ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه
والذي فيه النص والتأكيد على ذكر العدد
بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)،
لأن بعض المتوسعين في إحصاء الأسماء
تصور أن أسماء الله الحسنى التي وردت في الكتاب والسنة
تزيد عن هذا العدد بكثير
مما أدى إلى تضارب المعاني حول فهم حديث أبي هريرة رضي الله عنه
إذا نظرنا إلى حديثي الرسول عليه الصلاة والسلام
الأول: ماجاء في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إن لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة)
الثاني: ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعاء الكرب
يتبع ......
ـ[الصقرالشمالي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 06:21]ـ
..... اللهم إني أسألك بكل إسمٍ هو لك
سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك
.... إلخ الحديث)
نجد أنه لايوجد تناقض بين كلا الحديثين بل هما مكملين لبعضهما فالحديث الأول حدد العدد لأسماء الله الحسنى بتسعة
وتسعين إسماً أما الحديث الثاني فحدد مصادر الحصول على تلك الأسماء
والتي تعرف الله بها إلى عباده من أسمائه الحسنى وذلك في قوله أنزلته في كتابك (القرآن الكريم)
وفي قوله علمته أحد من خلقك (الرسول عليه أفضل الصلاة وأحسن السلام)
فعلى الرغم وبلا أدنى شك في أن جملة أسماء الله سبحانه وتعالى الكلية تعد من الأمور الغيبية
التي استأثر بها لنفسه في علم الغيب، وأنها غير محصورة في عدد معين،
إلا أن الأسماء التي وصلت إلينا عن طريق المصادر التشريعية
كتاب الله وسنة رسوله هي تسعة وتسعين إسماً فقط لاغير حددها الرسول عليها الصلاة والسلام
وحصرها في مائة إلا واحداً إسماً من قام بإحصاءها دخل الجنة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه
ما هي الشروط أو الضوابط التي تم إنتهاجها لإحصاء أسماء الله الحسنى من القرأن والسنة
(يُتْبَعُ)
(/)
والتي لم تنطبق إلا على تسعة وتسعين اسما وهو ما يتفق مع العدد المذكور في الحديث النبوي
وهي معجزة جديدة تظهر لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام
حيث حدد عدد هذه الأسماء بتسعة وتسعين إسماً وحصرها في مائةً إلا واحداً فنفى الزيادة وأبطلها
منذ ما يناهز الأربعمائة وألف عام هجريدون توفر أي وسائل إحصائية تذكر
وحدد في حديثه الشريف من أحصاها ولم يقل من إجتهد في إشتقاقها
(وهو ما سأقوم بشرحه عن معنى الإحصاء فيما بعد)
عليك أفضل الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله
بينما نجد أن جملة ما ذكره العلماء قد تجاوز عدده المائتين والثمانين اسما،
سواء اجتهدوا في جمعها أخذا من نص مطلق أو مقيد أو الاشتقاق من الصفات والأفعال0
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الإحصاء في اللغة
معناه الحفظ والجمع والعد والإحاطة
كما قال تعالى:
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ) [المجادلة:6]،
وقال تعالى: (وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) [الجن:28]،
قال ابن منظور:
(الإِحْصَاءُ هو العَدُّ والحِفْظ، وأَحْصَيْت الشيءَ أي عَدَدته، وأَحْصَى الشيءَ أي أَحاط به).
وقال النووي: أن العلماء إختلفوا في المراد بأحصاها
في قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري رحمه الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)
حيث قال البخاري وغيره من المحققين معناه حفظها،
وهذا هو الأظهر لأنه جاء مفسرا في الرواية الأخرى لصحيح مسلم رحمه الله،
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لله تسعة وتسعون إسماً من حفظها دخل الجنة وإن الله وتر يحب الوتر)
وقيل معنى أحصاها أحسن الدعاء بها والمراعاة لها وصدق بمعانيها
وعند النظر في الحكمة في عدم ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام
لأسماء الله الحسنى التسعة وتسعين على وجه التفصيل
نجد أن السبب في ذلك يكمن في حكمة بالغة ومعان ساطعةأجمع عليها العلماء في أن يقوم الناس بطلبها وتحريها
بالنص من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلملترتفع الدرجات وتتفاوت المنازل في الجنات
لأنه لكي يمكن حفظها يجب أولاً إحصاؤها واستيفاؤهاوهذا يتطلب اجتهادا وبحثا طويلا
ثم ثانياً: الإحاطة بمعانيها والعمل بمقتضاها وهذا يتطلب مجاهدة وجهاداً كبيراً
ثم دعاء الله بها وحسن المراعاة لأحكامها
وهذا يتطلب علماً وفقهاً وبصيرةً وتلك مراتب الإحصاء على ما ترجح من أقوال العلماء
إذا كيف يمكن إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة؟
إن هذا الأمر من السهولة في هذا الزمان
من خلال توفر وسائل الإحصاء الحديثة والتي يمكن من خلالها الوصول للمعلومة في زمن قياسي
بحيث يستطيع كل باحث من العامة أو الخاصة أن يصل لذات النتيجة أي نفس العدد الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام
منذ أكثر من أربعة عشر قرناً هجرياً في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
إذا ما إلتزم بضوابط وقواعد إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة
والتي تم إستخراجها وحصرهامن آيات الذكر الحكيم ومن خلال السنة النبوية الشريفة
في خمسة شروط لازمة لكل إسم من أسماء الله الحسنى إذا لم تنطبق عليه لا يمكننا أن نطلق عليه
إسماً لله سبحانه وتعالى
سنقوم بشرحها وتفصيلها فيما يلي:
الشرط الأول
من شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
أن يرد الاسم نصا في الآيات القرآنية أو ما ثبت في صحيح السنة النبوية
وهذا الشرط مأخوذ من قوله تعالىوَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف:180]
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وقوله تعالى:
(فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراء:110]
فلفظ الأسماء يدل على أن الأسماء الحسنى معهودة موجودة، فالألف واللام هنا للعهد
ولما كان دورنا حيال الأسماء هو الإحصاء دون الاشتقاق والإنشاء فإن الإحصاء لا يكون إلا لشيء موجود ومعهود
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يعرف ذلك إلا بما نص عليه كتاب الله وما صح بالسند المرفوع إلى رسوله صلى الله عليه وسلم
فقد وصف الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام
في القرآن بقوله:
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم:4:3]
وفي هذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(الأسماء الحسنى المعروفة هي التي وردت في الكتاب والسنة)
أما القواعد التي يجب على الباحث الإعتماد عليها عند البحث
في تمييز الحديث المقبول من المردود والصحيح من الضعيف
أن يلم بعلم مصطلح الحديثوالذي يمكن من خلاله
التعرف على الضوابط التي تحكم صحة الحديث مثل:
ألا يكون بين اثنين من رواة الحديث فجوة زمنية أو مسافة مكانية
يتعذر معها اللقاء أو يستحيل معها التلقي والأداء
مع ضرورة اتصاف الرواة بالعدالةوالضبط، والتثبت من الحفظ
والسلامة من الخطأ، وانعدام الوهم مع القدرة على استحضار ما حفظه .............. إلخ
الشرط الثاني
من شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
أن يتميز الإسم بعلامات الإسمية المعروفة في اللغة والتي تنحصر في خمسة ضوابط هي:
1ـ أن يدخل على الاسم حرف الجر:
كما ورد في قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) [الفرقان:58]، وقوله: (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [فصلت:2].
2ـ أن يرد الاسم منوناً:
كقوله تعالى: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) [سبأ:15]، وقوله: (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) [النساء:17].
3ـ أن يدخل على الإسم ياء النداء:
كما ورد عند البخاري من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
اللَّهَ وَكَّلَ فِي الرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ نُطْفَةٌ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ، يَا رَبِّ مُضْغَةٌ).
4ـ أن يكون الاسم معرفا بالألف واللام:
كقوله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) [الأعلى:1]، وقوله: (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [يس:5].
5ـ أن يكون المعنى مسندا إليه محمولاً عليه:
كقوله تعالى: (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) [الفرقان:59]، فالمعنى في الآية ورد محمولاً على اسم الله الرحمن مسنداً إليه.
فهذه خمس علامات يتميز بها الاسم عن الفعل والحرف
وقد جمعها ابن مالك في قوله:
بالجر والتنوين والندا وأل: ومسند للاسم تمييز حصل
والشرط الثاني مأخوذ من قوله تعالى:
(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ) [الإسراء:110]،
وقوله تعالى أيضا: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف:180]،
ومعنى الدعاء أن تدخل عليه أداة النداء سواء ظاهرة أو مضمرة
والنداء من علامات الاسمية، فلا بد أن تتحقق في الأسماء علامات الاسم اللغوية.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الشرط في قوله:
(الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها]
ـ[الصقرالشمالي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 06:25]ـ
أسماء الله الحسنى الصحيحة والثابتة بالأدلة في الكتاب والسنة
أسماء الله الحسنى
قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فإدعوه بها وذروا الذين يلحدون في إسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) سورة الأعراف:180
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إَِّلا هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ
المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ
الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ
الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى
النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ
الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ
المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ
القَوِيُّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ
العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ
التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ
الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ
الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ
الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ
المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنَّانُ القَادِرُ الخَلاَّقُ
المَالِكُ الرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ
الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقيتُ
السَّيِّدُ الطَّيِّبُ الحَكَمُ الأَكْرَمُ البَرُّ
الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ
الوَارِثُ الرَّبُّ الأَعْلَى الإِلَهُ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله تسعة وتسعين إسماً مائةً إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة) متفق عليه
الأدله:
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ: (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (فصلت:2)،
الْمَلِك الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الحشر:23)،
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الحشر:24)،
الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ: (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد:3)،
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)،
الْمَوْلَى النَّصِيرُ: (فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج: 78)،
العفو الْقَدِيرُُ: (فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) (النساء:149)،
اللطيف الْخَبِير: (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:103)،
الوِتْر حديث: (وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ) (صحيح:خ م)،
الجَمِيلُ حديث: (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ) (صحيح:م)،
الْحَيِيُّ السِّتِير: حديث إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ) (صحيح:د ن)،
الْكَبِيرُ الْمُتَعَالَ: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) (الرعد:9)،
الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ: (وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم:48)،
الْحَقُّ الْمُبِينُ: (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (النور:25)،
الْقُوَّيُِّ الْمَتِينُ: (وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (الشورى:19) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:58)،
الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، (وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255)،
الشَّكُورُ الحليم: (وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) (التغابن:17)،
الْوَاسِعُ العليم: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:115)،
التواب الحكيم: (وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (النور:10)،
الْغَنِيُّ الكريم: (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:40)،
الأَحَدُ الصَّمَدُ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ) (الإخلاص:2)،
القريب المجيب: (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) (هود:61)،
الْغَفُورُ الودود: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج:14)،
الولي الحميد: (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (الشورى:28)،
الحفيظ المجيد: (وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) (سبأ:21)، (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) (البروج:15)،
الفتاح: (وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) (سبأ:26)،
الشهيد: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (الحج:17)،
المقدم المؤخر:حديث (أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ) (صحيح:خ)،
الْمَلِيكُ الْمُقْتَدِرْ: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (القمر:55)،
المسعر القابض الباسط الرَّازِقُ:حديث (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ) (صحيح:د)،
الْقَاهِر: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) (الأنعام:18)،
الدَّيَّانُ:حديث (يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِمْ .. أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ) (صحيح خ)،
(يُتْبَعُ)
(/)
الشَّاكِرُ: (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة:158)
الْمَنانَّ:حديث (لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ) (صحيح:د)،
الْقَادِرُ: (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ) (المرسلات:23)،
الْخَلاقُ: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ) (الحجر:86)،
الْمَالِكُ: حديث (لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) (صحيح:خ)،
الرَّزَّاقُ: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:58)،
الوكيل: (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173)،
الرقيب: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) (الأحزاب:52)،
المحسن:حديث (إن الله محسن يحب الإحسان) (صحيح: طب)،
الحسيب: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) (النساء:86)،
الشافي: حديث (اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي) (صحيح:خ)،
الرفيق:حديث (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ) (صحيح:خ م)،
المعطي:حديث (وَاللَّهُ الْمُعْطِى وَأَنَا الْقَاسِمُ)،
المقيت: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) (النساء:85)،
السَّيِّدُ:حديث (السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى) (صحيح:د)،
الطيب:حديث (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا) (صحيح:خ)،
الحكم:حديث (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ) (صحيح:د)،
الأكرم: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ) (العلق:3)،
البر: (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الطور:28)،
الْغَفَّارِ: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (صّ:66)،
الرءوف: (وَأَنَّ اللهَ رَءوفٌ رَحِيمٌ) (النور20)،
الوهاب: (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) (صّ:9)،
الجواد:حديث (إِنَّ اللَّهَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ) (صحيح: حل)،
السبوح: حديث: (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ) (صحيح:م)،
الْوَارِثِ: (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ) (الحجر:23)،
الرب: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (سبأ:15)،
الأعلى: (سَبِّحِاسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) (الأعلى:1)،
الإله: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (البقرة:163).
ـ[الصقرالشمالي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 06:26]ـ
بحوث تتعلق بأسماء الله الحسنى
1 - الأسماء الزائد عن التسعة التسعين:
هذه التسعة و التسعون ليس كل ما ورد في اسماء الله تبارك و تعالى , بل وردت الأحاديث بغيرها من الأسماء , فقد ورد في الحديث من رواية أخرى (الحنان) , (المنان) , (البديع) , و ورد كذلك من أسمائه تعالي (المغيث) , و (الكفيل) و (ذو الطول) , و (ذو المعارج) و (ذو الفضل) , و (الخلاّق).
قال أبوبكر بن العربي في شرح الترمذي حاكيا عن بعض اهل العلم: إنه جمع من الكتاب و السنة من أسمائه تعالى ألف اسم , و في كلام صاحب (القصد المجرد) ما يفيد ذلك , و أشار إلى ذلك الشوكاني في (تحفة الذاكرين) ثم قال: و أنهض ما ورد في إحصائها الحديث المذكور , و فيه الكفاية.
2 - الأحاديث التي وردت فيها ألفاظ على أنها أسماء الله تعالى على المجاز:
ثم اعلم أن بعض الأحاديث وردت فيها ألفاظ على أنها أسماء الله تعالى , و لكن قرائن الحال و أصل الوضع يدل على غير ذلك , فاعلم أن ذلك من قبيل المجاز لا الحقيقة , و من قبيل تسمية الشيء باسم غيره لعلاقة بينهما أو على تقدير بعض المحذوفات , مثال ذلك الحديث الذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه عن النبي قال: (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) رواه مسلم , و حديث عائشة رضي الله عنها: (دعوه يئن فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى يرتاح إليه المريض) , ذكره الجلال السيوطي ي الجامع الصغير عن الرافعي و حسنه , و ليس هو من رواية مسلم , و لا من حديث أبي هريرة كما يخطئ بعض الناس , و منه ما ورد في إطلاق اسم رمضان على الحق تبارك و تعالى في بعض الآثار.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل هذه لا يراد منها ظواهرها و حقيقة الإطلاق , بل المقصود في الأول منها مثلا: فإن الله هو مسبب لحوادث الدهر فلا يصح أن ينسب إلى الله شيء و لا أن يسب و يذم , و في الثاني: فإن الأنين أثر قهر الله تعالى يرتاح إليه المريض , و هكذا في المعاني التي تدل عليها قرائن الأحوال.
3 - التوقيف في أسماء الله تعالى و صفاته:
و اعلم أن جمهور المسلمين على انه لا يصح أن نطلق على الله تبارك و تعالى اسما أو وصفا لم يرد به الشرع , بقصد اتخاذه اسما له تعالى و إن كان يُشعر بالكمال , فلا يصح أن نقول: مهندس الكون العظم , و لا أن نقول المدير العام لشؤون الخلق , على أن تكون هذه أسماء أو صفات لله تعالى يصطلح عليها , و يتفق على إطلاقها عليه تعالى , و لكنها إن جاءت في عرض الكلام لبيان تصرفه تعالى من باب التقريب للأفهام فلا بأس , و الأولى العدول عن ذلك تأدبا مع الحق تعالى.
4 - العلمية و الوصفية في هذه الأسماء:
و هذه الأسماء المتقدمة منها علم واحد وضع للذات القدسية و هو لفظ الجلالة: الله , و باقيها كلها ملاحظ فيها معنى الصفات , و لهذا صح أن تكون أخبارا للفظ الجلالة , و هل هو مشتق أو غير مشتق؟ مسألة خلافية , لا يترتب عليها أمر عملي , و حسبنا أن نعلم اسم الذات هو هذا الاسم المفرد و بقية الأسماء مشربة بالوصفية , و في هذا الكفاية.
5 - خواص أسماء الله الحسنى:
يذكر البعض أن لكل اسم من أسماء الله تعالى خواص و أسرارا تتعلق به على إفاضة فيها أو إيجاز , و قد يتغالى البعض فيتجاوز هذا القدر إلى زعم أن لكل اسم خادما روحانيا يخدم من يواظب على الذكر به , و هكذا , و الذي أعلمه في هذا , و فوق كل ذي علم عليم , أن أسماء الله تعالى ألفاظ مشرفة لها فضل على سائر الكلام , و فيها بركة و في ذكرها ثواب عظيم , و أن الإنسان إذا واظب على ذكر الله تعالى ظهرت نفسه , و صفت روحه , و لا سيما إذا كان ذكره بحضور قلب و فهم للمعنى , أما ما زاد على ذلك فلم يرد في كتاب و لا سنة , و قد نهينا عن الغلو في دين الله تعالى , و الزيادة فيه , و حسبنا الاقتصار على ما ورد.
6 - اسم الله الأعظم:
ورد اسم الله الأعظم في أحاديث كثيرة , منها:
1 - عن بريدة رضي الله عنه قال: سَمعَ الْنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وسَلَّم رجلاً يدعُو وهوَ يَقُولُ: الَّلهُمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّي أشهدُ أنَّكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الأحَدُ الصَّمدُ الَّذِي لمْ يَلدْ ولمْ يُولَدْ ولمْ يكُنْ لهُ كفواً أحدٌ. قَالَ فَقَالَ: (والَّذِي نفسي بيدهِ لقَدْ سألَ اللهَ باسمهِ الأعظمِ الَّذِي إذا دُعيَ بهِ أجابَ وإذا سُئِلَ بهِ أعطى) رواه أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة , و قال المنذري: قال شيخنا أبو الحسن المقدسي: هو إسناد لا مطعن فيه , و لا أعلم أنه روي في هذا الباب حديث أجود إسنادا منه , و قال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث أرجح ما ورد في هذا الباب من حيث السند.
2 - عَن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دَخَلَ الْنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وسَلَّم المسجدَ ورجلٌ قَدْ صَلَّى وهُوَ يدعُو وهو يَقُولُ في دُعائِهِ الَّلهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ المَنَّانُ بديعَ السَّماواتِ والأَرْضِ ذا الجلالِ والإكرامِ. فَقَالَ الْنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وسَلَّم (أتدرونَ بما دَعَا اللهَ؟ دَعَا اللهَ باسمِهِ الأعظمِ الَّذِي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ بِهِ أعْطَى) رواه أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه.
3 - عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (اسم الله العظم في هاتين الآيتين (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) , (ألم , اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ). رواه أحمد و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه , و قال الترمذي حديث حسن صحيح.
4 - عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (هل أدلكم على اسم الله الأعظم , الذي إذا دعي به أجاب , و إذا سئل به أعطى؟ الدعوة التي دعا بها يونس حيث نادى في الظلمات الثلاث: (أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) , فقال رجل: يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ألا تسمع قول الله عز وجل: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ). رواه الحاكم.
فأنت ترى من هذه الأحاديث و من غيرها أنها لم تعين اسم الله الأعظم بالذات , و أن العلماء مختلفون في تعيينه لاختلافهم في ترجيح الأحاديث بعضها على بعض , حتى اختلفوا على نحو الربعين قولا , و الذي نأخذه من هذه الأحاديث الشريفة , و من أقوال الثقات من رجال الملة , أن الاسم الأعظم دعاء مركب من عدة أسماء من أسمائه تعالى إذا دعا به الإنسان , مع توفر شروط الدعاء المطلوبة شرعا استجاب الله له , و قد صرحت به الأحاديث الشريفة في عدة مواضع.
و إذا تقرر هذا , فما يدعيه بعض الناس من أته سر من الأسرار يمنح لبعض الأفراد , فيفتحون به المغلقات , و يخرقون به العادات , و يكون لهم به من الخواص ما ليس لغيرهم من الناس , أمر زائد عما ورد عن الله و رسوله , و إذا احتج هؤلاء البعض بالآية الكريمة و هي قوله تعالى: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (النمل:40) , على أن القول بأن معنى (عنده علم من الكتاب) أنه اسم الله الأعظم , نقول لهم: قد صرح المفسرون بأن ذلك المدعو به كان: يا حي يا قيوم , أو: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. و ادعى بعضهم أنه سرياني لفظه: (آهيا شراهيا) , و هي دعوى بغير دليل , فلم يخرج الأمر عما ورد في الأحاديث الصحيحة.
و خلاصة البحث أن بعض الناس ولعوا بالمعميات , و ادعاء الخصوصيات , و الزيادة في المأثورات , فقالوا ما لم يرد في كتاب و لا في سنة , و قد نهينا عن ذلك نهيا شديدا , فلنقف مع المأثور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصقرالشمالي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 06:38]ـ
أسماء الله الحسنى ومعانيها
الله
هو الاسم الذى تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه، وجعله أول أسمائه واضافها كلها اليه ولم يضفه الى إسم منها، فكل ما يرد بعده يكون نعتا له وصفة،وهو إسم يدل دلالة العلم على الإله الحق وهويدل عليه دلالة جامعة لجميع الأسماء الإلهية الأحادية.هذا والاسم (الله) سبحانه مختص بخواص لم توجد فى سائر أسماء الله تعالى.
الخاصية الأولى: أنه إذا حذفت الألف من قولك (الله) بقى الباقى على صورة (لله وهومختص به سبحانه كما فى قوله (ولله جنود السموات والأرض)، وإن حذفت عن البقية اللام الأولى بقيت على صورة (له) كما فى قوله تعالى (له مقاليد السموات والأرض) فإن حذفت اللام الباقية كانت البقية هى قولنا (هو) وهو أيضا يدل عليه سبحانه كما فى قوله (قل هو الله أحد) والواو ذائدة بدليل سقوطها فى التثنية والجمع، فإنك تقول: هما، هم، فلا تبقى الواو فيهما فهذه الخاصية موجودة فى لفظ الله غير موجودة فى سائر الاسماء.
الخاصية الثانية: أن كلمة الشهادة _ وهى الكلمة التى بسببها ينتقل الكافر من الكفر الى الإسلام _ لم يحصل فيها إلا هذا الاسم، فلو أن الكافر قال: أشهد أن لا اله إلا الرحمن الرحيم، لم يخرج من الكفر ولم يدخل الاسلام، وذلك يدل على اختصاص هذا الاسم بهذه الخاصية الشريفة
--------------------------------------------------------------------------------
الرحمن الرحيم
الرحمن الرحيم إسمان مشتقان من الرحمة، والرحمة فى الأصل رقة فى القلب تستلزم التفضل والإحسان، وهذا جائز فى حق العباد، ولكنه محال فى حق الله سبحانه وتعالى، والرحمة تستدعى مرحوما .. ولا مرحوم إلا محتاج، والرحمة منطوية على معنين الرقة .. والإحسان، فركز تعالى فى طباع الناس الرقة وتفرد بالإحسان. ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى، إذ هو الذى وسع كل شىء رحمة، والرحيم تستعمل فى غيره وهو الذى كثرت رحمته، وقيل أن الله رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، وذلك أن إحسانه فى الدنيا يعم المؤمنين والكافرين، ومن الآخرة يختص بالمؤمنين، اسم الرحمن أخص من اسم الرحيم، والرحمن نوعا من الرحمن، وأبعد من مقدور العباد، فالرحمن هو العطوف على عباده بالإيجاد أولا .. وبالهداية الى الإيمان وأسباب السعادة ثانيا .. والإسعاد فى الآخرة ثالثا، والإنعام بالنظر الى وجهه الكريم رابعا. الرحمن هو المنعم بما لا يتصور صدور جنسه من العباد، والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد
--------------------------------------------------------------------------------
الملك: الملك
هو الظاهر بعز سلطانه، الغنى بذاته، المتصرف فى أكوانه بصفاته، وهو المتصرف بالأمر والنهى، أو الملك لكل الأشياء، الله تعالى الملك المستغنى بذاته وصفاته وأفعاله عن غيرة، المحتاج اليه كل من عداه، يملك الحياة والموت والبعث والنشور، والملك الحقيقى لا يكون إلا لله وحده، ومن عرف أن الملك لله وحده أبى أن يذل لمخلوق، وقد يستغنى العبد عن بعض اشياء ولا يستغنى عن بعض الأشياء فيكون له نصيب من الملك، وقد يستغنى عن كل شىء سوى الله، والعبد مملكته الخاصة قلبه .. وجنده شهوته وغضبه وهواه .. ورعيته لسانه وعيناه وباقى أعضائه .. فإذا ملكها ولم تملكه فقد نال درجة الملك فى عالمه، فإن انضم الى ذلك استغناؤه عن كل الناس فتلك رتبة الأنبياء، يليهم العلماء وملكهم بقدر قدرتهم على ارشاد العباد، بهذه الصفات يقرب العبد من الملائكة فى صفاته ويتقرب الى الله
--------------------------------------------------------------------------------
القدوس
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول اللغة أن القدس هو الطهارة، والأرض المقدسة هى المطهرة، والبيت المقدس:الذى يتطهر فيه من الذنوب، وفى القرآن الكريم على لسان الملائكة وهم يخاطبون الله (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) أى نطهر انفسنا لك، وجبريل عليه السلام يسمى الروح القدس لطهارته من العيوب فى تبليغ الوحى الى الرسل أو لأنه خلق من الطهارة، ولا يكفى فى تفسير القدوس بالنسبة الى الله تعالى أن يقال أنه منزه عن العيوب والنقائص فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب مع الله، فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم، بل كل صفة نتصورها للخلق هو منزه عنها وعما يشبهها أو يماثلها
--------------------------------------------------------------------------------
السلام
تقول اللغة هو الأمان والاطئنان، والحصانة والسلامة، ومادة السلام تدل على الخلاص والنجاة، وأن القلب السليم هو الخالص من العيوب، والسلم (بفتح السين أو كسرها) هو المسالمة وعدم الحرب، الله السلام لأنه ناشر السلام بين الأنام، وهو مانح السلامة فى الدنيا والآخرة، وهو المنزه ذو السلامة من جميع العيوب والنقائص لكماله فى ذاته وصفاته وأفعاله، فكل سلامة معزوة اليه صادرة منه، وهوالذى سلم الخلق من ظلمه، وهوالمسلم على عباده فى الجنة، وهو فى رأى بعض العلماء بمعنى القدوس. والأسلام هو عنوان دين الله الخاتم وهومشتق من مادة السلام الذى هو اسلام المرء نفسه لخالقها، وعهد منه أن يكون فى حياته سلما ومسالما لمن يسالمه، وتحية المسلمين بينهم هى (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) والرسول صلى الله عليه ةسلم يكثر من الدعوة الى السلام فيقول: السلام من الاسلام .. افشوا السلام تسلموا .. ثلاث من جمعهن فقد جمع الأيمان: الأنصاف مع نفسم، وبذل السلام للعالم، والأنفاق من الأقتار (أى مع الحاجة) .. افشوا السلام بينكم .. اللهم أنت السلام، ومنك السلام، واليك يعود السلام،فحينا ربنا بالسلام
--------------------------------------------------------------------------------
المؤمن
الإيمان فى اللغة هو التصديق، ويقال آمنه من الأمان ضد الخوف، والله يعطى الأمان لمن استجار به واستعان، الله المؤمن الذى وحد نفسه بقوله (شهد الله أنه لا اله إلا هو)، وهو الذى يؤمن أولياءه من عذابه، ويؤمن عباده من ظلمه، هو خالق الطمأنينة فى القلوب، أن الله خالق أسباب الخوف وأسباب الأمان جميعا وكونه تعالى مخوفا لا يمنع كونه مؤمنا، كما أن كونه مذلا لا يمنع كونه معزا، فكذلك هو المؤمن المخوف، إن إسم (المؤمن) قد جاء منسوبا الى الله تبارك وتعالى فى القرآن مرة واحدة فى سورة الحشر فى قوله تعالى (هو الله الذى لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) سورة الحشر
--------------------------------------------------------------------------------
المهيمن
الهيمنة هى القيام على الشىء والرعاية له، والمهيمن هو الرقيب أو الشاهد، والرقيب اسم من أسماء الله تبارك وتعالى معناه الرقيب الحافظ لكل شىء، المبالغ فى الرقابة والحفظ، أو المشاهد العالم بجميع الأشياء، بالسر والنجوى، السامع للشكر والشكوى، الدافع للضر والبلوى، وهو الشاهد المطلع على افعال مخلوقاته، الذى يشهد الخواطر، ويعلم السرائر، ويبصر الظواهر، وهو المشرف على أعمال العباد، القائم على الوجود بالحفظ والأستيلاء
--------------------------------------------------------------------------------
العزيز
العز فى اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة و الأمتناع، والتعزيز هو التقوية، والعزيز اسم من أسماء الله الحسنى هو الخطير، (الذى يقل وجود مثله. وتشتد الحاجة اليه. ويصعب الوصول اليه) وإذا لم تجتمع هذه المعانى الثلاث لم يطلق عليه اسم العزيز، كالشمس: لا نظير لها .. والنفع منها عظيم والحاجة شديدة اليها ولكن لا توصف بالعزة لأنه لا يصعب الوصول الي مشاهدتها. وفى قوله تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) فالعزة هنا لله تحقيقا، ولرسوله فضلا، وللمؤمنين ببركة إيمانهم برسول الله عليه الصلاة والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
--------------------------------------------------------------------------------
الجبار
اللغة تقول: الجبر ضد الكسر، واصلاح الشىء بنوع من القهر، يقال جبر العظم من الكسر، وجبرت الفقير أى أغنيته، كما أن الجبار فى اللغة هو العالى العظيم
والجبار فى حق الله تعالى هو الذى تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار فى كل أحد، ولا تنفذ قيه مشيئة أحد، ويظهر أحكامه قهرا، ولا يخرج أحد عن قبضة تقديره، وليس ذلك إلا لله، وجاء فى حديث الإمام على (جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها) أى أنه أجبر القلوب شقيها وسعيدها على ما فطرها عليه من معرفته، وقد تطلق كلمة الجبار على العبد مدحا له وذلك هو العبد المحبوب لله، الذى يكون جبارا على نفسه .. جبارا على الشيطان .. محترسا من العصيان
والجبار هو المتكبر، والتكبر فى حق الله وصف محمود، وفى حق العباد وصف مذموم
--------------------------------------------------------------------------------
المتكبر
المتكبر ذو الكبرياء، هو كمال الذات وكمال الوجود، والكبرياء والعظمة بمعنى واحد، فلا كبرياء لسواه، وهو المتفرد بالعظمة والكبرياء، المتعالى عن صفات الخلق، الذى تكبر عما يوجب نقصا أو حاجة، أو المتعالى عن صفات المخلوقات بصفاته وذاته
كل من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على الخصوص دون غيره حيث يرى نفسه أفضل الخلق مع أن الناس فى الحقوق سواء، كانت رؤيته كاذبة وباطلة، إلا لله تعالى
--------------------------------------------------------------------------------
الخالق
الخلق فى اللغة بمعنى الإنشاء .. أو النصيب لوافر من الخير والصلاح. والخالق فى صفات الله تعالى هو الموجد للأشياء، المبدع المخترع لها على غير مثال سبق، وهو الذى قدر الأشياء وهى فى طوايا لعدم، وكملها بمحض الجود والكرم، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته.
والله الخالق من حيث التقدير أولا، والبارىء للإيجاد وفق التقدير، والمصور لترتيب الصور بعد الأيجاد، ومثال ذلك الإنسان .. فهو أولا يقدر ما منه موجود .. فيقيم الجسد .. ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التى تجعله إنسانا عاقلا
--------------------------------------------------------------------------------
البارئ
تقول اللغة البارىء من البرء، وهو خلوص الشىء من غيره، مثل أبرأه الله من مرضه.
البارىء فىاسماء الله تعالى هو الذى خلق الخلق لا عن مثال، والبرء أخص من الخلق، فخلق الله السموات والأرض، وبرأ الله النسمة، كبرأ الله آدم من طين
البارىء الذى يبرىء جوهر المخلوقات من الأفات، وهو موجود الأشياء بريئة من التفاوت وعدم التناسق، وهو معطى كل مخلوق صفته التى علمها له فى الأزل،وبعض العلماء يقول ان اسم البارىء يدعى به للسلامة من الأفات ومن أكثر من ذكره نال السلامة من المكروه
--------------------------------------------------------------------------------
المصور
تقول اللغة التصوير هو جعل الشىء على صورة، والصورة هى الشكل والهيئة
المصور من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات، ومزينها بحكمته، ومعطى كل مخلوق صورته على ما أقتضت حكمته الأزلية، وكذلك صور الله الناس فى الأرحام أطوارا، وتشكيل بعد تشكيل،، وكما قال الله نعالى (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)، وكما يظهر حسن التصوير فى البدن تظهر حقيقة الحسن أتم وأكمل فى باب الأخلاق، ولم يمن الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال (وإنك لعلى خلق عظيم)، وكما تتعدد صور الابدان تتعدد صور الأخلاق والطباع
--------------------------------------------------------------------------------
الغفار
(يُتْبَعُ)
(/)
فى اللغة الغفر والغفران: الستر، وكل شىء سترته فقد غفرته، والغفار من أسماء الله الحسنى هى ستره للذنوب، وعفوه عنها بفضله ورحمنه، لا بتوبة العباد وطاعتهم، وهو الذى اسبل الستر على الذنوب فى الدنيا وتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة، وهو الغافر والغفور والغفار، والغفور أبلغ من الغافر، والغفار أبلغ من الغفور، وأن أول ستر الله على العبد أم جعل مقابح بدنه مستورة فى باطنه، وجعل خواطره وارادته القبيحة فى أعماق قلبه وإلا مقته الناس، فستر الله عوراته.
وينبغى للعبد التأدب بأدب الإسم العظيم فيستر عيوب اخوانه ويغفو عنهم، ومن الحديث من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب
--------------------------------------------------------------------------------
القهار
القهر فى اللغة هو الغلبة والتذليل معا، وهو الإستيلاء على الشىء فىالظاهر والباطن .. والقاهر والقهار من صفات الله تعالى وأسمائه، والقهار مبالغة فى القاهر فالله هو الذى يقهر خلقه بسلطانه وقدرته، هو الغالب جميع خلقه رضوا أم كرهوا، قهر الانسان على النوم
واذا أراد المؤمن التخلق بخلق القهار فعليه أن يقهر نفسه حتى تطيع أوامر ربها و يقهر الشيطان و الشهوة و الغضب. روى أن أحد العارفين دخل على سلطان فرآه يذب ذبابة عن وجهه، كلما طردها عادت، فسال العارف: لم خلق الله الذباب؟ فأجابه العارف: ليذل به الجبابرة
--------------------------------------------------------------------------------
الوهاب
الهبة أن تجعل ملكك لغيرك دون عوض، ولها ركننان أحدهما التمليك، والأخر بغير عوض، والواهب هو المعطى، والوهاب مبالغة من الوهب، والوهاب والواهب من أسماء الله الحسنى، يعطى الحاجة بدون سؤال، ويبدأ بالعطية، والله كثير النعم
--------------------------------------------------------------------------------
الرزاق
الرزاق من الرزق، وهو معطى الرزق، ولا تقال إلا لله تعالى. والأرزاق نوعان، " ظاهرة " للأبدان " كالأكل، و " باطنة " للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم، والله اذا أراد بعبده خيرا رزقه علما هاديا، ويدا منفقة متصدقة، وإذا أحب عبدا أكثر حوائج الخلق اليه، وإذا جعله واسطة بينه وبين عباده فى وصول الأرزاق اليهم نال حظا من اسم الرزاق
قال النبى صلى الله عليه وسلم (ما أحد أصبر على أذى سمعه .. من الله،يدّعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم)، وأن من اسباب سعة الرزق المحافظة على الصلاة والصبر عليها
--------------------------------------------------------------------------------
الفتاح
الفتح ضد الغلق، وهو أيضا النصر، والاستفتاح هو الاستنصار، والفتاح مباغة فى الفتح وكلها من أسماء الله تعالى، الفتاح هو الذى بعنايته ينفتح كل مغلق، وبهدايته ينكشف كل مشكل، فتارة يفتح الممالك لأنبيائه، وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم الأبواب الى ملكوت سمائها، ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق، وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته، و يفتح أبواب الرزق للعباد
--------------------------------------------------------------------------------
العليم
العليم لفظ مشتق من العلم، وهوأدراك الشىء بحقيقته، وسبحانه العليم هو المبالغ فى العلم، فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها، سابق على وجودها، لا تخفى عليه خافية، ظاهرة وباطنة، دقيقة وجليلة، أوله وآخره، عنده علم الغيب وعلم الساعة، يعلم ما فى الأرحام، ويعلم ما تكسب كل نفس، ويعلم بأى أرض تموت.
والعبد إذا أراد الله له الخير وهبه هبة العلم، والعلم له طغيان أشد من طغيان المال ويلزم الأنسان الا يغتر بعلمه، روى أن جبريل قال لخليل الله ابراهيم وهوفى محنته (هل لك من حاجة) فقال أبراهيم (أما اليك فلا) فقال له جبريل (فاسأل الله تعالى) فقال ابراهيم (حسبى من سؤالى علمه بحالى). ومن علم أنه سبحانه وتعالى العليم أن يستحى من الله ويكف عن معاصيه ومن عرف أن الله عليم بحاله صبر على بليته وشكر عطيته وأعتذر عن قبح خطيئته
--------------------------------------------------------------------------------
القابض
(يُتْبَعُ)
(/)
القبض هو الأخذ، وجمع الكف على شىء، و قبضه ضد بسطه، الله القابض معناه الذى يقبض النفوس بقهره والأرواح بعدله، والأرزاق بحكمته، والقلوب بتخويفها من جلاله. والقبض نعمة من الله تعالى على عباده، فإذا قبض الأرزاق عن انسان توجه بكليته لله يستعطفه، وإذا قبض القلوب فرت داعية فى تفريج ما عندها، فهو القابض الباسط
وهناك أنواع من القبض الأول: القبض فى الرزق، والثانى: القبض فى السحاب كما قال تعالى (الله الذى يرسل السحاب فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فاذا أصاب به من يشاء من عباده اذا هم يستبشرون)، الثالث: فى الظلال والأنوار والله يقول (ألم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا)، الرابع: قبض الأرواح، الخامس: قبض الأرض قال تعالى (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)، السادس قبض الصدقات، السابع: قبض القلوب
--------------------------------------------------------------------------------
الباسط
بسط بالسين أو بالصاد هى نشره، ومده، وسره، الباسط من أسماء الله الحسنى معناه الموسع للأرزاق لمن شاء من عباده، وأيضا هو مبسط النفوس بالسرور والفرح، وقيل: الباسط الذى يبسط الرزق للضعفاء، ويبسط الرزق للأغنياء حتى لا يبقى فاقة، ويقبضه عن الفقراء حتى لا تبقى طاقة.
يذكر اسم القابض والباسط معا، لا يوصف الله بالقبض دون البسط، يعنى لا يوصف بالحرمان دون العطاء، ولا بالعطاء دون الحرمان
--------------------------------------------------------------------------------
الخافض
الخفض ضد الرفع، وهو الانكسار واللين، الله الخافض الذى يخفض بالأذلال أقواما ويخفض الباطل، والمذل لمن غضب عليه، ومسقط الدرجات لمن استحق
وعلى المؤمن أن يخفض عنده ابليس وأهل المعاصى، وأن يخفض جناح الذل من الرحمة لوالديه والمؤمنين
--------------------------------------------------------------------------------
الرافع
الرافع سبحانه هو الذى يرفع اوليائه بالنصر، ويرفع الصالحين بالتقرب، ويرفع الحق، ويرفع المؤمنين بالإسعاد
والرفع يقال تارة فى الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها، كقوله تعالى (الذى رفع السموات بغير عمد ترونها)، وتارة فى البناء إذا طولته كقوله تعالى (وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل)، وتارة فى الذكر كقوله تعالى (ورفعنا لك ذكرا ")، وتارة فى المنزلة اذا شرفتها كقوله تعالى (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات)
--------------------------------------------------------------------------------
المعز
المعز هو الذى يهب العز لمن يشاء، الله العزيز لأنه الغالب القوى الذى لا يغلب، وهوالذى يعز الأنبياء بالعصمة والنصر، ويعز الأولياء بالحفظ والوجاهه، ويعز المطيع ولو كان فقيرا، ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا
وقد اقترن اسم العزيز باسم الحكيم .. والقوى .. وذى الأنتقام .. والرحيم .. والوهاب .. والغفار والغفور .. والحميد .. والعليم .. وال مقتدر .. والجبار. وقد ربط الله العز بالطاعة، فهى طاعة ونور وكشف حجاب، وربط سبحانه الذل بالمعصية، فهى معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين الله سبحانه، والأصل فى اعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة، والبعد عن الطمع
--------------------------------------------------------------------------------
المذل
الذل ما كان عن قهر، والدابة الذلول هى المنقادة غير متصعبة، والمذل هو الذى يلحق الذل بمن يشاء من عباده، إن من مد عينه الى الخلق حتى أحتاج اليهم، وسلط عليه الحرص حتى لا يقنع بالكفاية، واستدرجه بمكره حتى اغتر بنفسه، فقد أذله وسلبه، وذلك صنع الله تعالى، يعز من يشاء ويذل من يشاء والله يذل الأنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو بالاحتياج الى سواه، ما أعز الله عبد بمثل ما يذله على ذل نفسه، وما أذل الله عبدا بمثل ما يشغله بعز نفسه، وقال تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
--------------------------------------------------------------------------------
السميع
(يُتْبَعُ)
(/)
الله هو السميع، أى المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون حاسة أو آلة، هو السميع لنداء المضطرين، وحمد الحامدين، وخطرات القلوب وهواجس النفوس،و مناجاة الضمائر، ويسمع كل نجوى، ولا يخفى عليه شىء فى الأرض أو فى السماء، لا يشغله نداء عن نداء، ولا يمنعه دعاء عن دعاء
وقد يكون السمع بمعنى القبول كقول النبى عليه الصلاة والسلام: (اللهم إنى أعوذ بك من قول لا يسمع)، أو يكون بمعنى الإدراك كقوله تعالى (قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها). أو بمعنى فهم وعقل مثل قوله تعالى (لا تقولوا راعنا قولوا نظرنا واسمعوا)، أو بمعنى الانقياد كقوله تعالى (سماعون للكذب) وينبغى للعبد أن يعلم أن الله لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله الذى أنزله على نبيه فيستفيد به الهداية، إن العبد إذا تقرب الى ربه بالنوافل أحبه الله فأفاض على سمعه نورا تنفذ به بصيرته الى ما وراء المادة
--------------------------------------------------------------------------------
البصير
البصر هو العين، أو حاسة الرؤية، والبصيرة عقيدة القلب، والبصير هو الله تعالى، يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور، الذى يشاهد الأشياء كلها، ظاهرها وخافيها، البصير لجميع الموجدات دون حاسة أو آلة
وعلى العبد أن يعلم أن الله خلق له البصر لينظر به الى الآيات وعجائب الملكوت ويعلم أن الله يراه ويسمعه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تره فإنه يراك)، روى أن بعض الناس قال لعيسى بن مريم عليه السلام: هل أجد من الخلق مثلك، فقال: من كان نظره عبرة، ويقظته فكره، وكلامه ذكرا فهو مثلى
--------------------------------------------------------------------------------
الحكم
الحكم لغويا بمعنى المنع، والحكم اسم من السماء الله الحسنى، هو صاحب الفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر، والمجازى كل نفس بما عملت، والذى يفصل بين مخلوقاته بما شاء، المميز بين الشقى والسعيد بالعقاب والثواب. والله الحكم لا راد لقضائه، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، لا يقع فى وعده ريب، ولا فى فعله غيب، وقال تعالى: واتبع ما يوحى اليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين
قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (من عرف سر الله فى القدر هانت عليه المصائب)، وحظ العبد من هذا الاسم الشريف أن تكون حاكما على غضبك فلا تغضب على من أساء اليك، وأن تحكم على شهوتك إلا ما يسره الله لك، ولا تحزن على ما تعسر، وتجعل العقل تحت سلطان الشرع، ولا تحكم حكما حتى تأخذ الأذن من الله تعالى الحكم العدل
--------------------------------------------------------------------------------
العدل
العدل من أسماء الله الحسنى، هو المعتدل، يضع كل شىء موضعه، لينظر الأنسان الى بدنه فإنه مركب من أجسام مختلفة، هى: العظم .. اللحم .. الجلد .. ، وجعل العظم عمادا .. واللحم صوانا له .. والجلد صوانا للحم، فلو عكس الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام، قال تعالى (بالعدل قامت السموات والأرض)، هو العدل الذى يعطى كل ذى حق حقه، لا يصدر عنه إلا العدل، فهو المنزه عن الظلم والجور فى أحكامه وأفعاله، وقال تعالى (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، وحظ العبد من اسم العدل أن يكون وسطا بين طرفى الأفراط والتفريط، ففى غالب الحال يحترز عن التهور الذى هو الأفراط، والجبن الذى هو التفريط، ويبقى على الوسط الذى هو الشجاعة، وقال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) الآية
--------------------------------------------------------------------------------
اللطيف
اللطيف فى اللغة لها ثلاث معانى الأول: أن يكون عالما بدقائق الأمور، الثانى: هو الشىء الصغير الدقيق، الثالث: أطيف إذا رفق به وأوصل اليه منافعه التى لا يقدر على الوصول اليها بنفسه. واللطيف بالمعنى الثانى فى حق الله مستحيل، وقوله تعالى (الله لطيف بعباده) يحتمل المعنين الأول والثالث، وإن حملت الآية على صفة ذات الله كانت تخويفا لأنه العالم بخفايا المخالفات بمعنى قوله تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور). والله هو اللطيف الذى اجتمع له الرفق فى العقل، والعلم بدقائق الأمور وإيصالها لمن قدرها له من خلقه، فى القرآن فى أغلب الأحيان يقترن اسم اللطيف باسم الخبير فهما يتلاقيان فى المعنى
--------------------------------------------------------------------------------
الخبير
الله هو الخبير، الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء، ولا تتحرك حركة إلا يعلم مستقرها ومستودعها. والفرق بين العليم والخبير، أن الخبير بفيد العلم، ولكن العليم إذا كان للخفايا سمى خبيرا. ومن علم أن الله خبير بأحواله كان محترزا فى أقواله وأفعاله واثقا أن ما قسم له يدركه، وما لم يقسم له لا يدركه فيرى جميع الحوادث من الله فتهون عليه الأمور، ويكتفى بأستحضار حاجته فى قلبه من غير أن ينطق لسانه
--------------------------------------------------------------------------------
الحليم
الحليم لغويا: الأناة والتعقل، والحليم هو الذى لا يسارع بالعقوبة، بل يتجاوز الزلات ويعفو عن السيئات، الحليم من أسماء الله الحسنى بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين ثم يعذبهم، وقد يتجاوز عنهم، وقد يعجل العقوبة لبعض منهم وقال تعالى (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة). وقال تعالى عن سيدنا إبراهيم (إن ابراهيم لحليم آواه منيب)، وعن إسماعيل (فبشرناه بغلام حليم). وروى أن إبراهيم عليه السلام رأى رجلا مشتغلا بمعصية فقال (اللهم أهلكه) فهلك، ثم رأى ثانيا وثالثا فدعا فهلكوا، فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه فأوحى الله اليه: قف يا إبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقى إلا القليل، ولكن إذا عصى أمهلناه، فإن تاب قبلناه، وإن أصر أخرنا العقاب عنه، لعلمنا أنه لا يخرج عن ملكنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الكلحي]ــــــــ[09 - Feb-2010, مساء 10:22]ـ
جزى الله أخانا الهمام الصقر الشمالي على هذه الإفادة الجليلة خيرًا وبلغه بها الدرجات العلا من الجنة ... اللهم زده علمًا وفقهًا، واجعل ذلك نافعًا له في دينه ودنياه ... آمين
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 07:48]ـ
منهج ابن القيم في شرح أسماء الله لمشرف الغامدي رسالة ماجستير
صفات الله الحسنى لعلوي السقاف وهو مهم جدا
هل كتاب الشيخ السقاف عندكم أخي الكريم؟؟
فإن كان كذلك، فهل تستطيع إنزاله لنا هاهنا لو تكرمت، وجزاكم الله كل خير ....
وإن وجد معه كتاب منهج ابن القيم فزيادة في الخير نشكرك عليه وبورك فيك وفيمن دلنا على ما فيه خير ...
والسلام عليكم
ـ[نبض السلف]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 10:33]ـ
الأخ/ الصقر الشمالي
ما نقلته من بحوث فيه من كلام الأشاعرة.
ثم إن تخصيص كل اسم بخصائص معينة ومن يردده كذا مرة يحصل له كذا وكذا .. هذا لا دليل عليه ويدخل في باب البدع.
يجب الحرص كل الحرص في تعلم باب الأسماء والصفات أن يكون على منهج السنة.
ـ[احمد الزعبي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مشكورة جهودك يا أخ الصقر الشمالي وأضم صوتي للأخ نبض السلف بتحذيره من تخصيص أسماء الله الحسنى بالعدد وبالتكرار لحوائج معينة فهذا لم يرد في السنة المطهرة والعمل بها بدعة والله المستعان
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 07:11]ـ
أعمل الآن في بحث لأسماء الله الحسنى ما هي الكتب التي من الممكن أن أستعين بها بحيث تكون للمتقدمين، سوى كتب القرطبي والغزالي والبيهقي وابن القيم وشيخ الإسلام ...
وجزاكم الله كل خير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
أعانك الله أخى الكريم فى بحثك ونفع بك، أما الكتب التى يمكن أن تستعين بها فقد تجد ما ينفعك هنا http://majles.alukah.net/showthread.php?t=62110
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات(/)
أصول المتكلمين في الاستدلال على العقيدة!!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 08:47]ـ
إذا كانت العقيدة عند السلف تقوم على تعظيم النص الشرعي والاستدلال به وفق القواعد العلمية المحررة في أصول الفقه والحديث فإن لعلماء الخلف من أشاعرة ومعتزلة منهجا خاصا في الاستدلال العقدي يرتكز على الأصول الآتية:-
1 - اشتراط القطعية في أدلة العقيدة، وهذا لايتحقق بزعمهم إلا في الأدلة العقلية، لأن النقل حتى لو كان قرآنا أو سنة متواترة يتطرق إليه عشرة احتمالات كل واحد منها كاف في رفع قطعية الدليل النقلي؛ كاحتمال النسخ أوالإضمار أو التخصيص أو المعارض العقلي .... الى آخر ماذكره الرازي في المحصل.
2 - تقديم العقل على النقل عند التعارض، ولهذا أنكروا كثيرا من الصفات حتى وإن جاء بها القرآن والسنة المتواترة، فاستواء الله مثلا وإن ذكر في سبع من آيات القرآن إلا أنه لايمكن القول بموجبها والأخذ بدلالتها، لأنها تعارض دلالة العقل على تنزيه الرب عن الجهة، لأنها من خصائص الأجسام!!
3 - اعتبار نصوص الصفات مجازا يمكن نفيه أوتأويله بما يتسق مع دلالة العقل، ولهذا أولو صفة اليد بالنعمة، وصفة الرحمة بالإرادة، وصفة النزول بنزول أمر الله تعالى أو نزول ملك من ملائكته مع أن الحديث نص في نزول الرب تبارك وتعالى، فلايمكن أبدا أن يقول الملك: (من يدعوني فأستجيب له) هذا لايقوله أبدا إلا رب العالمين!!
4 - رفض الاستدلال بأخبار الآحاد في العقيدة حتى لوكانت في الصحيح، لأنها بزعمهم إنما تفيد الظن، والظن لايجوز أن يكون أساسا تبنى عليه العقيدة، ولهذا ردوا كثيرا من الأحاديث الصحيحة بهذه الحجة الباطلة مع أن أكثر ماردوه يفيد القطع، لأن خبر الواحد يفيد القطع اذا احتفت به القرائن،كتلقي الأمة له بالقبول، وعامة أحاديث البخاري ومسلم من هذا الضرب.
وهكذا صالوا على النصوص حتى عزلوها عن الاستدلال العقدي أوكادوا، فلايذكرونها في كتبهم الاقليلا. وانظر في شرح المواقف أوالمقاصد أو النسفية تجد مصداق ماذكرت مع أنهم أقرب الخلف لأهل السنة فكيف لوطالعت شرح الأصول الخمسة أوالمغني للقاضي عبد الجبار وكتب أضرابه من المعتزلة والشيعة الإمامية؟! لاشك أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، فبعدهم عن النص أظهر وأظهر وهيمنة العقل عندهم أعظم وأعظم!! فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولخطورة هذه الأصول عني العلماء بنقضها وردها وأفردوا لذلك مؤلفات خاصة نقضوا فيها هذه الأصول التي انتهت بأهلها الى عزل النقل والاقبال على الفلسفة والمنطق حتى حلت محل العقيدة!! ومن أجمع هذه الكتب (مختصر الصواعق المرسلة) لمحمد بن نصر الموصلي. وقد طبع طبعة محققة في أربعة مجلدات فينبغي لطالب العلم أن يحرص على هذا الكتاب النافع و يديم النظر والمطالعة فيه فهو أصل من أصول العقيدة ومرجع من مراجعها الأولى عند العلماء الراسخين والباحثين المحققين. والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 09:18]ـ
جزاك الله خيرًا ونفع بك.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 09:28]ـ
جزاك الله خيرًا ..
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 04:23]ـ
أشكركم وأسأل الله تعالى لنا جميعا التوفيق والقبول
ـ[الباحث العلمي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 10:42]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
ـ[سامر الجبوري]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 02:19]ـ
جزاكم الله خيرا ً أخي الكريم
ـ[سيفُ محمد]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 10:53]ـ
جزاك الله خيرًا
درستُ العقيدة الأشعرية سبع سنوات
والحمد لله الذي نجاني منها وهداني إلى عقيدة السلف
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 03:04]ـ
الحمد لله الذي أكرمك بعقيدة السلف والغريب أن هذه الأصول الكلامية التي ينكرها الشرع والفطرة راجت على بعض العلماء الذين لانشك في فضلهم وتعظيمهم للنقل
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 01:08]ـ
للرفع(/)
الابتداع في الدين
ـ[سعد فياض]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 10:45]ـ
الابتداع في الدين
(ماهيته - أنواعه - حكمه - ضوابط الاتباع - أدلة أهل البدع والرد عليها)
لقد بعث الله رسوله (ص) فهدى به من الضلالة، وأكمل به الدين فكانت النعمة السابغة العظيمة التامة،ونزل قوله تعالى: [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا .. ]، فما من خيرٍ إلا وقد جاء في كتاب الله وسنة رسوله (ص) وما من شرٍ إلا وقد نُهَّى عنه، وعلى هذا تجتمع الأمة فهو أمرها ودينها، والعقول الصحيحة تتوافق مع النقول الصريحة، والنفوس السوية والقلوب الطاهرة تُقبل على هذا الحق وترى فيه خيرها وهداها، ولكن هناك من تحركه نوازعه أن يُحدث وينشأ في دين الله ما لا دليل عليه من كتابٍ ولا سنةٍ، فهل يظن هؤلاء أن الرسول (ص) لم يبلغ الدين كما أنزل عليه، أم يظنون أن الله أنزله ناقصاً؟!، إن ما يفعله هؤلاء لجريمة عظيمة في حق أنفسهم وفي حق أمتهم ودينهم، والأمة لا تستفيد بذلك إلا تفرقاً وتناحراً، فهم بذلك قد احتملوا أوزاراً فوق أوزارهم وأعمالهم التي أحدثوها لن تنفعهم في الدنيا ولا في الآخرة،ففي الدنيا لهم الذلة لمخالفة أمره (ص) وسنته، وفي الآخرة يأتون سود الوجوه ويُردَّون عن الحوض ويقول (ص) لهم (سحقاً سحقا ً لمن بدل بعدي)، فإذا لجأوا لأعمالهم وجدوها كسرابٍ بقيعة فإذا أتوها لم يجدوا إلا الظمأ والعذاب الأليم ذلك لأنها أعمالٌ مردودة غير مقبولة، وهم مأزورون غير مأجورين ..
- والأصل عند الكلام عن البدعة أن نبدء بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (ص): ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) ([1] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn1)). وفي رواية مسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) ([2] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn2)).
- قال أحمد – رحمه الله –: (أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمر (إنما الأعمال بالنيات)، وحديث عائشة رضي الله عنها (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وحديث النعمان بن بشير (الحلال بين والحرام بين))، وذلك لأن الدين كله يرجع إلى فعل المأمورات وترك المحظورات والتوقف عن المشتبهات (حديث النعمان) وهذا لا يتم إلا بأمرين: (1) قصد الله بالعمل (النية الصالحة) (حديث عمر)، (2) موافقة السنة (حديث عائشة).
- قال النووي – رحمه الله – (هذا الحديث مما ينبغي حفظه، واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به) ([3] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn3)).
- قال ابن رجب – رحمه الله – (وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها، كما أن حديث (الأعمال بالنيات) ميزان للأعمال في باطنها، فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى، فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله) ([4] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn4)).
- ومن الأحاديث التي تعضد وتكمل معنى هذا الحديث: حديث العرباض بن سارية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ((صلى بنا رسول الله (ص) ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغةً ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه الموعظة موعظة مودع فماذا تعهد إلينا، فقال صلى الله عليه وسلم: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) ([5] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn5)).، وفي حديث جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعاً وفيه ((وشر الأمور محدثاتها)) ([6] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn6)).
- تعريف البدعة:
البدعة في اللغة ترجع إلى معنيين:
الأول: ابتداء شيء وصنعة لا على مثال سابق، ومنه قوله تعالى: [بديع السماوات والأرض]،
والثاني: الانقطاع والكِلال: فالعرب تقول: أبدَعت الإبلُ: أي كلَّت وعَطِبت،
وهما متفقين مع المعني الشرعي فالبدعة إحداث في دين الله ما لم يأتي به الشرع، وهي انقطاع عن السير في طريق الهدي وميلٌ عن السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وفي الشرع يعرفها الشاطبي بأنها (طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية) ([7] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn7)).
فقوله (طريقة): أي كل ما رسم للسلوك عليه أو اتخذ للتعبد به سواءً كان في المسائل العلمية أو العملية.
وقوله (في الدين): لأنها لو كانت في الدنيا لم تكن بدعة، وفي الحديث قال (ص): ((في أمرنا هذا)).
وقوله (تضاهي الشرعية): أي تشابهها من غير أن تكون في الحقيقة كذلك، بل هي مضاهاة للشرع وتكون المضاهاة بالالتزام أو المنع، كمن يُلزم نفسه بما لم يلزمه الشرع به أو يمنع نفسه من شيء لم يمنع منه الشرع على وجه القربة والديانة، وتكون كذلك بتخصيص زمان أو مكان أو هيئة بصفة أو عمل لم يخصصها الشرع وغير ذلك من صور المضاهاة.
وقوله (يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية): فالشريعة تُقصد لمصالح العباد في الدنيا والآخرة، وهو ما يقصد المبتدع ببدعته، وهذا واضح في العبادات، وإما بالنسبة للعادات فإن الابتداع يدخلها من حيث أنه لابد في كل عاديٍ من شائبة تعبد فالبيع والشراء والطلاق والإجارات والجنايات تعتبر كلها عاديات، ولابد فيها من تعبد إذ هي مقيدة بأمور شرعية لا خيرة للمكلف فيها سواء كانت واجبات أو مستحبات أو مكروهات أو محرمات أو كانت تخييراً للمكلف في المباحات. فإذا جاء الابتداع من هذا الوجه صح دخوله في العادات كالعبادات وإلا فلا.
والبدعة نوعان باعتبار تعلقها بالدليل الشرعي وعلاقتها بالعمل من حيث الالتصاق والانفراد:
1 - بدعة حقيقية: (هي التي لم يدل عليها دليل شرعي، لا من كتاب ولا من سنة ولا إجماع ولا استدلال معتبر عند أهل العلم، لا في الجملة ولا في التفصيل) ([8] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn8)).
2- بدعة إضافية: (هي التي لها شائبتان: إحداهما لها من الأدلة متعلق فلا تكن من تلك الجهة بدعة، والأخرى ليس لها متعلق إلا مثل ما للبدعة الحقيقية، فلما كان العمل الذي له شائبتان لم يتخلص لأحد الطرفين وضعنا له هذه التسمية وهي (البدعة الإضافية) أي أنها بالنسبة إلى إحدى الجهتين سنة لأنها مستندة إلى دليل، وبالنسبة إلى الجهة الأخرى بدعة لأنها مستندة إلى شبهة لا إلى دليل أو غير مستندة إلى شيء.
والفرق بينهما من جهة المعني أن الدليل عليها من جهة الأصل قائم، ومن جهة الكيفيات أو الأحوال أو التفاصيل لم يقم عليها، مع أنها محتاجة إليه لأن الغالب وقوعها في التعبديات لا في العاديات المحضة) ([9] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn9)) ، وأمثلة ذلك:
(1) الصلاة على الرسول (ص) قبل الآذان بدعة حقيقية إذ ليس لها أصل، أما الصلاة بعد الآذان فسنة، أما الجهر بالصلاة عليه مع رفع الصوت بعد الآذان فبدعة إضافية.
(2) قراءة سورة الكهف يوم الجمعة سنة مستحبة، ولكن الجهر بها في المسجد بدعة إضافية.
(3) ومن ذلك من حرم على نفسه النساء، أو أوجب على نفسه القيام بلا نومٍ والصيام بلا فطر، كما قال (ص) لمن ظن أنه يسعه فعل ذلك مع أن هديه (ص) خلافه: (فمن رغب عن سنتي فليس مني)
ولقد ذكر الشاطبي من أنواع البدع الإضافية: المتشابهات – التبرك بالصالحين وآثارهم – و (أن يكون أصل العبادة مشروعاً إلا أنها تخرج عن أصل شرعيتها بغير دليل،توهماً أنها باقية على أصلها تحت مقتضى الدليل،وذلك بأن يقيد إطلاقها أو يطلق تقييدها) وهو ما ضرب له مثلاً بتخصيص زمان أو كيفية زائدة بقصد التعبد لعبادة شرعت على العموم كالنفل المطلق من الصيام والصلاة إذا خصص له زمان بقصد التعبد
حكم الابتداع: التحريم لأمر الشرع بالاتباع وشدة ذمه للابتداع،ومن الذم الوارد لليدعة كون:
1 - البدعة ضلال عن الحق يهدي إلى النار: قال تعالى: [فماذا بعد الحق إلا الضلال]، [وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله]، ويقول (ص): ((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)) ([10] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn10)).
2- البدعة خروج عن اتباع النبي (ص): وقد قال تعالى: [قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم]، فبدون الاتباع يخسر المرء حب الله ومغفرته.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - البدعة تتضمن طعناً في الإسلام: لأن الكامل لا يحتاج إلى إضافة لكن الناقص أو القاصر هو الذي يحتاج إليها.
4 - البدعة تضمن طعناً في الرسول (ص): لأنه إما أن يكون جاهلاً بها أو كاتماً لها وكلاهما طعن فيه صلى الله عليه وسلم.
5 - البدعة سبب تفرق الأمة: [كل حزب بما لديهم فرحون]، فتجد التفرق يدب في الأمة بسببها.
6 - أن انتشار البدعة سبب لضعف الالتزام بالسنة: فما من بدعة تحيا إلا أماتت سنة مقابلة لها مكانها.
وجوب الاتباع:
- قال ابن تيمية (وأنتم تعلمون – أصلحكم الله – أن السنة التي يجب اتباعها ويحمد أهلها ويذم من خالفها: هي سنة رسول الله (ص) في أمور الاعتقادات وأمور العبادات وسائر أمور الديانات، وذلك إنما يعرف بمعرفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه في أقواله وأفعاله وما تركه من قول وعمل ثم ما كان عليه السابقون والتابعين لهم بإحسان) ([11] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn11)).
- قال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر] ([12] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn12)).
- ولقد قال (ص): ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي، قيل: ومن يأبي يا رسول الله؟!، قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبي)) ([13] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn13)).
والعمل يجب أن يكون موافقاً للشرع في ستة أمور وإلا دخله الابتداع:
1 - السبب: كالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فسبب هذا العيد لم يرد في الشرع فهو احتفال بدعي، وكإحياء ليلة السابع والعشرين من رجب، فالتهجد عبادة ولكن لما قُرِنَ بهذا السبب كان بدعة لأنه سبب لم يرد في الشرع.
2 - الجنس: كأن يضحى إنسان بفرس فهذا بدعة، لأن الأضاحي تكون من جنس الأنعام فقط (الإبل والبقر والغنم).
3 - القدر: كما لو صلى أحدهم الظهر ستاً.
4 - الكيفية: فلو نكس إنسان الوضوء أو الصلاة لما صح وضوءه أو صلاته لأن عمله مخالف للشرع في الكيفية.
5 - الزمان: كتخصيص ليلة الجمعة بعبادات خاصة أو تخصيص أيام معينة بصيام خاص بدون دليل.
6 - المكان: كما لو وقف أحدهم في مزدلفة يوم عرفة، لم يصح وقوفه وكان بدعة وكذلك لو اعتكف مثلاً في منزله بدلاً من المسجد.
مناقشة أدلة أهل البدع:
- بعضهم يستدل بحديث ((من أحدث)) على أن التحريم واقع في أول من أحدثها فقط وليس من اتبعه وفي رواية ((من عمل عملاً)) رد على هذه الشبهة، ففيها التصريح بأن كل المحدثات سواء أحدثها الفاعل أو سبقه أحد بإحداثها مردودة غير مقبولة.
- وأهل البدع يستدلون بحديث ((من سن سنة حسنة وله أجرها وأجر من عمل بها)) وأثر عمر ((نعمت البدعة هي))
فأما الحديث فير\ عليهم:
1 - أن الحديث في السنة الحسنة والسيئة وليس البدعة، والسنة تطلق على الطريقة والعادة والخلق
2 - أن الحديث له سبب ورود، وهو الصدقة التي كانت سبباً في تكاثر الصدقات
3 - أن للحديث لفظ آخر هو ((من أحيا سنة من سنتي قد أميتت فله أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً)).
- وأما قوله عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فكان في صلاة التراويح جماعة في المسجد والرسول (ص) قد فعلها من قبل وقد تركها لئلا تُفرض على الناس، فالمقصود إذاً المعني اللغوي لا الشرعي لأن فعله لا يندرج تحت البدعة الحقيقية أو الإضافية فلا دليل لهم به.
فأدلة أهل البدع:
1 - أدلة غير معتبرة شرعاً: وعدم اعتبارها له صورتين
أ- غير شرعية فاسدة الأصل والثبوت: فلا يستدلون بآية ولا حديث، ولا فعل صحابي أو قوله أو إجماع للسلف، بل أدلتهم عقولهم وأذواقهم وقلوبهم، وما ذنب الدين إن كانت عقولهم فاسدة، وأذواقهم ماجنة، وقلوبهم ميتة.
ب- شرعية غير ثابتة: فتجدهم يستدلون بأحاديث موضوعة مكذوبة أو ضعيفة مهترئة مسلسلة بالانقطاع أو الكذب أو الوهم أو غير ذلك كاستدلالهم على التوسل بالأموات بحديث أن آدم عليه السلام لما اقترف الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال الله: يا آدم وكيف عرفت محمد ولم أخلقه؟ قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله (صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى، أدعني بحقه، فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) وهذا حديث موضوع مكذوب.
2 - أدلة معتبرة شرعاً: وهي آيات وأحاديث يحرفون معانيها ويتلاعبون بمرادها بالشبهات مثلهم كمثل نصاري نجران لما استدلوا بقوله تعالى: [نحن] أنها للجمع وإنما هي للتعظيم الذي يستحق الله سبحانه كماله المطلق فقال تعالى في حقهم: [هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله]، ومن ذلك استدلالهم بطلب عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من العباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عم الرسول (ص) أن يدعو لهم توسلاً بدعائه على جواز التوسل بالأموات وهو دليلٌ عليهم لا لهم ذلك أن الصحابة تركوا التوسل بالرسول (ص) وطلبوا دعاء العباس فدل ذلك عدم جواز التوسل بالأموات، وكل استدلالاتهم من هذا الوجه باطلة فاسدة ..
ورحم الله مالك فقد قال أن السنة (مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق)
فالاعتصام بالسنة نجاة .... فالسنة السنة يا عباد الله
([1]) البخاري 2697.
([2]) مسلم 1718.
([3]) شرح صحيح مسلم 12/ 16.
([4]) جامع العلوم والحكم.
([5]) أبو داود 4606، ابن ماجة 1425، أحمد (6/ 73، 240، 270)، والبخاري في الصحيح 697، ومسلم 1718.
([6]) مسلم 867.
([7]) الاعتصام للشاطبي، ص 28.
([8]) الاعتصام للشاطبي، ص 210.
([9]) الاعتصام للشاطبي، ص 210.
([10]) مسلم 3/ 153، والنسائي 3/ 188.
([11]) مجموع الفتاوى 4/ 436.
([12]) [النساء: 59].
([13]) البخاري 7280، ومسلم 1835.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعد فياض]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 11:06]ـ
مسألة: هل ترك النبي (ص) لعبادة يجعل فعلها بدعة؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا ترك الرسول (ص) فعل عبادة من العبادات مع كون موجبها وسببها المقتضي لها قائماً ثابتاً والمانع منها منتفياً، فإن فعلها بدعة) ([1] ( http://www.muslm.net/vb/#_ftn1)). فترك الرسول (ص) يكون حجة بشرطين:
1 - وجود السبب المقتضي للفعل في عهده (ص): فإذا لم يوجد السبب في عهده (ص) كان الفعل مشروعاً غير مخالف لسنته، كقتال أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لمانعي الزكاة، ويشترط في هذا الفعل الذي وجد سببه ولم يكن في عهده (ص) ألا يكون بسبب تفريط الناس وتقصيرهم في السنة، مثل أن يُقدم البعض العيد على الصلاة لكن لا ينفض الناس، فإنه لو التزم هدي النبي (ص) وسنته في الخطبة لم ينفضوا ويتركوه.
2 - انتفاء الموانع، لأنه (ص) قد يترك عملاً ما مع وجود مقتضاه لمانع، كتركه التراويح مع الصحابة جماعة خوفاً أن تُفرض عليهم، ولذا كان جمع عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لهم على الجماعة مشروعاً بل مستحباً. ومنه جمع أبي بكرٍ للمصحف.
- وعلى ذلك فما كان من جنس المصالح المرسلة فليس بدعة وهي المنفعة والفائدة التي يصلح بها أمر العباد، وقد أطلقها الشرع فلم يقيدها باعتبار أو يهدرها بإلغاء، ويشترط فيها أن يوجد للمعني المناسب فيها جنس اعتبره الشرع في الجملة وأمثلتها استخدام مكبرات الصوت في المساجد للآذان والتعليم وغير ذلك.
- وضابط تمييز المصلحة المرسلة من البدعة المحدثةما قال ابن تيمية رحمه الله:
(والضابط في هذا والله أعلم أن يقال: إن الناس لا يحدثون شيئا إلا لأنهم يرونه مصلحة إذ لو اعتقدوه مفسدة لم يحدثوه فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين فما رآه الناس مصلحة نظر في السبب المحوج إليه:
فإن كان السبب المحوج إليه أمرا حدث بعد النبي (ص) من غير تفريط منا، فهنا قد يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه، وكذلك إن "كان المقتضي لفعله قائما على عهد رسول الله (ص)، لكن تركه النبي صلى الله عليه وسلم لمعارض زال بموته
وأما ما لم يحدث سبب يحوج إليه أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد، فهنا لا يجوز الإحداث، فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله (ص) موجودا، لو كان مصلحة ولم يفعل، يعلم أنه ليس بمصلحة. وأما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخالق فقد يكون مصلحة ...........
فأما ما كان المقتضي لفعله موجودا لو كان مصلحة، وهو مع هذا لم يشرعه، فوضعه تغيير لدين الله، وإنما دخل فيه من نسب إلى تغيير الدين، من الملوك والعلماء والعباد، أو من زل منهم باجتهاد، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وغير واحد من الصحابة: «إن أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون»
-فمثال هذا القسم: الأذان في العيدين، فإن هذا لما أحدثه بعض الأمراء، أنكره المسلمون لأنه بدعة، فلو لم يكن كونه بدعة دليلا على كراهته، وإلا لقيل: هذا ذكر لله ودعاء للخلق إلى عبادة الله، فيدخل في العمومات. كقوله تعالى: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}، وقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ}، أو يقاس على الأذان في الجمعة، فإن الاستدلال على حسن الأذان في العيدين، أقوى من الاستدلال على حسن أكثر البدع. بل يقال: ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع وجود ما يعتقد مقتضيا، وزوال المانع، سنة، كما أن فعله سنة. فلما أمر بالأذان في الجمعة، وصلى العيدين بلا أذان ولا إقامة، كان ترك الأذان فيهما سنة، فليس لأحد أن يزيد في ذلك، بل الزيادة في ذلك كالزيادة في أعداد الصلوات أو أعداد الركعات، أو صيام الشهر، أو الحج، فإن رجلا لو أحب أن يصلي الظهر خمس ركعات وقال: هذا زيادة عمل صالح، لم يكن له ذلك. وكذلك لو أراد أن ينصب مكانًا آخر يقصد لدعاء الله فيه وذكره، لم يكن له ذلك، وليس له أن يقول: هذه بدعة حسنة، بل يقال له كل بدعة ضلالة)
ولقد قال الشافعي رحمه الله (ولكننا نتبع السنة فعلاً أوتركاً)
ومما ذُكر في التفريق بين البدعة الإضافية والمصلحة المرسلة أن المصالح المعتبرة لا تكون في المقاصد وإنما في الوسائل أما البدعة فيُقصد بها التقرب
مراجع يمكن الاستفادة منها:الاعتصام للشاطبي،مجموع فتاوى شيخ الاسلام، وجامع العلوم والحكم لابن رجب،وحقيقة البدعة لسعيد الغامدي،وقواعد البدع للجيزاني،وشرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين مع عدد من كتيباته،وشرح الأربعين النووية لمحمد يسري،ووقفات مع متصوفة اليوم لخالد عقدة،وغيرها ...
أسأل الله أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال
([1]) مجموع الفتاوى 26/ 172.
ـ[سعد فياض]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 10:18]ـ
للتذكير والرفع(/)
بالفيديو ماذا فعل الشيخ البوطي بالصوفية عام1430هـ .. فضيحة من العيار الثقيل .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 12:46]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الشيخ البوطي لايوجد شيخ صوفي صادق وينكر على الطرق الصوفية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
هذا مقطع من حلقة من حلقات برنامج " مع البوطي في حياته وفكره " والذي بث على قناة شام الفضائية في رمضان الماضي 1430 هـ .. !!
وجه له المذيع السؤال التالي: الآن على الساحة هل تمثل الصورة الصحيحة النقية الزكية للصوفية والتصوف؟؟؟؟
فأجاب الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي هداه الله للحق بعد أن تكلم عن التصوف القديم وقال لايستطيع ان يحكم عليه بما انه لم يعاصرهم فقال (لكن إذا سألتني عن الطرق في هذا العصر فأنا أرجوك أن تدلني على طريقة من الطرق مرشدها يتمتع بالعلم بالشريعة الإسلامية علماً وافراً كافراً، بالزهد في الدنيا وماحولها وذيولها نعم، والاستقامة في السلوك سأذهب غداً لأكون مريدا لديه، ولكنني ألتفت يمينا وشمالاً فلم أجد ذلك المرشد ... الخ) .. !!
وهذه فضيحة للصوفية ومشايخ الطرق في عصرنا وكل من أراد تلميع التصوف وطرقها فالبوطي يشهد بأن مشايخ الطرق لا يتمتعون بالعلم بالشريعة الإسلامية، ولايتصفون بالزهد في الدنيا والاستقامة في السلوك .. !!
يعني كل مشايخ الطرق كذابين ودجالين وكما قال البوطي ألتفت يمينا وشمالاً فلم أجد ذلك المرشد .. !!
والحمدلله التي أتت هذه الشهادة من شيخ من مشايخ الصوفية بعصرنا .. وشهد شاهد من أهلها .. !!
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/download1.gif
:: رابط مباشر على سيرفر الموقع::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/video/vo1/boutii.wmv (http://www.soufia-h.com/soufia-h/video/vo1/boutii.wmv)
:: روابط غير مباشرة للتحميل::
http://www.2shared.com/file/10302930/95315082/boutii.html (http://www.2shared.com/file/10302930/95315082/boutii.html)
http://www.2shared.com/file/10302961/9f419451/boutii.html (http://www.2shared.com/file/10302961/9f419451/boutii.html)
http://www.fileflyer.com/view/DAq2KC7 (http://www.fileflyer.com/view/DAq2KC7)
http://www.fileflyer.com/view/G7M8EAO (http://www.fileflyer.com/view/G7M8EAO)
http://www.fileflyer.com/view/JNflYBH (http://www.fileflyer.com/view/JNflYBH)
http://4ppl.ru/158832 (http://4ppl.ru/158832)
http://4ppl.ru/158833 (http://4ppl.ru/158833)
http://4ppl.ru/158834 (http://4ppl.ru/158834)
=================
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net)
نكشف الحقائق الغائبة للباحثين عن الحقيقة
حقوق النسخ لكل مسلم بشرط ذكر المصدر
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 04:59]ـ
كلمة جليلة صدق فيها حفظه الله .. رزقنا الله جميعا و اياه مزيدا من قول الحق على النفس و التجرد من حظوظها
ـ[محمد الدجوي]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 08:07]ـ
كلام الشيخ البوطي ينفي بحسب علمه عدم وجود المرشد المؤهل لتربية المريدين ولا ينفي صحة نظام التربية عند الصوفية، فتفهم ياصاحب الفيديو! هذه واحدة.
وأما الثانية فالشيخ ينفي بحسب علمه، والنفي بحسب علمه ولا يدل على العدم! وكلامه ـ من باب الإنصاف ـ ينطبق على كثير من الصوفية اليوم، ولكن التعميم لا يصح .. فوالله الذي لا إله غيره للحبيب عمر بن حفيظ الذي ظهر في الفيديو من أشد الناس تواضعا! حتى إنه يقدم في مجلسه العوام ليدعوا بالناس في حضرته، ويقول لهم فيكم البركة، ويقدمهم على نفسه! وكم نفع الله به خلائق وأناساً لا يحصون، فكلام شيخنا البوطي يأخذ حكم الغالب، ولا تعميم فيه.
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 10:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لم أشاهد المقطع بعد، ولكنني أقول:
الاقتطاع والاجتزاء ليسا من الإنصاف في شيء
من أراد تكوين صورة (علمية نزيهة) عن فكرِ أيٍّ كان!!!!
فينبغي له الاطلاع المتجرّد على مقدارٍ عظيمٍ من تراثه
إن لم يكن يجب عليه الاطلاع على تراثه كله
ثم يخرجُ باستنتاجه.
والمطلع (حقيقة) على فكر الدكتور البوطي بعرف أنه مُقرٌّ بالتصوف
وبأنه ـ دون الوقوف عند حدود اللفظة ـ روحُ الإسلام
وأنه ـ أي الدكتور البوطي ـ مُنكرٌ على البدع والغلو الذي وقع ويقع فيه كثيرٌ من المتصوفة
ولكن إنكاره (قلباً وقالباً) يختلف عن إنكارٍ الواقفين على الضفة الأخرى
ووجب التنبيه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 12:20]ـ
بارك الله فيك. لكنني أقول: عدم معرفة الشيئ لا يستلزم عدم وجوده.
تعددت التسميات فهل نحن نقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وسلم و نتبع الصحابة رضوان الله عليهم و سلفنا الصالح أمثال مالك و أحمد وبن دقيق العيد ...... الشوكاني ....... و إبن باز ....... رحمة الله على الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:56]ـ
بارك الله فيك. لكنني أقول: عدم معرفة الشيئ لا يستلزم عدم وجوده.
تعددت التسميات فهل نحن نقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وسلم و نتبع الصحابة رضوان الله عليهم و سلفنا الصالح أمثال مالك و أحمد وبن دقيق العيد ...... الشوكاني ....... و إبن باز ....... رحمة الله على الجميع.
رحمة الله على الجميع
وعلى الجميع
آمين آمين آمين
ـ[محمد الدجوي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 07:35]ـ
آمين
ـ[القرتشائي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 10:56]ـ
كلام الشيخ البوطي ينفي بحسب علمه عدم وجود المرشد المؤهل لتربية المريدين ولا ينفي صحة نظام التربية عند الصوفية، فتفهم ياصاحب الفيديو! هذه واحدة.
وأما الثانية فالشيخ ينفي بحسب علمه، والنفي بحسب علمه ولا يدل على العدم! وكلامه ـ من باب الإنصاف ـ ينطبق على كثير من الصوفية اليوم، ولكن التعميم لا يصح .. فوالله الذي لا إله غيره للحبيب عمر بن حفيظ الذي ظهر في الفيديو من أشد الناس تواضعا! حتى إنه يقدم في مجلسه العوام ليدعوا بالناس في حضرته، ويقول لهم فيكم البركة، ويقدمهم على نفسه! وكم نفع الله به خلائق وأناساً لا يحصون، فكلام شيخنا البوطي يأخذ حكم الغالب، ولا تعميم فيه.
سترى مايسرك قريبا بإذن الله الصوفي عمر بن حفيظ على حقيقته
أليس هو من يرفع لواء الزيارات الشركية عندنا في حضرموت ومايفيد التواضع بجانب نشر الشرك
شاهد المقطع وهم يقبلون يده وهو لايلتفت إليهم ولايرفع يده بل على المريد ان ينزل ليقبل الكف والله المستعان
هدية لك ممكن تقرأ:
الكتاب / غاية التبجيل وترك القطع في التفضيل
المؤلف / محمود بن سعيد ممدوح
قرظ له
السيد سالم بن عبدالله الشاطري
السيد أبو بكر العدني
السيد عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ
طبعة عام 1425 هـ
فهل تعلم محتوى الكتاب .. الذي قدم له بن حفيظ؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد الدجوي]ــــــــ[31 - Dec-2009, صباحاً 04:41]ـ
الحبيب عمر عالم متواضع جدا. هذه حقيقة يعلمها كل من يعرف الشيخ. أما مسألة الحكم على آرائه ومذهبه فهذه مسألة أخرى. وتقبيل يد العالم احتراما له تكلم عليها العلماء قديما وحديثا وأجازها كثير منهم. مقطع الفيديو الذي استشهدت به يتكلم عن التواضع وغرور المربي ثم أقحم فيه هذا العالم الرباني، ووالله الذي لا إله إلا هو إن الحبيب عمر رجل متواضع غير متكبر ولا مغرور. والله تعالى أمرنا بإنصاف كل الناس حتى المخالفين! فأين الإنصاف يا قرشتائي؟!(/)
غياب مجال مدح الرسول صلى الله عليه وسلم عند ائمة الدعوة النجدية
ـ[صالح احمد]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 04:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا تساؤل اود الاشارة اليه
هي عند تتبعي لتراث ائمة الدعوة النجدية الفقهي و الادبي
لاحظت ان اغلبهم ان لم يكن كلهم لديهم ابتعاد و نفور من مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
لدلك لا نجد في دواوينهم اية قصائد مديحية في الرسول صلى الله عليه وسلم
بل بالعكس نجد عندهم ضيق صدر بمدحه والثناء عليه
بل ان كتبهم كثيرة في عدم المبالغة في الثناء عليه و تعداد مناقبه
بينما لانجد عندهم ولو كتاب واحد في مدحه والثناء عليه وتعداد مناقبه وشمائه
مثلما نجد عند الشعوب الاسلامية الاخرى علماء واعيان وافراد
ام هل يفترض ان يكون العالم عند ائمة الدعوة النجدية فاترا واقل تائر عندما يتحدت عن الرسول صلى الله عليه وسلم او يعبر عن حبه واقتدائه به صلى الله عليه وسلم
هذا ما لاحظته من خلال تتبعي للاغلب مانشر من التراث الانساني لأئمة الدعوة النجدية
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 06:10]ـ
ذكر الشيخ ابن عثيمين بان مدح الرسول المعظم عبادة لايجوز التكسب من ورائها واتخذها تجارة لانها واجبة على كل مسلم:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14087 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14087)
اما كتب بلاد الحرمين فهي طافحة بمدح الرسول والثناء عليه وتعظيمه وتبجيله يمكنك ان تطالع اي كتاب من كتب الشيخ ابن باز او ابن عثيمين او تستمع الى دروسه ومحاضراته ومن كلامهم في ذلك (حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذبِّ عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق كما قال الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع. ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله سبحانه وحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويكون بالتأسي به؛ بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه). ويكفي ان مشايخ نجد هم من اشد الناس تعظيما للرسول علما واتباعا وسلوكا ومحبة وصلاة عليه ويذكر ان الشيخ ابن باز كان لايفتر لسانه عن الصلاة على الرسول وهذا مشهور عنه رحمه الله.
اما الكتب فكتاب سيرة الرسول للامام محمد عبد الوهاب وكتاب شرح الاصول الثلاثة حيث تضمن ثلاثة الأصول وأدلتها: وهي رسالة مختصرة ونفيسة صنفها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - تحتوي على الأصول الواجب على الإنسان معرفتها من معرفة العبد ربه, وأنواع العبادة التي أمر الله بها، ومعرفة العبد دينه، ومراتب الدين، وأركان كل مرتبة، ومعرفة النبي - صلى الله عليه وسلم - في نبذة من حياته وسيرته العطرة، والحكمة من بعثته، والإيمان بالبعث والنشور، وركنا التوحيد وهما الكفر بالطاغوت, والإيمان بالله، وقد قام بشرحها سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ومن كتب الشيخ ابن عثيمين كتاب محاسن الاسلام فيه الشئ الكثير عن محبة الرسول وتعظيم جنابه واما ما كان توافق عليه اللجنة الدائمة من كتب الشمائل والسير في بلاد العالم فاكثر من ان تحصر ومن اشهرها كتاب الرحيق المختوم غير الاف الرسائل الجامعية التي تتضمن مئات العناوين في ما يخص الاتباع والمحبة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 08:07]ـ
أخي صالح وفقك الله
/// هل أنت متسائل أم مقرر؟ في أول كلامك تنص على التساؤل، وفي آخره تقرر تقرير من استقرأ جميع ما كتبه أئمة الدعوة!! ففي أيهما أنت؟
هذا ما لاحظته من خلال تتبعي للاغلب مانشر من التراث الانساني لأئمة الدعوة النجديةهل حقا تزعم أنك قرأتَ "أغلب" ما نشر من تراث أئمة الدعوة؟
هنيئا لك إذن، أسأل الله لك الزيادة.
ولكن هل قراءة الأغلب تكفي لإصدار حكم يلزم له الاستقراء التام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
/// كلامك هذا نفيٌ مطلق أم نفي مقيد؟
أعني بالنفي المطلق أنك تدعي أنه من استقرائك لكتب أئمة الدعوة النجدية لم تجد فيها مدحا أو ثناءا على النبي عليه صلاة ربي وسلامه مطلقا، فهل هذا ما تقصد؟
فإن لم يكن كذلك - ولا أظنه كذلك إن شاء الله - فما حد وصفة المدح والثناء الذي ترجو أن تراه في كتبهم؟
وقد علمتَ أن القوم الذين خرجت الدعوة النجدية لإصلاحهم بالأساس كانوا قد جنح بهم ثناؤهم ومديحهم غير المنضبط، وغلوهم في النبي عليه السلام وفي الصالحين إلى الشركيات والطوام! فكانت الذرائع مفتوحة على مصاريعها في طول البلاد وعرضها!!! فما مقدار وما صفة ذلك الثناء الذي ترضى به نفسك عن أئمة الدعوة إذا ما وجدته في تراثهم؟؟
ما هو الحد الذي عنده تقول = "رحمهم الله .. ما فرطوا ولا أفرطوا" وما ضابطه؟!
تقول:
بل بالعكس نجد عندهم ضيق صدر بمدحه والثناء عليه
بل ان كتبهم كثيرة في عدم المبالغة في الثناء عليه و تعداد مناقبه
بينما لانجد عندهم ولو كتاب واحد في مدحه والثناء عليه وتعداد مناقبه وشمائه ضيق الصدر الذي تزعمه هذا ما دليلك عليه؟ إنكارهم على من ينشرون بردة البوصيري ونحوها مما يطفح بالخرافات والشركيات؟ فهل هذه هي قصائد المدح التي تطمع في أن تراها عندهم؟؟
وما وجه طلبك لكتاب "في المدح والثناء وتعداد المناقب والشمائل"؟ يعني إن لم تجد أنت - فيما وقفت أنت عليه - كتابا من هذا الصنف عندهم، دل ذلك على أن صدورهم كانت تضيق بالثناء عليه صلى الله عليه وسلم؟؟ يا أخي اتق الله فيما تكتب!
/// ثم هل ظهور الثناء والمديح بالقصائد والأناشيد هو الدليل عندك على صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم؟
وهل بمثل هذا ظهرت محبة نبلاء الصحابة للرسول عليه السلام، بأبي هو وأمي؟
بل المحبة بالاقتداء واقتفاء الأثر يا أخي الكريم .. أما ما يكون في أحوال الترويح والترفيه من كتابة الأراجيز والأشعار وكذا، فإن وجد مثل هذا المديح فخير، ولكن إن قلّ فلا يقولن قائل = ما كانوا يحبونه، فهذا بهتان عظيم، وفساد في الاستدلال كبير، والله المستعان!
ـ[محب الهدى]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 08:20]ـ
أخي صالح وفقك الله
/// هل أنت متسائل أم مقرر؟ في أول كلامك تنص على التساؤل، وفي آخره تقرر تقرير من استقرأ جميع ما كتبه أئمة الدعوة!! ففي أيهما أنت؟
هل حقا تزعم أنك قرأتَ "أغلب" ما نشر من تراث أئمة الدعوة؟
هنيئا لك إذن، أسأل الله لك الزيادة.
ولكن هل قراءة الأغلب تكفي لإصدار حكم يلزم له الاستقراء التام؟
/// كلامك هذا نفيٌ مطلق أم نفي مقيد؟
أعني بالنفي المطلق أنك تدعي أنه من استقرائك لكتب أئمة الدعوة النجدية لم تجد فيها مدحا أو ثناءا على النبي عليه صلاة ربي وسلامه مطلقا، فهل هذا ما تقصد؟
فإن لم يكن كذلك - ولا أظنه كذلك إن شاء الله - فما حد وصفة المدح والثناء الذي ترجو أن تراه في كتبهم؟
وقد علمتَ أن القوم الذين خرجت الدعوة النجدية لإصلاحهم بالأساس كانوا قد جنح بهم ثناؤهم ومديحهم غير المنضبط، وغلوهم في النبي عليه السلام وفي الصالحين إلى الشركيات والطوام! فكانت الذرائع مفتوحة على مصاريعها في طول البلاد وعرضها!!! فما مقدار وما صفة ذلك الثناء الذي ترضى به نفسك عن أئمة الدعوة إذا ما وجدته في تراثهم؟؟
ما هو الحد الذي عنده تقول = "رحمهم الله .. ما فرطوا ولا أفرطوا" وما ضابطه؟!
تقول:
ضيق الصدر الذي تزعمه هذا ما دليلك عليه؟ إنكارهم على من ينشرون بردة البوصيري ونحوها مما يطفح بالخرافات والشركيات؟ فهل هذه هي قصائد المدح التي تطمع في أن تراها عندهم؟؟
وما وجه طلبك لكتاب "في المدح والثناء وتعداد المناقب والشمائل"؟ يعني إن لم تجد أنت - فيما وقفت أنت عليه - كتابا من هذا الصنف عندهم، دل ذلك على أن صدورهم كانت تضيق بالثناء عليه صلى الله عليه وسلم؟؟ يا أخي اتق الله فيما تكتب!
/// ثم هل ظهور الثناء والمديح بالقصائد والأناشيد هو الدليل عندك على صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم؟
وهل بمثل هذا ظهرت محبة نبلاء الصحابة للرسول عليه السلام، بأبي هو وأمي؟
بل المحبة بالاقتداء واقتفاء الأثر يا أخي الكريم .. أما ما يكون في أحوال الترويح والترفيه من كتابة الأراجيز والأشعار وكذا، فإن وجد مثل هذا المديح فخير، ولكن إن قلّ فلا يقولن قائل = ما كانوا يحبونه، فهذا بهتان عظيم، وفساد في الاستدلال كبير، والله المستعان!
احسنت لا فض الله فاك
ـ[صالح احمد]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 08:59]ـ
اريد ان انبه الى ان الاقتداء و الاقتفاء
هو امر يختص بسلوك الشخص نفسه وليس فيه اشارة الى المقتدى به وهو الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا يستطيع الانسان ان يوضح للآخرين ان اى امر او فعل يقوم به هو اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم
لانه عند ذلك تصبح دعاية وتسويق للشخص نفسه دون الاشارة الى صاحب الفضل و المقتدى به وهو الرسول صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 09:22]ـ
رجلان وقفا امام ملك معظم وامرهما الملك بامر من الامور فقال الاول: ان محب لك معظم لجنابك لا اطيق فرقك طرفة عين فروحك تسري بدمي وفكرك تغلل في عقلي حتى اصبحت انت انا وانا انت وامرك مطاع لكن لا حيلة لي ترك مجلستك وفراقك وقال الثاني:انت صاحب الامر وطاعتك مقدمة على طاعة العالمين وحبك اصبح محل الروح مني حتى فنيت فيك وارتويت منك ولو امرتني بصعود الجبال وتسلقها والنفوذ الى باطن الارض وغورها لفعلت كيف لا افعل وقد عمرتني بفظلك وغرقت ببحار نورك وعفوك.
اما الاول فيقي امام الملك يثني عليه ويمدحه بما هو اهله ولم ينفذ ما طلب منه من فعل ما امر به محتجا بالاستغراق في شهود افضاله ورؤية جلاله،واما الثاني فلشدة حبه وتعظيمه سارع الى تنفيذ امر الملك فور صدوره مبتهجا فرحا مسرورا ان خصه الملك من دون جمهوره وافراد مملكته وخصه بمزيد توفيقه وامتننانه فايهما يكون محبا له الحب الحقيقي وايهما سيكون صاحب الحظ والسعد من القرب من الحضرة الملكوتية والجناب السلطاني الاول ام الثاني.
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 11:01]ـ
الأخ صالح أحمد مرحبا بك
حسنا فعلت بكتابة التساؤل لأنه سوف يضفي نوعا من التوازن
ولذلك جاء هذا الحوار المثمر بينك وبين الإخوة الكرام الأخ أبو الفدا والأخ محب الهدى والأخ المرشدي العراقي
حفظكم الله جميعاً
والدعوة الإصلاحية لا ينقص من قدرها أي نقد بناء صادر عن حسن نية
وكما لا يخفى عليكم لكل فعل رد فعل مساو في المقدار معاكس في الاتجاه
فنحن لا نشك ي أن الوهابية دعوة إصلاحية قامت رد فعل على الجبهة الداخلية
المتمثلة بالبدع والمذهبية الضيقة وانحرافات الصوفية الذين دبت فيهم الأفكار الهرمسية
الفارسية الشيعية وقد أدت ما عليها
ونحن نحمد الله تعالى أن الحرمين الشريفين يخلوان من البدع الهرمسية التي أضحت تطل بنابها
بعد سقوط حامي البوابة الشرقية للوطن العربي
ولكن بعد سقوط دولة بني عثمان ومجيء غزو خارجي انفتحت جبهة خارجية متمثلة بالاستعمار الثقافي والغزو الفكري
فاحتاجت الأمة إلى حركة إصلاحية جديدة فقامت حركة الشيخ رشيد رضا السلفية
التنويرية التي لا تحتقر العلوم العقلية وتأخذ إيجابيات السلفية بالحسبان. وقامت حركة الشيخ البنا
لمواجهة الجبهة الخارجية الجديدة
وحركات حاولت إعادة الخلافة
وجماعات غير إسلامية وصلت السلطة فقامت بغث وسمين
ولكن التعليم قد هبط مستواه ف مصر منذ مجيء الناصرية وتدهور في الثلاثين سنة الأخيرة
ولم يكن حاله بأفضل في العالم الإسلامي باستثناء ماليزيا مع أنها بلد غير عربي
وفي عصرنا الحالي استولى على تراث السلفية جماعة من الأغرار ممن لا علم عندهم
ويشكون من فقر مدقع في فقه الدعوة ولذلك تجدهم يحدثون بلبلة ونفورا لدى الناس حيثما حلوا
نشكو ذلك منهم في العراق ونعرف سوء أخلاقهم في المنتديات
وقد استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا
فقد رأيت كثيرا من بدو نجد يلوون كروشهم وينتقدون بدعا يرتكبها جماعة الدعوة والتبليغ!!!
فقلت لهم إذا كنتم مصلحين فاخرجوا معهم وبينوا لهم بأسلوب رقيق ما ترونه حقا!
فاستغربوا من كلامي لأن الإصلاح عندهم أن تجلس وتسمن وتنتقد الناس بتعال أخرق وسوء خلق
يُزكم الأنوف
ولكن هؤلاء لا يمثلون الدعوة السلفية ولا مبادئها وإن كانوا محسوبين عليها
والسلفي الحق اليوم هو من يخرج مع جماعة الدعوة والتبيليغ ويبين للناس التوحيد
وقيم الإسلام العليا ويضرب لهم مثلا بحسن سلوكه وخلقه وصبره وتحمله
وما كان لله اتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل
وبشأن الموضوع الذي أثرتموه يمكن القول
إن المطلع على كتاب السمو الروحي في الأب الصوفي لأحمد الحلواني يدرك أن الأمة قد فقدت شعرا راقيا
وأدبا غزيرا في التدين وحب الله تعالى ومدح النبي صلوات الله علية وعلى آله، بسبب عداء
بعض المصلحين في نجد وسواها لكل اسم التصوف
والتصوف الحق بحث عن المثل الأعلى وكان كثير من العلماء الملتزمين بالشريعة متصوفة
وأحسن من نبهني إلى أن الدراويش والمشعوذين الذين يضلون الناس باسم التصوف حجة للتصوق لا عليه هو الراحل الطيب الذكر الأستاذ علي عزة بيجو فج في كتابه الذي خرج إلى العربية عام 1994مـ، [الإسلام بين الشرق والغرب "إن في الفلوس المزورة قيمة ضمنية على الفلوس الأصلية لذلك زوّرها الناس"]
وكذلك المشعوذون والدراويش والطرق المغالية فيها قيمة ضمنية عن التصوف الحق ولذلك زورته.
نحن اليوم في العصر الرقمي وصورة الاتصالات الكبرى والناس تقص وتلصق والبحوث العلمية ملتفتة إلى الوراء لا يميز أصحابها بين العصر الشفاهي حتى القرن الثاني والكتابي حتى القرن الثاني عشر والطباعي حتى الآن والرقمي منذ 15 سنة.
ولكن وكما قال حكيم العرب رحمه الله
توقع بعد هذا الغيّ رُشدا * فمن بعد الظلام ضياءُ فجرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 11:14]ـ
الأخ صالح أحمد مرحبا بك
حسنا فعلت بكتابة التساؤل لأنه سوف يضفي نوعا من التوازن
ولذلك جاء هذا الحوار المثمر بينك وبين الإخوة الكرام الأخ أبو الفدا والأخ محب الهدى والأخ المرشدي العراقي
حفظكم الله جميعاً
والدعوة الإصلاحية لا ينقص من قدرها أي نقد بناء صادر عن حسن نية
وكما لا يخفى عليكم لكل فعل رد فعل مساو في المقدار معاكس في الاتجاه
فنحن لا نشك ي أن الوهابية دعوة إصلاحية قامت رد فعل على الجبهة الداخلية
المتمثلة بالبدع والمذهبية الضيقة وانحرافات الصوفية الذين دبت فيهم الأفكار الهرمسية
الفارسية الشيعية وقد أدت ما عليها
ونحن نحمد الله تعالى أن الحرمين الشريفين يخلوان من البدع الهرمسية التي أضحت تطل بنابها
بعد سقوط حامي البوابة الشرقية للوطن العربي
ولكن بعد سقوط دولة بني عثمان ومجيء غزو خارجي انفتحت جبهة خارجية متمثلة بالاستعمار الثقافي والغزو الفكري
فاحتاجت الأمة إلى حركة إصلاحية جديدة فقامت حركة الشيخ رشيد رضا السلفية
التنويرية التي لا تحتقر العلوم العقلية وتأخذ إيجابيات السلفية بالحسبان. وقامت حركة الشيخ البنا
لمواجهة الجبهة الخارجية الجديدة
وحركات حاولت إعادة الخلافة
وجماعات غير إسلامية وصلت السلطة فقامت بغث وسمين
ولكن التعليم قد هبط مستواه ف مصر منذ مجيء الناصرية وتدهور في الثلاثين سنة الأخيرة
ولم يكن حاله بأفضل في العالم الإسلامي باستثناء ماليزيا مع أنها بلد غير عربي
وفي عصرنا الحالي استولى على تراث السلفية جماعة من الأغرار ممن لا علم عندهم
ويشكون من فقر مدقع في فقه الدعوة ولذلك تجدهم يحدثون بلبلة ونفورا لدى الناس حيثما حلوا
نشكو ذلك منهم في العراق ونعرف سوء أخلاقهم في المنتديات
وقد استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا .... فقد رأيت كثيرا من بدو نجد يلوون كروشهم وينتقدون بدعا يرتكبها جماعة الدعوة والتبليغ!!!
فقلت لهم إذا كنتم مصلحين فاخرجوا معهم وبينوا لهم بأسلوب رقيق ما ترونه حقا!
فاستغربوا من كلامي لأن الإصلاح عندهم أن تجلس وتسمن وتنتقد الناس بتعال أخرق وسوء خلق
يُزكم الأنوف
ولكن هؤلاء لا يمثلون الدعوة السلفية ولا مبادئها وإن كانوا محسوبين عليها
والسلفي الحق اليوم هو من يخرج مع جماعة الدعوة والتبيليغ ويبين للناس التوحيد
وقيم الإسلام العليا ويضرب لهم مثلا بحسن سلوكه وخلقه وصبره وتحمله
وما كان لله اتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل
وبشأن الموضوع الذي أثرتموه يمكن القول
إن المطلع على كتاب السمو الروحي في الأب الصوفي لأحمد الحلواني يدرك أن الأمة قد فقدت شعرا راقيا
وأدبا غزيرا في التدين وحب الله تعالى ومدح النبي صلوات الله علية وعلى آله، بسبب عداء
بعض المصلحين في نجد وسواها لكل اسم التصوف
والتصوف الحق بحث عن المثل الأعلى وكان كثير من العلماء الملتزمين بالشريعة متصوفة
وأحسن من نبهني إلى أن الدراويش والمشعوذين الذين يضلون الناس باسم التصوف حجة للتصوق لا عليه هو الراحل الطيب الذكر الأستاذ علي عزة بيجو فج في كتابه الذي خرج إلى العربية عام 1994مـ، بقوله في كتابه الإسلام بين الشرق والغرب "إن في الفلوس المزورة قيمة ضمنية على الفلوس الأصلية لذلك زوّرها الناس"
وكذلك المشعوذون والدراويش والطرق المغالية فيها قيمة ضمنية عن التصوف الحق ولذلك زورته.
نحن اليوم في العصر الرقمي وصورة الاتصالات الكبرى والناس تقص وتلصق والبحوث العلمية ملتفتة إلى الوراء لا يميز أصحابها بين العصر الشفاهي حتى القرن الثاني والكتابي حتى القرن الثاني عشر والطباعي حتى الآن والرقمي منذ 15 سنة.
ولكن وكما قال حكيم العرب رحمه الله
توقع بعد هذا الغيّ رُشدا * فمن بعد الظلام ضياءُ فجرِ
حول ما ذكرته عن تراث السلفية في العراق اقول وهذا ايضا من البلاء وهم فوق الهم الذي يعاني منه اهلنا في بلاد الرافدين ويشهد الله اني ما رايت افقه منهم ولا اعلم منهم في فقه الدعوة وطرقها لان المحن صقلتهم وعلمتهم الشئ الكثير راجع ان شئت ترجمة العلامة الالوس - الحفيد -وعبد الكريم الصاعقة وما انجبته مدرستهما من علماء وفقهاء سامحك الله اخي المبارك.
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 12:12]ـ
ما كتب السيرة التي ألفت إلا خير دليل وحب النبي صلى الله عليه وسلم هو الإقتداء بأثره.
صدق القائل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وعلى هذه الآية سار العلماء عليهم رحمة الله.
أما بالنسبة لك أيها الأخ الفاضل أقول: عدم معرفة الشيئ لا يستلزم عدم وجوده.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:12]ـ
الأخ الفاضل صالح أحمد:
الدعوة الوهابية دعوة مباركة نشرت التوحيد في بلاد الحرمين وكل العالم الإسلامي
ولولا أن الله قيض لجزيرة العرب هذه الدعوة المباركة لكان أهلها وغيرهم في الأمصار من عباد القبور والأشجار والأحجار ... فهى دعوة توحيد وإصلاح.
وقد نشأتُ في جو صوفي مليء بالمدح وخلافه ولم يفدني هذا المدح في صباي وشبابي ولم تزكو نفسي به ولم يجعلني ملتزماً بل بعيد كل البعد عن الإلتزام
وأول من عرفت عنه الثبات على الحق مهما خالف الناس جميعاً هو الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب عندما قرأت بعض كتبه التى أحضرها جدي أثناء حجه وتعلمت من كتبه التوحيد الحق واتباع الدليل من الكتاب والسنة.
وثاني من عرفت منه الثبات على الحق هو الشيخ الألباني رحمه الله ورضى عنه.
وانظر في مؤلفاتهما وفي مؤلفات الكثير من الأئمة كابن حزم وابن تيمية فلن تجد فيها المدح الذي تقصده بل المحبة عندهم جميعاً هي اتباع حبيبنا صلى الله عليه وسلم وأن نقول سمعنا وأطعنا.
رحم الله مشايخ الدعوة الوهابية ونفعنا بعلومهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:32]ـ
الحمد لله أنا فهمت مراد السائل وأريد أن أبين الآتي:
1 - نحن بحاجة لرفع الملام عن أئمة الدعوة وهو يلخص بالآتي:
* كان الهم مركزا في تلك الفترة للدفاع عن العقيدة.
* انتشار المدح غير الشرعي حتى أصبح سمة المادح أن يكون غير شرعيا.
*في مجال الإصلاح هذه القضية ثانوية وليست أساسية لذا تؤجل، والجائع لا يقدم له شوكلاتة بل الخبز هو الأساس.
2 - للصحراء والبيئة تأثير مع الصلابة العقدية تكسب المرء أحيانا نوع من الجفاف (أرجو أن تفهم هذه القضية في محلها).
3 - عندما استقرت الدعوة بعد دولة الملك عبد العزيز وأولاده ظهرت هناك مدائح جيدة عند شعراء الجزيرة.
4 - أهمية الشعر عندنا أهل السنة في عصرنا هذا غير مبينة وقد أصبح السمة الغالبة على أهل البدع فلعل هذا الألتباس يحل تربويا وفكريا.
ـ[عالي السند]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 05:21]ـ
صالح أحمد أنت تزعم أنك جئت على تراث علماء نجد وقررت ما قلت وهذا باطل وتدليس مردود.
ولا تخلو كتب أئمة الدعوة من إيراد أبيات في مدح الر سول صلى الله عليه وسلم وكتبهم مليئة نثراً ونظماً في مدح خير البرية.
ثم إن المدح لا يقتصر على الشعر يا ذكي؟ ويبدو أن لك هدفاً من طرحك فاتق الله ولا تقذف قلوب من أحبوا وقدموا الغالي والنفيس في سبيل نشر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. كيف تقول عندهم نفور وفتور؟ وأن عندهم ضيق وووو الخ
هل أنت تتبعت تراث أئمة الدعوة الشعري أم النثري أم ماذا؟ الشئ الأبرز عند أئمة الدعوة هو محاربة غلاة الشعراء الذين غلو في المدح بعبارات غلو لا تليق. في مناسبات المولد وغيرها ......... فافهم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 05:44]ـ
اريد ان انبه الى ان الاقتداء و الاقتفاء
هو امر يختص بسلوك الشخص نفسه وليس فيه اشارة الى المقتدى به وهو الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا يستطيع الانسان ان يوضح للآخرين ان اى امر او فعل يقوم به هو اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم
لانه عند ذلك تصبح دعاية وتسويق للشخص نفسه دون الاشارة الى صاحب الفضل و المقتدى به وهو الرسول صلى الله عليه وسلم/// هذا كلام خطير يا أخي .. وفيه مخالفة واضحة لأصل إحسان الظن بالمسلمين واستصحاب البراءة الأصلية والمحبة الإضافية لمن يظهر عليهم سمت السنة، فضلا عمن هم علماء عاملون مشهود لهم بإحيائها والذب عنها، فتنبه!
دعاية وتسويق؟؟ ما هذا؟؟
/// سنن الهدى التي تظهر على أصحابها، معلومة لأهلها غير ملتبسة عليهم، فلا يقال لعلهم يقلدون رجلا من الرجال!!
ومَن أصحابُها ومن أهلُها إن لم يكن أولئك الذين صدقوا في دعواهم محبة النبي صلى الله عليه وسلم، فبذلوا الأعمار والأموال في تعلم سنته وإقامة شريعته في سائر أحوالهم! هؤلاء هم المحبون حقا!
((الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)) [الأنفال:3 - 4]
أما الذين يتخذون من مدح النبي عليه السلام أناشيد، يتفننون في قرض الأشعار الطويلة في المدائح المحمدية، فإذا ما نظرت وجدت أحوالهم على غير السنة ولا خلاق لهم بها ولا يحبون من يدعوهم إليها، فهؤلاء قوم فيهم أصل محبة للنبي عليه السلام نعم ولكنها يخالطها عندهم من حظ النفس والهوى وخصال النفاق الشيء الكثير .. ولو كانوا صادقين في ما يدعونه من عمق المحبة له - بأبي هو وأمي - لغاروا على دينه، ولعظموا شعائره وسننه، ولكرهوا البدعة وأهلها، ولكانوا أسبق الناس إلى اتباعه والذب عن دينه وصيانته من الأباطيل والخرافات .. فهذا ميزان المحبة لكل صادق.
((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) [آل عمران: 31]
ولكن كم من قوم دعواهم اليوم محبة النبي عليه السلام فوق محبة الأهل والمال، ولو أنهم رأوه وسمعوا منه أوامره ونواهيه لوجدوا في أنفسهم من الحرج ما الله به عليم!! نسأل الله العافية.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 06:10]ـ
نحن بحاجة لرفع الملام عن أئمة الدعوة
معذرة يا أخي الكريم ولكن لم يتبين لي وجه الملام ابتداءا حتى أوافقك على الحاجة إلى رفعه!!
الملام في أنهم لم تكثر عندهم أشعار المدائح في النبي عليه السلام كما صارت صنعة وتجارة عند بعض الناس؟؟؟
وهل هذه نقيصة في حقهم؟؟
ما حد الكثرة الذي يطلبه أخونا وما ضابطه، وماذا يريد أن يرى من هؤلاء الأئمة - تحديدا - حتى يسقط عنهم تهمة التقصير - وتأمل - في محبة النبي عليه السلام؟؟
الأخ كلامه غير محرر ولا ينضبط أصلا!!
ـ[الغيور على دينه]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 07:17]ـ
رحم الله علماء المسلمين عامة و النجديين خاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 09:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا تساؤل اود الاشارة اليه
هي عند تتبعي لتراث ائمة الدعوة النجدية الفقهي و الادبي
لاحظت ان اغلبهم ان لم يكن كلهم لديهم ابتعاد و نفور من مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
لدلك لا نجد في دواوينهم اية قصائد مديحية في الرسول صلى الله عليه وسلم
بل بالعكس نجد عندهم ضيق صدر بمدحه والثناء عليه
بل ان كتبهم كثيرة في عدم المبالغة في الثناء عليه و تعداد مناقبه
بينما لانجد عندهم ولو كتاب واحد في مدحه والثناء عليه وتعداد مناقبه وشمائه
مثلما نجد عند الشعوب الاسلامية الاخرى علماء واعيان وافراد
ام هل يفترض ان يكون العالم عند ائمة الدعوة النجدية فاترا واقل تائر عندما يتحدت عن الرسول صلى الله عليه وسلم او يعبر عن حبه واقتدائه به صلى الله عليه وسلم
هذا ما لاحظته من خلال تتبعي للاغلب مانشر من التراث الانساني لأئمة الدعوة النجدية
ما ذكرته لا يعدو أن يكون جهلاً أو بهتاناً .. وإحساناً للظن سأقول: هو جهل _مع ادعائك الاطلاع على أكثر مؤلفات أئمة الدعوة! _ .. وهو ترديد لما يفتريه أعداء الدعوة الإصلاحية عليها ويشيعونه بين الناس تدليساً وتلبيسا ..
وكتب أئمة الدعوة مليئة بمدح النبي صلى الله عليه وسلم وتعداد فضائله ومناقبه والحث على متابعته والاقتداء به .. وهو من أصول الدعوة التي يرددونها ويكتبونها ويشرحونها .. وهو أحد الأصول الثلاثة التي بنى عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رسالته الشهيرة (الأصول الثلاثة) وما زال العلماء من بعده يشرحونها ويوصون بها .. وله رحمه الله كتاب جميل في السيرة النبوية، وألف ابنه الشيخ عبد الله فيها أيضا مجلداً كبيراً .. وهذه الثلاثة من أشهر المصنفات .. فهلا اطلعت على هذه المصنفات وغيرها قبل أن تكتب ما كتبت ثم تزعم أنك تتبعت كتبهم ولم تجد "عندهم ولو كتاب واحد في مدحه والثناء عليه وتعداد مناقبه وشمائله"!!
وأزيدك فأقول: هذه الدعوة لم تأت بشيء جديد خالفت فيه أهل الإسلام الصحيح من أئمة القرون الثلاثة وأتباعهم ولم تتميز عنهم بخصائص تجعل زاعماً يتوهم أن لها خطاً آخر قد يخالف في شيء من تفاصيله ما عليه أهل القرون المفضلة .. ومن زعم ذلك فليأت بدليل المخالفة ..
وأقول أيضاً: هب أنك لم تجد قصيدة في المديح النبوي فهل يعني ذلك أنهم تضيق صدورهم بمدحه وينفرون منه كما تزعم .. ؟؟!!
ومع ذلك فقد وهمت في دعواك .. ولو كنت متتبعاً كما تقول لرجعت إلى ديوان شيخ هو من أشهر شعراء الدعوة الإصلاحية إن لم يكن الأشهر، وهو الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله وديوانه مطبوع مشتهر وستجد فيه من المديح الصحيح ما يدحض قولك .. كقوله بعد رده على أهل الغلو:
فسيدنا المعصوم أكمل خلقه **** وأكرمهم بيتاً ونفساً ومحتدا
وإن له فضلاً على الناس كلهم **** يزيد على هذي الأقاويل مسنَدا
إلى أن قال:
لعمري لقد أعطاه ربي فضائلاً **** وخص بها الرحمن فضلاً محمدا
فأُعطي لواء الحمد والكوثر الذي **** حباه إله العرش حقاً وأصعدا
وإن له حوضاً هنيئاً شرابه **** ومنه يشرب! السني كأساً منددا
وأحلى من الشهد المصفَّى عذوبة **** وعنه ينحَّى من عتا وتمردا
ويشفع في يوم القيامة للورى **** ليحكم بين الخلق ذو العرش بالهدى
ويُقعده سبحانه فوق عرشه **** كما جاء هذا في الأحاديث مسنَدا
فيغبطه كل الخلائق جملة **** بما قد حباه الله فضلاً وأَصعدا
وقد خصه المولى بما لم نُحط به **** ونحصيه علماً أو حساباً محددا
:
:
وله رحمه الله ولغيره أمثال ذلك نظماً ونثراً ..
لكن بعض من أعمى الله بصيرته _وأعيذك بالله أن تكون منهم_ لا يعرف من المديح إلا قول:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به **** سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي **** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها **** ومن علومك علم اللوح والقلم
فظن الغبي أنه يمدح النبي .. وهو في الحقيقة يسب الله العلي الغني .. ويجعل الملاذ والفضل والدنيا والآخرة وعلم اللوح والقلم كله للنبي صلى الله عليه وسلم .. ولا يبقي لله شيئاً يختص به!
وما علم أنه عصى النبي صلى الله عليه وسلم وخالفه في أصل دعوته وهو يزعم أنه يمدحه!
ومن العجائب أنك لا تجد في الغالب أحداً مفتوناً بالغلو إلا وترى علامات المعصية ظاهرة في هيئته وسمته وخُلقه ..
بل البوصيري نفسه صاحب البردة المشهورة والتي منها الأبيات الثلاثة السابقة ..
قال عنه المقريزي في المقفى الكبير (5/ 664) نقلاً عن مسالك الأبصار: "كان البوصيري على غزارة فضله! ممقوتاً لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح، وذكره لهم بالسوء في مجالس الأمراء والوزراء" ا. هـ
ثم ذكر قصة في مدائحه للوزراء يستجلب بها أموالهم وعطاياهم! ولم يذكر له شيخاً ولا علماً ولا فضلا .. ولم يعرف إلا بقصيدته التي نسج معها قصة مكذوبة أضله الشيطان وأتباعه بها ..
فيا أخي الكريم تثبت هداك الله ولا تنقل شيئاً بلا برهان فتضل الناس وتبوء بإثمك وإثمهم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 09:33]ـ
الأخ عبد الرحمن الملا محمود ..
لا أدري ماذا تريد .. فقد خلطت بين قضايا مختلفة وأدخلت السلفيين في العراق وجماعة التبليغ وعلي عزت بيغوفتش وخرجت بالبحث يمنة ويسرة .. !!
تمدح التوازن والحوار المثمر في اول كلامك .. ثم تقول:
فقد رأيت كثيرا من بدو نجد يلوون كروشهم وينتقدون بدعا يرتكبها جماعة الدعوة والتبليغ!!!
ما شاء الله .. هل هذا هو التوازن والحوار المثمر؟!
ـ[الخلدي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 10:02]ـ
.
أخي الفاضل صالح احمد ..
ذكرت شيئا سميته "مدح النبي صلى الله عليه وسلم" ..
وقلت إنه غائب عند أئمة الدعوة ..
أخي ..
سأعطيك ثلاثة أسماء لثلاثة أئمة من أئمة الدنيا ملؤوها علما وخيرا:
1 - أبو حنيفة.
2 - مالك.
3 - الشافعي.
رحمهم الله ..
ولي طلب صغير إن أذنت لي ..
وهو أن تختار واحدا منهم ثم تنقب في أثاره فتحضر منها شيئا اسمه "مدح النبي صلى الله عليه وسلم" ..
بحيث تقول لي: (هذا ما أقصده وهو ما لا يوجد مثله عند أئمة الدعوة) ..
وإن أعياك البحث أخي فلا بأس أن أمد لك المدة الزمنية فأعطيك مجال البحث في أي أحد من تلاميذهم وتلاميذ تلامذهم إلى 100 سنة من وفاة كل واحد منهم ..
لأني بصراحة لم أستطع تصور شيء اسمه "مدح النبي صلى الله عليه وسلم" موجود عند أئمة الإسلام وليس موجودا عند أئمة الدعوة ..
وإن كنت ترى أن غياب "مدح النبي صلى الله عليه وسلم" ظاهرة مشتركة بين أئمة الإسلام ومن كان على نهجهم من العلماء فلعلك تخبرنا لنعيد النظر في طريقة السلف ..
بانتظارك أخي وفقك الله ..
ـ[صالح احمد]ــــــــ[31 - Dec-2009, صباحاً 01:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد مدح الصحابة رضي الله عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم
فقد قال حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح النبي صلى الله عليه وسلم
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مبرأً منْ كلّ عيبٍ
كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ
وقال ايضا
بطيبة َ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ
منيرٌ، وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ
ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمة ٍ
بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصْعَدُ
ووَاضِحُ آياتٍ، وَبَاقي مَعَالِمٍ،
وربعٌ لهُ فيهِ مصلى ً ومسجدُ
بها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها
مِنَ الله نورٌ يُسْتَضَاءُ، وَيُوقَدُ
معالمُ لم تطمسْ على العهدِ آيها
أتَاهَا البِلَى، فالآيُ منها تَجَدَّدُ
عرفتُ بها رسمَ الرسولِ وعهدهُ،
وَقَبْرَاً بِهِ وَارَاهُ في التُّرْبِ مُلْحِدُ
ظللتُ بها أبكي الرسولَ، فأسعدتْ
عُيون، وَمِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسعدُ
تذكرُ آلاءَ الرسولِ، وما أرى
لهَا مُحصِياً نَفْسي، فنَفسي تبلَّدُ
مفجعة ٌ قدْ شفها فقدُ أحمدٍ،
فظلتْ لآلاء الرسولِ تعددُ
وَمَا بَلَغَتْ منْ كلّ أمْرٍ عَشِيرَهُ،
وَلكِنّ نَفسي بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ
أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها
على طللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ
فَبُورِكتَ، يا قبرَ الرّسولِ، وبورِكتْ
بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ
وبوركَ لحدٌ منكَ ضمنَ طيباً،
عليهِ بناءٌ من صفيحٍ، منضدُ
تهيلُ عليهِ التربَ أيدٍ وأعينٌ
عليهِ، وقدْ غارتْ بذلكَ أسعدُ
لقد غَيّبوا حِلْماً وعِلْماً وَرَحمة ً،
عشية َ علوهُ الثرى، لا يوسدُ
وَرَاحُوا بحُزْنٍ ليس فيهِمْ نَبيُّهُمْ،
وَقَدْ وَهَنَتْ منهُمْ ظهورٌ، وأعضُدُ
يبكونَ من تبكي السمواتُ يومهُ،
ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمدُ
وهلْ عدلتْ يوماً رزية ُ هالكٍ
رزية َ يومٍ ماتَ فيهِ محمدُ
تَقَطَّعَ فيهِ منزِلُ الوَحْيِ عَنهُمُ،
وَقَد كان ذا نورٍ، يَغورُ ويُنْجِدُ
يَدُلُّ على الرّحمنِ مَنْ يقتَدي بِهِ،
وَيُنْقِذُ مِنْ هَوْلِ الخَزَايَا ويُرْشِدُ
إمامٌ لهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً،
معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعوهُ يسعدوا
عَفُوٌّ عن الزّلاّتِ، يَقبلُ عُذْرَهمْ،
وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيرِ أجودُ
وإنْ نابَ أمرٌ لم يقوموا بحمدهِ،
فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يَتَشَدّدُ
فَبَيْنَا هُمُ في نِعْمَة ِ الله بيْنَهُمْ
دليلٌ به نَهْجُ الطّريقَة ِ يُقْصَدُ
عزيزٌ عليْهِ أنْ يَحِيدُوا عن الهُدَى،
حَريصٌ على أن يَستقِيموا ويَهْتَدوا
عطوفٌ عليهمْ، لا يثني جناحهُ
إلى كَنَفٍ يَحْنو عليهم وَيَمْهِدُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَبَيْنَا هُمُ في ذلكَ النّورِ، إذْ غَدَا
إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِدُ
فأصبحَ محموداً إلى اللهِ راجعاً،
يبكيهِ جفنُ المرسلاتِ ويحمدُ
وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشاً بقاعُها،
لِغَيْبَة ِ ما كانَتْ منَ الوَحْيِ تعهدُ
قِفاراً سِوَى مَعْمورَة ِ اللَّحْدِ ضَافَها
فَقِيدٌ، يُبَكّيهِ بَلاطٌ وغَرْقدُ
وَمَسْجِدُهُ، فالموحِشاتُ لِفَقْدِهِ،
خلاءٌ لهُ فيهِ مقامٌ ومقعدُ
وبالجمرة ِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشتْ
دِيارٌ، وعَرْصَاتٌ، وَرَبْعٌ، وَموْلِدُ
فَبَكّي رَسولَ الله يا عَينُ عَبْرَة ً
ولا أعرفنكِ الدهرَ دمعكِ يجمدُ
ومالكِ لا تبكينَ ذا النعمة ِ التي
على الناسِ منها سابغٌ يتغمدُ
فَجُودي عَلَيْهِ بالدّموعِ وأعْوِلي
لفقدِ الذي لا مثلهُ الدهرِيوجدُ
وَمَا فَقَدَ الماضُونَ مِثْلَ مُحَمّدٍ،
ولا مثلهُ، حتى القيامة ِ، يفقدُ
أعفَّ وأوفى ذمة ً بعدَ ذمة ٍ،
وأقْرَبَ مِنْهُ نائِلاً، لا يُنَكَّدُ
وأبذلَ منهُ للطريفِ وتالدٍ،
إذا ضَنّ معطاءٌ بما كانَ يُتْلِدُ
وأكرمَ حياً في البيوتِ، إذا انتمى،
وأكرمَ جداً أبطحياً يسودُ
وأمنعَ ذرواتٍ، وأثبتَ في العلى
دعائمَ عزٍّ شاهقاتٍ تشيدُ
وأثْبَتَ فَرْعاً في الفُرُوعِ وَمَنْبِتاً،
وَعُوداً غَداة َ المُزْنِ، فالعُودُ أغيَدُ
رَبَاهُ وَلِيداً، فَاسْتَتَمَّ تَمامَهُ
على أكْرَمِ الخيرَاتِ، رَبٌّ مُمجَّدُ
تَنَاهَتْ وَصَاة ُ المُسْلِمِينَ بِكَفّهِ،
فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الرأيُ يفندُ
أقُولُ، ولا يُلْفَى لِقَوْلي عَائِبٌ
منَ الناسِ، إلا عازبُ العقلِ مبعدُ
وَلَيْسَ هَوَائي نازِعاً عَنْ ثَنائِهِ،
لَعَلّي بِهِ في جَنّة ِ الخُلْدِ أخْلُدُ
معَ المصطفى أرجو بذاكَ جوارهُ،
وفي نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهدُ
وقال ايضا رضي الله عنه
شقَّ لهُ من اسمهِ كيْ يجلهُ،
فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نبيٌّ أتانا بعدَ يأسٍ وفترَة ٍ
من الرسلِ والأوثانُ في الأرضِ تعبدُ
فأمسَى سِراجاً مستَنيراً، وهادِياً،
يَلُوحُ كما لاحَ الصَّقِيلُ المُهَنّدُ
وأنذرنا ناراً وبشرَ جنة ً،
وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهُ الحقّ ربي وخالقي،
بذلكَ ما عمرتُ في الناسِ أشهدُ
تَعَالَيتَ رَبَّ النّاسِ عن قَولِ من دعا
سِوَاكَ إلَهاً، أنتَ أعلى وأمجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ والأمرُ كلهُ،
فإيّاكَ نَستَهدي، وإيّاكَ نَعبُدُ
لأنّ ثَوابَ الله كلَّ مُوَحِّدٍ
جنانٌ من الفردوسِ، فيها يخلدُ
وقال حسان رضي الله عنه في السراج المنير محمد صلى الله عليه وسلم
شهدتُ، بإذنِ اللهِ، أنّ محمداً
رَسُولُ الذي فَوْقَ السماوات مِن عَلُ
وَأنّ أبا يَحْيَى ويَحْيَى كِليْهِما
لَهُ عَمَلٌ في دينِهِ مُتَقَبَّلُ
وأنَّ التي بالجزعِ مِنْ بطْنِ نخْلَة ٍ،
ومَنْ دانَها فِلٌّ منَ الخَيرِ مَعزِلُ
وأنّ الذي عادى اليهودُ ابنَ مريمٍ،
رَسولٌ أتى من عندِ ذي العرْش مُرْسَلُ
وأنّ أخَا الأحْقَافِ، إذ يعْذُلُونَهُ،
يقومُ بدينِ اللهِ فيهمْ، فيعدلُ
وقال كعب بن زهير قصيدته المشهورة البردة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
بانتُ سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ
متيَّمٌ إثْرَها لم يُجْزَ مَكْبُولُ
وما سعادُ غداة َ البينِ إذ رحلوا
إلاّ أَغَنُّ غَضَيضُ الطَّرْفِ مكحولُ
أرجو وآملُ أنَ يعجلنَ في أبدٍ
وما لهنّ طوالَ الدهرِ تعجيلُ
فلا يعرنكَ ما منَّت وما وعدت
إن الأَمَانِيَّ والأحلامَ تضليلُ
أمستْ سعادُ بارضٍ لا يبلغها
إلا العتاقُ النجيبات المراسيلُ
ولن يبلغها إلا عذافرة فيها
على الأينِ إرقالٌ وتبغيلُ
من كلِّ نَضَّاخَة ٍ الذِّفْرَى إذا عَرِقتْ
عرضتها طامسُ الأعلامِ مجهولُ
ترمي الغيوبَ بعينيَ مفردٍ لهقٍ
إذا توقدتِ الحزَّانُ والميلُ
ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها
في خلقها عن بنات الفحل تفضيلُ
حرفٌ أخوها أبوها من مهجنة ٍ
وعمُّها خالها قوداءُ شمليلُ
يَمْشي القُرَادُ عليها ثم يُزْلِقُه
منها لبان وأقرابٌ زهاليلُ
عَيْرانة ٌ قُذفتْ في اللَّحْم عن عُرُضٍ
مِرْفَقُها عن بناتِ الزَّوْرِ مَفْتولُ
كأن ما فات عينيها ومذبحها
من خَطْمِها ومن اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ
في عارِزٍ لم تَخَوَّنْه الأَحَاليلُ
قنواءُ في حرَّيتها للبصيرِ بها
عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تخدي على يسراتٍ وهي لاحقة ٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
ذوابلٌ وقعهن الأرضَ تحليلُ
سمرُ العجاياتِ يتركن الحصى زيماً
لم يقهنّ رؤوسَ الأكم تنعيلُ
يوماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِماً
كأنّ ضاحيَه بالنارِ مملولُ
كأن أوْبَ ذواعيْها وقد عَرِقتْ
وقد تلفعَ بالقورِ العساقيلُ
وقال للقومِ حاديهم وقد جعلتْ
ورقُ الجنادبِ يركضنِ الحصى قيلوا
شدِّ النهارِ ذراعا عيطلٍ نصفٍ
قامت فجاوبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ
نواحة ٌ رخوة ُ الضبعين ليس لها
لمّا نعى بكرها الناعونَ معقولُ
تفري اللَّبانَ بكفّيها ومدرعها
مشققٌ عن تراقيها رعابيلُ
يَسْعَى الوُشاة ُ بجَنْبيْها وقولُهُم
إنك يا بنَ أبي سلمى لمقتولُ
وقال كلُّ خليلٍ كنتُ آمُلُه
لا ألفينكَ إني عنك مشغولُ
فقلتُ خلّوا طريقي لا أبا لكمُ
فكلُّ ما قدرَ الرحمنُ مفعولُ
كل ابن أنثى وان طالت سلامتهُ
يوماٌ على آلة ٍ حدباءَ محمولُ
نُبئتُ أن رَسُولَ اللهِ أَوْعَدنِي
والعفو عند رسولِ الله مأمولُ
مهلاً هداكَ الذي أعطاكَ نافلة َ الـ
ـقرآنِ فيها مواعِيظٌ وتفصِيلُ
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم
أُذْنبْ ولو كثُرت عنِّي الأقاويلُ
إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول
لقد أقومُ مقاما لو يقومُ بهِ
أرى وأسمعُ ما لو يسمعُ الفيلُ
لظَلَّ يُرْعَدُ إلا أن يكون له
من الرسولِ بإذنِ الله تنويلُ
حتّى وضعتُ يَمِيني لا ?نَازِعُهُ
في كفِّ ذي نقماتٍ قيلهُ القيلُ
من ضيغمٍ من ضراءِ الأسدِ مخدرة ً
ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيلُ
إذا يُسَاوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ له
أن يتركَ القرنَ الا وهو مفلولُ
و لا يزالُ بواديهِ أخو ثقة ٍ
مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مأكولُ
زالوُا فمازال انكاسٌ ولا كَشَفٌ
عند اللِّقَاءِ ولا ميلٌ معازيلُ
بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ
كأنّها حَلَقٌ القَفْعاءِ مَجْدُولُ
لا يفرَحون إذا نالت رِماحُهمُ
قوماً ولَيْسُوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يفرَحون إذا نالت رِماحُهمُ
قوماً ولَيْسُوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاّ في نُحُورِهمُ
وما لهم عنِ حياضِ الموتِ تَهْليلُ
لا يفرَحون إذا نالت رِماحُهمُ
قوماً ولَيْسُوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاّ في نُحُورِهمُ
وما لهم عنِ حياضِ الموتِ تَهْليلُ
هولاء هم جيل الصحابة رضي الله عنهم الذين تربو على يد الرسول صلى الله عليه وسلم
نراهم يسارعون في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والثناء عليه
وامن عن اشعر الائمة الاربعة في مدحه صلى الله عليه وسلم فعدم توفره لايلزم منه عدم وجوده
ولم يكونوا كلهم شعراء رحمهم الله تعالى
وقد قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى
لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري، وخذ من حيث أخذوا
### حرره الإشراف: تأدب في الكلام حتى لا توقف عضويتك ###
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[31 - Dec-2009, صباحاً 02:13]ـ
أمرك عجيب والله!
/// ناقضت نفسك لما قلت عن الأئمة الأربعة:
ولم يكونوا كلهم شعراء رحمهم الله تعالى
فهذا جوابنا عن مشايخ الدعوة النجدية رحمهم الله، فتأمل!
/// قلة الشعراء في صفوفهم - ونظم الشعر موهبة لا يؤتاها كل أحد - وبالتبعية قلة أشعار المدح المطولة عندهم = لا يستدل بها على قلة محبتهم للنبي عليه السلام إلا حاقدٌ موتور، والله المستعان.
((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)) الآية [الحشر: 10](/)
(قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً) للشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 02:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً)
للشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد،،
فإن من مظاهر غربة الدين في زماننا اليوم أن تصبح أصول الإيمان والتوحيد عرضة للأخذ والرد بين أبناء المسلمين، ويصبح المتمسك بها غريباً توجه إليه سهام النقد ويوصف بالتشدد والتطرف وبث الفرقة في الأمة وابتغاء الفتنة بين طوائف المجتمع في الدولة الواحدة وأبناء الوطن الواحد!!
ومن هذه الأصول العظيمة التي توجه لها سهام الهدم والاستهجان، عقيدة الولاء والبراء، الولاء لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الموحدين والبراءة من الشرك والمشركين، قال الله عز وجل: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ} الأنعام14
وقال سبحانه: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ... الآية} الممتحنة4
وقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} التوبة71
ومن أخطر المعاول التي تستخدم اليوم لهدم عقيدة الولاء والبراء معول (الوطنية) والذي يراد منه إحلال رابطة الوطن محل عقيدة التوحيد وذلك في عقد الولاء والبراء بين أبناء المجتمع المسلم.
إن حب الوطن ومكان المنشأ والحنين إليه طبع جبلي فطري مغروس في النفوس، ولشدة مفارقة الأوطان على النفوس رتب الله عز وجل عليه الثواب العظيم للمهاجرين في سبيله المفارقين لأوطانهم من أجله قاله الله عز وجل: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحشر8.
وهاهو بلال رضي الله عنه يحن إلى وطنه الأصلي مكة بعد أن هاجر منها ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بوادٍ وحولي إذخر وجليل
فهذا الحب والحنين لا ضير فيه ولا لوم وليس نزاعنا مع دعاة الوطنية في هذه المسألة.
إنما اللوم والانحراف والنزاع في جعل الانتماء إلى الوطن الواحد هو معيار الولاء والمحبة والنصرة لكل من يعيش تحت مظلة الوطن الواحد ولو كان مشركاً أو منافقاً وجعله هو المقدم والمكرم على من ليس من أبناء الوطن ولو كان مسلماً صالحا تقياً، إن هذا هو الانحراف والعودة إلى موازين الجاهلية ومعاييرها في الولاء والنصرة وفي العداوة والبراءة، نعم إذا كان المواطن موحداً صالحاً خيراً فهذا نور على نور ولا تثريب على من وجد ميلاً أكثر إلى الموحد الصالح من قرابته أو قبيلته أو من أبناء وطنه. أما أن يجد ميلاً ومحبة وتآخياً مع أهل الشرك والنفاق ويجعله يسكت عن شركهم ونفاقهم لأنهم من أبناء وطنه فهذا هو المرفوض في ميزان الله عز وجل. قال الله عز وجل عن نوح عليه السلام حينما قال: {رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي} قال الله عز وجل له: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} هود46
إنه لا يخفى ما في (الوطنية) بالمفهوم الجاهلي من هدم لعقيدة الولاء والبراء في هذا الدين، فكم في الوطن الواحد من العقائد الباطلة الكفرية التي يخرج صاحبها من الإسلام، كمن يعبد غير الله عز وجل ويستغيث به ويدعي أن غير الله تعالى يعلم الغيب كغلاة الشيعة والصوفية، وكم في الوطن الواحد من يكفر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويعاديهم، ويقذف نساء النبي صلى الله عليه وسلم العفيفات الطاهرات، وكم في الوطن الواحد من المنافقين الذين يبطنون العداء للإسلام وأهله ويوالون الغرب وأهله، فهل هؤلاء هم منا ونحن منهم لأننا
(يُتْبَعُ)
(/)
وإياهم نعيش في وطن واحد؟ إننا بهذا الفهم نعود إلى صورة من صور الجاهلية الأولى التي جاء هذا الدين للقضاء عليها وجعل رابطة العقيدة والإيمان فوق كل رابطة يعادى من أجلها ويوالى من أجلها ويحب من أجلها ويبغض من أجلها.
قال صلى الله عليه وسلم: (من تعزى بعزاء أهل الجاهلية فأعضوه هن أبيه ولا تكنوا).
فسمع أبي بن كعب رجلاً يقول: يالفلان! فقال: اعضض إير أبيك فقال: يا أبا المنذر! ما كنت فاحشاً، فقال بهذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد في مسنده (20728) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (269).
ويشرح شيخ الإسلام هذا الحديث فيقول: (ومعنى قوله: من تعزى بعزاء الجاهلية) يعني يتعزى بعزائهم، وهي الانتساب إليهم في الدعوة، مثل قوله: يالقيس! ياليمن! ويالهلال! ويالأسد، فمن تعصب لأهل بلدته، أو مذهبه، أو طريقته، أو لأصدقائه دون غيرهم كانت فيه شعبة من الجاهلية، حتى يكون المؤمنون كما أمرهم الله تعالى معتصمين بحبله وكتابه وسنة رسوله) [مجموع الفتاوى 28/ 422].
وقد وقفت على دراسة مهمة يتحدث فيها كاتبها د. أحمد محمود السيد عن فقه المواطنة وأصولها الغربية في الجاهلية المعاصرة، ونظراً لأهميتها وعلاقتها بموضوعنا أنقل بعض ما ورد فيها حيث يقول وفقه الله تعالى: (في هذه الأيام يتردد لفظ المواطنة على ألسنة المهتمين بالعمل السياسي ودعاة العلمانية وأنصار المنهج العلماني بوجه عام ولا غضاضة في هذا ولا عجب، حتى وإن ادعى هؤلاء أنه لا يتعارض مع الإسلام، أو أن الإسلام قد عمل به وأسسه، بل العجب كل العجب أن ينبري بعض الشيوخ وعلماء الشريعة لإثبات أنه مبدأ إسلامي أصيل وأن مضمون هذا المفهوم مماثل لما جاء به الشرع الحنيف!
والأدهى من ذلك أن السيناريو نفسه يتكرر كما حدث في الستينات مع الاشتراكية هناك من كتب عن ((المواطنة في الإسلام))، و ((المواطنة عند رسول الله))، و ((المواطنة في الشريعة الإسلامية))، و ((المواطنة مبدأ إسلامي أصيل))، و ((مبدأ المواطنة أهم دروس الهجرة)). وهناك من استدل بآيات قرآنية وتفسيرات حاول أن يلوي فيها أعناق الآيات لكي تعبر عن مفهوم المواطنة الغربي مؤكداً تطابقها مع تفسيرات القرآن!
تعالوا نتفهم معنى المواطنة في دولة المنشأ لنعرف إن كانت تصلح كمبدأ إسلامي أم لا ..
يعرف قاموس المصطلحات السياسية ((المواطنة)) بأنها: مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين شخص طبيعي، وبين مجتمع سياسي (الدولة)، ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول الولاء، ويتولى الطرف الثاني الحماية، وتتحدد هذه العلاقة بين الشخص والدولة بالمساواة أمام القانون ((الوضعي)) في ظل هيمنة الدولة القومية.
ويعبر مفهوم المواطنة بمعناه الحديث عن تطور شديد التعقيد صاغته أوربا الغربية في القرن التاسع عشر خلال عمليات تاريخية واجتماعية وسياسية تم فيها الانتقال من الحق الإلهي المقدس إلى حق المواطن، ومن هيمنة الكنيسة إلى هيمنة الدولة ...
والمواطنة كمفردة من مفردات النظام السياسي الغربي ـ الذي انتشر في أوربا ومنها إلى أمريكا ثم بقية أنحاء العالم بعد ذلك ـ ترتكز على مجموعة عناصر أساسية أهمها:
1 - إحلال عبادة الوطن وتقديمها على عبادة الله وحده.
2 - إعلاء وتقديم الولاء للدولة على أي ولاء آخر حتى ولو كان الدين.
3 - إحلال الرابطة القومية محل الرابطة الدينية كأساس لتجانس الجماعة السياسية
4 - تحويل الفرد من مقولة دينية إلى مقولة سياسية.
5 - فصل العلاقة السياسية عن العلاقة الدينية.
6 - صبغ الوجود الديني بطابع النسبية والذاتية.
7 - رفض القيم والأخلاق الكاثوليكية في ملية بناء الدولة أو رسم السياسة العامة.
8 - رفض تدخل رجال دين في كل ما له صلة بالسلطة الزمنية.
9 - إطلاق التسامح الديني، وحرية الاعتقاد طالما أنه لن يتدخل في شؤون الحكم
10 - الحرية هي القيمة العليا التي تعلو على سائر القيم بما فيه حرية الارتداد عن الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه العناصر تظهر بوضوح الحل الذي وضعه الأوربيون لإشكالية العلاقة بين الدين والدولة من خلال ((المواطنة)) وفكرة الدولة القومية، وهل الحل الذي شكل الأساس الذي قامت عليه ظاهرة الدولة القومية التي أوجدها الأوربيون أنفسهم كأداة للتخلص من طغيان السلطة الدينية وتجاوزات الكنيسة الكاثوليكية الغربية، ولذلك قامت الدولة القومية على مبدأ الفصل بين الدين والدولة بمعنى عدم توظيف الدين في خدمة السياسة وعدم توظيف السياسة في خدمة الدين، ورفض تدخل المؤسسات الدينية في كل ما له صلة بالعلاقة بين الوطن والدولة، وجعل نشاط القوى الدينية قاصراً على الجوانب الروحية دون الحياة السياسية، وتخليص النشاط الديني من الدوافع والمطالب السياسية ...
فالمواطنة كمبدأ سياسي لا تعمل بعيداً عن النظرية السياسية الغربية التي صاغتها، ولا يمكن أن تقطع من سياقها ليتم تفعيلها في نظام آخر مختلف عقائدياً واجتماعياً وتاريخياً، فالنظام السياسي الإسلامي يقوم على مجموعة مبادئ تعمل معاً لتحقيق مبادئ الإسلام وهديه من خلال منظومة من الآليات مثل: الإمامة ـ أهل الحل والعقد ـ الشورى ـ الخلافة ـ إلخ .. والتميز فيها يكون للمسلم فلا يستوي المؤمنون والكافرون، وإذا كان معيار التفضيل هو التقوى كما في الحديث (لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى) فإن هذه التقوى معناها الإسلام والإيمان الخالص، وهذا ليس معناه ظلم المخالفين في العقيدة لكنهم في ظل الدولة الإسلامية يتعاملون من خلال العهود والمواثيق التي تحفظ لهم حقوقهم وتحفظ للدولة الإسلامية ما تفرضه عليهم من واجبات ...
ولكن تأبى نفوس الذين تشربوا فكر الغرب ورضعوا من علمانيته إلا أن يستبعدوا الإسلام من طريق سياسة الدنيا ويستكثروا على أتباعه أن يحكموا بهديه ومبادئه فتحاول هذه الفئة أن تلوي أعناق الآيات وتغير في مضمون التفسير لتوافق هواهم وتوظف من منحهم صفة (المفكر الإسلامي) كي يؤكدوا أن الإسلام لا يتعارض مع تلك المصطلحات بل يؤسس لها ويطبقها، وتباركها شهادات لبعض الشيوخ والعلماء، متصورة أنها بهذا التلبيس على الناس تكون قد ضمنت غسيل عقولهم وتحويل انتمائهم لهذا الفكر .. {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ {4} لِيَوْمٍ عَظِيمٍ {5} يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {6} المطففين 4 - 6 أ. هـ
هذه هي حقيقة الوطنية وملابسات نشأتها وخطرها العظيم على عقيدة التوحيد والموالاة والمعاداة فيه.
