الشهادة لمعين بالنار <~ استفسار
ـ[قافية الأثر]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 03:29]ـ
"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل أريد مراجع لبحث مسألة الشهادة لمعين بالنار
لم أجد مرجع يساعدني في الوصول لهذه المسألة وماذا قال السلف - رحمهم الله - فيها
بحثت في عدد من المكتبات ولم أجد في كتب العقيدة مايخص هذه المسألة
فهلّا دللتموني رفع الله قدركم
"
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 03:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أظن أن لهذه المسألة مباحث عديدة.
فالمعين الهالك غير المعين الحي.
والشهادة الثابتة لمعين من واقع نصوص غير المبنية على أعمال وأقوال شركية أو كفرية.
وغير ذلك مباحث عديدة.(/)
البراءة الحقة من المشركين
ـ[بلال بن عبد الصابرقديري]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 06:51]ـ
البراءة الحَقَّةُ من المشركين
التلاعب بالمصطلحات الشرعية, وتسمية الأشياء بغير أسمائها, وتغيير المسميات لقلب الحقائق مسلك كان المبتدعة يسلكونه ولا يزالون, غرض التشويش على أهل الإسلام, فقد قال الخوارج لعلي رضي الله عنه: لا حكم إلا لله - تعريضا بالرد عليه في التحكيم-, فقال علي رضي الله عنه: ((كلمة حق أريد بها باطلٌ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لنا ناساً إني لأعرف صفتهم في هؤلاء, يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم وأشار إلى حلقه)) رواه مسلم.
واليوم يعود أولئك الأقزام للتطاول على جناب الشريعة فيتنادى الروافض إلى (البراءة الكبرى من المشركين) تلبيسا وتدليسا وسترا لعوارهم وسوءاتهم, فهم يعلمون أن قتلهم لأهل السنة من الأهوازيين وغيرهم في إيران, وما يحدث على أيديهم في العراق من خذلان المجاهدين وممالئة العدو الكافر, لم يعد بالأمر الخافي على ذوي البصائر, فجاءت هذه المناورة السياسية للتعتيم على فضائحهم, وحالهم كما وصف القرآن: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَوَالنَّسْلَ} [البقرة:205] وما أشبههم بما أخبر الله عن طائفة فقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة:12,11].
إن البراءة من المشركين في حقيقة الأمر من المصطلحات الشرعية التي لم تُتْرَك لتخرُّصات الجاهلين ولا لتفسيرات المبتدعة الأفَّاكين, بل إطلاق الألفاظ والمسميات يجب أن يكون من منطلق شرعي, والواجب على المؤمنين البراءة من المشركين في كل وقت, أنزل الله في ذلك قولهتعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة:4] , وأصل القصة التي يستندون إليها في دعواهم ما رواه المحدِّثُون وأهل التفسير من أن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة أمَّر على الحج أبا بكر الصديق رضي الله عنه, وأرسله بصدر سورة براءة: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة التوبة:1 - 5] وأمره أن يقرأه على الناس في الموسم, وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة لم يمنع المشركين من الحج إلى مكة, فكانوا يطوفون بالبيت عراة, فأرسل أبا بكر ثم أردفه بعلي بن أبي طالب وعلَّل ذلك بقوله: ((إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني)) , فبعث الصديق رضي الله عنه مؤذنين مع علي رضي الله عنه ينادون في الناس بكلمات أربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة, و لا يحج بعد هذا العام مشرك, و لا يطوف بالبيت عريان, ومن كان له عند رسول الله عهد فأجله إلى مدته, ومن لم يكن له عهد فله أربعة أشهريسيح في الأرض, فطافوا بالناس في ذي
(يُتْبَعُ)
(/)
المجَاز وبأمكنتهم التي كانوا يتبايعون بها في المواسم، ونادوا بها يوم عرفة، وأيام التشريق بمنى, وأصل القصة عند البخاري.
وقد كانت مواقف الجاهلية في الحج مواقف مخزية, والمتأمل لحجة النبي صلى الله عليه وسلم يجده يقرر في غير ما منسك من مناسكه مخالفة ما كان عليه أهل الجاهلية في المناسك والشعائر, ابتداء بالتلبية الشرعية التي علّمها أمته وهي التوحيد, في مقابل تلبية المشركين التي يخلطون معها الشرك: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك, تملكه وما ملك, فأنزل الله في الإنكار عليهم قوله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [النحل:106] , وأبطل الإسلام طوافهم بالبيت عراة, حيث كانوا يقولون: نطوف كما ولدتنا أمهاتنا, قال ابن كثير:"كانت العرب - ما عدا قريشًا - لا يطوفون بالبيت في ثيابهم التي لبسوها، يتأولون في ذلك أنهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله فيها، وكانت قريش - وهم الحُمْس - يطوفون في ثيابهم، ومن أعاره أحمسي ثوبًا طاف فيه، ومن معه ثوب جديد طاف فيه ثم يلقيه فلا يتملكه أحد، فمن لم يجد ثوبًا جديدًا ولا أعاره أحمسي ثوبًا، طاف عريانًا, وربما كانت امرأة فتطوف عريانة، فتجعل على فرجها شيئًا يستره بعض الشيء وتقول:
اليوم يبدُو بعضُه أو كُلُّه ... وما بدَا منه فلا أُحِلُّهُ
وأكثر ما كان النساء يطفن عراة بالليل، وكان هذا شيئًا قد ابتدعوه من تلقاء أنفسهم". فأنزل الله في ذلك قوله: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:28] , فسمَّى التعرّي فاحشة وأنكره عليهم.
وأنزل الله تعالى قوله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:199] فوقف صلى الله عليه وسلم بعرفة وأفاض منها إلى المزدلفة, وخالف ما كانت تفعله قريش من البقاء بالمزدلفة وعدم الخروج إلى عرفة بدعوى أنهم من الحُمْس أي أهل الحرم, قال ابن الأثير:"سُمُّوا حُمْسا لأنهم تَحَمَّسُوا في دِينهم: أي تَشَدَّدُوا", ولم يخرج صلى الله عليه وسلم من عرفة إلا بعد غروب الشمس وقد كان المشركون يخرجون منها قبل الغروب, وفي المزدلفة أفاض صلى الله عليه وسلم منها بعد أن أسفر النهار جداً ولم ينتظر طلوع الشمس كما كان أهل الجاهلية يفعلون وفيه كانوا يقولون: أشرق ثبير كيما نغير, وأبطل الإسلام ما كانوا عليه من تلطيخ جدران الكعبة بدماء الهدي المهدى إلى الكعبة, وفيه أنزل الله قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج:37] , وأنزل الله قوله: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة:189] فحرّم ما كانوا عليه إذ كانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها وهم مُحْرِمون, وكان المشركون يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور فكانت عمره صلى الله عليه وسلم كلها في ذي القعدة, وأمر من لم يسق الهدي من أصحابه بالتحلل ليستقر الأمر على ذلك إلى أبد الأبد, وأنزل الله تعالى قوله: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [البقرة:35] فحرّم ما كانوا عليه من التصفيق والتصفير حال طوافهم بالبيت عراةً, وذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن أهل الجاهلية كانوا يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يُطعم، ويحمل الحمالات ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فِعال آبائهم، فأنزل الله: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً} [البقرة:200] ", حتى المسميَّات جاءت الشريعة بمخالفتهم فيها قال ابن عباس:"من طاف بالبيت فليطف من وراء الحجر, ولا تقولوا الحطيم فإن الرجل في الجاهلية كان يحلف فيلقي سوطه أو نعله أو قوسه", قال ابن حجر: والمعنى أنهم كانوا إذا حالف بعضهم بعضا ألقى الحليف في الحجر نعلا أو سوطا أو قوسا أو عصا علامة لقصد حلفهم, فسموه الحطيم ذلك لكونه
(يُتْبَعُ)
(/)
يحطم أمتعتهم, وهو فعيل بمعنى فاعل, ويحتمل أن يكون ذلك كان شأنهم إذا أرادوا أن يحلفوا على نفي شيء".
وبعد: فإن ما مضى بعضُ صورِ المخالفة النبويَّة لأمر المشركين في مناسك الحج وهي البراءة الحقَّةُ منهم ولاشك, قال ابن القيم:"الشريعة قد استقرت ولا سيما في المناسك على قصد مخالفة المشركين فالنسك المشتمل على مخالفتهم أفضل بلا ريب", فضلاً عن مخالفته صلى الله عليه وسلم لهم في غير الحج, ناهيك عن إعلان أصحابه البراءة من المشركين بتلاوة صدر سورة براءة على أهل الموسم في تلك السنة, إلا أننا لا نجد حديثا نبوياً واحدا يأمر الأمة بتكرار ذلك النداء في كل عام, سيما والحاجة إليه قد ارتفعت إذ لا يحج البيت اليوم مشرك, ولا يطوف به الآن عريان, بل لم يفعل صلى الله عليه و سلم هذا التأذين في حجة الوداع, لأن المقصود قد حصل بما أمر بهمن النداء عام تسع, أضف إلى هذا أن أحداً من القرون المفضَّلة لم يفعله بعده صلى الله عليه وسلم, و لو كان خيرا لسبقونا إليه, وهو صلى الله عليه و سلم القائل في حجة الوداع:)) خذوا عني مناسككم)) رواه مسلم, ولم يفعلصلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ولا أصحابه من بعده مسيرات و لا مظاهرات.
إن دعاوى البراءة من المشركين عداوة صورية, ووراء الأكمة ما ورائها, فمن الأغراض المبطنة: تحرير الحرمين منالنظام الوهابي بزعمهم, ودون ذلك خرط القتاد, وجز الغلاصم والأعناق, ولا يقف الأمر عند مظاهرات واحتجاجات, فالقوم يربطون بين دماء تلطخ بها الكعبة وبين ظهور مهديهم المسردب, ومعه مجموعة من ثلاثمأة وثلاث عشرة شيعياً يقودون الشيعة لسيادة العالم وحكمه.
ما يحدث ليس بمستغرب, ولا يمكننا ونحن نتعرَّض لقضايا اليوم أن ننسى الإرث التاريخي للرافضة، إذ التاريخ مليء بالشواهد، فأجدادهم قتلوا الحجاج يوم التروية ورموهم في بئر زمزم, وأخذوا الحجر الأسود اثنين وعشرين عاماً, وهذي الدعوات إصرارا على تصدير الفتنة وإسالة الدماء في حرم الله الآمن.
ومع هذا فليس لبراءتهم تلك أيُّ رصيد من الحقيقة, فهم ينادون بالبراءة من الشيطان الأكبر وهم حلفائه, والتنسيق الذي بينهم وبين اليهود والنصارى بات لا يخفى على أحد, وإلا فكيف يتبرؤون من المشركين في مكة ثم يشاركونه غزو وتدمير واحتلال بغداد الخلافة, وفي الحقيقة أن هؤلاء هم الذين يجب أن يُتبرأ مما هم عليه من العقائد المحرَّفة.
دعاوى البراءة هذه ليست محاولة التحرش الوحيدة التي يسعون بها هز الأوضاع الداخلية في هذا البلد الآمن, ففي جنوب الجزيرة وعلى يد أغليمتهم السفهاء من الحوثيين لا تزال محاولاتهم اليائسة مستمرة لبث الرعب في قلوب الآمنين, مع أن قاطني تلك البقعة ليسوا من المشركين, فعلام تنغيص معاشهم وإخراجهم من ديارهم وترويع أمنهم يا دعاة الثورة الإسلامية؟ , أم أن هذا من صور البراءة؟؟ , ألا رد الله كيدهم في نحورهم خائبين خاسرين.
مكة المكرمة ومشاعره المقدسة ليست مسرحا للشعارات وتصفيةالخصومات، بل مكان مطهر للطائفين والقائمين والركع السجود, وكذلك ستبقى بحفظ الله وأمنه, قال الله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج:26] , وقال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [البقرة:126] , وقال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97,96].
كتبه: بلال بن عبد الصابر قديري
24/ 11/1430هـ(/)
مامعنى دليل التخصيص - عندَ المتكلمين -؟؟!!
ـ[أم تميم]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 09:55]ـ
السَّلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ ..
قال الشيخ يوسف الغفيص - حفظهُ الله - في شرحهِ للواسطيَّة [الشريط الثالث]
فالذين تكلموا في نفي صفات الرب سبحانه وتعالى إما من الجهمية والمعتزلة، وإما من الفلاسفة المحضة كابن سينا و ابن رشد وأمثالهم، وإما في نفي ما هو من الصفات كمتكلمة الصفاتية من الأشعرية وغيرهم؛ هذه الطوائف في نفيها لما نفته ترجع إلى ثلاثة من الأدلة الفلسفية الكلية: الدليل الأول: دليل الأعراض، وهو أشهر هذه الأدلة، وهو المستعمل عند جمهور المعتزلة وجمهور متكلمة الصفاتية. الدليل الثاني: دليل التركيب، وهو الغالب على طرق الفلاسفة كابن سينا و ابن رشد. الدليل الثالث: دليل التخصيص، وقد انتحله بعض المتأخرين من متكلمة الصفاتية كأبي المعالي الجويني ونحوه.
وقال في شرح القواعد السبع من التدمريَّة [الشريط العاشر] ..
أما دليل التخصيص فهو دليل مختصر لم يستعمله إلا قوم من المتأخرين، والمدار في الجملة على دليل التركيب ودليل الأعراض، والغالب على المتفلسفة المصرحين بالفلسفة هو التكلم بدليل التركيب، والغالب على المتكلمين التكلم بدليل الأعراض
الأدلة الثلاث فيما عدا دليل التخصيص، مفهومة - أعني الأعراض والتركيب - ..
لكن التخصيص بحثتُ عنه فلم أجد مايُسعفني .. !
فلجئتُ إليكم .. أهل العلم أحسبكم ..
علَّكم تفيدوني مُحتَسِبين ..
ـ[أحمد سمحان]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 09:18]ـ
دليل الاختصاص:
هو من الأدلة العقلية للأشاعرة على نفي العلو وغيره من الصفات، وقد ذكر شيخ الإسلام أن هذا الدليل يمكن ارجاعه إلى الدليل الأول الذي هو دليل الأعراض (1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=44709#_ftn1)) .
وخلاف هذا الدليل أن كل جسم فهو متناه، وكل متناه فله شكل معين ومقدار معين، وحيز معين، قالوا وكل ماله شكل ومقدار وحيز معين فلا بد له من مخصص يخصصه به. وشرحوا ذلك بأن كل جسم يعلم بالضرورة أنه لا يجوز أن يكون على مقدار أكبر أو أصغر مما هو عليه، أو شكل غير شكله، أو حير غير حيزه إما متيامنا عنه أو متياسرا. وإذا كان كذلك فلا بد له من مخصص يخصصه بما
يخصص به. ثم قالوا: كل مفتقر إلى المخصص فهو محدث وبيان ذلك أن المخصص لا بد أن يكون فاعلا مختارا، وأن يكون ما يخصصه حادثا (2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=44709#_ftn2)) .
وغرضهم من هذا الدليل أن يقولوا: إن اختصاص الله تعالى بجهة العلو، والاستواء، وأنه مباين للعالم، يفتقر إلى مخصص، وهو محال على الله.
وقد رد عليهم شيخ الإسلام في درء التعارض
_____________________
(1) انظر: درء تعارض العقل والنقل (7/ 141).
(2) انظر: المرجع السابق (3/ 351 - 354).
ـ[أم تميم]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 02:45]ـ
الأخ أحمد سمحان ..
باركَ الله فيكم على ماتفضَّلتُم به ..
كلام شيخ الإسلام يحتاجُ إلى تبيان وشَرح لكي يصلَ المعنى ويُفهَم حقَّ الفَهم ..
قرأتهُ مرارًا ولم أفهم إلا بعضَ مانُقِل ..
فهل من مزيدٍ مُفصّل / مُيَسّر؟!
.. كتبَ ربي أجركم ..
ـ[فارس ابن عامر]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
الموجودات على ثلاثة أقسام:
1 - الواجب: وهو ما لايتصور العقل عدمه ... مثاله: الله جل وعلا
2 - الممتنع: هو ما لا يتصور العقل وجوده ... مثاله: الواحد ضعف الاثنين , فالعقل لا يتصور هذا ابدا
3 - الممكن: وهو ما يستوي في طرف الوجود وطرف العدم , فيحتاج إلى شئ يخصصه إما بالوجود وإما بالعدم.
نأتي الان لتخصيص:
الاشاعرة يقولون: الممكن يتعلق بصفة الإرادة .. طيب ماذا تفعل صفة الإرادة عندهم؟
قالوا: الإرداة تخصص هذا الممكن بستة أشياء:
1 - إما بالوجود وإما بالعدم.
2 - تخصصه بالصفات.
3 - تخصصه بزمن وجوده ,, يعني هل يكون موجودا اليوم أم غدا أم بعد غد , فتخصصه بأحد الازمنة.
4 - المكان , يعني هل يوجد في السعودية مثلا أم في مصر أم في الكويت ونحو ذلك , - هذا مثال لتقريب - فتخصصه بمكان دون مكان.
5 - تخصصه بالجهات: فتخصصه بجهة الشرق دون جهة الغرب ونحو ذلك.
6 - المقادير: فتخصصه بالطول دون القصر ونحو ذلك.
فإذا وضح لك هذا ,, سأكمل الشرح بإذن الله
ـ[أم تميم]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 11:00]ـ
واضح أحسن الله إليكم ..
واصلوا ..(/)
كم نحن (اهل السنة) مقصرون ..
ـ[البتيري]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 10:58]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
كم نحن مقصورن في نصرة انفسنا
ان الناظر لاحداث اليمن الاخيرة، وكيف عدت ايران نفسها وصية على كل شيعي في الارض،
"فلا يظلم شيعة اليمن والحكومة الايرانية موجودة"
ويقف متكي يتحدى كل الدول العربية "والسنية" بالتلميح تارة وبالتصريح تارة من المساس بحقوق الشيعة، بل ولا تخجل حكومة الروافض ان تعلن دعمها المطلق لمجموعة عصابات متمردة وبدعمها المعنوي والمادي لها،
وما عزفها على وتر "المصالحة بين الاشقاء" احيانا، وتهديدها احيانا اخرى الا دليل تعنتر وتبجح،
في المقابل لا نجد دولة سنية هددت ايران او على الاقل نصحتها او تدخلت لصالح السنة المقهورين ليلا نهارا في ايران، وما يخرج من اخبار من هناك ليس الا النزر اليسير من حقيقة ما يجري هناك.
مع بعد الفرق بين القياسين
فالسنة في ايران مسالمون هادؤون متعاونون، بينما روافض اليمن متمردون مخربون خارجون.
رغم ذلك تقف معهم ايران على باطلهم ويا للوقاحة.
ولا نقف مع اخوتنا السنة مع حقهم ويا للخزي.
وهاهو الثور الاحمر بدأ يؤكل في العراق بتسلط الروافض على السنة هناك، والسجون ملأى باهل السنة والعلماء والشيوخ ولا نصير لهم ولا معين لهم ولم تهتز شعرة دولة عربية سنية لنصرة اصحاب المذهب.
ارى ان افضل الطرق لوقف المد الشيعي على امنطقة هو بدء تحريك المد السني على العالم.
.. اللهم اغفر لنا تقصيرنا في نصرة اخواننا ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 12:49]ـ
الاخ البتيري بارك الله فيك نحن لسنا مقصرين فقط بل متكاسلون متشاغلون متنافرون
متكاسلون عن القيام بواجبتنا نحوا امتنا ونحوا انفسنا
متشاغلون بالصغار عن العظائم (ويخطر ببالي بيت المتنبي الشهير)
متنافرون فالكل إلا من رحم ربك يريد ان يكون هو او شيوخه او تياره متبوعاً لا تابعاً
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 02:45]ـ
.. اللهم اغفر لنا تقصيرنا في نصرة اخواننا ...
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 10:00]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
كم نحن مقصورن في نصرة انفسنا
ان الناظر لاحداث اليمن الاخيرة، وكيف عدت ايران نفسها وصية على كل شيعي في الارض،
"فلا يظلم شيعة اليمن والحكومة الايرانية موجودة"
ويقف متكي يتحدى كل الدول العربية "والسنية" بالتلميح تارة وبالتصريح تارة من المساس بحقوق الشيعة، بل ولا تخجل حكومة الروافض ان تعلن دعمها المطلق لمجموعة عصابات متمردة وبدعمها المعنوي والمادي لها،
وما عزفها على وتر "المصالحة بين الاشقاء" احيانا، وتهديدها احيانا اخرى الا دليل تعنتر وتبجح،
في المقابل لا نجد دولة سنية هددت ايران او على الاقل نصحتها او تدخلت لصالح السنة المقهورين ليلا نهارا في ايران، وما يخرج من اخبار من هناك ليس الا النزر اليسير من حقيقة ما يجري هناك.
مع بعد الفرق بين القياسين
فالسنة في ايران مسالمون هادؤون متعاونون، بينما روافض اليمن متمردون مخربون خارجون.
رغم ذلك تقف معهم ايران على باطلهم ويا للوقاحة.
ولا نقف مع اخوتنا السنة مع حقهم ويا للخزي.
وهاهو الثور الاحمر بدأ يؤكل في العراق بتسلط الروافض على السنة هناك، والسجون ملأى باهل السنة والعلماء والشيوخ ولا نصير لهم ولا معين لهم ولم تهتز شعرة دولة عربية سنية لنصرة اصحاب المذهب.
ارى ان افضل الطرق لوقف المد الشيعي على امنطقة هو بدء تحريك المد السني على العالم.
.. اللهم اغفر لنا تقصيرنا في نصرة اخواننا ... احسنت واجدت
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 10:06]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
كم نحن مقصورن في نصرة انفسنا
ان الناظر لاحداث اليمن الاخيرة، وكيف عدت ايران نفسها وصية على كل شيعي في الارض،
"فلا يظلم شيعة اليمن والحكومة الايرانية موجودة"
ويقف متكي يتحدى كل الدول العربية "والسنية" بالتلميح تارة وبالتصريح تارة من المساس بحقوق الشيعة، بل ولا تخجل حكومة الروافض ان تعلن دعمها المطلق لمجموعة عصابات متمردة وبدعمها المعنوي والمادي لها،
وما عزفها على وتر "المصالحة بين الاشقاء" احيانا، وتهديدها احيانا اخرى الا دليل تعنتر وتبجح،
في المقابل لا نجد دولة سنية هددت ايران او على الاقل نصحتها او تدخلت لصالح السنة المقهورين ليلا نهارا في ايران، وما يخرج من اخبار من هناك ليس الا النزر اليسير من حقيقة ما يجري هناك.
مع بعد الفرق بين القياسين
فالسنة في ايران مسالمون هادؤون متعاونون، بينما روافض اليمن متمردون مخربون خارجون.
رغم ذلك تقف معهم ايران على باطلهم ويا للوقاحة.
ولا نقف مع اخوتنا السنة مع حقهم ويا للخزي.
وهاهو الثور الاحمر بدأ يؤكل في العراق بتسلط الروافض على السنة هناك، والسجون ملأى باهل السنة والعلماء والشيوخ ولا نصير لهم ولا معين لهم ولم تهتز شعرة دولة عربية سنية لنصرة اصحاب المذهب.
ارى ان افضل الطرق لوقف المد الشيعي على امنطقة هو بدء تحريك المد السني على العالم.
.. اللهم اغفر لنا تقصيرنا في نصرة اخواننا ... والله كلمات ابكتني وذكرتني باخوان واحبة لي قضوا نحبهم وازهقت ارواحهم ومثل ببعضهم ابشع تمثيل وهنا يجف القم وتتوقف الكلمات المعبرة ويحل صمت رهيب!! اكثر من مليوني مسلم و5مليون ارملة و600 الف سجين قابعون في السجون لم يروا ضوء الشمس ووووالعدد لاحصر له ما الذي جنوه وما هو الذنب الذي اقترفوه الا لانهم ولدوا احرارا -سنة -والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولاقوة الا بالله هذه دولة رافضية تريد ان تنشر الامن والامان في ربوع الارض يعني الامر يحتاج الى قتل مليار من المسلمين!!!!!!(/)
حكم قول "سامحنا يارسول الله"?
ـ[ايمان نور]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 01:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ماحكم هذه العبارة المنتشرة سامحنا يارسول الله < الأكثر انتشاراً
اعفو عنا يارسول الله صلى الله عليه وآله وسلم < هذه قوية
أرجو تفصيل ذلك لأني أرى فيها استغاثة والله أعلم وأنتظر منكم التوضيح بارك الله فيكم ونفعنا بكم - وكما تعلمون منتشرة في موضوعات تبين التقصير في الدعوة أو الثأر لمن يسبه صلى الله عليه وآله وسلم -
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 03:21]ـ
الظن في عامة من يقولها من أهل السنة المعنى الأدبي لا حقيقة السؤال
فظاهرها أنها شرك ولهذا لايجوز قولها فنحن متعبدون بسلامة الألفاظ ولو كان المقصد شريفا
ومنه "أجعلتني لله نداً" لمن قال "ماشاء الله وشئت" ومعلوم أنه لم يقصد جعل النبي صلى الله عليه وسلم نداً بل قالها عفو الخاطر
والله أعلم
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 06:14]ـ
الاصل في هذا انه من الشرك الاكبر المخرج من الملة , والسبب في ذلك امران:
الاول: انه نداء لميت , والله سبحانه قال (ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ... ويوم القيامة يكفرون بشرككم).
الثاني: انه طلب منه المغفرة , وهذا لو سلم لقائله جواز نداء الميت لم يسلم له طلب المغفرة منه ولو كان حيا وذلك لخصوصيته بالله تعالى.
وفقك الله
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 06:25]ـ
طلب المغفرة ليس مختصاً بالله عز وجل بل متصور من المخلوقين
لأن معناه التجاوز والتغطية عن الملامة والخطأ ومنه المغفر الذي يلبسه المقاتل
فلو قلت لأخيك: ألا تغفر لي زلتي معك؟ جاز ذلك دونما نكير
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 06:30]ـ
يعني هل يتصور من المخلوقين مغفرة الذنوب .. ؟
ـ[ايمان نور]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 06:45]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ايمان نور]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 06:46]ـ
طلب المغفرة ليس مختصاً بالله عز وجل بل متصور من المخلوقين
لأن معناه التجاوز والتغطية عن الملامة والخطأ ومنه المغفر الذي يلبسه المقاتل
واستغفر لهم الرسول
نعم
ولكن وهو حي
!
ـ[ايمان نور]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 06:56]ـ
يعني هل يتصور من المخلوقين مغفرة الذنوب .. ؟
هذا فقط في باب رد المظالم او طلب العفو لما هو في جانب العبد فيغفر فلان لفلان يعفو عنه ويستر عيبه
ولا تنسى في سورة الأعراف قوله تعالى في آخر الآية واختار موسى قومه إلى وأنت خير الغافرين
فتكون في حق العبد الصفح عن المظالم فهي من باب " فليعفوا وليصفحوا " والله أعلم إن كان هذا خطأ أرجو تصحيحه
بارك الله فيكم.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 07:03]ـ
قوله تعالى:"واستغفر لهم الرسول" أي سأل الله لهم المغفرة
لا أنه هو عليه الصلاة والسلام غفر لهم
والمقصود بكلامي مغفرة ذنبي مع مخلوق مثلي كما أشارت الفاضلة إيمان
لا أن يغفر لي مخلوق ذنبي مع الله!
هذا غير معقول أصلا حتى في المخلوقين
فهب أني صفعت أحداً عدواناً هل يعقل أن أذهب لشخص آخر فأقول اغفر لي؟
نعم قد تطلبها باعتبار آخر
ولكن إنما تطلب المسامحة من صاحب الشأن
والله يرعاك أخي جذيل
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 08:53]ـ
اهلا اخي ابن عبدالهادي:
هل هناك احد قال لا يجوز ان تطلب العفو من المخلوق .. !
السياق الذي ذكرته الاخت ايمان يعني السيئات والمعاصي .. لا الخطا المتعدى فيه من مخلوق الى آخر.
وإلا هل يمكن ان تذهب الى قبر رجل ظلمته وتقول له سامحني على مظلمتي , او حللني عن دينك الذي علي .. !
هذا مستبعد من سياق الاخت.
وفقك الله
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 09:17]ـ
على أية حال تم الجواب عليها من أول رد بما يكفي ويشفي إن شاء الله تعالى
ولكني عقبت على كلامك لأنه جاء مرسلاً بأنه لايجوز طلب المغفرة من الحي
فتوجه الفهم أنك تخص لفظ المغفرة بالله تعالى
والحمد لله فحن متفقون
ـ[محمود المصرى المسلم]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 09:26]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى اعزكم الله ارجو منكم مساعدتى فى فهم مايدور الان وفى وسط الكم الهائل من الفتاوى والاقاويل ,كل شخص اصبح يفصل الحق على مايحب ومايجده موافق لكلامه او منطقه
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى لااطيل على اخوانى الكرام
كل مافى الامر اننى اريد الحق واريد اتباعه فى مسأله العذر بالجهل من عدمه وها انا ذا حاول جاهدا ايجاد الحق واتباعه لكننى ارى اشكالا والوانا عجيبه من الردود والاراء
واقسم بالله للقائمين على المنتدى انى اريد الحق فلا يتم حذف موضوعى لانى اريد جوابا شافيا
حيث اننى اجد من يعذرون بالجهل يسمون من لايعذرون بالخوارج ,ومن لايعذرون يسمون الذين يعذرون بالجهل بالمرجئه وقد تصل المساله الى سب العلماء واحتقارهم
وانظر حولى لالتزم نفسى واعتزل الجميع عندما تكثر الفتن كما اخبر الصادق الامين صلى الله عليه وسلم, اعى فى وقتها انى يلزم عليه ان اعرف الحق والا لو اعتزلت الناس سوف اقف بين يدى الله واخشى مااخشااه وقتها ان اكون من اهل السعير معاذ الله وانا لم اشرك بالله شيئا
اقسم بالله يااخوانى انى اريد معرفه الحق.
واكثر مايجعلنى فى حيره كيف ان الصحابه اختلفوا فى تكفير بعض الاشخاص ولكنهم التزموا االادب مع بعضهم لبعض ولم يكفر ايضا احدا منهم الاخر
وهذا الامام ابوحنيفه كان على اغلب الاقوال من المرجئه ولم يكفره الائمه من بعده او احدا من المسلمين.
لماذا يحدث الاختلاف الان ويصبح كل مخالف لراى الاخر كافر_اقصد ممن لايشركون بالله شيئا_
اعتذر على اطالتى وارجو الرد منكم اعزكم الله
واخر سؤال
هل اذا بحثت وتوصلت للعذر بالجهل او عدم العذر بالجهل سيكون لى عذرى عند ربى اذا كنت خلاف ايا من الجانبين؟
واذا التزمت بعدم الاشراك بالله واعتزلت الفتن التى هى كقطع الليل المظلم سيكون لى عذر عند ربى؟
وهل اذا عذرت بالجهل بعد تبين الدليل لى هل مسلم ام مشرك قياسا على القاعده من لم يكفر الكافر فهو كافر اذا كان عدم العذر هو الحق وكذلك العكس هل اذا لم اعذر ساقترف الاثم؟ ام ان اخطأت فلى اجر وان اصبت اجران ... ,,,؟
كل طائفه تخبر ان الحق معها وتكفر الاخرى لاتقوم حتى بتفسيقها
واخيرا
اللهم ارنى الحق حقا وارزقنى اتباعه وارنى الباطل باطل واجنبنى اتباعه
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 10:02]ـ
أخي المصري وفقه الله وسدده ..
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لو جعلت هذا في موضوع مستقل لكان أولى
وأما الإشكالات التي أثرتها وعبرت عما يجول بنفسك الشفيفة
فالوصفة المختصرة:طلب العلم على أصوله ,فإذا قطعت فيه أشواطا معتبرة
سيسهل عليك التفريق بين الخلاف السائغ وغيره
وسيكون أفقك رحيبا وطريقك لاحباً في الجملة إذا استعنت بالله عز وجل
وأما إن كنت لا تجد في نفسك إقبالاً على خوض لجة العلم أو لايسعك ذلك لظروفك
فحسبك أن تتقي الله ما استطعت وتعمل بما بلغ إليك من آية محكمة أو سنة صحيحة
وتكون بمنأى عن هذه النزاعات مادمت لست متحققا من ملكة النظر فيها والترجيح
فلست محاسبا على عدم الخوض فيها أو تكلف الحكم على الأعيان
ويبقى أن العذر بالجهل فيه طرفان ووسط فمنهم من ضيق مساحته ومنهم من وسعها
والحق بينهما مع وجود منطقة "بينية" فيها مجال للخلاف
وأما لإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى فإرجاؤه المنسوب إليه فهو من النوع الخفيف المسمى بإرجاء الفقهاء
الذي لم يكفّر عليه أحد من الأئمة خلافاً لإرجاء الجهمية
كما أن عليك استصحاب كفر النوع وكفر العين وكل ذلك من المسائل الكبار التي لابد فيه من إتقان
الأدلة والإحاطة بأقوال السلف في هذا الشأن مع معرفة مسالكهم العملية إزاء المبتدعة
والله الموفق
ـ[جذيل]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 10:39]ـ
الاخ ابن عبدالهادي وفقك الله
ـــــــ
الاخ محمود المصري:
اسأل الله ان يدلنا وإياك على الهدى والصراط المستقيم ..
