ـ[محمد الدجوي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 02:27]ـ
قال الإمام الترمذي - رحمه الله - (سنن الترمذي 4/ 492) مثبتاً للسلف الصالح مذهب التفويض:
(والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف، وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه) اهـ. ن
الأخوين ابني الزهراء والرومية .. كل من يقرأ عبارة الترمذي هذه يفهم منها عدم الخوض في المعنى، وهو ما عبر عنه كثير من السلف بعبارة: بلا كيف!
فقول الترمذي: لا تفسر، واضح في تفويض المعنى.
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 03:00]ـ
قال الإمام الترمذي - رحمه الله - (سنن الترمذي 4/ 492) مثبتاً للسلف الصالح مذهب التفويض:
(والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف، وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه) اهـ. ن
الأخوين ابني الزهراء والرومية .. كل من يقرأ عبارة الترمذي هذه يفهم منها عدم الخوض في المعنى، وهو ما عبر عنه كثير من السلف بعبارة: بلا كيف!
فقول الترمذي: لا تفسر، واضح في تفويض المعنى.
قوله نؤمن بها .. أي نؤمن بها حقيقة ... لا مجازًا.
لا يقال كيف ... لأن الكيف مجهول.
قوله: (لا تفسير) لا يفيد التفويض ... التفويض يكون فيما لا تعلمه وفيما لا تفهمه ... إنما أن تفوض المعنى وكأنك تقرأ كلمات أعجمية ... ؟؟؟
أنت تقرأ كلام الله ووصف الله لنفسه ...
أمامك شيء من اثنين ... تؤمن به على وجهه الذي أتى به دون تعطيل ولا تحريف للمعنى.
والإيمان يقتضي بأن تؤمن بما وصف الله به نفسه ... وتفوض الكيف الذي لا تعلمه.
لم يقل الله عز وجل لي جسم أو ليس لي جسم ... لتثبت أو تنفي كما سبق وأن قلت.
بل أنت تحشر وصفاً في حق الله .. لم يثبته ولم ينفيه ... من أين أتيت به؟ لا تدري.
- ما هي صفات ربك؟
- لا أدري
- ألم يقل الله تعالى كذا وكذا ...
- قال.
- وماذا يعني؟
- لا أدري.
- أيحدثك الله بما لا تفهم أم يحدثك بما تفهم وأنت تنكر ... فادعيت الجهل؟
- (سكوت)
من الأفضل والأسلم ... إن جهلت أحوال السلف ... فلا تنسب إليهم شيء لا تفهمه ولا تعرفه.
فأنت تدعي أنهم لا يثبتون ... إذن ماذا فعلوا مع المعتزلة والجهمية؟
ـ[محمد الدجوي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 04:02]ـ
عفواً: تفسيرك لكلام الترمذي غير صحيح.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 05:00]ـ
عفوا: ان كان تفسيرك صحيحا أخي الدجوي اذن ... فصفات كالسميع و البصير و العليم و القادر وانه تعالى يراه الناس كما يرون البدر غيرها أيضا لا يعرف لها معنى و تفوض معانيها .. فالترمذي و معه السلف لم يكونوا يعرفون ما معنى السميع وان ظاهرها من ان لله سمعا ليس مرادا و يجهلون ما معنى ان الناس تراه .. و لا يعرفون من تفسيرها الا ما نعرف من تفسير كهيعص .... :) *
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 05:17]ـ
عفواً: تفسيرك لكلام الترمذي غير صحيح.
صفة واحدة كجميع الصفات ... لا فرق بين واحدة وأخرى.
إلا أن تكون آمنت بسبعة فقط منهم .... ! ءافآمنت ببعض الكتاب؟
الله له سمع
أنا لي سمع.
وأنت لك سمع.
أليس هذا من باب التشبيه في هذه الصفة؟
ألا تدري أن اختلاف الذوات تتختلف معها الصفات؟
هل رأس محمد الدجوي كرأس الجبل كرأس الصفحة؟
أم أنت تظن أن الله ذاته كذواتنا ... ؟
أو ليس كذواتنا في سبع صفات فقط؟
أم أن ذهنك ذهب للتشبيه بما لا تعلم:)؟
ـ[محمد الدجوي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 06:38]ـ
لا تحاكما عقيدتي وتخرجا عن الموضوع فإنه لا يفيد! كلام الترمذي كلام من يفوض المعنى ويكله إلى الله عز وجل ..
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 07:04]ـ
لا تحاكما عقيدتي وتخرجا عن الموضوع فإنه لا يفيد! كلام الترمذي كلام من يفوض المعنى ويكله إلى الله عز وجل ..
قال الله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}
هل لهذا الكلام معنى؟(/)
مارأيكم بهذه الجملة: الله خالق الأشياء والأحوال .. ؟؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 11:01]ـ
هل هذه الجملة صحيحة .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 11:24]ـ
ما المقصود بهذه الكلمات؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 12:03]ـ
*إن جميع الفوز والفلاح فقط بيد الله جل جلاله
(فالمال وأهل المال لا يملكون ذرة فوز أو فلاح ففوزهم وفلاحهم هو فقط بيد الله,
قارون كان عنده المال ولكنه ما امتثل أمر الله فالله جعل خسارته بسبب هذا المال في الدنيا والآخرة وكذلك فرعون مثال الملك وقوم عاد مثال القوة وقوم سبأ مثال الزراعة وقوم شعيب مثال التجارة). والله عنده خزائن كل شيء (العزة والذلة والفقر والغنى والمرض والصحة وكل شيء من خزائن الله سبحانه وتعالى, وكل شيء بالنسبة للذي في خزائن الله لا شيء, فالذهب الذي في الدنيا بالنسبة للذهب الذي في الجنة كنقطة في بحر, والذهب الذي في الدنيا والذي في الجنة والذي سيخلقه الله تبارك وتعالى بالنسبة للذي في خزائن الله لا شيء). وهو خالق الأشياء والأحوال (الله تبارك وتعالى خلق السموات وخلق الأرضين وخلق الشجر والحجر والإنس والجن من غير مثال سابق,
خلقهم من العدم, كان الله وما كان شيء,
الله أخرج لقوم صالح ناقة عشراء من صخرة صماء وخلق آدم من تراب وعيسى من أم بدون أب. وكل شيء خلقه الله عز وجل جعل له صفة وحال,
فصفة الشيء ليست من ذاته بل صفته من الله تعالى, فجميع الأشياء كأوعية فارغة في الحقيقة وضع الله فيها من الضرر والنفع ما شاء ويغيرها متى يشاء سبحانه.
فالإنسان جسد وروح فإذا خرجت الروح من الإنسان فالعين موجودة ولكن لا ترى واليد موجودة ولكن لا تبطش واللسان موجود ولكن لا يتكلم!
ما السبب؟ السبب خروج الروح.
وما هي الروح؟ (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)
فحقيقة النظر هو بتأثير الروح فالعين عبارة عن مدخل للنظر وهكذا اللسان يتكلم بتأثير الروح فيه وهو عبارة عن مخرج للكلام,
فالله تعالى لا يحتاج للسان حتى الإنسان يتكلم فيوم القيامة تختم على أفواه الكفار وتنطق جلودهم وأيديهم وأرجلهم,
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعرف حجراً في مكة كان يسلم علي.
والجذع الذي صاح لفراقه في المسجد,
وكذلك الأمثلة في المال ليس في ذاته قضاء الحوائج فقضاؤها صفة أودعت فيه من الله,
والدواء ليس في ذاته الشفاء ... فالشفاء صفة أودعها الله في الدواء
فالدواء حتى يشفي فهو محتاج إلى الله والله حتى يشفي فهو غير محتاج إلى الدواء
فالله يشفي بالدواء وبغير الدواء,
والطعام ليس في ذاته الشبع فالله أودع فيه صفة الإشباع فالله غير محتاج إلى الطعام في الإشباع وإلا من كان يطعم أهل الكهف ويونس في بطن الحوت,
والسلاح ليس في ذاته النصر فالله قادر أن ينصر بدون السلاح كما نصر أهل بدر).
يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج إلى أحد من خلقه وهو الصمد (الله تعالى خلق السموات و الأرضين والعرش ولا يحتاج إلى أحد من خلقه فحملت العرش محتاجون أن يحملوا العرش إلى الله,
فالله تبارك وتعالى أعانهم بقوته فهو غني بذاته وصفاته عن مخلوقاته.
خلق ملك الموت ليقبض أرواح الخلق وملك الموت محتاج إلى الله في قبض أرواح الخلق والله ليس محتاج لملك الموت لقبض أرواح الخلق. والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات في قضاء حوائجها). هو الذي جعل فلاحنا جميعاً وفلاح جميع البشرية في الدنيا والآخرة فقط بامتثال أوامر الله على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 12:43]ـ
{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62]
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} الروم 54
ـ[جذيل]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 01:10]ـ
اخشى ان تكون كما يقول المعتزلة:
وهو على ما يشاء قدير ..
يعني هناك من الاشياء لا يشاؤه فلا يقدر عليها ..
فتكون جملة الاخ صالح الطريف تعني ان هناك خلاف الاشياء والاحوال ليس بخالقها.
لكن اذا عرف صاحب هذه الجملة عرف مقصوده.
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 10:14]ـ
القول بأن الله خالق الأشياء والأحوال حق لا شك فيه؛ لأنه ليس في الوجود إلا خالق ومخلوق، والخالق هو الله وحده، وكل ما سواه مخلوق له؛ خلقه بمشيئته وقدرته.
والقول بأن الله خالق الأشياء والأحوال لا يعني أن غير الأشياء والأحوال؛ كالأعمال والصفات؛ فالله ليس خالقه. بل الله خالق هذه وغيرها، وخالق كل مخلوق؛ وحده لا شريك له في الخلق.
ـ[ابن جريج]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 11:33]ـ
الأشياء جمع شيء وهي أعم لفظ في اللغة؛ وهو من الألفاظ التي تطلق على الواجب والممكن والقديم والمحدث، وقد بين الله في كتابه أنه خالق لكل شيء، ولكن يخرج من هذا العموم أسماء الله وصفاته وأفعاله إجماعا، ولأن لازم دخولها القول بأن الله خالق نفسه وأفعاله، واعتقاد هذا كفر والعياذ بالله.
والأحوال جمع حال، ولا يعرف إطلاق هذا اللفظ على الله شرعا بله لغة، فلا إشكال في هذا التعبير بهذا الاعتبار. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 11:02]ـ
القول بأن الله خالق الأشياء يعني غيره، أما هو فلا يدخل في الأشياء؛ فهو الخالق، والخالق لا يكون مخلوقًا؛ فالموجود إما خالق أو مخلوق، لا يوجد خالق مخلوق؛ فالمخلوق لا يكون خالقًا.
والقول بأن الله خالق الأحوال والأعمال والصفات يعني أحوال الخلق وأعمال الخلق وصفات الخلق، ولا يشمل صفات الله وأفعاله؛ لأن صفات الله وأفعاله منه؛ فهي ليست مخلوقة.(/)
النار ماتحرق ... السكين مايقطع .. الماء مايروي .. !!!!!!!!!!!!
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 11:07]ـ
من يفيدنا بقول الأئمة الأعلام بماكُتب أعلاه ... ؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 02:26]ـ
القول بأن: النار ما تحرق ... السكين ما يقطع ... الماء ما يروي؛ على إطلاقه لا يصح، وإنما يصح إذا قيد النفي بما إذا لم يأذن الله؛ كأن يقال: النار ما تحرق ... السكين ما يقطع ... الماء ما يروي؛ إذا لم يأذن الله. أو قيد بذكر ما لا يقبل إحراق النار وقطع السكين وإرواء الماء، أو قيد بشرط أو مانع ...
ـ[التلمسانية]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 12:22]ـ
أخي الكريم:
هذه المسألة تناولها العلماء حينما تكلموا عن "تأثير القدرة الحادثة."، وهي مسألة مشهورة باسم"التولد"، والخلاف فيها مشهور بين الأشاعرة و بعض الحنابلة، والنقول فيها كثيرة، وقد حكم فيها كل فريق على خصمه بالضلال، فلو أخذنا بقول الإمام ابن تيمية لحكمنا على الإمام الشاطبي بأنه جهمي صرف، ولو أخذنا بقول الإمام الشاطبي لحكمنا على ابن تيمية بأنه متلبس بالشرك الأصغر أو المعصية. والله أعلم
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 02:40]ـ
بارك الله فيك أخي: والله أعلم هذه مسألة القدرة و قصة إبراهيم عليه السلام خير جواب.
فالنار لا تحرق بنفسها فالله نزع عنها الحرق و قس على ذالك.إن الله على كل شيئ قدير
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 03:09]ـ
أخي الكريم:
والخلاف فيها مشهور بين الأشاعرة و بعض الحنابلة،
بل الخلاف فيها بين الأشاعرة وسائر العقلاء الذين يثبتون تأثير الأسباب.
وأهل السنة يقولون بتأثير الأسباب ولكنهم لايجعلون السبب يستقل بالتأثير كما هو مذهب المعتزلة.
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 03:22]ـ
عقيدة العادة عند الأشاعرة
الدكتور جابر السميري
ملخص البحث
يعالج هذا البحث رأي الأشاعرة القائل بأن طبائع الأشياء لا أثر لها البتة وأنه لا توجد في الأشياء قُوى وطاقات كامنة بمعنى أن النار ليس فيها قوة إحراق وأن ما يشاهده الإنسان من احتراق إنما هو عادة وإلف وليس ناتجًا عن قوة في النار وهلم جرا ثم لم يكتف الأشاعرة أن نسبوا مثل هذه العقيدة لأنفسهم حتى ألصقوها بدين الله وادعوا أن القرآن والسنة تنادي بها.
فجاء هذا البحث ليثبت براءة القرآن والسنة من هذه العقيدة، ويثبت عكسها وأنه توجد قوى كامنة في الأشياء ولها آثار فالماء مثلاً يكون سببًا في الإنبات، والعين سببًا للإبصار، فمن أنكر خاصية الماء في الإنبات والعين في الإبصار فكأنما سوّى بينها وبين أضادها، وجعل البصر كالخد وبراءة العلم كذلك فها هو يكتشف الذرة ويفجرها ويبين كم فيها من القوة الهائلة المدمرة وما عاد خافيًا على أحد اليوم أن الكيميائيين يستخلصون من كثير من الأشياء والمواد خلاصات يسخرونها في خدمة البيئة والإنسان.
وبهذا يتبين أن إنكار هذه الأمور ما هو إلا تحكم من غير دليل وربما جاء رد فعل لقول الطبائعيين: إن الطبيعة هي الخالقة، فحاول الأشاعرة سحب البساط منهم والقول بمنع فعل الطبيعة وهنا سقط في أيديهم وجاءت أقوالهم بعيدة عن منطق القرآن الذي يثبت الأثر والعمل بدون استقلالية، فالخالق هو الله باستقلال دون أشياء الطبيعة التي تفعل ولكن بإذن من الله تعالى.
المقدمة
الحمد لله وكفى وصلى الله وسلم على عباده الذين اصطفى وبعد:
(1/ 1)
فالبحث الذي نقدم له، يتناول قضية من أهم القضايا المتصلة بالفلسفة الطبيعية والعقدية على السواء لدى مدرسة ذاع صيتها ألا وهي مدرسة الأشعري –رحمه الله- وهذه القضية أسماها الأشاعرة (بالعادة) وهي تعني أنه لا شيء يؤثر في شيء ولا علة تؤثر في معلولها فالنار مثلاً ليس لها أثر في الإحراق، وما يراه الناس من إحراق إنما هو عادة وإلف فقط وليس ناشئًا عن علة في النار والله الخالق له بإطراد كلما التقت النار مع ما تحرقه دون أن يكون للنار أثر يُذكر وهكذا لا حقيقة لطبائع الأشياء وحكموا على أنها فارغة من القوى ومن ثم التأثير في غيرها أو التأثير بقدرة الله-سبحانه- باعتبارها وسائط وهذا معناه أيضًا إنكار لعلاقة الأسباب بمسبباتها وأن التلاقي بينهما ما هو إلا عادة فليس هناك أي علاقة ترابطية إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يشاهده الإنسان بعينه والمشاهدة ليست حجة. بمعنى: أن إطراد الموجودات وتسلسلها ليس قائمًا على الترابط (العليِّ) بل إن العادة وجريانها هما السبيل في إحساسنا بالتعاقب بين ما يقال أنه سبب وما يقال أنه مسبب، وإن وجود أحدهما في الذهن يلزمه –بالتداعي – وجود الآخر دون أن يكون هناك في الواقع رابطة (عليه) حقيقة والذي دفع الأشاعرة إلى هذا القول، مجادلتهم للطبائعيين الذين ينسبون للطبيعة كل التأثير والاستقلال بالفعل فردوا عليهم هذا الاعتقاد بأن نزعوا من الطبائع صفة الفاعلية وغلوا حتى صادروا ما للطبائع من صفات جوهرية بها تتمايز وتتغاير كالفرق بين الخد والبصر، مع أن القول بأنها لا تفعل استقلالاً وإنما بإذن الله وهو القول الذي كان يجب أن يتوقفوا عنده دون الذهاب إلى آخر الشوط وإنكار حقائق الأشياء الأساسية مما أفسد عليهم طرقهم في إثبات التوحيد.
أهمية البحث:
(1/ 2)
تكمن أهميته في بيان خطأ هذا الاجتهاد الحاصل بسبب ردود الفعل، وكان الأولى أن يبطل الأشاعرة حجج الطبائعيين القائلين باستقلال الطبيعة في إيجاد الأشياء دون الإنسياق وراءهم وإبطال العلل والأسباب والقوى التي أودعها الله في هذه الطبائع ولا تعمل إلا بإذن الله، بمعنى عدم مجاوزة آيات القرآن الحكيم إلى آفاق بعيدة قد يثبت العلم التجريبي والمشاهدة بطلانها، وهذا ما حصل. والمهم هنا ألا نلوي أعناق آيات القرآن، وأن نركب الذلول والصعب في ذلك، لنوافق مذهبًا بعينه، أو فكرة ما تركزت في ذهن صاحبها، ويريد أن يوجد لها أساسًا شرعيًا في كتاب الله عز وجل وقد رأينا هذا المنهج لدى بعض الذين أغراهم الفكر الوارد في بعض مظاهره، فحاولوا عقد صلة بينه وبين النصوص الدينية فجاء عملهم هذا بعيدًا عن روح النص المقدس كما رأينا له مظهرًا آخر لدى أصحاب العقائد الباطنية المنحرفة.
وتكمن الأهمية في خطأ المسارعة بالحكم على كل من خالف في جانب من جوانب الفكر القابل للإجتهاد بالكفر والضلال وما شاكل ذلك، بل لا بد من المناقشة الموضوعية، والحوار الهادف، للوصول إلى غاية الهدف.
ومن الأهمية بيان أنه (من أنكر وجود المسببات مرتبة على الأسباب في الأمور الصناعية أو لم يدركها فهمه، فليس عنده علم بالصناعة ولا بالصانع كذلك في جحد وجود ترتيب المسببات على الأسباب في هذا العالم، فقد جحد الصانع الحكيم تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا… وأبطل الحكمة وأبطل العلم، وذلك أن العلم هو معرفة الأشياء بأسبابها، والحكمة هي معرفة بالأسباب الغائبة) (1) ولهذا عبر الدكتور أبو العلا عفيفي عن قانون السببية بأنه عقيدة (2) وعبر غيره ممن خالف قانون السببية وقال بالعادة بعقيدة العادة في مواجهة عقيدة (قانون السببية).
خطة الموضوع ومنهجه:
(1/ 3)
جاء الموضوع في مبحثين وعدة مطالب سلك الباحث فيه المنهج الوصفي وكان المبحث الأول بعنوان عقيدة العادة ما لها. وتحته ثلاثة مطالب: الأول: مفهوم العادة. المطلب الثاني: دوافع القول بعقيدة العادة، والمطلب الثالث: الحكم المترتب على مخالفة عقيدة العادة وذكر فيها حجج الأشاعرة وموقفهم من المخالفين.
المبحث الثاني: عقيدة العادة وما عليها، المطلب الأول: نقد مفهوم العادة، المطلب الثاني: عقيدة العادة مبطلة لعقيدة التوحيد، المطلب الثالث: عقيدة العادة مبطلة لظاهر القرآن، والمطلب الرابع: عقيدة العادة مخالفة لما كان عليه السلف الصالح، والمطلب الخامس: عقيدة العادة مبطلة لمبادئ العلوم وقوانين السببية. والمطلب السادس: وجوب ترتب المسببات على الأسباب دون محذور كإنكار المعجزات أو النبوات وما في حكمها وبهذا يكون المبحث الثاني ردودًا على ما جاء في المبحث الأول وتقريرًا للعقيدة الحقة.
وفي نهاية المطاف يتبين لنا أن إثبات قضايا الدين لا تقوم على إنكار مبادئ العلوم، وليس في القرآن الكريم شيء يتعارض مع القوانين العلمية، بل العكس تمامًا، فالعقيدة تقوم على الفهم السليم لسنن الله في كونه والتأمل والتدبر للنظام الكوني، وأي اكتشاف جديد لأسرار هذا الكون أو اختراع مبدع إنما يدل على عظمة الله وقدرته التي لا حدود لها لا كما يظن البعض أن إثبات الإبداع للإنسان مخل بأصول الدين ومعطل للتوحيد ومانع من إثبات النبوات والمعجزات.
(1/ 4)
(يُتْبَعُ)
(/)
والأدلة الحسية التي يقيمها القرآن هي دلائل واضحة على قدرة الله سبحانه لا كما يعتقد البعض بضرورة تأويل هذه الأدلة وصرفها عن ظاهرها حتى يتم لهم إثبات قدرة الله، فإن قال قائل: ليس في الماء قوة إثبات، ولا في النار قوة إحراق ولا في الخمر إسكار ولا في الأرض جاذبية ولا في العين قوة إبصار، ولا في الأذن قوة سمع، ثم قال للناس هذه أدلة التوحيد، لنفر الناس عن دين الله، ومنع القرآن من أداء مهمته في البيان وجعل لأعداء الدين نافذة يبطلون من خلالها القرآن.
فالواجب الوقوف حيث وقف النص فهمًا وتدبرًا فإن النقل الصحيح مع العقل الصريح يتفقان ولا يختلفان، وإذا كان هناك خلل فإما في العقل وإما في فهم النقل أو عدم صحته.
المبحث الأول
عقيدة العادة ومالها
المطلب الأول: مفهوم العادة عند الأشاعرة
ليس هناك تلازم ضروري بين الأسباب والمسببات أو العلة والمعلول، يقول الغزالي: (الاقتران بين ما يعتقد في العادة سببًا، وبين ما يعتقد مسببًا، ليس ضروريًا عندنا) (3) بل ليس هناك علاقة تسببية بين السبب والنتيجة (…بل كل شيئين ليس هذا ذاك، ولا ذاك هذا، ولا إثبات أحدهما متضمنًا لإثبات الآخر ولا نفيه متضمنًا لنفي الآخر) (4).
وإذا احتج عليهم إنسان بأنه يرى دائمًا الاحتراق يعقب النار، والإسكار يعقب الخمر، تعللوا في ذلك بأنه لا يرجع إلى تلازم بين الأسباب الطبيعية، وإنما هو نتيجة الاعتياد من رؤيتهما معًا وفي ذلك يقول الباقلاني (5): (إن ما هو مشاهد في الحس لا يوجد ضرورة ولا وجوبًا وإنما هو يجري مجرى العادة، بمعنى وجوده وتكراره على طريقة واحدة) (6)، ثم يأتي بعده الغزالي ويتوسع في إرجاع التلازم بين الأسباب الطبيعية ومسبباتها إلى حكم العادة ويرى أن (اللازمات .. يجوز أن تنفك عن الاقتران بما هو لازم لها، بل لزومه لحكم العادة) (7).
(1/ 5)
وقال البغدادي: ( .. وأجازوا ـ أي الأشاعرة … أن يجمع الإنسان بين النار والقطن والحلفاء فلا تحرقها على نقض العادة .. ) (8) فليس لأية ظاهرة طبيعية فعل خاص يصدر عنها فليس في الخمر إسكار مثلاً وأنه لا مقوم داخلي لأي جسم يجعل منه فاعلاً إذ أن الأجسام منفصلة إلى أجزاء فهي جواهر فردة لا يربط بينها إلا بالقدرة الإلهية (9) والسبب في الحقيقة لا أثر لها البتة بدليل إمكان انفكاك المسببات عن أسبابها ولكن اعتاد الناس وألفوا هذا الاقتران بينهما فحكموا بالضرورة وليس لديهم من حجة إلا المشاهدة يقول الغزالي (فإن اقترانها بما سبق من تقدير الله ـ سبحانه، يخلقها على التساوق لا لكونه ضروريًا في نفسه .. بل في المقدور خلق الشبع دون الأكل، وخلق الموت دون جز الرقبة، وإدامة الحياة مع جز الرقبة) (10) وإن كان الناس لم يألفوا هذه الأمور أو ألفوا بعضها، ولم يألفوا جز الرقبة مع بقاء الحياة (… فأما النار وهي جماد، فلا فعل لها، فما الدليل على أنها الفاعل، وليس لهم دليل إلا مشاهدة حصول الاحتراق…) (11) فهي العادة لا أكثر وإلا فلا شيء يفعل في شيء.
(1/ 6)
ويشرح الدكتور البوطي عقيدة العادة عند الأشاعرة بالانقضاض على علاقة الأسباب بمسبباتها فيقول: (…وإذًا فما معنى كون هذه الأمور أسبابًا؟ .. إن معنى ذلك محصور في أن الله ـ عز وجل ـ ربط بينهما وبين أمور أخرى بمحض إرادته وقدرته فقط، فظهر استمرار هذا الارتباط أمامنا بمظهر السببية والتأثير فاستعرنا له كلا من هاتين الكلمتين على سبيل المجاز) (12) وهذا معناه أنه لا يوجد سبب حقيقي ولا علة حقيقية لها تأثير في مسببها ومعلولها، ونفي السببية والعلية سمة واضحة في المذهب الأشعري (13) بل يذهب البغدادي إلى القول بأن أهل السنة أجمعوا على أنه لا أثر البتة للطبائع (وضللوا من قال باختلاف الأجسام لاختلاف الطبائع) (14) حتى بلغ الأمر بالأشاعرة تحقيقًا لعقيدة العادة، وردًا للسببية أن منعوا أن يقال للشيء احترق بالنار وإنما احترق عندها يقول الغزالي: (فقد تبين أن الوجود عند الشيء، لا يدل على أنه موجود به) (15) فالأدلة الحسية المشاهدة لا تكفي عندهم في إثبات باء السببية وهكذا تم التعامل مع آيات الذكر الحكيم الواردة بباء السببية كما سيأتي. وكذلك الآيات التي رتبت النتائج على الأسباب. بل التجارب العلمية والأدلة العقلية لا تستقيم كأدلة عند الأشاعرة في رد عقيدة العادة ولهذا يقول الغزالي في
(يُتْبَعُ)
(/)
معرض رده على المخالفين: (فما الدليل على أنها الفاعل؟ وليس لهم دليل، إلا مشاهدة حصول الاحتراق منذ ملاقاة النار والمشاهدة تدل على الحصول عندها، ولا تدل على الحصول بها .. ) (16) وكذلك التجارب العلمية لا تنهض كدليل على إثبات السببية يقول مصطفى صبري: (ولا تقل أيها القارئ أن التردد في كون علة الاحتراق الفاعلية هي النار بعد مشاهدة النار مع كل حادثات الاحتراق، مكابرة ظاهرة، لأني أقول: على أي دليل قطعي الدلالة تنبني حكمك هذا؟ فإن بنيته على التجربة المشاهدة فالتجربة لا تشاهد العلية لأن العلية أمر معنوي لا يرى، وإنما مدلول التجارب ومشهودها
(1/ 7)
كون النار مجتمعة مع حادثة الاحتراق والجسم المحترق ودائرة حيثما دار، وإن بنيته على الدليل المنطقي فالمنطق لا يعترف بدلالة دوران شيء مع شيء ودوام اقترانه به على كون صلة أحدهما بالآخر صلة العلة بمعلولها…) (17) أي لا بالمشاهدة ولا بالعقل ويزيد البوطي هذا الكلام وضوحًا حيثما يقول: (… والعلم لا شأن له في الأشياء إلا أنه يصفها على ما هي عليه في أدق مظاهرها، ثم يمارس هذا الوصف بالتجربة في مجالات متكررة … وهيهات أن يتوصل العلم إلى أن مقارنة الأسباب بمسبباتها أمر حتمي لا مناص من تلازمها ولا حيلة لانفكاكها) (18) وهكذا فإن الأشاعرة ينفون أن يكون هناك دليل من المشاهدة والعلم أو المنطق على ضرورة التسبب أو أن هذه الأدلة لا تنهض على أن تكون لضرورة التلازم بين الأسباب والمسببات وهذا يعني انتقاء نوع الأدلة كلية في إثبات العلاقة بين الأسباب الطبيعية وهم بهذا يغلقون باب البحث عن دليل حسي أو عقلي أو علمي.
المطلب الثاني: دوافع القول بعقيدة العادة
(1/ 8)
أولاً: يقول الشهرستاني: (صار أبو الحسن الاشعري – رحمه الله تعالى- إلى أن أخص وصف للإله هو القدرة على الاختراع، فلا يشاركه فيه غيره، ومن أثبت فيه شركه فقد أثبت إلهين) (19) ولهذا أراد الأشاعرة أن يحافظوا على أخص وصف لله تعالى فلا ينسبوا لغيره صفة القادرية ولا الفاعلية ولا الإحداث لأن كل ذلك لا يليق إلا بالله ـ سبحانه ـ ولهذا يسوي الإمام أبو الحسن الأشعري بين هذه الألفاظ في المعنى، فالخلق، والفعل، والإحداث، والاختراع كلها بمعنى واحد وهي لا تليق إلا بالله وإذا أطلقت على الإنسان فإنه لا يراد بها إلا معنى الكسب (20) لا حقيقة الفعل فهو يقول: (لا قادر عليه ـ أي على الفعل ـ أن يكون ما هو عليه من حقيقة أن يخترعه إلا الله) (21) بمعنى لا أثر لقدرة الإنسان في فعله إلا الاكتساب ولهذا ذهب الأشاعرة إلى أن (القدرة الحادثة على رأينا، فإنها لا تؤثر، وليست مبدأ لأثر) (22) إذن لا شغل لقدرة العبد إلا الاقتران أما أن يؤثر فلا (وعندنا لا فرق إلا ما يعود إلى جريان العادة) (23) هذا المبدأ الذي اهتم به الأشاعرة ـ وهو لا فاعلية ولا خالقية ولا إحداث ولا اختراع ـ كان الأساس في القول بعقيدة العادة وأنه لا أثر لشيء في شيء البتة وإلا ثبت الشرك فالعادة هي الكسب وكلاهما معناه اقتران شيء بشيء ويستدل الأشاعرة على ذلك بكثير من الآيات القرآنية، وأن الله أسند لنفسه الخلق فقال: (ذالكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه) (24) فاستحق العباد لاستحقاقه الخلق.
ويلاحظ ابن رشد أن من جملة الدوافع التي دفعت الأشاعرة إلى القول بالتجويز: (الهروب من القول بفعل القوى الطبيعية، والخوف من أن يدخل عليهم في القول بالأسباب الطبيعية أن يكون العالم صادرًا عن سبب طبيعي) (25).
(1/ 9)
ولا شك فإن الأشاعرة ردوا على الطبائعيين اعتقادهم بأن الطبيعة خالقة أو أن لها أثرًا في الأشياء بل الخالق الفاعل المحدث هو الله سبحانه يقول البوطي: (الواقع أن هذا القول لا يعتمد إلا على وهم مجرد، ذلك لأن الطبيعة لا تعطيك من واقعها إلا هذا الاقتران وهو يحد ذاته ليس أكثر من الاقتران مهما كان ثابتًا ومستمرًا) (26). فلا شيء له أثر في شيء من نفسه بل ما يراه الناس إنما هو اقتران وانسجام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول آخر: ( .. ولا يقول لشيء من الأشياء في الكائنات بخاصة ناشئة من ذاته غير قابلة للإنفكاك عنه إلا طبيعي منكر للإله بالمرة) (27) وهذا يعني القول بعدم تأثير الطبائع أو السبب أو إلغاء عملها في الوجود. فلا سببية ولا طبيعية. ويقول الأشاعرة (إن الكائنات بأجمعها مستندة إلى الله من غير واسطة) (28) أي لا مكانة لواسطة الأسباب والمسببات في خلق أو تأثير (فالاعتراف مثلاً بأن الشمس تعطي الحركة والحياة للأشياء يكون شركًا) (29).
ثانيًا: رتب الأشاعرة على القول بعقيدة العادة ثبوت المعجزات الخارقة للعادة وعدم القول بها إنكار للمعجزات فقال الغزالي في معرض الرد على المخالفين: (وحكمهم بأن هذا الاقتران المشاهد في الوجود بين الأسباب والمسببات اقتران تلازم بالضرورة، وليس في المقدور، ولا في الإمكان إيجاد السبب دون المسبب، ولا وجود المسبب دون السبب ترتب عليه عدم إثبات المعجزات الخارقة للعادة مثل قلب العصا ثعبانًا، وإحياء الموتى وشق القمر، ومن جعل مجاري العادات لازمة لزومًا ضروريًا أحال جميع ذلك .. ) (30).
(1/ 10)
ويناقش مصطفى صبري هذا الأمر وهو يرى أنه لا مانع لله أن يفعل ما شاء (فالله تعالى في عقيدة المؤمنين إذا شاء يسلب الأشياء ما جرت سنته فيها، ويكون هذا السلب خرقًا منه للعادة لا خرقًا للعقل حتى يكون محالاً .. وكذا الكلام في إحراق النار ما تحرقه أنه كما يكون بإذن الله تعالى يكون كف النار عن الإحراق بأمر الله، ولا خرق بين الحالين بالنسبة إلى قدرة الله) (31). ومعناه يستوي بالنسبة إلى قدرة الله أن تكون الأسباب مقترنة بالجواز أو بالضرورة، فلا شيء يمنع قدرة الله من أن يسلب النار مثلاً عملها فلا تعود محرقة .. وهذا معنى ثبوت عجزة إبراهيم عليه السلام بأن النار لم يؤثر عليه ولهذا (فإن الله الذي أوجد سلسلة الأسباب والعلل قادر على تعطيل عمل هذه السلسلة، فلا تكون المعجزة خارقة بهذا الاعتبار ولا يختل قانون السببية) (32) وهذا القول كأنه جمع بين ثبوت المعجزات وقانون السببية الذي يرى الأشاعرة عدم ثبوته وبطلانه بعقيدة العادة ولهذا قال مصطفى صبري في تعليقه على النص السابق: (ومراده من عدم كون المعجزات خارقة أنها غير مخلة بقانون السببية وهو الناحية المهمة للمسألة لوجود سببها الذي هو إرادة الله وإلا فالمعجزة تخرق العادة لتعطيل عمل سلسلة الأسباب) (33) وسيأتي تفصيل هذه المسألة في أثناء الرد على هذا الادعاء في المبحث الثاني.
المطلب الثالث: الحكم المترتب على مخالفة عقيدة العادة
لم يرَ الأشاعرة العذر لأحد خالف في إثبات هذه العقيدة رغم صعوبة فهمها بل لمخالفتها لما يراه الناس بعيونهم ويلمسونه في حياتهم أثناء إجراء تجاربهم وملاحظاتهم، فالمسألة جد دقيقة وتحتاج إلى بذل الجهد واستحضار الأفهام فضلاً على أن ظاهر القرآن والسنة ترجح كفة إثبات السببية وأن لا شيء يتحقق إلا بالسبب وأن من يخل بالأسباب يخالف الشرع.
(1/ 11)
فكيف يقفز هذا الفاهم لهذه الأمور والمعتقد لها إلى عقيدة مخالفة كلية ألا وهي عقيدة العادة حيث يقال له إن التوحيد والإيمان لا يتم إلا على طائلة إنكار السببية وأنه بالإمكان الفصل بين النار وفعلها، وبين الموت وجز الرقبة إلى ما كان هنالك من أمور قد يحيل فهم العقيدة إلى المستحيلات غير أن الأشاعرة رأوا أن يحكموا على المخالف فيها بالكفر والفسق والضلال ويدعون الإجماع على ذلك يقول البوطي: ( .. وإذ قد ثبت الدليل القطعي على ما قلناه، فقد كان جحود ذلك كفرًا بإجماع المسلمين) (34) والدليل القطعي الذي قاله هو ما ذكرناه من عدم نسبة التأثيرات إلى السببية وأن من يثبت السببية يترتب عليه الكفر بالمعجزات والنبوات .. إلخ. ويقول في مكان آخر: ( .. ولعلك تسأل بعد هذا استعمال المسلم ألفاظًا تعبر عن سببية بعض الأشياء وتأثيرها .. كقول القائل: لقد نفعني هذا الدواء وشفاني هذا الطبيب، وأينع الزرع بكثرة الأمطار .. فالجواب أن ذلك إذا صاحب اعتقادًا بتأثير واحد من هؤلاء فهو كفر بالاتفاق .. ) (35) وهذا يعني أنه لا وسطية بين الله وهذه النتائج فالماء مثلاً وجوده كعدمه بالنسبة للإثبات ولكن هو موجود شكلاً وقس على ذلك في سائر الأسباب والمسببات.
(1/ 12)
(يُتْبَعُ)
(/)
وذهب بعض الأشاعرة إلى التفصيل في الحكم وكأنهم رأوا أن المسألة فيها من الغموض ما يفرض على الحاكم أن يكون مستبصرًا بمسائل الخلاف وبمجاري البحث والتحدي، قال إبراهيم بن محمد البيجوري: ( .. فمن اعتقد أن الأسباب العادية كالنار والسكين والأكل والشرب تؤثر في مسبباتها كالحرق والقطع والشبع والري بطبعها وذاتها فهو كافر بالإجماع، أو لقوه خلقها الله فيها ففي كفره قولان، والأصح أنه ليس بكافر بل فاسق مبتدع .. ومن اعتقد أن المؤثر هو الله لكن جعل بين الأسباب ومسبباتها تلازمًا عقليًا بحيث لا يصح تخلفها فهو جاهل، وربما جره ذلك إلى الكفر، فإنه قد ينكر معجزات الأنبياء لكونها على خلاف العادة، ومن اعتقد أن المؤثر هو الله وجعل بين الأسباب والمسببات تلازمًا عاديًا بحيث يصح تخلفها الناجي إن شاء الله تعالى) (36) فهذه أربعة فرق اختلفت وكل فرقة يحكم عليها بما تعتقده، فالفرقة الأولى تجعل الطبائع مستقلة ولعلها تنكر أي أثر لقدرة الله تعالى في المسببات فهؤلاء هم الطبائعيون الذين لا خلاف في كفرهم وهم الذين أشار إليهم الإمام الشاطبي في قوله: (فالالتفات إلى المسببات بالأسباب له ثلاث مراتب، إحداها، أن يدخل فيها على أنه فاعل للمسبب أو مولد له، فهذا شرك أو مضاه له، والسبب غيرفاعل بنفسه (والله خالق كل شيء) (37) (38) ويؤكد ابن تيمية هذا المعنى بقوله: (وإن فسر التأثير بأن المؤثر مستقل بالأثر من غير مشارك معاون ولا عائق مانع، فليس شيء من المخلوقات مؤثرًا، بل الله وحده خالق كل شيء فلا شريك له ولا ند له) (39) إذن الطبائع بنفسها لا تفعل إلا بإذن الله.
(1/ 13)
أما الفرقة الثانية فهي التي تقول بأن كل شيء فيه قوة كافية أودعها الله فيه، فذكر أنهم اختلفوا فيه فمنهم من يكفروه، ومنهم من يفسقه وكلا الحكمين يعني بأنه ليس في الأشياء طبائع ومعاني يميزها عن بعضها البعض، وهناك حكم آخر أطلقه الغزالي ويفهم منه جواز اعتقاد ذلك دون تخوف على العقيدة يقول البوطي: (غير أن الإمام الغزالي –رحمه الله- لايرى تنافيًا بين أن تكون الأسباب الكونية جعلية … وبين أن يكون فيها تأثير أودعه الله عز وجل فيها يسلبه عنها عندما يشاء. وهو يرى أن هذا هو الحق أي فالمسألة ليست مسألة مقارنة مجردة) (40) وهذا القول لا ينسجم البتة مع القول الذي يلغي طبائع الأشياء، فهو على نقيض مَنْ قال بالعادة فعقيدة العادة كما تبين هي مجرد مقارنة دون تأثير، وكلام الغزالي مقارنة مع التأثير، وهذا يدل على أن الغزالي متردد في قوله بعقيدة العادة وهو كما قال أبو ريان ( .. وقد عبر الغزالي في قوة المذهب الأشعري حينما انتقد مبدأ السببية، وذكر أن اعتقادنا بالسببية إنما يرجع إلى العادة .. ) (41) ويؤمن الغزالي بأن الأسباب مسخرة بعلم الله يقول: (والأدوية أسباب مسخرة لعلم الله تعالى كسائر الأسباب، فكما أن الخبز دواء الجوع، والماء دواء العطش … وكل ذلك بتدبير مسبب الأسباب) (42).
وأما الفرقة الثالثة، فهي الفرقة التي جعلت الاقتران ضروريًا بين الأسباب ومسبباتها وأن الأسباب لا تؤثر إلا بإذن الله تعالى وأنه متى صحت الأسباب ترتب عليها المسببات، ولا تتخلف المسببات إلا بنقص في الأسباب فهذه الفرقة جاهلة بهذا الاعتقاد وإن اعتقدت بناء على ضرورة الاقتران الحاصل من الأسباب امتناع المعجزات وعدم النبوات فهي كافرة؟ ولكن أليس بالإمكان أن يكسر الله سبحانه هذه الضرورة ويسلب هذا الاقتران بين الأسباب والمسببات وتكون الخارقة للعادة فلا يترتب على ذلك كفر ولا جهل.
(1/ 14)
أما الفرقة الرابعة: فهي الفرقة المرضى عنها وهي القائلة بعقيدة العادة، وهي التي لا ترى في الأشياء طبائع ولا معاني لها أي أثر. ولهذا قال الإمام الشاطبي: (أن يدخل في السبب على أن المسبب من الله تعالى لأنه المُسبِّب فيكون الغالب على صاحب هذه المرتبة اعتقاد أنه مسبب عن قدرة الله وإرادته، من غير تحكم لكونه سببًا .. وحاصله يرجع إلى عدم اعتبار السبب في المسبب من جهة نفسه واعتباره فيه من جهة أن الله مسببه وذلك صحيح) (43) وهذا الذي ذكره الشاطبي هو في حالة الاقتران العادي بين الأسباب ومسبباتها والنظر إليهما على أنهما من الله سبحانه ولم يستقل السبب بنفسه وإن كان لا بد من وجود السبب حتى يوجد المسبب، لوجود المطر بالنسبة للزرع. فالأشاعرة
(يُتْبَعُ)
(/)
تثبت السبب العام ولا تعترف بالأسباب الفاعلة بإذن الله ولهذا قال سليمان دنيا وهو يفرق بين فهم الأشاعرة للأسباب وفهم الوضعيين –أصحاب المذهب الوضعي الذي لا يوقن إلا بالمحسوس-: (فالأشاعرة إذا كانوا ينفون سببية الأشياء بعضها في بعض؛ فإنهم لا ينفون السببية العامة) (44) وهي أن الله خالق الأسباب والمسببات.
المبحث الثاني
عقيدة العادة وما عليها
المطلب الأول: نقد مفهوم العادة
(1/ 15)
قال ابن رشد: (فهو لفظ مموه إذا حقق لم يكن تحته معنى إلا أنه فعل وضعي مثل ما نقول: جرت عادة فلان أن يفعل كذا وكذا يريد أنه يفعله في الأكثر، وإن كان هذا هكذا كانت الموجودات كلها وضعية ولم يكن هناك حكمة أصلاً من قبلها ينسب إلى الفاعل أنه حكيم) (45)، ويبين ابن رشد استخدامات هذا اللفظ ما يجوز منها وما لا يجوز فيقول: ( .. ومحال أن يكون لله تعالى-عادة، فإن العادة ملكة يكتسبها الفاعل، توجب تكرر الفعل منه على الأكثر) (46) ولكن يجوز بدلاً من كلمة العادة بالنسبة لله أن يستخدم كلمة (السنة) فيقول (47): ( .. والله عزوجل يقول: (ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلاً) فهو يرى أن كلمة السنة بالنسبة لله لا تتبدل ولا تتحول أبدًا ودائمًا، أما (كلمة عادة) فإنها لم تطلق على الله في الكتاب ولا في السنة وهي لا تفيد إلا الأكثر وتدل على الملكة المكتسبة وكل ذلك لا يليق بالله سبحانه.
ويؤيد ابن حزم هذا المعنى السابق بقوله: ( .. وهذا المذهب الفاسد حداهم على أن سموا ما تأتي به الأنبياء من الآيات المعجزات خرق العادة لأنهم جعلوا امتناع شق القمر، وشق البحر… وسائر معجزاتهم إنما هي عادات فقط… فمعاذ الله من هذا، ولو كان ذلك عادته لما كان فيها إعجاز أصلاً لأن العادة في لغة العرب الدأب والدين والديدن… ألفاظ مترادفة على معنى واحد في أكثر استعمال الإنسان له مما لا يؤمن تركه إياه ولا ينكر زواله عنه بل هو ممكن وجود غيره ومثله بخلاف الطبيعة التي الخروج عنها ممتنع .. ) (48)
(1/ 16)
وعلى هذا لا يصح أن يطلق على خلق الله للأشياء والمسببات عادة، وكذلك على الأثر الطبائعي لأن أثرها يبقى مستمرًا ما بقيت هي ولهذا يتساءل ابن رشد عن معنى عقيدة العادة فيقول: ( .. فما أدري ما يريدون باسم العادة؟ هل يريدون أنها عادة الفاعل أو عادة الموجودات) (49) ويخلص إلى نتيجة مفادها ( .. وإن أرادوا أنها عادة الموجودات فالعادة لا تكون إلا لذي النفس، وإن كانت في غير ذي النفس فهي في الحقيقة طبيعية) (50) وهذا تفريق منه بين العادة والطبع فالعادة في كل ذي نفس، والطبع في كل ذي غير نفس وإن كان يلحق أيضًا بكل ذي نفس (وإما أن تكون عادة لنا في الحكم على الموجودات هذه العادة ليست شيئًا أكثر من فعل العقل الذي يقتضية طبعه وبه صار العقل عقلاً) (51) فكأن عادة العقل هي طبعه وهو الفعل الصادر عنه وهو الذي أطلق عليه الأشاعرة العادة واعتبروه جائزًا لا ضروريًا واعتبره غيرهم ضروريًا واجبًا وهو الأثر الذي يتركه السبب في مسببه وهي السببية.
ومن هنا يتضح لنا خطورة استخدام كلمات معينة لم تأت في الشريعة ومنحها مفهومًا عقديًا؛ ثم الحكم على مَنْ خالف في هذا المفهوم. وقد يقال: لا مشاحة في الاصطلاح. ولكن إذا فهم المعنى، تقلصت الفتنة وخاصة في مجال الدين والاعتقاد.
المطلب الثاني: عقيدة العادة مبطلة لعقيدة التوحيد
يقول ابن رشد: (والقول بنفي الأسباب في الشاهد ليس له سبيل إلى إثبات سبب فاعل في الغائب، لأن الحكم على الغالب من ذلك إنما يكون من قبل الحكم بالشاهد فهؤلاء لا سبيل لهم إلى معرفة الله تعالى) (52)
(1/ 17)
ولا يخفى أن أقوى الأدلة التي استدلت بها الأشعرية على وجود الله وإثبات صفاته هو قياس الغائب على الشاهد يقول الأيحي: (احتج الأشاعرة بوجوه، الأول: ما اعتمد عليه القدماء، وهو قياس الغائب على الشاهد، فإن العلة والحد والشرط لا يختلف غائبًا وشاهدًا) (53). فقولهم: لعقيدة العادة يبطل عليهم أدلتهم في معرفة الله ويقول ابن القيم: ( .. ثم من أعظم الجناية على الشرائع والنبوات والتوحيد إيهام الناس أن التوحيد ناقصة لا يتم إلا بإنكار الأسباب) (54).
فكيف إذا حكم على مثبت الأسباب بالكفر والضلال وهو موحد مؤمن!!
(1/ 18)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول ابن تيمية: ( .. ومن قال: إن قدرة العبد وغيرها من الأسباب التي خلق الله بها المخلوقات ليست أسبابًا، أو أن وجودها كعدمها، وليس هناك إلا مجرد اقتران عادي، كإقتران الدليل بالمدلول فقد جحد ما في خلق الله وشرعه من الأسباب والحكم والعلل، ولم يجعل في العين قوة تمتاز بها عن الخد تبصر بها) (55) بل يعتبر ابن القيم وغيره عقيدة العادة عند الأشاعرة داعية لإساءة الظن بالتوحيد، وتسليطًا لأعداء الرسل على ما جاءوا به (إن ضعفاء العقول إذا سمعوا أن النار لا تحرق، والماء لا يغرق، والخبز لا يشبع، والسيف لا يقطع، ولا تأثير لشيء من ذلك البتة، ولا هو سبب لهذا الأثر، وليس فيه قوة وإنما الخالق المختار يشاء حصول كل أثر من هذه الآثار عند ملاقاة كذا بكذا وقالت: هذا هو التوحيد وإفراد الرب بالخلق والتأثير، ولم يدر هذا القائل أن هذا إساءة الظن بالتوحيد، وتسليط لأعداء الرسل على ما جاءوا به كما تراه عيانًا في كتبهم ينفرون به الناس عن الإيمان) (56) وقد صدق ابن القيم فانظر إلى ما يقوله الدهريون الملحدون في زماننا في هذا النص الذي ينسبونه إلى الدين: (جميع الآراء الأخرى أو بالأحرى أي اتجاه فلسفي آخر، في مسألة السببية وإنكار القوانين الوضعية والسببية والضرورية في الطبيعية، تنتسب إلى الاتجاه الإيماني .. ذلك أن من الواضح حقًا أن الاتجاه الذاتي في مسألة السببية واستنباط نظام الطبيعة وقوانينها، ليس من العالم الموضوعي الخارجي، بل من الشعور والعقل والمنطق .. ) (57).
(1/ 19)
مع العلم أن الدين الإسلامي لا يخاصم العلوم ولا يمنع من البحث في الطبيعة والتعرف على سنن الله فيها، فهل يستطيع أحد أن يقول: إن القرآن ينكر الجاذبية الأرضية مثلاً أو سائر قوانين السببية التي ما هي إلا آيات تدل على منتهى الحكمة والدقة والنظام ولهذا رد ابن سينا على الطبائعيين الذين ينكرون السبب الأول، ويجعلون الطبائع هي الأولى والآخرة في الإبداع والخلق والتأثير ( .. إن المواد للأجسام العالمية صنفان، صنف يختص بالتهيؤ لقبول صورة واحدة لا ضد لها، فيكون حدوثها على سبيل الإبداع لا على سبيل التكوين من شيء آخر وفقدها على سبيل الفناء لا سبيل الفساد إلى شيء آخر وإلى هذا يرجع قول الحكيم في كتبه إن السماء غير مكونة من شيء ولا فاسدة إلى شيء لأنها لا ضد لها لكن العامة من المتفلسفة صرفوا هذا القول إلى غير معناه فأمعنوا في الإلحاد والقول بقدم العالم فهذا صنف، وخصوه باسم الأثير، والصنف الثاني صنف مهيأ لقبول الصورة المتضادة فيتكون تارة هذا بالفعل وذلك بالقوة وتارة بالعكس وسموه العنصر فجعلوا الأجسام أثيرية وعنصرية) (58).
ويقول الدكتور حسام الألوسي: (ويلوم (ابن سينا) الجُهال من الطبيعيين لأنهم يفتشون عن أصل هذه الطبيعة، ويردونها إلى العناصر المكونة (للسقمونيا) مع أنها لا علة لها في العناصر … ولو سئلوا عنه لقالوا: لأن النار حارة ثم السؤال لازم في أن الحار لم يفعل هذا فيكون منتهى الجواب الطبيعي أن يقال: إن الحرارة قوة من شأنها أن تفعل هذا الفعل، ثم إن سئلوا بعد هذا لِمَ كان هذا الجسم حارًا دون البارد لم يكن جوابهم إلا الجواب الإلهي إن إرادة الصانع هكذا اقتضت …) (59)
(1/ 20)
وبهذا فإنه يتبين أنه لا حجة للطبائعيين في رد الشيء إلى نفسه بل لا بد له من مبدع أبدعه فصيره من العدم إلى الوجود وأن الآثار الظاهرة للعيان تتسلسل حتى تعود إلى المؤثر الأول كما يقول ابن القيم: ( .. وهذا كما نقوله في خلقه بالأسباب أنه يخلق كذا بسبب كذا، وكذا بسبب كذا، حتى ينتهي الأمر إلى أسباب لا سبب لها سوى مشيئة الرب) (60) فالشيء لا يتحول بذاته إلى شيء آخر (وهي أن استمرار العادة مهما طال، لا يتحول بذاته، دون أي إضافة أخرى إليه، إلى قانون حتمي، وذلك هو الشأن فيما يتعلق بعلاقات أشياء الطبيعة بعضها ببعض) (61)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخيرًا: فإن القول بعقيدة العادة شأنه أن يخل بالنظام الكوني الذي يدل على وجود الخالق المبدع يقول ابن رشد: (وأما الذي قاد المتكلمين من الأشعرية إلى هذا القول فهو الهروب من القول بفعل الطبيعة التي ركبها الله تعالى في الموجودات التي ها هنا، كما ركب فيها النفوس وغير ذلك من الأسباب المؤثرة، فهربوا من القول بالأسباب لئلا يدخل عليهم القول بأن ها هنا أسبابًا فاعلة غير الله، وهيهات! إذا كان مخترع الأسباب! وكونها أسبابًا مؤثرة، هو بإذنه وحفظه…
…وقال: ولو علموا أن الطبيعة مصنوعة، وأنه لا شيء أدل على الصانع من وجود موجود بهذه الصفة في الأحكام، لعلموا أن القائل بنفي الطبيعة قد أسقط جزءًا عظيمًا من موجودات الاستدلال على وجود الصانع بجحده جزءًا من موجودات الله .. ) (62)
وناقش ابن رشد الأشاعرة في القضية السابقة قائلاً (ولو علموا .. أنه يجب من جهة النظام الموجود في أفعال الطبيعة أن تكون موجودة عن صانع عالم وإلا كان النظام فيها بالاتفاق، لما احتاجوا أن ينكروا أفعال الطبيعة .. ) (63) بمعنى (لو رفعنا الأسباب والمسببات لم يكن ها هنا شيء يُرد به على القائلين بالاتفاق، أعني الذين يقولون لا صانع ها هنا) (64).
المطلب الثالث: عقيدة العادة مبطلة لظاهر القرآن
(1/ 21)
يقول ابن القيم: (أنه -سبحانه- ربط الأسباب بمسبباتها شرعًا وقدرًا، وجعل الأسباب محل حكمته في أمره الديني الشرعي وأمره الكوني القدري، ومحل ملكه وتصرفه فإنكار الأسباب والقوى والطبائع جحد للضروريات، وقدح قي العقول والفطر، ومكابرة للحس وجحد للشرع والجزاء… والقرآن مملوء من إثبات الأسباب كقوله تعالى: (بما كنتم تعملون) المائدة: 105، وقوله: (بما كنتم تكسبون) الأعراف: 39 وذكر آيات كثيرة إلى أن قال: وكل موضع مرتب فيه الحكم الشرعي أو الجزائي على الوصف أفاد كونه سببًا له كقوله سبحانه: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله) المائدة:38 .. وذكر آيات كثيرة إلى أن قال: وهذا أكثر من أن يستوعب وكل موضع تضمن الشرط والجزاء أفاد سببية الشرط والجزاء وهو أكبر من أن يستوعب… وكل موضع تقدم ذكرت فيه الباء تعليلاً لما قبلها بما بعدها أفاد التسبب… ولو تتبعنا ما يفيد إثبات الأسباب من القرآن والسنة لزاد على عشرة آلاف موضع، ولم نقل ذلك مبالغة بل حقيقة ويكفي شهادة الحس والعقل والفطرة) (65)
(1/ 22)
وفي بيان واضح للذين منعوا من إجراء (باء) السببية في بابها وقالوا: (فقد تبين أن الوجود عند الشيء، لا يدل على أنه موجود به) فمنعوا أن يكون ماء السماء سببًَا في إنبات العشب كما بين القرآن في قوله تعالى: (وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها) (66) وقوله سبحانه: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) (67) ومثل هذا في القرآن كثير، ومنعوا إجراء اللغة بإطلاق باء السببية ولهذا قال ابن تيمية: (تكلم قومٌ من الناس في إبطال الأسباب والقوى والطبائع فأضحكوا العقلاء على عقولهم) (68) ويذكر ابن تيمية أيضًا ما يلزم القائلين بإنكار الأسباب والطبائع من شنائع أنهم يسوون بين المختلفات ويخالفون القرآن يقول: ( .. وكذلك أيضًا لزمت من لا يثبت في المخلوقات أسبابًا وقوى وطبائع ويقولون إن الله يفعل عندها لا بها فليلزم أن لا يكون فرق بين القادر والعاجز .. وأما أئمة السنة وجمهورهم فيقولون ما دل عليه الشرع والعقل، قال تعالى: (فسقناه إاى بلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات) سورة الأعراف: 57، وقال: (فأحيا به الأرض بعد موتها) البقرة: 164، النحل: 65، الجاثية: 5) وقال تعالى: (يهدي به الله من اتبع رضوانه) المائدة: 16، وقال: (يضل به كثيرًا ويهدي به كثيرًا) البقرة: 26… إلى أن قال: ومثل هذا كثير في الكتاب والسنة يخبر الله تعالى أنه يحدث الحوادث بالأسباب، وكذلك دل الكتاب والسنة على إثبات القوى والطبائع التي جعلها الله في الحيوان .. ) (69) وهذا الإلغاء للسببية هو إلغاء للقوانين العلمية بل تعطيل لذاتية الأشياء بعد أن كان تعطيلاً لتوحيد الرب وهذه الجناية العظيمة تكبر وتتضخم حينما تنسب إلى القرآن والقرآن لا يقرها بل يقر خلافها. وهناك فرق كبير بين قولنا فعلت به وفعلت عنده كما يقول ابن تومرت (الأصل يثبت به الحكم والأمارة يثبت عندها الحكم، وبين يثبت به
(يُتْبَعُ)
(/)
ويثبت عنده ما بين السماء والأرض) (70)، ولهذا فإن القرآن
(1/ 23)
الكريم عبر عن الباء في محلها وب (عند) في محلها. فكيف يجوز أن تلغي (الباء) عن عملها في محلها ونستبدل (عند) وهي ليست مثلها ولا تعمل عملها، وجرب بوضع (عند) في محل (الباء) في الآيات السابقة وانظر كيف سيكون الحال… فلا شك أن بين (الباء) و (عند) ما بين السماء والأرض، وهكذا تُطوع اللغة لتتمشى مع الآراء وكان الأولى أن تصحح الآراء وتصقل بالرجوع إلى أصل اللغة.
المطلب الرابع: عقيدة العادة مخالفة لما كان عليه السلف الصالح
(1/ 24)
يقول السفاريني: ( .. وأما مذهب السلف الصالح المثبتون للقدر من جميع الطوائف فإنهم يقولون إن العبد فاعل لفعله حقيقة وإن له قدرة واستطاعة حقيقية ولا ينكرون تأثير الأسباب الطبيعية بل يقرون بما دل عليه الشرع والعقل من أن الله تعالى ينبت النبات بالماء، وأن الله يخلق السحاب بالرياح وينزل الماء بالسحاب، ولا يقولون القوى والطبائع الموجودة في المخلوقات لا تأثير لها بل يقرون بأن لها تأثيرًا لفظًا ومعنى، ولكن يقولون هذا التأثير هو تأثير الأسباب في مسبباتها والله تعالى خالق السبب والمسبب) (71) فالسلف يثبتون فاعلية لقدرة الإنسان، وأثرًا للأسباب الطبيعية ولكن يشترطون عدم استقلالية الفاعلية والأثر وهذا هو ظاهر القرآن الذي أثبت للإنسان فعلاً، وللماء أثرًا وهكذا… والجميع في النهاية يكون بخلق الله، فالخلق يتم في بعض صوره بوسائط هي قوى أودعها الله في مخلوقاته، فهو يخلق الأسباب ببعضها يقول ابن تيمية: (والله سبحانه خلق الأسباب والمسببات وجعل هذا سببًا لهذا، فإذا قال القائل: إن كان مقدورًا، حصل بدون السبب وإلا لم يحصل جوابه أنه مقدور بالسبب وليس مقدورًا بدون السبب .. ودلل على ذلك بالأدلة) (72) ومعنى ذلك أنه لا غنى للأسباب عن المسببات ولا المسببات في غنى عن الأسباب، لكن الأسباب ليست علة تامة تستقل بإحداث المسببات ( .. ومعلوم أنه ليس في المخلوقات شيء وحده علة تامة وسببًا تامًا للحوادث بمعنى أن وجوده مستلزم لوجود الحوادث، بل ليس هذا إلا لمشيئة الله خاصة) (73). وهذا هو الإنصاف الذي جاء به القرآن في نسبة الفعل والإحداث، فهو لم يغلُ في نسبته إلى الطبيعة بإنكار صنع الإله الحق كما أنه لم يقض على ما يشاهده الناس بعيونهم ويجربونه بأنفسهم بإلغاء أثر القوى الكامنة في الطبيعة فأثبت الجميع وقال للإنسان: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) الإنسان: 30، أي لا يتحقق لك صنع وعمل باستقلال حتى أشاء أنا (وهو الذي قدر
(1/ 25)
الأشياء وقضاها ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره وكتبه في اللوح المحفوظ) (74).
وقال العلامة محمد بن علي بن سلوم: (ومذهب سلف الأمة وأئمتها من جمهور أهل السنة يقولون: إن العبد فاعل لفعله حقيقة، وأن له قدرة حقيقية واستطاعة حقيقية ولا ينكرون تأثير الأسباب الطبيعية بل يقرون بما دل عليه الشرع والعقل… ولا يقولون القوى والطبائع الموجودة في المخلوقات لا تأثير لها بل يقرون بأن لها تأثيرًا .. ) (75) وينقل لنا السفاريني أدلة من القرآن يشرح ما فيها من المعاني (فالحوادث تضاف إلى خالقها باعتبار وإلى أسبابها باعتبار كما قال الله تعالى: (هذا من عمل الشيطان) وقال (وما أنسانيه إلا الشيطان) مع قوله: (كل من عند الله) وأخبر أن العباد يفعلون ويصنعون ويعملون ويؤمنون ويكفرون ويفسقون… وأن العبد فاعل لفعله حقيقة فقولهم: في خلق فعل العبد بإرادته وقدرته كقولهم في خلق سائر الحوادث بأسبابها، وقد دلت الدلائل اليقينية على أن كل حادث فالله خالقه وفعل العبد من جملة الحوادث… والحاصل أن مذهب السلف ومحققي أهل السنة إن الله تعالى خلق قدرة الإنسان وإرادته وفعله، وأن العبد فاعل لفعله حقيقة ومحدث لفعله والله سبحانه جعله فاعلاً له محدثًا له) (76) وقوله إن محققي السنة يقولون بما يقول به السلف فهذا حق ولهذا جاء في كتب الأشاعرة المحققة قول العلامة الشيخ إبراهيم المذاري: ( .. ما يدل على أن الأشعري إنما نفى الاستقلال لا أصل التأثير بإذن الله تعالى .. ما هو المعتمد في معتقده الموافق للكتاب والسنة وأن إمام الحرمين فيما ذكره في النظامية موافق للأشعري في التحقيق المعتمد عنده في الإبانة .. وقال أيضًا: فإن هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلام من الشيخ الأشعري صريح في وقوع الفعل بقدرة محدثة والوقوع فرع التأثير غاية الأمر أنه لم يطلق على العبد أنه خالق أدبًا فهو كما قال إمام الحرمين واستحال إطلاق القول بأن العبد خالق لأعماله فإن
(1/ 26)
فيه الخروج عما درج عليه السلف) (77) وقد قال الجويني تصريحًا لا تلميحًا بأثر قدرة العبد فقال: (ففي المصير إلى أنه لا أثر لقدرة العبد في فعله قطع طلبات الشرائع والتكذيب بما جاء به المرسلون .. ) (77) فهل هذا الحكم من الجويني يلزم كل من أنكر أثر الأسباب وقد نقل السفاريني عن محققي أهل السنة الاتفاق في هذه المسألة فقال: ( .. وإنما ذكرت لك أقاويل هؤلاء-أي المحققون من علماء الأشاعرة- مع أن عمدة المعتقد عندنا الغير المنتقد في عقدنا مذهب السلف المقرر على الوجه المرضي المحرر لتعلم أن محققي الأشاعرة لهم موافقة على حقيقة مذهب السلف والإغضاء عما ينمقه الخلف) (79) والذي يرجع إلى التحقيق في هذه المسألة يجد أن لمحققي الأشاعرة قولين أو فهمين، فالجويني له رأي في الإرشاد متقدم يقول فيه بعدم تأثير قدرة الإنسان (80) وخالفه في آخر كُتبه وقال بأن لها تأثيرًا ونصه: ( .. قدرة العبد مخلوقة لله تبارك وتعالى باتفاق العالمين بالصانع، والفعل المقدور بالقدرة الحادثة واقع بها قطعًا ولكنه مضاف إلى الله تبارك وتعالى تقديرًا وخلقًا) (81) وما ذهب إليه الإمام الجويني لم يرق للشهرستاني فادعى أنه ليس مذهبًا للإسلاميين بل جاء به من عند الفلاسفة (وهذا الرأي إنما أخذه من الحكماء الإلهيين وأبرزه في معرض الكلام .. إلى أن قال: ومن العجب أن مأخذ كلام الإمام أبي المعالي إذا كان بهذه المثابة فكيف يمن إضافة الفعل إلى الأسباب حقيقة) (82).
والحق أن ما ذهب إليه الجويني ليس بدعًا من القول ولا جيء به من مصدر بعيد، بل هو ما قال به السلف والمحققون من أهل السنة وهو ظاهر القرآن ومعناه.
(1/ 27)
وبهذا يتبين خطأ البغدادي حينما زعم أن الإجماع قام على أن الأجسام لا تختلف بالطبائع وخطأ حكمه الذي رتبه على ذلك وهو الضلال. بل العكس هو الصحيح أن السلف ومحققي أهل السنة كأبي الحسن الأشعري والإمام الجويني اتفقوا على ما نص عليه ظاهر القرآن وإن اختلف النقل عنهم أحيانًا كما بيناه وهو ما توصل إليه البوطي وهو يعلق على كلام الغزالي في نص له يُسلم بوجود قوى كامنة في الأشياء (وتحليل الغزالي هذا أقرب إلى الإنسجام مع التعليلات العلمية لظواهر الأشياء وتكويناتها .. وختمه بقوله: إلا أنه أبعد عن مسلك الجمهور وما اتفق عليه) (83).
المطلب الخامس: عقيدة العادة مبطلة لمبادئ العلوم
(1/ 28)
ولما كان هذا النظام قائمًا على قانون السببية أو القوانين الطبيعية فإن إبطال الأسباب وإنكار الطبائع قتل لهذا النظام، وتجهيل له، وقلب للنظام العلمي فيه، يقول ابن رشد: ( .. وأن المعرفة بتلك المسببات لا تكون على التمام إلا بمعرفة أسبابها، فرفع هذه الأشياء هو مبطل للعلم ورفع له، فإنه يلزم أن لا يكون ههنا شيء معلوم أصلاً) (84) ويشرح ابن رشد قوله السابق ويقول: ( .. والعقل ليس هو شيء أكثر من إدراكه الموجودات بأسباب وبه يفترق عن سائر القوى المدركة فمن دفع الأسباب فقد رفع العقل) (85) ويحكم ابن رشد على من أنكر الأسباب والطبائع بأنه ألغى الفوارق بين الأشياء وجعلها شيئًا واحدًا ومن ثم لا حدود ولا فواصل بين الأشياء وكفى بهذا إبطالاً للوجود وللعلم يقول: ( .. فماذا يقولون في الأسباب الذاتية التي لا يفهم الموجودات إلا بفهمها، فإنه من المعروف بنفسه أن للأشياء ذوات وصفات هي التي اقتضت الأفعال الخاصة بوجود موجود وهي التي من قبلها اختلفت ذوات الأشياء وأسماؤها وحدودها فلو لم تكن لوجود موجود فعل يخصه، لم يكن له طبيعة تخصه، ولو لم تكن له طبيعة تخصه لما كان له اسم يخصه ولا حد وكانت وكانت الأشياء كلها شيئًا واحدًا، ولا شيئًا واحدًا… ارتفعت طبيعة الموجود، إذا ارتفعت طبيعة الموجود لزم العدم) (86) وفي هذا الكلام رد على الأشعرية القائلين بأن لا طبائع ولا أسباب بل يذكر بعضهم أن أهل السنة مجمعون على تضليل من قال أن الموجودات تختلف بالطبائع (87) فإذا لم يكن كذلك فبماذا تختلف؟ ويقول العامري: (88)
(يُتْبَعُ)
(/)
(والذي حمل هذه الفرقة المختلفة على ارتكاب هذه الأقوال المخترعة هو عجزهم عن الروية في واحد من المعاني الطبيعية، وضعفهم عن التفكير في جبلته والتعرف بخصائص قواه، فأقدموا على جحد الحقائق كلها) (89)
(1/ 29)
ويقول المفكر سليمان دنيا في تعليقه على إنكار الأشعرية لقوانين السببية وحتميتها: ( .. ولكن إلغاء السبب معناه القضاء على العلم والقوانين العلمية، وإغلاق باب التكهن بالمستقبل وترتيب المسببات على أسبابها، وتلك إحدى النتائج الخطيرة التي انتهى إليها (هيوم) في نقده وتحليله) (90) وتتركز هذه الخطورة حينما تنسب إلى الدين أو تجعل أساسًا صالحاً للبرهنة على صحة التوحيد، والأمر خلاف ذلك.
المطلب السادس: وجوب ترتب المسببات على الأسباب دون محذور كإنكار المعجزات والكرامات وما في حكمها
العلاقة بين الأسباب والمسببات علاقة ضرورية ولا تتخلف المسببات عن أسبابها إلا إذا كان هناك فساد أو عارض أخل بالسبب ولهذا جعل العامري دلالة هذه العلاقة قوية على وجود الله تعالى، ثم ألزم من غير هذه العلاقة وجعلها جائزة أنه يلزمه ألا يستطيع أن يقيم الدليل على وجود الله تعالى ولهذا قالت: منى أحمد أبو زيد في بحثها القيم عن فكر العامري: ( .. وبهذا يتسنى للعامري نقد الاتجاهات التي تنكر العناية أو تنكر السببية لأن هناك تلازمًا ضروريًا بينهما ولا يمكن إثبات أحدهما دون إثبات الآخر وأن وجودهما معًا دليل على وجود الله تعالى) (91) وبغير إثبات الضرورة بين الأسباب والمسببات يكون الأمر اتفاقًا لا حكمة فيه ولا نظام (ولكي يؤكد العامري على فساد آراء هذه الفرقة يأخذ في تأكيد السببية والتلازم الضروري بين العلة والمعلول أو بين الجسم وخواصه وأعراضه، ويرى أنه لا يجوز أن يعقل أي جوهر اتفق أي غرض اتفق ولو جاز ذلك لصلح أن يكتب على جوهر الهواء، كما يكتب على جوهر الورق، بل قد يصلح أن يتخذ من الصوف سيفًا قاطعًا، ومن الحديد عمامة ملفوفة، ولصلح أيضًا أن يدرك الطعم بالسمع ويدرك الصوت بالمذاق) (92)
(1/ 30)
ويقول ابن تيمية: ( .. وأما المسببات بعد وجود أسبابها فلا يمنعها بحال إلا إذا لم تكن أسبابًا صالحة، إما لفساد في العمل وإما لسبب يعارض موجبه ومقتضاه، فيكون لعدم المقتضى أو لوجود المانع .. ويدلل على ذلك بالآيات والأحاديث) (93)
وكذلك قال الإمام الشاطبي: ( .. كذلك البذر سبب لنبات الزرع والنكاح سبب للنسل كقوله: (وابتغوا ما كتب الله لكم) البقرة: 187 .. وما أشبه ذلك مما يدل على وقوع المسببات عن أسبابها دائمًا فلو لم تكن المسببات مقصودة للشارع في مشروعية الأسباب لكان خلافًا للدليل القاطع) (94) ولكن قد يتخلف المسبب ولا يترتب على سببه ليس نقضًا للضرورة ولا قولاً بالجواز وإنما لمانع يطرأ أو خلل يحصل للسبب فلا يترتب عليه سببه الذي كتبه الله له، يقول ابن تيمية: ( .. كإفضاء سائر الأسباب إلى مسبباتها فترتب الألم عليها كترتب الموت على تناول السموم القاتلة، وعلى الذبح والإحراق بالنار والخنق بالحبل وغير ذلك من الأسباب التي تكون مفضية إلى مسبباتها ولا بد ما لم يمنع السببية مانع أو يعارض السبب ما هو أقوى منه وأشد اقتضاء…) (95)
ويذكر مصطفى صبري أن في جعل العلاقة بين الأسباب والمسببات ضرورية لا يترتب عليه منع المعجزات ولا رد الكرامات ما دام القائل بذلك مؤمن بالله وأنه مختار ولا يحصل شيء إلا بإذنه يقول: (فإذن يكون منشأ إنكار المعجزات واستبعاد وقوعها إن لم تكن عقيدة المنكر المستبعد في نظام العالم أنه من طبيعة الأشياء لا يقبل الانفكاك عنها وليس يجعل اختياري من الله، حماقة محضة، إذ لا بد إذا كان الله جاعل نظام العالم وكان مختارًا في جعله أن يقدر على تغييره متى شاء ذلك فالله في عقيدة المؤمنين إذا شاء يسلب الأشياء ما جرت سنته فيها ويكون هذا السلب خرقًا منه للعادة لا خرقًا للعقل .. ) (96)
(1/ 31)
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل مصطفى صبري كلام (استوارت ميل) وهو كلام جيد غاية في الرد على من أنكر الضرورة فقال: (إن الله الذي أوجد سلسلة الأسباب والعلل قادر على تعطيل عمل هذه السلسلة فلا تكون المعجزة خارقة للعادة بهذا الاعتبار ولا يختل قانون السببية، فسبب المعجزة إرادة الله) (97) وهذا معناه ليس من الضروري أن تتوقف صحة المعجزة على القول بالاقتران الجائز وهو عقيدة العادة بل القول بإمكان حصول المعجزة بإذن الله تعالى في حالة ما يشاء سبحانه وذلك يكون بكسر العلاقة بين الأسباب والمسببات أقوى في جعل الأسباب مقترنة جوازًا بمسبباتها لعدم العلاقة الوثيقة بينهم على رأي من يرى ذلك.
والناظر في القرآن الكريم يجد دائمًا الأسباب متصلة بالمسببات إلا في حالات استثنائية وهي ما نسميه بالمعجزات، فمثلاً العصى ميتة لا تتحرك ضرورة ولكن يشاء الله فيكسر الضرورة فتتحرك العصى وتكون المعجزة، وكذلك الحس يشهد بأن النار تحرق وهكذا خلقها الله تحرق ولكن إذا شاء الله سلبها الإحراق وكسر الضرورة وكانت المعجزة كما حصل لإبراهيم.
ومن هذا القبيل لا يصح الإلزام بأن من قال بضرورة العلاقة بين الأسباب والمسببات أن يكون منكرًا للمعجزات. يقول ابن سينا ( .. وهؤلاء المتفلسفة لمّا لم يعرفوا الأصول أخذوا يتعجبون من النادر إذا لم يضطرهم إلى الإقرار به المشاهدة فأنكروا الوحي والمعجزات والرؤيا والعين والكهانة والوهم والعرافة. وأما المحقون من الحكماء ففرقة موجبة لوجود جميع هذه الأشياء… والمشهورون من أهل الدرجة الأولى (والمنكرون) عددهم قليل يوشك أن يكون عدد من أعرف منهم في الستة آلاف سنة من المتفلسفة ثلاثة أو أربعة) (98).
(1/ 32)
وكذلك ابن رشد يذهب إلى أنه لا يترتب على الاقتران الضروري إنكار المعجزات بل بالعكس ويشرح ذلك بقوله: (أما الكلام في المعجزات فليس فيه للقدماء من الفلاسفة قول لأن هذه كانت عندهم من الأشياء التي لا يجب أن يتعرض للفحص عنها وتُجعل مسائل، فإنها مبادئ الشرائع، والفاحص عنها، والمشكك فيها يحتاج إلى عقوبة عندهم .. وأن كيفية وجودها هو أمر إلهي معجز عن إدراك العقول الإنسانية .. ) (99)
وهكذا فإنه لا يترتب على ضرورة الاقتران أي فساد.
نتائج البحث
وبنهاية هذه المناقشة والمحاورة الهادفة نسجل هذه الفوائد والنتائج:
أولاً: إن التعامل مع ردود الفعل كثيرٌما يقود الإنسان إلى البعد عن إصابة الحقيقية فضلاً عن الخروج عن المنهج الصحيح والدخول في متاهات عويصة وضلالات بعيدة وأخطاء جسيمة.
ثانيًا: إن ما أثبته خصوم الأشاعرة من وجود أثر للطبائع لا يعمل مستقلاً ولكن بقدرة الله تعالى يتمشى مع مبادئ الأشاعرة التي بنوا عليها عقيدتهم أكثر مما نص عليه الأشاعرة من أن طبائع الأشياء لا أثر لها وإنما هي عادات ألفها الناس.
ثالثًا: القول بعقيدة العادة ليس له أساس قرآني ولا سني ولهذا جاء اعتقاد السلف الصالح مخالفًا لهذه العقيدة.
رابعًا: التقدم العلمي اليوم والقائم على التجربة والمشاهدة أكبر برهان على تضمن الطبائع من القوى الكثير، فهذه الذرة كنموذج واضح.
خامسًا: إن إنكار المحسوس والمشاهد لا يفضي إلى إيمان وتوحيد، بل إلى تعطيل وسفسطة والقرآن الكريم دل بوضوح على تأثير الأسباب في مسبباتها.
سادسًا: القوانين التي تحكم عالم المادة وعالم الأحياء سنن إلهية في الكشف عنها تأكيد وتدعيم للإيمان متى انتهج الباحثون المنهج العلمي الصحيح، وفي هذا ما يؤكد أن التقدم العلمي ليس خطرًا على الدين كما يزعم الملحدون.
(1/ 33)
سابعًا: إن العلوم التجريبية، بل والإنسانية كذلك تكشف كل يوم عن الجديد من القوانين والحقائق التي تؤكد وجود الحقيقة الكبرى (الله) وأن دعاوى معارضي الدين عارية عن الصحة لأنها عارية عن الدين.
ثامنًا: إن السنن الكونية والقوانين المادية التي تحكم عالم المادة لا يمكن أن تكون مستقلة العمل بذاتها، لأنها لا تستطيع أن تبدع نفسها أو تخلق لنفسها شيئًا، وبما أنها موجودة وجودًا واقعيًا، فإن هذا يدل على أن لها مبدعًا خالقًا هو (الله).
تاسعًا: للعلم مجاله وهو تحليل الظواهر ولا يستطيع تعليلها، كما نطق بذلك أساطينه، وإذا كانت الظواهر تحتاج بالضرورة إلى التعليل فإن الدين هو الذي يتكفل بذلك وليس العلم.
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 03:25]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هوامش البحث
ابن رشد، القاضي الفاصل محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي: الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، بتقديم د. محمد عابد الجابري، ط1 مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت سنة 1998،ص 166،193.
انظر: سليمان دنيا، التفكير الفلسفي في الإسلام، ط1مطبعة السنة القاهرة سنة 1387، ص 182 وانظر: أبو العلا العفيفي، المنطق التوجيهي ص 89.
الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد: تهافت الفلاسفة، تحقيق سليمان دنيا، ط6 دار المعارف، القاهرة 1980، ص 239. وانظر، الشهرستاني، عبد الكريم بن أبي بكر: نهاية الإقدام في علم الكلام، صححه الفرد جيوم، مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد، ص72.
الغزالي، تهافت الفلاسفة ص239. وانظر: السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني: شرح المواقف 8أجزاء، ضبطه وصححه محمود عمر الدمياطي، ط1 دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، سنة 1419، 1998، (ج4، ص172).
الباقلاني، محمد بن الطيب المالكي المذهب الأصولي المتكلم ولد سنة 338هـ بالعراق وتوفي (403هـ) من مؤلفاته، التمهيد والإنصاف وغيرها، الشجرة الزكية92.
الباقلاني: البيان عن الفرق بين المعجزات والكرامات، تحقيق ريتشارد مكارثي المكتبة الكاثوليكية، بيروت سنة 1958.
(1/ 34)
الغزالي، الاقتصاد في الاعتقاد، تحقيق إبراهيم أكاه أنقرة سنة 1962ص46.
البغدادي، عبد القاهر بن طاهر بن محمد، أصول الدين، ط1 دار الفكر، بيروت، ص76 سنة 1417هـ.
الباقلاني، التمهيد، تحقيق ريتشارد مكارثي، ط1 المطبعة الكاثوليكية، بيروت سنة 1957، ص57.
الغزالي، تهافت الفلاسفة ص239، وانظر البيجوري العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد، شرح جوهرة التوحيد، الدار السودانية للكتب السودان، الخرطوم، ص 98.
الغزالي، تهافت الفلاسفة ص240، وانظر عبد الكريم تنان، ومحمد أديب الكيلاني، عون المريد شرح جوهرة التوحيد (جزءان) ط1 دار الثائر دمشق 1415هـ، 1994م، (ج1، ص401، 402، 555).
البوطي، محمد سعيد رمضان: كبرى اليقينيات الكونية، ط3 دار الفكر سنة 1394، ص307.
قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي: (من المعلوم أن الشيء لا يسمى سببًا لغيره إلا إذا أثر فيه إيجادًا أو إعدامًا أو تكييفًا وهذا التأثير لا بد أن يكون حتميًا ما دام المؤثر سببًا… وإلا لامتنع كونه كذلك) كبرى اليقينيات الكونية ص306.
البغدادي، عبد القاهر: الفرق بين الفرق، تحقيق محمد محي الدين دار المعرفة. بيروت ص328. وانظر ابن رشد، مقدمة مناهج الأدلة ص51.
الغزالي- تهافت الفلاسفة ص241، وانظر: الآمدي، سيف الدين: غاية المرام في علم الكلام، تحقيق حسن محمود عبد اللطيف، القاهرة سنة1319هـ، 1971، ص212،220.
المصدر السابق، ص240، وانظر الباقلاني، التمهيد ص64.
مصطفى صبري –وكيل المشيخة العثمانية- مختصر موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين، دار السلام سنة 1407هـ، ص31.
البوطي، كبرى اليقينيات الكونية ص313، وانظر غاية المرام في علم الكلام ص213،220.
(1/ 35)
الشهرستاني، نهاية الإقدام، ص91، وانظر السميري، جابر بن زايد؛ قضية الثواب والعقاب بين مدارس الإسلاميين بيانًا وتأصيلاً، ط1 دار السودان للكتب، السودان، الخرطوم سنة 1416هـ، 1995م، وانظر، الشهرستاني، الملل والنحل تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعرفة، بيروت ص159 لبنان سنة 1402هـ، 1982، (ج1، ص100).
قال الأشعري: (والحق عندي أن معنى الكسب هو أن يقع الشيء بقدرة محدثة فيكون كسبًا لمن وقع بقدرته) مقالات الإسلاميين، واختلاف المصلين، تحقيق محمد محي الدين المكتبة العصرية سنة 1461هـ، ص221. والأشاعرة على قسمين في شرح كسب الأشعري، فمنهم مَنْ يثبت وقد وضحنا في داخل البحث التفاصيل.
الأشعري، أبو الحسن، اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع صححه وعلق عليه، حموده غرابة، مصر سنة 1955، ص72.
الإيجي، القاضي، عصر الدين عبد الرحمن، المواقف في علم الكلام، مكتبة المتنبي –بدون طبعة- القاهرة ص150.
المصدر السابق ص153.
سورة الأنعام آية 6.
د. محمد عابدي الجابري، مقدمة الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، مركز دراسات الوحدة العربية ط1 بيروت سنة1998 ص 83، وانظر، مناهج الأدلة، ص 169، 170.
البوطي، محمد سعيد رمضان: نقض أوهام المادية الجدلية ط2 دار الفكر، دمشق سنة1979 ص162.
(يُتْبَعُ)
(/)
مصطفى صبري: مختصر موقف العقل أو القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون، ص32. وانظر، منى أحمد أبو زيد، الإنسان في الفلسفة الإسلامية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، ط1 بيروت سنة1414هـ –1994م، ص131.
المصدر السابق.
المصدر السابق.
انظر، تهافت الفلاسفة ص236، وانظر، البياضي، كمال الدين، إشارات المرام من عبادات الإمام، حققه، يوسف عبد الرازق مطبعة مصطفى الحلبي وأولاده، ط1 سنة 1368هـ-1949، ص258.
مصطفى صبري، القول الفصل، ص30، وانظر، الشهرستاني الملل والنحل، (ج1، ص97، ج2، ص178).
القول الفصل (الهامش)، ص30.
المصدر السابق.
(1/ 36)
البوطي: كبرى اليقينيات الكونية، ص313، وانظر، الملل والنحل، (ج1، ص178).
المصدر السابق، ص314، والملل والنحل، (ج2، ص178).
شرح الجوهرة التوحيد، ص98، وانظر عون المريد شرح الجوهرة، (ج2، ص556).
سورة الصافات: آية: 96.
الشاطبي: أبي إسحاق إبراهيم بن موسى: الموافقات في أصول الشريعة، دار الكتب العلمية بيروت (ج1، ص147).
ابن تيمية: شيخ الإسلام مجموعة الرسائل والمسائل، ط1 دار الكتب العلمية بيروت سنة 1403هـ (ج5، ص330)، وانظر له مجموع الفتاوى، (ج8، ص137).
البوطي؛ كبرى اليقينيات الكونية، ص309، وانظر، الغزالي المستصفى من أصول الفقه، (ج2، ص92).
محمد علي أبو ريان، تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام، دار المعرفة سنة 1983، ص494.
الغزالي، أبوحامد: إحياء علوم الدين، الدار البيضاء (ج4، ص263).
الموافقات في أصول الشريعة، (ج1، ص148).
سليمان دنيا: التفكير الفلسفي الإسلامي، ص193.
ابن رشد، تهافت التهافت، تحقيق سليمان دنيا، ط2 دار المعارف، مصر بدون سنة (ج2، ص786).
المصدر السابق.
المصدر السابق.
ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت (ج5، ص15)، وانظر، ابن منظور لسان العرب مادة (عود) ط3 دار الفكر، بيروت سنة 1994 (ج30، ص316).
تهافت التهافت ص786، وانظر أحمد عبد الله عارف، الصلة بين الزيدية والمعتزلة، تقديم محمد عمارة، ط1 دار أزال، صنعاء اليمن سنة 1407، ص231.
المصدر السابق.
المصدر السابق، وانظر أحمد عرفات القاضي، الفكر التربوي عند المتكلمين المسلمين ودوره في بناء الفرد والمجتمع، الهيئة المصرية للكتاب ص193، 166، 167.
الكشف عن مناهج الأدلة، ص 193، 166، 167.
الإيجي: المواقف في علم الكلام، ص280، وانظر الإرشاد ص73.
(1/ 37)
ابن القيم: شمس الدين أبي عبد الله بن الشيخ أبي بكر، شفاء الغليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، تحقيق السيد محمد السيد، وسعيد محمد، دار الحديث القاهرة ط1 سنة 1414هـ، ص417.
ابن تيمية، مجموع الفتاوى- جمع وترتيب عبد الرحمن الحنبلي، (ج8، ص136).
ابن القيم، شفاء العليل، ص417، وانظر ابن القيم، مفتاح دار السعادة (ج2، 493).
البوطي: نقض أوهام المادية الجدلية، ص 66 نقلاً عن كتاب المادية والمذهب التجريبي النقدي ص148، 149.
ابن سينا، تسع رسائل في الحكمة، الرسالة الثانية، القسطنطينية سنة 1398، ص30.
الألوسي، الدكتور حسام، حوار بين الفلاسفة والمتكلمين ط2 المؤسسة العربية للدراسات سنة 1400هـ ص37، وانظر ابن سينا، تسع رسائل ص35.
ابن القيم شفاء العليل ص463، وانظر كبرى اليقينيات الكونية ص417.
البوطي: نقض أوهام المادية الجدلية ص164.
ابن رشد: الكشف عن مناهج الأدلة ص169، وانظر شفاء العليل ص417.
المصدر السابق ص170، وانظر ابن رشد، ما بعد الطبيعة ضمن رسائله دار المعارف العثمانية سنة1395 (ج1، ص168).
المصدر السابق ص167.
ابن القيم: شفاء العليل ص114، 115، 116، 117، وانظر ابن تيمية، مجموعة الرسائل والمسائل، (ج5، ص330).
سورة التوبة: آية: 14وكذلك ق: 9، الأنعام: 99، النحل: 10، 91.
سورة البقرة: آية: 214 وكذلك الأعراف 157، والبقرة26.
ابن تيمية: مجموعة الرسائل والمسائل (ج5، ص330)، وانظر مجموعة الفتاوى له، (ج8، ص137)، وشفاء العليل، ص417.
ابن تيمية، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية –دار الكتب العلمية، بيروت لبنان بدون تاريخ (ج2، ص17، 18). وانظر، الذهبي محمد بن عثمان، النتقي من منهاج الاعتدال، حققه محب الدين الخطيب ط1 الرياض سنة 1409، ص143.
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن تومرت: أعز ما يطلب، نشره جولد زيهرالجزائر سنة 1903، ص25، وانظر: مقدمة الكشف عن مناهج الأدلة، ص43.
(1/ 38)
السفاريني، العلامة الشيخ، محمد بن أحمد بن سالم، لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السُّنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحانية في عقيدة أهل الآثار السلفية، دراسة وتحقيق عبد الله بن محمد البصيري ط1 الرياض سنة 1415 (ج2، ص142).
ابن تيمية، مجموعة الرسائل والمسائل، (ج5، ص332).
ابن تيمية، مجموع الفتاوى (ج8، ص133)، ومجموعة الرسائل، (ج5، ص 327).
أبو حنيفة النعمان، الفقه الأكبر بشرحه للقاضي الملا ط2 مصطفى جلبي سنة 1375هـ ص41. وانظر، البيهقي، الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة، ط2 دار الكتب العلمية بيروت لبنان سنة 1406، ص83.
محمد بن علي سلومة، مختصر لوامع الأنوار البهية، حققه محمد زهدي النجار، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان سنة 1403، ص212. وانظر محمد بم عبد الرحمن الخميس، أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة، ط1 دار الصميعي الرياض سنة 1416هـ، ص 530، 531، 534.
السفاريني؛ لوامع الأنوار البهية، ط3 المكتب الإسلامي سنة 1411هـ (ج1، ص 314).
الحلبي المذاري، إبراهيم بن مصطفى، اللمعة في تحقيق مباحث الوجود والحدوث والقدر وأفعال العباد، حققه زاهد الكوثري، مطبعة الأنوار سنة 1358 ص57، 60.
الجويني، إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية، تحقيق الكوثري، بدون طبعة، دار النشر المكتبة الأزهرية سنة 1412هـ. ص 43، 44، وانظر، إشارات المرام من عبارات الإمام، ص 255، 256، وانظر، الأشعري: الإبانة، ص191، 196، 238.
السفاريني؛ لوامع الأنوار البهية، (ج1، ص 319).
الجويني، الإرشاد إلى قواطع الأدلة، تحقيق محمد يوسف موسى، مطبعة السعادة سنة 1369هـ، ص217.
العقيدة النظامية، ص46، 47. وانظر: البياضي – إشارات المرام، ص256.
الشهرستاني، الملل والنحل، (ج1، ص299).
البوطي: كبرى اليقينيات الكونية، ص309، وانظر: العقيدة النظامية ص43.
(1/ 39)
ابن رشد، تهافت التهافت (ج2، ص785)، وانظر مناهج الأدلة ص193.
المصدر السابق.
المصدر السابق، ص782، 783.
انظر محمد عبد الهاديأبو ريدة، مذهب الذرة عند المسلمين (ترجمة) مطبعة لجنة التأليف، القاهرة ص (ز) مقدمة المترجمأبو ريدة.
العامري، هو أبو محمد بن محمد بن يوسف العامري النيسابوري ولد في أوائل القرن الرابع الهجري وينتمي إلى أصل عربي وتوفي سنة 1381، وكان عالمًا فيلسوفًا منضبطًا بضوابط الشرع.
العامري، القول في الإبصاروالمبصر رسالة ضمن مجموعة رسائلللعامري تحقيق سحبان خليفات ص417.
الغزالي، تهافت الفلاسفة، التعليقات الهامشية ص241، وانظر الكشف عن مناهج الأدلة ص194. وانظر: سليمان دنيا: التفكير الفلسفي الإسلامي ص194.
منى أبو زيد، الإنسان في الفلسفة الإسلامية في فكر العامري، ص137 وانظر القول في الإبصار والمبصر ص417.
المصدر السابق ص136. وانظر العامري، رسالة التقرير لأوجه التقدير، ضمن رسائل العامري، ص415.
ابن تيمية –الاستقامة تحقيق محمد رشاد سالم، القاهرة سنة 1409 (ج2، ص515).
الشاطبي، الموافقات (ج2، ص218) وانظر، القول الفصل، ص30 وانظر نهاية الإقدام في علم الكلام، ص95.
ابن القيم، تفسير المعوذتين، تحقيق سيد إبراهيم دار الحديث ص20 وانظر الموافقات (ج2، ص211).
مصطفى صبري، القول الفصل، ص30، وانظر نهاية الإقدام ص20.
المصدر السابق (الهامش) ص30.
ابن سينا، تسع رسائل، ص36، 37، وانظر حوار بين الفلاسفة والمتكلمين ص39.
ابن رشد، تهافت التهافت، ص773، 774، ومناهج الأدلة ص 175، 176، 177، 185.
(1/ 40)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 06:59]ـ
ذكر ابن القيم في مدارج السالكين في الجزء الثالث كلاما مشابها لهذا ...
فمن اطلع على ذلك فياحبذا لو تم إيضاحه هنا ...
وجزاكم الله كل خير ... ،،،
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:40]ـ
أخي الكريم:
هذه المسألة تناولها العلماء حينما تكلموا عن "تأثير القدرة الحادثة."، وهي مسألة مشهورة باسم"التولد"، والخلاف فيها مشهور بين الأشاعرة و بعض الحنابلة، والنقول فيها كثيرة، وقد حكم فيها كل فريق على خصمه بالضلال، فلو أخذنا بقول الإمام ابن تيمية لحكمنا على الإمام الشاطبي بأنه جهمي صرف، ولو أخذنا بقول الإمام الشاطبي لحكمنا على ابن تيمية بأنه متلبس بالشرك الأصغر أو المعصية. والله أعلم
رد موفق مختصر حضرة الأخت الفاضلة ... بارك الله فيك ..
خاصة و أن السائل من جماعة " عملية " " تربوية " لا شأن لها بالفلسفات العلمية الصرفة!
و هكذا فلتكن الردود و الأبحاث ... فالعالم يحترق.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:50]ـ
أهلاً بـ (خلوصي) خير خلف لـ (خلوصي) سابق - رحمهُ الله - ..
وين الغيبة (خيّو)؟
باركَ اللهُ فيك ..
مُلاحظة:
كنتَ قد وعدتني بـ (الاستبصار) و لم تفِ بوعدك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 05:03]ـ
رد موفق مختصر حضرة الأخت الفاضلة ... بارك الله فيك ..
خاصة و أن السائل من جماعة " عملية " " تربوية " لا شأن لها بالفلسفات العلمية الصرفة!
و هكذا فلتكن الردود و الأبحاث ... فالعالم يحترق.
ردك وردها غير موفق, لا من حيث صحة النسبة علمياً, ولا من حيث نفس الأمر
فليس الحنابلة وحدهم هم من يخالف الأشاعرة في هذا, بل عامة أهل السنة والجماعة
هذا من حيث النسبة (على أن الأخت قالت بعض الحنابلة وهذا غاية في الجناية)
وأما من حيث صحة الأمر في نفسه ,فقد أجمع عقلاء الكون (وعلى رأسهم أهل السنة) كما نوه الأخ المكرم الحجري
على إثبات العلاقة التأثيرية بين السبب والمسبّب ,وهذا في القرآن فوق ألف موضع كما يقول العلامة ابن القيم
أما الأشاعرة فكفروا من يقول بها أو بدّعوه
قال صاحب الجوهرة:
ومن يقل بالطبع أو بالعلة .. فذاك كفرٌ عند أهل الملة
ومن يقل بالعلة المودعةِ,,فذاك بدعيٌ فلا تلتفتِ
ـ[ابن العباس]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 06:14]ـ
تصويب: ومن يقل بالقوة المودعة .. لا العلة
والحمد لله رب العالمين
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 10:51]ـ
أهلاً بـ (خلوصي) خير خلف لـ (خلوصي) سابق - رحمهُ الله - ..
وين الغيبة (خيّو)؟
باركَ اللهُ فيك ..
مُلاحظة:
كنتَ قد وعدتني بـ (الاستبصار) و لم تفِ بوعدك؟
أهلين و سهلين تقبرني حبيبي طالب الإيمان
ولك و الله اشتأتلّك
آآآآخ يا راسي!!:)
روح روح بعتلّك رسالة عالخاص
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 11:10]ـ
ردك وردها غير موفق, لا من حيث صحة النسبة علمياً, ولا من حيث نفس الأمر
فليس الحنابلة وحدهم هم من يخالف الأشاعرة في هذا, بل عامة أهل السنة والجماعة
هذا من حيث النسبة (على أن الأخت قالت بعض الحنابلة وهذا غاية في الجناية)
وأما من حيث صحة الأمر في نفسه ,فقد أجمع عقلاء الكون (وعلى رأسهم أهل السنة) كما نوه الأخ المكرم الحجري
على إثبات العلاقة التأثيرية بين السبب والمسبّب ,وهذا في القرآن فوق ألف موضع كما يقول العلامة ابن القيم
أما الأشاعرة فكفروا من يقول بها أو بدّعوه
قال صاحب الجوهرة:
ومن يقل بالطبع أو بالعلة .. فذاك كفرٌ عند أهل الملة
ومن يقل بالعلة المودعةِ,,فذاك بدعيٌ فلا تلتفتِ
أحسنت .... وفقت في ردك من حيث لم يوفق غيرك ومن وافقه ...
ـ[التلمسانية]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 09:27]ـ
بل الخلاف فيها بين الأشاعرة وسائر العقلاء الذين يثبتون تأثير الأسباب.
إذن أنت تحكم على جماهير عريضة من أهل التفسير و الحديث و الأصول و الفقه بقلة العقل.
ما أعظم تأثير الفتن على الأرواح و القلوب(/)
أرجو إفادتي بالكتابات والمقالات التي تناولت قضية انتساب جمال الدين الأفغاني للبابية
ـ[حيدرة]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 01:15]ـ
إخواني السلام عليكم:
أرجو إفادتي بالكتابات والمقالات التي تناولت قضية انتساب جمال الدين الأفغاني للبابية مع ذكر مصادرها،وإن أمكن الكتب التي تناولت هذا المبحث فهو أفضل. ولابأس أن يكون الموضوع محل نقاش.
وبارك الله فيكم.(/)
التهاون في إظهار النساء المتبرجات في "بعض البرامج الإسلامية"
ـ[المعنى]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد لا يخفى على المتابعين لبرنامج الحياة كلمة ان الشيخ سلمان العودة بدأ يتهاون فعلا في اظهار النساء في التقرير الخاص بابرنامج وهي لست عبى العادة حيث بدأ البرنامج 100/ 100 خاليا من كل شبهة فضلا عن حرام لكن في الأسابيع الأخيرة والتقارير التي تبث تزامنا مع البرنامج ظهرت النساء بشكل مخجل حقيقة حيث الثياب الشاحة على الجسم وفي بعض الأحيان لا تصور النساء قصدا وانما تبعا في شارع عام او ما شابه وتظهر نساء في دول اجنبية مثل بريطانيا من دون ستر تماما وهذا وان كنا لسنا موافقين عليه الا انه اهون من تذهب كيمراء البرنامج الشهير الى امرأة في بيتها وتصورها في ثياب البيت والمشاهد يحكم انا حقيقة كنت من المعارضين وبشدة على منتدقدي الشيخ في بعض القضايا واناقش ضدهم كثيرا ولكن اعتقد ان التهاون في مسائل المرأة يجر الى ابعد من لك هداك الله شيخنا سلمان ونرجوا ان توضح لنا في هذه المسألة المهمة
ـ[أم البررة]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 07:23]ـ
له رأيٌ في جواز النظر إلى المذيعة الأجنبية -بغير شهوة-(/)
هل كان بنو حمود شيعة روافض؟
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 01:15]ـ
هل كان بنو حمود شيعة روافض
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فهذا ما أشاعه بعض الكتاب, زعموا أن بني حمود كانوا من الموجات الشيعة التي ضربت الممالك الإسلامية الغربية, فقال الدكتور إبراهيم التهامي الأستاذ بجامعة الأمير عبد القادر بالجزائر في كتابه (جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة): (لم يقتصر التشيع على الأفراد بل تعداهم إلى الدولة, حيث قامت دولة الحموديين على أصول شيعية, إلا أن تشيعهم لم يكن ظاهر المعالم!!! كما هو الشأن بالنسبة للدولة البويهية في إيران, بل كان تشيعهم أقل تطرفا ليس في الاعتقاد, ولكن في سلوكهم مع الرعية وسياستهم, حيث إنهم أخذوا من المذهب الشيعي بالقدر الذي يحقق لهم مصالحهم السياسية.
نعم إنهم كانوا يدينون ببعض المبادئ الشيعية مثل القول بأنه [لا تتم ديانة إلا بإمام] , و أنه يجب على كل مسلم أن يعرف إمام زمانه, إلا أنهم لم يحاولوا فرض هذه المبادئ على غيرهم, و السبب في كونهم أقل تطرفا هو بغض الناس لهم و كراهية الأندلس للاتجاه الشيعي, لأن الاتجاه السني كان هو السائد في الأندلس
و لكن على الرغم من ذلك , فقد انتشرت في عهد الحموديين الدعوة الشيعية و ثقافتها انتشارا واسعا,
ومثله الدكتور الشيعي الرافضي عبد الأمير الغزالي الأستاذ في جامعة طهران الذي بالغ وزعم أنهم أقاموا دولة شيعية واضحة المعالم رافعين لواء الرفض والمذهب الجعفري في الأندلس!!!
أما قول الدكتور التهامي: (كانوا يدينون ببعض المبادئ الشيعية مثل القول بأنه [لا تتم ديانة إلا بإمام]). فغريب وهو مناقض لقوله فيهم: (تشيعهم لم يكن ظاهر المعالم!!!) ,فإما أن قولهم ذاك ليس كما فهمه الأستاذ, وإما أن هذا الكلام المنسوب إليهم لا يصح عنهم إن أريد لكلامه البراءة من التناقض!!
فمن أين استقى شرابه, وفي أي صحراء رأى سرابه. وكان من المفروض أن يعين مصادره في هذه التهمة بدقة لا أن يحيل إلى نفح الطيب والذخيرة إحالة إلى غير مليء. وقد راجعتهما فلم أجد بغيتي, ولم أحقق طلبتي فرجعت إلى الكاتب عاتبا على إحالة لا يعرف لها زمام يشدها, ولا غطاء يسدها.
وأما وسمهم بالأقل تطرفا في الناحية السلوكية من تشيعهم بسبب القصد منهم للمصلحة السياسية والتقية لانتشار التسنن وغلبته فضرب في الهواء, لا يصيد صيدا ولا ينكي عدوا.
وقد يساعد على هذه الدعوى قول دوزي في كتابه (ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام) ترجمة كامل كيلاني (ص84):
(لما كان الحموديون من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان عامة الشعب يرفعونهم إلى درجة التقديس, ويرونهم في أعينهم كأنصاف آلهة) وليس هذا منهم إن صح ما ذكره دوزي!!
ولم أر مثل هذا في كتاب (الحمودييون, سادة مالقة والجزيرة الخضراء) للويس سكو دي لوثينيا الذي خصصه لدراسة تاريخ الدولة الحمودية.
لكنني وجدت ابن الخطيب يصفهم في (أعمال الأعلام ص3) بـ (الشيعة العلوية) لكن وصفهم بالتشيع لا يخدم الدعوى التي قصدت ردها.
وأما أن التشيع انتشر في زمان الحموديين فليس مما يحتفل به, ولا يجتمع له, فلا يلزم من نشاط الحركة الشيعية في دولة ما كونها تتبناه أو تحتضنه, بل هي حركة لقيطة في زمان فتنة وهرج ومرج.
وأما التشيع الذي وصفوا به وأحال الكاتب إلى النفح فالذي وجدته فيه في (الجزء الأول صفحة 482/ طبعة إحسان عباس) أن ابن الحناط الشاعر المعروف بولائه للحموديين على أساس نسبهم الشريف كان موصوفا بالتشيع, وكذلك أبو بكر عبادة بن عبد الله الأنصاري القرطبي كما في قوله في يحيى بن حمود:
فها أنا ذا يا ابن النبوة نافث ... من القول أرياً غير ما ينفث الصل
وعندي صريح في ولائك معرق ... تشيعه محض وبيعته بتل
وليس في هذا دليل على التشيع المقصود في كلام الكاتب, إذ لا يلزم من التشيع رفض, وإنما قصدهم بالتشيع ما يتناقل في عرف المؤرخين من التشيع لآل البيت وبغض الأمويين,
وليس ذاك التشيع مما يذم به أحد. وهو المقصود لابن الخطيب. ولا يصل أثر هذا إلى الحموديين!! فإن كانوا كذلك فلا يتعدى ما ذكرناه, ومع ذلك يستغرب الواقف على طبيعة العلاقة بين بني أمية في الأندلس وبين هؤلاء الحسنيين, فقد كان القاسم وأخوه من قواد الأمويين في العدوة المغربية!!
وقد سألت شيخنا بوخبزة عن وجود دولة شيعية في الأندلس بالمعنى المتعارف عليه عند المتأخرين المرادف للرفض فأنكر وجود دولة من هذا النمط في الأندلس مطلقا!!
وبالغ الرافضي في زعمه كون الحموديين السبب في إقامة الحكم الشيعي على انقاض العرش الأموي!!
ومما يدل على سلامة معتقدهم من هذا الوجه قدوم مثل الإمام ابن حزم إلى بلاطهم (لاجئا سياسيا) من دولة قرطبة الجائرة, وقد قال ابن حيان في علي بن القاسم بن حمود: (ولما صارت إليه الدولة قهر البرابر وأمضى الأحكام وأقام العدل)!!
كتبه طارق بن عبد الرحمن الحمودي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 01:32]ـ
بارك الله فيك أيها الأخ الفاضل على هذه المعلومات القيمة.أما ما قيل في الموضوع فقد قيل. ونحن في إنتظار المزيد منك.(/)
حول إنكار لفظ (صفات الله) لا حجَّة لقول الأدعياء، ومناقشة لصلاح أبو عرفة حول ذلك ....
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 04:18]ـ
حول إنكار: (صفات الله): لا حجَّة لقول الأدعياء!
(عرض ومناقشة لما طرحه صلاح أبو عرفة في أشرطته)
بقلم: خباب مروان الحمد
KHABAB1403@HOTMAIL.COM (KHABAB1403@HOTMAIL.COM)
الحمد لله حمداً حمداً، والشكر له شكراً شكراً، وصلَّى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيراً إلى يوم الدين أمَّا بعد:
فقد استمعت إلى كلام تفوَّه به: (صلاح أبو عرفة) حول صفات الله تعالى؛ ومحاولة إنكار هذا اللفظ الذي دَرَجَ عليه علماء الإسلام، ومحاولته إنكار التلفظ بهذه الكلمة، فالرجل مشكلته الكبرى في الكون والحياة في إطلاق لفظ: (صفات الله) عن الله تعالى، وقد استمعت لشريطين من أشرطته المسجَّلة والمنشورة على موقعه المسمَّى: (أهل القرآن) وفهمت ووعيت مراده ومقصده جيداً، وسمعت كلامه مرتين!
فالمرَّة الأولى: للاهتداء إلى الحق والبصيرة فيه إنَّ كان ما قاله صوابا، ولئلاَّ أقوِّل الشخص ما لم يقل!
والمرَّة الثانية: لتأكدي أنَّ ما كان يقوله في هذا الأمر ضرب من الانحراف، وخلل في الاعتقاد والإيمان وملَّة الإسلام، واستكبار على إخوانه من علماء المسلمين ورميهم بأبشع العبارات وأقذع الكلمات!
فوجدته والعياذ بالله على أسوأ ممَّا تصورَّت، فحذلقة في الكلام، وصياح وصراخ لإقناع الخصم، واستخدام لوسائل عاطفيَّة للتأثير والتشويش على المخالف، بل يزيد الطين بلَّة، أقواله السمجة التي سمعتها منه في أشرطته فكانت إضافة على ما ذكرته عنه ضغثاً على إبَّالة، فحسبي الله ونعم الوكيل!
· عرض لكلام صلاح أبو عرفة حول صفات الله:
وسأسوق كلامه بحذافيره بين علامتي تنصيص، وما أسوقه من كلامه مستقى من أشرطته أنَّ إطلاق: (صفات الله) على الله والقول بها فهو على حدِّ قوله: (من أشد البدع والإحداث في دين الله ورسوله).
ويقول كذلك: (الصفات هي البدعة التي ابتدعها علماء الكلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
بل يرى أنَّ قول العلماء بلفظ صفات الله عن الله: (أنكى نكاية في دين الله من الإحداث وذلك لأنَّها ليست من إحداث العوام بل لأنَّ هذا من إحداث العالِم وإحداث العالِم أشد من إحداث العوام).
ويقول: (أنَّ من جاء وعبد الله بالأسماء والصفات فهو مبتدع مبدِّل مُحدِث ولو شفتوها بالكتاب ولو على الفضائيات ولو قالها رجل معه مائة شهادة دكتوراة)!!
ويقول كذلك: (الإشكال في الصفات ولسنا مضطرين للقول في الصفات ويكفي أن نعلم أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتكلَّم في الصفات)!!
ويقول: (لقد قال ابن عمر: كل بدعة سيئة ولو رآها الناس حسنة. ثم قال صلاح أبو عرفة: وعلى رأس رأس البدع الصفات).
وكذلك يقول: (مجرَّد أن تقول أنَّ الله وصف المؤمنين أو وصف الجنَّة فأنت شتمت الله)!!
ويرى كذلك أنَّ: (الصفات شتيمة لله ومجرَّد أن تعبد الله بالصفات فهي شتيمة لله)!!
وحينما ساق كلاماً نقله عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو: (ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنَّه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا) قال (صلاح أبو عرفة) إنَّ ابن عثيمين حينما قال الصفات العليا عن الله فإنَّه شتم الله شعر أم لم يشعر! وأنَّه كَذَبَ على الله! ثمَّ رقَّع كلامه بالترحم على الشيخ ابن عثيمين!!
ولهذا فإنَّ الرجل كما قلت في البداية لديه مشكلة مع لفظ: (صفات الله) وعليه نحاول أن نفهم قوله في ذلك، ومنطقه الذي يدل على جهله وقلَّة أدبه مع الله ومع علماء الإسلام!!
وعلى العموم فلقد ردَّد (صلاح أبو عرفة) أقوال الجهميَّة والمعتزلة من حيث يدري أو لا، كما سنبينه لاحقاً والله المستعان ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.
وإني أستغرب من شخص ينتسب للإسلام بله يدعو إليه، كيف يقحم نفسه، في التحدث بأمور ليس له فيها كبير إنعام؟! بل نراه يتحدَّث بالغرائب ويجمع الناس حوله ليحكي لهم العجائب، والعجب العجاب أن نجد الناس حوله زرافات ووحدانا، عدا التعصب لقوله، والتقليد الأرعن لكلامه، والهوى المقيت من قِبَلِ أغلب طلاَّبه ومريديه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد خرجت عنه عدَّة عبارات، وسمعنا من أقواله ضروباً من المقالات، والأفكار، والمعتقدات الجائرات، فلم أستغرب ما ذكرته عنه من ضلال في الفكر وانحراف في الفهم وخلل في الاعتقاد الذي خالف به جادَّة أهل السنة والجماعة رحمهم الله ورضي عنهم، وسأحاول قدر الإمكان الرد عليه بنوع من التوضيح لكي تنقشع حجَّته، وتطوَّح أدلَّته، ومن الله القصد وهو حسبي ونعم الوكيل.
فإن أصبتُ فلا عجب ولا غرر ... وإن نقصت فإنَّ الناس ما كملوا
والكامل الله في ذات وفي صفة ... وناقص الذات لم يكمل له عمل
· جواباً عن الشبهات التي طرحها (صلاح أبو عرفة):
أمَّا ما ذكره: (بأنَّ الصفات من أشد البلاء الذي ابتلي به المسلمون بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم؟)
فالجواب عن ذلك: إنّ من يزعم أنَّ القول بإثبات صفات الله تعالى من أشدِّ البلاء الذي ابتلي به المسلمون بعد نبيهم صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنَّه قائل على الله بالباطل، ومنتهج سبيل ضلالة وردى، بل أبعد النجعة عن سبل الهدى.
فماذا يقول هذا القائل في وصف الله تعالى لنفسه بصفات كثيرة في الكتاب الكريم؟
وماذا هو قائل بوصف رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ربَّه تبارك وتعالى بالصفات الحميدة اللائقة به سبحانه؟
وماذا يجيب عن وصف الصحابة والتابعين الله تعالى بالصفات اللائقة به؟!
لقد أقرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الصحابي الجليل حينما كان يحب قراءة سورة الإخلاص فحينما سئل عن سبب تكراره لقراءة هذه السورة العظيمة فأجاب: (لأنها صفة الرحمن).
والحديث وارد عن الصحابية الجليلة عائشة رضي الله عنها: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ: (قل هو الله أحد) فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (سلوه لأي شيء صنع ذلك؟) فسألوه. فقال: لأنها صفة الرحمن عز وجل، فأنا أحب أن أقرأ بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروه: أن الله تعالى يحبه} [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn1).
وعن هذا الشخص الذي كان يقرأ سورة الإخلاص فقد ذكر الإمام ابن حجر أنَّ اسمه كرم بن زهدم، وقال: (ذكره الحافظ رشيد الدين بن العطار في حاشية المبهمات للخطيب فيما قرأت بخطه وقال: هو الذي كان يصلي بقومه ويقرأ (قل هو الله أحد) الحديث وفيه قوله إنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها وذكر أنه نقل ذلك من صفة التصوف لابن طاهر ذكره عن عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده عن أبيه) [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn2).
وذكر الإمام ابن حجر رحمه الله نقلاً عن ابن التين قوله: (إنما قال إنها صفة الرحمن ; لأن فيها أسماءه وصفاته , وأسماؤه مشتقة من صفاته , وقال غيره: يحتمل أن يكون الصحابي المذكور قال ذلك مستندا لشيء سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم إما بطريق النصوصية وإما بطريق الاستنباط) [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn3).
ثمَّ ذكر ابن حجر عن ابن دقيق العيد قوله: (" لأنها صفة الرحمن " يحتمل أن يكون مراده أن فيها ذكر صفة الرحمن كما لو ذكر وصف فعبر عن الذكر بأنه الوصف وإن لم يكن نفس الوصف، ويحتمل غير ذلك إلا أنه لا يختص ذلك بهذه السورة لكن لعل تخصيصها بذلك؛ لأنه ليس فيها إلا صفات الله سبحانه وتعالى فاختصت بذلك دون غيرها) [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn4) ا. هـ.
وقد احتجَّ ابن تيمية بهذا الحديث فقال: (وفي الصحيح أيضا أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: سأل الذي كان يقرأ بـ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} سورة الإخلاص في كل ركعة وهو إمام فقال: إني أحبها؛ لأنها صفة الرحمن فقال: «أخبروه أن الله يحبه»، فأقره النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على تسميتها صفة الرحمن. وفي هذا المعنى أيضا آثار متعددة، فثبت بهذه النصوص أن الكلام الذي يخبر به عن الله صفة له، فإن الوصف هو الإظهار والبيان للبصر أو السمع، كما يقول الفقهاء: ثوب يصف البشرة أو لا يصف البشرة، وقال تعالى: {سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ}، وقال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}) [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn5).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كان قول ذلك الصحابي من البلاء لأجابه صلَّى الله عليه وسلَّم بأنَّ ذلك من البلاء، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة كما يقول علماء الأصول، فكيف إذا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يقر ذلك الرجل على قوله: (لأنها صفة الرحمن)، فصار هذا اللفظ من قبيل السنَّة التقريريَّة ممَّا صدر عن الصحابة من أقوال أو أفعال؛ بسبب سكوته وعدم إنكاره صلَّى الله عليه وسلَّم، أو بموافقته صلَّى الله عليه وسلَّم واستحسانه قول ذلك الصحابي.
فأي بلاء يدَّعيه هذا الرجل وهو يخالف نهج سلف هذه الأمَّة الأكارم من الصحابة والتابعين ومن تبعهم وسار على دربهم واقتفى أثرهم ونحا نحوهم إلى يوم الدين؟!
بل إنَّ البلاء العظيم بالتطرق في الحديث عن الله تعالى بما لم ينقل من كتاب الله وما صحَّ من سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستحيل أن يجيء شخص بعد عصر الرسالة يهدى لحق لم يهد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله ابن القاسم حينما نقل عن الإمام مالك قوله: (لن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها) [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn6).
إنَّ صفات الله عز وجل وغيرها مِن مسائل الدين لا يمكن أن تأتي للأمة بالبلاء؛ فإِنَّنا نعلم يقيناً وضرورة أنَّ الإسلام إنما جاء لسعادة البشرية لا لشقائها، ولرحمتها لا لعذابها، فكانت الصفات التي هي جزءٌ مِن الدين مشتملة على هذه المعاني أيضًا بشكلٍ أو بآخر، وإنما يأتي البلاء مِن خارج الدين، ممن يحاربون أهله، أو يُلحدون في نصوصه، أو يتأوَّلونه على غير مراده، فبان أن الدين لا بلاء فيه، وأن البلاء مِن صنع البشر الذين يتلقَّون هذا الدين، فمن أخذه بحقِّه، واتَّبع سبيل المؤمنين في فهمه، فاز ونجا وكان الدين له سعادة وهناءة، ومَن حرَّف وبدَّل وغيَّر، فله مِن الشقاء بحسب تبديله وتغييره وتحريفه وعداوته للنصوص. وهذا ظاهرٌ واضحٌ لا يحتاج لبرهان.
على أنَّ: (صلاح أبو عرفة) قد ردَّ الحديث الوارد سابقاً عن عائشة، وقول ذلك الصحابي عن سبب محبته لقراءة سورة الإخلاص لأنَّها: (صفة الرحمن) وادَّعى أنَّ الحديث شاذ، مع أنَّ الحديث ثابت صحيح، ولم يتكلَّم به أحد من علماء الحديث، فهو من رواية الإمام البخاري سمعه من أحمد بن صالح قال أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو عن ابن أبي هلال أنَّ أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدَّثه عن أمِّه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة .... وذكر الحديث.
وهو من رواية الإمام مسلم يرويه عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدَّثه عمه عبد الله بن وهب حدَّثه عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أنَّ أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدَّثه عن أمِّه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة ... وروى الحديث.
وهو من رواية الإمام النسائي رواية عن سليمان بن داود عن ابن وهب قال حدَّثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أنَّ أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدَّثه عن أمِّه عمرة عن عائشة .... وساق الحديث.
والعجب أنَّ هذا الشخص (صلاح أبو عرفة) لم يعلم عنه إطلاقاً وحتَّى طلاَّبه يعلمون قطعاً أنَّه ليس بمحدِّث أو بمشتغل في علم الحديث، فكيف يتجرَّأ على تضعيف حديث ثابت في صحيحي البخاري ومسلم، ويقول عن هذا الحديث بأنَّه شاذ؟
هل سبقه أحد بذلك فقال عن هذا الحديث الذي ادَّعى زوراً وبهتاناً أنَّه شاذ؟
أم لأنَّ الحديث ناقض قوله وخالف رأيه فرمى به وأعرض عنه؟
إنَّ الغريب أنَّه يُشعر الناس وكأنَّه قد وفِّق لهذا القول الباطل، وأنَّه يدور مع الكتاب والسنة حيث دارَا، ولكنَّه وللأسف حينما يتعارض الحديث مع قوله وفكره ورأيه فما أسرع أن يضعِّف الحديث وبكل جرأة، والعجب كذلك أنَّه بعد اكتشافه الخطير لشذوذ هذا الحديث، يدَّعي زوراً وبهتاناً على أهل الحديث فيقولهم كلاماً لا يقولون به مطلقاً حيث يقول: (فواضح أنَّ هذه اللفظة بحكم أهل الحديث أنَّ لفظة: (صفة الرحمن) شاذة!!) كما في الشريط الذي تكلَّم فيه عن هذا الحديث، وإنكار لفظ: (صفات الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كذب على أهل الحديث وتقويل لهم بكلام لم يقولوه ولم يلتزموه، بل إنَّ أهل الحديث يقولون بخلاف ما يدَّعيه هذا الذي يكذب عليهم والذي يقال له: (صلاح أبو عرفة)!
وإني أقول لـ: (صلاح أبو عرفة) إن قصدت بالشاذ ما ذكره أهل العلم، ومنهم الإمام الشافعي بأنَّه: (أن يروي الثقة حديثاً يخالف ما روى الناس)، فليس ما حكمت عليه بالشذوذ يصلح لحجَّتك، فالإمام الشافعي قال عَقِبَ ذلك: (وليس من ذلك أن يروي ما لم يروِ غيره) كما زعمت أنَّ صاحب هذا الحديث روى ما لم يروِ غيره، أو أنَّ هذا الثقة خالف رواية الثقات، فليس الشاذ يتطابق مع ما ذكرته، وإن قصدت أنَّه شاذ بمعنى مطلق التفرد، فلم يعلَّ علماء الإسلام الحديث بمطلق التفرِّد هكذا وبدون أي تفصيل!
وعلى فرض التسليم بتفرِّد سعيد بن أبي هلال، فإنَّنا نعلم أنَّ أهل العلم لا يردون سائر التفردات ولا يقبلونها بإطلاق، وإنَّما الأمر كما قال الإمام ابن رجب رحمه الله: (لهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه) [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn7).
وتأسيساً على ذلك فلا حجَّة لمن ضعَّف هذا الحديث ولا أعرف أحداً قال بذلك سوى الإمام ابن حزم، حيث قال إن في سنده سعيد بن أبي هلال، وفيه ضعف [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn8)، فكلامه مردود منقوض وذلك لأمور:
أولاً: أنَّ ابن حزم متأخر عن أهل العلم الذين تكلموا في سعيد بن أبي هلال، فقد توفي ابن حزم في سنة 456هـ أي في القرن الخامس الهجري، وهنالك الكثير من العلماء المتقدِّمين الذين عرفوا حال سعيد بن أبي هلال أكثر من ابن حزم، ولم يقولوا فيه ما قاله ابن حزم!
ثانياً: أنَّ ابن حزم في تضعيفه وتجهيله للرجال لا يغترُّ بكلامه حينما يتحدَّث عنهم فهو متسرِّع في الحكم على الرجال كما هو معلوم، حتَّى إنَّه جهَّل بعض الأئمة، بل قد يجهِّل ويضعِّف كذلك بدون بيِّنة أو حجَّة.
ثالثا: بعد البحث والاستقصاء والتفتيش عن حال سعيد بن أبي هلال وجدناه ثقة ثبتاً، لم نجد من حكم بضعفه، فلقد وثَّقه ابن سعد، وابن خزيمة، والدار قطني، والخطيب البغدادي، وابن عبد البر، وابن حبَّان، وقال عنه الإمام أحمد: مدني لا بأس به، وقال عنه أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه ابن رجب، بل حكى ابن حجر الاتفاق على الاحتجاج به وأنَّه لا يلتفت إلى من ضعَّفه [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn9)، وكأنَّه يعتبر رأي ابن حزم شاذ وخارج عن النسق الصحيح.
رابعاً: حديث عائشة: (لأنَّها صفة الرحمن) لم يتعقبه أحد من علماء الإسلام بل قد تواتروا على تصحيحه، ونحن نعلم أنَّ الإمام البخاري انتقى أحاديث صحيحه انتقاءً، وكان شرطه في قبولها محل تشديد وتريث، حتَّى إنَّه ما كان يضع حديثاً إلاَّ ويستخير الله قبل وضعه في صحيحه، وهذا الحديث المذكور منها، فهو محل قبول الأمَّة، ولم يتعقبه العلماء برد، فقد ذكر ابن رجب هذا الحديث [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn10)، واحتج به على مسائل عدَّة ولم يتطرق لنقده، وكذلك الذهبي [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn11) روى هذا الحديث ولم يتعقبه كعادته في تعقب التفردات والتنبيه على بعض الأوهام، ونقله ابن كثير [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn12) في تفسيره عن البخاري ولم يتعقبه، والبيهقي ألَّف كتاباً في الصفات نصر فيه الأشاعرة في عدَّة مواضع وخالف أهل السنَّة والجماعة؛ لكنَّه ذكر هذا الحديث ولم يتعقبه بشيء، وكذلك المنذري أورد الحديث معزواً للبخاري ومسلم والنسائي ولم يتعقبه بتفرد ولا غيره [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn13)، ونحوهم النووي ذكره في رياض الصالحين [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn14)، ولم يتكلَّم فيه، وهذا كله يدل على تلقي أهل العلم للحديث بالقبول.
أفنصدق هؤلاء الأئمة الأثبات وهم أهل التخصص أم نصدق صلاح أبو عرفة الذي لا ناقة له ولا جمل في علم الحديث!!
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ من ردَّ هذا الحديث فهو كما لو جاء شخص وردَّ أحاديث ثابتة في البخاري كحديث: (إنَّما الأعمال بالنيات) وقال إنَّ هذا الحديث شاذ بسبب التفرد، ولأنَّ فيه محمد بن إبراهيم التيمي، وأنَّ الإمام الذهبي نقل عن الإمام أحمد أنَّه قال عن محمد بن إبراهيم التيمي: في حديثه شيء يروي أحاديث مناكير أو منكرة.
ثمَّ زاد البليَّة على كلامه فقال: إنَّ هذا الحديث معلول لأنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام قاله على المنبر، ولم يروه غير الصحابي الجليل عمر بن الخطَّاب، فكل هذه قوادح في الحديث، تدل على بطلانه!!
فمن قال هذا الكلام فإنَّ كلامه يعدَّ أضحوكة بين علماء الحديث، فظاهره تأصيل وباطنه خبل يدل على العقل الكليل، والذي فضح صاحبه على رؤوس الأشهاد لأنَّه تحدَّث في غير فنِّه فأضحك الناس على عقله، وأتى بالعجائب!!
خامسا: أنَّ ابن حزم نفسه والذي تكلم في الحديث المذكور سابقا، أثبت لفظ الصفات في موضعين صريحين في كتبه، وسنأتي على ذكرهما إن شاء الله تعالى في الموضع المناسب لذلك.
وبناء على ذلك، فلقد أطبق علماء الأمَّة على القول بصفات الله؛ ومنهم التابعون والذين وصفهم صلاح أبو عرفة في أشرطته بأنَّهم من خير القرون التي شهد لهم الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك، فلقد قال التابعون كذلك بصفات الله، ولو تجشَّم (صلاح أبو عرفة) شيئاً من العناء لوجد في كتب أهل العلم نقولاً كثيرة في ذلك وبالتصريح كذلك باسم: (صفات الله) أو: (صفة الله) فليذهب لكتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل، ولكتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة والجماعة للالكائي، وكتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني، وكتاب الإبانة عن أصول الديانة لابن بطَّة العكبري، والشريعة للآجري، والعظمة للأصبهاني، وغيرهم من علماء السنَّة.
ولتنظر معي إلى أقوال أئمة المذاهب الأربعة وكيف أنَّهم جميعاً أطبقوا على القول والتلفظ بصفات الله.
أ) فالإمام أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ يقول: (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين , وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف , وهو قول أهل السنة والجماعة وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته ورضاه ثوابه , ونصفه كما وصف نفسه أحدٌ لم يلم ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , حيٌّ قادر سميع بصير عالم , يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه ووجهه ليس كوجوه خلقه) [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn15).
وكذلك يقول في الفقه الأكبر، عن الله جلَّ وعلا (و له يد ووجه و نفس، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه و اليد و النفس فهو صفات له بلا كيف، و لا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأن فيه إبطال الصفة، و هو قول أهل القدر و الاعتزال، و لكن يده صفته بلا كيف) [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn16).
ب) والإمام مالك بن أنس، حدَّث عنه أشهب بن عبد العزيز فقال: (سمعت مالكاً يقول: إيّاكم والبدع، قيل يا أبا عبد الله، وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعِلْمه وقدرته ولا يسكتون عمّا سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان) [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn17)
وقال الوليد بن مسلم: (سألت مالكاً والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا: أمرِّوها كما جاءت بلا كيف) [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn18).
ونحن نقول هنا لـ: (صلاح أبو عرفة) فهذا رأي مالك بن أنس يا من استدللت بقوله في شريطك المذكور، وقلت اسمعوا لجواب مالك بن أنس، ولا تسمعوا لكلامي، وها نحن كذلك نطلعك على جواب مالك بن أنس فما أنت قائل عنه؟
فهل ستقول عنه: هو كلب أو حمار؛ لأنَّه يزعم أنَّ لله صفات، كما قلت بعظمة لسانك كلَّ من يقول عن الله أنَّ له صفات فهو كلب أو حمار!!
أم أنَّك سترد كلام الإمام مالك لأنَّك تأخذ من أقوال العلماء ما يوافق هواك، وما لم يوافقه ترميه ولا تأبه له، بناء على فهمك الخاطئ والمغلوط؟
أم أنَّك ستترك ما لديك من بدعة محدثة وتتبرأ إلى الله من ذلك؟ وهو أحبّ إلينا من أن تبقى على قناعتك الخاطئة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج) والإمام الشافعي رحمه الله يقول: (لله أسماءٌ وصفاتٌ لا يسع أحدًا ردُّها، ومَن خالف بعد ثبوت الحُجَّة عليه فقد كفر، وأمَّا قبل قيام الحُجَّة فإنه يعذر بالجهل) [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn19).
وقال في كتابه الرسالة: (والحمد لله ... الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصف به خلقه) [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn20).
د) والإمام أحمد بن حنبل يقول: (لا يوصف الله إلاَّ بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث) [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn21).
وفي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي نقل عن الإمام أحمد كتابه لمسدَّد وجاء فيه: (صفوا الله بما وصف به نفسه، وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه) [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn22).
فقد ذكرت هنا جميع النقول الواردة عن أئمة المذاهب الأربعة في إثباتهم للصفات وتلفظهم بها، فكان ماذا؟ ألم يقولوا هذا القول وهم أئمة الإسلام وفقهاء الملَّة، وأهل اللغة العربيَّة.
وانتقالاً لآراء أئمة الإسلام ومنهم الإمام البخاري رحمه الله، فقد بوَّب في صحيحه باباً فقال: (باب: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ}؛ فسمى الله تعالى نفسه شيئاً، وسمى النبيُّ صلى الله عليه وسلم القرآن شيئاً، وهو صفةٌ من صفاته) ا. هـ
ونجد كذلك عن الفضيل بن عياض قوله: (ليس لنا أن نتوهم في الله كيف وكيف لأنَّ الله وصف نفسه فأبلغ فقل: (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد) [23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn23).
وهذا الإمام أبو جعفر الطحاوي يقول: (وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية بترك التأويل ولزوم التسليم. وعليه دين المسلمين، ومن لم يتوقَّ النَّفيَ و التشبيه، زلَّ و لم يُصِب التنزيه. فإن ربنا جل و علا موصوف بصفات الوحدانية) [24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn24)
وقال الإمام البيهقي: (فلله عز اسمه، أسماء وصفات، وأسماؤه صفاته، وصفاته أوصافه) [25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn25)
والعالم أبا القاسم اللالكائي في أصول السنة ينقل عن محمد بن الحسن - صاحب أبي حنيفة رضي الله عنهما -قوله: (اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه، فمن فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليم وسلم وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا) [26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn26).
بل قال الحافظ ابن عبد البر: (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة, والإيمان بها, وحملها على الحقيقة لا على المجاز, إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك, ولا يحدون فيه صفة محصورة, وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج, فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة, ويزعمون أن من أقر بها مشبه, وهم عند من أثبتها نافون للمعبود, والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله) [27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn27).
بل إنَّ ابن حزم نفسه الذي قال: (فلا يجوز القول بلفظ الصفات، ولا اعتقاده بل ذلك بدعة منكرة) [28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn28) نجده رحمه الله قد خالف كلامه السابق في كتبه الأخرى، حيث قال: (وقف العلم عند الجهل بصفات الباري عزَّ وجلَّ) [29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn29).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء ذكر ابن حزم للصفات في موضع آخر صريح فقال: (وكلام الله تعالى صفة قديمة من صفاته، ولا توجد صفاته إلا به ولا تبين منه ... وكلام الله لا ينفد ولا ينقطع أبداً؛ لأن كلامه صفة من صفاته تعالى لا تنفد ولا تنقطع ولا تفارق ذاته والله عز وجل لم يزل متكلماً ليس لكلامه أول ولا آخر كما ليس لذاته لا أول ولا آخر وجميع صفاته مثل ذاته وقدرته وعلمه وكلامه ونفسه ووجهه مما وصف به نفسه في كتابه العزيز) [30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn30).
فهذه نصوص متواترة متتابعة قاطعة للسان كلِّ من يتقوَّل على أهل العلم، ويتطاول عليهم، فهم أعلم بالسنَّة منه، وأفقه بدين الله لكلِّ من زعم أنَّه من أهل القرآن، وأهل القرآن يتبرؤون من منطقه وقوله.
والسؤال الآن: هل كلُّ هؤلاء العلماء الكبار، والجهابذة الأخيار، كانوا يشتمون الله تعالى بقولهم وتلفظهم بصفات الله، لأنَّه على حد قول: (صلاح أبو عرفة): (من يثبت لفظ الصفات فإنَّه يعتبر شتيمة لله تعالى) فهل كان علماؤنا يشتمون الله بتلفظهم بلفظ الصفات؟!
فسبحان من شرح صدورهم، وفتح على بصيرتهم، وطبع على قلوب مخالفيهم، فأعماهم الهوى عن نيل الحق كما نالوه، ولله في خلقه شؤون!
وصدق الإمام ابن تيمية وهو يقول: (فلا تعجب من كثرة أدلة الحق وخفاء ذلك على كثيرين فإن دلائل الحق كثيرة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وقل لهذه العقول التي خالفت الرسول في مثل هذه الأصول: كادَها باريها، واتل قوله تعالى: {وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} [الأحقاف: 26]) [31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftn31).
...
[1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref1) ) صحيح البخاري (7375)، وصحيح مسلم (813).
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref2) ) الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر،: (5/ 582) وترقيم الصحابي في الإصابة: (7401)
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref3) ) فتح الباري: (13: 356 ـ 357)
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref4) ) المرجع السابق.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref5) ) مجموع الفتاوى: (6/ 340)
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref6) ) البيان والتحصيل: (1/ 242)
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref7) ) شرح علل الترمذي، لابن رجب: (2/ 582)
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref8) ) الفصل في الملل والنحل، لابن حزم: (2/ 285)
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref9) ) قد أفدت من توثيقات سعيد بن أبي هلال من بحث كتبه: أبو عبد الله عمر صبحي حسن قاسم، بترجمة وافية قام بها ـ جزاه الله خيرا ـ بعنوان: (ترجمة سعيد بن أبي هلال حافظ مصر) والمنشورة على الشبكة العنكبوتيَّة: (الإنترنت).
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref10) ) فتح الباري، لابن رجب: (4/ 471)
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref11) ) سير أعلام النبلاء: (12/ 172)
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref12) ) تفسير ابن كثير: (14/ 501)
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref13) ) الترغيب والترهيب للمنذري: (2/ 250)
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref14) ) رياض الصالحين: (388)
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref15) ) الفقه الأبسط: ص56.
(يُتْبَعُ)
(/)
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref16) ) منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر للقاري ص121 ـ 123، وللعلم فإنَّ هنالك من شكَّك في نسبة هذا الكتاب للإمام أبي حنيفة، ومنهم الشيخ العلاَّمة سفر الحوالي في شرحه لشرح ابن أبي العز الحنفي على العقيدة الطحاوية، والشيخ الدكتور عبد العزيز بن أحمد الحميدي، مع العلم أنَّ هنالك من نسبه لأبي حنيفة منهم ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية، وابن أبي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية، والمظفر الإسفراييني، والعيني في عمدة القاري، وغيرهم من أهل العلم.
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref17) ) الحجَّة في بيان المحجَّة لأبي القاسم الأصبهاني: (1/ 104)، وشرح السنَّة، للبغوي: (1/ 217)
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref18) ) الشريعة للآجري ص314، والدار قطني في كتابه: (الصفات) ص75
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref19) ) فتح الباري 13/ 407.
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref20) ) الرسالة ص7ـ 8.
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref21) ) مجموع الفتاوى: (5/ 26)
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref22) ) مناقب الإمام أحمد ص221.
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref23) ) درء تعارض العقل والنقل:2/ 23.
[24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref24) ) متن العقيدة الطحاوية ص15.
[25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref25) ) الاعتقاد، ص70.
[26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref26) ) شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة والجماعة، للالكائي: (3/ 432)
[27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref27) ) التمهيد، لابن عبد البر: (7/ 145)
[28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref28) ) الفصل في الملل والنحل، لابن حزم: (2/ 285 ـ 286)
[29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref29) ) الأخلاق والسِّير ويسمَّى كذلك مداواة النفوس، لابن حزم، ص67.
[30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref30) ) الأصول والفروع، لابن حزم 197 ـ 198
[31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=2#_ftnref31) ) درء تعارض العقل والنقل: (7/ 84 ـ 85).
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 04:19]ـ
وأمَّا الجواب عن قوله: (الصفات من أشد البدع والإحداث في الدين).
فأقول وبالله التوفيق: لعلَّ قائل هذا الكلام لا يدري حقيقة الكلام الذي يخرج من رأسه، فإنَّ البدعة تعريفها:ما أحدث في أمور الدين على غير مثال سابق.
وقد أثبتنا بأنَّ كلامه عارٍ عن الصِّحة، وبأنَّ أحاديث رسول الله، وأهل العلم قاطبة شاء أم أبى، جاءت على إثبات لفظ الصفات، فكان ما قاله هذا الشخص تقولاً على الله بالباطل وافتراء عليه سبحانه وتعالى، فصار قول هذا القائل بحد ذاته بدعة وإحداثاً في دين الله بما ليس فيه، فأي بدعة يدَّعيها هذا المسكين بالقول بأنَّ إثبات الصفات بدعة وإحداث في الدين؟!
ألا يسعه ما وسع سلف هذه الأمَّة الأكارم ـ رحمهم الله ورضي عنهم ـ بإثبات ذلك لله تعالى دون تحريف أو تعطيل أو تأويل أو تكييف أو تمثيل أو تشبيه؟!
لقد خالف هذا الشخص ما اجتمع عليه سلف هذه الأمَّة، أفلا يربأ بنفسه أن يخالف سبيل المؤمنين، وصدق أحسن القائلين إذ قال: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى ويتَّبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
وسأردُّ على هذا الرجل بما كان يطالبنا به فلقد قال إيتونا بخبر أو أثر عن الصحابة يثبت أنَّهم قالوا بلفظ: (الصفات) أو أنَّهم أقرُّوا هذه الكلمة، ولا حرج في ذلك فسنأتيه بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلقد روى عبد الرزَّاق: عن معمر بن طاووس عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما: أنَّه رأى رجلاً انتفض لمَّا سمع حديثاً عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الصفات؛ استنكاراً لذلك، فقال ابن عبَّاس: (ما فرق هؤلاء، يجِدُونَ رقَّه عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn1) .
وقد ذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله عن ابن عباس في قوله تعالى: {الصمد} قال: (السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، والغني الذي قد كمل في غناه، والجبار الذي قد كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحليم الذي قد كمل في حلمه، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله عز وجل، هذه صفة لا تنبغي إلا له ليس له كفؤ وليس كمثله شيء، سبحانه الواحد القهار) [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn2)
وفيه ذكر ابن عبَّاس للفظ الصفات، وقال ابن تيمية عَقِبَ ذلك عن هذا الأثر، بأنَّه: (ثابت عن عبد الله بن أبي صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة الوالبي، لكن يقال: إنه لم يسمع التفسير من ابن عباس، ولكن مثل هذا الكلام ثابت عن السلف).
إنَّ حقيقة قول (صلاح أبو عرفة) بنفي إثبات لفظ الصفات لله تعالى، وقولته هذه هي محض البدعة والانحراف والإحداث في هذا الدين، وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية لمسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقوله هذا ليس هو أول مبتدع له؛ فإنَّه ما من بدعة معاصرة إلاَّ ولها بذورها من أهل البدع من الفرق السابقة، وإنَّ من مقتضى كلامه في ذلك أنَّ الصحابة رضي الله عنهم أول من أحدثوا في دين الله، إذ إنَّهم كانوا جميعاً على إثبات الصفات لله، فلم يتنازعوا فيها إطلاقا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والمقصود أن الصحابة رضوان الله عليهم ... لم يختلفوا في شيء من قواعد الإسلام أصلاً: لا في الصفات، ولا في القدر، ولا مسائل الأسماء والأحكام، ولا مسائل الإمامة ... بل كانوا مثبتين لصفات الله التي أخبر بها عن نفسه) [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn3)
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: (وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام، وهم سادات المؤمنين وأكمل الأمة إيمانا، ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة كلمة واحدة، من أولهم إلى آخرهم، لم يسوموها تأويلا، ولم يحرفوها عن مواضعها تبديلا، ولم يبدوا لشيء منها إبطالا، ولا ضربوا لها أمثالا، ولم يدفعوا في صدورها وأعجازها، ولم يقل أحد منهم يجب صرفها عن حقائقها وحملها على مجازها، بل تلقوها بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم) [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn4) .
إنَّ حقيقة هذا القول المستشنع، والرأي المستبشع، الذي يقول به (صلاح أبو عرفة)، ليس إلاَّ تجديد لآراء أهل البدع والمخالفين من أهل الكلام، والذين كانوا بالفعل من أعظم البلاء الذي مرَّ على الأمة، وهو الآن يجدد البلاء ويعيده، فقد صار صلاحٌ بلاءً وكان قبلُ يشتكي البلاء!!
...
وأما ما قاله بأنَّ: (أسماء الله تعالى حق وأما الصفات فمن الباطل).
فإنَّ هذا القول هو عين قول المعتزلة وهي الفرقة الضالة المخالفة لما كان عليه منهج أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمَّة الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم، بل إنَّ من أصولهم الخمسة القول بالتوحيد، والتوحيد عندهم كما يفسره القاضي عبد الجبار المعتزلي بأنَّها نفي الصفات عن الله تعالى، ولهذا نجدهم يقولون بأنَّ الله تعالى سميع بلا سمع وبصير بلا بصر، وقدير بلا قدرة، ومريد بلا إرادة. تعالى الله عمَّا يقولون علوا كبيرا.
وليسأل صلاح أبو عرفة نفسه: هل الله تعالى عليم؟ فسيثبت حتماً أنَّ الله تعالى عليم.
فنسأله قائلين: هل تثبت لله تعالى صفة العلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن أثبتها فقد أثبت صفة لله تعالى هي صفة العلم، وعليه فليثبت الصفات الأخرى التي تليق بالله تعالى، فإن القول في الصفات كالقول في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر كما يقول علماء التوحيد، وعليه قرَّروا أصولهم في الرد على المعتزلة الذين ينفون عن الله تعالى الصفات، والرد على الأشاعرة والماتريدية الذين يثبتون لله تعالى الأسماء وبعض الصفات ولكنهم لا يثبتون بعض الصفات الأخرى.
وإن لم يثبت صلاح أبو عرفة صفة العلم فقد كفر بالله العظيم، لأنَّه نزع عن الله تعالى صفة من أعظم صفاته اللائقة به سبحانه وتعالى وهي صفة العلم، وأثبت له شاء أم أبى نقيضها وهي صفة الجهل، ولهذا لما أنكر القدرية الغلاة علم الله تعالى كفَّرهم أهل العلم كالإمام الشافعي وأحمد وغيرهما من أهل العلم، وقال فيهم الإمام الشافعي وأحمد: (ناظروا القدرية بالعلم؛ فإن أقروا به خصموا، وإن أنكروه كفروا) [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn5) .
إنَّ في كتب المعتزلة أنَّ من كمال الإخلاص لله نفي الصفات عنه، وأنَّ إثبات الصفات لله هي عين ذاته حتَّى لا يستلزم منها الإثنيَّة [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn6) ، وأنَّ القول بتعدد صفات الله كالقول بتعدد الأبعاض لله، تعالى الله عمَّا يقول الظالمون علوا كبيراً.
وهذا الكلام هراء وسخف، بل إنَّ من كمال التوحيد لله والإخلاص له توحيده تعالى بما أخبرنا به عزَّ وجل، فمحال أن يخبرنا الله تعالى عن صفات له كالعلو واليدين والحياة والسمع والبصر والكلام، ويكون كلامه تعالى غير واضح لنا وغير مفهوم، فيكون حالنا كحال أهل الكفر بالله حينما يقرؤون كتبهم وهي عليهم عمى، فلو لم يخبرنا الله تعالى في كتابه عن ذلك لما نطقنا عن الله تعالى بما ليس فيه.
ونقول كذلك إنَّ من الباطل القول بأنَّ إثبات الصفات لله هي عين ذاته، فإثبات الأسماء لله بدون أن تدل عليه تعالى من المعاني التي هي صفات كمالية له، جور وضلال وبهتان في حق الله، وهذا يلزم منه تعطيل ما لله تعالى من أوصاف الكمال والجلال، بل لله تعالى ذات تليق بجلاله، وله صفات تليق به تعالى، دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تشبيه، فرب لا يرضى ولا يرحم ولا يحب ولا يتكلم وليس له شيء من الصفات التي أثبتها لنفسه، ليس برب في الحقيقة، ولهذا نجد إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام قد ناقش والده وقال له: (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا) وهذا مما يدل على أنَّ الإله الذي كان يعبده آزر وقومه ليس بإله، ولا يستحق العبادة، ولهذا ذكر إبراهيم عليه السلام شيئا من أوصاف الربوبية اللائقة به عزَّ وجل.
ونرد كذلك على من زعم أن القول بأن تعدد صفات الله كالقول بتعدد الأبعاض لله وأنَّ ذلك يستلزم التركيب والله منزَّه عن التركيب، فالجواب عن هذه الشبهة الضلالية أن نقول: أليس المعتزلة الذين نفوا صفات الله وأثبتوا لله الأسماء، وكذلك أثبتوا أنَّه واجب الوجود وأنَّه موجود، ... إلى غير ذلك؟
أليست هذه صفات متعدد؟ أوليس يكون ذلك تركيباً في الله تعالى؟
فلماذا يبيحون لأنفسهم ذلك التركيب التوحيدي على حدِّ زعمهم ويسمون من أثبت له الصفات تركيبا وتشبيها؟!
ثمَّ إنَّا نقول لهذا الشخص ومن كان على شاكلته: (لقد قال تعالى: (سبحان ربك رب العزَّة عما يصفون* وسلام على المرسلين* والحمد لله رب العالمين) فهنا ذكر تعالى أنَّ أولئك الكفَّار وصفوا الله بما هو ليس بلائق له، أفلا يدل ذلكَّ بدلالة المفهوم أنَّ وصف المؤمنين له ـ عزَّ وجل ـ بما هو لائق به وثابت في كتابه أو بما صحَّ عن سنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ـ محمود؟.
ثمَّ هنا نرى أنَّ الله تعالى عقَّب بعد قوله: (سبحان ربك رب العزَّة عما يصفون) وقال بعدها: (وسلام على المرسلين) دلَّ ذلك أنَّ المرسلين وصفوا الله تعالى بما يليق به سبحانه وبحمده.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: (وسلَّم على المرسلين؛ لسلامة ما قالوه من النقص والعيب) [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn7) .
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وجدت الإمام ابن حجر رحمه الله قد نبَّه على ذلك فقال: (قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) قال بعد أن ذكر منها عدة أسماء في آخر سورة الحشر: (له الأسماء الحسنى) والأسماء المذكورة فيها بلغة العرب صفات ففي إثبات أسمائه إثبات صفاته؛ لأنه إذا ثبت أنه حي مثلا فقد وصف بصفة زائدة على الذات وهي صفة الحياة، ولولا ذلك لوجب الاقتصار على ما ينبئ عن وجود الذات فقط، وقد قاله سبحانه وتعالى: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) فنزه نفسه عما يصفونه به من صفة النقص، ومفهومه أن وصفه بصفة الكمال مشروع).
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: (ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص بدلالة المطابقة، ويستلزم إثبات الكمال، كما أن الحمد يدل على إثبات صفات الكمال مطابقة، ويستلزم التنزيه من النقص - قرن بينهما في هذا الموضع، وفي مواضع كثيرة من القرآن؛ ولهذا قال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}) [8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn8)
لهذا نجد الإمام البخاري رحمه الله في كتاب التوحيد من (صحيحه) يبوِّبُ باباً فيقول: (باب: قول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون} {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ}، ومن حلف بعزة الله وصفاته).
وعليه فإنَّ هذا يكون من باب إضافة الموصوف إلى صفته، فلله تعالى صفات، وكل اسم لله تعالى يتضمَّن صفة من هذه الصفات اللائقة به عزَّ وجل.
وإني أسأل هذا الشخص: حينما تطلب من الله تعالى أن يرحمك لأمر نزل بك؟ هل تقول يا جبار يا ذا الانتقام ارحمني؟ أم تقول: يا رحمن ارحمني؟
فإن قلت: كلاهما سواء فأنت أجهل وأضلُّ من حمار أهلك!!
وإن قلت: بل أقول يا رحمن ارحمني.
فنقول لك: فأنت لحظت الصفة المشتقة من الاسم، وهذا ما يسمَّى بعلم الصرف، فهل علم الصرف عندك بدعة ومحدث في الدين؟!
...
وبالنسبة لما زعمه بأنَّ: (إثبات الصفات يعتبر شتيمة لله تعالى فمجرد أن تعبد الله بالصفات فقد شتمته كما زعم)
فالجواب عنه: أنَّ هذا الكلام لا يخرج من عاقل فضلاً عن متعلم، إذ إنَّ كل شخص لا يثبت هذه الصفات لله إلاَّ لأنَّه تعالى أثبتها لنفسه فهو تعالى الذي قال: (بل يداه مبسوطتان) وهو الذي قال: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلَّمه ربّه) وهو الذي قال: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتَّى يسمع كلام الله) وهو تعالى القائل: (الرحمن على العرش استوى)، وهو القائل: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
ومن السنَّة قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا) [9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn9) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة) [10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn10 ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلاَّ سيكلمه ربه وليس بينه وبينه ترجمان) [11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn11 ).
فما جواب هذا الرجل عن هذه الآيات والأحاديث التي أوردناها، بل التي نتعبَّد الله تعالى بقراءتها وحفظها، وخصوصاً في كتاب الله تعالى الذي نتلوه في صلواتنا ونتعبَّد الله بقراءة هذه الآيات؟
فهل كل المسلمين يشتمون الله حينما يقرؤون ما أنزله الله عليهم لكي يقرؤوا هذا القرآن ويتعلَّموه؟!
وإذا اعتبر (أبو عرفة) أن المسلمين جميعًا قد أجمعوا على شتيمة الله عز وجل؛ قلنا له: إنما علمهم سبحانه هذا في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ والله لا يُعَلِّم خلقه الشتيمة لنفسه، مع العلم أنَّ شتم الله كفر بالله، فهل من عبد الله بالصفات كفر بالله؟!
...
وأما الجواب عن زعمه: (بأن من يثبت الصفات لله تعالى من العلماء، فهو كلب أو حمار؟).
فلقد ذكَّرني هذا الرجل القائل بهذا القول بأسلافه من المعتزلة الذين رموا أهل السنة والجماعة الذي أثبتوا الصفات لله تعالى بأنَّهم مجسِّمة وحشوية بل قالوا إنَّهم حمير!
نعم لقد قالها شيخهم الزمخشري ـ عفا الله عنا وعنه ـ:
لجماعة سمَّوا هواهم سنَّة ... لجماعة حمر لعمري موكفة
(يُتْبَعُ)
(/)
ومقصوده في قوله حمر أي أنَّهم حمير!
ولهذا ردَّ عليه عدد من العلماء ومنهم البليدي قائلاً له ولأمثاله من المعتزلة:
هل نحن من أهل الهوى أو أنتمو ... ومن الذي منَّا حمير موكفة؟!
اعكس تصب فالوصف فيكم ظاهر ... كالشمس فارجع عن مقال الزخرفة
يكفيك في ردي عليك بأنَّنا ... نحتج بالآيات لا بالفلسفة
وعموما فإني لا أريد أن أنزل عن مستوى أخلاق أهل العلم وحملته بما يمكنني الرد عليه به من قواميس الشتائم، وأنواع السباب، فالمؤمن ليس شتَّاما ولا بذيئاً، فمن قال هذا القول ونطق به، فإنَّ هذا يعبِّر عن حقيقة خلقه، وكل إناء بما فيه ينضح، ولقد قال تعالى: (ستكتب شهادتهم ويسألون) ويقول تعالى: (ما يلفظ من قول إلاَّ لديه رقيب عتيد).
وأذكره بأنَّ من تجرأ على علماء المسلمين بدءاً بصحابة رسول الله، ومن تبعهم من أهل العلم الذين ساروا على درب أهل السنة والجماعة، فإنَّ الله تعالى منتقم منه ولو بعد حين، فلحوم أهل العلم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ومن تتبعهم بالثلب والسب فسيبتليه الله بموت القلب: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
وإني أقول: لقد تتبعت بعض كلام صلاح أبو عرفة في حق أهل العلم فوجدته والله قليل الأدب معهم، سيء الخلق في التعامل مع كلامهم، مستعل عليهم، ومستعجل في تخطئتهم، ويمكنني أن أضرب على ذلك عدَّة أمثلة، فمنها ما تحدَّث به في شريطه عن (آية الناقة التي ضيعها المسلمون ولم يفهمها المفسرون) كما فهم هو طبعاً، حيث قال في شريط له في الدقيقة الرابعة عشرة من الجزء الأول في الشريط، يقول وقد بدأ يقرأ من أحد التفاسير:
((مالها الناقة يا سيدي بدنا نحكي في الخراريف ... ))
ثم ذكر ما ورد من نقل لبعض الإسرائيليات وقال:
((شو هالحكي يا شيخ مالنا ما لنا ليش الكذب .. الله يعين الي كتب على اللي كتبه ..
واللا كيف فكرك ضاع الدين يا شيخ .. شفت يا سيدي وين راح الدين ..
واللا كيف بدي أسحرك يا شيخ وأعميك .. ))
وإني أقول للأخ القارئ:انظر لكلامه وهو يقرأ في تفسير بعض كتب أهل العلم، وكيف يتعامل معهم، حتَّى إنَّ ألفاظه لا تنم ولا تدل على رجل يحترم أهل العلم، ويتحدث بالعامية التي لا تليق برجل يمتثل القرآن منهجاً.
فهو يقول عن ذلك المفسر: (كيف بدي أسحرك يا شيخ وأعميك) ويقول كذلك: (ليش الكذب).
فتأمل طريقة حديثه مع أهل العلم، ولنفترض جدلاً أن أهل العلم زلوا أو أخطؤوا أبمثل هذه الطريقة السوقية يتحدَّث هذا الرجل مع العلماء؟!
وانظر لكلامه في شريط ملخص آية الناقة وفي الدقيقة الثانية حيث يقول:
((وعندما تلونا لكم ما تلونا من الكتب ابن كثير والقرطبي والطبري في ناس بيعبدوها كما يعبدون القرآن يا شيخ ... ثم كفرت بالقرآن لتأتي بالصخرة ... ))
فتأمل كلامه:من الذي يعبد تفاسير العلماء من المعاصرين ومن السابقين؟ وهل من أمثلة على ذلك قديماً وحديثاً؟
وكذلك في الشريط آنف الذكر نجده يتحدث في الدقيقة الثامنة: ((تتمخض عن ناقة جوفاء هيك في التفسير عند ابن كثير وعندهم رحمة الله عليهم جميعاً الله يصلحهم أنا ما معلش بدنا نسامحه، هو يعني أمام الله يتابع شو قال من وين قال ناقة جوفاء وبرآء عشراء حمراء ليش، بتعرف ليش هذا النفاخ، حتى يعمينا .. شو هذا الحكي، حتى تكبر الكذبة ... ))
فتأمل حديث أبو عرفة عن الإمام ابن كثير الذي شهد له بهذه الإمامة القاصي والداني، وهو يتحدث بهذه الطريقة السمجة ويقول عن هذا الإمام: (حتى يعمينا) و (حتى تكبر الكذبة)!
والعجب العجاب أنَّ عنده تلامذة متعصبين له ويفكرون بمثل تفكيره ويؤجّرون عقولهم له، وينتفضون لقيله وقاله إن اعترضه أحد ويسبونه بأنواع من السباب والشتائم، وأما أهل العلم فلا مانع من أن يقوم شيخهم بسبِّهم وشتمهم.
...
وأمَّا الجواب عن كلامه في موضوع الصفة وتعريفه لها حيث قال: (الصفة هي أن تقول في شيء ما لا تتبيَّن منه) و يقول كذلك: (إذا عبد الله بالاسم فقد عبده بالحق؛ وإذا عبده بالوصف فكأنَّه عبده بالتقريب، وذلك لأنَّ الوصف من التقريب والتقريب من الظن والظن لا يغني من الحق شيئا).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب عن ذلك أنَّ نقول: إنَّ هذا الشخص حتَّى في تعريفاته للصفة والوصف قد أخطأ خطأ شنيعاً كعادته في كثير ممَّا يقوله ويتخرَّص به، فالصفة عند أهل اللغة هي: (الاسم الدال على بعض أحوال الذات، وهي الأمارة اللازمة بذات الموصوف الذي يعرف بها) وهي كذلك: (ما وقع الوصف مشتقاً منها، وهو دال عليها، وذلك مثل العلم والقدرة ونحوه) [12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn12 ) وقال ابن فارس: (الصفة: الأمارة اللازمة للشيء) [13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn13 )، وقيل أن الصفة هي: (لفظ ينعت به الموصوف فيبين صفة من صفاته وحالة من حالاته) [14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn14 ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ بعد أن ساق حديث: (صفة الرحمن) ـ فقال عقب ذلك: (والصفة: مصدر وصفت الشيء أصفه وصفًا وصفة، مثل وعد وعدًا وعدة، ووزن وزنًا وزنة، وهم يطلقون اسم المصدر على المفعول، كما يسمون المخلوق خلقًا، ويقولون: درهم ضرب الأمير، فإذا وصف الموصوف، بأنه وسع كل شيء رحمة وعلمًا، سمى المعنى الذي وصف به بهذا الكلام صفة. فيقال للرحمة والعلم والقدرة: صفة، بهذا الاعتبار، هذا حقيقة الأمر) [15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn15 ).
هذه تعريفات اللغويين والعلماء للصفة والتي تخالف بوضوح ما عرَّفه: (صلاح أبو عرفة) للصفة، فهو تعريف عصري جديد!
وعليه فإنَّ الله عزَّ وجل يستحق الوصف اللائق به تعالى، وهو كلام أهل اللغة كذلك والذين فقهوا من حديث رسول الله وفهموا منه ووقفوا عند حدِّه فاللغوي الشهير أبو القاسم السهيلي يقول: (وأما صفات الباري - سبحانه - فلا نرى أن نسميها نعوتا، تحرجا من إطلاق هذا اللفظ، لعدم وجوده في الكتاب والسنة. وقد وجدنا لفظ الصفة في الصحيح، حين قال عليه السلام للرجل الذي كان يقرأ " قل هو الله أحد " في كل ركعة: لم تفعل ذلك؟ فقال: أحبها لأنها صفة الرحمن) [16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn16 ).
وقال الزبيدي: (قال ابنُ الأَثِير: النَّعْتُ: وَصْفُ الشيءِ بما فيه من حُسْنٍ ولا يُقَال في القَبِيحِ إِلاّ أَنْ يَتَكَلَّف مُتَكَلِّفٌ فيقول: نَعْتَ سَوْءٍ والوَصْفُ يقالُ في الحَسَنِ والقَبِيحِ. قلت: وهذا أَحَدُ الفُروقِ بين النَّعْتِ والوَصْفِ وإِن صَرَّح الجَوْهَرِيُّ والفَيُّومِيُّ وغيرُهما بتَرادُفِهِما. ويقال: النَّعْتُ بالحِلْيَةِ كالطَّوِيلِ والقَصِيرِ والصِّفَةُ بالفِعْلِ كضَارِب وقال ثعلب: النَّعْتُ ما كان خاصّاً بمَحَلٍّ من الجَسَدِ كالأَعْرَج مثلاً والصِّفَةُ للعُمُومِ كالعَظيم والكَرِيم؛ فاللهُ تعالى يُوصَفُ ولا يُنْعَتُ) [17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn17 ).
فالكلام الذي قاله صلاح أبو عرفه وتخرَّصه من عقله دون بينة أو برهان بل بقذف شبهات ثارت في فكره، فقذفها من لسانه أمام الناس، فإنَّها لا تثبت عند كلام المحققين من أهل العلم، فحينما قال: (النبي يعلم أنَّ الله لا يصف لأنَّ الوصف كذب وعيب) هذا الكلام لا يخرج من عاقل للغة العربيَّة وأساليبها، والعجب العجاب أنَّه حاول أن ينكر صحَّة القول في كلمة الصفة أو الوصف، فهو يرى عدم جواز إطلاقها وحتَّى لو كان ذلك في رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، مع أنَّه قد ثبتت لنا أحاديث صحاح وحسان وجياد تدل على أنَّ الصحابة كذلك وصفوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، فلدينا حديث عطاء بن يسار حينما قال: (لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}. وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا) [18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn18 ) .
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك لدينا حديث أبي جحيفة السوائي قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي عليهما السلام يشبهه، قلت لأبي جحيفة: صفه لي، قال: كان أبيض قد شمط، وأمر لنا النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة قلوصا، قال: فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن نقبضها) [19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftn19 ).
فهذه أدلَّة على جواز وصف الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وعلى أنَّ لفظ الوصف لا مانع من إطلاقه، لأدنى عاقل يفقه في اللغة العربيَّة شيئاً.
أمَّا أن يقول (صلاح أبو عرفة): (فالوصف في كتاب الله يعني الكذب فكيف تعبد الله بالصفات؟ فهذا يعني أنَّك تعبده بالكذب)، فلا أدري من أين أتى هذا الرجل بهذا اللازم، وحاول أن يلزم به خلق الله على ضلاله الذي وقع فيه، ولنفترض جدلاً أنَّ الوصف ورد في القرآن بمعنى الكذب، فهل يعني هذا أن يكون الوصف لأحد حينما يوصف بشيء فإنَّ هذا الوصف الذي وُصِفَ به كذب؟!
والعجب أنَّه حينما يسأله سائل عن صفات الله يلزمه بضلاله وجوره، فكم من شخص يسأله عن ذلك فيقول له: قل الصفات والعياذ بالله لأنَّه ذكر باطلاً، وهذا مسجَّل بصوته في الشريط المذكور.
فعلاً صدق الشاعر حينما قال:
وكم من فقيه خابط في ضلاله ... وحجَّته فيها الكتاب المنزَّل
· وأخيرا:
فإني أقول لصلاح أبو عرفة هداه الله وردَّه إلى الحق .... آمين.
إن كنت معظِّماً لله تعالى ومحباً له عزَّ وجل؛ فإني أدعوك أن تراجع منهجك وطريقتك في التعامل مع كتاب الله تعالى، حاول أن تعتزل الناس قليلاً كي تراجع منهجك لتدرك أنَّك تسير في طريق خطير جد خطير، تتنكب فيه للمنهج القرآني الذي تدعو إليه، وتقع في أخطاء عقائدية ومنهجية وفكرية خطيرة، وبعدها فما الفائدة؟!!
ألا ترى أنَّك لا تثير سوى الغرائب والعجائب؟!!
وهل وسع أهل القرآن أن يحدثوا الناس إلا بمثل هذه الأمور ثمَّ يطلبوا من غيرهم أن يقتنعوا بها، وإن لم يقتنعوا يشنعوا عليهم في ذلك؟!!
ألا تذكر حين كنت تقف أمام الناس وتقسم بالله أنَّ أمريكا ستغرق في تاريخ كذا وكذا وتقسم على ذلك في المساجد؟ وحينما أتى موعد الغرق الذي قلت به ولم يحصل، أجَّلت هذا لتاريخ آخر، ومع هذا فلم يحصل هذا ولا ذاك ... وليتك اعتذرت للناس عمَّا حصل منك في ذلك.
لهذا فإني أقول لك يا صلاح ألا يسعك ما وسع منهج سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان؟!!
أسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك لهداه، ويوفقنا وإياك لرضاه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ونقول ختاماً:
تم الكلام وربنا محمود ... وله المكارم والعلا والجود
ثمَّ الصلاة على النبي وآله ... ما لاح قمري وأورق عود
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به، وحسبنا الله ونعم الوكيل، سائلاً الله تعالى الهداية لجميع المسلمين، وأن يوفقهم لأحسن الأقوال والأفعال، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وكتبه
خباب بن مروان الحمد
KHABAB1403@HOTMAIL.COM (KHABAB1403@HOTMAIL.COM)
حامداً لربه، ومصليِّاً على رسوله
صباح يوم الخميس الموافق
30/ 12/ 1430هـ
17/ 12/2009م
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f1) ) المصنف، لعبد الرزَّاق الصنعاني: (11/ 423) برقم: (20895، وبنحوه عند ابن أبي عاصم: (485) بسند صحيح.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f2) ) مجموع الفتاوى: (8/ 150)، وقد ذكر هذا الأثر غير واحد من أهل العلم ومنهم أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب العظمة: (1/ 102)
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f3) ) منهاج السنَّة النبويَّة: (6/ 366)
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f4) ) أعلام الموقعين، لابن القيم: (1/ 49).
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f5) ) شرح الطحاوية، لابن أبي العز ص354
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f6) ) محاضرات في الإلهيات للسيحاني ص44
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f7) ) الدليل الرشيد إلى متون العقيدة والتوحيد، كتاب العقيدة الواسطية، لابن تيمية، ص73.
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f8) ) تفسير ابن كثير: (7/ 46)
[9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f9) ) البخاري (1145) ومسلم: (758)
[10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f10) ) البخاري: (2826) ومسلم: (1890)
[11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f11) ) البخاري: (6539) ومسلم: (1016)
[12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f12) ) الكليات، للكفوي، ص546.
[13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f13) ) معجم مقاييس اللغة، لابن فارس،: (5/ 448)
[14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f14) ) التذكرة في قواعد اللغة العربية لخليل باشا ص232.
[15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f15) ) مجموع الفتاوى، لابن تيمية:: (6/ 340)
[16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f16) ) نتائج الفكر: ص158 ـ 160
[17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f17) ) تاج العروس، للزبيدي: (4/ 1193).
[18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f18) ) صحيح البخاري برقم: (2125).
[19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=305713#_ftnre f19) ) صحيح البخاري برقم: (3544)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تركي القحطاني]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 11:49]ـ
بارك الله فيك وجزيت خيرا
ـ[ابن العباس]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 11:58]ـ
شكر الله لك يا شيخ خباب على هذا الرد المحكم
وإني أهيب بطلبة العلم أن يخرجوا من الصومعة العلمية البحتة
التي أطروا أنفسهم بها فيتنشقوا هواء العامة فيجاهدوا
بأسلحة الحق ما يجابههم من باطل الخلق بقدر طاقتهم
فإن العالم الرباني الحق ,هو العالم الموصول بالناس
ومحدثاتهم ونوازلهم
وأما من يبخل بوقته عن ذلك -وربما سفّه الاشتغال بها
وقال: هؤلاء أتفه من أن نرد عليهم! -
بحجة التأصيل العلمي حتى الممات فهذا كاتب
وليس عالماً
والله الموفق
ـ[أم تميم]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 03:48]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علمًا وفقهًا ..
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 07:32]ـ
السلام عليكم , يكفي الرسالة التي ألفها الشيخ إبن بار رحمه الله **تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز و جل **
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:20]ـ
شكر الله يا شيخ خباب الحمد على هذا الرد الموفق ..
دمتَ موفقًا ..
ـ[ابن العباس]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:44]ـ
السلام عليكم , يكفي الرسالة التي ألفها الشيخ إبن بار رحمه الله **تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز و جل **
هذه خارج محل كلام أبو عرفة.
رسالة الشيخ ابن باز تصلح للتنبيه على أخطاء الأشاعرة,
أما هذا فليس أشعرياً كما ظهر لك من العنوان, ولا معتزلياً, ولكنه بلا هوية!
هو ينكر مجرد استعمال لفظ الصفة ولو كان الواصف هو الله تعالى,
فلو قلت:وصف الله عباده بكيت وكيت, لقال لك هذه بدعة قبيحة منكرة, فهذا القدر من الغباء الفادح الذي يتمتع به
مع تجمهر جماعة حوله, هو ما حدا الأخ الفاضل خباباً أن يرد عليه
والله الموفق
ـ[مجدى داود]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 01:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخى وشيخى خباب الحمد على هذه البحث الماتع
ونسأل الله عز وجل أن يجعله فى ميزان جسناتك
ونرجو أن تتحفنا بالمزيد من هذه الأبحاث الماتعة المفيدة لكل طالب علم.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 01:15]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي على منافحتك العلمية عن منهج أهل السنة و الجماعة - جماعة الحق السلفيين - و بارك في علمك و بحثك و أيدك في ردك و دمغك لأهل الباطل الأفاكين، أسأل الله أن يهديه بك و أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة آمين،،،
و ملاحظةً في بحثك عند قولك:
" ثانياً: أنَّ ابن حزم في تضعيفه وتجهيله للرجال لا يغترُّ بكلامه حينما يتحدَّث عنهم فهو متسرِّع في الحكم على الرجال كما هو معلوم، حتَّى إنَّه جهَّل بعض الأئمة، بل قد يجهِّل ويضعِّف كذلك بدون بيِّنة أو حجَّة."
ليس هكذا يا حبيبي، ما هكذا نتعرض لأقوال العلماء، و لا ينبغي وصف الحافظ الفقيه الإمام أبي محمد علي بن حزم بأنه متسرع في الحكم على الرجال أو أنه يجهل و يضعف بدون بينة أو حجة!!! و اللهِ هذا كلام خطير يا أخي! أتعلم بأنك قد رميته بأشنع ما يرمى به مسلم؟؟ أجل، لقد رميته من حيث لا تريد بأنه يحكم بهواه و أنه يرى الرأي بغير برهان!! و لا أعرف أشد من ابن حزم مطالبة بالبرهان و انقيادا له إذا ظهر له، و لا شك إنه إذا نفى إطلاق لفظ " الصفة " على الرب سبحانه و تعالى، فهو خطأ و لم ينف رحمه الله معناه كما تفضلتَ و أن نقلت عنه ذينك الموضعين من كلامه، بارك الله فيك.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 02:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الكريم الطيب صياد حفظه الله
لا أشك في إمامة وفضل وصلاح الإمام ابن حزم وله في قلبي محبة كبيرة للغاية.
وقد قرأت كثيراً من كتبه واهتممت بمنطقه ومناقشته رحمه الله
لكن اخي ما قلته عنه هو ثابت عنه رحمه الله، وأتمنى ان تقرأ كتاب الشيخ ناصر الفهد (الجرح والتعديل عند ابن حزم الظاهري) طبعة اضواء السلف فستجد النتيجة التي خرج بها صاحب الكتاب، قريبة جدا مما قلته لكم.
وأما عن ابن حزم في الأسماء والصفات وقولكم (لا شك أنه إذا نفى إطلاق لفظ الصفة على الرب سبحانه وتعالى، فهو خطأ ولم ينف رحمه الله معناه كما تفضلت وأن نقلت عنه ذينك الموضعين)
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحقيقة يا اخي ابن حزم الإمام العلامة الحافظ (حتى لا تظن ان لدي موقف منه) هو ابن حزم رحمه الله لديه أقوال باطلة في الصفات وللأسف، ودعك من قولي وخذ قول أهل العلم
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه من الملل والنحل، فإنه يستحمد بموافقة السنة والحديث مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك، بخلاف ما انفرد به من قوله في التفضيل بين الصحابة، وكذلك ما ذكره من باب الصفات فإنه يستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث لكونه يثبت الأحاديث الصحيحة ويعظم السلف وأئمة الحديث، ويقول إنه موافق للإمام أحمد في مسألة القرآن وغيرها، ولا ريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك، وإن كان ابن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيماً له ولأهله من غيره، لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى، وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه ظاهر لا باطن له، كما نفى المعاني في الأمر والنهي مضموماً إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظاهر، وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر، ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ما لا يجتمع مثله لغيره)
وقال في منهاج السنة 2/ 583: وزعم ابن حزم أن أسماء الله تعالى الحسنى لا تدل على المعاني فلا يدل عليم على علم ولا قدير على قدرة بل هي أعلام محضة! وهذا يشبه قول من يقول: بأنها تقال بالاشتراك اللفظي. وأصل غلط هؤلاء شيئان: إما نفي الصفات والغلو في نفي التشبيه، وإما ظن ثبوت الكليات المشتركة في الخارج.