فهل يسوغ بعد ذلك لأحد أن يرفع سيف الوطنية في وجه كل من يرفض أن يكون الوطن هو الأساس الذي يعقد عليه الولاء والبراء، بغض النظر عن عقائد هؤلاء المواطنين ونحلهم؟ هل يجوز أن تكون رابطة الوطن فوق رابطة التوحيد؟ هل يجوز أن يتآخى ويتحاب الموحدون مع المشركين والكفار والمنافقين ويسكت عن كفرهم و نفاقهم بحجة أنهم أبناء وطن واحد؟! وبحجة أن الانطلاق من التوحيد في الولاء والبراء يفرق الأمة ويذكي الفتن الطائفية فيها؟
إن هذا هو ما يدعو إليه العلمانيون والباطنيون ومن تأثر بهم من المخدوعين من أبناء المسلمين ومن أمثلة ذلك ما نشرته جريدة الرياض في تاريخ 19/ 6/1429هـ بعنوان (الفجور المذهبي وصرخة الأمين العام) لعبدالله القفاري.
وخلاصة ما طرحه صاحب المقال هداه الله: وصفه لأولئك الذين يحذرون من الطوائف الشركية ويبينون للأمة أصولهم الكفرية وعداوتهم للسنة وأهلها بأنهم مثيرو الفتنة المذهبية. وأبدى إعجابه بما قاله الأمين العام لمجمع الفقه الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي د. عبدالسلام العيادي أصلحه الله عن هؤلاء واصفاً لهم بأنهم (أهل الفجور المذهبي) ويشرح هذه الفجور بأنه: كل محاولة لإثارة الصراعات المذهبية في الساحة الإسلامية. وهو بذلك يعرض بالبيان الذي نبه فيه بعض المشائخ على خطر الشيعة الرافضة وما يحملون من عقائد شركية تهدم التوحيد الذي جاء به المرسلون وما يبطنون ويطفح على ألسنتهم من عداوة لأهل السنة وتكفيرهم لهم بداية من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى من بعدهم من المتبعين لهم بإحسان، في الوقت الذي يجندون أنفسهم في المشروع الإيراني التوسعي في بلاد أهل السنة، فهل من يحذر الأمة من هذه المخاطر الجسيمة هو من يفتت وحدة الأمة ويثير الفتن أم هو الذي يسكت على هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
المخاطر ويدفنها ويتقارب مع أهلها بحجة التعايش الطائفي ونبذ الفرقة؟؟ ..
ومما قاله هذا الكاتب في مقاله المظلم: (الفجور المذهبي يتجاوز التفرقة بين المسلمين على أساس المذهب وحشد الاصطفاف الطائفي إلى مستوى العبث بمستقبل الأوطان وتهيئة الفرصة لمزيد من بث جذور الفرقة وإضعاف الجبهة الداخلية!!) أ. هـ.
سبحان الله ما أكثر التلبيس على هذه الأمة في هذه الأزمنة المتأخرة.
فمن قال: إن عقيدة الرافضة الشيعية مجرد مذهب من المذاهب الفقهية الإسلامية؟
إن من يقول هذا الكلام إما أنه جاهل تماماً بحقيقة عقيدة الشيعة ومصادمتها لعقيدة الموحدين، وإما أنه يعلم أحوالهم وعقائدهم لكنه ملبس مخادع.
وعلى أية حال فإن عقائد الشيعة وأحوالهم لم تعد خافية في هذا الزمان ولئن عذر أحد في الأزمنة الماضية فإنه لا يعذر اليوم، وقد صرحوا بعقائدهم الشركية وموالاتهم لأعداء الله تعالى وسبهم وتكفيرهم لأصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وابنتيهما الطاهرتين وذلك في كثير من حسنيايتهم ومواقعهم ومنشوراتهم ولم يعد هذا خافياً على أحد.
كما ظهرت ولاءاتهم المشبوهة بإيران الصفوية وحزب الشيطان في لبنان.
كما ظهر حقدهم الدفين على أهل السنة بما فعلوه ويفعلونه بأهل السنة في العراق وإيران ولبنان من صنوف القتل والتعذيب والتهجير. فهل هؤلاء مجرد مذهب فقهي؟
إن من يسكت من أبناء السنة على عقائد وأحوال هؤلاء هو عدو الوطن وعدو أهل السنة وهو ممن يتآمر على الوطن وأهله بالتمكين لهؤلاء وأمثالهم والسكوت عن عقائدهم الباطلة ومخططاتهم الإجرامية، ولن يفيق أمثال هؤلاء حتى يجرّوا للذبح كالخراف.
وفي الختام: نقول لمن يرفع سيف الوطنية ليسكت به أهل العلم الذين ينصحون للأمة ويكشفون اللبس والتضليل عنها: كفى بكم يا أدعياء الوطنية ابتزازاً وتنطعاً واستهلاكاً لمصطلح الوطنية فهي شنشنة نعرفها من هؤلاء حيث يركبون هذا المصطلح ليمرروا من خلاله أفكارهم ومخططاتهم ويهددوا به أهل التوحيد الذين ينصحون للأمة والذين لا ينطلي عليهم مثل هذه الشعارات البراقة لأنهم لا يرون شيئاً فوق عقيدة التوحيد والولاء لها ولأهلها ويرفضون دعوة تهميش التوحيد والولاء والبراء فيه ويقدمون الولاء لله تعالى على كل اعتبار من وطن وقبيلة وطائفة ويرون أن توحيد الأمة لا يكون إلا بالتوحيد وتطهيرها من الشرك، وإلا فهو الفشل والفرقة والفتن، قال الله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}. أي أن فتنة الشرك أكبر من فتنة الاقتتال ولما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال: (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) (البخاري (: (4477،. فلا يتقدم الشرك بالله ذنب ولا أعظم منه.
نسأل الله عز وجل أن يحيينا ويميتنا على التوحيد وأن يتوفانا طيبين وأن يعيذنا من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 09:09]ـ
هذا مقال في قمة الروعة من الشيخ رده الله سالما غانما ..
وجزاك الله خيرا يا أبا البراء ..(/)
أخبار أهل السنة في العراق
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 02:51]ـ
http://alrased.net/site/images/print-3.jpghttp://alrased.net/site/images/rased-logo.jpghttp://alrased.net/site/images/topic_icon.png موجز أخبار سنة العراق/العدد التاسع والسبعون - محرم 1431 هـ
16/ 11 - 4/ 12/2009
خاص بالراصد
مجزرة أبو غريب:
أقدمت قوة من اللواء 24 (لواء المثنى، بقيادة العقيد رحيم كريم رسن) بمداهمة منازل المواطنين في منطقة أبي غريب (قرية ريكان الفليح التابعة لمنطقة السعدان) وفي ساعة متأخرة من الليل فقامت بقتل (13) شخصاً من الأبرياء، حيث أعدمت سبعة منهم أمام عوائلهم والآخرين قتلتهم في مقبرة القرية ومثلت بجثثهم وذلك في ليلتي 11/ 16،15.
والعقيد رحيم كريم رسن معروف بدمويته وحقده على أهل السنة في تلك المناطق، وكان النائب عمر الجبوري قال في تصريح لوكالة الصحافة المستقلة 4/ 11: "إن ما تقوم به بعض القوات في منطقة أبو غريب وبإمرة العقيد رحيم وخصوصا في قرية الشيحة من عمليات تهجير منظم ينسف جهود المصالحة الوطنية". فيما أكد عادل الزوبعي، عضو مجلس محافظة بغداد، أن منطقة أبو غريب مستهدفة سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً منذ عام 2005، وقال: عند مجيء العقيد رحيم إلى المنطقة شهدت اغتيالات وانفجارات كثيرة.
و أكد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في رسالة بعثها إلى نوري المالكي رئيس الوزراء نشرتها وكالة الصحافة المستقلة (ايبا) في 22/ 11/2009، أن تلك القوات (لواء المنثى) «ساهمت في إضعاف المواطنين وحرمانهم من وسائل الدفاع المشروعة عن النفس وأكثر من ذلك أنها نفذت مداهمات عشوائية في الليل والنهار" وأدان الهاشمي بشدة في رسالته ممارسات آمر اللواء 24 العقيد رحيم كريم رسن وبعض منتسبيه ضد أهالي أبو غريب وحي العدل وحي الجامعة وحي الخضراء، كما أشار إلى ورود معلومات مؤكدة تشير إلى صدور أمر قضائي بالقبض على العقيد رسن، إلا أن هناك جهات تتستر عليه وتحميه وتحول دون تنفيذ مذكرة القبض".
والمجزرة الأخيرة هذه هي حلقة في سلسلة قديمة ـ جديدة من الاعتداءات شبه اليومية على أهالي أبو غريب، فمؤخرا اقتحمت قوة من لواء المثنى شركة أهلية للأدوية في أبو غريب يوم الأحد 4/ 10، وقامت بالاعتداء على موظفيها بالضرب والشتم بألفاظ طائفية، كما داهمت قوات من هذا اللواء مدرسة "حسن المهدي" في منطقة الرضوانية يوم 21/ 10.
وفي يوم 7/ 11 قامت قوات من لواء المثنى بمداهمة "مسجد المنيصير" في منطقة الحصوة واعتقال إمام وخطيب المسجد مع عشرات المصلين أثناء خطبة الجمعة.
اغتيال 2 من أئمة المساجد السنية:
أعلنت مصادر أمنية عراقية اغتيال اثنين من أئمة المساجد السنية في بغداد والفلوجة بتفجيرين بعبوات لاصقة، وأوضحت المصادر إن عبوة انفجرت بسيارة إمام وخطيب مسجد الأرقم، عدنان وحيد السامرائي، في الدورة (حي الميكانيك)، جنوب بغداد، مما أسفر عن مقتله على الفور وأضافت إن شخصا آخر قتل وأصيب ثالث.
وفي حادث آخر أكد ضابط شرطة في الفلوجة «مقتل الشيخ أحمد عبد الله وائل المحمدي، إمام وخطيب مسجد الصقلاوية شمال الفلوجة، بانفجار عبوة لاصقة بسيارته أثناء مغادرته منزله متوجهاً إلى المسجد.
ونقلت صحيفة الحياة وصحيفة القدس العربي (25/ 11/2009) عن مصدر في مجلس شيوخ الأنبار قوله: «إن الشيخ الشهيد كان دائما ينتقد طائفية الأجهزة الحكومية خصوصا في غرب بغداد وأعمال القاعدة التي تستهدف المدنيين، معتبرا أنه خروج عن الشرع وتعطيل الجهاد الصحيح الذي دائما ما يبرزه في مواقف حركة حماس الفلسطينية التي يعتبرها في خطب الجمعة عنوان الجهاد والمجاهدين في العالم، لتمسكهم بوحدة الصف ودرء فتنة التناحر بين صفوف الداخل وتحقيق الانتصارات من دون جلب الويلات إلى أهليهم».
اعتقال 13 عنصرا من المجموعات الخاصة المتهمين بقتل السنة:
في 27/ 11/ 2009، اعتقلت القوات الأميركية 13 مطلوبا بينهم قيادي في المجموعات الخاصة المرتبطة بإيران، في منطقة الكيلو 21 شرق المقدادية، بتهمة «القتل والتهجير».
صحيفة البيان الإماراتية 29/ 11/2009
هجوم على مسجد سني:
(يُتْبَعُ)
(/)
اقتحم مسلحون مجهولون يرتدون الملابس العسكرية أحد المساجد في منطقة أبو غريب غرب بغداد، وقال شاهد عيان: "إن المسلحين اقتحموا ليلة أمس الجمعة مسجد المصطفى في منطقة حي الشهداء وقتلوا شخصا كان متواجدا في المسجد لحظة اقتحامهم، وأضاف إن المسلحين أطلقوا وابلاً من الرصاص على المسجد من الداخل والخارج قبل تركهم إياه واتجاههم الى جهة مجهولة".
وكالة الصحافة المستقلة 5/ 12/2009
اغتيال إمام مسجد في الغزالية:
قال مصدر في الشرطة: "إن الشيخ عبد السلام سلمان، إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق في منطقة الغزالية اغتيل لدى عودته صباح اليوم إلى منزله بعد أن أوصل ابنه إلى المدرسة، حين هاجمته مجموعة مسلحة وأطلقت عليه النار من أسلحة كاتمة للصوت ما أدى الى مقتله بالحال".
صحيفة الوطن الكويتية 11/ 12/2009
انفجار عبوة ناسفة في الأعظمية:
لقي شخص مصرعه وأصيب ستة آخرون بجروح فضلاً عن إلحاق أضرار مادية بعدد من المحال التجارية القريبة، بانفجار عبوة ناسفة بعربة لبيع العصير في منطقة الأعظمية شمال بغداد.
وكالة الصحافة المستقلة 3/ 12 /2009
اعتقالات في منطقة أبو غريب السنية:
قال مصدر مسؤول: "إن قوة مشتركة عراقية وأمريكية بدأت منذ ليلة أمس بحملة اعتقالات واسعة شملت العديد من المواطنين في منطقة الرسالة الواقعة في قضاء أبو غريب".
وكالة الصحافة المستقلة 3/ 12/2009
اختطاف وقتل 4 من أبناء السنة في أبو غريب:
قال مصدر أمني في شرطة حي الرسالة وسط أبو غريب، غرب بغداد، إن إحدى الدوريات التابعة للشرطة «عثرت بالمصادفة على أربع جثث لعراقيين مجهولي الهوية في قرية الزوينات غرب المدينة». وأضاف أن «الجثث كانت مقيدة الأيدي إلى الخلف، وعليها آثار عيارات نارية في الرأس».
ومن جهته، ذكر المسؤول الصحي من مستشفى أبي غريب العام وليد الحمداني أن «الجثث الأربع لم تكن تحمل أي هويات ثبوتية، كما أن الضحايا كانوا يرتدون ملابس النوم ما يوحي بأنهم اختطفوا من منازلهم، وكانت هيئة علماء المسلمين قالت في تصريح صحفي لها بتاريخ 3/ 12: "أعدم مسلحون مجهولون الاثنين 30/ 11 ثلاثة أشخاص من أبناء قرية الزوينات، وذكر شهود عيان إن المسلحين اقتحموا مساء الاثنين المنصرم عددا من منازل القرية المذكورة واختطفوا ثلاثة من أبنائها هم (علاء جمهور عباس الخزرجي، وشقيقه مصطفى، وحميد علي سعيد الجبوري)، واقتادوهم إلى خارج القرية وأقدموا على إعدامهم جميعاً وإلقاء جثثهم على قارعة الطريق".
صحيفة البيان الإماراتية 4/ 12/2009
اعتقال 5 من المتورطين بقتل وتهجير السنة في ديالى:
اعتقلت قوة عراقية أمريكية قياديا في المجموعات الخاصة وأربعة من مساعديه في عملية إنزال جوي في منطقة الكيلو 13 قرب المقدادية بمحافظة ديالى حيث تتمركز المجاميع الخاصة المرتبطة بإيران. وأسفرت عن اعتقال المدعو "ليث قاسم" القيادي في المجموعات الخاصة وأربعة من معاونيه، وهم متهمون بعمليات قتل وتهجير العديد من أهالي المنطقة.
الوكالة الوطنية العراقية للأنباء (نينا) 9/ 12/2009
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 03:05]ـ
يا أهل العراق إن مثلكم ومثل العالم الاٌسلامي اليوم كما قال ابن المبارك:
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب(/)
نقاش: هل يجوز التدرج في تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية؟؟
ـ[ابن جريج]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 10:51]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمن المقرر شرعًا لدى جميع المسلمين أن الدين قد كمل وتم بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين النبي أحكامه وتشريعاته دقيقها وجليلها، حتى قال سلمان: " علمنا رسولنا كل شيء حتى الخراءة "، فمحال أن يعلمهم الخِراءة (قضاء الحاجة) ولا يعلمهم طريقة الحكم والسياسة ..
ولما كانت تشريع الأحكام منجّما على حسب الوقائع والأحداث - ثم اكتمل بانقطاع الوحي - نبت من الناس من يقول بجواز هذا التدرج على نحو ما كان في أول الإسلام، فهل يمكن القول بجواز هذا التدرج، وهل يسوغ التدرج في التشريع، وما هي أنواع التدرج ومبرراته، وما هي مراحله وأحكامه؟؟
أسئلة أطرحها للنقاش حتى نصل - إن شاء الله - إلى الحق الذي يرضي الله ورسوله، وأرجو من إخواني الأفاضل أن يشركونا لتحصيل الفائدة، ولا يخرجوا بالموضوع عن محتواه الأساسي، والله الموفق ..
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[31 - Dec-2009, صباحاً 11:31]ـ
وفقك الله و بارك فيك
ما هو مفهوم التدرج اي التعريف الشرعي للتدرج؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 12:26]ـ
...
/// قال شيخ الإسلام العلاَّمة الإمام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله في المنهاج (5/ 110 - 122) في معرض ردّه على الجهمية الموجبين لعذاب الله لمن لم يذنب والأشاعرة غيرهم= قال رحمه الله: (( ... وكثيرًا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً، بل وإماماً، وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها؛ فلا يمكنه ذلك. بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
...
/// وبالجملة .. لا خلاف بين المسلمين أن من كان في دار الكفر وقد آمن -وهو عاجز عن الهجرة- لا يجب عليه من الشرائع ما يعجز عنها.
بل الوجوب بحسب الإمكان وكذلك ما لم يعلم حكمه ... )).
...
/// وقال الشيخ الإمام ابن تيميَّة رحمه الله أيضًا في منهاج السنَّة النَّبويَّة (6/ 146 - 244) باختصارٍ كثيرٍ جدًّا: ((وممَّا ينبغي أن يعلم أنَّ الله تعالى بعث الرُّسل وأنزل الكتب ليكون الناس على غاية ما يمكن من الصَّلاح، لا لرفع الفساد بالكُلَّيِّة؛ فإنَّ هذا ممتنعٌ في الطبيعة الإنسانية؛ إذ لا بد فيها من فساد، ولهذا قال تعالى: ((إنِّي جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدِّماء ونحن نسبِّح بحمدك ونقدِّس لك؟!)) [البقرة/ 30].
ولهذا لم تكن أمَّةٌ من الأمم إلَّا وفيها شرٌّ وفسادٌ، وأمثل الأمم قبلنا بنو إسرائيل، وكان فيهم من الفساد والشر ما قد عُلِم بعضه ...
ولا ريب أنَّ السِّتة الذين توفى رسول الله (ص) وهو عنهم راضٍ الذي عيَّنهم عمر لا يوجد أفضل منهم، وإن كان في كُلٍّ منهم ما كَرِهَه؛ فإنَّ غيرهم يكون فيه من المكروه أعظم، ولهذا لم يتولَّ بعد عثمان خيرٌ منه، ولا أحسن سيرة، ولا تولَّى بعد عليٍّ خيرٌ منه، ولا تولَّى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، كما ذكر الناس سيرته وفضائله.
وإذا كان الواحد من هؤلاء له ذنوبٌ فغيرهم أعظم ذنوبًا وأقل حسنات، فهذا من الأمور التي ينبغي أن تعرف؛ فإنَّ الجاهل بمنزلة الذُّباب الذي لا يقع إلَّا على العقير، ولا يقع على الصَّحيح والعاقل يزن الأمور جميعًا، هذا وهذا ...
والجهل بالأدلة أوبالنَّظر فيها يورث الجهل، وأمَّا من كان عالمًا بما وقع، وبالأدلَّة، وعالمًا بطريقة النَّظَر والاستدلال فإنَّه يقطع قطعًا لا يَتَمَارى فيه أنَّ عثمان كان أحقهم بالخلافة، وأفضل من بقي بعده؛ فاتفاقهم على بيعة عثمان بغير نكير دليلٌ على أنَّهم لم يكن عندهم أصلح منه، وإن كان في ذلك كراهية في الباطن من بعضهم لاجتهادٍ أو هوى؛ فهذا لا يقدح فيها كما لا يقدح في غيرها من الولايات كولاية أسامة بن زيد وولاية أبي بكر وعمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضًا فإنَّ ولاية عثمان كان فيها من المصالح والخيرات ما لا يعلمها إلَّا الله، وما حصل فيها من الأمور التي كرهوها، كتأمير بعض بني أمية، وإعطائهم بعض المال، ونحو ذلك =فقد حصل من ولاية مَنْ بَعْدَه ما هو أعظم من ذلك من الفساد، ولم يحصل فيها من الصَّلاح ما حصل في إمارة عثمان.
وأين إيثار بعض الناس بولايةٍ أو مالٍ من كون الأمَّة يسفك بعضها دماء بعض، وتشتغل بذلك عن مصلحة دينها ودنياها، حتى يطمع الكفَّار في بلاد المسلمين؟! وأين اجتماع المسلمين وفتح بلاد الأعداء من الفُرقة والفتنة بين المسلمين، وعجزهم عن الأعداء، حتى يأخذوا بعض بلادهم، أو بعض أموالهم قهرًا أو صلحًا!! ...
ويقال ثالثا إذا كان كذلك ظهرت حجة عثمان فإنَّ عثمان يقولُ: إنَّ بني أمية كان رسول الله (ص) يستعملهم في حياته، واستعملهم بعده من لا يتَّهم بقرابة فيهم أبوبكر الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ولا نعرف قبيلة من قبائل قريش فيها عمَّال لرسول الله (ص) أكثر من بني عبد شمس؛ لأنَّهم كانوا كثيرين، وكان فيهم شرفٌ وسؤددٌ؛ فاستعمل النبي (ص) في عزة الإسلام على أفضل الأرض مكَّة (عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية)، واستعمل على نجران (أبا سفيان بن حرب بن أمية)، واستعمل أيضا (خالد بن سعيد بن العاص) على صدقات بني مذحج ...
والقاعدة الكليَّة في هذا أن لا نعتقد أن أحدًا معصوم بعد النَّبي (ص)، بل الخلفاء وغير الخلفاء يجوز عليهم الخطأ والذنوب، التي تقع منهم، قد يتوبون منها، وقد تكفَّر عنهم بحسناتهم الكثيرة، وقد يبتلون أيضًا بمصائب يكفِّر الله عنهم بها، وقد يكفر عنهم بغير ذلك.
فكل ما ينقل عن عثمان غايته أنْ يكون ذنبًا، أو خطأً، وعثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد حصلت له أسباب المغفرة من وجوهٍ كثيرةٍ، منها سابقته وإيمانه وجهاده وغير ذلك من طاعاته ... ومنها أنَّه تاب من عامة ما أنكروه عليه، وأنَّه ابتلى ببلاءٍ عظيمٍ؛ فكفَّر الله به خطاياه، وصبر حتى قتل شهيدًا مظلومًا، وهذا من أعظم ما يكفِّر الله به الخطايا.
وكذلك علي رضي الله عنه ما تنكره الخوارج وغيرهم عليه غايته أن يكون ذنبا أو خطأ، وكان قد حصلت له أسباب المغفرة من وجوهٍ كثيرةٍ .. ومنها أنَّه تاب من أمورٍ كثيرةٍ أنكرت عليه، وندم عليها، ومنها أنه قتل مظلومًا شهيدًا.
فهذه القاعدة تغنينا أن نجعل كل ما فعل واحد منهم هو الواجب أو المستحب من غير حاجةٍ بنا إلى ذلك.
والناس المنحرفون في هذا الباب صنفان:
القادحون الذين يقدحون في الشخص بما يغفره الله له.
والمادحون الذين يجعلون الأمور المغفورة من باب السَّعي المشكور.
فهذا يغلو في الشخص الواحد حتى يجعل سيئاته حسنات، وذلك يجفو فيه حتى يجعل السيئة الواحدة منه محبطة للحسنات.
وقد أجمع المسلمون كلهم حتى الخوارج على أن الذنوب تمحى بالتوبة، وأن منها ما يمحى بالحسنات.
وما يمكن أحد أن يقول إن عثمان أو عليا أو غيرهما لم يتوبوا من ذنوبهم، فهذه حجة على الخوارج الذين يكفرون عثمان وعليًّا، وعلى الشيعة الذين يقدحون في عثمان وغيره، وعلى الناصبة الذين يخصون عليا بالقدح ...
وهذا الوليد بن عقبة الذي أنكر عليه ولايته قد اشتهر في التفسير والحديث والسِّيَر أنَّ النبيَّ (ص) ولَّاه على صدقات ناسٍ من العرب فلمَّا قرب منهم خرجوا إليه فظنَّ أنَّهم يحاربونه فأرسل الى النَّبيِّ (ص) يذكر محاربتهم له فأراد النَّبيُّ (ص) أن يرسل إليهم جيشًا فأنزل الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)) [الحجرات/ 6].
فإذا كان حال هذا خفي على النبي صلى الله عليه و سلم فكيف لا يخفى على عثمان؟!!
وإذا قيل: إنَّ عثمان ولَّاه بعد ذلك؟ فيُقَال: باب التَّوبة مفتوح، ...
وعلي رضي الله عنه تبَّين له من عُمَّاله مالم يكن يظنُّه فيهم، فهذا لا يقدح في عثمان ولا غيره، وغاية ما يقال: إنَّ عثمان ولَّى من يعلم أنَّ غيره أصلح منه، وهذا من موارد الاجتهاد ...
وكذلك قوله: إنَّه استعمل سعيد بن العاص على الكوفة، وظهر منه ما أدَّى إلى أن أخرجه أهل الكوفة منها. فيُقَالُ: مجرد إخراج أهل الكوفة لا يدلُّ على ذنبٍ يوجب ذاك؛ فإنَّ القوم كانوا يقومون على كلِّ والٍ! قد قاموا على سعد بن أبي وقاص، وهو الذي فتح البلاد، وكسر جنود كسرى، وهو أحد أهل الشورى، ولم يتول عليهم نائب مثله، وقد شكوا غيره مثل عمار بن ياسر، وسعد بن أبي وقاص، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم، ودعا عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: ((اللهم إنهم قد لبسوا علي فلبس عليهم)).
وإذا قُدِّر أنَّه أذنب ذنبًا فمجرَّد ذلك لا يوجب أن يكون عثمان راضيًا بذنبه.
ونوَّابُ علي قد أذنبوا ذنوبًا كثيرةً، بل كان غير واحد من نوَّاب النَّبيِّ (ص) يذنبون ذنوبًا كثيرة، وإنما يكون الإمام مذنبًا إذا ترك ما يجب عليه من إقامة حدٍّ، أو استيفاء حقٍّ، أو اعتداء ونحو ذلك.
وإذا قُدِّر أنَّ هناك ذنبًا فقد عُلِم الكلام فيه ... الخ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد سمحان]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 12:34]ـ
الصواب أنه لابد من التطبيق الكامل للشريعة حال وجود الإمام المسلم القادر
ولا يحل له أن يطبق بعض الأحكام ويترك بعضا، إلا إن عجز عن ذلك، فيسلك طريقا آخر للتطبيق ولا يمنع من التطبيق المتدرج مراعاة لمصلحة المسلمين، لأن الإسلام بني على دفع المفاسد وجلب المصالح وذلك بالضوابط الشرعية، ولكن لابد من أن يكون هم الإمام الأول والأخير هو السعي الحثيث بكل السبل والوسائل للتطبيق وذلك حال ضعف المسلمين وإذا تيقن أنهم سيستأصلون إن شرعوا في تطبيق الشريعة الغراء وجب عليه سلوك طريق التدرج لمراعاة دفع المضرة المحققة أو المظنونة.
الخلاصة أنه لابد من التطبيق الكامل للشريعة إلا في حال ضعف المسلمين فييباح ويستحب ويجب التدرج حسب المصلحة التي يقررها الفقهاء، أضف إلى ذلك أن الضعيف لا يستطيع أن يطبق الشريعة بالكامل فهو ليس مطالب إلا بما يستطيع.
هذا والله الموفق ونعوذ به من الخسران والخذلان.
ـ[عمر سيف]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 01:09]ـ
أشكرك يا شيخ عدنان على هذا النقل الموفق
ولامزيد على ما قرره شيخ الإسلام عليه رحمة الله
ـ[ابن جريج]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 11:32]ـ
وفقك الله و بارك فيك
ما هو مفهوم التدرج اي التعريف الشرعي للتدرج؟
وفيك بارك أخي الحبيب
التدرج في جملة الحقائق - لغوية وشرعية وعرفية - لفظ يدل على أخذ الشيء درجة درجة، وهو جنس يشمل كل عملية تقبل التجزئة والتفرقة في الماديات والمعنويات؛ فمن الأولى صعود جبل أو سُلّم، ومن الثانية حفظ الدليل ثم فهمه ثم الاستنباط منه وهلم جرا.
وقد يحمل لفظ التدرج معنى الالتزام والتضمن، وذلك كتوقف شيء على شيء ولزومه له، فإنه يلزم منه التدرج، وهذا ليس عاما في كل أنواعه.
ولفظ التدرج - من حيث هو - لا يتعرض لإشكال، ولكن في متعلقاته و ما أسند إليه، فيدور الحكم مع متعلقه لا مع ماهيته، مثال ذلك:
1 - التدرج في طلب العلم الشرعي.
التوضيح: متعلَّق التدرج هنا هو العلم الشرعي، وهو مندوب شرعا، فالتدرج إذا فيه مندوب.
2 - التدرج في شرب الخمر.
التوضيح: متعلق التدرج هنا هو الخمر، وهو حرام، فالتدرج فيه حرام.
يتبين من خلال هذه الأمثلة أن ماهية التدرج لا يتعلق بها حكم شرعي، فحكمه لاحق بمتعلقه ولازم له كدلالة الملزوم على اللازم.
..... هذه مقدمة مهمة أردت بيانها قبل الإجابة عن سؤالك ....
قد علمت أخي من خلال ما سبق أن لفظ التدرج من حيث ماهيته لا إشكال عليه، وليس له مدخل في بحثنا، وبحثنا فيما إذا تعلق التدرج بتطبيق الشريعة فكيف يكون معناه حينئذ؟؟
فأقول: يرد هذا التدرج على أربع صور:
1 - ترك أمر أو نهي لعجز معتبر.
2 - تعارض الأوامر والنواهي لاجتماع متعلقاتها في شيء واحد وله أربع صور:
أ- تعارض الأوامر ذاتها.
ب- تعارض النواهي ذاتها.
ج- تعارض أمر مع نهي والأمر أرجح.
د - تعارض نهي مع أمر والنهي أرجح.
3 - تعارض المصالح والمفاسد الشرعية، وتنقسم إلى قسمين:
أ- تعارض أجناس المصالح والمفاسد كتعارض النافذ والمرسل والملغى.
ب- تعارض أنواع المصالح والمفاسد كتعارض الضروري والحاجي والتحسيني.
4 - التزام تشريع محرف أو وضعي مدة مطلقة - غير محددة - ريثما تسنح فرصة مناسبة
لتغييرها.
فهذه صور متفرقة للتدرج في تطبيق الشريعة، مختلفة الفحوى متفرقة المعنى، ولعلك أخي تكون قد أجبت، فلاح لك المفهوم وقُرِرِتَ - قرت عينك - وللحديث بقية ...
ـ[ابن جريج]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 12:26]ـ
أخي الكريم: عدنان البخاري بارك الله فيك
كلام شيخ الإسلام مع وضوحه وجلائه غلط فيه كثير من الناس وأشكل على آخرين منهم، فنزله كثير من الناس في غير منزله، وأوردوه في غير مورده، ولا يكفي - حفظك الله - النقل المجرد في موضع الإشكال، وبيان ذلك:
1 - أن شيخ الإسلام يقرر في هذه المواضع قاعدة العجز، ويبين أنه مسقط للتكليف.
2 - ويفرق بين العجز عن بلوغ الخطاب وفهمه، ويستطرد فيمثل على الأول بالنجاشي وعلى الآخر بكل مجتهد.
وعليه:
3 - فإن العاجز مسلوب الإرادة والقدرة ولا يرد عليه تكليف باتفاق العلماء.
4 - والعاجز عن شيء لا يتصور شرعا - ولا عقلا - أنه قادر على شبيهه ومثيله.
قلت: ابن جريج
حديثنا لا يدور على من عجز في فهم خطاب أو بلوغه، ولكن فيمن بلغه الخطاب وفهمه - من هو مثله - ثم لا يزال يدعي العجز ويتقمصه!!!!
وبالله التوفيق ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 12:30]ـ
بارك الله فيك .. أدري أنَّ نقلي ليس عمَّن يتقمَّص العجز ويتكلَّفه، وكأنَّه يخادع ربَّه، بل هو مطابقٌ لعنوان موضوعك.
ولم أدخل في نقاشك، بل نقلت فائدة في الموضوع وحسب.
ـ[ابن جريج]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 12:40]ـ
وفيك بارك
ولكنه - أي العجز - أخي الفاضل - جانب واحد من موضوع كبير ذي أجزاء وشعب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 01:51]ـ
بارك الله فيك .. ما فصلته على أربعة صور للتدرج، حاصله عند التحقيق صورتان فقط:
/// عدم التكلف بما لا يطاق (ومن ثم السعي إلى رفع عارض العجز تدريجيا)
/// التفريط مع الاستطاعة.
وبيان ذلك أن قولك:
ترك أمر أو نهي لعجز معتبر
صريح في الصورة الأولى.
/// أما قولك:
- تعارض الأوامر والنواهي لاجتماع متعلقاتها في شيء واحد
هذا التعارض الوضعي في تنزيل الأحكام لا يلزم منه التدرج، بل لا علاقة له به، إذ هو أمر اجتهادي محض، يخرج منه المجتهد بتقرير الأرجح من المتعارضين، فيكون هذا الأرجح هو حكم الشرع عنده، لا أنه بذلك يقدم حكما ويؤخر ما يعارضه على سبيل الأخذ بالشرع درجة درجة! فخرج المجتهد بذلك الترجيح الاجتهادي بين المتعارضات من مادة التدرج.
/// أما قولك:
تعارض المصالح والمفاسد الشرعية
فهذا مداره عند التحقيق على الاستطاعة .. فالشرع جاء بدفع المفاسد وجلب المنافع، فعند العجز عن الكل لا يُترك الجل، وعند العجز عن دفع المفاسد فإنه يُقصد إلى تقليلها، وذلك من باب لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فرجع إلى الصورة الأولى، صورة التدرج لعارض العجز.
وقد يكون مداره على الاجتهاد لمعرفة أرجحية المفسدة من مرجوحيتها، فيلحق حينئذ بالنقطة السابقة، وينفك عن مسألة التدرج.
/// التزام تشريع محرف أو وضعي مدة مطلقة
هذا عند التأمل يكون له حالات، قد يكون اجتهادا فاسدا يظنه أصحابه مشفوعا بقاعدة العجز العارض وليس كذلك إذ لا يستبدل هذا بذاك إن صح العارض، وقد يكون تفريطا منهم إذ لا عجز عند التحقيق كما يدعون .. فرجع إلى الصورة الثانية، صورة التفريط وادعاء العجز.
والله أعلم
ـ[ابن جريج]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 02:25]ـ
وفيك بارك أخي أبي الفداء
لا أقصد بالتعارض هنا ما كان ناشئا من جهة الوضع، والتعارض المراد هنا ما نشأ في محله كتعارض دليلين منفصلين في محل واحد، وبيان ذلك:
- أن المجتهد يلغي الحكم الناشىء عن التعارض الوضعي، كإلغائه وجوب الوضوء من مس الذكر لرجحان استحبابه عنده، فما ثم إلا حكم واحد في نظره ..
- ولكنه - المجتهد - لا يلغي أحد الحكمين الناشئين عن الدليلين في محل واحد
فإلغاء حكم القطع في الغزو لا يلغيه مطلقا.
وإلغاؤه في قحط أو عام سنة لا يلغيه مطلقا.
وإلغاء حكم الجهاد للبر لا يلغيه مطلقا.
وبقاء الكعبة لا يلغي جواز نقضها.
وهكذا .. فثبوت الدليلين يلزم منه التدرج، وما قيل هنا يقال في باب المصالح والمفاسد
والله الموفق ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 02:55]ـ
بارك الله فيك .. كلامك هذا يشعرني بأن الخلاف بيننا خلاف لفظي.
فالذي تفضلتَ به في مشاركتك الأخيرة هو عين ما أقصده من أن الحكم باق لم يتغير، ولكن الذي تغير هو الوضع، أي حال المكلف نفسه، الذي بيانه:
/// العجز والضرورة المعتبرة (عند مريد الحق)
/// التفريط والتبديل بدعوى العجز (عند صاحب الهوى).
فالمجتهد الذي يريد الحق في ذلك إنما يكون منه التخلُّف عن تطبيق بعض الشرائع مع اعتقاد بقاء حكمها ووجوب الإذعان له والعمل به على الفور حال المقدرة. وعارض العجز قد يلحق بالمكلف أحيانا ويتخلف عنه في أحيان أخرى، فقد يقدر اليوم فيطبق (أو لا يطبق) ويعجز غدا فيترك التطبيق، وهكذا ..
فما وجه وصف هذه الحال - التقلب ما بين العجز والاستطاعة - بالتدرج؟ إلا أن يكون الكلام على نسق مستقل من أنساق العمل الدعوي - مثلا - يبتدئ الداعية فيه بالأهم فالمهم، ويطبق فقه الأولويات، فلا ينكر على تارك الصلاة - مثلا - كونه يدخن (مع علمه بوجوب الإنكار عليه في هذا)! وإنما يتدرج تدرج الربانيين بإصلاح الأصول أولا ثم يبني عليها الفروع، مراعيا المصالح والمفاسد.
أما فيما عدا هذه الصورة فلا أتصور كيف يدخل التدرج في أحوال المكلفين الوضعية من الأحكام!
إذ الحكم كما أرانا نتفق لا يتغير وإنما يتغير وضع المكلف نفسه وحاله، ولا يلزم أن يكون ذلك التغير - الخارج عن إرادة المكلف - على التدرج ولابد!(/)
ما الفرق بين الظلمات والنور في الية 256من سورة البقرة
ـ[الراجية رحمة ربها الغفور]ــــــــ[31 - Dec-2009, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله الاية 256من سورة البقرة تثير عندي بعض الاشكال وكلما حاولت ان ابحث عن شرحها في كتب التفيسر الا وسبحان الله اجد نفسي قد حدت عن الهدف
فرجاء هل يمكن ان تبينوا لي ما الفرق بين الطلمات والنور كل مرة في هذه الاية المباركة التي تقول: الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجهم من النور الى الظلمات اولائك اصحاب النار هم فيها خالدون
وايضا اريد ان تجيبوني هل احدثت بدعة عندما التزمت ان اعيد ادعية القران ثلاثا كلما تلوته؟
الحقيقة لم اقصد ان ازيد على السنة شيئا ولكن وعندما التقيت ببعض الاخيات وفقهن الله واياكم نتلو كتاب الله استحسن الفكرة وصارت معهن عادة لذلك خفت ان تكون بدعة فما رايكم؟(/)
رسائل جامعية في جامعة ديالى دليل على ارث حضارى يراد له .....
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 01:52]ـ
جامعات بلاد الرافدين بمختلف اقسامها وتخصصاتها الموزعة على محافظاتها مثل جامعة بغداد والموصل - نينوى -والبصرة وديالى كانت تمثل الارث الحضاري للبلد والعمق التاريخي لها حتى انتجت العقول المبدعة في مختلف مجالات الحياة بل كالنت تستهوي الافئدة للانخراط في كواردها من اجل الاستفادة والافادة وظهرت اسماء لامعة في سماء العلم والمعرفة تخرج من احضانها مئات الطلبة الذين ابدعوا في تخصصاتهم فكان نصيب كل جامعة من جامعات العراق مئات الرسائل والاطاريح الجامعية تدل على عقول نيرة بوسعها ان تنتج وتبدع لو اتيح لها المجال والامكانيات المادية والمعنوية وليس ادل على ذلك من نموذج مصغر لكشاف رسائل من جامعة ديالى التي تضم عدد من الكليات في مختلف المجالات بعد ان كانت النية معقودة على استحداث كليات في اللغات والاداب والصيدلة والاقتصاد اقتداء بجامعة بغداد الام وقد تم اعداد ذلك بل تم اعداد الدراسات والتصاميم لولا ما حل بالعراق من فاجعة الدهر فقد اصبحت جامعات بغداد تئن مما حل بها وباتت استاذتها وعلمائها هدفا لكل باغي جاهل خبيث يموت بيد باردة فيثلم من حضارة بغداد وترراثها ثلمة بل اصبحت بعض من هذه الجامعات تجارة لنكاح المتعة - حسبنا الله - واللطم والنياحة وضرب الصدور على الحسين عليه السلام وضي الله عنه وابتداء بما يسمى بتهجير العقول وتصديرها لتفريغ بغداد من العلم والمعرفة ليحل محلها الجهلة والرعاع هذا وقد هجر اكثر طلاب العلم موائد المعرفة واصبح الاهتمام منصب على توفير العيش وتحقيق الامان وهذه بعض الرسائل الجامعية من محافظة ديالى هذا مع الخير موجود بمن تبقى ويحمل روحه على كف عفريت ان صح والله اسال ان يرفع الغمة عن بلاد الرافدين والامة الاسلامية جمعاء والله حسبنا ونعم الوكيل:
http://www.diyalauniv-iq.net/Dalel%20basic%20edu.html
:http://www.diyalauniv-iq.net/Dalel%20educalasmaai.html
ـ[د على رمضان عبد المجيد]ــــــــ[29 - Jan-2010, صباحاً 10:28]ـ
هل يمكن اتاحة هذه الرسائل هنا أيها الأخ الحبيب حتى نستفيد منها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[29 - Jan-2010, مساء 03:26]ـ
اظن الرابط سيدلك عليها!!(/)
يا أهل التوحيد والسنة ....
ـ[أبو محمد البرقاوي]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 05:37]ـ
يا أهل التوحيد والسنة ....
إن أهل الضلال قد جمعوا لكم:
فالثبات الثبات ... وقولوا: (حسبنا الله ونعم والوكيل)
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال الله تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت:2).
لا تزال رحى الحرب دائرة بين أولياء الله وأولياء الشيطان.
وقد كتب الله تعالى في سابق تقديره، ومحكم تدبيره: أن رسله وجنده هم الغالبون، كما قال تعالى: (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة:21) وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ) (المائدة:56) وقال تعالى: (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ) (الصَّفات:173).
ولا يخفى أن أهل التوحيد والسنة في دولة التوحيد والسنة يُستهدفون من أعداء الإسلام، وأهل البدع اللئام، فتكالبوا عليهم من كلّ حدبٍ وصوب، بشتى أنواع الحرب والجريمة، فلما رأوا أنهم عاجزون عن حرب السلاح، وبذل النفوس، لأن الله جعلهم (أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ) (البقرة:96) يمرحون فيها ويسرحون بكل أنواع المعصية وما يسخط الرب عز وجل، فلما علموا أنهم أجبن الناس عند اللقاء، وأضعف الخلق عند بذل النفوس لتحقيق عزة الدين: اتجهوا إلى:
حرب المكر والخديعة.
وحرب القنوات الفضائيات.
وحرب المنافقين المشككين في ثوابت الشريعة، ودعائم الدين.
وحرب تمزيق الصفوف وإضعاف القوى.
وحرب دعم من في قلبه مرض، وفتنة الناس بقوله!
وكل ما يستطيعون من صنوف الحرب الماكرة ...
هاهم اليوم يتكالبون علينا من كلّ حدب وصوب.
وهذا أمرٌ لا يجحده إلا أعمى البصيرة.
وحقيقة لا ينكرها إلا مخذول أو مهبول.
وبلية لا يستهين بها إلا ضئيل الدراية، مسلوب الحنكة.
ها هي رايات (الرفض) جاءت محمولة بأيدي أربابها، ودعوة التقارب وأذنابها!
وها هي شعارات (التصوف) تزاحمت في الصحافة ووسائل الإعلام في نشرها وإذاعتها!
وها هي حبائل (الليبرالية) وتشكيكاتهم تتخطف الناس يوماً بعد يوم بمدلهمات المقالات الفاسدة.
وها هي عقارات (المسخ التغريبي) بدأت تنشط آثارها في (الشباب والشابات!) المبتعثين إلى (بلاد الكفر).
وها هي علامات الهزيمة تظهر على (المرجفين) الذين جروا أذيال (الهزيمة!) تحت وطأة (حب الشهرة) وطلب (محبة الخلق بعصيان الخالق) وكسب قلوب (الجماهير).
وها هي حرقة قلب الموحد (تفوح) عندما يرى (التولي يوم الزحف) ممن يُظن بهم الصلاح، ويؤمل فيهم نصر الدين، فلا كَلِمَ ولا قَلمَ، ولا إنكار ولا استنفار، ولا نصح ولا إرشاد، (وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ) (التوبة:46).
فاثبتوا يا معاشر أهل التوحيد والسنة فأنتم –كنتم ولا زلتم- تحت ولاية مسلمة، فتحت لكم أبواب الخير، عن طريق المدارس والمساجد وسائر مؤسسات الدولة.
أفرار يوم الزحف ...
وتخاذل حين الاستنصار ...
وأنتم بأيديكم سلاح (الإنكار) و (النصح) و (التعليم) و (الدعوة)؟
ودولتكم (تفرض) عليكم (مقررات) تنصر دينكم في المدارس والمعاهد والجامعات؟
وتأذن بإقامة (الخطب) و (المواعظ) و (الدروس) ونشر (الكتب) و (الأشرطة) المحققة لمبادئكم؟
كيف لو أنكم في ولاية كولاية المأمون؟
كيف لو أنكم تحت سطوة كسطوة التتار والقرامطة؟
كيف لو أنكم تحت حكومة كافرة كالعبيديين؟
فاستغلوا هذه الفرصة بما أحلّ الله تعالى وشرع، من القيام بشرع الله تعالى حق القيام.
واستبشروا بوعد الله تعالى:
بأنه الغالب كما قال تعالى: (كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة:21).
وأن جنده وحزبه هم الغالبون، كما قال تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ) (المائدة:56) (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ) (الصَّفات:173).
(يُتْبَعُ)
(/)
واستبشروا بأن: الحق قوي سبّاق، وأن الباطل هزيل مزهاق، كما قال تعالى (وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (الإسراء:81).
واستبشروا بأن: الحق قوي دامغ، وأن الباطل مدموغ زائغ، كما قال تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الأنبياء:18)
واستبشروا بأن: الحق ثابت مقيم، وأن الباطل زائل إلى الجحيم، كما قال تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الحَقَّ وَالبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ) (الرعد:17).
واستبشروا بأن: الله أوجب على نفسه نصرة من ينصره فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)، وقال تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:40).
ووعد بنصرة رسله والذين آمنوا فقال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) (غافر:51).
واستبشروا: بأننا الأعلون بالقوة والسلطان، وبالعلم والبيان، كما قال تعالى: (وَلا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139).
واستبشروا بأن: هذا الدين منصور مؤيد من الله تعالى، وسيبلغ ما بلغ الليل والنهار، كما قال النبي الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين يعز عزيز أو يذل ذليل عزاُ يعز الله به الإسلام وأهله وذلا يذل الله به الكفر) رواه الإمام أحمد بسند جيد من حديث تميم الداري رضي الله عنه.
فما أضعفَ يقين بعض العالمين؟
كلّ هذه الوعود ...
وكل هذه الضمانات ..
وشرار الخلق، وأعداء الرسل، ودعاة الرذيلة، وأهل الزندقة والرفض والتجهم والإلحاد لا تزال تُسمع لهم أصوات؟
ولكن .......... لا غرابة ...
فإن الحق والباطل من المتناقضات ...
والمتناقضات في قانون كل عاقل: لا تجتمع ولا ترتفع.
ولئن غاب الحق بضعف أهله .... فسوف ينعم الباطل ويسرح ويمرح.
ولكن ما إن تحضر (شمس الحق) إلا ويتبدد (ظلام الباطل)
فهبوا يا شباب الإسلام بالحق ونصرته على منهاج النبوة ...
وأكثروا من قول:
حسبنا الله ونعم الوكيل.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
فإنها مقالة المرسلين الصادقين الثابتين على دين الله تعالى عندما تتكالب عليهم أعداء الله ورسله.
قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
فأكثروا من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل.
(فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فهم والله أضعف ناصرا وأقل عددا.
(وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)
فلا نبتئس من شدة ما نسمعه من أهل الزندقة والإلحاد من الليبراليين وأذنابهم من عبارات الكفر والزندقة، فإنهم لن يضروا الله شيئاً، وإنما مكر بهم (خير الماكرين) عز وجل، ولم يرد أن يجعل لهم حظاً في الآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
فلعل ما يحصل اليوم من تطاول أولئك الضلاّل من كريم فضل الله تعالى وعدله، لتميّز الصفوف، ويفرق بين الطيب والخبيث.
فالبدار البدار إلى (الإيمان بالله) بالتوحيد الصادق الخالص النقي وإلى (الإيمان بالرسل) بصدق الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم سنته.
(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
وهذه الآية لعلها إنذار لـ (المتخاذلين) ممن آتاهم الله تعالى علماً وفقها في دينه ثم (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ) (التوبة:87).
إنذار للذين (تعلموا) و (تخرجوا من الجامعات) و (حفظوا القرآن والسنة) و (زاحموا العلماء في مجالس العلم) ونالهم من فضل الله (الشيء العظيم) ثم (بخلوا به) على الناس.
فهؤلاء: (سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
فهؤلاء لا يستحقون منزلة (ورثة الأنبياء) (وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
لأنهم ما قاموا بعهد الله تعالى وميثاقه، وقد قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران:187)، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159).
وإنما (ورثة الأنبياء) صدقاً وعدلاً هم الذين (ينتفعون وينفعون) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ) متفق عليه.
فاتركوا سبيل (المتخاذلين) (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (الدُخان:2).
وعليكم بالدعوة إلى التوحيد والسنة في كل وقت وحين (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ) (فصِّلت:33).
فيا شباب التوحيد والسنة:
عودوا عوداً حميداً إلى:
مجالس العلم، وتعلم التوحيد والسنة، والعكوف على كتب علماء السنة ...
عودوا عوداً حميداً إلى:
إلى الجد والعمل، والدعوة إلى الله تعالى، لا إلى حزب ولا طائفة ولا فرقة.
عودوا –يا أمة التوحيد- عوداً حميداً إلى:
توحيد الله، وتوحيد الاتباع، وتوحيد الصف.
فليكن قصدكم هو الله تعالى: (أَلَا للهِ الدِّينُ الخَالِصُ) (الزُّمر:3) وهذا من تمام تجريد التوحيد لله تعالى، وصدق الإيمان به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإمامكم المتبع هو: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الفتح:29).
وقدوتكم السلف الصالح، (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ) (التوبة:100)
وقولوا: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10).
واجعلوا اجتماعاتكم (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) (النور:36 - 37).
ولباسكم الذي تتميزون به عن سائر الفرق لباس العلم: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (الأعراف:26).
هذا والله ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويحفظ هذه البلاد حكومة وشعباً من كل سوء، ويجمع كلمتهم، ويوحد صفهم، ويعيذهم من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الطائف
4 محرم 1431هـ
منقول
http://bintamme.com/html/play-99.html
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 01:17]ـ
بارك الله فيك.
وقد كانوا إذا عدوا قليلا ********فقد صاروا أعزّ من القليل(/)
الأخذُ المعرفيُّ عبر الشبكة (ضوابطه) (فوائده) (مزالقه)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 09:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد باتتِ الشبكةُ أمراً لا مفرَّ منه لكلِّ أطياف الناس وشرائحهم المختلفة، وغدت جسرَ تواصلٍ بين الأمم والشعوب والأعراق وغيرها ...
ومع تنوع الموارد العلمية لطالب المعرفة أضحت الشبكةُ أيضاً أحدَ الموارد لكثير من طلاب المعرفة ورافداً لا يستهانُ به في الأخذ المعرفي والتبادل الثقافي ...
وحينما أتناولُ الأخذَ المعرفي بالحديث فذلك لخطورة هذا الأمر على الشَّبَيبةِ المسلمةِ لا سيَّما من هم في طور التكوين العلمي، وعليه فكلامي ليس موجهاً لمن يملكُ الغربلةَ العلمية والفكرية ولديه قدرة المتلقي الناقد وإنما أوجِّه كلامي لمن ليس لديه خلفيةٌ ثقافيةٌ يستندُ عليها في تمحيص المعتقدات والأفكار المطروحة على الشبكة ...
وعلى الشَّاب المسلم إدراكُ أنَّ الخلفيةَ الثقافيةَ الصحيحةَ يجبُ أنَّ تتشكَّل بمجموعةٍ من المعتقداتِ الأثريةِ والأفكار السَّوية التي تصنع بدورها حصانةً من ساقط القول وفاسدِه ...
وأما إذا غدا الشَّابُ غيرَ حريص على تحصين خلفيته الثقافية فسيتسَلَّلُ إلى مخزونه المعرفي معتقداتٌ خبيثةٌ قد تكون سبباً في إيجاد خلفيةٍ ترى في الإسلام حجرَ عثرةٍ ومصدرَ تخلُّف عن ركبِ الحضارةِ المزعوم ...
ومن الضوابط التي تضبط الأخذ المعرفي أنْ يكون مؤطراً في أهل العلم المؤتمنينَ في دينهم وعلمهم حتى إذا اكتملت الحصانةُ العلميةُ للطالب فَلَهُ حينها- إن شاء - أن يطَّلعَ على النتاج العلمي والفكري للآخر، كما أن الأخذ المعرفي يجب أن يندرجَ تحتَ جدول يحدده الآخذُ والتنظير له قد يصعب لاعتبار يدركه الآخذ ... فالطالب الذي يعيش في كنَف ِ بلدٍ يحفلُ بالعلماء ويزخَرُ بطلبةِ العلم لا يشكِّلُ له الأخذ المعرفي عبر الشبكة مرتبةً أولى كطالب يعيش في بلدٍ لا يرى فيه أهلَ علمٍ وإن وجدوا فأهل خرافةٍ وزيغٍ وضلال ... فالأخذ المعرفي للأول ثانوي، وللثاني أساسي ومهم، كما أنَّ الأخذ يجب أن يتوافقَ مع الكمِّ المعرفي الذي لدى الآخذ حيث يتناسبُ مع قدراته العلمية ... فطالب في مرحلة الدكتوراه يبحث في مسألة فقهية دقيقة في الشبكة ويجمع الأبحاث والدراسات فيها يختلف عن طالب يبحث عن حكم المسح على الخفين .. فليس السبيل الصحيح أن يطوِّح طالبُ المعرفةِ في كل فنٍّ ويتعمقَ فيه وهو ما زال في باكورة الطلب.
ولا شكَّ أنَّ للأخذ المعرفي عبرَ الشبكة فوائدُ عديدةٌ منها أنه يُثرِي مخزونَ طالب المعرفة العلمي كونه يطَّلِعُ على المدارس العلمية والفكرية المنضبطة عبر الشبكة ..
كما أنه يُسهِمُ في اطلاع طالب المعرفة على الأسفارِ العلمية في مجال تخصُّصه أو في غير تخصصه ممَّا لا يمكنه الحصولُ عليه لقلةِ ذاتِ اليد أو لأمرٍ آخر ...
كما أنَّ التبادلَ الثقافي والعلمي مع أهل الاختصاص يديرُ عجلةَ الفكرِ ويقدحُ زنادَ النظرِ والتأمل ...
وكذلك يُسهِم الأخذ المعرفي في تصحيح كثير من المفاهيمِ الضَّالة السائدة لدى البعض فيرى الآخذُ الأدلةَ الصحيحةَ التي تنقُضُ ذلك المفهومَ وتصحِّحه ...
وتبقى الإشارة إلى مزالق الأخذ المعرفي عبر الشبكة ويحتلُّ المزلقُ العقديُّ الصدارةَ بعد المزلقِ السلوكي الأخلاقي ...
وذلك أنَّ زعزعةَ الجانب العقدي بمثابةِ زعزعةِ وجود المرء نفسه فالعقيدة كالروح للجسد ولا شك ...
فعلى طالب المعرفة أن يكون حذراً في أخذه المعرفي من هذه الحيثية ... فليس كلُّ ما يلمع ذهباً وليس كلُّ من تسمَّى بالسنة أو السلفية يكون كما ادَّعى ... وليس كلُّ من ادَّعى التنوير أو دعا إلى إنارةِ النصوص الشرعية في قالب التجديد المزعوم يكون على هدى ورشاد ...
وفي نظري أنَّ أخطر مزلقٍ عقدي عبر الشبكة هو المزلقُ الإلحادي - والعياذ بالله - فكم وَقَعَ في شَرَكِ الإلحاد فئامٌ من الشباب لا يعلمهم إلا الله فغدا أحدُهُم ينكر خالقَه فاطرَ السموات والأرض، فالشبهاتُ التي يلقيها أهلُ الإلحادِ والزندقةِ في مواقعهم النتنة أو مدوَّنات بعضهم - من العابثين والعابثات - قد تجد تُربةً خصبةً عند بعض الشَّبيَبَة لا سيَّما من لديهم هشاشةُ حصانةٍ عَقَدِية فتستحكمُ الشبهةُ وتتمكَّنُ من خافق الشَّاب وتتجذر فتورقُ الكفرَ والزندقة ...
فحذارِ ثمَّ حذارِ من المواقع والمدوَّنات الإلحادية الطافحةِ بأنوع الكفر والنفاق ...
الإلحادُ مطيةٌ لتحقيق شهوات وملذَّات الملاحدة الجسمية، فهي قنطرةٌ لنيل ما يصبونَ إليه ليس إلا
فدعوى الملاحدة تصبُّ في مصلحة سيدهم إبليس الذي يديرهم كما يديرُ الطفلُ لعبته بجهازِ التَّحكم عن بعد ...
وأخيراً على الطالب أن يقصد وجه الله في كلِّ ما يأخذُ وما يذرُ حتى تتجلى البركةُ على أقواله وأفعاله، فالإخلاصُ سبيلُ الخلاص، والله جلَّ في عُلاه يجعلُ للمخلصِ ما لا يجعله لغيرِه والحمد لله رب العالمين.
(أخوكم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الهدى]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 09:47]ـ
بوركت وجزيت خيرا
فالأمر جداً خطير ويحتاج إلى توعية المثقف المسلم لا أقول العربي بل لطالب المعرفة في كل مكان ..... أما طبقة الدارسين والمتعلمين أعني طلبة العلم الشرعي من أهل العلم فلا ريب أن ملكة النقد أو دعنا نقول التعرف على الباطل بكل صوره أمر موجود وإن كانت تتفاوت فيه النسب من طالب لطالب كل بحسب توفيق الله أولاً ثم بفضل شيخه وملكته واجتهاده ...
ولكن يبقى أن الشبكة العنكبوتية متسعة الآفاق لمعرفة واسعة وسريعة .... والله المستعان ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[27 - Jan-2010, مساء 01:39]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[27 - Jan-2010, مساء 10:08]ـ
أحسن الله إليك ... !
كلام طيب؛ جزاك الله كل خير
ونفع بك.
ـ[أبوالعمار]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 10:42]ـ
بارك الله فيك
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 11:34]ـ
جزاك الله خيراً، وأضيف إلى ذلك أن علينا أن نتعامل مع الشبكة كما نتعامل مع (الوجادات)، بل أشد حذراً! فهل إذا وجد إنسان ورقة في الطريق وقرأ فيها خبراً فهل يقبله مباشرة وينشره مباشرة؟ إن الشبكة أشد خطراً ولذلك فلا بد أن نكون منها أكثر حذراً ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 05:59]ـ
///جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 06:27]ـ
الحمد لله الذي يسر لنا الشبكة رغم عيوبها فهي كالسكين في الخير والشر.
وهي ساحة جديدة للصراع بين الحق والباطل ومن حجته أقوى ونفسه أطول كان نصيبه أكثر.
جزاك الله خيرا
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 09:02]ـ
///جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(/)
النصوص الشرعية منتج رباني!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 08:33]ـ
سؤال لطلاب العلم في عبارة حيرتني:
قرأت في أحد الموقع لأحدهم يقول:
النص منتج إلهي من خالق خلق البشر وهو يعرف ما يصلحهم، والثاني منتج من مخلوق لم يدر كيف خلق ولا يعرف متى يفارق الحياة. ...
فهل تجوز مثل هذه العبارة وخاصة المعلَّمة بالأحمر؟
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 08:58]ـ
النص ... يقصد به نص الشارع ... القرآن والسنة.
- والقرآن كلام الله ... وأما المنتج فتخليقي، ... وفيه شبه بمقولة المعتزلة.
وإن كان يقصد السنة ... فالسنة وحي
فقال الله تعالى: (وما ينطق عن الهوى)
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ، أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ)
- أما وهو يعرف ما يصلحهم ... فهذا من باب الإخبار ... وإن كان الأولى استخدام كلمة: يعلم.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[02 - Jan-2010, صباحاً 07:28]ـ
النص منتج إلهي من خالق خلق البشر وهو يعرف ما يصلحهم، والثاني منتج من مخلوق لم يدر كيف خلق ولا يعرف متى يفارق الحياة. ...
هذه العبارة من الالفاظ الموهمة، وتحتمل معنى سيئا يتوافق مع عقيدة خلق القرآن، وقد حذر علماء السلف وبشدة من استعمال الألفاظ الموهمة وبخاصة في حق الله تعالى،
يقول ابن تيمية في رده على الرازي بشأن بعض الألفاظ الموهمة في حق الله والتي نسبها ظلما وافتراء للحنابلة:
((بل خصومه في هذا الباب جميع الأنبياء والمرسلين وجميع أئمة الدين من الأولين جمع الأنبياء والمرسلين والتابعين بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، والآخرين وجميع المؤمنين الباقين على الفطرة الصحيحةن دع ما قد تنازع فيه من ذلك فإنهم لا يطلقون على الله هذا الإطلاق الذي ذكره، وإن كان فيهم وفي سائر الطوائف من نص بالصفات التي يطلق عليها هو وأمثاله أنها أجزاء وأبعاض لكنهم لا يطلقون الألفاظ الموهمة المحتملة إلا إذا نص الشرع فأما ما لم يرد به الشرع فلا يطلقونه إلا إذا تبين معناه الصحيح الموافق للشرع ونفي المعنى الباطل كالفظ الأجزاء والأبعاض كما سنذكره إنشاء الله وما علمت أحدا من الحنابلة من يطلقه من غير بيان بل كتبهم مصرحة بنفي ذلك المعنى الباطل ومنهم من لا يتكلم في ذلك بنفي ولا إثبات)) (بيان تلبيس الجهمية ج 1ص 22)
وقوله: (النص منتج إلهي) من هذا الباب إذ لفظ منتج (قد يفيد الصنع أو الخلق).
لأن نتج في اللغة: مصدر ميمي لنتج ونتج كما في اللسان لابن منظور: (اسم يجمع وضع جميع البهائم)
كذلك قوله عن الله: وهو يعرف ما يصلحهم، فالله تعالى يوصف ويخبر عنه بالعلم لا بالمعرفة لأن المعرفة انكشاف بعد خفاء أو جهل.
يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في حلية طالب العلم:
((بقي أن يقال: إن المشهور عند أهل العلم أن الله تعالى لايوصف بأنه عارف. يقال عالم ولايقال عارف
وفرقوا بين العلم والمعرفة بأن المعرفة تكون بالعلم اليقيني والظني وأنها-أي معرفة- انكشاف بعد خفاء. وأما العلم فليس كذلك.))
وفي شرح الأربعين النووية أو رياض الصالحين قال كلاما مفاده أنه يخبر عن الله بيعرف في المعرفة الخاصة لا العامة المعرفة التي بمعنى معية التأييد والنصرة كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة)
وهذا نقل آخر للشيخ صالح آل الشيخ في شرح الأصول الثلاثة:
((المعرفة ترادف العلم في حق المخلوق في أكثر المواضع أمّا في حق الله عزوجل فإن الله يوصف بالعلم ولا يوصف بالمعرفة و التعبير بالعلم أوجه من التعبير بالمعرفة ذلك لأن المعرفة وردت في غالب النصوص مذمومة و لأن المعرفة يسبقها جهل.))
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 04:23]ـ
شكر الله لكما وبارك فيكما.(/)
لكل من اعطاه الله علماً ويستطيع رد شبه المنصرين (مهم جداً)
ـ[ابوغيث]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 02:40]ـ
السلام عليكم
اخواني الاعزاء بارك الله فيكم
اود من اي شخص وهبه الله سبحانه وتعالى علماً ومقدره على الرد على النصارى
والشبه التي يلقونها
أن يراسلني على الخاص
هناك موضوع يهمني جداً وأود أن استشير اهل الخبره
اسئل الله التوفيق والسداد لي ولكم
ارجو منكم اخوتي الاهتمام بالموضوع
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 10:01]ـ
حمل برنامج البالتوك وسوف تجد هناك غرفا فيها علماء متخصصون في هذا الفن لا هم لهم سوى خدمة الإسلام والمسلمين
متواجدون على مدار الساعة
وسوف يفيدونك لامحالة إن شاء الله
.
ـ[ابوغيث]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 10:19]ـ
اخي الفاضل عبدالرحمن
اسئل الله ان يثيبك على ردك
اخي الفاضل
بالنسبه للبالتوك فهو معلوم عندي واعرف الغرف الموجوده فيه
لاكن ان اريد شخص متخصص في العقيده وصاحب علم
بمعنى اوضح: جاهز لرد شبه النصارى حول نبينا وحول القران وغيرها من الشبه التي تثار في الدين مما يحتاج لشخص مطلع على امور الدين بشكل قوي
هذا ما أبحث عنه اخي
اسئل الله ان ييسر الامر
ـ[الخلدي]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 11:30]ـ
أخي الكريم ..
لا أنصحك باقتحام هذا الباب بمجرد العاطفة ..
فالدعوة للإسلام شيء .. والتصدي لشبهات أعدائه شيء آخر ..
كما أن ذلك قد يصدك عن تعلم ما هو أنفع لك ..
بل قد يوقعك في الشك ..
فإن أبيت فعليك بمنتدى "حراس العقيدة" ..
http://www.imanway1.com/horras/index.php
ففيه ما يشفيك ويكفيك ..
والسلام.
ـ[ابوغيث]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 04:56]ـ
أخي الكريم ..
لا أنصحك باقتحام هذا الباب بمجرد العاطفة ..
فالدعوة للإسلام شيء .. والتصدي لشبهات أعدائه شيء آخر ..
كما أن ذلك قد يصدك عن تعلم ما هو أنفع لك ..
بل قد يوقعك في الشك ..
فإن أبيت فعليك بمنتدى "حراس العقيدة" ..
http://www.imanway1.com/horras/index.php
ففيه ما يشفيك ويكفيك ..
والسلام.
الخلدي
ماشاء الله تبارك الله:)
فعلاً اخي الفاضل مادار في فكرك وحدثتك به فراستك هو ما كنت اخطط له
اخي فعلاً الدعوه شيء والتصدي لشبه النصارى شيء
اخي انا قمت بوضع منتدى وجمعت معي ناس كثير من اهل الاختصاص في هذا الفن
لاكن وددت ان يكون معنى اناس ايضاً متمكنين لكي نفرغ الشبه بعد الاطلاع على مواقعهم
ثم توضع في قسم خاص
بارك الله فيك اخي الفاضل(/)
2 يناير, ذكرى سقوط غرناطة
ـ[هشام زليم]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 04:36]ـ
يوم 2 يناير 1492اختتمت المأساة الأندلسية, و استولى القشتاليون على غرناطة آخر الحواضر الإسلامية في إسبانيا, و خفق علم النصرانية ظافرا فوق صرح الإسلام المغلوب, و انتهت بذلك دولة الإسلام بالأندلس, و طويت إلى الأبد تلك الصفحة المجيدة المؤثرة من تاريخ الإسلام, و قضي على الحضارة الأندلسية الباهرة, و آدابها و علومها و فنونها, و كل ذلك التراث الشامخ, بالفناء و المحو.
شهد المسلمون احتلال العدو الظافر لحضارتهم و دار ملكهم, و مواطن آبائهم و أجدادهم, و قلوبهم تتفطر حزنا و أسى
هذه سلسلة من المواضيع تقرب القارئ المسلم من هذه المصيبة التي حلت بالمسلمين و كيف يتعامل القشتاليون اليوم مع هذه الذكرى و موقف أبناء الأندلسيين المنصرين منها.
ماذا حدث في 2 يناير 1492م بغرناطة؟ ( http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567375/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%81%D9%8A-2-%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1-1492%D9%85-%D8%A8%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7 %D8%B7%D8%A9%D8%9F/)
تواريخ مهمة في مسيرة الاحتفال بسقوط غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567396/%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A %D8%AE-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA %D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%BA%D8%B1/)
الاحتفال بسقوط غرناطة بين نظرتين ( http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567390/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA %D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B7 %D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%AA%D9%8A %D9%86/)
أكذوبة ”راهنة المجوهرات المتسامحة” و الاحتفالات بسقوط غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567401/%D8%A3%D9%83%D8%B0%D9%88%D8%A8 %D8%A9-%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%88 %D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B3 %D8%A7%D9%85%D8%AD%D8%A9-%D9%88-%D8%A7/)
رسالة الأندلسي فرانثيثكو غارسية دويرتي بمناسبة احتفال القشتاليين بسقوط غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567384/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF %D9%84%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%AB %D9%8A%D8%AB%D9%83%D9%88-%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A %D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%B1/)
إحياء ذكرى دخول غرناطة لسنة 2009 حضره 3000 شخص رغم الاضطرابات الجوية ( http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567414/%D8%A5%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84-%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B7 %D8%A9-%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-2009-%D8%AD%D8%B6%D8%B1%D9%87-3000-%D8%B4%D8%AE%D8%B5/)
المتطرفون شوشوا على إحياء الذكرى515 لدخول الملكين الكاثوليكيين إلى غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567406/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B7 %D8%B1%D9%81%D9%88%D9%86-%D8%B4%D9%88%D8%B4%D9%88%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1 %D9%89515-%D9%84%D8%AF%D8%AE%D9%88/)
القلعة و الرمان ( http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567353/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%B9 %D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D8%A7 %D9%86/)
لا للاحتفال بسقوط غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567346/%D9%84%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA %D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B7 %D8%A9/). (http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/1567346/%d9%84%d8%a7-%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa %d9%81%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%ba%d8%b1%d9%86%d8%a7%d8%b7 %d8%a9/)
إعداد: أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.(/)
إشكال أرجو الإجابة عنه: هل طاف المشركون بالبيت عراة بعد فتح مكة.
ـ[ابن جريج]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 06:47]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
استوقفتني خاطرة عجبية - لم تقنع بها نفسي - وأنا أقرأ حديث علي لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر في غزوة تبوك أن يؤذن بالناس ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان ..
فقلت: لقد كان هذا بعد الفتح بسنة، فكيف سمح لهم الحج والطواف طيلة هذه المدة؟؟؟؟؟
هذا ما أشكل علي، فهل من إفادة للخروج من هذا الإشكال؟؟؟
مع أنه قد وقر في نفسي جواب لا أريد البوح به إلا بعد الاستماع لإفاداتكم، فلعلي أكون مخطئا.
والله الموفق
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 08:16]ـ
على حد علمي بل مارأيت وسمعت انه يطوف بالحرم قوم وبعلو الصوت يلبون ياعلي ياعظيم يارحيم
ومامن رادع او ممانع وان راددهم احد او نهرهم او نبههم بتوحيد الله وحده زادوا في علو الذكر بالشرك
وشكرا لك باتاحة الفرصه وبالنسبه لموضوعك اعتقد ان هناك اشكال في التأريخ قد يفصله احد الاخوه جزاك الله واياهم بالخير
ـ[ابن جريج]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 09:30]ـ
أخي الغامدي جزاك الله خيرا
غزوة تبوك كانت في سنة تسع باتفاق أهل المغازي، وغزوة الفتح كانت في رمضان من السنة التي قبلها ..
فالإشكال ليس في التاريخ، وإنما في فهم الحادثة.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 10:06]ـ
اخي الفاضل
وهل تم الفتح أم انتهوا الى الصلح اعذرني لم اراجع ولكني أسأل
ـ[ابن جريج]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 10:28]ـ
بارك الله فيك .. لا تترد في النقاش، فإنما طرحت الموضوع لأستفيد ونستفيد جميعا ثم أقول:
لقد تم الفتح باتفاق، ولكن هل كان عنوة أوصلحا؟؟؟
خلاف بين الفقهاء ..
فإن قيل إنها فتحت عنوة فالإشكال باق، وإن قيل صلحا فيقال: هل في الصلح إبقاء المشركين على حالهم في الجاهلية؟؟
فالإشكال وارد في كلا الحالتين ..(/)
(أفعى تعود إلى رفع رأسها من جديد لنفث سمومها) للشيخ العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 09:14]ـ
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((أفعى تعود إلى رفع رأسها من جديد لنفث سمومها)) هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد اطلعت في صحيفة عكاظ في عددها الصادر في 5/ 1/1431هـ على إعلان تحت عنوان: ((جدل المثقف والسلطة يتواصل مع المالكي))، جاء فيه: ((تواصل جماعة حوار في نادي جدة الأدبي الليلة مناقشة محورها لهذا العام (جدل العلاقة بين المثقف والسلطة في الثقافة العربية)، ويلقي الباحث حسن فرحان المالكي في هذا الإطار محاضرة بعنوان: (المعتزلة وأحمد بن حنبل)، ودعا النادي المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي لحضور الأمسية الفكرية في مقره)).
وقد أُوقِفتْ تلك المحاضرة المزعومة وقُطع دابر ذلك التواصل المزعوم، والحمد لله رب العالمين، ومن وقف على هذا الإعلان يتساءل عن وجه اختيار ((جدل المثقف والسلطة))، موضوعا للحوار، وعن اختيار هذا المالكي للتواصل معه؟! وأي أدب سيظفر به النادي الأدبي بجدة من تواصله معه؟! وأي فائدة تحصل للمثقفين من سماع محاضرة عنوانها ((المعتزلة وأحمد بن حنبل؟!)) إنهم لن يسمعوا من هذا المالكي إلا النيل من أهل السنة وفي مقدمتهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله والثناء على المبتدعة من معتزلة وغيرهم، وهو الذي أثنى على المأمون لنصرته المعتزلة وذمَّ المتوكل لإنهائه محنة أهل السنة ونصرتهم، وسبق لهذا الذي وصف في الإعلان بـ ((الباحث)) أن كتب بحثين في منتهى السوء، أحدهما بعنوان: ((الصحابة بين الصحبة اللغوية والصحبة الشرعية))، والثاني بعنوان: ((قراءة في كتب العقائد ـ المذهب الحنبلي نموذجا))، وقد رددت على الأول بكتاب بعنوان: ((الانتصار للصحابة الأخيار في رد أباطيل حسن المالكي)) طبع في عامي 1422هـ و 1423هـ، وعلى الثاني بكتاب بعنوان: ((الانتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي)) طبع في عام 1424هـ، ثم طبع الكتابان ضمن مجموعة كتبي ورسائلي (7/ 33 - 393) عام 1428هـ.
ومن عناوين الكتاب الأول ((الانتصار للصحابة الأخيار)) التي ذكرت تحتها كلامه في النيل من الصحابة والرد عليه: زعمُه قصر الهجرة على المهاجرين قبل الحديبية وقصره الصحبة على المهاجرين والأنصار قبل الحديبية، وتشكيكه في أفضلية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وتشكيكه في أحقية أبي بكر بالخلافة، وزعمه أن العباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله رضي الله عنهما ليسا من الصحابة، وزعمه أن خالد بن الوليد رضي الله عنه ليس من الصحابة، وزعمه أن معاوية رضي الله عنه ليس من الصحابة، وزعمه أن عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما ليسا من الصحابة، وزعمه أن صحبة الكثيرين من أصحاب النبي لغوية لا شرعية ـ يريد بالصحبة الشرعية من كان أسلم قبل صلح الحديبية، وبالصحبة اللغوية من أسلم بعدها وصحبتهم عنده كصحبة الكفار والمنافقين لا فضيلة لها ـ، وزعمه أن الإجماع لابد فيه من اتفاق أمة الإجابة بفرقها المختلفة، وإنكاره القول بعدالة الصحابة.
وأنقل هنا جملة من كلماته في مدح أهل البدع وذم أهل السنة مما ذكرته تحت عنوان: ((زعمه أن الإجماع لابد فيه من اتفاق أمة الإجابة بفرقها المختلفة)) معزوَّة إلى بحثه المزعوم ((قراءة في كتب العقائد)) وتعليقي على تلك الجمل موجود في الكتاب، من ذلك قوله: ((أقوى دليل للذين يرون الإجماع هو الحديث المشهور: (لا تجتمع أمتي على ضلالة)، والحديث وإن كان فيه كلام من حيث الثبوت، لكن (الأمة) فيه لا تعني بعض الأمة وإنما كل أمة الإجابة، كل المسلمين باختلاف مذاهبهم الفقهية والعقدية والسياسية، ومن زعم بأن النبي أراد من (أمتي) أنها تعني المحدثين أو أصحاب المذاهب الأربعة فقد جازف ... !))، وقوله: ((ولذلك كان أكثر بل كل التيارات التي نَصِمها بالبدعة كالجهمية والقدرية والمعتزلة والشيعة والزيدية وغيرهم، كل هؤلاء كانوا من الدعاة إلى تحكيم كتاب الله وتحقيق العدالة، وكانوا من
(يُتْبَعُ)
(/)
الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر!!))، وقوله: ((لكن المعتزلة مثل غيرهم من الفرق أصابوا في أشياء وأخطأوا في أشياء، لكنهم في الجملة لا يستغنى عنهم ولا عن تراثهم وعلومهم، وهم مسلمون متديِّنون بدين الإسلام باطنا وظاهراً!!))، وقوله: ((وللقدرية نصوص شرعية يستشهدون بها مثلما للسنة والشيعة والمعتزلة نصوص شرعية يرون فيها الدليل الكافي على ما يذهبون إليه!!))، وقوله: ((بأن قتل الجعد بن درهم والجهم بن صفوان كان سياسيا ولم يكن من أجل البدعة!!))، وتأسفه ((على سنوات أضاعها في بغض ولعن الجهمية والقدرية، وأنه لم ينتبه لبراءتهما وظلمه لهما إلا بعد بحثه في الموضوع في فترة متأخرة!!))، وقوله: ((وقد احتوت كتب العقائد ـ ومن أبرزها كتب عقائد الحنابلة ـ على كثير من العيوب الكبيرة التي لا تزال تفتك بالأمة!!!))، وقوله: ((أنا لا أرى معنى لمنع كتب الأشاعرة والشيعة والإباضية وغيرهم من المسلمين من دخول المملكة في ضوء هذا التفجر المعرفي!!!))، وقوله: ((وتتردد عندنا في العقائد ألفاظ كثيرة ومصطلحات فضفاضة لا نعرف معناها أو على الأقل يختلف الناس في تحديدها من شخص لآخر، فنُطلقها بلا تحديد، مثل: (السلف الصالح ـ أهل السنة ـ أهل الأثر ـ أهل الحديث ـ الطائفة المنصورة ـ البدعة ـ الإجماع ـ الضلالة ـ الأمة ـ علماء الأمة ـ الرافضة ـ الجهمية ـ الخوارج ـ النواصب ـ الشيعة ـ الكتاب!!! ـ السنة ... الخ)، وكذلك قول بعضهم: (عليك بما كان عليه الصحابة)، نصيحة مطاطة؛ فإن كان يعرف أن الصحابة قد اختلفوا في أمور كثيرة عقدية وفقهية وسياسية فأيُّهم نتبع؟!!))، وقوله: ((ثم تتابع علماء الشام كابن تيمية وابن كثير وابن القيم على التوجس من فضائل عليّ وأهل بيته وتضعيف الأحاديث الصحيحة في فضلهم مع المبالغة في مدح غيرهم!! وعلماء الشام ـ مع فضلهم ـ بشر لا ينجون من تأثير البيئة الشامية التي كانت أقوى من محاولات الإنصاف، خاصة مع استئناس هؤلاء بالتراث الحنبلي الذي خلَّفه لهم ابن حامد وابن بطة والبربهاري وعبد الله بن أحمد والخلال وأبو بكر بن أبي داود!!))، وقوله: ((ثم جاء بعد هؤلاء آل تيمية بحرَّان ثم دمشق، وابن كثير رحمه الله كان فيه نصب إلى حد كبير، والذهبي إلى حد ما، أما ابن تيمية إلى حد لا ينكره باحث منصف فاشتهر عنه النصب وكتبه تشهد بذلك، ولذلك حاكمه علماء عصره على جملة أمور، منها: بغض عليّ!! ولم يحاكموا غيره من الحنابلة مع أن فيهم نصباً ورثوه عن ابن بطة وابن حامد والبربهاري وابن أبي يعلى وغيرهم، والتيار الشامي العثماني له أثر بالغ على الحياة العلمية عندنا في الخليج، وهذا من أسرار حساسيتنا من الثناء على الإمام عليّ أو الحسين، وميلنا الشديد لبني أمية، فتنبه!! والنواصب لهم أقوال عجيبة كعجائب غلاة الشيعة، فمنهم من كان ينشد الأشعار التي قيلت في هجاء النبي، ومنهم من يلعن عليّاً وهم الأكثر، ومنهم من يتَّهم عليّاً بمحاولة اغتيال النبي، ومنهم من يحرف الأحاديث في فضله إلى ذم، وغير ذلك مما لا أستحل ذكره هنا، والغريب في أمرنا سكوتنا عن هذه الطائفة التي كان منها من يذم النبي نفسه!!!))، وانظر المبحث (30) من كتاب: ((الانتصار لأهل السنة والحديث)).
أقول: والله يعلم أنني كاره لحكاية هذيان هذا المالكي ومستح من ذكره، وكيف نسكت عمن زعم أنه يذم النبي أو يتهم عليّاً رضي الله عنه بمحاولة اغتياله لو وجد ونحن لم نسكت عن هذا المالكي الذي أساء إلى نفسه بالنيل من الصحابة وذم أهل السنة السائرين على نهجهم؟!
وهذا الكلام المتناهي في القبح الذي عزاه إلى النواصب لن يجده إن كان صادقاً إلا في كتب غلاة المبتدعة الذين يفترون على أهل السنة الذين يصفونهم بالنواصب وهم بريئون من ذلك براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة والسلام، أما وصفه بعض أهل السنة كابن تيمية وابن كثير وابن القيم بالتوجس من فضائل عليّ وأهل بيته وتضعيف الأحاديث الصحيحة في فضلهم مع المبالغة في مدح غيرهم، وزعمه حساسيتنا في الخليج من الثناء على الإمام عليّ أو الحسين فهو زعم باطل مخالف لما عليه أهل السنة من مودة أهل البيت ومعرفة فضلهم، وقد بيَّنت ذلك في رسالة في عشرة فصول بعنوان: ((فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة)) طبعت عام 1422هـ، وطبعت ضمن مجموعة كتبي ورسائلي
(يُتْبَعُ)
(/)
(6/ 81 - 131) في عام 1428هـ، وهي مشتملة على حكاية أقوال كثير من الصحابة ومن تبعهم بإحسان في فضل أهل البيت، ومنهم الثلاثة الذين أشار إليهم.
أما زعم المالكي أنه حنبلي في قوله: ((بل لا أعتبر نفسي إلا حنبليا بحكم النشأة والتعليم والبيت والتلقي والطريقة في الاستدلال))، فغير صحيح؛ لأن طريقة من زعم أنه منهم ـ وليس منهم ـ هي طريقة أهل السنة والجماعة، وأما هو فطريقته طريقة أهل البدع بل هو من الموغلين في البدع، وأما ما ذكره من النشأة والتعلم ثم انحرافه عما تعلمه وعقوقه لمن علمه فإنه يصدق عليه قول الشاعر:
فواعجبا ممن ربيت طفلا
ألقِّمه بأطراف البنان
أعلِّمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علَّمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
وأما إنكاره القول بعدالة الصحابة فهذيانه فيه كثير ذكرتُ الجواب عليه في الكتاب، ومن هذيانه قوله معترضا على أهل السنة في قولهم بالإجماع على عدالة الصحابة: ((كيف تخصون الصحابة بالعدالة مع أن هذا التخصيص لم يرد عليه دليل لا من كتاب ولا من سنة؟! وهذه مسألة إجماع؛ فحكم الصحابة هو حكم غيرهم في الشهادة لقوله تعالى: (وليشهد به ذوا عدل منكم) (كذا! وليس في القرآن آية بهذا اللفظ)، فلو كان للصحابة خصوصية لكفى شاهد واحد عدل، ولو كان للصحابة خصوصية لاكتفى منهم بشاهد واحد في الزنا والقذف وغيرها، وهذا خلاف الإجماع؛ فإن النصوص القرآنية والحديثية لا تفرق بين صحابي وتابعي، فلماذا تفرقون أنتم في الرواية بين الصحابي وغير الصحابي، فلا تبحثون عن عدالة الصحابي، وتبحثون عن عدالة التابعي؟! بأي دليل من شرع أو عقل يبيح لكم هذا التفريق؟! إذا كنتم تحتجون بأن الله أثنى على الصحابة في كتابه، فهذا الثناء العام معارض بذم عام في القرآن أيضاً!!)).
ثم ذكر آيات عديدة فيها الذم العام بزعمه وبعضها آيات في المنافقين، وذكر بعدها حديثاً واحداً وأشار إليه وإلى كثير من الآيات التي ذكرها، فقال: ((ومن الأحاديث في الذم العام قول النبي في أحاديث الحوض في ذهاب أفواج من أصحابه إلى النار، فيقول النبي: (أصحابي! أصحابي! فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك) الحديث متفق عليه، وفي بعض ألفاظه في البخاري: (فلا أرى ينجو منكم إلا مثل همل النعم)، فيأتي المعارض للثناء العام بهذا الذم العام، ويقول: كيف تجعلون للصحابة ميزة وقد أخبر النبي أنه لا ينجو منهم إلا القليل، وأن البقية يؤخذون إلى النار؟! وكيف أنهم استمتعوا بخلاقهم كما استمتع الذين من قبلهم بخلاقهم وقد تحبط أعمالهم كم حبطت أعمال الأمم الماضية!!))، إلى أن قال: ((أقول: يستطيع المحتج على إبطال عدالة الصحابة جملة بمثل هذه الآيات والأحاديث الصحيحة، وحجته لن تكون أضعف من حجة القائل بتعديل كل من رأى النبي من المسلمين!! فما الحل إذاً؟!))، ثم ذكر الحل عنده على ما يوافق هواه.
أقول: إن هذه التساؤلات في هذيانه في الحقد على الصحابة لا تصدر إلا ممن أنهكت قلبه أمراضُ الشبهات، وآية الاستمتاع بالخلاق هي في المنافقين كما في كتب التفسير حتى في أخصرها وهو تفسير الجلالين، والحديث الذي عزاه إلى صحيح البخاري بلفظ: ((فلا أرى ينجو منكم إلا مثل همل النعم))، وبنى عليه أن الصحابة يذادون عن الحوض ويؤمر بهم إلى النار ولا ينجو منهم إلا القليل ليس بلفظ (منكم) خطاباً للصحابة كما زعم المالكي، بل هو في صحيح البخاري (6587) بلفظ ضمير الغائب، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((فلا أُراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم))، والضمير في (منهم) يرجع إلى زمرتين عُرضتا عليه تقدم ذكرهما في الحديث، وليس المراد بهم كل الصحابة كما زعم هذا الحاقد، وما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة من قوله صلى الله عليه وسلم: ((أصحابي)) في بعض الذين يذادون عن الحوض المراد بهم القلة الذين ارتدوا بعدهصلى الله عليه وسلم وقُتلوا في ردتهم على أيدي الجيوش المظفرة التي بعث بها أبو بكر رضي الله عنه لقتال المرتدين، وقد نقلتُ في الكتاب حكاية الإجماع على عدالة الصحابة عن ابن عبد البر والقرطبي وابن الصلاح والنووي وابن حجر، ونقلت عن أبي زرعة الرازي قوله: ((إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن رسول الله عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله، وإنما يريدون
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة))، وعن أبي جعفر الطحاوي قولَه: ((ونحب أصحاب رسول الله ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان))، وعن أبي المظفر السمعاني قولَه: ((التعرض إلى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله، بل هو بدعة وضلالة))، ونقلت أيضا عن آخرين أقوالهم في فضل الصحابة والثناء عليهم.
وأما الكتاب الثاني وهو ((الانتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي)) فقد قلت في مقدمته: ((أمَّا بعد، فقد نبت في هذا الزمان في أقصى جنوب هذه البلاد نابتةٌ تسلَّق أسوارَ العلم، وأتى بيوتَه من غير أبوابها، فقفى ما ليس له به علم، وخَبَط في العلم خَبْطَ عَشواء، وحَمَلَ على أهل السُّنَّة والحديث منذ عهد الصحابة وحتى زماننا حَمْلة شعواء، وهذا النابتةُ حسن بن فرحان المالكي، نسبة إلى بني مالك في أقصى جنوب المملكة، وإنَّما قلت: (نسبة إلى بني مالك)؛ لئلاَّ يظنَّ ظانٌّ نسبتَه إلى مذهب الإمام مالك، أحد أئمَّة أهل السُّنَّة، فإنَّه ليس من أهل السُّنَّة، بل هو من الموغلين في البدع، المحاربين لأهل السنَّة، وقلت: (في أقصى جنوب المملكة)؛ لئلاَّ يُتوهَّم نسبته إلى بني مالك الذين ذُكِر أنَّ نسبَهم يرجع إلى بَجيلة، ومنازلهم قريبةٌ من الطائف؛ لأنَّ ظنَّ نسبته إليهم مع خبثه وسوء معتقده لا شكَّ أنَّه يسوؤهم، وأمَّا الذين في الجنوب فهو وإن كان منهم فإنَّ نسبتَه إليهم لا تضرُّهم؛ لأنَّه لا تزر وازرةٌ وزر أخرى، وقد كَرَع هذا النابتةُ في مستنقعات أهل البدع، وعبَّ منها ما شاء أن يَعُب، واطَّلع على ما أمكنه الاطِّلاعُ عليه من كتب أهل السُّنَّة لالتقاط الأخطاء وتصيُّد المثالب، ثم تقيَّأ ذلك كلَّه في أوراق سَمَّاها بحوثاً.
ومن أقبح ما تقيَّأه بحثه المزعوم الذي سَمَّاه ((قراءة في كتب العقائد ـ المذهب الحنبلي نموذجاً))، وقد شحنه بالهذيان والأباطيل في ذمِّ أهل السُّنَّة والثناء على المبتدعة، وسأشير هنا إلى جملة من تلك الأباطيل، ذاكراً بعدها رقم المبحث الذي وردت فيه من هذا الرد.
فمِن ذلك زعمه أنَّ مصطلحَ العقيدة مبتدَع (6)، وقدحه في كتب أهل السُّنَّة في العقيدة (7)، وزعمه الاكتفاء بإسلام لا يُتعرَّض فيه لجزئيات العقيدة؛ لأنَّ ذلك بزعمه يُفرِّق المسلمين (8)، وثناؤه على أهل البدع وقدحه في أهل السُّنَّة (9)، وقدحه في أفضليَّة أبي بكررضي الله عنه وأحقيَّته بالخلافة (11)، وقدحه في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما (12)، وقدحه في أحاديث صحيحة بعضها في الصحيحين (14)، وزعمه أنَّ المعوَّل عليه في النصوص ما كان قطعيَّ الثبوت قطعيَّ الدلالة فقط (15)، وزعمه أنَّ أهل السُّنَّة مجسِّمة ومشبِّهة (16)، وثناؤه على المأمون الذي نصر المبتدعة وآذى أهلَ السُّنَّة وذمُّه للمتوكِّل الذي نصر السنَّة وأنهى المحنة (18)، وتشكيكه في ثبوت السنَّة والإجماع، وزعمه أنَّ أهل السُّنَّة يُزَهِّدون في التحاكم إلى القرآن مع المبالغة في الأخذ بأقوال الرِّجال (24)، وزعمه أنَّ أهل السُّنَّة يُزهِّدون في كبائر الذنوب والموبقات (25)، وزعمه أنَّ أهل السُّنَّة يتساهلون مع اليهود والنصارى مع التشدُّد مع المسلمين (26)، وزعمه أنَّ قاعدةَ (اتِّباع الكتاب والسنَّة بفهم سلف الأمَّة) باطلةٌ وأنَّها بدعة (27)، وزعمه أنَّ تقسيم التوحيد إلى ربوبيَّة وألوهيَّة تقسيمٌ مبتدَع (28)، وتشنيعه على الإمام أحمد في مسألة التكفير (29)، ورميه أهل السُّنَّة بالنَّصب وزعمه أنَّ ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن كثير نواصب (30).
(يُتْبَعُ)
(/)
والله يعلم أنِّي كارهٌ لإيراد كلامه في هذه الأباطيل، لكن دعت الضرورة إلى ذلك، وأقول فيها كما قال السيوطي في كتابه ((مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنَّة)) (ص:5): ((اعلموا ـ يرحمكم الله ـ أنَّ من العلم كهيئة الدواء، ومن الآراء كهيئة الخلاء، لا تُذكر إلا عند داعية الضرورة، وإنَّ مِمَّا فاح ريحُه في هذا الزمان، وكان دارساً بحمد الله تعالى منذ أزمان، وهو أنَّ قائلاً رافضيًّا زنديقاً أكثر في كلامه أنَّ السنَّةَ النبويَّة والأحاديث المرويَّة ـ زادها الله علوًّا وشرَفاً ـ لا يُحتجُّ بها، وأنَّ الحجَّةَ في القرآن خاصَّة ... فاعلموا ـ رحمكم الله ـ أنَّ مَن أنكر كون حديث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ـ قولاً كان أو فعلاً بشرطه المعروف في الأصول ـ حجَّةً كفرَ وخرج عن دائرة الإسلام، وحُشر مع اليهود والنصارى، أو مع مَن شاء الله من فرق الكفرَة ... وهذه آراء ما كنتُ أستحلُّ حكايتَها لولا ما دعت إليه الضرورة من بيان أصل هذا المذهب الفاسد، الذي كان الناس في راحة منه من أعصار)).
وما أشبه الليلة بالبارحة؛ فإنَّ التشابهَ بين المالكي وهذا الرافضي الذي ذكره السيوطي واضحٌ؛ لأنَّ المالكيَّ شكَّك في ثبوت السنَّة وزعم أنَّ ثبوتَها مختلفٌ فيه، وقال في (ص:164) من قراءته المزعومة: ((فقد اختلف المسلمون في ثبوت السنة وفي الإجماع وفي القياس وفي قول الصحابي وفي غير ذلك، لكن لم يختلفوا أنَّ القرآن هو المصدر الرئيس الشرعي في كلِّ أمر من الأمور الدينية))!!
ويرى بعضُ الناس أنَّ في الردِّ على هذا المالكيِّ إشهاراً له، وأقول: نعم! هو إشهارٌ له، لكن بالخزي والفضيحة، واشتهارُه نظيرُ اشتهار صاحب الحكاية الذي قال: سأعملُ عملاً أُذكَر به في التاريخ، فما كان منه في جمع حاشد إلا أن خلَع ثيابَه وتعرَّى أمامهم، فتحقَّق له ذلك الذي أراده، وأيضاً فمِن المعلوم أنَّ الباطلَ إذا ظهر تعيَّن كشفُه وتزييفُه وإيضاحُ بطلانه.
وإذا لَم يهتد المالكي قبل بلوغه أجلَه فسيموتُ بغيظه، وسيبقى إن شاء الله ذكرُه السيِّء كما بقي ذكرُ أسلافه، كالجعد بن درهم، وجهم بن صفوان، وغيرهما من المبتدعة أهل الزيغ والضلال، وستبقى إن شاء الله الردودُ عليه، كما بقيت الردودُ من علماء السلف، كالإمام أحمد والدارمي وابن منده الذين ردُّوا على الجهمية)).
وأقول في الختام: إن التواصل مع هذا المالكي الذي أوضحت حاله من التعاون على الإثم والعدوان ولعل العذر للنادي الأدبي في جدة في إرادته التواصل معه عدم معرفته بحاله، ومثله لا يحصِّل المتواصل معه إلا مثل ما يحصله من كان دليله الغراب في قول الشاعر:
ومن جعل الغراب له دليلا
يمر به على جيف الكلاب
واللائق بكل من عنده عقل ودين الحذر منه والبعد عن التواصل معه، وكيف تطيق أسماعٌ سماعَ مَن ذكرتُ كثيراً من هذيانه؟! وكيف تطيق عيونٌ النظر إلى من كانت هذه حاله؟! وكل ما ذكرته عنه من عبارات قبيحة في حق الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم واضحة في الدلالة على زندقته ودخوله ضمن من عناهم أبو زرعة رحمه الله في كلامه المتقدم، وسبق أن كتبت عن زندقته وزندقة تركي الحمد رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله إبان ولايته للعهد بتاريخ 13/ 9/1421هـ، قلت في آخرها: ((أرجو من سموكم الاطلاع والتكرم بإصدار أمر كريم بمحاكمتهما وتطبيق الحكم الشرعي فيهما، وقد ترون ــ حفظكم الله ــ التوجيه بقيام جهة مختصة تتولى مهام إقامة الدعوى على من يحصل منه اعتداء على العقيدة وتمرد على أحكام الله وسخرية واستهزاء بالدين وأهله، ثم تطبيق ما يقضي به الشرع في حقهم، وأسأل الله عز وجل أن يوفق سموكم لما فيه رضاه ونفع عباده وقطع دابر الإجرام والمجرمين)).
وقد ذكرت ما يوضح زندقة تركي الحمد في كلمتين إحداهما بعنوان: ((الحق أن المستحق للمحاكمة تركي الحمد)) نشرت بتاريخ 20/ 9/1429هـ، والثانية بعنوان: ((كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد)) نشرت بتاريخ 26/ 5/1430هـ.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/snake/Snake.doc?attredirects=0)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/snake/Snake.pdf?attredirects=0)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 10:54]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ عبدالمحسن ..
بمناسبة مشاغباته في قناة المستقلة: تقرير موجز عن (حسن المالكي) وكتبه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=44253
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 11:30]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ العباد حفظة الله
وهذا المالكي معروف برفضة وزندقتة
رد عليه الشيخ ربيع بكتاب اسمة (دحر افتراءات اهل الزيغ والارتياب ... )
وكذالك الشيخ عبد العزيز الفيصل الراجحي بكتاب اسمة (قمع الدجاجلة)
والذي اعلمة انه طرد من السعودية فهل رجع ليشارك في النادي الاأدبي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوغيث]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 05:07]ـ
حسبه الله
اسئل الله ان يطهر بلاد الحرمين من أمثاله(/)
كتب تكفير القائلين بوحدة الوجود
ـ[علي نجم]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 11:55]ـ
ألتمس من الإخوة طلبة العلم أن يدلوني على كتب تكفير القائلين بوحدة الوجود بصيغة pdf
وأين أجد كتاب مصرع التصوف بصيغة pdf
وجزاكم الله خيرا(/)
لا تتعجب: أقوال علماء التصوف بالأشاعرة .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[02 - Jan-2010, صباحاً 06:00]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
أقوال علماء التصوف بالأشاعرة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
دائماً ما يفاخر علينا الصوفية بأنهم أشاعرة ما تريدية صوفية .. !!
ونجدهم يدافعون عن أبن عربي وابن سبعين وغيرهم .. فاليوم سننقل لكم أقوال علماء التصوف بالأشاعرة:
(1) رأي ابن سبعين (إمام الصوفية) في الأشاعرة .. !!
يقول في كتابه بُد العارف (الأشعري كثير الكلام قليل المعاني لا يصلح أن يُنظّر لمذهبه، ولا يُلتفت إليه بوجه، إذ هو مكتسب من مذهب المخالف له على غير وجهه، فلا تعول عليه يا أخي ولا تنظر إليه إلا بالازدراء فإنه بدعة.
والفقيه ليس بعالم ولا بصاحب حقيقة ولا تعرض لها، وهو في مذهبه على الحق أكثر من الأشعري فإنه لم يتعد غير مذهبه ولا تعداه واشتغل يتصرف به، وترك أصله صحيحاً ولم يغيره ولا زاد فيه وما حُرم الفائدة إلا من عدم فهمه الذي بين يديه.
والأشعري بخلافه، إذ ومذهبه من عند نفسه واختراعه وأصوله أكثرها من غير دينه ومذهبه، فضلالته ظاهرة، فلا أصله اقتدى به ولا مذهبه الذي استنبطه يصلح لصالحه فافهم. والذي أقوله لك أن سادة أهل ملة الإسلام هم الصوفية فإنهم فهموا الشريعة، والتصوف نتيجتها، ولا حقيقة إلا عند الصوفية ولا تقبل لغيرهم ...... )
وبعد كلام طويل يثني فيه على الصوفية يقول:
(غيرهم قد يحصل له العلم الذي هو بسبيله، وهو غير فاضل ولا زاهد ولا ورع ولا متخلف مثل الأشعري، قد يدري يتكلم ويجادل ويحصل مذهبه وهو غير متصف بشيء من ذلك ولا هي الفضيلة في مذهبه بالذات، فإنها لو كانت بالذات لكان كل أشعري صوفي وهذا لا يكون عقلاً فإنا نجد ذلك يكذب في الأكثر، فإذا رأينا الأشعري يتصف بشيء من الفضائل علمنا أنه خرج من مذهبه ودخل التصوف) .. [كتاب بُدُ العارف لابن سبعين ص 122 – 124] .. !!
================
(2) - رأي أبن عربي الصوفي الملقب بالشيخ الأكبر عند الصوفية:
أ- قال في الفتوحات المكية (ج1 صـ 44،43):
(دلت الاشاعرة على حدوث كل ما سوى الله بحدوث المتحيزات وحدوث اعراضها وهذا لا يصح حتى يقيموا الدليل على حصر كل ما سوى الله تعالى فيما ذكروه ونحن نسلم حدوث ما ذكروا حدوثه مسئلة كل موجود قائم بنفسه غير متحيز وهو ممكن لا تجرى مع وجوده الازمنة ولا تطلبه الامكنة مسئلة دلالة الاشعرى في الممكن الأول انه يجوز تقدمه على زمان وجوده وتأخره عنه والزمان عنده في هذه المسئلة مقدر لا موجود فالاختصاص دليل على المخصص فهذه دلالة فاسدة لعدم الزمان فبطل أن يكون هذا دليلا) .. !!
ب - ونجد أيضاً ابن عربي يخطي قول الأشاعرة في الاستواء، إذ يقول:
(مسئلة عجبت من طائفتين كبيرتين الاشاعرة والمجسمة في غلطهم في اللفظ المشترك كيف جعلوه للتشبيه ولا يكون التشبيه إلا بلفظة المثل أو كاف الصفة بين الامرين في اللسان وهذا عزيز الوجود في كل ما جعلاه تشبيها من آية أو خبر ثم ان الاشاعرة تخيلت انها لما تأوّلت قد خرجت من التشبيه وهى ما فارقته إلا انها انتقلت من التشبيه بالاجسام إلى التشبيه بالمعاني المحدثة المفارقة للنعوت القديمة في الحقيقة والحد فما انتقلوا من التشبيه بالمحدثات أصلا ولو قلنا بقولهم لم نعدل مثلا من الاستواء الذي هو الاستقرار إلى الاستواء الذي هو الاستيلاء كما عدلوا ولا سيما والعرش مذكور في نسبة هذا الاستواء ويبطل معني الاستيلاء مع ذكر السرير ويستحيل صرفه إلى معني آخر ينافى الاستقرار فكنت أقول ان التشبيه مثلا انما وقع بالاستواء والاستواء معني لا بالمستوى الذي هو الجسم والاستواء حقيقة معقولة معنوية تنسب إلى كل ذات بحسب ما تعطيه حقيقة تلك الذات ولا حاجة لنا إلى التكلف في صرف الاستواء عن ظاهره فهذا غلط بين لا خفاء به وأما المجسمة فلم يكن ينبغى لهم أن يتجاوزوا باللفظ الوارد إلى أحد محتملاته مع ايمانهم ووقوفهم مع قوله تعالى ليس كمثله شيء) .. [عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب صفحة 28] .. !!
================
(3) - قال المحدّث الصوفي أحمد بن صديق الغماري، في كتابه: جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار، مانصّه:
((ولكنهم سكتوا كما ذكرت لك، ولا [يستدل] [1] من هذا أني موافق للأشعرية على بدعتهم , كلا وبلا ومعاذ الله من ذلك وأن أكذب على الله كذب الأشاعرة أفرخ المعتزلة لا مسهم الله بخير وان سموا أنفسهم زوراً وبهتاناً أنهم من أهل السنة والجماعة!!.)) .. [ص 37] .. !!
هذا والله تعالى اعلى اعلم وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. !!
وأخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين .. !!
=======
[1]- ملحوظة: الكلمة غير واضحة تماما، لكن مايقتضيه سياق الكلام كلمة: لايُستدل والله أعلم .. !!
===========
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=3676 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=3676)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Jan-2010, صباحاً 06:22]ـ
سبحان الله.
جزاك الله خيرًا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 06:11]ـ
بارك الله فيك
جمع موفق
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 10:18]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[الباحث العلمي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 10:39]ـ
هؤلاء الأشاعرة غفر الله لهم لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 12:20]ـ
المزيد هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=316530#post31 6530(/)
الترحم على من؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 05:43]ـ
هل يجوز:
1 - الترحم على الكافر الصريح؛ كاليهود، و النصارى؟
2 - الترحم على من تلبس بالكفر؛ كمن سب الأنبياء، أو سخر من الشريعة، أو من آية، أو حديث صحيح؟
3 - زميلي الذي يقول لا مانع من الشرب لكن بالمعقول.
4 - أستاذي الذي قال في محاضرة أنا آخر مرة صليت فيها قبل عشرين سنة ثلاثين سنة لا أذكر بالضبط؟
نرجو الإجابة بالأدلة ..
ـ[ابن العباس]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 12:29]ـ
1 - لايجوز
2 - لا يجوز
قل تعالى "ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا .. " وإذا منع من الصلاة عليهم فيقاس عليه طلب الرحمة بجامع أن الصلاة على الميت إنما شرعت رحمةً للميت بالدعاء له رجاء أن ينفعه
وقال عز وجل "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه"
وقد عاتبه الله تعالى على هذا الاستغفار وهو من جنس طلب الرحمة فقال "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم .. إلى أن يقول "إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك" فاستثنى هذا من الائتساء
ومن السنة قول النبي صلى الله وسلم: (استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي)
والحديث مخرّج في الصحيح
وقد أجمع أهل العلم قاطبة على عدم جواز طلب المغفرة والرحمة مثلها للكافر
3 - ينظر في حالته ومدى علمه من جهله ويطبق عليه الشروط والموانع فإن كفر كان كحكم سابقيه
4 - إن كان معرضا عن الصلاة بالكلية لا يلتفت لشيء منها فحكم تركه هذ الكفر الأكبر على الصحيح
ولكن الحكم في تكفيره هو كعين, ينبني على ما سبق بيانه, فإن امتنع أحد من الصلاة عليه لأنه يرى كفره كان له ذلك ,وليس له أن ينكر على من صلى عليه لوجود خلاف
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 11:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الممنوع منه الترحم على من مات على الكفر المتيقن منه كموت اليهود والنصارى والمجوس.
وأما من مات من المسلمين متلبساً بمكفِّرٍ ولم يتُب، ففيه أنه ربما لم تقم عليه الحجة الشرعية الملزمة له؛ فكما انه لا يقتل بمجرد أنه تلبس بالكفر حتى يستتاب بمحاكمة شرعية؛ فإنه لا يخرج بمجرد تلبسه بالكفر من الإسلام، والحدود ـ وهي فرعٌ عن الأحكام ـ تُدرأ بأدنى شبهة.
هذا ظاهراً والله أعلم بحاله.
وأما من يقول: لا بأس بالشرب! فربما كان في كلامه إنكارٌ أو اسخفافلإ بالحكم الشرعي الثابت بتحريم شرب المسكر، وقد يكون قولاً من باب اتباع الهوى والشهوة، وهو محتاج إلى الاستتابة وإقامة الحجة؛ كسابقه.
وأما من لم يصلِّ من ثلاثين سنة فهو تارك صلاة، وتارك الصلاة إنكاراً لوجوبها مصرّحاً بذلك كافر؛ ووجوبها معلومٌ بداهةً وضرورة، لا يجهله أحد.
وأما إن كان تاركاً لها كسلاً مع اعترافه بفرضيتها فالخلاف فيه معروف.
لا يكفره الجمهور، ويكفره بعض الحنابلة والظاهرية
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن العباس]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 11:39]ـ
أخي العزيز أبا عبدالرحمن وفقه الله للحق:
الأشاعرة -وأنت منهم فيما يظهر-مرجئة في باب الإيمان, ولهذا لا يعول على كلامك أخي الكريم, حتى تحقق عقيدة السلف وتتفقه بالسنة
والخلاف في تارك الصلاة معروف لاحقاً أما في الصدر الأول فلا يُعرف كما أشار غير واحد من أئمة السلف ومنهم التابعي الجليل عبدالله بن شقيق العقيلي بسند صحيح, بل لقد أجمع الصحابة على كفر الممتنع عن أداء الزكاة المقاتل على منعها
وجحد أي معلوم بالضرورة كفر ولا خصصية للصلاة في ذلك فمن جحد وجوب الصيام أو الحج .. فقد كفر قولا واحداً فعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أكفر تارك الصلاة دون قيد الجحود, لأن من جحدها يكفر ولو صلى طول عمره,
وأما بقية تفصيلاتك فقد تقدمت الإشارة إليها في ردي على الأخ وأنصحك بقراءة كتاب الصلاة للعلامة ابن القيم, وكتاب تعظيم قدر الصلاة للإمام محمد بن نصر
والله المستعان
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 12:40]ـ
والله المستعان
ما أسهل إمساك القلم الأحمر
والشطب
والله المستعان
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 02:28]ـ
[ quote=
وأما من مات من المسلمين متلبساً بمكفِّرٍ ولم يتُب، ففيه أنه ربما لم تقم عليه الحجة الشرعية الملزمة له؛ فكما انه لا يقتل بمجرد أنه تلبس بالكفر حتى يستتاب بمحاكمة شرعية؛ فإنه لا يخرج بمجرد تلبسه بالكفر من الإسلام، والحدود ـ وهي فرعٌ عن الأحكام ـ تُدرأ بأدنى شبهة.
هذا ظاهراً والله أعلم بحاله. [/ quote]
استفسار
بخصوص الاستتابه من الكفر الاكبر المناقض للتوحيد.
كالبند الثاني للاخ (الترحم على من تلبس بالكفر؛ كمن سب الأنبياء، أو ..... )
هل يستتاب لكفره ام لمعصيته؟؟
هل الاستتابه تكون لشخص لم يقطع بكفره عينا؟؟
هل الاستتابه مانعه للتسميه ام للقتل ام لكليهما؟؟
وفق الله الجميع للخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 04:53]ـ
بارككم الله
و بارك فيكم
و بارك عليكم
أجدتم و أفدتم و إن اختلفتم
و أما اتهام فلان لفلان بأنه أشعري ففيه نظر
و أظن من هنا أتي من اتهم الالباني بالارجاء
ـ[ابن العباس]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 04:59]ـ
تهمتي ليست افتراءً ولا قصدي منها الاتهام, ولكن من باب التحذير من الاغترار بكلامه في هذه المقامات الجليلة وقد عرفنا مذهب الأخ في الصفات فلهذا لم يكن ما قلتُه جزافاً
فإن كنت أخي يزيد تسأل لتعرف الحق فتحر أن تأخذ حقائق التوحيد من منهل عقيدة أئمة السلف, ونحن نتعبد الله بالحق لا بأسماء الرجال
والله الموفق
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 05:06]ـ
تهمتي ليست افتراءً ولا قصدي منها الاتهام, ولكن من باب التحذير من الاغترار بكلامه في هذه المقامات الجليلة وقد عرفنا مذهب الأخ في الصفات فلهذا لم يكن ما قلتُه جزافاً
فإن كنت أخي يزيد تسأل لتعرف الحق فتحر أن تأخذ حقائق التوحيد من منهل عقيدة أئمة السلف, ونحن نتعبد الله بالحق لا بأسماء الرجال
والله الموفق
هو ذاك إن شاء الله
بارك الله فيك
و أما السلفية فهي الطريق الوحيد إلى الجنة
و سل من كان ضالا فهداه الله
و لو زعم أنه من أهل السنة
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 09:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال أخي الكريم
تهمتي ليست افتراءً ولا قصدي منها الاتهام, ولكن من باب التحذير من الاغترار بكلامه في هذه المقامات الجليلة وقد عرفنا مذهب الأخ في الصفات فلهذا لم يكن ما قلتُه جزافاً
فإن كنت أخي يزيد تسأل لتعرف الحق فتحر أن تأخذ حقائق التوحيد من منهل عقيدة أئمة السلف, ونحن نتعبد الله بالحق لا بأسماء الرجال
والله الموفق
وأقول ـ وأسأل اللهَ لي وله الخير ـ:
- أما أن لا تكون تقصد الافتراء فصدقتَ، وأما أنك لا تتهم فقد خدعتكَ نفسُك.
فقولك:
ولكن من باب التحذير من الاغترار بكلامه في هذه المقامات الجليلة وقد عرفنا مذهب الأخ في الصفات واضحٌ في رمي أخيكِ بالانحراف عن الجادة.
وأما قولك:
فتحر أن تأخذ حقائق التوحيد من منهل عقيدة أئمة السلف
فأقول لك: لك أن تدعوَ إلى مدرستك التي تنتمي إليها، ولكن أن تحتكر «أئمة السلف» لنفسك؛ فوالله هذه ليست لك ولا لغيرك.
وأما قولك ـ بارك الله فيك ـ:
ونحن نتعبد الله بالحق لا بأسماء الرجال
فالحقّ الذي تزعم أنك وقعت عليه ما أخذته ـ بغض النظر عن كونه حقاً أو غير حقّ ـ إلا من رجالٍ، وهم من عظماء الرجال وأفذاذهم لا ريب.
ولكن أن لا يكون في الأمة رجالٌ غيرُهم ... فلا!
وإذا أردتَ حساباً عددياً: الكبار الذي تعتزي بهم، الذين أصّلوا وفرّعوا لا يزيدون عن أصابع اليد الواحدة، وهم عند التحقيق اثنان، وإن أردت التحقيق أكثر فواحد.
ومن خالفوه، وخالفوهما، وخالفوهم، وخالفوك، وخالفوكم في الأمة ـ قبله، وقبلهما وقبلهم، وقبلك وقبلكم ـ أكثرُ من أن يُحصَوا!
والذي أريده منك (ومنكم) أن تكفّوا عن رميِ أولئكم وراءكم ظهرياً، واتخاذهم ـ بلسان الحال ـ سخرياً، والاعتداد بخلافهم فوربك ما كانوا نكراتٍ في الأمة، وهم الأكثرون عددا، والأرسخون قدماً.
أسأل الله تعالى لي ولك السَّعَة وكلّ خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن العباس]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 09:16]ـ
مدرستي هي مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وأتباعهم بإحسان
أما مدرسك فهي مدرسة علماء الكلام الذين لم يغتنوا بالكتاب والسنة ,فراحوا يتسولون معارف أصول دينهم من الفلاسفة
وأشباههم شعروا بذلك أم لم يشعروا,,وأما بقية كلامك فأُعرض عنه لأن حكايته تغني عن رده والتدليس الذي فيه مكشوف
لصغار طلبة العلم ومن باب البيان لإخوتي:
يريد أن يقول:إن مدرستي مدرسة ابن تيمية وابن القيم ونحوهما وهؤلاء لايجاوزون أصابع اليد-بزعمه-
أما مدرسته هو فتبارك الله لا يحصون كثرة!
ولو لم تترجم كتب اليونان ولم يظهر المعتزلة والجهمية في الأمة, لما عرف هو هذه المدرسة التي يدافع عنها
والله الموفق للحق
ـ[ابن العباس]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 09:41]ـ
قال الغزالي-رحمه الله تعالى- في الإحياء وهو ممن بلغ الإمامة في التصوف وعلم الكلام جميعا وصار فيهما بحراً, في معرض كلامه عن علم الكلام ومدى فائدته في تقرير الحقائق من عدمها ما نصه "وإلى التحريم ذهب الشافعيّ ومالك وأحمد بن حنبل وسفيان وجميع أئمة الحديث من السلف"
هذا ردا على من يقول "لايجاوزون أصابع اليد" ونحن نقول بل أبو حنيفة وتلاميذه وعامة أئمة السلف متفقون على هذا
ومنهجهم في هذا أوضح من الشمس وكان الإمام أحمد قد هجر ابنَ كلاب حين بلغته أقواله في الاعتقاد -وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري- فقد تأثر بها أبو الحسن الأشعري رحمه الله قبل عوده الحميد لطريق السلف الإجماعية في هذه الكليات الواضحة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[05 - Jan-2010, صباحاً 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدرستي هي مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وأتباعهم بإحسان
أما مدرسك فهي مدرسة علماء الكلام الذين لم يغتنوا بالكتاب والسنة ,فراحوا يتسولون معارف أصول دينهم من الفلاسفة
وأشباههم شعروا بذلك أم لم يشعروا,,وأما بقية كلامك فأُعرض عنه لأن حكايته تغني عن رده والتدليس الذي فيه مكشوف
لصغار طلبة العلم ومن باب البيان لإخوتي:
يريد أن يقول:إن مدرستي مدرسة ابن تيمية وابن القيم ونحوهما وهؤلاء لايجاوزون أصابع اليد-بزعمه-
أما مدرسته هو فتبارك الله لا يحصون كثرة!
ولو لم تترجم كتب اليونان ولم يظهر المعتزلة والجهمية في الأمة, لما عرف هو هذه المدرسة التي يدافع عنها
والله الموفق للحق
أخي هدِّئْ من روعك.
مجرد احتكار مدرسة الرسول صلى الله عليه وسبم والسلف الصالح
وإلقاء التُّهم المكرَّرة المعادة على من خالفك
لا يُسمن ولا يُغني من جوع.
فما من أحدٍ بدءاً من الرافضة وانتهاءً بالخوارج ومروراً بكل فرقةٍ إسلامية، او غاليةٍ؛ حتى الباطنية إلا وتدّعي مثل هذا التفرُّد!
وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى****وليلى لا تُقرُّ لهم بذاكا
لو كنتَ تكتب بغير هذا النَّفَس لحاورتُك ـ بعلمٍ وحلم ـ فيما تشاءُ إلى أن تملّ.
ولكنك بهذه الأسلوب ـ واعذرني لِما سأقول ـ لا يُتحاورُ معك.
أسأل الله تعالى لي ولك كلّ خيرٍ في الدارين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[05 - Jan-2010, صباحاً 11:02]ـ
قال الغزالي-رحمه الله تعالى- في الإحياء وهو ممن بلغ الإمامة في التصوف وعلم الكلام جميعا وصار فيهما بحراً, في معرض كلامه عن علم الكلام ومدى فائدته في تقرير الحقائق من عدمها ما نصه "وإلى التحريم ذهب الشافعيّ ومالك وأحمد بن حنبل وسفيان وجميع أئمة الحديث من السلف"
هذا ردا على من يقول "لايجاوزون أصابع اليد" ونحن نقول بل أبو حنيفة وتلاميذه وعامة أئمة السلف متفقون على هذا
ومنهجهم في هذا أوضح من الشمس وكان الإمام أحمد قد هجر ابنَ كلاب حين بلغته أقواله في الاعتقاد -وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري- فقد تأثر بها أبو الحسن الأشعري رحمه الله قبل عوده الحميد لطريق السلف الإجماعية في هذه الكليات الواضحة
عن أيِّ علمِ كلامٍ تتحدث؟
هذا اسمه خلط أوراق!!!
إذا شئتَ أن تأخذ صورةً مصغَّرةً عن تطور علم الكلام وأنّ منه الإسلاميَّ المحمود، واليوناني المذموم؛ فارجع إلى شخصٍ لا تطعنون فيه، وهو الشيخ صديق حسن خان رحمه الله في كتابه «أبجد العلوم»
ثم إن شيخي وشيخك شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (محترفٌ) في علم الكلام
وإلا فما تسمي كتبه الكثيرة في هذه الباب مثل: «موافقة صريح المعقول لصريح المنقول»، ووووو
وكذلك شيخي وشيخك شيخُ الإسلام ابن القيم رحمه الله رحمه الله صاحب «شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل» وووو
ولكنّ النتائج تختلف، وإذا كنت تريد أن تسحبَ حكماً صادراً عن إمامٍ ـ كالغزالي ـ عما سُمّيَ في عصرٍ «علم الكلام» على كلِّ «علمِ كلام» فأنت مخطئٌ يا أخي!
وإلا فما تقولُ في كتابه «إلجام العوام عن علم الكلام»
التعميم يا أخي من الأخطاء العلمية الفادحة!!
أنصحك بالتروّي قبل إصدار الأحكام
وأنصحك بأن لا تجتزئَ لأحدٍ قولاً فتنسب إليه منهجاً؛ حتى تطّلعَ على تراثه كافةً أو تكاد!
ولك مني صادق المودة في الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أشجعي]ــــــــ[05 - Jan-2010, صباحاً 11:55]ـ
كيف لا يجوز الترحم على النصراني وقد ترحم معالي الشيخ القرضاوي على البابا عندما مات وقال يا ليت عندنا معاشر المسلمين رجل نجتمع عليه ونختاره نحن كالبابا, وقال إن إخلاصه في نشر دينه ونشاطه في نشر دعوته تسجل في حسناته,
ولا نملك نحن المسلمون إلا أن ندعو له بالرحمة وأن يثيبه الله على ما قدم.
وهل علم الأخوة هنا أكثر من علم الشيخ القرضاوي؟
ـ[الغيور على دينه]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 12:44]ـ
صدق الولى سبحانه وتعالى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه).
لبد ألا تتسرعوا و تدرسوا العقيدة جيدا فكتب إبن تيمية و الطحاوي و العثيمين كثيرة و الله المستعان.
الحكم بالظاهر والله يتولى السرائر , هلا شققت على قلبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين.
لو أن موسى حيا لتبع محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[الغيور على دينه]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 01:08]ـ
أخي الغيور إذا كانت مشاركتك قريبة الزمن وتستطيع التعديل,
فعدل على الآية سريعا بارك الله فيك.
بارك الله فيك
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 01:39]ـ
-الغزالي رحمه الله تكلم عن علم الكلام منهجا ومادة وقواعد وأصولاً بعامة, فدعوى التخصيص بنوع دون آخر هي من كيسك أخي, والغزالي من أئمة الأشاعرة المتكلمين وحينئذ إذا ذكر"الكلام" فهو لا يعني مثلا الاعتزال خاصّة ,
-على أنه رد عليك فقال ما يقطع أنه يعني علم الكلام الأشعري خاصة فقال بعد كلامه السابق "فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثم قاله بعد حقيقة الخبرة، وبعد التغلغل فيه، إلى منتهى درجة المتكلمين" (وانظر الإحياء)
-ثم هذا "العلم" مادة وموضوعاً لم يُعرف في الأمة إلا بعد ترجمة كتب اليونان ولم يكن يعرفه رسول الله ولا أصحابه
فلا معنى لقولك إن كلاً يدعي أنه على مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم, والمتكلمون مقرون أن منهجهم مغاير لطريقة السلف ,ولهذا مثلا من أئمة الأشاعرة (الرازي) من يسمي كتاب ابن خزيمة (التوحيد) بكتاب الشرك!
-أما قولك إن ابن تيمية محترف في علم الكلام ,فمغالطة أنت تدركها جيداً, لأن ابن تيمية ذم علم الكلام ,كما ذمه السلف
بل قد ذمه من عاد من الأشاعرة لطريقة أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذمه الغزالي وقال إنه يورث الحيرة والشك, ولأن ابن تيمية ما سود القراطيس إلا في إبطال مذهبهم.
-وأخيراً:لا يهم أن تفرد عضلاتك وترد فلن تفيد شيئا حين يعرف الناس قدراتك الباهرة ,المهم أن تكون مقتفيا للأثر النبوي فتكون عند الله متبعاً. لست أخاطبك بلغة التحدي ولكن بلهجة النصح مع كونك تغالط في أمور بدهية حيث تدعي أن ما أقوله هو قول أناس لا يجاوز عدهم أصابع اليد! وقد نقل غير واحد من الأئمةكابن المبارك والترمذي وابن عبدالبر وغيرهم الإجماع على ما أقوله لك واقرأ كتب السنة المتقدمة التي عنيت بإبراز عقيدة أهل السنة كما نقله بعض أئمة الأشاعرة بيد أنهم يسمونهم "حشوية"! , والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
تنبيه: ردي على كلامك ليس مفصلاً إنما هي إشارات عابرة تكفي اللبيب
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 03:33]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
كيف لا يجوز الترحم على النصراني وقد ترحم معالي الشيخ القرضاوي على البابا عندما مات وقال يا ليت عندنا معاشر المسلمين رجل نجتمع عليه ونختاره نحن كالبابا, وقال إن إخلاصه في نشر دينه ونشاطه في نشر دعوته تسجل في حسناته,
ولا نملك نحن المسلمون إلا أن ندعو له بالرحمة وأن يثيبه الله على ما قدم.
وهل علم الأخوة هنا أكثر من علم الشيخ القرضاوي؟
أخي الفاضل
إذا كنت ناقلاً فالصحة
وإذا كنت مدعياً فالدليل
المطلوب منك التوثيق بالدليل المصور من كتابٍ، أو بتسجيل على مقطع فيديو
إنّ الشيخ القرضاوي يصرّح بكفر اليهود والنصارى في كتابه «موقف الإسلام العقدي من كفر اليهود والنصارى»، وفي «فتاواه».
فأخشى أنك نقلت الكلمة على عواهنا وقد لعبت بها أيدي النقلة
وما آفة الأخبار إلا رواتُها
وحاشاك أن تكون منهم
وأما اخي الكريم ابن العباس فأعجب له ولحيدته
قلتُ له رُحْ يميناً، وانظر في كلام سلفيٍّ معتبَر فراح شمالاً وأصرّ على رأيه السابق.
ولو أنه تفضل على نفسه بقراءة متأنية لكتب الغزالي لوجد فيها ـ ببساطةٍ ـ ما ذكرتُ له!
بورك في الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 03:41]ـ
أين الحيدة يا أخي؟!؟ ... ؟! وعمَ حدتُ أصلحني الله وإياك؟ أم أن الكلام يلقى هكذا بالمجان دون مراقبة الله سبحانه وتعالى؟
وعلى أي حال: للناس عقول ولله الحمد تميز بها بين الحائد وغيره
أما الشيخ القرضاوي هداه الله فنعم مع الأسف صدر منه الترحم على البابا
وذلك في قناة الجزيرة
ثم فسره فيما بعد أنه دعاء لله بالتخفيف عنه من دركة إلى دركة أعلى أو نحو هذا
واحتج بأنه كان له مواقف مشرفة مع المسلمين!
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 04:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الفاضل بارك الله فيك اسمَعْ أوضِّحْ لك، ولا يضقْ صدرُك.
-الغزالي رحمه الله تكلم عن علم الكلام منهجا ومادة وقواعد وأصولاً بعامة, فدعوى التخصيص بنوع دون آخر هي من كيسك أخي, والغزالي من أئمة الأشاعرة المتكلمين وحينئذ إذا ذكر"الكلام" فهو لا يعني مثلا الاعتزال خاصّة ,
-على أنه رد عليك فقال ما يقطع أنه يعني علم الكلام الأشعري خاصة فقال بعد كلامه السابق "فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثم قاله بعد حقيقة الخبرة، وبعد التغلغل فيه، إلى منتهى درجة المتكلمين" (وانظر الإحياء)
الذي أراده الغزالي كلام الفلاسفة لا كلامُ الأشعرية الذي تجده في كتبهم المعتبرة، والغزالي لم يرجع عن أشعريته قطُّ.
وأذكرك بأنّ التسليم بالصفات مع الكف عن تأويلها قولٌ عند الأشاعرة، وهو الذي يسمونه "التفويض"، وينسبونه إلى سلف الأمة، وأنتم ـ بورك فيكم ـ ترفضونه وتسمونه "تجهيلاً"، وليس هو محل كلامنا الآن!
ثم هذا "العلم" مادة وموضوعاً لم يُعرف في الأمة إلا بعد ترجمة كتب اليونان ولم يكن يعرفه رسول الله ولا أصحابه
فلا معنى لقولك إن كلاً يدعي أنه على مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم, والمتكلمون مقرون أن منهجهم مغاير لطريقة السلف ,ولهذا مثلا من أئمة الأشاعرة (الرازي) من يسمي كتاب ابن خزيمة (التوحيد) بكتاب الشرك!
أخي الكريم:
لو اطلعت على علم الكلام اليوناني وما قاله فيه علماء الأمة تجد أنه مقسوم إلى ـ إن لم تخني الذاكرة ـ: منطق، وإلهيات، ورياضيات.
والمذموم منه كلامهم في الإلهيات؛ لأن المنطق وهو علم صناعة الكلام والرياضيات وسيلتان يُقولب فيهما ما يوضع فيهما.
ولأجل ذلك عرّف الأشاعرة (علم الكلام الإسلامي) بأنه علم تُيتفاد منه إثبات العقائد الدينية المكتسبة من أدلتها الشرعية بالطرق العقلية.
ولو نظرتَ في كتب علم الكلام الأشعري لَما وجدتَ إلهيات اليونان، بل مادة العقيدة الإسلامية المستنبطة من الكتاب والسنة مَصوغةً بطرائقَ عقلية.
الأمر الذي استعمله ابن تيمية وابن القيم وغيرُهم فبان أن قولك بحقي:
-أما قولك إن ابن تيمية محترف في علم الكلام ,فمغالطة أنت تدركها جيداً, لأن ابن تيمية ذم علم الكلام ,كما ذمه السلف
بل قد ذمه من عاد من الأشاعرة لطريقة أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذمه الغزالي وقال إنه يورث الحيرة والشك, ولأن ابن تيمية ما سود القراطيس إلا في إبطال مذهبهم.
غير سديد، أي: نعم هو علمٌ خطيرٌ لِمن لا يقوم اعتقاده على قدم الكتاب والسنة؛ لأنه العقل عاجزٌ بنفسه عن الوصول إلى الحقيقة التي جاءتنا بالوحيين.
فإذا سألتني: لماذا علم الكلام إذن؟
أجيبك: علم الكلام أداةٌ لأمور:
- إقناع غير المسلم بالإسلام.
- إقناع المبتدع غير السني بالعقائد السنية.
- تثبيت عقيدة المسلمين لدى تعرضهم لشبه المبتدعةوالملاحدة.
أما من لم يتعرّض لهذه الفتن فلا حاجةَ به أصلاً إلى علم الكلام؛ لأجل ذلك ألجم الغزالي العوامَّ عنه.
وأما ما نقلتَ:
,ولهذا مثلا من أئمة الأشاعرة (الرازي) من يسمي كتاب ابن خزيمة (التوحيد) بكتاب الشرك!
فهو تنابُزٌ مرفوضٌ محساب قائله على الله.
ولكن السبب أن في كتاب ابن خزيمة رحمه الله أحاديث منكرة المتن، واهية الإسناد ألزم نفسه والمسلمين بها وأثبتَها لله تعالى اجتهاداً منه ماجوراً بإذن الله.
وأذكرك أنّ قضية التنابز لم يخلُ منه عصرٌ ولا مصر؛ فهؤلاء يرمون أولئك بالتجسيم والحشوية، وأولئك يرمون هولاء بالتعطيل وردّ الكتب والسنة وو
والحق الذي أدين لله به: أنه ما من حقِّأحدٍ أن يرميَ أحداً بتهمٍ كهذه؛ لأنه مسؤولٌ عنها يوم القيامة؛ خصوصاً أن المخالف مجتهدٌ، وحُكم الله فيه في خزائن علم الله سبحانه وتعالى.
واما قولك
.
-وأخيراً:لا يهم أن تفرد عضلاتك وترد فلن تفيد شيئا حين يعرف الناس قدراتك الباهرة ,المهم أن تكون مقتفيا للأثر النبوي فتكون عند الله متبعاً.
فغفر الله لي ولك، وهل شققت عن قلبي فرأيت أنني أكتب استعراضاً للعضلات!
وأما اقتفاء الأثر النبوي فلا هذى الله من لا يقتفيه؛ ولكننا مختلفون على كيفية الاقتداء والاقتفاء لا على أصله؛ فلا تُلزمني بما أتبرأ منه هداك الله.
واما قولك بارك الله فيك:
(يُتْبَعُ)
(/)
-مع كونك تغالط في أمور بدهية حيث تدعي أن ما أقوله هو قول أناس لا يجاوز عدهم أصابع اليد! وقد نقل غير واحد من الأئمةكابن المبارك والترمذي وابن عبدالبر وغيرهم الإجماع على ما أقوله لك واقرأ كتب السنة المتقدمة التي عنيت بإبراز عقيدة أهل السنة كما نقله بعض أئمة الأشاعرة بيد أنهم يسمونهم "حشوية"! , والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
فإنني لم أغالط، وما تسوق من أقوال السلف الصالح هو محل الاجتهاد والاختلاف في كيفية فهم كلامهم، وما سُقتَهُ غيضٌ من فيضٍ يسوقه مخالفوك على إثبات التفويض.
أما طريقتكَ في رفض التفويض، ونفي نسبته إلى السلف الصالح فهي طريقة شيخي الإسلام ابن تيميةوتلميذه البار ابن القيم رحمهما الله تعالى وأسكنهما الفردوس الأعلى.
ولم يكد يوافقهما على ذلك أحد؛ لأجل ذلك قلتُ لك ما قلتُ. فعِ عني سددك الله.
واما الحشوية فلفظٌ لا أحبه، ولا أحب استعماله، ولا أتلفظ به أرمي به مخالفاً لي؛ ذلك لأنني أرى التنابز بالألقاب منافياً لآداب الحوار.
ولكني أذكرك أنه متعددُ الاستخدام أطلقه كثيرٌ على كثير، وليس في الخلاف بين الأشاعرة والتيمية فحسب؛ غفر الله للجميع.
وما هو ـ وسواه ـ إلا زفرة غيظٍ من عاجز عن الكلام فاقدٍ للحجة.
رغم أنك تجده لفظاً أو معنى ـ لا أجزم الان ـ في كلام ابن الجوزي الحنبلي والكرمي الحنبلي تجاه تيار المبالغة في الإثبات الذي يؤدي نظرياً ـ لا إلزاماً إلى التجسيم ـ الذي أتاه بعض الحنابلة.
وانا عندما قلت لك في معرض الدفاع عن التأويل إنه سبيل الأكثرين ععداً، الأرسخين قدماً لم آتٍ بجُزافٍ من القول؛ لأنك تعلم أنّ الجمهرة العظمى من علماء أهل السنة تؤول.
فما المهرب لك ولمن أنت على مشربهم؟
أن تقول: النووي لا يؤخذ منه عقيدة، وابن حجر كذلك، والقرطبي كذلك، وعياض كذلك، وووووووو والقائمة تطول جداً جداً جداً جداً.
ودعك من حصر القضية بين الرازي وابن خزيمة.
أخي الفاضل
أكتب ما كتبت لك ولسائر الإخوة محبةً في تبان حقائقَ غيّبها عنكم ـ وعذراً ـ الانحباسُ في دائرة التلقي عن المدرسة الواحدة؛ جزى الله جميع علماء مدارس أهل السنة والجماعة خيراً.
مأربي من ذلك أن أكون أحد أصغر خُدّام هذه الملة الحنيفية بردمٍ بحفنةٍ من ترابٍ هوةً صنعها التمترُسُ خلفَ أسوار سوء الظنَ بالآخرين.
أشكر لك إخلاصك وجهدك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر لك عن الإطالة
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 04:12]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي أراده الغزالي كلام الفلاسفة لا كلامُ الأشعرية الذي تجده في كتبهم المعتبرة، والغزالي لم يرجع عن أشعريته قطُّ.
وأذكرك بأنّ التسليم بالصفات مع الكف عن تأويلها قولٌ عند الأشاعرة، وهو الذي يسمونه "التفويض"، وينسبونه إلى سلف الأمة، وأنتم ـ بورك فيكم ـ ترفضونه وتسمونه "تجهيلاً"، وليس هو محل كلامنا الآن!
هذه دعوى .. وأين الدليل؟ أما عني فقد دللت لك على كلامي ,إلا أن يكون دليلك أنك اقتحمت قلب الغزالي وعرفت ما يقصده, وحتى لو فعلت لا يسلم لك
لأن ظاهر كلامه علم الكلام بمدلوله الأشعري لأنه مدحه ثم تناقض وذمه في نفس الصفحة .. أما الفلسفة فقد رد عليها وبين تهافتها
هل تعود لكلام الغزالي بنفسك أم أجلبه لك؟
رد على ما سبق ثم أتابع بقية كلامك
وأما انقسام الأشاعرة إلى مفوضة ومؤولة فهو من اضطرابهم الذي يدل على بطلان قولهم فالسلف لم يختلفوا في هذا ولله الحمد
كما أتمنى منك تكرماً الكف عن ذكر اسمي ابن تيمية وابن القيم فهو نوع تدليس لا أحبه لك. فأنت القاريء أن هذا مذهب اخترعاه ولا سالف لهم فيه!
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 04:30]ـ
أخي الكريم:
لو اطلعت على علم الكلام اليوناني وما قاله فيه علماء الأمة تجد أنه مقسوم إلى ـ إن لم تخني الذاكرة ـ: منطق، وإلهيات، ورياضيات.
والمذموم منه كلامهم في الإلهيات؛ لأن المنطق وهو علم صناعة الكلام والرياضيات وسيلتان يُقولب فيهما ما يوضع فيهما.
ولأجل ذلك عرّف الأشاعرة (علم الكلام الإسلامي) بأنه علم تُيتفاد منه إثبات العقائد الدينية المكتسبة من أدلتها الشرعية بالطرق العقلية.
ولو نظرتَ في كتب علم الكلام الأشعري لَما وجدتَ إلهيات اليونان، بل مادة العقيدة الإسلامية المستنبطة من الكتاب والسنة مَصوغةً بطرائقَ عقلية.
الأمر الذي استعمله ابن تيمية وابن القيم وغيرُهم فبان أن قولك بحقي
كل ما سبق عبارة عن معلومات إنشائية .. وهي مع هذا خارج محل النزاع إلا قولك:لما وجدت إلهيات اليونان,
وهذا مردود لأن استمدادهم من اليونان لا يلزم منه الموافقة في النتائج وإلا كانوا كفاراً , لكنهم عكروا صفو الكتاب والسنة
بتحكيم مصادر خارجية غريبة عن الكتاب السنة, أدت بهم لرد الأحاديث الصحيحة التي لا توافق أصولهم وتسفيه أئمة الحديث, ومنها تقديم العقل على النقل وجعل العقل مصدراً في تصور ما يجوز ومالايجوز على الله, مع أنهم أنكروا على الفلاسفة تحكيم العقل في مسائل البعث والصراط والميزان والقيامة عموما إلخ, ومنها تأثرهم بالمنطق اليوناني في مسألة الإيمان, حيث جعلوه هو التصديق المجرد , وبنى الباقلاني-مثلا- أدلته على حد الإيمان لغة, ولما طبق قاعدة الحد المنطقية وأهمل نصوص الكتاب والسنة المتضافرة في بيان معنى الإيمان وكونه شاملا للقول والعمل جميعاً, توصل إلى إخراج العمل من مسمى الإيمان .. وهذه كلها من باب التمثيل لتضح الصورة للقاريء
وإذا كنت تنكر تأثر متكلمي الأشاعرة بالفلسفة اليونانية ولا سيما الرازي .. فأخبرني لأجلب لك أدلته القاطعة
والحاصل أنه لولا الفلسفة اليونانية ومافي معناها لما ظهر علم الكلام المسطر في كتب الأشاعرة بثوبه المعروف
لأن الأدلة العقلية التي تتكلم عنها كالعرض والجوهر وأشباهها وهي أم براهينهم مقتبسة من طرائق اليونان في الاستدلال
وطريقة القرآن في الإثبات العقلي تختلف بالكلية وفيها الكفاية التامة لكل عقل سليم وفي كل عصر
وأختم هذا الرد بالسؤال: الفرق بين أشعرية الرازي والإيجي وبين أشعرية أبي الحسن الأشعري قبل أن يثوب لعقيدة السلف
فرق شاسع فأيهما هو الصواب عندك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 04:49]ـ
سديد، أي: نعم هو علمٌ خطيرٌ لِمن لا يقوم اعتقاده على قدم الكتاب والسنة؛ لأنه العقل عاجزٌ بنفسه عن الوصول إلى الحقيقة التي جاءتنا بالوحيين.
فإذا سألتني: لماذا علم الكلام إذن؟
أجيبك: علم الكلام أداةٌ لأمور:
- إقناع غير المسلم بالإسلام.
- إقناع المبتدع غير السني بالعقائد السنية.
- تثبيت عقيدة المسلمين لدى تعرضهم لشبه المبتدعةوالملاحدة.
أما من لم يتعرّض لهذه الفتن فلا حاجةَ به أصلاً إلى علم الكلام؛ لأجل ذلك ألجم الغزالي العوامَّ عنه.
-إقناع الكافر بالإسلام يكون بحجج الكتاب والسنة ,قال تعالى "فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا" أي بالقرآن
وهناك رسالة دكتوراه عن الحجج العقلية في القرآن الكريم فما بنا حاجة لتسول علوم إقناع التوحيد من أهل الشرك!
والواقع يؤكد هذا فلا يعرف أن من يدخل في الإسلام في عصرنا وفي كل عصر لأجل علم الكلام! , بل يدخلونه بحجج بينة سلسة دون حاجة للعلم بالكلام ,ولو قدر لشخص أن يقنع أحدا بالإسلام بوسيلة علم الكلام, لكان أقرب إلى ثباته على الكفر
-وإقناع المبتدع لايمكن أن يتأتى بالكلام, لأنه إن كان معتزلياً فهو متكلم مثلك, وإن كان فيلسوفا فكذلك, وعند الجميع من الحق ما ينقض به على الآخر حجته, ويستمر الجميع في حلقة مفرغة وإن كان المعتزلة أكثر انسجاما في أحوال كثيرة مع عقولهم من الأشاعرة
مثال ذلك:هب أن أشعرياً يثبت سبع صفات وأشعري آخر يثبت إحدى عشر صفة, فإذا قال الأول للثاني أنت مبتدع لأنك أثبت كذا وكذا, سيقول له دليلك الذي أثبت به السبع هو نفسه الذي أثبت به الباقي .. وكذلك الحال مع المعتزلي وغيره
-وأما كتاب إلجام العوام .. ففيه تناقض كبير يعرفه كل من قرأه, كعادة الغزالي رحمه الله, والأصل أنه لاشيء في الشرع المطهر يلجم العوام عنه بل من أراد التعلم والتفقه فله ذلك, قال تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" ثم إن العامي لن يفهم علم الكلام حتى يلجم عنه بل هو عنده أشبه بالطلاسم ,فالخطورة من هذا العلم لا من جهة خطره على العوام, بل على أن يشاب معين التوحيد بما يعكره
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 04:57]ـ
فغفر الله لي ولك، وهل شققت عن قلبي فرأيت أنني أكتب استعراضاً للعضلات!
وأما اقتفاء الأثر النبوي فلا هذى الله من لا يقتفيه؛ ولكننا مختلفون على كيفية الاقتداء والاقتفاء لا على أصله؛ فلا تُلزمني بما أتبرأ منه هداك الله.
حاصل كلامك أصلحني الله وإياك أن رسول الله لم يبين طريقة الاقتفاء , والأمر في هذا جلي جداً
قال تعالى مخاطبا جيل الصحابة "فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا" ولم يكن في عقائد الصحابة هذه الأصول الكلامية التي ترد بها الأحاديث النبوية لمخالفتها عقولهم. هذا أقل ما يقال, وقد أجمع أئمة السلف كما سبق أن بينت ونقلت لك إجماعهم من كلام الغزالي
ومن كلام السلف أنفسهم, على توحيد الأسماء والصفات بمعنى إثبات ما أثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل ولا تمثيل
فاتبعهم فإنهم خير القرون,
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 05:12]ـ
فإنني لم أغالط، وما تسوق من أقوال السلف الصالح هو محل الاجتهاد والاختلاف في كيفية فهم كلامهم، وما سُقتَهُ غيضٌ من فيضٍ يسوقه مخالفوك على إثبات التفويض.
أما طريقتكَ في رفض التفويض، ونفي نسبته إلى السلف الصالح فهي طريقة شيخي الإسلام ابن تيميةوتلميذه البار ابن القيم رحمهما الله تعالى وأسكنهما الفردوس الأعلى.
ولم يكد يوافقهما على ذلك أحد؛ لأجل ذلك قلتُ لك ما قلتُ. فعِ عني سددك الله.
واما الحشوية فلفظٌ لا أحبه، ولا أحب استعماله، ولا أتلفظ به أرمي به مخالفاً لي؛ ذلك لأنني أرى التنابز بالألقاب منافياً لآداب الحوار.
ولكني أذكرك أنه متعددُ الاستخدام أطلقه كثيرٌ على كثير، وليس في الخلاف بين الأشاعرة والتيمية فحسب؛ غفر الله للجميع.
وما هو ـ وسواه ـ إلا زفرة غيظٍ من عاجز عن الكلام فاقدٍ للحجة.
رغم أنك تجده لفظاً أو معنى ـ لا أجزم الان ـ في كلام ابن الجوزي الحنبلي والكرمي الحنبلي تجاه تيار المبالغة في الإثبات الذي يؤدي نظرياً ـ لا إلزاماً إلى التجسيم ـ الذي أتاه بعض الحنابلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانا عندما قلت لك في معرض الدفاع عن التأويل إنه سبيل الأكثرين ععداً، الأرسخين قدماً لم آتٍ بجُزافٍ من القول؛ لأنك تعلم أنّ الجمهرة العظمى من علماء أهل السنة تؤول.
فما المهرب لك ولمن أنت على مشربهم؟
أن تقول: النووي لا يؤخذ منه عقيدة، وابن حجر كذلك، والقرطبي كذلك، وعياض كذلك، وووووووو والقائمة تطول جداً جداً جداً جداً.
ودعك من حصر القضية بين الرازي وابن خزيمة.
أخي الفاضل
أكتب ما كتبت لك ولسائر الإخوة محبةً في تبان حقائقَ غيّبها عنكم ـ وعذراً ـ الانحباسُ في دائرة التلقي عن المدرسة الواحدة؛ جزى الله جميع علماء مدارس أهل السنة والجماعة خيراً.