اخي محمود زيادة على ما قاله اخي ابن عبدالهادي اقول المسألة سهلة ان شاء الله , لكن يبقى ان بعض الاخوة لديه تعصب حتى لو كنت تناقشه عن مسألة سنية السواك في نهار رمضان , اذ لديه الاستعداد لان يقاتلك حتى يفوز بقبول قوله , خاصة في مثل هذه المسائل القابلة للاجتهاد , وباختصار اقول لك:
اولا: لابد ان تنتبه الى ان الاخذ باحد قولي مسألة العذر بالجهل اجتهادي , والقائل باحد القولين يدور بين الاجر والاجرين. وقد اختلف في هذه المسألة اول من اثارها وهم علماء نجد , ومع ذلك لم يبدع بعضهم بعضا لهذا الاختلاف.
فمن يقول بعدم العذر يقول ان هؤلاء الذين وقعوا في الشرك جهلا هم فاعلون للشرك الاكبر , وكل من وقع بالشرك فهو مشرك , اذ العبرة بالفعل لا القول.
ومن يقول هو معذور , يقول لك هذا مسلم ثبت اسلامه بيقين فلا يخرج منه الا بيقين , والجهل غير معتبر هنا.
ثانيا: ان مسألة من لم يكفر الكافر .. ليست على اطلاقها كما ذكر اهل العلم , فأبو بكر وعمر اختلفوا في المرتدين , ومع ذلك لم يكفر احدهما الاخر , بل سعد بن عبادة دافع عن منافق في الدرك الاسفل من النار لانه لم يعلم كفره , فلم يقل احد الصحابة لم لم تكفره , وهذا ما يسميه بعض اهل العلم بالتباس الحال.
ولو اختلفت انا وانت في تكفير احد الاشخاص بعينه , فليس لاحدنا ان يلزم الاخر بقوله , إذ الاختلاف في تكفير الاعيان سائغ كما ذكرت لك من اختلاف الصحابة , لكن لا يمكن ان اختلف معك مثلا في اصل الشرك بالله هل هو كفر او لا , لان المعين قد يتضح لي كفره ولا يتضح لك , أما الشرك فلا يمكن , وقد خفي على خالد بن الوليد رضي الله عنه اسلام بني جذيمة فحصدهم , ولم يخف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وقد افدى قتلاهم وتبرا من فعل خالد لا من خالد , فهذا التباس الحال.
ثالثا: اظن ان مثل هذه المسائل العقدية الشائكة احتار فيها كبار العلماء , وانا اعرف احد اكبر المتخصيين في العقيدة لديه الحيرة من مثل هذه المسألة , فريّح بالك.
رابعا: انه من الممكن ان يقال من قال كذا فهو كافر , لكن إلحاق وصف الكفر بالفاعل يحتاج الى شروط وموانع , فقد يكون هذا الكفر مما يقبل فيه التاويل كفعل الاشاعرة مثلا , وقد يكون الشخص غير متاهل للتكفير لجهله او اكراهه او غير ذلك.
خامسا: أخبرْ من اقحم هذه المسألة في التوصيف بالارجاء او الخروج انه اجهل من حمار اهله.
سادسا: انك لو اخذت باحد القولين فليس لاحد ان يصفك بالمبتدع.
رعاك الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 12:05]ـ
واستغفر لهم الرسول
نعم
ولكن وهو حي
!
واستعفر لهم سين الاستفعال تفيد الطلب .. أي طلب لهم المغفرة من الله.
وأنا مع راي الأخ جذيل انها شرك أكبر لكونها دعاء ميت (رسول الله (ص)) ولأن طلب السماح يكون في أحد أمرين:
1 - إساءة دنيوية.
2 - إساءة دينية.
ولأن الإساءة الدنيوية منتفية في حق الرسول (ص)، لم يبق إلا الإساءة الدينية وهذه لا يطلب العفو فيها والمسامحة إلا من الله تعالى.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 12:15]ـ
نعم بارك الله فيكم.
والطلب يكون وهو حي عليه وآله الصلاة والسلام وليس وهو ميت.
ـ[جذيل]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 12:29]ـ
نعم بارك الله فيكم.
والطلب يكون وهو حي عليه وآله الصلاة والسلام وليس وهو ميت.
الاخت ايمان .. هم يقولون ان الرسول حي لم يمت ..
وهذا من مضحكات طريقتهم .. وقد جاء في سنن ابي داود وغيرها ان الصحابة رضي الله عنهم قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت .. ) يعني هم موقنون انه سيموت ويأرم , لكن هؤلاء مساكين , لا معرفة لهم لا بكتاب ولا سنة.
أما قوله تعالى (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك).
هذا يدل على ان الجائي الى القبر من المذنبين , فينتف هنا كونه من الاولياء.
ولم يقل احد من منظري القبورية فضلا عن غيرهم من علماء الامة انه يجب على الأمة (كلها) ان تاتي الى قبر الرسول تطلب منه الاستغفار من ظلم النفس.
وفقك الله.
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 01:05]ـ
الاصل في هذا انه من الشرك الاكبر المخرج من الملة , والسبب في ذلك امران:
الاول: انه نداء لميت , والله سبحانه قال (ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ... ويوم القيامة يكفرون بشرككم).
الثاني: انه طلب منه المغفرة , وهذا لو سلم لقائله جواز نداء الميت لم يسلم له طلب المغفرة منه ولو كان حيا وذلك لخصوصيته بالله تعالى.
وفقك الله
دمت موفقا ... أعزك الله.
ـ[محمود المصرى المسلم]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 01:05]ـ
وفقكم الله وبارك الله فيكم يااخوتى واعزكم الله وجزاكم عنى خير الجزاء
اخى ابن عبد الهدى لقد قمت بوضع الموضوع فى مكان مستقل ولكن تم حذفه
وبارك الله فيك اخى وافادك وافاد اخى الفاضل جذيل
ماوقع فى قلبى ان لى صديق اختلفت انا وهو فى هذه المساله ولم اصل الى الحق
ولكنه توصل الى ان الواقع فى الشرك الاكبر مشرك ولا يعذر بالجهل وكذلك انا كافر لانى لم اكفر من اشرك الشرك لااكبر بالجهل
فخفت على نفسى وعندما سالت وحاولت الوصول للحق اجد فريقين
من يعذر ومن لايعذر
وفى النهايه توصلت الى ان السلف اختلفوا ولكنهم لم يكفروا بعضهم البعض كما تفضلمتم واوضحتم لى
وكذلك فتوى اللجنه الدائمه بالسعوديه
بان الذى يعذر بالجهل لايكفر وهو من لموحدين حتى تزول الشبهه امامه
لا اجد مايسعنى لاشكركم
ولكن اقول لكم
جزاااااااااااكم الله خيرا يااخوتى وانى احبكم فى الله
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 10:08]ـ
الاخت ايمان .. هم يقولون ان الرسول حي لم يمت ..
وهذا من مضحكات طريقتهم .. وقد جاء في سنن ابي داود وغيرها ان الصحابة رضي الله عنهم قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت .. ) يعني هم موقنون انه سيموت ويأرم , لكن هؤلاء مساكين , لا معرفة لهم لا بكتاب ولا سنة.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا أقول لهذا الأخ كيف جعلت كلام الصحابة دليلا في هذه المسألة وفاتك أن الصحابة استغربوا أمورا فبين لهم الرسول (ص) خلاف معتقدهم فليس كل ما يظنونه صحيحا ومن ذلك ما في الصحيحين من استغراب عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لسماع قتلى بدر كلام الرسول (ص) فبين له (ص) خلاف ظنه وأنهم أسمع له من الأحياء الحاضرين.
وقد نص كثير من الأئمة والحفاظ كالقرطبي في "التذكرة"، وابن القيم في كتاب "الروح"، والحافظ السيوطي في غير ما كتاب من كتبه، على أن أحاديث حياة الأنبياء في قبورهم متواترة، قال السيوطي في "مرقاة الصعود": تواترت بها الأخبار، وقال في "إنباء الأذكياء بحياة الأنبياء" ما نصه: "حياة النبي (ص) في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا علمًا قطعيًّا؛ لما قام عندنا من الأدلة في ذلك، وتواترت به الأخبار الدالة على ذلك". اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن القيم في كتاب "الروح" نقلاً عن أبي عبد الله القرطبي: "صح عن النبي (ص) أن الأرض لا تأكل أجسام الأنبياء، وأنه (ص) اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء، خصوصًا بموسى، وقد أخبره بأنه ما من مسلم يسلم عليه إلاَّ رَدَّ عليه السلام .. إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أنهم غيبوا عنا بحيث لا نراهم وإن كانوا موجودين أحياء، وذلك كالحال في الملائكة، فإنهم أحياءٌ موجودون ولا نراهم".
وفي القرآنن الكريم عدة آيات تدل على حياة الشهداء، والإجماع على أن الأنبياء أرفع درجة من الشهداء. قال ابن حزم في "المحلى" بعد ذكره الآيات الواردة في حياة الشهداء ما نصه: "ولا خلاف بين المسلمين في أن الأنبياء -عليهم السلام- أرفع قدرًا ودرجة، وأتم فضيلة عند الله عزَّ وجل، وأعلى كرامة من كل من دونهم، ومن خالف في هذا فليس مسلمًا " اهـ.
يقول العلامة جلال الدين السيوطي:
‘‘حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبره وسائر الأنبياء معلومة عندنا علما قطعيا , كما قام عندنا من الأدلة في ذلك وتواترت (به) الأخبار الدالة على ذلك.’’ (الحاوي للفتاوى , ج: 2 , ص: 147 , طبعة دار الكتب العلمية).
ويقول:
‘‘قال البيهقي في كتاب الاعتقاد:.الأنبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم , فهم أحياء عند ربهم كالشهداء. , وقال القرطبي في التذكرة في حديث الصعقة نقلا عن شيخه: الموت ليس بعدم محض , انما هو انتقال من حال إلى حال ’’ (الحاوي للفتاوى , ج: 2 ص: 149).
ويقول:
‘‘قال المتكلمون المحققون من أصحابنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حي بعد وفاته’’ (الحاوي للفتاوى , ج: 2 ص: 149).
ويقول:
‘‘وقال الشيخ تقي الدين السبكي: حياة الأنبياء والشهداء في القبر كحياتهم في الدنيا , ويشهد على ذلك صلاة موسى في قبره فإن الصلاة تستدعي الجسد حيا ’’
(الحاوي للفتاوى ج: 2 ص: 152).
ويقول:
‘‘ ان من جملة ما تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حياة الأنبياء في قبورهم ’’
(النظم المتناثر من الحديث المتواتر , كذا في حديث البوستوي. ص: 4 طبعة مصر).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي"، قال: فقالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْتَ؟ قال: يقول: بليت؟ قال: "إن الله تبارك وتعالى حرم على الأرض أجساد الأنبياء صلى الله عليهم"، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والنووي في (الأذكار)
عن اوس بن اوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق ادم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فإن صلاتكم معروضة علي. قالو: يارسول الله! كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: ان الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم
السلام).
(سنن نسائي ج: 1 ص: 303 , 403 , مستدرك حاكم ج: 4 ص: 560 هذا الحديث صحيح بشرط الصحيحين ولم يخرجاه , ابو داود ج:1
راجع هذا الرابط أيضا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33109
------
والعجب من الإخوة الذين يحكمون بالشرك الأكبر في هذه المسألة بلا دليل مع خطورتها الشديدة وقد ورد في الحديث ما يدل على أن من كفر مسلما فقد باء بها أحدهما. وأين دليلكم؟ فما أسهل القول بلا دليل.
وبعض الإخوة جعل الإساءة الدنيوية منتفية والدينية لله فلم يبق لرسول الله (ص) حقا بعد موته , وقد فاته كثير من حقوقه (ص) علينا مما هو واجب بنص القرآن: كقوله تعالى {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} وبعض الناس ليس في قلبه محبة ولا تعظيم لقرابة رسول الله (ص) أفلا يكون مفرطا في حقه (ص)؟
ثم هناك حديث في صحيح مسلم عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)
وقد حكى الإمام أبو عبدالله محمد بن نصر المروزي في كتابه تعظيم قدر الصلاة عن بعض أهل العلم أنه فسر هذا الحديث بما لا مزيد على حسنه ونحن نحكيه هاهنا بلفظه إن شاء الله تعالى:
( .... وأما النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته وبذل المال إذا أراده والمسارعة إلى محبته وأما بعد وفاته فالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه وآدابه وتعظيم أمره ولزوم القيام به وشدة الغضب والإعراض عمن يدين بخلاف سنته والغضب على من صنعها لأثرة دنيا وإن كان متدينا بها وحب من كان منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام والتشبه به في زيه ولباسه ... )
فأين نحن من هذه الحقوق؟ وكيف يُنكر على من طلب من رسول الله (ص) العفو في ذلك وقد فصل رسول الله (ص) في الحقوق فقال: لله ... ولرسوله ... فلو كانت كلها لله ما فصل ولاكتفى بقوله لله وإن كانت في الحقيقة راجعة كلها لله ولكن هكذا وقع التفصيل , وللتوضيح أقول من ظلم الناس فقد جنى على حقوقهم وزاد بعصيان الله الذي أمره بعدم الظلم , ولا نقول هنا أساء في حق الله فقط بل في حق الناس أيضا ويلزمه طلب العفو منهم.
وحيث ثبتت حياة الرسول (ص) بعد موته بالدليل القوي الذي لا ينكره إلا جاهل أو غبي أو متعنت وثبت له (ص) علينا حقوق كثيرة فكيف تقولون بكفر من طلب العفو من رسول الله (ص)؟
أما علم الذين يتجرؤون على مثل هذه الأحكام أنه قد صح عن النبي (ص) قوله:
{إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار}.
اللهم قنا عذابك ومقتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 12:15]ـ
الاخ الكريم حميد المرزوقي
بارك الله فيك ووفقك لكل خير ..
اخي الكريم انت تعرضت هنا لعدة مسائل , تحتاج كل واحدة منها موضوعا خاصا , ولعلي ان اجيب على كل تسائل على حدة فيما يسمح لي الوقت وباختصار شديد حتى يتبين اللبس.
اولا: ما نقلت من كلام اهل العلم في مسألة الحياة البرزخية لست اخالفك فيها , وليست هي فيما نحن فيه , وهي كما ذكرت من الاجماع مما لا يشك فيه.
ولعلك ظننت ان الحياة البرزخية هي كالحياة الدنيوية , ومن المحتمل ان هذا هو محل الاشكال عندك , يبين هذا عند اجابتك عن نصوص موت النبي عليه الصلاة والسلام الكثيرة , فإن كان عندك ميت فالمسألة لا اشكال فيها , وإن لم يكن عندك ميت الموت الذي هو خروج الروح من الجسد فأحتاج الى ان افتح معك نقاشا آخر.
ثانيا: اما قول الصحابة أو فعلهم فإنه في زمن النبي عليه الصلاة والسلام تشريع مالم يعارض من كتاب او من قول الرسول عليه الصلاة والسلام , وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال: (كنا نعزل والقرآن ينزل) وفيما ذكرت من حديث عمر في اصحاب قليب بدر يبين هذا , وأيضا فيما نقلت لك في قول الصحابة كيف تعرض عليك صلاتنا وقد ارمت , فإنه عليه الصلاة والسلام لم يعترض على نفي الموت , انما اعترض على أكل الارض لاجساد الانبياء , وهذا غير معارض لموته بأبي هووامي.
ثالثا: لابد ان تنتبه الى ان موضوع الشرك الاكبر شيء وتكفير المعين شيء آخر , بل وصف الرجل بالكفر شيء وإجراء الاحكام عليه شيء اخر , فهل من الممكن ان تبين لنا من هو الذي كفرناه بعينه حتى تعيد ما قلته.
اما الوصف بالشرك فقد ذكرت لك دليلا عليه فلعلك لم تنتبه له.
رابعا: تقول: وكيف ينكر على من طلب من الرسول العفو , ولعلي ان انقل لك كلام ابن القيم الذي نقلت عنه التواتر في حياة النبي البرزخية , وقد نقل كلام ابو الوفاء ابن عقيل , وقد نقله غير ابن القيم كابن الجوزي في تلبيس ابليس , وهو كلام مهم يحتاج اليه كثير من دعاة القبور والاضرحة , يقول ابن القيم:
قال الامام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي صاحب كتاب الفنون الذي ألفه في نحو أربعمائة مجلد وغيره من التصانيف قال في الكتاب المذكور:
لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم وهم عندي كفار لهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وخطاب الموتي بالحوائج وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا أو إلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى.
نقله غير واحد مقررين له راضين به منهم الامام أبو الفرج بن الجوزي والامام ابن مفلح صاحب كتاب الفروع وغيرهم .. الخ
وفقنا الله واياك لهداه.
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 02:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم حميد المرزوقي
بارك الله فيك ووفقك لكل خير ..
اخي الكريم انت تعرضت هنا لعدة مسائل , تحتاج كل واحدة منها موضوعا خاصا , ولعلي ان اجيب على كل تسائل على حدة فيما يسمح لي الوقت وباختصار شديد حتى يتبين اللبس.
اولا: ما نقلت من كلام اهل العلم في مسألة الحياة البرزخية لست اخالفك فيها , وليست هي فيما نحن فيه , وهي كما ذكرت من الاجماع مما لا يشك فيه.
ولعلك ظننت ان الحياة البرزخية هي كالحياة الدنيوية , ومن المحتمل ان هذا هو محل الاشكال عندك , يبين هذا عند اجابتك عن نصوص موت النبي عليه الصلاة والسلام الكثيرة , فإن كان عندك ميت فالمسألة لا اشكال فيها , وإن لم يكن عندك ميت الموت الذي هو خروج الروح من الجسد فأحتاج الى ان افتح معك نقاشا آخر.
لعلك تشرح لي معنى كلام ابن القيم وخصوصا الملون بالأحمر
قال ابن القيم في كتاب "الروح" نقلاً عن أبي عبد الله القرطبي: "صح عن النبي (ص) أن الأرض لا تأكل أجسام الأنبياء، وأنه (ص) اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء، خصوصًا بموسى، وقد أخبره بأنه ما من مسلم يسلم عليه إلاَّ رَدَّ عليه السلام .. إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أنهم غيبوا عنا بحيث لا نراهم وإن كانوا موجودين أحياء، وذلك كالحال في الملائكة، فإنهم أحياءٌ موجودون ولا نراهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الحياة البرزخية ثابتة لكل روح بما فيها الكفار لأن الروح لا تموت بل تبقى كما هي. فأي خصوصية تميز بها الأنبياء والشهداء عن غيرهم وأي فائدة في قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء) إن لم تكن تلك حياة مختلفة عن الحياة البرزخية الثابتة لكل روح كيفما كانت؟
ثالثا: لابد ان تنتبه الى ان موضوع الشرك الاكبر شيء وتكفير المعين شيء آخر , بل وصف الرجل بالكفر شيء وإجراء الاحكام عليه شيء اخر , فهل من الممكن ان تبين لنا من هو الذي كفرناه بعينه حتى تعيد ما قلته.
اما الوصف بالشرك فقد ذكرت لك دليلا عليه فلعلك لم تنتبه له.
يا أخي رمي الناس بالشرك إما مساوٍ لرميهم بالكفر أو أعظم منه لا أقل منه , وأوافقك على الإختلاف بين اللفظين فلست ممن يخلط بينهما ولكن إذا كان الوعيد فيمن يرمي المسلمين بالكفر شديدا فبالشرك أشد , والدليل من القرآن قوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به} فجعل الشرك أكبر الذنوب.
رابعا: تقول: وكيف ينكر على من طلب من الرسول العفو , ولعلي ان انقل لك كلام ابن القيم الذي نقلت عنه التواتر في حياة النبي البرزخية , وقد نقل كلام ابو الوفاء ابن عقيل , وقد نقله غير ابن القيم كابن الجوزي في تلبيس ابليس , وهو كلام مهم يحتاج اليه كثير من دعاة القبور والاضرحة , يقول ابن القيم:
قال الامام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي صاحب كتاب الفنون الذي ألفه في نحو أربعمائة مجلد وغيره من التصانيف قال في الكتاب المذكور:
لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم وهم عندي كفار لهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وخطاب الموتي بالحوائج وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا أو إلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى.
نقله غير واحد مقررين له راضين به منهم الامام أبو الفرج بن الجوزي والامام ابن مفلح صاحب كتاب الفروع وغيرهم .. الخ
وفقنا الله واياك لهداه.
لعل هذا هو سبب سوء التفاهم بيننا وقد تبين لي من مراجعة ردودك أنك تحمل كلامهم سامحنا يا رسول الله و اعف عنا يا رسول الله على طلبهم المغفرة للذنوب وهذا بعيد والذي فهمته أنا وهو فهم شخصي لذاك الكلام ويبقى مقصود الناطق به في علم الغيب أنهم يطلبون العفو عن تقصيرهم في حقه (ص) وكلامي السابق قد أوضحت فيه حقوقه (ص) التي قل من يقوم بها كاملة بل هي صعبة في مجملها للغاية على عوام الناس لجهلهم بها فكيف لا يكونون مقصرين في حقه (ص)؟.
نعم لو طلبوا منه المغفرة فليست في يده (ص) ولا تظن ان أحدا يبلغ به الجهل إلى هذا الحد إلا من شذ وقليل ما هم , ولو سألت من يقول ذلك لأجابك بأن المغفرة بيد الله وحده فإننا نرى عجائز لا يفقهون شيئا وهم ممن يفعل مثل ذلك ويزورون قبور الصالحين وليس عندهم شك في أن التصرف كله بيد الله من مغفرة وغيرها.
أما لو كان مقصودهم إستغفار الرسول (ص) لهم كما قال تعالى: {واستغفر لهم الرسول} فما وجه خلافه للصواب بعد ثبوت حياة النبي (ص) والحياة تستدعي السمع ولا تمنع التوجه إلى الله في طلب المغفرة لهم. وقد استشهدتَ في رد سابق لك على شركهم بقوله تعالى {ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ... ويوم القيامة يكفرون بشرككم}.
وهذا إنما ورد في حق عبدة الأوثان وجعلك الأنبياء داخلين في مقصود الآية وصف لهم بعدم السمع وهو خطأ كبير لأن حياتهم تنافي ذلك بل عموم الموتى يسمعون الكلام وهذا نص من فتاوي ابن تيمية لما سئل عن سماع الموتى لكلام الناس. قال:
الحمد لله رب العالمين، نعم يسمع الميت ـ في الجملة ـ كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه). وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ترك قتلي بدر ثلاثا، ثم أتاهم فقال: (يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا). فسمع عمر ـ رضي الله عنه ـ ذلك فقال: يا رسول الله، كيف يسمعون، وأني يجيبون، وقد جيفوا؟! فقال: (والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا). ثم أمر بهم فسحبوا في قليب بدر، وكذلك في الصحيحين عن عبد الله بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال: (هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟) وقال: (إنهم يسمعون الآن ما أقول).
وقد ثبت عنه في الصحيحين من غير وجه أنه كان يأمر بالسلام على أهل القبور. ويقول: (قولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم). فهذا خطاب لهم، وإنما يخاطب من يسمع. اهـ المقصود منه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 07:36]ـ
اخي الكريم ..
ما علاقة سماع الموتى بطلب الحوائج منهم , ترى هذا امر وهذا امر لا تخلط بينهما.
وخلينا على بلاطه , هل تقول انه يجوز للشخص ان يذهب لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منه شيئا .. ؟
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 03:36]ـ
اخي الكريم ..
ما علاقة سماع الموتى بطلب الحوائج منهم , ترى هذا امر وهذا امر لا تخلط بينهما.
وخلينا على بلاطه , هل تقول انه يجوز للشخص ان يذهب لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منه شيئا .. ؟
لو راجعت كلامي بتمعن لما طرحت هذا السؤال فأنت حكمت بشركهم مستدلا بآية تنفي السماع فكان لزاما أن أبين لك خطأ استدلالك بسماع الأنبياء والموتى عموما لتكون الآية بذلك خاصة بالأوثان التي لا تسمع وليس بالأنبياء والأولياء كما زعمت.
وقولك هل تقول انه يجوز للشخص ان يذهب لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منه شيئا؟
أقول لك هل تنكر جواز ذلك مع الحي فإنه لا مجال لإنكار جوازه مع أنه قد يطلب الشخص مساعدة فعلية من شخص بذاته. أما من ذهب عند ولي فيسأله التوسط بينه وبين الله في قضاء الحاجة فقط ولو طلب منه شخصيا قضاءها معتقدا أنه يعطي ويمنع فهذا شرك بلا خلاف ولكن حتى العجائز لا يعتقدون أن أحدا يتصرف في الكون دون مشيئة الله فكيف يكون من فعل هذا مشركا وكيف تفرق بينه وبين الحي مع ثبوت حياة الأنبياء والأولياء وثبوت سماعهم. لا تفرق إلا بدليل.
ولو قلت لا يجوز السؤال إلا فيما كان في طوق البشر وقدرتهم والأموات لا قدرة لهم قلنا لك حتى الأحياء لا قدرة لهم أبدا واستسقاء الناس بالرسول (ص) في حياته ليس إلا توسطا لأن إنزال المطر ليس في طوقه (ص) فكذلك بعد موته (ص) لا يمنع توسطه في قضاء الحوائج إلا بدليل قطعي. فأين الدليل؟
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 06:59]ـ
يا أستاذ مرزوقي تخليطك واضح وواضح أيضا أنك تنتمي لأحد الطرق الصوفية
فكف عن هذا , فالآيات في هذا محكمة , وهي كثيرة جدا
وأما حياة الأنبياء البرزخية فكل الناس لهم حياتهم البرزخية التي تليق بهم
ولا علاقة لهذا بمحل النزاع , قال تعالى "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين" ,أي تدعونهم بما حقه أن يطلب من الله عز وجل
كما أنك خلطت بين الوسيلة المشروعة كطلب الدعاء وبين التوجه بالطلب المباشر للمقبور أيا كان هذا المقبور
فهل يستويان مثلا؟ سبحان الله
فطلب المطر ليس من النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من الله تعالى ولو سأل شخص النبي أن ينزل المطر وهو حي لكان مشركاً بالله كافراً
أما زعمك طلب الدليل فهو قائم ومع هذا فأنت المطالب به وليس نحن لأن مسائل العبادات توقيفيه
والله تعالى بين لنا الوسائل المشروعة في دعائه فقال "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" وقال "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" ثم إن ثبوت حياة برزخية خاصة بهم فيه وصف للحياة بقيد خاص لا يجيز لك القياس على الحياة الطبعية
بدليل قوله تعالى "إنك ميّت وإنهم ميّتون" وهذا من طرائق المبتدعة في أقيسهم الفاسدة
فتكون مطالبا إذن بدليل مستقل أن حياتهم البرزخية تستوي مع حياتهم المعهودة ودليل آخر على مشروعية سؤالهم أن يدعوا الله تعالى لمن جاءهم حال كونهم مقبورين وأنى لك هذا
ولو لم يكن بين الحياتين فرق لما ذهل عن دعائه آلاف الصحابة وتابعوهم بإحسان ولايحصي عدهم إلا الله تعالى
أما جعلك مناط الشرك الاعتقاد وحده فهذا يدل على عقيدتك الإرجائية أولا التي عمت وطمت نسأل الله السلامة كما أن هذا الشرط يخرج كثيرا من مشركي الجاهلية من استحقاق وصف الشرك فهم لم يكونوا يعتقدون ضرا ونفعا مستقلا في آلهتهم على التحقيق إذ قالوا "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى" وأنت تقول مثلهم سواء بسواء ولافرق
أما دعوى الخوف من التكفير فهي شنشنة معروفة وأخطر منها السكوت عن تسمية ما جعله الله شركاً باسمه
قال تعالى "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا" فقوله أحداً نكرة في سياق النهي فأيما شخص دعا غير الله أن يرزقه أو يشفيه ونحو ذلك مما هو من خصائص الله عند عامة العقلاء فقد وقع في الشرك الأكبر دون أدنى شك عند من خالطت قلبه بشاشة التوحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الذهاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-عند قبره وسؤاله أن يسأل الله له فهذه نعم وقع فيها خلاف في كونها شركاً أكبر أو بدعة هي ذريعة للشرك الأكبر؟ , بخلاف الصورة السابقة
التي لو أسقطتها فلا شرك على الحقيقة!
وليت شعري كيف يسمح لهذا الرجل بهذا "التخبيص"
والله المستعان
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 07:13]ـ
من فتاوى اللجنة الدائمة:
السؤال الأول من الفتوى رقم (2251):
س1: هناك فرقتان: فرقة تقول: إن الاستعانة بالأنبياء والأولياء كفر وشرك مستدلين بالقرآن والسنة، وفرقة تقول: إن الاستعانة بهم حق؛ لأنهم أحباء الله تعالى وعباده المصطفون الأخيار، فأي الفريقين على الحق؟
ج1: الاستعانة بغير الله في شفاء مريض أو إنزال غيث أو إطالة عمر وأمثال هذا مما هو من اختصاص الله تعالى نوع من الشرك الأكبر الذي يخرج من فعله من ملة الإسلام، وكذا الاستعانة بالأموات أو الغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفر الله إلا لمن تاب منه؛ لأن هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة، وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم، ومن أدلة ذلك ما علم الله عباده أن يقولوه في آية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} () أي: لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك، وقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} () وقوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} () الآية،
وقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} () وما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله» () وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: «وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» () وقوله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار» () أما الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الأسباب العادية التي جعلها الله إلى الخلق وأقدرهم على فعلها؛ كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض وبغيره، وإطعام جائع، وسقي عطشان، وإعطاء غني مالا لفقير، وأمثال ذلك فليس بشرك، بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة، وهكذا لو استعان بالأحياء الغائبين بالطرق الحسية؛ كالكتابة، والإبراق، والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك.
وأما حياة الأنبياء والشهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية
لا يعلم حقيقتها إلا الله وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا، وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولى التي قالت: إن الاستعانة بغير الله على ما تقدم شرك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ................. عضو ... .......... نائب رئيس اللجنة .............. الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 07:39]ـ
يا حميد المرزوقي حتى نقف على بر
سؤالي واضح وفقنا الله واياك لهداه:
هل تقول بجواز الذهاب الى قبر النبي عليه الصلاة والسلام لسؤاله الاستغفار او الدعاء او غير ذلك .. ؟؟
, ولا اريد ان تستدل على قولك , اجب بنعم او لا , حتى يتضح النقاش.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:04]ـ
أما من ذهب عند ولي فيسأله التوسط بينه وبين الله في قضاء الحاجة فقط ولو طلب منه شخصيا قضاءها معتقدا أنه يعطي ويمنع فهذا شرك بلا خلاف ولكن حتى العجائز لا يعتقدون أن أحدا يتصرف في الكون
ليست العجائز فقط، حتى كفار قريش لم يكونوا يعتقدون ذلك في آلهتهم.قال الله عز وجل"قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ" [يونس:31]
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية:يَحْتَجّ تَعَالَى عَلَى الْمُشْرِكِينَ بِاعْتِرَافِهِمْ بِوَحْدَانِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّته عَلَى وَحْدَانِيّته وَإلَاهِيَّته فَقَالَ تَعَالَى " قُلْ مَنْ يَرْزُقكُمْ مِنْ السَّمَاء وَالْأَرْض " أَيْ مَنْ ذَا الَّذِي يُنْزِل مِنْ السَّمَاء مَاء الْمَطَر فَيَشُقّ الْأَرْض شَقًّا بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَته فَيُخْرِج مِنْهَا " حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِق غُلْبًا وَفَاكِهَة وَأَبًّا " أَإِلَه مَعَ اللَّه؟ فَسَيَقُولُونَ اللَّه " أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقه " وَقَوْله " أَمَّنْ يَمْلِك السَّمْع وَالْأَبْصَار " أَيْ الَّذِي وَهَبَكُمْ هَذِهِ الْقُوَّة السَّامِعَة وَالْقُوَّة الْبَاصِرَة وَلَوْ شَاءَ لَذَهَبَ بِهَا وَلَسَلَبَكُمْ إِيَّاهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْع وَالْأَبْصَار " الْآيَة وَقَالَ " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّه سَمْعكُمْ وَأَبْصَاركُمْ " الْآيَة وَقَوْله " وَمَنْ يُخْرِج الْحَيّ مِنْ الْمَيِّت وَيُخْرِج الْمَيِّت مِنْ الْحَيّ " أَيْ بِقُدْرَتِهِ الْعَظِيمَة وَمِنَّته الْعَمِيمَة ; وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْر الْخِلَاف فِي ذَلِكَ وَأَنَّ الْآيَة عَامَّة لِذَلِكَ كُلّه وَقَوْله " وَمَنْ يُدَبِّر الْأَمْر " أَيْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوت كُلّ شَيْء وَهُوَ يُجِير وَلَا يُجَار عَلَيْهِ وَهُوَ الْمُتَصَرِّف الْحَاكِم الَّذِي لَا مُعَقِّب لِحُكْمِهِ وَلَا يُسْأَل عَمَّا يَفْعَل وَهُمْ يُسْأَلُونَ " يَسْأَلهُ مَنْ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض كُلّ يَوْم هُوَ فِي شَأْن " فَالْمُلْك كُلّه الْعُلْوِيّ وَالسُّفْلِيّ وَمَا فِيهِمَا مِنْ مَلَائِكَة وَإِنْس وَجَانّ فَقِيرُونَ إِلَيْهِ عَبِيد لَهُ خَاضِعُونَ لَدَيْهِ " فَسَيَقُولُونَ اللَّه " أَيْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ وَيَعْتَرِفُونَ بِهِ " فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ " أَيْ أَفَلَا تَخَافُونَ مِنْهُ أَنْ تَعْبُدُوا مَعَهُ غَيْره بِآرَائِكُمْ وَجَهْلكُمْ
وكيف تفرق بينه وبين الحي مع ثبوت حياة الأنبياء والأولياء وثبوت سماعهم. لا تفرق إلا بدليل.