فالأول هو مأخذ الجهمية، ومن وافقهم على نفي الصفات، قالوا: إذا قلنا عليم يدل على علم، وقدير يدل على قدرة لزم من إثبات الأسماء إثبات الصفات، وهذا مأخذ ابن حزم فإنه من نفاة الصفات، مع تعظيمه للحديث، والسنة والإمام أحمد، ودعواه أن الذي يقوله في ذلك هو مذهب أحمد وغيره، وغلطه في ذلك بسبب أنه أخذ أشياء من أقوال الفلاسفة، والمعتزلة عن بعض شيوخه، ولم يتفق له من يبين له خطأهم، ونقل المنطق بالإسناد عن متى الترجمان، وكذلك قالوا: إذا قلنا: موجود وموجود، وحي وحي لزم التشبيه فهذا أصل غلط هؤلاء.
وانظر نحوه في كتاب: الرد على المنطقيين ص131 - 132.
وقال ابن كثير: كان من أشد الناس تأويلا في باب الأصول وآيات الصفات لأنه كان أولاً قد تضلع من علم المنطق، أخذه عن محمد بن الحسن المذحجي والكناني القرطبي، ففسر بذلك حاله في باب الصفات. انتهى.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (6988)
س: الحمد لله، وبعد: فقد وفقني الله لمطالعة كتاب (المحلى) للإمام أبي محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي، وقد وجدته كثيرًا ما يحكي عن علي، فيقول: قال علي، قال علي، فظننت بادئ ذي بدء أنه يريد به الإمام علي بن أبي طالب، ولكني لما توسطت في الكتاب فإذا هو لا يمكن أن يكون الإمام علي بن أبي طالب، وحاولت أن أعرف من الكتاب من علي هذا الذي يعنيه ابن حزم فما استطعت. فأرجوكم أن تتكرموا علينا بتوضيح هذه الشخصية التي يحكي ابن حزم عنها، وأن تعطونا معلومات كاملة عن تلك الشخصية لنكون على هدى وبصيرة. كان الله لكم عونًا وذخرًا.
ج: علي الذي تسأل عنه هو نفس المؤلف أبو محمد علي ابن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، المتوفى عام 456 هـ، والمذكور من العلماء المبرزين في الأصول، والفروع، وفي علم الكتاب والسنة، إلا أنه خالف جمهور أهل العلم في مسائل كثيرة أخطأ فيها الصواب؛ لجموده على الظاهر، وعدم قوله بالقياس الجلي المستوفي للشروط المعتبرة، وخطأه في العقيدة بتأويل نصوص الأسماء والصفات أشد وأعظم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء- (الجزء رقم: 12، الصفحة رقم: 223)
ــــــــــــــــــــ
وقال المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى-:
(اسمه علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي من كبار حفاظ الحديث وأئمة الظاهرية ولكنه في الأسماء والصفات جهمي جلد وله أوهام كثيرة في الرواة وتجهيلهم. توفي سنة (456)) ا. هـ
من كتاب: الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات ل الألوسي، تحقيق العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، ط مكتبة المعارف: الصفحة رقم: 91 / هامش رقم (1).
وفقكم الله ورعاكم أخي الحبيب، وإن شعرت أنَّ بكلامي تنقصا للإمام ابن حزم، فإني استغفر الله منه، ولا يهون ابن حزم (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 06:48]ـ
حياكم الله أخي الكريم مجدي داود
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[06 - Mar-2010, مساء 09:45]ـ
شكرا لمرورك وتعليقك يا ابن العباس
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 01:50]ـ
الطيب الصياد
بارك الله فيك(/)
تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع"
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 10:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبة اجمعين،،، وبعد
قال صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع ": (بل لا ننسى ان المبتدع يكون مأجوراً في بدعته [لا عليها]، ومن جهتين: من جهة انه اجتهد فأخطأ، ومن جهة انه قد يكون داعيهِ الى البدعة حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية عمن يقيم بدعة المولد، وانه يؤجر على محبته للنبي صلى الله عليه وسلم لا على بدعته) انتهى
علق الشيخ حامد الفقي رحمه الله على كلام شيخ الاسلام السابق فقال (كيف يكون لهم ثواب على هذا، وهم مخالفون لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهدي اصحابة؟ فإن قيل: لأنهم اجتهدوا فأخطأوا، فنقول اي اجتهاد في هذا؟ وهل تركت نصوص العبادات مجالا للاجتهادات؟ والامر فيه واضح كل الوضوح.
وكلام شيخ الاسلام نفسه يدل على خلاف ما يقول من اثابتهم، لأن الرسول وتعظيمة الواجب على كل مسلم انما هو باتباع ماجاء به من عند الله، كما قال الله تعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
فكيف مع هذا يرجى لهم ثواب او يقبل منهم دعوى حسن القصد؟ وهل الاعمال الظاهرة إلا عناوين للمقاصد والنوايا، واذا كان لهؤلاءثواب على بدعتهم فليكن لليهود والنصارى وكل كافر اذاً ثواب على ما يأتون من الكفر والوثنية، لأنهم يقسمون جهد ايمانهم انهم لا يقصدون الا الاحسان والتوفيق) انتهى
قال محقق كتاب "شفاء الصدور" فالحق انه لا يثاب وان كانت نيته صالحة وقصده الخير والطاعة، ولذا قال ابن مسعود لبعض المبتدعة الذين اجتمعوا للذكر جماعة فقال لهم: (عدوا سيئاتكم فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيئا) فقالوا: والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير فقال: (وكم من مريد للخير لن يصيبه) فحسن القصد وصدق النية ان لم يقترنا بالعمل المشروع فلا قمة لذلك العمل.
وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله: ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عن الذين يتخذون المولد ان الله تعالى قد يثيبهم، وقوله ايضا: انه يرجى لهم المثوبة على حسن القصد والاجتهاد وقوله ايضا: ان تعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر عظيم. كل هذا فيه نظر.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويقول: " اما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " وفي النص على ان شر الامور محدثاتها وان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اوضح دليل انه لا ثواب ولا اجر، بل فيه وعيد شديد.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: امر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الاقوال والاعمال بأقواله واعماله فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان، انتهى.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى (ليبلوكم ايكم احسن عملا) قال: اخلصه واصوبه، قيل يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ قال: العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا، والخالص ان يكون لله، والصواب ان يكون على السنة. انتهى
هذا ما يسر الله لي، واعان عليه.
وما اردت إلا الاصلاح، وما توفيقي إلا بالله.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين.
والله اعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 11:21]ـ
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ.
فلا يمكن أن يكون العمل مردود وعليه ثواب.
جزاك الله خيرًا ونفع بك.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 01:05]ـ
/// هذه مسألة كبيرة معروفة في كتب الأصلين ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 09:04]ـ
يُستحسن أن تقول: ((تصحيح خطأ بين دفتي كتاب اقتضاء الصراط المستقيم)) لشيخ الإسلام ابن تيمية ..
أما التعامل مع المبتدع فلا دخل له هنا إلا إذا كان أخطأ النقل عن شيخ الإسلام وهذا لم يحدث ..
فإذا أردت تخطئة شيخ الإسلام فتفضل لا بأس عليك ما دمت ستذكر حجة وبرهاناً أم حشر كتاب التعامل مع المبتدع وإفراده بالعنوان = فلا معنى له ..
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 10:15]ـ
* كتيب "التعامل مع المبتدع"
يجمع بين دفتيه فوائد، لا يستغني عنها طالب للحق.
وليس معنى ذلك ان لا نبين للقارئ الخطأ الموجود بين دفتي الكتاب.
* من ألف كتاب فقد وضع عقله على طبق وعرضه على الناس , وهو مسؤول عن كل كلمة بين دفتية ناقلا كلام غيره او ان يكون الكلام من بنيات افكارة.
* والحق احق ان يتبع. ولا اسوة لأحد في خطأ.
* والموضوع في ملتقى اهل الحديث بعنوان " تصحيح خطأ بين دفتي كتاب "التعامل مع المبتدع"
والله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 11:37]ـ
وماذا تقولون فى حديث الرجل الذى أمر بنيه ان يحرقوه وقال لئن قدر الله على ليعذبنى
فالله أدخله الجنة على مخافته التى أدته الى هذا الفعل والأمر لبنيه؟
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 12:25]ـ
ذلك الحديث ..
فالرجل فعل هذا لخوفه من الله وإقراره بذنبه ... ولا يخاف من الله من لا يؤمن به.
ولم يثاب على حرقه لنفسه ... ولم يكن كافرًا ... بل عاصيًا ... وغفر الله له.
ضف إلى ما سبق .. أنه لم يفعل هذا الأمر تعبدًا به لله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 02:05]ـ
] * كتيب "التعامل مع المبتدع" [/ size]
يجمع بين دفتيه فوائد، لا يستغني عنها طالب للحق.
وليس معنى ذلك ان لا نبين للقارئ الخطأ الموجود بين دفتي الكتاب.
* من ألف كتاب فقد وضع عقله على طبق وعرضه على الناس , وهو مسؤول عن كل كلمة بين دفتية ناقلا كلام غيره او ان يكون الكلام من بنيات افكارة.
والحق احق ان يتبع. ولا اسوة لأحد في خطأ.
* والموضوع في ملتقى اهل الحديث بعنوان " تصحيح خطأ بين دفتي كتاب "التعامل مع المبتدع"
والله من وراء القصد.
محاضرة لا داعي لها يا مولانا ..
الكلام في أنك تحكم بخطأ العبارة والعبارة لشيخ الإسلام وليست لصاحب التعامل مع المبتدع فلم جعلته درعاً لك؟
وهلا جعلت كل من نقل هذا القول وأقره درعاً لك؟؟
ولا علي أن تحكم بصواب العبارة أو خطئها .. وإنما كلامي في أن العدل والقيام به يمنع تعصيب جناية الخطأ للناقل وحده دون القائل ..
بس ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 02:06]ـ
وماذا تقولون فى حديث الرجل الذى أمر بنيه ان يحرقوه وقال لئن قدر الله على ليعذبنى
فالله أدخله الجنة على مخافته التى أدته الى هذا الفعل والأمر لبنيه؟
هذا أجنبي عن المسألة لا صلة له بها!!!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 02:35]ـ
قال صاحب كتاب التعامل مع المبتدع: "بل لا ننسى ان المبتدع يكون مأجوراً في بدعته [لا عليها]، ومن جهتين: من جهة انه اجتهد فأخطأ،ومن جهة انه قد يكون داعيهِ الى البدعة حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ".
هذ كلام صاحب الكتاب.
ثم استشهد بكلام شيخ الاسلام فقال:
"كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية عمن يقيم بدعة المولد، وانه يؤجرعلى محبته للنبي صلى الله عليه وسلم لا على بدعته ".انتهى
فالمؤلف يقول بذلك، ويوافق شيخ الإسلام على ذلك. فهو قائل وناقل.
أخي أبو فهر السلفي:
أحسنت في قولك: " وإنما كلامي في أن العدل والقيام به يمنع تعصيب جناية الخطأ للناقل وحده دون القائل ".
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 03:42]ـ
فالمؤلف يقول بذلك، ويوافق شيخ الإسلام على ذلك. فهو قائل وناقل.
أخي أبو فهر السلفي:
أحسنت في قولك: " وإنما كلامي في أن العدل والقيام به يمنع تعصيب جناية الخطأ للناقل وحده دون القائل ".
أعلم يا سيدنا؛ولذلك قلت: وحده ..
ولا أحسبك إلا قد انتبهت لها فجزاك الله خيراً ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 03:49]ـ
هذا أجنبي عن المسألة لا صلة له بها!!!
لماذا هو أجنبى؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 05:37]ـ
نبهك عليه وبين لك أخونا (أسامة)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 06:10]ـ
اللهم زدنا علما. إخوة أوصيكم بوصية الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله ** رفقا أهل السنة بأهل السنة **
النقد البناء يكون بتوقير الشيوخ والعلماء ,فالكل يخطئ و يصيب و الكل يأخذ من قوله و يرد الا النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي عصمه الله.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 06:18]ـ
اللهم زدنا علما. إخوة أوصيكم بوصية الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله ** رفقا أهل السنة بأهل السنة **
النقد البناء يكون بتوقير الشيوخ والعلماء ,فالكل يخطئ و يصيب و الكل يأخذ من قوله و يرد الا النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي عصمه الله.
أوّلا أشكر أخي على (حرصه) و (نصحه) إلا أنّي أحببت تنبيهه إلى أنّ (الرفق) لا يعني عدم (التصويب) أو (الإستشكال)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 06:20]ـ
اللهم زدنا علما. إخوة أوصيكم بوصية الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله ** رفقا أهل السنة بأهل السنة **
النقد البناء يكون بتوقير الشيوخ والعلماء ,فالكل يخطئ و يصيب و الكل يأخذ من قوله و يرد الا النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي عصمه الله.
والأخ صاحب الموضوع لم يخالف أدب النقد في شيء .. بالعكس تماماً ..
جزاه الله خيراً ..
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 06:26]ـ
لم يقل شيخ الإسلام ابن تيمية: إن من يقيم بدعة المولد يؤجر على محبته للنبي صلى الله عليه وسلم. بل قال في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: (تعظيم المولد واتخاذه موسمًا؛ قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). وبين القولين فرق؛ فقول شيخ الإسلام ابن تيمية يظهر أنه يعني به من فعل ذلك معذورًا؛ بالجهل أو بشبهة؛ لم يبين له بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها وجه الخطأ فيما فعل. أما القول الآخر فهو عام مطلق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 06:47]ـ
الشيخ لم يذكر الجهل ولا الشبهة في كلامه،والجهل والشبهة لا علاقة لهما بالأجر على حسن القصد،وهل يخلو صانع المولد من جهل أو شبهة إلا في النادر؟؟!!
فالحكم هاهنا مبني على حسن القصد والمحبة يدور معهما .. ولذا ف (قد) مذكورة في كلام شيخ الإسلام وفي عبارة الناقل عنه سواء بسواء ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 07:10]ـ
نبهك عليه وبين لك أخونا (أسامة)
هل هذا جواب سؤالى؟
ان كان كذلك فلاأفهمه؟
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 08:36]ـ
لم يقل شيخ الإسلام ابن تيمية: إن من يقيم بدعة المولد يؤجر على محبته للنبي صلى الله عليه وسلم. بل قال في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: (تعظيم المولد واتخاذه موسمًا؛ قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). وبين القولين فرق؛ فقول شيخ الإسلام ابن تيمية يظهر أنه يعني به من فعل ذلك معذورًا؛ بالجهل أو بشبهة؛ لم يبين له بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها وجه الخطأ فيما فعل. أما القول الآخر فهو عام مطلق ...
ربما من يقول العذر بالجهل
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 09:16]ـ
الأخ الفاضل أبو عبد الملك الجهني ـ حفظه الله ـ:
بارك الله فيك على هذا التنبيه، ولا حرمك الله الأجر الثواب على ذلك.
محبكم في الله.
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 10:08]ـ
كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ليس مفهومه: وقد يفعله بعض الناس، ولا يكون له أجر؛ لعدم حسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه "لا يخلو صانع المولد من حسن قصد وتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في النادر!! " بل مفهوم كلامه: وقد يفعله بعض الناس، ولا يكون له أجر؛ مع حسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذا لم يكن معذورًا بالجهل أو بشبهة؛ بأن بين له بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها وجه الخطأ في فعله؛ فليس كل من يحتفل بالمولد؛ يكون له أجر؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلاقة الجهل والشبهة اللذين يكونان بسبب عدم بيان وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ بالأجر على حسن المقصد: أن الأصل الذي قرره شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرًا: أن حسن القصد مع مخالفة الشرع؛ لا يقبل؛ فالجهل والشبهة اللذان يكونان بسبب عدم بيان وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ ينفيان مخالفة الشرع؛ فيبقى حسن القصد دون مخالفة الشرع، ويؤجر عليه، كما يؤجر من هم بحسنة؛ فلم يعملها ...
والجهل والشبهة اللذان يكونان بسبب عدم بيان وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ غير الجهل والشبهة اللذين لا يخلو صانع المولد منهما إلا في النادر؛ فالجهل والشبهة اللذان يكونان بسبب عدم بيان وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ ليسا غالبين ...
ومما يدل على أنه لا يعني: أن كل من يحتفل بالمولد يكون له أجر؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قرر في الكتاب نفسه: (أن من كان له نية صالحة أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا لم يتعمد مخالفة الشرع).
فقوله (قد) متعلق بقوله: (يكون له أجر). أما إذا قيل بأن: من يقيم بدعة المولد؛ يكون مأجورًا من جهة: أنه قد يكون داعيه إلى البدعة حب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فتكون (قد) متعلقة بقوله: (يكون داعيه إلى البدعة حب النبي صلى الله عليه وسلم)؛ فمفهومه: أنه قد لا يكون داعيه إلى البدعة حب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلا يكون مأجورًا من هذه الجهة؛ فكل من يقيم بدعة المولد، ويكون داعيه إلى البدعة حب النبي صلى الله عليه وسلم (وهو الأكثر)؛ يكون مأجورًا من هذه الجهة ...
هذا ما ظهر لي من الفرق بين القولين، والله أعلم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 02:50]ـ
قد أحسن أبو عبد الله الغيثي البيان فجزاه الله خيرًا.
ويستفاد من بيانه:
1 - أن النية الصالحة لا تصحح العمل الفاسد.
2 - أن ترتب الثواب على النية الصالحة المقترنة بعمل مخالف للسنة مشروط بعدم قيام الحجة فضلًا عن معاندتها.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 09:34]ـ
الحمد لله رب العالمين
احسن الله للجميع , واحبك الله اخي ضيدان.
الخلاصة:
1 - من ألف كتاب فقد وضع عقله على طبق وعرضه على الناس , وهو مسؤول عن كل كلمة بين دفتية ناقلا كلام غيره او ان يكون الكلام من بنيات افكارة.
2 - قال شيخ الاسلام ابن تيمية عمن يقيم بدعة المولد، وانه يؤجر على محبته للنبي صلى الله عليه وسلم لا على بدعته.انتهى
فالحق انه لا يثاب وان كانت نيته صالحة وقصده الخير والطاعة
3 - قال صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع": (بل لا ننسى ان المبتدع يكون مأجوراً في بدعته) وقال في موضع آخر (امر منهج التعامل مع صاحب البدعة , الذي نقرر ان الاصل فيه التأول الذي يعذر صاحبه ويؤجر) وقال (مع اعتقادنا [وثبوت هذا الاعتقاد] انه قد يكون معذورا مأجورا في واقع الحال). انتهى
قلت (ابو عبد الملك): قال ابن مسعود لبعض المبتدعة الذين اجتمعوا للذكر جماعة فقال لهم: (عدوا سيئاتكم فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيئا) فقالوا: والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير فقال: (وكم من مريد للخير لن يصيبه) فحسن القصد وصدق النية ان لم يقترنا بالعمل المشروع فلا قيمة لذلك العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 09:09]ـ
بارك الله فيكم ..
(قد) التي في كلام الشيخ تعلقها إنما هو بالحكم الباطن (أي عدم القطع بحصول الأجر)،وكون صاحب المولد الذي يؤجر على المحبة هو الذي معه جهل أو شبههة = هذا لغو لا داعي لبناء الحكم عليه؛لأنه لو لم يكن معه هذين فهو آثم من كل وجه .. ومجرد التبيين لا يرفع العذر وإنما رفع العذر يفتقر للحكم القضائي بالنسبة لأحكام الظاهر ويفتقر للقضاء الإلهي بالنسبة لأحكام الباطن ..
وإنما يرتفع هذا الأجر إما بعدم وجود حسن القصد وهذا موجود حتى في الذين معهم شبهة مثل الذين ينصبون المولد لرفع رياسة بدعهم وإما لاخنلاط حسن القصد بالهوى اختلاطاً يغلب فيه الهوى ولا يغفره الله ..
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 02:15]ـ
بارك الله فيكم ..
(قد) التي في كلام الشيخ تعلقها إنما هو بالحكم الباطن (أي عدم القطع بحصول الأجر)،وكون صاحب المولد الذي يؤجر على المحبة هو الذي معه جهل أو شبههة = هذا لغو لا داعي لبناء الحكم عليه؛لأنه لو لم يكن معه هذين فهو آثم من كل وجه ..
وفيكم بارك الله.
صاحب المولد الذي يؤجر على المحبة ليس هو الذي معه جهل أو شبهة مطلقًا. بل هو الذي يكون معذورًا في مخالفته للشرع بجهل أو شبهة؛ لأنه لم يبين له وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها، أو الذي معه جهل يعذر به؛ أو معه شبهة يعذر بها؛ لم يتبين له الحجة التي تزيل عنه ذلك؛ لا من تبين له خطؤه؛ فأصر عليه، أو يبين له الحق؛ فيتركه، أو من قصر في طلبه حتى لم يتبين له، أو أعرض عن طلب معرفته؛ لهوى أو لكسل أو نحو ذلك ...
ومما يدل على أن للعذر علاقة بحصول الأجر على حسن القصد مع مخالفة الشرع، وأثرًا في ذلك، وأن صاحب المولد الذي يؤجر على المحبة هو الذي معذورًا في مخالفته للشرع: أن الأصل الذي قرره شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرًا: أن حسن القصد مع مخالفة الشرع؛ لا يقبل؛ فالعذر ينفي مخالفة الشرع؛ فيبقى حسن القصد دون مخالفة الشرع، ويؤجر عليه، كما يؤجر من هم بحسنة؛ فلم يعملها ..
ومما يدل على ذلك أنه قرر في الكتاب نفسه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): (أن من كان له نية صالحة أثيب على نيته، وإن كانالفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا لم يتعمد مخالفة الشرع).
ومجرد التبيين لا يرفع العذر وإنما رفع العذر يفتقر للحكم القضائي بالنسبة لأحكام الظاهر ويفتقر للقضاء الإلهي بالنسبة لأحكام الباطن ..
يظهر أن هذا استدراك على القول بأن مفهوم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية:
وقد يفعله بعض الناس، ولا يكون له أجر؛ مع حسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذا لم يكن معذورًا بالجهل أو بشبهة؛ بأن بين له بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها وجه الخطأ في فعله
ويجاب عن هذا الاستدراك:
بأن بيان وجه الخطأ إذا كان بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها، وكان ممن يحسن إقامة الحجة؛ فإنه تقوم به الحجة، ويرفع به العذر؛ في الظاهر، ولا سيما إذا تبين أن المخطئ قد فهم الحجة أو انقطع عن الجواب، وإذا كان كذلك؛ فلا يفتقر إلى حكم قضائي؛ لأنه لا فرق بين الحكم القضائي وغير القضائي في ذلك ... أما في الباطن (عند الله تعالى)، فلا يكون رفعًا للعذر إلا إذا أزال العذر بالفعل؛ وفي الحقيقة والباطن، الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل، وهذا هو المقصود، وليس المقصود أنه يلزم من بيان وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ انتفاء العذر ...
والخلاف فيما يفتقر إليه رفع العذر لا أثر له في المقصود الأصلي؛ وهو أن المخالف للشرع بجهل أو شبهة قد يكون معذورًا، وقد يكون غير معذور، وأن من يعظم المولد، ويتخذه موسمًا، ويكون له أجر؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ هو من يكون معذورًا في فعله المخالف للشرع بجهل أو شبهة، أو بعبارة أخرى: من يفعله بجهل يعذر به أو شبهة يعذر بها ... والله أعلم.
وإنما يرتفع هذا الأجر إما بعدم وجود حسن القصد وهذا موجود حتى في الذين معهم شبهة مثل الذين ينصبون المولد لرفع رياسة بدعهم وإما لاخنلاط حسن القصد بالهوى اختلاطاً يغلب فيه الهوى ولا يغفره الله ..
إثبات الأجر على حسن القصد في نصب المولد يتعارض مع ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية من أن حسن القصد مع مخالفة الشرع؛ لا يقبل؛ فيجب الجمع بين القولين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 03:26]ـ
بارك الله فيك ..
بالسؤال يتضح المقال:
رجل يقيم بدعة المولد وقد ناقشتَه وبينتَ له الحجة على وجه رأيتَ أنتَ أنه انقطع عن الجواب فرفعتَ عنه العذر الظاهر وأثبتَ له الإثم الظاهر وظل هو على بدعته يظنها دين الرسول وإن عجز عن جوابك فهو يرد هذا العجز لضعف ملكته وقوة شبهتك لا لأن هذا هو الحق.
الآن: هل تحكم بانتفاء أجره على أصل المحبة الدافعة للمولد؟؟ وهل حكمك يكون على الظاهر مع بقاء احتمال الأجر الباطن أم تنفيه في الظاهر والباطن معاً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 04:59]ـ
بارك الله فيك ..
بالسؤال يتضح المقال:
رجل يقيم بدعة المولد وقد ناقشتَه وبينتَ له الحجة على وجه رأيتَ أنتَ أنه انقطع عن الجواب فرفعتَ عنه العذر الظاهر وأثبتَ له الإثم الظاهر وظل هو على بدعته يظنها دين الرسول وإن عجز عن جوابك فهو يرد هذا العجز لضعف ملكته وقوة شبهتك لا لأن هذا هو الحق.
الآن: هل تحكم بانتفاء أجره على أصل المحبة الدافعة للمولد؟؟ وهل حكمك يكون على الظاهر مع بقاء احتمال الأجر الباطن أم تنفيه في الظاهر والباطن معاً؟
وفيك بارك الله.
قد لا يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ لأنه لا يظهر أنه معذور في مخالفته للشرع، وحسن القصد مع مخالفة الشرع؛ لا يقبل. وقد يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ إذا كان معذورًا في الحقيقة والباطن الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ لأن العذر ينفي مخالفته للشرع، ويبقى حسن القصد؛ فيؤجر عليه ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 07:35]ـ
قال الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ في القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 385، 386): " إن البدعة شر ولو حسن قصد فاعلها , ويأثم إن كان عالما أنها بدعة ولو حسن قصده؛ لأنَّه أقدم على المعصية كمن يجيز الكذب والغش ويدَّعي أنه مصلحة , أما لو كان جاهلاً فإنه لا يأثم؛ لأن جميع المعاصي لا يأثم بها إلا مع العلم , وقد يثاب على حسن قصده , وقد نبَّه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم "؛ فيثاب على نيَّته دون عمله , فعمله هذا غير صالح ولا مقبول عند الله ولا مرضي , لكن لحسن نيَّته مع الجهل يكون له أجر , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي صلى وأعاد الوضوء بعدما وجد الماء وصلى ثانية: " لك الأجر مرتين "؛ لحسن قصده , ولأن عمله عمل صالح في الأصل , لكن لو أراد أحد أن يعمل العمل مرتين مع علمه أنه غير مشروع , لم يكن له أجر لأن عمله غير مشروع لكونه خلاف السنة؛ فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للذي لم يعد: " أصبت السنة ". أهـ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 08:55]ـ
وفيك بارك الله.
قد لا يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ لأنه لا يظهر أنه معذور في مخالفته للشرع، وحسن القصد مع مخالفة الشرع؛ لا يقبل. وقد يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ إذا كان معذورًا في الحقيقة والباطن الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ لأن العذر ينفي مخالفته للشرع، ويبقى حسن القصد؛ فيؤجر عليه ...
ألا يقال إن هاهنا عملان: (قلبي وجارحي) .. أما الجارحي فهو نفس عمل المولد ويبحث فيه من جهة العذر وعدمه والأجر وعدمه والسنة والبدعة ونحوذلك ..
وقلبي: وهو المحبة الدافعة وهذه يؤجر عليها مطلقاً متى ثبتت بقطع النظر عن الأثر الناتج ماذا كان حاله ..
بحيث يقال: إن العذر وعدمه يُبحث فيه عند الكلام عن عمل المولد وخطأه فيه هل يؤجر عليه أم لا = أما الأجر على المحبة فهو ثابت أبداً لأنها حصلت في القلب بالفعل ورفع الأجر عليها بعد حصولها لا مسوغ له وأن الأثر الناتج عن المحبة وإن كان بدعة لا يعذر فيها صاحبها = إلا أن إثبات الأجر للعمل القلبي الموجود بالفعل لا مجال لنفيه ..
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 05:59]ـ
ألا يقال إن هاهنا عملان: (قلبي وجارحي) .. أما الجارحي فهو نفس عمل المولد ويبحث فيه من جهة العذر وعدمه والأجر وعدمه والسنة والبدعة ونحوذلك ..
وقلبي: وهو المحبة الدافعة وهذه يؤجر عليها مطلقاً متى ثبتت بقطع النظر عن الأثر الناتج ماذا كان حاله ..
بحيث يقال: إن العذر وعدمه يُبحث فيه عند الكلام عن عمل المولد وخطأه فيه هل يؤجر عليه أم لا = أما الأجر على المحبة فهو ثابت أبداً لأنها حصلت في القلب بالفعل ورفع الأجر عليها بعد حصولها لا مسوغ له وأن الأثر الناتج عن المحبة وإن كان بدعة لا يعذر فيها صاحبها = إلا أن إثبات الأجر للعمل القلبي الموجود بالفعل لا مجال لنفيه ..
يمكن أن يقال: إن ها هنا عملين: (قلبيًا وجارحيًا) ... بحيث يقال: إن العذر وعدمه يُبحث فيه عند الكلام عن عمل المولد وخطئه فيه هل يؤجر عليه أم لا، أما الأجر على المحبة فهو ثابت أبداً؛ لأنها حصلت في القلب بالفعل، ورفع الأجر عليها بعد حصولها لا مسوغ له، وأن الأثر الناتج عن المحبة، وإن كان بدعة لا يعذر فيها صاحبها = إلا أن إثبات الأجر للعمل القلبي الموجود بالفعل؛ لا مجال لنفيه ...
لكن الظاهر أن عمل القلب وعمل الجوارح متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ فإذا صلح هذا؛ صلح هذا، وإذا فسد هذا؛ فسد هذا؛ فالمسوغ لرفع الأجر على المحبة ومجال نفيه؛ أن الأثر الناتج عنها عمل مخالف للشرع بلا عذر؛ فهو فاسد، وإذا فسد عمل الجوارح سرى فساده إلى عمل القلب؛ ففسد؛ أي أن المحبة الداعية إلى فعل مخالف للشرع بلا عذر محبة غير صحيحة وغير مشروعة، والأجر عليها ليس بثابت أبدًا.
قال الشيخ محمد ابن عثيمين -رحمه الله - في القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 385، 386): " إن البدعة شر، ولو حسن قصد فاعلها، ويأثم إن كان عالمًا أنها بدعة، ولو حسن قصده؛ لأنَّه أقدم على المعصية؛ كمن يجيز الكذب والغش، ويدَّعي أنه مصلحة , أما لو كان جاهلاً؛ فإنه لا يأثم؛ لأن جميع المعاصي لا يأثم بها إلامع العلم , وقد يثاب على حسن قصده، وقد نبَّه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم "؛ فيثاب على نيَّته دون عمله , فعمله هذا غير صالح ولا مقبول عند الله ولا مرضي , لكن لحسن نيَّته مع الجهل؛ يكون له أجر، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي صلى، وأعاد الوضوء بعدما وجد الماء، وصلى ثانية: " لك الأجر مرتين "؛ لحسن قصده , ولأن عمله عمل صالح في الأصل , لكن لوأراد أحد أن يعمل العمل مرتين مع علمه أنه غير مشروع , لم يكن له أجر؛ لأن عمله غير مشروع؛ لكونه خلاف السنة؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للذي لم يعد: "أصبت السنة". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 06:58]ـ
بالعكس!!
فالقول إن المحبة غير صحيحة باطل،وكيف تكون المحبة الحاصلة مع عدم ما يبطلها غير صحيحة؟؟!!
فإن قلت أبطلها عدم الاتباع = قلنا عدم الاتباع لم يقع على المحبة القلبية وإنما وقع على العمل الناتج عنها .. وهذا لا يلزم منه بطلان المحبة بل مثبت هذه الملازمة والحاكم ببطلان المحبة لابد له من حجة يظهرها على هذا ..
ومثل هذا مثل من تحمله الغيرة على محارم الله إلى الافتئات على الإمام وقتل المرتد فعمله هذا محرم ولاشك إلا أنه يؤجر على الغيرة الحاملة له على ذلك ..
فالقولان ضعيفان: القول الذي فيه إهدار الأجر على هذه المحبة لمكان بطلان العمل الجارحي والقول الذي فيه إثبات أثر لهذه المحبة يقتضي تجويز العمل الجارحي ..
أما الذي يثبت الأجر على العمل القلبي لوجوده وثبوته ويثبت الخطأ للعمل الخارجي مع الإثم أو عدمه بحسب العذر = فهو قد استمسك بالأصل لعدم الدليل الذي يهدر الأجر على الأول ..
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 03:20]ـ
بالعكس!!
فالقول إن المحبة غير صحيحة باطل،وكيف تكون المحبة الحاصلة مع عدم ما يبطلها غير صحيحة؟؟!!
المحبة التي قيل: إنها غير صحيحة؛ ليست المحبة المطلقة، بل المحبة الداعية إلى فعل مخالف للشرع بلا عذر، وكذلك الأجر المنفي؛ ليس الأجر على المحبة المطلقة، بل الأجر على هذه المحبة ...
فإن قلت أبطلها عدم الاتباع = قلنا عدم الاتباع لم يقع على المحبة القلبية وإنما وقع على العمل الناتج عنها .. وهذا لا يلزم منه بطلان المحبة بل مثبت هذه الملازمة والحاكم ببطلان المحبة لابد له من حجة يظهرها على هذا ..
قد ذكر ما يبطلها وهو: أن الأثر الناتج عنها عمل مخالف للشرع بلا عذر؛ فهو فاسد، وإذا فسد عمل الجوارح سرى فساده إلى عمل القلب؛ ففسد؛ لأن عمل القلب وعمل الجوارح متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ فإذا صلح هذا صلح هذا، وإذا فسد هذا فسد هذا، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إلا أن في الجسد مضغة؛ إذا صلحت؛ صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت؛ فسد لها سائر الجسد؛ ألا وهي القلب)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (14/ 121): (فبين أن صلاح القلب مستلزم لصلاح الجسد؛ فإذا كان الجسد غير صالح؛ دل على أن القلب غير صالح). ومن هذا الباب قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) وقوله: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء) وقوله: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة).
فعدم الاتباع يقع على المحبة الداعية إلى فعل مخالف للشرع بلا عذر، كما يقع على العمل الناتج عنها.
ومثل هذا مثل من تحمله الغيرة على محارم الله إلى الافتئات على الإمام وقتل المرتد فعمله هذا محرم ولاشك إلا أنه يؤجر على الغيرة الحاملة له على ذلك ..
إذا كان معذورًا في افتئاته على الإمام، وقتل المرتد؛ بشدة غيرته وغضبه، كما في حديث غيرة سعد ... أن الأنصار قالوا: يا رسول الله، لا تلمه؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة؛ فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته ... أو كان معذورًا بجهل أو بتأويل أو باجتهاد؛ لأن بعض العلماء أجاز لمن وجد مع امرأته رجلاً؛ يزني بها، وهي مطاوعة؛ أن يقتلهما ... وإلا فإنه لا يؤجر على هذه الغيرة، ولاسيما إذا كان مفتئتًا في الأمرين: الحكم بالردة والقتل!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 04:07]ـ
مرة أخرى لا صلة لهذا بالعذر؛لأن العمل الفاسد = فاسد أبداً وإنما ينفع العذر في تأثيم فاعله وعدمه،فالذي يحكم بفساد المحبة لفساد العمل يلزمه إفساد المحبة مطلقاً؛لأن جهة العذر منفكة عن جهة فساد العمل الواقع فهو فاسد بكل حال ويسري فساده لفساد المحبة القلبية ..
وما زلت حفظك الله لم تُقم دليلاً صحيحاً لا على إبطال العبادة القلبية التي وقعت ولا على التفريق بين إفساد العمل للعبادة القلبية حال عذر فاعله وعدم إفساده لها حال عدم العذر رغم إن العمل في كلٍ = فاسد ..
أما استدلالك بسراية فساد العمل لفساد عمل القلب فلا يصلح هاهنا وهو نفس خطأ من يصحح عمل الجوارح لصحة عمل القلب فيقلب عليك الدليل ..
وإنما هذا الباب باب مختلف: وهو الباب يصح فيه وينضبط ويؤجر عليه صاحب عمل القلب ولكن يفسد العمل الجارحي لفقد شرط المتابعة وإنما يفسد هاهنا أعمال القلب المصاحبة والناتجة عن هذا العمل الجارحي ولا تفسد الأعمال الدافعة له ..
وحديث سعد حجة عليك؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم حمد سعداً على غيرته رغم كون الفعل الناتج عنها ليس مشروعاً بل هو مخالف لما عند النبي من العلم والعمل الواجبين في هذا المقام ..
وشدة الغيرة ليست عذراً من الأعذار الشرعية وإلا لكانت شدة المحبة عذراً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 12:07]ـ
المبتدع متبع لهواه , ومحبته الدافعة لفعل البدعة , إنما محبة لما يهوى , وليست محبة لصاحب الشرع , لأنه ترك الشرع الذي أتى به صاحبه , وزاد من عنده ما يظنه حسنًا.
فمثل هذا أنى له حصول الأجر والثواب , والنبي صلى الله عليه وسلم قال في عثمان بن مظعون وصاحبيه رضي الله عنهم: " من رغب عن سنتي فليس مني ".
ولاشك ولاريب في أنهم محبون للنبي صلى الله عليه وسلم وقاصدون لمتابعته , ولكنهم ظنوا ما ليس بحسن بأنه حسن , فكانوا مأزورون غير مأجوين قطعًا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 01:17]ـ
الحديث حجة لأن الرجل فعل فعلا بدعيا شركى
والله أثابه لمخافته التى أدته لفعل هذا الفعل
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 02:15]ـ
محل النزاع ليس أن الرجل خاف فعمل عملاً باطلاً ..
محل الإشكال في استدلالك: ما هو الدليل على أنه أثيب على الخوف؟
أين الإثابة في الحديث (؟؟)
ـ[ابوشهد]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 01:21]ـ
شكر الله لك أخي الجهني و هذه المسألة تحوك في نفسي منذ سنين
بغض النظر عن الناقل أو المنقول عنه فهي مسألة جديرة بالتداول وإعادة النظر والتأمل
مثلا من قام بالحضرة فيذكر الله على هيئة راقصة هل نقول له: إن نيتك حسنة بالذكر ومأجور عليه والهيئة باطلة تأثم عليها؟
كذا من قام بشق ثيابه أيام عاشوراء حزنا على قتل الحسين نقول له مأجور على نية حب آل البيت وماخلا ذلك فهو باطل
كذا من دعا الله عند القبر نقول له نيتك طيبة ومأجور عليها ولكن تأثم للبدعة
والأمثلة كثيرة والبدع متنوعة والحد الفاصل في المقبول والمردود غير منصوص عليه بل النص بخلافه حيث رُد سائر العمل
وقد رأيت الدكتور عيسى السعدي قد فرع هذه المسألة على كلام ابن رجب -رحمه الله- في النية
الصالحة حينما يدخلها نوع فساد
ولعل هذا مستدرك لقوله صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد " أي مردود فهل بالإمكان أن نستثني بعد هذا النص؟
وهاهنا سؤال
ماهو المقبول من المردود في العبادة التي قارنها نوع ابتداع؟
ولعل الإخوة يفيدوا في هذه المسألة
والله أعلم
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 07:03]ـ
هل الجاهل الذي يقوم بعمل معتقدا أنه الصواب آثم؟؟؟؟؟؟؟
و هل له أجر الإجتهاد أجر واحد وما هو الدليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم عوام الناس كلهم مبتدعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو تدبرنا الأمر جيدا خاصة في مسائل العقيدة لقلنا أن ثلة من الناس معتقدهم صحيح على القول الذي يدور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الفرق واضح بين الجاهل و الذي يعلم ثم يخالف الحق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و هل العذر بالجهل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[القضاعي]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 12:55]ـ
القصد الحسن قد يؤجر عليه صاحبه عند غياب العلم الصحيح بلا تفريط من صاحب القصد الحسن لقوله تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} ومن صفة الذي يؤجر عليه قصده الحسن، انقياده للحق متى علمه وهو من يكون قلبه صحيحا سليما، وهو الذي ليس بينه وبين الحق إلا إدراكه.
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 12:06]ـ
مرة أخرى لا صلة لهذا بالعذر؛لأن العمل الفاسد = فاسد أبداً وإنما ينفع العذر في تأثيم فاعله وعدمه،فالذي يحكم بفساد المحبة لفساد العمل يلزمه إفساد المحبة مطلقاً؛لأن جهة العذر منفكة عن جهة فساد العمل الواقع فهو فاسد بكل حال ويسري فساده لفساد المحبة القلبية ..
العذر ينفع في عدم التأثيم بالعمل المخالف للشرع، كما ينفي عنه تعمد مخالفة الشرع؛ كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا)، وقال: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: نعم قد فعلت.رواه مسلم. والعذر يقترن بالعمل، ويؤثر فيه؛ فجهته ليست منفكة عن جهة حكم العمل ... فإذا اقترن بالعمل؛ يصير كأن لم يكن؛ ففي مسألتنا يبقى حسن القصد، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من يعظم المولد، ويتخذه موسمًا؛ يعتقد معذورًا؛ أن تعظيم المولد، واتخاذه موسمًا؛ مشروع، وأنه بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة؛
(يُتْبَعُ)
(/)
كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة؛ فهو يريد أن يثبت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ويقويها ...
وما زلت حفظك الله لم تُقم دليلاً صحيحاً لا على إبطال العبادة القلبية التي وقعت ولا على التفريق بين إفساد العمل للعبادة القلبية حال عذر فاعله وعدم إفساده لها حال عدم العذر رغم إن العمل في كلٍ = فاسد ..
تعني التفريق بين إفساد العمل للعبادة القلبية حال عدم عذر فاعله، وعدم إفساده لها حال العذر.
وليس فيما سبق نص على عدم إفساد العمل للعبادة القلبية حال العذر ...
أما الفرق فهو أن:
العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
أما استدلالك بسراية فساد العمل لفساد عمل القلب فلا يصلح هاهنا
لماذا؟
أما استدلالك بسراية فساد العمل لفساد عمل القلب فلا يصلح هاهنا وهو نفس خطأ من يصحح عمل الجوارح لصحة عمل القلب فيقلب عليك الدليل ..
وإنما هذا الباب باب مختلف: وهو الباب يصح فيه وينضبط ويؤجر عليه صاحب عمل القلب ولكن يفسد العمل الجارحي لفقد شرط المتابعة وإنما يفسد هاهنا أعمال القلب المصاحبة والناتجة عن هذا العمل الجارحي ولا تفسد الأعمال الدافعة له ..
عمل القلب في هذه المسألة ليس صحيحًا؛ لأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة لا تستدعي تعظيم مولده واتخاذه موسمًا، وأعمال القلب الدافعة لعمل جارحي مخالف للشرع؛ إن أريد بها أصل المحبة ومبدؤها؛ فإن فساد العمل الجارحي لا يفسد ذلك، وإن أريد بها فرع لأصل المحبة ومبدئها (تعظيم مولده)؛ فهذه هي التي قيل: إنها تفسد ...
وحديث سعد حجة عليك؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم حمد سعداً على غيرته رغم كون الفعل الناتج عنها ليس مشروعاً بل هو مخالف لما عند النبي من العلم والعمل الواجبين في هذا المقام ..
وشدة الغيرة ليست عذراً من الأعذار الشرعية وإلا لكانت شدة المحبة عذراً ..
يظهر أن معنى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حديث غيرة سعد رضي الله عنه الإنكار لا الحمد، كما قال الأنصار: يا رسول الله، لا تلمه؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة؛ فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته ... ومن قال: إن قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: أتعجبون من غيرة سعد يدل على أنه حمد ذلك، قال: وأجازه له فيما بينه وبين الله ... وإن قيل: إنه حمد غيرة سعد، على الرغم من كون الفعل الناتج عنها ليس مشروعاً. بل مخالف لما عند النبي من العلم والعمل الواجبين في هذا المقام .. ؛ فلأنه معذور في الفعل الناتج عنها كذلك، لأنه في تلك الحالة يكون عقله محجوبًا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة.
وشدة الغيرة ليست عذراً من الأعذار الشرعية وإلا لكانت شدة المحبة عذراً ..
شدة الغيرة عذر من الأعذار الشرعية فيما بين العبد وبين ربه إذا حجبت العقل وغلبت الإرادة، وكذلك شدة المحبة ...
روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم؛ فسقطت الصحفة؛ فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: غارت أمكم، ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت).
قال جميع من شرح هذا الحديث: فيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها؛ لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوبًا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة.
وهذا جدول يوضح الخلاف في علة الأجر على حسن القصد في عمل المولد:
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=42 18&stc=1&d=1261731505
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 12:28]ـ
الفرق إذا واضح بين العالم والجاهل. الأجرين للعالم و الأجر الواحد للجاهل على الخطأ؟؟؟
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 12:29]ـ
الذي يعلم ثم يجحد أو المبتدع أولائك خارجون عن الموضوع لأن الجواب واضح
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 01:06]ـ
بارك الله فيك ..
1 - كلام النبي صلى الله عليه وسلم لسعد = مدح كما نبه فريق من أهل العلم ..
2 - لا دليل على أن شدة الغيرة هاهنا أذهبت العقل فهذا تزيد على النص ولا حجة عليه ..
3 - العذر لا ينفي وجود العمل ولا ينفي فساده وإنما يمنع تأثيم صاحبه بدليل أن العذر لا ينفع في الضمان لجنايات المعذور على حقوق الخلق .. ولا ينفع في رفع الأسماء الظاهرة فتبقى الأسماء الظاهرة دون أحكامها .. وكل هذا من تأثيرات بقاء الفعل رغم وقوع العذر ..
4 - وباقي كلامكم كهذا:
العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
وهذا:
وأعمال القلب الدافعة لعمل جارحي مخالف للشرع؛ إن أريد بها أصل المحبة ومبدؤها؛ فإن فساد العمل الجارحي لا يفسد ذلك، وإن أريد بها فرع لأصل المحبة ومبدئها (تعظيم مولده)؛ فهذه هي التي قيل: إنها تفسد ...
فهذه مصادرة محضة وليست حججاً بل هي تفتقر للحجج .. ولذا فالمسألة بحالها تفتقر للاحتجاج الصحيح:
ولتظل المسألة معكم للمذاكرة .. نريد الحجة على مسألتين:
الأولى: ما هو الدليل على إفساد الععمل القلبي الدافع للعمل الجارحي الفاسد (لا يصلح الاستدلال بفساد العمل الجارحي لأن غايته أن يفسد الأعمال المصاحبة والناتجة لا الأعمال الصحيحة التي سبقته فأنتجته وأنتجت غيره).
الثانية: على القول بإفساد العمل الجارحي ما هو الدليل على إن العذر ينفع في احتساب أجر العمل القلبي؛فغاية ما ذكرتموه هو فساد العمل الجارحي وسريان فساده وهذا واقع في العذر وغيره،وغاية العذر هو رفع الإثم عن العملين الفاسدين (القلبي والجارحي) أما إثبات الأجر لأحدهما دون الآخر فيفتقر لدليل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 11:27]ـ
العذر لا ينفي وجود العمل
ليس فيما قيل: إن العذر ينفي وجود العمل.
ولا ينفي فساده
ينظر الجدول، وهذا:
العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
وإنما يمنع تأثيم صاحبه بدليل أن العذر لا ينفع في الضمان لجنايات المعذور على حقوق الخلق ..
قياس تأثير العذر في حقوق الله على تأثيره في حقوق الخلق؛ قياس مع الفارق؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة (3/ 398): الأصل فيما كان من باب المنهي عنه؛ أن لا يؤثر فعله مع النسيان في حقوق الله؛ لأن المسلمين لما قالوا: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا؛ قال الله: قد فعلت، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان)؛ بخلاف حقوق الأدميين؛ فإنهم لم يعفوا عن حقوقهم ...
ولا ينفع في رفع الأسماء الظاهرة فتبقى الأسماء الظاهرة دون أحكامها ..
لا فرق بين هذا وهذا:
العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
الذي قيل: إنه
مصادرة محضة وليست حججاً بل هي تفتقر للحجج ..
على الرغم من أنه مبين في هذا:
العذر ينفع في عدم التأثيم بالعمل المخالف للشرع، كما ينفي عنه تعمد مخالفة الشرع؛ كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا)، وقال: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: نعم قد فعلت.رواه مسلم. والعذر يقترن بالعمل، ويؤثر فيه؛ فجهته ليست منفكة عن جهة حكم العمل ... فإذا اقترن بالعمل؛ يصير كأن لم يكن؛ ففي مسألتنا يبقى حسن القصد، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من يعظم المولد، ويتخذه موسمًا؛ يعتقد معذورًا؛ أن تعظيم المولد، واتخاذه موسمًا؛ مشروع، وأنه بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة؛ فهو يريد أن يثبت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ويقويها ...
ولتظل المسألة معكم للمذاكرة .. نريد الحجة على مسألتين:
الأولى: ما هو الدليل على إفساد الععمل القلبي الدافع للعمل الجارحي الفاسد (لا يصلح الاستدلال بفساد العمل الجارحي لأن غايته أن يفسد الأعمال المصاحبة والناتجة لا الأعمال الصحيحة التي سبقته فأنتجته وأنتجت غيره).
تحرير المراد بالعمل القلبي الدافع للعمل الجارحي المخالف هنا:
أعمال القلب الدافعة لعمل جارحي مخالف للشرع إن أريد بها أصل المحبة ومبدؤها؛ فإن فساد العمل الجارحي لا يفسد ذلك، وإن أريد بها فرع لأصل المحبة ومبدئها (تعظيم مولده)؛ فهذه هي التي قيل: إنها تفسد ...
العمل الجارحي لازم للأعمال القلبية التي أنتجته، لم يسبق وصفها بغير هذا، وقد سبق بيان التلازم بينها وبين العمل الجارحي الناتج عنها، والدليل عليه ... حيث قيل:
لأن عمل القلب وعمل الجوارح متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ فإذا صلح هذا صلح هذا، وإذا فسد هذا فسد هذا، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إلا أن في الجسد مضغة؛ إذا صلحت؛ صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت؛ فسد لها سائر الجسد؛ ألا وهي القلب)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (14/ 121): (فبين أن صلاح القلب مستلزم لصلاح الجسد؛ فإذا كان الجسد غير صالح؛ دل على أن القلب غير صالح).
فعدم الاتباع يقع على المحبة الداعية إلى فعل مخالف للشرع بلا عذر، كما يقع على العمل الناتج عنها.
فالحديث يثبت التلازم بين العمل الجارحي وبين الأعمال القلبية التي أنتجته، وليس بينه وبين الأعمال المصاحبة والناتجة!!
الثانية: على القول بإفساد العمل الجارحي ما هو الدليل على إن العذر ينفع في احتساب أجر العمل القلبي؛فغاية ما ذكرتموه هو فساد العمل الجارحي وسريان فساده وهذا واقع في العذر وغيره،وغاية العذر هو رفع الإثم عن العملين الفاسدين (القلبي والجارحي) أما إثبات الأجر لأحدهما دون الآخر فيفتقر لدليل ..
سبق ذكر الفرق بين فساد العمل المخالف للشرع في حالة عدم العذر وبين فساده في حالة العذر، حيث قيل:
أما الفرق فهو أن:
العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن العذر ينفي تعمد مخالفة الشرع؛ لا ينفي مخالفة الشرع. فإذا اقترن بالعمل يصير كأن لم يكن؛ ففي مسألتنا يبقى حسن القصد، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من يعظم المولد ويتخذه موسمًا يعتقد معذورًا أن تعظيم المولد واتخاذه موسمًا مشروع، وأنه بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة؛ فهو يريد أن يثبت محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقويها ... فيؤجر على حسن قصده هذا، ويلغى ذاك؛ لأنه ليس مقصودًا. بل المقصود تثبيت محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقويتها؛ بأي طريق مشروع ...
أما تعظيم المولد بلا عذر فهو مقصود، وإن قصد تثبيت محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقويتها؛ فإن يقصد ذلك بهذه الطريق بعينها.
الأصول:
وذلك لما تقرر من: أن حسن القصد مع مخالفة الشرع؛ لا يقبل.
بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى). وقوله: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
فمخالفة الشرع بلا عذر مانع من الإثابة على النية الصالحة؛ فإن وجدت بدون مخالفة الشرع؛ أثيب عليها، كما قال الله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الذي وقع الخلاف في معنى قوله: تعظيم المولد واتخاذه موسمًا؛ قد يفعله بعض الناس، ويكون له أجر؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: (إن من كان له نية صالحة أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذالم يتعمد مخالفة الشرع). فلا عبرة بالمخالفة إذا لم تكن متعمدة.
والعذر ينفي تعمد مخالفة الشرع؛ كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا) ...
هذا والله أعلم، وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم.
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 12:41]ـ
بارك الله فيك على هذا الرد الدقيق المفصل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 12:41]ـ
المسألة بحالها: فتعمد المخالفة وعدمه إنما متعلقه العمل الجارحي أما القلبي فعبادة صحيحة تامة ما الذي أفسدها؟
ولا موضع لحشر النية هنا فالنية هي نية عمل المولد ولا نزاع في فسادها كلامنا عن المحبة الدافعة للمولد وما يصاحبه وينتج عنه من الأعمال القلبية ما الذي أفسدها؟
وكلام الشيخ عن النية لا يقصد به النية الخاصة للقيام بالعمل وإنما يقصد به النية الدافعة ومراده أنه حركه الحب ولم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب فهذا هو تعمد مخالفة الشرع في كلامه ..
والحاصل: أن إدخال العذر وعدمه وجعله مناطاً للإثابة على المحبة باطل وهو باطل يجمع أموراً:
أولها: التزيد على كلام الشيخ وذكر مالم يذكره
وثانيها: عدم الانضباط في الحجة لكون فساد العمل واقعاً على كل حال وهو يسري للقلب على كل حال. والعذر إنما يرفع الإثم على الفساد وهو إن أثبت أجراً فإنما يثبته من جهة الاجتهاد في إثبات العبادة ولا تعلق له بالمحبة وحدها.
والثالث: خلطه بين عدم العذر الظاهر وبين عدم العذر الباطن فالأصل المحكم أن كل من حركته المحبة ورأى هذا الفعل من مقتضياتها أنه معذور وإنما لا يعذر في الظاهر بناء على قانون التأويل وأحكامه وإلا فكل من حركته المحبة وإرادة الله والرسول فهو معذور في الجملة.
والرابع: إبطال العمل القلبي بلا دليل صحيح مع دلالة حديث سعد على حمد ذلك العمل القلبي وإن كان الفعل مخالفاً للشرع وعدم إيراد ما يبطل هذه الدلالة ..
والحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 10:23]ـ
يا أبا فهر، تعقيبك الأول لا معنى له، وكأنك تخوّنه ..
اذكر أن صاحب الكتيب استفاده من الاقتضاء، أما باقي كلامك ففلسفة، والله المستعان
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 11:21]ـ
المسألة بحالها: فتعمد المخالفة وعدمه إنما متعلقه العمل الجارحي أما القلبي فعبادة صحيحة تامة ما الذي أفسدها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
تعمد المخالفة عمل قلبي، والعذر يقترن بالعمل القلبي، والعمل القلبي والعمل الجارحي متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ لا يتعلق شيء بأحدهما دون الآخر، ولا يفسد أحدهما دون الآخر.
ولا موضع لحشر النية هنا فالنية هي نية عمل المولد ولا نزاع في فسادها كلامنا عن المحبة الدافعة للمولد وما يصاحبه وينتج عنه من الأعمال القلبية ما الذي أفسدها؟ وكلام الشيخ عن النية لا يقصد به النية الخاصة للقيام بالعمل وإنما يقصد به النية الدافعة ومراده أنه حركه الحب ولم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب فهذا هو تعمد مخالفة الشرع في كلامه ..
هذه الأعمال متلازمة؛ فلا حشر!
يلاحظ على هذا الكلام:
التفريق بين النية الخاصة للقيام بالعمل أو نية عمل المولد والنية الدافعة (أنه حركه الحب).
وعدم التفريق بين المحبة الدافعة للمولد والمحبة المطلقة أو أصل المحبة ومبدئها.
وأن ظاهره أن المحبة الدافعة للمولد هي المحبة المطلقة؛ محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك يصفها بالصحيحة التامة، ويسأل ما الذي أفسدها؟!
وليس الأمر كذلك؛ فالمحبة الدافعة للمولد ليست المحبة المطلقة أو أصل المحبة ومبدئها. بل هي زيادة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليست منها؛ يعتقد أنها منها.
وهذا هو سبب الخلاف.
فهي محبة غير صحيحة؛ لأنها مبنية على تصور غير صحيح، أو مقترنة به، كما سيأتي في التعليق على هذا:
أن كل من حركته المحبة ورأى هذا الفعل من مقتضياتها أنه معذور
وتعمد مخالفة الشرع في كلام الشيخ المذكور ليس هو أنه يحركه طلب الرياسة والمكاسب، لأنه قال: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا لم يتعمد مخالفةالشرع). يعني إذا كان معذورًا في مخالفة الشرع.
قال الشيخ محمد ابن عثيمين -رحمه الله - في القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 385، 386): " إن البدعة شر، ولو حسن قصد فاعلها، ويأثم إن كان عالمًا أنها بدعة، ولو حسن قصده؛ لأنَّه أقدم على المعصية؛ كمن يجيز الكذب والغش، ويدَّعي أنه مصلحة , أما لو كان جاهلاً؛ فإنه لا يأثم؛ لأن جميع المعاصي لا يأثم بها إلا مع العلم , وقد يثاب على حسن قصده، وقد نبَّه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم "؛ فيثاب على نيَّته دون عمله , فعمله هذا غير صالح ولا مقبول عند الله ولا مرضي؛ لكن لحسن نيَّته مع الجهل؛ يكون له أجر، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي صلى، وأعادالوضوء بعدما وجد الماء، وصلى ثانية: " لك الأجر مرتين "؛ لحسن قصده , ولأن عمله عمل صالح في الأصل , لكن لو أراد أحد أن يعمل العمل مرتين مع علمه أنه غير مشروع , لم يكن له أجر؛ لأن عمله غيرمشروع؛ لكونه خلاف السنة؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للذي لم يعد: "أصبت السنة".اهـ.
والحاصل: أن إدخال العذر وعدمه وجعله مناطاً للإثابة على المحبة باطل وهو باطل يجمع أموراً
أولها: التزيد على كلام الشيخ وذكر مالم يذكره
ما قيل هو معنى كلامه، ولا يخالف ما ذكره؛ ولا فرق بينه وبين هذا:
وكلام الشيخ عن النية لا يقصد به النية الخاصة للقيام بالعمل وإنما يقصد به النية الدافعة ومراده أنه حركه الحب ولم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب فهذا هو تعمد مخالفة الشرع في كلامه ..
فإن كان ذلك تزيدًا؛ فهذا تزيد!!!
وثانيها: عدم الانضباط في الحجة لكون فساد العمل واقعاً على كل حال وهو يسري للقلب على كل حال. والعذر إنما يرفع الإثم على الفساد وهو إن أثبت أجراً فإنما يثبته من جهة الاجتهاد في إثبات العبادة ولا تعلق له بالمحبة وحدها.
سبق ذكر الفرق بين فساد العمل المخالف للشرع في حالة عدم العذر وبين فساده في حالة العذر، حيث قيل:
أما الفرق فهو أن:
العمل المخالف للشرع بلا عذر فاسد حقيقة.
أما العمل المخالف للشرع بعذر فهو فاسد صورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن العذر ينفي تعمد مخالفة الشرع؛ لا ينفي مخالفة الشرع. فإذا اقترن بالعمل يصير كأن لم يكن؛ ففي مسألتنا يبقى حسن القصد، وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من يعظم المولد ويتخذه موسمًا يعتقد معذورًا أن تعظيم المولد واتخاذه موسمًا مشروع، وأنه بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة؛ فهو يريد أن يثبت محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقويها ... فيؤجر على حسن قصده هذا، ويلغى ذاك؛ لأنه ليس مقصودًا. بل المقصود تثبيت محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقويتها؛ بأي طريق مشروع ... أما تعظيم المولد بلا عذر فهو مقصود، وإن قصد تثبيت محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقويتها؛ فإن يقصد ذلك بهذه الطريق بعينها.
فالعذر؛ كالجهل والشبهة؛ يقترن بالعمل القلبي (المحبة)، ويؤثر فيه؛ فيقع غير مقصود، ولذلك يرفع الإثم على الفساد؛ فهذه الأمور متلازمة، كما يفهم من القول بأن العذر:
إن أثبت أجراً فإنما يثبته من جهة الاجتهاد في إثبات العبادة ولا تعلق له بالمحبة وحدها.
فيفهم منه أنه يتعلق بالمحبة، ولكن ليس وحدها!!
والثالث: خلطه بين عدم العذر الظاهر وبين عدم العذر الباطن
سبق القول بأن:
بيان وجه الخطأ إذا كان بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها، وكان ممن يحسن إقامة الحجة؛ فإنه تقوم به الحجة، ويرفع به العذر؛ في الظاهر، ولا سيما إذا تبين أن المخطئ قد فهم الحجة أو انقطع عن الجواب، وإذا كان كذلك؛ فلا يفتقر إلى حكم قضائي؛ لأنه لا فرق بين الحكم القضائي وغير القضائي في ذلك ... أما في الباطن (عند الله تعالى)، فلا يكون رفعًا للعذر إلا إذا أزال العذر بالفعل؛ وفي الحقيقة والباطن، الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل، وهذا هو المقصود، وليس المقصود أنه يلزم من بيان وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ انتفاء العذر ...
وسبق الجواب على هذا السؤال:
بالسؤال يتضح المقال: رجل يقيم بدعة المولد وقد ناقشتَه وبينتَ له الحجة على وجه رأيتَ أنتَ أنه انقطع عن الجواب فرفعتَ عنه العذر الظاهر وأثبتَ له الإثم الظاهر وظل هو على بدعته يظنها دين الرسول وإن عجز عن جوابك فهو يرد هذا العجز لضعف ملكته وقوة شبهتك لا لأن هذا هو الحق.
الآن: هل تحكم بانتفاء أجره على أصل المحبة الدافعة للمولد؟؟ وهل حكمك يكون على الظاهر مع بقاء احتمال الأجر الباطن أم تنفيه في الظاهر والباطن معاً؟
بهذا الجواب:
قد لا يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ لأنه لا يظهر أنه معذور في مخالفته للشرع، وحسن القصد مع مخالفة الشرع؛ لا يقبل. وقد يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ إذا كان معذورًا في الحقيقة والباطن الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ لأن العذر ينفي مخالفته للشرع، ويبقى حسن القصد؛ فيؤجر عليه ... فأين الخلط في هذا؟ ولماذا هو خلط؟ الظاهر أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذر في الباطن.
فالأصل المحكم أن كل من حركته المحبة ورأى هذا الفعل من مقتضياتها أنه معذور وإنما لا يعذر في الظاهر بناء على قانون التأويل وأحكامه وإلا فكل من حركته المحبة وإرادة الله والرسول فهو معذور في الجملة.
لماذا كل من حركته المحبة وإرادة الله والرسول ورأى هذا الفعل (اتخاذ المولد موسمًا) من مقتضياتها أنه معذور؟!!
ليس كل من حركته محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى أن عمل المولد من مقتضياتها؛ معذورًا. لأن بعضهم قد يكون قصر في طلب الحق؛ فلم يتبين له، أو أعرض عنه؛ لهوى أو كسل، ونحو ذلك، أو تبين له وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ ممن يحسن إقامة الحجة؛ فتركه ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة (1/ 456): (إن المحبة هي أصل كل حركة في العالم). وأصلها العلم والتصور؛ فإذا كان ذلك باطلاً؛ فما بني على باطل فهو باطل، قال في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: (الحب والإرادة ونحو ذلك يتبع العلم والاعتقاد؛ فهو فرع الشعور؛ فمن اعتقد باطلاً؛ فأحبه؛ كان محبًا لذلك الباطل، وكانت محبته باطلة؛ فلم تنفعه).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمحبة في حالة العذر؛ كالجهل والشبهة؛ تتبع تصورًا غير صحيح، وهو أن تعظيم المولد بالنسبة إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة، أو أن هذا الفعل من مقتضياتها، كما قيل في هذا الأصل المحكم!! فتكون غير صحيحة.
والرابع: إبطال العمل القلبي بلا دليل صحيح مع دلالة حديث سعد على حمد ذلك العمل القلبي وإن كان الفعل مخالفاً للشرع وعدم إيراد ما يبطل هذه الدلالة ..
قال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد في هدي خير العباد (5/ 407): (عجب النبي صلى الله عليه وسلم من غيرته، وأخبر أنه غيور، وأنه صلى الله عليه وسلم أغير منه، والله أشد غيرة، وهذا يحتمل معنيين: أحدهما: إقراره وسكوته على ما حلف عليه سعد أنه جائز له فيما بينه وبين الله، ونهيه عن قتله في ظاهر الشرع، ولا يناقض أول الحديث آخره.
والثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك كالمنكر على سعد، فقال: "ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم " يعني: أنا أنهاه عن قتله، وهو يقول: بلى، والذي أكرمك بالحق، ثم أخبر عن الحامل له على هذه المخالفة، وأنه شدة غيرته، ثم قال: أنا أغير منه، والله أغير مني. وقد شرع إقامة الشهداء الأربعة مع شدة غيرته سبحانه، فهي مقرونة بحكمة ومصلحة، ورحمة وإحسان، فالله سبحانه مع شدة غيرته أعلم بمصالح عباده، وما شرعه لهم من إقامة الشهود الأربعة دون المبادرة إلى القتل، وأنا أغير من سعد، وقد نهيته عن قتله. وقد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا الأمرين، وهو الأليق بكلامه وسياق القصة).
وقياس العمل القلبي الدافع إلى عمل المولد على الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة؛ قياس مع الفارق؛ لأن عمل المولد مخالف للشرع مخالفة حقيقية؛ فهو محرم لذاته، أما قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إشهاد؛ فليس مخالفًا للشرع؛ لذاته؛ لأنه جائز فيما بين العبد وربه، ولكنه مخالف للشرع في الظاهر؛ فهو محرم لغيره؛ لئلا تقع المفسدة التي درأها الله بالقصاص، ويتهالك الناس في قتل من يريدون قتله في دورهم، ويدعون أنهم كانوا يرونهم على حريمهم؛ فسد الشرع الذريعة، وحمى المفسدة، وصان الدماء.
وبينهما فرق آخر، وهو: أن شدة الغيرة عذر من الأعذار الشرعية فيما بين العبد وبين ربه إذا حجبت العقل وغلبت الإرادة، كما قال الأنصار: يا رسول الله، لا تلمه؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة؛ فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته ...
وفي لسان العرب: وأَبْلَيْت فلاناً عُذراً؛ أَي بَيَّنت وجه العذر؛ لأُزيل عني اللوم. فقول الأنصار: فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة؛ فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته؛ بيان للعذر؛ لإزالة اللوم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 01:40]ـ
الظاهر أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذر في الباطن.
هذا غير صحيح ..
بل التلازم بينهما يقع في حالات قليلة ..
أما الغالب فلا يجوز الحكم بهذه الملازمة؛لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل ..
وكل من اجتهد في طلب الحق من جهة الله والرسول وحركه طلب مرضاة الله والرسول = فهو معذور في الباطن ولا يرتفع عنه العذر الباطن أبداً وإن كان قد يرتفع العذر الظاهر بالنسبة لنظر القاضي في أدلة الواقع في البدعة أو الكفر .. فباب الكفر الظاهر ينبني على نظر القاضي في الأدلة وما يظهر له من تحقق المخالف بها .. اما العذر الباطن فمبناه على عدم المعاندة والهوى وإنما ينبني على هل اجتهد في طلب الحق من جهة الله والرسول وحركه على ما معه محبة الله وطلب رضاه وأنه يظن أن ما معه هو الحق الذي أتى به الرسول أم لا .. فكل من كان كذلك في معذور في الجملة وإن لم يعذر في الظاهر وقد يقع له تقصير في الاجتهاد أو الإرادة يحاسب عليه بقدره لكن كونه اجتهد في طلب هذا الحق من جهة الوحي هذا يكفل له الإعذار في الجملة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس كل من حركته محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى أن عمل المولد من مقتضياتها؛ معذورًا. لأن بعضهم قد يكون قصر في طلب الحق؛ فلم يتبين له، أو أعرض عنه؛ لهوى أو كسل، ونحو ذلك، أو تبين له وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ ممن يحسن إقامة الحجة؛ فتركه ...
وهذا معنى معذور في الجملة فليس كلامنا عن صاحب الهوى أو المعرض أو من تبين له الحق كلامنا عمن بقي على ما معه يظن أنه الحق الذي أتى به النبي وهذا قد يقدر القاضي عدم إعذاره أحياناً وهذا حكم الظاهر أما الباطن فالأصل أنه معذور ما دام يظن هذا هو الدين الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم .. والخلط في هذه من جنس الخلط الذي في التي قبلها ..
أن شدة الغيرة عذر من الأعذار الشرعية فيما بين العبد وبين ربه إذا حجبت العقل وغلبت الإرادة،
تزيد على النص ولا دليل عليه ..
عمل المولد مخالف للشرع مخالفة حقيقية؛ فهو محرم لذاته،
كلاهما محرم ولذاته أو لغيره لا تؤثر هاهنا .. ولا دليل على تأثيرها ومجرد حرمة العمل وحمد العمل القلبي الدافع (وهو حمد عندي وليس في ما نقلتَ ما ينفي أنه حمده على الغيرة) = دليل في محل النزاع ..
فهي محبة غير صحيحة؛ لأنها مبنية على تصور غير صحيح،
خطأ!!
بل هي محبة صحيحة وأنتجت تصوراً غير صحيح لما تكون به المحبة = فبطل التصور وبقت المحبة ..
تعمد المخالفة عمل قلبي، والعذر يقترن بالعمل القلبي، والعمل القلبي والعمل الجارحي متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ لا يتعلق شيء بأحدهما دون الآخر، ولا يفسد أحدهما دون الآخر.
ليس في كلامي نفي أن يكون تعمد المخالفة عملاً قلبياً ولم أتعرض لذلك أصلاً!!
معنى كلامي: أن المخالفة التي يقال عنها متعمدة أم غير متعمدة هي العمل الجارحي ولا شأن للعمل القلبي بها .. فالعمل القلبي الذي هو المحبة هو عمل متعمد ونعم التعمد أن يتعمد محبة الله ..
والعمل القلبي الذي يفسد بفساد العمل الجارحي هو المقارن والناتج وليس الدافع .. وهذا كمن حركته محبة الله وعبادته لأن يصوم فصام يوما العيد فنية هذا اليوم وما ينتج عنه من الخشوع والإخبات = باطلين أما تلك المحبة التي حركته فهي محبة صحيحة محمودة وإن أخطأ في تصديقها بالعمل من جهة بدعية العمل وإلا فهي على أصلها صحيحة لم تُجرح ..
فإن كان ذلك تزيدًا؛ فهذا تزيد!!!
بالعكس!!
فالذي معي هو نص كلام الشيخ فالشيخ ذكر عدم التعمد وعلقه على المحبة المحركة فالوصف المؤثر عند الشيخ في عدم التعمد هو المحبة المحركة.
فذكر العذر بمعنى الجهل والتأويل هاهنا ورفع عدم التعمد عند عدمهما في الظاهر = هو تزيد أجنبي عن كلام الشيخ فالشيخ هنا يتكلم على أنه مادام لم يتعمد مخالفة الشرع أي: ليس فعله من جنس المعصية المحضة وإنما حمله عليه محبة النبي (ص) = أنه يؤجر على تلك المحبة .. أما من لم تحمله المحبة وليس معه حسن القصد فهذا لا يؤجر؛لأن فعله يكون من جنس المعاصي المحضة ..
فبناء الحكم على عدم التعمد وتعليله بحسن القصد والمحبة هو نص عبارته وغيرها تزيد ..
وباقي الكلام تكرار ومصادرة سبق ردهما ..
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 02:58]ـ
اقتباس:
الظاهرأن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذرفي الباطن.
هذا غير صحيح ..
بل التلازم بينهما يقع في حالات قليلة ..
أما الغالب فلا يجوز الحكم بهذه الملازمة؛لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل ..
تعليل المخالفة غير صحيح؛ لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم لا يلزم أن يكون بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل ..
وكل من اجتهد في طلب الحق من جهة الله والرسول وحركه طلب مرضاة الله والرسول = فهو معذور في الباطن ولا يرتفع عنه العذر الباطن أبداً وإن كان قد يرتفع العذر الظاهر بالنسبة لنظر القاضي في أدلة الواقع في البدعة أو الكفر .. فباب الكفر الظاهر ينبني على نظر القاضي في الأدلة وما يظهر له من تحقق المخالف بها .. اما العذر الباطن فمبناه على عدم المعاندة والهوى وإنما ينبني على هل اجتهد في طلب الحق من جهة الله والرسول وحركه على ما معه محبة الله وطلب رضاه وأنه يظن أن ما معه هو الحق الذي أتى به الرسول أم لا .. فكل من كان كذلك في معذور في الجملة وإن لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يعذر في الظاهر وقد يقع له تقصير في الاجتهاد أو الإرادة يحاسب عليه بقدره لكن كونه اجتهد في طلب هذا الحق من جهة الوحي هذا يكفل له الإعذار في الجملة ..
كل من اجتهد ... معذور (بدون في الجملة).
ثم كل من كان كذلك (اجتهد ... )؛ فهو معذور؛ في الجملة.
كما في:
فالأصل المحكم أن كل من حركته المحبة ورأى هذا الفعل من مقتضياتها أنه معذور وإنما لا يعذر في الظاهر بناء على قانون التأويل وأحكامه وإلا فكل من حركته المحبة وإرادة الله والرسول فهو معذور في الجملة.
حيث استدرك عليه بأنه:
ليس كل من حركته محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى أن عمل المولد من مقتضياتها؛ معذورًا. لأن بعضهم قد يكون قصر في طلب الحق؛ فلم يتبين له، أو أعرض عنه؛ لهوى أو كسل، ونحو ذلك، أو تبين له وجه الخطأ بالأدلة الشرعية التي يجب قبولها؛ ممن يحسن إقامة الحجة؛ فتركه ...
فرد:
وهذا معنى معذور في الجملة فليس كلامنا عن صاحب الهوى أو المعرض أو من تبين له الحق كلامنا عمن بقي على ما معه يظن أنه الحق الذي أتى به النبي وهذا قد يقدر القاضي عدم إعذاره أحياناً وهذا حكم الظاهر أما الباطن فالأصل أنه معذور ما دام يظن هذا هو الدين الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم .. والخلط في هذه من جنس الخلط الذي في التي قبلها ..
إذا كان هذا معنى معذور في الجملة: أنه ليس كل أولئك معذروًا؛ فلماذا أورد هذا الكلام إذًا؟!!
أليس أورد في مقابل مثل هذا:
المخالف للشرع بجهل أو شبهة قد يكون معذورًا، وقد يكون غير معذور، وأن من يعظم المولد، ويتخذه موسمًا، ويكون له أجر؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ هو من يكون معذورًا في فعله المخالف للشرع بجهل أو شبهة، أو بعبارة أخرى: من يفعله بجهل يعذر به أو شبهة يعذر بها ... والله أعلم.
؟!!!
وما فائدة أن يقال: كل من كان معذورًا؛ فهو معذور؟!!!!
والخلط في هذه من جنس الخلط الذي في التي قبلها ..
اقتباس:
أن شدة الغيرة عذر من الأعذارالشرعية فيما بين العبد وبين ربهإذا حجبت العقل وغلبت الإرادة
تزيد على النص ولا دليل عليه ..
قد ذكر الدليل على هذا ...
فينبغي الجواب عنه، وبيان سبب وصفه بأنه تزيد على النص، وأنه لا يدل على المراد.
اقتباس:
عمل المولد مخالف للشرع مخالفة حقيقية؛ فهو محرم لذاته
كلاهما محرم ولذاته أو لغيره لا تؤثر هاهنا ..
لماذا؟
الفرق المذكور فرق مؤثر؛ لأنه يمكن تعليق الحكم عليه بأن يقال: إنه إن حمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة؛ فلأن القتل ليس مخالفًا للشرع في هذه الحال لولا الذريعة ...
ولا دليل على تأثيرها ومجرد حرمة العمل وحمد العمل القلبي الدافع (وهو حمد عندي وليس في ما نقلتَ ما ينفي أنه حمده على الغيرة) = دليل في محل النزاع ..
تعني: ولا دليل على تأثيرها، ومجرد حرمة العمل، وحمد العمل القلبي الدافع (وهو حمد عندي وليس في ما نقلتَ ما ينفي أنه حمده على الغيرة= [لأنه] دليل في محل النزاع) ..
كيف هو دليل في محل النزاع؟!
النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة، قال ابن القيم في الجواب الكافي: وفي الصحيح أيضًا عنه أنه قال: (لا أحد أغير من الله؛ من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله؛ من أجل ذلك أثنى على نفسه) فجمع في هذا الحديث بين الغيرة التي أصلها كراهة القبائح وبغضها، وبين محبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والإحسان، والله سبحانه مع شدة غيرته يحب أن يعتذر إليه عبده، ويقبل عذر من اعتذر إليه، وأنه لا يؤاخذ عبده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتى يعذر إليهم؛ ولأجل ذلك أرسل رسله، وأنزل كتبه إعذارًا وإنذارًا، وهذا غاية المجد والإحسان ونهاية الكمال؛ فإن كثيرًا ممن تشتد غيرته من المخلوقين تحمله شدة الغيرة على سرعة الإيقاع والعقوبة من غير إعذار منه، ومن غير قبول العذر ممن اعتذر إليه، بل قد يكون له في نفس الأمر عذر، ولا تدعه شدة الغيرة أن يقبل عذره، وكثير ممن تقبل المعاذير يحمله على قبولها قلة الغيرة حتى يتوسع في طريق المعاذير، ويرى عذرًا ما ليس بعذر؛ حتى
(يُتْبَعُ)
(/)
يعذر كثير منهم بالعذر، وكل منهما غير ممدوح على الإطلاق ...
اقتباس:
فهي محبة غير صحيحة؛ لأنها مبنية على تصور غير صحيح
خطأ!!
بل هي محبة صحيحة وأنتجت تصوراً غير صحيح لما تكون به المحبة = فبطل التصور وبقت المحبة ..
المحبة تتبع التصور، وليس العكس، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: (الحب والإرادة ونحو ذلك يتبع العلم والاعتقاد؛ فهو فرع الشعور؛ فمن اعتقد باطلاً؛ فأحبه؛ كان محبًا لذلك الباطل، وكانت محبته باطلة؛ فلم تنفعه).
اقتباس:
تعمد المخالفة عمل قلبي، والعذر يقترن بالعمل القلبي، والعمل القلبي والعمل الجارحي متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ لا يتعلق شيءبأحدهما دون الآخر، ولا يفسد أحدهما دون الآخر
ليس في كلامي نفي أن يكون تعمد المخالفة عملاً قلبياً ولم أتعرض لذلك أصلاً!!
معنى كلامي: أن المخالفة التي يقال عنها متعمدة أم غير متعمدة هي العمل الجارحي ولا شأن للعمل القلبي بها .. فالعمل القلبي الذي هو المحبة هو عمل متعمد ونعم التعمد أن يتعمد محبة الله ..
تعمد المخالفة عمل قلبي، والعذر يقترن بالعمل القلبي، والعمل القلبي والعمل الجارحي متلازمان؛ أحدهما مرتبط بالآخر؛ لا ينفك عنه؛ فهما كالشيء الواحد؛ لا يتعلق شيء بأحدهما دون الآخر، ولا يفسد أحدهما دون الآخر.
وحديث القلب يثبت التلازم بين العمل الجارحي وبين الأعمال القلبية التي أنتجته أصلاً، وليس بينه وبين الأعمال المصاحبة والناتجة، وإن كانت كل هذه الأعمال متلازمة ...
المحبة الدافعة للمولد ليست المحبة المطلقة أو أصل المحبة ومبدئها. بل هي زيادة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليست منها؛ يعتقد أنها منها.
وهذا هو سبب الخلاف.
لا يمكن أن يكون العمل القلبي متعمدًا، والعمل الجارحي اللازم له غير متعمد!!!
والعمل القلبي الذي يفسد بفساد العمل الجارحي هو المقارن والناتج وليس الدافع .. وهذا كمن حركته محبة الله وعبادته لأن يصوم فصام يوما العيد فنية هذا اليوم وما ينتج عنه من الخشوع والإخبات = باطلين أما تلك المحبة التي حركته فهي محبة صحيحة محمودة وإن أخطأ في تصديقها بالعمل من جهة بدعية العمل وإلا فهي على أصلها صحيحة لم تُجرح ..
قول: من حركته محبة الله (وعبادته؟) لأن يصوم؛ إما أن يكون المراد به أن محبة الله حركته لأن يصوم صومًا مطلقًا؛ وإما أن يكون المراد به أن محبة الله حركته لأن يصوم يوم العيد؛ فإن أريد أن محبة الله حركته لأن يصوم صومًا مطلقًا؛ فهذه المحبة محبة مطلقة لم تحركه لعمل مخالف للشرع؛ فليست موضوع البحث، وإن أريد بذلك أن محبة الله حركته لأن يصوم يوم العيد؛ فهذه المحبة حركته لعمل مخالف للشرع، فهي محبة غير صحيحة؛ لأنها ليست مبنية على علم صحيح، وموضوع البحث مثل هذه المحبة، وليس المحبة المطلقة، كما سبق مرارًا.
ومما يبين أن في المثال المذكور حلقة مفقودة استبدال محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحبة الله تعالى، وعمل المولد (موضوع البحث) بالصوم؛ فإن صورة المسألة ستظهر كالتالي:
من حركته محبة النبي لأن يعمل المولد؛ فعمل المولد؛ فنية هذا العمل وما ينتج عنه من الحال والذكر= باطلان، أما تلك المحبة التي حركته؛ فهي محبة صحيحة محمودة، وإن أخطأ في تصديقها بالعمل من جهة بدعية العمل، وإلا فهي على أصلها صحيحة لم تُجرح ..
وهذا غير صحيح؛ لأن المحبة الدافعة إلى عمل المولد محبة غير صحيحة ولا محمودة؛ لأنها مبنية اعتقاد غير صحيح، وهو أن عمل المولد مما يثبت محبة النبي صلى الله عليه وسلم ويقويها؛ كالنافلة بالنسبة إلى الفريضة.
أو – وهو ما يظن أنه سيقال؛ ليصح القول بأن المحبة المحركة محبة صحيحة-:
من حركته محبة النبي لأن يعمل (؟)؛ فعمل المولد؛ فنية هذا العمل وما ينتج عنه من الحال والذكر= باطلان، أما تلك المحبة التي حركته؛ فهي محبة صحيحة محمودة، وإن أخطأ في تصديقها بالعمل من جهة بدعية العمل، وإلا فهي على أصلها صحيحة لم تُجرح ..
فالمحبة هنا صحيحة، ولكنها المحبة المطلقة؛ ليست المحبة الدافعة لعمل المولد ... فالمحبة الدافعة لعمل المولد لم تذكر هنا.
اقتباس:
فإن كان ذلك تزيدًا؛ فهذا تزيد!!!
بالعكس!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي معي هو نص كلام الشيخ فالشيخ ذكر عدم التعمد وعلقه على المحبة المحركة فالوصف المؤثر عند الشيخ في عدم التعمد هو المحبة المحركة.
فذكر العذر بمعنى الجهل والتأويل هاهنا ورفع عدم التعمد عند عدمهما في الظاهر = هو تزيد أجنبي عن كلام الشيخ فالشيخ هنا يتكلم على أنه مادام لم يتعمد مخالفة الشرع أي: ليس فعله من جنس المعصية المحضة وإنما حمله عليه محبة النبي (ص) = أنه يؤجر على تلك المحبة .. أما من لم تحمله المحبة وليس معه حسن القصد فهذا لا يؤجر؛لأن فعله يكون من جنس المعاصي المحضة ..
فبناء الحكم على عدم التعمد وتعليله بحسن القصد والمحبة هو نص عبارته وغيرها تزيد ..
هذا نص كلام الشيخ: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا لم يتعمد مخالفةالشرع).
وهذا ما قيل في معناه:
وكلام الشيخ عن النية لا يقصد به النية الخاصة للقيام بالعمل وإنما يقصد به النية الدافعة ومراده أنه حركه الحب ولم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب فهذا هو تعمد مخالفة الشرع في كلامه ..
طلب الرياسة أو المكاسب سبب تعمد مخالف الشرع، وليس هو تعمد مخالفة الشرع.
فإذا استبدل ما قيل إنه هو تعمد مخالفة الشرع في كلام الشيخ (معناه) بقوله: (يتعمد مخالفة الشرع) يصبح الكلام: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا لم يحركه طلب الرياسة أو المكاسب).
فيؤول معنى الكلام إلى: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا لم تكن له نية صالحة)!!!
فذكر العذر بمعنى الجهل والتأويل هاهنا ورفع عدم التعمد عند عدمهما في الظاهر = هو تزيد أجنبي عن كلام الشيخ فالشيخ هنا يتكلم على أنه مادام لم يتعمد مخالفة الشرع أي: ليس فعله من جنس المعصية المحضة وإنما حمله عليه محبة النبي (ص) = أنه يؤجر على تلك المحبة .. أما من لم تحمله المحبة وليس معه حسن القصد فهذا لا يؤجر؛لأن فعله يكون من جنس المعاصي المحضة ..
فبناء الحكم على عدم التعمد وتعليله بحسن القصد والمحبة هو نص عبارته وغيرها تزيد ..
الكلام على معنى عدم التعمد.
معنى تعمد مخالفة الشرع على هذا= أنه لم تحمله المحبة، وليس معه حسن القصد.
ومعنى عدم تعمد مخالفة الشرع= أنه حمله عليه محبة النبي صلى الله عليه وسلم ...
فإذا استبدل معنى تعمد مخالفة الشرع على هذا بقوله: (يتعمد مخالفة الشرع) يصبح الكلام: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا حمله عليه حسن القصد ... ).
فيؤول معنى الكلام إلى: (إن من كان له نية صالحة؛ أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع، إذا حمله عليه نية صالحة)!!!
والتعمد في اللغة القصد، وهو ضد الخطأ، كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا).
وهو كذلك في كلام شيخ الإسلام، كما في قوله: (فرق بين المتعمد لتنكيس الوضوء، وبين المعذور بنسيان أو جهل ... ).
فعدم التعمد هو الخطأ، وعدم القصد، وسبب ذلك العذر ...
وباقي الكلام تكرار ومصادرة سبق ردهما ..
لو سبق رده لما تكرر، وإنما سبق وصفه باستعمال مصطلحات الجدل والمنطق: مصادرة – تزيد – خلط – بالعكس - لا دليل في ذلك - دليل في محل النزاع؛ دون بيان وتعليل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Dec-2009, صباحاً 02:30]ـ
المحبة تتبع التصور، وليس العكس، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: (الحب والإرادة ونحو ذلك يتبع العلم والاعتقاد؛ فهو فرع الشعور؛ فمن اعتقد باطلاً؛ فأحبه؛ كان محبًا لذلك الباطل، وكانت محبته باطلة؛ فلم تنفعه).
هذا في محبة المولد وليس في المحبة الدافعة للمولد،وبينهما فرق ولا نزاع في بطلان محبة المولد ..
إذا لم يتعمد مخالفةالشرع
ووصف الشيخ عدم التعمد بأنه النية الصالحة المحركة وهذا هو نص كلامنا أم جعل عدم التعمد هو النسيان والجهل (حصراً) فهو تزيد على كلام الشيخ ولا دليل عليه ..
طلب الرياسة أو المكاسب سبب تعمد مخالف الشرع، وليس هو تعمد مخالفة الشرع.
تعمد المخالفة هو فعل المعصية من جهة العلم بأنها معصية وإنما ضربنا الرياسة والمكاسب مثلاً للعلل الدافعة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عدم التعمد فمعناه فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة وكلامنا: أن القاضي قد لا يرى عذراً لمن اعتبرها طاعة لكن مجرد القصد للطاعة يعني أنه ليس قاصداً للمعصية وهاهنا حالتان: إما أن يكون له عذر يعلمه الله ولم يظهر للقاضي فيؤجر على المحبة لبقاء العذر الباطن وإن ارتفع الإعذار الظاهر ..
أو يكون معه هوى مخلوط بالشبهة (وهذا هو الغالب) وهذا يؤاخذ على هواه ويعذر لخطأه ..
كلامي خارج عن هاتين وإنما صححتهما لك (في نظري واجتهادي) استطراداً: أما كلامي فهو أن نفس المحبة مادامت وقعت (وهي لا تقع إلا مع حسن القصد) فهي محبة صحيحة يؤجر عليها ولا دليل على عدم أجره لانفكاك تلازمها مع العمل الجارحي فهي دافعة وليست ملازمة ..
فعدم التعمد هو الخطأ، وعدم القصد، وسبب ذلك العذر
هذا خطأ فالعذر هو حكم الله في المخطئ وليس هو سبباً لعدم القصد .. والخطأ وعدم القصد يعمان في كلام الشيخ: (الخطأ والنسيان والجهل والتأويل).
فالمحبة هنا صحيحة، ولكنها المحبة المطلقة؛ ليست المحبة الدافعة لعمل المولد ... فالمحبة الدافعة لعمل المولد لم تذكر هنا.
المحبة العامة تتجدد في قلب العبد فلما يحضر موعد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم يتذكره فتحركه المحبة لعمل ما يراه احتفاء بالمولد فالمسألة هنا بمنزلة تحريك دلوك الشمس للرغبة والرهبة الدافعة للصلاة ..
لا يمكن أن يكون العمل القلبي متعمدًا، والعمل الجارحي اللازم له غير متعمد!!!
كلا العملين تعمد لطاعة الله فأحدهما فسد لعدم المتابعة والآخر صحيح لا يوجد ما يفسده .. ومعنى قولي لا يقال عن القلبي غير متعمد أنه عمل صحيح تام وليس هو معصية لنسأل هل تعمده ام لا وإنما يسأل عن التعمد المتعلق بالعذر وغيره عند الأعمال الفاسدة في الظاهر .. ولا يقال للمصلي هل هو معذور أم لا وإنما يقال للكاذب هل هو معذور أم لا
النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة،
هذه مصادرة بل دعاوي أن الحمد كان على الغيرة الدافعة تلك .. ولا ترد بمجرد الدعوى المقابلة ..
الفرق المذكور فرق مؤثر؛ لأنه يمكن تعليق الحكم عليه
إن كنت تقصد يمكن تعليق الحكم عليه من جهتك فهذا مسلم لكن الأوصاف المؤثرة إنما يبحث في إمكانية تعليق الحكم عليها من جهة الشرع ويثبت ذلك بإيراد فروع متفق عليها بين المتحاورين ولا يثبت بمجرد الدعوى ..
ودعواي: إن الحمد على الغيرة مع فساد العمل دليل في محل النزاع أما رتبة فساد العمل فليست مؤثرة في إثبات هذا القدر ..
وكلام ابن القيم إنما هو في صلاحية الغيرة عذراً مطلقاً وهذا نحن نقول به ونقول إن المحبة لا تصلح عذراً مطلقاً لكن كلامنا في إن كونها عذر هذه جهة وكونها عمل صحيح في نفسه هذه جهة أخرى ..
تعليل المخالفة غير صحيح؛ لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم لا يلزم أن يكون بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل ..
عبارتي هي:
أما الغالب فلا يجوز الحكم بهذه الملازمة؛لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل ..
ومعنى بخلاف المتعلق بعلم الله أي إن حكمهما إنما هو اجتهاد يصيب حكم الله ولا يصيب أما المتعلق بعلم الله فهو قاطع وبالتالي فيتفقان ويختلفان فيمتنع الجزم بتلازمهما ..
لو سبق رده لما تكرر، وإنما سبق وصفه باستعمال مصطلحات الجدل والمنطق: مصادرة – تزيد – خلط – بالعكس - لا دليل في ذلك - دليل في محل النزاع؛ دون بيان وتعليل.
بالعكس يا مولانا فالتكرار في كلامك كثير جداً وفي مواضع سبق ردها وإنما تكرر أنت عرض الدعوى ودليلها بصيغ مختلفة رغم سبق الرد،وهذا هو الذي جرني أنا أيضاً للتكرار وهذا ظاهر جداً لكل من يقرأ الموضوع.
أما البيان والتعليل فمجرد تطبيق معنى المصطلح المذكور سيُظهر لك أن كلامك كذلك بلا حاجة لمزيد شرح مني واعتبر بهذا الموضع وطبق هذا عليه:
النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداء الأربعة،
هذه مصادرة بل دعوي أن الحمد كان على الغيرة الدافعة تلك وأن هذا هو مدلول النص الذي لا صارف له .. وهذا هو محل النزاع وأنت تكرر فيه دعوى مقابلة وليس حجة .. ولا ترد الدعاوى بمجرد الدعوى المقابلة ..
============
(يُتْبَعُ)
(/)
من نافلة القول أنني استفدتُ كثيراً من هذه المحاورة فلا يكن في صدرك حرج من بعض التخشين غير المقصود وأعتذر لك مما أعلم ومما لا أعلم ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 10:03]ـ
اقتباس:
المحبة تتبع التصور، وليس العكس، كما قال شيخالإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: (الحبوالإرادة ونحو ذلك يتبع العلم والاعتقاد؛ فهو فرع الشعور؛ فمن اعتقد باطلاً؛ فأحبه؛ كان محبًا لذلك الباطل، وكانت محبته باطلة؛ فلم تنفعه).
هذا في محبة المولد وليس في المحبة الدافعة للمولد،وبينهما فرق ولا نزاع في بطلان محبة المولد ..
سبب إيراد القول بأن المحبة تتبع التصور، وليس العكس هو هذا:
بل هي محبة صحيحة وأنتجت تصوراً غير صحيح لما تكون به المحبة = فبطل التصور وبقت المحبة ..
فهذا يخالف القول: بأن المحبة تتبع العلم والاعتقاد؛ حيث إنه جعل التصور (العلم والاعتقاد) يتبع المحبة.
هذا هو محل الخلاف.
فإذا تم الاتفاق على هذا؛ يأتي البحث في التصور الذي تتبع له المحبة، وهل هو صحيح أو غير صحيح؛ المراد هنا.
وقد سبق الكلام في معنى المحبة الدافعة للمولد، وأنه لا يصح أن تكون هي محبة النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة؛ ولم يناقش على الرغم من أنه سبب الخلاف، كما أشير إلى ذلك مرارًا وتكرارًا!!!
ووصف الشيخ عدم التعمد بأنه النية الصالحة المحركة وهذا هو نص كلامنا
لم يصف الشيخ عدم التعمد بأنه النية الصالحة المحركة؛ وبيان معنى عدم تعمد مخالفة الشرع، ومناقشة ما قيل فيه سبق (في الرد 51).
أم جعل عدم التعمد هو النسيان والجهل (حصراً) فهو تزيد على كلام الشيخ ولا دليل عليه ..
النسيان لا يتصور في مسألتنا أصلاً، وقد ورد في الكلام عن التعمد في اللغة؛ أي في العموم حيث قيل:
والتعمد في اللغة القصد، وهو ضد الخطأ، كما قال الله تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا).
وهو كذلك في كلام شيخ الإسلام، كما في قوله: (فرق بين المتعمد لتنكيس الوضوء، وبين المعذور بنسيان أو جهل ... ).
فعدم التعمد هو الخطأ، وعدم القصد، وسبب ذلك العذر ...
ولا يفهم منه جعل عدم التعمد هو النسيان والجهل (حصراً)؛ فهذه من أسباب عدم التعمد ...
تعمد المخالفة هو فعل المعصية من جهة العلم بأنها معصية وإنما ضربنا الرياسة والمكاسب مثلاً للعلل الدافعة ..
أما عدم التعمد فمعناه فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة
كيف يكون فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة؟
أ يكون بهذا:
فالوصف المؤثر عند الشيخ في عدم التعمد هو المحبة المحركة.
أو بالعذر؛ بالجهل أو الشبهة ... أو نحو ذلك من الأسباب؟!!
يظهر أن الجواب قد صار الثاني بدليل:
وكلامنا: أن القاضي قد لا يرى عذراً لمن اعتبرها طاعة لكن مجرد القصد للطاعة يعني أنه ليس قاصداً للمعصية وهاهنا حالتان: إما أن يكون له عذر يعلمه الله ولم يظهر للقاضي فيؤجر على المحبة لبقاء العذر الباطن وإن ارتفع الإعذار الظاهر.
أو يكون معه هوى مخلوط بالشبهة (وهذا هو الغالب) وهذا يؤاخذ على هواه ويعذر لخطأه ..
كلامي خارج عن هاتين وإنما صححتهما لك (في نظري واجتهادي) استطراداً
مجرد القصد للطاعة يعني أنه ليس قاصداً للمعصية
وهل يخطئ أحد في هذا؛ ليصحح له؟!!
الكلام على الحقيقة.
والقاضي وغيره لا دخل له في الحكم بالأجر وعدمه ...
والحالة الأولى من الحالتين المذكورتين سبق التنبيه عليها حيث قيل:
قد يكون له أجر على أصل المحبة الدافعة للمولد؛ إذا كان معذورًا في الحقيقة والباطن الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ لأن العذر ينفي مخالفته للشرع، ويبقى حسن القصد؛ فيؤجر عليه ...
والهوى المخلوط بالشبهة يكون الحكم فيه بحسب ما يغلب؛ فعدم العذر للخطأ في هذه الحالة ليس على إطلاقه، كما في هذا:
وإنما يرتفع هذا الأجر إما بعدم وجود حسن القصد وهذا موجود حتى في الذين معهم شبهة مثل الذين ينصبون المولد لرفع رياسة بدعهم وإما لاخنلاط حسن القصد بالهوى اختلاطاً يغلب فيه الهوى ولا يغفره الله ..
وحقيقة هذا الكلام:
إن الذي يقال: إنه غير معذور؛ هو معذور؛ لأنه إما أن يكون له عذر يعلمه الله، أو يكون معه هوى مخلوط بالشبهة (وهذا هو الغالب) وهذا يؤاخذ على هواه ويعذر لخطئه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فيظهر من هذا الحصر أنه لا يوجد من يكون غير معذور ...
أما كلامي فهو أن نفس المحبة مادامت وقعت (وهي لا تقع إلا مع حسن القصد) فهي محبة صحيحة يؤجر عليها ولا دليل على عدم أجره لانفكاك تلازمها مع العمل الجارحي فهي دافعة وليست ملازمة ..
وصف المحبة بالتي وقعت يعني أنها حادثة؛ فهي ليست المحبة المطلقة؛ فلابد لها من سبب (تصور) حادث؛ وقعت تبعًا له، ثم وقع العمل تبعًا لها؛ فالحكم عليها يتبع الحكم على التصور الذي وقعت تبعًا له؛ فإن كان صحيحًا؛ كانت صحيحة، وإن كان غير صحيح؛ كانت غير صحيحة؛ فلم تنفع صاحبها.
والعمل الجارحي لازم للمحبة الدافعة إليه، كما في حديث القلب، وهذا ملخص يوضح علاقة هذه الأعمال ببعضها، والفرق بين محبة النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة، والمحبة الدافعة إلى عمل المولد:
- معرفة رسول الله تستلزم محبة رسول الله، وهي تستلزم اتباعه وطاعته.
- اعتقاد أن المولد زيادة في محبة رسول الله يستلزم تعظيم المولد، وهو يستلزم اتخاذ المولد موسمًا.
فالعمل القلبي الذي استلزم عمل المولد هو تعظيم المولد، وليس محبة رسول صلى الله عليه وسلم.
فإن اعتقد أن المولد زيادة في محبة رسول الله بعذر أجر على قصده؛ لأنه قصد زيادة محبة الرسول؛ ولم يقصد العمل بعينه، وإن لم يكن له عذر؛ لم يؤجر على قصده؛ لأن قصده زيادة محبة الرسول بهذا العمل بعينه.
اقتباس: فعدم التعمد هو الخطأ، وعدم القصد، وسبب ذلك العذر
هذا خطأ فالعذر هو حكم الله في المخطئ وليس هو سبباً لعدم القصد .. والخطأ وعدم القصد يعمان في كلام الشيخ: (الخطأ والنسيان والجهل والتأويل).
العذر هو الحجة التي تزول بها المؤاخذة على مخالفة الحق، وهو الخطأ والنسيان والجهل والتأويل والشبهة والإكراه، وما إلى ذلك من وجوه العذر؛ فهو بهذا المعنى سبب لعدم القصد أو عدم التعمد بلا شك.
أما القول بأن العذر هو حكم الله في المخطئ فهذا كلام عن حقيقة اتصاف معين في أمر معين بالعذر، وليس هو معنى العذر.
اقتباس:
فالمحبة هنا صحيحة، ولكنها المحبة المطلقة؛ ليست المحبة الدافعة لعمل المولد ... فالمحبة الدافعة لعمل المولد لم تذكر هنا.
المحبة العامة تتجدد في قلب العبد فلما يحضر موعد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم يتذكره فتحركه المحبة لعمل ما يراه احتفاء بالمولد فالمسألة هنا بمنزلة تحريك دلوك الشمس للرغبة والرهبة الدافعة للصلاة ..
ليست المحبة العامة التي تتجدد هنا بل تعظيم المولد والاحتفاء به، كما سبق بيانه ...
اقتباس:
لا يمكن أن يكون العمل القلبي متعمدًا، والعمل الجارحي اللازم له غير متعمد!!!
كلا العملين تعمد لطاعة الله فأحدهما فسد لعدم المتابعة والآخر صحيح لا يوجد ما يفسده .. ومعنى قولي لا يقال عن القلبي غير متعمد أنه عمل صحيح تام وليس هو معصية لنسأل هل تعمده ام لا وإنما يسأل عن التعمد المتعلق بالعذر وغيره عند الأعمال الفاسدة في الظاهر .. ولا يقال للمصلي هل هو معذور أم لا وإنما يقال للكاذب هل هو معذور أم لا
هما كالشيء الواحد، كما سبق مرارًا.
اقتباس:
النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمدالغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداءالأربعة،
هذه مصادرة بل دعاوي أن الحمد كان على الغيرة الدافعة تلك .. ولا ترد بمجرد الدعوى المقابلة ..
اقتباس:
الفرق المذكور فرق مؤثر؛ لأنه يمكن تعليق الحكم عليه
إن كنت تقصد يمكن تعليق الحكم عليه من جهتك فهذا مسلم لكن الأوصاف المؤثرة إنما يبحث في إمكانية تعليق الحكم عليها من جهة الشرع ويثبت ذلك بإيراد فروع متفق عليها بين المتحاورين ولا يثبت بمجرد الدعوى ..
إذا لم يكن حمد الغيرة الحاملة على مخالفة الشرع، بل التي لا توافق غيرة الله تعالى؛ للعذر في مخالفة الشرع، ولا لأن المخالفة ليست حقيقية؛ فلماذا حمدت على الرغم من مخالفتها للشرع؟!
ودعواي: إن الحمد على الغيرة مع فساد العمل دليل في محل النزاع أما رتبة فساد العمل فليست مؤثرة في إثبات هذا القدر ..
رتبة فساد العمل ليست مؤثرة لو كان الحكم (الحمد) لا يمكن أن يتعلق بها.
وكلام ابن القيم إنما هو في صلاحية الغيرة عذراً مطلقاً وهذا نحن نقول به
هل قيل به هنا:
وشدة الغيرة ليست عذراً من الأعذار الشرعية وإلا لكانت شدة المحبة عذراً ..
اقتباس:
(يُتْبَعُ)
(/)
تعليل المخالفة غير صحيح؛ لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم لا يلزم أن يكون بخلاف المتعلق بعلم الله عزوجل ..
عبارتي هي:
اقتباس:
أما الغالب فلا يجوز الحكم بهذه الملازمة؛ لأن ما يظهر للقاضي أو الحاكم بخلاف المتعلق بعلم الله عز وجل ..
ومعنى بخلاف المتعلق بعلم الله أي إن حكمهما إنما هو اجتهاد يصيب حكم الله ولا يصيب أما المتعلق بعلم الله فهو قاطع وبالتالي فيتفقان ويختلفان فيمتنع الجزم بتلازمهما ..
إذا كان هذا هو معنى العبارة؛ فالعبارة التي خولفت بهذه العبارة، وهي:
الظاهر أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذر في الباطن.
ليس فيها الجزم بتلازمهما!! ومع ذلك حكم على هذا الكلام بأنه غير صحيح!!!
اقتباس:
لو سبق رده لما تكرر، وإنما سبق وصفه باستعمال مصطلحات الجدل والمنطق: مصادرة – تزيد – خلط – بالعكس - لا دليل في ذلك - دليل في محل النزاع؛ دون بيان وتعليل.
بالعكس يا مولانا فالتكرار في كلامك كثير جداً وفي مواضع سبق ردها وإنما تكرر أنت عرض الدعوى ودليلها بصيغ مختلفة رغم سبق الرد،وهذا هو الذي جرني أنا أيضاً للتكرار وهذا ظاهر جداً لكل من يقرأ الموضوع.
ينبغي ذكر أمثلة (ثلاثة على الأقل) من الكلام المكرر الكثير جدًا على الرغم من سبق الرد (الصحيح) عليه.
التكرار ظاهر جدًا، لكن سبق الرد غير ظاهر!!
أما البيان والتعليل فمجرد تطبيق معنى المصطلح المذكور سيُظهر لك أن كلامك كذلك بلا حاجة لمزيد شرح مني
لو ظهر أن الكلام كذلك لما طلب البيان والتعليل، والكاتب عليه أن يضع في اعتباره أنه يكتب لغيره لا لنفسه، وهذا يتطلب منه ذكر تفصيلات، وتحليلات يحتاجها القارئ، وإن كانت هي بدهية وأولية بالنسبة إليه.
واعتبر بهذا الموضع وطبق هذا عليه:
اقتباس:
النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمدالغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداءالأربعة،
هذه مصادرة بل دعوي أن الحمد كان على الغيرة الدافعة تلك وأن هذا هو مدلول النص الذي لا صارف له .. وهذا هو محل النزاع وأنت تكرر فيه دعوى مقابلة وليس حجة .. ولا ترد الدعاوى بمجرد الدعوى المقابلة ..
استدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حمد الغيرة، ولم يحمد الغيرة الدافعة إلى قتل الرجل من وجده يزني بزوجته دون إقامة الشهداءالأربعة؛ بقول الأنصار: يا رسول الله، لا تلمه؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة؛ فاجترأ رجلمنا أن يتزوجها من شدة غيرته.
ولم يسبق الرد على هذا الاستدلال مطلقًا على الرغم من تكرره. كما أنه لم يسبق للمستدل بهذا الحديث على حمد الغيرة المخالفة للشرع مطلقًا؛ تعليل ذلك وبيان مسوغه، مع أن الإطلاق يتطلب التعليل؛ لأنه على خلاف القياس الصحيح؛ ولذلك قيده المقيد بقيدين؛ جرت مناقشتهما ...
من نافلة القول أنني استفدتُ كثيراً من هذه المحاورة فلا يكن في صدرك حرج من بعض التخشين غير المقصود وأعتذر لك مما أعلم ومما لا أعلم.
بارك الله فيك ونفع بك ..
وقد أفدت أيضًا؛ فجزاك الله خيرًا، ولا أجد في نفسي؛ فقل ما شئت، ولم يكن منك ما يعتذر منه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 04:00]ـ
كيف يكون فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة؟
أي يفعل ما هو معصية في نفس الأمر على أنه طاعة وقربة ..
ليس فيها الجزم بتلازمهما!! ومع ذلك حكم على هذا الكلام بأنه غير صحيح!!!
الجزم أي تقرير التلازم وإلا فمجرد ظن التلازم خطأ ظاهر ..
فلماذا حمدت على الرغم من مخالفتها للشرع؟!
حمدت لأنها ليست مخالفة للشرع في نفسها وإن كانت قد دفعت لما هو مخالف للشرع فهذا لا يمنع صحتها في نفسها وهذا هو محل الدلالة ..
ليست المحبة العامة التي تتجدد هنا بل تعظيم المولد والاحتفاء به، كما سبق بيانه ...
دعوى .. ومجرد تقابل الدعوتان ليس حجة وبالتالي لا يكون هناك على إفساد المحبة حجة صحيحة ويبقى لنا أصل صحة العمل وعدم ما يفسده وحديث سعد ..
هما كالشيء الواحد، كما سبق مرارًا.
سبق بالادعاء وليس بالحجة ..
أما القول بأن العذر هو حكم الله في المخطئ فهذا كلام عن حقيقة اتصاف معين في أمر معين بالعذر، وليس هو معنى العذر.
خطأ
بل العذر والإعذار هما فعل الله ولا شيء أحب إليه من العذر من الله وإنما الجهل والتأويل ونحوهما هما الأسباب التي يبنى عليها العذر ويجمعها جميعاً إرادة الحق من جهة الله والرسول وعدم إرادة الباطل واختياره .. وكل من كان كذلك فهو معذور في الجملة .. ولا يرتفع العذر الباطن كلية إلا على صاحب الهوى الخالص أما من دونه فلا يرتفع عنه العذر وإن ارتفع في الظاهر ..
لأن قصده زيادة محبة الرسول بهذا العمل بعينه.
فما يزيد من المحبة بالمولد = فاسد ..
لكن المحبة التي حضرت بحلول موعد المولد والتي هيجتها الذكرى التي لا كسب للإنسان فيها = محبة صحيحة يؤجر عليها .. ومثلها المحبة التي يهيجها ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم فتنتج صيغة صلاة مبتدعة ..
فيظهر من هذا الحصر أنه لا يوجد من يكون غير معذور ...
غير المعذور كلية صنفان:
الأول: هو من لم يرد الحق من جهة الله والرسول أصلاً وإنما أراد محض المعصية من جهة أنها معصية ..
الثاني: من لم يجتهد أي جنس من أجناس الاجتهاد في هذه الإرادة ..
وأنه لا يصح أن تكون هي محبة النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة؛ ولم يناقش على الرغم من أنه سبب الخلاف، كما أشير إلى ذلك مرارًا وتكرارًا!!!
بل نوقش وبينا أنها محبة عامة تجددت بسبب خاص وهو موعد المولد كما تتجدد بذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم .. وأن هذا لا يمنع صحتها ولا يفيد فسادها .. فلم يُنتجها المولد ولم تنشأ عنه وإنما دفعت إليه وبينهما فرق ..
..
بارك الله فيك ونفع بك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 11:39]ـ
اقتباس:
كيف يكون فعل المعصية من جهة اعتبارها طاعة؟
أي يفعل ما هو معصية في نفس الأمر على أنه طاعة وقربة ..
السؤال عن الكيفية أو العلة، وليس عن معنى الكلام!!
اقتباس:
ليس فيها الجزم بتلازمهما!! ومع ذلك حكم على هذا الكلام بأنه غير صحيح!!!
الجزم أي تقرير التلازم وإلا فمجرد ظن التلازم خطأ ظاهر ..
خالفت القول بأن الظاهر أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه عدم العذر في الباطن؛ بتعليلٍ يخالف الجزم لا الاستظهار؛
فقيل لك: ولكن القول الذي خالفته ليس فيه الجزم بتلازمهما؛
فقلت هنا: وإن ... فمجرد ظن التلازم خطأ ظاهر،
فعاد السؤال الأول: لماذا (مجرد ظن التلازم خطأ ظاهر)!!!
فأنت لم تعلل حتى الآن مخالفة أو تخطئة القول بأن الظاهر (الأكثر) أن عدم العذر في الظاهر إذا توفرت في الحكم به الشروط المذكورة يلزم منه (يدل على) عدم العذر في الباطن، كما في كل أمر يعمل فيه بالأسباب!!!
اقتباس:
فلماذا حمدت على الرغم من مخالفتها للشرع؟!
حمدت لأنها ليست مخالفة للشرع في نفسها وإن كانت قد دفعت لما هو مخالف للشرع فهذا لا يمنع صحتها في نفسها وهذا هو محل الدلالة ..
يفهم من هذا أن الغيرة في نفسها (وليس نوعًا منها) قد تدفع إلى ما هو مخالف للشرع؛ فما الفرق بينها في حال دفعها إلى ما هو مخالف للشرع، وحال عدم ذلك، وحال موافقتها للشرع؟!!
أو متى تكون الغيرة في نفسها دافعة إلى ما هو مخالف للشرع، ومتى لا تكون الغيرة في نفسها دافعة إلى ما هو مخالف للشرع؟!!
اقتباس:
ليست المحبة العامة التي تتجدد هنا بل تعظيم المولد والاحتفاء به، كما سبق بيانه ...
دعوى .. ومجرد تقابل الدعوتان ليس حجة وبالتالي لا يكون هناك على إفساد المحبة حجة صحيحة ويبقى لنا أصل صحة العمل وعدم ما يفسده وحديث سعد ..
ألم تر البينة؟!! أين الجواب عما نوقش به الأصل المشار إليه، وحديث غيرة سعد رضي الله عنه؟!!
لماذا لا يجاب عن أقوال المخالف وإيراداته بالتفصيل كلمة كلمة، كما يفعل بكلامك، لا بالإجمال والانتقاء ... ؟!!
اقتباس:
هما كالشيء الواحد، كما سبق مرارًا.
سبق بالادعاء وليس بالحجة ..
ألم تر البينة؟! أليس في حديث العلاقة بين القلب والجسد حجة على ذلك؟!
اقتباس:
أما القول بأن العذر هو حكم الله في المخطئ فهذا كلام عن حقيقة اتصاف معين في أمر معين بالعذر، وليس هو معنى العذر.
خطأ
بل العذر والإعذار هما فعل الله ولا شيء أحب إليه من العذر من الله وإنما الجهل والتأويل ونحوهما هما الأسباب التي يبنى عليها العذر ويجمعها جميعاً إرادة الحق من جهة الله والرسول وعدم إرادة الباطل واختياره .. وكل من كان كذلك فهو معذور في الجملة .. ولا يرتفع العذر الباطن كلية إلا على صاحب الهوى الخالص أما من دونه فلا يرتفع عنه العذر وإن ارتفع في الظاهر ..
حديث: (لا شيء أحب إليه العذر من الله) لا ينافي ما قيل: إنه خطأ. فالعذر هنا بمعنى الإعذار، وهو إزالة العلل؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية (3/ 37): (ثبت في الحديث الصحيح [عن سعد بن عبادة رضي الله عنه أنه قال: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح؛ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أتعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني؛ ومن أجل غيرة الله؛ حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله؛ ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله؛ ومن أجل ذلك وعد الله الجنة)] فبين أنه سبحانه يحب أن يمدح، وأن يعذر، ويبغض الفواحش؛ فيحب أن يمدح بالعدل والإحسان، وأن لا يوصف بالظلم، ومن المعلوم أنه من تقدم إلى أتباعه: بأن: افعلوا كذا، ولا تفعلوا كذا، وبين لهم، وأزاح علتهم، ثم تعدوا حدوده، وأفسدوا أموره؛ كان له أن يعذبهم، وينتقم منهم، فإذا قالوا: أليس الله قدَّر علينا هذا؟! لو شاء الله ما فعلنا هذا؛ قيل لهم: أنتم لا حجة لكم، ولا عندكم ما تعتذرون به؛ يبين أن ما فعلتموه؛ كان حسنًا، أو كنتم معذورين فيه؛ فهذا الكلام غير مقبول منكم، وقد قامت الحجة عليكم؛ بما تقدم من البيان والإعذار).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل ما قيل في معنى العذر عبارات مختلفة باختلاف الاعتبار (العذر نفسه، الإعذار، قبول العذر أو الحكم به ... )، وليس فيها خطأ، وقد عرف في اللغة بما ذكر في الرد الذي قبل هذا ...
الجهل والتأويل ونحوهما هما الأسباب التي يبنى عليها العذر ويجمعها جميعاً إرادة الحق من جهة الله والرسول وعدم إرادة الباطل واختياره ..
بل يجمعها عدم إرادة العمل الذي وقع بسببها، أما المراد الحقيقي لصاحبها؛ فهو قصة أخرى!!
وكل من كان كذلك فهو معذور في الجملة .. ولا يرتفع العذر الباطن كلية إلا على صاحب الهوى الخالص أما من دونه فلا يرتفع عنه العذر وإن ارتفع في الظاهر ..
حاصل هذا الكلام، وكلام قائله كله: "كل من" [عمل عملاً مخالفًا لشرع الله؛ معتقدًا] "بجهل وتأويل ونحوهما"؛ [أنه حق أو حسن أو مشروع ... ]؛ فعنده "إرادة الحق من جهة الله والرسول، وعدم إرادة الباطل واختياره"؛"فهو معذور" "في الجملة"، "ولا يرتفع" "عنه" "العذر الباطن كلية"، "وإن ارتفع [عنه العذر] في الظاهر .. ".
س- لماذا لا يرتفع عنه العذر الباطن كلية؟!
ج- لأن سبب العذر له جهتان:
1 - الجهل والتأويل ونحوهما ...
2 - وإرادة الحق من جهة الله والرسول، وعدم إرادة الباطل واختياره.
فالجهل والتأويل ونحوهما من الأسباب التي يبنى عليها العذر؛ قد ترتفع بالبيان وإقامة الحجة ... أما إرادة الحق من جهة الله والرسول وعدم إرادة الباطل واختياره؛ فلا ترتفع مطلقًا؛ لأنها قد وقعت، ولأنها منفكة عن جهة العمل، ولأنها ليست معصية ...
والقول المخالف: أنه إذا ارتفع الجهل والتأويل ونحوهما؛ ارتفعت الإرادة التي معها؛ لأنها مبنية عليها ...
اقتباس:
فيظهر من هذا الحصر أنه لا يوجد من يكون غير معذور ...
غير المعذور كلية صنفان:
الأول: هو من لم يرد الحق من جهة الله والرسول أصلاً وإنما أراد محض المعصية من جهة أنها معصية ..
الثاني: من لم يجتهد أي جنس من أجناس الاجتهاد في هذه الإرادة ..
الأول سبق الكلام عليه آنفًا.
والثاني إن كان هو المقلد؛ فالمقلد قد يكون معذورًا؛ إذا لم يكن مقصرًا!! وإن لم يكن المقلد؛ فكيف وجدت عنده هذه الإرادة؟!
اقتباس:
لأن قصده زيادة محبة الرسول بهذا العمل بعينه.
فما يزيد من المحبة بالمولد = فاسد ..
لكن المحبة التي حضرت بحلول موعد المولد والتي هيجتها الذكرى التي لا كسب للإنسان فيها = محبة صحيحة يؤجر عليها .. ومثلها المحبة التي يهيجها ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم فتنتج صيغة صلاة مبتدعة ..
وأنه لا يصح أن تكون هي محبة النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة؛ ولم يناقش على الرغم من أنه سبب الخلاف، كما أشير إلى ذلك مرارًا وتكرارًا!!!
بل نوقش وبينا أنها محبة عامة تجددت بسبب خاص وهو موعد المولد كما تتجدد بذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم .. وأن هذا لا يمنع صحتها ولا يفيد فسادها .. فلم يُنتجها المولد ولم تنشأ عنه وإنما دفعت إليه وبينهما فرق ..
..
بارك الله فيك ونفع بك ..
بما أن المحبة الدافعة إلى عمل المولد وعمل المولد منفكان غير متلازمين، وبما أن المحبة الدافعة إلى عمل المولد محبة صحيحة يؤجر عليها، وبما أن المحبة الدافعة إلى عمل المولد هي حضور محبة النبي صلى الله عليه وسلم العامة وتجددها بسبب المولد؛ فكل مؤمن يريد أن يكون له هذا الأجر، دون إثم عمل المولد؛ فكيف يجلب هذه المحبة الدافعة إلى عمل المولد بدون عمل المولد؛ ليكون له أجر، دون إثم، ولاسيما المؤمن الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه، ويحب اتباعه، ويكثر من الصلاة والسلام عليه، أم أن هذه المحبة والأجر عليها؛ لا يكون إلا مع عمل المولد وإثمه؟!!!
ـ[بركتنا]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 12:26]ـ
بارك الله فيكم أحبتي(/)
الاحتجاج بحديث الدجال وفوائد المناظرة و أساليب الدعوة.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 01:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاحتجاج بحديث الدجال وفوائد المناظرة و أساليب الدعوة
الشيخ أبو هارون المختار الأخضر الطيباوي الجزائري.
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده.
أما بعد .....
من الأدلة التي يذكرها بعض الفضلاء في ترك مخاطبة المبتدعة ومجالستهم ـ مع ما بيّناه من ضوابط في هذه المسألة ـ احتجاجهم بحديث الدجال:" من سمع به فلينأ عنه، فو الله إنّ الرجل ليأتيه وهو يحسب أنّه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات"، و إن كان هذا الحديث قد استدلّ به من هو خير منا علما وعملا، إلاّ أنّه لا محل له في النزاع، وهو قياس بعيد ضعيف، وفي كلام السلف المتواتر ما يغني عن هذا الاستدلال، فالدّجال كما يعلمه أهل السنة المثبتين للأحاديث الواردة فيه مسلّط على الناس بالفتنة، لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمناظرته ومخاطبته، بل أمر بالهروب منه في رؤوس الجبال ومكة والمدينة، وأنّه يشطر الرجل شطرين ثم يأمره فيقوم مستويا، ويأمر السماء فتمطر، ويظهر للنّاس جنّة و نّارا وغير ذلك، ومن أوتي مثل هذه الأشياء وجعله الله فتنة للناس في آخر الزمان لا يقاس به المبتدع!.
وقد علمنا أنه أوتي خوارق من جنس الآيات، وهذه الخوارق لا تقابل إلاّ بما هو من جنسها، ولذلك يقتله عيسى عليه السلام.
أمّا المبتدع فما يشبه على الناس يمكن معارضته بما معنا من العلم والحق، وعليه كان هذا القياس ضعيفا جدا، من باب التضخيم.
وقد بيّن المحتج بمثل هذا الكلام أنّه إذا كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للردّ عليها فلا بأس بذلك، لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصّن به، وكان قادرا للردّ عليهم، فهذا تقييد لهذا الدليل، مع العلم أنّ الدّجال لا يجوز قربه بحال، ولو لمن كان عنده اعتقاد صحيح وقدرة على الردّ على المبتدعة فلا وجه للقياس.
وإذا نقلنا قول كبار الأئمة بجواز مناظرة المبتدعة في بعض الحالات، وأنّها قد تكون واجبة، وقد تكون جائزة مستحبة، وقد تكون محرمة إذا كان المناظر لا يقوى عليهم، كما نقل عدة أفاضل عن ابن عثيمين وغيره، قال شيخ الإسلام في " الدرء" {357/ 1}:" فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقّه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور و طمأنينة النفوس و ا أفاد كلامه العلم و اليقين"1، وهو الحق، ثم نقلنا قول أمثال ابن بطة:" فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة، ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا و دردا ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا"
فهذا تناقض بيّن إذا لم نوجّه النقول ونصرف كلا منها إلى منزلته وضوابطه، فإذا أخذنا قول ابن بطة على عمومه دون توجيه، فنقول: مَنْ مِنَ السّلف ناظر المبتدعة ولم يقمعهم ويقطعهم، وفتح لهم باب الانتشار، أحمد أم الشافعي أم الدارمي أم البربهاري وغيرهم؟، فلعلّ ابن بطة يقصد بعض أئمة الحديث المائلين إلى مذاهب المتكلمين، وهؤلاء ليسوا بحجة، لأنهم هم أنفسهم يحملون بعض عقائد المتكلمين، وهؤلاء من الأشاعرة الذين ناظروا المعتزلة والفلاسفة بحجج ضعيفة لم تكسرهم فزادوا الطين بلّة، قال شيخ الإسلام في " الصفدية " {268/ 2}:" وبسبب مناظرة هؤلاء للمتفلسفة حصل شرّ كثير في الإسلام، فإنّهم يناظرون بجهل كثير بالعقليات والسمعيات."
وإلاّ فإنّ السلف لم يكونوا كلهم مناظرين للمبتدعة، ولا كلّهم تكلّم في الاعتقاد كما نقلنا عن شيخ الإسلام، بل منهم من كان دوره حفظ السنّة وتدوينها وغير ذلك، ومنهم من كان دوره ردّ البدعة و قهرها.
حكم المناظرة و الجدال:
قال ابن القيم في " الصواعق المرسلة " {1274/ 4}:" و أمّا السلف فلم يكن ذمّهم للكلام لمجرد ذلك، ولا لمجرد اشتماله على ألفاظ اصطلاحية إذا كانت معانيها صحيحة ولا حرموا معرفة الدليل على الخالق وصفاته وأفعاله، بل كانوا أعلم الناس بذلك، ولا حرموا نظرا صحيحا في دليل صحيح يفضي إلى علم نافع، ولا مناظرة في ذلك، إما لهدي مسترشد، وإمّا لقطع مبطل بل هم أكمل الناس نظرا واستدلالا واعتبارا وهم نظروا في أصح الأدلة وأقومها."
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن تيمية في" الدرء" {184/ 7}:" أمّا جنس النظر والمناظرة فهذا لم ينه السلف عنه مطلقا، بل هذا إذا كان حقا يكون مأمورا به تارة ومنهيا عنه أخرى كغيره من أنواع الكلام الصدق، فقد ينهى عن الكلام الذي لا يفهمه المستمع أو الذي يضر المستمع، وعن المناظرات التي تورث شبهات وأهواء فلا تفيد علما ولا دينا.
ومن هذا الباب أنّه خرج [النبي صلى اله عليه وسلم] على طائفة من أصحابه وهم يتناظرون في القدر فقال:" أبهذا أمرتم أم على هذا دعيتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض وإنما نزل القرآن ليصدق بعضه بعضا لا ليكذب بعضه بعضا".
فإذا كانت المناظرة تتضمن أن كل واحد من المتناظرين يكذب ببعض الحق نهي عنها لذلك."
كذلك يقال: كلام ابن بطة عن الفترة التي كانت فيها السنة قوية، والمبتدعة بعض الرؤوس هنا وهناك يجهدون للدخول على الأئمة ومخاطبتهم، فكان ترك كلامهم أنفع الوسائل وأنجعها لقطع ضررهم على المسلمين، وهذا أشبه بقول سهل التستري:" إنما ظهرت البدعة على يدي أهل السنة لأنهم ظاهروهم وقاولوهم فظهرت أقاويلهم وفشت في العامة فسمعه من لم يكن يسمعه فلو تركوهم" "القرطبي" {139/ 7}.
فلا يقول أحدهم: أهل السنة هم سبب انتشار البدعة فليس هذا مراد سهل، ولكن الأصل كما قال شيخ الإسلام في " الدرء" أنّ السنة إذا كانت ظاهرة منتشرة معلومة للمسلمين لا يجوز مناظرة المبتدع وتمكينه من المخاطبة ولا التكفل بالرد عليه، إلاّ إذا كان في ذلك مصلحة مثل أن تكون هذه البدعة قد سرت في الناس أو أحسن الظن بها بعضهم، فليس كل الناس مبتدعة لسوء القصد بل فيهم المبتدعة بسبب فساد التصور، وهم بعض طلبة العلم وغالب العوام.
فمثل هذا النقل عن سهل و مثله عن ابن بطة إن لم نوجهه التوجيه الصحيح اعتقد الناس باطلا من الاعتقاد ونسبوا للسلف الجهل والظلم، وإذا تعين علينا الاعتماد على أقوال السلف:" فلا بدّ من أن تكون أقوالهم التي يعتمد عليها مروية بالإسناد الصحيح أو مدونة في كتب معروفة مشهورة، وأن نعلّق عليها بما يليق، وذلك ببيان الراجح من محتملاتها وتخصيص عمومها في مواضع، وتقييد مطلقها في أخرى، وجمع المختلف منها، وبيان علل أحكامها، حتى ندرك مقاصدهم ولا نتيه عنها."
فإذا ترك عوام المسلمين ومن لا قدرة عنده المناظرة فهذا معلوم ومتوجه، ولكن إذا وجد من علمائهم من يقدر عليها إذا احتجنا إليها فهذا هو المطلوب، قال النووي في"روضة الطالبين " {217/ 1.}:" يجب أن يكون في المسلمين من يقيم البراهين ويظهر الحجج ويدفع الشبهات ويحل المشكلات."
قال ابن تيمية في " الأصفهانية" {184/ 1}:" والمقصود هنا أن يعلم أنّه لم يزل في أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأنّ أمّته لا تبقى على ضلالة بل إذا وقع منكر من لبس حق بباطل أو غير ذلك، فلابدّ أن يقيم الله تعالى من يميّز ذلك، فلابدّ من بيان ذلك، ولابدّ من إعطاء الناس حقوقهم كما قالت عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ننزل الناس منازلهم " رواه أبو داود و غيره."
فالمناظرة من حيث جوازها أو عدمه ينظر للحاجة والمصلحة المرجوة منها، فلما كانت المناظرة في الفقه والعلوم العملية مفيدة للمتناظرين أكثر السلف منها على سبيل المذاكرة، قال ابن عبد البر في "التمهيد" {232/ 19}:" قال مصعب الزبيري سمعت مالك بن انس يقول: أدركت أهل هذا البلد يعني المدينة وهم يكرهون المناظرة و الجدال إلا فيما تحته عمل."
ولكن لما استطالت البدعة على السنة، وظهرت المبتدعة حتى دخل طائفة من السلف في البدعة بالتأويل فمال بعضهم للقدر وبعضهم للإرجاء ومذهب الحرورية وغير ذلك، نهض الأئمة يناظرون و يحذرون رحمة بمن وقع في البدع، ورحمة و حصانة لمن لم يقع فيها بعد، وكما نقلنا عن ابن القيم و ابن تيمية من ظن أن السلف كانوا يحرمون المناظرة لإظهار الحق وكشف البدعة والشبه فقد غلط عليهم، ولعل هذه الشبهة كانت منتشرة حتى في زمان مالك والشافعي، وكان بعض الناس يتهم السلف أهل الآثار بالغفلة وغير ذلك، قال الشافعي في" الأم" {17./6} ": أنتم تنسبون أصحابنا إلى الغفلة و أنهم لا يسلكون طريق المناظرة، فكيف صرت إلى الحجة."
(يُتْبَعُ)
(/)
فيجب حينئذ أن نفهم أن المناظرة من وسائل إقامة الحجة، فمن يخالفك في المنهج و العقيدة من المسلمين يرى ماهو عليه دينا صحيحا، فكيف يتركه بمجرد رغبتك، ولم تقيم عليه الحجة، قال الشافعي في " الأم" {218/ 4} في الباغين على الإمام العادل:" فإن لم يجيبوا قوتلوا ولا يقاتلون حتى يدعو ا ويناظروا إلا أن يمتنعوا عن المناظرة، فيقاتلوا."
وهذا الكلام قاله السلف في الزمن الأول مما يعني أن منهج المناظرة عن الحق، إذا توقف عليها إظهار الحق وإقامة الحجة منهج سلفي صحيح، وثابت عن كبار الأئمة وأعلام الأمة، قال الزرقاني في" شرح الموطأ" {286/ 3}:" وفيه أن المناظرة وطلب الدليل وموقع الحجة كان قديما من زمن الصحابة ولا ينكره إلا جاهل وأن الكبير لا يرتفع على الصغير ولا يمنع إذا علم أن ينطق بما علم، ورب صغير السن كبير العلم."
وعليه فالمناظرة منهج قرآني رباني ووسيلة من وسائل الأنبياء والمرسلين في دعوة الخلق إلى رب العالمين، قال القرطبي في " تفسيره" {286/ 3}:" في قصة مناظرة إبراهيم للنمرود، و تدل على إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة في القرآن والسنة من هذا كثير لمن تأمله، قال الله تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}، {إن عندكم من سلطان}،أي: من حجة، وقد وصف خصومة إبراهيم عليه السلام قومه ورده عليهم في عبادة الأوثان كما في سورة الأنبياء وغيرها، وقال في قصة نوح عليه السلام: {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا}، وكذلك مجادلة موسى مع فرعون ذلك من الآي فهو كله تعليم من الله عز وجل السؤال والجواب، والمجادلة في الدين لأنّه لا يظهر الفرق بين الحقّ والباطل إلاّ بظهور حجة الحق ودحض حجة الباطل، وجادل رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الكتاب وباهلهم بعد الحجة ... وتحاج آدم وموسى فغلبه آدم بالحجة، وتجادل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم السقيفة، وتدافعوا وتقرروا وتناظروا حتى صدر الحق في أهله، وتناظروا بعد مبايعة أبي بكر في أهل الردة، ذلك مما يكثر إيراده، وفي قول الله عز وجل فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم} دليل على أن الاحتجاج بالعلم مباح شائع لمن تدبر."
أساليب الدعوة:
وقد بين الله في كتابه أسلوب الدعوة فقال:" اُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "، قال في " فتح القدير" {2.3/ 3}:" فقال: ادع إلى سبيل ربك وحذف المفعول للتعميم لكونه بعث إلى الناس كافة و سبيل الله هو الإسلام، الحكمة أي: بالمقالة المحكمة الصحيحة،قيل: وهي الحجج القطعية المفيدة لليقين و الموعظة الحسنة وهي المقالة المشتملة على الموعظة الحسنة التي يستحسنها السامع، وتكون في نفسها حسنة باعتبار انتفاع السامع بها،قيل وهي الحجج الظنية الاقناعية الموجبة للتصديق بمقدمات مقبولة، وقيل: وليس للدعوة إلا هاتان الطريقتان، ولكن الداعي قد يحتاج مع الخصم الألدّ إلى استعمال المعارضة والمناقضة، ونحو ذلك من الجدل، ولهذا قال سبحانه: {وجادلهم بالتي هي أحسن} أي بالطريق التي هي أحسن طرق المجادلة، وإنما أمر سبحانه بالمجادلة الحسنة لكون الداعي محقا وغرضه صحيحا، وكان خصمه مبطلا وغرضه فاسدا، إنّ ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله، لما حثّ سبحانه على الدعوة بالطرق المذكورة بيّن أنّ الرشد والهداية ليس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنّما ذلك إليه تعالى، فقال: إنّ ربك هو أعلم أي هو العالم بمن ضل ومن يهتدي وهو أعلم بالمهتدين، أي بمن يبصر الحق متعنت، وإنما شرّع لك الدعوة وأمرك بها قطعا للمعذرة وتتميما للحجة وإزاحة للشبهة."
قال ابن القيم في " الصواعق المرسلة" {1276/ 4}:"فذكر سبحانه مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو فإنه إمّا أن يكون طالبا للحقّ راغبا فيه محبّا له مؤثرا له على غيره إذا عرفه فهذا يدعى بالحكمة ولا يحتاج إلى موعظة ولا جدال، وإمّا أن يكون معرضا مشتغلا بضد الحق ولكن لو عرفه آثره واتّبعه فهذا يحتاج مع الحكمة إلى الموعظة بالترغيب والترهيب، وإمّا أن يكون معاندا معارضا فهذا يجادل بالتي هي أحسن فإن رجع إلى الحق وإلاّ انتقل معه في الجدال إلى الجلاد إن أمكن."
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمجادلة بالتي هي أحسن وإبداء كل أوجه الحق للإقناع أو لقطع الدابر مطلوب شرعا في الدعوة إلى الله وإن خالف في ذلك بعض الناس، قال شيخ الإسلام في"النبوات" {157/ 1}:"وطائفة تظن أنّ الكلام الذي ذمّه السّلف هو مطلق النظر والاحتجاج والمناظرة ويزعم من يزعم من هؤلاء أن قوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن} منسوخ بآية السيف، وهؤلاء أيضا غالطونٍ { ... } وقوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم}،وقوله: {وجادلهم بالتي هي أحسن} ليس في القرآن ما ينسخهما ولكن بعض الناس يظن أن من المجادلة ترك الجهاد بالسيف وكل ما كان متضمنا لترك الجهاد المأمور به فهو منسوخ بآيات السيف، والجهاد و المجادلة قد تكون مع أهل الذمة و التهمة و الأمان ومن لا يجوز قتاله بالسيف، وقد تكون في ابتداء الدعوة كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يجاهد الكفار بالقرآن، وقد تكون لبيان الحق و شفاء القلوب من الشبه مع من يطلب الاستهداء و البيان."
فوائد مناظرة2 المبطل:
ثم ذكر ـ رحمه الله ـ فائدة مناظرة المبطل فقال:" فلمناظرة المبطل فائدتان:
أحدهما: أن يرد عن باطله ويرجع إلى الحق.
الثانية: أن ينكفّ شره وعداوته ويتبيّن للناس أنّ الذي معه باطل"
هذه بعض التوضيحات تجعل كلام السّلف الصالح كلّه حقا يشدّ بعضه بعضا، ولعلّ المطالع لكتب الجرح والتعديل وكتب التراجم سيجد فيها من الأمثلة العدد الكثير، ولعلّ حياة شيخ الإسلام وما حصل من خير للأمة بسبب مناظراته لا ينكره إلاّ مراغم يبخس الناس أشياءهم، ولا يدري فضل هذا الرجل عليه إلى اليوم، قال شيخ الإسلام:" ولمّا ظهرت عليه الحجة أخذ يستعفي عن المناظرة يذكر أنّه منقطع بالجدال ""المجموع {{375/ 29}.
ولكن كيف مع معاملة أهل السنة للمبتدعة بالهجر وترك المناظرة انتشرت البدعة حتى كادت السنة تموت من أواخر المائة الثالثة إلى يومنا هذا، ما هي الأسباب التي أدت إلى انتشار البدعة في المسلمين؟.
لاشكّ أن قول ابن بطة صحيح إلى حد ما، ولكن يجب توجيهه، فإن إطلاقه وأهل السنة قلّة قليلة رؤوس هنا وهناك، والبدعة مستشرية، ثم الاعتقاد أنّ في ترك مخاطبتهم ومناظرتهم، ومن ورائهم جمهور المسلمين، ممن يعتقدون إمامتهم، أنهم سيموتون غيظا وكمدا، ولا يجدون سبيلا إلى إظهار بدعتهم فهذا لا يقوله عاقل، لا ابن بطة ولا غيره، فلزم توجيه كلام ابن بطة وجهته الصحيحة، مع العلم أنّ الرجل كان على طريقة حديثية صارمة، ولم يكن ممن يدخل في العقليات ويجادل بها، ولذلك ذكر عنه الأئمة في مسألة الحركة والانتقال التوقف، بخلاف المعروفين بالمناظرة كالدارمي والبخاري وابن تيمية وغيرهم بخصوص الحركة، قال شيخ الإسلام في " المجموع" {52/ 6}:" وأما أبو عبد الله بن بطة فطريقته طريقة المحدثين المحضة."
وعليه أقول: كلام الأئمة كثير ليس بنقله برمّته يتقرّر الحق، بل بنقل الكلام الذي يدلّ عليه كتاب الله وسنة نبيه تحفظ السنة، فمن كلام بعض السلف ما هو مرجوح، والعلماء أمثال ابن تيمية إذ تركوا بعض هذا الكلام فليس لعدم معرفتهم به، بل لأنه لا يمثل القاعدة الشرعية عندهم.
فمن الأئمة من يذكر النقول كل النقول، ولا يقننها، ولا يقعدها، ولا يستخرج منها المقاصد الشرعية والأصول الكلية، وهؤلاء لا يحرّرون النزاع، بخلاف كبار أئمة السنّة كما بينا مذاهبهم.
فالذي يظهر من كلام ابن بطة أنّه يتكلم عن فترته، وفي فترته انتشر مذهب أهل السنة بكثافة بفضل مناظرات أهل السنة وجدالهم عنه بالعلم والبيان، وثباتهم في السجون أمام الجلد والقهر والقتل، وصارت الدولة لهم، ولكن بعد فترته بقليل ظهر الأشاعرة وكانوا أولا منتسبين للإمام أحمد فلم يقم عليهم الأئمة بالردّ والمجابهة، ولم يعرفوا حالهم بعد كما عرف أحمد حال المعتزلة والكلابية، فلمّا ترك لهم المجال مفتوحا يقولون ما يريدون، ويفعلون ما يشتهون،حتى ظنّ غالبية النّاس أنّ مذهب أهل السنة هو مذهب الأشاعرة، وصار ينتسب إليهم بعض أهل الحديث وسكت آخرون، فلم يجد نفعا ما قام به القلة من الردّ عليهم، إلاّ حفظ اعتقاد أهل السنة في انتظار أن يعمّ الله على هذه الأمة بأئمة يقومون بواجباتهم في كسر البدعة بالحجّة والدليل، ولعل ما ذكره شيخ الإسلام في " التسعينية" مما يخص تاريخ انتشار الأشعرية، وكيف كان
(يُتْبَعُ)
(/)
حال المسلمين في تلك الفترة مما لا داعي لذكره الآن.
وهذا المقام يحتمل كلاما كثيرا ليس هذا موضعه، والملخص أنّ كلام ابن بطة حق، إمّا نوجهه مع كلام باقي الأئمة، وإمّا نتركه مطلقا فنصير متناقضين.
فلا يزال في المسلمين من يسمع من المنافقين و الكافرين و المبتدعين و الفاسقين، وتنطلي عليه حيلهم وشبهاتهم في كل مكان وزمان، وهؤلاء يجب حفظهم وتحصينهم، ولا يكون ذلك إلى بالمناظرة والرد، والمناظرة لا تعني المشافهة في جميع الأحوال، فإنها قلما تقع، وقلما يرضى المبتدعة أن يناظروك إذا عرفوا ما تحمل من حجج، ولكن تتبع كتاباتهم، مقالاتهم بالردّ هو منهج أهل السنّة الواضح والبين، وهو أصل المنهج، و يره من أمور وسائل لا يجب أن تعارض الأصل أبدا.
قال ابن القيم:"القلم الجامع هو قلم الردّ على المبطلين، ورفع سنّة المحقّين، وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها وبيان تناقضهم وتهافتهم وخروجهم عن الحقّ ودخولهم في الباطل"
وقال شيخ الإسلام:" الرادّ على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحي بن يحي يقول: الذبّ عن السنّة أفضل الجهاد"
المقصود أنّ مقالات السلف وكتبهم في الردّ على المبتدعة ومناظرتهم كثيرة جدا، وابن بطة نفسه كان من القائمين على المبتدعة بالردّ والكشف، وإذا كان يخشى من مجالستهم العدوى بشبهاتهم، فالعلّة قائمة في النظر في كتبهم، فإذا جاز النظر فيها للعلماء وطلبة العلم القادرين، جاز لهم مناظرتهم، فالأمر يدور على الضوابط المعروفة فيجب ترك الإطلاق3 لأنه ليس مذهبا لأهل السنة.
قال شيخ الإسلام "الدرء" {173/ 7}:"جنس المناظرة بالحق فقد تكون واجبة تارة و مستحبة أخرى، وفي الجملة جنس المناظرة و المجادلة فيها محمود ومذموم ومفسدة و مصلحة وحق و باطل"
الرد بالأدلة العقلية:
استشهد بعضهم بقول أبي مظفر السمعاني:"ولا يرون رد كلامهم بدلائل العقل، وإنّما كانوا إذا سمعوا بواحد من أهل البدعة أظهروا التبري منه ونهوا الناس عن مجالسته ومحاورته والكلام معه وربّما نهو عن النظر إليه"
قلت: قوله: " إذا سمعوا بواحد من أهل البدعة" يشعر أنّ البدعة كانت ظاهرة شاذة، بخلاف هذا العصر الذي يمكن أن تقول فيه: "إذا سمعت بواحد من أهل السنة " وأنا أدعوك إلى أن تعدهم في بلدان المسلمين في مصر وسوريا والأردن والجزائر والمغرب وغيرها لتعرف كم هم؟
وهذا يعني كما أسلفنا القول أنّ السنة كانت قوية والبدعة ضعيفة، فكان أهل السنة يعاملونها بالهجر والعقوبة حتى تخمد، ولذلك قال:" ونهوا الناس" عندما كان الناس يسمعون لأهل السنة ويستجيبون لهم؟.
جاء في بعض الروايات أن الإمام احمد لما دخل في المحنة وصار يناظر ـ رحمه الله ـ أمام المعتصم، وتكالبت عليه المعتزلة وقف المسلمون خارج القصر يحملون المحبرات و الأقلام قد استعدوا ليكتبوا ما يقول، ولم يلتفتوا إلى الخليفة و حاشيته و علمائه، بل عرفوا أن ما يخرج من أحمد هو مذهب السلف الصالح، وعندما يكون العالم من أهل السنة بمثل هذه المكانة كيف لا يتبعه الناس إذا حذر من مبتدع أو أمر بهجره، فأين هذا الصيت والمكانة من وضعنا في هذا الزمان؟
ثم بماذا نال أحمد هذه المكانة، بتركه المبتدعة يصولون ويجولون على الحق أم بقيامه بالمناظرة والمجادلة والردّ والصبر على الحق؟
قوله:" ولا يرون رد كلامهم بدلائل العقل" على إطلاقه غير صحيح فماذا يقصد السمعاني؟
هل يقصد من دلائل العقل: علم الكلام، والجدال في العقيدة بالرأي والقياس، أم يقصد العقل بإطلاق حتى يتناول الفطرة والضرورة والبديهة، مما معناه أنّ العقل لا يقود إلاّ إلى الباطل، كأنّه من صناعة المبتدعة أو الكفار، وليس من أسباب الهداية العامة التي أنعم الله بها على الخلق كالفطرة الصحيحة.
إنّ العقل الصحيح لا يعارض الكتاب، لأنّ مصدرهما واحد هو الله، فالذي أنزل الكتاب هو الذي خلق العقل، ولم يخلقه ليعارض الكتاب والرسل والحق، بل خلقه ليفهم الكتاب ويقود إليه، ولذلك يعيب الله على الكفار أنهم لا يعقلون، ولكن لما كان العقل قاصرا عن إدراك الحقائق بمفرده فهو بمنزلة قوة الإبصار في الإنسان لا تقضي شيئا بمفردها، إن لم تصادف النور، فالكتاب بالنسبة للعقل كالنور بالنسبة للعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه، فالعقل من أقوى أسباب الردّ على المخالفين إذا سخر للكتاب والسنة، وهذا كان منهج السلف الصالح في الفترات التي ظهرت فيها البدع العقلية، أمّا قبل ذلك فالأمر مختلف، أقصد أنّ السلف كانوا إذا حاجّهم مبتدع بالنصوص ردّوا عليه بالنصوص، وإذا حاجهم بتأويل النصوص ردوا عليه برد تأويله، وإذا حاجهم بدلالة اللغة ردوا عليه بدلالة اللغة4، وإذا حاجهم بدلالة العقل ردوا عليه بدلالة العقل ولكنهم دائما يجعلون كلام الله ورسوله أولا ثم يعضدوا الرد باللغة والعقل والضرورة، كما هو ظاهر في مناظرة أحمد للجهمية، وكلامه عن حجة المعتزلة في التركيب بذكر مثال النخلة، وكما فعله غيره.
قال شيخ الإسلام في" الدرء" {172/ 7}:" والمقصود هنا أنّ السلف كانوا أكمل الناس في معرفة الحق وأدلته، والجواب عما يعارضه وإن كانوا في ذلك درجات، وليس كل منهم يقوم بجميع ذلك، بل هذا يقوم بالبعض، وهذا يقوم بالبعض، كما في نقل الحديث عن النبي وغير ذلك من أمور الدين"
وعليه وجب فهم كلام الأئمة والتفريق بين مدلول العقل عندهم، ومدلوله عند المتكلمين، لأن المتكلمين جعلوا العقل أصل دليلهم والنقل تابع له، بخلاف أهل السنة الذين جعلوا النقل هو الأصل والعقل تابع له، ولبيان هذه المسألة أكثر حتى لا تقع شبهة أخرى أقول:
من المعلوم أنّ العقل قد يقود إلى الحق وقد يقود إلى الباطل، مثله مثل الزهد والتجرد، فمن العقلانيين والمتجردين من قادهم العقل والتجرد إلى معرفة الحق مطلقا، ومنهم من قادهم إلى الباطل، وهذا يستلزم أنّ العقل والتجرّد ليسا من الأدلة الهادية، لأن الدليل الهادي هو الدليل التام والكامل، أي: الذي لا يقود إلاّ إلى الحقّ، ولذلك كانت الرسالة أو النقل الصحيح هي الدليل الهادي، فالعقل وإن استقلّ بالعلم وهو محل له، وكذلك القلب، ولكنهما لا يستقلان بمفردهما دون دليل الرسالة: النقل في العلم الإلهي، ولذلك كان المسلمون بإزاء العقل على مواقف متباينة:
فأما المتكلمون والمتفلسفون ومن في ضمنهم فقد جعلوا العقل وحده أصل علمهم، وأفردوه دون سائر الطرق الأخرى، وجعلوا القرآن والإيمان تابعين له، فالمعقولات عندهم هي الأصول الكلية الأولية المستغنية بنفسها عن الإيمان والقرآن، فإذا جاءوا إلى العقيدة لم يقبلوا النصوص الصحيحة والآيات وإجماع السلف الصالح حتى يعرضوها على أصول عقلية منطقية كلية، فيعرضونها على نظريتهم في الجواهر والأعراض، وعلى مقولات المنطق، فينفون الصفات أو لا يثبتون حقيقتها لأنها تقتضي التركيب على مفهوم التركيب المنطقي المبني على مقولة الكم المتصل والكم المنفصل والغير والجزء والافتقار.
فهذا هو العقل الذي ذمه السلف وعابوه، ولم يجعلوه طريقا لهم في العلم.
أمّا المتصوفة فيذمون العقل ويعيبونه، ويرون أنّ الأحوال العالية والمقامات الرفيعة لا تحصل إلاّ مع عدمه ويقرّون بأمور يكذّب به صريح العقل، فيمدحون السكر والجنون والوله والحيرة وأحوال لا تكون إلاّ مع زوال العقل و التمييز.
فأعلى المقامات عندهم الفناء الذي هو عبارة عن تلاشي و اضمحلال قدرة التمييز العقلي حتى تختلط الموجودات في الذهن، فالمتصوفة يمدحون زوال العقل، وليس هذا مذهب السلف الصالح.
أمّا العقل عند أهل السنة فهو شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال، وبه يكمل العلم والعمل، ولكنه لا يستقل بذلك، فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة، والأقوال المخالفة للعقل باطلة، والرسل جاءت بما يعجز العقل عن دركه، لم تأت بما يعلم بالعقل امتناعه، لكن المسرفين في العقل قضوا بوجوب أشياء وجوازها وامتناعها لحجج عقلية بزعمهم اعتقدوها حقا صحيحا، وهي باطل وغلط عارضوا بها النبوات، أمّا المعرضون عن العقل فصدقوا بأشياء باطلة ودخلوا في أحوال وأعمال فاسدة، وخرجوا عن التمييز الذي فضل الله به بني آدم على غيرهم
ومن أهل الحديث من يقترب إلى المتكلمة فيعارض به السنن الثابتة، ومنهم من يقترب إلى المتصوفة فيعزله عن محل الولاية، ومثل ما هم في العقل هم في الوجد و التجرد سواء بسواء"المجموع"بتصرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد مدح الله العقل والعلم والفقه في غير موضع فقال: {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا} "الفرقان"، وقال: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} "الأعراف"، وقال: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} "الملك".
فالقرآن مدح التفكر والتدبر والتذكر والنظر والاعتبار والفقه والعلم والعقل والسمع والبصر والنطق، فمدح العلم و أسبابه وكماله، وعليه تعرف أنّ جنس عدم العقل والفقه لا يحمد بحال في الشّرع، بل يحمد العلم والعقل، ويؤمر به أمر إيجاب أو أمر استحباب، فهو يختلف باختلاف الشخص نوعا وعينا، إمّا لأنّه لا منفعة فيه لك أنت، أو لأنه يمنعك من علم نافع، وقد ينهى عنه إذا كان فيه مضرة لك.
ذلك أنّ من العلوم ما هو في الحقيقة جهل كعلم الفلسفة والكلام والتقليد الفاسد، ومن العلوم النافعة ما يضر بعض النفوس المريضة، لأنها تستعين به على إدراك أغراضها الخسيسة الفاسدة كالرآسة على الناس، أو الحصول على المال، كمن يحفظ القرآن وهو عمل وعلم نافع ليقرأ به على القبور و يأخذ المال، أو يتعلم الفقه ليجادل به أهل الحق ويترأس على الناس، هذه العلوم النوافع هي في مثل هذه الحالة كالمال للفاجر الفاسق، هذا في جنس العلم، وكذلك في جنس القوة التي يدرك بها العلوم، وهي القوة العقلية، وإن كان عدم جنسها في الإنسان مذموما، فإن بعض الناس لو جن لكان خيرا له، فإنه يرتفع عنه التكليف، وبالعقل يقع في الكفر والفسوق و العصيان" الاستقامة".
"ومن خلال هذا التفصيل تعلم الصواب فيما تنازع فيه أهل العلم في مسألة النظر في العلوم الدقيقة و الاستدلال فيها و الكلام عنها، فمنهم من لم يفرق بين أهل المعرفة بها و أهل الحاجة من أهلها، ويوجبون الإعراض عن تفاصيلها، وبإزاء هؤلاء من يأمر بها كل واحد، والقول الصواب أن نقول: يكره العلم إذا كان كلاما بغير علم، أو حيث يضر، فإذا كان كلاما بعلم ولا مضرة فيه فلا بأس به، وإن كان نافعا فهو مستحب، فلا إطلاق القول بالوجوب يكون صحيحا، ولا إطلاق القول بالتحريم يكون صحيحا، وهذا مثله مثل التقليد والاجتهاد جائز للقادر على الاجتهاد، والتقليد جائز للعاجز عن الاجتهاد" أصول الفقه ضمن المجموع".
أقول هذا لأن من أهل السنة الآن من يعادي العقل كأن بينهما عداوة، وله حساسية اتجاهه يحس بالنقص أمامه، وقد يظن أنّ العقل يخالف الكتاب ويعارضه، وليس في الكتاب أدلة عقلية وبراهين عقلية قاطعة فيقصر دلالة الكتاب على الخبر ـ كما فعل المعتزلة والأشاعرة، الذين قالوا: علم الكلام هو الحجاج عن العقيدة بالعقل كابن خلدون الأشعري، كأنّ الكتاب يحتاج إلى العقل الفلسفي والكلامي للدفاع عنه ـ، ويجرّده من البراهين، وهذا اعتقاد فاسد أوجب انصراف الناس عن استمداد العلوم من القرآن لهذا الشعور.
قال شيخ الإسلام في " الدرء" {285/ 5}:" ممّا يوضح الأمر في ذلك أنك لا تجد من سلك هذه السبيل وجوز على الأدلة السمعية أن يعارضها معقول صريح ينافيها إلا وعنده ريب في جنس خبر الله ورسوله، وليس لكلام الله ورسوله في قلبه من الحرمة ما يوجب تحقيق مضمون ذلك، فعلم أن هذا طريق إلحاد ونفاق لا طريق علم وإيمان.
ونحن نبين فساد طريق هؤلاء بالطرق الإيمانية والقرآنية تارة وبالأدلة التي يمكن أن يعقلها من لا يستدل بالقرآن والإيمان، وذلك لأنا في مقام المخاطبة لمن يقر بأن ما أخبر به الرسول حق، ولكن قد يعارض ما جاء عنه بعقليات يجب تقديمها عليه، وإذا كنا في مقام بيان فساد ما يعارضون به من العقليات على وجه التفصيل، فذلك ولله الحمد هو علينا من أيسر الأمور
ونحن ولله الحمد قد تبين لنا بيانا لا يحتمل النقيض فساد الحجج المعروفة للفلاسفة والجهمية والقدرية ونحوهم التي يعارضون بها كتاب الله، وعلمنا بالعقل الصريح فساد أعظم ما يعتمدون عليه من ذلك، و هذا ولله الحمد مما زادنا الله به هدى وإيمانا فإنّ فساد المعارض مما يؤيد معرفة الحق ويقويه، وكل من كان أعرف بفساد الباطل كان أعرف بصحة الحق.".
فيجب في كل الأحوال تنزيل أقوال السلف على المقاصد، فلا نظلمهم، ولا نظلم أنفسنا، و يسلم لنا المنهج بكامله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام في " بيان تلبيس الجهمية " {445/ 1}:
" ولم يقل أحد من أئمة السنة: إن السني هو الذي لا يتكلم إلا بالألفاظ الواردة التي لا يفهم معناها، بل من فهم معاني النصوص فهو أحق بالسنة ممن لم يفهمها، ومن دفع ما يقوله المبطلون مما يعارض تلك المعاني، وبين أن معاني النصوص تستلزم نفي تلك الأمور المعارضة لها فهو أحق بالسنة من غيره."
فليس من السنة الجمود على ألفاظ لا تردّ بدع المبتدعة، بل بأيّ مصطلح لا يعارض مدلوله الكتاب والسنة يتم دفع المعارض للسنة فذاك هو السنة، السنة تقرير الحق ورّد ما يخالفه، ليست السنّة ترك الباطل يصول على كتاب الله وسنة نبيه، قال من رفع الذل والهوان على أهل السنة المتأخّرين وجعلهما على المبتدعة والضالين: شيخُ الإسلام ابن تيمية في" بيان تلبيس الجهمية" {ص:283/ 1}:
" وليس المراد بذلك أنهم لم ينطقوا بهذا اللفظ (الحد)، فإنه قد تجّدد بعدهم ألفاظ اصطلاحية يعبّر بها عمّا دلّ عليه كلامهم في الجملة، وذلك بمنزلة تنوّع اللّغات، وتركيب الألفاظ المفردات."
والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين.
أرزيو/ الجزائر في 27/ 07/2009
مختار الأخضر طيباوي
الهامش:
--------------------------------------------
1 - كما يقال عندنا:" النار تخلف الرماد" قام بعض الشباب السلفي عندنا بمناقشة أقرانهم من الأشعرية أو بالأحرى بمناظرتهم، فلما انتهى القول إلى بعض سفاسف المنطق انقطع السلفيون وقالوا لخصومهم: أمهلونا ثلاث سنوات، فبعدما كان أهل السنة يمهلون المبتدعة ليأتوا بحجج تحد لهم، صار أتباع السلف يمهلون أنفسهم ليأتوا بالحجج، ولو مكث هؤلاء في بيوتهم لكان خيرا لهم، ومع ذلك تجدهم يحشرون أنفسهم ويرتبون العلماء في جداول، وهل يرتب العلماء من لا يعرف مرتبة نفسه؟
وقد اجتمع بعض الشباب من طلبة العلم الذين لم يبق ـ في ذهنهم ـ بينهم وبين العلماء إلاّ شبرا أو أقلّ بمجموعة من الشيعة فقال السني: التوحيد ثلاثة أقسام، فقال له الشيعي: هل يمكن أن أكتب هذا الكلام؟ قال السني: نعم، فكتبه الشيعي في قصاصة ثم قال للسني: هل هذا كلام الله أو كلام رسوله؟ قال السني: لا، قال الشيعي: يمكن إذا تمزيقه؟ فحار السني ولم يحر جوابا!.
ومرجع هذا الاضطراب عند السني عدم التمييز بين الأدلة الجدلية والأدلة العلمية، و أنه تلقى هذه المقولة مجرّدة عن أدلة استنباطها معتقدا أنّ الأمة توافقه على هذا التقسيم لمجرد أنّه يذكر مصطلحات لا يذكرونها.
وبعد أن التقيت بهذا السني و أخبرني بالموضوع قلت له: كان يمكن أن تأخذ ورقة وتقول لهذا الشيعي: السماء زرقاء، والأرض كروية الشكل، وأنت هنا معي لا يمكن أن تكون في قم، ثم تسأله إن كانت هذه المسائل حقا ولن يستطيع إنكارها ثم مزق الورقة، وقل له بعد ذلك: كون هذه المسائل يمكن تمزيقها لا يعني أنها ليست بحق، وكذلك قسمة التوحيد، فهذا دليل جدلي ثم تنقل له من القرآن ما يقرر قسمة التوحيد.
2 - كنت قد ذكرت في المقال السابق موقف كبار أئمة السلف من المناظرة، وبينت أنّها أسلوب قرآني في الدعوة إلى الله، وأنّ الأنبياء ناظروا قومهم وأعداءهم،كما كنت قد بينت أنّ وجه تحذير السلف منها له شروط، منها أن يكون الحق ظاهرا والبدعة غير متمكنة، ففي مثل هذه الحالة ترك مناظرة المبتدع أفضل له وللمسلمين وأقطع لشره، ومنها أن يكون المناظر ضعيفا يخشى أن يستطيل عليه المبتدعة، وهذا نقل آخر عن ابن القيم يوضح أحوال المناظرة، قال في " الصواعق" {1276/ 4}: " فأمّا المناظرة فتقسم إلى محمودة ومذمومة والمحمودة نوعان، والمذمومة نوعان، وبيان ذلك أنّ المناظر إمّا أن يكون عالما بالحق، وإمّا أن يكون طالبا له، وإمّا أن لا يكون عالما به ولا طالبا له، وهذا الثالث هو المذموم، وأمّا الأولان فمن كان عالما بالحق فمناظرته التي تحمد أن يبين لغيره الحجة التي تهديه، وإن كان مسترشدا طالبا للحق،أو تقطعه أو تكسره إن كان معاندا غير طالب للحق ولا متبع له، أو توقفه و تبعثه على النظر في أدلة الحق، إن كان يظن أنه على الحق و قصده الحق."
3 - إذا نقلنا قول أبي منصور معمر بن أحمد:" ثم من السنة ترك الرأي والقياس في الدين وترك الجدال والخصومات وترك مفاتحة القدرية وأصحاب الكلام، وترك النظر في كتب الكلام وكتب النجوم" فلا شك أنه يقصد الرأي المذموم والقياس الضعيف والجدال المذموم، فمن الرأي ما هو محمود، ومن القياس ما هو صحيح شرعي دل عليه القرآن والسنة والإجماع، وكذلك الجدال الحسن قد أمر الله به، وترك النظر في الكتب مما أصله بدعة كالكلام والتنجيم والفلسفة والمنطق، لا يتناول كتب الفقه والحديث وغير ذلك مما أصله مشروع مشترك بين المسلمين، فيجب دائما تقيد الإطلاقات حتى لا يقع سوء الفهم، فيأتي بعض طلبة العلم فيحرّم الرأي المحمود، ويعادي جنس القياس، وجنس العقل، وجنس الجدال، ولا يفرق بين المحمود والمذموم، ويترك النظر في كتب الفقه وأصوله والحديث، لأنّ كتبتها مبتدعة دون تمييز بين تركها لأجل عدم تشييخهم، وبين تركها لأن أصلها بدعة باطلة.
4 - فلما احتجّ المبتدعة ببيت من الشعر على نفي الاستواء ردّ عليهم الأئمة بدلائل اللغة، ونقلوا عن ابن الأعرابي قوله:" العرب لا تقول للرجل استولى على العرش حتى يكون له فيه ضد، فأيهما غلب قيل استولى عليه، والله لا مضاد له، وهو على عرشه كما أخبر".
ذكر ابن بطة عن ابن الأعرابي، قال:" أرادني ابن أبي داود أن أطلب في بعض لغات العرب ومعانيها الرحمن على العرش استولى فقلت: والله ما يكون هذا " بيان تلبيس الجهمية " {434/ 1}
وقال ابن عباس لرجل لم يفهم الرؤية: ألست ترى السماء فقال: بلى، قال أتراها كلها، قال لا، فبين له أن نفي الإدراك لا يقتضي نفي الرؤية.(/)
أشكو إلى الله ذلّ قومي - عبدالله بن الصالح العثيمين-
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 03:51]ـ
أشكو إلى الله ذلّ قومي
عبدالله الصالح العثيمين
كان العرب - قبل ظهور الإسلام - قوماً كثر بينهم التنازع، وفشت لديهم مظاهر الفرقة. لكنهم اتصفوا بصفات عظيمة منها إباء الضيم ورفض الذل. وشاء الله سبحانه، لحكمة بالغة أن يصطفي منهم خاتم الأنبياء والمرسلين، فأنزل على نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - كتابه الكريم بلسان عربي مبين، كما شاء - جلّ جلاله - أن يختار لذلك النبي العربي المصطفى خير قومه من العرب طليعة لحمل الرسالة العظيمة إلى العالمين. فرضي الله عن أولئك الطليعة، وجزاهم خير الجزاء على حملهم ما حملوا من رسالة، وقيامهم بما قاموا به من جهود فذّة.
وخلف من بعد أولئك الطليعة خلف تأسّى بعضهم بهم، فقاموا بأعمال جليلة، وبذلوا جهوداً ذكرتها الأجيال المتعاقبة، فشكرتها، وقدّرتها. لكن تعاقب الزمن، ليالي وأياماً، وشهوراً وأعواماً، وعقوداً وقروناً، أتى بآخرين لم يقتدوا بما اقتدى به الذين كانوا خير خلف لخير سلف.
فتفرّقوا شيعاً، وأحزاباً، كل شيعة مقدّسة لفكرتها، وكل حزب فرح بما لديه. وبلغ هذا التفرّق درجة من السوء جعلت بعضاً من المنتسبين إلى هذه الأمة يتعاون مع أعدائها من قادة الاستعمار الغربي، حتى نال هؤلاء الأعداء ما نالوا من احتلال لأقطارها، ونهب لخيرات ثرواتها، وأصبح زعماء أمتنا العربية - إلا من ندر - وبالاً عليها، مستسيغين للذلّ، مستمرئين للهوان.
وكان كاتب هذه السطور قد نشر في هذه الصحيفة الغراء (بتاريخ 21 - 11 - 1422هـ) مقالة عنوانها: (الإذلال والتذلّل). ومما أشرت إليه في تلك المقالة ما قام به الصهاينة من إذلال لجميع فئات المقاومة الفلسطينية، بل لأولئك الذين قدّموا لهم تنازلاً بعد آخر، وما ارتكبه حلفاؤهم المتصهينون من بطش وتصفية وإذلال للعرب بالذات في أفغانستان، وما أقدم عليه عملاؤهم من الأفغان بحيث كان الواحد من أولئك العملاء يقبض على العربي هناك ويسلّمه للمتصهينين المحتلين لتلك البلاد مقابل خمسين دولاراً. ومما أشرت إليه، أيضاً، ما ورد في الإذاعة البريطانية حينذاك من أن أحد الجنرالات الفرنسيين قد نشر كتاباً اعترف فيه - بل وافتخر - أنه شخصياً عذّب وقتل أربعة وعشرين جزائرياً خلال جهاد الشعب الجزائري لنيل استقلاله واستعادة هويّته، التي من أسسها المتينة اللغة العربية. وكان أن حوكم ذلك الجنرال، فحكم عليه بدفع ستة آلاف دولار. وذلك يعني أن من أصدر الحكم عدّ ثمن الجزائري، الذي عُذّب وقتل مائتين وخمسين دولاراً.
على أني لم أشر في تلك المقالة إلى كثير من حوادث الإذلال وتقبّل الذلّ. ومن ذلك ما حدث عندما قام صهيوني قادم من فلسطين المحتلة بإذلال أكثر من عشرين طفلاً مصرياً، واتضح أن أكثرهم قد أصيب نتيجة ذلك بأمراض قاتلة، فاكتفي بإبعاد ذلك الصهيوني المجرم عن مصر.
ومنه ما قام به قادة الجيش الصهيوني في حرب 1967م من أمر الأسرى من الجيش المصري ليتمدّدوا على الأرض، ثم جعل الدبابات تمشي فوق أجسادهم ولم تقم الحكومة المصرية، التي وقعت اتفاقية كامب ديفيد، بالمطالبة آنذاك بمعاقبة من ارتكب تلك الإهانة الإجرامية. ولم أشر، أيضاً، إلى تلك الإهانة التي وجهها قادة الكيان الصهيوني لزعماء العرب، وذلك عندما أقدم أولئك القادة باجتياح مدن فلسطين المحتلة بعد حرب 1967م قبل أن يجفّ مداد بيان أولئك الزعماء العرب في مؤتمر قمتهم ببيروت.
على أن مأساة فلسطين تبقى أم المآسي العربية. وما احتلال العراق، وما ارتكبه فيه من احتلّوه من جرائم وإرهاب، بمعزل - في أهدافه الكبرى - عن أهداف الصهاينة المحتلين لفلسطين. وكنت قد كتبت قصيدة على لسان جريح فلسطيني عنوانها: (تساؤلات أمام العام الجديد). وذلك بعد مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبها أتباع شخصية لبنانية أصبح يشار إليها بالبنان الآن. ومما ورد في تلك القصيدة:
أيُّ عامٍ ذلك العام الجديد؟
ما الذي يحمل من أسرار بيداء الزمان السرمدية؟
كنت بالأمس أغنّي
لتباشير السَّحَرْ
كنت أشدو
مثلما تشدو ملايين البشرْ
كلما لاحت على الكون رؤى عامٍ جديد
...
كنت أرجو أن أرى لي
في فلسطين بيارقْ
أن تعيد القدس
من جيشي فيالقْ
أن أرى يافا الشجيَّه
تتباهى
مثلما كانت .. عروساً عربيه
...
وانقضى بالأمس عامٌ
وُئدت فيه أحاسيس الكرامه
علَّمتني فيه أمريكا المهانه
علَّمتني كيف أصغي
لترانيم اليهود
كيف أتلو
عبث التلمود من فوق المنابر
كيف تختار الزعامات
لشارون السجود
كيف تهدي
جنده المحتلّ باقات الورود
...
أيُّ عام ذلك العام الجديد؟
ما الذي تخفيه من أسراره
سود الليالي؟
تركت من قبله بيروتَ
آلافُ السواعد
وأقام الغدر
في صبرا وشاتيلا مجازر
كم لنا في غيبه المجهول
من صبرا وشاتيلا
وبيروت جديده؟
كم مجزرة ارتكبها الصهاينة بعد صبرا وشاتيلا ضد الشعب الفلسطيني؟
وكم كأس ذلٍّ تجرَّعها قومي؟ أشكو إلى الله ذلك الذلّ.
______________________________ ________
الأثنين 13 ,صفر 1427
العدد 12219
جريدة الجزيرة السعودية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 01:46]ـ
بارك الله فيك. هذا كله بسبب الإبتعاد عن الدين الإسلامي فإلى الله المشتكى
ـ[أم تميم]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 03:37]ـ
إلى الله نشكو ضعفنا وقلَّة حيلتنا وهواننا على النَّاس ..
نسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم ردًّا جميلًا ..(/)
نص للأشعري يناقض مذهبه
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 01:42]ـ
نص للأشعري يناقض مذهبه
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأشاعرة في مسألة القدر في الحقيقة على مذهب الجبرية , وقولهم بالكسب إنما هو حيدة وهروب من القول بالجبر الصرف , وعند التحقيق مؤدى الكلام واحد؛ فالجبرية المحضة وهم الجهمية لا يرون للعبد قدرة ولا تأثيرا على الفعل.
والأشاعرة لا يرون للعبد تأثيرا حقيقيا ولكن عند مقارنة الفاعل للفعل , تكون القدرة والإرادة المؤثرة هي قدرة وإرادة الله , والعبد ليس له إلا المقارنة فقط من غير قدرة حقيقية ولا فعل حقيقي.
قال الشهرستاني -وهو من أئمة الأشاعرة-: فالجبرية الخالصة: هي التي لا تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل أصلا.
والجبرية المتوسطة: هي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلا
فأما من أثبت للقدرة الحادثة أثرا ما في الفعل وسمي ذلك كسبا فليس بجبري.
الملل والنحل (1|84)
وقوله أن من أثبت للقدرة الحادثة أثرا ما .. . هو في الحقيقة سفسطة لأن النتيجة واحدة والمؤدى والثمرة واحدة وهي سلب فعل وقدرة العبد على الفعل.
فلو سألت أشعريا هل تثبت للعبد فعلا وقدرة , فيجيب: نعم نثبت للعبد قدرة وفعلا؟ وعند الاستفصال عن حقيقة هذا الفعل والقدرة هل هو حقيقي؟ فتكون الإجابة أنها قدرة غير مؤثرة!
فمادامت قدرة العبد غيرة مؤثرة فلا فرق في الحقيقة بين قول الجبرية وبين قولهم , إلا الخديعة والحيدة والهروب إلى لفظ الكسب أو المقارنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان مذهب الأشعري في أفعال العباد: ولم يقل هي فعلهم في المشهور عنه إلا على وجه المجاز بل قال هي كسبهم وفسر الكسب بأنه ما يحصل في محل القدرة المحدثة مقرونا بها ووافقه على ذلك طائفة من الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي وأحمد.
وأكثر الناس طعنوا في هذا الكلام , وقالوا: عجائب الكلام ثلاثة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري.
وأنشد في ذلك:
مما يقال ولا حقيقة تحته = معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال= عند البهشمي وطفرة النظام.