مأربي من ذلك أن أكون أحد أصغر خُدّام هذه الملة الحنيفية بردمٍ بحفنةٍ من ترابٍ هوةً صنعها التمترُسُ خلفَ أسوار سوء الظنَ بالآخرين.
أشكر لك إخلاصك وجهدك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر لك عن الإطالة
مازلت هداني الله وإياك تكرر الزعم الثقيل أن هذا مذهب ابن تيمية وابن القيم وإني أجزم الآن أنك لم تقرأ لهما شيئا إلا ما تسمعه عنهما من هنا وهناك أو لم تفهم ما تقرأ .. وسأكتفي بالرد عليك من كلام أحد أئمة الأشاعرة وهو القشيري ,يقول:
((وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله إلا الله؟
أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالى؟ ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم؟ قال جابر بن عبد الله في حجة النبي "ورسول الله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله")) فهذا القشيري يشن هذا الهجوم على التفويض وأهله وهو أشعري, وأنت تدعي أن ابن تيمية وحده من أنكر التفويض, وقد أردت بالنقل التمثيل لا الحصر
أسأل الله أن يشرح قلبك لقبول الحق بيسر
وأن يؤلف بين قلوب عباده
والحمد لله رب العالمين
-تنبيه: من أسباب عدم قبولك الحق هو أنك توهمت شيئا ثم بنيت عليه مبدأك, وهو ظنك أن هذا كلام من بنات أفكار ابن تيمية وتلميذه, فأنا أدعوك بصدق لقراءة كتب العقيدة التي كتبها أهل السنة والجماعة قبل هذين الإمامين وهاك بعض المراجع:
مثل كتاب (السنن) للالكائي، و (الإبانة) لابن بطة، و (السنة) لأبي ذر الهروي، و (الأصول) لأبي عمرو الطلمنكي، وكلام أبي عمر بن عبد البر، ,و (السنة) للطبراني ولأبي الشيخ الأصبهاني ولأبي عبد الله بن منده ولأبي أحمد العسال الأصبهاني.وقبل ذلك (السنة) للخلال، و (التوحيد) لابن خزيمة، , (والرد على الجهمية) للدارمي، و (السنة) لعبد الله بن أحمد، و (السنة) لأبي بكر بن الأثرم، و (السنة) لحنبل وللمروزي ولأبي داود السجستاني ولابن أبي شيبة، و (السنة) لأبي بكر بن أبي عاصم، و (الرد على الجهمية) لعبد الله بن محمد الجعفي شيخ البخاري، وكتاب (خلق أفعال العباد) لأبي عبد الله البخاري، وكلام عبد العزيز المكي صاحب (الحيدة في الرد على الجهمية) وكلام نُعيم بن حماد الخزاعي، وكلام الإمام أحمد بن حنبل، وكلام إسحاق بن راهويه،. وعبد الله بن المبارك إلخ
ـ[أشجعي]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 06:33]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
أخي الفاضل
إذا كنت ناقلاً فالصحة
وإذا كنت مدعياً فالدليل
المطلوب منك التوثيق بالدليل المصور من كتابٍ، أو بتسجيل على مقطع فيديو
إنّ الشيخ القرضاوي يصرّح بكفر اليهود والنصارى في كتابه «موقف الإسلام العقدي من كفر اليهود والنصارى»، وفي «فتاواه».
فأخشى أنك نقلت الكلمة على عواهنا وقد لعبت بها أيدي النقلة
وما آفة الأخبار إلا رواتُها
وحاشاك أن تكون منهم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ القرضاوي يرى ان اليهود والنصارى أنهم اخواننا,
واما عن الخبر فقد شاهده الملايين على قناة الجزيرة بالصوت والصورة,
وتفضل التفريغ إن لم تصدق:
بسم الله الرحمن الرحيم،
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأزكى صلوات الله وتسليماته على من بعثه الله رحمة للعالمين وحجة على الناس أجمعين سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمد وعلى أهله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسُنته إلى يوم الدين، أما بعد فقد جرت عاداتنا في هذا البرنامج أن نتحدث عن أعلام العلماء من المسلمين حينما ينتقلون من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة ونحن اليوم على غير هذه العادة نتحدث عن عَلم ولكن ليس من أعلام المسلمين ولكنه عَلم أعلام المسيحية وهو الحَبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية. لقد توفي بالأمس وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة ومن حقنا أو من واجبنا أن نقدم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم وبعضهم أصدقاء لنا، لاقيناهم في أكثر من مؤتمر وأكثر من ندوة وأكثر من حوار، نقدم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحَبر الأعظم الذي يختاره المسيحيون عادة اختيارا حرا، نحن المسلمين نحلم بمثل هذا أن يستطيع علماء الأمة أن يختاروا يعني شيخهم الأكبر أو إمامهم الأكبر اختيارا حرا وليس بتعيين من دولة من الدول أو حكومة من الحكومات، نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تذكر وتشكر له، ربما يعني بعض المسلمين يقول أنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسي للمسلمين كما اعتذر لليهود وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته وكان له مواقف سياسية يعني تُسجل له في حسناته مثل موقفه ضد الحروب بصفة عامة.
فكان الرجل رجل سلام وداعية سلام ووقف ضد الحرب على العراق ووقف أيضا ضد إقامة الجدار العازل في الأرض الفلسطينية وأدان اليهود في ذلك وله مواقف مثل هذه يعني تُذكر فتشكر .. لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[06 - Jan-2010, صباحاً 11:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم
لم أكن فيما قلتُ مكذباً لك، وحاشاك.
ولكن التثبُّت مطلوب.
والذي سقته من قول الشيخ القرضاوي لا إشكالَ فيه إلا في قوله:
لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا.
أما قضية العزاء فأنت إن راجعت كتب الفقه وجدتَ أن الفقهاء رحمهم الله اجازوا أن يعزّى غيرُ المسلم بغير المسلم بما ليس فيه طلب مغفرة ورحمةٍ للمتوفى غير المسلم.
وقول الشيخ رحمه الله لعله سبق لسان فالرجل قد بلغ من الكبر عتياً كما تعلم!
مع أنّهُ يمكن أن يُخرَّجَ على قولٍ في قضية انتفاع الكافر بعمله الصالح في الدنيا بتخفيف العذاب عنه في الآخرة تخفيفاً لا رفعاً وغفراناً؛ فارجع إليها في مظانّها.
وأنا ـ العبد الفقير ـ لا أقول بذلك، ولا أعتقده؛ ولكن التماس السبعين عذراً مطلوب!!.
ولا أكتب ما اكتبُ تعصباً للشيخ القرضاوي؛ بل دفاعاً عن الإنصاف فحسب.
والذي ادين لله به أن للشيخ القرضاوي ـ على علمه وفضله ـ أخطاءً وآراءً أخطأ فيها، بل أفحش الخطأ، لا نوافقه عليها، ولكن لا نُسقِطُ الرجل وعلمه وخدماته للأمة بالكلية من اجلها، ونأخذ ما صفا، وندع ما كدر.
والشيخ وغيره الذين يقولون بأخوة اليهود والنصارى لا يعنون بها أخوة الإيمان كالإخوة بين المسلمين، بل هي أخوة أخرى بين أتباع الأديان سماوية الأصل.
وأنت تعلمُ أنّ الإخوة تكون في الإسلام، والوطن، والدم، والنسب ......
ووضع الكل في سلة واحدةٍ تجويزاً وحظراً تسرُّعٌ.
وانظر:
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?CategoryID=2 46&FatwaID=2290
والصريح من كلام الشيخ القرضاوي هو ما لأجله كتب كتابه:
«موقف الإسلام العقدي من كفر اليهود والنصارى». طبعة مؤسسة الرسالة
قال في المقدمة ـ ص 5 ـ بعد حمد الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم:
أما بعد
فهذه الرسالة أدرتُ بها تصحيح مفهوم عقدي التبس على بعض الناس، وسألني عنه أكثر من سائل، وناقشني فيه منذ سنوات كاتب مسلم معروف، كان في ذهنه حوله شبهات، وقد زالت حين أوضحتُها له.
وقد عشنا حتى رأينا البدهيات العقدية يغشاها الضباب والاضطراب؛ حتى تختلط وتلتبس على بعض العقول، فإنّ كفر اليهود والنصارى من معلوم من دين الإسلام بالضرورة كما هو معروف.
إل أن قال في مطلع ص 6:
وقد بيّنتُ أنّ كفرَ أهل الكتاب من اليهود والنصارى لا يعني أنهم ملاحدة منكرون للألوهية، فليس هو كفر إلحاد وجحود بالله تعالى ولقائه ووحيه، ولكنه كفر تحريف وتبديل للدين، وتشويه لعقيدة الألوهية والنبوة.
وأننا نعتقد كفرهم بديننا؛ كما يعتقدون هم كفرنا بدينهم، وهذا من حقهم كما هو من حقنا.
انتهى ما أردت نقله، والكتاب متوفر في الأسواق وعلى الشبكة فعد إليه إن شئتَ
فإذا ثبتَ لأيٍّ كان قولٌ صريح، وقولٌ مُبهَم؛ وجب الأخذ بالصريح!
بل لو كان لأيٍّ كان قولان صريحان متناقضان لوجبَ تحسين الظن بالمسلم، وعدم إلزامه بأسوإهما.
هذا ما أحببت كتابته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-تنبيه: من أسباب عدم قبولك الحق هو أنك توهمت شيئاً ثم بنيت عليه مبدأك, وهو ظنك أن هذا كلامٌ من بنات أفكار ابن تيمية وتلميذه, فأنا أدعوك بصدقٍ لقراءة كتب العقيدة التي كتبها أهل السنة والجماعة قبل هذين الإمامين وهاك بعض المراجع:
مثل كتاب (السنن) للالكائي، و (الإبانة) لابن بطة، و (السنة) لأبي ذر الهروي، و (الأصول) لأبي عمرو الطلمنكي، وكلام أبي عمر بن عبد البر، ,و (السنة) للطبراني ولأبي الشيخ الأصبهاني ولأبي عبد الله بن منده ولأبي أحمد العسال الأصبهاني.وقبل ذلك (السنة) للخلال، و (التوحيد) لابن خزيمة، , (والرد على الجهمية) للدارمي، و (السنة) لعبد الله بن أحمد، و (السنة) لأبي بكر بن الأثرم، و (السنة) لحنبل وللمروزي ولأبي داود السجستاني ولابن أبي شيبة، و (السنة) لأبي بكر بن أبي عاصم، و (الرد على الجهمية) لعبد الله بن محمد الجعفي شيخ البخاري، وكتاب (خلق أفعال العباد) لأبي عبد الله البخاري، وكلام عبد العزيز المكي صاحب (الحيدة في الرد على الجهمية) وكلام نُعيم بن حماد الخزاعي، وكلام الإمام أحمد بن حنبل، وكلام إسحاق بن راهويه،. وعبد الله بن المبارك إلخ
وأقول لك أيها الأخ الكريم: أما أنني لا أقبل الحقّ فقولك! غفر الله لك إياه!
وهل يتبدّى الحقُّ لمن في قلبه ذرة إيمان ثم لا يقبله ويكون مؤمناً؟!
هذه واحدة، والثانية: كأنك تحسب أنني ـ العبدَ الفقيرَ ـ لم أسمعْ ولم أطلعْ على شيءٍ مما سقتَ من هذه الكتب!!
فوربكَ لقد اطلعتُ على قدرٍ غير يسيرٍ منها، ولا أقول: على جميعها؛ كي أكون من الصادقين.
والمشكلة: هي أنك تسوق لي الكتبَ التي تحوي الآثارَ والأقوال عن السلف الصالح ....
وهل قلت لك ـ أو لغيرك ـ مرة: إنني أشكُّ في أنّ السلف الصالحَ أمروا بإثبات الصفات المنقولة بالأسانيد الصحيحة، وقال قائلهم فيهم: الإيمان به واجب، او قال قائل: أمرّوها بلا كيف ..... ؟؟؟
إنّ الخلافَ ـ يا أخي ـ في الزيادة على الإيمان بالوارد في الإلزامِ بالاعتقاد بِـ "حقيقة"، و"على ظاهرها"، و"بذاته" وووو
ثم بناءِ أحكام تبديع سواد الأمة الأعظم على ذلك، ومصادرة حقّ جمهرة عريضةٍ من أعلام الأمة في أن يكون لها رأي معتبر!!! فعِ عني غفر الله لي ولك.
وأما قولك يا أخي:
وسأكتفي بالرد عليك من كلام أحد أئمة الأشاعرة وهو القشيري ,يقول: ((وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله إلا الله؟ أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالى؟ ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم؟ قال جابر بن عبد الله في حجة النبي "ورسول الله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله"))
أما القول الذي ذكرته عن القشيري فمحتاج إلى التوثيق؛ لأتحقق من سياقه.
لا أقول ذلك اتهاماً لك وحاشاك، بل لأنني أحسب أنك أخذته عن بعض الكتب التي تنقلُ أقوالاً منتزعةٍ من سياقاتِها.
فإذا فرغنا ـ مؤقتاً ـ ممّا عزوتَهُ للقشيري فأحب أن أقول لك:
فليكُن هذا رأيَ القشيري! وإنه لو كان حياً لقلتُ له معك: لا إشكالَ في القول الذي تستنكرون! واسمح لي أن أوضِّحَ لك:
كلُّ ما تقوله في {الم} و {كهيعص} .... أقوله في آيات الصفات!
أجل ... لم يبينها النبيُّ صلى الله عليه وسلم!!
و لا يصحُّ أن نقول عنه صلى الله عليه وسلم: إنه كتَمَها، بل لقد سكَتَ عنها وعن بيانٍ هو أكثرُ من مجردِ وصفهِ ربَّنا عزوجل في أحاديث الصفات.
وفرق بيِّنٌ ـ أيها الأخ ـ بين السكوت والكتمان المذموم؛ فالكتمان هو عدم البيان عند الحاجة إلى البيان، وأما السكوت في غير معرض الحاجة فغير مذموم
ولقد سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن بيان دقائقِ القدر؛ ولا نقول: كتمها.
ولقد سكت كذلك عن بيان الحروف المقطعة ـ كما ذكرتُ لك ـ ولا نقول: كتمها!
ولقد قال صلى الله عليه وسلم: «ذروني ما تركتكم! فإنما أهلك أهل الكتاب قبلكم» ـ أو «من كان قبلكم» ـ «بكثرة اختلافهم على أنبيائهم وكثرة سؤالهم؛ فانظروا ما أمرتكم به فاتبعوه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فدعوه» أو «ذروه».
(يُتْبَعُ)
(/)
وأذكرك بصبيغ بن عسل ـ على الخلاف في اسمه ـ الذي كان يسأل عن الذاريات والمرسلات والنازعات؛ فعُدّ سائلاً عن متشابه القرآن؛ فعاقبه أمير المؤمنين عمر.
فقل لي بربك: الذاريات والمرسلات والنازعات من المتشابه، وآيات الصفات وأحاديثه ليست كذلك؟
وأما القول في آيات الصفات: إنها هي من المتشابه، أي: من الذي نؤمن به إثباتاً مُجملاً على الوجه الذي يليق بالله تعالى، أو أؤوله تأويلاً ساغ في العربية؛ لي فيه ـ بعينِه ـ سلفٌ من السلف الصالح نفسِه؛ فسأسوق لك عدداً يسيراً من العلماء الذين قالوا صراحةً: إن آيات الصفات من المتشابه فاسمع بارك الله فيك:
- أبو الليث السمرقندي (373هـ) في «تفسيره» 1/ 545.
- أبو حامد الغزالي (505هـ) في «المستصفى» 1/ 106.
- ابن الجوزي الحنبلي (597هـ)، وألف كتابه «دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه».
- الإمام موفق الدين عبد الله بن قدامة الحنبلي (620هـ) في «روضة الناظر» 64 - 65.
- الشيخ مرعي الكرمي الحنبلي (1033هـ) في «أقاويل الثقات» ص 60.
والقائمة تطول لو أردتُ الإطالة، ولكنني بعيد عن مكتبتي فاعذُرني.
وإنك لو تصفّحتَ ـ بهدوءٍ وتَجرُّد ـ كتبَ علماء الإسلام في جلّ الفنون لوجدتَ التأويلَ موجودأ فيها كلّها، فماذا أذكر لك منها؟؟؟؟
وابدأ بالتنقيب في التفاسير، وأولها تفسير الطبري! وانظر إلى كتب شراح البخاري، وشراح مسلم الكُثُر.
أم إنّكَ سترُدُّ الجميع دُفعةً واحدة بقولك الهارب: لا يؤخذ منهم عقيدة!!!!!
فممن نأخذ عقيدتنا إذا لم نأخذها ممن نأخذ عنهم التفسير والحديث والفقه وأصوله وسائر علوم الإسلام؟ أم نرمي بهم لمجرد مخالفتهم شيخ الإسلام، أو مخالفة شيخ الإسلام لهم؟
رحم الله الجميع رحمة واسعة، ورحمني وإياك والمسلمين معهم.
بل أزيدُك يا أخي:
نقّبْ في أبعاض بعض الكتب التي سُقتَ لي أسماءَها تجد التأويل (صريحاً) في رواياتٍ مرويةً عن صحابةٍ وتابعين وأتباع تابعين (السلف الصالح).
وتجدْ كذلك خلافَ ما تريد إلزامي به؛ مما لم يلزمني به الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا التزمه السلف الصالح من أمثال زيادات "بذاته" و"حقيقة"!
أي: تجد مجرد الإيمان بالوارد في النصوص الصحيحة؛ وكفى الله المؤمنين القتال والجدال أيضاً.
فيا أخي الكريم لماذا التغاضي والحيدة؟؟ هداني الله وإياك!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن العباس]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 03:52]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون!
يا أخي كف عن اللغط والمكابرة, كلام القشيري (ابحث عنه بنفسك!)
وقد سألتك سؤالا ولم تجب عليه وهو أول رد عليك , طريقتك في النقاش كالشيعة تماما مع الأسف (فقط كلام ودعاوى)
والحاصل أني:رددت عليك من كلام الغزالي, وكتفيت بالنفي (وكل يقدر عليه)
وذكرت لك بعض المراجع التي فيها تفنيد ما تفتريه على ابن تيمية (ولم ترجع إليها)
كما ذكرت لك كلام القشيري (وحاولت التشكيك في صحته مع أن المؤولة هذا حاصل مذهبهم ,وهو أوجه من التفويض وأقل شراً لأن معنى التفويض أن الله خاطبنا بما لا يُفهم فيكون كالطلاسم معاذ الله)
فرد على الأسئلة ولا تخرج عن "نقطة البحث"
---
تنبيه1:معاذ الله أن يكون أمير المؤمنين جلد صبيغا لأجل سؤاله عن المعنى ,هذا فهمك الخاص الذي لم يسبقك إليه أحد!
تنبيه2: أنت لا تفرق بين منهج متكامل قائم على تأويل الصفات أو تفويض معناها افتراء على الله وحسبك بهذا الخلاف بين الأشاعرة! , وبين وقوع أحد علماء السنة في تأويل صفة لأجل أنه لا يراها من مبحث الصفات أصلاً, كما أنك تظن أن الخلاف ينحصر بين السلف والأشاعرة في الصفات وهو أبعد من ذلك بكثير, فالصفات من أهون الأبواب التي خالفوا فيها
---
اقتراح: إما أن تجيب عن الأسئلة بوضوح تام وباختصار أو تكف عن الجدال العقيم
وإما أن تجري معي نقاشا بالصوت, حتى لا تحتج بأنك مضطر للغياب,,
والله يهديني وإياك للحق
ـ[ابن العباس]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 04:36]ـ
أجب عن الأسئلة وأعيدها بطريقة أخرى (ولاحظ أنك لم تجب عن سؤالاتي)
السؤال الأول: هل مذهب المتكلمين عامة والأشاعرة خاصة , في العقيدة هو نفسه مذهب أئمة السلف كابن المبارك ومالك والشافعي وسفيان الثوري .. إلخ؟
معلومة:هذا الجواب:يجاب عليه:بنعم أو لا,,وليس بصحيفة
فائدة للجمهور:
قال الحافظ الذهبي:"وكما قال سفيان وغيره "قراءتها تفسيرها"، يعني أنها بينة واضحة في اللغة، لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف. وهذا هو مذهب السلف مع اتفاقهم أيضا أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته"
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 07:07]ـ
والذي سقته من قول الشيخ القرضاوي لا إشكالَ فيه إلا في قوله:
أما قضية العزاء فأنت إن راجعت كتب الفقه وجدتَ أن الفقهاء رحمهم الله اجازوا أن يعزّى غيرُ المسلم بغير المسلم بما ليس فيه طلب مغفرة ورحمةٍ للمتوفى غير المسلم.
أشهد إن هذي لفلسفة فارغة
كيف يعزيه بما ليس فيه طلب مغفرة و رحمة؟
أيقول مثلا: لقد كان رجلا فاضلا مفضالا؟
أليس في هذا ترحم ضمني؟
إنها لظاهرية صلعاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 07:10]ـ
و سؤال للجميع
أين أجد مقالة:
دعهم فما دخلت هذه الكتب على دين قوم إلا أفسدته
و المقصود كتب الفلسفة و علم الكلام
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 10:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخي كف عن اللغط والمكابرة, ....
طريقتك في النقاش كالشيعة تماما مع الأسف (فقط كلام ودعاوى) ....
ما تفتريه على ابن تيمية (ولم ترجع إليها) ...
حتى لا تحتج بأنك مضطر للغياب ....
أخي ..
حاورتُك ـ وغيرَك ـ كثيراً ولم أغضَبْ
ولم أستخدم هذه الألفاظ!
وقوبلتُ هكذا
فكيف إذا غلبتني نفسي ـ لا سمح الله ـ بكلمة من مثل كلماتك
فماذا سيُقال لي؟
اسمح لي أن أقول: هذا ليس جوّ حوار، بل هو شِجار؛ فاعذُرني
فإذا شئتَ أو غيرك أن نتحاور فينبغي الاتفاق أولاً على:
- الحوار واحدٌ لواحد فقط.
- كلا المحاورَين يُمثِّلُ نفسَه فقط؛ باعتباره طالبَ علمٍ ينتمي إلى مدرسةِ كذا، لا أنه يمثل ملايين من ورائه؛ قد لا يقبلون به أصلاً.
- الانحصار في نقطة واحدة، لا فتح جبهة كاملة الردُّ على ما فيها يحتاج لوقت طويل لإعداده.
ويكون الحوار في موضوع مستقل تحت عنوانٍ هو «نقطة البحث».
- البعد عن أمثال هذه الكلمات والتعبيرات السابقة، وعن أشكال اللمز والنبز كافةً.
- عدم الاحتجاج على المخالف إلا بالموثَّق من المنقول بالجزء والصفحة والطبعة بنقل مباشر لا: عن عن ...
-عدم إلزام المخالف بما لم يلتزمه صراحةً.
- لا يُعدُّ المحاور منسحباً إلا بتصريحه، أو غيابه أسبوعاً كاملاً.
... بعد هذا كله أقول لك:
أخوك ـ الذي لن يمقتكَ وسيتذكر أنّ ما يجمعه به أكبر كثيراً مما يبعده عنك ـ ليس جاهلاً بفكر المدرسة السلفية؛ فأنا لم أقرأ عنها بل قرأت لها حتى الثمالة.
وأزيدك: لقد كنتُ في غرّة شبابي ـ أو ما أسميه: مراهقتي الفكرية ـ سلفياً؛ مثلك وأشدّ حدّة وفَورة؛ زادك الله حرصاً ولا تعُد.
ولكنني إذ فتحتُ عيني على من لُقّنتُ بُغضَهم وتبديعَهم ـ بل وتكفيرَهم أحياناً ـ أيقنتُ أنني كنت ضحيةَ النظر بعينٍ واحدة!
وإذ قلتَ ـ يا أخي الكريم ـ: هداني الله وإياك للحقّ
أقول: آمين، وأزيدك:
نحن ـ على التحقيق ـ جميعاً عليه؛ إلا أنّ تضخيم المختلف عليه، والفِئويةَ، وعدمَ معرفةِ الآخر والنظرَ إليه إلا بعين السخط غالبة، والله المستعان!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 11:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشهد إن هذي لفلسفة فارغة
كيف يعزيه بما ليس فيه طلب مغفرة و رحمة؟
أيقول مثلا: لقد كان رجلا فاضلا مفضالا؟
أليس في هذا ترحم ضمني؟
إنها لظاهرية صلعاء
أخي الكريم ..
شكراً لك على ما جادت به قريحتك، وجوابي:
إذا كنت لا تدري (بما في كتب الفقهاء) فتلك مصيبةٌ
وإن كنت تدري (بما في كتب الفقهاء) فالمصبية أعظمُ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن العباس]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 01:25]ـ
لقد كنتُ في غرّة شبابي ـ أو ما أسميه: مراهقتي الفكرية ـ سلفياً؛ مثلك وأشدّ حدّة وفَورة؛ زادك الله حرصاً ولا تعُد.
ولكنني إذ فتحتُ عيني على من لُقّنتُ بُغضَهم وتبديعَهم ـ بل وتكفيرَهم أحياناً ـ أيقنتُ أنني كنت ضحيةَ النظر بعينٍ واحدة!
أخي الكريم .. وفقه الله للإذعان للحق, وألا يظن أن حسن الخطاب دليلاً على الحق, ولا الحدة دليلاً على البطلان
هذه الكلمة منك أسوأ من كل ما لم يعجبك في كلامي, وهي سلاطة لسان في ثوب ظاهره الأدب
وأنت في الواقع تفتري على ابن تيمية , مدعياً عليه أنه جاء بنظرية لم يسبق إليها, وهذا بصراحة إذا أحسنت الظن بك: ضرب من الجهل فالذين رموا ابن تيمية بالحشوية في زمانه وبعده أتباع لمن رموا سلفه بذات التهمة, والخلاصة, لا تعلمني كيفية الحوار لتصرف الناس عن عدم جوابك
وحاصل كلامك:أنك كنت سلفياً ثم هداك الله للحق , وهذا الشعور النفسي وحده كاف في أن تبعد النجعة ولا تصل للحق إلا أن يشاء الله تعالى
وقد ضيقت الدعوى جداً فحصرتها في ابن تيمية وابن القيم, حسنا:قليلا من الصدق ,هلا أضفت إليهما الذهبي وابن كثير وابن رجب .. إلخ , (مادمت ذكرت ابن القيم) ويكفي في رد هذه الفرية بالمناسبة قراءة عقيدة ابن أبي زيد القيرواني (الإمام مالك الثاني)
فلا تخرج عن نقطة البحث ولم نطلب من حضرتك أن تصف مسيرة حياتك
وباختصار: سبب حدتي هو أنك لا تجادل في البحث من حيث هو بحث علمي , لكنك تفتري على ابن تيمية ثم لا تجيب على الأسئلة
فتوهم الناس أن الكثرة الكاثرة من الأشاعرة هم الأولى بقبول الحق, مصورا ذلك بطريقة إثارة العواطف وتكثر الإنشاء في أمور خارجة ولهذا شبهت طريقتك بالشيعة فتقول: هل يعقل أن إماما كبيرا كالنووي .. إلخ
ضل في هذا الباب؟ إذا كان هو الاستدلال فنرد عليك السؤال بالمثل:هل معقول أن الإمام الكبير ابن تيمية: ضل في هذا الباب؟ وابن تيمية أجل من النووي باعتراف أوليائه وأعدائه بل الفرق بينهما شاسع.
وأنا أسألك الآن:من هم الذين لقنت تكفيرهم؟ ومن لقنك ذلك, فهذا غمز بمنهج السلف لا يليق بك
وإذا جاء التكفير فإن أصحابك هم الذين كفروا ابن تيمية ووأشباهه, قديما وحديثا, وليس العكس
ومن أمثلة ذلك:كتاب السبكي:السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل, وفيه يرمي العلامة ابن القيم بالكفر
وفتوى لابن حجر الهيتمي وفيها يكفر ابن تيمية
والأمثلة الحديثة كثيرة كما تعلم
وقد عرضت بنقلي فأقول لك انظر كلام القشيري في التذكرة الشرقية
وقال مثله ابن فورك, والرازي فإن شئت جلبت لك كلامه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 01:34]ـ
كيف لا يجوز الترحم على النصراني وقد ترحم معالي الشيخ القرضاوي على البابا عندما مات وقال يا ليت عندنا معاشر المسلمين رجل نجتمع عليه ونختاره نحن كالبابا, وقال إن إخلاصه في نشر دينه ونشاطه في نشر دعوته تسجل في حسناته,
ولا نملك نحن المسلمون إلا أن ندعو له بالرحمة وأن يثيبه الله على ما قدم.
وهل علم الأخوة هنا أكثر من علم الشيخ القرضاوي؟
أولا: أقوال وأفعال العلماء لا يحتج بها إنما يُحتج لها.
ثانيا: القرضاوي قد حذر من منهجه وفتاويه (ولا تنسَ أنه صاحب الفتوى الأمريكانية) الكثير من العلماء وبالذات رثاءه لبابا الفاتيكان الهالك (رأس من رؤوس الشرك) , والعجب أنه يعتبر أن النشاط في نشر الشرك والدعوة إليه من الحسنات.
http://www.way2jana.com/s/download-504-0.html (http://www.way2jana.com/s/download-504-0.html)
ثالثا: ما هكذا يرد طالب الحق - بارك الله فيك- بدفع النصوص الشرعية لقول غير معصوم.
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[10 - Jan-2010, صباحاً 11:04]ـ
أخي الكريم .. وفقه الله للإذعان للحق, وألا يظن أن حسن الخطاب دليلاً على الحق, ولا الحدة دليلاً على البطلان
هذه الكلمة منك أسوأ من كل ما لم يعجبك في كلامي, وهي سلاطة لسان في ثوب ظاهره الأدب
وأنت في الواقع تفتري على ابن تيمية , مدعياً عليه أنه جاء بنظرية لم يسبق إليها, وهذا بصراحة إذا أحسنت الظن بك: ضرب من الجهل فالذين رموا ابن تيمية بالحشوية في زمانه وبعده أتباع لمن رموا سلفه بذات التهمة, والخلاصة, لا تعلمني كيفية الحوار لتصرف الناس عن عدم جوابك
وحاصل كلامك:أنك كنت سلفياً ثم هداك الله للحق , وهذا الشعور النفسي وحده كاف في أن تبعد النجعة ولا تصل للحق إلا أن يشاء الله تعالى
وقد ضيقت الدعوى جداً فحصرتها في ابن تيمية وابن القيم, حسنا:قليلا من الصدق ,هلا أضفت إليهما الذهبي وابن كثير وابن رجب .. إلخ , (مادمت ذكرت ابن القيم) ويكفي في رد هذه الفرية بالمناسبة قراءة عقيدة ابن أبي زيد القيرواني (الإمام مالك الثاني)
فلا تخرج عن نقطة البحث ولم نطلب من حضرتك أن تصف مسيرة حياتك
وباختصار: سبب حدتي هو أنك لا تجادل في البحث من حيث هو بحث علمي , لكنك تفتري على ابن تيمية ثم لا تجيب على الأسئلة
فتوهم الناس أن الكثرة الكاثرة من الأشاعرة هم الأولى بقبول الحق, مصورا ذلك بطريقة إثارة العواطف وتكثر الإنشاء في أمور خارجة ولهذا شبهت طريقتك بالشيعة فتقول: هل يعقل أن إماما كبيرا كالنووي .. إلخ
ضل في هذا الباب؟ إذا كان هو الاستدلال فنرد عليك السؤال بالمثل:هل معقول أن الإمام الكبير ابن تيمية: ضل في هذا الباب؟ وابن تيمية أجل من النووي باعتراف أوليائه وأعدائه بل الفرق بينهما شاسع.
وأنا أسألك الآن:من هم الذين لقنت تكفيرهم؟ ومن لقنك ذلك, فهذا غمز بمنهج السلف لا يليق بك
وإذا جاء التكفير فإن أصحابك هم الذين كفروا ابن تيمية ووأشباهه, قديما وحديثا, وليس العكس
ومن أمثلة ذلك:كتاب السبكي:السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل, وفيه يرمي العلامة ابن القيم بالكفر
وفتوى لابن حجر الهيتمي وفيها يكفر ابن تيمية
والأمثلة الحديثة كثيرة كما تعلم
وقد عرضت بنقلي فأقول لك انظر كلام القشيري في التذكرة الشرقية
وقال مثله ابن فورك, والرازي فإن شئت جلبت لك كلامه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
اسمح لي ان أوضح لك فأقول:
أدين لله تعالى لا أواري ولا أورّي بالآتي:
لست بمن هو في مقام الافتراء على شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم أصفه قطُّ بالابتداع والضلالة، وأنتَ إن عدتَ إلى ما كتبتُهُ وجدتني أستعمل عبارة «مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية»، ولم تكن لي نصف كلمةٍ أرمي بها الرجل، وأيُّ رجلٍ هو.
وأزيدك: إن كان في الأشعرية والصوفية قديماً وحديثاً من تطاول على ابن تيمية تكفيراً أو تبديعاً؛ فذلك شأنه، وحسابه على ربه!
ووالله الذي لا إله غيره أقول: إن لم يكن ابن تيمية شيخَ الإسلام؛ فليس للإسلام شيخ!
وغايةُ ما قلتُهُ: إن ابن تيمية رحمه الله صاحب مدرسة، ولم أقل ـ كغيري ـ: صاحب بدعة.
والمدرسة: طريقة فهمٍ مبنية على أصول خاصة انفرَد بها؛ تماماً كمدرستَي الأشاعرة أو الماتريدية الاجتهاديتي في مسائل العقيدة، أو كمدارس الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية ... الاجتهادياتِ في مسائل الفقه.
وليس لك أن تحمّل كلامي ما لم يحمله وهو مُجمَل، وها انا أفصله لك كيلا يكون لك في الاشتباه بما أقول عذر.
ولم أقل: إنني كنت على ضلالة ثم اهتديت للحق، ولكنني قلت: لُقّنتُ في البداية أفكاراً على طريقةِ المتأخرين المعاصرين المُعتَزِين إلى ابن تيمية رحمه الله، واعتزاؤهم مخالفٌ له في أشياءَ وأشياء.
وأما مصدر التلقين فسيول الكتيبات والأشرطة التي كانت تنهال على بلادنا في أواخر الثمانينات والتسعينات، ولستُ أدري أأنتُ ذو سنٍّ أدركَ تلك المرحلة، أم إنك أصغر منها لم تَعِها مُدرِكاً؟ بارك الله في عمرك وعلمك وعملك.
وتلك الفترة وما ادراك ما تلك الفترة؟ إنها على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فيما أخرجه أحمد ـ لكل عابد شرّة ـ وتلك شرة أفرزت ما أفرزت مما لن أدخل فيه كيلا ينحرف حديثنا عن وجهته.
وأعود فأقول: أنا لم أثرّب على شيخ الإسلام ابن تيمية عندما اعتبرته ـ والحال كذلك ـ صاحب مدرسة، بل كلامي مدحٌ جليٌّ ظاهرٌ له!
بل الذي عبته ما عيبَ به على أبناء المذاهبِ قديماً من العكوف على مصدرٍ تلقٍّ واحدٍ، يُقولِبُ الفكرَ في قالبٍ (يرفُضُ) ما عداه، ولا يقرِّ لمخالفه بأنه اجتهاد ثانٍ او ثالثٌ أو .... يُخطئُ ويصيب؛ خصوصاً وأنّ تلك الاجتهادات هي مما أتى به أعلامٌ في الأمة لا يصحُّ بحالٍ اتهامهم تصريحاً أو تلميحاً بالانحراف عن الجادة، والزيغ عن سواء السبيل.
هذا ما أردتُ تصحيحه لك، وغفر الله لي ولك ما قد كان حمل جلياً او خفياً من اللمز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 01:57]ـ
أخي الكريم أبا عبدالرحمن الدمشقي .. سدده الله ووفقه ليكون عقله محلاً قابلا للحق كما أن التربة الخصبة محل قابل للزرع
-كونك تسميه مدرسة, لا يختلف في المضمون, إذ كلامي منصب على دعوى أنه لم يُسبق
وقد أثبتُ لك بطلان هذا, فكلامه في هذا هو نفس كلام السلف, ولم يزد على أن شرحه وبين اتفاقهم عليه
-ذم كلام المفوضة مما يعلم بالفطرة فضلاً عن الشرع, وأظنك لا تخالف في أن صفات الله وأسماءه
ليست من باب:كهيعص-حم-ألم-طسم .. إلخ وكلام المفوضة يجعل البابين واحداً ,وحسبك به ضلالاً بعيدا, فقد رده مؤولة الصفاتية الأشاعرة أنفسهم
وصل اللهم على سيدنا وآله وصحبه
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 02:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبا عبدالرحمن الدمشقي .. سدده الله ووفقه ليكون عقله محلاً قابلا للحق كما أن التربة الخصبة محل قابل للزرع
آمين ولك ولسائر الإخوة بمثل.
ولم يزد على أن شرحه وبين اتفاقهم عليه
وهل المدرسة إلا هذا؟
مع التحفُّظ على تقريركم بورك فيكم!
إذ إنّ ما يسوقه رحمه الله من أقوال السلف يسوقه غيره؛ مع الاختلاف في توجيهه؛ فاطّلع عليه في مظانّه من كلام المخالفين رحمك الله!
فبذلك تعلم أنّه رحمه الله يوجّه هذه الأقوال في فكرٍ أصّله وفرّعه باجتهاده!
ذم كلام المفوضة مما يعلم بالفطرة فضلاً عن الشرع, وأظنك لا تخالف في أن صفات الله وأسماءه
ليست من باب:كهيعص-حم-ألم-طسم .. إلخ وكلام المفوضة يجعل البابين واحداً ,وحسبك به ضلالاً بعيدا, فقد رده مؤولة الصفاتية الأشاعرة أنفسهم.
أما الفطرة فليست دليلاً شرعياً معتبراً في البحث العلمي، ولم أجدها في الأدلة الأصلية ولا الفرعية عند اهل السنة.
ولقد سبق لي أن صرّحتُ لك بمخالفتي في ما ذكرتُم، وأما كونه ضلالاً فرأيُك.
ولا حقَّ لي في أن أصادره، لكنني أحتفظ لنفسي بحقّ مخالفته، ولي فيه سلفٌ من أهل العلم الذين سُقتُ لك أسماءَ (بعضهم)، وفي الجعبة لدى التحقيق مزيد.
وأما ردّ من سميتهم مؤولة الأشاعرة للتفويض؛ فأنا اطلب منك سوقه بالنص المعزوّ بدقةٍ كي نتحاور فيه.
ولكنني أطمئنك إلى أنّ ما أنقله هو معتمد مذهب الأشاعرة، ولا ضير في خلافِ بعضِهم؛ فلا زال أهل العلم يردُّون ويُردٌُّ عليهم.
دعائي لك بكل خير، وادعُ لأخيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن العباس]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 02:58]ـ
سقته عفا الله عنك,,وسألتك أشياء ولم تجب عنها وهذا ما زهدني في حوارك وخيب ظني في رجاء النفع .. وعندي من كلام الرازي وابن فورك ما يؤيده
وليتأمل القاريء الكريم كيف أعرض أخونا عن الحجة وتكلم عن أشياء أخرى .. أنت تدرك أنك تتهم ابن تيمية باستحداث شيء لو صح فأنا بريء من ابن تيمية ومن تبعه, وهو باطل ,ولكن تسميه مدرسة وما أشبه, فالمدرسة قد تكون كفراً كمدرسة ابن سينا في فهم النصوص!
وأما الفطرة فهي دليل قطعي معتبر على معرفة الله تعالى وهو ما ينكره الأشاعرة
والله ورسوله أحال إليها في بين الحق من الباطل ولكن أي فطرة؟ السليمة لا المنكوسة
ولا أخفيك نقاشك غير علمي ألبتة .. ولهذا يكفي بارك الله فيك يكفي أن تقرأ عقيدة ابن أبي زيد القيرواني (فقط ولاحاجة لقراءة سواها) لتعرف اعتداءك على ابن تيمية ونسبة استحداث شيء جديد مع أنه لما تحداهم وأمهلهم ثلاث سنوات لم يقدروا عليه وكان كلام السبكي (ومن معه) له من جنس كلامك عنه, عجزوا عنه
إن العقول الصحيحة والفطر السليمة بل دلالة القرآن والسنة تنص على أن التفويض اتهام لله بمخاطبة الناس بما لا يعقلون ولا يفهمون في أعز شيء وهو التوحيد الذي أساسه معرفة الله. ولا يعرف الله إلا بأسمائه وصفاته وحسبك به ضلالا بعيدا
ثم إنك أهملت كلامي والتقطت منه كلمة الفطرة التي تخالفون في دلالتها أئمة السلف, ووالله كلهم مقر بدلالتها ولولا ضيق الوقت لسقت لك من نصوصهم ما يشفي غليل طالب الحق, غير أن حجتي في ردي الأخير وهو ما أعرضت عنه وتجاهلته ما سيأتي,,وهو دليل عقلي وشرعي معاً ملزم لكل مكابر
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
ذم كلام المفوضة مما يعلم بالفطرة فضلاً عن الشرع, وأظنك لا تخالف في أن صفات الله وأسماءه
ليست من باب:كهيعص-حم-ألم-طسم .. إلخ وكلام المفوضة يجعل البابين واحداً ,وحسبك به ضلالاً بعيدا, فقد رده مؤولة الصفاتية الأشاعرة أنفسهم
فإذا اعترفت بخطأ نسبتك ما نسبته لابن تيمية من كونه غير مسبوق بهذا
فساعتها أصدق أنك تبغي الوصول للحق
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[11 - Jan-2010, صباحاً 10:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا تعود إلى الشدة يا اخي؟
ألين لك وتشتدّ؛ ثم ألين وتشتدّ ...
أطمئنك إلى أنّ شنشنتك لن تخرجني عن طوري! واسمعْ مني ثمالةَ القول أبيِّنْ لك:
1 - أما ما تسأل عنه ولم أجب عليه؛ فذلك لأنك تسأل عن أشياءَ كثيرة يتشعب بها الحوار إلى ما وقتَ كافياً له، وأخوك ليس متفرغاً، بل يدخل زائراً.
فإن شئتَ ـ كما وضعتُ لك من قبل ـ أن تقصر الحوار في نقطة واحدةٍ؛ لا أخرج عنها أنا ولا أنت؛ فلك ذلك.
2 - وأما ما لديك من كلام الرازي وابن فورك (وغيرهما)؛ فلقد قلت لك من قبل: ما من مدرسةٍ إلا وفيها اقوال وترجيحات واختلافات؛ حتى لديكم؛ لأن كون الجميع نسخاً واحدةً عن نسخة أصل امتساخ ذميم.
3 - وأما تكرارك أنني أتهم ابن تيمية، فإن لم تنتهِ عنه؛ لأحاسبنك أمام الله تعالى؛ إذ صرّحتُ لك باعتقادي في ابن تيمية رحمه الله، وأنه مجتهدٌ ذو مدرسةٍ في أهل السنة؛ فلا تبهتْني هداك الله.
4 - وأما وصفك لنقاشي بغير العلمي فلن ازكي نفسه به، ولكن كلّ ذي عينين منصفٍ يرى؛ فلا تصادر رأي الآخرين.
5 - وأما باقي كلامك فتكرارُ اتهامات، ومصادراتٌ لخلافٍ تصرُّ على التعامي عنه.
واعلم ـ أيها الأخ ـ أنني لن أخوض معك بعدها مهما قلتَ؛ إلا أنّ يكون حوارٌ على الشروط (غير المقدسة والقابلة للأخذ والردّ) التي طرحتُها من قبل؛ لأنّ الكلامَ تحول إلى جدلٍ عقيم.
جزاك الله خيراً وغفر لي ولك ما هفونا به
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 05:06]ـ
2 - وأما ما لديك من كلام الرازي وابن فورك (وغيرهما)؛ فلقد قلت لك من قبل: ما من مدرسةٍ إلا وفيها اقوال وترجيحات واختلافات؛ حتى لديكم؛ لأن كون الجميع نسخاً واحدةً عن نسخة أصل امتساخ ذميم.
3 - وأما تكرارك أنني أتهم ابن تيمية، فإن لم تنتهِ عنه؛ لأحاسبنك أمام الله تعالى؛ إذ صرّحتُ لك باعتقادي في ابن تيمية رحمه الله، وأنه مجتهدٌ ذو مدرسةٍ في أهل السنة؛ فلا تبهتْني هداك الله.
1 - الحمد لله وكفى قولك أصلحني الله وإياك"حتى لديكم" لايصح, وهو افتئات لا يليق بك وهو والله باطل
2 - حاسبني أمام الله عز وجل, فعنده سبحانه لا يظلم أحد مثقال ذرة ولا أدنى من ذلك
والحاصل أنك لم ترد,,وحدت إلى موضوع آخر وهو شدتي وأمور أخرى
ولابد من شدة حين تلوث عقائد الناس بعقيدة شريرة تدعى التفويض, ولهذا دعوتك لحوارصوتي إن شئت
ولكنك أعرضت,
وقد أخذت على نفسي ما يشبه العهد أنه في كل رد أضع حجة تفند ما تدعيه
وهذه المرة سأرد عليك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال "أنت الظاهر فليس فوقك شيء"
ففسر معنى الصفة التي يحملها الاسم ,وهذا خلاف ما يزعمه المفوضة والأشاعرة
قال أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب السنة عن إسحاق بن راهويه: "فمن جهل معرفة ذلك حتى يقول إنما أصف ما قال الله ولا أدري ما معاني ذلك حتى يفضي أن يقول بمعنى قول الجهمية ... فقد ضل عن سواء السبيل".
القائل والناقل -كما لايخفى عليك- قبل ابن تيمية .. فارجع عن قولك قبل أن تتحدث عن شدتي
حتى يكون لك مصداقية, فهذا خيرٌ لك عند الله تعالى فالصدق الصدق والعدل العدل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(/)
نواب إبليس
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نواب إبليس
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم ( http://www.midad.me/arts/author/110)
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
لا تخلو الأرض من قائم بأمْرِ الله ..
كما لا تخلو من وارِث لمهنة إبليس!
فالنوع الأول ورّاث الأنبياء .. يَدْعُون مَن ضَلّ إلى الْهُدى، ويصبرون منهم على الأذى ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، ومن ضال جاهل قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تأويل الجاهلين، وتحريف الغالين، وانتحال المبطلين.
قال ابن القيم رحمه الله: ولولا ضمان الله بحفظ دينه وتكفّله بأن يُقيمَ له من يجدد أعلامه، ويُحيى منه ما أماته المبطلون، ويُنعش ما أخْمَله الجاهلون، لهُدِّمت أركانه وتداعى بنيانه، ولكن الله ذو فضل على العالمين. اهـ.
والنوع الثاني نُوّاب إبليس .. يُخلِصون له العمل! ويَخْلُصُون إلى ما لا تَخْلُص إليه الأباليس!
ذلك أن مردة الشياطين تُربّط وتُصفّد في شهر رمضان .. وأولئك لا يُربَطون ولا يُقيَّدُون!
فلا زاجِر لهم من دِين، ولا ناهي لهم من عقل!
يَهتزّ إبليس لِِطَلْعَة وجه أحدهم!
وإذا رأى إبليسُ طلعةَ وجهه = حَيّا وقال: فَدَيتُ مَنْ لا يُفْلِحُ!
يَدْعُون الناس إلى كل فاحشة ورذيلة!
يُجاهِرون بالمعاصي، ويَجهَرون بالفسُوق
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: إن المنافقين اليوم شرٌّ منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذ يُسِرُّون واليوم يَجْهَرُون.
اتّخذوا القَينات سلاحا، والمعازف وسيلة .. واللذة والنشوة غاية وهَدَفاً!
فالغاية عندهم تُسوِّغ الوسيلة!
غناء وغانية!
واختلاط وسُفور!
واحتفال ومَهرَجان!
وتِلك - لَعَمْر الله - أسلحة إبليس! لإفساد وإضلال بني آدم!
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانتِ الجاهليةُ الأولى فيما بين نوحٍ وإدريسَ عليهما السلام، وكانتْ ألفَ سنةٍ، وإنّ بَطْنَيْنِ من ولدِ آدمَ كان أحدُهما يَسْكُنُ السَّهْلَ، والآخرُ يَسْكُنُ الجبَلَ، فكان رجالُ الجبلِ صِبَاحا، وفي النساء دَمَامَةٌ، وكان نساءُ السَّهْلِ صِبَاحا، وفي الرِّجَال دَمَامَةٌ، وإن إبليسَ أتى رَجُلاً مِن أهلِ السَّهْلِ في صُورةِ غُلامٍ فَأَجَّرَ نَفْسَه، فكان يَخْدُمُهُ، واتَّخَذَ إبليسُ شَبَّابَةً مثل الذي يَزْمُرُ فيهِ الرِّعَاءُ، فجاءَ بَصَوتٍ لم يَسْمَعِ الناسُ بِمِثْلِهِ، فَبَلَغَ ذلك مَن حَولَهُ، فَانْتَابُوهُم يَسْمَعُون إليه، واتَّخَذُوا عِيداً يَجْتَمِعُونَ إليه في السَّنَةِ، فَتَبَرَّجَ النساءُ للرِّجَالِ، وَتَبَرَّجَ الرِّجَالُ لهن، وإن رَجُلاً مِن أهلِ الجبلِ هَجَمَ عَليهِم في عِيدِهم ذلك فَرَأى النساءَ وَصَبَاحَتِهِنَّ، فأتى أصحابَهُ فأخْبَرَهم بِذَلِكَ، فَتَحَوّلُوا إليهِنّ، فَنَزَلُوا مَعَهُنَّ، وَظَهَرَتِ الفاحشةُ فيهن، فهو قول الله: (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى).
شَبَّابَة: نوعٌ مِن المزامير!
فانظر - بِعين بصيرتك - بِمَ استعانَ إبليسُ على الفسادِ والإفساد؟
بأيِّ وسيلةٍ؟ أم بأيِّ طريقة؟
استعان على إفساد الناس بغناءٍ وأعيادٍ وخروج نِساء؟!
وهذه الثلاث: (الغِناءَ والطَّرَب، والأعيادَ الْمُحدَثةِ الْمُبتَدَعة، وإخْراجَ النساء) هي أسلحةُ إبليس، وبها يُلوِّحُ وَرَثَتُه! فيُنادُون بها، ويُطالبُِون بِوجودها!
أولئك - كما يقول ابن القيم -: " نُوّابُ إبليسَ في الأرض، وهم الذين يُثَبِّطُونَ الناسَ عن طلبِ العلمِ والتفقُّهِ في الدِّين، فهؤلاء أضرُّ عليهم من شياطينِ الجن، فإنهم يَحُولون بين القلوبِ وبين هُدى اللهِ وطَرِيقِهِ ".
وبين فترة وأخرى يَصْدَح أولئك الَوَرَثَة بمثل تلك الدعاوى، وإليها يُنادون ..
تارة تحت اسم الفنّ والذوق!
وأخرى خَلْف ستار الترفيه
ولست أدري أتَرْفِيه أم تَعْرِيَة؟
وربما أقحَموا لفظ البراءة في ذلك الترفيه!
إن كان القصد الترفيه فما الذي أقحَم التعرِيَة؟!
وثالثة تحت شِعار: الدِّين يُسْر!
ورابعة تَحتمي الدعوى بالتشبّث بالأصل!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن الأصل في الأشياء الإباحة!
فتُفتَح المسارح ودور السينما بهذه الحجة!
وقديما احتَجّ إبليس بالقَدَر! فقال: (رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)
ولن يُعدَم مُبطِل حُجّة! ولن يُعدَم مُحتال حِيلَة!
وقد عَرَف إبليس أن دعاواه لا تَرُوج .. وأن الباطل لا يُقبَل إلا بدليل عقلي! وبتحسين القبيح .. ولذا لما أراد إغواء آدم عليه الصلاة والسلام زَيَّن له الأكل من الشَّجَرة تحت سِتار: شَجرَة الْخُلْد .. وبالدعوى إلى مُلْكٍ لا يَبلى!
(قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى)
وكما كذب الخبيث في أول دعوى .. فكذلك ورثته ..
ولذا قال عليه الصلاة والسلام عن أحد أولاد إبليس: صدقك وهو كذوب. رواه البخاري.
وسار على هذا النهج كل مُنافِق معلوم النِّفاق .. فقال أوائلهم وقد أقْسَمُوا اليمين: (إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)
وقد حَلَفُوا: (إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى) .. (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
فورّاث إبليس إن دَعَوا إلى العُريّ .. زعموا أنهم أرادوا الحسنى!
وإن شجّعوا على الاختلاط .. زعموا أنهم أرادوا الحسنى!
وإن طالَبُوا بتدريس الموسيقى والغِناء .. زعموا أنهم أرادوا الحسنى!
فالاختلاط والتعرّي صِنوان .. رضعا من ثدي الرذيلة!
ولا يتأتّى فساد مُجتَمع مُحافِظ إلا عن طريق الاختلاط والتعرّي، لذا كانت المرأة وسيلة ناجحة، وورقة رابحة بأيدي دَعاة الرذيلة، حتى قال قائل أهل الصَّلِيب: كأس وغانية يَفعلان في الأمة المحمّدِيّة ما لا يَفعله ألف مِدفَع!
والمسْرَح وأمُّه الهاوية - السينما - من طُرُق ووسائل الأبالِسَة في إخراج المرأة، فتَخرُج المرأة بِحجّة الترفيه .. وبِدعوى الحرية الشخصية لتشاهِد عرضا سينمائياً .. ربما يُعرَض في آخر الليل! أو على الأقل بعد منتصف الليل!
والإنسان ميّال بِطبعِه إلى ما يُشاهِد ..
والإنسان ابن بيئته .. يتأثّر بما يُشاهِد وبمن يُعاشِر،، والمرء على دِين خليله
والغِلظة والفضاضة في أهل الإبل .. والسكينة في أهل الغنم!
فإذا شاهَدت المرأة امرأة مثلها على خشبة المسرَح - وإن شئت قُل: الْمَشْرَح -! ثم تكرّر هذا المشهَد ..
ورأت مرة ثانية وعاشرة أخرى تُعرض على شاشات السينما .. دون نَكير .. بل تَلْقَى التشجيع والتصفيق! والمدح والثناء! والْوَصْف بالنجومية! وإغداق المال عليها!
كيف لا تتمنّى - بعد ذلك - أن تكون كَمثلها؟!
وكيف لا تُحدِّث نفسها بل تَهُمّ وتَعزِم على أن ترتاد تلك الطريق .. وإن كانت موحِلة .. وإن كانت مُظلِمة؟؟!!
وإن كانتْ شاة عائرة بين غَنَمين .. وإن كانتْ حَمْلاً وديعاً انفرَد عن الرعية .. فَصَادَف قطيعا من الذئاب الجائعة!
فلا تَسَلْ بعدها عن الْحَمَل ودمِه!
ولا تبحث لِبراءته عن أثر!
وحسبك أن تَعلَم أن بضاعة التمثيل بِضاعة وثنية يونانية! ثم انتقلت إلى النصارى
قال الشيخ بكر أبو زيد: وكان أول حُدوثه في ديار الإسلام على يَدِ نصراني! هو " مارون النقاش " اللبناني، إذ عَمِل أول تمثيلية عام 1840 م. اهـ.
ونحن اليوم أمام دعاوى فجَّة تُنادي بالمسارِح العامة، بل وتَدْعوا إلى بناء دور السينما في أطهر البقاع!
ولعل هؤلاء بَلَغوا من الإسفاف الفِكري ما لم يَبلُغه أهل الجاهلية ألأولى!
فإن أهل الجاهلية كان عندهم من تعظيم الْحَرَم ما يَجعلهم يَخرُجون بالأسير ليُقتَل خارج الْحَرَم!
ومن هؤلاء الأدعياء من يُنادي، وقد يَرى - بِفقهه الأعوج - أنه لا دليل على منع بناء دور السينما في مكة أو في المدينة النبوية!
أهل الجاهلية الأولى يُعظِّمون الْحَرَم فلا يَرون جواز قَتْل الأسير داخل حدود الْحَرَم
وهؤلاء يَرون جواز ذبح العِفَّة، ونَحْر الحياء .. وإن كان داخل المسجد الْحَرام!
فأفٍّ ثم أفّ لِقَومٍ يَبُزّهم أبو جهل بِخُلُقٍ بل بأخلاق!
ويَفُوقُهم أهل الجاهلية بالدِّين ومكارِم الأخلاق!
وإذا أردت أن تَعرف حقيقة هذا الأمر فتأمّل وتَمعّن قوله عليه الصلاة والسلام: إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكارِم الأخلاق.
تَجِد أن أهل الجاهلية كان لديهم بقايا من أخلاق .. مِن كَرَم وحياء .. ووفاء بالعهد .. وحفظ حق الجار .. وأداء الأمانة .. وتعظيم الْحَرَم .. إلى غير ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو مروان]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 11:04]ـ
أعانكم الله يا أهل البلد الحرام لرد كيد العلمانيين و المنافقين الذين يأكلون النعمة ويسبون الملة، طهر الله دياركم وديار المسلمين من خبثهم، ولكن أنصح كل غيور ألا يقف على الأطلال ويكتفي بالبكا، وإنما الجد الجد، والعمل العمل، وحدوا صفوفكم، وألفوا بين قلوبكم، وانصحوا بعضكم البعض، فإننا نتسلى ونتصبر ببلادكم - مهبط الوحي - رمز العزة، وننتظر منكم ما ينتظر الظمآن في اليوم الشديد. تعلموا وانشروا العلم وحذروا من الأنذال وافضحوهم على رؤوس الأشهاد وقاطعوهم قطعهم الله. انشروا العلم بالقول والعمل. الأخلاق الأخلاق فهي خير سلاح يعينكم على نوائب الحق.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.(/)
لماذا أعض على يديّ؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 08:06]ـ
أسمح لها أن تنفرد بغرفة خاصة لا تشاركها فيها إحدى أخواتها لكي تأخذ راحتها
أهديها الجوال و أشحن لها الرصيد
أشتري لها اللابتوب و أشترك لها في النت
و أشتري لها المايك و الكاميرا
أسمح لها أن تخرج بحجة الدراسة إلى بيت زميلاتها و التأخر و ربما المبيت
أشتري لها السيارة و أعلمها القيادة و أراها تخرج و تدخل و لا أسألها من أين و إلى أين؟
أتركها تشاهد القنوات الخليعة صغيرة ثم أنكر عليها الرقص كبيرة
أسمعها تقول ابن عمي و ابن خالي و صديقي و زميلي
و ولد الجيران ثم أغضب إذا قالت بعد حين حبيبي
أترك لها الحبل على الغارب بدعوى الثقة و انا عارف تربيتي
ثم
ثم
ثم
اذا وقعت او غلطت
أعض أصابع الندم؟
فهل هذا من حقي؟
أم صدق الأول
يداك أوكتا و فوك نفخ
ـ[أكليل]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 08:53]ـ
ليس من حقك فأنت الذي فتحت لها الباب وساعدتها على تغيير مسيرتها
فأنت الآن يجب ان لاتعظ يدك وتقف متفرجاً بل اسعى لإزالة المنكر
وعالج الموقف بسرعة قبل ان تسقط الفأس في الرأس
ولا لوم عليها انما انت الملام ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 11:01]ـ
ما أكثر الأشكال في هذا العصر!
ـ[الساري]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 01:37]ـ
بل يداه أوكتا وفوه نفخ.
وجزيت خيرا على النصح البليغ
جعلني الله وإياك ممن يقومون على رعيتهم بما فرض الله.(/)
الإحباط لمكائد من أرادإباحة الاختلاط للشيخ بدربن طامي العتيبي نقض لشبهات أحمد الغامدي
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 10:22]ـ
لَقَدِ ابْتَغَوُا الفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَارِهُونَ) (التوبة:48)
الإحباط
لمكائد من أراد إباحة الاختلاط
(نقض لشبهات الدكتور أحمد الغامدي)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاستقامة" (1/ 361): وهذا كله لأن اختلاط أحد الصنفين بالآخر سبب الفتنة فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب.
وقال الإمام ابن قيم الجوزية الحنبلي في "الطرق الحكمية" (ص407): ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال: أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة.
وقال: فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال والمشي بينهم متبرجات متجملات ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية قبل الدين لكانوا أشد شيء منعا لذلك، انتهى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد اطلعت على ما كتب الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي في لقائه بجريدة عكاظ في عدديها الصادرين يومي الأربعاء 22 – 23 ذو الحجة 1430هـ، وقد رأيت عجباً من القول، وفساداً في فهم المنقول، وسقماً في تطبيق المعقول, ولي مع كلامه مقدمة ووقفات لعلها تكون دواءً لسقم فهمه، وشفاءً لقلوب المؤمنين، فأقول:
أما المقدمة:
لا غرابة أن يكون للحق خصوم وأعداء، وخاصة في زمن الغربة وفساد الزمان، وغلبة الجهل والهوى، وتكلم الرجل التافه في أمر العامة، وقد ركب الناس اليوم الصعب والذلول، وتكلم هَنْ بن مَنْ، وهيّان بن بيّان في شرع الله تعالى ومن بينهم الكافر الزنديق، والفاسق الحلّيق، والجاهل الغريق، وأمثال هؤلاء منزلتهم تأتي على مقالتهم، وحقيقتهم تنفّر الناس من طريقتهم، فلم يلتفت عقلاء المسلمين، وفضلاء الموحدين، إلى مقالاتهم التي يبثون فيها نفثات سمومهم كلّ يوم في المجالات الإعلامية المرئية والمقروءة، (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (الحج:18)، ولكن الخطر كلّ الخطر أن يمرق بمقالة الملحدين من يُحْسَب على الدين، فهذا وجنسه من الأئمة المضلين الذين خاف علينا منهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال -فيما رواه الإمام أحمد- وغيره: (أخوفُ ما أخاف على أُمتي الأئمة المُضِلون).
والأدهى والأمرّ من ذلك لو جاءت مقالة السوء على لسان من يَظهر منه الصلاح فعجله الله فتنة لمن في قلبه مرض، فصار سبباً للصدّ عن دين الله، والتجاسر على محارم الله، فإن هذا من أعظم ما ينقض عُرى الإسلام، كما قال عمر رضي الله عنه: (يَهْدِمُ الإِسْلاَمَ زَلَّةُ عَالِمٍ وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ وَأَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ) رواه الدارمي وغيره.
فيا (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) (الممتحنة:5).
وقد حاول العلمانيون وأذنابهم في بلاد التوحيد منذ عقودٍ مضت أن ينقضوا عدداً من ثوابت الشريعة الإسلامية بشبههم وتشكيكاتهم فما استطاعوا، حتى وجدوا أن أقوى سلاحٍ للتشكيك في الدين: الكلام بلسان الدين! وهي الشبهات التي ارتضاها زعيمهم الأول إبليس -أعاذنا الله تعالى منه- فدخل بها على قلوب الصالحين! كما جاء في الحديث عند ابن أبي عاصم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار، فأكثروا منهما فإن إبليس قال: أهلكتهم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار، فلما رأيت ذلك منهم أهلكتهم بالأهواء، فهم يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون).
(يُتْبَعُ)
(/)
والدجال الأكبر الذي ما من نبي إلا وحذر أمته منه لن يأتي بشيء أخطر على الناس من الشبهات، كما روى أبو داود عن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَنْ سَمِعَ بالدَّجَّال، فَلْيَنْأَ منه، فوالله إِن الرجل ليأتيه وهو يَحْسِبُ أَنه مؤمن، فيتبعُه، مما يَبْعَثُ به من الشبهات، أَو لَمَا يَبعث به من الشبهات).
وجنود إبليس والدجال هم الذي يشبهون على الناس دينهم باتباع المتشابه، كما قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ) (آل عمران:7)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة؛ إذا رأيتِ من سمى الله فاحذروهم) أي من الذين يتبعون المتشابه من نصوص الشرع ويلبسون على الناس أمر دينهم.
فاتباع متشابه الأدلة هي مطية أهل البدع والأهواء، ولهذا كم أعقبوا حصن المسلمين كلّ بلية، وأوقعوا بينهم الفتن والقلاقل! مما عجز عنه الكافرون المحاربون؟ ولهذا كان أهل البدع والأهواء هم أشد نكاية على الإسلام وأهله من الكفار المحاربين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (28/ 231): ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل.
فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء، انتهى.
ولنا مثل قريب توافق أحداثه ما يحصل عندنا اليوم في بلاد الحرمين! فبعدما فرض الاستدمار الإنجليزي سطوته على الديار المصرية لم يستطع الإنكليز تغيير مبادئ أهل مصر، ولا زعزعة ثوابتهم الدينية! حتى جاءوا بلسان الدين تحت عباءة الوعظ والإرشاد بلسان: رفاعة الطهطاوي (1216هـ - 1290هـ) فبث في أهل مصر ثلاث مؤلفات وهي: "تلخيص الإبريز في تلخيص باريز" و" مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية" و"المرشد الأمين للبنات والبنين"، ففتن بها من لم يرد الله به خيراً، وطار بها فرحاً العلمانيون أدعياء التحرر! فدعا في تلك المؤلفات إلى أن الاختلاط لا يمكن أن يكون سبباً في الفساد، وحث على إقامة المسارح، وجوّز مراقصة الرجال للنساء.
فيقول في مراقصة النساء في فرنسا: (ويتعلق في فرنسا كل الناس .. فلذالك كان دائماً غير خارج عن قوانين الحياء، بخلاف الرقص في أرض مصر، فإنه من خصوصيات النساء، لأنه لتهييج الشهوات، وأمّا في باريس فإنه نمطٌ مخصوص لا يشم منه رائحة العهر أبداً! وكل إنسان يعزم امرأة يرقص معها، فإذا فرغ الرقص عزمها آخر للرقصة الثانية، وهكذا وسواء كان يعرفها أو لا!) (1).
ثم جاءت نازلي فاضل في صالونها -وهو ميدان أدبي يحاكيه اليوم بعض الصحف والأندية الأدبية والجلسات الأسبوعية وخبايا الاستراحات - فاستضافت عددا من أدعياء التدين كمحمد عبده واللَّقاني ومحمد بيرم وقاسم أمين (2)، فتواطؤا على المكر والمكيدة بالمسلمات، فكتب قاسم أمين (1279هـ- 1326هـ) كتاباً سماه "تحرير المرأة" تناول فيه القضية الرئيسية للمرأة وهي (الحجاب) ومسائل أخرى، وتفوّه إفكاً عندما حاول أن يسقط الحجاب بساقط الكلام، وحاول أن يطوّع نصوص الوحيين لغريزة الغربيين! وسمّى الأمر بالحجاب جموداً من رجال الدين! فلقي كتابه معارضة شديدة من بعض أهل الغيرة، حتى
(يُتْبَعُ)
(/)
اعتزل خوفاً من سيل الانتقادات على كتابه ذلك، حتى ناصره على الضلالة: سعد زغلول، الذي قال له: (امض في طريقك وسوف أحميك!!) وكذا ناصره شيخه: محمد عبده، زعيم المدرسة العقلانية! الذي شاركه في كتابة بعض نصوص كتابه "تحرير المرأة".
حتى صارت فتنة نزع الحجاب وعمل المرأة واختلاطها بالرجال وذلك في:20 مارس - آذار عام 1919م في ميدان قصر النيل (ميدان الإسماعيلية) ولا زالت المرأة المصرية تعيش في ويلات تلك الفتنة وعواقبها، حتى عاد الكثير من النساء المصريات اليوم إلى الحجاب والقرار في البيوت بعد فساد التجربة بل الجريمة الطهطاوية العشراوية الاستدمارية!
واليوم لا غرابة أن يُفتن فئام من ضعفاء القلوب بزلل مقالات أدعياء العلم والدين، كما حصل لمقال وزير العدل، وفتاوى بعض أدعياء العلم والصحوة، حتى وصل المطاف آخراً بالمحسوب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينادي بأقوى عبارة، وأخبث إشارة إلى اختلاط المرأة بالرجال مشبها وملبساً بنصوص شرعية، وعبارات علمية، كان لها بالغ الأثر، وأحدثت ضجة عارمة اجتاحت البلاد من مثله في مثل منصبه!
ولكن قيض الله له من يرد مقالته، ويبطل قالته، فرد عليه جملة من الفضلاء، وكشفوا جهله وزيغه عن السبيل، وهكذا هو الواجب فلكل فرعون موسى! فالباطل لا يدلي على الحق إدلاءة كاملة، بل ينصر الله الحق، ويُزهق الباطل، (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الحَقَّ وَالبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ) (الرعد:17) وللحق قوة لا تدفعها كثرة الباطل وخطورته، قال تعالى (بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الأنبياء:18).
ولكن أكثر علي بعض المحبين وطلب كتابة ردٍّ مفصّل على كلام الغامدي، وذكر أن عامة الردود جاءت على وجه الاختصار، وأن الغامدي أورث شبها في قلوب بعض القاصرين، فاغتنمت فرصة حط عصا الترحال، وهدوء البال، فكتبت هذه الورقات، سائلا الله تعالى نصرة دينه، ورفعة شريعته، وعزة أوليائه، وذلة أعدائه، وحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين، والله ولي التوفيق.
فصل
في الوقفات مع كلام الغامدي
الوقفة الأولى: من نظر إلى مبتدأ المقال وجد أنه عن فضيلة جامعة الملك عبدالله، وأهميتها في العصر الحاضر، وكانت هذه الإشادة في بضعة أسطر! ثم دخل في موضوع (الاختلاط) وكأنه أمرٌ عارض اقتضى ذكره المقام، إذ الشيء بالشيءِ يُذكر! فقال الغامدي: (بهذه المناسبة سأتطرق في حديثي هنا عن (الاختلاط) .. ).
فلا يُدرى عن أصل موضوعه: أهو جامعة الملك عبدالله أم لا الاختلاط؟!
وعجباً لهذا الأمر العارض الذي استغرق حلقتين في صفحتين كاملتين، فكأنه الأصل، وأمر الجامعة هو الفرع، فيحق أن يقال: إنه أمرٌ قضي بليل! وأن منشأ الكلام كله إنما هو تقرير رأيه الفاسد في مسألة الاختلاط، والوصول إلى هذا المطلب تذرعاً بجامعة الملك عبدالله تجهيزاً لغطاء أمني وهمي! وفي إيراده مقاصد لا تخفى!
الوقفة الثانية: مسائل الدين لا تبحث في مواطن السخافة والصحافة! إلا على وجه الرد على المخالفين لدين الله تعالى، وإلا فالعلم يجل ويصان طرحه أمام النوكى والحمقى والجهال، وفي صحيفة عرفت بتوجهها المناوئ لأبسط أبسط الأخلاق الإسلامية تحت أقلام كتابها الليبراليين المنافحين عن الليبرالية بالتصريح والتلميح.
فهل تعذَّر على الغامدي أن يذكر أدلته في رسالة أو شريط كسائر مسائل الدين؟
أيبتغي العزة والشهرة بمثل هذه الصحيفة لأنها ستفرح بمقالته لموافقته لهواها؟ (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للهِ جَمِيعًا) (النساء:139) حتى صدرت صورته، وعنوان خبره على الصفحة الأولى من صفحاتها كأهم خبر، وأقوى مقال! ّ
سبحان الله العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الثالثة: لا أحد يجحد فضيلة العلم الطبيعي، وأهميته في ريادة الأمم، وحاجة الأمة إليه، ولكن لم تكن ريادة وسيادة الأمة الإسلامية بعلم الكيمياء ولا الفيزياء ولا الرياضيات ولا غيرها من العلوم الطبيعة بل ولا الفنون الحربية، وإنما ريادة الأمة وسيادتها بدين الله تعالى، وبه العلو والرفعة وقد قال تعالى (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139)، فجعل شرط العلو والرفعة هو الإيمان بالله تعالى، وهذا العلو وصف دائم لأهل الإيمان على مستوى الفرد والمجتمع، وقد قال تعالى لموسى وهو على بلاط فرعون، والدولة دولة فرعون، وموسى فرد واحد، ليس معه إلا القليل من الناس، ومع ذلك قال الله تعالى له: (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى) (طه:68).
فلا نأسى على قصور المسلمين في علوم الطبيعة عن غيرهم، فغيرهم أوتوا ذكاء وما أوتوا ذكاء، وأعطوا فهوماً وما أعطوا علوما، وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة (فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (الأحقاف:26).
فهذه العلوم لا رفعة ولا عزة بها بذاتها، بل هي دليل على وبال من لا يؤمن بالله وسوء حاله كما قال تعالى (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الرُّوم:7).
وإنما الأسى كلّ الأسى -يا فضيلة الدكتور- عندما يتخلف المسلمون عن ركب الموحدين، وجيش المجاهدين، والتمسك بالدين، ويتجهون إلى التنكب عن سبيل المؤمنين، والتشكيك في ثوابت سنة سيد المرسلين.
إنما الأسى كلّ الأسى؛ عندما نتراجع إلى الوراء، ونحكم الشرع إلى أهواء البشر، بدل أن نأطرُ أهواء البشر تحت شرع الله وأمره.
إنما الأسى كلّ الأسى؛ عندما تزعزع الثوابت بلسان النوابت، ويُعرف ما كان منكرا، ويُنكر ما كان معروفاً.
إنما الأسى كلّ الأسى؛ عندما نرى شباب المسلمين يتهافتون إلى تعظيم الغرب، والاغترار بحضارتهم الزائفة، وقد كانوا على هدى وصراط مستقيم.
وإنما الأسى كلّ الأسى؛ عندما يركن البعض للكفار يريدون منهم العزة، فأذاقهم الله (ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَاتِ) (الإسراء:75) ولم يجدوا لهم على الله نصيراً.
هذا الذي يجب أن يحرك مشاعر الصادق في إسلامه، وهذا المجد الذي تحنُّ إليه قلوب الموحدين الصادقين المجددين.
فعزة الدين، والسعي إلى تعزيزه، هو بساط المجد الذي من جلس عليه رفع الله ذكره، وأخلده بين العالمين.
فلم تذكر الأمة اليوم مسلماً كيميائيا ولا فيزيائيا ولا حسّابا كما ذكرت زهد الحسن البصري وأويس القرني، وعلم أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وإمامة ابن تيمية وابن القيم.
فهذا هو المجد الذي تتطلع قلوب الموحدين إلى تجديده، والإكثار فتح الجامعات ودور العلم لإحيائه ونشره بين المسلمين.
فإن تمّ لنا تمسكنا بدين الله تعالى، وتعظيم شرعه، والاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فنحن بحاجة إلى مثل جامعة الملك عبدالله في تقرير العلوم الطبيعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا الباب.
وأما قول الغامدي: (هنا نقف مع من ضاق بهم الأفق فأخرجوا من إرثنا الإسلامي هذه العلوم المادية فنقول: إن ذلك إرث أسسه علماء هذه الأمة آخذين بسنن الله الكونية التي جعلها الله تعالى موصلة لأسرار حكمته في الكون وسلما لعمارة الأرض وخدمة البشرية والدين) فلا يُدرى من يعني بهؤلاء! غير أنه لا يُعرف أحدٌ يُعتد بقوله أخرج الاهتمام بهذه العلوم من الشريعة الإسلامية، واهتمام (بعض) علماء المسلمين بها.
وقلت (البعض) لأن الأمر بها (كفائي) إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، ولذلك فالقائمون بمهمة هذه العلوم الطبيعية قلة بالنسبة لعلوم الشريعة، فلا وكس ولا شطط، ولا إفراط ولا تفريط، فلا تهمل هذه العلوم، ولا يبالغ في التوجه إليها مقابل التفريط في دين الله تعالى، وتعظيم حرماته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قول الله تعالى: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (المجادلة:11) وقد استدل به الغامدي على رفعة من تعلم العلوم الطبيعة، فإن هذا لا يدل على ذلك، مع شرف العلم في الجملة على الجهل، وإنما يدل على أن الرفعة موكولة بالإيمان بالله تعالى، فلولاه لم تكن لعلوم الدنيا بأسرها فضيلة ولا مزية على الجهل.
ومثله قول الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ) (الزُّمر:9)، فقد جاء تفسير الذين يعلمون في أول الآية فقال تعالى: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ) (الزُّمر:9).
فالعالم صدقاً وعدلاً هو القائم القانت الساجد الخائف من عذاب الآخرة، وما زاد على ذلك فهو من حلية الحياة الدنيا.
الوقفة الرابعة: زعم الغامدي أن الاختلاط لفظ محدث! والحق أن الاختلاط لفظ معهود، والقول بجوازه هو القول المحدث، وإحداث الأحكام أقبح من إحداث الألفاظ، روى الخلال في كتاب السنة عن التابعي الجليل الحسن البصري أنه قال: (إن اجتماع الرجال والنساء لبدعة) (3).
فالقول بالاختلاط هو البدعة في دين الله تعالى، بل في حياة البشرية! وقواعد الفطرة الإلهية، وقد جبل الخلق على التفريق بين مجالس النساء وحديثهن عن مجالس الرجال وحديثهم، والله تعالى يحكي عن صالحات نساء بني إسرائيل البعد عن مواطن تزاحم الرجال، فقال تعالى عن موسى عليه السلام: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) (القصص:23).
ويقول تعالى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (الأحزاب:53)، وبغية طهارة القلب فيمن هنّ أدنى من أمهات المؤمنين من سائر المسلمات أولى وأولى.
فلم تكن المرأة تزاحم الرجل في ميدان عمله، ولا تدخل في معترك أكتاف الرجال، وإنما هي في معزل عن الرجال كما سيأتي بيانه بإذن الله.
وأما لفظ (الاختلاط) فليس كما ذكر الغامدي أنه لم يرد في النصوص الشرعية، بل هو وارد كما روى البخاري وغيره عن ابن جريج أخبرنا قال: أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال، قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال، قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حُجرة من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: انطلقي عنك، وأبت، يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأخرج الرجال، الحديث.
وروى أبو داود في "سننه" عن أبي أسيد -مالك بن ربيعة - رضي الله عنه: أنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النِّساءِ في الطريق: (استَأْخِرْنَ، فليس لَكُنَّ أن تَحقُقْنَ الطَّرِيق، عَليكُنَّ بحافَّاتِ الطَّريق) فكانت المرأة تَلصَقُ بالجدار، حتى إِنَّ ثَوبَها ليتعلقُ بالجدارِ مِن لُصُوقِها بهِ.
وهذا الحديثان ونحوهما يقضيان بثبوت هذا اللفظ، وأنه ليس دخيلاً على الفقه الإسلامي، وأن اشتقاقه كاشتقاق غيره من الألفاظ الفقهية، وقد أوردهما الغامدي في أدلة المخالفين له! ومرّ على ذلك مروراً سريعاً، وكأنه غفل أو تغافل! والمراد بالاختلاط اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد على وجه تحصل به الفتنة، وتتحرك به الشهوة.
والشهوة تتحرك بدوام النظر، وتلاقي الأبدان، وطول المجالسة، ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإذن باختلاط الرجال بالنساء من (المِذَاء)، وضده الغيرة، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الغيرة من الإيمان، والِمذاء (4) من النفاق) رواه البزار والبيهقي وغيرهما بإسناد فيه ضعف، وقد حسَّنه المناوي وغيره.
ونقل البيهقي في "شعب الإيمان" بعد إيراده لهذا الحديث عن الحليمي قوله في تفسيره: المذاء؛ أن يجمع الرجال و النساء ثم يخليهم يماذي بعضهم بعضا، وأخذ من المذي و قيل: هو إرسال الرجال مع النساء من قولهم مذيت فرس إذا أرسلتها ترعى (5).
فجعل لفظ (الاختلاط) مصطلحاً منصرفا إلى اجتماع النساء بالرجال على الصورة المذكورة يوافق نصوص الشريعة ومقاصدها، والمخالفة لهذا من (المغالطة ممن لم يميز أو ممن أراد التلبيس) فالملبس هو من خالف الأصل بغير دليل شرعي، والأصل الشرعي الفصل بين الجنسين.
وقول الغامدي: (لذلك لما ذكرت بعض الموسوعات الفقهية المعاصرة الاختلاط في قاموس ألفاظها، لم تستطع أن تشير إلى أن من معانيه اختلاط النساء بالرجال، بل ذهبت إلى معان أخرى: في الزكاة، والحيوان، والسوائل، وألمحت إلى معناه في مصطلح الحديث) قول لا قيمة له عند التحقيق، منقوض بما تقدم، وهذا العيني الحنفي يقول في كتابه "عمدة القارئ" عند شرحه لقول البخاري رحمه الله تعالى: (باب طواف النساء مع الرجال) فقال العيني: أي هذا باب في بيان حكم طواف النساء مع الرجال هل يختلطن بالرجال أو يطفن معهم على حدة من غير اختلاط بهم أو ينفردن، انتهى.
وفي "حاشية ابن عابدين" (2/ 233) في فقه الحنفية، في ذكر ما يكره في المقابر: والكراهة فيها من وجوه عدم اللحد ودفن الجماعة في قبر واحد بلا ضرورة واختلاط الرجال بالنساء بلا حاجز وتجصيصها والبناء عليها، انتهى.
قلت: وتأمل أن منع الاختلاط بين الجنسين حتى بعد الموت، تعظيما لجناب كلّ جنس.
وقال الشاطبي المالكي في "الاعتصام" (1/ 397): ومثله إيقاد الشمع بعرفة ليلة الثامن، ذكر النووي أنها من البدع القبيحة، وأنها ضلالة فاحشة جمع فيها أنواع من القبائح. منها إضاعة المال في غير وجهه، ومنها إظهار شعائر المجوس، ومنها اختلاط الرجال والنساء والشمع بينهم ووجوههم بارزة، ومنها تقديم دخول عرفة قبل وقتها المشروع، انتهى.
وهذا ابن أبي شامة الشافعي في كتابه "الباعث على إنكار البدع والحوادث" (ص34) عن بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان: ويجري فيه الفسوق والعصيان واختلاط الرجال بالنساء، انتهى.
وقال (ص39) في إنكاره لاجتماع الرجال والنساء ليلة ختم القرآن: وأما إن كان على الوجه الذي يجري في هذا الزمان من اختلاط الرجال والنساء ومضامة أجسامهم ومزاحمة في قلبه مرض من أهل الريب ومعانقة بعضهم لبعض كما حُكي لنا أن رجلا وجد يطأ امرأة وهم وقوف في زحام الناس قال وحكت لنا امرأة أن رجلا واقعها فما حال بينهما إلا الثياب وأمثال ذلك من الفسق واللغط فهذا فسق فيفسق الذي يكون سببا لاجتماعهم، انتهى.
وقال (ص94) في الكلام عن بعض البدع التي تحدث على جبل عرفات من بعض الحجاج: منها إيقاد النيران عليه ليلة عرفة واهتمامهم لذلك باستصحاب الشمع له من بلادهم واختلاط الرجال بالنساء في ذلك صعودا وهبوطا بالشموع المشتعلة الكثيرة وقد تزاحم المرأة الجميلة بيدها الشمع الموقد كاشفة عن وجهها وهي ضلالة شابهوا فيها أهل الشرك في مثل ذلك الموقف الجليل وإنما أحدثوا ذلك من قريب حين انقرض أكابر العلماء العاملين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وحين تركوا سنة رسول الله، انتهى.
ومثل ما قال العيني سابقاً قال الحافظ ابن حجر الشافعي في "فتح الباري" (3/ 480): أي هل يختلطن بهم أو يطفن معهم على حدة بغير اختلاط أو ينفردن، انتهى.
وقال الماوردي في "الحاوي" (2/ 148) في فقه الشافعية: وإن كان معه رجال ونساء، الإمام في الصلاة ثبت قليلا لينصرف النساء، فإن انصرفن وثب لئلا يختلط الرجال بالنساء، انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البجيرمي في "حاشيته على الخطيب في حل ألفاظ أبي شجاع" في فقه الشافعية في كلامه عن الحالات التي يباح فيها عدم الإجابة لوليمة العرس: المرأة إذا خافت من حضورها ريبة أو تهمة أو قالة لا تجب عليها الإجابة وإن أذن الزوج وأولى، خصوصا في هذا الزمان الذي كثر فيه اختلاط الأجانب من الرجال والنساء في مثل ذلك من غير مبالاة بكشف ما هو عورة كما هو معلوم مشاهد، انتهى.
وفي "حاشية الشرواني مغني المحتاج على منهاج النووي " (1/ 497) في فقه الشافعية في الكلام عن الاجتماع يوم عرفة لغير الحاج، عند قول المصنف (ومن جعله بدعة لم يلحقه بفاحش البدع بل يخفف أمره): أي إذا خلا من اختلاط الرجال بالنساء وإلا فهو من أفحشها، انتهى.
وفي "الإقناع" (1/ 330) في فقه الحنابلة في حقوق المسجد: ويمنع فيه اختلاط الرجال والنساء.
وفي "المغني" (1/ 632) لأبي محمد ابن قدامة الحنبلي في ذكر استحباب تأخر الإمام والمأموم في الانصراف من الصلاة، قال: ولأن الإخلال بذلك من أحدهما يفضي إلى اختلاط الرجال بالنساء، انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاستقامة" (1/ 361): وهذا كله لأن اختلاط أحد الصنفين بالآخر سبب الفتنة فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب، انتهى.
وقال الإمام ابن قيم الجوزية الحنبلي في "الطرق الحكمية" (ص407): ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال: أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة.
إلى أن قال: فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال والمشي بينهم متبرجات متجملات ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية قبل الدين لكانوا أشد شيء منعا لذلك، انتهى.
وذكر البصروي في "تاريخه" (ص 176) في أحداث عام 901هـ بشأن مسجد فتن به بعض الناس، وأفتى بعض العلماء بهدمه، فكان مما قال: ثم حضر إلى ابن خطيب المعضمية والشيخ محمد البصير إمام جامع منجك وذكر ما في هذا المكان بالبقاع من المفاسد واختلاط الرجال بالنساء في مكان ضيق بهم مسفرات عن وجوههن وقبائح أخرى كثيرة فلا قوة إلا بالله تعالى، انتهى.
فهذه بعض النقول من كتب بعض علماء المذاهب الأربعة نصوا فيها على (الاختلاط) ومرادهم (بين الرجال والنساء) فدلّ على أنه مصطلح فقهي وارد، تناقله العلماء جيلاً بعد جيل، فكيف يزعم الغامدي أنه محدث مخترع، وأنه خارج عن قواميس الفقهاء قديماً وحديثاً؟! وأن (الاختلاط بهذا المعنى المعاصر مصطلح طارئ غير معروف بذلك المعنى عند المتقدمين في مباحث الفقه).
وتأمل كيف يجزم بأن (الموسوعات الفقهية المعاصرة) لم تذكر هذا المعنى في كلمة (الاختلاط) بينما أقرب وأشهر الموسوعات "الموسوعة الكويتية" ذكرت هذا في بحث مفصل في حرف (الخاء) عند مادة (اختلاط) فليراجع (2/ 290).
فأين الأمانة العلمية يا دكتور؟!
الوقفة الخامسة: قال الغامدي فيما يرى أنه من المبالغة في المنع من الاختلاط: (ومثل ذلك لو بالغ الناس في التحذير من جلوس النساء والرجال ولو كان لمصلحة أو عادة، ولا خلوة ولا ريبة فيه).
فلم يقتصر على إباحة الاختلاط لـ (الحاجة والضرورة!) بل اتسعت الدائرة عنده إلى أن وصل الاختلاط مباحٌ لتحقيق (المصلحة!) والمصالح أوسع من الضروريات، بل زاد الأمر إلى توسيع الدائرة إلى (العادة).
و (الضرورات) و (المصالح) و (العادات) لا ينظر فيها إلا إذا كان الأصل خلاف ذلك، فيكون الأصل عند الغامدي هو المنع! ومع ذلك فقد زعم أن الأصل هو الاختلاط، فقال: (ولذلك كان الخلط في حكمه أكثر جناية حين قال بتحريمه قلة لم يعتبروا بالبراءة الأصلية في إباحته، ولم يتأملوا أدلة جوازه، ولم يقتفوا هدي المجتمع النبوي فيه).
والبراءة الأصلية إنما هي بما يوافق الشرع لا بما يخالفه، والأصل في الشرع المفارقة بين الجنسين، والتحذير من كلّ ما يسبب الفتنة بينهما، فلا يُخرج عنه إلا بدليل شرعي، أو ما يسوغه الأصل الشرعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما (العادة) فلا يجوز أن تُخالف بها النصوص والأصول الشرعية، بل مخالفة الأصول والنصوص الشرعية بـ (العادة) من جنس دين المشركين الذين حكى الله قولهم: (إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزُّخرف:23).
أما الضرورة والمصلحة، فلو وجدت فإنها تبيح الخروج عن الأصل للأفراد في القضايا العينية لا أن يعمم حكمها للمضطر وغير المضطر، بله أن يقال بأنها الأصل في حال الجنسين!
الوقفة السادسة: قال الغامدي في جناية من جناياته: (قال بتحريمه قلة لم يعتبروا بالبراءة الأصلية في إباحته، ولم يتأملوا أدلة جوازه، ولم يقتفوا هدي المجتمع النبوي فيه).
قلت: أهل العلم قاطبة على المنع من الاختلاط، والبراءة الأصلية هي الحظر من اجتماع الجنسين، والله تعالى يقول: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) (الأحزاب:33).
وما ظنّ الغامدي فيما أورد من أدلة أنها تدل على الجواز كلها بعيدة كلّ البعد عن الدلالة على المطلوب كما سيأتي، وهدي المجتمع النبوي قضى بـ:
الفصل بين الرجال والنساء في الصلاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيرُ صفوفِ الرِّجالِ أوَّلُها، وشرُّها آخِرُها، وخيرُ صفُوفِ النِّساءِ آخِرُها، وشَرُّها أوَّلُها) أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
وفي صحيح ابن خزيمة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان إذا رأى النساء قال: (أخروهن حيث جعلهن الله).
بل فصل النبي بين الرجال والنساء في الدخول في المسجد كما روى الإمام أبو داود في باب اعتزال النساء في المساجد عن الرجال من حديث ابن عمر رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تركنا هذا الباب للنساء).
وفضل النبي صلى الله عليه وسلم صلاتها في بيتها عن الصلاة في المسجد: (صلاةُ المرأةِ في بيتها أفضلُ من صلاتها في حُجرتها، وصلاتُها في مَخْدَعِها أفضل من صلاتها في بيتها) أخرجه أبو داود.
والفصل بينهن في الجهاد، كما روى الإمام أحمد من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم صف الرجال، ثم صف النساء من وراء الرجال.
والفصل بين الرجال في الطواف كما ثبت في الصحيح عن ابن جريج أخبرنا قال: أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال، قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال، قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حُجرة من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: انطلقي عنك، وأبت، يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأخرج الرجال، الحديث.
وروى الفاكهي وغيره عن إبراهيم قال: نهى عمر رضي الله عنه أن يطوف الرجال مع النساء، قال: فرأى رجلا معهن فضربه بالدرة.
وفصل بين الجنسين في الطرقات، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمشيَ الرَّجُلُ بين المرأتين) أخرجه أبو داود والحاكم وصححه، وفي إسناد ضعف.
وتقدم حديث الأمر بسيرهن على جنبات الطريق، وقوله صلى الله عليه وسلم: (استَأْخِرْنَ، فليس لَكُنَّ أن تَحقُقْنَ الطَّرِيق، عَليكُنَّ بحافَّاتِ الطَّريق).
وحذر من الدخول على النساء فقال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء) متفق عليه (6).
وأخبر النبي صلى الله عليها وسلم أن المرأة إذا خرجت كانت محط نظر الشيطان، وجلب الأنظار إليها فتنة بها، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان) رواه الإمام الترمذي وابن خزيمة من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (احبسوا النساء في البيوت، فإن النساء عورة، وإن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، وقال لها: انك لا تمرين بأحد إلا أعجب بك)، أخرجه ابن أبي شيبة.
وروى ابن أبي حاتم عن أم نائلة رضي الله عنها قالت: جاء أبو برزة فلم يجد أم ولده في البيت، وقالوا: ذهبت إلى المسجد، فلما جاءت صاح بها فقال: (إن الله نهى النساء أن يخرجن، وأمرهن يقرن في بيوتهن، ولا يتبعن جنازة، ولا يأتين مسجداً، ولا يشهدن جمعة).
(يُتْبَعُ)
(/)
كلّ هذه النصوص وأشباهها تدل على صورة الهدي المجتمع النبوي في معايشة الرجال للنساء، وأن الأصل الفصل بين الجنسين حسماً لمادة الشر، ودرءً للفتنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاستقامة" (1/ 359 - 361): وقد كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه التمييز بين الرجال والنساء والمتأهلين والعزاب فكان المندوب في الصلاة أن يكون الرجال في مقدم المسجد والنساء في مؤخره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها) وقال: (يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يرفع الرجال رؤوسهم) من ضيق الأزر، وكان إذا سلم لبث هنيهة هو والرجال لينصرف النساء أولا، لئلا يختلط الرجال والنساء، وكذلك يوم العيد كان النساء يصلين في ناحية، فكان إذا قضى الصلاة خطب الرجال ثم ذهب فخطب النساء فوعظهن وحثهن على الصدقة، كما ثبت ذلك في الصحيح، وقد كان عمر بن الخطاب -وبعضهم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم- قد قال عن أحد أبواب المسجد -أظنه الباب الشرقي-: (لو تركنا هذا الباب للنساء) فما دخله عبد الله بن عمر حتى مات، وفي "السنن" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للنساء: (لا تحققن الطريق وامشين في حافته) أي لا تمشين في حق الطريق -وهو وسطه-، وقال على عليه السلام: (ما يغار أحدكم أن يزاحم امرأته العلوج بمنكبها) يعني في السوق، وكذلك لما قدم المهاجرون المدينة كان العزاب ينزلون دارا معروفة لهم متميزة عن دور المتأهلين، فلا ينزل العزب بين المتأهلين، وهذا كله لأن اختلاط أحد المصنفين بالآخر سبب الفتنة فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب، انتهى المقصود.
الوقفة السابعة: قال الغامدي: (والحق أنه لم يكن الاختلاط من منهيات التشريع مطلقا بل كان واقعا في حياة الصحابة، ولقد استمر ذلك الحال على مر العصور حتى طرأ على ذلك الأصل ما غيره من العادات والتقاليد).
قلت: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا) (الكهف:5) وأين تذهب النصوص الشرعية المتقدم ذكرها؟ وفهم علماء الأمة لها؟
وتأمل يا طالب الحق فاسد استدلاله! وكيف يستدل بما تعاقب عليه الناس على مر العصور! مع أن عمل سائر أهل العصور على مر الدهور كان على الفصل بين الجنسين، وأن الاختلاط بلية حادثة.
بل أول ما دخل النقص على الأمم السابقة كان به وبغيره، قال ابن القيم رحمه الله تعالى في "الطرق الحكمية" (ص409): ولما اختلط البغايا بعسكر موسى وفشت فيهم الفاحشة أرسل الله عليهم الطاعون فمات في يوم واحد سبعون ألفا والقصة مشهورة في كتب التفاسير، انتهى.
ثم تأمل كيف أوحى كلام الغامدي إلى أن (منع الاختلاط) لا يجاوز أن يكون عادة وتقليداً لمن مضى! ويرى أن هذه العادة والتقليد غيرت الأصل المزعوم! سوى ما له ارتباط بشرع الله كالطواف والسعي والصلاة لتعذر التغيير في ذلك، فقال: (حتى طرأ على ذلك الأصل ما غيره من العادات والتقاليد، وبقي منه ما لا يمكن أن تمحوه تلك العادات والتقاليد، فظل كما هو؛ لأنه ارتبط بما شرع الله امتثاله من الطاعات على النساء والرجال كالطواف والسعي والصلاة فهم يؤدونها في مكان واحد).
بل زعم أنه لا يوجد عالم من علماء المسلمين منع من (الاختلاط) وهذا زيف وكذب وزور، وينقضه كثير، ويكفينا صراحة ودلالة ما تقدم في شأن الطواف ما رواه البخاري عن ابن جريج أخبرنا قال: أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال، قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال، قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حُجرة من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: انطلقي عنك، وأبت، يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأخرج الرجال، الحديث.
وتقدمت عدة أخبار في الفصل بين الجنسين في الصلاة في دخولهن، وفي صفوفهن، وفي انصرافهن، وكذلك جاءت الأخبار بالفصل بينهن وبين الرجال في جلوسهن في مصلى العيد وغير، بل جاء تفضيل صلاتها في بيتها على الصلاة في المسجد صيانة لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليكن هذا الاختلاط باقياً في هذه الحالات الثلاث لضرورة الحال، ولزوم المقام، فهل لدى الغامدي دليل واحدٌ على تزاحم و (اختلاط) جماعات الرجال بجموع (النساء) في غير الشعائر المقدسة؟!
الوقفة الثامنة: ومن فاسد استدلال الغامدي قوله: (وهكذا الحال في كثير من شؤون حياتنا اليومية، وفي واقع بيوت الكثير من المسلمين -ومنهم المانعون للاختلاط- تجدها مليئة بالخدم من النساء يقدمن الخدمة فيها وهي مليئة بالرجال الأجانب عنهن، وفي مظهر قد يكون من أشد مظاهر الاختلاط في حياتنا اليومية لا يمكن إنكاره).
وليتأمل الناقد العاقل سخف هذا الدليل، وأي دلالة فيه على المطلوب، كيف وأصل الدليل غير موافق للواقع، والقول به تحكم لا دليل عليه، فمن قال له بأن الخادمات يختلطن مع أصحاب البيوت؟
فكما ينزل على النساء ضيوف، فهي ضيفة مقيمة على نساء البيت، ولا يجوز بحال تبرجها وسفورها واختلاطها بصاحب المنزل، ولا بسائر الرجال، ومن فعل شيئاً من ذلك فلا شك أن المظنون به الاعتراف بالخطأ والتقصير، لا أن يجعله أمراً مباحاً يبيحه لنفسه ولغيره.
الوقفة التاسعة: زعم الغامدي في فحوى كلامه أن منع الاختلاط بين الرجال والنساء إنما هو من فرط الغيرة، وأن هذا لا يجوز، فقال: (ويجب على كل مسلم منصف عاقل لزوم أحكام الشرع دون زيادة أو نقص، فلا يجعل من حماسته وغيرته مبررا للتعقب على أحكام الشرع، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك على سعد بن عبادة رضي الله عنه حين قال: (والله لأضربنه بالسيف غير مصفح) ... ).
قلت: وهذا قلب للحقائق، واستدلال بالدليل في غير محله، فالنبي صلى الله عليه وسلم قَبِل غيرة سعد ولم ينكرها، وإنما عرّض بعدم الموافقة على القتل، وهذا مخالف للنص الدال على إقامة الشهداء على ذلك، ولكن هل أقر أصل الفعل المنكر من فعل الفاحشة؟
والمبالغة في العقوبة بما يخالف النص لا تقاس بالمبالغة في التحرز من الفتنة ولو لم يرد فيها النص، كيف والنص قد ورد؟!
فالأولى مذمومة، والثانية محمودة، حيث حث الشرع عليها، وذم الدياثة، والرضى بالمنكر، وقد ثبتت العديد من الأخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غيرتهم على النساء، وحسم مادة الفتنة.
الوقفة العاشرة: ذكر الغامدي أدلته على إباحة الاختلاط! مصدراً ذلك بقاعدة كلية كاذبة خاطئة! يزعم فيها بطلان كل دليل يمنع من الاختلاط! فقال: (وليس مع المانعين دليل إلا ضعيف الإسناد، أو صحيح دلالته عليهم لا لهم) وهذا كلام مزيف مرفوض منقوض بما تقدم من أدلة وغيرها الكثير والكثير، بل قاعدته منه بدأت وإليه تعود، فهو المعنيُّ بها حتما لا محالة، كما سيتحقق ذلك قريباً، وقبل البدء في مناقشة ما أورده من أدلة أصدّر تمهيداً وطرفة!
أما التمهيد:
فالغامدي عمد إلى نصوصٍ في قضايا فردية حصلت من التقاء أحد الجنسين بالآخر، فجعله حكماً عاماً، وهذا فساد في الاستدلال، فليس الكلام عن لقاء رجل بامرأة، أو سيره في طريق وهي تسير فيه، وإنما الكلام في حث جموع الرجال والنساء على ذلك، والتزاحم في قاعات الدراسة والعمل والأسواق بهذه الحجج الممجوجة.
فالغامدي نظر إلى اجتماع الرجل بالمرأة في غير خبر، فجعل ذلك أصلاً شرعياً يعمم على جنس الرجال وجنس النساء؟ وهذا ذكرني بطرفة تاريخية! وهي:
(طرفة)
جاء في "أخبار القضاة" لأبي بكر البغدادي المعروف بوكيع (1/ 394) و"تاريخ ابن عساكر" (10/ 22) عن المستنير بْن أخضر، عَن إياس بْن معاوية؛ قال: إسماعيل، عَن عمه إياس؛ قال: شهدت دهقاناً أتاه، فقال: يا أبا واثلة ما تقول في المسكر؟ قال: حرام؛ قال: وما حرمه؟ وإنما هو تمر، وماء، وكشوت؛ قال: فرغت يا دهقان؟ قال: نعم؛ قال: أرأيت لو أخذت كفاً من ماء فضربتك به، كان يوجعك؟ قال: لا قال: أفرأيت لو أخذت كفاً من تراب فضربتك به، أكان يوجعك؟ قال: لا؛ قال: فأخذت كف تبن فضربتك به، أكان يوجعك؟ قال: لا؛ قال: فأخذت التراب، ثم طرحت عليه التبن، وصببت عليه الماء، ثم كمزته كمزاً، وجعلته في الشمس، ثم ضربتك به، أكان يوجعك؟ قال: نعم، ويقتلني؛ قال: فكذاك هَذَا؛ حين جمعت أخلاطه وخمر حرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكذلك الغامدي جاء إلى (مفترق) نصوص تدل على الإباحة (فجمعها) فأطلق القول بالإباحة المطلقة العامة في اجتماع الرجال بالنساء! كهذا الدهقان الذي جاء إلى (مفترق) النصوص الدالة على إباحة أجزاء الخمر! (فجمعها) فاستخرج بها إباحة الخمر!
فتأمل!
وبعد هذا أورد أدلة الغامدي دليلاً دليلاً، وأقف مع كلّ دليل بما يقتضيه ليرى طالب الحق مبلغ سوء فهمه واستدلاله.
يتبع
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 10:28]ـ
فصل
في مناقشة أدلة الغامدي على إباحة الاختلاط
الدليل الأول: قال الغامدي: (عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: خرجت سودة لحاجتها ليلا بعدما ضرب عليهن الحجاب، قالت: وكانت امرأة تفرع النساء، جسيمة، فوافقها عمر فأبصرها، فناداها: يا سودة إنك والله ما تخفين علينا، إذا خرجت فانظري كيف تخرجين، أو كيف تصنعين؟ فانكفت، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه ليتعشى، فأخبرته بما قال لها عمر، وإن في يده لعرقا، فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه، وإن العرق لفي يده، فقال: (لقد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن).
قلت: أخرجه البخاري ومسلم، وفيه الإذن لنساء النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج لحاجتهن وغيرهن في ذلك من باب أولى)
قلت: وهذا فهم سقيم من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا دليل ينقض أصله السابق! فالأذن إنما هو من (الاستثناء) من الأصل العام وهو المنع، فصار الأصل هو المنع من الخروج والاختلاط.
الوجه الثاني: أن سودة رضي الله عنها كانت تخرج ليلاً لا نهاراً طلباً في عدم معرفة الرجال لها.
الوجه الثالث: أن عمر رضي الله عنها طلب من سودة أن تخفي ما تُعرف به حتى لا تعرف، فكيف بالتي تخالط الرجال ويعرفونها وتعرفهم؟!
الوجه الرابع: أن سودة الطاهرة النقية رضي الله عنها ساءها معرفة الرجال لها، وتمييزهم لشخصها.
الوجه الخامس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لهن في الخروج، وليس من لوازم الإذن بالخروج الإذن بـ (مخالطة) الرجال، كيف وخروج سودة وسائر النساء كان ليلاً للحاجة لا لمزيد المتعة، أو للطلب ولا لغيره.
الوجه السادس وهو أقواها: أن هذه القصة كانت قبل نزول الحجاب، كما روى الإمام البخاري في "الصحيح" أن عمر رضي الله عنه كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: احجب نساءك، فلم يكن رسول اللهصلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه و سلم ليلةمن الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة، حرضا على أنينزل الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب.
الدليل الثاني: قال الغامدي: (وعن سهل بن سعد قال: لما عرّس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فما صنع لهم طعاما ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد، بلت تمرات في تور من حجارة من الليل، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام أماثته له فسقته تتحفه بذلك.
قلت: أخرجه البخاري، وقد بوب عليه البخاري في صحيحه (باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس)
قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه.
قلت: ومن لوازم ذلك نظر المرأة للرجال ومخالطتهم).
قلت: الجواب عن هذا من وجوه:
الوجه الأول: أن صنع الطعام لا يلزم منه المخالطة، أما تقديمه فلم يخالف في مثل ذلك أحد، فليس في الخبر جلوسها معهم، وأكلها، وهذا ما ينادي به الغامدي، فلئن أبيح مثل ذلك بقيوده، فتجاوز الغامدي إلى ما هو أكبر من ذلك وأخطر لمن الغلو المفرط، الذي ذمه في أول كلامه!
الوجه الثاني: أن هذا كان في بيتها، فأين هو عن الدعوة إلى الاختلاط في الجامعات والمدارس والأسواق وغيرها؟
الوجه الثالث: أن هذا جاء من امرأة لا من مجموعة نساء.
الوجه الرابع: أن تقريب الطعام يتحقق بكامل الحجاب وعدم الاقتراب من الرجال، وأما السقيا فالوارد سقياها للنبي صلى الله عليه وسلم، وجاء في لفظ في غير "الصحيح": (تخصه بذلك)، والنبي صلى الله عليه وسلم له من شأن النساء ما لا يكون لغيره، لكمال دينه وفضله صلى الله عليه وسلم، حتى أبيح له رؤية وجوه نساء المؤمنين على الصحيح من كلام أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الخامس: أن ابن حجر قيد هذا بقيد مهم لم يذكره الغامدي تلبيساً وتدليساً فقال (9/ 251): (وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه ولا يخفى أن محل ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب عليها من الستر وجواز استخدام الرجل امرأته في مثل ذلك).
الوجه السادس: قال الحافظ النووي في "شرح مسلم" (13/ 177): هذا محمول على أنه كان قبل الحجاب.
ومثل ذلك قاله العيني في "عمدة القاري".
الدليل الثالث: قال الغامدي: (وعن سهل بن سعد قال: كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقا، فكانت إذا كان يوم الجمعة تنزع أصول السلق فتجعله في قدر ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها، فتكون أصول السلق عرقه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلم عليها، فتقرب ذلك الطعام إلينا فنلعقه، وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك.
قلت: أخرجه البخاري، وفيه ما في الحديث السابق، وقد بوب عليه البخاري في صحيحه «باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال»، يعني به جواز ذلك، وفيه جواز مخالطة الرجال والنظر إليهم؛ فإنها كانت تقرب الطعام إليهم، وتخدمهم في دارها، كما يفيده الحديث).
قلت: وهذا استدلال باطل من وجوه:
الوجه الأول: أن المرأة منهم، فهذا محمول على أنها من محارمهم.
الوجه الثاني: أنه جاء في لفظٍ آخر أنها امرأة عجوز!
الوجه الثالث: أن سهلاً لم يكن بلغ الحلم! فقد مات النبي صلى الله عليه وسلم وعمره خمسة عشر سنة كما قاله الزهري فيما حكاه عنه ابن حجر في "الإصابة" (3/ 200) فإن كان كذلك فلا كلام.
الوجه الرابع: لفظ ترجمة الإمام البخاري يدل على مجرد السلام، ولا تلازم بين السلام والاختلاط! وطول المؤاخاة.
قال ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 34): وقال ابن بطال عن المهلب: سلام الرجال على النساء، والنساء على الرجال جائز إذا أمنت الفتنة، وفرق المالكية بين الشابة والعجوز سدا للذريعة، ومنع منه ربيعة مطلقا، وقال الكوفيون لا يشرع للنساء ابتداء السلام على الرجال لأنهن منعن من الأذان والإقامة والجهر بالقراءة، قالوا: ويستثنى المحرم فيجوز لها السلام على محرمها، قال المهلب: وحجة مالك حديث سهل في الباب، فان الرجال الذين كانوا يزورونها وتطعمهم لم يكونوا من محارمها، انتهى.
ومثل السلام تقريب الطعام مهما كانت قرابتها، وكان عمرها، فإنه لا يدل على الجلوس معهم، وإطالة المكث بينهم، وإنما فيه مجرد التقريب، وهذا يتحقق بالمرور السريع، بل ربما من وراء حجاب، وهذا لا مانع منه شريطة الأمن من الفتنة، وهذا يحصل في قضية عينية فردية لا في حكمٍ جماعي يشمل جمعاً من النساء مع جمعٍ من الرجال كما هو حال الاختلاط الذي يجتهد الغامدي لإباحته.
الدليل الرابع: قال الغامدي: (وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال صلى الله عليه وسلم: من يضم أو يضيف هذا؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت ما عندنا إلا قوت صبياني فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ضحك الله الليلة، وعجب من فعالكما، فأنزل الله ?ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون?.
قلت: أخرجه البخاري، وفيه جواز الاختلاط، ووقوعه بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم كافٍ في جوازه)
قلت: وهذا استدلال فاسد من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا وقع من امرأة مع رجل بحضور زوجها، فكيف توسع دائرة الحكم إلى اجتماع عشرات النساء بعشرات الرجال، يجلس بعضهم مع بعض، وينظر بعضهم إلى بعض.
الوجه الثاني: أن الرجل ضمن عدم الرؤية بإضعاف قوة المصباح، وفي رواية: (ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته)، وهذا يزيل قوة النظر، فتؤمن بذلك الفتنة.
الوجه الثالث: أن هذا محمول على أنه كان قبل فرض الحجاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الخامس: قال الغامدي: (وعن عائشة أنها قالت: «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟، ومعنى «كيف تجدك» أي كيف تجد نفسك، كما نقول نحن: كيف صحتك؟
قالت عائشة: فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد».قلت: أخرجه البخاري، وبوب عليه بقوله «باب عيادة النساء للرجال» قال: وعادت أم الدرداء رجلا من أهل المسجد من الأنصار.
قلت: وهذا واضح أيضا في وقوع الاختلاط في عمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعظم الناس تقوى وفهما لأحكام التشريع).
قلت: وهذا لا دليل فيه لوجوه:
الوجه الأول: مراد الإمام البخاري الكلام عن جنس الرجال وجنس النساء، لا عن الجماعة من الجنسين، وهذا جائز بضوابطه الشرعية من عدم الخلوة، وأسباب الفتنة من أفراد النساء مع الرجال، فلا ارتباط بين هذا وبين إباحة اختلاط الرجال بالنساء في محل البحث من دور العمل والدراسة والأسواق ونحوها.
الوجه الثاني: أن الزائرة هي عائشة رضي الله عنها، تزور أباها، ومعه مولاه بلال،، وهما في القرابة لعائشة ما يباح لمثلها فعل فعلها.
الوجه الثالث: أن هذا في عيادة مريضٍ من الأقارب في أمر صحيٍّ عارض، فهل يجوز لمسلم منصف أن يطرد هذا الحكم على كلّ الأيام، وفي كلّ الأحوال؟
الوجه الرابع: قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 118): وقد اعترض عليه –أي على البخاري- أن ذلك قبل الحجاب قطعا وقد تقدم أن في بعض طرقه (وذلك قبل الحجاب) وأجيب بأن ذلك لا يضره فيما ترجم له من عيادة المرأة الرجل فإنه يجوز بشرط التستر والذي يجمع بين الأمرين ما قبل الحجاب وما بعده الأمن من الفتنة، انتهى.
قلت: فأين نزاهة الغامدي عن هذا التوجيه، وعن تلك الزيادة؟ نسأل الله العفو والعافية.
الوجه الخامس: بخصوص زيارة أم الدرداء –الصغرى- للرجل الأنصاري في المسجد فإنه هذا لا يسمى اختلاطاً بالمعنى المذموم عند من ذمّه، فهو خارج عن محل النزاع، كما سبق الإشارة إليه مراراً ومنه الوجه الأول هنا.
الدليل السادس والسابع: قال الغامدي: (وعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: «دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش ... الحديث». قلت: أخرجه البخاري.
وعن الربيع بنت معوذ أنها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، وجويريات يضربن بالدف، يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في الغد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقولي هكذا، وقولي ما كنت تقولين).
قلت: وهذا استدلال فاسد لوجوه:
الوجه الأول: أن الداخل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم مخصوص بمثل هذا، قال الحافظ في " الفتح " (9/ 118): (والذي تحرر عندنا أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يحرم عليه النظر إلى المؤمنات الأجنبيات بخلاف غيره).
الوجه الثاني: أنهما جاريتان؛ فلم يبلغنّ سن التكليف، أو أنهما من الإماء، وهذا خارج عن معنى الاختلاط المحظور.
الوجه الثالث: أن هذا في غير محل النزاع لأنه قبل فرض الحجاب، نص على ذلك البيهقي فقال في "الآداب" (ص207): وكان ذلك قبل نزول الحجاب.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 203): قال الكرماني هو محمول على أن ذلك كان من وراء حجاب، أو كان قبل نزول آية الحجاب، أو جاز النظر للحاجة، أو عند الأمن من الفتنة، انتهى، والأخير هو المعتمد والذي وضح لنا بالأدلة القوية أن من خصائص النبي صلى الله عليه و سلم جواز الخلوة بالاجنبية والنظر إليها وهو الجواب الصحيح، انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد هذا فقول الغامدي: (والحديث يفيد جواز الاختلاط، وجواز دخول الرجل على المرأة متى كان معها غيرها من النساء، وفيه جواز استماع الرجل لغناء النساء وضربهن بالدف) كله من زيف القول، أما الاختلاط فمنقوض بما تقدم، وأما دخول الرجل على النساء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء) وأما استماع الرجل لغناء النساء فإن أراد به عموم النساء فمنكر من القول وزور، وإنما الأمر مخصوص بغناء الجواري، بما يباح، في عرس أو عيد، وفي الكلام تفصيل لا يليق إطلاق إباحته ولا منعه، وبابه غير هذا الباب، وإنما القصد إيضاح تهور هذا المخذول، والله المستعان.
الدليل الثامن: قال الغامدي: (وعن فاطمة بنت قيس، أخت الضحاك بن قيس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انتقلي إلى أم شريك، وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضيفان فقلت: سأفعل، فقال: «لا تفعلي، إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان، فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبدالله بن عمرو بن أم مكتوم ... الحديث».
قلت: أخرجه مسلم، وفيه أن أم شريك ينزل عليها الضيفان ومن لوازم ذلك الاختلاط).
قلت: وهذا استدلال فاسد من وجوه:
الوجه الأول: أن الضيوف كانوا من محارم أم شريك، حيث خاف النبي صلى الله عليه وسلم على فاطمة بنت قيس ما لم يخفه على أم شريك، وإلا لصارت أم شريك فيما خشيه النبي صلى الله عليه وسلم على فاطمة بنت قيس.
وقد جاء في بعض ألفاظ الحديث في غير "الصحيح": (إن أم شريك يدخل عليها إخوانها من المهاجرين الأولين).
الوجه الثاني: أنه ولو قيل بأنهم ليسوا من محارمها، كما جاء في بعض الألفاظ: (يغشاها أصحابي) فليس في الخبر دليل على المخالطة لإمكان الضيافة بغير ذلك، ويكون خوف النبي صلى الله عليه وسلم طلباً في الأكمل والأولى لها، والبحث عن المكان الأكثر ستراً.
ومثل هذا محمول على ما يدفع الفتنة، قال الحافظ النووي في "شرح مسلم" (10/ 106): فيه استحباب زيارة النساء الصالحات للرجال بحيث لا تقع خلوة محرمة، انتهى.
الوجه الثالث: أنه لو جاز الاختلاط بالقيود (الوهمية) التي يذكرها الغامدي ومن على شاكلته لأذن النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس بالمكث عند أم شريك، مع التحرز.
الوجه الرابع: أن أم شريك رضي الله عنها؛ ذكر غير واحد من العلماء أنها من القواعد من النساء، والقواعد من النساء الأمر فيهن أسهل من غيرهن وإن كان الأولى لهن الحجاب كما قال تعالى: (وَالقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور:60).
قال ابن عبدالبر في "التمهيد" (19/ 153) معلقاً على هذه القصة: (ففيهدليل على أن المرأة الصالحة المتجالة لا بأس أن يغشاها الرجال ويتحدثون عندها).
وقوله: (المتجالة) أي الكبيرة المسنة.
الوجه الخامس: ما سبق ذكره مراراً وتكراراً أن هذا لو جاز في امرأة مع ضيوفها، فكيف يطلق الحكم على نساء المسلمين، ويباح لهن الاختلاط بالرجال في عموم أوضاعهن من دراسة وعمل وتسوق ونحوه؟!
الدليل التاسع والعاشر: قال الغامدي: (وعن سالم بن سريج أبي النعمان قال: سمعت أم صبية الجهنية تقول: ربما اختلفت يدي بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد.
قلت: أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وإسناده صحيح، وأم صبية الجهنية ليست من محارمه صلى الله عليه وسلم، ففيه جواز الاختلاط، وجواز وضوء الرجال مع غير محارمهم من النساء، ولا يلزم منه رؤية ما لا يجوز من المرأة.
ويشهد لذلك ما رواه ابن عمر قال: (كان الرجال والنساء يتوضأون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا).
قلت: أخرجه البخاري، وفيه جواز الاختلاط عموما، وأنه ليس من خصوصياته عليه السلام.
وفي رواية بلفظ: (أنه ــ أي ابن عمر ــ أبصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتطهرون والنساء معهم، الرجال والنساء من إناء واحد، كلهم يتطهر منه).
قلت: أخرجها ابن خزيمة، وإسنادها صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية بلفظ: (كنا نتوضأ نحن والنساء على عهد رسول الله من إناء واحد، ندلي فيه أيدينا).
قلت: أخرجها أبو داود، وإسنادها صحيح، والمعنى في هذه الألفاظ واحد، وكلها تفيد جواز الاختلاط عموما، وقد وجهه البعض بأن القصد هو وضوء الرجل وزوجه فقط، وهو توجيه باطل، يرده منطوق تلك الروايات التي تقطع بجواز الاختلاط عموما.)
قلت: بل استدلالك هو الباطل! من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا محمول على ما قبل الحجاب، لأن أم صبية متقدمة الإسلام، حيث أسلمت وبايعت بعد الهجرة، قاله ابن سعد في "الطبقات" (8/ 295).
الوجه الثاني: أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسبق نقل كلام الحافظ ابن حجر.
الوجه الثالث: أن هذا لا يدل على معنى الاختلاط محط الاختلاف، فلا مانع من اختلاف أيديهما في إناء واحد من وراء حجاب.
الوجه الرابع: أنه قد جاء ما يدل على أن أم صبية جارية من جواري عائشة رضي الله عنها، كما روى البيهقي في "الدعوات الكبير" (ح71) من حديث عبد الله بن سلمة بن أسلم عن أبيه عن أم صبية الجهنية وكانت جارية لعائشة رضي الله عنها بحديث آخر.
ويؤيد هذا ما رواه ابن سعد في "الطبقات" (8/ 295) عن أم صبية خولة بنت قيس قالت كنا نكون في عهد النبي وأبي بكر وصدر من خلافة عمر في المسجد نسوة قد تخاللن، وربما غزلنا، وربما عالج بعضنا فيه الخوص، فقال: عمر لأردنكن حرائر فأخرجنا منه.
فدل على أنها من الإماء، وعلى أنها كانت من القواعد من قولها: (قد تخاللن) أي بلغن سناً كبيراً.
وعجباً لقول الغامدي بأن في الخبر: (جواز وضوء الرجال مع غير محارمهم من النساء، ولا يلزم منه رؤية ما لا يجوز من المرأة) وكيف أطلق حكم الأفراد على الجماعات؟ وأن هذا ممكن من غير رؤية شيءٍ من النساء ولا من الرجال؟
وهل هذا إلا سخف القول، الناتج عن سقم العقل بل سقم القلب، والله المستعان.
الوجه الخامس: أن ما قاله ابن عمر رضي الله عنهما: (كان الرجال والنساء يتوضأون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً) وما في معناه، كله –جزماً- محمول على المحارم، وزعم الغامدي بطلان هذا القول تحكم مخالف للأصل، ومنه ما أثر من وضوء النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أزواجه، واغتساله معهن.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1/ 300): لا مانع من الاجتماع قبل نزول الحجاب وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم، انتهى.
ولئن كان الشارع منع من اختلاط الرجال بالنساء فيما لا تكشف فيه، فكيف بإباحة الضوء المشترك بين الرجال والنساء، وفيه ما لابدّ منه من حسر اللباس عن الذراعين، ورفع القدمين وغير ذلك؟!
كلّ هذا يدل على أن هذا القول محمول على عدة محامل؛ فإما أن يكون قبل نزول الحجاب، أو على خصوص المحارم، أو أن مراده من ماء واحد دلالة على جواز وضوء الرجل بفضل المرأة، والمرأة بفضل الرجل.
الدليل الحادي عشر: قال الغامدي: (وعن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنسقي القوم، ونخدمهم، ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة.
قلت: أخرجه البخاري، وفيه جواز خروج المرأة في الغزو لخدمة القوم ومداواتهم، ورد الجرحى والقتلى).
قلت: يجاب عنه من وجوه:
الوجه الأول: تقدم ما روى الإمام أحمد من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صف الرجال، ثم صف النساء من وراء الرجال في إحدى غزواته، فدل على أصل الفصل بين الجنسين.
الوجه الثاني: أن النساء وإن كنّ يخرجن مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فلا دلالة على (الاختلاط) المطلوب إباحته من الغامدي ومن شاكله، فسقاية المجاهدين، وخدمتهم بتقريب السلاح لا يلزم من ذلك كله دوام الاختلاط، ومزاحمة الرجال.
الوجه الثالث: أن هذا محمول على ما قبل نزول الحجاب، أو محمول على المحارم، أو على الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، وتقيد بصورتها، ولا تصير حكماً مطرداً في كل الأحوال، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 136): وإنما لم يجزم بالحكم لاحتمال أن يكون ذلك قبل الحجاب أو كانت المرأة تصنع ذلك بمن يكون زوجا لها أو محرما وأما حكم المسألة فتجوز مداواة الأجانب عند الضرورة وتقدر بقدرها فيما يتعلق بالنظر والجس باليد وغير ذلك، انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثاني عشر: قال الغامدي: (وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها بعد أيام، فقيل له: إنها ماتت، قال: «فهلا آذنتموني»، فأتى قبرها، فصلى عليها.
قلت: أخرجه البخاري ومسلم، وفيه مشروعية عمل المرأة في المسجد ونحوه).
قلت: وهذا مجون، بل ضرب من الجنون! وما علاقة هذا بأصل المسألة، والمرأة السوداء كانت جارية، ويخصها من الحكم ما لا يشمل الحرائر، ولا يلزم من قمّها للمسجد أن يكون ذلك بمحضر الرجال ومشاهدتهم! فأين الدليل في هذا الحديث على مطلوبه؟!
وقد جاء في "الصحيحين" الشك في كون الذي يقم المسجد رجلاً أو امرأة، فإن كان رجلاً فلا إشكال، وإن كان امرأة –وهو الأقوى- فقد تقدم وجهه، وعدم ارتباطه بأصل المسألة.
ثم ليتأمل طالب الحق مبلغ الهوى في صنيع الغامدي، وكيف لم يذكر الشك الوارد في الرواية، والله المستعان.
الدليل الثالث عشر: قال الغامدي: (وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها فقال: (والله إنكن لأحب الناس إلي).
قلت: أخرجه البخاري ومسلم، وقوله: (لأحب الناس إلي) يعني بذلك الأنصار، وقد بوب عليه البخاري - رحمه الله - بقوله: «باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس»، قال الحافظ ابن حجر: أي لا يخلو بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به، كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس. وأخذ المصنف قوله في الترجمة «عند الناس» من قوله في بعض طرق الحديث «فخلا بها في بعض الطرق أو في بعض السكك» وهي الطرق المسلوكة التي لا تنفك عن مرور الناس غالبا.
وفيه جواز الاختلاط، وجواز الخلوة بالمرأة عند الناس، وكل خلوة تنتفي فيها التهمة لا يتحقق فيها النهي على الصحيح، وإنما المحرم منها ما تحققت فيه التهمة فقط.)
قلت: والكلام على هذا من وجوه:
الوجه الأول: قال الله تعالى عن سبيل أهل الزيع: (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ) (النور:49) ففي كثير من المواطن السابقة لم ينقل الغامدي كلام الحافظ ابن حجر ولا غيره من العلماء عن تلك الأحاديث لأنها تخالف قوله! ولم ينقل من كلامه إلا ما توهم موافقته لهواه! وإلا فالحافظ ابن حجر قد ذكر في شرحه للحديث ما يقيد الأمر بالرسول صلى الله عليه وسلم بمن كمل صلاحه ولم يطلقه لعموم الناس كما صنع الغامدي، فقال الحافظ رحمه الله في "فتح الباري" (9/ 333): وفيه أن مفاوضة المرأة الأجنبية سرا لا يقدح في الدين عند أمن الفتنة، ولكن الأمر كما قالت عائشة وأيكم يملك إربه كما كان صلى الله عليه و سلم يملك إربه، انتهى.
فتأمل هذا.
روى الخرائطي في "مكارم الأخلاق" بإسناد فيه ضعف عن عمرو بن دينار عن موسى بن خلف: أن عمر بن الخطاب مر برجل يكلم امرأة على ظهر الطريق فعلاه بالدرة، فقال له الرجل: يا أمير المؤمنين إنها امرأتي، قال: فهلا حيث لا يراك الناس.
فما أحوج أرباب الاختلاط لدِرةٍ كدِرة عمر رضي الله عنه.
ثم هذا الحديث ينقض قوله ولا ينصره، ويبينه:
الوجه الثاني: وهو أنه لو جاز اختلاط المرأة بالرجال لما احتاجت إلى الانفراد بالنبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الناس، ولزاحمت الرجال وهمست في أذن الرسول صلى الله عليه وسلم بأمرها.
وجاء في رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: (يا أم فلان اجلسي في أي نواحي السكك شئت أجلس إليك) فلو جاز اختلاطها بالرجال لما تنحى بها في من الطريق إلى جنبات السكك.
والوجه الثالث: قول الغامدي: (والمحرم منها ما تحققت فيه التهمة فقط) قول فاسد، بل الأمر في هذا الظن معمول به فيه، سداً للذريعة، وحسماً لمادة الشر، وعامة الأمور المنهي عنه قبل الفعل على هذا الأصل في نظائر عدة من أبواب الشرع، إذا تبين هذا فربط الأمر (بتحقق التهمة) إنما جاء به لنفي التهمة عن كثير من صور الاختلاط الواقعة والمأمولة! بدعوى أن التهمة غير متحققة، وهذا من أخبث المكر وأفسده.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنبي صلى الله عليه وسلم في القصة المذكورة لم يكن في خلوة مع المرأة، وكل خلوة محرمة سواء تحققت التهمة أم كانت ظنية، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أَلا لا يَخْلُوَنَّ رجل بامرأة إِلا كانَ ثالثَهُمَا الشيطانُ) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب.
الدليل الرابع عشر: قال الغامدي: (وعن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي ... الحديث».
قلت: أخرجه البخاري، وفيه جواز الاختلاط، وجواز دخول الرجل على المرأة إذا كان زوجها معها).
قلت: وهذا فاسد من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا خارج عن موطن البحث، وليس هو من الاختلاط الذي يمنعه العلماء، لكمال حجاب عائشة رضي الله عنها، وارتفاع الخلوة.
الوجه الثاني: النقض عليه بكلام الحافظ ابن حجر –وهو ينقل رأيه فيما يوافق هواه ويهمله فيما لا يوافق هواه- حيث قال (9/ 286) رحمه الله تعالى عن معنى دخول صفوان رضي الله عنه: لا يلزم من الدخول رفع الحجاب فقد يدخل من الباب وتخاطبه من وراء الحجاب، انتهى.
الوجه الثالث: أن هذا ينقض أصله المزعوم، ويثبت أن الأصل منع الاختلاط، إذ لو كان أصله الجواز، لكان من كمال براءة عائشة وصدقها الإذن بدخوله عليها بدون محرم، فهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صاحبه عليهم رضوان الله، وهم أبعد الناس عن الريبة، ومع ذلك لم يكن هذا من شأنهم ولا من عاداتهم، مهما كان مبلغ الصلاح بين الطرفين.
الدليل الخامس عشر: قال الغامدي: (وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق، وهي تحته يومئذ، فرآهم، فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: لم أر إلا خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد برأها من ذلك). ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقال: (لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان).
قلت: أخرجه مسلم والنسائي وابن حبان، وفيه جواز الاختلاط، كما يفيده الحديث، والمغيبة هي ذات الزوج التي غاب عنها زوجها).
قلت: وهذا الاستدلال فاسد أيضاً لوجوه:
الوجه الأول: في الخبر دليل على أن الأصل منع الاختلاط، وذلك لكراهة أبي بكر الصديق لذلك، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم له، وإنما خفف عنه ببراءة أهله من الرذيلة.
الوجه الثاني: أن النبي أذن بدخول الرجل بيت من غاب زوجها مع رجلٍ أو اثنين، دفعاً للخلوة، ولا يلزم من ذلك كله حصول الاختلاط، إذ قد تقوم صاحبة البيت بخدمة الداخلين ومخاطبتهم من وراء حجاب، وبقدر الحاجة، فليست مطالب الرجال ذلك الحين، مجرد الدخول على النساء، وإنما مطلبهم الدخول لحاجة من طعام وشراب وضيافة ونحوه، وبيت أبي بكر الصديق من كرام بيوت الصحابة رضي الله عنهم، فإن كان كذلك، فالقصد ليس لقاء أهل أبي بكر، وإنما كسب ضيافتهم، والله أعلم (7).
ثم تأمل أخي القارئ الكريم تكرار قول الغامدي: (وفيه جواز الاختلاط) وكيف رجع إلى استخدام هذا اللفظ، مع قوله بأنه بدعة!
الدليل السادس عشر: قال الغامدي: (وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطعمته، وجعلت تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ، وهو يضحك، قالت فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ... الحديث».
قلت: أخرجه البخاري ومسلم، وفيه جواز دخول الرجل على المرأة في غير تهمة، وفيه جواز فلي المرأة رأس الرجل، ونحوه القص والحلق.
وقصة أم حرام هذه وقعت بعد نزول الحجاب، وبعد حجة الوداع كما حكاه ابن حجر في الفتح في شرح كتاب الاستئذان، وقد أشكل توجيهها على البعض فقال ابن عبدالبر: أظن أن أم حرام قد أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم أو أختها أم سليم، فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: لم يذكر ابن عبدالبر لذلك دليلا إلا قوله أظن، والظن لا يغني من الحق شيئا، وليس له في ذلك مستند يعتمد عليه، فإن أمهات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع معلومات، ليس فيهن أحد من الأنصار البتة، وأم حرام من خؤولة النبي صلى الله عليه وسلم وهي خؤولة لا تثبت بها محرمية، فإنها من بني النجار، يجتمع نسبها مع أم عبدالمطلب جدة النبي صلى الله عليه وسلم في عامر بن غنم جدهما الأعلى.
فأم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وأم عبدالمطلب هي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن حراش بن عامر بن غنم المذكور.
أفاد ذلك ابن حجر نقلا عن الدمياطي (انظر فتح الباري 11/ 80، فإن الشرح هناك مستوفى).
ومن زعم أن ذلك من خصوصياته عليه السلام، فقد تحكم بغير برهان فإن الخصوصية حكم شرعي لا يثبت إلا بدليل، والأصل مشروعية التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وقال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ولا يترفع عن التأسي بأفعال المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا متهوك ضال.
والصواب أن فلي المرأة رأس الرجل من الأمور الجائزة ونحوه القص والحلق، فالحديث يفيد جواز ه وجواز الاختلاط.)
قلت: والكلام على هذا الدليل من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا –رغم أنف الغامدي- متأول بأحد أمرين:
الأمر الأول: أن يكون من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم نقله من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، وجعل هذا من خصوصياته لم يكن بمحض التخرص بل بمسلك عظيم من مسالك الأدلة أعرض عنه الغامدي وهو (الجمع بين نصوص الشارع بما يوافق مقاصد الشريعة) فالأدلة على منع مباشرة المرأة لغير محرمها كثيرة مستفيضة، وهذا الخبر ونظائره ظاهره معارضة تلك الأخبار المشهورة من النهي عن مس المرأة، وشم طيبها، والنظر إليها، والخلوة بها، والخضوع بالقول لها، ونحو ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ألا لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم) ونحو ذلك من الأحاديث.
فتحتم أن يحمل هذا على كونه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
والأمر الثاني: أن تكون أم حرام من محارم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ليس ببعيد، وقد قال النووي في "شرح مسلم" (13/ 57): اتفق العلماء على أنها كانت محرما له.
فهذا يغنينا عن مشاغبة الغامدي وتضليله.
ونقل الحافظ ابن عبدالبر في "التمهيد" (1/ 226) عن يحيى بن إبراهيم بن مزين أنه قال: إنما استجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفلي أم حرام رأسه لأنها كانت منه ذات محرم من قبل خالاته لأن أم عبد المطلب بن هاشم كانت من بني النجار.
ونقل عن يونس بن عبدالأعلى أنه قال: قال لنا ابن وهب: حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فلهذا كان يقيل عندها وينام في حجرها وتفلي رأسه.
ولهذا قال الحافظ ابن عبدالبر قبل ذلك: وأظنها أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أم سليم أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فحصلت أم حرام خالة له من الرضاعة فلذلك كانت تفلي رأسه وينام عندها وكذلك كان ينام عند أم سليم وتنال منه ما يجوز لذي المحرم أن يناله من محارمه، انتهى.
وهذا ليس ببعيد إعمالاً لجميع النصوص، ولكثرة وقوع مثل هذا مع هاتين المرأتين رضي الله عنهما، والله أعلم.
الوجه الثاني: أن هذا محمول على قبل نزول الحجاب، كما قاله ابن بطال والدمياطي وغيرهما، نقل هذا كله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 78 - 79).
الوجه الثالث: انتصر له الدمياطي فيما ذكره عنه الحافظ ابن حجر، أن هذا كان بغير خلوة، لاحتمال وجود خادم أو ابن ونحوه، وهذا غير متيقن، إضافة إلى إنه عند الخصم لم يرفع كلّ الإشكال، وإنما حقق نفي الخلوة، ولم يحقق نفي الاختلاط مع غير المحارم، إضافة إلى إشكال فلي الرأس، وحتمية مس أحدهما للآخر، فكلّ هذا يقوي ما تقدم من حمل الخبر إما على الخصوصية أو على المحرمية أو على ما قبل نزول الحجاب، والله أعلم.
الدليل السابع عشر: قال الغامدي: (وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء، فقال: (أحججت)؟ قلت: نعم، قال: (بما أهللت)؟ قلت: لبيك بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أحسنت، انطلق، فطف بالبيت وبالصفا والمروة). ثم أتيت امرأة من نساء بني قيس، ففلت رأسي، ثم أهللت بالحج ... الحديث».
قلت: أخرجه البخاري ومسلم، وهذا الفعل من أبي موسى يشعر بأن ذلك أمر لم يكن يستخفى به، بل حدث به دون نكير وفعل أبي موسى رضي الله عنه وفهمه يعضد ما تقدم من الرد على من زعم خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.)
قلت: وهذا استدلال فاسد بدلالة أن المرأة من محارمه لقوله: من بني قيس، فكأنها من عماته، أو من بنات إخوانه، ولهذا قال الحافظ النووي في "شرح مسلم" (8/ 199): هذا محمول على أن هذه المرأة كانت محرماً له.
ومثل ذلك قاله الكرماني وغيره.
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 10:30]ـ
الدليل الثامن عشر: قال الغامدي: (وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا: (أن لا يشركن بالله شيئا) ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة يدها فقالت: أسعدتني فلانة، أريد أن أجزيها، فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فانطلقت ورجعت، فبايعها.
قلت: أخرجه البخاري، وفيه ما يشير لمشروعية مصافحة النساء من قولها «فقبضت امرأة يدها» ولا صارف يصرف النص عن ظاهره فضلا عما يشهد له من النصوص الأخرى، فحديث أم عطية رضي الله عنها يفيد جواز ما هو أكثر من الاختلاط وهي المصافحة.
وهذا لا يعارضه ما روته عائشة رضي الله عنها بقولها «ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها»؛ فإن ذلك لا يؤخذ منه تحريم المصافحة؛ لأنه ليس فيه إلا إخبار عائشة رضي الله عنها عما رأته وليس فيه نهي ولا نفي لما لم تره، وقد روى ما يدل على مشروعية مصافحة المرأة غير عائشة رضي الله عنها، ويشهد لصحة معناه أحاديث أخرى.
وروي بنحوه عن فاطمة بنت عتبة رضي الله عنها ولفظه (فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده وكفت يدها).
أخرجه الحاكم وصححه الذهبي وحسن إسناده الألباني. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت.
قلت: أخرجه البخاري تعليقا وإسناده صحيح وليس بين الأمة والحرة فرق في ذلك ففيه جواز ما هو أكثر من الاختلاط كالمصافحة ونحوها.)
قلت: هذا كلام لم اتبع هواه وأضله الله على علم، وهو فاسد من وجوه:
الوجه الأول: أخذ الغامدي من قولها في الحديث: (فقبضت امرأة يدها) أي كفت يدها عن المبايعة حتى يتحقق شرطها، فدل على أن الأخريات بايعن بالمصافحة! وليس هذا في الحديث لا بصريح العبارة ولا بمدلول الإشارة، وغاية ما فيه (مدّ اليد) تمييزاً للمعاهدة، وشعاراً لثبوتها، وقد كان النساء داخل البيت والنبي صلى الله عليه وسلم خارجه، وجاء أن البيعة بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم بدون واسطة، وجاء بواسطة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الوجه الثاني: أن عائشة رضي الله عنها أخبرت عن شأن رسول الله خلال البيعة، وأنه بايع يدون مصافحة، كما روى البخاري ومسلم عنها رضي الله عنها أنه قالت: (والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة وما بايعهن إلا بقوله). وقولها يؤخذ على إطلاقه ما لم يرد الدليل المثبت لخلافه، فيقال بعد ذلك إنما حكت ما رأت.
بل أين الغامدي عن صاحب الشأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يخبر عن نفسه فيقول: (إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة)؟ وقد رواه الإمام مالك في الموطأ والإمام أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
قال ابن عبدالبر في "التمهيد" (12/ 243): في قوله: (إني لا أصافح النساء) دليل على أنه لا يجوز لرجل أن يباشر امرأة لا تحل له، ولا يمسها بيده، ولا يصافحها، انتهى.
كيف والأدلة الشرعية تنصر المنع من المصافحة؟ فقد روى الطبراني وغيره بإسناد جيد من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).
وقد أمر الله تعالى بغض النظر، فقال: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور:30)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والملامسة أبلغ من النظر (8).
الوجه الثالث: استدلال الغامدي بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه عندما قال: (كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت). فقال الغامدي في تهوره: (وليس بين الأمة والحرة فرق في ذلك ففيه جواز ما هو أكثر من الاختلاط كالمصافحة ونحوها).
قلت: هذا باطل من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحديث أصلاً في الجارية الصغيرة، كما جاء في لفظ عند الإمام أحمد: (إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة) وهذا من أبلغ التواضع، ولو كانت امرأة كبيرة لم يكن فيه من التواضع شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجهة الثانية: أن ذكر الأمة إنما هو لعظم تواضعه صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 490): وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل والأمة دون الحرة وحيث عمم بلفظ الإماء أي أمة كانت وبقوله حيث شاءت أي من الأمكنة والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة والتمست منه مساعدتها في تلك الحاجة لساعد على ذلك وهذا دال على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه و سلم، انتهى.
فقول الغامدي بأنه لا فرق بين الأمة والحرة! إن أراد الصغيرة في هذا المقام، فنعم؛ فكل ذلك من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، أما إن أراد في عموم أحكام الشرع، فهذا غيٌّ وضلال، حيث فرَّق الشارع بين حكم الحرة والمملوكة في كثيرٍ من أحكام الشرع سواء في دعائمه العظام أم في فروع المسائل الشرعية، وهذا أمر مشهور مقرر لا حاجة إلى سياق الإثبات عليه.
وليتأمل مبلغ خطأ الناتج المبني على خطأ الفهم كيف أباح للغامدي أن يبيح ما هو أخطر من مجرد الاختلاط، فأباح المصافحة و (نحوها) ولا يدرى ماذا يُدخل في نيته تحت هذا المنحى؟ غير أنه يُدرى أن الجهل إذا تلاقح مع الهوى ولدا العجائب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الدليل التاسع عشر والأخير: قال الغامدي: (وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، قالت: تزوجني الزبير، وما له من الأرض من مال ولا مملوك ... الحديث بطوله، وفيه، قالت: (لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب معه).
قلت: أخرجه البخاري ومسلم.
وفي لفظ آخر ( ... فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال «إخ إخ» ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني استحييت فمضى، فجئت الزبير فقلت لقيني النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب فاستحييت منه، وعرفت غيرتك. فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني).
قلت: أخرجه البخاري، وفيه جواز إرداف المرأة وهو يفيد جواز ما هو أكثر من الاختلاط كالإرداف والمصافحة ونحوها وهو على ملأ من الصحابة ولم يخصص نفسه عليه السلام بذلك.).
قلت: وهذا فهم سقيم من وجوه:
الأول: أن هذا خارج عن محل النزاع كما تقدم إيراده مراراً، فهو وإن حصل من امرأة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل عندك دليل على (إرداف مجموع) النساء مع غير محارمهن!
وهل يرضى الغيورون أن تركب زوجاتهم مع غيرهم، وهم يُركبون أزواج غيرهم معهم؟
هذا لا يقوله غيور بله مسلم عاقل تقي.
الوجه الثاني: أن الحديث فيه دليل على خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم من قولها: (فاستحييت أن أسير مع الرجال) ولم تقل: (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ولهذا قال الزبير: (والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه) فعظّم حملها للنوى، وتميزها بشيء أمام الرجال وما فيه من توهم خسة النفس وقلة الغيرة، ولم يعظّم ركوبها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا يقوي حمله على الخصوصية.
الوجه الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ له فعلها، وحياءها من الرجال، فدل على أن هذا هو الأصل، وهو حياء النساء من مخالطة الرجال، وأن هذا هو المحمود الموافق للحياء الذي لا يأتي إلا بخير.
الوجه الرابع: أن قولها: (فأناخ لأركب معه) أو (خلفه) له محمل لا يلزم منه (الإرداف على الراحلة) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 323): كأنها فهمت ذلك من قرينة الحال وإلا فيحتمل أن يكون صلى الله عليه و سلم أراد أن يركبها وما معها ويركب هو شيئا آخر غير ذلك، انتهى.
الوجه الخامس: أن خروج أسماء وتعرضها لمثل هذا الموقف كان للضرورة، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 324): والذي يظهر أن هذه الواقعة وأمثالها كانت في حال ضرورة كما تقدم فلا يطرد الحكم في غيرها ممن لم يكن في مثل حالهم، انتهى.
فكيف يقاس على هذه القضية الفردية الضرورية خروج النساء إلى الحدائق والمنتزهات، والمدارس والجامعات مختلطات بالرجال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه أدلة الغامدي، وتبين أن جملة ما استدل به لا يدل على إباحة (الاختلاط) الممنوع عند العلماء، وأنه عمد إلى أدلة فردية في قضايا عينية فجعلها أصلاً عاماً كلياً يباح به فعل جموع الناس كفعل تلك المفردات!
كما تبين أنه ضرب بكلام أهل العلم عرض الحائط من المتقدمين والمتأخرين، ولم يأخذ من قولهم إلا (ما توهم) أنه يوافق قوله، وهذا من أقبح الهوى، وقلة الأمانة العلمية، والله المستعان.
فصل
في مناقشة ما ردّه الغامدي من أدلة المانعين
بعدما فرغ الغامدي من ذكر أدلته التي زعم تحقيقها لمبدأ جواز اختلاط الرجال بالنساء في المرافق العامة والخاصة! أورد في (مقاله الصحفي) أدلة المخالفين له! وكأن المخالفين له من شرار الخلق، وأهل الضلال! فيا ليته على وجه القسمة المرضية، والعدل في القضية ينزل لنا في الأسبوع المقبل بطرح واسع مثله في نقض مذهب (الرافضة) و (الصوفية) و (الجهمية) و (الليبرالية) فيورد أدلة أهل السنة ويؤيدها، ثم يورد أدلة أهل الضلالة ويفندها، ولكنّ:
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
فهو وأمثاله –من المخذولين- هلكوا تحت محبة الظهور والشهرة مع أقرب طريق، بإظهار الموافقة لأهواء أرباب الإعلام المنحرف، حتى يشهروا ذكره عبر صفحات الصحف، وتتناقل قنوات الفساد قوله فتنة للعالمين!
ولكن أبى الله تعالى إلا أن يذل من ابتغى العزة بغير الله ودينه، فيكون ارتفاعه ارتفاع الدخان الذي ما يلبث إلا ويتبدد ويفترق ويزول! كأممٍ من أهل الضلال والانحراف الذين غابوا في زبالة التاريخ (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (الدُخان:29).
وحان الآن الوقوف مع الأدلة التي زعم الغامدي فساد الاستدلال بها، فأقول:
الدليل الأول: قال الغامدي: (ما رواه ابن جريج أخبرنا عطاء ــ إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال ــ قال: كيف يمنعهن، وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: أي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن الرجال، كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: عنك، وأبت، فكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمنا حتى يدخلن، وأخرج الرجال ... الحديث.