ثبت السماع أين إثبات جواز الإستغاثة؟! ولاحظ أننا نكلم عن عبادة والعبادات -كما قال الإخوة - توقيفية، وعليه فأنت المطالب بالدليل على ما ذهبت إليه لا غيرك.
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:12]ـ
ثبت السماع أين إثبات جواز الإستغاثة؟! ولاحظ أننا نكلم عن عبادة والعبادات -كما قال الإخوة - توقيفية، وعليه فأنت المطالب بالدليل على ما ذهبت إليه لا غيرك.
المطالب بالإثبات هو من فرق بين الحي والميت وخصص , أما أنا فعلى أصل جواز الإستغاثة بالحي وقد بينت أن الأنبياء أيضا أحياء فمن رد كلامي لزمه الدليل. لست إذن أنا المطالب بالدليل بل أنتم.
ـ[مثالا حيا]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:13]ـ
للاسف لم اتمكن من قراءة جميع التعقيبات
لكن اعتقد من خلال تعاملي مع العديد من هذه الامثلة انهم لا يقصدون التوسل بالانبياء
بل ربما يجهل البعض منهم القضايا التي تتناقشون حولها
ولعلنا لابد ان نفهم مقام القول قبل الحكم عليه
الكثير منهم يقولها على هذا السبيل
سامحنا يا رسول الله يوم ان نلقاك على الحوض او في المحشر مثلا ماذا سنقول لك؟؟
ثانيا هم يطلبون المسامحة على ما حدث من تقصير في حقه جراء الهجمات التي حدثت من الغرب والشرق
وحوداث الايذاء المتكررة
ولم يطلبوا المغفرة من الذنوب
والدليل ان مثل تلك الشعارات لم تظهر سوى الاعوام القليلة الماضية بعد حوادث الايذاء
لا ادافع عنهم بقدر ما احزن لمثل تلك الشعارات التي تثير الغصة في القلب
حين يسمعها البعض من امة لا اله الا الله
ومنها
الا رسول الله
البعض حملها على نية المتكلم
والبعض افتى بحرمتها
ومثل ذلك مافيه من افراط مثل
محمد خير خلق الله
والخوف من نسيان النية وبقاء الفتوى بالحل مع ظاهر اللفظ
خاصة انها اصبحت ملصقات وعناوين لمواقع كبرى
والله اعلم
اختكم
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:27]ـ
الأخت مثالا حيا جعلك الله مثالا حيا وبارك فيك على هذا الرد والفهم السليم إن شاء الله. فما حسَّن العبد ظنه بالخلق فعاتبه الله على ذلك بل العتب على من يسيء بهم الظن.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:30]ـ
سؤال للمرزوقي المجادل بالباطل:
لو سجدت لصنم أمام بعض أصدقائي من باب الدعابة ..
هل أكفر أم لا؟
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:32]ـ
سؤال للمرزوقي المجادل بالباطل:
لو سجدت لصنم أمام بعض أصدقائي من باب الدعابة ..
هل أكفر أم لا؟
لك الله حيث جعلت أحاديث الرسول صلى الله وسلم وأقوال العلماء باطلا. ولا أدل على قلة علمك من الرد بهذا بدل الدليل المقنع فلست أحاربكم بل أطرح ما ظهر لي من أدلة أتبعت ما رجح منها عندي فمن ظهر له خطأ وبينه كان مأجورا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:33]ـ
إلى الأخ أو الأخت (مثالا حيا) -وفقه الله تعالى- في صحة العمل شرطان:
-الإخلاص
-موافقة العمل للهدي النبوي
هذه واحدة
ثم ..
هناك كفر اعتقادي وكفر عملي وكفر قولي
عند أهل السنة بالاتفاق .. فليس صواباً أن مناط الكفر بالاعتقاد والقصد دائماً
أخيراً .. كون الشخص جاهلاً .. لايعني أن يسمى الشركُ:مباحاً
ولكن هذه قضية أخرى تأتلف من شقين
-الحكم بكفر المعين
-العذر بالجهل
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:35]ـ
لك الله حيث جعلت أحاديث الرسول صلى الله وسلم وأقوال العلماء باطلا.
أجب عن السؤال إن استطعت ودعك من المكابرة
ـ[ايمان نور]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:40]ـ
أتابع
ومثل ذلك مافيه من افراط مثل
محمد خير خلق الله وهذه الجملة تحتاج تعقيب
!!
دليل أفضلية النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=19999)
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 09:15]ـ
أجب عن السؤال إن استطعت ودعك من المكابرة
سبق نعتك لأدلتي بالباطل طرحك للسؤال فلن اجيب عنه قبل أن تبين وجه الباطل في كلامي. ولعمري إن تلك الكلمة التي كتبتها (بالباطل) لغصة في حلقك والإخوة كلهم شهود على ذلك إن انصفوا.
وهب اني عجزت عن الجواب لأني لن أضع نفسي على شفير جهنم بالتجرء على الفتوى في ما لم يبلغه علمي ولست ممن يحل له ذلك.
فيكون ماذا إذن؟ انت تخرج عن الموضوع بلا سبب فرد إن استطعت على ما قدمته من أدلة وأنت الذي وصفتها بالباطل.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 09:22]ـ
قد رددت عليك فلما أهملت ردي , سألتك السؤال
لأبين للناس عقيدتك فلا يغتروا بأدبك المصطنع فنحن نعرفكم جيداً
وغاية ما قلتَه هو زعم عدم التفريق بين الحي والميت! والله يقول "وما يستوي الأحياء ولا الأموات" وأنا أهديك قوله تعالى "وما يستوي الأعمى والبصير"
ومعلوم أنك لو ذهبت لقبر أعظم الأولياء وطلبت منه كوب ماء لاتهمك الناس بالجنون
فكيف وأنت تطلب منه الشفاء؟؟ هذا هو عين شرك أبي جهل وأبي لهب
كما أن مقالة أبي القاسم فيها تفنيد جيد لكل دعاويك,
والحمد لله
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 09:38]ـ
وحتى يتبين للناس ولكي يكون الحوار على طريق لاحبة أكثر أجب عن هذا (ورحم الله من ذب التهمة عن نفسه):
1 - ما حكم "فعل"من ذهب لقبر الجيلاني وقال:يا جيلاني اشفني
-شرك
-حرام
-حلال
-مستحب
السؤال الثاني: هل سماع الجيلاني له يكون بزيارة قبره فقط أم يسمعه ولو كان الداعي في جزر الواق واق؟
السؤال الثالث: هل (ياجيلاني اشفني) = (يا الله اشفني)؟ وما الفرق بينهما
السؤال الرابع: ماذا لو كان المدعو هو الرسول صلى الله عليه وسلم أو علي بن أبي طالب؟
السؤال الخامس: هل مجرد السماع المزعوم هو مناط الإباحة عندك؟
(ماذا لو كان الولي أبكمَ في الدنيا, هل ستقول بالتحريم هنا؟)
السؤال السادس: ما معنى قوله تعالى "ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لايستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون *وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين"؟
وقوله"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"
ولماذا قال عن عبادتي؟ ولم يقل عن دعائي كما هو مقتضى السياق؟
السابع: ما تعريف التوحيد عندك .. وما الشرك في عرفك؟ عرفهما
أكتفي بهذا حتى لا أثقل عليك
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 10:12]ـ
الاخ ابن عبدالهادي
انا سألته سؤالا واحدا وما زال يتهرب , وتريده يجيبك عن كل هذا .. !
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 10:36]ـ
قد رددت عليك فلما أهملت ردي , سألتك السؤال
معذرة فوالله ما رأيت ردك حتى نبهتَ عليه إذ ذهبت مباشرة إلى آخر رد وكان بعد ردك فما راجعت السابق.
إستشهادك اخي بقوله تعالى {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين}
ليس في محله فراجع كتب التفسير المعتمدة كالطبري القرطبي وغيره لأن المقصود بها الأوثان كما وضحه العلماء والدليل استهزاء الله بهم بقوله {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها} وهذا وصف الأصنام وليس الأموات كما تزعمون.
قولك أخي:
كما أنك خلطت بين الوسيلة المشروعة كطلب الدعاء وبين التوجه بالطلب المباشر للمقبور أيا كان هذا المقبور
فهل يستويان مثلا؟ سبحان الله
فطلب المطر ليس من النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من الله تعالى ولو سأل شخص النبي أن ينزل المطر وهو حي لكان مشركاً بالله كافراً
كيف فهمت من كلامي أني أقول بعدم كفر من طلب من شخص أيا كان نفعا أو ضرا معتقدا أنه يقدر على ذلك دون الله؟ فهذا كفر صريح بالإتفاق.
قولك أخي:
فتكون مطالبا إذن بدليل مستقل أن حياتهم البرزخية تستوي مع حياتهم المعهودة ودليل آخر على مشروعية سؤالهم أن يدعوا الله تعالى لمن جاءهم حال كونهم مقبورين وأنى لك هذا
ولو لم يكن بين الحياتين فرق لما ذهل عن دعائه آلاف الصحابة وتابعوهم بإحسان ولايحصي عدهم إلا الله تعالى
إليك الدليل:
############لا يسمح بنقل كلام أهل البدع في الطعن بأهل السنة. حرره المشرف#################
هذا الحديث صحيح وفيه دلالة على الجواز لإقرار الصحابة وعدم حكمهم بالكفر على الذي أتى القبر الشريف مستسقيا وإلا لو كان حتى بدعة لكان أقل شيء أن يضربه الفاروق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالدرة وهو الذي يضرب على أقل من ذلك بكثير ولا يتأخر عن الإصلاح وإظهار الحق. فكيف تقولون بالشرك في حق من فعل مثل هذا؟
قولك:
فأيما شخص دعا غير الله أن يرزقه أو يشفيه ونحو ذلك مما هو من خصائص الله عند عامة العقلاء فقد وقع في الشرك الأكبر دون أدنى شك عند من خالطت قلبه بشاشة التوحيد
صدقت وهل قلت أنا غير هذا؟ إنما أقول بجواز طلب التوسط عند الله فلا تدعي أني أخلط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 10:48]ـ
لأن المقصود بها الأوثان كما وضحه العلماء والدليل استهزاء الله بهم بقوله {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها} وهذا وصف الأصنام وليس الأموات كما تزعمون
بل هو عام ولا موجب للتخصيص فإن خصصتها بوثن منحوت من حجر أو شجر فأنت مطالب بالدليل
وقول الله تعالى "عباد ٌ أمثالكم" واضح الدلالة في إرادة العقلاء إذ هذه الأصنام نحتت لأناس صالحين
فهم في الواقع لا يدعون نفس الصنم بل الصنم مجرد صورة رمزية معبرة عن الأصل وهذا واضح قاله ابن عباس وغير من السلف بلا خلاف
أما التفسير فمعلوم أن العالم قد يفسر الآية بمثال لا على جهة الحصر
ولكن للتمثيل ليس غير كما في قوله تعالى "فمنهم ظالم لنفسه" قال بعض السلف: المضيع للزكاة
"ومنهم مقتصد" الذي يؤدي الزكاة ويقتصر عليها مع اجتنابه المحرمات "ومنهم سابق بالخيرات" من يضيف إلى الزكاة الواجبة الصدقات المستحبة, فالمراد هنا التمثيل لا الحصر في إرادة معنى الزكاة وانظر شئت كلام عدوكم "شيخ الإسلام ابن تيمية" رحمه الله تعالى في رسالته النفيسة في أصول التفسير
أما قولك إن الله قال "ألهم أرجل .. " فنقول الذي في القبر لاحراك له فهو لايمشي برجله ولا يبطش بيده .. إلخ
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 10:49]ـ
كيف فهمت من كلامي أني أقول بعدم كفر من طلب من شخص أيا كان نفعا أو ضرا معتقدا أنه يقدر على ذلك دون الله؟ فهذا كفر صريح بالإتفاق.
فعل الكفر الذي سماه الله كفراً ثم اشتراط النية لحصول الكفر هو طريقة أهل الإرجاء الضالين
وقد سألتك من سجد للصنم على سبيل المداعبة لا بقصد الكفر
ما قولك فيه؟ ولم تجب .. ولن تفعل
وقد أكفر الله قوما بعد أن أثبت الإيمان لهم ولم يقبل منهم عذرهم
"إنما كنا نخوض ونلعب" فكفروا بكلمة الكفر دون انعقاد النية
والحق كما أسلفت أن كبار المشركين لا يعتقدون نفعا مستقلا في الصالحين الذين يدعونهم
ثم أذكرك: قول القائل: يا فلان اشفني, مع قيد "اشتراط اعتقاد النفع" هو ضرب من الجنون
فهذا أمر معلوم بالضرورة مشاهد بالحس أن من يستعمل هذه الصيغة فهو يطلب استجلاب النفع من المقبور نفسه بدلالة اللغة والمعنى وإلا فما معنى إصرار القوم الذين أنت منهم على هذه الصيغة؟
وأعظك أن تكون داخلا في أهل هذه الآية
"وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون"
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 11:05]ـ
وحتى يتبين للناس ولكي يكون الحوار على طريق لاحبة أكثر أجب عن هذا (ورحم الله من ذب التهمة عن نفسه):
1 - ما حكم "فعل"من ذهب لقبر الجيلاني وقال:يا جيلاني اشفني
-شرك
-حرام
-حلال
-مستحب
السؤال الثاني: هل سماع الجيلاني له يكون بزيارة قبره فقط أم يسمعه ولو كان الداعي في جزر الواق واق؟
السؤال الثالث: هل (ياجيلاني اشفني) = (يا الله اشفني)؟ وما الفرق بينهما
السؤال الرابع: ماذا لو كان المدعو هو الرسول صلى الله عليه وسلم أو علي بن أبي طالب؟
السؤال الخامس: هل مجرد السماع المزعوم هو مناط الإباحة عندك؟
(ماذا لو كان الولي أبكمَ في الدنيا, هل ستقول بالتحريم هنا؟)
السؤال السادس: ما معنى قوله تعالى "ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لايستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون *وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين"؟
وقوله"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"
ولماذا قال عن عبادتي؟ ولم يقل عن دعائي كما هو مقتضى السياق؟
السابع: ما تعريف التوحيد عندك .. وما الشرك في عرفك؟ عرفهما
أكتفي بهذا حتى لا أثقل عليك
1 - وهو يعتقد نفعه دون الله شرك. أما إن قصد في نيته اطلب من الله أن يشفيني فكيف يقال مشرك إلا أن تجعل مشركا من يقولها لصالح من الأحياء.
2 - أنى لي أو لك هذا وهو غيب إنما أثبت ما سبق أن ذكرته عن ابن تيمية من سماع القريب أما البعيد فلا أدعي فيه شيئا بلا دليل.
3 - سبق الجواب عنه في 1
4 - جوابه يفهم من ردي السابق
5 - استشهدت بالسماع لمجيئه في سياق الإستدلال سابقا وأنت تفهم من كلامي أمورا عجيبة بفهمك وقد أضحكتني بقولك لو كان أبكما , إذن بماذا يجيب عند الحساب الأكبر؟
6 - تريدني أن أخترع تفسيرا أم ماذا؟ أمامك كتب التفسير المعتمدة فارجع إليها وائتنا بما ترمي إليه صريحا دون لف.
7 - لست ممن يجيد الكلام في ذلك بتوسع والموضوع ليس سهلا لو كنت تعلم وفي ثناياه تشعبات وتفريعات طويلة ولكن أقول مجملا التوحيد عبادة الله وحده دون الإشراك به والشرك أن تجعل له ندا يخلق كخلقه أويتصرف معه في الكون مستقلا بتصرفه.
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 11:10]ـ
يكفينا في السقاف ما قاله سعيد فودة , فراجعه حتى يطيب خاطرك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 11:15]ـ
مقدمة كتاب إرغام المبتدع الغبي لعبد الله بن الصديق الغماري
الحمد لله:ألم أقل لك قد عرفناك
أما الغبي الذي استشهدت بكلامه فهاك ردا مختصرا عليه
فأولا-المنامات لا يثبت بها شرع باتفاق أهل العلم
ثانيا-مالك الدار مجهول وعليه مدار القصة
ثالثا-القصة أوردها البخاري في تاريخه معلا لها دون هذه الزيادة المنكرة وسكت عن القول في مالك الدار
رابعا-في سند الرواية الأعمش وهو مدلس وقد عنعن
خامسا-هذه الحادثة العظيمة مما تتوفر الهمم والدواعي على نقلها فحيث لم تنقل إلا بهذا الوجه علم بطلانها
سادسا-القصة فيها أنه سأل النبي أن يدعو الله .. وهذا خلاف الشرك الواضح الأكبر الصريح الذي تنافحون عنه فتطلبون من الميت قضاء الحوائج مباشرة
وبالمناسبة (قولك: يا جيلاني اشفني مع قيد اعتقاد النفع, أشبه بشخص قال لك:لعنة الله عليك ثم قال:أنا لا أقصد وقوع اللعنة التي هي الطرد من رحمة الله وإنما أداعبك فحسب, وعليه فهذا القيد يصح في الخيالات)
سابعا-أنتم الأشاعرة والصوفية المغالية لا تقبلون رواية الآحاد في العقائد فكيف في أمر عظيم كهذا؟
ثامنا-النكارة في المتن واضحة لأن تفطن الرجل المجهول الحال لذلك وذهول أكابر علماء الصحابة عنه مما لايصدقه عاقل, ووجه آخر لنكارتها أنه يشرع للمسلمين في القحط صلاة الاستسقاء فأين همم الصحابة عن إقامة هذه الشعيرة التي شرعت لحالتهم؟
ووجه ثالث أنها مخالفة لما تواتر من الأخبار النقلية على صفة دعاء الله والاستغاثة به مباشرة دون وسائط
فإذا كانت القصة بهذه المثابة من الهشاشة والانهيار فكيف تقيمون عليها دينا كاملا يشتمل على عبادة الأضرحة
والله المستعان على ما تصفون
والأمر يحتاج لسرد أطول .. لكنه جواب أشبه بالـ"تصبيرة" وسامح الله الألوكيين
إذ أشغلوا أوقاتنا بمجادلة هؤلاء ولو كنا في مواقعهم لطردونا دونما تردد
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 11:24]ـ
لست ممن يجيد الكلام في ذلك بتوسع والموضوع ليس سهلا
إذن الزم الصمت فهو أشرف لك
ولا يوجد أسهل من عقيدة التوحيد
ومعناه
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 11:26]ـ
لم تكن فصيحا في سؤالك عن السجود لصنم فصغته بعبارة فهمت منها خلاف دعابتك وحسبتك تقصد: السجود للصنم من أجل مداعبة أصدقائك بتمثيل دور كافر مثلا. فإذا بك تبين لي الأمر في رد آخر.
إذن أجيبك بعد فهم مقصودك: من سجد لصنم فليس كافرا .... في رأي من يرى جواز ذلك من الكافرين (إبتسامة)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 11:32]ـ
سؤالي:شخص سجد لصنم وهو يداعبك ,ويستظرف دمه الثقيل عليك (يا خفيف)
فما تقول فيه مع العلم أنه يصلي الصلوات الخمس ويستعلن بالنطق بالشهادتين وكل شيء تحب أن تضيفه
نصيحة: واضح أنك مقلد ,فكن حراً أبيا ولا تقبل أن تلقن كالخراف" كمثل الذي ينعق بما لايسمع إلا دعاء ونداء"
وأقبل على كتاب ربك واسأله الهداية وأن يريك الحق حقاً ,وأن يزكي قلبك بحقائق التوحيد التي تحرق شبهات كل مشرك وأنت اعترفت ولله الحمد أن موضوع التوحيد ليس سهلا وهذا بالطبع من البطلان بمكان
فاتق الله وتب فحسبك ضلالا أن تستشهد بالغماري وأشباهه ثم السقاف وأمثاله
وهما من هما في الضلال والزندقة
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 11:42]ـ
النكتة اخي ابن عبدالهادي ان هؤلاء المساكين يقولون نحب النبي وصلوا على النبي وهم من ابعد الناس عن ذلك , هذا غماريهم حينما جاء الكلام على حديث (لعنة الله عليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد) قال المسكين , هذا الحديث لا يقبل عقلا .. !
فقدم عقله الخائر على قول النبي عليه الصلاة والسلام ..
ثم يقولون اذهبوا واطلبوا منه الاستغفار ..
كيف تريدون ان يذهب الانسان للنبي ليستغفر له وانتم لا تقبل عقولكم كلامه .. !
طيب اذا قالت عقولكم في يوم من الايام لا تطلبوا الاستغفار من النبي فهل ستقبل عقولكم الخائرة الاخرى ... !
يصححون حديث مالك الدار مع ان كل علة في الارض موجودة فيه , ثم يردون احاديث في الصحاح والسنن والمسانيد وهي متواترة صحيحة لا لبس فيه لان عقولهم لم تقبلها .. !
قاتل الله الجهل ..
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 11:55]ـ
أسعدك الله أخي الفاضل جذيل
وقبل أن أذهب لتحسي فنجان من القهوة بعد أن لقست نفسي من حوار المرزوقي-رزقه الله حسن الفهم والعمل -
لايفوتني التنبيه على أن مالك الدار مجهول عند الحافظ ابن حجر نفسه وهو لم يقل:بإسناد صحيح وسكت
بل صحح الإسناد إلى أبي صالح فحسب كما يعرفه من يعرف دقة أهل الحديث في العبارات
وتقدم أن الحديث معل سندا ومتنا بعلل ظاهرة لا خفية
وأنسيت -وما أنسانيه إلا الشيطان-أن مالك الدار نفسه لم يحدث بها عن نفسه, وإما نقلها عن مجهول أيضا!
ولايحتج بقصة هذا حالها إلا مجهول مثل المجاهيل الذين فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 12:13]ـ
واسعدك الله ..
والمشكلة الكبرى انهم عقلانيون صوفيون ويهتمون بصناعة الحديث .. !
والاكبر منها ان احمد الغماري يكفر الاشاعرة مع انهم يتفقون معهم في قضية العقل .. !
والادهى ان الغماري هذا معجب ببعض مؤلفات ابن القيم , وفي المقابل يلعن ابن كثير ويكفر ابن تيمية .. !
بل انهم لا يرضون عن بقية المتصوفة , فهذا التليدي كان يكفر التجاني ... !!
ثم يقولون ان الوهابية تكفيريين .. !
والامر من ذلك ان الغماري هذا يرى ان عليا رضي الله عنه افضل من الثلاثة .. !
يعني لا هم فلحوا في التصوف.
ولا في الحديث.
ولا باتباع الصحابة.
ولا بتعظيم سلف الامة ..
وختموها بعقلانية مقيتة .. !!
انا لله وانا اليه راجعون ..
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 12:18]ـ
الحمد لله:ألم أقل لك قد عرفناك
---
وكأني قد استترت وخشيت الظهور.
---
أما الغبي الذي استشهدت بكلامه فهاك ردا مختصرا عليه
فأولا-المنامات لا يثبت بها شرع باتفاق أهل العلم
---
فكيف قبلها الفاروق من ذاك الصحابي
---
ثانيا-مالك الدار مجهول وعليه مدار القصة
---
قد بينا انه غير مجهول
---
ثالثا-القصة أوردها البخاري في تاريخه معلا لها دون هذه الزيادة المنكرة وسكت عن القول في مالك الدار
رابعا-في سند الرواية الأعمش وهو مدلس وقد عنعن
---
كل هذا فات الذين صححوا الحديث وهم من رجال التصحيح؟
---
خامسا-هذه الحادثة العظيمة مما تتوفر الهمم والدواعي على نقلها فحيث لم تنقل إلا بهذا الوجه علم بطلانها
---
كيف ترجو لها أن تكون غير ذلك وقد حضرها جمع قليل من الصحابة وليس من المشروط عليهم نقلها ولا تكررت فتستفيض. مثل هذا لا يدل على عدم صحة الحديث.
---
سادسا-القصة فيها أنه سأل النبي أن يدعو الله .. وهذا خلاف الشرك الواضح الأكبر الصريح الذي تنافحون عنه فتطلبون من الميت قضاء الحوائج مباشرة
---
تخلط دائما وتخلط بين السؤال المباشر وطلب الوساطة فقط. أنا أتكلم عن طلب الوساطة فقط فأين في كلامي السؤال مباشرة؟ تثبت يا أخي فأنت متسرع.
ولي سؤال بالمناسبة: من ذهب إلى القاضي وقال له أنصفني من فلان الظالم هل يكون مشركا؟ فقد استغاث بغير الله ودعا غير الله. أجبني كما أجبتك عن أسئلتك
---
وبالمناسبة (قولك: يا جيلاني اشفني مع قيد اعتقاد النفع, أشبه بشخص قال لك:لعنة الله عليك ثم قال:أنا لا أقصد وقوع اللعنة التي هي الطرد من رحمة الله وإنما أداعبك فحسب, وعليه فهذا القيد يصح في الخيالات)
---
بل حسب قولك لا مدخل للنية في الأعمال مطلقا إنما للظاهر فقط. إذن أشرك من سجد لصنم مكرها ولا عذر له في فعل شرك وليصبر حتى على الموت لو كان جزاءه.
---
سابعا-أنتم الأشاعرة والصوفية المغالية لا تقبلون رواية الآحاد في العقائد فكيف في أمر عظيم كهذا؟
---
بدون رد فلست ممن تعني إنما أقف مع ما ظهر لي صحته وقوة الدليل عليه.
---
ثامنا-النكارة في المتن واضحة لأن تفطن الرجل المجهول الحال لذلك وذهول أكابر علماء الصحابة عنه مما لايصدقه عاقل
---
من قال ذلك؟ فلها وجه وهو عظمة النبي (ص) في قلوبهم وهيبته التي تمنعهم من الذهاب إليه وأنت ترى ما لسطوة السلطان في قلوب الناس وما لبعضهم من الهيبة التي لا يقدر معها الناس على الذهاب إليهم إلا بشدة فكيف برسول الله (ص) لمن عرف عظمة قدره وفي الآثار ما يدل على أنه كان (ص) مهيبا بلا شك أما في حياته (ص) فلا يسعهم الإستسقاء بغيره أبدا وهو بينهم. فلو تجرأ أحد على ذلك بعد موته (ص) فلا لوم عليه كما لم يلم الصحابة ذاك الصحابي. فلا وجه للنكارة التي ذكرتها هنا مع هذا الإحتمال الوارد الذي لا غبار عليه.
وأذكر قول بعضهم من طرح همومه على غيره فكأنما بال عليه (أعزكم الله) وهذا ما يدلك على المقصود من كلامي
---
, ووجه آخر لنكارتها أنه يشرع للمسلمين في القحط صلاة الاستسقاء فأين همم الصحابة عن إقامة هذه الشعيرة التي شرعت لحالتهم؟
---
مع احتمال كون الصحابي سبقهم لما عزموا عليه فلا نكارة.
---
ووجه ثالث أنها مخالفة لما تواتر من الأخبار النقلية على صفة دعاء الله والاستغاثة به مباشرة دون وسائط
---
إذن تحرم الذهاب إلى القاضي وليجلس كل واحد في بيته وليقل اللهم انصرني على من ظلمني. ويبطل القضاء المشروع في الإسلام. حجة ضعيفة في الرد.
---
فإذا كانت القصة بهذه المثابة من الهشاشة والانهيار فكيف تقيمون عليها دينا كاملا يشتمل على عبادة الأضرحة
والله المستعان على ما تصفون
---
هشاشة في رأيكم ومحاولة لتضعيف الحديث بلا دليل قوي
هل عندك أقوى من هذا؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 12:36]ـ
المطالب بالإثبات هو من فرق بين الحي والميت وخصص , أما أنا فعلى أصل جواز الإستغاثة بالحي وقد بينت أن الأنبياء أيضا أحياء فمن رد كلامي لزمه الدليل. لست إذن أنا المطالب بالدليل بل أنتم.
أنت خلطت بين أمور:
1 - ساويت بين الحي والميت ولا عاقل يقول أن الحي مثل الميت.
2 - جعلت من مجرد السماع دليلا على جواز النداء والطلب، وهذا لا يستقيم، فهل كل من سمعك يقدر على إعطائك ما تريد؟! هذا في الحي القادر فما بالك بالميت الموجود في حفرة تحت الأرض!
3 - نحن نتكلم عن عبادة وهي الإستغاثة التي لا تكون إلا لله فيما لا يقدر عليه إلا الله وأنت تساوي بينها وبين إستغاثة الحي فيما يقدر عليه، فهل تعتبركلتا الإستغاثتين عبادة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 12:50]ـ
على طريقتك في الرد -وللناس عقول تميز-
-الفاروق لم يقبلها لأن القصة لم تثبت (ثبت العرش ثم انقش)
-لم تبين أنه غير مجهول
-قولك كل هذا فات الذين صححوا (لم يصححوا وليس هذا برد علمي أصلا)
-ومايدريك أنه حضرها القليل؟
-أنت الخلاط (خلاط مولينكس) إن ذهبت للقاضي وقلت:أنصفني من فلان فهو:
# فهو لن ينصفك بكن .. بل سينصفك بأن يستدعيه فيمثل أمامه عبر السلطة التنفيذية
فأنت سألته وهو حي بما يقدر عليه فما علاقة هذا بما نحن فيه؟ هل أصاب عقلك شيء؟
-الاحتمالات لا تصلح في تثبيت الدين والعقائد والعبرة بالظاهر
-أما كلامك عن العيب فأقول: ألا تستحي من ربك؟ لماذا تتكلف أشياء من نسج الخيال لنصرة الباطل, الله يقول لك إنه قريب وأنت مصر أنه بعيد!
وأخيرا ردودك هزيلة وسخيفة ,,اعذرني هي الحقيقة
كما أن جهلك بمباديء علم الحديث يجعل الحوار معك مستحيلا
لأن الشافعي يقول:ناظرت العالم فغلبته وناظرت الجاهل (أو السفيه) فغلبني
اذهب وتعلم يا هذا, هداك الله وأصلحك
والله المستعان
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 12:53]ـ
ليس لي أن أكمل النقاش بعد تدخل الإدارة وتصرفها الخاطئ بحذف ما أتيت به من ادلة على صحة الحديث وهي مختلطة بشتم نقلته كما وجدته ولم أضع منه شيئا من عندي فكان الأولى حذف الشتم وترك الدليل للمشاهدين. وليست هذه أول مرة تتدخل فيها الإدارة بحذف مشاركاتي بلا سبب ظاهر إلا هذا الأخير الذي أعترف أني أخطأت بترك الشتم فيه وكيف لا أذهل عن ذلك والذهن مشغول بمثل هذا النقاش.
خلاصة الكلام أن لكل منا فهمه ولن تتوحد عقول البشرية مهما حاولنا ذلك أبدا هذا من المستحيلات المحسوسة , وأقسم بالله لو ظهر لي فيما قاله الإخوة قوة في الدليل لما كابرت ولاتبعته ولكن لكل فهمه وإدراكه. وما كان تدخلي بقصد سيء بل نصحا لله وللإخوة مما وقعوا فيه من الحكم المتسرع بالشرك وعدم الإحساس بخطورة التلفظ بذلك دون ترو ودليل مع أن المسألة كانت أهون من هذا الذي صار إليه النقاش وهي طلب الناس العفو من الرسول صلى الله عليه وسلم فيما فرطوا فيه من حقوقه وليس في ذلك رائحة الإستغاثة ولا التوسل لمن انصف ومع ذلك حكموا بالشرك المخرج عن الملة وليس الخفيف.
أستغفر الله لي ولكم وأسأله العفو عما بدر منا ومنكم وأن يزيل الشحناء من قلوبنا وإنها بإذن الله ستزول يوم القيامة: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 01:08]ـ
تعقيب للقراء
أقسم بالله أنك تحادع نفسك وليس عندك دليل ولست من أهل طلبته والنظر فيه صحة وضعفا
بالمناسبة أنا لم أكلمك في قضية أن يذهب للنبي صلى الله عليه وسلم فيطلب منه أن يسأل الله ..
بل كلمتك أساسا في التوجه بطلب الحاجة للشخص مباشرة دون الله فيقول: ارزقني واشفني ونجحني فهذه التي لاشك في كونها شركا أكبر .. ثم تقول:يعتقد النفع!
هل هذا متصور في العقول؟ ثم كان يسعك نقل الدليل بنفسك وبتعبيرك الخاص وليس بالقص واللصق .. هل رأيتني نقلت لك شيئا من كلام علمائنا في الرد عليك؟
قال تعالى عن المشركين "هؤلاء شفعاؤنا عند الله" واللات اسم لرجل صالح كان يلت السويق كما قال ابن عباس رضي الله عنه
فهل من فرق بين كلامك وكلامهم؟
أما القضية الأخرى وهي أهون من الأولى
أنا سأسلم معه أنه يسمع من يذهب إليه
جميل؟
حسنا ما الدليل أنه يمكنه فعل ذلك أي أن يطلب من الله حين يطلب منه السائل؟
هو يسمع .. جدلا كل الأسئلة الملقاة عليه في نفس الوقت .. طيب؟
حسنا ما الدليل أنه يمكنه رفع الحاجات لله؟
لو كان كلامك صحيحا لانحلت قضية فلسطين من زمن .. فما باله رسولنا الرحيم
يدعو ربه لأجلنا ولا يستجاب له؟
ألم تسمع قول الله "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم" وعلى مذهبك:هو فينا عليه الصلاة والسلام
غاية ما هنالك أنه محصور في القبر أي في غرفة مغلقة
وما الفرق بينه وبين الحي؟
وما معنى قول الله "أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم" وقوله"إنك ميت وهم ميتون"
ـ[محمود المصرى المسلم]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 01:46]ـ
لم تكن فصيحا في سؤالك عن السجود لصنم فصغته بعبارة فهمت منها خلاف دعابتك وحسبتك تقصد: السجود للصنم من أجل مداعبة أصدقائك بتمثيل دور كافر مثلا. فإذا بك تبين لي الأمر في رد آخر.