منهاج السنة (1|459)
سبب قولهم بذلك
قال ابن رشد: وأما الذي قاد المتكلمين من الأشعرية إلى هذا القول [فهو] الهروب من القول بفعل القوي الطبيعية التي ركبها الله تعالى في الموجودات التي ها هنا، كما ركب فيها النفوس وغير ذلك من الأسباب المؤثرة، فهربوا من القول بالأسباب لئلا يدخل عليهم القول بأن ها هنا أسباباً فاعلة غير الله.
الكشف عن مناهج الأدلة (92)
قول الأشعري الذي فيه رد على الأشاعرة
قال الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين (279):" الذى تفرد به جهم القول بأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان , وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط , والكفر هو الجهل به فقط , وأنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا الله وحده , وأنه هو الفاعل وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز كما يقال تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس وإنما فعل ذلك بالشجرة والفلك والشمس الله سبحانه إلا أ نه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل , وخلق له ارادة للفعل واختيارا له منفردا له بذلك كما خلق له طولا كان به طويلا ولونا كان به متلونا. انتهى
وهذا القول الذي نسبه الإمام الأشعري إلى تفردات جهم هو بعينه قول الأشاعرة!
ولذلك لم يقبل مذهبهم الإمام الجويني ورد عليهم في مسألة الكسب , وبين أن للعبد قدرة مؤثرة وذلك في كتابه النظامية.
والله أعلم
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 01:51]ـ
عودًا حميدًا شيخنا عبدالباسط ..
فلكم اشتقنا إليكَ وإلى موضوعاتك ..
واصل وصلكَ الله بالخير ..
ولا تغب مرة آخرى!
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 01:59]ـ
بارك الله فيك , تنبيه صغير فقط هناك من قال بفناء النار (إبن القيم و شيخه إبن تيمية) رحمهم الله.
الأشاعرة تفرقوا كثيرا ليس في هذا القول فقط.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 02:06]ـ
جزاك َ الله ُ خيرا ً شيخَنا / عبد َ الباسط بن َ يوسف الغريّب
ـ[أم تميم]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 03:13]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 03:22]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا
بارك الله فيك , تنبيه صغير فقط هناك من قال بفناء النار (إبن القيم و شيخه إبن تيمية) رحمهم الله.
الأشاعرة تفرقوا كثيرا ليس في هذا القول فقط.
أولاً: نسبة القول الى شيخ الاسلام لا يصح,
بل كتبه رحمه الله مليئة بعكس ذلك (!!) كمجموع الفتاوى وبيان تلبيس الجهمية وغيرهما,
ووجودها في كتبه -كما أشار بن القيم في حادي الأرواح- إنما هو للرد عليها.
ثانياً: تراجع بن القيم عن قوله ذلك في كتبه كالوابل الصيب وطريق الهجرتين.
وهناك كتاب قيم للشيخ الحربي تناول فيه هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 04:22]ـ
بارك الله فيكم و دمتم خدمة للإسلام و المسلمين شكرا يأشجعي
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 08:03]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 01:33]ـ
موقف الاشاعرة مع اهل السنة اتفق فى وجه وخالف فى اخر فالاشاعرة اتفقوا مع اهل السنة بان افعال العباد مخلوقة واختلفوا معهم فى تاثيرقدرة العبد على الافعال فالمقدور عندهم يحدث عند القدرة الحادثة وهى نظرية الكسب ومى اقتران المقدور بالقدرة الحادثة فالمسببات تحدث عند الاسباب بينما القول عند اهل السنة حدوث المسببات بالاسباب وربطها بمشيئة الله وقدرته واقول ان نقد نظرية الكسب شئ والقول بان قولهم هو قول الجهم شئ اخر بعيد عن الصواب فالجهمية ينفون الفعل عن حقيقته باضافته لرب العالمين وليس للعبد عندهم فعل لاكسبا ولاخلقا فهم لاينسبون للعبد فعلا وهذا غير قول الاشاعرة فهم ينسبون الفعل للعبد اكتسابا او اتصافا وهو قول ابى بكر وهذا خلاف قول الجهمية بنفى نسة الفعل للعبد واختلافهم فى تاثير القدرة الحادثة للمقدور مع اهل السنة وبكل المقاييس فقول الاشاعرة غير قول الجهمية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 08:17]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن النتيجة واحدة فالجهمية صرحت بوضوح نفي قدرة العبد وتأثيره والأشاعرة قالوا له قدرة غير مؤثرة سواء سميت كسبا أو مقارنة , فالنتيجة الحتمية واحدة وهي سلب قدرة العبد وتأثيره.
وتسمية ذلك كسبا إنما هو حيدة وتلبيس في الحقائق.(/)
علماء المغرب و التصوف
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 08:49]ـ
لم يعرف الاسلام التصوف في زمن الرسول (ص) و صحابته و التابعين، ثم جاء جماعة من الزهاد لبسوا الصوف فاطلقوا هذا الاسم عليهم، و يتوخى المتصوفة تربية النفس و السمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف و المشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية، ولذا جنحوا في السمار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية: الهندية والفارسية واليونانية المختلفة. كدأب أن انحراف يبدأ صغيراً، ثم ما يلبث إلا أن يتسع مع مرور الأيام فقد تطور مفهوم التصوف في القرن الثاني للهجرة إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام، وتحريم تناول اللحوم، والسياحة في البراري والصحاري، وترك الزواج، وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة.
و قد تختلف الصوفية الاوائل عن الصوفية المتاخرة التي انتشرت فيها البدع اكثر من سالفتها، يقول الامام الجنيد رحمه الله الذي يلقب بشيخ الصوفية: " علمنا مضبوط بالكتاب و السنة، من لم يحفظ الكتاب، و يكتب الحديث، و لم يتفقه، لا يقتدى به" و قال ايضا " الطرق كلها مسدودة على الخلق الا من اقتفى اثر رسول الله (ص) و اتبع سنته و لزم طريقته، فان طرق الخير كلها مفتوحة عليه" و قال الشيخ ابو سعيد الخراز "كل باطن يخالف الظاهر فهو باطل" و قال بعض الصوفية "اصولنا ستة:التمسك بكتاب الله تعالى و الاقتداء بسنة رسول الله (ص) و اكل الحلال و كف الاذى و اجتناب الاثام و اداء الحقوق" فيحنئذ يكون التصوف صحيحا موافق لشريعة الاسلام و لا يناقضها، اما ما احدث فيه من بدع و ضلالات فهذا ما لا يقره الاسلام.
و من ابرز الماخذ التي تاخذ على الصوفية_الحلول والاتحاد، وحدة الوجود، الشرك في توحيد الألوهية وذلك بصرف بعض أنواع العبادة لغير الله تعالى، الشرك في توحيد الربوبية وذلك باعتقادهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون ويعلمون الغيب، الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم، الغلو في الأولياء، الادعاءات الكثيرة الكاذبة، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة، تساهلهم في التزام أحكام الشرع، طاعة المشايخ الخضوع لهم، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم، التجاوزات الكثيرة التي ما أنزل الله بها من سلطان، في هيئة ما يسمونه الذكر، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم و غيرها كثير ... _ تلك الاعتقادات و الضلالات و البدع التي تخرج صاحبها من الاسلام، و ذلك عندما اعرضوا عن الكتاب و السنة و منهج السلف الصالح اوحى اليهم الشيطان ما اوحى. يقول الامام ابن القيم رحمه الله " و من كيده _اي الشيطان_ ما القاه الى جهال المتصوفة من الشطح و الطامات و ابرزه لهم في قالب الكشف من الخيالات فاوقعهم في انواع الاباطيل و الترهات و فتح لهم ابواب الدعاوى الهائلات و اوحى اليهم ان وراء العلم طريقا ان سلكوه افضى بهم الى كشف العيان و اغناهم عن التقيد بالسنة و القران فحسن لهم رياضة النفوس و تهذيبها و تصفية الاخلاق و التجافي عما عليه اهل الدنيا و اهل الرياسة و الفقهاءو ارباب العلوم و العمل على تفريغ القلب و خلوه من كل شيئ حتى ينتقش فيه الحق بلا واسطة تعلم فلما خلا من صورة العلم الذي جاء به الرسول نقش فيه الشيطان بحسب ما هو مستعد له من انواع الباطل و خيله للنفس حتى جعله كالمشاهد كشفا و عيانا فاذا انكره عليهم ورثة الرسل قالوا: لكم العلم الظاهر و لنا الكشف الباطن و لكم ظاهر الشريعة و عندنا باطن الحقيقة و لكم القشور و لنا اللباب فلما تمكن هذا من قلوبهم سلخها من الكتاب و السنة و الاثار كما ينسلخ الليل من النهار ثم احالهم في سلوكهم على تلك الخيالات و اوهمهم انها من الايات البينات و انها من قبل الله سبحانه الهامات و تعريفات فلا تعرض على السنة و القران و لا تعامل الا بالقبول و الاذعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلغير الله لا له سبحانه ما يفتحه عليهم الشيطان من الخيالات و الشطحات و انواع الهذيان و كلما ازدادوا بعدا و اعراضا عن القران و ما جاء به الرسول كان هذا الفتح على قلوبهم اعظم"
لقد فتح التصوف المنحرف باباً واسعاً دخلت منه كثير من الضلالات والبدع التي تخرج صاحبها من الإسلام ف التصوف الحق ان صح التعبير هو العمل بالسنة و اتباع ما انزل الله على رسوله. يقول ابراههيم بن محمد " اصل هذا المذهب ملا زمة الكتاب و السنة، و ترك ما احدثه الاخرون و المقام على ما سلك الاولون"
و قد تباينت مواقف المغاربة كغيرهم من التصوف فابطلوه علماء السنة و الكتاب الذين يقتدى بامرهم و يعتبر بعلمهم. فاشتهر جماعة من علماء المغرب بالرد على الصوفية و الرد على بدعهم المخالفة للسنة و شهدوا لائمتهم بالابتداع و الاحداث، و منهم على سبيل المثال لا الحصر:
1 - الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن موسى العبدوسي المتوفى سنة 849ه في رسالته" جواب في الرقص و الشطح عند الذكر" ابطل فيها الشطح و الرقص و الصياح و لطم الصدور و هز الرؤوس بالعنق في حالة الذكر المزعوم.
2 - العلامة الشيخ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي في كتابه "معضلات العصر" و هو مقال في الرد على التيجانيين و قد طبعه علامة الجزائر ابن باديس و سماه "الجواب الصريح في بيان مضادة الطريقة التيجانية للاسلام الصحيح".
3 - الشيخ العلامة تقس الدين الهلالي له كتاب "الهدية الهادية للطائفة التيجانية" و كان رحمه الله مشهورا بمعادات المتصوفة معروفا بانحرافه عنهم.
4 - العلامة الشيخ ابن طوير الجنة احمد بن عمر الوداني المتوفى سنة1266ه في كتابه "فيض المنان في الرد على مبتدعة الزمان" انكر فيه عددا من بدع الصوفية كزعمهم رؤية الله و رؤية النبي و ان النبي يحضر معهم مجالس الذكر و بين ان الكرامات و الفراسة التي يدعيها الصوفية لا حقيقة لها و ان ذلك يقع بين الكافر و المسلم، و ابطل الرقص و التواجد حال الذكر، و ذكر ان اول من احدثه السامري.
5 - الشيخ العلامة احمد بن محمد المرنيسي سنة 1277ه في كتابه "انكار الرقص و الطار" انكر في الرقص حال الذكر، كما يفعله ارباب الطرق الصوفية بشتى انواعها.
6 - الشيخ العلامة ابو عبد الله الغالي بن محمد الحسني العمراني اللجائي الفاسي المتوفى سنة1289ه في كتابه "ابطال الشبه و رفع الالباس في الرد على من صوب في تقييد له خطا الناس" انكر فيه على المتصوفة اجتماعهم على الذكر و الرقص، و عد من البدع، اجتماع الصوفية على الرقص و الذكر على صوت واحد الى غير ذلك من البدع التي نص عليها.
7 - الشيخ العلامة محمد بن العربي العلوي المتوفى سنة1384ه في كتابه "فتوى لعلماء القرويين بادانة صلاة الفاتح لمحمد الفاطمي التيجاني".
8 - السلطان العلوي المولى عبد الحفيظ في كتابه "كشف القناع عن اعتقاد طوائف الابتداع المتقولين الذين حادوا عن منهاج السنة و احدثوا اعتقادات لم ترد عمن شرح الدين و السنة".
9 - الشيخ العلامة ابو عبد الله محمد بن المدني كنون المتوفى سنة 1302ه في كتابه "الزجر و الاقماع بزواجر الشرع المطاع لمن يومن بالله و رسوله و يوم الاجتماع عن الات اللهو و السماع" و هو في ابطال الذكر الصوفي و الرقص و الذكر جماعة و غير ذلك من البدع.
10 - العلامة المورخ احمد بن خالد الناصري المتوفى سنة1315ه في كتابه "تعظيم المنة في نصرة السنة" تكلم فيه على عدد من بدع الصوفية،منها: رقص الفقراء حول الميت بعد تغسيله و الشطح و الرقص الصوفي و اتخاذ الشيخ للتربية و الذكر الجماعي و الذكر بالاسم المفرد، و ذكر من مصطلحاتهم الحادثة الفناء و البقاء و الغوث و الاقطاب و الابدال.
11 - العلامة ابي الحسين الصغير المكناسي السوسي في رسالة له ابطل فيها البدع التي احدثها المتصوفة كالذكر الجماعي و الشطح و اتخاذ الشيخ في التربية و التسابيح و احداث الطرق الصوفية.
12 - العلامة الشيخ عبد الله بن ادريس السنوسي الفاسي المتوفى سنة1350ه و قد اشتهر بمعاداة المتصوفة الكاذبين مقرعا لهم، مسفها احلامهم، مبطلا ارائهم،مبالغا في تقريعهم، و لم يرجع عن ذلك منذ ان اعتقده و لا قل من عزمه كثرة معاداتهم له.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - العلامة عبد الحفيظ بن محمد الفاسي الفهري المتوفى سنة1383ه في كتابه "رياض الجنة" و قد اكثر من التشنيع على تقي الدين النبهاني احد اقطاب الصوفية و المتصوفة عموما.
14 - العلامة محمد كنوني المذكوري مفتي رابطة علماء المغرب،كان شديدا على المتصوفة و كان يفتي بمعاداتهم و انكار بدعهم.
15 - الشيخ العلامة عبد الرحمن محمد النتيفي الجعفري الزياني المتوفى سنة 1385ه فقد الف كتبا عديدة في انكار بدع الصوفية منها:"حكم السنة و الكتاب في وجوب هدم الزوايا و القباب" و "تنبيه الرجال في نفي القطب و الغوث و الابدال" و "الدكر الملحوظ في نفي قراءة اللوخ المحفوظ" و "الارشاد و السداد في فضل ليلة القدر على ليلة الميلاد" و "القول الفائز في عدم التهليل وراء الجنائز" و "القول الجلي في عدم تطور الولي" و "الميزان العزيز في الرد على كتاب الابريز " و "تحفة الاماني في الرد على اصحاب التيجاني" و "الزهرة في الرد على غلو البردة" و "الحجج العلمية في رد غلو الهمزية" و "اصفى الموارد في الرد على غلو المطربين المادحين لرسول الله و اهل الموائد" و "الدلائل البينات في البحث في دلائل الخيرات و شرحه مطالع المسرات" كل هذه الكتب و غيرها كثير جدا لا زالت مخطوطة عند احد طلبته بمدينة تارودانت.
16 - العلامة الاديب ابو عبد الله محمد بن اليمني الناصري الجعفري المتوفى سنة 1391ه في كتابه "ضرب نطاق الحصار على اصحاب نهاية الانكسار" و هو كتاب صاعقة على المتصوفة و الاهم فيه انه قرظه15 عالما و اديبا و شاعرا مغربيا و اثنوا على مؤلفه و تاليفه ثناءا عطرا.
17 - الشيخ العلامة محمد المكي الناصري المفسر المعروف و وزير الاوقاف سابقا في كتابه "اظهار الحقيقة و علاج الخليقة".
18 - العلامة السلفي احمد الخريصي المتوفى سنة 1403ه في كتابه "المتصوفة و بدعة الاحتفال بمولد النبي " تحدث فيه نشا التصوف و تطوره عبر التاريخ،و تسارع المتصوفة الى البدع و المبتدعات و اغراقهم في ذلك.
19 - العلامة الشيخ محمد الجزولي سنة 1393ه في رسالته "لاطرق في الاسلام" كتبها لشيخ الطائفة التيجانية بالرباط.
و لو ظفرت بمن شئت من علماء المغرب المعادين للتصوف لعدوا و ما احصوا و لكن طلبا للاختصار انقل اليك بعض اقوال فحول المغاربة في التصوف:
ا- العلامة المفسر الكبير ابو عبد الله القرطبي الاندلسي المغربي، يقول في تفسيره: " و على التفسيرين ففيه رد على الجهال من الصوفية الذين يرقصون و يصفقون و يصعقون و ذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء و يتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت".
ب- و يقول العلامة المغربي الاندلسي قاهر المبتدعة الامام ابو اسحاق الشاطبي في كتابه الاعتصام "و ذلك انه وقع السؤال عن قوم يتسمون بالفقراء_اي المتصوفة_يزعمون انهم سلكوا طريق الصوفية فيجتمعون في بعض الليالي و ياخذون في الذكر الجهري على صوت واحد ثم في الغناء و الرقص الى اخر ذلك و يحضر معهم بعض المتسمين بالفقهاء،يترسمون برسم الشيوخ الهداة الى سلوك ذلك الطريق هل هذا العمل صحيح في الشرع ام لا.
فوقع الجواب: بان ذلك كله من البدع و المحدثات المخالفة طريقة رسول الله و طريقة اصحابه و التابعين لهم باحسان".
واختم الكلام بما ذكره الشيخ العلامة الفقيه ابو بكر الطرطوشي محمد بن الوليد الفهري المغربي الاندلسي المالكي:" مذهب الصوفية بطالة و جهالة و ضلالة، و ما الإسلام إلا الكتاب الله،و سنة رسوله، و أما الرقص و التواجد، فأَوّل مَنْ أَحثه أصحاب السامريّ،لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار, قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون, فهو دين الكفار, وعبّاد العجل. وأما القضيب فأوّل مَن اتخذه الزَّنادقة،ليشغلوا به المسلمين عن كتابِ الله تعالى. وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أصحابه، كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوّابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحلّ لأَحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم،هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين".
فهؤلاء جميعا ردوا على التصوف و على عقائدهم ففي ذلك عبرة و اعظم دليل على ان علماء المغرب لا زالوا مناهضين لبدع المتصوفة،رادين اباطيلهم مبطلين خرافاتهم.
و لا يغرنك كثرة المتصوفة المغاربة في العصور المتاخرة، لان عصور الانحطاط لا عبرة بها في ميزان النقد و الاعتبار. و لو ظفرت بمن شئت من المغاربة المتاخرين ممن اثنوا على التصوف لم يعشروا معشار مثل ابي بكر الطرطوشي و ابي عبد الله القرطبي و غيرهم،فهؤلاء علية القوم و جلة علماء المغرب في ذلك العصر.
--------------------------------------------------
المراجع:
- اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن قيم الجوزية
- ما هي الصوفية و ما دورها في الجهاد الاسلامي للدكتور طارق الطواري عن موقع صيد الفوائد.
- معلومات مهمة من الدين لا يعلها كثير من المسلمين للشيخ محمد بن جميل زينو
- علماء المغرب و مقاومتهم للبدع و التصوف و القبورية و المواسم للشيخ مصطفى باحو و قد استفدت كثيرا من هذا الكتاب فجزى الله الشيخ خير جزاء.
- سير اعلام النبلاء للامام ابو عبد الله الذهبي.
- جريدة السبيل العدد 51و53.
جمع واعداد
الياس الهاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 09:00]ـ
التصوف لأنهم كانوا يلبسون الصوف وهناك كتاب قيم فضائح الصوفية فشتان بين من يتبع سنة الرسول صلى الله عليه و سلم و من يزيغ عنها.
فبارك الله فيك على الموضوع القيم و جعله في ميزان حسانتك
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 01:23]ـ
أول من نبه على ضلالات الصوفية في المغرب والأندلس-حسب ما أعلم- هو العلامة ابن حزم رحمه الله
((من كتاب الفصل))
((وما قدرنا أن أحداً ممن ينتمي إلى أهل الإسلام ولا إلى أهل الكتاب ينطلق لسانه بهذا حتى رأينا المعروف بابن الباقلاني فيما ذكر عنه صاحبه أبو جعفر السمناني قاضي الموصل أنه قد يكون في الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم من هو أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم من حين يبعث إلى حين يموت فاستعظمنا ذلك وهذا شرك مجرد وقدح في النبوة لا خفاء به وقد كنا نسمع عن قوم من الصوفية أنهم يقولون أن الولي أفضل من النبي وكنا لا نحقق هذا على أحد يدين بدين الإسلام إلى أن وجدنا هذا الكلام كما أوردنا فنعوذ بالله من الارتداد.
قال أبو محمد ولو أن هذا الضال المضل يدري ما معنى لفظة أفضل ويدري فضيلة النبوة لما انطلق لسانه بهذا الكفر وهذا التكذيب للنبي صلى الله عليه وسلم))
وانظر وهو يرد على من يزعم من الصوفية أن بعض الأولياء يحضر إذا ناديته
((وسلك هذا السبيل بعض تركي الصوفية فزعموا أن الخضر والياس عليهما السلام حيان إلى اليوم وادعى بعضهم أنه يلقي الياس في الفلوات والخضر في المروج والرياض وأنه متى ذكر حضر على ذاكره.
قال أبو محمد: فإن ذكر في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها وفي ألف موضع في دقيقة واحدة كيف يصنع ولقد لقينا من يذهب إلى هذا خلقاً وكلمناهم منهم المعروف بابن شق الليل المحدث بطلبيره وهو مع ذلك من أهل العناية وسعة الرواية ومنهم محمد بن عبد الله الكاتب وأخبرني أنه جالس الخضر وكلمه مراراً وغيره كثير هذا مع سماعهم قول الله تعالى " ولكن رسول الله وخاتم النبيين "))
واستمع إليه وهو ينبه على بدع الصوفية:
((واعلموا أن كل من كفر هذه الكفرات الفاحشة ممن ينتمي إلى الإسلام فإنما عنصرهم الشيعة والصوفية فإن من الصوفية من يقول أن من عرف الله تعالى سقطت عنه الشرايع وزاد بعضهم واتصل بالله تعالى وبلغنا أن بنيسابور اليوم في عصرنا هذا رجلاً يكنى أبا سعيد أبا الخير هكذا معاً من الصوفية مرة يلبس الصوف ومرة يلبس الحرير المحرم على الرجال ومرة يصلي في اليوم ألف ركعة ومرة لا يصلي لا فرضية ولا نافلة وهذا كفر محض نعوذ بالله من الضلال.))
ويقول أيضاً:
((قال أبو محمد: ادعت طائفة من الصوفية أن في أولياء الله تعالى من هو أفضل من جميع الأنبياء والرسل و قال وا من بلغ الغاية القصوى من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها من الصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك وحلت له المحرمات كلها من الزنا والخمر وغير ذلك واستباحوا بهذا نساء غيرهم و قال وا أننا نرى الله ونكلمه وكلما قذف في نفوسنا فهو حق ورأيت لرجل منهم يعرف بابن شمعون كلماً نصه أن الله تعالى ماية اسم وأن الموفي ماية هو ستة وثلاثون حرفاً ليس منها في حروف الهجاء شيء إلا واحد فقط وبذلك الواحد يصل أهل المقامات إلى الحق و قال أيضاً أخبرني بعض من رسم لمجالسة الحق أنه مد رجله يوماً فنودي ما هكذا مجالس الملوك فلم يمد رجله بعدها يعني أنه كان مديماً لمجالسة الله تعالى و قال أبو حاضر النصيبي من أهل نصيبين وأبو الصياح السمرقندي وأصحابهما أن الخلق لم يزالوا مع الله تعالى و قال أبو الصياح لا تحل ذبائح أهل الكتاب وخطأ فعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قتال أهل الردة وصوب قول الصحابة الذين رجعوا عنه في حربهم و قال أبو شعيب القلال أنه ربه جسم في صورة إنسان لحم ودم ويفرح ويحزن ويمرض ويفيق و قال بعض الصوفية أن ربه يمشي في الأزقة حتى أنه يمشي في صورة مجنون يتبعه الصبيان بالحجارة حتى تدموا عقبيه فاعلموا رحمكم الله أن هذه كلها كفرات صلع وأقوال قوم يكيدون الإسلام وصدق القائل:
شهدت بأن ابن المعلم هازل ... بأصحابه والباقلاني أهزل
وما الجعل الملعون في ذاك دونه ... وكلهم في الأفك والكفر منزل
والله ما هم مع المغرورين بهم في قبولهم عنهم وحسن الظن بهم إلا كما قال الآخر:
(يُتْبَعُ)
(/)
وساع مع السلطان يسعى عليهم ... ومحترس من مثله وهو حارس
واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيراً ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية ولا رفع للإسلام راية وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين ويفرقون كلمة المؤمنين ويسلون السيف على أهل الدين ويسعون في الأرض مفسدين أما الخوارج والشيعة فأمرهم في هذا أشهر من أن يتكلف ذكره ما توصلت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر الأعلى السنة الشيعة وأما المرجئية فكذلك إلا أن الحارث بن سريح خرج بزعمه منكراً للجور ثم لحق بالترك فقادهم إلى أرض الإسلام فأنهب الديار وهتك الأستار والمعتزلة في سبيل ذلك إلا أنه ابتلى بتقليد بعضهم المعتصم والواثق جهلاً وظناً أنهم على شيء وكانت للمعتصم فتوحات محمودة كبابل والمازيار وغيرهم فالله الله أيها المسلمون تحفظوا بدينكم ونحن نجمع لكم بعون الله الكلام في ذلك الزموا القرآن وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما مضى عليه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون وأصحاب الحديث عصراً عصراً الذين طلبوا الأثر فلزموا الإثر ودعوا كل محدثة فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاضة وكل ضلالة في النار وبالله تعالى التوفيق تم الكلام في شنع المبتدعة أهل الأهواء والنحل المضلة والحمد لله رب العالمين.))
** ومسألة الصلاة في القبور التي يجيزها أو يكرهها الكثير من المذاهب الأربعة حتى جهر ابن تيمية رحمه الله بتحريمها ...
انظر ابن حزم ماذا يقول في المحلى مسألة 393 -
مسألة: ولا تحل الصلاة في حمام، سواء في ذلك مبدأ بابه إلى منتهى جميع حدوده، ولا على سطحه، ومستوقده، وسقفه، وأعالي حيطانه، خربا كان أو قائما: فإن سقط من بنائه شيء فسقط عنه اسم " حمام " جازت الصلاة في أرضه حينئذ. ولا في مقبرة - مقبرة مسلمين كانت أو مقبرة كفار -، فإن نبشت وأخرج ما فيها من الموتى جازت الصلاة فيها. ولا إلى قبر، ولا عليه، ولو أنه قبر نبي أو غيره، فإن لم يجد إلا موضع قبر أو مقبرة، أو حماما، أو عطنا، أو مزبلة، أو موضعا فيه شيء أمر باجتنابه -: فليرجع ولا ويصلي هنالك جمعة، ولا جماعة، فإن حبس في موضع مما ذكرنا فإنه يصلي فيه، ويجتنب ما افترض عليه اجتنابه بسجوده، لكن يقرب مما بين يديه من ذلك ما أمكنه، ولا يضع عليه جبهة، ولا أنفا، ولا يدين ولا ركبتين، ولا يجلس إلا القرفصاء؛ فإن لم يقدر إلا على الجلوس، أو الاضطجاع؛ صلى كما يقدر وأجزأه.
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 12:17]ـ
بارك لله فيك على هذا التوضيح المدقق و رعاك الله
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:20]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني الكرام ونسال الله عظيم ان يجعلنا جميعا من جنده المنافحين عن دينه
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 09:42]ـ
و يتوخى المتصوفة تربية النفس و السمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف و المشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية
.....................
يقول الامام الجنيد رحمه الله الذي يلقب بشيخ الصوفية: " علمنا مضبوط بالكتاب و السنة، من لم يحفظ الكتاب، و يكتب الحديث، و لم يتفقه، لا يقتدى به" و قال ايضا " الطرق كلها مسدودة على الخلق الا من اقتفى اثر رسول الله (ص) و اتبع سنته و لزم طريقته، فان طرق الخير كلها مفتوحة عليه" و قال الشيخ ابو سعيد الخراز "كل باطن يخالف الظاهر فهو باطل" و قال بعض الصوفية "اصولنا ستة:التمسك بكتاب الله تعالى و الاقتداء بسنة رسول الله (ص) و اكل الحلال و كف الاذى و اجتناب الاثام و اداء الحقوق" فيحنئذ يكون التصوف صحيحا موافق لشريعة الاسلام و لا يناقضها، اما ما احدث فيه من بدع و ضلالات فهذا ما لا يقره الاسلام
و قد تباينت مواقف المغاربة كغيرهم من التصوف فابطلوه علماء السنة و الكتاب
.... ؟؟؟؟؟؟
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 10:42]ـ
من كان لديع معلومات اكثر عن هذا الموضوع فلا يبخل علينا
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 10:46]ـ
من كان لديه معلومات اكثر عن هذا الموضوع فلا يبخل علينا(/)
نفاق الغرب يُعلن على مآذن سويسرا!
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 11:30]ـ
نفاق الغرب يُعلن على مآذن سويسرا!
حامد بن عبدالله العلي
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/9/25/25.jpg
( ندين تفشى ظاهرة الخوف من الإسلام فى بريطانيا، والغرب، وانتشار الصورة النمطية فى الإعلام عن الإسلام، والمسلمين، وربطها دائما بالإرهاب، والتخلُّف والبربرية) رئيس لجنة (الاسلاموفوبيا) فى بريطانيا البروفيسور جوردن كونواى نائب رئيس جامعة ساسكسفي تقرير للجنته نشر مؤخرا.
مجرد مثال: (ارتفعت نسبة جرائم الكراهية في بريطانيا ستمائة بالمائة في بريطانيا بسبب حضّ وسائل الإعلام الغربية على كراهية المسلمين)!
مجرد مثال آخر: (المشكلة ليست التطرف. الإسلام هو المشكلة)، و (نحن في حرب مع منظمة إرهابية تدعى الإسلام) مذيع يدعى مايكل جراهام على محطة أمريكية مؤخرا
مجرد مثال ثالث: (إبني اكتسب كراهية الإسلام من التلفزيون) والدة قاتل مروة الشربيني
ملأ الغرب الإمتداد الجغرافي للبلاد الإسلامية بالحروب، وصدر إليه الدمار، وزرع فيه دوامة المشكلات، ورعى السلطات الفاسدة لتحرم الشعوب من اللَّحاق بركب العصر، وتآمر عليه بكلِّ وسائل المكر
ثم أطلق على هذه الإمتداد (هلال الأزمات)، وهو الذي صنعها!
واحتلَّ بلاد الإسلام من الجزائر إلى الفلبين، واقترف فيها من الجرائم مالم يقترفه محتلِّ في التاريخ، وزرع فيها كيانا مسخا هو الكيان الصهيوني، إنتهك فيه كلِّ حقوق الإنسان، وأتى من الجرائم ما تشمئز منه نفوس البشر، ليبقى العالم الإسلامي في صراع لاينتهي.
ثم أطلق على المسلمين بأنهم إرهابيون!
وسعى بكلِّ سبيل لمنع الحضارة الإسلامية من العودة إلى المنافسة العالمية، ولوأدها في عقر دارها، وإطفاء نورها.
فلمَّا جاءت النتيجة أنَّ الإسلام بدأ ينتشر حتى في الغرب، ويعلو صوته، وترتفع مناراته، صدم الغرب صدمة عنيفة، أفقدته توازنه، فغدا يتخبَّط، ويتناقض مع نفسه،
فبينا هو ينادي بالحريات العامة ويتباهى بأنَّه تميَّز بتحرير الإنسان، يضيِّق على الحرية الدينية التي هي أكثر الحريات متَّسعا في العالم، ـ فحتَّى في الصين وروسيا لاتمُنع مآذن المسلمين ـ فحظر الحجاب في فرنسا، وهاهو يحارب المآذن في سويسرا، وتعلو فيه أصوات تقييد الحريات على المسلمين في أوربا بصورة عامة!
لقد كان الغرب يطمع أن يذيب أبناء المسلمين الذينَ هاجروا إليه، في ثقافته، فيخرج جيلا ذا سحنة عربية، وأخلاق غربية، يستعملهم لتحطيم حضارة الإسلام.
مقتفيا نهج نابليون في رسالته التي أمر فيها ببعث 500 أو 600 من مصر إلى فرنسا ـ بعدما رجع من احتلاله وأناب نائبه ـ: (فإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يُحجزون مدة سنة، أو سنتين، يشاهدون في أثنائها عظمة الأمّة (الفرنسية)، ويعتادون على تقاليدنا، ولغتنا، ولما يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزبٌ يضم إلى غيرهم) الأديب الكبير محمود شاكر ـ الطريق إلى ثقافتنا
وذلك إنطلاقا من العقلية الغربية التي تؤمن بتفوقها العرقي العنصري، منذ أن أطلق المستشرق الفرنسي أرنيست رينان عام 1883م، عبارته المشهورة:
(إنَّ من الضروري للروح "الآرية" العقلانية العلمية أن تقهر عقلية الإسلام "السامية" غير العقلانية)!
لقد كان يطمع في تلك نتيجة، فكان العكس تماما، وأصبح الإسلام أسرع إنتشارا في أوربا من كلِّ العالم، ورأى الغرب بأمِّ عينه، أنه إذا أعطي الناس حرية الإختيار، فلن يختاروا غير الإسلام، وأنه ينتصر في أيِّ بيئة يكون، وفي كلِّ الظروف التي تحيط به، ومهما كانت التحديات التي تواجهه.
إذ كان هو دين الله تعالى، الذي يوافق الفطرة، ويناغم العقل، ويطابق أهداف النفس السوية، ويعايش الواقع بإنسجام تام.
تماما كما اعترف كاردينال بول بوبارد، أحد المقرّبين من البابا السابق: "إن الإسلام يشكل تحدياً مرعباً بالنسبة للغرب، ومشكلاً خطيراً بالنسبة للأمل المسيحي".
نعم لقد عاد الغرب إلى عقلية القرون الوسطى، وارتد القهقرى يسن قوانين تحارب الحريَّات، وتقف بين الإنسان وما يختاره لنفسه!
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن تعالوْا أيها العقلاء، كيف نسينا أن أصحاب إعلان حقوق الإنسان، والمواطن الفرنسي، هم الذين قبل أن يجف حبر الأوراق التي دونوا فيها إعلانهم الشهير، قد عبئوا الجيوش المدججة بالسلاح، بقيادة قائدهم نابليون ليحتلُّوا مصر، ويستعبدوا أهلها.
وكيف نسينا أنَّ الذين يتباهون بإبتكارهم شرعة حقوق الإنسان، هم أنفسهم الذين ـ وفي نفس تلك الأعوام ـ قد سطت دولهم على عالمنا فنهبت ما فيه، وعلى إفريقيا فسلبت ما تحتويه، ولازالوا يتحكمون في مصائر شعوب العالم، ويسرقون ثرواتهم!
غير أننا أيضا يجب أن نقول من باب الإنصاف أنَّ في الغرب مؤسسات تحترم الإسلام، ومفكرين يعرفون قيمته، ويعارضون محاربته، وهم ليسوا قلة، بل كثرة وافرة، وهم لحضارتنا أصدقاء نعرف حقهم، ونحفظ معروفهم.
لكن تبقى الغطرسة المثيرة للإشمئزاز، المغلفِّة بالنفاق المفضوح هي السمة الظاهرة للغرب.
وقد قلت في مقالة سابقة: (إنَّ دهشة الغرب المتقوقع على ذاته، المتغطرس بنفسه، المزهّو بأنه يملك وحده حَّق السيطرة على كلّ شيء، إذ كان متقدما في التكنلوجيا، مما جعله يرى نفسه مرجعية نهائية، ومعيارا يحكم على جميع الحضارات، والظواهر، ويحولها إلى (مستعملات) له، من حقِّه أن يوظفها لأطماعه، لأنَّه الأقوى، والأجدر بالبقاء أقوى في نهاية للتاريخ تحافظ على بقاءه الأقوى!
إنّ دهشته من كسر الإسلام لهذه الغطرسة، هو الذي أحدث في ضميره، ردَّة الفعل العنيفه التي يظهرها في صورة العنصرية المقيتة ضد المسلمين، والعداء للحرية، ولحقوق الإنسان اللذين طالما تبجّح بأنه المدافع عنهما.
غير أننا على يقين، بأنّ الإسلام رغم كلّ هذه المحن، سيمضي شاقّا طريقه إلى القمَّة، حتى يبلغ أن يصنع هو بجلالة تعاليمه، وسموّ قيمه، نهاية التاريخ بقيادته للعالم، بإذن الله تعالى.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
(كما قال تعالى: " وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ " وذلك أشد الغيظ والحنق قال الله تعالى: " قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور " أي مهما كنتم تحسدون عليه المؤمنين، ويغيظكم ذلك منهم، فاعلموا أن الله متمُّ نعمته على عباده المؤمنين، ومكمِّلُّ دينه، ومعلٍ كلمته، ومظهرُّ دينه، فموتوا أنتم بغيظكم "إن الله عليم بذات الصدور" أي هو عليم بما تنطوي عليه ضمائركم، وتكنّه سرائركم من البغضاء، والحسد، والغلّ للمؤمنين، وهو مجازيكم عليه في الدنيا، بأن يريكم خلاف ما تؤملون).
والله أكبر،ولله الحمد
وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير(/)
هل المشركون سلف الاشاعرة؟
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 02:21]ـ
قرأت فيما قرأت عن الاشاعرةانهم مرجئة بل غلاة المرجئة جهمية وانهم مخانيث المعتزلة معطلة مبتدعون ضالون وان من تأثر باقوالهم وان لم يتبنى مذهبهم فهو فى عقيدته زيغ وضلال كشارح صحيح مسلم الامام النووى وصاحب فتح البارى ابن حجر العسقلانى ولكن ماقرأته عنهم مما قيل فيهم اليوم فاق كل الاتهامات والاقوال من وقت ظهور الاشاعرة الى يومنا هذا المشركين من كفار قريش هم سلف الاشاعرة والاشاعرة خلف لهم ذكر الشيخ بن عثيمين فى كتاب التوحيد للصف الاول الثانوى فى حديثه عن الفرق الضالة سواء من تاول الصفات اوبعض الصفات فجعلهم فى الحكم سواء وجعل سلفهم واحد فقال فهؤلاء المشركون اى كفار قريش هم سلف الجهمية والمعتزلة والاشاعرة الى ان قال بئس الخلف لبئس السلف وكتاب التوحيد هذا يدرس فى المدارس فهل هذا هو نهج السلف فى الرد على المخالفين هل هذه هى ادبيات الحوار فى الرد على المخالف هل هذا هو ما ننشأ عليه اولادنا اذا اردنا ردع البدعة بمنهج السلف واهل السنة فذلك لايتأتى ولن يتأتى بهذا النهج وهذا السبيل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 02:41]ـ
1 - هل تتكرم علينا بنص كلام الشيخ - رحمه الله -؟
2 - هل تتكرم بتبيين ما أشكل عليك منه. مع مراعاة أن التشبيه هو في (الوصف)، لا (الحكم). من باب " لتتبعن سنن من كان قبلكم " .. وغيرها من النصوص التي تصف بعض المسلمين بصفات غير المسلمين، من باب تحذيرهم من هذا الوصف القبيح .. وهي كثيرة.
3 - هل تتكرم بالسبيل المناسب للرد على أهل البدع. ومنهم (الأشاعرة) ..
وفقك الله لما يُحب ويرضى ..
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:31]ـ
لو قرات كلامى جيدا قلت كتاب التوحيد للصف الاول الثانوى ثانيا مجرد حتى وصفهم لا الحكم عليهم هو مردود ولايجوز وفرق بين وصف المسلمين بصفات غير المسمين وبين جعل المشركين سلف الاشاعرة والمعتزلة فى العقيدة وفى الدين الرد على اهل البدع الاشاعرة باقامة الحجة والدليل والدعاء لهم بالهداية فمنهم الجاهل ومنهم من التبس عليه الامر والواجب ايضاح الادلة للجاهل وازالة الشبه عن من التبس عليه الدليل لابذمهم ووصفهم بالاباطيل
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:33]ـ
الحمدُ لله، و الصلاةُ و السلامُ على رسولِ الله:
- نرجوا الإتيان، بالمصدر و الصفحة، لكلام الشيخ - باركَ اللهُ فيكم -؟
- و هذه:
مع مراعاة أن التشبيه هو في (الوصف)، لا (الحكم). من باب " لتتبعن سنن من كان قبلكم " .. وغيرها من النصوص التي تصف بعض المسلمين بصفات غير المسلمين، من باب تحذيرهم من هذا الوصف القبيح .. وهي كثيرة.
يا شيخ سليمان، يصعب تأويل كلام الشيخ عليها هكذا، و هوَ كلام ٌ خطير، لا أعتقد أن الشيخَ يقول بهِ. . إذ هوَ يقول خَلَف لسلفِ، و هذه كافية ..
و اللهُ المُستعان ..
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:35]ـ
-كتاب التوحيد الذي يدرس في المدارس هو للشيخ صالح الفوازن ..
-وهذه المسألة أثارها الصوفية المتمشعرة؛ فترى منتدياتهم مليئة بكثير من الكذبات
ومن دخل على أحد منتدياتهم سيجد موضوع بعنوان: "الفوزان يصف الأشاعرة بالمشركين! " أو الوهابي! الفوزان يكفر الأشاعرة" ... إلخ خزعبلاتهم
-القول بأن ليس للجهمية سلف ولا المعتزلة ولا الأشاعرة في أقوالهم المنحرفة عن طريق أهل السنة = مكابرة للعقول!
فإنه من المعلوم أن بدعهم منقولة ..
-والأمر كما ذكر الشيخ سليمان الخراشي في النقطة رقم 2 ..
والله المستعان
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:37]ـ
الأخ طالب الإيمان ..
الأمر كما قال الشيخ سليمان وإذا رجعت لكتاب الشيخ الفوزان وليس الشيخ ابن العثيمين ستجد الكلام مع سباقه ولحاقه ..
والله الموفق
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:40]ـ
اخى طالب الايمان المصدر كتاب التوحيد للصف الاول ثانوى الفصل الثالث الرد على من انكر الصفات او بعضها الصفحة67
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:43]ـ
اعتذر للجميع فالمؤلف صالح بن فوزان فاغفروا لى خطاى والله الخطا غير مقصود
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:51]ـ
كم تمنيت تصحيح الخطا وتعديله فى المشاركة ولكن تعذر على ذلك فالكتاب تاليف بن فوزان وليس للشيخ بن عثيمين
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:57]ـ
لا فرقَ أخي الكريم، (ابن عثيمين) أو (الفوزان) فالكلام خطأ، و لا تأويلَ له ..
و الله الهادي ..
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:02]ـ
هذا ماقصدته اخى طالب الايمان بيان خطا الكلام فليس هذا هو النهج الصحيح فى الرد على المخالفين
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:03]ـ
استغربت فعلا فالشيخ ابن عثيمين لغته بحكم عقليته الأصولية راقية جدا من جهة الدقة العلمية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:04]ـ
ليس في الكلام أي خطأ ..
وهي كقول القائل = الفلاسفة الملاحدة سلف الجهمية والمعتزلة والاشاعرة في عقيدة نفي الصفات ..
والله الهادي ..
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:08]ـ
السلام عليكم
أهلاً بالأخ الفاضل المزوغى
بالنسبة لما تفضلت به ... فقمت بمراجعة الكتاب ... للتثبت ولمعرفة الكلام.
أولاً نسخة الكتاب من على موقع الوزارة: الصف الأول الثانوي - التوحيد (اضغط هنا ( http://www2.moe.gov.sa/ebooks/10/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%20%D8 %A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%20 %D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86 %D9%88%D9%8A%20-%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8 %AD%D9%8A%D8%AF.pdf))
وتبين لي الآتي:
قال الشيخ ما نصه في السطر الربع من ص 67:
(وقال الله تعالى في سورة الفرقان: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} سورة الفرقان الآية 60
فهؤلاء المشركون هم سلف الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وكل من نفى عن الله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسول الله (ص) من أسماء الله وصفاته. وبئس السلف لبئس الخلف) اهـ
انتهى كلام الشيخ.
يتبع ...
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:13]ـ
الفلاسفة الملاحدة سلف الجهمية والمعتزلة والاشاعرة في عقيدة نفي الصفات.
و هذهِ خطأ ..
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:17]ـ
اقتباس:
الفلاسفة الملاحدة سلف الجهمية والمعتزلة والاشاعرة في عقيدة نفي الصفات.
و هذهِ خطأ ..
أثبت! ..
دمت مباركًا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:19]ـ
ليس في الكلام خطأ - كما سبق -. وهو من باب " "لتتبعن سنن من كان قبلكم .. " ..
وقولك: (اعتذر للجميع فالمؤلف صالح بن فوزان) .. واضحٌ في أنك نقلته عن غيرك ..
والمهم أنك - وإن خطأت هذه اللفظة أو تلك - توافق الشيخ في (عقيدة أهل السنة)، وتخالف عقائد المبتدعة (سواء من الأشاعرة أو غيرهم) ..
وهنا ما يُفيد مَن أراد استغلال العمر:
http://saaid.net/book/list.php?cat=1
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:19]ـ
اهلا اخى الفاضل اسامة
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:30]ـ
كما تعلمون - حفظكم الله - بأن أول حادثة لنفي صفة لله تعالى وإنكار لاسم من أسماء الله تعالى (مع العلم به مسبقًا في أشعار العرب ونحوها) ... كانت من الكفار والمشركين في صلح الحديبية ... حين قالوا: ما نعرف إلا رحمن اليمامة.
فقال الله تعالى: {وهم يكفرون بالرحمن} سورة الرعد الآية 30
فسماه الله - عز وجل كفرًا في هذا الموضع ... لأنه كفار مشركون كما لا يخفى عليكم.
وأما من ناحية نفي صفة لله تعالى أو إنكار اسم؟
فالسابق لهذا الصنيع ... هم الكفار ... وهذا معلوم ولا يختلف عليه أحد سواء كان من أهل السنة أو كان من الأشاعرة أو غيرهما.
والله عز وجل بَيَّن للناس في القرآن كل شيء ... وحتى لا يقع الناس في ما قد كان من الكفار.
عندك مثلا: كان هناك أناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا بأن عباد الأصنام على الباطل، ولكنهم ذهبوا لقبور الصالحين من موتاهم ينذرون لهم ويذبحون لهم ويستغيثون بهم، وهؤلاء عباد الأوثان ... وقاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
وهذا للأسف الشديد وقع فيه كثير من المتصوفة والمتشيعة ومن نحا نحوهم.
فإن قلنا أنهم سلف لعباد الأوثان على مدار التاريخ ... فهذه حقيقة ... لأنهم إتخذوا القبور آلهة معبودة من دون الله ... ويقدمون لها أفعال العبادة ... التي أمر الله عز وجل أن تكون له وحده.
وهو أصل الإسلام بالشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله ... أي لا معبود بحق إلا الله.
قس على ما سبق من نفى أو أنكر شيء وصف الله نفسه به ... فلم يأتي بجديد ... بل بينه الله عز وجل ... وله سلف من أهل الباطل.
وهذا ما قصده الشيخ ...
وأرجو أن يكون اتضح المقال.
والله الموفق.
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:31]ـ
أهلا بك أخي الكريم ... وإن أشكل شيء في ما قد كتبته ... فلا تحرمنا من مشاركتك الطيبة.
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 05:05]ـ
اخى اسامة دمت لى اخا الكفار انكروا الصفة جحودا وكفرا بينما الاشاعرة واخص الاشاعرة لانهم اخظاؤ ولكن لم يقعوا فيما وقع فيه الجهمية من انكار جميع الصفات تالوا الصفات الخبرية اعتقادا منهم ان فى ذلك تشبيهاوتنزيها والفرق بين الامرين يقتضى عدم وصفهم بما سبق
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 05:35]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا المزوغى على حسن ظنك بأخيك.
الكفار أنكروا اسماً واحدًا والصفة التابعة للاسم ... في هذا السياق ... كما هو بين الدلالة.
وهذا لا يعني أن حكم الجميع واحد ...
ولكن فعل الجميع واحد ... ألا وهو النفي.
والشيخ يتحدث عن هذه النقطة تحديدًا (النفي)
قال الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
وحين رددنا النفي للقرآن والسنة ... وجدنا أن القائلين بالنفي في القرآن والسنة هم الكفار.
واختلاف سبب النفي .. يغير من الحكم ... وجميعه قول على الله عظيم.
فحسبنا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله، وأن ننفي ما نزهه الله عن نفسه ونزهه عنه رسوله.
ولا نثبت إلا بدليل ولا ننفي إلا بدليل.
فالكلام عن ذات الله تعالى، وأسماءه وصفاته أمر عظيم عظيم عظيم.
نسأل الله السلامة لنا ولكم وللمسلمين أجمعين ... في الدين والدنيا والآخرة.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 06:08]ـ
بارك الله فيك اخى اسامة سبب النفى يغير الحكم ولكن القول المذكور قديفهم ان فيه تكفيرا لهم ورغم اننى فهمت ما تعنيه الااننى بصراحة لااحبذا هذا الاسلوب فى الرد وشكرا على ناتفضلت به من معلومات ونفعنى الله بمحبتك ورفع فى العالمين درجتك
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 06:40]ـ
وفيك بارك ربي أيها الفاضل ... أحسن الله إليك.
لا شك أن الرد كان شديدًا على الأشاعرة ...
وقد يُفهم عند بعض العوام أن هذا تكفيرًا ...
وأما هذا لا يخفى على صغار طلبة العلم ... فما بالكم بالأفاضل من أمثالكم ... من طلاب العلم والدعاة.
وقد يعدها البعض نقطة محسوبة على الشيخ.
ولكن الناظر في السنة المتعمن فيها ... يجد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مترفق جدًا بالرجل الذي بال في المسجد ... والقصة معروفة.
وهذا لجهل الرجل الأعرابي.
وأما معاز الصحابي الجليل والعالم الإمام ... فقال له معنفًا: أفتان أنت يا معاز؟؟؟
فإن أُغلظ القول على الأشاعرة ... ليس كرهًا لهم ... بل نحفظ لهم فضلهم وعلمهم ...
ولكن التوبيخ يكون شديدًا فيما لا يحسن أن يكون من أمثالهم.
وهذا من توفيق الشيخ وفهمه لفقه الدعوة وإرجاع الأمور إلى القرآن والسنة ... موافقًا لقول الله ومتبعًا لسنة الرسول.
نسأل الله أن يجمعنا على الخير ويعصمنا من الزلل ويثبتنا على الحق حتى نلقاه. اللهم آمين.
والله الموفق.
ـ[المزوغى]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 07:07]ـ
جزيت خيرا ودمت شيخنا لنا على حسن ظنك بالعبد الفقير الى الله ومنكم ومن امثالكم ياخذ العلم
ـ[فوزي أبو محمد]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 01:53]ـ
السلام عليكم.
أستحلفكم بالله أن توضحوا لي هذا الأمر:
هل تعتقدون أن الله عز وجل وفق أماجد من أمثال النووي وابن حجر وابن العربي والقاضي عياض ولمازري والرامهرمزي والبيهقي والسرخسي ـ وفقهم في الفروع الفقهية، وفي علوم السنة والتفسير، وخذلهم في الأصول وفي العقيدة، فلم يتبينوا الحق من الباطل، ولم يعرفوا الصواب من ضده، فكانوا ـ بزعم بعض الناس ـ متذبذبين في العقيدة؟
هل لي بمن يوضح هذا توضيحا سهلا بينا؟
والسلام عليكم.
ـ[أسامة]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 09:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
الأخ / فوزي ... سؤالك يتعارض مع المنهجية الإسلامية.
ربما يكون عارض ذهني عندك ... ولكن لا يحسن لشخص عاقل أن يفكر بصوت عالي.
قال الإمام علي بن أبي طالب: إن الحق لا يُعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف رجاله.
ومعرفة الحق لا تكون إلا بالقرآن والسنة.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 09:49]ـ
يقول الرازي في التأسيس ص 15 - 16 /
وذكر ابو معشر المنجم أن سبب إقدام الناس على اتخاذ عبادة الاوثان دينا لانفسهم هو ان القوم في الدهر الاقدم كانوا على مذهب المشبهة ..... فثبت ان دين عباد الاصنام كالفرع عن مذهب المشبهة .. !!
فهاهو الرازي فرّع عبادة الاصنام على من يسميهم المشبهة كذبا وزورا .. !
والرازي هنا في نقل كلام المنجم المشرك لم يستخدم طريقته في نسف الاحاد او المتواتر , ولم يتكلم في ظنية صدق المنجم كما فعل مع الصحابة ..
وانظر رد ابن تيمية عليه في تلبيس الجهمية 3/ 53
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 09:56]ـ
جزا الله أخانا الفاضل الشيخ أسامة خيرا على هذه التوضيحات القيمة رفع الله قدرك وزادك علما وفضلا.
ـ[أبو أمامة السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 02:16]ـ
السلام عليكم أيها الإحوة الأفاضل، أود فقط أن أسأل عما لو قال أحد إن سلف كل جبري جهمي أو أشعري هم المشركون الذين حكى الله عنهم ذلك في أربعة مواضع من القرآن، هل يكون مسيئا ومتشددا؟
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 09:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل / أبو أمامة السلفي ... حفظك الله
بهذا الإطلاق فلا ...
وأما في حال التدارس والبيان والإيضاح ... فتبين ما قاله الله - عز وجل - وأن أول ما علمناه من نفي الصفات في القرآن كان من فعل الكفار والمشركين، وحكاه الله لنا لنتدبر آياته.
وهذا على سبيل إيضاح ما أنزله الله إلينا. وإيضاح وبيان سبب هلاك من قبلنا.
فهم وإن كانوا سلفاً لهم في مسألة نفي الصفات ... وهو أمر عظيم.
إلا أن لهم سلفاً آخرين من المؤمنين في كثير من مسائل الدين.
ونحسب الكثيرون منهم على خير ... إلا أن لهم أخطاء نسأل الله أن يعفو عنها .. فمن ذا الذي لا يخطىء.
إلا أن الاتباع في الخطأ ... خطأ أكبر ...
فواجب علينا بيان الحق ... نصحًا لله وللمؤمنين
ولكي أن لا يحمل أحد العلماء السابقين وزر أحد منهم بحجة أن لم يأتيه بيان ذلك.
فلربما يكون العالم معذورًا ... إلا أن التابع غير معذور ... فالأول قد تكون له حجة والثاني غير ذلك.
فنسأل الله لنا ولهم الهداية والانتفاع بما أنزله الله علينا عسى أن يرحمنا ربنا جميعًا.
اللهم آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 10:52]ـ
جزاك الله خيرًا شيخنا الفاضل / أبو بكر الذيب
حفظكم الله وأحسن إليكم ... ونفع بكم.
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 02:05]ـ
الإخوة الأفاضل هذا الكلام يدرس في السنة الأولى ثانوي .... أي في سن المراهقة
الله المستعان
ولنفرض أن شابا بعد عودته إلى بيته، تناقش مع واحد من معارفه، فقال له:
إن النووي، والعسقلاني، وابن السبكي، والمقري، والسادة المالكية على كثرتهم، والكثرة الشافعية، وبعض الحنفية، وبعض الحنابلة أشاعرة.
فيركب ما قرأه مع هذه المعلومة، ثم يقول: هؤلاء سلف المشركين!!!!!
هل يطمع أحد أن يقرأ كتب هؤلاء الأئمة.
فليتخيل الإخوة أن صاحب هذا الكلام ليس واحدا ممن يتعصبون إليه، وليحكموا عليه.
وبصفتي أستاذا تابعا لوزارة التربية، وأتعامل مع مناهج الدراسة، أذكر لكم العام الماضي عندما قدم الإباضية قرارا للوزارة يشتكون: كلمة أساءت إليهم في كتاب السنة الثانية متوسط، فأثار ذلك بلبلة في وسائل الإعلام، وإلى اليوم والفتن قائمة بينهم وبين المالكية في مدينة غرداية.
وما أريد الوصول إليه: أن هذا الكلام فضلا على أنه كلام خطأ بحق طائفة كبيرة من العلماء وخيرة الأمة، فإنه لا يصلح دراسته إطلاقا، لا في الثانوي، ولا بعدها. والله أعلم.
ومن أراد أن يناقشهم فليعرض ما عندهم ويناقشه بعلم، بدل التشنيع
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 02:40]ـ
2 - هل تتكرم بتبيين ما أشكل عليك منه. مع مراعاة أن التشبيه هو في (الوصف)، لا (الحكم). من باب " لتتبعن سنن من كان قبلكم " ..
-ليس في الكلام خطأ
بل هي طريقة قرآنية ونبوية ..
وقد جرى عليها السلف والائمة
وليست من باب التشنيع!
والله المستعان ..
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 02:45]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل ... من المحزن جدًا أن نقول: قال الله ... ثم يُرد القول بحجة واهية ... أو يصف أحدكم أن هذا الكلام خطأ.
فأما إثبات الكفار لوجود الله ... فقد أثبتوا ذلك ... وكُتِب في الصلح: باسمك اللهم.
وأما النفي: قالوا ما نعرف إلا رحمن اليمامة ... فنفوا اسمًا لله والصفة التابعة للإسم.
فهذا فعل الكفار والمشركين ... ولم يختلف على هذا أحد ... لا أهل سنة ولا أشاعرة ولا غيرهم لتواتر الخبر والنقل بهذا.
وإرجاع الأمور إلى القرآن والسنة ... هو فعل أهل الإيمان ... إرجاع كل أصل إلى أصله.
فمن نفى ما أثبته الله لنفسه ... فسلفه الكفار .... هذا الثابت بالقرآن والثابت بالسنة.
فدلل على اعتراضك وتخطئتك ...
أعطونا آية من كتاب الله أو حديث لرسول الله.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 03:01]ـ
بوركَ فيك يا شيخ أسامة ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 03:32]ـ
هذه الشبهة سبق للكاتب رائد السمهوري طرحها في مقال في صحيفة عكاظ بعنوان:
«هل المشركون سلف للبيهقي والنووي وابن الجوزي؟»
فهي ليست شبهة أو أمر تحير فيه المزوعي عندما قرأ عبارة الشيخ صالح الفوزان.
المزوعي ليس امعة، ولا هو سبهللا بلا انتماء -كما زعم في موضوع آخر- ولا أظنه ما يورد هنا من شبهات هي مما يتنزل عليه فجأة أو يراه في المنام! فيطرحه هنا طلبا للاسترشاد والتنوير، بل هو ذو انتماء، وإيراده الشبهات يكون بعد بحث في مقالات غيره بإرادة ورغبة في ذلك،
يقصد أحد أمرين: إما الانتصار لما يدين لله تعالى به من معتقد، أو قدحا في منهج وعقيدة السلف (أهل السنة والجماعة)
الشيخ بدر بن طامي العتيبي كان له رد على السمهوري أنقله لكم هنا كاملا عسى وعل اينتفع به السائل وغيره.
ردّا على رائد السمهوري:
مقررات التوحيد في مناهجنا لا تحمل التكفير
بدر بن طامي العتيبي
قرأت في جريدة «عكاظ» في عددها الصادر يوم الخميس 27 محرم 1428هـ برقم (14782) في زاوية «الدين والحياة» مقالا للكاتب: رائد السمهوري تحت عنوان «هل المشركون سلف للبيهقي والنووي وابن الجوزي؟» ينتقد بذلك مقرر التوحيد في مدارسنا وبالأخص للصف الأول الثانوي.
المقررات تعمم ولا تخصص
(يُتْبَعُ)
(/)
ظاهر العنوان ان هناك من نص على ذلك في المقررات على وجه الخصوص!، بينما في حقيقة الأمر ان المقررات -ومنها مقرر الصف الأول الثانوي- ليس فيها ذلك مطلقا، ومجرد قول مؤلف الكتاب: «وهؤلاء المشركون هم سلف الجهمية والمعتزلة والأشاعرة» لا يلزم منه تخصيص من ذكر بالأسماء، فالكلام عن خصوص «التعطيل» و «التأويل» لا عن عموم «الأشخاص» فتعطيل الصفات وتحريف النصوص الشرعية عن ظاهرها واتباع المتشابه، واللغو في كلام الله تعالى كل ذلك من أساليب المشركين وكون بعض المسلمين يقع في مشابهة المشركين في بعض اعماله لا يكون هذا تكفيرا له وان كان هذا محله محل الذم، ومن قال بأن الاشخاص الذين سماهم الكاتب على تنوع تلك المذاهب قد وقعوا في مقالات ليست هي من مقالات أهل الاسلام وانما هي مقالات المشركين وأديانهم، ومجرد حصول بعض طرائق المشركين أو شعب الكفر في بعض المسلمين لا يعني -هذا- ان من اتصف بهذه الطرائق والشعب يكون بها كافرا أو مشركا، وان كان قد وقع في مشابهتهم من هذا الوجه، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر ان جميع الخصال القبيحة في هذه الأمة انما هي من تراث الأمم المنحرفة الاخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: (لتبعث سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) ويعني بهم اليهود والنصارى. واخبرنا الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم عن العديد من الاعمال المخالفة لشرعه بأنها من دين الجاهلية، كالربا، والأخذ على يد الضعيف دون القوي، وحلق اللحى، وسماع المعازف، وشق http://www.okaz.com.sa/okaz/images/new/Open-DblQ.gif أصل مقالة المعتزلة والجهمية والأشاعرة ليست من الإسلام في شيء
عامة الطوائف المنحرفة تستند الى الكتاب والسنة وتسيء تطبيقهما
اعترافات التكفيريين بتأثرهم بالمناهج القادمة من الخارج http://www.okaz.com.sa/okaz/images/new/Close-DblQ.gif
الجيوب، ولطم الخدود، والفخر بالأحساب والأنساب، وتبرج النساء تبرج الجاهلية!!، وغير ذلك من مساوئ الأخلاق، وهي اليوم في المسلمين كثير، من وقع فيها يكون المشركون له فيها سلف شاء أم أبى، ولا يلزم من ذلك قطعا ان يكون الواقع فيها مشركا. كما لا يلزم ان يقال بأن المشركين سلف للمسلمين إعمالا للعموم كما صنع الكاتب هداه الله.
وأصل مقالة الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ليست من الاسلام في شيء، بل قال الامام عبدالله بن المبارك وهو من أئمة المسلمين: «إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع ان نحكي كلام الجهمية»، بل حتى المواضيع التي نادى الكاتب الى تدريسها كعظمة الله والتوكل والخشية والاستقامة، لا يتم تعليمها الا بايضاح ضدها كما قال الشاعر:
والضد يظهر حسنه الضد
وبضدها تتبين الأشياء
وقال الآخر:
عرفت الشر لا للشر لكن
عرفت الشر حتى أتقيه
وطلاب المرحلة الثانوية لا يرد على أذهانهم ما ظن الكاتب وروده فالكلام عن «تنقيح المناط» غير الكلام عن «تحقيقه» أو بمعنى آخر الكلام عن «الكفر والضلال والفسق وصور ذلك كله» غير الكلام عن «الحكم بذلك على الأعيان» وطور الطلب يطلب من صاحبه تحقيق معنى الكفر والضلال وصور ذلك للحذر منه، وأما الكلام على الأعيان فليس من شأنهم.
ومن وصل الى هذه المرحلة من الطلاب تكرر عليه منذ نعومة أظفاره في المرحلة الابتدائية تعلم أصول الدين من التوحيد وأحكام الصلاة وواجباتها، والترتيب المنهجي لمواد التربية الاسلامية، وخاصة مادة التوحيد جاء على أتم وجه.
الخطأ في التطبيق وليس في المقرر
ومن أساء تطبيق هذه المقررات لا يسري خطؤه الى فشل المقررات، والا كان هذا الكلام يصل بصاحبه الى مقام القرآن الكريم، ففيه من النصوص الربانية التي لو أساء البعض تطبيقها لانحرف عن السبيل نسأل الله تعالى السلامة كما انحرفت الخوارج في تعميم قول الله تعالى: (إن الحُكم إلا لله)، وكذا عامة الطوائف المنحرفة تستند الى أدلة من الوحيين الشريفين، فهل يقول أحد بتغيير أسلوب القرآن الكريم أو حذف بعض آياته الصريحة في تضليل وتفسيق وتكفير العديد ممن يقعون في بعض العقائد المنحرفة أو السلوكيات المرفوضة.
وتتمة للبيان: ليُعلم ان مكانة العلماء وأهل الفضل وان اخطأوا في معلومة، وعلى ذلك قامت المقررات الدراسية من احترام العلماء ومعرفة قدرهم، مع تحفظي عن حال كل من سمى الكاتب الكريم الا ان منهم من له عند علمائنا مكانة مع اعترافهم بأخطائهم وتحذير الناس منها، ومنهم الحافظ البيهقي وابن الجوزي والنووي وابن حجر رحمهم الله.
ثم ليعلم ان المقررات الدراسية السعودية تحارب فكر التكفير ولها في ذلك موضوعات عدة في سائر مواد التربية الاسلامية التي هي أشد المواد ارتباطا بالموضوع.
وقد تواترت اعترافات جميع الواقعين في حبائل التكفير والتفجير على ان منشأ افكارهم من الكتب الوافدة من خارج هذه البلاد، ولم ينطق أحدهم بطرف شفة في يوم من الأيام وقال بأن منهج كتاب التوحيد هو سبب انحرافي الى التكفير.
تبيين أباطيل المخالفين
والكلام عن الفرق المخالفة لا تناقض الوطنية الصادقة، فلا وطن الا بدين يقوم عليه دعائم أركانه، وهذه الدولة المباركة من مؤسسها الأول الى اليوم وهي تعتبر الدين واتباع الكتاب والسنة وطريقة السلف الصالح لها طريقا لها، تسير عليه وتتحاكم اليه. وهذا المقرر وما كان في اطاره خلال عقود مضت تخرج منه العلماء والوزراء والسياسيون والمثقفون والاكاديميون والمفكرون والكتاب والجم الغفير من الخلائق، ولم نرا لفكر التكفيري المنحرف الا في الشواذ القلة، والحكم للأغلب لا على الشواذ، الذين ينزلون الكلام على غير وجهه. وكلمة ختامية: أقولها من واقع الاختصاص وبناء المناهج ونقدها .. ان مقررات التربية الاسلامية في المملكة بلغت أفضل المكانة البشرية عقيدة وتربية وعبارة وقام على انشائها وتطويرها ومتابعتها علماء وتربويون أفاضل هم محل الكفاءة والأهلية.
ولسنا ضد تطوير الوسائل ولكننا -وبشدة- ضد تغيير الأصول وانكار كونها أصولا.
رابط المقال:
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070222/Con2007022289652.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 04:43]ـ
فمن نفى ما أثبته الله لنفسه ... فسلفه الكفار ....
الأشاعرة أولوا بعضاً من صفات الله ولم ينفوا صفات الله، والتأويل واقع من الجميع سواء من يدعي اتباع مذهب السلف او الأشاعرة، ولكن حدود التاويل ومجالاته تختلف فيما بينهم، فلا ينبغي التشنيع والتشدد بهذه الطريقة مع قوم منهم الكثير من علماء المسلمين وفقهائهم
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 04:55]ـ
الأشاعرة أولوا بعضاً من صفات الله ولم ينفوا صفات الله، والتأويل واقع من الجميع سواء من يدعي اتباع مذهب السلف او الأشاعرة، ولكن حدود التاويل ومجالاته تختلف فيما بينهم، فلا ينبغي التشنيع والتشدد بهذه الطريقة مع قوم منهم الكثير من علماء المسلمين وفقهائهم
التأويل الذي تقول به ... يكون فرعاً على النفي.
نفى الصفة ... ثم صرف معناها عن ظاهرها دون دليل.
وأثبت غير مراد الله ونفى مراد الله.
ـ[أسامة]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 06:48]ـ
وفيك بارك ربي - أخي الفاضل الشيخ / أبو أويس الفلاحي ... نفع الله بكم وسددكم.
ـ[المزوغى]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 07:54]ـ
الكاتب الفاضل شذى الجنوب لااحبذ هذا الاسلوب فى الطرح وماادراك اننى اردت الطعن فى عقيدة السلف حاشا لله هل يسمى ذلك سوء ظن فان كان فاعلم ان بعض الظن اثم ولماذا كل ما استفسرنا عن مسالة او تناولنها بحثا يعتقد اننا لنا مذهبا عقائدى اواننا نورد شبها ان كنت ترى ان لى انتماء لغير عقيدة السلف فانت واهم وأنالست منافقا حتى اظهر خلاف ما ابطن وما طرحته ليست شبهة بقدر ماهوغير ة على الدين وعلى العلماء من ان قد يفهم كلامهم ان فيه تكفير قد يرمينا به المخالف فقد استشكل الامر على واحببت الاستفسار عن ذلك والاخوة بارك الله فيهم اجابةا وافادوا ولم يذهبوا فى القول الى ماذهبت اليه واعلم ان التشكيك وسوء الظن ليسا من خصال سلفنا الصالح وهذا المنتدى المبارك هو مجلس العلم نتناقش فيه ونتحاور والله من وراء القصد(/)
هنا التيه ... وهاهنا المخرج!!
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:59]ـ
بسم الله ارحمن الرحيم
يقول المحتاج إلى رحمة خالقه
أبوعبدالرحمن عبدالله نياوني
إن المسلم الحصيف الغيور ليمتلؤ أسى وأسفا حينما يرى انحرافات بواحة في مجتمعاتنا ويزداد هذا الأسى والأسف عندما يرى عدم الإدراك لهذه الإنحرافات، فالآن في دنياالناس، كثيرا ما نرى ونسمع عن أزمات ومشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية ومناخية بل ونسمع عن تهديد بعض هذه الأزمات للعالم بأسره، لذا تؤخذ التدابير ويبحث عن الحلول للوقوف سدا منيعا لها ...
هي أزمات كثيرة معلومة يتكرر ذكرها بين الفينة والأخرى هنا وهناك .. إلا أزمة واحدة لا نسمع عنها عند صناع الكلم ولا يتنافس في أخذ الحلول لها، مع أنها حاضرة في حياة البشر في مجتمعاتهم، في أسرهم، بل في أفرادهم، وهي أشد وأخطر الأزمات ..
ألا وهي الأزمة الإيمانية أو الأزمة العقدية!
هل سمعنا يوما عن مؤتمر أو قمة على صعيد الدول فضلا عن القارات عقدت للنظر في هذه الأزمة الخطيرة؟!
لا ينكر منصف ولا يتنازع اثنان مسلمان في أن الناس اليوم يعيشون في أزمة إيمانية خطيرة، فلقد تحولت الإفكار إلى أفكار مادية، وتحولت لبنات أساس حياة الناس إلى مادة، بل وحتى الأخوة أصبحت مبنية على مادة إلا من رحم ربي!!!
وهذا لعمري أزمة إيمانية خطيرة يعيشها الناس ويعيشون لها وفيها ومعها وهم مع الأسف غافلون أو متغافلون ..
وهذه القمم والمؤتمرات التي تعقد هنا وهناك لحلول مشاكل الدنيا، أحيانا هي أيضا تزيد الطين بلة لدى كثير من الناس حيث تجعلهم لا يشعرون بالمسؤولية ولا بالخطر الحقيقي، وهذا نوع من التيارات الفكرية الهدامة التي يركز عليها الغرب الآن، أن لا يكون لدى المسلم شعور بالمسؤولية ولا شعور بالتحدي فتموت حياته الروحية أو على الأقل ينهكها مرض اللاشعوري.
هذا لا يعني ذم تلكم الإجراءات المتخذة تصديا لتلكم الأزمات ولكن الأساس أولى بالإهتمام به من الفرع، فالعيش الرغد بلا إيمان جفاء، بينما الإيمان في ظل الإنهيار الإقتصادي زيادة في الأجر وإن كنا نحبذ الإيمان تحت ظل مظلة رغد العيش ..
وينبغي أن يدرك المسلم أن موقفه في وجه تقلبات الحياة موقف مغاير تماما لموقف غيره من العلمانيين واليهود والنصارى.
المسلم يربي ويوطن ويؤسس بنيان نفسه على مبدأ قوله تعالى:
(ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وقوله تعالى: (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
وقوله تعالى: (ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)
فالأزمة الإيمانية وحدها وليدة الأزمات المختلفة التي يذوق الناس عذابها اليوم، السياسية منها والإقتصادية والإجتماعية وحتى البيئية (المناخية) ...
لقد أصابت المسلمين الأوائل أزمات، فعلق الله سببها بأزمتهم الإيمانية، ففي يوم أحد لما انقلب الظفر والنصر إلى ابتلاء كان سببه الأزمنةالإيمانية المتمثلة في عصيان أمر رسول الله (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد أن أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ..... )
وفي يوم حنين أيضا علق الله ما أصابهم بأزمتهم الإيمانية المتمثلة في تعلق قلوبهم بكثرتهم (ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين)
هذه عقيدة المسلم أنه لا يحدث شيئ في حياة البشر اعتباطا
يعتقد المسلم أن لا سعادة لأفرادنا ولاأسرنا ولامجتمعاتنا إلا بالإيمان بالله تعالى قبل كل شيئ المبني على العلم واليقين والإخلاص والمحبة والصدق والإنقياد والقبول.
يتكلمون عن أزمة سياسية ولا يتكلمون عن الظلم والإستبداد
يتكلمون عن أزمة اقتصادية ولا يتكلمون عن خطورة الربا
يتكلمون عن أزمة بيئية (مناخية) ولا يتكلمون عن الطغيان والغطرسة
يتكلمون عن أزمة اجتماعية ويغضون الطرف عن تفشي الزنا واللواط ..
هذه هي الأزمة الإيمانية التي يعانيها البشر والتي هي وليدة هذه الأزمات كلها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق أصبعه السبابة والإبهام فقالت زينب بنت جحش رضي الله عنه أنهلك وفينا الصالحون يارسول الله؟ قال نعم إذا كثر الخبث)
قال الحافظ بن حجر رحمه الله: أي: الزنا وأولاد الزنا والفواحش والفجور ..
فمن منا ينكر تفشي الزنا وأولاد الزنا والفواحش والفجور في مجتماعات البشر اليوم؟؟!!
ثم قال أيضا عليه الصلاة والسلام: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ابتلوا بالأمراض والأسقام التي لم تكن في أسلافهم)
من ذا الذي ينكر انتشار الدعارة؟؟!!
هذه هي الأزمة الإيمانية التي تهدد، في الحقيقة قبل كل الأزمات ..
فما هو الحل؟؟
الحل في كتاب الله في قوله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 03:44]ـ
للذكرى (فإن الذكرى نفع المؤمنين)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 03:50]ـ
جزاك الله خيرا على حسن التذكرة ... أبقى مع هذه .... "ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد أن أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم"
أسأل الله النجاة من طبع بني اسرائيل
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 03:37]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم الأمة الإسلامية ...
ـ[أبو مروان]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 11:54]ـ
جزيت خيرا وكفيت شرا ورزقت علما و بوركت يمينك أخي عبد الله(/)
سؤال فلكي حيرني كثيراً .. !!
ـ[جذيل]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 06:16]ـ
السلام عليكم
في الصحيحين وغيرهما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ان النار اشتكت لربها عز وجل فأذن لها بنفسين
نفس في الشتاء وهو ما نحسه من البرد , ونَفَس في الصيف وهو ما نحسه من الحر ..
والسؤال:
هذا الذي نحسه من البرد , هل هو لابتعاد الشمس عن خط الاستواء او من زمهرير جهنم.؟
وهذا الذي نحسه من حر الصيف هل هو من حر الشمس او من نَفَس جهنم .. ؟!
ودمتم بخير
ـ[ابن العباس]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 07:16]ـ
أحسن الله إليك , الجواب على هذا يأتلف من شقين
الأول-أن يقال هذا من الأمور المغيبة عنا فلا نتكلف معرفتها على وجه التفصيل إذ الاستغراق في ذلك مما يورث الشك مع مخالفته لطريقة أهل السنة والجماعة, ولهذا رد بعض المتأثرين بالمنهج العقلانيين مع كونهم من أهل السنة أصالة ,بعض هذه الأحاديث لعدم جوازها عقلَه
الثاني:أن هناك تعلقاً بين الشمس وجهنم بطريقة ما, الله أعلم بها ,فقد تكون جزءاً منها يودعها الله فيها
وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل قال سليم بن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل؟ أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين قال فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما قال وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه. انتهى
وإذا علمت أن دنو الشمس بمقدار ميل في الدنيا مما لا يبقى معه أثر لمن دنت منه, علمت طبيعة تغير النشأة يوم القيامة بما يحيل القياس عليه في تصور كنه هذه الغيبيات
والله الهادي لأقوم السبل
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 10:19]ـ
وإذا علمت أن دنو الشمس بمقدار ميل في الدنيا مما لا يبقى معه أثر لمن دنت منه, علمت طبيعة تغير النشأة يوم القيامة بما يحيل القياس عليه في تصور كنه هذه الغيبيات
أحسنت، بارك الله فيك.
ويضاف أن الحرارة شكل من أشكال الطاقة، ولا ندري عن حقيقة كنهها شيئا. فغاية ما توصل إليه أهل الطبيعيات معرفة كيفية انتقالها بين الأجسام وكيفية تقديرها والتعامل معها توصيفا وقياسا واستخراجا وتحويلا (وارتباطها بأصل تكوين الكتلة ذريا)، ولكن حقيقتها عند التأمل لا يعلمها إلا الله .. فكون حرارة الشمس وحرارة جهنم من مصدر واحد (والبرد هو غياب تلك الحرارة كما هو معلوم) = لا يوجد فيما عرفه أهل الطبيعيات ولا فيما وضعوه من افتراضات ما يدفعه، فضلا عن أن العقل أصلا لا يمنعه .. علما بأننا لا ندري ما كنه ذلك (النفس) المذكور وما حقيقته، والله أعلم.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 12:33]ـ
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "فهو أشد ما تجدون" فهناك نوع من أنواع الحر يتصف بالشدة، ويعتبر من أشد أنواع الحر، وقد أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يأتي من فيح جهنم ونفَسها الذي أذن الله لها فيه، وعندئذ لا تعارض بين أن دنو الشمس وابتعادها يسبب الحرارة وبين هذا الحديث والحمد لله
ـ[ابن العباس]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 12:46]ـ
لا يمكن إنكار أن اقتراب الشمس وبعدها سبب للحرارة , فهذا من المكابرة للعقل والحس
وحديث المقداد السالف ذكره يدل عليه بالمناسبة , والانفجارات النووية الهائلة التي تحدث في الشمس سبب معروف مقطوع به علمياً من أسباب الطاقة الحرارية في عموم المجرة ,فضا عن الكرة الأرضية, وحرارة الشمس على سطحها معلومة بحساب دقيق إلى حد يعيد, وكلما كانت الكواكب أقرب للشمس كعطارد ,كانت حرارتها أعظم والعكس بالعكس ككوكب بلوتو مثلا وهذه أشياء مُقاسة لا مجال للاستنباط فيها, والله سبحانه اختار كوكبنا هذا على بعد من الشمس ملائم "إنا كل شيء خلقناه بقدر" على أحد المعنيين في التفسير
وشكر الله للأخ أبي الفداء إضافته الكريمة, وكما نطالب بعدم التكلف في طرح هذه السؤالات ومحاولة استكناه الغيب فكذلك لاينبغي التكلف بأجوبة يرفضها العقل والحس
ـ[جذيل]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 07:03]ـ
الاخوة الفضلاء جزاكم الله خيرا على اضفاتكم
اخي العباس المسألة ليس فيه مزيد تكلف
هذه مطرحات ترد على النفس , مثلها مثل اي قضية اخرى .. وليس فيها معارضة عقلية ولا سننية
وموضوع يوم القيامة اظنه له حالة اخرى , فالارض غير الارض وكذلك السماوات ..
والغريب انك كلما ارتفعت من مستوى البحر خفت الحرارة مع انك تقترب من الشمس
وكلما انخفضت ازدادت الحرارة مع انك تبتعد عن الشمس
بل فوق هذه الفلكة القريبة تزداد درجة التجمد الى اربعين او خمسين تحت الصفر مع انك تقترب من الشمس .. !
فالحرارة من الشمس ولا شك في ذلك
لكن هل يقال ان الشمس من نفس جهنم .. !!؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 01:10]ـ
بارك الله في الإخوان.
لم يحصر النبي صلى الله عليه وسلم سبب شدة الحر والقر فيما ذكره من أمور غيبية. فكلامه في الحديث المذكور لا نفي فيه ولا حصر.
وعليه، فلو اكتشف العلم أسبابًا حسية أخرى كدوران الفلك، فلا تعارض.
وقد ذكر التنزيل الحكيم ثلاث منافع للنجوم ليس على سبيل الحصر: الإهتداء والزينة ورجم الشياطين، وهذه الثالثة لا يدركها الفلكي. فلو أضاف العلم منافع أخر لا تتعارض مع الوحي، فما المانع من قبولها؟
أما سر ما ظاهره مفارقة: كيف نفسر نقصان درجة الحرارة في العلو مع أننا أقرب إلى الشمس؟ فهذا سؤال يتوجه إذا لم نعتبر أمرين: كثافة الهواء والقابل الذي هو سطح الأرض.
ذلك أننا كلما ابتعدنامن سطح الأرض نقصت كثافة الهواء التي تمتص وتوزع الحرارة، فما نحسه من حر ناتج أيضًا عن شدة كثافة الهواء. ولكن لاينبغي أن ننسى أنه رغم هذا الإحساس بالبرد في العلو، فإن أشعة الشمس (ما تحت الحمراء) أشد لأنها أقل "غربلة" إن صح التعبير.
والله تعالى أعلم.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 02:04]ـ
ما أجاب به الأخ العروي مجزيا خيراً ضمنته جوابي ولم أتهمك أخي جذيل بشيء فلست مضطرا للدفاع عن نفسك
كلامي عام , فليتنا نحسن قراءة الأشياء كما هي
ومن تأمل حديث المقداد رضي الله عنه وجد فيه الغنية من وجوه ولكني لم أشأ الاستطراد فما أجبت به يكفي بإذن الله
من حيث العقل والنقل
والله المستعان
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 02:05]ـ
فالحرارة من الشمس ولا شك في ذلك
لكن هل يقال ان الشمس من نفس جهنم .. !!؟؟
قد يكون يا أخي فهذه النار التي في الدنيا إنما هي جزء من سبعين جزءا من جهنم، قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن ناركم هذه ضرب بها البحر ففترت ولولا ذلك ما انتفعتم بها وهي جزء من سبعين جزءا من نار جهنم!
لكن لا يجوز لي أن أؤكد ذلك إلا بنص صريح واضح لا لبس فيه!
لا ينكر أحد بأن الشمس مصدر للحرارة والطاقة، لكن هذا لا يعني جميع الطاقة؛ إذ قد تأتي حرارة من مكان آخر.
لاحظ الحديث: "فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير" حيث خصص نوعاً من أنواع الحرارة وهي الحرارة الأشد، فيمكن أن يكون زمهرير جهنم مختلف عن حرارة الشمس ونوع آخر يصلنا إلى الأرض فنظن أنه من الشمس أيضاً!
المقصود أن ما يُفهم ظناً من النص لا نستطيع تأكيده إلا بدلالة واضحة
ـ[ابن العباس]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 02:44]ـ
خلاصة نافعة إن شاء الله:
-الشمس مصدر للحر, وجهنم مصدر له, وكلاهما مخلوقان لله عز وجل
-الإشكال يقع حين يكون ثم تضارب على جهة واحدة, وحيث لا تعارض-كما بين الإخوة- فلا إشكال.
-سؤال الأخ جذيل يتعلق بـ"كيف" وهذا من الغيب فلا يعلم حقيقة هذا "الكيف" إلا الله تعالى
-في حديث المقداد استعمال الله للشمس بحسب الدنو في تعذيب الناس بحسب أعمالهم , فلا يبعد أن تكون الشمس قطعة من جهنم بل هي كذلك وقد قال الله"إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم" والشمس من معبودات الوثنيين
والله الموفق
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 02:56]ـ
وقد قال الله"إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم" والشمس من معبودات الوثنيين
بارك الله فيك .. عندي تعقب يسير على هذه العبارة .. فالآية التي ذكرتها هي في مقام الوعيد، أي أنهم وما يعبدون سيقذفون في جهنم (وقد ثبت أن الشمس ستكور وتقذف في جهنم)، وليس أن أصل تلك المعبودات جاء من جهنم. ومن ثم فلا يصح الاستدلال بها على أن الشمس كان أصل خلقتها من جهنم.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 03:12]ـ
وفيك بارك
لم أقل حفظك الله إن المعبودات جاء من جهنم, ولكن الآية عامة حتى احتج بها من احتج من المشركين
على النبي صلى الله عليه وسلم بعيسى عليه السلام وأن النصارى تعبده فكيف يقذف في جهنم؟
فإذا كانت الشمس سيؤول أمرها أن تقذف في جهنم, فقد حصل المقصود أي أنها قطعة منها ولو لم تقذف فيها بعد
والذي قلت إنه ثبت لا أظنه يثبت
فائدة حديثية:الحديث صوابه عن المقدام بن معد كرب وليس المقداد كما قال أبو حاتم الرازي رحمه الله تعالى, ولكنه اشتهر عن المقداد
والله الموفق
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 04:34]ـ
-في حديث المقداد استعمال الله للشمس بحسب الدنو في تعذيب الناس بحسب أعمالهم , فلا يبعد أن تكون الشمس قطعة من جهنم بل هي كذلك وقد قال الله"إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم" والشمس من معبودات الوثنيين
والله الموفق
إذا كان على هذا القياس فحجارة الأصنام والقمر والكفار جزء من جهنم أيضاً! والمسلم صاحب الكبيرة إذا لم يغفر له الله فهو جزء من جهنم ثم يتحول إلى جزء من الجنة! ما هذا الكلام أخي؟ جهنم شيء والأصنام والشمس والقمر والكفار شيء آخر ولذا فإنها يؤتى بجهنم معها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، ويجمع الله الشمس والقمر ويرميها في جهنم مما يؤكد على التفرقة بين هذه الأشياء.
السؤال: هناك نوع من الحرارة وهو أشدها (أشد الحر وأشد الزمهرير) من نفس جهنم .. هل يأتي إلى الأرض عن طريق الشمس؟ هل الشمس منطقة لمرور هذا الحر والزمهرير؟
إن قلنا نعم فهو تخرص بغير علم، وإن قلنا لا فهو تخرص أيضاً!
الجواب الصحيح: الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 06:47]ـ
للمزيد
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 08:01]ـ
حديث (نَفَسيْ جهنم)، والرد على من كذبه
دائماً ما كنت أستغرب الحديث بأن الطقس إذا كان حارّاً فإن هذا نفَس من أنفاس جهنم، فهل هذا الحديث ضعيف؟ لأنه وفقاً للحقائق التي سمعتها أننا نحصل على فصول السنة من خلال الشمس، وميل الأرض؟.
الجواب: الحمد لله
أولاً:
الحديث المشار إليه حديث صحيح في أعلى درجات الصحة، وقد اتفق على إخراجه الإمامان البخاري ومسلم، رحمهما الله.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ) رواه البخاري (3087) ومسلم (617).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
"والمراد بالزمهرير: شدة البرد، واستشكل وجوده في النار، ولا إشكال؛ لأن المراد بالنار: محلها، وفيها طبقة زمهريرية" انتهى.
" فتح الباري " (2/ 19).
ثانياً:
هل كان كلام النار، وشكوتها، بلسان المقال أم بلسان الحال؟ أكثر العلماء -وهو الصواب بلا ريب- على أنه كان بلسان المقال.
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله:
"وأما قوله في هذا الحديث: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب، أكل بعضي بعضاً .... الحديث): فإن قوماً حملوه على الحقيقة، وأنها أنطقها الذي أنطق كل شيء، واحتجوا بقول الله عز وجل: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ) النور/24، وبقوله: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) الإسراء/44، وبقوله: (يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ) سبأ/10، أي: سبِّحي معه، وقال: (يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِشْرَاقِ) ص/18، وبقوله: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ق/ 30، وما كان من مثل هذا، وهو في القرآن كثير، حملوا ذلك كله على الحقيقة، لا على المجاز، وكذلك قالوا في قوله عز وجل: (إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) الفرقان/ 12، و (تكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) الملك/8، وما كان مثل هذا كله.
وقال آخرون في قوله عز وجل: (سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) و (تكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ): هذا تعظيم لشأنها، ومثل ذلك قوله عز وجل: (جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) الكهف/77، فأضاف إليه الإرادة مجازاً، وجعلوا ذلك من باب المجاز، والتمثيل في كل ما تقدم ذكره، على معنى أن هذه الأشياء لو كانت مما تنطق، أو تعقل: لكان هذا نطقها وفعلها.
فمَن حمل قول النار وشكواها على هذا: احتج بما وصفنا، ومن حمل ذلك على الحقيقة: قال: جائز أن يُنطقها الله، كما تنطق الأيدي، والجلود، والأرجل يوم القيامة، وهو الظاهر من قول الله عز وجل: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ق/ 30، ومن قوله: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) الإسراء/44، و (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) النمل/18، وقال: قوله عز وجل: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) الملك/8: أي: تتقطع عليهم غيظاً، كما تقول: فلان يتقد عليك غيظاً، وقال عز وجل: (إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) الفرقان/ 12، فأضاف إليها الرؤية، والتغيظ، إضافة حقيقية، وكذلك كل ما في القرآن من مثل ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا الباب عندهم قوله: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ) الدخان/29، و (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) مريم/ 90، و (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت/11، (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) البقرة/74، قالوا: وجائز أن تكون للجلود إرادة لا تشبه إرادتنا، كما للجمادات تسبيح وليس كتسبيحنا، وللجبال، والشجر سجود وليس كسجودنا.
والاحتجاج لكلا القولين يطول، وليس هذا موضع ذِكره، وحمْل كلام الله تعالى، وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم على الحقيقة: أولى بذوي الدِّين، والحق؛ لأنه يقص الحق، وقوله الحق، تبارك وتعالى علوّاً كبيراً" انتهى.
" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " (5/ 11 – 16).
ثم اختلف العلماء أيضا في نفسي جهنم، هل هما على الحقيقة، أم على المجاز؟ وأكثر العلماء على أن ذلك على الحقيقة أيضاً.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
"قال القرطبي: لا إحالة في حمل اللفظ على حقيقته، قال: وإذا أخبر الصادق بأمر جائز: لم يُحتج إلى تأويله، فحمله على حقيقته: أولى، وقال النووي نحو ذلك، ثم قال: حمله على حقيقته هو الصواب، وقال نحو ذلك التوربشتى.
ورجح البيضاوي حمله على المجاز، فقال: شكواها مجاز عن غليانها، وأكلها بعضها بعضاً: مجاز عن ازدحام أجزائها، وتنفسها: مجاز عن خروج ما يبرز منها، وقال الزين بن المنير: المختار حمله على الحقيقة؛ لصلاحية القدرة لذلك [يعني: أن الله تعالى يقدر على ذلك]، ولأن استعارة الكلام للحال وإن عهدت وسمعت، لكن الشكوى، وتفسيرها، والتعليل له، والإذن، والقبول، والتنفس، وقصره على اثنين فقط: بعيد من المجاز خارج عما أُلِف من استعماله" انتهى.
" فتح الباري " (2/ 19).
وقال الزرقاني رحمه الله:
" (أن النار اشتكت إلى ربها) حقيقة، بلسان المقال، كما رجحه من فحول الرجال: ابن عبد البر، وعياض، والقرطبي، والنووي، وابن المنير، والتوربشتي، ولا مانع منه سوى ما يخطر للواهم من الخيال" انتهى.
" شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك " (1/ 59).
وقد رد بعض الجهلة هذا الحديث بزعم أنه مخالف للواقع، من أن اختلاف الفصول إنما يرجع للعلاقة بين الشمس والأرض.
والجواب على هؤلاء أسهل مما يتصورون؛ وذلك أن هذا الحديث ليس فيه أن اختلاف الفصول أو حصول الشتاء والصيف هو بسبب نفَسَيْ جهنم.
بل الحديث نفْسُه يدل على وجود الفصلين (الشتاء والصيف) ابتداءً، وأن "شدة الحر" و "شدة البرد" هما من أثر نفَسَي جهنم، لا أنهما يكوِّنان "الصيف" و "الشتاء"، وهذا واضح بأدنى تأمل في الحديث.
قال ابن عبد البر رحمه الله:
"وأما قوله: (فأذن لها بنفسين: نفسٍ في الشتاء، ونفس في الصيف): فيدل على أن نفَسها في الشتاء: غير الشتاء، ونفَسها في الصيف: غير الصيف" انتهى.
" التمهيد " (5/ 8).
وقد رَدَّ آخرون الحديث لأن سبب شدة الحر أو شدة البرد معروف، وهو بعد الشمس أو قربها من الأرض.
وقد أجاب العلماء عن ذلك أيضاً، وبينوا أنه لا تعارض بين الحديث، وبين الواقع،
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
"وفي هذا الحديث: دليل على أن الجمادات لها إحساس لقوله: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً)، من شدة الحر، وشدة البرد , فأذن الله لها أن تتنفس في الشتاء، وتتنفس في الصيف , تتنفس في الصيف ليخف عليها الحرَّ , وفي الشتاء ليخفَّ عليها البرد , وعلى هذا فأشد ما نجد من الحرِّ: يكون من فيح جهنم , وأشد ما يكون من الزمهرير: من زمهرير جهنم.
فإن قال قائل: هذا مشكل حسَب الواقع؛ لأن من المعروف أن سبب البرودة في الشتاء هو: بُعد الشمس عن مُسامتة الرؤوس , وأنها تتجه إلى الأرض على جانب، بخلاف الحر، فيقال: هذا سبب حسِّي، لكن هناك سبب وراء ذلك , وهو السبب الشرعي الذي لا يُدرك إلا بالوحي , ولا مناقضة أن يكون الحرُّ الشديد الذي سببه أن الشمس تكون على الرؤوس أيضا يُؤذن للنار أن تتنفس فيزدادُ حرُّ الشمس , وكذلك بالنسبة للبرد: الشمس تميل إلى الجنوب , ويكون الجوُّ بارداً بسبب بُعدها عن مُسامتة الرؤوس , ولا مانع من أنّ الله تعالى يأذن للنار بأن يَخرج منها شيءٌ من الزمهرير ليبرِّد الجو، فيجتمع في هذا: السبب الشرعي المُدرَك بالوحي , والسبب الحسِّي، المُدرَك بالحسِّ.
ونظير هذا: الكسوف، والخسوف , الكسوف معروف سببه , والخسوف معروف سببه.
سبب خسوف القمر: حيلولة الأرض بينه، وبين الشمس , ولهذا لا يكون إلا في المقابلة , يعني: لا يمكن يقع خسوف القمر إلا إذا قابل جُرمُه جرمَ الشمس , وذلك في ليالي الإبدار، حيث يكون هو في المشرق، وهي في المغرب أو هو في المغرب، وهي في المشرق.
أما الكسوف فسببه: حيلولة القمر بين الشمس، والأرض , ولهذا لا يكون إلا في الوقت الذي يمكن أن يتقارب جُرما النيّرين , وذلك في التاسع والعشرين أو الثلاثين، أو الثامن والعشرين , هذا أمر معروف , مُدرك بالحساب , لكن السبب الشرعي الذي أدركناه بالوحي هو: أن الله (يخوّف بهما العباد) , ولا مانع من أن يجتمع السببان الحسي والشرعي , لكن من ضاق ذرعاً بالشرع: قال: هذا مخالف للواقع ولا نصدق به , ومن غالى في الشرع: قال: لا عبرة بهذه الأسباب الطبيعية، ولهذا قالوا: يمكن أن يكسف القمر في ليلة العاشر من الشهر! .... لكن حسَب سنَّة الله عز وجل في هذا الكون: أنه لا يمكن أن يَنخسف القمر في الليلة العاشر أبداً" انتهى.
" شرح صحيح مسلم " (شرح كتاب الصلاة ومواقيتها، شريط رقم 10، وجه أ).
ونرجو أن يكون ما ذكرناه كافياً لتوضيح معنى الحديث، وأنه لا يمكن للشرع أن يخالف شيئاً محسوساً في الواقع، وإنما أتي الناس من جهلهم.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 08:21]ـ
هذه شبيهه بمسألة المطر هل هو من السحاب أو من تحت العرش .. ؟؟؟
وكقول القائل .. يتكون السحاب من البحار عن طريق التبخر ثم يتجمع فتمطر السماء ومن قائل إن الله جل وعلا يؤلف بين السحاب فيجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله .. وهكذا ...
أيضا .. هل اللبن من الضرع أم من أين .. ؟؟؟؟ إذا شققت الضرع لاتجد لبنا .. من أين يأتي .. ؟؟؟؟
الحقيقة التي تغيب عن أذهاننا أن كل شئ في خزائن الله عزوجل ..
والله تعالى أعلم.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 09:33]ـ
إذا كان على هذا القياس فحجارة الأصنام والقمر والكفار جزء من جهنم أيضاً! والمسلم صاحب الكبيرة إذا لم يغفر له الله فهو جزء من جهنم ثم يتحول إلى جزء من الجنة! ما هذا الكلام أخي؟ جهنم شيء والأصنام والشمس والقمر والكفار شيء آخر ولذا فإنها يؤتى بجهنم معها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، ويجمع الله الشمس والقمر ويرميها في جهنم مما يؤكد على التفرقة بين هذه الأشياء.
السؤال: هناك نوع من الحرارة وهو أشدها (أشد الحر وأشد الزمهرير) من نفس جهنم .. هل يأتي إلى الأرض عن طريق الشمس؟ هل الشمس منطقة لمرور هذا الحر والزمهرير؟
إن قلنا نعم فهو تخرص بغير علم، وإن قلنا لا فهو تخرص أيضاً!
الجواب الصحيح: الله أعلم
بل هناك فرق وهو أن الشمس لها طبيعة إحراقية والحديث يشير لذلك
فالقول بأنها جزء من جهنم سواء بمعنى المآل أو البدء,,ليس مستنكراً حسّاً ولا عقلاً
والحاصل أننا لا نعرف كُنه النفَسين فقد يكون معناهما متعلقاً بالشمس نفسها
وقد يكون هناك تعلق لطيف لا نعلمه بين جهنم والشمس .. وقد وقد ..
وسوقي للآية ليس من باب الاستدلال أنها جزء من جهنم ولكن لبيان أنها إذا كان سيؤول أمرها
أن يعذب الله بها عبدتها فلا يستنكر أن تكون جزءا من جهنم, والله الموفق
والله الموفق(/)
احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي .. مناقشة علمية .. إبراهيم السكران
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 08:58]ـ
بحث جديد للشيخ إبراهيم السكران
ـ[ابن العباس]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 09:44]ـ
شكر الله لك يا شيخ عبدالله .. ننزله ونقرؤه بحول الله وفي ميزانك بإذن الله
وإبراهيم السكران ممن يستحق أن يُقرأ له دون النظر للعنوان
جزاه الله خيراً ونفع به
ـ[بن رشيد]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 12:33]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوياسر المسعودي]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 07:17]ـ
جزيت الخير شيخ عبدالله على وضعك لبحث الشيخ الفاضل إبراهيم السكران هنا
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 04:27]ـ
شكر الله للإخوة جميعا
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 06:07]ـ
يرفع للفائدة(/)
ابحث عن رسالة علميه او بحث علمي محكم حول موقعة (صفين) و حادثة (التحكيم)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 10:16]ـ
ابحث عن رسالة علميه او بحث علمي محكم حول موقعة (صفين) و حادثة (التحكيم) ..
لي اهتمام حول هذا الموضوع .. فهل احد من الاخوة اطلع على رسالة علميه او بحث علمي محكم حول هذين الموضوعين المهمين الذين كان لهم اعظم التأثير في تاريخ الامه؟؟
وجزاكم الله خير.
ـ[أشجعي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 11:52]ـ
قصة الفتنة للشيخ محمد حسان,
محررة ومحققة ومخرجة, ولا تجد فيها الروايات المكذوبة الموضوعة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 12:35]ـ
(حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل و صفين و قضية التحكيم)
علي الصلابي
ـ[أشجعي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 02:02]ـ
جزاك الله كل خير شيخنا الحبيب سليمان الخراشي على المعلومة الطيبة.
ـ[لطفى]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 03:14]ـ
ا نصح الاخ بقراءة كتاب الفتنة للد كتور هشام جعيط فقد ذكر فيه مرادك بطريقة علمية تاريخية دارجا جميع الاحداث فى اطارها البشرى
ـ[لطفى]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 03:35]ـ
ما تبحث عنه جزء بالغ الاهمية من تا ريخنا الا سلامى وربما تعود ندرة المادة فى هذا البحث الى نظرة القداسة التى كان يحيطها فقهائنا ومؤرخيتا بهذا الموضوع فمادة هذا البحث نادرة جدا والاعتقاد السائد انها مباحث لا تجدى نفعا باعتبار تلك امة قد خلت وقد اشار المفكر مالك بن نبى الى ضرورة دراسة هذه الحقبة من تا ريخنا باعتبارها نقطة تحول مهمة فى تاريخ الامة ارجو ان عثرت غلى دراسة تحليلية الى جانب الفتنة لهشام جعيط ان تمدنا بها
ـ[أشجعي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 06:16]ـ
للدكتور راغب السرجاني اهتمام بهذه المسائل أيضاً, راجع موقعه لعلك تجد مرادك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 06:25]ـ
هشام جعيط ليس بمؤتمن في مثل هذه المواضيع ..
وهنا ما يفيد عن فكره:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/26.zip (http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/26.zip)
ـ[أشجعي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 06:38]ـ
هشام جعيط ليس بمؤتمن في مثل هذه المواضيع ..
وهنا ما يفيد عن فكره:
http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/26.zip (http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/26.zip)
لا حول ولاقوة إلا بالله
هذا أقواله كفرية لا بارك الله فيه,
أخزاه الله وفض فوه فعلاً.
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 07:19]ـ
حياة علي بن أبي طالب (للدكتور الصلابي) فإنه بحث و دراسة قيمة جدا جدا.
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 07:30]ـ
1 - وأد الفتنة: دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين. أحمد محمود الشوابكة. عمان: دار عمار، 2009. ط1
2 - حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم. الصلابي؛ علي محمد محمد. بيروت: دار المعرفة للطباعة، 2008. ط1
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 07:44]ـ
الحمدُ لله، و الصلاةُ و السلام على رسولِ الله ..
=== تحقيق مواقف الصحابة / رسالة دكتوراه / أ. د. محمد محزون.
=== الإنصاف فيما وقعَ في العصر الراشدي من الخلاف / رسالة دكتوراه / الخليفة.
=== (و اللي واثق من نفسه) = الخلافات السياسية بين الصحابة - محمد الشنقيطي ..
و الله الهادي ..
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 08:05]ـ
تحقيق مواقف الصحابيين طلحة و الزبير في الفتنة الكبرى ( http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=5684)
رؤوس الفتنة في الثورة على الخليفة الشهيد عثمان بن عفان ( http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=4811)
مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه ( http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=3801)
قضية التحكيم في موقعة صفّين -بين الحقائق و الأباطيل- ( http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=3800)
الصحابة المعتزلون للفتنة الكبرى -مواقفهم منها، و دورهم في الحد منها – ( http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=3799)
الثورة على سيدنا عثمان بن عفان –رضي الله عنه- -دراسة في أسبابها الظاهرة و الخفية- ( http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=3798)
وهي أبحاث لفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن علال كبير منثورة على صيد الفوائد
ـ[لطفى]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 08:57]ـ
لما ذكرت كتاب الفتنةلهشام جعيط للاخوة ذكرت كتابا بغض النظر عن مؤلفه رايت فيه تحليلات وتاويلات جريئة من شانها ان تثرى المكتبة الا سلا مية واغلب مصادر الكتاب امهات الكتب المعلومةلدى الجميع فالمؤلف مرجعه الا ساسى الطبرىوالبلا ذرى والقريزى والمسعودى وغيرهم ولم يات بروايات غريبة او مصا در غير معلومة وانصح الاخوة الكرام الابتعاد عن الا فكار المسبقة فا علام الفكر افكارهم تتجدد ومن يكتب فى بداية حياته ربما يعدل عن ارائه فى مرحلة اخرى وبالرغم لا اريد ا ن اعلم ما يؤاخذه الاخ عن الدكتور الا انى ما زلت ادعوا السائل لمطالعة الكتاب فانى على يقين ان يجد فيه ضالته وقد اخذنا قديما من الفلسفة الاغريقية وما مناهج الاستنباط والاستدلال فى فقهنا وتشريعنا الا امتدادا لذلك فكيف لا نقرا لمن يقر الشهادتين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 10:55]ـ
هذا الجعيط انسان سفيه جاهل كافر,
عامله الله بما يستحق,
ونقله من كتب الطبراني أو غيرها من كتب اهل السنة لا يعني شيئا,
فليس كل ما في الطبراني صحيح أصلاً, والإمام رحمه الله ذكر السند لتبرأ ذمته.
ولا ينصح بقراءة كتب هذا الانسان التافه,
خاصة وان هناك ما هو أفضل منه.
ـ[احمد شبيب]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 11:13]ـ
وبالرغم لا اريد ا ن اعلم ما يؤاخذه الاخ عن الدكتور
راجع الرابط الذي وضعه الشيخ سليمان حفظه الله.
مثل قوله أخرس الله لسانه:
أين يكمن الحل للتناقض بين الحرية ومسؤلية الإنسان التي يتضمنها مفهوم الحساب، وبين قدرة الله وظلمه أو يكاد، التي يترجم عنها القضاء والقدر؟ وهذا الإله ذاته الشخصي والمتعالي، أي لعبة يلعب؟ لماذا كان متخفياً؟ أولا ينكشف مرة واحدة وبوضوح للإنسان؟ "!! (الشخصية العربية)
وقوله:
إن جريمة النبي لا تكمن فقط في استغلاله لسذاجة الجماهير، ولكنها تكمن أيضاً في تجسيده من خلال سيرته الذاتية مثالاً للشهوانية والعنف وعدم الأخلاق، هذه الخصائص التي طبع بها كل الشعوب التي اتبعته"
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 11:36]ـ
اسال الله العظيم ان يوفقك لما يحبه و يرضاه
اخي الكريم لي ملاحظات على هذا البحث
اولا اخي الكريم احذر الكتب التي تناولت هذا الموضوع من زاوية العاطفة و العقل ككتب خالد محمد خالد فانها و الله سم للعامي الجاهل و تحرى منهج المحديثين فانه سبيل النجاة
ثانيا احذرك من الجعيط الفاسق الجاهل المتعالم
ثالثا اجمع جميع الروايات في الحدث الواحد و لا تتفرد برواية فتزل
رابعا تذكر ان الذين تقرا لهم هم الذين مدحهم الله عز وجل في كتابه و الرسول صلى الله عليه و سلم في سنته
اما بالنسبة لما طرحت فهناك:
الفتنة بين الصحابة للشيخ محمد حسان و ليس قصة الفتنة
كتب الدكتور علي الصلابي حفظه الله كحقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل و صفين و قضية التحكيم و كتاب
حياة علي بن أبي طالب و كتاب الدولة الاموية و غيرها
تحقيق مواقف الصحابة للدكتور محمد محزون.
و كتب الشيخ عثمان الخميس ككتاب حقبة من التاريخ و غيرها
وأدالفتنة: دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين. أحمدمحمود الشوابكة.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 12:50]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ..
وقد اطلعت على رسالة دكتوراه قيمه بعنوان (فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه) للدكتور محمد الغلبان استاذ التاريخ في الجامعة الاسلاميه في المدينه المنوره.
ـ[مهندس مصري]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 02:08]ـ
كتاب حقبة من التاريخ .. لفضيلة الشيخ عثمان الخميس
كتاب الفتنة بين الصحابة تحقيق وتصحيح .. لفضيلة الشيخ محمد حسان
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 08:15]ـ
تفضل:
تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة
http://www.islamlight.net/thiab/index.php?option=com_remositor y&Itemid=6
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 01:07]ـ
بالنسبة للنقد الحديثي: فعندك:
- العواصم من القواصم لابن العربي , تحقيق محب الدين الخطيب , وتعليق محمود الاستانبولي.
- فتنة مقتل عثمان -رضي الله عنه- للغبان (على استدراكات بسيطة عليه ظهرت لي عندما استقريته لبحث في هذا الموضوع).
- وكتب محمد بن صامل السلمي , وأكرم العمري.
أما النقد التاريخي:
- فكتاب: عثمان بن عفان الخليفة المفترى عليه , لمحمد الصادق عرجون (وهو قيم في بابه)!.
- وكتاب محب الدين الخطيب عن عثمان بن عفّان (وهو غير موجود في أغلب المكتبات العلمية بالسعودية)!.
- وبعض اللمحات في البداية والنهاية والسير.
- وإن استطعت أن تقابل الدكتور: صالح بن عبد الله بن محمد البركات الغامدي , في الجامعة الإسلامية , قسم التاريخ الإسلامي بكلية الدعوة , فعنده خبرة كبيرة بهذا الشأن , وله الآن ما يقرب من 16 سنة في سيرة الخلفاء ..
- وآخر كتاب وقعت عليه في قضية صفين والتحكيم , كتاب الشيخ: ذياب بن سعد الغامدي: تسديد الإصابة في ما شجر بين الصحابة ..
وفيه مراجع مهمة , وتحريرات نافعة جداً , كما أنه حوى مراجع مفيدة جداً ..
وبوركتم.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 01:08]ـ
بالنسبة للنقد الحديثي: فعندك:
- العواصم من القواصم لابن العربي , تحقيق محب الدين الخطيب , وتعليق محمود الاستانبولي.
- فتنة مقتل عثمان -رضي الله عنه- للغبان (على استدراكات بسيطة عليه ظهرت لي عندما استقريته لبحث في هذا الموضوع).
- وكتب محمد بن صامل السلمي , وأكرم العمري.
أما النقد التاريخي:
- فكتاب: عثمان بن عفان الخليفة المفترى عليه , لمحمد الصادق عرجون (وهو قيم في بابه)!.
- وكتاب محب الدين الخطيب عن عثمان بن عفّان (وهو غير موجود في أغلب المكتبات العلمية بالسعودية)!.
- وبعض اللمحات في البداية والنهاية والسير.
- وإن استطعت أن تقابل الدكتور: صالح بن عبد الله بن محمد البركات الغامدي , في الجامعة الإسلامية , قسم التاريخ الإسلامي بكلية الدعوة , فعنده خبرة كبيرة بهذا الشأن , وله الآن ما يقرب من 16 سنة في سيرة الخلفاء ..
- وآخر كتاب وقعت عليه في قضية صفين والتحكيم , كتاب الشيخ: ذياب بن سعد الغامدي: تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة ..
وفيه مراجع مهمة , وتحريرات نافعة جداً , كما أنه حوى مراجع مفيدة جداً ..
وبوركتم.(/)
دور الهوى في تذكية نار الاختلاف
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 06:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دور الهوى في تذكية نار الاختلاف
الشيخ مختار الأخضر طيباوي
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده.
أما بعد ......
يتهم بعض الناس كل من خالفهم بالبدعة، و اتباع الهوى، و عداوة السنة، ومعلوم أن المبتدعة هم أهل الأهواء، فكأنه يشهد لنفسه بالسلامة من الهوى، أو كأنما عنده أمان من الله بان لا يدخل الهوى قلبه.
و الخلاف قد يكون ناشئا عن الهوى المضل، و قد يكون ناشئا عن تحري قصد الاتباع.
و إذا دخل الهوى أدى إلى اتباع المتشابه حرصا على الغلبة و الظهور، و أدى إلى الفرقة و التقاطع و العداوة و البغضاء، للاختلاف الأهواء و عدم اتفاقها.
و معلوم أن الشرع جاء بحسم مادة الهوى بإطلاق، و المبتدع نوعان: من يتبع الهوى على الإطلاق وهو من لم يصدق بالشريعة رأسا، و أما من صدق بها و بلغ فيها مبلغا، بحيث أكثر أقواله موافقة للحق، لا يقال عنه: انه متبع للهوى بإطلاق، فيوصف بالمبتدع و الضال و عدو السنة وغير ذلك.
كما صدر من الأخوة السالمين من اتباع الهوى!.
و إذا كان دخول الهوى في الأعمال و الأقوال خفيا بالاتفاق، ما حجتهم في تنزيه أنفسهم عنه، و اتهام غيرهم به، إلا أن يكون لهم دليل على موافقتهم الحق و مخالفة غيرهم له، وهم أصلا لم يسوقوا في كلامهم دليلا واحدا، و إنما شبهوا ببعض الكلام الذي حشوه الظن الكاذب، و الغرور بالنفس، و الافتنان بها بالطواف حول حجة التقليد وغيرها.
وعندما نجعل الهوى مقدمة في الدليل ـ كما جعلوا تقليدهم لشيخ حجة والتقليد من الهوى ـ، لم ينتج هذا الدليل إلا ما فيه اتباع الهوى و التعصب له، وهذا مخالف للشرع من جهة الإخلاص و من جهة الاتباع.
فمن يسمونهم مبتدعة وأعداء السنة و تمييعين، من جهة ما وافقوا فيه الحق يجب أن يحصل الائتلاف، ومن جهة ما خالفوه ـ حسب فهمهم ـ يجب أن يحصل الاختلاف، و هم إنما يأمرون بالاختلاف في كل حال، وهذا اتباع للهوى، وتمييع للحق، وغير ذلك.
وقد كره الله لنا الفرقة و حذرنا من الاختلاف، ونهانا عنه، ورضي لنا الطاعة و الألفة و الجماعة، وكما قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ:"و إن ما تكرهون في الجماعة و الطاعة هو خير مما تستحبون في الفرقة"، فالألفة رحمة و الفرقة عذاب.
قال ابن عبد البر:" كان يقال: لا خير مع الخلاف، ولا شر مع الائتلاف."
ولم يفرط الله في كتابه من شيء، فجعله لنا بيانا لكل شيء و تفصيلا، وقد تقول: هذا كلام عام في الألفة والوفاق، وليس هذا بصحيح.
فإذا اخبر الله في كتابه أنه قدر وكتب الخلاف على عباده، وعرفنا أن الاختلاف مركوز في فطرنا ومطبوع في خلقتنا، ولا يمكن ارتفاعه وزواله إلا بارتفاع هذه الخلقة، وهي لا ترتفع إلا بالموت، وجب ضرورة أن الله أرشدنا إلى الأمر الشرعي الذي ينجينا مما قدر من شر هذا الاختلاف، وبه نتجاوزه، وهو قوله تعالى: {و تعاونوا على البر و التقوى ولا تتعاونوا على الإثم و العدوان}.
وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم:"اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، أي: اجتمعت، فإذا اختلفتم أي: في فهم معانيه فقوموا عنه أي: تفرقوا لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر" {فتح الباري101/ 9}.
وقال النبي صلى الله عليه و سلم ـ أيضا ـ:" و إمام قوم وهم له كارهون"، وقد يكون المأمومون من أهل الأهواء و الإمام أفضل منهم، و لكن التأليف أولى.
جاء في" كشف القناع" {484/ 1}:"و إذا كان بين الإمام و المأموم من جنس معاداة أهل الأهواء و المذاهب لم ينفع أن يؤمهم لعدم الائتلاف و المقصود بصلاة الجماعة إنما يتم بالائتلاف".
والعاقل يجتنب مواقع المنازعة، كالمقالات الدقيقة التي لا يفهمها أكثر الناس، وهذه المقالات التي توجب المنازعة و المعارضة و المنافرة لا يثيرها إلا عند الضرورة، وعليه أن يتمسك بالجمل الثابتة و الأصول العامة الموجبة للألفة.
والدين شيئان: الإخلاص و المتابعة، فإن اختلفنا في المتابعة لأسباب كثيرة بعضها سائغ، و بعضها غير سائغ يلحق به الإثم و التضليل، فإن الأسباب السائغة لا يلحق بها التضليل و التأثيم و التفسيق.
ومع ذلك الاختلاف في المتابعة ممكن ومعروف و مشاهد، ولكنه لا يوجب الاختلاف حول الإخلاص لله، الذي لا يعرفه إلا الله، والإخلاص لله في الدعوة إلى الله هو الإخلاص في الدعوة إلى الإسلام و السنة، قال أبو العالية في قوله تعالى: ولا تفرقوا: لا تعادوا عليه، يقول: في الإخلاص لله وكونوا إخوانا {القرطبي32/ 4}
و السلام عليكم.
أرزيو/ الجزائر 12/ 08/2009
مختار الأخضر طيباوي(/)
شرح مقولة ابن سيرين إن هذا العلم دين
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 07:16]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
جواب أبي عبد الله عادل السلفي
شرح مقولة ابن سيرين إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه
الشيخ مختار الأخضر طيباوي
السلام عليكم و رحمة الله و براكته:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،
يا شيخ حفظكم الله,
و أنت حفظك الله، ورعاك بمنه ولطفه،
عندي طلب و هو في نفس الوقت سؤال:
أرجو منكم حفظكم الله أن تبينوا لنا ما قصد الإمام ابن سيرين بقوله إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم أو كما قال رحمه الله.
فالسؤال: هل بن سيرين رحمه الله يقصد جميع العلوم من عقيدة و حديث و فقه و أصوله و علوم الآلة و تاريخ و .... ألخ
أم يقصد العلوم الشرعية فقط.
قلت: الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد ...
وصف الشيء بكونه شرعيا يعني أنه ممّا دلّ عليه الشرع بإحدى الطرق المعتبرة، إما مباشرة أو من طريق التضمن و اللزوم، و العلوم منها ما هو شرعي شرعية الغاية، ومنها ما هو شرعي شرعية الوسائل، و الأصل الجامع أن نقول:
كل علم تنبني عليه معرفة الله، و معرفة أمره و نهيه فهو علم شرعي، فهذا العلم غاية، وكل علم يتوصل به إلى هذين العلمين فهو علم وسيلة، إذ القصد من الإسلام معرفة الله سبحانه و تعالى، و معرفة أمره و نهيه.
و على هذا الأساس يجب أن نفهم كلمة محمد بن سيرين ـ رحمه الله ـ و إن كانت المناسبة التي لأجلها أطلق هذه القاعدة العزيزة، هي تصحيح أسانيد الحديث، و الاحتراز عن الكذابين، ومن ضمنها أخذ العلم عن المبتدعة.
اختلاف عبارات المقالة:
لقد ثبتت هذه المقولة العظيمة التي تشكل أوّل قواعد الجرح و التعديل ـ لفظا ومعنى ـ من عدة طرق، و بعدة ألفاظ متقاربة، ولكن بجمعها تزداد معرفتنا بمقصد ابن سيرين ـ رحمه الله، فقد جاء عن ابن عون أن ابن سرين قال:" كان يقال العلم دين فانظروا عن من تأخذونه".
فهو هنا أطلق العلم، ولم يحدد نوعه، ومعلوم أن العلم المعروف في عهده علم القرآن و الحديث، ممّا يعني أنه قصد العلوم الشرعية.
وجاء عن الأوزاعي أنه قال: كان ابن سيرين يقول: إن هذا دينكم فانظروا عن من تأخذونه".
وفي رواية:فقال:" اتقوا الله يا معشر الشباب وانظروا عن من تأخذون هذه الأحاديث فإنها دينكم".
وروى أبو عبيدة بن عقبة بن نافع عن أبيه انه كان يوصي بنيه بثلاث يقول:" يا بني إياكم والقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظروا عن من تأخذون منه فانه دين، وإياكم والدَّين وإن لبستم العباء، والثالثة أنسيها نافع".
وعن ابن أبي أويس قال: سمعت مالك بن أنس يقول:: إن هذا العلم هو لحمك ودمك، وعنه تسأل يوم القيامة فانظر عن من تأخذه".
وفي"إسعاف المبطأ" {ص:10}:"قال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت خالي مالكا يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين فما أخذت عنهم شيئا، وان احدهم لم ائتمن على بيت مال لكان به أمينا لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن فقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم على بابه."
عن زائدة قال:" إن هذا العلم دين فانظروا من تودعونه"
فزاد شرطا آخر، هو أين تضع علمك أي لا تحدث به من هب و دب، وربما ينبني هذا على نوع من العلم خاص كعلم الحديث، فإن المسلم مطالب بتبليغ الرسالة لكل أحد، وربما هو على أصل الشافعي: من وضع علما في غير أهله فقد أضاعه.
قال مجالد:" لا يؤخذ الدين إلا عن أهل الدين".
وقد جاءت رواية عن ابن سيرين مفصّلة واضحة،قال:"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه، ذهب العلم، وبقي منه غبرات في أوعية سوء، ويجتنب الرواية عن الضعفاء، والمخالفين من أهل البدع والأهواء".
شرح المناوي في "فيض القدير" {2/ 691} هذه المقولة فقال: (إن هذا العلم) الشرعي الصادق بالتفسير والحديث والفقه وأصول الدين وأصول الفقه ويلحق بها آلاتها (دين فانظروا) أي تأملوا (عمن تأخذون دينكم) أي فلا تأخذوا الدين إلا عمن تحققتم كونه من أهله وفي الإنجيل هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى أليس يقعان كلاهما في بئر انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلى الطالب أن يتحرى الآخذ عمن اشتهرت ديانته وكملت أهليته وتحققت شفقته وظهرت مروءته وعرفت عفته وكان أحسن تعليما وأجود تفهيما ولا يرغب الطالب في زيادة العلم مع نقص في ورع أو دين أو عدم خلق حسن وليحذر من التقيد بالمشهورين وترك الآخذ عن الخاملين فقد عدوا مثل ذلك من الكبر وجعلوه عين الحمق لأن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها ويغتنمها حيث ظفر بها فإن كان الخامل مرجو البركة فالنفع به أعم والتحصيل من جهته أهم وإذا سبرت أحوال السلف والخلف لم تجد النفع يحصل غالبا والفلاح يدرك طالبا إلا إذا كان للشيخ من التقوى نصيب وافر وعلى نصحه للطلبة دليل ظاهر وفي الموطأ ما يدل على أن على المستفتي سؤال الأعلم فالأعلم لأنه أقرب إصابة ممن دونه قال ابن القيم وعليه فطر الله عباده وقال الماوردي ليأخذ الطالب حظه ممن وجد طلبته عنده من نبيه وخامل ولا يطلب الصيت وحسن الذكر باتباع أهل المنازل من العلماء وبعد الذكر إذا كان النفع بغيرهم أعم إلا أن يستوي النفعان فيكون الآخذ عمن اشتهر ذكره وارتفع قدره أولى لأن الانتساب إليه أجمل والآخذ عنه أشهر وإذا قرب منك العلم فلا تطلب ما بعد وإذا سهل لك من وجه فلا تطلب ما صعب وإذا حمدت من خبرته فلا تطلب من لم تخبره فإن العدول عن القريب إلى البعيد عناء وترك الأسهل بالأصعب بلاء والانتقام عن المخبور إلى غيره خطر قال علي: عقبى الأخرق مضرة والمتعسف لا تدوم له مسرة وقال الحكماء: القصد أسهل من التعسف والكفاف أورع من التكلف".
قلت: فهذه قاعدة ـ مقولة ابن سيرين ـ سنّية صلبة، لازمة لكل سنّي مقلد أن يعمل بها في شتى العلوم الشرعية، إنما الإشكال ليس فيها، ولكن في الاستثناء فيها بالنسبة لطلبة العلم،فلنوضح هذا الأمر، ثم نجيب الأخ عن سؤاله.
الاستثناء في القاعدة:
قال الوليد بن أبان الكرابيسي: قلت ليزيد بن هارون:" يا أبا خالد هذه المشيخة الضعفاء الذين تحدث عنهم؟ قال: أدركت الناس يكتبون عن كل، فإذا وقعت المناظرة حصلوا".
وعن المعتمر ابن سليمان عن أبي عمرو بن العلاء قال:" كان قتادة لا يغث عليه شئ يروي عن كل أحد".
قال رواد بن الجراح: قال سفيان الثوري:" خذ الحلال والحرام من المشهورين في العلم وما سوى ذلك من المشيخة".
فهذا يبين أن قاعدة ابن سيرين أخص برواية الحديث، فإن له شروطا غير شروط الفقه، وما يشترط لرواة الحديث من الضبط لا يشترط في الفقهاء، وقد عرف الفقهاء برواية الحديث بالمعنى، كما أنهم يحتاجون إلى قواعد فقهية و أصولية لا علاقة لها بالضبط و الإتقان.
قال أبو حفص: قال لي يحيى:" لا تكتب عن معمر عن رجل لا يعرف فانه لا يبالي عمن روى".
قال هشام بن عمار قال لي سويد بن عبد العزيز: قال لي شعبة: تأخذ عن أبي الزبير وهو لا يحسن يصلي؟! وتأخذ عن أبان بن أبي عياش، وإنما كان قتادة يروي عن أنس مائتي حديث وهو يروي ألفين؟ قال: ثم ذهب هو فأخذ عنهما".
قال بقية بن الوليد: سمعت الأوزاعي يقول:" تعلم ما لا يؤخذ به كما تتعلم ما يؤخذ به."
قلت: يعني كتابة حديث الضعفاء لمعرفته، و الله أعلم.
عن عكرمة عن ابن عباس قال:" خذ الحكمة ممن سمعته، فقد يتكلم الرجل بالحكمة وليس بحكيم، فتكون بمنزلة الرمية من غير رام."
و بهذا يتبين أن قاعدة ابن سرين ليست على إطلاقها، بل أحيانا يؤخذ عن الضعيف، وعن أهل البدع و الأهواء فيما يشاركون فيه من علوم شرعية لأسباب معروفة قد ذكرها أهل العلم في باب الرواية عن المبتدع، ولكن يبقى هذا دائما محصورا في طلبة العلم،و معلوم أن طلب العلم درجات، فيستثنى من كلامي طالب العلم المبتدئ فإنه متى قدِر على اخذ العلم عن الموثوقين من أهل السنة لا يعدل إلى غيرهم.
أين العلم؟
العلم الحقيقي ليس في معرفة القواعد،بل معرفة الاستثناء فيها، وليس في معرفة العام بل في معرفة الحالات الخاصة،و ليس في معرفة المشترك بل في معرفة القدر المميز،فإن الذي يفرق بين النظر العلمي لقضية ما و النظر العامي أو العلمي السطحي ـ ولو صدر ممن صدرـ هو أن الأول يأخذ بعين الاعتبار جميع معطيات القضية، و القضايا تختلف منها ما يكفي فيها الجانب النظري وحده، ومنها ما تلبست بالواقع و تجارب الناس لا يكفي التنظير وحده، ومنها ما دخله الاشتراك مع غيره، وفصل القدر المشترك عن القدر المميز هو العلم الحقيقي أو الأكمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتحليل العلمي على خلاف التحليل العامي أو العلمي السطحي لا يكتفي بالنظر في الحالات الموافقة فحسب أي القضايا الظاهرة الموافقة للدليل، بل أيضا الحالات المخالفة أو القضايا السالبة،وهذا هو الفرق المؤثر بين النظر العامي و النظر العلمي، بين العقل العلمي و العقل العامي.
وهذا فرق مهم يفرق بين تصور ساذج يتخذ من الاطراد قاعدة عامة يقضي بها الأحكام، و بين تصور تام يتحقق من الاطراد، بمعنى أن الطرد عنده هو ما يوجب الحكم لوجود العلة،وهو التلازم في الثبوت، ونوع التلازم بين الدليل و المدلول، لكنه لا يخرج عن كونه ربطا بين أمر و أمر آخر بحثا عن مناط الحكم، و قدر التشابه بين المسائل، وهل هو مؤثر أم غير مؤثر؟.
وبهذا تعرف متى لا يعمل بقاعدة ابن سيرين ومتى يعمل بها.
سبب ورود مقولة ابن سيرين:
وروى الإمام أحمد عن جابر بن نوح عن الأعمش عن إبراهيم قال: "إنما سئل عن الإسناد أيام المختار ".
وسبب هذا أنه كثر الكذب على عليّ في تلك الأيام، كما روى شريك عن أبي إٍسحاق سمعت خزيمة بن نصر العبسي أيام المختار وهم يقولون ما يقولون من الكذب،وكان من أصحاب علي قال: ما لهم قاتلهم الله، أي عصابة شانوا وأي حديث أفسدوا! ".
وروى يونس عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر العبسي قال: قاتل الله المختار أي شيعة أفسد وأي حديث شان ".
خرجه الجوزجاني وقال: كان المختار يعطي الرجال الألف دينار والألفين على أن يروي له في تقوية أمره حديثاً."شرح علل الترمذي"لابن رجب.
كيف نفهم قاعدة ابن سيرين:
الإنسان إن كان طالبا للعلم قد حصّل على قدر منه يسمح له بالتمييز بين الحق و الباطل، وقد عرف طريقة أهل السنة و أصولهم لا تنطبق عليه هذه القاعدة إذ هو مطالب بإتباع الدليل و البرهان، وقد علمنا أن المبتدع المبطل أنواع، فمنهم من يترك كلية، ومنهم من قد عرفت بدعته و حددت بدقة، بحيث باستثنائها يبقى كل كلامه وكتبه جيدة نافعة للمسلمين، تصب مباشرة في طريقة أهل السنة و الجماعة، فهذا يؤخذ عنه حتى المقلد إذ عرف هذا الاستثناء.
بينما من لا يقدر على تمييز الأقوال فقاعدة ابن سيرين لازمة له، فلا يأخذ الدين إلا عن الموثوقين في دينهم و علمهم، فإنك متى لم تقدر على التحقق من مقدمات الكتاب العلمية إن كانت صحيحة أو خاطئة بمجرد النظر فيها، فقد يوجهها الكاتب إلى باطل و أنت لا تشعر، و التحقق من مقدمات الكَتَبَة صعب على كثير من الناس فمن باب طلب السلامة يجب أن لا يؤخذ الدين إلا عن الموثوقين.
فحتى أصول الفقه و اللغة يمكن أن يوجَه فيها الدارس إلا القواعد البدعية التي تنتهي به إلى اعتقاد الباطل.
وعليه فمن كان مؤهلا فلا تنطبق عليه بالقيد السابق، ومن لم يكن فيجب أن يتقيد بها كلية.
ثم إن العلم يختلف من علم لآخر فبعض العلو م مقدماتها معقدة تحمل حقا وباطلا يصعب التحقق منها، ولكن هذا يرجع لغلبة الظن، فإنك قد تأخذ عمن هو موثوق في دينه و علمه لكنه لم يحقق علم الكلام أو أصول الفقه جيدا فينقل إليك قواعد فاسدة، فالاحتراس عن هذا صعب، ولذلك قلت: الأمر راجع لغلبة الظن.
و المحفوظ من حفظه الله.
لماذا يجب على طالب العلم المبتدئ الالتزام التام بقاعدة ابن سيرين:
من المعلوم ـ ضرورة ـ أن كل العلوم لا بد لطالبها ابتداء من مصادرات يأخذها مسلمة إلى أن تتبرهن عنده فيما بعد، كلما تقدم في العلم حققه، فنفى عن نفسه بعضه و أخذ جديده، إذ لو كان طالب العلم حين يطلبه قد نال ذلك العلم: لم يكن طالبا له، فلزم أن كل طالب علم في الدنيا يبدأ بمقدمات يسلم بصحتها، يعني يكون مقلدا صرفا.
ولكن بالنسبة لطالب العلم المبتدئ الأهم له هو هل الطريق التي سيطلب بها العلم تفضي إلى المعلوم؟ هل ثبت بطريق ما أنها تفضي إلى المطلوب، فهذا لم يصح عقلا ونقلا إلا في طريق أهل السنة و الجماعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن طالب العلم لو كان حين ينظر في مقدمات علم ما، يعلم أنه دليل مفض، لم يمكن ذلك حتى يعلم ارتباطه بالمدلول، فإن الدليل إن لم يستلزم المدلول لم يكن دليلا. والعلم بالاستلزام موقوف على العلم بالملزوم واللازم، فلا يعلم طالب العلم أن الدليل الفلاني يدل على المدلول المعين حتى يعلم ثبوت المدلول المعين ـ إما يعلم بوجوده بخبر الصادق أو يشعر بوجوده كما في دليل الفطرة ـ ويعلم أنه ملزوم له، وإذا علم ذلك: استغنى عن الاستدلال به على ثبوته؛ وإنما يفيده التذكير به،لا ابتداء العلم به، وإنما يقع الاشتباه هنا؛ لأنه كثيرا ما يعرف الإنسان ثبوت شيء ثم يطلب الطريق إلى معرفة صفاته ومشاهدة ذاته؛ إما بالحس؛ وإما بالقلب فيسلك طريقا يعلم أنها موصلة إلى ذلك المطلوب؛ لأنه قد علم أن تلك الطريق مستلزم لذلك المطلوب الذي علم ثبوته قبل ذلك، كمن طلب أن يحج إلى الكعبة التي قد علم وجودها فيسلك الطريق التي يعلم أنها تفضي إلى الكعبة؛ لإخبار الناس له بذلك، أو يستدل بمن يعلم أنه عارف بتلك الطريق فسلوكه للطريق بنفسه بعد علمه أنها طريق - المقصود - بإخبار الواصلين أو سلوكه بدليل خريت - يهديه في كل منزلة - لا يكون إلا بعد العلم بثبوت المطلوب ـ مكة مثلا ـ، وثبوت أن هذا طريق ودليل ـ أي تقع مكة في هذا الاتجاه.
وهكذا حال الطالبين لمعرفة الله والمريدين له والسائرين إليه قد عرفوا وجوده أولا، وهم يطلبون معرفة صفاته أو مشاهدة قلوبهم له في الدنيا، فيسلكون الطريق الموصلة إلى ذلك بالإيمان والقرآن.
فالإيمان: نظير سلوك الرجل الطريق التي وصفها له السالكون من قبله، فإنهم متفقون على ذلك، و أن هذا الطريق يقود إلى مكة،ومن تبعه و صل إليها، والقرآن: تصديق الرسل فيما تخبر به، لأنه ثبت صدقهم بدليل النبوة من معجزات و إخبار بالغيب تحقق، و كثير من الأدلة العقلية و الوضعية، وهو نظير اتباع الدليل منزلة منزلة، ولا بد في طريق الله منهما."عن كتاب الربوبية لابن تيمية"
فهاهنا مقدمتان تشرحان مقولة ابن سيرين:
الأولى طريقة أهل السنة في العلم الاتباع طبقة عن طبقة وجيل عن جيل ورجل عن رجل حتى تصل النبي صلى الله عليه و سلم فهذه مقدمة الإيمان.
الثانية: أخذ العلم من القرآن و السنة فقط مقدمة الحق الذي ثبت انه حق، فهو بداية السني منتهى المتكلم و المتزهد.
وأما الشيء الذي لم يعلم العقل ثبوته أولا كعلم الكلام و الفلسفة و التجرد إذا سلك طريقا يفضي إلى العلم به - فلا يسلكها ابتداء إلا بطريق التقليد والمصادرة - كسائر مبادئ العلوم، بينما طريق أهل السنة السابق ثبت عقلا و نقلا أنه مفض إلى المطلوب فسالكه متبع وغيره مقلد.
أي إن السني كالمتكلم و المتفلسف و المتصوف وكل طالب علم في هذه الدنيا يبدأ بمقدمات مسلمة أي بالتقليد و المصادرة ومع ذلك السني يطلب العلم على شيء و بطريق ثبت وجودها، فيكون بذلك متبعا، بخلاف غيره، فإن الطريق التي يسلكها لم يثبت أنها مفضية إلى العلم.
و لما كان العلم الشرعي إما علم بالله أو علم بأمره، وهذا لا يتحقق إلا بخبر الرسول لا بعقل ولا بوجد، بل العقل يحتاج إلى السمع و النقل، و كذلك الوجد، علمنا أن طريق العقل و الوجد تحتاج إلى طريق السمع و النقل، وطريق السمع و النقل لا تحتاج إليهما.
فالسني لا يحتاج في مقدمات سلوكه طريق العلم إلى مقدمات عقلية أو وجدية بينما غيره يحتاجون إلى المقدمات السمعية النقلية مع مقدماتهم.
قال ابن القيم في " الصواعق المرسلة":"وأعلى أنواع العلوم وأعظمها إفادة لليقين العلوم التي ألقاها الله سبحانه إلى أنبيائه بواسطة السمع، وأن نسبة العلوم العقلية المشتركة بين الناس إليها أقل وأصغر من نسبة علوم العجائز والأطفال إلى تلك العلوم فبين العلوم الحاصلة من الأدلة السمعية للرسل وأتباعهم وبين العلوم الصحيحة الحاصلة بأفكار العقلاء من التفاوت أضعاف ما بين الخردلةإلى الجبل"
فإذا عرفت هذا عرفت أن طالب العلم المبتدئ عليه أن يتمسك بقاعدة ابن سرين ما وسعه الجهد،ولكن الناس تختلف أحوالهم من بلد لآخر، وقد ييسر الله لهذا من الأسباب الباطنة و الظاهرة المعينة على طلب العلم ما لا ييسره لذاك، و الأمر عند الله، فيجب الثقة فيه، و الاعتماد عليه، و طلبه منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا للمبتدئ، أما غيره من طلبة العلم فيلزمهم أن يجتهدوا في طلب العلم من طرقه.
ويذم طالب العلم الذي ملك أسبابه، و اشتاقت نفسه إلى معرفة الأدلة، والخروج عن التقليد إذا سلك طريقة التقليد،ولكن عليه أولا أن يفتح أبواب الأدلة التي ذكرها الله في القرآن ـ كما بيناه سابقا ـ التي تبين أن ما جاء به الرسول حق، ويخرج الذكي بمعرفتها ـ قبل أن يخرج عن التقليد ـ عن الضلال والبدعة والجهل، فهذا هو الأهم الابتعاد عن الضلال و الجهل، ثم بعد ذلك الابتعاد عن التقليد.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 07:20]ـ
قال الأخ:
لأن بعض الإخوة قال لي عندما قمت بنشر موضوع في التاريخ و هو دفاع عن الإمام محمد بن عبد الوهاب, قال لي: بغض النظر عن الموضوع أنا لا أعرف الكاتب لأن هذا العلم دين ألخ
فأرجو من فضيلتكم , إن كان وقتكم يسمح, أن تقوموا بشرح هذه المقولة المأثورة عن ابن سيرين و جزاكم ربي خيرا.
قلت: التاريخ المحض من قبيل الأقوال تحتمل الصدق و الكذب، و لكن ترجمة الإمام محمد عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ليست تاريخا محضا، بل فيها ما يتعلق ببعض المسائل الدينية، كنفي اتهامه بالغلو في التكفير و التبديع، و غير ذلك، وهذا يتوقف على علم غير التاريخ، ولكن هذا ليس من الدين الذي قصده محمد بن سيرين.
قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} وقال {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}، وقال: {ورضيت لكم الإسلام دينا} فأخبر أن الإسلام هو الدين برمته، فما لم يكن من الإسلام فليس من الدين.
فيجب التفريق بين المؤرخ الإخباري المكتفي بالنقل على عهدة الناقل إليه، و بين المؤرخ الإخباري المتصرف في المادة المنقولة تحقيقا، نفيا و إثباتا وتوجيها، فمن هذه الجهة يجب أن يكون معروفا بالصدق و التثبت.
و لذلك إن لم يكن هذا الأخ المعترض عليك من طلبة العلم لم يتوجه لومه على قوله، فقد احتاط لنفسه احتياطا شرعيا يشكر عليه، ولكن هذا لا زم لك وله.
أما ما يقع بين الشباب على الشبكة من مناقشات، لو اشترطنا لها هذا الشرط لما بقي أحد على الشبكة، فيجب التفريق بين المقالات التي هي من قبيل تبادل المعلومات و الفوائد العلمية،و بين المقالات التي يكتبها أهل العلم أو طلبة العلم والتي فيها إحقاق الحق و إبطال الباطل،على حسب غلبة ظنهم.
وعلى هذا الأساس يجب تشجيع الشباب مثلك على البحث و الكتابة و إفادة الإخوان فلم يحصر الله الحق و الاستفادة في طائفة معينة، وكما يقال يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، و المسائل التي تحتاج إلا التثبت بالنسبة للمقلد و طالب العلم المبتدئ هي العقيدة و الفتوى،فعلى المستفتي أن لا يأخذ دينه إلا ممن يوثق بعلمه وأمانته واتباعه للحق، وكذلك بعض القضايا المنهجية، فليس كل ما نقراه نأخذ به.
ثم يقال للمعترض عليك: لا يستلزم من قراءة مقال الأخ تصديقه فيما نقل فما أعجبك منه خذه، و إن كان في مواضع متنازع حولها، وفيها خلاف، فتحرى منه من أهل العلم الموثوقين عندك، و الناس بغض النظر عن الشبكة يتكلمون في كل شيء،وفي كل مكان، ولو عملنا بمقولة محمد بن سرين لما تكلم اثنان في العلم إلا بحضور عالم موثوق، وهذا متعذر في كل زمان، وفيه حرج شديد ليس من الدين، فيجب التفريق بين ما لا يتم الدين إلا به وما ليس كذلك، وما كان من الدين وجب بيانه، فإن لم يجب بيانه لم يكن من الدين، و التاريخ قد يتعلق بالدين باعتبار الإخبار بالصدق أو الإخبار بالكذب، إذ الصدق مأمور به في الدين، و الكذب منهي عنه في الدين، و لكنه ليس من الدين، فما لم يكن من أحكام الدين، ولا من دلائله فليس من الدين، و إن تعلق به باعتبار، فلا يحتاط له كما يحتاط للعقيدة و الفتوى، وهذا بحمد الله واضح.
و لكن القيد الوحيد الرجوع إلى أهل العلم الموثوقين في حال الاختلاف و النزاع بالنسبة للمقلد و طالب العلم المبتدئ، وما عدا ذلك فاجتهدوا، و قولوا فيما بينكم، و تناظروا بعلم وحلم و حب ومودة، ثم انتشروا و انشروا، فما حمل العلم و الخير و الحق إلى المعامل و البيوت و المدارس، و الناس حيث يكونون أهل العلم، بل أمثالكم.
و المنتديات على الشبكة مثل حلقة المذاكرة، ومعلوم انه يتساهل في المذاكرة لتثبيت الحفظ ما لا يتساهل حال التحديث.
كيف تعرف الكاتب:
(يُتْبَعُ)
(/)
يمكن لطالب العلم إذا كان له نوع خبرة أن يعرف كفاءة الكاتب، و منهجه، و تدينه من خلال مقاله، وكما قال ابن القيم:
"وكل من له خبرة بنوع من أنواع العلوم إذا رأى حاذقا قد صنف فيه كتابا جليلا عرف أنه من أهل ذلك العلم بنظره في كتابه".
وهكذا كل من له عقل وفطرة سليمة وخبرة بأقوال أهل السنة وطريقتهم إذا نظرفيما كتب الكاتب قطع قطعا نظير القطع بالمحسوسات أن الذي كتب هذا المقال من أهل السنة علما وحالا.
ملاحظة:
من المعلوم أن الاحتجاج بالشيوخ يصلح عندما يكونون مشتركين عند المتنازعين، أما إذا كان هذا يرجع إلى الشيخ الفلاني، و يرجع الآخر إلى شيخ آخر فقد لا يتفقان، ولتعرف ما هو العلم الحقيقي تصور نفسك جالسا مع رافضي و معتزلي و خارجي فهل تحتج عندهم بشيوخك؟ وهل يقبلون قولك؟
فإن كان الجواب بالنفي فاعلم أن الأجوبة التي تصلح لإقناع هؤلاء و مناظرتهم هي العلم الأصلي الذي يجب أن يحيط به السني الداعية و إلا لم يستطيع تبليغ السنة، ولا إقامة الحجة على المعرضين عنها.
وهذه الآن بعض الأمور المفيدة تتعلق بالعلم لخصتها من رسالة كتبتها من مدة أرجو من الله أن ينفع بها إخواني، كما أشير إلى أن أفضل ما قرأته في هذا الباب وصية شيخ الإسلام ابن تيمية لمغربيين جاء يسألانه النصيحة، وهي المعروفة بالوصية الصغرى، كذلك رسالة ابن حزم:" مداواة النفوس".
آفة العلم:
معلوم أن العلم له آفات، ولكن أعظم من آفاته الجهل، و الجهل ضار أكثر من آفات العلم، وهو قبيح و مؤلم، وإنما يحس الجاهل بألم جهله إذا عرف انه جاهل، و ذلك بأن يرى غيره عالما، و يرى نفسه جاهلا، فيدرك ألم النقص فتنبعث منه شهوة العلم اللذيذة.
و قد يمنع العلم الحسد و هو الذي يدفع إلى عدم إعارة الكتب، و الكبر و الشهوات البدنية، فيجاذب طالب العلم متضادان، و الميل لأيهم غلب، فالخيلاء آفة مانعة من العلم فيتعزز بالعلم، و يستعظم نفسه، و يحتقر الناس، و ينظر إليهم نظرة البهائم و يستجهلهم، و يترفع أن يبدأهم بالسلام.
الملل و التشعب:
ومن آفات العلم ـ خاصة عزيز العلم ـ الملل لتشعب الطالب بين أنواعه، فلا يدري على أي علم يقبل، أو تستعصي عليه بعض العلوم الدقيقة فيقفل راجعا عنها، ويترك طلبها، وهنا يجب الإشارة أن على طالب العلم منهجين يلتزم بهما:
المنهج الأول: ويكون في بداية الطلب يحاول أن يأخذ من كل علم أفضله و أحسنه كما قال الشعبي:" قال مجالد: سمعت الشعبي يقول:" العلم أكثر من عدد القطر فخذ من كل شيء أحسنه". كما أن آفة العمل رؤية النفس.
المنهج الثاني: عليه بعد ذلك التخصص في علم أو علمين حتى يتقنهما جيدا و يكون بارزا فيهما، قال ابن قتيبة في كتاب"تأويل مختلف الحديث":"على أن المنفرد بفن من الفنون لا يعاب بالزلل في غيره، و ليس على المحدث عيب أن يزل في الإعراب، ولا على الفقيه أن يزل في الشعر، و إنما يجب على كل ذي علم أن يتقن فنه إذا احتاج الناس إليه فيه."
ومتى طلبت علما ولم تحصله فالسبب في نفسك، وطريقة تحصيله البحث عن الآفة النفسية التي تقف عائقا أمامك، فإن الذنوب تؤثر على ما هو من جنسها، ثم لزوم الباب حتى يفتح مع صدق الطلب من الله، قال يحي بن أبي كثير: لا يأتي العلم براحة الجسد. .
قال ابن عون: وإنما يحمل الرجل على ترك العلم قلة الانتفاع بما قد علم.
قال مجاهد: إن هذا العلم لا يتعلمه مستح ولا متكبر.
قال الزهري: العلم وادياً فإن هبطت وادياً فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه فإنك لا تقطع حتى يقطع بك.
وقال أيضا: إن هذا العلم إن أخذته بالمكاثرة غلبك ولم تظفر منه بشيء، ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذاً رفيقاً تظفر به.
ـ طلب الرئاسة:
قال قاسم الجوعي: "حب الرئاسة أصل كل موبقة، وقليل العمل مع المعرفة خير من كثير العمل بلا معرفة".
قال شعيب بن حرب:"من طلب الرياسة ناطحته الكباش، و من رضي أن يكون ذنبا أبى الله إلا أن يجعله رأسا".
قال يزيد بن هارون:" من طلب الرئاسة في غير أوانها حرمه الله إياها في أوانها".
قال يوسف بن أسباط: "الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا":
سئل ذو النون المصري عن الآفة التي يخدع بها المريد عن الله عز وجل فقال:" برؤية الكرامات، قيل: فبم يخدع قبل وصوله إلى هذه الدرجات؟ قال: بوطء الأعقاب و تعظيم الناس له".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عمر ـ رضي الله عنه ـ:"تفقهوا قبل أن تسودوا" فإن من سوده الناس يستحي أن يقعد مقعد التعلم خوفا على رئاسته عند العامة.
قال مالك:"كان الرجل إذا قام من مجلس ربيعة إلى خطبة أو حكم لم يرجع إليه بعدها".
قال يحي بن معين:" من عاجل الرئاسة فاته علم كثير".
قال موسى ـ عليه و على نبينا السلام ـ:" هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا".
:"من ابتغى القضاء و سأل فيه شفعاء وكل إلى نفسه ومن اكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده".eقال النبي
قال الله تعالى:"قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا و تكون لكما الكبرياء في الأرض و ما نحن لكما بمؤمنين".
فالإنسان غير المنصف إذا ناظرته فأفحمته و انقطع عن الإتيان بجواب صحيح اضطر إلى التشبث بالتقليد و الطعن فيك وهو دأب العاجز المحجوج، فكل من دعا إلى الحق رماه من كان على جهل أن قصده طلب الرئاسة و الجاه.
2 ـ حب الشهرة:
قال الله تعالى:" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا"
قال الحسن البصري:" لقد صحبت أقواما إن كان أحدهم لتعرض له الحكمة لو نطق بها لنفعته و نفعت أصحابه و ما يمنعه منها إلا مخافة الشهرة".
قال النبي صلى الله عليه و سلم:"إن الله يحب التقي الخفي" فيه إشارة إلى توقي الشهرة.
قال الأعمش:"كان إبراهيم يتوقى الشهرة فكان لا يجلس إلى الأسطوانة و إذا اضطره المجلس إلى ذلك قام".
و سئل عن أكثر من رأى عند إبراهيم قط فقال:" أربعة أو خمسة".
كان طلحة بن مصرف قارئ الكوفة يقرؤون عليه فلما رأى كثرتهم عليه كره ذلك: فمشى إلى الأعمش وقرأ عليه فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة.
قال أيوب السختياني:" و الله ما صدق عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه"،وقال عنه شعبة:"ربما ذهبت مع أيوب في حاجة أمشي معه فلا يدعني فيخرج ها هنا و ها هنا كي لا يفطن له".
قال عطاء بن مسلم الحلبي: "كان محمد بن يوسف الأصبهاني هذا يختلف إليّ عشرين سنة لم أعرفه يجيء إلى الباب فيقول: رجل غريب يسأل حتى رأيته يوما في المسجد فقيل لي: هذا محمد بن يوسف الأصبهاني: فقلت: هذا يختلف إلي منذ عشرين سنة لم أعرفه".
و سأل عنه عبد الله بن المبارك بالمصيصة فلم يعرف: فقال:" من فضلك لم تعرف".
قال سفيان الثوري:"هذا زمان سوء لا يؤمن فيه على الخاملين فكيف بالمشهورين"
قال إبراهيم بن أدهم:" ما صدق الله من أحب الشهرة".
قال سليم بن حنظلة:" بينما نحن حول أبي بن كعب نمشي خلفه إذا رآه عمر فعلاه بالدرة فقال:"أنظر يا أمير المؤمنين ما تصنع؟ فقال عمر:" إن هذه ذلة للتابع و فتنة للمتبوع"
قال سفيان الثوري:" كانوا يكرهون الشهرة من الثياب الجيدة و الثياب الرديئة إذ الأبصار تمتد إليها جميعا".
كان حوشب يبكي و يقول:"بلغ اسمي مسجد الجامع"؟
وقال بشر بن الحارث:"أخمل ذكرك و طيب مطعمك "وقال:" ما أعرف رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه و افتضح "و قال:" لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس".
قال الفضيل بن عياض:" إن قدرت على أن لا تعرف فافعل و ما عليك أن لا تعرف وما عليك أن لا يثني عليك، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله تعالى".
قال سفيان الثوري:"وجدت قلبي يصلح بمكة و المدينة مع قوم غرباء أصحاب قوت وعناء"
قال إبراهيم التيمي:" إذا أعجبك الكلام فاسكت و إذا أعجبك السكوت فتكلم".
روى حماد بن سلمة عن ثابت البناني أنه قال: قال لي محمد بن سيرين:"يا أبا محمد لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة فلم يزل بي البلاء حتى أقمت على المصطبة فقيل: هذا محمد بن سيرين أكل أموال الناس و كان عليه دين كثير".
قال عبد الله بن المبارك:"قال لي سفيان الثوري:"إياك و الشهرة فما أتيت أحدا إلا و قد نهاني عن الشهرة".
الضابط في الشهرة:
المذموم طلب الشهرة فأما وجودها من جهة الله سبحانه من غير تكلف من العبد فليس بمذموم ولكن فيه فتنة على الضعفاء دون الأقوياء.
كذلك نقول لطالب العلم و غيره: من عرف الحق بالرجال حار في متاهات الضلال، فلا تقنع بالنظر إلى من اشتهر من درجات الفضل بين الناس ودع عنك ما تطابق أكثر الناس عليه و على تفخيمه و تعظيمه لأسباب ودواع يطول وصفها.
ونقول ما قال سفيان الثوري لعبد الله بن المبارك كتابة:"بث علمك و احذر الشهرة".
(يُتْبَعُ)
(/)
و من أسباب التغلب على الشهرة الإخلاص وهو صعب لأن للنفس فيه حظّا كما قال سهل بن عبد الله التستري، قال سفيان الثوري:"ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي لأنها تفلت عليّ" وقال منصور:"المداومة على العمل حتى يخلص أشد من العمل".
كذلك فليعلم طالب العلم أن من استوحش من الوحدة و أنس بالجماعة لم يسلم من الرياء، فعليه أن يتعاهد نفسه أحيانا ببعض العزلة ويصبر عليها، فإنها صعبة كما فعل داود الطائي مع أبي حنيفة.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل:"لم أر أبي يبكي قط إلا في حديث توبة كعب".
صفة طالب الشهرة:
الحرص على الطاعات الظاهرة، عدم الحرص على فقه القلب، وتجده إما متكبرا أو حاسدا لغيره، طالبا للرئاسة بانتقاص غيره، إرادة السوء للأقران و النظراء يطلب لهم العورات و الهفوات، وربما قد يكون الرجل طالبا للشهرة وهو لا يدري ذلك من نفسه.
وكما قيل:معرفة الله شجرة إن غرستها في أرض الخمول نمت و أثمرت الإخلاص ولم تضرك الشهرة و إن غرستها في أرض الشهرة ذبلت و ماتت أو سقط ثمرها قبل النضوج.
3 ـ النسيان:
ومن آفات العلم النسيان، و النسيان ترك ضبط ما استودع إما لضعف قلبه أو عن غفلة و قصد.
قال الماوردي:" النسيان نوعان: احدهما ينشأ عن ضعف القوة المتخيلة عن حفظ ما يغفل عنه الذهن ومن هذا حاله قل على الأنداد احتجاجه و كثر إلى الكتب احتياجه".
و النوع الثاني: يحدث عن غفلة التقصير ودواؤه كثرة الطاعات، و إيقاظ غفلته بإدامة النظر.
وجاء في الأثر:" آفة العلم النسيان و إضاعته أن تحدث به من ليس له بأهل".
قال الفضيل بن عياض:" آفة العلم النسيان و آفة القراء العجب و الغيبة".
منهج التعلم و آدابه:
قال داود بن يزيد الأودي قال لي الشعبي:" يا يزيد قم معي حتى أفيدك فمشيت معه و قلت: أي شيء يفيدني؟ قال:" إذا سئلت عما لا تعلم فقل: الله أعلم به فإنه علم حسن".
قيل لعبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمان إلى متى تكتب الحديث؟ فقال:" لعل الكلمة التي أنتفع بها ما كتبتها بعد".
تربية المتعلم:
قال أحمد بن أبي الحواري لأبي سليمان الداراني:"إن فلانا وفلانا لا يقعان على قلبي، قال: ولا على قلبي و لكن لعلنا أتينا من قلبي و قلبك فليس فينا خير، و ليس نحب الصالحين".
ـ قال سفيان: قال الأعمش: ما رأيت مثل طلحة إن كنت قائما فقعدت قطع القراءة و إن كنت محتبيا فحللت حبوتي قطع القراءة مخافة أن يكون أملني.
قال الليث:كنت أمشي مع طلحة بن مصرف فقال:" لو علمت أنك أسن مني بليلة ما تقدمتك"،وقد جرح بعضهم طلحة، فهذه مصاحبة أو مجالسة الـ ........
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "يعجبني أخلاق طلحة بن مصرف و زبيدا اليامي و قد جرحتهما" ـ هذه موازنة!
قال سعيد بن جبير:" لو خيرت عبدا ألقى الله في مسلاخه اخترت زبيدا اليامي".
العلم المعتبر هو العلم الشرعي:
ذلك أنه الأصل وهو مناط التكليف و به جاء النبي صلى الله عليه و سلم وعليه بنيت الأحكام، وهو النافع عند الله ورسوله، فهو العلم حقيقة و غيره علم باعتبار ما يضاف إليه فعلم الكلام يصير علما نافعا إن كان دفاعا عن علم الكتاب و السنة، وعلم الرأي المحض يكون علما نافعا إن كان يقرر علم الفقه الشرعي و يقويه،ذكر ابن بشكوال في كتابه" الصلة" أن محمد بن عتاب الأندلسي قال: سمعت أبي يحكي مرارا قال:"كنت أرى القاضي ابن بشر في المنام بعد موته و أسأله عن حاله و عما صار إليه؟ فكان يقول لي: إلى خير و يشير بيده بعد شدة " فكنت أقول له: و ما يذكر من فضل العلم؟ فكان يقول لي: ليس هذا العلم يشير إلى علم الرأي و يذهب إلى أن الذي ينتفع به من ذلك ما كان عنده من علم كتاب الله جل ثناؤه و حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم".
قال ابن حزم عن القاضي ابن بشر في آخر كتاب "الإجماع":" ما لقيت في المناظرة أشد إنصافا منه"وقال عنه معاصروه:" لم يأت بعده قاض مثله".
وقد اختلف الناس في مفهوم الشرع و السنة و صار الشرع ثلاثة أنواع شرع منزل و شرع مؤول وشرع مبدل؟ e علما و القيام به عملا كمال السعادة، ولكن كيف نعرف ما جاء به الرسول eعلم أنه لا نجاة للعبد ولا سعادة إلا بالاجتهاد في معرفة ما جاء به الرسول
مفهوم الشرع و السنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن تيمية في " النبوات" الشرع يطلق تارة على ما جاء به الرسول من الكتاب و السنة وهذا هو الشرع المنزل و هو الحق الذي ليس لأحد خلافه، ويطلق على ما يضيفه العلماء إلى الشرع إما بكذب و إما بالتأويل و الغلط وهذا شرع مبدل لا منزل ولا يجوز إتباعه.
و السنة تذكر في الأصول و الاعتقادات و تذكر في الأعمال و العبادات".eوكذلك لفظ " السنة" فإن السنة التي يجب إتباعها هي سنة رسول الله
أن نعرف ألفاظه الصحيحة و ما فسرها به الذين تلقوا عنه اللفظ و المعنى و لغتهم التي كانوا يتخاطبون بها و ما حدث من العبارات و تغير من الاصطلاحات.eو الطريق لمعرفة ما جاءبه الرسول
ثم الناس يزلون في مسائل أصول الدين و غيرها إما لعجزهم عن معرفة ما جاء به الرسول و تفريطهم في إتباعه و إما لتركهم النظر و الاستدلال الموصل إلا المعرفة.
يدل عليه السمع و العقل و الله لم يخلق العقل ليعارض الحق و لكن ليوافقه ولكن عليك الاستدلال و النظر ولا يرهبك ماعند الناس من عقليات فما جاء به الرسول معصوم أن يستقر فيه الخطأ ولكن التقصير في أهل السنة فما وقع في هذه الأمة من البدع و الضلال كان من أسبابه كما قال ابن القيم في" الصواعق" التقصير في إظهار السنة و الهدى فإن الجهل المركب الذي وقع فيه أهل الضلال في الصفات و الأسماء و غيرها كان من أعظم أسبابه التقصير في إثبات ما جاء به الرسول عن الله وفي معرفة معاني أسمائه و آياته حتى إن كثيرا من المنتسبين إلى السنة يعتقدون أن طريقة السلف هي الإيمان بألفاظ النصوص و الإعراض عن تدبر معانيها و تفقهها و تعقلها فلم فهم المعتزلة و المتفلسفة و الرافضة و غيرهم أن هذه طريقة السلف قال من قال منهم:طريقة السلف أسلم و طريقة الخلف أعلم و أحكم لأنه اعتقد أن طريقة الخلف متضمنة لطلب معاني نصوص الإثبات و لنفي حقائقها و ظواهرها الذي هو باطل عنده.eفمن قصر في معرفة اصطلاحات الفرق و الملل و قصر في النظر و الاستدلال العقلي و إن كان ملما بما جاء به الرسول نقلا صحيحا فهو مقصر في بيان السنة و الدعوة إليها، فما جاءبه الرسول
كيف يجبر أهل السنة هذا التقصير:
فأهل السنة يلزمهم أربعة أشياء إزاء السنة و إلا كانوا مقصرين في إبلاغها:
1 ـ بيان فساد ما ادعاه أهل الباطل معارضا للنصوص من عقلياتهم.
من الإثبات و أنه معلوم بالضرورة من دينه كما هو معلوم بالأدلة اليقينية فلا يمكن مع تصديق الرسول مخالفة ذلك. e2 ـ بيان ما جاء به الرسول
ولا يعارضه، مع العلم أن علم الكلام و الفلسفة و المنطق و غيرها جله باطل و ما كان من قضاياه ومقدماته صادقا فإنه يورث الشبهة في العلم و قد قال الله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} الحجرات، فلا يمكن السني دفع الشبهة إلا ببيان السنة إثباتا سمعيا و عقليا و نفي ما يعرضها من معقولاتهم. e3 ـ بيان أن المعقول الصريح يوافق ما جاء به الرسول
نقلا وعقلا ولم يعرف حقيقة الفلسفة و الكلام يعظم الآراء الباطلة المتلبسة بالشبه و التأويل.eفمن لم يعرف ما جاء به الرسول
ثم الحكم عليه ولا يمكن ذلك إلا بمعرفة ما جاء به الرسول نفيا و إثباتا و معرفة ما عند الناس. e4 ـ يجب عرض ما عند الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين على ما جاء به الرسول
فحقيقة الدين و حقيقة الإيمان حقيقة مركبة من1ـ معرفة ما جاء به الرسول2 ـ تصديقه3 ـالانقياد له حبا و اختيارا4ـ النطق به لسانا و كتابة5 ـ العمل به ظاهرا و باطنا6 ـالدعوة إليه بحسب الإمكان.
مميزات مدرسة ابن تيمية:
معرفة و الدعوة إليه حالا و علما إلا طريقة ابن تيمية و تلامذته فهي تمثل تطورا في أداء أهل السنة و جبرا في نقصهم أمام الفلاسفة و المتكلمين و ثقافة عصرهم، ولا يمكن لأهل السنة أن ينصروا السنة نصرا كاملا عند المتكلمين و الفلاسفة و الشيعة و العقلانيين و العلمانيين و مخالفهم حتى في التصوف و السلوك إلا من خلال مدرسته و طريقته وكل من يعجز عنها فقد رجع القهقري و غرق في التاريخ وهو عرضة للزوال و الاضمحلال أو الانكماش و التقوقع على نفسه. فابن تيمية و طريقته يجب وضعه في إطار التطور الزمني و التاريخي لأهل السنة.eولا ينهض بهذه الطريق التي هي كشف ما جاء به الرسول
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما قال الشافعي ـ رحمه الله ـ لما سئل متى يكون الرجل عالما؟:" إذا تحقق في علم الدين فعلمه وتعرض لسائر العلوم فنظر فيما فاته فعند ذلك يكون عالما".
لا علم بدون عقل:
الدليل على أنه لا علم لمن قصر في النظر و الاستدلال العقلي السليم ما رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:"إن مثل ما بعثني الله به عز وجل من الهدى و العلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ و العشب الكثير، وكان منها أجاديب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها و سقوا ورعوا، و أصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء و لا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله وتفقه بما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به."
ومعنى الحديث: أن الناس ثلاثة أنواع: النوع الأول يبلغه الهدى و العلم فيحفظه فيحيا قلبه و يعمل به، ويعلمه غيره فينتفع و ينفع.
والنوع الثاني لهم قلوب حافظة لكن ليست لهم أفهام ثاقبة، ولا رسوخ لهم في العقل يستنبطون به المعاني و الأحكام، وهؤلاء يلحقهم الذم إذا ذموا من هو أعلى منهم كمن يذم بأصول الفقه.
فهم يحفظون العلم حتى يأتي طالب له، محتاج إليه، متعطش لما عندهم من العلم فيأخذه منهم فينتفع به.
و النوع الثالث ليست لهم قلوب حافظة ولا أفهام واعية،وفي هذا الحديث بيان أنواع العلم وذم الإعراض عن العلم.
قال إبراهيم النخعي: "لا يستقيم رأي إلا برواية، ولا رواية إلا برأي".
قال مطرف بن الشخير:"ما أوتي عبد بعد الإيمان أفضل من العقل".
وسائل الحماية من شرر العلوم الباطلة:
من تجرد للمناظرة و المدافعة عن السنة و الحق عليه أن يسلك طريق الآخرة و يشتغل بتعهد القلب و صلاحه و إلا لم يكن من جملة العلماء أصلا،وكان عرضة للشبه لأنها لا تندفع بالعلم أولا بل بالذكر ثم يبارك الله في العلم.
عن عون بن عبد الله، قال: قال لي عبد الله: ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية.
قال ابن أبي حازم:إن العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم منهم من هو فوقه في العلم كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه، حتى إذا كان هذا الزمان فهلك الناس.
قال سفيان الثوري: لولا أن للشيطان فيه نصيباً ما ازدحمتم عليه - يعني العلم.
خطوات العلم:
قال سفيان ابن عيينة: أول العلم الاستماع، ثم الإنصات ثم الحفظ ثم العمل، ثم النشر.
وقال: العلم إن لم ينفعك ضرك.
قلت: الهمة العالية في طالب المسائل الكبار وعدم حبس النفس داخل المختصرات و المطويات هي طريق تحصيل العلم، جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش فسأله عن مسألة خفيفة من الصلاة، فالتفت الأعمش إلى أصحابه وقال: انظروا إليه، لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث، ومسألته مسألة صبيان الكتاب.
هذا بعض ما ظهرلي في المسألة، حاولت التدليل على قاعدة ابن سرين بأصول علمية معتبرة تعطيها البعد العلمي و الخلفية الصحيحة بحيث نصد بها الباطل، ولا تمنعنا عن الانتفاع من بعضنا البعض،ومن آخرين عرف خطؤهم وحدد بدقة، وفي كلامهم علم لا تجده عند غيرهم.
و في الأخير أقول للأخ أبي عبد الله عادل السلفي إذا توقفت همتك على موافقة الناس، و مدحهم لك، فلن تبرح مكانك لسنين طويلة، وطريقة السلف هي بث علمك و اعرضه على إخوانك وغيرهم، فلن يعدم أن يوجد في الناس من سينتفع به، وهذا هو المطلوب كما قال الشافعي وددت لو أن الناس انتفعوا بعلمي ولم يذكروني أو هكذا عبارة.
أرجو أني أجبت الأخ بما ينفعه في الدنيا و الآخرة.
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
أرزيو/ الجزائر في 2009/ 05/30
مختار الأخضر طيباوي(/)
البشارة بمحمد -صلى الله عليه سلم - في التوراة والإنجيل.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 03:27]ـ
البشارات بمحمد في الكتب المقدسة من وسائل الدعوة المهمة، وهي من آيات صدق النبي التي ارشدنا اليها القرآن الكريم، قال تعالى (اولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني اسرائيل)، وقال (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل). وقد عني العلماء قديما وحديثا بتتبع هذه البشارات واظهارها واشهارها، وممن اهتم بذلك من الباحثين المحدثين البرفسور / عبد الأحد داود، فقد كان من علماء اللاهوت وحين رجع الى اللغة الأصلية للكتاب المقدس هاله ماوجد من تحريفات وبخاصة للبشارات بنبينا محمد فكان ذلك سبب اسلامه وتأليف كتابه (محمد في الكتاب المقدس). وعلى الرغم مما طرأ على الكتب السابقة من تحريف وتبديل الا أن العلماء والباحثين قديما وحيثا وجدوا كثيرا من هذه البشارات،وسأ ذكر طرفا منها:-
1 - ذكر النبي باسمه الصريح، كما في انجيل لوقا (الحمد لله في الأعالي، وعلى الأرض إسلام، وللناس أحمد)، وفي انجيل برنابا (إن اسمه المبارك أحمد).
2 - ذكر النبي بالوصف الذي لاينطبق على غيره، كالإخبار والبشارة بمجئ الفارقليط أو أركون العالم، أي سيده وعظيمه وكبيره، وهو (سيد ولد آدم)، كما قال صلى الله عليه وسلم.
3 - ذكر النبي الموعود عن طريق الرمز لموضع خروجه، كما جاء في السفر الخامس من التوراة (أقبل الرب من سيناء وأشرق لهم من سيعير وتلألا من جبال فاران)، فسيناء الموضع الذي نبئ فيه موسى وسيعير اسم موضع المسيح بقرية الناصرة، وجبال فاران هي جبال مكة التي نبئ النبي في أشهرها، وهو حراء. ومن طريف ماقرأت لشيخ الإسلام ابن تيمة في الجواب الصحيح أنه لفت النظرالى مطابقة هذه البشارة لقوله تعالى (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين)، فالآية الأولى اشارة الى الأرض المقدسة في الشام التى بعث فيها المسيح، والثانية اشارة الى الجبل الذي كلم الله فيه موسى والبلد الأمين موضع بعثة أركون العالم (سيد ولد آدم) صلى الله عليه وسلم ماذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله عليه ماتعاقب الليل والنهار.
ـ[الحبروك]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 07:32]ـ
سيدى
أنا أحاورهم بإستمرار
و ما تقول لم يعد فى كتابهم
حسنا
لقد استبدلوه عشرات المرات
و هم ينكرون إنجيل برنابا بل و حذفوا اسمه من أناجيلهم أيضا
فما بالك بإسم محمد (ص)؟
رزقك الله رزقا حسنا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 12:55]ـ
بالفعل .. فحين تتبع نقولات امامنا و أمير هذا الشأن الامام أبو محمد ابن حزم .. تجدها مبدلة تبديلا لا تدخل فيه الترجمة ... مع العلم ان امامنا كان مخالطا لهم مناظرة و نصحا و سياسة و مصادقة ... فما كان أسهل عليهم ان يخرجوا من كتبه او يردوا عليه و هاهي كتبهم شاهدة انهم لم يفعلوا قط
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 02:53]ـ
للفائدة فللشيخ الدعية الفاضل قيس الكلبي كتاب عنوانه: ((محمد خاتم الأنبياء في التوراة والإنجيل)) أسلم بسببه أكثر من ألف شخص والكتاب بثلاث لغات العربيو والعبرية والإنجليزية.
وهذا رابط للقاء على قناة المجد مع الشيخ قيس الكلبي تحدث فيه عن تجربته في الدعوة إلى الله في الولايات المتحدة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=91680&autoplay=rm
ـ[أبو عبد الاله عيسى]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 07:20]ـ
شكرا لكم
ـ[محمد الجهني]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 10:38]ـ
هناك إصرار من جانب المسلمين على أنَّ اليهود والنصارى قد حرفوا التوراة والإنجيل وعندهم أدلة على ذلك من نصوص مختلفة من القرآن، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق: تُرى متى تم تحريف التوراة والإنجيل؟ هل قبل الإسلام أم بعد الإسلام؟
ـ[الحبروك]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 03:18]ـ
سيدى الجهنى
هل تدرى سبب كثرة أنبياء اليهود؟
ما يكاد النبى يموت فيهم
حتى يحرفوا التوراة و يبدلوا فيها
حتى إذا فقدوها
أرسل الله عز و جل لهم نبيا جديدا ليملى عليهم التوراة كما نزلت على موسى عليه السلام
و هلم جرا حتى نزل المسيح (ص)
و ما حدث للتوراة حدث للإنجيل
حتى جاء الله عز و جل بكتاب لا يقوى أحد على تبديله
و لا زال التحريف جاريا فى التوراة و الإنجيل يتطور يوما عن يوم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 05:08]ـ
تُرى متى تم تحريف التوراة والإنجيل؟ هل قبل الإسلام أم بعد الإسلام؟
ان قلنا قبل فماذا.,؟
ـ[محمد الجهني]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 09:13]ـ
سيدى الجهنى
هل تدرى سبب كثرة أنبياء اليهود؟
ما يكاد النبى يموت فيهم
حتى يحرفوا التوراة و يبدلوا فيها
حتى إذا فقدوها
أرسل الله عز و جل لهم نبيا جديدا ليملى عليهم التوراة كما نزلت على موسى عليه السلام
و هلم جرا حتى نزل المسيح (ص)
و ما حدث للتوراة حدث للإنجيل
حتى جاء الله عز و جل بكتاب لا يقوى أحد على تبديله
و لا زال التحريف جاريا فى التوراة و الإنجيل يتطور يوما عن يوم
إذنْ فقد تمَّ تحريفها قبل الإسلام .. أليسَ كذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجهني]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 09:48]ـ
ان قلنا قبل فماذا.,؟
لنفترض أنَّ التحريف حدث قبل الإسلام:
هنا سوف أذكر بعض النصوص التي أنزلها الله على نبيه محمد بخصوص التوراة والإنجيل:
1 - ?قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ? {الأنعام/91}.
2 - ?قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ? {المائدة/68}.
3 - ?وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ? {المائدة/43}.
4 - ?وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ? {المائدة/47}.
5 - ?ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً? {الأنعام/154}.
السؤال هنا:
ترى لو أنَّ اليهود والنصارى قد قاموا بتحريف كتبهم كما تقولون قبل الإسلام أي بعد المسيح في الفترة ما بين 50 و 60م لماذا لم يخبر الله نبيه محمد بأنَّ كل ما هو متداول الآن محرف وليس صحيحاً؟ وأنه ليس من عند الله؟
فالآية الأولى فيها إقرار واعتراف بأنَّ ما يعرف باسم التوراة والإنجيل هما من عند الله.