قلت: أخرجه البخاري، وقد بوب عليه البخاري في صحيحه بقوله «باب طواف النساء مع الرجال»، فطواف النساء مع الرجال قد أقره عليه السلام، وعليه عمل السلف، ولو كان الاختلاط محرما لكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين طافوا معه بالبيت الحرام نساء ورجالا أحق الناس بامتثال ذلك، ولا يزايد على تقواهم إلا ضال.
أما قول عطاء: (لم يكن يخالطن الرجال، كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال، لا تخالطهم) فإن ذلك لا يعني نفي مطلق الاختلاط، كما قد يغالط به العوام وأشباههم، وإنما معناه لم يكن أزواجه عليه السلام يزاحمن الرجال؛ فإن المزاحمة لا تجوز، وإنما تسمى اختلاطا تجوزا في العبارة، وقد كن يطفن حجرة عن الرجال أي ناحية عنهم فالاختلاط عموما واقع في الطواف، ولذلك بوب عليه البخاري بقوله «باب طواف النساء مع الرجال» استنباطا من ذلك الحديث، ويصحح ذلك الاستنباط ما جاء في أول الحديث من إثبات طواف الرجال مع النساء بقوله: (كيف يمنعهن، وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟). وعلى هذا فغير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى، ولذلك لم تنكر عائشة رضي الله عنها على من قالت لها (انطلقي نستلم) وتركتها وما أرادت.
قال الحافظ ابن حجر قوله: (حجرة) بفتح المهملة وسكون الجيم بعدها راء أي ناحية، قلت: أما قوله (إذا دخلن البيت) فالمراد بالبيت الكعبة فإنه كان يخرج الرجال حينذاك ليتيسر للنساء الصلاة فيها بغير مزاحمة).
قلت: وهذا تعقيب فاسد، ومن استدل به على منع الاختلاط بين الجنسين هو الأولى بالصواب، فاللفظ واضح لا يحتاج إلى تهوك الغامدي وتنطعه! فعطاء نفي المخالطة وقال: (قال: لم يكن يخالطن الرجال) وهذا كلام يفهم منه العوام وأشباههم نفي تداخل جموع النساء مع جموع الرجال، وخاب وخسر من العوام وأشباههم أصح منه فهما وهو يدعي العلم والمعرفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكيف وهذا الفهم هو فهم العلماء الأتقياء صدقاً وعدلا؟ كما سيأتي.
فإن مراده جزما: هو تداخل جمع النساء مع جمع الرجال، فلما اجتهد ابن هشام وجعل طواف النساء في غير وقت طواف الرجال، أخبر عطاءٌ أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم –وهنّ قدوة نساء العالمين- كنّ يطفن مع الرجال في (معزلٍ) عنهم.
قال العيني عند قوله: (وقد طاف نساء النبي مع الرجال) يعني طفن في وقت واحد غير مختلطات بالرجال لأن سنتهن أن يطفن ويصلين من وراء الرجال، انتهى.
وقول الغامدي: (فإن المزاحمة لا تجوز، وإنما تسمى اختلاطا تجوزا في العبارة) يدل على مبلغ فهم الرجل وفقهه، بل وأمانته! فها هو أثبت مسمى الاختلاط هنا، وقد أنكره من قبل بشدة، فنقض ما كان أثبت (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) (النحل:92) والمزاحمة معنى أبلغ من معنى الاختلاط، وحمل الغامدي الاختلاط على المزاحمة تحكم لا دليل عليه، ويخالف أصله في التشبث بظواهر الألفاظ في أدلته والبعد عن غور معانيها!
ولو أراد عطاء وابن جريج المزاحمة لتكلموا بها ولم يذكروا الاختلاط.
كيف وعطاء جعل (الاختلاط) مقابل معنى (الحُجرة!) وقال: (كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم).
قال العيني في معنى قوله: (حجرة): ناحية من الناس معتزلة.
ولم يكمل الغامدي كلام ابن حجر في تفسير معنى (الحجرة) وفيه مزيد بيان حيث قال (3/ 481): قال القزاز هو مأخوذ من قولهم: نزل فلان حُجرة من الناس، أي معتزلاً، وفي رواية الكشميهني: (حُجزة) بالزاي، وهي رواية عبد الرزاق، فإنه فسره في آخره، فقال: يعني محجوزاً بينها وبين الرجال بثوب، انتهى.
ومن ذلك الحاجز، فدل ذلك على أن النساء كنّ من وراء الرجال لا بينهم كما يزعمه الغامدي.
وتأمل قول الغامدي: (وقد كن يطفن حجرة عن الرجال أي ناحية عنهم) وما فيه من إثبات نفي الاختلاط المذموم، وهذا هو المطلوب! حيث قال: (في ناحية عنهم) وهو لا ينقض معنى (المعية) فهنّ معهم وإن كنّ من وراء الطائفين أو في (حجرة) عنهم، وبهذا لا يخالف قول عطاء والبخاري وغيره بأن النساء كنّ يطفن مع الرجال.
قال العيني في شرح قول البخاري في الترجمة: (باب طواف النساء مع الرجال): أي هذا باب في بيان حكم طواف النساء مع الرجال هل يختلطن بالرجال أو يطفن معهم على حدة من غير اختلاط بهم أو ينفردن.
وقال الحافظ ابن حجر: أي هل يختلطن بهم أو يطفن معهم على حدة بغير اختلاط أو ينفردن.
وقول الغامدي: (لم تنكر عائشة رضي الله عنها على من قالت لها (انطلقي نستلم) وتركتها وما أرادت) غير مقبول، أما عائشة فقد حققت معنى ترك (الاختلاط) فلم تدخل بين الرجال لاستلام الحجر!
وأما من كانت معها فقد زعم الغامدي أن عائشة (تركتها وما أرادت!) وهذا غير وارد، وإنما من زياداته! بينما الوارد أن عائشة (جذبتها) كما عند عبدالرزاق وغيره، وقولها: (انطلقي عنكِ) أي عن نفسك، أي: اتركي الاستلام عنك، قاله صاحب "مطالب أولي النهى" (2/ 394).
ثم ليتأمل القارئ في قول عطاء: (فكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال) وكيف أن عائشة رضي الله عنها ونساء النبي صلى الله عليه وسلم كنّ يطفن بالليل، وخفاء الناس بعضهم عن بعض، وهذا أبلغ في طلب الستر، والبعد عن رؤية الرجال للنساء.
فرضي الله عنهن نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن في عبادة وفي جنح الظلام، فكيف بمن تخرج في وضح النهار، وفي مجامع الرجال، في غير مصلحة دينية، ولا ضرورة دنيوية؟!
الدليل الثاني: قال الغامدي: (وعن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي، فقال: طوفي من وراء الناس وأنت راكبة.
قلت: أخرجه البخاري وليس فيه إلا إرشادها لما كانت شاكية أي مريضة أن تطوف راكبة من وراء الناس؛ لئلا تؤذيهم بدابتها، وهذا يشير إلى جواز الطواف مع الرجال لو لم تكن راكبة على الدابة).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: قوله: (وهذا يشير إلى جواز الطواف مع الرجال لو لم تكن راكبة على الدابة) غير مسلّم، فالنبي صلى الله عليه وسلم طاف على بعير بين الناس كما هو ثابت مشهور، وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة أن تطوف من وراء الناس لأن الناس كانوا في صلاة، ولهذا قالت: (فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ بـ: الطور وكتاب مسطور).
وجاء في رواية في غير الصحيح عند النسائي وغيره: (طوفي من وراء المصلين).
فلو لم يكن الناس في صلاة لكان طوافها مع النساء من وراء الرجال.
الدليل الثالث: قال الغامدي: (وعنها رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم، قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث يسيرا قبل أن يقوم. قال ابن شهاب: فنرى ــ والله أعلم ــ لكي ينفذ من ينصرف من النساء قلت: أخرجه البخاري وغيره وهو لا يفيد تحريم الاختلاط بل الاختلاط واقع فيه، وإنما يفيد الأخذ بالاحتياط؛ لمنع مزاحمة الرجال للنساء.).
قلت: قوله: (لا يفيد تحريم الاختلاط بل الاختلاط واقع فيه) غير مقبول، فالاختلاط غير واقع، وكيف يقع؟ والرجال في الأمام، والنساء خلف الرجال؟ والنبي صلى الله عليه وسلم إنما تأخر لكي لا يختلط الرجال بالنساء كما جاء في لفظ: (لكي ينصرفَ النساءُ قبل أن يدرِكهنَّ الرجالُ).
وهذا واضح في طلب الفصل بين الجنسين، وترك الاختلاط، ودعوى الغامدي أن هذا (احتياط) لدفع (المزاحمة) قول ممجوج يدل على غلبة الهوى! ولا دليل عليه، كيف وتفسير الزهري وغيره إنما جاء مجردا لكونهن نساء لا للخوف عليهن من الزحام، مع أن دعوى الزحام مدفوع بكثرة أبواب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، كيف وقد روى الإمام أبو داود في باب اعتزال النساء في المساجد عن الرجال من حديث ابن عمر رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تركنا هذا الباب للنساء).
فهذا كله يدل على أن موجب تأخر النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو للسبب الذي ذكره الزهري وهو (انصراف النساء قبل أن يدركهن القوم).
قال النووي في "المجموع" (3/ 490): لأن الاختلاط بهن مظنة الفساد.
وقال ابن قدامة في "المغني" (1/ 632): لأن الإخلال به من أحد الفريقين يفضي إلى اختلاط الرجال بالنساء.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاستقامة" (1/ 360): وكان إذا سلم لبث هنيهة هو والرجال لينصرف النساء أولا لئلا يختلط الرجال والنساء.
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 336): وفي الحديث مراعاة الإمام أحوال المأمومين والاحتياط في اجتناب ما قد يفضى إلى المحذور وفيه اجتناب مواضع التهم وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلا عن البيوت، انتهى.
الدليل الرابع: قال الغامدي: (كما استدل بعض من منع الاختلاط بحديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها).
قلت: أخرجه أبو يعلى وإسناده صحيح وليس فيه ما يدل على تحريم الاختلاط، بل الاختلاط واقع فيه كما ترى، وليس فيه أكثر من حث الرجال على الصف الأول، وإرشاد النساء بالتباعد عن صفوف الرجال، تجنبا لأسباب الفتنة بين الجنسين في الصلاة، فضلا عما في الوقوف بين يدي الله في الصلاة من لزوم التخلي عما قد يقطع المصلي عن الخشوع وهذا ما تفيده لفظة (خير) ولا تفيد تحريم الاختلاط، كما زعم من احتج بهذا على المنع.
والشر هنا نسبي فإن الصلاة خير كلها للرجال والنساء فإنهم بلا شك مأجورون في الصلاة كلهم وليس منهم آثم.)
قلت: قوله: (وليس فيه ما يدل على تحريم الاختلاط، بل الاختلاط واقع فيه كما ترى) قول باطل، بل هو صريح في الفصل بين الجنسين، ولا اختلاط بينهما، بل فيه المبالغة في أفضلية بعد الرجال عن النساء، فكلما ابتعد مكان المرأة عن الرجال كلما كان أفضل في حقها.
ووجود الرجال والنساء كلّ من الجنسين على حده لا يُعد اختلاطاً كما زعم الغامدي، بل هذا هو المطلوب، وكلما زِيد في صور الفصل كلما كان أولى وأفضل، وليس هذا تنطعاً ولا غلوا كما يزعمه الغامدي، ولهذا فضلت صلاة المرأة عن صلاتها في المسجد بصريح السنة النبوية.
وبقية كلامه عن تفسير الخيرية لا يعنينا في هذا المقام مع ما فيه من موجبات الاستدراك.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الخامس: قال الغامدي: (واحتجوا بحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمشي الرجل بين المرأتين.
قلت: أخرجه البيهقي وإسناده ضعيف جدا فيه داود ابن أبي صالح الليثي وهو منكر الحديث).
قلت: عزو الغامدي الحديث إلى البيهقي لا يجاوز أن يكون جهلاً منه وتقصيراً أو تضليلاً وهوى! وذلك لأن الحديث رواه أبو داود في "سننه" (4/ 543) (5275) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة عن داود بن أبي صالح المزنى عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم: (نهى أن يمشى - يعنى الرجل - بين المرأتين).
ورواه من طريقه الرافعي في أخبار قزوين (2/ 135) والحاكم في المستدرك (4/ 312) وقال: صحيح الإسناد، والبيهقي في "شعب الإيمان" (ح5446) والبخاري في "تاريخه" (1/ 2/83) وأبو بكر الخلال في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" (ح94) والعقيلي في الضعفاء (2/ 33) وابن عدي في الكامل (3/ 87) كلهم من حديث داود بن أبي صالح به.
ولا يعرف هذا الحديث إلا به، وهو حديث منكر من حيث الصناعة الحديثية، غير أن معناه موافق لأصول الشرع، ولهذا رواه أبو داود في "سننه" وعمل به الإمام أحمد كما روى الخلال في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" عقب ذكره مباشرة عن ابن هانئ قال: رأيت أبا عبد الله إذا لقي امرأتين في الطريق وكان طريقه بينهما وقف ولم يمر حتى يجوزا.
فمعناه صحيح، والنكارة في انفراد راويه به لا في معناه.
الدليل السادس: قال الغامدي: (واحتجوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس للنساء وسط الطريق).
قلت: أخرجه ابن حبان وإسناده ضعيف جدا، فيه شريك بن عبدالله بن أبي نمر سيئ الحفظ، وفيه مسلم بن خالد الزنجي قال البخاري فيه: منكر الحديث، ذاهب الحديث).
قلت: مسلم بن خالد، وشريك بن عبدالله حديثهما مقبول في المتابعات، وهذا الحديث وإن كان إسناده ضعيفاً من هذه الطريق، ولكنه بمجموعه مع حديث أبي أسيد الأنصاري وابن عمر وغيرهما مما ذكره الغامدي كلها ترتقي به إلى درجة الحسن والاحتجاج به، وقد صححه ابن حبان، وحسنه الألباني.
الدليل السابع: قال الغامدي: (واحتجوا بحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (لو تركنا هذا الباب للنساء). قال نافع: فلم يدخل ابن عمر حتى مات.
قلت: أخرجه أبو داود وغيره واختلف فيه رفعا ووقفا والصحيح وقفه على عمر فليس هو من عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان اجتهادا من عمر رضي الله عنه وليس في تخصيص باب للنساء للخروج والدخول منه، ما يدل على تحريم الاختلاط بل الاختلاط واقع في المسجد كما ترى.).
قلت: الحديث إسناده صحيح موصولاً، وقد صوّب الدارقطني وقفه كما في "العلل" (13/ 31) والذي رفعه أيوب السختياني، وهو من الأئمة الثقات، فالقول بقبول رفعه للخبر قوي، ويزيده قوة التزام ابن عمر رضي الله عنه عدم الدخول من ذلك الباب، وهذا -عادةً- يكون من تمسك ابن عمر بالسنة.
وحتى مع القول بوقف الخبر على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأكرم وأنعم، خليفة رسول الله، وصاحبه، والمحدَّث الملهم، وقد أُمرنا باتباع سنته، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين.
وقول الغامدي: (وليس في تخصيص باب للنساء للخروج والدخول منه، ما يدل على تحريم الاختلاط بل الاختلاط واقع في المسجد كما ترى) همط من القول، لا مستند له، بل هو صريح في طلب المفارقة، ودفع الاختلاط، واجتماع الجنسين في المسجد لا يدل على الاختلاط بالمعنى الذي يقرره الغامدي، لأن الرجال في معزل عن النساء، وللنساء باب يخرجن منه لا يشاركهن فيه الرجال، وينصرفن قبلهم، ولا يرفعن رؤوسهن قبل الرجال، كلّ ذلك واضح لمن أنصف وعدل على طلب الفصل، ودفع الاختلاط.
الدليل الثامن: قال الغامدي: (واحتجوا في منع جواز نظر المرأة للرجل الأجنبي بحديث نبهان مولى أم سلمة أن أم سلمة رضي الله عنها حدثته: أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة، قالت: فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم، فدخل عليه وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احتجبا منه) فقلت: يا رسول الله، أليس هو أعمى لا يبصرنا، ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أخرجه الترمذي والطحاوي والطبراني في الكبير وإسناده ضعيف لجهالة نبهان مولى أم سلمة قد ضعفه الألباني أيضا، والصحيح الثابت المعارض له هو المحفوظ).
قلت: هذا الحديث مع ضعفه لا يدل على نفي الاختلاط ولا إثباته، وغاية ما فيه المنع من نظر المرأة إلى غير المحارم، وهذا يغني عنه عموم قول الله تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) (النور:31).
الدليل التاسع: قال الغامدي: (واحتجوا في منع جواز المصافحة بحديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له).
قلت: أخرجه الطبراني والروياني واختلف فيه رفعا ووقفا والموقوف أرجح إلا أنه ليس مما له حكم الرفع وإسناد المرفوع ضعيف لضعف شداد بن سعيد وتفرده به).
قلت: بل الحديث صحيح، وقد صححه المنذري في "الترغيب" وابن حجر الهيتمي في "الزواجر" وغيرهم، وإطلاق الغامدي الضعف على شداد بن سعيد تهور بيّن، فأكثر النقاد على توثيقه، وثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين وأبو خيثمة والنسائي وابن حبان والبزار، وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا وأرجو انه لا بأس به، وروى له الإمام مسلم، فهو ثقة.
الدليل العاشر: قال الغامدي: (واحتجوا بحديث أميمة بنت رقيقة رضي الله عنها أنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه فقلنا يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف قال: فيما استطعتن وأطقتن، قالت فقلنا: الله ورسوله أرحم بنا منا بأنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله، فقال رسول الله: (إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة).
قلت أخرجه أحمد والحاكم وأصحاب السنن وإسناده ضعيف تفرد محمد بن المنكدر به، وهو كثير الإرسال روى عن كثير من الصحابة، وهو لم يلقهم أو يسمع منهم، ولم يتابعه عليه أحد، وأميمة لم يروى لها إلا هذا الحديث وفي معناه نكارة فضلا عن مخالفته لما صح.
أما النكارة ففي قوله «فيما استطعتن وأطقتن» فقيده بالطاقة مع تضمنه أعظم المنهيات وهو الشرك وترك الشرك لا يحتاج فيه المكلف إلا الكف عنه، ولذلك لم يرد التقييد بالطاقة في المنهيات، وإنما جاء في المأمورات. والمخالفة لما جاء في النصوص الصحيحة الدالة على خلافه).
قلت: هذا كلام جاهل بالحديث ودرايته، فمحمد بن المنكدر إمام ثقة، وقد سمع هذا الحديث من أميمة كما جاء مصرحاً به عند الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما.
وقد قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان، ويكفيه متانة أنه من أحاديث "الموطأ" أصح الكتب تحت أديم السماء، فأي تهور هذا التهور؟!
كيف والحديث يشهد له غيره من الأحاديث المرفوعة والمرسلة؟
ودعواه أنه قوله صلى الله عليه وسلم: (فيما اسطعتن وأطقتن) منكر! قول باطل، وفهم سقيم، فهذا القيد إنما هو فيما قبله من قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا نعصيك في معروف) وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد، فهل يدخل في هذا الحديث! فيقول الغامدي بنكارته أيضاً وهو في "الصحيحين"؟
أما دعواه المخالفة فهمط من القول، ولم يأت بدليلٍ واحدٍ صريح صحيح يدل على مصافحة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء، كيف وعامة الأدلة تدل على خلاف ذلك كما تقدم؟
الدليل الحادي عشر: قال الغامدي: (واحتجوا بحديث أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع نساء المسلمين للبيعة فقالت له أسماء ألا تحسر لنا عن يدك يا رسول الله فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لست أصافح النساء ولكن آخذ عليهن).
قلت: أخرجه الحميدي والطبراني في الكبير وإسناده ضعيف في سنده شهر بن حوشب وهو ضعيف).
قلت: بل هو حسن بذاته لأن شهر بن حوشب صدوق، كما قاله الحافظ ابن حجر، وقد حسنه الحافظ في "فتح الباري" (13/ 204).
كيف والحديث السابق يشهد له ويقويه؟ وفي الباب أحاديث أخرى تؤكد هذا الأصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر الغامدي أحاديث أخرى كلها ضعاف لا سبب لذكرها غير إظهار ضعف حجة المخالف، مع قوة الأحاديث الدالة على المنع من الاختلاط والمصافحة، ولكنه يستكثر من إيراد أمثال هذه الأحاديث ونقدها كي يظهر للناظر ضعف حجة المخالفين له!
فصل
في خاتمة مقال الغامدي
أعاد تقرير أصله الفاسد، وفهمه الخاطئ، وقرر جواز الاختلاط في الأسواق والمحال للبيع والشراء أو العمل والدراسة، والمساجد والمصليات، والطرقات، وغيرها من الأماكن.
وزعم أنه لا يوجد نص لمن قال بتحريم شيء من ذلك دون شيء في غير تهمة أو مزاحمة.
وكل هذا من التلفيق والتزوير، والقول على الله بغير علم، وليت شعري كيف يحمي الإنسان نفسه من أشد فتنة خافها علينا النبي صلى الله عليه وسلم وكلّ هذا يباح له؟
وما ضابط المزاحمة التي تعد شرطاً لمنع الاختلاط، وقد أباح الغامدي المصافحة (ونحوها!!)؟
وأي أصل مزعوم باطل يفتريه الغامدي، والأصل في نصوص الشرع التفريق بين الجنسين في مواطن عدة من أمور الدين، وهي مواطن العفة والتعبد، فكيف بأمور الدنيا التي يركز فيها الشيطان رايته؟
ولعل الناظر يلحظ في مقال الغامدي ليقف أمراً خطيراً لعله يوعظ به، وهو أن من دلائل زيغه إعراضه كلام العلماء من الصحابة والتابعين وأئمة الدين، ووكل الأمر إلى فهمه واستدلاله! وهذه آفة الآفات.
بل زاد على ذلك استهجان قول أهل العلم، والتعريض بهم، والتهكم بدينهم، فتراه يقول عن المخالفين له -ومنهم من مرّ ذكره في الكتاب-: أنهم جاءوا بالـ (مد سلبي على تراثنا الفقهي) وأنهم أهل (التناقض المذموم شرعاً) و (يتعقبون ويزايدون على الشرع ويزعمون بعد ذلك أنهم آمنوا بالله!!) و (لم يقتفوا هدي المجتمع النبوي!) ووصف منعهم من الاختلاط بـ (الضجيج!!) وأنه (ليس مع المانعين دليل إلا ضعيف الإسناد، أو صحيح دلالته عليهم لا لهم) فكأن كلّ أولئك الأئمة إنما تكلموا من فراغ! وأن منهم (المتحكم بغير برهان) و (المتهوك الضال!!) وأن المانعين (يزايدون على تقوى السلف!) وأنهم (لم يميزوا أو يريدون التلبيس!) وأنهم (عوام وأشباه العوام) وأنهم (يفتاتون على الشرع!! ويبتدعون في الدين!!) وغير ذلك من العبارات التي يطلقها على الأئمة أمثال ابن قدامة وابن عبدالبر والنووي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر وابن باز وأمثالهم رحمهم الله، فهم فريق، والغامدي ومن جاء منافحاً عن فكرهم فريق (فَأَيُّ الفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنعام:81) وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الأحد 26 ذو الحجة 1430هـ
(1) من كتابه "تلخيص الإبريز" (صحيفة: 168)، بواسطة " حجاب المسلمة " لمحمد فؤاد البرازي (صحيفة: 427) ونقلت هذا كله في كتابي "الحرب الباردة على المرأة المسلمة".
(2) المرجع السابق: (صحيفة: 430).
(3) "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص311).
(4) وقد نقله بعضهم: (المراء) بالراء من الجدل والممارة، والصواب أنه بالذال.
(5) ومثله قاله أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره، وانظر "الفائق" (3/ 354) مادة: مذى.
(6) وفي الباب أخبار أخرى كالنهي عن دخول الحمام، والنهي عن اتباع الجنائز، ونهي من نهى عن اعتكاف النساء، وغير ذلك مما فيه التحرز من مخالطة الرجال.
(7) ولا يقال بأن هذا كان قبل نزول الحجاب، لأن أبا بكر لم يتزوج بأسماء بنت عميس إلا بعد موت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنها، وجعفر استشهد في مؤتة سنة ثمان للهجرة، أي بعد فرضية الحجاب، فيُكتفى بما سبق، والله أعلم.
(8) "الإنصاف" (8/ 8).
الملفات المرفقة [8_لمكائد_من_أراد_إباحة_الاختلا ط. doc (http://www.mahaja.com/forum/attachment.php?attachmentid=14 28&d=1261164489) (299.5 كيلوبايت, المشاهدات 29)
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 12:44]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عالي السند]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 06:50]ـ
جزى الله الشيخ بدر العتيبي خير الجزاء على رده القيم، وأسأل الله أن ينتفع به الغامدي المسكين الذي أدخل نفسه في أمر ليس من أهله، فهمه غريب واستدلاله أغرب، واستنباطه ما تقول إلا الله يرحم أهل الفقه، شرق وغرب وأتى بمضحكات ومبكيات، وأغرب ما لاحظته في هذا الرجل جدله العقيم وعدم قبول أي نصيحة لكل من اتصل به ناصحاً يردد كالببغاءما سودته يداه. وهو معتمد على كتاب عبدالحميد أبوشقفة، فقاتل الله الهوى والشهرة، هداه الله للحق، ووالله لن ينفعه المطبلون من بني رغال فقد نصبوه في منتدياتهم مفتياً فهنيئاً لك يا أحمد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 04:58]ـ
أبوعلي الذهبي عالي السند
بارك الله فيكما واشكركما على المرور والتعليق
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 01:36]ـ
ما مذهب أحمد الغامدي؟
هل هو حنفي أو مالكى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 12:14]ـ
لايعلم له مذهب لأنه نكره ماعرف إلا بهذا البحث هداه الله
إلا اللبراليه اقرب لأنه في برنامج العربيه إضاءات قال انه يجالس قينان الغامدي وعبده خال وغيرهم واثنى عليهم(/)
كلمة بليغة في موعظة "المشتغلين بالعلم"
ـ[ابن العباس]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 12:10]ـ
في مقال للشيخ الدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف عن غَزّة الأبيّة:
وقد يلحظ المشتغلون بالعلم والدعوة ما لدى الشبيبة من عاطفة متدفقة، وإقدام وبذل، وتستحوذ على هؤلاء الدعاة والمربِّين وقائع معينة أورثتْ مفاسد وسلبيات؛ لأجل اندفاع الناشئة وشجاعتهم، فينهمكون في التزهيد من هذه العاطفة وتقليصها، والإفراط في التريُّث والحذر، فأعقب ذلك ضعف الغيرة، وغلبة البرود، واستيلاء الجُبْن!
قلت: هذه ملاحظة قيّمة مشفوعة بتشخيص مختصر تدل على وعي عالٍ من قبل الشيخ حفظه الله تعالى
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 01:01]ـ
أوليس إمرة أسامة بن زيد رضي الله عنه وغيره من الشباب على جيوش المسلمين في حروب عظيمة بكاف للخروج برأي قريب من هذا.
ليس لميراث من المفاسد والسلبيات ... بالتمعن في السيرة النبوية ... قد نخرج بقول آخر ... قريب جدًا منه.
فأترك لك ولباقي الفضلاء محاولة الخروج بهذا القول ... من السيرة النبوية.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 01:15]ـ
ارجع لأصل المقال يا أخي لعلها تلامس من قلبك وتراً وتفهم مراد الشيخ
والله الموفق
ـ[ابوغيث]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 05:15]ـ
بارك الله في الشيخ
كلام نفيس ورب الكعبه(/)
خطاب بليغ إلى جماعة التبليغ ..
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 04:58]ـ
خطاب بليغ إلى جماعة التبليغ
إن دعوة الغير إلى هذا الدين (الإسلام) الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لبناءالفرد والأسرة والمجتمع بناءًا فكريا بالعلم النافع، وروحيا بالتزكية والتطهر، ووجدانيا بالقيم الجمالية، مما لا يرتاب في فضلها من يؤمن بكتاب الله وسنة رسوله…
وجماعة التبليغ، ممن علت همتهم، وعظم اجتهادهم في مجال الدعوة إلى الله، وجهودهم المبذولة أكبر دليل على ذلك، وليس ينكر جهودهم أحد إلا مبطر للحق، إلا أنهاتبقى بأمس الأرب إلى تصحيح إذ تحمل في طياتها أخطاءا،ممايجعل دعوة هذه الجماعة محايدة عن دعوة السلف
والخيركل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشرفي ابتداع من خلف
ويعلم الله أنه ما دعاني إلى تجريد قلمي من غمده لهذه السطور، إلا حبي لكل من ضرب صفحاعن زخارف ومتاع دنيا زماننا، وجعل همه وشغله الشاغل تبليغ أو تذكيرالناس بهذا الدين القويم الذي هُدينا إليه ـ ولله الحمد والمنةـ، وإن جماعة التبليغ! ممن أشهد لهم ببذل الكثير من الوقت للتبليغ ولكن تبقى دائما كلمة الإمام مالك رحمه الله البالغة الغالية، نصب عيني وهي: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
لقد خرجتُ شخصيا مع جماعةالتبليغ عدة مرات في (ساحل العاج) ومرة في (مصر) ومرة في (الصين) وصحبتهم في (تايلاند) فلمحت منهم أخطاءا، فرأيت من دليل حبّي لهم، ومن الواجب، التنبيه إليها، والتذكير بشأنها، ونصحهم لوجه الله تعالى امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه البخارى ومسلم في صحيحيهما والترمذي والنسائي وأبوداود والدارني في السنن وأحمد في المسند وهذا لفظ الصحيحين.
ومما هو جدير بالذكرأن محمد إلياس مؤسس (التبليغ) وعبدالرحيم شاه الديونبدي واحتشام الحسن الكاندهلوي وأبا الحسن علي الحسيني الندوي وغيرهم من مقربي ومعاوني محمد إلياس، قد تأثروا بحركة المتصوفة مثل الطريقة الجشتية في الهند، فرأوا من المناسب لحالة المسلمين في الهند (بدون استناد إلى دليل) أن يقتطع كل واحد منهم جزءا من وقته للدعوة، نظرا لقلةعددهم. وهكذا استمرالحال إلىأن صار الخروج فرضا واجبا في اعتقاد الجماعة، وأصبحوايستدلون على ذلك بقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله…) آل عمران 110
وبقوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخيرويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر…) آل عمران 104
وقوله صلى الله عليه وسلم: (بلغو عني ولو آية) جزء حديث رواه البخاري والترمذي وأحمد والدارمي.
وبحديث ابن عباس في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن فقال ادعهم إلى شهادة أن لاإله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم.) وروى مثله مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد والدارني بألفاظ مختلفة.
ولكن تُرى، هل هذه الحجج في محلها؟ الجواب قطعا لا
فقوله تعالى: (كنتم خير أمّة أخرجت للناس….) ليس فيها ما زعموا، وإنما الآية دليل خيرية هذه الأمة بكونها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.
قال ابن كثير في تفسيره: والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس. اهـ
قلت: وهذا ليس بالخروج حتما، لاريب أن الدعوة إلى الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة كل مسلم وهذاما يسفرعنه قوله صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية .. ) تقدم تخريجه، ولكن ثمة فرق بين ذلك، وبين الخروج متصديا للدعوة، فكل مسلم مأمور بالدعوة في أسرته، ومحل عمله، مأمور بدعوة جيرانه، وإخوانه في مجتمعه آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، وأما لخروج متصديا لها، فهذاوظيفة الأنبياء، ولا ينعدم التصدي للدعوة بانعدام الأنبياء إذالعلماء ورثة الأنبياء كما نطق به الحديث ( .. إن العلماء ورثة الأنبياء .. ) رواه البخاري والترمذي وأبوداود وابن ماجه وأحمدوالدارني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فإن الخروج متصديا للدعوة وظيفة العلماء، ولذلك قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير………) قال القرطبي في تفسيره:مِن في قوله (منكم) للتبعيض ومعناه أن الآمرين يجب أن يكونوا علماء وليس كل الناس علماء: وقيل: لبيان الجنس، والمعنى لتكونواكلكم كذالك، قلت أي (القرطبي) القول الأول أصح. اهـ
وذكرابن كثير في تفسيره: قال الضحاك: هم خاصة الصحابة وخاصة الرواة يعني المجاهدين والعلماء. اهـ
ومما يوضح ذلك، قوله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) سورة يوسف 108 قال الطبري في تفسيره (على بصيرة) بذلك، ويقين علم مني. اهـ
لذا أنصحكم بعدم تحريض العامة على الخروج، بل على تعلّم أمور دينهم، فإن أول ما نزل على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، هو (إقرأ).
وقال البخاري رحمه الله باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى: (فاعلم أنه لاإله إلا الله) فبدأ بالعلم، وما أحسن قول القائل:
العلم يرفع بيتا لا عمود له والجهل يهدم بيت العز والشرف
ومصداق ذلك:
أنني التقيت في (ساحل العاج) بأحد الإخوة من جماعة التبليغ إثر رجوعه بأيام، من (الإجتماع) بباكستان، فسألته قائلا: هل حججت بيت الله؟ قال لا فقلت: هل يعني ذلك أ ن تكاليف السفرإلى باكستان، لا توصلك بإذن الله إلى مكة؟ قال لا بل تكاليف الحج أقل من ذلك، فقلت:ولماذالم تبادرإلى الحج؟
فقال: لا بد من اكتساب الإيمان واليقين بالخروج والمشاركة في الإجتماع قبل الحج، ثم أضاف قائلا: كثيرا ما نرى الحجّاج يرتكبون المعاصي بعد حجّهم، .. فهذا يعني أنهم لم يكتسبوا لإيمان واليقين قبل حجهم. اهـ
أليس هذا ضلالا مبينا! أليس هذا بخطر عظيم، يا جماعة التبليغ! تُرى لو فقه هذا الرجل، لاعتقد هذا الإعتقاد؟ الجواب عند كل منصف هو لا.
والتقيت بأحدهم في (مصر) وكان في طريق عودته من (الإجتماع) بباكستان فأخذ يقول، إنه حج أكثر من مرة ولكن لم يشعر بالإيمان مثل شعوره به في الإجتماع. اهـ
فأين هذا الرجل من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (…والحج المبرورليس له جزاء إلا الجنة) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما والترمذي والنسائي وابن ماجه في السنن وأحمد في المسند ومالك في الموطأ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأما الإستدلال بإرسال الرسول معاذا إلى اليمن، فأولاً، من هو معاذ بن جبل؟ أليس من أعلم الصحابة؟ وإن معاذا لمّا بعثه الرسول عليه الصلاة والسلام أمره أن يُعلم القوم بعد إسلامهم،الصلوات الخمسة و…………… .. ) وليس بالخروج كماتفعل الجماعة وارجع إن شئت إلى الحديث فاقرأه على مهل هل فيه من دليل لجماعة التبليغ؟!
وبعثَ الرسولُ مصعب بن عميررضي الله عنه إلى المدينة، قبل الهجرة فأقام فيهم مدة، يدعوهم إلى الإسلام ويعلمهم أمور دينهم ولم يأمر أحدا منهم بالخروج.
ومن أخطائهم، أنهم لا يغيرون المنكر بل ينكرون على من يغير المنكر ويعتقدون أن من الحكمة ترك مرتكب المنكر فيتأثر بالخروج معهم ويترك المنكر بنفسه، وهذا مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم في صحيحه وابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وهذا لفظ مسلم.
ومن أخطائهم، تحريض عامة المسلمين على الجرعة والإقبال على الوعظ والإرشاد وهذا من الخطورة بمكان، فما أقبح الجاهل في زي العلماء.
وكل الأخطاء التي لمحتها في الجماعة، نتيجة عدم حرصهم على التعلّم مثل حرصهم على الخروج.
أيها الإخوة (جماعة التبليغ)
أوصيكم ونفسي بتقوى الله، وقبول النصح، والإقتداء بهدي الرسول ونهج الصحابة في الدعوةإلى الله، كما أوصيكم بتحريض عامة المسلمين على حب العلم الشرعي وتعلّمه بديل تحريضهم على الخروج، فمن كان منكم على بصيرة، وقليل ما هم، فاليبدأ بالأقرب فالأقرب فهم أولى بالمعروف، ثم الأبعد ..
قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) سورة يوسف 108
وتذكّروا يارعاكم الله! قول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام (من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقا إلى الجنة) رواه مسلم وهذا لفظه، والترمذي وأحمد من حديث أبي هريرة ورواه ابن ماجه والدارني من حديث أبي الدرداء.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) رواه البخاري ومسلم ومالك في الموطإ من حديث معاوية بن أبي سفيان ورواه الترمذي وأحمد من حديث ابن عباس ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة.
هذا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن إريد إلا الإصلاح مااستطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
فتوى سماحة العلامة ابن باز في (جماعة التبليغ)
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ عن جماعة التبليغ فقال:
السائل: نسمع عن جماعة التبليغ وما تقوم به من دعوة، فهل تنصحني بالإنخراط في هذه الجماعة، وأرجو توجيهي ونصحي، وأعظم الله مثوبتكم؟
فأجاب الشيخ بقوله: كل من دعا إلى الله فهو مبلغ (بلغوا عني ولو آية) لكن جماعة التبليغ المعروفة الهندية عندهم خرافات، عندهم بعض البدع والشركيات، فلا يجوز الخروج معهم، إلاإنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم.
أما إذا خرج يتابعهم، لا. لأن عندهم خرافات وعندهم غلط، عندهم نقص في العلم، لكن إذا كان جماعة تبليغ غيرهم أهل بصيرة أهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله. أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير وتعليمهم حتى يتركوا المذهب الباطل
ويعتنقوا مذهب أهل السنة والجماعة. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ياسر الجهني]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 06:36]ـ
ياأخي ماهذا كيف تمدح أهل البدع ماهذا يقول ابن القيم ماخلق الله شر قط انتبه لكلامك حفظك الله.وجزاك الله خيرا على اتباع السنة.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 07:13]ـ
مادمت ياأخي خرجت معهم فهاك بيتاً لابن القيم في طريق الهجرتين وباب السعادتين لعل فيه الدواء الناجع لمثل حالتك ـ بارك الله فيك ...
تصد وتنأى عن حبيبك دائماً
فأين عن الأحباب ويحك تذهب ... !!!!!!!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 01:15]ـ
مادمت ياأخي خرجت معهم فهاك بيتاً لابن القيم في طريق الهجرتين وباب السعادتين لعل فيه الدواء الناجع لمثل حالتك ـ بارك الله فيك ...
تصد وتنأى عن حبيبك دائماً
فأين عن الأحباب ويحك تذهب ... !!!!!!!!
ملاطفة عذبة لأخينا في الله أ. عبدالله
أما ردي فمنه ما هو إشارة و منه ما هو تصريح .. و لو سمح الوقت و الإدارة و الأخ الكريم .... !
ـ[ابن جريج]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 01:33]ـ
جماعة التبليغ ليسوا مبتدعة، ولكن عندهم نقص في العلم الشرعي مع حبهم له، شأنهم شأن الجماعات الأخرى ..
فأنصفوا رحمكم الله فالإنصاف عزيز ..
وفتوى الشيخ ابن باز رحمه الله فيهم تعددت على حسب أحوال السائلين ومحتويات الأسئلة، ثم إني سائلك سؤالا لماذا لم تأت بفتوى الشيخ العثيمين فيهم؟؟؟
وأنا لست تبليغيا لكن أعرفهم عن قرب فليسوا متصوفة أو طرقية كما يتوهم البعض، بل أجدهم أقرب إلى السلفية من أي جماعة أخرى ..
والله الموفق
ـ[ابن جريج]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 01:38]ـ
السؤال
فضيلة الشيخ: جماعة الدعوة الذين يخرجون ثلاثة أيام، وهم جماعة التبليغ والدعوة، المهم -يا شيخ- أني بدأت الالتزام قريباً، ومضطرب في هذا الأمر، هناك بعض الشباب من الإخوان يقول: لا تتبع هذه الجماعة، وهناك بعض العلماء في المدينة نصحني بالخروج معها، فما رأي فضيلتكم؟
جواب الشيخ ابن عثيمين
الغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطاً: فمن الناس من يثني على هؤلاء كثيراً، وينصح بالخروج معهم، ومنهم من يذمهم ذماً كبيراً، ويحذر منهم كما يحذر من الأسد، ومنهم متوسط، وأنا أرى أن الجماعة فيهم خير، وفيهم دعوة، ولهم تأثير لم ينله أحد من الدعاة، تأثيرهم واضح، كم من فاسق هداه الله! وكم من كافر آمن! ثم إنه من طبائعهم التواضع والخلق والإيثار، ولا يوجد في الكثيرين، ومن يقول: إنهم ليس عندهم علم حديث أو من علم السلف أو ما أشبه ذلك؟ هم أهل خير ولا شك، لكني أرى أن الذين يوجدون في المملكة لا يذهبوا إلى باكستان وغيرها من البلاد الأخرى؛ لأننا لا ندري عن عقائد أولئك ولا ندري عن مناهجهم، لكن المنهج الذي عليه أصحابنا هنا في المملكة منهج لا غبار عليه، وليس فيه شيء، وأما تقييد الدعوة بثلاثة أيام أو أربعة أيام أو شهرين أو أربعة أشهر أو ستة أو سنتين فهذه ما لها وجه، ولكنهم يرون أن هذا من باب التنظيم، وأنه إذا خرج ثلاثة أيام وعرف أنه مقيد بهذه الثلاثة استقام وعزف عن الدنيا، فهذه مسألة تنظيمية ليست بشرع، ولا هي عبادة، فأرى -بارك الله فيك- إن كان اتجاهك لطلب العلم فطلب العلم أفضل لك؛ لأن طلب العلم فيه خير، والناس الآن محتاجون لعلماء أهل سنة راسخين في العلم، وإن كان ما عندك قدرة على تلقي طلب العلم، وخرجت معهم لأجل أن تصفي نفسك، فهذا لا بأس به، وهناك أناس كثيرون هداهم الله عز وجل على أيديهم.(/)
كيف سرقت جذوة الحضارة؟؟
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 05:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس مالك بن نبي بنبي .. ولكنه ميراث نبي – على حد شهادة مقر بشهادته على القرن والعصر – بين كتاب وآخر يكشف مالك بن نبي عن حمولة الجرات التي تدس لصوص الحضارة فلا يتوانى في صب الزيت على أغلبها بأفكاره النيرة، تأسيا بمرجانة علي بابا .. ولكن الزعيم يستل خنجرها ولايموت بعد رقصتها الأخيرة مشظيا حكاية التراث ..
فثمة رحم ولود شموص تنجب لصوصا يسرقون الافكار نكاية في سخف الاشياء ويسدلون ستائر المغارة دون ان يمنحوا عالمنا المتخلف حق الاحتفاظ بالكلمة الفتح لنبقى حبيسي التكهنات والتخمينات ثم التحلل داخل المغارة الوهم ..
فكر مالك بن نبي امضي من افتح يا سمسم، لكنه مغيب بجهل أو تجاهل.
مغيب بانحسار حس الصيرفي حينا،وبالتعتيم الإعلامي المبيت حينا آخر وبصراع الإيديولوجيات في أحايين كثيرة ...
لعل العام والخاص يدرك بل يجب أن يدرك أن هذا المفكر أسس مشروعا نهضويا حضاريا يرتكز على المقولة الربانية:
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
فالحل خبئ الذات لا أعطية الآخر ..
ثم أن الرجل كائن متشبع بتراثه تشبع فهم وتمحيص لا وراثة وتوريث .. وهو شاهد على كبوات أمته التي خرجت قاطرتها عن القضبان فتاهت وتهاوت .. ناهيك عن سبره لأغوار حضارة الآخر بحكم ظروفه الحياتية وثقافته العالية.
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي هي أم المشكلات .. فالذي يعيش في العام الثالث يلاحظ الفوارق التي تفصله عن الآخر المتقدم ويشعر بالمسافات التي توسع الهوة بينهما .. ولا نقصد المسافات الجغرافية بل مسافات تختلف طبيعتها عن المذكورة سلفا ..
وبسبب تخلف المسلم يرجع هذه المسافة إلى نطاق الأشياء .. وهذه أول ارتكاسة وخيبة يمنى بها العالم الاسلامي .. وهذه الفكرة نجعله – أي المسلم – يدق أوتاده في باحة التخلف ويتحول الى كائن مكدس ظنا منه أن الاشياء تقرب المسافات ..
على المسلم – كما يرى مالك بن نبي – أن يدرك أن تطور العالم مرهون بالمقاييس الفكرية، وان أغلبية المشاكل لا تحل إلا بنظم الأفكار.
يبدأ مالك بن نبي كتابه مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي بطرح نلخصه بهذا التساؤل
ترى ماهي مشكلاتنا الفكرية التي تجعلنا دوما ذيل الدنيا بعدما كنا رأسا وخير أمة أخرجت للناس.؟؟؟
يتبع ....
ـ[بركتنا]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 12:41]ـ
بارك الله فيكي أختي حورية
أرجو مواصلة المسير في التعريف بهؤلاء النجوم
وجزاكِ الله عنا خير الحزاء(/)
من هم الحوثيون؟
ـ[خبات]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 09:48]ـ
من هم الحوثيون؟
بقلم: المصدر: موقع إمام المسجد
بسم الله الرحمن الرحيم
من هم الحوثيون؟
حركة تمرد باطنية تأسست في صعدة شمال اليمن.
• انشقت عن المذهب الزيدي.
• تسير على نمط (حزب الله) في لبنان دينياً وسياسياً.
• يعتنقون أفكار وعقائد الرافضة الاثني عشرية.
• ينتسبون إلى زعيم التمرد الأول حسين بدر الدين الحوثي.
• يسمون أنفسهم تنظيم ” الشباب المؤمن".
وزعيمهم الروحي: هو بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي ولد في 17 جمادى الأولى سنة (1345) هـ بمدينة ضحيان، ونشأ في صعدة.
• يعدُّ الأب الروحي للجماعة.
• يبلغ من العمر الآن قرابة (85) عاماً.
• نشأ زيدياً في فرقة الجارودية التي هي أقرب فرق الزيدية للرافضة.
• رحل إلى طهران وأقام بها عدة سنوات.
• استماله الرافضة الاثني عشرية إليهم خلال إقامته في طهران
وقائدهم الأول هو حسين بدر الدين الحوثي
• هو الابن الأكبر لبدر الدين الحوثي.
• تلقى تعليمه في المعاهد العلمية من الابتدائية وحتى الثانوية، كما تلقى المذهب الزيدي على يد والده وأرباب المذهب في صعدة.
• حصل على درجة الماجستير في العلوم الشرعية، وكان يحضِّر لنيل درجة الدكتوراه أيضا، ثم ترك مواصلة الدراسة وقام بتمزيق شهادة الماجستير؛ لاعتقاده بأن الشهادات الدراسية عبارة عن تجميد للعقول.
• أسهم بفاعلية مع رموز وشخصيات مثقفة زيدية في تأسيس "حزب الحق" عام (1990م).
• انتخب عضوا في مجلس النواب ممثلا عن ”حزب الحق" في دائرة مران من العام (1993 - 1997م).
• زار إيران ومكث مع أبيه عدة أشهر في قم، كما قام بزيارة " حزب الله " في لبنان.
• أسس تنظيم ”الشباب المؤمن“ في عام (1991م).
• وبعد تأسيس التنظيم تفرغ لإلقاء الدروس والمحاضرات بين مؤيديه وأنصاره.
• يتمتع بأسلوب جذاب في الطرح، وتوصيل الأفكار، والتلاعب بالعواطف، وتأسيس القناعات.
• وصفه أحد الكتاب في أحد المواقع الاثني عشرية بقوله: "حسب علمنا الحسي وقراءاتنا لكتبه وتتبعنا لحركته أنه متأثر حتى النخاع بثورة الخميني في إيران، حيث إنه خضع لدورات أمنية وسياسية وغيرها في لبنان عند حزب الله، ولديه ارتباط قوي بالحرس الثوري الإيراني".
• قصده الشباب المعجب بأفكاره من بعض المحافظات الأخرى، حيث وجدوا عنده السكن والكفاية، وحسن التجهيز، ولا سيما في العطل الصيفية ومناسبات الرافضة الخاصة.
• يعد نفسه مصلحا ومجددا لعلوم المذهب وتعاليمه.
• رفع شعارات التأييد لـ"حزب الله" اللبناني، ورفع أعلامه في بعض المراكز التابعة له.
• امتلأت دروسه وخطبه بمفردات: التحشيد .. الإعداد .. الخروج .. الجهاد .. تهيئة النفوس للتضحية .. عدم الخوف من المثبطين الخوالف .. التأكيد على نصر الله القادم للمستضعفين ..
• أقام العشرات من مراكز التعليم في كثير من المناطق والتي شهدت التحاق المئات، وربما الألوف من الدارسين من الشباب وصغار السن.
• كان يفرض حول نفسه هالة وحراسة مشددة بدعوى أنه مستهدف من أمريكا.
• قاد التمرد ضد الحكومة اليمنية، وقتل في الحرب الأولى عام (2004) عن (46) سنة.
القائد الثاني للحوثيين هو: عبد الملك الحوثي
• ولد في صعدة عام 1979، ويبلغ حاليًا الثلاثين من عمره.
• تلقى تعليمه في المدارس الدينية الزيدية.
• بعد وفاة أخيه حسين الحوثي عام (2004)، تزعم التيار الحوثي متجاوزًا شخصيات بارزة أخرى في التيار، من بينها عدد من أشقائه الذين يكبرونه سنًا، وأصبح القائد الفعلي لحركة التمرد.
• خطيب مفوه لديه القدرة على حشد المناصرين والأتباع.
• أسس عام 2007 موقع المنبر الإلكتروني لنقل وجهة نظر حركته للعالم.
• ومن الشخصيات البارزة في هذه الحركة: يحيى الحوثي (49) عاماً.
• شقيق حسين الحوثي.
• يعيش خارج اليمن، ويقيم في العاصمة الألمانية برلين منذ أواخر 2004 م، بعد أن طلب حق اللجوء السياسي.
• يعد المسئول السياسي لجماعة الحوثيين.
عقائدهم:
تتبنى حركة الحوثي الفكر الرافضي الاثني عشري، ومن أبرز ما تدعو إليه:
• الدعوة إلى "الإمامة" أي: إحياء فكرة الوصية للإمام علي رضي الله عنه، وأن الحكم لا يصح إلا في أبناء علي بن أبي طالب.
• الترويج لفكرة الخروج، والإعداد لمواجهة نظام الحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
• التحريض على لجم "السُّنيِّة" – ومرادهم أهل السنة -؛ لأنهم يوالون أبا بكر وعمر ويقدمونهما على علي.
• تمجيد الثورة الخمينية، وحزب الله في لبنان، واعتبارهما المثال الذي يجب أن يحتذى به.
• التبرؤ من الخلفاء الراشدين الثلاثة خصوصاً، والصحابة عموماً؛ لأنهم أصل البلاء الذي لحق بالأمة إلى اليوم! حسب اعتقادهم.
• قال بدر الدين الحوثي: " أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله" ..
• وهم يدعون إلى سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعنون أمهات المؤمنين.
• يقول حسين الحوثي: " كل سيئة في هذه الأمة .. كل ظلم وقع لهذه الأمة .. وكل معاناة وقعت الأمة فيها .. المسئول عنها: أبو بكر وعمر وعثمان .. وعمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها ".
• ويقول عن بيعة الصحابة لأبي بكر: " شرُّ تلك البيعة ما زال إلى الآن ".
• ويقول: ”إن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، وهم وراء العمى عن الحل".
• ويقول: "السلف الصالح هم من لعب بالأمة، هم من أسس ظلم الأمة وفرق الأمة، لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن من يقول السلف الصالح يعني: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية هم السلف الصالح، هذه أيضاً فاشلة!!!) ..
• يكنون عداءً خاصاً لعمر بن الخطاب الذي أطفأ الله على يديه نار المجوس.
• قال الحوثي: "معاوية سيئة من سيئات عمر –في اعتقادي- ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته".
العلاقة بين الزيدية والحوثية، ومحاولتهم التستر بعباءة الزيدية:
نشأة الزيدية:
– تنتسب الزيدية إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (80 - 122) هـ.
– قاد الإمام زيد ثورة ضد الأمويين, زمن هشام بن عبد الملك سنة 122هـ.
• وقد دفعه لهذا الخروج أهل الكوفة ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولا يلعنهما, فاضطر لمقابلة الجيش الأموي وما معه سوى 500 فارس, حيث أصيب بسهم قضى عليه.
عقائد الزيدية وأفكارهم
• يجيز الزيدية أن يكون الإمام في كل أولاد فاطمة, سواءً أكانوا من نسل الإمام الحسن أم من نسل الإمام الحسين.
• الإمامة لديهم ليست بالنص, وهي ليست وراثية بل تقوم على البيعة, ويتم اختيار للإمام من قبل أهل الحل والعقد.
• جمع المذهب الزيدي في نشأته بين فقه أهل البيت والاعتزال, مع الميل في الفروع للمذهب الحنفي، وتبنى قاعدة مشروعية الخروج على الحاكم الظالم, وهي القاعدة التي طبقها الزيدية جيلاً بعد جيل.
• يجيزون وجود أكثر من إمام في وقت واحد في قطرين مختلفين.
• يجيزون إمامة المفضول مع وجود الأفضل.
• يقرّون خلافة أبي بكر وعمر, ولا يلعنونهما.
• يميلون إلى الاعتزال فيما يتعلق بالعقيدة في الله تعالى والقضاء والقدر.
• يقولون بتخليد أهل الكبائر في النار
أوجه التشابه بين الزيدية والاثنا عشرية
• كلاهما من فرق الشيعة.
• يتفقون في زكاة الخمس.
• ويرون جواز التقية إذا لزم الأمر.
• وأحقية أهل البيت في الخلافة.
• وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها, وتقليدهم.
• ويقولون "حي على خير العمل" في الأذان.
الخلاف بين الزيدية والاثني عشرية
• يقول الاثنا عشرية بكفر من لا يؤمن بكل الأئمة الاثني عشر، وتبعاً لذلك أفتى علماؤهم بكفر الزيدية.
• وفي المقابل كان علماء الزيدية في القديم والحاضر -إلا من شذّ منهم- يعرفون ضلال الروافض ويحذرون منهم, وينكرون ما هم عليه من الضلال والمنكر.
• ومن الفرق الخارجة عن الزيدية: الجارودية, عرفوا بالغلو والميل إلى الرفض، وإليهم ينتسب بدر الدين الحوثي وأتباعه.
الجارودية:
• تنسب إلى أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني الأعمى الكوفي.
• تعد من غلاة الزيدية، وهم في الحقيقة روافض.
• يرى بعض الباحثين أنها طائفة مستقلة عن الزيدية ولكنها تسترت بها، ويستشهدون لذلك بكون أبي الجارود معاصرا للإمام زيد
• مذهبهم أن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي بن أبي طالب لمخالفتهم النص الوارد عليه.
• باقي فرق الزيدية يكفرون الجارودية لتكفيرهم الصحابة.
بداية الزيدية في اليمن
(يُتْبَعُ)
(/)
• أول من أدخل المذهب الزيدي إلى اليمن الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم المعروف بالهادي (245 - 298هـ) , وهو من أحفاد الحسن بن علي.
• ولد بالمدينة ورحل إلى اليمن سنة 280هـ, فوجدها أرضاً صالحة لبذر آرائه الفقهية.
• استقر في صعده (شمال اليمن) وأخذ منهم البيعة على إقامة الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطاعة في المعروف.
• بدأ الإمام الهادي حركته الإصلاحية بلم الشمل والقضاء على الفرقة والاختلاف, حتى استطاع أن يحكم معظم أنحاء اليمن وجزءاً من الحجاز.
• خاض الزيدية خلال تاريخهم حروبا عديدة مع القرامطة الباطنية.
• استمر حكم اليمن بيد أولاد الهادي وذريته, حتى قيام الثورة اليمنية سنة 1382هـ (1962م)، وهي أطول فترة حكم في التاريخ لآل البيت, حيث دام أحد عشر قرناً.
• تشير بعض المصادر إلى تقدير نسبة الزيدية بـ 45% من سكان الجزء الشمالي من اليمن، ويتركزون في المحافظات الشمالية.
• أما اليمن الجنوبي فأهله من السنة الشافعية.
الاثنا عشرية واستقطاب الزيدية
• مع كل المحاولات التي قام بها الروافض في غزو الزيدية، فقد فشلوا في تأسيس تيار وتشكيل مدرسة اثني عشرية.
• ظلت الأفكار الاثنا عشرية طارئة ومرفوضة، والحاملون لها موضع سخط ونقمة من عموم الزيدية.
• شهدت العلاقة بين الزيدية والاثني عشرية تحسناً ملموساً بعد الثورة الرافضية الخمينية في إيران.
• بدأ الاثنا عشرية محاولة جادة في نشر مذهبهم بين صفوف الزيدية في اليمن، وقد نجحوا نجاحاً ملموساً، واستقطبوا الكثير من قادة الزيدية وعوامهم, وبدأت ملامح الرفض تظهر واضحة في العمل الزيدي من حيث المؤلفات والمحاضرات وإقامة الأعياد والمناسبات الإمامية.
• وجد الاثنا عشرية في الحوثي وجماعة الشباب المؤمن التابعة له بيئة خصبة لنشر مذهبهم وانتشار أفكارهم، عبر كتب ورسائل بدر الدين الحوثي، الذي يبشر بالفكر الانثى عشري تحت ستار المذهب الزيدي.
مظاهر تحول الحوثيين إلى الاثنى عشرية
• إحياء ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه، وإقامة المجالس الحسينية.
• إحياء ذكرى وفاة بعض الأئمة كجعفر الصادق ومحمد الباقر وعلي زين العابدين رضي الله عنهم.
• اتخاذهم جبلاً في مدينة صعدة, أطلقوا عليه اسم (معاوية) , يخرجون إليه يوم كربلاء (عاشوراء) بالأسلحة المتوسطة والخفيفة, ويطلقون ما لا يحصى من القذائف, رغم سقوط قتلى وجرحى.
• عرض بعض المحلات التجارية والمطاعم لأشرطة (المجالس الحسينية) المسجلة في إيران, وفيها أصوات العويل والندب والقدح في الصحابة.
دور إيران
هناك عدة قرائن تؤكد وجود دعم إيراني للتمرد الحوثي، وهذه القرائن إن لم تدل على أن إيران خططت لهذا الأمر منذ البداية، كما فعلت مع حزب الله في لبنان، فلا أقل من أن إيران حاولت استغلال هذه الأوضاع الملتهبة لصالحها ولنشر مشروعها الطائفي الهادف إلى سيطرة النفوذ الرافضي على العالم الإسلامي.
دلائل تبعية الحوثيين لإيران
• أن حسين بدر الدين الحوثي قد تأثر بسيرة الإمام الخميني، واعتقد بإمكانية تطبيق النموذج الإيراني على اليمن.
• قيام أحد أشقائه بتدريس مادة عن الثورة الإيرانية في الدورات التدريبية "لاتحاد الشباب المؤمن" الذي أنشئ في عام 1986 بدعم إيراني.
• إقامة والده (بدر الدين الحوثي) في طهران وقم بعد خلافه مع عدد من علماء المذهب الزيدي.
• زيارات قام بها "حوثيون" إلى إيران، وزيارات إيرانية إلى اليمن تضمنت لقاءات سرية مع جماعات مرتبطة "باتحاد الشباب المؤمن".
• الدعم الإعلامي الإيراني الواضح للتيار الحوثي في حربه مع السلطة اليمنية، من خلال قناة ”المنار“ و“العالم“ وغيرهما من القنوات الرافضية.
• عثور الجيش اليمني أثناء تمشيطه مواقع الحوثيين على مخازن أسلحة ورشاشات خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى "بعضها" إيراني الصنع.
• العثور على وثائق في المستشفى الإيراني في العاصمة صنعاء تدل على تورطها في عمليات تجسس ودعم مالي وعسكري للحوثيين، مما أدى لإغلاقه من قبل الحكومة.
• الدعم الإيراني لإضطرابات جنوب اليمن المتزامنة مع عدد من حروب الحوثيين من أجل إضعاف الحكومة اليمنية وتشتيتها.
• توسيع الحوثيين لمسرح العمليات في الأيام الأخيرة بغية الوصول لساحل البحر الأحمر القريب من صعدة يؤكد التدخل الإيراني في هذا الصراع".
(يُتْبَعُ)
(/)
• تصريح عبد الله المحدون القائد الميداني السابق للتمرد الحوثي بمنطقة "بني معاذ" اليمنية، أن زعيم التمرد عبد الملك الحوثي يحارب لاستعادة "حضارة فارس" بدعم إيراني غير محدود.
• رفع شعارات التأييد لـ"حزب الله" اللبناني في بعض المراكز التابعة له، واعتباره مثلاً يحتذى به.
• طريقتهم في التعامل مع الحوثيين هي نفس طريقة بناء ما يسمى منظمات ”حزب الله“ في لبنان والكويت والبحرين، وغيرهم ..
• دعم الصحف الإيرانية، وتصريحات مرجعيات الاثني عشرية في قم والنجف، التي تظهر موقفها المؤيد للحوثيين.
• تبنت إيران ومنذ قيام الثورة الخمينية مبدأ تصدير الثورة الرافضية إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي، وبذلت الدبلوماسية والسفارة الإيرانية في صنعاء جهدا مكثفا لاستقطاب أتباع المذهب الزيدي.
• وجود مقاتلين عراقيين في صفوف أتباع الحوثي، واكتشاف جثث لهم، واعتقال بعضهم.
• الأخبار الحديثة التي تؤكد سماع مكالمات في صفوف الحوثيين باللغة الفارسية.
• الغضب الرافضي الشديد على الحرب الأخيرة ضد الحوثيين التي بدت في تصريحات وزير الخارجية الإيراني، وموقف نواب كتلة الوفاق الرافضية في البرلمان البحريني من قرار تأييد السعودية في حربها ضد الحوثيين
خطرهم وأهدافهم
• من أخطر الأفكار التي يؤمن بها الحوثي إيمانه بالمهدي في فكرته الرافضية، وإيمانه بضرورة التمهيد لعودة المهدي مع ما يصاحب ذلك من احتلال للحرمين الشريفين وتصفية أهل السنة والجماعة، والقضاء على الأنظمة السنية الحاكمة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
• علما بأنه ظهر فيلم سينمائي في هذا الشهر (ذي القعدة 1430) لرافضي باكستاني في بريطانيا يُجسد إرهاصات ظهور مهدييهم من خلال مشاهد فيها صور تدنيس الكعبة بدماء من يُقتلون فيها، والفزع المصاحب لذلك
• في كتاب "عصر الظهور"، لمؤلفه الرافضي علي الكوراني العاملي، يؤكد فيه ورود أحاديث متعددة عن أهل البيت، تؤكد حتمية حدوث ما يصفه الكتاب بـ"ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي عليه السلام، وأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق". أما قائدها المعروف في الروايات التي أوردها الكتاب باسم "اليماني"؛ فتذكر رواية أن اسمه حسن أو حسين، من ذرية زيد بن علي، عليهما السلام. ويستشهد الكتاب ببعض الروايات التي تؤكد أن "اليماني" يخرج من قرية يقال لها "كرعة"، وهي قرية في منطقة بني خَوْلان، قرب صعدة.
سبل المواجهة والتصدي
• كشف عقائد الحوثية، وكشف انحرافهم وبعدهم حتى عن الزيدية وأنهم أقرب إلى الرافضة الاثني عشرية الإمامية، وبيان التحوُّل الذي حدث لبدر الدين الحوثي من الفكر الزيديّ إلى الفكر الاثني عشري المنحرف.
• تأليف ونشر الكتب والرسائل والمطويات التي توضح عقيدة السلف والموقف الصحيح من الصحابة.
• بيان خطر الرافضة في بلاد العالم الإسلامي، وأثر ذلك في تغيير عقائد المسلمين، وتغيير خارطة العالم الإسلامي.
• تحصين أهل السُّنة بالعلم النافع الذي يحفظهم من السقوط في هاوية المعتقدات الفاسدة.
• تخصيص مواقع في الإنترنت لبيان معتقدهم, وخطورتهم.
• تذكير العالم أجمع بجرائم الرافضة في التاريخ الإسلامي, وما فعلوه في الجزيرة في التاريخ المعاصر, وأنهم عبارة عن طابور خامس.
• إبراز البعد العقدي في القضية، وأن المسألة ليست مسألة حقوق وحدود، والتأكيد على أن البعد العقدي هو المحرك لمعظم الحروب حتى الحروب التي تنشأ بين الكفار أنفسهم.
• الرد على الشُّبهات التي يثيرها هؤلاء هنا وهناك، من أنهم مظلومون أو أنهم لا يفكرون بقيام دولة رافضية.
من مراجع إعداد الموضوع
? كتاب (خلفية الفكر الحوثي ومؤشر الاتجاه) لعبد الله الصنعاني نشر دار الأمل في القاهرة، والكلمات المنقولة عن الحوثي عبر هذا الكتاب مأخوذة عن مجموعة من ملازم وصوتيات ومرئيات حسين الحوثي
? كتاب (الحوثية في اليمن: الأطماع المذهبية في ظل التحولات الدولية)
? مجموعة مواقع إخبارية وتحليلية
المصدر: موقع إمام المسجد
ـ[عالي السند]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 06:40]ـ
الحوثيون جماعة باطنية مصدرة للثورة الإمامية ويهدفون لإقامة الدولة الصفوية الفارسية فقبح الله وجوههم الكالحة، وأخزاهم وأذلهم ومن دعمهم وناصرهم.
جزاك الله خيراً أخي خباب
ـ[بركتنا]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 12:35]ـ
يجب التحذير من جميع الحركات الباطنية الهدّامة
ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة
ـ[خادم الاسلام والمسلمين]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 06:20]ـ
جزاك الله خير على هذه المعلومات القيمة(/)
دعوتنا
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 11:14]ـ
دعوتنا
رجوع المسلمين إلى الكتاب ***** وما قدصح من سنن النبي
على نهج الصحاب ومن يليهم ***** من السلف الكرام ومنولي
ودعوتنا إلى العمل المزكى ***** بدين الحق والوحي العلي
فذلك وحدهُ نهج السلام ***** وتحقيق المجادة والرقي
نحذر من وبيل الشرك دوما ***** ومن بدع ومن داء دوي
رمى بالمسلمين إلى مهاو من *****الخذلان والخزي الوبي
ونحيى باجتهاد الفكر نهجا ***** رمى التقليد بالعقم الجلي
نجدده لإظهار المزايا ***** وتمييز الذكي من الغبي
ونسعى لائتناف الحكم فينا ***** بشرع الله والنور البهي
إلى الإسلام ندعو فهو **** دين طوى الأديان في ختم النبي
–
للشيخ العلامة أبوأويس محمد بوخبزة
أواخر رمضان 1420 هـ
ـ[أبو ياسر الجهني]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 11:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ياأخونا السلفي.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 08:13]ـ
وجزاكم الله كل خير و نفع بكم.
ـ[أبو مروان]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 10:55]ـ
كلمات رائعات جزاك الله خيرا على النقل(/)
أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية في فضل علي – رضي الله عنه
ـ[بن مصدق]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 07:08]ـ
أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية في فضل علي – رضي الله عنه
علي بن محمد القضيبي
لشيخ الإسلام – رحمه الله – مواضع عديدة يمدح فيها علياً رضي الله عنه، ويثني عليه، وينزله في المنزلة الرابعة بعد أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – كما هو منهج أهل السنة والجماعة، وهي واضحة صريحة تلوح لكل قارئ لكتب الشيخ، فلا أدري كيف زاغت عنها أبصار أهل البدعة والشائنين لشيخ الإسلام؟
وقد أحببت جمع بعضها في هذا المبحث ليقرأها كل منصف وطالب للحق من أولئك النفر، ولكي تقرّ بها أعين أهل السنة، فلا يحوك في صدر أحدهم وسواس أهل البدع تجاه شيخ الإسلام، عندما يطَّلعون على تلك الاتهامات الظالمة.
وقد أكثرتُ من النقل من كتاب (منهاج السنة) لأنه عمدة الطاعنين والمتهمين للشيخ بأن فيه عبارات توخي بانحرافه عن علي – رضي الله عنه – أو توهم تنقصه له، فوددت أن أبين لهؤلاء أنهم قومٌ لم يفقهوا مقاصد الشيخ من عباراته لأنهم ينظرون بعين السُخط وعين العداوة في الدين ومثل هذه الأعين لا يُفلح صاحبها.
وأبدأ هذه المواضيع بذكر مجمل عقيدته – رحمه الله – في الصحابة نقلاً عن (العقيدة الواسطية) وهي عقيدته الشهيرة التي كتبها بيده ونافح عنها في حياته أمام أهل البدع.
قال رحمه الله: [ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله تعالى: (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا انك رءوف رحيم) الحشر (10).
وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وقاتل – وهو صلح الحديبية – على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر – وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر -: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة -.ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة.
ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره، من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم، كما دلت عليه الآثار، وكما أجمع على تقديم عثمان في البيعة، مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي – رضي الله عنهما – بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما - أيهما أفضل، فقدم قوم عثمان وسكتوا، و ربعوا بعلي، وقدم قوم علياً، وتوقفوا، لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي.
وإن كانت هذه المسألة – مسألة عثمان وعلي – ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة، وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد هؤلاء فهو أضل من حمار أهله]. (1)
وأما المواضع التي ذُكر فيها شيخ الإسلام فضل علي – رضي الله عنه - ودافع عنه:
فمن ذلك قوله – رحمه الله -:
[فضل عليّ وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم، ولله الحمد، من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني، لا يحتاج معها إلى كذب ولا إلى ما لا يُعلم صدقه]. (2)
ومن ذلك قوله رحمه الله:
[وأما كون عليّ وغيره مولى كل مؤمن، فهو وصف ثابت لعليّ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مماته، وبعد ممات عليّ، فعلي اليوم مولى كل مؤمن، وليس اليوم متولياً على الناس، وكذلك سائر المؤمنين بعضهم أولياء بعض أحياءً وأمواتاً]. (3)
ومن ذلك قوله رحمه الله:
[وأما علي رضي الله عنه فلا ريب أنه ممن يحب الله ويحبه الله]. (4)
ومن ذلك قوله رحمه الله ـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
[لا ريب أن موالاة علي واجبة على كل مؤمن، كما يجب على كل مؤمن موالاة أمثاله من المؤمنين]. (5)
ومن ذلك قوله ـ رحمه الله ـ:
وكتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءة بذكر فضائله ومناقبه، وبذم الذين يظلمونه من جميع الفرق، وهم ينكرون على من سبَّه، وكارهون لذلك، وما جرى من التسابّ والتلاعن بين العسكرين، من جنس ما جرى من القتال، وأهل السنة من أشد الناس بغضاً وكراهة لأن يُتعرض له بقتال أو سب.
بل هم كلهم متفقون على أنه أجلّ قدراً، وأحق بالإمامة، وأفضل عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين من معاوية وأبيه وأخيه الذي كان خيراً منه، وعليّ أفضل من الذين اسلموا عام الفتح وفي هؤلاء خلق كثير افضل من معاوية أهل الشجرة افضل من هؤلاء كلهم، وعليّ أفضل جمهور الذين بايعوا تحت الشجرة، بل هو أفضل منهم كلهم إلا ثلاثة، فليس في أهل السنة من يقدم عليه أحداً غير الثلاثة، بل يفضلونه على جمهور أهل بدر وأهل بيعة الرضوان، وعلى السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار]. (6)
ويقول – رحمه الله – مبيناً شجاعة علي – رضي الله عنه -:
[لا ريب أن علياً رضي الله عنه كان من شجعان الصحابة، وممن نصر الله الإسلام بجهاده، ومن كبار السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار، ومن سادات من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، وممن قاتل بسيفه عدداً من الكفار]. (7)
ومن ذلك قوله:
[وأما زهد عليّ رضي الله عنه في المال فلا ريب فيه، لكن الشأن أنه كان أزهد من أبي بكر وعمر]. (8)
ومن ذلك قوله:
[نحن نعلم أن علياً كان أتقى لله من أن يتعمد الكذب، كما أن أبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم كانوا أتقى لله من أن يتعمدوا للكذب]. (9)
ومن ذلك أنه – رحمه الله – يرى أن الذين لم يقاتلوا علياً – رضي الله عنه - هم أحب إلى أهل السنة ممن قاتله، وأن أهل السنة يدافعون عنه بقوة أمام اتهامات النواصب والخوارج، يقول:
[وأيضاً فأهل السنة يحبون الذين لم يقاتلوا علياً أعظم مما يحبون من قاتله، ويفضلون من لم يقاتله على من قاتله كسعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.
فهؤلاء أفضل من الذين قاتلوا علياً عند أهل السنة.
والحب لعليّ وترك قتاله خير بإجماع أهل السنة من بغضه وقتاله، وهم متفقون على وجوب موالاته ومحبته، وهم من أشد الناس ذبّاً عنه، ورداً على من طعن عليه من الخوارج وغيرهم من النواصب، ولكن لكل مقام مقال]. (10)
ومن ذلك أنه يُفَضِّل الصحابة الذين كانوا مع علي على الصحابة الذين كانوا مع معاوية – رضي الله عنهم أجمعين – يقول:
[معلوم أن الذين كانوا مع علي من الصحابة مثل: عمار وسهل بن حنيف ونحوهما كانوا أفضل من الذين كانوا مع معاوية]. (11)
هذه مواضيع يسيرة مما نُقل عن شيخ الإسلام – رحمه الله – في فضل علي – رضي الله عنه – ودفاعه الحار عنه أمام أعداءه، وتبرئته مما نسبوه إليه.
فهل يُقال بعد هذا كما قال هؤلاء المبتدعة الجائرون بأنه – رحمه الله – كان منحرفاً عن علي – رضي الله عنه -! أو أنه تنقصه في كتبه؟!.
سبحانك هذا بهتان عظيم! لا يقوله أدنى مسلم فضلاً عن شيخ الإسلام الذي تصرمت حبال أيامه في تقرير عقيدة السلف الصالح، من ضمنها تفضيل علي رضي الله عنه وجعله الخليفة الرابع الراشد، واعتقاد أنه على الحق أمام من حاربه وخالفه.
ولكن ذنب شيخ الإسلام عند هؤلاء المبتدعة أنه لم يَغلُ في عليٍّ كما غلوا، أو يتجاوز به قدره الذي أراده الله له. (12)
المصدر: رسالة:
ثناء ابن تيمية رحمه الله
على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وأهل البيت رحمهم الله
جمع وترتيب
أبي خليفة علي بن محمد القُضيبي
1424هـ - 2003م
تقديم الشيخ
سليمان بن صالح الخراشي
(1) العقيدة الواسطية ص (50 – 53) طبعة المكتب الإسلامي ط 4 عام 1405 هـ
(2) منهاج السنة: (8/ 165).
(3) المصدر السابق: (7/ 325).
(4) المصدر السابق: (7/ 218).
(5) المصدر السابق: (7/ 27).
(6) منهاج السنة: (4/ 396).
(7) منهاج السنة: (8/ 76).
(8) المصدر السابق: (7/ 489).
(9) المصدر السابق: (7/ 88).
(10) منهاج السنة: (4/ 395).
(11) مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية: (ص 61).
(12) راجع كتاب (ابن تيمية لم يكن ناصبياً) لسليمان بن صالح الخراشي: (74 – 87)
الموضوع الاصلي هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t46072.html)
ركن عقيدة اهل السنة و الجماعة ( http://www.tunisia-web.com/vb/382/)
ـ[بن مصدق]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 04:40]ـ
يرفع للفائدة
رفع الله قدر اهل السنة
__________________
اول منتدى تونسي يفتح قسما للعقيدة السلفية الصحيحة
www.tunisia-web.com/forum (http://majles.alukah.net/www.tunisia-web.com)(/)
جواب الشيخ الألباني عن شبهة الإختلاط في الحرم و الإختلاط في الجامعة.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 09:16]ـ
جواب الشيخ الألباني عن شبهة الإختلاط في الحرم و الإختلاط في الجامعة.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=94298
ـ[بركتنا]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 12:46]ـ
رحم الله إمامنا الشيخ الألباني رحمة واسعة
كم كان للإسلام حصنا
وكم وقف ضد أعدائه ومناوئية
جمعنا الله به في الفردوس الأعلى
اللهم آمين
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 01:25]ـ
رحم الله إمامنا الشيخ الألباني رحمة واسعة
كم كان للإسلام حصنا
وكم وقف ضد أعدائه ومناوئية
جمعنا الله به في الفردوس الأعلى
اللهم آمين
آمين
ـ[إمام محمود]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 04:07]ـ
رحم الله إمامنا الشيخ الألباني رحمة واسعة
كم كان للإسلام حصنا
وكم وقف ضد أعدائه ومناوئية
جمعنا الله به في الفردوس الأعلى
اللهم آمين
آمين آمين آمين(/)
رؤية تربوية: الإيمان هو الحل
ـ[أبو الصادق]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 09:54]ـ
طريق الدعوة طويل وشاق، ويحتاج ممن ارتضاه سبيلاً أن يتحلَّى بكثيرٍ من الصبر، ويتخلق بأخلاق المؤمنين الصادقين المخلصين، ومع صعوبة الطريق وشدة وعُورته إلا أنه مطالب بالثبات عليه وعدم الحيد عنه.
ولمَّا كان تحقيق هذا الأمر من الصعوبة بمكان، فإن على مَن أراد الالتزام به والثبات عليه أن يكون وثيق الصلة بالله، دائم المراقبة له، متحليًّا بالإيمان خلقًا وسلوكًا.
وعليه فإن "الإيمان" هو المخرج الحقيقي لكل نفس تنكبت الطريق، وبعدت عنه، وانشغلت بما خُلق لها عمَّا خُلِقت له.
الإيمان هو الحل الحقيقي لاستقامة أي طريق قد اعوج، وهداية كل نفس قد ضلت، ودليل كل عقل مشتت تائه.
الإيمان هو العلاج الناجع الذي تغلب به رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشاكل عصره، والأسلوب الذي اعتمد عليه في علاج كل ما قابله من عقبات، وإليك أخي القارئ بعضًا من هذا المواقف:
أولاًُ: الخلاف على أنفال بدر
من المشاكل الواقعية والتي حدثت في عهد الصحابة- رضوان الله عليهم-، اختلافهم على تقسيم غنائم بدر والتي شهدت وصف أخلاق الصحابة بأنها ساءت يقول عبادة بن الصامت عن الأنفال حين سُئل عن سورة الأنفال: فينا، معشر أصحاب بدر، نزلت حين اختلفنا في النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله تبارك وتعالى من أيدينا، وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين على بَواءَ، يقول: على السواء (1).
ويقول عبادة بن الصامت أيضًا واصفًا هذا الخلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم قائلاً:
خرجت مع النبي- صلى الله عليه وسلم- فشهدت معه بدرًا، فالتقى الناس فهزم الله تبارك وتعالى العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون، وأكبَّت طائفة على العسكر يحوونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يصيب العدو منه غرّة، حتى إذا كان الليل، وفاء الناس بعضهم إلى بعض، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها، فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق منها منا، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، خفنا أن يصيب العدو منه غرَّة واشتغلنا به، فنزلت ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) ?
فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على فواق بين المسلمين (2).
ولكي تدرك أخي القارئ حجم المشكلة يكفي أن تعلم أن فيها سورة من القرآن تحمل اسمها، وتحكي سيرتها، وتعالج أمرها، إنها سورة "الأنفال" فلقد تعرضت آيات السورة لعلاج النفس البشرية، وتربيتها على الإيمان العميق، لافتًا انتباههم إلى الأصل، فلم توجه لهم الآيات أي عتاب، وإنما ذكرت واقعًا هم لامسوه بأعينهم، فكان ذكر الواقع أبلغ من ذكر العتاب، فكان الأمر الإلهي لهم بعد أن زهدهم في الأنفال وأخرجه من حساباتهم، وأفرغ قلوبهم من هم الانشغال به فهو لله ورسوله، أمرهم بثلاثة:
(1) تقوى الله.
(2) وإصلاح ذات البين.
(3) والطاعة لله ورسوله.
?فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) ?
ثم استجاش في قلوبهم نداء الإيمان، مستعرضًا صفاتهم التي يحبهم الله فيهم، والتي بها يكمل إيمانهم فقال تعالى: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) ? وهكذا كان إيمان الصحابة هو المرجع لاستجاشة عواطفهم، واستثارة مشاعرهم للعودة من جديد إلى جادة الطريق، والانتهاء عن الاختلاف على الغنائم وهي صورة من صور السباق على الدنيا.
أهل الإيمان يكفيهم العتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الأستاذ محمد الأمين المصري: لم تذكر الآيات شيئًا من أعمال المؤمنين في بدر، ولكن ذكرت عتابًا أليمًا موجعًا يحمل المؤمنين على الرجوع إلى أنفسهم والاستحياء من ربهم، وهناك نقاط أرست الآيات النقاط عليها وبينت نواحي الضعف فيه جليًّا قويًّا، بتصوير ما في النفوس وصفًا دقيقًا رائعًا تشاهد العين فيه الحركات والخلجات، وكل ذلك من شأنه أن ينبه المؤمن ليلمس المسافة بينه وبين درجات الإيمان، التي يهفو قلبه للوصول إليها.
ولقد كانت الآيات من تربية الحكيم العليم، ويشعر الذوق السليم ها هنا روعة الأسلوب في عرض العتاب بغير عتاب، ولكنه تصوير ما في النفوس تصويرًا يوقن معه العادي من الناس، أنه ما كان لمؤمن صحيح الإيمان أن يتصف بها، ولذلك اقترنت الآيات بتقديم خصائص الإيمان العالية وميزاته الرفيعة التي تصور الفجوة البعيدة بين المؤمن وبين أي إسفاف: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) ?
ما ذكرت الآيات عتابًا ولكنها ذكرت واقعًا، وكان ذكر الواقع أبلغ من كل عتاب (3).
الجو النفسي والتوجيه التربوي:
إن التوجيه التربوي في إرجاء إنزال جواب السؤال عن الغنائم، يشير إلى أن الأحكام الشرعية ينبغي أن يُهيَّأ لها الجو النفسي الروحي المناسب، لتحتل مكانها اللائق في العقل والضمير، فتثبت وتتمكن، وتؤتي أطيب النتائج، إذ يتجلى فيها أكمل الحلول.
وهكذا صرف المولى- جل شأنه- عباده المسلمين عن التعلق بالغير أولاً، وبالغنائم ثانيًّا، ليكونوا له من المخلصين الجديرين بنصره، وإتمام نعمته، فلما تفرغوا للخالق وأخلصوا في الجهاد، أكرمهم بالنصر من لدنه, أسبغ عليهم من فضله بأكثر مما كانوا يودون (4).
ثانيًا: حادث الإفك وظاهرة نقل الكلام والدعاية المغرضة
حادث الإفك حادث مشهور ومعروف في كتب السير، حادث خاضت فيه الألسن وتجرأت وتحدثت على أطهر بيت عرفته البشرية، وأشرف الناس مكانة ومنزلة، إنه الخوض في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاولة النيل منه، وتساهل البعض في ترديد المقالة دون تروٍ أو تريص، ويمكنك أن ترجع إلى القصة في موضع ذكرها في كتب السير لتدرك خطورة الحدث ومدى تأثيره على الصف المسلم، وكيف كان هذا التساهل في إحداث بلبلة كبيرة وسط الفئة المسلمة.
وأريدك أخي القارئ أن: تتخيل معي حال السيدة عائشة رضي الله عنها وهي تقول "وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ حَتَّى إِنِّي لأَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي" لتدرك حجم الضرر النفسي عليها.
وتتخيل معي أخي القارئ الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وقف على المنبر قائلاً "من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي؟ " لتدرك أثر الكلمة على الشرفاء والأطهار.
وتتخيل معي أخي القارئ موقفه صلى الله عليه وسلم حين يقول لزوجة عائشة وقد غاب عنه الوحي شهرًا كاملاً "يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ"
ولكي تدرك خطورة المشكلة وأثرها إليك تعليق الأستاذ سيد قطب رحمه الله وهو يصف أطراف الحادثة: الرسول الكريم:
"ها هو ذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو رسول الله، وهو الذروة من بني هاشم .. ها هو ذا يُرمَّى في بيته وفي مَنْ؟ في عائشة التي حلت من قلبه مكان الابنة والزوجة والحبيبة، وها هو ذا يُرمَّى في طهارة فراشه، هو الطاهر الذي تفيض منه الطهارة، وها هو ذا يرمى في صيانة حرمته، وهو القائم على الحرمات في أمته ... "
الصحابي الجليل أبو بكر الصديق:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وها هو أبو بكر الصديق- في وقاره وحساسيته وطيب نفسه- يلذعه الألم، وهو يُرمَى في عرضه، في ابنته زوج- محمد صلى الله عليه وسلم- الذي يحبه ويطمئن إليه، ونبيه الذي يؤمن به ويصدقه تصديق القلب المتصل، لا يطلب دليلاًُ من خارجه ... وإذا الألم يفيض على لسانه، وهو الصابر المحتسب القوي على الألم، فيقول: "والله ما رُمينا بهذا في جاهلية، أفنرضى به في الإسلام؟ " وهي كلمة تحمل من المرارة ما تحمل .. "
الصحابي العفيف صفوان بن المعطل:
"والرجل المسلم الطيب الطاهر المجاهد في سبيل الله صفوان بن المعطل وهو يُرمَى بخيانة نبيه، فيُرمَى بذلك في إسلامه، وفي أمانته، وفي شرفه، وفي حميته، وفي كل ما يعتز به صحابي، وهو من كل ذلك بريء، .. ويعلم أن حسان بن ثابت يروج لهذا الإفك عنه، فلا يملك نفسه إلا أن يضربه بالسيف على رأسه ضربة تكاد تودي به، ودافعه إلى رفع سيفه على امرئ مسلم، وهو منهي عنه، أن الألم قد تجاوز طاقته، فلم يملك زمام نفسه الجريح ... "
وهي مشكلة عامة من الممكن أن تصيب الجماعة المسلمة في أي وقت عندما تترخص في الكلام ولا تتحرج من إذاعة الأخبار دون تثبت أو تبين، وتترك الألسنة تلقي التهم على الآخرين بدون دليل قاطع أو بينة صادقة، فيصبح الصف المسلم حينئذ وكل فرد من أبنائه مهدد بالاتهام، أو غير آمن على نفسه وعرضه من الإشاعات.
الإيمان هو أسلوب الحل:
لقد كان الإيمان هو المرجع الحقيقي لحل هذه المشكلة أيضًا حين استثار في نفوس كل من خاض في حادث الإفك حقائق الإيمان المكنونة في قلوبهم، والتي ابتدأها القرآن بتوجيه اللوم والعتاب على كلِّ من خاض وتحدث في هذا الموضوع، وما كان ينبغي عليهم فعله عند سماع مثل هذا الكلام على إخوانهم ?وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) ? (النور) وبهذا التوجيه الذي يحمل عتابًا كله رقةً وحنانًا كانت البداية، فعندما تصل هذه اللمسة إلى أعماق القلب فإنه يكون مستعدًا لتلقي ما بعده وعندئذ كانت الخطوة الثانية، وهي أيضًا دافع داخلي يدفع المؤمن الحق إلى البعد عن مثل هذا، وعدم الخوض فيه مستقبلاً يقول تعالى ?يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) ? يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله:
"يعظكم" .. في أسلوب التربية المؤثر، في أنسب الظروف للسمع والطاعة والاعتبار، مع تضمين اللفظ معنى التحذير من العودة إلى مثل ما كان: ?يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا?
ومع تعليق إيمانهم على الانتفاع بتلك العظة: ?إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ? .. فالمؤمن لا يمكن أن يكشف لهم عن بشاعة عمل كهذا الكشف، وأن يحذروا منه مثل هذا التحذير، ثم يعودون إليه وهم مؤمنون.
?واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ? يعلم البواعث والنوايا والغايات والأهداف، ويعلم مداخل القلوب، ومسارب النفوس، وهو حكيم في علاجها، وتدبير أمرها، ووضع النظم والحدود التي تصلح بها.
ثالثًا: اختلاف رجلين على ميراث بينهما
الإسلام يبني دولته على أساس خشية الله والأخوة والحب بين الناس، ولقد كاد المجتمع المسلم أن يحيا بلا قضاء لما أقامه في نفوس أفراد المجتمع من المسلم وضميره من طهارة ونظافة، فقوّى الدافع الذاتي بداخله فجعل هناك حاجزًا كبيرًا وسدًا منيعًا لدى الفرد المسلم بين كل ما يغضب الله تعالى.
فلقد ربَّى الإسلام الناس على الخوف من الله تعالى قبل الخوف من الناس ومن الخالق قبل المخلوق، فالله أولاً وقبل كل شيء.
انظر إليه صلى الله عليه وسلم وقد جاءه رجلان قد اختلفا فيما بينهما على ميراث ليس لأحدهما بيِّنة على الآخر.
انظر كيف نظر صلى الله عليه وسلم في القضية وهو القاضي بينهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: جَاءَ رَجُلانِ مِنْ الأَنْصَارِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوَارِيثَ بَيْنَهُمَا قَدْ دُرِسَتْ لَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ أَوْ قَدْ قَالَ لِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَإِنِّي أَقْضِي بَيْنَكُمْ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلا يَأْخُذْهُ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ يَأْتِي بِهَا إِسْطَامًا فِي عُنُقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَبَكَى الرَّجُلانِ وَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَقِّي لأَخِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِذْ قُلْتُمَا فَاذْهَبَا فَاقْتَسِمَا ثُمَّ تَوَخَّيَا الْحَقَّ ثُمَّ اسْتَهِمَا ثُمَّ لِيَحْلِلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ" (5)
انظر إليه صلى الله عليه وسلم وهو يستثير في نفسيهما حقائق الإيمان وفي قلوبهم والتي ستكون حائلاً بينهما وبين الوقوع في أخذ أموال أحدهما بالباطل، فهو يستثير كوامن الإيمان في نفوسهم "فمن قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار، يأتي بها انتظامًا في عنقه يوم القيامة" رادًا إياهم إلى إيمانهم، ومذكرًا لهم بحقيقة هذا الإيمان، ومذكرًا لهم باليوم الآخر وهي الحقيقة التي قد يغفل عنها البعض لحظة فيظلم، أو يرتكب مخالفة.
رابعًا: الأنصار وأنفال حنين
ومما تعرَّض له الصف المسلم، والدولة الإسلامية تأثر حديثي العهد بالإسلام من الأنصار من الأنفال التي نفلوها بعد غزوة حنين، والتي أعطى فيها النبي- صلى الله عليه وسلم- وأكثر من العطايا للطلقاء والأعراب تأليفًا لقلوبهم، ولحداثة إسلامهم، وتحبيبًا لهم في الإسلام.
وكان لكثرة هذه العطايا فقد وجد بعض من حدثاء الأنصار شيئًا في نفوسهم، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم لزعماء قريش وغطفان وتميم عطاءً عظيمًا، إذ كانت عطية الواحد منهم مائة من الإبل ومن هؤلاء: أبو سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، وحكيم بن حزام، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن الفزازي، والأقرع بن حابس، ومعاوية ويزيد ابنا أبي سفيان وقيس بن عدي (6)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:"لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمْ الْقَالَةُ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْمَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ .. قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الأَنْصَارِ شَيْءٌ قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنَا إِلاَّ امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي. قَالَ: فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ، قَالَ: فَجَاءَ رِجَالٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ قَدْ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الأَنْصَارِ. قَالَ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ .. أَلَمْ آتِكُمْ ضُلاَّلًا فَهَدَاكُمْ اللَّهُ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ؟ قَالُوا: بَلْ اللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ. قَالَ أَلا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟ قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ. قَالَ: "أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ .. أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ وَعَائِلاً فَأَغْنَيْنَاكَ .. أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلامِكُمْ .. أَفَلاَ تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتْ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ الأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ.
قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ، وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقْنَا".
وهي طبيعة بشرية من الممكن حدوثها في أي ظرفٍ، وفي أي مناسبة، والإسلام وبما لديه من قوةٍ روحانيةٍ متمثلة في الإيمان في نفوس أتباعه يستطيع التغلب على أي مشكلة، أو سلوك مخالف يريد تغييره، فتغير نفوس بعض الصحابة للعطايا التي أعطاها الرسول صلى الله عليه وسلم، للمسلمين من أهل مكة، والذين انكشفوا في المعركة بفرارهم، وتوليهم منها.
استجاشة الإيمان:
كان التغلب على مثل هذا الحدث أيضًا عن طريق استجاشة الإيمان في نفوس الأنصار، وانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم للأنصار "أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ أَفَلا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ؟ ".
"ووكلتكم إلى إسلامكم" إنه الرصيد الضخم الذي يرتكز عليه الرسول- صلى الله عليه وسلم-، فهو يعلم المدخل الصحيح، فالمشكلة هنا ليست مشكلة مادية أبدًا، إنهم الأنصار الذين اقتسموا مع إخوانهم المهاجرين من قبل أموالهم وديارهم وزوجاتهم.
"فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا" وهي محاولة أخرى للتذكير بحقيقة الدنيا، وقلة شأنها، وحقارتها بجانب الأجر العظيم بصحبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب للأنصار صورةً مؤثرةً: قوم يُبشرون بالجمال، وقوم يصحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقابلهم قوم يصحبهم الشاة والبعير.
لقد أيقظتهم تلك الصورة وأدركوا أنهم وقعوا في خطأ ما كان لأمثالهم أن يقعوا فيه، فانطلقت حناجرهم بالبكاء ومآقيهم بالدموع وألسنتهم بالرضا، وبذلك طابت نفوسهم واطمأنت قلوبهم بفضل وسياسة النبي- صلى الله عليه وسلم- الحكيمة في مخاطبة الأنصار" (7)
خامسًا: عند الاقتتال الداخلي
?وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) ?
(يُتْبَعُ)
(/)
"قيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَكِبَ حِمَارًا فَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ يَمْشُونَ مَعَهُ وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي، وَاللَّهِ لَقَدْ آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ مِنْهُمْ وَاللَّهِ لَحِمَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَشَتَمَهُ فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ فَكَانَ بَيْنَهُمَا ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ وَالأَيْدِي وَالنِّعَالِ فَبَلَغَنَا أَنَّهَا أُنْزِلَتْ ?وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا?" (8)
وهي مشكلة واردة الحدوث في أي زمان وأي مكان، لاختلاف الطبائع البشرية، واختلاف مستويات الإيمان بين العباد بعضهم وبعض، ولا يمكن السيطرة عليها، والقضاء على أمثالها إلا إذا كان هناك رصيدٌ كبيرٌ من الإيمان في داخل كل نفس من الفئتين، فرغم أن الفئتين قد بغيتا، أو أن أحدهما بغت على الأخرى، إلا إن استثارة كوامن الإيمان في نفوسهم، قد يكون بابًا كبيرًا ومدخلاً للصلح بينهما، فالقرآن ابتداءً يصفهم بأنهم مؤمنون.
وبعد الصلح، وبعد انتهاء الاقتتال فإن الله أيضًا يبدأ باستثارة القلوب، بالتذكير بالأخوة بين الفئتين، والرابط القوي بينهم ألا وهو رابط الإيمان، الذي جمع قلوبهم على التقوى، يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله: "ويعقب على هذه الدعوة وهذا الحكم، باستجاشة قلوب الذين آمنوا واستحياء الرابطة الوثيقة بينهم، والتي جمعتهم بعد تفرق، وألفت بينهم بعد خصام، وتذكيرهم بتقوى الله، والتلويح لهم برحمته التي تنال بتقواه: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ? (الحجرات: من الآية 10) (9).
باستجاشة القلوب، ونداء القلوب في داخل كل مسلم يمكن تصحيح الخطأ، وبأقل مجهود ممكن، فلا داعي حينئذ لتشكيل اللجان، واللجان المنبثقة، ولجان المتابعة، فالتوجيه الإيماني وحده يكفي.
------------
الهوامش:-
1 - مسند الإمام أحمد (5/ 322) ورقمه (22747) وقال محققو ط/الرسالة: حسن لغيره.
2 - مسند الإمام أحمد (5/ 324) واللفظ له ورقمه (22762) وقال محققو ط/الرسالة: حسن لغيره. تفسير ابن كثير (2/ 283)
3 - صور وعبر من الجهاد النبوي في المدينة ص 61
4 - المصدر السابق
5 - مسند الإمام أحمد ح (25492)
6 - معين السيرة ص 421
7 - المجتمع المدني في عهد النبوة ص 219
8 - صحيح البخاري رقم (2494)
9 - في ظلال القرآن ج6 ص 3343 طبعة الشروق
ـ[بركتنا]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 01:15]ـ
الإيمان هو الحل ولا شك
وإن مجرد الابتعاد عنه سيورث إشكالات متكررة
وأزمات نفسية حادة
وتأخرات مستمرة على صعيد العلم والعمل معًا
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 07:27]ـ
لكن السؤال:كيف نتحصل على الإيمان ... ؟؟؟؟؟؟؟
الصحابة رضي الله عنهم يقول: تعلمنا الإيمان ثم .......
أين ميدان تعليم الإيمان ... ؟؟؟؟؟؟ وأين تعلم الصحابة الإيمان .. ؟؟؟؟؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 05:47]ـ
جزاك الله كل خير ... ،،،،،،،،،،(/)
النظرية العامة للإعلام الإسلامي
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 10:25]ـ
النظرية العامة للإعلام الإسلامي
للدكتور جمعه شعبان وافي
تؤخذ النظرية العامة للإعلام الإسلامي من مصدره ومنشئه، وذلك من قوله تعالى:) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (قّ:16)، وين حالة الإنسان مع الإعلام منذ ولادة الإنسان في قوله تعالى:
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78).
في هذه الآية الكريمة خبر مفاده: {خالق: ٌ هو الله، خَلق الإنسان في بطن أمِّه، ثم أخرجه بذاكرة خالية تماما من المعلومات، لكنه خلق له أجهزة للسمع وأجهزة للإبصار (جوالب للمعلومات)، وخلق له معها (الفؤاد) أداة إدراكية مؤهلة لتحليل المعلومات والمفاهيم وتبويبها وترتيبها وحفظها، والقدرة على إعادة تقديمها وفق معايير بشرية فطرية عامة، وبَيّن له أن الهدف من ذلك هو الأمل في أن يكون الإنسان (من اهتدى منهم) من الشاكرين، أي ممن يستعمل هذه النعم (الأدوات، الوسائل) في ما ينفع دون ما يضر. بمعنى أن المادة الإعلامية المجموعة عن طريقهما تكون مفيدة وسليمة، وأن تكون عوملت أسلوبيا وصيغت بطريقة سليمة وواضحة وقريبة من فهم المخاطَب بها، وأن تكون وجهتها نافعة وصالحة لتحقيق الهدف الذي أوجدت لتحقيقه. فلا توجّه إلا إلى خير الدنيا بتفعيل التنمية بالأمر وبالمعروف من القول والعمل بما نفع النفس والناس والأحياء والأشياء، وتمنع الخطأ والشر عن النفس والناس والأحياء والأشياء، ومراعاة حقوق الإنسان وواجباته في ظل حاجته الاجتماعية من الحرية المنضبطة بالعقيدة، في مجال الأخلاق، وبالشريعة الحاكمة للتصرفات والعلاقات، في مجال السلوك، والوسطية والتوازن والتكامل والإيجابية والإنسانية في الحياة البشرية، ورد المتغيرات فيها إلى عوامل الثبات، وترقية الواقع إلى مستوى الطموحات والمثاليات في قوله تعالى:) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء: من الآية9)، في مجال الثقافة. وإلى خير الآخرة بالإخلاص لله سبحانه وتعالى باتباع مراضيه على علم وثيق وفهم دقيق، واجتناب مساخطه عن علم وثيق وفهم دقيق.
وقد تضمنت هذه الآيات الإشارة إلى "عملية إعلامية":
تجلى فيها:
المصدر:الخالق (المتحدث، منشئ الرسالة، ومنزل الرسالة)، الذي أخرج .. ، وجعل ..
ووسائل جمع المعلومات: وسائل الاستعلام (السمع البصر).
و أداة الفهم، والإعلام (الفؤاد) (المطبخ الإعلامي) ليكون مع اللسان وسيلة الإعلام والنشر كما بيّن سبحانه وتعالى في قوله:) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) *) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ) (البلد:8،9).
و الجمهور المتلقي (وهو الإنسان) الذين أخرجهم الله من بطون أمهاتهم .. ) وأكد ذلك قوله تعالى:. .وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ .. ) (سبأ:28)، وقوله تعالى:) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (لأعراف: من الآية) 158).
وإلى هدف العملية الإعلامية جملة (لعلكم تشكرون).
وقد وعد الله هذا الإنسان بإعلام،هدى يهتدي به، يتبع مدلولاته ومقتضياته، في قوله تعالى:) فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: من الآية38) وتوعد من يكذب به بالنار والجحيم، في قوله تعالى:) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:39).
ثم بين المادة الإعلامية بقوله تعالى:) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2).
وأنه وحي، في قوله تعالى:) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) (فاطر:31)
(يُتْبَعُ)
(/)
) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى:7)
) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى:52)
وأنه إنزال! في قوله تعالىكِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم: من الآية1).
وبيّن المرسل المنشئ للرسالة في قوله تعالى:) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
وبيّن المرسل "الناقل" وعلاقته بالمرسل المنشئ وبالمادة المنزلة في قوله تعالىوَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل: من الآية44).
ثم بين الأمر والتكليف للناقل بتبليغ الرسالة المنزلة: في قوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ .. ) (المائدة: من الآية 67)، وذكر اسمه لفظا وتحديدا في قوله تعالى:) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) (الفتح: من الآية29).
وأنه خاتم النبيين وذلك بقوله تعالى:) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الأحزاب:40).
وأنه رسول الله للناس كافة بقوله تعالى:) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ .. ) (سبأ: من الآية 28).
وبيّن آلية المهمة الموكلة إليه في قوله تعالى:) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (لأعراف:158)
وقوله تعالى:) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر:24)
وفي قوله تعالى:) رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة: من الآية128. وبين أنه لا ينطق عن هواه وإنما هو الوحي في قوله تعالى:) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) *) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) *) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم:3ـ5).
وأمر بطاعته في قوله تعالى:) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور:54)، وين ضرورة اتباعه في حالتي الأمر أو النهي في قوله تعالى:) وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر: من الآية7)، وربط الإيمان بدرجة الرضى بحكمه في قوله تعالى:) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65).
وبين عاقبة الذين عصوه في قوله تعالى:) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً) (النساء:42) كما حذّر من التعرض له بأذى في قوله تعالى وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (التوبة: من الآية61)
وقد حذَّر من الانخذال عن معطيات رسالته بعد موته، وأن الذين ينخذلون عنها فإنما هم الخاسرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك بقوله تعالىوَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144).
وألزم الجمهور بالأخذ بجميع ما جاء به الرسول في قوله تعالى وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر: من الآية7).
ووعد من آمن، في قوله تعالى:) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (المائدة:9). وتوعد من كفر، في قوله تعالى:) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (المائدة:10).
كما توعد من أعرض في قوله تعالى:) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه:124).
وبيّن "الهدى" الذي نبّأ به سابقا بقوله تعالى:) قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى، وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة: من الآية120) فكان ذلك إجمالا وضحه الله تعالى بأن هدى الله هو: أولاً: "الكتاب" (أي القرءان العظيم) بقوله ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)، وثانيا: هو: "الرسول الكريم" بقوله تعالىوَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ .. ) (ابراهيم: من الآية4)، وقوله تعالى:) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل:64)، وأنه أُنزل منجما ليوافق الإحداث ويستوعبها ويوضح المنهج، في قوله:) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الاسراء:106).
وأنه شامل ومتطور ومتحقق لمقابلة احتياجات الناس ومتطلبات حياتهم في قوله تعالى:) مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:106) وفي قوله تعالى:) مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: من الآية38) وقولهتعالى:) وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: من الآية89).
وأنه مرصود لمقابلة الأفكار الوافدة الهدامة في قوله تعالى:) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) (الفرقان:33).
وعن أسلوب التبليغ والدعوة، قال تعالى:) ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125) وقال اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) *) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طه:43،44)،وقال تعالىفَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر .. ) (آل عمران: من الآية159).
وهو يعتمد قادة الرأي ويمكن لهم دورهم، في قوله تعالى:) وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء: من الآية83) وقال:) فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل: من الآية43).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبيَّن سبحانه علاقة المسلمين بأهل الكتاب، في قوله تعالى:) .. وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ) (المائدة: من الآية48) وقالوَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك .. ) (المائدة: من الآية49).
وعن قادة الرأي المنافقين أهل الأهواء والمصالح الخاصة أولاً! قال تعالى:) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) *) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) *) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:2ـ4).) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً) (الاسراء:18)
ثم بين صفات هؤلاء المتقين فقال: .. ) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) *) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) *) أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة3ـ5)، وقال تعالى:) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) (الحج:24).
قال تعالى: والعصر * أن الإنسان لفي خسر*) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (سورة العصر)، قدم في هذه السورة خبراً مفاده: {فَرْضُ البحث عن العلم المثمر إيمانا، وطلبِه والعملِ بموجبه عملا صالحا موافقا لمجريات الإيمان، والثبات عليه رغم كيد الأغيار!! وصبروا ورغَّبوا الناس في التزام الصبر، أولئك هم المؤمنون حقا!!.وقال تعالى:) قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (المؤمنون:1) , وقال قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) *) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (الأعلى:14،15).
وأن الإصلاح مبتغى الصالحين والتوفيق بيد الله،كما في قوله تعالى:) وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود: من الآية88).
ومن خلال معطيات هذه النظرية أقدم هذا التعريف للإعلام الإسلامي، وجدت أنه يضيف شيئا إلى ما قدمته التعاريف السابقة. ويقول الباحث: الإعلام الإسلامي هو سبيل الراغبين في الإسلام والداعين إليه والمرشدين فيه، لنوال خير العيش في ظل الإسلام بالتعرف عليه والتعريف به، ولتحقيقه وتعميمه وتوريثه، بأسلوب مؤثر ووسيلة مباحة، وهو علم وفن: العلم منه: 1/ مضامين الوحي (من كتاب الله، وصحيح السنة المطهرة) والنصوص الشارحة المبينة لهما لخدمتهما. 2/تراكمات الجهد البشري من المعارف التجريبية من معلومات وعلاقات تجاه الكون والحياة ولوازمها ووسائلها وخصائصها، وسبل تطويرها بعد تنسيبها لتوافق المعايير الإسلامية أداء وغاية. وأما الفن منه: فهو تحسين طريقة الأداء التي يتم بها التأليف والإعداد والعرض والنشر والتحقيق والتوثيق والتعميم والحفظ والتوريث، والإبداع فيه تنظيما وأسلوبا. شرح التعريف: السبيل هنا: يعني المادة الإعلامية والوسيلة والأسلوب (لأن الإعلام علم وفن).
وقولنا: الراغبين في الإسلام: يعني السائلين المسترشدين برغبتهم للتعرف عليه جملة أو تفصيلا.
وقولنا في التعريف: "الداعين له": يعني، الذين يقومون بتقديمه لغيرهم جملة أو تفصيلا، يرغبون الناس في اتباعه.
وقولنا:"المرشدين فيه":يعني، الذين يقومون بتوضيحه وتبيين مضامينه ومقتضياته للذين قد أسلموا من الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولنا: "لنوال خير العيش في ظل الإسلام": يعني، هدف كل من المسترشد والمرشد، وسبب الاسترشاد والاسترشاد أنه نوال الخير وليس الجهد الذي يبذله أعداء الإسلام للتشويش عليه وتشويهه، أو إثارة الشبهات حوله أو حول مضامينه.
وقولنا:" بالتعرف عليه أو التعريف به": يعني، التساؤل (الاسترشاد والاستعلام) والإجابة (الإرشاد والإعلام والتعليم والتدريب ونحوه).
وقولنا:"لتحقيقه وتوثيقه وتعميمه وتوريثه": يعني، مجال وظائف وسائل الإعلام.
قولنا:" بأسلوب مؤثر ووسيلة مباحة": يعني، إمكان الإعلاميين المرشدين أن يجتهدوا في تقديم المادة الإعلامية الإسلامية بالأسلوب الذي يرى كل منهم أنه الأبلغ تأثيرا وتوضيحا، والأقرب طريقا والأيسر وصولا إلى فهم المتلقي، وإلى الوصول بالمتلقي إلى مرحلة النصرة والتبني، ولإيجاد الجيل التالي من المسلمين والإعلاميين الدعاة والمرشدين.
وقولنا:"وهو علم وفن": فالعلم منه هو ما تعلق بالمضامين ومقتضياتها واللوازم وصفاتها وخصائصها، قال تعالى: "وعلّم آدم الأسماء كلها .. ".
والفن: هو طريقة وأسلوب التحقيق والتوثيق والتعميم والتوريث.
والإعلام الإسلامي عندنا: استماع سليم، وفهم سليم ثم تعبير سليم وتوضيح سليم؛ ليتم التوريث السليم، وهو ثابت مهما تغير الحكام أو قادة الرأي أو وسائل الإعلام أو الجمهور المتلقي، وهو مرن متغير بتغير الحالات أو القدرات أو الحاجات إلى الرُّخَص.
وكونه استماع سليم فذلك يشمل البحث عن المعلومة النافعة الصحيحة السليمة الموافقة لمعايير الصحة والسلامة في الثقافة الإسلامية عن المصدر الإعلامي المتميز بصفات الكمال والجمال، وكذلك للأسلوب والوسيلة المباحة أداء ومقصدا، والجمهور المخاطب السّويّ الباحث عن الرشد معتقدا ومسلكا.
والثقافة الإسلامية هي: معرفة عملية مكتسبة تنطوي على جانب معياري مستمد من شريعة الإسلام مبني على عقيدتها، يتجلى في سلوك الإنسان الواعي في حياته الاجتماعية تجاه الوجود (خالقا ومخلوقا). ولكل مسلم بعد استيعاب ثقافته الإسلامية أن تكون له ثقافته الخاصة التي يتعامل بها مع جزئية من الوجود (أي معرفة عملية مكتسبة تنطوي على جانب معياري مستمد من شريعة الإسلام مبني على عقيدتها، يتجلى في سلوك الإنسان الواعي في حياته الاجتماعية تجاه اهتماماته الخاصة (حرفته أو هواياته أو أفكاره وآرائه)، يتعامل من خلالها مع حياته الخاصة ومجال حرفته في نطاق المعتقد المشترك والمسلك الواحد، ذلك بأن الغاية والهدف والمقصد والمبتغى إنما هو مشترك بين المرسل والمتلقي وهو خدمة الرسالة الربانية التي تضمنت عناصر السعادة للطرفين عند أداء كل منهما وظيفته التي وظِّف لها أو تكليفه الذي كُلف به.
والفهم السليم: يشمل العلم بالنص الوثيق والمعنى الدقيق الموافق لما عليه أهل الاختصاص في الموضوع أو المسألة من أهل السنّة والجماعة من المسلمين.
والتعبير السليم: هو البليغ المبين البعيد عن الإكراه والخداع، ويشمل /الكلمة الفصيحة المبينة، والعبارة البليغة الصادقة، والعمل الصالح الخالص.
والتوريث السليم: تنقيح المفاهيم والمصطلحات والنصوص والدلالات وفق وعي المختصين المخلصين من كل جيل، مضافا إليها المفيد من مكتسبات الجيل من المعارف العملية التي أفرزتها الثقافة الإسلامية في عصرها ذاك مع النافع المفيد من منجزات الحضارات العالمية الأخرى بعد إخضاعه لقواعد وأساليب الصياغة الإسلامية وتعديل مقاصده لتوافق المقاصد الإسلامية، ورفض المخالف أو تنحيته، ثم توريث ذلك للذرية من بنين وبنات كأنقى ما يكون وأصفى ما يكون، وأوفى ما يكون، وتعميمه حتى يقوم كل والد بتوريثه إلى ولده فينقل الدين من كل والد إلى كل ولد حتى يكون الانتقال من جمع غفير إلى جمع غفير يؤمن تواطؤهم على الكذب بحسب معايير الثقافة الإسلامية المأمونة المضمونة، ثم نقل كل ذلك إلى الجيل التالي تسليم عهدة وعهد مقرونا بأمانة الصيانة وسلامة التطوير وضرورة التوريث من جيل إلى جيل عبر كل الأجيال ما دام هنالك على وجه الأرض أجيال!!.
والإعلام الإسلامي يتوجه برسالة الله (إلى المرسل الناقل أولا ليتق الله فيما ينقل متقربا به إلى الله قاصدا نفع نفسه بِنَيْلِ حظها والحفاظ على حقوق الناس، وإلى المتلقي المقصود ليتقرب إلى الله وليعلم حقوقه وواجباته كما بين الله ويقف عندها فلا يعتدي على حقوق غيره). عن طريق الوسائل الإعلامية، فيجمع (أركان العملية الإعلامية) الصورة الذهنية الدلالية كمضمون، مع الصورة التعبيرية كأسلوب إعلان وإعلام، مع الصورة الحركية للبيان والتوضيح وأداء الوسائل / شخصية كانت أو جمعية أو جماهيرية، للتعميم والحفظ والتوريث، وفي ضوء قوله تعالى:) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ -> وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (الإسراء:9) فيكون قوام الإعلام الإسلامي هو المصدر الأقوم، والمرسل الأقوم، والرسالة الأقوم والوسيلة الأقوم، والأسلوب الأقوم، مع ما تعنيه دلالة لفظة "الأقوم" من تطوير وإبداع مستمرين متجددين بتجدد عناصر العملية الإعلامية عبر الزمان والمكان وسعيا للغاية الأقوم في ضوء قوله تعالى:) يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة: من الآية185)) مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ .. ) (المائدة: من الآية6) وذلك بخصوص الأصل الثابت للعملية الإعلامية المتمثل في قوله تعالى:) إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ …) (يوسف: من الآية40)
والقول بأن الإعلام الإسلامي يجمع الصورة التعبيرية والحركية للإسلام لا يعني أن الإعلام الإسلامي هو الإسلام فالإسلام شيء والتعبير عنه بجزء منه أو بصورة أو بأسلوب منه، شيء آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بركتنا]ــــــــ[05 - Jan-2010, صباحاً 01:43]ـ
بارك الله في الدكتور وافي على شرحه الوافي
في ميزان الحسنات بإذن رب البريّات(/)
رسالة مفتوحة من الشيخ يوسف الأحمد: " هنيئاً للمنجد ذم المنافقين له "
ـ[أبو فهد الأحمد]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 10:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنيئاً للمنجد ذم المنافقين له
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد
فأهنىء أخي الفاضل الشيخ العالم محمد صالح المنجد بذم المنافقين له، وثناء الصالحين عليه، فهذا من علامة الصدق، وعاجل بشرى المؤمن، إنما المصيبة والعار لو أثنى المنافقون عليه.
وإغاظته لأعداء الله تعالى من الكفار والمنافقين (الليبراليين) هو من العمل الصالح الذي يؤجر عليه. قال الله تعالى " وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " التوبة (120).
ومشروعهم المنافقين في استهداف العلماء، والسعي في إسقاطهم، واستعداء السلطة عليهم؛ إنما هو بسبب منهج العلماء الشرعي الذي أمر الله تعالى به؛ من اتباع الدليل، ودعوة التوحيد، والتمسك بمنهج السلف الصالح.
ولو أن أحد المشايخ قدم تنازلاً في الدين كتقديم القول الأيسر على الدليل، أو أيد أي مشروع من مشاريع المنافقين كاختلاط الرجال بالنساء في العمل والتعليم لطاروا به تعظيماً وثناءً.
وأدعو الله تعالى لي وللقارئين وللشيخ المسدد محمد المنجد بالتوفيق، والحفظ، والسداد، والثبات على دينه. والحمد لله رب العالمين.
قاله وكتبه:
د. يوسف بن عبد الله الأحمد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالرياض
16/ 1/1431 هـ.
ـ[أبو مروان]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 11:09]ـ
ما حل العلمانيين والليبراليين إلا كحال قوم لوط حينما اتفقوا على إخراج لوط بسبب أنه يتطر " أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"
أعانكم الله يا أهل البلد الحرام لرد كيد العلمانيين و المنافقين الذين يأكلون النعمة ويسبون الملة، طهر الله دياركم وديار المسلمين من خبثهم، ولكن أنصح كل غيور ألا يقف على الأطلال ويكتفي بالبكا، وإنما الجد الجد، والعمل العمل، وحدوا صفوفكم، وألفوا بين قلوبكم، وانصحوا بعضكم البعض، فإننا نتسلى ونتصبر ببلادكم - مهبط الوحي - رمز العزة، وننتظر منكم ما ينتظر الظمآن في اليوم الشديد. تعلموا وانشروا العلم وحذروا من الأنذال وافضحوهم على رؤوس الأشهاد وقاطعوهم قطعهم الله. انشروا العلم بالقول والعمل. الأخلاق الأخلاق فهي خير سلاح يعينكم على نوائب الحق.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.:)
ـ[أبو فهد الأحمد]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 10:14]ـ
كلام جميل منك يا أبو مروان أثابك الله.
ـ[أبو مروان]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 10:31]ـ
وردك أجمل بارك الله فيك وفي أمثالك:)(/)
التنطع في الدين .. مهلكة للمسلمين الصالحين
ـ[بركتنا]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 12:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التنطع في الدين .. مهلكة للمسلمين الصالحين
التشدّد والتنطّع في الدين:
- انتشار الأفكار الغالية وكونها مذهبا فرعونيا "قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" (غافر: 29)، فهم لا يعتقدون فكرًا غير فكرهم على صواب، بل هم الحق المحض وهم جماعة المسلمين.
- الذين شاركوا في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه كانوا بين موتور حاقد على الإسلام، وآخر أقام عليه عثمان حدّ الله، والذي تولى كبر هذه الفتنة اليهوديّ عبد الله بن سبأ "ابن السوداء".
الأسباب العامة في ظهور الغلو والتشدد في كل زمان وكل مكان:
1 - قلة الفقه في الدين (أي ضعف العلم الشرعي)، أو أخذ العلم على غير نهج سليم.
2 - ظهور نزعات الأهواء والعصبيات والتحزُّبات.
3 - التعالم والغرور، والتعالي على العلماء وعلى الناس، واحتقار الآخرين وآرائهم. (عواطف بلا علم ولا حكمة).
4 - النقمة على الواقع وأهله، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية في كثير من بلاد المسلمين.
5 - قلة الصبر وضعف الحكمة في الدعوة لدى كثير من الشباب المتدين.
6 - محاربة التمسك بالدين والعمل بالسنن، والتضييق على الصالحين والمتمسكين بالسنة.
7 - الجفوة بين العلماء والشباب وبين الشباب والمسؤولين.
تساؤلات مشروعة وهامة:
- هل يريد المتشددون إفناء كل المسلمين الذين يخالفون مذهبهم وتوجهاتهم.
- ثم من أعطاهم الحقّ في أن يحكموا على الناس بأنهم كافرون ويمنحون غيرهم صكوك الغفران.
طبيعة ديننا التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير:
* "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" (البقرة: 185)
* عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا". (صحيح البخاريّ)
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ". قَالَهَا ثَلاَثًا. (صحيح مسلم)
* عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ إِلاَّ اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ. (صحيح مسلم)
ـ[أسامة]ــــــــ[05 - Jan-2010, صباحاً 02:59]ـ
جزاك الله خيرًا.
ـ[بركتنا]ــــــــ[21 - Feb-2010, صباحاً 10:12]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
على مرورك الريحانيّ ..(/)
أسئلة حول "التجلي المزعوم" تبحث عن مجيب! .. ش. عبدالمنعم الشحات ... حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 01:27]ـ
أسئلة حول "التجلي المزعوم" تبحث عن مجيب!
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
"مستعدون للمجاوبة" عنوان كتاب مجهول تنصيري وُزِّع في مصر بكميات كبيرة، وهو مِنْ أوَّل سطر فيه موجَّه إلى المسلمين، ومؤلف هذا الكتاب من النوع الظريف الذي يضع ظُرفه في غير موضعه؛ حيث يُصر على أن القرآن يؤيد العقيدة "النصرانية" في تأليه عيسى -عليه السلام-! وأن القرآن أكد استحالة تحريف الإنجيل، وكأن القرآن كان أكثر تعصبًا للإنجيل من "الفاتيكان" ذاته الذي اعترف بتحريف التوراة والإنجيل!
وطبعًا لم يُقْدِم صاحب الكتاب على هذه المغالطات استنادًا إلى "ظرفه" فقط؛ وإنما استنادًا إلى أنه يناظِر من جانب واحد شأن كل المنصرين؛ فبعد صمتٍ استمرَّ قرونًا من الزمان هوت فيها "الإمبراطورية الرومانية" -قائدة العالم النصراني وصاحبة هذه الديانة الجديدة "النصرانية المتروِّمة" (1) - أمام المسلمين؛ لم يلجئوا إلى المناظرة؛ فهم يعلمون أن الانتصار على المسلمين في ميدان المناظرة كان كفيلاً بالقضاء عليهم؛ لأنه كما تقتضيه قواعد علم الاجتماع ونظرية العقيدة القتالية فإن أمة الإسلام إذا فقدت الأساس الذي قامت عليه وهو "إخراج الناس من الظلمات إلى النور" بأن يُثبت لها مُثبتٌ بأن الأمم الأخرى لها نصيب من الحق وحظ من النور؛ لانتهى بذلك أمرها، ولكنها هرعت إلى السيف، فلم يُغنِ عنها شيئًا في مواجهة دعوة الإسلام!
ثم نشأ الاستشراق الذي عمد إلى نشر الأكاذيب حول دعوة الإسلام؛ ليصد الأوربيين عن اتباعها، ثم روَّجوا هذه الأكاذيب عند جهلة المسلمين، وظنُّوا أنهم باستطاعتهم إحراز نصرٍ فكريٍّ على المسلمين تأخر ثلاثة عشر قرنًا من الزمان؛ فما لبثوا أن أخرج الله لهم جيل الصحوة الإسلامية الذي ردَّهم على أعقابهم، وفضح باطلهم، وعاد لتغزو كتب الإسلام أوروبا وأمريكا، إلى القدر الذي دفع ذلك الراهب الألماني إلى إحراق نفسه؛ ليلفت انتباه الأوربيين إلى خطورة انتشار الإسلام في أوروبا، وبالفعل انتبه الساسة في أوروبا إلى خطورة الأمر؛ فشنُّوا الحرب على الأذان الإسلامي، وعلى الحجاب الإسلامي.
الحاصل: أن تاريخ مناظرات الإسلام والنصرانية لم يشهد إلا نكول عن المناظرة من جانب النصارى وهم في أوج قوتهم، وإما مناظرات من جانب واحد: يُلقون الشبهات ثم يتسترون وراء جدر حديديَّة، وعندما تجرأ بعضهم على المناظرة العلنية المباشرة هُزموا وهم في كنائسهم وبين جمهورهم كما جرى عبر التاريخ، منها: مناظرات الشيخ أحمد ديدات -رحمه الله- الشهيرة.
وفي هذه الحقبة من الزمان -حيث علا صوت الأقليات النصرانية بادعاء الاضطهاد- علا صوت التنصير بحيث يصول المنصِّرون ويجولون، فإذا اعترضهم معترض وأجابهم مجيب؛ خرج الآخرون يهتفون: "طعنَ في عقائد شركاء الوطن، وهددَ الوحدة الوطنية"! مما يوفِّر حماية للمنصِّرين، ويورثهم شجاعة زائفة تجرَّأ معها مؤلف هذا الكتاب أن يجعل له هذا العنوان المستفز: "مستعدون للمجاوبة"!
وحسنًا فعل مجمع البحوث الإسلامية حينما أحال الكتاب إلى الدكتور "محمد عمارة"؛ فردَّ عليه ردًّا علميًّا شافيًا، استند فيه إلى كلام كبار علماء مِلتهم في إثبات تحريف التوراة والإنجيل، وبيَّن أثر العقائد الرومانية الوثنية، وبيَّن كيف تروَّمت النصرانية، ولم تعد هي نصرانية المسيح -عليه السلام- والتي أثنى عليها القرآن؛ لأنها ببساطة إحدى رسالات الإسلام الذي بُعث به جميع الأنبياء -عليهم السلام-.
ونُشر الكتاب كهدية مع مجلة الأزهر "عدد ذي الحجة لعام 1430 هـ"، ورغم أن كتاب: "مستعدون للمجاوبة" أو المنشور التنصيري كما سماه الدكتور "عمارة" وُزِّع على المارة في الطرقات، وفي محافل عامة، مما يعني أن توزيع الرد أضيق من توزيع الشبهة، ورغم أن مجلة الأزهر مجلة إسلامية مما يعني أنه لا يُتصوَّر أن يقرأها النصارى، ورغم أن المجلة جعلت عنوان الكتاب مُبهمًا حيث سمته: "تقرير علمي"، ولم تُشِر إلى موضوع هذا التقرير إلا في الداخل مراعاة لمشاعر خمسة بالمائة من النصارى! وعلى الرغم من أن المسلمين في سويسرا -وهم أكثر من خمسة بالمائة-
(يُتْبَعُ)
(/)
يُمنَعون من بناء المساجد باستفتاء شعبي! .. رغم هذا كله تمَّت مصادرة الكتاب، وسحب نسخه من الأسواق؛ حتى يبقى المنصِّرون دائمًا مستعدين للمجاوبة طالما بقي سائر النصارى مستعدُّون للمشاغبة، ومِن ورائهم من هو مستعد للمصادرة -وحسبنا الله ونعم الوكيل-.
وفي هذه الأثناء أشاعت بعض الكنائس أن مريم -عليها السلام- قد تجلَّت لثوانٍ معدودةٍ في سماء الكنيسة يحيط بها ثلاث أو أربع حمامات، وأن الحمام عاود الظهور ليومين آخرين دون السيدة مريم التي اكتفت بهذه الثواني -على حد زعمهم-، وقد فرح المنصِّرون بذلك! وأعدُّوا العُدَّة لنشر هذه الكرامات بين المسلمين وبين أتباع الطوائف الأخرى على حد سواء؛ ليثبتوا بزعمهم أن الأرثوذكس وحدهم هم أصحاب الحق (2).
وعمومًا فهذه فرصة جيدة لكي نختبر استعداد المنصِّرين للمجاوبة عن طريق طرح أسئلة لن نتكلف الجواب عليها؛ بحيث لا يبقى لمشغِّب ذريعة، ولا لمصادِرٍ حُجَّة.
السؤال الأول: من المعلوم قطعًا أن الصور التي يرسمها النصارى للمسيح وأمه -عليهما السلام- هي صورٌ من وحي خيال رسَّامين، ولم يكونوا شهود عيان ولا ناقلين عن شهود عيان، وقد رسموا مريم -عليها السلام- في ثوب أزرق، ثم زعم أصحاب واقعة التجلي أنها تجلت لهم في ثوبها الأزرق المعروف، فهل تحرَّت أن تأتي لهم في نفس الثياب التي اختارها لها الرسام "الروماني" (3)، أم أن التجلِّي واللوحة كلاهما خرج من مصدر واحد هو الخيال؟!
السؤال الثاني: صوَّر الرسامون مريم -عليها السلام- وعليها غطاء رأس، ونحن نوقن بأن الذي كانت ترتديه في الحقيقة هو أفضل من ذلك بكثير؛ حيث كان النقاب مشروعًا لنساء بني إسرائيل، ولكن الذي يهمُّنا الآن أن نسألهم: هل تجلَّت لهم العذراء ساترة الرأس أم حاسرة؟ وإذا كانت ساترة فلِمَ لا يقتدون بها؟ ولِمَ يسخرون مِنْ حجاب المرأة المسلمة؟
ومَنْ أولى بمريم -عليها السلام-: المسلمة المحجبة أو التي ترى الحجاب فرضًا عليها -وإن لم تحتجب-، أم النصرانية التي تنفر من الحجاب وتسخر منه؟!
السؤال الثالث: رسم الرسَّامون المسيح وأمه -عليهما السلام- بملامح أوروبية وليست يهودية، رغم أن مريم -عليها السلام- يهودية النسب، ويزعم كتابُهم المقدسُ أنها من نسل داود -عليه السلام-؛ فترى: هل جاءت ملامحها كما تخيَّلها الرسامون الروم، أم جاءت ملامحها يهودية؟ أم أن الثواني المعدودة والارتفاع الشاهق قد حالا دون رؤية الأمور على حقيقتها؟!
السؤال الرابع: هذا يجرُّنا إلى سؤال آخر حول هذه الزيارة الخاطفة: ما هو غرضها؟ وإذا كان الغرض هو المساهمة في مولد تثبيت العقيدة؛ فلماذا لم تمشِ على الأرض مطمئنة يراها الناس ويخاطبونها؟!
السؤال الخامس: ثم ما قصة الحمام الذي صاحبها؟! نعلم أن النصارى يظنون أن الروح القدس -الأقنوم الثالث من الإله الواحد في زعمهم- نزل يشهد تعميد الأقنوم الثاني -الابن- بعد ما تجسد في جسد عيسى -عليه السلام- وهو يُعمَّد في نهر الأردن تاركًا الأقنوم الأول -الأب- في السماء! ومع ذلك فهو يمثل وفق العقيدة النصرانية مع الأب والابن إلهًا واحدًا!
وفي أثناء حفل تنصيب "شنودة الثالث" جاءت حمامة واحدة ووقفت أمامه -"في التصوير البطيء للفيديو طارت من خلف ستارة في الحجرة"-!!
ولكن ماذا عن الحمامات الثلاث المصاحبات للعذراء في تجليها؟! ولماذا صِرْنَ ثلاث؟! وهل تحول الأب والابن إلى حمامات أيضًا؟ أم أن روح القدس صار هو الآخر ثلاثة في واحد وواحد في ثلاثة؟! ثم لماذا كانت الحمامات من النوع الزاجل تمامًا كتلك التي ظهرت في حفل تنصيب شنودة الثالث؟!
السؤال السادس: هتفت الجموع: "بص شوف العذرا بتعمل إيه"!! أفلم يجد جمهوركم تحية أفضل لأم الإله -حسب زعمكم-؟ وهل يرضى أحد مثل هذا الهتاف لأمه؟ -"ملاحظة: أشرف مكان يمكنك أن تسمع فيه هذا الهتاف مباريات الكرة، ولن نتحدث عما يليه في السوء"-!!
السؤال السابع: إذا صدقنا الزعم أن العذراء تخص الكنائس الأرثوذكسية بالتجلي رضًى عن هذه العقيدة، ومن المعلوم أن التجلي منذ حكي عن أول وقائعه في الستينيات تكرر مرتين أو ثلاث فقط؛ فما هو الشأن في سائر الكنائس الأرثوذكسية؟ وهل انفردت تلك الكنائس المعدودة بالحق دونًا عن سائر إخوانهم في المعتقد؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال الثامن: وفق نص الأناجيل -التي يأنفون من القول بتحريفها- يملك رجال الكنيسة سلطات واسعة، من أهونها: شفاء المرض! فلماذا يمرض هؤلاء؟! ولماذا يستشفون بوسائل الطب الحديث؟! ولماذا لم تساهم العذراء في تلك الزيارة الخاطفة في هذا العلاج؟!
السؤال التاسع: أين مريم الآن؟ هل ماتت وبليت كسائر الخلق، وعندئذ يعتبر تجليها نوعًا من تجلي الأموات للأحياء؟! وما هي حكاية نزولها من السماء إذن؟!
السؤال العاشر: تتعلق كثير من الإشكالات العقديَّة بمريم -عليها السلام-، وحيث إن ظهورها ممكن ومجيئها حاصل؛ فإننا نهيب بهم أن يتوجَّهوا إليها ويلحُّوا عليها أن تأتي لتجيب عن هذه الأسئلة!
السؤال الحادي عشر: عندما وَضعت عيسى -عليه السلام-، واتهمها اليهود بالزنا؛ هل وجدت من إجابة أم أنها التزمت الصمت؟!
وقد انفرد القرآن عن الأناجيل المعتمدة لدى النصارى بإثبات كلام عيسى -عليه السلام- في المهد، وهو الدليل الوحيد الشرعي والقانوني لبراءتها، أما الأناجيل فاكتفت بأن ملاك الرب طمأن خطيبها يوسف النجار على طهارتها، تاركًا جموع اليهود على تشككهم الذي لم ينجُ منه حتى خطيبها -كما تزعم الأناجيل-!
السؤال الثاني عشر: هل جاءت به إلى مصر؟ ولِمَ كانت تلك الرحلة؟ هل هي لإيهام اليهود أن المولود هو ابن يوسف النجار كما أومأ إلى ذلك إنجيل متَّى؟!
السؤال الثالث عشر: وهل جاءت إلى دير المحرق؟ وإذا كان كذلك فهل يُرضيها ما فعله فيه أحد رهبانه منذ سنوات؟!
السؤال الرابع عشر: وكيف كانت ترى ابنها طوال ثلاثين سنة من عمره عاشها إنسانًا طبيعيًا بشهادة الأناجيل؟!
السؤال الخامس عشر: هل تراه بعد أن أوحي إليه وبدأ الدعوة -التبشير على حد وصف الأناجيل-؟! وهل تعتقد فيه ما يعتقده النصارى الآن فيه من الإلهية؟! وهل إذا كان الأمر كذلك نظرت إليه نظرة الابن أم الرب، أم جمعت بينهما؟! وكيف تم ذلك؟!
السؤال السادس عشر: هل تزوَّجت يوسف النجار، وهل أنجبت منه إخوة للإله، أم أن الأمر لم يتم وتم فسخ الخطبة بعد الرحلة إلى مصر والعودة ونسبة عيسى -عليه السلام- إلى يوسف النجار نسبًا؟! وتحت أي مسمًّى تم هذا النسب بعد فسخ الخطبة؟!
السؤال السابع عشر: هل أمرت المسيح -عليه السلام- في عُرسٍ أن يُكثِر الخمر ففعل؟! وكيف وقد كانت في ذلك الوقت على الأقل -والصحيح أنها ما زالت- حرام على اليهود وفق شريعة موسى -عليه السلام- والتي كانت مُتعبَّدة بها بوصفها امرأة إسرائيلية مؤمنة؟!
السؤال الثامن عشر: هل جاءت إلى عيسى -عليه السلام- مع إخوته فرفض أن يقابلها كما يزعم كُتَّاب الأناجيل؟! وهل باتت هذه الليلة وقلبها راضٍ عنه؟!
السؤال التاسع عشر: هل حدث الصلب، وهل حضرت واقعته؟! وإذا كان قد حدث وكانت قد حضرت فما هو موقفها من كُتَّاب الأناجيل الثلاثة الذين اهتموا بشأن المجدلية وأهملوا شأنها؟!
السؤال العشرون: يزعم النصارى أن الخلق كلهم كانوا في وحل الخطيئة حتى تم الصلب، وهي عندهم داخلة في هذا، فهل كانت تشعر بذلك؟!
السؤال الحادي والعشرون: يزعم بعض طوائف النصارى أن الملَك طهَّر موضع الحمل من مريم -عليها السلام-؛ لكي لا يرث ناسوت الرب أي جزء من الخطيئة! ولما وجد البعض الآخر أن في ذلك إثبات لتطهير بلا صلب زعموا أن ناسوت الرب ورث الخطيئة، ثم طهر فور ولادته، فهل يمكن أن نجد عند مريم -عليها السلام- إجابة على ذلك؟!
السؤال الثاني والعشرون: وأخيرًا هل أخبرها عيسى -عليه السلام- بشيء عن التثليث والخطيئة والفداء؟! وإذا كان كذلك فلماذا لم تُظهر ذلك ليظهر الحق على يديها بدلاً من أن تترك هذه المهمة لـ"بولس" والذي مات دون إظهارها حتى أظهرها "قسطنطين" الوثني الروماني؟!
فإذا كان لدى جماعة "التجلي" عقول؛ فليبحثوا عن أجوبة لهذه الأسئلة بدلاً من الزغاريد والهتاف: "بص شوف العذرا بتعمل إيه"! فإن كانوا غير مستعدين للمجاوبة؛ فليكفُّوا عن هذه الحيل، وليكتفوا باستخدام أجهزة الليزر في الأفراح والحفلات بدلاً من أن يفتحوا على أنفسهم جبهات المناظرات، أو أن يجعلوا أنفسهم أضحوكة الفضائيات!!
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) نقل الدكتور "محمد عمارة" في كتابه: "تقرير علمي" تلك المقولة العبقرية: " إن النصرانية عندما دخلت روما لم تتنصَّر روما، ولكن النصرانية هي التي تروَّمت"!!
(2) يمارس الأرثوذكس في مصر نوعًا من الاضطهاد الديني لسائر الطوائف النصرانية، ويصرِّحون بنقد مذهبهم، ويدعون صراحة إلى ما يسمى: بـ"مؤتمرات تثبيت العقيدة"؛ للرد على النشاط التبشيري البروتستانتي، ولا يقول لهم أحد: إن في هذا إخلالاً بالوحدة الوطنية أو جرحًا لعقائد البروتستانت؛ بينما متى حاول مجمع البحوث الإسلامية الرد على شبهات المنصرين مُنع من ذلك!!
وقصة تجلِّي العذراء المزعومة جاءت في سياق محاولة تثبيت عقيدة الأرثوذكس أمام البروتستانت وأمام المسلمين، وكان الادعاء في أول الأمر بظهورها في كنيسة واحدة، وأثناء إعداد المقال للنشر كان هناك ادعاء بظهور متتالٍ في عدة كنائس، وكلها بنفس الأسلوب الأكروباتي من الوميض الخاطف.
(3) ذكرت صحيفة المصريون الإلكترونية في عددها الصادر 28 - 12 - 2009م عن الكاتب الفرنسي "يوهان زنجا" نقله عن المؤرخ "دنيس جورفروي" قوله بأن صورة "العذراء" لها قسمات وجه "أجنس سوريل" خليلة الملك "شيفاليه" ملك فرنسا!
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 09:43]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخى ابن الزبير
و وفق الأستاذان محمد عمارة و عبد المنعم الشحات للرد على المنصرين.(/)
مدخل لفهم العملية التربوية ... ش. عبدالمنعم الشحات ... حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 01:35]ـ
مدخل لفهم العملية التربوية
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن قضية التربية تشغل قطاعاتٍ كبيرةً من الأحبة من آباء وأمهات ومعلمين، فضلاً عن الدعاة إلى الله -تعالى-، ومع كثرة المؤلَّفات التي تناولت هذه القضية في الحقبة الأخيرة؛ إلا أن مفهوم العملية التربوية ما زال في حاجة إلى استجلاء، ومن هنا كانت هذه المحاولة المتواضعة لاستجلاء ذلك المعنى الجليل.
وإذا رجعنا إلى معنى كلمة التربية في اللغة نجد أنها تدورُ حولَ معنى: التنشئة والإصلاح، وهذا يعني: وجودَ حالةٍ مثاليةٍ يُرادُ أن يتم تنشئة المُرَبَّى عليها، وإصلاح ما يطرأ من انحراف عليها (1).
وإذا استصحبنا هذا التعريف فيمكننا أن نقول: أن التربية هي المقصد الأسمى من بعثة الرسل عامة، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- خاصة، يقول الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2).
وقال -تعالى- حاكيًا دعاءَ إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) (البقرة129).
فذكر الله -عز وجل-:
1 - وجود المثال عن طريق إنزال الكتاب والحكمة.
2 - تعليم هذا المثال للناس: (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ).
3 - تنشئة النفوس على مقتضى ذلك المثال مع تطهيرها من الانحراف عن ذلك المثال: (وَيُزَكِّيهِمْ).
وأفضل أساليب التربية: أن تتكامل عناصر العملية التربوية في سياق واحد، وذلك لكل جزئية من جزئيات المنهج المثالي، فيتم بيانها، وتوضيحها، وتوضيح محاسنها، تحفيز النفس للإقبال عليها، وتوضيح العقبات والعوائق، مع بيان كيفية التغلب عليها، ولذلك كانت هذه هي السمة الرئيسية للخطاب القرآني، وللخطاب النبوي في معظم الأحيان.
ومن ثم كانت أفضل طرق التربية في الإسلام هي: تدبر القرآن والسنة، كما قال الله -تعالى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) (النساء:82).
فتدبُّرُ نصوصِ الكتاب والسنة يؤدي إلى التربية المتوازنة المتكاملة، وهذا ما يشير إليه الأثر: "فتعلمنا القرآن والإيمان جميعًا".
وعلى الرغم من ذلك؛ فقد اضطرت الأمة إلى تجريد العلوم وترتيبها على موضوعاتها كالعقيدة والفقه والأخلاق (2).
وفي واقع الأمر، فإنه وإن أمكنَ استيعابُ معظم الأحكام العقدية والفقهية؛ فإنه لا يمكن بحال من الأحوال استيعابُ المنهج التربوي بعيدًا عن النص القرآني والنبوي، وما فيهما من بلاغة وبيان، ومزج بين مخاطبة العقل والقلب معًا.
وحتى لو خضنا غمارَ هذه المحاولة؛ فسوف نجد أنفسنا مضطرين إلى اعتبار جميع علوم الشرع جزءًا من علوم التربية؛ لاعتماد التربية الإسلامية على محاور العقيدة والعبادة والسلوك، بَيْدَ أنه يمكن اعتبار أن العناية بأثر كل فرع من هذه الفروع على القلب، وكيفية تعويد النفس عليها فعلاً وتركًا؛ هو ألصق موضوعات هذه العلوم بالتربية.
ومن هنا اعتُبِر كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي الأنموذج الأفضل في التربية من حيث منهج البحث فيه، لا من حيث التفاصيل التي أكثر فيها من الشطط، مما حدا بعلماء آخرين إلى أن يختصروه؛ شعورًا منهم بأهمية موضوعه، مع حرصهم على تنقيته من معظم التفاصيل غير السديدة.
وعلى الرغم من أن الإحياء -أو بالأحرى مختصراته- تقدم إلى المربي منهجًا تربويًّا واضح المعالم؛ إلا أن مَن يرجع إليه سيجد نفسه في علم التربية كالمقلد في علم الفقه، فإذا احتاج إلى المزيد فسيلزمه أن يبحث عن آخَر ذي تناول أعمق، ومرة أخرى نجد أنفسنا أمام إنتاج صوفي سلفي في "مدارج السالكين" للإمام ابن القيم، والذي شرح فيه كتاب منازل السائرين شرحًا مفصلاً مستدلاً على الحق الذي في كلامه بأدلة من الكتاب والسنة، ومعترضًا على ما فيه من باطل بأدلة عقلية ونقلية، مما أحوجه إلى اختصار هو الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان "الإحياء" ومختصراته تُناظر في الفقه الكتب التي كُتبت للمقلد؛ فإن "مدارج السالكين" يمثِّل مرحلة أعمق في علم التربية.
ومع ذلك يبقى جانب آخر من الجوانب ليكتمل بناء علم التربية، هو ضبط القواعد والأصول التي تُناظر علم أصول الفقه وعلم القواعد الفقهية في باب الدراسات الفقهية، وهذه الأصول والقواعد تجدها متفرقة في كتابات السلف، لا سيما كتابات الإمام ابن القيم -رحمه الله-.
ومن المُلفت للنظر: أن كتب التربية التي كُتبت في أوساط الصحوة لم تُعْنَِ بهذا الجانب العناية التي تتناسب مع أهميته، بينما اهتم به كثير من الأكاديميين الذين كتبوا في علم التربية الإسلامية مستقلاً، أو مقارنًا بالمدارس التربوية الأخرى.
ويمكن إيجاز أهم قواعد علم التربية في القواعد الآتية:
1 - التربية عملية ضرورية للإنسان، لا ينبغي أن تتوقف إلا مع توقف قلبه، وانقطاع أنفاسه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)، وهي تشمل التنشئة الإسلامية السليمة، كما تشمل الإصلاح المستمر لكل ما يحدث من انحراف.
2 - الأنموذج الذي تهدف التربية الإسلامية إلى إيجاده هو الشخص الذي يستحق دخول الجنة والنجاة من النار، وقد بيَّن الله لنا أن هذا مرهون بسلامة القلب وتزكية النفس، كما في دعاء إبراهيم -عليه السلام-: (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ. يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ. إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:87 - 89)، وكما في قوله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس:9 - 10).
ومعالم هذه الشخصية المزكَّاة مُبَيَّنة على وجه التفصيل في الكتاب والسنة.
وكذلك نوعية العلاقات التي تنشأ بين هؤلاء الأفراد لتكوين المجتمع المثالي، وكما بيَّن الوحي معالمَ المنهج الذي ينبغي أن يسير عليه المسلم؛ بَيَّنَ معالم الإنسان وتكوينه وطريقة حمله على فعل شيء أو تركه؛ لكي يمارسه المربون على مَن تحت ولايتهم، بل يمارس الإنسان ذلك مع نفسه للوصول إلى المراد، وهو ما يُصْطَلح على تسميته "بالعملية التربوية"، وهو من الأمور التي ينبغي ألا تغيب عن ذهن المربي بحال (3).
وهذا الهدف يجب أن يُعْلَن للمُربَّى بكل جلاء ووضوح، وبغض النظر عن المرحلة العمرية التي يعيشها، وأن لكل مرحلة الأسلوب المناسب لها في التربية (4).
3 - من الجدير بالملاحظة أن السنن الكونية في مجال تربية الكائنات الحية بصفة عامة متشابهة في النبات والحيوان، والجانب المادي من الإنسان، من وجود تدافع بين أسباب الصحة وأسباب المرض، ومن ثَمَّ تتلخَّص "العملية التربوية" في تنمية أسباب الصحة، والوقاية من أسباب المرض قبل حدوثه، وعلاجه بعد حدوثه.