إذن أجيبك بعد فهم مقصودك: من سجد لصنم فليس كافرا .... في رأي من يرى جواز ذلك من الكافرين (إبتسامة)
ايهدينى ويهديك الله
يامرزوقى اتقى الله وانظر حولك فما ابسط من عقيده التوحيد اننا نختلف فى العذر بالجهل او عدم العذر بالجهل
ولكن الشرك جلى واضح فما لك تختلف مع اخواننا فى امور لايختلف عليها الا المبتدع الضال
يامرزوقى ما الفرق اذا بين من دعا الجيلانى او الحسين ومن دعا الواحد الاحد؟
انا حتى الان لم اصل هل هو معذور ام لا ان كان رجلا معين
اما مافعله فهو الشرك الاكبر الذى ارسل الله لانبياء والمرسلين لتحذير الناس منه واقامه الحجه عليهم
يامرزوقى الزم قول لا اله الا الله قولا وفعلا
هدانى وهداك الله
واخوانى ابن عبد الهادى والجذيل وفقككم الله
واذكركم
ادعوا الى سبيل ربك بالحكمه والموعظه الحسنه
واعلموا اخوانى انكم غالبون باذن الله عز وجل منصورون جميعنا بالتوحيد
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Nov-2009, صباحاً 02:12]ـ
قرأت الردود ودخت ولكني استفدت وخصوصا من مداخلات الفاضلين ابن عبدالهادي وجذيل، وكذلك الأخت أم معاذة.
ولفت انتباهي جزم المرزوقي بأن الرسل أحياء!!!!
وفيه تكذيب لقوله تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) وقوله (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل. الآية)
فكيف تغلق عقلك عن فهم كلام الله وترضى أن تكون تبعا لمن تلقيت عنه هذه الهراءات؟؟
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[26 - Nov-2009, مساء 10:18]ـ
ايهدينى ويهديك الله
يامرزوقى اتقى الله وانظر حولك فما ابسط من عقيده التوحيد اننا نختلف فى العذر بالجهل او عدم العذر بالجهل
ولكن الشرك جلى واضح فما لك تختلف مع اخواننا فى امور لايختلف عليها الا المبتدع الضال
يامرزوقى ما الفرق اذا بين من دعا الجيلانى او الحسين ومن دعا الواحد الاحد؟
انا حتى الان لم اصل هل هو معذور ام لا ان كان رجلا معين
اما مافعله فهو الشرك الاكبر الذى ارسل الله لانبياء والمرسلين لتحذير الناس منه واقامه الحجه عليهم
يامرزوقى الزم قول لا اله الا الله قولا وفعلا
هدانى وهداك الله
واخوانى ابن عبد الهادى والجذيل وفقككم الله
واذكركم
ادعوا الى سبيل ربك بالحكمه والموعظه الحسنه
واعلموا اخوانى انكم غالبون باذن الله عز وجل منصورون جميعنا بالتوحيد
وفقكم الله
قد سبق لي أن أقسمت على عدم التدخل في مثل هذه المواضيع مرة أخرى وليس تدخلي الآن من جملة ما أحنث به لأني أريد توضيح شيء بسيط فقط خارج الموضوع وهو أن الجواب الذي علق عليه الأخ كان مزاحا مع الأخ عبد الهادي فقط وفيه صدق لمن تمعن. فقد قلت: من سجد لصنم فليس كافرا .... في رأي من يرى جواز ذلك من الكافرين وكتبت إبتسامة أمامها والجملة صحيحة في معناها لأن من كان كافرا فهو يرى جواز ذلك وهذا ما قصدته.فإن كان في ذلك خطأ فأنا أستغفر الله منه وأتوب إليه.(/)
اللهم إيماناً كإيمان العجائز!!!
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 06:05]ـ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد.
يمر بنا في كثبر من الأحيان بعض الحكايات التي تنسب إلى بعض علماء الكلام.
تشترك هذه الحكايات في أنّ المتكلم إذا ضاقت روحه من الأدلة العقلية والنقاشات الكلامية, يصيبه نوع من الرجوع والاستكانة لربه عز وجل فيرفع كفيه إلى السماء ويقول:
(اللهم إيمانا كإيمان العجائز)
وهذه العبارة - في رأيي القاصر - لاتصح عن من تنسب إليه.
وإن صحت فهي خطأ.
والصواب - والله أعلم - أن يقال:
(اللهم إيمانا كإيمان الصحابة رضي الله عنهم)
وذلك لأمرين:
الأول: أنّ العوام أو العجائز - رغم صفاء عقائدهم وطهارة قلوبهم - قد لا يصمدون أمام كل ما يواجه الإيمان من محنة و ابتلاء, كالصبر عند المصائب, أو قوة اليقين بما عند الله تعالى.
بخلاف الصحابة فقوة يقينهم وصبرهم عند الشدائد مما لا ينكره عاقل.
الثاني: أنّ العوام قد يحصل عندهم شيئ من التشبيه بسبب ضعف أفهامهم.
أما الصحابة فلا يرتاب أحد في صحة عقائدهم ولم يأخذ علماء أهل السنة التنزيه إلا منهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 12:49]ـ
إيمان العجائز هو إيمان من لا حول له و لا قوة
لا يملك دفع ضر عن نفسه و لا جلب نفع
من ذا يتمنى لنفسه العجز و رسول الله صلى الله عليه و سلم قد إستعاذ منه؟
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 01:03]ـ
حزاك الله خيرا أخي أبا مسهر.
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 01:35]ـ
هذه الكلمة تقال تعبيراً عن بساطة تصور التوحيد.
العجائز المذكورات هن عجائز نيسابور في وقتها، وهن يعرفن أن الله واحد لا يحتاج تصور وحدانيته إلى دليل، لا يحتاج إلى تطلب أدلة في إثبات أن الواحد واحد؛ ذلك عمل يجلب إلى العقل الملل والسآمة، كالاستدلال على أن النهار أضاء لأن الشمس مشرقة.
والعجائز لا يعجبهن اللف والدوران، وتوضيح الواضحات.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 01:47]ـ
بل شهرتها تدل على صحتها وتغني عن إسنادها
والمقصود فيها واضح كما تفضل الإخوة
وهو أن عقيدة التوحيد سلسة سهلة لا تعقيد فيها ولا إغماض ولا تشقيقات جدلية
ولا هرطقات فلسفية بحيث إن المرأة العجوز لديها من اليقين بالله وقوة بصيرة في معرفته
ما يفوق مثل الرازي -عفا الله عنه- وساعتها يتحسر بعد أن تخبو زهرة العمر
فيقول ليت لي إيمان مثل العجائز ونحو ذلك ,,أي ليتني لم أدخل في هذا الذي نهيت عنه
وكنت بإيمان هؤلاء السذج الذين نصفهم بالعوام إذن لكنت نجوت من الحيرة والشك والاضطراب
والله الهادي
ـ[حنبليه]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 11:38]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم أرى أن هذه العباره لا بأس بها , فالمراد بإيمان العجائز صفاء عقائدهن و استقامتها و موافقتها للفطره و كذلك جهلهن و بساطتهن و خلو أذهانهن من الأمور العقديه المخالفه للكتاب و السنه و فهم السلف الصالح ; كالبدع التي ظهرت لاحقا بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم , فيدل هذا على سلامة عقيدتهن. و على هذا المعنى فلا يتعارض ايمان الصحابه مع ايمان العجائز بحسب وجهة نظري.
و الله أجل و أعلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 07:24]ـ
اللهم إيمانا كإيمان الصحابة رضي الله عنهم
اللهم أحسن خاتمتنا وأمتنا وأنت راض عن عقيدتنا
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 08:37]ـ
أرى أن ماذكره الأخ صحيح تماما فالإنسان يسأل ربه إيمانا كإيمان المنعم عليهم من الصحابة ومن بعدهم من أهل العلم والإيمان،ونحن في كل ركعة ندعو ونطلب الهداية المفصلة الكاملة،وهي هداية أهل العلم وإيمانهم لاهداية العامة من العجائز وأضرابهم. وهذا أمر لاينبغي الامتراء فيه وهو واضح وضوح الشمس في رائعة النهار. ولكن من كان إيمانه كإيمان المتكلمين فهو الذي يسأل إيمانا كإيمان العجائز،لما يجده من الحيرة والشك، وهذه الدعوة إنما عرفت عنهم فلاينبغي الاقتداء بهم في ذلك. فاللهم ارزقنا إيمانا كإيمان أهل العلم وخشيتهم (إنما يخشى الله من عباده العلماء) لاالعجائز. فأهل العلم عندهم من خشية الله والإيمان المفصل ماليس عند غيرهم، فاللهم اجعلنا مثلهم و (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) آمين
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 08:42]ـ
المقولة على وجازتها بليغة .. فقد أوجزت البيان عن مفارقة المتكلمين لباقي المسلمين في مصدر تلقي العقائد وصورت انحرافهم عن الفطرة الممثلة بإيمان العجائز أبلغ تصوير
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 04:17]ـ
أشكر الأخوة على تفاعلهم في النقاش.
لكن يبقى أنّ نقول أنّ طلب إيمان كإيمان الصحابة رضي الله عنهم هو الأفضل والأكمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 09:30]ـ
أشكر الأخوة على تفاعلهم في النقاش.
لكن يبقى أنّ نقول أنّ طلب إيمان كإيمان الصحابة رضي الله عنهم هو الأفضل والأكمل.
لماذا نبخل فى الدعاء؟
فلنطلب إيمانا كالشهداء و الأنبياء و الصديقين
أليس الله بأكرم الأكرمين؟
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 10:17]ـ
نعم صدقت أخي أبا مسهر.
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 02:14]ـ
مر علي أثناء مطالعتي لبعض الكتب، أن الإمام الهمام فخر الدين الرازي رحمه الله مر مع قوم يبجلونه ويرفعون قدره على عجوز.
فحارت العجوز في طريقة التبجيل، فسألت أحدهم: من هذا الذي تبجلون؟
فقال لها: اسكتي يا امرأة، هذا إمام وجد ألف دليل على وجود الله.
فتعجبت وقالت: لو لم يكن عنده ألف شك في رأسه، لما وجد ألف دليل.
ربما من هذا الجانب سألوا دين العجائز، كانوا لا يتكلفون.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[31 - Jan-2010, صباحاً 06:00]ـ
الذي انكر المقولة يبدو لي انه لم يفهم مقصود القائل ... فمن عاشر اهل الكلام ممن قدموا العقل على الوحي و ابتغوا الهدي في العقل اولا كما فعل عامة المتكلمين الا من انقذه الله بمخالطة اهل السنة منهم ... علم ووقف بعلم و عرف كيف ان الأمر يفضي بهم في الآخر الى أتون تكافؤ الأدلة و عدم تمييز الفرق بين المقولات و تمييز الحق من الباطل حتى لا يكادون يوقنون بشيء ... و ما ذاك الا لاعراضهم اول الأمر (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُم) -عن ما تقتضيه البينة الفطرية من الفقر الذاتي اللازم للمخلوق كما يسميه ساداتنا الصوفية و بالتالي وجوب التسليم قطعا و بديهة لما صح من الوحي لأنه صادر عن الكمال اللازم لغير المخلوق ... و تقديمه على ما سواه ... فهذا التسليم هو اول مراتب الايمان و هو موجود عند العوام حتى العجائز لأنهم فطروا عليه و لا يؤثرون عليه دليلا مهما زين بانه منطقي و من حكمة الأوائل (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا) و لهذا يصعب زعزعة ايمانهم كما قاله حجة الاسلام حين تكلم على علم الكلام ... فهؤلاء المتكلمين باعراضهم عن الوحي بتقديم العقل عليه بل تقديم العقل اليوناني العقيم عند اهله عليه ... و تحكيمه فيه ... فقدوا معرفة الفرق و تساوت عندهم الأدلة و بالتالي اوشكوا ان يفقدوا التسليم السليم الذي عند العجائز الذين اقروا اولا بفقرهم الذاتي لعقولهم كما لنفوسهم عبادة لمن لا يدركه النقص و تسليما له و امتثالا لما صح من امره و اخضاعا للعقل له (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) فصاروا يطلبون ادنى مراتب الايمان و يرضون من الغنيمة بالاياب ... لا أن ايمان العجائز هو افضل الايمان .. فوراء هذا التسليم للوحي من الحكم و العلوم ما لا تحصره عقول الامم لا اليونان و لا غيرهم مما يتفاضل فيه اهل الايمان من العوام الى العلماء الى الصديقين الى الشهداء الى الصحابة الى الانبياء الى الملائكة المقربين ... و لهذا صح عند بعض العلماء ما نقل عن اشهر من قال هذه المقولة:الامام الرازي والامام العارف القدوة الصوفي نجم الدين الكبرى اذ دخل عليه إمامان من أئمة الكلام أحدهما أبو عبدالله الرازي والآخر من شيوخ المعتزلة الذين بتلك البلاد بلاد خراسان وخوارزم قال: فقالا لي قال يا شيخ بلغنا أنك تعلم علم اليقين فقلت لهم نعم فقالا كيف تعلم علم اليقين ونحن نتناظر من وقت كذا إلى كذا كلما أقام دليلا أظنه قال على صحة الإسلام أفسدته وكلما أقمت دليلا أفسده وقمنا ولم يقدر واحد منا يقيم دليلا على الآخر فقال فقلت ما أدري ما تقولان أنا أعلم علم اليقين فقالا فصف لنا علم اليقين قال فقلت هو واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها .. (وهذا من طرق اول مراتب الايمان الذي حصله عجائز المسلمين و حرمه اكابر المتكلمين)
فقالا له كيف الطريق إلى هذه الواردات فدلهما على طريقة وهي الإعراض عن الشواغل الدنيوية والإقبال على ما يؤمر به من العبادات والزهد قال فقال الرازي أنا لا يمكنني هذا فإن لي تعلقات كثيرة وأما المعتزلي فقال أنا محتاج إلى هذه الواردات فقد أحرقت الشبهات قلبي فأخبره الشيخ بما يعمله من الذكر والخلوة فتعبد مدة فلما خرج من الخلوة قال يا سيدي والله ما الحق إلا ما يقوله هؤلاء المشبهة ...
و قد بين الحق الذي انطوت عليه المقولة احد اكثر الناس خبرة بمتاهات علم الكلام الامام الحجة ابو حامد الغزالي نقله الأخ الفاضل النجدي جزاه الله خيرا على ما نقل على هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33128
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[31 - Jan-2010, صباحاً 08:58]ـ
هذا نقص "أو تنقصا كان هناك رجل مبتدعا قد أكثر قراءة علم الكلام فلما أن تركة كان يقول
هأنا ذا اموت اوتمنى الموت كما تموت العجائز عجائز نيسابور وفى هذا دلالة تستحق منا التوقف عندها
ان العجائز لم يخوضوا فى الدين الا النزر اليسير لاقامة فرضهم وصيامهم
اما أن يدعو الانسان بهذا الدعاء فهو يرتكب خطاء شرعيا اولا ان لم يكن قد أثم بة فلايعتقد أن ايمان العجائز مكتمل
فهم حققوا الاسلام وجزاء من الايمان وان الايمان لايكتمل لديهن فالايمان يزيد باالعلم كما كان يقول الرسول لايؤمن احدكم حتى يفعل كذا وكذا
وهذة مسألة , ومسألة أخرى أن من تعلم الوحى بشقيية يرفع من نفسة لدرجة الايمان المكتمل والتقوى ويرتفع كذالك حتى يصل لاعلى الدرجات وهى الاحسان وانظر كيف ربط الله الايمان بالعلم فى هذة الاية {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
وربط نفسة بالملائكة وأولو العلم فى القسط فاذا عرفنا هذا قلنا أن الرفع للايمان مطلب مشرع ومفتوح وعلية مدار رفيع سامق حث علية كتاب الله وعززة رسول الاسلام بكثيرا من الايضاح.
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 08:12]ـ
إيمان َ العجائز باعتبار
و إيمان الصحابة باعتبار!(/)
سؤال عن أسماء وسير الصحابة "من أهل الكتاب سابقاً"
ـ[عائشة المصرية]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 06:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أسأل الإخوة الأكارم عما إذا كان هناك كتابات أو مقالات أو بحوث توفّرت على جمع أسماء وسير الصحابة الذين كانوا من أهل الكتاب قبل إسلامهم -رضي الله عنهم.
وما هي الكتب التي تحبذون لي مراجعتها من أجل العثور على مادة تفيدني في هذا الأمر؟
غاية ما وصلت إليه من أسماء هي الآتية:
1. الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي القضاعي كان نصرانيا
2. أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن بن اعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون صاحب دومة الجندل ذكره بن منده وأبو نعيم في الصحابة وكان نصرانيا
3. بجير بن بجرة كان نصرانيا وذكر سيف بن عمر في الفتوح أنه استشهد بالقادسية
4. بشير بن معاوية كان نصرانيا فلم يزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استشهد
5. بحيرا الراهب ذكره بن منده وتبعه أبو نعيم
6. الجارود بن المعلى كان نصرانيا ولقب الجارود لأنه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم
7. حجار بن أبجر بن جابر العجلي كان نصرانيا
8. جبر مولى بني عبد الدار ذكر الواقدي أنه كان بمكة وكان يهوديا فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة يوسف فأسلم
9. حير نجرة الإسرائيلي كان يهوديًا فأسلم
10. ذكوان بن يامين بن عمير بن كعب من بني النضير كان يهوديا فقيل إنه أسلم
11. زيد بن سعنة الحبر الإسرائيلي روى قصة إسلامه الطبراني وابن حبان والحاكم وأبو الشيخ.
12. عبد القدوس الإسرائيلي
13. اسد بن سعية القرظي احد من اسلم من اليهود.
14. بستاني الإسرائيلي.
15. جريج الإسرائيلي كان يهوديًا فاسلم
16. جرجرة الإسرائيلي.
17. سلمة بن سلام كان يهوديا فأسلم.
18. أسد بن كعب.
19. أسيد ابن كعب
20. ثعلبة بن قيس
21. وسلام بن اخت عبد الله
22. سلام بن أخي عبدالله بن سلام
23.يامين بن يامين
24. عبدالله بن صوريا وكان من أحبار اليهود
25. محمد بن عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي
26. جبل بن جوال بن صفوان بن بلال بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بخالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الشاعر الذبياني ثم الثعلبي قال الدار قطني في الؤتلف له صحبة وقال هشام بن الكلبي كان يهوديا مع بني قريظة فأسلم .....
و
عبد الله بن سلام
عدي بن حاتم
مخيريق ..
ورقة بن نوفل ..
عبد الله بن أريقط ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169005
*****
جزى الله خيراً من ساعدنا ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 07:48]ـ
اختي الفاضلة نسيتي بعض اشهر الصحابة رضي الله عنهم ومنهم:
1 - ام المؤمنين مارية القبطية واختها سيرين رضي الله عنهن.
2 - ام المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله عنها
3 - عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه.
4 - محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه وهو من بني قريظة ومن الفتيان الذين لم يبلغوا ونجوا من القتل.
6 - الحبر عبد الله بن سلام رضي الله عنه.(/)
وعدة "سيدي الحسني" بوهران فضائحُ .... و مخازي - للشيخ سمير سمراد حفظه الله
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 09:58]ـ
وعدة "سيدي الحسني" بوهران فضائحُ .... و مخازي
للشيخ سمير سمراد حفظه الله
نشرت جريدة "الشروق اليومي" -التي تَصدر بمدينة الجزائر- في عددها (2388)، المصادف ليوم الإثنين: 24 شعبان1429هـ /25 أوت 2008م، مقالا ضافيا، أو قلْ: ملفٍّا مسهبا، عن إحدى مظاهر الشر، وتجمعات الفساد، التي عرفت رواجاً كبيراً في هذه السنوات المتأخرة، هي ظاهرة إقامة (الوعدات) على وعند (أضرحة) من يسمون عند الجماهير بـ (الأولياء الصالحين)، فقد عمل أناسٌ على إحياء ما اندثر من هذه العوائد البدعية، والمواسم الشركية، التي اتخذت غطاءَ (إحياء التراث) و (التذكير بعوائد الأجداد)، و (المحافظة على ثقافة وموروث الشعوب) .... إلخ، وقد لقيت هذه دعماً رسمياً، ورصدت لها ميزانيات من الأموال، وسهلت لها الطرق تسهيلاً، وحظيت بإعلام واسعٍ، فتوالى الحديث عنها في (التلفزيون) وفي الإذاعات والجرائد، بغرض الترويج لها، وليس َ هو حديث من يستنكرها، ويستهجن ما يحصل فيها من منكرات ومخالفات، أشدها: ما يدخلُ على الناس من الفساد في دينهم وفي عقيدتهم، بسوء ما يعتقدونه فيها وفيمن أقيمت هذه الأعمال لأجلهم وعلى شرفهم –كما يقولون! -، أقول: تحدث المقال أو الملف المشار إليه، حديثاً صريحاً، لم نألفه عند كثير من الكاتبين من الصحفييين وغيرهم، فسمَّى الكثيرَ من الحقائق بمسمَّيَاتها، وزيَّفَ ادعاءات القوم، وفضح مزاعمهم، وبين مخالفة أقوالهم، لما هو واقعٌ حقيقةً، تُبْصِرُهُ النفوس التي لم تُبْتَلَ بوباء (الطرقية)، وخرافة (المرابطيّة)، ولم تُفْتَنْ برجال الغيب –كما يعتقد الكثير-، فَتُنْكِرُ بِفِطَرِهَا، ما قدْ راج على ضعفاء العقول من النساء وأشباه الرجال! ... لقد أشار (الصحفي) إلى شنيعتين من الشنائع التي يرتكبها المفتونون بأضرحة (الأولياء)!، لكنه لم يركز عليهما في (بيانه المستفيض)؛ فقد اكتفى في العنوان (بالخط العريض) في واجهة الجريدة، بالكتابة التالية: (فيلات فاخرة، سيّارات فخمة، ومشاريع، بأموال الشعوذة والشرك)، وإذا قرأت المحتوى من الداخل، لم تجد بياناً عن مظاهر الشرك التي يفعلها الجهلة عند هذا الضريح أو ذاك. ولعلّه اكتفى بالشنيعة الأخرى والطامة الكبرى، التي قال عنها: (فتيات بألبسة فاضحة وزوّار يسجدون لغير الله)، وكانت الصورة التي أخذت مساحة من واجهة الجريدة، أكبر معبِّر، وخير شاهد على مبلغ الفتنة والافتتان، اللذيْنِ حصلا بسبب هذه الأضرحة، التي زُيِّنَتْ وعُظِّمَتْ بالقول وبالفعل أمام أنظار وأسماع قاصديها وزائريها والواقفين على أعتابها! .. إنه السجود للقبر، ووضع الجبهة والأنف على البيت الخشبي الذي يعلو القبر ويحويه، تالله إنها لإحدى الكُبَرْ!! ... ليت الكاتب الصحفي، جَلَّى هذا الأمر، و أفاض فيه تقبيحاً وتشنيعاً، وكما أفاض وقبّح –على الأقل- أفعال أولئك المرتزقة، الذين يستغفلون الناس، ويُبَلِّهُونَهُمْ، ويَمُنُّونَهُمْ، ثم يَسْتَلِبُونَ أموالهم، بدعوى أنهم قد أعطوهم البركة، وحَلُّوا مَحَلَّ الرضا من (الولي الصالح)، و (الشيخ البركة)!! ... لقد فضح الكاتب القوم (أولاً)، بكشفه عن مصير مداخيل الأضرحة والزوايا من (الزيارات) و (النذور) و (التبرعات)، ثم (ثانياً) بإبطال مزاعمهم بل تُرَّهَاتِهِمْ، وحيلهم في تَبْلِيهِ الناس، واللعب على عقولهم، من أن هذه المواسم (و الأعياد) المشهودة، ممارسة لشعائر دينية، ومجمعٌ إيماني، ومحفلٌ ربانيّ، والواقع -وهو خير شاهد- على إفكهم، أنها اجتماعاتٌ أفسدت الأخلاق بعد أن أفسدت العقائد والأديان، (والشيءُ من معدنه لا يُستغربُ)، ثم كشف الكاتبُ (أخيراً) عن مبلغ الجهل والانحطاط الذي وصل إليه فئام من الناس-غالبهم من النساء- في دينهم وفي عقولهم!، فعميت بصائرهم، قال تعالى: ?فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ? [الحج/46] .. فإليكم نقولاتٍ ممَّا سطّره الكاتب، الذي يُشكر له إسهامُه في تنبيه الغافلين، وإيقاظ النُّوَّام المُخَدّرِين، وفتح العقول لمن يتقدمونهم ويَتَوَلَّوْنَهُمْ باسم الدين، و (بركة الصالحين)!:
ـ من هو "سيدي الحسني"؟:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الكاتب معرفاً به: ( ... العارف بالله الشيخ الوالي الصالح سيدي الحسني الشريف الوزاني، الذي توفي بالزاوية في وهران بتاريخ1321 عن عمر يناهز 94 سنة، حيث أنجب ولدين، أحدهما وهو أحمد جد "الشاب شريف الوزاني"، وكان والد هذا الأخير مولاي عبد الله، الذي توفي بنفس الزاوية في سنة 1999، تاركا خلفه ابنه البكر مولاي أحمد بدر الدين"مولاي الحسن الشريف الوزاني" والأصغر مولاي الطيب، وذلك ما يوضحه شيخ الطريقة الطيبية ذات الأصول المغربية، فالشاب شريف الوزاني من خلال شجرة النسب وأصول الطريقة، في كتاب ألفه هو، على حد تعبيره، " أصول الطريقة الطيبية وسيرة الصوفي سيدي الحسني الوهراني"، صادر عن دار الأديب بوهران، سنة 2007، فتحصلت "الشروق" على نسخة منه" وقد طبع على نفقة دار الثقافة "زدور إبراهيم بلقاسم"، على هامش ملتقى دولي موّلته مؤسستا سوناطراك وسونلغاز، إلا أنه فضل عدم كتابة اسمه كمؤلف للكتاب، وأرجع ذلك قائلاً "حتى لا يقول الناس أن شيخ الزاوية ألف كتابا على نفسه .. "، ومن البرامج التي أشرفت عليها زاوية سيدي الحسني والتي خصص لها مبالغ ضخمة، حسب مقربين، ملتقى دولي العام الماضي حضره جزائريون ومغاربة، تناول إشكالية الطرق الصوفية ومدى تأثر أتباع ومريدي الطريقة الطيبية بالولي الصالح الشيخ سيدي الحسني، شارك فيه أساتذة من أدرار، بشار، أساتذة بجامعة وهران، وأساتذة من طنجة، وتيطوان بالمغرب، وكان مدير الملتقى"شريف الوزاني مولاي الحسن" نفسه .. وشاركه في التنظيم شقيقاه. ومن بين البرامج الثقافية والدينية كذلك الوعدة المشهورة لسيدي الحسني والتي دامت مدة ثلاثة أيام من 9 إلى 11 جويلية الماضي [2008م]، وقد كانت، حسب شهود عيان، كارثية من حيث التنظيم، إذ اضطر الزائرون إلى المبيت بالشارع وافتراش"الكرطون"، حيث يتنقل مئات من مختلف ولايات الوطن إلى الزاوية في الموعد ذاته سنويا، للتبرّك بالولي الصالح [1]، وتتدفق مختلف أنواع الطعام وكثير من الأموال من المحسنين لتذبح الخرفان [2] وتقام الولائم وتمتلئ خزينة الزاوية.) اهـ.
ـ من يكون شيخُ الزاوية الحالي؟ ... اقرأ وتعجَّبْ:
يقول الكاتب تحت عنوان: (مغني مشهور، شيخ للطريقة الطيبية ومشرف على زاوية سيدي الحسني!): (يبدو بادئ الأمر، اتهاما غير قابل للتصديق أو ادعاء لغرض، خصوصا وأن صورة شيوخ الزوايا لدى الجميع لا تخرج عن إطار العابد المتنسك الذي يكون مثالا في الورع والتقوى، وقد كنا أثناء تحضيرنا لزيارة زاوية سيدي الحسني الشهيرة المتواجدة بالقرب من المدينة الجديدة، نتوقع أن يكون شيخها صاحب عباءة وبرنوس، تظهر على ملامحه المشيخة، خصوصا وأن جميع من قابلناهم ذكروا لنا اسمه: الشيخ مولاي الحسن شريف الوزاني، ويعرف بهذا الاسم لدى العام والخاص، وإذا بنا نتفاجأ بشاب في الأربعينيات يرتدي سروال "جينز"، ويتكلم الفرنسية، وكنا قبل مقابلتنا له قد تحصلنا على معلومات لا يعلمها إلا القليل، مفادها أنه مغني ويشرف على الزاوية في نفس الوقت، وتحصلنا على"كارت" أو بطاقة زيارة خاصة به، كان يوزعها سابقا، تحمل صورته ببدلة رسمية، يظهر فيها مبتسما طويل الشعر، ويوجد فوق الصورة الصغيرة رسم لوردة وتحتها عبارة"أحبك" بالإنجليزية، أما ما كتب على البطاقة، فكان بالفرنسية، حيث يوجد اسمه واضحاً" مولاي حسن شريف الوزاني"، وتحتها العبارات التالية التي تشير إلى المهن التي يزاولها شيخ زاوية سيدي الحسني: مغني، صحفي، محل لخدمات الهاتف: نسخ الأوراق، الرقن على الحاسوب، مذكرات، فاتورات، بطاقات زيارة، بطاقة مهنية، مطويات، شعارات، الكتابة على المجسمات، فاكس، نسخ الأقراص المضغوطة، طلب السيرة الذاتية، التغليف البلاستيكي، بيع بطاقات التعبئة، وأرفقت هذه الخدمات بهاتف النقال والفاكس والعنوان التالي:8 شارع سيدي الحسني، وهران، وهو نفس عنوان الزاوية ونفس أرقام الهاتف والفاكس التي وجدناها في مطوية خاصة بالبرنامج السنوي للزاوية التي تحصلنا عليها من "الشيخ/المغني" ذاته، وقد اكتشفنا ذلك حقا، من خلال زيارتنا للمحل الخاص بخدمات الهاتف بالزاوية، حيث يعلق هناك صورة كبيرة الحجم تحمل صورته الفنية وهو يحمل قلادة حول رقبته، طويل الشعر، وكتب على الصورة "استوديو سانت كريبا"، كما كتب على الصورة بالبند العريض وباللغة الفرنسية
(يُتْبَعُ)
(/)
"الشريف الوزاني، ملك التيندي"، ما معناه أنه يختص بأغاني التيندي ..... ) اهـ.
ـ يقول الكاتب تحت عنوان: (أين تذهب مداخيل"الزيارة" والشعوذة وإعانات الدولة؟):
(حسب تصريحات المشرف على زاوية سيدي الحسني، فإن الأعباء المالية للنشاطات الثقافية والدينية ومصاريف ونفقات الزاوية وطلبتها أكثر من المداخيل السنوية، لكن ما لاحظناه غير ذلك تماما، حيث كان يكفينا المكوث لساعات قلائل بالقرب من الزاوية، والاستفسار من بعض الداخلين إليها، لنكتشف أن أموالا طائلة تتدفق على الزاوية وصاحبها، إذ لاحظنا أنه ما لا يقل عن 100 زائر في الساعة، يقصدون الزاوية، خصوصا في فترة الزوال، ولا تتوقف مختلف أنواع السيارات، الفخمة والعادية منها من التوقف أمامها مُقلَّةً عائلات بأكملها، لا تقل "زيارة" [أي المال المدفوع لشيخ الزاوية] الواحد منها عن 100دج، فيما تتجاوز "زيارة" أصحاب المال والأثرياء ذلك بكثير، حسب شهادات مقربين، وحين استفسارنا لدى إحدى النساء القاصدات للزاوية، صرحت لنا أنها لاجئة إلى شيخ أو طالب بالزاوية، ليكتب لها حرزا لشفاء ابنتها"، مضيفة أن عمله ينفع لحالات المرض، وزواج العانسات، وإنجاب العاقرات، وغيرها، وعلى هذا الأساس يقصد الزاويةَ نساءٌ ورجال من شتى ولايات الوطن، وقد تعرفنا بعد ذلك أن الشيخ إنما هو مشعوذ، وهو شاب في مقتبل العمر يتواجد في غرفة على اليمين، حيث يسطر الحروز، مقابل مبالغ مالية معتبرة، وكشف مقربون رفضوا الكشف عن هويتهم أن الزاوية يتواجد بها عدد من"الطلبة" يمارسون الشعوذة منذ زمن ويتاجرون بمصائب الناس "و غبينتهم"، ضف إلى ذلك المبالغ التي يدفعها ما لا يقل عن 300 طالب، صغارا وكبارا نظير تعلم القرآن، حسب شهادة شيخ الزاوية نفسه، هذا الأخير صرح أن إعانات الدولة شحيحة ولا يتم الحصول عليها إلا بعد مجموعة من الإجراءات الطويلة ويطلب تبعا لذلك زيادة الاهتمام بهذا الموروث وتخصيص ميزانية للنشاطات الثقافية والدينية، وهو ما أفاد به مطلعون، حيث ذكروا أن زاوية سيدي الحسني حرمت هذا العام من مساعدات مالية، مادية وبشرية فيما يتعلق بالوعدة كانت تستفيد منها لسنوات مضت لأسباب مجهولة، حيث إنها لم تحصل إلا على بضعة صهاريج مياه صالحة للشرب من مؤسسة "الجزائرية للمياه"، لم تكف لكافة الزوار الذين طرقوا أبواب الجيران طمعا في الحصول على كوب ماء.
كما تجدر الإشارة إلى أن زاوية سيدي الحسني تتواجد على مستوى 48 ولاية "كفروع للبنك المركزي" وذلك تحت إشراف الزاوية الأم، بمعنى أن جزءا كبيرا من مداخيلها يصبّ في حساب زاوية الوليّ الصالح بوهران.