والآية الثانية فيها أمرٌ لأهل الكتاب مِنْ اليهود والنصارى بأنَّ يقيموا ما في التوراة والإنجيل (ليس ما في القرآن) وإنْ لم يفعلوا ذلك فليسوا على شئ [حتى لو أقاموا القرآن] فهل يعقل أنْ يأمر الله أهل الكتاب بالالتزام بكتب قد تحرفت؟
والآية الثالثة أعظم بلاغة من سابقتها إذ أنَّ الله يستبعد أنْ يتحاكم أهل الكتاب لمحمد؛ ذلك لأنهم عندهم حكم الله، وهنا نسأل هل يعني ذلك أنَّ ما كان لدى محمد ليس فيه حكم الله؟ والسؤال الثاني لو أنَّ أهل الكتاب حرفوا كتبهم وعلم ذلك الله لألزمهم بالتحاكم إلى محمد لأن لديه الكتاب المهيمن.
الآية الرابعة تحكم على أهل الإنجيل بالكفر والفسق إنْ هم رفضوا التحاكم للإنجيل، فهل يعني ذلك أنَّ هذا الإنجيل الذي يكفر من لم يحكم به كان محرفاً؟ كذلك ألا يمكن القول أنَّ محمداً كان عليه أنْ يترك أهل الإنجيل ليحكموا بالإنجيل حتى لا يقعوا في الكفر ولا يفرض عليهم القرآن؟
الآية الخامسة فيها أخبار وشهادة عن أنَّ التوراة التي أنزلها الله على موسى مفصلة وهي تتميم لكل شئ مما يعني عدم حاجة اليهود لأي شئ غيرها، وهي مفصلة وليست محرفة ...
فبعد ذلك هل يمكن القول بتحريف التوراة والإنجيل قبل الإسلام؟
تحياتي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 10:31]ـ
طيب ... حياك الله:) قبل الاجابة .. اسمح لي بسؤال قد يساعد في حسم سوء التفاهم في هذه المسألة: وماذا لو كان كثير من كبار آباء الكنيسة و علماء الكتابين أنفسهم قبل الاسلام و بعده من هو معترف بوقوع التحريف فيهما؟؟ و أن أقوالهم معروفة مشتهرة نقلها علماء أهل الكتاب كما نقلها علماء أهل الاسلام؟؟ مما جعل عامة علماءهم المعاصرين و أعلى السلط الدينية بما فيها البابا نفسه تقر بالتحريف او على الأقل بامكانيته؟
ـ[محمد الجهني]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 01:40]ـ
طيب ... حياك الله:) قبل الاجابة .. اسمح لي بسؤال قد يساعد في حسم سوء التفاهم في هذه المسألة: وماذا لو كان كثير من كبار آباء الكنيسة و علماء الكتابين أنفسهم قبل الاسلام و بعده من هو معترف بوقوع التحريف فيهما؟؟ و أن أقوالهم معروفة مشتهرة نقلها علماء أهل الكتاب كما نقلها علماء أهل الاسلام؟؟ مما جعل عامة علماءهم المعاصرين و أعلى السلط الدينية بما فيها البابا نفسه تقر بالتحريف او على الأقل بامكانيته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لنفرض أنَّ كلامك صحيح، وأنَّ الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) الذي معنا اليوم مُحَرَّف، فأين الأصل الذي لم يُحَرَّفْ لنقارن بينه وبين الموجود حالياً؟ ولماذا لم يحافظ محمد على نسخه غير محرفه من التوراة والإنجيل لتؤكد دعوته؟ ولماذا لم يخبره جبريل بأنْ يفعل ذلك؟ وكيف تكون رسالة الإسلام كاملة وتامة بدون أنْ يحافظ على أصولها التي تؤيده وتدعمه لتكون حجه دامغة على صدقه وإن فقدت أصل وجذور الشجرة كيف تنبت الثمار؟ ولماذا لم يتنبه إلى ذلك الخلفاء الراشدين؟ أم كانوا مشغولين بأشياء أخرى أهم وأجدى في وجهه نظرهم من هذا الأمر الجوهري الحيوي والهام جداً؟ ولماذا لم يقم بذلك العشرة المبشرين بالجنة؟ أو أمراء المؤمنين على مدى تاريخ الإسلام كله؟
مع التحية لسعة صدرك ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 04:28]ـ
يبدو أن كلامك وجيه ... في هذا العصر معروف في مناهج الدراسات و الأبحاث العلمية الأكاديمية الرصينة أنه يكتفى بالبحث فيها عن ما يفيد ... أي أن يبحث عن ما يكفي من الدليل المبين للحق في المسائل ... و يعدونه من الثمار المنهجية المهمة التي وصلت اليها فلسفة المناهج بعد ما عرفته من صراع طاحن حول علاقة الحقيقة بالنفعية .. و ادراكهم بعد ضنك فكري طويل أن الحقائق ليست على درجة واحدة حين توضع في الاطار الزماني و المكاني ... فترى أنهم يعدون أن عدم تضييع الوقت في البحث عن حقائق لا يرتجى منها فائدة و اعطاء الأهمية لعامل الزمان و عدم تضييعه من الحكمة الانسانية التي ساهمت في تقدم التصور الانساني ... و لله المثل الأعلى و هو الحكيم الخبير. ففي الاسلام في أصوله كما في فروعه الدقيقة ترى ارتباط البحث عن الحقيقة متوازنا مع مبادئ نسبيتها و نفعيتها .. فيرغبك عن البحث عن شيء قد تبين أن لا يرتجى منه نفع .. ويبين لك من الدليل ما يقوم بالواجب و ما يسد ثغرة الاستدلال دون تعمق و تنطع ... و هذا هو الكمال في البيان المنطقي و حسن التمام ... و هذا هو عمل صاحب الشرع هنا ... ففي قضيتنا هذه يكفي لمعرفة صحة وقوع التحريف بيقين ما هو موجود الآن بين أيدينا دون تكلف البحث عما وراءه لوجوه
أن اختلاف النسخ على مستويات الصحة ظاهر تماما لمن تتبعه و تناقضها بعضها مع بعض ... سواء على مستوى النسخ المخطوطة ... أو على مستوى الترجمة .. و هي اختلافات في الترجمة تتجاوز مجرد التباين في دقة اختيار الكلمات كما يقع مع ترجمات القرآن بل تتجاوزها الى الترجمة المحرفة لمعنى النص تماما ... هذا دون الحديث عن تحريف التأويل و التفسير فيما يلقنونه للعامة ... فهو أوضح وأطم.و لهذا ان كانت هذه الاختلافات الكبيرة موجودة على مستويات النقل كلها .. فتكفي كنتيجة منطقية و طبيعية على وقوع التحريف دون الحاجة لوجود الأصل .. و هذا ما يجعل الحاجة الى الأصل حاجة كمالية لاأساسية لصحة الدليل .. و لهذا بالذات لم يسع كثيرا من علماء أهل الكتابين الأولين و الآخرين الا الاعتراف بهذه النتيجة المنطقية .. و صاحب الشرع لعدله و هو العدل الرحيم .. دعا الى تطبيق هذه القاعدة نفسها على كلامه .. زيادة في انصاف الخصم و اعطاءه حقه .. و اكتفى بتبيين الدليل القاطع المستطاع لكل الأفراد من الباحث الأكاديمي الى الفلاح .. و ترك ما وراءه صيانة لأوقات الناس من الضياع .. و ما قال النبي البرهان البشير صلى الله عليه و سلم قط انه يملك النسخة غير المحرفة و لاأحد من العلماء في أي عهد من عهود الاسلام أنه يملك النسخة غير المحرفة أو قال بالحاجة اليها او أن ايجادها أصل من أصول الدين و لا حتى ان الانجيل و التوراة محرفة كليا أو أن لم يبق منها صحيح .. كيف و هو من نبه و أصحابه صلى الله عليه و سلم على اختلاط الصحيح و الباطل فيها ... و أن الصحيح النافع منها قد جمع في القرآن .... وهو ما يقره الآن بطريقة لا واعية غبية أصحاب النقد القرآني بقولهم أن القرآن يشتمل على كم ضخم من حقائق الكتب القديمة يستحيل الوصول الى أصولها جميعا لفرد من علماء الكتب و لو بعد التدقيق و افناء العمر في البحث .. و يقترحون بدل ذلك ان القرآن من صنع الدولتين البيزنطية و الأموية بتكوين لجان من كبار علماء الدولتين .. فكيف لو صح أنها من فم رجل واحد .. و أمي ... و لم يغادر بلدته الا مرتين قصيرتين .. و حركاته و سكناته تراقب و تسجل من خصومه و أصحابه على السواء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني تصير مشكلة ...
ثانيا .. أن نفس غياب الأصل دليل آخر على الخصم لا دليل له مكمل للوجه الأول الذي ذكرته .. اذ أن مقصودنا بيان فقدان كتبهم للمصداقية اذ ان غاب الأصل عندك و كانت نسخك متناقضة و نقلك منقطع معضل ... فهذا يزيد من طينك بلة و يزيد من تأكيد مقصودي الذي يقع به الغرض .. و هو بيان أنك لا ترجع في مذهبك الى كتاب صحيح و لا نقل قوي .. فتبطل مرجعيتك كلها في البحث عن الحق ... اذ في نفس مرجعيتك لا تستطيع تمييز الحق من الباطل فيها ... فكيف فيما ستبنيه على هذه المرجعية. و لهذا كان الأقرب في حالات انقطاع النقل استحالة العثور على هذه المرجعية الأصلية او على الأقل عد جدوى البحث عنها ... و لهذا فالصحابة و التابعين بعدهم قد حاولوا البحث عن هذه المرجعية فغضب النبي الشاهد الشهيد صلى الله عليه و سلم و نبههم الى استحالة العثور داخل منظومة الكتب القديمة على مرجعيىة تابثة تخرجك من الاختلاف و بالتالي الحيرة
الوجه الثالث أن صحة النقل لا ترجع الى وجود النسخة الأصلية كبرهان مؤسس للصحة .. و انما الى قوة هذا النقل و مقدار قوته ... فكلما كان النقل قويا دون انقطاع كلما كان الكلام المنقول أقل اختلافا و اكثر انسجاما .. أما النسخ فتبقى فقط عاضدا ... و الا ففي ظل نقل منقطع و وجود نسخ مختلفة أشد الاختلاف .. من أين لك أن هذه النسخة ليست نسخة اخرى من عامة النسخ المختلفة؟؟ لن تعرف الا بنقل موثوق أن هذه النسخة هي الأصلية ... وانت لا تملك هذا النقل المتواتر لأنك ان ملكته لما احتجت الى نسخ .. و نفس النسخة هذه لو كانت نقلت بنقل متواتر لظهرت و ما كان لها أن تختفي ... و هذا يبين لك السر في دعاء النبي الفاتح الرحيم الحكيم محمد عبد الله و رسوله صلى الله عليه و سلم بأن لا تستباح بيضة أمته كما استبيحت بيضة الأمم النصرانية و اليهودية و الزرداشتيه قبلها ... اذ هذا يضعف تماما من قوة النقل .. و يبقى النقل محصورا في بضعة أشخاص منطقيا يجوز عليهم التواطؤ على الكذب و ايمانيا يجوز عليهم الاتفاق على الخطأ ... و هذا ما حصل مع النصرانية و مع اليهودية و مع الزرادشتية كما بينه بعبقرية امامنا ابو محمد ابن حزم في كتابه العظيم فصل الملل.
الوجه الرابع: بيان عدم جدوى و اهمية البحث عنها .. اذ أنه لو ضيع الوقت في البحث عن نسخة أصلية منعدمة الوجود في الغالب الأرجح .. و عرية عن أدلة الاتباث القطعية بلا شك ... لو كان هذا البحث ذا أهمية قصوى كما يقال .. لكان لزم الاكتفاء في الدلالة على التحريف ... فلو فرضنا جدلا ان النسخة موجودة .... فيلزم ان يختبرها الناس واحدا واحدا .. و ان تكون في متناولهم جميعا ليؤمنوا .. لأن نقل غيرهم من العلماء لهم لا يكفي لأنا جزمنا قبلا ان القاطع في المسألة هو الوقوف على النسخة .. ثم يلزم من ذلك أن يكلف الناس تعلم علم المخطوطات و علم الآثار و التاريخ ليتحققوا تحققا تاما قطعيا من الأمر .. و هو كما نعرف مستحيل .. اذ لا يمكن هذا الا لطائفة من العلماء أفنت عمرها في دراسة مثل هذه الأشياء فينحصر اليقين في شرذمة في الناس .. ولا يمكن الوصول الى الراجح له الغالب لعامة الناس .. مع أنه الاطلاع على تناقض و اختلاف النسخ و الكتب امر ميسور لكل أحد و يدرك بأدنى بحث و هو أقطع في الدلالة على وقوع التحريف في كل الأجيال .. فكيف ان كان الوصول الى هذه النسخة الأصلية متعذرا للناس منذ أيام المسيح .. و كيف بالأجيال المتتالية من عهده الى عهدنا التي لم يمكن لها ان تطال هذا الدليل الضروري و الأصل المهم من أصول الدين؟؟؟
يعني على العموم ... الجواب كان من عندك أخي الكريم لا من عندي -و هو دليل على جودة الذهن:) -فقد قلت و صدقت و ألهمت حين قلت
ولماذا لم يتنبه إلى ذلك الخلفاء الراشدين؟ أم كانوا مشغولين بأشياء أخرى أهم وأجدى في وجهه نظرهم من هذا الأمر "الجوهري الحيوي والهام جداً؟ "
ـ[المجولي]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 08:10]ـ
ولماذا لم يحافظ محمد على نسخه غير محرفه من التوراة والإنجيل لتؤكد دعوته؟ ولماذا لم يخبره جبريل بأنْ يفعل ذلك؟
محمد؟
ألا فلتلزم لسانك الأدب يا هذا وإلا فلتلجمه!
ودعك من أسلوب المستشرقين الخبيث هذا، وأقم منطقك تستقم لك الردود.
وليت شعري ما حظك من اسمك؟
أما كل ما خططت فليس سوى ما يقوم عليك لا لك.
فأين الأصل الذي لم يُحَرَّفْ لنقارن بينه وبين الموجود حالياً؟
هذا سؤال يتوجه لأصحاب الكتاب لا للمسلمين!
نحن من نسألهم أين الأصل الذي نقلتم عنه ما بأيديكم من نسخ؟!
أين توراة موسى التي آتاه الله إياها؟!
أين إنجيل عيسى الذي أنزله الله عليه؟!
فشأننا السؤال وشأنهم الجواب!
أما باقي كلامك فزبد شأنه أن يذهب جفاء إذ ليس فيه مما ينفع الناس شيء .. والنبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى ما دعا إليه النبيون قبله ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وقد تضمنت كتبهم ذلك إضافة إلى ما أحل لهم وحرم عليهم من الجانب التشريعي، وهذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم إما مقراً لبعض منه أو ناسخاً للآخر مما جاء في القرآن والسنة المطهرة، فما حاجة المسلمين إلى حفظ كتب لم يُستحفظوا عليها؟! وإنما استُحفظوا هم عليها فضيعوها!(/)
الذي يشجّع البرشلونة أسوأ ممّن يشجّع حزب الله الشيعي *!
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 04:14]ـ
عجيب أمر بعض الإخوة تجده يهاجم الشيعة ويحارب من يؤيد حزب الله وإيران ثم يضع في توقيعه صورة لفريق البرشلونة ويتابع مبارياته ولا تغيب عليه تفاصيل أحداث الاعبين ..
على ماذا يبني هؤلاء يا ترى ولاءهم أهو لله .. لا والله
فالولاء إنما يكون للمؤمنين والبراء إنما يكون من الكافرين ..
تجد المسلم السني " المتشدد " كما يقال عنه لا يتوانى في تبيين حقيقة المعتقد الرافضي ويتفرغ طاقته وجهده في ذلك ويرى أنه يقدم للأمة الشيئ الكثير بيد أنه يحرص كل الحرص على متابعة الكفرة من لاعبي الكرة ويرتفع صوته في المقاهي حين تسجيل الهدف ..
هذا خلل في المعتقد .. !
أو قل في فهم العقيدة
ووالله إنّي أعرف شخصيا بعض المشرفين في غرف البالتوك ممّن يحاربون الشيعة كما يزعمون هم من أخلص الناس لفريق كرة صليبي كافر ..
ماهذا التناقض العجيب ..
والشيعة كما هم السنة فيهم الكفرة والفسقة والظالمون ..
وأكبر الظلم أن يكون ولاءنا عصبية جاهلية لا تمت بصلة لأصول العقيدة ..
وأقول للإخوة الذين يعتدون على منابر الدعوة بعصبياتهم ..
قف .. لحظة تراجع فيها نفسك وما يجول في فؤادك عمق الدائرة النفسية .. وابحث فيها عن حقيقة ما أنت فيه ..
وأقول أن الخطر الذي يراه الكثيرون منا آتيا من قبل الروافض أشر منه هذا الخطر الذي اجتاح بلادنا من حب للكفرة والمشركين وما قلت هذا إلا بعد أن شعرت بأن سلبيات بعض الدعوات تكبر أمام إيجابياتها والله المستعان ..
المرتضى أبو علاء
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 04:35]ـ
بوركتَ ..
كلامك في موضعه ..
والله نسأل أن يهدي المفتونين ..
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 05:08]ـ
وأقول أن الخطر الذي يراه الكثيرون منا آتيا من قبل الروافض أشر منه هذا الخطر الذي اجتاح بلادنا من حب للكفرة والمشركين
بارك الله فيك
وإن كنت أتفق معك في جملة كبيرة مما تفضلت به.
إلا أن خطر الروافض ليس أقل خطرًا من غيره ...
فالشبهات أعظم خطرًا من الشهوات والافتتان بلاعبي كرة ونحو ذلك.
فالافتتان بشيء ما عند الكفار ... لا يساوي شيئًا في الطعن في القرآن
ولا في الطعن في رسول الله ... ولا الطعن في آل البيت وأهله ...
ولا في الطعن في الصحابة ... ولعنهم.
فمن ناحية النصح ... فبارك الله فيك على تذكير إخوانك ونخص المفتونين منهم.
وأما الروافض ... فهم أعظم شرًا على الإسلام وأهله من غيرهم.
والله الموفق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 05:32]ـ
جنس التعصب والحب الدنيوي أقل خطراً من جنس التعصب والحب الديني ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 06:14]ـ
بل عندي الذي يشجع "حزب الشيطان" هو أسوأ ممن يشجع فريق كرة قدم للنصارى
والشيعة عندي ألعن من اليهودي والنصراني
وأبدأ بقتال الشيعي قبل أن أبدأ بقتال اليهودي والنصراني.
ولم تدخل في رأسي,,,,,, "سني متشدد" أو سني على منبر الدعوة ,,,ويشاهد مباريات كرة القدم, لا بل حريص!!!!
هذا ما أصبح سني -متشدد- داعية .... الخ,,, هذا أصبح عامي.
يقول شيخ الاسلام قاتلوا النصيرية قبل أن تقاتلوا اليهود والنصارى.
وإضافة أخيرة:
لعنة الله على الشيعة.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 06:45]ـ
جنس التعصب والحب الدنيوي أقل خطراً من جنس التعصب والحب الديني ..
أحسنت ..
هذه لُبّ الموضوع ..
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 06:51]ـ
وإضافة أخيرة:
لعنة الله على الشيعة.
على الرافضة أخي الكريم فقد وسعت الدائرة كثيرا
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 07:01]ـ
الكرة في حد ذاتها ليست محرمة ,فشتان بين من تكلم عنهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم و المسلمين الذين يشجعون فقط.و للأخ مشهور حسن سلمان رسالة في موضوع الكرة فراجعها.فإنها فريدة في موضوعها.
ـ[المزوغى]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 07:02]ـ
القران يقول لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا فكيف يكون الشيعة هداهم الله ألعن من اليهود يااخى لايجوز هذا القول ولنا فى سلفنا الصالح او وقدوة ودونك قول الامام على فى الخوارج الذين كفروه فلم يصفهم حتى بالنفاق بل قال اخواننا بغوا علينا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 08:37]ـ
أًصلا هذا خلط ... معجب بالكرة الايرانية .. و معجب بالأكل الايراني و معجب بالادب الايراني ... معجب بالعمارة الايرانية .. كاره يمقت العقيدة الايرانية و خرافاتها ... لاأرى في نفس الشخص أي تناقض جوهري ... اللهم الا من قبيل اتقاء المشابهة في المباح ... و هذا مجال واسع بين آخذ فيه بقوة و مقتصد ... الا أن جعل درجة الولاء و البراء فيه على نفس مستوى المنكر في باب الأصول و العقائد هو من جنس الخلط الشائع في عصرنا بين المناطات العقدية و الفقهية لهذا الباب ... و الذي أطاح بكثير من الناس ذات اليمين و ذات الشمال ... نسأل الله السلامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 08:42]ـ
بارك الله فيكم
(الشيعة) يقصد بهذا أحد واحد من اثنين
1 - الشيعة المخلصون - أو - الشيعة الأوائل
وهذا حين حدثت الفتنة، فأصبح الناس بين شيعتين، حتى جمع الله الناس تحت إمام واحد على يد الخليفة الخامس الحسن بن عليّ بن أبي طالب.
ومنذ هذا الوقت وانتهى وجود ما يسمى الشيعة ... فلا اختلاف حتى تكون نصرة لأحد على أحد، والحمد لله رب العالمين.
وأما من يتسمون بالشيعة بعد هذا .. فلا شك أنهم ليسوا بشيعة عليّ ولا شيعة الحسن من بعد أبيه ولا شيعة معاوية ...
وحين سئل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عن إخوانه من شيعة عليّ: قال بل هم على الحق، اعرف الحق تعرف رجاله، بل هم إخواننا ولكن بغوا علينا.
2 - الشيعة المعاصرون - أو - أصحاب الأهواء
وهؤلاء لا يمت أحدهم بصلة قريبة ولا بعيدة بالشيعة الأوائل المخلصون ... فالشيعة الأوائل هم كبار علماء أهل السنة والجماعة ... عليّ بن أبي طالب، معاوية بن أبي سفيان، أم المؤمنين عائشة، الزبير بن العوام، عبد الله بن عباس ... جميعهم رضي الله عنهم علماء أهل السنة.
ولا يمت أحدهم بصلة إلى المتسمون بالشيعة حالياً.
وهؤلاء الشيعة مختلفون فيما بينهم ... وأكثرهم عددًا هم الشيعة الإمامية، وأفسدهم الشيعة الإمامية الإثنى عشرية الجعفرية أهل الرفض.
اختلف الإمامية هذه اختلافًا شديدًا ... فأرادوا أن يكون إمامهم الأول هو الحسن بن عليّ ... ثم أرادوا أن يفتكوا به ... سموه خاذل المؤمنين ... حاشاه الله - بل أمير المؤمنين الحسن بن عليّ سيد شباب أهل الجنة. ثم أوشوا بأخيه الحسين بن عليّ سيد شباب أهل الجنة حتى قُتل.
واختلفوا فيما قبل الحسين ... هل تكون الإمامة في أبناء الحسن من بعد أبيه بحيث تكون الإمامة في الإبن الأكبر من أبناء كل إمام ... أم في الحسين بن عليّ.
ثم بعد مقتل الحسين ... اختلفوا ... هل تكون في أبناء الحسن أم في أبناء الحسين.
قالت طائفة أخرى ... بل في محمد بن الحنفية.
واتخذت كل طائفة منهم إماماً غير الأخرى.
وتلك التي اتخذت الإمامة في أبناء الحسين ... حين أرادوا أن يتخذوا حفيد الحسين؛ زيد بن عليّ زين العابدين بن الحسين إمامًا لهم - فحين قال خيرًا في وزيرا رسول الله (ص) أبا بكر وعمر ...
فرفضوه ... فسموا بالرافضة ... ومن تبع زيدًا سمى بالزيدية.
فأردوه قتيلا ... وصلبوه عريانا ... ونبشوا قبره وصلبوه مرة أخرى ...
واختلفوا عند موت إسماعيل في حياة أبيه ... فقالت طائفة هي في ولد إسماعيل ... وقالت طائفة بل في أخيه الأصغر منه ... وهكذا ... لا ينتهي الخلاف عندهم.
هذا ما يقولون فيه بأن الإمامة من عند الله ونص عليها الله ... فسبحان الله.
من ناحية أخرى ...
اختلف أهل العلم في تكفير الرافضة، فالبعض يكفرهم جملة لأن أصل دينهم لا يمت للإسلام بصلة، والبعض الآخر قال بالتفصيل ... وهو أن عوام الرافضة لا نكفرهم ويعذرون بالجهل ... وأما علماءهم رؤوس الكفر ... فلا شك في كفرهم.
فأصل دين الرافضة يبنى على الكفر بصريح القرآن ... ويضعون في القرآن ما ليس من كلام الله، ويدعون أن هناك مصحفًا آخر (أُنزل) على فاطمة ... والمعروف عندهم بمصحف فاطمة.
وهذا المصحف لا أثر له ... ولا وجود له ... بل من يقول بأن ثمة نبي مرسل بعد رسول الله (ص) فهو كافر بصريح القرآن.
يعبدون الأوثان من دون الله ... ينذرون لهم ويستغيثون بهم ويدعونهم من دون الله.
يتعبدون الله بالكذب ويسمونه بالتقية.
يطعنون في شرف رسول الله (ص) ويرمون أمهات المؤمنين رضي الله عنهن - ويضربون بكلام الله عرض الحائط فعليهم من الله ما يستحقون قبحهم الله.
لهم تاريخ طويل في قتل المسلمين وإشاعة الفاحشة بينهم والكفر ... بل ولا زال أهل الإسلام يتجرعون منه حتى الآن.
وأنظر إلى ما حدث من حزب أمل الشيعي "المتسمى حاليًا باسم حزب الله اللبناني" وكيف قتل علماء أهل السنة بعد مجيئهم من إيران .... وكيف تكاتفوا مع إخوانهم من النصارى ضد المسلمين.
أنظر ماذا فعل جيش المهدي في العراق القادم من إيران بحراسة الجيش الأمريكي، فأنظر كيف يتعاون الرافضة مع إخوانهم النصارى واليهود.
يتبع ...
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 09:11]ـ
كرة القدم فعل جائز في الشريعة، و أمّا موالاة الكفار لأجله فمعارضة لأصل التوحيد و ثمرته ألا و هي الولاء و البراء ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الرفض و لعن الشيخين و رمي الفاضلة بالفاحشة و طرد الأصحاب عن دائرة الإسلام و فوق ذلك تعطيل صفات الرب تعالى و تجهيله و تشبيهه بالخلق فصغير ذلك: يأباه العقل و ترفضه الفطرة السليمة و هو هدم للديانة لا يجوز التساهل في شيء من ذلك أصلا، و بالله التوفيق ....
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 09:15]ـ
تاريخيًا ... يُعلم ثمة شيء بالاستقراء ... يفطن له من يوفقه الله لهذا.
أهل مكة ... كانوا لا يعرفون الكذب ...
فأهلها كانوا ما بين مؤمن وكافر ...
وأما في المدينة ... وحين أقيم الإسلام فيها ... فمنهم من آمن ... ومنهم من بقي على كفره ولكن حتى يأمن على نفسه وماله ونساءه فأظهر الإسلام وأبطن الكفر ... وهؤلاء هم المنافقون.
وحين توفي رسول الله (ص) وبايع المسلمون خليفة رسول الله (ص) الصديق فأمر بعث أسامة أن يخرج إلى الشام كما أمر رسول الله (ص).
فأظهر المنافقون كفرهم وارتدادهم عن الإسلام ... وحاولوا أن يسيطروا على المدينة، ولم يكن في المدينة غير ثمة قليل من كبار السن منهم أبا بكر الصديق رضي الله عنه وجماعة آخرين عددهم لا يتجاوز الثمانية والعشرين رجلاً.
فقاوموا وحاربوا أهل الردة وعددهم آنذاك كثير وكبير ... فهؤلاء القلة هم من حافظوا على أمهات المؤمنين وبنت رسول الله (ص) ونساء المؤمنين.
ثم بعد مرجع جيش المسلمين فهرب كثير من المرتدين إلى عدة إتجاهات ...
مجموعة إلى الجنوب ... إلى اليمن ... وقاتلهم سيف الله المسلول في طريقة إلى مسيلمة.
ومجموعة إلى الشرق ... واستوطنوا بها.
ومجموعة إلى الشمال ناحية الشام ... واستوطنوا بها.
وكانوا يكرهون بشدة من حاربهم ... الصديق بالدرجة الأولى ... وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
ولازالوا يسبونهم ويلعنونهم حتى الآن.
واشتد مقتهم على أهل الإسلام في عهد أمير المؤمنين عثمان لما فتح الله به على المسلمين من خيرات كثيرة.
واشتد مقتهم على عثمان لأن الصحابة كانوا لا يحبون القضاء والحكم ... وحين فتح الله البلدان ... فأراد أن يتخذ على البلدان من يجد فيهم الولاء والطاعة فإتخذ على البلدان ولاة من بني أمية.
فأشاعوا عليه حتى قتل ... رضي الله عنه.
وحين قُتل ... كان موسم الحج والمدينة خالية من أغلب الصحابة ... ووجود الخوارج وهم ذوي وجوه غريبة لا يعرفها أصحاب البلدة.
فرجع إلى المدينة من ليس منها ... ومنهم الجماعة التي قالت لعليّ بن أبي طالب: هو هو ... فقتلهم. فقد كانوا يقولون أن عليّ هو رب العالمين ... قاتلهم الله.
ونشاط هؤلاء المنافقون ظهر جليًا بعد مقتل الحسين تحديدًا ...
فمنهم طائفة في العراق تصرخ وتقطع الثاب ويجرحوا أنفسهم بالسكاكين ونحوها بما يسمونه بالتطبير .... تشنيعًا على بني أمية.
والطائفة الأخرى في الشام تقوم بعمل الحلوى وتوزيعه على الناس ... ليبثوا روح الكراهية بين المسلمين.
وهكذا أشاع المنافقون الفساد بين المسلمين ... بين الرفض والنصب ... فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وإن كان النصب لم نعد نرى له وجودًا في عالمنا المعاصر ... إلا أن الرفض لازال قائمًا.
وأظنهم الذين قال رسول الله (ص) في حديث أم المؤمنين عائشة ... يغزو جيش الكعبة.
فما رأيت غير هؤلاء يخططون ويدبرون وينادون بغزو الكعبة ... وأخبرنا رسول الله (ص) بأنه سيخسف بأولهم وآخرهم ... والحمد لله رب العالمين.
كما فعل أسلافهم من القرامطة ... فقتلوا الحجيج في الطريق إلى مكة وقتلوا الحجيج في الحرم وسرقوا الحجر الأسود لمدة 23 عاماً ... بئس السلف لبئس خلف.
قاتلهم الله.
وأما من ناحية أخرى ...
فاليهود والنصارى أهل كتاب ... ولهم معاملة أهل الكتاب وأهل الذمة.
وأما هؤلاء ... فتسري عليهم أحكام الردة.
والله الموفق.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ألمي الشديد على كلام غير شرعي ولا منضبط، كيف يقارن شخص يميل بهواه إلى فريق أجنبي شخص إمعة شخص ضعيف، أو جاهل، هل هذا يستوي مع من يحب حزب الله!! والله إنها قسمة ضيزى، وطارح الموضوع كان عليه أن يتقي الله في طرحه.
لقد قال المولى عز وجل في محكم كتابه يصف ما حدث بين صحابيين جليلين: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين) التوبة اية 19
فالرجاء يا أخوتي عدم المقارنة،
وصدق الشاعر حين يقول
ألم تر أن السيف يزرى بقدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصى
ومقصودي إن هذه مقارنات لا تتزن، ولا ينبغي أن تطرح وإلا شككنا بالنوايا وقلنا أن وراء الأكمة ما وراءها
ولا تشغلونا بما يشتت وحدتنا العقدية
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
حقيقة يشغلني ثمة أمر آخر ... ذو صلة
يظن البعض أن من اشتغل بأي أمر يخدم به دينه ... أنه لابد وأن يكون ملاكًا لا يخطيء، وإن تعذر كل واحد يخطيء فقعد عن شيء يمكن أن يقدمه لدينه ... فمن؟
سواء مفتون بالكرة أو مفتون بغيرها.
بل استخدمه الله ... ربما أراد به خيرًا ... فلنعينه على الخير بدلاً من أن نحبطه.
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 11:24]ـ
بارك الله بالأخوة جميعهم
القران يقول لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا فكيف يكون الشيعة هداهم الله ألعن من اليهود يااخى لايجوز هذا القول ولنا فى سلفنا الصالح او وقدوة ودونك قول الامام على فى الخوارج الذين كفروه فلم يصفهم حتى بالنفاق بل قال اخواننا بغوا علينا
بالضبط,,,,,, ((اليهود والذين أشركوا .... ))
من كان على زمن علي رضي الله عنه, ما قال بتحريف القرآن ولا اتهم زوجات النبي بالزنا ولا لعن الصحابة صبح مساء ولم يكن في عقيدتهم قتل السنة ولم يكن لهم اثنى عشر إمام مؤلهين.
ثم الخوارج قطعاً أفضل من الشيعة لعنهم الله, بل كان الحديث فترة يؤخذ من الخارجي (الذي يكفر الكاذب) ولا يوخذ من الشيعي الذي ديدنه الكذب.
وأخي العاصمي بارك الله فيك, أنا لم ألعن معيناً.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 12:41]ـ
مقارنة غير عادلة شتان بين محبي الكرة ومحبي حزب الشيطان.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 07:56]ـ
فليصرخ مناديا ببرشلونة
ولايصرخ ينتدب الحسين
ـ[وجيب]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 08:27]ـ
أنا أبغض اليهود والنصارى والرافضة المرتدون عن الإسلام
ولكني أحب برشلونة وأداء لاعبيه
أحب الأداء وأعجب به ولا أحب أشخاص اللاعبين وأديانهم وأفكارهم
أنا متابع لكل مباريات برشلونة
وطبعا ليس على حساب أي واجب ديني
فما المشكلة؟
هي رياضة والرياضة حلوة وممتعة
أما حزب الشيطان فعليه لعنات الله
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 03:46]ـ
بل عندي الذي يشجع "حزب الشيطان" هو أسوأ ممن يشجع فريق كرة قدم للنصارى
والشيعة عندي ألعن من اليهودي والنصراني
وأبدأ بقتال الشيعي قبل أن أبدأ بقتال اليهودي والنصراني.
ولم تدخل في رأسي,,,,,, "سني متشدد" أو سني على منبر الدعوة ,,,ويشاهد مباريات كرة القدم, لا بل حريص!!!!
هذا ما أصبح سني -متشدد- داعية .... الخ,,, هذا أصبح عامي.
يقول شيخ الاسلام قاتلوا النصيرية قبل أن تقاتلوا اليهود والنصارى.
وإضافة أخيرة:
لعنة الله على الشيعة.
السلام عليكم
عامة المسلمين يشجعون حزب الشيطان وإذا قلت لهم أنهم يسبون الصحابة لن يصدقوك وإذا كان المسلم يعرف من هم الصحابة ويعرف أن الروافض يسبونهم فإنه بلا شك سيبغضهم ..
أما الذي يشجع البرصا من عامة المسلمين فإن واقع أكثرهم لا يلتفت إلى أمور الشرع فتجده وهذا كثير لا يعرف شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن أصحابه وإذا سألته عن فريق البرصا ولاعبيه فكل المعلومات عنده وهذا أبرز علامات الولاء وتجد قلبه يشتغل على البارصا أكثر مما يشتغل على حب الله قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حب لله ..
وكل من يحب ويهوى شيئا أعظم من الله فهو على غير الملة ..
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 03:47]ـ
أنا أبغض اليهود والنصارى والرافضة المرتدون عن الإسلام
ولكني أحب برشلونة وأداء لاعبيه
أحب الأداء وأعجب به ولا أحب أشخاص اللاعبين وأديانهم وأفكارهم
أنا متابع لكل مباريات برشلونة
وطبعا ليس على حساب أي واجب ديني
فما المشكلة؟
هي رياضة والرياضة حلوة وممتعة
أما حزب الشيطان فعليه لعنات الله
المشكلة أن قلوب وألسن عامة الناس تلهج بذكر البرصا والريال أكثر ممّا تلهج بذكر الله والله الموفق
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 03:50]ـ
السلام عليكم ألمي الشديد على كلام غير شرعي ولا منضبط، كيف يقارن شخص يميل بهواه إلى فريق أجنبي شخص إمعة شخص ضعيف، أو جاهل، هل هذا يستوي مع من يحب حزب الله!! والله إنها قسمة ضيزى، وطارح الموضوع كان عليه أن يتقي الله في طرحه.
لقد قال المولى عز وجل في محكم كتابه يصف ما حدث بين صحابيين جليلين: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين) التوبة اية 19
فالرجاء يا أخوتي عدم المقارنة،
وصدق الشاعر حين يقول
ألم تر أن السيف يزرى بقدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصى
ومقصودي إن هذه مقارنات لا تتزن، ولا ينبغي أن تطرح وإلا شككنا بالنوايا وقلنا أن وراء الأكمة ما وراءها
ولا تشغلونا بما يشتت وحدتنا العقدية
الحاصل في بلدي أن الناس تخرج إلى الشوارع محتفلة بفوز البارصا وأعلامها الصليبية تملأ النوادي ولدي أحد أقاربي وهو خطيب مسجد يلقن أبناءه حب البارصا وإذا سألت ابنته المسكينة عن رسول الله لا تعرفه وإذا سألتها عن البرصا فمعلوماتها قيمة والله المستعان
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 03:57]ـ
وأخي العاصمي بارك الله فيك, أنا لم ألعن معيناً.
وفيك بارك الله أخي الكريم كان القصد تنبيهك إلى الفرق بين المصطلحين (الشيعة - الرافضة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 04:00]ـ
وفيك بارك الله أخي الكريم كان القصد تنبيهك إلى الفرق بين المصطلحين (الشيعة - الرافضة)
صدقتم أخي فإن السلف فرقوا بين الشيعي والرافضي وفي الشيعة من ذكره السلف بخير وترجم لهم الإمام الذهبي وغيره
ـ[الراغب في الله]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 05:47]ـ
أولا: ظهر النفاق عندما قوي الإسلام وأصبح له دولة وكان هذا في المدينة أما في مكة فكان الإسلام ضعبفا وليس له قوة وبالتالي كانت معارضته علنية وبناءا عليه كان ظهور النفاق نتيجة وجود أسبابه وليس خاصا بطبيعة أهل المدينة أو مكة
ثانيا: اتفق المؤرخون أن المدن الثلاث مكة والمدينة والطائف لم ترتد بعد المدينة وإنما الردة كانت في الأعراب وغيرهم من بلدان العرب مثل اليمن وعمان وحضرموت والبحرين
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 12:49]ـ
بارك الله فيكم ,
ـ[الحافظ ابن قطلوبغا]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 01:18]ـ
بل عندي الذي يشجع "حزب الشيطان" هو أسوأ ممن يشجع فريق كرة قدم للنصارى
والشيعة عندي ألعن من اليهودي والنصراني
وأبدأ بقتال الشيعي قبل أن أبدأ بقتال اليهودي والنصراني.
ولم تدخل في رأسي,,,,,, "سني متشدد" أو سني على منبر الدعوة ,,,ويشاهد مباريات كرة القدم, لا بل حريص!!!!
هذا ما أصبح سني -متشدد- داعية .... الخ,,, هذا أصبح عامي.
يقول شيخ الاسلام قاتلوا النصيرية قبل أن تقاتلوا اليهود والنصارى.
وإضافة أخيرة:
لعنة الله على الشيعة.
زادك الله من فضله أخي
ولعنة الله على الرافضة(/)
موضوع جديد وقيم حول الدكتور محمد سعيد حوى في مكلة الراصد
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 09:51]ـ
http://alrased.net/site/images/print-3.jpghttp://alrased.net/site/images/rased-logo.jpghttp://alrased.net/site/images/topic_icon.png هل تجاوز د. محمد حوّى مرحلة التشيع السياسي؟ /العدد التاسع والسبعون - محرم 1431 هـ
خاص بالراصد
د. محمد حوى هو نجل الشيخ سعيد حوى - رحمه الله- أحد الرموز التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين السوريين، ود. محمد مقيم في الأردن وله مساهمة في حقل الدعوة الإسلامية من خلال الخطابة والتعليم الجامعي والكتابة في الصحافة و المشاركة البرامج الإذاعية.
ومعلوم أن الشيخ سعيد حوى رحمه الله كان من المرحبين والمستبشرين بثورة الخميني، ولكن سرعان ما تكشفت له الحقيقة، وأن الخميني يحمل مشروعاً شيعياً طائفياً متعصباً، ويبحث عن مصالحه الشيعية الطائفية فحسب، وذلك حين اختار الخميني التحالف مع نظام حافظ الأسد ضد الإخوان المسلمين أثناء أحداث حماة سنة 1981م.
وقد سجل ذلك الشيخ سعيد حوى في كتابه "هذه تجربتي وهذه شهادتي". ومن ثم تمكن الشيخ سعيد حوى من دراسة الفكر الخميني بتوسع فأخرج كتابه المشهور "الخمينية شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف"، والذي بيّن فيه حقيقة غلو وطائفية الفكر الشيعي بعامة، وفكر الخميني بخاصة، يقول الشيخ سعيد: "عندما انتصر الخميني ظن المخلصون في هذه الأمة أن الخمينية إرجاع للأمر إلى نصابه في حب آل بيت رسول الله وتحرير التشيع من العقائد الزائفة والمواقف الخائنة، خاصة وأن الخميني أعلن في الأيام الأولى من انتصاره أن ثورته إسلامية وليست مذهبية، وأن ثورته لصالح المستضعفين ولصالح تحرير شعوب الأمة الإسلامية عامة ولصالح تحرير فلسطين خاصة.
ثم بدأت الأمور تتكشف للمخلصين، فإذا بالخميني هذا يتبنى كل العقائد الشاذة للتشيع عبر التاريخ، وإذا بالمواقف الخائنة للشذوذ الشيعي تظهر بالخميني والخمينية، فكانت نكسة كبيرة وخيبة أمل خطيرة " ([1] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn1)).
ولم يكتف الشيخ سعيد بتوضيح حقيقة الفكر الشيعي والخميني بل قام أيضاً بالتحذير ممّا كان يروجه بعض الطيبين من الإسلاميين وخاصة قيادات الإخوان المسلمين في مصر حول التعاون على المستوى السياسي مع الخميني ودولته، فكتب في ختام كتابه نصيحة واضحة لشباب الإخوان وقيادتهم قائلا: "ما الخمينية إلا تبنًّ لعقائد الشيعة الشاذة ولمواقفهم التاريخية الشاذة وإعطائها زخماً جديداً. وساعد على وجودها هذا الزخم من تطلع شباب أهل السنة والجماعة وحنينهم لدولة الإسلام، فخالوا السراب ماء وظنوا الخمينية هي دولة الإسلام، وبالخداع وقعوا وبالوهم سقطوا، وإن حنيناً إلى دولة الإسلام لا يوقعنا في الكفر أو في الضلال.
ولا ينبغي أن تنطلي علينا الحيلة، فمجتمع الخميني ليس "مجتمع حق" وهو أحد شعارات الحركة الإسلامية الحديثة، وليس "مجتمع حرية" وهو أحد شعارات الحركة الإسلامية الحديثة، وليس "مجتمع قوة"، وأول القوة عندنا قوة الاعتقاد الصحيح، والقوة إحدى شعارات الحركة الإسلامية الحديثة.
فيا شباب هذه الأمة تطلعوا إلى دولة الحق والقوة والحرية، ولا تخدعنكم الخمينية فهي دولة الباطل والانحطاط والعبودية، وهي عودة بالأمة الإسلامية إلى الوراء". ا. هـ
ويواصل حوى نصيحته فيقول: "إن بعض من نفترض عندهم الوعي غاب عنهم الوعي فلم يدركوا خطر الخمينية، وإن بعض من نفترض عندهم العلم قصروا عن إبراز خطر الخمينية فكادت بذلك تضيع هذه الأمة، ولذلك فإننا نناشد أهل الوعي أن يفتحوا الأعين على خطر هذه الخمينية، ونناشد أهل العلم أن يطلقوا أقلامهم وألسنتهم ضد الخمينية.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد آن لهذا الطاعون أن ينحسر عن أرض الإِسلام، وآن للغازي أن يكون مغزوًّا، فالأمة الإِسلامية عليها أن تفتح إيران للعقائد الصافية من جديد، كما يجب عليها أن تنهي تهديدها الخطير لهذه الأمة، وليعلم أصحاب الأقلام المأجورة والألسنة المسعورة الذين لا يزالون يضللون الأمة بما يكتبونه وبما يقولونه أن الله سيحاسبهم على ما ضلوا وأضلوا، فليس لهم حجة في أن ينصروا الخمينية، فنصرة الخمينية خيانة لله والرسول والمؤمنين، ألم يروا ما فعلته الخمينية وحلفاؤها بأبناء الإِسلام حين تمكنوا، ألم يعلموا بتحالفات الخمينية وأنصارها مع كل عدوٍ للإِسلام، لقد آن لكل من له أذنان للسمع أن يسمع، ولكل من له عينان للإِبصار أن يبصر، فمن لم يبصر ولم يسمع حتى الآن فما الذي يبصره وما الذي يسمعه، فهؤلاء أنصار التتار والمغول وأنصار الصليبيين، والاستعمار يظهرون من جديد ينصرون كل عدو للإِسلام والمسلمين، وينفذون بأيديهم كل ما عجز عنه غيرهم من أعداء الإسلام والمسلمين، ألا فليسمع الناس وليبصروا ولات ساعة مندم.
إنه لا يزال للعذر مكان لمن أراد الاعتذار، وسيأتي يوم لا يقبل فيه من أحد الاعتذار، فالساكتون عن الحقيقة لن يُعذروا، والناكبون عن الحق لن يعذروا، والذين ضلوا وأضلوا لن يعذروا، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن الله فيقول: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)، وهؤلاء الخمينيون يعادون أولياء الله من الصحابة فمن دونهم فكيف يواليهم مسلم وكيف تنطلي عليه خدعتهم وكيف يركن إليهم والله تعالى يقول {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكُم النَّار}.
وهؤلاء الخمينيون ظالمون ومن بعض ظلمهم أنهم يظلمون أبا بكر وعمر، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول: {وكذلك نوَلّي بعضَ الظالمين بعضاً بما كانوا يكْسِبون}، إنه لا يواليهم إلا ظالم، ومن يرضى أن يكون ظالماً لأبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير؟ ومن يرضى أن يكون في الصف المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة؟ ومن يرضى أن يكون أداة بيد الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم؟
ألا يرى الناس أنه مع أن ثلث أهل إيران من السنة لا يوجد وزير سني؟ ألا يرى الناس ماذا يُفعل بأهل السنة في لبنان سواء في ذلك اللبنانيون أو الفلسطينيون؟ ألا يرى الناس ماذا يفعل حليف إيران بالإِسلام والمسلمين؟ أليست هذه الأمور كافية للتبصير؟ وهل بعد ذلك عذر لمخدوع؟ ألا إنه قد حكم المخدوعون على أنفسهم أنهم أعداء لهذه الأمة وأنهم أعداء لشعوبهم وأوطانهم وأنهم يتآمرون على مستقبل أتباعهم فهل هم تائبون؟ " ا. هـ.
كانت هذه خبرة وتجربة الشيخ سعيد حوى التي قدمها للمسلمين عامة، وقد استفاد منها الكثير من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لكن وللأسف فإن أولاد الشيخ يبدو أنهم لم يقرؤوا كتب أبيهم، أو قرؤوها فلم ترق لهم واستحيوا أن يصرحوا بذلك، أو أن الإيرانيين والشيعة ومن سار معهم في مشروع واحد من أهل السنة قد استطاعوا خداعهم بما حذر منه أبوهم الشيخ سعيد حوى حين قال: "كانوا بالأمس يستعملون التقية حماية لأنفسهم، والآن يستعملون البندقية للسيطرة، ويستعملون التقية لخداع الآخرين، فيلبسون لكل حالة لبوسها ... فاجتمع لهم في بعض البلدان التقية والبندقية، ولا زالوا في بعض البلدان يظهرون التقية ويبحثون معها عن البندقية. وقد آن لشباب الإسلام أن يدركوا خداع هؤلاء، وأن يعرفوهم على حقيقتهم" ا. هـ.
ولذلك صُدم الكثير من الناس حين خرج عليهم د. محمد سعيد حوى بمذكرته الموسومة بـ "دراسة مقترحة لواقعنا السياسي" والتي نشرت على مواقع الإنترنت وروج فيها للتحالف مع إيران وحزب الله سياسياً، ودافع بشكل مبطن عن عقائد الشيعة، حتى وصل به الحد إلى أن يقترح "إحياء بعض المناسبات كاستشهاد الحسين من غير غلو"!!! وذلك كله لتمرير فكرة المصالحة بين جماعة الإخوان السورية والنظام السوري، وهذا شأن لا دخل لنا به لأنه من خصوصيات الجماعة وأفرادها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أثارت هذه المذكرة، التي كانت في الأصل محاضرة للدكتور محمد حوى في جمع من الإخوان السوريين، ضجة وصفها أحد القيادات الإخوانية بقوله: "لكن الضجة التي تلت المحاضرة، والصخب الذي أحدثته الأفكار المطروحة، وردود الاخوان المتسائلة- والتي نقلت على لسان بعض الحضور، وسمعنا الكثير منها- كانت شديدة الوقع إلى حد الاستفزاز، مفاجئة إلى حد الدهشة والاستغراب؛ وبخاصة أنها هزت الكثير من المسلمات، وتناولت ثوابت يكاد يجمع عليها السواد الأعظم، ويتفق على ضرورتها الجمهور الأعم الأغلب .... إن مفاجآات من هذا النوع لا بد وأن تثير الأسئلة وتدفع إلى الاستغراب؛ لماذا الآن .. ! وكيف حدث ما حدث .. !! ولم يكن له إرهاصٌ مسبق، أو يستدعيه مُسْتَجَدٌّ محقق أو موهوم، أو تلجئ إليه ضرورة واقعة؛ ثم هو (الدكتور محمد حوى) من حين لآخر يعرض فكره وما يزال في مناسبات متكررة، وعلى جمهور عريض، وبشكل واضح لا غموض فيه ولا إبهام .. ! هل يمكن أن نسوغ الأمر بالزمن الذي تقلبت أحداثه، وتعاقبت نوائبه، وطال ليله وامتدت سآمته ... ! أم يمكن أن نعزيها إلى سطوة الإعلام المتطور الحديث؛ بما يزين الباطل، ويجمِّل القبيح، ويخفي وجه الحق .. ! أم أننا يمكن أن نرجعها إلى أمور نفسية وحالات شخصية، لعلها تنتاب أي واحد منا بعد تاريخ من المعاناة طويل .. ! " ([2] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn2)).
والرد على أغلوطة إمكان التحالف السياسي مع الشيعة وحزب الله من السهولة بمكان، ولكن يكفينا نقل كلام والده الشيخ سعيد حوى حيث يقول: "فها هي "حركة أمل" و "حزب الله" يتعاونان على القضاء على الفلسطينيين في لبنان بمساعدة سوريا. وها هي "أمل" بالتعاون مع سوريا تصفي الوجود السنّي في بيروت" ([3] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn3)).
ويفرد الوالد سعيد حوى رحمه الله الفصل السابع من كتابه لموقف الشيعة من أهل السنة والجماعة فيقول: "إن الشيعة الاثنى عشرية تعد كل من لا يؤمن بالأئمة وعصمتهم ناصبَّياً تحرُم عليه الجنة ويدخل النار، ومن مقولاتهم التي ذكروها في كتبهم وتبناها الخميني في كتبه ضرورة مخالفة أهل السنة والجماعة.
صحيح أن هذا جاء في سياق ضرورة اتَّباع الكتاب والسنة أولاً، ولكن أي كتاب والكتاب عندهم محرف، وأي سنة والسنة عندهم ما تناقله الشيعة وحدهم.
انظر إلى الخميني ناقلاً ومتبنياً في رسالته "التعادل والترجيح" وهو يبحث في الأخبار الواردة في مخالفة العامة - أي أهل السنة والجماعة -[التعادل والترجيح: 80 - 81، وأصل الرسالة بالعربية مطبوعة ضمن رسائل له في طهران] فيقول: (وهي طائفتان؛ إحداهما وردت في خصوص الخبرين المتعارضين، وثانيهما؛ ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقاً)، وبعد أن ساق الخميني مجموعة من الروايات المختلفة المنسوبة إلى آل البيت الكرام في وجوب مخالفة أهل السنة والجماعة واستطرد قائلاً: (ولا يخفى وضوح دلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع اعتبار سند بعضها، بل صحة بعضها على الظاهر واشتهار مضمونها بين الأصحاب، بل هذا المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه وألسنة الفقهاء)، وقد انتهى الخميني في بحثه الفقهي في هذه المسألة بقوله: (فتحصل في جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا أن المرجح المنصوص ينحصر في أمرين، موافقة الكتاب والسنة ومخالفة العامة) [التعادل والترجيح: 82].
ألا فليعلم شباب أهل السنة والجماعة من هذه الأمة رأي الخميني في أهل السنة والجماعة عامة، ولينتبهوا إلى خداعه ومراوغته وخداع أتباعه فما هم إلا دعاة ضلالة وما هم إلا دعاة إلى النار، فالله تعالى يقول: {واتَّبع سبيل من أناب إلىَّ}، وهؤلاء يأمرون أتباعهم بوجوب مخالفة فتوى أئمة الاجتهاد من أمثال الشافعي ومالك وأحمد بن حنبل وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي، بل يأمرون أتباعهم بمخالفة رأي أي عالم من علماء أهل السنة والجماعة، ويعتبرون ذلك علامة على صحة السير وسلامة القصد، فهؤلاء بالنسبة لأهل السنة والجماعة يرون أن يعامل أهل السنة والجماعة كمعاملة
(يُتْبَعُ)
(/)
اليهود والنصارى في ضرورة المخالفة حيث لا نص في الكتاب والسنة والإجماع" ([4] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn4)).
ونريد هنا أن ننقل لمحمد حوى ما أورده صاحب "القول فيما لابد منه" وهو أحد قيادات إخوان سوريا، حيث يقول: "هذه الأمة لا يرثها من أدام وفاقاً استراتيجياً مع ألد خصومها على اختلاف عهودها السياسية والدينية، بدءًا من إسقاط بابل وتحرير اليهود من السبي وإعادتهم إلى "أورشليم"- في العهد الوثني- وانتهاءً برد اليهود للجميل في "إيران غيت" في العهد الإسلامي، هذا الخصم هم الفرس ليس الفرس على الإطلاق- إنما من اختار منهم العودة إلى المجوسية تحت غطاء حب آل البيت، وعَظَّمَ قاتل الخليفة عمر- رضي الله عنه- وتفاعل مع اليهود في كره العرب واحتقارهم هؤلاء هم الساسانيون الجدد " ... بم تختلف إيران التي تخون جوارها الإسلامي في الاتجاهات الأربعة "العراق، أفغانستان، باكستان، أذربيجان"، وتُقَدِّس قاتلَ من أنقذها من عبادة النار، ولا تحتفل بالفتح الإسلامي لفارس! بم تختلف إيران هذه عن فارس ما قبل القادسية! " ([5] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn5)).
هذا الطرح المفاجئ للدكتور حوّى والذي يتلبس بالتشيع السياسي لم يتوقف عند هذا الحد، بل نشر د. حوى سلسلة مقالات في جريدة الرأي الأردنية تحت عنوان "منهجية التعامل مع السنة النبوية" بلغت 68 مقالة، كان محورها الطعن في سلامة وصحة صحيحي البخاري ومسلم، وإبطال العديد من الأحاديث بشبهات عقلية، أو من هواه إن صح بحسب ما فهمه من الأحاديث، والغمز في الصحابة وخصوصاً من يكرههم الشيعة!!
وحين دخل شهر رمضان الكريم، شهر القرآن والرحمة والمغفرة، بدأ حوّى سلسلة جديدة من المقالات اليومية بعنوان "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" ملأها بالدفاع عن معتقدات الشيعة، والطعن على مخالفيهم من الصحابة والمعاصرين، وترويج بعض الشبه بأن أهل السنة يشاركون الشيعة في طاماتهم!!
وسنأخذ مثالا واحدا لنثبت تجاوز طرح د. محمد حوى حدود التشيع السياسي وهو الموقف من عقيدة تحريف القرآن عند الشيعة، وسبب اختيارنا لعقيدة التحريف أنها قضية مفصلية ولا مجال فيها للنقاش والجدال، وهي كذلك عند الدكتور محمد نفسه فقد ذكر في أحد مقالاته أن القول بالتحريف كفر.
يقول د. محمد حوى في مقاله "ضوابط في الحكم على الآخرين" والمنشور في جريدة الرأي بتاريخ 18/ 10/2009 ما يلي: "ومن هذه الاشكالات العميقة التي أورثت جراحا غائرة في جسم الأمة الاسلامية ذلكم الحكم المتسرع على الآخرين تارة بالابتداع وتارة بالتضليل وربما وصل الأمر إلى التكفير، .... وأضرب مثالا لذلك ما ينسبه بعضنا إلى الشيعة من أنهم يثبتون أن القرآن محرف، والجميع يعلم أن من يقول أن القرآن محرف يكفر فيتخذون من وسيلة إثبات هذه التهمة للشيعة سببا وحجة في تكفيرهم أو تكفير علمائهم ثم يأتي من علماء الشيعة من يتهم السنة أنكم أنتم القائلون بالتحريف! فنقول لهم كيف؟
فيقولون ألستم تقولون أن سورة الأحزاب كانت بحجم سورة البقرة ألستم تقولون أن قوله (صلى الله عليه وسلم) خمس معلومات يحرمن توفي رسول الله وهي مما يقرأ من القرآن.
ألستم تقولون الشيخة والشيخ إذا زنيا فارجموهما ... كانت آية نسخت وأن عمر قال لولا أن يقول الناس أن عمر زاد آية لزدت آية الرجم. وكل ذلك مما ورد في صحيح البخاري أو مسلم.
وهكذا لا تنتهي التهم ولا ينتهي التمزيق والعداء لحساب أعداء الامة، بينما الحق أن يقال في حق الشيعة: نعم وجدت كتبا لبعض مراجعهم ككتاب: فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الأرباب، تزعم ثبوت التحريف، لكن الحق أيضا أن معظم مراجع الشيعة الكبار انكروا ذلك قولا وعملا وهي في مكتباتهم ومساجدهم ووسائل اعلامهم لا يوجد فيها إلا القرآن الكريم الذي عندنا، كما أن ما يقال عن مصحف فاطمة عند الشيعة لا يقصد به قرآنا مكان القرآن .. وإن كنا لا نقره، ونقول لمن يتهم أهل السنة أين الفهم السديد وأين التحقيق العلمي؟ فتلك الروايات التي ادعيتم أنها تدل على التحريف إما من اوهام الرواة أو ما سمي عند بعضهم بالنسخ
(يُتْبَعُ)
(/)
(وأنا لا اقول إلا انها اوهام الرواة)، ولا يوجد عالم سني يقر بتحريف القرآن، وبالتالي يثبت عند الجميع عظمة القرآن، وحفظ الله له". ا. هـ
وقبل الرد على مغالطات د. محمد حوى ننقل له ما كتبه أبوه حول عقيدة الشيعة والخميني بتحريف القرآن، التي يبدو أن د. محمد حوى لايعرفها أو يتجاهلها!!
يقول الشيخ سعيد حوى: "أما الشيعة الإمامية الاثنى عشرية فإنَّ غلاة متقدميهم ومتأخريهم مجمعون على أنَّ القرآن قد حرَّف وبدِّل وجرت عليه الزيادة والنقصان، منهم كبير مؤلفيهم ومحدثيهم وأوثقهم عندهم الكليني في كتابه "الكافي"، وخاتمة محدثيهم محمد باقر المجلسي في كتابه "مرآة العقول" وموسوعته الكبرى "بحار الأنوار"، فقد أورد الكليني مجموعة من الروايات تؤكد إيمانهم بالتحريف، منها رواية نسبها إلى جعفر بن محمد الصادق، قال فيها: (إن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة ... مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد) ([6] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn6)) .
وقد نسب الشيخ المفيد – شيخ علماء الشيعة الإمامية في القرن الرابع الهجري – القول بالزيادة في القرآن والنقص فيه إلى جماعة كبيرة من أعيان متكلمي الشيعة الإمامية وأهل الفقه منهم والاعتبار ([7] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn7)) .
وقال خاتمة محدثي الشيعة محمد باقر المجلسي: (إن كثيراً من الأخبار صريحة في نقص القرآن وتغييره، متواترة المعنى، وطرح جميعها يوجد رفع الاعتماد على الأخبار رأساً، بل أظن أن الأخبار في هذا الباب لا تقتصر عن أخبار الإمامة) ([8] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn8))، ومعلوم أن الإمامة عندهم ثابتة بالنص والتعيين وجاحدها كافر بإجماعهم.
وقد حاول بعض معتدلي الشيعة تجاوز هذا الرأي وإسقاطه عن المذهب، فتصدَّى لهم غير واحد من علماء الشيعة، فسفَّهوا رأيهم، وحملوا قولهم ذلك على التقية، وكان أبرزهم نور الدين الطبرسي الذي أثنى عليه الخميني غير مرة ([9] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn9))، والذي ألف كتابه الضخم في أواخر القرن الثالث عشر الهجري؛ "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، وأورد فيه أكثر من ألفي رواية من الروايات الشيعية المعتمدة في كتبهم تفيد القول بالتحريف والنقص، وأن لا اعتماد على هذا القرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم.
ونقل عن السيد المحدث نعمة الله الجزائري قوله في كتاب "الأنوار": (إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن؛ كلاماً ومادة وإعراباً والتصديق بها) ([10] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn10)).
وهذا كله كفر محضٌ، لأنه مناقض لما هو معلوم من الدين بالضرورة، أي ميزة تكون للإسلام إذا كان كتابه محرفاً أو مغيراً أو ناقصاً؟؟!!.
وكنا نأمل أن يتصدَّى الخميني لمثل هذه الكفريات وينزّه كتاب الله سبحانه عنها ويلعن القائلين بها ويصرح بكفرهم وخروجهم عن ملة الإسلام، إلا أنه عاد فأكد هذا الشذوذ العقدي في كتابه "كشف الأسرار" حينما قال: (لقد كان سهلاً عليهم – يعني الصحابة الكرام – أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن ويتناولوا الكتاب السماوي بالتحريف ويسدلوا الستار على القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين، إن تهمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على الصحابة) ([11] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn11)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من الخميني كفر بواحٌ ونقض للإسلام كله، فهذا القرآن المعجز الذي حوى معجزات كثيرة إذا تُجُرَّئَ عليه، فأيُّ سند في الإسلام يبقى له مكانة، وأيُّ سند للإسلام يبقى بعد ذلك؟!! " ا. هـ ([12] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn12)).
وندع للقرأء الكرام ملاحظة الفارق الكبير بين طرح الأب رحمه الله وابنه، والذي يقف معه المتأمل حائراً لمَ يجتهد محمد حوى في مخالفة نهج أبيه؟؟؟
ونأتى هنا لبيان مغالطات د. حوى حول عقيدة الشيعة بتحريف القرآن، حيث قامت منهجيته على المساواة والتقابل في التهمة بين السنة والشيعة في الاعتقاد بتحريف القرآن ومن ثم رد التهمة عن الجميع!!
وسنبين الفارق بين موقف الشيعة وموقف أهل السنة في النقاط التالية:
· الشيعة مجمعون كلهم أو- تنزلاً إلى رأي بعض أهل العلم- غالب علمائهم أو كل مراجعهم الغلاة مجمعون على القول بتحريف القرآن، بينما أهل السنة لا يوجد أحد من عوامهم فضلاً عن علمائهم قال بتحريف القرآن، وهذا فارق ضخم جداً عند العقلاء.
· الشيعة لديهم 2000 رواية متواترة تصرح بتحريف القرآن، بينما لا يوجد أي رواية تقول بتحريف القرآن لدى أهل السنة ولو رواية موضوعة، وهذا فارق كبير لدى المنصفين.
· الشيعة لا يوجد لديهم روايات على عصمة القرآن من التحريف، بعكس أهل السنة الذين اعتصموا بآية وعد بحفظ الله القرآن، فجاءت جميع أقوالهم تقرر ذلك.
· الشيعة لديهم كتب خاصة لإثبات تحريف القرآن جمعت أقوال العلماء والمجتهدين الشيعة، بينما ينعدم ذلك عند أهل السنة بل تجدهم يؤلفون ويكتبون في كفر من زعم التحريف، وهذا بون شاسع.
· علماء الشيعة بسبب الإحراج الذي واجهوه من جماهيرهم بشأن مسألة التحريف قالوا أن القول بتحريف القرآن اجتهاد، أي يؤجر صاحبه حتى إن أخطأ، بينما أهل السنة يعدون القائل بذلك كافر مجمع على كفره، وهذا فارق كما بين السماء والأرض.
· الشيعة يجلون القائلين بالتحريف ويمتنعون عن ذمهم فضلا عن تكفيرهم، بينما أهل السنة على العكس من ذلك.
فمساواة د. حوى بين السنة والشيعة مساواة أقل ما يقال فيها أنها ظالمة، إن لم نقل إنها نابعة من جهل بعقيدة وموقف أهل السنة، أو دفاع ذكي عن التشيع!!
ولذلك فقبول د. حوى اتهام الشيعة لأهل السنة بالقول بتحريف القرآن لأن الشيعة قدموا فهماً منحرفاً ومضللاً لروايات في البخاري ومسلم، ومسارعة د. حوى لتضعيف روايات البخاري ومسلم بقوله "وأنا لا اقول إلا أنها أوهام الرواة"، لا يصدر إلا من جهل بمعتقد أهل السنة في نسخ القرآن وقلة إدراك عقلي لحقيقة الفارق بين روايات التحريف وروايات النسخ، أو من هوى ونوع تشيع عقدي أو تشبع بشبهات الشيعة!!
واللافت للنظر أن د. محمد حوى جارى الشيعة في نسبة رواية "الشيخة والشيخ إذا زنيا فارجموهما" إلى البخارى أو مسلم، وهي لم ترد فيهما!! بل أخرجها النسائي وابن أبي شيبة، ولكن ليس كما ذكر الدكتور بل "الشيخ والشيخة .. "!!
وهذا كله من الجرأة على تضعيف أحاديث في البخاري ومسلم بمثل هذه الحجج الشيعية السخيفة، وعدم الدقة في العزو للبخارى ومسلم، والرواية بطريقة معكوسة لا يدل إلا على ضعف علمي بمعتقد أهل السنة وبضعف في التخصص الذي يحمله الدكتور نفسه في منهجية قبول السنة النبوية التي قعدها العلماء عبر العصور، حتى حاول بعض الشيعة اقتباسها من علماء السنة لخلو فكرهم المنحرف من منهج في قبول الروايات، وشهد بفضل ودقة منهجية أهل السنة في تلقي الأحاديث علماء العالم أجمع - مسلمهم وكافرهم- وهو مما تفردت به أمة الإسلام على سائر الأمم.
ومثل هذا السلوك في تضعيف الأحاديث لن يبقِ للمسلمين شيء يتمسكون به من السنة النبوية، وسيؤول أو يلزم صاحبه لأن يكون قرآنياً ينكر السنة، أو من أهل الأهواء يتبع هواه وشهوته!!
(يُتْبَعُ)
(/)
نوجه للدكتور محمد حوى وإخوته- سيما أنهم لم يستنكروا عليه ووقفوا مدافعين عن فهم أخيهم وطروحاته- نصيحة خالصة بقراءة كتاب والدهم "الخمينية شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف" والالتزام برأيه وموقفه، والتوبة والتراجع عن مثل هذه الأفكار، ومراجعة العلماء الثقات في هذه الأمور، ولا يكونوا من الذين يفتحون على أمتنا أبواب الشر، ونذكرهم بتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من "دعاة على أبواب جهنم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا".
في الختام نؤكد أن دافع هذه الأسطر- ولو وجد فيها نوع قسوة - هو حب الخير للدكتور محمد حوى ونظن أن هذا سيكون موقفه لو وجد أحد معارفه ينزلق في طريق غير سليم.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
[/ URL] الخمينية شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف، سعيد حوى. -[1]
[ topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref2"] (http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref1)- تعليق على مذكرة محمد حوى بعنوان "القول فيما لابد منه"، نشر في منتدى الملتقي، على الرابط التالي: 2 http://209.85.229.132/search?q=cache:Sd-sZHCfjJoJ:www.ikhwan.net/vb/showthread.php%3Ft%3D87942+%D8 %A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84+%D 9%81%D9%8A%D9%85%D8%A7+%D9%84% D8%A7%D8%A8%D8%AF+%D9%85%D9%86 %D9%87+%2B+%D9%85%D8%AD%D9%85% D8%AF+%D8%AD%D9%88%D9%89&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=jo
. الخمينية، سعيد حوى [3]
[ topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref4"] (http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref3) الخمينية، سعيد حوى.-[4]
الرابط السابق-[5]
[ URL="http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref6"][6] (http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref5) - الكافي:1/ 239 - 241، طبعة طهران، كتاب الحجة، باب: ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة.
[7] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref7) - انظر أوائل المقالات في المذهب والمختارات: 93.
[8] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref8) - مرآة العقول: 253.
[9] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref9) - الحكومة الإسلامية: 66.
[10] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref10) - فصل الخطاب: 30/ 238 – 329.
[11] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref11) - كشف الأسرار: ص 114 بالفارسية نقلاً عن كتاب الشيخ أبو الحسن الندوي: "صورتان متضادتان" ص 94، طبعة عمان.
[ topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref12"] ("http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic)- الخمينية، سعيد حوى. [12]
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 03:14]ـ
الأخ صاحب الموقع صلح كلمة مجلة الراصد وليست (مكلة) ولا تنشر هذه المشاركة(/)
دليل جديد على أكثرية سنة العراق
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 09:56]ـ
هذا مقال لأحد كتاب العراق صدر في مجلة الراصد أحببت الإشارة إليه لأهميته
http://alrased.net/site/images/print-3.jpghttp://alrased.net/site/images/rased-logo.jpghttp://alrased.net/site/images/topic_icon.png دليلٌ جَديدٌ .. على أكثرية السُنّة في العراق/العدد التاسع والسبعون - محرم 1431 هـ
عبد العزيز بن صالح المحمود
خاص بالراصد
يوم بعد يوم تتكشف الحقائق الجلية، والدلائل الواضحة، وتدحض كل الحجج التي سيقت للتدليل على أكثرية الشيعة في العراق، تلك الفرية التي صنعها الإنكليز وروج لها اليهود والغرب، وتقبلها الشيعة عن عمد وعن جهل، حتى شاعت وانتشرت وعدّت من المسلّمات في كل أروقة العالم الأكاديمية والمحافل الدولية.
هذه الحقيقة ظهرت اليوم من جديد بعد إعلان البرلمان العراقي عن قانون الانتخابات وأذيعت في وسائل الإعلام حصة كل محافظة من محافظات العراق، وهو إعلان رسمي تبنته الحكومة الشيعية في العراق، وكما قيل قديما: والفضل ما شهدت به الأعداء.
وكنت قد كتبت مقالاً في الراصد العدد (76) سنة 2009م بعنوان (نسب السنة والشيعة في العراق بين افتراءات الإنكليز واليهود)، وقبلها كنت رافقت أخي وزميلي الدكتور طه الدليمي في إعداد كتابه الميمون (هذه هي الحقيقة: الأعداد والنسب السكانية لأهل السنة في العراق) والذي صدر مؤخراً عن دار نهاوند اللبنانية، واليوم بعد التوافق على قانون الانتخاب العراقي ظهرت الحقيقة من جديد للعراقيين جميعا وللعرب والمسلمين والعالم أجمع تصدق ما قلناه وما قاله كل المنصفين.
فقد حددت مفوضية الانتخابات عدد أعضاء البرلمان بـ 325 عضواً للبرلمان المقبل لسنة 2010م، منها 15 مقعدا للأقليات ووزعت المقاعد الباقية، البالغة 310 مقاعد على المحافظات حسب التوزيع الآتي:
بغداد
68 مقعداً
نينوى
31 مقعدا
البصرة
24 مقعدا
ذي قار
18 مقعدا
بابل
16 مقعدا
السليمانية
17 مقعدا
الانبار
14 مقعدا
أربيل
14 مقعدا
كركوك
12 مقعدا
النجف
12 مقعدا
صلاح الدين
12 مقعدا
ديالى
13 مقعدا
دهوك
10 مقاعد
كربلاء
10 مقاعد
ميسان
10 مقاعد
المثنى
7 مقاعد
واسط
11 مقعدا
محافظة القادسية
11 مقعدا
وقد جرى هذا الأمر اعتمادا على إحصائيات وزارة التجارة لعام 2005 على أن تضاف لها نسبة النمو السكاني بمعدل (2.8%) لكل محافظة سنوياً. وقد تم اعتماد نائب لكل مائة ألف عراقي.
ومن المعروف للجميع أن العراق يضم أقليات تقدر بـ4 % تتكون من مسيحيين بشتى فرقهم ونحلهم، والصابئة، واليزيديين، والشبك، أما البقية (96 %) فهم مسلمون سواء كانوا عربا أو أكرادا أوتركمانا أو من قوميات أخرى، وكل هذه القوميات تنقسم بدورها إلى سنة وشيعة.
وسنناقش نسب السنة والشيعة في المحافظات وفق ما طرحته المفوضية من أرقام لكل محافظة ([1] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn1))، على النحو الآتي:
تحديد عدد نواب السنة في كل محافظة عدد النواب x مائة الف مواطن
· محافظة نينوى: عدد نوابها 31، ونسبة السنة فيها تفوق الـ 90% ولو فرضنا أن نسبة الشيعة فيها 10% لذا يكون عدد نواب السنة هو (27.9) نائباً.
· محافظة الأنبار: وفيها 14 نائباً، والأنبار محافظة سنية خالصة.
· محافظة صلاح الدين: لها 12 نائبا، وغالبها سنة، ونسبة الشيعة فيها 10%، أي نسبة النواب السنة 10.6 نواب.
· محافظة السليمانية: محافظة كردية سنية بها شيعة لا يتجاوزون 3%، ولها 17 مقعداً لذا فإن عدد نوابها السنة هي 16.49 نائباً.
· محافظة أربيل: محافظة كردية سنية، نسبة الشيعة بها 3%، ولها 14 نائباً، لذا فإن عدد النواب السنة 13.58.
· محافظة دهوك: محافظة سنية خالصة لا يوجد بها شيعة ولها 10 نواب.
· محافظة ديالى: محافظة ذات أكثرية سنية، ولقد سئل بعض المسؤولين فقالوا نسبة الشيعة لا تتجاوز 20% ومع هذا فإنني أعتمد رقماً أكبر وهو 30%، ولها 13 مقعداً، لذا فإن نسبة النواب السنة هو 9.1 نواب، في حالة كون الشيعة يمثلون 30% و10.4 في حال كانت نسبة الشيعة 20%.
(يُتْبَعُ)
(/)
· محافظة كركوك: محافظة ذات أكثرية سنية بقومياتها: العرب والأكراد والتركمان، وأقلية شيعية تصل إلى 10%، ولها 12 مقعداً، أي نسبة السنة 10.8 نواب.
· محافظة البصرة: لها 24 مقعداً، وهي محافظة ذات أغلبية شيعية، تصل نسبة السنة فيها فيها إلى 35%، ولكن مع سياسة التهجير التي مورست ضد السنة، انخفضت نسبة السنة عن20%، أي أن عدد النواب السنة هو 4.8 نواب. مع ملاحظة أنّ منْ هجّر أو هاجر من البصرة من السنة فأنه إما ذهب لخارج العراق، للدول المجاورة، أو أنه توجه إلى داخل العراق في المناطق السنية. لذا فهو بكل حال لا يؤثر عمليا على نسبة السنة في كل العراق وإنما انخفضت نسبة السنة في البصرة وزادت في مكان آخر، وفي حالة احتساب (35% نسبة السنة) يكون نواب البصرة 8.4 نواب.
· محافظة واسط: وهي محافظة ذات أغلبية شيعية، والسنة فيها بين 15 - 20 %، وهم في منطقة الصويرة وفي الموفقية وفي مركز المحافظة (الكوت) وهم عشائر السعدون والزبيد (الجحيش) وغيرهم من الجبور والدليم، ويوجد فيها شيعة عادوا إلى أصولهم السنية وخرجوا من المحافظة هربا من بطش الميليشيات الشيعية؛ لذا فإنّ نسبة نواب السنة 1.65 نائب، باحتساب أقل نسبة للسنة وهي 15%.
· محافظة بابل: وهي محافظة ذات أغلبية شيعية، ونسبة السنة فيها بين 20 - 35%، ولها 16 مقعداً، فلو حسبنا بالحد الأدنى يكون عدد النواب السنة هو 3.2 نواب وفي حالة 35% يكون النواب السنة هو 5.6 نواب.
· محافظة ميسان: لها 10 مقاعد، وهي ذات أغلبية شيعية ونسبة السنة فيها قليلة أي فيها قرابة عشرة آلاف سني، وهذا وقفت عليه بنفسي، ومن العوائل السنية فيها (النجادة) وغيرهم ممّن من عاد الشيعة إلى أهل السنة، وكان فيها أكثر من خمسة مساجد. ولن نحسب فيها أي نائب للسنة.
· محافظة كربلاء: لها 10 مقاعد، وهي محافظة شيعية خالصة وفي أطرافها من جهة الصحراء بعض البدو السنة قرب بحيرة الرزازة من عشيرة شمر وعنزة يقدّر عددهم بالحد الأدنى 25 - 50 ألف نسمة. ولم نعد فيها أي نائب سني. رغم أن بعض الباحثين يعتبر نسبة السنة فيها 5%.
· محافظة النجف: لها 12 مقعداً، وهي محافظة شيعية خالصة وبها بعض السنة، منهم عشائر البدون التي رجعت من الكويت وعادت إلى أهل السنة من التشيع وهم بالآلاف، ومع ذلك لم نعد لهم نائباً.
· محافظة ذي قار: ولها 18 مقعداً، وهي محافظة شيعية، ونسبة السنة بها 5% وهم في ناحية الرفاعي وناحية الفجر، ولن نحسب للسنة نائباً فيها.
· محافظة المثنى: ولها 7 مقاعد، وهي محافظة شيعية ونسبة السنة فيها 3%، ولن نعد للسنة نائباً منها.
· محافظة القادسية: ولها 11مقعداً، وهي محافظة شيعية وبها سنة قلائل تصل نسبتهم إلى 1%، ولن نعد للسنة نائباً منها.
* أما محافظة بغداد التي لها 68 مقعداً، فإن لم نقل أن الأكثرية فيها سنية فهم 50% من بغداد وبذلك يكون للنواب السنة 34 مقعداً، لأن سكان بغداد يتكونون من قسمين:
- سكان ضواحي بغداد وهم يشكلون 25 - 35 % من مجموع سكان بغداد، وهؤلاء غالبيتهم من السنة بنسبة 85%، وهو ما يعادل 25% من مجموع سكان بغداد.
- سكان مركز بغداد اليوم وهو ذو أكثرية شيعية تتراوح بين 65 - 75% من نفوس مركز بغداد، بسبب هجرة أو تهجير كثير من أهالي بغداد السنة خارج بغداد أوالعراق، وهو ما يعادل أيضاً 25% من مجموع سكان بغداد.
مجموع النواب السنة
بغداد
34 مقعداً
نينوى
27.9 مقعدا
البصرة
4.8 مقاعد
ذي قار*
- مقعدا
بابل
3.2 مقاعد
السليمانية
16.49 مقعدا
الانبار
14 مقعدا
أربيل
13.58 مقعدا
كركوك
10.8 مقاعد
النجف*
- مقعدا
صلاح الدين
10.6 مقاعد
ديالى
9.1 مقاعد
دهوك
10 مقاعد
كربلاء*
- مقعدا
ميسان*
- مقعدا
المثنى*
- مقعدا
واسط
1.65 مقعد
القادسية*
- مقعدا
* السكان السنة في محافظات النجف وكربلاء وميسان وذي قار والقادسية أكثر من 300 ألف أي ما يعادل 3 نواب، سيما مع حساب البدو الذين هم كلهم سنة.
فيكون المجموع للنواب السنة هو: 159.12 نائبا من 325 نائبا أي أن نسبة السنة في العراق تساوى 48.96 % من العراقيين.
ونسبة الأقليات هي 15 نائبا 4.6% من العراقيين.
والشيعة لهم 150.88 نائبا أي 46.44% من العراقيين.
ونسبة الشيعة بالنسبة للمسلمين 48.6% ونسبة السنة 51.4% من المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
مكونات السنة هم = العرب + الأكراد + التركمان + وقليل من قوميات أخرى.
مكونات الشيعة هم = العرب + الأكراد + التركمان + وقليل من قوميات أخرى.
إلا أن الحسابات السابقة هي حسابات الحد الأدنى لعدد السنة. أما حسابات الحد الأعلى فيكون لـ:
محافظة واسط 2.2 نائب.
محافظة بابل 5.6 نواب.
محافظة البصرة 8.4 نواب.
محافظة ديالى 10.4 نواب.
لذا يصبح عدد نواب السنة هو 166.67 نائبا أي بنسبة 51.2 % من إجمالي العراقيين، والأقليات تشكل 4.6 % والشيعة 44.2% من الشعب العراقي.
أي السنة 53.7% من المسلمين والشيعة هم 46.3%. هذا بحساب الحد الأعلى.
هذا إذا افترضنا أن ما افترضته المفوضية صحيح؛ أي هذه حسابات من فم الشيعة أنفسهم؛ لأنهم المسيطرون على المفوضية. وقد تلاعبوا بالنسب السكانية لكل من: كربلاء فقد جعلوا سكانها قرابة المليون وكربلاء لاتزيد عن 800 ألف نسمة.
وكذا في المثنى، وزادوا عدد سكان البصرة. بينما قللوا سكان الأنبار الذي تجاوز المليون وستمائة ألف نسمة، وديالى التي وصلت إلى المليون ونصف، كما لعبوا بحجم سكان بغداد كثيرا، بواسطة التلاعب بأعداد المهجرين داخليا وفي دول الجوار كالأردن وسوريا ولبنان ومصر واليمن والإمارات وغيرها من بلاد أوربا وأمريكا وأستراليا.
كما أنهم زادوا عدد الأقليات بنسبة 0.6% والأصل أنهم أقل من 4% وليس أكثر.
لماذا يرفض الشيعة التعداد السكاني:
ترفض الحكومات الشيعة التي حكمت منذ ربيع سنة 2005 إلى يومنا هذا إجراء التعداد السكاني في العراق، رغم قدرتهم على التزوير لأن الشمس لا تغطى بيد أو غربال، والحقيقة أقوى بكثير، وكما يرفض الأوربيون إجراء تعداد في لبنان ليبقى الوضع الطائفي على ما هو عليه.
ولتبقى ادعاءات الشيعة غير قائمة على حقائق بل على دعاوى إعلامية، وقد فصل وبيّن أخونا الفاضل د. طه الدليمي كذب هذا الادعاء في كتابه "هذه هي الحقيقة".
تناسب النسب السكانية في العراق منذ نهاية الدولة العثمانية وليومنا هذا:
أولا: الإحصاء الذي نقله الكاتب اليهودي إسحاق النقاش في كتابه "شيعة العراق" ص 69، عن سليم درنجيل في كتابه the struggle against shiism، أن نسبة الشيعة في أواخر زمن الدولة العثمانية هو 40% والسنة 60%.
ثانيا: الرحالة والمؤرخ البحراني النبهاني في كتابه "التحفة النبهانية" ص 196، سنة 1913م عدّ السنة 1.200.000 وعدد الشيعة 1.000.000.
ثالثا: إن أول إحصاء سكاني تم في سنة 1947م وهو أول أحصاء حقيقي وليس تقديريا، خرج بالنسب التالية: السنة 51 %، الشيعة 45%، الأقليات 4%.
رابعا: احصاء سنة 1957م وهو أحصاء حقيقي كانت نسبة السنة 54%، ونسبة الشيعة 42%، ونسب الأقليات 4%.
خامسا: إحصاء سنة 1965م: السنة 54.5%، 41.5 %الشيعة، 4% الأقليات.
سادسا: إحصاء سنة 1977م: السنة 57%، الشيعة 39%، الأقليات 4%.
سابعا: إحصاء سنة 1997م: السنة 56.5%، الشيعة 39.5%، الأقليات 4%. ([2] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftn2)).
كل هذه الأمور ذكرتها ليرى القارئ أنّ الأمور متناسقة ومتناسبة في كل السنين ولم يكن الشيعة في تاريخ العراق منذ دخول الإسلام أكثر من السنة.
[1] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref1) - علماً بأن 85 % من موظفي المفوضية شيعة.
[2] ( http://alrased.net/admin/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=da ta[Topic][topic_****]&Toolbar=Default&time=502#_ftnref2) - لتفصيل الأرقام راجع كتاب الدكتور طه حامد الدليمي (هذه هي الحقيقة)، المطبوع في دار نهاوند، الصفحات (103 - 125).
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 10:25]ـ
كلمة الأكثرية ... مرغوبة ...
وكلمة الجميع محبوبة ...
الله أسأل أن يجعل بلدنا الغالي العراق منارة للسنة كما كانت في سابق عهدها.
حفظكم الله وبارك فيكم وفي أهليكم ... اللهم آمين.(/)
الرياضيات للرابع الابتدائي2010م وتعليم طلابنا القمار .. !!!!!!!!
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 11:30]ـ
الدروس لاتحتاج إلى تعليق ... !!!!!!!!!
تابع هذا الرابط .. واحكم بنفسك ...
http://ksa.obeikaneducation.com/books/math/SAMT_ST_G04_U00_CH03_L08.html
ثم اضغط على درس الاحتمالات 8
ثم افتح محتوى الدرس لترى العجب العجاب ... !!!!!!!
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 11:44]ـ
وكذلك الدرس رقم 7
ـ[أبوياسر المسعودي]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 07:23]ـ
ماهو تعريف القمار ياصالح؟!
لا أرى في الدروس التي وضعت أي ملاحظة .. ولعلمك هذه الدروس موجودة قبل وأظنك مررت عليها إن كنت قد تخرجت من الثانوي ..
فتمهل ولا تستعجل وتهول الأمور ..
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 05:13]ـ
هذا درس للمبتدئين في نظرية الاحتمالات
وهى أحد نظريات الرياضة المعروفة ولا صلة لها بالقمار أو أى لعبة
أظن أن أخانا الفاضل ظن برؤية الأرقام والألوان أنها نرد:)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 06:24]ـ
* تعريف الاحتمالية:
ان دراسة الاحتمالية يعني التركيز على حدوث الشيء الذي يمكن ان يكون محتملآ من بين نتائج عدة.
لفهم الاحتمالية من الضروري توضيحها بامثلة بسيطة يمكن ادراكها بيسر. واغلب الامثلة التي تعطى في كتب الاحصاء هي: رمي قطعة النقود، رمي النرد، سحب ورقة من اوراق لعب القمار (الميسر). مثل هذه الامثلة بامكان أي شخص ممارستها ويستوعب الاحتمالات من خلالها دون الحاجة الى ان يكون مقامرا. فقطعة النقود فيها احتمالين، و النرد فيه ستة احتمالات، و ورق الميسر فيه 52 ورقة مقسمة الى لونين (فاحتمال اللون 26\ 52)، وفيها اربعة انواع (احتمال النوع (4\ 52)، ولكل نوع 13 صنفا (احتمال الصنف 13\ 52)، فهو متعدد الاحتمالات. وتستخدم كلمة نجاح في العادة عند حدوث الاحتمال المتوقع، وكلمة فشل عند عدم الحدوث.
عند رمي قطعة النقود لعشرة مرات متتالية، فماهي النتائج المتوقعة؟ قد يتوقع خمس بخمس، ولكن الواقع غير ذلك. ان النسبة (0.5 أو 50%) تكون صحيحة بزيادة عدد مرات رمي قطعة النقود. بعبارة أخرى، ان هذه النسبة تتحقق كلما ازداد تكرار العملية.
أعجب من طلبة علم يجهلون مثل هذا الأمر ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 01:13]ـ
تعريف الاحتمالية:
ان دراسة الاحتمالية يعني التركيز على حدوث الشيء الذي يمكن ان يكون محتملآ من بين نتائج عدة
تعريف سليم
والاحتمالات نظرية علمية هامة تستخدم في كثير من العلوم ولا يمكن منع تدريسها سداً لمثل ذريعة أنها احتمال من متعدد فهي كالنرد احتمال من متعدد (ولا أدري هل هذا ما تقصده أم لا؟)
ويمكن اختيار الأمثلة التى لا مخالفات فيها كالنرد المخالف
كالتمثيل بصندوق فيه كرات متعددة الألوان
فما الإشكال في تدريس علم كهذا؟
أم أنك تفترض علة أخرى لتحريم النرد وتقيس عليه أشياء أخرى
معذرة لم أفهم كلامك فليتك توضح لي وللقراء؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 07:26]ـ
القمار قائم على الاحتمال .........
التأمين لماذا حرم .. ؟؟؟ لأنه ديناً احتمالياً (غير محقق الوقوع أو محقق الوقوع مع جهل الوقت).
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 07:48]ـ
صور النرد أمام أنظار الصغار ماذا يعني .. ؟؟؟
سؤال:أرجو أن تبينوا لي ما حكم النرد الذي ليس فيه رهان أو قمار؟
المجيب
د. محمد بن إبراهيم السعيدي
رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية المعلمين بمكة
http://majles.alukah.net/images/smilies/fawassil/star16aj5.gif
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد:
الأصل في اللهو الذي لا يشغل عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة والعبادة والقيام بواجبات المرء الدينية والدنيوية، أقول الأصل فيه الإباحة مالم يرد نص محرم.
كما أن منهج المسلم طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وإن خالف أمرهما هواه أو عجز عن تحصيل الحكمة من الأمر أو النهي.
بعد هاتين المقدمتين أقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن اللعب با لنرد في أحاديث صحيحة وصريحة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ج4/ص1770عن سُلَيْمَانَ بن بُرَيْدَةَ عن أبيه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال من لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ، وكما في موطأ مالك ج2/ص958عن أبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال من لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى الله وَرَسُولَهُ.
بناء على ذلك ذهب جماهير العلماء إلى تحريم اللعب بالنرد وحكاه بعضهم إجماعا فممن نص على تحريمه أبو حنيفة وأصحابه (حاشية ابن عابدين،6: 394 ومالك وأصحابه (الاستذكار،8: 460)
وأحمد، المغني 10: 171، أما الشافعي رحمه الله تعالى فالمنصوص عنه الكراهة واختلف أصحابه في المراد بالكراهة فمنهم من رأى أن المراد بها كراهة التحريم ومنهم من رأى أن المراد كراهة التنزيه والأكثر على الأول، (الحاوي،17: 187.
ومن العلماء من لم ير بها بأسا وحمل النهي في الحديث الصحيح على ما إذا كان اللعب بها قمارا، والمقيد للإطلاق في النص هو الغالب، حيث إن الغالب كون النرد لا تلعب إلا قمارا ومن هؤلاء: الحسن البصري، وسعيد بن المسيب وعبد الله بن المغفل والشعبي وعكرمة (الاستذكار.8: 461)
والذي يظهر لي والله أعلم: أن النص قوي وظاهر في التحريم ودعوى تقييد التحريم بما إذا كان قمارا قوية أيضا لاسيما والقائلون بها من أئمة التابعين وأئمة الورع في الدين يؤيدها الأصل وهو الإباحة، ولكن مراعاة إطلاق النص مطلوبة من المؤمنين فترك هذه اللعبة أولى وأحرى بالمؤمن لاسيما وفي الأمر سعة وفي الألعاب كثرة، كما أن احتمال كون النرد محرم لخواص فيه قوي وقد ذكر بعض الفقهاء: أن النرد رمز لديانة المجوس فالأحمر والأسود رمز الليل والنهار والخير والشر وعدد الخانات رمز لأبراج العام والزهرة رمز للجبر الذي هو عقيدة المجوس. هذا والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 07:58]ـ
القمار قائم على الاحتمال .........
التأمين لماذا حرم .. ؟؟؟ لأنه ديناً احتمالياً (غير محقق الوقوع أو محقق الوقوع مع جهل الوقت).
كلامك فيه نظر أخي الكريم
معناه أن أي شيء فيه اختيار من احتمالات متعددة قمار
ولو طردنا أصلك هذا لاعتبرنا السبر والتقسيم قمار أيضاً
لأنه قائم على افتراض وضع عدةاحتمالات وننفي أكثرها مثلاً حتى يبقى احتمال واحد أو أكثر يكون منها الراجح!
نظرية الاحتمال وضعت أخى الكريم لتعليم افتراض عدة أشكال أو صور لقضية معينةوترجيح أحدها أو معرفةنسبة صحة كل افتراض
وتسخدم في أدق العلوم كالطب والهندسة ونحوها وليس للعب
ومن أين لك أن تحريم النرد لعلة الاحتمال!
فمن يقول بعلل التحريم لم يذكر هذه العلة
؟ أما عن التأمين فهو محرم بسبب الغنم والغرم وليس الاحتمال
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 06:45]ـ
اطبع الورقة التي أنكرتها ثم اذهب بها إلى أي أحد من طلاب العلم حاصل على شهادة ثانوي قسم علوم طبيعية، ليقنعك بأنه لا إشكال فيها إن شاء الله.
ثم مثل هذه الأمور المفترض بك وأنت طالب علم أن توجهها إلى قسم الفتوى وتستشير وتسأل قبل أن تنشرها بهذه الصورة، حيث أن العجلة قد أوقعتك الآن في خمسة أمور:
الأولى: تحريم ما أحل الله تعالى.
الثانية: صد الناس عن العلوم النافعة.
الثالثة: التأليب على المناهج التي وضعها ولاة الأمور بغير حق.
الرابعة: الافتئات على أهل العلم وعدم استشارتهم في أبسط المسائل.
الخامسة: الإصرار والجدال.
ولا أخفيك أني قرأت العنوان أمس ووقع في قلبي أن القمار فعلاً موجود في الكتب المدرسية!! وكثير من الشائعات تنتشر هكذا من قراءة العناوين أو من الظنون الخاطئة، فاتق الله أخي واترك هذا الأسلوب وعليك بالعدل والإنصاف والتحري واستشارة العلماء خاصة في نقد الأنظمة والأمور العامة.(/)
دروس وعبر من هجرة سيّد البشر صلّى الله عليه وسلّم لحامد بن عبدالله العلي
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 02:00]ـ
دروس وعبر
من هجرة سيّد البشر صلّى الله عليه وسلّم
حامد بن عبدالله العلي
الحمدلله ... في الهجرة النبوية دروس عظيمة، يتعذّر إحصاؤها، وذلك أنها كانت معركة الإسلام التي سبقت معركة بدر العظمى، إذ كانت بين جيشين، جيش الكفار من قريش، وجيش محمد عليه الصلاة والسلام، وأمّته.
ذلك أنَّ الصديق الأكبر رضي الله عنه كان هو كلُّ أمّة الإسلام، فهو الذي إذا وُزن بالأمّة رجَح بها كما صح في الحديث، ولهذا إختاره صلّى الله عليه وسلم للهجرة، ليكتمل فيها، وبهما، تمثُّل أوّل معارك الإسلام، ولهذا قام أبوبكر الصديق رضي الله عنه بكلّ ما تقوم به الأمّة في معركة الهجرة، فأدى عنها كلَّ واجباتها، وكان أحقَّ بذلك، وأهل لذلك، رضي الله عنه، وأرضاه، وجزاه عن أمّتنا ما يجزي صدّيق عن أمّته.
ألم تروْا كيف وصف الله تعالى الهجرة بأنها معركة الإسلام، التي نصر الله فيها نبيَّه وصاحبه، فقال الحق سبحانه: (إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
فقد ذكر الله تعالى في هذه الآيات، جميع مفردات المعركة بين الحقّ والباطل: النصر، بعد الإخراج، والمواجهة، وإنزال السكينة، والتأييد بالجنود، ورفع كلمة الله لتكون العليا، وإسفال كلمة أعدائه لتصير السفلى، وهذه كلُّها ألفاظ القرآن في وصف معارك الإسلام
وفي هذه الآيات يبيّن الله تعالى أنّ الدينَ منصورٌ لامحالة، وأنّ الله تعالى يستعمل في نصر دينه من يشاء، حتى لو كان رجلاً واحداً عن أمّة، فالله تعالى على كلِّ شيء قدير، كما جعل إبراهيم عليه السلام أمة وحده، ونصر به الإسلام، ومن عظيم فقه السلف قولهم: (الجماعة هي الحق ولو كنت وحدك).
والهجرة سنّة النبيين، كتبها الله على المرسلين من رب العالمين، وقد كان مهاجرهم إلى بيت المقدس، غير نبيّنا صلى الله عليه وسلم، فجعل الله مهاجره إلى طيبة، ولهذا أسري به ليلة المعراج إلى بيت المقدس، لتكتمل له الفضائل بالهجرة إليه أيضا، وليجمع الله له المساجد الثلاثة في حياته، ويكرم أمَّته من بعده بذلك أيضا، فتصير هذه المساجد المعظَّمة، وهي أعظم بقاع الأرض بركةً، تصير تحت ولاية خير الأمم، ولهذا فستبقى هذه الأمّة متأخّره عن الإمامة العظمى للأمم، حتى تستعيد المسجد الأقصى، الذي سلبه منها، كفرة أهل الكتاب من الصليبين، والصهاينة.
وفي الهجرة عبرٌ كثيرةٌ جداً:
منها أنَّه لا إيمان مع تقديم أيِّ شيء على العقيدة، وقد امتحن الله تعالى إيمان المسلمين الأوائل بالهجرة، فقدموا عقيدتهم على الأوطان، والعشيرة، و المال، وكلِّ محبوبات الدنيا، وأهواء النفوس، فهاجروا إلى الله تعالى، لينصروا دينه، وليُعلوا كلمته، تاركين كلَّ ما سوى ذلك وراء ظهورهم.
فلما فعلوا ذلك، وعلم الله ما في قلوبهم من تقديم مراده على مراداتهم، ودينه على جميع أهوائهم، ملَّكهم الدنيا بأسرها، وألقى إليهم بسواريْ كسرى، وكنوز قيصر، ونواصي جبابرة الأرض، على قاعدة: من ترك شيئا لله عوّضه الله خيراً مما ترك، وكذلك هذه الأمّة إذا تمسكت بعقيدتها، وقدّمتها على كلّ ما سواها، ورفعت شريعة الله تعالى، وأعلت كلمتها، نصرها الله، ورفعها، وأعزّها.
وأما إذا أخلدت إلى الأرض، ورضيت لنفسها أن تتقزَّم بأوهام الشعارات الجاهلية، من وطنيّة، وقوميّة، وحزبيّه، وحدود إستعمارية، فسوف يُسلب منها عزُّها، كما هو حالها هذه الأيام، حتى ترجع إلى دينها فيرفعها الله به.
ومنها أنه لا يحدث تغيير في حياة الأمم، إلاّ بالبذل، والتضحيات العظيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها أنَّ التوكل على تعالى، هو مفتاح النصر، وتأمل ما في قول الله تعالى: (لاتحزن إن الله معنا) من حقيقة التوكل، الذي ألقى في القلب السكينة في أصعب الأحوال.
ومنها أنه لانجاح لأيِّ مشروع إلاّ بالتخطيط السليم، واستكمال الأخذ بالأسباب ـ بحسب القدرة ـ وعدم التفريط بأيّ وسيلة من شأنها أن تنجح المشروع،
وقصة الهجرة مليئة بهذا الدرس المهم، ولهذا لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة تنجح الهجرة إلاّ وأخذ بها، حتى جعل التموين لأسماء رضي الله عنه ـ وفيه أهمية دور المرأة في نهوض الأمة ـ وللاستخبارات: عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه، وللتغطية وتعمية العدوّ: عامر بن فهيرة، ودليل الطريق هو: عبد الله بن أريقط.
ومع أنّ الله تعالى قادرٌ على نصر نبيّه صلّى الله عليه وسلم بما شاء، غير أنّه أمره بأخذ كلِّ التفاصيل الدقيقة لإنجاح مشروع الهجرة بعين الإعتبار، حتّى إنّه جاء الصديق (متقنّعا) وقال له: أخرج من عندك، ليبلّغه الأمر بالمسير.
ثمّ إختفى في غار فمُهُ الضيّق بخمسة أشبار، وطوله ثمانية عشر شبرا، ولايتسع إلاَّ لشخصين، وفي طريق معاكس لطريق هجرته، ومكث فيه ثلاثة أيام، وذلك ليسنّ لأمته أنّ الإختفاء من الأعداء عند الحاجة، من حسن التدبير للرسالة، ولايتنافى مع الشجاعة، وفيه أبلغ رد على الأغبياء الذين يعيبون على المجاهدين التخفي في الكهوف!
وفي إختفائه صلى الله عليه وسلم في غار (ثور) الضيق، إشارة إلى أن الإنطلاقات العظيمة في (الثورة) على الباطل، تمرّ بمضايق ثم تنتصر.
ومن عجائب التقدير في قصة الهجرة أنّ (الإثنين) خرجا من الغار يوم (الإثنين)، ودخلا المدينة يوم (الإثنين)، وإنما ترفع الأعمال يوم الإثنين.
وفي الهجرة درسٌ يبيّن عظم فضل الصحابة، وأنَّ الدعوة أحيانا تستلزم تغيير البيئة لإنجاح المشروع، وانَّ مكر الأعداء مهما عظم، فلن يطفىء نور هذا الدين، وأنّ السعي للتمكين في الأرض، بإقامة الدولة المجاهدة الحاكمة بالشريعة من أعظم فروض الدين، ولو لم يمكن ذلك إلاّ بهجرة وجبت الهجرة على ما فيها من المشاقّ، وأنّ التمكين لايأتي إلاّ بعد الإبتلاء، وأنّ من صدق في نصر الدين، نصره الله وأيده بالآيات، حتى يسخّر له عدوه، وتأمَّل كيف أنَّ سراقة انطلق وراء النبي صلى الله عليه وسلم و الصديق، طامعا في جائزة قريش، فآل آمره إلى أن قال: فأخبرتهم أخبار ما يريد الناس، وعرضت عليهم الزاد والمتاع!
وأنَّ الدعوة إنما تأخذ في مراحل حتى تبلغ منتهاها، فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، ولهذا تفشل مشاريع العجلة التي تنشد إقامة نظام الحكم الإسلامي، وتنتهي إلى فوضى، لأنها لم تسلك طريقة النبوّة الهادية لكل خير، وتأمّل كيف أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يهاجر إلى المدينة ليقيم فيها دولة الإسلام، إلاّ بعدما شاع قبول رسالته فيها، ومهّد لدولته بإكتساب الأنصار، حتى قال جابر رضي الله عنه في حديث العقبة: حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلاّ ودخله الإسلام
وحتى مع قدومه المدينة، كان يتألف الناس، ويراعي ما هم فيه من الأحوال، ريثما ينقلهم بالتدريج إلى مشروعه، ثم بعد ذلك أطلق سيف الجهاد.
وأنّ الصراع بين الحق وبالباطل، يمر بمراحل: أولها بعث الدعوة إلى الحق، ثم الانتشار وكسب الأنصار، ثم المواجهة الحتمية مع الباطل بالحجة، والبيان، ثم معركة القوة، والسنان، ثم التمكين لأهل الحق، ولابد من الابتلاء، و الامتحان في مرحلتي المواجهة قبل التمكين، وقد تطول هذه المراحل فتأخذ عقودا، وقد تقصر، بحسب الأزمنة، والأمكنة.
وأنَّ تسلط الكفار وعلوّهم في بعض مراحل الصراع بين الحق، والباطل، سنة ماضية، لا تضر أهل الحق، ولاتدل على هوانهم على الله تعالى.
وأن الحقّ، إنما يُنصر بأنصاره من الرجال، ولهذا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم مع المهاجرين إلى أنصاره، قال تعالى (هو الذين أيَّدك بنصره وبالمؤمنين)، ولهذا لابد من حسن اختيار الأنصار لدعوة الحق، فإن وجدوا في بيئة أخرى، فليهاجر الداعي إليهم.
و أنَّ الله يجعل لمن يهاجر في سبيله مراغما في الأرض وسعة، فيفتح له أبواب الخير، ما ينصر به دعوته، مما لم يكن في حسبانه قط
،
تنبيه:
،
في أن الهجرة لم تكن في محرم، غير أن التأريخ الهجري ابتدأ به:
قال ابن حجر رحمه الله: (وعن ابن شهاب قال: كان بين ليلة العقبة - يعني الأخيرة - وبين مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث أشهر أو قريب منها ". قلت: هي ذو الحجة والمحرم وصفر , لكن كان مضى من ذي الحجة عشرة أيام , ودخل المدينة بعد أن استهل ربيع الأول)
كما اختلف العلماء في اليوم الذي دخل فيه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم، المدينة المنورة، قال ابن حجر: (في رواية موسى بن عقبة عن ابن شهاب " قدمها لهلال ربيع الأول " أي أول يوم منه , وفي رواية جرير بن حازم عن ابن إسحاق " قدمها لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول " ونحوه عند أبي معشر , لكن قال ليلة الاثنين , ومثله عن ابن البرقي , وثبت كذلك في أواخر صحيح مسلم، وسيأتي في ذكر حديث في البخاري أنه دخلها يوم الاثنين 12 ربيع الأول).
وإذا كان قد دخلها 12 ربيع الأول، فهو يوافق 24 سبتمبر 622م
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا(/)
منهج الامام الدارمي في تقرير العقيدة - استفسار -
ـ[عابرة]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 03:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو افادتي بمنهج الامام الدارمي في تقرير العقيدة
من خلال كتابه: (نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد)
وذلك من خلال استدلاله بالقران الكريم والسنة الصحيحة والاستدلال بالعقل وتقديم النقل عليه
وعدم استخدام الألفاظ المجملة في حق الله تعالى كلفظ الجوهرعدم التعصب إلا للحق ..
بوركتم ..
ـ[عابرة]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 07:29]ـ
هل من مجيب .. ؟؟
...............
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 07:35]ـ
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=218400&postcount=268
ـ[عابرة]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 10:35]ـ
جزيتم الجنان ..(/)
حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسمس لابن عثيمين رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 06:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في فتواه المشهورة حول الاحتفال بعيد النصارى (المجلد الثالث):
تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (أحكام أهل الذمة)، حيث قال: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنيهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو: تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه. انتهى كلامه - رحمه الله -.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حرامًا وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم، لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضىً به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم ان يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك، كما قال الله تعالى: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم} (الزمر: 7) وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (سورة المائدة: 3) وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك، لانها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى، لأنها إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث به محمدًا صلى الله عليه وسلم، إلى جميع الخلق، وقال فيه: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (آل عمران: 85).
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في لك من مشاركتهم فيها وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم". قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء ". انتهى كلامه - رحمه الله -.
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم، سواء فعله مجاملة أو توددًا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. أ.(/)
أنسب الكتب عن الشيعة و المتصوفة (استشارة)
ـ[أبو نايف الهاشمي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 06:47]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أود أن أهدي بعض الكتب المتعلقة بتفنيد معتقدات الشيعة و كذلك مسألة التصوف
و أحتاج بأن تكون كتب سهلة الفهم و خفيفة توجه لعامي و ليس لشخص مبحر أو مطلع، فما هي الكتب التي تنصحوني بها في هذا الأمر لنكسب الأجر جميعا،
فكما تعلموا بكل أسف أن الفكر الشيعي بات ينخر في جسدنا و كذلك الفكر الصوفي. و لكم جزيل الشكر.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 07:09]ـ
أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ( http://majles.alukah.net/book.php?bid=594)
مع الإثنى عشرية في الأصول والفروع ( http://majles.alukah.net/book.php?bid=1423)
ـ[الحبروك]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 07:24]ـ
هناك العديد من الكتيبات سهلة القراءة
و واسعة الانتشار فى العلم العربى
فما دام المعنى عامى ليس بعالم و لامتبحر فأى هذه الكتيبات ينفعه
هذا و الله أعلم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 10:33]ـ
الصوفية هناك كتاب (الطرق الصوفية: نشأتها وعقائدها وآثارها) للدكتور عبدالله السهلي وهو كتاب مختصر وسهل
واما عن الشيعة الاثنى عشرية فحدث ولا حرج ومن اشهر الكتب كتاب
(الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها الشيعة الامامية الاثنى عشرية) للشيخ محب الدين الخطيب
وهناك كتاب اخر سهل ورائع للشيخ الشثري حفظه الله بعنوان: (اعتقاد الشيعة الاثنى عشرية سؤال وجواب)
( http://www.frqan.com/uploads/books/aqaed_shia.doc)
ـ[أبو نايف الهاشمي]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 02:49]ـ
جميل جدا ... أشكركم جميعا حفظكم الله و بارك بكم.
و أرجو ممن لديه إضافة بأن لا يبخل علينا مشكورا.(/)
هل سيعذب الانسان اكثر من المدة التي عاشها في الدنيا ويتعذب في قبره طيلة وجوده به
ـ[مروة عزالدين]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 07:42]ـ
من المعروف من السنة النبوية المطهرة انه يوجد عذاب للقبر فأريد اجابة شافية من حضراتكم ودائما سؤال يراودني هل سيتعذب الانسان اكثر من المدة التي عاشها في الدنيا ويبقى يتعذب في قبره طيلة وجوده بالقبر الى قيام الساعة؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو مروان]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 11:58]ـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير ثم قال بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله قال ثم أخذ عودا رطبا فكسره باثنتين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا
فالأحاديث في عذاب القبر كما ذكرتم كثيرة ومنها هذا الحديث ويفهم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم - لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا- أنه بعدما ييبسا سيعود العذاب كما كان،ولم يأتي ما يبين مدة العذاب في القبر فتبقى الأحاديث على إطلاقها، ولا مانع من ذلك، لأنه لو قلنا أن الإنسان سيعذب في قبره على قدر حياته، لقلنا ذلك حتى بالنسبة ليوم القيامة بالنسبة لأهل النار الخالدين فيها، ثم إن عمر الإنسان بالنسبة لليوم الآخر هو كساعة فلا مقارنة.
ملاحظة بالنسبة للتصويت على المسائل والأحكام الشرعية لا
ينبغي أن يفتح هذا الباب لتبقى للشريعة قدسيتها وهي طريقة مخترعة لا ينبغي تقليد الكفار فيها كما صوتوا على مسألة الحجاب.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 12:39]ـ
روي أن ابن عمر رأى أباه في المنام بعد 12 سنة وسأله عما حدث له .. فرد عليه قائلا: للتو فرغت من الحساب ... !!!!!!(/)
قضية عصرية أخرى (ظهور الداعيات السعوديات على القنوات)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 07:48]ـ
يدندن في هذه الأيام بعض من رق دينه على ضرورة مشاركة المرأة الداعية في الدعوة عبر القنوات الفضائية، ويرون أن مشاركتها صارت ملحة في زمن المتغيرات، ومنهم يقول تظهر منقبة لا تكشف وجهها، وآخرون ممن لهم باع في قنوات (يزعمونها إسلامية) يشترطون لظهورها أن لا تكون محجبة بلا نقاب!
والفريقان يجتمعان في دعوتها للمشاركة وتفعيل دورها كداعية وحاملة رسالة!
وقد مر علي منذ فترة أن داعية حجازية يبدو أنها من جدة أو مكة (نسيت اسمها) صرحت لصحيفة محلية أن لا بأس بخروج النساء الداعيات على الشاشات طالما أنهن يلتزمن بالحجاب!
وأنها لم تجد نصا صريحا في منعهن من ذلك، وأن مناط التحريم عند من حرم ظهورهن العادة والعرف فحسب!!!
هذه القضية من القضايا العصرية التي كانوا يتخافتون بها، والآن بدأوا يرفعون أصواتهم شيئا فشيئا وبعضهم صرح عبر بعض وسائل الإعلام عن ذلك .. يبدوا لي أنهم يريدون جس نبض المحيط الدعوي والشارع العام تجاه هذه الفكرة.
فبودي لو شارك طلاب العلم بآرائهم مدعمة بالأدلة، والرد على أصحاب هذه الدعوات العجيبة الشاذة!
وليبادر طلاب العلم بالتوجيه والنصح، ودحض كل دعوة من شأنها أن تفتح أبوابا للفتنة والفساد وهي في مهدها.
بدلا من انتظار وقوع الفاس في الرأس.
بارك الله في الجميع.
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 12:00]ـ
استطاعوا ان يجروا رجالا ثقات لهم ثقلهم وقدرهم وقوتهم
ففعلوا بهم ما فعلوا .. فانغمسوا بما انغمسوا به
ثم هاهم اليوم يتنازلون عن لحاهم وهيئاتهم التي رزقهم الله اياه
فكيف بالاخوات العفيفات واللتي ليس لهن تجربة سابقة مع هؤلاء الماكرين المخادعين
ـ[أبو مروان]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 01:11]ـ
إذا كن داعيات لابد أن يكن عالمات، لأن الدعوة لا تكون بالجهل، فماذا علمن وفهمن من قول الله عزوجل: وقرن في بيوتكن. قال ابن كثير رحمه الله في بداية تفسير هذه الآية هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساءُ الأمة تبع لهن في ذلك.
ثم أيهما أفضل الخروج للمسجد أم الخروج للجلوس أمام الكاميرات، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في مسجدها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تمنعوا إِماء الله مساجد الله، وليخرجن وهن تفلات " وفي رواية: " وبيوتهن خير لهن "
هل دعت الضرورة بفقد الدعاة والشيوخ ولم يبق إلا الداعيات للخروج للفضائيات يسمع صوتها القاصي والداني وتحرك يداها وتهز بجسمها يمنة ويسرة أمام الكاميرات، وتقول للناس اتقوا الله. أم أنهم سينقلون الصوت بدون صورة:) كل هذامن الضحك والاستهزاء بعقول المسلمات العفيفات.
وهل كلما تغير الزمان أحدثنا له فجورا بدعوى الإصلاح.
أسأل الله أن يجنب بلادكم الفتن وأن يطرها من المنافقين والعلمانيين التافهين.
ـ[تركي القحطاني]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 01:25]ـ
شرّ البلية مايضحك
ولكن هذه علامه من علامات السقوط اللليبرالي المُهين
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 01:48]ـ
الأخ الفاضل جذيل ..
لو نجحوا في جر النساء الداعيات -ولن يجروا ذات علم وتقوى- سيكون في ذلك بلاء عظيم على نساء الأمة عامة.
فلا زالت الداعية -وبخاصة في السعودية- محل القدوة لعامة النساء المسلمات.
وقد رأيت بعض الأخوات الملتزمات -في إحدى المدن- يرتدين حجابا على الكتف وليس بواسع بالدرجة الكافية، وعندما ناصحة إحداهن قالت لي بالحراف الداعية فلانة تلبس ولست بخير منها!
فكيف بظهور القدوة على الفضائيات؟؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 01:58]ـ
إذا كن داعيات لابد أن يكن عالمات، لأن الدعوة لا تكون بالجهل، فماذا علمن وفهمن من قول الله عزوجل: وقرن في بيوتكن. قال ابن كثير رحمه الله في بداية تفسير هذه الآية هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساءُ الأمة تبع لهن في ذلك.
ثم أيهما أفضل الخروج للمسجد أم الخروج للجلوس أمام الكاميرات، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في مسجدها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تمنعوا إِماء الله مساجد الله، وليخرجن وهن تفلات " وفي رواية: " وبيوتهن خير لهن "
هل دعت الضرورة بفقد الدعاة والشيوخ ولم يبق إلا الداعيات للخروج للفضائيات يسمع صوتها القاصي والداني وتحرك يداها وتهز بجسمها يمنة ويسرة أمام الكاميرات، وتقول للناس اتقوا الله. أم أنهم سينقلون الصوت بدون صورة:) كل هذامن الضحك والاستهزاء بعقول المسلمات العفيفات.
وهل كلما تغير الزمان أحدثنا له فجورا بدعوى الإصلاح.
أسأل الله أن يجنب بلادكم الفتن وأن يطرها من المنافقين والعلمانيين التافهين.
جزاك الله خيرا على هذه الإضافة القيمة جدا، وبلاء من يدعو لذلك من المنتسبين للدعوة والعلم أن كثرة شغفهم بالمدنية والانفتاح ومراعاة المتغيرات حجب عنهم التأمل في نصوص الشرع التي تحدد ما يجوز للمرأة فعله وما لا يجوز، كأنهم حكموا الواقع في النصوص من حيث لا يشعرون.
العبارة المعلمة رائعة جدا .. جزيت خيرا وبارك في قلمك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 02:46]ـ
الدندنة هذي مالها آخر .. وربك يعين.
أحدهم يقول منتقدا المشهد الدعوي السلفي " النسوي ":
واقع الداعيات في المملكة اللواتي عرفن بالتمسك الشرعي بالجلباب والأحكام الشرعية والحرص على دور التحفيظ ومجالس الذكر. وأن واقعها الدعوي ناشئ عن افتراض وجود العداوة لاتجاه آخر. وأضاف أن التقاليد والعادات هي جزء من مشهدها الدعوي وأن دورها الدعوي في دور التحفيظ ونحوها يجعلها معتزلة واقع الحياة.
ثم بعدها مباشرة يبين حكم ظهور الداعيات في الفضائيات:
وأنه أمر لا مانع منه وأن الحاكم في ذلك هو واقع المجتمع، فإذا كان واقعها أنها موجودة في شتى ميادين الحياة فإنه لا مانع من خروجها في التلفاز لأن التلفاز جزء من هذه الحياة وما الذي يستثنيه.
وصلوا للداعيات، وحز في نفوسهم، بقاؤهن بعيدا عن الإعلام المرئي، فبدأوا بنقد أساليبهن والتشكيك في الأصول أو الركائز التي قامت عليه دعوتهن، ويقولون أن تورعهن ولزومهن دور التحفيظ وابتعادهن عن مواطن الشبه ناتج عن تأثرهن بالعادات والتقاليد، وتعاموا عن قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).
ويريدون التحاكم الى المجتمع بناء على نظرية العقل الجمعي التي صارت مؤخرا من ثوابتهم.
والداعيات - والحمدلله - في الواقع لسن معتزلات، بل لهن أنشطة شتى في الكليات والمستشفيات ودور التحفيظ والمدارس والأسواق النسائية ... وغيرها.
وهذا كلام جميل للشيخ الخراشي أنقله هنا:
بارك الله فيكم ..
نصحتم .. فأجدتم ..
ورأيي عن أسباب ما ذكرت:
1 - أن (البعض) منهم يلجأ لهذا الإصلاح المتوهم! لأنه (الأقرب للشهرة) و (الأقل) للتكاليف! أما الإصلاح الآخر .. ففيه " قطف الرؤوس "!
2 - و (البعض) بسبب مرضٍ خفي ..
3 - و (البعض) بسبب مجاراة أعداء الملة، والظهور بمظهر المنفتح المتسامح ال ال .. (ودوا لو تُدهن .. ).
4 - و (البعض) بسبب " تلبيس إبليس " الذي أقنعه بمثل هذا الإصلاح، وزيّنه له، وجعله في رأس الأولويات .. (زين لهم الشيطان أعمالهم) ..
5 - وتبقى قلة .. رأت عِوجًا في " بعض " قضايا المرأة عن شرع الله .. فأرادت أن تُقيمه، ولو بالكسر .. فبنت قصرًا .. وهدمت مصرًا. وهم مَن تتحدث عنهم. (وهذا حسن ظن منك، مع أنني لا أعفي بعضهم من أن يكون من الأصناف الأربعة السابقة).
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 04:15]ـ
بسمِ الله، و الصلاةُ و السلامُ على رسول الله ..
- رأيتُ مرةً في " الجزيرة " الداعية: نوال السباعي - وفقها الله -، صاحبة الكتاب الأكثر من رائع (الراقصون على جراحنا)، فَلَم أرَ إشكالاً في ذلكَ، كانت تتحدث بكلَّ ثقة، و لم يظهر أي مظهرٍ من مظاهر (الافتتان)؟
- (وقرن في بيوتكن) تُفسرها (و لا تبرجنَ تبرجَ الجاهلية)، فما هوَ تبرج الجاهلية المذموم؟ و ما غير ذلك الغير مذموم؟
- كيفَ تخرُج عائشة - رضيَ اللهُ عنها - إلى الحرب، و هيَ مَظنّة الأذى، و لا تخرُج داعية إلى عمل دعوي؟
- لا يلزم من خروج المرأة على الإعلام محجبةً، أن يكونَ الأمر (مصنوعاً) أو (خلفهُ أيدي ليبراليّة).
و الله الهادي.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 04:17]ـ
ويريدون التحاكم الى المجتمع بناء على نظرية العقل الجمعي التي صارت مؤخرا من ثوابتهم.
ما علاقة (نظرية العقل الجمعي) بالتحاكم إلى المجتمع؟
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 06:56]ـ
بسمِ الله، و الصلاةُ و السلامُ على رسول الله ..
- رأيتُ مرةً في " الجزيرة " الداعية: نوال السباعي - وفقها الله -، صاحبة الكتاب الأكثر من رائع (الراقصون على جراحنا)، فَلَم أرَ إشكالاً في ذلكَ، كانت تتحدث بكلَّ ثقة، و لم يظهر أي مظهرٍ من مظاهر (الافتتان)؟
- (وقرن في بيوتكن) تُفسرها (و لا تبرجنَ تبرجَ الجاهلية)، فما هوَ تبرج الجاهلية المذموم؟ و ما غير ذلك الغير مذموم؟
- كيفَ تخرُج عائشة - رضيَ اللهُ عنها - إلى الحرب، و هيَ مَظنّة الأذى، و لا تخرُج داعية إلى عمل دعوي؟
- لا يلزم من خروج المرأة على الإعلام محجبةً، أن يكونَ الأمر (مصنوعاً) أو (خلفهُ أيدي ليبراليّة).
و الله الهادي.
اخي العزيز طالب الايمان
خروج نوال السباعي ليس نصا شرعيا , ولا يعني انه اذا لم تفتتن انت لم يفتتن غيرك .. !
كيف فاتتك هذه القصية .. !
ثم النظر الى المراة له علتان
الاولى: الافتتان
الثانية: التحريم العبادي
فإن سقطت منك الاولى فلا اظنها تسقط الثانية
اما موضوع السيدة عائشة رضي الله عنها فخطا تاريخي ارجو ان تصححه لديك , فإنها رضي الله عنها لم تخرج للحرب , وما حصل من تلك الفتنة كان تبعا لا قصدا.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 08:04]ـ
وقفة: رأي الشيخ محمد الجيزاني - وفقه الله - في خروج المرأة في التلفاز.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120765
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 07:04]ـ
بسمِ الله ..
خروج نوال السباعي ليس نصا شرعيا , ولا يعني انه اذا لم تفتتن انت لم يفتتن غيرك .. !
كيف فاتتك هذه القصية .. !
الحُكم الشرعيّ فيه أصل، ثُم يُنظر عارض يعرِض للأصل، فالنظر إلى المرأة، كما هوَ - دونَ سفور - لا إشكالَ فيهِ، ثُم يأتي عارض الافتتان، و هوَ ما لاحظتهُ، أي عدمَ الافتتان - و هل يعني أنني لستُ رجلاً و لن أفتتن " مع أنني أعزب " (ابتسامة) -، لكنْ، ما قصدتهُ: في لبسها و هندامها .. فقط، و كانت تغطي وجهها، و فيه زيادة احترام،و عارض الافتتان مثل أي عارض آخر، ننظر هل يؤثر على القضيّة أم لا .. ؟
اما موضوع السيدة عائشة رضي الله عنها فخطا تاريخي ارجو ان تصححه لديك , فإنها رضي الله عنها لم تخرج للحرب , وما حصل من تلك الفتنة كان تبعا لا قصدا.
الحمدُ للهِ، أعلمُ هذا، لكن مجرد الخروج كان مظنَة الأذى، فالأمة كانت متحزبة حزبين و الشرر يتطاير، و لا حولَ و لا قوةَ إلا بالله ..
و الله الستير.
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 08:25]ـ
فالنظر إلى المرأة، كما هوَ - دونَ سفور - لا إشكالَ فيهِ
ان كنت تقصد النظر الى وجهها فماهو الاصل لديك - اخي الكريم - هل الاصل الجواز او المنع .. ؟
ـ[أبو مروان]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 09:50]ـ
مناقشة الأخ طالب الإيمان، أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك والمسلمين لما يحبه الله تعالى ويرضاه.
أولا: قلت، رأيتُ مرةً في " الجزيرة " الداعية: نوال السباعي - وفقها الله -، صاحبة الكتاب الأكثر من رائع (الراقصون على جراحنا)، فَلَم أرَ إشكالاً في ذلكَ، كانت تتحدث بكلَّ ثقة، و لم يظهر أي مظهرٍ من مظاهر (الافتتان)؟
الجواب يا أخي العلة ليس في خاصة نفسك، إذا لم تفتن أنت - فاحمد الله تعالى- فقد يكون لقوة إيمانك، أو لأنك محصن متزوج أو ... أو ... ولكن هل كل الناس مثلك فلا شك أن هناك بعض الشباب الذي سيفتن - لاشك في ذلك - لهذا الشاب وغيره حرم بروز النساء لغير حاجة.
ثانيا: قلت: (وقرن في بيوتكن) تُفسرها (و لا تبرجنَ تبرجَ الجاهلية)، فما هوَ تبرج الجاهلية المذموم؟ و ما غير ذلك الغير مذموم؟
الجواب لو تأملنا ياأخي في الآية فسنجد أن الآية الثانية ليست مفسرة للأولى ,إنما هي مستقلة بالحكم، فالأصل أن تقر المرأة في البيت، لكن إذا كانت في حاجة ضرورية للخروج فلا تتبرج تبرج الجاهلية الأولى.
ولا يفهم من الآية أن الله يأمر النساء بالحجاب عند الخروج ولها أن تخرج وقت ما تشاء بعلة وبدونها، وإلا ستصبح الملتزمة كما يقال -خراجة ولاجة-
ثالثا قلت:كيفَ تخرُج عائشة - رضيَ اللهُ عنها - إلى الحرب، و هيَ مَظنّة الأذى، و لا تخرُج داعية إلى عمل دعوي؟
الجواب يا أخي وفقك الله أن كثيرا من الناس يستدلون بفعل عائشة رضي الله عنها،وهذا الاستدلال خطأ لأن عائشة رضي الله عنها خرجت اضطرارية في أمر عام فيه مصلحة للمسلمين، ولم يتكرر هذا من عائشة رضي الله عنها حتى نتخذه حجة، ثانيا: عائشة هي بمثابة أم للمؤمنين كافة فكما لا يخفى عليك أنه يحرم على أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج واحدة من زوجاته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، قلا نقيس عائشة رضي الله عنها بغيرها.
ثم إذا أردنا أن نستدل بعائشة رضي الله عنها فينبغي أن نتعرف على سيرتها ونعرف كيف كان حياؤها رضي الله عنها، وكيف كانت تحدث الصحابة في غير هذا الموطن المستشهد به و و و.
رابعا: قلت لا يلزم من خروج المرأة على الإعلام محجبةً، أن يكونَ الأمر (مصنوعاً) أو (خلفهُ أيدي ليبراليّة).
الجواب:حقيقة لا يلزم بمعنى مائة في المائة ولكن لو تأملت أخي في أصل هذه الفتنة، هل تتصور بذهنك أن يكون من ابتدعها أحد العلماء الغيورين على دينهم وبلدانهم، هل يمكن أن تتصور يا أخي أن لو كان الشيخ ابن عثيمين حيا سيدعو لهذا الأمر، أو الشيخ ابن باز، أو الشيخ آل الشيخ، هل تعتقد أن هؤلاء العلماء لم يفكروا في مصلحة الدعوة لا يا أخي، فغالب الظن أن من ابتكر هذه الفتنة سيكون ممن في قلوبهم دخن وزين الفكرة بحق أريد به باطل.
ألا يمكننا أن نكتفي بدروس العلماء ونستضيفهم في برامج وفضائيات لماذا المرأة بالذات. ارحموها. وخذوا بأيدها إلى رضا ربها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أسأل الله تعالى أن يوفقنا، وتقبل ملاحظاتي وكلي آذان صاغية لقبول النصح والمناقشة.:)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 11:03]ـ
القضية لا تنحصر في الافتتان بها وحسب!
بل في خروجها من بيتها وقد امرت بالقرار فيه، وأذن لها بالخروج في حاجتها.
إلى اين تخرج؟؟
إلى استديو التصوير لقناة الفضائية!!
صلاتها في بيتها خير من صلاتها في المسجد وهو بيت الله يرتداه الناس للعبادة فكيف بخروجها قاصدة القنوات؟؟
وقد يكون ظهورها في قنوات فجور وفسوق .. وهو أمر استقبحناه واستعظمناه من أصحاب اللحى الذين أدمنوا الظهور في قنوات الفجور .. فكيف بامرأة؟؟
اليست إذا خرجت استشرفها الشيطان؟؟
ثم هي (شاءت أم أبت) قدوة لغيرها من النساء، وظهورها على الفضائيات سيهون الأمر عند غيرها من العاميات ورقيقات الدين.
وحديثها مع المشاهد والمشاهدة لا بد ان يتخلله شيء من التبسط ورفع الحرج .. فماذا بقي من الحياء؟
ناهيكم عما ذكرت قبل من مخالطة المصورين والمخرج وغيرهم من العاملين والفنيين في الاستديوا.
هذا بالإضافة إلى أن المآلات غير مأمونة العواقب ولتقادم الزمان اثره في تطور الأحداث، فضوابط ظهورها على الشاشة اليوم سيكون من ضروب التشدد غدا!
فمن كان يصدق قبل أعوام قليلة أنه سيخرج من أصحاب اللحى في هذه البلاد من ينادي بمشاركة النساء في الدعوة عبر القنوات؟؟!!
ومن يستدل بفعل عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- نقول له ألسنا متعبدون بالنصوص؟؟
فعل عائشة وخروجها -اجتهادا- بنية الصلح بين المؤمنين لا يقدم على النصوص الثابتة التي تحث المرأة على الستر ولزوم البيت وعدم الخروج إلا لحاجة.
عودوا لنصوص القرآن والسنة تأملوها وانظروا بما أدب الله النساء فيها وبما أوصاهن؟
أيعقل أن ينهاها عن الضرب برجلها خشية أن يفتن بصوت خلخالها الرجال، ثم يأذن لها بالخروج على الملأ في القنوات الفضائية؟؟!!
ما لكم كيف تحكمون؟؟؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 12:13]ـ
يرفع طلبا لمشاركة الإخوة طلاب العلم، وأخواتنا طالبات العلم.
الأمر الآن جس نبض .. ثم سيؤول للتنفيذ .. نسال الله أن يدحر الشر عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين.
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 03:59]ـ
ما هي النصوص الشرعية التي تمنع ممارسة الدعوة من خلال الفضائيات؟ حبذا لو أتيتمونا بنصوص ثابتة وليس آراء وتحاملات على اجتهادات الآخرين بدل وصفهم بالرقة في الدين وما شابه من التعليق بحنق على النيات، أذن لكن في الخروج لحاجاتكن وهذه الحاجات ليست مادية وحسب بل هناك حاجات معنوية وروحية، أتمنى أن نتجرد من المؤامرة ونناقش بروية حتى لا نترك عدوات الإسلام يخاطبن على الفضاء الملايين في الوقت الذي تحبس فيه داعياتنا المخلصات ليدعين العشرة والعشرين في بيوتهن والواقع يصدق ما أقول تصديقا
شكر الله لمن طرحت الموضوع وشكر الله لكل المتدخلين وأثابهم على غيرتهم.
ـ[أبويوسف فارس]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 11:30]ـ
السلام عليكم , خير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم, و السلف الصالح.
كيف كانت تدعوا عائشة رضي الله عنها و كيف كانت دعوة نساء المهاجرين والأنصار ونساء سلفنا الصالح.
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 12:20]ـ
بارك الله فيكم
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 04:04]ـ
بسمِ الله، و الحمدُ لله، و الصلاةُ و السلامُ على رسولِ الله ..
قلتَ أخي العزيز (أبو مروان):
الجواب يا أخي العلة ليس في خاصة نفسك، إذا لم تفتن أنت - فاحمد الله تعالى- فقد يكون لقوة إيمانك، أو لأنك محصن متزوج أو ... أو ... ولكن هل كل الناس مثلك فلا شك أن هناك بعض الشباب الذي سيفتن - لاشك في ذلك - لهذا الشاب وغيره حرم بروز النساء لغير حاجة.
الافتتان كانَ علةً واحدة، و في نقضِها، إبقاءٌ للأصل، و هوَ السماح للمرأة بالخروج،كذلكَ من المصالحِ ما هوَ حاجات و مِنَ المصالحِ ما هوَ ضرورات، و إنْ أردتَ الحق، فالأمرُ دائرٌ بينَ جلبِ المصلحةِ و دفع المفسدة، لا إلى النصوص، ففي النصوص الحلّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب لو تأملنا ياأخي في الآية فسنجد أن الآية الثانية ليست مفسرة للأولى ,إنما هي مستقلة بالحكم، فالأصل أن تقر المرأة في البيت، لكن إذا كانت في حاجة ضرورية للخروج فلا تتبرج تبرج الجاهلية الأولى.
ولا يفهم من الآية أن الله يأمر النساء بالحجاب عند الخروج ولها أن تخرج وقت ما تشاء بعلة وبدونها، وإلا ستصبح الملتزمة كما يقال -خراجة ولاجة-
لا يُفهم من الآية تقييدُ الخروجِ بالحاجةِ ..
=== تفسيرُ الآية هكذا له وجهة نظر، لكنهُ ليسَ أقوى مما سَبقَ، و هوَ بينَ الإحتمالينِ دائر، فيُنظرُ إلى باقي الأدلة، و إلى الأصلِ في المسألة.
الجواب يا أخي وفقك الله أن كثيرا من الناس يستدلون بفعل عائشة رضي الله عنها،وهذا الاستدلال خطأ لأن عائشة رضي الله عنها خرجت اضطرارية في أمر عام فيه مصلحة للمسلمين، ولم يتكرر هذا من عائشة رضي الله عنها حتى نتخذه حجة، ثانيا: عائشة هي بمثابة أم للمؤمنين كافة فكما لا يخفى عليك أنه يحرم على أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج واحدة من زوجاته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، قلا نقيس عائشة رضي الله عنها بغيرها.
ثم إذا أردنا أن نستدل بعائشة رضي الله عنها فينبغي أن نتعرف على سيرتها ونعرف كيف كان حياؤها رضي الله عنها، وكيف كانت تحدث الصحابة في غير هذا الموطن المستشهد به و و و.
عدلتُ هذا سابقاً، و قلتُ: مجردُ الخروج كان مظنّة الأذى، و كانت الأُمةُ متناحرة و مختلفة، و خروجها - كما هوَ فهمك - كانَ اضطراراً لا أصلاً، و هوَ في الحقيقة نستدلُ بهِ على أصلِ الإباحة و الضرورة زيادة تأكيد.
الجواب:حقيقة لا يلزم بمعنى مائة في المائة ولكن لو تأملت أخي في أصل هذه الفتنة، هل تتصور بذهنك أن يكون من ابتدعها أحد العلماء الغيورين على دينهم وبلدانهم، هل يمكن أن تتصور يا أخي أن لو كان الشيخ ابن عثيمين حيا سيدعو لهذا الأمر، أو الشيخ ابن باز، أو الشيخ آل الشيخ، هل تعتقد أن هؤلاء العلماء لم يفكروا في مصلحة الدعوة لا يا أخي، فغالب الظن أن من ابتكر هذه الفتنة سيكون ممن في قلوبهم دخن وزين الفكرة بحق أريد به باطل.
لا مشكلة، رأيُ هؤلاء العلماء على العينِ و الرأسِ، و هناكَ آراء مليئة في التراث تعارضُ رأيهُم، و في العلماء المعاصرين من هذا رأيهُ كذلك، فأخافُ المقارنة (في النوايا و الآراء) بين هؤلاءِ العلماء و بعض الليبرالين، و هيَ مقارنةٌ جائرة، و الليبرالية تخالفُ أصلَ الدين، فنقاشها في جذورها الفكرية أحكم من مناقشتها في آحاد شبهاتٍ مطروحة.
و الله الموفق.
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 07:14]ـ
المرأة خرجت للجهاد ولم يفرض عليها الجهاد وسارت في الصحراء القاحلة لنشر دينها كما سارت ورنت لقطع البحر (أم حرام) دون أن ينكر عليها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ذلك، هل قال لها وقرن في بيوتكن وهو الذي تنزلت عليه بأبي هو و أمي؟ لماذا نحبس الخير وننسى أن التي ذهبت عند ورقة بن نوفل امرأة خرجت لنصرة الحق ولما لم يعلم به أحد رضي الله عنها وأن أول شهيدة امرأة هبت لتتعلم دينها وأن الفتاة الوادعة أسماء كانت تنقل الزاد في نطاقها ومن حج أو اعتمر وحاول قطع المسافة التي قطعتها على الأقدام فسيعلم أي مشقة تكبدت وأن المرأة العجوز التي أتت النبي صلى الله عليه وسلم بخبر مكيدة اغتياله عمرها مائة سنة هرم عظمها ولم تقبع في بيتها حتى ينصر الله دينه والقائمة طويلة، مواقف نسائية عظيمة قدر الله أن يجعلها دوحة للرسالة تحتمي بها في كل محطة، نحن الآن الآلاف من الطالبات المتخرجات والفتيات والنساء قابعات في بيوتهن والمنكر يكتسح المساحات كل يوم فلا حول ولا قوة إلا بالله.
أرجوكم إطلالة بسيطة على ما قطعته اللادينيات من أشواط في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف لعلنا ندرك حجم الكارثة ونهب جميعا لنصرة ديننا كل بما يستطيع برامج تلفزيونية وإذاعية صحف كتابات ... الخ وإذا عدلنا عن ذلك فعلى الأقل أن لا نتهم من خالفنا في نواياهم ونوزع الصكوك والإتهامات لأن ذلك مما يستوجب غضب الله تعالى الذي وحده يعلم ما في القلوب ولكم الشكر الجزيل.
ـ[بنت الأكرمين]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 11:51]ـ
الإخوة والأخوات الذين يقيسون خروج المرأة اليوم في التلفاز بخروج الصحابيات للجهاد والدعوة أقول لهم:
عجبًا!!
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 01:07]ـ
الإخوة والأخوات الذين يقيسون خروج المرأة اليوم في التلفاز بخروج الصحابيات للجهاد والدعوة أقول لهم:
عجبًا!!
صدقت والله ولو كره المخالفون.
كما قال الأوزعي رحمه الل تعالى: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس, وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول.
و خير ما قال الرسول (ص) {لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد} البخاري عن ابن عمر
و في لفظ {إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن}
{وبيوتهن خير لهن} أحمد البيهقي عن عبدالله بن عمر.وهو صحيح
كما في البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي (ص) تقول (لو أن رسول الله (ص) رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل)
قال (ص) {المرأة عورة, فإدا خرجت استشرفها الشيطان, وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي فى قعر بيتها} ارواء الغليل للألباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 10:20]ـ
هذا جواب أحد الراسخين في العلم:
سماحة الشيخ الوالد " عبد الرحمن البراك "، حفظه الله تعالى.
ما حكم ظهور المرأة الداعية على التلفاز بحجابها الشرعي وذلك لغرض الدعوة والفتوى؟
الجواب: الحمد لله وبعد.
الأصل أن المرأة فتنة بصورتها وصوتها، قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) [متفق عليه]، ولذلك حرص المتبعون للشهوات على إدخال المرأة في جميع برامج الإعلام المسموعة والمرئية. وعلى هذا فلا يجوز للمرأة أن تخرج في القنوات ولو كانت متحجبة باسم الدعوة والفتوى، فإنه يستمع إليها ما لا يحصى من الرجال، وهي إنما خرجت في القناة بدعوى تعليم النساء، ثم إنه لا حاجة لقيامها بالدعوة والإفتاء بواسطة القنوات فإن الأصل أن يقوم بذلك الرجال، بل وقيام الرجال به أكمل، ولم يزل الرجال في تاريخ الإسلام يقومون بالتعليم والدعوة والفتوى في المساجد ونحوها، فهم الخطباء والأئمة، ولا يجوز أن تتولى المرأة شيئاً من ذلك إلا في أوساط النساء.
ثم من المعلوم أن مشاركة المرأة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تترتب عليها مخالفات شرعية من خروج بلا حاجة، ومخالطة للرجال، وتصوير لشخصها وإن كانت محجبة، وفي ذلك ما فيه من المفاسد التي جاءت الشريعة بسد الطرق إليها كما قال الله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) [الأحزاب 32 - 33]. وقد تتبرج المرأة في لباسها وإن كانت متحجبة. وبناء على ما تقدم أقول: لا يجوز للمرأة أن تخرج في القنوات الفضائية داعية أو مفتية أو معلمة، بل يجب أن يقتصر نشاطها في الدعوة العامة على بنات جنسها في بيت أو مدرسة أو مسجد في مصلى النساء.
وبهذه المناسبة ننصح إخواننا القائمين على القنوات الإسلامية بأن يتقوا الله، ولا يغتروا بأقوال المتأولين الذين لا يرون بأساً من إدخال عنصر المرأة في القنوات الإسلامية بل يدعون إلى ذلك ويؤيدونه بشبهات، ويكفي أن ذلك يوافق أهواء العصرانيين الذين لا يهوون إلا باطلاً، أو ما يجر إلى الباطل، ولهذا تعجبهم القنوات الإسلامية التي تخرج فيها المرأة، ويعدونها مسايرة للعصر، ولا تعجبهم القنوات التي لا تخرج فيها المرأة بل يعدونها متأخرة، ويصفون القائمين عليها بالتشدد، ولهؤلاء نصيب من قول الله تعالى: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) [النساء: من الآية 27].
نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل، وأن يجنبنا سبيل المغضوب عليهم والضالين، آمين.
---------------------------
من تأمل في فتوى الشيخ، علم من الذين يتبعون المحكم من الأدلة والذين يتبعون المتشابه منها
والبركة مع الأكابر.
ودعوة للتامل:
من هذا الذي يرضى أن ينظر لأمه أو أخته ملايين من البشر من المسلمين ومن الكفار؟!
ولمدة ساعة كاملة؟!، حتى وإن كانت تلبس الحجاب الشرعي؟!
والحجاب الشرعي أصلاً يختلف من رأي لآخر.
فعلى الرأي الذي يقول أن وجه المرأة ليس بعورة، سينظر لوجه هذه الداعية ملايين من البشر لمدة ساعة كاملة؟!
من هذا الذي يرضى لأمه او أخته مثل ذلك؟!
أذكر أنني مررت ببعض الأصدقاء فوجدتهم يشاهدون محاضرة لأحد النساء ولم تكن منتقبة وهذه الداعية كانت جميلة، وصوتها رقيق جدًا، وهم منصتون ومستمعون لها.
قلت في نفسي لو كان هذا الشيخ بن باز ما جلسوا له دقيقة واحدة، ولغيروا القناة على الفور!!
ما السبب؟
كونها امرأة، وهم شباب!!
حتى ولو كانت هذه المرأة عبارة عن سواد في سواد!!
هذه من غرائز الإنسان: الإنجذاب نحو النساء!
فقول القائل: أنه لا يوجد من وراء ظهورهم فتنة للرجال، هذا أقرب للخيال.
وهذا القائل: لا يعرف واقعنا نحن الشباب! والكلام عن الشباب بوجه عام، لا عن شخص قوي الإيمان وآخر ضعيف الإيمان!
والناصح: هو من يبعد المسلمين عن المفاسد المترتبة على هذه الأمور، لا أن يستدل بالمتشابه من الأدلة لكي يبرر رأيه في المسألة.
والعجب كل العجب، من يستدل بفعل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الجهاد!!
ماذا تريد بهذا الإستدلال؟!!
تقيس على فعل أم المؤمنين؟!!
هل لو كانت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها موجودة الآن لكانت جعلت ملايين من البشر من المسلمين والكفار ينظرون إليها لمدة ساعة كاملة وهى بالطبع لا يظهر من نورها شىء؟!!
هل هذا هو استدلالك يا عبد الله؟!!
من يريد ان يقول بجواز أى شىء فليقل بجوازه، كل إنسان على نفسه بصير.
لكن لا تنسب هذا الجواز لسلفنا الصالح،وتبرر أنه لو كان سلفنا الصالح موجود الآن لفعلوا هذا الفعل!!
رضي الله عن أم المؤمنين عائشة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 09:12]ـ
بارك الله فيك أخي صدى الذكريات ....
ـ[ادريس المهدي]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 10:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا لا يوجد هناك مسمى شرعي يتعلق بالمراة كسعودية
الشرع يتحدث عن المراة كمسلمة او ليست من المسلمات
والحكم الشرعي يتعلق بامة لاسلام كامة وليست دول محلية ذات حدود ضيقة
ـ[ابن سعدهم الحنبلى]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 02:19]ـ
رفض أئمتنا أبو اسحاق الحوينى ومحمد حسين يعقوب عمل المرأة فى القنوات الفضائية وفى مصر من تجرأ على ذلك ثلاثة اثنان استجابوا للشيخ أبو اسحاق والأخرى رفضت أن تكلمه (ملحوظة هم أول ثلاثة والقناة معروفة بأنها تظهر الأشاعرة الصوفية القبورية)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[17 - Feb-2010, صباحاً 03:21]ـ
وعندما ناصحة إحداهن قالت لي بالحراف الداعية فلانة تلبس ولست بخير منها!
فكيف بظهور القدوة على الفضائيات؟؟
لقد أصبت الجرح .. !
هذا الذي يحزُّ في القلب ويجرح ..
تأتي إحدانا للنصحِ بكُلّ قلبٍ مُحبّ مُشفق لأختٍ من أخواتنا؛ فإذ بها تحتجُّ عليك وتقول: (الداعية) فلانة وعلانة ظهرت بزيّ الفلاني وهي مَن هي!
(داعية) وموجهة ومربية .. إلخ
فإلى الله المشتكى، هل صار الحقّ يُعرف بالنساء في هذا الزمن؟
هذا واقعٌ ملموس وهو والله ما يؤلم ..
وليت الأمر قصُر على الحجاب؛ فسفور الوجه (وما أدراك ما الوجه وما فيه!) ..
وهذه (الداعية) استحالت بفعلها ذاك مِن: داعية إلى خيرٍ لتأخذ أجرها وأجر من عمل ..
إلى: داعية إلى الشرِّ لتأخذ وزرها ووزر من قلّد واتبع .. !
وكثير من الأخوات قد اغتررن بهذا ..
وكلامي عام، ليس مخصوص بالمرأة السعودية ..
ـ[ادريس المهدي]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 07:32]ـ
اذا لماذ تم تخصيص المرأة السعودية بالاسم اذا كان الحديث عن حكم شرعي يخص جميع المسلمات
لماذا لا تذكر المرأة الجزائرية او اليمنية او السودانية مثلا
ام انها مسائل تتعلق بالانعزالية الوطنية والقومية
يظهر انه لامكان للحديث عن احكام تخص وطن معين عندما نتحدث عن الاسلام الشامل لكل مكان وزمان
ـ[جمانة انس]ــــــــ[17 - Feb-2010, مساء 08:05]ـ
جزى الله الجميع خيرالجزاء
واخذ بايديهم الى ما يحب و ير ضى(/)
قول القائل إن الله مذ خلق الدنيا لم ينظر إليها .. !!!!!! 1
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 08:09]ـ
هل يصح مثل هذا القول .. ويضاف إليه: بينما يفتح الجنة كل يوم خمس مرات ويقول لها: تزيني لأوليائي وأحبائي ... أنت دار كرامتي ... الخ
ـ[أبو مروان]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 01:25]ـ
أخي العزيز إن الواجب على المسلم فيما يتعلق بالغيبيات أن يقف عند ما ورد في النصوص الشرعية فذلك أسلم له، فمثل هذا الكلام نسأل صاحبه أو قائله، ما هو دليلك هل ورد ذلك في القرآن أو السنة، إذا لم يرد فينبغي أن نتأدب مع ربنا عزوجل وأن نقدره حق قدره ولا ننسب له ما لم ينسبه لنفسه، ولانخبر بما لم يخبر به عن نفسه.
وهذا هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم، وأتباعهم وأهل الفرقة الناجية.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.(/)
ماذا قال «سارتر» عن ببغاواتِ أوطاننا؟
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 12:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال جان بول سارتر: «كنَّا نصيح من امستردام، وبرلين، وباريس: (الإخاء البشري)، فيرتد رجعُ أصواتِنا من أفريقيا، والشرق الأوسط، كنا نقول: (ليحل المذهب الإنساني محل الأديان المختلفة ... ) وكانوا يرددون أصواتنا من أفواههم، وحين نصمتُ يصمتون؛ إلا أننا كنا واثقين من أنَّ هؤلاء المغتربين لا يملكون كلمة واحدة يقولونها غيرَ ما وضعناه في أفواههم» اهـ.
[أخذتُه من: (المثقف العربي بين العصرانية والإسلامية) ص: 5 - 6، للزنيدي].
ولا تعليق!(/)
ايها الليبراليين السعوديين لكم دينكم ولي دين ..
ـ[تركي القحطاني]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 01:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
كثرت في الآونه الأخيره حرب عوجاء على الدين والشريعه والاحكام الدينيه ممن هم السنتهم نفس الستنا ومن جلدتهم نفس جلدتنا بحيث انهم يدّعون الاسلام ويحرفون دين الله لكي يمكّنوا شهواتهم من زنا وخمر وفواحش وسمّوا انفسهم بالليبراليين ومضوا في غوغاء للوصول الى مرادهم الا وهي السلطه الرابعه (الاعلام والصحافه) ووصلوا لمرادهم بدعم من قوى اجنبيه ومن دولة اسرائيل آلهتهم الفكريه ...
وقفه (الشخصيه المكّاره الثعلبيه شخصيه قديمه تطورت الى ان اصبحت الشخصيه الزئبقيه الا وهي بإختصار شخصية الليبرالي) مثال على هذا الليبرالي حينما يسكر يقول هذا نبيذ وحينما يزني يقول هذا عمل (احد الكتاب يمتدح غانيه من غواني العرب (ساقطه) ويقول انها وصلت للقمّه ونجحت والسبب في نجاحها العمل الدؤوب والمثابره (الرقص والاغراء عمل دؤوب ومثابره) فهذه عقلية الليبرالي طبعا هم اعدّوا الخطه من قبل امهم التي امرتهم وهي صاحبة المقوله المشهوره (امرأة واحده خير من الف دبابه) .. سيطرت هذه الشبكه على الصحافه والاعلام وبدأت تشن هجوما منظم وكذلك تدس السم في الدسم وفي العسل ويجتهدون في ذلك وهذا بعد وصولهم لمرادهم الا وهو السيطره على الاعلام والصحافه ..
بدأوا يحاجّون بالقران والسنه وبضعيف السند وبالمنسوخ بحيث ان الليبرالي المهبول يقول لك الاختلاط واجب والدليل قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين .. ) وبينما يستدل على جواز ترك الصلاه قوله تعالى (كهيعص * ذكر رحمة ربك عبده زكريا) والدليل القوي والحجه التي يستدلون به على جواز كشف الوجه للمرأة ولبس الجنز قول الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل يوم عرفه (خير ماقلت انا والنبيون من قبلي في يوم عرفه لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ..
ومع هذا نجد من يستسيغ كلامهم وينجرف ورائهم لاادري هل هو جهل ام هباله او غباء ام ضلال الله أعلم ..
احدى كاتبات السربته الليبراليه لم يعجبها توصيف الرسول صلى الله عليه وسلم في النساء فدائما تقحم هذه الجمله (ناقصات عقل ودين) في مقالاتها بكل اشمئزاز وكره لمن قالها طبعا بحسب رغبة آلهتها الماسونيه التي تكره دين محمد صلى الله عليه وسلم فلها دين ولنا دين ..
الخطوه الثالثه لهم (الخطوه الاولى السيطره على الاعلام والصحافه الخطوه الثانيه الخوض في الشبهات والمنسوخ والاحاديث الضعيفة السند) هي محاربة المشائخ والتصيد في الماء العكر والتغرير والتشويش .. وسألخص لكم في سرد توضيحي //
اولا دائما يرددون مقولة الحوار ووجهة نظر وحسب فهم أي انسان عاقل ان الحوار بين رجلين ينتهي برجل محق ورجل مخطيء ووجهة النظر تكمن في اتفاق بين الطرفين ولكن اختلاف في الذوق ولاتدخل وجهة النظر في الاصل بل في اختيار السبل (مثل ان يقدم لك باقة ورد فيها زهور ملونه وتختار لون معين من الزهور هنا وجهة نظر لك اختيارك للون هذا وحبك له واعجاب فيه وجهة نظر ولكن جلوسك في الطريق العام ليس وجهة نظر بل مخالفه ويجب ان تعاقب وتردع) فهم يقصدون بالحوار ووجهة النظر أي بالعربي الفصيح او بالعاميه منع العقوبه فالقاتل يحق له ان يتكلم ويعبر عن وجهة نظره بالقتل يعني قتلت فلانا وجهة نظري انه انسان لايصلح ان يعيش اذن هذه وجهة نظر يوجب ان تحترموها ولكم الحريه في قبولها او رفضها وبدأوا بتطبيق هذه الخطوه بثقه عمياء في انفسهم فما باتوا الا ان فضحهم الله واعلنوا كفرهم بإستهزائهم بالله ورسوله وسبهم للرسول صلى الله عليه وسلم في منتدياتهم طبعا المره الاولى سبوا الله وحذف الموضوع ولم يعاقبوا والمره الثانيه ناقشوا موضوع الصلاة وقاموا بالسب والتشكيك في الصلاه ومن هنا كفروا وبإمكانكم مشاهدة هذا الموضوع على هذا الرابط
www.al-jzalah.com/vb/showthread.php?t=4216 (http://majles.alukah.net/www.al-jzalah.com/vb/showthread.php?t=4216)
وفي المره الثالثه قدحوا سبا علنيا لله وفي رسوله صلى الله عليه وثبت كفرهم اثباتا ومع ذلك نجد من يقول ان هذه وجهات نظر ويجب علينا الحوار معهم أي مازالوا مخدوعين في الخطوه الثالثه خطوه الحوار وحرية الرأي ولا يعلموا بان الله فضحهم وبين لنا بان الناس قد تفقهت في دينها وعلمت بأن من يشك في كفر من استهزأ بالله ورسوله فقد كفر ..
ومن قال بأن النصارى على حق فقد كفر ومن قال ان اليهود على حق فقد كفر يقول تعالى (قل ابالله وآياته ورسله وكتبه كنتم تستهزؤن لاتعتذروا اليوم فقد كفرتم بعد إيمانكم)
وأيضا ثبت منهم مؤازرتهم للشيعه في يوم اللطم فلا نستبعد بأن مراسلين الحوثيين هم افراد الشبكه الليبراليه لأن من كفر بالله ورسوله ليس له ذمّه ولا ضمير ولا يؤتمن على قرطاس ممزق
ولست بحاجه الى الاستدلال بآيآت من القرآن الى ليبرالي فمقالي هذا ليس موجه الى الليبراليين بل موجه للناس .. والى طلبة العلم والعلماء وارجو منهم بان لايخافوا في الله لوم لائم اذا رضينا وسكتنا وحاورنا المرتدين فما بال ابو بكر لم يحاور المرتدين ولو كانوا على عهد ابو بكر وعمر ماذا سُفعل بهم.؟؟؟
ولكن الى كل ليبرالي //
لاتناقشوني وليس بيننا وبينكم حوار فما بيننا وبينكم سوى هذه السوره بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لاَ أَعْبُدُ مَاتَعْبُدُونَ (2) وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّاعَبَدتُّمْ (4) وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)
فلكم دينكم ولنا دين انتهى النقاش رفعت الاقلام وجفت الصحف ...
الاثبات القطعي لسبّهم للذات الالهيه هو عباره عن مقطع في موقع اليوتوب ولكن لااستطيع ارفاقه في الموضوع
بقلم / تركي الأشاعرة القحطاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 09:07]ـ
جزاك الله خيرا فقد شفيت الغليل.
ـ[تركي القحطاني]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 05:02]ـ
جزاك الله خيرا فقد شفيت الغليل.
وإيّاك اخي أبو المظفر بارك الله فيك
ـ[الخنساء]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 04:45]ـ
شكر الله مجهودك وغيرتك ...
ـ[صالح احمد]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 12:33]ـ
اذا كان الكلام من منطق ديني
لماذ لا يكون موجه الى جميع الليبراليين سواء كان مغربي و لا سوري و مصري و لا تونسي
لماذ ذكر هذه الجنسية بالتحديد
ـ[مهداوي]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 05:21]ـ
هلا سألنا أنفسنا لم أصبحت الأبواب مشرعة في السنين الأخيرة أمام الليبراليين والعلمانيين لبث سمومهم بين الناس؟
الإنكار ينبغي أن يتوجه لمن يستحقه، وما هؤلاء إلا أدوات وأسلحة تشرع في وجوه المتدينين عند الحاجة(/)
جلسة علمية مع الشيخ بوخبزة حفظه الله تعالى
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فهذه جلسة علمية مع الشيخ بوخبزة حفظه الله تعالى
تكلم فيها عن مسائل تاريخية وعلمية مهمة
وهذا سرد لعناوينها
1 - كتاب الراهب منويل كستانيوس ونقل الفقيه داود منه في تاريخ تطوان.
2 - ليون الإفريقي وكتابه وصف إفريقيا
3 - نقل الناصري عن المصادر الغربية
4 - كلمة مختصرة عن تاريخ احتلال الإسبان والبرتغال لشمال إفريقية وسبب ذلك.
5 - الفقيه العربي الفاسي
6 - حكاية الحجر التذكاري للنقسيس مع حكايات أخرى تشبهها
7 - اليهود في تطوان وعاشوراء وطقوس عاشوراء عند أهل تطوان.
8 - حكم اقتناء اللعب للأطفال في عاشوراء
9 - من تقاليد أهل تطوان في بلوغ الفتاة وصيامها
10 - الشاون وتطوان .. وغرناطة.
11 - احتفال برأس السنة الميلادية في تطوان أيام الاحتلال الإسباني.
12ـ النبوة في المغاربة
13 - صحابة رجراجة, وأصل الخرافة!
14 - حكم لبس النساء لحمالات الصدر
15 - من ألبسة الحشمة عند نساء تطوان
http://www.bou-khobza.com/images/ta7mil1.gif (http://www.4shared.com/file/176816087/86e63da/boukhobza_15-12-2009.html)
http://www.bou-khobza.com/ (http://www.bou-khobza.com/)
__________________
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 10:04]ـ
بارك الله فيكم(/)
الفرق بين العلم و الفكر
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 07:24]ـ
الفرق بين العلم و الفكر
الشيخ صالح آل الشيخ.
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد:
أولاً:
العلم أدلته منضبطة أدلته معلومة هي ثلاثة عشر دليلا وبالتفصيل عشرون دليلا كما ذكر ذلك القرافي في كتبه الأصولية، أما الفكر فأدلته غير منضبطة الفكر سيَّاح ترى مرة من أدلة المفكر حدث تاريخي ويستدل به على الحكم على نازلة وواقعة من الواقعات التي تحصل في هذا الزمن متى كان التاريخ دليلا؟.
يأتي مفكر فيقول أهل بلد من البلاد كما ذكر المؤرخون أهل بلد من البلاد انصرفوا لما قلّ الخبز وكثر الجوع أو نحو ذلك بأن قاموا بمظاهرات عارمة فهذا أصل من أصول جواز المظاهرات في الإسلام حتى كان الاستدلال بمثل هذه الأشياء دليلا هذا فكر رأي وهذا الفكر غير صائب وهذا الرأي غير صائب لأنه استدلال بتاريخ والفكر غير منضبط، الفكر سيّاح. ممكن أنْ أقول أي كلمة وأستدل عليها بأي شيء ولكن الكلام ليس في أنْ تقول تعليلا وتفسيرا لرأيك. لكن الكلام أنْ يكون هذا التفسير وهذا التعليل مقبولاً صحيحًا، يأتي آخر فيستدل بأنّ أهل الحديث تنكبوا عن الصناعات وتنكبوا عن الدخول في الإنتاج العلمي وقال إنه في تاريخ المسلمين ما أنتج التقدم ولا الحضارة ولا الاكتشافات ولا أثرى المكتبة إلاّ أصحاب العقل أي العقلانيون، فهم الذين شجعوا الصناعة وشجعوا الأفكار الحضارية وتقدموا وانتجوا الطب والرياضيات .. إلخ فلا يعرف في المحدثين من كان كذلك فهذا دليل على أنّ مدرسة أهل الحديث مدرسة قاصرة عن أنْ تقود الأمة والمدرسة السلفية قاصرة عن أنْ تقود الأمة، نعم هم في الأحكام في آراء لكن فيما نفع به الناس الأمة فإنما هم المعتزلة
فالمعتزلة هم الحقيقون بقيادة الأمة في الزمن الماضي وفي الزمن الحاضر فالأفكار العقلانية هي التي تتقدم بالأمة وأما المحدثون أو الفقهاء فإنما هم مجرد وعاظ هذا حدث تاريخي أو تحليل تاريخي يستدل به ذاك على إبطال أصل من الأصول ودليل من الأدلة الذي فيه أنّ الفرقة الناجية إنما هم أهل السنة والجماعة وهم أهل العلم، وجود أولئك يحكم عليه أهل العلم هل هو جائز أم غير جائز، الصناعات لا يحرمها أهل العلم، والمعطيات الحضارية لا يحرمها أهل العلم ومن حرمها فلقصور نظره أو لبعده عن فهم مقاصد الشرع فأولئك يحكمون هم أطباء للقلوب، سائرون بالناس إلى الدار الآخرة فمن وجد ليقوِّم الحياة الدنيا ويعطي معطيات حضارية وصناعية واكتشافات طب وهندسة، وضوابط كيمائية وفيزيائية وفلكية في الأمة إلى آخره هذا إنما يحكم على فعله هل فعله صحيح أم غير صحيح ولا يعني أنّ ما ذكر من أنهم هم القادة بل القيادة معروفة إنما هي في الدين لأهل العلم لهذا ذلك الاستدلال الفكري هذا سيّاح غير منضبط، استدل بشيء من التاريخ في إبطال أصل من الأصول الشرعية وهناك من يقتنع بذلك ويردده في هذه المسألة.
الثاني من الفروق:
أنّ العلم له أصول يوزن بها والفكر ليس له أصل يوزن بها إذا تكلم أحد في مسألة علمية فتستطيع أنْ تزن هل كلامه مقبول أم غير مقبول؟ هل كلامه قوي أم غير قوي؟ أما الفكر فما ضوابطه؟ ما أصوله؟ أريد أنْ أزن كلاما فكريا يعني من عامة الناس فيزن بأي شيء؟ لا يستطيع أن يصل إلى موازين معروفة، فالعلم له موازين هو أما الفكر فإنه غير منضبط وليس له موازين وأصول يُقيِّم بها إلاّ الرجوع إلى العلم فإنه هو الحكم عليه.
الثالث:
العلم الأصل فيه المدح والأصل في أهله المدح وأما الفكر فهو الرأي والرأي الأصل فيه الذم وهذا فرقٌ عظيمٌ بين الأمرين.
الرابع:
العلم حاكم على الفكر حاكم على الأفكار والرأي والفكر محكوم عليه وهذا فرق مهم بين هذا وذاك.
الخامس:
وهذا تلخيص لما سبق العلم جامع ويجمع الأمة وينبذ الفرقة، ويقلل الاختلاف ويقلل المدارس المختلفة، أما الفكر والرأي فإنه يفرق ويزيد من المدارس ويزيد من الاختلاف وهذا الاختلاف وكثرة المدارس تنتج تحزبات تنتج آراءًا يتبعها مواقف شتى.
(يُتْبَعُ)
(/)
آخر كلمة في هذا البيان أنّ ما ذكر نريد منه الوصول إلى نتيجة مهمة ألا وهي أنّ العلماء في دين الأمة وفي مواقفها هم القادة هم الذين يُبَيِّنون للناس ما يحل ويحرم؟ ما ينبغي اتخاذه وما لا ينبغي اتخاذه، ما يجوز وما لا يجوز كيف تتخذ المواقف كيف يحكم على الأوضاع، على الأفكار إلخ العلماء هم المؤهلون لذلك هم المرجع في أمور الدعوة هم المرجع عند الاختلاف، هم القادة، وهم الدعاة يعني في أمر الدين، فإذا كان المفكرون هم قادة الدعوات، وإذا كان المفكرون هم رؤساء الجماعات فإنه لا شك سينتج….
الجماعات والمدارس في بعض البلاد كيف آل بهم الأمر أن يعادي بعضهم بعضًا وأن يقتل بعضهم بعضا –نسأل الله جلّ وعلا السلامة والعافية- إذًا المفكرون لا يصلحوا أنْ يكونوا قادة في أمر الدين لا يصلحون أنْ يكونوا حكامًا على الأوضاع حكامًا على الآراء حكاما على أهل العلم، المفكرون لا يجوز أنْ يتحكموا في مصير دعوة الله ودعوة الله مرجعها الكتاب والسنة والذين يفقهون الكتاب والسنة هم الذين يتأهلون لئن يقودوا الدعوة، فالمفكر ينبغي أنْ يقف عند ما حدّ له فإذا جاوز ذلك فإنّ مجاوزته عليه لا له، المفكر لا يصلح له أنْ يقيِّم المصالح والمفاسد لا يصلح أنْ يعرض بفكره المصالح والمفاسد، فيقول هذه هي المصلحة وهذه هي المفسدة، يقيم وضعًا اجتماعيًا يقيِّم دولة يقيم موقفا من المواقف، ويقول المصلحة في كذا والمفسدة في كذا ما دليلك على ذلك؟ والله هكذا نرى هكذا أدى إليه الرّأي والفكر، لا يجوز للمفكر أنْ يكون كذلك وإنما من يقيِّم المصلحة والمفسدة هم أهل الشرع لأنّ الشريعة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، إذًا متى يصح من المفكر أنْ يفكر وأنْ يكتب؟ إذا كان محكوما بالعلم.
وفي النهاية نصيحة موجهة إلى شباب الأمة وإلى المفكرين وإلى أهل العلم أنْ يقوموا بواجب العلم وأنْ يقيموا الأمة على العلم وأنْ يوسعوا قاعدة العلم لأنّ الأمة أشد ما تكون حاجة إلى العلم والعلم هو القاعدة وقد قرّر ذلك جمع من العقلاء والمفكرين بعد أهل العلم فالجميع متفق على أنّ القاعدة التي تنطلق منها الأمة هي العلم ولكن من الذي يأخذ بذلك؟ الناس بحاجة إلى العلم بحاجدة إلى العلم بحاجة إلى من يرجعهم إليه من يبينه لهم إلخ ذلك، الفكر والكتابات الفكرية لابدّ أنْ تقيمها لا تعتمد على أفكار الكتّاب، لا تكن قراءتك في الكتب الفكرية هي الغالبة عليك في يومك وليلتك، إنما ليكن الغالب العلم، لأنّ العلم هو الذي ينور الصدور، أما الفكر فإنما هو رأي، وإذا جعلت العلم هو الأصل كان الفكر في مكانه الصحيح وكنت سائرا بتثقيف وبفكر يمكن أنْ تخوض به فيما يخاض به في المجتمع من الأفكار والأقوال لكن إنْ كان علمك قليلاً فإنك تكون ريشة في مهب رياح الأفكار وهذا لا شك يقود إلى خللٍ في الفكر وخلل في التفكير.
كتابات المفكرين الذين يكتبون الكتابات المختلفة من الموجودين المعاصرين أو ممن توفاهم الله جلّ وعلا يجب أنْ تضعهم في مكانهم الصحيح وأن لا تكون تلك الكتابات حَكما ولا مدرسة ولا قيادة وإنما هي شواهد وإنما هي أفكار يقبل منها ويرد
ـ[تركي القحطاني]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 05:00]ـ
بارك الله فيك
انا لي نظره فيهم وهذا مالاحظته في المفكرين
طبعا القاعده عند اهل العلم 1+1=2
وعند اهل الفكر 1+1=3 أو 0
اهل العلم يحكمون العقل ولابد من اليقين
اهل الفكر لا يوجحد لديهم ضابط سواء في كلامهم او قراراتهم او حياتهم بوجه عام لان الفكر اصله مجرد روايات كتبها احد مهابيل اليونان ولو ننظر الى المفكرين الذين يقرؤون رواياتهم نجد ان حياتهم بؤس ومهانه وانحطاط خلقي مشين
فالفكر هو نتاج لروايات خياليه بلا مبدأ فهي على حسب التوافق في الهباله (اي لاينجح المفكر الا بعدد المتفقين معه في هبالته)
وهناك فرق بين التفكّر وبين الفكر الا وهو السباحه في الخيال والهرج الزائد والاسهاب والتحليل بإختصار (الفلسفه)
ولو ننظر الى من هم مؤسسين الفلسفه نجد انهم مهابيل يعبدون اله الشمس ومهابيل اليونان الذين لايعلمون لماذا خلقوا وهم في ضلال
نحمد الله على نعمة الاسلام والحمدلله رب العالمين
بوركت واشكرك وجزاك الله الف خير
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 11:12]ـ
تذكرت الان موقف حدث مع الشيخ الدويش وهو يتكلم عن اهمية دراسة السيرة فى التربية فأتاه سؤال مفاده أن القرءان خير الكلام فهو الاهم والاهم فرد الشيخ بمثال العربية والبنزين فقال انا لاأقلل من ثمن العربية ذات الالاف من الجنيهات لكنى أقول أن بدون البزنين ذا العشرة جنيهات لن تمشى السيارة وكذلك لافائدة لها انتهى كلامه
ولاتنسوا أن الفكر كان احدى الوسائل التى أمر الله بها فى العهد المكى لتقرير العقيدة قاله الشيخ احمد القاضى ويُنظر الادلة فى بحثه مدخل الى دراسة العقيدة
وسأكتب موضوعا ان شاء الله أفند وأجلى فيه الشبهات والفكرة السيئة التى عند البعض من الفكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تركي القحطاني]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 12:26]ـ
^^
بارك الله فيك
اله سبحانه وتعالى امرنا بالتفكر والتدبر الذان يزيدان الايميان اما الفكر الذي يعطي الحريه في التفكير كيفما نشاء ونجعل من الخطأ صواب بالتحليل والتفسير كما هو معلوم لدى اي مفكر والذي يجر الى الالحاد كما اصبح من ضحاياه مانعلمهم ومالا نعلمهم
وانا انتضر موضوعك احر من الجمر(/)
استفسار: ماهو دليل شيخ الإسلام على تعريفه للعبادة ..
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 10:19]ـ
ماهو دليل شيخ الإسلام على تعريفه للعبادة كالتالي:
هواسم جامع لما يحبه الله و يرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة؟
و كيف نقيم الحجة على أهل الشرك أن الاستغاثة بغير الله مثلا من العبادة التي صرفها لغير الله شرك؟
فقد قرأت لمن أنكر أن مجرد الدعاء والاستغاثة شرك،و استشهد بأنك تطلب من صاحبك ولا تكزن مشركا، ثم ادعى ان الشرك في الدعاء يكون فقط إذا اعتقدت أن من تدعوه ينفع ويضر.
أريد ضابطا واضحا للعبادة التي صرفها لغير الله شرك مع الدليل عليها لإقامة الحجة على مثل هؤلاء.
وجزاكم الله خيرا.(/)
استفسار: ماهو دليل شيخ الإسلام على تعريفه للعبادة ..
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 10:20]ـ
ماهو دليل شيخ الإسلام رحمه الله على تعريفه للعبادة كالتالي:
هواسم جامع لما يحبه الله و يرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة؟
و كيف نقيم الحجة على أهل الشرك أن الاستغاثة بغير الله مثلا من العبادة التي صرفها لغير الله شرك؟
فقد قرأت لمن أنكر أن مجرد الدعاء والاستغاثة شرك،و استشهد بأنك تطلب من صاحبك ولا تكزن مشركا، ثم ادعى ان الشرك في الدعاء يكون فقط إذا اعتقدت أن من تدعوه ينفع ويضر.
أريد ضابطا واضحا للعبادة التي صرفها لغير الله شرك مع الدليل عليها لإقامة الحجة على مثل هؤلاء.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 01:58]ـ
دليل الامام ابن تيمية رحمه الله في تعريف العبادة اسنقراء النصوص الشرعية وانها ليست الصلاة فقط
بل هي امتثال جميع ما امرنا الله ورسوله به والانتها ء عن جميع مانهى الله ورسوله عنه من اعمال ظاهرة بالجوارح واعمال باطنة بالقلب
واما السؤال عن الاستغاثة ومتى تكون شركا فقد قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ( http://www.taimiah.org/biographies/saleh.asp) حفظه الله:
قوله: باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره. من الشرك -
كما ذكرنا فيما سبق- يعني: الشرك الأكبر أن يستغيث يعني الاستغاثة؛ لأن "أنْ" مع الفعل تؤول بمصدر، باب من الشرك الاستغاثة بغير الله أو استغاثة بغير الله ودعاء أو دعوة غيره أو دعاء غيره.
وهذا ظاهر في أن الاستغاثة كما ذكرنا طلب، والطلب نوع من أنواع الدعاء؛
ولهذا قال العلماء: إن في قوله: أو يدعو غيره بعد أن يستغيث بغير الله فيه عطفا للعام على الخاص؛ ومن المعلوم أن الخاص قد يعطف على العام، وأن العام قد يعطف على الخاص.