وكذلك الحال بالنسبة للجانب المعنوي مع فارق جوهري وهو: أنها تدخل في نطاق التكليف بخلاف الجانب المادي الذي تخرج معظم عناصره عن التكليف، فأسباب المرض خلقها الله في الكون، والوقاية منها في جسم الإنسان -جهاز المناعة- معظمه لا إرادي، وحتى الجزء المُمكِن في الجملة قد يعجز عنه الإنسان لسبب أو لآخر، وأما الجانب المعنوي فتوجد أسباب الخير جنبًا إلى جنب مع أسباب الشر، ومحل التكليف في إقبال المكلف على أيٍّ منها (5)، يقول الله -تعالى-: (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (الشمس:8)، وقال -تعالى-: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد:10)، وكما في الحديث: (أَلا وَإِنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةٌ، وَلِلْشَيْطَانِ لَمَّةٌ، فَلَمَّةُ الْمَلَكِ إِيعَادٌ لِلْخَيْرِ، وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ إِيعَادٌ بِالشَّرِّ، فَمَنْ وَجَدَ لَمَّةَ الْمَلَكِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ لَمَّةَ الشَّيْطَانِ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ ذَلِكَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
4 - اعتنى التربويون من مختلف المدارس التربوية بمسألة: هل الأصل في الإنسان الخير أم الشر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وخلاصة المسألة في دين الله: أن الإنسان مكون من أجزاء، أهمها فيما يتعلق بأمر التربية: القلب والنفس، والقلب مفطور على معرفة الله وحبه واللجوء إليه، وأما النفس فهي مخلوق كامل داخل بدن الإنسان يغلب عليه الميل إلى نيل حظِّه ورغباته، وبعض هذه الرغبات من الخير، وبعضها من المباح، وبعضها من الشر.
وعلى الرغم من كون القلب مفطورًا على حب الخير، وأن النفس فيها دواعي الخير ودواعي الشر؛ فإننا نجد غلبة الشر على كثير من الناس، وذلك راجع إلى فعل الشياطين التي تحاول أن تعطِّل سلطان القلب، وتؤزُّ النفوسَ إلى الشهواتِ المحرمة فيغلب عليها الشرُّ -والعياذ بالله-.
ومن هنا تلخصت العملية التربوية في:
تقوية سلطانِ القلبِ على النفس، ومنع الشيطان من السيطرة عليها، وقد عرض الإمامُ ابنُ القيم -رحمه الله- هذه القضية عرضًا شيقًا ماتعًا في كتابه "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان".
وسوف نعرض ملخصًا لهذين البابين، ولكن نحتاج قبل ذلك إلى أن نعرِّج على سائر مكونات الإنسان سوى القلب والنفس، وهي:
1 - البدن: وهو مُكون غير فاعل في التربية؛ لكونه في الحقيقة وعاءً يحوي القلبَ والنفسَ، وإن كان له تعلق بالتربية من جهة كونه خاضعًا للقلب والنفس، فمن كان مثاله في التربية الوصول إلى الله بإخلاص العبادة له، والإحسان إلى خلقه؛ فسوف يترتب على هذا حاجته لإعداد بدنه للقيام بهذه المهمة.
ومن يرى إتْباع نفسه هواها، فيترتب على ذلك إطلاق العنان للبدن لتحصيل شهوات تلك النفس.
وأصحاب الرياضات التي يسمونها "روحية" يُضعف أحدهم بدنه تمامًا لكي يشعر بروحه، وربما حدث له ذلك، ولكن تبقى روحًا قعيدة لا تقدم شيئًا ذا بال، فضلاً عن بُعدها عن عبودية ربها التي لا تتم إلا بهذا البدن.
2 - والعقل: وهو آلة الإدراك، بَيْد أنه وفق المنهج الشرعي فإن القلب يمثل آلة الإدراك الأعلى من المخ، فالحواس تغذِّي المخ، والمخ يُدرك ما يُدركه من محسوسات، ثم يغذِّي القلب الذي يفقه ذلك، ويضيف إليه الشعور، وقد تكرر في القرآن وصفُ القلب بأنه موضع التعقل والفقه، والإيمان والكفر، والحب والبغض.
فحاصل الأمر أن ما يسمى في الاصطلاح "عقلاً" هو في حقيقة الأمر "مخ"، وهو بهذا المعنى كالبدن يتم توظيفه وفق التوجيه التربوي لصاحبه، فمنهم من يستعمل عقله في الوصول إلى الطاعات وإدراك العلوم النافعة، ومنهم من يوظفه لخدمة أهداف نفسه.
3 - وأما الروح: فمن العلماء من قال: إنها مغايِرة للنفس، ومنهم من قال: إنها ليست مغايرة.
وقد عرض ابن القيم -رحمه الله- لأدلة الفريقين في كتاب "الروح" دون أن يفصل بينهما، بَيْد أن صنيعه في سائر مؤلفاته -لا سيما في "إغاثة اللهفان"- يدل على أنه يرى أنهما غيرُ متغايِرَيْنِ؛ إذ يستخدم النفسَ والروحَ بدلاً من بعضهما البعض في سياقٍ واحدٍ.
بَيْدَ أنه في كتاب "الروح" لمَّا عرض لمذهب القائلين بأنهما غيرُ متغايرين قال حكاية عن مذهبهم: "فالفرق بين النفس والروح بالصفات لا فرق بالذات"، مما يدل على وجود فرق بينهما حتى على مذهب هؤلاء.
ومن ثَمَّ؛ فسيطرح السؤال عن دور الروح في العملية التربوية؟
وعندي أن الروح حتى لو كانت تمثل حالة من حالات النفس؛ فهي تلك الحالة التي تتناسى فيها النفس شهوات البدن، وتتعلق فقط بالسعادة والشقاء المترتبين على مدى قربها أو بعدها عن خالقها، ويترتب على ذلك: أن تدرك أن زيارة المقابر، وشهود المجامع العظيمة كالحج والجمعة والعيدين، وما يكون فيها من أخْذة، وذهول عن قيود الجسد؛ هي وسائل تربوية في حد ذاتها، وكم من قلبٍ قاسٍ ونفسٍ أمارةٍ بالسوء شهدت هذه المشاهد، فَلانَ القلبُُ، واطمأنت النفسُ، دون وجود أي وسيلة أخرى من وسائل التربية كالوعظ والتذكير، فكيف إذا انضمت لها؟
نحصل من ذلك: أن المكونين الرئيسيَّينِ الفاعليَيْنِ في مجال التربية هما القلب والنفس، ومن خارجهما يتربص الشيطان، كما بينه ابن القيم -رحمه الله- في "إغاثة اللهفان".
وإليك ملخصًا للباب الحادي عشر والثاني عشر منه.
قال -رحمه الله- ما ملخصه:
باب: في علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الباب كالأساسِ والأصلِ لما بعده من الأبواب؛ فإن سائرَ أمراض القلب إنما تنشأ من جانب النفس، فالموادُ الفاسدة كلها إليها تنصب، ثم تنبعث منها إلى الأعضاء، وأول ما تنالُ القلبَ، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبة الحاجة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).
وقد اتفق السالكون إلى الله على اختلاف طرقِهم وتبايُنِ سلوكِهم على: أن النفسَ قاطعةٌ بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وأنه لا يُدْخَلُ عليه -سبحانه- ولا يُوصَل إليه إلا بعد إماتتها، وتركها بمخالفتها، والظفر بها.
فإن الناس على قسمين: قسم ظفرت به نفسه فملكته وأهلكته، وصار طوعًا لها تحت أوامرها، وقسم ظفروا بنفوسهم فقهروها؛ فصارت طوعًا لهم منقادة لأوامرهم.
قال بعض العارفين: انتهى سفر الطالبين إلى الظفر بأنفسهم، فمن ظفر بنفسه أفلح وأنجح، ومن ظفرت به نفسه خسر وهلك، قال -تعالى-: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى. وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات:37 - 41).
فالنفس تدعو إلى الطغيان، وإيثار الحياة الدنيا، والربُّ يدعو عبده إلى خوفه، ونهي النفسِ عن الهوى، والقلبُ بين الداعيَيْن، يميل إلى هذا الداعي مرة، وإلى هذا مرة، وهذا موضع المحنة والابتلاء، وقد وصف -سبحانه- النفسَ في القرآن بثلاث صفات: المطمئنة، والأمارة بالسوء، واللوَّامة.
فاختلف الناس: هل النفس واحدة وهذه أوصاف لها، أم للعبد ثلاث أنفس: نفس مطمئنة ونفس لوامة ونفس أمارة؟
والتحقيق: أنه لا نزاع بين الفريقين، فإنها واحدة باعتبار ذاتها، وثلاث باعتبار صفاتها، فإذا اعتُبرت بنفسها فهي واحدة، وإن اعتُبرت مع كل صفة دون الأخرى فهي متعددة.
فالنفس إذا سكنت إلى الله، واطمأنت بذكره، وأنابت إليه، واشتاقت إلى لقائه، وأنست بقربه، فهي مطمئنة، وهي التي يقال لها عند الوفاة: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّة) (الفجر:27 - 28). قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) يقول: المُصَدِّقَةُ.
وحقيقة الطمأنينة: السكون والاستقرار، فهي التي قد سكنت إلى ربها وطاعته وأمره وذكره، ولم تسكن إلى سواه، فقد اطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره، واطمأنت إلى أمره ونهيه وخبره، واطمأنت إلى لقائه ووعده، واطمأنت إلى التصديق بحقائق أسمائه وصفاته، واطمأنت إلى الرضا به ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً، واطمأنت إلى قضائه وقدره، واطمأنت إلى كفايته وحسبه وضمانه، فاطمأنت بأنه وحده ربها وإلهها ومعبودها ومليكها، ومالك أمرها كله، وأن مرجعها إليه، وأنها لا غنى لها عنه طرفة عين.
وإذا كانت بضد ذلك؛ فهي أمارة بالسوء، تأمر صاحبها بما تهواه من شهوات الغيِّ واتباع الباطل، فهي مأوى كل سوء، وإن أطاعها قادته إلى كل قبيح وكل مكروه، وقد أخبر -سبحانه- أنها أمارة بالسوء ولم يقل آمرة؛ لكثرة ذلك منها، وأنه عادتها ودأبها إلا إذا رحمها الله، وجعلها زاكيةً تأمر صاحبها بالخير، فذلك من رحمة الله لا منها، فإنها بذاتها أمارة بالسوء؛ لأنها خُلِقت في الأصل جاهلةً ظالمةً إلا مَن رحمه الله، والعدل والعلم طارئ عليها بإلهام ربها وفاطرها لها ذلك، فإذا لم يلهمها رشدها بقيت على ظلمها وجهلها، فلم تكن أمارة إلا بموجب الجهل والظلم، فلولا فضل الله ورحمته على المؤمنين ما زكت منهم نفس واحدة.
فإذا أراد الله -سبحانه- بها خيرًا جعل فيها ما تزكو به، وتصلح من الإرادات والتصورات، وإذا لم يرد بها ذلك تركها على حالها التي خُلقت عليها من الجهل والظلم.
وسبب الظلم:
إما جهل، وإما حاجة، وهي في الأصل جاهلة، والحاجة لازمة لها، فلذلك كان أمرها بالسوء لازمًا لها إن لم تدركها رحمة الله وفضله.
وبهذا يُعلم: أن ضرورة العبد إلى ربه فوق كل ضرورة، ولا تشبهها ضرورة تُقاس بها؛ فإنه إن أمسك عنه رحمته وتوفيقه وهدايته طرفة عين خسر وهلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما اللوامة فاختُلف في اشتقاق هذه اللفظة، هل هي من "التلوُّم" وهو التلون والتردد، أو هي من اللوم؟ وعبارات السلف تدور على هذين المعنيين.
والأول أظهر؛ فإن هذا المعنى لو أُريد لقيل: "المتلوِمة"، كما يقال: "المتلونة والمترددة"، ولكن هو من لوازم القول الأول، فإنها لِتَلُّومِها وعدم ثباتها تفعل الشيء، ثم تلوم عليه، فالتلوُّم من لوازم اللوم.
والنفس قد تكون تارة أمارة، وتارة لوامة، وتارة مطمئنة، بل في اليوم الواحد والساعة الواحدة يحصل منها هذا وهذا، والحكم للغالب عليها من أحوالها، فكونها مطمئنة وصف مدح لها، وكونها أمارة بالسوء وصف ذم لها، وكونها لوامة ينقسم إلى المدح والذم بحسب ما تلوم عليه.
والمقصود: ذكر علاج مرض القلب باستيلاء النفس الأمارة عليه، وله علاجان:
1 - محاسبتها.
2 - ومخالفتها.
وهلاك القلب من إهمال محاسبتها، ومن موافقتها واتباع هواها.
قال قتادة في قوله -تعالى-: (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف:28): "أضاع نفسه، وغبن، ومع ذلك تراه حافظًا لماله مضيعًا لدينه".
وقال ميمون بن مهران: "إن التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطانٍ عاصٍ، ومن شريكٍ شحيحٍ".
وذكر الإمام أحمد عن وهبٍ قال: "مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدقونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛ فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات، وإجمامًا للقلوب"، وقد روي هذا مرفوعًا من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- رواه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما.
باب: في علاج مرض القلب بالشيطان
هذا الباب من أهم أبواب الكتاب، وأعظمها نفعًا، والمتأخرون من أرباب السلوك لم يعتنوا به اعتناءهم بذكر النفس وعيوبها وآفاتها، فإنهم توسَّعوا في ذلك، وقصَّروا في هذا الباب.
ومن تأمَّل القرآن والسنة وجد اعتناءهما بذكر الشيطان وكيده ومحاربته أكثر من ذكر النفس، فإن النفس المذمومة ذكرت في قوله: (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) (يوسف: 53)، واللوامة في قوله: (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (القيامة:2)، وذكرت النفس المذمومة في قوله: (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) (النازعات:40).
وأما الشيطان: فذكر في عدة مواضع، وأُفردت له سورة تامة، فتحذير الرب -تعالى- لعباده منه جاء أكثر من تحذيره من النفس، وهذا هو الذي لا ينبغي غيره؛ فإن شر النفس وفسادها ينشأ من وسوسته؛ فهي مركبه، وموضع شرعه، ومحل طاعته.
وقد جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الاستعاذة من الأمرين في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: "يا رسول الله، علمني شيئًا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت"، قال: (قُلْ: اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ؛ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ)، قَالَ: (قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَك) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
فقد تضمن هذا الحديث الشريف الاستعاذة من الشر وأسبابه وغايته؛ فإن الشر كله إما أن يصدر من النفس أو من الشيطان، وغايتُه: إما أن تعود على العامل، أو على أخيه المسلم، فتضمن الحديث مصدري الشر اللذين يصدر عنهما، وغايتيه اللتين يصل إليهما.
ولما كان الغضبُ مَرْكَبَ الشيطان، فتتعاون النفس الغضبية والشيطان على النفس المطمئنة التي تأمر بدفع الإساءة بالإحسان؛ أمر أن يعاونها بالاستعاذة منه، فتُمِدُّ "الاستعاذةُ" النفسَ المطمئنة، فتقوى على مقاومة جيش النفس الغضبية، ويأتي مدد الصَبْر الذي يكون النصر معه، وجاء مددُ الإيمان والتوكل، فأبطل سلطان الشيطان: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (النحل:99).
قال مجاهد وعكرمة والمفسرون: "ليس له حجة".
والصواب أن يقال: ليس له طريق يتسلط به عليهم: لا من جهة الحُجَّة، ولا من جهة القدرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما سلطانه فهو على أوليائه: (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) (النحل:100)، فهو تسلطه عليهم بالإغواء والإضلال، وتمكنه منهم بحيث يؤزهم إلى الكفر والشرك، ويزعجهم إليه، ولا يدعهم يتركونه، كما قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) (مريم:83).
فهذا من السلطان الذي له على أوليائه وأهل الشرك، ولكن ليس له على ذلك سلطان حجة وبرهان، وإنما استجابوا له بمجرد دعوته إياهم لمَّا وافقت أهواءهم وأغراضهم، فهم الذين أعانوا على أنفسهم، ومكَّنوا عدوهم من سلطانه عليهم بموافقته ومتابعته، فلما أعطوا بأيديهم واستأسروا له؛ سلط عليهم عقوبة لهم.
فالتوحيد والتوكل والإخلاص يمنع سلطانه، والشرك وفروعه يوجب سلطانه، والجميع بقضاءِ مَنْ أزِمَّةُ الأمورِ بيده، ومردُّها إليه، وله الحجةُ البالغةُ، فلو شاء لجعل الناس أمة واحدة، ولكن أَبَتْ حكمتُهُ وحَمْدُه وملكُهُ إلا ذلك: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الجاثية:36 - 37).
وبعد هذا العرض الموجز لمفهوم العملية التربوية، نعرض في عجالة لسائر مباحث علم التربية:
1 - فمن أكثرها أهمية، وارتباطًا بمفهوم العملية التربوية مبحث: "أساليب التربية"، وغنيٌّ عن الذكر أن هذا المبحث يشملُ أنواعًا من الأساليب التي يتم بها تعليمُ القيم الإسلامية، وغرسُها في القلب، ومعالجةُ النفس في العمل بها، ولو على خلاف هواها، وهي متنوعة منها: الإقناع العقلي، والموعظة الحسنة، والترغيب والترهيب، والقدوة، والقصص، والأمثال، وغيرها.
ومن أكثرها حاجة إلى البحث والتأصيل: أسلوب العقاب، والذي يشملُ: الحدودَ، والتعزيراتِ، وتأديبَ الزوجةِ والولدِ.
وبالجملة يمكن القول: إِنَّ العقابَ أحدُ الأساليب الخارجية التي يمارسها الوليُّ على مَن تحتَ ولايته ممن استولت شهوات نفسه عليه، ولم يستطع أن يزجرها بأنواع الزجر من الانتفاع بالموعظة، والتذكير بأمر العقوبة الأخروية للذنوب والعقوبات الدنيوية القدرية التي جاء في الشرع أن الله يعاقب أهل المعصية، وهو أسلوب نافع متى ضُبط بضوابطه.
2 - ومنها: مبحث على من تقع مسئولية التربية؟
ومنها مسئولية الأب والأم، والمجتمع متمثلاً في: المسجد، والمدرسة، والكُتَّاب.
ويقرب منه ويتداخل معه مبحث "وسائط التربية"، وهي تشمل: الأسرة، والمسجد، والكُتَّاب، والمكتبات، ودُور الكُتُب.
3 - ومنها: مبحث مصادر التربية الإسلامية.
وهي لا تختلف عن مصادر سائر علوم الشرع من الكتاب والسنة والإجماع والقياس ونحوها، بَيْدَ أن الكثيرين يفضلون في باب التربية ذكر الكتاب والسنة والاجتهاد؛ لعدم الحاجة إلى التفصيل الكبير في سائر المصادر هنا.
ومنهم من يعبِّر عنه بتجارب السلف، حيث أن الاجتهاد في هذا الباب غالبًا ما يكون تجربة لبعض العلماء، أو المدارس الفقهية أو السلوكية.
4 - ومنها: مبحث خصائص التربية الإسلامية.
وهي أيضًا خصائص التشريع الإسلامي بصفة عامة من: الشمول، والعموم، والتوازن، والواقعية، ونحوها.
بَيْدَ أنه من المهم التنبيه هنا على أن واقعية التشريع ذاته يجب أن يُضم إليها واقعية المربِّي ذاته في عدم الشطط في أحلامه فوق قدرات المربَّى، وهو خطأ تربوي يقع من كثير من المربين، وفي السنة:
- أَذِنَ النبيُ -صلى الله عليه وسلم- لعتبان -رضي الله عنه- بالأخذ برخصة الصلاة في البيت لعماه (رواه البخاري ومسلم)، وتشديده على ابن أم مكتوم في عدم الأخذ بهذه الرخصة (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني)، وفيه قوله -صلى الله عليه وسلم- عن الفرائض: (لا أزيد عليها ولا أنقص)، فقال: (أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ) (رواه البخاري ومسلم)، مع قوله عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ) (رواه البخاري ومسلم).
5 - ومنها مباحث عن الخصائص المميِّزة لكل مرحلة من المراحل العمرية في التربية، كتربية الأطفال المراهقين البالغين.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - هذا وتجدر الإشارة إلى أن كثيرًا من الباحثين في التربية يميلون إلى ذكر التفاصيل التشريعية التي يُطلَب أن يُربَّى عليها المُرَبَّى، وطرق مواجهة المشكلات التفصيلية، لا سيما فيما يتعلق بأمر تربية الأطفال، بحيث تغني بحوثهم عن إعادة التنقيب عن هذه التشريعات في كتب الفقه والآداب.
وأختم هذا البحث بما بدأت به من أن: أمثل مناهج التربية هي ما كان منها معتمدًا وبصورة مباشرة على الكتاب والسنة.
فالنصيحة للمربين والمدرسين والخطباء أن يدرسوا معالم المنهج التربوي من هذه الدراسات وغيرها، ثم يعيدوا صياغتها على جمهور المربين عن طريق تفسير الآيات وشرح الأحاديث، لا سيما أحاديث الآداب، ويُرشَّح لذلك كتاب "رياض الصالحين"، أو كتاب "صحيح الترغيب والترهيب".
فاللهم آتِ نفوسنا تقوها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) ومن الجدير بالذكر: أن مفهوم العملية التربوية يكاد يكون متفَقًا عليه بين الأمم، بَيْدَ أنهم يختلفون اختلافًا كبيرًا في تحديد تلك الصورة المثالية، ومن ثمَّ يبحثون في الوسائل التي تساعد على التنشئة عليها، ويسعون إلى إصلاح مَن شذَّ عنها، حتى المدارس التربوية الغربية التي تغالي في حرية الفرد، فهذه الأفكار تمثل عندهم مثالاً لابد من تنشئة الناس عليه، ومن لم يؤمن به يحتاج عندهم إلى إصلاح وعلاج، بل ربما استئصال.
(2) ظن البعضُ أن الأخلاق بمفردها تمثل المنهج الإسلامي في التربية، مما أوجدَ لدى بعض المعاصرين لبسًا في تكامل المنهج التربوي في الإسلام، وربما سبَّبَ هذا الوهمُ تأثرًا بالمفهوم الدارج لدى عامة الناس، والذين يكادون يحصرون التربية في باب الأخلاق والآداب.
(3) ومن هنا تعلم: أن كثيرًا من الكتب التي تحمل عناوين عن التربية يغلب عليها السرد لتفاصيل التشريع الإسلامي في جوانب الأسرة والمجتمع، وهي أمور في غاية الأهمية بلا شك، ولكنها مستوفاة -بحمد الله- في الدراسات الفقهية، فيحتاج الأمر إلى إجمالها في الدراسات التربوية؛ لإفساح المجال أمام استجلاء معالم العملية التربوية ذاتها، أي: عملية حمل المكلفين على التطبيق الأوفى لهذا المنهج.
(4) ومما ينبغي أن يُنتبه إليه: أنه متى تقررت الأصول العامة للتربية؛ سهل تنزيلها على وقائع مختلفة لمراعاة المراحل العمرية، والمستويات الاجتماعية وغيرها.
ومن هنا نعلم: أن تربية الأطفال -على أهميتها- ليست ميدان التربية الوحيد، ولكنه أحد الميادين التي تطبق فيها هذه القواعد، مراعين فيها درجة إدراك الطفل، ومستوى استيعابه، ممَّا يستوجب انصراف همم المربين إلى معرفة القواعد العامة أولاً، ثم معرفة ما يتعلق بالمرحلة التي يتعاملون معها: طفولة أو مراهقة بل وشيخوخة.
(5) مع وجود ميل فطري إلى الخير، كما سيأتي بيانه.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
هل أنت تائب؟
ـ[ابن خويز]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 11:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعزاء:
أود أن أطرق قلوبكم بما يلينها بعد قسوتها، وبما ينيرها بعد ظلمتها، وبما يهديها بإذن ربها، فإنه مولاها وسواه لا مولى لها.
أخي الحبيب:
هل أنت تائب؟ أنا أعلم أنك تقول: أستغفر الله ... ، لكن هل أنت تائب؟
قبل فترة من الوقت جلست أنا وإخوان لي – حفظهم الله- وتكلمت لهم عن أسرار التوبة، ففي أول يوم لنا سألتهم السؤال نفسه وكان الجواب كالمعتاد: طبعاً، فبعد أن مكثنا طويلا ونحن نتدارس أسرارها، قطعنا قطعا وجزمنا جزما أننا لم نتب بحق وصدق.
أخي الحبيب، أول درجات التوبة هي العلم، أعني العلم بعظم ضرر الذنب، فإذا علم العبد ضرر ذنبه الذي اقترف، وبالمعصية والجهل بمراقبة ربه على نفسه اعترف، حينئذ يقوم بالقلب الندم…
والسؤال هل أنت نادم على ما فعلت؟
أيها العبد الضعيف أتعرف ضابط الندم؟
ضابطه دمع غزير وحزن طويل… دمع على لحظة عصى العبدُ ربه فيها وهو يعلم أن الذي يمسكه لحظة معصيته الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا…
دمع على ساعة بارز ربه فيها بالذنب وهو يعلم أن الله يراه ولو شاء أن يمسك أنفاسه لأمسكها… فلم تركه؟
فلم لم يقبض روحه؟ فلم لم يختم على قلبه؟
دمع لا ينفد لأن ما يدفعه لا ينفد… دمع ساخن يحمل حرارة القلب المكلوم من حجبه عن الله… إنه دمع موجع.
ضابطه حزن طويل، كما ذكر الإمام أحمد في كتاب الزهد عن الحسن البصري أنه كان إذا نظر في وجهه ظن أنه حديث عهد بمصيبة…
مثال هذا كشخص له ولد وحيد وهو له محب، فمرض ولده مرضا شديدا، فحمله إلى الطبيب ليعالجه، فأمر الطبيب الوالد أن يحقن ولده بإبرة معينه، فقام الوالد مسرعا فمن شدة خوفه أمسك الإبرة الخطأ وحقن ولده بها فمات الولد ...
فما حال الوالد الآن؟ أنادم هو؟ فما حال ندمه؟ أهو مجرد أن يقول لم يكن قصدي ... سامحني يا ولدي ...
بل حاله هو الندم بحق… بدمع غزير وحزن طويل ... كيف وهو غير قاصد أصلا ... وولده لم يضع منه ضياعا مطلقا بل فقده في الدنيا المفقودة ...
فما بالك أنت أيها العاصي بسبق إصرار وترصد… ما بالك وقد ضيعت ما لا سبيل إلى إرجاعه… ساعة كان يمكن أن تكون فيها من الطائعين أو تكتب فيها عند ربك من الذاكرين… ما بالك وقد ضيعت ما قد لا يرجع… صفاء قلب ورضى رب هو لك عند معصيتك من القالين ... وما تدري متى يرفع مقته عنك… لا تقل متى تبت رضي الله عني، ففي كلامك محذوف لا يجوز إضماره، بل قل: متى تبت توبة مقبولة رضي الله عني، وهنا السر الأول من أسرار التوبة:
ضمنت الذنب… فهل ضمنت قبول التوبة؟
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 05:55]ـ
بارك الله فيك.
أما أنا فالأحرى أن أسمي نفسي العاصي.
نسأل الله التوفيق لكل محب للإسلام والمسلمين.
ـ[ابن خويز]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبارك الله فيك أخي.
إن للتوبة المقبولة علاماتاً تعرف بها ... فأنخ رحلك قليلاً لتتعرفها ... فإنك لا تدري الكلمة التي بها نفعك.
هل تكره المعصية؟ هل تكره التي لا تزال تراودك بين الساعة والساعة؟ هل تكره ما ألفت فعله تحت ستر الستير، وعلى بصر البصير؟
إن قلت: لا، فكفى به فضيحة أن تقول تائب، وقلبك بالمعصية راغب، أتقبل توبتك بلا طهارة؟ أم أن نجاسة المعصية غير مؤثرة في رأيك؟ قل لي بربك ما الذي رد دعوة الدعي الأشعث الأغبر وهو رافع يديه إلى السماء، ليأتيه النداء: (أنى يستجاب لك)؟
ليأتيه النداء: لئن كانت يداك مرفوعتين إلى السماء فقلبك هابط أسفل البيداء، والله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ...
إن كنت لا تكرهها فأنت تحبها، فقل لي كيف استوى في قلبك حب الله وحب ما يبغضه الله؟ هذا من اجتماع الأضداد وقد اتفق العقلاء على منعه!
أتدعي مع هذا أنك من التائبين الراشدين، فاسمع ما يقوله أحكم الحاكمين: (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ).
وإن قلت: نعم أكرهها، لم يعد أن يكون هذا منك مجرد ادعاء، وإلا فهل من أحد يجبرك على اقتراف ما تكرهه؟ ومن الذي قسرك على فعله قسراً؟ أدفعت عنه دفعاً أم دفعت نفسك عليه دفعاً؟
وهنا السر الثاني من أسرار التوبة:
محبة المعصية دليل على عدم قبول التوبة
ـ[ابن خويز]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 04:55]ـ
"إن للتوبة المقبولة علاماتٍ" وليست علاماتاً ... عفواً
ـ[ابن خويز]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 04:56]ـ
قال ابن القيم:
الذنوب جراحات ... ورب جرح وقع في مقتل
ـ[ابن خويز]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 05:02]ـ
قال ابن القيم:
من تذكر خنق الفخ هان عليه هجران الحبة ...
ـ[بركتنا]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 05:31]ـ
اللهم اقبل توباتنا
واغسل حوباتنا
وثبت حجاتنا
وبلغنا مما يرضيك آمالنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن خويز]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 12:13]ـ
بارك الله في بركتنا(/)
الرد على رد "صلاح أبو عرفة" الذي رد به على الشيخ خباب
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, صباحاً 02:29]ـ
الحمد لله (الموصوف) بأحسن المحامد والصلاة والسلام على رسول الله وآله الأماجد ..
أما بعد, فإن من علامات الساعة أن يوسّد الأمر إلى غير أهله وأن ينطق الرويبضة
وقد ظهرت نابتة سوء يتزعمها شخص نكرة يدعى "صلاح أبو عرفة" وهو عن استحقاق (وصف) الصلاح بعيد, لسوء أدبه معَ أئمة الإسلام ,أعلام الهدى ومنارات الدجى,,فأتى هو بعدما أعيته حيلُ تطلب الشهرة -هذا إذا أحسنّا الظن-, ليستدرك على مجموع الأمة ما ذهلت عنه طوال القرون الغابرة ,وكأن الله بعثه مخلصا للبشرية في آخر الزمان!
---
وحين رد عليه الشيخ خباب في مقاله المعروف رداً محكماً, زعم أن نفسه أنفت عليه الرد لأنه أكبر من هذا, ولهذا أرسل أحد طلبته الأغرار ليرد على الشيخ خباب, يعني ليكون أبلغ في الإزراء وهي مسرحيّة ظريفة كما ترى ,وسواء كان هو الرادّ أم تلميذه فلا كبير فرق .. لأنه هذا التلميذ لم يأت بجديد يذكر على كلام شيخه.
لست بطبيعة الحال في وارد الرد على رده الطويل جداً فقد بلينا في هذا الزمان بكثرة المصابين بالإسهال الفكري وإنما يراد لنا أن ننجر إلى بنيات الطريق, ولكن سأكتفي بالإشارة إلى أمور يسيرة فيها غنية لطالب الحق على سبيل التحقيق, والله المستعان على ما (يصف) هو وأتباعه
----
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, صباحاً 04:17]ـ
توطئة لمعرفة محل النزاع:
يزعم أبو عرفة أن مجرد لفظ "الصفات" بدعة منكرة لم ترد في الشرع ولا على ألسنة الصحابة, فالله قال "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" ولم يقل "ولله الأسماء الحسنى والصفات العليا" فإذا قيل له هل تثبت لله علماً, أو قدرة .. إلخ قال:نعم ,فليس هو بالمعتزلي كما قد يظن القاري باديَ الرأي, مشكلته العظمى مع مادة "وصف", وكل ما اشتُق منها مثار شؤم عنده, حتى لو كان الموصوف هو المخلوق ,فلو قلت:وصف الله عباده بكذا وكذا, فهذه بدعة قبيحة أيضاً, ولست أدري سر عقدته من هذا اللفظ, لكنه يدعي أن الوصف "تقريب" ولا يليق أن يعبر عن الله بشيء تقريبي! ,وليته اقتصر على هذا فهو يعد هذا من أشد البدع في دين الله حتى ذهب يسفه عامة علماء الأمة في استعمالهم لهذا اللفظ, ويذهب في التهويل من شر هذه "البدعة القبيحة" كل مذهب, ومن باب التقريب ,تخيل أنك سمعت خطيبا يقول:"إن الأمة اليوم بلغ بها الانحراف السلوكي والخلقي لدرجة خطيرة فلم يعد هناك من يحسن حفّ شواربه ولهذا هجم علينا الأعداء! .. إلخ" فهل ستكمل سماع الخطبة؟! وبه تعرف حالة الغثيان التي أصابتني حين اضطررت لقراءة كلامه.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, صباحاً 04:59]ـ
أولا-من القرآن:
يذهب الأستاذ صلاح أبو عرفة أن من أدلته على المنع من استعمال لفظ لصفات قول الله تعالى "سبحان الله عما يصفون"
وقوله "سبحان ربك رب العزة عما يصفون" ونظائره, فهذا الاستقراء لمادة الوصف في كتاب الله لم يأت إلا في مقام الذم!
وأشهد أني لم أرَ أعجب من هذا الاستدلال في حياتي-إلا أن يكون استدلالات الرافضة-وهذا مثل لو أراد سني أن يبطل دين الشيعة فيقول لم تأت كلمة شيعة في القرآن إلا في مقام الذم! (من باب التمثيل وإلا فقد جاء "وإن من شيعته لإبراهيم")
والرد من وجوه:-
1 - الضمير في قوله تعالى "يصفون" يعود على الكافرين, وهؤلاء إما أن ينعتوا الله بأن له ولداً أو ينسبوا له الشركاء أو غير ذلك من النقائص, ولما كان الله -تقدس اسمه- منزها عن هذه القبائح ,قال:سبحان الله عما يصفون, أي تنزه الله عن وصفهم إياه بما لا يليق به ,وأين هذا من كلامه؟ ولو كان الكلام في مدح الله بالمحامد اللائقة بجلاله ,هل يسوغ في الكلام العربي والشرعي أن يقول سبحان الله عما يصفون؟ أم سيكون جملة متناقضة فاسدة؟
ولهذا لن تجد هذه الآيات إلا في الكلام عن الكفرة (أو الظلمة كإخوة يوسف قبل أن يتوبوا) , لوصفهم الله بنعوت النقص
مثال ذلك قوله تعالى "وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لذكورنا ومحرمٌ على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم"
(يُتْبَعُ)
(/)
يا تُرى لو أنهم قالوا:الحرام ما حرمته علينا يارب والحلال ما أحللته, هل يصح لقلم العاقل أن يقول بصيغة الوعيد: سيجزيهم وصفهم والحالة هذه.؟ وهل يكون حكيمًا عليماً ساعتئذ؟
يتبع بحول الله تعالى
ـ[ابن العباس]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 03:09]ـ
2 - وقد جاء قوله تعالى "سبحان الله عما يصفون" متبوعاً بقوله "إلا عبادَ الله المخلصين" فانهدم عليه بنيانه
ولو أن شخصاً استدل على حرمة الصلاة بقوله سبحانه "فويل للمصلين" لكان أقوى منطقاً من احتجاج "أبو عرفة"
على ما استدل عليه به, والحاصل أن قوله "إلا عباد الله المخلصين" استثناء من وصف الكافرين له بالمعايب, لأن المخلصين لا يصفون الله سبحانه إلا بما هو أهله مما وصف به نفسه أو وصفه به رسله, ولهذا قال في الآية الأخرى "سبحان ربك رب العزة عما يصفون *وسلام على المرسلين" فلما نزه نفسه عما وصفه به الكافرون ,سلّم على المرسلين لسلامة ما وصفوا به ربهم
ثم ختم بقوله "والحمد لله رب العالمين" لأن الحمد يتضمن الثناء على المحمود بكمال صفاته كما يتضمن الاعتراف بكمال إنعامه
وعاين كلام شيخ المفسرين إذ يقول في تأويل الآية: عما يصف هؤلاء المفترون عليه من مشركي قريش , من قولهم ولد الله , وقولهم: الملائكة بنات الله , وغير ذلك من شركهم وفريتهم على ربهم
ثم ساق بسنده إلى قتادة رحمه الله تعالى:
"سبحان ربك رب العزة عما يصفون ": (أي عما يكذبون يسبح نفسه إذا قيل عليه البهتان.) فلو قيل فيه الحق لما نزه نفسه عن قالتهم.
وهذه الآيات من الصافات نظير قوله تعالى "دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين" فنزه نفسه ثم نوه لتحية السلام على أهل الجنة وختم بالحمد المستوجب لما تقدم ذكره
قال الحافظ ابن كثير:سلام الله عليهم في الدنيا والآخرة لسلامة ما قالوه في ربهم، وصحته وحقيقته
ومما سبق تعلم صحة ما قاله شيخ الإسلام عن أدلة المبتدعة والضلال, فما من دليل يستدلون به إلا يكون هو نفسه حجة عليهم والحمد لله
يتبع بحول الله تعالى
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 04:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الحبيب
ابن العباس جزاك الله خيرا
و العجيب ان الرجل رتب على استعمال لفظ الصفات
لا زم عجيب ولا يحتمل الصحه
ـ[ابن العباس]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 10:43]ـ
حياكم الله أخي الفاضل أبا البراء الغزي, وسعدت بتعقيبك
---
لما كان المراد التنبيه على عورات الرد بسبيل الاختصار كما وعدت, فقد رأيت الأليق التوقف عن ذكر الوجوه, لأن ماذكر فيه كفاية عن التطويل
--
مما جاء في كلام المفتري صلاح أنه عدّ لفظ الصفات "شتيمة لله" وتابعه عليه المتعصب له (د. عبدالرحمن) هداه الله, فتحصل من هذا أن أكابر علماء الأمة عبر الأزمنة المتطاولة قد وقعوا في هذا الكفر الصراح, إذ شتم الله مما لا خلاف في كونه كفراً عند سائر الأديان لا في الإسلام وحده,
وبهذا يكون الإمام الجبل الدارقطني صاحب كتاب "الصفات" واقعا في هذا الأكبر (شعر أو لم يشعر بتعبيره)
ومما أخرج في كتابه المذكور بسنده فقال:
حدثنا محمد بن مخلد، ثنا عيسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري أبو العباس، قال: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن ... إلخ"
ويلحقهما المسكين ابن خزيمة المشهور بإمام الأئمة فقد وقع في الكفر هو الآخر بشتم الله حين افتتح كتابه "التوحيد" فقال
فأول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا, وكذا الإمام الكبير البيهقي فقد عنون لكتابه بشتم الله إذ ارتضى له أن يسميه "الأسماء والصفات", وفيه ذكر بأسانيد صحيحة ورود كلمة الصفات في كلام الأئمة منهم"أبو العباس بن سريج" والحليمي .. إلخ, وإذا رحنا نستقصي ورود هذه الكلمة على ألسنة العلماء المحققين جيلا بعد جيل لكان ضرباً من مجاراته في العبث,
(يُتْبَعُ)
(/)
-بقي أن يقال في عُجالة:تقدم بيان أن "أبو عرفة" يثبت لله علماً وقدرة ولطفاً .. إلخ , وهذه في الواقع صفات مشتقة من الأسماء الحسنى, ولا يهمنا ماذا يسميها هو لأن العقلاء قد أجمعوا ألا مُشاحة في الاصطلاح, فالمتقرر في علم العربية بلا نكير أن الأسماء الجامدة هي التي لا يشتق منها صفة, ولم يختلف علماء السنة في اشتقاق صفة من اسم من أسماء الله إلا في اسم الله:"الله" والصواب المتعين أنه مشتق قطعاً وليس هذا محل بيانه.
-وقد أخرج الإمام النسائي وأبوداود وغيرهما (مثلا الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات) بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: " اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"
فنسأل من اغتر بكلامه:هل قوله "وأعوذ بعظمتك" سؤال لله باسم من أسمائه؟
الجواب القطعي:لا,
دعاه بأي شيء إذن؟
سمه صفة أو معنى أو مصدراً أو غير ذلك ,لا يهم,
فبطل استدلاله بقول الله تعالى "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعاه هنا (وله نظائر) بغير أسمائه
وبهذا يكون المعتزلة أكثر انسجاماً منه مع أنفسهم لخلوهم من هذا التناقض
ومما يدل هذا التخبط أن له شريطاً يخطيء فيه دعاء الناس ربهم باسم اللطيف في موضع معين, وهذا يدل دلالة واضحة أن "أبو عرفة" يلحظ الصفة التي يحملها الاسم,
وإن كابر وقال ببدعيتها, وعلى مذهبه ينبغي أن ينكر كل مصطلح ذي مدلول صحيح يستعمله فقهاء الشرع مما لم يرد ذكره في القرآن والسنة
وما بنا حاجة للتمثيل إلا إن اضطررنا,
وهذا الضرب من كلامه من نوع المغالطة السوفسطائية, وبيان ذلك بالآتي
-"قد أفلح المؤمنون *الذين هم في صلاتهم خاشعون*والذين هم عن اللغو معرضون ... " جاز بغير نكير عند العلماء كافة سنيهم وبدعيهم أن يقال تعليقا على الآية:
-قال الله .. إلخ
-وبيّن الله أن المؤمنين نعتهم كيت وكيت
-ووعد الله المؤمنين الذين .. إلخ
-و تكلم الله عن المؤمنين الذين هم .. إلخ
- ووصف الله المؤمنين الحقيقين بأنهم كذا وكذا
-وفصّل الله صفات المؤمنين التي فيها تحقيق الإيمان بكذا وكذا
-وصور الله عباده المؤمنين بأنهم .. إلخ
إلخ .. وله نظائر لا حصر لها سواء كان الواصف هو الله أو كان هو الموصوف, فافهم إن كانت لديك شُفافة فهم أو مسكة عقل, أفيتصور عاقل عجز أحد عن جلب لفظ لم يستعمله الصحابة جدلا ليكون دليلاً على بطلانه؟! ومن هناك قال أهل العلم "باب الإخبار عن الله واسع" وهي قاعدة عريضة لا يخالف في جملتها أحد
--
ولا أنسى أن أذكر بتوصية حذف باب "الصفة" من كتب النحو
لأنك لو أعربت لفظ "الرحمن" في قوله تعالى "بسم الله الرحمن الرحيم" بأنه صفة فهذه بدعة شنيعة ومنكر فظيع
وهو مالم يقله أحد من علماء الإسلام قط, فعلم بذلك إجماعهم العملي
والحمد لله رب العالمين
--
يتبع بحول الله بخصوص رده على حديث عائشة رضي الله عنها
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 09:19]ـ
جزيت خيرا أخي الفاضل
وواصل لافض الله فاك
ـ[ابن العباس]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 09:59]ـ
المبحث الأخير:
زعم "صلاح أبو عرفة" وتبعه تلميذه "د. عبدالرحمن" أن لفظة:"إنها صفة الرحمن" الواردة في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لفظة شاذة أو منكرة! , على عادة المبتدعة في رد الآثار الصحيحة إذا جاءت على النقيض من أهوائهم, وقد رد عليه أخونا الفاضل المسدد خباب الحمد -حفظه الله-بما فيه كفاية , لكن لابأس من بعض الفوائد الإضافيّة:
أولا- قال الحافظ ابنُ حجر في لسان الميزان عن سعيد بن أبي هلال: (ثقة ثبت ضعفه ابنُ حزم وحده) وهذا القول صحيح باستقراء كلام أئمة الحديث فأشدهم تشدداً كأبي حاتم رحمه الله لم يضعفه وكذا من خصص كتباً في بيان حال الضعفاء كابن عدي ونحوه لم يذكره في الضعفاء, ومعلوم أن "أبو عرفة" ليس من أهل الحديث بحيث يحق له ترجيح قول أبي محمد بن حزم الذي شذ فيه ,إلا أنه وافق هوى في نفسه فجنح لقوله,
ثانيا-لو ثبت- جدلاً- ما رماه به ابن حزم من دعوى التخليط ونسبه لأحمد وابن معين -ولا تصح النسبة إليهما لأنه قول مرسلٌ منه غير مسند -, لم يكن ذلك قاضيا برد الحديث, وإلا رددنا جملة كبيرة من أحاديث البخاري ومسلم مما أجمع العلماء على صحتها, ولم يعد يخفى على المبتدئين في الحديث أن البخاري ومسلماً يخرجان أحاديث ,في أسانيدها من تكلم فيهم, بسبب تمييزهما لصحيح ما رووه من ضعيفه, ومن ذلك التفريق بين ما كان قبل التخليط وبعده ,ومع هذا فلم يرمه الإمام البخاري بالتخليط, لم يذكره بشيء من ذلك في تواريخه مع كونه تكلم في رجال خرج لهم في نفس صحيحه , وقد اتفق الحفاظ على الاحتجاج بحديث سعيد بن أبي هلال كما أسلفت, والذين صنفوا في تعقب البخاري كالدارقطني لم يذكروا هذا الحديث, فصحة الحديث لا شك فيها من أي وجه , وقد اتفق البخاري ومسلم على صحته, واتفق من بعدِهم أهلُ الحديث على أن ما اتفقا عليه من أعلى رتب الصحيح
قال الحافظ العراقي في ألفيته:
وأرفعُ الصحيحِ مرويُّهما .. ثم البخاريِّ فمسلمٍ فما
.. إلخ, ثم اعلم أن الإمام ابن حزم حاول رد الحديث -غفر الله له-لأنه "جهمي جلد" في مبحث الأسماء الصفات كما قال الحافظ ابن عبدالهادي ,
كما فعل في حديث المعازف ليوافق مذهبه في دعوى الجواز , ومع أن كلامه في حديث هشام ابن عمار عن المعازف أقوى منطقاً وأوجه إلا أنه مما رده عليه أكابر الحفاظ وبينوا غلطه فيه وتناقضه كما بينوا زلة أي إمام حين يخطيء أو يشذ, والمقصود بيان تأثر نفسية العالم على أحكامه في التصحيح والتضعيف والفتاوى عامة لاسيما إذا ولج إليها بعقيدة ما مخالفة لطريقة أهل السنة.
والحاصل أن هذا الحديث صحيح باتفاق المحدثين لا مغمز فيه بوجه من الوجوه ..
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 10:11]ـ
أخي الفاضل با عمير,,وبارك الله فيك وفي أهلك
وقد ادعى الدكتور على أخينا خباب أنه كذب ودلس, في مماحكات لا حاجة لتعقبه فيها
ويكفي أن نقول له:السياق محكّم في فهم الكلام, فإذا قلت لشخص: من يقول بعدم الصفات فهو حمار , وفي نفس الجملة ذكرت اسم "أبو عرفة" وذكرت كلامه الذي ينفي فيه الصفات, ففي هذا الموطن يستوي الذكي والغبي في الفهم:أن السبة تنال "أبو عرفة"
وهو ما فعله-حسبما أذكر-, مع الشيخ الفقيه العثيمين -رحمه الله تعالى ونور ضريحه- , فلا يقال إن الشيخ خباب والحالة ما ذكرت لك ,قد دلس وكذب
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 06:00]ـ
اخي الحبيب بارك الله فيكم و نفع بكم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Feb-2010, مساء 10:23]ـ
.... ثم اعلم أن الإمام ابن حزم حاول رد الحديث -غفر الله له-لأنه "جهمي جلد" في مبحث الأسماء الصفات كما قال الحافظ ابن عبدالهادي ,
كما فعل في حديث المعازف ليوافق مذهبه في دعوى الجواز , ومع أن كلامه في حديث هشام ابن عمار عن المعازف أقوى منطقاً وأوجه إلا أنه مما رده عليه أكابر الحفاظ وبينوا غلطه فيه وتناقضه كما بينوا زلة أي إمام حين يخطيء أو يشذ, والمقصود بيان تأثر نفسية العالم على أحكامه في التصحيح والتضعيف والفتاوى عامة لاسيما إذا ولج إليها بعقيدة ما مخالفة لطريقة أهل السنة.
...
لنتق الله فيما ننسبه للأئمة حماة الدين والذابين عن نصوص الشرع
فابن حزم عندما يخطئ فخطؤه عن اجتهاد وليس لهوى أو تقليد أو تعصب كما هو حال بعض مخالفيه!
فهو بشهادة الخصوم أمين في نقله وحكايته لمذهب خصمه فكيف يرد النص لهوى؟
وكلامه هذا كان من أوائل ما ألف فلعله تراجع عن ذلك كما ذكر في كتابه تهذيب الأخلاق عبارة (صفات الرحمن) وهذا الكتاب من أواخر ما ألف
والأمر ينبغي أن يبحث ويحقق القول فيه
غفر الله لك هذا التطاول ولا تعد إليه.
أما اتهامك له بالجهمية نقلاً عن البعض فليس هذا موضع الرد عليها.(/)
العلمانيون واللبراليون والهزء بالعقل البشري
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[06 - Jan-2010, صباحاً 08:15]ـ
إن كان شيءٌ يستجلب العَجبَ، فلا شيءَ أعجبُ من أناس يسخرون من عقولهم وعقولِ غيرهم، ويهزؤون بها - وإلى هنا ليس هذا بعَجب في زماننا العجيب - لكنَّ العجب أن تكون سخريتُهم وهزؤهم باسمِ العقل والتفكير، والتنوير والعِلم ... إلخ.
ويتجلَّى هذا الهزءُ، وتلك السخرية في موقف هؤلاء العلمانيِّين والليبراليِّين من القضايا الكبرى، وعلى رأسها قضية وجودِ هذا الكون وما فيه، فأولئك المتخلِّفون عقليًّا يصفعون البشريةَ صفعةً قويَّة على وجه تفكيرها وتعلُّقها، وتحضُّرها ورقيّها، عندما يزعمون أنَّ كل هذا الإتقانِ، وهذه الرَّوعة والإحكام، والدِّقة والاتزان، فينا وفي كلِّ شيء مِن حولنا - هو صنيعُ الصدفة، والصدفة البحتة، التي أوجدتْ وأبدعت، ووازنتْ وراعت القوانين الرِّياضية، والمعادلات الكيمائيَّة والفيزيائية في كلِّ ذرَّة من كلِّ مخلوق وموجود في هذا الكون!!
وإذا كان كلُّ عقلاء الكرة الأرضيَّة - دعْ عنك العلماء والمفكِّرين والمثقَّفين - لا يصدِّقون، بل ولا يتصوَّرون وجودَ محطَّة صغيرة لتوليد الكهرباء في قرية ريفيَّة بمحض الصُّدفة، دون وجود مهندسين قاموا بإنشائها، فـ (بنو جهلان)، و (بنو ليبرال) - لفرْطِ ذكائهم فوقَ كلِّ البشر - يتصوَّرُن هذا وأكبر منه!
إنَّ العِلم يُحدِّثنا فيقول:
إنَّه يحدُث في الخلية الكبديَّة الواحدة ما يَقرُب من خمسمائة تفاعُل كيميائيٍّ مختلف، وإلى الآن من الصَّعب تقليدُ كثير من هذه العمليات التي تتمُّ بأسلوب رفيع المستوى، في خلال واحد من ألْف من الثانية.
الكبد يُحوِّل الغذاء الذي نتناوله بشهية إلى موادَّ حسبَ احتياجات جسدِنا، ويُخزِّن الباقي؛ لذا فإنَّ بلايين الخلايا الموجودة في الكبد تعمل بنفس الوعْي والعِلم، دون الوقوع في أخطاء منذُ بداية الخليقة إلى يومنا هذا.
ويقول أيضًا:
هناك آلافُ الأوامر تنطلق وتُعطَى مِن وإلى الخلايا في أجسامنا، فعندما نتعرَّض لنوع من الإثارة ونشعر بالخوف، ففي الحال تتحفَّز الخلايا العصبية وتُصدِر أوامرَها العصبية مباشرةً إلى الهدف، الذي هو غُددٌ موجودة فوقَ الكُلى دون أن تضلَّ الطريق، فتحرك هذه الغدد، عندما تصل الرِّسالة إلى هذه الغُدد تفرز (هرمون) يُسمَّي الأدرينالين ( Adrenalin)، تتمثَّل وظيفتُه في جعْل الجسم في حالة طوارئ منذُ أن يختلط بالدَّم، فيمنع حركةَ أعضاء الجهاز الهضمي، ويتوقَّف سيرُ الحركة الهضميَّة، وبذلك تتجه كميةُ الدم التي تشارك في عملية الهضم إلى الأعصاب لتقويتِها، وفي نفس الوقت تَزيد دقَّاتُ القلب وضغط الدم، هذا ما يُحقِّق الطاقة الزائدة للعضلات، كما تَزيد من تغذية عدسات العيون بالأوكسجين لزيادة كفاءتِها، وزيادة حساسيتها لإنذارات الضَّوْء، وعند اجتماع كلِّ هذه العوامل في إنسان واحد يكون بكفاءة عالية جدًّا، وعلى استعداد لمواجهة جميعِ المواقف، سواء كانت هُروبًا أم دفاعًا أم هجومًا.
إنَّ خلايا الأعصاب تتكوَّن من ذرَّات ميِّتة لا شعورَ لها، ولا يمكن لهذه الذرَّات أن تدركَ ما يحتاجه الجسم، فهي تبعث الرِّسالة المناسبة إلى الأماكن المتعلِّقة بالموضوع، والأماكن التي وصلتْها الرِّسالة تتكوَّن أيضًا من ذرَّات لا شعورَ لها ولا إحساس، ورغم كونها كذلك تَفهم مضمونَ الرِّسالة، وتنتج (الهرمون) المناسب، وفي الحال يَعرِف هذا (الهرمون) بوعيٍ وإدراك كاملٍ هدفَ إنتاجه، ثم يذهب إلى الأعضاء المستهدفة، ويُحوِّلها إلى حالة طارئة.
ويُحدِّثنا العلم عن إحدى المعادلات التي تحدُث في أجسامنا، فيقول:
إنَّ الأنسولين ( Insulin) - وهو أحدُ (الهرمونات) التي لا غِنى للإنسان عنها، فعندَ عدم إفراز هذا (الهرمون)، فإنَّ نسبة السُّكر في الدم تختلُّ وتكون غير متوازنة، ممَّا يؤدِّي بالإنسان المصابِ إلى الذَّهاب في غيبوبة سكر - إنَّ هذا الأنسولين المهمُّ جدًّا للجسم هو البروتين الذي يتكوَّن من 51 حامض أميني متجمِّعة بترتيب معيَّن، ويظهر في شكل أسماء مكتوبة داخلَ دائرة، وهي الحوامضُ الأمينيَّة المكوِّنة للأنسولين، وأيُّ تغيُّر يسيرٍ في هذا الترتيب للحوامض الأمينيَّة يتسبَّب في عدم القيام بوظيفة الأنسولين، كما ينبغي أن تكون.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ أيَّة معادلة يراها الإنسان مكتوبةً على ورقة - لا بدَّ أن يظنَّ أنَّها لم تكتبْ من تلقاء نفسها، بل هناك مَن كتبها، (فهرمون) الأنسولين له معدَّل ثابت، وهذا المعدَّل يُفرز بصورته الثابتة في جميع البشر منذ بداية الخليقة حتى الآن، ممَّا يعدُّ أكبرَ دليل على أنَّ الأنسولين لم يظهر على مَرِّ الزمان بالصدفة العشوائية، ولا يستطيع أن يُجعل مقدارُ إنتاج هذا (الهرمون) بنفس المعدَّل في مليارات البشر، إنَّ هذا الإدعاء يُخالِف العِلم والعقل والمنطق.
إنَّ الله وحده هو الذي خلق الأنسولين بهذا المعدَّل في جسم الإنسان، وحدَّد مميزاتِه التي يمتلكها، وأوجدَه داخل الإنسان منذُ بدء الخليقة.
وعن الكون الخارجي يتكلَّم العِلم فيخبرنا:
أنَّ كوكب المشتري أكبرُ من الأرض بـ 1300 مرَّة، وكوكب المشتري العملاق يعتبر قزمًا أمامَ الشمس، التي تكبر الأرض بـ 1,300,000 مرَّة، وتبقى الشمس العظيمة المهيبة نجمًا متواضعًا عندَ مقارنتها بنجوم أخرى، فنجم الشِّعرى اليمانية Sirius ألمع نجم في السماء، ويكبر شمسَنا بنحو 8 مرات، (الشِّعرى أكبر من الأرض بـ 10 مليون مرَّة، أما نجم الهنعة Pollux فهو أكبرُ من شمسنا بنحو 512 مرَّة، وأكبر من أرضنا بـ 663 مليون مرة.
أمَّا نجم السماك الرامح Arcturus فأكبرُ من شمسِنا بـ 30 ألف مرَّة، وأكبر من أرضنا بـ 40 بليون مرة، أمَّا نجم رجل الجوزاء Rigel فهو أكبر من شمسِنا بـ 343 ألف مرَّة، وأكبر من أرضنا بـ 400 بليون مرة.
أمَّا نجم بيت الجوزاء Betslgeuse، فأكبرُ من شمسنا بـ 274 مليون مرَّة؛ لذا فهو أكبرُ من أرضنا بـ 355 ترليون مرَّة.
والنجم الأحمر العملاق المسمى أنتيرس Antares ( قلب العقرب) يكبر الشمس بـ 343 مليون مرَّة، ويبعد عنا 600 سنة ضوئية (5,676,480,000,000,000كم)، وأكبر نجم مكتشف حتى الآن هو VY Canis Majoris، ويبعد عنَّا 5 آلاف سنة ضوئيَّة، ويفوق الشمس حجمًا بـ 9,261,000,000؛ أي: 9 بليون و261 مليون مرَّة.
ويُقدِّر العلماء طول مجرَّة التبانة بـ100,000 سنة ضوئية؛ أي: ما يعادل 945,424,051,200,000,000 كم (تسعمائة وخمس وأربعين كوادرليون وأربعمائة وأربع وعشرين تريليون، وإحدى وخمسين بليون، ومائتين مليون كم)، ويقدر عدد نجومها بين 200 - 400 بليون نجم، وفي السماء الدنيا بلايين المجرَّات، وكلُّ مجرة تحتوي على بلايين النجوم.
هذه شذراتٌ من كلام المختبر والمعمل، والمجهر والتلسكوب، ومركبات الفضاء تُثبِت لكلِّ ذي لبٍّ وجودَ الخالق وإحداثَه للكون بإرادة وحِكمة، ودقَّة وإبداع، لكنْ (بنو جهلان) و (بنو ليبرال) يقولون عن هذا وأمثاله: هو مِن الصُّدفة السحريَّة التي لها القوَّة الخارقة على فعْل كلِّ شيء.
يعيشُ الإنسان على هذه الأرض منذُ آلاف السنين، ولم يرَ يومًا من الأيَّام صدفة (بني علمان وبني ليبرال) قد جاءتْ فبَنتْ له بيتًا، أو أنشأت له حديقة، فضلاً عن أن تكونَ أهدتْه ناطحةَ سحاب، أو مصنعًا للملابس، أو مُفاعلاً نوويًّا!
وإذا كان بنو الإنسان لم يَعرِفوا ولم يؤمنوا به، فهُم أحرارٌ في ذلك، أمَّا (بنو علمان وبنو ليبرال) فلفرطِ ذكائهم، واتِّساع دائرة تفكيرهم؛ يؤمنون بذلك، وإن أنكرَه كلُّ بني آدم، فلِبَني الإنسان عقولُهم، و (لبني علمان وبني ليبرال) عقولهم، والصُّدفة (السِّحرية) لم تسوِّ بين عقول هؤلاءِ العباقرة، وبين عقولنا - معشرَ المساكين (بني الإنسان)!
فمِن عبقرية (بني علمان وبني ليبرال) أنَّهم رأوا اللاَّمعقول ممكنًا، بل واجبًا، ورأوا الممكن العقليَّ مستحيلاً، فمتى حدَّثهم بنو الإنسان عن معجِزات الرُّسل أو أمور الغيب (التي هي داخلةٌ في الإمكان العقلي عندَ بني الإنسان)، أشاح (بنو علمان وبنو ليبرال) بوجوههم: أنَّ هذا تخريف يُحلِّيه العقل (يقصدون بلا ريب عقولَهم هُم)!!
ولكنَّ الجنون لَمَّا لم يكنْ على درجة واحدة؛ فإنك لا تجد كلَّ (بني علمان وبني ليبرال) على هذه الشاكلة واللَّوْثة العقليَّة والتفكيريَّة؛ فمِن (بني علمان وبني ليبرال) مَن هو كافر بـ (الصدفة السحرية)، موافقٌ لبني آدم في الإقرار بوجود إلهٍ خالق لهذا الكون، لكن هذه الثُّلَّة من (بني علمان وبني ليبرال) لم تنجُ من التأثُّر بمرض (المناخوليا) الموجود عند إخوانِهم الملحدين، فهم يقولون عن حِكمة هذا الخالق وروعةِ إبداعه، ودقَّة صُنعِه: أنَّها وقفتْ عند حدود خلْق هذا الكون، وتسخيره للإنسان فحسبُ، أمَّا أن يتدخل فيشرع للناس أحكامًا تضبط وجودَهم في هذا الكون وتُنظِّمه، فهذا ما لا يُسلِّم به عقلاء (بني جهلان وبني ليبرال).
وقد يتحذلَقُ بعضُهم فيقول:
إنَّ شرْع الخالق الحكيم العليم وأحكامه كان صالحًا، لكن إلى ما قبل عصر الاكتشافات العلميَّة وتكنولوجيا المعلومات، والذرة ومركبات الفضاء!
وأفٍّ لما يقولون!! أيعجز هذا الخالقُ العظيم المبدِع، الذي أبدع كلَّ هذه النواميس الطبيعيَّة بهذه الدَّرجة من الإحكام والتوازن، بحيث كان الكونُ، ولم يزل يسيرُ عليها منذُ ملايين السِّنيين دون خلل أو اضطراب - أيعجزُ عن أن يضعَ لعباده بعضَ تشريعات تنظِّم حياتَهم، وتكون صالحةً لكلِّ زمان ومكان؟!
وصَدَق الله إذ يقول: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67].
إنَّ على هؤلاءِ المرضى العقليِّين أن يبحثوا عن أطبَّاء يعالجونهم من هذه (الهلاوس)، فإن لم يفعلوا، فليكفُّوا عن إسماع بني الإنسان هذه التخريفاتِ التي يُزعجونهم بها ليلَ نهارَ، كما أنَّ عليهم - إن كان عندَهم بقيَّة من ضمير، ومحالٌ أن يكون هناك ضميرٌ لِمَن لا عقلَ له - عليهم أن يتركوا الثرثرةَ باسم العِلم والعقل، فهُم أعدى أعدائهما وأخونُ الناس لهما.
-----
مقالة لأخيكم نشرها موقع الألوكة على هذا الرابط
http://www.alukah.net/articles/1/7144.aspx
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مروان]ــــــــ[06 - Jan-2010, صباحاً 11:10]ـ
فخر عليهم السقف من تحتهم.
لا عقل ولا نقل.:)
ـ[أم الفضل]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 04:41]ـ
جزيت خيرا
في أبيات تحكي قريبا من هذه المعاني كتبها د/ عبدالله الهذيل حفظه الله
يقول:
رأيته ... في سن شبابه، لكن وجهه ككهل ضارب في الزمان دهرا طويلا، ساورته الشكوك،وأحاطت به الوساوس، وتمزق قلبه بضيق حيرة تفت الحصى ... فهرب إلى ما زاد الأسى مآس ... ألحد وأنكر خالقه الذي سواه وعدله!! وظن في الإلحاد تسكين نفس، وإخماد نارأحرقت فؤاده! فإذا هو يدرك أنه كالمستجير من الرمضاء بالنار، ويعترف أن الإلحادما زاده إلا عذابا، فكيف لنفسه أن تقنع وتصدق أنه خلق من غير شيء! وأن وجوده بلاهدف ولا إلى غاية! فرجع ... لكن إلى أين؟ إلى الشكوك المظلمة والحيرة القاتلة ...
فكتبت إليه هذه الكلمات لعلها تلامس جرحا ليبرأ، وترسم صورة المعنى الجميل الذي يملأ الآفاق من حولنا لتكسر الكف التي تحجب العين أن تراه ... فإليه أقول:
إلامَ تعذب نفسك
وتبتاع بالشك بؤسك
وترفض معنى جميلا
يسطر في الأفق أُنسك
أراك إلى التيه تمضي
وتبني بكفك حبسَك
وتركض نحو سراب
تمد وما فيه ممسك
وترضى من العيش ذلا
يزيد أساك ويأسك
وتبقى أسير ظلامٍ
إليه تُطأطئ رأسك
فما للعيون حيارى؟
ومالك غيبت شمسك؟
وما للفؤاد عليلٌ؟
وماذا دهاك ومسَّك؟
أفي الله شكٌّ تعالى
وكلٌّ له قد تَنَسَّك
كريم حكيم عليم
بصير ويسمع همسك
رحيم فلا شيء إلا
برحمته يتمسك
فيفتح إن شا عطاءً
وعدلاً إذا شاء أمسك
فمن ذا براك ضعيفا؟!
ومِن بعدُ أعطاك بأسك
ومِن بعدُ عدت ضعيفا
تدور رحاك وتُمْسَك
وآتاك من كل سُؤلٍ
وأسبغ بالخير لِبسَك
وآلاؤه ليس تحصى
تَعُدُّ وتُخطئُ حَدْسَك
أتغفل عن كل ماضٍ؟
ويومُك أنساك أمسَك!
لمهْ كل هذا التعامي؟
لماذا تكابر حسك؟
أفق فالليالي قصار
قريبا توسد رمسك
وتبقى وحيدا وما عاد يجديك قرعُك ضرسَك
وخذه لسان محب
نصوح وإن نال عبسك
جمال الحياة يقينٌ
ضياه يبدّدُ دَمْسَك
يعيد سماءك صفواً
وبالصفوِ يملأ كأسك
وتبدأ غرسا جميلاً
وفي الغد تحمد غرسَك
كفاك أسىً وتجنٍّ
فقد أرهق الشك نفسك
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 08:01]ـ
جزاكِ الله خيرا على هذه الإضافة الطيبة!(/)
العذر بالجهل عند الشيخ العثيمين من الشرح الممتع ...
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 01:35]ـ
العذر بالجهل عند الشيخ العثيمين من الشرح الممتع
@ قوله: «وَمَنْ جَحَدَ وجُوبها كَفَرَ»، أي: وجوبَ الصَّلاة المُجمع على وجوبها وهي: الصلوات الخمس والجُمُعة فهو كافر؛ لأنَّه مكذِّبٌ لله ورسوله وإجماع المسلمين القطعيِّ، وحتى لو جَحَدَ وجوبها وصلَّى، وكذا لو جَحَدَ وجوبَ بعضها، وكذا لو جَحَدَ وجوبَ ركعة واحدة، فإنَّه يكفر.
وكذا لو جَحَدَ وجوبَ رُكْنٍ واحد فقط، كفر إذا كان مُجمَعاً عليه. واستثنى العلماءُ من ذلك: ما إذا كان حديثَ عهدٍ بكفر وجَحَدَ وجوبها، فإنَّه لا يكفر، لكن يُبيَّنُ له الحق، فإذا عُرض له الحقُّ على وجهٍ بَيِّنٍ ثُمَّ جَحَدَ كفر. وهذه المسألة التي استثناها العلماء تُبَيِّنُ أنَّه لا فرق بين الأمور القطعيَّة في الدِّين وبين الأمور الظنِّيَّة في أنَّ الإنسان يُعْذَر بالجهل فيها، وهذه المسألة - أعني العذر بالجهل مهمَّةٌ تحتاج إلى تثبُّتٍ حتى لا نُكفِّر من لم يَدُلَّ الدَّليل على كفره. (كتاب الصلاة 2/ 18)
@ أن يقول: ليس علي زكاة، وهي غير مفروضة، ومعنى مقارن أن يجحد الزكاة حين المنع، فإن منعها على هذا الوجه "كفر عارف بالحكم" أي: أنه يكفر إذا جحد الزكاة وهو يعلم أنها واجبة، وذلك لأن وجوب الزكاة مما يعلم بالضرورة من دين الإسلام، فكل مسلم يعلم أن الزكاة واجبة، فإذا جحد ذلك كفر.
وهنا قيد المؤلف - رحمه الله - الكفر بأن يكون عارفاً بالحكم، فعلم من كلامه أنه لو جحد وجوبها جاهلاً فإنه لا يكفر؛ لأن الجهل عذر بالكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين في الجملة؛ أي: ليس في كل الصور.
وذلك لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15] وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4]، وقال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} إلى قوله: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 163 - 165] فدل هذا على أنه لو لم يرسل رسلاً إلى الخلق فلهم حجة على الله؛ لأنهم معذورون، وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59]، وقال الله تعالى عن قريش: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [طه: 134].
وقال النبي e: " إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، والنصوص الدالة على أن الجهل عذر كثيرة جداً.
ولكن هل تقبل دعوى الجهل من كل أحد؟
الجواب: لا، فإن من عاش بين المسلمين، وجحد الصلاة، أو الزكاة، أو الصوم، أو الحج، وقال: لا أعلم، فلا يقبل قوله؛ لأن هذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام؛ إذ يعرفه العالم والعامي، لكن لو كان حديث عهد بالإسلام، أو كان ناشئاً ببادية بعيدة عن القرى والمدن، فيقبل منه دعوى الجهل ولا يكفر، ولكن نعلمه فإذا أصر بعد التَّبيين حكمنا بكفره، وهذه المسألة - أعني مسألة العذر بالجهل - مسألة عظيمة شائكة، وهي من أعظم المسائل تحقيقاً وتصويراً.
فمن الناس من أطلق وقال: لا يعذر بالجهل في أصول الدين كالتوحيد، فلو وجدنا مسلماً في بعض القرى أو البوادي النائية يعبد قبراً أو ولياً، ويقول: إنه مسلم، وإنه وجد آباءه على هذا ولم يعلم بأنه شرك فلا يعذر.
والصحيح أنه لا يكفر؛ لأن أول شيء جاءت به الرسل هو التوحيد، ومع ذلك قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15] فلا بد أن يكون الإنسان ظالماً، وإلا فلا يستحق العذاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع أنكره شيخ الإسلام، وهذا التقسيم لم يحدث إلا بعد القرون المفضلة في آخر القرن الثالث، وقال شيخ الإسلام: كيف نقول: إن الصلاة من الفروع؟! - لأن الذين يقسمون الدين إلى أصول وفروع يجعلون الصلاة من الفروع - وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وكذا الزكاة، والصوم، والحج، كيف يقال: إنها من الفروع؟!
ولكن قد لا يعذر الإنسان بالجهل، وذلك إذا كان بإمكانه أن يتعلم ولم يفعل، مع قيام الشبهة عنده، كرجل قيل له: هذا محرم، وكان يعتقد الحل، فسوف تكون عنده شبهة على الأقل، فعندئذٍ يلزمه أن يتعلم ليصل إلى الحكم بيقين.
فهذا ربما لا نعذره بجهله؛ لأنه فرط في التعليم، والتفريط يسقط العذر، لكن من كان جاهلاً، ولم يكن عنده أي شبهة، ويعتقد أن ما هو عليه حق، أو يقول هذا على أنه الحق، فهذا لا شك أنه لا يريد المخالفة ولم يرد المعصية والكفر، فلا يمكن أن نكفره حتى ولو كان جاهلاً بأصل من أصول الدين، فالإيمان بالزكاة وفرضيتها أصل من أصول الدين، ومع ذلك لا يكفر الجاهل.
وبناءً على هذا يتبين حال كثير من المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية الذين يستغيثون بالأموات، وهم لا يعلمون أن هذا حرام، بل قد لُبِّس عليهم أن هذا مِمَّا يقرب إلى الله، وأن هذا وليٌّ لله وما أشبه ذلك، وهم معتنقون للإسلام، وغيورون عليه، ويعتقدون أن ما يفعلونه من الإسلام، ولم يأت أحد ينبههم، فهؤلاء معذورون، لا يؤاخذون مؤاخذة المعاند الذي قال له العلماء: هذا شرك، فيقول: هذا ما وجدت عليه آبائي وأجدادي، فإن حكم هذا الأخير حكم من قال الله تعالى فيهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 22].
فإن قيل: كيف يعذر هؤلاء ولم يعذر أهل الفترة، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "أبي وأبوك في النار"؟ فيقال: أهل الفترة ليس لنا أن نتجاوز ما جاءت به النصوص، ولولا أن الرسول e قال: إن أباه في النار، لكان مقتضى القاعدة الشرعية أنه لا يعذب، وأن يكون أمره إلى الله، كسائر أصحاب الفترة، فإن القول الراجح أن أصحاب الفترة يمتحنون يوم القيامة بما شاء الله، أما هؤلاء فإنهم يعتقدون أنهم على الإسلام ولم يأتهم من يعلمهم، بل قد يكون عندهم من علماء الضلالة من يقول: إنَّ ما هم عليه هو الحق.
إذاً لا بد أن يكون الجاحد لوجوب الزكاة عارفاً بالحكم، فإن جحدها وهو عارف بالحكم صار كافراً، وإن كان جاهلاً وعلمناه وبينا له النصوص وأصر على ما هو عليه، فحينئذٍ يكون كافراً؛ لأنه عالم بالحكم.
وعلى هذا يتبين لنا أنه لا يشترط الإقرار بالحكم، فإذا بلغه الحكم على وجه واضح بين، فقد قامت عليه الحجة سواء أقر أم أنكر، حتى ولو أنكر فإن ذلك لا ينفعه، ولا يرفع عنه الحكم؛ وإلا لكان فرعون الذي أنكر رسالة موسى u مع إقراره بها في باطن نفسه - مؤمناً محقاً، ولكنه ليس كذلك، فالشرط هو بلوغ الحجة على وجه يتبين به الأمر، فإذا بلغ الإنسان ذلك، فإن إقراره بها ليس بشرط، فيحكم بكفره ولو لم يقر بها.
وإذا أخبرناه فأصر على أنها ليست واجبة، ولكنه يخرجها على أنها تطوع، فإنه يكفر وعلى هذا فإن قول المؤلف: "ومن منعها جحداً لوجوبها" ليس قيداً في الحكم؛ لأن المدار على الجحود، فإذا جحد الوجوب وهو عارف بالحكم، كفر سواء أخرجها أم لم يخرجها.
وقد قيل للإمام أحمد رحمه الله: إن فلاناً يقول في قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (النساء:93): "إن ذلك فيمن استحل قتل المؤمن"، فتبسم الإمام أحمد رحمه الله وقال: "إذا استحل قتل المؤمن فهو كافر، سواء قتله، أم لم يقتله"!! فتبقى الآية لا فائدة منها؛ لأن الآية علقت الحكم على وصف دون هذا الوصف الذي ذكره هذا القائل وهو الجحود.
والذين قالوا: إن النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة محمولة على من تركها جحداً لوجوبها، نقول لهم: إن الذي جحد وجوب الصلاة كافر ولو صلى، فلم تعتبرون وصفاً لم يشر إليه الدليل، وتتركون وصفاً علق عليه الحكم؟ فهذه جناية على النص من وجهين هما:
الأول: إلغاء ما اعتبره الشرع وصفاً موجباً للحكم.
الثاني: استحداث وصف لم يكن في النص.
وهذا البلاء يأتي كثيراً من العلماء؛ لأنهم اعتقدوا قبل أن يستدلوا فحاولوا ليَّ أعناق النصوص إلى ما يعتقدون، أو يكون المستدل قد استعظم الأمر كيف يكفر تارك الصلاة، وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويؤمن باليوم الآخر، فيحاول أن يُحَرِّفَ النصوصَ من أجل استعظامه أن يكفر. (كتاب الزكاة 6/ 119_124)
@ فإن قال قائل: الرجل الذي جاء إلى الرسول e أليس جاهلاً؟
فالجواب: هو جاهل لما يجب عليه، وليس جاهلاً أنه حرام، ولهذا يقول "هلكت"، ونحن إذا قلنا إن الجهل عذر، فليس مرادنا أن الجهل بما يترتب على هذا الفعل المحرم، ولكن مرادنا الجهل بهذا الفعل، هل هو حرام أو ليس بحرام، ولهذا لو أن أحداً زنى جاهلاً بالتحريم، وهو ممن عاش في غير البلاد الإسلامية، بأن يكون حديث عهد بالإسلام، أو عاش في بادية بعيدة لا يعلمون أن الزنى محرّم فزنى فإنه لا حدّ عليه، لكن لو كان يعلم أنّ الزنى حرام، ولا يعلم أن حده الرجم، أو أن حده الجلد والتغريب، فإنه يحد لأنه انتهك الحرمة، فالجهل بما يترتب على الفعل المحرم ليس بعذر، والجهل بالفعل هل هو حرام أو ليس بحرام، هذا عذر. (كتاب الصيام 6/ 261)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 07:16]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين.
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 06:21]ـ
آمين يارب العالمين ...................(/)
الصحوة الغافلة!
ـ[ابن خويز]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 02:12]ـ
هل سوق التزكية سوق كاسد؟
هل بضاعة الوعظ باتت مزجاة؟
هل صرفتنا الوسائل والكلمات عن الغايات والثمرات؟
هل ضاع الشاب المسلم بين أوراق الكتاب وبريق العنوان؟
هل أفني الوقت في تحرير الردود و تحقيق الشاذ من أوجه البيان؟
أم هل عكفنا على قلوبنا لنؤدبها بما علمنا، ولنطهرها بما وعينا؟
هل نحزن إن مرت بنا صلاة بلا خشوع بل وفيض دموع كما نحزن إن فاتتنا قراءة كتاب وقلوبنا تمر على مواقع الوعظ فيه مر السحاب؟
هلا أعطيت لما قاله ابن الجوزي سمعك فلربما بكت عينك-من باب المجاورة-:
قال رحمه الله: ذكر تلبيسه عليهم بادخالهم في الجدل كلام الفلاسفة واعتمادهم على تلك الأوضاع: ... "ومن ذلك أنهم جعلوا النظر جل اشتغالهم ولم يمزجوه بما يرقق القلوب من قراءة القرآن وسماع الحديث وسيرة الرسول –عليه الصلاة والسلام- وأصحابه ومعلوم أن القلوب لا تخشع بتكرار إزالة النجاسة والماء المتغير وهي محتاجة إلى التذكار والمواعظ لتنهض لطلب الآخرة ومسائل الخلاف وإن كانت من علم الشرع إلا أنها لا تنهض بكل المطلوب، ومن لم يطلع على أسرار سير السلف وحال الذي تمذهب له لم يمكنهم سلوك طريقهم وينبغي أن يعلم أن الطبع لص فإذا ترك مع أهل هذا الزمان سرق من طبائعهم فصار مثلهم فإذا نظر في سير القدماء زاحمهم وتأدب بأخلاقهم وقد كان بعض السلف يقول حديث يرق له قلبي أحب إلي من مائة قضية من قضايا شريح وأنما قال هذا لأن رقة القلب مقصودة ولها أسباب ومن ذلك أنهم اقتصروا على المناظرة وأعرضوا عن حفظ المذهب وباقي علوم الشرع فترى الفقيه المفتي يسأل عن آية أو حديث فلا يدري وهذا عين فأين الأنفة من التقصير ومن ذلك أن المجادلة إنما وضعت ليستبين الصواب وقد كان مقصود السلف المناصحة بإظهار الحق وقد كانوا ينتقلون من دليل إلى دليل وإذا خفي على أحدهم شيء نبهه الآخر ... "
وقال بعد ذلك: "ومن تلبيسه عليهم، أن يحسن لهم ازدراء الوعاظ ويمنعهم من الحضور عندهم، فيقولون من هؤلاء قصاص، ومراد الشيطان أن لا يحضروا فِي موضع يلين فيه القلب ويخشع والقصاص لا يذمون من حيث هذا الاسم، لأن الله عز وجل قَال: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ" سورة يوسف آية 3، وقال: "فَاقْصُصِ الْقَصَصَ" سورة الأعراف آية 176، وإنما ذم القصاص، لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد، ثم غالبهم يخلط فيما يورده، وربما اعتمد على ما أكثره محال، فأما إذا كان القصص صدقا ويوجب وعظا، فهو ممدوح، وقَد كان أحمد بْن حنبل، يقول: مَا أحوج الناس إِلَى قاص صدوق ... ".
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 11:46]ـ
جزاك الله خيرا(/)
اليهود والبحر الأحمر؟!
ـ[أبو فهد الأحمد]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 02:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع ضمن مجلة البيان شهر ذو القعدة 1430 عدد 267 للأستاذ أحمد أمين الشجاع. قمت باختصاره، وجعلته على شكل نقاط " البحر الأحمر في العقيدة والسياسة الصهيونية "، وهذا الموضوع يجعل القارئ يدرك بعضاً من حقيقة الصراع الحاصل في المنطقة، ويجيب على بعض التساؤلات التي تنقدح في ذهن البعض.
البحر الأحمر في العقيدة والسياسة الصهيونية
* بعد العدوان الصهيوني الأخير على غزة زاد النشاط العسكري الدولي في البحر الأحمر والبحر المتوسط أيضاً؛ بحجة منع وصول السلاح إلى حماس، وفجأة تعلن القوات الدولية عن اعتراض شحنات أسلحة في البحر الأحمر والبحر المتوسط كانت قادمة من إيران ومتوجهة إلى غزة. وأثناء الحرب اتهمت الدولة الصهيونية اليمن بتهريب صواريخ غراد الصينية إلى غزة عَبْر القرن الإفريقي، ومن هناك إلى السودان ثم مصر ثم غزة. وقد نشرت وسائل الإعلام المختلفة في مارس الماضي خبر العدوان الصهيوني على قافلة شاحنات في السودان بزعم أنها كانت تحمل أسلحة جاءت من إيران ومتوجهة إلى غزة عبْر اليمن والسودان، وجاء تسريب هذا الخبر في ذروة الأزمة المشتعلة حول دارفور وتزايد الضغوط الغربية على السودان!!.
* يقول رئيس الوزراء الصهيوني - آنذاك - أولمرت: «لا يوجد مكان لا تستطيع دولة إسرائيل العمل فيه»؟!.
* وفي بداية سنة 2002م أعلنت الدولة الصهيونية عن اعتراضها لسفينة محمَّلة بأسلحة في البحر الأحمر؛ كانت قادمة من إيران ومتوجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات حسب ادعاءات اسرائيل.
* وفي حرب لبنان منتصف 2006م أعلنت قوات دولية في البحر الأحمر عن اعتراضها لشحنات أسلحة إيرانية كانت متوجهة إلى حزب الله.
* والإعلان عن اعتراض شحنات الأسلحة السابقة يأتي في كل مرة خلال ذروة الأحداث! وهكذا في كل حدث مهم يقع في المنطقة، يكون للبحر الأحمر نصيب الأسد فيه.
* فقبل أحداث غزة (2008 - 2009م) كانت هناك القرصنة البحرية في منطقة القرن الإفريقي (2008م)؟! وقبلها كانت الحرب ضد العراق (2003م)، وقبلها قضية ما يسمى بالإرهاب (2001م)، وحكاية تنظيم القاعدة، وقبلها حرب الخليج الثانية (1991م) وقبلها حرب الخليج الأولى (1980 - 1988م) وقبلها كانت الحرب الباردة، وقبلها كانت حروب سنوات 1973م، 1967م، 1956م، وقبل ذلك كانت إرهاصات ما تسمى بـ (الدولة الصهيونية) ثم ظهورها من بعد ... وقبل ذلك كانت العقيدة الصهيونية، وفي ظل كل هذه الأحداث وغيرها كان للصهاينة حضورهم: إما في المقدمة أو الميمنة أو الميسرة أو القلب، ولكنهم - قطعا -ً لم يكونوا في مؤخرة الأحداث.
* تطل على البحر الأحمر ثماني دول، هي: (اليمن، السعودية، الأردن، فلسطين المحتلة، مصر، السودان، إريتريا، جيبوتي) فمن الناحية الجغرافية السياسية الحالية يُعدُّ البحر الأحمر بحيرة شبه عربية؛ لوجود دولتين غير عربيتين (إسرائيل التي احتلت فلسطين، وإريتريا) أما من الناحية الجغرافية السكانية الطبيعية، فهو بحر عربي بأكمله؛ لأن إسرائيل كيان طارئ أقيم على أرض عربية، وإريتريا لديها غالبية سكانية عربية خصوصاً في المناطق الساحلية.
كما أن إريتريا يمكن أن تتحول إلى دولة عربية من الناحية الجغرافية السياسية، وهذا يرجع للظروف والتطورات الداخلية، كذلك بالنسبة لفلسطين في حال زوال الاحتلال الإسرائيلي.
يضم البحر الأحمر حوالَي 379 جزيرة؛ معظمها في الجزء الجنوبي من البحر ويَقِلُّ العدد كلما اتجهنا شمالاً، وتسيطر الدول العربية على حوالَي 66.8% من هذه الجُزر.
أما سواحله، فيبلغ طولها 4938 كم، تسيطر الدول العربية على 84.3% من هذه السواحل.
البحر الأحمر في العقيدة الصهيونية:
* الاحتلال اليهودي لفلسطين قائم على أساس ديني يعتقدونه في توراتهم (أرضاً وإنساناً).
(يُتْبَعُ)
(/)
*الذين يديرون الصراع السياسي العربي مع الصهاينة منذ سنة 1948م، بل من قبل ذلك وإلى الآن، ألغوا الجانب الديني - عند اليهود والمسلمين - من أدبيات الصراع والمواجهة، إلا أن الصهيونية - وبعد ادعاء بغياب دام ألفي سنة - ما زالت تؤمن بـ: (أرض إسرائيل) و (شعب الله المختار) و (مملكة داود) و (أورشليم) و (يهودا) و (السامرة) و (هيكل سليمان) و (حائط المبكى) و (التيه).
وانطلق الصهاينة من هذه المعتقدات في مواجهاتهم مع العرب والمسلمين، مستخدمين في ذلك رداءً سياسياً أخذ العرب منه أكثره، ولكن الصهاينة اتخذوه لباساً؛ بينما العرب اتخذوه دثاراً، وشتان بين الحالتين؛ ولهذا لن يصل (الطرفان) إلى حل نهائي ما دامت عقائد الصراع مختلفة.
* وإلى جانب المعتقدات اليهودية في أرض فلسطين، هناك معتقدات لهم تجاه المناطق المحيطة بفلسطين؛ فهناك أرض الفراعنة (مصر) وأرض الشتات (سيناء) و (النيل المقدس) وأرض بابل (العراق) ومن مجموع هذه العقائد يظهر المعتقد الكبير: (إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات) ثم تمتد العقائد اليهودية جنوباً باتجاه المدينة المنورة (أرض خيبر) والمناطق الشمالية والغربية من السعودية؛ فقد تحدثت (الموسوعة اليهودية) عن حياة اليهود في هذه المناطق قبل الإسلام، وذكرت 16 موقعاً على امتداد قِطاع عريض يحاذي البحر الأحمر، كما تحدثت بأسلوب تحريضي ضد منع اليهود من الإقامة في الحجاز في العصور الإسلامية.
* وفي توراتهم: قال: « ... وأجعل تخومك تمتد من البحر الأحمر إلى ساحل فلسطين، ومن البرية حتى نهر الفرات، وأُخضع لك سكان الأرض؛ فتطردهم من أمامك». والمقصود بساحل فلسطين هنا المحاذي للبحر المتوسط.
كذلك يُرجع الصهاينة علاقتهم التاريخية والدينية بالبحر الأحمر إلى ذلك الجزء الممتد من العقبة جنوباً (حوالي 250 ميلاً) إلى الوجه (الميناء السعودي) وتسمى هذه المنطقة (مَديَن) وهي التي لجأ إليها نبي الله موسى عليه السلام. وفي مدين توجد مدينتا (تيماء، وخيبر) اللتان عاش فيهما بعض اليهود.
* ثم تُواصل عقائدهم طريقها جنوباً حتى تصل إلى اليمن (أرض أسباط بني إسرائيل) و (بلاد سبأ) التي ورد ذكرُها في التوراة. وفي اليمن نشطت عقيدة (أرض الميعاد) ونفَذَت بواسطة (بساط الريح) الذي حمل حوالي 50 ألف يهودي يمني إلى فلسطين خلال خمسينيات القرن العشرين.
وعلى الجانب الآخر من البحر الأحمر سارت العقيدة اليهودية محاذية لنهر النيل (المقدس) فأرض السودان هي جزء من أرض (كوش) المقدسة المذكورة في توراتهم، وهي الأرض التي انحدرت منها بدايةُ العبرانيين الأوائل والزنوج اليهود، وكما حصل في اليمن؛ فقد نشطت في إثيوبيا حملات تهجير يهود الحبشة (الفلاشا) إلى (أرض الميعاد).
البحر الأحمر في السياسة الصهيونية:
* إذا كان البحر الأحمر يحظى بأهمية كبرى على المستوى الدولي بحكم موقعه وظروف المنطقة المحيطة به، فإنه في السياسة الصهيونية يحظى بالأولوية بحكم موقع الدولة الصهيونية وظروفها؛ فوجود الكيان الصهيوني داخل فلسطين معرَّض لخطرين:
- خطر داخلي ويمثله الجهاد الفلسطيني.
- وخطر خارجي يمثله البحر الأحمر، وهذا ما سنحاول توضيحه هنا.
عندما أنشأ الصهاينة دولتهم في فلسطين كانوا قد وضعوا خطوطها ورسموا حدودها على «نطاقات متعددة ومتوسعة» حسب ما ذكره محمد حسنين هيكل:
- حدود للدولة: تتمدد باستمرار مع مدى ما تصل إليه قوة جيشها (وهو تعبير بن غوريون).
- حدود للأمن: تتسع بعد ذلك أكثر؛ لتشمل التصدي لأي خطر يهدد أمنها مستقبلاً؛ سواء كان ذلك الخطر قريباً من حدودها القائمة أو بعيداً عنها.
- حدود للمصلحة: تتطلع إلى موارد البترول، ومصادر المياه، وأسواق التجارة، وخطوط المواصلات، وحرية الانتقال والسفر ... إلى آخره.
* ورغم معاهدات (السلام) مع بعض الدول العربية ... إلا أنها تدرك جيداً أن ذلك لن يحقق لها الأمن المطلق؛ لأن هذه المعاهدات لم تتم مع شعوب المنطقة وإنما كانت بين أنظمة سياسية حاكمة قابلة للزوال والتغيير، بعكس الشعوب الباقية، ونتيجة لذلك؛ فالمعاهدات والاتفاقيات هي أيضاً عرضة للزوال والتغيير؛ خصوصاً إذا كانت مرتبطة بنظام حكم لا بقناعة شعب.
(يُتْبَعُ)
(/)
* أما بالنسبة للبحر الأحمر، فقد كان حاضراً في قلب الحدود الصهيونية الثلاثة؛ فحدود (الدولة) حالياً تمتد إلى البحر الأحمر، أما الدولة المستقبلية (إسرائيل الكبرى) فتشمل أجزاءً واسعة من شمال البحر الأحمر بما فيها خليج السويس وخليج العقبة.
* أما حدود الأمن، فقد وصلت إلى باب المندب (أي البحر الأحمر بكامله).
أما حدود المصلحة، فقد توسعت شرقاً وغرباً (من الهند حتى أمريكا اللاتينية) شاملةً بذلك معظم دول منطقة البحر الأحمر.
* ومن أجل تحقيق ذلك وضعت الدولة العبرية ثلاث إستراتيجيات أساسية، معتمدة في كثير من الأحيان على دعم الدول الكبرى، وهذه الإستراتيجيات، هي:
1 - زعزعة الاستقرار في دول المنطقة المحيطة بالبحر الأحمر، خصوصاً الدول العربية، واستغلال ذلك.
2 - بناء العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية مع عدد من دول المنطقة.
3 - بناء وتطوير قدراتها العسكرية، وتوسيع مدى فاعليتها، خصوصاً في البحر الأحمر.
إذن نحن أمام ثلاث حدود، وُضِعت للصهاينة في سبيلها ثلاث إستراتيجيات أساسية، ومن خلال الإستراتيجيات الثلاث تتحقق أيضاً ثلاثة أهداف أساسية، هي:
أ- إيجاد عمق إستراتيجي في البحر الأحمر يتيح للصهاينة صدَّ أي نشاط عسكري عربي في المنطقة.
ب- كسر أيِّ حصار عربي (عسكري أو اقتصادي أو دبلوماسي) وقد حظي هذا الهدف باهتمام خاص بعد حربَي سنة 1967م وسنة 1973م.
ج - ضمان خطوط الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، وحماية حرية تجارة إسرائيل الخارجية.
* وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي زار يهودي ألماني يدعى: (بول فريدمان) منطقة البحر الأحمر. وبعد ذلك أقنع المسؤولين البريطانيين في القاهرة بخطة لتوطين يهودٍ (روس ورومانيين وهنغاريين) في أرض (مَديَن) على البحر الأحمر؛ حيث أراد إنشاء مستعمرة يهودية مستقلة ... وبعد سلسلة من المقترحات والمغامرات توجَّه فريدمان في نوفمبر سنة 1891م إلى (مَديَن) ومعه خمسون جندياً ونزل في نقطة ما على البحر الأحمر؛ حيث أعلن نفسه الملك اليهودي على (مَديَن) إلا أن العثمانيين أنكروا على هذه الجماعة الإقامة؛ خشية أن ينطوي هذا العمل على مغامرة بريطانية، أو يكون طليعة احتلال قد يعوق في المستقبل قوافل الحجاج إلى مكة.
تحركات:
* الاهتمام بوعد بلفور في 2 نوفمبر 1917م. وبعد الحرب العالمية الأولى ناقش قادة الاحتلال البريطاني في مصر بقيادة (اللورد إلْلَنبي) الأوضاع الإستراتيجية العامة في المنطقة، وانتهت النقاشات إلى توصيات محددة صاغها مدير العمليات في الشرق الأوسط (ريتشارد ماينر تزهاجن) في مذكرة إلى (إللنبي) الذي قام بتحويلها إلى وزير الخارجية البريطاني (لويد جورج).
* والذي يهمنا في المذكرة هنا هو حديثها عن أهمية مصر - العدو المسلح لليهود - وتأكيدها على أهمية قناة السويس؛ حيث تقول المذكرة: « ... وبخسارتنا قناة السويس في سنة 1968م - أي بعد 48 سنة - فإن بريطانيا ستخسر مراكزها في الشرق الأوسط، ولتقوية هذه المراكز أقترح ضم سيناء إلى فلسطين ... » إلى أن قالت المذكرة: « ... وفي حال ضم سيناء إلينا؛ فإننا نربح حداً فاصلاً بين مصر وفلسطين، ونؤكد لبريطانيا مركزاً قوياً في الشرق الأوسط مع اتصال سهل بالبحرين المتوسط والأحمر، وقاعدة إستراتيجية واسعة النطاق مع ميناء حيفا الممتاز الذي سنستعمله بموافقة اليهود».
* العجيب في الأمر هو: أن مذكرة ريتشارد التي تحدثت عن (وفاء اليهود لبريطانيا) وأهمية قناة السويس للمصالح البريطانية؛ جاءت بعد حوالي 24 سنة من موقف هرتزل من الاحتلال البريطاني لمصر؛ فقد تحدَّث في مذكراته - بتاريخ 24 مارس 1898م - عن زيارة قام بها مصطفى كامل (أحد الشخصيات الوطنية المصرية البارزة) لهرتزل طالباً التأييد الصهيوني للثورة المصرية ضد الاحتلال البريطاني، ومما قاله هرتزل في مذكراته: « ... أشعر - مع أني لم أخبره بذلك - أنه مما يفيد قضيتنا أن يضطر الإنجليز إلى الخروج من مصر؛ لأن ذلك سوف يفرض عليهم أن يبحثوا عن طريق آخر إلى الهند بدلاً من قناة السويس التي ستضيع منهم أو تصبح غير مأمومنة؛ وحينئذٍ سوف تصبح فلسطين اليهودية الجديدة طريقاً مناسباً لهم من يافا إلى الخليج الفارسي وإلى الهند».
(يُتْبَعُ)
(/)
* تأتي أهمية (النقب) امتداداً طبيعياً لأهمية البحر الأحمر عند الصهاينة؛ فهو الممر الوحيد لإيجاد منفذ إلى البحر الأحمر، والوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك هي السيطرة على صحراء (النقب) بالاحتلال والاستيطان، وقد بُذلت جهود كبيرة في عمليات الاستيطان رغم الظروف الجغرافية الصعبة.
مرحلة ما بعد (الدولة):
بعد ظهور الكيان الصهيوني على شكل (دولة) بإعلان الاستقلال في 14 مايو 1948م؛ بدأت التحركات الصهيونية الفعلية للسيطرة على البحر الأحمر، وكانت البداية يوم 21 سبتمبر 1948م بخرق الهدنة مع العرب؛ فشنت الدولة العبرية عمليات حربية ضد القوات المصرية في (النقب وسيناء) سعياً منها للوصول إلى البحر الأحمر.
* وعادت فانتهكت اتفاق الهدنة مع مصر (المعقود في 24 فبراير 1949م) وعبَرَت خطوط الهدنة؛ لتحتل قرية أم الرشراش؛ لتحولها إلى ميناء بحري أسمته (إيلات) فيما بعد.
* وفي 29 أكتوبر 1956م قامت الدولة الصهيونية وبريطانيا وفرنسا بالهجوم على مصر واحتلال سيناء، محطِّمة بذلك القيود التي فرضتها مصر على سفنها في منطقة مضايق تيران (خليج العقبة) وعادت القوات البريطانية والفرنسية لتهاجم مصر من جديد في 31 أكتوبر، ثم وافقتا على وقف إطلاق النار في 6 و 7 نوفمبر، وتبعتهما إسرائيل في 8 نوفمبر، ومن ثَمَّ سحبت قواتها في 7 مارس 1957م بعد ضمان حريتها في الملاحة من خلال مضايق تيران، وتلا ذلك موافقة مصر على وضع وحدات من قوات الطوارئ الدولية في شرم الشيخ؛ لتأمين الملاحة الصهيونية في مضايق تيران.
* كتب (موشيه ديان) رئيس أركان الجيش الصهيوني يقول: إن واحداً من الأهداف الرئيسية للهجوم الصهيوني على مصر سنة 1956م كان التوصل إلى حرية مرور السفن الصهيونية في خليج العقبة.
* ركَّز (إيبان) على أن أمن دولتهم محدود ببقاء مخرجها الآمن إلى البحر الأحمر، وأنها سوف تدافع عن هذا البحر بأي ثمن.
* وقد أكد بن غوريون في كتابه (سنوات التحدي) الصادر سنة 1963م؛ أنه في منظور مستقبل إسرائيل الاقتصادي وعلاقاتها مع الدول الإفريقية والآسيوية تُعد حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضايق تيران مسألة حيوية؛ وإذا لم تؤمَّن حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضايق تيران عبر هذه المضايق، فإن ميناء إيلات يفقد كل أهميته الاقتصادية تقريباً. ووصف هذا الميناء بأنه: (موت أو حياة إسرائيل).
* وفي سنة 1967م ازداد البحر الأحمر أهمية بالنسبة إلى مصالح إسرائيل، وأصبحت إسرائيل معتمدة على تجارتها مع إفريقيا وآسيا وأستراليا؛ فمن خلال البحر الأحمر كانت تصدِّر منتجاتها إلى الأسواق الخارجية، وتستورد الموارد الطبيعية وعلى رأسها النفط الذي كانت الدولة الصهيونية تستورد معظمه من إيران حتى سنة 1979م، وتشحنه إلى (إيلات) عبر البحر الأحمر. وكان الحصار العربي الذي فُرض على مضايق تيران وهدد وجودهم سبباً جزئياً في الهجوم الصهيوني على مصر وسورية سنة 1967م.
* وبعد سنة 1967م عززت الدولة الصهيونية بَحْريَّتَها بالتوسع باتجاه جنوب البحر الأحمر، ومن قبل حرب 1967م وحتى عام 1973م استطاعت الدولة الصهيونية أن تسيطر على بعض الجزر القريبة من باب المندب؛ ففي سنة 1966م استأجرت إسرائيل من إثيوبيا جزيرة (حالب) قبالة الساحل الإرتيري، ثم استأجرت جزيرة (سنديان) وأقامت عليهما قاعدتين جويتين. بعد ذلك تسلمت إسرائيل جزيرتي (الطير) و (حنيش) من الولايات المتحدة التي كانت قد استأجرتهما من إثيوبيا سنة 1967م.
* كما احتلت عدة جزر مسكونة في منطقة قطرها نحو 126 كم من باب المندب. وأقامت قاعدة لا سلكي ورادار على جزيرتين إحداهما (زقر). وفي 1970م أقامت الدولة الصهيونية قاعدة رادار على إحدى جزر (دهلك). وفي 1971م منحتها إثيوبيا قاعدة بحرية لزوارق الصواريخ الصهيونية بالقرب من إريتريا. وأقامت في أوائل السبعينيات قاعدتي (رواحباب، ومهكلاي) بالقرب من الحدود الإريترية السودانية وقاعدة الاستخبارات في أسمرة. وفي 12 مارس 1973م أذاعت وكالات الأنباء العالمية أن قوات إسرائيلية احتلت مجموعة من الجزر الصغيرة بالقرب من باب المندب، واعترفت إسرائيل أنها احتلت هذه الجزر قبل ذلك بثمانية أشهر بواسطة فِرق الكوماندوز، كما اعترفت بإقامة قاعدة للاتصالات على بعد 32 كيلو متراً من الساحل اليمني.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وخلال حرب سنة 1973م عززت وجودها العسكري في أحد المطارات بجوار (عدوة) قرب الحدود الإريترية الإثيوبية، ونقلت جزءاً من زوارقها الحربية عَبْر رأس الرجاء الصالح إلى البحر الأحمر للعمل تحت حماية قواتها الجوية في تأمين ملاحتها، ويبلغ مدى هذه الزوارق نحو 2000 كيلو متراً ومدى طائرات الفانتوم 1600 كيلو متراً.
* وفي هذه الأثناء أكد «موشي ديان» أنه بعد حرب 1973م ستعمل الدولة الصهيونية بكل قوتها على تدويل هذا الممر أو احتلاله.
* كما أوضح البروفيسور (بنحاس فينر) ... أن الصهيونية لا يمكنها تحت أي ظرف السماح بأن يتحول البحر الأحمر إلى بحيرة عربية، وأنها لا بد أن تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بمواجهة أي تدهور قد يعوق الملاحة الصهيونية.
* وفي أبريل 1974م أدخلت دولتهم اثنين من زوارق السطح (ريشف) إلى سلاحها البحري في البحر الأحمر، وكتب شلومو رائيل - قائد سلاح البحرية الإسرائيلي - مقالاً في صحيفة (معاريف) في 26/ 4/1974م جاء فيه: «إن البحر الأحمر الذي كان في الماضي نقطة ضعف لإسرائيل يمكن أن يتحول إلى مجال مبادرة الدولة الصهيونية وقت الحرب».
* وقد عبَّر وزير دفاع إسرائيل أرييل شارون - في أواخر 1981م - عن الإستراتيجية الجديدة، جاء ذلك في محاضرة له بعنوان: (مشكلات إسرائيل الإستراتيجية في الثمانينيات) ... ومما قاله في المحاضرة: «ما وراء الدول العربية في الشرق الأوسط وعلى سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر، ينبغي أن نوسع مجال اهتمامنا الإستراتيجي والأمني لإسرائيل؛ بحيث يشمل تركيا وإيران وباكستان ومناطق مثل الخليج الفارسي ... وإفريقيا».
وبعد شهرين نشرت مجلة (كيفونيم) مقالاً بعنوان (إستراتيجية إسرائيل في الثمانينيات) لموظف سابق في الخارجية الصهيونية يدعى: عوديد ينون، تحدَّث فيه عن المطلَب الصهيوني في تفتيت الدول العربية مخصِّصاً حديثه عن الخليج وشبه الجزيرة العربية، ونظرة الصهاينة للتقسيمات السكانية والنزعات الطائفية في منطقة شبه الجزيرة العربية.
استغلال الدولة الصهيونية لنزاعات منطقة البحر الأحمر:
جميع دول البحر الأحمر تعاني من صراعات ونزاعات على المستوى الداخلي أو الإقليمي أو الدولي.
ونلاحظ أن الصراعات في مجملها كانت تتركز عند مَنفَذَي البحر الأحمر (الشمالي والجنوبي) منذ سنة 1948م وحتى الآن، ويمكن تقسيم هذه الصراعات إلى قسمين رئيسيين بالنسبة إلى إسرائيل:
1 - صراع مباشر وعلني ساحته شمال البحر الأحمر ... وكانت حصيلته استقرار سياسي وأمني صهيوني - ولو مؤقتاً - وإنهاء تام لأي نفوذ عربي.
2 - صراع صهيوني غير مباشر في جنوب البحر الأحمر، وساحته بالدرجة الأولى منطقة القرن الإفريقي؛ فقد شهدت دول هذه المنطقة - ولا زالت - العديد من النزاعات المحلية والإقليمية بلغت حوالي 12 نزاعاً؛ فهناك النزاع (الإثيوبي، الإريتري) و (الإثيوبي، السوداني)، و (الإثيوبي، الصومالي). وهناك النزاع الصومالي الداخلي الذي ما يزال يتجدد، و (الصومالي، الكيني) كما أن هناك النزاع (الإريتري، اليمني) و (الإريتري الجيبوتي) إضافةً إلى القرصنة البحرية، وقضايا مياه النيل ... وغيرها؛ وتتنوع بتعدد الأسباب والدوافع الداخلية والخارجية.
وفي هذه المنطقة انتهجت إسرائيل ثنائية: (إدارة الصراعات، بناء العلاقات) في تعزيز وجودها للتحكم بباب المندب.
* كانت الثورة الإريترية في بدايتها تتميز بالنهج العربي، كما كانت تحظى بالدعم العربي.
في الوقت ذاته، بدأت إسرائيل باختراق الثورة الإريترية عَبْر شخصية (أسياسي أفورقي) منذ سنة 1970م؛ حيث تمكن أفورقي من الانفصال ... بدعم من الغرب، وقد ساعد على ذلك النزعة العنصرية القومية والدينية لدى زعيم الدولة الجديدة (إريتريا) أسياسي أفورقي الذي أعلن عداءه الصريح للعرب والمسلمين، وذلك في كتابه (نحن وأهدافنا).
* ومن هنا وَجَد الإسرائيليون بغيتهم في أفورقي؛ لوجود العامل المشترك (العداء للعرب والمسلمين) بل إن عداءه للعرب أوجد له مساحة أوسع للمناورة السياسية؛ فعندما توترت علاقاته مع الغرب في السنوات الأخيرة اتجه إلى إيران التي وجدت في عنصريته أرضية خصبة؛ لتثبيت وجودها في هذه المنطقة؛ فأصبحت إريتريا قاعدة مشترَكة للصهاينة وإيران أي: (الجمع بين ما يُعتقد أنهما نقيضان).
* إضافة إلى الصراعات التي شهدها البحر الأحمر، في شماله وجنوبه، هناك صراع آخر في وسطه؛ حيث تعاني السودان من مشاكل الجنوب ومشاكل دارفور، ولإسرائيل دور كبير فيهما؛ فقد نقل الدكتور حسن مكي (المفكر السوداني) عن رئيس وزراءالصهاينة السابق (أرييل شارون) قوله: إن شعبهم «الذي عانى من الهولوكوست يهتم بأهل دارفور ... !».
* ويبدو أن قضية دارفور آخذة في التصعيد بعد مذكرة الجنائية الدولية ضد الرئيس البشير؛ فإذا سارت الأمور على ما هي عليه الآن، فقد تصل إلى فرض حصار بحري على السودان، وبذلك تكتمل السيطرة (الدولية، الصهيونية) على البحر الأحمر من شماله وجنوبه ووسطه؛ وهذا يُعدُّ زيادة في فرض الحصار البحري على العرب، وزيادة في قطع مسارات التواصل العربي.
* منطقة البحر الأحمر ستدخل مرحلة جديدة من (لعبة الأمم) بعد أحداث غزة الأخيرة، وقد ظهرت بعض معالم هذه المرحلة من خلال:
1 - مذكرة التفاهم (الأمريكية، الصهيونية) التي وقَّعتها وزيرتا خارجية البلدين في 16 يناير2009م، وقد تضمنت المذكرة مجالات التعاون الدولي (العسكري والأمني) في منع وصول السلاح إلى حماس مع التركيز على المراقبة البحرية في خليج عدن والبحر الأحمر والبحر المتوسط.
2 - الاتفاق الأمني الذي توصلت إليه 9 دول غربية حول مكافحة تدفُّّّّّّّق السلاح إلى غزة؛ جاء ذلك في اجتماع لندن منتصف مارس الماضي الذي عقده خبراء من أمريكا وكندا وفرنسا وبريطانيا والدنمرك وألمانيا وإيطاليا والنرويج وهولندا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 07:14]ـ
بارك الله فيك على الموضوع.هكذا هم اليهود أذلهم الله.
ـ[أبو فهد الأحمد]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 12:51]ـ
يقول د. محمد قطب: " اليهود لا ينشئون الأحداث كما يزعمون لأنفسهم وكما يتوهم الذين تبهرهم سيطرة اليهود فى الوقت الحاضر.
ولكن لا شك أنهم يجيدون انتهاز الفرص واستغلالها لتنفيذ مخططهم الشرير ".
ـ[أبو فهد الأحمد]ــــــــ[09 - Jan-2010, صباحاً 02:11]ـ
الأخ: فيصل عبدالجلال أثابك الله ..
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[09 - Jan-2010, صباحاً 04:10]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم موضوع جيد و مفيد.(/)
. هل الاختلاط طريق المدنية؟ خطبة الشيخ سعد البريك الأخيرة
ـ[فرائد الفوائد]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 03:45]ـ
.. هل الاختلاط طريق المدنية؟ خطبة الشيخ سعد البريك الأخيرة
للتحميل http://www.saadalbreik.com/saad/index.php?t=content&tid=277&cid=2150(/)
هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيئته؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سأل أحد الاخوة عن مسألة مهمة وهي هل صفتي السمع والبصر لله متعلقة بمشيئته أم لا
وقد بحثت في عدد من الكتب المرتبطة بالعقيدة وبحثت عن طريق جوجل ولكن لم أجد شيئا في هذا الموضوع سوى هذا الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (من مجموع الفتاوى):
و" الْمَقْصُودُ هُنَا " أَنَّهُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ إذَا خَلَقَ الْمَخْلُوقَاتِ رَآهَا وَسَمِعَ أَصْوَاتَ عِبَادِهِ وَكَانَ ذَلِكَ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ؛ إذْ كَانَ خَلْقُهُ لَهُمْ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَبِذَلِكَ صَارُوا يُرَوْنَ وَيُسْمَعُ كَلَامُهُمْ وَقَدْ جَاءَ فِي
الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّهُ يَخُصُّ بِالنَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ بَعْضَ الْمَخْلُوقَاتِ كَقَوْلِهِ: {ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: مَلِكٌ كَذَّابٌ وَشَيْخٌ زَانٍ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ} وَكَذَلِكَ فِي " الِاسْتِمَاعِ " قَالَ تَعَالَى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} أَيْ اسْتَمَعَتْ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءِ كَإِذْنِهِ لِنَبِيِّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ} وَقَالَ: {لَلَّهُ أَشَدُّ إذْنًا إلَى صَاحِبِ الْقُرْآنِ مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إلَى قَيْنَتِهِ} فَهَذَا تَخْصِيصٌ بِالْإِذْنِ وَهُوَ الِاسْتِمَاعُ لِبَعْضِ الْأَصْوَاتِ دُونَ بَعْضٍ. وَكَذَلِكَ (سَمِعَ) الْإِجَابَةَ كَقَوْلِهِ: {سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ} وَقَوْلِ الْخَلِيلِ: {إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} وَقَوْلِهِ: {إنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} يقتضي التَّخْصِيصَ بِهَذَا السَّمْعِ فَهَذَا التَّخْصِيصُ ثَابِتٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَهُوَ تَخْصِيصٌ بِمَعْنَى يَقُومُ بِذَاتِهِ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ - كَمَا تَقَدَّمَ - وَعِنْدَ الْنُّفَاةِ هُوَ تَخْصِيصٌ بِأَمْرِ مَخْلُوقٍ مُنْفَصِلٍ لَا بِمَعْنَى يَقُومُ بِذَاتِهِ. وَتَخْصِيصُ مَنْ يُحِبُّ بِالنَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ الْمَذْكُورِ يَقْتَضِي أَنَّ هَذَا النَّوْعَ مُنْتَفٍ عَنْ غَيْرِهِمْ. لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ هَلْ يُقَالُ: إنَّ نَفْسَ الرُّؤْيَةِ وَالسَّمْعِ الَّذِي هُوَ مُطْلَقُ الْإِدْرَاكِ هُوَ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ فَلَا يُمْكِنُ وُجُودُ مَسْمُوعٍ وَمَرْئِيٍّ
وَقَدْ تَعَلَّقَ بِهِ كَالْعِلْمِ؟ أَوْ يُقَالُ: إنَّهُ أَيْضًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ فَيُمْكِنُهُ أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَى بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ؟ هَذَا فِيهِ قَوْلَانِ: وَالْأَوَّلُ قَوْلُ مَنْ لَا يَجْعَلُ ذَلِكَ مُتَعَلِّقًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ يَجْعَلُونَهُ مُتَعَلِّقًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ فَقَدْ يَقُولُونَ: مَتَى وُجِدَ الْمَرْئِيُّ وَالْمَسْمُوعُ وَجَبَ تَعَلُّقُ الْإِدْرَاكِ بِهِ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ جِنْسَ السَّمْعِ وَالرُّؤْيَةِ يَتَعَلَّقُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ فَيُمْكِنُ أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَى شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ السَّلَفِ كَمَا رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجوني قَالَ: مَا نَظَرَ اللَّهُ إلَى شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ إلَّا رَحِمَهُ وَلَكِنَّهُ قَضَى أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَيْهِمْ. وَقَدْ يُقَالُ: هَذَا مِثْلُ الذِّكْرِ وَالنِّسْيَانِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْته فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْته فِي مَلَإِ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْت إلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
ذِرَاعًا تَقَرَّبْت إلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَةً} فَهَذَا الذِّكْرُ يَخْتَصُّ بِمَنْ ذَكَرَهُ فَمَنْ لَا يَذْكُرُهُ لَا يَحْصُلُ لَهُ هَذَا الذِّكْرُ وَمَنْ آمَنَ بِهِ وَأَطَاعَهُ ذَكَرَهُ بِرَحْمَتِهِ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ الذِّكْرِ الَّذِي أَنْزَلَهُ أَعْرَضَ عَنْهُ كَمَا قَالَ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}. وَقَدْ فَسَّرُوا هَذَا النِّسْيَانَ بِأَنَّهُ. . . (1) وَهَذَا النِّسْيَانُ ضِدُّ ذَلِكَ الذِّكْرِ وَفِي الصَّحِيحِ فِي حَدِيثِ الْكَافِرِ يُحَاسِبُهُ قَالَ: {أَفَظَنَنْت أَنَّك مُلَاقِيَّ؟ قَالَ: لَا. قَالَ فَالْيَوْمَ أَنْسَاك كَمَا نَسِيتنِي} فَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُ لَا يَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ أَهْلَ طَاعَتِهِ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أَيْضًا وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ خَلَقَ هَذَا الْعَبْدَ وَعَلِمَ مَا سَيَعْمَلُهُ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَهُ وَلَمَّا عَمِلَ عَلِمَ مَا عَمِلَ وَرَأَى عَمَلَهُ فَهَذَا النِّسْيَانُ لَا يُنَاقِضُ مَا عَلِمَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حَالِ هَذَا. ا. هـ
______
(1) بياض بالأصل
أولا: فهمت بعضا مما قاله شيخ الإسلام وليس كله، أي أن المسألة لم تتضح كليًّا بعد، فهل أجد كلاما آخر لشيخ الإسلام أو لغيره من السلف وعلماء السنة قديما أو حديثا في هذه المسألة حتى أفهمها بشكل أفضل؟
ثانيا: القولان اللذان ذكرهما شيخ الإسلام هل هما لأهل السنة، يعني ان هناك خلاف بين السلف في هذه المسألة؟ أم انهم لم يختلفوا في هذه المسألة واحد القولين ليس لأهل السنة؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 11:15]ـ
لي وجهة نظر في هذا الموضوع
وقد أكون مخطئاً في نظر الكثيرين
ولكن حسبي أن ما اخترته هو ما تعلمته من سلفنا الصالح.
والذى أراه هو عدم الخوض في مثل هذا أو مناقشته
والعلماء الكبار ممن تكلم في العقيدة وناقش أهل البدع أو رد عليهم كابن تيمية وغيره يبقى كلامه في الرد عليهم ولا نخوض فيه ... أو ننشره بين العوام.
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 11:40]ـ
والذى أراه هو عدم الخوض في مثل هذا أو مناقشته
بارك الله فيك ... أوافقك ... وفقك الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 11:59]ـ
هذه مسألة هامة ومفيدة.
وسأعود إليها بعدُ إن شاء الله.
ـ[جذيل]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 12:16]ـ
الذي اراه هو طريقة السلف , وهو الحديث عن ذلك بين العامة عند الاعتراض او الصرف ..
فالقولان اللذان نقلهما شيخ الاسلام عن صفتي السمع و البصر ليسا في اثباتهما او نفيهما , بل في امر آخر , والخلاف الذي ذكره باختصار في كون الصفتين:
اما انهما صفتان لازمتان للذات لا تنفك عنها , كالعلم ..
واما انهما من الصفات الاختيارية المتعلقة بالمشيئة ..
وليس مقصوده ذكر الخلاف في اثباتهما او نفيهما.
ثم ذكر ان كونهما من الصفات الاختيارية التي يفعلهما متى شاء هو قول من ذكر من السلف ..
والله تعالى اعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 12:58]ـ
/// هذا تعجيل بشيءٍ يتعلق بسؤالكِ الأول:
/// قال ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض: «قول الخلال في كتاب السنة:
وقال أبو بكر الخلال في كتاب السنة (أخبرني يوسف بن موسى أن أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- قيل له: أهل الجنة ينظرون إلى ربهم عز و جل ويكلمونه ويكلمهم؟ قال: نعم ينظر وينظرون إليه ويكلمهم ويكلمونه كيف شاء وإذا شاء)
......
فقول أحمد: (إنه ينظر إليهم ويكلمهم كيف شاء وإذا شاء) وقوله: (هو على العرش كيف شاء وكما شاء) وقوله: (هو على العرش بلا حد كما قال: {ثم استوى على العرش} كيف شاء المشيئة إليه والاستطاعة له ليس كمثله شيء)
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهو خالق كل شيء وهو كما وصف نفسه سميع بصير شيء يبين أن نظره وتكليمه وعلوه على العرش واستواءه على العرش مما يتعلق بمشيئته واستطاعته .. ».
/// وقال رحمه الله أيضًا في مجموع الفتاوى: « ... وكذلك السمع و البصر و النظر قال الله تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله هذا فى حق المنافقين وقال فى حق التائبين وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وقوله فسيرى الله دليل على أنه يراها بعد نزول هذه الآية الكريمة.
والمنازع اما ان ينفى الرؤية واما ان يثبت رؤية قديمة ازلية.
وكذلك قوله ثم جعلناكم خلائف فى الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون ولام كى تقتضى ان ما بعدها متأخر عن المعلول.
فنظره كيف يعملون هو بعد جعلهم خلائف.
وكذلك قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى الى الله والله يسمع تحاوركما اخبر انه يسمع تحاورهما حين كانت تجادل وتشتكى الى الله.
وقال النبى اذا قال الامام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد يسمع الله لكم فجعل سمعه لنا جزاء وجوابا للحمد فيكون ذلك بعد الحمد، والسمع يتضمن مع سمع القول قبوله واجابته ومنه قول الخليل ان ربى لسميع الدعاء وكذلك قوله لموسى اننى معكما اسمع وارى.
و المعقول الصري يدل على ذلك فإنَّ المعدوم لا يرى ولا يسمع بصريح العقل واتفاق العقلاء.
لكن قال من قال من السالمية انه يسمع ويرى موجودا فى علمه لا موجودا بائنا عنه ولم يقل انه يسمع ويرى بائنا عن الرب، فاذا خلق العباد وعملوا وقالوا فاما ان نقول انه يسمع اقوالهم ويرى اعمالهم واما لا يرى ولا يسمع فان نفى ذلك فهو تعطيل لهاتين الصفتين وتكذيب للقرآن وهما صفتا كمال لا نقص فيه فمن يسمع ويبصر أكمل ممن لا يسمع ولا يبصر.
والمخلوق يتصف بأنه يسمع ويبصر فيمتنع اتصاف المخلوق بصفات الكمال دون الخالق سبحانه وتعالى.
وقد عاب الله تعالى من يعبد من لا يسمع ولا يبصر فى غير موضع ولأنه حى والحى اذا لم يتصف بالسمع والبصر اتصف بضد ذلك وهو العمى والصمم وذلك ممتنع وبسط هذا له موضع آخر.
وإنَّما المقصود هنا انه اذا كان يسمع ويبصر الاقوال والاعمال بعد أن وجدت فإما ان يقال أنه تجدد وكان لا يسمعها ولا يبصرها فهو بعد ان خلقها لا يسمعها ولا يبصرها.
وان تجدد شىء فاما ان يكون وجودا او عدما.
فان كان عدما فلم يتجدَّد شىءٌ.
وان كان وجودا فاما أن يكون قائما بذات الله او قائما بذات غيره.
والثانى يستلزم ان يكون ذلك الغير هو الذى يسمع ويرى فيتعين ان ذلك السمع والرؤية الموجودين قائم بذات الله وهذا لا حيلة فيه!
والكلابية يقولون فى جميع هذا الباب المتجدد هو تعلق بين الامر والمأمور وبين الارادة والمراد وبين السمع والبصر والمسموع والمرئي.
فيقال لهم: هذا التعلُّق إمَّا أنْ يكون وجودًا، وإمَّا أنْ يكون عدمًا.
فإن كان عدمًا فلم يتجدَّد شيءٌ؛ فإنَّ العَدَم لا شيءٌ، وإنْ كان وجودًا بطل قولهم ... ».
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 01:06]ـ
كما أن هذه المسألة مرتبطة بفهم آية معينة سأكتب موضوعا آخر لها - إن شاء الله - حيث انه لدي بعض الاستفسارات في معنى تلك الآية واقوال العلماء فيها
انتهيت من كتابة الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48201
وسأعود لقراءة الردود الجديدة في هذا الموضوع لاحقا إن شاء الله
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 01:42]ـ
كذا نقل عن بعض السلف ما أصله شيخ الاسلام مما نقله الشيخ عدنان من عدم التفريق بين اصلهم في الكلام و اصلهم في الرؤية كما بينه الامام الدارمي و الامام الأشعري
قال سليمان بن حرب: القرآن غير مخلوق وأخذته من كتاب الله تعالى قال الله تعالى:
(لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم) من الآية (77/ 3) وكلام الله ونظره واحد يعني غير مخلوق
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 02:40]ـ
أمر آخر أود أن ألفت النظر إليه ولا أقصد أحداً بعينه.
قد يفخر البعض أو يدخله العجب بقدرته على مناقشة مثل هذه الأمور وأود أن أوضح أن من تركها قد تركها رغبة عنها لا قصوراً في فهمه أو ضعفاً في تصورها، ولا عجزاً في مواهبه عن مناقشتها بل لمآلاتها ...
فلما خاضوا تلك البحار ونجاهم الله برحمته رجعوا إلى الشاطئ وقعدوا عنده يحذرون من يخوض من الغرق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو تكلموا فيها لما شق احد لهم غبار.
وفق الله الجميع إلى ما يرضاه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 07:33]ـ
/// وقال رحمه الله في درء التَّعارض (2/ 239 - 241): «دعوى المدِّعي أنَّ الجمهور إنَّما يلزمهم تجدُّد الإضافات والأحوال والأعدام، لا تجدُّد الحادث الذي وُجِد بعد العَدَم، ذاتًا كان أوصفةً =دعوى ممنوعة، لم يُقِم عليها دليلًا، بل الدليل يدلُّ على أنَّ أؤلئك الطوائف يلزمهم قيام أمورٍ وجوديةٍ حادثةٍ بذاتهٍ، مثال ذلك: أنَّه سبحانه وتعالى يسمع ويرى ما يخلق من الأصوات والمرئيَّات.
وقد أخبر القرآن بحدوث ذلك في مثل قوله: ?وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون?، وقوله تعالى: ?ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون?.
وقد أخبر بسمعه ورؤيته في مواضع كثيرة، كقوله لموسى وهارون: ?إنِّني معكما أسمع وأرى?، وقوله: ?الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين?، وقوله: ?لقد سمع الله قول الذين قالوا إنَّ الله فقير ونحن أغنياء?، ?قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله?.
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سبحان الذي وسع سمعه الأصوات! لقد كانت المجادلة تشتكي إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في جانب البيت، وإنَّه ليخفى عليَّ بعض كلامها، فأنزل الله تعالى: ?قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله?. ومثل هذا كثيرٌ.
فيُقال لهؤلاء: أنتم معترفون وسائر العقلاء بما هو معلوم بصريح العقل أنَّ المعدوم لا يُرَى موجودًا قبل وجوده، فإذا وُجِد فرآه موجودًا وسمع كلامَه فهل حصل أمرٌ وجوديٌّ لم يكن قبل أولم يحصل شيءٌ؟
فإن قيل: لم يحصل أمرٌ وجوديٌ، وكان قبل أن يخلق لا يراه، فيكون بعد خلقه لا يراه أيضًا.
وإن قيل: حصل أمرٌ وجودي.
فذلك الوجودي إمَّا أن يقوم بذات الرَّب.
وإمَّا إن يقوم بغيره، فإن قام بغيره لزم أن يكون غير الله هو الذي رآه، وإن قام بذاته عُلِم أنَّه قام به رؤية ذلك الموجود الذي وجد، كما قال تعالى: ?وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون?.
وما سمّوه إضافات وأحوالًا وتعلّقات وغير ذلك يقال لهم: هذه أمورٌ موجودة أوليست موجودة، فإن لم تكن موجودةً فلا فرق بين حاله قبل أن يرى ويسمع، وبعد أن يرى ويسمع؛ فإنَّ العَدَم المستمرَّ لا يوجب كونه صار رائيًا سامعًا.
وإنْ قلتم: بل هي أمورٌ وجوديةٌ فقد أقررتم بأنَّ رؤية الشيء المعيَّن لم تكن حاصلة ثمَّ صارت حاصلة بذاته وهي أمر وجودي ... ».
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 08:28]ـ
الحمد لله وحده.
/// شكر الله للأخت الفاضلة طرح هذه المسألة المفيدة، وقد ترد على أذهان بعض الناس - لا سيما حديثي العهد بالإسلام في بلاد الغرب (وهم يتنازعهم في تلك البلاد قطبان متضادان: قطب الإلحاد المحض وقطب الوثنية المحضة) - شبهات بهذا الشأن، فيحتاج الأمر إلى ضبط للفهم.
وأرجو ألا يتحسس الإخوة من طرح مثل هذه المسألة للنقاش العلمي بقولهم إن قوما من العلماء قد خاضوا فيها حتى غرقوا فرجعوا يقولون للعامة إياكم والكلام فيها!! فالمنع المطلق غلو، تماما كما أن الخوض بلا ضابط ولا حد ودون الحاجة الملجئة إلى ذلك غلو! فالغلو إما إفراط وإما تفريط! وليس تفويض المفوضة في الصفات إلا من غلوهم في الجهة المقابلة لخوض الفلاسفة فيها، ففرطوا في طلب ما أنزله الله وحذروا الناس منه كما أفرط الفلاسفة في الجهة المقابلة في طلب ما ليس لهم به سلطان!
فالقصد أن طالب العلم ينبغي أن يتحلى ببصيرة - من فهم السلف وصنيعهم رضي الله عنهم - يرى بها الحد الذي من جاوزه في الكلام في مثل هذه المسائل = نُهي وزُجر وقيل له "هذا سبيل قد ضل من قبلك كثير ممن خاض فيه ولم يرجعوا بشيء، فأقصر، فالسلامة لا يعدلها شيء"!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يقولن قائل إن تقسيم الصفات إلى صفات فعلية وصفات ذاتية (مثلا) هذا تقسيم حادث لم يتكلم به السلف، ومن ثم فالسلامة في ألا نتكلم به! هذا غير صحيح، بل تكلم السلف بمثله ولم يمتنعوا ما دعت الحاجة إلى ذلك التقسيم، وحدوث التصنيف والتقسيم والاصطلاح في أبواب العلم لا يمنع لمجرد كونه حادثا! وقد قسم أئمة السلف من التابعين ومن تبعهم ومن تبع أتباعهم تقاسيم كثيرة في مختلف أبواب العلم ولم يستقبح أحدهم ذلك لمجرد حدوثه، فقسموا التوحيد إلى ثلاثة أقسام، وقسموا الأعمال والأقوال إلى أربعة أقسام، وقسموا الدين إلى أصول وفروع، وغير ذلك من تقاسيم وتراتيب علمية دعت إليها الحاجة ولم تخرج إلا من جملة فهوم السلف الأول للكتاب والسنة.
/// والمسألة التي بين أيدينا مسألة دقيقة ترد الشبهة فيها من جهة تصور البعض أن حال عدم النظر إلى مخلوق من المخلوقات أو عدم سماعه يلزم منه النقص في الموصوف به، فمن هنا تخوف من تخوف من القول بأن من المخلوقات ما لا ينظر إليه الخالق جل وعلا أو لا يسمعه .. ولكن هذا التصور فاسد من وجوه:
/// /// لو كان يلزم من عدم النظر إلى مخلوق من المخلوقات في حال من الأحوال ورود النقص في حق الخالق جل وعلا للزم مثل ذلك من حال عدم الكلام - مثلا - وليس يلزم، فالله لم يزل متكلما بما يشاء متى يشاء، وكذا فهو سبحانه لم يزل ناظرا إلى ما يشاء من خلقه متى يشاء، مستمعا إلى ما يشاء من خلقه متى يشاء. والنقص من عدم السماع أو الإبصار لمعيَّن من المخلوقات في حقنا نحن المخلوقين إنما يكون بالنظر إلى كون علمنا بالأشياء لا يأتينا إلا من السمع أو البصر، فإن لم نر الشيء أو نسمعه فإننا نحتاج إلى من يخبرنا عنه حتى نكتسب المعرفة به (كعلم يسبقه الجهل) وليس الأمر كذلك في حق الله سبحانه وتعالى، فصفة العلم في حقه جل وعلا أزلية وهي منفكة عن السمع والبصر، وإحاطة علمه بالموجودات سابقة على خلق المخلوقات، فلا يخرج منها شيء قط! فهو سبحانه إن شاء ألا ينظر إلى مخلوق من مخلوقاته فإن هذا لا يعني أنه سبحانه قد انتقصت بذلك إحاطته بأحوال ذلك المخلوق! بل هو سبحانه - وإن شاء ألا ينظر إلى عبد من عباده - لا يحتجب عن علمه شيء في حال من الأحوال، وهو القائل جل وعلا: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)) [قـ: 16]
/// /// وفي الحقيقة فعند التأمل في معنى السمع والإبصار لآحاد المسموعات والمنظورات، فإننا نرى أنه حتى في المخلوقين فإن معنى كون المخلوق ليس بناظر إلى شيء آخر من المخلوقات في أي حال من الأحوال = ليس يلزم منه - بمجرده - النقص في حق ذلك المخلوق، إذ هو اختار وشاء ألا ينظر بمحض مشيئته، وليس لعجزه عن ذلك، ولو شاء لنظر! أما ما كان من عجز المخلوق عن رؤية شيء يريد رؤيته فهذا ولا ريب يتنزه عنه الخالق جل وعلا، ((عَالِمِ الْغَيْبِ لا يعزبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) (سبأ: 3)
فالقصد أن مجرد معنى عدم النظر لشيء من المخلوقات في حال من الأحوال هذا لا يلزم منه النقص لا في حق المخلوق ولا في حق الخالق جل وعلا!
وأنت إذا ما علمت أنه ما من كلمة تنطق بها إلا والله عليم بها وهي عنده في كتاب من قبل أن تخلق السماوات والأرض، لم يشكل عليك معنى عدم سماع الله لك في أي حال من أحوالك، فهو سبحانه وتعالى منزه عن نقائص المخلوقين، لا يشغله سمع عن سمع ولا بصر عن بصر، ولا يخفى عليه شيء.
/// /// والصفات إما ذاتية وإما فعلية، فالأولى لا تتعلق بالمشيئة إذ لا تنفك عنها الذات في حال من الأحوال، وأما الثانية فتتعلق بالمشيئة .. إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، سبحانه وتعالى. فالسمع والبصر كالكلام من جهة كون أصل القدرة على ذلك ملازمة لذات الله تعالى لا تنفك عنها، إذ لم يزل الله تعالى متكلما متى شاء بما يشاء، لم تحدث تلك الصفة لذاته بعد أن لم تكن! وكذا لم يزل ناظرا ومستمعا لما يشاء متى يشاء. ولكن كما هو ظاهر فإن صفتي السمع والبصر لهما تعلق بالموجودات المخلوقة، فإن لم يوجد ما يُسمع في الوجود لم يوجد فعل السمع من الله تعالى، وكذا يقال في البصر. فكل حال انعدم
(يُتْبَعُ)
(/)
فيها المسموع، انعدم فيها فعل السمع ممن تتصف ذاته بالسمع، وهذا بصريح العقل .. بخلاف صفة الكلام فإن الله إن شاء أن يتكلم وليس في الوجود غيره لفعل، ولا يقال إنه ليس يوجد من يخاطَب بكلامه جل وعلا فيمتنع أن يتكلم والحال كذلك .. هذا من التألي على الله والقول عليه بغير علم!
فإن كان لا يمكن - عقلا - أن يقع فعل السمع بلا مسموع، فإن الكلام لا يقال فيه مثل هذا، والله أعلم.
ـ[ابن خويز]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 12:40]ـ
إخواني الأفاضل:
أولا: لا بد من فهم صفات الله تعالى قبل الخوض في دقائق مباحثها، وبهذا يزول اللبس إن شاء الله.
تطلق صفة البصر ويراد بها البصر العام، أي رؤية الله تعالى لخلقه ومراقبته لأعمالهم وأقوالهم ونياتهم، كما في قوله: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَايُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) (الملك:19)
وقوله: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (سورة البقرة:110)
فلا يجوز أن يقال في هذا المعنى أن الله لا يرى صنفا من الناس أو جنسا من الأعمال، لأنه يستلزم كذب خبر الله، وسبحانه جل في علاه.
إنما يبقى البحث مع كونه –في هذا المعنى- لا يغيب عنه شيء مطلقاً، هل هذه الصفة-في هذا المعنى- من الصفات الاختيارية أو من الصفات الذاتية؟
كونها صفة اختيارية أقرب؛ لأن الصفات الذاتية لا تتعلق بغير الذات وهذا من معاني كونها ذاتية، ومعلوم بأوليات العقل ومفهومات النقل أن البصر كما له تعلق البصير فله تعلق بالمبصَر، وهذا المعنى غائب عند بحثه في الصفات الذاتية.
إلا أن الله قضى أن لا يتخلف عن بصره شيء، فقد يكون اللبس حصل من هنا.
وتطلق صفة البصر ويراد بها بصر الرحمة والعفو أي بقيد الرحمة والعفو، كما في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) {آل عمران/77}
وهنا يصح يقال أن الله يرى أصنافا من الناس دون أصناف لتفاوت أعمالهم، فهي على هذا من الصفات الاختيارية والخلاف هنا أضعف.
نعم، قد يقال هنا أن الله قضى أن ينظر إلى المطيع يعني نظر الرحمة، فصفة نظره إلى المطيع صفة ذاتية، فالجواب زائدا على ما سبق في المعنى الأول أن كونه تعالى قادر على أن ينظر إلى المطيع نظر الرحمة وقادر على أن لا ينظر أكمل من كونه غير قادر إلا على أن ينظر إلى المطيع نظر الرحمة، وإنما يصح هذا على مذهب من يرى أن فعل الأحسن غير واجب على الله وهو مذهب الأشاعرة، وهذ المعنى لا يجوز ذكره في المعنى الأول لأن الأكمل إحاطة الله بجميع خلقه بصرا وما سوى ذلك فهو نقص، وقد يقال هذا في المعنى الثاني أيضا على مذهب من يرى أن فعل الأحسن واجب على الله.
وتطلق صفة البصر ويراد بها بصر المحاسبة والمجازاة ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: (إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم) رواه أحمد ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة.
فليس المعنى أن الله لا يرى الصور والأجسام وهو البصير سبحانه إنما المعنى لا يحاسب العباد على ما جبلوا عليه فيما لا يدخل في طوقهم فعله أو يدخل لكنه خارج حيز التكليف.
هنا نكتة تساوي رحلة في طلب العلم، وهي أن يقال: لماذا عبر في المعنى الأول بلفظ البصر وفي المعنيين التاليين له بلفظ النظر؟
لا جائز عندي أن يقال لا لمعنى، فإن كان لمعنى فلا بد من ذكره وهو أن يقال:
لما كانت الصفة في المعنى الأول لما هو في الحال غير مؤجل عبر عنها بلفظ البصر الدال على وجود الصفة في الحال، ولما كانت الصفة في المعنيين التاليين للأول لما هو مؤجل غير حال كما في قول الحق: (وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وكما في الحديث السابق لأن المجازاة على الأعمال في يوم الفصل، ذكر الله من الألفاظ ما يناسب التأجيل وهو النظر لأن فيه معنى الانتظار والتأجيل كما في قول الحق حكاية عن إبليس: (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) {الأعراف/14} أي أجلني. فانظر كيف راعى مناسبة اللفظ للمعنى تجده حقا وبالحق نزل.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 06:11]ـ
أليست الرؤية أعم من النظر؟
يعني أن النظر رؤية خاصة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 06:43]ـ
أليست الرؤية أعم من النظر؟
يعني أن النظر رؤية خاصة
/// قال أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية: "الفرق بين النظر والرؤية: أن النظر طلب الهدى، والشاهد قولهم: نظرت فلم أر شيئا.
وقال علي بن عيسى: النظر طلب ظهور الشئ، والناظر الطالب لظهور الشئ والله ناظر لعباده بظهور رحمته إياهم، ويكون الناظر الطالب لظهور الشئ بإدراكه من جهة حاسة بصره أو غيرها من حواسه ويكون الناظر إلى لين هذا الثوب من لين غيره، والنظر بالقلب من جهة التفكر، والانظار توقف لطلب وقت الشئ الذي يصلح فيه قال والنظر أيضا هو الفكر والتأمل لاحوال الاشياء.
ألا ترى أن الناظر على هذا الوجه لابد أن يكون مفكرا والمفكر على هذا الوجه يسمى ناظرا وهو معنى غير الناظر وغير المنظور فيه.
ألا ترى أن الانسان يفصل بين كونه ناظرا وكونه غير ناظر.
ولا يوصف القديم بالنظر لان النظر لا يكون إلا مع فقد العلم.
ومعلوم أنه لا يصلح النظر في الشئ ليعلم ألا وهو مجهول، والنظر يشاهد بالعين فيفرق بين نظر الغضبان ونظر الراضي.
واخرى فإنه لو طلب جماعة الهلال ليعلم من رآه منهم ممن لم يره مع أنهم جميعا ناظرون.
فصح بهذا أن النظر تقليب العين حيال مكان المرئي طلبا لرؤيته.
والرؤية هي إدراك المرئي، ولما كان الله تعالى يرى الاشياء من حيث لا يطلب رؤيتها صح أنه لا يوصف بالنظر".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:24]ـ
القول بأن عدم نظره إليهم أي نظر رحمة أو نظر اعتبار وما أشبهه, ليس من التأويل المذموم , بل هذا من المبالغة في تقريعهم دون اقتضاء ذلك نفي صفة النظر أو البصر, إلخ
كما يقول القائل لشخص كرهه: لن أنظر إليك بعد اليوم, فينظر إليه بعينه ومع هذا يكون متلبساً بمعنى ما وعد به من عدم النظر إليه, لأن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء, وسع سمعه الأصوات
ووسع بصره جميع ما انتهى إليه من خلقه , فدعوى أنه لا ينظر إليهم بمعنى:لا يبصرهم, أشبه بدعوى أنه تعالى إذا شاء:لا يعلم عن بعض مخلوقاته شيئا -تعالى الله عن ذلك-, فليتفطن لهذه المعاني الجليلة
وليلاحظ الأريب أن الله استعمل كلمة النظر في هذا المقام, دون البصر
وبهذا المعنى السابق:لا أتصور عاقلا يخالف فيه
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:10]ـ
ولا يوصف القديم بالنظر لان النظر لا يكون إلا مع فقد العلم.
ومعلوم أنه لا يصلح النظر في الشئ ليعلم ألا وهو مجهول، والنظر يشاهد بالعين فيفرق بين نظر الغضبان ونظر الراضي.
واخرى فإنه لو طلب جماعة الهلال ليعلم من رآه منهم ممن لم يره مع أنهم جميعا ناظرون.
فصح بهذا أن النظر تقليب العين حيال مكان المرئي طلبا لرؤيته.
والرؤية هي إدراك المرئي، ولما كان الله تعالى يرى الاشياء من حيث لا يطلب رؤيتها صح أنه لا يوصف بالنظر".
قول ابي هلال العسكري بأن الله عز وجل لا يُوصف بالنظر مخالف للصواب، فالله عز وجل وصف نفسه بالنظر
قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني في كتابه "الحجة في بيان المحجة":
وقال ابن فورك: لا يجوز وصفه بأنه ناظر نظراً هو رؤية لأنه لا يجوز أن نثبت له إلا ما وصف بها نفسه، أو وصفه رسوله.
وليس كما ذكر ابن فورك: فإن الله عز وجل قد وصف بهذه الصفة، ووصفه بها رسوله []، وقال تعالى: (ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون) فوصف نفسه بالنظر.
وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي [] قال: ' إن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم وألوانكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم '.
515 - وروي إذا كان أول ليلة في رمضان نظر الله إليهم، ومن نظر إليه لم يعذبه. قالوا: وإذا جاز وصفه بالرؤية جاز وصفه بالنظر. وأما قولهم: روي
' إن الله عز وجل لم ينظر إلى الدنيا مذ خلقها '. فليس إذ نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة، كما قال تعالى: (ولا يكلمهم الله يوم القيامة) ولم يدل على نفي الكلام بالجملة. ا. هـ.
___
إضافة إلى ذلك
اثبتها السلف الصالح
قال الإمام عبد الله بن أحمد في كتابه السنة:
حدثني عباس بن عبد العظيم سنة ست وعشرين ومائتين سمعت سليمان ابن حرب قال القرآن ليس بمخلوق فقلت له انك كنت لا تقول هذا فما بدا لك قال استخرجته من كتاب الله عز و جل لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم فالكلام والنظر واحد // إسناده صحيح
فهنا اثبت أن النظر صفة مثل أن الكلام صفة وانهما غير مخلوقين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:13]ـ
بارك الله فيكِ .. لم أنقل كلام أبي هلال للاحتجاج به في انحرافه العقدي، بل للتفريق اللغوي في مسألة النظر والرؤية، وما ذكره لا شك في غلطه بأدنى نظر، وله مثلها في مواضع كثيرة من كتابه المذكور.
وكتب أهل اللغة مليئة من مثل هذا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:18]ـ
تنبيه مهم:
/// غاية ما قررته في المشاركة الآنفة - وحتى لا يساء فهمه - أن السمع والبصر صفات ذات - من جهة بقاء القدرة عليها من قبل الخلق وأزلية ملازمتها لذات الله تعالى - وصفات أفعال من جهة حدوث آحاد أفعال النظر والسمع وارتباط تلك الأفعال بوجود المسموع والمنظور، فإن لم يوجد ما يُسمع وما يُنظر فلا توجد أفعال السمع والبصر. وهذا ما قرره شيخ الإسلام فيما تقدم نقله عنه، رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// أما أن يقال إنه قد يوجد شيء من المخلوقات يشاء الرب ألا يبصره أو ألا يسمعه، فلا نقول به إذ لا نجد دليلا عليه (وإن كان قد نسبه شيخ الإسلام إلى بعض السلف كما في النقل في أول الصفحة، وذكر الخلاف)، ولكني أردت تقرير معنى أنه إن ثبت فلا يلزم منه نقص في حق الله تعالى، إذ إحاطة علمه جل وعلا بخقله إحاطة مطلقة كاملة، وهي لا تقوم على مدخلات السمع والبصر والإدراك كما هو حال المخلوقين.
/// وأما التفريق اللغوي بين معنى النظر ومعنى الرؤية فصحيح، إذ الأولى أعم من الثانية، ويدخل فيها التفكر في المرئيات والمسموعات (في حق المخلوقين: يقال نظر في شيء أي قلبه في ذهنه) ويدخل فيها الكلأ والرحمة والمغفرة والمحاسبة وغير ذلك من معان أشمل، ولهذا فإن إيراد آية ((ولا ينظر إليهم)) في هذا المحل مصادرة على المطلوب، إذ لا تعلق لهذه الآية بصفة البصر أصلا، وليست من آيات الصفات! والذي يدعي أنها تعني "لا يبصرهم" هذا مخالف لما عليه سلف الأمة وخلفها في فهم الآية.
/// الذي قرره شيخ الإسلام رحمه الله فيما نُقل عنه = أن الله تعالى قد يخص بعض عباده بآحاد من أفعال السمع والبصر هي أخص وأفضل مما يكون من إحاطة سمعه وبصره لعامة المخلوقات، إذ فيها معنى زائد على مجرد الإدراك السمعي أو البصري. ففيما ثبت عن الرسول عليه السلام المفاضلة في صفة السمع بين ما يجعله الله تعالى للنبي الذي يتغنى بالقرءان، وما يجعله لغيره من الخلق، فهو سبحانه أسمع لهذا من غيره، كما يكون صاحب القينة أسمع لها من غيرها، ولا يلزم من ذلك نقص في حقه سبحانه (كالنقص الذي يكون في حق صاحب القينة من كونه لا يسمع سواها حال سماعها) إذ الله تعالى لا يشغله سمع عن سمع ولا بصر عن بصر، فليُتأمل.
/// ونظير هذا التفاضل في صفة السمع - بالمناسبة - التفاضل في صفة الكلام، فالله تعالى بعض كلامه في القرءان أفضل من بعض، ولا يلزم من مجرد التفاضل أن يكون المفضول ناقصا أو معيبا، سبحانه، تعالت صفاته كلها عن ذلك علوا كبيرا.