ـ (فيلا فاخرة، "طاكسي فون"، سيّارة جديدة، وممتلكات أخرى)، يقول الكاتب: (لا أحد بإمكانه مساءلة المشرفين على الأضرحة والزوايا، حول وجهة مداخيلها غير الجهات المختصة، فيما تعد هذه الأموال وقفا لها، ممنوعة من الضرائب والمراقبة والمتابعة، باستثناء تقديم حصيلة سنوية عن النشاطات الثقافية والدينية لدى الجهات المعنية، حسب ما صرح به رئيس مصلحة الشعائر الدينية والإرشاد والأوقاف بمديرية الشؤون الدينية ... والذي أكد أن ملفات اعتماد الزوايا تؤشر من قبل مديرية تنظيم الشؤون العامة بالولاية بعد تحقيقات أمنية وإدارية وتقصّي حول سمعة صاحبها ودراسة للملف من كل الجوانب، فيما لا يتجاوز دور مديرية الشؤون الدينية، منح الموافقة المبدئية بعد الاطلاع على جوانب تتعلق بأرض الزاوية والمشرف عليها، وحين سؤالنا عن شيخ زاوية سيدي الحسني الذي يعتبر نفسه ملك أغنية "التيندي" وله فيديو كليبات وأغاني مسموعة، صرح رئيس المصلحة أن شقيقه هو المغني وليس هو شيخ الطريقة الطيبية، على الرغم من أن المغني ذاته أكد ذلك ويفتخر أنه فنّان وزعيم للطريقة في نفس الوقت .... ) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ (الأضرحة ... استثمارٌ آخر يُدِرُّ الملايين بعيداً عن أنظار الرقابة): يقول: ( .. لا يعدّ كشف جزء من هذه الحقائق، تحاملا على زاوية بعينها، لأن باقي الزوايا والأضرحة على المستوى الوطني لا تقل شأنا عنها وتطاردها الاتهامات من كل جانب، وَسَطَ جَهْلِ الْمُتَشَبِّثِينَ بها لأغراض التَّبَرُّك والشفاء، الزواج والإنجاب وقضاء مختلف الحاجات، حيث توجد بوهران لوحدها 43 زاوية، منها اثنتان لا تعملان وأكثر من 8 أضرحة، حسب رئيس مصلحة الشعائر الدينية والأوقاف، تمثل مختلف الطرق كالشادلية والدرقاوية ويقدّر عدد طلبتها الأقل من 15سنة بنحو 78 طالبا، أما الذين يتجاوز سنهم الـ15 سنة، فهم أكثر من 300 طالب، بمعدل ما بين 20 و30 طالبا بالزاوية الواحدة، مردفاً أن الإعانات المالية التي تمنحها الولاية والوزارة تكون وفق تقييم النشاطات التي تقوم بها سنويا، وأنه لم تكتشف أي تجاوزات فيما يتعلق بوجهة مداخيل الزوايا والأضرحة .... ) اهـ.
(نساء يرقصن، عشيقات وممارسات غير أخلاقية بـ"الوَعْدَة")، يقول الكاتب: (ثلاثة أيام من الاحتفال بوعدة سيدي الحسني، لم تصطبغ بجو إيماني وممارسة شعائر دينية مثلما يسطر لذلك، حيث يروي شهود عيان أن وعدة سيدي الحسني الأخيرة، تحولت إلى مشاهد للرقص والغناء وإطلاق الزغاريد والعبث بشتى أنواع الأطعمة، تحت أصوات بارود فرقة "أولاد توت"، وأضافت مصادرنا أن نساءً كن يرقصن بالشارع وسط جموع غفيرة من الوافدين إلى الولي الصالح، حسب أفلام فيديو مصورة عن طريق أجهزة الهاتف النقال "اطلعت عليها الشروق" وكانت الوعدة لا تخلو من الأزواج وأصحاب العلاقات غير الشرعية، حيث اصطحب مجموعة من الزوار عشيقاتهم إلى منطقة عين الترك لتناول الكحول، وقدموا في ساعات متأخرة من الليل ليبيتوا بالرصيف على طول الشارع، حيث تتواجد الزاوية وحيث بات العشرات وكانت السيارات مخادع لممارسات غير أخلاقية، استاء لها كثيرون.
فيما ذكر شيخ الطريقة الطيبية أن عدد الزائرين هائل ولا يمكن إيواؤهم جميعا على مدى الأيام الثلاثة، ومن أجل ذلك تقدم بطلب لاستفادته من مراكز للإيواء أثناء الوعدة السنوية، مصرّحاً أنه يتم فيها تلاوة القرآن الكريم ابتداءً من صلاة العصر إلى غاية صباح اليوم الموالي، وهو ما يعرف "بالسَّلْكَة"، ويرافق ذلك حفل فلكلوري احتفالا بختم القرآن ويُعْقَبُ بتلبيس ضريح الولي بحضور الأشراف ومقاديم مختلف الطرق، والإنشاد من طرف فرق الطريقة العلوية، التجانية، الماشيشية، البوعبدلية، الهبرية والقادرية) اهـ.
ـ (الزوار ... فتيات بألبسة فاضحة ومهاجرون شبه عراة)، يقول الكاتب: (يبدو أن عدم احترام مثل هذه الأمكنة لا يلام عليه المتسوّلون فقط، باعتبار أن الدخول إلى الزوايا والأضرحة، أصبح لا يختلف عن الدخول إلى "كباريه" أو "علبة ليل"، حيث لاحظنا خلال مراقبتنا لزاوية سيدي الحسني وضريح سيدي الهواري، فتيات يدخلن بألبسة فاضحة تظهر عوراتهنّ، يتقدّمن بمفردهنّ أو برفقة أصدقائهنّ أو عائلاتهن دون مبالاة بباقي الزوار من العجائز اللواتي يبدين استنكارهن لهذه الألبسة وكثيرا ما يوجهن ملاحظات قاسية، تصل إلى حدّ الشجار داخل المقام. إضافة إلى ذلك لا يبالي المهاجرون بألبسة قصيرة يرتدونها، حيث دخل أحد الشبان بتبّان فوق الركبة عاري الكتفين، ومكث بضريح سيدي الهواري طويلا ونظرا لضيق " القبّة" التي تعدّ بمثابة غرفة واحدة، فإن الجميع رجالا ونساءً يختلطون ويتكدّسون بالداخل دون أيّ حواجز. ولا يحدد المشرف على الزاوية أو المقدم بالضريح أيّ ضوابط لاحترام المكان ما دام الوافدون مصدر رزق، بينما أصبحت هذه الأمكنة مفضلة لمعاكسة الفتيات وممارسة أفعال مخلة بالحياء بالقرب منها، على غرار ما يحدث بضريح سيدي عبد القادر الذي يتواجد بمكان منعزل بجبل "المرجاجو" قرب كنيسة "سانتا كروز"، حيث يغص المكان بالأزواج، دون أيّ تدخّل لمنع هذه الممارسات غير الأخلاقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد لفت انتباهنا أيضاً: أن نفس الزوار تقريبا يتوجهون إلى مختلف الزوايا والأضرحة، حيث شاهدنا فتاة في العشرينيات تتردد على زاوية سيدي الحسني يوميا وكانت المفاجأة أن وجدناها بضريح سيدي الهواري كذلك، وخلال تقربنا من إحدى الزائرات وهي عجوز متقدمة في السن، ذكرت لنا أن ابنها مريض ولم يكشف الأطباء عن مرضه، بينما أكدت لها مشعوذة بـ"عين الترك" أنه مصاب بـ"المومنين"، وعليها أن تأخذه إلى ضريح سيدي الهواري ثلاث مرات ثم تعود به إليه [3]، وكان جميع الوافدين يشربون من برميل ماء وضع أمام مدخل الضريح تبرّكاً به [4]، بينما قام شيخ في منظر أضحك الجميع، بصبّ هذا الماء على ولديه المريضين إلى غاية أن ابتلّت كامل ملابسهما، لكنّ الغريب في الأمر أن صاحب سيّارة كان يملأ البرميل من ماء الحنفية كلّما فرغ، ما معناه أنه ماء عادي!) اه، بهذه الأمثلة، ختم (الكاتب الصحفي) مشكوراً، مقالته هذه، والتي صوّرت لنا بعضاً ممّا يحدثُ بهذه الأمكنة والمشاهد، فأين من يُعَلِّمُ الجاهلين، ويُرْشِدُ الضالين، ويَدُلُّ الناس على الوجهة الصحيحة التي يجب عليهم أن يتوجهوا إليها؟ أين مَنْ يأخذ على أيدي السفهاء؟ ويزجر البُلَهَاء، ويمنع مصادر الشرّ، وينابيع الفتنة، ويستأصل مظاهر الشرك، ويقطع جذور الخرافة، ويملأ القلوب علماً وإيماناً، فيعرفها بربها وفاطرها، ويعلقها بمعبودها؟ أين من ينكر المنكرات، ويحذر من أكبر الكبائر؟ .. أين الأساتذة الجامعيون؟ .. وأين العلماء الباحثون؟ ... وأين الأئمة والخطباء؟ ... و أين الوعاظ والفقهاء؟ ... أين، وأين، وأين؟؟؟ ... أين مَنْ يغارُ على الدين ومعالمه؟، ويغضبُ لحقِّ الله أن يُنْتَهَكَ ومحارِمِه؟
إنكار على المُنكِر وسكوت على المُبطِل:
كأني ببعض المتفلسفين ينطقُ، وهو الذي لم ينبس ببنت شفة، ولم تأخذه هزة ولا ارتعاشة، وهو يرى مظاهر الشرك أمام عينيه، ويسمع أقاويل الخرافة بأذنيه، هاهو ينطق، ويغضب، ويستنكر .. لكن يستنكرُ ماذا؟ ويغضبُ على مَنْ؟ .. ما الذي أنطقه؟ .. لقد أغاظه أن ينطق من يغارون على حق الله، ويغضبوا حميّةً للدين، مستنكرين الشركَ، والتوجهَ إلى قبورٍ، صَيَّرَهَا عابدُوها وقاصدُوها: أوثاناً تُعْبَدُ من دون الله، .. لقد أغاظه هؤلاء!!، فراح يرميهم بأنهم يطعنون في الأولياء .. ويكرهون بلادهم، ويعملون مضادّين لمصالح وطنهم ... وأنهم مُسيَّرون من جهات دخيلة على مجتمعنا ... وينهلون من موارد لا تمتُّ بصلة إلى مرجعيتنا ... وأنهم أهل تعصب وتطرف، وأنهم أصحاب قسوة وغلظة، وفاقدون للحكمة والرويّة .... الخ ... ماذا عملتم أنتم يا أصحاب الحكمة والتروي؟!! ومتى دعوتم إلى حق الله؟، ومتى أقمتم اجتماعات، وعقدتم ندوات، وسطّرتم برامج ورسمتم منطلقات، لِتَذَبُّوا عن حياض التوحيد، وتَحْمُوا جنابه؟ .. هل أخرجتم بياناتٍ استنكارية، وهل نشرتم للناس براءتكم مما يجب أن يتبرّأ منه كل مسلمٍ؛ يكفُر بكلِّ عبادةٍ لغير الله؟ .. هل كثَّفْتُم الدروس والندوات في ما تحت أيديكم من وسائل الإعلام، لتُبَيِّنُوا للناس البَيَانَ الذي فرضه الله على أهل العلم، وتُؤَدُّوا واجب النصح لله ولعامة المسلمين. ?وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ? [آل عمران/187].
وكأني بآخرين، ممَّن تحسبهم من المُنصِفين، وتظنّهم ممَّن إذا رأوا المنكر: ينُكْرِون .. ينطقُون، فيعترفون بوجود تلكم المخازي، ويقرُّون بوجوب إزالتها، وقد يدعون أصحاب "الوعدات" و"الزردات" إلى تركها، ومنعها، وتطهير اجتماعاتهم منها ... ثمَّ ماذا؟، وإلى هؤلاء كلماتٌ من إمامٍ محققٍ، وهو الشيخ مبارك الميلي، فبعد أن أقام الأدلّة على أنَّ (ذبائح الزردة هي مما أهلّ به لغير الله وإن ذكر عليها اسم الله)، قال في مقالة "الشرك ومظاهره" (الجزء13): (إن نظر الناس اليوم إلى الزردة على ثلاث درجات:
- الأولى: الحكم بأنها شرك يجب على العلماء تحذير الأمة منه والنصح لهم باجتنابها. ويجب على الأمة أن تصغي وتتبع، وهذا هو الحق الذي علمت شواهده مما أسلفنا لك قريبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الثانية: الحكم بأنها معصية نظرا إلى ما يقع فيها من الإسراف والتكلف والاستدانة ثم الملاهي المنهي عنها من تطبيل وتزمير ثم مظاهر الهمجية والبدعة من رقص وصياح وتخبط كالذي يتخبطه الشيطان من المس ثم صريح الفسوق من شرب الخمر والاختلاط بالنساء والاختلاء بهن، وليس كل زردة تجمع بين هذه الخبائث، ولكن منها ما تشتمل عليها كلها ومنها ما يقع فيها بعضها. وأصحاب هذا النظر مصيبون فيما حكموا صادقون فيما وصفوا، يوافقهم على ذلك أهل النظر الأول، غير أنهم قصروا في نظرهم فقصروه على الظواهر كأن القصد صحيح والنية مشروعة، فكان نظر الأولين نظر رجال الاعتقادات، ونظر الفريق الثاني نظر رجال العبادات، والجمع بين النظرين هو الجامع للصورة الواقعية.) اهـ.
والمعنى أن هذه "الوعدة" أو تلك"الزردة"، لو خلت من تلكم المنكرات، ولم يحدث فيها شيءٌ ممّا تقدّم وصفه في "وعدة سيدي الحسني"، من كونها أصبحت وَكْراً للفُسَّاق والفُجَّار، وغير ذلك، .. ولوْ أنَّ "وعدةَ" أخرى، كانت بعيدةً عن تلكم المظاهر المستنكرة، لما صحَّ أن يحتجَّ بذلك محتجٌّ، فسواءٌ هذه أو تلك، فالكلُّ أقيم على أصلٍ فاسدٍ، وعملٍ باطلٍ، وهو أنه لم يُقصد بها وجهُ الله، وإنما أريدَ بها من سمَّيت باسمه، وكانت بجواره وعند مقامه [انظر: ما سيأتي في دلائل تحريم الزردة، وأنََّ ذبائحها شركٌ].
و لتمام الفائدة: ... هذه نقولٌ عن أئمة الجزائر، ودعاة التوحيد الخالص والسنّة المطهّرة في وطننا هذا:
ـ قال الشيخ مبارك الميلي رحمه الله في مقالة "الشرك ومظاهره" [(الجزء 12)، المنشور في جريدة "البصائر" في سلسلتها الأولى، العدد (25)]: (و التقرب بالذبائح لغير الله من العادات التي عرفت عن المشركين في جاهليتهم فكانوا يأتون إلى أصنامهم وأنصابهم فيذبحون وينحرون عندها تقربا منها وطلبا لمرضاتها معتقدين أن في حصول مرضاتها حصول مرضاة الله. فهم لا يتقربون منها لذاتها بل باعتبار كونها سببا لرضوان الله في معتقدهم. جاء الإسلام فنكر عليهم ذلك الاعتقاد ورد عليهم ذلك التقرب وأوجب أن يتوجه المرء بطاعته إلى الله وحده؛ وحرم من الذبائح ما أهل به لغير الله. قطع الإسلام هذا النوع من الذبائح فيما قطع من مظاهر الشرك. فلم يكن المسلمون يقعون فيما فروا منه أيام كانت العامة ترجع في دينها إلى علمائها، وعلماؤها يرجعون في علمهم إلى الكتاب والسنة، وأقوال هداة الأمة، ويأخذون أنفسهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنصح للخلق والصدع بالحق والغضب لله تعالى اقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. ثم تغيرت العامة لعلمائها، وخضعت لرؤساء جهال لا يتميزون عنها إلا بأوضاع ورسوم ما أنزل الله بها من سلطان. فتنكر علماؤها للدين _ إلا من رحم ربك_ واتخذوا علمهم أداة تقرب من أولئك الرؤساء الجهال، وبضاعة ارتزاق من أولئك العوام وكان هوى الناس تبعا للدين، فصار الدين تبعا لهوى الناس. وهذا أصل كل ما نزل بالمسلمين من الرزايا، وما حل بهم من البلايا. ?وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ? [المؤمنون/71]. في هذا الدور المظلم بالأهواء، المدنَّس بالأطماع، أخذت أسباب الشرك تنمو ومظاهره تتمثل للأعين وتزاحم التوحيد. فكان فيما عاد للوجود منها الذبائح تحت اسمين هما "النشرة" و"الزردة").
وقال في "رسالة الشرك ومظاهره" (ص:230): (والذبح الديني يسمى نسكاً. وكانت العرب تنسك في جاهليتها النسائك حول أصنامها وأنصابها تقربا إليها، وتحتفل لذلك على نحو ما تراه اليوم في "الزردات".)، وقال في (ص:239): (و هذه "الزردة" يذكرون اسم الله على ذبيحتها [ونيّتهم الذبح للصالح عندهم]) اهـ.
وقال عن (ذبائح "الزردة"): ( .. فإن كل من خالط العامة يجزم بأن قصدهم التقرب بالزردة من صاحب الضريح أو المزار. ومن شواهد هذا القصد:
أولاً: أنهم يقولون " زردة سيدي فلان" والذين يسمون الزردة طعاما كما في بعض الجهات يقولون "طعام سيدي فلان يكون يوم كذا" فيضيفونها إلى وليهم.
وثانيا: أنهم يفعلونها عند قبره وفي حرمه لا يبغون بغيره مكانا لزردتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثالثا: أنهم إذا نزل المطر إثرها نسبوه لسر الشيخ صاحب الضريح، وقويَ اعتقادُهم فيه وتعويلهم عليه.
ورابعا: أنهم إذا نُهوا عنها غضبوا ورَموا الناهي لهم بضعف الدين أو بالإلحاد، وقد يؤذونه بأيديهم.
وخامسا: أنهم لو تركوها فأُصيبوا بمصيبة نكسوا على رؤوسهم، وقالوا: إن وليهم غضب عليهم لتقصيرهم في جانبه!
فهذه دلائل قاطعة بأن المقصود من الزردة هو التقرب من الولي. وهي أصدق من الأقوال التي يتستر وراءها المكابرون) اهـ.
ـ يقول الإبراهيمي رحمه الله: ( ... يجري كل هذا والأشياخُ أشياخٌ يُقدس ميتُهم وتشاد عليه القباب، وتساق إليه النذور، ويتمرغ بأعتابه، ويكتحل بترابه، وتلتمس منه الحاجات وتفيض عند قبره التوسلات والتضرعات، ويكون قبره فتنة بعد الممات كما كان شخصه فتنة في الحياة. ثم تتوالد الفتن فيكون اسمه فتنة، وأولاده فتنة، وداره فتنة ... وما ضر هؤلاء الأشياخ-و قد دانت لهم الأمة وألقت إليهم يد الطاعة، ومكَّنتهم من أعراضها وأموالها- أن يأخذوا أموالها سارقين، ثم يورثونها أولاداً لهم فاسقين، يبددونها في الخمور والفجور، والسيارات والملابس والقصور. ما ضرهم أن تهزل الأمة إذا سمنوا؟ ما ضرهم إذا فسدت أخلاقها ما دام خلق البذل والطاعة لهم صحيحاً؟ ما ضرهم أن تتفرق كلمة الأمة ما دامت مجمعة على تعظيمهم واحترامهم، ومُغضية على شرهم وإجرامهم؟ ولكن الذي يَضيرهم ويُقِضُّ مضاجعَهم هو أن ترتفع كلمة حق بكشف مخازيهم وحيلهم الشيطانية، وتنفير الناس منهم وتحذيرهم من إفكهم وباطلهم، فهنالك تقوم قيامتهم وينادون بالويل والثبور، ويقاومون بما لا يخرج عن طريقتهم في التضليل ودس الدسائس ..... ) ["آثار الإبراهيمي" (1/ 172)].
وقال: (وبالجملة، فهذا الطراز الطرقيُّ الذي أدركناه من آباء وأبناء يجمعهم قولك طلاب دنيا وعُبّاد شهوات. ولو أكلوا أموال الناس بالباطل من غير أن يتخذوا الدين شباكاً لهان أمرهم على الناس ولاتّقوهم بما يتقون به اللصوص، ولو كِلناهم نحن إلى القوانين والوزعة. فأما أن يعبثوا بالدين كلَّ هذا العبث، وبما حرّم الله من أعراض المسلمين وأحوالهم ثم يريدون أن نسكت عنهم كما سكت العلماء من قبلنا، فلا والله ولا كرامة. ولعل أسخف طور مر على الطرقية في تاريخها هو هذا الطور الأخير. فقد أصبح من أحكامها أن شيخ الطريقة لا يلد إلاّ شيخ طريقة .... و أصبح أمر هذه المشيخة لا يتوقف على تربية ولا تسليك ولا إجازة، وإنما يتوقف على قاعدة "خبز الأب للابن" ... إننا لا نحمل لهؤلاء المشايخ ولا لأولادهم ولا لأحفادهم حقداً ولا نضطغن عليهم شيئاً، ولا ننفس عليهم مالاً من الأمة ابتزوه، ولا جاهاً على حسابها أحرزوه، وليس بيننا وبينهم ترات قديمة، ولا ذُحولٌ [أي أحقاد] متوارثة، ولا طوائل مغرومة. وإنما هو الغضب لله ولدينه وحرماته أَنْطَقَنَا فَقُلْنَا، وشَنَنَّاهَا غارةً على الآباء والأبناء، ما دام هذا الغصن من تلك الشجرة، ... ) ["الآثار" (1/ 176 - 177)].
ـ وقال في درس تفسير خاتمة سورة إبراهيم، وبعد أن عرض لنضال إبراهيم عليه السلام في محاربة الأوثان، وتقرير "الصلة الوثيقة بين إبراهيم ومحمد –عليهما السلام-، إذ كل منهما قد ابتلي لمحاربة الأوثان وبث التوحيد الخالص في البشر، قال: ( .. وقال إبراهيم في أوثان قومه: ?رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ... ? [إبراهيم/36]، هذا المرض الفتاك الذي استعصى على أولي العزم من رسل الله علاجُه، هو الذي غفل عنه المسلمون، وهوّن شأنَه علماؤهم الجامدون حتى استشرى وأعضل. فهذه القباب المشيدة، وهي أوثان هذه الأمة، أضلت كثيراً من الناس، وأكثر من الكثير، وافتتنوا بها، وبأسماء أصحابها حتى أَلْهَتْهُم عن دنياهم وأفسدت عليهم أخراهم، وغَلَوْا في تعظيمها حتى أصبحت معبودةً تُشَدُّ إليها الرحال، وتُقَرَّبُ لها القرابين والنذور، وتُسْأَلُ عندها الحاجات التي لا تُسْأَلُ إلاَّ من الله، ويحلف بها من دون الله، ويتآلى بها على الله، وما جرَّ هذا البلاء على الأمة الإسلامية حتى أضاعت الدين والدنيا، إلاَّ سكوتُ العلماء عن هذه الأباطيل أوّلَ نشأتها، وعدمُ سدِّهِمْ لذرائعها حتى طغت هذا الطغيان على عقول الأمة، ولو أنهم فَقَّهُوا الأمة في كتاب ربها، وساسوها بسنة نبيها لكان لها من سيرة إبراهيم ومحمد عاصمٌ أيّ عاصمٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
من هذا الشر المستطير.) ["الآثار" (1/ 397)].
---
1 - التبرك بالأولياء، وزيارة الأموات التماساً للبركة، من الشرك بالله تعالى، أو من وسائله ومن الطرق الموصلة إليه، وفيه مضاهاة لأعمال المشركين، الذين كانوا يعكفون على قبور الصالحين كاللات؛ يتبرّكون بها. وزيادةً في البيان أقول: إن كانوا يتبركون بالولي وبالمكان الذي دفن فيه، على أن دعاءهم عنده مستجابٌ، وأحرى لقبوله، أو أن الصدقة عنده يضاعف ثوابها، فهذا بدعةٌ محدثةٌ، وسببٌ ووسيلةٌ إلى الشرك. وإن كان الزائر يتبرك بالولي المزور، على أنه ينتفع به (في قضاء الحاجات من غير أسبابها المعتادة وطرقها الظاهرة فهو من نسبة التصرف في الكون للمخلوق، وذلك شرك) ["رسالة الشرك ومظاهره"للشيخ مبارك الميلي (ص:226).]، وإن كان الزائر يريد من التبرك: (الاستمداد من أرواح الصالحين ويعتقدون أنهم أحياء في قبورهم يتصرفون في العالم ويقضون حاجات قاصديهم ... ويرون أن روح الصالح فلان هنالك ... ومن مظاهر هذا التبرك الاستمدادي تقبيل الجدران والتمسح بالحيطان وكل ما يضاف إليه ذلك المكان، وكل هذا جهل وضلال ... ) ["رسالة الشرك" (ص:227).]
2 - هذه الذبائح ممّا أهلَّ لغير الله به، والقصد منها التقرّبُ من الوليّ؛ وهو هنا "سيدي الحسني"، إذْ هو المقصود بالذبح؛ فقد ذبحت (الخرفان) باسمه وإن كانوا إنما سمّوا الله عليها، فالعبرة بالقصد والنيّة، ومن الشواهد على ذلك، أن هذه "الوعدة" تسمّى باسمه، وتنسبُ إليهِ. انظر: مزيداً من البيان، ما سيأتي في (الملحق) من كلام الشيخ مبارك الميلي رحمه الله.
3 - المراد بـ"المومنين": الجنّ، وأَمْرُ هذه المرأة التي تعملُ الكهانة لهذا المريض أو وليه بالذهاب إلى الضريح للزيارة، من قبيل الأمر بالشرك، أو بأسبابه وما يوصلُ إليهِ، والذي أوحى به إليها قرناؤها من الشياطين، فلا يرضيهم إلاّ أن يشرك هذا المريضُ بالله. فيتركُ هذا المسكين إيمانه، ويخسرُ دينه، مقابل أن يُشْفَى، وقدْ لا يحصل له الشفاء، والأمر لله من قبلُ ومن بعدُ.
4 - هذا من (التبرك المبتدَع المأفون)، راجع ما نقلناه عن مظاهر (التبرك الاستمدادي).
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 06:28]ـ
أنا من سكان وهران ولكنني لم أذهب لتلك ا لشركيات في حياتي والحمد والمنة لله، وكثيرا ما نرى في شوارع وهران حين يقترب موعد هته - الوعدة - جماعة من الأفراد يجرون ثورا و يجمعون المال ... ماعدا ذلك لا أدري ما يحدث داخل المكان المسمى (سيد الحسني)
بارك الله فيكم.(/)
الحالة العرقية والسياسية والدينية في مصر قبل الفتح الإسلامي ... ش. عبدالمنعم الشحات ...
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 11:59]ـ
الحالة العرقية والسياسية والدينية في مصر قبل الفتح الإسلامي
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أرسل الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالنور والهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله، ومن ثمَّ فجميع الأرض يجب أن تنعم بالإسلام؛ لا فرق بين أرض كان يسكنها الروم، وأرض كان يسكنها الفرس فضلاً عن غيرهم من الشعوب التي كانت واقعة تحت سيطرتهم وقت بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-: كالقبط، والبربر، ونحوهم.
ولا فرق بين أرض كان تنتشر فيها الوثنية، وبين أخرى كانت تدين بالأديان المحرفة المبدلة -وإن كان أصلها من عند الله-.
ومستندنا في هذا أنه دين الحق، ونحن نعلم أن كل متبع لدين يزعم أن دينه هو دين الحق فالمحك هنا في المجادلة والمناظرة، ثم المباهلة إذا اقتضى الأمر، كما أمر الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بها: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران:59 - 61).
هذه مقدمة لابد منها قبل أن نناقش من باب العلم بالشيء من ناحية، ومن باب التنزل في المناقشة مع من يسمون أنفسهم بـ"أقباط المهجر"؛ الذين وصلت بهم الوقاحة إلى حد المطالبة بجلاء العرب المحتلين عن مصر متبعين سنن أسيادهم من اليهود في ادعاء الحق التاريخي في مصر، والذي لو طُبق؛ لطُرِدوا هم والأمريكيون الحاليون من أمريكا؛ لا سيما وعمرهم فيها أقصر من عمر الإسلام في مصر بكثير.
إن النظام العالمي: الذي يدعوننا ليل نهار إلى احترامه قد اعتبر الأوضاع السياسية عند تكوين "عصبة الأمم" هي الأساس الذي يتم به التعامل عالميًا، ولم يسثنِ من ذلك إلا إسرائيل مع محاولة إعطائها المشروعية القانونية من خلال "وعد بلفور" بصفته معطى من قبل دولة الحماية، ومنطلق اتفاق مع "الشريف الحسين" الذي فرضوه على العرب كممثل لهم!
الحاصل أن حتى إسرائيل لم تنتحل نظرية الحق التاريخي إلا بمساندة وحيلة قانونية؛ لكي تتمكن الأمم المتحدة وريثة عصبة الأمم من الاعتراف بها.
وأما هؤلاء الثُلة: فيريدون الاستقواء بدولة عمرها في الدنيا خمسمائة عام فقط، وعمرها السياسي لا يتعدى مائتي عام، وعمرها كدولة عظمى لم يكمل بعد مائة عام ولا قاربها!!
يريدون أن يغيروا خريطة العالم، ويعودوا بمصر إلى ما أسموه بـ"العصر القبطي"؛ فهل يوجد في التاريخ المصري عصر يمكن أن نسميه بـ"العصر القبطي"؟؟
وهل كانت الملة النصرانية الأرثوذكسية يومًا ما هي دين الأغلبية في مصر؟!
وهل يوجد عِرْق مصري يمكن أن يقال عنه أنه العرق المصري الأصيل وغيره هو الدخيل؟!
فإذا كان علماء التاريخ يقسمون تاريخ الشعوب إلى فترات باعتبار تعاقب "الدول" -أي: الأنظمة السياسية-، فسوف نجد أن تاريخ مصر ينقسم إلى ثلاث فترات كبار، وهي:
1 - العصر الفرعوني: ويمتد من 3200 ق. م إلى استيلاء "الإسكندر الأكبر" على مصر عام 333 ق. م.
2 - العصر اليوناني والروماني: ويبدأ من استيلاء "الإسكندر الأكبر" على مصر إلى الفتح الإسلامي لمصر عام 641م، وهو ينقسم إلى فترتين:
الأولى: العصر البطلمي حتى عام 31 ق. م.
الثانية: العصر الروماني منذ 31 ق. م إلى الفتح الإسلامي.
3 - العصر الإسلامي: والذي يبدأ من عام 641م -20 هـ -أدامه الله إلى قيام الساعة- "يراجع موسوعة تاريخ مصر أحمد محمود مرعي".
ولذلك فإن الصواب من ناحية البحث التاريخي أن يقال: إن مصر انتقلت بالفتح الإسلامي من العصر الروماني إلى العصر الإسلامي، لاسيما والتاريخ يؤكد أن الحرب بين جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص -رضي الله عنه- كانت مع جيش الروم، وما فتحه من بلادها صلحًا كان صلحًا مع الروم، وأن سكان مصر المدنيين لم يكن لهم في الحرب ناقة ولا جمل!
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس أمام المتشدقين بالعصر القبطي إلا أحد احتمالين:
الأول: إن سكان مصر في ذلك الوقت مع اختلاف تركيبتهم العرقية، والدينية كانوا يرون أن حكم المسلمين أفضل لهم، وهو القول الذي ما زال يردده النصارى المرتبطون مصلحيًا بالمسلمين، ومنهم: معظم نصارى الداخل، وهو الموقف الرسمي للكنيسة المصرية كما ورد في كتاب: "تاريخ الأمة القبطية"، وهو من إعداد الكنيسة المصرية.
الثاني: أنهم كانوا من سقط المتاع يتقاتل عليهم: اليونان والروم، ثم: الفرس والروم، ثم: المسلمين والروم، وهم ينتظرون لمن تكون الغلبة؛ لكي يؤدوا إليه الجزية والبيعة في آن واحد حيث كانت الجزية مفروضة على كل سكان مصر غير الرومانيين قبل الفتح الإسلامي لمصر، وهو أمر يجعلهم أشبه بعمال التراحيل الذين لا يشغلهم سوى مقدار الضرائب التي ستفرض عليهم، وربما شغلتهم حريتهم الدينية بعض الشيء!
وأظن أن كلاً من الاحتمالين كافٍ لنفي فِرْية العصر القبطي الذي اكتشفوا وجوده فجأة وهم في أمريكا!
وأما العرق القبطي الأصيل التي يتغنى به هؤلاء: زاعمين أن العرب دخلاء؛ فأمر لا يثبت أمام النظر التاريخي المنصف، وإذا ما قارنا بين تعداد سكان مصر، وتعداد سكان الجزيرة العربية قاطبة الآن، وعلمنا أن النسبة زمن الفتح الإسلامي كانت أضعاف أضعاف ما هو عليه الآن؛ لندرة المياه في الجزيرة العربية، وعدم توفر وسائل التنقيب عنها علمنا أنه لا يمكن أبدًا أن يُعزى التفوق العددي الساحق للمسلمين على غيرهم إلى أن العرب قد كاثروا أصحاب البلد حتى صاروا أكثر منهم!