وقوله: أن يستغيث بغير الله، هذا أحد أفراد الدعاء، كما ذكرنا بأن الاستغاثة طلب والطلب دعاء. أو يدعو غيره، هذا عام الذي يشمل الاستغاثة ويشمل الاستعاذة ويشمل أصناف، يشمل أصنافا كثيرة من أنواع الدعاء.
أن يستغيث، الاستغاثة هي طلب الغوث والغوث يحصل لمن وقع في شدة وكرب يخشى معه المضرة الشديدة، أو الهلاك فيقال: أغاثه إذا فزع إليه وأعانه على ما به وخلَّصه منه، كما قال جل وعلا في قصة موسى http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book12&f=twhd-0012.htm&pid=1#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book12&f=twhd-0012.htm&pid=1#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif يعني: من كان من شيعة موسى طلب الغوث من موسى على من كان عدوا لهما جميعا؛ فأغاثه موسى عليه السلام.
فإذن الاستغاثة طلب الغوث، وطلب الغوث لا يصلح إلا لله؛ إلا من الله فيما لا يقدر عليه إلا الله -جل جلاله- لأن الاستغاثة يمكن أن تطلب من المخلوق؛ لأنه يقدر عليها.
بعض العلماء يقول: نضبط ذلك بقولنا: الاستغاثة شرك أكبر إذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه ذلك المخلوق، وقال آخرون: الاستغاثة شرك أكبر إذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، وهاتان مختلفتان والأصح منهما الأخيرة؛ لأن المرء إذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، والمخلوق يعلم أن هذا لا يقدر عليه إلا الله، فإنه شرك أكبر بالله -جل وعلا- أو في حقيقة الأمر أنه لا يقدر عليه إلا الله.
أما قول من قال من أهل العلم: إن الاستغاثة شرك أكبر إذا استغاث بالمخلوق في ما لا يقدر عليه، فإن هذا يرد عليه أن ثمة أشياء قد يكون في الظاهر يقدر عليها المخلوق، ولكن في الحقيقة لا يقدر عليها؛ فإذن يكون هذا الظاهر غير منضبط، لأن -مثلا- مَن وقع في شدة، وهو في غرق مثلا.
وتوجه لرجل يراه بأنه يغثيه فقال: أستغيث بك، أستغيث بك، أستغيث بك، وذاك لا يُحْسِن السباحة، ولا يُحْسِن الإنجاء من الغرق، فهذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق، فهل يكون شركا أكبر؟ لا، لِمَ؟ لأن الإغاثة عادة من الغرق ونحوه يصلح أن يكون المخلوق قادرا عليها، فيكون الضابط الثاني هو الصحيح، وهو أن يقال: الاستغاثة شرك بغير الله شرك أكبر إذا كان استغاث فيما لا يقدر عليه إلا الله.
أما إذا استغاث فيما يقدر عليه غير الله من المخلوقين، لكن هذا المخلوق المعين لم يقدر على هذا الشيء، فإنه لا يكون شركا؛ لأنه ما اعتقد في المخلوق شيئا لا يصلح إلا لله -جل جلاله- فإذن نقول: الاستغاثة بغير الله إذا كانت فيما لا يقدر عليه إلا الله، فهي شرك أكبر، وإذا كانت فيما يقدر عليه المخلوق، فهي جائزة كما حصل من صاحب موسى إذ استغاث بموسى عليه السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن منصور]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 09:11]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن ما أبحث عنه كيف نقنع المخالف بذلك.
فأنا إن قلت له ذلك لا يسلم لي.
فهل من مزيد تفصيل، يارك الله فيكم.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 10:27]ـ
الملاحظ أن الشيخ رحمه الله في تعريفه لمعنى العبادة اعتمد على مصادر أصيلة كون من خلالها نظرية متكاملة في العبودية من جميع الجوانب، وهذه المصادر هي:
أ-النصوص الشرعية والاستفادة منها في كل صغيرة وكبيرة،وهو الذي يقول: ((قل من تعوز النصوص من يكون خيراً بدلالاتها))
ب- الدلالات اللغوية،والاعتماد على قواعد اللغة في تحليل الألفاظ، ومثاله ما ذكر الشيخ رحمه الله في معنى العبادة،وأنها تجمع بين عنصرين وهما (المحبة والذل والخضوع) وان العبادة ترجع في الاصل الى معنى الدين يقال دنته فدان.
يقول الشيخ رحمه الله في توضيح معنى العبادة وتعريفها بأنها: ((اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه،من الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة)) وعلى هذا فالعبادة بمفهومها الواسع تشمل كل مناحي الحياة والدين، فكل عمل ابتغي به وجه الله فهو من العبادة، فهي تشمل الأمور التالي: 1 - الفرائض وشعائر الإسلام،الظاهرة كالصلاة،والزكاة وغيرها،وما زاد على ذلك من النوافل والتطوع ووجوه القربات والطاعات.2 - وتشمل أيضاً الأخلاق الفاضلة التي تسعد المجتمع،كصلة الأرحام،والوفاء بالعهود والإحسان لليتيم وغير ذلك وتشمل3 - الأعمال القبلية التي هي من أصول الإيمان كحب الله وخشيته، والتوكل عليه. 4 - وتشمل سياج الأمة وحصنها الأكبر ألا وهو الجهاد في سبيل الله، وقتال المارقين والمنافقين والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
ومن ناحية الحقائق النفسية يقول ((ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقين إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه، ولا يستعين إلا به، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يفرح إلا بما يحبه ويرضاه، ولا يكره إلا ما يبغضه الرب ويكرهه ... )). ولأجل هذا جاء النهي عن سؤال المخلوقين لأنه في الأصل محرم ولكن أبيح بقدر الحاجة.
وايضا يبن من هذه الناحية ان الانسان اما ان يكون عبدا لله مخلصاً له، وإما أن تستعبده الأهواء والشهوات والطواغيت من الجن والأنس الذين يزينون له المعصية،ويرتبونها في نفسه ويكون عبداً لهم، وهكذا كل من استكبر عن عبادة الله وقع في عبادة غيره شاء أم أبي. يقول الشيخ رحمه الله في توضيح هذه الفكرة: ((فإن الإنسان حساس يتحرك بالإرادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي: (أصدق الأسماء حارث وهمام) .... فلا بد لكل عبد من مراد ومحبوب هو منتهى حبه وإرادته، فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه وإرادته بل استكبر عن ذلك فلا بد أن يكون له مراد محبوب يستعبده غير الله،فيكون عبداً لذلك المراد المحبوب)) والقلب فيه فقر ذاتي وفيه فراغ لا يملأه إلا حب الله،وشعت لا يلمه إلا التوكل على الله،ولو حصل له كل أنواع اللذات الدنيوية فإن لا يجد ما يملئ قلبه ويسد خلته،بل يبقى مهموم ينتقل من لذة إلى أخرى،يقول الشيخ رحمه الله في بيان فقر الإنسان لربه وأنه لا غنى له عنه: ((فالقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة وهي العلة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل وهي العلة الفاعلية، ثم يقول (فهو دائماً مفتقر إلى حقيقة): ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ? (الفاتحة:5)
فيمكن مناقشة الخصم من الناحية اللغوية ان لم يقتنع بالنصوص الشرعية او من الناحية العقلية النفسية وهذا اسلوب الشيخ رحمه الله في عامة مصنفاته يتشعب في توضيح المسئلة ويتاولها من جميع الجوانب والاتجاهات حتى قيل في حق الشيخ رحمه الله انه كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم أن أحدا لا يعرف مثله. ملخص من بحث لي نشر على الموقع بعنوان (مفهوم العبادة عند شيخ الاسلام).
ـ[أبو مروان]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 01:06]ـ
فائدة: ذكر أهل العلم خاصة الأصوليون أن الحدود لا يطالب بالدليل عليها، -لأنها تكون مستخلصة من نصوص عديدة- وإنما يرد عليها النقض، بمعنى يقول المعترض أن هذا التعريف غير صحيح إما غير جامع أو غير مانع أو غير ذلك مما ينتقض به التعريف.
تقبلوا تحياتي:)(/)
تقرير علمي للدكتور محمد عمارة ردا على كتاب نصراني
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 11:38]ـ
تقرير علمي
(1) ـ تمهيد
د. محمد عمارة | 22 - 12 - 2009 00:10
في مدينة «كلن إِير» - بولاية «كولورادو» - بأمريكا الشمالية – عقد المنصّرون الأمريكيون – في 15 مايو سنة 1978 م – أخطر مؤتمرات التنصير .. وأكثرها طموحًا.
فبعد أن كانت أهداف التنصير – في صفوف المسلمين هي: التنصير بين المسلمين .. طمحوا – في هذا المؤتمر – إلى تنصير كل المسلمين، وطي صفحة الإِسلام من الوجود!
وبعد أن كان التنصير – تاريخيا – مرتبطا بالغزو الاستعماري الغربي لعالم الإِسلام، وبلاد الجنوب – الأمر الذي ربطه بالاستعمار، وقلل جاذبيته وقبوله – قرر المنصرون – في هذا المؤتمر التنصير من خلال اختراق القرآن والثقافة الإِسلامية، ليكون الإِسلام بابا لعقائد النصرانية، ولتكون مصطلحات القرآن – حول «كلمة الله» و «روح الله» - أوعية تصب فيها المضامين النصرانية!.
ولقد قالت وثائق وتوصيات هذا المؤتمر – عن هذا الهدف .. هدف اختراق الإِسلام، للتنصير من خلاله:
«إن الإِسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية .. وإِن النظام الإِسلامي هو أكثر الأنظمة الدينية المتنافسة اجتماعيًا وسياسيًا، إِنه حركة دينية معادية للنصرانية، مخططة تخطيطًا يفوق قدرة البشر.
ونحن بحاجة إلى مئات المراكز، تؤسس حول العالم، بواسطة النصارى، للتركيز على الإِسلام، ليس فقط لخلق فهم أفضل للإِسلام، وللتعامل النصراني مع الإِسلام، وإِنما لتوصيل ذلك الفهم إِلى المنصرين من أجل اختراق الإِسلام في صدق ودهاء» (1)! ..
إِن هدفنا هو غرس المسيح وتعاليمه في الفكر الإِسلامي والحياة الإِسلامية .. وأن ندعو إلى «مسيح متجسد بشكل إِسلامي»، كي نصل إِلى المسلمين .. (2) .. ولذلك، فعلينا أن نعطى اهتمامًا خاصًا باستخدام الموضوعات القرآنية ذات ا لصلة بالتنصير، من مثل كلمة الله وروح الله ورفع عيسى إِلى الله .. والاستفادة من المكانة الجليلة التي يتمتع بها يسوع في الإِسلام، لنجعلها نقطة انطلاق لإِقناع المسلمين بصحة ما يرويه الإِنجيل عنه.
إِن المسألة النهائية هي ماهية المفاتيح والحلول التي يمكن أن يقدمها لنا القرآن لزرع الثقة بالإِنجيل في العالم الإِسلامي.
إِن المسلمين بحاجة إلى أن يتم اللقاء بهم داخل إِطار الإِسلام .. وذلك دون أن يكون هناك مكان لمحمد بجانب المسيح! ..
ويُفَضَّل النصارى العرب في عملية التنصير .. كما يجب الاعتماد على الكنائس المحلية في تنصير المسلمين .. وعلى العمالة الأجنبية .. واستغلال الكوارث، التي تلجأ البلاد الإِسلامية لطلب المساعدات، فتجعلها أكثر قبولاً للمنصّرين»!! (3).
* * *
ومنذ ذلك التاريخ – 1978 م – اعتمد التنصير والمنصرون – في العالم الإِسلامي – هذا المخطط، الذي رسمه هذا المنهاج الجديد للتنصير – مخطط اختراق الإِسلام .. وليس المواجهة الحادة والمباشرة مع الإِسلام!.
هذا الكتاب
ولقد جاء هذا الكتاب – الذي بين أيدينا – (مستعدين للمجاوبة) – نموذجًا تطبيقيًا يجسِّد هذا المخطط الذي رسم في مؤتمر كولورادو – أواخر سبعينيات القرن العشرين.
فصورة أوراق هذا الكتاب تجعله أقرب إِلى «المنشور التنصيري» أكثر من كونه كتابًا.
وعلى الغلاف صورة منظر طبيعي، أغلب الظن أنه أجنبي الطراز.
وعنوان الكتاب – (مستعدين للمجاوبة) – وإن كان كلمة إِنجيلية – إِلا أنه يعلن أنه موجه إِلى غير المسيحيين.
وأغلب الظن أن اسم المؤلف – د. سمير مرقس – غير حقيقي .. فليس بين نصارى مصر، المشتغلين بالفكر الديني – في حدود علمي – من يحمل هذا الاسم .. وإنما هناك مهندس .. لا يحمل الدكتوراة – له نفس الاسم .. لكنه يكتب في «شئون المواطنة» .. وليس في المسائل الاهوتية.
والكتاب يتألف من تقديم .. وخمسة فصول:
تقديم عن الأسلوب المسيحي في الكرازة والحوار.
والفصل الأول عن: صحة التوراة والإِنجيل وعدم تحريفهما.
والفصل الثاني عن: إِنجيل برنابا – إِنجيل مزيف.
والفصل الثالث عن: المسيحية ديانة موحدة.
والفصل الرابع عن: قضية الغفران وضرورة الفداء.
والفصل الخامس عن: القضايا الصغرى.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
والتقديم – في هذا الكتاب – ص 1 – 7 – يرجع أنه «منشور تنصيري» .. لأنه يرسم منهاج عرض المسيحية على غير المسيحيين .. وليس موجهًا لدعم إِيمان المسيحي بعقيدته.
فهو يتحدث عن الكلام بلطف ووداعة مع المخالفين .. وخدمتهم، حتى لو أساءوا .. !.
وهو يستشهد على هذا المنهج بآيات من الأناجيل.
كما يطلب هذا المنهج معرفة معتقدات الآخرين، ودراسة كتبهم، ومعرفة ما يسيئون فهمه من الكتاب المقدس .. ويستشهد لهذا المنهج – أيضًا – بآيات من الأناجيل.
فهو «تقديم» يرسم أسلوب التنصير وكيفية عرض المسيحية على غير المسيحيين.
وبسبب من أوراق هذا «المنشور التنصيري» لم تقف عند عرض العقائد المسيحية .. والدفاع عنها .. وتقديمها لغير المسيحيين – بهدف تنصيرهم -. وإِنما تجاوزت هذه الأهداف إِلى التعرض لعقائد الإِسلام، وذلك بمحاولات الاستدلال بالقرآن الكريم على صحة العقائد المسيحية التي يرفضها القرآن والإِسلام .. وأكثر من هذا، تجاوز هذا «المنشور التنصيري» ذلك إِلى الطعن في عقائد إِسلامية أساسية، محاولاً تفنيدها .. وسلوك سبيل الكذب والتدليس على علماء الإِسلام – من مثل الإِمام الفخر الرازي (544 – 606 هـ 1150 – 1210 م) والإِمام البيضاوي (691 هـ - 1290 م) لجعل القرآن والإِسلام يشهد لتواتر الكتاب المقدس، واستحالة تحريفه .. والقبول بعقيدة صلب المسيح – عليه السلام – وتأليهه!.
لتجاوز هذا «المنشور التنصيري» عرض المسيحية، والدفاع عن عقائدها، إِلى الطعن في القرآن والإِسلام، والكذب والتدليس على علمائه، لقسر الإِسلام على أن يشهد للعقائد التي يرفضها .. لذلك، فإِن الواجب هو الرد على ما جاء بهذا الكتاب .. وليس فقط التوصية بمنع تداوله .. وذلك قيامًا بفريضة: تبليغ الدعوة، وإِقامة الحجة، وإِزالة الشبهة .. بل الشبهات التي تضمنها هذا «المنشور التنصيري».
* * *
وإِذا كان الدين – أي دين – إِنما يتمحور حول «عقيدة» تمثل النواة لهذا الدين .. و «كتاب» هو المرجع لهذه العقيدة، ولثوابت هذا الدين.
فإِننا – في الحوار الموضوعي – مع دعاوي هذا «المنشور التنصيري» .. سنقف عند القضايا المحورية التي دارت حولها أهم الدعاوي التي وردت فيه:
1 – قضية الكتاب المقدس – بعهديه القديم والجديد .. وهل استحال على التحريف – كما يدعى هذا «المنشور التنصيري»؟ .. أم أنه قد أصابه التحريف؟.
2 – وقضية التأليه النصراني للمسيح – عليه السلام - .. ودعوى أنه ابن الله .. وكلمته أي عقله – الذي أصبح – في العقيدة النصرانية – الإِله الحقيقي .. الخالق لكل شيء .. والذي بدونه لم يكن شيء.
3 – وقضية العصمة والخطيئة والمعجزات – التي توسل بها هذا الكتاب إِلى تأليه المسيح. ..
حول هذه القضايا الكبرى سيكون حوارنا مع دعاوى هذا الكتاب .. مع كشف الكذب والتدليس الذي مارسه كاتب هذا الكتاب ضد أئمة الإِسلام وعلمائه كي يجعلهم يؤيدون العقائد التي يرفضها الإِسلام.
تلك هي القضايا .. وهذا هو المنهج الذي سنعرض به الرد على دعاوى هذا الكتاب.
هوامش:
1ـ التنصير: خطة لغزو العالم الإسلامي وثائق المؤتمر – الترجمة العربية – ص 752 – طبعة مركز دراسات العالم الإسلامي – مالطا سنة 1991 م.
2ـ المصدر السابق ص 117.
3ـ المصدر السابق. ص 68، 120، 217، 645، 595، 596، 383، 4، 5 – ولقد طبعت وثائق هذا المؤتمر بالإنجليزية سنة 1987 م.
The Gospel and Islam Compendium
وانظر – في تفاصيل هذا المخطط – كتابنا (الغارة الجديدة على الإِسلام) طبعة نهضة مصر – القاهرة سنة 2007 م. – وهي الطبعة الرابعة لهذا الكتاب -.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 11:41]ـ
المصدر: جريدة المصريون الإلكترونية
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22392
وستتابع الجريدة نشر الكتاب على مدار الأيام القادمة ولعل بعض الأفاضل يتابع الحلقات وينسخها لنا هنا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 02:05]ـ
(تقرير علمي)
للدكتور محمد عمارة
والذي كان ملحقا بمجلة الأزهر وأثار ضجة بين النصارى
نسخة كاملة PDF
التحميل: http://www.mediafire.com/?tygzvdnuiyg
نقلا عن: http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=142554
--
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 03:31]ـ
شكر الله لكما
والكتاب مهم، لأنه من الدكتور عمارة
وإن من إمارات التوفيق أن يختم الإنسان عمره بالذب عن دين الإسلام
والحمد لله رب العالمين
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 10:09]ـ
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3568
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 10:13]ـ
تقرير علمي (2) ـ صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما
د. محمد عمارة | 22 - 12 - 2009 23:14
لقد كرست أوراق هذا الكتاب الفصل الأول – ص 4 – 12 .. للحديث عن هذه القضية – وفي هذا الفصل يقول الكاتب:
«يدعى البعض بحدوث تحريف في التوراة والإِنجيل، ولكنهم لا يقدمون أي دليل على ذلك، وهو مجرد افتراض واتهام لا سند له، وفي حديث نبوي: «البينة على من ادعى».
أي كل من يدعي بأي اتهام يجب أن يقدم البينة، أي الدليل على صدق ادعائه».
الأدلة على تحريف التوراة
وعملاً بمنهج «مستعدون للمجاوبة» .. واستجابة لطلب كاتب هذا «المنشور التنصيري» نقدم الأدلة – وليس دليلاً واحدًا – على تحريف التوراة والإِنجيل .. الأدلة المنطقية .. والموضوعية. القائمة على الاستقراء لواقع هذه التوراة وهذا الإِنجيل .. بل والشهادات التي شهد بها على هذا التحريف «شهود من أهلها» - أي من اليهود والنصارى -.
وأول هذه الأدلة:
إِن التوراة هي الكتاب الذي أنزله الله – سبحانه وتعالى – على موسى – عليه السلام - .. وموسى قد ولد ونشأ، وتعلم، وبُعث وأوحى إِليه بمصر .. ونزلت عليه التوراة باللغة الهيروغليفية – لغته ولغة بني إِسرائيل في مصر - .. ولقد مات موسى، ودفن بمصر، قبل دخول بني إِسرائيل – بقيادة يوشع بن نون – إِلى أرض كنعان – فلسطين – وقبل نشأة اللغة العبرية بأكثر من مائة سنة – إِذ العبرية – في الأصل – لهجة كنعانية -.
فأين هي التوراة التي نزلت على موسى بالهيروغليفية؟ .. هل لها وجود أو أثر في التراث الديني اليهودي؟ ..
الجواب – الذي يجمع عليه الجميع – وفي مقدمتهم اليهود -: أنه لا وجود لهذه التوراة!.
وثاني هذه الأدلة:
أن موسى – عليه السلام – الذي نزلت عليه التوراة، بالهيروغيلفية – قد عاش ومات في القرن الثالث عشر قبل الميلاد .. بينما حدث أول تدوين لأسفار العهد القديم – على يدي «عزرا» - أي في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد – بعد عودة اليهود من السبي البابلي (597 – 538 ق. م) – الأمر الذي يعني أن التراث اليهودي قد ظل تراثًا شفهيًا لمدة ثمانية قرون – عبد أثناءها بنو إِسرائيل العجل تارة .. وأوثان الكنعانيين تارة أخرى .. وانقلبوا فيها على أنبيائهم في الكثير من الأحيان.
فهل يتصور عاقل أن يظل تراث ديني، في الحالة الشفهية، على امتداد ثمانية قرون، شهدت كل هذه الانقلابات ضد أصوله الأولى – توراة موسى عليه السلام – دون أن يصيبه التحريف والتغيير والتبديل والحذف والإِضافة والنسيان؟! ..
وثالث هذه الأدلة:
على حدوث التحريف في أسفار العهد القديم هو هذه التناقضات الصارخة القائمة فيها حتى الآن .. إِذ لو كانت هذه الأسفار هي كلمة الله التي نزلت على موسى، عليه السلام، لاستحال أن يدخلها التناقض أو الاختلاف.
ولأن حصر التناقضات التي تمتلئ بها أسفار العهد القديم يحتاج إِلى «سِفْر» .. فإننا سنكتفي – هنا – مراعاة للمقام – بضرب الأمثلة – على سبيل المثال
1 – فاسم الله – في هذه الأسفار – أحيانًا يكون ((يهوه)) .. وأحيانًا يكون «إِيلوهيم»، الأمر الذي يشهد على اختلاف العصور، وتعدد المواريث الدينية، وتنوع الثقافات اللاهوتية، وتمايز المصادر التي جُمعت وأُدخلت – بعد ثمانية قرون – وعبرها في هذه الأسفار.
2 – وفي الحديث عن بدء الخلق – الذي ورد في الأسفار – نجد العديد من الاختلافات والتناقضات.
ففي سفر واحد، هو سفر التكوين نجد:
أن النور قد خلق في اليوم الأول – تكوين 1: 5.
ثم نجد أنه قد خلق في اليوم الرابع – تكوين 1: 16 – 19 - .
.. والشمس:
يُقال – مرة – إِنها خلقت في اليوم الأول – تكوين 1: 5.
ومرة ثانية يُقال إِنها خُلقت في اليوم الرابع – تكوين 1: 14 – 19.
… وكذلك الحال في تاريخ خلق الكائنات الحية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي سفر التكوين 1: 20 – 23 – أن الحيوانات والطيور خُلقت أولاً – في اليوم الخامس – وأن آدم خُلق في اليوم السادس.
ثم يعود نفس السفر – التكوين 2: 7 – 10 فيقول: إِن الإِنسان خُلِقَ، أولاً ثم النباتات، ثم الحيوانات والطيور.
فهل يمكن أن تكون هذه الاختلافات والتناقضات، هي كلمة الله – التوراة – التي أوحى بها إلى موسى – عليه السلام -؟!.
3 – وفي الحديث عن عمر الزمان – من آدم إِلى طوفان نوح – عليهما السلام – نجده:
في التوراة العبرية 1656 عامًا.
وفي النسخة اليونانية 2262 عامًا.
وفي النسخة السامرية 1307 أعوام.
فهل يجوز أن ينسب هذا الاختلاف إِلى الله .. خالق الزمان .. والعلام بأيامه وثوانيه؟!.
4 – وفي الحديث عن تاريخ نزول إِبليس إلى الأرض. نجده:
مرة: قبل خلق آدم ودخوله الجنة – رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 7 – 10.
ومرة: بعد خلق آدم ومعصيته في الجنة – التكوين 3: 1 – 15.
5 – وفي مدة طوفان نوح – عليه السلام - .. نجدها:
في سفر – التكوين 7: 24 – نجد مدة الطوفان 150 يومًا.
فبماذا نسمى ذلك إِلا أن يكون اختلافًا وتحريفًا وتزييفًا؟!.
6 – وفي الحديث عن عدد سنين الجوع التي حكم الله بها على داود – عليه السلام – نجدها:
سبع سنين – في صموئيل الثاني 24: 13.
وثلاث سنين – في أخبار الأيام الأول 21: 11.
7 – وفي الحديث عن عدد المراكب التي قضى عليها داود – عليه السلام – في ((أرام)) .. نجده:
700 مركبة .. و 000و40 فارس – في صموئيل الثاني 10 – 18.
و 000ر7 مركبة 00و000و40 رجل – في أخبار الأيام الأول 19: 18.
8 - وفي الحديث عن عدد اليهود الذين أطلقوا من سبى بابل .. نجده:
377ر6 – في عزرا (2).
و 265و7 – في نحميا (7).
9 – وفي الحديث عن دخول بني إسرائيل أورشليم واستيلائهم عليها:
يُقال إِنهم دخلوها واستولوا عليها وقتلوا ملكها – في يشوع 10: 23 – 42.
10 – وفي الحديث عن تحريم زواج الإِسرائيليين من غير الإِسرائيليات .. نجد:
في سفر التثنية 7: 3: «ولا تصاهرهم، بنتك لا تعط لابنه، وبنته لا تأخذ لابنك».
بينما نجد في سفر الملوك الأول 3: 1 – 12: وصاهره سليمان فرعون مصر، وأخذ بنت فرعون .. هوذا أعطيتك قلبًا حكيمًا ومميزًا حتى أنه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظير».
ثم نجد – في نحميا 13: 26 – 27 - : «تم لوم سليمان لزواجه من الأجنبيات».
11 – وفي الحديث عن تسبيح الأرض وحمدها الله – سبحانه وتعالى – نجد:
الأرض تسبح وتحمد الله – في المزمور 66.
بينما نجد الأرض لا تسبح الله ولا تحمده – في المزمور 30: 9.
12 – كما نجد التوراة السامرية – التي ترجع إِلى القرن الرابع ق. م تختلف عن النص الماسورى (4) في أكثر من 6000 موضع!.
13 – ونسخة التوراة السامرية تتفق مع الترجمة السبعينية (250 – 130 ق. م) في الثلث فقط!.
14 – وسفر إِرميا – في الترجمة السبعينية – ينقص عن النص العبري نحو السبع!.
15 – وسفر أيوب – في الترجمة السبعينية – ينقص عن النصر العبري نحو الربع!.
16 – كما نجد أسفار العهد القديم لا تتحدث عن موسى – عليه السلام – بلسان المخاطب – أي أنها لم تنزل عليه – وإِنما تتحدث عنه – كثيرًا – بضمير الغائب – أي أنها تراث جُمع ودوِّنَ بعد وفاته - .. ومن ذلك – على سبيل المثال -:
«وكلم يهوه موسى .. وكلم يهوه موسى وجهًا لوجه» - الخروج 33: 11.
«وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض» - العدد 12: 3 - .
«فسخط موسى على وكلاء الجيش» - العدد 31: 4 - .
«موسى رجل الله» التثنية 31: 1 - .
«ومات هناك موسى عبد الرب» - التثنية 34: 35 - .
«فقال الرب لموسى» - الخروج 6: 1 - .
«فتكلم موسى أمام الرب» - الخروج 6: 13 - .
«فقال موسى للرب» - العدد 11: 11 - .
«وقال الرب لموسى» التثنية 31: 14.
«فمات هناك موسى .. ودفنه (الرب) .. وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات .. ولم يقم بعد نبي في إِسرائيل مثل موسى» - التثنية 34: 5 – 10.
وفي الآية 6 – من نفس السفر ونفس الإِصحاح – إشارة إِلى وفاة موسى، تقول:
«لا يعرف شخص قبره حتى يومنا هذا».
فهل هذا «الكلام» نزل على موسى – في التوراة – أم إِضافات وتأليفات أُدخلت في هذا التراث، بعد وفاة موسى – عليه السلام – بقرون»؟!.
17 – ثم هناك اختلافات الكنائس النصرانية في عدد أسفار العهد القديم التي تؤمن بها هذه الكنائس:
فالبروتستانت يؤمنون بستة وستين سفرًا.
والكاثوليك يؤمنون بثلاثة وسبعين سفرًا.
والأرثوذكس يؤمنون بستة وستين سفرًا.
وأخيرًا .. شهد البابا شنودة – الثالث – بابا الأرثوذكس المصريين – في عظته الأسبوعية – بأن أسفار العهد القديم الحالية قد حذفت منها الأسفار القانونية، التي تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية بأنها جزء من العهد القديم (5).
تلك أمثلة – مجرد أمثلة – على التناقضات .. والاختلافات، التي تزخر بها أسفار العهد القديم .. والشاهدة على تحريف هذه الأسفار .. والقاطعة بأنها لا يمكن أن تكون هي كلمة الله التي أنزلها على موسى – عليه السلام -.
هوامش:
4ـ الماسورة هي مجموعة القواعد التي وضعها الحاخامات عبر القرون .. والتي تتصل بطريقة هجاء وقراءة وكتابة العهد القديم – فالنص الماسوري هو النص الحاخامي – انظر: د. عبد الوهاب المسيري (موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية) جـ 5 ص 89. طبعة دار الشروق – القاهرة.
5ـ انظر – في كل ذلك: فؤاد حسنين على (التوراة عرض وتحليل) ص: 16، 21، 22، 24، 26 طبعة القاهرة سنة 1941 وسمير سامي شحاته (الاختلافات في الكتاب المقدس) ص: 37 – 92 – طبعة مكتبة وهبة – القاهرة سنة 1426 هـ سنة 2005 م. وصحيفة (وطني) – القاهرة – في 5/ 10 / 2006 م. وعبد السلام محمد عبد الله (هل الكتاب المقدس معصوم؟) طبعة مكتبة النافذة – القاهرة سنة 2007 م.
( http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22414)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 10:15]ـ
رابط الحلقة الثانية
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22414
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 05:08]ـ
للمتابعة
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 10:26]ـ
الشيخ عبد المنعم الشحات سيشرح هذا الكتاب ابتداء من يوم الثلاثاء القادم ان شاء الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 12:04]ـ
تقرير علمي (3) ـ أدلة أخرى على تحريف العهد القديم
د. محمد عمارة | 23 - 12 - 2009 22:41
ورابع هذه الأدلة (على تحريف العهد القديم):
هي شهادة علماء اليهود أنفسهم .. أولئك الذين تخصصوا في نقد العهد القديم – ومنهم العديد من الحاخامات - .. والذين جمع دراساتهم العالم اليهودي «زالمان شازار» في كتاب عنوانه: (تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث) .. وهو الكتاب الذي امتلأت فصوله وصفحاته بالشهادات اليهودية القاطعة بأن أسفار العهد القديم إنما هي ثمرة لتراكم تراث شفهي، تكوّن عبر قرون طويلة، وعصور مختلفة، وبيئات متباينة، وثقافات متمايزة، ومصادر متعددة، ومؤلفين مختلفين .. ومن ثم فإِن أغلب هذه الأسفار لا علاقة لها بموسى – عليه السلام – ولا بالبيئة الصحراوية – سيناء – التي نزلت فيها توراة موسى.
نعم .. يشهد علماء اليهود أنفسهم – شهادات شهود من أهلها – على أن أسفار العهد القديم هذه هي «ركام من الاختلافات .. والتحريفات» .. فيقولون – على سبيل المثال -:
«إِن هذه الأسفار المقدسة هي من طبقات مختلفة، وعصور متباينة، ومؤلفين مختلفين، حيث تستوعب هذه الأسفار ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة من الزمن .. فلا ارتباط بينها، سواء في أسلوب اللغة أم في طريقة التأليف.
إِن القسم الأكبر من توراتنا، لم يكتب في الصحراء – (سيناء) -، وموسى لم يكتب التوراة كلها .. وأقوال التوراة ليست إِلا لفائف من أماكن وعصور مختلفة لرجال وحكام وعشائر وأسباط مختلفة .. لرجال وحكام وعشائر وأسباط مختلفة .. ففيها ثماني مجموعات تعود إلى عصور مختلفة، وهي:
1 – لفائف قديمة تعود إِلى عصور الصحراء (في سيناء) تم تحريرها من قبل أحد أبناء أفرايم – (أي في أرض كنعان) -.
2 – ولفائف من تعاليم الكهنة، تمت إِضافتها إِليها حتى عصر يوشع بن صادق.
3 – ولفائف أعداد الأسباط.
4 – ولفائف باعترافات الأنبياء.
5 – ومجموعات من روايات بيت داود.
6 – وأقوال الأنبياء ومجموعاتهم في بابل.
7 – وأقوال الكهنة والأنبياء العائدين من السبي.
8 – وتكملات مختارة من عصر الحشمونيين – (أي القرن الثامن قبل الميلاد) -.
إِن سفر التكوين قد ألّف بعد مئات السنين من استيطان اليهود في فلسطين، وبعد أن تحصّن في إِرث استيطانهم بزمن طويل، وإِن مؤلف السفر لم يكن موجودًا على كل حال قبل عصر إِشعيا – (أي حوالي 734 – 680 ق. م).
أما بالنسبة لسفري الخروج والعدد، فإِنهما معالجة، لأساطير وأشعار قديمة.
وإِن الإِصحاحات الثمانية والثمانين الموجودة في التوراة بين أنشودة موسى – الموجودة في سفر الخروج – وحتى الإِصحاح الأخير من سفر العدد – هي في مجموعها، كتاب أحكام مركب من أجزاء شعرية وتاريخية، وأحكام وقواعد الكهنة، وطبيعة الأحداث فيها تستلزم أن تتزايد التغييرات والازدواجيات والتعديلات، حيث إِن العلاقة بين الأحداث ضعيفة، ومن الصعب علينا فهمها. وفي الأسفار كانت أقوال موسى قليلة إِلى حد ما. كما أن أقوال داود قليلة في سفر آخر منسوب إِليه .. » (6).
تلك شهادة «شهود من أهلها» .. شهد بها العلماء اليهود الخبراء في علم نقد النصوص .. وفصولها في سفر كامل .. وهي شهادات لا تدع مجالاً للشك بأن أسفار العهد القديم – التي يؤمن بها اليهود والنصارى – لا علاقة لها بتوراة موسى – عليه السلام - .. وأنها ركام من التحريف .. والتلفيق. والتزييف.
وإِذا شئنا مثالاً على إِعادة «التفكيك .. والتركيب» التي أحدثتها دراسات هؤلاء العلماء اليهود بهذه الأسفار .. والتي استندت إِلى علم النقد الداخلي للنصوص – فيكفي – مراعاة للمقام – إِيراد النتيجة التي خرجت بها هذه الدراسات – بسفر إِشعيا وغيره والتي تقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
«إِن سفر إِشعيا هو عبارة عن ستة أسفار، كتبت في أزمنة مختلفة (عاش إِشعيا الأول في عصر يوثام وآحاز ويحزقيا، وكتبت الإِصحاح (24 – 27) في عصر يوشياهو، وكتب الإِصحاحات (34، 35) مباشرة بعد الخراب، وكتب الإِصحاحان (13، 14) بعد حزقيال بثلاثين سنة، وبعد ذلك كتبت فقط العبارات (1 – 10) من الإِصحاح الحادي والعشرين.
وقسم سفر إِرميا إِلى أجزاء مختلفة ووجد في سفر زكريا أقوال ثلاثة أبياء، أقوال النبي الأول تشمل الإِصحاحات (1 – 6) وعاش في عصر هوشع، وتشمل أقوال الثاني الإِصحاحات (7 – 12) وكان في عصر يهوياقيم وصدقياهو، وتشمل الإِصحاحات (12 – 14) أقوال النبي الثالث باستثناء (13: 7 – 19) الذي تنبأ بعد العودة من بابل.
ويحصى في سفر هوشع نبيين، تمثل (الإِصحاحات 1 – 3) أقوال الأول، وتنبأ في عصر مربعام الثاني، وأقوال الثاني متضمنة في (الإِصحاحات 4 – 14) وكان في عصر تجلات فلاسر وشلمناصر، وكان آخر الأنبياء في مملكة إِفرايم، وكان معاصرًا لإِشعيا.
ويحدد زمن النبي عويديا بعد الخراب في زمن واحد مع مؤلف الإِصحاحين (34 – 35) من سفر إِشعيا.
وتنسب أسفار الكتابات إِلى زمن الهيكل الثاني.
وغالبية المزامير قيلت بعد العودة من بابل، وبعضها في عصر الحشمونيين.
وألف سفر دانيال زمن سلطان المقدنيين – سويًا مع أسفار أخبار الأيام وعزرا ونحميا، التي كانت في البداية سفرًا واحدًا.
وتنسب الإِصحاحات الأولى والأخيرة من سفر الأمثال إِلى ما بعد العودة (من السبي).
وتنسب لنفس الفترة المقدمة والخاتمة من سفر أيوب.
وينسب سفر الجامعة إِلى عصر هيرودوس (3484 – 425 ق. م).
وورث إِلى عصر الغزو اليوناني.
ونشيد الإِنشاد إِلى عصر المقدنيين، أي خمسين سنة قبل حرب الحشمونيين)) (7).
فهل بعد هذا ((التفكيك .. والتركيب)) لهذه النصوص مجال لقول عاقل إِن لها علاقة بتوراة موسى .. وكلمات الله؟!.
وخامس هذه الأدلة:
أن القداسة التي أضيفت على أسفار هذا الكتاب ((المقدس)) هي طارئة .. حدثت بعد عصر موسى – عليه السلام – بأكثر من عشرة قرون .. وبعد تدوين «عزرا» لما دون من هذه الأسفار بأربعة قرون .. فلم يكن هناك من يقدس هذه الأسفار قبل عصر المكابيين (168 – 37 ق. م) .. وبعبارة الفيلسوف اليهودي «سبينوزا» (1632 – 1677 م) – وهو من الخبراء في نقد نصوص العهد القديم -:
«فإِنه حتى عصر المكابيين لم تكن الأسفار المقدسة قد أقرت، وإِن حكماء التلمود (الفرنسيين) قد اختاروا هذه الأسفار من بين بقية الأسفار، وذلك زمن الهيكل الثاني، ثم رتبوها، ورفعوها لمرتبة الكتابات المقدسة» (8).
أي أن الصورة التي بين أيدينا لأسفار العهد القديم، وتاريخ تقديسها إنما هو القرن الأول قبل الميلاد – أي بعد موسى – عليه السلام – وتوراته بأكثر من عشرة قرون!.
* * *
تلك شهادات الواقع – واقع هذه الأسفار ومضمونها .. وتناقضاتها .. وشهادات علماء اليهود أنفسهم على أنها – في معظمها – تحريف .. وتلفيق .. وتناقضات .. لا علاقة لها بكلمات الله التي أنزلها على موسى عليه السلام.
ومن هنا، فإِن جميع ما جاء في القرآن الكريم عن التوراة، التي أنزل الله على موسى والتي فيها هدى ونور {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ} [المائدة: 44]، والتي دعا القرآن اليهود إلى إِقامة حكمها: {وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ} [المائدة: 43].
فإِن المراد بها توراة موسى – عليه السلام - .. وليست هذه الأسفار التي دُوِّنت بعد موسى بثمانية قرون، والتي اتخذت شكلها الحالي، وأضيفت عليها القداسة بعد موسى بأكثر من عشرة قرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما هذه الأسفار – التي يؤمن بها اليهود والنصارى – والتي شهد واقعها .. وشهدت تناقضات .. وشهد عليها العلماء الخبراء في نقد نصوصها – من علماء اليهود – فهي التي قال عنها القرآن الكريم: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 41]، {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء: 46]، فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79]، {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 13].
* * *
بهذا يتضح فساد منهج هذا الكتاب – الذي بين أيدينا – الذي ادعى عدم تحريف التوراة .. وحاول الاستناد في هذه الدعوى إِلى القرآن الكريم – الذي جاء مصدقًا لما بين يديه من الكتب السماوية – والذي تحدث عن التوراة باعتبارها ذكرًا أنزله الله .. ووصفها بأن فيها هدى ونور.
فتوراة موسى – عليه السلام – التي نزلت بالهيروغليفية في القرن الثالث عشر قبل الميلاد (9) - هي ذكر من عند الله .. وفيها هدى ونور.
أما الأسفار التي جمعها وكتبها «عزرا» في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد - .. والتي شكلها الحالي، وأضيفت عليها القداسة في زمن المكابيين (168 – 37 ق. م) أي بعد موسى وتوراته بأكثر من عشرة قرون – فهي تلك التي قطع القرآن الكريم بأنها ليست كلام الله، ولا وحيه إلى موسى – عليه السلام - .. وإِنما هي التي كتبها اليهود بأيديهم، ثم قالوا إِنها من عند الله ليشتروا بهذا الكذب على الله ثمنًا قليلاً!.
ومع القرآن الكريم شهد العلماء الخبراء في نقد النصوص – من اليهود – وفيهم حاخامات كبار – بأن هذه الأسفار إِنما هي تجميع وتلفيق لتراث شفهي أثمرته بيئات وثقافات مختلفة عبر العديد والعديد من القرون.
هذا عن التوراة .. والتحريف.
هوامش:
6ـ زالمان شازار – محرر – (تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث) ص 196، 206، 214، 215، 220 – ترجمة: د. أحمد محمد هويدي. تقديم ومراجعة: د. محمد خليفة حسن – طبعة المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة سنة 2000 م.
7ـ المصدر السابق. ص: 197، 198 – من دراسة العالم اليهودي يتس».
8ـ المصدر السابق 100 – ولقد كتب «سبينوزا» ذلك في (رسالة في اللاهوت والسياسة) الفصل الحادي عشر.
9ـ انظر للدكتور فؤاد حسنين على كتاب (التوراة الهيروغليفية) طبعة دار الكاتب العربي – القاهرة.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 12:05]ـ
رابط الحلقة الثالثة
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22464
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 12:24]ـ
تقرير علمي (4) ـ الأدلة على تحريف الإنجيل
د. محمد عمارة | 25 - 12 - 2009 22:53
أما إِنكار هذا «المنشور» التنصيري» - في الفصل الأول حدوث تحريف للإِنجيل .. فإِننا سنتبع ذات المنهج «المنطقي» .. الموضوعي .. الاستقرائي «إِقامة الأدلة – وليس الدليل الواحد – على حدوث التحريف – بل والتحريفات – للإِنجيل .. وسنقدم على ذلك نماذج من الأدلة – مجرد نماذج – مراعاة للمقام.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الأول:
لقد جاء المسيح – عليه السلام – بإِنجيل – أي بشارة بشر بها باللغة الآرامية – فأين هو هذا الإِنجيل؟ .. إِنجيل المسيح؟ ..
إِن العالم كله، بجميع كنائسه .. وبكل مذاهب النصرانية فيه .. لا يملك نسخة واحدة من هذا الإِنجيل .. إِنجيل المسيح – عليه السلام -.
وما لدى كل الكنائس المسيحية هي أناجيل لا يُنسب واحد منها إِلى المسيح .. وإِنما هي «سير» و «قصص» كتِبها كتاب متعددون ومختلفون، ودونوا فيها ما سمعه كل واحد منهم عن ظهور المسيح، وما تحدث به، وما حدث له.
من هنا فإِن الإِنجيل الذي جاء به المسيح .. والذي تحدث عنه القرآن الكريم باعتباره ذكرًا أنزله الله .. وفيه هدى ونور {وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ} [المائدة: 46].
والذي يطلب من النصارى أن يقيموا أحكامه: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْأِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ} [المائدة: 47].
هذا الإِنجيل لا وجود له لدى أي كنيسة من كنائس النصرانية .. ولا لدى أي نصراني في هذا العالم.
والدليل الثاني:
إِن الأناجيل الأربعة المشهورة، والمعتمدة لدى الكنائس النصرانية الكبرى المعاصرة، اثنان منها كتبهما اثنان من الجيل التالي لجيل المسيح – أي من تابعي صحابة المسيح .. فمرقس تلميذ لبطرس – الحواري - .. ولوقا تلميذ لبوليس .. فليسا شاهدين على ما كتبا!.
والإِنجيل الثالث – إِنجيل يوحنا – الذي تفرد بتأليه المسيح – ترجح الدراسات المستندة إِلى النقد الداخلي لنصوصه – أنه قد كتب بواسطة يوحنا آخر – غير يوحنا الحواري – في نهاية القرن الأول الميلادي (10).
فنحن أمام ثلاثة أناجيل – من أربعة – لا علاقة لها بعصر المسيح!.
والدليل الثالث:
أن هذه الأناجيل قد انتقلت نصوصها وتغيرت ألفاظها مرات عديدة بالترجمات إِلى العديد من اللغات، الأمر الذي باعد بين ألفاظها – في هذه الترجمات – مهما بلغت دقتها – إِنما تمثل نوعًا من «الخيانة» للنص الأصلي – وخاصة عندما يكون النص ذا طابع شعري أو وعظي أو صوفي، تكثر فيه المجازات والكنايات والاستعارات والتشبيهات – كما هو حال هذه الأناجيل – فمن ذا الذي يجرؤ على الحديث عن انتفاء التحريفات والتغييرات التي أصابت هذه الأناجيل؟!.
إِن إِنجيل متى – على سبيل المثال – وهو الذي يتصدر أناجيل العهد الجديد – قد كتب أولاً بالآرمية لا بالعبرية .. ولقد ترجم إِلى اليونانية .. وضاع النص الأول وبقي الثاني»! (11).
وإِذا كانت الأناجيل قد مرت بمئات التغييرات – في الألفاظ ومن ثم في المعاني – عندما ترجمت مئات الترجمات إِلى مئات اللغات الأمر الذي يفتح الباب لدراسات مقارنة لهذه الاختلافات في ألفاظها ومعانيها. فإِننا – مراعاة للمقام – سنضرب على ذلك بعض الأمثلة:
أ) لقد ترجم إِنجيل مرقس ترجمة مصرية جديدة – ترجمة عربية – ومن يقارن هذه الترجمة بنظيرتها العربية الموجودة ضمن مجموعة «الكتاب المقدس» سيجد العديد من الاختلافات في كل صفحة من الصفحات! .. فأول سطر – آية – في الطبعة العربية التقليدية: «بدء إِنجيل المسيح ابن الله» .. نجدها في الترجمة العربية الجديدة: «هذه بداية بشارة يسوع المسيح ابن الله» .. فـ «بدء» أصبحت «هذه بداية» .. و «إنجيل» صارت «بشارة»! .. وفي الآية الثانية نجد أن: «كما هو مكتوب في الأنبياء» - في الطبعة العربية التقليدية – قد صارت: «وفقًا لما هو مكتوب في سفر إِشعيا النبي»! – في الترجمة العربية الجديدة.
وهكذا امتلأت كل صفحة من صفحات هاتين الطبعتين بالعديد من الاختلافات – في الإِنجيل الواحد، وفي اللغة الواحدة – فما بالنا بما أصاب هذا الإِنجيل وغيره من الاختلافات والتحريفات عبر مئات الترجمات إِلى مئات اللغات؟! (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
ب) لقد شهد عقد التسعينات من القرن العشرين ترجمات جديدة لنصوص العهدين القديم والجديد إِلى العديد من اللغات الحية، وقفت وراءها الحركات الأنثوية الغربية المتطرفة .. وتم في هذه الترجمات الجديدة «تحييد» الأسماء الكثيرة المذكرة في هذه النصوص، كي لا تكون الثقافة الدينية فيها «ثقافة ذكورية» - كما تقول هذه الحركات الأنثوية المتطرفة - .. أي أن التغييرات والتحريفات قد طالت حتى أسماء الله والأنبياء والقديسين!.
وهذه الترجمات الجديدة يتم الترويج لها والإِشاعة لثقافتها بواسطة قوى العولمة وما بعد الحداثة، عبر قارات العالم المعاصر!.
إِذن، فنحن أمام نصوص دينية لا تمتلك شيئًا من شروط «النص»، التي تعارف عليها علماء النصوص!.
إِننا إِذا نظرنا في افتتاحية إِنجيل لوقا – الإِصحاح الأول: 1 – 4 فنقرأ قول لوقا – تلميذ بولس -: «إِذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا. كما سلمها إِلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة، رأيت أنا أيضًا إِذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إِليك أيها العزيز ثاوفليس. لتعرف صحة الكلام الذي علمت به».
فنحن أمام نص يقول لنا: إِن كثيرين – وليسوا أربعة فقط – قد ألفوا أناجيل كثيرة، هي قصص عن ما سلمه الذين عاينوا .. ولوقا هذا قد كتب قصته – إِنجيله – ليصحح الكلام الذي كتبه الكثيرون من كُتَّاب الأناجيل الكثيرة!! .. وادعى أنه هو الذي تتبع كل شيء من الأول بتدقيق – رغم أنه من «التابعين»، وليس من صحابة المسيح – عليه السلام -!.
وإِذا كان كلام الله إِنما يستحق هذا الوصف – كلام الله – عندما يكون وحيًا مباشرًا لم يدخل فيه التأليف البشري والإِبداع الإِنساني .. فإِن هذه الأناجيل، التي كتبها بشر، والتي حفلت بالعديد من الاختلافات والتناقضات – كما ستأتي الإِشارات إِلى ذلك – لا يمكن أن تكون وحيا إِلهيًا، ولا أن تكون نص كلام الله .. وإِلا لجاز لنا – في الإِسلام – أن نطلق وصف «الوحي» و «كلام الله» على آلاف الكتب التي ألفت في سيرة رسولنا – عليه الصلاة والسلام -!.
هو شهادة شاهد من أهلها على حدوث الاختلافات والتحريفات والتناقضات – وحتى الشكوك في حقيقة كُتَّاب هذه الأناجيل - ..
فلقد جاء في (دائرة المعارف البريطانية) – وهي أوثق وأشهر دوائر المعارف في العالم المسيحي – جاء عن هذه الأناجيل الأربعة:
أ) إِنجيل متى: «إِن كون متى هو مؤلف هذا الإِنجيل أمر مشكوك فيه بجد (13) .. ومن المسلم به أن متى قد اعتمد في كتابه إِنجيله على إِنجيل مرقس، أول الأناجيل تأليفًا، حيث حوي 600 عدد من أعداد إِنجيل مرقس البالغة 621 عددا، أي 90 % من محتويات إِنجيل مرقس.
والسؤال الذي يتبادر إِلى الذهن: كيف يعتمد متى، وهو حواري المسيح الذي لازمه منذ البداية – منذ بداية دعوته – على إِنجيل كتبه مرقس، وهو تلميذ الحواري بطرس، أي من الجيل الثاني من أتباع المسيح؟!.
ب) إِنجيل مرقس: تقول عنه الموسوعة البريطانية: «في أفضل المخطوطات، فإِن الأعداد من 9 إلى 20 تعتبر عمومًا إِضافات متأخرة .. والأعداد الأخيرة – 16: 9 – 20 غير موجودة في بعض المخطوطات، ويوجد عوضًا عنها مقاطع أقصر في مخطوطات أخرى. وهناك خلاف حول تأليف مرقس لهذا الجزء» (14).
ج) إِنجيل لوقا: تقول عنه الموسوعة البريطانية: «إِن مؤلف هذا الإِنجيل يظل مجهولاً (15).
د) إِنجيل يوحنا: وهو الإِنجيل الوحيد الذي نص بكل صراحة على ألوهية عيسى، حيث نقل عن عيسى أنه قال: «أنا والآب واحد» - يوحنا 14: 9، «أنا في الآب والآب فيّ» - يوحنا 14: 10.
ويتعارض هذا الإِنجيل مع الأناجيل الأخرى في أمور مهمة جدًا وحاسمة، فهو يذكر أن المسيح صلب يوم 14 نيسان – (أبريل) – بينما يفهم من بقية الأناجيل أن الصلب كان يوم 15 نيسان، ولا يذكر يوحنا في إِنجيله تفاصيل رواية القربان المقدس – أو العشاء الأخير – التي أصبحت فيما بعد شعيرة من شعائر المسيحية، ولا يذكر أن المسيح تعمَّد بواسطة يوحنا المعمدان. وفي حين يفهم من إِنجيل يوحنا أن رسالة المسيح استغرقت ثلاثة أعوام، فإِنه يفهم من الأناجيل الأخرى أنها استغرقت عامًا واحدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوحنا هو الوحيد الذي ذكر أن عيسى أخبر تلاميذه، قبل صلبه أنه سيرسل «الفارقليط» وهذه الاختلافات المهمة – وغيرها كثير – جعلت الموسوعة البريطانية تورد قول الأسقف «بابياس» - المتوفى سنة 130 م – أي المعاصر لكتابة الأناجيل – عن وجود أكثر من يوحنا – يوحنا بن زبدي، الحواري .. ويوحنا آخر، هو الكاهن في أفسس.
وفي داخل الإِنجيل يفهم أنه كتب بواسطة حواري محبوب مجهول الأسم.
وبما أن الشواهد الداخلية والخارجية مشكوك فيها، فإِن الفرضية المطروحة لهذا العمل هي: أن إِنجيل يوحنا ورسائله حررت في مكان ما في الشرق، ربما في أفسس، كإِنتاج لمدرسة أو دائرة متأثرة بيوحنا في نهاية القرن الأول الميلادي (16).
والدليل السادس:
هو أن تاريخ كتابة هذه الأناجيل متأخر عن عصر المسيح – عليه السلام – وتاريخ وفاته.
فأقدم هذه الأناجيل – كما تذكر ذلك الموسوعة البريطانية – هو إِنجيل مرقس – الذي كُتب ما بين سنة 65 م وسنة 70 م – أي بعد ثلاثين عامًا من رفع المسيح – عليه السلام -.
وإِنجيل متى كتب ما بين سنة 70 م وسنة 80 م.
وإِنجيل لوقا كُتب سنة 80 م.
أما إِنجيل يوحنا فكُتب في نهاية القرن الميلادي الأول – أي سنة 100 م .. (17).
هذا إِذا سلمنا بأن كُتَّابها هم الذين نُسبت إليهم كتابتها! .. مع الأخذ في الاعتبار أن مرقس ولوقا لم يشهدا أحداث القصة التي كتباها .. وإِنما كتبا ما سمعاه شفهيًا من قصص تلك الأحداث، نقلاً عن الجيل السابق عليهما!.
وكما يقول الأسقف «بابياس» - المتوفى سنة 130 م – أي المعاصر لكتبة هذه الأناجيل -: «فإِن مرقس الذي كان ترجمانًا لبطرس، قد كتب القدر الكافي من الدقة التي سمحت بها ذاكرته ما قيل عن أعمال يسوع وأقواله، ولكن دون مراعاة للنظام، لأن مرقس لم يكن قد سمع يسوع، ولا كان تابعًا شخصيًا له، لكنه في مرحلة متأخرة .. قد تبع بطرس» (18).
وفي هذا النص الخطير للأسقف «بابياس» تصريح بأن مرقس قد كتب «ما سمحت به ذاكرته»، و «دون مراعاة للنظام» .. الأمر الذي ينفي نفيًا قاطعًا عن هذه النصوص النصرانية صفة الوحي الإِلهي .. فهي «ذكريات بشرية» أو مجرد «مذكرات»! ..
والدليل السابع:
ثم كيف ينتفى التحريف اللفظي عن هذه النصوص، وهناك مغايرة بين اللغة التي كان يعظ بها المسيح – عليه السلام – أي لغة الإِنجيل الذي جاء به .. وهي اللغة الآرامية – وبين اللغة الإِغريقية التي كتبت بها النسخ الأصلية لهذه الأناجيل؟! .. الأمر الذي جعل الرب «كانينجسر» R.P.Kanenengesser - الأستاذ بالمعهد الكاثوليكي بباريس – يقول: «لا يجب الأخذ بحرفية الأناجيل. إِنهم حفظوا منها نصيبًا، وإِنهم حرَّفوا النصيب الذي أُتوه، وأنه أعطى عيسى الإِنجيل، وقال في أتباعه مثل ما قال في اليهود: فهي كتابات ظرفية خصامية، حرر مؤلفوها تراث جماعتهم المسيحية».
كما كتب مؤلفو كتاب (الترجمة المسكونية للعهد الجديد) – وهم أكثر من مائة متخصص من الكاثوليك والبروتستانت – فقالوا: «لقد جمع المبشرون وحرروا، كل حسب وجهة نظره الخاصة، ما أعطاهم إِياه التراث الشفهي» (19).
والدليل الثامن:
إِن الأصول الأولى لكل الأناجيل – المشهورة والمعتمدة عند الكنائس المسيحية – قد فُقدت .. وأقدم المخطوطات لهذه الأناجيل الحالية يفصل بينها وبين المسيح وعصر من نسبت إِليهم هذه الأناجيل ما يقرب من ثلثمائة عام! ..
وبشهادة الموسوعة البريطانية: «فإِن جميع النسخ الأصلية للعهد الجديد التي كتبت بأيدي مؤلفيها الأصليين قد اختفت، وأن هناك فاصلاً زمنيًا لا يقل عن مائتين أو ثلثمائة سنة بين أحداث العهد الجديد وتاريخ كتابة مخطوطاته الموجودة حاليًا» (20).
وبعبارة دكتور موريس بوكاي: «فإننا لا نملك أي شهادة لشاهد عيان لحياة المسيح، وهذا خلافًا لما يتصوره كثير من المسيحيين» (21).
والدليل التاسع:
(يُتْبَعُ)
(/)
وغير فقد المخطوطات الأصلية للأناجيل واختفائها .. ووجود فجوة زمنية تبلغ مئات السنين بين الأصول الأولى للأناجيل وبين المخطوطات التي أخذت عنها هذه الأناجيل الحالية .. فوق كل هذا فإِن هناك أكثر من مائة وخمسين ألفًا (000ر150) من مواضع الاختلاف بين المخطوطات التي طبعت منها الأناجيل المتداولة الآن!! .. وهذه الاختلافات ليست بين مخطوطات الأناجيل المختلفة فقط، بل وفي مخطوطات الإِنجيل الواحد!.
.. وبنص عبارة الموسوعة البريطانية: «فإِن جميع نسخ الكتاب المقدس، قبل عصر الطباعة تظهر اختلافات في النصوص .. وإِن مقتبسات آباء الكنيسة من كتب العهد الجديد، والتي تغطيه تقريبًا، تظهر أكثر من مائة وخمسين ألفًا من الاختلافات بين النصوص» (22).
وهذه الحقيقة، التي أشارت إِليها الموسوعة البريطانية – حقيقة الاختلافات بين نصوص الأناجيل التي اقتبسها الآباء – آباء الكنيسة – وبين صورة هذه النصوص في الأناجيل الحالية .. عليها شواهد ونماذج كثيرة.
فلقد كان انتقال التبشير بالمسيحية من الإِطار الإِسرائيلي – الذي بُعث إِليه المسيح – إِلى إطار الأمم، سببًا في تغيير وتعديل نصوص الأناجيل لتلائم التبشير بين الأمم، وذلك بحذف الكلمات التي تشير إِلى اختصاص النصوص ببني إِسرائيل، أو تشير إلى تراثهم.
وفي كتاب (الدسقولية: تعاليم الرسل) – الذي وضعه الآباء الأُول – أدلة على اختلاف النصوص – التي اقتبسها الآباء في هذا الكتاب – عنها في الأناجيل الحالية.
ففي النص الذي اقتبسته (الدسقولية) من إِنجيل متى يقول المسيح – عليه السلام -: «مكتوب في الناموس: لاتزن» .. «وأنا أقول لكم: إِني أنا الذي نطقت بالناموس من فم موسى».
فهو هنا يخاطب اليهود – قوم موسى – الذين يعرفون الناموس – الشريعة التي جاء بها موسى – ولذلك يستخدم المصطلحات المعروفة لهم، والتي تشير إِلى المواريث الدينية التي يعرفونها.
فلما انتقل التبشير بالإِنجيل إِلى الأمم – خارج الفضاء اليهودي – أدخلت على ذات الإنجيل – إِنجيل متى – التغييرات والتعديلات والتحريفات التي تجعله مناسبًا للأمم، وغير خاص باليهود وتراثهم.
فبدلاً من «مكتوب في الناموس لا تزن» أصبح النص – في الإِنجيل الحالي -: «قد سمعتم أنه قيل للقدماس: لا تزن».
فحذف مصطلح «الناموس» .. وحذفت الإِشارة إِلى «موسى» والناموس الذي نطق به فمه، حتى يصبح «الكلام» مقبولاً من الأمم، وغير خاص باليهود وتراثهم الديني.
وفي نص آخر: اقتبست (الدسقولية) من إِنجيل متى – في زمن مبكر – قول المسيح – وهو يخاطب اليهود -:
«إِن كل من نظر إِلى امرأة صاحبة ليشتهيها يزني بها في قلبه».
فلما انتقل التبشير بالإِنجيل إِلى الأمم – خارج الإِطار اليهودي – تغير النص إِلى: «إِن كل من نظر إِلى امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه» - متى 5: 27، 28.
فحذفت كلمة «صاحبة» التي كانت تخصص التحريم باشتهاء اليهودية فقط، دون غيرها .. وذلك ليكون النص – المعدل والمحرف – خاليا من العنصرية اليهودية التي تحصر التحريم في اشتهاء اليهودية وحدها. وليكون النص – المعدل – خطابًا صالحًا لعموم الأمم، لا لليهود وحدهم! ..
وفي نص ثالث نقلته (الدسقولية) – في مرحلة مبكرة – عن إِنجيل متى -:
«فلأجل هذا قال الرب:
تشبَّهوا بطيور السماء، فإِنها لا تزرع، ولا تحصد، ولا تخزن في الأهراء، وأبوكم السماوي يقوتها، ألستم أنتم أفضل منها؟ فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل وماذا نشرب لأن أباكم عارف بحاجتكم إِلى هذا كله)).
فإِذا رجعنا إِلى هذا النص في النسخة الحالية من إِنجيل متى، نجده هكذا:
«انظروا إِلى طيور السماء، إِنها لا تزرع، ولا تحصد، ولا تجمع إِلى مخازن، وأبوكم السموى يقوتها، ألستم أنتم بالحرى أفضل منها؟.
«ومن منكم إِذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة؟ ولماذا تهتمون باللباس؟.
تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو، لا تتعب، ولا تغزل، ولكن أقول لكم: إِنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها، فإِن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم، ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا، أفليس بالحرى جدًا يلبسكم أنتم يا قليلي الإِيمان»؟
(يُتْبَعُ)
(/)
«فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل،أو ماذا نشرب، أو ماذا نلبس، فإِن هذه كلها تطلبها «الأمم» «لأن أباكم السموى يعلم أنكم تحتاجون إِلى هذه كلها» - متى: 6: 25 – 32.
وبالمقارنة بين النص كما اقتبسته (الدسقولية) – في مرحلة مبكرة – وبين النص كما هو عليه في الصورة الحالية لإِنجيل متى، نجد:
1 – إِنه قد تم توسيع النص القديم في النسخة الحالية بإِضافة ما يوازي ضعف حجمه الأصلي.
2 – وأن الجزء المضاف يتعلق بعنصر لم ترد الإِشارة إِليه في النص القديم، وهو عنصر «اللباس».
3 – وأن الصورة الحالية للنص قد حفلت بالصور والمؤثرات الوجدانية، والتمثيل بزنابق الحقل – وهي الصور التي خلا منها النص القديم.
4 – كما أشار النص الحالي – المعدل – إِلى «الأمم» في سياق يتم عن اهتمام الآب السموى بكل الأمم، وأنه لا يقتصر على شعب بعينه، مما يناقض العنصرية اليهودية، ولم يكن ذلك في النص القديم.
هوامش:
10ـ (دائرة المعارف البريطانية) المجلد الثاني ص 955.
11ـ د. ميشال الحايك (المسيح في الإٍسلام) ص 124 – هامش (46) طبعة بيروت سنة 2004 م.
12ـ قارن إنجيل مرقس – طبعة دار الكتاب المقدس، ضمن مجموعة العهد القديم والجديد – بالطبعة العربية التي ترجمتها لجنة مكونة من: زكي شنوده، د. مراد كامل، د. باهور لبيب، حلمي مراد – برئاسة الأنبا غريغوريوس – طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1975 م.
13ـ المجلد 6 ص 697.
14ـ المصدر السابق. المجلد الثاني ص 951، 953.
15ـ المصدر السابق. المجلد الثاني. ص 954.
16ـ المصدر السابق. المجلد الثاني. ص 955.
17ـ المصدر السابق. المجلد الثاني. ص 953 – 955. وانظر كذلك: محمد السعدي (حول موثوقية الأناجيل والتوراة) ص 15 – 24 طبعة طرابلس – ليبيا – سنة 1986 م.
18ـ د. أحمد عبد الوهاب (المسيح في مصادر العقائد المسيحية) ص 51 – طبعة مكتبة وهبة – القاهرة سنة 1978 م.
19ـ د. موريس بوكاى (دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة) ص 78 طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1977 م – والنقل عن (حول موثوقية الأناجيل والتوراة) ص 29.
20ـ (الموسوعة البريطانية) المجلد الثاني. ص 941.
21ـ (دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة) ص 11.
22ـ الموسوعة البريطانية. المجلد الثاني. ص 941.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 12:25]ـ
رابط الحلقة الرابعة
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22515
ـ[شتا العربي]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 12:34]ـ
تقرير علمي (5) ـ تناقضات واختلافات
د. محمد عمارة | 26 - 12 - 2009 23:48
وهكذا يتبين أن الإِنجيل قد كتب أكثر من مرة، وتعدلت صياغته لاعتبارات عديدة تاريخية ومعنوية، وأضفى عليه كاتبوه صورًا ومعاني ومؤثرات لم تكن به من قبل، نتيجة خبراتهم، وقراءتهم، واستماعاتهم، وطبيعة جمهورهم الذي يبشرونه بهذا الإِنجيل، ثم وضعوا كل هذا الذي ابتدعوه على لسان المسيح – عليه السلام -! (23).
وهكذا صاحب التحريف التطورات التي طرأت على مسيرة التبشير بالنصرانية .. حتى لقد أصاب العالم والفيلسوف المعتزلي القاضي عبد الجبار بن أحمد (415 هـ - 1024 م) عندما قال عن النصرانية التي زرعها بولس في الدولة الرومانية .. والتي طوعها للوثنية الرومانية .. قال – في عبقرية:
«إِن النصرانية عندما دخلت روما، لم تتنصر روما، ولكن النصرانية هي التي تروَّمت»!.
وغير الاختلافات والتناقضات في الأناجيل .. هناك كثرتها – بينما المفترض أن المسيح قد بشر بإِنجيل واحد.
فهناك – غير الأناجيل الأربعة .. التي تقرر اعتمادها من قبل «الدولة الرومانية» .. وليس من قبل الله، الذي أوحى بالإِنجيل إِلى عيسى .. هناك أناجيل كثيرة جدا .. منها – على سبيل المثال -:
إِنجيل متى – غير الإِنجيل الشهير بهذا الاسم.
وإِنجيل مرقوس.
وإِنجيل نيقوديموس.
وإِنجيل يعقوب.
وإِنجيل لوقا – في نصه اللاتيني.
وإِنجيل لوقا – في نصه السرياني.
وإِنجيل الطفولة – في نصه الأرمني.
وإِنجيل طفولة سيدنا – في نصه الأرمني.
وإِنجيل طفولة سيدنا – في نصه العربي.
وإِنجيل توماس – الذي ذهب يبشر في أرض بابل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإِنجيل فيلبس – الذي ذهب يبشر في القيروان وقرطاجنة.
والنص العربي القديم لقصة يوسف النجار (24).
فإِذا أضفنا إلى هذه الأناجيل:
إِنجيل برنابا.
وإِنجيل يهوذا.
وإِنجيل العبريين.
وإِنجيل الناصريين.
وإِنجيل الحقيقة.
وكذلك الأناجيل التي اكتشفت ضمن «مخطوطات نجع حمادي» - في صعيد مصر – سنة 1947 م، وفيها 53 نصا .. وتقع في 1153 صفحة .. والتي جمعت في 13 مجلدا – وهي التي يرجع تاريخ كتابتها إِلى ما قبل كتابة الأناجيل الأربعة المشهورة بعشرين عاما – ومنها:
إِنجيل مريم المجدلية.
وإِنجيل فليب.
وإِنجيل بطرس.
وإِنجيل المصريين.
إِذا علمنا هذا العدد غير المحصور للأناجيل .. والذي وصل في الموسوعة الأمريكية إِلى ستة وعشرين إِنجيلا .. ووصل بعض الدراسات إِلى مائة إِنجيل!! .. ظلت شائعة ومعتمدة لدى طوائف نصرانية كبيرة وكثيرة حتى القرن الرابع الميلادي – عندما قرر مجمع نيقية سنة 325 م إِلغاء الأناجيل التي لا تقول بألوهية المسيح! .. (25).
إِذا علمنا ذلك، رأينا حقيقة غيبة الموثوقية عن هذه الأناجيل – التي هي قصص .. وتدوين لثقافة شفهية .. والتي اعتمد الرومان أربعة منها، فرضوها بقوة الدولة على المخالفين!.
والدليل الحادي عشر:
هو الكم الهائل من التناقضات والاختلافات التي شاعت وانتشرت حتى في الأناجيل الأربعة الشهيرة والمعتمدة .. تلك التي قررت الموسوعة البريطانية أن في مخطوطاتها أكثر من 000ر150 تناقض.
وإِذا نحن شئنا ضرب الأمثال – بعض الأمثال – على هذه التناقضات التي تمتلئ بها هذه الأناجيل الأربعة، حول سيرة المسيح ووقائعها – فإِننا واجدون – على سبيل المثال، لا الحصر:
ففي إِنجيل متى 1: 19 – 21 أن الملاك جاء ببشارة حمل المسيح وولادته إِلى يوسف النجار.
أما في لوقا 1: 26 – 31 فإِن البشارة جاءت إلى مريم العذراء.
وفي متى 2: 19 – 20 أن هيرودس مات ويسوع صبي لم يره.
أما في لوقا 23: 8 فإِن هيرودس رأى يسوع وفرح جدا.
وفي متى 2: 3 أن أحدا في أورشليم لم يعلم بولادة المسيح إِلا بعد مجيء المجوس.
أما في لوقا 2: 25 – 38 فإِن الكثيرين من أهل أورشليم قد علموا بولادته من بنية حنة بنت فنوئيل.
وفي متى 2: 1 – 3 أن هيرودس تربص بيسوع.
أما في لوقا 2: 25 – 38 فإِنه لم يتربص بيسوع.
وفي متى 1: 1 – 17 أن المسيح من أولاد سليمان بن داود.
أما في لوقا 3: 23 – 38 فإِنه من نسل ناثان بن داود.
وفي متى نجد في أسلاف المسيح – من داود إِلى المسيح – 28 سلفا.
بينما نجدهم عند لوقا 41 سلفا.
وفي متى 26: 1 – 2 نجد مدة دعوة المسيح ورسالته سنة واحدة.
وكذلك في مرقس 14: 1.
وكذلك في لوقا 22: 1.
لكننا نجد هذه المدة في يوحنا 2: 13 – 14 عامان.
وفي لوقا 9: 53 – 56 نجد المسيح قد جاء يدعو للسلام.
وفي نفس الإِنجيل – بموضع آخر 12: 49 – 51 نجده قد جاء يدعو للانقسام والحرب «جئت لألقى نارا على الأرض .. أتظنون أني جئت لأعطي سلاما على الأرض، كلا أقول لكم بل انقساما».
ويؤرخ يوحنا 1: 29 – 49 دعوة المسيح باليوم التالي لمجيئه من عند يوحنا المعمدان.
بينما يؤرخ مرقس 1: 12 – 20 الدعوة بعد أربعين يوما من التعميد والتجريب.
وفي متى 4: 12 – 19 أن المسيح دخل كفر ناحوم قبل دعوة بطرس وأندراوس.
بينما في مرقس 1: 6 أن ذلك كان بعد دعوة بطرس وأندراوس.
وفي تلاميذ المسيح، اتفقت الأناجيل الأربعة على خمسة أسماء: 1 – سمعان، 2 – وأندراوس، 3 – وفيلبس، 4 – ويوحنا، 5 – ويهوذا الإِسخريوطي.
لكن هذه الأناجيل اختلفت في تسعة أسماء – فيكون المجموع أربعة عشر تلميذا.
والأسماء في متى 10 – 2 – 4 وفي مرقس 3: 14 – 19 وفي لوقا 6: 13 – 16 وفي يوحنا 1: 40 – 45.
وفي موعظة الجبل يتناقض إِنجيل متى مع نفسه .. ففي 5: 17 أن المسيح جاء ليكمل الناموس لا لينقضه .. بينما في 5: 31 – 32، 38، 39 أنه جاء فنقض الناموس وغير أحكامه.
وفي متى 12: 46 – 48 أن الذين قالوا للمسيح – بعد النزول من الجبل – إِن أمه وإِخوته – في الخارج – يطلبون أن يكلموه، واحد.
بينما في مرقس 3: 31 – 33 أنهم الجميع.
وفي متى 13: 2 – 3 أن المسيح تكلم بالأمثال بعد هيجان البحر.
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما في مرقس 4: 2 أنه كان قبل هيجان البحر.
وفي متى 20: 29 – 34 أن الذين شفاهم المسيح من العمى – بعد خروجه من أريحا – اثنان، ولمس أعينهما.
أما في مرقس 10: 46 – 52 فهو واحد، ولم يلمس عينه.
وفي متى 15: 29 – 30 أن المسيح قد شفى – عند بحر الجليل – جمعا من الخرس.
وفي لوقا 8: 49 أن الذي أبلغ يسوع عن حالة ابنة رئيس المجمع واحد.
وفي مرقس 5: 35 أنهم جمع.
وفي متى 9: 18 أن البنت كانت قد ماتت.
وفي نفس السفر – من نفس الإِنجيل – 24 أنها كانت نائمة.
وفي متى 14: 15 – 21 أن الذين أكلوا من الأرغفة الخمسة والسمكتين كانوا خمسة آلاف رجل، ما عدا النساء والأولاد.
بينما العدد في مرقس 6: 35 – 44 نحو خمسة آلاف رجل .. وهو عددهم في لوقا 9: 12 – 17 أي لم يكن هناك نساء ولا أولاد.
وفي تاريخ العشاء الأخير .. نجده عند متى 26: 1 – 17 قبل عيد الفصح والإِفطار بيومين.
ولكن يوحنا يجعله قبل الفصح بستة أيام.
وهناك اختلاف في مكان العشاء الأخير .. ففي متى 26: 6، 19 – 21 أنه كان في بيت سمعان الأبرص .. وعند يوحنا 12: 1 - 3 أنه كان في بيت مريم ومرثا ولعازرا، في بيت عنيا.
وفي متى 26: 18 – 19 أن التلاميذ جميعا قد أعدوا العشاء الأخير.
وفي مرقس 14: 12 – 16 أن الذي أعده تلميذان.
وفي متى 26: 27 – 28 أن المسيح شرب في العشاء الأخير كأسا واحدة.
وفي لوقا 22: 17 – 20 أنه شرب كأسان.
وفي ميعاد الصلب خلاف .. ففي مرقس ومتى ولوقا: كان يوم الجمعة .. مرقس 14: 1 – 53 وعند يوحنا 13: 1 – 38، 19: 30 كان يوم الخميس.
وفي مرقس 8: 34 – 35 نجد المسيح يطلب من تلاميذه أن يقدموا أنفسهم للموت كما فعل هو.
وفي متى ك26: 38 – 42 نجد المسيح ينهى عن حمل السلاح.
وفي لوقا 22: 35 – 36 يأمر بحمل السيوف.
وفي تقييم المسيح لبطرس خلاف. ففي متى 16: 18 لا يمكن دخول الشيطان في بطرس.
وفي نفس متى 16: 23 يصف المسيح بأنه شيطان.
وفي لوقا 22: 54 – 71، 23: 1 – 5 أن محاكمة المسيح كانت في اليوم التالي للقبض عليه، وفي بيت رئيس الكهنة.
وفي مرقس 14: 53 – 58 أن المحاكمة كانت في نفس يوم القبض عليه، وأمام مجمع اليهود.
وفي لوقا 23: 11 أن الجنود الذين سخروا من المسيح أثناء محاكمته هم جنود هيرودس.
أما في مرقس 15: 15 – 20 فهم جنود بيلاطس.
وفي مرقس 15: 21 – 22 .. وفي متى 27: 32 أن سمعان القيرواني هو الذي حمل الصليب إِلى موضع جمجمة.
وفي يوحنا 19: 17 أن المسيح هو الذي حمل الصليب.
وفي لون رداء المسيح عند المحاكمة خلاف .. ففي متى 27: 27 – 29 كان لونه قرمزيا.
أما في مرقس 15: 17 فلونه أرجواني.
وفي مرقس 15: 27، 32 أن المسيح صلب معه لصان.
وفي لوقا 23: 39 – 43 أنه لص واحد.
وفيما قال المسيح، وهو على الصليب، خلاف.
ففي مرقس 15: 34 أنه «صرخ بصوت عظيم قائلا: ألوى ألوى لم شبقتنى؟» أي إِلهي لماذا تركتني؟!.
وفي لوقا 23: 46 و «نادى يسوع بصوت عظيم وقال: يا أبتاه، في يديك أستودع روحي، ولما قال هذا أسلم الروح».
وفي يوحنا 19: 30 «فلم أخذ يسوع الخل قال: قد أكمل، ونكس رأسه وأسلم الروح».
وفي مرقس 15: 25 أن الصلب كان في الساعة الثالثة يوم الجمعة.
وفي يوحنا 19: 14 – 18 أنه كان في الساعة السادسة يوم الجمعة.
وفي توقيت زيارة النساء لقبر المسيح خلاف ..
فهو في مرقس 16: 2 «إِذا طلعت الشمس».
وهو في يوحنا 20: 1 «والظلام باق».
وفي متى 28: 2 – 5 رأت النساء الملاك جالسا على الحجر عند القبر.
وفي مرقس 16: 5 لم تر النساء الملاك جالسا على الحجر.
وفي متى 28: 1 أن النساء كن اثنتان.
وفي مرقس 16: 1 – 2 أنهن كن ثلاث نساء.
وفي مرقس 16: 5 أن النساء رأين شابا جالسا عند القبر.
وفي متى 28: 2 أنهن رأين ملاكا جالسا على الحجر.
وفي لوقا 24: 3 أنهن رأين رجلين واقفين.
وفي يوحنا 20: 12 أنهن رأين ملاكين جالسين.
وفي لوقا 24: 46 أن يسوع هو الذي أقام نفسه من الموت.
وفي أعمال الرسل 4: 10 أن الله هو الذي أقامه من الأموات.
وفي عدد مرات ظهور يسوع للتلاميذ بعد القيامة خلاف ..
ففي متى 28: 16 – 17 أنها مرة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي يوحنا 20: 19، 26 أنهما مرتان.
وفي نفس يوحنا 21: 1 – 14 أنها ثلاث مرات.
وفي مرقس 16: 9 – 10 أن يسوع ظهر أول ما ظهر، بعد قيامته، لمريم المجدلية.
وفي لوقا 24: 13 أنه ظهر لاثنين متوجهين لقرية عمواس.
وفي زمان ومكان صعود المسيح إِلى السماء خلاف ..
ففي لوقا 24: 1 – 52 أنه كان في أيام الفصح، من بيت عنيا .. خلال 24 ساعة من خروجه من القبر.
وفي أعمال الرسل 1: 3 – 9، 12 أنه كان من جبل الزيتون، بعد 40 يوما من خروجه من القبر.
وفي يوحنا 3: 13 أن المسيح وحده هو الذي صعد إِلى السماء .. «وليس أحد صعد إِلى السماء إِلا الذي نزل من السماء ابن الإِنسان الذي هو في السماء».
وفي الملوك الثاني 2: 11 أن إِيليا صعد إلى السماء .. «وفيما هما يسيران ويتكلمان إِذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إِيليا في العاصفة إِلى السماء».
وفي التكوين 5: 24 أن أخنوخ صعد إِلى السماء .. «وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد، لأن الله أخذه».
وفي المقصد من مجيء المسيح خلاف.
ففي يوحنا 9: 39 أنه جاء ليدين العالم.
وفي نفس يوحنا 12: 47 – 48 أنه لم يأت ليدين العالم .. «لأني لم آت لأدين العالم، بل لأخلص العالم».
وفي ألوهية المسيح خلاف ..
ففي يوحنا 20: 17 يقول المسيح لمريم المجدلية: «إِني أصعد إِلى أبى وأبيكم وإلهي وإِلهكم».
أما في رسالة بولس إِلى أهل رومية 9: 5 فيقول بولس: «ولهم الآباء، ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إِلها مباركا إِلى الأبد».
وفي مساواة المسيح للآب خلاف.
ففي يوحنا 10 30 «أنا والأب واحد».
وفي نفس يوحنا 14: 28 يقول المسيح: «لأني قلت أمضى إِلى الآب، لأن أبى أعظم مني».
وفي نفس يوحنا 17: 3 «وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإِله الحقيقي وحدك ويسوع الذي أرسلته».
وفي مرقس 12: 28 – 29 «الرب إِلهنا إِله واحد».
وفي لوقا 18: 19 «ليس أحد صالحا إِلا واحد وهو الله».
وفي متى 9: 9 دليل على أن متى كاتب الإِنجيل ليس هو متى الحواري .. فهو يتحدث عن متى الحواري بضمير الغائب: «وفيما يسوع يجتاز من هناك، رأى «يسوع» له «متى» اتبعني، فقام «متى» وتبعه».
* * *
تلك مجرد إِشارات لنماذج من التناقضات التي تكشف عن أن هذه الأناجيل هي في الحقيقة «مجمع» للاختلافات والتناقضات .. الأمر الذي يحيل ويستحيل – معها – أن تكون ممثلة لكلمات الله .. ولوحيه الذي أنزل على المسيح – عليه السلام.
لذلك كله، كان حديث القرآن الكريم عن إِنجيل عيسى – الذي هو ذكر من الله .. وفيه هدى ونور .. هو حديث عن إِنجيل لا وجود له الآن.
وكان حديثه – أيضا – عن هذه الأناجيل التي كتبها النصارى بأيديهم .. فنسوا فيها حظا مما جاء به المسيح – عليه السلام – وساروا في ذلك على خطى اليهود في التحريف لكلمات الله .. فقال القرآن الكريم:
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة: 13، 14]
هذا عن التحريف .. الذي وقع للتوراة والإِنجيل ..
والذي شهدت به وعليه وقائع هذه الكتب .. والعلماء الخبراء من أهلها .. كما شهد به القرآن الكريم.
والذي، رغم ذلك، ينفيه وينكره مؤلف هذا «المنشور التنصيري»!.
بل لقد ذهب كات هذا «المنشور التنصيري» - ص 32 – فكذب ودلس وافترى على الإِمام الفخر الرازي، بأنه يقول بتواتر روايات النصارى للإِنجيل – كما سيأتي تفصيل الحديث عن هذا الكذب والتدليس والافتراء في نهاية هذا الحوار مع كاتب هذا «المنشور» (26).
هوامش:
23ـ حسنى يوسف الأطير «عقائد النصارى الموحدين بين الإسلام والمسيحية» ص 137، 138 – طبعة مكتبة النافذة – القاهرة سنة 2004 م (وهو ينقل عن «الدسقولية تعاليم الرسل» نشرة: حافظ داود، ثم القمص مرقس داود .. ثم د. وليم سليمان قلادة».
24 ـ كتاب «المسيح في الإسلام» للدكتور ميشال الحايك.
25ـ «المسيح في مصادر العقائد المسيحية» ص 37، 38 والنقل عن «حول موثوقية الأناجيل والتوراة» ص 33.
26ـ لمزيد من نماذج ووقائع التناقضات والتحريفات في «الكتاب المقدس» انظر: عبد السلام محمد عبد الله «هل الكتاب المقدس معصوم؟» طبعة مكتبة النافذة – القاهرة سنة 2997 م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 12:34]ـ
رابط الحلقة الخامسة
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22575
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 01:41]ـ
تقرير علمي (6) ـ المسيحية ديانة موحدة
د. محمد عمارة | 27 - 12 - 2009 23:39
وفي الفصل الثالث من هذا الكتاب .. وتحت هذا العنوان .. ادعى كاتب هذا «المنشور التنصيري» أن «كلمة الله .. التي هي المسيح، تعنى «عقل الله» وقدرته على إِعلان ذاته وتنفيذ إِرادته» .. فالكلمة هي العقل – اللوجس.
وفي الحوار مع هذه الدعوى نقول:
إِذا كان المسيح هو كلمة الله .. وإِذا كانت الكلمة – المسيح - «تعني العقل الإِلهي وقدرته على إِعلان ذاته وتنفيذ إِرادته».
وإِذا كان المسيح – الكلمة .. العقل – قد ولد من مريم .. فهل قبل المسيح كان الله بلا عقل وبلا قدرة على إِعلان ذاته وتنفيذ إِرادته؟!.
وإِذا قيل: إِن عقل الله اتحد بالمسيح – أي بالناسوت – في رحم مريم .. فهل دخل الله بعقله في رحم مريم؟! .. أم دخل عقله وحده رحم مريم، وبقي الله بلا عقل؟! .. وإِذا كان الله قد اتحد بالمسيح في رحم مريم – اتحاد اللاهوت والناسوت – فهل كان الله يدب الكون، ويعلن ذاته وينفذ إِرادته من داخل رحم مريم؟!.
وإِذا كان الثلاثة – الآب .. والابن .. والروح القدس – هم واحد – لا ثلاثة – مثل حرارة الشمس .. وضوئها، المتحدان بها – كما يحلو لهم التمثيل بذلك في تفسير «وحدة الثالثوث» .. فإِن الضوء وحده لا تقوم بوظيفة الشمس .. وإِنما لابد من مكونات الشمس: الضوء .. والحرارة .. وغيرها للقيام بوظائف الشمس.
لكن المسيحيين يجعلون المسيح إِلها كاملا يقوم بكل وظائف الإِله، حتى لقد جعلوه بديلا للآب .. فهو – عندهم – خالق كل شيء .. وبه كان كل شيء .. وبدونه لم يكن شيء .. وهو الألف والياء .. وبذلك سقط «تسويق» وحدة الثالوث، بالقياس على مكونات الشمس.
لقد تجاوزوا التثليث وتعدد الآلهة إِلى الشرك، الذي حل فيه المسيح محل الله – الآب.
ولقد سبق للإِمام الفخر الرازي أنه سد الطريق على النصارى في هذا التخريج الذي حاولوا به جمع المتناقضات – التثليث والتوحيد – وذلك عندما عرض مذهبهم هذا فقال:
«إنهم يقولون: إِن أقنوم الكلمة اتحد بعيسى عليه السلام، فأقنوم الكلمة إما أن يكون ذاتا أو صفة، فإِن كان ذاتا فذات الله قد حلت في عيسى واتحدت بعيسى، فيكون عيسى هو الإِله على هذا القول.
وإِن قلنا: إِن الأقنوم عبارة عن الصفة، فانتقال الصفة من ذات إِلى ذات أخرى غير معقول.
ثم، بتقدير انتقال أقنوم العلم عن ذات الله تعالى إِلى عيسى يلزم خلو ذات الله عن العلم، ومن لم يكن عالما لم يكن إِلها .. » (27).
أما كون المسيح – في القرآن الكريم - «كلمة الله»:
{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: 171].
فمعناها: خلق الله .. فكلمات الله لا نهائية .. أي خلقه ومخلوقاته.
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [لقمان: 27 - 28]، {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} [الكهف: 109]. فلكلمات الله هي خلقه .. ووحيه .. وقضاؤه.
وأما كون المسيح – في القرآن – هو روح من الله.
{وَرُوحٌ مِّنْهُ} [النساء: 171].
فإِنها لا تعني ألوهيته .. فلقد نفخ الله – سبحانه وتعالى – في آدم من روحه .. ولم يقل أحد إِن آدم قد صار إِلها بسبب احتوائه على روح من الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} [السجدة: 9]، {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29]. ثم .. إِن هذا القرآن الكريم – الذي يستشهد به هذا الكتاب، في هذه المواطن، وبهذه الآيات، ليوهم قراءه انحياز القرآن لعقائد النصرانية في ألوهية المسيح .. إِن هذا القرآن هو ذاته الذي نفى نفياقاطعا ألوهية المسيح وبنوته لله، وحكم على من قال ذلك بالكفر والشرك.
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 72 – 77].
هذا هو القرآن، الذي يحاول كاتب هذا «المنشور التنصيري» أن يستشهد به .. يعلن أن المسيح: كلمة الله .. أي خلقه .. نفخ فيه من روحه .. كما نفخ في آدم من روحه .. وأنه – المسيح – عبد الله ورسوله، كالخالين من الرسل .. وأن الذين ألهوه، وقالوا بالتثليث قد كفروا بالوحدانية .. وسقطوا في مستنقع الإِشراك بالله الواحد الأحد.
وأما تفويض القرآن الكريم للمسيح – عليه السلام – معجزات الخلق.
{أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: 49].
فهو معجزة بإِذن الله، وليست خلقا ابتدائيا كخلق الله.
وكذلك شفاؤه للمرضى .. وإِحياؤه للموتى .. هو إِعجاز بإِذن الله:
{وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: 49].
فهو إعجاز يظهره الله على يديه، وليس ثمرة لألوهيته .. وإِلا كان شريكا لله في الخلق والإِحياء والإِماتة .. والشراكة تعنى الشرك لا التوحيد .. ثم إِنه هو – المسيح – مخلوق لله، بإِعجاز دون إِعجاز خلق آدم – عليهم السلام.
واستدلال الكتاب بآية سورة الزخرف:
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [الزخرف: 61].
استدلاله بجعل القرآن المسيح من علامات الساعة .. يتجاهل أن هذه الآية مسبوقة بالآية 59 التي تقول:
{إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ} [الزخرف: 59].
فهو عبد الله ورسوله .. جعله آخر أنبياء بني إسرائيل .. وعلامات الساعة – كل علاماتها – مخلوقة لله الواحد الأحد .. وليس من بينها علامة تشارك الله في الألوهية والخلق .. ولم يقل عاقل إِن علامات الساعة – وهي كثيرة – هي آلهة مع الله!.
وميلاد المسيح بلا أب بشري، لا يعني ألوهيته .. وإلا لكان آدم – عليه السلام – أولى بذلك .. فلقد خلق دون أب ولا أم .. إِنهم خلق الله .. وكلمات الله .. خلقوا بقدرة الله الواحد الأحد:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59].
فهو معجزة، خلقه الله دون أب .. والإِعجاز في خلقه أقل من الإِعجاز في خلق آدم .. ولذلك عبر القرآن الكريم بلفظ: «كمثل آدم» .. والمشبه «خلق آدم» لم يبلغ – في الإِعجاز – مبلغ المشبه به «خلق آدم».
(يُتْبَعُ)
(/)
وإِذا كان المسيح قد جاء بمعجزات كثيرة، فإِنما كان ذلك لغلاظة القلوب والعقول في بني إسرائيل والرقاب في بني إِسرائيل .. وإِلا فتكفى للداعي معجزة واحد تتم بها المفارقة للواقع والخرق لقوانينه، والتحدي المعجز، المعلن عن صدق الرسول.
ثم إِن المسيح – عليه السلام – قد تألم .. وبكى .. وصرخ .. واستغاث .. وهي من نواقص البشر الممتازين – فضلا عن الأنبياء – وإِن تكن نواقص خارجه عن نطاق التبليغ عن الله.
وقبل كل هذا وبعده .. فإِن مصدر عقائد المسيحية في ألوهية المسيح، وبنوته لله، وصلبه .. مصدرها الأناجيل، التي ثبت – بالعقل والنقل واستقراء واقعها – افتقارها للشروط الضرورية التي تجعلها مصدر صد لنظرية اجتماعية أو فلسفية، فضلا عن أن تكون مصدر صدق لدين من الأديان.
إِن ألوهية المسيح .. وبتوته لله:
ترفضها أسفار العهد القديم .. وترفضها اليهودية .. التي جاء المسيح – عليه السلام – ملتزما بشريعتها وعقيدتها .. ومضيفا إِليها «التعاليم».
ويرفضها القرآن الكريم .. والإِسلام .. ويعدها شركا بالله وكفرا بوحدانيته.
وإذا كانت الأناجيل – التي ذكرت في دوائر المعارف والموسوعات والدراسات المسيحية، قد وصل عددها إِلى مائة إِنجيل .. فإِنه لم يقل بألوهية المسيح، من بين تلك الأناجيل المائة، سوى إِنجيل واحد هو إِنجيل يوحنا!!.
فهل من الجائز: والمعقول أن تهمل كل الأناجيل الأخرى الإِشارة إِلى هذه العقيدة المحورية – الألوهية وطبيعة الإِله – وينفرد بها إِنجيل واحد – من بين مائة إِنجيل؟!.
بل لقد أنكرت هذه العقيدة – ألوهية المسيح – كثير من هذه الأناجيل، التي قالت إِن المسيح مخلوق، كان بعد أن لم يكن، وهو عبد الله ورسوله.
بل لقد ظلت هذه العقيدة – القائلة إِن المسيح هو عبد الله ورسوله – العقيدة السائدة في النصرانية إِبان القرون الأولى من تاريخ المسيحية.
وإِذا كان عمدة الأدلة المسيحية على ألوهية المسيح هو أنه «الكلمة» بمعنى: الوحي .. أو الأمر الإِلهي .. أو الرسالة النبوية، عند أنبياء العهد القديم .. ولم تشر هذه الأسفار بمصطلح «الكلمة» إِلى المسيح – ابن مريم – أو أي مسيح آخر.
وكذلك صنع القرآن الكريم .. فكلمة الله – كما سبق وأشرنا – هي: قوله .. ووحيه .. ووعده .. وقضاؤه .. وحكمه .. وخلقه ..
{كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} [المؤمنون: 100]، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} [آل عمران: 64]، {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119]، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا} [لأعراف: 137]، {وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [التوبة: 40]، {وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ} [التوبة: 74]، {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26]، {وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} [يونس: 19]، {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} [آل عمران: 45]، {إنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} [النساء: 171]، {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} [الكهف: 109].
وفي الأناجيل الأربعة المعتمدة لدى الكنائس النصرانية لم يرد مصطلح «الكلمة» في متى ومرقس .. وورد في لوقا بنفس معناه في أسفار العهد القديم Word « اسمعوا الكلمة التي تكلم بها الرب عليكم يا بيت إِسرائيل» إِرميا 1: 1 .. وقال عن يوحنا المعمدان: «كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية» إِصحاح 2: 3 وعن يسوع: «إِذا كان الجميع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله» إِصحاح 5: 1.
كما أطلق مصطلح «الكلمة» على تعليم تلاميذ المسيح للناس: «وكثيرون من الذين سمعوا الكلمة آمنوا» أعمال 4: 4 .. وعلى تعليم بولس: «هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة» أعمال 19: 20.
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا اتفق التراث اليهودي – في أسفار العهد القديم – وأناجيل: متى ولوقا ومرقس وأعمال الرس على أن معنى «الكلمة» هو التعليم .. أو الوحي .. أو الأمر الإِلهي الصادر عن قصد واختيار من قبل الله تعالى إِلى الناس عن طريق إِنسان معين، هو النبي أو تابع النبي.
ومع العهد القديم وهذه الأناجيل وقف القرآن الكريم في معنى «الكلمة».
لكن الشذوذ الذي أوقع المسيحيين في تأليه المسيح – عليه السلام – قد جاء من الإِنجيل الوحيد – إِنجيل يوحنا – الذي فسر «الكلمة» - أي المسيح – بأنها العقل Logos وهو المعنى اليوناني الذي ساد في الفلسفة الوثنية اليونانية .. فجعل المسيح – كلمة الله – عقل الله، ومن ثم فهو متحد به .. أي إِله!!.
ولذلك، كان هذا الإِنجيل هو الوحيد .. من بين الأناجيل .. المعتمدة – وهي أربعة – وغير المعتمدة – والتي يصل عددها في بعض الدراسات إِلى مائة إِنجيل – كان هذا الإِنجيل هو الوحيد الذي ادعى كاتبه ألوهية المسيح، لأنه «الكلمة» - بمعنى «العقل» - عقل الله – ومن ثم كان هذا الإِنجيل وحده هو المصدر لعقيدة الحلول والاتحاد والتثليث والتأليه للمسيح.
ففي هذا الإِنجيل – وحده – جاء: «في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله، وكان الكلمة الله» يوحنا 1: 1.
وبعد هذا التصوير للكلمة بأنها هي الله .. ذهب هذا الإِنجيل – وحده أيضا – فجعل الكلمة كيانا مستقلا: «والكلمة صار جسدا، وحل بيننا» يوحنا 1: 14 .. فدخل في الحلول والاتحاد والتعدد.
ثم ذهب هذا الإِنجيل – وحده – فأوغل على درب الوثنية والشرك إِلى حيث جعل الكلمة – المسيح – بديلا عن الله، قائما بكل وظائف الإِله! .. «هذا كان في البدء عند الله، كل شيء به، كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان» يوحنا 1: 2 – 3.
وهكذا نجد هذا الإِنجيل – الذي انفرد بتأليه المسيح .. وانفرد بتبني المعنى اليوناني الوثني للكلمة – العقل .. اللوجس، والنزعة الغنوصية اليونانية .. الحلولية .. نجده قد جمع كما هائلا من التناقضات.
فإِذا كانت «الكلمة» هي الله، فكيف تصير الكلمة – الله – جسدا حل بيننا؟! .. هل خلق الله ذاته وجعلها جسدا؟! .. أم أنه خلق جسدا – كما يخلق كل المخلوقات؟.
وإِذا كان قد خلق وصيّر جسدا حل بيننا .. فكيف يحل هذا المخلوق محل الخالق، فيكون به كل شيء كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان؟!.
ولا مخرج لهؤلاء الذين اعتمدوا في أم العقائد – الألوهية – على عبارات شاذة انفرد بها – وشذ – إِنجيل واحد – على عكس الأناجيل التي اقترب عددها من المائة .. وعلى عكس معنى الكلمة في العهد القديم والتراث اليهودي .. وعلى عكس القرآن، والتراث الإِسلامي .. وعلى عكس معناها في أناجيل أخرى .. لا مخرج لهم من هذه التناقضات، التي أدخلت الحلول والاتحاد والتعدد والشرك والوثنية إِلى التوحيد النصراني .. لا مخرج لهم إِلا العودة إِلى المعنى الحقيقي للكلمة:.
وحي الله، ووعد الله، وقضاء الله، وحكم الله، وخلق الله.
بدلا من المعنى الوثني، الذي شع في الفلسفة الوثنية اليونانية – العقل .. اللوجس .. والذي تسرب إِلى المسيحية عندما تروَّمت، واتخذت صورتها الرومانية – على يد بولس.
وبهذه العودة إِلى أصول النصرانية الموحدة .. ومعاني الكلمة في التراث الديني التوحيدي، تعود المسيحية إِلى حقيقتها: تعاليم المسيح – عليه السلام – وبشارته، في إِطار دين الوحدانية والتوحيد لله الواحد الأحد .. الفرد الصمد .. الذي لم يلد ولم يولد .. ولم يكن له كفوا أحد.
* * *
هوامش:
27ـ «تفسير الرازي» جـ 11 ص 195 – طبعة دار الفكر – القاهرة سنة 1401 هـ 1980 م.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 01:44]ـ
رابط الحلقة السادسة
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22620
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 01:44]ـ
تقرير علمي (7) ـ كيف دخلت عقيدة "ألوهية المسيح"
د. محمد عمارة | 28 - 12 - 2009 23:43
أما تعلق القائلين بألوهية المسيح – عليه السلام – بما جاء في بعض الأناجيل من وصفه بأنه «الابن» أو ابن الله .. «يدعى ابن الله» لوقا 1: 35 .. فإِن البنوة هنا مجازية .. لاتعنى الألوهية.
لقد زعمت اليهود والنصارى أنهم أبناء الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} [المائدة: 18].
ولم يزعم واحد منهم أن هذه النبوة تعني ألوهيتهم مع الله، أو من دون الله .. وفي المأثور الإِسلامي: الخلق عيال الله، وأحب الخلق إِلى الله من أحسن إِلى عياله.
ومثل ذلك مصطلح «الرب» الذي يطلق «حقيقة» على الله الواحد الأحد .. بينما يطلق «مجاز» على رب البيت وسيده .. ولقد قال يوسف – عليه السلام – عن سيده ورب البيت الذي يعيش فيه:
{إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23].
فاستخدم مصطلح «الرب» بمعناه المجازي .. لكنه استخدمه بمعناه الحقيقي عندما قال:
{سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يوسف: 98].
وغريب – وعجيب – أن يقود الخلط بين الحقيقة والمجاز إِلى الشرك بالله العلي العظيم.
* * *
ولن يغني هؤلاء نفعا محاولات التلفيق بين «التعدد» وبين «التوحيد»، عن طريق المثل الذي يكررونه، فيقولون: إِن الثلاثة: الآب .. والابن .. والروح القدس، إِله واحد، مثلما أن ضوء الشمس، وحرارتها هما – مع الشمس – واحد.
ذلك أننا نسألهم:
- ولماذا الوقوف عند الثلاثة أقانيم؟
إِن الشمس – مع الحرارة .. والضوء – لها – أيضا – استدارة .. ولمعانا .. وخصائص كثيرة أخرى .. فلم لا نفتح الباب للمزيد من العدد في الأقانيم؟!.
ثم .. إِن الأقنوم إِذا كان صفة استحال انتقاله من الذات إِلى الآخر .. وإِن كان ذاتا لزم التعدد، وانتفى التوحيد، كما سبق وأوردنا كلام الإِمام الفخر الرازي.
.. والحل إِنما يكمن في نقاء التوحيد .. والتنزيه للذات الإِلهية، عن مشابهة المحدثات .. فالله – سبحانه وتعالى – ليس كمثله شيء .. وكل ما خطر على بالك فالله ليس كذلك – كما هو الحال في عقيدة الوحدانية والأحدية والتنزيه في عقائد الإِسلام .. التي هي العقيدة في دين الله الواحد، من آدم إِلى محمد، عليهم الصلاة والسلام.
وإِذا كانت عقيدة المسيحيين في الخطيئة – أي خطيئة آدم، عليه السلام – بأكله من الشجرة، تقول إِن البشرية كلها قد حملت لعنة هذه الخطيئة – بأجيالها المتعاقبة من آدم إِلى المسيح – وأن فداء البشرية وخلاصها من هذه اللعنة قد اقتضى أن يقدم الآب ابنه – المسيح – ليموت على الصليب فداء وخلاصا للبشرية من هذه اللعنة وهذه الخطيئة.
فإِن هذه العقيدة المسيحية – في الخطيئة .. ولعنتها – إِنما تصل القمة في الظلم، والذروة في اللاأخلاق! .. بينما لا يتصور عاقل أن يقوم دين على أنقاض العدل والأخلاق.
فحتى لو افترضنا جدلا أن خطيئة آدم لم تتم توبته منها، وغفران الله له ذنبه، فإِن العدل الإِلهي يقتضي أن يكون الوزر – ومن ثم العقاب – على آدم، الذي اقترف الوزر، وارتكب الخطيئة .. وليس من العدل – حتى الإِنساني .. فضلا عن الإِلهي – أن تتحمل البشرية – بأجيالها المتعاقبة – اللعنة لوزر لم ترتكبه وخطيئة لم تكتسبها.
ثم .. أليس الله – سبحانه وتعالى – وهو التواب الرحيم – بقادر على أن يغفر الذنوب ويتجاوز عن الخطايا، دون أن يضحى بابنه الوحيد؟!.
إِن القرآن الكريم يضع موازين العدل الإِلهي عندما يقول: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الاسراء: 15].
وعندما يقول: {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [الأنعام: 164]، {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]، {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ} [غافر: 17].
ثم .. ألم يهلك الله – في طوفان نوح، عليه السلام – كل العصاة .. وكتب النجاة للأبرار .. فما المبرر لبقاء لعنة الخطيئة عالقة بالبشرية – البريئة – حتى تحتاج إِلى صلب وقتل وفداء؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إِن في بعض نصوص الكتاب المقدس – بعهديه القديم والجديد – ما يشهد للعدل الإِلهي، الذي لا يحمّل أي نفس إِلا ما كسبت – ومن ثم تنفى هذه النصوص الأسس اللاأخلاقية التي قامت عليها عقيدة الخطيئة والصلب والفداء وتأليه المسيح وبنوته لله.
ففي سفر التثنية 24: 16 «كل إِنسان بخطيئته يُقتل» ..
وفي حزقيال 18: 20 «النفس التي تخطئ هي تموت» ..
وفي إِنجيل متى 12: 36، 37 «لا لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان».
فهذه النصوص – مع القرآن الكريم – مع العدل والمنطق – تنسف الأسس اللاأخلاقية التي أقام عليها المسيحيون عقيدة الخطيئة .. والتي رتبوا عليها عقائدهم في ألوهية المسيح وبنوته لله .. والصلب والفداء والخلاص.
ثم .. أليس غريبا وعجيبا – بل ومريبا – أن يُعتمد في العقيدة الأم – الألوهية – على إِنجيل تحف به الكثير من الشبهات؟ .. فضلا عن شذوذه، في تأليه المسيح، عن غيره من الأناجيل؟!.
لقد قال الأب روجى – في كتابه «مقدمة إِلى الإِنجيل» - عن هذا الإِنجيل – إِنجيل يوحنا:
«إِنه عالم آخر!! .. فهو يختلف عن الأناجيل الأخرى في ترتيب واختيار المواضيع والروايات والخطب، كما فيه اختلافات في الأسلوب والجغرافيا والتعاقب الزمني للأحداث، وفي متنه أكثر من عنوان معارض، وزيادة على ذلك فإِن فيه اختلافا في الآفاق اللاهوتية – كما يقول «أ. كولمان»: «إِلى درجة أن أقوال المسيح تساق بشكل مختلف لدى كل من يوحنا والمبشرين الآخرين .. » ..
فهو الوحيد الذي يذكر حضور أم يسوع لصلبه.
وهو ينكر أن تكون أم المسيح اسمها مريم!! .. ويقول إِن مريم هي أخت أمه وزوجة كلوبا!.
وهو وحده الذي يذكر وجود يوحنا – الحواري – واقفا عند يسوع وقت صلبه .. ثم يعود فيقول إِنه كان مختبئا مع سائر تلاميذ المسيح!.
كما ينفرد بجعل مريم المجدلية تقف مع أم يسوع وخالته – مريم – وتلميذه يوحنا عند الصلب.
وينفرد بأن مريم المجدلية هي الوحيدة التي شهدت بأنها رأت يسوع بعينيها وتكلمت معه بعد قيامته من الموت، وهو بعد عند قبره لم يصعد إِلى السماء.
ويعتقد «أ. كولمان» أن الإِصحاح 21 من هذا الإِنجيل هو من عمل أحد التلاميذ، الذي أضاف – أيضا – بعض اللمسات إِلى متن الإِنجيل.
وهناك اتفاق على أن الفقرات من الإِصحاح 7: 53 إِلى الإِصحاح 8: 11 «هي نص مجهول الأصل»، ألحق فيما بعد بهذا الإِنجيل.
كما أن هذا الإِنجيل – وياللدهشة – لم يذكر شيئا عند رواية تأسيس القربان – والذي أصبح ركنا من أركان الطقوس الكنسية «القداس» .. (28).
كما امتلأ هذا الإِنجيل – إِنجيل يوحنا – بالتناقضات ..
ففي 7: 6 تعليم المسيح ليس من عنده.
وفي 10: 30 التعليم من عنده.
وفي 3: 22، 26 أن المسيح تُعَمَّد.
وفي 4: 1 – 3 المسيح لا يُعَمَّد.
ولأن هذا هو حال الإِنجيل .. فلقد قالت عنه «دائرة المعارف البريطانية» - وهي أكثر موسوعات الغرب المسيحي موضوعية ومصداقية .. والتي تصدرها دولة ملكتها هي ريئسة الكنيسة فيها .. قالت: «إِن إِنجيل يوحنا هو الإِنجيل الوحيد الذي نص بكل صراحة على ألوهية المسيح، حيث نقل عنه أنه قال: «أنا والأب واحد» 10: 30 و «الذي رآني فقد رأى الآب» 14: 9 و «أنا في الآب والآب فيّ» 14: 10.
ويتعارض هذا الإِنجيل مع الأناجيل الأخرى في أمور مهمة جدا وحاسمة:
فهو يذكر أن المسيح صلب يوم 14 نيسان «أبريل» بينما يفهم من بقية الأناجيل أن الصلب كان يوم 15 نيسان.
ولا يذكر يوحنا في إِنجيله تفاصيل رواية القربان المقدس، أو العشاء الأخير، التي أصبحت فيما بعد شعيرة من شعائر المسيحية.
ولا يذكر أن المسيح تعمّد بواسطة يوحنا المعمدان.
وفي حين يفهم من إِنجيل يوحنا أن رسالة المسيح استغرقت ثلاثة أعوام، فإِنه يفهم من الأناجيل الأخرى أنها استغرقت عاما واحدا.
ويوحنا هو الوحيد الذي ذكر أن المسيح أخبر تلاميذه قبل صلبه أنه سيرسل «الفارقليط».
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد أوردت الموسوعة البريطانية قول الأسقف «بابياس» - المتوفى سنة 130 م – أي المعاصر لمرحلة كتابة الأناجيل – عن وجود أكثر من يوحنا – يوحنا بن زبدى، الحواري .. ويوحنا آخر هو الكاهن في «أقسس» (29) .. وفي داخل الإِنجيل – إِنجيل يوحنا – يفهم أنه كتب بواسطة حواري مجهول الاسم.
وبما أن الشواهد الداخلية والخارجية مشكوك فيها، فإِن الفرضية المطروحة لهذا العمل هي:
«أن إِنجيل يوحنا ورسائله حررت في مكان ما في الشرق، ربما في أقسس، كإِنتاج لمدرسة أو دائرة متأثرة بيوحنا في نهاية القرن الأول الميلادي» (30).
* * *
تلك هي الحقائق حول إِنجيل يوحنا .. الحقائق التي تطرح السؤال المنطقي:
هل هناك منطق يبرر أخذ العقيدة الأم – عند الكنائس النصرانية – عقيدة ألوهية المسيح – عن مثل هذا الإِنجيل، الذي لا علاقة له ولا لكاتبه بعصر المسيح .. ولا اتساق بينه وبين غيره من الأناجيل – المعتمدة منها .. فضلا عن غير المعتمدة – التي ترفض وتنقض تأليه المسيح – عليه السلام؟!.
إِن في أناجيل أخرى – غير إِنجيل يوحنا – نصوصا تشهد على التوحيد .. وتعلن أن المسيح – عليه السلام – سيتبرأ – يوم الحساب – من الذين ألهوه وعبدوه واستعانوا به، بدلا من عبادة الله الذي في السموات.
ففي متى 7: 21 – 23 «ليس كل من يقول يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إِرادة أبي الذي في السموات، كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يارب يارب، أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرح لهم: إِني لم أعرفكم قط، اذهبوا عني يا فاعلي الإِثم».
ففي هذا النص يعلن المسيح براءته من الذين توسلوا باسمه بدلا من اسم الله الواحد الذي في السماء ..
ونحن عندما نتأمل هذا النص نتذكر على الفور ما جاء في القرآن الكريم:
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 116 - 118].
* * *
تلك هي قصة السقوط المسيحي في تأليه المسيح، والكفر بالوحدانية والأحدية .. واستبدالهم التثليث بالتوحيد .. وهذا هو المصدر الوحيد – إِنجيل يوحنا – الذي انفرد – صراحة – بتأليه المسيح .. وهذا هو حال هذا الإِنجيل ومكانه من المصداقية في هذا الأمر الخطير.
الأمر الذي يطرح هذا السؤال، الذي ندعو عقلاء المسيحيين إِلى التفكير الجدي في الإِجابة عليه .. لأن القضية قضية دين .. وليست عصبية للباطل .. وقضية آخرة وحساب وجزاء .. وجنة ونار .. وليست مغالبة على حطام الدنيا الفانية – التي لا خير فيها ولا قيمة لها إِذا لم تكن وعاء لطاعة الإِله الواحد الحق .. والسبيل إِلى السعادة الأبدية في يوم الدين .. يوم لا ينفع الناس ولا يغني عنهم شيئا أحد من الأحبار الذين ضلوا وأضلوا.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34]، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 30 – 34].
هوامش:
28ـ جعفر حسن عتريس «التوراة والإنجيل والقرآن بين الشهادات التاريخية والمعطيات العملية» ص 163 – 180 طبعة دار الهادي – بيروت سنة 1424 هـ 2003 م.
29ـ مدينة قديمة في آسيا الصغرى، على بحر إيجة .. من عواصم المسيحية في القرون الأولى.
30ـ «الموسوعة البريطانية» المجلد الثاني ص 955.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 01:46]ـ
رابط الحلقة السابعة
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22677
ـ[ابن العباس]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 04:57]ـ
جزاك لله خيرا أخي شتا العربي على هذا الرد المهم,,وقد اشتقنا لطلتك البهية
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 10:41]ـ
جزاك لله خيرا أخي شتا العربي على هذا الرد المهم,,وقد اشتقنا لطلتك البهية
وجزاكم الله خيرا أخي وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
وفعلا هذا رد مهم خاصة وأن مؤلفه الدكتور محمد عمارة جزاه الله خيرا، من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر. فجزاه الله خيرا
وجزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 10:42]ـ
تقرير علمي (8) ـ حول العصمة .. والخطيئة .. والمعجزات
د. محمد عمارة | 29 - 12 - 2009 22:47
وحتى «يُسَوِّق» كاتب هذا «المنشور التنصيري» عقيدة النصارى في ألوهية المسيح .. ذهب لنفي العصمة عن كل الأنبياء والمرسلين .. وإِلصاق الخطيئة بكل البشر – بمن فيهم الأنبياء والمرسلون – واعتبار طبيعة البشر «طبيعة ساقطة» .. وذلك باستثناء شخص واحد هو المسيح – ليكون متفردا وحده دون البشرية جمعاء – وليكون – من ثم – إِلها، وليس عبدا لله ورسولا!.
ولهذا، قال صاحب هذا «المنشور التنصيري» ص 22، 36: «إنه حتى الأنبياء لم يكونوا معصومين من الخطيئة .. وأن كل البشر – حتى الأنبياء والمرسلين – ليس فيهم من له خلاص كامل من عقاب الخطية .. باستثناء شخص واحد هو المسيح، فهو الكامل كمالا مطلقا بلا أية خطية فعلية أو أصلية، فهو غير مولود وارثا لطبيعة الخطية الأصلية من أبينا آدم».
ولقد ذهب هذا «المنشور التنصيري» في نفي العصمة .. وإِثبات الخطيئة على الأنبياء والمرسلين، إِلى محاولة تأويل آيات القرآن الكريم تأويلا فاسدا كي تشهد لدعواه .. ذهب ليستشهد على نفي العصمة عن الأنبياء: - بدعاء نوح – عليه السلام – {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} [نوح: 28].
- ودعاء إِبراهيم – عليه السلام – {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [ابراهيم: 41].
كما ذهب فاستشهد بالعهد القديم – كتابه المقدس – على أن نوح – عليه السلام – قد سكر وتعرى – تكوين 9: 21 ..
وأن إِبراهيم – عليه السلام – قد كذب، وفرط في زوجته – تكوين 20: 42.
ونحن نقول:
إِن عقيدة العصمة للأنبياء والمرسلين: ضرورة عقلية لكمال الله – سبحانه وتعالى – ولحكمته، في اصطفاء الأنبياء والمرسلين .. ولمصداقية الرسالات التي أرسلهم الله بها إلى الناس.
فمن العبث – الذي يتنزه عنه عقلاء البشر – أن يختار الإِنسان رسولا يبلغ رسالة وأمانة دون أن يكون هذا الرسول جديرا بجذب المصداقية إِلى هذه الرسالة وهذه الأمانة.
وإِذا كان ذلك عنوانا لحكمة البشر الأسوياء، فما بالنا بحكمة الحكيم العليم، الذي هو أعلم حيث يجعل رسالته؟
ثم إِن هذه العصمة للأنبياء والمرسلين هي عصمة فيما يبلغون عن الله .. وعما ينفر أو يشين .. وليست عصمة من مطلق الاجتهادات التي قد لا توافق الأولى والصواب .. فهم في الاجتهادات غير معصومين، لكن الله – سبحانه وتعالى – لا يقرهم على الاجتهادات التي تخالف الأولى والصواب، وذلك حتى لا يكونوا قدوة وأسوة فيها.
ومن ثم فإِن إِتيان أي من الأنبياء والمرسلين لاجتهادات تخالف الأولى – في غير التبليغ عن الله – ودعاء هؤلاء الأنبياء والمرسلين ربهم كي يغفر لهم هذه الأخطاء، لا ينافي العصمة الواجبة لهم فيما يبلغون عن الله، والتي هي من مقتضيات الحكمة الإِلهية، وانتفاء النقص والعبثية عن ذاته المتصفة بكل صفات الجلال والكمال .. كما أنها من ضرورات المصداقية للرسالات والأمانات التي حملوها إِلى الناس.
وفي الإِسلام .. تقرر أن العصمة للأنبياء والمرسلين فيما يبلغون عن الله عقيدة من العقائد التي يكفر منكرها .. لأنها من العقائد التي تستلزمها صفات الحكمة والكمال والجلال الواجبة لله – سبحانه وتعالى – ولقد تحدث الأستاذ الإِمام الشيخ محمد عبده (1266 – 1323 هـ 1849 – 1905 م) عن عقيدة العصمة هذه، وعن معانيها وأبعادها فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
«إِن من لوازم الإِيمان الإِسلامي: وجوب الاعتقاد بعلو فطرة الأنبياء والمرسلين، وصحة عقولهم، وصدقهم في أقوالهم، وأمانتهم في تبليغ ما عُهد إِليهم أن يبلغوه، وعصمتهم من كل ما يشوه المسيرة البشرية، وسلامة أبدانهم مما تنبوا عنه الأبصار وتنفر منه الأذواق السليمة، وأنهم منزهون عما يضاد شيئا من هذه الصفات المتقدمة.
وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإِلهي بما لا يمكن معه لنفس إِنسانية أن تسطو عليها سطوة روحانية .. إِن لنفوسهم من نقاء الجوهر، بأصل الفطرة، ما تستعد به، من محض الفيض الإِلهي، لأن تتصل بالأفق الأعلى، وتنتهي من الإِنسانية إِلى الذروة العليا، وتشهد من أمر الله شهود العيان ما لم يصل غيرها إِلى تعقله أو تحسسه بعصى الدليل والبرهان، وتتلقى عن العليم الحكيم ما يعلو وضوحا على ما يتلقاه أحدنا من أساتذة التعاليم، ثم تصدر عن ذلك العلم إِلى تعليم ما علمت دعوة الناس إِلى ما حُمِلت على إِبلاغه إِليهم.
فهؤلاء الأنبياء والمرسلون من الأمم بمنزلة العقول من الأشخاص .. يعلّمون الناس من أنباء الغيب ما أذن الله لعباده في العلم به، مما لو صعب على العقل اكتناهه لم يشق عليه الاعتراف بوجوده.
يميزهم الله بالفطر السليمة، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يطيقون للاستشراق بأنوار علمه، والأمانة على مكنون سره، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته، فيشرفون على الغيب بإِذنه، ويعلمون ما سيكون من شأن الناس فيه، ويكونون في مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين، نهاية الشاهد وبداية الغائب، فهم في الدنيا كأنهم ليسوا من أهلها، وهم وفد الآخرة في لباس من ليس من سكانها.
ثم يتلقون من أمره أن يحدثوا عن جلاله بما خفى من العقول من شئون حضرته الرفيعة بما يشاء أن يعتقده العباد فيه، وما قدّر أن يكون له مدخل في سعادتهم الأخروية، وأن يبينوا للناس من أحوال الآخر ما لابد لهم من علمه، معبّرين عنه بما تحتمله طاقة عقولهم، ولا يبعد من متناول أفهامهم، وأن يبلغوا عنه شرائع عامة، تحدد لهم سيرهم في تقويم نفوسهم، وكبح شهواتهم، وتعلمهم من الأعمال ما هو مناط سعادتهم وشقائهم في ذلك الكون المغيب عن مشاعرهم بتفصيله، اللاحق علمه بأعماق ضمائرهم في إِجماله، ويدخل في ذلك جميع الأحكام المتعلقة بكليات الأعمال، ظاهرة وباطنة.
ثم يؤيدهم بما لا يبلغه قوى البشر من الآيات، حتى تقوم لهم الحجة، ويتم الإِقناع بصدق الرسالة، فيكونوا بذلك رسلا من لدنه إِلى خلقه مبشرين ومنذرين .. } (31).
تلك هي النظرة القرآنية، والعقيدة الإِسلامية في اصطفاء الله للأنبياء والمرسلين .. وفي تميزهم .. وامتيازهم .. وعصمتهم عن كل ما ينفر أو يشين.
لذلك .. فإِننا نجد أنفسنا – في عقيدة العصمة للأنبياء والمرسلين – أمام مدرستين، في الفكر الديني:
1 – المدرسة القرآنية: التي تقرر العصمة للأنبياء والمرسلين فيما يبلغون عن الله .. ومما ينفر أو يشين .. وذلك انطلاقا من عقيدة التنزيه للذات الإِلهية عن العبثية .. ووجوب بالحكمة والكمال لذاته – سبحانه وتعالى – فيما يصطفى من الأنبياء والمرسلين.
2 – ومدرسة أسفار العهدين القديم والجديد: التي تزدري الأنبياء والمرسلين، عندما تجردهم من العصمة .. وتصفهم بالأوصاف الرديئة التي يتنزه عنها الناس الأسوياء، فضلا عن المختارين المصطفين من الأنبياء والمرسلين، الذين صنعهم الله على عينه.
فأبوا الأنبياء إِبراهيم الخليل – عليه السلام – في هذه المدرسة – اليهودية النصرانية – يخطئ في تقدير أخلاق المصريين – عند دخوله إِلى بلادهم – ويتواطأ مع زوجه سارة على الكذب .. وعلى الدياثة .. وإِسلام زوجه الجميلة لمن يعاشرها في الحرام .. طمعا في بقائه حيا .. وطمعا في الغنم والبقر والحمير والجمال والعبيد يعطيها له فرعون مصر لقاء زوجته الجميلة! تكوين 12: 10 – 20.
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما صورته في القرآن الكريم، هي صورة أبي الأنبياء .. الأمة .. والإِمام .. والصالح .. المصطفى في الدنيا والآخرة .. والأواب .. الحليم .. المنيب .. الصدّيق .. خليل الرحمن .. والأسوة الحسنة .. والناظر في الملكوت ليقيم الدليل العقلي على التوحيد .. ومحطم الأصنام .. ومطهر البيت الحرام، ورافع قواعده والذي صارت النار بردا وسلاما عليه .. والممتثل لأمر ربه أن يذبح ولده البكر الحبيب والوحيد .. والذي عليه سلام الله.
وكذلك الحال مع نبي الله لوط – عليه السلام ..
فصورته في العهد القديم صورة الذي سكر وزنى بابنتيه – تكوين 9: 30 – 38.
بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة العبد الصالح .. صاحب العلم والحكمة والناهي عن الفحشاء والمنكر والمتطهر الذي نجاه الله.
وكذلك الحال مع نبي الله داود عليه السلام.
فصورته في العهد القديم هي صورة الفاسق المتلصص على عورات النساء والزاني والمتآمر والقاتل والمغتصب للنساء والزوجات – صموئيل الثاني 11: 1 – 26.
بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة الخليفة .. الأواب الذي سبحت معه الطير والجبال وصاحب الزلفى وحسن المآب.
وكذلك الحال مع نبي الله سليمان عليه السلام.
فصورته في العهد القديم هي صورة زير النساء الخارج عن أوامر الرب الباني النُّصُب لعبادة الأوثان من دون الله والعابد لهذه الأوثان – الملوك الأول 11: 1 – 11.
بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة صاحب العلم والفضل الذي علمه الله منطق الطير وأعطاه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده والشاكر لأنعم الله.
وإِذا كان هذا الازدراء للأنبياء والمرسلين في مدرسة العهد القديم قد طال الكثير من الأنبياء والمرسلين فإِن تبني النصارى للعهد القديم، ولما جاء فيه عن ازدراء الأنبياء ونفي العصمة عنهم قد ورط هؤلاء النصارى فيما لا يحبون وضد ما يدعون.
فكاتب هذا المنشور التنصيري الذي ينفي العصمة عن الأنبياء والمرسلين والذي يجعل المسيح وحده الكامل كمالا مطلقا بلا أية خطية فعلية أو أصلية فهو غير مولود وارثا لطبيعة الخطية الأصلية من أبينا آدم.
قد تجاهل أن تبنى منهاج الازدراء للأنبياء ونفي العصمة عنهم قد قاد إِلى القول بأن مريم عليها السلام التي ولدت المسيح هي من نسل خطيئة الزنا! فهي من نسل داود الزاني وداود هذا هو من نسل يهوذا – الزاني والذي من نسله توالي أبناء الزنا حتى مريم عليها السلام – تكوين 38: 1 – 29.
انها مدرسة الازدراء للأنبياء والمرسلين النافية للعصمة والتي أساءت وتسيء إِلى حكمة الله – سبحانه وتعالى – في اصطفاء هؤلاء الأنبياء والمرسلين (32).
بل لقد تصاعد هذا الازدراء في هذه المدرسة إِلى حيث طال الذات الإِلهية تعالى الله عما يصفون.
فنسبوا إِلى الله الحزن والأسف «فحزن الرب أنه عمل الإِنسان في الأرض وتأسف في قلبه» تكوين 6: 6 - ..
ونسبوا إليه البداء وتغيير الرأي والرجوع عن التدبير والقضاء «غير الرب رأيه» خروج 5: 1
هوامش:
31ـ محمد عبده «الأعمال الكاملة» جـ 3 ص 400، 401، 416، 420، 406 – دراسة وتحقيق: د. محمد عمارة طبعة بيروت سنة 1972 م، وطبعة دار الشروق – القاهرة سنة 2006 م.
32ـ انظر كتابنا «الأنبياء في القرآن والكتاب المقدس بين العصمة والازدراء» طبعة مكتبة الشروق الدولية – القاهرة سنة 2009 م.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 10:42]ـ
رابط الحلقة الثامنة
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22721
ـ[شتا العربي]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 02:50]ـ
تقرير علمي (9) ـ معجزة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
د. محمد عمارة | 30 - 12 - 2009 23:23
وإِمعانا في هذا الضلال وحتى يستأثر المسيح – عليه السلام – وحده في هذا المنشور التنصيري بالكمال المطلق لتأليهه ذهب كاتب هذا المنشور التنصيري بعد نفي العصمة عن الأنبياء والمرسلين إلى نفي المعجزة عن رسول الإِسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقال – ص 9.
«إِن محمدا لم يأت بمعجزة» وذلك لينسب للمسيح وحده من المعجزات ما لا نظير لها عند أي من الأنبياء والمرسلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن في الرد على هذه الفرية نقول: إِن المعجزة هي خارق العادة المفارق للسنن المعتادة الذي يظره الله – سبحانه وتعالى – على أيدي الأنبياء والمرسلين تحديا لأقوامهم الذين يعجزون عن الإِتيان بأمثالها وذلك إِقامة للحجة على هؤلاء الأقوام بأن هؤلاء الأنبياء والمرسلين صادقون فيما إِليه يدعون.
ولقد تميزت المعجزات في الضوء الذي سبق دعوة الإِسلام بأنها كانت معجزات مادية تدهش العقول وذلك تناسبا مع طور طفولة العقل البشري فلما بلغت الإِنسانية سن الرشد وغدا لملكة العقل الإنساني سلطان في الهدى والرشاد جاءت معجزة رسول الإِسلام عقلية لا تدهش العقل فتشله عن الفعل وإنما تستنفره وتستحثه ليتفكر ويتدبر في الإِعجاز الذي جاء به القرآن الكريم والذي تحدى به الإِنس والجن تحديا أبديا أن يأتوا بشيء من مثل هذا الذي جاء بالقرآن الكريم.
ولقد أعلن أساطين الفصاحة والبلاغة والبيان خضوعهم وخشوعهم أمام هذا الإِعجاز القرآني المتحدى وشمل هذا المشروع والخضوع عددا من الذين ظلوا على وثنيتهم وعلى شركهم لكنهم لم يستطيعوا إِلا أن يعلنوا أن هذا الإِعجاز القرآني فوق طاقات البشر وملكاتهم ومن ثم فهو من عند الله ..
فأمام التحدي المعجز .. والإِعجاز المتحدي:
{آلم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 1 - 2]، {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41 – 42]، {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 21 – 22]، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة: 77 – 80]، {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء: 82]، {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: 37 – 38]، {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} [الطور: 33 – 34]، {آلم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} [السجدة: 1 – 3]، {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [هود: 23 – 24]، {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 23 – 24].
أمام هذا التحدي المعجز والإِعجاز المتحدى دائما وأبدا خشعت ملكات الفصاحة والبلاغة والبيان لدى البشر – كل البشر فقالت إِن هذا القرآن ليس قول بشر وإنما هو كلام الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فأبو عبد شمس، الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو ابن مخزوم «95 ق. هـ - 1 هـ - 530 – 622 م) – وهو من زعماء قريش وزنادقتها من قضاة العرب في الجاهلية والملقب بالعدل لأنه كان عدل قريش كلها قال عندما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة غافر «والله لقد سمعت من محمد كلاما آنفا ما هو من كلام الإِنس ولا من كلام الجن.
والله ما هو بكاهن فقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه.
ووالله ما هو بمجنون فقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته.
ووالله ما هو بشاعر فقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بشاعر.
ووالله ما هو بساحر فقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده.
والله إِن لقوله حلاوة وإِن عليه طلاوة وإِن أصله لمغدق وإِن فرعه لمثمر وإِنه يعلو ولا يعلى عليه وما أنتم «يا معشر قريش» بقائلين فيه من هذا شيئا إِلا وأنا أعرف أنه باطل» (33).
كما شهد عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أبو الوليد «2 هـ - 624 م» وهو من سادة الشرك بمكة لهذا القرآن المعجز فقال: «لقد سمعت من محمد قولا والله ما سمعت مثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة والله ليكونن لهذا الذي سمعت نبأ عظيم» (34).
ولقد ظل هذا الإِعجاز القرآني متحديا وظلت هذه المعجزة القرآني متفردة حتى شهد لها الشهود في عصرنا الحديث وواقعنا المعاصر.
فالدكتور طه حسين «1306 – 1393 هـ / 1889 – 1973 م» وهو أحد أبرز بلغاء العصر والخبراء في صناعة الفصاحة والبيان شهد بأن هذا القرآن لا علاقة له بصناعة البشر وأنه متفرد بكونه من عند الله فقال: لقد قلت في بعض أحاديثي عن نشأة النثر عند العرب.
إِن القرآن ليس شعرا ولا نثرا وإِنما هو قرآن له مذاهبه وأساليبه الخاصة في التعبير والتصوير والأداء.
فيه من قيود الموسيقى ما يخيل لأصحاب السذاجة أنه شعر وفيه من قيود القافية ما يخيل إِليهم أنه سجع وفيه من الحرية والانطلاق والترسل ما يخيل إِلى بعض أصحاب السذاجة الآخرين أنه نثر.
ومن أجل هذا خدع المشركون من قريش فقالوا: إِنه شعر وكذبوا في ذلك تكذيبا شديدا ومن أجل هذا خدع كذلك بعض المتتبعين لتاريخ النثر فظنوا أنه أول النثر العربي وتكذبهم الحقائق الواقعة تكذيبا شديدا فلو قد حاول بعض الكتاب الثائرين وقد حاول بعضهم أن يأتوا بمثله لما استطاعوا إِلا أن يأتوا بما يضحك ويثير السخرية» (35).
وتحدث سعد زغلول باشا «1273 – 1346 هـ - 1857 – 1927 م» وهو ابن الأزهر الشريف .. وتلميذ الأفغاني «1254 – 1314 هـ - 1838 – 1898 م» ومحمد عبده عن هذا الإِعجاز القرآني فقال: «لقد تحدى القرآن أهل البيان في عبارات قارعة محرجة ولهجة واخزة مرغمة أن يأتوا بمثله أو سورة منه فما فعلوا ولو قدروا ما تأخروا لشدة حرصهم على تكذيبه ومعارضته بكل ما ملكت أيمانهم واتسع له إِمكانهم .. فهذا العجز الوضيع بعد ذلك التحدي الصارخ هو أثر تلك القدرة الفائقة وهذا السكوت الذليل بعد ذلك الاستفزاز الشامخ هو أثر ذلك الكلام العزيز» (36).
كما شهد المستشرق الإنجليزي والقسيس الأنجليكاني «مونتجمرى وات» (1909 – 2006 م) بعد خمسة وثلاثين عاما في دراسة القرآن والإِسلام واللغة العربية، وبعد إِنجاز دراساته العليا في الفلسفة الإِسلامية وتأليفه العديد من الكتب في الإِسلام وتاريخه وحضارته – شهد بأن القرآن هو وحي الله المباشر إلى محمد، وأنه الآية الإِلهية المعجزة لكل البشر المستحيلة على المحاكاة والتقليد، ودعا اليهود والنصارى إِن كانوا أوفياء حقا لحقيقة اليهودية والنصرانية إِلى الإِيمان بهذا القرآن .. كما أعلن مونتجمرى وات أن التحريف قد لحق بالتوراة والأناجيل، بينما ظل القرآن محفوظا من التحريف والتغيير والتبديل.
نعم أعلن مونتجمري وات وهو القسيس ابن القسيس الذي خدم في كنائس لندن وأدينبره والقدس ذلك فقال: «إِن الوحي الإسلامي لابد من تناوله بجدية».
(يُتْبَعُ)
(/)
إِن القرآن صادر عن الله وبالتالي فهو وحي وليس كلام محمد بأي حال من الأحوال ولا هو نتاج تفكيره وإِنما هو كلام الله وحده، قصد به مخاطبة محمد ومعاصريه، ومن هنا فإِن محمدا ليس أكثر من رسول اختاره لحمل هذه الرسالة إِلى أهل مكة أولا ثم لكل العرب، ومن هنا فهو قرآن عربي مبين.
وهناك إِشارات في القرآن إِلى أنه موجه للجنس البشري قاطبة، وقد تأكد ذلك عمليا بانتشار الإِسلام في العالم كله، وقبله بشر من كل الأجناس تقريبا .. إِن القرآن يحظى بقبول واسع بصرف النظر عن لغته، لأنه يتناول القضايا الإِنسانية.
إِننا نؤمن بصدق محمد وإِخلاصه عندما يقول: إِن كلمات القرآن ليست نتيجة أي تفكير واع منه.
إِن القرآن لا ينبغي النظر إليه باعتباره نتاج عبقرية بشرية. وإِن التجربة النبوية مع الوحي يمكن إِيجاز ملامحها الرئيسية فيما يلي:
1 – محمد يشعر وهو في حالة وعي أن هناك كلمات بعينها تلقى في روعه أو تحضر في قلبه أو عقله الواعي.
2 – وأن هذه الكلمات والأفكار لم تكن أبدا نتيجة أي تفكير واع من جانبه.
3 – وأنه يعتقد أن هذه الكلمات التي ألقيت في روعه من قبل مندوب أو مبعوث خارجي يتحدث إِليه كَمَلَك.
4 – إِنه يعتقد أن هذه الرسالة قادمة من الله – تعالى – وعندما تحدى محمد أعداءه بأن يأتوا بسورة من مثل السور التي أوحيت إِليه كان من المفترض أنهم لن يستطيعوا مواجهة التحدي، لأن السور التي تلاها محمد هي من عند الله، وما كان لبشر أن يتحدى الله، وليس من شك في أنه ليس من قبيل الصدفة أيضا أن كلمة «آية» تعني علامة القدرة الإِلهية وتعني أيضا فقرة من الوحي.
وعندما تمت كتابة هذا الوحي شكل النص القرآني الذي بين أيدينا.
وفي الحديث عن جمع القرآن نجد أن كلمة (جمع) قد استخدمت في آيات قرآنية مهمة:
{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 16 – 19].
ومن الممكن أن يكون التفسير الطبيعي لهذه الآيات: أن محمدا مادام يتبع تلاوة ما يتلوه جبريل فإِن الله متكفل بجمع الآيات المتفوقة أو التي أوحى بها في أوقات مختلفة ليجعلها في سياق واحد.
وإِذا لم يكن محمد هو الذي رتب القرآن بناء على وحي نزل عليه، فمن الصعب أن نتصور أن زيد بن ثابت «11 ق. هـ - 611 – 665 م» أو أي مسلم آخر يقوم بهذا العمل ومن هنا فإِن كثيرا من السور قد اتخذت شكلها الذي هي عليه منذ أيام محمد نفسه.
إِن القرآن كان يسجل فور نزوله وقد جمع رسميا «سنة 30 هـ - 650 م».
ولو احتفظ يهود العصر ومسيحيوه بيهوديتهم ومسيحيتهم في حالة نقاء لاعترفوا بالرسالة التي ألقاها الله إِليهم عن طريق محمد تماما كما فعل ورقة بن نوفل «12 ق. هـ / 611 م» الذي أفادت الروايات أن استجابته كانت إيجابية لمحمد.
ومن هنا يمكن أن نقول إِن إِشارات القرآن إِلى تحريف لحق اليهودية والمسيحية بصورتهما الموجودة في أيامه «أيام محمد» قول صحيح.
إِن القرآن يؤكد أن الإِسلام هو دين مطابق لدين إِبراهيم الخالص وثمة ما يؤكد أن الإِسلام كان بمثابة مستودع لدين إِبراهيم في حالة نقائه الأولى (37).
هوامش:
33ـ الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي «سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد» جـ 2 ص 472، 473 – تحقيق: د. مصطفى عبد الواحد. طبعة القاهرة سنة 1418 هـ - سنة 1997 م.
34ـ «مختصر سيرة ابن هشام» لأبي محمد عبد الملك بن هشام المعافري – جـ 1 ص 187. طبعة القاهرة 1422 – سنة 2002 م.
35ـ د. طه حسين «الفتنة الكبرى – عثمان» ص 32 طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1984 م.
36ـ سعد زغلول – تقديم الكتاب «إعجاز القرآن والبلاغة النبوية» لمصطفى صادق الرافعي – طبعة القاهرة – الأولى – سنة 1926 م.
37ـ مونتجمري وات «الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر» ص 22 – 226 – ترجمة د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ – طبعة القاهرة – مكتبة الأسرة – سنة 2001 م.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 02:51]ـ
رابط الحلقة التاسعة
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22793
ـ[بركتنا]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 12:51]ـ
بارك الله في أستاذنا الدكتور محمد عمارة
وجعله الله مرابطا على ثغر الدفاع عن الأمة ضد شبهات الآثمين والمارقين والمشككين ومثيري الشبهات(/)
حول عبدالوهاب المسيري ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 01:42]ـ
هذا مقال يتحدث عن الكاتب الشهير عبدالوهاب المسيري.
نقلته لمناقشته.
حيث أنِّي لم أطلع ـ بمافيه الكفاية ـ على تقريرات الرجل و مؤلفاته:
(عبدالوهاب المسيري اسم كبير في عالم الفكر " العربي " إلى درجة أنني الذي أكتب في التحذير منه فزعت وحزنت لخبر موته
نسأل الله أن يعامله بما يستحق.
رجل لغز خرج فجأة وعلى حين غرة على أنه مفكر إسلامي كبير وعلم من أعلام الفكر الإسلامي إلى درجة
أن فيصل القاسم استضافه للدفاع عن الطرف الإسلامي في برنامج الاتجاه المعاكس ضد التيار العلماني.
وكان لقاءا باهتاً لا طعم له وراحة والمسيري يردد ويكتفي أمام محاوره بمقولة " مرجعية إسلامية ".
وأول مرة سمعت به كان عن طريق جريدة " الشرك الأوسخ " أو " خضراء الدمن " كما تعلمنا ذلك من المدعو سلمان العودة.
كنت ألهث وراء جريدة الشرك الأوسخ هذه على أنها معيار النخبة وموجه الفكر وحامية حرية الرأي والمغرمة بالحقيقة والدفاع عنها.
كنت ألهث أبحث عن إنصاف لدى هذه الجريدة لأمتي وديني وعقيدتي ولغتي أبحث عن مقال يستسيغه العقل أو يمنح الفائدة ولا أجد سوى لحن واحد تعزفه هذه الجريدة ولا تحيد عنه ولو جلبت له أسوء وأفقر العازفين.
وفي يوم من الأيام وبعد شبه يأس من الجريدة وبعد طول معاناة وصراع نفسي مع هذه الجريدة إذا بها تشيد وتعلن للأمة أنه حان دور إنصاف التيار الإسلامي والاعتراف له بالتميز والأصالة وأنها تعلن احتفالية كبرى من خلال زخم المقالات وكم الإعلانات التي تسوق لها الجريدة في الإشادة بأول مفكر إسلامي تعترف له الجوقة العلمانية بالريادة والتقدم وأصالة التفكير بعد أن كانت هذه الإشادة حكراً على حمير اليهود من فولتير واسبيونزا ونيتشة وأخواتها.
ومسببات الإشادة وعامل التنويه بهذا المفكر هو كتابه " موسوعة اليهودية ... "
وحقاً أثار استغرابي كيف انتزع المفكر الإشادة من وكر الماسونية وكيف سبحان الله يكون في آخر موضوع تتوقع أن يعترفوا فيه لنا بسبق أو تقدم إنه في أخطر موضوع " اليهودية "
ولا اخفيكم حقاً انطلت علي الحيلة وتم تمرير المسيري وغشي وخداعي به وأنا المتوجس الحذر الذي يغلب الشك عندي حسن الظن وفي هذه ألوذ بمقولة " سوء الظن من الحزم ". خصوصاً مع هؤلاء.
قلت جاء المفكر الذي يجبر الكفر على الاعتراف بفضل الإسلام والمسلمين وإن مع شك وتوجس قلت لهذه الجريدة إنصاف ولو بقدر ما فأكيد أن هذا المفكر جبار حتى أجبر الجريدة على الاعتراف به.
ورسخت في ذاكرتي هذه القامة الكبيرة والصورة الجميلة للمفكر الذي رفع رؤوسنا في محافل العالم ومنابر الإعلام الدولية.
ولم يكن قد قرأت له مقال من قبل قط ولا رأيت له عنوان كتاب سوى كتاب " الحداثة " الذي ألفه بالمشاركة مع التريكي وقد قرأته وكان فيه هلاساً بلاساً لا تدري ما يريد فقلت: لعل قوة الفكر عنده طغت على فكرته " أو " أنني لا زلت دون مستوى فهم أمثال مفكرنا الكبير الذي شرفنا ورفع رؤوسنا.
وكان لي عذر في ذلك فعدو عدوك صديقك في اغلب الأحيان وطالما أن الجريدة قالت إسلامي واعترفت له على مضض فأكيد أنه من أهل الخير ولم يخطر ببالي أن مكر هذه الجريدة الماسونية وصل بها إلى هذه الدرجة من الخباثة والغش.
حتى جاء معرض الرياض الدولي للكتاب وفيه التقيت بالدكتور لأول مرة من خلال المناظر الزاهية لكتبه الرائقة والطباعة الأنيقة والإخراج المبدع والخيارات المتاحة لك تريد تشتري الموسوعة الكاملة أو مختصرة وبأسعار سبحان الله زهيدة جداً نسبياً.
فترددت كثيراً وكنت أرفع الكتاب وأنزله وكان بجانبي شاب من أهل الصلاح نصحني بالكتاب وقال لي "أوه هذا المؤلف عبقري إسلامي " وليس على شاكلة " مفكري الإخوان المسلمين " السحطيين السذج.
ومع ذلك لم أشتري وقبل أن أسافر من الرياض وفي آخر لحظة هرعت إلى مكتبة جرير واشتريت الكتاب.
وبالفعل قرأت الكتاب ورأيتني أكاد أتقيأ ولا أجد لا دسم ولا طعم ولا لون ولا رائحة للكتاب وموضوعه ولا أدري ما يريد مؤلف الكتاب ولا أدري أي شيء جعله يشاد به.
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى قرأت كتاب المفكر حقاً والعبقري حقاً والمهدي من الله والموفق من ربه والمسدد بنوره الدكتور بهاء الأمير الذي ألف كتاباً جعله في 750 صفحة أثار حفيظته ودفعه لتأليف كما قال في مقدمته خطورة المسيري على الأمة وشباب الأمة وأنه نصح كما نصحت أنا بالمسيري فعرف خطورة الرجل.
وبالفعل قرأت كتاب الوحي ونقيضه صفحة صفحة وأعدت القراءة ثلاث مرات وفي كل مرة أكتشف حقيقة
الموسوعة وأتذكر مقاطع ومفاصل فيها تنضح بالغش والخداع.
ورجعت مرة أخرى للموسوعة أفليها صفحة صفحة وسطراً سطراً وكلمة كلمة ووجدتها في النهاية أكبر خدعة تعرضت لها في حياتي ووجدت الكتاب قد خدم اليهود أكثر مما خدمه هرتزل وحاخام الدولة العثمانية وعرفت أن مهمة الكتاب هي كسر الجليد الإسلامي الذي يحول بين اليهود وبين أبناء هذه الأمة وصور الكتاب اليهود على أنهم بشر يصيبون ويخطئون وأنهم مظلمون مرتين الأولى حين نبذهم الناس وهضموا حقهم والثانية حين دافعوا عن أنفسهم وكيف رماهم الناس بشتى التهم ظلماً.
خالف الدكتور فيه قواعد البحث ومناهج الاستقراء وعمم الخاص وخصص العام وقلب المعادلات
وخالف الشرع والعقل والعرف وإجماع البشرية كلها.
كل ذلك بلا حياء ولا احترام لفكر لا لشيء إلا لأجل خاطر اليهود.
واشتغال الدكتور أيضاً مما يثير الاستغراب أيضاً بقضية اليهود وجاءت جل مؤلفاته لأجل هذه القضية
بل خصص كتاباً لنقض البروتكولات وسخف كل من تصدى لليهود وفضح خططهم وأشغل نفسه بتتبع كل الشبهات التي تحوم حول اليهود وتبرئتهم منها.
فإذا كان هذا حال هذا الرجل الذي هو بهذه المواصفات فكيف يمكن أن يكون خطره الذي لا يسكت عليه
ولن أقول إن هذا الرجل عميل مع أنه كان ماركسي وهكذا تحول إسلامي ولكن في خدمة اليهود ولم يشغله من قضايا الأمة سوى اليهود طبعاً مع شيء من الكتب التي ربما قصد بها ستر الحقيقة.
ومع ذلك لن نخوض في نيات الرجل حتى لا تثور ثائرة السلمانيين ونقول إن الرجل أخطأ في حق نفسه وفي حق أمته ودينه وغشهم وزرع بينهم وباء لن تتعافى منه الأمة إلا بعد حين من الدهر.
لذا وجب الحذر من الرجل ومن مؤلفاته وأن يبين حاله لطلاب العلم والله أعلم) انتهى
رابط تحميل كتاب "الوحي و نقيضه" لبهاء الأمير
http://www.arab-eng.org/vb/t162686.html
ـ[أبو نايف الهاشمي]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 02:58]ـ
كلام يجدر التحقق منه و تفنيده بشكل أوسع و أكبر من أهل الاختصاص و الاطلاع
فما عرفته عن المسيري من خلال قراءتي له و عنه أنه مفكر مجتهد و من أندر الكتاب الذي
تكلموا عن اليهود باسهاب و تفصيل فهل يعقل ما نقرأه في هذا المتصفح؟؟
لا أكذب و لا أشكك ما ورد هنا و لكني أطالب بالبينة من أهل الاختصاص و الاطلاع
و يجب على الغيورين أن يشرعوا في دراسة ظاهرة المسيري و وضعها في الميزان و التحكيم!!
شكرا لك أخي الكريم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 03:22]ـ
ووجدت الكتاب قد خدم اليهود أكثر مما خدمه هرتزل وحاخام الدولة العثمانية
دعوى عظيمة!
تنتظر الدليل العظيم!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 03:44]ـ
الكلامُ كلهُ دعوى عظيمة ..
ـ[أحمد الأحمد]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 10:51]ـ
عفوا أخي،
من صاحب هذا المقال؟
جزيت خيرا.
ـ[أم تميم]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 11:10]ـ
مقالٌ مُبَالغٌ فيه، يطفحُ تهكمًا!
ودعوى ليس لها قائمة ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 01:13]ـ
عفوا أخي،
من صاحب هذا المقال؟
جزيت خيرا.
لا اعلم اخي العزيز
إلاَّ أن المقال مجرد انطباع عن قراءة متأنية لكتاب "الوحي و نقيضه " لبهاء الأمير.
و رابط الكتاب سبق ايراده.
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 02:58]ـ
بسم الله والحمد لله
لا تُعِرْ عقلك غيرك.:
انتصفت في قراءة كتاب د. المسيري رحمه الله (رحلتي الفكرية).: ولم أجد شيئاً إلى ألآنـ من هذا التهويل .. فقد والله سئمنا من هذا العرض الفضفاض الذي لا يحتوي على نصوص تدل حقاً على ان الرجل خدم اليهود، أو غيرها من الخزعبلات .. يا أخي الرجل مفكر عميق لا يكف عن التساؤل .. واعلم أنه قد توقف عن الصلاة في أول حياته ثم عاد إليها بعد اقتناع تام .. واسمع إلى كلمته هذه، قال رحمه الله: الإسلام هو أكثر العقائد ابتعاداً عن الحلولية (رحلتي الفكرية ص 310) .. وهو لم يصل إلى هذه النتيجة إلا بعد تأمل ومقارنة .. فهو وصل إلى هذا باقتناع، لا كالبعض الذي أخذ هذا تقليداً .. والحديث يطول عن الرجل رحمه الله.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 11:22]ـ
انتصفت في قراءة كتاب د. المسيري رحمه الله (رحلتي الفكرية) وهل هذا الكتاب مصور على الشبكة بارك الله فيكم؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 12:53]ـ
بسم الله والحمد لله
لا تُعِرْ عقلك غيرك.:
.
على رسلك يا اخي.
فالامر مجرد سؤال عن منهج الدكتور المسيري
و طرح للنقاش للاستفادة.
ومعرفة ما بنى عليه بهاء الأمير كتابه حول منهج المسيري
و الذي أسماه: "الوحي و نقيضه"
رابط تحميل كتاب "الوحي و نقيضه" لبهاء الأمير
http://www.arab-eng.org/vb/t162686.html (http://www.arab-eng.org/vb/t162686.html)
انتصفت في قراءة كتاب د. المسيري رحمه الله (رحلتي الفكرية).: ولم أجد شيئاً إلى ألآنـ من هذا التهويل.
الكتاب المسؤول عنه هو "الموسوعة اليهودية " و هو الذي تتجسد فيه آراء الرجل عن اليهودية.
وانا لم أقرأ الموسوعة فلذلك أسأل، لأنِّي لاأحبُّ أن أعطي أحكاماً عن أمورٍ لم أطَّلع عليها بما فيه الكفاية.
وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعبد]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 04:50]ـ
((رحمة الله على الدكتور عبدالوهاب المسيري))
رجل مفكر إسلامي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء، وإنتاجه الفكري لأمة تستوعب حقا معالم الانطلاق في سلم المجد،
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Feb-2010, مساء 07:30]ـ
الكتاب القنبلة
"الوحي و نقيضه
بروتوكولات حكماء صهيون و القرآن"
http://www.islamichistory.net/forum/showthread.php?p=51870#post518 70
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 01:36]ـ
أنا متوقف في حق هذا الرجل إلى حد كبير.
ولكني سمعت الدكتور محمد العوضي يثني ثناء عاطراً على كتابه العلماننية الجزئية والعلمانية الشاملة.
ويقول هو أفضل ما كتب عن العلمانية.
والدكتور العوضي هو من هو في الصراع مع العلمانيين والحداثيين.
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 05:43]ـ
التثبت والعدل يا إخوة:
هذا رأي للشيخ سفر الحوالي حفظه الله في دراسات المسيري في موضوع الفكر اليهودي ...
حمة الرعب في إسرائيل
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: التتار الجدد ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcont ent&contentid=687)
المذيع: شكراً جزيلاً للدكتور وأعود لكم، لا زلنا نتحدث عما يشار إلى قضية إسرائيل وسقوطها، ملحمة الرعب، إسرائيل كما يقال: وراء كثير من القضايا، إسرائيل دولة قوية، إسرائيل دولة الموساد، إسرائيل تستطيع أن تقتل أي شخص في أي مكان في العالم، من وقف ضد سياسة اليهود فإنه يصنف تصنيفاً أو تعديداً .. هذا الرعب الذي بدأ يدخل في قلوب الصغار قبل الكبار من علية القوم، ما هو مراد هذا يا دكتور؟ الشيخ: ينبغي أن نأخذ هذه القضية على أن لها جانبين، الجانب الأول: المذيع: وقبل أن أنسى كنت أنوي أن أطرح مداخلة للدكتور عبد الوهاب المسيري لكنه مريض شفاه الله وعافاه، وكان ينوي المداخلة معنا، ولعلي أستغل هذه الفرصة بتذكير الإخوان بالدعاء له فهو في رحلة علاجية. الشيخ: أولاً أسأل الله أن يعافي الدكتور عبد الوهاب والإخوة أجمعين، وسأجيبك من خلال الدكتور عبد الوهاب وإن كنت لم أعبر كتعبيره في هذه المسألة فهو رجل متخصص، رجل نذر حياته ووقته وجهده، ومعه فريق علمي لدراسة الفكر اليهودي، وأبدع إبداعات عظيمة جداً، وهذا نوع من الجهاد العظيم، نسأل الله أن يعافيه وأن يحفظه، وأن تكون هذه الأمة دائماً وأبداً على طريق الجهاد بكل ميادينه ومنطلقاته.)
وهذا هو الرابط
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&contentID=1436&keywords=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8 %B3%D9%8A%D8%B1%D9%8A
ـ[أبو الجمان]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 07:00]ـ
لمن أراد الإطلاع على من رد على المسيري وحججهم فليراجع هذه المدونة في الرد عليه على الرابط
http://www.akhdar.jeeran.com/
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[20 - Mar-2010, صباحاً 05:02]ـ
نعم .. في المجال الفكري هناك مآخذ على عبدالوهاب المسيري عفا الله عنه ..
بعض الشوائب لا زالت مترسبة من تجربته القديمة.
أظن أن الحاجة ماسة لدراسات نقدية موضوعية لفكر المسيري .. للإفادة.
وبرأيي أن نقده للفكر المادي والعلمانية الشمولية يفاد منها لأنه بمثابة هدم البناء الفكري المادي من الداخل بأدوات فكرية مناسبة.
هنا رابط يعرض وجهة نظر يجدر قراءتها
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/133.htm
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Mar-2010, صباحاً 05:26]ـ
أخي الكريم محمد المبارك: الكتاب المذكور قنبلة بالفعل ولكنها من طراز (صواريخ رمضان) ..
يا راجل ده كلام يرد به على كلام المسيري؟
وأضف إليه كمان رابط المدونة المذكورة برضه ده كلام؟؟!!
طبعاً لست من المطبلين على الدعاية وجل كتب الرجل قرأتها وخريطة أفكاره أحفظها والحمد لله، وفيها كم من الأخطاء لا بأس بها، لكن بالتأكيد ليس من هذه الأخطاء تكذيبه لأكذوبة البروتوكلات ..
والحق أن الرجل على مستوى حسن القصد وطلب الحق مجتهد من الطراز الأول ..
وعلى مستوى العلم فقد نقصت من الرجل آلة -هو نفسه معترف بنقصها- وهي الفقه بأحكام الشرع، ونظريته أن يبحث ويحلل فلسفياً واجتماعياً وسياسياً وأدبياً،وعلى الفقهاء أن يقوموا كلامه .. وهذا قدر حسن جداً ..
ولكن المصيبة أن السادة الذين تصدوا لنقده إلى الآن-فيما رأيت- ليسوا فقهاء وإنما جماعة من عامة المثقفين لا يصلحون لإقامة حجة تامة ولا بيان حق خالص ..
وأملي إذا تصدر فقيه لنقد أفكار الرجل ألا يأتينا بالبلية الثانية وهي أن ينقد من غير قراءة ولا فهم ..
طبعاً هذا كلام مجمل مني؛لأن الكلام هنا عرض مجملاً،ومن كانت عنده القدرة ليقرأ ويفهم وأحب أن يناقش معي أفكار الرجل = فأنا مستعد .. ولكن بشرط أن يقرأ منظومة الرجل الفكرية ويفهمها ثم يتفضل بالنقاش ..
وأنا لا أنفي عن الرجل أخطائه ولكن أريد ضبط هذه الأخطاء ما هي،وما منزلتها ..
فلا يأتي رجل ليتكلم عن أكذوبة البروتوكلات التي فرغنا منها منذ زمن = ليثبتها بالتقرير الخطابي،وترديد حواديت وليم كاي وصاحب الحكومة الخفية ..
ولا يأتي رجل ليلبس الحق بالباطل ويقول: المسيري يدافع عن اليهود ..
ولا يأتي رجل ليقول المسيري علماني جزئي ولا هو فاهم يعني إيه علماني جزئي ولا ما مقصود الرجل من التفريق بين الأنساق العلمانية ولا حقيقة النسق الذي اختاره لنفسه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[20 - Mar-2010, صباحاً 08:12]ـ
إنكار البروتوكولات لا يؤدي بالضرورة إلى مناصرة اليهود ..
وبرأيي أنها مسألة تاريخية , تعدد الآراء فيها لا يحمل على تصعيد الموضوع.
كنت قد سألت الدكتور المسيري رحمه الله بعد محاضرة له عن الانتفاضة قبل أكثر من 7 سنوات تقريباً عن (بروتوكولات حكماء صهيون) فقال بأنه يعتقد أنها لا تثبت , ثم قال: هم عملوا أكثر من ذلك.
لكن أريد من الإخوة مناقشة رأي المسيري رحمه الله حول اليهود الموجودن الآن: الحاخامات الملحدون , شذاذ الآفاق من روسيا وبولندا .. الخ , ليسوا من بني إسرائيل .. طبعاً هذه تحتاج إلى تحرير ورجوع إلى مؤلفات المسيري.
بمعنى: النصوص الواردة في اليهود ألا تشمل يهود اليوم خاصة وأن حالهم مطابق في كثير من تصرفاتهم للنصوص؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Mar-2010, صباحاً 08:36]ـ
هذه نفسها قال إن له وجهة نظر فيها وهي اجتهاد خاص وقال بالنص: أضعه بين يدي الفقهاء ليحكموا فيه ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Mar-2010, صباحاً 02:40]ـ
الشيخ أبوفهر أكرمك الله .. هل بامكانك هنا او في موضوع مستقل تفصيل الدلائل التي جزمت من اجلها بوصف البروتوكولات بالأكذوبة ... ؟ مع الشكر مقدما*
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Mar-2010, صباحاً 07:00]ـ
حاضر يا مولانا أنت تؤمر ولكني مشغول قليلاً ..
ومؤقتاً فهذا هو رابط سلسلة مقالات نشرتها التايمز سنة 1921 تجد فيها مقارنة بين نصوص كتاب البروتوكلات المكذوب (الكتاب السري المكتوب بالروسية قال يعني من قلة اللغات النادرة التي كان يعرفها اليهود) وبين المصدر الأصلي الذي سرقت منه فكرة البروتوكلات ووضعت على لسان حكماء صهيون وهو كتاب حوار في الجحيم .. والذي نشر في بروكسل 1864 فأتى أحد الروس وأراد أن يقول للعالم ولروسيته القيصرية: احذروا اليهود فوضع كل ما يتخيله ويراه من خطورة اليهود على لسان حكماء صهيون ليبدو أكثر مصداقية وانتزع فكرة كثير من البروتوكلات من كتاب حوار في الجحيم وهو حوار تخيلي كتبه صحفي يدعى موريس جولي متخيلا محاورة بين مكيافيلي (مؤلف كتاب الأمير) ومونتسيكو (مؤلف كتاب روح القوانين) ينتقد فيه سياسات القرن التاسع عشر ..
http://emperors-clothes.com/antisem/graves-tran.htm
ـ[أبومعاذ الكناني]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 07:26]ـ
الدكتور المسيري:
مع اليهود أم ضد اليهود؟
د. أحمد بن إبراهيم خضر
دكتوراة في علم الاجتماع العسكري
الأستاذ المساعد السابق بجامعات القاهرة، والأزهر، وأم درمان الإسلامية، والملك عبد العزيز.
مؤسسة نور الإسلام
www.islamlight.net (http://www.islamlight.net/)
يقول الإمام الشاطبى:" الناس يميلون إلى ما ظهر منهم صلاح وفضل"، لكن القاعدة التي يؤكدها " الإمام الشاطبي " في ذلك هي: " أن الاستدلال على تثبيت المعاني بأعمال المشار إليهم بالصلاح لا يكون إلا لمجرد تحسين الظن، ولكنه إذا أخذ بإطلاق فإنه قد يكون من الفوادح ".
الأستاذ الدكتور "عبد الوهاب المسيري"، مفكر عربي إسلامي حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers ( عمل أستاذا بجامعة عين شمس، وأستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وكان عضوا في مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975) ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدةبنيويورك (1975 – 1979)، وعضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلاميةوالاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشارا للتحريرفي عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا. من أهم أعمال الدكتور) المسيري (موسوعة اليهودواليهودية والصهيونية: نموذج تفسيريجديد (ثمانية مجلدات) وكتابرحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور) المسيري (مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين. (إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس
(يُتْبَعُ)
(/)
الأرضي، والفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، والحداثة وما بعد الحداثة، ودراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور) المسيري (له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغةوالمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، ودراسات في الشعر، وفي الأدب والفكر، كما صدر لهديوان شعر بعنوانأغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور) المسيري (عدة قصص وديوان شعر للأطفال.
حصل) المسيري (على "جائزة القدس" وهي من أهم الجوائز فيالعالم العربي، التي يمنحها الإتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب. كما حصل على جائزة "رجل العاممنحتها له" نقابة صيادلة مصر‘ في إطار احتفالاتها بـ" يوم الصيدلي المصري". توفي الدكتور) المسيري (في يوم الخميس 3 يوليو 2008 عن عمر يناهز السبعين عاما بعد مسيرة عطاء حافلةقضاها في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية.
هذه هي السيرة الذاتية للدكتور) المسيري (يرحمه الله، تبين في مجملها أنه من هؤلاء المشار إليهم بالصلاح والفضل، ونحسبه كذلك، ولا نزكيه على الله، لكننا نرى أن الأخذ (ببعض) تحليلاته قد يكون من الفوادح كما قال الإمام الشاطبي.
الكثيرمن المسلَّمات اللصيقة باليهود على امتداد الزمان والمكان حولها الدكتور) المسيري (ليس إلى مجرد افتراضات فقط، ولكنإلى افتراضات تنم في رأيه عن فهم قاصراختزالي وساذج يعمل على بث الرعب والهزيمة في نفوسنا، وأنه لا يجوز لمسلمـ حسب رأيه ـ أن يوجه الاتهام إلى أي إنسان دون قرائن، كما لا يمكن لأيرؤية دينية حقة أن تحكم على اليهود باعتبارهم تجسيداً لفكرة، وأن الإسلامعرف حقوق أعضاء الأقليات، فحدد لهم أن لهم ما لنا وأن عليهم ما علينا، ومنثم فإن حقوق اليهود مطلقة لا يمكن التهاون فيها.
وعلىسبيل المثال: افتراض أن اليهودي شخص فريد لا يخضع للحركات الاجتماعية التييوجد فيها، وأنه لا ينتمي إلى الأمة التي يعيش بين ظهرانيها، وأنه يقفدائماً في مقابل الأغيار (غير اليهود)، وأن لليهود يداً خفية توجد في كلمكان، وأنهم أفعى خيالية ميتافيزيقية لا يمسَك بها كالشيطان. وافتراضأن هناك مؤامرة يهودية عالمية تسعى إلى السيطرة على العالم بعد إفسادهوتخريبه، وافتراض أن من خصائص اليهود الشر، والمكر، والرغبة في التدمير، وأنهذه الخصائص فطرت في عقولهم، وهي مكون أساسي وثابت في طبيعتهم، وأن سلوكهمإنما هو تعبير عن مخطط جبار، وضعه العقل اليهودي الذي يخطط ويدبر منذبداية التاريخ. وافتراض أن اليهود وراء أشكال الانحلال المعروفة والعلنيةوالخفية في العالم العربي والغربي، بل في كل أرجاء العالم، وأنهم وراء (المحافل الماسونية) التي أسسوها لمؤامراتهم، وأنهم وراء (البهائية) التيتسعى لإفساد ألإسلام وكل العقائد .......... كلهذه الافتراضات وغيرها في نظر (المسيري) متحيزة تؤديإلى نتائج مضللة، ولا تصدر إلا من ذات مهزومة أدمنت الهزيمة إدماناً كاملاً، واستسلمت لهابعد أن قَبِلت الآخَر وخضعت له، وهي أيضاً دعوة مقنَّعة للاستسلام، جعلتمن يروجون لها جنداً يخدمون العدو بنزاهة موضوعية، يتصرفون بأمانة مضحكةدون تمحيص، كما أنها تسويغ للعجز العربي وللتخاذل أمام اليهود. وهيفي نظر (المسيري) أيضاً افتراضات تروج لها الصهيونية العالمية الواعية، والدعايةالمعادية لليهود غير الواعية، بالإضافة إلى المخابرات الإسرائيلية؛ فهيتصور اليهود على أنهم عدو لا يقهر، وأنهم قادرون على كل شيء، وأنهمظاهرة خرافية، وأن لهم قوة عجائبية، ومن المستحيل ضربهم أو إلحاق الهزيمةبهم، وأنهم وحدة متماسكة صلبة وظاهرة واحدة، وتشكيل حضاري واحد وكلٌّمتكامل متجانس، وهذا من شأنه أن يكسب اليهود شرعية غير عادية في عالم يؤمنبالنجاح والحلول العملية.
ولا شك أنهناك الكثير من الحق فيما يقوله «المسيرى»، لكنه حق ملتبس بباطل مكسوبعبارات مستحسنة، فيها من حلو الفصاحة والعبارات الدقيقة ما يسرع إلى قبوله كل من ليس له بصيرة نافذة.
برّأ (المسيري) اليهود من اتهامات " هتلر" لهم التي سجلها في كتابه (كفاحي)، والتي رأى فيها أن وراء كل أشكال المعاناة والفسادوالانحراف والهزيمة التي عانتها بلاده «مخلوق وديع» أسماه بـ «الغريب ذيالشعر الأسود والأنف الطويل» كناية عن اليهود.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصف " هتلر" في كتابه الآنف الذكر تجربة ألمانيا مع اليهود، وحدد فيه خططهالمستقبلية لإعادة بناء ألمانيا بعد تطهيرها مما أسماه " جرثومة اليهود". وهو وإن كان في منطلقه عنصرياً كما يرى الكثير من المحللين فهذا شأنه، أماما يقوله عن اليهود فهي قناعاته التي استخلصها من دراساته ومعايشته لليهود.
اعترض (المسيري) أيضا على الانتقادات الحادة التي وجهها الاشتراكيالفرنسي المعروف «شارل فورييه»، الذي نقل عنه قوله: «إن التجارة هي مصدر الشرور، وأن اليهود همتجسيد لها، كما أنهم المستغلون الرئيسيون في أوروبا. وأنهم ليسوا جماعة دينية، وإنما هم جماعة قومية غير متحضرة وبدائية ومعاديةللحقيقة، ولا بد للمجتمع من التخلص منهم بالدمج أو الطرد. وأشار " فورييه" إلى قوانين الطعام اليهودية على أنها قرينة على صدق كل الشائعات التيأطلقها أعداء اليهود عنهم مثل: اتهامهم باعتقادهم أن سرقة المسيحي أمرشرعى مباح لهم، ولذا يرى «فورييه» أن لفظي "يهودي" و "لص"مترادفان، وأن الإنسان عند التعامل معهم لا يتوقع سوى أكاذيب ولا شيء سوىالأكاذيب التي يشجعهم عليها دينهم. ويرى «فورييه» أيضا أن اليهود عنصرتجاري لا ارتباط ولا انتماء لهم بوطن؛ ولذا فهم لا يتورعون عن ارتكابأعمال الخيانة العظمى، ويعملون جواسيس لكل الأمم وجلادين لها، وهم كذلكغير مبدعين في الفنون والآداب، ولا يتميزون إلا بسجل طويل من الجريمةوالقسوة.
والنشاطات الاقتصادية لليهودكلها هامشية وشرسة وغير منتجةفي نظر "فورييه"؛ فهم لا يعملون أبداً بالزراعة، ويشتغلونبالتجارة والأعمال المالية. وهم إلى جانب ذلك متمرسون في التهرب من دفعالضرائب، ولا يستثمرون أبداً رأسمالهم في الصناعة حتى لا يرتبط مصيرهمبمصير الدولة التي يعيشون فيها. ويقتصر نشاطهم على التجارة وعلى الاستيرادوالتصدير حتى يحرموا تجار البلاد المضيفة من الاحتكاك بالبلاد الأخرى. وهميحققون الثروات الهائلة على حساب المواطنين، وخصوصاً أنهم بخلاء إلى درجةأن بإمكانهم العيش على أقل القليل، مما يساعدهم على تراكم الثروة بسرعة.
وكانتصور «فورييه» لعلاج المسألة اليهودية هو تطبيق قوانين قاسية على اليهود، ومنعهم من الاشتغال بالأعمال التجارية، وإبعادهم عن الحدود والسواحلوالأماكن التي يمكن أن يمارسوا فيها التهريب والتجارة. أما أتباع " فورييه" فكانوا يرون أن العِرْق اليهودي قبيح من الناحية الجسدية، فوجوههم تخرققواعد الجماليات. والعِرْق اليهودي عِرْق طفيلي كليةً يصيب المجتمعبالتحلل، ولم يختلف رأي «أدولف ألايز» عن رأي «فورييه» و «هتلر»، فقال: إناليهود مثل البكتريا القذرة تؤدي إلى عفن المكان الذي تصل إليه. وقد ربطتمدرسة "فورييه" بين "ماركس" والبلشفية من جهة، وبين "ماركس" واليهودية من جهةأخرى، وقال «يوجين دوهرنج» عن اليهود: «إن جمجمة الإنسان اليهودي ليستجمجمة إنسان مفكر؛ فهي ملأى على الدوام بالربا، وأن الحل بالنسبة إلى اليهود هو القتل أو الطرد».
كان " هتلر" قد أشار إلى "بروتوكولات اليهود" على أنها دستور الحركة اليهودية، وأن هذهالبروتوكولات ترى أن محور العمل اليهودي يجب أن ينطلق من بلاده لتحقيقحلمهم في السيطرة العالمية، وأنه إذا تمكن اليهود من إخضاع ألمانيافسيكونون قد تخلصوا من أهم العقبات الرئيسة التي تعترض طريقهم، لكن"مفكرنا العربي" يرفض كل ذلك ويرى أنه محاولة من الألمان لتسويغ هزيمتهم بأنها طعنةنجلاء من الخلف قام بها اليهود المشتركون في المؤامرة اليهودية الكبرى، أوالعالمية. كما فسر «المفكر العربي» اتهام «هتلر» اليهود بالترويج للإباحيةالجنسية والبغاء بأنه اتهام نتج عن ملاحظات «هتلر» لنشاط البغاياوالقوادين اليهود في "فيينا" بشكل مكثف، وأن هذا الأمر ترك أثره على أدبياتمعاداة اليهود التي وجدت في ذلك قرينة على مؤامرة اليهود في العالمومحاولتهم إفساده. كما رفع «المفكر العربي» تهمة «هتلر» لليهود بالاتجارفي الرقيق الأبيض، ويرى أنها وإن كانت حقيقة واقعة فهي في نظره «واقعةجزئية»، وأن تقرير الواقعة الجزئية دون ذكر الحقيقة الشاملة هو جوهرالعنصرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعتبر "المفكر العربي" نفسه مجتهداً، وأن ما يقوله يدخل في دائرة الاجتهاد، في حين أن أبسط قواعد الاجتهاد تقول: «لا تجد مجتهداً يثبت لنفسه قولينمعاً، وإنما يثبت لنفسه قولاً واحداً، وينفي ما عداه» وهذا ما لم يتبعه"المفكر العربي" في تحليلاته فهو يبرئ اليهود من تهم أثبتها عليهم فيالوقت ذاته.
رفض (المسيري) الأوصاف الشائعة عن اليهود، كتلك التي وصفهم بها "هتلر" وغيره، فقال في ذلك: " يجب أن نبتعد عن الدهاليز الضيقة المظلمة، وأن نتوقف عن البحث الطفوليالساذج عن اليهودي ذي الأنف المقوس والظهر المحدوب الذي لا يوجد إلا فيكتب الكاريكاتير وفي النماذج الاختزالية؛ ظناً منا أننا لو عثرنا عليه، وقضينا عليه فسنستريح ".