/// قول أخي ابن خويز
تطلق صفة البصر ويراد بها البصر العام، أي رؤية الله تعالى لخلقه ومراقبته لأعمالهم وأقوالهم ونياتهم، كما في قوله:
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَايُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) (الملك:19 (
وقوله: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (سورة البقرة:110)
فلا يجوز أن يقال في هذا المعنى أن الله لا يرى صنفا من الناس أو جنسا من الأعمال، لأنه يستلزم كذب خبر الله، وسبحانه جل في علاه
هذه النصوص فيها تقرير صفة إبصار الله تعالى لجميع خلقه وإحاطته بهم في جميع أحوالهم، وهذا لم ينفه أحد ولا قال أحد بخلافه.
وتطلق صفة البصر ويراد بها بصر الرحمة والعفو أي بقيد الرحمة والعفو، كما في قوله
: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (آل عمران/77)
وهنا يصح يقال أن الله يرى أصنافا من الناس دون أصناف لتفاوت أعمالهم، فهي على هذا من الصفات الاختيارية والخلاف هنا أضعف.
هذا فيه نظر، إذ البصر والنظر لا يستويان كما تقدم. ونحن لم نقل إن من مخلوقات الله ما قضى سبحانه ألا يبصره أو لا يراه، ولكن منها ما قضى ألا ينظر إليه، وينبغي التنبه إلى الفرق بين المعنيين. وقولك - وفقك الله - يرى أصنافا ولا يرى أخرى = غلط!
/// قوله
فصفة نظره إلى المطيع صفة ذاتية
ليست كذلك، بل هي صفة فعل وهذا واضح، فهو يجعلها لمن يستحقها بإرادته سبحانه، وما كان متعلقا بالإرادة فليس من صفات الذات!
/// قوله وفقه الله
كونه تعالى قادر على أن ينظر إلى المطيع نظر الرحمة وقادر على أن لا ينظر أكمل من كونه غير قادر إلا على أن ينظر إلى المطيع نظر الرحمة، وإنما يصح هذا على مذهب من يرى أن فعل الأحسن غير واجب على الله وهو مذهب الأشاعرة، وهذ المعنى لا يجوز ذكره في المعنى الأول لأن الأكمل إحاطة الله بجميع خلقه بصرا وما سوى ذلك فهو نقص، وقد يقال هذا في المعنى الثاني أيضا على مذهب من يرى أن فعل الأحسن واجب على الله
هذا فيه التباس كبير. فالنظر بنظر الرحمة لمن كتب الله لهم الرحمة ليس بواجب على الله عند أهل السنة، وهو فعل من أفعاله يجعله سبحانه تفضلا على من يشاء من عباده، وليس تخلفه عن أعيان من الخلق بل ليس تخلفه عن سائر البشر بما يلزم منه النقص في صفات الله جل وعلا .. نسأل الله أن نكون من أهل نظره سبحانه. أما خروجك من هذا المعنى ودخولك في لزوم إبصار الله تعالى لجميع خلقه في كل الأوقات ولزوم النقص من عدم ذلك فقد تقدم الرد على هذا بما نقله الشيخ عدنان من كلام شيخ الإسلام، وبما زدته عليه من تعقيب.
/// قوله وفقه الله:
وتطلق صفة البصر ويراد بها بصر المحاسبة والمجازاة ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:
(إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم) رواه أحمد ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة.
هذا خلط آخر إذ هذا الحديث كآية آل عمران = ليس من نصوص الصفات! فلا يقال يطلق "البصر" ويراد به بصر المحاسبة! هذا ليس من معاني البصر في اللغة أصلا! أما النظر فصحيح. والله أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 09:54]ـ
ولهذا فإن إيراد آية ((ولا ينظر إليهم)) في هذا المحل مصادرة على المطلوب، إذ لا تعلق لهذه الآية بصفة البصر أصلا، وليست من آيات الصفات! والذي يدعي أنها تعني "لا يبصرهم" هذا مخالف لما عليه سلف الأمة وخلفها في فهم الآية.
أخي الكريم
كيف لا تكون من نصوص الصفات وقد استدل بها السلف الصالح في صفة الكلام لله عز وجل
كما أن الإمام سليمان بن حرب قال في هذه الآية بأن الكلام والنظر واحد، أي انهما صفتان لله عز وجل غير مخلوقتان
وما الدليل على أن الآية ليست على ظاهرها؟
خاصة وأن النظر أخص من الرؤية، أي أنه يراهم ولكن لا ينظر إليهم نظرة خاصة .. نظرة رحمة مثل ما فسرها مجموعة من علماء أهل السنة
وهو مثل صفة الكلام في الآية، فليس المقصود انه لا يكلمهم مطلقا ولكنه لا يكلمهم كلاما يسرهم.
كما قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني:
فليس إذ نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة، كما قال تعالى: (ولا يكلمهم الله يوم القيامة) ولم يدل على نفي الكلام بالجملة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 10:09]ـ
أخي الكريم
كيف لا تكون من نصوص الصفات وقد استدل بها السلف الصالح في صفة الكلام لله عز وجل
كما أن الإمام سليمان بن حرب قال في هذه الآية بأن الكلام والنظر واحد، أي انهما صفتان لله عز وجل غير مخلوقتان
وما الدليل على أن الآية ليست على ظاهرها؟
خاصة وأن النظر أخص من الرؤية، أي أنه يراهم ولكن لا ينظر إليهم نظرة خاصة .. نظرة رحمة مثل ما فسرها مجموعة من علماء أهل السنة
وهو مثل صفة الكلام في الآية، فليس المقصود انه لا يكلمهم مطلقا ولكنه لا يكلمهم كلاما يسرهم.
كما قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني:
فليس إذ نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة، كما قال تعالى: (ولا يكلمهم الله يوم القيامة) ولم يدل على نفي الكلام بالجملة.
[/ right]
ما هو الضابط في رأيكم في كون نص ما في الصفات من نصوص الصفات أو ليس منها؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 11:21]ـ
أخي الكريم
كيف لا تكون من نصوص الصفات وقد استدل بها السلف الصالح في صفة الكلام لله عز وجل
كما أن الإمام سليمان بن حرب قال في هذه الآية بأن الكلام والنظر واحد، أي انهما صفتان لله عز وجل غير مخلوقتان
وما الدليل على أن الآية ليست على ظاهرها؟
خاصة وأن النظر أخص من الرؤية، أي أنه يراهم ولكن لا ينظر إليهم نظرة خاصة .. نظرة رحمة مثل ما فسرها مجموعة من علماء أهل السنة
وهو مثل صفة الكلام في الآية، فليس المقصود انه لا يكلمهم مطلقا ولكنه لا يكلمهم كلاما يسرهم.
كما قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني:
فليس إذ نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة، كما قال تعالى: (ولا يكلمهم الله يوم القيامة) ولم يدل على نفي الكلام بالجملة.
[/ right]
الذي أقصده أنها ليست نصا صريحا في إثبات صفة البصر حتى يكون النفي فيها نفيا لآحاد أفعال البصر، وإنما تثبت لله نظرا خاصا يلزم لصحة معناه ثبوت صفة البصر لله تعالى كأصل، فهي تدل على صفة البصر بدلالة التضمن، وليس المطابقة كما هو الحال مع نصوص الصفات التي هي حجة عند أهل السنة في إثبات هذه الصفة، والله أعلم.
وأما قولك ما الدليل على أن الآية ليست على ظاهرها، فأقول إن معنى النظر الذي قررنا الفرق اللغوي بينه وبين البصر هو الظاهر منها وهو ما فهمه السلف وأجمع عليه المفسرون! إذ هو سبحانه لم يقل "ولا يبصرهم" أو "ولا يراهم" ولكن قال "ولا ينظر إليهم"، فالمخلوقات كلها تستوي في معنى إبصار الله تعالى لها، لا فرق في ذلك بين البر والفاجر، فعندما يأتي هذا النفي في سياق التحقير والازدراء فإننا نقول إن النظر - كما دلت اللغة على الفرق بينه وبين معنى الإبصار - يكون نظرا خاصا مقرونا بمعنى إضافي فوق معنى الإبصار الذي يكون لجميع المخلوقات، فهذا ما ينفيه الرب عنهم في ذلك المقام، كما ينفي الكلام الخاص الذي يأنس به المؤمنون والأبرار في مثل هذا، ولا يعني أنه لا يكلم هؤلاء الفجار بإطلاق!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقصد أن هذا هو معناها الظاهر المتبادر إلى الأذهان، وهو الذي عليه تفاسير السلف، والذي يجردها عن المعنى الزائد على مجرد الإبصار (الذي تزيد به لفظة "نظر" على "أبصر" أو "رأى") هذا هو المطالب بدليل ناقل! وإن استدل بعض الأئمة بهذه الآية في مقام إثبات صفة البصر فهو من باب دلالة التضمن، وفي الباب ما هو أولى وأقوى منها دلالة على المطلوب في إثبات صفة البصر، والله أعلم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 03:25]ـ
ما هو الضابط في رأيكم في كون نص ما في الصفات من نصوص الصفات أو ليس منها؟
الشيخ الفاضل .. الضابط هو ما ذكره الاخوة من احتفاء الآية بقرائن من آيات اخر او احاديث او نحو العربية ما يدل دلالة ظاهرية على ان الآية لا يقصد بها مطلق الاتباث اي اثبات الصفة فلا تكون من آيات الباب في بيان الصفة و ان دلت على معنى الصفة بدلالة التضمن لا بدلالة الظاهر ... بينما آيات أخرى قد تدل بمجرد ظاهرها على الصفة من جهة الاتباث فتكون أصلا لباب اثبات الصفة من جهة الاثبات .. وقد يختلف السلف لذلك في عد الآية من آيات الصفات او من عدم عدها بحسب دلالة القرائن التفسيرية و ما صح عندهم من المعنى الظاهر للآية ... و لذلك قد يفسر بعضهم الآية بالصفة نفسها ... و قد يفسر بعضهم الآخر الآية بمقتضى الصفة او ما تؤول اليه لما صح عنده من دلالة ظاهر الآية اعتمادا على قرائن صحت عنده على معنى أخص من مجرد معنى الصفة مع اتفاق الجميع على اثبات أصل الصفة كما في المثال هنا من تفسير النظر بالرحمة و الثواب .. و مثل هذا كثير من تفاسير السلف على سبيل المثال ما أورده الامام ابن جرير في صفة الغضب:
قال أبو جعفر: واختُلِف في صفة الغضب من الله جلّ ذكره:
فقال بعضهم: غضبُ الله على من غضب عليه من خلقه، إحلالُ عقوبته بمن غَضبَ عليه، إمّا في دنياه، وإمّا في آخرته، كما وصف به نفسه جلّ ذكره في كتابه فقال: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) [سورة الزخرف: 55].
وكما قال: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ
وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ) [سورة المائدة: 60].
وقال بعضهم: غضب الله على من غضب عليه من عباده، ذم منه لهم ولأفعالهم، وشتم لهم منه بالقول.
وقال بعضهم: الغضب منه معنى مفهوم، كالذي يعرف من معاني الغضب، غير أنه -وإن كان كذلك من جهة الإثبات - فمخالف معناه منه معنى ما يكون من غضب الآدميين الذين يزعجهم ويحركهم ويشق عليهم ويؤذيهم.
لأن الله جل ثناؤه لا تحل ذاته الآفات، ولكنه له صفة، كما العلم له صفة، والقدرة له صفة، على ما يعقل من جهة الإثبات، وإن خالفت معاني ذلك معاني علوم العباد، التي هي معارف القلوب، وقواهم التي توجد مع وجود الأفعال وتعدم مع عدمها
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 08:34]ـ
قال أبو جعفر: واختُلِف في صفة الغضب من الله جلّ ذكره:
فقال بعضهم: غضبُ الله على من غضب عليه من خلقه، إحلالُ عقوبته بمن غَضبَ عليه، إمّا في دنياه، وإمّا في آخرته، كما وصف به نفسه جلّ ذكره في كتابه فقال: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) [سورة الزخرف: 55].
وكما قال: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ
وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ) [سورة المائدة: 60].
وقال بعضهم: غضب الله على من غضب عليه من عباده، ذم منه لهم ولأفعالهم، وشتم لهم منه بالقول.
وقال بعضهم: الغضب منه معنى مفهوم، كالذي يعرف من معاني الغضب، غير أنه -وإن كان كذلك من جهة الإثبات - فمخالف معناه منه معنى ما يكون من غضب الآدميين الذين يزعجهم ويحركهم ويشق عليهم ويؤذيهم.
لأن الله جل ثناؤه لا تحل ذاته الآفات، ولكنه له صفة، كما العلم له صفة، والقدرة له صفة، على ما يعقل من جهة الإثبات، وإن خالفت معاني ذلك معاني علوم العباد، التي هي معارف القلوب، وقواهم التي توجد مع وجود الأفعال وتعدم مع عدمها
لم توفق في اختيار المثال يا أخي الكريم، بارك الله فيك .. فهذه كلها من تفاسير المتكلمين، وهي مشهورة في تفسير ابن جرير رحمه الله، ينقلها بقوله "وقال بعضهم" هكذا. فهذا النقل الذي تفضلتَ به ينقل الخلاف بينهم في إثبات صفة الغضب نفسها، لا في نص من النصوص هل يدل عليها أم لا، وصفة الغضب لا خلاف فيها بين السلف، ثابتة على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى كغيرها من الصفات.
/// من الأمثلة على خلاف السلف فيما يدخل في نصوص الصفات وما لا يدخل، خلافهم في حديث "أتيته هرولة"، (وهو خلاف في أصل إثبات الصفة من عدمه إذ لا نص بهذا المعنى سواه)، وحديث "فإن الله لا يمل حتى تملوا" (وهو أيضا خلاف في إثبات صفة الملل على الوجه اللائق به سبحانه)،
/// ومنه خلافهم في بعض النصوص هل تؤخذ منها الصفة (مع ثبوتها من نصوص أخرى) أم لا، كخلافهم في تأويل قوله تعالى ((يوم يكشف عن ساق)) هل تؤخذ منه الصفة أو لا تؤخذ، وإلا ففي إثبات صفة الساق حديث صحيح، فيه الساق مضافة إلى الرب جل وعلا ولا خلاف - بين الصحابة والتابعين - في دلالتها على الصفة .. وهكذا ..
/// والضابط في معرفة ما إذا كان النص يدخل في نصوص الصفات أو لا يدخل، النظر في المنقولات عن السلف الأول، فإن وجد خلاف بينهم في تأويل النص - بغض النظر عما إذا كانت الصفة المختلف في ثبوتها منه: ثابتة من نص غيره أو لا - اعتبر هذا الخلاف وكان له حظ من النظر، وجاز للمجتهد أن يخرج ذلك النص من نصوص الصفات (بمرجحات خارجية ظهرت له) حيث يكون له سلفٌ في ذلك ممن هم أعلم الناس بفهم تلك النصوص، وأما إن كان الخلاف وقع متأخرا عليهم بين المتكلمين، ولا يُنقل إلينا عن الصحابة والتابعين إلا عد النص هذا من نصوص الصفات، فلا يلتفت إلى هذا الخلاف ولا عبرة به، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 02:26]ـ
وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي [] قال: ' إن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم وألوانكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم '.
وروي إذا كان أول ليلة في رمضان نظر الله إليهم، ومن نظر إليه لم يعذبه. قالوا: وإذا جاز وصفه بالرؤية جاز وصفه بالنظر. وأما قولهم: روي
' إن الله عز وجل لم ينظر إلى الدنيا مذ خلقها '. فليس إذ نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة، كما قال تعالى: (ولا يكلمهم الله يوم القيامة) ولم يدل على نفي الكلام بالجملة. ا. هـ
/// أصرحُ من هذا وأصحُّ حديث مسلمٍ عن عياض بن حمار المجاشعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال ذات يوم فى خطبته: « .. وإنَّ الله نَظَر إلى أهل الأرض فمَقَتَهم، عربِهِم وعجمِهِم، إلَّا بقايا من أهل الكتاب .. » الحديث بطوله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 02:44]ـ
الشيخين الكريمين أبا الفداء - ابن الرومية
الضابط فيما أعلمه في كون نص ما من نصوص الصفات أو ليس منها هو نفسه الضابط في صرف النص عن ظاهره.
فإذا كان هناك نص يفهم منه صفة ما بظاهره كاليد أو العين فلا يحل صرفه عن ظاهره إلا بنص من كتاب أو سنة أو إجماع متيقن مثل أي نص في غير العقيدة مع اعتقاد عدم التشبيه والآية المحكمة في هذا الأمر (ليس كمثله شيء).
مع النظر إلى السياق فمثلاً الهرولة الواردة في الحديث يظهر من سياق الكلام تأويلها وأنها من أساليب العرب كقولنا إذا أتيتني ماشياً قابلتك طائراً.
فإن وجد نص اُختلف فيه وجب الرجوع إلى الكتاب والسنة لرفع الخلاف.
*فائدة:
-لا يجوز استنتاج صفة لم ينص عليها كالشم والظل تعالى الله عما يصفون.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 02:48]ـ
فمثلاً الهرولة الواردة في الحديث يظهر من سياق الكلام تأويلها وأنها من أساليب العرب كقولنا إذا أتيتني ماشياً قابلتك طائراً ..
/// الكلام عن صفة الهرولة لله تعالى:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16410&highlight=%C7%E1%C5%CC%E3%C7%D A+%C7%E1%E5%D1%E6%E1%C9+%E1%ED %D3%CA+%C8%D5%DD%C9
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 02:52]ـ
فإذا كان هناك نص يفهم منه صفة ما بظاهره كاليد أو العين فلا يحل صرفه عن ظاهره إلا بنص من كتاب أو سنة أو إجماع متيقن مثل أي نص في غير العقيدة مع اعتقاد عدم التشبيه والآية المحكمة في هذا الأمر (ليس كمثله شيء).
فإن وجد نص اُختلف فيه وجب الرجوع إلى الكتاب والسنة لرفع الخلاف
/// قولك:"إلا بنص من كتاب أو سنة أو إجماع متيقن" غير محرر بارك الله فيك، والأصوب أن تقول "إلا بدليل أو قرينة صحيحة" .. وإلا فالذي وقف على نصوص عن بعض الصحابة والسلف تحيل المعنى في نص من النصوص عن الظاهر، وتمسك بقولهم خلافا لغيرهم من الصحابة والسلف أيضا ممن حملوا النص على ظاهره، هذا ما حكمه عندك؟؟
هذا عندي يقف على دليل يسوِّغ له الخلاف، وهو قرينة صالحة عنده لحمل النص على هذا المحمل، وقد لا تكون إلا قولا واحدا لواحد من الصحابة رضي الله عنهم، فهو سلفه في مذهبه، إذ لا إجماع حينئذ يمكن إثباته. وأكثر الصفات المختلف فيها ونصوص الصفات المختلف فيها هكذا حالها عند التأمل.
/// أما قولك: "فإن وجد نص اُختلف فيه وجب الرجوع إلى الكتاب والسنة لرفع الخلاف"
فأضعف منه تحريرا، إذ الجميع يزعمون الرجوع إلى الكتاب والسنة لرفع الخلاف! بداية ممن وافق الأشاعرة في مسألة أو مسأتلين ووصولا إلى من تمحض بالتجهم! فالدليل المطلوب لرفع الخلاف ليس موجودا في أكثر هذه المسائل في الكتاب والسنة، ولكن فيما جاءنا من فهم السلف الأول، وإن كان من نصوص الآحاد التي لا مخالف لها من طبقتها ..
فلو قلت "وجب الرجوع إلى فهم السلف وما ورد عنهم من آثار" لأصبت.
/// الدقة في تحرير القواعد الكلية أمر خطير يا إخوان بارك الله فيكم، فتنبهوا لهذا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 02:58]ـ
/// قولك:"إلا بنص من كتاب أو سنة أو إجماع متيقن" غير محرر بارك الله فيك، والأصوب أن تقول "إلا بدليل أو قرينة صحيحة" .. وإلا فالذي وقف على نصوص عن بعض الصحابة والسلف تحيل المعنى في نص من النصوص عن الظاهر، وتمسك بقولهم خلافا لغيرهم من الصحابة والسلف أيضا ممن حملوا النص على ظاهره، هذا ما حكمه عندك؟؟
.....
هو كمن وجد خلافاً في مسألة فقهية اختلف فيها سلفنا من الصحابة وكل لديه دليل أو اختلفوا في فهم الدليل ... فهو ينظر في برهان كل فريق إن كان أهلاً للنظر ويعمل بما ترجح عنده ولا تثريب على المخالف ...
أما قولك: "فإن وجد نص اُختلف فيه وجب الرجوع إلى الكتاب والسنة لرفع الخلاف"
فأضعف منه تحريرا، إذ الجميع يزعمون الرجوع إلى الكتاب والسنة لرفع الخلاف! بداية ممن وافق الأشاعرة في مسألة أو مسأتلين ووصولا إلى من تمحض بالتجهم! فالدليل المطلوب لرفع الخلاف ليس موجودا في أكثر هذه المسائل في الكتاب والسنة، ولكن فيما جاءنا من فهم السلف الأول،
دليل الترجيح موجود في الكتاب والسنة عرفه من عرفه وجهله من جهله
أما قولكم ((فيما جاءنا من فهم السلف الأول)) لو أجمع السلف الأول على فهم كان إجماعاً ملزماً وإن اختلفوا رجعنا إلى النظر في برهان كل فريق إن كان أحدنا أهلاً للنظر ويعمل بما ترجح عنده ...
الدقة في تحرير القواعد الكلية أمر خطير يا إخوان بارك الله فيكم، فتنبهوا لهذا.
هذا لا نختلف فيه والقاعدة الكلية هي رد التنازع إلى الكتاب والسنة.
وقواعد صرف النصوص عن ظاهرها واحدة في أصول الدين وفروعه.
**ملاحظة: في اعتقادي وما أدين به أن حديث الآحاد يفيد العلم اليقيني والعمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 03:00]ـ
هو كمن وجد خلافاً في مسألة فقهية اختلف فيها سلفنا من الصحابة وكل لديه دليل أو اختلفوا في فهم الدليل ... فهو ينظر في برهان كل فريق إن كان أهلاً للنظر ويعمل بما ترجح عنده ولا تثريب على المخالف ...
فما برهان الصحابي الذي تبحث عنه إن وجدت عنه نصا في تفسير صفة من الصفات في كتاب الله، فتجعله شرطا لقبول تأويله، مع العلم بأن لسان العرب يتسع للقولين المختلفين في هذا التأويل جميعا؟ هل هذا البرهان نص من الكتاب أو السنة؟
(وأرجو التمثيل على إجراء هذا الشرط بنص من نصوص الصفات المختلف فيها بين الصحابة)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 03:06]ـ
/// الكلام عن صفة الهرولة لله تعالى:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16410&highlight=%c7%e1%c5%cc%e3%c7%d a+%c7%e1%e5%d1%e6%e1%c9+%e1%ed %d3%ca+%c8%d5%dd%c9
بارك الله فيكم شيخ عدنان
قرأته في وقت نشره وابتعدت عن استمرار المشاركة فيه:)
وهو رابط ثري لبحث المسألة
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 04:30]ـ
لم توفق في اختيار المثال يا أخي الكريم، بارك الله فيك .. فهذه كلها من تفاسير المتكلمين، وهي مشهورة في تفسير ابن جرير رحمه الله،
:)
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=314995&postcount=5
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 04:46]ـ
كلامك أخي ابا الفداء هو الذي يبتعد عن تحرير محل النزاع بارك الله فيك ... فالنزاع هو في نفس خلاف السلف في عد آية من آيات الصفات او عدم عدهار لم كان ذلك وعلى ما كان اعتمادهم.؟؟؟ ... فان قيل الضابط الذي اعتمد عليه السلف في اختلافهم في عد الآيات هو نفس اختلافهم او اتفاقهم .. كان احالة على نفس المتنازع فيه و المنظور اليه و المبحوث فيه ... فنحن نبحث عن الضابط الذي اعتمد عليه السلف في خلافهم هذا ... لا موقف من أتى بعدهم من هذا الخلاف
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 04:53]ـ
فما برهان الصحابي الذي تبحث عنه إن وجدت عنه نصا في تفسير صفة من الصفات في كتاب الله، فتجعله شرطا لقبول تأويله، مع العلم بأن لسان العرب يتسع للقولين المختلفين في هذا التأويل جميعا؟ هل هذا البرهان نص من الكتاب أو السنة؟
(وأرجو التمثيل على إجراء هذا الشرط بنص من نصوص الصفات المختلف فيها بين الصحابة)
أدرك المغزى من هذا السؤال:)
*********
هناك مثال واضح لما ذكرتم
ما أعلمه في النظر إلى الخلاف في صفة الساق (وهذا الأمر حسب علمي الضعيف فلا ينسب إلى أي اتجاه ..
يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون (القلم42)
قال ابن عباس: {يوم يكشف عن ساق}:
هو يوم كرب وشدة وفي رواية عن أمر عظيم، كقول الشاعر: وقامت الحرب بنا عن ساق
وذكرت روايات أخرى عن ابن عباس بمعنى مقارب ...
نبحث عن سند وثبوت ذلك عن ابن عباس لنعلم هل الأمر فيه خلاف أو إجماع.
إذا ثبت الأثر عن ابن عباس ... إذا هناك خلاف
ظاهر الآية لا يدل على أن ذلك صفة لله؛ لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه، وإنما ذكره مجردا عن الإضافة منكرا.
الحديث الشريف جاء في الصحيحين بتصريح بالساق
رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا"
وحمل الساق على الشدة والهول كما ذكره ابن عباس رضي الله عنه له وجه في اللغة على ما هو معلوم من كلام العرب .. وتقول العرب لسنة الجدب: كشفت ساقها
لكن ظاهر الحديث (ساقه) يحسم الأمر ... سواء كان الحديث آحاداً أم متواتراً لأن كلاهما يفيد العلم.
لكن قد يعترض عليه بما ذكره ابن حجر في فتح الباري (( ... ووقع في هذا الموضع " يكشف ربنا عن ساقه " وهو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم فأخرجها الإسماعيلي كذلك ثم قال في قوله " عن ساقه " نكرة. ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ " يكشف عن ساق " قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة، لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء.))
وقد يرد عليه أن رواية البخاري مقدمة على غيره
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن حجر: وقال الخطابي: تهيب كثير من الشيوخ الخوض في معنى الساق
أقول وأنا مثلهم وسامح الله الشيخ أبا الفداء وابن الرومية لأنهما جعلانى أخوض في هذه الأمور وهذه الموضوعات فالتباحث معهما وبعض إخواننا شيق وممتع:).
** الكلام في عقيدة الأسماء والصفات أتحسس منه وألفت نظر القاريء الكريم أن ما يذكر في مثل هذه الموضوعات من المباحثات وليست فتاوى وعلى المؤمن تعلم عقيدته الصحيحة من المصادر المعتبرة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 04:58]ـ
كلامك أخي ابا الفداء هو الذي يبتعد عن تحرير محل النزاع بارك الله فيك ... فالنزاع هو في نفس خلاف السلف في عد آية من آيات الصفات او عدم عدهار لم كان ذلك وعلى ما كان اعتمادهم.؟؟؟ ... فان قيل الضابط الذي اعتمد عليه السلف في اختلافهم في عد الآيات هو نفس اختلافهم او اتفاقهم .. كان احالة على نفس المتنازع فيه و المنظور اليه و المبحوث فيه ... فنحن نبحث عن الضابط الذي اعتمد عليه السلف في خلافهم هذا ... لا موقف من أتى بعدهم من هذا الخلاف
بارك الله فيك، لم أقل إن الضابط هو نفس اختلافهم، ولكن أقرر أمرا غاب في تقعيد أخي أبي محمد وفقه الله، حيث قال إن المرجع الكتاب والسنة والإجماع، وهذا لا ينحل به الإشكال حتى ينضاف إليه ضابط فهم السلف رضي الله عنهم وقرائن الترجيح لذلك الفهم.
ولو تأملتَ في مشاركتي الآنفة لوجدتني أريد عين ما تريده من إبطال الزعم بأن مجرد ثبوت خلافهم يكفينا ليذهب كل ذاهب منا بنظره استقلالا يقول ما وجدت في الكتاب والسنة فبه أقول، وهذا - وإن لم يكن أبو محمد يقصده - مفتوحة له الذريعة في صياغته لضابط تقرير أي النصوص يدخل وأيها لا يدخل في الصفات! القصد أيها الفاضل تحرير أنواع الأدلة في هذا الصنف من المباحث، إذ القواعد الكلية والحدود ينبغي أن تكون جامعة مانعة كما تعلم، وأكثر ما يقع فيه طلبة العلم من فساد إنما سببه ضعف التحرير في القواعد الكلية ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 04:58]ـ
قال ابن حجر: وقال الخطابي: تهيب كثير من الشيوخ الخوض في معنى الساق
أقول وأنا مثلهم.
/// لم التهيُّب من الخوض في صفة السَّاق وهي مثل باقي الصفات? وخاصَّةً أنَّك تحيلنا على المصادر المعتبرة في قولك:
** الكلام في عقيدة الأسماء والصفات أتحسس منه وأنبه على أن ما يذكر في مثل هذه الموضوعات من المباحثات وليست فتاوى وعلى المؤمن تعلم عقيدته الصحيحة من المصادر المعتبرة.
/// ثم هل رأيت كلامًا يذكره الإخوة تقريرًا دون اعتماد على "المصادر المعتمدة" حتى تشكِّك الناس فيما نذكره ههنا.
/// ولا ينبغي للمرء أن يكون متشكِّكًا في عقيدته ويتهيَّب الكلام عليه، فإنَّه توحيد! فماذا يعتقد إذن؟!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 05:12]ـ
أدرك المغزى من هذا السؤال:)
*********
هناك مثال واضح لما ذكرتم
ما أعلمه في النظر إلى الخلاف في صفة الساق (وهذا الأمر حسب علمي الضعيف فلا ينسب إلى أي اتجاه ..
يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون (القلم42)
قال ابن عباس: {يوم يكشف عن ساق}:
هو يوم كرب وشدة وفي رواية عن أمر عظيم، كقول الشاعر: وقامت الحرب بنا عن ساق
وذكرت روايات أخرى عن ابن عباس بمعنى مقارب ...
نبحث عن سند وثبوت ذلك عن ابن عباس لنعلم هل الأمر فيه خلاف أو إجماع.
إذا ثبت الأثر عن ابن عباس ... إذا هناك خلاف
ظاهر الآية لا يدل على أن ذلك صفة لله؛ لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه، وإنما ذكره مجردا عن الإضافة منكرا.
الحديث الشريف جاء في الصحيحين بتصريح بالساق
رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا"
وحمل الساق على الشدة والهول كما ذكره ابن عباس رضي الله عنه له وجه في اللغة على ما هو معلوم من كلام العرب .. وتقول العرب لسنة الجدب: كشفت ساقها
لكن ظاهر الحديث (ساقه) يحسم الأمر ... سواء كان الحديث آحاداً أم متواتراً لأن كلاهما يفيد العلم.
لكن قد يعترض عليه بما ذكره ابن حجر في فتح الباري (( ... ووقع في هذا الموضع " يكشف ربنا عن ساقه " وهو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم فأخرجها الإسماعيلي كذلك ثم قال في قوله " عن ساقه " نكرة. ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ " يكشف عن ساق " قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة، لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء.))
وقد يرد عليه أن رواية البخاري مقدمة على غيره
قال ابن حجر: وقال الخطابي: تهيب كثير من الشيوخ الخوض في معنى الساق
أقول وأنا مثلهم وسامح الله الشيخ أبا الفداء وابن الرومية لأنهما جعلانى أخوض في هذه الأمور وهذه الموضوعات فالتباحث معهما وبعض إخواننا شيق وممتع:).
** الكلام في عقيدة الأسماء والصفات أتحسس منه وألفت نظر القاريء الكريم أن ما يذكر في مثل هذه الموضوعات من المباحثات وليست فتاوى وعلى المؤمن تعلم عقيدته الصحيحة من المصادر المعتبرة.
بارك الله فيك .. ولكنك لم تجب عن سؤالي بما تفضلتَ به .. دع عنك هذا المثال الذي فيه حديث صحيح يظهر للناظر أنه يوافق مراد الآية فيجعله قرينة لترجيح قول على قول فيها (وإن لم يكن دليلا صريحا في تأويل الآية) .. فهذه حالة قليلة الحدوث في النصوص المختلف على دخولها في الصفات كما لا يخفاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 05:17]ـ
/// لم التهيُّب من الخوض في صفة السَّاق وهي مثل باقي الصفات? وخاصَّةً أنَّك تحيلنا على المصادر المعتبرة في قولك:
/// ثم هل رأيت كلامًا يذكره الإخوة تقريرًا دون اعتماد على "المصادر المعتمدة" حتى تشكِّك الناس فيما نذكره ههنا.
/// ولا ينبغي للمرء أن يكون متشكِّكًا في عقيدته ويتهيَّب الكلام عليه، فإنَّه توحيد! فماذا يعتقد إذن؟!
لا أشكك في أحد أخي الكريم وإنما الكلام في العقائد خطير وما يهمنى هو ألا يعتمد أحد على كلامي لئلا أتحمل تبعات من يتابعنى في كلام قد أرجع عنه غداً
ولا شأن لي بغيري.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 05:30]ـ
لا أشكك في أحد أخي الكريم وإنما الكلام في العقائد خطير وما يهمنى هو ألا يعتمد أحد على كلامي لئلا أتحمل تبعات من يتابعنى في كلام قد أرجع عنه غداً
ولا شأن لي بغيري.
ولأنَّ الكلام في العقائد خطيرٌ فهذا ما نحن بصدد تحريره والتحقيق فيه.
وما دام أن الكلام السابق يعنيك وحدك فالحمدلله.
وخير الكلام ما قلَّ ودلَّ.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 05:49]ـ
بارك الله فيك .. ولكنك لم تجب عن سؤالي بما تفضلتَ به .. دع عنك هذا المثال الذي فيه حديث صحيح يظهر للناظر أنه يوافق مراد الآية فيجعله قرينة لترجيح قول على قول فيها .. فهذه حالة قليلة الحدوث في النصوص المختلف على دخولها في الصفات كما لا يخفاك
وهل هناك نص نقل فيه الخلاف في الصفة الواردة فيه عن الصحابة غير هذا النص في نظركم الكريم؟
فحسب كلام ابن القيم لا يوجد غيرها ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 05:59]ـ
بارك الله فيك، لم ينقل عن الصحابة خلاف في تأويل الصفة، وهذا كلام يحتاج إلى ضبط حتى لا يلتبس على القارئ، وإنما الذي نُقل خلاف السلف في بعض النصوص فيما إذا كانت تدخل في نصوص الصفات أو لا تدخل، وقد تقدم ذكر أمثلة لهذه النصوص.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[09 - Jan-2010, صباحاً 05:41]ـ
و أحب أن اشارككم في المذاكرة بتأملين اثنين فيما ظاهره الاختلاف بين الاخوة و لكن عند التامل يبدو أن الجميع على اتفاق
التأمل الأول ما ذكره ابو الفداء انه غاب عن تقعيد ابي محمد في تفسير آي الصفات - و هو منطبق على تفسير غيرها ايضا من آي الأحكام و غيرها- حيث قال إن المرجع الكتاب والسنة والإجماع .. و انه يجب ان يضاف اليه فهم السلف الصالح و قرائن هذا الفهم .. مع انه ان تأمل المرء وجد ان هذا داخل في دليل الاجماع ان لم يكن هو عينه .. خاصة عند من لا يعتبر غير اجماع الصحابة او القرون المفضلة و من اعتبر اجماع غيرهم فيقر باستحالة مخالفة الاجماع الحديث للاجماع القديم فعاد الأمر الى فهم السلف الصالح و ان اختلفوا لم يكن لأحد الخروج عن اقوالهم في شيء وجد المقتضى للقول بغير ما قالوه ... فان تأملنا المسألة في باب الصفات تبين انها تعامل بمثل ما تعامل به المسائل الفقهية من مراتب الأدلة ..
و التأمل الثاني هو في التهيب المتنازع عليه بين ابي محمد و ابي عمر .. و الذي يبدو ولله أعلم انه ايضا مما نتفق عليه جميعنا اذ قد استفاض عن السلف التهيب عن الخوض في هذا المجال و البحث في دقائقه و الاشتغال بما تحته عمل ونعلم هذا جميعا من معنى النهي عن الخوض في المتشابه بشتى مستوياته النسبية سواء المشتبه على مستوى الجماعة الكبيرة و المدة الزمنية الطويلة كالحروف المقطعة او كيفيات الصفات الالهية او التعمق في معانيها او حقائق الجنة والنار او موضع الدجال او مكان هاروت و ماروت ... الخ او على مستوى الفرد و المدة الزمنية القليلة كاشتباه الأب على الفرد من الصحابة ... و كل مستويات المتشابه التي يتهيب منها يجمع بينها ان لا عمل تحتها فينهى عن الخوض فيها لانعدام القرائن المادية التي تخول للادراك البشري الوصول الى نتائج واقعية و بالتالي عدم جدوى طلب اليقين فيه .... فأما المتشابه النسبي الذي تحته عمل فيطلب معرفته و البحث عن اليقين فيه كمتشابه الربا و الكلالة مما خفي على فرد من افراد الصحابة و لم يزل يطلبه .. و في المغيبات ومنها ابواب الصفات تشترك فيها منطقتين .. منطقة صغيرة مما تحته عمل و هي المعاني الظاهرة و منطقة كبيرة ليس تحتها عمل و ليس فيها الا التألي على الله .. و بينهما منطقة متوسطة هي
(يُتْبَعُ)
(/)
فقه هذه المعاني مما مثاله سؤال اختنا الكريمة ... فأما المنطقة الأولى فظاهر تصريح السلف بها و نشرها و بثها بين الناس لكونها مما يحتاجونه في صلاح اعمال قلوبهم و ضبط بوصلة الرجاء و الخوف و الحب لخالقهم على معانيها و كان ذلك غالبا بالاكتفاء بقراءة الآيات و الأحاديث ولهذا استفاض عنهم انكار التهيب على هذا المستوى مما كان يبديه البعض من ورع بارد او تشنج او انقباض او نفور مما يقتضيه المعنى الظاهر حين رواية مثل هذه الآثار .. أما المنطقة الثانية فظاهر انكارهم الشديد على الخائض فيها و التهيب التام عن الكلام فيها ... اما المنطقة المتوسطة و فيها يقع سؤال الأخت فهو مما صح عنهم و استفاض عنهم الأمران المعمول بهما في المنطقتين المذكورتين ... أي الاشتغال بها مع التهيب .. فالاشتغال بها لأنه احيانا قد تدعو الحاجة الى بيان أصول المعاني الظاهرة و لوازمها القريبة ككلامهم في الذات و الحد والمباينة و التعلق و الحدوث و الفرق بينه و بين الخلق و علاقة الصفات بعضها ببعض و تقسيماتها الخ .. فيشتغلون ببيان ذلك للحاجة الى مزيد ايضاح للمعاني الظاهرة من خلال بيان اصولها .. اما للرد على من ردها الى غير اصلها و اما لزيادة بيان للقلب المتعبد المتعطش لمزيد من الاطمئنان في القصد و الطلب و اما لغير ذلك من العوارض ... ثم انهم في نفس الوقت يتهيبون من الكلام في هذه المنطقة كثيرا لمجاورة حدودها لحدود المنطقة المنكرة .. فلكون الخوض الكثير فيها مظنة للانزلاق للمنطقة المحظورة استفاض عنهم الكثير في هذا المعنى من الاقتصار فقظ على الحاجة و تقديرها بقدرها و توجيه الهمم و القوى الى الاشتغال في المنطقة الأولى الصافية النقية تماما .. و اشهرو أفضل من بين ثمرة هذا الامام الشافعي في قوله العظيم ... سلني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت أخطأت ولا تسألني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت كفرت ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Jan-2010, صباحاً 07:48]ـ
أحسنت التحرير يا ابن الرومية، بارك الله فيك ونفع بك.
ولكن ملاحظتي على تقعيد أبي محمد سببها أن قوما جعلوا ثبوت الإجماع "المتيقن" عن الصحابة في التفسير هو وحده الحجة في فهم الصفات، فمهما جاءهم المرء بأقوال عن آحاد الصحابة والسلف قالوا له "اثبت لنا أنهم أجمعوا بيقين، وإلا فما يدريك لعله خرج منهم من يقول بقولنا هذا (المخالف لتلك المنقولات جميعا) ولم ينقل إلينا قوله؟؟ "
ففي الحقيقة إن من لم يفهم معنى الإجماع على حقيقته التي أشرتَ أنت إليها، وأدندن أنا حولها في كثير من المواضع في هذا المجلس، فإنه لن يكون له إلا التخبط في هذا الباب كما في غيره من الأبواب، وسيؤول أمره - لا محالة - إلى التذبذب والاضطراب في العلميات والشذوذ في العمليات!
فحتى نتأكد من كون القاعدة تفيد دخول قول الواحد من الصحابة أو من السلف الذي لا مخالف له من طبقته (مع وجود الداعي الشديد للبيان والرد والمخالفة لقوله من علماء زمانه كما تفضلتَ) في الحجج المعتبرة في هذا الباب، وحتى نتأكد من بيان معنى أن ثبوت الخلاف في نص من النصوص عن الصحابة أو من تبعهم من تلامذتهم على جملة من الأقوال التي وردت إلينا، يمنع الخروج على تلك الأقوال بقول لم ينقل عنهم بدعوى أن هذا ما أفضى إليه نظر الناظر في الكتاب والسنة ولعله قال به بعض السلف ولم يصل إلينا، ولبيان أن الناظر حينئذ يبحث ولابد عن قرائن إضافية خارجة على نصوص الكتاب والسنة نفسها لترجيح أحد تلك الأقوال على الآخر، ينبغي أن يكون الكلامُ أدق تحريرا من هذا، لا سيما في مسألة معلوم تربص الطوائف المخالفة لأهل السنة فيها بكل كلمة توافق هواهم، والله المستعان.
ـ[ابن خويز]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 02:38]ـ
أخي الكريم أبا الفداء
عفوا لتأخر المداخلات
ليس فيما قلته آنفا خلط فلنعد القراءة معاً:
أولا: النظر إذا عدي ب (إلى) فهو بمعنى الرؤية باتفاق أهل السنة، ما قرأت فيه لهم خلافا
وإذا كان الأمر كذلك فمعنى قول الله تعالى: (ولا ينظر إليهم) أي لا يراهم بقيد الرحمة والعفو وليس المعنى أنهم محجوبون عنه بالكلية فهو يراهم من حيث عموم رؤيته لخلقه، ولا يراهم رؤية تقتضي رحمته لهم وعفوه عنهم.
والقول بأن النظر إذا عدي ب (إلى) فهو بمعنى الرؤية، ومع هذا فقول الله تعالى: (ولا ينظر إليهم) ليس بمعنى أنه لا يراهم بقيد الرحمة والعفو قول متناقض.
والفرق مهما يكن بين النظر والرؤية فقد اتفقت الكلمة أن النظر إذا عدي ب (إلى) فهو بمعنى الرؤية.
وأما المعنى الثالث الذي ذكرته: بأن البصر يطلق ويراد به بصر المحاسبة، قلت أنه ليس من نصوص الصفات؟ لماذا؟ وهل ذكر ابن عباس أو مجاهد أو ابن مسعود أو غيرهم أن هذه الآية من نصوص الصفات وتلك الآية لا؟!
أو أن هذا الحديث من نصوص الصفات وأن الحديث الآخر لا؟!
ثم لا زال أهل السنة يفسرون آية آل عمران كما ذكرت فلماذا النكير؟
وما قلته في النظر المعدى ب (إلى) أنقله هنا.
وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 03:36]ـ
والقول بأن النظر إذا عدي ب (إلى) فهو بمعنى الرؤية، ومع هذا فقول الله تعالى: (ولا ينظر إليهم) ليس بمعنى أنه لا يراهم بقيد الرحمة والعفو قول متناقض.
بارك الله فيك .. أين فهمتَ هذا من كلامي؟
الذي قررته أن النظر معنى زائد على البصر، حتى مع تعديته بإلى، والزيادة ههنا في كونه يراهم بعين الرحمة كما تفضلتَ وكما تقدم من كلامي، فأين قلتُ أنا إنه "لا يراهم بقيد الرحمة"؟؟
والفرق مهما يكن بين النظر والرؤية فقد اتفقت الكلمة أن النظر إذا عدي ب (إلى) فهو بمعنى الرؤية
ليس على وجه المرادفة والمطابقة في المعنى، ولكن على وجه الزيادة في المعنى، أي أنه يبصرهم وزيادة ..
تأمل الكلام - بارك الله فيك - بروية قبل الاعتراض عليه.
قلت أنه ليس من نصوص الصفات؟ لماذا؟
تقدم الجواب عن هذا في مشاركات عدة .. وليس المراد بأنها ليست من نصوص الصفات نفي دلالتها على صفة البصر، فتأمل.
ـ[ابن خويز]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 03:45]ـ
أهلا وسهلا بأبي الفداء،
قلت: "الذي قررته أن النظر معنى زائد على البصر، حتى مع تعديته بإلى، والزيادة ههنا في كونه يراهم بعين الرحمة كما تفضلتَ وكما تقدم من كلامي، فأين قلتُ أنا إنه "لا يراهم بقيد الرحمة"؟؟
قلت: "وقولك - وفقك الله - يرى أصنافا ولا يرى أخرى = غلط! "
وفقك الله أخي
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 04:03]ـ
أهلا وسهلا بأبي الفداء،
قلت: "الذي قررته أن النظر معنى زائد على البصر، حتى مع تعديته بإلى، والزيادة ههنا في كونه يراهم بعين الرحمة كما تفضلتَ وكما تقدم من كلامي، فأين قلتُ أنا إنه "لا يراهم بقيد الرحمة"؟؟
قلت: "وقولك - وفقك الله - يرى أصنافا ولا يرى أخرى = غلط! "
وفقك الله أخي
سبحان الله!
هذا ما قلته بحرفه:
هذا فيه نظر، إذ البصر والنظر لا يستويان كما تقدم. ونحن لم نقل إن من مخلوقات الله ما قضى سبحانه ألا يبصره أو لا يراه، ولكن منها ما قضى ألا ينظر إليه، وينبغي التنبه إلى الفرق بين المعنيين. وقولك - وفقك الله - يرى أصنافا ولا يرى أخرى = غلط!
فأين في هذا ما يفهم منه أني أقول إنه "لا يراهم بقيد الرحمة"؟؟؟
بل أقرر ضد هذا المعنى تماما كما هو واضح!
ـ[ابن خويز]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 05:00]ـ
أخي الحبيب:
هل ترى صحة القول ب:"أن الله لا يراهم بقيد الرحمة"؟
إن قلت نعم، فهذا ما قلته في البداية أنه يصح أن يقال أن الله يرى أناسا دون آخرين بهذا المعنى أي بقيد رحمته. لكنك قلت أنه غلط.
وإن قلت: لا. فهنالك إشكال لأنك قلت:"فأين في هذا ما يفهم منه أني أقول إنه "لا يراهم بقيد الرحمة"؟؟؟
بل أقرر ضد هذا المعنى تماما كما هو واضح! "
بارك الله فيكم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 05:26]ـ
أوافقك على قولك "لا يراهم بقيد الرحمة" طالما أنك تريد به ما نريده من قولنا "نظر الرحمة" أي الرؤية التي يزيد عليها الرحمة والرضوان ..
ولكن لا أوافقك على ما يتوهم القارئ منه نفيك للرؤية مطلقا عن هؤلاء، فالذي قلتُ إنه غلط هو كونه سبحانه يرى أصنافا ولا يرى أخرى ..
فقد قلتَ أنت:
وهنا يصح يقال أن الله يرى أصنافا من الناس دون أصناف لتفاوت أعمالهم، فهي على هذا من الصفات الاختيارية والخلاف هنا أضعف.
وهذا يُفهم منه أن الله لا يرى أصنافا - مطلقا - لحرمانهم من رحمته، إذ أنت تدخل الآية في الدلالة على الصفات الاختيارية في سياق نقاش حول صفة الرؤية بمطلقها هل هي اختيارية أم لا، لهذا علقت أنا على ما يظهر من الكلام بأنه غلط.
فإن كنت تنفي الآن هذا المعنى فقد اتفقنا والحمد لله، ولكن يبقى الخلل في عبارتك، وهو ما أنبه عليه، وفقك الله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 10:59]ـ
بارك الله في الشيخين الفاضلين ابن الرومية وأبي الفداء
وأريد أن أوضح نقطة لن أطيل فيها كثيراً لأن مناقشتها ستخرج الموضوع عن سياقه كما أنها من الموضوعات الشائكة التى طال النقاش فيها سابقاً وفي أماكن عديدة.
أقول للشيخ أبي الفداء أن كلامي كنت أقصده فعلاً وأن فهم السلف إن كان إجماعاً حقيقياً فالحجة الإجماع وإن اختلفوا فهل يجوز أن نخرج عن أقوالهم باعتبار أنه لا يقين من وصول جميع الأقوال إلينا ونتبنى قولاً جديداً أو نرجح بينها وهذه مسألة شائكة مشهورة ...
وبذلك أخالف الشيخ أبا الفداء في بعض ما طرحه في هذه النقطة وفي مفهوم الإجماع وأنواعه بما لا سبيل إلى مناقشته هنا في هذا الموضوع
ويبقى أن نقول: كلنا إخوان وإن اختلفنا في مسألة أو مسائل ولكل وجهة هو موليها
نسأل الله أن يهدينا إلى ما يحبه ويرضاه وأن يحسن خاتمتنا وأن يجمعنا على حوض نبيه صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم
ـ[ابن خويز]ــــــــ[10 - Jan-2010, صباحاً 10:11]ـ
أحسنت أخي أبا الفداء
هذا هو المقصود
أسأل الله الهداية لي وللجميع(/)
هل هناك إشكال في ترجمة نصوص الصفات لغير اللغة العربية؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 12:29]ـ
# تنبيهٌ من الإشراف # نستأذن الأخت الكريمة "زوجة وأم" في إفراد هذا الموضوع باسمها، وأصل هذه المشاركات التالية ههنا تعقيبات استطرادية كانت في هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48192
ثم رأى المشرفون إفرادها في هذا الموضوع لتنظيم المشاركة في ذلك الموضوع #
لي وجهة نظر في هذا الموضوع
وقد أكون مخطئاً في نظر الكثيرين
ولكن حسبي أن ما اخترته هو ما تعلمته من سلفنا الصالح.
والذى أراه هو عدم الخوض في مثل هذا أو مناقشته
والعلماء الكبار ممن تكلم في العقيدة وناقش أهل البدع أو رد عليهم كابن تيمية وغيره يبقى كلامه في الرد عليهم ولا نخوض فيه ... أو ننشره بين العوام.
حسب علمي فإن هذا المنتدى لطلاب العلم وليس للعوام
كما أنه يحصل لنا نقاش مع أهل البدع أحيانا في مواقع غير عربية
ومثل هذه المسألة طرأت في احدى تلك النقاشات
وكتبت الموضوع هنا لأجل ان استفيد واتعلم
كما أن هذه المسألة مرتبطة بفهم آية معينة سأكتب موضوعا آخر لها - إن شاء الله - حيث انه لدي بعض الاستفسارات في معنى تلك الآية واقوال العلماء فيها
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 02:38]ـ
.... كما أنه يحصل لنا نقاش مع أهل البدع أحيانا في مواقع غير عربية ....
الأخت الفاضلة
هل تناقشون مثل هذه المسائل بغير اللغة العربية؟!
هذه مشكلة ... فاللغات تختلف في الأساليب ولا أظن أنه يمكن ترجمة الكلام في باب الصفات بسهولة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 09:09]ـ
هل تناقشون مثل هذه المسائل بغير اللغة العربية؟!
هذه مشكلة ... فاللغات تختلف في الأساليب ولا أظن أنه يمكن ترجمة الكلام في باب الصفات بسهولة
معاني الصفات وشرحها تفسير، وترجمة النصوص تفسيرٌ أيضا، يختلف الحكم عليه بحسب درجة إلمام القائم به باللسان المنقول منه والمنقول إليه ومدى فهمه للنص المترجم. هذا إن كان المقام مقام ترجمة للصفات، وهي - مع كونها ترجمة صريحة لنص من نصوص الصفات أو لكلام أهل العلم فيه - تدخل في باب الإخبار عن الله تعالى، فكيف والكلام إخبارٌ مجرد عن ترجمة نص منقول؟
فمن حيث الأصل لا إشكال في شرح بعض الصفات وإزالة الشبهات عنها لمن يراد دعوتهم إلى الإسلام، بلسانهم الذي يفهمونه، إن دعت الحاجة إلى ذلك، بشرط اتقان اللسان.
فقولك "لا يمكن ترجمة الكلام في باب الصفات بسهولة" إطلاق لا يصح، بارك الله فيك.
/// وبالمناسبة فإن قول القائل إن من صفات الله ما لا يمكن ترجمته إلى لسان آخر، هذا يوقعه في التفويض من حيث لا يدري .. فالترجمة منها ما هو ترجمة حرفية إحلالية، ومنها ما هو تفسير وشرح للكلام، ولم يقل أحد بأن ما ورد من وصف لله تعالى في نص قرءاني - مثلا - في كلمة مفردة، فإن المترجم يلزمه أن ينقله إلى كلمة واحدة مرادفة لها تمام الترادف ولا بد! هذا مسلك فاسد مرفوض في ترجمة كتاب الله، دخل علينا من أثره فساد كبير في ترجمات القرءان إلى مختلف اللغات، إذ تجد المترجم حريصا - ولا أدري لماذا - على التزام أن تخرج ترجمة القرءان في قالب آيات مفصلة بنفس نظم المصحف، وكأنه يكتب مصحفا يغني أهل الألسنة الأخرى عن النص الأصلي!! فتجد الآية التي هي في عشر كلمات تترجم في عشر كلمات ولابد، وبنظم وترتيب كأنه هو القرءان نفسه!! حتى إنهم يختارون من اللسان أقدمه، لمزيد من صبغه بصبغة النص السماوي (كما ترى في الترجمة الانكليزية للقرءان يكتبونها بلسان القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي، الذي كتبت به نسخة الملك جيمس من كتاب النصارى) فأي شيء هذا؟؟؟ ترجمة القرءان ليست قرءانا، ولسنا كالنصارى الذين يتعبدون بتلاوة النص المترجم إذ لا يجدون غيره!! وهذا بالمناسبة مما أدخل على النصارى شبهات عريضة، إذ يطعنون في القرءان لمجرد أن يجدوا الترجمات تتفاوت في اختيار الألفاظ فيما بينها لترجمة النص، فيزعمون أننا مثلهم في اختلاف نصوصنا من ترجمة إلى ترجمة، ويغفلون أو يتغافلون حقيقة أن هذه الترجمات كلها اجتهادات بشرية من أصحابها لنقل نص محفوظ من لسانه الأصلي إلى لسان آخر، وليس كحال نصوصهم لا يبقى بين أيديهم منها إلا بقايا مترجمة مرة بعد مرة، أحسن أحوالها أن تكون من الرواية بالمعنى!! فإنما حملهم على هذه الشبهة شدة حرص المترجمين على الحفاظ على نظم آيات القرءان في الترجمة وكأنها ترجمة حرفية، أو رواية بالمعنى، وهذا أصلا لا يجوز!!
هذا استطراد قد ابتعدت به عن الموضوع فاعذروني، إذ له في نفسي شجون، ولكن القصد أنه - على المعنى الأشمل والأصوب للترجمة، وتحررا من قوالب أكثر المترجمين لنص القرءان إلى اللغات الأخرى - لا يصح أن يقال إن من كلام الله ما لا يمكن نقله إلى لسان آخر! إذ المعاني التي خاطب الله بها العرب لا يختص فهمها بهم دون غيرهم من الأمم، ولا يعجز عن فهمها عاقل سوي العقل، ولا يخلو منها لسان من ألسنة البشر! فما لم يتمكن المترجم من وضعه في كلمتين فليضعه في ثلاث كلمات، أو في عشرة أو في صفحة كاملة، ولا إشكال ما دام يجتهد في إيصال المعنى على علم وإحاطة باللسان المنقول إليه، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 12:57]ـ
الشيخ الكريم أبا الفداء
لن أخرج كثيراً عن الموضوع ولكن الاستطراد في الكلام ألجأنا إلى هذا
ولا مانع من أن نفيد ونستفيد
سأنقل لك مثالاً يبين كلامي هذا:
ولا أظن أنه يمكن ترجمة الكلام في باب الصفات بسهولة
المنتسبون إلى السلفية يقولون الإستواء واليد والعين وغيرها هي حقيقة , بما يفهمها العرب في لغتهم ولا تؤول ولا تفوض في المعنى , يعني أن المسلم يفهم الإستواء بما يفهمه العرب في لغتهم , جيد , هذا يجعلنا ونحن نترجم القرآن ,أن نلتزم بهذا
أو نترك الكلمة كما هي , أي استوى , بلا أي ترجمة , كما تلفظ لا ما تفهم , فنكون مفوضين ولا شك , لأنهم (أي المترجمين) نقلوا قالب اللفظ خاليا من المعنى , فالأعجمي لا يفهم شيئا من كلمة (استوى) وإن كتبت بأحرفه ,
فأن تكتب كلمة استوى ك Istawa لا يعني شيئا للمتحدث بالإنجليزية , وهي كأن تكتب كلمة Happy على سبيل المثال , للعربي ممن لا يعرف الإنجليزية ,على شكل (هابي) فلا يفهم منها شيئا وإن تلفظها.
وإن ترجموا المعنى المؤول للكلمة , مثلا الإستواء بالقهر , واليد بالتأييد , يكونون مؤولين ولا شك ,
في بعض المواقع الخاصة بترجمة معاني القرآن:
نختار قوله تعالى:
الرحمن على العرش إستوى (طه 5)
1 - اللغة الإنجليزية:
Allah Most Gracious is firmly established on the throne (of (authority
وتعني: الله أعظم رحيم استقر و وطد نفسه على العرش (السلطة)
, ولاحظ كيف وضعت كلمة authority والتي تعني السلطة والقهر في آخر الجملة!
فهل يفهم من هذه الترجمة الإستواء بمعناه الحقيقي اللغوي؟
أم أنه تأويل صارخ؟
وفي ترجمات أخرى في غير هذا الموقع , قيل:
The Beneficent God is firm in power
وتعني أن الله راسخ القوة (مسيطر)
إن كلمة العلو والإستواء الحقيقي موجودة في اللغة الإنجليزية , وكان يمكن أن يترجموها بالجلوس أو أن الله على العرش:
Allah is sitting on the throne
أو:
Allah is still on the throne
ولكنهم لم يفعلوا ,
أتدرون لماذا؟
لأن كتابة مثل هذا الكلام بلغة معظم من ينطق بها من النصارى يعني أن الإسلام ليس بعيدا عنهم في تجسيمهم ,
فهم مجسمة , يروق لهم تخيل إلههم وهو يجلس على العرش ويمد قدميه ,
بل إنه من المفارقات الغريبة , أن شاعرا شهيرا , اسمه Kittie Suffield كتب قصيدة اسمها:
God is still on the Throne
أي مازال الله على العرش
وهذا منبثق من عقيدتهم الفاسدة , حيث يوجد في إنجيليهم:
In the year that king Uzziah died, I saw the Lord sitting on a throne, high and lifted up; and his train filled the temple.
Isaiah 6:1
أي , في السنة التي مات فيها الملك اوزياه , رأيت الله جالسا على عرشه , عاليا وممجدا , وبطانة ثوبه (وفي رواية رداءه) يملأ المعبد أو الهيكل!
وهكذا , نرى التقارب بين تفكير المجسمة , والنصارى , لقد هرب المترجمون من هذا المأزق وأولوا , حتى لا يقعوا فيما وقعت في النصرانية.
هذا هو ما أقصده من خطورة الترجمة ولا أريد الإطالة بضرب الأمثلة
ومن تتبع الترجمة الكاملة للقرآن في هذا الموقع ,وأيضاً التى تكتب على الشاشة في صلاة التراويح في القناة الأولى السعودية سيجد فيها الاضطرار إلى التأويل كثيراً وهي ليست بالمناسبة من كتابات أشاعرة!
وهذه الملاحظة طار بها الأشاعرة كل مطار فماذا نقول؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 01:25]ـ
/// بارك الله فيكم ..
/// الاستطراد مفيد في كثيرٍ من الأحيان .. لكن أتمنى أن لا يتشعب أويطول أكثر؛ فنخرج به عن أصل موضوعنا، وهو مهم.
1 - اللغة الإنجليزية: allah most gracious is firmly established on the throne (of (authority
وتعني: الله أعظم رحيم استقر و وطد نفسه على العرش (السلطة)
, ولاحظ كيف وضعت كلمة authority والتي تعني السلطة والقهر في آخر الجملة!
فهل يفهم من هذه الترجمة الإستواء بمعناه الحقيقي اللغوي؟
أم أنه تأويل صارخ؟
وفي ترجمات أخرى في غير هذا الموقع , قيل:
the beneficent god is firm in power
وتعني أن الله راسخ القوة (مسيطر)
/// قولهم في تفسير الاستواء: (السلطة والقهر) أو (راسخ القوة) هو قريبٌ من معنى لفظة الاستيلاء، الذي فسَّر به المحرفة (الأشاعرة وغيرهم) لفظة الآية إليها.
وكان يمكن أن يترجموها بالجلوس أو أن الله على العرش:
allah is sitting on the throne
أو:
allah is still on the throne
ولكنهم لم يفعلوا.
أتدرون لماذا؟
لأن كتابة مثل هذا الكلام بلغة معظم من ينطق بها من النصارى يعني أن الإسلام ليس بعيدا عنهم في تجسيمهم ,
فهم مجسمة , يروق لهم تخيل إلههم وهو يجلس على العرش ويمد قدميه ,
/// لا يصلح ترجمتها بالجلوس، وتفسيره بأنه على العرش يحتاج إلى شيءٍ من البيان.
/// وكون الصفات في عقيدتهم فيها لوثة تجسيم أوانغماس فيه لا يمنعنا من بيان الحق، وفصل الباطل المشبَّه به.
بل إنه من المفارقات الغريبة , أن شاعرا شهيرا , اسمه kittie suffield كتب قصيدة اسمها:
god is still on the throne
أي مازال الله على العرش.
/// هل ذكرت هذا على سبيل المثال لبيان فساد تفسيرهم للاستواء، أوتنتقده في هذا العنوان .. ففي نظري ليس في هذا القدر من عنوان القصيدة خطأ أوانحرافًا عقديًّا.
/// إن صحَّت هذه الملاحظات على الترجمات السابقة فليتهم يُنبَّهون عليها، وفي المسؤولين من له غيرة على العقيدة، ولازمٌ أن يكون لهم متخصص في الترجمة والعقيدة في آن واحد، ليسلم تفسيره من مثل هذه التحريفات لمعاني الصفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن خويز]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 01:41]ـ
إخواني الأفاضل:
أرجو إكمال هذا البحث-بحث الترجمة- في موضوع جديد إن أردتم الاستمرار فيه حتى لا يضيع البحث الأصلي بارك الله فيكم.
وهذه المسألة سئل عنها الشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا في محاضرة له في العقيدة فأجاب: هذه مسألة عويصة! ثم سئل عنها مرة أخرى فأجاب نفس الجواب.
فأتمنى على إخواني أن يرفعوا هذه المسألة إلى مجمع أو هيئة تحوي جماعة من أهل العلم الثقات للنظر فيها فاجتهاد الجماعة غالبا أقرب من اجتهاد الفرد، فكيف إن كانت الجماعة تضم علماء والفرد طالب علم؟!
وليس للأشاعرة التأخرين أن يطيروا بهذه المسألة لأنه لو جاز تأويلها لكان ذلك للضرورة المتمثلة في عجز اللغة الانجليزية عن استيعاب بحور معاني العربية (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 01:44]ـ
لو جاز تأويلها لكان ذلك للضرورة المتمثلة في عجز اللغة الانجليزية عن استيعاب بحور معاني العربية (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ).
هل تعجز اللغة الإنجليزية أوأي لغة عن مفردةٍ ترادف (العُلُو والارتفاع) في لغة العرب؟
ـ[ابن خويز]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 01:51]ـ
أخي الحبيب عدنان:
لو حرف امتناع لامتناع على رأي الجمهور!
هذا إن كان متحققاً وإلا فمن يمنع الترجمة الموافقة لمذهب السلف الصحيحة؟!
ثم أنا أسألك هل يفهم العجم أن اليد لله تعالى صفة وليست جارحة؟
إن قلت: لا، كان العجز متحققا.
وإن قلت: نعم، سألتك أخرى ما الدليل؟ وكيف عرفت؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 01:57]ـ
/// لا داعي لذكر مسألة أن (لو) امتناع لامتناع فهذا بيِّن واضح، لأنَّ سؤالي هو في الحقيقة جواب عن الاحتمال الذي قد يتكئ عليه البعض.
ثم أنا أسألك هل يفهم العجم أن اليد لله تعالى صفة وليست جارحة؟
إن قلت: لا، كان العجز متحققا.
وإن قلت: نعم، سألتك أخرى ما الدليل؟ وكيف عرفت؟
/// ليس ثمة عجزٌ والحمدلله، بل .. نعم؛ لأنه سيقال لهم كما يقال للعربي: إنها يد تليق بجلاله وعظمته، لا تشبه أيدي المخلوقين، كما أنَّ يد الإنسان لا تشبه يد الفيل أوالنملة مع أن كلها من جنس واحد، وهو أنها مخلوقة.
فما أسهل هذا!
كما قال الله تعالى: (ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير) وقد يأتي (من العرب وغيرهم كما حصل لأقطاب المعطلة) من يفهم السمع والبصر بمعنى التشبيه!
/// والكلام عن اليد التي في الذهن غير التي في الخارج كما يعقل ذلك كل عاقل ناطق، ولو جئنا برجلٍ من أدغال أفريقيا أوالأمازون ولم يرَ في حياته (طاولةً) لها أربعة سيقان، فقال لنا: ما معنى (الطاولة)؟ فقلنا له: لوح من خشب له أربعة سيقان، فسيفهم معنى الساق بالمعنى الكلي، ولن يظنها بالضرورة مشابهة لساقه أولساق الغزال أوالفيل أوالشجرة، اللواتي رآها ويعرف سيقانها، ويدرك عدم تماثلها في الكيفية مع اشتراكها في المعنى الكلي.
/// وأرى الموضوع يخرج عن السياق ولا محالة، لذا سأضطر لنقل كل المشاركات في موضوع مفردٍ إن تتابع الخروج.
ـ[ابن خويز]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 02:15]ـ
أخي الحبيب عدنان
سبقتك وقلت لا بد من موضوع جديد لهذا البحث.
فهمك لليد على أنها للمعنى الذهني إنما هو لخصوبة اللغة العربية التي تشكل الذهن العربي القادر على التمييز بين الحقائق الذهنية المجردة والحقائق الخارجية. فعاد لك السؤال أخرى هل تدعم اللغة الإنجليزية هذا الفهم؟
والذي سيأتي من الأدغال لن يفهم ساق الخشب بمعنى ساق الغزال لكنه:
إما أن لا يفهم المراد وهذا تفويض في باب الصفات.
وإما أن يفهمها على أنها أجسام.
لكن سؤالي كان عن التفريق في لفظ اليد لله بين الصفة والجارحة وليس عن مشابهة صفة اليد لله بصفة اليد للإنسان؟!
ولا أظن الموضوع سهلا يا أخي الحبيب.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 02:22]ـ
فهمك لليد على أنها للمعنى الذهني إنما هو لخصوبة اللغة العربية التي تشكل الذهن العربي القادر على التمييز بين الحقائق الذهنية المجردة والحقائق الخارجية. فعاد لك السؤال أخرى هل تدعم اللغة الإنجليزية هذا الفهم؟
والذي سيأتي من الأدغال لن يفهم ساق الخشب بمعنى ساق الغزال لكنه:
إما أن لا يفهم المراد وهذا تفويض في باب الصفات.
وإما أن يفهمها على أنها أجسام ..
/// يا أخي! لا أدري حقيقة هل تعرف المقصود بالمعنى الذهني؟ الذي يفرق بين قول أهل السنة والمفوضة المشبهة!
/// هذا لا اختصاص له بالعربية ولا بأي لغةٍ، بل كما قلت لك سابقًا عند كل عاقل ناطق، وقد مثَّلت لك بأمثلة تغني عن إعادة البيِّن.
/// أمَّا قضيَّة (الأجسام) و (الجارحة) المتوهِّمة عند ترجمة صفة اليد أوالساق أوغيرهما للإنجليزية فمثل هذا التوهم ليس خاصًّا بالترجمة كما بيَّنت لك في وقوعه عند منحرفي المعطِّلة للصفات من العرب وغيرهم! فهل نفوِّض صفة اليد حتى عند مخاطبة العرب لأنَّ بعض منحرفي العرب فهموها على الجارحة دون غيرها
/// ويؤكد كلامي قولُك:
لكن سؤالي كان عن التفريق في لفظ اليد لله بين الصفة والجارحة وليس عن مشابهة صفة اليد لله بصفة اليد للإنسان؟!
/// هذه التفرقة بين الصفة والجارحة التي عجز عنها المفوضة (عربًا وعجمًا) فوقعوا في التفويض وجهَّلوا أنفسهم بمعاني الصفات! فلم تخصيص المشكلة بالترجمة للإنجليزية؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن خويز]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 02:45]ـ
أخي الغالي
أعرف بفضل الله المعنى الذهني وهو الحقيقة الذهنية المجردة عن التشخص الخارجي، وهو ما يسمى في علوم اللغة باسم الجنس و بعلم الجنس وبينهما فرق دقيق، وهذه مباحث لغوية عقلية، فإن اختلفت اللغة فالشيء مع غيره غيره لا مع غيره.
وأين هذا من لغة الأعاجم، إن كان هذا التفريق موجودا عندهم فدلني-هداك الله لبغيتك- إلى مرجع يفرق بين هذه فأنا أقرأ الإنجليزية جيداً.
والمعاني الذهنية بارك الله فيك إنما نفهمها على مقتضى اللغة العربية. فاللغة تشكل الأساس الذي نفهم من خلاله الأمور ولهذا اختار الله اللغة العربية لآخر كتبه القرآن الكريم.
فلئن كانت اللغة الإنجليزية تماثل العربية فما الحكمة من اختيار العربية لآخر كتبه؟ وإن كانت لا تماثل العربية، فما يدريك لعل هذه المسألة من نقاط الاختلاف ...
ثم أنا درست اللغة الإنجليزية بأعلى مستوياتها-في الجامعة كنا ندرس باللغة الإنجليزية وحسب! - فما وجدت قط أي تفريق بين هذه المعاني، على العكس تجد فيها من البلادة ما الله به عليم ...
وفقك الله أخي نحن متفقون على أن الصفات ينبغي ترجمتها على مقتضى فهم السلف الصالح، وأرجو أن يكون ذلك متاحا وأن لا يترتب عليه محذور ... يا رب ...
لكني لا زلت مصرا على أنها ينبغي أن ترفع إلى مجمع أو هيئة شرعية تضم ثقات من أهل العلم ... ولا أظنك تمانع ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 02:52]ـ
تراجع هذه الروابط للأهمية
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6101
http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=33720
http://www.alukah.net/articles/174/3060.aspx
ـ[ابن خويز]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 03:01]ـ
بارك الله فيك أخي أبا محمد العمري ثم المصري
أود أن أنقل من الروابط ما أقصده بالضبط من كلام الشيخ محمد الخضر الحسين -الرابط الثالث-:
المعاني الثانوية:
ليس بالمستطاع أن تنقل إلى لغة أجنبية المعاني الأصلية، وهي محفوفة بالمعاني التي هي مظهر بلاغة القرآن، والناهضة بقسط عظيم من بينات إعجازه، وممن نبه على هذا في القديم أبو القاسم الزمخشري في "كشافه"؛ إذ قال: "إن في كلام العرب - خصوصًا القرآن - من لطائف المعاني ما لا يستقل بأدائه لسان"، ولا يسهل على أحد ادِّعاء أنَّ في اللغات المعروفة اليوم ما يسع نقل معاني القرآن الأصليَّة مع ما يلابسها من أسرار المعاني، التي يسميها البلغاء خواص التراكيب. اهـ
لكن الفرق أنه جزم بعدم الاستطاعة وأنا لم أجزم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 03:15]ـ
أعرف بفضل الله المعنى الذهني وهو الحقيقة الذهنية المجردة عن التشخص الخارجي، وهو ما يسمى في علوم اللغة باسم الجنس و بعلم الجنس وبينهما فرق دقيق، وهذه مباحث لغوية عقلية، فإن اختلفت اللغة فالشيء مع غيره غيره لا مع غيره.
وأين هذا من لغة الأعاجم، إن كان هذا التفريق موجودا عندهم فدلني-هداك الله لبغيتك- إلى مرجع يفرق بين هذه فأنا أقرأ الإنجليزية جيداً.
والمعاني الذهنية بارك الله فيك إنما نفهمها على مقتضى اللغة العربية. فاللغة تشكل الأساس الذي نفهم من خلاله الأمور ولهذا اختار الله اللغة العربية لآخر كتبه القرآن الكريم.
فلئن كانت اللغة الإنجليزية تماثل العربية فما الحكمة من اختيار العربية لآخر كتبه؟ وإن كانت لا تماثل العربية، فما يدريك لعل هذه المسألة من نقاط الاختلاف ...
ثم أنا درست اللغة الإنجليزية بأعلى مستوياتها-في الجامعة كنا ندرس باللغة الإنجليزية وحسب! - فما وجدت قط أي تفريق بين هذه المعاني، على العكس تجد فيها من البلادة ما الله به عليم ...
/// لو رجعت إلى كلامي السابق الذي رددتُه مرارًا (وأراك تتغاضى عن بعضه) =فسيتبيَّن لك أنَّ الأمر لا يحتاج إلى التخصُّص المذكور في اللغة الإنجليزية أوغيرها لفهم قضية المعنى الذهني، بل الأمر بسهولة أن تأخذ مثالي السابق عن رجل الغابة الإفريقي أوالأمازوني وتمحوه وتضع مكانه الإنجليزي أوالفرنسي أوالعربي (المفوِّض) وتنتهي المشكلة إن شاء الله.
/// وأنا قد ألمحت إليك مراتٍ عديدة إلى أنَّ مشكلة عدم القدرة على التفريق بين الصفة وقيامها بالله وتوهم كونها جارحة أومن صفات الأجسام هي مشكلة أورثت بدعةً حتى عند الناطقين باللغة العربية التي اختارها الله لإنزال كتابه بها.
/// وقد قلتُ لك سابقًا: قُلْ للإنجليزي أوالفرنسي أوالروسي أوالعربي (المفوِّض) أوغيرهم =إنَّ معنى (اليد لله) هي اليد المعروفة حقيقة بظاهرها وفسِّرها بلغتهم، لكن مع بيان أنَّ صفات الله لا تشبه صفات المخلوقين باعتبار المعنى الخارجي، كما فهمت معنى السمع والبصر مع عدم فهمك لكونهما من صفات الأجسام كما في: (ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير)!
المعاني الذهنية بارك الله فيك إنما نفهمها على مقتضى اللغة العربية. فاللغة تشكل الأساس الذي نفهم من خلاله الأمور ولهذا اختار الله اللغة العربية لآخر كتبه القرآن الكريم.
فلئن كانت اللغة الإنجليزية تماثل العربية فما الحكمة من اختيار العربية لآخر كتبه؟ وإن كانت لا تماثل العربية، فما يدريك لعل هذه المسألة من نقاط الاختلاف ...
/// مؤدَّى كلامك ولازمه أنَّ الله أنزل كتابًا به عقيدة يعجز عن فهمها غير العرب؟ بل حتى العرب (كما ألمحتُ بهذا مرارًا) لأنَّ غالبهم إما مفوضة أومؤولة (محرفة) لصعوبة التفريق بين الجارحة والصفة القائمة بالرب؟!
وفقك الله أخي نحن متفقون على أن الصفات ينبغي ترجمتها على مقتضى فهم السلف الصالح، وأرجو أن يكون ذلك متاحا وأن لا يترتب عليه محذور ...
/// وهل فهمت من كلامي أنَّ هناك اختلافًا مثلاً، ولي أن أسألك بسؤالٍ صريحٍ: ما مقتضى فهم السَّلف لعلو الله تعالى عندك؟
لكني لا زلت مصرا على أنها ينبغي أن ترفع إلى مجمع أو هيئة شرعية تضم ثقات من أهل العلم ... ولا أظنك تمانع ...
/// العقيدة الإسلامية القرآنية السُّنيَّة سهلة وتفسيرها كتفسير بقية نصوص الشرع لرجل الغابة الأمِّي فمن فوقه =لا تحتاج إلى مجامع وهيئات! بل إلى مترجم سلفي العقيدة لا مفوضًا أومخلِّطًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 03:57]ـ
/// وقد قلتُ لك سابقًا: قُلْ للإنجليزي أوالفرنسي أوالروسي أوالعربي (المفوِّض) أوغيرهم =إنَّ معنى (اليد لله) هي اليد المعروفة حقيقة بظاهرها وفسِّرها بلغتهم، لكن مع بيان أنَّ صفات الله لا تشبه صفات المخلوقين باعتبار المعنى الخارجي، كما فهمت معنى السمع والبصر مع عدم فهمك لكونهما من صفات الأجسام كما في: (ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير)!
/// أي يقال للإنجليزي: إنَّ معنى قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) إن معنى (اليدين) هنا أنها مثنى اليد، وهي في لغتكم ( hand)، ولكنها لا تشبه أيدي المخلوقين. وبس.
فما أسهلها من عقيدة.
/// كما يُقال للعامي من العرب إن معنى اليد هي اليد، لكنها لا تشبه أيدي المخلوقين.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 05:24]ـ
قد قرر الله علوه وكثيرا من صفاته في جميع كتبه المنزلة قبل القرآن ولم تكن بالعربية
فهذا يحسم الأمر والحمد لله
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 05:33]ـ
قد قرر الله علوه وكثيرا من صفاته في جميع كتبه المنزلة قبل القرآن ولم تكن بالعربية
فهذا يحسم الأمر والحمد لله
حبذا لو ذكرت بعضها أو ذكرت مصدرك
فأهل الكتاب مجسمة وحرفوا ..
فإن كان هناك ما تبقى بلا تحريف فنرجو ذكر أمثلة
أما الإطلاقات فلا.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 05:37]ـ
هذا لا يحتاج مصدراً وفقك الله, لأنه من الممتنع شرعا وعقلا أن ينزل الله كتاباً على قوم ,ولا يكون فيه أصل الدين: التوحيد, وإنما يعرف الله بأسمائه وصفاته,
فهذا لب ما اتفقت عليه جميع الرسالات
وخلاصة التحقيق في هذا أن ما كان من المفردات العربية له نظير واضح في الانجليزية كاليد مثلا: hand
فكما نثبتها بالعربية ونقول يد لا كيد المخلوقات
فكذلك نقول بالانجليزية
hand of Allah is not like any..etc
وما كان يتطلب شرحا في بيان المعنى .. نشرحه بقدر المستطاع إذا لم يؤد لتحريف المعنى تاركين حيزاً في الاحتياط بقول أنه لابد من تعلم العربية وإتقانها حتى يعرف معنى هذه الصفة أو هذا النص على وجهه التام
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 05:56]ـ
وفي ترجمات أخرى في غير هذا الموقع , قيل:
the beneficent god is firm in power
وتعني أن الله راسخ القوة (مسيطر)
إن كلمة العلو والإستواء الحقيقي موجودة في اللغة الإنجليزية , وكان يمكن أن يترجموها بالجلوس أو أن الله على العرش:
allah is sitting on the throne
أو:
allah is still on the throne
أتحفظ على هذه الترجمة، (وإن كان قد نُقل عن بعض السلف تفسير الإستواء بالجلوس ولكن لا تخلو طرقه من مقال، والله أعلم)، فلا نقول sitting تورعا عن إثبات معنى لم يصح عن السلف، وبالمناسبة فلا نقول كذلك established لأن هذا في اللسان الانكليزي فعل مبني للمجهول بمعنى "مؤسَّس"، فتنبه.
إذ يلزم منه في ذهن السامع أن هناك من جعل الرب فوق عرشه وثبته عليه، وهذا باطل.
كما إن قولك is still يفيد معنً ليس هو المراد، فكأنما يقرر المتكلم أن الله لا يزال على عرشه، (وآيات الاستواء ليست مشتملة على هذا المعنى إلا من باب دلالة التضمن)، هذا إن كنت تريد من كلمة still معنى الاستمرارية، ولكن لها معنً آخر لو حُملت عليه لكانت أفسد في الترجمة! وهو معنى السكون .. يقال:
stand still أي "قف ساكنا"، ونحن لا نقول الله "ساكن" فوق عرشه، وليس هذا من معاني الاستقرار في اللسان الانكليزي.
بل الصواب في نظري أن يقال allah rose above his throne
أي أنه علا فوق عرشه، وهذا تفسير سلفي متفق عليه لمعنى الصفة وليس فيه إشكال لغوي عند أصحاب هذا اللسان، والله أعلم.
وعند شرح معاني الاستواء يصح أن نقول
he rose above his throne and he continues to be above his throne
قد علا على العرش سبحانه ولا يزال مستقرا عليه، والله أعلم.
بل إنه من المفارقات الغريبة , أن شاعرا شهيرا , اسمه kittie suffield كتب قصيدة اسمها:
god is still on the throne
أي مازال الله على العرش
وهذا منبثق من عقيدتهم الفاسدة , حيث يوجد في إنجيليهم:
in the year that king uzziah died, i saw the lord sitting on a throne, high and lifted up; and his train filled the temple.
isaiah 6:1
أي , في السنة التي مات فيها الملك اوزياه , رأيت الله جالسا على عرشه , عاليا وممجدا , وبطانة ثوبه (وفي رواية رداءه) يملأ المعبد أو الهيكل!
وهكذا , نرى التقارب بين تفكير المجسمة , والنصارى , لقد هرب المترجمون من هذا المأزق وأولوا , حتى لا يقعوا فيما وقعت في النصرانية.
هذا هو ما أقصده من خطورة الترجمة ولا أريد الإطالة بضرب الأمثلة
ومن تتبع الترجمة الكاملة للقرآن في هذا الموقع ,وأيضاً التى تكتب على الشاشة في صلاة التراويح في القناة الأولى السعودية سيجد فيها الاضطرار إلى التأويل كثيراً وهي ليست بالمناسبة من كتابات أشاعرة!
وهذه الملاحظة طار بها الأشاعرة كل مطار فماذا نقول؟
نقول إن هذا مما يدل على أهمية مراجعة تلك التفاسير (الترجمات) مراجعة لغوية صحيحة منضبطة، ورفع هذا الأمر إلى القائمين على نشر تلك الترجمات دفعا للتأويلات الفاسدة .. ولا مانع من أن تتسع الترجمة لوضع عبارة بين القوسين تفيد دفع شبهة التجسيم عن الله تعالى عند القارئ الذي يخشى عليه مثل هذا، فيقال "على النحو اللائق بذاته، لا كالمخلوقين":
he rose above his throne (in a manner that suits his almighty self, in no analogy to any of his creatures)
والله أعلم.
وهذا يدل على أهمية طرح هذه المسألة وإيصالها إلى المشتغلين بدعوة النصارى من أصحاب اللسان الأعجمي، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 06:03]ـ
حبذا لو ذكرت بعضها أو ذكرت مصدرك
الدليل ..
قول اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37)} [غافر]
والحمدلله رب العالمين ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 06:26]ـ
الدليل ..
قول اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37)} [غافر]
والحمدلله رب العالمين ..
بارك الله فيك
ليس هذا ما أقصده
بل قلت
أو ذكرت مصدرك
أريد ما ورد في الكتب ولم تطله يد التحريف
أو مصدر ذلك من نقل عالم موثوق به من المسلمين ممن اطلع على كتبهم كابن حزم وابن القيم وذكر وجود آيات بها ذكر الصفات.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 06:29]ـ
أولا: في المواقع الأجنبية خاصة الأنجليزية، الكثير من طلاب العلم ممن يجيدون الأنجليزية يقومون بمناقشة أهل البدع منذ سنين، فهو ليس أمرًا جديدا، وهم يتعاونون في اختيار الترجمة المناسبة للصفات، وكثير ممن نناقشهم من أهل البدع لديهم علم باللغة العربية ويبثون سمومهم باللغة الأنجليزية ولغات أخرى يلبسون على الناس العقيدة الصحيحة
وقد كانوا سببا في ضلال الكثير من المسلمين غير العرب فمواقعهم الأنجليزية مليئة بالشبهات والكذب علينا
كما أن هناك طلاب علم لديهم علم جيد في العقيدة وغيرها يشاركون في اختيار الكلمات المناسبة لترجمة الصفات مع التنبيه على أننا نفهم الكلمة بمعناها في اللغة العربية وليس التعريف الحرفي الموجود في القواميس الأنجليزية
مثلا كلمة جلس
باللغة الأنجليزية: sit
فإذا نظرت في معناها في القواميس الأنجليزية فهو يعطيك جلسة الآدمي
اما لو نظرت في المعاجم العربية فستجد ان اصل كلمة "جلس" معناها الارتفاع في الشيء، وان التعريف المفصل الموجود في القواميس الأنجليزية هي جلسة البشر بكيفيتها، لهذا عندما نتحدث عن "الجلوس" في مسألة الصفات فنحن نستخدم كلمة
sit
لأنها الأقرب
ثم نوضح معناها باللغة العربية وانا التفصيل الموجود في القاموس الأنجليزي ليس هو ما نثبته لله عز وجل
والحمد لله نحن لا نضطر إلى هذا في اغلب الصفات ولكن في بعضها نحتاج إلى التفصيل والتنبيه فيها عند ترجمتها
ويمكنكم زيارة ملتقى أهل الحديث باللغة الأنجليزية، قسم العقيدة، لرؤية بعض النقاشات والكلمات المستخدمة هناك في ترجمة الصفات
ولي عودة إن شاء الله للرد على بعض ما ذُكر في هذا الموضوع
ـ[ابن العباس]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 06:45]ـ
بارك الله فيك
ليس هذا ما أقصده
بل قلت
أريد ما ورد في الكتب ولم تطله يد التحريف
أو مصدر ذلك من نقل عالم موثوق به من المسلمين ممن اطلع على كتبهم كابن حزم وابن القيم وذكر وجود آيات بها ذكر الصفات.
تقدم أنه لا حاجة لمصدر في هذا, ولا أدري لماذا قلت:ابن حزم وابن القيم,!
والأولى أن تعطف ابن تيمية لأنه صاحب الكتاب الحافل في الرد عليهم "الجواب الصحيح" وهو أوسع كتب في السالفين في الرد عليهم
وقد ذكر هذا, والآية التي ذكرها أخونا الفلاحي فيه إلماح لما قلتُه والمعنى أن موسى عليه السلام أنبأه عن علو الله تعالى فلهذا أراد فرعون أن يبلغ أسباب السماوات, وأكرر:ليس هذا مما يطلب المصدر عليه
لأني مهما أتيتك بنص إنجيلي قلت:ما أدرانا أنه ليس مما وقع في التحريف
فأحلتك إلى الضرورة الشرعية والعقلية في معرفة ما اتفقت عليه الشرائع
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:13]ـ
يا ابن العباس
طالبتك بمصدر لما رأيتك أطلقت الكلام وجزمت ولو قلت في مشاركتك الأولى أنه من الضرورة الشرعية لما اعترض أحد
لكن كلامك كان كمن اطلع على كل نسخ كتبهم وجزم بقراءة آيات فيها ذكرت فيها الصفات بلغتهم.
وليس اعتراضي على وجودها ولست أخالف فيه
وكلامي واضح ولا أدري ما المشكلة من عدم ذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله؟
فقد ذكرت ما طرأ على ذهني وقتها
ولو أننى أريد ما تسيء الظن به لما ذكرت ابن القيم وكتبه!
طلبي الاطلاع على بعضها أو نقل بعض أهل العلم المعتبرين لها لمعرفة كيفية التعبير للأعاجم عما نريده بلغتهم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:16]ـ
.... لهذا عندما نتحدث عن "الجلوس" في مسألة الصفات فنحن نستخدم كلمة
sit
لأنها الأقرب
...
الأخت الفاضلة ... هل تقصدين الاستواء؟
أم أنك تعتبرين الجلوس صفة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:21]ـ
/// أي يقال للإنجليزي: إنَّ معنى قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) إن معنى (اليدين) هنا أنها مثنى اليد، وهي في لغتكم ( hand)، ولكنها لا تشبه أيدي المخلوقين. وبس.
فما أسهلها من عقيدة.
/// كما يُقال للعامي من العرب إن معنى اليد هي اليد، لكنها لا تشبه أيدي المخلوقين.
وهذا بالضبط ما نقوله في المنتديات الأنجليزية
وهو لا يُشكل على العوام وطلاب العلم الذين هم على عقيدة السلف ولم تنحرف فطرتهم
والذين يحصل لهم اشكال او اعتراض على هذا هم أهل البدع ومن تأثر بهم
ومن يتعمق في الفلسفة وما شابهها
ـ[ابن العباس]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:21]ـ
لكن كلامك كان كمن اطلع على كل نسخ كتبهم وجزم بقراءة آيات فيها ذكرت فيها الصفات بلغتهم
هذا فهمك لكلامي وليس كلامي, ونعم في كتبهم الكثير من الموافقات لصفات الله المبثوثة في كتاب الله تعالى
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:22]ـ
هل تقصدين الاستواء
أم أنك تعتبرين الجلوس صفة؟!
عند الحديث عن صفة الاستواء ومعانيه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:29]ـ
/// أي يقال للإنجليزي: إنَّ معنى قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) إن معنى (اليدين) هنا أنها مثنى اليد، وهي في لغتكم ( hand)، ولكنها لا تشبه أيدي المخلوقين. وبس.
فما أسهلها من عقيدة.
/// كما يُقال للعامي من العرب إن معنى اليد هي اليد، لكنها لا تشبه أيدي المخلوقين.
وهذا بالضبط ما نقوله في المنتديات الأنجليزية
وهو لا يُشكل على العوام وطلاب العلم الذين هم على عقيدة السلف ولم تنحرف فطرتهم
والذين يحصل لهم اشكال او اعتراض على هذا هم أهل البدع ومن تأثر بهم
ومن يتعمق في الفلسفة وما شابهها
/// الحمدلله .. هذا يبيِّن ما قلته سابقًا من أنَّ هذا المعنى الذهني غير خفيٍ عند العجم، بل لا يستحيل فهمه عند كل عاقل، حتى لو كان أمّيًّا مغرقًا في الجهل بأي لغةٍ كانت ..
ويبيِّن أنَّه لا حاجة لمجامع ولا مؤتمرات، بل تكفي معرفة جيِّدة بلغة الدعوة وصِحَّة العقيدة.
/// وإلاَّ فقد تكلَّمت بتلك الكلمة دون معرفةٍ ولو يسيرة باللغة الإنجليزية.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:37]ـ
هل تعجز اللغة الإنجليزية أوأي لغة عن مفردةٍ ترادف (العُلُو والارتفاع) في لغة العرب؟
اقرب معنى لكلمة العلو والارتفاع هو
rose over
و ascended upon
والأولى هي ترجمة الدختور الهلال ومُحسن خان للاستواء في ترجمتهم لمعاني القرآن
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:38]ـ
هل تعجز اللغة الإنجليزية أوأي لغة عن مفردةٍ ترادف (العُلُو والارتفاع) في لغة العرب؟
الإجابة: نعم ... تعجز عجز كلي.
واللغة الإنجليزية في العموم لغة ركيكة جدًا لذا فهي سهلة الاستخدام، والتناول ... وهذا لا يختلف عليه أهل اللغة.
والاشكالية هنا ... مفاسد ومصالح.
فلا يُقال اللغة الإنجليزية تحرف من الأصل فنقف مكتوفي الأيدي، وتتوقف الدعوة.
ولا يُقال .. الأمر فيه سعة وكل يتكلم بلا ضابط.
والأخت الفاضلة صاحبة الموضوع لها نشاط دعوي ... فلابد من التحدث عن آليات تفيدها، ولا تعجزها.
وكذلك جميع من يقوم بالعمل الدعوي باللغات الأخرى.
والموضوع يحتاج إلى كبير نظر وتحرى.
من خلال تجربتي الخاصة في الدعوة مع غير العرب ...
واجهت الكثير من المشاكل في هذه الجزئية ... رغم أن لغتي الإنجليزية أفضل من العربية مع الأسف.
لذا ما قررته أثناء عملي، هو استخدام اللفظ المنزل من رب العالمين، مع بيان وتوضيح معناه فيما تدركه عقول البشر.
وبهذا تزول الاشكالية ... وفيما أظن أن هذا ما يقوم به الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل الحديث باللغة الإنجليزية - حفظهم الله.
- فتكون الترجمة لتقريب العلم.
- ويكون الأصل المنزل للإثبات.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:45]ـ
أحسنت أخي أسامة ... بارك الله فيك
هل ملتقى أهل الحديث بالإنجليزية لا زال يعمل؟ سمعت أنه أغلق من فترة ..
ومن يشرف عليه؟ وهل له نفس سياسة الملتقى العربي؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:46]ـ
الإجابة: نعم ... تعجز عجز كلي ..
عجز كلي!
وكيف نقول في ترجمة الأخت القريب من المعنى؟
وما طلبنا ترجمة "حرفية" للكلمة فمثل هذا معلوم الاستحالة.
rose over= ارتفع على
ascended upon= صعد على
فهل هذا عجزٌ كلِّيٌ؟!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:48]ـ
في بعض المواقع الخاصة بترجمة معاني القرآن:
نختار قوله تعالى:
الرحمن على العرش إستوى (طه 5)
1 - اللغة الإنجليزية:
allah most gracious is firmly established on the throne (of (authority
وتعني: الله أعظم رحيم استقر و وطد نفسه على العرش (السلطة)
, ولاحظ كيف وضعت كلمة authority والتي تعني السلطة والقهر في آخر الجملة!
فهل يفهم من هذه الترجمة الإستواء بمعناه الحقيقي اللغوي؟
أم أنه تأويل صارخ؟
هذه ترجمة يوسف علي وحسب ما سمعت هناك ملاحظات على ترجمته لمعاني القرآن الكريم
وفي ترجمات أخرى في غير هذا الموقع , قيل:
the beneficent god is firm in power
وتعني أن الله راسخ القوة (مسيطر)
الكثير من ترجمات معاني القرآن الكريم قام بتجرمتها اناس ليس لهم علم قوي بالعقيدة أو كان مترجمها نفسه من أهل البدع فيترجم آيات الصفات لما يوافق عقيدته فليس من المُستغرب ان تجد ترجمة فيها تحريف لمعاني القرآن الكريم
فمثلا هناك ترجمة رشاد خليفة وهو من منكري السنة وكان يدعي النبوة
وسمعت بأن هناك ترجمة ليهودي!
فيجب أن لا نأخذ اي ترجمة دون معرفة من هو المُترجم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:00]ـ
هذه ترجمة يوسف علي وحسب ما سمعت هناك ملاحظات على ترجمته لمعاني القرآن الكريم
....
غريب
هذه الترجمة كانت على موقع لا يشك في أن من يشرف عليه من أهل السنة!
وقد اطلعت عليها سابقاً
بل وعرضت على قنوات تلفزيونية منتسبة للسنة!
قرأت أن ترجمة يوسف هذا عليها ملاحظات
لكن أرجو التأكد من أن هذه العبارات منها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:11]ـ
فلهم عبارات عليها أربع * * * قد حصلت للفارس الطَّعَّان
وهي استقر وقد علا وكذلك ار * * * تفع الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد صعد الذي هو أربع * * * .....................
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:18]ـ
بارك الله فيك أخانا الطيب أبا محمد ...
راجعت الملتقى الآن ... وللأسف لم أجده ... فلا أدرى عنه.
وأما ما أتحدث عنه فهذا فيما قبل انقطاعي الذي امتد أكثر من عام.
عجز كلي!
وكيف نقول في ترجمة الأخت القريب من المعنى؟
بارك الله فيك أيها الحبيب.
اللغات تتفاوت ... فما وصفته بالاستحالة، تجده في العبرية ... إن لم يكن في غيرها أيضًا من اللغات.
ربما لقرب اللغة من العربية، أو أنها لغة أنزل بها الكتاب من قبل.
والمتوفر في لغة قد لا يتوفر في لغة غيرها.
اللغة لم تعطيك المثل للمراد ... فأعطاك أقرب معنى.
ــ
بالنسبة لترجمة عبد الله يوسف علي ... فهي الترجمة التي كانت متوفرة.
أخرجتها مؤسسة دار العربية للطبع والنشر وكان غالب العاملين في الدعوة باللغة الإنجليزية يعولون عليها.
والآن توجد ترجمات أخرى نافعة .... كما تفضلتم.
بارك الله في الجهود.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:23]ـ
غريب
هذه الترجمة كانت على موقع لا يشك في أن من يشرف عليه من أهل السنة!
وقد اطلعت عليها سابقاً
بل وعرضت على قنوات تلفزيونية منتسبة للسنة!
قرأت أن ترجمة يوسف هذا عليها ملاحظات
لكن أرجو التأكد من أن هذه العبارات منها
نعم هي ترجمته
ويمكنك التأكد هنا:
http://www.islam101.com/quran/yusufAli/index.htm
وما يلي عدة ترجمات لمعنى قول الله عز وجل (الرحمن على العرش استوى)
حتى تروا بأنفسكم كيف ان كثير من الترجمات فيها تحريف في مسائل العقيدة خاصة الصفات.
20:5 الرحمن على العرش استوى
-------------------------------------------------------------
Yusuf Ali
(Allah) Most Gracious is firmly established on the throne (of authority).
Pickthal
The Beneficent One, Who is established on the Throne.
Arberry
the All-compassionate sat Himself upon the Throne; to Him belongs
Shakir
The Beneficent Allah is firm in power.
Sarwar The Beneficent God is dominant over the Throne (of the realm).
Khalifa
The Most Gracious; He has assumed all authority.
Hilali/Khan
The Most Beneficent (Allah) Istawa (rose over) the (Mighty) Throne (in a manner that suits His Majesty).
H/K/Saheeh
The Most Merciful [who is] above the Throne established.
Malik
the Beneficent (Allah) Who is firmly established on the throne of authority,[5]
QXP
The Beneficent, established on the throne of His Almightiness. (He maintains Supreme Control over all that He has created).
Maulana Ali
The Beneficent is established on the Throne of Power.
Free Minds
The Almighty, on the throne He settled.
Qaribullah
the Merciful willed to the Throne.
-------------------------------------------------------------
George Sale
The Merciful sitteth on his throne:
JM Rodwell
The God of Mercy sitteth on his throne:
-------------------------------------------------------------
Asad :
the Most Gracious, established on the throne of His almightiness?
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:26]ـ
أحسنت أخي أسامة ... بارك الله فيك
هل ملتقى أهل الحديث بالإنجليزية لا زال يعمل؟ سمعت أنه أغلق من فترة ..
ومن يشرف عليه؟ وهل له نفس سياسة الملتقى العربي؟
نعم لا يزال يعمل وهذا رابط المنتدى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/index.php
والمشرف عليه هو الشيخ هيثم حمدان
وسياسته نفس سياسة المنتدى العربي سوى ان هناك اريحية اكثر في بعض الأمور
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:28]ـ
اللغات تتفاوت ... فما وصفته بالاستحالة، تجده في العبرية ... إن لم يكن في غيرها أيضًا من اللغات.
ربما لقرب اللغة من العربية، أو أنها لغة أنزل بها الكتاب من قبل.
والمتوفر في لغة قد لا يتوفر في لغة غيرها.
اللغة لم تعطيك المثل للمراد ... فأعطاك أقرب معنى.
لا أتكلم عن هذه الكلمة (الاستواء) بعينها ولوحدها، بل عن مجموع الكلمات في لغةٍ ما لن نجد ترجمتها الحرفية كلها في لغة أخرى، أما أن تجد بعض الكلمات بمعناها الحرفي فهذا معلوم.
وما ذكرته بأقرب معنى، هو الذي عبَّر به الأئمة عن الاستواء بالمعاني الأربعة المتقدم ذكرها من نظم ابن القيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:37]ـ
20:5 الرحمن على العرش استوى
hilali/khan
the most beneficent (allah) istawa (rose over) the (mighty) throne (in a manner that suits his majesty).
وهذه هي المنهجية التي قصدتها في المشاركة
لذا ما قررته أثناء عملي، هو استخدام اللفظ المنزل من رب العالمين، مع بيان وتوضيح معناه فيما تدركه عقول البشر.
وبهذا تزول الاشكالية ... وفيما أظن أن هذا ما يقوم به الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل الحديث باللغة الإنجليزية - حفظهم الله.
- فتكون الترجمة لتقريب العلم.
- ويكون الأصل المنزل للإثبات.
وهذا الأقرب للصحة والصواب.
ــــ
شيخ عدنان ... لا نختلف في هذا ... ولا ما ذكره في الشافية الكافية.
ولكن نتحدث عن جودة اللغة والترجمة ... وأدوات اللغة ... من حيث اللغة ذاتها.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:38]ـ
اللغات تتفاوت ... فما وصفته بالاستحالة، تجده في العبرية ... إن لم يكن في غيرها أيضًا من اللغات.
ربما لقرب اللغة من العربية، أو أنها لغة أنزل بها الكتاب من قبل.
والمتوفر في لغة قد لا يتوفر في لغة غيرها.
اللغة لم تعطيك المثل للمراد ... فأعطاك أقرب معنى.
هذا الكلام غير محرر يا أخي الكريم.
فهناك فرق بين وجود المعنى وعدمه في لغة من اللغات، وبين سهولة اختيار اللفظ أو الألفاظ الأوفق للتعبير عنه في تلك اللغة .. فلا يقال إن من بني آدم من تخلف في لغتهم أحد المعاني التي خاطب الله بها العرب في زمان التنزيل! هذا باطل ولازمه طعن في التنزيل نفسه كما لا يخفى. أما التفاوت بين اللغات في الفصاحة وفي اتساع الألفاظ والتراكيب فيها لأكثر من معنى، فهذا متقرر ولا شك، وتأتي العربية على رأس لغات الأرض في ذلك كما هو معروف، ولهذا نقرر أن الترجمة الحرفية من اللغة العربية إلى أي لغة أخرى مستحيلة، فما بالك بلسان القرءان الذي أعجز أهل اللغة العربية أنفسهم في فصاحته وبيانه؟ ولكن هل معنى هذا أن من معاني القرءان ما لا يمكن نقله - بأكمله - إلى لغات أخرى؟ كلا! هذا باطل ولا يصح! نعم يستحيل استيفاء المعنى بالنقل الحرفي لآي القرءان لفظا بلفظ، ولكن ليس هذا ما نتكلم عنه!
وأما معاني الصفات فالخبير باللسان المنقول إليه يدري - ولابد - أي الألفاظ هي الأقرب في نقل المعنى الصحيح للصفة كما فسرها السلف، ولا إشكال من جهة التفاوت بين اللغتين إلا في تخير الألفاظ الأنسب والأوفق لكل معنى، وهذا محل اجتهاد من فاعله في جميع الأحوال، قد يوفق فيه وقد لا يوفق، ولكن لا يقال إن سبب عجزه = خلو اللغة المنقول إليها من المعنى المراد نفسه!!
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 09:15]ـ
بارك الله فيك ...
- تفاوت اللغة معلوم، وقد يكون التفاوت في اللغة الإنجليزية أوسع من غيرها لركاكة اللغة.
- والمعنى المطلوب، قد يكون أحيانًا كما هو، وأحيانًا يكون قريب جدًا، وأحيانا دون ذلك.
وذلك لعوامل، منها سعة اللغة التي أثبتنا فيها التفاوت، وتابع لها قدرة اللغة نفسها على التعبير.
ما وصفته بالعجز ... هو العجر عن نقل المعنى اللفظي المنزل إلى أقرب معنى في اللغة الأخرى.
لذا قلتُ:
فالأولى مع الصفات خاصة، أن يتم إثبات ما أثبته الله لفظًا، وتقريب المعنى من اللغة.
كمنهجية ترجمة الشيخ هلالي خان.
فأين الإشكالية؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 10:58]ـ
تفاوت اللغة معلوم، وقد يكون التفاوت في اللغة الإنجليزية أوسع من غيرها لركاكة اللغة
التفاوت الذي أعنيه هو ما يكون بين اللغات، لا في اللغة الواحدة، فما مقصودك بالتفاوت في اللغة الانجليزية الذي هو أوسع من مثله في غيرها؟؟
والمعنى المطلوب، قد يكون أحيانًا كما هو، وأحيانًا يكون قريب جدًا، وأحيانا دون ذلك
هل هذا دليل - عندك - على قصور اللغة نفسها عن إيصال المعنى المراد، أم على قصور المتكلم بها عن الإلمام بألفاظها وتراكيبها، ومن ثم قصوره هو عن حسن استعمالها في التعبير عن مراده؟
وتابع لها قدرة اللغة نفسها على التعبير
هذا يا أخي الكريم هو وجه تعقبي على كلامك .. لا توجد لغة في الأرض لا يستطيع أهلها فهم معنى من المعاني والتعبير عنه بلسانهم، وإلا لو صح هذا، لكان من القرءان أو من اللغة العربية بعموم ما يستحيل على أهل ذلك اللسان الأعجمي فهمه حتى لو تعلموا اللغة العربية لأن المعنى نفسه لا يمكن إيصاله إليهم عند تعليمهم اللغة، فتأمل!
/// هب أن اللفظة العربية (س) يعبر عن معناها في اللسان العربي بجملة من عشر كلمات .. فعندما أريد أن أعلم هذه اللفظة في اللسان العربي لرجل أعجمي لسانه الانكليزية، فسأحتاج إلى ترجمة هذه الجملة إلى لسانه .. فإن قلتَ إن المعنى الذي تحمله هذه الجملة لا يمكن التعبير عنه باللسان الانكليزي، فقد قررت استحالة تعليم تلك الكلمة (س) لهذا الأعجمي، وهذا باطل لا يكون! ولو صح للزم أن ينزل الوحي بلسان العرب، وكذا بكل لسان آخر لا يمكن نقل المعاني إليه من لسان العرب، وإلا امتنع قيام الحجة بالقرءان على أمة الدعوة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 11:56]ـ
ما وصفته بالعجز ... هو العجر عن نقل المعنى اللفظي المنزل إلى أقرب معنى في اللغة الأخرى.
لذا قلتُ:
فالأولى مع الصفات خاصة، أن يتم إثبات ما أثبته الله لفظًا، وتقريب المعنى من اللغة.
كمنهجية ترجمة الشيخ هلالي خان.
بارك الله فيكم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 07:14]ـ
فالأولى مع الصفات خاصة، أن يتم إثبات ما أثبته الله لفظًا، وتقريب المعنى من اللغة.
كمنهجية ترجمة الشيخ هلالي خان.
فأين الإشكالية؟
/// بارك الله فيك ..
ما دام أنَّ القضيَّة مجرَّد أولويَّة (مع عدم ظهور وجه هذه الأولوية عندي!) وليس بواجبٍ =فلا إشكالية.
/// والخلاصة: لا يجب نقل المعنى "اللَّفظي الحرفي" للكلمة؛ لأنَّ هذا ((تفسير)) وليس بترجمة "حرفية"، وقد تقدَّم وجود استحالة في مثل هذا في كل اللغات ومع كل الكلمات، فمتى حصل التعبير بالمعنى الصحيح جاز وكفى؛ إذا القضيَّة إيصال العقيدة الصَّحيحة للصفات فقط.
/// ففي مثل قضيتنا: بأي لغةٍ فهم الناس الخطاب خوطبوا به دون إلزامهم بترديد لفظ القرآن، فالمقصود بيان ما يعتقدونه لا ما نزل على رسولهم بلفظه، (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم).
/// وهذا ليس خاصًّا كما تقدَّم بنصوص الصفات بل بكل شيءٍ له تعلق بتفهيمه للناس تفهيما صحيحًا.
/// سؤال: ما عقيدة الشيخ "هلالي خان" في الصفات، هل يثبتها كما يثبتها أهل السنَّة؟
/// وهذا السؤال مهم (كأهميَّة هذا الموضوع)؛ من جهة أنَّ الالتزام بلفظ الصفة دون تجويز ترجمتها (بحجَّة قصور المعنى الحرفي) قد يكون ذريعةً للمفوِّضة في ترك ترجمة معاني الصفات!
/// تنبيه: أمَّا التعبُّد بلفظ أسماء الله وكونها توقيفية بالغة الحسن، وأن ذلك لا يتم بلغةٍ أخرى لقصورها عن هذه البلاغة فليس كلامنا عن هذا، كما أنَّنا حين نترجم القرآن لا نجوِّز قراءته بالترجمة في الصلاة مثلاَ، فلْيلْحظ الفرق بين هذا المقام وذاك المقام.
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 07:59]ـ
بارك الله فيك يا أبا عاصم على هذه النقاط الهامة - حفظك الله.
- بالنسبة لعقيدة هلالي خان ... ربما يفيدنا أحد الإخوة.
ولكن منهجيته وترجمته التي رأيتها ... هي الأقرب للصواب والفهم الجيد للنصوص.
فقد أثبت النص القرآني، وأثبت المعنى.
وفيما يظهر لي أنه على عقيدة السلف، على أقل الوصف في هذه الصفة.
وكانت ترجمته احترافية سليمة من ناحية المعنى ومن ناحية المنهجية. حفظه الله ونفع به.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 08:05]ـ
آمين .. وفيك بارك الله ونفع
Hilali/Khan
The Most Beneficent (Allah) Istawa (rose over) the (Mighty) Throne (in a manner that suits His Majesty).
/// يبدو أنَّ هذه ترجمة "هلالي خان" لآية الاستواء التي نقلتها لنا الأخت الكريمة في مشاركتها السابقة، ولا إشكال فيها كما ظهر لي بترجمة النص للعربية (مع جهلي باللغة وضعف الدقة في برامج الترجمة).
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 08:47]ـ
يعجبني استدراكه بين المعقوفتين In a manner that suits His majesty
وهذا ما أقصده من أن المترجم ينبغي أن يجتهد في إفهام السامع ودفع الشبهة التي غلب على ظنه وقوعها عند القارئ بأقل الكلمات، يقول هذه معاني القرءان، وليس ترجمة القرءان .. English Translation of the Meanings ويؤكد على هذا، ويذكر على الغلاف بوضوح:
Those are not the words of Allah, but my humble work in translating their meanings
" هذا ليس كلام الله، ولكنه عملي المتواضع في ترجمة معانيه من كتاب الله"
وذلك حتى لا يتوهم القارئ أن هذا مصحف - كما يسميه كثير من العوام للأسف، يريدون المعنى المشهور للمصحف لا المعنى اللغوي - فيه كلام الله باللغة الانكليزية! وحبذا لو يقول عند ترجمته لمعاني كل آية: Meanings of Verse X:X
ـ[بركتنا]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 11:09]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم ربي خيرات وجنات
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 02:44]ـ
/// سؤال: ما عقيدة الشيخ "هلالي خان" في الصفات، هل يثبتها كما يثبتها أهل السنَّة؟
هي ترجمة للدكتور محمد تقي الدين الهلال
والدكتور محمد محسن خان
عقيدتهما موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة
وترجمتهما هي التي يقوم بنشرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف
وهي أفضل ترجمة رأيتها حتى الآ، لمعاني القرآن
وهي مُطولة لأنه يفسر بعض الكلمات بين قوسين في كثير من الآيات
وكأنني سمعت بأن هناك مختصرا لهذه الترجمة المطولة ولكن لستُ متأكدة
وتجدون رابط لتحميل ترجمتهما هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36913
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 02:53]ـ
هي ترجمة للدكتور محمد تقي الدين الهلال
والدكتور محمد محسن خان
عقيدتهما موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة
وترجمتهما هي التي يقوم بنشرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف
وهي أفضل ترجمة رأيتها حتى الآ، لمعاني القرآن
....
خبر طيب فالعلامة الهلالي معروف بسلامة الاعتقاد والتوجه الفقهي ويجيد لغات بني الأصفر
وحبذا لو تولى أحد المجامع الفقهية الموثوقة نشر الترجمة مع التحشية والإضافات عليها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 01:28]ـ
/// قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية (2/ 583 - 584): «وزعم ابن حزم أنَّ أسماء الله تعالى الحسنى لا تدلُّ على المعاني، فلا يدلُّ عليمٌ على عِلْمٍ، ولا قديرٌ على قُدرةٍ؛ بل هي أعلامٌ محضةٌ.
وهذا يشبه قول من يقول بأنَّها تُقَال بالاشتراك اللَّفظي.
وأصل غلط هؤلاء شيئان: إمَّا نفي الصِّفات، والغُلُو في نفي التشبيه، وإمَّا ظنُّ ثبوت الكُلِّيَّات المشتركة في الخارج.
فالأول هو مأخذ الجهميَّة، ومن وافقهم على نفي الصِّفات.
قالوا: إذا قُلْنَا «عليمٌ» يدلُّ على علمٍ، و «قدير» يدلُّ على قدرةٍ لزم من إثبات الأسماء إثبات الصِّفات. وهذا مأخذ ابن حزم؛ فإنَّه من نُفَاة الصِّفات، مع تعظيمه للحديث والسُّنَّة، والإمام أحمد، ودعواه أنَّ الذي يقوله في ذلك هو مذهب أحمد وغيره.
وغلطه في ذلك بسبب أنَّه أخذ أشياء من أقوال الفلاسفة والمعتزلة عن بعض شيوخه، ولم يتَّفق له من يبيِّن له خَطَأَهم، ونقل المنطق بالإسناد عن مَتَّى الترجمان.
وكذلك قالوا إذا قلنا موجود وموجود وحي وحي لزم التشبيه فهذا أصل غلط هؤلاء ... » الخ كلامه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 07:21]ـ
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في الجواب الصَّحيح (5/ 7 - 8): « ... أمَّا تسمية الباري جوهرًا فهو من أهون ما يُنْكَر على النَّصارى، ولهذا كان من الناس من يُنْكِره من جهة الشَّرع فقط، أو اللَّغة، ومنهم من ينكره من جهة العقل أيضًا.
ومنهم من يراه نزاعًا لفظيًّا.
وطائفةٌ من المسلمين يسمونه جوهرًا وجِسْمًا أيضًا.
وذلك أنَّ المسلمين في أسماء الله تعالى على طريقتين.
فكثيرٌ منهم يقول: إنَّ أسماءَه سمعيَّة شرعيَّة، فلا يُسمَّى إلَّا بالأسماء التي جاءت بها الشَّريعة؛ فإن هذه عبادةٌ، والعبادات مبناها على التَّوفيق والاتِّباع.
ومنهم من يقول: ما صحَّ معناه في اللُّغة وكان معناه ثابِتًا له لم يحرُم تسميته به؛ فإنَّ الشَّارع لم يحرِّم علينا ذلك، فيكون عفوًا.
والصَّواب القول الثَّالث وهو: أن يفرَّق بين أن يُدْعَى بالأسماء أو يخبر بها عنه.
فإذا دُعِي لم يُدْعَ إلَّا بالأسماء الحسنى، كما قال تعالى: ?ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه?.
وأمَّا الإخبار عنه فهو بحسب الحاجة، فإذا احتيج في تفهيم الغير المراد إلى أنْ يترجم أسماؤه بغير العربية، أو يعبر عنه باسمٍ له معنىً صحيحٌ لم يكن ذلك محرَّمًا.
وأمَّا الذين منعوه من جهة العقل فكثيرٌ منهم من يقولون: إنَّ الجوهر ما شَغَل الحيِّز، وحَمَل الأعراض، والله سبحانه وتعالى ليس كذلك.
وهذا قول من نفى ذلك من أهل الكلام ... الخ»، وهو مبحث نفيسٌ في بابه.
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[17 - Jan-2010, صباحاً 01:25]ـ
1. (وإذا كان فائدة الحد بيان مسمى الاسم والتسمية أمر لغوي وضعي رجع في ذلك إلى قصد ذلك المُسمِّي ولغته، ولهذا يقول الفقهاء من الأسماء ما يعرف حده باللغة، ومنه ما يعرف حده بالشرع، ومنه ما يعرف حده بالعرف، ومن هذا تفسير الكلام وشرحه إذا أريد به تبيين مراد المتكلم فهذا يبنى على معرفة حدود كلامه، وإذا أريد به تبيين صحته وتقريره فإنه يحتاج إلى معرفة دليل صحة الكلام، فالأول فيه بيان تصوير كلامه، والثاني بيان تصديق كلامه، وتصوير كلامه كتصوير مسميات الأشياء بالترجمة، تارة لمن يكون قد تصور المسمى ولم يعرف أن ذلك اسمه، وتارة لمن لم يكن قد تصور المسمى فيشار له إلى المسمى بحسب الإمكان، إما إلى عينه وإما إلى نظيره، ولهذا يقال الحد تارة يكون للاسم وتارة يكون للمسمى) الرد على المنطقيين ص40
2. (الاسم المُستَفهم عنه ... إما أن يكون السائل غير عالم بمسماه، وإما أن يكون عالما بمسماه.
فالأول كالسائل عن اسم في غير لغته، أو عن اسم غريب في لغته، أو عن اسم معروف في لغته لكن مقصوده تحديد مسماه، مثل العربي إذا سأل عن معاني الأسماء الأعجمية، والعجمي إذا سأل عن معاني الأسماء العربية، وبعض الأعاجم إذا سأل بعضا عن معاني الأسماء التي تكون في لغة المسؤول دون السائل، وهذا هو الترجمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمترجِم لا بد أن يعرف اللغتين، التي يترجمها والتي يترجم بها، وإذا عرف أن المعنى الذي يُقصد بهذا الاسم في هذه اللغة هو المعنى الذي يُقصد به في اللغة الأخرى ترجمه، كما يترجم اسم الخبز والماء والأكل والشرب والسماء والأرض والليل والنهار والشمس والقمر ونحو ذلك من أسماء الأعيان والأجناس وما تضمنته من الأشخاص، سواء كانت مسمياتها أعيانا أو معان، والترجمة تكون للمفردات وللكلام المؤلف التام.
وإن كان كثير من الترجمة لا يأتي بحقيقة المعنى التي في تلك اللغة، بل بما يقاربه، لأن تلك المعاني قد لا تكون لها في اللغة الأخرى ألفاظ تطابقها على الحقيقة، لا سيما لغة العرب، فإن ترجمتها في الغلب تقريب.
ومن هذا الباب ذكر غريب القرآن والحديث وغيرهما، بل وتفسير القرآن، وغيره من سائر أنواع الكلام، وهو في أول درجاته من هذا الباب، فإن المقصود ذكر مراد المتكلم بتلك الأسماء أو بذلك الكلام.
...... ثم إن هذا الاسم المسؤول عنه الذي لا يعلم السائل معناه إذا أجيب عنه .... فيقسم حال السائل فيه إلى نوعين:
أحدهما أن يكون قد تصور المعنى بغير اللفظ ولكن لم يعرف أنه يعنى بذلك اللفظ، فهذا لا يفتقر إلا إلى ترجمة اللفظ، الكمعاني المشهورة عند الناس من الأعيان والصفات والأفعال كالخبز والماء والأكل والشرب والبياض ولاسواد والطول والقصر والحركة والسكون ونحو ذلك.
والثاني أن يكون غير متصور للمعنى كما أنه غير عالم بدلالة اللفظ عليه، وهذا يحتاج إلى شيئين، إلى ترجمة اللفظ، وإلى تصور المعنى، إلى حدّ الاسم والمسمى، وهذا مثل من يأل عن لفظ الثلج وهو لم يره قط، أو يسأل عن اسم نوع من الفاكهة أو الحيوان الذي لم يره أو لم يكن في بلاده، أو يسأل عن اسم المسجد والصلاة والحج وكان حديث عهد بالإسلام لم يتصور هذه المعاني، أو يسأل عن اسم نوع من الأطعمة والأشربة التي لا يعرفها، أو اسم نوع من أنواع الثياب والمساكن التي لا يعرفها، وبالجملة فكل ما لا يعرفه الشخص من الأعيان والأفعال والصور إذا سمع اسمه إما في كلام الشارع أو كلام العلماء أو كلام بعض الناس فإنه إذا كان ذلك المعنى هو لم يتصوره ولا له في لغته لفظ فهنا لا يمكن تعريفه إياه بمجرد ترجمة اللفظ، بل الطريق في تعريفه إياه إما التعيين وإما الصفة .... ) الرد على المنطقيين ص48 - 55
3. ( ... إذا أثبت الرجل معنى حقا ونفى معنى باطلا واحتاج إلى التعبير عن ذلك بعبارة لأجل إفهام المخاطب لأنها من لغة المخاطب ونحو ذلك لم يكن ذلك منهيا عنه، لأن ذلك يكون من باب ترجمة أسمائه وآياته بلغة أخرى ليفهم أهل تلك اللغة معاني كلامه وأسمائه، وهذا جائز، بل مستحب أحيانا، بل واجب أحيانا، وإن لم يكن ذلك مشروعا على الإطلاق، كمخاطبة أهل هذه الاصطلاحات الخاصة في أسماء الله وصفاته وأصول الدين باصطلاحهم الخاص إذا كانت المعاني التي تبين لهم هي معاني القرآن والسنة تشبه قراءة القرآن بغير العربية، وهذه الترجمة تجوز لإفهام المخاطب بلا نزاع بين العلماء ... ) بيان تلبيس الجهمية (2/ 389)
4. (فالحجة تقوم على الخلق ويحصل لهم بالهدى بمن ينقل عن الرسول تارة المعنى وتارة اللفظ، ولهذا يجوز نقل حديثه بالمعنى، والقرآن يجوز ترجمة معانيه لمن لا يعرف العربية باتفاق العلماء) الجواب الصحيح (2/ 55)
5. (وإنما يجب على المسلم أن يعلم ما أمره الله به وما نهاه عنه بأي عبارة كانت، وهذا ممكن لجميع الأمم، ولهذا دخل في الإسلام جميع أصناف العجم من الفرس والترك والهند الصقالبة والبربر، ومن هؤلاء من يعلم اللسان العربي، ومنهم من يعلم ما فرض الله عليه بالترجمة، وقد قدمنا أنه يجوز ترجمة القرآن في غير الصلاة ... ، كما يجوز تفسيره باتفاق المسلمين، ... وأما جُمل ما أمر به الرسول r من الصلاة والزكاة الصوم والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وما حرمه الله من الشرك والفواحش والظلم وغير ذلك فهذا مما يمكن أن يعرفه كل واحد بتعريف من يعرفه، إما باللسان العربي، وإما بلسان آخر لا يتوقف تعريف ذلك على لسان العرب) الجواب الصحيح (2/ 66)
6. (ترجمة الكلام من لغة إلى لغة لا تحتاج إلى معصوم، بل هذا أمر تعلمه الأمم، فكل من عرف اللسانين أمكنه الترجمة) الجواب الصحيح (2/ 84).
7. قال عن بني إسرائيل: (ويعلمون المعاني التي فيه أنها موافقة لأقوال الرسل قبله في الخبر والأمر، فإنه أخبر عن توحيد الله وصفاته وعرشه وملائكته وخلقه السماوات والأرض وغير ذلك، بمثل ما أخبرت به الرسل قبله، وأمر بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له وبالعدل والصدق والصلاة والزكاة ونهى عن الشرك والظلم والفواحش، كما أمرت ونهت الرسل قبله، والسور المكية نزلت بالأصول الكلية المشتركة، التي اتفقت عليها الرسل، التي لا بد منها، وهي الإسلام العام، الذي لا يقبل الله من أحد من الأولين والآخرين دينا غيره، وأما السور المدنية ففيها هذا وفيها ما يختص به محمد r من الشرعة والمنهاج، فإن دين الأنبياء واحد ... ) الجواب الصحيح (5/ 342)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Jan-2010, مساء 12:36]ـ
/// بارك الله فيك.
/// وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصَّحيح: « ... وجمهور الناس لا يعرفون معاني الكتب الإلهية التوراة والإنجيل والقرآن إلا بمن يبيُّنها ويفسِّرها لهم، وإن كانوا يعرفون اللُّغة، فهؤلاء يجب عليهم طلب علم ما يعرفون به ما أمرهم الله به، ونهاهم عنه، وهذا هو طلب العلم المفروض على الخلق.
وكذلك ما بينه الرَّسول من معاني الكتاب الذي أنزله الله عليه، يجب على الخلق طلب علم ذلك ممَّن يعرفه، إذا كان معرفة ذلك لا تحصل بمجرَّد اللِّسان.
كما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال: «تفسير القرآن على أربعة أوجه؛ تفسيرٌ تعْرِفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعْذَر أحدٌ بجهالته، وتفسيرٌ يعلمه العلماء، وتفسيرٌ لا يعلمه إلَّا الله تبارك وتعالى، فمن ادَّعى علمه فهو كاذبٌ.
والله تعالى قال: ?وما أرسلنا من رسول إلَّا بلسان قومه ليبيِّن لهم?، لم يقل: وما أرسلنا من رسول إلَّا إلى قومه! لكن لم يرسله إلَّا بلسان قومه الذين خاطبهم أولًا ليبيِّن لقومه، فإذا بيَّن لقومه ما أراده حصل بذلك المقصود لهم ولغيرهم؛ فإنَّ قومه الذين بلغ إليهم أولا يمكنهم أن يبلغوا عنه اللَّفظ ويمكنهم أن ينقلوا عنه المعنى لمن لا يعرف اللغة، ويمكن غيرهم أن يتعلم منهم لسانه فيعرف مراده.
فالحجة تقوم على الخلق ويحصل لهم الهدى بمن ينقل عن الرسول تارة المعنى وتارة اللَّفظ.
ولهذا يجوز نقل حديثه بالمعنى.
والقرآن يجوز ترجمة معانيه لمن لا يعرف العربية باتِّفاق العلماء.
وجوَّز بعضهم أن يقرأ بغير العربية عند العجز عن قراءته بالعربية.
وبعضهم جوزه مطلقا وجمهور العلماء منعوا أن يقرأ بغير العربية، وإن جاز أن يترجم للتفهم بغير العربية، كما يجوز تفسيره وبيان معانيه.
وإن كان التفسير ليس قرآنا متلوا. وكذلك الترجمة.
وقد قال النبي نضر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وقال أيضا في الحديث الصحيح مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها طائفة أمسكت الماء فنفع الله به الناس فزرعوا وسقوا وكانت منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من تفقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.
فدعا النبي لمن يبلغ حديثه وإن لم يتفقه فيه وقال رب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
وقد كان العارفون باللُّغة العربية حين بعث الله محمدا إنما يوجدون في جزيرة العرب وما والاها كأرض الحجاز واليمن وبعض الشام والعراق ثم انتشر فصار أكثر الساكنين في وسط المعمورة العربية حتى اليهود والنصارى الموجودون في وسط الأرض يتكلمون بالعربية كما يتكلم بها أكثر المسلمين، بل كثير من اليهود والنصارى يتكلمون بالعربية أجود مما يتكلم بها كثير من المسلمين.
وقد انتشرت هذه اللغة أكثر مما انتشرت سائر اللغات حتى إن الكتب القديمة من كتب أهل الكتاب ومن كتب الفرس والهند واليونان والقبط وغيرهم عُرِّبت بهذه اللغة.
ومعرفة الكتب المصنفة بالعربية والكلام العربي أيسر على جمهور الناس من معرفة الكتب المصنفة بغير العربية؛ فإنَّ اللسان العبري والسرياني والرومي والقبطي وغيرها وإن عرفه طائفة من الناس فالذين يعرفون اللسان العربي أكثر ممن يعرف لسانا من هذه الألسنة.
وأيضا فمعرفة ما أمر الله عباده أمرا عاما هو مما نقله الأمة عن نبيها نقلا متواترا وأجمعت عليه مثل الأمر بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنه أرسل إلى جميع الناس أميهم وغير أميهم وإقام الصلوات الخمس وإيتاء الزكاة وصيام شهر رمضان وحج البيت العتيق من استطاع إليه سبيلا وإيجاب الصدق وتحريم الفواحش والظلم والأمر بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت هو ما يعرفه المسلمون معرفة عامة ولا يحتاج الإنسان في معرفة ذلك إلى أن يحفظ القرآن، بل يمكن الإنسان معرفة ما أمر الله به على لسان رسوله وإن لم يعرف اللغة العربية ويكفيه أن يقرأ فاتحة الكتاب وسورا معها يصلي بهنَّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من الفرس والروم والترك والهند والحبشة والبربر وغيرهم لا يعرفون أن يتكلموا بالعربية الكلام المعتاد وقد أسلموا وصاروا من أولياء الله المتقين.
ومنهم من يحفظ القرآن كله وإذا كلم الناس لا يستطيع أن يكلمهم إلا بلسانه لا بالعربية وإذا خوطب بالعربية لم يفقه ما قيل له ... ».
/// وقال رحمه الله أيضًا فيه: «ترجمة الكلام من لغةٍ إلى لغةٍ لا تحتاج إلى معصوم؛ بل هذا أمر تعلمه الأمم فكل من عرف اللِّسانين أمكنه الترجمة ويحصل العلم بذلك، إذا كان المترجمون كثيرين متفرقين لا يتواطؤون على الكذب وبقرائن تقترن بخبر أحدهم وبغير ذلك، وهذا موجود معلوم.
بل إذا ترجمه إثنان كل منهما لا يعرف ما يقوله الآخر ولم يتواطؤوا حصل بذلك المقصود في الغالب ...
وهذه التوراة في زماننا والإنجيل والزبور يترجم باللغة العربية ويعرف المقصود به بلا ريب؛ فكيف بالقرآن الذي يفهم أهله معناه ويفسرونه ويترجمونه أكمل وأحسن مما يترجم اهل التوراة والإنجيل التوراة والإنجيل ...
ليس فهم كل آية من القرآن فرضا على كل مسلم وإنما يجب على المسلم أن يعلم ما أمره الله به وما نهاه عنه بأي عبارة كانت، وهذا ممكن لجميع الأمم، ولهذا دخل في الإسلام جميع أصناف العجم من الفرس والترك والهند والصقالبة والبربر ومن هؤلاء من يعلم اللسان العربي.
ومنهم من يعلم ما فرض الله عليه الترجمة.
وقد قدمنا أنه يجوز ترجمة القرآن في غير الصلاة والتعبير كما يجوز تفسيره باتفاق المسلمين ...
إذا تبين لقومه لكونه بلسانهم أمكن بعد هذا أن يعرفه غير قومه إما بتعلمه بلسانهم وإما بتعريف بلسان يفهم به والرجل يكتب كتاب علم في طب أو نحو أو حساب بلسان قومه ثم يترجم ذلك الكتاب وينقل إلى لغات أخر وينتفع به أقوام آخرون.
كما ترجمت كتب الطب والحساب التي صنفت بغير العربي وانتفع بها العرب وعرفوا مراد أصحابها وإن كان المصنف لها أولا إنما صنفها بلسان قومه وإذا كان هذا في بيان الأمور التي لا يتعلق بها سعادة الآخرة والنجاة من عذاب الله فكيف يمتنع في العلوم التي يتعلق بها سعادة الآخرة والنجاة من العذاب أن ينقل من لسان إلى لسان حتى يفهم أهل اللسان الثاني بها ما أراده بها المتكلم بها أولا باللسان الأول».
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[30 - Jan-2010, مساء 10:54]ـ
ولما سبق وبعد دراسة متأنية رأى مجمع الملك فهد أن يصدر تفسيرا ميسرا للقرآن الكريم باللغة العربية يكون أساسا لما يطبعه المجمع من ترجمات معاني القرآن الكريم إلى لغات الشعوب الإسلامية وغيرها.
فكان من ضوابط صيغته الأولى مراعاة المفسِّر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة وتجنب ذكر المصطلحات التي يتعذر ترجمتها.
كما ذكر معالي الشيخ صالح آل الشيخ في مقدمة الطبعة الثانية 1430هـ للتفسير الميسر.(/)
قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 01:02]ـ
السلام عليكم
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]
عندما نظرتُ في تفسير قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) وجدت بعض أهل العلم يفسرها بالرحمة (أي ان معنى النظر هنا هو الرحمة) وبعضهم بـ"نظرة الرحمة" وبعضهم قال (ولا ينظر إليهم) برحمة، ويظهر لي أن
الأخير هو نفس قول بعضهم (لا ينظر إليهم نظرة رحمة)
سؤالي هو: هل قولهم "نظرة رحمة" يعني النظر الحقيقي الذي هو الرؤية، أي أنه يراهم ولكن لا ينظر إليهم نظرة فيها رحمة؟
أي أن الرؤية العامة ثابتة لهم، والمنفي هو الرؤية/ النظرة الخاصة التي نتيجتها الرحمة؟
وإذا كان الجواب بأن المقصود منها الرحمة وليس النظر الحقيقي الذي نتيجته الرحمة
فما الدليل على صرف اللفظ عن ظاهره؟
وكيف الجمع بينها وبين هذا الأثر:
السنة لعبد الله بن أحمد - (1/ 161)
حدثني عباس بن عبد العظيم سنة ست وعشرين ومائتين سمعت سليمان ابن حرب قال القرآن ليس بمخلوق فقلت له انك كنت لا تقول هذا فما بدا لك قال استخرجته من كتاب الله عز و جل لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم فالكلام والنظر واحد // إسناده صحيح
أثبت سليمان بن حرب أن "ينظر" في الآية هو النظر .. ولم يفسرها بالرحمة، واثبت انها صفة لله عز وجل مثل الكلام.
وهناك أثر عن أحد السلف فهمتُ منه أنه لا ينظر إليهم مطلقا، لا نظرة رحمة ولا غيرها وهو هذا الأثر:
قال أبو عِمْرَانَ الْجَنَدِيَّ,: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى شَيْءٍ قَطُّ إِلا رَحِمَه, وَلَوْ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ النَّارِ لَرَحِمَهُمْ, وَلَكِنْ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ".
فهل هناك خلاف في المسألة؟
إذا كانت نظرة خاصة
او المقصود منها النظر (الرؤية) مطلقا (بمشيئته طبعا)
(وهو سبب طرحي لهذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48192 )
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 11:54]ـ
الحمد لله وحده والصلاة، والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد ..
ليعلم قبل الخوض في الموضوع؛ أن صفة (البصر) صفة ثابتة لله تعالى لا ينكرها إلا كافر، فإذا علم هذا عرف أنها صفة تليق بذاته سبحانه وتعالى، مكتملة الحواس لا شية فيها، ولا نقص يعتريها؛ كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث الدجال: " .. والله ليس بأعور .. ".
فإذا علمت هذا؛ عرفت أن من مستلزمات البصر النظر والرؤية، وهذا مما ثبت قطعاً بلا نزاع لله تعالى ولا مرية، ومنكر هذا متنقص لله تعالى كافر به.
وبالنسبة لموضوع مسألتنا؛ فمن الخلل أن يخبر صلى الله عليه وسلم عن صفتين لله تعالى المقام يقتضي اشتراكهما ومن ثم نقول _ من أنفسنا _: الأولى غير الثانية.
ومن عرف العربية، وسبر النصوص عرف استواء المعنى بينهما من جهة التعبير بالصفة الحسية المعروفة؛ أي: الكلام والنظر بالبصر (الرؤية).
كيف وقد أتى التصريح في غير ما حديث بنزع الرحمة عن أصناف ممن يستحق العذاب؛ وبدون ذكر نفي الرؤية لهم.
فتكون الغاية المرادة من هذا التعبير _ أقصد عدم النظر إليهم _ تابعة لعدم الكلام معهم، فيكون في هذا زيادة حسرة وندامة في عدم قبول معذرتهم أو حتى أن ينظر لهم ويراهم لاستحقاقهم العذاب حقاً بدون مناقشة أو أخذ ورد كما ثبت في غير ما حديث من طريقة الحساب والعرض، لقوة ذنبهم وجرأتهم على الله بلا حياء.
وهذا هو الفهم الصحيح الذي فهم به سلف الأمة هذا التعبير، وما قال الإمام سليمان كلامه هذا جزافاً، بل عرف فعلاً أن الكلام والنظر واحد.
ثم لا يلزم من نفي الكلام معهم والنظر إليهم؛ نفيه بالكلية عنهم، بل قد ورد في غير ما آية وحديث مخاطبة الله لأهل النار؛ وجزماً هذا النوع من المعذبين من أهلها، والخطاب يشملهم، فكونه أتى في النص النفي ليس لنا ثلاثة:
1) أن نصرفه عن ظاهره لإزالة شبهة.
2) أن نعممه عليهم بالكلية في كل وقت.
3) أن نعمم القول بان نظر الله لخلقه رحمة، فهذا لم يقم الدليل على تعميمه.
وقد صرح الإمام ابن تيمية بهذا؛ وأن النظر في الآية هنا نظر رؤية وإبصار في كتابه (شرح العقيدة الأصفهانية ص63 الرشد) وقبله الإمام الدارمي في (نقض المريسي 1/ 220)، وما لجأ إلى هذا التفسير والتأويل لمعنى الآية إلا أرباب المذاهب غير أهل السنة والجماعة؛ وخاصة الأشاعرة ومن نحى نحوهم وعلى رأسهم الإمام البيهقي في كتابه (الاعتقاد) وغيره من العلماء، والحق أن هذا ليس مذهب جميعهم كما هو ثابت، بل قد وافق أهل السنة والجماعة الحافظ ابن حجر في (الفتح 13/ 433) حيث قال:
(والمراد هنا من هذه الآية؛ قوله بعده: { .. ولا ينظر إليهم .. }، ويؤخذ منه تفسير قوله: "لقي الله وهو عليه غضبان" ومقتضاه: أن الغضب سبب لمنع الكلام والرؤية، والرضا سبب لوجودهما).
وما نقل عن أبو عمران الجندي فهو مما تفرد به رحمه الله، وإثبات كلامه على إطلاقه وتعميمه في كل نظر رب العزة يحتاج إلى دليل، وما أراه رحمه الله تعالى إلا قصد بعد وقوع الحساب ودخول أهل الجنة الجنة، ودخول أهل النار النار، وطي الصحف.
وقد ورد نحو هذا الكلام من قول الملطي في كتابه (التنبيه والرد ص62)؛ قال:
({ولا يكلمهم} يعني بعد الحساب، {ولا ينظر إليهم} يوم القيامة بعد الحساب).
وما زلت أقول هذا الكلام يحتاج للتدليل عليه، وقد ثبت خلافه.
الكلام حول الأمر يطول؛ لكن هذا ما أراد الله توضيحه حول الموضوع المطروح، نسأل الله التوفيق والسداد آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 03:48]ـ
بارك الله فيك
يعني افهم من قولك بأن (لا ينظر إليهم) هو نفي لنظر الله إليهم بعد انتهاء الحساب؟
وماذا عن تفسير علماء أهل السنة قديما وحديثا لها بأنها (نظرة رحمة)؟
الذي فهمته منه أنه نظرة (رؤية) فيها رحمة، أي انه نفي لنظرة خاصة وليس الرؤية العامة
ولكن لست متأكدة من ان فهمي لقولهم (نظرة رحمة) هو الصحيح
وذلك لضعف لغتي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:08]ـ
وفيك بارك أخيتي ..
بل لا تفهمي هذا رعاك الله؛ فلم أقرره أصلاً حتى يُفهم من كلامي .. بل غاية ما هنالك أن هذا قولٌ تفرد به الجندي وفسره بعض اهل العلم استناداً على مثل ذلك .. وقلت أن مثل هذا _ وهو قول: أن الله لا ينظر إلى أهل النار بعد الحساب _ يحتاج إلى دليل، قلت: قد ثبت خلافه.
فإن كان المراد بالنظر بعد الحساب وطي الصحف وذبح الموت = نظر الرحمه _ والذي يستوي فيه الرؤية الحسية والرحمة المعنوية معاً _ فهذا مما يستحيل جزماً لمخالفته الكتاب والسنة.
بل الأليق بالسياق، والأجدر بالتعبير والعقاب هو كون عدم الرؤية لهم حال الحساب قبل، بحيث يصدق عليهم قول الله تعالى في القرآن بعدم عذرهم في آيات أخر؛ وذلك كما أشرت إليه سابقاً من عظم جرمهم وقوته وعدم حيائهم من الله تعالى في اقترافه، فناسب هذه الصفة بالعذاب؛ وهو شدة الإعراض في مقابل شدة الإعراض: الأول أخروي والثاني دنيوي.
وأما بالنسبة لأهل السنة؛ فالذي أعرفه أخيتي أن من كان منهم على مذهب أهل السنة والجماعة متبعاً لما قرره السلف ما فسر الآية إلا بالنظر الحقيقي (الرؤية) ولا أعرف أن واحداً منهم بهذا الوصف الذي وصفت لك قد فسرها بغير ذلك.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 07:18]ـ
القول بأن عدم نظره إليهم أي نظر رحمة أو نظر اعتبار وما أشبهه, ليس من التأويل المذموم , بل هذا من المبالغة في تقريعهم دون اقتضاء ذلك نفي صفة النظر أو البصر, إلخ
كما يقول القائل لشخص كرهه: لن أنظر إليك بعد اليوم, فينظر إليه بعينه ومع هذا يكون متلبساً بمعنى ما وعد به من عدم النظر إليه, لأن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء, وسع سمعه الأصوات
ووسع بصره جميع ما انتهى إليه من خلقه , فدعوى أنه لا ينظر إليهم بمعنى:لا يبصرهم, أشبه بدعوى أنه تعالى إذا شاء:لا يعلم عن بعض مخلوقاته شيئا -تعالى الله عن ذلك-, فليتفطن لهذه المعاني الجليلة
وليلاحظ الأريب أن الله استعمل كلمة النظر في هذا المقام, دون البصر
وبهذا المعنى السابق:لا أتصور عاقلا يخالف فيه
وبالمناسبة ليس هذا مراد الشيخ التميمي حتى لا يسيء أحد الظن فيه
حفظه الله تعالى
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:00]ـ
فسرها ابن كثير رحمه الله بنظرة الرحمة وكذلك فسرها الشيخ ابن عثيمن رحمه الله وغيرهم ممن لا اذكر اسماءهم الآن
ووسع بصره جميع ما انتهى إليه من خلقه , فدعوى أنه لا ينظر إليهم بمعنى:لا يبصرهم, أشبه بدعوى أنه تعالى إذا شاء:لا يعلم عن بعض مخلوقاته شيئا -تعالى الله عن ذلك-, فليتفطن لهذه المعاني الجليلة
بارك الله فيك
صفة العلم تختلف
فهي ليست مرتبطة بالمشيئة ولا أظن أن في ذلك خلاف
فالله عز وجل يعلم كل شيء منذ الأزل فلا يصح أصلا أن يُقال بأنه إذا شاء لم يعلم شيئا معينا
فلديه علم كل شيء منذ الأزل قبل حصولها
وعَلِمها أيضا عند حصولها
أما النظر
فكما قال اخونا ابو الفداء
فإن قولنا بأن الله اراد أن لا ينظر لشخص معين في وقت معين لسبب معين، ليس فيه نقص لأن الله عز وجل يعلم ما عليه ذلك الشخص في ذلك الوقت بعلمه، ولا يلزم أن ينظر إليه حتى يعلمه
بل لديه علم كل شيء قبل وجود المخلوقات وعند وجودها، واعراضه عن النظر لذلك الشخص هو لسبب وهو باختياره عز وجل
ولا اقول هذا على انه هو الاعتقاد الصحيح، فانا ما زلت ادرس المسألة ولكن اقول بأن هذا الاعتقاد ليس فيه نفي لعلم الله عز وجل بالاشياء لمجرد انه لم ينظر إليها بإرادته سبحانه
ـ[ابن العباس]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:14]ـ
قد جاء في ردي يا أخية الإسلام ما يغني عن هذا الاستدراك
ولكني أقول:ليس هذا من التأويل المذموم, بل هو نظير تأويل معية الله بالعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبعد الشوكاني النجعة وأغرب في "التحف بمذاهب السلف" حيث ادعى أنه لا يقال هو معنا أي بعلمه
والله الموفق
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 11:49]ـ
أما قولك هذا: (فسرها ابن كثير رحمه الله بنظرة الرحمة وكذلك فسرها الشيخ ابن عثيمن رحمه الله وغيرهم ممن لا اذكر اسماءهم الآن).
فأقول: هذا مما أخذوه عن شيخ المفسرين الأكبر محمد بن جرير الطبري؛ قلدوه عليه، ولا يضر فتقليدهم له رضاً به، لكن هل أرادوا نفي الرؤية الحسية مع كونها نظرة رحمة أم لا؟! وهل مع عدم الرؤية ينتفي علم الله بما لم يره ام لا؟! وهل تأويلهم هذا تأويل عام للآية لا يصح ولا يستقيم التأويل بغيره أم لا؟!
فالجواب على ذلك كله:
-جزماً وقطعاً لم يريدوا نفي الرؤية الحسية مع كونهم وصفوها وتأولوها بنظرة الرحمة المعنوية .. وكتب هؤلاء الأئمة من أهل السنة وتقريراتهم تؤيد هذا، بل وحاشاهم نفي الرؤية الحسية عنه سبحانه وتعالى .. حيث أن النظر هنا في مسألتنا عندهم شاملٌ للمعنين: الحسي (الرؤية) والمعنوي (الرحمة) لكنهم لما أن كان المقام مقام عذاب وعقاب ناسب تغليب جانب الرحمة فانصرف التعبير بـ (النظر) لها مع بقاء قسيمها الآخر واقعاً وهو الرؤية الحسية .. ومن تتبع كلامهم عرف ذلك.
-أما كون علم الله ينتفي بما لم يره وما لم يقع نظره الحسي عليه؛ فهذا والله مما حاشاهم قوله او حتى التفكير به، وقائل هذا إن كان متعمداً قاصداً فهو كافر بالله تعالى عليه غضب الله وعقوبته الشديدة .. ونربأ بهم صدور ذلك منهم أو قصده رحمهم الله تعالى.