ولو افترض مفترض أن كل المسلمين العرب قد تركوا الجزيرة العربية، وتركوا بلاد العراق، وفارس، وغيرها، وجاءوا؛ ليكاثروا المصريين ما قدورا على ذلك! فلا يوجد إلا احتمال واحد وهو: أن معظم أهل مصر قد أسلموا، ثم تعلموا اللسان العربي فصاروا عربًا؛ هذا بالإضافة إلى توطن بعض القبائل المسلمة العربية في مصر، وامتزاجها مع سائر طوائفه العرقية.
وبهذا الطرح نستغني عن البحث عن الحالة العرقية والدينية التي كانت عليها تلك الأغلبية التي دخلت في دين الله طوعًا واختيارًا؛ بيد أنه لا مانع من التنزل مرة ثانية، وثالثة؛ لمناقشة الحالة العرقية والدينية لمصر قبل الفتح الإسلامي.
وتشير الدراسات الأمريكية الحديثة حول الأصول العرقية للشعوب وفقًا لتحليل الحامض النووي: إلى أن الفراعنة جزء من جنس سكن ما يسمى الآن: ببلاد مصر، والصومال، والحبشة، وليبيا -"ومن الجدير بالذكر أن هذه البلاد جمعتها وحدة سياسية في بعض العصور القديمة"-، وهو أمر أشار إليه كثير من الباحثين قبل بحوث الحامض النووي، ومن الشواهد على ذلك الاعتقاد السائد بأن الفراعنة كانوا ذوي بشرة سوداء، أو شديدة السمرة على الأقل.
ومن ثمَّ فإن أقرب الأجناس الموجودة في مصر إلى أن يكونوا من نسل الفراعنة هم: "سكان النوبة"، أو "سكان سيوه"، وهم مسلمون عن بكرة أبيهم -والحمد لله رب العالمين-، وغالب الظن إن لم يكن يقينًا أن قبائل النوبة قد تحولوا من الوثنية إلى الإسلام رأسًا دون أن يمروا بالمرحلة النصرانية، بل كان هذا هو حال كثير من غيرهم كما يأتي بيانه -إن شاء الله-.
وأما من سوى سكان النوبة: فقد حصل امتزاج شديد بينهم وبين اليونانيين بعد استيلاء "الإسكندر الأكبر" على مصر، واصطباغ البلاد بصبغة يونانية وواضحة في عهده؛ مما أثر على التركيبة العرقية للمصريين.
واليونانيون هم من سمَّى المصريين ببلاد القبط: الذي اشتقوه من اسم معبد الإله الوثني "تاح"، ويُسمى بيته أو معبده "هاي كا بتاح"، وهو ما نطقه اليونانيون Egeaptus.
ولم يكن الاختلاط مع اليونانيين هو الاختلاط الوحيد، بل حدثت امتزاجات أخرى نتج عنها عدم وجود عرق محدد ينتمي إليه معظم وادي النيل.
وبالإضافة إلى النوبيين والقبط كما سماهم بذلك اليونانيون، كان يوجد الأعراب الذين سكنوا الصحارى المشابهة في مناخها للجزيرة العربية، وهؤلاء كانوا في مصر من قبل الفتح الإسلامي بكثير، وجاءوا إليها عن طريق الهجرة من اليمن إلى الحبشة إلى مصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر "إسكندر وصفي" صاحب كتاب: "المنارة التاريخية في مصر: الوثنية والمسيحية": الكثير من المواجهات بين العربان والقبط، وبين العربان والرومان؛ مما يدل على أن العربان منعوا الرومان من السيطرة على ما تحت أيديهم من أراضي في الوقت الذي خضع فيه القبط خضوعًا تامًا لليونانيين، والرومان من بعدهم، ومعظم هؤلاء العربان قد انتقل من الوثنية إلى الإسلام رأسًا دون أن يمر بالمرحلة النصرانية مطلقًا.
مما سبق يتضح أنه كان بمصر قبل الفتح الإسلامي أربعة أعراق:
الأول: هم أقدم الأعراق في مصر وأولاهم بوصف أصحاب البلد الأصليين -إن كان لهذا الوصف أي قيمة تذكر-، وهم: النوبيون، وهم مسلمون عن بكرة أبيهم -بحمد الله-.
الثاني: عرق خليط أو مهجن، وهم من أسماهم اليونانيون: بـ"القبط"، وسوف يأتي بيان حالتهم الدينية قبل الإسلام وبعده.
الثالث: الأعراب، وهم: الذين يسيطرون على كل صحارى مصر، وقد أسلموا عن بكرة أبيهم -بحمد الله-.
الرابع: أقليات عرقية أخرى: كالجالية اليونانية التي لم تختلط نسبًا بالمصريين، والجالية اليهودية الذين هاجروا من مصر مع نبي الله موسى -عليه السلام-، ولكن عاد إليها بعضهم بعد الأزمات التي تعرضوا لها بعد زمن داود -عليه السلام-.
ومرة جديدة نقرر أن هذا القدر كافٍ لحسم المسألة: بيد أنه لا مانع من مزيد من التنزل في المناقشة؛ لنتكلم عن الحالة الدينية لهذه الطوائف قبل الإسلام، وموقفها من الدخول في الإسلام.
يزعم النصارى أن دين النصارى وتحديدًا المذهب الأرثوذكسي كان هو دين الأغلبية في مصر قبل الفتح الإسلامي! ثم يضربون أخماسًا في أسداس؛ لتبرير هذا التحول من الأغلبية إلى أقلية ضئيلة تبلغ 7% وفق الإحصاءات التي تمت في عصر الاحتلال الأجنبي، ثم حاول النصارى إرهاب الأجهزة المعنية بالإحصاء؛ ليصمتوا عن محاولات النصارى الزعم بأن نسبتهم 10 %، ثم من باب: "سكتنا له ... " يحاولون رفع النسبة إلى 20 % إلى أن فاجأتهم مؤسسة: "بيو" للدراسات الأمريكية، بإعلانها أن مجموع الأقليات الدينية في مصر لا يشكل سوى 5.4 %!!
فتارة يقولون: إن العرب قد كاثروهم حتى صاروا أكثرية، وقد بينا هشاشة هذا التبرير!
وتارة يقولون: إن فقراء النصارى اضطروا إلى الإسلام؛ لتفادي دفع الجزية، وبقي أغنياؤهم! وتناسى هؤلاء: أن الأقباط يدفعون الجزية طوال عمرهم، كما تناسوا أن الدولة الرومانية الكاثوليكية عجزت عن تحويل الأرثوذكس إلى الكاثوليكية بالحديد والنار، والزيت المغلي!! فكيف نجحت الجزية الإسلامية المخففة أكثر بكثير من الجزية الرومانية، وبلا حديد ولا نار، ولا زيت مغلي أن تحول كل هذه الجموع؟؟!!
ثم إن الجزية في الشريعة الإسلامية لا تفرض على الفقراء العاجزين عنها؛ فعن هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ أنه وَجَدَ رَجُلاً وَهُوَ عَلَى حِمْصَ يُشَمِّسُ نَاسًا مِنَ النَّبَطِ فِي أَدَاءِ الْجِزْيَةِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا) (رواه مسلم).
ثم إن هؤلاء قد تناسوا حقيقة ذكرها "إسكندر وصفي" في كتابه المشار إليه سابقًا -وشهد شاهد من أهلها-: بأن معظم من تحول من الوثنية إلى النصرانية كانوا من الفقراء أصلاً؛ طمعًا في ملكوت الرب، وهم الذين صمدوا أمام محاولات إعادتهم إلى الوثنية فيما يعرف عندهم بـ"عصر الشهداء الأول"، نحكي هذا من باب التقرير، ومن باب الرد على شبهة: "إن فقراءهم قد أسلموا ... " مع أن هؤلاء الفقراء كانوا هم عصب النصرانية في مواجهة الوثنية فكيف دخلوا في الإسلام إلا إذا كان هذا عن اقتناع منهم؟؟!!
نعم بقي بعض أغنياء النصارى بعد الفتح الإسلامي لم يدخلوا في الإسلام، وجلَّ هؤلاء كانوا من الجالية اليونانية؛ فمحاولات "نصارى المهجر" اليوم الفخر بالغنى الذي منعهم من الدخول في الإسلام؛ فيه اعتراف بعدم مصريتهم التي يدندنون حولها!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو سلمنا جدلاً أن مذهبًا دينيًا ما وليكن هو المذهب الأرثوذكسي كان هو السائد في مصر؛ فلا يوجد إلا احتمال وحيد لتحوله إلى أقلية، وهو تحول معظم أبنائه إلى الإسلام، وإذا كان من الثابت تاريخيًا عدم استخدام القوة لإجبار أحد على الدخول في الإسلام، بل عدم وجود حرب بين المسلمين والقبط أصلاً؛ دل هذا على أن التحول كان اختياريًا، كما تحول النوبيون والأعراب إلى الإسلام اختياريًا، وإن كان التحول في هذين الفريقين بنسبة مائة بالمائة، وفي الأقباط كان بنسبة كبيرة، ولكنها دون ذلك.
بيد أن التصور الأدق هو أن النصرانية كانت ديانة تتقاسم هي والوثنية الانتشار في مصر، وفي ذات الوقت كانت مذاهب النصرانية المختلفة تتقاسم الانتشار فيما بينها، وأن معظم هؤلاء دخلوا في الإسلام، وبقيت أقلية من كل فريق مثل: الأرثوذكس غالبيتها؛ فصاروا أكبر أقلية دينية في مصر.
وتفصيل ذلك تاريخيًا: أن بداية دخول النصرانية في مصر كان على يد "مرقس" صاحب الإنجيل المشهور سنة 51م، وإذا تَجَوَّزنا غاية التجوز، فاعتبرنا كل هذه المدة حتى الفتح الإسلامي فترة نصرانية -"وهو تَجَوُّز يأباه التاريخ"-؛ لوجدنا أن عمر الفترة النصرانية من تاريخ مصر هو: 600 سنة، لا يمكن أن تقاس من حيث الطول، ولا من حيث الإسهام الحضاري في العالم بـ 1400 عام، هي فترة العصر الإسلامي في مصر، بيد أن هذه الفترة لا تكاد تصفو على الربع أو ما دونه إذا ما أخذنا في الاعتبار الفترة التي كانت النصرانية فيها تمثل دين الأغلبية في مصر حيث ظلت الوثنية هي الدين السائد في مصر حتى مجمع "نيقية" سنة 325م.
وقصة هذا المجمع أن النصرانية قد دخلت إلى مصر عن طريق "مرقس" أحد دعاة نصرانية بولس، والذي وضع بذور الغلو في عيسى -عليه السلام- في رسائله، ثم ضمنها مرقس أيضًا في إنجيله، وجاء "أفلوطين" فأكمل بناءها الفلسفي متأثرًا: بالفلسفة اليونانية، والمصرية، والهندية، ثم جاء شماس -"وهي أدني رتبة دينية عند النصارى"-، يُدعى "أثناسيوس" فأكمل صياغتها اللاهوتية -"ترى الكنيسة الغربية أن أثناسيوس كان عالة على الأسقف الجزائري أوغسطين، بينما ترى الكنيسة الشرقية العكس"-.
وكان "مذهب الموحدين" أكثر رواجًا في بلاد الشام، حتى أظهر أسقف مصري يسمى: "أريوس" انتصاره لعقيدة التوحيد؛ فقام "أثناسيوس" برفع شكوى إلى الإمبراطور "قسطنطين"، ورضوه حكمًا بينهم وبين "آريوس" وأتباعه، رغم أن "قسطنطين" كان وثنيًا قبيل انعقاد مجمع "نيقية"؛ فلما وجد التوافق بين مذهب "أثناسيوس" وبين عقائده الوثنية انحاز إليه ونصره على "أريوس"، ثم أصدر بعدها مرسومًا في عام 331 ينهي فيه الحظر الذي كان مفروضًا على دخول الوثنيين إلى النصرانية، ثم تنصر، وفرض هذا المذهب على الإمبراطورية ككل.
فجرَت عملية تحويل للوثنيين في مصر من أصول قبطية ويونانية إلى دين النصارى قسرًا، وعلى الرغم من أن دين النصارى المحرف أقل كفرًا من دين الوثنيين إلا أن الجذور الوثنية الواضحة في هذا الدين لا سيما "الثالوث" المستفاد شكلاً وموضوعًا من الديانة المصرية القديمة؛ لم يشجع الكثيرين من الوثنيين على ترك دين آبائهم إلى دين مقتبس منه، بالإضافة إلى أن القسوة المفرطة التي تعامل بها النصارى مع الوثنيين فور حصولهم على دعم الإمبراطور؛ نفَّر الوثنيين منهم تنفيرًا بالغًا.
ومع ذلك فلا يمكن اعتبار كل هذه الفترة فترة سيطرة لدين النصرانية بشكلها الحالي؛ حيث تقاسمت ديانات: ثلاث، أو خمس -إن أردنا الدقة- السيطرة والنفوذ:
الأول: دين النصارى الموحِّدين أتباع "آريوس"، والذين ظلت لهم كنيسة رغم رفض مجمع "نيقية" لعقيدتهم.
ومن الجدير بالذكر: أن "مذهب الموحدين" من قبل "آريوس"، ومِن بعده -رحمهم الله وتقبلهم عنده في الشهداء، وإن كان آريوس هو الرمز الأبرز في مسيرة هذه الطائفة- بقي موجودًا، وظلت دعوتهم قائمة إلى ما قبيل البعثة المحمدية بنحو قرن من الزمان، وهو القرن الذي شهد أعظم صراع دموي بين طوائف النصارى؛ لينظر الله إلى أهل الأرض فيمقتهم: عربهم، وعجمهم؛ إلا بقايا من أهل الكتاب، ويرسل رسوله بالنور والهدى ودين الحق.
الثاني: دين النصارى القائلين: بألوهية عيسى -عليه السلام-.
وهؤلاء انقسموا فيما بعد إلى فرقتين:
الأولى: جمهور النصارى.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: أتباع "نسطور" الذي رفض وصف "مريم" -عليها السلام- بـ"أم الإله"، وكان له تأثير كبير وأتباع، ودينه يُعد إلى اليوم عند النصارى دينًا آخر غير دينهم، وليس مجرد طائفة.
ثم انقسم هذا الجمهور إلى فرقتين كبيرتين بعد مجمع "خلقدونية" عام 450: وهما المعروفتان الآن: بـ"الأرثوذكسية"، و"الكاثوليكية"، واستخدم الحاكم الروماني القسوة ذاتها في فرض مذهبه الكاثوليكي على الأرثوذكس، إلى مجيء الفتح الإسلامي؛ فدخل الناس في دين الله أفواجًا من: القبط، واليونانيين، والنوبيين، والأعراب، وبقيت قلة من سائر الطوائف النصرانية تمتعت بما يوفره عقد الذمة من أمان؛ فظهرت فرقة الأرثوذكس على الكاثوليك، وأصبحت أكبر أقلية دينية في مصر.
الثالث: دين الوثنيين والذي بقي ظاهرًا في مصر إلى زمن الفتح الإسلامي حيث كانوا ما زالوا يحتفلون بـ"وفاء النيل"! ويقدمون عروس النيل قربانًا لمن ظنوهم آلهة الفيضان حتى أوقف عمرو -رضي الله عنه- ذلك الوأد التي عجزت النصرانية عن إزاحته!
وقد كان الصراع بين كل هذه الطوائف محتدمًا، وتحتفي الكنيسة المصرية جدًا بعصرين تسميهما:
الأول: "عصر الشهداء الأول"، وهم من قُتِل وعُذِّب على أيدي الوثنيين في الفترة التي سبقت تنصر "قسطنطين".
والثاني: يسمونه: بـ"عصر الشهداء الثاني"، وهم من قتل وعذب على أيدي الكاثوليك، ومن عجيب أمر البعض المطالبة بتمجيد هذه الرموز الدينية باعتبارهم رموز وطنية -"بالمفهوم المعاصر لكلمة وطنية"! - مع أن توصيف هذه الحروب من وجهة النظر القومية المعاصرة؛ أنها كانت حربًا أهلية دينية يجب أن تطوى تفاصيلها، أو على الأقل تترك لأبناء ملتهم يمجدونها كيفما شاءوا!!
بيد أن ثمة سؤال يجب أن يطرح على هؤلاء وهو: هل سيطالبون بتدريس تاريخ كل المرحلة أم سيكتفون بذكر ما يرْوونه لهم تاركين ما عداه؟!
إن الدارس للتاريخ التفصيلي لتلك المرحلة، سوف يدرك بوضوح تام أن أسلوب السحل، وحرق المخالفين أحياء، وهدم المعابد على من فيها ... ! كان لغة الخطاب المفضلة من الوثنيين مع النصارى؛ فلما جاءت الكرة للنصارى فعلوا بالوثنيين أضعاف أضعاف ما فعلوه بهم!! ثم لما اختلفوا فما بين بعضهم البعض كانت أيضًا هذه هي لغة الحوار الوحيدة بين طوائفهم!!!
هذا بالإضافة إلى الحرب التي قامت بين الكنيسة الأرثوذكسية خاصة وبين العلماء؛ لاسيما الفلاسفة -"رغم قيام هذا الدين على أساس فلسفي إلا أنهم حرموها إيقافًا لتيار التعديلات الفلسفية التي كانت تجري على قانون الإيمان شيئًا فشيئًا، ومنها: الصراع الذي دار بين الكنيستين: الشرقية والغربية"-، وكذلك "علم الطب" التي رأت الكنيسة أنه ينافي الإيمان، ويزاحم معجزات القساوسة! وباختصار كان العنوان الأبرز لتلك الحقبة التاريخية هو: "الجهل في الدنيا وحمامات الدم في الدين"!!
ومن كل ما سبق، ومن خلال مرجع رئيسي كاتبه نصراني -"إسكندر وصفي"- نخلص إلى النتائج التالية:
الأولى: عدم وجود حقبة تاريخية تسمى بـ"الحقبة القبطية".
الثانية: إن النصرانية في مصر بجميع طوائفها ظلت طوال عمرها أقلية على الأقل إلى القرن الأخير قبل الإسلام.
الثالثة: إن النصرانية المحرفة ظلت أقلية مقارنة بنصرانية "آريوس" إلى هذا القرن الأخير المشار إليه.
الرابعة: إن الفترات التي علا فيها صوت النصرانية في البلاد خَفتَ فيها صوت العلوم الدنيوية.
الخامسة: إن حرب تكسير العظام بين الطوائف المتنازعة تم فيه تبادل الأدوار بحيث لا يبقى من يستحق البكاء عليه، ولا وصفه بالبطولة -فضلاً عن الشهادة-؛ إلا من مات في سبيل الحق، وهم "الموحدون"، لا سيما وأن التاريخ لم يسجل عليهم: حالات قتل وحشية؛ كتلك التي سجلها على "المثلِثين"، وإنْ سجل لهم: "حالات مقاومة مشرفة".
فهذا هو ملخص حالة أهل مصر قبل أن ينورها الله بالإسلام، و"بضدها تتميز الأشياء"، فالحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
خطبة جمعة: الحوثيون والحرب بالوكالة - للشيخ محمّد سعيد رسلان حفظه الله
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 02:17]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبة جمعة
25 ذي القعدة 1430هـ الموافق لـ 13 نوفمبر 2009 م
الحوثيون و الحرب بالوكالة
للشيخ محمّد سعيد رسلان - حفظه الله -
الخطبة video
للتحميل ( http://www.rslan.info/wmv2//830_01.wmv) - للمشاهدة ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2460#%D8% A7%D8%B6%D9%81%D8%B7%20%D9%84% D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85% D8%A7%D8%B9)
الخطبة mp3
للتحميل ( http://www.rslan.info/mp32//830_01.mp3) - للإستماع ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2460#%D8% A7%D8%B6%D9%81%D8%B7%20%D9%84% D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85% D8%A7%D8%B9)
ـ[راشد بن أحمد الراشد]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 02:51]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 06:40]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور(/)
الحوثيون من هم؟ ولماذا نحاربهم / عبدالله بن محمد آل يحيى الغامدي .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 03:46]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الحوثيون من هم؟ ولماذا نحاربهم؟؟
خطبة جمعة للشيخ
عبدالله بن محمد آل يحيى الغامدي
إمام وخطيب جامع خديجة بغلف بجدة حي النسيم
الحمد لله، شرح صدور أوليائه للإيمان والهدى، وطبع على قلوب أقوام فلا تعي الحق أبداً، من يهدِ الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. أحمده سبحانه وأشكره، جابر الكسير، وميسر العسير، ومجيب النداء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أكرم رسول، وأشرف عبدٍ، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فاتقوا الله تعالى وراقبوه، واعبدوه حق عبادته، واشكروا نعمه، فقد تكفّل بالمزيد لمن شكر، وخافوا مقامه، واحذروا بطشه كل الحذر، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال].
أيها المسلمون: أصبحت قصة الحوثيين قاسمًا مشتركًا في معظم وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، وهي من القصص التي تتضارب فيها التحليلات، وتختلف التأويلات، وتضيع الحقيقية بين مؤيِّد ومعارض، ومدافع ومهاجم!
فمن هم الحوثيون؟ ومتى ظهروا؟ وإلى أي شيء يهدفون؟ ولماذا نحاربهم؟
أيها الإخوة: وقبل البدء في الحديث لابد من بيان أن أهل السنة- بحمد الله- يتميزون بمواقفهم التي لا تغيرها الأحداث مها عظمت، ولا تبدلها الخطوب مهما ادلهمت، وذلك لأنها مستمدة من كتاب ربهم وسنة نبيهم.
أهل السنة: في موافقهم ليسوا كغيرهم مِن مَن تخضع مواقفهم للتأثيرات الحزبية والمطامع الدنيوية، بل يمضون بخطىً ثابتة، وسير متزن واثقون من سلامة منهجهم, ومتأكدون من صحة معتقدهم. فحكمهم على الجماعات والأشخاص والأحداث والنوازل يتم وفق معيار قويم، وميزان سوي، ومقياس لا عوج فيه. فميزانهم الذي يزنون به كل ما ينبغي أن يوزن، من فئة أو طائفة أو جماعة أو حدث، هو ميزان الوحيين الشريفين والهديين النيرين.
أيها الإخوة:الحوثيون هم أصحاب حركة تمرد شيعية تأسست في "صعدة" شمال اليمن. انشقت عن المذهب الزيدي.
• تسير على نمط (حزب الله) في لبنان دينياً وسياسياً.
• يعتنقون أفكار وعقائد الشيعة الرافضة الاثني عشرية.
• ينتسبون إلى زعيم التمرد الأول حسين بدر الدين الحوثي.
• يسمون أنفسهم تنظيم ” الشباب المؤمن".
وتتبنى هذه الحركة الفكر الشيعي الاثني عشرية ومنه:
•- الدعوة إلى "الإمامة" أي: إحياء فكرة الوصية للإمام علي رضي الله عنه، وأن الحكم لا يصح إلا في أبناء علي بن أبي طالب.
•- الترويج لفكرة الخروج، والإعداد لمواجهة نظام الحكم.
•- التحريض على لجم "السُّنيِّة" – ومرادهم أهل السنة -؛ لأن أهل السنة يوالون أبا بكر وعمر ويقدمونهما على علي.
•- تمجد الثورة الخمينية، وحزب الله في لبنان، وتعتبارهما المثال الذي يجب أن يحتذى به.
•- ويتبرؤون من الخلفاء الراشدين الثلاثة خصوصاً، والصحابة عموماً؛ لأنهم أصل البلاء الذي لحق بالأمة إلى اليوم! حسب اعتقادهم قاتلهم الله.
•يقول زعيمهم بدر الدين الحوثي: " أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله" ..
•وهم يدعون إلى سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعنون أمهات المؤمنين.
•يقول حسين الحوثي: " كل سيئة في هذه الأمة .. كل ظلم وقع لهذه الأمة .. وكل معاناة وقعت الأمة فيها .. المسئول عنها: أبو بكر وعمر وعثمان. وعمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها ".
•ويقول عن بيعة الصحابة لأبي بكر: " شرُّ تلك البيعة ما زال إلى الآن ".
•ويقول: ”إن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، وهم وراء العمى عن الحل".
(يُتْبَعُ)
(/)
•ويقول: "السلف الصالح هم من لعب بالأمة، هم من أسس ظلم الأمة وفرق الأمة، لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن من يقول السلف الصالح يعني: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية هم السلف الصالح، هذه أيضاً فاشلة!!!) ..
•وهم يكنون عداءً خاصاً لعمر بن الخطاب الذي أطفأ الله على يديه نار المجوس.
•يقول الحوثي: "معاوية سيئة من سيئات عمر –في اعتقادي- ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، وعثمان واحدة من سيئاته".
أيها الإخوة:إن المتتبع لهذه الطائفة يجدها قد تحولت من الزيدية إلى الاثنى عشرية وهذا واضح في:
•إحياءهم ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه، وإقامة المجالس الحسينية.
•إحياءهم ذكرى وفاة بعض الأئمة كجعفر الصادق ومحمد الباقر وعلي زين العابدين رضي الله عنهم.
•اتخاذهم جبلاً في مدينة صعدة, أطلقوا عليه اسم (معاوية) , يخرجون إليه يوم كربلاء (عاشوراء) بالأسلحة المتوسطة والخفيفة, ويطلقون ما لا يحصى من القذائف.
•عرض بعض المحلات التجارية والمطاعم لأشرطة (المجالس الحسينية) المسجلة في إيران, وفيها أصوات العويل والندب والقدح في الصحابة.
•تبنيهم لمعتقدات الرافضة الاثني عشرية اجمالا كسب الصحبة وتكفيرهم وغيرها.
أيها الإخوة في الله: لقد استغلتالدولة الصفوية هذه الأوضاع الملتهبة لصالحها ولنشر مشروعها الطائفي الهادف إلى سيطرة النفوذ الرافضي على العالم الإسلامي.
ومما يدل على ذلك:
•عثور الجيش اليمني أثناء تمشيطه مواقع الحوثيين على مخازن أسلحة ورشاشات خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى "بعضها" إيراني الصنع.
•العثور على وثائق في المستشفى الإيراني في العاصمة صنعاء تدل على تورطها في عمليات تجسس ودعم مالي وعسكري للحوثيين، مما أدى لإغلاقه من قبل الحكومة.
الدعم الإيراني لإضطرابات جنوب اليمن المتزامنة مع عدد من حروب الحوثيين من أجل إضعاف الحكومة اليمنية وتشتيتها.
•توسيع الحوثيين لمسرح العمليات في الأيام الأخيرة بغية الوصول لساحل البحر الأحمر القريب من صعدة يؤكد التدخل الإيراني في هذا الصراع".
•تصريح عبد الله المحدون القائد الميداني السابق للتمرد الحوثي بمنطقة "بني معاذ" اليمنية، أن زعيم التمرد عبد الملك الحوثي يحارب لاستعادة "حضارة فارس" بدعم إيراني غير محدود.
•رفع شعارات التأييد لـ"حزب الله" اللبناني في بعض المراكز التابعة له، واعتباره مثلاً يحتذى به.
•طريقتهم في التعامل مع الحوثيين هي نفس طريقة بناء ما يسمى منظمات ”حزب الله“ في لبنان والكويت والبحرين، وغيرهم ..
•دعم الصحف الإيرانية، وتصريحات مرجعيات الاثني عشرية في قم والنجف، التي تظهر موقفها المؤيد للحوثيين.
تبنت إيران ومنذ قيام الثورة الخمينية مبدأ تصدير الثورة الرافضية إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي، وبذلت الدبلوماسية والسفارة الإيرانية في صنعاء جهدا مكثفا لاستقطاب أتباع المذهب الزيدي
•وجود مقاتلين في صفوف أتباع الحوثي من غير أتباعه، واكتشاف جثث لهم، واعتقال بعضهم.
•الأخبار التي تؤكد سماع مكالمات في صفوف الحوثيين باللغة الفارسية.
•الغضب الرافضي الشديد على الحرب الأخيرة ضد الحوثيين التي بدت في تصريحات وزير الخارجية الإيراني، وموقف نواب كتلة الوفاق الرافضية في البرلمان البحريني من قرار تأييد السعودية في حربها ضد الحوثيين.
وبعد أيها الإخوة فإن:
من أخطر الأفكار التي يؤمن بها الحوثي وأتباعه إيمانه بالمهدي في فكرته الرافضية، وإيمانه بضرورة التمهيد لعودة المهدي مع ما يصاحب ذلك من احتلال للحرمين الشريفين وتصفية أهل السنة والجماعة، والقضاء على الأنظمة السنية الحاكمة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. علما بأنه ظهر فيلم سينمائي في هذا الشهر (ذي القعدة 1430) لرافضي باكستاني في بريطانيا يُجسد:
•إرهاصات ظهور مهدييهم من خلال مشاهد فيها صور تدنيس الكعبة بدماء من يُقتلون فيها، والفزع المصاحب لذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
•في كتاب "عصر الظهور"، لمؤلفه الرافضي علي الكوراني العاملي، يؤكد فيه ورود أحاديث متعددة عن أهل البيت، تؤكد حتمية حدوث ما يصفه الكتاب بـ"ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي عليه السلام، وأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق". أما قائدها المعروف في الروايات التي أوردها الكتاب باسم "اليماني"؛ فتذكر رواية أن اسمه حسن أو حسين، من ذرية زيد بن علي، عليهما السلام. ويستشهد الكتاب ببعض الروايات التي تؤكد أن "اليماني" يخرج من قرية يقال لها "كرعة"، وهي قرية في منطقة بني خَوْلان، قرب صعدة.
وبناء على ماسبق فإن حكم أهل السنة على هؤلاء بما تقدم ذكره يقوم على عدة امور:
أولاً: أنهم دعاة فتنة وشر، يدعون إلى قتال من لم يكن معهم، وإلى محاربة من لم يوافق على معتقدهم.
ثانياً: استباحتهم للدماء،وقتلهم الأبرياء، من الشيوخ والأطفال والنساء،واغتيالهم للمشائخ والأعيان والأمناء.
ثالثاً: قطعهم الطريق،وترويعهم لعابري السبيل.
رابعاً: غدرهم بالقرى، وأخذ أموال الناس بالباطل، ودخول بيوت الآمنين والتترس فيها.
خامساً: أنهم من أثمهم يظهرون،الطعن والثلب في خير القرون.
سادساً: أنهم يحملون إلى جانب معتقد الرفض معتقد الخوارج في تكفير المسلمين.
سابعاً: خيانتهم لوطنهم، بتعاونهم مع أهل الفجور والظلم وما أعتدائهم الآخير الآثم على أراض الحرمين إلا دليل على مشروعهم الخبيث وأنى لهم ذلك والله غالب على أمره.
أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطئية فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
:: الخطبة الثانية::
الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
أيها الإخوة: وبعد أن عرفنا حقيقة الأمر وطبيعة الصراع وخبث القوم فإنّ من سبل المواجهة والتصدي
•كشف عقائد الحوثية، وكشف انحرافهم وبعدهم حتى عن الزيدية وأنهم أقرب إلى الشيعة الاثني عشرية الإمامية، وبيان التحوُّل الذي حدث لبدر الدين الحوثي من الفكر الزيديّ إلى الفكر الاثني عشري المنحرف.
•تأليف ونشر الكتب والرسائل والمطويات التي توضح عقيدة السلف والموقف الصحيح من الصحابة.
•بيان خطر التشيُّع في بلاد العالم الإسلامي، وأثر ذلك في تغيير عقائد المسلمين، وتغيير خارطة العالم الإسلامي.
•تحصين أهل السُّنة بالعلم النافع الذي يحفظهم من السقوط في هاوية المعتقدات الفاسدة.
•تخصيص مواقع في الإنترنت لبيان معتقدهم, وخطورتهم.
•تذكير العالم أجمع بجرائم الرافضة في التاريخ الإسلامي, وما فعلوه في الجزيرة في التاريخ المعاصر, وأنهم عبارة عن طابور خامس.
•إبراز البعد العقدي في القضية، وأن المسألة ليست مسألة حقوق وحدود، والتأكيد على أن البعد العقدي هو المحرك لمعظم الحروب حتى الحروب التي تنشأ بين الكفار أنفسهم.
•الرد على الشُّبهات التي يثيرها هؤلاء هنا وهناك، من أنهم مظلومون أو أنهم لا يفكرون بقيام دولة رافضية.
أيها المسلمون، إن مسؤولية مواجهة هؤلاء الضالين ليست على رجال الأمن وحدهم، ولكنها مسؤولية الجميع، كلٌّ حسب موقعه.
إن الإحساسَ بالخطر على الدين والأهل والديار والفرقة والفوضى هو الأمر الذي يجب أن يستشعره الجميع؛ ليكونوا أكثر يقظةً وحذرًا ونباهةً، ولتكون التصرّفات أكثر وعيًا وحِكمة لما يُحاك ضدّ هذه الأمة ودينها وأهلها وأمنها وولاة الأمر فيها.
يجِب أن نتعاون جميعًا حكامًا ومحكومين علماءَ وعامة مفكِّرين وقادة على التصدّي لهذا الخطر العظيم. يجب تعليم الناس خطورة هذه الفرقة وهذا الحزب وهذه الطائفة الذين يُحسنون الجعجعة
والمفرقعات الكلامية كسبا لعواطف الأمة، ومن ثمَّ ترويجهًا للمشروع الرافضي الذي كان سببا في سقوط الخلافة العباسية ودمار بغداد.
ويجب أيضا الالتفاف حول العلماء الربانيين والدعاة الصادقين لمعرفة الأحكام الشرعية حيال الفتن، قال تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83].
وأخيرا أين هم مناضلو قيادة المرأة للسيارة، ومناهضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشطاء الدعوات من أجل المسرح والسينما، والذين تسمح لهم ثقافاتهم الدينية العريضة بالتصدي لكل محاولة صادقة من العلماء تدعو الناس للتمسك بدينهم"، وأين هم أولئك "المدركون بعقولهم ما لا يفهمه المتنطعون من الدعاة"، أين هم أنصار التيار التغريبي المسمى اعتسافاً بالليبرالي، هل أدركوا اليوم كم كانوا مخطئين بحق الوطن، وهم يفتعلون المعارك الوهمية الداخلية، ويشغلون البلاد بعيداً عن الأخطار الحقيقية التي تتهددها؟! والتي تدفع البلاد ثمن فاتورتها الباهظة.