أما عنبروتوكولات اليهود فيقول «المفكر العربي»: أن"البروتوكولات" ليست إلاوثيقة مزورة، وأن نبرتها ساذجة للغاية، وأن كاتبها «سيرجي تيلوف» هو الذيزيفها، رغم أنه لا يجيد التزييف محاولاً أن يضخم اليهود وقوتهم ليخيفالناس منهم. وأن هذه «البروتوكولات» ليست نقداً لليهود بمقدار ما هي تعبيرعن إحساس الإنسان الأوروبي في أواخر القرن التاسع عشر بأزمته.
ويرى"المفكرالعربي»: أن الإشارة إلى «البروتوكولات» واستخدامها في الإعلامالمضاد للصهيونية أمر «غير أخلاقي»، وحتى لو كانت حقيقية فإنه لا يمكنإثبات أن هذه الوثيقة تعبِّر عن دوافع أغلبية الجماعات اليهودية فيالعالم. وأن الهدف من ترويج هذه الوثيقة وغيرها ككتاب «أحجار فوق رقعةالشطرنج» هو إشاعة الخوف من اليهود والصهيونية، ومن ثم تسويغ العجز العربيوالتخاذل أمامهما، كما أن استخدام «البروتوكولات» لاتهام اليهود فيه سقوطفي العنصرية والعرقية التي تصنف الناس لا على أساس أفعالهم وإنما على أساسمادي علماني لا ديني مسبق وحتمي؛ ولذا فهي لا تميز بين ما هو خير وبين ماهو شر.
وعن رأس المال اليهودي ودورهالتخريبي العالمي يقول «المفكر العربي»: إن رأس المال اليهودي يتحرك حسبحركة رأس المال المحلي الذي يتحرك بدوره حسب حركة رأس المال العالمي، وأنتأثير رأس المال اليهودي لا يتناسب بتاتاً مع قوته الفعلية.
وعن"التلمود" يرفض «المفكر العربي» رأي الحاخامات والمفكرين الصهاينة الذينيرون أن «التلمود» هو الذي علّم اليهود الاستعلاء والتفوق المليءبالعصبية الضيقة الضارية، وأنه هو الذي صنع النفس اليهودية، وصاغ خصائصها، ويرى أي «المفكر العربي» أن التلمود ليس كلاً متجانساً، كما أن اليهودليسوا على معرفة بكل ما جاء به، وأنه لا يحدد سلوك اليهود في كل زمانومكان، وينتهي المفكر العربي إلى القول: «إن كل من يحول التلمود إلى نموذجتفسيري لسلوك اليهود أو أعضاء الجماعات اليهودية يكون قد حكم على نفسهبالانفصال عن الواقع والإخفاق الذريع في التنبؤ، وأن استخدام "التلمود"كنموذج تحليلي ينم عن الكسل الفكري ورفض للتعمق في الظاهرة اليهوديةوتركيبتها وتنوعها».
ومع ذلك يرى هذا المفكر أنه ـ أي التلمود الذي هوتفسير الحاخامات للتوراة ـ هو المعيار السائد المقبول في كل ما يتعلقبحياة اليهود وأعمالهم ونشاطهم الفكري منذ القرن السابع الميلادي، وهو أهمالكتب الدينية عند اليهود وهو الثمرة الأساسية للشريعة الشفهية، وينتشربين اليهود بشكل متزايد، وأنه ساعد على اكتساب مركزية في الفكر الدينياليهودي وأنه الرقعة اليهودية الخالصة، وأنه قد حلّ محلّ التوراة فيالعصور الوسطى باعتباره كتاب اليهود المقدس والأساسي، وأنه تركزت فيه كلالسلطة الدينية والروحية في اليهودية، وأنه لا يقتصر على الحياة العامةلليهود، وإنما يمتد ليشمل أخص خصوصياتهم. وأشار «المفكر العربي» إلى أنالشرائع التلمودية تدرس في إسرائيل، ويعاد طبع النسخة الأصلية منها دونتعديل، وأن تأثيره واضح على قوانين الأحوال الشخصية وقوانين الطعاموالقوانين الزراعية، وأن بعض الجامعات هناك تشترط على طلابها تحصيل معرفةتمهيدية بالتلمود، ومن المعروف أن التلمود يرى أن هناك نوعين من البشرفقط: اليهود، وغير اليهود. اليهود همالوحيدون الذين يجسدون روح الإله، وأنه لن يدخل الجنة غير اليهود؛ لأنهمشعب الله المختار، وأن غير اليهود أنجاس .... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل من ينظر إلى اليهودعبر التلمود هو في نظر «المفكر العربي» صاحب فكر اختزالي بسيط منغلق وساذجوبسيط؛ فالكتب الدينية والمثل العليا ليست هي التي تحدد سلوك فرد ما، وإنما هي مركّب هائل من الأسباب التاريخية الاقتصادية والاجتماعية؛ وعليهـ وفق الفكر المركب المنفتح ـ أن يدرك أن التلمود كتاب تفسير وضعتهالقيادة الدينية لأقليات متناثرة كانت تعامل معاملة الحيوان، وكانت تعيشفي قلق وخوف وإحساس بالخطر المحدق، وأنه ليس كل يهودي قد درس التلمودبعناية فائقة، وأنه يخضع كل حركاته وسكناته، لما يرد فيه من تعاليمدينية، وأنه لا يجب تجريد التلمود من سياقه التاريخي، وألا نستخدمهكنموذج تحليلي لفهم الظاهرة اليهودية.
تصدى"المفكر العربي» لرفض الاتهامات الموجهة لليهود ودورهم في الحركات الهدامةقديمها وحديثها، واعتبر أن العقل الاختزالي هو الذي ينسب لليهود كلالشرور، ويراهم مسؤولين عن هدم المسيحية والإسلام، وأن اليهود يوجدون فيكل زمان ومكان بشكل واضح أحياناً وبشكل متخف أحياناً أخرى؛ وذلك لزيادةكفاءتهم في عملية الهدم ونشر الفساد، في نفس الوقت الذي يعترف فيه «المفكرالعربي» بأن هناك فكراً هداماً نادت به بعض الجماعات اليهودية، وأن ظاهرةاليهود المتخفين هي ظاهرة حقيقية. بدأ «المفكر العربي» في عرضه للحركاتالهدامة يشكك بأن «عبد الله بن سبأ» شخصية حقيقية، وأن هناك من كان يحملأفكار «ابن سبأ»، ويروج لها بغض النظر عن وجود ابن سبأ نفسه.
افترض"المفكر العربي" أن الفكر الذي يحمله "ابن سبأ" فكر حلولي بمعنى أنه فكريفترض الحلول الدائم للإله في الطبيعة والتاريخ، وأن هذا الفكر ذو أصوليمنية، وأن اليهودية التي كانت منتشرة في جنوب الجزيرة العربية يهوديةمنعزلة عن المراكز والحلقات التلمودية، سواء في فلسطين أو بابل، كما أنالطبيعة الجبلية لليمن تضمن استمرار كثير من العبادات والعادات ذات الطابعالبدائي؛ ومن هنا يخرج «عبد الله بن سبأ» من دائرة الفكر التآمري لكونهيمنياً ذا فكر حلولي لم يتأثر بالفكر التلمودي التآمري؛ بفضل الطبيعةالجبلية المنعزلة لليمن.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Apr-2010, صباحاً 05:48]ـ
حتى يلاحظ الاخوة الفرق بين أمثال الدكتور عبد الوهاب و غيره من المفكرين كعمارة و غيره .. و بين أمثال جمال البنا و غيرهم ممن لم يتحملوا الضغط رغم أنهم ولدوا في حضن الدعوة الاسلامية .. و يدركوا الفرق بينهما في الايمان .. في عمق النظرة .. في الصبر .. في الخبرة بالباطل .. و في الاحساس الصادق بالهيمنة .. أدعوهم للتأمل قليلا في لقطة عرضها برنامج الاسلاميون و هو برنامج من اعداد الدكتوراللندني بشير نافع صاحب المؤلفات المتخصصة في تحليل اعمدة الفكر السياسي الاسلامي الحديث .. اللقطة جاءت في سياق الحديث عن ما يميز الأمة الاسلامية عن غيرها و بالتالي ما الذي يميز الحراك الأصولي الاسلامي عن غيره ... فأجاب الدكتور عبد الوهاب المسيري:
الحداثة لم تجب على الأسئلة الكونية الكبري: الموت الحب الزواج .. العلاقة مع الكون العلاقة مع الذات .. بمعنى ان الحداثة تحدثت عن اجراءات عقلانية .. اجرائية .. تحدثت عن المنفعة ... تحدثت عن اللذة ... هكذا .. وتركت الأسئلة الكبرى .. و لهذا نجد تمرد على هذا ... التمرد في بداية الأمر أخذ شكل ماركسي .. الماركسية احتوت بداخلها نوعا من أنواع الميتافزيقا و القيم الأخلاقية ... لكن كما نرى في الاتحاد السوفياتي تردت .. و دخلت في المنظومة الحداثية الداروينية هي الأخرى ... و من ثم نجد بعثا دينيا في الولايات المتحدة ... طبعا يأخذ شكلا في بعض الأحيان .. الى حد ما ساذجا و احيانا غبي ... لكنه احتجاج شعبوي .. بوبوليست .. على منظومة الحداثة و الاستهلاك الغربية ...
بالنسبة للعالم الاسلامي .. نعم ... الاسلام له علاقة خاصة ... لأنه .. يعني انا لي نظرية .. أن الاسلام له عقيدة تؤكد مقدرة الانسان على التجاوز ..... على عكس العقائد الحلولية و عقائد وحدة الوجود ...
(ثم انتقل الكلام هنا مباشرة ... الى كلام الدكتور الفاضل محمد سليم عوا .. و لاحظوا الفرق)
أنا ضد التعميم ... أنا اقول ان هناك علاقة خاصة تربط كل متدين بدينه و بتراثه الديني ... سواء كان مسلما ام غير مسلم ... انا لي اصدقاء من الكاثوليك و من البروتستانت .. لا يقل ارتباطهم أبدا بموروثهم الديني عن ارتباط المسلمين بموروثهم الديني ... قصة ان النظرة الجمعية للشعوب المسلمة اشد ارتباطا بتراثها من النظرة الجمعية للشعوب غير المسلمة .. هذا صحيح ... لكن هذا ليس سببه الاسلام و غير الاسلام ... الاسلام و دين آخر ... سببه الحالة الحضارية التي مرت بها التجمعات الغير الاسلامية في اوروبا و امريكا و نيوزيلاندا و أستراليا و الحالة الحضارية التي لا يزال يعيش فيها المسلمون .. و هي حالة المقاومة .. نحن في العالم الاسلامي كله نمر بحالة المقاومة للتغريب و التفرد العقلي كما ذكرت .. وا بقاء سلطان الفردية أقوى من سلطان الجماعية .. هذه الحالة تجعلنا اكثر ارتباطا بموروثنا الثقافي الاسلامي .. أما الغربيون باتساع الغرب الثقافي لا الجغرافي فقد مروا بهذه الحالة و انتهوا منها .. لهذا لا يبدو ذلك الارتباط هناك بهذه القوة التي يبدو بها هنا .. لكن المتدينون جميعا في الدنيا كلها .. ارتباطهم بموروثهم الثقافي متقارب ...
انتهى
و من لم يلاحظ الفرق بعد ... فليتبعه بكلام الليبرالي العتيد حازم صاغية في نفس البرنامج في تحليله لهذه النقطة .. :) أما في نظري فمؤلفات و فكر الدكتور عبد الوهاب رحمه الله سوف تدرس و تحلل و تسبر في الفكر الاسلامي في العشرين او الثلاثين سنة القادمة ان شاء الله في بلادنا العزيزة و غيرها من البلدان ... فلسنا بعد قادرين على المستوى الشعبي على استيعابها
هذا رابط تحميل كتابه في بروتوكولات حكماء صهيون الى ان يفي صاحبنا بوعده
http://www.elmessiri.com/books_files/Index.doc(/)
الفرق بين النبي و الرسول. للعلامة عبد المحسن العباد البدر حفظه الله
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 11:15]ـ
كتب و رسائل عبد المحسن العباد البدر (8/ 85):
الفرق بين النبي و الرسول.
قال السخاوي رحمه الله: قال بعضهم: الرسول الذي أرسل للخلق بإرسال جبريل إليه عيانا و محاورته شفاها، و النبي الذي تكون نبوته إلهاما و مناما فكل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا، نقله الواحدي و غيره عن الفراء.
و قال النووي: في كلام الفراء نقص، فإن ظاهره أن النبوة المجردة لا تكون برسالة ملك و ليس كذلك، و حكى القاضي عياض قولا: أنهما مفترقان من وجه إذ قد إجتمعا في النبوة التي هي الإطلاع على الغيب و الإعلام بخواص النبوة أو الرفعة بمعرفة ذلك و إفترقا في زيادة الرسالة التي للرسول و هو الأمر بالإنذار و الإعلام.
قال: و ذهب بعضهم إلى أن الرسول من جاء بشرع مبتدإ و من لم يأت به نبي غير رسول و إن أمربالإبلاغ و الإنذار.
و قيل الرسول من كان صاحب معجزة و صاحب كتاب، و نسخ شرع من قبله ومن لم يكن مجتمعا فيه هذه الخصال فهو نبي غير مرسل.
و قال الزمخشري: الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه، و النبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب، و إنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله كل هذه الأقوال قد حكاها المجد اللغوي قال: و أنا لا أذكر في ذلك إن شاء الله تعالى إلا قول من هجيراه التحقيق و التبيين و ديدنه إزاحة القناع عن وجوه الدقائق بالكشف المبين (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص: 30) (الفتح:1/ 358)
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 11:53]ـ
قال الألباني في تعليقه على الطحاوية:
اعلم أن كل رسول نبي. وليس كل نبي رسولا, وقد ذكروا فروقا بين الرسول و النبي, تراها في ((تفسير الألوسي)) (5/ 449 - 450) وغيره, ولعل الأقرب أن الرسول من بعث بشرع جديد و النبي من بعث لتقرير شرع من قبله, وهو بالطبع مأمور بتبليغه, إذ من المعلوم أن العلماء مأمورون بذلك, فهم بذلك أولى. كما لا يخفى. اهـ
العقيدة الطحاوية شرح و تعليق ص 8
قال الشيخ مشهور في شرحه لصحيح مسلم:
وقع خلاف شديد على ثمانية أقوال, في ... التفريق بين النبي و الرسول, وأوعب من تكلم في المسألة الإمام الألوسي في تفسير قوله عز وجل, في سورة الحج, (و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته) الآية; و الآية تدلل على أن النبي مرسل (و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي) , و ما ذكره الطحاوي في عقيدته, من أن الرسول من أوحي إليه و أمر بالتبليغ و النبي من أوحي إليه و لم يؤمربالتبليغ ليس بذاك.
بما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عبد الله بن عَمْر (رضي الله عنهما) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنه ما يبعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم و ينذرهم شر ما يعلمه لهم) فحق على النبي أن يدل الأمة, و علماء أمة محمد كأنبياء بني إسرائيل (*) , و الأنبياء كانو يتعاصرون مع الرسل فكان الله يبعث في بني إسرائيل بعض الأنبياء يدعون إلى شرائع و رسالات الرسل ممن عاصروهم أو ممن سبقوهم, فالرسول من جاء بشريعة و النبي من دعى إلى شريعة رسول قبله.
هذا أدق و أحسن الأقوال و الله تعالى أعلم.
إنتهى كلامه حفظه الله.
شرح صحيح مسلم لمشهور شريط رقم 331
فائدة: (*): حديث (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لا يصح, قال إبن حجر: لا أصل له, وضعفه الألباني في الضعيفة (1/ 679)
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[23 - Dec-2009, صباحاً 04:29]ـ
قال الألباني في تعليقه على الطحاوية:
اعلم أن كل رسول نبي. وليس كل نبي رسولا, وقد ذكروا فروقا بين الرسول و النبي, تراها في ((تفسير الألوسي)) (5/ 449 - 450) وغيره, ولعل الأقرب أن الرسول من بعث بشرع جديد و النبي من بعث لتقرير شرع من قبله, وهو بالطبع مأمور بتبليغه, إذ من المعلوم أن العلماء مأمورون بذلك, فهم بذلك أولى. كما لا يخفى. اهـ
العقيدة الطحاوية شرح و تعليق ص 8
قال الشيخ مشهور في شرحه لصحيح مسلم:
وقع خلاف شديد على ثمانية أقوال, في ... التفريق بين النبي و الرسول, وأوعب من تكلم في المسألة الإمام الألوسي في تفسير قوله عز وجل, في سورة الحج, (و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته) الآية; و الآية تدلل على أن النبي مرسل (و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي) , و ما ذكره الطحاوي في عقيدته, من أن الرسول من أوحي إليه و أمر بالتبليغ و النبي من أوحي إليه و لم يؤمربالتبليغ ليس بذاك.
بما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عبد الله بن عَمْر (رضي الله عنهما) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنه ما يبعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم و ينذرهم شر ما يعلمه لهم) فحق على النبي أن يدل الأمة, و علماء أمة محمد كأنبياء بني إسرائيل (*) , و الأنبياء كانو يتعاصرون مع الرسل فكان الله يبعث في بني إسرائيل بعض الأنبياء يدعون إلى شرائع و رسالات الرسل ممن عاصروهم أو ممن سبقوهم, فالرسول من جاء بشريعة و النبي من دعى إلى شريعة رسول قبله.
هذا أدق و أحسن الأقوال و الله تعالى أعلم.
إنتهى كلامه حفظه الله.
شرح صحيح مسلم لمشهور شريط رقم 331
فائدة: (*): حديث (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لا يصح, قال إبن حجر: لا أصل له, وضعفه الألباني في الضعيفة (1/ 679)
في هذا التعريف الذي وصفه الشيخ مشهور حفظه الله بأدق وأحسن،إشكالية أخرى
وهي أنه لو صح هذا التعريف فما بال بأبينا آدم عليه السلام؟؟
وقد اتفقنا جميعا أنه كان نبيا فهل دعى إلى شريعة رسول قبله؟؟
هنا الإشكالية فمن يحلها؟
أم أننا نستثنيه؟؟
وشكرا(/)
زَوَالُ الْغَمَامَةِ عَمَّا اسْتُشْكِلَ فِيْ عَامِ الْرَّمَادَةِ
ـ[ابن جريج]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 01:06]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
إخواني الكرام:
لقد حمي وطيس شبهة، واشتد أوار نارها، لتتخذ سبيلا لهدم الملة وتعطيل الشرائع، واستباحة المحرمات، وإقرار المنكرات، وإخماد سيف الحدود والتعزيرات؛ هذه الشبهة مفادها:
[أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يقم الحد على من سرق عام الرمادة [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) ].
إن المسلم ليأسف أشد الأسف عندما يرى بعض الإسلاميين قد تعلقوا بهذه الشبهة التي كان أول من أثارها وأعلى منارها وشيد أركانها المستشرقون وأفراخهم من العلمانيين والمناوئين للشريعة الإسلامية حسداً من عند أنفسهم، وطعناً في شريعة الله تعالى، فرد عليهم حماة الإسلام وكُماته، وألقموهم أحجاراً في أفواههم ولا غرو أن يصدر هذه من المعادين للشريعة، لكن الشيء الذي يتعجب له المرء حقاً هو انجرار بعض الإسلاميين وراء هذه الشبهة المتهافتة فإلى أي طريق يسير هؤلاء؟ وهل هذا إلا تقرير خطير يكشف عن نوايا غير صادقة؟ وما المصلحة من ترويج مثل هذه الشبه بين عامة المسلمين؟
إنني على يقين تام بأن شيطان المصلحة عند هؤلاء يجعلهم يرددون وبكل جرأة ما المانع من الأخذ بهذا المبدأ إذا كان يوافق المصلحة الموهومة؟ حتى وصل الحال بالبعض إلى أن يرددوا قولة ذاك اليهودي الخبيث ميكافيلي:" الغاية تبرر الوسيلة" فقد أصبحت هذه القالة الشيطانية واقعاً ملموساً، وإن لم تصرح بها الألسنة وتهتف لها الحناجر؛ ذلكم أن الشيطان استدرج هذه القلوب شيئاً فشيئاً حتى هان عليها كل شيء، فلم تعد تعظم حرمات الله، وتقف عند حدوده، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
نعود إلى هذه الشبهة فنقول:
أولاً: سبحانك هذا بهتان عظيم!
كيف يروق لمؤمن عرف قدر الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اعز الله به الإسلام والمسلمين أن يتهمه بهذه التهمة الظالمة الجائرة التي تطعن في عدالته ودينه؟!! وكيف يظن بإمام العدل الذي فرق الله به بين الحق والباطل انه عطل حدود الله؟!
إن مثل هذه الترهات لا يمكن أن يتفوه بها إلا رافضي حاقد أو علماني مرتد، فهنيئاً لهؤلاء جميعاً فقد وجدوا من أهل الإسلام من يعينهم على باطلهم، ألا بئست هذه العقول التي لم تذق طعم الإيمان ولم تعرف قدر الصحب الكرام رضي الله عنهم.
ثانياً: إقامة الحدود منوط بثبوت شروطها وانتفاء موانعها.
يقال لهؤلاء المفتونين: لقد شرع الله الحدود زواجر وجوابر، وحد لها حدوداً، ووضع لها قيوداً، يثبت الحكم بثبوتها، وينتفي بانتفائها، وإذا فقد شرط من شروطها، أو وجد مانع من موانعها لم تنفذ، وكان عدم نفوذها هو عين ما أمر به الشارع الحكيم.
فحد السرقة مثلاً لا يقام على السارق إلا إذا استوفى جميع شروطه، ومن شروطه أن يكون خفية، وفي حرز مثله، وألا تلحقه شبهة، لأن الحدود تدرأ بالشبهات، ومن الشبهات التي تدرأ الحد حلول قحط وجدب في البلاد والعباد، يوصل الجميع إلى حد الاضطرار الملجئ كما كان الحال في عام الرمادة، فإن عمر رضي الله عنه ما أقام الحد على من سرق لوجود شبهة تدرأ الحد وهي المجاعة والقحط، وما كان للفاروق أن يؤخر إقامة الحد لو كانت السرقة في ظروف عادية لا يشكوا الناس فيها الفاقة والجوع، وما فعله عمر رضي الله عنه من عدم إقامة الحد على من سرق في ذلك العام هو عين ما أمر الله به، فمن الخطأ الفاضح أن نقول: إن عمر رضي الله عنه عطل الحدود أو لم يطبق الشريعة إلى غير ذلك من الشبهات التي يرددها المستشرقون وأفراخهم، وإنما فعل عمر في هذه الحادثة عين الشرع وطبق فيها حكم الله.
ثم إننا في زمان عظمت فيه البطون، ومالت فيه الكروش، وانتفخت فيه الأوداج والوجوه، من آثار النعمة والغنى، وما الفقر إلا حالة استثنائية، فما الداعي إذاً لإثارة مثل هذه الشبهات؟
نعم لو أثارها الجوعى في الصومال والبنغال ودول جنوب أفريقيا لاستسيغ الأمر، ولكن الطامة العظمى أن تثار في دول الخليج وبلاد الحجاز والشام ومصر والمغرب العربي، فقد أنعم الله على هذه البلدان بخيرات كثيرة، ونعم وفيرة، وموارد طبيعية كفيلة بأن تُقَوِّم أمة وليس دولة فحسب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحسن بنا هنا أن نذكر كلاماً قيماً للإمام ابن القيم رحمه الله حيث قال في كتابه النافع الماتع إعلام الموقعين ما نصه:
"المثال الثالث: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسقط القطع عن السارق في عام المجاعة. قال السعدي: حدثنا هارون بن إسماعيل الخراز ثنا علي بن المبارك ثنا يحيى بن أبي كثير حدثني حسان بن زاهر أن ابن حدير حدثه عن عمر قال:" لا تقطع اليد في عذق ولا عام سَنَة" ([2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)) قال السعدي: سألت احمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال:" العذق: النخلة، وعام سنة: المجاعة، فقلت لأحمد: تقول به. فقال: إي لعمري.
قلت: إن سرق في مجاعة لا تقطعه. فقال لا إذا حملته الحاجة على ذلك والناس في مجاعة وشدة.
قال السعدي: وهذا على نحو قضية عمر في غلمان حاطب ثنا أبو النعمان عارم ثنا حماد بن سلمة عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ أَنَّ رَقِيقًا لِحَاطِبٍ سَرَقُوا نَاقَةً لِرَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَانْتَحَرُوهَا فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَمَرَ عُمَرُ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ أَنْ يَقْطَعَ أَيْدِيَهُمْ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ أَرَاكَ تُجِيعُهُمْ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ وَاللَّهِ لَأُغَرِّمَنَّكَ غُرْمًا يَشُقُّ عَلَيْكَ ثُمَّ قَالَ لِلْمُزَنِيِّ كَمْ ثَمَنُ نَاقَتِكَ فَقَالَ الْمُزَنِيُّ قَدْ كُنْتُ وَاللَّهِ أَمْنَعُهَا مِنْ أَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ عُمَرُ أَعْطِهِ ثَمَانَ مِائَةِ دِرْهَمٍ ([3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3))
وذهب أحمد إلى موافقة عمر في الفصلين جميعاً، ففي مسائل إسماعيل بن سعيد الشالنجي التي شرحها السعدي بكتاب سماه المترجم قال سألت احمد بن حنبل عن الرجل يحمل الثمر من أكمامه فقال: فيه الثمن مرتين، وضرب نكال. وقال: وكل من درأنا عنه الحد والقود أضعفنا عليه الغرم، وقد وافق أحمدَ على سقوط القطع في المجاعة الأوزاعي، وهذا محض القياس ومقتضي قواعد الشرع، فإن السنة إذا كانت سنة مجاعة وشدة، غلب على الناس الحاجة والضرورة، فلا يكاد يسلم السارق من ضرورة تدعوه إلى ما يسد به رمقه، ويجب على صاحب المال بذل ذلك له إما بالثمن أو مجاناً على الخلاف في ذلك، والصحيح وجوب بذله مجاناً، لوجوب المواساة، وإحياء النفوس مع القدرة على ذلك، والإيثار بالفضل مع ضرورة المحتاج، وهذه شبهة قوية تدرأ القطع عن المحتاج، وهي أقوى من كثير من الشبه التي يذكرها كثير من الفقهاء، بل إذا وازنت بين هذه الشبهة، وبين ما يذكرونه ظهر لك التفاوت. فأين شبهة كون المسروق مما يسرع إليه الفساد، وكون أصله على الإباحة كالماء، وشبهة القطع به مرة، وشبهة دعوى ملكه بلا بينة، وشبهة إتلافه في الحرز بأكل أو احتلاب من الضرع، وشبهة نقصان ماليته في الحرز بذبح أو تحريق ثم إخراجه، وغير ذلك من الشبه الضعيفة جداً إلى هذه الشبهة القوية، لاسيما وهو مأذون له في مغالبة صاحب المال على أخذ ما يسد رمقه، وعام المجاعة يكثر فيه المحاويج والمضطرون، ولا يتميز المستغنى منهم والسارق لغير حاجة من غيره، فاشتبه من يجب عليه الحد بمن لا يجب عليه فدرئ.
نعم. إذا بان أن السارق لا حاجة به وهو مستغن عن السرقة قطع." انتهى. ([4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4))
ثالثاً: النظر في مقاصد الشريعة.
اعلم أن تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها ومصالحها في الخلق، وهذه المصالح إما أن تكون ضرورية او حاجية أو تحسينية.
فأما الضرورية: فمعناها أنها لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهارج، وفوت حياة وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين، ومجموع الضروريات خمسة وهي: حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل.
وأما الحاجيات فمعناها: أنها مفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب.
وأما التحسينات فمعناها: الأخذ بما يليق من محاسن العادات، وتجنب الأحوال المدنسات التي تأنفها العقول الراجحات ويجمع ذلك قسم مكارم الأخلاق. ([5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5))
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا تعارضت هذه الأقسام، قدم الضروري فالحاجي فالتحسيني، وإذا تعارضت آحاد هذه الأنواع قدم أهمها، فمثلاً إذا تعارضت مصلحة النفس مع مصلحة المال قدمت النفس لأنها أعظم وهكذا.
إذا عرفت هذا فاعلم أن الله تعالى شرع حد السرقة لمصلحة حفظ المال، فإذا عارضتها مصلحة أعظم قدمت عليها، وهذا ما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام الرمادة فإنه قدم مصلحة حفظ المهجة على مصلحة حفظ المال، وهذا إنما يكون في حال تزاحم المصالح وتعارضها فيقدم الأهم فألاهم، ومن المقرر عند علماء الشريعة أن الضرر يزال، والضرورات تبيح المحظورات، وإذا تعارض مصلحتان قدم أعظمهما، وإذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما بارتكاب أخفهما ضرراً، وهكذا فان إعمال مثل هذه القواعد في محالِّها ليس من الخروج عن الشريعة ولا من الافتيات عليها، وبهذا التقرير يندفع الإشكال والله اعلم.
رابعاً: فرق كبير بين من أوقف الحد لعدم ثبوت موجبه وانتفاء موانعه، ومن أوقفه وعطله بناءً على قانون ملفق أو تشريع كفري.
يقال للمتدرجين في الأنظمة الراهنة: لكم أن تفعلوا ما فعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله من غير وكس أو شطط في مجتمعات انتشر فيها الفقر والمجاعات أما أن توقفوا حدود الله تعالى بحجج واهية، فهذا إغراق في النزع وولوج في الضلالة وتعسف غير محمود، ثم إني سائلكم سؤالا فأجيبوني بصدق وصراحة:
هل كان الفاروق عمر وحاشاه مستنداً إلى قانون وضعي أو عقوبة جاهلية في عام الرمادة؟
وهل بدل الفاروق شرع الله؟ وهل وضع عقوبة للسارق بالسجن أو غرامة مالية مضاهاة لشرع الله ومعاندة له كما تنص عليه قوانين العقوبات الحالية؟
وإذا كان الجواب بالسلب، ولا بد. فلم الإصرار على الإثم، والتشبث بالباطل، واللجوء إلى قوانين الكفر والإلحاد؟!
يا قوم إني أعظكم بالله أن تقوموا مثنى وفرادى ثم تتفكروا في حالكم وما صرتم إليه من البعد عن أحكام الشريعة الإسلامية، والحكم بالأحكام الجاهلية بشبه فانية، وحجج واهية، فوالله لست أدري أيبيح التدرج لنا أن نحكم بغير ما انزل الله؟
أيجيز التدرج لنا تبديل أحكام الله؟
أيحل التدرج لنا التحاكم إلى الطواغيت المعاصرة من محاكم وهيئات وقوانين؟
يا قوم إن التدرج المشروع منهج دعوي لا يغير من الأحكام شيئاً، ولا يعبث فيها يمنة ويسرة، ولا يمكن لهذا المنهج أن يخالف نصاً، أو يشرع قانوناً مخالفاً أفلا تعقلون؟!!
[/ URL]([1]) في سنة ثماني عشرة أصاب الناس مجاعة شديدة وجدب وقحط، وهو عام الرمادة، وكانت الريح تسفي تراباً كالرماد فسمي عام الرمادة، واشتد الجوع حتى جعلت الوحش تأوي إلى الإنس، وحتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافيها من قيحها.
انظر/ الكامل في التاريخ (1/ 448)، المعرفة والتاريخ للفسوي (3/ 318)، تاريخ ابن خلدون (2/ 114)، تاريخ الإسلام للذهبي (3/ 165)، البداية والنهاية (7/ 67).
ومثل هذه الشبهة وقرينتها في الذكر زعمهم أن عمر منع سهم المؤلفة قلوبهم وهذا مخالف لصريح القرآن – زعموا – ولو أحسن هؤلاء الظن بعمر رضي الله عنه لعلموا أنه لم يخرج في هذا الأمر عن شرع الله، كيف وهو الفاروق العدل؟!!
ولأيقنوا أن هذا من تمام فقهه وعلمه وذلك لأن التأليف منوط بحالة الاستضعاف والحاجة، وقد أعز الله الإسلام في زمان عمر رضي الله عنه، فما الداعي له إذا فُقد موجبه ومقتضاه؟!
( http://majles.alukah.net/#_ftnref1)([2]) هذا الأثر ذكره البخاري في التاريخ الكبير (3/ 4) وقال ابن الملقن في البدر المنير (8/ 679): وَهَذَا الْأَثر لم أره فِي كتب السّنَن المسانيد، وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (4/ 240) ولم يعزه لأحد.
قلت: في إسناده حسان بن زاهر وحصين بن حدير ذكرهما ابن حبان في الثقات ولم يوثقهما غيره.
([3]) صحيح: أخرجه مالك (1436) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب فذكره.
قلت: يحيى بن عبد الرحمن لم يسمع من عمر ولا من جده حاطب، ولكن رواه عبد الرزاق في المصنف (10/ 238/ح18977) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه نحوه. وإسناده صحيح إن سلم من الاضطراب والله أعلم.
( http://majles.alukah.net/#_ftnref3)([4]) إعلام الموقعين (3/ 10 - 12).
[ URL="http://majles.alukah.net/#_ftnref5"]([5]) الموافقات للشاطبي (2/ 18).
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 02:42]ـ
بارك الله فيك، وزادك علماً.(/)
متى نصر الله؟
ـ[عبدالعزيز محمد السريهيد]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 10:37]ـ
متى نصر الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لا ريب أن من أعز مقاصد المؤمنين و أشهى مطالبهم وغاية نفوسهم: رؤية دينهم ظاهرا مهيمنا وعلو راية التوحيد خفاقة مع قهر أهل الكفر والطغيان وإذلالهم. إن هذا الهدف الأعظم وتلك الأمنية السامية لا تتحقق عن طريق الدعاوى والأماني بل عن طريق البحث والتنقيب عن سنن الله في النصر تلك السنة الربانية التي قدرها الله عز وجل لنصر حزبه الموحدين وخذلان حزب الشيطان اللعين.
لا بد لمن يريد نصرة دين الله عز وجل والتمكين له في الأرض أن يتعرف على سنن الله في نصرة دينه، وبدون هذه المعرفة لن يتم الاهتداء إلى الطريق، وبالتالي ستضيع الأوقات والجهود ولما يأت نصر الله.
وأولى هذه السنن في قوله تعالى: ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)) الروم (47).
إن نصر الله عز وجل لدينه ولعباده المؤمنين آت لا محالة وإن التمكين للإسلام في الأرض سيتم بعز عزيز أو بذل ذليل، هذا وعد الله سبحانه والله لا يخلف الميعاد، يقول سبحانه: ((إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)) غافر: (51).
ويقول سبحانه:
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى? لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ? يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ? وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَ?لِكَ فَأُولَ?ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) النور: (55)
وقال سبحانه:
((كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ? إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) المجادلة: (21)
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها). رواه مسلم.
وقال: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر)) رواه أحمد والحديث صحيح.
إن سنة نصر المؤمنين سنة ماضية في الخلق في قديم الدهر وحديثه. لقد أهلك الله عز وجل قوم نوح، وعادا، وثمود، وأصحاب الرس، وقوم لوط، وأهل مدين، وأشباههم وأضرابهم ممن كذب الرسل وخالف الحق، وأنجى الله تعالى من بينهم المؤمنين، ونصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم و أصحابه على من خالفهم فجعل كلمته هي العليا ودينه هو الظاهر على سائر الأديان، وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة وجعل له فيها أنصارا وأعوانا، ثم منحه أكتاف المشركين يوم بدر فنصره عليهم وخذلهم، وقتل صناديدهم، وأسر سراتهم فاستاقهم مقرنين في الأصفاد، ثم من عليهم بأخذ الفداء منهم، ثم بعد مدة قريبة فتح عليهم مكة، فقرت عينه ببلده، فأنقذ الله هذا البلد الحرام مما كان فيه من الكفر والشرك، وفتح اليمن، وأتت له جزيرة العرب بكاملها، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ثم قبضه الله إليه، فأقام الله تبارك وتعالى أصحابه خلفاء بعده، فبلغوا عنه دين الله عز وجل، ودعوا عباد الله إلى الله جل وعلا، وفتحوا البلاد والمدن والقرى والقلوب حتى انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ثم لا يزال هذا الدين قائما منصورا ظاهرا إلى قيام الساعة.
وهكذا الإيمان إذا وقر في قلوب أصحابه صنع المعجزات وجاء بالخوارق، وظهر أتباعه وساد محققيه. واليوم الناظر إلى المسلمين يجدهم كقطع الغنم التي فرت من الأسد في كل اتجاه تريد السلامة و النحاة، وأنى لها ذلك وقد فرت من دينها قبل فرارها من عدوها. انحطاط وذل وهوان على الناس، كثير ولكنا في أعين عدونا قليل، لدينا أسباب العزة والقوة ولكننا كمقطوع اليدين والسلاح أمامه.
فلماذا كل هذا؟ هل هو بسبب الإسلام الذي ندين به أم أننا جنينا جرما فنرى عواقبه بتسليط أعداءنا علينا؟.
لاشك أن الإسلام هو سبب العزة و التاريخ شاهد.
ولكننا غيرنا وبدلنا وتركنا ديننا وأخلدنا إلى الدنيا وأصابنا الخور والوهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الحال سيتمر حتى نعود إلى ديننا.
قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايعتم بالعينة واخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)). وهذا هو مدار السنة الثانية وهي قوله تعالى:
((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى? يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)) الرعد: (11)
وهذا يعني أنه متى تأخر نصر الله عز وجل مع الحاجة الماسة إليه فإن هناك أسبابا في تأخره ولا شك، ومن أهم هذه الأسباب:
أن الذين يبحثون عن نصر الله لم يغيروا ما بأنفسهم بعد. وحينئذ يجب أن تتوجه الجهود إلى العمل الجاد في التغيير الذي يبدأ من داخل النفس ومن داخل الصف المسلم حتى يغير الله عز وجل ما بنا وتتهيأ الأسباب الجالبة لنصر الله تعالى.
يقول ابن كثير:
قوله عز وجل: ((ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). يخبر تعالى عن تمام عدله وقسطه في حكمه بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه لقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) أ. هـ
إن الله عز وجل لا يغير حال الأمة من القوة والعزة إلى حال الذل والضعف والهوان إلا إذا غيروا وبدلوا وساروا على غير نهج محمد وأصحابه. والعكس صحيح.
إن هذه السنة الربانية ذات دلالتين في حالنا وواقعنا المعاصر: أولاهما:
أن التباين الشديد والهوة السحيقة بين الحياة الذليلة المهينة و الضعف والانحسار وفقدان الثقة بالذات، والهزيمة النفسية التي حلت في جذر قلب الأمة اليوم، إن الفرق بين حياتنا هذه وبين الحياة العزيزة المهيمنة المستعلية والقوية المالكة لزمام العالم أجمع، تلك الحياة التي كانت تتبع ولا تتبع وتقود ولا تقاد كانت أبرز سمات عصر سلفنا الصالح، إن كل هذا التباين الشديد بيننا وبين سلف الأمة خير شاهد ودليل على أننا غيرنا ما بأنفسنا من إيمان وانقياد لله فغير الله حالنا إلى ضعف وهوان وانقياد لغيره من حقراء بنى آدم.
ثانيهما: أن حالنا اليوم لن يغيره الله حتى نغير ما بأنفسنا من كثرة البدع والشرك بشتى صوره – الجلية والخفية – الظاهرة والباطن ومحو آثار المعاصي والفجور التي لبست ثوب المباح والتقدم والرقي، وخلعت لباس التقوى والعزة والكرامة. والله عز وجل يحرض المؤمنين على التجرد له والاتجاه إلى نصرة دينه، ويعدهم على هذا النصر والتثبيت: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) محمد: (8).
إنه متى استقرت حقيقة الإيمان في نفوس المؤمنين وتمثلت في واقع حياتهم منهجا للحياة وتجردا لله في كل خاطرة وعبادة لله في الصغيرة والكبيرة، فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا.
إن الأصل في هذه الأمة أنها تعلوا ولا يعلى عليها وأنها هي التي تقود فإذا حصل خلاف ذلك فليعلم أن هناك ثغرة قد أحدثها المؤمنين قد تكون سببا في تغيير حال العز والقوة إلى عكسه و لنتأمل التاريخ:
ففي أحد مثلا كانت الثغرة في ترك طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الطمع في الغنيمة.
وفي حنين كانت الثغرة في الاعتزاز بالكثرة والإعجاب بها ونسيان السند الأصلي. وبالجمع بين السنة الأولى والثانية تظهر معالم سنة ثالثة، وذلك لو أن الناس لم يحققوا الإيمان ولم يغيروا ما بأنفسهم، فهل معنى هذا أن نصر الله عز وجل لن يأتي؟
الجواب كلا: فلابد من أن يأتي نصر الله عز وجل، كما تقرر ذلك في السنة الأولى ولكن يقف في سبيل ذلك عدم الأخذ بالسنة الثانية في التغيير. وفي هذه الحالة تأتي سنة الله عز وجل الثالثة والمتضمنة تبديل من رفضوا تغيير ما بأنفسهم وواقعهم بجيل آخر يمتاز بصفات فيحققون أسباب النصر فينزل الله عليهم نصرة.
وتتجلى هذه السنة في قوله تعالى: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) محمد: (38).
وقال سبحانه: (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ? وَاللَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التوبة: (39).
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ? ذَ?لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ? وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة: (54).
قال ابن كثير: (يقول سبحانه مخبرا عن قدرته العظيمة أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته، فإنه يستبدل من هو خير لها منه وأشد منعة وأقوم سبيلا) أ. هـ
إن نصر الله آت وهو يبدأ من تغيير الناس ما بأنفسهم أولا حتى يغير الله عز وجل ما بأرضهم ويمكن لهم دينهم، وإنهم إن لم يغيروا ما بأنفسهم فإن هذا لا يعني عدم مجئ نصر الله، وإنما يستبدل قوما آخرين يحققون أسباب النصر والتغيير ويشرفهم سبحانه بأن ينزل عليهم نصره المبين، ويدفع بهم العقاب، ويعذب الكافرين بأيديهم.(/)
أسأل عن قراءة ابن مسعود: (والذكر والأنثى) وهل هذه الكلمات من القرآن؟
ـ[واثق]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 01:52]ـ
في صحيح البخاري/ كتاب فضائل الصحابة/باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما
يوجد حديث ناظرني احد المسيحيين انه يدل على تحريف القرآن والحديث هو:
حدثنا مالك بن اسماعيل حدثنا اسرائيل عن المغيرة عن ابراهيم عن علقمه قال: (قدمت الشام، فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فاتيت قوما فجلست إليهم،فإذا شيخ قد جاء حتى جلس الى جنبي، قلت من هذا؟ قالوا ابو الدرداء، فقلت: اني دعوت الله ان ييسر لي جليسا صالحا فيسرك لي. قال: ممن انت؟ قلت: من اهل الكوفة. قال: أوليس عندكم ابن ام عبدٍ صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟ أوليس فيكم صاحب سر النبي الذي لا يعلمه احد غيره؟ ثم قال كيف يقرأ عبدالله (والليل إذا يغشى) فقرأت عليه (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى) ((والذكر والانثى)) قال والله لقد أقرانيها رسول الله من فيهِ إلى فيَّ
بالله عليكم تجاوبوني ما معني وشرح الحديث عند قوله والذكر والنثى وهذه الكلمات ليست في القرآن
فهو يحتج على بان القرآن محرف
فما تفسيره وما تبرير قوله والذكر والأنثى
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 02:14]ـ
أخي الفاضل .. القرآن الكريم منقول إلينا بالتواتر, نقله جمع غفير عن جمع غفير, وإذا رأيت مثل هذه الروايات التي تخالف المتواتر إلينا من القرآن, وعلمت صحتها وثبوتها, فربما كانت هذه القراءة مما نسخت ولم يبلغ الصحابي ذلك فحكى ما انتهى إليه علمه, وربما لم تبلغه القراءة أصلا, وربما وهم أن هذه القراءة أو الآيات ليست من القرآن بل من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما نقل عن أحد الصحابة الأطهار أن المعوذتين ليستا من القرآن. والله تعالى أعلم
ـ[واثق]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 04:35]ـ
اشكرك يا اخي على هذا الجواب
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 05:15]ـ
يرجى مراجعة فتح الباري لابن حجر
المجلد 11 - ص 91 ت نظر الفريابي
قال الحافظ:
ولعل هذا مما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه، والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود وإليها تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا، فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت. اهـ
ـ[درداء]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 05:59]ـ
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
جاءت العقائد السماوية كافه بتقرير عقيدة واحدة هي عقيدة إفراد الله تعالى بالعبودية، وترك عبادة من سواه، فجميع الرسل نادوا في قومهم: {أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} (المؤمنون:32) إلا أن أحكام الشرائع اختلفت من شريعة لأخرى، قال تعالى: {لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه} (الحج:67).
وجاءت شريعة الإسلام ناسخة لما سبقها من الشرائع، ومهيمنة عليها، واقتضت حكمة الله سبحانه أن يشرع أحكامًا لحكمة يعلمها، ثم ينسخها لحكمة أيضًا تستدعي ذلك النسخ، إلى أن استقرت أحكام الشريعة أخيراً، وأتم الله دينه، كما أخبر تعالى بقوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} (المائدة:3).
وقد بحث العلماء الناسخ والمنسوخ ضمن أبحاث علوم القرآن الكريم، وأفرده بعضهم بالكتابة.
والنسخ هو رفع الحكم الشرعي، بخطاب شرعي. وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد.
ومجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي، فلا يدخلها النسخ بحال.
ولمعرفة الناسخ والمنسوخ أهمية كبيرة عند أهل العلم، إذ بمعرفته تُعرف الأحكام، ويعرف ما بقي حكمه وما نُسخ.
وقد حدَّد أهل العلم طرقًا يُعرف بها الناسخ والمنسوخ، منها: النقل الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابي، فمن أمثلة ما نُقل عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها) رواه مسلم.
ومن أمثلة ما نُقل عن الصحابي، قول أنس رضي الله عنه في قصة أصحاب بئر معونة: ونزل فيهم قرآن قرأناه ثم نُسخ بَعْدُ (بلِّغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه) رواه البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن طُرق النسخ أيضًا إجماع الأمة، ومعرفة تاريخ الحكم المتقدم من المتأخر.
ولا بد من الإشارة إلى أن النسخ لا يثبت بالاجتهاد، ولا بمجرد التعارض الظاهر بين الأدلة، فكل هذه الأمور وما شابهها لا يثبت بها النسخ.
والنسخ على أنواع، فمنها نسخ القرآن بالقرآن، ومثاله نَسْخُ قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس} (البقرة:219) فقد نسختها آية: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} (المائدة:90) وهذا النوع من النسخ جائز بالاتفاق.
ومنها نَسْخُ السنة بالقرآن، كنسخ التوجُّه إلى قبلة بيت المقدس، الذي كان ثابتًا بالسنة بقوله تعالى: {فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام} (البقرة:144). ونَسْخُ وجوب صيام يوم عاشوراء الثابت بالسنة، بصوم رمضان في قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} (البقرة:185).
ومن أنواع النسخ أيضاً، نَسْخُ السنة بالسنة، ومنه نسخ جواز نكاح المتعة، الذي كان جائزًا أولاً، ثم نُسخ فيما بعد؛ فعن إياس بن سلمة عن أبيه، قال: (رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثم نهى عنها) رواه مسلم وقد بوَّب البخاري لهذا بقوله: باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخراً.
ويأتي النسخ في القرآن على ثلاثة أنحاء:
الأول: نسخ التلاوة والحكم معًا، ومثاله حديث عائشة قالت: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن، ثم نُسخن بخمس معلومات) رواه مسلم وغيره.
الثاني: نسخ الحكم وبقاء التلاوة، ومثاله قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين} (الأنفال:66) فهذه الآية نسخت حكم الآية السابقة لها مع بقاء تلاوتها، وهي قوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} (الأنفال:65).
الثالث: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، ومنه ما سبق في حديث عائشة رضي الله عنها: (ثم نسخن بخمس معلومات) فإن تحديد الرضاع المحرِّم بخمس رضعات، ثابت حكمًا لا تلاوة.
ووجود النسخ في الشريعة له حِكَمٌ عديدة، منها مراعاة مصالح العباد، ولا شك فإن بعض مصالح الدعوة الإسلامية في بداية أمرها، تختلف عنها بعد تكوينها واستقرارها، فاقتضى ذلك الحال تغيُّر بعض الأحكام؛ مراعاة لتلك المصالح، وهذا واضح في بعض أحكام المرحلة المكية والمرحلة المدنية، وكذلك عند بداية العهد المدني وعند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن حكم النسخ أيضًا ابتلاء المكلفين واختبارهم بالامتثال وعدمه، ومنها كذلك إرادة الخير لهذا الأمة والتيسير عليها، لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة ثواب، وإن كان إلى أخف ففيه سهولة ويسر. وفقنا الله للعمل بأحكام شرعه، والفقه في أحكام دينه، ويسَّر الله لنا اتباع هدي نبيه.
المصدر: http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?id=17291
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 06:29]ـ
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ص 372 المجلد 14 ط أولاد الشيخ:
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة: أنه قدم الشام، فدخل مسجد دمشق، فصلى فيه ركعتين وقال: اللهم، ارزقني جليسًا صالحًا. قال: فجلس إلى أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة. قال: كيف سمعت ابن أم عبد يقرأ: {والليل إذا يغشى /// والنهار إذا تجلى}؟ قال علقمة: (والذكر والأنثى). فقال أبو الدرداء: لقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال هؤلاء حتى شككوني. ثم قال: ثم ألم يكن فيكم صاحب الوساد وصاحب السر الذي لا يعلمه أحد غيره، والذي أجير من الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رواه البخاري هاهنا ومسلم، من طريق الأعمش، عن إبراهيم قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قالوا: كلنا، فقال: أيكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، فقال كيف سمعته يقرأ: {والليل إذا يغشى}؟ قال (والذكر والأنثى) قال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا. وهؤلاء يريدوني أن أقرأ {وما خلق الذكر والأنثى} والله لا أتابعهم.
هذا لفظ البخاري: هكذا قرأ ذلك ابن مسعود، وأبو الدرداء - ورفعه أبو الدرداء - وأما الجمهور فقرءوا ذلك كما هو مثبت في المصحف العثماني في سائر الآفاق: {وما خلق الذكر والأنثى}. اهـ
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 06:59]ـ
قال ابن عطية في تفسيره المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج 8 ص 632
وقوله تعالى: {وما خلق الذكر والأنثى} يحتمل أن تكون [ما] بمعنى: ((الذي)) كما قالت العرب: ((سبحان ما سبح الرعد بحمده)) وقال أبو عمرو وأهل مكة: يقولون للرعد: سبحان ما سبحت له، ويحتمل أن تكون [ما] مصدرية، وهو مذهب الزجاج.
وقرأ جمهور الصحابة: {وما خلق الذكر}، وقرأ علي بن أبي طالب، وابن عباس، وعبد الله بن مسعود، وأبو الدردااء - وسمعها من النبي (ص) - وعلقمة، وأصحاب عبد الله: [والذكر والأنثى]، وسقط عندهم {وما خل} ق، وذكر ثعلب أن من السلف من قرأ: (وما خلق الذكر والأنثى) بخفض [الذكر]، على البدل من [ما]، على أن التقدير: وما خلق الله، وقراءة عليّ رضي الله عنه: ((ومن ذكرٍ)) تشهد لهذه.
وقال الحسن: المراد هاهنا بالذكر والأنثى آدم وحواء عليهما السلام، وقال غيره: هو عام.
ـــــــــ
قال ابن العربي في كتاب أحكام القرآن - ج 4 - ص 404
قراءة العامة وصورة المصحف {وما خلق الذكر والأنثى}، وقد ثبت في الصحيح أن أبا الدرداء وابن مسعود، كانا يقرآن: والذكر والأنثى.
قال إبراهيم: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قالوا: كلنا: قال: كيف تقرؤون: والليل إذا يغشى؟ قال علقمة: والذكر والأنثى. قال: أشهد أني سمعت رسول الله (ص) يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدون أن أقرأ: وما خلق الذكر والأنثى، والله لا أتابعهم.
قال القاضي: هذا مما لا يلتفت إليه بشر، إنما المعول عليه ما في المصحف، فلا تجوز مخالفته لأحد، ثم بعد ذلك يقع النظر فيما يوافق خطه مما لم يثبت ضبطه، حسبما بيناه في موضعه، فإن القرآن لا يثبت بنقل الواحد، وإن كان عدلاً، وإنما يثبت بالتواتر الذي يقع به العلم، وينقطع معه العذر، وتقوم به الحجة على الخلق.
اهـ
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 07:13]ـ
قال القرطبي في تفسيره ج 20 ص 81 ت البخاري
قال أبو بكر الأنباري: وحدثنا محمد بن يحيى المروزيّ قال حدثنا محمد قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله (ص): (إني أنا الرزاق ذو القوة المتين)؛ قال أبو بكر: كل من هذين الحديثين مردودين؛ بخلاف الإجماع له، وأن حمزة وعاصما يرويان عن عبد الله بن مسعود ما عليه جماعة المسلمين، والبناء على سندين يوافقان الإجماع أولى من الأخذ بواحد يخالفه الإجماع والأمة، وما يبنى على رواية الواحد؛ لما يجوز عليه من النسيان والإغفال.
ولو صح الحديث عن أبي الدرداء وكان إسناده مقبولاً معروفًا، ثم كان أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وسائر الصحابة رضي الله عنهم يخالفونه، لكان الحكم العمل بما روته الجماعة، ورفض ما يحكيه الواحد المنفرد، الذي يسرع إليه من النسيان ما لا يسرع إلى الجماعة، وجميع أهل الملة.
اهـ
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 07:24]ـ
قال أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ج 8 ص 477
والثابت في مصاحف الأمصار والمتواتر، (وما خلق الذكر والأنثى) وما ثبت في الحديث من قراءة (والذكر والأنثى) نقل آحاد مخالف للسواد فلا يعد قرآنًا.
اهـ
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 07:40]ـ
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام:
قال أبو محمد فإن ذكر ذاكر الرواية الثابتة بقراءات منكرة صححت عن طائفة من الصحابة رضي الله عنهم مثل ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} ومثل ما صح عن عمر رضي الله عنه من قراءة {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا لضآلين} ومن أن ابن مسعود رضي الله عنه لم يعد المعوذتين من القرآن وأن أبيا رضي الله عنه كان يعد القنوت من القرآن ونحو هذا
قلنا كل ذلك موقوف على من روى عنه شيء ليس منه عن النبي صلى الله عليه و سلم البتة ونحن لا ننكر على من دون رسول الله صلى الله عليه و سلم الخطأ فقد هتفنا به هتفا ولا حجة فيما روي عن أحد دونه عليه السلام ولم يكلفنا الله تعالى الطاعة له ولا أمرنا بالعمل به ولا تكفل بحفظه فالخطأ فيه واقع فيما يكون من الصاحب فمن دونه ممن روى عن الصاحب والتابع ولا معارضة لنا بشيء من ذلك وبالله تعالى التوفيق
وإنما تلزم هذه المعارضة من يقول بتقليد الصاحب على ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى القرآن فهم الذين يلزمهم التخلص من هذه المذلة وأما نحن فلا والحمد لله رب العالمين إلا خبرا واحدا وهو الذي رويناه من طريق النخعي والشعبي كلاهما عن علقمة بن مسعود وأبي الدرداء كلاهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه أقرأهما {ولليل إذا يغشى ولنهار إذا تجلى وما خلق لذكر ولأنثى} قال أبو محمد وهذا خبر صحيح مسند عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال أبو محمد إلا أنهما قراءة منسوخة لأن قراءة عاصم المشهورة المأثورة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم وقراءة ابن عامر مسندة إلى أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهما جميعا {وما خلق الذكر ولأنثى} فهي زيادة لا يجوز تركها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحبروك]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 10:45]ـ
لا يقال فى قراءة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم (منسوخة)
لأن النسخ بتلك الصورة محو من العقول و الرقاع
و هذه بقيت
و مثالها كثير فى كتب القراءات الشاذة تجده
إذن يقال ههنا (قراءة شاذة) غير مسموعة، لا سند لها
هى فقط غير معتمدة لدى قراءنا
ليست منسوخة و مثلها مستخدم فى كتب التفسير و اللغة العربية
و لكنها شاذة (لا أحد يقرأ بها)
هى قراءة صحيحة و لكن لا يجوز القراءة بها حتى يظهر لها سند متصل الى رسول الله صلى الله عليه و سلم
أما هذا المسيحى
فيتلمس الأقوال الشاذة و المتطرفة
ليطعن فى الإسلام
أعانك الله
و أعاننا
وفقك الله الى ما يحب و يرضى
ـ[التبريزي]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 03:44]ـ
- لعل من أكبر الشبهات التي يطلقها النصارى ويأخذونها من الرافضة شبهة الرواية عن ابن مسعود في أن المعوذتين ليستا من القرآن، وهناك من كبار العلماء من قطع بعدم صحة هذه الرواية، بينما هناك من صححها ..
قال النووي:
(أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن، وأن من جحد شيئا منه كفر، وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه) .. المجموع شرح المهذب3/ 396
(و في المحلى لابن حزم الأندلسي تكذيب للرواية والدليل أنه قد صحت قراءة عاصم برواية شعبة عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان) ... المحلى1/ 13.
- قراءة الإمام عاصم لها راويان:
شعبة: وسنده عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم
حفص: سنده عن عاصم عن أبي عبدالرحمن السلمى عن على بن ابي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقراءة عاصم براوييه يثبتان المعوذتين، فكيف يثبت عاصم المعوذتين بروايته عن زر بن حبيش عن ابن مسعود والروايات تقول إنه كان يمسحهما؟
لهذا تكون رواية شعبة المتواترة تبطل القول بأن ابن مسعود كان يمسح المعوذتين من مصحفه بعد الجمع، وإذا صحت الروايات فإنما كان ذلك قبل الجمع، ولو أن ابن مسعود أصر على حذف المعوذتين ما تركوه الصحابة وسكتوا عنه وتركته درة الفاروق .. ولو كان يحذف المعوذتين مقتنعا برأيه ما سكت ابن مسعود عن المصاحف الأخرى وهو الجريء في الحق، ولاعترض على الصحابة وطالبهم بحذفهما ولأصر أنهما ليستا من القرآن، فهل هناك رواية تفيد اعتراض الصحابة عليه أو اعتراضه عليهم؟
الجواب: لا يوجد.
...
وكذلك الحال مع قراءة "والذكر والأنثى"، وقراءة الفاروق وبعض الصحابة "صراط من أنعمت عليهم"، فهذه من أبواب النسخ، ولما تم جمع القرآن بإجماع الصحابة لم يعد هناك مخالف، وهو نفس الحكم عند بعض الصحابة ومنهم عائشة أم المؤمنين، فكانت تروي آيات كانت تتلى، لكنها نسخت لاحقا، وفي العرضة الأخيرة من جبريل لرسولنا الكريم وقراءته على الصحابة تبين الناسخ والمنسوخ، وصار جمع القرآن ونسخه في عدة نسخ عثمانية تحوي الأحرف السبعة حجة اتفق عليها جميع الصحابة ...
الحسم في مثل هذه المواضيع هو النقاش حول القرآن بعد جمعه وليس قبله، فبعد جمعه لم يعد هناك خلافٌ حوله حيث جمع القرآن على الأحرف السبعة بحضرة الصحابة الكبار والقراء وكتبة الوحي على العرضة الأخيرة التي تبين فيها الناسخ من المنسوخ قبل وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام.
ـ[الحبروك]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 05:37]ـ
- وكذلك الحال مع قراءة "والذكر والأنثى"، وقراءة الفاروق وبعض الصحابة "صراط من أنعمت عليهم"، فهذه من أبواب النسخ، ولما تم جمع القرآن بإجماع الصحابة لم يعد هناك مخالف، وهو نفس الحكم عند بعض الصحابة ومنهم عائشة أم المؤمنين، فكانت تروي آيات كانت تتلى، لكنها نسخت لاحقا، وفي العرضة الأخيرة من جبريل لرسولنا الكريم وقراءته على الصحابة تبين الناسخ والمنسوخ، وصار جمع القرآن ونسخه في عدة نسخ عثمانية تحوي الأحرف السبعة حجة اتفق عليها جميع الصحابة ...
الحسم في مثل هذه المواضيع هو النقاش حول القرآن بعد جمعه وليس قبله، فبعد جمعه لم يعد هناك خلافٌ حوله حيث جمع القرآن على الأحرف السبعة بحضرة الصحابة الكبار والقراء وكتبة الوحي على العرضة الأخيرة التي تبين فيها الناسخ من المنسوخ قبل وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام.
سيدى التبريزى
النسخ لآيه أو لآيات
ليس لقراءة كاملة
هل توفى الرسول (ص) عن ست قراءات؟
فعلى قولك و قول ابن حزم (نُسخت قراءة بالكامل على يديه (ص)؟)
ما من أحد يقول بهذا!
و الأمر لا يحتمل إجتهادا من أحد
فليس لنا إلا أن نقول أنها (قراءة شاذة) لم تصلنا بسند متصل تلاوة و تجويدا
أما ما دفع إبن حزم لقوله هذا فيفسر بأنه لما وصلته تلك الآيه بسند متصل ظن أن هذا السند للقراءة كاملة، فى حين أنه لآيه أو لآيتين.
و هذا حال القراءات الشاذة جميعا
ما وصلنا منها إلا بضع آيات
و حتى هذه الآيات وصلتنا بسند متصل تلاوة و تجويدا
هدانا الله و إياكم الى ما يحب و يرضى
وفقنا الله لما يحب و يضى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 08:19]ـ
سيدى التبريزى
النسخ لآيه أو لآيات
ليس لقراءة كاملة
هل توفى الرسول (ص) عن ست قراءات؟
فعلى قولك و قول ابن حزم (نُسخت قراءة بالكامل على يديه (ص)؟)
ما من أحد يقول بهذا!
و الأمر لا يحتمل إجتهادا من أحد
فليس لنا إلا أن نقول أنها (قراءة شاذة) لم تصلنا بسند متصل تلاوة و تجويدا
أما ما دفع إبن حزم لقوله هذا فيفسر بأنه لما وصلته تلك الآيه بسند متصل ظن أن هذا السند للقراءة كاملة، فى حين أنه لآيه أو لآيتين.
و هذا حال القراءات الشاذة جميعا
ما وصلنا منها إلا بضع آيات
و حتى هذه الآيات وصلتنا بسند متصل تلاوة و تجويدا
إذا كنتَ تقول متسائلا:
(النسخ لآيه أو لآيات
ليس لقراءة كاملة
هل توفى الرسول (ص) عن ست قراءات؟)
فكيف تريد مني أن أحاورك إذا كنتَ لا تعرف معنى القراءات والفرق بين نسخ الآية وبين نسخ القراءاة الكاملة، والذي أسمع به لأول مرة؟!
هل تظن أن المصحف العثماني حوى حرفا واحدا؟ أم حوى سبعة أحرف؟
وما معنى قولك:
(فعلى قولك و قول ابن حزم (نُسخت قراءة بالكامل على يديه (ص)؟) ..
لم نقل بهذا، وهذا يدل مع تقديري أنك تجهل علم القراءات، فيجدر بك عدم الخوض في علم لا تجيده .. فالمنسوخ قليلٌ جدا، وليست قراءة كاملة، فالقراءات القرآنية المتواترة هي عشر قراءات لكل قراءة راويان، وهذه الراويات العشرون لا تخرج كلها عن الأحرف السبعة التي تلقاها الصحابة القراء من في رسول الله عليه الصلاة والسلام ... وحتى القراءة الواحدة فيها أكثر من حرف، والدليل أن قراءة حفص عن عاصم هي عن علي بن أبي طالب على حرف قريش، وفيها تحقيق الهمز الذي هو قراءة الجمهور، بينما قريش في كلامها لا تهمز كما هو في رواية ورش عن نافع.
الرسول عليه الصلاة والسلام توفى وتبين الناسخ والمنسوخ من القرآن في العرضة الأخيرة مع جبريل عليه السلام، وبعد جمع القرآن وضبطه في المصحف لم يعد يُقبل أي قراءة تخرج عن شرطي القراءة المقبولة، (والمتعارف عليه ثلاثة)، لأن شرط العربية شرطٌ لا معنى له عند تحقق الشرطين الرئيسين:
تواتر السند، وموافقة الرسم العثماني، لأن القرآن الكريم حاكم ومهيمن على العربية وقواعدها، وليس العكس ..(/)
كيف وصلت الينا القراءات السبع مع ان عثمان بن عفان رضي الله عنه جمعها كلها واحرقها
ـ[واثق]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 04:37]ـ
كيف وصلت الينا القراءات السبع مع ان عثمان بن عفان رضي الله عنه جمعها كلها واحرقها كما نقرا في التاريخ
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 07:01]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35165
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28324
جمع القرآن حفظا وكتابة ( http://s1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single/ar_Compilation_Of_The_Quran_ha fz_writ.doc)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 07:29]ـ
قال البعض: مصحف أبي بكر جمع الأحرف السبعة كلها ومصحف عثمان جمع حرفا واحدا فقط وهذا قول بعض الأئمة كالطبري، والجمهور على خلافه وقد شدد ابن حزم النكير على هذا القول ..
هذا كلام ابن حزم منقولاً من الإحكام:
وأما دعواهم أن عثمان رضي الله عنه أسقط ستة أحرف من جملة الأحرف السبعة المنزل بها القرآن من عند الله عز و جل فعظيمة من عظائم الإفك والكذب ويعيذ الله تعالى عثمان رضي الله عنه من الردة بعد الإسلام
ولقد أنكر أهل التعسف على عثمان رضي الله عنه أقل من هذا مما لا نكره فيه أصلا فكيف لو ظفروا له بمثل هذه العظيمة ومعاذ الله من ذلك وسواء عند كل ذي عقل إسقاط قراءة أنزلها الله تعالى أو إسقاط آية أنزلها الله تعالى ولا فرق وتالله إن من أجاز هذا غافلا ثم وقف عليه وعلى برهان المنع من ذلك وأصر فإنه خروج عن الإسلام لا شك فيه لأنه تكذيب لله تعالى في قوله الصادق لنا {إنا نحن نزلنا لذكر وإنا له لحافظون}
وفي قوله الصادق {إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه} فالكل مأمورون باتباع قرآنه الذي أنزله الله تعالى عليه وجمعه
فمن أجاز خلاف ذلك فقد أجاز خلاف الله تعالى وهذه ردة صحيحة لا مرية فيها وما رامت غلاة الروافض وأهل الإلحاد الكائدون للإسلام إلا بعض هذا
وهذه الآية تبين ضرورة أن جميع القرآن كما هو من ترتيب حروفه وكلماته وآياته وسوره حتى جمع كما هو فإنه من فعل الله عز و جل وتوليه جمعه أوحى به إلى نبيه عليه السلام وبينه عليه السلام للناس فلا يسع أحدا تقديم مؤخر من ذلك ولا تأخير مقدم أصلا
ونحن نبين فعل عثمان رضي الله عنه ذلك بيانا لا يخفى على مؤمن ولا على كافر وهو أنه رضي الله عنه علم أن الوهم لا يعزى منه بشر وأن في الناس منافقين يظهرون الإسلام ويكنون الكفر هذا أمر يعلم وجوده في العالم ضرورة فجمع من حضره من الصحابة رضي الله عنهم على نسخ مصاحف مصححة كسائر مصاحف المسلمين ولا فرق
إلا أنها نسخت بحضرة الجماعة فقط
ثم بعث إلى كل مصر مصحفا يكون عندهم فإن وهم واهم في نسخ مصحف وتعمد ملحد تبديل كلمة في المصحف أو في القراءة رجع إلى المصحف المشهور المتفق على نقله ونسخه
فعلم أن الذي فيه هو الحق وكيف كان يقدر عثمان على ما ظنه أهل الجهل والإسلام قد انتشر من خراسان إلى برقة ومن اليمن إلى أذربيجان وعند المسلمين أزيد من مائة ألف مصحف وليست قرية ولا حلة ولا مدينة إلا والمعلمون للقرآن موجودون فيها يعلمونه من تعلمه من صبي أو امرأة ويؤمهم به في الصلوات في المساجد
وقد حدثني يونس بن عبد الله بن مغيث قال أدركت بقرطبة مقرئا يعرف بالقرشي أحد مقرئين ثلاثة للعامة كانوا فيها وكان هذا القرشي لا يحسن النحو فقرأ عليه قارىء يوما في سورة ق {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} فرده عليه القرشي تحيد التنوين فراجعه القارىء وكان يحسن النحو فلج المقرىء وثبت على التنوين وانتشر ذلك الخبر إلى أن بلغ إلى يحيى بن مجاهد الفزاري الألبيري وكان منقطع القرين في الزهد والخير والعقل وكان صديقا لهذا المقرىء فمضى إليه فدخل عليه وسلم عليه وسأله عن حاله
ثم قال له إنه بعد عهدي بقراءة القرآن على مقرىء فأردت تجديد ذلك عليك فسارع المقرىء إلى ذلك فقال له الفزاري أريد أن أبتدىء بالمفصل فهو الذي يتردد في الصلوات فقال له المقرىء ما شئت فبدأ عليه من أول المفصل فلما بلغ سورة ق وبلغ الآية المذكورة ردها عليه المقرىء بالتنوين فقال له يحيى بن مجاهد لا تفعل ما هي إلا غير منوتة بلا شك فلج المقرىء
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما رأى يحيى بن مجاهد لجاجه قال له يا أخي إنه لم يحملني على القراءة عليك إلا لترجع إلى الحق في لطف وهذه عظيمة أوقعك فيها قلة علمك بالنحو فإن الأفعال لا يدخلها تنوين البتة فتحير المقرىء إلا أنه لم يقنع بهذا فقال يحيى بن مجاهد بيني وبينك المصاحف فبعثوا فأحضرت جملة من مصاحف الجيران فوجدوها مشكولة بلا تنوين فرجع المقرىء إلى الحق
وحدثني حمام بن أحمد بن حمام قال حدثني عبد الله بن محمد بن علي عن اللخمي الباجي قال نا محمد بن لبانة قال أدركت محمد بن يوسف بن مطروح الأعرج يتولى صلاة الجمعة في جامع قرطبة وكان عديم الورع بعيدا عن الصلاح قال فخطبنا يوم الجمعة فتلا في خطبته {لقد جآءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بلمؤمنين رءوف رحيم} فقرأها بنونين عننتم
قال فلما انصرف أتيناه وكنا نأخذ عنه رأي مالك فذكرنا له قراءته للآية وأنكرناها فقال نعم هكذا أقرأناها وهكذا هي فلج فحاكمناه إلى المصحف فقام ليخرج المصحف ففتحه في بيته وتأمله فلما وجد الآية بخلاف ما قرأها عليه أنف الفاسق من رجوعه إلى الحق فأخذ القلم وألحق ضرسا زائدا قال محمد بن عمر فوالله لقد خرج إلينا والنون لم يتم بعد جفوف مدادها
قال أبو محمد فالأول واهم مغفل والثاني فاسق خبيث فلولا كثرة المصاحف بأيدي الناس لتشكك كثير من الناس في مثل هذا إذا شاهدوه ممن يظنون به خيرا أو علما ولخفي الخطأ والتعمد
فمثل هذا تخويف عثمان رضي الله عنه ولقد عظمت منفعة فعله ذلك أحسن الله جزاءه
وأما الأحرف السبعة فباقية كما كانت إلى يوم القيامة مثبوتة في القراءات المشهورة من المشرق إلى المغرب ومن الجنوب إلى الشمال فما بين ذلك لأنها من الذكر المنزل الذي تكفل الله تعالى بحفظه وضمان الله تعالى لا يخيس أصلا وكفالته تعالى لا يمكن أن تضيع
ومن البرهان على كذب أهل الجهل وأهل الإفك على عثمان رضي الله عنه في هذا أنبأناه عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني نا إبراهيم بن أحمد البلخي نا الفربري نا البخاري نا أمية هو ابن بسطام نا يزيد بن ربيع عن حبيب بن الشهيد عن ابن مليكة عن ابن الزبير قال قلت لعثمان {ولذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بلمعروف ولله بما تعملون خبير} قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه
وبه إلى البخاري نا موسى بن إسماعيل نا إبراهيم حدثنا أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق
فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى
فأرسل عثمان إلى حفصة أم المؤمنين أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بهما إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف
وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق
فهذان الخبران عن عثمان إذا جمعا صححا قولنا وهو أنه لم يحل شيئا من القرآن عن مكانه الذي أنزله الله تعالى عليه وأنه أحرق ما سوى ذلك مما وهم فيه واهم أو تعمد تبديله متعمد
نا عبد الله بن الربيع التميمي نا عمر بن عبد الملك الخولاني نا أبو سعيد الأعرابي العزي نا سليمان بن الأشعث نا محمد بن المثنى نا محمد بن جعفر نا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه و سلم كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال له إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على حرف
فقال أسأل الله معافاته ومغفرته إن أمتي لا تطيق على ذلك ثم أتاه الثانية فذكر نحو هذا حتى بلغ سبعة أحرف فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على سبعة أحرف قرؤوا عليه فقد أصابوا
(يُتْبَعُ)
(/)
وبه إلى سليمان بن الأشعث نا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لففته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا نزلت ثم قال صلى الله عليه و سلم إن القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه
قال أبو محمد فحرام على كل أحد أن يظن أن شيئا أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أمته لا تطيق ذلك أتى عثمان فحمل الناس عليه فأطاقوه ومن أجاز هذا فقد كذب رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله لله تعالى إن أمته لا تطيق ذلك ولم ينكر الله تعالى عليه ذلك ولا جبريل عليه السلام وقال هؤلاء المجرمون إنهم يطيقون ذلك وقد أطاقوه فيا لله ويا للمسلمين أليس هذا اعتراضا مجردا على الله عز و جل مع التكذيب لرسوله صلى الله عليه و سلم فهل الكفر إلا هذا نعوذ بالله العظيم أن يمر بأوهامنا فكيف أن نعتقده
وأيضا فإن الله تعالى آتانا تلك الأحرف فضيلة لنا فيقول من لا يحصل ما يقول إن تلك الفضيلة بطلت فالبلية إذا قد نزلت حاشا لله من هذا
قال أبو محمد ولقد وقفت على هذا مكي بن أبي طالب المقرىء رحمه الله فمرة سلك هذه السبيل الفاسدة فلما وقفته على ما فيها رجع ومرة قال بالحق في ذلك كما تقول ومرة قال لي ما كان من الأحرف السبعة موافقا لخط المصحف فهو باق وما كان منها مخالفا لخط المصحف فقد رفع فقلت له إن البلية التي فررت منها في رفع السبعة الأحرف باقية بحسبها في إجازتك رفع حركة واحدة من حركات جميع الأحرف السبعة أكثر من ذلك فمن أين وجب أن يراعى خط المصحف وليس هو من تعليم رسول الله لأنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب واتباع عمل من دونه من غير توقيف منه عليه السلام لا حجة فيه ولا يجب قبوله وقد صححت القراءة من طريق أبي عمرو بن العلاء التميمي مسنده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم {إن هذان لساحران} وهو خلاف خط المصحف وما أنكرها مسلم قط فاضطرب وتلجلج
قال أبو محمد وقد قال بعض من خالفنا في هذا إن الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا عربا يصعب على كل طائفة منهم القراءة بلغة غيرهم فلذلك فسح لهم في القراءة على أحرف شتى من بعدهم كذلك فقلنا كذب هؤلاء مرتين إحداهما على الله تعالى والثانية على جميع الناس كذبا مفضوحا جهارا لا يخفى على أحد
أما كذبهم على الله عز و جل فإخبارهم بأنه تعالى إنما جعله يقرأ على أحرف شتى لأجل صعوبة انتقال القبيلة إلى لغة غيرها فمن أخبرهم بها عن الله تعالى أنه من أجل ذلك حكم بما صح أنه تعالى حكم به وهل يستجيز مثل هذا ذو دين أو مسكة عقل وهل يعلم مراد الله تعالى في ذلك إلا بخبر وارد من عنده عز و جل اللهم عياذك من مثل هذا الترامي من حالق إلى المهالك
ومن أخبر عن مراد غيره بغير أن يطلعه ذلك المخبر عنه على ما في نفسه فهو كاذب بلا شك والكذب على الله تعالى أشد من الكذب على خلقه
وأما كذبهم على الناس فبالمشاهدة يدري كل أحد صعوبة القراءة على الأعجمي المسلم من الترك والفرس والروم والنبط والقبط والبربر والديلم والأكراد وسائر قبائل العجم بلغة العرب التي بها نزل القرآن أشد مراما من صعوبة قراءة اليماني على لغة المضري والربعي على لغة القرشي بلا شك وأن تعلم العربي للغة قبيلة من العرب غير قبيلته أمكن وأسهل من تعلم الأعجمي للعربية بلا شك والأمر الآن أشد مما كان حينئذ أضعافا مضاعفة فالحاجة إلى بقاء الأحرف الآن أشد منها حينئذ على قول المستسهلين للكذب في عللهم التي يستخرجونها نصرا لضلالهم ولتقليدهم من غلط قاصد إلى خلاف الحق ولاتباعهم وله عالم قد حدروا عنها ونسأل الله تعالى العصمة والتوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
وبرهان كذبهم في دعواهم المذكورة أنه لو كان ما قالوه حقا لم يكن لاقتضاء نزوله على سبعة أحرف معنى بل كان الحكم أن تطلق كل قبيلة على لغتها وبرهان آخر على كذبهم في ذلك أيضا أن المختلفين في الخبر المذكور الذي أوردناه آنفا أنهما قرآ سورة الفرقان بحرفين مختلفين كانا جميعا بني عم قرشيين من قريش البطاح من قبيلة واحدة جاران ساكنان في مدينة واحدة وهي مكة لغتهما واحدة وهما عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قريظ بن رزاح بن عدي بن كعب وهشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن كلاب بن مرة بن كعب ويجتمعان جميعا في كعب بن لؤي بين كل واحد منهما وبين كعب بن لؤي ثمانية آباء فقط فظهر كذب من ادعى أن اختلاف الأحرف إنما كان لاختلاف لغات قبائل العرب وأبى ربك إلا أن يحق الحق ويبطل الباطل ويظهر كذب الكاذب ونعوذ بالله العظيم من الضلال والعصبية للخطأ
قال أبو محمد وقال آخرون منهم الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها إنما هي وعد ووعيد وحكم وزادوا من هذا التقسيم حتى بلغوا سبعة معان
قال أبو محمد المقلدون كالغرقى فأي شيء وجدوه تعلقوا به
قال أبو محمد وكذب هذا القول أظهر من الشمس لأن خبر أبي الذي ذكرنا وخبر عمر الذي أوردناه شاهدان بكذبه مخبران بأن الأحرف إنما هي اختلاف ألفاظ القراءات لا تغير القرآن ولا يجوز أن يقال في هذه الأقسام التي ذكرنا أيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا وأيضا فإنهم ليسوا في تقسيمهم هذا بأولى من آخر اقتصر على مبادىء الكلام الأول فجعل القرآن ثلاثة أقسام فقط خبرا وتقديرا وأمرا بشرع وجعل الوعد والوعيد تحت قسم الخبر ولا هم أيضا بأولى من آخر قسم الأنواع التي في اشخاص المعاني فجعل القرآن أقساما كثيرة أكثر من عشرة فقال فرض وندب ومباح ومكروه وحرام ووعد ووعيد والخبر عن الأمم السالفة وخبر عما يأتي من القيامة والحساب وذكر الله تعالى وأسمائه وذكر النبوة ونحو هذا فظهر فساد هذا وأيضا فإن هذه الأقسام التي ذكروا هي في قراءة عمر كما هي في قراءة هشام بن حكيم ولا فرق فهذا بيان زائد في كذب هذا التقسيم
قال أبو محمد فإن ذكر ذاكر الرواية الثابتة بقراءات منكرة صححت عن طائفة من الصحابة رضي الله عنهم مثل ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} ومثل ما صح عن عمر رضي الله عنه من قراءة {صراط لذين أنعمت عليهم غير لمغضوب عليهم ولا لضآلين} ومن أن ابن مسعود رضي الله عنه لم يعد المعوذتين من القرآن وأن أبيا رضي الله عنه كان يعد القنوت من القرآن ونحو هذا
قلنا كل ذلك موقوف على من روى عنه شيء ليس منه عن النبي صلى الله عليه و سلم البتة ونحن لا ننكر على من دون رسول الله صلى الله عليه و سلم الخطأ فقد هتفنا به هتفا ولا حجة فيما روي عن أحد دونه عليه السلام ولم يكلفنا الله تعالى الطاعة له ولا أمرنا بالعمل به ولا تكفل بحفظه فالخطأ فيه واقع فيما يكون من الصاحب فمن دونه ممن روى عن الصاحب والتابع ولا معارضة لنا بشيء من ذلك وبالله تعالى التوفيق
وإنما تلزم هذه المعارضة من يقول بتقليد الصاحب على ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى القرآن فهم الذين يلزمهم التخلص من هذه المذلة وأما نحن فلا والحمد لله رب العالمين إلا خبرا واحدا وهو الذي رويناه من طريق النخعي والشعبي كلاهما عن علقمة بن مسعود وأبي الدرداء كلاهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه أقرأهما {ولليل إذا يغشى ولنهار إذا تجلى وما خلق لذكر ولأنثى} قال أبو محمد وهذا خبر صحيح مسند عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال أبو محمد إلا أنهما قراءة منسوخة لأن قراءة عاصم المشهورة المأثورة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم وقراءة ابن عامر مسندة إلى أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهما جميعا {وما خلق الذكر ولأنثى} فهي زيادة لا يجوز تركها وأنبأنا يونس بن عبد الله بن مغيث القاضي قال حدثنا يحيى بن مالك بن عابد الطرطوشي أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي خليفة أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي نا إبراهيم بن أبي داود نا حفص بن عمر الحوضي نا أيوب السختياني عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال اختلفوا في القراءات على عهد عثمان بن عفان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون فبلغ ذلك عثمان فقال عندي تكذبون به وتختلفون فيه فما تأبى عني كان أشد تكذيبا وأكثر لحنا يا صحابة محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس قال فكتبوا قال فحدثني أنهم كانوا إذا تراودوا في آية قالوا هذه أقرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم فلانا فيرسل إليه وهو على ثلاثة من المدينة فيقول كيف أقرأك رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقول كذا وكذا فيكتبونها وقد تركوا لها مكانا
قال أبو محمد فهذه صفة عمل عثمان رضي الله عنه بحضرة الصحابة رضي الله عنهم في نسخ المصاحف وحرق ما حرق منها مما غير عمدا وخطأ ومن العجب أن جمهرة من المعارضين لنا وهم المالكيون قد صح عن صاحبهم ما ناه المهلب بن أبي صفرة الأسدي التميمي قال ابن مناس نا ابن مسرور نا يحيى نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب حدثني ابن أنس قال أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا {إن شجرة لزقوم طعام لأثيم} فجعل الرجل يقول طعام اليتيم فقال له ابن مسعود طعام الفاجر
قال ابن وهب قلت لمالك أترى أن يقرأ كذلك قال نعم أرى ذلك واسعا فقيل لمالك أفترى أن يقرأ بمثل ما قرأ عمر بن الخطاب فامضوا إلى ذكر الله قال مالك ذلك جائز قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرؤوا منه ما تيسر مثل تعلمون يعلمون قال مالك لا أرى في اختلافهم في مثل هذا بأسا ولقد كان الناس ولهم مصاحف والستة الذين أوصى لهم عمر بن الخطاب كانت لهم مصاحف
< FONT color=black> قال أبو محمد فكيف يقولون مثل هذا أيجيزون القراءة هكذا فلعمري لقد هلكوا وأهلكوا وأطلقوا كل بائقة في القرآن أو يمنعون من هذا فيخالفون صاحبهم في أعظم الأشياء وهذا إسناد عنه في غاية الصحة وهو مما أخطأ فيه مالك مما لم يتدبره لكن قاصدا إلى الخير ولو أن أمرا ثبت عل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحبروك]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 05:14]ـ
أساتذتى الكرام
ليس بعد ألف سنة
نختلف فى القرءان!!!
القرءان محفوظ فى الصدور
جميع القراءات المتواترة محفوظة فى الصدور
بالسند المتصل الى رسول رب العالمين (ص)
لم يحرق عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الصدور (:
هكذا و صلتنا القراءات المتواترة
أما القراءات الشاذة فلا سند متصل لها و لذا فهى شاذة لا تجوز القراءة بها
و قراءة (الذكر و الأنثى) سالفة الذكر ما هى إلا قراءة شاذة
ليس من قراءة منسوخة!!!
قراءة كاملة منسوخة؟؟؟ من ذا الذى ينسخها بعد محمد (ص)؟؟؟
و فقنا الله و اياكم الى ما يحب و يرضى
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 08:47]ـ
سؤال عجيب
من حقك طبعا ان تتعلم
ولكن الخوف ان تكون
ذرة من قرن شيعي(/)
تصور الحرب ما هي الحرب الديني عند اليهود و المسلمين؟
ـ[معاوية جالندهري]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 10:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الحرب الديني عند اليهود و المسلمين؟(/)
معايير الصحفي المسلم: للشيخ / عبد الله الغامدي
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[معايير الصحفي المسلم: للشيخ / عبد الله الغامدي، حفظه الله تعالى]
1 - أن يتق الله في أقواله قال تعالى: { ... َفلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً}
2 - أن يزن كلمته بميزان الشريعة القويم ويعلم أنه مسائل عن كلمته التي يلفظها قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} قال في التفسير الميسر: (ما يلفظ من قول فيتكلم به إلا لديه مَلَك يرقب قوله, ويكتبه, وهو مَلَك حاضر مُعَدٌّ لذلك).
3 - ليعلم أن كلمته التي أخرجها تملكه ولا يملكها وتأسره ولا يأسرها وعليه أن يتحمل تبعاتها عند الله ثم عند الناس، وأما الكلمة التي لم يخرجها فهو المالك لها والآٍسر لها وقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (يا معاذ أمسك عليك هذا).
4 - ثم ليعلم الصحفي المسلم أنه ناج من كل ما يمكن أن يخدش اسمه أو ينهش عرضه وهو صامت لم يتكلم بموضوع لا يحسنه أو ليس أهلا له قال صلى الله عليه وسلم: (من صمت نجا). وحسبه أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم فكم من صحفي يقحم نفسه في باب الشريعة ويلبس لباسها وهو وهي بينهما برزخان لا يلتقيان. وجمل به أن يعرف قدره ولا يتعدى حده. قال تعالى: {َمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}
5 - ولينظر الصحفي المسلم ماهي أهدافه حقا وصدقا وهل يريد أن يكتب ليشهر قلمه بين الناس وكأنها يقول: (يا أيها الناس إن لم تعرفوني فاعرفوني).هل يكتب ليعرفه الناس ولا يهمه حينئذ ما كتبت يده وما خطه قلمه وما جناه على نفسه ... ؟ فكم من كاتب يكتب ولا يدري ما يخرج من رأسه فهو يكتب لعالَم – حقيقة – هو لا يعيش فيه أو يعيش فيه بخياله وكلتاهما مصيبتان وبليتان فلابد أن يكون له أهداف منها ينطلق وإليها يرجع وعليها يحاسب وليس كما يفعل البعض إنما هو نسخ ولصق وحسبنا الله ونعم الوكيل.
6 - وهنا ملحظ مهم وهو أن من لم يلتفت لما أخذه الله على عبده في قوله: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} فلن يلتفت أبدا لما يسمونه بميثاق الشرف وأدبيات الكاتب ومنها الأخلاق الفاضلة فكم من صحفي سطر كلاما معوجا ملأه وللأسف بكلمات نابية وشتائم متعددة فكان ماذا؟ كان أن عرف بين الناس قبل أن يسطر كلمة واحدة أنه سباب شتام وللأسف ((وما كان صلى الله عليه وسلم طعانا ولافاحشا ولابذيئا)).
7 - وكم من صحفي نشر صورا بذيئة سيئة تسيء له ولمجتمعه فبالله ما هو الداعي لنشر صور لنساء كاسيات عاريات مائلات مميلات؟؟ ما هو السبب يا ترى؟!! هل هو دعوة الناس للانفتاح على عالم الشهوات والملذات من أوسع أبوابه؟!! عجباً لهؤلاء وأين ميثاق الشرف عندهم؟ وللأسف أصبحت الجرائد تتنافس لوضع أجمل الصور الفاتنة أونسي هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (العينان تزنيان وزناهما النظر والأذن تزني وزناها السمع) وسبحان الله هل هم عن تلك القوارع غافلون أم هم متغافلون؟!.
وليعلم هؤلاء أنهم محاسبون على كل صورة وضعتها أيديهم و سيكون عليهم غرمها فمستقل ومستكثر.
8 - كم من كاتب ظن أنه قد أوتي خيراً جادل أهل العلم الأعلام وكما قيل طار ولما يريش أونسي قول ربه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} وفي التفسير الميسر قال: (ومن الكفار مَن يجادل بالباطل في الله وتوحيده واختياره رسوله صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن، وذلك الجدال بغير علم، ولا بيان، ولا كتاب من الله فيه برهان وحجة واضحة). وهؤلاء يعيبون قول العالم ولا يعلمون حقيقة أن الحق معه وقد قيل: (وكم عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم). ويزاد الأمر سوءا حين تجده يكرر الرد وراء الرد وهو يزيد على نفسه حمالات تنوء بحملها الأنفس فاللهم غفراً اللهم غفراً.
9 - كم من كاتب كان دليلا لقرائه على أبواب من الشبهات وخلط عليهم في دينهم وللأسف ودعاهم لأفكار مخالفة لدين الله الحق فدخل الناس أفواجاً أفواجاً للبدع من أوسع أبوابه وكان هو أحق الناس بها وأهلها وقد قال بعض علماء السلف: (من دل الناس على مبتدع فقد خان الله ورسوله)
10 - وكم من كاتب دعا الناس لجاهلية من قبيلية أو قومية أو عصبية بنظم أو نثر ونحوه وقد تعامى أو تغافل عن قوله صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى جاهلية فهو من جثاء جهنم)
11 - كم من كاتب – هداه الله للصواب – دعا الناس للدخول في المجتمعات الغربية والإقتداء بظلامها والاهتداء بشرها وباطلها والاندماج في عفونتها ورذيلتها وأخلاقها السافلة بحجة التقدم والتطور والمدنية – المزعومة – وبئست الفاطمة وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم). وإني احذر هذا وأترابه أن ينطبق عليهم ما قاله صلى الله عليه وسلم: (دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها) وذكر من صفاتهم عليه الصلاة والسلام فقال: (من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا) وإني أقول للأسف مرات وكرات أن هذا الصنف: {يحسبون أنهم يحسنون صنعا} وإني آسف جدا لهم ولحالهم حين يلبسون كثيراً لباس الشريعة ليستدروا بذلك عواطف الناس ويدغدغوا –كما يقال –مشاعرهم باسم الدين شعاراً لا فعالاً.
والله الهادي إلى سواء السبيل
-------------
رابط المقال من الموقع الرسمي للشيخ: http://www.abouasem.net/play.php?catsmktba=56 (http://www.abouasem.net/play.php?catsmktba=56)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 11:51]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ الغامدى(/)
المراة الفقيهة
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 08:44]ـ
طلعت علينا في اخر الزمان طالعة لم تكن في الزمان الاول
الا وهي المراة الفقيهة
انا طبعا لست من اهل العلم على الاقل الشرعي
ولكن نطرح الموضوع للبحث ومن كان عنده دليل فليزودنا به مشكورا
بصراحة انا اتصور ان المراة يصعب عليها ان تكون فقيهة وان كان فستكون من سقط المتاع لا قيمة لها ولا لشهادتها
وربما لو اشتغلت بالطب لكان لها افضل واسهل
حديثي عن الفقيهات ولنستعرض الفقيهات المعاصرات مثلا
لدينا دكتورات ثلاث هن امنة نصير وهذي تخصصها الفسفة ولذلك ظهر جهلها بالفقه الاسلامي في قناة دريم حينما انبرت للمنقبات ضيفات البرنامج وكانت تعنفهن وتشنع عليهن بشكل لم يسمح به حتى المذيع فاوقفها عدة مرات ولما لم تجد دليلا يسعفها اخذت فيما تحسنه وهو الفلسفة الفارغة لتقول ان النقاب يخلق حاجزا في المجتمع ويمنع المنقبة من التواصل
ولك ان تضحك حينما قالت ان من حق المجتمع ان يرى وجهها ولا ادري اي حق هذا
ولك ان تقهقه حينما قالت اننا يجب ان نراعي رغبة المجتمع
ترى لو ان المجتمع رغب في ان يرى نساءنا بالبنطلونات ايلزم ان نحقق له هذه الرغبة؟!
وسعاد صالح اليست هي التي قالت انها تشمئز من المراة المنقبة؟ بالله عليكم هل هذا كلام انسان قرا اية من كتاب الله يسخر من شعائر الله بدل ان يعظمها
وعبلة الكحلاوي رفعت السماعة لتشارك المصريين اساهم بالخسران العظيم في كاس العالم وليتك سمعتها تبكي لهذا المصاب الجلل والسؤال هل بكت او تبكي اذا رات اطفال المسلمين في غزة والسودان والصومال والعراق وافغانستان اشك
المطلوب ممن يرد ان ياتينا بدليل ولو عقلي على ان المراة يمكن ان تصبح فقيهة
لقد سمعت الشيخ الحويني مرارا يقول ان علم الحديث هو علم الذكران من العالمين
فهل هذا ينطبق على الفقه؟
نبؤوني بعلم ان كنتم صادقين
فلم يعرف تاريخ الاسلام امراة فقيهة ولا تقولوا عائشة
فهي حالة خاصة اكتسبت الفقه من نبيها عليه الصلاة والسلام
ولو لم تكن رضي الله عنها زوجه - صلى الله عليه وسلم - ما تأتى لها ذلك
و لااستفتيت في دم بعوضة ولا برغوث
النساء شقائق الرجال صدق رسول الله
لكن هل يمكن ان تكون المراة فقيهة؟
هذا هو السؤال
ـ[أبو مروان]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 11:19]ـ
أخي يزيد مشكور مأجور على غيرتك إن شاء الله، لكن لا ينبغي ان نتسرع في إصدار الأحكام، فإذا رجعنا إلى كتب السير والترجم فسنجد في التاريخ الإسلامي أن علماء كبار من هذه الأمة أخذوا العلم عن كثير من فقيهات الإسلام، وإن كان قليلا بالنسبة للرجال، بسبب عدم تفرغهن لطلب العلم وانشغالهن بإعداد الرجال العلماء الذين سعدت بهم هذه الأمة.
الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وفقكم الله تعالى:)
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 11:24]ـ
يمكن للمرأة أن تكون فقيهة بعلمها ... بلا شك.
وحسبهن أم المؤمنين عائشة ... من اقتدت بها ... كان لها أن تكون فقهية محدثة عالمة.
فالعبرة بالتحصيل والفهم لمن وفقه الله .... لا النوع.
الأمثلة الفاسدة التي ذكرتها يا أخي الحبيب لا تمثل النساء الفضليات المهتديات الهاديات.
المهتدي: هو من حصل العلم النافع ورزق العمل الصالح.
الغاوي: من تعلم العلم ولم يعمل به.
الضال: من جهل العلم النافع وبالتالي لا عمل ليقوم عليه إلا الضلال بعينه.
والأمثلة المذكورة لا تعدو أن تكون إلا بين الغواية أو الضلال ... أعاذنا الله وإياكم والمسلمين والمسلمات من شرهن.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 11:38]ـ
ولله الحمد عندنا في بلادنا فقيهات نفتخر بهن .. لكنهن بعيدات عن الإعلام وذلك من حقهن.
لكن ثق أن المرأة الفقيهة يقف خلفها رجل .. لأن تحصيلها العلم يحتاج إلى رجل ولا بد. فمن يوصلها للجامع إلا الرجل، ومن يوفر لها الكتب إلا الرجل، ومن يأذن لها بالخروج لطلب العلم إلا الرجل .. (إلا في حالات نادرة)، هذا غير تغاضي الرجل وتسامحه في تقصيرها بواجبها تجاهه وتجاه أسرتها.
كل امرأة ناجحة يقف خلفها رجل بمعنى الكلمة. وتبقى الهمم تتفاوت بين امراة وأخرى.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 11:56]ـ
ولله الحمد عندنا في بلادنا فقيهات نفتخر بهن .. لكنهن بعيدات عن الإعلام وذلك من حقهن.
لكن ثق أن المرأة الفقيهة يقف خلفها رجل .. لأن تحصيلها العلم يحتاج إلى رجل ولا بد. فمن يوصلها للجامع إلا الرجل، ومن يوفر لها الكتب إلا الرجل، ومن يأذن لها بالخروج لطلب العلم إلا الرجل .. (إلا في حالات نادرة)، هذا غير تغاضي الرجل وتسامحه في تقصيرها بواجبها تجاهه وتجاه أسرتها.
كل امرأة ناجحة يقف خلفها رجل بمعنى الكلمة. وتبقى الهمم تتفاوت بين امراة وأخرى.
أختى الفاضلة
ليس شرطا أن تكون كل امرأة عظيمة ورائها رجل
ولايصلح هذا أن يكون قاعدة
وفي التاريخ العبر
بل العكس يقال فيقولون:
كل رجل عظيم وراءه امرأة
ابتسامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 11:59]ـ
طلعت علينا في اخر الزمان طالعة لم تكن في الزمان الاول
الا وهي المراة الفقيهة
انا طبعا لست من اهل العلم على الاقل الشرعي
ولكن نطرح الموضوع للبحث ومن كان عنده دليل فليزودنا به مشكورا
بصراحة انا اتصور ان المراة يصعب عليها ان تكون فقيهة وان كان فستكون من سقط المتاع لا قيمة لها ولا لشهادتها
وربما لو اشتغلت بالطب لكان لها افضل واسهل
حديثي عن الفقيهات ولنستعرض الفقيهات المعاصرات مثلا
لدينا دكتورات ثلاث هن امنة نصير وهذي تخصصها الفسفة ولذلك ظهر جهلها بالفقه الاسلامي في قناة دريم حينما انبرت للمنقبات ضيفات البرنامج وكانت تعنفهن وتشنع عليهن بشكل لم يسمح به حتى المذيع فاوقفها عدة مرات ولما لم تجد دليلا يسعفها اخذت فيما تحسنه وهو الفلسفة الفارغة لتقول ان النقاب يخلق حاجزا في المجتمع ويمنع المنقبة من التواصل
ولك ان تضحك حينما قالت ان من حق المجتمع ان يرى وجهها ولا ادري اي حق هذا
ولك ان تقهقه حينما قالت اننا يجب ان نراعي رغبة المجتمع
ترى لو ان المجتمع رغب في ان يرى نساءنا بالبنطلونات ايلزم ان نحقق له هذه الرغبة؟!
وسعاد صالح اليست هي التي قالت انها تشمئز من المراة المنقبة؟ بالله عليكم هل هذا كلام انسان قرا اية من كتاب الله يسخر من شعائر الله بدل ان يعظمها
وعبلة الكحلاوي رفعت السماعة لتشارك المصريين اساهم بالخسران العظيم في كاس العالم وليتك سمعتها تبكي لهذا المصاب الجلل والسؤال هل بكت او تبكي اذا رات اطفال المسلمين في غزة والسودان والصومال والعراق وافغانستان اشك
المطلوب ممن يرد ان ياتينا بدليل ولو عقلي على ان المراة يمكن ان تصبح فقيهة
لقد سمعت الشيخ الحويني مرارا يقول ان علم الحديث هو علم الذكران من العالمين
فهل هذا ينطبق على الفقه؟
نبؤوني بعلم ان كنتم صادقين
فلم يعرف تاريخ الاسلام امراة فقيهة ولا تقولوا عائشة
فهي حالة خاصة اكتسبت الفقه من نبيها عليه الصلاة والسلام
ولو لم تكن رضي الله عنها زوجه - صلى الله عليه وسلم - ما تأتى لها ذلك
و لااستفتيت في دم بعوضة ولا برغوث
النساء شقائق الرجال صدق رسول الله
لكن هل يمكن ان تكون المراة فقيهة؟
هذا هو السؤال
تنزلا معك
ماالدليل أن الفقه محصور على عائشة؟؟؟؟؟؟؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 12:28]ـ
السلام عليكم
الاخ الفاضل ابامروان،
ليتك تذكر لنا اسماء اولئك الفقيهات الشيخات اللاتي لقن علماؤنا عنهن
الاخ الفاضل اسامة،
هل تعرف سوى من ذكرن؟ بعيدة عن الغواية والضلال؟
الاخ الفاضل الامل الراحل،
ليس من حقهن ابدا؛ فزكاة العلم تعليمه، ولا تنس قول الصادق المصدوق " من كتم علما .. الحديث"
ومن طلب ان تظهر على الفضائيات يكفي ان تكتب وتؤلف كما نقرا لابنة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله ..
الفاضلون المارة
ان مسالة من يقف خلف الاخر فهذا طرح غربي اولا و عامي ثانيا ولا يليق بطلبة العلم،
وهو اخر همنا
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 12:31]ـ
الاخ الفاضل حارث،
من قال ان الفقه محصور عليها رضي الله عنها؟
لكنها اكبر شاهد في تاريخ الاسلام
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 12:51]ـ
الاخ الفاضل حارث،
من قال ان الفقه محصور عليها رضي الله عنها؟
لكنها اكبر شاهد في تاريخ الاسلام
أخي هل عندك دليل على كلامك؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 12:53]ـ
الاخ الفاضل الامل الراحل،
ليس من حقهن ابدا؛ فزكاة العلم تعليمه، ولا تنس قول الصادق المصدوق " من كتم علما .. الحديث"
ومن طلب ان تظهر على الفضائيات يكفي ان تكتب وتؤلف كما نقرا لابنة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله ..
الفاضلون المارة
ان مسالة من يقف خلف الاخر فهذا طرح غربي اولا و عامي ثانيا ولا يليق بطلبة العلم،
وهو اخر همنا
وهل تكلم أحدنا عن كتم العلم؟
فرق بين أن ينحصر نشاط المراة في المجتمعات النسائية وما تستطيع الوصول إليه من دور التحفيظ والجوامع والجامعات، وبين أن تخرج للإعلام أو تؤلف كتبا والتأليف أو نشر علمها ودراساتها لا بد وأن تحتاج إلى الرجل فيه.
أنا أقصد (طلبها العلم) غالبا ما يكون تحت إشراف رجل، أو تحت سمعه وبصره؛ فالرجل هو القائم بشئونها.
بالنسبة لابنة الوادعي لم أسمع بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
المرأة يا أخي وضعها مختلف تماما عن الرجل.
اما بالنسبة لما وصفته بـ الطرح الغربي او العامي وشتان بينهما .. فهو مضحك.
ملحوظة /
ردودي جاءت بناء على طبيعة مجتمعنا، وباستحضار قوامة الرجل، وحقوقه على المرأة.
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 01:00]ـ
أظن أن الأخ الكريم يزيد ... يتحدث عن فقيهات الفضائيات أو المتفيقهات
وليس النساء الفقيهات عموما ... ولكن خانه التعبير.
ـ[أبو مروان]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 01:39]ـ
أخي يزيد
ذكر الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء أن العلامة المحدث أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بالسلفي لم يسمع ببغداد من النساء سوى ثماني شيخات …وسمع من النساء بأصبهان من أم سعد أسماء بنت أحمد بن عبد الله بن أحمد تروي عن ابن عبد كويه والجمال وابن أبي علي ومن أمة العزيز بنت محمد بن الجنيد سمعت الجمال ومن سارة أخت شيخه أبي طالب الكندلاني وفاطمة بنت ماجة تروي عن أبي سعيد بن حسنويه ومن لامعة بنت سعيد البقال وقد سمعوا منها في حياة أبي نعيم الحافظ فعمل معجم شيوخه الأصبهاني في مجلد كبير.
ومن شيوخ المحث ابن عساكر فخر النساء شهدة.
و ممن ترجم لهم الإمام الذهبي رحمه الله:
عائشة بنت حسن ابن إبراهيم الواعظة العالمة المسندة أم الفتح الأصبهانية الوركانية ووركان محلة هناك كتبت الإملاء عن أبي عبدالله بن مندة بخطها وسمعت من محمد بن جشنس الراوي عن ابن صاعد ومن عبدالواحد بن شاه وجماعة روى عنها الحسين بن عبدالملك الخلال وسعيد بن أبي الرجاء وإسماعيل بن محمد الحافظ قال ابن السمعاني سألت الحافظ إسماعيل عنها فقال امرأة صالحة عالمة تعظ النساء وكتبت أمالي ابن مندة عنه وهي أول من سمعت منها الحديث بعثني أبي إليها وكانت زاهدة قلت وروى عنها أيضا محمد بن حمد الكبريتي وإسماعيل الحمامي المعمر فكان خاتمة أصحابها بقيت إلى سنة ست وستين وأربع مئة.
وكثيرا ما كان يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى: أخبرتنا الشيخة الصالحة أو أخبرتنا الشيخة الجليلة ومنهن: الشيخة الجليلة أم العرب فاطمة بنت أبي القاسم علي ابن أبي محمد القاسم، وكذلك المجتهدة -بحكم ابن تيمية رحمه الله - أم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني، و أم محمد زينب بنت أحمد بن عمر ...
وقد وصف الإمام الذهبي أمة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل بأنها فقيهة مفتية ...
و الائحة طويلة.
فهذا ما يسر الله جمعه في عجالة ولعل الله ييسر فنخصص له موضوعا مستقلا.
أخوك أبو مروان، تقبل تحياتي:)
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 02:08]ـ
ولما نذهب بعيدًا ...
فالشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي ... أحد العلماء المعاصرين الأفذاذ ... أخذ العربية والأدب على زوجة خاله وبعض العلوم الأخرى.
بيت امتلأ بالعلم والرحمة ... فقد درس على خاله وابن خاله وزوجة خاله ... وجميعهم جكنيين. رحمهم الله جميعًا.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 04:40]ـ
ويذكر الشيخ عصام البشير
أنه ماذكر في التاريخ ولاعرف بوجود محدثة مدلسة
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 05:42]ـ
بارك الله فيكم أخي أسامة ...
وقد سبق وأن قرأت أن أحد الشناقطة - ولعله الددو - أخذ القراءات العشر عن والدته!
ومن طالع كتاب أعلام النساء لكحالة علم بطلان دعوى صاحب الموضوع بلا شك!!
والله المستعان ...
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 07:43]ـ
ويذكر الشيخ عصام البشير
أنه ماذكر في التاريخ ولاعرف بوجود محدثة مدلسة
كيف يعني المدلسون رجال فقط؟
ومن اين له هذا؟
هل قرا كل ما روي فضلا عن تخريجه وتدقيقه
اما انك تبالغ واما اني لم افهم
وعلى كل حال الموضوع بسيط وهو راي مطروح للنقاش لا اكثر
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 08:23]ـ
كيف يعني المدلسون رجال فقط؟
ومن اين له هذا؟
هل قرا كل ما روي فضلا عن تخريجه وتدقيقه
اما انك تبالغ واما اني لم افهم
وعلى كل حال الموضوع بسيط وهو راي مطروح للنقاش لا اكثر
أثبت خلاف هذا وسأوافقك الرأى
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 09:12]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لولا التوسع في الإثم لأوردت لك أخطاء وفتاوى مهلكة صدرت من الرجال ومنها ما يصل إلى حد دعوة غض الطرف عما يحدث لإخواننا في كثير من البلدان ومنها ما يغرق في الضحك والسخرية ... لا تقيم الناس من خلال خطأ فذاك سمة بشريتهم ولكن انظر مرة أخرى إلى جحافل العلمانيات والكافرات اللواتي يخاطبن الجمهور بشتى الألوان وقدر أن يكون لنا نساء يجتهدن في مزاحمتهن على هذا المنبر، انطلقت في تعليقك من ازدراء كبير لأن سعاد صالح تخالفك في أن النقاب ليس واجبا ... ذكرت أنك طالب علم ثم انبريت تقيم نساء يجتهدن وتدعو لا للضحك فقط بل للقهقهة أيضا، لك أن تزور بلدانا شتى لتلحظ أن النقاب بالطريقة التي ترضاها تعيق الوصول إلى الناس ودعوتهم فضلا عن الشهادة عليهم (لتكونوا شهداء على الناس) ولك أيضا حتى تكون منصفا ولا تقفو ماليس لك به علم لأن السمع والبصر والفؤاد مسؤول أن ترى كل الحلقات أو جلها فتعلم هل بكت عبلة مع أطفال فلسطين أم لا لتخرج بالنتيجة التي تكون الحكم والفصل،وقد قرأت موضوعك الهز الإسلامي الذي تناولت فيه قناة الفجر والنشيد الإسلامي وذكرت أسماء محددة وسخرت منهم أيما سخرية وأطلت لسانك وأنت من يعترف أنه طالب علم فعرفت أننا بحاجة دائما إلى مراجعة ما يكتب في صحائفنا، وأنا شخصيا مع احترامي لك أتمنى أن لا تحكم عليهن من خلال ما تعتبره خطئا فهناك مثل يقول: من لا يعمل لا يخطئ ومثل خطابك هو الذي يجعل النساء يهربن من الدين ويشعرن أنهن يعتنقن دينا يحتقرهن ولك أن تفديهن يوم القيامة وحجتهن معهن انظر قولك:انا اتصور ان المراة يصعب عليها ان تكون فقيهة وان كان فستكون من سقط المتاع لا قيمة لها ولا لشهادتها .. لا أحب أن أطيل فرسولنا الكريم صلوات الله عليه علمنا أن المرأة كتلة من المشاعر الوادعة حتى سماها قارورة كما ترك لنا كنزا خلقيا هائلا في التعامل مع المخالف وإليك هذا الموضوع نفعك الله به وأيدك وسدد خطاك:
المرأة المسلمة ومجال العلم الشرعي
وصفي عاشور أبو زيد ( http://www.moslimonline.com/writer.php?id_writer=668)
لا نريد أن نتعرض هنا لقضية المرأة بشكل عام أو المجالات التي شاركت فيها على عهد الرسالة، ولا المجالات المشروعة التي يمكن أن تشارك فيها في واقعنا المعاصر، ولكن سنقتصر فقط على مجال العلم الشرعي، علما بأن عمل المرأة في كل هذا يجب أن يكون مضبوطا بالقواعد الشرعية والآداب المرعية في الخروج والملبس والزينة والحديث والمشي ومراعاة الأولويات.
دراسة ماجستير عن دور المرأة في خدمة الحديث
لقد كان للمرأة على مر التاريخ في مجال العلم الشرعي بلاء حسن وسهم طيب على غير ما يتوقع كثيرون، وحسبنا أن دراسة مستقلة (رسالة ماجستير) تحدثت عن «دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى» للباحثة آمال قرداش بنت الحسين، مطبوعة ضمن سلسلة كتاب الأمة، العدد رقم (70)، وهي محاولة أكاديمية (1) لإبراز وتأصيل دور المرأة وعطائها في الحياة الإسلامية، حيث كانت في تراثنا الثقافي من ورثة النبوة راوية للنص الديني الملزم، لعل ذلك يصبح دليل عمل للمرأة المسلمة في كل عصر، حيث يعتبر هذا العطاء من أعلى أنواع الأهلية وأرقى مراتب التكريم والقيمة الإنسانية، فأحكام الدين بكل ما تصوغه من حياة الناس تُتلقى وتنقل من المرأة، كما تنقل من الرجل.
دراسة عن فقيهات النساء في العهد الراشدي
وفي مجال الفقه كان لهن دور بارز، فقد وُجد في عصر الخلفاء الراشدين الكثيرُ من النساء الفقيهات؛ حيث نقل الفقهاء الرجالُ فقهَهن في كتبهم المدونة، ومن هؤلاء النساء الفقيهات: أسماء بنت أبي بكر الصديق، وبَرِيرَة، وجُوَيْرِية، وأم حَبيبة، وحفصة بنت سيرين، وحفصة بنت عمر، وأم الدرداء، والربَيِّع بنت معوِّذ، وزينب بنت جحش، وصفِية أم المؤمنين، وصفية بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وصفية بنت أبي عبيد، وعائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين، وعائشة بنت طلحة، وعاتكة بنت زيد، وأم عطية، وعَمرة بنت عبد الرحمن، وفاطمة بنت رسول الله، (وفاطمة بنت الحسين، وفاطمة بنت قيس، وأم كلثوم بنت أبي بكر، وميمونة أم المؤمنين، وأم هانئ، وغيرهن ... ) (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلاحظ د. محمد رواس قلعجي أنه لم يُنقل إلينا الكثير من فقه هؤلاء النساء لقلة توجه الرجال إليهن بالسؤال، نظرا لتوفر الرجال الفقهاء؛ ولذلك بقي فقهُهن محصورا في صدورهن أو في المجتمعات النسائية، وقد جمع قلعجي فقه هؤلاء النساء الفقيهات مما نقله الفقهاء في كتبهم، ونَقْلُ الفقهاء لفقه النساء في كتبهم- كما يقول هو- يدل على فقاهة هؤلاء النساء؛ لأن الفقهاء لا ينقلون في كتبهم إلا عن فقيه عُرفت فيه الفقاهة.
وهناك شبهة تقول «لو صار فقه النساء إلى النساء لكان فيه غير هذه الأحكام» ولأن تتبع أحكام المرأة في فقه الفقهاء أمر يطول فقد اقتصر الشيخ في هذا الكتاب على المقارنة بين فقه المرأة وفقه الخلفاء الراشدين الأربعة فقط، فقارن فقههم بفقه فقيهات النساء، وعرضه مرتبا ترتيبا معجميا، وسجل نتائج هذه المقارنة في نهاية بحثه، وحسبنا أن نعرض ما توصل إليه من نتائج مذهلة في هذا المجال.
يقول في خاتمة كتابه: هذا ما جمعناه من فقه المرأة عند فقهاء الرجال (الخلفاء الراشدين) وفقيهات النساء، ومن النظر في الجداول التي صنعناها وجدنا أن الرجال انفردوا بمعالجة قضايا لم يتطرق إليها النساء، وأن النساء انفردن بمعالجة قضايا لم يتطرق إليها الرجال، ووجدنا قضايا اشترك في معالجتها الرجالُ والنساء، ولكن تساهَل فيها النساء وتشدد الرجال، وقضايا اشترك في معالجتها الرجالُ والنساء، ولكن تساهَل فيها النساء وتشدّد فيها الرجال.
إن فقيهات النساء لم يعالجن القضايا التالية، وعالجها الخلفاء الراشدون وهي:
تولية النساء الإمارة، وقتل النساء في الحرب، وما تستحقه المرأة من الغنيمة، وضرب الجزية على النساء، وحجاب المرأة المسلمة من المرأة الكافرة، وزواج المسلم بالكافرة، وتأديب الزوجات، وحق الزوجة في النفقة، والحالات التي يشرع فيها الخُلع، وطلاق ناقص العقل، وحق المرأة في الجماع والولَد، وأقلّ المهر، وتقديم حق الأم في الحضانة، وشهادة المرأة، وتأخيرُ رَجمِ الحامل حتى تضع حملها، ودخول المرأة الحمّام، وتسليم الرجل على النساء، وفساد الصلاة بمحاذاة المرأة.
والمتأمل في هذه القضايا يجد أن مبعث الكثير منها السلطة السياسية والإدارية لرئيس الدولة، ومبعث بعضها النظام العام، وهي بعيدة نسبيا عن اهتمامات المرأة، ومبعث بعضها غيرة الرجل على المرأة وحفاظه عليها.
ووجدنا أن الخلفاء الراشدين لم يعالجوا ما يلي، وعالجه فقيهات النساء:
سن البلوغ للمرأة، وتطهيرُ بولِ الغلام بالرشّ وبولُ الأنثى بالغسل، وطهارة ذيول ثياب النساء التي تمس الأرض، وما تراه المرأة من الحمرة والصفرة أثناء الحيض وأثناء الطهر، وعلامة انتهاء الحيض، وأكثر مدة الحمل، ونقض ضفائر المرأة في الغسل، ورفع المرأة صوتها بالتلبية، والتزين بنتف الشعر ووصله، وحق الرجل في الجماع، وتبرع المرأة بمال زوجها، وزيارة المرأة القبور.
والمتأمل في هذه الموضوعات يجد أكثرها موضوعات تهم المرأة، والمرأة فيها أعلم من الرجل؛ لذلك لم يبحثها الخلفاء الراشدون، وتركوا أمرها لفقيهات النساء، وبعضها الآخر مما يخجل الرجال من الكلام فيه، كحق الرجل في الجماع، وتبرع المرأة من مال زوجها.
ووجدنا في المسائل التي عالجها الرجال والنساء أن المرأة كانت متشدّدة أكثر من الرجل في المسائل التالية:
ما تراه الحامل من الدم، فقد كان النساء يرينه حيضا، ويراه الرجال استحاضة.
وجماع المستحاضة لم يجزه النساءُ وأجازه الرجالُ.
ويرى النساء أن الرجل يملك أن يعيد زوجته المطلقة طلاقا رجعيا وأن له إرجاعها ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة.
وزواج الزاني بمن زنى بها منعه النساء وأجازه الرجال.
ونفقة المرأة المعتدة من طلاق بائن أوجبها الرجال ولم يوجبها النساء.
ووجدنا في المسائل التي عالجها الرجال والنساء أن الرجال كانوا متشددين أكثر من النساء في المسائل التالية:
أذان المرأة، وإمامتها للصلاة، وإمامتها النساء في صلاة الجماعة، ولباسها في الصلاة، وتغسيل الزوجة زوجها الميت، وزكاة حليّها، وجهاد المرأة، وتحريم الرجل زوجته على نفسه بقوله «أنت عليّ حرام»، وتزيُّن المرأة للخروج، وكحل الزينة للمحرمة بحج أو عمرة.
واختلف النساء في مسائل هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أين تقضي المتوفّى عنها زوجها عدتها، فبعضهن رأى أنها تعتد حيث شاءت، وبعضهن أوجب عليها ألاّ تبيت إلا في بيتها، واختلفن في إجزاء مسح الخمار عن مسح الرأس، فأجازه بعضهن، ومنعه أخريات، واختلفن في الكفاءة بين الزوجين، فاعتبرها بعضهن، ولم يعتبرها البعض الآخر (3). هذه نتائج دراسة قامت على تناول المسائل الفقهية على حروف المعجم، وقارن الباحث فيها فقه النساء بفقه الخلفاء الراشدين فقط، وخرج بهذه النتائج المشرفة.
كبار العلماء يتخرجون على النساء
ومن يطالع كتب التراجم والتأريخ يجد أخبار كثير من النساء في مجال العلم، اللاتي حباهن الله نور العلم والفهم، فتفتحت بصائرهن، وتخرّج في مدارسهن كبار العلماء، ومن هؤلاء، معلمة أمير الحفاظ الحافظ ابن حجر، رحمه الله، كان إذا ذكر أخته ستّ الرَّكب قال «كانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء وهي أمي بعد أمي» (4) وهي التي ربته وحدبت عليه وعلمته، وقد ماتت ولم تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها، ولكن العلم يرفع صاحبه ويعلي منزلته في الدنيا والآخرة، ويكفيها فخرا أن من تلاميذها الحافظ ابن حجر، رحمه الله، كما أن الحافظ ابن حجر قد تعلم على جماعة من النساء يشار إليهن بالبنان في العلم، حتى إنه قد قرأ على نيف وخمسين امرأة، كلهن شيوخه في العلم، فمنهن، فاطمة الدمشقية أم الحسن، وكذلك في مشايخه فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية أم يوسف، قال ابن حجر، رحمه الله «ونعم الشيخة كانت»، وكذلك خديجة بنت إبراهيم، وسارة بنت تقي الدين علي السبكي، كما جاء في معجم شيوخ ابن حجر، وأكثرُ من الحافظِ ابن حجر شيوخا من النساء الحافظُ ابن عساكر، رحمه الله، فقد ذكر شيوخَه من النساء فكنّ بضعا وثمانين شيخة، كما جاء في معجم شيوخ ابن عساكر.
فهل كانت المرأة في أخذها للعلم تأخذه من وراء حجاب؟! وهل كانت تدرِّسه وتلقنه للرجال من وراء حجاب؟! أم أنها كانت جاهلة لا ترتقي لأن يتخرج عليها كبار العلماء؟!
ويكفينا أن عالِم التاريخ والطبقات عمر رضا كحالة حينما رصد أعلام النساء اللائي برزن وتصدرن صفوف الرموز والأعلام في تاريخنا العربي والإسلامي ترجم لثلاثة آلاف من أعلام النساء في موسوعته «أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام» في خمسة مجلدات كبيرة تجاوزت 2000 صفحة.
ونحن في هذا العصر بحاجة ماسة إلى أن نعيد دور المرأة المسلمة الفقيهة بحق، وطالبات العلم اللائي يأخذن العلم الشرعي عن الرجال والنساء، ثم يدرسنه بعد ذلك للرجال والنساء في ضوء الضوابط والآداب الشرعية المعروفة، إننا نريد المرأة التي تفتي عن علم وتقول في دين الله بتبحر وتوسع، وتتبوأ مكانة علمية وفقهية متميزة، عمادها العلم الراسخ والخلق الكريم، وليس مجرد الفراغ النسائي الفقهي الذي يتمدَّدْنَ فيه.
المصدر: مجلة الوعي الإسلامي
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 12:09]ـ
ارى لك يايزيد ان تتادب مع جلالة السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق ولا تستعمل من الالفاظ- مجازا او حقيقة - في حقها الا ما يليق بجلالة كرمها وقربها من رسوله الله.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 12:44]ـ
وما الذي يمنع ان تكون المرأة فقيهة؟
هل هو عقلها؟
لا والله
ولكن سبب قلة وجود نساء فقيهات مقارنة بالرجال هو انشغالها بزوجها وذريتها وبيتها
فالمسؤوليات عليها كبيرة
ولا فرق بين العلوم الشرعية والطب
فالطب يحتاج أيضا إلى الفهم والوقت والجهد
فكله علم وعمل
ومن طلب ان تظهر على الفضائيات يكفي ان تكتب وتؤلف كما نقرا لابنة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله ..
هناك نساء شيخات يؤلفن مثل الشيخة كاملة الكواري
ولكن الغالبية يشتغلن أكثر بإلقاء الدروس والمواعظ على النساء في بيوتهن أو في المساجد أو في الجامعات أو دور التحفيظ أو غيرها
ولا يؤلفن أو كتابتهن تقتصر على الجرائد والمجلات خاصة النسائية
لهذا لا تسمع عنهن خاصة إذا كُنت في بلد غير البلد التي تُقيم فيها الفقيهة
وليس كل عالم (رجل او امرأة) يُجيد التأليف
حتى العلماء من الرجال، بعضهم تجد أكثر نشره للعلم عن طريق التأليف والقاءه للدروس قليل
وآخرين تجد التأليف عندهم نادر واغلب نشرهم للعلم يكون شفهيا
المهم أن ينشر علمه سواءً كان بالكتابة أو الإلقاء
اما عن وجود نساء عالمات سواءً في الحديث او الفقه أو غيره فاقرأ في كتب التراجم والطبقات
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 03:52]ـ
ارى لك يايزيد ان تتادب مع جلالة السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق ولا تستعمل من الالفاظ- مجازا او حقيقة - في حقها الا ما يليق بجلالة كرمها وقربها من رسوله الله.
أنت الوحيد الذي فهم من كلامي قصد إساءة إلى أمي عائشة رضي الله عنها وحشرني خادما تحت قدميها
فيبدو أنك أسأت الفهم أو أسأت القراءة فراجع نفسك
أما جلالة السيدة فهذا لقب بدعي غير مقبول
و يكفي أنها زوج رسول الله في الجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 12:14]ـ
بارك الله فيكم على الموضوع القيم
ـ[بنت الأكرمين]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 12:40]ـ
الموضوع ليس قيما.
كان من الممكن انتقاد مدعيات العلم الواردة أسماؤهن في الموضوع دون التهجم على جميع نساء العالمين.
ونلاحظ أن الأخ صاحب الموضوع لم يعقب على المشاركات التي امتلأت بالأمثلة على أسماء نساء عالمات وفقيهات على مر العصور , فهل هو لم يقرأها أم لم تعجبه فتجاهلها؟!
ـ[أم البررة]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 04:08]ـ
المرأة الفقيهة موجودة من عصر نبينا عليه الصلاة والسلام، حتى عصرنا هذا بحمد الله
ولنقلب صفحات التاريخ، ونقرأ كتب السير
فقط!
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 05:19]ـ
أنت الوحيد الذي فهم من كلامي قصد إساءة إلى أمي عائشة رضي الله عنها وحشرني خادما تحت قدميها
فيبدو أنك أسأت الفهم أو أسأت القراءة فراجع نفسك
أما جلالة السيدة فهذا لقب بدعي غير مقبول
و يكفي أنها زوج رسول الله في الجنة
فعلا قد اسأت الفهم ............ المعذرة اخي الفاضل .........
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 07:19]ـ
المرأة القارئة الحافظة المجودة الفقيهة المحدثة النحوية الأديبة موجودة منذ عالصدر الأول وحتى اللحظة.
بل ومن أشهر المجيزين في القراءات من المعاصرين ... امرأة قطنت مدينة الإسكندرية.
الأمر كان فقط يحتاج إلى بعض توضيح للأخ السائل.
وقد كان ... مع الاحتفاظ لأم المؤمنين عائشة لفضلها وعلمها رضي الله عنها، ومن اقتدت بها من الصالحات العلمات.
والحمد للهِ رب العالمين.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 05:37]ـ
فعلا قد اسأت الفهم ............ المعذرة اخي الفاضل .........
غفر الله لي و لك
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 05:39]ـ
المرأة القارئة الحافظة المجودة الفقيهة المحدثة النحوية الأديبة موجودة منذ عالصدر الأول وحتى اللحظة.
بل ومن أشهر المجيزين في القراءات من المعاصرين ... امرأة قطنت مدينة الإسكندرية.
بارك الله فيك، حديثنا عن الفقه
وليس عن حفظ القرآن
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 05:43]ـ
الموضوع ليس قيما.
لاباس ايتها الكريمة
واما التعليق على كل رد فلا اظنه لازما
فنحن نطرح موضوعا للنقاش والبحث
ولسنا في حلبة مصارعة
وعلى كل حال
ليس في الموضوع عناد او مكابرة
ـ[فدوه]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 07:24]ـ
لاباس ايتها الكريمة
واما التعليق على كل رد فلا اظنه لازما
فنحن نطرح موضوعا للنقاش والبحث
ولسنا في حلبة مصارعة
وعلى كل حال
ليس في الموضوع عناد او مكابرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن ياسيدي الفاضل
أنت معترض بعدم وجود نساء فقيهات
سوى أم المؤمنين
(والمفهوم من كلامك أنها خارجة عن محل النزاع ولا يقاس عليها)
لكن هم قد جلبوا لك الأمثلة على وجودهم
فهل أنت معترض عليهم؟؟؟
أم ليس لعلمهم أهمية؟؟؟؟؟
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,
وهذه على عجل مني
أخت المزني
ممن حمل الفقه عن الإمام الشافعي
وكانت تحضر مجلسه
(وتأملها "مجلس الشافعي")
لكن جُزيت خيراً موضوع شيق
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 07:36]ـ
فهل أنت معترض عليهم؟؟؟ أم ليس لعلمهم أهمية؟؟؟؟؟
لا هذا ولا ذاك
وانما هو موضوع للنقاش
لااكثر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 10:24]ـ
تخصصها الفسفة
طبعاً سبق قلم واضح وليس مما يؤاخذ به إن شاء الله ..
وأرجو أن تصلح هذا المفتاح (أ) في لوحة مفاتيحك فمقالاتك ستبدو أجمل لو لم تكن (ألفاتها) صلعاء هكذا ..
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 10:56]ـ
طبعاً سبق قلم واضح وليس مما يؤاخذ به إن شاء الله ..
وأرجو أن تصلح هذا المفتاح (أ) في لوحة مفاتيحك فمقالاتك ستبدو أجمل لو لم تكن (ألفاتها) صلعاء هكذا ..
ما تنبهت له والله إلا اللحظة
إن شاء الله بارك الله فيك
نحن نعمد إلى تصليعها طلبا للسرعة
ـ[هناء اوزهور]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 12:14]ـ
الأمثلة الفاسدة التي ذكرتها يا أخي لا تمثل النساء الفضليات المهتديات الهاديات
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 12:17]ـ
الأمثلة الفاسدة التي ذكرتها يا أخي لا تمثل النساء الفضليات المهتديات الهاديات
هو ذاك نعم
بارك الله فيكم
ـ[القاضي ابن نصر]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 12:23]ـ
يوجد في مذهبنا مذهب المالكيين كثير من النساء الاندلسيات والمغربيات والمصريات من عرفت بالفقه وحمل السند العلمي للمصنفات المالكية،، غير انهن مهما بذلن ومهما أوتين من عقل فلن يصلن الى وة عارضة الفهاء انما هن حافظات فقط وليس الفقه حفظ مسائل فق بل تحرير وتخريج و استنبا واجتهاد في النوازل وهذا لااظنهن يدر عليهن ربما لانهن بعد الزوا والحمل تقل المقدرة الفكرية والذهنية لديهن لذا تجد اكثر النساء بعد الحمل يصبن بالاكتئاب؟
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن علي بن مصطفى]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 03:16]ـ
هذا موضوع غريب كنت كلما قرأت للمتغربين والتحريريين من انصار المرأة (زعموا) عن وجود مثل هكذا افكار لدى الاسلاميين قلت بل هي من افكهم وما كانوا يدعون
وهاأنا للاسف اقرأ هذا الكلام بهذا المنتدى الطيب
"سقط المتاع" .. هذا لايليق ابدا
بل عندنا في بلادنا من الباحثات المتخصصات بالعلوم الشرعية ما يذهل يزيد الموسوى (كيف اجتمعا!!) ويغير رأيه ويعدل مزاجه تجاه أهلية المرأة العقلية والفكرية والعلمية
ـ[تلميذة علم]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 11:00]ـ
إذا كانت فقيهة حقيقية لن تخرج في الإعلام ...
و أمثلتك أخذتها من الإعلام ... و ليس كل من أخذ حرف الدال صار فقيهاً رجلا كان أو امرأة
و لنا طموح بأن نكون فقيهات ... نفيد الأمة ... و نصحح هذا المفهوم عندكم ...
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 01:06]ـ
لا تعلييق ....... !
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 10:15]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
لا تكترثي يا طالبة العلم بمثل هذه الكتابات المرتجلة, وانظري ماذا سطرت كتب التراجم:
فاطمة بنت محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي مؤلف التحفة تقدم وهى زوجة الإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني صاحب البدائع تقدم فى الكنى تفقهت على أبيها وحفظت مصنفة التحفة قال ابن العديم حكى والدي أنها كانت تنقل المذهب نقلا جيدا وكان زوجها الكاساني ربما يهم فى الفتيا فترده إلى الصواب وتعرفه وجه الخطاء فيرجع إلى قولها قال وكانت تفتي وكان زوجها يحترمها ويكرمها وكانت الفتوى أولا يخرج عليها خطها وخط أبيها السمرقندي فلما تزوجت بالكاساني صاحب البدائع كانت الفتوى يخرج بخطه الثلاثة قال داود بن علي أحد فقهاء الحاوية بحلب هى التى سنت الفطر فى رمضان للفقهاء بالحلاوية كان فى يديها سواران فأخرجتهما وباعتهما وعملت بالثمن الفطور كل ليلة واستمر على ذلك إلى اليوم ..
وفي هذا الشطر من الترجمة رد على المنتقصين, ولكن انظرن إلى الشطر الآخر ففيه رد بليغ على من يخرجن في الفضائيات:
قال ابن العديم أخبرني الفقيه أحمد بن يوسف بن محمد الأنصاري الحنفي قال كان الكاساني عزم على العود من حلب إلى بلاده فإن زوجته حثته على ذلك فلما علم الملك العادل نور الدين محمود استدعاه وسأله أن يقيم بحلب فعرفة سبب السفر وأنه لا يقدر أن يخالف زوجته ابنة شيخه فاجتمع رأي الملك وزوجها الكاساني على إرسال خادم بحيث لا تحتجب منه ويخطبها عن الملك فى ذلك فلما وصل الخادم إلى بابها استأذن عليها فلم تأذن له واحتجبت وأرسلت إلى زوجها تقول له بعد عهدك بالفقه إلى هذا الحد أما تعلم أنه لا يحل أن ينظر إلي هذا الخادم وأي فرق بينه وبين غيره من الرجال فى جواز النظر فعاد الخادم وذكر ذلك لزوجها بحضرة الملك فأرسلوا إليها امرأة برسالة الملك نور الدين فخاطبتها فأجابته إلى ذلك واقامت بحلب إلى أن ماتت ثم مات زوجها الكاساني بعدها ودفن عندها على ما قدمناه فى ترجمته رحمة الله عليهما
فلله در العفة والحياء والفقه إذا اجتمعن, فرحمة الله عليك يا فقيهة النساء والرجال
وغيرها كثير(/)
كنيسة أمريكية تحتفل بالكريسماس "بسب الإسلام"!
ـ[ابوعمارالغامدي]ــــــــ[25 - Dec-2009, صباحاً 10:51]ـ
كنيسة أمريكية تحتفل بالكريسماس "بسب الإسلام"!
المختصر / شنت كنيسة أمريكية مثيرة للجدل هجوما على الدين الإسلامي واصفة إياه بأنه "دين من الشيطان"، وزينت جدرانها خلال احتفالات أعياد الميلاد بعبارات مسيئة للإسلام، كما اعتبرت أنها من خلال تلك العبارات تحاول أن "توصل الرسالة إلى أتباعها بأي طريقة ممكنة، وعلى الرب فعل الباقي".
وقامت كنيسة مركز اليمامة للتواصل العالمي بمدينة جينسفيل بولاية فلوريدا الأمريكية بتزيين أشجارا ومباني ومنازل في منطقة جينسفيل بالأضواء البراقة استعدادا لاحتفالات الأمريكيين بعيد الميلاد، ومنها لوحة بعبارة "الإسلام من الشيطان" مكتوبة بالأضواء المتلألئة بين عمودين في حديقة الكنيسة، بحسب وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك الخميس 24 - 12 - 2009.
كما قامت الكنيسة ببث شريط فيديو تقدم فيه التهنئة لرواد موقعها ضمن "بطاقة عيد الميلاد" قالت فيه: "تهنئة بعيد الميلاد مقدمة من كنيسة مركز التواصل العالمي، حيث المسيح هو الملك والإسلام من الشيطان".
وتظهر عبارة "الإسلام من الشيطان" في لقطة تستغرق قرابة 35 ثانية، وهو زمن طويل نسبيا قياسا إلى أن زمن عرض الفيديو كاملا لا يتجاوز دقيقة و38 ثانية، فيما تؤكد الكنيسة في عبارة أسفل الكلمات المسيئة أنها "من كنيسة مركز التواصل العالمي".
ووفقا لمراجعة للفيديو، فإن العبارات المسيئة للإسلام تبث على أنغام الموسيقى الشهيرة لأغنية "نتمنى لكم كريسماس سعيدا وسنة جديدة سعيدة"، حسبما ذكرت أمريكا إن أرابيك.
"على الرب الباقي"
وتقول الكنيسة في بيان لها على موقعها إنها بعباراتها المسئية للإسلام "نحاول أن نوصل الرسالة بأي طريقة ممكنة، وعلى الرب فعل الباقي"، وقد خصصت الكنيسة مدونة كاملة للهجوم على الإسلام.
وأفادت الكنيسة أنها "تقدم المأوى والمأكل للنساء الراغبات في ترك الإسلام".
وكانت الكنيسة المثيرة للجدل نفسها قد علقت في مكان بارز أمام مقرها في جينسفيل بولاية فلوريدا عبارة "الإسلام من الشيطان" في أواخر مايو الماضي، مثيرة احتجاجات مسيحيين ومسلمين ويهود، متهمين الكنيسة بالعنصرية وترويج الكراهية.
وقال تيري جونز، راعي الكنيسة الذي وضع اللافتة آنذاك، إن تلك الخطوة جاءت بسبب "نمو هائل للإسلام في الوقت الحالي، وهو دين عنيف وعدواني ولا علاقة بينه وبين الحقيقة الموجودة في الكتاب المقدس".
وتحولت العبارة المسيئة إلى شعار على قمصان رياضية بعدما طلب جونز من ابنته فيث ساب (10 سنوات) في أغسطس الماضي أن تذهب إلى مدرستها الابتدائية وهي ترتدي قميصا كتب عليه "الإسلام من الشيطان"، لكن المدرسة رفضت دخولها.
المصدر: إسلام أون لاين
حسبنا الله ونعم الوكيل ... شبابنا يحتفلون به و لا يدروون ما هي شعاراتهم فضلا" انه محرم.
وبعضنا وممن يحسب من الملتزمين يشمأز من أخيه المسلم إن أظهر العداوة و البغضاء على اليهود و النصارى والرافضة.
اللهم أعز المسلمين واخذل الكافرين والمنافقين ... آميين
ـ[أبو مروان]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 06:08]ـ
لا يستغرب هذا ممن قال الله عزوجل فيهم " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وقوله تعالى " قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر"
لكن السؤال: ما هو رد المسلمين على ذلك وخصوصا الذين يعيشون بين أظهرهم، ويفتخرون بديمقراطيتهم، أين الولاء والبراء،؟ أين النهي عن التشبه بالكفار؟ ما هو رد الدعاة الذين يزورون تلك البلدان بدعوى الدعوة لماذا لم يصدروا فتوى بوجوب الهجرة من دول الكفر وتحريم الإقامة بها؟ إن البغاة بأرضنا يستنسرون، لم تظهر هذه الحملات الصليبية إلا بتخاذل المسلمين وتخليهم عن شريعة ربهم.
لا يستغرب هذا الفعل من الكفار، وإنما يستغرب من حال المسلمين وتخاذلهم عن اتخاذ مواقف مشرفة.
ـ[ابوعمارالغامدي]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 05:03]ـ
صدقت يا أبومروان
أين الذين يرددون بالديمغراطية و الحرية التي بالغرب وهاهم يسبون الاسلام
و نحن إذا أظهرنا البراء منهم قامت بغبغاوات الحرية ليدافعوا عن صنمهم
حتى لا يسقط و يهاجموا المناهج الدينية و حلقات التحفيظ وغيرهااا
ومناهج الغرب الكافر مليئه بالعداوة على الاسلام والمسلمين ...
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 10:31]ـ
نحن في زمن العجائب، وهنا من يهنئهم (ممن ينتسبون إلى العلم) على (عيدهم) وهو من شعائرهم واعتقاداتهم الخبيثة التي أزالها الإسلام:
http://ar.acommonword.com/index.php?page=newcontent
ـ[مؤمنة كالغيث]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 11:27]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. أوليسوا هم الشياطين!!!
والعجب كل العجب .. من بني جلدتنا من لا يأبه ببداية السنة الهجرية في حين يقيم الدنيا ولا يقعدها في بداية السنة الميلادية ... الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعمارالغامدي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 06:17]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
جزاكم الله خيرا" و أسأل الله أن يرد من ضل .... ويثبتنا على الحق آآآآآآآآمين(/)
السياسة في نفق السرية: إنها "غلاديو"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 01:39]ـ
السياسة في نفق السرية: إنها "غلاديو"
السياسة في نفق السرية: إنها "غلاديو"
بقلم / ممدوح الشيخ
لم يكن محمد عبده مخطئا عندما أطلق صيحته التي جرت مجرى المثل السائر "لعن الله ساس ويسوس وما يشتق منها"، فعلى امتداد التاريخ الإنساني لم تنجح أمة في أن تحترم مقولات: "الشفافية" و"المصارحة" في الممارسة السياسية، والاستثناءات النادرة تؤكد القاعدة ولا تنفيها، فدائما هناك "أسرار" ودائما يختلف ما تحت الطاولة عما فوقها بل أحيانا يتناقضان تناقضا تاما. وقد أدت هذه السمة في ازدياد أهمية الوثائق الرسمية التي اصطلح السياسيون شرقا وغربا على فرض حجاب السرية عليها لفترات متفاوتة تبعا لأهميتها وخطورة الكشف عنها، وبناء على ذلك عرفت البشرية حروب الأرشيفات السرية وتبادلت القصف بالوثائق من تسريب اتفاقية "سايكس بيكو" مرورا بـ "أرشيف ميتروخين" إلى الكشف عن أسرار العملية "جلاديو".
كشف المستور
تسود ثقافة كشف المستور غالبا بين الحلفاء السابقين عندما تتفرق بهم السبل وتنفصم عرى تحالفهم والمثل العربي القائل:
احذر عدوك مرة
واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق
فصار أعلم بالمضرة.
يلخص خبرة إنسانية ربما مرت بكل منا. وما شهدته العلاقات الأمريكية الأوروبية - وبخاصة الأمريكية الفرنسية – مثال مثير في هذا السياق، فبعد أن شارك الأمريكيون بالنصيب الأكبر في عملية "نورماندي" التي حررت فرنسا من الاحتلال النازي وبعد تحالف طويل تحت مظلة حلف الناتو بدأت السبل تتفرق بالحليفين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ثم اتسع البون على نحو كبير بدءا من النصف الثاني من التسعينات. وقد اختار الفرنسيون لتقليص نفوذ الحليف السابق سلاح "كشف المستور" لتصبح الأنشطة السرية المشتركة صفحات سوداء في كتاب السياسة الأمريكية يجب فضحها وتسليط الأضواء عليها.
وقد تحولت معركة كشف المستور فعليا إلى حرب تكسير عظام عندما كشف تقرير رسمي أوروبي صدر عام 1998 عن إحدى لجان الاتحاد الأوروبي عن وجود شبكة تجسس هي الأكبر من نوعها في التاريخ تديرها الولايات المتحدة في قارات العالم الست خارج إطار حلف الناتو وبالتعاون مع حلفاء ينتمون جميعا للتشكيل الحضاري الإنجلوسكسوني البروتستنتي (بريطانيا – استراليا – نيوزيلندا). وعلى ما يبدو فإن الحرب على العراق قطعت شعرة معاوية بين الطرفين فبدءا يتبادلان القصف ويتسابقان على الكشف عن المستور.
العملية جلاديو
المستور هذه المرة كشف عنه الكاتب الفرنسي تيري ميسان الذي حقق كتابه "الخدعة الرهيبة" حول اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر ضجة كبيرة، والعملية جلاديو رمز يستخدم للإشارة إلى شبكات تدخل خارجي أمريكية كان هدفها مراقبة الديموقراطيات الأوروبية خوفا من وصول الشيوعيين للحكم، أما كيف فهذا ما كشف عنه ميسان وهو رهيب!!.
وهذه الشبكات التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية كشف عن وجودها للمرة الأولى عام 1990 قاضيان إيطاليان (فيليس كاسون وكارلو ماستيلوني) كلفا بالتحقيق في سقوط طائرة عسكرية عام 1973 وانفجار سيارة مفخخة في مدينة إيطالية وقد جمعا العديد من الشهادات والمعلومات لإثبات أن ثمة جهاز سري يتحكم في إيطاليا في ظل المؤسسات الرسمية. وبينما هما يستدعيان إلى مكتبهما العديد من الشخصيات السياسية في البلاد، أصدر رئيس الوزراء الإيطالي جوليو أندريوتي وبشكل علني بتاريخ 27 أكتوبر 1990 تصريحا مؤكدا فيه وجود مثل تلك القوى.
وما كشفت عنه التحقيقات أن الخوف من النموذج السوفييتي قياسا بهشاشة القوى التي كانت تتشكل منها منظمة الحلف الأطلنطي إزاء القوى الأخرى التي كانت تقود الدول الأوربية الشرقية إلى التفكير في شكل جديد من أشكال الدفاع غير التقليدي، مؤسسين على أراضيهم شبكة سرية للمقاومة موجهة للعمل في حالة الاحتلال من قبل "الأعداء".
(يُتْبَعُ)
(/)
ونتيجة خطورة المعلومات التي كشفت عنها التحقيقات تم تشكيل لجان برلمانية للتحقيق في كل من: إيطاليا، سويسرا، بلجيكا وكانت نتيجة تلك التحقيقات قاسية إلى درجة أن دولا أخرى مثل فرنسا اختارت على حد تعبير تيري ميسان نفسه: "الغوص في التكذيب". أما في ألمانيا فكشفت الصحف الألمانية عام 1952 عن حركات يمينية متطرفة التي تعد لعمليات اغتيال ضد شخصيات يسارية في حالة وقع اجتياح سوفييتي، التي تحضر لعمليات اغتيال ضد شخصيات من اليسار في حالة وقع اجتياح سوفييتي، وكانت هذه الحركات اليمينية مدعومة عسكريا من مكاتب سرية من الحلف الأطلنطي.
حديث الوثائق
وقد تسربت عن هذه الشبكة معلومات قليلة خلال العقود الماضية، فتم ذكرها عام 1976 في تقرير لجنة تحقيقات برلمانية أمريكية حول السي أي آي ترأسها السناتور فرانك شورش ووفق تقريره فإن الشبكة تتكون من ثلاث ملايين متعاون عام 1952، وميزانية سنوية مقدرة بمائتي مليون دولار. ثم نشرت عنها عام 1978 معلومات كشف عنها في سيرته الذاتية وليم كولبي أحد الذين ترأسوا الشبكة ذات يوم. ثم وفي عام 1982 نشر العقيد ألفريد بادوك قائد الفرقة الرابعة للعمل النفسي معلومات أخرى في تحقيق في السي أي آي. أما جون لوفتوس فكشف عن تشغيل ضباط نازيين في جلاديو!!.
والشبكة التي كانت تعرف في إيطاليا باسم "غلاديو" عرفت بأسماء أخرى فهي في النمسا "شبكة شوير"، وفي بلجيكا الدنمرك إسبانيا فرنسا "وردة الرياح" وفي اليونان "تواسون روج". .
تعددت الأسماء المعنى واحد، أما العبر والدلالات فكثيرة جدا!!!
14 - 01 - 2008
رئيس إيطاليا الأسبق: 11سبتمبر صنعته Cia والموساد
الإسلام اليوم / وكالات
ذكر الرئيس الإيطالي الأسبق فرانشيسكو كوسيجا أن اعتداءات 11 سبتمبر تمت بتدبير وكالة المخابرات الأمريكية وجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، مؤكداً أن هذا الأمر تعرفه معظم وكالات الاستخبارات الدولية.
وقال كوسيجا - في مقال نشرته صحيفة كوريير ديلاسيرا وهي إحدى أشهر الصحف اليومية الإيطالية التي تحظى باحترام واسع: يقال إن بن لادن اعترف باعتداءات 11 سبتمبر على برجي مركز التجارة في نيويورك، مدعياً أنه مدبرها بينما كل أجهزة الاستخبارات في أمريكا وأوروبا تعرف الآن جيداً أن تلك الاعتداءات الكارثية تم التخطيط لها وتنفيذها من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) والموساد، وذلك حتى تضع العالم العربي في موضع الاتهام وإقناع القوى الغربية بالقيام بلعب دور في العراق وأفغانستان بحسب وكالة الأخبار العراقية واع. وكان كوسيجا عبر عن شكوكه حول اعتداءات 11 سبتمبر في عام 2001، فقد نقل عنه في كتاب ويبستر تريبلي قوله: لابد أن مدبر الاعتداءات يمتلك عقلاً متطوراً ومعقداً ولديه إمكانات كبيرة لا تمكنه من تجنيد أفراد بل أيضا اختيار أشخاص متخصصين، وأود أن أضيف أمراَ أخر وهو أن ذلك العمل لا يمكن تنفيذه من دون التشويش على الرادار واختراق العاملين في مجال أمن الرحلات الجوية على حد قوله. وادعاءات كوسيجا الصادرة عن رأس دولة سابق يحظى باحترام واسع بأن اعتداءات 11 سبتمبر كانت عملية داخلية، على حد تعبيره. وكان كوسيجا قد انتخب رئيساً لمجلس الشيوخ الإيطالي في يوليو عام 1983، وذلك قبل أن يحقق فوزاً كاسحاً في عام 1985 ليتولى رئاسة البلاد لفترة امتدت لسبع سنوات انتهت عام 1992 يشار إلى أن ميل كوسيجا للتحدث بصراحة ظل يمثل مصدر إزعاج للمؤسسة السياسية الايطالية، وقد أرغم على الاستقالة بعد كشفه لوجود عملية "جلاديو" ودوره في تنظيمها. و "جلاديو" هي شبكة استخبارية مستقلة تعمل تحت إشراف حلف شمال الأطلسي الناتو وقد نفذت عمليات تفجير في أنحاء مختلفة في أوروبا إبان الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وتخصصت شبكة جلاديو في تنفيذ ما أطلق عليه عمليات العلم المزيف، وهي اعتداءات إرهابية يلقى اللوم في تنفيذها على أعدائها المحلييين أو العالميين. أ. هـ
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 01:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في موضوع هنا عن عملية الغلاديو في هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=47350
ولكني أحتاج توضيحا أكثر عنها
فمن يعرف تفاصيلا عنها أتمنى أن يضعها مشكورا
وجزاكم الله خيرا
ـ[فتاه مسلمه]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 02:55]ـ
السلام عليكم
ألا يوجد أحد يستطيع مساعدتي؟!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 05:57]ـ
تفضلي:
http://www.inbaa.com/modules.php?
name=News&file=article&sid=10788http://www.voltairenet.org/article148477.html(/)
رسائل الجوال المنتشرة بما يسمى حملة الاستغفار بدعة .. للعلامة البراك.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 01:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
السؤال:
فضيلة الشيخ العلامة / عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، أما بعد:
فقد انتشرت رسائل جوال تدعو إلى حملة استغفار منظمة تدعو إلى إرسال هذه الرسائل لكل المشتركين في الجوال .. فما رأي فضيلتكم في ذلك؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب:
الحمد لله وصلى الله على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم
الاستغفار من أفضل الذكر وأفضل الدعاء وقد أثنى الله على المستغفرين فقال تعالى: (والمستغفرين بالأسحار) وهو سبب في صرف العذاب قال تعالى: (وماكان الله معذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون) وقد أخبر تعالى عن الرسل أنهم أمروا أقوامهم بالاستغفار كما قال تعالى عن نوح: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا) وعن هود: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) ..
والاستغفار مطلق ومقيد. فالمقيد مثلعقب الصلاة والاستغفار في السحر وبعد الإفاضة من عرفة.
والمطلق هو الاستغفار في سائر الأوقات ولايجوز تخصيص وقت أو حال للاستغفار إلا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فينبغي أن يُعلم أن ما انتشر في رسائل الجوال مما يسمى "حملة الاستغفار" بدعة؛ لأنها تدعوإلى الاستغفار في وقت معين مِن كل مَن وصلتْ إليهم هذه الرسالة ..
والواجب أن تستبدل رسالة حملة الاستغفار برسالة تحمل الدعوة إلى الإكثار من ذكر الله والاستغفار دون تقييد في وقت وكل يذكر ربه ويستغفره متى بدا له، وتذكر دون أن يرتبط في ذلك مع آخرين وهو ما سمي بحملة الاستغفار الحمد لله وصلى الله على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم
الاستغفار من أفضل الذكر وأفضل الدعاء وقد أثنى الله على المستغفرين فقال تعالى: (والمستغفرين بالأسحار) وهو سبب في صرف العذاب. قال تعالى: (وماكان الله معذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون) وقد أخبر تعالى عن الرسل أنهم أمروا أقوامهم بالاستغفار كما قال تعالى عن نوح: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا) وعن هود: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) ..
والاستغفار مطلق ومقيد. فالمقيد مثل عقب الصلاة والاستغفار في السحر وبعد الإفاضة من عرفة.
والمطلق هو الاستغفار في سائر الأوقات ولايجوز تخصيص وقت أو حال للاستغفار إلا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فينبغي أن يُعلم أن ما انتشر في رسائل الجوال مما يسمى "حملة الاستغفار" بدعة؛ لأنها تدعو إلى الاستغفار في وقت معين مِن كل مَن وصلتْ إليهم هذه الرسالة ..
والواجب أن تستبدل رسالة حملة الاستغفار برسالة تحمل الدعوة إلى الإكثار من ذكر الله والاستغفار دون تقييد في وقت وكل يذكر ربه ويستغفره متى بدا له، وتذكر دون أن يرتبط في ذلك مع آخرين وهو ما سمي بحملة الاستغفار ..
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى،، ونستغفر الله ونتوب إليه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[التبريزي]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 04:54]ـ
أنا متأكد 100% أن هناك من المشايخ من لا يرى في هذا بدعة!!
التوسع في باب البدع أحيانا يوصل إلى البدعة،
أدعو كل من يقرأ ردي هذا ان يقول:
استغفر الله العظيم
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ...
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 05:20]ـ
والمطلق هو الاستغفار في سائر الأوقات ولايجوز تخصيص وقت أو حال للاستغفار إلا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فينبغي أن يُعلم أن ما انتشر في رسائل الجوال مما يسمى "حملة الاستغفار" بدعة؛ لأنها تدعو إلى الاستغفار في وقت معين مِن كل مَن وصلتْ إليهم هذه الرسالة
الاستغفار ليس ببدعة.
التذكير بالله ليس ببدعة.
تحديد وقت معين لم يوقت في الشرع ... بدعة.
لأنه تعبد ميقاتي، والتوقيت لابد أن يكون له دليل شرعي ... كالصلاة والصيام والحج ... ونحو ذلك.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 01:21]ـ
/// قال الدارمي - رحمه الله-:
أخبرنا الحكم بن المبارك انا عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال:
كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة, فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ..
فجاءنا أبو موسى الأشعري ..
فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟
قلنا: لا.
فجلس معنا حتى خرج.
فلما خرج قمنا إليه جميعا ..
فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته , ولم أر والحمد لله إلا خيرا.
قال: فما هو؟
فقال إن عشت فستراه.
قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة , في كل حلقة رجل , وفي أيديهم حصا , فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة ..
فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة ..
ويقول: سبحوا مائة , فيسبحون مائة.
قال: فماذا قلت لهم؟
قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك.
قال: أفلا أمرتهم ان يعدوا سيئاتهم , وضمنت لهم ان لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم ..
فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون.
قالوا: يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح ..
قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء , ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه و سلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد؟
أو مفتتحوا باب ضلالة؟
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير.
قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم.
ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج. [1/ 79]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 01:58]ـ
بسم الله، والحمد لله،
وبعد،
فلم أجد في سؤال السائل - كما ساقه الأستاذ عبد العزيز النجدي - تحديدا لوقت الاستغفار الذي بنى عليه المجيبون بدعية هذا الاستغفار.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 04:51]ـ
بسم الله، والحمد لله،
وبعد،
فلم أجد في سؤال السائل - كما ساقه الأستاذ عبد العزيز النجدي - تحديدا لوقت الاستغفار الذي بنى عليه المجيبون بدعية هذا الاستغفار.
أحسنت أخي منصور .. فعلا ليس في السؤال المطروح تحديدا لوقت الاستغفار ..
لعل الشيخ - أطال الله عمره على طاعته - لم يطرح عليه السؤال كما يجب أو أنه بلغته معلومات غير صحيحة ..
أقول أيها الإخوة .. فتوى الشيخ عبدالكريم الخضير والشيخ يوسف الاحمد تحتاج الى ان يُطلع عليها ..
فتوى الشيخ عبدالكريم ..
شيخنا الكريم ما حكم ما انتشر في هذه الأيام باسم حملة المستغفرين؟
الجواب:
حملة المستغفرين إن كان صاحبها يربط ذلك برأس السنة فنقول هذا ليس عليه دليل فهو محدث.
وإن كانت هذه الرسالة بمناسبة كون الرسائل مجاناً ويريد أن يستغل الإكثار من بعث هذا الاستغفار ما فيه ما يمنع - إن شاء الله تعالى - لكن لا يكون في فهمه أو فهم من تصل إليه الرسالة أن الأمر مرتبط برأس السنة.
الأمر الثاني / عليه أن يكرر هذه الرسالة في أوقات متباينة ليست أوقات مناسبات شرعية.أ. هـ.
http://www.khudheir.com/****/5177
فتوى الشيخ يوسف:
انتشرت في الأيام السابقة عبر رسائل الجوال، دعوة جماعية سميت بـ (حملة المستغفرين)، وقد لاقت انتشاراً واسعاً، وخاصة مع عرض شركة الاتصالات السعودية الأخير، وقد ورد سؤال على الشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الأحمد - عضو هيئة التدريس في جامعة الامام بالرياض - نصه مايلي:
فضيلة الشيخ: انتشر في رسائل الجوال الدعوة إلى حملة الاستغفار، ونصها:
" أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله ..
(حملة المستغفرين فكن معنا)
"وما كان الله معذبهم وهو يستغفرون"
"فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا"
الرجاء إرسالها لغيرك كي يعم الاستغفار بلادنا، ولا تنس أن لك مثل أجر المستغفرين بسبب تذكيرك .. " انتهت الرسالة.
فما حكم إرسالها؟
الجواب: الاستغفار مشروع وهو من أفضل العبادات، والحث عليه مشروع برسائل الجوال وغيرها، لكن الإشكال هنا في جملة (حملة المستغفرين فكن معنا) لأن الاستغفار عبادة مطلقة وإضافة الجماعية وهو الاجتماع على الاستغفار من خلال هذه الحملة: وصف زائد في العبادة فيجعلها بدعة إضافية كما هو مقرر في قواعد البدعة.
ولذلك فإنه لا مانع من نشر هذه الرسالة بشرط حذف هذه الجملة (حملة المستغفرين فكن معنا) وجملة (كي يعم الاستغفار بلادنا) بعداً للشبهة والله تعالى أعلم.
قاله وكتبه:
د. يوسف بن عبدالله الأحمد
عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الإمام
الرياض 7/ 1/1431هـ
http://almisq.net/news-action-show-id-2026.htm
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 05:03]ـ
فتوى الشيخ عبدالكريم ..
الأمر الثاني / عليه أن يكرر هذه الرسالة في أوقات متباينة ليست أوقات مناسبات شرعية.أ. هـ.
مسألة التوقيت للعبادة ... أحد مباحث البدعة.
لذا فالتباين في الأوقات ... وعدم تخصيص وقت معين لها ... يخرجها من حيز البدعة.
وسواء قيدها كما في فتوى الشيخ يوسف الأحمد ... أو قيدها لوقت بعينه .. كأن يضبط الخدمة إلكترونيا أن تصل الرسائل في الساعة الحادية عشر صباحًا يوميًا ...
فكليهما داخل تحت: البدعة الإضافية.
وجميع الفتاوي بالأعلى لشيوخنا الكرام الأفاضل ليس بينهم تعارض ... بل الجمع بينهم يعطي خلاصة القول.
حفظ الله لنا علماءنا وبارك في علمهم وعملهم وأورثهم الجنة. اللهم آمين.
وبارك الله في الأخوة الأفاضل ... نفع الله بكم.
ـ[أم تميم]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 06:32]ـ
حفظ الله مشائخنا الكرام، ونفعنا بعلمهم ..
بارك الله فيكم على النقل ..
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Jan-2010, مساء 05:01]ـ
جزاكم الله خيرا على الطرح الطيب(/)
المسائل التي نقدها ابن رشد في مذهب الأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 10:02]ـ
المسائل التي نقدها ابن رشد في مذهب الأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فهذا جمع للمسائل التي نقد فيها ابن رشد الأشاعرة في مذهبهم , وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وعلم الإنسان باختلاف هؤلاء , ورد بعضهم على بعض , وإن لم يعرف بعضهم فساد مقالة بعض؛ هو من أنفع الأمور؛ فإنه ما منهم إلا من قد فضل مقالته طوائف؛ فإذا عرف رد الطائفة الأخرى على هذه المقالة عرف فسادها؛ فكان في ذلك نهى عما فيها من المنكر والباطل , وكذلك إذا عرف رد هؤلاء على أولئك فإنه أيضا يعرف ما عند أولئك من الباطل؛ فيتقي الباطل الذي معهم ثم من بين الله له الذي جاء به الرسول إما بأن يكون قولا ثالثا خارجا عن القولين , وإما بأن يكون بعض قول هؤلاء وبعض قول هؤلاء.
منهاج السنة النبوية (5|148)
وقد جمعتها من كتبه التالية:
تهافت التهافت , الكشف عن مناهج الأدلة , فصل المقال , ضميمة في العلم الإلهي.
وقد وضحت بعض المسائل التي ذكرها ابن رشد في رده على الأشاعرة , وبينت فيها قول أهل السنة , وسكوتي عن كثير من كلامه لا يستلزم الإقرار على كل جزئية يذكرها , والله هو الموفق.
المسألة الأولى: ذهب الأشاعرة إلى أن الفعل يتراخى عن الفاعل , والسبب في ذلك خوفا من إثبات حوادث لا أول لها , وأنه لو قارن الفعل للفاعل للزم من ذلك عندهم مقارنة المفعول للفاعل والذي ترتب على ذلك القول بقدم العالم.
مع بيان أن الأشاعرة يقولون الفعل هو المفعول
قال شيخ الإسلام: و الجمهور المثبتون للصفات هم في الفعل على قولين
منهم من يقول لا يقوم به فعل و إنما الفعل هو المفعول و هذا قول طائفة منهم الأشعرى و من وافقه من أصحابه.
مجموع الفتاوى (16|374)
قال شيخ الإسلام: القول الصواب الموافق للميزان والكتاب لا يعرفونه كما في مسألة حدوث العالم؛ فإنهم لا يذكرون إلا قولين قول من يقول بقدم الأفلاك , وإن كانت صادرة عن علة توجبها؛ فالمعلول مقارن أزلا, وقول من يقول بل تراخى المفعول عن المؤثر التام وأنه يمتنع أنه لم يزل متكلما إذا شاء ويفعل ما يشاء.
والقول الصواب الذي هو قول السلف والأئمة لا يعرفونه؛ وهو القول بأن الأثر – أي المفعول - يتعقب التأثير التام – أي الفعل مع الإرادة والقدرة - فهو سبحانه إذا كون شيئا كان عقب تكوينه له كما قال تعالى {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} [يس: 82] وهذا هو المعقول كما يكون الطلاق والعتاق عقب التطليق والإعتاق والانكسار والانقطاع عقب الكسر والقطع فهو سبحانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , ويذكرون في كونه موجبا بذاته وفاعلا بمشيئته وقدرته قولين فاسدين:
أحدهما: قول من يقول المتفلسفة وأن معلوله يجب أن يكون مقارنا له في الزمان أزلا وأبدا.
وهذا القول من أفسد أقوال بني آدم فإنه يستلزم أن لا يحدث في العالم حادث؛ فإنه إذا كانت علة تامة أزلية ومعلولها معها والعالم كله معلوله إما بواسطة وإما بغير واسط لزم أن لا يكون في العالم شيء إلا أزليا فلا يكون في العالم شيء من الحوادث وهو خلاف المشاهدة.
ثم إنهم لما أثبتوا الواجب بالممكن إنما استدلوا على الممكن بالحادث الذي يفتقر إلى محدث؛ فإن لم يكن في العالم حادث بطل الإمكان الذي به أثبتوا الواجب , ولزم إما أن لا يكون في العالم واجب الوجود ولا ممكن الوجود , وهو إخلاء للوجود عن النقيضين , وإما أن يكون جميعه واجب الوجود فيكون الحادث الذي كان بعد أن لم يكن واجب الوجود.
وأيضا فإذا كان المعلول لا يكون إلا مع علته التامة لزم أن لا يحدث شيء من الحوادث إلا مع تمام علته ولم يحدث حين حدوثه ما يوجب حدوث علة تامة له , وإن قدر حدوث ذلك لزم حدوث تمام علل ومعلولات في آن واحد , وهو تسلسل في العلل , وذلك معلوم الفساد بصريح العقل واتفاق العقلاء بخلاف تسلسل الحوادث المتعاقبة وهو أنه لا يكون حادث إلا بعد حادث فهذا فيه نزاع مشهور ... .
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: قول من يقول: أنه فاعل مختار لكنه يفعل بوصف الجواز فيرجح أحد المتماثلين على الآخر بلا مرجح إما بمجرد كونه قادرا أو لمجرد كونه قادرا عالما أو لمجرد إرادته القديمة التي ترجج مثلا على مثل بلا مرجح ويقولون: إن الحوادث تحدث بعد أن لم تكن حادثة من غير سبب يوجب الحدوث فيقولون بتراخي الأثر عن المؤثر التام.
وهذا وإن كان خيرا من الذي قبله , ولهذا ذهب إليه طوائف من أهل الكلام ففساده أيضا بين؛ فإنه إذا قيل: إن المؤثر التام حصل مع تراخي الأثر عنه وعند حصول الأثر لم يحصل ما يوجب الحصول كان حاله بعد حصول الأثر وقبله حالا واحدة متشابهة ثم اختص أحد الحالين بالأثر من غير ترجيح مرجح وحدوث الحادث بلا سبب حادث وهذا معلوم الفساد بصريح العقل.
والقول الثالث: قول أئمة السنة: إنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ فما شاء الله وجب بمشيئته وقدرته , وما لم يشأه امتنع لعدم مشيئته له فهو موجب بمشيئته وقدرته لا بذات خالية عن الصفات وهو موجب له إذا شاءه لا موجب له في الأزل كما قال {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} يس 82: وهذا الإيجاب مستلزم لمشيئته وقدرته لا مناف لذلك بل هو سبحانه يخلق ما يشاء ويختار فهو فاعل لما يشاؤه إذا شاء وهو موجب له بمشيئته وقدرته والله تعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
درء التعارض (2|324)
قال ابن رشد: وأما كونه أزلياً فإنه يجب أن يكون فعله المتعلق بالمفعولات أزلياً، فتكون المفعولات أزلية, والحادث يجب أن يكون وجوده متعلقاً بفعل حادث , اللهم إلا لو سلموا أنه يوجد فعل حادث عن فاعل قديم، فإن المفعول لا بد أن يتعلق به فعل الفاعل، وهم لا يسلمون ذلك. فإن من أصولهم أن المقارِن للحوادث حادثٌ.
الكشف عن مناهج الأدلة (30)
وقال ابن رشد في رده على الغزالي: هذا قول سفسطائي، وذلك أنه لما لم يمكنه أن يقول بجواز تراخي فعل المفعول عن فعل الفاعل له وعزمه على الفعل، إذا كان فاعلاً مختاراً، قال بجواز تراخيه عن إرادة الفاعل, وتراخي المفعول عن إرادة الفاعل جائز، وأما تراخيه عن فعل الفاعل له فغير جائز. وكذلك تراخي الفعل عن العزم على الفعل في الفاعل المريد، فالشك باقٍ بعينه .. .
تهافت التهافت (47 - 49)
وقال ابن رشد: فإذا قلنا كل ما مضى فقد دخل في الوجود يفهم منه معنيان: أحداهما: أن كل ما دخل في الزمان الماضي فقد دخل في الوجود، وهو صحيح. وأما ما مضى مقارناً بالوجود الذي لم يزل، أي لا ينفك عنه فليس يصح أن نقول قد دخل في الوجود، لأن قولنا فيه قد دخل، ضد لقولنا إنه مقارن للوجود الأزلي، ولا فرق في هذا بين الفعل والوجود أعني من سلم إمكان وجود موجود لم يزل فيما مضى فقد ينبغي أن يسلم أن ههنا أفعالاً لم تزل قبل فيما مضى، وإنه ليس يلزم أن تكون أفعاله ولا بد قد دخلت في الوجود. كما ليس يلزم في استمرار ذاته فيما مضى أن يكون قد دخل في الوجود. وهذا كله بَيِّن كما ترى. وبهذا الموجود الأول يمكن أن توجد أفعال لم تزل ولا تزال. ولو امتنع ذلك في الفعل لامتنع في الوجود؛ إذ كل موجود ففعله مقارن له في الوجود؛ فهؤلاء القوم جعلوا امتناع الفعل عليه أزلياً، ووجوده أزلياً، وذلك غاية الخطأ. لكن اطلاق اسم الحدوث على العالم كما أطلقه الشرع أخص به من إطلاق الأشعرية، لأن الفعل بما هو فعل فهو محدث، وإنما يتصور القدم فيه لأن هذا الإحداث والفعل المحدث ليس له أول ولا آخر.
تهافت التهافت (111)
فبين مسألتين:
أ- أن الفعل لا يتأخر عن الفاعل له , وأنه يلزم من وجود الأول الذي ليس قبله شيء أن يقارنه فعله , ولا يصح القول بتراخي الفعل عن الفاعل بل لا يتصور ذلك في حق الرب سبحانه.
ب- قوله: أنه لا يتأخر كذلك المفعول عن فاعله لا يسلم له كما تقدم في كلام شيخ الإسلام , لأن ذلك يستلزم قدم العالم وأنه موجب بالذات , وهذا مناف أنه الأول الذي ليس قبله شيء , وقول أهل السنة في حوادث لا أول لها , يختلف عن قول الفلاسفة الذي قالوا بالموجب بالذات , وذلك أن أهل السنة قالوا بالجواز والفلاسفة كابن سينا قالوا بالوجوب أو الموجب بالذات.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: والمقصود أن العالم لو كان قديما للزم أن يكون فاعله مستلزما له لا يجوز أن يكون فاعله ممن يتراخى عنه مفعوله؛ فإن الفاعل لا يخلو من ثلاثة أقسام إما أن يجب اقتران مفعوله به , وإما أن يجب تأخر مفعوله عنه , وإما أن يجوز فيه الأمران؛ فلو كان العالم قديما لم يجز أن يكون فاعله ممن يجب أن يتراخى عنه مفعوله لأن ذلك جمع بين النقيضين كيف يكون مفعوله قديما أزليا ويكون متأخرا عنه حادثا بعد أن لم يكن فتعين أن يكون فاعله إما أن يجب اقتران مفعوله به وإما أن يجوز فيه الأمران والثاني باطل أيضا فإنه إذا جاز أن يقترن به المفعول وجاز ألا يقترن كان وجود المفعول ممكنا والممكن لا يترجح أحد طرفيه على الآخر إلا بمرجح والقول في هذا المرجح كالقول في غيره إن كان فاعله مستلزما له كان مقارنا له فيلزم مقارنة الأول له فإن لم تجب مقارنته له كان ممكنا مفتقرا إلى مرجح آخر وهلم جرا فلا بد أن ينتهي الأمر إلى مرجح تام مستلزم لمفعوله فتبين أن العالم لو كان قديما للزم أن يكون مبدعه مرجحا تاما مستلزما لمفعوله سواء عبر عنه بالعلة التامة أو المؤثر التام أو المرجح التام.
الصفدية (1|75)
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: وبهذا التحرير يزول الإشكال في هذه المسألة؛ فإن الموجب بذاته إذا كان أزلياً يقارنه موجبه؛ فلو كان الرب تعالى موجباً بذاته للعالم في الأزل لكان كل ما في العالم مقارناً له في الأزل , وذلك ممتنع بل ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فكل ما شاء الله وجوده من العالم؛ فإنه يجب وجوده بقدرته ومشيئته , وما لم يشأ يمتنع وجوده إذ لا يكون شيء إلا بقدرته ومشيئته وهذا يقتضي وجوب وجود ما شاء تعالى وجوده.
ولفظ الموجب بالذات فيه إجمال؛ فإن أريد به أنه يوجب ما يحدثه بمشيئته وقدرته فلا منافاة بين كونه فاعلا بالقدرة والاختيار؛ وبين كونه موجباً بالذات بهذا التفسير , وإن أريد بالموجب بالذات أنه يوجب شيئاً من الأشياء بذات مجردة عن القدرة والاختيار فهذا باطل ممتنع , وإن أريد أن علة تامة أزلية تستلزم معلولها الأزلى بحيث يكون من العالم ما هو قديم بقدمه لازم لذاته أزلاً وأبداً - الفلك أو غيره - فهذا أيضاً باطل.
فالموجب بالذات إذا فسر بما يقتضى قدم شيء من العالم مع الله أو فسر بما يقتضي سلب صفات الكمال عن الله فهو باطل , وإن فسر بما يقتضى أنه ما شاء كان , وما لم يشأ لم يكن فهو حق؛ فإن ما شاء وجوده فقد وجب وجوده بقدرته ومشيئته لكن لا يقتضي هذا أنه شاء شيئا من المخلوقات بعينه في الأزل بل مشيئته لشيء معين في الأزل ممتنع لوجوه متعددة.
ولهذا كان عامة العقلاء على أن الأزلي لا يكون مراداً مقدوراً , ولا أعلم نزاعاً بين النظار أن ما كان من صفات الرب أزلياً لازماً لذاته لا يتأخر منه شيء لا يجوز أن يكون مراداً مقدوراً , وأن ما كان مراداً مقدوراً لا يكون إلا حادثاً شيئا بعد شيء , وإن كان نوعه لم يزل موجوداً أو كان نوعه كله حادثا بعد أن لم يكن.
ولهذا كان الذين اعتقدوا أن القرآن قديم لازم لذات الله متفقين على أنه لم يتكلم بمشيئته وقدرته , وإنما يكون بمشيئته وقدرته خلق إدراك في العبد لذلك المعنى القديم , والذين قالوا كلامه قديم وأرادوا أنه قديم العين متفقون على أنه لم يتكلم بمشيئته وقدرته سواء قالوا هو معنى واحد قائم بالذات أو قالوا هو حروف أو حروف وأصوات قديمة أزلية الأعيان.
بخلاف أئمة السلف الذين قالوا إنه يتكلم بمشيئته وقدرته , وإنه لم يزل متكلماً إذا شاء وكيف شاء؛ فإن هؤلاء يقولون الكلام قديم النوع , وإن كلمات الله لا نهاية لها بل لم يزل متكلماً بمشيئته وقدرته , ولم يزل يتكلم كيف شاء إذا شاء ونحو ذلك من العبارات.