-واما كون تأويلهم هو التأويل الوحيد للآية ولا معنى لها إلا هو؛ فهذا لا يصح ولا يحسن، وما قال واحد منهم هذا، بل من الخطأ تعميم مثل هذا، كيف وقد فسر بالرؤية الحسية .. وعند النظر في تأويل الفريقين _ وأقصد مفسري أهل السنة والجماعة فقط ولا لي شأن بغيرهم _ نجد ان خلافهم لفظي؛ والجميع تأويل واحد؛ بيان ذلك:
أنه لما كان المقام مقام عذاب وعقاب؛ وكان الذنب الصادر من هؤلاء عظيم كبير؛ تحصل من مجموع هذا أمرين:
1) انتفاء الرحمة، ليحصل العذاب الشديد.
2) انتفاء الرؤية، ليحصل الخوف الشديد والإيقان التام بالعذاب.
بمعنى أن مستلزم الرؤية _ بزعمهم _ = حصول الرحمة المحتملة لهم، ومستلزم عدم الرؤية = الإيقان بعدم حصول الرحمة.
إذاً: ينتج عندنا أن الخلل من جهة فصل أحد المعنيين عن الآخر؛ أقصد معنى الرؤية ومعنى الرحمة، بل والله هما متلازمان: إن لم يكن حقيقة ووقوعاً وإلا فمن وجهة نظر المصروف عن النظر = المُعَذَّب.
هذا ما أراده من فسر من أهل السنة والجماعة، وهذا ما قصدته من قولي السابق رعاك الله .. وفيما ذكر وما قبله من الكلام كفاية شافية بإذن الله لترك الخوض في هذا المقام ومعرفة الحق فيه.(/)
مقنل الحسين رضي الله عنه بين القضاء الكوني و الواجب الشرعي للشيخ حمد العثمان حفظه الل
ـ[أنور محمد السعد]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 11:39]ـ
مقنل الحسين رضي الله عنه بين القضاء الكوني و الواجب الشرعي للشيخ حمد العثمان حفظه الله ....
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله , و بعد:
فنظرا لكبر حجم الملف أرفقنا عدة روابط للكتاب , و لا شك و في هذه الأيام أخذ الرافضه بزج الأكاذيب على النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة رضي الله عنهم و غيرها ممن عهدناها عنهم , و قد قام شيخنا حمد العثمان حفظه الله بالتصدي لبعض ما نشره الشيعة قبحهم الله عن مقتل الحسين رضي الله عنه فألف مقتل الحسين رضي الله عنه بين القضاء الكوني و الواجب الشرعي ....
نترككم مع الكتاب:
1 - http://www.filefactory.com/file/a1711b2/n/_1.pdf (http://www.filefactory.com/file/a1711b2/n/_1.pdf)
بعد الدخول على الرابط أنظر أسفل الصفحة و ستجد كلمة Download ثم يبدأ بالعد التنازلي ثم تضغط على Download with filefactoy Basic ثم يبدأ بالتحميل.
2 - هذا الرابط الثاني: http://www.sendspace.com/file/90273u
هذا و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ...
منقول من حمد المري
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 02:12]ـ
الروابط لا تعمل
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:45]ـ
رابط جديد جزى الله الأخ حمد المري
http://www.rapidspread.com/file.jsp?id=ia0z2zigd2
الرابط به امكانية اختيار عدة مواقع للتحميل منها
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 11:01]ـ
الرابط على أرشيف
http://www.archive.org/details/DeathofHussein(/)
جمالية الدين في جمالية التوحيد - ميثاق المحبّة!؟! الفريد الأنصاري رحمه الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 11:57]ـ
جمالية الدين في جمالية التوحيد
أ. د. فريد الأنصاري مكناس - المغرب .. رحمه الله رحمة واسعة.
أول واجب في الإسلام هو قول:
«لا إله إلا الله»،
وهي كلمةٌ عظمى في غاية اللطف والبهاء. نعم! كل المسلمين يقولونها، ولكن القليل منهم هم الذين يعرفونها حقاً؛ ذلك أن انصرافهم إلى التصورات الكلامية، في مجال العقيدة، قد صرفهم عن فضاءاتها الجميلة وأبعادها الجليلة.
وقد كان المسلمون عندما يتلقون العقيدة بعباراتها القرآنية الجليلة، يتفاعلون معها تفاعلاً عجيباً؛
إذ يتحولون بسرعة، وبعمق كبير من بشر عاديين، مرتبطين بعلائق التراب إلى بشر ربانيين ينافسون الملائكة في السماء؛ وما هم إلا بشر يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق؛ ولذلك حقق الله بهم المعجزات في الحضارة والتاريخ.
إن بعض التقسيمات الكلامية للعقيدة الإسلامية التي أملتها ضرورة حِجاجية حيناً، وضرورة تعليمية حيناً آخر، ليست ذات جدوى في عالم التربية الإيمانية؛
لخلوها من روحها الرباني، وسرها التعبدي
الذي لا تجده إلا في كلمات القرآن وأحرفه: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: «ألم» حرف؛ ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (1). ثم إن الإخبار عن حقيقة الذات الإلهية لا يكون على كمال صدقه، جلالاً وجمالاً إلا إذا كان
بما أخبر الله به عن ذاته ـ سبحانه ـ وصفاته. وما كان للمخلوق المحدود أن يحيط وصفاً وعلماً بالخالق غير المحدود؛ ومن هنا كان التوقيف في مجال التعبير العقدي في الإسلام.
كثير من الناس يتكلم في العقيدة اليوم،
ولكن قليلاً منهم من يتفاعل معها؛
لأن العلم الجدلي ما كان له أن يؤتي ثماراً قلبية، وهو قد أُنتج أساساً لإشباع رغبات العقل المماري، لا لإشباع حاجات القلب الساري. وقد كان الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ يخاطب بالعقيدة الإيمانية العقول
خطاباً ينفذ من خلالها إلى القلوب؛ حيث تستقر بذرة تنبت جنات وأشجاراً.
إن السر الذي تتضمنه عقيدة «لا إله إلا الله» والذي به غيرت مجرى التاريخ مرات ومرات، والذي به صنعت الشخصيات التاريخية العظيمة في الإسلام؛ إنما يكمن في (جمالها)! .. الجمال: ذلك الشيء الذي لا يدرك إلا بحاسة القلب. إنه إحساسُ: (كم هو جميل أن يكون المرء مسلماً!) .. ودون هذا الإدراك اللطيف للدين إدراكات أخرى من أشكال التدين، لا تغني من الحق شيئاً.
لقد ضاع صفاء الدين وجماله السماوي في غبار التأويلات، ورسوم التقسيمات،
وقد ذم قومٌ (الكلامَ)، لكنهم لم يدركوا أنهم في خضم الصراع المذهبي، ردوا وقسموا؛ (فتكلموا)؛ وسقط عنهم بذلك بهاء الدين وجماله، وهم لا يشعرون، أو ـ على الأقل ـ لم يترك ذلك في الأتباع لمسات الجمال، وأذواق الصفاء في السلوك الذي يصنفون به على أنهم (مسلمون)؛
فكانت التصورات في وادٍ، والتصرفات في وادٍ آخر.
إن القرآن الكريم والسنَّة النبوية يقولان لنا حقيقة جليلة عظيمة لم يستطع أن يوصلها إلينا علم الكلام: هي أن عقيدتنا جميلة.
ولكم هو مؤسف حقاً أن يضيع هذا المعنى من تدين كثير من المسلمين اليوم، فلا يرون في الدين إلا خشونة وحزونة {وَإن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4]؛ هذا التخشب في الأقوال والفعال، الذي سيطر على تدين كثير من الناس اليوم إنما كان لأسباب سياسية واجتماعية مختلفة، ليس هذا مجال بيانها، ولا يجوز أبداً أن تكون مسوِّغاً للانحراف عن بهاء الدين وجماله، وإنما أنزله الله ليكون جميلاً، تتذوقه القلوب، وتتعلق به الأنفس؛ فلا تستطيع منه فكاكاً؛
فتُسْلِمُ ـ بجذبه الخفي وإغرائه البهي ـ لله رب العالمين.
«لا إله إلا الله» ـ إذ يقولها العبد مستشعراً دلالتها اللطيفة ـ كلمة (قلبية) مدارها على وصف حال، والاعتراف بذوق صفات الكمال والجلال. إنها تعبير عن الخضوع الوجداني التام لله. نعم! قلت: (الوجداني)؛ لأنها ـ ببساطة ـ كذلك وردت في سياقها القرآني الأصيل.
ولو تأملت هذه العبارة العظيمة في اللغة لوجدتها تقوم على لفظتين أساسيتين: هما مدار الإسلام كله: (الله) و (الإله).
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما كلمة: (الله) فهو لفظ الجلال، الاسم العَلَم على الذات الإلهية، الاسم الجامع لكل الأسماء الحسنى والصفات الإلهية العلى. ولفظ (الله) فرد في اللغة، فلا يجمع ولا يتعدد.
وأما كلمة: (الإله) فهو لفظُ وصفٍ، يدل على معنى شعوري قلبي؛ ولذلك فهو يتعدد؛ إذ يُجمع على (آلهة). وأما باقي العبارات في (لا إله إلا الله) فهي (لا) النافية، و (إلا) الحاصرة، تقومان بدور البناء والتركيب اللغوي؛ للنفي والإثبات الذي يربط نوع العلاقة في قلب المؤمن بين الصفة: (إله) والاسم: (الله). وحقيقة تلك العلاقة هي ما يهمنا ههنا. إنها علاقة تملأ الوجدان بما يفيض به قلب العبد المعبر بها حقاً وصدقاً من الاعتقاد والشعور تجاه مولاه جل علاه.
ذلك أن كلمة (إله) في أصل الاستعمال اللغوي كلمة قلبية، وجدانية،
كما ذكرنا. أعني أنها لفظ من الألفاظ الدالة على أحوال القلب، كالحب، والبغض، والفرح، والحزن والأسى، والشوق، والرغبة، والرهبة ... إلخ. أصلها قول العرب:
«ألِهَ الفَصيلُ يَألَهُ ألَهاً» إذا ناح شوقاً إلى أمه. والفصيل: ابن الناقة إذا فُطم وفُصل عن الرضاع، يحبس في الخيمة، وتترك أمه في المرعى، حتى إذا طال به الحال ذكر أمه؛ وأخذه الشوق والحنين إليها ـ وهو آنئذ حديث عهد بالرضاع ـ فناح، وأرغى رغاء أشبه ما يكون بالبكاء. فيقولون: «ألِهَ الفصيلُ» فأمه إذن ههنا هي (إلهه) بالمعنى اللغوي. ومنه قول الشاعر: ألِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقّفٌ.
جاء في اللسان: (اسم «الله»: تفرد ـ سبحانه ـ بهذا الاسم، لا يشركه فيه غيره، فإذا قيل: (الإله) انطلق على الله ـ سبحانه ـ وعلى ما يُعبد من الأصنام. وإذا قلت: (الله) لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى، وقيل في اسم الباري ـ سبحانه ـ: إنه مأخوذ من ألِهَ يَأْلَهُ: إذا تحيَّرَ؛ لأن العقول تَأْلَهُ في عظمته. وأَلِهَ يَألَهُ ألَهاً: أي تحيَّرَ، وأصله وَلِهَ يَوْله وَلَهاً، وقد أَلِهْتُ على فلان: أي اشتد جزعي عليه؛ مثل وَلِهْتُ، وقيل: هو مأخوذ من: ألِهَ يَألَهُ إلى كذا، أي: لجأ إليه؛ لأنه ـ سبحانه ـ الْمَفْزَعُ الذي يُلْجَأُ إليه في كل أمر) (1)؛
إذ (الإله) في هذا السياق اللغوي هو: ما يَشُوقُ القلب، ويأخذ بمجامع الوجدان إلى درجة الانقياد له والخضوع.
قال ـ عز وجل ـ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23].
والراجح فعلاً أن (ألِهَ) هو من (وَلِه) ومنه اشتُق الاسم العلم: (الله)؛ لأن مدار كلا المادتين على معاني القلب؛ فأبدلت من الواو همزة. قال الراغب الأصفهاني: (ألَه فلانٌ يأله: عَبَدَ، وقيل: أصله وِلاه؛ فأبدل من الواو همزة، وتسميته بذلك؛ لكون كل مخلوق والِهاً نحوه، إما بالتسخير فقط كالجمادات والحيوانات، وإما بالتسخير والإرادة كبعض الناس، ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء: الله محبوب الأشياء كلها) (2).
و (الوَلَهُ): هو الجنون الحاصل بسبب الحب الشديد، أو الحزن الشديد. يقال: امرأة وَلُوهٌ: إذا أحبت حتى جُنت، أو إذا ثكلت؛ فحزنت حتى جُنت. قال ابن منظور: (الوله: الحزن. وقيل هو ذهاب العقل والتحيُّر من شدة الوجد، أو الحزن أو الخوف. والوله: ذهاب العقل لفقدان الحبيب [و] ناقة مِيلاهٌ: هي التي فقدت ولدها فهي تَلِهُ إليه. يقال: وَلَهَتْ إليه تَلِهُ أي تحن إليه. وناقة وَالِهٌ: إذا اشتد وجدها على ولدها) (3).
وهكذا فأنت ترى أن مدار المادتين (أله) و (وله) هو على معان قلبية، ترجع في مجملها إلى التعلق الوجداني والامتلاء بالحب، فيكون قول المؤمن: «لا إله إلا الله» تعبيراً عما يجده في قلبه من تعلق بربه تعالى،
أي لا محبوب إلا الله،
ولا مرهوب إلا الله،
ولا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله.
إنه أشبه ما يكون بذلك الفصيل الصغير الذي ناح شوقاً إلى أمه، إذا أحس بألم الفراق، ووحشة البعد. إن المسلم إذ (يشهد) أن لا إله إلا الله، يقر شاهداً على قلبه أنه لا يتعلق إلا بالله رغبة ورهبة وشوقاً ومحبة. وتلك لعمري (شهادة) عظيمة وخطيرة؛ لأنها إقرار واعتراف بشعور لا يدري أحد مصداق ما فيه من الصدق إلا الله، ثم الشاهد نفسه. ومعاني القلب لا تحد بعبارات، ولا تحصرها إشارات. ومن هنا كانت شهادة «أن لا إله إلا الله» من اللطافة بمكان؛ بحيث لا تدرك على تمام حقيقتها إلا ذوقاً.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر، ولا نسبة لسائر المحاب إليها، وهي حقيقة: لا إله إلا الله!) (4)
إلى أن يقول في نص نفيس تُشد إليه الرحال:
(فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان،
ولتعطلت منازل السير إلى الله؛
فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل.
فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه ..
ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها،
بل هي حقيقة الإخلاص،
بل هي نفس الإسلام:
فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله؛ فمن لا محبة له لا إسلام له البتة.
بل هي حقيقة شهادة: أن لا إله إلا الله؛ فإن (الإله): هو الذي يألهه العباد حباً وذلاً، وخوفاً ورجاء، وتعظيماً وطاعة له، بمعنى (مألوه): وهو الذي تألهه القلوب. أي تحبه وتذل له؛ فالمحبة: حقيقة العبودية) (5).
ذلك أن معنى (الإسلام) هو الخضوع لله رب العالمين، والاستسلام لأمره تعالى. إنه الاعتراف الوجداني، أي التعبير العملي عن الشعور الحقيقي الذي يلامس القلب عندما يدرك العبد و (يجد) أنه (عبد) لسيد هذا العالم العظيم. وحقيقة كون المسلم عبداً هي الحقيقة التي تغيب عن أكثر المسلمين؛ فيحدث بسبب ذلك الانحراف بشتى ألوانه وأشكاله.
إن (العبد) مسلوب الإرادة، ليس بالمعنى الكلامي ولكن بالمعنى الوجداني، أعني: أن تجد الشعور بأنك أيها المسلم مِلْكٌ لله الواحد القهار؛ تدور في فلك العبودية والخدمة كما تدور الكواكب في الأفلاك. {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الزمر: 63]. وتلك هي مدارات لفظ (عبد) في اللغة: إنها لا تخرج عن معاني الذلة والخضوع والخنوع والانقياد، كما تنقاد الأنعام المذللة لمالكيها رغبةً ورهبةً انقياداً لا تشنج فيه ولا تَفَلُّت.
والعبد لا يكون إلا في باب الخدمة بين يدي مولاه، واقفاً على العتبة ينتظر الأمر والنهي بشوق المحب، ليبادر إلى التنفيذ دون سؤال: علامَ ولِمَهْ؟
{لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23]. إنه الرب المحبوب الأعظم، المرغوب المرهوب، رب الكون والخلق أجمعين. يمكنك أن تُعَرِّفَ عقيدة الإسلام في نهاية المطاف، فتقول: إنها ميثاق المحبة بين الله وعباده.
وحينما نقول (المحبة) فهي
بمفهومها القرآني
لا ما ذهبت إليه طوائف من الغلاة من هذا الاتجاه أو ذاك ممن قالوا بها، فأبطلوا كل منازل الإيمان من خوف ورجاء؛ فانتهى بهم الأمر إلى دعاوى عريضة يتشدقون بها ما أنزل الله بها من سلطان.
كلا! بل لا تقوم المحبة بقلب العبد الصادق إلا على جناحي الخوف والرجاء، وما تفرع عن ذلك من معاني الرَّغَبِ والرَّهَبِ،
والقرآن العظيم والسنة النبوية واضحان في هذا غاية الوضوح. ولا يزيغ عنهما إلا جاهل أو صاحب هوى، والمحب الحقيقي الصادق يخاف من الحرمان، ويخشى من العقوبة بقدر ما يرجو ويشتاق؛ فإذا جرد المحبة عن الخوف والرجاء كان من الكاذبين، كيف لا، ورب العالمين يقول عن صفوة من أنبيائه ورسله:
{إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونُ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]؟ وهذا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيد الأولين والآخرين يعلنها في الأمة: «أمَا والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له! [وفيه قال]: فمن رغب عن سنتي فليس مني» (1)، ألا وإن أي انحراف عن هذه السبيل لا يكون إلا جهلاً بالدين أو زيغاً من الضلال المبين.
فعلى هذا الوِزَانِ إذن؛ نقول:
إن عقيدة الإسلام قائمة على المحبة، بل إنها ميثاق المحبة؛
وبذلك المعنى كانت تفيض بأنوار الجمال ومباهج الجلال؛
ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله ـ تعالى ـ قد حرَّم على النار من قال: «لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» (2)، أكلمة واحدة تتلفظ بها فتدخل الجنة؟ نعم! ولكنْ .. إنها ليست بكلمة ولا كلمات؛ إنها توجه قلبي وميل وجداني، إنها مسألة (حب)، وإن من أحب اللهَ أحبه اللهُ، ومن أحبه الله وفقه إلى عبادته وطاعته. إنها حقيقة جميلة وعظيمة، وإن عدم إدراكها ذوقاً ووجداناً قد كان سبباً في تضييع معاني الدين وانحراف كثير من الناس عن منهاجه المستقيم.
ولقد تهتُ شخصياً عن هذا المعنى زمنا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولي في هذا الشأن قصة أذكرها لعل فيها ما ينبئ عما تعانيه حركة التدين في المجتمع اليوم؛ عسى أن نتمكن من تشخيص مكمن الداء.
وذلك أني في فهمي للدين عموماً، وللعقيدة منه خصوصاً، مررت بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى
هي التي ورثتها عن بيئتي الإسلامية التقليدية؛ حيث كان الدين بالنسبة لي سلوكاً خاصاً بالشيوخ، وكأنما هو على طائفة الشباب نفل وتطوع، ثم إن معنى «لا إله إلا الله» كان أقرب عندي إلى الشعار منه إلى (الشهادة)! فلم أكن أفهم منها أكثر من مجرد كونها عنوان الدخول إلى الإسلام، واكتساب صفة (مسلم)، كما هي عند سائر الناس. لكن هذا المعنى ولله الحمد لم يدم في تصوري طويلاً؛ فقد انتبهت في مرحلة الشباب الأولى إلى شيء اسمه (الحركة الإسلامية)؛ وذلك بسبب ما كان يصلني عنها من أصداء وصراعات، خاصة في الصف الطلابي بالجامعة! وأنا آنئذ ما أزال تلميذاً بالصف الثانوي.
فكانت تلك إذن هي
المرحلة الثانية في حياتي الدينية،
وبحلولها زالت الصورة الأولى التقليدية من ذهني، وأبدلتها بما صرت أتلقاه من أدبيات إصلاحية، ومقولات دعوية جديدة، مثل: (الإسلام دين ودولة، ومصحف وسيف .. إلخ). ثم بدأ الوعي يتطور في الاتجاه نفسه، إلى تقرير أن (لا إله إلا الله منهج حياة!) وأن (الحاكمية لله) وهكذا بدأ الوعي الديني يتسع في وجداني شيئاً فشيئاً، حتى انخرطتُ في حركة الوعي الإسلامي عاملاً بهذه المفاهيم مجاهداً في سبيلها.
لكني أصدقكم القول: لقد مر عليَّ دهر وأنا أعمل على هذه التصورات، دون أن أجد للدين لذة في وجداني؛ هذه هي الحقيقة.
إنني لا أتهم تلك التصورات بالقصور،
كلا؛ فما زلت أومن بأن الإسلام مصحف وسيف، ودين ودولة! وأن (لا إله إلا الله) منهج حياة بالفعل. وما أحسب أن ذلك يخالف فيه أحد من المسلمين الصادقين.
ولكن .. كانت ظروف التلقي سيئة للغاية.
لقد انفتح وعيي الجديد هذا على مرحلة (رد الفعل غير المتوازن) في تاريخ الأمة المعاصر، فكان أن تلقيت كل التصورات الجديدة في سياق مواجهة الغرب، ومقاتلة العلمانية، ومدافعة الماركسية؛ ومجاهدة الطغيان السياسي، والظلم الاجتماعي؛
فاكتسبت من صفات المحامي كثيراً، بيد أني لم أكتسب من سلوك المؤمن إلا قليلاً، فعشت مع الناس أكثر مما عشت مع الله؛
لأن هذه الظروف جعلتني أفهم عقيدة «لا إله إلا الله» في سياق واحد ووحيد: هو أن (الحاكمية) إنما هي لله. وبدا لي زمناً أن ما سوى تصحيح قضية الحكم والتشريع في الدولة جزئيات من الدين، لا تستحق أي اهتمام! وكانت لنا أنشطة في هذه الاتجاهات، فبدأت ألاحظُ أن معي على الجبهة الواحدة، من يخطب الليل كله، ولا يصلي لله فريضة واحدة في وقتها! فإن فعل فبلا خشوع ولا طمأنينة، ينقرها نقر الغراب.
لقد تعلمنا شهوة الكلام. نعم!
اتبعنا الشهوات وأضعنا الصلاة إلا قليلاً. وبدأت أرى الآفات الخطيرة تعصف بالصف الإسلامي: العُجْب، وحب الرياسة، والتصدر أمام وسائل الإعلام. ورأيت بأم عيني أن هناك فتنة أخرى، لم أعرفها من قبل:
هي فتنة (الكاميرا)، أو فتنة (الميكرفون) كما سماها بعض الظرفاء! ورأيت رقة في الدين تجتاح الصفوف المتدينة كالوباء الفتاك، وسقوطاً هنا وهناك، يتتابع بين الإخوان والأخوات على السواء!
المنادي ينادي للصلاة: حي على الصلاة! حي على الفلاح! وخطاب الواجهة الفاتنة المفتونة مستمر كأنه لا يسمع شيئاً. وضربت الصفوفَ الدينية آفاتُ المجتمع المريض، من رعونة وتحلل خلقي، وانسياق وراء كثير من مغريات الحياة الدنيا وفتنتها. وبدأت أسأل نفسي متهماً إياها: أي دين هذا؟ وأي صلاح هذا؟ وبدل أن يتنافس شباب الصحوة الإسلامية حول منازل العلم، ومقامات التقوى والورع، بدؤوا يتنافسون حول حدود الشبهات، ويتبارون أيهم أقدر على الرعي حول الحمى دون أن يقع فيه! زعموا .. ! وانطلق السباق نحو الهاوية. أين المشكلة إذن؟
هذه هي البرامج التربوية تترى تأليفاً وتنظيراً، وهذه هي المطبوعات التصورية تتواتر، ولكن بلا جدوى، وبلا فائدة؛ فإنها جميعها تبقى على رفوف مقرات الحركات ومكاتبها موقَّرة إلى إشعار آخر؛
فأين الخلل؟
ولطالما وُضِع هذا السؤال، ولكن أين من يتابعه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وبقي الأمر بالنسبة لي غامضاً، حتى لقيت بعض أساتذتي الأجلاء، ممن تتلمذت عليهم، وأخذت عنهم علم الدعوة وعلم البحث العلمي، فكانت لي معه جلسة مذاكرة حول بعض مفاهيم القرآن الكريم، وتحدثنا عن بعض النماذج من بينها مفهوم (الإله) في القرآن الكريم، فنبهني إلى الأصل اللغوي لهذه العبارة، من أنه راجع إلى معنى قلبي وجداني، وذكر لي شيئاً من الدلالة اللغوية على المحبة، مما بينته قبل قليل،
فكانت بالنسبة لي مفاجأة حقيقية، لا على مستوى الفهم فقط؛ ولكن على مستوى الوجدان والشعور.
نعم! أذكر أني قرأت مثل هذا قبل ذلك بكثير، ولكن اندماجي الكلي في تصوراتي الأخرى، وانغلاقي على (توحيد الحاكمية) إن صح التعبير، أعماني عن مشاهدة (توحيد المحبة!) الذي هو الأصل، والمفتاح الحقيقي لتوحيد الإلهية، والذي منه تفرعت فروع شتى منها توحيد الحاكمية نفسه. لقد جعلت الجزء محل الكل، وجعلت الفرع محل الأصل؛ وعشت في فهمي متناقضاً. فسِرْتُ في تديني مختلاً كسائر المختلين؛ حتى مَنَّ الله باللحظة التي انتقلت خلالها إلى
مرحلتي الجديدة:
حيث بدأت المراجعة في حياتي كلية، واكتشفت حقيقة أن هناك شيئاً اسمه (حلاوة الإيمان)، ذوقاً لا تصورا! وحقيقة لا تخيلا! ثم بدأت أعود إلى القرآن .. فوجدت أني كنت بعيداً جداً عن بشاشته وجماله، وبدأت أعود إلى السنة؛ فوجدت أني كنت أجهل الناس بأخلاق محمد عليه الصلاة والسلام. وبدأت أراجع ما قرأته عن العقيدة، فوجدت صفحات مشرقة مما كتب السلف الصالح، قد مررت عليها مرور الأعمى ـ لا مرور الكرام ـ بسبب ما غطى بصري من فهوم سابقة حتى كأني لم أقرأ قط.
قلت: لم تكن مفاجأتي علمية بقدر ما كانت وجدانية! لقد كنت أقرأ عبارات «المحبة، والشوق، والخوف، والرجاء» ولكن دون أن أجد لها شيئاً من نبض الحياة بقلبي.
فمثلاً هذا كتاب (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ـ وهو خلاصة للعقيدة السلفية ـ قد خضت به معارك ضد أهلي وعشيرتي زمناً؛ وأنا أقرب إلى المراهقة يومئذ مني إلى الشباب؛ ولقد ظللت أحارب به البدع والضلالات والمنكرات، في الاعتقاد والعبادات، اقتداء بشيخ شيوخنا العلاَّمة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله؛ بَيْدَ أني كنت ألحظ أن كثيراً من هؤلاء (المبتدعة) هم أفضل مني حفظاً للصلاة وأوقاتها! إني لا أتهم الكتاب المذكور، ولكني أتهم نفسي ومنهجي في القراءة والاستعمال. لقد كانت العقيدة السلفية عندي عصا من خشب أصم أضرب بها غيري .. ولم أدرك أنما هي تربية ورحمة للعالمين. وإني لأعجب كيف لم أنظر إلى هذا المعنى من قبلُ في الكتاب المذكور؟
عجباً! .. أين كنت أنا إذن من مثل هذا الكلام؟ (السكون إلى حب الله .. الذي تألهه القلوب) أهي عقيدة قلبية وجدانية إذن؟ وهو إجماع من العلماء؟
أي عمى هذا الذي ركضت وراءه في نقع الخصومات والجدالات التي لا تغني ولا تسمن من جوع؟
وهذا قلبي ظل فارغاً من عبادة الحب وأذواق التعبد. أليس ذلك هو الضلال المبين؟
لقد أسأت زمناً طويلاً في فهم عقيدة السلف الصالح.
لقد رسخ في ذهني ـ بعد المشاهدة والمعاينة للآثار السلبية التي ترتبت عن التكوين العقدي القائم على نفسية ردود الأفعال المتشنجة، وعقلية التفتيش المذهبي ـ
أننا في حاجة ماسة ومستعجلة؛ لإعادة قراءة عقيدة السلف الصالح من مصادرها الأولى، وإلى إعادة قراءة أعلامها الكبار الذين تميزوا في التاريخ الإسلامي بالريادة والقيادة، وأسهموا في بناء صرح الأمة وتجديد حياتها، كالأئمة الأربعة أبي حنيفة، ومالك بن أنس، والشافعي، وأحمد بن حنبل، ومن جاء بعدهم من المتميزين في هذا السياق، مثل حافظ المغرب أبي يوسف عمر بن عبد البر، ومجدد زمانه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ... إلخ.
هؤلاء وأضرابهم جميعاً، وقع خطأ منهجي كبير في قراءتهم. لقد كان الفكر السلفي المعاصر ـ في بعض تجلياته ـ إذ يقرأ تراثهم إنما يقرؤه ـ في كثير من الأحيان ـ
بمنهج تجزيئي إسقاطي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما كونه تجزيئياً؛ فلأنه كان يقرؤه بعين واحدة، فلا يرى من حقيقته إلا ما تتيحه له تلك الرؤية الجزئية المحدودة؛ فلا يتصور حقيقته في شموليته الكلية. فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية مثلاً، لا تصوره كثير من المصنفات المعاصرة إلا شخصاً مقاتلا محارباً متخصصاً في تفصيل في مذاهب أهل النار؛ دون مذاهب أهل الجنة؛ فكل من أراد أن يَصِمَ شخصاً بصك الجحيم، فما عليه إلا أن يُخرج عليه سيف المقولة المشهورة. (قال شيخ الإسلام ابن تيمية) وكأن ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ما خلقه الله إلا للاستشهاد به على أهل الضلال وحسب؛ وكأنما تحولت نصوصه وفتاواه إلى مجرد صكوك اتهام، تقرأ على الضحية عند تنفيذ حكم الإعدام.
أين ابن تيمية الداعية إلى الله؟
أين ابن تيمية المربي؟
وأين ابن تيمية السالك إلى مولاه عبر منازل الخوف والرجاء؟ والشوق والمحبة؟
وأين ابن تيمية صاحب الأذواق الإيمانية والأحوال السنية؟ ..
ولقد حفلت كتبه وفتاواه بمعاني (الجمالية)، ومقاصد (الربانية) في الدعوة والتربية والتعليم؛ مما يصعب ـ لغزارته ـ حصره واسقصاؤه! كما أن تلميذه الإمام الرباني ابن القيم ـ رحمه الله ـ قد حكى عنه من ذلك الشيء الكثير!
فأين ضاع ذلك كله؟
وأما كونه إسقاطيا؛ فلأنه تم استعمال ابن تيمية للتعبير عن مشكلات العصر النفسية والسياسية بصورة حرفية! ففُسِّرت نصوصُه بما تقتضيه حالة رد الفعل النفسي والاجتماعي ـ بصورة غير متوازنة ـ عن ظروف الظلم السياسي، ومظاهر الخلاف العقدي والمذهبي، بين طوائف وجماعات، ودول وتحالفات! وتم إسقاط زماننا على زمانه رحمه الله، وإلباس أحوالنا لأحواله دون مراعاة الفروق بين الثوابت والمتغيرات، سواء منها ما تعلق بالنصوص أو بتحقيق المناطات؛ وفي ذلك ما فيه من الشطط العلمي والانحراف المنهجي.
ولذلك فقد تمت عملية (إخراج) سيئة لشخص ابن تيمية ـ لدى بعضهم ـ على أنه شخص لا ذوق له ولا وجدان؛ وإنما هو السب والشتم واللعان؛ وما أبعد شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ عن ذلك وأبرأه.
ولو تتبع متتبع نصوص فتاواه ومؤلفاته جميعا؛ لجمع من مشاهد الجمالية وأذواقها عنده في الدين والتدين الشيء الكثير، ولولا أن نخرج عن غرض هذا المقال لعرضنا من نصوصه مواجيد وأذواقاً وأحوالاً رِقَاقاً، ولكن لك أن تقرأ من ذلك هذه الإشارات؛ فقد تحدث ـ رحمه الله ـ عن أحوال المؤمن لدى سماع القرآن الكريم، وذلك في سياق ذكر (السماع) بمعناه الشرعي، وأورد فيه آيات وأحاديث، ثم قال:
(وهذا كان سماع سلف الأمة، وأكابر مشائخها، وأئمتها، كالصحابة والتابعين، ومن بعدهم من المشائخ كإبراهيم بن أدهم، والفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، ويوسف بن أسباط، وحذيفة المرعشي، وأمثال هؤلاء .. وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى! ذَكِّرنا ربَّنا! فيقرأ، وهم يسمعون ويبكون. ولهذا السماع من المواجيد العظيمة، والأذواق الكريمة، ومزيد المعارف، والأحوال الجسيمة؛
ما لا يتسع له خطاب،
ولا يحويه كتاب.
كما أن في تدبر القرآن وتفهمه؛ من مزيد العلم والإيمان، ما لا يحيط به بيان.
قال الشارح ـ رحمه الله ـ في سياق ذكر كلام العلماء في معنى (لا إله إلا الله): (وقال شيخ الإسلام [ابن تيمية]: الإله هو المعبود المطاع؛ فإن الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يُعبد. وكونه يستحق أن يعبد هو: بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع، قال: فإن الإله هو المحبوب المعبود الذي تألهه القلوب بحبها، وتسكن إلى حبه، وليس ذلك إلا لله وحده. ولهذا كانت «لا إله إلا الله» أصدق الكلام، وكان أهلها أهل الله وحزبه؛ فإذا صحت صح بها كل مسألة وحال وذوق، وإذا لم يصححها العبد؛ فالفساد لازم له في علومه وأعماله.
وقال ابن القيم: (الإله) هو الذي تألهه القلوب محبة، وإجلالاً، وإنابة، وإكراماً، وتعظيماً، وذلاً، وخضوعاً، وخوفاً، ورجاء، وتوكلاً.
وقال ابن رجب: (الإله) هو الذي يطاع فلا يعصى؛ هيبة له وإجلالاً، ومحبة، وخوفاً، ورجاء، وتوكلاً عليه.
وقال البقاعي: «لا إله إلا الله»: أي انتفاءً عظيماً أن يكون معبودٌ بحق غير الملك الأعظم؛ فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الطيبي: (الإله) فِعال بمعنى مفعول، كالكتاب بمعنى المكتوب، من ألِه إلهةً، أي: عبَدَ عبادةً.
قال الشارح: وهذا كثير في كلام العلماء وإجماع منهم) (1).
ومما ينبغي التفطن له أن الله ـ سبحانه ـ قال في كتابه: {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31]؛ فبيَّن ـ سبحانه ـ أن محبته توجب اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن اتباع الرسول يوجب محبة الله للعبد، وهذه محبةٌ امتحن الله بها أهل دعوى محبة الله؛ فإن هذا الباب تكثر فيه الدعاوى والاشتباه؛ ولهذا يُرْوَى عن ذي النون المصري أنهم تكلموا في مسألة المحبة عنده؛ فقال: «اسكتوا عن هذه المسألة؛ لئلا تسمعها النفوس فتدعيها».
وكان المشائخ المصنفون في السنَّة يذكرون في عقائدهم مجانبة من يكثر دعوى المحبة، والخوض فيها من غير خشية، لِمَا في ذلك من الفساد الذي وقع فيه طوائف من المتصوفة.
وما وقع في هؤلاء من فساد الاعتقاد والأعمال أوجب إنكار الطوائف لأصل طريقة المتصوفة بالكلية، حتى صار المنحرفون صنفين: صنف يقر بحقها وباطلها، وصنف ينكر حقَّها وباطلَها! كما عليه طوائف من أهل الكلام، والفقه.
والصواب: إنما هو الإقرار بما فيها وفي غيرها من موافقة الكتاب والسنة، والإنكار لِمَا فيها وفي غيرها من مخالفة الكتاب والسنة (2).
فأي جمال هذا وأي إحسان؛ وأي فقه هذا وأي ميزان! ألا رحم الله شيخ الإسلام!
د. فريد الانصارى *
______________________________ ____________
(*) رئيس قسم الدراسات الإسلامية، بجامعة السلطان المولى إسماعيل، المغرب.
(1) رواه البخاري في تاريخه، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم. وصححه الألباني (ص. ج. ص): 6469.
(1) لسان العرب: مادة (أله). (2) المفردات في غريب القرآن: مادة (أله). (3) لسان العرب: مادة (وله).
(4) مدارج السالكين، لابن القيم: 3/ 18. (5) مدارج السالكين: 3/ 26.
(1) متفق عليه. (2) متفق عليه.
(1) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، لعبد الرحمن آل الشيخ: 53 ـ 54. (2) مجموع فتاوى ابن تيمية: 10/ 80 ـ 82.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 12:10]ـ
لنديم النظر إذن في استحضار صفات الجمال والجلال حتى يغلب خوفنا رجاءنا مادمنا في دار الأكدار .... !!!!!!!!!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Jan-2010, صباحاً 06:02]ـ
لنديم النظر إذن في استحضار صفات الجمال والجلال حتى يغلب خوفنا رجاءنا مادمنا في دار الأكدار .... !!!!!!!!!!
و أحسن النظر:
النظر فرداً
ثم مع الأسرة
ثم مع الأصحاب
يا صالح أين ما وعدتنا به يا حباب؟!؟
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[30 - Jan-2010, مساء 07:12]ـ
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[30 - Jan-2010, مساء 08:20]ـ
رحمه الله .. فقد كان من أوائل السلفيين الذين تنبهوا الى الخلل الذي اصاب الدعوات الاصلاحية السلفية بنفس المرض الذي نشأت للتحذير منه .. بعد ان لاحظ كيف ان الدعوات الاصلاحية بدأت قوية على يد الرواد الأوائل من الشوكاني و الألوسي و ابن عبد الوهاب و رشيد رضا و السنوسي و اللكنوي و غيرهم .. و انتشرت انتشار النار في الهشيم .. ثم ما لبثت ان انحصر امتدادها حين وصلت ادراتها الى يد الجيل اللاحق ممن لم يدرك عمق الأخلاق و القيم التي حملتها دعوة الأوائل ... و لم يلاحظوا جمال كلمة التوحيد في التركيز على الكلمة الخبيثة المناقضة لها اكثر من التركيز على شخص المتكلم بها ... نواقض الاسلام ... أكثر من ناقضي الاسلام ... ما خلف نسبة متدنية جدا من هرمون الحب في دماء اهل الاسلام ... صرنا بسبب ذلك نفتقد جميعا الا من رحم ربك ما كان عند السابقين من السلم و التكافل الاجتماعي ... المسلم من سلم اخوه من لسانه دع عنك يده .. تجد فقر دم الحب بنسب متباينة و بالتالي فقر الثقة اينما توجهت .. في الأكاديميين ... في الطبقات الفقيرة ... في الاخوان .. في السلفيبن و في المجاهدين ... في العمال و الفساق و البورجوازيين .. في الحكام .. في التبليغيين و المتصوفين ... في حفاظ الوحيين .. في القرويين و اهل الحضر و الاعلاميين و المثقفين ... و المشكلة ان التركيز هكذا على الأشخاص .. يولد لا محالة من الجهة الأخرى شرك "الأشخاص" ... فما يكاد يبرز عالم او فيزيائي او حاكم او مجاهد قد يكون له اثر في تطور الأمة ... حتى ترانا جميعا مندفعين بما فينا من شرك الأشخاص الى المحبة الزائفة كما يقول الشيخ كشك رحمه الله من التحميد و التهليل له و تمجيده .. فها هو قاهر الصليبيين .. و هاهو امام الأولين و الآخرين ... و هاهو الزعيم الملهم الكاتب العبقري ... و هاهو العالم الكبير ذو النوبل الذي لا يجب ان ترد كلمته في كل شيء ... و هاهو اسد الدين و حافظ الملة و الدين الأسد الهصور .. المجاهد الكبير ... حفظهم الله و رعاهم و نصرهم على اعداءهم و اقر عينهم باولياء عهدهم و وووو ... ألقاب مملكة في غير موضعها ...
يعجبني في المقال اختياره كمثال كتاب الشيخ العلامة عبد الرحمن فتح المجيد ... لم كتب الله لهذا الكتاب على اختصاره من الانتشار عند العوام .. ما لم يكتب لكتب المعاصرين؟؟؟ ان تأملت وجدت الكتاب بالكامل تقريبا في التركيزالمكثف على المقالات اكثر من التركيز على القائلين .. بخلاف كنب كثير من المعاصرين .. فما سيفيدني انا كعامي من معرفة ان الشاذلي كان و كان و كان مما لن احتاجه ربما في حياتي جميعا ... بقدر ما سيفيدني معرفة الخبث و النجاسة الموجودة في الاستغاثة بمخلوق في حوائجي التي تعرض لي يوميا يوميا يوميا ... و جمال الحرية التي افقدها كوني عاميا واحدا من السلمين ان فرطت فيها بتوجيه عبوديتي لمخلوق؟؟؟ ... ما يفيدني انا ان اعرف ان فلانا خلفي و آخر فيلسوف و ذاك جهمي و فلانا مرجئي و غيره خارجي و
ذاك و ذاك ان كانوا جميعا يفنون و ما يبقى هي مقالاتهم لا هم؟؟؟؟؟ هل ان قرأت كتابا كله في بيان عقيدة فلان و توجه فلان و مشرب فلان و تاريخ فلان .... و انا عامي هل سيرفع هذا من الوعي الجماعي الأخلاقي عندي بشئ؟؟ هذا ما اراد ان يقوله الشيخ فريد فيما احسب فلم يحتمله حتى اقرب الناس اليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[31 - Jan-2010, صباحاً 06:33]ـ
واحب ان افصل شيئا قد يكون هو المقصود .... اذ انه و ان كان المنشود و الموصى به في الدعوة و تنظيم الصفوف و رفع الوعي الاجتماعي و الأخلاقي في عوام الأمة: أن يركز على المقالات اكثر من التركيز على الأشخاص ...
الا ان هذا السكوت عن الأشخاص من باب ما بال أقوام ... لايعني السكوت عن الترويج لهم بالكلام عنهم اكثر مما تقتضيه ضرورة نقل حق عنهم ... فضلا عن السكوت عن نقل شيء عنهم مما لا يستأنس به لحق دون بيان باطله فضلا عن السكوت عن التنويه بهم فيما خالفوا فيه الحق ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 08:10]ـ
جزاك الله خيرا يا بن الرومية
ملاك ماقلتَ هو حُسن الموازنة ونظر أصحاب الفكر الثاقب لا أهل الحَوَل الفكرى كما يصفهم أحد المفكرين
والشيخ محمد اسماعيل المقدم شرح هذا المقال فى شريط بعنوان (عقيدتنا جميلة)
رحم الله الشيخ فريد وأسكنه فسيح جناته
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 06:31]ـ
رحمه الله .. فقد كان من أوائل السلفيين الذين تنبهوا الى الخلل الذي اصاب الدعوات الاصلاحية السلفية بنفس المرض الذي نشأت للتحذير منه ..
فلم لم تتحفنا حتى الآن بمقالاته المباركة سيدي .. سامحك الله .. لا أدري إلى متى ستظل في كهفك تكتفي بالردود و حسب:)
جزاك الله خيرا يا بن الرومية
ملاك ماقلتَ هو حُسن الموازنة ونظر أصحاب الفكر الثاقب لا أهل الحَوَل الفكرى كما يصفهم أحد المفكرين
والشيخ محمد اسماعيل المقدم شرح هذا المقال فى شريط بعنوان (عقيدتنا جميلة)
رحم الله الشيخ فريد وأسكنه فسيح جناته
و إياكم يا سي خالد .. فين وعدك القديم؟:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 10:25]ـ
فلم لم تتحفنا حتى الآن بمقالاته المباركة سيدي .. سامحك الله .. لا أدري إلى متى ستظل في كهفك تكتفي بالردود و حسب:)
يا أخي لا تساويلنا إنشاء ... جيبلنا مقالات نافعة منسية أو غير معروفة!:)
و إياكم يا سي خالد .. فين وعدك القديم؟:)
كمان سي خالد وعدنا مرات و مرات يتحفنا و نسي!:)(/)
هل قال أحد من المتأولين السابقين بأن الاستواء الذي هو العلو هو للمكانة؟ أم انه حديث؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 12:59]ـ
السلام عليكم
عند مناقشة بعض أهل البدع
وذِكر تفسير السلف الصالح للاستواء بأنه العلو والارتفاع
يقولون بأنه علو مكانة
ولكن هناك أمر لم انتبه إليه سابقا وهو أن الاستواء بمعنى العلو لا يوجد في المعاجم العربية (حسب بحثي في الكثير منها) إلا بمعنى علو الذات (مثل استواء الرجل على الدابة أو السرير)
ولم اجد أي ذكر للاستواء بمعنى علو المكانة، فالشواهد المذكورة للاستواء الذي بمعنى العلو هو علو الذات حقيقةً
فكيف حينها يقولون بأن علو الاستواء هو علو مكانة وليس هو من معاني الاستواء أصلا؟
وهل قال بهذا التأويل احد من علماء الأشاعرة او غيرهم من المتأولين السابقين أم انه تأويل حديث، يقول به بعض متأولي عصرنا هذا؟
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 01:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اعلمي أختي الفاضلة ..
أن الإمام أبا الحسن الأشعري رحمه الله ومتقدمي أصحابه كانوا يثبتون الصفات الخبرية (الوجه، اليدين، العين ... ) والتي منها صفة العلو (علو الذات) .. بالنصوص الكثيرة في الكتاب والسنة والتي منها نصوص الإستواء ..
وأما الإستواء كفعلٍ فلم يثبتوهُ، هروبا من قيام الحوادث بالله سبحانه وتعالى، وعندهم كل من قام به حادث فهو حادث!
وأما متأخري الأشاعرة؛ فقد أولوا (=حرفوا) صفة الاستواء فصيروها استيلاءً ..
ومنهم -متأخريهم- من فوض المعنى لله عزوجل ..
وإن كان متقدمي الأشاعرة أيضا لم يسلمو من التفويض ..
وهما مذهبان مرضيان عند الأشاعرة!!
الخلاصة:
لا أعلم أحدًا من الأشاعرة -متقدميهم ومتأخريهم- فسَّرَ الاستواء بعلو المكانة ..
اللهم إلا إن كان قولاً معاصرًا، أو كلام من لا يعرف حقيقة مذهبه وأقوال علماءه!
والله أعلم ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 03:38]ـ
هم بعض طلاب علمهم ممن يناقشون في هذه المسائل في المنتديات
تقول لهم بأن السلف فسروا قوله تعالى (استوى على العرش) أي علا عليه
يقولون: مقصودهم هو أنه علا عليها بسلطانه وما شابهها
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 04:00]ـ
بارك الله فيكِ ..
كمَا توقعتُ ..
هو كلام من لم يعرف كلام علماءه، أو أراد أن يهرب من إلزام خصمه فقال ما قال ..
لأن تفسير السلف ثابت لم يقدرو على صحته فراموا التحريف! ..
ويرد عليهم بردود كثيرة ..
/// نقل كلام السلف الصريح في اثبات الاستواء ..
/// نقل كلام العلماء الذين ذكروا لفظ "بذاته"
/// نقل كلام علماء الأشاعرة الذي فيه حكاية مذهب السلف (الصريح في إثباتهم للاستواء الحقيقي) ككلام الإمام القرطبي في تفسيره وكذلك في كتابه الأسنى ..
/// إلزامهم بلازم كلامهم؛ كأن يقال لو كان معنى استواء الله = علو المكانة والرفعة .. لما خُصَّ بالعرش في سبع مواضع من القرآن ..
///وغيرها كثير ...
والله أعلم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 04:17]ـ
ذكر الامام الطبري اختلاف النظار من اهل الكلام و اهل الحديث في أمثال ذلك من تفسيره ... و لم يسم الفريقان بل عرض ذلك بهدوء و بالمختصر المفيد مع مراعاته بصرامة ان لا يخرج عن موضوع كتابه و عدم الاطالة الا فيما تحته عمل و هو من رقي الروح العلمية عند هذا الامام و تشبعه بمعنى التعدد و الاختلاف في البحث العلمي و الاعتصام في الأمة في معناها الكبير حيث يستعرض المسائل و يناقشها من الناحية العلمية دون تشنج او تعصب فاتحا الباب للنقاش العلمي المجرد و فتح الأفق المعرفي مع بيان هيمنة قول أهل الحق في نفس الوقت ... في توازن جميل للطرح العلمي .. و لهذه الروح "الأكاديمية" يبدو و الله أعلم ان عامة الطوائف ترغب في كتبه و كتب امثاله وكالامام ابن المنذر و الامام ابن القيم لا تستغني عن فوائدهم .. و في هذا الموضوع مثال ذلك قوله رحمه الله و نفعنا بعلومه
قال أبو جعفر: واختلف أهل البحث في معنى قوله:.
"وهو العلي".
فقال بعضهم: يعني بذلك; وهو العلي عن النظير والأشباه، وأنكروا أن يكون معنى ذلك:"وهو العلي المكان". وقالوا: غير جائز أن يخلو منه مكان، ولا معنى لوصفه بعلو المكان، لأن ذلك وصفه بأنه في مكان دون مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال آخرون: معنى ذلك: وهو العلي على خلقه بارتفاع مكانه عن أماكن خلقه، لأنه تعالى ذكره فوق جميع خلقه وخلقه دونه، كما وصف به نفسه أنه على العرش، فهو عال بذلك عليهم ...
وكذلك اختلفوا في معنى قوله:"العظيم".
فقال بعضهم: معنى"العظيم" في هذا الموضع: المعظم، صرف"المفعل" إلى"فعيل"، كما قيل للخمر المعتقة،"خمر عتيق"، كما قال الشاعر:.
وكأن الخمر العتيق من الإس ... فنط ممزوجة بماء زلال وإنما هي"معتقة". قالوا: فقوله"العظيم" معناه: المعظم الذي يعظمه خلقه ويهابونه ويتقونه. قالوا: وإنما يحتمل قول القائل:"هو عظيم"، أحد معنين: أحدهما: ما وصفنا من أنه معظم، والآخر: أنه عظيم في المساحة والوزن. قالوا: وفي بطول القول بأن يكون معنى ذلك: أنه عظيم في المساحة والوزن، صحة القول بما قلنا.
وقال آخرون: بل تأويل قوله:"العظيم" هو أن له عظمة هي له صفة.
وقالوا: لا نصف عظمته بكيفية، ولكنا نضيف ذلك إليه من جهة الإثبات،.
وننفي عنه أن يكون ذلك على معنى مشابهة العظم المعروف من العباد. لأن ذلك تشبيه له بخلقه، وليس كذلك. وأنكر هؤلاء ما قاله أهل المقالة التي قدمنا ذكرها، وقالوا: لو كان معنى ذلك أنه"معظم"، لوجب أن يكون قد كان غير عظيم قبل أن يخلق الخلق، وأن يبطل معنى ذلك عند فناء الخلق، لأنه لا معظم له في هذه الأحوال.
وقال آخرون: بل قوله: إنه"العظيم" وصف منه نفسه بالعظم. وقالوا: كل ما دونه من خلقه فبمعنى الصغر لصغرهم عن عظمته
و قال رحمه الله في موضع آخر
قال أبو جعفر: اختلفوا في تأويل قوله:"ثم استوى إلى السَّماء".
فقال بعضهم: معنى استوى إلى السماء، أقبل عليها، كما تقول: كان فلان مقبلا على فلان، ثم استوَى عليّ يشاتمني - واستوَى إليّ يشاتمني. بمعنى: أقبل عليّ وإليّ يشاتمني. واستُشْهِد على أنّ الاستواء بمعنى الإقبال بقول الشاعر:
أَقُولُ وَقَدْ قَطَعْنَ بِنَا شَرَوْرَى ... سَوَامِدَ، وَاسْتَوَيْنَ مِنَ الضَّجُوعِ
فزعم أنه عنى به أنهن خرجن من الضّجوع، وكان ذلك عنده بمعنى: أقبلن. وهذا من التأويل في هذا البيت خطأ، وإنما معنى قوله:"واستوين من الضجوع"، استوين على الطريق من الضجوع خارجات، بمعنى استقمن عليه.
وقال بعضهم: لم يكن ذلك من الله جل ذكره بتحوُّل، ولكنه بمعنى فعله، كما تقول: كان الخليفة في أهل العراق يواليهم، ثم تحوَّل إلى الشام. إنما يريد:
تحوّل فِعله. [وقال بعضهم: قوله:"ثم استوى إلى السماء" يعني به: استوت]. كما قال الشاعر:
أَقُولُ لَهُ لَمَّا اسْتَوَى فِي تُرَابِهِ ... عَلَى أَيِّ دِينٍ قَتَّلَ النَّاسَ مُصْعَبُ
وقال بعضهم:"ثم استوى إلى السماء"، عمدَ لها. وقال: بل كلُّ تارك عملا كان فيه إلى آخر، فهو مستو لما عمد له، ومستوٍ إليه.
وقال بعضهم: الاستواء هو العلو، والعلوّ هو الارتفاع. وممن قال ذلك الربيع بن أنس
حُدِّثت بذلك عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس:"ثم استوى إلى السماء". يقول: ارتفع إلى السماء.
ثم اختلف متأوّلو الاستواء بمعنى العلوّ والارتفاع، في الذي استوى إلى السّماء. فقال بعضهم: الذي استوى إلى السماء وعلا عليها، هو خالقُها ومنشئها. وقال بعضهم: بل العالي عليها: الدُّخَانُ الذي جعله الله للأرض سماء.
قال أبو جعفر: الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه: منها انتهاءُ شباب الرجل وقوّته، فيقال، إذا صار كذلك: قد استوى الرّجُل. ومنها استقامة ما كان فيه أوَدٌ من الأمور والأسباب، يقال منه: استوى لفلان أمرُه. إذا استقام بعد أوَدٍ، ومنه قول الطِّرِمَّاح بن حَكيم:
طَالَ عَلَى رَسْمِ مَهْدَدٍ أبَدُهْ ... وَعَفَا وَاسْتَوَى بِهِ بَلَدُه
يعني: استقام به. ومنها: الإقبال على الشيء يقال استوى فلانٌ على فلان بما يكرهه ويسوءه بَعد الإحسان إليه. ومنها. الاحتياز والاستيلاء، كقولهم: استوى فلان على المملكة. بمعنى احتوى عليها وحازَها. ومنها: العلوّ والارتفاع، كقول القائل، استوى فلان على سريره. يعني به علوَّه عليه.
وأوْلى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسوَّاهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهنّ بقدرته، وخلقهنّ سبع سموات.
والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم يَنْجُ مما هرَب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبلَ، أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله. ولولا أنا كرهنا إطالة الكتاب بما ليس من جنسه، لأنبأنا عن فساد قول كل قائل قال في ذلك قولا لقول أهل الحق فيه مخالفًا. وفيما بينا منه ما يُشرِف بذي الفهم على ما فيه له الكفاية إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 04:53]ـ
بارك الله لكم على هذا النقل، ويبدو جليا أنَّ الإمام ابن جرير لم يسمِّ أحدًا من السلف قال بعلو المكانة لا المكان.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 07:51]ـ
الاستواء بمعنى علوّ المكانة: قد يكون معنى مجازيّا، و تعليقه بالعرش دون غيره تنبيها على فضل العرش و كونه من أرفع المخلوقات و أعظمها ... و لا شكَّ أنَّ هذا تأويل باطل لا برهان عليه، لأن الحقيقة ثابتة في أن الرب سبحانه قد علا على العرش الذي هو سقف المخلوقات جميعها و هناك انتهى خلق الله و ليس الله في هذه الأمكنة المخلوقة قطعا، فلم يبق إلا أن ربنا سبحانه فوق العرش أي فوق جميع المخلوقات بذاته العلية الشريفة - لا إله إلا هو سبحانه -، و هذا هو معنى الاستواء فإن من معانيه اللغوية: الانتهاء، و على هذا درج الإمام أبو محمد ابن حزم - عليه رحمة الله تعالى -،
و هؤلاء الأشعريون: إنما يبثون سموم الاعتزال بعبارات متجاذبة حتى يغروا بها أهل السنَّة ..
ـ[محمد راشد السندي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 02:00]ـ
الأستواء إما أن يأتي بدون أداه فيكون معناه التمام والكمال (حتى إذا بلغ أشده واستوى)
ويكون بالأداه
1 - إلى بمعنى القصد (استوى إلى السماء) قصد إليها
2 - على بمعنى علو الذات (ثم استوى على العرش)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد:-
سُئل الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمه الله – هذا السؤال:
ما هي أنواع الاستواء في لغة العرب وكيف نثبت لله سبحانه وتعالى صفة الاستواء؟
فأجاب:
الاستواء في اللغة العربية يأتي لازماً ويأتي متعديا إلى المعمول بحرف الجر ويأتي مقروناً بواو المعية فهذه ثلاثة وجوه للاستواء أما الأول وهو أن يأتي مطلقا غير مقيد بالمعمول ولا واو المعية فإنه يكون بمعنى الكمال ومن قوله تعالى (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) أي كمل ومنه قول الناس في لغتهم العامية استوى الطعام أي كمل نضجه والقسم الثاني أو الوجه الثاني أن يأتي مقرونا بواو المعية فيكون بمعنى التساوي كقولهم استوى الماء والخشبة أي تساويا والثالث يأتي معدا بحرف الجر فإن عدي بعلى صار معناه العلو والاستقرار وإن عدي فإلى فقد اختلف المفسرون فيه فمنهم من يقول إنه بمعنى الارتفاع والعلو ومنهم من يقول إنه بمعنى القصد والإرادة مثال معدى بعلى قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) وقوله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقوله بعد ذلك في سبعة مواضع في القرآن الكريم ومثال المعدى بإلى قوله تعالى) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) وقوله (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) ولذلك اختلف المفسرون في الاستواء استوى هنا فبعضهما قال معناها على إلى السماء ومنهم من قال بمعني معناها قصد وأراد وعلى كل فاستواء الله على العرش من الصفات الثابتة التي يجب على المؤمن أن يؤمن بها وهو أن الله تعالى استوى على عرشه أي علا عليه علوا خاصا ليس كعلوه على سائر المخلوقات بل هو علو خاص بالعرش كما قال تعالى (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ) ولكن هذا الاستواء ليس معلوما لنا في كيفيته لأنه كيفيته لا يمكن الإحاطة بها ولم يخبرنا الله عنها ولا رسوله ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى فأطرق برأسه حتى علاه العرق ثم قال (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) ونحن نعلم معنى الاستواء ونؤمن به ونقره وهو أنه سبحانه وتعالى علا عرشه واستوى عليه علوا واستقرارا يليق به سبحانه وتعالى ولكننا لا نعلم كيفية هذا الاستواء فالواجب علينا أن نمسك عن الكيفية وأن نؤمن بالمعنى وأما قول من قال أن معنى استوى على العرش أي استولى عليه فهذا قول لا يصح وهو مخالف لما كان عليه السف ولما تدل عليه هذه الكلمة في اللغة العربية فلا يعوض عليه بل هو باطل ولو كان معنى استوى استولى للزم أن يكون الله تعالى مستولي على شيء لأنه سبحانه وتعالى مستولي على كل شيء وللزم أن يكون العرش قبل هذا ليس ملكا لله بل ملكا لغيره ثم استولى عليه من غيره وهذه
(يُتْبَعُ)
(/)
معان باطلة لا تليق بالله سبحانه وتعالى.
والله الموفق
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
المصدر: من برنامج نور على الدرب – موقع الشيخ –.
سئل فضيلة الشيخ: عن تفسير استواء الله عز وجل على عرشه بأنه علوه تعالى على عرشه على ما يليق بجلاله؟
</ strong>
فأجاب بقوله: تفسير استواء الله تعالى على عرشه بأنه علوه تعالى على عرشه على ما يليق بجلاله هو تفسير السلف الصالح. قال ابن جرير إمام المفسرين في تفسيره: " من معاني الاستواء: العلو والارتفاع كقول القائل: استوى فلان على سريره يعني علوه عليه ". وقال في تفسير قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) "يقول: جل ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا" أ. هـ ولم ينقل عن السلف ما يخالفه.
ووجهه: أن الاستواء في اللغة يستعمل على وجوه:
الأول: أن يكون مطلقاً غير مقيد فيكون معناه الكمال كقوله تعالى: (ولما بلغ اشده واستوى).
الثاني: أن يكون مقروناً بالواو فيكون بمعنى التساوي كقولهم: استوى الماء والعتبة.
الثالث: أن يكون مقروناً بإلى فيكون بمعنى القصد كقوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء)
الرابع: أن يكون مقروناً بعلى فيكون بمعنى العلو والارتفاع كقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)
وذهب بعض السلف إلى أن الاستواء المقرون بإلى كالمقرون بعلى فيكون معناه الارتفاع والعلو. كما ذهب بعضهم إلى أن الاستواء المقرون بعلى بمعنى الصعود والاستقرار إذا كان مقروناً بعلى.
وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في الصواعق 4/ 1303 عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى: الرحمن على العرش استوى (قوله: "وهل يكون الاستواء إلا الجلوس". ا. هـ. وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً. والله أعلم.
قلت: الجلوس لايصح التفسير به لعدم وروده بنص صريح وقول خارجة: وهل يكون الإستواء إلا الجلوس ليس حجة بل نقول إن الله يستوي على عرشه ونفهم من معنى الأستواء علوه سبحانة ولانفسره بالجلوس لعدم ثبوت ذلك فيلزمنا السكوت.
ـ[محمد راشد السندي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 02:26]ـ
بقي الجواب عن سؤالك هل قال الشاعرة أو غيرهم من القدماء بأن الأستواء على العرش هو علو المكانه والمكان:
الجواب:
وجدت هذا النقل وهو مفيد جدا:
انتقد الشيخ عبدالقادر الجيلاني قول الأشاعرة إن كلام الله معنى قائم قديم بالنفس. وقال: "ينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش، لا على معنى العلو (أي علو المنزلة) والرفعة كما قالت الأشعرية، ولا على معنى الاستيلاء كما قالت المعتزلة. وأنه تعالى ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه على ما ادعت المعتزلة والأشعرية" .. [الغنية لطالبي الحق ص 56 - 57 - 60]
قلت: وجدت الرافضة في تفاسيرهم يفسرون الإستواء بالأستواء في المكان أو العلو في المكان ويقصدون أنه سبحانه يستوي عنده القريب والبعيد وهو معنى صحيح لكن ليس هو معنى الأستواء على العرش
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 03:46]ـ
تم الرد على هذه الشبهة بحمد الله:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=247465&postcount=27
ـ[ابو حمزة الشاري]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 04:44]ـ
القرآن الكريم نزل قرآنا عربيا. بلسان عربي مبين
ومن أراد التفسير لآيات القرآن الكريم عليه قبل كل شي أن يكون عالما باللغة العربية.
وتنزيه الله سبحانه وتعالى جاءت به آيات محكمة (ليس كمثله شي وهو السميع البصير) 0 (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 10:27]ـ
(لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
ما فهمك لهذه الآية؟(/)
حقيقة السيستاني
ـ[ابن مجلد]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 08:40]ـ
الموضوع: حقيقة السيستاني
فتاوى منشورة بموقع (السراج) التابع للسيستاني:
1/ مصحف فاطمة علم أوحاه إليها جبريل فيه علم الغيب:
س/الرجاء إعطائي معلومات عن مصحف فاطمة ومايتضمن؟
ج/ مكثت سلام الله عليها بعد رسول الله75يوماً، بحزن شديد على أبيها،وكان جبرئيل يأتيها، فيعزيها بأبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها بأبيهاومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها. وكان علي عليه السلام يكتب ذلك. فهذا، مصحف فاطمة عليها السلام. وفي بعض الأحاديث: انه ليس فيه من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون
* * * * * *
2/ الأئمة يخلقون ويرزقون بإذن الله:
س/ما رأيكم في قول: إن الأئمة عليهم السلاميخلقون ويرزقون بإذن الله،؟
ج/ الاعتقاد بذلك ليس بواجب، ولا وجه لإثارة الجدل فيه بعد فرض كونهبإذن الله تعالى .. وكل إنسان يمكنه أن يخلق ويرزق بإذن الله تعالى، بل هو أمر واقع، فكل ما يصنعه الإنسان مخلوق له بإذن الله، قال الله تعالى في سورة المائدة:" وإذا تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ".
* * * *
3/إنكاره رؤية المؤمنين ربهم تعالى في الآخرة:
س/هل صحيح أن الناس في الجنة يرون الله سبحانه وتعالى؟
ج/الرؤية المذكورة ليست بمعنى رؤية العين وانما المراد رؤية القلب او أمر فوق ذلك لا ندركه هنا
* * * * * *
4/ القرآن ثبت أنه نقص منه، وغير مكان بعض الآيات:
س/ما حكم من يقول أن القرآن فيه تحريف؟
ج/كلام يقوله كثير من علماء المسلمين بل الصحابة .. ولكنه غير صحيحوالمراد من التحريف النقص أو تغيير مكان الآية، وأما الزيادة فلا يقول بها أحد منالمسلمين
* * * *
5/ الصحابي عمر بن الخطاب له مبتدعات:
س/ تحدث مناقشات عن تكتيف اليدين بالصلاة، ففي أي كتبهم الدليل أن تكتيف اليدين لم يكن بعهد الرسول صلى الله عليه وآله بل حدث في عهدالخليفة الثاني عمر؟
ج/راجع كتاب الغدير حيث يذكر مبتدعات هذا الخليفة.
* * * *
6/قوله: القرآن مخلوق!!
س/هل القرآن مخلوق أم منزل؟
ج/منزل ومخلوق.
* * * *
7/ علي يعلم الغيب:
س/ما يقول سيدنا فيمن قال: عليعليه السلام يعلم الغيب، هل يجب قول: بإذن الله؟ ام انعقاد ذلك بالقلب يكفي؟
ج/يمكن أن يقال هذا التعبير يخالف صريح القرآن حيث قال تعالى: (ولايعلم الغيب إلا هو) فالأولى يقال عليه السلام يخبر عن الغيب بإذن اللهتعالى.
(ملاحظة: لا يوجد آية بالقرآن بهذا النص، فالعجب من كبير علماء الشيعة لا يحفظ القرآن)
* * * *
8/ جواز الضرب واللطم والتعري للعزاء!!
س/ما حكم الضرب بالطبل بعزاء سيد الشهداء الحسين عليه السلام والتعريللطم والضرب بالعصي؟
ج/ لا مانع منه.
* * * *
9/ استحباب السجود لقبر الحسين!!
س/ ما هي فوائد التربة الحسينية؟
ج/السجود عليها يخرق الحجب السبع وهي تفيد للشفاء من الأمراض، ويختصذلك بتربة القبر الشريف. واستحباب السجود يشمل الحائر وهو حوالي 5/ 11 متراً منحوالي القبر.
* * * *
10/جواز تعليق الحروز والتمائم!!
س/ما حكم تعليق الحرز على الرقبة؟
ج/لا مانع منه.
* * * *
11/ الصلاة بمسجد علي (رضي الله عنه) أفضل من المسجدين الحرام والنبوي:
قال السيستاني: تستحب الصلاة في مشاهد الأئمة عليهم السلام , بلقيل أنها أفضل من المساجد , وقد روي أن الصلاة عند علي عليه السلام بمائتي ألف (منهاج الصالحين 562)
* * * *
وهذه فتاوى من موقع آخر للسيستاني:
12/ يجوز تلقيح المرأة من ماء رجل غير زوجها:
س: ما حكم التلقيح الصناعي بغير مني الزوج؟
ج: نعم يجوز تلقيح البويضة خارج الرحم ثم وضعها فيه وهذا أيضاً في حال الضرورة والولد يلحق بصاحب الحويمن لا بالزوج.
* * * *
13/ بطلان صلاة الجمعة مع أهل السنة:
س/ هل تجوز الصلاة خلف أهل السنة، وهل صلاة الجمعة معهم تجزي عن الظهر؟
ج/ تجوز إذا اقتضته المداراة معهم كالاشتراك في جماعاتهم التي تقامفي المساجد ولكن بشرط أن تقرأ لنفسك ولو إخفات فإن لم تستطع ففي نفسك من دون تحريكشفة وأما صلاة الجمعة معهم فلا تجزي عن الظهر.
* * * *
14/ أهل السنة ضلال (هو يسمي أهل السنة في فتاويه: نواصب)
س/ما هو حكم مصاحبة الناصبي؟
ج/مع خوف الضلال، لا يجوز
* * * *
(يُتْبَعُ)
(/)
15/ يحرم زواج الشيعية بالسني:
س/ ما الحكم إذا أرادت شيعية أن تتزوج سنياً مع بقائها علىمذهبها الشيعي؟
ج/ إذا خافت على نفسها من الضلال فلا يجوز.
* * * *
16/أبو بكر يكذب ويختلق الأحاديث:
س/كيف نوفق بين ما جرى من قضية الزهراء عليها السلام ... وبين حديث: نحن معاشرالأنبياء لا نورث .. ؟
ج/ الخبر غيرصحيح لم ينقله أحد إلا الخليفة الأول وأدل دليل على كذبه رد الزهراء سلام اللهعليها له وتكذبيها إياه.
فهذه كلها في موقع السيستاني
* * * *
17/فتاوى اللجنة الدائمة بتكفير الرافضة:
س/ما حكم جماعات الشيعةالموجودة الآن، هل نحكم بكفرهم، مع أن البعض منهم يعتقد بأن جبريل عليه السلامأخطأ في الرسالة، ونزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بدلا من سيدنا علي رضي الله عنه.
ج/ من كان من الشيعة يعتقد ما ذكر فهو كافر، لطعنه فيربه وفي جبريل ومحمد عليهما الصلاة والسلام. وبالله التوفيق (الفتوى 10733).
س / ما حكم الصلاة خلفالشيعي الرافضي؟
ج/ الصلاة خلف المبتدع بدعة مكفرة غيرصحيحة، كمن يستغيث بغير الله، أو يدعو غيره، أو يذبح لغير الله، أو يعتقدنقصان القرآن، أو يطعن في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أو يغلو في علي رضيالله عنه أو غيره من أهل البيت، ويدعوهم من دون الله، أو يسب الصحابة رضي اللهعنهم. (الفتوى رقم 19479)
* * * *
س/ما حكم الروافض الإمامية الاثنى عشرية؟ وما الفرق بين العلماء والأتباع تكفيرا أو تفسيقا؟
ج/من شايع من العوام إماماً من أئمة الكفر والضلال، وانتصرلسادتهم وكبرائهم بغياً وعدواً حكم له بحكمهم كفراً وفسقاً، قال تعالى: (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنافأضلونا السبيلا) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل رؤساء المشركين وأتباعهم وكذلك فعل أصحابهولم يفرقوا بين السادة والأتباع. (فتاوى ج2/ 372)
* * * *
س/ الجعفرية هل يحل أكل ذبائجهم علماً أنهميدعون عليا والحسن والحسين في الشدة والرخاء؟
ج/ إن كانالأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة من الجعفرية يدعون عليا والحسنوالحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الإسلام والعياذ بالله لا يحل الأكل منذبائحهم لأنها ميته ولو ذكروا عليها اسم الله. (فتاوى ج2/ 372)
* * * *
18/ أقوال العلماء في الرافضة:
1/ قال الإمام مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال: نصيب فيالإسلام. (السنة للخلال 2/ 557)
2/ الإمام أحمد: من يشتم أبا بكروعمر وعائشة ما أراه على الإسلام (السنة للخلال2/ 557)
3/ الإمام أبو حنيفة إذا ذكر الشيعة عنده قال: من شك في كفر هؤلاء فهو كافرمثلهم (الصارم المسلول)
4/ الإمام الشافعي: لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة (الكفاية للخطيب)
5/ الشيخ ابن باز: الرافضة االمعروف أنهم كفار، عبّاد لعلي عامتهم وقادتهم لأنهم تبع القادة مثل كفار أهل مكة تبع أبي سفيانوأشباهه، تبع أبي جهل، وتبع أبي لهب كفارهم تبع لهم، عامتهم تبعهم، لأنهممقلدون لهم راضون بما هم عليه ما يطيعون يخالفونهم، كل المشركين كفار، كلالمشركين الذين يتبعون قادتهم، الرسول قاتل الكفار ولا ميّز بينهم، والصحابةقاتلوا الروم وقاتلوا فارس ولا فصّلوا بين العامة وبين الخاصة، لأن العامة تبعالكبار، تبع القادة، العامة تبع القادة، (الوجه 1من الشريط 3لشرح كشفالشبهات، ونظر فتوى صوتية للشيخ بن باز رحمه: من لم يكفرالرافضة جاهل جهلاً مركباً:
http://media.islamway.com/fatawa/binbaz/0120B.rm (http://media.islamway.com/fatawa/binbaz/0120B.rm)
6/ الشيخ صالح الفوزان: لا تصلوا خلف الشيعةومذهبهم منبثق من اليهود وهم أشبه الناس باليهود، انظر:
http://alfawzan.ws/AlFawzan/TabsFrom...spx?PageID=124 (http://alfawzan.ws/AlFawzan/TabsFrom...spx?PageID=124)
7/ الش
ـ[قتيبة بن مسلم]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 04:40]ـ
لوا سمي الموضوع حقيقة الشيعة لكان أفضل.(/)
"الدعاء هو العبادة " هل هذا تأويل حقيقي أم مجازي؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 04:56]ـ
حديث "الدعاء هو العبادة" في قوله تعالى "و قال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" غافر 60
هل هذا تأويل حقيقي أم مجازي؟
إذا كان مجازيا فهذا يثبت المجاز في القرآن و السنة و منه في الشرع من باب أولى
و من تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية يجعل العبادة معناها أعم من الدعاء و الدعاء أخص معنا من العبادة
فصار من التأويل من الخاص إلى العام
فالدعاء في الحقيقة ليس مطابقا للعبادة في الشرع
بل العبادة تشمل الدعاء و غيرها
فهل يجوز أن نستعمل العبادة مكان الدعاء و نقول أريد به الخصوص في هذه الآية فقط
أم نجعل التأويل مجازيا فيصير المعنيان متطابقان في كل نص من القرآن و السنة
ـ[ابن العباس]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 05:40]ـ
هذا أسلوب من أساليب الحصر ,كأنه قصر العبادة في الدعاء لعظم شأنه,
ويوضحه الرواية الضعيفة "الدعاء مخ العبادة" بمنزلة قول القائل: إذا لم يكن الدعاء عبادة فما العبادة؟
وهذا الشأن العظيم في الدعاء ليس عبثا, فالله اختار أهم مبنى بعد التوحيد:الصلاة, ومعناها في لغة العرب:الدعاء
وهي مشتملة على المناجاة والاستغفار وسؤال الله وتلاوة القرآن وكله يدخل في المفهوم العريض للدعاء, وهو مرتبط بالإيمان بالقدر, وتقرير عظم شأنه وشرك المشركين فيه يطول
ولكن هذا الحصر المذكور نسبي , وليس مطلقاً
وأما الآية فالأمر فيها أوضح وأيسر ,فقد قال "عبادتي" وأراد بذلك ما تقدم من قوله "ادعوني"
نظير قول شخص: أدعوك لزيارة عمك فإنك إن استكبرت عن صلة الرحم أثمت
والمعنى:زيارة العم:تدخل في صلة الرحم
لينبه على أن الدعاء:عبادة
وقوله:الدعاء هو العبادة أبلغ في بيان شأن الدعاء من قوله:الحج عرفة, أي بالنسبة لشأن ركن الوقوف بعرفة في الحج
لأن الأول فيه تعريف الجزئين وهو من أساليب القصر
والله أعلم(/)
تجديد اصول الفقه عند الترابى وراى اعضاء المنتدى فى ذلك
ـ[لطفى]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 11:43]ـ
هل لافكار الدكتور الترابى حول اصول الفقه جذور فى تاريخنا وهل المسلمين فعلا فى حاجة الى تجديد الفقه موضوع اطرحه للنقاش
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 12:05]ـ
نظرات شرعية في فكر حسن الترابي:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/38.htm
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 09:35]ـ
خذها مني أخي الفاضل
هذا #### لا أصول له، وليس هذا تهجما مني عليه ولكن أهل مكة أدرى بشعابها
حيث أن هذا الرجل حدَّث عنه الثقات الذين جالسوه و ناقشوه حتى قبل أن يصل إلى سدة الحكم مع حكومة السودان الحالية والرجل لا ينفك عن التهكم بالدين بما شهد عليه به أكثر من واحد ولكنه كما يقال ألعبان مراوغ لا يستقر ولا يعترف ولا يثبت قولا أو رأيا
وأنا أقول لك ما يقوله أخي استمع إلى أي محاضرة أو ندوة أو لقاء له وأحضر ورقة وقلما ثم اكتب ما يمكن أن تقول أنه قوله في مسألة فهو يراوغ لدرجة أنه يجمع بقول النقيضين في نفس المجلس
ومن معاصريه وأعلم الناس به الشيخ جعفر شيخ إدريس حفظه الله وهو من الشيوخ السلفيين في السودان وقد أقيمت ندوة حول الترابي إليك ملخصها من موقع المشكاة
http://www.meshkat.net/index.php/meshkat/index/20/29624/content
وهذا رابط لصفحة محاضرات الشيخ في موقع المشكاة وفيه الندوة المشار إليها
http://www.meshkat.net/index.php/meshkat/index/4/6/author
وقد تكلم في الترابي السيد بُرَّاد وهو من الإخوان المسلمين في أوج سلطته وتمكنه من قيادة البلد فرماه بالجنون ثم تكلم فيه الشيخ جعفر شيخ إدريس فرماه بالعمالة للأعداء وطرده خارج السودان ثم تكلم فيه الشيخ محمد عبد الكريم فرماه بالتكفير وسجنه إلى أن فضحه الله على رؤوس الخلائق وأذله بعد عز كما تنبأ بذلك الشيخ محمد عبد الكريم قبل أن يسجن وذلك بسبب تعرضه للاستهزاء بالرسول تلميحا وبصورة غير مباشرة وربما صرح في مجالس خاصة لكنه ينسحب عند أول استفهام كما أسلفنا
نسأل الله أن يهدينا والمسلمين إلى سواء الصراط
ـ[لطفى]ــــــــ[09 - Jan-2010, صباحاً 11:05]ـ
اشكر الاخوة على مشاركتهم وما رغبت مناقشته واراءكم فيه هو موضوع تجديد اصول الفقه الذى طرحه قبل الترابى الامام الطاهر بن عاشور والموضوع غاية فى الدقة والحساسية فهل ترون ضرورة لتجديد اصول الفقه وما المقصود بالتجديد فى هذا الباب
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 06:29]ـ
الترابي رجل ضال يشكك في صحيح البخاري ويوالى الرافضة ويسخر من السلف والقرون المفضلة تصريحاً أو تلميحاً
والرجل يريد بتجديد أصول الفقه العبث بالشرع وأحكامه ونشر الإباحية
أما ما يقصده البعض بالتجديد في طرق التدريس وتبسيط لغة الكتب التى تعرض الأصول فلا بأس
وكذلك مناقشة حجية بعضها مثلاً والكلام في الخلاف فيها
أما العبث بالأصول فلا يمكن.
هذا في عجالة وقد أعود لاحقاً.
ـ[لطفى]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 03:08]ـ
مشكور جدا اخى محمد وهل مناقشة حجية بغض الاصول لايعتبر تجديدا ناهيك ان الامام بن عاشور يقول ان معظم الاصول ظنية
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 04:58]ـ
دع عنك الترابي .. وانظر في هذا الرابط؛ فستجد فيه طرحاً لمسألة تجديد أصول الفقه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48521
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 07:21]ـ
دع عنك الترابي .. وانظر في هذا الرابط؛ فستجد فيه طرحاً لمسألة تجديد أصول الفقه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48521
ومما قلتُ في هذا الرابط - الذي لا يعمل .. ولا أعلم لماذا؟!! -:
بسم الله الرحمن الرحيم
في تجديد أصول الفقه
ليس معنى تجديد أصول الفقه عندي إلغاء العمل بالقياس ومسالك التعليل ...
كلا!
فلا تزال المنهجية الأصولية في أغلب قواعدها صالحة للإعمال والاستعمال، في إنتاج التفكير الفقهي الجديد وضبطه، وإنما هي في حاجة إلى كشف رصيدها العلمي الضخم أولاً، ثم تطوير قواعدها الإجرائية؛ بما يضمن استيعاب قضايا العصر الحديث بشكل مناسب لمقاصد الشريعة ثانياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهي إذن؛ في حاجة إلى (تكميل) أكثر مما هي في حاجة إلى (تغيير)، هذه حقيقة يعرفها من خبر مناهج الاستنباط الفقهي في مصادرها الأصيلة، وذلك على الأقل في هذه المرحلة من تاريخ الأمة العلمي. قلت: هذا لمن كان يعرف طبيعة المادة الأصولية والمقاصدية حق المعرفة؛ من خبراء الميدان. فالدرس الأصولي غني جدّاً بالتنوع المنهجي، وبالتعدد الإمكاني لمسالك البحث والاستنباط؛ بما يكفل تغطية أغلب الحاجات العلمية للأمة، في العصر الحديث.
إن الحاجة اليوم هي في تجديد الضوابط الأصولية، والقواعد المقاصدية، فيما يتعلق بفقه الأولويات والموازنات، وكذا قواعد ترتيب الحجاج والاستدلال. فأصول هذه الأمور تكاد تنعدم، فالخبراء يستنبطون مفهوماتها لأنفسهم، ويبقى غيرهم من أهل العلم تائهين في فتنة تعارض الظواهر ومقتضيات الدلالات، فتدخل الأمة بذلك في فتنة ردود الأفعال، من مثل ما يحصل اليوم من افتراقٍ مفتونٍ، ينشق بين قوم لا يشتغلون بالسنة مكتفين فقط بالقرآن! وبين قوم آخرين لا يشتغلون بالقرآن مكتفين فقط بالسنة! وبين قوم آخرين لا يقبلون اجتهاداً في الدلالة ولا في مقاصد الشريعة؛ ولا نظراً في تحقيق المناط بين عموم وخصوص! وقوم غيرهم تسيبوا في تفسير الخطاب الشرعي بما يخالف الأصول الكلية والثوابت الشرعية. كل ذلك ردود أفعال لا شعورية؛ بسبب غياب العدل في العلم، والقصد في المنهج.
إننا في حاجة إلى تكميل أصول الفقه بقواعد، تضمن بناء مراتب التشريع .. بترتيب التفكير الفقهي، وضبط مراحله الذهنية؛ بدءاً بمرحلة الفهم للنص: كيف يتم؟ ثم مرحلة الاستنباط منه: كيف تقع؟ ثم مرحلة التحقيق للمناط: كيف تتنزل أحوالها ومآلاتها بين العموم والخصوص؟ وما يعتري كل ذلك من تقديم وتأخير، أو استثناء وتخصيص، للأدلة بعضها على بعض، وبعضها من بعض، إلى غير ذلك من سائر الأحوال، والممكنات الاستدلالية في الدرس الأصولي والمقاصدي.
وعدم اعتبار هذه المعاني الكلية، والترتيبات الاستدلالية يؤدي إلى أحد غُلوّين: غلو في اعتبار القرآن بلا سنة، أو السنة بلا قرآن، أو غلو في اعتبار النصوص مطلقاً بلا فقه، ولا منهج معلوم، وإنما هي الفوضى في المنهج وفي التفكير!
كما أننا في حاجة - بعد ذلك - إلى تكميل قواعد تحقيق المناط بمعناه العام والخاص. وتطوير ذلك من مجال النفس إلى مجال المجتمع، ذلك أن كثيراً من التضارب بين العلماء والدعاة اليوم، في الفتاوى وفي رسم التوجهات الفقهية؛ يرجع في غالبه إلى غياب ما يمكن تسميته بفقه (تحقيق المناط الاجتماعي). وهو صناعة أصولية درج بعضهم على تسميتها اليوم: (بفقه التنزيل) .. تنزيل النصوص على الوقائع .. وهذا لا يزال في حاجة إلى تأصيل وتقعيد، وما صنف من هذا في التراث القديم هو فعلاً في حاجة إلى (تجديد) بعض نماذجه؛ خاصة في مجال المعاملات والعادات؛ إذ فقه تحقيق المناط في مثل هذه الأمور مرتبط بطبيعة الزمان وأهله، يتغير بتغيرها، وقد تغير فعلاً منه الكثير الكثير، فلا بد من تجديد ذلك، على شروط العلم، وقواعد المنهج الأصولي والمقاصدي.
وأما تجديد مقاصد الشريعة من أصول الفقه، فهو ـ أولاً ـ بالصياغة المنهجية؛ لما يوجد منها منثوراً في كتب الفقه وأصوله، ومعلوم أن من فعل ذلك من العلماء الأقدمين والمحدثين في الأمة قليل، فلا يذكر منهم غير الشاطبي في الأقدمين وشراحه من المحدثين ـ كالطاهر بن عاشور والدكتور أحمد الريسوني ـ، المفاهيم المقاصدية لا تزال مبثوثة في كتب الأقدمين ليس فقط في الكتب المشتهرة بذلك كقواعد الأحكام للعز بن عبد السلام، كلا! وإنما في كتب الفقه مطلقاً وفي كل كتب الأصول، بل في كتب التفسير أيضاً وفقه الحديث، وهي تحتاج إلى كشف أولاً، ثم إلى صياغة علمية منهجية على وزان القواعد والأصول.
ويضاف إلى ذلك ـ ثانياً ـ ما دعت إليه الحاجة المعاصرة؛ من تقعيد القواعد؛ مما يُقَصِّدُ الشارع تقصيداً شرعياً، في تفسير النصوص الكلية؛ لاستيعاب المفهومات الجديدة للمصالح والمفاسد والحقوق؛ بما ينضبط إلى أحكام الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتفكير المقاصدي ضرورة من ضرورات البعثة، وأصل من أصول التجديد، فبغيره تتيه الأمة بين الظواهر؛ بما قد يرفع شوكة الفكر الخارجي من جديد، أو يدخلها ـ بالضد ـ في متاهات التحليل الباطني، ويبقى الوسط بعيداً عن لسان الميزان! وشيء من هذا وذاك ـ مع الأسف ـ هو حاصل، ولله عاقبة الأمور .. وله الأمر من قبل ومن بعد.
المصادر والمراجع
1 - مجلة البيان - السنة الثامنة عشرة - العدد 192 - شعبان 1424هـ - أكتوبر 2003م
2 - العدد الخاص الذي أصدرته مجلة المسلم المعاصر عن تجديد أصول الفقه
3 - في فقه الاجتهاد والتجديد - دراسة تأصيلية تطبيقية, يحيى رضا جاد, ط 1, 2010م, مكتبة دار السلام بالأزهر - القاهرة
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 07:23]ـ
ومما قلتُ في هذا الرابط - الذي لا يعمل .. ولا أعلم لماذا؟!! -:
بسم الله الرحمن الرحيم
في تجديد أصول الفقه
ليس معنى تجديد أصول الفقه عندي إلغاء العمل بالقياس ومسالك التعليل ...
كلا!
فلا تزال المنهجية الأصولية في أغلب قواعدها صالحة للإعمال والاستعمال، في إنتاج التفكير الفقهي الجديد وضبطه، وإنما هي في حاجة إلى كشف رصيدها العلمي الضخم أولاً، ثم تطوير قواعدها الإجرائية؛ بما يضمن استيعاب قضايا العصر الحديث بشكل مناسب لمقاصد الشريعة ثانياً.
فهي إذن؛ في حاجة إلى (تكميل) أكثر مما هي في حاجة إلى (تغيير)، هذه حقيقة يعرفها من خبر مناهج الاستنباط الفقهي في مصادرها الأصيلة، وذلك على الأقل في هذه المرحلة من تاريخ الأمة العلمي. قلت: هذا لمن كان يعرف طبيعة المادة الأصولية والمقاصدية حق المعرفة؛ من خبراء الميدان. فالدرس الأصولي غني جدّاً بالتنوع المنهجي، وبالتعدد الإمكاني لمسالك البحث والاستنباط؛ بما يكفل تغطية أغلب الحاجات العلمية للأمة، في العصر الحديث.
إن الحاجة اليوم هي في تجديد الضوابط الأصولية، والقواعد المقاصدية، فيما يتعلق بفقه الأولويات والموازنات، وكذا قواعد ترتيب الحجاج والاستدلال. فأصول هذه الأمور تكاد تنعدم، فالخبراء يستنبطون مفهوماتها لأنفسهم، ويبقى غيرهم من أهل العلم تائهين في فتنة تعارض الظواهر ومقتضيات الدلالات، فتدخل الأمة بذلك في فتنة ردود الأفعال، من مثل ما يحصل اليوم من افتراقٍ مفتونٍ، ينشق بين قوم لا يشتغلون بالسنة مكتفين فقط بالقرآن! وبين قوم آخرين لا يشتغلون بالقرآن مكتفين فقط بالسنة! وبين قوم آخرين لا يقبلون اجتهاداً في الدلالة ولا في مقاصد الشريعة؛ ولا نظراً في تحقيق المناط بين عموم وخصوص! وقوم غيرهم تسيبوا في تفسير الخطاب الشرعي بما يخالف الأصول الكلية والثوابت الشرعية. كل ذلك ردود أفعال لا شعورية؛ بسبب غياب العدل في العلم، والقصد في المنهج.
إننا في حاجة إلى تكميل أصول الفقه بقواعد، تضمن بناء مراتب التشريع .. بترتيب التفكير الفقهي، وضبط مراحله الذهنية؛ بدءاً بمرحلة الفهم للنص: كيف يتم؟ ثم مرحلة الاستنباط منه: كيف تقع؟ ثم مرحلة التحقيق للمناط: كيف تتنزل أحوالها ومآلاتها بين العموم والخصوص؟ وما يعتري كل ذلك من تقديم وتأخير، أو استثناء وتخصيص، للأدلة بعضها على بعض، وبعضها من بعض، إلى غير ذلك من سائر الأحوال، والممكنات الاستدلالية في الدرس الأصولي والمقاصدي.
وعدم اعتبار هذه المعاني الكلية، والترتيبات الاستدلالية يؤدي إلى أحد غُلوّين: غلو في اعتبار القرآن بلا سنة، أو السنة بلا قرآن، أو غلو في اعتبار النصوص مطلقاً بلا فقه، ولا منهج معلوم، وإنما هي الفوضى في المنهج وفي التفكير!
كما أننا في حاجة - بعد ذلك - إلى تكميل قواعد تحقيق المناط بمعناه العام والخاص. وتطوير ذلك من مجال النفس إلى مجال المجتمع، ذلك أن كثيراً من التضارب بين العلماء والدعاة اليوم، في الفتاوى وفي رسم التوجهات الفقهية؛ يرجع في غالبه إلى غياب ما يمكن تسميته بفقه (تحقيق المناط الاجتماعي). وهو صناعة أصولية درج بعضهم على تسميتها اليوم: (بفقه التنزيل) .. تنزيل النصوص على الوقائع .. وهذا لا يزال في حاجة إلى تأصيل وتقعيد، وما صنف من هذا في التراث القديم هو فعلاً في حاجة إلى (تجديد) بعض نماذجه؛ خاصة في مجال المعاملات والعادات؛ إذ فقه تحقيق المناط في مثل هذه الأمور مرتبط بطبيعة الزمان وأهله، يتغير بتغيرها، وقد تغير فعلاً منه
(يُتْبَعُ)
(/)
الكثير الكثير، فلا بد من تجديد ذلك، على شروط العلم، وقواعد المنهج الأصولي والمقاصدي.
وأما تجديد مقاصد الشريعة من أصول الفقه، فهو ـ أولاً ـ بالصياغة المنهجية؛ لما يوجد منها منثوراً في كتب الفقه وأصوله، ومعلوم أن من فعل ذلك من العلماء الأقدمين والمحدثين في الأمة قليل، فلا يذكر منهم غير الشاطبي في الأقدمين وشراحه من المحدثين ـ كالطاهر بن عاشور والدكتور أحمد الريسوني ـ، المفاهيم المقاصدية لا تزال مبثوثة في كتب الأقدمين ليس فقط في الكتب المشتهرة بذلك كقواعد الأحكام للعز بن عبد السلام، كلا! وإنما في كتب الفقه مطلقاً وفي كل كتب الأصول، بل في كتب التفسير أيضاً وفقه الحديث، وهي تحتاج إلى كشف أولاً، ثم إلى صياغة علمية منهجية على وزان القواعد والأصول.
ويضاف إلى ذلك ـ ثانياً ـ ما دعت إليه الحاجة المعاصرة؛ من تقعيد القواعد؛ مما يُقَصِّدُ الشارع تقصيداً شرعياً، في تفسير النصوص الكلية؛ لاستيعاب المفهومات الجديدة للمصالح والمفاسد والحقوق؛ بما ينضبط إلى أحكام الشريعة.
والتفكير المقاصدي ضرورة من ضرورات البعثة، وأصل من أصول التجديد، فبغيره تتيه الأمة بين الظواهر؛ بما قد يرفع شوكة الفكر الخارجي من جديد، أو يدخلها ـ بالضد ـ في متاهات التحليل الباطني، ويبقى الوسط بعيداً عن لسان الميزان! وشيء من هذا وذاك ـ مع الأسف ـ هو حاصل، ولله عاقبة الأمور .. وله الأمر من قبل ومن بعد.
المصادر والمراجع
1 - مجلة البيان - السنة الثامنة عشرة - العدد 192 - شعبان 1424هـ - أكتوبر 2003م
2 - العدد الخاص الذي أصدرته مجلة المسلم المعاصر عن تجديد أصول الفقه
3 - في فقه الاجتهاد والتجديد - دراسة تأصيلية تطبيقية, يحيى رضا جاد, ط 1, 2010م, مكتبة دار السلام بالأزهر - القاهرة
صحيح أن بعض ما طرحته هنا قد بذلت فيه مجهودات في القديم والحديث ..
ولكن الأمر يحتاج إلى شيئين:
1 - تجميعها وتنقيحها - بالنقد والتقويم والضبط المنهجي العلمي-
2 - الإضافة عليها - إضافات علمية منهجية .. لا اعتباطية ولا هدمية-
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 07:28]ـ
بارك الله فيك
رابط موضوعك لا يعمل لأنه نقل إلى المجلس الجديد (مجلس الفقه وأصوله) والمجلس الآن لا يراه الأعضاء حتى يتم تجهيزه
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 07:30]ـ
بارك الله فيك
رابط موضوعك لا يعمل لأنه نقل إلى المجلس الجديد (مجلس الفقه وأصوله) والمجلس الآن لا يراه الأعضاء حتى يتم تجهيزه
شكراً لكم .. وبارك الله فيكم
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[19 - Jan-2010, مساء 07:20]ـ
دع عنك الترابي .. وانظر في هذا الرابط؛ فستجد فيه طرحاً لمسألة تجديد أصول الفقه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48521
الرابط لا يعمل للمرة الثانية!!
ولا أعلم لماذا؟!!
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[19 - Jan-2010, مساء 07:26]ـ
من الأمور الواجب البحث فيها بتجرد وإنصاف وعلم ودراسة مقارنة:
1 - مفهوم المعلوم من الدين بالضرورة - جليةً له-
2 - هل الإجماع حجة؟
3 - التعليل بالحكمة والتعليل بالعلة
.... إلخ
ـ[لطفى]ــــــــ[13 - Feb-2010, صباحاً 11:51]ـ
ارى والله اعلم ان هذا المنتدى الكريم هو فسحة ابسط الاراء ومناقشتها لذا غندما يطرح موضوع نحاول قدر الامكان ان نناقش الفكرة بغض النظر عن قائلها
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - Feb-2010, مساء 01:15]ـ
لا مانع اخي لطفي من نقد الفكرة وقائلها بموضوعية
خاصة اذا كان قائلها ممن يشار اليه بالبنان ممن لت وعجن في مصادر الشريعة بجهل
ثم مسألة تجديد اصول الفقه اظنه منفذا للعصرانيين والعقلانيين بعد ان استنفدوا كل قواهم تجاه الكلام في الكتاب والسنة ..
وفقك الله
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 01:20]ـ
سوف تجد في هذا الكتاب شيئاً من التجديد الأصولي الرصين إن شاء الله
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=61783(/)
وأخيراً وصلوا في استنطاقهم لتأييد اختلاط الجنسين إلى مؤسسة دينية ثالثة! للشيخ العباد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 12:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((وأخيراً وصلوا في استنطاقهم لتأييد اختلاط الجنسين إلى مؤسسة دينية ثالثة!))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/estentaq/estentaq.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/estentaq/estentaq.pdf)
...
وفي المقال إشارة إلى مقال الشيخ ((لماذا النشاط المحموم في تأييد اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين))
ولتحميل المقال المشار إليه بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/alektlat.doc)
ولتحميل المقال المشار إليه بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/alektlat.pdf)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ ((أسوأ هذيان ظهر حتى الآن في فتنة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين))
ولتحميل المقال المشار إليه بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aswa_hathayan/aswa_hathayan.doc)
ولتحميل المقال المشار إليه بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aswa_hathayan/aswa_hathayan.pdf)
...
وهذا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/estentaq/estentaq.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/estentaq/estentaq5-1.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/estentaq/estentaq5-2.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/estentaq/estentaq5-3.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/estentaq/estentaq5-4.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/estentaq/estentaq5-5.jpg
...
قَالَ سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أَبُوْ زَيْدٍ:
جَزَى اللَّهُ أخانا الفاضِل عُثمانَ بنَ عبدِ المحسن البَدر، وباركَ في جهوده. آمين.
ـ[إمام محمود]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 06:44]ـ
جَزَى اللَّهُ الشيخ الفاضِل عبد المحسن بن حمد العباد البدر خير الجزاء،وباركَ في جهوده. آمين
ـ[عالي السند]ــــــــ[10 - Jan-2010, صباحاً 11:36]ـ
أسأل الله أن يمتع في عمر هذا الشيخ الإمام، العالم الصادح بالحق، ولا غرابة فهو تلميذ سماحة الشيخ الإمام عيدالعزيز ابن باز رحمه الله، وهؤلاء المستنطقون لا لهم في العلم ولا في الفهم، بل هم عوام في العلم، ولم يستنطقوا عالماً بل مجاهيل ومشبوهين ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحقيقة يجب علينا جميعاً مواصلة الردود عليهم ونشرها وبيان مزالقهم وأخطائهم. وما أقول إلا رحم الله أهل العلم ولا عزاء للجهلة والمنتكسين
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 09:03]ـ
نسأل الله أن يحفظ الشيخ عبدالمحسن وينصر الحق ويدحض الباطل.
فالشيخ معروف بالدفاع عن السنّة والحق.(/)
مدافعة الشبهات (عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف)
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 05:51]ـ
مدافعة الشبهات
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف (*) ( http://www.alabdulltif.net/)
أجهش العلامة إبراهيم بن جاسر [1]- رحمه الله - (ت 1338هـ) بالبكاء، لما قرئ عليه في كتاب (منهاج السُّنة النبوية في نقض الشيعة والقدرية لابن تيمية)؛ حيث جاء قول ابن المطهِّر الحلي [2] وما فيه من شبهات ومغالطات، ثم قال الجاسر لطلابه: أيها الإخوان! لو لم يقيِّض الله لهذا الطاغية وأمثاله مثل هذا الإمام الكبير؛ فمن الذي يستطيع الرد والإجابة عن هذه الشبهات [3]؟
وإذا تجاوزنا ما قاله العلاَّمة ابن جاسر؛ إذ لا تخلو الأرض من قائم لله - تعالى - بحجة، وتحدثنا عن السبيل إلى التعامل مع الشبهات ومدافعتها.
فالشبهة إن كانت واضحة البطلان، ظاهرة العوار لكل ذي عينين، لا يُلتفت إليها؛ فإن الخوض في إبطالها تضييع للزمان، وإتعاب للحيوان [4]، وإنما المدافعة للشبهات التي يَضِل بها بعض الناس [5]؛ «إذ لا يشبه على الناس الباطل المحض، بل لا بد أن يُشاب بشيء من الحق» [6].
كما ينبغي التوسط مع الشبهات في حدِّ ذاتها؛ فالشبهات المغمورة، والاعتراضات المطمورة لا يُلتفت إليها بدعوى الرد والمناقشة؛ إذ في ردِّها إظهارٌ لها بعد اندراسها، وإحياءٌ لرميمها، ولكن الشبهات التي استفحلتْ وأوقعت حيرة ولبساً عند فئام من المسلمين، فالمتعيَّن مدافعاتها ومناظرة أربابها ومجادلتهم. قال ابن تيمية: «كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم، لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفَّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ... » [7].
وكذا التوسط مع الشبهات أثناء سماعها من الآخرين، أو ورودها من المخاطبين؛ فلا يزجر كل سائل تَعْرض له شبهة، ولا يُهمَل كل من وقع في حيرة أو اشتباه؛ فهذا الإعراض والإهمال قد أفضى ببعضهم إلى زندقة، وخروج عن الإسلام والسُّنة. وكذا الحذر مما يقابل ذلك، من تَقَصُّد الشبهات، أو دعوة الناشئة إلى إثارة أي شبهة أو إشكال، كما يفعله بعض المعاصرين؛ فإن تتبُّع الشبهات وحصرها ليس مقدوراً ولا مشروعاً؛ فالشبهات لا تنقضى ويستحيل حصرها. ولا يكلِّف الله نفساً إلا وُسْعها؛ «فالمعارضات الفاسدة التي يمكن أن يوردها بعض الناس على الأدلة لا نهاية لها؛ فإن هذا من باب الخواطر الفاسدة، ولا يحصيه أحد إلا الله ... فالخواطر الفاسدة التي تقدح في المعلومات لا نهاية لها، ولا يمكن استقصاء ما يَرِد على النفوس من وساوس الشيطان» [8]. «والقرآن لا يُذكر فيه مخاطبة كل مبطل بكل طريق، ولا ذَكَر كلَّ ما يخطر بالبال من الشبهات وجوابها؛ فإن هذا لا نهاية له ولا ينضبط» [9].
كما لا تُذكر الشبهة ابتداءً واستقلالاً، بل يقرر الحق، ويبيِّن الهدى بأدلته وبراهينه (النقلية والعقلية)، ثم يجيء الجواب عن الشبهات الواردة عَقِب هذا التقرير والتأصيل [10].
ومن مدافعة الشبهات: تحقيق اليقين، وترسيخ الإيمان؛ فإذا انشرح القلبُ بالإيمان وخالط بشاشة القلوب؛ فلا يقع انتكاس أو ارتداد. قال ابن القيم: «ومتى وصل اليقين إلى القلب، امتلأ نوراً وإشراقاً، وانتفى عنه كلُّ ريب وشك وسخط وهمٍّ وغمٍّ، فامتلأ محبة لله، وخوفاً منه، ورضاً به» [11].
قال الله - تعالى -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 211 - 311]. يقول العلاَّمة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -: «في هذه الآية ترتيب غريب عجيب، بالغ في الحُسْن؛ لأن السبب الأول: هو الغرور والخديعة، فتسبَّب عن الغرور والخديعة أن صغت إليه قلوبهم ومالت، ثم تسبب عن صوغ القلوب وميلها أنهم أحبوه ورضوه، ثم تسبب عن كونهم أحبوه ورضوه أن اقترفوه ... والمؤمنون يعرفون زخارف الشيطان ووحيه؛ فيتباعدون منه ويجتنبونه» [12].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومفهوم الآية أن الإيمان باليوم الآخر يحقق مجانبة الإصغاء إلى هذا الخداع والتزويق؛ فالمؤمنون بالآخرة قد استنارت بصائرهم، فنظروا في حقائق الأمور؛ فلا يهولوهم زُخرُف القول، أو معسول الكلام.
وكذا؛ فإن تربية الأمة على الاستعلاء بالإيمان، والاعتزاز بالإسلام ولزوم السُّنة، لَيُحقق مَنَعة وسلامة من الشبهات؛ فالشبهات تَعْلق بالقلوب الضعيفة والنفوس المنهزمة؛ فهي محل قابل لتلك الشبهات، وكم جرَّت الهزيمة النفسية من ضعف وخَوَر، وانسياق مع الشبهات، وانصياع للاعتراضات!
ومن الحقائق الإيمانية التي ينبغي استصحابها في مدافعة الشبهات أن في القرآن العظيم ما يردُّ على كل مخالف، كما قال - تعالى -: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]. قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: «لو تدبَّر إنسان القرآن كان فيه ما يردُّ على كل مبتدع وبدعته» [13]. كما أن أهل السُّنة يجزمون أن أهل البدع لا يكادون يحتجون بحجة سمعية أو عقلية إلا وهي عند التأمُّل حجة عليهم [14].
ومن الأجوبة المهمة تجاه الشبات عموماً: الاحتجاج بمحكمات الشريعة، والتمسك بجُمَل الإسلام والسُّنة؛ إذ لا يحتج بالمتشابه المحتمل على المحكَم القطعي الجلي إلا أهل الزيغ، وقد احتفى الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بهذا الجواب المجمل، كما في رسالته المتينة: «كشف الشبهات».
ومن سبل المدافعة ما قرَّره يحيى العمراني (ت 558هـ) قائلاً: «ولا تزول الشبهة عن قلوب العامة إلا من حيث دخلت، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يزيل الشبهة من حيث علم دخولها» [15]. (ثم ساق الأدلة على ذلك).
ومما ينبغي مراعاته في هذا المقام: النظر في أحوال أرباب الشبهات، ومدافعتهم بالأسلوب الأقوم والملائم، والذي يحقق دفع الشبهة وإظهار السُّنة: «والألفاظ في المخاطبات تكون بحسب الحاجات، كالسلاح في المحاربات، فإذا كان عدو المسلمين - في تحصُّنهم وتسلُّحهم - على صفة غير الصفة التي كانت عليها فارس والروم، كان جهادهم بحسب ما توجبه الشريعة التي مبناها على تحري ما هو لله أطوع وللعبد أنفع» [16]. وقال العلاَّمة ابن الوزير (ت 840 هـ) - رحمه الله -: «المحامي عن السُّنة، الذابُّ عن حماها كالمجاهد في سبيل الله - تعالى - يُعدُّ للجهاد ما استطاع من الآلات والعدة والقوة، كما قال - تعالى -: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} [الأنفال: 06]» [17]. كما يُحذَّر من السِّباب والشتائم وبذاءة القلم واللسان أثناء معالجة الشبهات: «فإن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد» [18]. والكلام البذيء يدل على انقطاع صاحبه وقلة علمه، كما قال العمراني في الانتصار: 1/ 91. وعليه أنا يجانب البغي والعدوان، ويتحرى العدل والإنصاف؛ «فالإنسان إذا اتبع العدل نُصِر على خصمه، وإذا خرج عنه طمع فيه خصمه» [19]. وليحرص على مطالعة أحوال السلف وآدابهم في التعامل مع الشبهات، وجدال المخالفين ومناظرتهم [20]، كما يتعين الرسوخ في العلم الشرعي، والتمكُّن من الفقه لدين الله تعالى، والدراية بأساليب الحوار، وطرائق دفع الشبهات، والدُرْبة على المحاورات والمناظرات. قال ابن عبد البر: «ليس كل عالم تتأتى له الحجة، ويحضره الجواب، ويسرع إليه الفهم بمقطع الحجة ومن كانت هذه خصاله، فهو أرفع العلماء، وأنفعهم مجالسة ومذاكرة» [21].
ثم إن عليه - أولاً وأخيراً - أن يستعين بالله وحده؛ فما لم يكن بالله لا يكون، وكما قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: «لكن إذا أقبلت على الله، وأصغيت إلى حججه وبيناته، فلا تخف ولا تحزن، إن كيد الشيطان كان ضعيفاً، والعامي من الموحدين يغلب الألف من علماء هؤلاء المشركين، كما قال - تعالى -: {وَإنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 371]» [22].
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(*) أستاذ مشارك في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض.
[1] انظر ترجمته في علماء نجد للبسام: 1/ 277 - 293.
[2] في كتابه - المردود عليه - منهاج الكرامة، وقد سمَّاه ابن تيمية: منهاج الندامة، كما سمى مؤلفه بابن المنجِّس، ووصفه بأنه أجهل خلق الله بالسُّنة، انظر: منهاج السُّنة: 1/ 21، 4/ 127.
[3] علماء نجد للبسام: 1/ 281.
[4] مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب: 4/ 93.
[5] انظر: التدمرية، ص: 106.
[6] مجموع الفتاوى: 8/ 37.
[7] درء تعارض العقل والنقل: 1/ 357، وانظر: زاد المعاد: 3/ 639.
[8] الدرء: 3/ 162، 262.
[9] الدرء: 8/ 88.
[10] انظر: كتاب الإيمان لابن تيمية، وكتاب فقه الرد على المخالف لخالد السبت، ص: 283.
[11] مدارج السالكين: 2/ 398.
[12] العذب النمير، تحقيق: خالد السبت: 2/ 581، 584 = باختصار.
[13] أخرجه الخلاَّل في السُّنة: 1/ 547.
[14] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 6/ 254، وحادي الأرواح لابن القيم، ص: 208.
[15] ?الانتصار (الجزء الأول): 1/ 94.
[16] مجموع الفتاوى لابن تيمية: 4/ 107.
[17] إيثار الحق على الخلق، ص: 20.
[18] مجموع الفتاوى: 4/ 186.
[19] الدرء: 8/ 409.
[20] انظر: كتاب فقه الرد على المخالف لخالد السبت، وقد انتفعت به في هذا المقال. ومنهج الجدل والمناظرة لعثمان علي حسن.
[21] جامع بيان العلم: 2/ 968.
[22] كشف الشبهات، ص: 39.(/)
بيان خطأ من يتشوق لزيارة قبر الرسول أكثر من شوقه لزيارة مسجده أو الكعبة.
ـ[نبض السلف]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 10:09]ـ
جاء هذا التنبيه من الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- في ختام جوابه على سؤال لأحد المستمعين لبرنامج نور على الدرب:
قال -رحمه الله-:
وهاهنا نقطة أحب أن أنبه عليها وهي أن كثيرًا من الناس يتشوقون إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما يتشوقون إلى زيارة مسجده! بل أكثر مما يتشوقون إلى زيارة الكعبة بيت الله -عز وجل-!!
وهذا من الضلال البيِّن؛ فإنَّ حق النبي عليه الصلاة والسلام لا يشك أحد في أنه دون حق الله؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام بشرٌ مرسل من عند الله ولولا أن الله اجتباه برسالته لم يكن له من الحق هذا الحق الذي يفوق حق كل بشر؛ أما أن يكون مساوي لحق الله -عز وجل- أو يكون في قلب الإنسان محبة لله -عز وجل- أو يكون في قلب الإنسان محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تزيد على محبة الله؛ فإن هذا خطأ عظيم.
فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله وتعظيمنا له تابع لتعظيم الله -عز وجل- وهو دون تعظيم الله تعالى؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نغلو فيه وأن نجعل له حقًا مساويًا لحق الله -عز وجل-.
قال له رجل مرة: "ما شاء الله وشئت"؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أجعلتني لله ندًا بل ما شاء الله وحده).
والخلاصة أنه يجب على الإنسان أن يكون تعظيم الله ومحبة الله في قلبه أعظم من محبة وتعظيم كل أحد، وأن تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظميه في قلبه أعظم من محبة وتعظيم كل مخلوق، وأما أن يساوي بين حق الرسول صلى الله عليه وسلم وبين حق الله تعالى فيما يختص الله به؛ فهذا خطأ عظيم. نعم.
لقراءة السؤال كاملاً وجواب الشيخ -رحمه الله-
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_971.shtml
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 11:51]ـ
وهل تتعارض محبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والشوق إليه مع محبة الله عز وجل وتعظيمه؟!
من قال ذلك فهو صاحب الضلال المبين.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[10 - Jan-2010, صباحاً 12:02]ـ
الشيخ تكلم: عن تعظيم الله عز وجل فوق تعظيم الرسول, صلى الله عليه وسلم, ولم يقل:هناك تعارض
فيكون اعتراضك لا معنى له , مع احترامي
ـ[جمانة انس]ــــــــ[10 - Jan-2010, صباحاً 02:21]ـ
(والذين امنوا اشد حبا لله)
(ان يكون الله و رسوله احب اليه مما سو اهما)
المؤمن يحب الله و رسوله (ص) محبة تفوق محبة كل شيء حتى الكعبة
ويلاحظ ان نوعية محبة الله تعالى تختلف عن نو عية محبة الر سول (ص)
فمحبة الله تعالى هي محبة مخلوق لخالق
و محبة الر سول (ص) هي محبة مخلوق لمخلوق
(النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم) ولذلك امرنا الله ان نحبه اكثر من حبنا لا نفسنا
(لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حر يص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم)
ومحبة الر سول (ص) انما لان الله امرنا بها و جعلها من مكونات الا يمان
فلا يكمل ايمان حتى يكون (ص) احب الينا من كل المخلوقات حتى انفسنا
فمحبته امر ايماني
و من ثمراتها اتباعه (ص)
-----
اما التشوق لزيارة قبره (ص)
فهو امر من دلا ئل الايمان لانه من مقتضيات المحبة
وساضرب مثالا تو ضيحيا
لو كان ولدي يدرس في بلد ما
و سافرت الى هذا البلد لعمل ما
فانني ساتشوق لزيارة ولدي بشكل فطري اكثر من التشوق للعمل
لانني احب ولدي اكثر من العمل
فالحب للولد سيدفع للتشوق لزيارته
كذلك حبي الايماني غير المحدود للرسول (ص)
سيدفعني للتشوق لزيارته اكثر من اي شيء اخر
لو اكرمني الله بزيارة مدينته المباركة (ص)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[10 - Jan-2010, صباحاً 02:25]ـ
الله يهديك ..
هل قال الشيخ نحب الكعبة أكثر من الرسول؟
لماذا نعترض قبل أن نفهم؟
وأبشرك أني أحب بلالا الحبشي رضي الله عنه أكثر من الكعبة
ولكن لا أشد رحلي لقبره ولا لقبر النبي صلى الله عليه وسلم عملا بهدي النبي نفسه
فافهموا الكلام رحمكم الله ولا تزايدوا على أهل العلم
أوصي نفسي وإياكم بهذا,,
حاصل كلامكم أن الشيخ يفضل الكعبة على الرسول صلى الله عليه وسلم
وما والله قصد هذا
ـ[جمانة انس]ــــــــ[10 - Jan-2010, صباحاً 07:37]ـ
لاشك ان التشوق للشيء من ثمار المحبةله
و لا اعتراض مطلقا
انما كل باحث ينظر للمو ضوع من زاوية
و تتكامل النظرات لتشكل لوحة شاملة
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 01:10]ـ
... كذلك حبي الايماني غير المحدود للرسول (ص)
سيدفعني للتشوق لزيارته اكثر من اي شيء اخر
لو اكرمني الله بزيارة مدينته المباركة (ص)
هل تعتقدين أن شد الرحال لقبره صلى الله عليه وسلم جائز؟
ـ[ابن العباس]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 01:31]ـ
لاشك ان التشوق للشيء من ثمار المحبةله
و لا اعتراض مطلقا
انما كل باحث ينظر للمو ضوع من زاوية
و تتكامل النظرات لتشكل لوحة شاملة
هذا الكلام لا علاقة له بكلام الشيخ العثيمين, ويحسن بمن أراد أن يذكر خلافاً أن يوضح مراده
ولا يجعل كلامه عائما غير مفهوم.
الشيخ يريد التنبيه على مسألة شد الرحال لغير المساجد الثلاثة, وهو توجيه النبي نفسه صلى الله عليه وسلم
وأن زيارة القبر النبوي لا تقصد بذاتها بل تأتي تبعا لزيارة المسجد
هذا معنى كلامه, ولم يقل بأن الكعبة تحب أكثر من شخص النبي صلى الله عليه وسلم
ولا قال بتحريم الشوق للقائه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 01:51]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
الشيخ يريد التنبيه على مسألة شد الرحال لغير المساجد الثلاثة, وهو توجيه النبي نفسه صلى الله عليه وسلم
وأن زيارة القبر النبوي لا تقصد بذاتها بل تأتي تبعا لزيارة المسجد
هذا معنى كلامه, ولم يقل بأن الكعبة تحب أكثر من شخص النبي صلى الله عليه وسلم
ولا قال بتحريم الشوق للقائه.
هذا كلام طيب ودقيق؛ فمن حمَّله أكثرَ مما فيه فقد أخطأ؛ أياً كانت وجهةُ الحمل يَمنةً أو يسرةً.
وينبغي أن يوضَّحَ أمرٌ:
أنّ الذين ستشوقون إلى زيارة القبر؛ لا يتشوقون إلى زيارة الأحجار، وما على القبر من البناء والأشياء، ومن كان على ذلك فهو غير مصيب؛ إلا أن يكون جاهلاً فيُعلَّمَ!
بل المراد زيارة البقعة التي تضمُّ في جنباتها رسولَ الله صلى الله عليهوسلم؛ بحيث يقف المسلمُ وهو يُدرك أنه ليس بينه وبين حبيبه صلى الله عليه وسلم إلا يسيرٌ جداً من المسافة!
ويتذكرُ أنّه صلى الله عليه وسلم حيٌّ ـ حياةً خاصةً بالأنبياء ـ وهو يسمع ـ أو يُسمَعُ ـ السلامَ عليه، فيردُّ على المسلّم عليه سلامَه.
ووالله، إنّ هذه لَمعانٍ تتفطّر لها القلوب شوقاً وإجلالاً!!
وأستأنس بقول القائل:
وما حبّ الديار شغفن قلبي****ولكنْ حبُّ من سكنَ الديارا
أكرمني الله وإياكم أجمعين بزيارة الروضة الشريفة، والصلاة فيها، والدعاء، والسلام على سيدنا وحبيبنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الدعاء المستجاب]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 02:33]ـ
أرى -أصلح الله بالنا و بالكم جميعاً- أن سبب الإشكال في النظر في كلام الإمام -رحمه الله و أحسن مثواه- تركيز نظر القارىء و لفت انتباهه قصداً من قبل الناقل الكريم إلى قوله: (و هذا من الضلال البين). و هذا التركيز أظن أن فيه إجحافاً بحق المتشوق لزيارة قبر النبي براً به -كما يفعل الكثيرون براً بأهليهم-، و بحق الإمام الذي لو روجع في وصف ذا المتشوق بالضلال لربما زاد الأمر تفصيلاً. والله -تعالى- أعلم.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 03:20]ـ
هل تعتقدين أن شد الرحال لقبره صلى الله عليه وسلم جائز؟
هل تعتقد ان شد الرحال بقصد طلب العلم او صلة الرحم او العمل او النزهةاو ....
هل تعتقد ان شد الر حال لهذه المقاصد و امثالها حرام؟؟؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 03:26]ـ
اللهم لا تحرمنا من زيارة مسجد نبيك وقبره وقبور الصالحين بالبقيع
أخوتى الكرام ... هيا نسافر بقلوبنا لنقف في المواجهة النبوية الشريفة
أتذكر نفسي أسير في مسجد من أرسله الله رحمة ً للعالمين متجهاً إلى الممر أمام الحجرة الشريفة
قلبي يدق .. جسدي يرتعد
بعد لحظات أقف في المواجهة النبوية الشريفة
أتمتم بأبيات نسبت إلى ذلك الأعرابي
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه * فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف وفيه الجود والكرم
وجدت نفسي في المواجهة النبوية الشريفة أردد أبيات شيخى رحمه الله
من المحتمي بالله رب العوالم*ودين رسول الله من آل هاشم
محمد الهادي إلى الله بالتقى*وبالرشد والإسلام أفضل قائم
عليه من الله السلام مرددا*إلى أن يوافي الحشر كل العوالم
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك أيها الكريم الهادي إلى صراط مستقيم
السلام عليك سيدي صاحب الخلق العظيم
أشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشف الله بك الغمة
أشهدك أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
أشهد أن الله تعالى أمرنا باتباعك قائلاً (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
اللهم إنك تعلم أنا لا نحكم أحدا إلا كلامك وكلام نبيك – صلى الله عليه وسلم – في كل شئ مما شجر بيننا، وفي كل ما تنازعنا فيه، واختلفنا في حكمه، وأننا لا نجد في أنفسنا حرجا مما قضى به نبيك، ولو أسخطنا بذلك جميع من في الارض وخالفناهم، وصرنا دونهم حزبا وعليهم حربا، وإننا مسلمون لذلك طيبة أنفسنا عليه، مبادرون نحوه لا نتردد ولا نتلكأ، عاصون لكل من خالف ذلك، موقنون أنه على خطأ عندك، وأنا على صواب لديك.
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم فثبتنا على ذلك ولا تخالف بنا عنه، وأسلك اللهم بأبنائنا وإخواننا المسلمين هذه الطريقة حتى ننقل جميعا ونحن مستمسكون بها إلى دار الجزاء، آمين…بمنك يا أرحم الراحمين
اللهم إنى أشهدك وأشهد رسولك أننى أتبرأ من كل تصنيف ومن كل حزب ومن كل قول يخالف ما أنزلته في كتابك أو ذكر على لسان نبيك صلى اله عليه وسلم
السلام عليك يا رفيق ليلة الهجرة، عندما خرجت تحت سِتر الله، وسِتر الليل
فقال الله فيك قرآناً يتلى إلى يوم يبعثون (إذ يقول صاحبه)، نعم لصاحبه، فنعم النِّسبة، ونعم المنسوب
وهنيئًا لك يا أبا بكر أن نسبَكَ الله إلى نبيه ورسوله ومصطفاه، رغم أنف كلاب الشيعة، سلالة اليهود.
رحمك الله يا أبا بكر أيها الصديق أبو الصديقة عائشة
لا زلت أذكر قولك ((والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعه))
لو منعوا حبلا كان يؤدى للنبي صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعه.
فأين أنت يا أبا بكر، فقد أضاع بعض الناس البعير بما عليه، بل عقروا الناقة يا أبا بكر.
#####
وأحد أصحاب العمائم يسخر من ابنة لنا خمرت وجهها البريء لأن أبويها علماها الحياء
أين أنت يا أبا بكر لترى وتسمع وتقرأ
السلام عليك أيها الفاروق
السلام عليك أبا حفص، يا أمير المؤمنين، الذي يقف بجانبك كل الذين اتخذهم الناس أندادا، يقفون مجتمعين كحصاة ألقيت في المحيط.
أنت لا ترى إلا السمع والطاعة والاتباع لمحمد صلى الله عليه وسلم
أتذكر كلامك عند الحجر الأسود
((إني لأعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.)).
فقد صار من الأمة الآن من يقبل ويتمسح ويتعبد للقبور والأضرحة
فإذا ذكرتهم قالوا وهابي!
صار من الأمة من إذا قلت له قال محمد اعترض وقال: قال فلان
وأنت تقول: ((ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.)).
ذكرتنا به ياعمر، فأعد علينا حتى نسمع اسمه ألف ألف مرة، فقد اشتقنا لسيرته، وسماع اسمه، ذكرنا به ياعمر، فالذي وقع لنا بعدكم لم يقع لأحد من قبل، اللهم إلا إذا كان في بني إسرائيل، عند عجائز خيبر
وما زلنا في بيتك بيت الاتباع، والذرية التي بعضها من بعض، ومع ابنك عبد الله؛ عندما سأله رجل عن استلام الحجر. فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله. قال: قلت: أرأيت إن زحمت، أرأيت إن غلبت؟ قال: اجعل أرأيت باليمن، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله.
هكذا كانت خير أمة أخرجت للناس
الصحابة الذين شرح الله صدرهم للإسلام، تحولوا من إدمان الخمر إلى كراهية الخمر، بأمر واحد، في يسر، يسرهم الله إليه، تنظر إليهم، وهم يشربون الخمر، فكأنهم خلقوا لها، ولن يتركوها إلا بترك الحياة.
فينزل التحريم، فتراهم يتركونها، برحمة الله، وكأنهم لا يفعلون شيئا.
وتتحول القبلة ويأتيهم خبر آحاد بذلك، فيتحولون، وأينما كان أمر الله كانوا.
اللهم اجعلنا مثلهم …
اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 03:29]ـ
هل تعتقد ان شد الرحال بقصد طلب العلم او صلة الرحم او العمل او النزهةاو ....
هل تعتقد ان شد الر حال لهذه المقاصد و امثالها حرام؟؟؟
بارك الله فيك ووفقك للحق
السفر لطلب العلم ونحوه, لا يدخل في النهي لأنه من جملة المباحات
لكن لو سافر المرء لمكان معين دون أن يحصل نفعاً سوى أن يتعبد بقصد زيارة المكان المخصوص
فهو ماورد الحديث بتحريمه, وليس طلب الرزق والعلم من هذا الباب كما لايخفى
وأنا أعجب ممن يرفع لواء حب النبي كيف لا يذعن عند قوله مع أنه يعلم أن آية الحب: الاتباع
إن الله لا ينصر الامة حتى تعمل مفهوم "سمعنا وأطعنا" دون محاولات لإعمال العقول في غير ما وضعت له
كوني وقافة عند النص الشرعي بارك الله فيك ولا تتطلبي فهم الحكمة من كل شيء فذلك ينافي حقيقة الإيمان الذي مبناه التسليم
ـ[جمانة انس]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 05:28]ـ
بارك الله فيك ووفقك للحق
السفر لطلب العلم ونحوه, لا يدخل في النهي لأنه من جملة المباحات
لكن لو سافر المرء لمكان معين دون أن يحصل نفعاً سوى أن يتعبد بقصد زيارة المكان المخصوص
فهو ماورد الحديث بتحريمه, وليس طلب الرزق والعلم من هذا الباب كما لايخفى
وأنا أعجب ممن يرفع لواء حب النبي كيف لا يذعن عند قوله مع أنه يعلم أن آية الحب: الاتباع
إن الله لا ينصر الامة حتى تعمل مفهوم "سمعنا وأطعنا" دون محاولات لإعمال العقول في غير ما وضعت له
كوني وقافة عند النص الشرعي بارك الله فيك ولا تتطلبي فهم الحكمة من كل شيء فذلك ينافي حقيقة الإيمان الذي مبناه التسليم
لعله من الدقة ان لا يوجه اتهام بعدم الو قوف عند النص -واقول لعله-
لان الله يقول (يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله و رسوله)
فالامر- و العياذ بالله- ليس بسيطا
--
حسب علمي-المتواضع- هناك اصول و ضوابط لفهم النصوص و استنباط المعاني منها
تعتبر مراعاتها من ضروريات دراسة النصوص
--
ارجو ان تلاحظ اذا كان طلب العلم من المباحات
ولذا اعتبرته خارج النهي
فان زيارة قبر النبي (ص) عبادة مشروعة
فخروجه من النهي من باب اولى
اليس كذلك؟
--
محبة النبي (ص) من مكونات الا يمان
وهي تملأ قلب كل مؤمن
و لايختص بر فع شعارها احد دون اخر
بل يعيش معانيها و يرفع شعارها كل مؤمن
--
اللهم ارزقنا محبته و اتباعه و زيارته و شفاعته يارحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 05:41]ـ
ارجو ان تلاحظ اذا كان طلب العلم من المباحات
ولذا اعتبرته خارج النهي
فان زيارة قبر النبي (ص) عبادة مشروعة
فخروجه من النهي من باب اولى
اليس كذلك؟
--
الأخت جمانة وفقها الله ورزقنا وإياها حسن الفهم والعمل
كلامي عن "سمعنا وأطعنا" لأن الصحابة فهموا من حديث النبي المخرج في الصحيح "لاتشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد" ما أحاول توصيله لحضرتك
ولكنك تعتمدين في الفهم على عقلك وحده, دون مراعاة قواعد أخرى ومن هنا ياتي الخلل
وقياسك السابق =يسمى عند الأصوليين بالقياس الفاسد
لأن تعريف البدعة باختصار:عبادة الله بما لم يشرع, والله لم يشرع لنا الارتحال لزيارة القبر خاصة, وحديث النبي في هذا كالصريح لأن الأصل في النصوص العموم حتى يرد مخصص ولا مخصص هنا , قولك إذن أشبه بمن قال:إذا كان الكلام العادي مباحاً أو مشروعاً فالتلفظ بدعاء معين لم يرد في الشرع والتزامه تعبداً يكون مشروعاً من باب أولى وهذا كما أسلفت قياس فاسد
فلا يقال بأنه أولى كما ذكرتم يا أخت جمانة, لأن الأصل في العادات أنها لا تعلق لها بالبدع من حيث هي عادة ,فإن دخل فيها معنى التعبد بوجه من الوجوه صارت بدعة
ثم اعلمي أن تأصيل موضوع البدع من أدق الأمور وأجلها, فلا يخاض فيها بمثل هذه السهولة
والله أسأل أن يملأ قلوبنا بحب النبي صلى الله عليه وسلم
كما ملأ قلوب الصحابة بحبه ولم يكن من مقتضى حبهم أن يرتحلوا لأجل زيارة القبر خاصة كما أن النبي صلى الله عليه وسلم مع حبه لأبيه إبراهيم لم يرتحل لقبره ولا وصى بذا, وأدعوك لقراءة كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية:الجواب الباهر في زيارة المقابر
كلأني الله وإياك برعايته وشملنا بربايته(/)
أبو غدة الكوثري وتلميذه ... الكوثرية وعقائدهم.
ـ[أحمد عيد]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 07:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم
فقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل البدع –وأولهم الخوارج وغيرهم – حيث أخبر بمروقهم من الدين وحض على قتالهم
وتبعه صحابته الكرام حيث جلد عمر صبيغاً وأمر بهجره حتى يتوب (ماجاء في البدع –لابن وضاح القرطبي ص121)
وحذر السلف منهم والآثار في ذلك كثيرة جداًمنها ماقال ابراهيم النخعي ((لاتجالسوا أصحاب الأهواء ولاتكلموهم فإني أخاف أن ترتد قلوبكم)) (البدع للقرطبي ص108)
وحمد أهل السنة لخالد القسري قتله للجعد بن درهم –أستاذ الجهمية -
وسأذكر هنا بعض ضلالات الكوثري الجهمي وتلامذته واشهرهم (أبوغدة الكوثري)
وتلميذه (محمد الرشيد) صاحب كتاب (إمداد الفتاح) الذي مدح الكوثري المجرم وتلميذه المبتدع.
فقال إمام الضلالة الكوثري عن شيخ الإسلام إبن تيمية ((صار كفره مجمعاًعليه)) ((مقدمة الرسائل السبكيه ص 27 - 24 –48)
ورماه بالنفاق ونقض دعائم الإسلام (مقدمة الرسائل السبكيه ص34))
ولهذا المبتدع المجرم مقالتين شنيعتين تثبت خرافاته وشركياته:
1) الأولى بعنوان (بناء المساجد على القبور)
2) الثانية بعنوان (محق التقول في مسألة التوسل) وفيهماوفي غيرها من كتبه من الخرافات الشركية مايلي:
1) جواز بناء القبب والمساجد على القبور (مقالات الكوثري ص156 - 157)
2) عدم جواز هدم القباب والمساجد المبنية على القبور (ص156)
3) جواز الصلاة في المقبرة وفي مسجد اتخذ قرب رجل صالح بقصد التبرك بآثاره (ص157)
4) جواز إيقاد السرج والشموع على القبور تعظيماًلروح الميت المشرقة إعلاماًللناس بانه ولي ليتبركوا به (ص158)
5) أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم علم اللوح والقلم وليس الغيب كله ولاالعلم كله بل مافي اللوح فقط (ص373)
6) يجوز زيارة القبور للبركة بها والدعاء عندها فيستجاب لهم , كما يجوز زيارتها للإستعانة بنفوس الأخيار من الأموات في استنزال الخيرات ودفع الملمات (ص385))
7) أن أرواح الأولياء تظهر منها آثار في أحوال العالم فارواح الأولياء هي المدبرات لهذا العالم (ص328) وهذا شرك أكبر في توحيد الربوبية.
8) أن مراقد الأولياء معدة لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده أهل البصائر (ص386)
9) يجوز النداء للرسول –صلى الله عليه وسلم – بعد وفاته لتفريج الكربات (ص391) كما يجوز النداء له في غيبته (ص389) وهذا شرك أكبر نسأل الله العافية.
10) عدم التفريق في التوسل بالرسول –صلى الله عليه وسلم –في حياته ومماته (تبديد الظلام ص155 - 156)
11) تكفيره لأئمة الإسلام فقد سمى هذا الفاجرالعقيدة السلفية ((الوثنية الأولى)) و ((آراء الوثنية)) ((الكفريات)) وغيرها الكثير ورمى الأئمة بالوثنية ((مقالاته ص 287 - 290 - 301وغيرها))
وسمى كتاب التوحيد لابن خزيمة ((كتاب الشرك؟؟؟ –تأنيب الخطيب ص29)) وقال عن الإمام الدارمي بانه ((صاحب العقل الوثني؟؟؟ -المقالات ص 285 - ومابعدها))
وكفر عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال عنه ((فهل يشك مسلم في خروج من يعتقد هذا من الإيمان إلى الوثنية الصريحة؟؟؟)) ((المقالات ص 324 ومابعدها))
وتكفيره لابن تيمية حيث قال فيه ((وقع الإتفاق على تضليله وتبديعه وزندقته؟؟؟))
وسماه ((المارق – الخبيث –مخرف ..... ؟؟؟؟ وغير ذلك)) ((المقالات ص 285 وغيرها –تبديد الظلام ص167 - 80 –140 - 16)) -وغيرها
وصدق الإمام أبي حاتم الرازي حيث قال ((علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر , وعلآمة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر حشوية يريدون بذلك إبطال الآثر .. وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة)) اللالكائي 2/ 179وكل ماقال مجتمع في الكوثري –عليه من الله مايستحق –
12) الكوثري معطل في توحيد الأسماء والصفات فهو مغرق في جهميته (تانيبه ص133 - تعليقه على الأسماء والصفات للبيهقي ص26 - 189 - 292 - 320 ومابعدها))
هذا بعض مالدى المجرم الآثم من البدع والخبث ومع ذلك يسميه تلميذه أبي غدة الكوثري-كما سمى نفسه فدل على أنه على عقيدته - ((الإمام الحجة ............ الخ))
حقاً إنه إمام في الضلالة والوثنية وسب السلف الصالح والتجهم فقد دافع عن الجهم ((وتنسب لجهم آراء وليس له فرقة تنتمي إليه بعده ونسبة غالب من نسب إليه من قبيل النبز بالألقاب تهويلاًلسمعة الرجل بين الفرق ..... الخ)) سبحان الله يطعن في أئمة الإسلام ويدافع عن أئمة الكفر وهذا طعن لجميع أئمةالاسلام الذين صرحوا بكفره منهم أبوحنيفة.
ثم يأتي من بلاد الحرمين من يبجل أهل البدع (الكوثري وتلميذه أبي غدة)) كما فعل صاحب ((إمداد الفتاح –محمد الرشيد)) فيكيل المدح للكوثري ((الإمام المحدث.؟؟؟؟) ويمدح شيخه أبي غدة الكوثري ويضفي عليه ألقاب العلماء ويرفع ذكر المبتدعة من الكوثرية؟؟؟؟
وهذا من بلايا التتلمذ على أهل البدع والضلال من الكوثرية وغيرهم ...
منقول.
الرابط:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=352727
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 07:32]ـ
جمع الشيخ "أبو غدة" رحمه الله مع الكوثري في إطار واحد غلط
والإنصاف عزيز لكنه واجب
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 08:41]ـ
صدقت ... ثم الأولى الاعراض عن الشتم و السب و عدم التجاوز و الظلم في الالزام بما لايلزم و عقد الولاء و البراء على ائمة مهما بلغ قدرهم ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 10:26]ـ
يراجع بيان تلبيس المفترى محمد زاهد الكوثري
فقد سدد الغماري للكوثري صواريخ تدمير شامل
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 10:47]ـ
هذا من التحذير من البدع واهلها وهذا هو منهج السلف والخلف من اهل السنة والجماعة نصيحة لله وخوفا على المسلمين من شر بدعهم ام نحن اعلم من الإمام احمد وأبو زرعة الرازي والأوزاعي وحماد بن سلمة وغيرهم ممن تقدمهم او تاخر عنهم , ولكن يبدوا أن نظرية ((لايوجد صاحب بدعة اليوم على وجه الأرض)) قد راجت كثيرا بين شباب الصحوة , والله المستعان.
ـ[ابن جريج]ــــــــ[17 - Jan-2010, مساء 11:55]ـ
صحيح أن الشيخ أبا غدة جارى شيخه الكوثري في بعض أقواله، ولكنه يعز علي أن نرميه بجريرة شيخه، فهو صاحب علم جم وأدب رفيع ومؤلفاته خير دليل على أنه لم ينهج نهج شيخه (الكوثري) المبتدع ...
ـ[أبوخالد]ــــــــ[18 - Jan-2010, صباحاً 01:29]ـ
كل ما ذكرته يا أخ " احمد " من كلام الكوثري!
فلماذا تجمع معه الشيخ عبد الفتاح أبي غدة؟
وأين أنت من جهود الرجل العلمية ونصرته للسنة النبوية على منهاج الطائفة المرضية؟!
أين أنت من كتبه وتحقيقاته؟
سنن النسائي الذي خدمه خدمة جليلة
وصفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل
ولمحات من تاريخ السنة والحديث الشريف
وغيرها من مصنفاته العلمية الرائعة حقا!
اتق الله في عرض الرجل يا " أحمد "
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[18 - Jan-2010, صباحاً 02:36]ـ
(ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا)
مهما اختلفت مع العلامة المحدث أبي غدة رحمه الله، فهو يقهرك بعلمه الوافر، وتحقيقاته التي لا يبارى ولا يجارى فيها، مع ما رزق من أدب جم وخصال رفيعة، دع عنك غيرته على الإسلام وحميته وثراثه العلمي الذي تركه للأمة.
رحمك الله يا أبا غدة رحمة واسعة.
أما الأخ صاحب المقال فنحمد له غيرته على السنة، لكن الغيرة لا تكفي، لا بد معها من الإنصاف، ومن الإحاطة بموازين تقييم الرجال، خاصة إذا كانت له سابقة في الدين كما كان لشيخنا أبي غدة.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[18 - Jan-2010, صباحاً 04:09]ـ
وليس يصح في الأذهان شئ ... إذا احتاج النهار إلى دليل
وليت شعري ماذا تنفعه تلك التحقيقات والتنقيحات إن كان غارقا في البدعة حتى أذناه , وهل طرق سمعك ذكر الحارث المحاسبي أو الكرابيسي أو سواهم مما لايبلغ أبو غدة كعبهم في العلم , ياهذا وذاك الرجل كبير بالسنة والإتباع لابالبهرجة والتحقيقات والتنقيحات _ زعموا _ ولاحول ولاقوة إلا بالله.
لكن لايفوتني -إن شاء الله -تعطير الموضوع بكلام الشيخ الألباني - رحمه الله - حتى يعرف الجميع من هو أبو غدة , يقول الشيخ في مقدمة شرح الطحاوية معرفا بحال أبو غدة:
((هو الشيخ عبد الفتاح ابوغدة الحنفي الحلبي المعروف بشدة عدائه لأهل السنة والحديث ,لاسيما في بلده (حلب) ,حين كان يخطب على منبر مسجده يوم الجمعة ويستغله للطعن في أهل التوحيد المعروفين في بلده - بالسلفيين -خاصة , وفي اهل التوحيد السعوديين وغيرهم الذين ينبزهم بلقب الوهابية عامة؟؟؟ ويعلن عداءه الشديد لهم ويصرح بتضليلهم
بقوله (إن الأستعانة بالموتى من دون الله تعالى وطلب الغوث منهم جائز وليست شركاً) ومن زعم أنها شرك أو كفر فهو كافر؟؟؟!!!!.
ويتهمهم جميعاً بشتى التهم التي كنا نظن ان أمرها قد انتهى ودفن ,لان الناس قد عرفوا حقيقة امرهم وان دعوتهم تنحصر في تحقيق العبادة لله تعالى وإخلاص الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا بابي غدة هذا يتجاهل كل ذلك ويحي ماكان ميتاً من التهم حولهم ويلصقها بهم بل ويزيد عليها مالم نسمعه من قبل فيقول من على المنبر:
((إن هؤلاء الوهابيين تتقزز نفوسهم او تشمئز حينما يذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم
(سبحانك هذا بهتان عظيم)
(يُتْبَعُ)
(/)
الى غير ذلك من التهم الباطلة مما سمعه منه أهل بلده الذين حضروا خطبه بذلك.
وغيره مما جاء في التعليق على كتاب الأستاذ الفاضل (فهر الشقفه):
(التصوف بين الحق والخلق) ص220ط الثانية.
وهذا موافق تماماً لما قاله متعصب آخر مثله من حملة الدكتوراه في كتاب له:
((ضل قوم لم تشعر افئدتهم بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم وراحوا يستنكرون التوسل بذاته بعد وفاته))
فهل هذا توافق غير مقصود بذاته من هذين المتعصبين ,وإنما التقيا عليه بجامع الإشتراك في الحقد على أهل السنة ومعاداتهم دون اتفاق سابق على اتهامهم بهذه التهمة الباطلة التي نخشى ان يكونا أحق بها وأهلها ,ام الأمركما قال تعالى ((اتواصوا به بل هم قوم طاغون)).
ولو أردت النقل والتفتيش عن أباطيل الرجل لطال المقام فبالله عليكم من كان هذا حاله كيف يسمى بالمحدث والعلامة , سبحان الله العظيم وبحمده.
والأدهى والأمر ماقاله الأخ أعلاه:
((ومؤلفاته خير دليل على أنه لم ينهج نهج شيخه (الكوثري) المبتدع ... ))
بل والله الواقع يكذب هذا جملة وتفصيلا
يقول الشيخ الألباني في نفس المقدمة المشار إليها:
((وإن تعليقات أبي غدة الكثيرة على الكتب التي يقوم بطبعها، والنقول التي يودعها فيها من كلام الكوثري كل هذا وذاك؛ ليدل دلالة واضحة على أنه معجب به أشد الإعجاب، وأنه كوثري المشرب. وكيف لا؟ وهو يضفي عليه الألقاب الضخمة، التي لا يطلقها عليه غيره، فيقول: "العلامة المحقق الإمام" (ص68) من التعليق على "الرفع والتكميل". بل يقول قبيل مقدمته عليه: "الإهداء: على روح أستاذ المحققين الحجة المحدث الفقيه الأصولي المتكلم النظار المؤرخ النقاد الإمام"!! "وقد بلغ من شدة تعلقه به أن نسب نفسه إليه فهو الشيخ عبدالفتاح أبو غدة الحنفي الكوثري"، وأن سمى ابنه الكبير باسم: زاهد، تبركاً به وإحياء لذكره! فهو إذن راض عنه وعن أفكاره وآرائه مائة في المائة! فهو مشترك معه في تحمل مسؤولياتها. ويؤكده أنه لم يُبد أي نقد أو اعتراض في شيء منها في أي تعليق من تعليقاته الكثيرة، بل هو متأثر به إلى أبعد حد، فإنك تراه بينما هو يضفي عليه ما سبق من الألقاب الضخمة، يضن على شيخ الإسلام ابن تيمية ببعضها، فهو إذا ذكره لا يزيد على قوله: "الشيخ ابن تيمية" (ص55، 60 - الرفع والتكميل)، مع الاعتراف بأننا لا ندري على وجه اليقين بقصده بـ"الشيخ" هنا، هل يعني في العلم والفضل، أم في العمر والسن، أم في الزيغ والضلال!! وكان المفروض أن لا نتوقف في حمله على المعنى الأول، ولكن منعني من ذلك علمي أن أبا غدة "كوثري" كما عرفت، والكوثري يرمي ابن تيمية في كثير من تعليقاته بالزيغ والضلال! بل لقد قال في كتابه "الاشفاق" (ص 89): "إن كان ابن تيمية لا يزال يعد شيخ الإسلام، فعلى الإسلام السلام"! وغالب ظني أن هذه الكلمة - وأبو غدة متأثر بها قطعاً لأنها من شيخه "أستاذ المحققين الحجة .. " – هي السبب في اقتصار أبي غدة على لفظ "الشيخ ابن تيمية" دون "شيخ الإسلام"؛ لأنه لو فعل لكان عاقاً لشيخه وذلك ما لا يكون منه إلا أن يشاء الله هدايته! أقول هذا مع علمي أنه أطلق مرة هذا اللقب عليه في تعليقه على "الأجوبة الفاضلة" (ص 92)، فإن كان ذلك عن اعتقاد منه بما كتب ورام، ولم يكن منه رمية من غير رام، ولا على سبيل ما يعتقده الناس في بلد إقامته المؤقتة "الرياض"، ولا من قبيل الزلفى به إليهم، أو غير ذلك من الاحتمالات التي قد تخطر في البال، فيكون أبو غدة بإطلاقه المذكور، قد أعلن براءته من شيخه الكوثري في كلمته السابقة. فلعل عنده من الشجاعة الأدبية ما يتجرأ به على أن يعلن صراحة أنه كتب ذلك عن قناعة واعتقاد فقط، وأن ابن تيمية رحمه الله هو شيخ الإسلام حقاً. وأن كلمة شيخه الكوثري المتقدم في رد ذلك هو كافر بها ومتبرئ منها، فإن فعل، وذلك مما أشك فيه، سألت الله لنا وله التثبيت!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومهما يكن قصد أبي غدة من قوله" الشيخ ابن تيمية"، فالذي لا نشك فيه أنه تلميذ الكوثري حقيقة ومذهباً. وإذا كان كذلك فلا يمكن أن يكون سلفي المذهب في التوحيد والصفات، كما كان عليه ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب، رحمة الله عليهم، لأن شيخه الكوثري يعاديهم في ذلك أشد المعاداة، وقد قدمت إليك بعض ما رماهم به من التهم كالتجسيم وغيره، ومن نسبته ابن تيمية خاصة إلى الكذب والخيانة في النقل! مما يدل على أنه ألد أعداء أهل السنة والحديث إطلاقا في العصر الحاضر.