الآن، بعد أن اندفع الطائفيون من الحوثيين عبر الحدود، وحاولوا المس بأمننا، هل أدرك التغريبيون كم من مشكلة حقيقية لووا أعناق الناس عنها، وكم خطر لا ينتبهون إليه إلا بعد أن يحذر منه العلماء بسنوات؟ هل أدركوا إذ سكتوا بشكل مريب عن قضية فوضى البقيع التي أحدثها الطائفيون وحاولوا النيل من أمن البلاد في تلك البقاع الطاهرات. أين مقالاتهم من توعية الناس بحقيقة الأمر وعظم الخطب بعيدا عن التحليلات الكاذبة. إنهم ليسوا جديرين بأن يجسدوا قوة ردع ثقافية وإعلامية وفكرية لكل من يريد أن يهدد أمن هذه البلاد ويستبيح حماها؟
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعلي كلمته وأن ينصر دينه وأن يديم علينا ديننا الذي هو عصمة امرنا وأمننا الذي به تصلح معايشنا كما نسأله أن يذل الشرك واهله إنه ولي ذلك والقادر عليه.
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[درداء]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 04:24]ـ
"كشف عقائد الحوثية، وكشف انحرافهم وبعدهم حتى عن الزيدية وأنهم أقرب إلى الشيعة الاثني عشرية الإمامية، وبيان التحوُّل الذي حدث لبدر الدين الحوثي من الفكر الزيديّ إلى الفكر الاثني عشري المنحرف."
هم ليس اقرب للشيعة الاثني عشرية وانما هم شيعة اثني عشرية خبيثة مدعومة من دولة ايران الرافضية الحاقدة على الاسلام والمسلمين, ولكن السؤال هو
من سمح للرافضة الدعوة داخل اليمن , علما انه لايوجد سابقا رافضة داخل اليمن ابدا ومن سمح لهم ان يبنوا الحسينيات في صنعاء وكافة ارجاء اليمن ويقيموا فيها كافة عباداتهم الشركية وسب الصحابة وامهات المؤمنين؟ ومن سمح لهم ان يبنوا مراكز رافضية توزع الكتب الرافضية مجانا لنشر معتقداتهم الخبيثة الكفرية؟ حتى وصلت الامور الى مرحلة بيع الكتب الرافضية في الشارع " ساحة التحرير وسط صنعاء " وبأسعار رخيصة جدا وتدعوا الى تحليل اتيان المرأة من دبرها والى اخره من العقائد المنحرفة الشاذة!!!
الذي سمح لهم هو ولي امر مسلمين اليمن التي من واجباته حفظ الدين وان حفظ الدين مقدم على كل شيء
ولكن السؤال الثاني
لماذا سمح لهم ولي امر المسلمين؟
الجواب هو للحفاظ على الكرسي وليس على دين الله
سمح لهذه الفرقة الضالة المضلة من اجل تفكيك وخرق اهل السنة والجماعة داخل اليمن لان الشيعة الزيدية مسالمين لاهل السنة والجماعة ومتحابين فيما بينهم ولكن الرافضة هو الاتجاه الوحيد الذي ينشر في الارض الفساد ويكمن العداء لاهل السنة والجماعة
لقد زرع والان بدأ موسم الحصاد, ولكن من هو المتضرر الاول هو هذا الشعب المسلم الكادح والله المستعان
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 03:42]ـ
أما لماذا نحاربهم، فلأنهم فقط بدأونا بالحرب ..(/)
صحفية أميركية زارت السعودية، اقرأوا ما كتبت عن المجتمع السعودي
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 05:29]ـ
صحفية أميركية زارت السعودية، اقرأوا ما كتبت عن المجتمع السعودي
كتبها الدكتور عبداللطيف الفليج
موقع منزلة المرأة
الصحافية الأمريكية «تانيا سي هسو» قبل 4 سنوات السعودية في مهمة رسمية لمدة 4 أسابيع، وخرجت بحصيلة ملفتة للنظر من الملاحظات التي سجلتها في مقال نشرته في صحيفة «أراب نيوز» بعنوان «خطاب مفتوح للسعوديين»، اقتطفت منه بعض الفقرات.
«لم يمثل ارتدائي للحجاب خلال المدة التي قضيتها هناك اي مشكلة بالنسبة لي، لانه كان مريحا وعمليا، ولقد اضفت لحجابي في سوق البدو بالرياض، البرقع، وادركت ولاول مرة في حياتي بأن الرجال يتحدثون إليَّ مباشرة بكل احترام وتقدير من دون ان يكون لجسدي كامرأة أثر في ذلك التقدير.
لقد واجهت بعض المضايقات بسبب اقفال المحلات اوقات الصلاة، فالوقت في امريكا يمر بطريقة مختلفة .. حيث نسارع في الانتقال من مكان لآخر مما يوصلنا للاجهاد وحافة الانهيار، بينما شاهدت الاسر في جدة تسير في مجموعات مسترخية على الكورنيش، ويلعب ابناؤهم بالطائرات الورقية او يركبون الحمير او يعدون اللحم المشوي في الهواء الطلق بعيدا عن الموسيقى الصاخبة التي تصك الآذان في الشوارع الامريكية الرئيسية التي يشغلها المراهقون في سياراتهم المسرعة.
اذا سألت مواطنا حول سبب شعوره بالفخر لكونه سعودياً، كان من الاجابات الشائعة ان السبب في ذلك هو كونه مسلماً او عربياً .. ألا ترون ما في هذه الناحية من معنى؟! ان لديكم اشياء كثيرة تجعلكم تشعرون بالفخر، ولكن ادبكم الجم ورقتكم قد سمحت للغرب بأن يصفكم بانكم مصدر تهديد للديموقراطية وللعالم!
عليكم ان تشرحوا للعالم كيف انكم تحترمون النساء، وكيف ان بلدكم خالٍ نسبياً من الجريمة، وكيف أنها آمنة، وكيف انكم تمنحون الاسرة الاولوية في الاهتمام.
عليكم ان تخرجوا عن صمتكم وان تتساءلوا كيف أن أمريكا الدولة الرائدة في الجريمة وفي الإغتصاب وفي العنف المحلي تجرؤ على اتهامكم بانتهاك حقوق الانسان.
وعليكم ان تسألوا كيف يدافع الأمريكيون عن تنفيذ احكام الاعدام بقتل النساء والقاصرين والمتخلفين عقلياً بالكرسي الكهربائي.
وعليكم ان تبينوا كيف ان ديموقراطية امريكا تسمح بتصدير اكبر صناعة للصور العارية في العالم. فلماذا ينتقدون المملكة بسبب القيود التي تفرضها للحفاظ على الاخلاق؟
وعليكم ان تبينوا لهم كيف ان باستطاعة أي سعودي أن يترك محفظة نقوده أو الكاميرا الثمينة على المقعد الأمامي بالسيارة كما فعلت، ويعود ويجدها في نفس مكانها، بينما ينهمك الأمريكيون في استخدام أجهزة الإنذار لإبعاد اللصوص، كما ينتشر المجرمون الذين يسيئون للاطفال في كل حي.
عليكم أن تبينوا للأمريكيين بأن العديد من الراهبات المسيحيات واليهوديات يغطون رؤوسهن، فلماذا يعتبرون تغطية المرأة السعودية لرأسها مظهراً من مظاهر الظلم والرجعية؟!
ولماذا يعتذر السعوديون عن بطء خطوات التقدم، بينما استغرقت أمريكا مائتي عام لمنح المرأة حق الإقتراع، إذ لم يتم ذلك إلا في عام 1920م؟!
وعليكم أن تبينوا للامريكيين بأنهم يميزون بين الرجل والمرأة في الدخل، بينما وظف الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) للعمل في التجارة من قبل زوجته الأولى خديجة التي كانت امرأة ناجحة تماماً في أعمالها التجارية، كما حاربت زوجة أخرى للرسول هي عائشة جنباً الى جنب مع المقاتلين في إحدى الغزوات، والذي يدل على أن الإسلام يمنع العنصرية والتمييز ضد المرأة.
وعليكم ان تبينوا للأمريكيين كيف أنه لم يتم إلغاء التفرقة العنصرية ضد السود سوى عام 1963م بعد سلسلة من الإضطرابات وأعمال العنف، كما ولا يزال التمييز شائعا ضدهم ولا يتم الاختلاط بهم من الجنس الأبيض بحرية!.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 10:14]ـ
اللهم اعز الاسلام والمسلمين
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 06:50]ـ
يبدوا أن حسن الخلق تطرف
و عدم السرقة جريمة
و الأمن إرهاب
ألا تنص الديموقراطية على هذا؟
ـ[أبو إسحاق السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 12:29]ـ
جزاك الله خيراًُ
والفضل ما شهدت به الأعداء
الحمد لله على نعمة الإسلام
ـ[المسدد]ــــــــ[22 - Jan-2010, صباحاً 12:14]ـ
وعليكم ان تبينوا لهم كيف ان باستطاعة أي سعودي أن يترك محفظة نقوده أو الكاميرا الثمينة على المقعد الأمامي بالسيارة كما فعلت
اقول احمدي الله انتس ما انسرقتي انتي وسيارتس بس.(/)
هدوء النفس عند التحاور ..
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 05:41]ـ
هدوء النفس عند التحاور ..
الشيخ أبو أويس مولاي رشيد الإدريسي
الأخ الكريم إذا جادلت عند الحاجة 1: فاجعل الحقَّ لك مقصداً، والحقيقة لك منْشداً، سواءٌ ألفيتها عندك أم عند غيرك، فإن ذلك لا يَضيرك.
قال الإمام الشافعي – رحمه الله –: " ما كلَّمت أحداً إلاَّ أحببت أن يُوفَّق ويُسدَّد ويُعان، ويكون عليه رعاية الله وحفظه، وما كلَّمت أحداً إلاَّ ولم أُبال يُبيِّنُ اللهُ الحقَّ على لساني أو لسانه " 2.
و المجادل الذي هذا جداله، هو الذي قد صحَّ عقله واستقام حاله، وصفت نفسه، لكن الواقع حتى في مجالس بعض من تجمعهم الأصول الصحيحة فقدان روح الأخوة والمودة عند أي اختلاف، بل ربما يصل الحال إلى عدم النظر إلى الوشائج العامة التي تجمعهم والتي أولها: الآدمية، وثانيها: الإسلام، وثالثها: رحم العلم.
وقد قال من ذاق لذَّة العلم ومواصلة العلماء:
وقرابة الآداب تقْصر دونها****عند اللَّبيب قرابة الأرحام
فالملاحظ في كثير من المجالس التي تقام للكلام في مسألة علمية نوع تشويش يذهب بلب صاحبه وصفاء ذهنه، بحيث يكون ذلك من أعظم أسباب التعصب ومجانبة الحق والصدور عنه .. ، {وَمَآ أُبَرِّىءُ نفسي} 3 ...
فترى المرء ينهض لمجرد أن يعترض، مع أن " الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض " 4.
فيا هذا تذكر أن " خير الألسن المخزون، وخير الكلام الموزون، فحدث _ إن حدثت _ بأفضل من الصمت، وزين حديثك بالوقار وحسن السمت، إن الطيش في الكلام يترجم عن خفة الأحلام، وما دخل الرفق في شيء إلا زانه وما زان المتكلم إلا الرزانة " 5.
واعلم يا رعاك الله أن اعتدال المزاج عند مجالس المباحثة خاصة سبب لحسن النظر، وتصور المسائل تصورا صحيحا، فإن النفوس إذا نفرت " عميت القلوب، وخمدت الخواطر، وانسدت أبواب الفوائد " 6.
ولذلك زجر الشرع عن القضاء حال الغضب، لأن الغضب وما في معناه يخرج عن حد الاعتدال فلا يحسن تصور الأمور على ما هي عليه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:" وهل يستريب عاقل في أن النبي عليه الصلاة والسلام لما قال: (لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان)، إنما كان ذلك لأن الغضب يشوش عليه قلبه وذهنه ويمنعه من كمال الفهم ويحول بينه وبين استيفاء النظر ويعمى عليه طريق العلم والقصد فمن قصر النهي على الغضب وحده دون الهم المزعج، والخوف المقلق، والجوع والظمأ الشديد، وشغل القلب المانع من الفهم فقد قل فقهه وفهمه" 7.
فالكيس إذن لا يحاور" في حال الجوع والعطش، ولا في حال الخوف والغضب، ولا في حال يتغير فيها عن طبعه، ولا يتكلم في مجلس تأخذه فيه هيبة، ولا بحضرة من يزري بكلامه، لأن ذلك كله يشغل الخاطر ويقطع المادة " 8.
فالحرص الحرص على هدوء النفس عند الحوار والجدال، فإن ذلك من أسباب الإصابة في الأقوال والفعال، والعرب كانت تقول:" قبل الرمي يراش السهم"، أي: هيئ الأمر وأعده قبل حاجتك إليه 9.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله في ذكر آداب الجدل والمناظرة:" ويستشعر في نفسه الوقار، ويستعمل الهدوء، وحسن السمت، وطول الصمت إلا عند الحاجة" 10.
فقد قيل: " قل أن يصح رأي مع فورة طبع، فوجب التوقف إلى حين الاعتدال" 11.
إذا ما كنت ذا فضل وعلم****بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون****حليما لا تلح ولا تكابر
يفيدك ما استفاد بلا امتنان****من النكت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوج ومن يرائي**** بأني قد غلبت ومن يفاخر
فإن الشر في جنبات هذا****يمني بالتقاطع والتدابر
نعم، العلم يحتاج إلى حرقة تجمع أطراف الفكر، لكنها حرقة نور لا حرقة نار، وملاك ذلك الإنصاف.
قال ابن عزوز المالكي رحمه الله:" فإن المحققين ما نالوا حقائق العلوم إلا بالشوق إليها والنهمة فيها بحرقة تجمع أطراف الفكر إلى ما هو بصدده، وهي حرقة نور لا حرقة نار، وخصلة الإنصاف ملاك الأمر كله" 12.
فالحق وإن كان ثقيلا فإنه يستطاب للنفس إذا هذبت وعليه فـ " قولهم: (الحق مر) فهو باعتبار من لم تتهذب نفسه، ولم يزل مرضه.
فمن يك ذا فم مر مريض****يجد مرا به الماء الزلالا
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما من كمل فإنه يستطيب الحق وإن كان ثقيلا، كما قال عليه الصلاة والسلام (وجعل قرة عيني في الصلاة)، ومن أصلح خلقه وهذب نفسه فقد فاز أعظم المآلين" 13.
فالقضية إذن أخلاقية تربوية، فـ " بالخلق الحسن وطمأنينة القلب وراحته يتمكن من معرفة العلوم التي سعى لإدراكها، والمعارف التي يفكر في تحصيلها وبه يتمكن المناظر والمخاصم من إبداء حجته، وفهم حجة صاحبه، ويسترشد بذلك إلى الصواب قولا وعملا ....
وبالخلق الحسن يسلم العبد من مضار العجلة والطيش، لرزانته وصبره ونظره لكل ما يمكن من الاحتمالات، وتجنب ما يخشى ضرره ...
وإن حسن الخلق ليدعو إلى صفة الإنصاف، فإن صاحب الخلق الحسن يسلم غالبا من الانتصار لنفسه، والتعصب لقوله، لأن الانتصار للنفس والتعصب يحمل على الإعساف، وعدم الإنصاف" 14.
فهدئ أيها المحاور من روعك، واترك الشغب عند الجدال مع إخوتك فإن " من خاض في الشغب تعوده، ومن تعوده حرم الإصابة واستروح إليه، ومن عرف به سقط سقوط الذرة " 15.
فجادل بالتي هي أحسن كما أمرك ربك، وأصلح من حالك فإن " لسان الحال أبلغ من لسان المقال " 16، فكيف إذا اجتمعا؟.
فـ" الجدال فيه مدافعة ومغاضبة، فيحتاج أن يكون بالتي هي أحسن حتى يصلح ما فيه من الممانعة والمدافعة، والموعظة لا تدافع كما يدافع المجادل" 17.
أما من لم يكن على بصيرة من رأيه، ولا حسن في مجادلته، ولا هدوء في حاله فإنه ينزعج في محاورته، ويطيش فيلفظ بالكلام دون قيده ولا زمامه .. ، فيظن أن السبق قد حازه، والفضل قد ناله، والأمر على خلاف ما وسوس له، والعرب تقول:" عند النطاح يغلب الكبش الأجم"، لأنه فعل ذلك من غير عدة هيأها! 18.
" فالمناظرة حيث وضعت فإنها وضعت لاستخراج حكم الله في الحادثة، فاعتبر لها اعتدال الطبع " 19
فيا أيها المحاور حتى لا تكون ممن ينتهض لمجرد أن يعترض فعليك مع علم العليم التحلي بخلق الحليم، فـ" أحسن شيء كلام رقيق، يستخرج من بحر عميق على لسان رجل رفيق" 20.
ومن اللطائف عند هذا المقام ما حث عليه الشرع الحكيم، ويحمل عليه الذوق السليم: التبسم مع المخالف إذا كان يرجى معه تحقيق التآلف حتى وصف الموفق ابن قدامة رحمه الله بأنه كان لا يناظر أحدا إلا وهو يتبسم، حتى قال بعض الناس: " هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه " 21.
فـ " كن مع خصمك مستبشرا متبسما غير عبوس، فتكون أنت وخصمك عند ذلك عن دواعي الغضب والضجر أبعد " 22.
فهدوء النفس إذن في هذا المجال يعكس عقلا متزنا، وفكرا منتظما، وحجة وموضوعية، كالبحر تجد الصخب والضجيج على الشاطئ وعند الصخور، حيث الماء ضحل لا جواهر فيه ولا درر، وتجد الهدوء لدى الماء الأعمق، حيث نفائس البحر وكنوزه.
أرى البحر حيث العمق والدر هادئا****ويلقى ضجيج البحر عند السواحل
فكن هادئا طبعا تكن ذا مهابة****ولا ترفعن الصوت عند التجادل
......................
1. قيد الأمر بالحاجة لأن الجدل " لا يدعى به، بل هو من باب دفع الصائل، فإذا عارض الحق معارض جودل بالتي أحسن " الرد على المنطقيين لابن تيمية رحمه الله 468.
2. الفقيه والمتفقه للخطيب رحمه الله 2/ 49.
3. فالإنسان كإنسان عرضة للخطأ والزلل، عرضة أن يستفز بكلام أو تصرف .. ولكن العبرة بالغالب فتنبه.
4. قالها السراج البلقيني رحمه الله في محاسن الاصطلاح 176.
5. من قالات الزمخشري رحمه الله انظر أطواق الذهب 79.
6. قالها الإمام ابن عقيل رحمه الله كما في الواضح في أصول الفقه 1/ 528.
7. إعلام الموقعين 1/ 217.
8. من قالات أبي الوليد الباجي رحمه الله كما في المنهاج بترتيب الحجاج 85.
9. الأمثال لأبي عبيد رحمه الله 215.
10. الفقيه والمتفقه للخطيب رحمه الله 2/ 27.
11. قالها ابن عقيل رحمه الله انظر الآداب الشرعية لابن مفلح رحمه الله 65 مهذبه.
12. هيئة الناسك 53.
13. الذريعة إلى مكارم الشريعة 126.
14. الفتاوي السعدية 464_465.
15. قاله ابن مفلح رحمه الله انظر أصول الفقه 3/ 1424.
16. الجامع لأحكام القرآن 9/ 148.
17. الرد على المنطقيين لابن تيمية رحمه الله 468.
18. الأمثال لأبي عبيد رحمه الله 215.
19. كتاب الجدل على طريقة الفقهاء لابن عقيل رحمه الله 244.
20. قاله يحيى بن معاذ رحمه الله انظر بهجة المجالس للأثري.
21. الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 137.
22. كما قال الجويني رحمه الله انظر الكافية في الجدل 532.
أبو أويس الإدريسي.(/)
"المنصف من اغتفر قليل خطإ المرء في كثير صوابه"
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 06:04]ـ
العبرة بكثرة الفضائل ..
"المنصف من اغتفر قليل خطإ المرء في كثير صوابه"
الشيخ أبو أويس مولاي رشيد الإدريسي المغربي.
مما لا يخفى أن الغلط من طبائع البشر، بل إن الإصرار عليه يكاد يكون – في أحيان ما – طبعا آخر من طبائعهم الإنسانية الناقصة، لكن ثمة فرقا بين " الغلط " و" المغالطة " ذلك أن الغلط سببه الجهل، أو عدم إدراك الحقائق على حقيقتها، أما المغالطة فإنها تحمل معنى الجهل المركب، والتمادي في الغلط إلى منتهاه بحيث تغلق على صاحبها أبواب الرجوع، أو حتى التفكير به!.
هكذا حال من وقع في الإجحاف كما نراه من زهد بعض الناس في آخرين وطعنهم فيهم لوقوفهم على ما أخطئوا فيه وزلوا على قلته!، مع علمهم بأنه لا يخلوا إنسان من العيب والنقص مهما كان فضله وبلغت منزلته، ف " كل بني آدم خطاء .. "1، و" "ليس من شرط أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين في بعض الأشياء خطأ مغفوراً لهم، بل ليس من شرطهم ترك الصغائر مطلقاً، بل ليس من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه توبة"2، بل "كيف يعصم من الخطأ من خلق ظلوماً جهولاً "3.
فالمرء لا يخلو من الأخطاء****مهما أتى من جيد الآراء
فالله المستعان على هذا المنهج النشاز الذي ظهر في هذه الأعصار من تتبع الأخطاء والعثرات للبراء والفرح بها مع نسيان الفضائل والحسنات.
"ومن ذا الذي لا يخطئ"4، فرحم الله عبد الرحمن بن مهدي لما قال: "من يبرئ نفسه من الخطأ فهو مجنون"5.
والقاعدة العامة التي كان عليها السلف الصالح رضي الله عنهم أنهم إذا تكلَّموا في أحدٍ ألقوا عَباءة الهوى وراءهم ظِهْرِيّاً، وحكموا عليه بما كان به حريّا، فإلى الله المشتكى فيمن صارت مجالسُهم لسقطات النجباء سُوقاً، وغدت ألسنتهم لنشر غلطات الفُضلاء بُوقاً.
قال سعيد بن المسيب رحمه الله: "فليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان إلا وفيه عيب ولا بد، ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه .. من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله"6.
وكان السلف كذلك لا يجعلون مطلقا بأدنى مخالفة من غيرهم لهم سُلَّماً إلى القول بتبديعه اعتقاداً أو تفْسيقه عملاً.
قال الإمام الذَّهبي – رحمه الله -: " لو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له، قُمنا عليه، وبدَّعناه، وهجرناه: لما سلم معنا لا ابن نصْر، ولا ابن منْده، ولا من هو أكبر منهما ... ، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة! "7.
وحتَّى تكون – أيُّها القارئ – على تصوِّرٍ واضح؛ من غير غُلوِّ مادح، أو هتك جارح، فنقول: "المنصف من اغتفر قليل خطإ المرء في كثير صوابه"8.
فهذه القاعدة تمثل منهجا صحيحا للسلف الصالح وأهل السنة في الحكم على الأشخاص، فقد كانوا أصحاب علم واجتهاد يُخوِّل لهم الحكم على الأنام؛ لأن الأمرَ دين يتقرب به إلى ذي الجلال والإكرام.
كما كانوا: " ذوي عدلٍ في مدحهم وفي ذمِّهم، لا يحملهم الهوى عند وجود المُراد على الإفراط في المدح، ولا يحملهم الهوى عند تعذُّر المقصود على نسيان الفضائل والمناقب وتعديد المساوئ والمثالب "9.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "من قواعد الشرع والحكمة أيضا أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل له ما لا يحتمل لغيره، ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره، فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل فإنه يحمل أدنى خبث يقع فيه، ... " 10، " فالبحر الخضم وإن ولغ فيه الكلب فهو مستغن عن تطهير المتطهرين، وتكلف المتكلفين " 11.
ما ضرَّ نهر الفُرات يوماً **** أن خاض بعضُ الكلاب فيه
وتقرير ذلك مبناه على اعتبار الغالب على المرء، على حد قول أهل العلم: "الشيء يحكم له أو عليه بما غلب عليه"، و" الأحكام إنما تناط بالغالب " 12، وفي ذلك قال الشافعي رحمه الله: "فإن كان الأغلب على الرجل من أمره الطاعة والمروءة قَبِلتُ شهادته وروايته، وإن كان الأغلب المعصية وخلاف المروءة رددتها" 13.
"وبذلك جرت عادة الخلق أنهم يعَدِّلون العادل بالغالب من أفعاله، وربما أساء، ويفسقون الفاسق بالغالب من أفعاله، وربما أحسن" 14.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فإن العبرة في تقويم الأشخاص كثرة المحاسن والفضائل، كما قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الإتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ وإنما العبرة بكثرة المحاسن" 15.
مع التنبيه -هنا- أن اعتبار غلبة المحاسن صحيح مع اعتبار سلامة المنهج، ووضوح التصور، وصفاء الاعتقاد، وصحة الأصول، بل نقول مستفهمين استفهاما تقريريا: وهل يتصور صحة ذلك إلا بذلك؟!.
وقد وضح هذا الإمام ابن القيم رحمه الله في معرض بيانه لزلة وقع فيها الشيخ الهروي رحمه الله صاحب كتاب المنازل حيث قال في حقه: "ولا توجب هذه الزلة من شيخ الإسلام إهدار محاسنه، وإساءة الظن به، فمحلُّه من العلم والإمامة والمعرفة والتقدم في طريق السلوك المحل الذي لا يجهل، وكل أحد فمأخوذ من قوله ومتروك إلا المعصوم صلوات الله وسلامه عليه، والكامل من عد خطؤه، ولا سيما في مثل هذا المجال الضنك، والمعترك الصعب الذي زلت فيه أقدام وضلت فيه أفهام" 16.
لكن عند الجهل والظلم فليس بمُسْتغرب أن يسمع المرءُ مالا يُسْتَعذب، أناس طعنوا على صاحب الأصول الصحيحة، والقواعد الفصيحة لزلة عرضت وإن كانت متحققة، أو مزلة متوهمة، ولم يشتغلوا بأن يَنْقِموا على عَلْمَانيٍّ قد فصل الدين وعرَّاه، ولا على مُسْتشرقٍ قد حرَّف مصادر الإسلام وأوهى عُراه، ولا على مُنافقٍ يكتب في كُلِّ صحيفةٍ وجريدة، ولا على مُشكِّكٍ يُصبِّحنا ويُمسِّينا بِشُبهٍ جديدة، ولا على مبتدع يَنْشُر بيْننا الكبائِر، ولا على عدوٍّ ٍ يتربَّص بنا الدَّوائِر. إذاً … فعلى من ينقمون؟!، وليس القصد عدم رد خطأ الموافق بالضوابط الصحاح إذا ظهر ولاح، فإن مجال الكلام وضاح.
إذن فالمرء يمدح بكثرة ما له من الفضائل والمحاسن، ومن الاعتساف والخروج عن الفطرة السوية والإنصاف: أن ندفن كثرة خير المرء لقلة زلله وعيبه، فإنه مما هو "معلوم عند الناس مستقر في فطرهم أن من له ألوف من الحسنات فإنه يسامح بالسيئة والسيئتين ونحوها" 17.
قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: "إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ على المحاسن لم تذكر المحاسن" 18.
وفي الختام هذه مقالتي بين أيديكم أدْعو بها كُلَّ عاقلٍ رشيد، وأُذكِّر بها من كان له قلْبٌ أو ألقى السَّمع وهو شهيد، أن يتَّبع الحقَّ الواضح والقول السَّديد.
نعم. . . قد يتطاول المُسْلم على أخيه، وينْهش من عرْضه دون تلافيه، والقلْب فيه ما فيه، ولكنَّ العاقل يرجع إلى الحق بأدنى تنبيه، فالحق " أحق أن يتبع " 19، فالزم ذلك أيها النبيه.
.........................
1. أخرجه الترمذي رحمه الله وغيره وهو في صحيح سنن ابن ماجة 2/ 418.
2. الفتاوي لابن تيمية رحمه الله 11/ 66_ 67.
3. مدارج السالكين 2/ 522.
4. قالها الإمام مالك رحمه الله انظر الآداب الشرعية لابن مفلح رحمه الله 2/ 142.
5. نفسه.
6. الكفاية 79.
7. سير أعلام النبلاء عند ترجمة محمد بن نصر المروزي رحمه الله.
8. قالها الحافظ ابن رجب رحمه الله، وعلق عليها الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بقوله:" الإنسان لا يخلو من الخطأ، لكن المنصف يرى الصواب ويرى الخطأ، فإذا صار الصواب أكثر، فليغتفر الخطأ، وإن كان الخطأ أكثر، اضمحل به الصواب " انظر تقرير القواعد وتحرير الفوائد لابن رجب رحمه الله، ضبط وتعليق الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه المولى 1/ 4.
9. تضمين مما قاله عماد الدين أبو العباس الواسطي رحمه الله في العقود الدرية 291.
10. مفتاح دار السعادة 1/ 529.
11. كتاب حقيقة القولين لأبي حامد الغزالي رحمه الله 25.
12. الفتح 2/ 199.
13. إرشاد الفحول 98.
14. من أقوال أبي الحسن الماوردي رحمه الله كما في درر السلوك 65.
15. السير 20/ 46.
16. المدارج 1/ 219.
17. مفتاح دار السعادة 1/ 531.
18. السير 8/ 378.
19. تضمين مما قاله عبد الله بن عباس رضي الله عنهما انظر إرواء الغليل 7/ 318.
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 02:51]ـ
والقاعدة العامة التي كان عليها السلف الصالح رضي الله عنهم أنهم إذا تكلَّموا في أحدٍ ألقوا عَباءة الهوى وراءهم ظِهْرِيّاً، وحكموا عليه بما كان به حريّا، فإلى الله المشتكى فيمن صارت مجالسُهم لسقطات النجباء سُوقاً، وغدت ألسنتهم لنشر غلطات الفُضلاء بُوقاً.
لكن عند الجهل والظلم فليس بمُسْتغرب أن يسمع المرءُ مالا يُسْتَعذب، أناس طعنوا على صاحب الأصول الصحيحة، والقواعد الفصيحة لزلة عرضت وإن كانت متحققة، أو مزلة متوهمة، ولم يشتغلوا بأن يَنْقِموا على عَلْمَانيٍّ قد فصل الدين وعرَّاه، ولا على مُسْتشرقٍ قد حرَّف مصادر الإسلام وأوهى عُراه، ولا على مُنافقٍ يكتب في كُلِّ صحيفةٍ وجريدة، ولا على مُشكِّكٍ يُصبِّحنا ويُمسِّينا بِشُبهٍ جديدة، ولا على مبتدع يَنْشُر بيْننا الكبائِر، ولا على عدوٍّ ٍ يتربَّص بنا الدَّوائِر. إذاً … فعلى من ينقمون؟!
بارك الله فيك،،
كلامٌ جميل، ووصف بديع!!
بين أظهرنا أناسٌ لا يعرفون الإنصاف في مدحهم وفي ذمهم، ولا يتحرون الحق في تعديلهم وتجريحهم، الولاء يدور مع الشيخ حيثما دار، فمن وافقهم أفرطوا في مدحه والثناء عليه، ونسوا سيئاته الكثيرة مقابل حسناته القليلة، ومن خالفهم بالغوا في ذمه والقدح في دينه، ونسوا حسناته الكثيرة مقابل سيئاته القليلة، العلم قال الله قال رسوله، والعلم عندهم قال فلان وزكاه فلان، نصيبهم من العلم قليل، وحظهم من الجدل كثير، وإلى الله عاقبة الأمور ...(/)
ضبط الاختلاف ..
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 06:13]ـ
ضبط الاختلاف ..
الشيخ أبو أويس مولاي رشيد الإدريسي المغربي
أوْحشني ما رأيت من كثْرة الاختلاف فيكم! "
إنَّ الاختلاف موجودٌ ما بقيت روحٌ في جسد، والطَّالبُ لضدِّه قد كلَّف بما لا يقدرُ عليه أحد، ذلك " لأنه لا بد أن تقع الذنوب من هذه الأمة، ولا بد أن يختلفوا، فإن هذا من لوازم الطبع البشري، لا يمكن أن يكون بنو آدم إلا كذلك "1.
لكن لا يعني هذا بحال أن نكون ممن يتعبد بالخلاف والجدال، فإنه مرير حتى قيل على وجه التحذير 2: " إن من الناس من يولع بالخلاف أبدا، حتى إنه يرى أن أفضل الأمور ألا يوافق أحدا، ولا يجامعه على رأي، ولا يواتيه على محبة، ومن كان هذا عادته فإنه لا يبصر الحق، ولا ينصره، ولا يعتقده دينا ومذهبا، إنما يتعصب لرأيه، وينتقم لنفسه، ويسعى في مرضاته .. " 3.
فليس – إذن - القصد من قولُنا بضرورة وجود الاختلاف تَسْويغ وجوده على أيِّ صورةٍ كانت فإن " الخلاف شر " 4.