منهاج السنة النبوية " (1|166)
وأقوى دليل في الرد على من يقول بقدم العالم أن العالم لو كان قديما وكان علة تامة للمعلول لم يصدر شيء عن الخالق.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: فيقال إذا كان الصانع قديما موجبا بالذات وعلته تامة أزلية لزم ألا يتأخر عنه شيء من موجبه ومعلوله كما ذكروا؛ لأن المتأخر إن كان قد وجدت علته التامة في الأزل لزم أن يكون أزليا لا يتأخر , وإن لم يوجد فقد وجدت علته التامة بعد أن لم تكن سواء كان الحادث شرطا من شروط تمام العلة أو غير ذلك ثم القول في علة تلك العلة كالقول في العلة التي هي معلول هذه؛ فيلزم ألا يكون لشيء من الحوادث علة تامة في الأزل وهذا لازم لقولهم لا محيد عنه؛ فإن العلة التامة تستلزم معلولها؛ فالحادث لا تكون علته تامة في الأزل فيلزم على ذلك ألا يكون شيء من الحوادث حادثا عن العلة التامة التي هي واجب الوجود , وحينئذ فأما أن تكون الحوادث حادثة بنفسها وهذا معلوم الفساد بالضرورة وهم يسلمون فساده , وإما أن تكون حادثة عن فاعل آخر غير الواجب الموجود بنفسه فله فاعل ثم ذلك الفاعل إن لم يكن واجب الوجود بنفسه فله فاعل والقول في حدوث الحوادث عنه كالقول في الأول , وإن كان واجب الوجود بنفسه كان القول فيه كالقول في ذلك الواجب إن كان علة تامة لزم ألا يحدث عنه حادث وإن لم يكن علة تامة بطل قولهم بالموجب بالذات فتبين فساد قولهم على كل تقدير.
الصفدية (1|18)
المسألة الثانية: الرد عليهم في مسألة أن الله اتصف بالصفة بعد أن لم يكن متصفا بها
وهي مسألة الترجيح بلا مرجح
قال ابن رشد: وأيضاً إن كان الفاعل حيناً يفعلُ وحيناً لا يفعل، وجب أن تكون هنالك علة صيَّرته بإحدى الحالتين أولى منه بالأخرى، فيُسأل أيضاً في تلك العلة مثل هذا السؤال، وفي علة العلة، فيمر الأمر إلى غير نهاية.
الكشف عن مناهج الأدلة (30)
قلت: وهذه المسألة تسمى عند العلماء بمسألة الترجيح بلا مرجح.
وذلك أن فعل الله راجع إلى مشيئته الممكنة؛ إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل , و طرفا الممكن هما الوجود أو العدم؛ وترجيح فعله لشيء في زمن دون زمن لا بد أن يستند إلى مرجح , أي إلى سبب؛ وما من زمن يتصور فيه الفعل أو الخلق , وإلا يتصور قبله أو بعده , فدل على لزومية إثبات فعل الله منذ الأزل.
قال شيخ الإسلام: وهذا قول أكثر المعتزلة والأشعرية وغيرهم؛ يقرون بالصانع المحدث من غير تجدد سبب حادث ولهذا قامت عليهم الشناعات في هذا الموضع، وقال لهم الناس: هذا ينقض الأصل الذي أثبتم به الصانع؛ وهو أن الممكن لا يترجح أحد طرفيه على الآخر إلا بمرجح؛ فإذا كانت الأوقات متماثلة، والفاعل على حال واحدة لم يتجدد فيه شيء أزلاً وأبداً ثم اختص أحد الأوقات بالحدوث فيه، كان ذلك ترجيحاً بلا مرجح.
درء التعارض (4|153)
وقال شيخ الإسلام: أما ما يذكره كثير من أهل الكلام عن أهل الملل المسلمين واليهود والنصارى أن الله لم يزل معطلا لا يتكلم ولا يفعل شيئا ثم حدث ما حدث من كلام ومفعولات بغير سبب حادث؛ فهذا قول لم ينطق به شيء من كتب الله لا القرآن ولا التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا نقل هذا عن أحد من أنبياء الله , ولا قاله أحد من الصحابة أصحاب نبينا صلى الله عليه و سلم ولا التابعين لهم بإحسان ولكن الذي نطقت به الكتب والرسل أن الله خالق كل شيء؛ فما سوى الله من الأفلاك والملائكة وغير ذلك مخلوق ومحدث كائن بعد أن لم يكن مسبوق بعدم نفسه وليس مع الله شيء قديم بقدمه في العالم لا أفلاك ولا ملائكة.
الصفدية (1|14)
المسألة الثالثة:قياس تأخر الفعل عن الفاعل بالإرادة والرد عليهم
وذلك أن الأشاعرة ردوا على شبهة عدم تصور تأخر الفعل عن الفاعل؛ بشبهة أن إرادة الفاعل يتصور أن تتأخر عن فعل الفاعل.
وقد فصل شيخ الإسلام في هذه المسألة , وبين أن الإرادة تنقسم إلى عزم وقصد؛ فالإرادة التي تسبق الفعل وتسمى عزما , وهذه تسبق الفعل , وأما الإرادة التامة التي تكون مع الفعل , وهي تسمى القصد فهذه لا تتأخر عن الفعل , وهذا هو القول الوسط في هذه المسألة.
فالأشاعرة قالوا الإرادة التامة قديمة (وهي بمعنى القصد) , والفعل حادث! , وهذا مما خالفوا به المعقول حتى سخر منهم ابن رشد رحمه الله؛ فكيف يتصور إرادة تامة قديمة وفعل حادث فهذا مناف للمعقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: وإذا تبين أن الفعل مستلزم لحدوث المفعول , وأن إرادة الفاعل أن يفعل مستلزمة لحدوث المراد؛ فهذا يبين أن كل مفعول وكل ما أريد فعله فهو حادث بعد أن لم يكن عموما , وعلم بهذا أنه يمتنع أن يكون ثم إرادة أزلية لشيء من الممكنات يقارنها مرادها أزلا وأبدا سواء كانت عامة لكل ما يصدر عنه أو كانت خاصة ببعض المفعولات.
ثم يقال أما كونها عامة لكل ما يصدر عنه فامتناعه ظاهر متفق عليه بين العقلاء؛ فإن ذلك يستلزم أن يكون كل ما صدر عنه بواسطة أو بغير واسطة قديما أزليا؛ فيلزم أن لا يحدث في العالم شيء وهو مخالف لما يشهده الخلق من حدوث الحوادث في السماء والأرض وما بينهما من حدوث الحركات والأعيان والأعراض كحركة الشمس والقمر والكواكب وحركة الرياح وكالسحاب والمطر وما يحدث من الحيوان والنبات والمعدن.
وأما إرادة شيء معين فلما تقدم ولأنه حينئذ إما أن يقال ليس له إلا تلك الإرادة الأزلية , وإما أن يقال له إرادات تحصل شيئا بعد شيء؛ فإن قيل بالأول فإنه على هذا التقدير يكون المريد الأزلي في الأزل مقارنا لمراده الأزلي فلا يريد شيئا من الحوادث لا بالإرادة القديمة ولا بإرادة متجددة لأنه إذا قدر أن المريد الأزلي يجب أن يقارنه مراده كان الحادث حادثا إما بإرادة أزلية فلا يقارن المريد مراده وإما حادثا بإرادة حادثة مقارنة له وهذا باطل لوجهين:
أحدهما: أن التقدير أنه ليس له إلا إرادة واحدة أزلية.
الثاني: أن حدوث تلك الإرادة يفتقر إلى سبب حادث والقول في ذلك السبب الحادث كالقول في غيره يمتنع أن يحدث بالإرادة الأزلية المستلزمة لمقارنة مرادها لها ويمتنع أن يحدث بلا إرادة لامتناع حدوث الحادث بلا إرادة فيجب على هذا التقدير أن تكون إرادة الحادث المعين مشروط بإرادة له وبإرادة للحادث الذي قبله وأن الفاعل المبدع لم يزل مريدا لكل ما يحدث من المرادات.
وهذا هو التقدير الثاني؛ وهو أن يقال لو أراد أن يحصل شيئا بعد شيء فكل مراد له محدث كائن بعد أن لم يكن , وهو وحده المنفرد بالقدم والأزلية , وكل ما سواه مخلوق محدث كائن بعد أن لم يكن وعلى هذا التقدير فليس فيه إلا دوام الحوادث وتسلسلها وهذا هو التقدير الذي تكلمنا عليه ويلزم أن يقوم بذات الفاعل ما يريده ويقدر عليه , وهذا هو قول أئمة أهل الحديث وكثير من أهل الكلام والفلسفة بل قول أساطينهم من المتقدمين والمتأخرين.
فتبين أنه يجب القول بحدوث كل ما سوى الله سواء سمى جسما أو عقلا أو نفسا وأنه يمتنع كون شيء من ذلك قديما سواء قيل بجواز دوام الحوادث وتسلسلها وأنه لا أول لها أوقيل بامتناع ذلك وسواء قيل بأن الحادث لا بد له من سبب حادث أو قيل بامتناع ذلك وأن القائلين بقدم العالم كالأفلاك والعقول والنفوس قولهم باطل في صريح العقل الذي لم يكذب قط على كل تقدير وهذا هو المطلوب.
منهاج السنة (1|296 - 298)
وقال: و أيضا فلابد عند وجود المراد من سبب يقتضى حدوثه وإلا فلو كان مجرد ما تقدم من الإرادة والقدرة كافيا للزم وجوده قبل ذلك لأنه مع الإرادة التامة والقدرة التامة يجب وجود المقدور.
مجموع الفتاوى (6|231)
وقال: وهو سبحانه إذا أراد شيئا من ذلك فللناس فيها أقوال:
قيل الإرادة قديمة أزلية و احدة , و إنما يتجدد تعلقها بالمراد ونسبتها إلى الجميع واحدة و لكن من خواص الإرادة أنها تخصص بلا مخصص فهذا قول ابن كلاب و الأشعرى و من تابعهما , وكثير من العقلاء يقول إن هذا فساده معلوم بالاضطرار حتى قال أبو البركات ليس فى العقلاء من قال بهذا , و ما علم أنه قول طائفة كبيرة من أهل النظر و الكلام و بطلانه من جهات من جهة جعل إرادة هذا غير إرادة ذاك و من جهة أنه جعل الإرادة تخصص لذاتها و من جهة أنه لم يجعل عند وجود الحوادث شيئا حدث حتى تخصص أو لا تخصص بل تجددت نسبة عدمية ليست و جودا و هذا ليس بشيء فلم يتجدد شيء فصارت الحوادث تحدث و تتخصص بلا سبب حادث و لا مخصص.
و القول الثاني: قول من يقول بإرادة واحدة قديمة مثل هؤلاء لكن يقول تحدث عند تجدد الأفعال إرادات فى ذاته بتلك المشيئة القديمة كما تقوله الكرامية و غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و هؤلاء أقرب من حيث أثبتوا إرادات الأفعال و لكن يلزمهم ما لزم أولئك من حيث أثبتوا حوادث بلا سبب حادث و تخصيصات بلا مخصص و جعلوا تلك الإرادة واحدة تتعلق بجميع الإرادات الحادثة و جعلوها أيضا تخصص لذاتها و لم يجعلوا عند وجود الإردات الحادثة شيئا حدث حتى تخصص تلك الإرادات الحدوث.
و القول الثالث: قول الجهمية و المعتزلة الذين ينفون قيام الإرادة به ثم إما أن يقولوا بنفي الإرادة أو يفسرونها بنفس الأمر و الفعل أو يقولوا بحدوث إرادة لا في محل كقول البصريين
و كل هذه الأقوال قد علم أيضا فسادها.
و القول الرابع: أنه لم يزل مريدا بإرادات متعاقبة فنوع الإرادة قديم و أما إرادة الشيء المعين فإنما يريده فى وقته.
و هو سبحانه يقدر الأشياء و يكتبها ثم بعد ذلك يخلقها فهو إذا قدرها علم ما سيفعله و أراد فعله في الوقت المستقبل لكن لم يرد فعله فى تلك الحال فإذا جاء و قته أراد فعله؛ فالأول عزم , و الثاني قصد.
وهل يجوز و صفه بالعزم فيه قولان:
أحدهما: المنع كقول القاضي أبى بكر و القاضي أبى يعلى.
و الثاني: الجواز و هو أصح فقد قرأ جماعة من السلف {فإذا عزمت فتوكل على الله} بالضم و في الحديث الصحيح من حديث أم سلمة: ثم عزم الله لي. و كذلك فى خطبة مسلم: فعزم لي.
و سواء سمي عزما أو لم يسم؛ فهو سبحانه إذا قدرها علم أنه سيفعلها في وقتها , و أراد أن يفعلها في وقتها؛ فإذا جاء الوقت فلا بد من إرادة الفعل المعين و نفس الفعل و لابد من علمه بما يفعله.
مجموع الفتاوى (16|301 - 304)
وقال: أما الإرادة فذكروا لها ثلاثة لوازم و الثلاثة تناقض الإرادة.
قالوا: أنها تكون و لا مراد لها بل لم يزل كذلك ثم حدث مرادها من غير تحول حالها , و هذا معلوم الفساد ببديهة العقل؛ فإن الفاعل إذا أراد أن يفعل فالمتقدم كان عزما على الفعل و قصدا له فى الزمن المستقبل لم يكن إرادة للفعل في الحال بل إذا فعل فلابد من إرادة الفعل في الحال , و لهذا يقال الماضي عزم و المقارن قصد فوجود الفعل بمجرد عزم من غير أن يتجدد قصد من الفاعل ممتنع؛ فكان حصول المخلوقات بهذه الإرادة ممتنعا لو قدر إمكان حدوث الحوادث بلا سبب؛ فكيف و ذاك أيضا ممتنع في نفسه فصار الامتناع من جهة الإرادة و من جهة تعينت بما هو ممتنع في نفسه.
الثاني: قولهم أن الإرادة ترجح مثلا على مثل فهذا مكابرة بل لا تكون الإرادة إلا لما ترجح و جوده على عدمه عند الفاعل إما لعلمه بأنه أفضل أو لكون محبته له أقوى و هو إنما يترجح في العلم لكون عاقبته أفضل فلا يفعل أحد شيئا بإرادته إلا لكونه يحب المراد أو يحب ما يؤول إليه المراد بحيث يكون وجود ذلك المراد أحب إليه من عدمه لا يكون و جوده و عدمه عنده سواء.
الثالث: أن الإرادة الجازمة يتخلف عنها مرادها مع القدرة؛ فهذا أيضا باطل بل متى حصلت القدرة التامة و الإرادة الجازمة وجب وجود المقدور و حيث لا يجب فإنما هو لنقص القدرة أو لعدم الإرادة التامة والرب تعالى ما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن , و هو يخبر في غير موضع أنه لو شاء لفعل أمورا لم يفعلها كما قال {و لو شئنا لآتينا كل نفس هداها} {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} {ولو شاء الله ما اقتتلوا} فبين أنه لو شاء ذلك لكان قادرا عليه لكنه لا يفعله لأنه لم نشأه إذ كان عدم مشيئته أرجح في الحكمة مع كونه قادرا عليه لو شاءه.
مجموع الفتاوى (16|459)
وقال: فإن القائلين بتأخر مرادها؛ إنما قالوا ذلك فرارا من القول بدوام الحوادث ووجود حوادث لا أول لها , وعلى هذا التقدير فيلزم حدوث العالم؛ وإلا فلو جاز دوام الحوادث لجاز عندهم وجود المراد في الأزل , ولو جاز ذلك لم يقولوا بتأخر المراد عن الإرادة القديمة الأزلية مع ما في ذلك من ترجيح أحد المتماثلين على الآخر بلا مرجح , وما في ذلك من الشناعة عليهم ونسبة كثير من العقلاء إلى أنهم خالفوا صريح المعقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنهم إنما صاروا إلى هذا القول لاعتقادهم امتناع حوادث لا أول لها؛ فاحتاجوا لذلك أن يثبتوا إرادة قديمة أزلية يتأخر عنها المراد ويحدث بعد ذلك من غير سبب حادث واحتاجوا أن يقولوا إن نفس الإرادة تخصص أحد المتماثلين على الآخر , وإلا فلو اعتقدوا جواز دوام الحوادث وتسلسلها لأمكن أن يقولوا بأنه تحدث الإرادات والمرادات ويقولون بجواز قيام الحوادث بالقديم ولرجعوا عن قولهم بأن نفس الإرادة القديمة تخصص أحد المثلين في المستقبل وعن قولهم بحدوث الحوادث بلا سبب حادث وكانوا على هذا التقدير لا يقولون بقدم شيء من العالم بل يقولون إن كل ما سوى الله فإنه حادث كائن بعد أن لم يكن.
منهاج السنة (1|392)
قال ابن رشد في الرد على ذلك: وما يقوله المتكلمون في جواب هذا، من أن الفعل الحادث كان بإرادة قديمة، ليس بِمُنج ولا مخلصٍ من هذا الشك؛ لأن الإرادة غيرُ الفعل المتعلق بالمفعول. وإذا كان المفعول حادثاً فواجب أن يكون الفعل المتعلق بإيجاده حادثاً.
وسواء فرضنا الإرادة قديمةً أو حديثةً، متقدمة على الفعل أو معه، فكيفما كان، فقد يلزمهم أن يجوِّزوا على القديم أحد ثلاثة أمور: إما إرادة حادثة وفعل حادث،- وهذا لا يسلمون به - وإما فعل حادث وإرادة قديمة،- وهذا لا يتصور - وإما فعل قديم وإرادة قديمة – وهذا مناف للمعقول -. والحادث ليس يمكن أن يكون عن فعل قديم بلا واسطة، إن سلمنا لهم أنه يوجد عن إرادة قديمة.
ووضع الإرادة نفسها هي للفعل المتعلق بالمفعول شيءٌ لا يعقل , وهو كفرض مفعول بلا فاعل؛ فإن الفعل غير الفاعل، وغير المفعول، وغير الإرادة. والإرادة هي شرط الفعل لا الفعل.
وأيضاً فهذه الإرادة القديمة يجب أن تتعلق بعدم الحادث دهراً لا نهاية له،، إذ كان الحادث معدوماً دهراً لا نهاية له. فهي لا تتعلق بالمراد في الوقت الذي اقتضت إيجاده إلا بعد انقضاء دهر لا نهاية له. وما لا نهاية له لا ينقضي؛ فيجب ألا يخرج هذا المراد إلى الفعل، أو ينقضي دهرٌ لا نهاية له وذلك ممتنع. وهذا هو بعينه برهام المتكلمين الذي اعتمدوه في حدوث دورات الفلك.
وأيضاً فإن الإرادة التي تتقدم المراد، وتتعلق به بوقت مخصوص، لا بد أن حدث فيها، في وقت إيجاد المراد، عزمٌ على الإيجاد لم يكن قبل ذلك الوقت، لأنه إن لم يكن في المريد، في وقت الفعل، حالةٌ زائدة على ما كانت عليه في الوقت الذي اقتضت الإرادة عدم الفعل، لم يكن وجود ذلك الفعل عنه في ذلك الوقت أولى من عدمه.
إلى ما في هذا كله من التشعيب والشكوك العويصة التي لا يتخلص منها العلماء المهَرَة بعلم الكلام و الحكمة، فضلاً عن العامة. ولو كُلِّف الجمهور العلم من هذه الطرق لكان من باب تكليف ما لا يطاق.
الكشف عن مناهج الأدلة (30 - 31)
قلت: وقوله: وإذا كان المفعول حادثاً فواجب أن يكون الفعل المتعلق بإيجاده حادثاً. وهذا هو القول الصواب , وأن الأفعال تقوم بذات الله وهي من الصفات التابعة لمشيئته واختياره.
قلت: وقوله: وأيضاً فهذه الإرادة القديمة يجب أن تتعلق بعدم الحادث دهراً لا نهاية له،، إذ كان الحادث معدوماً دهراً لا نهاية له. فهي لا تتعلق بالمراد في الوقت الذي اقتضت إيجاده إلا بعد انقضاء دهر لا نهاية له. وما لا نهاية له لا ينقضي؛ فيجب ألا يخرج هذا المراد إلى الفعل، أو ينقضي دهرٌ لا نهاية له وذلك ممتنع. وهذا إلزام قوي من ابن رشد للأشاعرة , لأن الإرادة القديمة يستلزمها ما يستلزم الذات من الأولية , فهذا العدم إن كان متناهيا تنافى مع القول بالقدم , وإن لم يكن متناهيا لاستلزم أن لا يصدر الفعل لأن ما يتناهى لا ينقضي.
قال ابن رشد: وأما المقدمة القائلة إن الإرادة لا يكون عنها إلا مراد محدث؛ فذلك شيء غير بين , وذلك أن الإرادة التي بالفعل، فهي مع فعل المراد نفسه، لأن الإرادة من المضاف. وقد تبين أنه إذا وجد أحد المضافين بالفعل وجد الآخر بالفعل، مثل الأب والابن، وإذا وجد أحدهما بالقوة وجد الآخر بالقوة. فإن كانت الإرادة التي بالفعل حادثة فالمراد ولا بد حادث بالفعل وإن كانت الإرادة التي بالفعل قديمة فالمراد الذي بالفعل قديم. وأما الإرادة التي تتقدم المراد فهي الإرادة التي بالقوة، أعني التي لم يخرج مرادها إلى الفعل، إذ لم يقترن بتلك
(يُتْبَعُ)
(/)
الإرادة الفعل الموجب لحدوث المراد. ولذلك هو بين، أنها إذ لم خرج مرادها أنها على نحو من الوجود لم تكن عليه قبل خروج مراها إلى فعل، إذ كانت هي السبب في حدوث المراد بتوسط الفعل فإذن،ـ لو وضع المتكلمون أن الإرادة حادثه لوجب أن يبكون المراد محدثاً ولا بد.
والظاهر من الشرع أنه لم يتعمق هذا التعمق مع الجمهور. ولذلك ولم يصرح لا بالإرادة قديمة ولا حادثه، بل صرح بما الأظهر منه أن الإرادة حادثه وذلك في قوله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردنه أن نقول له كنت فيكون} [النحل:40]. وإنما كان ذلك كذلك لأن الجمهور لا يفهمون موجودات حادثة عن إرادة قديمة، بل الحق أن الشرع لم يصرح في الإرادة لا بحدوث ولا بقدم، لكون هذا من المتشابهات في حق الأكثر. وليس بأيدي المتكلمين برهان قطعي على استحالة قيام إرادة حادثة في موجود قديم، لأن الأصل الذي يعولون عليه في نفي قيام الإدارة بمحل قديم هو المقدمة التي بينا وهي أن ما لا يخلو عن الحوادث حادث.
الكشف عن مناهج الأدلة (39 - 40)
قلت: وقوله: وأما المقدمة القائلة إن الإرادة لا يكون عنها إلا مراد محدث فذلك شيء غير بين , وذلك أن الإرادة التي بالفعل، فهي مع فعل المراد نفسه، لأن الإرادة من المضاف. وقد تبين أنه إذا وجد أحد المضافين بالفعل وجد الآخر بالفعل، مثل الأب والابن، وإذا وجد أحدهما بالقوة وجد الآخر بالقوة. فإن كانت الإرادة التي بالفعل حادثة فالمراد ولا بد حادث بالفعل , وإن كانت الإرادة التي بالفعل قديمة؛ فالمراد الذي بالفعل قديم. وأما الإرادة التي تتقدم المراد فهي الإرادة التي بالقوة، أعني التي لم يخرج مرادها إلى الفعل، إذ لم يقترن بتلك الإرادة الفعل الموجب لحدوث المراد. وهذا قريب جدا من كلام شيخ الإسلام التفريق بين الإرادة التي تكون قبل الفعل والتي تسمى العزم والإرادة التي تكون مع الفعل والتي تسمى القصد , وهذه الأخيرة لا يتصور تأخرها عن الفعل.
وقال ابن رشد: ولذلك عرضت أشد حيرة تكون ن وأعظم شبهة، للمتكلمين من أهل ملتنا، أعني الأشعرية؛ وذلك لما صرحوا أن الله مريد بإرادة قديمة، وهذا بدعة كما قلنا، ووضعوا أن العالم محدث، قيل لهم: كيف يكون مراد حادث عن إرادة قديمة؟ فقالوا: فقالوا: إن الإرادة القديمة تعلقت بإيجاده في وقت مخصوص وهو الوقت الذي وجد فيه.
فقيل لهم: إن كانت نسبة الفاعل المريد إلى المحدث، وفي وقت عدمه، هي بعينها نسبته إليه في وقت إيجاده، فالمحدث لم يكن وجوده في وقت وجوده أولى منه غيره، إذ لم يتعلق به، في وقت الوجود، فعل انتفى عنه في وقت العدم. وإن كانت مختلفة، فهنالك إرادة حادثة ضرورة، وإلا وجب أن يكون مفعول محدث عن فعل قديم. فإن ما يلزم من ذلك في الفعل، يلزم في الإرادة.
وذلك أنه يقال لهم: إذا حضر الوقت، وقت وجوده، فوجد، فهل وجد بفعل قديم أو بفعل محدث؟ فإن قالوا: بفعل قديم، فقد جوزوا وجود المحدث بفعل قديم. وإن قالوا: بفعل محدث، لزمهم أن يكون هنالك إرداة محدثه. فإن قالوا: الإرادة هي نفس الفعل فقد قالوا محالاً، فإن الإرادة هي سبب الفعل في المريد , ولو كان المريد إذا أراد شيئاً ما، في وقت ما، وجد ذلك الشيء عند حضور وقته، من غير فعل منه بالإرداة المتقدمة، لكان ذلك الشيء موجوداً عن غير فاعل.
وأيضاً فقد يظن أنه إن كان واجباً أن يكون عن الإرادة الحادثه مراد حادث، فقد يجب أن يكون عن الإرادة القديمة مراد قديم، وإلا كان مراد الإرادة القديمة والحادثه واحداً، وذلك مستحيل.
الكشف عن مناهج الأدلة (94 - 95)
وقول ابن رشد: "فقيل لهم: إن كانت نسبة الفاعل المريد إلى المحدث ... " هي نفس مسألة الترجيح بلا مرجح المتقدمة كما تقدم.
وهو يلزمهم أنه ما من وقت يتصور فيه إيجاد المفعول الحادث عن تلك الإرادة القديمة , إلا وهو يتصور في وقت غير ذلك الوقت؛ فتخصيص هذا الوقت دون سواه يحتاج إلى مرجح , وهذا من تناقضهم.
المسألة الرابعة: حوادث لا أول لها
بيان ابن رشد أن لا محذور من القول بحوادث لا أول لها , لأن استناد ذلك للأول الذي ليس له بداية.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن رشد: وبهذا ينحل جميع الشكوك الواردة لهم في هذا الباب. وأعسرها كلها هو ما جرت به عادتهم أن يقولوا: إنه إذا كانت الحركات الواقعة في الزمان الماضي حركات لا نهاية لها، فليس يوجد منها حركة في الزمان الحاضر المشار إليه، إلا وقد انقضت قبلها حركات لا نهاية لها. وهذا صحيح ومعترف به عند الفلاسفة، إن وضعت الحركة المتقدمة شرطاً في وجود المتأخرة، وذلك أنه متى لزم أن توجد واحدة منها لزم أن توجد قبلها أسباب لا نهاية لها. وليس يجوّز أحد من الحكماء وجود أسباب لا نهاية لها، كما تجوزه الدهرية، لأنه يلزم عنه وجود مسبَّب من غير سبب، ومتحرك من غير محرك، لكن القوم لما أداهم البرهان إلى أن ههنا مبدأً محركاً أزلياً ليس لوجوده ابتداء ولا انتهاء، وأن فعله يجب أن يكون غير متراخ عن وجوده، لزم أن لا يكون لفعله مبدأ كالحال في وجوده، وإلا كان فعله ممكناً لا ضرورياً. فلم يكن مبدأ أولاً، فيلزم أن تكون أفعال الفاعل الذي لا مبدأ لوجوده ليس لها مبدأ كالحال في وجوده. وإذا كان ذلك كذلك، لزم ضرورة أن لا يكون واحد واحد من أفعاله الأولى شرطاً في وجود الثاني. لأن كل واحد منهما هو غير فاعل بالذات. بل لزم أن يكون هذا النوع مما لا نهاية له أمراً ضرورياً تابعاً لوجود مبدأ أول أزلي. وليس ذلك في أمثال الحركات المتتابعة أو المتصلة، بل وفي الأشياء التي يظن بها أن المتقدم سبب للمتأخر، مثل الإنسان الذي يولد إنساناً مثله. وذلك أن المحدث للإنسان المشار إليه بإنسان آخر، يجب أن يترقى إلى فاعل أول قديم، لا أول لوجوده، ولا لإحداثه إنساناً عن إنسان. فيكون كون إنسان عن إنسان آخر إلى ما لا نهاية له، كوناً بالعرض والقبلية والبعدية بالذات. وذلك أن الفاعل الذي لا أول لوجود كما لا أول لأفعاله التي يفعلها بلا آلة، كذلك لا أول للآلة التي يفعل بها أفعاله التي لا أول لها، من أفعاله التي من شأنها أن تكون بآلة. فلما اعتقد المتكلمون فيما بالعرض أنه بالذات، دفعوا وجوده، وعسر حل قولهم، وظنّوا أن دليلهم ضروري. وهذا من كلام الفلاسفة بين. فإن قد صرح رئيسهم الأول، وهو أرسطو، أنه لو كانت للحركة حركة لما وجدت الحركة، وأنه لو كان للأسطقس اسطقس لما وجد الأسطقس. وهذا النحو مما لا نهاية ل ليس عندهم مبدأ ولا منتهى. ولذلك ليس يصدق على شيء منه أنه قد انقضى، ولا أنه قد دخل في الوجود ولا في الزمان الماضي. لأن كل ما انقضى فقد ابتدأ، وما لم يبتدئ فلا ينقضي. وذلك أيضاً بين من كون المبدأ والنهاية من المضاف. ولذلك يلزم من قال إنه لا نهاية لدورات الفلك في المستقبل ألا يضع لها مبدأ، لأن ما ل مبدأ فله نهاية، وما ليس له نهاية فليس له مبدأ. وكذلك الأمر في الأول والآخر، أعني ما له أول فله آخر، وما لا أول له فلا آخر له، وما لا آخر له فلا انقضاء من أجزائه بالحقيقة، ولا مبدأ لجزء من أجزائه بالحقيقة، وما لا مبدأ لجزء من أجزائه فلا انقضاء له. ولذا إذا سأل المتكلمون الفلاسفة: هل انقضت الحركات التي قبل الحركة الحاضرة، كان جوابهم: إنها لم تنقض، لأن من وضعهم أنها لا أول لها، فلا انقضاء لها. فإيهام المتكلمين إن الفلاسفة يسلمون انقضاءها ليس بصحيح، لأنه لا ينقضي عندهم إلا ما ابتدأ. فقد تبين لك أنه ليس من الأدلة التي حكاها عن المتكلمين في حدوث العالم كفاية في أن تبلغ مرتبة اليقين، وأنها ليس تلحق بمراتب البرهان، ولا الأدلة التي أدخلها وحكاها عن الفلاسفة في هذا الكتاب لحق بمراتب البرهان. وهو الذي قصدنا بيانه في هذا الكتاب. وأفضل ما يجاوب به من سأل عما دخل من أفعاله في الزمان الماضي أن يقال: دخل من أفعله مثل ما دخل من وجده لأن كليهما لا مبدأ له.
تهافت التهافت (54 - 57)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن رشد: أكثر من يقول بحدوث العالم يقول بحدوث الزمان معه، فلذلك كان قوله إن مدة الترك- أي كان لا يفعل ثم فعل - لا تخلو أن تكون متناهية، أو غير متناهية، قولاً غير صحيح. فإن ما لا ابتداء له لا ينقضي ولا ينتهي أيضاً، فإن الخصم لا يسلم إن للترك مدة. وإنما الذي يلزمهم أن يقال لهم: حدوث الزمان هل كان يمكن فيه أن يكون طرفه الذي هو مبدأه أبعد من الآن الذي نحن فيه أو ليس ممكن ذلك. فإن قالوا: ليس يمكن ذلك، فقد جعلوا مقداراً محدوداً لا يقدر الصانع أكثر منه، وهذا شنيع ومستحيل عندهم. وإن قالوا أنه يمكن أن يكون طرفه أبعد من الآن من الطرف المخلوق، قيل: وهل يمكن في ذلك الطرف الثاني أن يكون طرف أبعد منه. فإن قالوا: نعم، ولا بد لهم من ذلك، قيل: فههنا إن كان حدوث مقادير من الزمان لا نهاية لها، ويلزمكم أن يكون انقضاءها على قولكم في الدورات شرطاً في حدوث المقدار الزمني الموجود منها. وإن قلتم: إن ما لا نهاية له لا ينقضي، فما ألزمتم خصومكم في الدورات ألزمكم في أماكن مقادير الأزمنة الحادثة. فإن قيل إن الفرق بينهما إن تلك الإمكانات غير متناهية هي لمقادير لم تخرج إلى الفعل، وإمكانات الدورات التي لا نهاية لها قد خرجت إلى الفعل، قيل إمكانات الأشياء هي من الأمور اللازمة للأشياء سواء كانت متقدمة على الأشياء أو مع الأشياء على ما يرى ذلك قوم، فهي ضرورة بعدد الأشياء. فإن كان يستحيل قبل وجود الدورة الحاضرة وجود دورات لا نهاية لها، يستحيل وجود إمكانات دورات لا نهاية لها. إلا أن لقائل أن يقول: إن الزمان محدود المقدار، أعني: زمان العالم، فليس يمكن وجود زمان أكبر منه ولا أصغر كما يقول قوم في مقدار العالم. ولذلك أمثال هذه الأقاويل ليست برهانية. ولكن كان الأحفظ لمن يضع العالم محدثاً، أن يضع الزمان محدود المقدار، ولا يضع الإمكان متقدماً على الممكن. وأن يضع العظم كذلك متناهياً، ولكن العظم له كل، والزمان ليس له كل.
تهافت التهافت (62 - 63)
فالشاهد أن فعل الله وهو صفته ملازمة لذاته , مع بيان أنه سبحانه هو الأول الذي ليس قبله شيء.
قال شيخ الإسلام: وذكروا أشياء مما نقمت على أبي الحسن الأشعري وكان مما ذكروه قوله إن الرب لم يكن في الأزل قادرا على الفعل وهذا أصل قول هؤلاء المتكلمين الذين احتجوا على حدوث العالم بأن ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها , ويلزم من ذلك امتناع أن يكون مقدورا للرب فقالوا صار الفعل ممكنا بعد أن لم يكن ممكنا
ومعلوم عند من يعلم الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة وأئمتها أنه ليس في الكتاب ولا السنة شيء يدل على أن الرب لم يكن الفعل ممكنا له في الأزل أو لم يكن الفعل والكلام ممكنا له في الأزل أو أنه لم يزل معطلا عن الفعل أو عن الفعل والكلام لم يزل معطلا ثم إنه صار قادرا فاعلا متكلما بعد أن لم يكن كذلك
وقد يجيبون عن هذا بجواب فيه مغلطة فيقولون لم يزل قادرا ولكن المقدور كان ممتنعا في الأزل وهذا تناقض؛ فإن المقدور لا يكون ممتنعا بل لا يكون إلا ممكنا ولأن ذلك يتضمن الانتقال من الامتناع إلى الإمكان بلا حدوث شيء وهو باطل.
الصفدية (2|163)
وقال الشنقيطي: أما بالنظر إلى وجود حوادث لا أول لها بإيجاد الله، فذلك لا محال فيه ولا يلزمه محذور لأنها موجودة بقدرة وإرادة من لا أول له جل وعلا. وهو في كل لحظة من وجوده يحدث ما يشاء كيف يشاء فالحكم عليه بأن إحداثه للحوادث له مبدأ يوهم أنه كان قبل ذلك المبدأ عاجزاً عن الإيجاد سبحانه وتعالى عن ذلك. وإيضاح المقام أنك لو فرضت تحليل زمن وجود الله في الماضي إلى الأزل إلى أفراد زمانية أقل من لحظات العين أن تفرض أن ابتداء إيجاد الحوادث مقترن بلحظة من تلك اللحظات فإنك إن قلت هو مقترن باللحظة الأولى قلنا ليس هناك أولى البتة، وإن فرضت اقترانه بلحظة أخرى فإن الله موجود قبل تلك اللحظة بجميع صفات الكمال والجلال بما لا يتناهى من اللحظات وهو في كل لحظة يحدث ما شاء كيف شاء فالحكم عليه بأن لفعله مبدأ، لم يكن فعل قبله شيئاً يتوهم أن له مانعاً من الفعل قبل ابتداء الفعل، فالحاصل أن وجوده جل وعلا لا أول له وهو في كل لحظة من وجوده يفعل ما يشاء كيف يشاء فجميع ما سوى الله كله مخلوق حادث بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
عدم، إلا أن الله لم يسبق عليه زمن هو فيه ممنوع الفعل سبحانه وتعالى عن ذلك. فظهر أن وجود حوادث لا أول لها إن كانت بإيجاد من لا أول له لا محال فيه وكل فرد منها كائناً ما كان فهو حادث مسبوق بعدم لكن محدثه لا أول له وهو في كل وقت يحدث ما شاء كيف شاء سبحانه وتعالى.
رحلة الحج إلى بيت الله الحرام (51)
المسألة الخامسة: نقد الأشاعرة في مسألة خلق العالم من عدم.
قال ابن رشد: فإما أن يقال إن عقيدة الشرع في خلق العالم هي أنه خلق من غير شيء وفي غير زمان فذلك شيء لا يمكن يتصوره العلماء فضلا عن الجمهور فينبغي كما قلنا ألا يعدل في الشرع عن التصور الذي وضعه للجمهور ولا يصرح لهم بغير ذلك ... .
الكشف عن مناهج الأدلة (94)
قال شيخ الإسلام: وهؤلاء تحيروا في خلق الشيء من مادة كخلق الانسان من النطفة والحب من الحب والشجرة من النواة وظنوا أن هذا لا يكون إلا مع بقاء اصل تلك المادة إما الجواهر عند قوم وإما المادة المشتركة عند قوم وهم في الحقيقة ينكرون أن يخلق الله شيئا من شيء فانه عندهم لا يحدث إلا الصورة التي هي عرض عند قوم أو جوهر عقلي عند قوم وكلاهما لم يخلق من مادة والمادة عندهم باقية بعينها لم يخلق ولن يخلق منها شيء.
النبوات (59)
وقال: وأيضا فكون الشيء مخلوقا من مادة وعنصر أبلغ في العبودية من كونه خلق لا من شيء وأبعد عن مشابهة الربوبية فإن الرب هو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فليس له أصل وجد منه ولا فرع يحصل عنه فاذا كان المخلوق له أصل وجد منه كان بمنزلة الولد له وإذا خلق له شيء آخر كان بمنزلة الوالد وإذا كان والدا ومولودا كان أبعد عن مشابهة الربوبية والصمدية فانه خرج من غيره ويخرج منه غيره لا سيما إذا كانت المادة التي خلق منها مهينة كما قال تعالى ألم نخلقكم من ماء مهين.
النبوات (65)
وقال: فالذي جاء به القرآن والتوراة واتفق عليه سلف الأمة وأئمتها مع أئمة أهل الكتاب: أن هذا العالم خلقه الله وأحدثه من مادة كانت مخلوقة قبله كما أخبر في القرآن أنه: {استوى إلى السماء وهي دخان} أي بخار {فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها} [فصلت: 11] وقد كان قبل ذلك مخلوق غيره كالعرش والماء كما قال تعالى {وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء} [هود: 7] وخلق ذلك في مدة غير مقدار حركة الشمس والقمر كما أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام
والشمس والقمر هما من السماوات والأرض وحركتهما بعد خلقهما والزمان المقدر بحركتهما ـ وهو الليل والنهار التابعان لحركتهما ـ إنما حدث بعد خلقهما وقد أخبر الله أن خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام فتلك الأيام مدة وزمان مقدر بحركة أخري غير حركة الشمس والقمر
وهذا مذهب جماهير الفلاسفة الذين يقولون: إن هذا العالم مخلوق محدث وله مادة متقدمة عليه لكن حكي عن بعضهم أن تلك المادة المعنية قديمة أزلية وهذا أيضا باطل كما قد بسط في غير هذا الموضع.
درء التعارض (1|69)
المسألة السادسة: الخلق المستمر (الإفناء والإعدام)
قال الإيجي في المواقف: ذهب الشيخ الأشعري ومتبعوه من محققي الأشاعرة إلى أن العرض لا يبقى زمانين؛ فالأعراض جملتها غير باقية عندهم بل هي على التقضي والتجدد ينقضي واحد منها ويتجدد آخر مثله وتخصيص كل من الآحاد المنقضية والمتجددة بوقته الذي وجد فيه إنما هو للقادر المختار فإنه يخصص بمجرد إرادته كل واحد منها بوقته الذي خلقه فيه وإن كان يمكن له خلقه قبل ذلك الوقت وبعده وإنما ذهبوا إلى ذلك لأنهم قالوا بأن السبب المحوج إلى المؤثر هو الحدوث فلزمهم استغناء العالم حال بقائه عن الصانع بحيث لو جاز عليه العدم تعالى عن ذلك علوا كبيرا لما ضر عدمه في وجوده فدفعوا ذلك بأن شرط بقاء الجوهر هو العرض ولما كان هو متجددا محتاجا إلى المؤثر دائما كان الجوهر أيضا حال بقائه محتاجا إلى ذلك المؤثر بواسطة احتياج شرطه إليه فلا استغناء أصلا.
المواقف (1|498)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الغزالي في الاقتصاد: فإن قيل فبما إذاً تفنى عندكم الجواهر والأعراض؟ قلنا: أما الأعراض فبأنفسها، ونعني بقولنا بأنفسها أن ذواتها لا يتصور لها بقاء. ويفهم المذهب فيه بأن يفرض في الحركة، فإن الأكوان المتعاقبة في أحيان متواصلة لا توصف بأنها حركات إلا بتلاحقها على سبيل دوام التجدد ودوام الانعدام، فإنها إن فرض بقاؤها كانت سكوناً لا حركة، ولا تعقل ذات الحركة ما لم يعقل معها العدم عقيب الوجود. وهذا يفهم في الحركة بغير برهان.
الاقتصاد في الاعتقاد
والسبب في قولهم بأن العرض لا يبقى زمانين كما مر من كلام الإيجي أنهم لا يرون أثرا لمؤثر غير الله ولو قيل أن العالم من طبيعته بقاء أعراضه للزم من ذلك استغناء العالم عن الله وهم يرون أن شرط بقاء الجوهر هو العرض ولما كان هو متجددا محتاجا إلى المؤثر دائما كان الجوهر أيضا حال بقائه محتاجا إلى ذلك المؤثر.
قال ابن رشد في الرد عليهم: هذا القول في غاية السقوط، وإن كان قد قال كثير من القدماء، أعني أن الموجودات في سيلان دائم، وتكاد لا تنتهي المحالات التي تلزمه. وكيف يوجد موجود يفني بنفسه، فيفنى الوجود بفناءه. فإنه إن كان يفنى بنفسه فسيوجد بنفسه. وإن كان ذلك كذلك لزم أن يكون الشيء الذي به سار موجوداً به بعينه كان فانياً، وذلك مستحيل. وذلك أن الوجود ضد الفناء، وليس يمكن أن يوجد الضدان لشيء من جهة واحدة. ولذلك ما كان موجوداً محضاً لم يتصور عليه فناء وذلك لأنه إن كان وجوده يقتضي عدمه، فسيكون موجوداً معدوماً في آن واحد، وذلك مستحيل. وأيضاً فإن كانت الموجودات إنما تبقى بصفة باقية في نفسها، فهل عدمها انتقالها من جهة ما هي موجودة أو معدومة ومحال أن يكون لها ذلك من جهة أنها معدومة فقد بقي أن يكون البقاء لها من جهة ما هي موجودة. فإذ كان موجود يلزم أن يكون باقياً من جهة ما هو موجود. والعدم أمر طار عليه. فما الحاجة ليت شعري أن تبقى الموجودات ببقاء! وهذا كله شبيه بالفساد الذي يكون في العقل. وَلنَخْلُ عن هذه الفرقة، فاستحالة قولهم أبين من أن يحتاج إلى معاندة.
تهافت التهافت (119)
قلت: وقوله: وكيف يوجد موجود يفني بنفسه، فيفنى الوجود بفناءه. فإنه إن كان يفنى بنفسه فسيوجد بنفسه. إلزام قوي وهو تناقض من الأشاعرة فكيف سيفنى بنفسه وهم يسلبون طبائع وخواص الأشياء , وهذا يلزم منه أن من طبيعة الأشياء الفناء بنفسها , وإذا كان من طبيعتها الفناء فليس بمستبعد أن تكون من طبيعتها وخاصيتها الإيجاد.
وقال ابن حزم في الرد عليهم: وذهب أبو الهذيل العلاف والأشعرية إلى أن الأرواح أعراض تفنى ولا تبقى وقتين فإذا مات الميت فلا روح هنالك أصلا ومن عجائب أصحاب هذه المقالة الفاسدة قولهم أن روح الإنسان الآن غير روحه قبل ذلك وأنه لا ينفك تحدث له روح ثم تفنى ثم روح ثم تفنى وهكذا أبدا وأن الإنسان يبدل ألف ألف روح وأكثر في مقدار أقل من ساعة زمانية وهذا يشبه تخليط من هاج به البرسام.
الفصل لابن حزم (4|58)
وقال أيضا: قال أبو محمد ولو كان ما قاله أبو الهذيل والباقلاني ومن قلدهما حقا لكان الإنسان يبدل في كل ساعة ألف ألف روح وأزيد من ثلاث مائة نفس ألف لأن العرض عندهم لا يبقى وقتين بل يفنى ويتجدد عندهم أبدا فروح كل حي على قولهم في كل وقت غير روحه التي كانت قبل ذلك وهكذا تتبدل أرواح الناس عندهم بالخطاب وكذلك بيقين يشاهد كل أحد أن الهواء الداخل بالتنفس ثم يخرج هو غير الهواء الداخل بالتنفس الثاني فالإنسان يبدل على قول الأشعرية أنفسا كثيرة في كل وقت ونفسه الآن غير نفسه آنفا وهذا حمق لا خفاء به فبطل قول الفريقين بنص القرآن والسنة والإجماع والمشاهدة والمعقول.
الفصل (5|48)
وقال شيخ الإسلام: وهم لا يشهدون للرحمن إحداثا ولا إفناء بل إنما يحدث عندهم الأعراض وهي تفنى بأنفسها لا بإفنائه وهي تفنى عقب إحداثها وهذا لا يعقل.
النبوات (62)
وقال ابن القيم: ومن يقول منهم أن العرض لا يبقى زمانين كما يقوله أكثر الأشعرية فمن قولهم إن روح الإنسان الآن هي غير روحه قبل وهو لا ينفك يحدث له روح ثم تغير ثم روح ثم تغير هكذا أبدا فيبدل له ألف روح فأكثر في مقدار ساعة من الزمان فما دونها.
الروح (111)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولهم أنه يفنى بنفسه تناقض منهم , فهذا مناف لمذهبهم في نفي طبائع الأشياء؛ كما سيأتي.
المسألة السابعة: نقد قولهم أن الأعراض لا تبقى زمانين وأنها شرط في بقاء الأجسام.
يرى الأشاعرة أن الأجسام باقية , وأنها لا تفنى وأن فناءها تعاقب الأعراض عليها.
معنى العرض
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:: ولفظ العرض في اللغة له معنى وهو ما يعرض ويزول كما قال تعالى: {يأخذون عرض هذا الأدنى} وعند أهل الاصطلاح الكلامي قد يراد بالعرض ما يقوم بغيره مطلقا وقد يراد به ما يقوم بالجسم من الصفات ويراد به فى غير هذا الاصطلاح أمور أخرى.
مجموع الفتاوى (9|300)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإن أئمة هؤلاء الطوائف صار كل منهم يلتزم ما يراه لازما ليطردها فيلتزم لوازم مخالفة للشرع والعقل فيجيء الآخر فيرد عليه ويبين فساد ما التزمه ويلتزم هو لوازم أخر لطردها فيقع أيضا في مخالفة الشرع والعقل.
فالجهمية التزموا نفي أسماء الله وصفاته إذ كانت الصفات أعراضا تقوم بالموصوف ولا يعقل موصوف بصفة إلا الجسم فإذا اعتقدوا حدوثه اعتقدوا حدوث كل موصوف بصفة والرب تعالى قديم فالتزموا نفي صفاته, وأسماؤه مستلزمة لصفاته؛ فنفوا أسماءه الحسنى وصفاته العلى.
والمعتزلة استعظموا نفي الأسماء لما فيه من تكذيب القرآن تكذيبا ظاهر الخروج عن العقل والتناقض فإنه لا بد من التمييز بين الرب وغيره بالقلب واللسان فما لا يميز من غيره لا حقيقة له ولا إثبات وهو حقيقة قول الجهمية فإنهم لم يثبتوا في نفس الأمر شيئا قديما البتة ... والمقصود هنا أن المعتزلة لما رأوا الجهمية قد نفوا أسماء الله الحسنى استعظموا ذلك وأقروا بالأسماء ولما رأوا هذه الطريق توجب نفي الصفات نفوا الصفات فصاروا متناقضين فإن إثبات حي عليم قدير سميع بصير بلا حياة ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا سمع ولا بصر مكابرة للعقل كإثبات مصل بلا صلاة وصائم بلا صيام وقائم بلا قيام ونحو ذلك من الأسماء المشتقة كأسماء الفاعلين والصفات المعدولة عنها ولهذا ذكروا في أصول الفقه أن صدق الاسم المشتق كالحي والعليم لا ينفك عن صدق المشتق منه كالحياة والعلم وذكروا النزاع مع من ذكروه من المعتزلة كأبي علي وأبي هاشم.
فجاء ابن كلاب ومن اتبعه كالأشعري والقلانسي: فقرروا أنه لا بد من إثبات الصفات متابعة للدليل السمعي والعقلي مع إثبات الأسماء وقالوا ليست أعراضا لأن العرض لا يبقى زمانين! وصفات الرب باقية سلكوا في هذا الفرق وهو أن العرض لا يبقى زمانين مسلكا أنكره عليهم جمهور العقلاء وقالوا إنهم خالفوا الحس وضرورة العقل وهم موافقون لأولئك على صحة هذه الطريقة طريقة الأعراض قالوا وهذه تنفى عن الله أن يقوم به حادث وكل حادث فإنما يكون بمشيئته وقدرته قالوا فلا يتصف بشيء من هذه الأمور لا يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يقوم به فعل اختياري يحصل بمشيئته وقدرته كخلق العالم وغيره بل منهم من قال لا يقوم به فعل بل الخلق هو المخلوق كالأشعري ومن وافقه ...
النبوات (46)
قال ابن رشد: أما من يقول بأن الأعراض لا تبقى زمانين، وأن وجودها في الجواهر هو شرط في بقاء الجواهر، فهو لا يفهم ما في قوله من التناقض , وذلك أنه إن كانت الجواهر شرطاً في وجودها، إذ كان لا يمكن أن توجد الأعراض دون جواهر تقوم بها، فوضع الأعراض شرطاً في وجود الجواهر يوجب أن تكون الجواهر شرطاً في وجود أنفسها. ومحال أن يكون الشيء شرطاً في وجود نفسه. وأيضاً فكيف تكون شرطاً، وهي لا تبقى زمانين، وذلك أن الآن الذي يكون نهاية لعدم الموجود منها، ومبدأ الوجود الجزء الموجود منها، قد كان يجب أن يفسد في ذلك الآن الجوهر فإن ذلك الآن ليس فيه شيء من الجزء المعدوم ولا شيء من الجزء الموجود وذلك أنه لو كان فيه جزء من الشيء المعدوم لما كان نهاية له.وكذلك لو كان فيه جزء من الشيء الموجود. وبالجملة , أن يجعل مالا يبقى زمانين شرطاً في بقاء وجود مايبقى زمانين بعيد , فإن الذي يبقى زمانين أحرى بالبقاء من الذي لا يبقى زمانين.لأن الذي لا يبقى زمانين وجوده في الآن ,وفي السيال. والذي يبقى زمانين وجوده ثابت. وكيف يكون السيال شرطاً في وجود الثابت؟ أو كيف يكون ما هو باق بالنوع شرطاً في بقاء ماهو باق بالشخص؟ هذا كله هذيان. وينبغي أن يعلم من
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس يضع هيولى للشيء الكائن يلزمه أن يكون الموجود بسيطاً , فلا يمكن في عدم. لأن البسيط لا يتغير ولا ينقلب جوهره إلى جوهر آخر.ولذلك يقول أبقراط: لو كان الإنسان من شيء واحد , لما كان يألم بدنه , أي لما كان يفسد ويتغير. وكذلك كان يلزم أن لا يتكون , بل كان يكون موجوداً لم يزل ولا يزال.
تهافت التهافت (120 - 121)
قلت: وقول ابن رشد: أما من يقول بأن الأعراض لا تبقى زمانين، وأن وجودها في الجواهر هو شرط في بقاء الجواهر، فهو لا يفهم ما في قوله من التناقض , وذلك أنه إن كانت الجواهر شرطاً في وجودها، إذ كان لا يمكن أن توجد الأعراض دون جواهر تقوم بها، فوضع الأعراض شرطاً في وجود الجواهر يوجب أن تكون الجواهر شرطاً في وجود أنفسها. ومحال أن يكون الشيء شرطاً في وجود نفسه. وأيضاً فكيف تكون شرطاً، وهي لا تبقى زمانين، بيان لتناقض قوي منهم.
ورد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وقال: و كذلك الذين قالوا بأن العرض لا يبقى زمانين خالفوا الحس و ما يعلمه العقلاء بضرورة عقولهم فإن كل أحد يعلم أن لون جسده الذي كان لحظة هو هذا اللون و كذلك لون السماء و الجبال و الخشب و الورق و غير ذلك.
و مما ألجأهم إلى هذا ظنهم أنهما لو كانا باقيين لم يمكن إعدامهما ...
مجموع الفتاوى (16|275)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: قال الجمهور وأما تفريق الكلابية بين المعانى التى لا تتعلق بمشيئته وقدرته والمعاني التي تتعلق بمشيئته وقدرته التي تسمى الحوادث ومنهم من يسمى الصفات أعراضا لأن العرض لا يبقي زمانين فيقال قول القائل أن العرض الذى هو السواد والبياض والطول والقصر ونحو ذلك لا يبقى زمانين قول محدث فى الإسلام لم يقله أحد من السلف والأئمة وهو قول مخالف لما عليه جماهير العقلاء من جميع الطوائف بل من الناس من يقول أنه معلوم الفساد بالاضطرار كما قد بسط فى موضع آخر.
وأما تسمية المسمي للصفات أعراضا فهذا أمر اصطلاحي لمن قاله من أهل الكلام ليس هو عرف أهل اللغة ولا عرف سائر أهل العلم والحقائق المعلومة بالسمع والعقل لا يؤثر فيها اختلاف الاصطلاحات بل يعد هذا من النزاعات اللفظية والنزاعات اللفظية أصوبها ما وافق لغة القرآن والرسول والسلف فما نطق به الرسول والصحابة جاز النطق به باتفاق المسلمين وما لم ينطقوا به ففيه نزاع وتفصيل ليس هذا موضعه.
مجموع الفتاوى (12|319)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 10:05]ـ
المسألة الثامنة: نقدهم في مسألة دليل الوحدانية
قال ابن رشد: وأما ما تتكلفه الأشعرية من الدليل الذي يستنبطونه من هذه الآية , وهو الذي يسمونه دليل الممانعة , فشيء ليس يجري مجرى الأدلة الطبيعية والشرعية.
أما كونه ليس يجري مجرى الطبع؛ فلأن ما يقولون في ذلك ليس برهانا.
وما كونه لا يجري مجرى الشرع؛ فلأن الجمهور لا يقدرون على فهم ما يقولون من ذلك فضلا عن أن يقع لهم به إقناع. وذلك أنهم قالوا: لوكان اثنين فأكثر لجاز أن يختلفا وإذا اختلفا لم يخل ذلك من ثلاثة أقسام لا رابع لها: إما أن يتم مرادهما جميعا.وإما ألا يتم مراد واحد منهما وإما أن يتم مراد أحدهما ولا يتم مراد الآخر.
قالوا: ويستحيل ألا يتم مراد واحد منهما؛ لأنه لو كان الأمر كذلك لكان العالم لا موجودا ولا معدوما , ويستحيل أن يتم مرادهما معا لأنه كان يكون العالم موجودا معدوما فلم يبق إلا أن يتم مراد الواحد ويبطل مراد الآخر فالذي بطلت إرادته عاجز والعاجز ليس بإله.
ووجه الضعف في هذا الدليل أنه كما يجوز في العقل أن يختلفا قياسا على المريدين في الشاهد يجوز أن يتفقا وهو أليق بالآلهة من الخلاف وإذا اتفقا على صناعة العالم كانا مثل صانعين اتفقا على صنع مصنوع وإذا كان هذا هكذا فلا بد أن يقال إن أفعالهما ولو اتفقا كانت تتعاون لورودها على محل واحد إلا أن يقول قائل: فلعل هذا يفعل بعضا والآخر بعضا أو لعلهما يفعلان على المداولة ... .
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: وقد يدلك على أن الدليل الذي فهمه المتكلمون من الآية ليس هو الدليل الذي تضمنته الآية؛ أن المحال الذي أفضى إليه دليلهم غير المحال الذي أفضى إليه الدليل المذكور في الآية وذلك أن المحال الذي أفضى إليه الدليل الذي زعموا أنه دليل الآية هو أكثر من محال واحد فدليلهم الذي استعملوه هو الذي يعرفه أهل المنطق بالقياس الشرطي المنفصل ويعرفونه هم في صناعتهم بدليل السبر والتقسيم والدليل الذي في الآية هو الذي يعرف في صناعة المنطق بالشرطي المتصل وهو غير المنفصل ومن نظر في تلك الصناعة أدنى نظر تبين له الفرق بين الدليلين.
وأيضا فإن المحالات التي أفضى إليها دليلهم غير المحال الذي أفضى إليه دليل الكتاب وذلك أن المحال الذي أفضى إليه دليلهم هو أن يكون العالم إما لا موجودا ولا معدوما وإما أن يكون موجودا معدوما وإما أن يكون الآله عاجزا مغلوبا وهذه مستحيلات دائمة لاستحالة أكثر من واحد. والمحال الذي أفضى إليه دليل الكتاب ليس مستحيلا على الدوام وإنما علقت الاستحالة فيه في وقت مخصوص وهو أن يوجد العالم فاسدا في وقت الوجود .. .
الكشف عن مناهج الأدلة (47 - 49)
قال المحقق أحمد شمس الدين في تعليقه على الكشف (14): وقد يبدوا هذا الدليل مقنعا – أي دليل المتكلمين – لكنه ليس كذلك إذ لنا أن نتساءل ولماذا لا يتفق الإلهان بدلا من أن يختلفا ولا سيما أننا نرى البشر يتفقون فتكون نتائج اتفاقهم جودة في العمل ودقة في الصنع مما دعا بعض علماء الكلام إلى القول بأن دليل الآيات السابقة ليس منطقيا بل هو مجرد دليل خطابي يراد به الإقناع .. ويكشف ابن رشد عن الخلل في برهنة المتكلمين الذين أساءوا فهم الآيات السابقة فظنوا أنها من القياس الشرطي المنفصل مع أنها تتضمن قياسا شرطيا متصلا وهو المنهج العلمي الحديث الذي أظهر إنتاجه المذهل في الكشوف العلمية المعاصرة فقوله تعالى: {لوكان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا} يمكن عرضه على النحو البرهاني الآتي: لو فرضنا أكثر من إله واحد لفسد العالم لكن هذا الفرض غير صحيح لأن العالم ليس فاسدا إذن ليس هناك إلا إله واحد خلق هذا العالم بعلمه وحكمته ... .انتهى
قلت: وأما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد بين أن هذه الآية إنما جاءت لتقرير توحيد الألوهية وليس لتوحيد الربوبية.
قال شيخ الإسلام: وأفضل الكلام قول: لا إله إلا الله والإله هو الذي يستحق أن تألهه القلوب بالحب والتعظيم والإجلال والإكرام والخوف والرجاء فهو بمعنى المألوه وهو المعبود الذي يستحق أن يكون كذلك.
ولكن أهل الكلام الذي ظنوا أن التوحيد هو مجرد توحيد الربوبية؛ فهو التصديق بأن الله وحده خالق الأشياء اعتقدوا أن الإله بمعنى الآله: اسم فاعل , وأن الإلهية هي القدرة على الاختراع كما يقول الأشعري وغيره ممن يجعلون أخص وصف الإله القدرة على الاختراع
ومن قال: إن أخص وصف الإله هو القدم كما يقوله من يقوله من المعتزلة قال ما يناسب ذلك في الإلهية وهكذا غيرهم وقد بسط الكلام على هذا في موضعه.
والمقصود هنا التنبيه على هذه الأمور وأن هؤلاء غلطوا في معرفة حقيقة التوحيد وفي الطرق التي بينها القرآن فظنوا أنه مجرد اعتقاد أن العالم له صانع واحد ومنهم من ضم إلى ذلك نفي الصفات أو بعضها فجعل نفي ذلك داخلا في مسمى التوحيد وإدخال هذا في مسمى التوحيد ضلال عظيم.
وأما الأول فلا ريب أنه من التوحيد الواجب وهو الإقرار بأن خالق العالم واحد لكنه هو بعض الواجب وليس هو الواجب الذي به يخرج الإنسان من الإشراك إلى التوحيد بل المشركون الذي سماهم الله ورسوله مشركين وأخبر الرسل أن الله لا يغفر لهم كانوا مقرين بأن خالق كل شيء.
فهذا أصل عظيم يجب على كل أحد أن يعرفه فإنه به يعرف التوحيد الذي هو رأس الدين وأصله.
وهؤلاء قصروا في معرفة التوحيد ثم أخذوا يثبتون ذلك بأدلة وهي وإن كانت صحيحة فلم تنازع في هذا التوحيد أمة من الأمم وليس الطرق المذكورة في القرآن هي طرقهم كما أنه ليس مقصود القرآن هو مجرد ما عرفوه من التوحيد
درء التعارض (5|169)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: فلولا أنه المعبود المحبوب لذاته لم يصلح قط شىء من الأعمال والحركات بل كان العالم يفسد وهذا معنى قوله لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا ولم يقل لعدمتا وهذا معنى قول لبيد ... ألا كل شىء ما خلا الله باطل.
مجموع الفتاوى (5|515)
وقال: الواجب إثبات الأمرين أنه سبحانه رب كل شيء وإله كل شيء فإذا كانت الحركات الإرادية لا تقوم إلا بمراد لذاته وبدون ذلك يفسد ولا يجوز أن يكون مرادا لذاته إلا الله كما لا يكون موجودا بذاته إلا الله علم أنه {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}.
وهذه الآية فيها بيان أنه لا إله إلا الله , وأنه لو كان فيهما آلهة غيره لفسدتا وتلك الآية قال فيها {إذا لذهب كل إله بما خلق} ووجه بيان لزوم الفساد أنه إذا قدر مدبران ما تقدم من أنه يمتنع أن يكونا غير متكافئين لكون المقهور مربوبا لا ربا , وإذا كانا متكافئين امتنع التدبير منهما لا على سبيل الاتفاق ولا على سبيل الاختلاف فيفسد العالم بعدم التدبير لا على سبيل الاستقلال ولا على سبيل الاشتراك كما تقدم.
وهذا من جهة امتناع الربوبية لاثنين ويلزم من امتناعهما امتناع الإلهية فإن ما لايفعل شيئا لا يصلح أن يكون ربا يعبد , ولم يأمر الله أن يعبد , ولهذا بين الله امتناع الإلهية لغيره تارة ببيان أنه ليس بخالق , وتارة أنه لم يأمر بذلك لنا كقوله تعالى: {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين}.
منهاج السنة (3|333 - 334)
المسألة التاسعة: طرقهم في إثبات وجود الله وفيها مسائل
أ– الجوهر الفرد
يرى الأشاعرة أن الأجسام تتكون من الجواهر الفردة.
فالجوهر الفرد - عندهم - هو الجزء الذي لا يتجزأ، وهي الوحدة الأساسية في تأليف الجسم. قال الشيخ محمد خليل هراس: وقد غلا المتكلمون من المعتزلة والأشاعرة في التعويل على نظرية الجواهر الفردة وهي في الأصل نظرية يونانية قديمة قال بها ديموكريتس الفيلسوف الطبيعي اليوناني وقد بنوا عليها كثيرا من الأصول الإيمانية فجعلوها عمدتهم في الاستدلال على حدوث العالم ووجود المحدث له حتى أن أحد كبار الأشاعرة وهو القاضي أبو بكر الباقلاني قد أوجب الإيمان بوجود الجوهر الفرد بناء على أن الإيمان بوجود الله متوقف على ثبوته وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما بنوا على تلك النظرية ما يترتب على حدوث العالم من أن الله فاعل بالاختيار لا موجب بالذات كما يقوله الفلاسفة وأنه لا تأثير لشيء من الأسباب في مسبباتها بل يخلق الله الأشياء عند وجود أسبابها لا بها.
وهكذا انحرف المتكلمون عن الجادة واعتمدوا في استدلالهم على وهم كاذب وربطوا به مصير العقائد الإيمانية كلها ...
ثم قال رحمه الله: والجوهر الفرد الذي زعمه أهل الكلام ونصبوه صنما لهم تدور حوله كل أفكارهم ومذاهبهم قامت أدلة كثيرة على بطلانه وكان الذي قام بإبطاله هم الفلاسفة انتصارا لمذهبهم الهيولي والصورة وقد قام المتكلمون من جانبهم بإبطال نظرية الفلاسفة وهكذا ضرب الله بعض المبطلين ببعض وبقي أهل الحق والإيمان بمنجى من هذا الإفك والبهتان.
شرح القصيدة النونية (2|29)
وقال أحمد شمس الدين في تعليقه على الكشف لابن رشد (10):ويناقشهم ابن رشد في هذا الدليل فيرى أولا أنهم يعتمدون على نظرية إغريقية قديمة , هي نظرية الذرة التي قال بها ديمقريطس. ونلاحظ أن نظرية الذرة عند القدماء قد استخدمت لتحقيق غرض مناقض لما يريده المعتزلة والأشاعرة أي أنها كانت سبيلا إلى إنكار وجود الله , وإلى تفسير الكون تفسيرا ماديا بحتا. هذا إلى أنه من العسير أن نبرهن بطريقة عقلية على حدوث جميع الأعراض بناء على ما نلاحظه من حدوث بعضها؛ فإذا تبين لنا أن النبات ينمو ثم يصفر ثم يندثر فهل يتبين لنا عن طريق الحس أو التجارب أن الزمان له أول وآخر؟ وليس معنى ذلك أن ابن رشد يقول بقدم العالم ولكنه يريد القول بأن أهل علم الكلام يعجزون عن إثبات حدوث الزمان والعالم بطرقهم الجدلية.انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن رشد في الرد عليهم: وأما الأشعرية فإنهم رأوا أن التصديق بوجود الله تبارك وتعالى لا يكون إلا بالعقل لكن سلكوا في ذلك طرقاً ليست هي الطرق الشرعية التي نبه الله تعالى عليها، ودعا الناس إلى الإيمان به من قِبلها.
وذلك أن طريقتهم المشهورة انبنت على بيان أن العالَم حادث وانبنى عندهم حدوث العالم على القول بتركيب الأجسام من أجزاء لا تتجزأ، وأن الجزء الذي لا يتجزأ محدث، والأجسام محدثة بحدوثه.
وطريقتهم التي سلكوا في بيان حدوث الجزء الذي لا يتجزأ، وهو الذي يسمونه الجوهر الفرد، طريقة مُعتاصةٌ، تذهب على كثير من أهل الرياضة في صناعة الجدل، فضلاً عن الجمهور. ومع ذلك فهي طريقة غير برهانية ولا مفضية إلى وجود الباري سبحانه.
وذلك أنه إذا فرضنا أن العالم محدث لَزِم، كما يقولون، أن يكون له ولا بدّ، فاعلٌ محدِث. ولكن يعرض في وجود هذا المحدِث شك ليس في قوة صناعة الكلام الانفصال عنه. وذلك أن هذا المحدِث لسنا نقدر أن نجعله أزلياً ولا محدثاً.
أما كونه محدَثاً، فلأنه يفتقر إلى محدِث، وذلك المحدِث إلى محدِث، ويمر الأمر إلى غير نهاية، وذلك مستحيل ...
الكشف عن مناهج الأدلة (29 - 31)
وقال ابن رشد: وأيضاً فإن الطرق التي سلك هؤلاء القوم في حدوث العالم قد جمعت بين هذين الوصفين معاً: أعني أن الجمهور ليس في طباعهم ولا هي مع هذا برهانية. فليست تصلح لا للعلماء ولا للجمهور. ونحن ننبه على ذلك ها هنا بعض التنبيه، فنقول: إن الطرق التي سلكوا في ذلك طريقان:
أحدهما وهو الأشهر، الذي اعتمد عليه عامتهم، ينبني على ثلاث مقدمات هي بمنزلة الأصول لما يرومون انتاج عنها من حدوث العالم: إحداهما: أن الجواهر لا تنفك من الأعراض أي لا تخلو منها. والثانية: أن الأعراض حادثة. والثالثة: أن لا ينفك عن الحوادث حادث، أعني ما لا يخلو من الحوادث هو حادث.
فأما المقدمة الأولى وهي القائلة إن الجواهر لا تتعرّى من الأعراض فإن عَنَوْ بالجوهر الجزء الذي لا ينقسم، وهو الذي يريدونه بالجوهر الفرد، ففيها شك ليس باليسير؛ وذلك أن وجود جوهر غير منقسم، ليس معروفاً بنفسه، وفي وجوده أقاويل متضادة شديدة التعاند. وليس في قوة صناعة الكلام تخليص الحق منها، وإنما ذلك لصناعة البرهان، وأهل هذه الصناعة قليل جداً. والدلائل التي تستعلمها الأشعرية في إثباته هي خطابية في الأكثر. وذلك أن استدلالهم المشهور في ذلك هو أنهم يقولون: إن من المعلومات الأُوَل أن الفيل، مثلاً، إنما نقول فيه إنه أعظم من النملة من قِبل زيادة أجزاء فيه على أجزاء النملة. وإذا كان ذلك كذلك فهو مؤلف من تلك الأجزاء، وليس هو واحداً بسيطاً. وإذا فسد الجسم فإليها ينحل، وإذا تركب فمنها يتركب.
وهذا الغلط إنما دخل عليهم من شَبَهِ الكمية المنفصلة بالمتصلة، فظنوا أن ما يلزم في المنفصلة يلزم في المتصلة. وذلك أن هذا إنما يصدق في العدد؛ أعنى أن نقول: إن عدداً أكثر من عدد من قِبَل كثرة الأجزاء الموجودة فيه، أعني الوحدات. وأما الكم المتصل فليس يصدق ذلك فيه. ولذلك نقول في الكم المتصل: أنه أعظم وأكبر، ولا نقول إنه أكثر وأقل. ونقول في العدد: إنه: إنه أكثر وأقل، و نقول أكبر وأصغر. وعلى هذا القول، فتكون الأشياء كلها أعداداً ولا يكون هنالك عِظَم متصل أصلاً. فتكون صناعة الهندسة هي صناعة العدد بعينها.
ومن المعروف بنفسه أن كل عظَم فإنه ينقسم بنصفين، أعني الأعظام الثلاثة التي هي الخط والسطح والجسم. وأيضاً فإن الكم المتصل هو الذي يمكن أن يعرض عليه في وسط نهاية يلتقي عندها طرفا القسمين جميعاً، وليس يمكن ذلك في العدد.
لكن يعارض هذا أيضاً أن الجسم وسائر أجزاء الكم المتصل يقبل الانقسام. وكل منقسم فإما أن ينقسم إلى شيء منقسم أو إلى شيء غير منقسم. فإن انقسم إلى غير منقسم فقد وجدنا الجزء الذي لا ينقسم. وإن انقسم إلى منقسم عاد السؤال أيضاً في هذا المنقسم، هل ينقسم إلى منقسم أو إلى غير منقسم؟ فإن انقسم إلى غير نهاية، كانت في الشيء المتناهي أجزاء لا نهاية لها. ومن المعلومات الأول أن أجزاء المتناهي متناهية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الشكوك المُعتاصة التي تلزمهم أن يُسألوا: إذا حدث الجزء الذي لا يتجزأ فما القابل لنفس الحدوث؟ فإن الحدوث عرض من الأعراض. وإذا وجد الحادث فقد ارتفع الحدوث، فإن من أصولهم أن الأعراض لا تفارق الجواهر فيضطرهم الأمر إلى أن يضعوا الحدوث من موجود ما، ولموجود ما.
وأيضا ًفقد يُسألون: إن كان الموجود يكون من غير عدم فبماذا يتعلق فعل الفعل؟ فإنه ليس بين العدم والوجود وسط عندهم. وإن كان ذلك كذلك، وكان فعل الفاعل لا يتعلق عندم بالعدم ولا يتعلق بما وُجِد وفُرِغ من وجود، فقد ينبغي أن يتعلق بذات متوسطة بين العدم والوجود. وهذا هو الذي اضطر المعتزلة إلى قالت إن في العدم ذاتاً ما. وهؤلاء أيضاً يلزمهم أن يوجد ما ليس بموجود بالفعل موجوداً بالفعل! وكلتا الطائفتين يلزمهم أن يقولوا بوجود الخلاء.
فهذه الشكوك، كما ترى، ليس في قوة صناعة الجدل حلها. فإذن يجب ألا يجعل هذا مبدأ لمعرفة الله تبارك وتعالى، وبخاصة للجمهور. فإن طريقة معرفة الله تعالى أوضح من هذه على ما سنبين من قولنا بعد.
الكشف عن مناهج الأدلة (31 - 33)
أولا: سبب قولهم بالجواهر الفردة
لما كان قول الفلاسفة أن الجسم يتجزأ إلى غير نهاية لازمه القول بقدم الجسم من حيث أن مالا يتناهى لا يصح وجوده فكيف يعتقد حدوثه ثم يعتقد أنه بلا نهاية وهذا يقوده إلى اعتقاد قدمه.
ففرارا من هذا القول – وهو القول بقدم الأجسام – ولإثبات حدوثها قالوا بتكون أو تركب الأجسام من جواهر لا تقبل القسمة.
انظر بيان تلبيس الجهمية (1|285)
وقال شيخ الإسلام: و الصواب فإن إثبات الجوهر الفرد الذي لا يقبل القسمة باطل بوجوه كثيرة إذ ما من موجود إلا ويتميز منه شيء عن شيء وإثبات انقسامات لا تتناهى فيما هو محصور بين حاصرين ممتنع لامتناع وجود ما لا يتناهى فيما يتناهى وامتناع انحصاره فيه لكن الجسم كالماء يقبل انقسامات متناهية إلى أن تتصاغر أجزاؤه فإذا تصاغرت استحالت إلى جسم آخر فلا يبقى ما ينقسم ولا ينقسم إلى غير غاية بل يستحيل عند تصاغره فلا يقبل الانقسام بالفعل مع كونه في نفسه يتميز منه شيء عن شيء وليس كل ما تميز منه شيء عن شيء لزم أن يقبل الانقسام بالفعل بل قد يضعف عن ذلك ولا يقبل البقاء مع فرط تصاغر الاجزاء لكن يستحيل إذ الجسم الموجود لا بد له من قدر ما ولا بد له من صفة ما فإذا ضعفت قدره عن اتصافه بتلك الصفة انضم إلى غيره إما مع استحالة إن كان ذلك من غير جنسه وإما بدون الاستحالة إن كان من جنسه كالقطرة الصغيرة من الماء إذا صغرت جدا فلا بد أن تستحيل هواء أو ترابا أو أن تنضم إلى ماء آخر وإلا فلا تبقى القطرة الصغيرة جدا وحدها وكذلك سائر الأجزاء الصغيرة جدا من سائر الأجسام.
الصفدية (1|118)
وقول ابن رشد: (وهذا الغلط إنما دخل عليهم من شبه الكمية المنفصلة بالمتصلة فظنوا أن مايلزم في المنفصلة يلزم في المتصلة وذلك أن هذا يصدق في العدد أعني أن نقول إن عددا أكثر من عدد من قبل كثرة الأجزاء الموجودة فيه أعني الوحدات،وأما الكم المتصل فليس يصدق ذلك فيه ولذلك نقول في الكم المتصل أنه أعظم وأكبر ولا نقول إنه أكثر وأقل ونقول في العدد إنه أكثر وأقل ولا نقول أكبر وأصغر. وعلى هذا القول فتكون الأشياء كلها أعدادا ولايكون هنالك عظم متصل أصلا فتكون صناعة الهندسة هي صناعة العدد بعينها).
مراده أن الكم المنفصل ثابت في المجموعة العددية فقط , لأن المجموعة العددية هي عبارة عن أجزاء عددية، وهذه الأجزاء هي المكونة للمجموعة، فكلما زاد الاتصال بين الأجزاء العددية زادت كمية المجموعة. وكلما انفصلت هذه الأجزاء عن بعضها استحالت المجموعة إلى واحد. فلذلك نقول أن هذه أكثر وهذه أقل، و لانقول ذلك في الأجسام مثل أن نقول الفيل أكثر من النمل، بل نقول هذا أعظم والنمل أصغر , وهذا بخلاف القول في الكم المتصل الثابت في الأجسام.
ب- قولهم جميع الأعراض محدثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: و المعتزلة تنفي قيام الصفات و الأفعال به و تسمى الصفات أعراضا و الأفعال حوادث ويقولون لا تقوم به الأعراض ولا الحوادث؛ فيتوهم من لم يعرف حقيقة قولهم أنهم يتنزهون الله تعالى عن النقائص والعيون والآفات , ولا ريب أن الله يجب تنزيهه عن كل عيب و نقص وآفة؛ فإنه القدوس السلام الصمد السيد الكامل فى كل نعت من نعوت لكمال كمالا يدرك الخلق حقيقته منزة عن كل نقص تنزيها لا يدرك الخلق كماله و كل كمال ثبت لموجود من غير استلزام نقص فالخالق تعالى أحق به وأكمل فيه منه , وكل نقص ينزه عنه مخلوق فالخالق أحق بتزيهه عنه وأولى ببراءته منه.
مجموع الفتاوى (8|149)
وقال أيضا: والذي ذكرناه من قول أولئك المتكلمين والفلاسفة معنى آخر وهو أن من قال المادة الباقية بعينها , وإنما حدث عرض أو صورة وذلك لم يخلق من غيره ولكن أحدث في المادة الباقية فلا يكون الله خلق شيئا من شيء لأن المادة عندهم لم تخلق؛ أما المتفلسفة فعندهم المادة قديمة أزلية باقية بعينها , وأما المتكلمون فالجواهر عندهم موجودة وما زالت موجودة لكن من قال إنها حادثة من أهل الملل وغيرهم قالوا يستدل على حدوثها بالدليل لا أن خلقها معلوم للناس فهو عندهم مما يستدل عليه بالأدلة الدقيقة الخفية مع أن ما يذكرونه منتهاه إلى أن ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث وهو دليل باطل فلا دليل عندهم على حدوثها وإذا كانت لم تخلق إذ خلق الإنسان بل هي باقية في الإنسان والأعراض الحادثة لم تخلق من مادة فإذا خلق الإنسان لم يخلق من شيء لا جواهره ولا أعراضه وعلى قولهم ما جعل الله من الماء كل شيء حي ولا خلق كل دابة من ماء ولا خلق آدم من تراب ولا ذريته من نطفة بل نفس الجواهر الترابية باقية بعينها لم تخلق حينئذ ولكن أحدث فيها أعراض أو صورة حادثة.
النبوات (1|314)
ومن هنا دخل عليهم إنكار طبائع الأشياء وهذا هو الذي دعاهم إلى القول بتجدد الأعراض فرارا وهروبا من القول بفعل القوى الطبيعية، أو أن يكون العالم صادرًا عن سبب طبيعي.
قال ابن رشد:وأما المقدمة الثانية، وهي القائلة: إن جميع الأعراض محدثة فهي مقدمة مشكوك فيها. وخفاء هذا المعنى فيها كخفائه في الجسم. وذلك أنا إنما شاهدنا بعض الأجسام محدثة، وكذلك بعض الأعراض، فلا فرق في النقلة من الشاهد منها إلى الغائب. فإن كان واجباً في الأعراض أن ينقل حكم الشاهد منها إلى الغائب، أعني أن نحكم بالحدوث على ما لم نشاهده منها، قياساً على ما شاهدناه، فقد يجب أن نفعل مثل ذلك في الأجسام، ونستغني عن الاستدلال بحدوث الأعراض على حدوث الأجسام. وذلك أن الجسم السماوي، وهو المشكوك في إلحاقه بالشاهد، الشك في حدوث أعراضه كالشك في حدوثه نفسه: لأنه لم يحسن حدوثه، لا هو ولا أعراض؛ ولذلك ينبغي أن نجعل الفحص عنه من أمر حركته، وهي الطريق التي تُفضي بالسالكين إلى معرفة الله تبارك وتعالى بيقين، وهي طريق الخواص. وهي التي خص الله بها إبراهيم عليه السلام في قوله: {وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السموات والأرض ولِيكون من الموقنين} [الأنعام: 75]، لأن الشك كله إنما هو في الإجرام السماوية. وأكثر النظار إنما انتهوا إليها واعتقدوا أنها آلهة ...
وأدلّتُهم، التي يلتمسون بها بيان إبطال قِدَم الأعراض، إنما هي لازمة لمن يقول بقدم ما يُحَسُّ منها حادثاً. أعني من يضع أن جميع الأعراض غير حادثة. وذلك أنهم يقولون إن الأعراض التي يظهر للحس أنها حادثة، إن لم تكن حادثة، فإما أن تكون منتقلة من محل إلى محل، وإما أن تكون كامنة في المحل الذي ظهرت في قبل أن تظهر. ثم يبطلون هذين القسمين. فيظنون أنهم قد بينوا أن جميع الأعراض حادثة. وإنما بان، من قولهم، أن ما يظهر من الأعراض حادثاً فهو حادث. لا ما لا يظهر حدوثه، ولا ما لا يشك في أمر، مثل الأعراض الموجودة في الأجرام السماوية، من حركاتها وأشكالها وغير ذلك. فتؤول أدِلتهم على حدوث جميع الأغراض إلى قياس الشاهد على الغائب، وهو دليل خطابي إلا حيث النقلة معقولة بنفسها. وذلك عند التيقن باستواء طبيعة الشاهد والغائب.
الكشف عن مناهج الأدلة (33 - 34)
ج- نقد قولهم في أن مالا يخلو من الحوادث فهو حادث.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن الذين أثبتوا حدوث العالم بحدوث الجسم كما تقدم قالوا فإذا كان الدليل على حدوث المحدثات إنما هو قيام الصفات والأفعال بها فكل ما قامت به فهو حادث وإلا انتقض الدليل على حدوث العالم وإثبات الصانع
قالوا فيجب أن يكون كلامه حادثا بعد أن لم يكن ويصير متكلما بعد أن لم يكن كما أنه صار فاعلا بعد أن لم يكن فاعلا وفعله حادث.
قالوا: وكل ما قامت به الحوادث فهو حادث كما تقدم فيلزم أن لا يقوم به كلام ولا فعل ولا صفة فقالوا كلامه مخلوق في غيره ولا يقوم به علم ولا قدرة ولا حياة ولا غير ذلك من الصفات لأنه لو قام به ذلك لكان عرضا قائما بالجسم والجسم محدث قالوا وليس هو فوق العالم ولا مباين للعالم ولا يصعد إليه شيء ولا ينزل من عنده شيء ولا يرى لأنه لو كان كذلك لكان جسما والجسم محدث.
فلما أظهروا هذا القول شاع في الأمة إنكار ذلك وقالوا هذا تعطيل للخالق وجحود لصفاته.
الصفدية (2|54)
وقال: ثم استدلوا على حدوث الأعراض قالوا فثبت أن الأجسام مستلزمة للحوادث لا تخلو عنها فلا تكون مثلها ثم كثير منهم قالوا وما لم يخل من الحوادث أو ما لم يسبق الحوادث فهو حادث , وظن أن هذه مقدمة بديهية معلومة بالضرورة لا يطلب عليها دليل وكان ذلك بسبب أن لفظ الحوادث يشعر بان لها ابتداء كالحادث المعين والحوادث المحدودة ولو قدرت ألف ألف ألف حادث؛ فإن الحوادث إذا جعلت مقدرة محدودة فلا بد أن يكون لها ابتداء فإن مالا ابتداء له ليس له حد معين ابتدأ منه إذ قد قيل لا ابتداء له بل هو قديم أزلي دائم , ومعلوم أن هذه الحوادث مالم يسبقها فهو حادث فإنه يكون إما معها وإما بعدها وكثير منهم يفطن للفرق بين جنس الحوادث وبين الحوادث المحدودة فالجنس مثل أن يقال ما زالت الحوادث توجد شيئا بعد شيء أو ما زال جنسها موجودا أو ما زال الله متكلما إذا شاء أو ما زال الله فاعلا لما يشاء أو ما زال قادرا على أن يفعل قدرة يمكن معها اقتران المقدور بالقدرة لا تكون قدرة يمتنع معها المقدور فان هذه في الحقيقة ليست قدرة ومثل أن يقال في المستقبل لا بد أن الله يخلق شيئا بعد شيء ونعيم أهل الجنة دائم لا يزول ولا ينفد وقد يقال في النوعين كلمات الله لا تنفذ ولا نهاية لها لا في الماضي ولا في المستقبل ونحو ذلك فالكلام في دوام الجنس وبقائه وأنه لا ينفد ولا ينقضي ولا يزول ولا ابتداء له غير الكلام فيما يقدر محدودا له ابتداء أوله ابتداء وانتهاء؛ فإن كثيرا من النظار من يقول جنس الحوادث إذا قدر له ابتداء وجب أن يكون له انتهاء لأنه يمكن فرض تقدمه على ذلك الحد فيكون أكثر مما وجد ومالا يتناهى لا يدخله التفاضل فإنه ليس وراء عدم النهاية شيء أكثر منها بخلاف مالا ابتداء له ولا انتهاء فإن هذا لا يكون شيء فوقه فلا يفضي الى التفاضل فيما لا يتناهى.
النبوات (42)
قال ابن رشد: وأما المقدمة الثالثة، وهي القائلة: إن ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، فهي مقدمة مشتركة الاسم. وذلك أنه يمكن أن تفهم على معنيين، أحدهما: ما لا يخلو من جنس الحوادث ويخلوا من آحادِها. والمعنى الثاني: ما لا يخلو عن هذا السواد المشار إليه.
فأما هذا المفهوم الثاني فهو صادق. أعني: ما لا يخلو عن عرض ما مشار إليه، وذلك العرض حادث، أنه يجب ضرورة أن يكون الموضوع له حادثاً. لأنه إن كان قديماً فقد خلا من ذلك العرض، وقد كنا فرضناه لا يخلو هذا خُلف لا يمكن.
وأما المفهوم الأول، وهو الذي يريدونه، فليس يلزم عنه حدوث المحل، أعني: الذي لا يخلو من جنس الحوادث. لأنه يمكن أن يتصور المحل الواحد، أعني الجسم، تتعاقب عليه أعراض غير متناهية، إما متضادة وإما غير متضادة. كأنك قلت: حركات لا نهاية لها، كما يرى ذلك كثير من القدماء في العالم أنه يتكون: واحد بعد آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا، لما شعر المتأخرون من المتكلمين بوهي هذه المقدمة راموا شدَّها وتقويتها بأن بيّنوا في زعمهم، أنه لا يمكن أن تتعاقب على محل واحد أعراض لا نهاية لها. وذلك أنم زعموا أنه يجب، عن هذا الموضع، أن لا يوجد منها في المحل عرضٌ ما مشار إليه إلا وقد وُجِدت قبله أعراض لا نهاية له. ولما كان ما لا نهاية لا ينقضي وجب أن لا يوجد هذا المشار إلي، أعني المفروض موجوداً. مثال ذلك: أن الحركة الموجودة اليوم للجرم السماوي إن كان قد وُجد قبلها حركاتٌ لا نهاية لها فقد كان يجب ألا توجد. ومثلوا لذلك برجل قال لرجل: " لا أعطيك هذا الدينار حتى أعطيك قبله دنانير لا نهاية لها " فليس يمكن أن يعطيه ذلك الدينار المشار إليه أبداً. وهذا التمثيل ليس بصحيح. لأن في هذا التمثيل: وُضِعَ مبدأٌ ونهايةٌ، ووُضِعَ ما بينهما غير متناه، لأن قوله وقع في زمان محدود، وإعطاؤه الدينار يقع أيضاً في زمن محدود، فاشترط هو أن يعطي الدينار في زمان يكون بينه وبين الزمان الذي تكلم فيه أزمنة لا نهاية لها، وهي التي يعطيه فيها دنانير لا نهاية لها، وذلك مستحيل. فهذا التمثيل بَيِّنٌ من أمره أنه لا يشبه المسألة الممثل بها.
وأما قولهم: إن ما يوجد، بعد وجود أشياء لا نهاية لها، لا يمكن وجوده، فليس صادقاً في جميع الوجوه، وذلك أن الأِشياء التي بعضها قبل بعض، توجد على نحوين: إما على جهة الدور، وإما على جهة الاستقامة.
فالتي توجد على جهة الدور، الواجب فيها أن تكون غير متناهية إلا أن يعرض عنها ما ينهيها. مثال ذلك: أنه إن كان شروق فقد كان غروب، وإن كان غروب فقد كان شروق، فإن كان شروق فقد كان شروق، وكذلك إن كان غيم فقد كان بخار صاعد من الأرض، وإن كان بخار صاعد من الأرض فقد ابتلت الأرض، فإن كان ابتلت الأرض فقد كان مطر، وإن كان مطر فقد كان غيم فإن كان غيم فقد كان غيم.
وأما التي تكون على استقامة مثل كون الإنسان من الإنسان، وذلك الإنسان من إنسان آخر، فإن هذا إن كان بالذات لم يصح أن يمر إلى غير نهاية.
ولأنه إذا لم يوجد الأول من الأسباب لم يوجد الأخير. وإن كان ذلك بالعرض، مثل أن يكون الإنسان بالحقيقة عن فاعل آخر غير الإنسان الذي هو الأب، وهو المصور له، ويكون الأب إنما منزلته الآلة من الصانع، فليس يمتنع، إن وجد ذلك الفاعل يفعل فعلاً لا نهاية له، أن يفعل، بآلات متبدلة، أشخاصاً لا نهاية لها.
وهذا كله ليس يظهر في هذا الموضع. وإنما سُقناه ليُعرَف أن ما توهم القوم من هذه الأشياء أنه برهان، فليس برهاناً ولا هو من الأقاويل التي تليق بالجمهور، أعني البراهين البسيطة التي كلف الله بها الجميع من عباده الإيمان به. فقد تبين لك من هذا أن هذه الطريقة ليست برهانية صناعية ولا شرعية.
الكشف عن مناهج الأدلة (34 - 36)
د - نقد الجويني في إثبات وجود الله
وقال ابن رشد: وأما الطريقة الثانية فهي التي استنبطها أبو المعالي في رسالته المعروفة بالنظامية. ومبناها على مقدمتين:
إحداهما: أن العالم، بجميع ما فيه، جائز أن يكون على مقابل ما هو عليه، حتى يكون من الجائز مثلاً أصغر مما هو أو أكبر مما هو أو بشكل آخر غير الشكل الذي هو عليه، أو عدد أجسامه غير العدد الذي هي عليه، أو تكون حركة كل متحرك منها إلى جهة ضد الجهة التي يتحرك إليها، حتى يمكن في الحجر أن يتحرك إلى فوق، وفي النار إلى أسفل، وفي الحركة الشرقية أن تكون غربية، وفي الغربية أن تكون شرقية.
والمقدمة الثانية: أن الجائز محدث وله محدث أي فاعل صَيَّره بأحد الجائزتين أولى منه بالآخر.
فأما المقدمة الأولى فهي خطابية، وفي بادئ الرأي. وهي: أما في بعض أجزاء العالم فظاهرٌ كذِبُها بنفسه، مثل كون الإنسان موجوداً على خِلقة غير هذه الخِلقة التي هو عليها. وفي بعضه الأمر فيه مشكوك، مثل كون الحركة الشرقية غربية والغربية شرقية، إذ كان ذلك ليس معروفاً بنفسه، إذ كان يمكن أن يكون لذلك علة غير بينة الوجود بنفسها أو تكون من العلل الخفية على الإنسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشبه أن يكون ما يعرض للإنسان، في أول الأمر عند النظر في هذه الأشياء، شبيهاً بما يعرض لمن ينظر في أجزاء المصنوعات، من غير أن يكون من أهل تلك الصنائع. وذلك أن الذي هذا شأنه قد سبق إلى ظنه أن كل ما في تلك المصنوعات أو جُلِّها ممكن أن يكون بخلاف ما هو عليه، ويوجد عن ذلك المصنوع ذلك الفعل بعينه الذي صُنع من أجله، أعني غايته، فلا يكون في ذلك المصنوع، عند هذا، موضع حكمة.
وأما الصانع، والذي يشارك الصانع في شيء من عِلم ذلك، فقد يرى أن الأمر بِضِد ذلك، وأنه ليس في المصنوع إلا شيء واجب ضروري، أو ليكون به المصنوع أتم وأفضل، إن لم يكن ضرورياً فيه، وهذا هو معنى الصناعة، والظاهر أن المخلوقات شبيهة في هذا المعنى بالمصنوع، فسبحان الخالق العليم.
فهذه المقدمة من جهة أنها خطابية قد تصلح لإقناع الجميع، ومن جهة أنها كاذبة ومبطلة لحكمة الصانع، فليست تصلح لهم.
الكشف عن مناهج الأدلة (36 - 37)
وقول أبي المعالي أن العالم، بجميع ما فيه، جائز أن يكون على مقابل ما هو عليه؛ إذا كان يستلزم منه نفي الحكمة لله تعالى فهو باطل.
قال شيخ الإسلام: مضمون هذا الكلام إثبات ما في الموجودات من الحكمة والغاية المناسبة
لاختصاص كل منها بما خص به وأن ارتباط بعض الأمور ببعض قد يكون شرطا في الوجود وقد يكون شرطا في الكمال وبإثبات هذا أخذ يطعن في حجة أبي المعالي وأمثاله ممن لايثبت إلا مجرد المشيئة المحضة التي تخصص كلا من المخلوقات بصفته وقدره
فإن هذا قول من أهل الكلام كالأشعرية والظاهرية وطائفة من الفقهاء من أصحاب الأئمة الأربعة وأما الجمهور من المسلمين وغيرهم فإنهم - مع أنهم يثبتون مشيئة الله وإرادته - يثبتون أيضا حكمته ورحمته وهؤلاء المتفلسفة أنكروا على الأشعرية نفي الحكمة الغائية وهم يلزمهم من التناقص ما هو أعظم من ذلك فإنهم إذا أثبتوا الحكمة الغائية كما هو قول جمهور المسلمين فإنه يلزمهم أن يثبتوا المشيئة بطريق الأولى والأحرى فإن من فعل المفعول لغاية يريدها كان مريدا للمفعول بطريق الأولى والأحرى فإذا كانوا مع هذا ينكرون الفاعل المختار ويقولون: إنه علة موجبة للمعلول بلا إردة كان هذا في غاية التناقص ما هو أعظم من ذلك فإنهم إذا أثبتوا الحكمة الغائية كما هو قول جمهور المسلمين فإنه يلزمهم أن يثبتوا المشيئة بطريق الأولى والأحرى فإن من فعل المفعول لغاية يريدها كان مريدا للمفعول بطريق الأولى والأحرى فإذا كانوا مع هذا ينكرون الفاعل المختار ويقولون: إنه على موجبة للمعلول بلا إرادة كان هذا في غاية التناقص ومن سلك طريقة أبي المعالي في هذا الدليل لايحتاج إلى أن ينفي الحكمة بل يمكنه إذا أثبت الحكمة المرادة أن يثبت الإرادة بطريق الأولى
وحينئذ فالعالم بما فيه من تخصيصه ببعض الوجوه دون بعض دال على مشيئة فاعله وعلى حكمته أيضا ورحمته المتضمنة لنفعه وإحسانه إلى خلقه
وإذا كان كذلك فقولنا: إن ما سوى هذا الوجه جائز يراد به أنه جائز ممكن من نفسه وأن الرب قادر على غير هذا الوجه كما هو قادر عليه وذلك لا ينافي أن تكون المشيئة والحكمة خصصت بعض الممكنات المقدرات دون بعض.
درء التعارض (5|20)
المسألة العاشرة: تجدد الصفة (إثبات الصفات الاختيارية)
قال ابن رشد: وهذه الصفة هي صفة قديمة, إذا كان لا يجوز عليه سبحانه أن يتصف بها وقتا ما, لكن ليس ينبغي أن يتعمق في هذا فيقال ما يقوله المتكلمون: إنه يعلم المحدث في وقت حدوثه بعلم قديم فإنه يلزم عن هذا أن يكون العلم المحدث, في وقت عدمه وفي وقت وجوده, علما واحدا, وهذا أمر غير معقول: إذ كان العلم واجبا أن يكون تابعا للموجود. ولما كان الموجود. تارة يوجد فعلا, وتارة يوجد قوة, وجب أن يكون العلم بالموجودين مختلفا, إذ كان وقت وجوده بالقوة غير وقت وجوده بالفعل.
وهذا شيء لم يصرح به الشرع, بل الذي صرح به خلافه, وهو أنه يعلم المحدثات حين حدوثها, كما قال تعالى: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتب مبين}
(يُتْبَعُ)
(/)
فينبغي أن يوضع في الشرع أنه عالم بالشيء قبل أن يكون, على أنه سيكون, وعالم بالشيء إذ كان على أنه قد كان, وعالم بما قد تلف أنه تلف في وقت تلفه, وهذا هو الذي تقتضيه أصول الشرع. وإنما كان هذا هكذا لأن الجمهور لا يفهمون من العالم في الشاهد غير هذا المعنى.
وليس عند المتكلمين برهان يوجب أن يكون بغير هذه الصفة إلا أنهم يقولون:إن العلم المتغير بتغير الموجودات هو محدث, والباري سبحانه لا يقوم به حادث, لأن ما لا ينفك عن الحوادث, زعموا حادث. وقد بينا نحن كذب هذه المقدمة؛ فإذن: الواجب أن تقر هذه القاعدة على ما وردت, ولا يقال أنه يعلم حدوث المحدثات وفساد الفاسدات, لا بعلم محدث ولا بعلم قديم؛ فإن هذه بدعة في الإسلام, {وما كان ربك نسيا} [مريم:64].
الكشف عن مناهج الأدلة (51 - 52)
وقال ابن رشد: فلو كان إذا وجد الموجود بعد أن لم يوجد حدث في العلم القديم علم زائد كما يحدث ذلك في العلم المحدث للزم أن يكون العلم القديم معلولا للوجود لا علة له.
فإذا واجب أن لا يحدث هنالك تغير كما يحدث في العلم المحدث وإنما أتى الغلط من قياس العلم القديم على العلم المحدث وهو قياس الغائب على الشاهد وقد عرف فساد هذا القياس.
وكما أنه لا يحدث في الفاعل تغير عند وجود مفعوله أعني تغيرا لم يكن قبل ذلك كذلك لا يحدث في العلم القديم سبحانه تغير عند حدوث معلومه عنه.
ضميمة في العلم الإلهي (5)
وإن كلام ابن رشد على صفة العلم , فأصل المسألة وهي الكلام على قيام الصفات الاختيارية بالله هي من مسائل الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة.
بيان مسألة تجدد العلم من كلام شيخ الإسلام
قال شيخ الإسلام: عامة من يستشكل الآيات الواردة في هذا المعنى كقوله {إلا لنعلم} {حتى نعلم} يتوهم أن هذا ينفي علمه السابق بأن سيكون وهذا جهل فإن القرآن قد أخبر بأنه يعلم ما سيكون في غير موضع بل أبلغ من ذلك أنه قدر مقادير الخلائق كلها وكتب ذلك قبل أن يخلقها فقد علم ما سيخلقه علما مفصلا وكتب ذلك وأخبر بما أخبر به من ذلك قبل أن يكون وقد أخبر بعلمه المتقدم على وجوده ثم لما خلقه علمه كائنا مع علمه الذي تقدم أنه سيكون فهذا هو الكمال وبذلك جاء القران في غير موضع بل وبإثبات رؤية الرب له بعد وجوده كما قال تعالى {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} التوبة فأخبر انه سيرى أعمالهم.
وقد دل الكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة ودلائل العقل على أنه سميع بصير والسمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم فإذا خلق الأشياء رآها سبحانه وإذا دعاه عباده سمع دعاءهم وسمع نجواهم كما قال تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} المجادلة أي تشتكي إليه وهو يسمع التحاور والتحاور تراجع الكلام بينها وبين الرسول قالت عائشة:سبحان الذي وسع سمعه الأصوات لقد كانت المجادلة تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جانب البيت وإنه ليخفي على بعض كلامها فأنزل الله {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} وكما قال تعالى لموسى وهارون {لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} طه وقال {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} الزخرف
وقد ذكر الله علمه بما سيكون بعد أن يكون في بضعة عشر موضعا في القران مع إخباره في مواضع أكثر من ذلك انه يعلم ما يكون قبل أن يكون وقد اخبر في القرآن من المستقبلات التي لم تكن بعد بما شاء الله بل اخبر بذلك نبيه وغير نبيه ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء بل هو سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما لو كان كيف كان يكون كقوله {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} الأنعام بل وقد يعلم بعض عباده بما شاء أن يعلمه من هذا وهذا وهذا {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} البقرة وقال {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ويعلم الصابرين} آل عمران وقوله {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء} آل عمران وقوله {وما أصابكم يوم التقي الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا} آل عمران وقوله {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} التوبة وقوله {ثم بعثناهم لنعلم أي الحز بين أحصى لما لبثوا أمدا} الكهف وقوله {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} إلى قوله {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} العنكبوت وقوله {ولنبلونكم حتى نعلم المجهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} محمد وغير ذلك من المواضع.
روى عن ابن عباس في قوله {إلا لنعلم} أي لنرى وروي لنميز وهكذا قال عامة المفسرين إلا لنرى ونميز وكذلك قال جماعة من أهل العلم قالوا لنعلمه موجودا واقعا بعد أن كان قد علم أنه سيكون.
ولفظ بعضهم قال: العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده؛ لأنه يوجب الثواب والعقاب.
قال فمعنى قوله {لنعلم} أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ولا ريب أنه كان عالما سبحانه بأنه سيكون لكن لم يكن المعلوم قد وجد وهذا كقوله {قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض} يونس أي بما لم يوجد فإنه لو وجد لعلمه فعلمه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت أحدهما ثبوت الآخر ومن انتفائه انتفاؤه والكلام على هذا مبسوط في موضع آخر.
الرد على المنطقيين (467)
وقال رحمه الله: وأما قوله تعالى {وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} و قوله {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} و نحو ذلك فهذا هو العلم الذي يتعلق بالمعلوم بعد و جوده و هو العلم الذي يترتب عليه المدح و الذم و الثواب و العقاب و الأول هو العلم بأنه سيكون و مجرد ذلك العلم لا يترتب عليه مدح و لا ذم و لا ثواب و لاعقاب فإن هذا إنما يكون بعد و جود الأفعال.
و قد روي عن ابن عباس أنه قال فى هذا لنري و كذلك المفسرون قالوا لنعلمه موجودا بعد أن كنا نعلم سيكون.
و هذا المتجدد فيه قولان مشهوران للنظار
منهم من يقول المتجدد هو نسبة و إضافة بين العلم و المعلوم فقط و تلك نسبة عدمية.
و منهم من يقول بل المتجدد علم بكون الشيء و وجوده وهذا العلم غير العلم بأنه سيكون و هذا كما فى قوله {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون} فقد أخبر بتجدد الرؤية فقيل نسبة عدمية و قيل المتجدد أمر ثبوتى و الكلام على القولين و من قال هذا و هذا و حجج الفريقين قد بسط فى موضع آخر.
مجموع الفتاوى (8|496)
وقال رحمه الله: واختلف كلام ابن عقيل فى هذا الأصل فتارة يقول بقول ابن كلاب وتارة يقول بمذهب السلف وأهل الحديث أن الله تقوم به الأمور الاختيارية ويقول أنه قام به أبصار متجددة حين تجدد المرئيات لم تكن قبل ذلك وقام به علم بأن كل شيء وجد غير العلم الذى كان أولا أنه سيوجد كما دل على ذلك عدة آيات فى القرآن كقوله تعالى {لنعلم من يتبع الرسول} وغير ذلك.
مجموع الفتاوى (12|95)
قال شيخ الإسلام: أما التغير فقالوا العلم بالمتغيرات يستلزم أن يكون علمه بأن الشيء سيكون غير علمه بأن قد كان فيلزم أن يكون محلا للحوادث وهم ليس عندهم على نفي هذه اللوازم حجة أصلا لا بينة ولا شبهة وإنما نفوه لنفيهم الصفات لا لأمر يختص بذلك بخلاف من نفي ذلك من الكلابية ونحوهم فإنهم لما اعتقدوا أن القديم لا تقوم به الحوادث قالوا لأنها لو قامت به لم يخل منها وما لم يخل من الحوادث فهو حادث وقد بين أتباعهم كالرازي والآمدي وغيرهم فساد المقدمة الأولى التي يخالفهم فيها جمهور العقلاء ويقولون بل القابل للشيء قد يخلو عنه وعن ضده أما المقدمة الثانية فهي حجة المتكلمين الجهمية والقدرية ومن وافقهم من أهل الكلام على إثبات حدوث الأجسام باستلزامها للحوادث وقالوا ما لا يخلو عن الحوادث أو ما لا يسبقها فهو حادث لبطلان حوادث لا أول
(يُتْبَعُ)
(/)
لها وهو التسلسل في الآثار
والفلاسفة لا يقولون بشيء من ذلك بل عندهم القديم تحله الحوادث ويجوزون الحوادث لا أول لها ولهذا كان كثير من أساطينهم ومتأخريهم كأبي البركات يخالفونهم في إثبات الصفات وقيام الحوادث بالواجب وقالوا لإخوانهم الفلاسفة ليس معكم حجة على نفي ذلك بل هذه الحجة أثبتموها من جهة التنزيه والتعظيم بلا حجة والرب لا يكون مدبرا للعالم إلا بهذه القضية فكان من تنزيه الرب وإجلاله تنزيهه عن هذا التنزيه وإجلاله عن هذا الإجلال
وللنظار في جوابهم عن هذا طريقان منهم من يمنع المقدمة الأولى ومنهم من يمنع الثانية فالأول جواب كثير من المعتزلة والأشعري وأصحابه وغيرهم ممن ينفي حلول الحوادث فادعى هؤلاء أن العلم بأن الشيء سيكون هو عين العلم بأنه قد كان وان المتجدد إنما هو نسبته بين المعلوم والعلم لا أمر ثبوتي والثاني جواب هشام وابن كرام وأبي الحسين البصري وأبي عبد الله بن الخطيب وطوائف غير هؤلاء قالوا لا محذور في هذا وإنما المحذور في أن لا يعلم الشيء حتى يكون فان هذا يستلزم انه لم يكن عالما وانه احدث بلا علم وهذا قول باطل.
الرد على المنطقيين (464)
المسألة الحادية عشرة: مسألة - الحركة -
قال ابن رشد: ومنها أنه إذا صرح بنفي الجسمية وجب التصريح بنفي الحركة. فإذا صرح بنفي هذا عسر تصور ما جاء في صفة الحشر من أن الباري سبحانه يطلع على أهل الحشر وأنه الذي يتولى حسابهم،ـ كما قال تعالى {وجاء ربك والملك صفا صفا (22)} [الفجر: 22]، وذلك التأويل أقرب منه إلى أمر الحشر، مع أن ما جاء في الحشر متواتر في الشرع.
الكشف عن مناهج الأدلة (62)
وهذا إلزام قوي من ابن رشد وقد أقره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أكثر من موضع في كتبه.
وأما الحركة كلفظ
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " وكذلك لفظ الحركة أثبته طوائف من أهل السنة والحديث وهو الذي ذكره حرب بن إسماعيل الكرماني في السنة التي حكاها عن الشيوخ الذين أدركهم كالحميدي وأحمد بن حنبل وسعيد بن منصور وإسحاق بن إبراهيم ,وكذلك هو الذي ذكره عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على بشر المريسي ,وذكر أن ذلك مذهب أهل السنة , وهو قول كثير من أهل الكلام والفلسفة من الشيعة والكرامية والفلاسفة الأوائل والمتأخرين كأبي البركات صاحب المعتبر وغيرهم.
ونفاه طوائف منهم أبو الحسن التميمي وأبو سليمان الخطابي , وكل من أثبت حدوث العالم بحدوث الأعراض كأبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر بن الباقلاني وأبي الوفاء بن عقيل وغيرهم ممن سلك في إثبات حدوث العالم هذه الطريقة التي أنشأها قبلهم المعتزلة.
وهو أيضا قول كثير من الفلاسفة الأوائل والمتأخرين كابن سينا وغيره.
والمنصوص عن الإمام أحمد إنكار نفي ذلك, ولم يثبت عنه إثبات لفظ الحركة ,وإن أثبت أنواعاً قد يدرجها المثبت في جنس الحركة؛ فإنه لما سمع شخصا يروي حديث النزول ويقول ينزل بغير حركة ولا انتقال ولا بغير حال أنكر أحمد ذلك وقال: قل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كان أغير على ربه منك.
"الاستقامة" (1/ 73)
وقال شيخ الإسلام: " والله سبحانه موصوف بصفات الكمال منزه عن النقائص, وكل كمال وصف به المخلوق من غير استلزامه لنقص؛ فالخالق أحق به ,وكل نقص نزه عنه المخلوق؛ فالخالق أحق بأن ينزه عنه , والفعل صفة كمال لا صفة نقص كالكلام والقدرة , وعدم الفعل صفة نقص كعدم الكلام وعدم القدرة فدل العقل على صحة ما دل عليه الشرع وهو المطلوب.
وكان الناس قبل أبي محمد بن كلاب صنفين؛ فأهل السنة والجماعة يثبتون ما يقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها , والجهمية من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا؛ فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة به , ونفى أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها , ووافقه على ذلك أبو العباس القلانسي و أبو الحسن الأشعري وغيرهما , وأما الحارث المحاسبي فكان ينتسب إلى قول ابن كلاب , ولهذا أمر أحمد بهجره وكان أحمد يحذر عن ابن كلاب وأتباعه ثم قيل عن الحارث: إنه رجع عن قوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر الحارث في كتاب فهم القرآن عن أهل السنة في هذه المسألة قولين ,ورجح قول ابن كلاب ,وذكر ذلك في قول الله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} وأمثال ذلك , وأئمة السنة والحديث على إثبات النوعين وهو الذي ذكره عنهم من نقل مذهبهم كحرب الكرماني و عثمان بن سعيد الدارمي وغيرهما بل صرح هؤلاء بلفظ الحركة , وأن ذلك هو مذهب أئمة السنة والحديث من المتقدمين والمتأخرين وذكر حرب الكرماني أنه قول من لقيه من أئمة السنة كأحمد بن حنبل و إسحاق بن راهويه و عبد الله بن الزبير الحميدي و سعيد بن منصور , وقال عثمان بن سعيد وغيره: إن الحركة من لوازم الحياة فكل حي متحرك , وجعلوا نفي هذا من أقوال الجهمية نفاة الصفات الذين اتفق السلف والأئمة على تضليلهم وتبديعهم.
وطائفة أخرى من السلفية كنعيم بن حماد الخزاعي و البخاري صاحب الصحيح و أبي بكر بن خزيمة وغيرهم كأبي عمر بن عبد البر وأمثاله: يثبتون المعنى الذي يثبته هؤلاء , ويسمون ذلك فعلا ونحوه , ومن هؤلاء من يمتنع عن إطلاق لفظ الحركة لكونه غير مأثور.
وأصحاب أحمد منهم من يوافق هؤلاء كأبي بكر عبد العزيز و أبي عبد الله بن بطة وأمثالهما ومنهم من يوافق الأولين كأبي عبد الله بن حامد وأمثاله , ومنهم طائفة ثالثة؛ كالتميميين و ابن الزاغوني غيرهم يوافقون النفاة من أصحاب ابن كلاب وأمثالهم.
ولما كان الإثبات هو المعروف عند أهل السنة والحديث كالبخاري و أبي زرعة و أبي حاتم و محمد بن يحيى الذهلي , وغيرهم من العلماء الذين أدركهم الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة كان المستقر عنده ما تلقاه عن أئمته: من أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء , وأنه يتكلم بالكلام الواحد مرة بعد مرة , وكان له أصحاب كأبي علي الثقفي وغيره تلقوا طريقة ابن كلاب فقام بعض المعتزلة , وألقى إلى ابن خزيمة سر قول هؤلاء ,وهو أن الله لا يوصف بأنه يقدر على الكلام إذا شاء , ولا يتعلق ذلك بمشيئته فوقع بين ابن خزيمة وغيره وبينهم في ذلك نزاع حتى أظهروا موافقتهم له فيما لا نزاع فيه ,وأمر ولاة الأمر بتأديبهم لمخالفتهم له وصار الناس حزبين؛ فالجمهور من أهل السنة وأهل الحديث معه ومن وافق طريقة ابن كلاب معه حتى صار بعده علماء نيسابور وغيرهم حزبين فالحاكم أبو عبد الله و أبو عبد الرحمن السلمي و أبو عثمان النيسابوري وغيرهم معه ,وكذلك يحيى بن عمار السجستاني و أبو عبد الله بن منده و أبو نصر السجزي و شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري و أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني وغيرهم معه ,وأما أبو ذر الهروي و أبو بكر البيهقي وطائفة أخرى فهم مع ابن كلاب.
"درء التعارض" (1|245)
المسألة الثانية عشرة: صفة الكلام
قال ابن رشد: والأشعرية قد نفوا أن يكون المتكلم فاعلاً للكلام, لأنهم تخيلوا أنهم إذا سلموا هذا الأصل وجب أن يعترفوا أن الله فاعل لكلامه , ولما اعتقدوا أن المتكلم هو الذي يقوم الكلام بذاته, ظنوا أنهم يلزمهم عن هذين الأصلين أن يكون الله فاعلاً للكلام بذاته, فتكون ذاته محلاً للحوادث, فقالوا: المتكلم ليس فاعلاً للكلام, وإنما هي صفة قديمة لذاته, كالعلم وغير ذلك. وهذا يصدق على كلام النفس, ويكذب على الكلام الذي يدل على ما في النفس, وهو اللفظ.
والمعتزلة لما ظنوا أن الكلام هو ما فعله المتكلم, قالوا: إن الكلام هو اللفظ فقط. ولهذا قال هؤلاء: إن القرآن مخلوق. واللفظ عند هؤلاء, من حيث هو فعل, فليس من شرطة أن يقوم بفاعله. والأشعرية تتمسك بأن من شرطة أن يقوم بالمتكلم. وهذا صحيح في الشاهد في الكلاميين معاً, أعني: كلام النفس, واللفظ الدال علية وأما في الخالق, فكلام النفس هو الذي قام به. فأما الدال عليه فلم يقم به سبحانه.
فالأشعرية لما شرطت أن يكونه الكلام بإطلاق قائماً بالمتكلم أنكرت أن يكون المتكلم فاعلاً للكلام, بإطلاق. والمعتزلة لما شرطت أن يكون المتكلم فاعلاً للكلام, بإطلاق, أنكرت كلام النفس. وفي قول كل واحدة من الطائفتين جزء من الحق, وجزء من الباطل على ما لاح لك من قولنا.
الكشف عن مناهج الأدلة (54)
قلت: ولا يلزم من قيام هذه الصفة (الكلام) أو الصفات الاختيارية بالله محذور لا عقلي ولا شرعي , والذي قاد الأشاعرة إلى ذلك أصل فاسد وهو اعتقاد أن من صفات الحدوث الصفات التي يفهم منها التجدد كالكلام وغيره.
وأما التفريق بين اللفظ والمعنى فهو كلام باطل , والرد عليه من كلام السلف كثير , وفي مظانه.
قال ابن قدامة: الحق أن كلام الله هو هذا الذي نقرؤه بألفاظه ومعانيه .. وأقام المؤلف الحجج على أن ما في النفس إن لم يتكلم به لا يسمى كلاماً، كقوله في قصة زكريا: {قال آيتك أن لا تكلم الناس} مع أنه أشار إليهم كما قال: {فأوحى إليهم أن سبحوا}، فلم يكن ذلك المعنى القائم بنفسه الذي عبر عنه بالإشارة كلاماً ... واتفق أهل اللسان على أن الكلام: اسم وفعل وحرف, وأجمع الفقهاء على أن من حلف لا يتكلم لا يحنث بحديث النفس, وإنما يحنث بالكلام ثم قال الشنقيطي: وإذا أطلق الكلام في بعض الأحيان على ما في النفس فلا بد أن يقيد بما يدل على ذلك كقوله تعالى: {ويقولون في أنفسهم}، فلو لم يقيد بقوله في أنفسهم لانصرف إلى الكلام باللسان. "مذكرة أصول الفقه" للشنقيطي (ص188).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 10:06]ـ
المسألة الثالثة عشرة: نقدهم في مسائل مختلفة
قال ابن رشد: فأولت المعتزلة آيات كثيرة وأحاديث كثيرة وصرحوا بتأويلهم للجمهور وكذلك فعلت الأشعرية وإن كانت أقل تأويلا فأوقعوا الناس من قبل ذلك في شنآن وتباغض وحروب ومزقوا الشرع وفرقوا الناس كل التفريق.
وزائدا إلى هذا كله أن طرقهم التي سلكوها في إثبات تأويلاتهم ليسوا فيها لا مع الجمهور ولا مع الخواص أما مع الجمهور فلكونها أغمض من الطرق المشتركة للأكثر وأما مع الخواص فلكونها إذا تؤملت وجدت ناقصة عن شرائط البرهان وذلك يقف عليه بأدنى تأمل من عرف شرائط البرهان.
بل كثير من الأصول التي بنت عليها الأشعرية معارفها سوفسطائية فإنها تجحد كثيرا من الضروريات مثل ثبوت الأعراض وتأثير الأشياء بعضها في بعض ووجود الأسباب الضرورية للمسببات والصور الجوهرية والوسائط ولقد بلغ تعدي نظارهم في هذا المعنى على المسلمين أن فرقة الأشعرية كفرت من ليس يعرف وجود الباري سبحانه بالطرق التي وضعوها لمعرفته في كتبهم .. .
فصل المقال (63 - 64)
المسألة الرابعة عشرة: نقدهم في تقسيم الصفات
قال ابن رشد: ومن البدع التي حدثت في هذا الباب: السؤال عن هذه الصفات, هل هي الذات؟ أم زائدة على الذات؟ أي هي صفة نفسية, أو صفة معنوية؟ وأعني بالنفسية التي توصف بها الذات لنفسها لا لقيام معنى فيها زائد على الذات, مثل قولنا قولنا واحد وقديم, والمعنوية التي توصف بها الذات لمعنى قائم فيها.
الكشف عن مناهج الأدلة (55)
المسألة الخامسة عشرة: نقدهم في مسألة في الصفات
قال ابن رشد: فإن الأشعرية يقولون: إن هذه الصفات هي صفات معنوية, وهي صفات زائدة على الذات, فيقولون: إنه عالم بعلم زائد على ذاته, وحي بحياة زائدة على ذاته, كالحال في الشاهد. ويلزمهم على هذا أن يكون الخالق جسماً, لأنه يكون هنالك صفة وموصوف, وحامل ومحمول, وهذه هي حال الجسم.
وذلك أن الذات, لا بد أن يقولو إنها قائمة بذاتها, والصفات قائمة بها. أو يقولو: إن كل واحد منها قائم بنفسه: فالآلهة كثيرة. وهذا قول النصارى الذي زعموا أن الأقانيم ثلاثة: أقانيم الوجود والحياة والعلم. وقد قال تعالى في هذا: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} [المائدة:73].
وإن قالوا: أحدهما قائم بذاته والآخر قائم بالقائم بذاته, فقد أوجبوا أن يكون جوهراً وعرضاً, لأن الجوهر هو القائم بذاته والعرض هو القائم بغيره. والمؤلف من جوهر وعرض جسم ضرورة.
الكشف عن مناهج الأدلة (55)
قال شيخ الإسلام: وذلك أن الذات المجردة عن الصفة لا توجد إلا في الذهن؛ فالذهن يقدر ذاتا مجردة عن الصفة ويقدر وجودا مطلقا لا يتعين , وأما الموجودات فى أنفسها فلا يمكن فيها وجود ذات مجردة عن كل صفة ولا وجود مطلق لا يتعين ولا يتخصص.
وإذا قال من قال من أهل الإثبات للصفات أنا أثبت صفات الله زائدة على ذاته فحقيقة ذلك أنا نثبتها زائدة على ما أثبتها النفاة من الذات؛ فإن النفاة اعتقدوا ثبوت ذات مجردة عن الصفات فقال أهل الإثبات نحن نقول بإثبات صفات زائدة على ما أثبته هؤلاء.
وأما الذات نفسها الموجودة فتلك لا يتصور أن تتحقق بلا صفة أصلا بل هذا بمنزلة من قال اثبت إنسانا لا حيوانا ولا ناطقا ولا قائما بنفسه ولا بغيره ولا له قدرة ولا حياة ولا حركة ولا سكون أو نحو ذلك أو قال أثبت نخلة ليس لها ساق ولا جذع ولا ليف ولا غير ذلك فان هذا يثبت ما لا حقيقة له فى الخارج ولا يعقل.
مجموع الفتاوى (5|326)
المسألة السادسة عشرة: الجسمية
قال ابن رشد: فإن قيل: فما تقول في صفة الجسمية؟ هل هي من الصفات التي صرح الشرع بنفيها عن الخالق سبحانه , أم هي من المسكوت عنها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول:إنه من البين من أم الشرع أنها من الصفات المسكوت عنها , وهي الى التصريح بإثباتها في الشرع أقرب منها إلى نفيها. وذلك أن الشرع قد صرح بالوجه واليدين في غير ما آية من الكتاب العزيز.وهذه الآيات قد توهم أن الجسمية هي له من الصفات التي فضل فيها الخالق المخلوق كما فضله في صفة القدرة والإرادة وغير ذلك من الصفات التي هي مشتركة بين الخالق والمخلوق , إلا أنها في لخالق أتم وجودا.ولهذا صار كثير من أهل الإسلام إلى أن يعتقدوا في الخالق أنه جسم لا يشبه سائر الأجسام , وعلى هذا الحنابلة وكثير ممن تبعهم.
والواجب عندي , في هذه الصفة , أن يجري فيها على منهاج الشرع ,لا يصرح فيها بنفي ولا إثبات , ويجاب من سأل في ذلك من الجمهور بقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وينهى عن هذا السؤال.
الكشف عن مناهج الأدلة (60)
وقول ابن رشد: وهي الى التصريح بإثباتها في الشرع أقرب منها إلى نفيها .. انتهى هذا على اعتبار تعريف الجسم بالموصوف أو القائم بذاته , وليس على اصطلاح المشبهة كغلاة الرافضة. فإن الفرق اختلفت في تفسير الجسم فالفلاسفة ذهبوا أن الجسم هو المكون من الهيولي (المادة) والصورة، وعند المعتزلة الذي تقوم به الأبعاد الثلاثة، والكرامية عنوا بالجسم القائم بنفسه، والأشاعرة يرونه المكون من الجواهر.
فهذا اللفظ مثلا من إلزامات الأشاعرة وغيرهم لأهل السنة الذين يثبتون الصفات الخبرية , فألزموا كل من أثبت الصفات الخبرية بالجسمية.
ثانيا: لفظ الجسم من الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة والأصل الاستفصال عن المعنى المراد.
ثالثا: هذا اللفظ لا يثبت ولا ينفى حتى يستفصل عن المعنى المراد.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: لفظ الجسم فيه إجمال قد يراد به المركب الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت أو ما يقبل التفريق والانفصال أو المركب من مادة وصورة أو المركب من الأجزاء المفردة التي تسمى الجواهر المفردة.
والله تعالى منزه عن ذلك كله عن أن يكون كان متفرقاً؛ فاجتمع أو أن يقبل التفريق والتجزئة التي هي مفارقة بعض الشيء بعضا وانفصاله عنه أو غير ذلك من التركيب الممتنع عليه.
و قد يراد بالجسم ما يشار إليه أو ما يرى أو ما تقوم به الصفات , والله تعالى يرى في الآخرة وتقوم به الصفات , ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم وقلوبهم ووجوههم وأعينهم؛ فإذا أراد بقوله ليس بجسم هذا المعنى.
قيل له: هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول , وأنت لم تقم دليلا على نفيه.
وأما اللفظ فبدعة نفياً وإثباتاً.
"منهاج السنة" (2|134)
وقال ابن القيم رحمه الله: فلفظ الجسم لم ينطق به الوحي إثباتاً فتكون له حرمة الإثبات , ولا نفيا فيكون له إلغاء النفي.
فمن أطلقه نفيا أو إثباتا سئل عما أراد به؟
فإن قال أردت الجسم معناه في لغة العرب , وهو البدع الكثيف الذي لا يسمى في اللغة جسم سواه , ولا يقال للهواء جسم لغة ولا للنار ولا للماء؛ فهذه اللغة وكتبها بين أظهرنا فهذا المعنى منفي عن الله عقلا وسمعا.
وإن أردتم به المركب من المادة والصورة أو المركب من الجواهر الفردة؛ فهذا منفي عن الله قطعاً , والصواب نفيه عن الممكنات أيضا فليس الجسم المخلوق مركبا لا من هذا ولا من هذا , وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ويرى بالأبصار ويتكلم ويكلم ويسمع ويبصره ويرضى ويغضب.
فهذه المعاني ثابتة للرب وهو موصوف بها؛ فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما.
" الصواعق" (3/ 939)
المسألة السابعة عشرة: العالم في خلاء
قال ابن رشد: والمقدمة القائلة إن الإرادة هي التي تخص أحد المماثلين صحيحة، والقائلة إن العالم في خلاء يحيط به كاذبة، أو غير بينه بنفسها , ويلزم أيضا عن وضعه هذا الخلاء أمر شنيع عندهم: وهو أن يكون قديما. لأنه إن كان محدثا احتاج إلى خلاء.
الكشف عن مناهج الأدلة (39)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن رشد فقال: وليس لهم أن يقولوا: إن خارج العالم خلاء , وذلك أن الخلاء قد تبين في العلوم النظرية امتناعه لأن ما يدل عليه اسم الخلاء ليس هو شيئا أكثر من أبعاد ليس فيها جسم أعني طولا وعرضا وعمقا لأنه إن وقعت الأبعاد عنه عاد عدما , وإن أنزل الخلاء موجودا لزم أن تكون أعراض موجودة في غير جسم وذلك لأن الأبعاد هي أعراض من باب الكمية.
الكشف عن مناهج الأدلة (148)
ومن هنا دخلت عليهم شبهة نفي العلو لله تعالى لاعتقادهم أن وراء العالم خلاء.
المسألة الثامنة عشرة: العلو
قال ابن رشد: وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله. وظواهر الشرع كلها تقتضي اثبات الجهة، مثل قوله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} [الحاقة: 17]، ومثل قوله: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} [السجدة: 5] ومثل قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} [المعارج: 4] ومثل قوله: {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور} [الملك: 16]، إلى غير ذلك من الآيات التي إن سُلِّط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولاً. وإن قيل فيها إنها من المتشابهات عاد الشرع كله متشابهاً؛ لأن الشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء، وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين، وأن من السماء نزلت الكتب وإليها كان الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى قرب من سدرة المنتهى. وجميع الحكماء قد اتفقوا أن الله والملائكة في السماء، كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك.
والشبهة التي قادت نُفاة الجهة إلى نفيها، هي أنهم اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب إثبات المكان، وإثبات المكان يوجب إثبات الجسمية.
ونحن نقول أن هذا كله غير لازم، فإن الجهة غير المكان. وذلك أن الجهة هي إما سطوح الجسم نفسه المحيطة به، وهي ستة. وبهذا نقول إن للحيوان فوق وأسفل، ويميناً وشمالاً، وأمام وخلف. وإما سطوح جسم آخر محيط بالجسم، ذي الجهات الست. فأما الجهات التي هي سطوح الجسم نفسه فليست بمكان للجسم نفسه أصلاً. وأما سطوح الأجسام المحيطة به فهي له مكان، مثل سطوح الهواء المحيطة بالإنسان، وسطوح الفلك المحيطة بسطوح الهواء هي أيضاً مكان للهواء، وهكذا الأفلاك بعضها محيطة ببعض ومكان له.
وأما سطح الفلك الخارجي فقد تبرهن أنه ليس خارجه جسم، لأن لو كان ذلك كذلك لوجب أن يكون خارج ذلك الجسم جسم آخر، ويمر الأمر إلى غير نهاية. فإذن: سطح آخر أجسام العالم ليس مكاناً أصلاً، إذ ليس يمكن أن يوجد فيه جسم، لأن كل ما هو مكان يمكن أن يوجد فيه جسم، فإذن: إن قام البرهان على وجود موجود في هذه الجهة، فواجب أن يكون غير جسم. فالذي يمتنع وجوده هنالك هو عكس ما ظنه القوم، وهو موجود هو جسم، لا موجود ليس بجسم.
وليس لهم أن يقولوا إن خارج العالم خلاء. وذلك أن الخلاء قد تبين في العلوم النظرية امتناعه؛ لأن ما يدل عليه اسم الخلاء ليس هو، شيئاً أكثر من أبعاد ليس فيها جسم، أعني: طولاً وعرضاً وعمقاً، لأنه إن رفعت الأبعاد عنه عاد عدماً. وإن أُنزل الخلاء موجوداً لزم أن تكون أعراض موجودة في غير جسم. وذلك أن كل ما يحويه الزمان والمكان فاسد. فقد يلزم أن يكون ما هنالك غير فاسد ولا كائن.
وقد تبين هذا المعنى مما أقوله: وذلك أنه لما لم يكن ها هنا شيء إلا هذا الموجود المحسوس، أو العدم، وكان من المعروف بنفسه أن الموجود إنما يقال إنه موجود في العدم، فإن كان ها هنا موجود هو أِشرف الموجودات، فواجب أن ينسب من الموجود المحسوس إلى الجزء الأشرف، وهو السماوات. ولِشَرَف هذا الجزء قال تبارك وتعالى: {لخلق ا لسموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [غافر: 57]. وهذا كله يظهر على التمام للعلماء الراسخين في العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد ظهر لك من هذا أن إثبات الجهة واجب بالشرع والعقل، وأنه الذي جاء به الشرع وانبنى عليه، وأن إبطال هذه القاعدة إبطال للشرائع، وأن وجه العسر في تفهيم هذا المعنى، مع نفي الجسمية، هو أنه ليس في الشاهد مثال له. فهو بعينه السبب في أن لم يصرح الشرع بنفي الجسم عن الخالق سبحانه، لأن الجمهور إنما يقع لهم التصديق بحكم الغائب متى كان ذلك معلوم الوجود في الشاهد، مثل العلم، فإنه لما كان في الشاهد شرطاً في وجوده كان شرطاً في وجود الصانع الغائب. وأما متى كان الحكم الذي في الغائب غير معلوم الوجود في الشاهد عند الأكثر ولا يعلمه إلا العلماء الراسخون، فإن الشرع يزجر عن طلب معرفته إن لم يكن بالجمهور حاجة إلى معرفته، مثل العلم بالنفس، أو يضرب لهم مثالاً من الشاهد إن كان بالجمهور حاجة إلى معرفته في سعادتهم، وإن لم يكن ذلك المثال هو نفس الأمر المقصود تفهيمه، مثل كثير مما جاء من أحوال المعاد.
الكشف عن مناهج الأدلة (67 - 69)
وأما لفظ الجهة فهو من الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة والأصل الاستفصال عن المعنى المراد.
قال شيخ الإسلام: وقد قدمنا فيما مضى أن لفظ الجهة يراد به أمر موجود وأمر معدوم؛ فمن قال إنه فوق العالم كله لم يقل أنه في جهة موجودة إلا أن يراد بالجهة العرش ,ويراد بكونه فيها أنه عليها كما قيل في قوله: أنه في السماء: أي على السماء , وعلى هذا التقدير؛ فإذا كان فوق الموجودات كلها وهو غني عنها لم يكن عنده جهة وجودية يكون فيها فضلا عن أن يحتاج إليها, وإن أريد بالجهة ما فوق العالم؛ فذلك ليس بشيء ولا هو أمر وجودي حتى يقال أنه محتاج إليه أو غير محتاج إليه , وهؤلاء أخذوا لفظ الجهة بالاشتراك وتوهموا وأوهموا إذا كان في جهة كان في شيء غيره كما يكون الإنسان في بيته ثم رتبوا على ذلك أنه يكون محتاجا إلى غيره والله تعالى غني عن كل ما سواه وهذه مقدمات كلها باطلة.
بيان تلبيس الجهمية (1|520)
المسألة التاسعة عشرة: المعدوم هو الذي يقال له لا فوق ولا تحت
قال ابن رشد: وأما السبب الثاني:- فهو أن الجمهور يرون أن الموجود هو المتخيل والمحسوس , وأن ما ليس بمتخيل ولا محسوس فهو عدم.فإذا قيل لهم:إن ها هنا موجودا ليس بجسم , ارتفع عنهم التخيل , فصار عندهم من قبيل المعدوم ولا سيما إذا قيل: أنه لا خارج العالم ولا داخله ولا فوق ولا أسفل.ولهذا اعتقدت الطائفة الذين أثبتوا الجسمية في الطائفة التي نفتها عنه سبحانه أنها مُلَيِّسَة وأعتقد الذين نفوها في المثبتة أنها مكثرة.
الكشف عن مناهج الأدلة (61)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأظهر السلطان محمود بن سبكتكين لعنة أهل البدع على المنابر وأظهر السنة وتناظر عنده ابن الهيصم وابن فورك في مسألة العلو فرأى قوة كلام ابن الهيصم فرجح ذلك, ويقال إنه قال لابن فورك: فلو أردت أن تصف المعدوم كيف كنت تصفه بأكثر من هذا؟ أو قال: فرق لي بين هذا الرب الذي تصفه وبين المعدوم؟ وأن ابن فورك كتب إلى أبي إسحق الإسفراييني يطلب الجواب عن ذلك؛ فلم يكن الجواب إلا أنه لو كان فوق العرش للزم أن يكون جسماً!.
"درء تعارض العقل والنقل" (3/ 229).
المسألة العشرون: الرؤية
قال ابن رشد: فمنها ما يعرض من ذلك في الرؤية التي جاءت بها السنة الثابتة. وذلك أن الذين صرحوا بنفيها فرقتان: المعتزلة والأشعرية.فأما المعتزلة فدعاهم هذا الاعتقاد إلى أن نفوا الرؤية. وأما الأشعرية فأرادوا أن يجمعوا بين الأمرين فعسر ذلك عليهم , ولجئوا في الجمع إلى الأقاويل سوفسطائية , سنرشد إلى الوهن الذي فيها عند الكلام في الرؤية.
ومنها أنه يوجب انتفاء الجهة , في بادئ الرأي, عن الخالق سبحانه , أنه ليس بجسم , فترجع الشريعة متشابهة. وذلك أن بعث الأنبياء انبنى على أن الوحي نازل إليهم من السماء. وعلى ذلك انبتت شريعتنا هذه، أعني: أن الكتاب العزيز نزل من السماء كما قال تعالى: {إنا أنزلنه في ليلة مباركة} [الدخان: 3] وانبنى نزول الوحي من السماء على أن الله في السماء. وكذلك كون الملائكة تنزل من السماء وتصعد إليها، كما قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصلح} [فاطر: 10]، وقال تعالى: {تعرج الملكة والروح إليه} [المعراج: 4]. وبالجملة جميع الأشياء التي تلزم القائلين بنفي الجهة على ما سنذكره بعد عند التكلم في الجهة.
الكشف عن مناهج الأدلة (61 - 62)
وقال ابن رشد: إن الذي بقي علينا من هذا الجزء من المسائل المشهورة، هي مسألة الرؤية.
فإنه قد يظن أن هذه المسألة هي بوحه ما داخلة في الجزء المتقدم لقوله تعالى {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} [الأنعام: 103]. ولذلك أنكرها المعتزلة وردت الآثار الواردة في الشرع بذلك مع كثرتها وشهرتا. فشنع الأمر عليهم.
وسبب وقوع هذه الشبهة في الشرع أن المعتزلة، لما اعتقدوا انتفاء الجسمية عنه سبحانه واعتقدوا وجوب التصريح بها لجميع المكلفين، ووجب عندهم، إن انتفت الجسمية، أن تنتفي الجهة، وإذا انتفت الجهة انتقت الرؤية، إذ كل مرئي في جهة من الرائي. فاضطروا لهذا المعنى لرد الشرع المنقول، واعتلوا للأحاديث بأنها أخبار آحاد، وأخبار الآحاد لا توجب العلم. مع أن ظاهر القرآن معارض لها، أعني قولة تعالى: {لا تدركه الأبصار].
وأما الأشعرية فراموا الجمع بين الاعتقادين، أعني بين انتفاء الجسمية وبين جواز الرؤية لما ليس بجسم بالحس، فعسر ذلك عليهم ولجأوا في ذلك إلى حجج سوفسطائية مموهة، أعني الحجج التي توهم أنها حجج وهي كاذبة.
وذلك أنه يشبه أن يكون يوجد في الحجج ما يوجد في الناس , أعني: أنه كما يوجد في الناس الفاضل التام الفضيلة، ويوجد فيهم من دون ذلك في الفضل، ويوجد فيهم من يوهم أنه فاضل وليس بفاضل، وهو المرائي. كذلك الأمر في الحجج. أعني أن منها ما هو في غاية اليقين، ومنها ما هو دون اليقين، ومنها حجج مرائية، وهي التي توهم أنها يقين وهي كاذبة والأقاويل التي سلكتها الأشعرية في هذه المسألة، منها أقاويل في دفع دليل المعتزلة ومنها أقاويل لهم في إثبات جواز الرؤية لما ليس بجسم، وأنه ليس يعرض من فرضها محال.
فأما ما عاندوا به قول المعتزلة: أن كل مرئي فهو في جهة من الرائي. فمنهم من قال إن هذا إنما هو حكم الشاهد إلى الغائب، وأنه جائز أن يرى الإنسان ما ليس في وجهة، إذا كان جائزاً أن يرى الإنسان بالقوة المبصرة نفسها دون عين.
وهؤلاء اختلط عليها إدراك البصر فظاهر من أمره؛ أن من شرطه أن يكون المرئي منه في جهة، ولا في جهة فقط، بل وفي جهة ما مخصوصة. ولذلك ليس تتأتى الرؤية بأي وضع اتفق أن يكون البصر من المرئي، بل بأوضاع محدودة وشروط محدودة أيضاً، وهي ثلاثة أشياء: حضور الضوء، والجسم الشفاف المتوسط بين البصر والمبصر، وكون المبصر ذا ألوان ضرورة. والرد لهذه الأمور المعروفة بنفسها في الإبصار هو رد للأوائل المعلومة بالطبع للجميع، وإبطال لجميع علوم المناظر والهندسة.
وقد قال القوم، أعني الأشعرية: إن أحد المواضع التي يجب أن ينقل فيها حكم الشاهد إلى الغائب هو الشرط، مثل حكمنا أن كل عالم حي، لكون الحياة تظهر في الشاهدة شرطاً في وجود العلم. وإن كان ذلك، قلنا لهم: وكذلك يظهر في الشاهد أن هذه الأشياء هي شروط في الرؤية، فألحقوا الغائب فيها بالشاهد على أصلكم!
وقد رام أبو حامد في كتابة المعروف بالمقاصد أن يعاند هذه المقدمة، أعني أن كل مرئي في وجهة من الرائي، بأن الإنسان يبصر ذاته في المرآة. وذاته ليست منه في جهة غير جهة مقابلة وذلك أنه لما كان يبصر ذاته وكانت ذاته ليست تحل في المرآة التي في الجهة المقابلة، فهو يبصر ذاته في غير جهة.
وهذه المغالطة فإن الذي يبصر هو خيال ذاته. والخيال منه هو في جهة إذ كان الخيال في المرآة، والمرآة في جهة.
وأما حجتهم التي أتوا بها في إمكان رؤية ما ليس بجسم، فإن المشهور عندهم في ذلك حجتان: إحداهما وهو الأشهر عندهم، ما يقولونه من أن الشيء لا يخلو أن يرى من جهة ما هو ملون، أو من جهة أنه جسم، أو من جهة أنه لون، أو من جهة أنه موجود، وربما عددوا جهات أخر غير هذه للموجود. ثم يقولون: وباطل أن يرى من قبل أنه جسم، إذ لو كان ذلك كذلك لما رئي اللون. وباطل أن يرى لمكان أنه لون، إذ لو كان ذلك لما رئي الجسم. قالوا: وإذا بطلت جميع هذه الأقسام التي تتوهم في هذا الباب، فلم يبق أن يرى الشيء إلا من قبل
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه موجود.
والمغالطة في هذا القول بينة؛ فإن المرئي من هو مرئي بذاته، ومنه ما هو مرئي من قبل المرئي بذاته، وهذه هي حال اللون والجسم: فإن اللون مرئي بذاته والجسم مرئي من قبل اللون. ولذلك ما لم يكن له لون لم يبصر. لو كان الشيء إنما يرى من حيث هو موجود فقط، لوجب أن تبصر الأصوات وسائر المحسوسات الخمس. فكان يكون البصر والسمع وسائر الحواس الخمس حاسة واحدة، وهذه كلها خلاف ما يعقل.
وقد اضطر المتكلمون لمكان هذه المسألة وما أشبهها أن يسلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع، والأصوات ممكنة أن ترى. وهذا كله خروج عن الطبع، وعن ما يمكن أن يعقله إنسان. فإنه من الظاهر أن حاسة البصر غير حاسة السمع، وأن محسوس هذه غير محسوس تلك، وأن آلة هذه غير آلة تلك، وأنه ليس يمكن أن ينقلب البصر سمعاً، كما ليس يمكن أن يعود اللون صوتاً.
والذين يقولون إن الصوت يمكن أن يبصر في وقت ما، فقد يجب أن يسالوا، فيقال لهم: ما هو البصر؟ فلا بد من أن يقولوا هو قوة تدرك بها المرئيات: الألوان وغيرها. ثم يقال هم ماهو السمع؟ فلا بد أن يقولوا هو قوة تدرك بها الأصوات. فإذا وضعوا هذا، قيل لهم: فهل البصر عند إدراكه الأصوات، وهو بصر فقط، أو سمع فقط؟ فإن قالوا: سمع فقط، فقد سلموا أنه لا يدرك الألوان. وإن قالوا: بصر فقط، فليس يدرك الأصوات. وإذا لم يكن بصراً فقط لأنه يدرك الأصوات، ولا سمعاً فقط لأنه يدرك الألوان فهو بصر وسمع معاً. وعلى هذا فستكون الأشياء كلها شيئاً واحداً، حتى المتضادات وهذا شيء فيما أحسبه يسلمه المتكلمون من أهل ملتنا، أو يلزمهم تسليمه، وهو رأي سوفسطائي لأقوام قدماء مشهورين بالسفسطة.
وأما الطريقة الثانية التي سلكها المتكلمون في جواز الرؤية، فهي الطريقة التي اختارها أبو المعالي في كتابه المعروف بـ ((الإرشاد))، وهي هذه الطريقة: وتلخيصها، أن الحواس إنما تدرك الأشياء. وما تنفصل به الموجودات بعضها من بعض هي أحوال، ليست بذوات. فالحواس لا تدركها وإنما تدرك الذات. والذات هي نفس الموجود المشترك لجميع الموجودات. فإذن الحواس: إنما تدرك الشيء من حيث هو موجود.
وهذا كله في غاية الفساد. ومن أبين ما يظهر به فساد هذا القول: أنه لو كان البصر إنما يدرك الأشياء، لما أمكنه أن يفرق بين الأبيض والأسود، لأن الأشياء لا تفترق بالشيء الذي تشترك فيه، ولا كان بالجملة يمكن في الحواس: لا في البصر أن يدرك فصول الألوان، ولا في السمع أن يدرك فصول الأصوات، ولا في الطعم أن يدرك فصول المطعومات. وللزم أن تكون مدارك المحسوسات بالجنس واحداً، فلا يكون فرق بين مدرك السمع وبين مدرك البصر
وهذا كله في غاية الخروج عما يعقله الإنسان، وإنما تدرك الحواس ذوات الأشياء المشار إليها بتوسط إدراكها لمحسوساتها الخاصة بها. فوجه المغالطة في هذا، هو أن ما يدرك ذاتياً أخذ أنه مدرك بذاته. ولولا النشأ على هذه الأقاويل وعلى التعظيم للقائلين بها، لما أمكن أن يكون فيها شيء من الإقناع، ولا وقع بها التصديق لأحد سليم الفطرة.
والسبب في مثل هذه الحيرة الواقعة في الشريعة حتى ألجأت القائمتين بنصرتها، في زعمهم، إلى مثل هذه الأقاويل الهجينة، التي هي ضحكة من عني بتمييز أصناف الأقاويل أدنى عناية هو التصريح في الشرع بما لم يأذن الله ورسوله به، وهو التصريح بنفي الجسمية للجمهور. وذلك أنه من العسير أن يجتمع في اعتقاد واحد أن ها هنا موجوداً ليس بجسم، وأنه مرئي بالأبصار لأن مدارك الحواس هي في الأجسام أو أجسام. ولذلك رأى قوم أن هذه الرؤية هي مزيد علم في ذلك الوقت.
الكشف عن مناهج الأدلة (77 - 81)
وبسبب هذا التناقض فر بعض الأشاعرة إلى إنكار الرؤية وأولوها بمزيد العلم.
قال شيخ الإسلام: حتى إن أئمة أصحاب الأشعري المتأخرين كأبي حامد وابن الخطيب وغيرهما لما تأملوا ذلك عادوا في الرؤية إلى قول المعتزلة أو قريب منه وفسروها بزيادة العلم كما يفسرها بذلك الجهمية والمعتزلة وغيرهم وهذا في الحقيقة تعطيل للرؤية الثابتة بالنصوص والإجماع المعلوم جوازها بدلائل المعقول بل المعلوم بدلائل العقول امتناع وجود موجود قائم بنفسه لا يمكن تعلقها به.
بيان تلبيس الجهمية (2|435)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إثبات أن الرؤية لا بد أن تكون من جهة فهذا مما اتفق عليه العقلاء
يقول شيخ الإسلام: وإنما المقصود أن نقول إذا ثبتت رؤيته فمعلوم في بداية العقول أن المرئي القائم بنفسه لا يكون إلا بجهة من الرائي وهذه الرؤية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه و سلم حيث قال: ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر. فأخبر أن رؤيته كرؤية الشمس والقمر وهما أعظم المرئيات ظهورا في الدنيا وإنما يراهم الناس فوقهم بجهة منهم بل من المعلوم أن رؤية مالا يكون داخل العالم ولا خارجه ممتنع في بداية العقول, وهذا مما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم من السلف والأئمة وأهل الحديث والفقه والتصوف وجماهير أهل الكلام المثبتة والنافية والفلاسفة وإنما خالف فيه فريق من أصحاب الأشعري ومن وافقهم من الفقهاء كما قد يوافقهم القاضي أبو يعلى في المعتمد هو وغيره ويقولون ما قاله أولئك في الرؤية إنه يرى لا في جهة ويلتزمون ما اتفق أهل العقول على أنه من الممتنع في بداية العقول.
بيان تلبيس الجهمية (1|359)
المسألة الحادية والعشرون: النبوة
قال ابن رشد: وأما ما يشترطونه، لمكان هذا، من أن المعجز إنما يدل على الرسالة، بمقارنة دعوى الرسالة له، وأنه لو ادعى الرسالة من شأنه أن يظهر على يديه، ممن ليس برسول، لم يظهر على يديه، فدعوى ليس عليها دليل. فإن هذا غير معلوم لا بالسمع ولا بالعقل. أعني أنه إذا ادعى من تظهر على يديه دعوى كاذبة، أنه لا يظهر على يديه المعجز. لكن، كما قلنا، لما كان لا يظهر من الممتنع أنها لا تظهر إلا على أيدي الفاضلين الذين يعنى الله بهم، وهؤلاء إذا كذبوا ليسوا بفاضلين، فليس يظهر على أيديهم المعجز. ولكن ما في هذا المعنى من الإقناع لا يوجد فيمن يجوز ظهورها على يدي الساحر، فإن الساحر ليس بقاضل.
فهذا ما في هذه الطريقة من الضعف؛ ولهذا رأى بعض الناس أن الأحفظ لهذا الوضع أن يعتقد أنه ليس تظهر الخوارق إلا على أيدي الأنبياء، وأن السحر هو تخيل لا قلب عين. ومن هؤلاء من أنكر، لمكان هذا المعنى، الكرامات.
وأنت تتبين من حال الشارع صلى الله عليه وسلم أنه لم يدع أحدا من الناس ولا أمة من الأمم إلى الإيمان برسالته وبما جاء به بأن قدم على يدي دعواه خارقاً من خوارق الأفعال، مثل قلب عين من الأعيان أخرى. وما ظهر على يديه صلى الله عليه وسلم من الكرامات الخوارق، فإنما ظهرت في أثناء أحواله، من غير أن يتحدى بها. وقد يدلك على هذا قوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} إلى قوله: {قل سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا} [الإسراء: 90 - 93]. وقوله تعالى: {وما منعنا أن ترسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} [الإسراء: 59].
وإنما الذي دعا به الناس وتحداهم به هو الكتاب العزيز، فقال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} [الإسراء: 88]. وقال {فاتوا بعشر سور مثله مفتريات [هود: 13].
وإذا كان الأمر هكذا فخارقه صلى الله عليه وسلم الذي تحدى به الناس وجعله دليلاً على صدقه فيما ادعى من رسالته هو الكتاب العزيز.
الكشف عن مناهج الأدلة (100 - 101)
وقال ابن رشد: فمن هذه الأشياء يرى أن المتكلمين ذهب عليهم هذا المعنى من وجه دلالة المعجز. وذلك أنهم أقاموا الإمكان مقام الوجود، أعني الإمكان الذي هو جهل. ثم صححوا هذه القضية، أعني أن كل من وجد منه المعجز فهو الرسول وليس يصح هذا إلا أن يكون المعجز يدب على الرسالة نفسها وعلى المرسل. وليس في قوة الفعل العجيب الخارق للعوائد، الذي يرى الجميع أنه إلهي، أن يدل على وجود الرسالة دلالة قاطعة، إلا من جهة ما يعتقد أن من ظهرت عليه أمثال هذه الأشياء فهو فاضل، والفاضل لا يكذب. بل إنما يدل على أن هذا رسول إذ سلم أن الرسالة أمر موجود، وأنه ليس يظهر هذا الخارق على يدي أحد من الفاضلين إلا على يدي رسول.
وإنما كان المعجز ليس يدل على الرسالة لأنه ليس يدرك العقل ارتباطاً بينهما، إلا أن يعترف أن المعجز فعل من أفعال الرسالة، كالإبراء الذي هو فعل من أفعال الطب، فإنه من ظهر منه فعل الإبراء دل على وجود الطب، وأن ذلك الطبيب. فهذا أحد ما في هذه الاستدلال من الوهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا فإذا اعترفنا بوجود الرسالة على أن ننزل الإمكان الذي هو الجهل منزلة الوجود، وجعلنا المعجزة دالة على صدق الشخص المدعي الرسالة، وجب ضرورة أن لا تكون دلالتها لازمة لمن يجوز أن المعجز قد يظهر على يدي غير رسول، على ما يفعله المتكلمون، لأنهم يجوزون ظهورها على يدي الساحر، وعلى يدي الولي.
الكشف عن مناهج الأدلة (99)
قال شيخ الإسلام: ولما أرادوا إثبات معجزات الأنبياء عليهم السلام وأن الله سبحانه لا يظهرها على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء فتقوا فتقا فقالوا لو جاز ذلك لزم أن لا يقدر على تصديق من ادعى النبوة وما لزم منه نفي القدرة كان ممتنعا فهذا هو المشهور عن الأشعري وعليه اعتمد القاضي أبو بكر وابن فورك والقاضي أبو يعلى وغيرهم وهو مبني على مقدمات أحدها أن النبوة لا تثبت إلا بما ذكروه من المعجزات وأن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة.
وأن إعلام الخلق بأن هذا نبي بهذا الطريق ممكن فلو قيل لهم لا نسلم أن هذا ممكن على قولكم فإنكم إذا جوزتم عليه فعل كل شيء وإرادة كل شيء لم يكن فرق بين أن يظهرها على يد صادق أو كاذب ولم يكن إرسال رسول يصدقه بالمعجزات ممكنا على أصلكم ولم يكن لكم حجة على جواز إرسال الرسول وتصديقه بالمعجزات إذ كان لا طريق عندهم إلا خلق المعجز وهذا إنما يكون دليلا إذا علم أنه إنما خلقه لتصديق الرسول وأنتم عندكم لا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء وسلك طائفة منهم طريقا آخر وهي طريقة أبي المعالي وأتباعه وهو أن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري وضربوا له مثلا بالملك وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم.
النبوات (1|482)
وقال شيخ الإسلام: وأما الطريق الثانية وهي أجود وهي التي اختارها أبو المعالي وأمثاله فهو أن دلالة المعجز على التصديق معلومة بالاضطرار وهذه طريقة صحيحة لمن اعتقد أن يفعل لحكمة وأما إذا قيل انه لا يفعل لحكمة انتفى العلم الاضطراري والأمثلة التي يذكرونها كالملك الذي جعل آية لرسوله أمرا خارجا عن عادته إنما دلت للعلم بأن الملك يفعل شيئا لشيء فإذا نفوا هذا بطلت الدلالة وكذلك دليل القدرة هو دليل صحيح لكن مع إثبات الحكمة فإنه سبحانه وتعالى قادر على أن يميز بين الصادق والكاذب إذ كان قادرا على أن يهدي عباده إلى ما هو أدق من هذا فهداهم إلى أسهل لكن هذا يستلزم إثبات حكمته ورحمته فمن لم يثبت له حكمة ورحمة امتنع عليه العلم بشيء من أفعاله الغائبة وأيضا فآيات الأنبياء تصديق بالفعل فهي تدل إذا علم أن من صدقه الرب فهو صادق وذلك يتضمن تنزيهه عن الكذب وعلى أصلهم لا يعلم ذلك فإن ما يخلقه من الحروف والأصوات عندهم هو مخلوق من المخلوقات فيجوز أن يتكلم كلاما يدل على شيء وقد أراد به شيئا آخر فإن هذا من باب المفعولات عندهم.
النبوات (2|932)
المسألة الثانية والعشرون: نقد الغزالي
قال ابن رشد: وأول من غير هذا الدواء الأعظم هم الخوارج، ثم المعتزلة بعدهم، ثم الأشعرية، ثم الصوفية، ثم جاء أبو حامد فطم الوادي على القرى. وذلك أنه صرح بالحكمة كلها للجمهور، وبآراء الحكماء، على ما أداه إليه فهمه. وذلك في كتابه الذي سماه بـ ((المقاصد)) فزعم أنه إنما ألف هذا الكتاب للرد عليهم. ثم وضع كتابه المعروف بـ ((تهافت الفلاسفة))، فكرهم فيه في مسائل ثلاثة، من جهة خرقهم فيها للإجماع كما زعم، وبدعهم في مسائل. وأتى فيه بحجج مشككة، وشبه محيرة، أضلت كثيراً من الناس عن الحكمة وعن الشريعة. ثم قال في كتابه المعروف بـ ((جواهر القرآن)) إن الذي أثبته في كتاب ((التهافت)) هي أقاويل جدلية وإن الحق إنما أثبته في ((المضنون به على غير أهله)). ثم جاء في كتابه المعروف بـ ((مشكاة الأنوار))، فذكر فيه مراتب العارفين بالله، فقال: إن سائرهم محجوبون إلا الذين اعتقدوا أن الله سبحانه غير محرك السماء الأولي، وهو الذي صدر عنه هذا المحرك. وهذا تصريح منه باعتقاد مذاهب الحكماء في العلوم الإلهية. وهو قد قال في غير ما موضع إن علومهم الإلهية في
(يُتْبَعُ)
(/)
تخمينات، بخلاف الأمر في سائر علومهم. وأما في كتابه الذي سماه بـ ((المنقذ من الضلال))، فأنحى فيه على الحكماء، وأشار إلى أن العلم إنما يحصل بالخلو والفكرة، وأن هذه المرتبة هي من جنس مراتب الأنبياء في العلم.
وكذلك صرح بذلك بعينه في كتابه الذي سماه بـ ((كيمياء السعادة)).
الكشف عن مناهج الأدلة (72 - 75)
المسألة الثالثة والعشرون: نفي الحكمة
قال ابن رشد: وإنما صارت مبطلة للحكمة لأن الحكمة ليست شيئاً أكثر من معرفة أسباب الشيء. وإذا لم يكن للشيء أسباب ضرورية تقتضي وجوده على الصفة التي هو بها ذلك النوع موجود، فليس ها هنا معرفةٌ يختص بها الحكيم الخالق دون غيره. كما أنه لو لم تكن ها هنا أسباب ضرورية في وجود الأمور المصنوعة، لم تكن هنالك صناعة أصلاً، ولا حكمة تنسب إلى الصانع دون من ليس بصانع. وأي حكمة كانت تكون في الإنسان لو كانت جميع أفعال وأعماله يمكن أن تتأتي بأي عضو اتفق، أو بغير عضو، حتى يكون الإبصار مثلاً يتأتى بالإذن كما يتأتى بالعين، والشم بالعين كما يتأتى بالأنف؟ وهذا كله إبطال للحكمة وإبطال للمعنى الذي سمَّى به نفسه، تعالى وتقدست أسماؤه عن ذلك.
الكشف عن مناهج الأدلة (37 - 38)
وقال ابن رشد: وينبغي أن تعلم أن هذا النوع من الاستدلال في غاية المضادة للاستدلال الذي زعمت الأشعرية أنه الطريق إلى معرفة الله سبحانه. وذلك أنهم زعموا أن دلالة الموجودات على الله تبارك وتعالى، ليس من أجل حكمة فيها تقتضي العناية، ولكن من قبل الجواز، أي من قبل يظهر في جميع الموجودات أنه جائز في العقل أن يكون بهذه الصفة وبضدها. فإنه إن كان هذا الجواز على السواء، فليس ها هنا حكمة، ولا توجد ها هنا موافقة أصلاً بين الإنسان وبين أجزاء العالم.
وذلك أنه إن كان يمكن على زعمهم أن تكون الموجودات على غيرها ما هي عليه، كوجودها على ما هي عليه، فليس ها هنا موافقة بين الإنسان وبين الموجودات التي امتن عليه الله بخلقها، وأمره بشكره عليها. فإن هذا الرأي يلزمه أن يكون إمكان خلق الإنسان جزءاً من هذا العالم كإمكان خلقة في الخلاء، مثلاً، الذي يرون أنه موجود. بل والإنسان عندهم يمكن أن يكون بشكل آخر، وخلقة أخرى، ويوجد عنه فعل الإنسان. وقد يمكن عندهم أن بشكل آخر، وخلقة أخرى، ويوجد عنه فعل الإنسان. وقد يمكن عندهم أن يكون جزءاً من عالم آخر مخالف بالحد والشرح العالم، فلا تكون نعمة ها هنا يمتن بها على الإنسان، لأن ما ليس بضروري ولا جهة الأفضل في وجود الإنسان، فالإنسان مستغن عنه. وما هو مستغنى عنه فليس وجوده بإنعام عليه. وهذا كله خلاف ما في فطر الناس.
وبالجملة فكما أن من أنكر وجود المسببات مرتبة على الأسباب في الأمور الصناعية، أو لم يدكها فهمه، فليس عنده علم بالصناعة ولا الصانع، كذلك من جحد وجود ترتيب المسببات على الأسباب في هذا العالم، فقد جحد الصانع الحكيم تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً.
الكشف عن مناهج الأدلة (89 - 90)
قال شيخ الإسلام: فمن قال من أهل الكلام إنه لا يفعل الأشياء بالأسباب بل يفعل عندها لا بها ولا يفعل لحكمة ولا في الأفعال المأمور بها ما لأجله كانت حسنة ولا المنهي عنها ما لأجله كانت سيئة فهذا مخالف لنصوص القرآن والسنة وإجماع الأمة من السلف.
وأول من قاله في الإسلام جهنم بن صفوان الذي أجمع الأمة على ضلالته فإنه أول من أنكر الأسباب والطبائع كما أنه أول من ظهر عنه القول بنفي الصفات وأول من قال بخلق كلام الله وإنكار رؤيته في الآخرة.
ونصوص الكتاب والسنة في إبطال هذا كثيرة جدا كقوله {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} فسلب النار طبيعتها وقوله {لنخرج به حبا ونباتا} وقوله {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا} فأخبر أن الرياح تقل السحاب أي تحمله فجعل هذا الجماد فاعلا بطبعه وقال {اهتزت وربت} {وأنبتت} فجعلها فاعلة بطبعها وقوله {فأنبتنا فيها من كل زوج كريم} وهو الكثير المنفعة والزوج الصنف.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأدلة في ذلك كثيرة يخبر فيها أنه يخلق بالأسباب والحكم وأخبر أنه قائم بالقسط وأنه لا يظلم الناس شيئا فلا يضع شيئا في غير موضعه ولا يسوي بين مختلفين ولا يفرق بين متماثلين كما قال {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم}؟ الآية وقال {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض} الآية وقال {أفنجعل المسلمين كالمجرمين} الآية وقال {وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات} الآية وغيرها كثير.
مجموع الفتاوى (|193)
وقال ابن القيم رحمه الله: وقد أثنى على عباده المؤمنين حيث نزهوه عن إيجاد الخلق لا لشيء ولا لغاية فقال تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً} [آل عمران:191]. وأخبر أن هذا ظن أعدائه لا ظن أوليائه فقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [ص:27]، وكيف يتوهم أنه عرفه من يقول أنه لم يخلق لحكمة مطلوبة له, ولا أمر لحكمة ولا نهى لحكمة, وإنما يصدر الخلق والأمر عن مشيئة وقدرة محضة لا لحكمة ولا لغاية مقصودة, وهل هذا إلا إنكار لحقيقة حمده بل الخلق والأمر إنما قام بالحكم والغايات فهما مظهران بحمده وحكمته؛ فإنكار الحكمة إنكار لحقيقة خلقه وأمره؛ فإن الذي أثبته المنكرون من ذلك ينزه عنه الرب ويتعالى عن نسبته إليه فإنهم أثبتوا خلقاً وأمراً لا رحمة فيه ولا مصلحة ولا حكمة، بل يجوز عندهم أو يقع أن يأمر بما لا مصلحة للمكلف فيه البتة وينهى عما فيه مصلحة والجميع بالنسبة إليه سواء، ويجوز عندهم أن يأمر بكل ما نهى عنه وينهى عن جميع ما أمر به, ولا فرق بين هذا وهذا إلا لمجرد الأمر والنهي, ويجوز عندهم أن يعذب من لم يعصه طرفة عين بل أفنى عمره في طاعته وشكره وذكره، وينعم على من لم يطعه طرفة عين بل أفنى عمره في الكفر به والشرك والظلم والفجور. فلا سبيل إلى أن يعرف خلاف ذلك منه إلا بخبر الرسول, وإلا فهو جائز عليه, وهذا من أقبح الظن وأسوأه بالرب سبحانه وتنزيهه عنه كتنزيهه عن الظلم والجور بل هذا هو عين الظلم الذي يتعالى الله عنه.
والعجب العجاب أن كثيراً من أرباب هذا المذهب ينزهونه عما وصف به نفسه من صفات الكمال ونعوت الجلال، ويزعمون أن إثباتها تجسيم وتشبيه ولا ينزهونه عن هذا الظلم والجور, ويزعمون أنه عدل وحق وأن التوحيد عندهم لا يتم إلا به كما لا يتم إلا بإنكار استوائه على عرشه وعلوه فوق سماواته، وتكلمه وتكليمه، وصفات كماله فلا يتم التوحيد عند هذه الطائفة إلا بهذا النفي وذلك الإثبات والله ولي التوفيق.
"شفاء العليل" (2/ 588).
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 10:07]ـ
المسألة الرابعة والعشرون: إنكار الأسباب
قال ابن رشد: أما إنكار وجود الأسباب الفاعلة التي تشاهد في المحسوسات فقول سفسطائي: والمتكلم بذلك إما جاحد بلسانه لما في جنانه , وإما منقاد لشبهة سفسطائية عرضت له في ذلك. ومن ينفي ذلك فليس يقدر أن يقدر أن يعترف أن كل فعل لا بد له من فاعل وأما أن هذه الأسباب مكتفية بنفسها في الأفعال الصادرة عنها , أو إنما تتم أفعالها بسبب من خارج: إما مفارق , وإما غير مفارق فأمر ليس معروفاً بنفسه ,وهو مما يحتاج إلى بحث وفحص كثير.وإن ألفوا هذه الشبهة في الأسباب الفاعلة التي يحس أن بعضها يفعل بعضاً لموضع ما ههنا من المفعولات التي لا يحس فاعلها , فإن ذلك ليس بحق , فإن التي لا تحس أسبابها إنما صارت مجهولة ومطلوبة ,من أنها لا يحس لها أسباب.فإن كانت الأشياء التي لا تحس لها أسباب مجهولة بالطبع , ومطلوبة فما ليس بمجهول فأسبابه محسوسة ضرورة. وهذا من فعل من لا يفرق بين المعروف بنفسه والمجهول. فما أتى به في هذا الباب مغلطة سفسطائية. وأيضا , فماذا يقولون في الأسباب الذاتية التي لا يفهم الموجود إلا بفهمها , فإنه من المعروف بنفسه أن للأشياء ذوات وصفات , هي التي اقتضت الأفعال الخاصة بموجود موجود.وهي التي من قبلها اختلفت ذوات الأشياء وأسماؤها وحدودها. فلو لم يكن لموجود موجود فعل يخصه , لم يكن له طبيعة تخصه , ولو لم يكن له طبيعة تخصه , لما كان له اسم يخصه ولا حدّ. وكانت الأشياء كلها شيئاً واحداً، ولا شيئاً واحداً. لأن ذلك الواحد يسأل عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل له فعل واحد يخصه؟ أو انفعال يخصه؟ أو ليس له ذلك؟ فإن كان له فعل يخصه فهنا أفعال خاصة صادرة عن طبائع خاصة. وإن لم يكن له فعل يخصه واحد، فالواحد ليس بواحد. وإذا ارتفعت طبيعة الواحد ارتفعت طبيعة الموجود، وإذا ارتفعت طبيعة الموجود لزم العدم. وأما هل الأفعال الصادرة عن موجود ضرورية الفعل فيما شأنه أن يفعل فيه، أو هي أكثرية، أو فيها الأمران جميعاً، فمطلوب يستحق الفحص عنه. فإن الفعل والانفعال الواحد بين كل شيئين من الموجودات إنما يقع بإضافة ما من الإضافات التي لا تتناهى. فقد تكون إضافة تابعة لإضافة ولذلك لا يقطع على أن النار إذا دنت من جسم حساس فعلت. ولا بد لأنه لا يبعد أن يكون هنالك موجود يوجد له إلى الجسم الحساس إضافة تعوق تلك الإضافة الفاعلة للنار، مثل ما يقال في حجر الطلق وغيره. لكن هذا ليس يوجب سلب النار صفة الإحراق ما دام باقياً لها اسم النار وحدها. وأما أن الموجودات المحدثة لها أربعة أسباب: فاعل ومادة وصورة وغاية، فذلك شيء معروف بنفسه. وكذلك كونها ضرورية في وجود المسببات، وبخاصته التي هي جزء من الشيء المسبب، أعني: التي سموها قوم مادة، وقوم شرطاً ومحلاً، والتي يسميها قوم صورة، وقوم صفة نفسية. والمتكلمون يعترفون بأن ههنا شروطاً هي ضرورية في حق المشروط، مثل ما يقولون: إن الحياة شرط في العلم. وكذلك يعترفون بأن للأشياء حقائق وحدود، وأنها ضرورية في وجود الموجود. ولذلك يطردون الحكم في ذلك الشاهد والغائب على مثال واحد. وكذلك يفعلون في اللواحق اللازمة لجوهر الشيء، وهو الذي يسمونه الدليل، مثل ما يقولون: إن الإتقان في الموجود يدل على كون الفاعل عاقلاً، وكون الموجود مقصوداً به غاية ما، يد على أن الفاعل له عالم ب والعقل ليس هو شيء أكثر من إدراكه الموجودات بأسبابها، وبه يفترق من سائر القوى المدركة. فمن رفع الأسباب فقد رفع العقل. وصناعة المنطق تضع وضعاً أن ههنا أسباباً ومسببات، وأن المعرفة بتلك المسببات لا تكون على التمام إلا بمعرفة أسبابها. فرفع هذه الأشياء هو مبطل للعلم ورفع له. فإنه يلزم ألا يكون ههنا شيء معلوم أصلاً علماً حقيقياً، بل إن كان فمظنون، ولا يكون ههنا برهان ولا حد أصلاً، وترتفع أصناف المحمولات الذاتية التي منها تأتلف البراهين؛ ومن يضع أنه ولا علم واحد ضروري، يلزمه ألا يكون قوله هذا ضرورياً. وأما من يسلم أن ههنا أشياء بهذه الصفة، وأشياء ليست ضرورية وتحكم النفس عليها حكماً ظنياً، وتوهم أنها ضرورية وليست ضرورية، فلا ينكر الفلاسفة ذلك. فإن سموا مثل هذا عادة جاز، وإلا فما أدرى ما يريدون باسم العادة؟ هل يريدون أنها عادة الفاعل، أو عادة الموجودات، أو عادتنا عند الحكم على هذه الموجودات، ومحال أن يكون لله تعالى عادة، فإن العادة ملكة يكتسبها الفاعل، توجب تكرر الفعل منه على الأكثر، والله عز وجل يقول: {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْديلاً (62)} {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً (43)}. وإن أرادوا أنه عادة للموجودات، فالعادة لا تكون إلا لذي نفس. وإن كانت في غير ذي نفس، فهي في الحقيقة طبيعة، وهذا غير ممكن، أعني: أن يكون للموجودات طبيعة تقتضي الشيء إما ضرورياً، وإما أكثرياً. وإما أن تكون عادة لنا في الحكم على الموجودات. فإن هذه العادة ليست شيئاً أكثر من فعل العقل الذي يقتضيه طبع، وبه صار العقل عقلاً. وليس تنكر الفلاسفة مثل هذه العادة، فهو لفظ مموه إذا حقق لم يكن تحته معنى، إلا أنه فعل وضعي، مثل ما نقول: جرت عادة فلان أن يفعل كذا وكذا، يريد: أنه يفعله في الأكثر. وإن كان هذا هكذا، كانت الموجودات كلها وضعية، ولم يكن هنالك حكمة أصلاً من قبلها ينسب إلى الفاعل أنه حكيم. فكما قلنا: لا ينبغي أن يشك في أن هذه الموجودات قد تفعل بعضها بعضاً ومن بعض، وأنها ليست مكتفية بأنفسها في هذا الفعل، بل بفاعل من خارج فعله شرط في فعلها، بل في وجودها فضلاً عن فعلها.
تهافت التهافت (333 - 335)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن رشد: وقولهم: إن الله أجرى العادة بهذه الأسباب وأنه ليس تأثير في المسببات بإذنه، قول بعيد جداً عن مقتضى الحكمة، بل هو مبطل لها. لأن المسببات إن كان يمكن أن توجد من غير هذه الأسباب على حد ما يمكن أن توجد بهذه الأسباب فأي حكمة في وجودها عن هذه الأسباب؟! وذلك أن وجود المسببات عن الأسباب، عن الأسباب، لا يخلو من ثلاثة أو جه:
إما أن يكون وجود الأسباب لمكان المسببات من الاضطرار، مثل كون الإنسان متغذياً.
وأما أن يكون من أجل الأفضل، أعني لتكون المسببات بذلك أفضل وأتم، مثل كون الإنسان له عينان.
وإما أن يكون ذلك لا من جهة الأفضل من الاضطرار، فيكون وجود المسببات عن الأسباب بالاتفاق وبغير قصد، فلا تكون هنالك حكمة أصلا، ولا تدل على صانع أصلا، بل إنما تدل على الاتفاق.
وذلك أنه إن كان مثلاً، ليس شكل يد الإنسان ولا عدد أصابعها ولا مقدارها ضرورياً، ولا من جهة الأفضل، في الإمساك الذي هو فعلها، وفي احتوائها على جميع الأشياء المختلفة الشكل، وموافقتها لإمساك آلات الصانع، فوجود أفعال اليد عن شكلها وعدد أجزائها ومقدارها، وهو بالاتفاق. ولو كان ذلك كذلك لكان لا فرق بين أن يخص الإنسان باليد أو بالحافز، أو بغير ذلك مما يخص حيواناً حيواناً من الشكل الموافق لفعله.
وبالجملة متى رفعنا الأسباب والمسببات لم يكن ها هنا شيء يرد به على القائلين بالاتفاق. أعني الذين يقولون لا صانع ها هنا، وأن جميع ما حدث في هذا العالم إنما هو عن الأسباب المادية، لأن أحد الجائزين هو أحق أن يقع عن الاتفاق منه أن يقع عن فاعل مختار.