وإذا كان كذلك، فأبو غدة عدو لدود أيضاً لهم، ولا يمكن أن يكون غير ذلك؛ وهو يضفي تلك الألقاب الضخمة عليه، فإلى أن يتبرأ من شيخه في معاداته تلك لأهل السنة، فهو ملحق به. وليس هذا مما ينافي قوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
كلا، وإنما هو من باب المؤاخذة على اعترافه بأنه كوثري، وبعلمه بانحراف شيخه وطعنه في أهل السنة وأئمة الحديث والفقه، وغير ذلك من مخازيه التي منها مطاعنه العديدة في شيخ الإسلام ابن تيمية، حتى لقد قال -عامله الله بما يستحق-: "ولو قلنا لم يُبل الإسلام في الأدوار الأخيرة بمن هو أضر من ابن تيمية في تفريق كلمة المسلمين لما كنا مبالغين في ذلك، وهو سهل متسامح مع اليهود والنصارى .. "!! "الإشفاق" (ص 86).
إن أبا غدة يعلم هذا وغيره مما ذكرنا، وما لم نذكره عن شيخه الكوثري، ولم نره يتعقبه في شيء من ذلك إطلاقاً، الأمر الذي يجعلنا نعتقد أنه مع شيخه في عدائه لأهل السنة والحديث، وإلا فليعلن براءته منه جملة وتفصيلا، فإن فعل - وما إخاله – أخذنا بظاهر كلامه، ووكلنا سريرته إلى ربه سبحانه وتعالى)) ا. ه.
وهذا ماندعوا إليه ياإخواني , سريرة الرجل نكلها إلى الله مالنا ومالها , لكن نحكم عليه بما نطق لسانه وبما سطر بنانه , ولعله من أهل الجنة من يدري؟؟!! لكن هل هذا يبرر السكوت على اخطائه بل وطوامه؟؟؟؟ , أسأل الله أن يوفقنا جميعا للعمل بما يرضيه وان يحيينا على السنة ويميتنا عليها وإن قل علمنا إنه جواد كريم.
تنبيه: أعلم ان كل ماذكرت لا يحرك في قلوب البعض شيئا , وان جوابهم سيكون ((الرجل ليس بمعصوم)). أو ((ومن الذي ترتضى سجاياه جميعا)) , أو ((سيئات الرجل غارقة في بحار وامواج ومحيطات حسناته وتحقيقاته)) وهذه وتلك شنشنة نعرفها من اخزم , لكن حسبي ان ذكرت نفسي وإخواني بما لدي , والله الهادي إلى سواء السبيل ولا حول ولاقوة إلا بالله.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[18 - Jan-2010, مساء 05:55]ـ
اتفقنا معك أو اختلفنا، رحمة الله عليك يا أبا غدة، وغفرلك وجعلك من أهل الفردوس الأعلى، فلقد تربينا على كتبك، وارتوينا من إرثك، فليس لك منا إلا جميل الذكر.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[19 - Jan-2010, صباحاً 12:16]ـ
لقد تاكد لي بعد هذا النقاش أحد أمرين لاثالث لهما في رأي المتواضع:
أحدهما: ان البعض هنا يمر على الكلام دون أن يقرأه فيتعب العباد بالأخذ والرد معه دون فائدة لأنه لايقرأ ماكتبوا ولو أتوا بالشمس عن يمينهم والقمر عن شمالهم ماكان ذلك عنده إلا سحر مفترى أو اساطير الأولين تتلى!!! وهذا النوع والله اعلم مشكلته أنه يقتنع -بل ويعتقد -ثم يبدأ بالإستدلال والعكس هو الصواب , لذلك يجادلك عن قناعة تامة ولايحرك ساكنا لما تكتبه انت أو غيرك ولو كانت المشكلة في أصل الأصول ماحرك ساكنا ولا أثر ذلك فيه شيئا ولعل هذا سببه النقطة الأخرى
الآخر: بعض الناس لاوزن للتوحيد عندهم فالحق يعرف بالرجال ((لاحظ مهما كان هؤلاء الرجال)) ولايعرف الرجال بالحق , لذا لايحركون ساكنا فضلا أن تقشعر جلودهم فرقا على التوحيد فلو ان إنسانا يقيم لعقله وزنا لرجت هذه الكلمة بدنه رجا ولكن هيهات وقد أصابه داء التعصب الأعمى نسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين.
إقرأ هذه الكلمة من أبو غدة _ عامله الله بما يستحق _:
(((إن الأستعانة بالموتى من دون الله تعالى وطلب الغوث منهم جائز وليست شركاً)))
وأترك النظر إلى القراء الكرام ولاحول ولاقوة إلا بالله.
ختاما كنت اود أن اكتب ترجمة عن أبي غدة كان قد اعدها أحدهم بإشرافه هو ذكرها الألباني - رحمه الله - في مقدمته المشار إليها لكن والحالة هذه لاداعي لها فالأمر كله عند القوم خلاف محمود وجائز ولاتثريب على صاحبه وفيه سعة وحدث ولاحرج.
قاتل الله الهوى
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[19 - Jan-2010, صباحاً 12:48]ـ
أبوفؤاد الليبي سلام عليك ما تفعله من ذم أهل البدع أفضل من الصيام والقيام فهو جهاد عظيم واحتسب الأجر عند الله ولعلك باخع نفسك ألا يكونوا محقيين للتوحيد والسنة، يامن رددتم على أبي فؤاد الليبي أم تخافون غضب الله عليكم من تعطيل جهاد المبتدعة وأهل الأهواء، حشركم الله يوم القيامة في زمرة الكوثري وتلامذته المرء مع من أحب.
كم بقي من اعمارنا لنقيم ونحقق التوحيد والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Jan-2010, صباحاً 06:53]ـ
(((إن الأستعانة بالموتى من دون الله تعالى وطلب الغوث منهم جائز وليست شركاً)))
الأخ أبو فؤاد بارك الله فيك ... ها بامكانكم التدليل على هذا من كتب الشيخ ابي غدة رحمه الله؟؟؟
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[19 - Jan-2010, مساء 04:44]ـ
وهل هذا كل ماأزعجك من كلام أبي غدة؟؟؟!!!
ثم ألا يكفيك فيه خبر الثقة ((أعني الألباني طبعا)) , أم انك من هؤلاء القوم الذين يشترطون التواتر القطعي؟؟؟؟؟!!!!!
واخيرا محور الجدال في ان أبو غدة كان موافقا لشيخه لذا فهو يلحق به , وليس جدالنا في ثبوت تلك الجملة من عدمها , وما ذلك منك إلا تشتيتا للموضوع عن سياقه.
الكلام الذي نقلته لك يؤكد أنه متابع لشيخه حذو القذة بالقذة ومن يريد مواصلة النقاش علميا فعليه أن ينقض تلك الكلمات برد علمي مقنع حينها سأقول عفا الله عنك ياأبا غدة فالألباني كان لايعلم حالك وحكم عليك بظاهر قولك , أما أن نواصل الحوار على هذا النسق فهو هدر للأوقات وماأثمنها!!!
وللعلم فإنني اكتفيت بنقل كلام الألباني - رحمه الله - فيه لأني أعرف قدر الشيخ في قلوب السلفيين وإلا فانا بحمد الله أعلم كلام جمع من العلماء فيه واعرضت عن ذكر أسمائهم ولكن لاباس من ذكر مثال واحد:
((من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الفضيلة العلامة الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد وكيل وزارة العدل. لا زال مسدداً في أقواله وأعماله، نائلاً من ربه جزيل نواله، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَما بعد:
فقد اطلعت على الرسالة التي كتبتم بعنوان: «براءة أهل السنة، من الوقيعة في علماء الأُمة» وفضحتم فيها المجرم الآثم، محمد زاهد الكوثري، بنقل ما كتبه من السَّب، والشَّتم، والقذف لأهل العلم والإيمان، واستطالته، في أعراضهم وانتقاده لكتبهم إلى آخر ما فاه به ذلك الأَفَّاك الأَثيم، عليه من الله ما يستحق، كما أوضحتم أثابكم الله تعلُّق: تلميذه الشيخ عبدالفتاح أبو غدة به، وولاءه له، وتبجحه باستطالة شيخه المذكور في أعراض أَهل العلم والتُّقَى، ومشاركته له في الهمز واللمز، وقد سبق أن نصحناه بالتبرئ منه، وإعلان عدم موافقته له على ما صدر منه، وألححنا عليه في ذلك، ولكنه أصر على موالاته له هداه الله للرجوع إلى الحق، وكفى المسلمين شره وأمثاله ................. ))
ومازال لدي المزيد _إن شاء الله _ وإن عدتم عدنا.
وفق الله الجميع لمرضاته.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Jan-2010, صباحاً 02:50]ـ
ما بك هداك الله؟؟؟ ... انما سألت عن شيء يهمني ان كان لك اطلاع عليه فأفدنا نشكرك و ان لم يكن لك اطلاع عليه فأعلمنا نشكرك أيضا .. كلنا نحسن ان ننتفض هكذا .... فالألباني رحمه الله عندي و عند غيري ممن لهم عند ثقة و لكنه ليس عندي و لا عند غيري نبيا ... كما هو لسان حال قوم يريدون الزام الناس بأقواله و ان يكونوا بين يديها كالميت بين يدي مغسله ... فان كان لك اطلاع على قول لأبي غدة ينصر فيه هذا القول فأفدنا به و ان لم يكن فلا اقل ان تسكت ان لم ترد الجواب
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[21 - Jan-2010, صباحاً 02:08]ـ
ما بك هداك الله؟؟؟ ... انما سألت عن شيء يهمني ان كان لك اطلاع عليه فأفدنا نشكرك و ان لم يكن لك اطلاع عليه فأعلمنا نشكرك أيضا .. كلنا نحسن ان ننتفض هكذا .... فالألباني رحمه الله عندي و عند غيري ممن لهم عند ثقة و لكنه ليس عندي و لا عند غيري نبيا ... كما هو لسان حال قوم يريدون الزام الناس بأقواله و ان يكونوا بين يديها كالميت بين يدي مغسله ... فان كان لك اطلاع على قول لأبي غدة ينصر فيه هذا القول فأفدنا به و ان لم يكن فلا اقل ان تسكت ان لم ترد الجواب
أنا آسف إن رأيت في كلامي إنتفاضا _ على حد تعبيرك _ أو أي إساءة للأدب وأعتذر من كل الإخوة إن كنت أسأت في حق أي أحد منهم وأستغفر الله واتوب إليه , والمسألة علمية بحتة وأنت دخلت النقاش على أنك مدافع عن أبي غدة فرددت عليك سؤالك بما كان مني.
أما عن كلامك الآخر فلاوزن له وأظن أنك كتبته وأنت غاضب ولاتدري ماالذي كتبته بالضبط خصوصا هذه الجملة ((فالألباني رحمه الله عندي و عند غيري ممن لهم عند ثقة!!!!!! و لكنه ليس عندي و لا عند غيري نبيا ... كما هو لسان حال قوم يريدون الزام الناس بأقواله و ان يكونوا بين يديها كالميت بين يدي مغسله.))
غفر الله لي ولك. ومن هم هؤلاء؟؟؟؟ هلا سميتهم!!! أم هم من إنتاج مخيلتك ولامؤاخذة؟؟
ثم لايصعب علي أيضا أن أقول عنك نفس الجملة تماما إلا أني سأبدل كلمة الألباني بابي غدة , وعندها أرى الكلام يستقيم اكثر خصوصا أنك عاجز وكل من معك أن تاتيني بأخطاء للألباني - رحمه الله - في أصول الدين كما هو حال شيخك أبي غدة , ومادام الحال كذلك فانت أحق بذاك الوصف ممن ترميهم به من أتباع السلف.
أخيرا وإجابة على سؤالك لاأدري أين قالها في مؤلفاته , ولكن الذي أعلمه في مؤلفاته لايقل سوءا عن تلك الكلمة وهذا يكفيك إن كنت طالبا للحق بدل ان ترمي أتباع فلان وعلان بانهم يقدسونهم كالأنبياء والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 11:12]ـ
من سمات الردود الهزيلة .... العرجاء
والتي طغت على الساحة العلمية اليوم
أن تُغلَّف بعناوين لا علاقة لها بما يورده صاحبها الناصح!!
ففي عنوان هذا المقال التافه: أبو غدة الكوثري وتلميذه (أكيد أنه يقصد بالتلميذ: الشيخ العلامة محمد عوامة)
فيَخال لك أنك ستسمع ردا عليهما
فإذا قرأت ما يكتبه صاحب الموضوع تجده يتحدث عن الكوثري ....
ثم يقول للناس إنهما من تلاميذه حتى يعتقد السُذَّج والحمقى أن كل رد على الشيخ هو رد على كل من يثني عليه، أو درس عنده
فنحن مثلا في الجزائر خاصة، وفي المغرب العربي عموما درسنا علوم الآلة على مشايخنا، وأكثرهم أشاعرة وربما إباضية
فهل إذا أراد أحد الناصحين أن يرد علينا أتى بأخطاء شيوخنا
إذا كانت هذه هي طريقته فتبًّا له
ومثل هذه الردود ما يكتبه بعض الحمقى عن الجماعات الإسلامية
فيقولون الرد على جماعة فلان، ثم يملأون كتبهم!!! بالرد على مؤسس الجماعة
وكأن أخطاء هذا المؤسس تنسحب جميعا على كل من أعجبه بند واحد من بنود هذه الجماعة
أما قول الأخ أبو محمد المصري:
أن الشيخ الغماري وجه للكوثري صواريخ تدمير شامل
فأقول بصراحة:
أنا لست مع الغماري، ولا الكوثري
ولكن كتاب الغماري الذي ألفه ليبين فيه حال الكوثري، أراه بين فيه حاله هو
فقد ملأه بالسباب والشتائم، واللعن، والإخراج من الملة
ومللت وأنا أقرأ في هذا الكتاب (مع حواشيه المثقلة من طرف محققه الأحمق) إلا أني لم أعثر فيه على جملة واحدة فنَّد فيها ما جاء به الكوثري في التأنيب.
اللهم إلا السب والشتم
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 03:14]ـ
لقد تاكد لي بعد هذا النقاش أحد أمرين لاثالث لهما في رأي المتواضع:
أحدهما: ان البعض هنا يمر على الكلام دون أن يقرأه فيتعب العباد بالأخذ والرد معه دون فائدة لأنه لايقرأ ماكتبوا ولو أتوا بالشمس عن يمينهم والقمر عن شمالهم ماكان ذلك عنده إلا سحر مفترى أو اساطير الأولين تتلى!!! وهذا النوع والله اعلم مشكلته أنه يقتنع -بل ويعتقد -ثم يبدأ بالإستدلال والعكس هو الصواب , لذلك يجادلك عن قناعة تامة ولايحرك ساكنا لما تكتبه انت أو غيرك ولو كانت المشكلة في أصل الأصول ماحرك ساكنا ولا أثر ذلك فيه شيئا ولعل هذا سببه النقطة الأخرى
الآخر: بعض الناس لاوزن للتوحيد عندهم فالحق يعرف بالرجال ((لاحظ مهما كان هؤلاء الرجال)) ولايعرف الرجال بالحق , لذا لايحركون ساكنا فضلا أن تقشعر جلودهم فرقا على التوحيد فلو ان إنسانا يقيم لعقله وزنا لرجت هذه الكلمة بدنه رجا ولكن هيهات وقد أصابه داء التعصب الأعمى نسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين.
إقرأ هذه الكلمة من أبو غدة _ عامله الله بما يستحق _:
(((إن الأستعانة بالموتى من دون الله تعالى وطلب الغوث منهم جائز وليست شركاً)))
وأترك النظر إلى القراء الكرام ولاحول ولاقوة إلا بالله.
ختاما كنت اود أن اكتب ترجمة عن أبي غدة كان قد اعدها أحدهم بإشرافه هو ذكرها الألباني - رحمه الله - في مقدمته المشار إليها لكن والحالة هذه لاداعي لها فالأمر كله عند القوم خلاف محمود وجائز ولاتثريب على صاحبه وفيه سعة وحدث ولاحرج.
قاتل الله الهوى
مع النص كما جاء ... !
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو وتين التميمي]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 10:44]ـ
السلام عليكم
ليه هالإختلاف
رسونا على بر
هل صحيح هذي عقيدة أبي غدة
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 06:27]ـ
رحم الله العلامة أبا غدة رحمة وسعة ... أما كيل اشتائم و التهم فمن أيسر الأمور على من دخل في الشبر الأول، و كلامك يا أبا فؤاد من سقط المتاع الذي لايؤبه له في ميزان الرجل سواء اختلفنا معه في كثير من المسائل أو بعضها، و صولانك على الرجل رحمه الله بهذه الشتائم كالصائل بيد جذماء.
و أنت تردد الحق لا يعرف بالرجال، فلماذا أكثرت علينا من الاستدلال بهم، و لم تناقش مسائل أبي غدة-رحمه الله- نقاشا علميا-سواء كانت النتيجة ما ذكرته أو لا- يدل على التثبت و الرزانة و عميق الفهم، و تكثر من استعمال عبارات التهويل، لتستميل قلوب الضعفاء و مقلدة أصحاب الشبر لأول ممن نشأوا على تقليد الآباء و الأجداد ..
و لكل عالم من العلماء و الأعلام هفوة و كبوة، و لا فرق في هذا بين عالم و عالم فعند الدليل يستوي الصحابي و التابعي و مالك و أبو حنيفة و الشافعي و أحمد و غيرهم -رحمهم الله-.
فناقش بعلم و إلا فدعك من نقد الرجال فهي مهمة صعبة، لا يقوم بها إلا من أفرغ قلبه من هوى التعصب المذهبي-سواء عقديا أو فقهيا فروعيا- و جعل مكانه الاعتدال و الإنصاف.
و من النقص في ميزان العلم الشرعي أن تصف أقوال مخالفك بالضلالة و البدعة دون دليل سوى أنك قلدت فيه فلان و فلان الذين يوصفون عندك بأهل السنة دون النظر إلى دليل من قلدته هل هو صواب أو خطأ
يقول العلامة الصنعاني:"
فمن عقل وأنصف فلينظر إلى جميع بني آدم في القديم والحديث في الملل الكفرية ثم المذاهب الإسلامية!! بعد إخراجه للأنبياء-صلى الله عليهم- ومن سار سيرتهم من السابقين والتّابعين وقليل ما هم، بالنظر إلى الخليقة فإنه يجد الناس تبعاً لما ألفوه من اتباع الآباء!! بمجرد تقليد وهوى ومحبة للجمود على دين الآباء!!
ومن نظر من العلماء فهو إما من الرَّاكدِي الهمّة، القاصر لنظره على ما دوّنه سلفه من الكتب، الحاكين فيها لمقالتهم بعنوان (أهل الحق!!)، (الفرقة الناجية!!)، (أهل العدل والتوحيد!!)، (أهل السنة والجماعة!!)، إلى غير ذلك من العبارات المرونقة.":"إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة" (ص:45).
و الله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 07:32]ـ
رحم الله العلامة أبا غدة رحمة وسعة ... أما كيل اشتائم و التهم فمن أيسر الأمور على من دخل في الشبر الأول، و كلامك يا أبا فؤاد من سقط المتاع الذي لايؤبه له في ميزان الرجل سواء اختلفنا معه في كثير من المسائل أو بعضها، و صولانك على الرجل رحمه الله بهذه الشتائم كالصائل بيد جذماء.
و أنت تردد الحق لا يعرف بالرجال، فلماذا أكثرت علينا من الاستدلال بهم، و لم تناقش مسائل أبي غدة-رحمه الله- نقاشا علميا-سواء كانت النتيجة ما ذكرته أو لا- يدل على التثبت و الرزانة و عميق الفهم، و تكثر من استعمال عبارات التهويل، لتستميل قلوب الضعفاء و مقلدة أصحاب الشبر لأول ممن نشأوا على تقليد الآباء و الأجداد ..
و لكل عالم من العلماء و الأعلام هفوة و كبوة، و لا فرق في هذا بين عالم و عالم فعند الدليل يستوي الصحابي و التابعي و مالك و أبو حنيفة و الشافعي و أحمد و غيرهم -رحمهم الله-.
فناقش بعلم و إلا فدعك من نقد الرجال فهي مهمة صعبة، لا يقوم بها إلا من أفرغ قلبه من هوى التعصب المذهبي-سواء عقديا أو فقهيا فروعيا- و جعل مكانه الاعتدال و الإنصاف.
و من النقص في ميزان العلم الشرعي أن تصف أقوال مخالفك بالضلالة و البدعة دون دليل سوى أنك قلدت فيه فلان و فلان الذين يوصفون عندك بأهل السنة دون النظر إلى دليل من قلدته هل هو صواب أو خطأ
يقول العلامة الصنعاني:"
فمن عقل وأنصف فلينظر إلى جميع بني آدم في القديم والحديث في الملل الكفرية ثم المذاهب الإسلامية!! بعد إخراجه للأنبياء-صلى الله عليهم- ومن سار سيرتهم من السابقين والتّابعين وقليل ما هم، بالنظر إلى الخليقة فإنه يجد الناس تبعاً لما ألفوه من اتباع الآباء!! بمجرد تقليد وهوى ومحبة للجمود على دين الآباء!!
ومن نظر من العلماء فهو إما من الرَّاكدِي الهمّة، القاصر لنظره على ما دوّنه سلفه من الكتب، الحاكين فيها لمقالتهم بعنوان (أهل الحق!!)، (الفرقة الناجية!!)، (أهل العدل والتوحيد!!)، (أهل السنة والجماعة!!)، إلى غير ذلك من العبارات المرونقة.":"إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة" (ص:45).
و الله الموفق
شكر الله لك النصيحة وهي محل نظر وتأمل مني عسى الله أن يصلح الحال إنه ولي ذلك.
ثم إن محور النقاش كالتالي:
زاهد الكوثري هو من رؤوس الجهمية المعطلة في زماننا هذا وقد نحره أهل السنة من العلماء الكبار وطلبة العلم الموثوقين بالردود والكتابات فسقط صريعا كحال سلفه من الجهمية الذين نكل بهم أهل السنة وقضوا عليهم فلاتسمع لهم ركزا ولله الحمد , فإما أنك لاترى معنا أن زاهدا الكوثري كذلك فحينها ينتهي النقاش عند هذه النقطة , أو أنك تراه كذلك ولكن لاترى أن أبا غدة تبع له بل هو يخالفه في المنهج والمعتقد حينها يبدأ النقاش حول هذه النقطة وقد أتينا أعلاه بجرح مفسر فننتظر منك كما هي الأصول أن تأتي بتعديل ورد مفصل لتبرئ ساحة شيخك حينها أرجع عن كل كلمة سطرتها يدي الجذماء ((إن صح التعبير)) وأستغفر الله وأتوب إليه , أما إن عجزت عن ذلك فهذه فرصة ولله الحمد لتنسجم معنا على الخط وتلتزم الكلام فيه تبعا ?ئمتنا الكبار.
ثم إن قولك أني أقلد الرجال غريب ولاأدري ماوجهه في هذا النقاش. ?نني نقلت لك جرحا مفسرا منهم وهم ثقات _ عندي على ا?قل - فلماذا أوصم بالتقليد؟؟؟؟ وهل بن حجر والذهبي وكبار ا?ئمة مقلدة وغاية مافي كتب الجرح والتعديل لهم قال أحمد ويحي بن معين وا?وزاعي ومالك ....... إلخ.
أرجوا أن تعيد النظر في هذه النقطة جيدا حتى تنضبط عندك فانا مع العلماء فيما حكوه عنه من كتبه وهذا اتباع للدليل وليس تقليدا لهم!!!!! , على أنني أقول: لو قلدتهم في بعض المسائل الشائكة فهذا- ولله الحمد- مماتبرأ به الذمة ?ن هذا فرض من كان في مثل وزني من العلم الضئيل فلم الإستنكار حينها؟؟؟؟
أخيرا سدد الله خطاي وخطاك وجمعنا على الحق إنه على كل شئ قدير وانصح قبل الرد هنا أن تستكمل هذا الموضوع هناك
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48829
? نه ذو صلة وطيدة بما نحن فيه بل بفهمه تنضبط بعض المسائل في نقاشنا والله الموفق.
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Feb-2010, صباحاً 08:01]ـ
سمى نفسه أبو زاهد فهو كوثري جهمي
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 07:15]ـ
أما قول الأخ أبو محمد المصري:
أن الشيخ الغماري وجه للكوثري صواريخ تدمير شامل
فأقول بصراحة:
أنا لست مع الغماري، ولا الكوثري
ولكن كتاب الغماري الذي ألفه ليبين فيه حال الكوثري، أراه بين فيه حاله هو
فقد ملأه بالسباب والشتائم، واللعن، والإخراج من الملة
ومللت وأنا أقرأ في هذا الكتاب (مع حواشيه المثقلة من طرف محققه الأحمق) إلا أني لم أعثر فيه على جملة واحدة فنَّد فيها ما جاء به الكوثري في التأنيب.
اللهم إلا السب والشتم.
بارك الله فيكم اخي الطيب.
كتاب الغماري هذا إنما هو مقدمة فقط، فقد توفية ولم يكمله ...
وقد قال فيه وقد قرأته أن هذا الكتاب لم يؤلفه إلا لبيان تناقضات الكوثري فقط، وأنه رد على الكوثري بكلامه ... ،وقال بأن نسف حججه في كتابه "تأنيب الخطيب" لها كتاب اخر اسمه "الغارة العنيفة" ... وللأسف فكتاب الغماري هذا مفقود ...
فلا تتعجب من عدم عثورك على تفنيد كلام الكوثري في التأنيب ...
وفقك الله لكل خير أستاذنا الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 08:07]ـ
من سمات الردود الهزيلة .... العرجاء
والتي طغت على الساحة العلمية اليوم
أن تُغلَّف بعناوين لا علاقة لها بما يورده صاحبها الناصح!!
ففي عنوان هذا المقال التافه: أبو غدة الكوثري وتلميذه (أكيد أنه يقصد بالتلميذ: الشيخ العلامة محمد عوامة)
فيَخال لك أنك ستسمع ردا عليهما
فإذا قرأت ما يكتبه صاحب الموضوع تجده يتحدث عن الكوثري ....
ثم يقول للناس إنهما من تلاميذه حتى يعتقد السُذَّج والحمقى أن كل رد على الشيخ هو رد على كل من يثني عليه، أو درس عنده
فنحن مثلا في الجزائر خاصة، وفي المغرب العربي عموما درسنا علوم الآلة على مشايخنا، وأكثرهم أشاعرة وربما إباضية
فهل إذا أراد أحد الناصحين أن يرد علينا أتى بأخطاء شيوخنا
إذا كانت هذه هي طريقته فتبًّا له
ومثل هذه الردود ما يكتبه بعض الحمقى عن الجماعات الإسلامية
فيقولون الرد على جماعة فلان، ثم يملأون كتبهم!!! بالرد على مؤسس الجماعة
وكأن أخطاء هذا المؤسس تنسحب جميعا على كل من أعجبه بند واحد من بنود هذه الجماعة
أما قول الأخ أبو محمد المصري:
أن الشيخ الغماري وجه للكوثري صواريخ تدمير شامل
فأقول بصراحة:
أنا لست مع الغماري، ولا الكوثري
ولكن كتاب الغماري الذي ألفه ليبين فيه حال الكوثري، أراه بين فيه حاله هو
فقد ملأه بالسباب والشتائم، واللعن، والإخراج من الملة
ومللت وأنا أقرأ في هذا الكتاب (مع حواشيه المثقلة من طرف محققه الأحمق) إلا أني لم أعثر فيه على جملة واحدة فنَّد فيها ما جاء به الكوثري في التأنيب.
اللهم إلا السب والشتم
الهوى يعمي ويصم حقاً
الرد على الكوثري كل ما قيل فيه يستحقه الكوثري وأكثر وإن رغمت أنوف.
ووصفك للمحقق الفاضل بالحماقة أليس سباباً قبيحاً يا من تدعى الأدب؟
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 08:37]ـ
كتبت في مشاركتي السابقة ان عنوان كتاب الغماري في الرد على "تأنيب الخطيب" "الغارة العنيفة"، وهو سهو مني والصواب "سوط التاديب"
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 03:49]ـ
هناك مواضيع تشعرك بتأنيب الضمير:
(لماذا فتحت هذا الموضوع؟ ألا تتعلم من أخطائك؟ كفاك تضييعًا للأوقات)
ـ[ابو البراء المقدسي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 01:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله,
لعل خير من يدافع عن الشيخ أبي غدة هو نفسه, رحمه الله تعالى
http://www.mediafire.com/?zmzhmiyziqm
ـ[الشهرزوري]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 12:14]ـ
أحسن الله اليك يا أبا البراء ورفع قدرك
ـ[أبو الفضل المراكشي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 03:55]ـ
صحيح أخي الفاضل بارك الله فيك.
إلا أن الحكم على الشخص يكون بما خطته يمينه.
فنحكم عليه من كتبه ومقالاته.
وهذا لا يعني أن لا يستفيد طالب العلم من كتبهم وفوائدهم.
على أن فيما كتبه غيرهم الغنية والكفاية، ولله الحمد.
اللهم أرنا الحق واسلك بنا طريقه.
ـ[السليماني]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 08:20]ـ
قال أبوغدة الكوثري
(إن هؤلاء الوهابيين!!! تتقزز نفوسهم أو تشمئز
حينما يذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم)!!!
(كشف النقاب للشيخ الألباني رحمه الله) ص40
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 08:34]ـ
جمع الشيخ "أبو غدة" رحمه الله مع الكوثري في إطار واحد غلط
والإنصاف عزيز لكنه واجب
نعم، الأنصاف عزيز ومن إنصاف التلميذ المعظم لشيخه مع علمه بضلالاته وسوء منطقه مع أهل العلم وأئمة السنة ألا يفصل بينه وبين شيخه.
هذا لو تعلم أنه يحشي على كتب العلماء التي حققها بكلام لشيخه رافع لواء التجهم والتعطيل -كما وصفه الشيخ خليل هراس رحمه الله-، ويتصرف بنص تلك الكتب كما كان يفعل شيخه؛ فلا أمانة ولا سنة.
نسأل الله السلامة
حتى كتب المصطلح تصرف في نصها خذ مثالا:
الموقظة راجع طبعة الرازحي وانتظر طبعة شيخنا عبدالباري الأنصاري حتى تصدر.
وشروط الأئمة راجع طبعة عمرو عبدالمنعم سليم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 08:39]ـ
الهوى يعمي ويصم حقاً
الرد على الكوثري كل ما قيل فيه يستحقه الكوثري وأكثر وإن رغمت أنوف.
ووصفك للمحقق الفاضل بالحماقة أليس سباباً قبيحاً يا من تدعى الأدب؟
جزاك الله خيرا يا أبا محمد.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 08:53]ـ
وهل هذا كل ماأزعجك من كلام أبي غدة؟؟؟!!!
ثم ألا يكفيك فيه خبر الثقة ((أعني الألباني طبعا)) , أم انك من هؤلاء القوم الذين يشترطون التواتر القطعي؟؟؟؟؟!!!!!
.
ليس دفاعا عن أبي غدة ولكن الأمر صعب ويتطلب التثبت، وابن الرومية لم يخطئ عندما طالبك بمصدر هذا الكلام الذي إن ثبت عن قائله فهو كافر كفرا أكبر، وإن كان الألباني عندك ثقة فليس بالضرورة أن يكون عند غيرك كذلك.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 08:57]ـ
التمسك بالسنة ليس هو إعتقاد الحق فقط بل هو إعتقاد الحق مع البراءة من مخالفيه، أما من ضيع أصل الولاء والبراء فمن نقص تحقيقه لأصل التوحيد وأصل المتابعة على حد قول ربنا: قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون.
ولا يخرج علينا واحد بعد قليل يقول: هذه في الشرك!.
هذا من أكبر مشاكل الإلتزام المعاصر: حب للدين مع تعلق بمخالفيه المنسبين إليه يجعلهم يردون الحق ويدافعون عن أهل الباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 08:59]ـ
إن كان الألباني عندك ثقة فليس بالضرورة أن يكون عند غيرك كذلك.
يا سبحان الله أين نحن؟!!!
هل يشك لا أقول سني بل مسلم في عدالة الألباني وثقته؟
أم أنه .......... في الخصومة؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 09:03]ـ
أصبح علم بعض المنتسبين للسنة مجرد حفظ معلومات فلا أدب ولا منطق حسن!
على أني أنازع في أن يكون من طلب العلم بإخلاص يحمل أخلاقاً كهذه؟!
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 10:48]ـ
يا سبحان الله أين نحن؟!!!
هل يشك لا أقول سني بل مسلم في عدالة الألباني وثقته؟
أم أنه .......... في الخصومة؟
يا أخي الكريم حنانيك على إخوانك,
الأخوة يطلبون التثبت, وهذا مما أُمرنا به في شريعتنا, لا سيما في أمر عظيم مثل هذا,
عموماً: الشيخ الألباني قال: قال أبوغده كذا وكذا ...
الأمر هنا لا يتعلق بموثوقية الشيخ الألباني من عدمها, فلو قال الشيخ سمعت أبي غدة, لكان لجوابك محل, ولكن الشيخ هنا علق الخبر إلى قائله, وهذا عند أهل الحديث -الذين كان الألباني من أئمتهم- يسمى معلقاً وهو نوع من الخبر المنقطع الذي هو أحد فروع الضعيف.
فإن كان عدم قبول تعليق الألباني قدحاً فيه, للزم أن يكون الشيخ الألباني نفسه قدح في كثير من أهل الحديث ممن تكلم في تعاليقهم تصحيحاً وتضعيفاً وعلى رأسهم البخاري.
ولو فرضنا قبول تعاليق الألباني لثقته وعدالته, للزمنا قبول تعاليق سعيد بن المسيب وغيره من التابعين فيما علقوه على النبي صلى الله عليه وسلم. والشيخ الألباني نفسه لا يقول بذلك.
فالأمر كله لا يعدو كونه تثبتاً, ولو صح الخبر لوجب علينا ما يَجبُ في مثل هذه الأمور, ولا نتجاوز الإنصاف.
والواجب على المسلم درء المثالب عن أخيه قدر المستطاع, طبعًا باتباع الطرق الشرعية, وعلى رأسها التثبت من الأخبار, ومن محاولة فهم العبارات على أحسن محاملها, ومثل هذا.
فإن لم نجد وظهر سوء مقالة القائل بما لا يحتمل, وجب التعامل معها بحكمة وبما يظهر للمجتهد.
فالتحذير من المبتدع وغيره يخضع لشروط وظروف كثيره فصل القول فيها أهل العلم, ومن أمتع من تقرأ لهم في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية. فليس كل ما عرفنا قولاً مبتدعاً حذرنا منه, فقد يكون التحذير من بعض البدع نشر واظهار لها, فالتعامل مع هذه الأمور يحتاج إلى حكمة ونظر.
لا سيما إذا لم يكن هذا القول المنقول في شيء من كتب أبي غده المنشورة المتداولة بين الناس.
والله أعلم.
ـ[تهامي من عسير]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 11:11]ـ
استغفر الله وأتوب إليه ..
هذه الأشكال ليتها طعنت في الشيخ أبو غدة - رحمه الله - فقط!! بل طعنوا في من هم أعلم منه:السيوطي , الغزالي ... . بل حتى النووي ليس سني عندهم
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 11:22]ـ
الأخ أبو الوليد جزاك الله خيرا؛ ما كتب فيه تشكيك بثقة الشيخ وليس من نقل عنه الشيخ وأشكرك وإن كان لدي تحفظ على بعض كلامك في التعامل مع المبتدعة.
أما التهامي الذي من عسير فلا أظنه قرأ ما كتبه الأخوة وأنصحه ألا يخلط الأوراق ويعرف الفرق بين النووي الامام وأبي غدة الكوثري ولا يرمي الناس بما لا يقولوه كما أنصحه أن يقرأ مشاركتي السابقة:
التمسك بالسنة ليس هو إعتقاد الحق فقط بل هو إعتقاد الحق مع البراءة من مخالفيه، أما من ضيع أصل الولاء والبراء فمن نقص تحقيقه لأصل التوحيد وأصل المتابعة على حد قول ربنا: قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون.
ولا يخرج علينا واحد بعد قليل يقول: هذه في الشرك!.
هذا من أكبر مشاكل الإلتزام المعاصر: حب للدين مع تعلق بمخالفيه المنسبين إليه يجعلهم يردون الحق ويدافعون عن أهل الباطل.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 11:38]ـ
الأخ أبو الوليد جزاك الله خيرا؛ ما كتب فيه تشكيك بثقة الشيخ وليس من نقل عنه الشيخ.
أنا لا أشكك بل أنقل واقعا فالشيخ ليس بثقة عند الجميع ليكن هذا في علمك، ثم تجزم بأنه لا يوجد مسلم يشك في عدالة الشيخ!! سبحان الله! فهل أصبح الشك في عدالة الألباني ناقضا من نواقض الإسلام أم ماذا؟!
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 11:59]ـ
أنا لا أشكك بل أنقل واقعا فالشيخ ليس بثقة عند الجميع ليكن هذا في علمك، ثم تجزم بأنه لا يوجد مسلم يشك في عدالة الشيخ!! سبحان الله! فهل أصبح الشك في عدالة الألباني ناقضا من نواقض الإسلام أم ماذا؟!
لا يا أختنا, ليس الشك في عدالة الشيخ ناقضاً من نواقض الإسلام.
لكن من طعن في الشيخ من جهة عدالته, أخشى أن يكون سبب طعنه إظهار الشيخ للسنة, كما قيل في الإمام أحمد أن من طعن فيه فاتهمه على الإسلام, فالمراد ليس أن الطعن في أحمد ناقض للإسلام, ولكن أصبح الإمام أحمد رمزاً لإعلاء السنة ومن طعن فيه إنما أراد أن يطعن في السنة.
فمخالفي الشيخ الألباني, إما أن يكونوا:
1 - مخالفين علمياً, فهؤلاء نحسبهم على خير ويجمعهم جميعاً رحم العلم, وإن خرج منهم أو من الشيخ بعض العبارات الشديدة, وهؤلاء لم يطعنوا في عدالة الشيخ, ويُلحق بهؤلاء معاصري الشيخ ممن حملتهم المعاصرة على المنافرة. فالكلام بين المعاصرين يطوى ولا يروى.
2 - طاعنين في الشيخ كلية, فهؤلاء ظاهر أكثرهم أنهم ما طعنوا في الشيخ إلا لإظهاره السنة ومحاربته للبدع بأنواعها, وهؤلاء بغاة لم يتكلموا بعلم أو يسكتوا بحلم, وأمثالهم ليس لهم وزن عند الكلام على الرجال, أسأل الله أن يردهم إلى الحق مرداً جميلاً.
رحم الله الشيخ الألباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 05:54]ـ
استغفر الله وأتوب إليه ..
هذه الأشكال ليتها طعنت في الشيخ أبو غدة - رحمه الله - فقط!! بل طعنوا في من هم أعلم منه:السيوطي , الغزالي ... . بل حتى النووي ليس سني عندهم
سلم على شيخك الكذاب صالح الأسمري - عامله الله بعدله-. وقل له قد احترق كرتك عند أهل السنة.
بخصوص أبو غدة. قال الشيخ العالم بكر بن عبدالله أبو زيد - رحمه الله تعالى-:
وقد رأَيتها - أي عقيدة ابن أبي زيد القيرواني - في مطلع هذا العام 1414هـ. منشورة مفردة باسم: ((العقيدة الإسلامية التي يُنَشَّأُ عليها الصِّغار)) للإمام ابن أبي زيد القيرواني. وُلد سنة 310هـ, وتُوفي سنة 386 - رحمه الله تعالى - اعتنى به: عبدالفتاح أبو غدة. الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب)).
فرأيت هذا ((المُعْتَنِي بِهَا)) قد تناولها بقلم غير قلم ابن أبي زيد, وبعقيدة تخالف عقيدته, فَوَظَّفَ التحريف بما سَوَّلَتْ له نَفْسُهُ في نَص هذه العقيدة ومعناها فَفَتَح فيها ثُلَما, وَغَشَّاها من عقيدة التفويض والتحريف مَا غَشَّى, تفريطاً في الحق وهو بين يديه, وتعدياً على الخلق وهو بين أيديهم, فصار واجباً عَلى مَنْ عَلِمَ: كشف تلك الدسائس, ودفع هذا التعدي البائس, نصرة لعقيدة أهل السنة وأهلها, وحماية لعقائدهم من دخولات المخالفين لها؛ وليحذر المسلمون من تسليم أولادهم لمن يتمسح بمعتقدهم, وحقيقته استدراجهم إلى فاسد مشربه, وفتح باب الأهواء, والمُشَاقَّةِ في صُفُوفِهم, نعوذ بالله من الهوى وأهله. انتهى.
المصدر: ((عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها))
مطبوعة ضمن كتاب: ((الردود)) ص / 458, 459.
أخيراً: أغلب ما في كتاب: ((تحريف النصوص) للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى هو في الرد على أبو غدة. فليراجع.
ـ[استاذ نبيل]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 06:26]ـ
ياتي زمان على امتي يلعن اخرها اولها كما اخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، اذكركم اخوتي بالحديث المتفق عليه: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) فان كان عبد الفتاح ابو غدة والكوثري مسلمين عندكم فامسكوا السنتكم عن اعراض المسلمين، وان لم يكونوا كذلك بل اعتقدتم خروجهم من الاسلام (والعياذ بالله) فعلموا بانكم واياهم ستقفون امام الله يوم القيامة وسيكونون هم خصمائكم، والعاقبة للمتقين
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 06:29]ـ
سلم على شيخك الكذاب صالح الأسمري - عامله الله بعدله-. وقل له قد احترق كرتك عند أهل السنة.
لن أعقب على شيء مما ذكرت إلا هذه الجمل الصغيرة الكبيرة، فأقول مستعينًا بالله:
/// أولًا: اتق الله أخي، كيف حكمت على الرجل أنه من طلاب الأسمري، أم لأنه من تهامة عسير أصبحت تنقم عليه، فلتعلم أن بتلك الأرض من العلماء وطلبة العلم من لاتصل إلى كعب أحدهم! لعلي قسوت ولكن هذه بتلك، وغفر الله لي ولك.
/// ثانيًا: لماذا قدمت قبل اسم الأسمري بقولك الكذاب، لاأقول هذا دفاعًا عنه، بل إني من أعلم الناس به وبحاله وبمنهجه، ولكن أخي لا ينبغي للشخص - لاسيّما طالب العلم - أن يعوّد نفسه على طرق مثل هذه الألفاظ؛ لأنه كما قال القائل:
والنفس كالطفل إن تتركه شب على ..... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
/// لو أنك أعقبت اسم الرجل بقولك: هداه الله = لكان خير لك وأعظم أجرا، فلعل الله أن يهديه ويصلحه ويرده إلى الحق بدعوتك = فتدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك ... الحديث.
وختامًا أسأل الله أن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق لايهدي لأحسنها إلا هو ...
والحمد لله رب العالمين
ـ[استاذ نبيل]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 06:32]ـ
سبحان الله الان اصبح اصل التكفير واهل التكفير هم الذين يبرؤن من من تكفير الائمة،
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 06:47]ـ
نرجوا من الإخوة إغلاق الموضوع، والتوقف عن المشاركة فيه ...
فنحن نعرف الخلل الكائن عند الكوثري والشيخ أبي غدة، ونعرف ماذا نأخذ وماذا ندع، وكما قيل:
{خذ ما صفى، ودع ماكدر}
ونحن أيضًا لسنا بمعزلٍ عن كتب الشيخ العلامة بكر أبو زيد - رحمه الله - وغيره من العلماء فلسنا بغافلين أيها الإخوة! بل نقرأ كتب العلماء ونفقهها ونستفيد ...
فيكفي يامن أثرت الموضوع لو أنك نقلت لنا كلام الشيخ بكر مثلًا - بلا حاجة إلى عناوين ليست هي من شأننا ولا من شأنك - = لكان خيرًا لك وأنفع لنا ...
وأما إثارة مثل هذا الموضوع هنا هكذا بلا خطام ولا زمام، فلا أرى له حاجة أيها الأحبة ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
ملامح الإيمان باليوم الآخر.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 09:27]ـ
ملامح الإيمان باليوم الآخر
الإيمان باليوم الآخر أصل من أصول الدين الكبرى، ومباحثه كثيرة وهامة؛ كأشراط الساعة وعذاب القبر ونعيمه وأدلة البعث وأحواله وأهواله وصفة الجنة ونعيم أهلها وصفة النار وعقوبات أهلها.
فأشراط الساعة هي العلامات التي تدل على قرب وقوعها؛ وهي إما صغرى أو كبرى؛ فالصغرى كثيرة جدا؛ كموت النبي r وفتح بيت المقدس وطاعون عمواس واستفاضة المال وفتنة لا تدع بيتا من العرب إلا دخلته وغدر بني الأصفر. والكبرى عشر؛ الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.
وعذاب القبر ونعيمه يراد به عذاب البرزخ ونعيمه وإنما خص بالقبر باعتبار الأعم الأغلب وإلا فكل من مات ناله نصيبه منه قبر أو لم يقبر. وقد دل على ثبوته القرآن والسنة المتواترة وأدلته التفصيلية مشهورة معلومة للخاص والعام. وهو غيب إذ لوكان شهادة لزالت حكمة التكليف والإيمان بالغيب ولما تدافن الناس؛ ففي الحديث الصحيح (لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع). وقد يطلع الله عليه بعض عباده لحكمة معينة؛ والشواهد على ذلك كثيرة ذكر ابن القيم طرفا منها في كتابه (الروح). وقد عني العلماء بذكر مادلت عليه النصوص الصحيحة من أسباب عذاب القبر وموانعه؛ فمن أسبابه عدم الاستبراء والتطهر التام من البول والغلول والنميمة والغيبة، ومن موانعه الموت مرابطا أوشهيدا أو مبطونا والمحافظة على قراءة سورة الملك كل ليلة لحديث (هي المانعة هي المنجية من عذاب القبر).
وأما أدلة البعث بعد الموت فهي كثيرة جدا منها:-
1 - الاستدلال على البعث بوقوعه في الدنيا، وهو أعظم أدلة البعث إذ لاشئ أدل على إمكان الفعل من وجوده في العيان. وقد ذكر الله تعالى في سورة البقرة وحدها خمسا من هذه الوقائع؛ كما في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم)، وقوله: (وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون)؛ فقد ذكر أكثر المفسرين أن هؤلاء هم السبعون الذين خرج بهم موسى إلى طور سيناء ليعتذروا من عبادة العجل فلما أتوا المكان الموعود طلبوا رؤية الله جهرة فأهلكهم الله لتعنتهم ثم أحياهم رجلا رجلا؛ إكراما لموسى u وآية للعالمين على القدرة التامة على البعث.
2 - قياس البعث على إحياء الأرض الميتة، قال تعالى (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلناعليهاالماءاهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير) وهذا القياس في أصل الإحياء وكيفيته، لحديث: (ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، ليس شئ من الانسان إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم.
3 - قياس البعث على النشأة الأولى، قال تعالى: (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم)، وقال: (وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه)؛ فمن قدر على النشأة الأولى من غير مثال يحتذى فقدرته على الإعادة من باب أولى.
4 - قياس القدرة على البعث على القدرة على خلق السموات والأرض؛ لأن من قدر على الأجل الأعظم فقدرته على الأيسر الأصغر من باب أولى، قال تعالى: (أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بعد البعث يحشر الناس كافة إلى أرض المحشر المبدلة؛ وهي أرض بيضاء كالفضة، لم يسفك فيها دم حرام، ولم يظلم على ظهرها أحد، تطهر لنزول الحكم العدل جل جلاله ليقضي بين عباده بالحق، قال تعالى: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا)، وقال: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار)، ثم يكون الحساب ووزن الأعمال والحوض والشفاعة حتى إذا قضي بينهم بالعدل والفضل (سيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) و (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) وفي الجنة والنار يكون الاستقرار الأبدي والجزاء التام، وقد ذكر الله في كتابه نماذج كثيرة مما يكون في دار الخلود؛ ليستعد كل عاقل لما بين يديه من خير لاشر فيه وشر لاخير فيه.
فمما يكون في النار من صور العذاب والنكال الأمور التالية: -
1 - الإحراق، قال تعالى: (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب).
2 - أكل الزقوم، قال تعالى: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم). والزقوم شجرة نارية مرة أصل منبتها في قرار النار وفروعها تصل إلى كل محل من دركات النار وطلعها قبيح يشبه رؤوس الشياطين. ويطلق على الزقوم اسمان آخران هما الغسلين والضريع، وقيل إن الغسلين صديد أهل النار والضريع شجر من شوك يقال له الشبرق.
3 - التعذيب بالحميم؛ وهو ماء نتن مر حار يشبه في حرارته المهل؛ وهو ما أذيب من المعادن حتى ماج من شدة غليانه. والتعذيب بالحميم يكون بالشرب (وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم) ويكون بالصب فوق الرؤوس (يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به مافي بطونهم والجلود) ويكون بالسحب فيه (فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون)؛ أي يجرون في الماء الحار ثم يطرحون في النار فيكونون وقودا لها.
4 - الضرب بالمقامع؛ وهي آلات هائلة يضرب بها أهل النار في رؤوسهم؛ قال تعالى: (ولهم مقامع من حديد).
5 - العذاب المعنوي؛ كالذل والندم والحرمان من رؤية الله تعالى؛ قال تعالى: (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله)، أي ذل، وقال: (وأسروا الندامة لما رأوا العذاب)، وقال: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون).
ومما يكون في الجنة من صور النعيم والحبور الأمور الآتية:-
1 - الأكل والشرب، قال تعالى: (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات).
2 - اللباس والزينة، قال تعالى: (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير)، وقال e : ( أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة)؛ أي من العود.
3 - المساكن، قال تعالى: (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن)؛ والمساكن في الجنة ثلاثة أنواع؛ قصور وغرف وخيام، وبعضها خاص بمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام.
4 - الأزواج، قال تعالى: (كذلك وزوجناهم بحور عين)، وقال: (ولهم فيها أزواج مطهرة). ولكل واحد من أهل الجنة زوجتان كما ثبت في الصحيح (لكل امرئ منهم زوجتان). وقد ورد في بعض الأحاديث تخصيص الشهيد من هذا العموم وأن له اثنتان وسبعون زوجة.
5 - النعيم المعنوي، كجمال الخلقة وكمال القوة وطهارة القلب واللسان ودوام العافية والشباب وإحلال الرضوان، قال تعالى: (لايسمعون فيها لغوا ولاتأثيما إلا قيلا سلاما سلاما)، وقال: (وهدوا إلى الطيب من القول)، وقال: (ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين)، و قال e : ( أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل)، وقال: (ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلاتموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا)، وقال: (إن الله يقول: يا أهل الجنة فيقولون: لبيك وسعديك والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لانرضى وقد أعطيتنا مالم تعط أحدا من خلقك! فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شئ أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا).
ومما اجتمع فيه النعيم الحسي والمعنوي رؤية الله تعالى، وهي أعلى نعيم أهل الجنة، قال تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)، وقال: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم، قال e : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة ... يقول الله تعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل)، وقال e ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لاتضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا)، ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين أن الرؤية تحصل في مثل وقتهما؛ ولهذا أوصى النبي e بالحرص على أدائهما في وقتهما دون تأخير. وقد وردت أحاديث أخرى تدل على حصول الرؤية أيضا في مثل وقت صلاة الجمعة والعيد، وهي أحاديث لاتخلو من مقال إلا أن كثرة طرق أحاديث الجمعة خاصة وما يعضدها من آثار يورث غلبة الظن بثبوتها. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.(/)
المنفلوطي أبرز كتاب مصر يبكي على التوحيد
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 11:07]ـ
المنفلوطي أبرز كتاب مصر يبكي على التوحيد
بقلَم فضيلة الشيخ: سعد بن عبدالرحمن الحصين -حفظه الله-
http://www.saad-alhusayen.com/images/line.gif
كنت أظن أن الأستاذ محمد بهجت الأثري العراقي عضو المجامع العربية رحمه الله هو الكاتب العربي الوحيد الذي ميزه الله تعالى بمعرفة أهم ما أمر الله ورسله به (إفراد الله بالعبادة) وأهم ما نهى الله ورسله عنه (إشراك غير الله معه في عبادته) والإحاطة بما وصل إليه حال أغلب المسلمين ـ عربًا وعجمًا ـ من الجهل بصحيح المعتقد (أساس الدين وركنه الأعظم) والوقوع في أبرز مظاهر الشرك الأكبر منذ قوم نوح حتى قيام الساعة (تقديس الأضرحة والمقامات والمزارات والمشاهد، ودعاء أصحابها وطلب المدد منهم، والاستغاثة والاستعانة بهم، والنذر والذبح لها والطواف بها ونحو ذلك). ولا زلت أعتقد أنه خير الكتاب العرب علمًا، وأصحهم معتقدًا، وأجودهم همة ودعوة، فيما ظهر لي من مقالاته التي لم يستثن منها حتى مجلة مؤسسة الفكر العربي (على بعدها عن هذه القمة التي اصطفى الله لها خير رسله وخير الدعاة إليه)، وعلى رأس ذلك كله رسالة كتبها لندوة جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله عن الدعوة التجديدية في منتصف القرن الثاني عشر وأول القرن الثالث عشر من الهجرة وكانت الندوة المباركة حسنة من حسنات معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وفضلًا من فضل الله به وعليه. وكان عنوان الرسالة: (محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد) بين فيها أن ما قامت به وقامت عليه الدعوة المحمدية والدولة السعودية لم يسبق له مثيل منذ نحو ألف سنة من حيث العودة بالدين إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهدم أوثان المقامات والمزارات ومحاربة البدع التي أحدثها الناس منذ الفاطميين. وقد نوهت بهذا التميز في أكثر من مقال. وثبت على هذا حتى تجاوز التسعين. وقد وضع اثنان من إخواني في الدين والدعوة على منهاج النبوة بين يدي (الشيخان يوسف الغويري من مملكة الاردن، وعبد الحق التركماني من مملكة السويد) مقالًا عظيمًا للكاتب المصري الذي تتلمذ على مقالاته أكثر كتاب الأجيال الأخيرة من العرب (الأستاذ مصطفى لطفي المنفلوطي) رحمه الله يرقى به إلى صف الأثري في حسرته على المسلمين اليوم، وإن عرفه الناس بالفكر والأدب العربي ولم يعرفوه بما هو أعظم: قال رحمه الله في كتابه (النظرات ج 2 ط 5 المطبعة الرحمانية بالحرنفش ـ مصر): (كتب إليَّ أحد علماء الهند عن مؤلف ظهر بلغة التاميل (لغة أهل ناقور وملحقاتها جنوب مدارس بالهند) موضوعه سيرة عبد القادر الجيلاني وما يروى عن مناقبه وكراماته وما يوصف به من صفات لا تليق إلا بالله تعالى مثل: (سيد السموات والأرض، المتصرف في الأكوان، المطلع على أسرار الخليقة، محيي الموتى، ماحي الذنوب، دافع البلاء). وفي الكتاب بيان لما يجب على زائر قبره: (يتوضأ وضوءً سابغًا، ثم يصلي ركعتين بخشوع واستحضار، ثم يتوجه إلى تلك الكعبة المشرفة؛ وبعد السلام على صاحب الضريح المعظم يقول: يا صاحب الثقلين، أغثني وأمدني بقضاء حاجتي وتفريج كربتي. أغثني يا محيي الدين عبد القادر، أغثني يا ولي عبد القادر، أغثني يا سلطان عبد القادر، يا حضرة الغوث الصمداني، يا سيدي عبد القادر الجيلاني، عبدك ومريدك مظلوم عاجز محتاج إليك في جميع الأمور في الدين والدنيا والآخرة).
ويقول الكاتب: (أن في (ناقور) في الهند قبرًا يسمى (شاه الحميد)، أحد أولاد عبد القادر ـ كما يزعمون ـ وأن الهنود يسجدون بين يدي ذلك القبر سجودهم بين يدي الله، وأن في كل بلد وقرية مزارًا لعبد القادر، هو القبلة التي يتوجه إليها المسلمون والملجأ الذي يلجؤون إليه في حاجاتهم وشدائدهم، وينفقون الأموال العظيمة على سدنته وموالده وحضراته).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول المنفلوطي رحمه الله: (يعلم الله أني ما أتممت قراءة رسالته حتى دارت بي الأرض، وأظلمت الدنيا في عيني، حزنًا وأسفًا على ما آلت إليه حالة الإسلام بين أقوام أنكروه بعدما عرفوه، وذهبوا به مذاهب لا يعرفها، ولا شأن له بها. أي عين يجمل بها أن تستبقي في محاجرها قطرة واحدة من الدمع، فلا تريقها أمام منظر أولئك المسلمين المحزن، وهم ركع سجد على أعتاب قبر. أي قلبٍ يستطيع أن يستقر بين جنبي صاحبه ساعة واحدة، فلا يطير جزعًا حينما يرى المسلمين [المنتمين] إلى دين التوحيد أكثر من المشركين إشراكًا؛ وأوسعهم دائرة في تعدد الآلهة؛ وكثرة المعبودات. لم ينقم المسلمون التثليث من المسيحيين؟ ولم يحملون في صدورهم لهم تلك الموجدة وذلك الضغن؟ وعلام يحاربونهم؟ وهم لم يبلغوا من الشرك بالله مبلغهم، ولم يغرقوا فيه إغراقهم؟ يدين المسيحيون بآلهة ثلاثة، ولكنهم يشعرون بغرابة هذا التعدد وبُعده عن العقل، فيتأولون فيه، ويقولون: إن الثلاثة في حكم الواحد. أما المسلمون فيدينون بآلاف من الآلهة، أكثرها جذوع أشجار، وجثث أموات، وقطع أحجار، من حيث لا يشعرون.
جاء الإسلام بعقيدة التوحيد ليرفع نفوس المسلمين وليعتق رقابهم من رق العبودية [لغير الله]، وقد ترك الإسلام بفضل عقيدة التوحيد ذلك الأثر العظيم في نفوس المسلمين في العصور الأولى فكانوا ذوي أنفة وعزة وإباء وغيرة، أما اليوم وقد داخل عقيدتهم ما داخلها من الشرك الباطن والظاهر فقد ذلت رقابهم وفترت حميتهم فوجد أعداؤهم [من شياطين الجن والإنس] السبيل إليهم فغلبوهم على أمرهم، [من أمر الدين والدنيا].
والله، لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، إلا إذا استرجعوا قبل ذلك ما أضاعوه من عقيدة التوحيد. وإن طلوع الشمس من مغربها، أقرب من رجوع الإسلام إلى سالف مجده، ما دام المسلمون يقفون بين يدي الجيلاني كما يقفون بين يدي الله؛ فإذا نزلت بهم جائحة أو ألمت بهم ملمة ذكروا الحجر والجذع [والميت ودعوه] قبل أن يذكروا ويدعوا [الحي الذي لا يموت ولا يعجزه شيء].
[ومن يؤمل فيه إنكار هذا المنكر]؟ علماء مصر وهم الذين يتهافتون على (يوم الكنسة) تهافت الذباب على الشراب [للتبرك بكنس تراب ضريح الإمام الشافعي]؟ أم علماء الآستانة [بقيادة] أبي الهدى الصيادي شيخ الطريقة الرفاعية؟ أم علماء العجم الذين يحجون إلى قبر الإمام كما يحجون إلى البيت الحرام؟
يا قادة الأمة [وعلماؤها] لو عذرنا العامة في إشراكها، وفساد عقيدتها، وعجزها عن تصور الألوهية إلا ممثلة في النصب، والمزارات، والأضرحة؛ فما عذركم وأنتم تتلون في كتاب الله: {قل لا يعلم من السموات والأرض الغيب إلا الله}، {قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا}، {قل لله الشفاعة جميعًا}، {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا}، {قل لن يجيرني من الله أحد}؟
وما عذركم وأنتم تعلمون أن السلف الصالح لم يرفعوا قبرًا، ولا توسلوا بضريح، ولم يقف أحد منهم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد من أصحابه أو آل بيته، يسأله قضاء حاجة، أو تفريج كربة، وتعلمون أن الرفاعي والدسوقي والجيلاني والبدوي ليسوا أكرم عند الله من نبيه وآل بيته وصحبه، وأنه لا فرق بين الأضرحة والمقامات وبين أوثان الجاهلية الأولى ما دام تقديسها يفسد عقيدة التوحيد؟ والله، ما جهلتم شيئًا من هذا، ولكنكم آثرتم الحياة الدنيا على الآخرة، فعاقبكم الله على ذلك بسلب نعمتكم، وانتقاض أمركم، وسلط عليكم أعداءكم).
قلت: رحمك الله يا مصطفى المنفلوطي، قليل من أمثالك من تمعر وجهه (أو لسانه أو قلبه أو قلمه) مما يرى بصره وتسمع أذنه من هذه الوثنية التي تقرب بها واستشفع المشركون الجاهليون، والمسلمون إلى الله منذ عاث الفاطميين في الأرض فسادًا. ولعل أوثانهم في المشرق العربي كان أولها المسمى بالحسين بجوار الأزهر فقد بُني هذا الوثن في القرن السادس الهجري، ويلقى من تعظيم العلماء والعوام ما لا تكاد تلقاه الكعبة، فلا عجب من ضلال مسلمي العجم وقد سبقهم العرب إليه. وتعظيم الوثن المسمى بالشافعي لا يقف عن حد التبرك بالكنسة؛ فلقدت شاهدت العمائم الأزهرية أكثر من مرة تطوف حول هذا القبر في سكينة وخشوع لا أجده عند طواف كثيرين منهم بالكعبة. ويقول السيوطي في تاريخ الخلفاء: إن الذي بناه صلاح الدين الأيوبي، تجاوز الله عنهما، يمدحه
(يُتْبَعُ)
(/)
بذلك، فتجمع على الشرك أو الدعوة إليه أو على السكوت عنه المجاهدون والعلماء والعوام في القرن السادس إلى القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر وإلى هذا اليوم. وباستثناء الشيخ د. عبد الرحمن الوكيل والشيخ د. جميل غازي لا أعرف أحدًا في مصر جاهد في الله حق جهاده فجعل أكبر همِّه: الدعوة إلى إفراد الله بالعبادة واتباع السنة والتحذير من شرك الأضرحة والمقامات وما دونه من البدع. وتقول مجلة التوحيد التي تصدرها جماعة أنصار السنة في مصر (وهي مستثناة أيضًا) إن نذور وثن البدوي تقسم ثلاثًا بين وزارة الأوقاف (وكان على رأسها ثلاثة من أساتذي: محمد متولي الشعراوي ومحمد حسين الذهبي ومحمد عبد المنعم النمر تجاوز الله عنهم)، وبين مصالح الضريح، وبين سدنته. وفي تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير وحزب الجهاد وجماعة التبليغ وأمثالهم من الأحزاب المبتدعة لم يعرف أحد من قادتهم ولا أفرادهم بالدعوة إلى ما دعا إليه كل الرسل، هدانا الله وإياهم لأقرب من هذا رشدًا.
ولكن أخوي (الغويري والتركماني) قدما إليَّ أيضًا فتاوى للشيخ عبد المجيد سليم مفتي مصر ثم شيخ الأزهر رحمه الله، وفيها:
(أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا يجوز أن يدفن في المسجد ميت لا صغير ولا كبير ولا جليل ولا غيره.)
(لا يجوز دفن ميت في مسجد؛ فإن كان المسجد قبل الدفن غُيِّر إما بتسوية القبر، أو نبشه إن كان جديدًا، وذلك لأن في الدفن في المسجد إخراج لجزء من المسجد عما جعل له من صلاة المكتوبات والذكر والعلم وذلك غير جائز شرعًا، ولأن الدفن في المسجد يؤدي للصلاة إلى القبر أو عنده.)
(وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تواترت بالنهي عن الصلاة عند القبور مطلقًا واتخاذها مساجد أو بناء المساجد عليها، ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ص 158).
(قال ابن تيمية: لا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر، بل أيهما طرأ على الآخر مُنِع منه وكان الحكم للسابق، ذكره ابن القيم في زاد المعاد.)
(قال الإمام النووي في شرح المهذب ص 316: اتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر).
[في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا].
(نص الحنفية على كراهة صلاة الجنائز في المسجد. وإذا كانت صلاة الجنازة مكروهة كراهة تحريم كما في إحدى الرواتين وهي التي اختارها العلامة قاسم وغيره كان الدفن في المسجد أولى بالحظر).
(المصدر: فتاوى الأزهر المنشورة على الموقع الرسمي للأزهر).
وقال الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله عن التصوف:
(الصواب أنه اسم أعجمي قديم كان ولا يزال عند وثنيي الهند، وأصله عند قدماء اليونان [الوثنيين]: ثيو صوفي، ومعناه: المتجرد لطلب الحقيقة الأولى التي انبثق عنها الوجود، وهي عندهم: الحقيقة الإلهية أو نحو ذلك، ولهذا كانت الصوفية دينًا آخر غير الإسلام، دخيل عليه.)
المصدر: تحقيق الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله لكتاب التسهيل للبعلي، ص 611.
وأفتى مفتي الأردن الشيخ د. عز الدين الخطيب بتحريم البناء على القبور. فلا تخلوا الأرض من طائفة على الحق وإن كانوا الأقل عددًا كما في قول الله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]، {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24].
ولكني لا أعرف في هذا العصر من جاهد في الله حق جهاده لمحاربة وثنية المساجد على القبور (بعد المجددين من علماء وأمراء جزيرة العرب) أكثر من د. عبد الرحمن الوكيل رئيس جماعة أنصار السنة ود. جميل غازي رئيس جماعة أنصار السنة أيضًا (في مصر) وسليم شراب (في غزة من فلسطين) ويوسف البرقاوي (في الأردن) والألباني ومحمد نسيب الرفاعي في سوريا، رحمهم الله جميعًا وأسكنهم الفردوس. ولا زالت أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة تملأ الرحب في بلاد المسلمين العرب والعجم عدا جزيرة العرب (بين اليمن والأردن، وبين الخليج والبحر الأحمر) هدى الله الجميع لأقرب من هذا رشدًا، وأعاذهم من نزعات شياطين الجن والإنس ومن تسويل النفس الأمارة بالسوء ومن غلبة الهوى والتقليد الفاسد.
(1430 هـ)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 08:18]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 09:03]ـ
/// ومن ذلك قول شاعر مصر حافظ إبراهيم، وهو ينعى ما يحصل عند العتبات والمزارات:
أَحياؤُنا لا يُرزَقونَ بِدِرهَمٍ /// /// وَبِأَلفِ أَلفٍ تُرزَقُ الأَمواتُ
مَن لي بِحَظِّ النائِمينَ بِحُفرَة /// /// قامَت عَلى أَحجارِها الصَلَواتُ
يَسعى الأَنامُ لَها وَيَجري حَولَها /// /// بَحرُ النُذورِ وَتُقرَأُ الآياتُ
وَيُقالُ هَذا القُطبُ بابُ المُصطَفى /// /// وَوَسيلَةٌ تُقضى بِها الحاجاتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 03:10]ـ
وفي تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير وحزب الجهاد وجماعة التبليغ وأمثالهم من الأحزاب المبتدعة لم يعرف أحد من قادتهم ولا أفرادهم بالدعوة إلى ما دعا إليه كل الرسل، هدانا الله وإياهم لأقرب من هذا رشدًا.
ألا يمكن أن يكون هذا دليلا على أننا نحن المسلمين أو كثير من مسلمي هذا الزمان ... مولوعون نحن بالتسرع في الاطلاقات ... ؟؟؟؟ مولوعون نحن بالتركيز على الأشخاص اكثر من النظر الى الأمراض ... ؟؟؟ مولوعون نحن بغمط الناس و بطر ما لديهم من الحق؟؟؟؟ مولوعون نحن بالأنانية الأخلاقية و العلمية الفردية منها و الجماعية؟؟؟ مولوعون نحن بطاعة الشح و الهوى المتبع و اغترار كل ذي رأي برأيه؟؟؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 03:53]ـ
ألا يمكن أن يكون هذا دليلا على أننا نحن المسلمين أو كثير من مسلمي هذا الزمان ... مولوعون نحن بالتسرع في الاطلاقات ... ؟؟؟؟ مولوعون نحن بالتركيز على الأشخاص اكثر من النظر الى الأمراض ... ؟؟؟ مولوعون نحن بغمط الناس و بطر ما لديهم من الحق؟؟؟؟ مولوعون نحن بالأنانية الأخلاقية و العلمية الفردية منها و الجماعية؟؟؟ مولوعون نحن بطاعة الشح و الهوى المتبع و اغترار كل ذي رأي برأيه؟؟؟
كلامك صحيح يا ابن الرومية!!
البعض ليس مولعا بالتسرع في الإطلاقات،
وإنما في الإصرار على تكرار الأسلوب في غمط الناس وبطر ما لديهم من حق وصواب ..
وكأن الواحد منهم يقول:
رأيي صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[13 - Jan-2010, صباحاً 03:58]ـ
كلام المنفلوطي رائع جدا ,واثر في أيما تأثير ,أسأل الله أن يغفر له ويجزيه خير الجزاء على تلك الكلمات الموفقة فعلا.
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 08:44]ـ
يقول المنفلوطي رحمه الله: (يعلم الله أني ما أتممت قراءة رسالته حتى دارت بي الأرض، وأظلمت الدنيا في عيني، حزنًا وأسفًا على ما آلت إليه حالة الإسلام بين أقوام أنكروه بعدما عرفوه، وذهبوا به مذاهب لا يعرفها، ولا شأن له بها. أي عين يجمل بها أن تستبقي في محاجرها قطرة واحدة من الدمع، فلا تريقها أمام منظر أولئك المسلمين المحزن، وهم ركع سجد على أعتاب قبر. أي قلبٍ يستطيع أن يستقر بين جنبي صاحبه ساعة واحدة، فلا يطير جزعًا حينما يرى المسلمين [المنتمين] إلى دين التوحيد أكثر من المشركين إشراكًا؛ وأوسعهم دائرة في تعدد الآلهة؛ وكثرة المعبودات. لم ينقم المسلمون التثليث من المسيحيين؟ ولم يحملون في صدورهم لهم تلك الموجدة وذلك الضغن؟ وعلام يحاربونهم؟ وهم لم يبلغوا من الشرك بالله مبلغهم، ولم يغرقوا فيه إغراقهم؟ يدين المسيحيون بآلهة ثلاثة، ولكنهم يشعرون بغرابة هذا التعدد وبُعده عن العقل، فيتأولون فيه، ويقولون: إن الثلاثة في حكم الواحد. أما المسلمون فيدينون بآلاف من الآلهة، أكثرها جذوع أشجار، وجثث أموات، وقطع أحجار، من حيث لا يشعرون.
جاء الإسلام بعقيدة التوحيد ليرفع نفوس المسلمين وليعتق رقابهم من رق العبودية [لغير الله]، وقد ترك الإسلام بفضل عقيدة التوحيد ذلك الأثر العظيم في نفوس المسلمين في العصور الأولى فكانوا ذوي أنفة وعزة وإباء وغيرة، أما اليوم وقد داخل عقيدتهم ما داخلها من الشرك الباطن والظاهر فقد ذلت رقابهم وفترت حميتهم فوجد أعداؤهم [من شياطين الجن والإنس] السبيل إليهم فغلبوهم على أمرهم، [من أمر الدين والدنيا].
والله، لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، إلا إذا استرجعوا قبل ذلك ما أضاعوه من عقيدة التوحيد. وإن طلوع الشمس من مغربها، أقرب من رجوع الإسلام إلى سالف مجده، ما دام المسلمون يقفون بين يدي الجيلاني كما يقفون بين يدي الله؛ فإذا نزلت بهم جائحة أو ألمت بهم ملمة ذكروا الحجر والجذع [والميت ودعوه] قبل أن يذكروا ويدعوا [الحي الذي لا يموت ولا يعجزه شيء].
[ومن يؤمل فيه إنكار هذا المنكر]؟ علماء مصر وهم الذين يتهافتون على (يوم الكنسة) تهافت الذباب على الشراب [للتبرك بكنس تراب ضريح الإمام الشافعي]؟ أم علماء الآستانة [بقيادة] أبي الهدى الصيادي شيخ الطريقة الرفاعية؟ أم علماء العجم الذين يحجون إلى قبر الإمام كما يحجون إلى البيت الحرام؟
يا قادة الأمة [وعلماؤها] لو عذرنا العامة في إشراكها، وفساد عقيدتها، وعجزها عن تصور الألوهية إلا ممثلة في النصب، والمزارات، والأضرحة؛ فما عذركم وأنتم تتلون في كتاب الله: {قل لا يعلم من السموات والأرض الغيب إلا الله}، {قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا}، {قل لله الشفاعة جميعًا}، {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا}، {قل لن يجيرني من الله أحد}؟
وما عذركم وأنتم تعلمون أن السلف الصالح لم يرفعوا قبرًا، ولا توسلوا بضريح، ولم يقف أحد منهم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد من أصحابه أو آل بيته، يسأله قضاء حاجة، أو تفريج كربة، وتعلمون أن الرفاعي والدسوقي والجيلاني والبدوي ليسوا أكرم عند الله من نبيه وآل بيته وصحبه، وأنه لا فرق بين الأضرحة والمقامات وبين أوثان الجاهلية الأولى ما دام تقديسها يفسد عقيدة التوحيد؟ والله، ما جهلتم شيئًا من هذا، ولكنكم آثرتم الحياة الدنيا على الآخرة، فعاقبكم الله على ذلك بسلب نعمتكم، وانتقاض أمركم، وسلط عليكم أعداءكم).
إن نذور وثن البدوي تقسم ثلاثًا بين وزارة الأوقاف (وكان على رأسها ثلاثة من أساتذي: محمد متولي الشعراوي ومحمد حسين الذهبي ومحمد عبد المنعم النمر تجاوز الله عنهم)، وبين مصالح الضريح، وبين سدنته. وفي تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير وحزب الجهاد وجماعة التبليغ وأمثالهم من الأحزاب المبتدعة لم يعرف أحد من قادتهم ولا أفرادهم بالدعوة إلى ما دعا إليه كل الرسل،
جزاك الله خيرا اخى الكريم
ففرقة الاخوان معروف اتجاهاتها السياسية ولا يعرف لهم اهتمام بالدعوة للتوحيد والتحذير من الشرك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 09:41]ـ
حفظك الله وأثابك على الموضوع الرائع ...
ولي كلمة وهي:
* خلال ثلاثة وعشرين سنة فقط من صدح الرسول صلى الله عليه وسلم بالحق وبكلمة التوحيد رغم كل الصعوبات ورغم الجاهلية العمياء وعبادة الأوثان وإنكار البعث ... إلخ رغم كل هذا فقد أنزل الله سبحانه: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) .. بعد ثلاثة وعشرين سنة فقط طافت كلمة لا إله إلا الله أرجاء الجزيرة ...
وبعدها بسنين معدودة أصبحت بقلوب وألسنة العجم والعرب ..
واليوم وبعد عقود طويلة من الزمن لم نحقق شيء ... مازالت الأضرحة والقبور والأصنام تعبد من دون الله والسبب تنازل كثير من المسلمين وخاصةً دعاتها وعلمائها عن محاربة الشرك والكفر البواح بل مصادقة أهل الزيغ والضلال ومجاملتهم على حساب التوحيد والعقيدة ...
نسأل الله العافية,,,,
ـ[ابن سعدهم الحنبلى]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 06:48]ـ
قرأت الموضوع متاخرا وعندما بدأت فيه ووصلت الى كلام المنفلوطى
كنت متعجبا لا من الشرك وانما من موقف المنفلوطى رحمه الله
أما عن الشرك القبورى هذا وعبادة الأولياء فأنا أعيش حوله وكانت
قريتى فى خدمته الى أن جعل الله لها مخلصا فتركته وانكرته
ولكن أخى الحبيب رأيت فى أخر كلامك
لمز وهمز
بأنك قلت أنه (وباستثناء الشيخ د. عبد الرحمن الوكيل والشيخ د. جميل غازي لا أعرف أحدًا في مصر جاهد في الله حق جهاده فجعل أكبر همِّه: الدعوة إلى إفراد الله بالعبادة واتباع السنة والتحذير من شرك الأضرحة والمقامات وما دونه من البدع.)
يأخى اتق الله وأين جهود شيوخنا محمد حسان والحوينى ويعقوب والزغبى والمقدم وبرهامى المفترى عليه ظلما وما تعدى الصواب حفظهم الله جميعا وغيرهم الكثير من مشايخ الدعوة السلفية.
سؤال وجيه أخى أتعرف من كان السبب فى انقاذ قريتى من الشرك؟!!!!!!!!!!!!!!
الأجابة
الشيخان محمد حسان ومحمد حسين يعقوب حفظهما الله(/)
أبو الكلام آزاد و جهوده
ـ[معاوية جالندهري]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 06:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد معرفة عن جهود أبي الكلام آزاد في دراسة الأديان.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 12:14]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا ما وجدته:
ابو الكلام آزاد .. صبي مكة الذي غير لغة صحافة الهند * ( java******:buildNewList('http %3A%2F%2Fwww.kfnl.gov.sa%3A88% 2Fipac20%2Fipac.jsp%3Fsession% 3DP263244472D5N.69925%26profil e%3Dakfnl%26uri%3Dfull%3D31000 06%40%21340886%40%219%26ri%3D1 %26aspect%3Dpower%26menu%3Dsea rch%26source%3D172.16.16.74%40 %21kfnl1256%26ipp%3D20%26staff only%3D%26term%3D%25D8%25A2%25 D8%25B2%25D8%25A7%25D8%25AF%26 index%3D.GW%26uindex%3D%26aspe ct%3Dpower%26menu%3Dsearch%26r i%3D1')) سمير عبدالحميد ابراهيم http://www.kfnl.gov.sa:88/hipres/images/ara/spacer.gifhttp://www.kfnl.gov.sa:88/hipres/images/ara/spacer.gifhttp://www.kfnl.gov.sa:88/hipres/images/ara/spacer.gifhttp://www.kfnl.gov.sa:88/hipres/images/ara/spacer.gif الوعاء المضيف: الحج و العمرة: شهرية، إسلامية.- س58، ع7 (رجب 1424، اغسطس / سبتمبر 2003).- ص 16 - 18(/)
نصيحة سلفية من (أحمد الغماري)!!!
ـ[عبدالله بن الحسن]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 11:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- عند حديث أبي هريرة رضي الله عنه [وفيه: وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان. فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته.فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم - فذكر الحديث – فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "صدقك وهو كذوب ذاك شيطان."]:
وفي الحديث من الفوائد غير ما تقدم:
أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن،
وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها وتؤخذ عنه فينتفع بها،
وأن الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به،
وأن الكافر قد يصدق ببعض ما يصدق به المؤمن ولا يكون بذلك مؤمنا،
وبأن الكذاب قد يصدق ... [فتح الباري (ج 4 / ص 489)]
فمن الأمثلة التي تصلح في هذا الباب؛ هذه النصيحة السلفية التي صدرت من بعض ..... هذا العصر.
قال ..... أحمد الغماري:"والدرة المضية للسفاريني: كتاب نفيس في عقائد أهل الأثر، ليس في المطبوعات كتاب يستحق الحفظ والاعتناء به مثله. وإن كان قد طبع لابن أبي داود ولابن قدامة و لابن القيم وغيرهم من المنظوم والمنثور الكثير. إلا أنه في شكل آخر، غير شكل المتون المحفوظة ...
وعليك بقراءة (اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية) وهو مطبوع مرتين بالهند وبمصر، و (اختصار الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) لابن القيم أيضا، وهو مطبوع بمكة في مجلدين، و (رد الدارمي على بشر المريسي) وهو مطبوع بمصر، و (التوحيد) لابن خزيمة وهو مطبوع بمصر أيضا.
فإذا قرأت هذه الكتب، حزت المبتغى في عقائد السلف، وعرفت جزما أن مرادهم بالمبتدعة والمعطلة هم الأشعرية، وأنهم شر ابتداعا من المعتزلة، وأنهم كاذبون في دعواهم أنهم أهل السنة والجماعة، أو على الأقل غالطون في ذلك –ولابد-. اهـ.
ـ[عبدالله بن الحسن]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 11:13]ـ
وهذه نصيحة أخرى من ..... أحمد بن الصديق الغماري ...... ألوح بها في وجه السقاف وأتباعه:
جاء في رسالة أرسلها إلى السيد محمد الفلاح ما يلي:
وما أشار عليكم به الأستاذ الهلالي [يقصد الإمام السلفي تقي الدين الهلالي] من قراءة اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم , فقد أسدى به إليكم معروفا وقدم إليكم نصحا خاصا، فإن ما هو في الكتاب المذكور هو الحق الذي يجب اعتقاده في الله تعالى وأسمائه وصفاته، وأوسع منه كتابه "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" .. والمقصود أن العقيدة الحقة في الله تعالى وأسمائه وصفاته هي في مثل كتب ابن القيم. أما عقيدة الأشعرية ولاسيما المتأخرين منهم، فخلاف مجرد لما جاء عن الله ورسوله بل وسائر رسله في توحيد لله تعالى وصفاته، وهم من الفرق الاثنين والسبعين بلا شك، وإن سموا أنفسهم أهل السنة والحماعة ظلما و زورا وبهتانا، وادعوا أن مذهب السلف أسلم ومذهبهم أعلم.وفي الحقيقة هو أفسد وأظلم وأجهل.
ومن العجيب أنهم لما رأوا مذهبهم مخالفا لما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم الذين شهد لهم في كتابه أنهم خير الأمة وأنهم الصادقون وأنهم .. ،ادعوا أن مذهبهم ما كانت عليه بواطن الصحابة! كما يقوله مجنون الأشاعرة: التاج السبكي! صاحب جمع الجوامع! فيا لله العجب! ...
ومعاذ الله أن تكون بواطن الصحابة منطوية على فلسفة العجم ومنطق اليونان، الذي اتفق السلف الصالح وانعقد إجماعهم على تحريم الاشتغال بهما، وضلال معتقد ما جاء فيهما.
ومعاذ الله أن يكون الصحابة يعبدون ربا لا وجود له في الخارج، وإنما وجوده في الذهن واللسان كإله الأشعرية الذي ليس هو داخل العالم، ولا خارج العالم، ولا هو يمين العالم .. والعقول مجمعة على استحالة وجود موجود بهذه الصفة ...
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 11:19]ـ
قال مروان بن محمد الطاطري كما في ترجمته من "ترتيب المدارك" للقاضي عياض: " ثلاثة لا يؤتمنون: الصوفي والقصاص والمبتدع يرد على المبتدعة".
فأننا نؤخذ منهم ما يوافق العقيدة السليمة، و لا نغتر بباطلهم و لا ببدعهم و لا بضلالهم.
فالغمارى و ان كان له بعض الجهود التى تشكر فى علم الحديث، ألا أنه زائغ العقيدة، فلا نغتر بأمثاله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 12:17]ـ
قال أيضاً في كتابه: جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار، مانصّه:
((ولكنهم سكتوا كما ذكرت لك، ولا [يستدل] من هذا أني موافق للأشعرية على بدعتهم , كلا وبلا ومعاذ الله من ذلك وأن أكذب على الله كذب الأشاعرة أفرخ المعتزلة لا مسهم الله بخير وان سموا أنفسهم زوراً وبهتاناً أنهم من أهل السنة والجماعة!!.)) .. [ص 37] .. !!
والمزيد من صوفية آخرين في كلامهم عن الأشاعرة تجده هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=47857 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=47857)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 12:25]ـ
.... فأننا نؤخذ منهم ما يوافق العقيدة السليمة، و لا نغتر بباطلهم و لا ببدعهم و لا بضلالهم.
فالغمارى و ان كان له بعض الجهود التى تشكر فى علم الحديث، ألا أنه زائغ العقيدة، فلا نغتر بأمثاله.
الشيخ أحمد بن الصديق الغمارى وبعض أشقائه لهم مخالفات عقيدية صوفية (في باب القبور والبناء عليها ... إلخ) وهم لهم جهود طيبة في علم الحديث وأصول الفقه ولهم كتابات في الفقه وأصوله غاية في الروعة.
ولشقيقه عبد الله رد قوى على الصوفية في إبطال حديث ((أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر))
وليس معنى أنه اتفق معنا فى منهج الفقه والأصول وبعض العقائد أننا نوافقه على أى باطل ... فالحق هو هدفنا أياً كان قائله ... والباطل ننهى عنه ونتبرأ منه أياً كان مصدره ...
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 12:38]ـ
بارك الله فيك أيها الفاضل.
وجزى الله خيرا شيخنا الفاضل: العلامة/ أحمد بن الصديق الغماري.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 02:20]ـ
ققال العلامة بوخبزة أنه تشيع و كان يسب بعض الصحابة. و العلماء السلفيين موجودين و فيهم غنية عن مثل الغماري و أذنابه.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 02:39]ـ
رحمه الله لولا ما خالط من عقد الوحدة و الاتحاد و اوساخها من عبادة القبور لكان رحمه الله آية من آيات الله و مقدم اهل الاسلام في عصرنا ..
ـ[عبدالله بن الحسن]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 03:35]ـ
مهلا .. فإني لم أسق هذا الكلام اغترارا ولا تغريرا بهذا الغماري، وإنما من باب الإلزام لاتباعه الموجودين في العالم الاسلامي أمثال عبدالله الكرفطي والسقاف وأبي غدة وغيرهم ..
أما الرجل فهو عدو لله ورسوله .. وانظر ما سطره شيخنا العلامة محمد بوخبزة (وهو تلميذه) في حقه .. فقد اجتمع فيه من البدع ما الله به عليم.
فعقيدته حلولية، ويرى أن الأولياء يتصرفون في الكون، وهو مفوض في باب الصفات، وهو شيعي في باب الصحابة، و ...
والذي أعلمه أن الشيخ محمد بو خبزة وهو أعلم الناس به يرى أنه كافر زنديق.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 06:02]ـ
الغماري لا يدرى أهو على الإسلام أم على الكفر, فضلاله ليس من النوع اليسير
فليعلم هذا جيداً, وتناقضاته من اعجب ما يكون(/)
اكتشاف .. أحمد قاسم الغامدي يسرق مقالاته في الاختلاط من كاتب ليبرالي وينسبها لنفسه
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 12:25]ـ
سرقة كبرى ..
شخص لا يملك آلة شرعية للبحث عن الحقيقة إلا بواسطة مقالات لليبراليين فيسرقها وينسبها لنفسه، ثم يتكلم في مسألة كبيرة جداً أفتى بها العلماء وبينوا قيمتها، يأتي بأدلة علمانيين، ويجعلها من أقواله ..
تفضلوا إلى السرقة من مقال مكتوب قبله بعدة أشهر قام بالسرقة من مقالين المقال الأول لشخص اسمه (الحميدي العبيسان) في جريدة الوطن والمقال الثاني من كاتب ليبرالي في الشبكة الليبرالية والثاني هو الذي كشفه وبين سرقته في نفس الموقع الليبرالي:
كتب أحمد قاسم الغامدي مقالاً في موقع العربية يدعي فيه أن الحجاب خاص بأمهات المؤمنين وليس خاص بالنساء بكلام لا يقوله إلا العلمانيين، سأذكر أولاً كلام احد الكتاب في موقع ليبرالي وكلام لكاتب في جريدة الوطن حتى يتضح أنه عالة على غيره حتى في المعلومات:
مقال الليبرالي بالأحمر والغامدي بالأخضر ..
يقول أحد الكتاب في موقع الليبراليون:
(استثنى محارم نساء النبي صلى الله عليه وسلم من الاحتجاب الخاص بأمهات المؤمنين وذلك في قوله: (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن) بينما استثنى محارم نساء المؤمنين من إخفاء الزينة الباطنة وهو أمر يعم جميع النساء وذلك في قوله جل شأنه: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن).
كما يؤكده أيضا أن هذه الآية - أي آية الحجاب - خاصة بأمهات المؤمنين لكونه لم يذكر "بعولتهن" فيها بينما ورد ذكر ذلك في آية سورة النور - حيث الخطاب فيها لعامة النساء - ولكل واحدة (بعل)، أما في حال أمهات المؤمنين - فالحجاب خاص بهن - فلا مجال لذكر (بعولتهن) فيها لأنهن جميعاً ليس لهن إلا بعل واحد وهو النبي صلى الله عليه وسلم. ولأنه لن يكون بينهن وبين الرجال، تلك النفرة الفطرية بين الولد وأمه فأراد الله أن يحولهن إلى "ذوات مجردة" غير متماسة مع "الناس" ليلقي هذا في روع الناس مهابتهن وأمومتهن.)
انتهى كلام الكاتب الليبرالي في موقع الليبراليين.
قال أحمد قاسم الغامدي في موقع قناة العربية:
(استثنى محارم نساء النبي صلى الله عليه وسلم من الاحتجاب الخاص بأمهات المؤمنين وذلك في قوله: (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن) بينما استثنى محارم نساء المؤمنين من إخفاء الزينة الباطنة وهو أمر يعم جميع النساء وذلك في قوله جل شأنه: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن).
كما يؤكده أيضا أن هذه الآية - أي آية الحجاب - خاصة بأمهات المؤمنين لكونه لم يذكر "بعولتهن" فيها بينما ورد ذكر ذلك في آية سورة النور - حيث الخطاب فيها لعامة النساء - ولكل واحدة (بعل)، أما في حال أمهات المؤمنين - فالحجاب خاص بهن - فلا مجال لذكر (بعولتهن) فيها لأنهن جميعاً ليس لهن إلا بعل واحد وهو النبي صلى الله عليه وسلم. ولأنه لن يكون بينهن وبين الرجال، تلك النفرة الفطرية بين الولد وأمه فأراد الله أن يحولهن إلى "ذوات مجردة" غير متماسة مع "الناس" ليلقي هذا في روع الناس مهابتهن وأمومتهن).
انتهى كلام الغامدي المسروق بالحرف حتى علامات الترقيم والأقواس والفواصل والعلامات الاعتراضية لعلامة زمانة!!
يقول الكاتب الليبرالي في موقع الليبراليون:
هنا
####
(الأعتراض الأول: أن هذا خاص بالمحارم .. وهذا الإعتراض لا يصح لسببين:
1 - دلالة السياق اللغوية في قوله (الرجال , والنساء) و "أل" هنا (للجنس) و تفيد العموم والأستغراق للجنس .. وقوله (نحن والنساء) دليل ذلك , فلم يقل نحن ونساءنا .. !
2 - ما صح عن أم صبية قالت: «اختلفت يدي ويد رسول الله في الوضوء من إناء واحد». قال العراقي في طرح التثريب: «وليست أم صبية هذه زوجة ولا محرما).
يقول الغامدي ناقلا بالحرف:
(فالجواب عن الاعتراض الأول: أن هذا خاص بالمحارم. وهذا الاعتراض لا يصح لسببين:
1 - دلالة السياق اللغوية في قوله (الرجال والنساء) فإن "أل" هنا (للجنس) تفيد العموم والاستغراق للجنس. وقوله (نحن والنساء) دليل ذلك، فلم يقل نحن ونساءنا .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أن ما صح عن أم صبية رضي الله عنها قالت: اختلفت يدي ويد رسول الله في الوضوء من إناء واحد. قال العراقي في طرح التثريب: وليست أم صبية هذه زوجة ولا محرما).
يخرب بيته مو فقط الكلام .. حتى النقط وعلامات التعجب , والأقواس , والتنصيص .. !
يقول الكاتب الليبرالي في موقع الليبراليون:
((الأعتراض الثاني: أن الرجال كانو يتوضئون , ثم النساء .. وهو أعتراض لا يصح لقوله (جميعاً) والجميع ضد المتفرق .. ! وقد وقع مصرحا بوحدة الإناء في صحيح ابن خزيمة في هذا الحديث، من طريق معتمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أنه أبصر النبي وأصحابه يتطهرون والنساء معهم من إناء واحد كلهم يتطهر منه». وهذا يرد على دعوى أن الحكم خاص (بالمحارم) في قوله (النبي واصحابه , ومعهم النساء , من إناء واحد) .. !
الأعتراض الثالث: أن هذا كان قبل الحجاب ... وهذا أعتراض لا يصح فقوله (في زمن النبي) دليل على سريانه طول عهد النبي , ولو كان قبل الحجاب , لقال: ثم منعوا من ذلك , فتأخير البيان لا يجوز , ولا يخفى هذا على فقيه مثل أبن عمر .. !)
انتهى كلام العلماني ..
لاحظوا علامة التعجب وقبلها نقطتين، في الأخير ستجدونها ضمن مقص الغامدي أخذها مع السرقة على الطائر ..
قال الغامدي:
(أما جواب الاعتراض الثاني: أن الرجال كانوا يتوضأون ثم النساء. وهو اعتراض لا يصح لقوله (جميعاً) والجميع ضد المتفرق .. ! وقد وقع مصرحا بوحدة الإناء في صحيح ابن خزيمة في هذا الحديث، من طريق معتمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أنه أبصر النبي وأصحابه يتطهرون والنساء معهم من إناء واحد كلهم يتطهر منه. وواو العطف في قول أم صبية رضي الله عنها (اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم) تفيد مطلق الجمع والاشتراك بين المعطوف وما عطف عليه، وهي في الأصل لا تفيد التعاقب أو الترتيب. وهذا كله يرد دعوى أن الحكم خاص (بالمحارم) .. !
الاعتراض الثالث: أن هذا كان قبل الحجاب، وهذا اعتراض لا يصح لأمرين:
الأول: أن الحجاب خاص بأمهات المؤمنين كما تقدم.
الثاني: أن في قوله (في زمن النبي) دليل على سريانه طيلة عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان قبل الحجاب، لقال: ثم منعوا من ذلك، فإن تأخير البيان عن وقته لا يجوز. ولا يخفى هذا على صحابي جليل فقيه حريص على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ابن عمر .. !)
يقول الكاتب الليبرالي في موقع الليبراليون:
((ومن الأدلة على خصوصية "الحجاب" بهن هو الإذن لنساء النبي في "الجهاد" كما جاء في الصحيحين من حديث أنس: (لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما) ..
هذا في معركة "أحد" قبل الحجاب ..
ماذا حدث بعد نزول آية "الحجاب"؟!
رفض الإذن لنساء النبي في الجهاد ..
عن عائشة قالت: استأذنت النبي في الجهاد فقال: جهادكن الحج ..
بينما استمر جهاد باقي النساء ..
كما جاء في صحيح "مسلم" عن أنس: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجراً .. قال لها الرسول: ما هذا الخنجر؟ قالت: اتخذته إن دنا مني أحد المشركين بقرت به بطنه ... !
ومعركة "حنين" بعد الحجاب .. ومن آخر معارك الرسول ... !).
انتهى كلام الليبرالي ..
جاء الغامدي بالمقص واشتغل جز يفهم ما يقص أو لا يفهم الأهم يجز ويضع وأنا الفاهم .. قال ناقلا حتى علامات الترقيم:
(ويؤكد خصوصية "الحجاب" بأمهات المؤمنين أن الإذن لنساء النبي في "الجهاد" كان قبل الحجاب ثم منعن بعده كما جاء في الصحيحين من حديث أنس: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما.
وكان هذا في معركة "أحد" قبل الحجاب. أما بعد نزول آية "الحجاب" فلم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه بالجهاد.
فعن عائشة رضي الله عنه قالت: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال: جهادكن الحج، بينما استمر جهاد باقي النساء. ويؤيد ذلك ما جاء في صحيح "مسلم" عن أنس: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجراً، فقال لها الرسول: ما هذا الخنجر؟ قالت: اتخذته إن دنا مني أحد المشركين بقرت به بطنه .. !
ومعركة "حنين" كانت بعد الحجاب، ومن آخر معارك الرسول صلى الله عليه وسلم! ونحوه ما رواه أنسٍ، عن أمِّ حرامٍ ـ رضي الله عنها ـ وهي خالةُ أنسٍ، قالت: (أتانا رسولُ الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يوماً فقالَ عندنا، فاستيقظ وهو يضحكُ، فقلتُ: ما يضحكك يا رسولَ الله، بأبي أنت وأمي؟ قال: ناسٌ من أمتي يركبون البحرَ، [وفي رواية: ناس من أمتي عُرِضوا علَيّ غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر] كالملوكِ على الأسِرّة في سبيلِ الله، فقلتُ: ادعُ الله أن يجعلَني منهم، فقال: أنتِ منهم. قال: فتزوجها عبادةُ بنُ الصامتِ بعدُ، فغزا البحرَ فحملها معه، فلما أن جاءت قُرِّبت لها بغلةٌ، فركبتْها، فصرعتْها، فاندقّتْ عنقُها!).
قال الكاتب الليبرالي في موقع الليبراليون:
(وعن أنس في االصحيح (لما أهديت زينب بنت جحش رضي الله عنها إلى الرسول وكانت معه في البيت , صنع طعاما ودعا القوم فقعدوا يتحدثون.فجعل النبي يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون ... إلى أن قال فأنزل الله (يا أيها الذين الذين أمنوا لا تدخلوا بيوت النبي).فنزلت آية الحجاب .. و زاد "مسلم": (وحجبن نساء النبي) .. أنظر إلى قوله: (حجبن نساء النبي) لا باقي النساء .. !)
انتهى كلام الليبرالي ..
وجاء الغامدي نفس النقد وعلامات التعجب , والاقواس .. بتغيير طفيف جداً .. !
يقول الغامدي: (أما سبب النزول ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: (لما أهديت زينب بنت جحش رضي الله عنها إلى الرسول وكانت معه في البيت، صنع طعاما ودعا القوم فقعدوا يتحدثون فجعل النبي يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون .. إلى أن قال فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي .. ) فنزلت آية الحجاب و زاد "مسلم": (وحجبن نساء النبي). فأنظر إلى قوله: (وحجبن نساء النبي) فلا يدخل في ذلك باقي النساء.).
سبحان الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 01:04]ـ
لماذا لا يكون هو من كتب في الشبكة الليبرالية .. !
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 01:09]ـ
لماذا لا يكون هو من كتب في الشبكة الليبرالية .. !
لا يمكن لان الكاتب في الشبكة الليبرالية هو الذي فضحة في مقال منشور بعنوان: "توثيق" سرقات " أحمد الغامدي" .. ! ( http://www.montdiatna.com:8686/forum/showthread.php?p=2739284)
يمكن ايجاده بواسطة قوقل
ـ[جذيل]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 01:11]ـ
جزيت خيرا
تفاضحوا في الدنيا
فكيف بالآخرة ..
الحمد لله الذي عافانا .. !!
ـ[عالي السند]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 11:11]ـ
أحمد قاسم خف الله وحاسب نفسك قبل أن تحاسب مصيرك كما هو مصير من مضى الموت تقع في الكذب الصرف وتسرق أفكار غيرك وتنسبها لنفسك أيها المفلس وأي أفكار هي؟ أفكار المتحررين!! أي دين تحمله يا هذا؟ ولكن إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
كل ما كتبه في مقالاته الاختلاطية أخذها من كتاب عبدالحميد أبوشقفه عفا الله عنه ورحمه [تحرير المرأة في عصر الرسالة] فهو ينقل منه حرفياً وينسب الدراسة لنفسة هذا المدلس الكذاب والمتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبي زور نعوذ بالله من نزغات إبليس.
ـ[أحمد المحقق]ــــــــ[14 - Jan-2010, صباحاً 12:07]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم اهد ضال المسلمين
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[14 - Jan-2010, صباحاً 12:57]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل حشفاً وسوء كيلة
هذا المأفون يستحق التشهير به وبامثاله
جزيت خيرا
تفاضحوا في الدنيا
فكيف بالآخرة ..
الحمد لله الذي عافانا .. !!
الله المستعان ما اقواه من كلمة
ـ[خطّاب]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 05:27]ـ
عليه من الله ما يستحق
الموعد يوم لا ينفع مالٌٌ ولا بنون ولا مناصب يا احمد
تخالف جهابذة العلم وأئمة التوحيد بمقالات ليبراليين لا يفقهون في الدين ...
ـ[مزن]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 11:39]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم, ونفع بكم .. وأكثروا من الدعاء يامقلي القلوب والأبصار ثبتنا ..
ـ[ليث بني فارس]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 12:10]ـ
سبحان الله!!
لقد فضحوا في الدنيا قبل الآخرة.
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 05:05]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،،
الحمد لله الذي عافانا
ـ[عبدلية تميمية]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 09:22]ـ
حتى من هو ضد الاختلاط يسرق أفكار غيره وينسخها
نحن قوم إن فكّر فينا واحد تعبه المئات بدون تفكير
راجع مقالات من يمانع الاختلاط وستجد السرقات
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 11:44]ـ
كل ما كتبه في مقالاته الاختلاطية أخذها من كتاب عبدالحميد أبوشقفه عفا الله عنه ورحمه [تحرير المرأة في عصر الرسالة]- أولاً: عبد الحميد أو شُقّة، و ليس شقفة.
- ثانياً: كتاب "أبو شقّة" -رحمهُ الله- أكرم من تدليسات "الغامدي" -هداه الله-، و أعمق غوراً، و لا يأت لي أحدهم برابط لبحث الشيخ "سليمان الخراشي -حفظهُ الله-"، فقد قرأته.
ـ[ابن فالح المدني]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 01:29]ـ
اشتغلنا بنقد أحمد الغامدي نفسه، وشحن الرأي العام نحوه دون نقد موضوع الاختلاط من ناحيتين ناحية شرعية علمية،
وناحية فكرية مقنعة-إلا النزر اليسير من العلماء والمشايخ-، لدرجة أن الرجل (قبيلته) أصدرت بيانا تتبرأ منه؟ هل هذا أمر يعقل؟ هل هذا من الدين في شيء؟
بل إن منهج البعض، أن نقد شخصية المخالف جزء من الرد على فتواه مثل هذا الموضوع البائس ..
أحمد الغامدي ليس هو الوحيد الذي يرى هذا الرأي الفاسد، بل هناك علماء مصريين وشاميين وعراقيين وهم من سبقوه
بنفس استدلالاته قبل عقود من السنين ..
ثم هب أن أحمد الغامدي سرق ولفق، هل يصح أن ننشغل بسرقته؟ أم نكتفي بالرد عليه كما فعل الشيخ الطريفي؟
تذكرني بأحد دكاترة جامعة الامام الذين انتقدوا منهج (التشهير بأخطاء العلماء)، فردوا عليه في أحد مواقعهم وأثناء الرد
عليه قال أحدهم: وقد كان هذا الرجل إماما للمسجد الفلاني، وبشهادة المصلين كان يتأخر عن الإمامة ويتغيب كثيرا .. !!
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 06:28]ـ
الله المستعان، ولا حولَ ولا قوة إلا به ..
الذي يُؤسف في الموضوع ظهورُ سمت السنة على الرجل، مِنْ لحيةٍ وغير ذلك .. !
وهذا ـ تالله ـ لهو التلبيسُ الشنيع على العوام!، والله المستعان وعليه التكلان ..
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 07:26]ـ
الأخ الفاضل: أليس هذا الغامدي يشغل منصبا كبيرا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية؟
أظن أن مثل هذا التشهير طعن في ولاة أمور المسلمين.
يا فرحة الليبراليين، والعلمانيين ........
عندما أصبح كلامهم يتداول في المجالس العلمية، بل ويثبت!!
مع احترامي لصحاب الموضوع.
.......................
قرأت عشرات الردود على هذا الرجل، وسمعته مرة يتحدث عن الاختلاط في حلقة تلفزيونية
فوجدت فرقا كبيرا
وحتى طريقة الرد عليه تثبت أن الراد عاجز عن الرد
مرة يقال له إنك تخالف المشايخ
ومرة يقال له أنت تسرق المقالات
ومرة يحكون عن عائلته!!
ومرة قرأت لبعضهم يقول: إن هذا الرجل خلافنا معه خلاف في الأصول، وليس في الفروع!!
.................
إخواني الأفاضل: في المجالس العلمية لن يشفع لأحد إلا كلامه المحكم
.................(/)
ما قولكم في "مقدمات المراشد إلى علم العقائد" لابن خمير السبتي؟
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 03:51]ـ
-ما قولكم في "مقدمات المراشد إلى علم العقائد" لابن خمير السبتي؟
-وإلى أين وصل به الفكر الأشعري؟
-وهل من كلام للعلماء فيه وفي أشعريته؟
ـ[شيشناق الأمازيغي]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 12:49]ـ
ننتظر الإجابة منك.إبتسامة
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 04:02]ـ
من ابن خمير السبتي؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Mar-2010, صباحاً 12:10]ـ
-ما قولكم في "مقدمات المراشد إلى علم العقائد" لابن خمير السبتي؟
كتابٌ خيره لمن عرف استخلاصه قليل .. وشره لمن عرف أو لم يعرف كثير مستطير.
-وإلى أين وصل به الفكر الأشعري؟
إلى حد الإحتراق .. فهو يعتبر من رواد تطوير الفكر الأشعري في المغرب العربي، المجاهدين فيه.
ـ[ياسين الشنتوف]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 03:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ترجمته:
هو أبو الحسين علي بن أحمد بن خمير الأموي السبتي
قيل أنه أحد تلاميذ شيخ المغرب والأندلس في وقته: ابن عبيد الله الحجري السبتي المتوفى سنة 591هـ
ووردت إشارة في كتاب تنزيه الأنبياء أن أبا العباس العرفي أيضا من شيوخه: ( ... حتى تذاكرت يوما فيها مع الفقيه العالم المتفنن أبي العباس أحمد بن محمد اللخمي أدام الله كرامته ... )
أما بالنسبة لتلاميذه فقد ذكر من شيوخ أبي عبد الله اللازدي السبتي المتوفى سنة 660هـ
من مؤلفاته:
مقدمات المراشدإلى علم العقائد: مطبوع بتحقيق الدكتور جمال علال البخت.
تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء: تحقيق الدكتور محمد رضوان الداية
الوصية وهو مفقود
تفسير سورة الكهف ذكره في مقدمة المراشد وهو مفقود
قال عنه ابن الشعار في القلائد: " كان فقيها مالكيا شاعرا مفلقا أصوليا أدبيا لغويا"
وقال عنه ابن الأبار: " كان أديبا أصوليا"
وفاته: قال ابن الشعار توفي سنة 614هـ وقال ابن الأبار توفي بعد الستمائة بيسير
ـ[ياسين الشنتوف]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 06:13]ـ
كنت قد امتحنت في بعض أعلام العقيدة الأشعرية ومنهم ابن خمير.
وهذه لمحات سريعة عن عقيدة الرجل كنت قد لخصتها قبل الامتحان:
- بالرغم من سلوكه منهجية أشعرية في تناول أمور العقيدة إلا أنه امتاز بالاستدلال عليها من الكتاب والسنة بشكل قوي
- العصمة عند ابن خمير هي خلق الله تعالى للرسل القدرة على الطاعات واجتناب المعاصي، والدليل على إثباتها العقل والنقل. والصحيح عنده أن آدم لم يعص لأن النهي كان نهي إرشاد ونصيحة فقط
- يرى ابن خمير أن المعجزة من فعل الله يظهرها على يد أنبيائه تصديقا لهم ولا يمكن وقوعها لغيرهم خلافا للمعتزلة.
- يرى ابن خمير جواز انخراق العادات للأولياء إكراما لهم ويثبت وجود السحر ويرد على المعتزلة في إنكاره
- يدافع ابن خمير عن علم الكلام ويرى أن الطاعن فيه إما زنديق يخاف من هذا العلم أن يكشف عورته أو مبتدع يخاف الغلبة، أو ظاهري يرى أنه لم يكن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والصحابة أو متكبر حسود لم يحصله فأنكره، أو أبله يقلد أحد هؤلاء.
- يرى ابن خمير أن التقليد في العقائد مذموم ويصنف العوام إلى 3 أصناف: 1) من نظر في الكون واستدل به على المكون فهو موحد ناج 2) من نظر نظرا جُمْليا فعرف الحق إلا أنه لم يتمكن من العبارت وهذا لاحق بالصنف الأول في براءة الذمة 3) مقلد للآباء جزافا سمع فقال من غير نظر واستدلال وهذا ما له في الإيمان نصيب
- أول واجب على المكلف عند ابن خمير هو القصد ثم النظر ثم العلم ثم الإقرار وهذه الأربعة خصلة واحدة وطاعة منفردة وتحصيلها هو أول الواجبات وبه تبرأ الذمة
- يؤول ابن خمير الصفات الخبرية كالاستواء والمجيء واليد والساق والرجل والضحك والفرح ... ويرد على من ينكره
- يقسم ابن خمير الصفات إلى 3 أقسام: 1) صفات نفسية: وهي الوجود والقدم والوحدانية والمخالفة للحوادث والقيام بالنفس. 2) صفات معنوية 3) صفات فعلية
يوافق ابن خمير الأشاعرة في التقسيمات التي وضعوها لكلام الله وقولهم بالكلام النفسي وأن الكتب السماوية عبارة عنه وقد يطلق على النقوش والكتابة كقول عائشة ما بين دفتي المصحف ويطلق على المحفوظ في الصدور
- يقول ابن خمير بالكسب الأشعري
ويرى أن الإيمان هو التصديق بالقلب ويزيد وينقص وتتصور زيادته في أربعة أوجه: 1) زيادته بزيادة عدد المعلومات والتصديقات 2) توالي عدد التصديقات على المحل بالخبر الواحد وهو المشار إليه بعلم اليقين 3) زيادة الأدلة على المدلول الواحد فيزداد الإيمان 4) المكاشفة التي تدعيها الصوفية؛ أما نقصانه فبقدر عدد الغفلات والشكوك المتداركة بالأدلة.
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 06:43]ـ
شكراً لكم، أساتذتنا الكرام، شيشناق ومسلم والتميمي وياسين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفضي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 05:28]ـ
و هذا كلامه و دفاعه عن علم الكلام
قال ابن خمير السبتي رحمه الله تعالى (توفي 614هـ) في كتابه: (مقدمات المراشد إلى علم العقائد) ما نصه: - (ص 79 - 83) طبعة د. جمال علال البختي/ المغرب 2004 - .
باب الكلام في الرد على من عاب هذا العلم وطعن فيه من أهل التعصب بالجزاف.
اعلم –رحمك الله- أن الذين طعنوا في هذا العلم الشريف، الذي لا تصح القربة على الله إلا به، وعابوه، ثلاثة أصناف:
الزنادقة، وبعض المبتدعة، ومقلدو الظاهرية من الإسلاميين.
فأما الزنادقة المتسترون بالكلمة، فإنهم معذورون في ذلك؛ لأنهم لا يجدون من يعري عوراتهم وتقليدهم العوائد سوى أهل هذا الشأن، فهم كما قيل:
كل العداوات قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين
وأما معظم المبتدعة فلا ينكرون أصل هذا العلم، لاسيما المعتزلة والقدرية، فإنهم يتشبثون [به]، وفيه يخوضون، وإنما وقع إنكارهم على أهل السنة المفاقسين لهم في بعض مسائل النظر.
وأما الصنف الثالث من المنتمين إلى الظاهر، فهم على ثلاثة أضرب:
الضرب الأول: قوم ينكرون أصله، ويحتجون بأنه ما كان في زمن الرسول عليه السلام، ولا في زمن الصحابة بعده، ويأتي مع ذلك بآي وأخبار تأولوها على غير تأويلها، وهم أضر على المقلدة من كل من تقدَّم ذكرهم؛ فإنهم ينتمون في إنكاره إلى الشرع، فيغالطون السواد الأعظم لتلك التأويلات المخطئة.
وضرب يعتقد أنه حق، وأنه أصل علوم الشريعة ومستندها، إلا أنه يمنعه الكبر ولاحسد أن يقر بذلك من أجل أن حصله أبناء جنسه، ولمن ينل منه هو شيئاً، إما لكونه لم يتعلمه، أو قصد تعلمه ولم يفتح له فيه، ولا وسعه ذهنه، قال تعالى: (وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم)، وقال: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه)، وجاء في الخبر: من جهل شيئاً عاداه.
وضرب ثالث وهم قومٌ بله، يقلدون هؤلاء الأصناف، ويتلقفون منهم جزافاً.
فأما الصنفان من الزنادقة والمبتدعة فقد نبهتك سبب إنكارهم.
وأما الصنف الثالث فإنهم ابتدعوا هذا الإنكار من الوجوه التي قدمت أولاً، ومعلوم أنه ما صح عمن يؤبه به ويقتدى بقوله من فقهاء الدين والفضلاء المتدينين أنه ذم هذا العلم ولا طعن فيه.
وحاشا لمن توسم بالحنيفية أن ينكر علماً يثبت توحيد الباري تعالى ووصفه بإثبات صفات الكمال، ونفي النقص عنه تعالى، وتنزيهه عما نسب إليه أصناف الكفرة وأهل الأهواء، وكذلك إثبات النبوة بالمعجزات والاستدلال علىص صحتها وصحة التفرقة بين الصادق والكاذب، وما يجب على المكلف ومتى يجب.
وأي علقة تبقى من إيمان من ينكر العلم بهذه الأمور، ويحض على تركها؟!
وإن ما حكي عن الشافعي رحمه الله من ذم علم الكلام فأغلب الظن به وبمنصبه أنه لم يقل ذلك، وإن صح عنه فإنما كان خصوصاً للمبتدعة، فإنهم يسمون بمتكلمين، وعلم الكلام يشمل السنة والبدعة كما تقدم، فإن علم الكلام من أجل المعتزلة وقع ودون ودرس وانتصب لإقرائه أهل السنة ليردوا به على الطاعنين المضلين الاثنين والسبعين الذين تقدم ذكرهم، فما أولى الغبي بالسكوت لو عقل.
فإن صح عن الشافعي رحمه الله أنه ذم المتكلمين فإنما ذم هؤلاء الاصناف، كحفص الفرد والجعل وشيطان الطاق وغيلان الدمشقي، وواصل بن عطاء الغزال والجعد بن درهم وعمرو بن عبيد ومعبد الجهني.
وأما أهل السنة الذابون عن دين الله تعالى فحاشا لهم أن يقعوا في ذلك، فكيف الشافعي؟ مع أنه صنف كتاب القياس في علم الكلام، ورد فيه على الملحدة، وكتاباً في الرد على البراهمة، وكذلك أبو حنيفة رحمه الله في كتاب العالم والمتعلم وفي كتاب الوصية إلى عثمان الهذلي، صنفهما في علم الكلام والرد على أهل الأهواء، وكذلك مالك رحمه الله، كان يختلف إلى ابن هرمز في تعلم علم الكلام خمس عشرة سنة، لكنه لم يصنف فيه.
وأما الشافعي فهو أول من أصل أصول الفقه وتكلم فيها، وهي مبنية على علم الكلام؛ إذ لا بد لها من التصدير بحدود عقلية، كحد العلم وحد الإرادة وحد الكلام، وتفاصيل الأمر والنهي .. إلى غير ذلك.
ثم العجب ممن يذم الكلام، ونسب ذمه للشافعي، وكتب الذام له مشحونة بأطراف من علم الكلام ليست هناك، ولولا ما زخرفها [من] تلك الأطراف لم تتقدم ذرة.
وأعجب من ذلك أنه ما سمعنا ناساً على المنبر ولا صحاب سارية إلا وهو يزين مجلسه بأطراف من كلامهم، ويذمهم في إثر ذلك، لجهلهم بقدر هذا العلم أو لغلطهم، فإن كل خطبة تسمع منهم وكل فائدة تنفذ إلى تنزيه الباري تعالى وتقديسه، فإنما تنال عن أهل هذا العلم.(/)
اين اجد اصول اهل السنة المتفق عليها؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 10:50]ـ
اين اجد الخلاصة لاصول اهل السنة وما الضابط لمخالفتها التي تقتضي الخروج من هذا المنهج؟(/)
فتاوى صدرت حول السحر (فتوى اللجنة الدائمة في المعالج الأردني محمد إدريس الحوامدة)
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 03:36]ـ
فتوى اللجنة الدائمة في المعالج الأردني محمد إدريس الحوامدة
فتوى رقم (21297) وتاريخ 20/ 1 / 1421 هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / يوسف الغويري بواسطة الشيخ سعد الحصيِّن، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (16) وتاريخ 3/ 1 / 1421 هـ.
وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه: (فيوجد شخص في بلدة بيرين / محافظة الزرقاء يقال له / محمد إدريس الحوامدة يدعي أنه يعالج بقراءة القرآن على الماء بعد أن يشخّص الداء الذي يدعي أنه يريه إياه مَلَك يقف على عينه، وقد حاولنا إقناعه بأنّ الملائكة لا تنزل بعد محمد صلى الله عليه وسلم على أحد بالوحي فأصرّ على أن هذه كرامة له من الله، وقال: إنه لا يتعامل مع الجن " المسلم أو الكافر " مطلقاً وإنما يتعامل مع الملائكة، فما هو الحكم فيمن يزعم هذا، خاصة أنه فتن كثيراً من الناس وخاصة رعايا دول الخليج عامّة وأهل السعودية خاصة، وجزاكم الله كل خير.).
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن الملائكة عليهم السلام لا يعملون عملاً إلا بأمر الله جل وعلا وليس في مقدور الإنسان التحكم فيهم كيف يشاء ودعوى التعامل مع الملائكة ومساعدتهم للإنسان تفتقر إلى دليل قطعي وهذا ما لا سبيل إليه بالنسبة لنا لأن الواقع أن كثيراً من الناس تأتيهم أرواح تخاطبهم وتتمثل لهم وهي جن وشياطين فيظنونها ملائكة كالأرواح التي تخاطب من يعبد الكواكب والأصنام، وبناء على ذلك فلا يجوز أن يدعي شخص تعامله مع الملائكة ولا يجوز لغيره تصديقه في ذلك، ومن ثبت أنه يتعامل مع الجن والأرواح الخفية في علاج المرض فلا يجوز الذهاب إليه والعلاج عنده لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ". خرجه مسلم في صحيحه. ولقوله عليه الصلاة والسلام: " من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ". خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بسند جيد. وهذه الأحاديث وغيرها تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم وهو الذين يدَّعون علم الغيب أو يستعينون بالجن ويوجد من أعمالهم وتصرفاتهم ما يدل على ذلك. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .. ،،،
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان
عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو
صالح بن فوزان الفوزان
منقول
http://www.alsarm.com/ftioa/12.htm
ـ[شيشناق الأمازيغي]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 12:47]ـ
(يدعي أنه يريه إياه مَلَك يقف على عينه)
هذه أخر الشطحات أصبح الجني ملك(/)
هل هذا مذهب شيعي؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 07:02]ـ
في حوار جمعني مع دكاترة عراقيين فوجئت بأحدهم يفسر الحروف المقطعة بما يلي
أن الكاتب قديما يا عيني كان يجرب القلم قبل كتابته فيكتب حروفا عشوائية لمجرد تجربة جودة القلم ودرجة سواد الحبر .. وعلى ذلك فـ (كهيعص) لغو وليست من كلام الله ومثلها سائر الحروف المقطعة.
و أسئلتي:
هل هذا مذهب شيعي؟
فالذي نعرفه أن الشيعة يؤمنون أن القرآن نزل مكتوبا
وهل يكفر هذا الرجل بقوله هذا؟
والجالسون بموافقتهم له وتأييدهم؟
وما مدى خطورة منل هذا القول على العقيدة؟
وهل مثله من يقول
الحروف المقطعة التي اخترنا أنها ليست من مادة الكتاب؟
ـ[ابن العباس]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 07:14]ـ
هذا كفرٌ صريح له قرنان وصاحبك هذا كافرٌ عيناً, وما تعرفه أخي الكريم عن الشيعة غلط
فهم يقولون بتحريف القرآن لاخلاف بينهم في هذا , وإذا فسروا هذه الحروف
قالوا: كاف:كربلاء .. إلخ!
ـ[لطفى]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 07:56]ـ
لااختلاف ان هذا افتراء ماانزل الله به من سلطان يكفر ويخرج عن الملة من يقول به والشيعة يقرؤون نفس القران الذى نقراه دون زيادة ولا نقصان
ـ[ابن العباس]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 08:15]ـ
والنصارى واليهود يقرؤون أيضا نفس القرآن الذي نقرؤه
فهم لا يجدون غيره في الأسواق, أما الشيعة فيقولون:إن النسخة السالمة من التحريف مع المهدي في سردابه
ـ[أبوالبراء التوحيدي]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 10:19]ـ
الأصل في الرافضة الكفر
هم كفار بأعيانهم لإعتقادهم و قوله و فعلهم الكفر
فهم كفّروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
رموا عائشة رضوان الله عليها بالفاحشة ـ و هذا تكذيب صريح لكتاب الله ـ
هم يقولون بتحريف كتاب الله.
يقولون بعقيدة "البداء"
هم يعبدون الأئمة من دون الله
.... الخ ذلك من كفرياتهم
فلا يثبت لأحدهم إسلام حتى يُعلم أنه لهذه الكفريات تارك و منها بريء
والله أعلى وأعلم
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 11:23]ـ
الحمد لله
ماذكره ذلك "الدكتور" لاشك و أنه كفر و ردة صريحة ما سبقه بها من أحد و هي مبنية على القول الشاذ عند الإمامية عن تحريف القرآن.
أما المغالطة و عدم الدقة في نسبة الأقوال إلى أهلها من قال أن الشيعة مجمعون، أقصد الإمامية منهم، فهم عندهم القول بتحريف القرآن قول شاذ و ليس إجماعا.
و هم يردودن هذا في جل كتبهم.
فالواجب هو التحري في نسبة الأقوال إلى أهلها، فالعدل ميزان الله في الأرض و لو مع الأعداء.
و الله ولي التوفيق.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 11:30]ـ
أخي ياسين بل هو إجماع منقول عندهم وأقره أكابر أئمتهم
نقله علامتهم المفيد في أوائل المقالات, وعده أبو الحسن العاملي من ضروريات المذهب
وأفاض الكليني في تقرير عقيدة التحريف وهي عقيدة شيخه القمي, والمجلسي والجزائري والبحراني كلهم ينقلون التواتر على تحريفه وغيرهم جماعة كثر
وكذا الفيض الكاشاني في تفسيره, وألف خاتمة محدثيهم الطبرسي كتابا حافلا في إثبات التحريف
وقال فيه إن من قال بعدم التحريف وهم ثلاثة! إنما فعلوا ذلك تقية
وأستغرب أن تنقل عكس ذلك ,مما يدل أنك لا تعرف القوم
وأكتفي بنقول يسيرة
قال المفيد لعنه الله: ((
الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن
وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان " (أوائل المقالات: ص 91) وحكى اتفاق الإمامية على ذلك فقال
((واتفقوا أن أئمة الضلال- يعني الصحابة - خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل))
وقال العاملي في مرآة الأنوار ((
وعندي في وضوح صحة هذا القول " تحريف القرآن " بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار،
بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة))
وقال المجلسي عليه اللعائن تترى ((ولايخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر))
وقد جمع الطبرسي كما أسلفت كتاباً خصصه لإثبات التحريف وذكر فيه أسماء أكابرهم وهم أساس دينهم وأس عقيدتهم بزعمه فكافؤوه بأن جعلوا قبره بجوار قبر علي رضي الله عنه (زعموا)
وحتى الطوسي الذي لم يقل بالتحريف إنما قاله بصيغة تجعله كافراً (إضافة لما قرره أصحابه انه قاله تقية) وهو أنه "مال" و"رجح"!! كونه غير محرف مع تبجيله لأهل القول بالتحريف
فهو وهم سواء وممن نقل الإجماع كبيرهم الجزائري في الأنوار النعمانية حيث قال: ((إن تسليم تواتره عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين، يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة، بل المتواترة، الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما، ومادة، وإعرابا، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها " ج 2 ص 357.))
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السيف المشهور]ــــــــ[12 - Jan-2010, مساء 11:47]ـ
يجرب القلم قبل كتابته فيكتب حروفا عشوائية لمجرد تجربة جودة القلم ودرجة سواد الحبر ..
القرآن العظيم يتناقل بالقراءة والرسم، فهو وإن طعن في الرسم ... فأنَّا له الطعن في القراءة المتواترة المنقولة؟ فكلامه مردود عليه ... عقلاً ونقلا.
وأما بالنسبة لكفره، فهو كافر كفر مخرج من الملة.
أما بالنسبة للحكم بأنه شيعي أم غير شيعي، فلا يوجد ما يدل على هذا من الكلام الذي تفضلت بنقله، قد توجد فقط قرينة مشتركة بينهما ألا وهي الطعن في القرآن.
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jan-2010, صباحاً 01:18]ـ
ة فييقول شيخهم نعمة الله الجزائري: "قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه" .. الأنوار النعمانية: 2/ 363 - 364.
القرآن عند شيوخ الشيعة المعتبرين:
- محرفٌ،،
- وعند البعض ينكر التحريف تقية!! فإذا طُلِب منه الحكم على من يؤمن بالتحريف قال ليس في ذلك شيء!! لأن الخلاف خلافٌ فقهي لا عقدي!! وهم معذورون في ذلك لأنهم لو كفروا القائلين بالتحريف لسقط الدين الإمامي سقوطا كاملا، فصار القول بالتحريف ضرورة من ضروريات المذهب، حتى قال أبو الحسن العاملي شيخهم الكبير: "إن تحريف القرآن من ضروريات مذهب الشيعة"! .. لذلك فإن السؤال المهم ليس هو معرفة حكم من يؤمن بالتحريف عند الشيعة وإنما:
ما هو حكم من لم يؤمن بتحريف القرآن زيادة أونقصا أو بهما جميعا في ظل النصوص الصريحة والروايات المستفيضة عند الشيعة القائلة بالتحريف؟!
نماذج لتحريف الكافي للكليني أوثق مصادرهم:
روى (الكافي) بالاسناد عن علي بن سويد، قال: كتبتُ إلى أبي الحسن موسى عليه السلام وهو في الحبس كتاباً ـ وذكر جوابه عليه السلام، إلى أن قال: ـ «أُؤتمنوا على كتاب الله، فحرّفوه وبدّلوه». راجع: الكافي 8: 125 | 95.
روى الكليني في (الكافي) عن سالم بن سلمة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «إذا قام القائم قرأ كتاب الله عزّ وجل على حدّه، وأخرج المصحف الذي كتبه علي» راجع: الكافي 2: 633 | 23.
روى في (الكافي) عن أبي جعفر الباقر قال: «نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد هكذا: (وإن كُنْتُم في رَيْبٍ مِمّا نَزَّلنا عَلَى عَبْدِنا ـفي عليّ ـ فأتُوا بسُورةٍ مِن مِثْلِهِ). البقرة 23. راجع: الكافي 8: 53| 16.
ما روي في (الكافي) عن أبي بصير، عن أبي عبدالله في قوله تعالى: (من يُطعِ اللهَ ورَسُولَه ـ في ولاية عليّ والاَئمّة من بعده ـ فَقَد فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً) (الاحزاب 33: 71) هكذا نزلت. الكافي 1: 417 | 26. الكافي 1: 414 | 8.
ما رواه الكليني في (الكافي) والصفار في (البصائر) عن جابر، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «ما ادعى أحدٌ من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أُنزل إلاّكذّاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلاّ علي بن أبي طالب عليه السلام والاَئمّة من بعده عليهم السلام» راجع: الكافي 1: 228 | 1، بصائر الدرجات 2: 213.
ما رواه الكليني في (الكافي) والصفار في (البصائر) عن جابر، عن أبي جعفر أنّه قال: «ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الاَوصياء» راجع: الكافي 1: 228 | 2، بصائر الدرجات: 213 | 1
ما رُوي في (الكافي) عن الاَصبغ بن نباتة، قال: سَمِعتُ أمير المؤمنين يقول: «نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفي عدوّنا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام». راجع: الكافي 2:627|2.
ما روي في (تفسير العياشي) مرسلاً عن الصادق قال: «إنّ في القرآن ما مضى، وما يحدث، وما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فألقيت، إنّما الاسم الواحد منه في وجوه لا تُحصى، يعرف ذلك الوصاة. راجع: تفسير العياشي 1: 12|10
(يُتْبَعُ)
(/)
ما روي في (الكافي) عن البزنطي، قال: دفع إليَّ أبو الحسن الرضا عليه السلام مصحفاً، فقال: «لا تَنْظُر فيه». ففتحته وقرأت فيه (لم يكن الذين كفروا ... ) (البينة 98: 1) فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم. قال: فبعث إليّ: «ابعث إليّ بالمصحف» راجع: الكافي 2: 631 | 16.
ما رُوي في (الكافي) عن منخل، عن أبي عبدالله قال: «نزل جبرئيل على محمّد بهذه الآية هكذا (يا أيُّها الذينَ أوتُوا الكتاب آمِنوا بما أنَزَّلنَا ـ في عليّ ـ نُوراً مُبِيناً). الكافي 1: 417/ 27 وصدر الآية من سورة النساء 4: 47 هكذا (يا أيها الذين أمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم ... ) وأما آخرها (نور مبيناً) فهو في نفس السورة آية: 147 هكذا (يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم و أنزلنا إليكم نوراً مبينا) ولعله سقط من الخبر شيء.
روى ابن شهر آشوب في (المناقب) من خطبة أبي عبدالله الحسين الشهيد في يوم عاشوراء وفيها: «إنّما أنتم من طواغيت الاَُمّة، وشُذّاذ الاَحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرّفي الكتاب» راجع: بحار الانوار 45: 8
وروى البحراني في شرحه لنهج البلاغة: (أن عثمان بن عفان جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة وأحرق المصاحف وأبطل ما لاشك أنه من القرآن المُنزل) شرح نهج البلاغة /هاشم البحراني 1/ 1).
ما رواه الشيخ الصدوق في (ثواب الاعمال) عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله قال: «سورة الاَحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم يا بن سنان، إنّ سورة فضحت نساء قريش من العرب، وكانت أطول من سورة البقرة، ولكن نقصّوها وحرّفوها». راجع: ثواب الاعمال: 100.
ما رُوي في (تفسير العياشي) عن الصادق قال: «لو قُرىء القرآن كما أُنزل لاَلفيتنا فيه مُسمّين». راجع: تفسير العياشي 1: 13 | 4.
ما رواه العياشي في (تفسيره) عن مُيسّر، عن أبي جعفر قال: لولا أنّه زيد في كتاب الله ونقص منه، ما خفي حقّنا على ذي حجا، ولو قد قام قائمنا فنطق صدّقه القرآن. راجع: تفسير العياشي 1:13|6.
عن أبي جعفر: «إذا قام القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ضرب فساطيط لمن يُعلّم الناس القرآن على ما أنزله الله عزّ وجل، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم؛ لاَنّه يخالف فيه التأليف» راجع: ارشاد المفيد 2: 386 تحقيق مؤسسة آل البيت، روضة الواعظين 265.
وروى نحوه النعماني في الغيبة راجع: غيبة النعماني: 318 و 319.
أنّ التحريف قد وقع في التوراة والانجيل، وقد ورد في الاَحاديث عن النبي الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «يكون في هذه الاَُمّة كلّ ما كان في بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل، وحذو القذّة بالقذّة» راجع: الفقيه 1: 203 | 609.
ويقول محدثهم النوري الطبرسي: (إن الأخبار الدالة على ذلك ـ التحريف ـ يزيد على ألفي حديث وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق والعلامة المجلسي وغيرهم, واعلم أن الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية) (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب 227).
وينقل الإجماع على التحريف الجزائريّ في كتابه [الأنوار النعمانية] كما يذكر ذلك صاحب كتاب: [فصل الخطاب] (إن لأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القران) راجع: فصل الخطاب ص 30).
ويقول المفسر الشيعي محسن الكاشاني: (إن القران الذي بين أيدينا ليس بتمامه كما أُنزل على محمد بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله, ومنه ما هو مغير محرف, وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة) (تفسير الصافي /المقدمة - محسن الكاشاني).
ويؤكد ذلك طيب الموسوي في تعليقه على تفسير القمي علي بن إبراهيم: (ولكن الظاهر من كلمات غيرهم من العلماء والمحدثين, المتقدمين منهم والمتأخرين القول بالنقيصة كالكليني والبرقي والعياشي والنعماني وفرات بن إبراهيم وأحمد بن طالب الطبرسي والمجلسي والسيد الجزائري والحر العاملي والفتوني والسيد البحراني, وقد تمسكوا في إثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الإغماض عليها) راجع: تفسير القمي المقدمة ص23).
(يُتْبَعُ)
(/)
والمجلسي يُصرح قائلاً: (أن عثمان حذف عن هذا القرآن ثلاثة أشياء: مناقب أمير المؤمنين علي, وأهل البيت, وذم قريش والخلفاء الثلاثة مثل آية " يا ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلا") (تذكرة الأئمة المجلسي ص9).
ويقول أحد علمائهم رداً على الشريف المرتضى في قوله بعدم التحريف: (فإن الحق أحق أن يتبع, ولم يكن السيد علم الهدى ـ المرتضى ـ معصوماً حتى يجب أن يطاع فلو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقاً لم يلزمنا إتباعه ولا خير فيه) (الشيعة والسنة ص133 إحسان ظهير).
قيل للحسين بن عليّ: إنّ فلاناً زادَ في القرآن ونقصَ منه! فقال الحسين: أؤمنُ بما نقصَ وأكفرُ بما زادَ (متشابه القرآن ومختلفه لابن شهرآشوب 2/ 77).
وروى سالم بن سلمة قال: قرأ رجلٌ على أبي عبد الله ـ وأنا أسمع ـ حروفاً من القرآن، ليس على ما يقرؤها الناسُ!
فقال أبو عبد الله عليه السلام: كُفَّ عن هذه القراءة واقرأ كما يقرأ الناسُ. (الكافي للكليني 2/ 462 ح3 2).
فمثلا يروي محمد بن يعقوب الكليني عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: لم سمي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين؟ قال: الله سماه، وهكذا أنزل في كتابه " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم (وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين) اصول الكافي، كتاب الحجة ج 1ص 479.
وروى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى " سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بولاية علي) ليس له دافع، ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآلهالكافي باب الحجة ج 1 ص 490.
وروى عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا " فأبى أكثر الناس (بولاية علي) إلا كفورا، قال: ونزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا " وقل الحق من ربكم (في ولاية علي) فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين (آل محمد) نارا. كتاب الحجة من الكافي ج 1 ص 493.
وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال هكذا نزلت هذه الآية "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به (في علي) لكان خيرا لهم. كتاب الحجة من الكافي ج 1 ص 492.
وعن منخل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا (في علي) نورا مبينا. كتاب الحجة من الكافي ج 1 ص 485.
وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا "بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله (في علي) بغيا. كتاب الحجة من الكافي ج 1 ص 484.
ويذكر على بن إبراهيم القمي في مقدمة تفسيره " أنه طرأ على القرآن تغيير وتحريف ويقول: وأما ما كان خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية: خير أمة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي؟ فقيل له: فكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال: نزلت كنتم خير أئمة أخرجت للناس" وقال: واما ما هو محرف منه فهو قوله: لكن الله يشهد بما أنزل إليك (في علي) كذا نزلت، وقوله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (في علي). تفسير القمي مقدمة المؤلف ج 1 ص 36.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[13 - Jan-2010, صباحاً 08:40]ـ
بارك الله فيكم
لا شك في كفر الشيعة و أعجبني خاصة تفصيل الأخ التوحيدي
و أما الأخ لطفي فلعله يجهل واقع أمرهم
وبقي الإجابة عن الجالسين معه هل يكفرون لقوله تعالى" {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} النساء140
واعلم أخي ابن العباس أن لهم قرآنا آخر مطبوعا و لكن لايتداول إلا في خاصة الخاصة
كالحوزات وقد رأيته بعيني وفيه
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وعلي ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ
وأنت أكبر من أن تنبه إلى تقيتهم
وأعوذ بالله أن يكون زنديق لي صاحبا
إلا على مثل "وما صاحبكم بمجنون"
ـ[عبدُ الله الحُسيني]ــــــــ[13 - Jan-2010, صباحاً 09:51]ـ
لا شك في كفر الشيعة و أعجبني خاصة تفصيل الأخ التوحيدي
أخي الكريم:
لا يصح هذا الإطلاق ..
+ فيجب إقامة الحُجة على جُهالهم و عوّامهم.
+ يجب ضبط المصطلحات، بالتفريقِ بينَ الشيعة و الرافضة، فهناكَ فرق.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبهِ و سلّم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب علم سائل]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 01:07]ـ
الحمد لله
ماذكره ذلك "الدكتور" لاشك و أنه كفر و ردة صريحة ما سبقه بها من أحد و هي مبنية على القول الشاذ عند الإمامية عن تحريف القرآن.
أما المغالطة و عدم الدقة في نسبة الأقوال إلى أهلها من قال أن الشيعة مجمعون، أقصد الإمامية منهم، فهم عندهم القول بتحريف القرآن قول شاذ و ليس إجماعا.
و هم يردودن هذا في جل كتبهم.
فالواجب هو التحري في نسبة الأقوال إلى أهلها، فالعدل ميزان الله في الأرض و لو مع الأعداء.
و الله ولي التوفيق.
السلام عليكم، في الواقع شدني هذا الكلام،، ونرجوا مراجعة الرابط التالي نناقش فيه هذا الأمر وما يخصه بشكل شامل:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=317083&posted=1#post317083
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 03:19]ـ
لا شك في كفر الشيعة و أعجبني خاصة تفصيل الأخ التوحيدي
لا يصح هذا الإطلاق ..
+ فيجب إقامة الحُجة على جُهالهم و عوّامهم.
+ يجب ضبط المصطلحات، بالتفريقِ بينَ الشيعة و الرافضة، فهناكَ فرق.
أحسن الله إليكما،،
نعم، هناك فارق في التكفير بين علماء الشيعة وبين عوامهم، فعلماؤهم وصلتهم الحجة، وعامتهم أيضا على قسمين والله أعلم، قسمٌ لم تبلغه الحجة، والقسم الآخر وهو الأكبر لم يعد له حجة بعد ثورة الإتصالات وتقنية المعلومات، فهؤلاء حكمهم (والله أعلم بحالهم ومآلهم):
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)} الفرقان
أما موضوع الشيعة والرافضة والتفريق بينهما:
هناك فارق بين التشيع والرفض، فالتشيع طوائفه كثيرة تجاوزت السبعين فرقة، كلٌ منها يدعي أنه على مذهب آل البيت، والشيعة الأوائل يختلفون عن الأواخر، فالأوائل من أهل السنة، وهم الذين كانوا يقدمون علياً على عثمان فقط، ويقدمون أبابكر وعمر على جميع الصحابة، وهم وإن سُمُّوا بالشيعة فهم من أهل السنة، لأن مسألة التفضيل بين الخليفتين عثمان وعلي ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها، لكن المسألة التي يُضلّل فيها مسألة الخلافة، وأخطر طوائف الشيعة التي انحرفت عن التشيع طائفة الرافضة الإثني عشرية الإمامية الجعفرية الباطنية التي لم تظهر بمسماها إلا بعد موت الإمام الحادي عشر، وخطورتها تكمن في تطور معتقداتها والدعوة إليها، فما كان مخرجا من الملة عندهم بالأمس صار اليوم من ضروريات مذهبهم.
المؤرخ والعالم الشيعي القمي المتوفه سنة 301 هـ في كتابه "المقالات والفرق"، وكذلك العالم والمؤرخ الشهير النوبختي المتوفى سنة 310 هـ في كتابه "فرق الشيعة"، لم يذكرا هذه الطائفة بالإسم رغم إحاطة كتابيهما بكل طوائف الشيعة، ولم يذكرا طائفة تدعي الإمامة لإثني عشر إماما معصوما، وكان أول من ذكر هذه الطائفة بالإسم هو المؤرخ الشيعي المسعودي المتوفى سنة 349هـ في كتابه "التنبيه والإشراف"، وهذه في الحقيقة صارت طائفة رفض لا تشيع، لكن لفظ الشيعة خرج عن أصله، فإطلاق اللفظ اليوم لا ينصرف إلا إلى طائفة الاثنى عشرية الإمامية الجعفرية لأنَّهم غالبية الشيعة اليوم, ولأنَّ مصادرهم في الحديث والرواية قد استوعبت معظم آراء الفرق الشيعية التي خرجت في فترات التاريخ كما يذكر ذلك الشيخ القفاري في كتابه "أصول الإمامية"، فإذا قلت الشيعة دون تقييد فإن المعنى يُقصد به الرافضة الإثني عشرية الذين يؤمنون بالإمامة والعصمة ومنازعة الرب صفاته وربوبيته كإضفاء الولاية التكوينية والعصمة على أئمتهم، وإيمانهم بمهدي يدعون أنه قابع في السرداب، وهو لم يُولد أصلا ولا أساس له بشهادة جعفر بن الهادي أخو الحسن العسكري وآل البيت!!، ولا يدخل معهم في الإسم عند إطلاقه دون تقييد بقية الطوائف الشيعية الأخرى كالإسماعيلية والنصيرية والزيدية التي تفرقت إلى فرق متعددة ..
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[08 - Mar-2010, صباحاً 01:54]ـ
بارك الله فيكم
اذا اطلقت الشيعة قصد بها الاثناعشرية
فلايدخل في هذا الاطلاق الزيدية وان كانوا لايختلفون كثيرا
وكذا يقصد بالاطلاق علماؤهم، وهذا غير خاف، وهو تحصيل حاصل
اما عامتهم فكعامة اي مذهب ضال، اومنحرف: فيهم، وفيهم
ـ[أبو عبد الملك الرويس]ــــــــ[08 - Mar-2010, مساء 05:45]ـ
هذا الكلام الوارد مِن هذا العراقيّ قد يكون تقليدًا للروافض، أو تقليدًا للمستشرقين، أو تقليدًا لكليهما ـ والله أعلم ـ ولكنه ـ على أيّة حالٍ ـ في خاتمة أمره ضلال وكفر بواح، هذا في ذاته، وأما في حكم قائله المعيّن؛ فيجب توضيح خطورة قوله وكفريّته بالدليل والبرهان، فإن أصرّ عليه بعد ذلك؛ فقد كفر هو نفسُه. والله أعلم بخلقه.
منهم، فهم عندهم القول بتحريف القرآن قول شاذ و ليس إجماعا.
أخي، ولكن هل هم يتبرّؤون ممّن يقول بأنّ القرآن محرّف، ويخطئونه ويكفّرونه، أو أنّه مُقدّم عندهم ومبجّل، ومُتبّع مُقلّد، وإمام مُعظّم؟. . وهنا مربط الفرس، ومنه يُعرف ـ بإذن الله ـ الحقّ في حقيقة عقيدتهم في تحريف القرآن الكريم ـ عياذًا بالله من ذلك ـ .. !؟
ووفّقني الله، وإيّاك ـ أخي، يزيد الموسويّ ـ، والجميع لما يحبّه ويرضاه،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 03:15]ـ
من قال من أهل العلم بتكفير الرافضة عينا؟
نرجو من الأخ التوحيدي ومن أيده الرد؟
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 08:01]ـ
من قال من أهل العلم بتكفير الرافضة عينا؟
نرجو من الأخ التوحيدي ومن أيده الرد؟
ابن باز وابن جبرين والفوزان والراجحي وغيرهم كثير.
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 08:03]ـ
س / إن السائل وجماعة معه في الحدود الشمالية مجاورون للمراكز العراقية وهناك جماعة على مذهب الجعفرية ومنهم من امتنع عن أكل ذبائحهم ومنهم من أكل ونقول هل يحل لنا أن نأكل منها علماً بأنهم يدعون عليا والحسن والحسين وسائر ساداتهم في الشدة والرخاء؟
ج / إن كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون عليا والحسن والحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الإسلام والعياذ بالله لا يحل الأكل من ذبائحهم لأنها ميتة ولو ذكروا عليها اسم الله.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
نائب رئيس اللجنة
عضو
عضو
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Jul-2010, صباحاً 12:27]ـ
عودة مرة أخرى،
هل هذا مذهب شيعي؟ والجواب بالنفي، ليس مذهبا وإنما دينا آخر يختلف في أصوله عن أصول أهل السنة ..
هل هم كفار؟
الجواب:
من يعتقد بأصولهم فهو كافر عندنا، ونحن بلا ريب كفارٌ عندهم!!
كيف؟
كلا الطائفتين تكفر من يعتقد ببعض المعتقدات أو ينكر بعضها، وهنا مقارنة بين بعض أسباب تكفير السنة للشيعة وبعض أسباب تكفير الشيعة للسنة:
السنة يكفرون من الشيعة الإثني عشرية من يعتقد بـ:
1 - الطعن في القرآن الكريم والادّعاء بأنه محرف زيادة أو نقصا.
2 - تكفيرهم للصحابة ووصفهم لهم بالردة وسب الشيخين.
3 - طعنهم في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة عائشة.
4 - صرف العبادة والدعاء وعلم الغيب لغير الله عز وجل.
5 - تفضيلهم الأئمة على الأنبياء والمرسلين وادعاء الولاية التكوينية لهم.
ومن أسباب تكفير الشيعة لأهل السنة:
1 - عدم الإيمان بحقيقة الأئمة الإثنى عشر في الحكم والخلافة (الإمامة).
2 - إنكار عصمة الأئمة الإثنى عشر.
3 - إنكار حياة الإمام الثاني عشر (وأهل السنة يرونه شخصية وهمية) والذي تجاوز عمره أكثر من ألف عام وحتى الآن.
فو سألت أي شيعي عن حكم انكار الإمامة والمهدي السردابي الثاني عشر وإنكار العصمة لقال لك كافر .. وهنا لا تحتاج إلى أقوال مراجعهم وملاليهم، وأنت بذلك كافر عندهم ...
بل إن الشيعة اليوم يكفرون بعضهم البعض،
فمن أسباب التكفير:
- إنكار مظلومية الزهراء أو كسر ضلعها، وعلى هذا كفر الشيرازي والتبريزي المرجع اللبناني محمد حسين فضل الله
- الإيمان بولاية الفقيه، وعلى هذا كفر الشيرازي الخميني والخامنئي وكل من يؤمن بها لأنها تمردٌ وانقلابٌ على صاحب الزمان، ولأن مفهوم ولاية الفقيه يناقض دين الإمامية ..(/)