وذلك أنه إذا قال الأشعري إن وجود أحد الجائزين أو الجائزات هو دال علة أن هاهنا مخصصاً فاعلاً، كان لؤلئك أن يقولوا إن وجود الموجودات على أحد الجائزين أو الجائزات هو عن الاتفاق؛ إذ الإدارة إنما تفعل لمكان سبب من الأسباب. والذي يكون لغير عله ولا سبب هو عن الاتفاق؛ إذا كنا نرى أشياء كثيرة تحدث بهذه الصفة، مثل ما يعرض للأسطقسات أن تمزح امتزاجا ما بالاتفاق، فيحدث عن ذلك الامتزاج بالاتفاق موجود ما. ثم تمزح أيضاً امتواجاً آخر فيحدث بالاتفاق، عن ذلك الامتزاح بالاتفاق، موجود آخر، فتكون على هذا جميع الموجودات حادثه عن الاتفاق.
وأما نحن، فلما كنا نقول إنه واجب أن يكون ها هنا ترتيب ونظام، لا يمكن أن يوجد أتقن منه ولا أتم منه وأن الامتزاجات محدودة مقدرة، والموجودات الحادثة عنها واجبة، وأن هذه دائماً لا يخل، لم يمكن أن يوجد ذلك عن الاتفاق؛ لأن ما يوجد عن الاتفاق هو أقل ضرورة وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى: {صنع الله الذي أتقن كل شيء} [النمل: 88]. وأي إتقان يكون – ليت شعري – في الموجودات إن كانت على الجواز.لأن الجائز ليس هو أولى بالشيء من ضده. وإلى هذا الإشارة بقوله: {ماترى في خلق الرحمن من تفوت فارجع البصر هل ترى من فطور} [المالك: 3] وأي تفاوت أعظم من أن تكون الأشياء كلها يمكن أن توجد على صفة أخرى فوجدت على هذه، ولعل تلك الصفة المعدومة أفضل من الموجودة!؟
فمن زعم مثلاً أن الحركة الشرقية، لو كانت غريبة، والغربية شرقية، لم يكن في ذلك فرث في صنعة العالم، فقد أبطل الحكمة. وهو كمن زعم أنه لو كان اليمين من الحيوان شمالاً والشمال يميناً لم يكن في ذلك فرق في صنعة الحيوان. فإن أحد الجائزين، كما يمكن أن يقال فيه إنما وجد على أحد الجائزين من فاعل مختار، كذلك ممكن أن يقال إنه إنما وجد عن فاعلة على أحد الجائزين بالاتفاق: إذا كنا نرى كثيراً من الجائزات توجد على احد الجائزين عن فاعليها بالاتفاق.
وأنت تتبين أن الناس بأجمعهم يرون أن المصنوعات الخسيسة هي التي يرى الناس فيها أن كان يمكن أن تكون على غير ما صنعت عليه، حتى إنه ربما أدت الخساسة الواقعة في كثيرة من المصنوعات التي بهذه الصفة أن يظن انها حدث عن الاتفاق، وأنهم يرون أن المصنوعات الشريفة هي التي يرون فيها أنه ليس يمكن أن تكون على هيئة أتم وأفضل من الهيئة التي جعلها عليها صانعها. فإذن، هذا الرأي من آراء المتكلمين هو مضاد للشريعة والحكمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعنى ما قلناه، من أن القول بالجواز أن يدل على نفي الصانع من أن يدل على وجود، مع أنه ينفي الحكمة عنه، هو أنه متى لم يعقل أن هاهنا أوساطا بين المبادئ والغايات في المصنوعات، ترتب عليها وجود الغايات، لم بكن ها هنا نظام ولا ترتيب. وإذا لم يكن ها هنا نظام ولا ترتيب، لم يكن ها هنا دلالة على أن لهذه الموجودات فاعلاً مريداً عالماً. لأن الترتيب والنظام وبناء المسببات على الأسباب هو الذي يدل على أنها صدرت عن علم وحكمة. وأما وجود الجائز على أحد الجائزين، فيمكن أن يكون عن فاعل غير حكيم عن الاتفاق عنه، نثل أن يقع حجر على الأرض عن الثقل الذي فيه، فيسقط على جهة منه دون جهة، أو على موضع دون موضع، أو على وضع دون وضع. فإذن: هذا القول يلزم عنه ضرورة: إما إبطال وجود الفاعل على الإطلاق، وإما إبطال وجود فاعل حكيم عالم، تعالى الله وتقدست أسماؤه عن ذلك.
وأما الذي قاد المتكلمين من الأشعرية إلى هذا القول [فهو] الهروب من القول بفعل القوي الطبيعية التي ركبها الله تعالى في الموجودات التي ها هنا، كما ركب فيها النفوس وغير ذلك من الأسباب المؤثرة، فهربوا من القول بالأسباب لئلا يدخل عليهم القول بأن ها هنا أسباباً فاعلة غير الله. وهيهات! لا فاعل ها هنا إلا الله: إذ كان مخترع الأسباب مؤثرة، هو بإذنه وحفظه لوجودها. وسنبين هذا المعنى بياناً أكثر في مسألة القضاء والقدر.
وأيضاً فإنهم خافوا أن يدخل عليهم، من القول الأسباب الطبيعية، أن يكون العالم صادراً عن سبب طبيعي. ولو علموا أن الطبيعة مصنوعة، وأنه لا شيء أدل على الصانع من وجود موجود بهذه الصفة في الأحكام، لعلموا أن القائل بنفي الطبيعة قد أسقط جزءاً عظيماً من موجودات الاستدلال على وجود الصانع العالم، بجحده جزءاً من موجودات الله. ذلك أن من جحد جنساً من المخلوقات الموجودة، فقد جحد فعلاً من أفعال الخالق سبحانه. ويقرب هذا ممن جحد صفة من صفاته.
وبالجملة، فلما كان نظر هؤلاء القوم مأخوذا من بأدىء الرأي، وهي الظنون التي تخطر للإنسان من أول نظرة، وكان يظهر في بادئ الرأي أن اسم الإرادة إنما يطلق على من يقدر أن يفعل الشيء وضده، رأوا أنهم إن لم يضعوا أن الموجودات جائزة، لم يقدروا أن يقولوا بوجود فاعل مريد. فقالوا: إن الموجودات كلها جائزة، ليثبتوا من ذلك أن المبدأ الفاعل مريد. كأنهم لم يروا الترتيب الذي في الأمور الصناعية ضرورياً، وهو مع ذلك صادر عن فاعل مريد، وهو الصانع.
وهؤلاء القوم غفلوا عما يدخل عليهم من هذا القول من نفي الحكمة عن الصانع، أو دخول السبب الاتفاقي في الموجودات: فإن الأِشياء التي تفعلها الإرادة، لا لمكان شيء من الأشياء، أعني [لا] لمكان غاية من الغايات، هي عبث ومنسوبة إلى الاتفاق. ولو علموا كما قلنا، أنه يجب من جهة النظام الموجود في أفعال الطبيعة أن تكون موجودة عن صانع عالم، وإلا كان النظام فيها بالاتفاق، لما احتاجوا أن ينكروا أفعال الطبيعة، فينكروا جنداً من جند الله تعالى التي سخرها الله تعالى لإيجاد كثير من موجوداته بإذنه ولحفظها.
الكشف عن مناهج الأدلة (90 - 93)
المسألة الخامسة والعشرون: إنكارهم لطبائع الأشياء
وقال ابن رشد: هذه مزلة ممن ينسب إلى العلم أن العلم يأتي بمثل هذا التشبيه الباطل والعلة الكاذبة في كون النفوس مستشنعة لقسمة الفعل إلى الطبع وإلى الإرادة. فإن أحداً لا يقول نظر بعينه وبغير عينه , وهو يعتقد أن هذا قسمة للنظر , وإنما يقول نظر بعينه تقريراً للنظر الحقيقي , وتبعيداً له من أن يفهم من النظر المجازي. ولذلك قد يرى العقل أنه إذا فهم من رآه أنه المعنى الحقيقي من أول الأمر , أن تقييده النظر بالعين قريب من أن يكون هدراً. وأما إذا قال: فعل بطبعه وفعل باختياره , فلا يختلف أحد من العقلاء أن هذه قسمة للفعل. ولو كان قوله فعل بإراداته مثل قوله نظر بعينه لكان قوله فعل بطبعه مجازاً. والفاعل بالطبع أثبت فعلاً في المشهور من الفاعل بالإرادة , لأن الفاعل بالطبع لا يخل بفعله , وهو يفعل دائماً والفاعل بالإرادة ليس كذلك , ولذلك لخصومهم أن يعكسوا عليه عليهم فيقولوا: بل قوله فعل بطبعه هو مثل قوله نظر بعينه , وقوله فعل بإرادته مجاز, سيما على مذهب الأشعرية الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
يرون أن الأنسان ليس له اكتساب , ولا له فعل مؤثر في الموجودات. فإن كان الفاعل الذي في الشاهد هكذا , فمن أين ليت شعري قيل: إن رسم الفاعل الحقيقي في الغائب هو أن يكون عن علم وإرادة.
تهافت التهافت (130)
وقال ابن رشد: ونحن نقول: إنه لولا القوى التي في أجسام الحيوان والنبات والقوى السارية في ها العالم مكن حركات الأجرام السماوية لما أمكن أن تبقى أصلا، ولا طرفة عين. فسبحان اللطيف الخبير. وقد نبه الله تعالى على ذلك في غير ما آية من كتابه، فقال تعالى: {وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر} [النحل: 12]. وقوله تعالى: {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيمة} [القصص: 71]. وقوله تعالى {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله} [القصص: 73] وقوله تعالى: {وسخر لكم مافي السموت ومافي الأرض جمعيا منه} [الجاثية: 13]. وقوله: {وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار} [إبراهيم: 33]. إلى غير ذلك من الآيات التي في هذا المعنى. ولو لم يكن لهذه تأثير فيما ها هنا لما كان في وجودها حكمة امتن بها علينا. ولا جعلت من النعم التي يخصنا شكرها.
وأما الجواب الثاني: فإنا نقول: إن الموجودات الحادثة، منها ما هي جواهر وأعيان، ومنها ما هي حركات وسخونة وبرودة وبالجملة أعراض. فأما الجواهر والأعيان فليس يكون اختراعها إلا عن الخالق سبحانه. وما يقترن بها من الأسباب فإنما يؤثر في أعراض تلك الأعيان لا في جواهرها. مثال ذلك أن المني إنما يفيد من المرأة أو دم الطمث حرارة فقط، وأما خلقة الجنين ونفسه التي هي الحياة فإنما المعطي لها الله تبارك وتعالى. كذلك الفلاح إنما يفعل في الأرض تخميراً وإصلاحاً ويبذر فيها الحب. وأما المعطي لخلقة السنبلة فهو الله تبارك وتعالى.
فإذن: على هذا لا خالق إلا الله تعالى: إذ كانت المخلوقات في الحقيقة هي الجواهر. وإلى هذا المعنى أشار بقوله تعالى: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب} [الحج: 73]. وهذا هو الذي رام أن يغالط فيه الكافر إبراهيم عليه السلام حين قال: {أنا أحي وأميت} [البقرة: 258]. فلما رأى إبراهيم عليه السلام أنه لا يفهم هذا المعنى انتقل معه إلى دليل قطعة به فقال {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب} [البقرة 258].
وبالجملة فإذا فهم الأمر هكذا في الفاعل والخالق، لم يعرض من ذلك تعارض لا في السمع ولا في العقل. ولذلك ما نرى أن اسم الخالق أخص بالله تعالى من اسم الفاعل، لأن اسم الخالق لا يشركه فيه المخلوق، لا باستعارة قريبة ولا بعيدة: إذ كان معنى الخالق هو المخترع للجواهر. ولذلك قال تعالى: {والله خلقكم وما تعلمون} [الصافات: 96].
وينبغي أن تعلم أن من جحد كون الأسباب مؤثرة بإذن الله في مسبباتها، أنه قد أبطل الحكمة وأبطل العلم. وذلك أن العلم هو معرفة الأشياء بأسبابها، والحكمة هي المعرفة بالأسباب الغائية. والقول بإنكار الأسباب جملة قول غريب جداً عن طباع الناس. والقول بنفي الأسباب في الشاهد ليس له سبيل إلى إثبات سبب فاعل في الغائب، لأن الحكم على الغائب من ذلك إنما يكون من قبل الحكم بالشاهد. فهؤلاء لا سبيل لهم إلى معرفة الله تعالى، إذ يلزمهم ألا يعترفوا بأن كل فعل له فاعل.
وإذا كان هذا هكذا، فليس يمكن، من إجماع المسلمين على أنه لا فاعل إلا الله سبحانه، أن يفهم نفي وجود الفاعل بتة في الشاهد، إذ من وجود الفاعل في الشاهد استدللنا على وجود الفاعل في الغائب. لكن لما تقرر عندنا الغائب تبين لنا من قبل المعرفة بذاته أن كل ما سواه فليس فاعلا إلا بإذنه وعن مشيئته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد تبين من هذا على أي وجه يوجد لنا اكتساب. وأن من قال بأحد الطرفين من هذه المسألة فهو مخطئ، كالمعتزلة والجبرية وأما المتوسط الذي تروم الأشعرية أن تكون هي صاحبة الحق بوجوده، فليس له وجود أصلا. إذ لا يجعلون للإنسان من اسم الاكتساب إلا الفرق الذي يدركه الإنسان بين حركة يده عن الرعشة وتحريك يده باختياره. فإنه لا معنى لاعترافهم بهذا الفرق إذا قالوا: إن الحركتين ليستا من قبلنا، لأنه إذا لم تكونا من قبلنا، فليس لنا قدرة على الامتناع منهما، فنحن مضطرون. فقد استوت حركة الرعشة والحركة التي يسمونها كسبية في المعنى. ولم يكن هنالك فرق إلا في اللفظ فقط والاختلاف في اللفظ ليس يوجب حكما في الذوات. وهذا كله بين بنفسه.
الكشف عن مناهج الأدلة (113 - 115)
المسألة السادسة والعشرون: كسب الأشعري
قال ابن رشد: وأما الأشعرية فإنهم راموا أن يأتوا بقول وسط بين القولين، فقالوا: إن للإنسان كسباً وإن المكتسب به والمكسب مخلوقان لله تعالى. وهذا لا معنى له. فإنه إذا كان الاكتساب والمكتسب ومخلوقان لله سبحانه، فعبد ولا بد مجبور على اكتسابه. فهذا هو أحد أسباب الاختلاق في هذه المسألة.
وللاختلاف كما قلنا سبب آخر سوى السمع، وهو تعارض الأدلة العقلية في هذه المسألة. وذلك أنه إذا فرضنا أن الإنسان موجد لأفعاله وخالق لها، وجب أن يكون هاهنا أفعال ليس تجري على مشيئة الله تعالى ولا اختياره، فيكون ها هنا خالق غير الله. قالوا وقد أجمع المسلمون على أنه لاخالق إلا الله سبحانه. وإن فرضناه أيضاً غير مكتسب لأفعاله وجب أن يكون مجبوراً عليها , فإنه لا وسط بين الجبر والاكتساب. وإذا كان الإنسان مجبوراًَ على أفعاله فالتكليف هو من باب ما لا يطاق. وإذا كلف الإنسان ما لا يطيق لم يكن فرق بين تكليفه وتكليف الجماد، لأن الجماد ليس له استطاعة. وكذلك الإنسان ليس له فيما لا يطيق استطاعة. ولهذا صار الجمهور إلى أن الاستطاعة شرط من شروط التكليف كالعقل سواء.
ولهذا نجد أبا المعالى قد قال في ((النظامية)): إن للإنسان اكتساباً لأفعاله واستطاعة على الفعل. وبناه على امتناع تكليف ما لا يطاق لكن من غير الجهة التي منعته المعتزلة. وأما قدماء الأشعرية فجوزوا تكليف ما لا يطاق هربا من الأصل الذي من قبله نفته المعتزلة، وهو كونه قبيحاً في العقل. وخالفهم المتأخرون منهم.
وأيضاً فإنه إذا لم يكن للإنسان اكتساب كان الأمر بالأهبة لما يتوقع من الشرور لا معنى له. وكذلك الأمر باجتلاب الخيرات. فتبطل أيضاً الصنائع كلها التي مقصود منها أن تجتلب، كصناعة الفلاحة وغير ذلك من الصنائع التي يطلب بها المنافع. وكذلك تبطل جميع الصنائع التي يقصد بها الحفظ ودفع المضار كصناعة الحرب والملاحة والطب وغير ذلك. وهذا كله خارج عما يعقله الإنسان. فإن قيل: فإذا كان الأمر هكذا فكيف يجمع بين هذا التعارض الذي يوجد في المسموع نفسه وفي المعقول نفسه؟
قلنا: الظاهر من مقصد الشرع ليس هو تفريق هذين الاعتقادين. وإنما قصده الجمع بينهما على التوسط الذي هو الحق في هذه المسألة. وذلك أنه يظهر أن الله تبارك وتعالى قد خلق لنا قوى نقدر بها أن نكتسب أشياء هي أضداد. لكن لما كان الاكتساب لتلك الأشياء ليس يتم لنا إلا بمواتاة الأسباب التي سخرها الله لنا من خارج، وزوال العوائق عنها، كانت الأفعال المنسوبة إلينا تتم بالأمرين جمعياً. وإذا كان ذلك كذلك فالأفعال المنسوبة إلينا أيضاً إنما يتم فعلها بإرادتنا وموافقة الأفعال التي من خارج لها، وهي المعبر عنها بقدر الله. وهذه الأسباب التي سخرها الله من خارج ليست هي متممة للأفعال التي نروم فعلها أو عائقة عنها فقط، بل وهي السبب في أن نريد أحد المتقابلين. فإن الإرادة إنما هي شوق يحدث لنا عن تخيل ما، أو تصديق بشيء. وهذا التصديق ليس هو لاختيارنا، بل هو شيء يعرض لنا عن الأمور التي من خارج،مثال ذلك أنه إذا ورد علينا أمر مشتهى من خارج اشتهيناه بالضرورة من غير اختيار، فتحركنا إليه. وكذلك إذا طرأ علينا أمر مهروب عنه من خارج كرهناه بالضرورة، فهربنا منه. وإذا كان هكذا فإرادتنا محفوظة بالأمور التي من خارج ومربوطة بها. وإلى هذا الإشارة بقولة تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه
(يُتْبَعُ)
(/)
من أمر الله} [الرعد: 11].
ولما كانت الأسباب التي من خارج تجري على نظام محدود وترتيب منضود، لا تخل في ذلك، بحسب ماقدرها بارئها عليه، وكانت إرادتنا وأفعالنا لا تتم ولا توجد بالجملة إلا بموافقة الأسباب التي من خارج، فواجب أن تكون أفعالنا تجري على نظام محدود. أعني: أنها توجد في أوقات محدودة ومقدار محدود.
وإنما كان ذلك واجباً، لأن أفعالنا تكون مسببة عن تلك الأسباب التي من خارج. وكل مسبب يكون عن أسباب محدودة مقدرة، فهو ضرورة محدود مقدار. وليس يلفى هذا الارتباط بين أفعالنا والأسباب التي من خارج فقط , بل وبينها وبين الأسباب التي خلقها الله تعالى في داخل أبداننا.
والنظام المحدود الذي في الأسباب الداخلة والخارجية، أعني التي لا تخل، هو القضاء والقدر الذي كتبه الله تعالى على عباده. وهو اللوح المحفوظ. وعلم الله تعالى بهذه الأسباب. وبما يلزم عنها هة العلة في وجود هذه الأسباب. ولذلك كانت هذه الأسباب لا يحيط بمعرفتها إلا الله وحده. ولذلك كان هو العالم بالغيب وحده على الحقيقة، كما قال تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله} [النمل:65]. وإنما كانت معرفة الأسباب هو العلم بالغيب لأن الغيب هو معرفة وجود الموجود في المستقبل، أولا وجوده.
ولما كان ترتيب الأسباب ونظامها هو الذي يقتضي وجود الشيء في وقت ما، أو عدمه في ذلك الوقت، وجب أن يكون العلم بأسباب شيء ما هو العلم بوجود ذلك الشيء، أو عدمه في وقت ما. والعلم بالأسباب على الإطلاق هو العلم بما يوجد منها أو ما يعدم في وقت من جميع الزمان. فسبحان من أحاط اختراعاً وعلماً بجميع أسباب جميع أسباب جميع الموجودات. وهذه هي مفاتح الغيب المعنية في قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} [الأنعام: 59].
وإذا كان هذا كله كما وصفنا، فقد تبين لك كيف لنا اكتساب، وكيف جميع مكتسباتنا بقضاء وبقدر سابق. وهذا الجمع هو الذي قصده الشرع بتلك الآيات العامة والأحاديث، التي يظن بها التعارض، وهي إذ خصصت عموماتها بهذا المعنى انتفى عنها التعارض. وبهذا أيضاً تنحل جميع الشكوك التي قيلت في ذلك. أعني: الحجج المتعارضة العقلية، أعني: أن كون الأشياء الموجودة عن إرادتنا يتم وجودها بالأمرين جميعاً، أعني: بإرادتنا وبالأسباب التي من خارج. فإذا نسبت الأفعال إلى واحد من هذين على الإطلاق لحقت الشكوك المتقدمة.
فإن قيل: هذا جواب حسن، يوافق الشرع فيه العقل. ولكن هذا القول هو مبني على أن ها هنا أسباباً فاعلة لمسببات مفعولة، والمسلمون قد اتفقوا على أن لا فاعل إلا الله؟
قلنا: ما اتفقوا عليه صحيح. ولكن على هذا جوابان.
أحدهما: أن الذي يمكن أن يفهم من هذا القول هو أحد أمرين: إما أنه لا فاعل إلا الله تبارك وتعالى وأن ما سواه من الأسباب التي يسخرها ليست تسمى فاعلة إلا مجازاً، إذ كان وجودها إنما هو به، وهو الذي صيرها موجودة أسباباً، بل هو الذي يحفظ وجودها في كونها فاعلة، ويحفظ مفعولاتها بعد فعلها ويخترع جواهرها عند اقتران الأسباب بها. وكذلك يحفظها هو في نفسها. ولولا الحفظ الإلهي لها لما وجدت زماناً مشاراً إليه، أعني: لما وجدت في أقل زمان يمكن أن يدرك أنه زمان.
وأبو حامد يقول إن مثال من يشرك سبباً من الأسباب مع الله تعالى في اسم الفاعل والفعل مثال من يشرك في فعل الكتابة القلم مع الكاتب، أعني أن يقول: إن القلم كاتب، وأن الإنسان كاتب. أي كما اسم الكتابة مقول باشتراك الاسم عليهما، أعني أنهما معنيان لا يشتركان إلا في اللفظ فقط، وهما في أنفسهما في غاية التباين، وكذلك الأمر في اسم الفاعل إذا أطلق على الله تبارك وتعالى وإذا أطلق على سائر الأسباب.
ونحن نقول: إن في هذا التمثيل تسامحاً. وإنما كان يكون التمثيل بينا لو كان الكاتب هو المخترع لجوهر القلم، والحافظ له ما دام قلماً، ثم الحافظ للكتابة بعد الكتب، والمخترع لها عند اقتران القلم به، وعلى ما سنبينه بعد من أن الله تعالى هو المخترع لجواهر جميع الأشياء التي تقترن بها أسبابها، التي جرت العادة أن يقال إنها أسباب لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الوجه المفهوم من أنه لا فاعل إلا الله هو مفهوم يشهد له الحس والعقل والشرع. أما الحس والعقل فإنه يرى أن ها هنا أشياء تتولد عنها أشياء، وأن النظام الجاري في الموجودات إنما هو من قبل أمرين: أحدهما: ماركب الله فيها من الطبائع والنفوس. الثاني: من قبل ما أحاط بها من الموجودات من خارج.
وأشهر هذه هي حركات الأجرام السماوية، فإنه يظهر أن الليل و النهار والشمس والقمر وسائر النجوم مسخرات لنا. وأنه لمكان النظام والترتيب الذي جعله الخالق في حركاتها، كان وجودنا ووجود ما ها هنا محفوظا بها، حتى إنه لو توهم ارتفاع واحد منها، أو توهم في غير موضعه، أو على غير قدره، أو في غير السرعة التي جعل الله فيه، لبطلت الموجودات التي عل وجه الأرض وذلك بحسب ما جعل الله في طباعها من ذلك وجعل في طباع ما ها هنا أن تتأثر عن ذلك. وذلك ظاهر جداً في الشمس والقمر، أعني تأثيرهما فيما ها هنا، وذلك بين في المياه والرياح والأمطار والبحار، وبالجملة في الأجسام المحسوسة. وأكثر ما يظهر ضرورة وجودها في حياة النبات وفي الكثير من الحيوان بل في جميع الحيوان بأسره.
وأيضاً فإنه يظهر أنه لولا القوى التي جعلها الله تعالى في أجسامنا من التغذي والإحساس لبطلت أجسامنا. كما نجد جالينوس وسائر الحكماء يعترفون بذلك، ويقولون: لولا القوى التي جعلها الله في أجسام الحيوان مدبره لها لما أمكن في أجسام الحيوان أن تبقى ساعة واحدة بعد إيجادها.
الكشف عن مناهج الأدلة (109 - 113)
المسألة السابعة والعشرون: في القضاء والقدر
قال ابن رشد: وهذه المسألة من أعوص المسائل الشرعية. وذلك أنه إذا تأملت دلائل السمع في ذلك وجدت متعارضة. وكذلك حجج العقول.
أما تعارض أدلة السمع في ذلك فموجود في الكتاب والسنة. أما في الكتاب فإنه تلفى فيه آيات كثيرة تدل بعمومها على أن كل شيء بقدر، وأن الإنسان مجبور على أفعاله. وتلفى فيه أيضا آيات كثيرة تدل على أن للإنسان اكتساباً بفعله، وأنه ليس مجبوراً على أفعاله.
أما الآيات التي تدل على أن الأمور كلها ضرورية، وأنه قد سبق القدر، فمنه قوله تعالى: {إنا كل شي خلقناه بقدر} [القمر:49]. وقوله: {وكل شيء عنده بمقدار} [الرعد: 8]. وقوله: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} [الحديد: 22] إلى غير ذلك من الآيات التي تتضمن هذا المعنى.
وأما الآيات التي تدل أن اللإنسان اكتساباً، وعلى أن الأمور في أنفسها ممكنة لا واجبة، فمثل قوله تعالى: {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير}. وقوله تعالى: {فبما كسبت أيديكم}
[الشورى:30] وقوله تعالى: {والذين كسبوا السيئات} [يونس:27]. وقوله: {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} [البقرة: 286]. وقوله تعالى: {وأما ثمود فهدينهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17].
وربما ظهر في الآية الواحدة التعارض في هذا المعنى، مثل قوله تعالى: {أو لما أصبتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} [آل عمران: 165]. ثم قال في هذه النازلة بعينها: {وما أصبكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله} [آل عمران: 166] ومثل ذلك قوله تعالى: {قل كل من عند الله} [النساء: 78].
وكذلك تلفى الأحاديث في هذا أيضا متعارضة. مثل قوله عليه السلام: ((كل مولود يولد الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه)). مثل قوله عليه السلام: ((خلقت هؤلاء للجنة وبأعمال أهل الجنة يعلمون، وخلقت هؤلاء للنار، وبأعمال أهل النار يعلمون)) فإن الحديث الأول يدل على أن سبب الكفر إنما هو المنشأ عليه، وأن الإيمان سببه جبلة الإنسان. والثاني يدل على أن المعصية والكفر هما مخلوقان لله، وأن العبد مجبور عليهما. ولذلك افترق المسلمون في هذا المعنى إلى فرقتين: فرقة اعتقدت أن اكتساب الإنسان هو سبب المعصية والحسنة، وأن لمكان هذا ترتب عليه العقاب والثواب، وهم المعتزلة. وفرقة اعتقدت نقيض هذا، وهو أن الإنسان مجبور على أفعاله ومقهور، وهم الجبرية.
الكشف عن مناهج الأدلة (107 - 109)
ومعلوم أن الأشاعرة في باب القدر جبرية , وهم في مقابل المعتزلة القدرية , وهدى الله أهل السنة للقول الوسط بين الإفراط والتفريط.
المسألة الثامنة والعشرون: الجور والعدل
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن رشد: وقد ذهبت الأشعرية في العدل والجور في حق الله سبحانه إلى رأي غريب جدا في العقل والشرع. أعني: أنها صرحت من ذلك بمعنى لم يصرح به الشرع، بل صرح بضده. وذلك أنهم قالوا:إن الغائب في هذا بخلاف الشاهد. وذلك أن الشاهد، زعموا، إنما اتصف بالعدل والجور، لمكان الحجر الذي عليه في أفعاله من الشريعة. فمتى فعل الإنسان شيئاً هو عدل بالشرع، كان عدلاً. ومن فعل ما وضع الشرع أنه جور فهو جائر. قالوا: وأما من ليس مكلفاً ولا داخلاً تحت حجر الشرع، فليس يوجد في حقه فعل هو جور أو عدل، بل كل أفعاله عدل. والتزموا أنه ليس ها هنا شيء هو في نفسه عدل، ولا شيء هو في نفسه جور.
وهذا في غاية الشناعة، لأنه ليس يكون ها هنا شيء هو في نفسه خير ولا شيء هو في نفسه شر. فإن العدل معروف بنفسه أنه خير وأن الجور شر، فيكون الشرك بالله ليس في نفسه جوراً ولا ظلماً، إلا من جهة الشرع. وأنه لو ورد الشرع بوجوب اعتقاد الشريك له لكان عدلاً. وكذلك لو ورد بمعصيته لكان عدلا. وهذا خلاف المسموع والمعقول.
وأما المسموع فإن الله اقد وصف نفسه في كتابه بالقسط، ونفى عن نفسه الظلم. فقال تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط} [آل عمران: 18]. وقال تعالى: {وما ربك بظلام للعبيد} [آل عمران: 182] وقال: {إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} [يونس: 44].
الكشف عن مناهج الأدلة (115 - 116)
وهي مسألة التحسين والتقبيح العقلي , فلم يوجبوا حسنا ولا قبحا بالعقل وكان من لازم ذلك أنهم جوزوا على الله تعالى أن يعذب المطيع وأن يثيب العاصي.
قال ابن القيم رحمه الله: وقد أثنى على عباده المؤمنين حيث نزهوه عن إيجاد الخلق لا لشيء ولا لغاية فقال تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً} [آل عمران:191]. وأخبر أن هذا ظن أعدائه لا ظن أوليائه فقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [ص:27]، وكيف يتوهم أنه عرفه من يقول أنه لم يخلق لحكمة مطلوبة له, ولا أمر لحكمة ولا نهى لحكمة, وإنما يصدر الخلق والأمر عن مشيئة وقدرة محضة لا لحكمة ولا لغاية مقصودة, وهل هذا إلا إنكار لحقيقة حمده بل الخلق والأمر إنما قام بالحكم والغايات فهما مظهران بحمده وحكمته؛ فإنكار الحكمة إنكار لحقيقة خلقه وأمره؛ فإن الذي أثبته المنكرون من ذلك ينزه عنه الرب ويتعالى عن نسبته إليه فإنهم أثبتوا خلقاً وأمراً لا رحمة فيه ولا مصلحة ولا حكمة، بل يجوز عندهم أو يقع أن يأمر بما لا مصلحة للمكلف فيه البتة وينهى عما فيه مصلحة والجميع بالنسبة إليه سواء، ويجوز عندهم أن يأمر بكل ما نهى عنه وينهى عن جميع ما أمر به, ولا فرق بين هذا وهذا إلا لمجرد الأمر والنهي, ويجوز عندهم أن يعذب من لم يعصه طرفة عين بل أفنى عمره في طاعته وشكره وذكره، وينعم على من لم يطعه طرفة عين بل أفنى عمره في الكفر به والشرك والظلم والفجور. فلا سبيل إلى أن يعرف خلاف ذلك منه إلا بخبر الرسول, وإلا فهو جائز عليه, وهذا من أقبح الظن وأسوأه بالرب سبحانه وتنزيهه عنه كتنزيهه عن الظلم والجور بل هذا هو عين الظلم الذي يتعالى الله عنه.
والعجب العجاب أن كثيراً من أرباب هذا المذهب ينزهونه عما وصف به نفسه من صفات الكمال ونعوت الجلال، ويزعمون أن إثباتها تجسيم وتشبيه ولا ينزهونه عن هذا الظلم والجور, ويزعمون أنه عدل وحق وأن التوحيد عندهم لا يتم إلا به كما لا يتم إلا بإنكار استوائه على عرشه وعلوه فوق سماواته، وتكلمه وتكليمه، وصفات كماله فلا يتم التوحيد عند هذه الطائفة إلا بهذا النفي وذلك الإثبات والله ولي التوفيق.
"شفاء العليل" (2/ 588).
هذا ملخص المسائل التي جمعتها من كلام ابن رشد , فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص والمتابعة في القول والعمل والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 10:15]ـ
بوركتَ يا شيخ عبد الباسط
متابعين لمقالاتك المباركة ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 11:01]ـ
جمع قيم أرجو من الله أن يثيبك اجر عدم الاستئثار به و بثه ... دمت عاملا
ـ[أبو مروان]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 11:07]ـ
ما شاء الله. مقالك يصلح رسالة علمية.
واصل أخي، وأقترح أن تنبهنا كذلك على مخالفات ابن رشد لعقيدة السلف إن وجدت بارك الله فيك. رجاء لا أمرا:)
ـ[اسير العلم]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 11:54]ـ
جزاكم الله خيراً وأجزل لكم المثوبة والعطاء ... آمين
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 07:11]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[إمام محمود]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 12:37]ـ
جمع قيم أرجو من الله أن يثيبك اجر عدم الاستئثار به و بثه ... دمت عاملا
آمين آمين
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 01:19]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(/)
فلقوا رؤوسنا بالدال
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 04:02]ـ
فلقوا رؤوسنا بالدال
من اهم الفوارق بين العلوم البحتة والعلوم الانسانية ان العلوم الانسانية يمكن تحصيلها بلا استاذ ولا جامعة و لا يمكن هذا مع البحتة
فانت لا يمكن ان تكون طبيبا او مهندسا بلا شهادة
لكن يمكن ان تكون فقيها و محدثا و مؤرخا و فيلسوفا وانت في بيتك شرط ان تقرا وتفهم
مثال بسيط الالباني رحمه الله الذي لا يوزن باحد من المحدثين ولا المعاصرين و لايقيسه من يعرف قدره الا بابن تيمية والائمة الاربعة ليس حاصلا على اي شهادة وليس له مشايخ
وغيره كثير
ومن الطبيعي ان اعلى شهادة وهي الدكتوراة لا بد ان تدور لها الرؤوس
ولكني انا شخصيا وهذا رايي لا اقيم لها وزنا خاصة بعد ان رايت في الجامعات التي درست فيها اميين من حملة الدكتوراة لا يحسن يرتجل ثلاث جمل دون ان يخطئ وتخصصه النحو واللغة و لايحسن يقرا اية من كتاب الله وتخصصه علوم القران واصول الفقه بل لا يفرق بين كلام الله والامثال الشعبية فيختمها بقوله صدق الله العظيم
المصيبة ان بعض هؤلاء قد تسنم منابر الفضائيات واخذ يفتي الناس طبيب يداوي الناس وهو عليل قد ضل من كانت العميان تهديه
وكثيرا ما سالت نفسي لماذا عندما نقرا المؤلفات الغربية لا نكاد نعثر على الدال فيها ولا اي لقب اخر ومع ذلك ففي المؤلف من الجدية والرصانة ما فيه بغض النظر عن المنهج والنتيجة
- فضلا عن الدكتوراة - اما اصحابنا فانهم مولعون بالدال وينشرون رسائلهم للماجستير فترى فيها أ. د. وليست الدال وحدها
واخطر شيء ان يلبس على العامة المساكين بهذه الدال المفزعة كانها (بعبع) فيتصورون انه عالم مجتهد بمجرد ان تسبق اسمه الدال
والكارثة ان تخصصه قد لا يكون شرعيا بل ولا انسانيا فمنهم الطبيب والمهندس والبترولي والمحاسب ..
نعم حاصل على الدال ولكن ليس في علم شرعي ولا حتى لغوي ا
انا طبعا لا اقول انهم جميعا جهلة معاذ الله
فلدينا مشايخ فضلاء ولكن اقول احذروا اصحاب الدال واعرفوا في اي تخصص داله بالضبط!!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 04:20]ـ
فلقوا رؤوسنا بالدال
من اهم الفوارق بين العلوم البحتة والعلوم الانسانية ان العلوم الانسانية يمكن تحصيلها بلا استاذ ولا جامعة و لا يمكن هذا مع البحتة
فانت لا يمكن ان تكون طبيبا او مهندسا بلا شهادة
لكن يمكن ان تكون فقيها و محدثا و مؤرخا و فيلسوفا وانت في بيتك شرط ان تقرا وتفهم
مثال بسيط الالباني رحمه الله الذي لا يوزن باحد من المحدثين ولا المعاصرين و لايقيسه من يعرف قدره الا بابن تيمية والائمة الاربعة ليس حاصلا على اي شهادة وليس له مشايخ
بدون تعليق!
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 05:06]ـ
مثال بسيط الالباني رحمه الله الذي لا يوزن باحد من المحدثين ولا المعاصرين و لايقيسه من يعرف قدره الا بابن تيمية والائمة الاربعة ليس حاصلا على اي شهادة وليس له مشايخ
يقول الأصليون: عدم العلم لا يدل على العدم .. إنما يدل على الجهل بالشيء. اهـ
قلتُ:
الشيخ نوح نجاتي الألباني المتخرج من المعاهد الشرعية، هذا الشيخ اهتم بأمر ولده ... ونظرًا لفساد التعليم ... أخذ ولده وعلمه بنفسه.
فهذه الرعاية الأسرية بالتعليم ... كما يتعاهد الشناقطة أولادهم.
وتعلم على يد أبيه ... القرآن والتجويد والصرف وفقه الأحناف.
وأجازه الشيخ المحدث علامة حلب راغب الطباخ.
وقرأ مراقي الفلاح على الشيخ سعيد البرهاني.
إلا أن ثم فائدة عظمة ألا وهي إلتصاقه بأبيه حتى يتعلم مهنة الساعات أيضًا ... فحياتهم ما بين علم وعمل ... وهذا التعاهد هو الذي أخرج هذه النبتة الطيبة لهذا العالم الفاضل رحمه الله.
أما أن تكون فقيهًا أو محدثًا وأنت في بيتك .. مجرد قراءة وإدعاء فهم.
فهذا باب فساد الرأي والدين.
إنما يحمل هذا العلم الرجال ... وإن كان في بطون الكتب ... إلا أن مفاتيحه في أيدي الرجال.
لذا يُرفع العلم بموت العلماء ... لا الكتب.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 05:56]ـ
السلام عليكم
انا ذكرت الشيخ على سبيل التمثيل يا اخي
ثم الشيخ ناصر نفسه يقول عن نفسه ليس لي مشايخ الا ابي وكان حنفي المذهب
عد الى اشرطته غفر الله لك
أئذا قرأت الكتب وسمعت الأشرطة ثم كان لك موهبة في اللغة
ألا تتعلم؟
ثم تصبح عالما بعد حين؟!
ـ[جمانة انس]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 05:58]ـ
هنا تبرز مشكلة خيانة الا مانة من البعض
و اشبهها بحالة من يضع الا حاديث النبوية سا بقا
قائلين نحن نكذب له لا عليه
وكمن تفعل الحرام بقصد ...
فالبعض يتساهل في منح الشهادت لغير المؤهلين
و البعض يعد بحو ثا مقابل حطام الدنيا و يتا قش اصحا بها للد كتوراة
و بعض الجامعات تجارية خا صة لا رقابة اكاد يمية عليها
تبيع الشهادات
و بعض الا شخاص يبيع شهادات مزورة
و با ختصار
هناك بضاعة يابنية و هناك صينية مقلدة
و هذه الحقيقة مو جودة في كل شيء
و بينهما ضاعت الا مور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 07:48]ـ
يقول أحد المشايخ (من طلبة ابن باز رحمه الله)
يقول/ تخيل أن الشيخ ابن باز ينادى عليه بالدكتور!! أو ابن عثيمين!!
يا دكتور عبد العزيز أو يا دكتور محمد (ابتسامة)
طبعاً يذكر هذا انتقاداً لههذه الدال
لكن كما قال أحد الشيوخ (إن لم تخني الذاكرة فهو الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير):
الحصول على الدكتراه أول الطريق لطلب العلم.
ـ[ابو نسيبة]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 03:48]ـ
هنا تبرز مشكلة خيانة الا مانة من البعض
و اشبهها بحالة من يضع الا حاديث النبوية سا بقا
قائلين نحن نكذب له لا عليه
وكمن تفعل الحرام بقصد ...
فالبعض يتساهل في منح الشهادت لغير المؤهلين
و البعض يعد بحو ثا مقابل حطام الدنيا و يتا قش اصحا بها للد كتوراة
و بعض الجامعات تجارية خا صة لا رقابة اكاد يمية عليها
تبيع الشهادات
و بعض الا شخاص يبيع شهادات مزورة
و با ختصار
هناك بضاعة يابنية و هناك صينية مقلدة
و هذه الحقيقة مو جودة في كل شيء
و بينهما ضاعت الا مور
وماذا تنفع الشهادة الى رأيت هذا الدكتور أو هذه الدكتورة تذهب الى قبر الميت تطلب منه أن ينجحها في الامتحان!!!
وماذا نقول عمن يكتب في ملفه في أحد المنتديات السنية انه دكتور او دكتورة ثم نراه او نراها في منتديات قبورية جهمية تكتب طالب علم؟
ومن يسرق بحوث الاخرين ولا يتكلف حتى كتابة كلمة منقول؟؟؟
أحيانا يتكلم المرء عن الامانة والامانة تلعنه!
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 02:04]ـ
لي رؤية أخرى يا أخ يزيد: ما ذكرته أنت سليم وهو نموذج الشيخ الألباني عليه الرحمة والرضوان، لكن هل ممكن تكرار هذا المثل في زماننا؟
والجواب نعم ولكن بصورة نادرة، والنادر لا يقاس عليه، لقد ندرت وقلت المشيخات بل انعدمت في بعض البلدان، والدكترة مجال رسمي لطلب العلم فلابد من استغلالها لصالح الأمة، لا التقليل من شأنها.
وأعرف شخصيا دكاترة أفادوا الأمة بعددكبير من التلاميذ كان لهم شأن وشأو عال، لذلك علينا أن نخدم الدال كي تخدم الأمة(/)
أين أجد شرح الواسطية للشيخ عبد الرحمن المحمود؟
ـ[صالح صولا]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 01:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت عن شرح العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن المحمود فلم أجدها إلا في هذا الموقع
http://www.ipc-kw.net/ipc-soundsub-291.html
لكن الروابط لم تعمل معي فارجو ممن لديه الأشرطة أن يرفعها لنا مع العلم أن الأشرطة موجودة في سلسلة ميراث الأنبياء
ـ[أكليل]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 02:22]ـ
http://www.islamlight.net/almahmood/
لعل هذا يخدمك(/)
(نقاشي و اخي) حول تشذيب اللحى وترتيبها
ـ[أكليل]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 02:17]ـ
دار بين وبين اخي موضوع ونحن نشاهد قناة المجد كان في برنامج ...
واستغرب اخي قال:مالهم هكذا قصروا من لحاهم وشذبوها تشذيباً بيناً واضحاً
قلت:وهل هذا يعد محل نظر قال: نعم فأستغربت اني لا اعرف ان ارد عليه ولا اعرف
الحقيقة ان قلت الصراحة في حكم تشذيب اللحية؟
وحينما قرأت لكتاب ينتقد بعض مشائخ السلفية كان من ضمن الإنتقادت "
ان بعض الشباب اطال لحيته بطريقة عجيبة رغم ان الشخ الآلباني قال:رحمه الله (ببدعية مادون القضبة من اللحية ووجوب القص منها) وقال: وهذا قول قديم لأهل العلم كلإمام الطبري وغيره ..
وهوثابت من عمل عبدالله بن عمر وابو هريرة وهم من رواة آحاديث الإعفاء ..
وقال:بمصدر هذا من
(كتاب الإنصاف فيما جاء في حكم الأخذ من اللحية من الخلاف للشيخ دبيان محمد الدبيان)
سؤالي الآن هل خروج بعض مشائخنا في القنوات الفضائية بلحية متساوية ومرتبة يعد من الخلاف ولايدعنا ننكر على بعض من يصغون لنا كآولادنا ووآخواننا من تصرفهم في لحاهم؟
وهل يعد إطالة اللحية وعدم تشذيبها دلالة تزمت وتشدد؟
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 04:30]ـ
الأمر فيه سعة ...
بارك الله فيك.
أما إطالة اللحية ... فهو سنة عن النبي.
والتهذيب والتشذيب ... أمر شرعي.
والمسألة لا تصل إلى البدعة ... لأن جميع ما ذكر فيه إعفاء للحية.
وأما حلق اللحية ... فلا أرى أنه يدخل في البدع ... فلا يتعدى كونه معصية.
والله أعلم.
ـ[جذيل]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 05:14]ـ
اولا اخي الكريم مسائل الخلاف ينكر فيها ولا شك
والصحابة انكر بعضهم على بعض في ذلك
هذه عائشة رضي الله عنها تنكر على ابن عمر في إفتائه بمسألة تتعلق بغسل الحائض
وبلال ينكر على عمر رضي الله عنهما في مسألة تقسيم الاراضي التي فتحت عنوة
والمسائل كثيرة في هذا الباب
فلا بأس من الانكار على من ترى انه فعل امرا منهيا عنه
بشرط ان يكون لديك دليل صريح في المسألة
اما اطالة اللحية وعدم الاخذ منها فأمر واجب , وفعل ابن عمر دليل عليهم وليس لهم
وذلك ان ابن عمر يفعل ذلك عند النسك , وهؤلاء في كل وقت
فهم اخذوا من فعل ابن عمر ما يصلح لهم وتركوا ما يسقط قولهم
بل وفي فعل ابن عمر رضي الله عنه ما يخالف ما نقله هو عن النبي عليه الصلاة والسلام
وقد نقل الامر بإعفاء اللحية
ومن المعلوم ان نقل الصحابي مقدم على فعله
اما من قال بوجوب الاخذ فلا سابق لقوله فيما اعلم بعد البحث
بل من قال بالوجوب اظن ان قوله هو البدعة
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 08:13]ـ
الإنكار صائغ لمخالفة الأحاديث التي وردت في الباب بخمسة صيغ:
أعفوا ... وفروا ... أرخوا ... أوفروا ... أرجوا ...
وهذا يدل على الاستكثار والوفرة ...
وجمهور أهل العلم قديمًا وحديثًا على تحريم الحلق والمثلة باللحية، وهو مكروه عند غيرهم. والأصح التحريم.
والقول بالتحريم إلا لعلة هو قول الأذرعي في تعقيبه في إيضاح التحريم عندي الشافعي في كتابه الأم.
وجميع المذاهب على تحريم الحلق ... الحنابلة والشافعية والأحناف والماالكية والظاهرية.
ولا شك أن حالقها آثم ... والممثل لها آثم أيضًا.
ولا أرى الإنكار على من أخذ منها قيد القبضة لما ذهب إليه جمهور العلماء وعلى رأسهم شراح الموطأ.
ولكن يضاف إلى ما سبق أن خصال الفطرة عمومًا لتحسين الهيئة وتنظيف البدن ... والتشذيب داخل فيها.
فعند الأحناف ... وجوب أخذ ما زاد عن القبضة.
وقال جماعة من المالكية أن طولها عن القبضة من المغالاة.
وقال جماعة بل تركها لتطول جدًا من الشهرة.
وقال أيضًا الشيخ ابن باز ... : إن الإجازة في الأخذ فيها نظر ... لأن قول الصحابي مقدم على فعله. اهـ
وإن جمع بين الاعفاء وتقييد الاعفاء بفعل الصحابي على أنه فهم وتطبيق ... كان أولى.
والله أعلم.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 09:24]ـ
/// إذا كنت المسألة واقعة عن اجتهاد فنعم ..
ولكن الواقع في كثير أنه اتباع للرخص _ ولا أعمم_ ..
ولذلك تبدأ معه مسلسل التنازلات ..
والله المستعان.
أخي جذيل ماذا تقصد بـ:
هذه عائشة رضي الله عنها تنكر على ابن عمر في إفتائه بمسألة تتعلق بغسل الحائض
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 10:13]ـ
سمعت كلامًا في هذه المسألة بتفسيق (حالق) اللحية ...
وهذا الحكم غير منضبط ... ولكان لزامًا أن نقول بأن أكثر من 95% من المسلمين فساق.
وهذا لا يقوله أحد.
فأكثر الناس قد أبتلي بحلق اللحية ...
وأرى أنه من جملة المعاصي ... ولا يصل إلى حد التبديع والتفسيق.
والأعجب ...
سؤال ورد للشيخ ابن باز رحمه الله ... يسأل السائل عن حكم مستحل حلق اللحية ... هل يُكفر؟
وكان رد الشيخ رحمه الله ... بأن حالق اللحية لا يكفر ... وإن كان مستحلاً لها.
في مجموع فتاويه المجلد الثالث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 10:21]ـ
هذه عائشة رضي الله عنها تنكر على ابن عمر في إفتائه بمسألة تتعلق بغسل الحائض
إنكار أم المؤمنين عائشة على ابن عمرو بن العاص حين أفتى للحائض بأن ينقضن شعورهن ... فأنكرت رضي الله عنها عليه إنكارًا شديدًا كما عند مسلم.
والحديث:
صحيح مسلم - كتاب الحيض - باب حكم ضفائر المغتسلة - حديث: 524
حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر، جميعا عن ابن علية، قال يحيى: أخبرنا إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن عبيد بن عمير، قال: بلغ عائشة، أن عبد الله بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رءوسهن. فقالت: يا عجبا لابن عمرو هذا يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رءوسهن. أفلا يأمرهن أن يحلقن رءوسهن، "لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد. ولا أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات"
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 11:56]ـ
إنكار أم المؤمنين عائشة على ابن عمرو بن العاص حين أفتى للحائض بأن ينقضن شعورهن ... فأنكرت رضي الله عنها عليه إنكارًا شديدًا كما عند مسلم.
والحديث:
صحيح مسلم - كتاب الحيض - باب حكم ضفائر المغتسلة - حديث: 524
حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر، جميعا عن ابن علية، قال يحيى: أخبرنا إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن عبيد بن عمير، قال: بلغ عائشة، أن عبد الله بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رءوسهن. فقالت: يا عجبا لابن عمرو هذا يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رءوسهن. أفلا يأمرهن أن يحلقن رءوسهن، "لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد. ولا أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات"
بارك الله فيك ..
أردت الاستدراك بأن المنكر عليه هو عبد الله بن عمرو .. لاعبد الله بن عمر.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 12:22]ـ
سمعت كلامًا في هذه المسألة بتفسيق (حالق) اللحية ...
وهذا الحكم غير منضبط ... ولكان لزامًا أن نقول بأن أكثر من 95% من المسلمين فساق.
وهذا لا يقوله أحد.
فأكثر الناس قد أبتلي بحلق اللحية ...
وأرى أنه من جملة المعاصي ... ولا يصل إلى حد التبديع والتفسيق.
والأعجب ...
.
سألت اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ ابن باز:
س 4: هل من حلق اللحية فاسق؟
ج 4: من حلق لحيته عالما بحرمة ذلك مختارا وأصر على هذه المعصية غير مستحل لها - فهو فاسق، يجب عليه التوبة والاستغفار.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
السؤال الرابع من الفتوى رقم (18956)
وذلك لكونها جمعت مخالفات عدة منها:
1 - المجاهرة.
2 - الإصرار.
وأما قولك - بوركت-:
والأعجب ...
سؤال ورد للشيخ ابن باز رحمه الله ... يسأل السائل عن حكم مستحل حلق اللحية ... هل يُكفر؟
وكان رد الشيخ رحمه الله ... بأن حالق اللحية لا يكفر ... وإن كان مستحلاً لها.
في مجموع فتاويه المجلد الثالث.
فكان الأولى إبراز عبارة الشيخ لأنها مقيدة ..
فإنه قال:
أما حكم من فعل ذلك فهو عاص وليس بكافر ولو اعتقد الحل بنا على فهم خاطئ أو تقليد لبعض العلماء.ا. هـ.
والله أعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 01:23]ـ
بارك الله فيك أخي عبد العزيز بن ابراهيم النجدي
هذا لم يكن نقلاً ... كان استحضارًا .. (ابتسامة)
نتفق على أنها من جملة المعاصي والذنوب ... وننكر ذلك جميعًا.
ولكن في تفسيقهم نظر .... فالأمر لا يصل إلى الكبائر حتى نفسقهم.
ـ[أكليل]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 08:13]ـ
أخ اسامة"
واخ جذيل"
واخ عبدالعزيز النجدي"
بارك الله فيكم وكفيتم ووفيتم ..
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 11:37]ـ
بارك الله فيك ..
أردت الاستدراك بأن المنكر عليه هو عبد الله بن عمرو .. لاعبد الله بن عمر.
جزاكما الله خيرا على هذا التنبيه
اخي اسامة اليس في المنع من حلقها اجماع .. ؟
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 12:41]ـ
اخي اسامة اليس في المنع من حلقها اجماع .. ؟
حفظك الله.
لم ينقل لنا إجماعًا في المسألة (على حد علمي).
ولكن قول الجمهور على تحريم حلقها، وقال غيرهم بكراهتها دون التحريم.
ولكن التحريم أظهر من سياق الأحاديث الواردة في الباب. وهذا ما أقول به.
وأقوال أهل العلم ما بين القبضة والترك.
والترك ظاهر الأحاديث ... وفعل الصحابة يحمل على فهم الأحاديث.
والجمع بينهم أولى وأظهر.
والله أعلم.
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[جذيل]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 09:32]ـ
لكن ابن حزم نقل الاجماع على المنع من ذلك
كما في مراتب الاجماع:
واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز
وكذلك ابن عابدين ان لم اهم
ومحمد حبيب الله الشنقيطي في فتح المنعم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 10:19]ـ
لكن ابن حزم نقل الاجماع على المنع من ذلك
كما في مراتب الاجماع:
واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز
وكذلك ابن عابدين ان لم اهم
ومحمد حبيب الله الشنقيطي في فتح المنعم
بل عندنا من أدلة التحريم ... أحاديث من أعلى درجات الصحة
وفي القرآن أنها من سمت الأنبياء.
وأما الإجماع ... فلا أظن أنه انعقد، لأن بعض الفقهاء قالوا بالكراهة ... والجمهور قالوا بالتحريم.
وقال بالكراهة التنزيهية بعض المالكية، والشيخين عند الشافعية على الكراهة أيضًا وإن كان الإمام الشافعي قال بالتحريم وعليه كان تتبع الأذرعي، وللقاضي عياض مثل ذلك في الكراهة ... نقله النووي في المنهاج.
ووقفت على قول الإمام أبي محمد في مراتب الإجماع. بقوله:
(واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز).
والله أعلم.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 01:52]ـ
مارأيكم في المزيد ,سئل الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله- في أثناء شرحه للعقيدة الطحاوية:
سؤال:
لُوحظ في الآونة الأخيرة على بعض الشباب الملتزم الأخذ من اللحية تخفيفاً،
فما حكم هذا العمل؟
وما حدود اللحية؟،
وهل يُصَلَّى وراء الإمام الرسمي؟
آمل التكرّم بتفصيل مسألة بدعية الأسابيع المتكررة:
المساجد الشجرة إلى آخره؟
الجواب:
أما حكم الأخذ من اللحية،
فحلق اللحية حرام بالإجماع
نص ابن حزم على تحريم حلق اللحية بالإجماع،
وكذلك غيره،
وعلماء المذاهب الأربعة يختلفون في هذه المسألة من حيث تحريم الحلق أصْلاً.
والذي دَلَّتْ عليه الأدلة الواضحة في السنة بألفاظ مختلفة أنّ إعفاء اللحية مأمور به
قال صلى الله عليه وسلم
«خالفوا المجوس أعفوا اللحى وحفوا الشوارب»
وفي رواية أخرى قال «أرخوا اللحى»،
وفي رواية ثالثة قال «وفّروا اللحى»،
وقال «أكرموا اللحى»،
وهذا يدل على أنَّ هذه الأمور مأمور بها،
وأنَّ حلق اللحية حرام،
وقد روى ابن السعد أيضاً وغيره أنَّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من المجوس
وكان حالق اللحية
وكان موفّر الشارب جداً
فانصرف عنه صلى الله عليه وسلم
فلما أقبل عليه قال له «من أمرك أن تفعل هذا؟»
فأجابه الرجل،
فقال صلى الله عليه وسلم
«ولكن الله أمرني أن آخذ من هذا» يعني شاربه «وأعفي هذه» يعني اللحية.
إذا تقرر هذا فما هو حد الإعفاء لغةً وشرعاً الذي يحصل به الإعفاء،
وهل معنى الإعفاء أنه لا يجوز أخذ شيء من اللحية،
للعلماء في ذلك أقوال:
- الإمام أحمد وأصحابه ذهبوا إلى أنَّ إعفاء اللحية بتركها على حالها سنّة،
وأنّ الأخذ منها إذا لم يكن إلى حد الحلق فإنه مكروه،
وهذا هو الذي مدوّنٌ في مذاهبهم،
والإمام أحمد كان يأخذ من لحيته كما ذكره إسحاق ابن هانئ في مسائله.
- والقول الثاني وهو المُفْتَى به عند علمائنا وذلك لظاهر الأدلة أنَّ معنى الإعفاء ألا يُؤْخَذَ منها شيء أصلاً بدليل قوله (وفّروا اللحى)، (أكرموا اللحى)، (أرخوا اللحى) وهذه كلها مأمور بها.
لكن ما هو حد الإعفاء هذا؟
الذين قالوا بأنَّ الأخذ من اللحية ليس مخالفاً للإعفاء، قالوا هذا الأمر، أعفوا، أرخوا، خالفه الصحابة بالأخذ بما زاد عن القبضة
فَدَلَّ على أنَّ حد الإعفاء ليس مطلقاً؛
يعني بِأَنَّ من أَخَذَ فقد خالف الأمر بالإعفاء.
ولهذا ذهب جماعة من العلماء منهم الحنفية
ونَصَرَهُ الشيخ ناصر الدين الألباني في هذا الوقت نصراً بالغاً بأنَّ حد اللحية إلى القبضة،
وما زاد على ذلك فلا يُشْرَعْ،
وهذا القول فيه ضعف ظاهر؛
لأنَّ من الصحابة من كان كث اللحية جداً وعظيمها وكانت لحيته تبلغ إلى صدره،
كما ذُكر عن علي رضي الله عنه،
والنبي صلى الله عليه وسلم كان كثَّ اللحية جداً ونحو ذلك مما يدل على أنَّ حد الإعفاء بالقبضة وأنه لا يجوز أن يُعْفِيَ أكثر من القبضة هذا قول يحتاج إلى أدلة واضحة في ذلك.
ولو كان أنَّ الزيادة على القبضة لا تجوز كما ذهب إليه الشيخ ناصر الدين الألباني -حفظه الله- لما خَصَّ الصحابة الأخذ من اللحية مما زاد عن القبضة بالنُّسك، ابن عمر كان إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما زاد عن القبضة أخذه، لو كان مطلق أنه ما يعفي أكثر من القبضة فمعناه أنه لا يُخَصْ بالنسك؛ لأنَّ تخصيصه بالنُّسك هذا يدل على معنى آخر وليس على الإطلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود من ذلك أنَّ العلماء لهم في ذلك أقوال:
القول الأول ما ذكرته لك من المفتى به عند علمائنا وهو أن الإعفاء بأنَّهُ يتركها على حالها، طبعاً إلا في حالة التشويه وهذه حالات نادرة.
والقول الثاني أنَّ الحلق يحرم وأنَّ تركها على حالها مستحب، والأخذ منها مكروه؛ يعني تَرَكَ فيه الأفضل.
والقول الثالث هو أنَّ الزيادة على القبضة لا يجوز؛ بل بدعة وهو قول الشيخ ناصر الدين الألباني، وهو قول ليس له حظ من الدليل.
[ ..... ]
راجعة إلى كلمة (إعفاء) ما حدّه في اللغة؟
الأقرب من حيث النّظر وفعل الصحابة أنّ الإعفاء ما له حد؛
لكن المأمور به أن لا يكون المرء مشابهاً للذين يحلقونها
أو يَقُصُّونَهَا شديداً؛
لأنَّ النووي رحمه الله ذكر خصال إثنا عشرة أو عشر خصال في اللحية مذمومة، ومنها أشياء يُوَافَقُ عليها
ومنها الأخذ منها شديداً وهذا من فعل المجوس
ومنها حلقها،
وهو من المعاصي لكن ليست كبيرة،
حلق اللحية ليس من الكبائر.
نكتفي بهذا القدر،
وتعذورنا على الإجابة على الأسئلة لكن لعل فيها فائدة إن شاء الله تعالى"
منقول من شبكة سحاب. ( http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=371702)
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه اللّه في (مجموع فتاوى ومقالات متنوّعة)، الجزء 25،الصّفحة 353:
(وفقد اتفقت المذاهب الأربعة على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها والأخذ القريب منه.
الأول: مذهب الحنفية: قال في الدر المختار: ويحرم على الرجل قطع لحيته، وصرح في النهاية بوجوب قطع ما زاد على القبضة "بالضم". وأما الأخذ منها وهي دون ذلك كما يفعله بعض المغاربة "ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد. وأخذ كلها فعل يهود الهند ومجوس الأعاجم .. اهـ. فتح.
وقوله: ((وما وراء ذلك يجب قطعه) هكذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأخذ من اللحية من طولها وعرضها كما رواه الإمام الترمذي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأخذ من اللحية من طولها وعرضها كما رواه الإمام الترمذي في جامعه، ومثل ذلك في أكثر كتب الحنفية.
الثاني: مذهب السادة المالكية: حرمة حلق اللحية وكذا قصها إذا كان يحصل به مثله. وأما إذا طالت قليلاً وكان القص لا يحصل به مثلة فهو خلاف الأولى أو مكروه، كما يؤخذ من شرح الرسالة لأبي الحسن، وحاشيته للعلامة العدوي. رحمهم الله.
الثالث: مذهب السادة الشافعية: قال في شرح العباب: "فائدة": قال الشيخان: يكره حلق اللحية،
واعترضه ابن الرفعة بأن الشافعي - رضي الله عنه – نص في الأم على التحريم.
وقال الأذرعي: الصواب تحريم حلقها جملة لغير علة بها .. اهـ. ومثله في حاشية ابن قاسم العبادي على الكتاب المذكور.
الرابع: مذهب السادة الحنابلة: نص في تحريم حلق اللحية؛ فمنهم من صرح بأن المعتمد حرمة حلقها. ومنهم من صرح بالحرمة ولم يحك خلافاً، كصاحب الإنصاف، كما يعلم ذلك بالوقوف على شرح المنتهى وشرح منظومة الآداب، وغيرهما.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 01:55]ـ
وهذا آخر ماعندي في الموضوع وهو منقول من نفس المكان
الاخذ من اللحية _مصنف ابن ابى شيبة
ما قالوا في الاخذ من اللحية عبد الرحمن بن مهدي عن زمعة عن ابن طاوس عن سماك بن يزيد قال: كان علي يأخذ من لحيته مما يلي وجهه.عن أبو أسامة عن شعبة عن عمرو بن أيوب من ولد جرير عن أبي زرعة قال: كان أبو هريرة يقبض على لحيته ثم يأخذ ما فضل عن القبضة وإحفاء الشوارب يكون بقصها حتى لا تتجاوز الشفة مما يلي وجه وعن غندر عن شعبة عن منصور قال: سمعت عطاء بن أبي رباح قال: كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إلا في حج أو عمرة، وكان إبراهيم يأخذ من عارض لحيته أبو خالد وعن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه أنه كان يأخذ من لحيته ولا يوجبه. عائذ بن حبيب عن أشعث عن الحسن قال: كان يرخصون فيما زاد على القبضة من اللحية أن يؤخذ منها. أبو عامر العقدي عن أفلح قال: كان القاسم إذا حلق رأسه أخذ من لحيته وشاربه. علي بن هاشم ووكيع عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر أنه كان يأخذ ما فوق القبضة، وقال وكيع: ما جاوز القبضة. وكيع عن أبي هلال عن قتادة قال: قال جابر: لا نأخذ من طولها إلا في حج أو عمرة. وكيع عن شعبة عن عمرو بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة أنه كان يأخذ من لحيته ما جاوز القبضة. وعن وكيع عن أبي هلال قال: سألت الحسن وابن سيرين فقالا: لا بأس به أن تأخذ من طول لحيتك. وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كانوا يطيبون لحاهم ويأخذون من عوارضها.
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 02:14]ـ
فحلق اللحية حرام بالإجماع
نص ابن حزم على تحريم حلق اللحية بالإجماع،
وكذلك غيره،
وعلماء المذاهب الأربعة يختلفون في هذه المسألة من حيث تحريم الحلق أصْلاً.
هنا وجه الإشكال من ناحية الإجماع. كيف ينعقد إجماع، مع الإختلاف.
فهناك أكثر من قول في المسألة.
الصحيح هو التحريم ... عندنا وعند الجمهور.
ولكن مكروه عند البعض.
ربما فهم الإمام أبي محمد أنهم يقولون بالتحريم الذي ليس هو تحريم الكراهة ... فأطلق الإجماع.
والله أعلم.
يكفينا أدلة التحريم من السنة النبوية الصحيحة ... وهي كثيرة.
إلا أن الإجماع قد لا يسلم بانعقاده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 02:33]ـ
أخي أسامة بارك الله فيك مفهوم الإجماع في ذاته أظن انه ليس محل إجماع , ?ن من العلماء من لايعتد بمخالفة الواحد والإثنين وهناك من يخالف في أقوال أخرى أرجوا منكم المساعدة في ضبط هذه المسألة لعلنا نستفيد إن شاء الله.
لكن الخلاصة في نظري أن إعفاء اللحية مطلقا هو القول الأقوى دليلا كما لايخفى ولإنه لايمكن الإعتراض عليه بوجه , الثانية الحلق حرام سواء قلنا با?جماع أو لا فالنتيجة واحدة , والله اعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 03:29]ـ
أخي أسامة بارك الله فيك مفهوم الإجماع في ذاته أظن انه ليس محل إجماع , ?ن من العلماء من لايعتد بمخالفة الواحد والإثنين وهناك من يخالف في أقوال أخرى أرجوا منكم المساعدة في ضبط هذه المسألة لعلنا نستفيد إن شاء الله.
لكن الخلاصة في نظري أن إعفاء اللحية مطلقا هو القول الأقوى دليلا كما لايخفى ولإنه لايمكن الإعتراض عليه بوجه , الثانية الحلق حرام سواء قلنا با?جماع أو لا فالنتيجة واحدة , والله اعلم.
بارك الله فيك .... أقول كلمة أخيرة.
وقفت على قول بعض العلماء بالكراهة وذكره غير واحد من أهل العلم، منهم الرافعي شيخ الشافعية والقاضي عياض وجمهور من شراح الموطأ وغيرهم.
فغير مسلم بالإجماع الذي ذكره أبي محمد، وفيما يغلب على الظن أن من قال بالإجماع غيره إنما قاله بعوز أو دون عزو عن أبي محمد.
وأما إيراد الإمام البخاري للحديث أقصد حديث ابن عمر، فللدلالة الفقهية بين الاعفاء والحد الأدنى له.
وعلى هذا قول الجمهور، وهو قول الأحناف وجمهور المالكية والشافعية وقول عند أحمد، بل من فعله.
والقول بالترك هو القول بظاهر الأحاديث أيضًا ... لكن الأولى الجمع بينهما.
فما يترجح لي ... والله أعلم بالصواب ... من الأحاديث الصحيحة.
- تحريم الحلق.
- تحريم المثلة
- عدم تجويز الأخذ دون القبضة.
- الاعفاء من القبضة إلى الترك.
- تسوية اللحية وتشذيبها فعل حسن لجمال المظهر. فالنفس تحب الجمال وتنفر من العكس. على أن لا يفرط في هذا.
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[01 - Jan-2010, مساء 03:33]ـ
وإياك جزيت خيرا , ولكن لااوافقك على آخر نقطة والله تعالى اعلم.
ـ[جذيل]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 02:50]ـ
اخي اسامة
الكراهة في عرف السلف تعني التحريم , وهذا ذكره ابن القيم في اول اعلام الموقعين
لكن الجواز .. هل من قائل به قبل ابن حزم .. ؟
وفقك الله
ـ[أسامة]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 03:52]ـ
الفاضل/ أبو فؤاد الليبي ... حفظك الله
الشعر ... سواء كان شعر الرأس أو شعر اللحية ... هو من مظهر المسلم العام، فما بلغنا من العلم هو الاهتمام بها.
فلا يلام على من أراد أن يهذبها بتسويتها وتهذيبها.
ولا ألوم عليك إن خالفتني ... فالأمر فيه سعة ... بارك الله فيك.
الفاضل/ جذيل ... أحسن الله إليك
إن كان هو ذاك ... فلم يكن هناك سبب لردود النووي في شرحه لصحيح مسلم على القاضي عياض.
وأما القول بالجواز ... فلم أقف على هذا القول لأحد من المتقدمين مطلقًا ... بل ولا أظنه موجودًا لعدم ذكر هذا عند أي من المصنفين لكتب الفقه المقارن.
ولكن القول بالتحريم .. من يثاب فاعله إمتثالاً ومتوعد فاعله بالعقوبة.
والقول بالكراهة ... يثاب فاعله إمتثالاً ... ولا يعاقب فاعله.
فإجتماع الاثنين في الأقوال المنقولة لنا ... لا يفيد الإجماع.
والسنة فيها التصريح بالوجوب ... لتواتر الأمر بالوجوب بصيغ مختلفة.
فلابد من التمسك بالسنة والدعوة لها وبيان ما فيها في الرد على المخالفين.
وللايضاح ... هذا ليس دفاعًا عن حليقي اللحية، كلا وحاشا.
ولكن في النظر لما يثبت.
والله أعلم.
إن أصبت فمن الله ... وإن أخطأت فمن عندي ومن الشيطان.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 10:48]ـ
يعجبني استدلال بعض المالكية بحديث عائشة رضي الله عنها، حين قالت: سبحان الذي زيَّن الرجال باللحية.
فذكر أن اللحية زينة للرجل، فإن كانت كثيفة تذهب زينته جاز له الأخذ منها وتهذيبها.
وعند الإمام الباجي في المنتقى ينقل عن الإمام مالك وأتباعه أنه يجوز الأخذ من اللحية طولا وعرضا
ويستشهد المالكية ببعض الروايات التي سبق وذكرها أخونا الفاضل "أبو فؤاد الليبي" من مصنف ابن أبي شيبة.
وبارك الله في الجميع.
ـ[جذيل]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 11:58]ـ
اخي اسامة رعاه الله
لو تتكرم اريد مرجع كلام النووي
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Jan-2010, صباحاً 03:10]ـ
اخي اسامة رعاه الله
لو تتكرم اريد مرجع كلام النووي
أدام الله عليكم حسن الخلق.
أصل كلام القاضي في شرحه على صحيح مسلم الموسوم بـ إكمال المعلم بفوائد مسلم
كتاب الطهارة - باب خصال الفطرة - 55 - 260 - ج 1 - ص 63
رابط نسخته المصورة: هنا ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=863)
وجاء رد الإمام النووي - في شرحه أيضًا لصحيح مسلم الموسوم بـ المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج
كتاب الطهارة - باب خصال الفطرة - 55 - 260 - ص 270 ط دار الافكار
ورابط نسخته المصورة: هنا ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3633)
أو
شرح النووي على صحيح مسلم - ط الأزهرية القديمة - ج 3 - ص 151
باب الطهارة - الاستطابة - إعفاء اللحى
رابط نسخته المصورة: هنا ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=335)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 04:01]ـ
حسب معرفتي بأسلوب الإمام ابن حزم رحمه الله وبالذات اصطلاحه في كتاب مراتب الإجماع ... وعبارته ((واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز))
لفظ اتفقوا يدل عنده على أنه لم يقل أحد بالكراهة أو أي حكم آخر.
وهذا مثل الاتفاق على إباحة الختان للنساء التى يهذي بعض المعاصرين ويدعي تحريمه!
((واتفقوا على اباحة الختان للنساء))
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 07:29]ـ
حسب معرفتي بأسلوب الإمام ابن حزم رحمه الله وبالذات اصطلاحه في كتاب مراتب الإجماع ... وعبارته ((واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز))
لفظ اتفقوا يدل عنده على أنه لم يقل أحد بالكراهة أو أي حكم آخر.
وهذا مثل الاتفاق على إباحة الختان للنساء التى يهذي بعض المعاصرين ويدعي تحريمه!
((واتفقوا على اباحة الختان للنساء))
جزاك الله خيرًا يا أبا محمد، هل عندك المزيد من أقوال الإمام ابن حزم في هذه المسألة؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 11:15]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا محمد، هل عندك المزيد من أقوال الإمام ابن حزم في هذه المسألة؟
وجزاك أخي الكريم ... ومعذرة للتأخر فقد نسيت المتابعة للموضوع
المحلى مسألة 270
وأما فرض قص الشارب واعفاء اللحية فان عبد الله بن يوسف ثنا قال ثنا احمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا احمد بن محمد ثنا احمد بن علي ثنا مسلم ابن الحجاج ثنا سهل بن عثمان ثنا يزيد بن زريع عن عمر بن محمد ثنا نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خالفوا المشركين، احفوا الشوارب واعفوا اللحى
* حدثنا يونس بن عبد الله ثنا احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ثنا احمد ابن خالد ثنا محمد بن عبد السلام الخشني ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا محمد
ابن عجلان قال: قال لى عثمان بن عبيد الله بن رافع: رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيضون شواربهم شبه الحلق، قلت: من؟ قال جابر بن عبد الله وأبا سعيد الخدرى وأبا أسيد وسلمة بن الاكوع وأنس بن مالك ورافع بن خديج
** في التعليق بالحاشية:
وهذا الاثر رواه البيهقى (ج 1 ص 151) من طريق الفريابي عن سفيان عن محمد بن عجلان عن عبيد الله بن ابى رافع قال: (رايت أبا سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وابن عمر ورافع بن خديج وأبا أسيد الانصاري وابن الاكوع وأبا رافع ينهكون شواربهم حتى الحلق) ثم قال البيهقى: (كذا وجدته وقال غيره عن عثمان بن عبيد الله بن ابى رافع وقيل ابن رافع) فالخلاف في اسم الراوي موجود، وعبيد الله ثقة، وأما عثمان هذا فلا ندرى من هو.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 11:20]ـ
وممن قال بفرضية إطلاق اللحية في عصرنا من العلماء المشهورين الشيخ الشعراوي رحمه الله قرأت له مقالاً له بجريدة الحقيقة حوالى عام 1987 وكان لدي صورة منه ولا أذكر هل ذكر إجماعاً أم لا ... وملخص كلامه حسب ما أذكر أن الأمر بالإعفاء في النص لا قرينة تصرفه عن الفرضية .... فوجب بذلك إطلاق اللحية ... ومعلوم أنه رحمه الله كان حنفياً في الفروع ...
رحم الله الشعراوي ... فقد نفعنى مقاله هذا جداً حيث كان والدي رحمه الله يكره منظر لحيتي وقتها فلما أريته المقال سكت.
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 11:33]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد ... على هذا النقل الطيب.
وقفت على كلام أبي محمد في المحلى وغيره من العلماء في هذه المسألة.
ولكن نود أن نرى جديد في مبحث الإجماع لهذه المسألة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 11:42]ـ
وفيكم بارك أخي الحبيب أسامة
ولدي ما تقوله في الإجماع في هذه المسألة ولكن أخشى نشره لئلا يستغله أهل البدع والفسوق والمعاصى ممن يروج للعبث باللحى
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 11:56]ـ
حفظك الله ... أيها الفاضل المبجل.
لا يمكن لأي عابث التحدث في هذه المسألة والحجة عليهم من السنة الصريحة. ولكن أتفق معك فدرء المفسدة مقدم.
جزاك الله خيرًا على جهدك الطيب في هذا الموضوع.
جعله الله في ميزان حسناتك ... وجميع الإخوة الأفاضل .. أثريتم الموضوع بمدارستكم الطيبة الجادة.(/)
هل ينسب علماء السلف المكان لله تعالى؟ (الله موجود بلا مكان)
ـ[منيف]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 05:28]ـ
نحن نعتقد أن الله تعالى مستو على عرشه، وعرشه فوق سماواته، وأنه تعالى بائن من خلقه , وأن المكان مخلوق و أحد مخلوقاته.
و قول الله موجود بلا مكان , هو قول صحيح و لا بأس به. فالله فوق المكان و فوق جميع مخلوقاته و المكان احد مخلوقاته تعالى.
أتمنى تصحيح قولي اعلاه ان وجد فيه خطاء.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 08:05]ـ
قول الله موجود بلا مكان , هو قول صحيح و لا بأس به
سددك الله بل به بأس إذ هو لفظ مشكل, يستفصل عن معناه فيعرف بمقتضى الجواب إن كان به بأس أو لا
ـ[منيف]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 08:20]ـ
سددك الله بل به بأس إذ هو لفظ مشكل, يسفصل عن معناه فيعرف بمقتضى الجواب إن كان به بأس أو لا
أهلا بك اخي ابن العباس. هلا فصلت لنا ماهي المشكلة مع تلك العبارة!
طبعا العبارة استنتجتها من احد محاضرات المحدث الالباني رحمه الله الموجودة في موقع اليوتيوب بعنوان
(هل لله مكان؟ للامام الالباني)
ملاحظة:
الامر الذي دعاني الى كتابة الكلام اعلاه , هو ردا على الشبهة التالية:
كيف للخالق ان يسكن في داخل المكان؟ فالله موجود قبل خلق المكان؟
ـ[منيف]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 08:33]ـ
روى البُخَارِيّ وغيره عن عمران بن حصين -رضي الله عنه-، قَالَ: {قال أهل اليمن لرَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر، فقَالَ: كَانَ الله ولم يكن شيء قبله}.
فمعنى كان الله و لم يكن شئ قبله يعني ان الله كان قبل المكان لان المكان احد مخلوقاته.
و علماء السلف يقرون بأن الله فوق العرش و فوق جميع مخلوقاته.
من هنا انا استنتجت الجواب التالي:
ان الله فوق المكان لان المكان احد مخلوقاته.
و وجدت مقطع صوتي للامام الالباني يؤيد ماذهبت اليه.
اما قول ان الله موجود بلامكان؟ ان كان يقصد به ان الله يسكن في المكان فهذا خطاء و هذا اعتقاد اغلب اعداء العقيدة السلفية حيث ان اغلبهم يعتقد اننا نقول بان الله يسكن في السماء.
وهذا خطاء فالله في السماء (العلو) فوق السماء (المبنية) و فوق المكان و فوق جميع مخلوقاته.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 09:03]ـ
بارك الله فيك .. القصد بالاستفصال: السؤال عن حقيقة ما تريد أو ما يريده المتكلم من إطلاقه لفظة (المكان) في حق الله تعالى. فإن كان يريد أن يقرر أن الله في السماء، مستقر في علوه فوق عرشه سبحانه وتعالى (على النحو الذي يليق بذاته)، وذلك جوابا لسؤال السائل (أين الله) الذي هو سؤال مشروع عما يوصف من حيث المعنى بأنه (مكان) أو (جهة)، فهذا لا إشكال فيه!
يعني لو تحول السؤال "أين الله؟ " إلى "في أي مكان يوجد الله تعالى؟ " هل يتغير معناه؟
كلا! المعنى واحد! فالسؤال عن الله تعالى بلفظة "أين" هذا سؤال عن المكان! وأول من سأله إنما هو النبي صلى الله عليه وسلم!! والجواب المعتمد عند أهل السنة لهذا السؤال هو ما أقره عليه السلام من كونه سبحانه وتعالى في السماء فوق عرشه! فمن حيث المعنى هذا السؤال وجوابه بم يوصف؟ يوصف بأنه سؤال عن جهة أو مكان، ولا إشكال من جهة المعنى في ذلك!
ولكن في المقابل فإن كان مراد المتكلم بالمكان ما تكون عليه المخلوقات فيما نراه من تحيزها داخل المكان المخلوق، فيشبه الخالق بخلقه ويتصور له من حقيقة المكان ما لا يكون إلا للمخلوقين، فإن هذا مردود قطعا ولا يجوز! ومن هذا التصور دخلت الشبهة عند المتكلمين بصفة عامة، فراحوا يستنكرون على أهل السنة إثباتهم لله صفة الاستواء والعلو على عرشه وعلى سائر المخلوقات (حقيقة) وأنه في السماء (حقيقة)! فلولا أنهم يتوهمون أن إثبات هذه الصفات والمعاني جميعا يلزم منه التشبيه بالمخلوقات لما تحرجوا منها هذا التحرج! فالله تعالى بائن من خلقه غير مخالط ولا مشابه لشيء مما خلق ولا تحده حدود ما خلق، سبحانه وتعالى، وهو مع ذلك مستقر فوق السماء في جهة العلو، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 09:17]ـ
جزى الله الأخ المبجل أبا الفداء على تبرعه بالجواب فقد أفاد وأجاد
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 09:46]ـ
المعنى الذي أراده الأخ منيف صحيح؛ لأنه أراد بالمكان = المخلوق
لكن ينبه إلى أن عقيدة السلف = إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفى الله عن نفسه، لا نجاوز القرآن والحديث الثابث ..
وعلى هذا؛ فلفظ المكان لم يرد في الكتاب أو السنة لا نفيًا ولا إثباتًا ..
وباب الرد أوسع من باب التقرير = وموقفنا من الألفاظ التي صارت مجملة باستعمال مستعمليها كالمكان وغيرها = الإستفسار ...
كما بين الأخوة أعلاه ..
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن جريج]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 10:13]ـ
أخي الكريم: منيف
لفظ المكان والجهة والعرض والجسم ونحوها مما لم يرد نفيه ولا إثباته في كتاب أو سنة إنما هو من المجملات التي تحتاج إلى بيان واستفصال كما قرره شيخ الاسلام في عامة كتبه عند رده على المتفلسفة والجهمية والمعتزلة ومتأخري الأشعرية؛ فإن هؤلاء يستعملون هذه الألفاظ لنفي المعاني الثابتة عن الله في القرآن والسنة ..
فنفوا بالمكان والجهة صفة العلو، ونفو بالعرض صفة المحبة والرضا، وهذا كله بني على مقدمات باطلة لم يسلم بها أهل السنة.
وعلى هذا،، فإن قصد بالمكان أن شيئا ما قد أحاط بالله فهذا ما لا يجوز مسلم أن يعتقده ..
وإن قصد به الجهات الست، فهنا موطن النزاع ومعترك الخصام
فأهل السنة يثبتون الفوقية والعلو - ذاتا ومعنى - لله تعالى، لأن الله وصف بها نفسه في القرآن في كثر ما آية.
ولذا .. فإن التعبير بأن الله فوق المكان فيه إشكال على نحو ما تقرر سلفا، والمأثور عن السلف قولهم: فوق العرش، على العرش، مرتفع عنه، فهذا هو الأسلم، والله أعلم.
ـ[منيف]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 10:31]ـ
فإن كان يريد أن يقرر أن الله في السماء، مستقر في علوه فوق عرشه سبحانه وتعالى (على النحو الذي يليق بذاته)، وذلك جوابا لسؤال السائل (أين الله) الذي هو سؤال مشروع عما يوصف من حيث المعنى بأنه (مكان) أو (جهة)، فهذا لا إشكال فيه!
يعني لو تحول السؤال "أين الله؟ " إلى "في أي مكان يوجد الله تعالى؟ " هل يتغير معناه؟
كلا! المعنى واحد! فالسؤال عن الله تعالى بلفظة "أين" هذا سؤال عن المكان! وأول من سأله إنما هو النبي صلى الله عليه وسلم!! والجواب المعتمد عند أهل السنة لهذا السؤال هو ما أقره عليه السلام من كونه سبحانه وتعالى في السماء فوق عرشه! فمن حيث المعنى هذا السؤال وجوابه بم يوصف؟ يوصف بأنه سؤال عن جهة أو مكان، ولا إشكال من جهة المعنى في ذلك!
جزاك الله خيرا أخي أبو الفداء.
لدي ملاحظة بسيطة:
السؤال كما ذكرت انت صحيح انه مشروع فقول " أين الله " أو " في اي مكان يوجد الله تعالى " هو سؤال مشروع حتى لو قصد به "مكان الله "؟
و يكون الجواب عليه كمايلي:
بأن الله في جهة العلو و ليس في مكان العلو او نكتفي بالقول بأنه في العلو او في السماء (اي باتجاه العلو).
لان العلو ليس مكانا بل جهة.
كذلك لا نستطيع قول: الله يوجد في مكان فوق العرش؟ لانه لا مكان فوق العرش؟ و العرش سقف المخلوقات كماهو معلوم.
ولا اتذكر احدا من السلف وصف العلو بأنه مكان؟
اتمنى تصحيح كلامي اعلاه ان ورد به خطاء و في انتظار جوابكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 11:28]ـ
بارك الله فيك ..
/// المعنى واحد إن قلنا إن الله في جهة العلو أو قلنا إنه في مكان عليّ فوق خلقه ..
وكما لا يلزم التشبيه من إخبارنا عنه سبحانه بالأولى فكذا الشأن في الثانية! وسواء الجهة أو المكان فلا إشكال - من جهة المعنى اللغوي - في الإخبار بهما عن الله تعالى على التفصيل الذي تقدَّم.
/// التفريق بين الجهة والمكان في الإخبار عنه تعالى بأن العلو جهة وليس مكانا كما تفضلتَ = تكلُّف لما لا موجب له!
/// ولو أثبتَّ الجهة ونفيت المكان لوقعت في التناقض! وبيان ذلك أن يقال، هل يجوز - لغة وعقلا - أن يقال إن الله له جهة ولكن لا مكان له؟؟ أو يقال "إنه في جهة، ولكن ليس في مكان"؟؟ وهل يتصور العقل موجودا له جهة ولكن لا مكان له؟؟؟
/// الجهة لغة هي مقصد المتحرك أو المكان الذي يولي إليه وجهه، فهي لا تنفك عن المكان حقيقة وتصورا! وأنت لا تولي وجهك إلا إلى مكان، سواء قصدته وأمكنك الذهاب إليه أو لم يمكنك ذلك! وعندما تشير إلى السماء فمن حيث المعنى أنت تشير إلى مكان! ومجرد قولنا إنه سبحانه موجود في السماء فوق عرشه، يعرفنا بمكانه، والسؤال بلفظة "أين" سؤال عن المكان باتفاق النحاة .. ولا يلزم من ذلك التسوية بين الله وبين عرشه في كون الأخير مخلوقا محاطا بمخلوقات مثله!
والله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 11:40]ـ
.... لكن ينبه إلى أن عقيدة السلف = إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفى الله عن نفسه، لا نجاوز القرآن والحديث الثابث ..
وعلى هذا؛ فلفظ المكان لم يرد في الكتاب أو السنة لا نفيًا ولا إثباتًا ..
......
ولذلك لا ينبغي الخوض في هذا ولا نزيد عما ورد في الكتاب والسنة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 11:44]ـ
ولذلك لا ينبغي الخوض في هذا ولا نزيد عما ورد في الكتاب والسنة
بارك الله فيك. إثبات معاني الصفات عند شرحها أو الإخبار بها = هو من إثبات الصفات ولا يوصف بأنه زيادة على ما في الكتاب والسنة! والخوض فيه إنما يكون بقدر الحاجة.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 11:48]ـ
ولذلك لا ينبغي الخوض في هذا ولا نزيد عما ورد في الكتاب والسنة
في باب التقرير = نعم .. ونؤمن بأنه حق على حقيقته ..
وأما باب الرد؛ فهو أوسع! فلينتبه
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 12:11]ـ
.... وأما باب الرد؛ فهو أوسع! فلينتبه
والله أعلم ..
لا أسلم بهذا
بل إن إمام السنة والصابر على المحنة أحمد بن حنبل لم يفعل مثل ذلك في الرد ولم يزد على ما ورد في النصوص.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 03:35]ـ
بل إن إمام السنة والصابر على المحنة أحمد بن حنبل لم يفعل مثل ذلك في الرد ولم يزد على ما ورد في النصوص
و في غير ذلك زاد شيخنا الكريم .. فالأمر يختلف حين تكون السنة مستضعفة محاصرة و حين يكون لها الهيمنة و منتشرة ... و ان كان الأولى السكوت و الاقتصار على الفاظ الكتاب و السنة و ما اجمع عليه الناس في القرون المفضلة
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 04:43]ـ
بل إن إمام السنة والصابر على المحنة أحمد بن حنبل لم يفعل مثل ذلك في الرد ولم يزد على ما ورد في النصوصهذا كلام من لم يعرف كلام الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في هذا الباب أو لم يقف عليه! ...
وإلا أخبرني ... أين في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن القرآن كلام الله غير مخلوق ...
ألم يصلك ويبلغك يا أبا محمد أن الإمام أحمد بن حنبل كان يبدع الواقفة في القرآن؟! ..
ألم يبلغك أن الإمام أحمد كان يقول: "من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع"
ولا أدل على ما قلتُ، ما جرى بين أحمد بن حنبل وابن أبي دوؤاد من مناظرة جاء فيها:
قال ابن أبي دوؤاد: القرآن غير مخلوق، أعرفه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أم لم يعرفوه؟
فرد الإمام أحمد: اسكتو نسكت ..
-راجع غير مأمور ردود السلف الصالح على المخالفين، ترى العجب العجاب ..
يؤيد ما قلتُ آنفا ..
والله الموفق سبحانه ..
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[27 - Dec-2009, صباحاً 11:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالسؤال عن الله تعالى بلفظة "أين" هذا سؤال عن المكان! وأول من سأله إنما هو النبي صلى الله عليه وسلم!!.
هذا لا يُسَلَّمُ به
فالسؤال بـ "أين" عن المكان هو لِما يُحيطُ به المكان.
ولا تحمل هذا المعنى لغير ذلك.
ألا تقول لغاضب: أين حِلمُك؟
ولجاهل: أين عقلُك
وهلمّ جرا .....
فهل أنت تسأل عن مكانِهما؟
وقول من قال: إن الله فوقَ المكان قبل ان يخلق المكان
غير مفهوم
فكيفَ تكون (فوقَ) ولا مكان
إنّ فوقَ من لوازم المكان، وكذلك (تحت) وأخواتهما
إلا أن تكون فوقَ يُرادُ بها معنىً صحيح غير فوقية المكان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 12:12]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فالسؤال بـ "أين" عن المكان هو لِما يُحيطُ به المكان.
ولا تحمل هذا المعنى لغير ذلك.
إن كنت تتخذ هذا أصلا لاستعمال لفظة (أين) في لسان العرب (كما هو ظاهر كلامك)، فأنى لك بهذا الأصل يا أخانا الكريم؟
وما دليلك على أن هذا السؤال لا يراد به معرفة الجهة أو المكان الذي توجد فيه ذات الله جل وعلا على الحقيقة؟؟
لفظة "أين" هنا السؤال بها عن المكان (كما هو أصلها)، وهذا لا يتناطح فيه كبشان، ودليله الظاهر جدا: جواب الجارية إذ قالت "في السماء"، وأقرها النبي عليه السلام على ذلك ووصفها بالإيمان .. فبأي قرينة نقلتها أنت عن هذا المعنى الظاهر؟
ثم كيف يقول عاقلٌ يدري معنى الكلام، ويجري على أصول أهل السنة في التعامل مع الأسماء والصفات أن سؤال السائل "أين الله"، يُحمل على مثل قولك للغاضب "أين حلمك" أو "أين عقلك"؟؟؟؟ ما هذا الكلام؟؟
ـ[منيف]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 12:16]ـ
وقول من قال: إن الله فوقَ المكان قبل ان يخلق المكان
غير مفهوم
من الذي تفوه بهذا القول؟ فنحن لانعلم أين كان الله قبل ان يخلق المكان. و أعتقد بأنه لايجوز قول تلك العبارة. فقول اين الله قبل خلق العرش او أين الله قبل أن يخلق المكان او كيف يستوي الخالق على عرشه وما الى ذلك .. هو قول بدعة و لا يجوز الخوض فيه.
قال الامام مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)
فأعتقد ان القول بإن الله فوقَ المكان قبل ان يخلق المكان هو قول بدعة و الله أعلم.
فكيفَ تكون (فوقَ) ولا مكان
إنّ فوقَ من لوازم المكان، وكذلك (تحت) وأخواتهما
(يُتْبَعُ)
(/)
فوق هنا يقصد بها إتجاه العلو. و المكان له حدود فهو مخلوق من المخلوقات. و اعيد قول الإمام مالك رحمه الله: "الكيف مجهول" فنؤمن بالصفة أياً كانت هذه الصفة وأما السؤال عن الكيفية فإنا لا نتخيله ولا نتصوره لأنه غير معقول و ليس لنا عقل لديه القدرة على إدراك ذلك.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فأهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك، ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون التمثيل، أو التكييف، أي أنهم لايمكن أن يقع في نفوسهم أن نزوله كنزول المخلوقين، أو استوائه على العرش كاستوائهم، أو إتيانه للفصل بين عباده كإتيانهم لأنهم يؤمنون بأن الله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: الآية11) ويعلمون بمقتضى العقل مابين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات، والصفات، والأفعال، ولايمكن أن يقع في نفوسهم كيف ينزل؟ أو كيف استوى على العرش؟ أو كيف يأتي للفصل بين عباده يوم القيامة؟ أي أنهم لايكيفون صفاته مع إيمانهم بأن لها كيفية لكنها غير معلومة لنا، وحينئذٍ لايمكن أبداً أن يتصوروا الكيفية، ولايمكن أن ينطقوا بها بألسنتهم أو يعتقدوها في قلوبهم.يقول تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء:36). ويقول: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (لأعراف:33).و لأن الله أجل و أعظم من أن تحيط به الأفكار قال تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) (طه:110).
و أنت متى تخيلت أي كيفية فعلى أي صورة تتخيلها؟! إن حاولت ذلك فإنك في الحقيقة ضال، و لا يمكن أن تصل إلى حقيقة لأن هذا أمر لا يمكن الإحاطة به، و ليس من شأن العبد أن يتكلم فيه أو أن يسأل عنه. و لهذا قال الإمام مالك - رحمه الله - فيما اشتهر عنه بين أهل العلم حين سأله رجل فقال: يا أبا عبد الله: (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء - يعني العرق و صار ينزف عرقاً - لأنه سؤال عظيم. ثم قال تلك الكلمة المشهورة: (الاستواء معلوم و الكيف مجهول، و الإيمان واجب، و السؤال عنه بدعة) و روى عنه أنه قال: (الاستواء غير مجهول، و الكيف غير معقول، و الإيمان به واجب، و السؤال عنه بدعة).فإذن نحن نعلم معاني صفات الله، و لكننا لا نعلم الكيفية، و لا يحل لنا أن نسأل عن الكيفية و لا يحل لنا أن نكيف، كما أنه لا يحل لنا أن نمثل أو نشبه لأن الله تعالى يقول في القرآن: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: الآية11). فمن أثبت له مثيلاً في صفاته فقد كذب القرآن، و ظن بربه ظن السوء و قد تنقص ربه حيث شبهه و هو الكامل من كل وجه بالناقص، و قد قيل:
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
ان اردت الاطلاع على بقية كلام الشيخ فهو موجود في موقعه بعنوان (أسماء الله و صفاته وموقف أهل السنة منها). و هنا الرابط:
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16945.shtml
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 12:33]ـ
يقو الشيخ ربيع المدخلي (في عشرين من الأنواع تجمع عددا من النصوص تثبت علو الله تبارك وتعالى بالإضافة إلى أدلة الفطرة و إلى أدلة العقل ,كلّ هذه الأشياء تتواكب بإثبات هذا الوصف لله تبارك وتعالى ,فيأتي كثير من الفرق المنحرفة عن القرآن و السنة و عما كان عليه السلف الصالح , يروي البخاري و البيهقي وغيرهم عن الأوزعي أنه قال -كنا والتابعون متوافرون نقول:إن الله تبارك وتعالى في السماء و على العرش استوى- التابعون متوافرون يقولون هده عقيدة التابعين ’و التابعون أخذوها من الصحابة ’ والصحابة أخذوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن القرآن و السنة وجاء الجهم بن صفوان و قال إن الله في كل مكان , وجاء ناس آخرون و أغرقوا في الضلال فقالوا إنّ الله لا فوق و لا تحت ولا يمين ولا يسار ولا داخل العالم ولا خارجه .... وهذه الصفات لا تنطبق إلا على المعدوم و العياد بالله ............................
ثم يقول: و ينقل كلام السلف في من ينكر صفات علو الله لماذا يكفرهم؟ لأنهم عطلوا صفة العلو لله وعطلوا غيرها , ولكنه يأتي على رأس قائمة هذه الصفات إنكار علو الله واستواءه على عرشه , فكانو إذا كفروا جهما إنما يكفرونه لأنه أنكر علو الله واستواءه على عرشه , وتجد كثيرا من المدارس التي تنتمي إلى السنة على هذا المذهب الجهمي الضال ................ )
الدر النضيد من محاظرات العقيدة والتوحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 01:01]ـ
هذا لا يُسَلَّمُ به
فالسؤال بـ "أين" عن المكان هو لِما يُحيطُ به المكان.
ولا تحمل هذا المعنى لغير ذلك.
ألا تقول لغاضب: أين حِلمُك؟ لا أحد ينازعكَ في أن "أين" تأتي بغير المعنى الذي ذُكر أعلاه،،
ولا أحد ينازعكَ في أن العرب استعملت "أين" في غير السؤال عن المكان،،
لكن من يحدد لنا المعنى الذي جاءت به؟ ..
هل هو عقلي وعقلك؟!
لا شك أن كل عاقلٍ سيجيب بأن المحدد هو السياق ..
لا يشك عارف باللغة العربية أن سياق حديث الجارية جاء للمكان والجهة؛ كما ذكر ذلك الشيخ أبي الفداء ..
وحمل معناه على غير ما جاء به السياق = تحريف!
والله المستعان ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 03:12]ـ
من الذي تفوه بهذا القول؟ فنحن لانعلم أين كان الله قبل ان يخلق المكان. و أعتقد بأنه لايجوز قول تلك العبارة. فقول اين الله قبل خلق العرش او أين الله قبل أن يخلق المكان او كيف يستوي الخالق على عرشه وما الى ذلك .. هو قول بدعة و لا يجوز الخوض فيه.
رويدك يا أخي الكريم، ما هكذا تورد الإبل
وإلا فأين أنت من سؤال أبي رزين العقيلي للنبي صلى الله عليه وسلم * قال:
يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وخلق عرشه على الماء "
/// قال أهل العلم العماء عند العرب يراد به السحاب الرقيق (وقيل الكثيف)، (قال أبو عبيد: لا يُدرى كيف كان هذا السحاب) وقيل إنه الماء الذي كان عليه عرش الله تعالى (قالوا السحاب يحمل الماء، فأطلق الحامل وأراد المحمول)، وقيل المراد بقوله "في عماء": "عدم ما سواه" (قاله أحمد بن منيع عن يزيد بن هارون) وهذا التوجيه يعضده ورود رواية بلفظ "كان في عما" هكذا بالقصر، فهي أصرح في أن معناه "ليس معه شيء". ويعضد ذلك المعنى أيضا ما في الصحاح من أن الله تعالى "كان ولم يكن شيء معه" و"كان ولم يكن شيء غيره"
/// و"ما" هنا إما أن تكون للوصل (بمعنى الذي) أو للنفي .. وإلى كل من القولين ذهب جماعة من العلماء.
/// فمن حملها على الوصل قال إن الضمير في "فوقه" و"تحته" عائد على ذلك العماء، وقال البيهقي إن "في" هنا بمعنى "على" كما في قوله تعالى "في جذوع النخل" أي عليها .. (قاله البيهقي في الأسماء والصفات)، وقال المراد أنه سبحانه كان فوق ذلك العماء، الذي هو موصوف (والله أعلم بحقيقته) بأن فوقه هواء وتحته هواء.
/// وأما من جعلها للنفي لا للوصل، فقال إن الضمير يعود على الذات الإلهية، والمراد أنه سبحانه لم يكن يوجد شيء فوقه ولا تحته، ولعله يعضد ذلك الوجه ما ورد من الرواية بزيادة نفي ثالث على النفيين بقوله: " وَمَا ثَمَّ خَلْقٌ"، فتكون تلك المنفيات المعطوفات لتوكيد معنى "العماء" على هذا الوجه. ولهذا كان مما قيل في معنى العماء: "كان حيث لا تدركه عقول بني آدم"
/// وعلى أي الوجهين فإنه لا يقال – وهو القصد هنا - إن السؤال عن مكان الله تعالى قبل خلق السماوات والأرض سؤال مبتدع أو لا يصح، ولا يطلق عليه ما أطلقه مالك رحمه الله على من يسأل في الاستواء، إذ إن مالكا يريد بالتبديع من يسأل عن كيف الاستواء لا عن معناه، فتنبه! والسائل هنا "أين كان الله قبل خلق السماوات والأرض" لا يسأل عن كيفية وإنما عن معنى لا إشكال في نسبته إلى الله تعالى أو في السؤال عنه. ولم يقل أحد من السلف – على الرغم من كلام بعض أهل العلم في السند وكلام بعضهم في المتن – إن هذا السؤال مبتدع أو منكر، ولم يعترض أحدهم على متن الحديث بهذا الاعتراض.
/// نحن معاشر البشر لا ندرك ولا نفهم المكان إلا بنسبة الموجودات إلى بعضها البعض، فالشيء الذي يوصف بأنه فوق، لا يوصف بهذه الصفة إلا لوجود شيء آخر "تحت" ينسب إليه! فعلى القول بأن العماء المراد به سحاب كان الله تعالى فوقه فلا إشكال، ويقال فيه كما يقال في علوه سبحانه على العرش. وأما على القول بأن المراد: كان لا يوجد في الوجود شيء إلا الله تعالى (وهذا ما أميل إليه والله أعلم)، فإننا نقول إن نفي الموجودات مما سوى الله تعالى لا يلزم منه نفي معنى المكان عنه، بدليل أن جواب السؤال جاء بأنه سبحانه كان في عماء، ولم يقل النبي (لم يكن له مكان) ولا قال "لم يكن المكان قد خلق بعد"! أو كما يقول بعض
(يُتْبَعُ)
(/)
المتكلمة (لم يكن الأين قد أٌيِّن بعد)!! فكلمة المكان التي نجيز إطلاقها في حق الله تعالى (وهي معنى الجواب على السؤال عنه سبحانه بأين) لا نقصد بها المكان المخلوق! وكذا لم يكن جوابه عليه السلام النكير على أبي رزين أو نهيه عن مثل هذا السؤال، بل أجابه عليه السلام (بأنه "كان فوق سحاب لا شيء حوله" على أحد الوجهين أو بأنه "كان ولا شيء معه" على الوجه الآخر) لأن العقل السوي لا يتصور موجودا لا مكان له، ولا يمكن أن يتصف موجودٌ من الموجودات بهذا المعنى (أنه لا مكان له)، والله أعلى وأعلم. فكما نقول إنه قبل خلق السماوات والأرض لم يكن الزمان كما ندركه، ومع ذلك يجوز لنا أن نسأل ماذا كان الله فاعلا قبل خلق السماوات والأرض (أي في زمان متقدم على خلقهما الله به عليم)، فكذا نقول في المكان، ولكن لا نعطل المعنيين فيما قبل خلق السماوات والأرض بدعوى أن العقل يحيلهما على الله تعالى، فليس كذلك، والله أعلم.
/// سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن هذا الحديث فأجاب:
"هذا الحديث معناه أنه كان في سحاب، قال العلماء معنى العماء السحاب، وقال بعضهم الغليظ، وقال بعضهم الرقيق، والحديث في سنده بعض المقال، والله - جل وعلا - له صفات الكمال من كل الوجوه، ومنزه عن صفات النقص والعيب من كل الوجوه - سبحانه وتعالى - كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وقال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [(11) سورة الشورى]. وهذا الحديث مشهور من حديث أبي رزين العقيلي من رواة وكيع بن حدس، وهذا الرجل وكيع ليس من المشهورين بالثقة، وفي هذا الحديث أن الرسول لما سئل: أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء). فإن صح فالمعنى مثل ما قال العلماء علماء اللغة العماء السحاب، قال بعضهم السحاب الرقيق، وقال بعضهم السحاب الغليظ، هذا معناه إن صح. جزاكم الله خيراً"
http://www.binbaz.org.sa/mat/10310
--------------------
* الحديث أخرجه ابن حبان وصححه والترمذي وحسنه وأخرجه ابن ماجة وأحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم، وضعفه بعض أهل العلم، ومن المعاصرين الألباني والأرنؤوط رحمهما الله. والذي يظهر لي أنه لا ينزل عن منزلة الحسن، كما ذهب ابن حبان والترمذي، والجهالة بحال وكيع بن حدس عند من قال بها – إن سلمنا بها - لا تضر فيما أرى، والله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 03:55]ـ
و ... و ان كان الأولى السكوت و الاقتصار على الفاظ الكتاب و السنة و ما اجمع عليه الناس في القرون المفضلة
بارك الله فيكم
هذا كلام من لم يعرف كلام الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في هذا الباب أو لم يقف عليه! ...
وإلا أخبرني ... أين في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن القرآن كلام الله غير مخلوق ...
ألم يصلك ويبلغك يا أبا محمد أن الإمام أحمد بن حنبل كان يبدع الواقفة في القرآن؟! ..
ألم يبلغك أن الإمام أحمد كان يقول: "من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع"
ولا أدل على ما قلتُ، ما جرى بين أحمد بن حنبل وابن أبي دوؤاد من مناظرة جاء فيها:
قال ابن أبي دوؤاد: القرآن غير مخلوق، أعرفه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أم لم يعرفوه؟
فرد الإمام أحمد: اسكتو نسكت ..
-راجع غير مأمور ردود السلف الصالح على المخالفين، ترى العجب العجاب ..
يؤيد ما قلتُ آنفا ..
والله الموفق سبحانه ..
أسلوبك منفر يا أبا أويس
ولو رددت بأسلوبك لأوجعتك
لكن أخوة الإيمان تمنعني
ولا تظن أن من يخاطبك من الناس لم يقرأ لابن تيمية كتبه العقدية أو يقرأ سيرة إمام السنة أحمد ابن حنبل فربما قرأها وخاض في هذه البحار وأنت ما زلت لم تطلب العلم بعد تحبو على الشاطيء وبعد جهد وتعب أيقن أن هذا مغامرة كادت تودى به فآثر السلامة ولا أفضل من السلامة
نعود إلى الموضوع:
يبدو أنك لم تفهم قصدى
سأضرب مثالاً:
عندما يقول أحد العلماء في شرح النزول ((ليس حركة ولا نقلة)) نقول ليته لم يكتبها واكتفى بالنزول وأنه يليق به سبحانه ولا ندري كيف ... إلخ
فلو جاءه من ينفي الصفات وسأله ((أيخلو العرش عند نزوله أم لا))
لا ينبغي أن يرد ويقول نعم أو لا
وإلا تحكم وذكر ما ليس له به علم أو خاض في أشياء لم يتكلم بها أحد والكلام في العقائد ليس كالكلام في غيرها
بل يقول كما قال مالك النزول معلوم والكيف مجهول ولا يرد على السؤال
ولو خضنا في هذا الباب لضل الكثيرون
أما من دخل في جدال مع أهل الباطل كالأئمة ابن تيمية وابن حزم وغيرهم فهم اضطروا للرد على هؤلاء وبنفس طرقهم كما قال الشيخان أبو الفداء وابن الرومية لكن أظن أن طريقة الإمام أحمد أسلم ...
وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 04:15]ـ
مع أنك حملتَ كلامي على غير محمله ..
لكن أسألك أن تتجاوز عني وتسامحني
ولو رددتَ علي فأوجعتني، لم يضرني ذلك شيئًا ..
بل لو رددت علي وصححت خطأ وقعتُ فيه، ما همني بعدها أأوجعت أم تلطفت؟!
ولا تظن أن من يخاطبك من الناس لم يقرأ لابن تيمية كتبه العقدية أو يقرأ سيرة إمام السنة أحمد ابن حنبل فربما قرأها وخاض في هذه البحار وأنت ما زلت لم تطلب العلم بعدمع أن كلامي لا يحتمل ما سطرته يمينك هنا ..
ولك يقم في نفسي ظنٌّ فيمن يخاطبني أبدًا في أنه لم يقرأ ولم ولم ..
بل أظن كما تظن؛ أنك خضت في هذا البحر قبل أن أطلب العلم ..
لكن ألا ترى أن هذا لا يغير من الحق شيء .. أليس الحق كان قبلي وقبلك؟! ..
ألا ترى أن إصابة الحق فضل من الله يؤتيه من يشاء .. وليس للكبير فضل فيه على الصغير!!
يا أخي تأملت كلامك الأخير، فوجدتُ أنك تقول:
ما من دخل في جدال مع أهل الباطل كالأئمة ابن تيمية وابن حزم وغيرهم فهم اضطروا للرد على هؤلاء وبنفس طرقهمأليس كلامك هذا = باب الرد أوسع؟!
إن كان كذلك فما قصة قولك تعقيبًا على هاتيك الجملة:
لا أسلم بهذا
بل إن إمام السنة والصابر على المحنة أحمد بن حنبل لم يفعل مثل ذلك في الرد ولم يزد على ما ورد في النصوص.أظنني فهمت!
وأرجو أن يكون فهمي خطأ ..
هل فهمتَ من الجملة السابقة؛ إيجاب توسيع باب الرد على كل راد؟!!
إن كان هذا ما فهمتَهُ فاسمح لي يا أخي أبا محمد أن أهمس في أذنك قائلا: أخطأت الفهم وكفى!
أما باقي كلامك:
فلا أرى له مناسبة ..
والله المستعان ..
دمت موفقًا أخي الكريم
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 10:51]ـ
لا أحد ينازعكَ في أن "أين" تأتي بغير المعنى الذي ذُكر أعلاه،،
ولا أحد ينازعكَ في أن العرب استعملت "أين" في غير السؤال عن المكان،،
لكن من يحدد لنا المعنى الذي جاءت به؟ ..
هل هو عقلي وعقلك؟!
لا شك أن كل عاقلٍ سيجيب بأن المحدد هو السياق ..
لا يشك عارف باللغة العربية أن سياق حديث الجارية جاء للمكان والجهة؛ كما ذكر ذلك الشيخ أبي الفداء ..
وحمل معناه على غير ما جاء به السياق = تحريف!
والله المستعان ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يُسلَّمُ لك يا أخي!!
فإقرارك بإخراج "أين" عن المكانية في "أين عقلك" ونحوِها، وإنكارُك هذا الإخراج في "أين الله"
غير سديد؛ بارك الله فيك.
فأنت لم تُخرِجها في الأولى إلا بدليل عقلي، يتفق عليه عقلي وعقلك وعقلُ كل عاقل؛ لأن عقلَ المسؤول عن عقله في "أين عقلك" لا مكانَ له.
وعدم الإخراج لإثباتِ مكانٍ لله عز وجلّ ـ لا على جهة المكان الحسّي ـ وإجراءُ "أين" على ظاهرٍ متوهَّمٍ تناقُضٌ.
ودليلي: أنني وأنت وكل مسلم مؤمنون بأنّه لا مكانَ حسياً لله تبارك وتعالى.
الذي بقيَ أنّك ـ ومن وافقك ـ تُريدون أن تُثبتوا لله تعالى مكاناً لا كالأمكنة (غير مادّيٍّ أو حسّيّ)، وذلك لا تصريحاً من النصوص بل فهماً لها.
وهذا الفهمُ مفتقرٌ إلى الدليل الصريح؛ وهو منقوضٌ بالمسلَّمِ به من أنْ لا مكانَ حسياً لله تعالى.
أعني: لا نصّ شرعياً يُثبتُ ـ بصريح الدلالة ـ المكانَ لله جل وعلا؛ فإثباته بمجرّد ظاهرٍ مصروفٍ لنصٍّ ما غير صواب.
تلخيص العبارة: إثباتُ مكانٍ ـ لا كالأمكنة ـ لله تعالى لا دليل صريحاً عليه، وغاية الأمر أنه مبنيٌّ على استنتاجٍ اجتهاديٍّ للبعضِ مُعارَضٍ بالدليل النقلي والعقلي.
أرجو أن أكون أوصلتُ فكرتي بجلاء وحُسن بيان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 02:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يُسلَّمُ لك يا أخي!!
فإقرارك بإخراج "أين" عن المكانية في "أين عقلك" ونحوِها، وإنكارُك هذا الإخراج في "أين الله"
غير سديد؛ بارك الله فيك.
فأنت لم تُخرِجها في الأولى إلا بدليل عقلي، يتفق عليه عقلي وعقلك وعقلُ كل عاقل؛ لأن عقلَ المسؤول عن عقله في "أين عقلك" لا مكانَ له.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
بل السياق الذي جاءت فيه = يحدد المعنى
وما لي أراك اقتصرت على مثالٍ واحدٍ؛ فأنا تكلمت بالعموم ..
ثم ضربتَ مثالاً .. ففهمته بفهمٍ وووو
ثم جعلت ذلك قاعدة عامة ..
إن الألفاظ العربية لا تفهم إلا من سياقاتها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولك أن العقل لا مكان له = فغير مسلم ..
ومن أين لك أن العقلي والعقول اتفقت على أن العقل لا مكان له؟!
فإني قد أسئل مثل سؤالك -أين عقلك- فأفهم منه المكانية وأسئل مرة آخرى فافهم منه غير المكانية ..
والسبب = القرائن والمقيدات التي حفت بالكلام والمتكلم ...
فما دخل العقول؟!
وعدم الإخراج لإثباتِ مكانٍ لله عز وجلّ ـ لا على جهة المكان الحسّي ـ وإجراءُ "أين" على ظاهرٍ متوهَّمٍ تناقُضٌ.
ودليلي: أنني وأنت وكل مسلم مؤمنون بأنّه لا مكانَ حسياً لله تبارك وتعالى.
اسمحلي أن أقول أن دليلك يقتصر عليك وحدك وليس كل مسلم ..
فإن قولك أن لا مكانَ حسيٍ لله تبارك تعالى أشكل علي جدا ..
فما تقصد بالمكان الحسي؟!
الذي بقيَ أنّك ـ ومن وافقك ـ تُريدون أن تُثبتوا لله تعالى مكاناً لا كالأمكنة (غير مادّيٍّ أو حسّيّ)، وذلك لا تصريحاً من النصوص بل فهماً لها.
وهذا الفهمُ مفتقرٌ إلى الدليل الصريح؛ وهو منقوضٌ بالمسلَّمِ به من أنْ لا مكانَ حسياً لله تعالى.
أين ذلك في كلامنا ..
نحن نثبت أن الله في السماء .. ومن قال أن هذا النص ليس على ظاهره = فهو الذي ينفي عن الله صفة من صفاته؛ سواء سميت مكانًا أو لم تسمى مكانًا ..
وطريق إثباتنا لهذا = النص .. أما العقل فهو لا يجحد ولا يرد ما جاء به النص
أعني: لا نصّ شرعياً يُثبتُ ـ بصريح الدلالة ـ المكانَ لله جل وعلا؛ فإثباته بمجرّد ظاهرٍ مصروفٍ لنصٍّ ما غير صواب.
بل هناك نصوص كثيرة ..
منها حديث الجارية .. الذي أراك تحاول صرفه عن ظاهره؛ مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الجارية وشهد لها بالإيمان
ولو كان كلامها مصروف الظاهر، لبينه النبي صلى الله عليه سلم ولم يترك المسألة لعقلي وعقلك وعقول الناس؟!
وأما صرف النص عن ظاهره = فتحكم عقلي لا دليل عليه!
تلخيص العبارة: إثباتُ مكانٍ ـ لا كالأمكنة ـ لله تعالى لا دليل صريحاً عليه، وغاية الأمر أنه مبنيٌّ على استنتاجٍ اجتهاديٍّ للبعضِ مُعارَضٍ بالدليل النقلي والعقلي.
هل أفهم من كلامك ..
أن الله عزوجل ليس مستو على عرشه حقيقة بمعنى غير موصوف بصفة العلو (=العلو الحقيقي) ..
وإن أردت أن تعبر عن العلو الحقيقي بلفظ العلو الحسي فلا مانع لدي بشرط أن يكون قصدك المعنى الذي وضع له ..
فهل تنفيه؟!!
أرجو أن أكون أوصلتُ فكرتي بجلاء وحُسن بيان.
مع الآسف .. أوصلتَ فكرتك بإجمالٍ فوقه إجمال!!
والله المستعان ..
ـ[رجية عفو الله]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 04:36]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 05:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يُسلَّمُ لك يا أخي!!
فإقرارك بإخراج "أين" عن المكانية في "أين عقلك" ونحوِها، وإنكارُك هذا الإخراج في "أين الله"
غير سديد؛ بارك الله فيك.
الذي يُفهم من كلامك هذا أن الأصل عندك في "أين" إخراجها عن المكانية!! وهذا لازم للكلام يجب ألا يخفى على طالب العلم! فمن أين جئت بهذا الأصل؟؟؟؟
فأنت لم تُخرِجها في الأولى إلا بدليل عقلي، يتفق عليه عقلي وعقلك وعقلُ كل عاقل؛ لأن عقلَ المسؤول عن عقله في "أين عقلك" لا مكانَ له.
من الذي قال إنها حملت على غير المكانية في المثال الذي ذكرته أنت بدليل "عقلي"؟؟ بل بقرينة من كلام المتكلم وسياق الكلام!! فمثل هذا السؤال "أين عقلك" قد يخاطب به طالب في المدرسة مثلا ليرى المدرس هل يعلم الطالب مكان العقل أو لا يعلم!
ثم هل أنت تؤمن بأن العقل لا مكان له؟؟؟؟
هذا يخالفك فيه سائر أصحاب العقول! والقرءان يبطله!!
وإلا فأين أنت من قوله تعالى ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) [الحج: 46]؟؟؟؟
وأين أنت من الكلام بيننا وبين الملاحدة والماديين الذين يجعلون العقل في الدماغ وينكرون أن يكون له علاقة بالقلب كما نصت النصوص عندنا!
فمن الذي قال إن عقل المخاطب بهذا السؤال يحمله لا محالة على إخراج السؤال بأين هنا عن المكانية؟؟؟؟ هذا لزوم باطل لا يصح!
وعدم الإخراج لإثباتِ مكانٍ لله عز وجلّ ـ لا على جهة المكان الحسّي ـ وإجراءُ "أين" على ظاهرٍ متوهَّمٍ تناقُضٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
القرينة في المثال الذي سقته أنت على أن عبارة "أين عقلك" لا يراد بها المكانية، أن المسؤول بها في حال من الغضب والسائل بها في مقام عتاب له على مساءة خرجت منه! فيتوجه الفهم تلقائيا بسبب تلك القرائن المحتفة بالكلام إلى خلاف المكانية!
ولكن لو اختلف السياق وتغيرت القرائن لما لزمنا حملها على ذلك الفهم!!
بل أنا أجزم بأنك لو جئت إلى أحدٍ من الناس وسألته "أين عقلك"، وذلك دون مقدمات للكلام ودون إظهار أي قرائن تفيد معنى الاتهام بغياب العقل عند المخاطب، فإنه سيعجب من السؤال .. لا لأنه لا مكان للعقل على الحقيقة، ولكن لأن مكان العقل معلوم ومعدود من المسلمات عند عامة الناس التي لا يعتاد السؤال عنها!!
فعن أي تناقض تتكلم يا أخانا؟؟؟
ودليلي: أنني وأنت وكل مسلم مؤمنون بأنّه لا مكانَ حسياً لله تبارك وتعالى.
لا أسلم لك بهذه الدعوى حتى أستفصل منك عن معنى قولك "حسيا"!! وإلا فذات الله لها وجود حقيقي بائن عن غيرها من الموجودات، وهي موصوفة بما لا يفهم منه العقل - السوي السالم من الشبهات والفلسفات - إلا معنى المكانية الحقيقية! ولا يلزم من ذلك المعنى عند العقل السوي تشبيهٌ ولا تمثيلٌ ولا قياسٌ على المخلوقات!!!
الذي بقيَ أنّك ـ ومن وافقك ـ تُريدون أن تُثبتوا لله تعالى مكاناً لا كالأمكنة (غير مادّيٍّ أو حسّيّ)، وذلك لا تصريحاً من النصوص بل فهماً لها.
قولك "لا تصريحا بل فهما" = تشقيق لفظي مردود!!
وهل يأخذ الناس من النص إلا الفهم؟؟ ليس للناس من النصوص إلا الفهم!
فإن اتفقوا فيه فلا إشكال، وإن اختلفوا فينظر في النزاع بحسبه ويقدر بقدره!
وأما قولك مكان "غير مادي أو حسي" فهو تزيُّد منك لا نرتضيه!! العقل يوجب لكل ما يسأل عنه بأين فيكون الجواب بأنه "في العلو وفي السماء" = معنى المكانية (وتأمل كلمة معنى) .. فهذا هو معنى قولك "في السماء" هنا لغة وعقلا! فهو في السماء - سبحانه وتعالى - على الحقيقة، على النحو الذي يليق بذاته! ولا يلزم من نسبة هذا المعنى له سبحانه أن يكون "متحيزا" محاطا به كما هو شأن المخلوقين، وكما يتوهم أهل الكلام!! هذا اللازم الباطل لا تتصوره إلا أذهانهم الفاسدة، ولم يقل به أحد من الصحابة قط!!! لم نر الجارية تتحرج من نسبة هذا المعنى لله تعالى جوابا للسؤال، ولم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستدرك جوابها بما ينفي عن العقل ذلك المعنى!! فهل كتم النبي عليه السلام البيان وقت الحاجة (ويالها من حاجة!)؟؟؟؟
سلِّم قبلك يا أخي من هذه اللوازم والتصورات الباطلة كما كانت قلوب الصحابة والسلف رضي الله عنهم، وليسعك ما وسعهم دون عسف ولا تفلسف ولا خوض فيما لا سلطان لنا به!!
الطائر يوصف بأنه في السماء، والله تعالى موصوف كذلك بأنه في السماء! كلاهما يوصفان بمعنى المكان، ولكن يقينا ليس يلزم من وصف الله تعالى بهذا المعنى ما ينقدح في الأذهان من وصف الطائر بمثله!! فهو سبحانه فوق مخلوقاته بائن منها ليس كمثله شيء! هكذا فهم الصحابة والسلف تلك النصوص ولم يتكلفوا فيها ما تكلفت، ولا شرطوا لقبولها التأويل!!
فلنقف عند هذا القدر ولا نحمل الكلام ما لا يحتمله!!
وهذا الفهمُ مفتقرٌ إلى الدليل الصريح؛ وهو منقوضٌ بالمسلَّمِ به من أنْ لا مكانَ حسياً لله تعالى.
أعني: لا نصّ شرعياً يُثبتُ ـ بصريح الدلالة ـ المكانَ لله جل وعلا؛ فإثباته بمجرّد ظاهرٍ مصروفٍ لنصٍّ ما غير صواب.
تخليط عجيب!
/// قولك "منقوض بالمسلم به من أن الله لا مكان له (حسيا) " مردود عليك لما تقدم بيانه.
/// قولك "لا نص شرعيا يثبت بصريح الدلالة" جدلٌ محض وطلب لما يتصور! فعندما يأتيني نص يفيد استواء الله تعالى على عرشه وعلوه عليه ويأتي الجواب لسؤال "أين الله" بأنه سبحانه في السماء، ولا يرد في النص مزيد على هذا، فإننا لتسليمنا بأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، وبنائنا على هذا الأصل الأصيل، لا نطالب بالمزيد من النصوص لإثبات المعاني الواضحات، ولنسبة تلك الصفات لله على حقيقتها!!
لا ننتظر أن يرد إلينا نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل ما أخبرتكم به من صفات الله تعالى فهو على حقيقته، فاليد يد والعين عين والنزول نزول على الحقيقة"!! إذ عقولنا ولله الحمد سالمة من ذلك المعارض الباطل الذي توهمتموه أنتم!!
وإلا فما معنى مطالبتك بالدليل "الصريح الدلالة"؟؟؟؟
/// أما قولك "مصروف لنص ما غير صواب" فلم أفهمه حقيقة!! ما هو النص الغير صواب؟؟
تلخيص العبارة: إثباتُ مكانٍ ـ لا كالأمكنة ـ لله تعالى لا دليل صريحاً عليه، وغاية الأمر أنه مبنيٌّ على استنتاجٍ اجتهاديٍّ للبعضِ مُعارَضٍ بالدليل النقلي والعقلي.
ليس ثمّ لا دليل عقلي ولا نقلي لدفع هذا الفهم، وأمهلك من الآن إلى السنة القادمة لتقدم لنا هذا الدليل الذي يعارضه، من كلام الصحابة رضي الله عنهم!! وإن جئتني بقاعدة في التأويل فأطالبك بإثباتها من كلامهم أيضا .. كقولكم "كل ما عارض المعقول من الصفات فإنه يؤول"!! هات الدليل "الصريح عليها"!!
أسأل الله أن يلهمني وإياك رشدنا.
أرجو أن أكون أوصلتُ فكرتي بجلاء وحُسن بيان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 11:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لإخوتي ما أدلَوا به، وإنّ لي على تعقُّباتهم الحميدة تعقُّبات:
أولاً:
حصرُهم إيايَ في زاوية مثال "أين عقلك"، وهروبهم إلى حيث أنه يُمكن أن يُعتبر الرأس مكان العقل؛ على ما يقول الطَّبَعيون.
وأنه قد يسأل السائل: "أين عقلك" فتُفهم منه المكانية حيناً، وغير المكانية حيناً ...
هذا الحصر حيدة، فالاقتصار على المثال غير سديد ولا منصِف؛ لأنه عُلِمَ أنني أمثِّلُ به، على غير المادّي المحسوس مما يُسأل عنه؛ لأنني مثلت قبلُ بـ "أين حلمك"، وأستطيع أن أمثّل بـ "أين كرمك"، و"أين أخلاقك" و"أين صبرك" وبما لا يكاد يُحصى من الأمثلة.
فمرادي ما لا مكان له حسياً، والعرب عندما تكلمت بمثل هذه ووضعته لم تعبأ ـ وهي تعرف ـ أن الرأس محل العقل، والقلب محل الحب، واليد محل الكرم؛ لا على اعتبار أنه أمكنةٌ لازمة، بل أمكنة ظُهورٍ هذه المعاني إلى حيز الوجود أفعالاً على ما يسميه البعض بالمجاز المرسل بعلاقة المكانية.
ثانياً:
دعوايَ بأن كل المسلمين متفقون على أنه لا مكان حسياً لله تبارك وتعالى والذي قال بشأنها الأخ أبو أويس:
اسمحلي أن أقول أن دليلك يقتصر عليك وحدك وليس كل مسلم .. فإن قولك أن لا مكانَ حسيٍ لله تبارك تعالى أشكل علي جدا .. فما تقصد بالمكان الحسي؟!
أبيّنها بالقول:
المكان الحسي: هو المكان المعروف من أمكنة هذا الوجود الذي له أبعاد، أي: له فوق وتحت ويمين وشمال
ـ عذراً: تعريف البدهيات من أصعب الأشياء ـ.!!!
وأنا أكرر أن لا مسلم يقول بأن الله عز وجلّ له مكان من هذا القبيل! والقائل:" الله في السماء" هو الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم!!! والخلاف حول تفسيره:::: فالبعض يصر على تسمية السماء مكاناً سواءٌ أكانت هذه السماء مكاناً حسياً أم هي مكانٌ غير خاضع لنواميس الحسّ المعهودة في أمكنة الوجود المخلوق.
وأنا قلت وأعيد: إن ذلك ليس لم تنطق به النصوص صراحةً، أي: نسبة المكان إلى الله تعالى، والتوقف فيه أسلم بلا ريب، والإمعان فيه إيغالٌ فيما لا تُحمدُ عقباه من مذاهب المبتدعة التي لا يريدها أحدٌ من الإخوة هنا بحال.
وإنّ أحداً لم يأتِ بنصٍّ صحيح صريح يثبت المكان إلا أنّه اورد حديثُ الجارية، وبعض الآيات التي فيها "في السماء" وأين صرحت هذه الأدلة بالمكان؟
فلم يبقَ إلا أنه فهمٌ، وهذا الفهمُ مفتقرٌ إلى الدليل الصريح؛ وهو منقوضٌ بالمسلَّمِ به من أنْ لا مكانَ حسياً لله تعالى. كما قلتُ مراراً وتكراراً. وإلا فما يُسمّى هذا الكلام:
! فعندما يأتيني نص يفيد استواء الله تعالى على عرشه وعلوه عليه ويأتي الجواب لسؤال "أين الله" بأنه سبحانه في السماء، ولا يرد في النص مزيد على هذا، فإننا لتسليمنا بأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، وبنائنا على هذا الأصل الأصيل، لا نطالب بالمزيد من النصوص لإثبات المعاني الواضحات، ولنسبة تلك الصفات لله على حقيقتها!!
لا ننتظر أن يرد إلينا نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل ما أخبرتكم به من صفات الله تعالى فهو على حقيقته، فاليد يد والعين عين والنزول نزول على الحقيقة"!! إذ عقولنا ولله الحمد سالمة من ذلك المعارض الباطل الذي توهمتموه أنتم!!
وإلا فما معنى مطالبتك بالدليل "الصريح الدلالة"؟؟؟
وأذكِّر بأن السلف الصالح وعلى رأسهم الإمام احمد أقام الدنيا على مثل "لفظي بالقرآن مخلوق" التي قالها بعض السلف من طبقته كالبخاري وغيره؛ ذلك لأن فيها ما لم تُصرّح به النصوص
وأما قول الأخ في حديث الجارية:
ولو كان كلامها مصروف الظاهر، لبينه النبي صلى الله عليه سلم ولم يترك المسألة لعقلي وعقلك وعقول الناس؟! وأما صرف النص عن ظاهره = فتحكم عقلي لا دليل عليه!
فأجيبه: وهل كلّ ما تتعبد الله تعالى به من العقيدة نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
فمن أين لك لفظة "بذاته" في قول البعض: "استوى بذاته، وقول: "حقيقة" في قول القائل: "ينزل حقيقة"
وإذا عُلِّلَ هذا بردّ من أتى به على الجهمية والمعطلة ووو فنقول له: هذا اجتهادٌ شكره الله تعالى وآجرَ عليه بإذنه
لكن أن تكون هذه "الزيادات" بل "التزيدات" ديناً ـ كائناً من كان قائلها مع التقدير والتبجيل والاحتفاظ بالمكانة لكل علماء الأمة ـ فهذا غير مقبول.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخلاف حول صرف الظاهر ناشئ عن عدم الاتفاق على معنى الظاهر، وهو برغم وضع تعريفاتٍ لدى العقديّين والأصوليين له؛ إلا أن تنزيل هذه التعريفات على الواقع هو المُشكل فيما بين المتحاورين.
فقائل يقول: انا يظهرُ لي من نصوص النزول ـ مثلاً ـ نزولٌ الانتقال (نزول المخلوقات)
وقائل: أنا يظهر لي نزولٌ لا يماثل نزول المخلوقين، يليق بجلاله.
والفريقان متفقان على أن مماثلَ نزول المخلوقين من النزول مرفوضٌ غير مراد، ولكن المعارك تدور حول اعتبارِ كلا القائلَينِ (ظاهره) أو (فهمه هو للظاهر) هو ظاهر النصّ.
وبها تدور المعارك حول خلافٍ لا شيء فيه إلا حب الانتصار على الآخر، وحجز مقعد له في قطار المبتدعة!!!
وأما الأخ الذي قال لي: الذي يُفهم من كلامك هذا أن الأصل عندك في "أين" إخراجها عن المكانية!! وهذا لازم للكلام يجب ألا يخفى على طالب العلم! فمن أين جئت بهذا الأصل؟؟؟؟
فأقول له ومن أين لك أنني قلت: إن الأصل في "أين" إخراجها عن المكانية
بل الذي قلت بين لا يحتاج إلى إعادة، وخلاصته هي في المحسوسات مكانية، وفي غير المحسوسات غير مكانية.
وقال أيضاً: من الذي قال إنها حملت على غير المكانية في المثال الذي ذكرته أنت بدليل "عقلي"؟؟ بل بقرينة من كلام المتكلم وسياق الكلام!!
وأقول له: القرينة، ورؤيتها، واعتبارها أليست دليلاً عقليا؟ أو عملاً عقلياً، وهل القرينة شيءٌ منصوصٌ عليه، أم هي شيءٌ مفهومٌ من النصّ (المختلف فيه)؟!
وأما قوله:
وإلا فذات الله لها وجود حقيقي بائن عن غيرها من الموجودات، وهي موصوفة بما لا يفهم منه العقل - السوي السالم من الشبهات والفلسفات - إلا معنى المكانية الحقيقيةفعادت القضية جذعة في المراد من المكانية الحقيقة
وهل لي أن آخذ بظاهر قول الأخ الحقيقة فأحمله على المكان الذي يعرفه المخلوقون من الكون المخلوق فأرميه بما لا يُريد ولا يقصد من التجسيم
واما قضية أنه! ولا يلزم من ذلك المعنى عند العقل السوي تشبيهٌ ولا تمثيلٌ ولا قياسٌ على المخلوقات!!!
فالعقل السويّ متنازعٌ في سوائه، ولقد شُنِّعَ عليّ وعلى غيري الاتكاء على العقل، وقيل لي: عقلي، وعقلك ...
ورمي العقل الذي يحذر التجسيم بأنه غير سويّ لمزٌ غير لائق ديناً وخلقاً.
وأما قول أخي:
قولك "لا تصريحا بل فهما" = تشقيق لفظي مردود!! وهل يأخذ الناس من النص إلا الفهم؟؟ ليس للناس من النصوص إلا الفهم! فإن اتفقوا فيه فلا إشكال، وإن اختلفوا فينظر في النزاع بحسبه ويقدر بقدره!
فأسلّم له به تماماً إلا وصفه لكلامي بالتشقيق؛ فما هو منه، ولا داعيَ لهذه الكلمات واللكمات.
وأما قوله:
وأما قولك مكان "غير مادي أو حسي" فهو تزيُّد منك لا نرتضيه!!
فكذلك لا أرتضي تزيد "حقيقة" وبذاته" ... هذه بتلك يا شاطر!!!
والتحرجات والتحرزات التي دعت إلى ذي دعت إلى تي، إلا أنّ الأولى تسمى تحرزات التشبيه والتجسيم، والإخرى تسمى تحرزات التعطيل ونفي الصفات.
ولا ضيرَ في أيٍّ منها ما لم تتحول إلى سيفٍ يُوضع على الأعناق.
وأما قوله: سلِّم قبلك يا أخي من هذه اللوازم والتصورات الباطلة كما كانت قلوب الصحابة والسلف رضي الله عنهم، وليسعك ما وسعهم دون عسف ولا تفلسف ولا خوض فيما لا سلطان لنا به!!
وهو يريد "سلِّم قلبك". وأنا أسأل الله تعالى لي وله سلامة القلب من الفتن والإحن.
وأما إلزامُ الصحابةِ بما يراه فهو استنطاقٌ لهم بما لم ينطقوا به.
وغاية الوارد عنهم عدم الخوض في أمثال هذه الحمآت التي نخوض فيها نسأل الله السلامة.
وقوله" هكذا فهم الصحابة والسلف تلك النصوص ولم يتكلفوا فيها ما تكلفت، ولا شرطوا لقبولها التأويل!!
فلنقف عند هذا القدر ولا نحمل الكلام ما لا يحتمله!!
أقول له: لا فضّ فوك؛ قف عند ما وقفوا حالاً ومقالاً، ولا تلتزم ما لم يلتزموه؛ تقليداً لمجتهدٍ او مجتهدين اجتهدوا اجتهاداً له أسبابه، ولكنه ليس ملزماً لأحد غيرِهم، إلا أن يلتزم هو؛ فيتحمل التبعة!
وأما القول:
، لا نطالب بالمزيد من النصوص لإثبات المعاني الواضحات، ولنسبة تلك الصفات لله على حقيقتها!! لا ننتظر أن يرد إلينا نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل ما أخبرتكم به من صفات الله تعالى فهو على حقيقته، فاليد يد والعين عين والنزول نزول على الحقيقة"!! إذ عقولنا ولله الحمد سالمة من ذلك المعارض الباطل الذي توهمتموه أنتم!!
وإلا فما معنى مطالبتك بالدليل "الصريح الدلالة"؟؟؟؟
والقول: ليس ثمّ لا دليل عقلي ولا نقلي لدفع هذا الفهم، وأمهلك من الآن إلى السنة القادمة لتقدم لنا هذا الدليل الذي يعارضه، من كلام الصحابة رضي الله عنهم!! وإن جئتني بقاعدة في التأويل فأطالبك بإثباتها من كلامهم أيضا .. كقولكم "كل ما عارض المعقول من الصفات فإنه يؤول"!! هات الدليل "الصريح عليها"!!
فلا أراهما إلا متناقضين لمن أنعم النظر بهدوء.
وأما قول أخي:
أسأل الله أن يلهمني وإياك رشدنا
فأقول له: اللهم آمين آمين آمين
وأزيد عليه: ويسلم قلوبنا من الشقاق بفضله ورحمته.
هذا ما سمح به الوقت الضيق، والله المستعان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 01:55]ـ
الحمد لله وحده
قرأتُ جواب الأخ أبي عبد الرحمن، وسأرد عليه ردا مفصلا، وردا آخر مجملا لمن يكره قراءة الكلام الطويل، وأبدأ أولا بتقرير استيائي من ألفاظ ظهرت في رده لا تليق بطلبة العلم، كقوله (هذه بتلك يا شاطر)!! فأرجو أن يترفع عن أمثال هذه الألفاظ فيما يلي من مشاركاته، والله المستعان.
أما بعد فأقول إن الأخ يدور جوابه كله في مدار كلمة لا يريد الانفكاك عن إلزامنا بها ولا تلزمنا .. فهو يرمي من يفسر وجود الله تعالى في السماء بجهة العلو أو بمكان العلو بأنه واقع (بسبب تلك الكلمة) في التشبيه ولابد .. والكلمة هي "حسي" أو "الحسية" .. والغموض والاشتباه في مراده منها هو ما جر علينا هذا النزاع في المثال الذي ساقه، إذ اتضح أنه لا يريد منه العقل ككيان مخلوق له وجود حقيقي وحلول في جسم الإنسان على الحقيقة، ولكن يريد الأشياء المعنوية التي تطلق على سبيل الكناية والمجاز (وهذا كما بينت لا يفهم إلا من السياق والقرائن التي قد تكون سباقا ولحاقا للنص أو قرائن خارجة على النص، يفهم منها مراد المتكلم)
فأنا أكرر سؤالي للأخ: لماذا جعلت إطلاقنا لمعنى المكان ملازما لمعنى "الحسية"؟؟
يقول إن وصف المكان بأن له اتجاهات أصلية (فوق وتحت وشمال ويمين) هو من لوازم كونه مخلوقا، وهذا كلام غير صحيح .. فالمكان يطلق ويراد به نسبة شيء موجود إلى شيء آخر موجود أيضا في إدراك الناس وتصورهم، بعلاقة لغوية ظرفية. فلا شيء يوصف بأنه "فوق" أو في جهة العلو إلا بالنسبة إلى شيء آخر يوصف بأنه "تحت" ولابد ... هذا من مسلمات العقل المعنوية التي لا دخل لها بحقيقة هذا الشيء أو ذاك، فقد يكون أحد هذين الشيئين المذكورين في هذا المثال هو الكون المخلوق كله بكل ما فيه، الذي يوصف - على حد تصوري لمراد صاحبنا - بالحسية أو المادية! هذا إن كان يريد بكلمة "حسي" ما هو مخلوق ومركب مما يختص به الكون المخلوق، فلا يوصف به شيء خارجه (وهو ما يظهر لي)! فعلى هذا التحرير فإن معنى المكان أو الجهة وما يرتبط به من اتجاهات منفك عقلا عن معنى "الحسي" الذي يصر أخونا على إلزامنا به!
ونفس هذا الكلام نقوله في نزول الله تبارك وتعالى .. فهو نزول حقيقي من جهة المعنى، لا نعطله أو نصرفه عن حقيقة معناه لكونه يلزم منه الحسية (بمعنى مشابهة المخلوقات المحسوسة في نزولها)! وكل من يحاول إيجاد تأويل يصرفه عن هذا المعنى فهو المطالب بالدليل من قول الصحابة والسلف، وإلا فالزعم بأنهم فهموا خلاف هذا المعنى الفطري الصريح دون تقديم الدليل على ذلك الفهم = كذب عليهم!
وعليه فاستعمال معنى الجهة في بيان مكان المخلوقات داخل الكون المخلوق لا يمنع من استعمال المعنى نفسه في بيان مكان ذات الرب تبارك وتعالى خارج ذلك الكون، إذ الاشتراك في المعنى لا يلزم منه الاشتراك في الحقيقة والكيفية .. والسؤال الذي أجابت عنه الجارية لا تحتف به أي قرائن تفيد المنع من إجراء هذا المعنى، إلا تصور بعضهم - اشتباها منهم - أن حمله على هذا المحمل الحقيقي الصريح يورث التشبيه و"الحسية"!!!
فأنا لم أزد على ذلك المعنى أي تصور من عندي لما هو كائن خارج الكون .. أو لكيفية ذلك!
ولكنني أسأل صاحبنا، ألا يوجد في الوجود مكان - ولابد - إسمه: خارج الكون، يغاير - من حيث المعنى - المكان الموصوف بأنه داخل الكون؟؟
فإن نفيت المعنى الأول فكيف تثبت الثاني إلا بالتناقض، (إذ كأنك تثبت وجود مخلوق له داخل وليس له خارج)؟ وكيف تثبت - عقلا - أن للكون المخلوق حدا ونهاية، ما وراءها من الموجودات (وليس إلا الله تعالى) يوصف ولابد - لغة وعقلا - بأنه خارجه؟؟؟ فإن لم يكن خارجه فأين يكون بالنسبة إليه؟؟؟ هذه مسائل معنوية من مسلمات العقل والإدراك يا أخي، ولا يلزم من وصف شيء بأنه - بالنسبة إلى شيء آخر - في جهة العلو منه أن يكون كلاهما متماثلا في ذاته وكيفيته، متحيزا داخل فراغ تشكله أشياء أخرى تحيط به من الجهات الأربعة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الأشياء المخلوقة توصف بأنها "متحيزة" على فهم المتكلمين لهذه اللفظة لأنها محاطة من جميع جهاتها بمخلوقات مثلها! وهذا المعنى ليس بلازم لكل ما يوصف بأنه موجود في مكان أو جهة! والله تعالى مستو فوق العرش ولكن لا يحيط به شيء، سبحانه وتعالى عن ذلك .. إذ الإحاطة صفة لازمة للمخلوقين، والله منزه عنها، فإذا تأملت هذا المعنى، زال عنك إشكال "التحيز" هذا إن شاء الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لإخوتي ما أدلَوا به، وإنّ لي على تعقُّباتهم الحميدة تعقُّبات:
أولاً:
حصرُهم إيايَ في زاوية مثال "أين عقلك"، وهروبهم إلى حيث أنه يُمكن أن يُعتبر الرأس مكان العقل؛ على ما يقول الطَّبَعيون.
وأنه قد يسأل السائل: "أين عقلك" فتُفهم منه المكانية حيناً، وغير المكانية حيناً ...
هذا الحصر حيدة، فالاقتصار على المثال غير سديد ولا منصِف؛ لأنه عُلِمَ أنني أمثِّلُ به، على غير المادّي المحسوس مما يُسأل عنه؛ لأنني مثلت قبلُ بـ "أين حلمك"، وأستطيع أن أمثّل بـ "أين كرمك"، و"أين أخلاقك" و"أين صبرك" وبما لا يكاد يُحصى من الأمثلة.
قلت لو سلمت لك بهذا التفريق بين المعنوي و"الحسي"، وحملك مادة نزاعنا على الأول، لألزمتك بأنك ترى أن الله لا وجود لذاته إلا في الأذهان، كما هو شأن تلك المعاني التي مثلت بها، فتأمل! ذات الله وجودها حقيقي لا معنوي، والفرق كبير بين "حقيقي" و"حسي"، إذ على توجيهك لكلمة حسي - كما ظهر لي - فإنه يلزم منها عندك مشابهة المخلوقين بالتبعض والتحيز وكذا!! وهذه المشابهة ليست بلازمة إلا عند الفلاسفة وتلامذتهم من أهل الفرق، وإلا فأين كلام الصحابة في رد هذا اللزوم العقلي الذي جعلتموه من ضروريات العقل، بسلوك مسلك التأويل؟؟ هلا أتحفتنا به حتى نريحك ونرتاح؟؟؟
المكان الحسي: هو المكان المعروف من أمكنة هذا الوجود الذي له أبعاد، أي: له فوق وتحت ويمين وشمال
قلت الآن ظهر لي محل الإشكال عندك .. أنت ترى أن المكان لا يعرف إلا على أنه من أمكنة هذا "الوجود" .. فهل تقصد بالوجود الكون المخلوق؟ إن كان كذلك فلم يقل أحد قط بأن الله تعالى داخل الكون، أو في مكان يتصف بصفات هذا الكون (المكان المعروف)! وكونه في العلو فوق سمائه هذا لا يلزم منه ذلك!
أما وصفك الجهات بأنها "أبعاد" ففيه اشتباه. إذ الجهات بالمعنى اللغوي شيء، والأبعاد بالمعنى الفزيقي الرياضي شيء آخر ..
المكان إنما يفهم معناه - بصرف النظر عن حقيقة ما فيه - بنسبة شيء إلى شيء آخر في الوجود بمعاني الاتجاه المعروفة، وهذا لا دخل له بالطبيعة الفزيقية لتلك الأشياء الموجودة والموصوفة به!
فقولك:
وأنا أكرر أن لا مسلم يقول بأن الله عز وجلّ له مكان من هذا القبيل!
هذا نوافقك عليه تماما!! نعم لا مسلم يقول بهذا .. ولكن أنت تتكلم عن "المكان الحسي" وتصفه بأنه المكان المخلوق (أي الذي يحاط فيه كل شيء بشيء مخلوق مثله من جهاته الأربع) وهذا ليس مما نريد في شيء، وليس بلازم من معاني الاتجاهات!
والقائل:" الله في السماء" هو الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم!!! والخلاف حول تفسيره:::: فالبعض يصر على تسمية السماء مكاناً سواءٌ أكانت هذه السماء مكاناً حسياً أم هي مكانٌ غير خاضع لنواميس الحسّ المعهودة في أمكنة الوجود المخلوق.
هذا كلام غير دقيق .. ليس وصف عبارة "في السماء" بالجهة أو بالمكان: "تسمية" له، وإنما هو تحقيق لمعنى الكلام على ما لم يثبت عن أحد من السلف خلافه!
وأنا قلت وأعيد: إن ذلك ليس لم تنطق به النصوص صراحةً، أي: نسبة المكان إلى الله تعالى، والتوقف فيه أسلم بلا ريب، والإمعان فيه إيغالٌ فيما لا تُحمدُ عقباه من مذاهب المبتدعة التي لا يريدها أحدٌ من الإخوة هنا بحال.
وإنّ أحداً لم يأتِ بنصٍّ صحيح صريح يثبت المكان إلا أنّه اورد حديثُ الجارية، وبعض الآيات التي فيها "في السماء" وأين صرحت هذه الأدلة بالمكان؟
الحيدة بعينها! وأنا أطالبك بوصف هذا النص أو الدليل الصريح الذي لو جئتك به لسلمت بأن معنى الاستواء على العرش ومعنى كونه تعالى في السماء وكونه ينزل إلى السماء الدنيا وكونه نزَّل الكتاب وكون النبي عليه السلام صعد إليه في المعراج .. الخ، كل هذا لا يدل على أنه سبحانه في مكان عليّ فوق خلقه!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأذكِّر بأن السلف الصالح وعلى رأسهم الإمام احمد أقام الدنيا على مثل "لفظي بالقرآن مخلوق" التي قالها بعض السلف من طبقته كالبخاري وغيره؛ ذلك لأن فيها ما لم تُصرّح به النصوص
وأنا ولله الحمد لا أمانع من إقامة الدنيا على من يقول "الله موجود بلا مكان"!!! ولا أسكت حتى يسكت!!
وأما قول الأخ في حديث الجارية:
ولو كان كلامها مصروف الظاهر، لبينه النبي صلى الله عليه سلم ولم يترك المسألة لعقلي وعقلك وعقول الناس؟! وأما صرف النص عن ظاهره = فتحكم عقلي لا دليل عليه!
فأجيبه: وهل كلّ ما تتعبد الله تعالى به من العقيدة نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
فمن أين لك لفظة "بذاته" في قول البعض: "استوى بذاته، وقول: "حقيقة" في قول القائل: "ينزل حقيقة"
وإذا عُلِّلَ هذا بردّ من أتى به على الجهمية والمعطلة ووو فنقول له: هذا اجتهادٌ شكره الله تعالى وآجرَ عليه بإذنه
لكن أن تكون هذه "الزيادات" بل "التزيدات" ديناً ـ كائناً من كان قائلها مع التقدير
والتبجيل والاحتفاظ بالمكانة لكل علماء الأمة ـ فهذا غير مقبول.
ما هذه الحيدة؟؟؟ لم نقل لك أن تتعبد بتلك الزيادات فلا تصف الله إلا بها!! إنما في مقام الرد والمحاججة يرد الباطل والمعنى الفاسد بما تدعو إليه الحاجة من الكلمات والمعاني!! ولما قال القائلون النزول على المجاز والمراد به كذا وكذا، أثبت الأئمة بطلان هذا الفهم وكونه عاريا عن الدليل، فأجابوهم بأن نزوله سبحانه على الحقيقة لا على الخيال ولا المجاز!! فلما قالوا هذا يلزم منه كذا وكذا، قيل لهم كذبتم، ليس بلازم، فهو ليس كمثله شيء، وإنما هو نزول "يليق بذاته جل وعلا" .. فنحن لم نقل لك خذ هذه الزيادات واجعلها في صلاتك!!! ولولا أن شط المتكلمة بهذا الشطط ما احتاج الأئمة إلى هذه الزيادات اللفظية!!
والخلاف حول صرف الظاهر ناشئ عن عدم الاتفاق على معنى الظاهر، وهو برغم وضع تعريفاتٍ لدى العقديّين والأصوليين له؛ إلا أن تنزيل هذه التعريفات على الواقع هو المُشكل فيما بين المتحاورين.
هذا لا تأثير له على محل نزاعنا، إذ لم يثبت عن القرن الأول أنهم حملوا تلك المعاني على التأويل مخافة التشبيه كما تزعمون!
فقائل يقول: انا يظهرُ لي من نصوص النزول ـ مثلاً ـ نزولٌ الانتقال (نزول المخلوقات)
وقائل: أنا يظهر لي نزولٌ لا يماثل نزول المخلوقين، يليق بجلاله.
والفريقان متفقان على أن مماثلَ نزول المخلوقين من النزول مرفوضٌ غير مراد، ولكن المعارك تدور حول اعتبارِ كلا القائلَينِ (ظاهره) أو (فهمه هو للظاهر) هو ظاهر النصّ.
هذا محل نزاع خارج عما نحن فيه، فنحن وأنت نتفق على أن كلام صاحب القول الأول باطل ما دام يدعي لزوم التشبيه بالمخلوقين! ولو اتفقت معنا على المعنى الثاني لزال النزاع!
فأقول له ومن أين لك أنني قلت: إن الأصل في "أين" إخراجها عن المكانية
بل الذي قلت بين لا يحتاج إلى إعادة، وخلاصته هي في المحسوسات مكانية، وفي غير المحسوسات غير مكانية.
وهذا "الأخ الذي قال لك" هذا الكلام ينبهك تنبيها جديدا إلى الفرق بين نص الكلام ولازمه .. فهو لم يزعم أنك "قلت" هذا الذي تذكره! وهذا أيضا مما لا يخفى على طالب العلم!!
وأقول له: القرينة، ورؤيتها، واعتبارها أليست دليلاً عقليا؟ أو عملاً عقلياً، وهل القرينة شيءٌ منصوصٌ عليه، أم هي شيءٌ مفهومٌ من النصّ (المختلف فيه)؟!
القرينة قد تكون من أي نوع من أنواع الأدلة يا أخانا، تجدها في النص أو العقل أو الحس أو غير ذلك .. وأنت تدعي وجود قرينة عقلية تدفع هذا الفهم (المكاني) الذي يذهب إليه ولابد كلُّ من سئل عن ذات حقيقية موجودة وجودا حقيقيا بالسؤال أين (وهذا في كل الألسنة لا في لسان العرب وحدهم!!)
وقد بينا لك بطلان تلك القرينة!!
وأما قوله:
وإلا فذات الله لها وجود حقيقي بائن عن غيرها من الموجودات، وهي موصوفة بما لايفهم منه العقل - السوي السالم من الشبهات والفلسفات - إلا معنى المكانية الحقيقية فعادت القضية جذعة في المراد من المكانية الحقيقة
وهل لي أن آخذ بظاهر قول الأخ الحقيقة فأحمله على المكان الذي يعرفه المخلوقون من الكون المخلوق فأرميه بما لا يُريد ولا يقصد من التجسيم
وهل كلامك هذا إلا في أشياء مخلوقة شكلت باجتماعها في تصورك مكانا مخلوقا يحيط فيه بعضها ببعض؟؟ المكان المخلوق خارج على ما نتكلم فيه، إذ الله ليس في مكان مخلوق، وأكرر - ولن أمل حتى تمل - أن المشابهة والإحاطة والتحيز و"الحسية" وغير ذلك مما تقول لا تلزم أصلا!
وأما إلزامُ الصحابةِ بما يراه فهو استنطاقٌ لهم بما لم ينطقوا به.
وغاية الوارد عنهم عدم الخوض في أمثال هذه الحمآت التي نخوض فيها نسأل الله السلامة.
بل هو كصنيع أئمة السلف، إفهام لمن ابتدعوا لوازم عقلية باطلة فراحوا يحرفون الكلم عن مواضعه مخافة الوقوع فيها، مع أنه لم يرد في النصوص ما يبرر لهم صنيعهم ذاك، ولم يسبقهم إليه أحد!!! فلو فهموا كلام إخوانهم لعلموا لماذا لم يرد عن الصحابة خوض في تلك "الحمآت"!
ودعني أسألك وأرجو منك ألا تحيد:
سألك سائل مستفهم أين الله، فبم تجيب؟؟ هل تقول في السماء كما فعلت الجارية، أم تقول الله موجود بلا مكان؟؟؟؟؟؟ أرجو أن أسمع منك جوابا مباشرا على هذا السؤال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 02:14]ـ
أحسنت الصنع أبا الفداء بورك فيك ونفع بك
ـ[ابن العباس]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 03:35]ـ
تحية لأخي أبي الفداء على رده الموفق
وجزاه الله خيراً, وإني وإن اختلفت مع أخي أبي الفداء في أشياء
غير أني تعلمت من منهج سيد الخلق أن أنتصر للحق حيث كان
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 03:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر أخي أبا الفداء
وأؤكد له أن الخلاف ـ عندي ـ لا يفسد للود قضية، وأن الذي يجمعني به أكبر مما يفرقنا من الاختلاف في بعض المسائل (الاجتهادية)
أما قوله: وأبدأ أولا بتقرير استيائي من ألفاظ ظهرت في رده لا تليق بطلبة العلم، كقوله (هذه بتلك يا شاطر)!! فأرجو أن يترفع عن أمثال هذه الألفاظ فيما يلي من مشاركاته، والله المستعان
فإن ساءتكَ فانا أعتذر عنها بشدة، وأقبل رأسك إكراماً (لأنك ما راح تخليني أقبل يدك).
ولقد قلت ما قلتُ مداعباً، ولكن لا عودة.
وأرجو أن يلتزم كلٌّ بالابتعاد عما يؤذي مما هو أشد من هذه المزحة.
وأما قوله: فأنا أكرر سؤالي للأخ: لماذا جعلت إطلاقنا لمعنى المكان ملازما لمعنى "الحسية"؟؟
يقول إن وصف المكان بأن له اتجاهات أصلية (فوق وتحت وشمال ويمين) هو من لوازم كونه مخلوقا، وهذا كلام غير صحيح .. فالمكان يطلق ويراد به نسبة شيء موجود إلى شيء آخر موجود أيضا في إدراك الناس وتصورهم، بعلاقة لغوية ظرفية.
وأقول له: ألا تجد كلامينا متطابقين معنى، مختلفين صياغةً؛ إلا أن كلامي عن المكان بظاهره المتبادر (الحسي)، وأنت بعمومه الذي يدخل فيه المجرَّد؟ أمعن النظرَ ما شئت!
وأما قوله: فعلى هذا التحرير فإن معنى المكان أو الجهة وما يرتبط به من اتجاهات منفك عقلا عن معنى "الحسي" الذي يصر أخونا على إلزامنا به!
فأقول فيه:
تحريركَ لنفسِك، ولا ألزمك بما لم تلتزم به؛ إلا أنني وأنت نناقش مسألة مجردةً عن الإلزامات، ولكننها لا تتجرد عن اللوازم، وأنت تعرف الفرق بين اللازم، والملتزَم (بفتح الزاي).
وأما قوله: وكل من يحاول إيجاد تأويل يصرفه عن هذا المعنى فهو المطالب بالدليل من قول الصحابة والسلف، وإلا فالزعم بأنهم فهموا خلاف هذا المعنى الفطري الصريح دون تقديم الدليل على ذلك الفهم = كذب عليهم
أولاً: "كذب عليهم" أشد من "يا شاطر"، ولن أقف عندها لأنني لا أظن أنها موجهة إليّ ولو كانت فسامحك الله.
ثانياً: زعم أنّ الصحابةَ فهموا ما تسميه "هذا المعنى الفطري الصريح" مفتقرٌ كالتأويل إلى الدليل المنقول.
ولا دليلَ من كلام الصحابة على الأمرين معاً
ودعوى أنّ ما سماه أخي بـ "المعنى الفطري الصريح" هو الذي تقوم به الفِطرة فشأنه وفطرتَه، وهو مفتقرٌ كذلك إلى الدليل الخارجيّ الحياديّ على أنه "معنى فطري صحيح" (دون ألفاتٍ ولامات).
وقوله: لا يمنع من استعمال المعنى نفسه في بيان مكان ذات الرب تبارك وتعالى خارج ذلك الكون،
يعيد القضية جذعة؛ فإثبات مكانٍ برأيي "بدعة" لأنه مجردُ فهمِ متأخرينَ لا دليل عليه صريحاً
ولست أبدّعك ولا أبدّع من يقول بمثل قولك؛ لتفريقي بين الفعل وفاعله؛ كما تعلم.
وقولك: إذ الاشتراك في المعنى لا يلزم منه الاشتراك في الحقيقة والكيفية ..
لا غبار عليه.
وقولك: والسؤال الذي أجابت عنه الجارية لا تحتف به أي قرائن تفيد المنع من إجراء هذا المعنى، إلا تصور بعضهم - اشتباها منهم - أن حمله على هذا المحمل الحقيقي الصريح يورث التشبيه و"الحسية
عدم احتفاف القرائن به اجتهادك او تقليدك
وتصور البعض اشتباها ... اجتهادي، بل تقليدي
وعدم رؤيتك الأمر قرينة صارفة شأنك لا سلطان لي عليه، وكذلك الحال منك معي!
وسؤال أخي: ولكنني أسأل صاحبنا، ألا يوجد في الوجود مكان - ولابد - إسمه: خارج الكون، يغاير - من حيث المعنى - المكان الموصوف بأنه داخل الكون؟؟
فإن نفيت المعنى الأول فكيف تثبت الثاني إلا بالتناقض، ....
وأقول له وكيف تثبت بغير هذه الكلاميات، فأنت نقضت كلامي بكلام من جنسه (كلام في كلام)
فلا تعب عليَّ نتيجةً وصلتُ إليه بمماحكة عقلية محضة، بنتيجةٍ وصلتَ إليها بمماحكة أخرى عقلية محضة.
وإنك تفترض مكانا خارج الكون يغاير من حيث المعنى المكان الموصوف بأنه داخل الكون
فبالله عليك، أثمة أثارةٌ من نقلٍ على هذا؟
اللهم إلا العقليات التي تعيبونها علينا، وبيني وبينك: خطأ ُ هذه الافتراضات (من عندنا وعندكم) أكبر من صوابها.
{وإثمهما أكبر من نفعهما} وصدق ابن العربي في الغزالي رحمهما الله: شيخنا أبو حامد ابتلع الفلاسفة ثم أراد أن يلفظهم فما قدر!
وقولك: وكيف تثبت - عقلا - أن للكون المخلوق حدا ونهاية، ما وراءها من الموجودات (وليس إلا الله تعالى) يوصف ولابد - لغة وعقلا - بأنه خارجه؟؟؟
أقول فيه: "ما وراءَه"، و"خارجه": من لوازم المكان المخلوق؛ لا يصحّ أن نقيس عالم الغيب عليه.
وأذكرك بقول الفاطميين: الله ليس داخل العالم ولا خارجه.
وأنهم أُتوا من عدم انفكاكهم عن قياس تلك العوالم بهذه العوالم!
وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية: ما عطل إلا من شبّه، أو كما قال!!
وقولك: هذه مسائل معنوية من مسلمات العقل والإدراك يا أخي،
اسمح لي بأن أقول لك: مسلماتٌ لديك لا تلزمني! كما أن خشيتي من التجسيم قد لا تلزمك.
ولأنه ضاق وقتي عن الإتمام أجيب عن سؤالك الكريم:
ودعني أسألك وأرجو منك ألا تحيد:
سألك سائل مستفهم أين الله، فبم تجيب؟؟ هل تقول في السماء كما فعلتالجارية، أم تقول الله موجود بلا مكان؟؟؟؟؟؟ أرجو أن أسمع منك جوابا مباشرا على هذاالسؤال.
بقولي: الذي أدين لله به وأسأل عنه يوم القيامة.
«الله تعالى في السماء». نقطة انتهى بدون زيادة أي حرف.
آمنت بما في كلام الله ورسوله على مراد الله ورسوله.
هذا وأسأل الله لي ولك السلامة والهداية ورضا الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العباس]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 04:43]ـ
مجرد الإشارة إلى جهة السماء من الجارية وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم كاف في قطع الجدال لأن هذه الإشارة الحسية
لا يقبلها الأشاعرة ولا المعتزلة مع تقرير الله تعالى أنه عال على خلقه في آيات كثيرة
والأصل عند الإطلاق علو الذات حتى يرد مخصص معنوي
وتأخير البيان عن وقته لا يجوز باتفاق فكيف لصاحب الشريعة أن يأذن لها بارتكاب هذا الخلل العقدي ((وهو بأبي هو وأمي لم يترك شاردة في الفروع حتى في قضاء الحاجة -كما لاحظ اليهودي- إلا نبه لها فكيف بهذا الأمر الذي يتعلق بالله تعالى وبالتوحيد ثم يتركه عائما دون تجلية؟))
في عُرف أهل التعطيل -بدعوى التنزيه- دون ن يصوّب لها ويلفت نظرها إلى تحقيق معنى العلو المخالف للفطرة السليمة التي زرعها الله فيها وفي كل إنسان ..
هذا أمر بدهي جداً, وما بنا حاجة للتقعر والتكلف في حرف معاني النصوص
فللكون حد ينتهي عنده وفوق الكون يكون الله,,أين الإشكال في هذا؟
وقد قالت قالت أم المؤمنين زينب ولم ينكر عليها إلا الأشاعرة ,قالت:كلكن زوجكن آباؤكن إلا أنا فزوجني الله من فوق سبع سماوات, وأما نصوص الكتاب والسنة والصحابة وعامة السلف في تقرير علو الله الحقيقي فلا تيمكن إحصاؤها إلا بمجلد كبير
فإن أصر قائل على أن المسألة اجتهادية وأن هناك خلافاً
قلنا نعم ,هناك خلاف بين رسول الله وبين الأشاعرة, والراجح ماذهب إليه الرسول!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 06:40]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي أبا عبد الرحمن أشكرك على سعة صدرك وأسأل الله أن يهديني وإياك إلى الرشاد ..
بداية، رأيتك تقول:
وأؤكد له أن الخلاف ـ عندي ـ لا يفسد للود قضية، وأن الذي يجمعني به أكبر مما يفرقنا من الاختلاف في بعض المسائل (الاجتهادية)
ثم تقول:
فإثبات مكانٍ برأيي "بدعة" لأنه مجردُ فهمِ متأخرينَ لا دليل عليه صريحاًأليس هذا من التناقض يا أخي الكريم؟
خلاصة كلامك في المشاركة الأخيرة أنك ترى أنه لا دليل نصي (صريح) عند أي من الفريقين ومن ثمّ فإن الكلاميات لا تخدمنا ولا تخدمكم .. أليس كذلك؟
طيب دعنا من "الكلاميات" و"العقليات" وتعالى إلى النصوص واللغويات.
قد كررت عليك سؤالا مرتين ولم تجب عليه
قلت لك:
أنا أطالبك بوصف هذا النص أو الدليل الصريح الذي لو جئتك به لسلمت بأن معنى الاستواء على العرش ومعنى كونه تعالى في السماء وكونه ينزل إلى السماء الدنيا وكونه نزَّل الكتاب وكون النبي عليه السلام صعد إليه في المعراج .. الخ، كل هذا لا يدل على أنه سبحانه في مكان عليّ فوق خلقه على الحقيقة!
فما جوابك؟
وأنا لا أسألك هذا السؤال تنطعا، ولكن لأثبت لك أن النص الذي تطلبه ما كان يحتاج إليه ولا إلى غيره أحد من الصحابة فهو في الحقيقة مآله إلى أصول عقلية قَعَّدها قوم متأخرون ليسوا من فهم الصحابة والسلف الأول في شيء! فهم لم تخطر على أذهانهم تلك اللوازم العقلية الباطلة ..
وبالمناسبة فأنا عندما أقول لك إن اعتقاد وجود الله تعالى في جهة العلو فوق عرشه على الحقيقة هو الفطرة، لا أتكلم بما لا يوافقني فيه إلا طائفة من المتأخرين على نحو ما تدعي، بل كل بني آدم من سائر الملل (خلا الملاحدة والدهرية وأضرابهم) عندما يريدون التوجه إلى خالقهم بالدعاء فإنهم يتوجهون بأيديهم وأبصارهم إلى السماء، وأنت لا تدعو ربك إلا وأنت توجه كفيك إلى الأعلى في وضع الاستطعام!! هذا مركوز في فطر الناس جميعا لا يماري فيه إلا مكابر! بل إن الجارية نفسها أشارت بأصبعها إلى السماء حال إجابتها لسؤال النبي عليه السلام، فإن بحثتَ عن القرينة فهذه هي يا أخي فتأمل!!
وكما تفضل أخونا ابن العباس لو كان المراد غير متوجه للمعنى الحقيقي للكلام (كما يكون السؤال في العادة "بأين" والجواب عليه بمثل هذا لأي شيء من الذوات الموجودة) لأنكر النبي عليها - على الأقل - الإشارة بالأصبع إلى جهة العلو، ولثبت ذلك في النص ولابد!!
/// لما سألتك عن جوابك لسؤال من يسألك: "أين الله" أسعدني أن اتبعتَ هدي النبي عليه السلام وأجبت بما أقره من جواب .. هذا خير ولله الحمد .. وأنا مثلك لن أجيب إلا بهذا. وعامة العقلاء لا يحتاجون إلى توضيح هذا المعنى الواضح!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هب أن السائل استفهم منك وقال: "هل تقصد أنه موجود في السماء حقيقة؟؟ "
فهل ستجيبه بنعم أم لا؟ أم ستنكر عليه طلبه لتحقيق الفهم الصحيح لجوابك، وتأمره بالتفويض في المعنى؟
هو لا يسأل عن الكيف، فلا يسعك الإنكار عليه! إنما يسأل عن المعنى! فهل ستنكر عليه؟
أما أنا فسأقول له: نعم، هو في السماء على الحقيقة، مستوٍ على عرشه كما وصف نفسه، ليس كمثله شيء .. وسأشير إلى جهة العلو بأصبعي كما فعلت الجارية ولن أتردد!
/// ولأبين لك مورد النزاع الفعلي بيننا وبينكم ..
أرجعك إلى مثال "العقل" الذي زدتُ الكلامَ فيه تفصيلا في جوابي عليك وقلتُ لك تصور لو أنك دخلت على رجل ورميته بهذا السؤال دون مقدمات، فكيف يكون جوابه؟ سيعجب أيما عجب! لماذا؟ لأن العقل لا مكان له؟ كلا! ولكن لأن السؤال عن الأمور المعلومة بالضرورة يبعث على الاستغراب!
طيب لو كان السياق سياق امتحان للرجل، يمتحن علمه، فكيف يجيب؟ سيجيب بإشارة إلى قلبه - أو إلى رأسه وليس هذا موضوعنا - ويقول "ههنا". فإن قلتَ له صدقتَ فقد أقررته على جوابه. فهل ثم ثقب إبرة يمكن أن يدخل منه احتمال أن يكون المراد من السؤال هنا المعنوية لا المكانية؟؟؟
فأسألك بالله عليك، أي فرق بين هذا وبين جارية يسألها الله امتحانا "أين الله" فتشير بأصبعها وتقول "في السماء" فيقرها على ذلك ويأمر بإعتاقها، من جهة معنى السؤال (بأين) ومعنى جوابه؟؟ ما هو المعنى الذي تفهمه أنت من هذا النص إن لم يكن استصحاب الأصل في السؤال بأين عند سائر العرب والجواب بما أجابت به الجارية مع الإشارة إلى الجهة؟؟
لفظة "أين" لا خلاف بين أهل اللسان في أن الأصل فيها السؤال عن المكان!
فما المعنى الذي فهمته أنت ومن أين جئت به؟؟؟
أرجو أن تبين لي هذا المعنى وتبين القرينة اللغوية أو السياقية أو النصية التي منها وجهت الكلام إلى هذا المعنى المخالف للأصل، فإن لم تجد إلا حجتك العقلية، ثبت أنك خالفت بشبهة عقلية مردودة ما لم يجد الصحابة حاجة - مع شدة الداعي وعظم الخطب - إلى حمله على غير الأصل اللغوي، فذهبت إلى تأويل ليس لك سلف في القول به! وإن لم يكن لك تأويلٌ تقول به فقد ادعيت أن النبي عليه السلام أقرها على طلسم لا معنى له، فإذا بك تتهم النبي عليه السلام، بالكلام بمعان موهمة ملتبسة دون بيان، والصحابة بالقصور عن نهي الناس عن حمل هذا الجنس من الكلام على الأصل اللغوي الظاهر، إذ لا مدفع لهم عن ذلك الظاهر الذي يجرون الكلام عليه اعتيادا، ولو لم يخبرهم أحد بما يصنعون به فسيضيع الحق في الأمة في أعظم أصول الملة، فتأمل!!
أقول فيه: "ما وراءَه"، و"خارجه": من لوازم المكان المخلوق؛ لا يصحّ أن نقيس عالم الغيب عليه.
غلط يا أخي! أثبت هذا التلازم!! وقد بينت لك بما لا يسعك إبطاله أن انتهاء العرش عند حد، يلزم منه عقلا أن يكون له حد علوي ينتهي عنده كما له حد سفلي .. فيكون هناك مكان فوقه ومكان تحته!! فهل من مانع عقلي أو لغوي من القول بأن تناهي العرش ومحدودية خلقته يلزم منها أن يكون ما فوقه موصوفا بأنه مكان - لغة - وإن لم يكن يسعنا تصوره؟؟؟ المانع هو زعمك بأن مجرد القول بمعنى المكان يلزم منه التشبيه والحسية (مع أنك أنكرت هذا التلازم في بعض ما مر من كلامك)!!! فإن كنت لا تقبل ظاهر الكلام مخافة التشبية، ولا تصرفه عن هذا الظاهر إلى معنً آخر، فآل مذهبك إلى التفويض وتحويل ما أقره النبي من جواب الجارية إلى طلسم لا معنى له ولا فائدة!!!
وأذكرك بقول الفاطميين: الله ليس داخل العالم ولا خارجه.
بل أنا الذي أنبهك إلى أنك الآن تقول بقولهم!! فنحن نؤمن بأنه ليس داخل العالم .. فلو وافقناك على مذهبك، لقلنا بأنه ليس خارجه أيضا!!! فبأي المعاني نؤمن إذن، وماذا نصنع بقولها (في السماء)؟؟؟
أسأل الله لي ولك الهداية والرشاد، وأن يسعنا ما وسع سلفنا، بلا تكلف ولا زيادة ولا نقصان.
آمين
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 06:41]ـ
تحية لأخي أبي الفداء على رده الموفق
وجزاه الله خيراً, وإني وإن اختلفت مع أخي أبي الفداء في أشياء
غير أني تعلمت من منهج سيد الخلق أن أنتصر للحق حيث كان
والحمد لله رب العالمين
يعني قرأت الرد الطويل بأكمله هذه المرة؟ (ابتسامة)
شكر الله لك إنصافك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 08:29]ـ
إلى الأخ أبو عبد الرحمن من دمشق
لعلك تجد في الروابط التالية ما يفيدك في هذه المسألة من الأدلة وكلام السلف الصالح:
1. تفسير (في السماء) في سورة الملك وحديث الجارية ( http://as-salaf.com/article.php?aid=9&lang=ar)
2. علو الله على خلقه واستواءه على العرش (2): أقوال السلف ( http://as-salaf.com/article.php?aid=24&lang=ar)
3. شبهة: آثار السلف في العلو تُشير إلى علو المكانة ( http://as-salaf.com/article.php?aid=52&lang=ar)
(يُتْبَعُ)
(/)