قال ابن قُتيْبة – رحمه الله -: " قال المأمون لمرتدٍّ إلى النَّصرانية: خبِّرنا عن الشيء الذي أوْحشك من ديننا بعد أُنْسك به، واسْتيحاشك ممَّا كُنت عليه، فإنْ وجدتَّ عندنا دواء دائِك تعالجْت به، وإن أخْطأ بك الشِّفاءُ ونبا عن دائِك الدَّواءُ كُنْتَ قد أعْذرْتَ، ولم ترْجع على نفسك بلائمة، وإن قتلْناك قتلْناك بحكم الشَّريعة، وترجع أنت في نفسك إلى الاسْتبصار والثِّقة، وتعلم أنَّك لم تقصِّر في اجتهاد، ولم تفرِّط في الدُّخول من باب الحزم.
قال المرتد: أوْحشني ما رأيت من كثْرة الاختلاف فيكم! " 5.
هذا مع العلم أن أكثر الاختلاف الواقع بين الناس هو من البغي " بتأويل أو بغير تأويل، كما بغت الجهمية على المستنة في محنة الصفات والقرآن، ... وكما قد يبغي بعض المستنة 6إما على بعضهم، وإما على نوع من المبتدعة، بزيادة على ما أمر الله به .. " 7.
وعليه كان من سبل ضبط هذا الاختلاف الواقع ولا بد، الإيضاح والرد؛ إذ به تتبين الحقائق لكل سائل، وتُدْفع شُبه كل مجادِل، ولولاه لما اصطلح مُتخالفان، ولبقي الحقُّ عليه شيءٌ من ران؛ فمن طرق جادَّته وامتطى دابَّته، لا يخلو من ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى: إمَّا أن يكون على حقٍّ، فلا يزداد بذلك إلاَّ ثباتاً على حقِّه، واتِّباعاً له لظهور صدقه.
والحالة الثانية: أن يكون على خطأٍ، فبالبيان يتيقَّن خطأَه، وينتقل عن غلطه.
والحالة الثالثة: أن يكون على ارتياب، فلا يقدم من الدين على الشَّك.
وإلى مجموع هذه الأحوال يشير المُزني – رحمه الله – على وجه التنبيه فيما هو من جنس ما نتكلم فيه حيث قال: " لا تعدو المُناظرة إحدى ثلاث: إمَّا تثبيت لما في يديه، أو انتقال من خطأٍ كان عليه، أو ارتيابٍ فلا يقدم من الدِّين على شك " 8.
ولما كان غياب الميزان واهتزاز المعيار، - ولو كان صاحبه على شيء من العلم والعرفان -، يقود إلى البغي والتطفيف، ويوقع في الإعتساف والبعد عن الإنصاف تعين على المتكلم في الاختلافات: العلم بأصول المسائل المتنازع فيها والكليات، ثم التصور التام للوقائع والجزئيات ذلك أنه " من حق البحث والنظر الإضراب عن الكلام في فروع لم تحكم أصولها، والتماس ثمرة لم تغرس شجرتها، وطلب نتيجة لم تعرف مقدماتها" 9.
قال الناظم:
فالأصل ما عليه غيره بني****والفرع ما على سواه ينبني
قال شيخ الإسلام رحمه الله:" لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية ترد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت؟، وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وظلم في الكليات، قيتولد فساد عظيم" 10.
إذن فلا بد من أمرين اثنين لتقرير مسائل النزاع وتحريرها:
أولهما: العلم بالكليات.
ثانيهما: معرفة كيفية وقوع الجزئيات.
فإن منشأ الغلط عند كثير من الناس: إما من جهة عدم العلم بكليات المسائل، وإما من جهة عدم تصور مورد النزاع تصورا تاما، فيتكلم البعض في أمور لا علم لهم بأصولها، أولا معرفة لديهم بكيفية وقوعها، وهذا فساد مركب يخرج الإنسان عن حد الاستقامة والاعتدال.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن أهمية ضبط الضوابط والكليات فإنه من الأولويات وعليه كان " شرعنا مضبوط الأصول، محروس القواعد، لا خلل فيه ولا دخل " 11، و"إنما الآفة تدخل من المبتدعين في الدين أو الجهال "12 فيظهر الغلط والزلل.
ومن ثم كان من المهمات عند الاختلاف تمهيد الأصول والكليات لتحرير الحق، واستدراج المخالف إلى الإذعان والتسليم له حتى يتوصل إلى النتائج المطلوبة، وهذا ما يدخل عند أهل الشأن فيما يسمى ب " استسلاف المقدمات " كما " هي طريقة المتقدمين من نظار المسلمين .. يكون المستدل هو السائل 13 لا المعترض، فيستسلف المقدمات .. " 14، وهي طريقة أرشد إليها كتاب رب البريات 15.
وقد أحسن من قال:" كل كمال في الفرع المتعلم هو من الأصل المعلم" 16.
مع التنبه إلى أن النتيجة قد تكون صحيحة أحيانا مع ضعف المقدمات، فيستروح الناس بذلك فيهملون تقرير الكليات، لأن النفوس بطبيعتها تتشوق للنتائج .. ، فكن على حذر مما يعم بسبب ذلك من البليات!!.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:" قد تكون المقدمات فيها ضعف، لكن لكون النتيجة صحيحة يتساهل الناس في تسليم مقدماتها .. " 17.
أما في خصوص تصور وقوع الجزئيات فهو بدوره من الضروريات لأن " كثيرا من نزاع العقلاء لكونهم لا يتصورون مورد النزاع تصورا بينا " 18، وكلام علمائنا عن أهمية تحقيق المناط معلوم، بل هو " متفق عليه بين المسلمين، وهو أن ينص الله على تعليق الحكم بمعنى عام كلي، فينظر ثبوته في آحاد الصور، أو أنواع ذلك العلم" 19.
فكن منتبها إلى هذا الباب فإنه من سمات الجهال أنه " ليس في كلام أحدهم تصوير للصواب، ولا تحرير للجواب " 20.
ومما يعين عل اجتناب دربهم ما جادت به قريحة بعض المتقدمين حيث قال:" صور ما شئت في قلبك، وتفكر فيه، ثم قسه إلى ضده، فإنك إذا ميزت بينهما، عرفت الحق من الباطل" 21.
وعليه فصفوة الكلام وجماعه: أن الشأن كل الشأن في الأصول الأثرية، والتصورات النقية، بحيث عند تحققهما لم يكد يقع اختلاف، وإن وقع على وجه العرض كان اختلافا اجتهاديا تسع له الصدور دون علة ولا مرض.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:" ووقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه وإلا فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية ولكن إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريق المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافا لا يضر" 22.
.............................. .................... .............
1. الفتاوي 14/ 150.
2. بل قيل على وجه التنفير:" إذا رأيت إنسانا جبل على الخلاف، إن قلت: لا. قال: نعم. وإن قلت: نعم. قال: لا. فألحقه بعالم الحمير، فإن دأب الحمار إن أدنيته بعد، وإن أبعدته قرب .. " قاله أبو بكر الطرطوشي رحمه الله كما في سراج الملوك 259.
3. قاله الخطابي رحمه الله في العزلة 166.
4. قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انظر: صحيح سنن أبي داوود 6/ 204.
5. عيون الأخبار 2/ 154.
6. و" أهل السنة يثبتون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يثبتون إلا ما لهم " كما قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله انظر: التحقيق لمرعي الكرمي 147.
7. قاله شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوي 14/ 487.
8. جامع بيان العلم وفضله 2/ 108.
9. قاله أبو القاسم عبيد الله رحمه الله انظر: جامع بيان العلم 1/ 785.
10. منهاج السنة 5/ 83.
11. صيد الخاطر 36.
12. نفسه.
13. ومن ذلك مما يناسب المقام أن يطرح السؤال على المخالف أو المعترض في خصوص إعتقاده في صحة أصل من الأصول التي يرجع إليها الفرع المتنازع فيه، فتأمل.
14. قاله شيخ الإسلام رحمه الله في الرد على المنطقيين 331.
15. كما بينه شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوي 19/ 164.
16. قاله شيخ الإسلام رحمه الله في الجواب الصحيح 3/ 85.
17. درء التعارض 1/ 391.
18. الفتاوي 12/ 57.
19. منهاج السنة 2/ 474.
20. الرد على البكري 1/ 171.
21. نقله الحافظ ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم 1/ 285.
22. الصواعق المرسلة 2/ 519.(/)
" لا إله إلا الله " تجمع ولا تفرق.
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 01:17]ـ
" لا إله إلا الله "
تجمع بين أهلها ولا تفرقهم.
أعتقد أن كلمة التوحيد هي أقوى كلمة أرتجّ صداها في أرجاء الوجود، وأشمل صياغة لحقائق الحياة، وأثقل بطاقة في ميزان الله تعالى.
وأعتقد أن أكثر العقلاء من غير المسلمين لا يجدون مناصاً من الاعتراف بها، ولو من حيث المبدأ.
وأعتقد أن الانطلاق منها في طريق الدعوة هو انطلاق من أوسع الأبواب وأجملها وأغناها عن تفصيل كثير.
أليست هي الكلمة السواء؟ وكلمة الله العليا؟ والعروة الوثقى؟ وسر القرآن؟ وخلاصة الرسالة؟ وشعار حزب الله الموحدين؟ ودثار عباده المتقين؟ ومفزع الذاكرين؟ وسراج التائبين؟ وآخر زفرات المسلمين؟.(/)
كلام الشيخ عبد الكريم الخضير حول فتنة الحوثيين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 01:55]ـ
كلام الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله حول فتنة الحوثيين في الحدود الجنوبية
قال وفقه الله؛
اشتراط أمن الطريق الذي يذكر في المناسك ما جاء من فراغ فالطرق وقطاع الطرق فيهم كثرة على مر التأريخ والأمن الذي نعيشه وعشناه خلال ثمانين عام في هذه البلاد يمكن لو تصفحت التأريخ ما وجدت بقدر هذه المدة مثل هذا الأمن، بقدر هذه المدة يعني ما يقرب من قرن، أمن يسر الراكب ويقطع الفيافي والقفار ولا يخاف إلا الله -جل وعلا-، هذا أمن -في تقديري ومن خلال مطالعاتي للدول المتعاقبة على مر الدهور- ما مر نظير مع طول المدة، والأمن الحقيقي الذي عشناه، مع أنه في الأيام الأخيرة تسلل من خلال الحدود الجنوبية أناس مفسدون، يريدون أن يفرضوا عقائدهم الفاسدة على أهل التوحيد في هذه البلاد، لكن الله -جل وعلا- كفانا شرهم ودحرهم، وقضي عليهم إلى حد كبير -ولله الحمد- فالمطلوب من الجميع الآن رعاة ورعية، من جميع الفئات المحافظة على هذا الأمن، كيف نحافظ على هذا الأمن الذي نعيشه؟ وإلا الأمن موجود ومتحقق وعشناه ونعيشه وأدركناه وأدركه أبائنا من قبل، علينا أن نسعى جادين بجميع فئات من يعيش على هذه البقاع من مسؤولين، ومن رعية، من علماء، من عامة، من كبار من صغار أن يسعوا إلى تثبيت هذا الأمن، ويثبت هذا الأمن بتحقيق التوحيد، ونشر التوحيد ومحاربة الشرك والبدع {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [(55) سورة النور].
وما عشناه من أمن إنما هو ثمرة من ثمرات التوحيد الذي رفعت رايته هذه الدولة من عهدها الأول ثم الثاني ثم الثالث، مناصرة ومؤازرة لدعوة الإمام المجدد -رحمه الله-، لكن إذا تخلينا عن هذه الدعوة وتخلينا عن هذا التوحيد لا فرق بيننا وبين غيرنا .. والله المستعان.
من موقع الشيخ عبد الكريم الخضير
;}
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 04:32]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل المبارك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 05:28]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 05:54]ـ
الشيخ اللحيدان في درسه عمدة الأحكام تكلم بكلام حسن و كان مما قال أن الإمام الزيدي لما عين وزيراً من الرافضة أرسل له الإمام الشوكاني ينكر عليه ذلك و هذا الوزير هو الذي جعل لهم شوكة في البمن
ـ[جذيل]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 06:07]ـ
ويثبت هذا الأمن بتحقيق التوحيد، ونشر التوحيد ومحاربة الشرك والبدع {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [(55) سورة النور].
جزا الله الشيخ عبدالكريم خير الجزاء ونفع بعلمه.
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 06:40]ـ
بارك الله بكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 07:17]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 10:10]ـ
الله المستعان ... نسأل الله الأمن والإيمان ونسأله أن يصلح أحوالنا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 12:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ردود على أبو رية
ـ[العميري]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 07:47]ـ
أبحث عن جميع ما ألف في الرد على محمود أبو رية و كتابه، أضواءٌ على السنّةِ المُحمّديّةِ، و هل كان أبو رية شيخن كما يسمي الرافضة؟
ـ[المقدسى]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 01:01]ـ
* ظلمات أبي رية / لمحمد عبد الرزاق حمزة
* الأنوار الكاشفة / للعلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني
* السنة ومكانتها في التشريع الإسلامى / الشيخ مصطفى السباعي
ـ[جذيل]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 02:40]ـ
ابحث في الالوكة هنا رد حمزة ورد المعلمي.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 03:17]ـ
ينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86714
حمل: الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة من هنا:
http://www.megaupload.com/?d=AWVKRQAV(/)
طلب مساعدة عاجلة من أهل الفضل
ـ[أحمد سمحان]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 08:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد كتاب /1 - انتي دوهرنغ، فردريك إنجلز.
2 - حقيقة الشيوعية، لأمين شاكر، سعيد العريان، علي أدهم.
عاجل شكر الله لكم ...(/)
مقال لشيخ عبدالمحسن العباد .. بعنوان (لماذا النشاط المحموم تأييد اختلاط الجنسين في بلاد
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 10:10]ـ
http://www14.0zz0.com/2009/11/07/11/275590794.jpg
http://www14.0zz0.com/2009/11/07/11/379616275.jpg
http://www14.0zz0.com/2009/11/07/11/722009467.jpg
http://www9.0zz0.com/2009/11/07/11/550986946.jpg(/)
العرب قوم لا يصلحون إلا بدين
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 11:04]ـ
العرب قوم لا يصلحون إلا بدين
المحدث أبو إسحاق الحويني الأثري
المعلوم أن الله أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم إلى أمة من الهمج الهامج، يأكل القوي منهم الضعيف، وكانوا يعيشون على حاشية العالم، لا قيمة لهم ولا يذكرون بخير، بل كانوا كما روى البخاري رحمه الله في أول كتاب الجزية والموادعة من حديث جبير بن حية: قال: ندبنا عمر إلى غزو كسرى وأمر علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو، وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفاً، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم. فقال المغيرة: سلْ عما شئتَ. قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد، وبلاء شديد، نمصّ الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر، فبينما نحن كذلك؛ إذ بعث رب السموات ورب الأرضين ـ تعالى ذكره وجلت عظمته ـ إلينا نبياً من أنفسنا، نعرف أباه وأمه، فأمرنا نبينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه من قُتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثله قط، ومن بقي منا ملك رقابكم».
هذا كان وضع العرب قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قدمت هذا الكلام حتى أبين مفتاح إصلاح العرب، فإن العرب هم الذين استقبلوا الرسالة أول مرة، وهم الذين سينصر الله بهم الدين، ليس عصبية لجنس العرب.
إن جنس العرب هم أفضل جنس على وجه الأرض، لا نقصد أفراد العرب، فإن منهم من الملاحدة والزنادقة ما لا يخفى على أحد، لكن جنس العرب كجنس هو أفضل جنس على وجه الأرض، هم الذين استقبلوا الرسالة وهم الذين سيجددون الدين.
هل ينهض الإسلام من الغرب؟
في بعض رحلاتي إلى أمريكا سمعت دعوة غريبة كان بعض الناس يتكلم بها ويتأول كلام النبي صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى تشرق الشمس من مغربها" كان يقول: الشمس هي الإسلام، وأن نهضة الإسلام ستكون من الغرب. وهذا كلام باطل، وهذا الحديث كل علماء المسلمين يجعلونه في أبواب الفتن، فلا علاقة له بمسألة بعث الإسلام، بل هذه المنطقة المتنازع عليها "منطقة الشرق الأوسط" الممثلة في الجزيرة وفي مصر وفي الشام، هذه البقعة المباركة لم يرسل نبي قط إلا من هذه البقعة، لا تسمع أبدا أن نبيا بعث في الغرب، فالجزيرة كان فيها النبي صلى الله عليه وسلم وإبراهيم صلى الله عليه وسلم، ومصر كان فيها بنو إسرائيل وكان فيها يوسف وموسى وفيها يعقوب، والشام كذلك.
هذه البقعة يتقاتل عليها الناس جميعا لشرفها، ولم يبعث نبي خارج هذه البقعة مطلقا، فالمنتظر أن يسترد الإسلام عافيته مرة أخرى من بلاد العرب.
مفتاح العرب
مفتاح العرب الذي يغفل عنه كثير من الداعين إلى الإصلاح في بلادنا هو الدين. العرب قوم لا يصلحون إلا بدين، بدون الدين لا قيمة لهم، إذا تلبسوا به وصلوا إلى الأوج، تركيبتهم هكذا، خلقتهم هكذا.
وهم إذا ولغوا في الشهوات لا يفيقون، أنت ترى في الغرب مثلا الرجل يزني ويشرب الخمر وينتج، فالغرب ليسوا أهل عفة، ومع ذلك كل ما هو موجود في بلاد المسلمين من صنع أيديهم تقريبا، وأصبحت عقدة الخواجة ماركة مسجلة، يذهب الإنسان دائما إلى ما ينتجه الغرب.
أما العربي إذا شرب الخمر فإنه يشرب الخمر ثم يشرب الخمر ثم يشرب الخمر. وإذا زنى فإنه يزني ثم يزني ثم يزني، أي لا يفيق، هكذا تركيبته.
لذا فإن الذين يحاولون أن نساير الغرب في طريقتهم ويزعمون أن هذه من دعوى الإصلاح لا يفهمون طبيعة الجنس العربي، فهم لا يصلح إلا بدين أو ولاية دينية.
انظر إلى العرب وقد أنفقوا 80 سنة في حربين: حرب البسوس وحرب داحس والغبراء لسبب تافه في الحربين: لفحل وناقة.
روح التحدي
(يُتْبَعُ)
(/)
والعربي عنده روح التحدي، يتحدى حتى لو أهلك نفسه، لذا بطبيعة العربي – كطبيعة عند العرب – إذا تحديته فإنه لا يصبر، ينطلق كالسهم إلى مكان التحدي، لذا كان أخطر الدعوات في دولة اليهود – هما كتلتان: الليكود وحزب العمل، الليكود يتعامل (بالعنف)، وحزب العمل يتعامل بهدوء. فإسحاق رابين هذا الذي قتل كان يدعو إلى سوق اقتصادية وتبادل ثقافي، ونحن نستنيم لعدونا أول ما نسمع هذه الدعوات. أما بيجين وجماعته (فمذهبهم العنف).
ونحن عندما نضرب تستيقظ فينا روح التحدي، لذا كان من الخطر الداهم أن يحدث نوع من (الدعة) التي تملأ بلاد المسلمين، لأننا معاشر أهل السنة نتمتع بنوع من الغفلة، يمكن أن نضع أيدينا بيد عدونا إذا حدث نوع من السلام بيننا وبينه، لذا نحن نخشى أن يحدث صلح بيننا وبين الرافضة، لأنه لو حدث صلح بيننا وبينهم، سيكون أهل السنة هم المجني عليه، لأنه سيحدث تبادل ثقافي وتنتشر الحسينيات، وننسى حقيقة الخلاف الجوهري بيننا وبينهم.
لكن نحن نتمتع بشيء لا يتمتع به عدونا أننا نسيج واحد متماسك، أما عدونا فليس كذلك. فدولة اليهود مفككة: يهود شرق ويهود غرب، يهود الغرب هم السادة ويهود الشرق هم (أبناء البطة السوداء) لا قيمة لهم.
لابد من عدو
في فبراير 1967 قبل الهزيمة النكراء التي منينا بها سئل بن جوريون - وهذا في كتاب مترجم قرأته عن طبيعة الصراع الإسلامي اليهودي، أما تسميته (الصراع العربي الإسرائيلي) فهذه تسمية خاطئة، لذا لم ينتصر العرب أبدا طالما سموا المسألة (عربي إسرائيلي)، فإذا صار (إسلامي يهودي) انتصروا فورا، لأنك إذا قلت إسلامي تحرك بعقيدة – أن العرب يمدون أيديهم بالسلام فلماذا ترفضون السلام؟
الرجل كان صريحا جدا قال: نحن قوم لا نحيا إلا بعدو، فإن لم نجد عدوا صنعنا عدوا.
طبيعة الناس في المحن أنهم يتجمعون وينسون الخلافات، وأظن في الولاية الثانية للرئيس بوش، ذلك المجرم الأثيم، تصور كثير من الناس بسبب إخفاقه في العراق وأفغانستان والهزيمة النكراء لقواته والقتلى الذين هم آلاف مؤلفة – وهم يخفون الحقائق – توقع كثير من الناس أن يسقط في الانتخابات، لكن الذين يعرفون الحقيقة علموا أنه سينجح، لماذا؟
لأنه استطاع أن يحشد المجتمع الأمريكي ضد عدو.
استطاع أن يبين أن العراق يهدد أمريكا تهديدا مباشرا وعنده صواريخ بالستية تحمل رؤوسا نووية يمكن أن تصل إلى أمريكا، فصدق الناس كلهم تقريبا هذه الفكرة، لأن أجهزة الدولة كانت مسخرة لهذه الفكرة، أي فكرة أن هناك عدوا وأن هناك خطرا داهما على أمريكا نفسها، استطاع أن يجمع كل الناس على عدو، هذه طبيعة المحن.
وقد سألني بعض الناس مرة لماذا ذكر الله آية الربا وسط الكلام على غزوة أحد؟
{أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
والإجابة أن المجتمع إن لم يكن متماسكا لم يستطع أن يغلب عدوه في الخارج. فإذا كان المجتمع مليئا بالأحقاد والكراهية والحسد وعدم التراحم لم يستطع أبدا أن يهزم عدوه في الخارج، فلابد أن يكون نسيجا متماسكا.
والمجتمع اليهودي ليس نسيجا متماسكا، بخلاف بلاد العرب أعني السُنَّة، وانظر إلى العراق وهي (أطياف شتى) لما وقعت المحنة أكل بعضهم بعضا، فوضع العراق لا نظير له في بلاد العرب، بقية البلاد تقريبا كأنها نسيج واحد.
وعدونا يعلم هذه الحقيقة، فإذا مد يده بالسلام فهو يعلم أنه سيتحلل لأنه ليس نسيجا متماسكا.
إذًا فالذين ينظرون إلى بلاد العرب ويتحدثون عن الإصلاح، ينبغي أن يراعوا أن العرب لابد لهم من دين.
وقد بسط ابن خلدون في "المقدمة" هذه المسألة بسطا جيدا، وعلى من يريد التوسع في المسألة العودة إلى الفصل السابع والعشرين من المقدمة، أن العرب لا يصلحون إلا بدين أو بولاية دينية، لأن عندهم من صفات الخير الكثير: تجد العربي قد يشرب الخمر وقد يقتل، لكن عنده شجاعة ونخوة وشهامة ونجدة وكرم ومروءة وحرص على صيانة الحرمات والأعراض، لذا عند القتال كانوا يأخذون نساءهم معهم، لأنه إذا رأى بارقة السيف قد يفر، لكنه إذا علم أن امرأته خلفه قاتل حتى الموت.
فلأن العربي عنده من الصفات الجيدة ما سبق ذكره إذا جاءه الإسلام فإنه يتزكى ويبلغ الأوج، كما قال صلى الله عليه وسلم: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا".
* من محاضرة بعنوان: "الإسلام سبيل العزة العربية" لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني في الإسكندرية بمصر في 11 ربيع الأول 1430
موقع منزلة المرأة ( http://x.php/?=com_content&view=article&id=527:5 موقع منزلة المرأة27& catid=39:minhaj&Itemid=54)
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 12:08]ـ
(العرب لا يصلحون إلا بدين)
بارك الله فيك، أخي الكريم. موضوع مفيد تُشكر عليه. فشكراً (جزيلاً) لك، وجزاك الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 12:39]ـ
وفيك بارك شيخنا الكريم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 01:22]ـ
العرب لا يجمعهم إلا: خلافة أو نبوة ..
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 01:36]ـ
الاخ الكريم ابو عبد الله
جزاك الله خيراً على هذا المقال الذي نقلته عن رجلٍ نحبه ونحترمة
غير أن لي اعتراضاً على عنوان وموضوع المقال فليس العربي وحده الذي لايصلحه إلا الدين هذا منطقٌ خاطئٌ وتفسيرٌ غير صحيح بل البشر - كل البشر- لا يصلحهم إلا الدين وليست الخمر أقل افساداً للغربي منها للعربي هذا كلامٌ خطيرٌ خاصةً وأن هذا الصلاح الذي يثبته المقال للغربي مع شربه الخمر وزناه هو الإنجاز في الكسب الدنيوي والمادي وهذا ليس صلاحاً بمفهوم الاسلام, بل المشاهد أن بعض المسلمين الآن صاروا غربيين تماماً في نمط حياتهم فلا يلهيهم سكر الليل عن عمل النهار ولك في الممثلين و الممثلات مثال واضح فهم مع الفجور والخنا أكثر جلداً وعملاً من كثيرٍ من المنتسبين الى الدعوة.
ثم ألا يقال لمدعي هذه الدعوى
"اذا كان لايصلحكم - أنتم العرب - إلا الدين فكونوا متدينين كما شئتم أما نحن فصلاحنا غير مرتبطٍ بالدين "
قكيف ترد على الغربي اذا ألزمك بلازم هذه الدعوى الفاسدة
وأخيرا: ً لست في حاجة إلى الاعتذار بذكر محبة الشيخ واحترامه فهذه مسلمةٌ لا شك فيها ولكن الحق أحب(/)
الخضر عليه السلام هل هو نبيٌّ.
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 11:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الخضر عليه السلام ولي فقط، وليس بنبي عند الجمهور.
قال الشيخ زروق رضي الله عنه وقد حكى قول بعض العلماء قال ذلك العالم: أنّ الخضر عليه السلام رسول من رسل الله أرسل إلى طائفة من البحر، فمن لم يقل برسالته فقد كفر.
قال الشيخ زروق مجيبا عن هذا القول: سلمنا صحة ما يدعيه، ولا نسلم القول بكفر من لم يعتقده لأنّ تلك زيادة عقيدة في الإيمان وإلزام لها، وهي لم تجمع الأمة عليها، ودليل عدم نبوته قول سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام له حيث قال له في خرق السفينة:
قد جئت شيئاً إمرا، وفي قتل الغلام لقد جئت شيئاَ نكرا، إذ لو كان نبيا ما جهله موسى عليه الصلاة والسلام لانَه تام العلم فكيف يجهل قدر نبي حاضر معه يظنه ليس بنبي هذا يستحيل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لوجوب الإيمان به علينا لو كان نبياً، ويستحيل أنْ يكون جاهلاً بمرتبة في الإيمان واجبة مع كونه يعلم أنّ لو كان نبيا لعلم أنّ النبوة معصومة يستحيل عليها متابعة الهوى، والسير في الأمور بمخالفة أمر الله تعالى، فهذا مستحيل على النبوة، فلو علم موسى أنّه نبي ما تجرأ عليه بقوله: لقد جئت شيئاً امراً وشيئاَ نكرأ، لأنه يعلم أنّ هذا مستحيل على النبوة لا يتاًتى ولا يتصور منها لثبوت العصمة، فهذا أكبر دليل على أنه ليس بنبي. انتهى
يضاف إلى ذلك أن الخضر لوكان نبيا لأعلم الله موسى بنبوته لأجل أن لا ينكر عليه لأنّ الإنكار على صاحب النبوة تضليل له، والمضلل للنبي كافر وسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام معصوم، فما تجرأ عليه بقوله: (لقد جئت شيئاَ نكرا) إلاّ لعلمه أنه ليس بنبي.
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 12:40]ـ
قال ابن حجر في الفتح:
وحكى بن عطية البغوي عن أكثر أهل العلم أنه نبي .. الى ان قال: وقال القرطبي هو نبي عند الجمهور والآية تشهد بذلك لأن النبي صلى الله عليه و سلم لا يتعلم ممن هو دونه ولأن الحكم بالباطل لا يطلع عليه إلا الأنبياء.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 12:59]ـ
الخضرعليه السلام هو العبد الصالح الذي رحل إليه موسى عليه السلام ليطلب منه علمًا كما حكى الله ذلك في سورة الكهف
،وقد ذهب عددٌ من أهل العلم إلى أنّ الخضر نبيٌّ من الأنبياء، وقالوا بأنّ سياق القصة يدلّ على نبوته من وجوه:
الأول: قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مّنْ عِبَادِنَا ءاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا} [الكهف:65]،
والرحمة هي النبوة، قال ابن عبّاس: (أعطيناه الهدى والنبوة)] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/alemanbellahwarosoleh/3.HTM#10))، قال البيضاويّ: " {ءاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا} هي الوحي والنبوة)،
وقال القرطبيّ: "الرحمة في هذه الآية: النبوة. وقيل: النعمة"
الثانِي: قول موسى له: {قَالَ لَهُ مُوسَى? هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى? أَن تُعَلّمَنِ مِمَّا عُلّمْتَ رُشْداً (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى? مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (68) قَالَ سَتَجِدُنِى إِن شَاء ?للَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِى لَكَ أمْراً (69) قَالَ فَإِنِ ?تَّبَعْتَنِى فَلاَ تَسْأَلْنى عَن شَىء حَتَّى? أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً} [الكهف:66 - 70]،
فهذا موسى ـ من عصمه الله بالنبوة ـ لا يرضى أن يتبع الخضر اتباعًا مطلقًا إلاّ إذا كان يعلم أنّ الخضر نبيٌّ معصوم،
لا يفعل إلاّ بوحيٍ من الله.
الثالث: قتل الخضر للغلام، ففيه إزهاق نفس، والفِراسة ليست حجّة لقتل النفس، فلا بدّ أنّ ذلك كان بوحيٍ من الله تعالى.
الرابع:قوله فاراد ربك في بنائه للجدار (((وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) "
الخامس: تفسير الخضر لموسى بأنّ أفعاله السابقة كانت بوحيٍ من الله تعالى: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِى} [الكهف:82]،
قال الطبريّ: "يقول: وما فعلت ـ يا موسى ـ جميع الذي رأيتني فعلته عن رأيي ومن تلقاء نفسي،
وإنّما فعلته عن أمر الله إياي] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/alemanbellahwarosoleh/3.HTM#13)).
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 01:20]ـ
القول بأنه ليس نبياً فتحٌ لباب شر وهذا الباب المذكور هو عند الصوفيّة مخلوع أو مكسور وقد أوصده الله بقوله " آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما"
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 01:28]ـ
هكذا قال اهل الضلال:
مقام النبوة في برزخ ...... فويق الرسول ودون الولي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 01:56]ـ
الخضر عليه السلام مختلف فى شأنه جدا
منهم من قال أنه نبى
و منهم من قال ولى
و منهم من قال ملَك
و يمكننى مناصرة أى الآراء الثلاثة و بأدلة قاطعة
و لكن أيا ما يكون
فلقد أخطأ موسى عليه السلام فى حقه ثلاث مرات!!!
ذلك أن موسى عليه السلام ما رحل إليه إلا لما كلمه الله أن هذا العبد أكثر منك علما
من قال أن الأنبياء معصومون؟
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 02:43]ـ
فلقد أخطأ موسى عليه السلام فى حقه ثلاث مرات!!!
ذلك أن موسى عليه السلام ما رحل إليه إلا لما كلمه الله أن هذا العبد أكثر منك علما
من قال أن الأنبياء معصومون؟
أخطأت القول جدا وليس هذا من الأدب مع أنبياء الله فاستغفر الله. وأين العصمة لهم وهم رسل الله؟ وأين قوله تعالى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى؟ وكيف يؤتمنون على الشرائع إن جاز عليهم الخطأ؟ نقول إذن هذا الذي جاءنا به الرسول (ص) يحتمل الخطأ لأنه غير معصوم فلا حرج علينا في ترك العمل به ولا لوم علينا لأن احتمال الخطأ وارد. ونشك في القرآن بلا حرج لأنه حسب رأيك يحتمل الخطأ من النبي صلى الله عليه وسلم.
أقول للإخوة الذين أجابوا بنبوة الخضر: النحل أيضا عندكم أنبياء بدليل قوله تعالى (وأوحى ربك إلى النحل) وما هو إلا إلهام منه تعالى لتلك الحشرات فإن جاز في أبسط خلقه فكيف يستحيل في البشر ممن ليسوا أنبياء أن يجدوا في أنفسهم إلهاما من الله بفعل كذا وكذا؟ هذا تحجير منكم على الله في ملكه وتصرفه.
وقوله تعالى عبد من عبادنا دون التصريح بنبوته في أي موضع من القرآن دليل على ما قلناه.
كما أن علم غير النبي بأمور دنيوية أكثر من نبي لا يلزم منه أنه فوق رتبة ذلك النبي لأن الأنبياء متعلقون بالحق جل وعلا وأسرار ملكوته ولا يتنزلون إلى ما هو أقل منها إلا لتعليم الناس وليس هذا من ذاك , وكيف يشتغل بكلام العبيد من كان في حضرة السلطان؟ وقد قدم النبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يأبرون النخل يقولون يلقحون النخل فقال ما تصنعون قالوا كنا نصنعه قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا فتركوه فنفضت أو فنقصت قال فذكروا ذلك له فقال إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر.
فهل نقول بنبوة الصحابة لأنهم أعلم منه صلى الله عليه وسلم بأمور الدنيا؟
وكيف تجيبون على إنكار موسى على الخضر عليه السلام لو كان نبيا؟؟؟
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 03:25]ـ
القول بأنه ليس نبياً فتحٌ لباب شر وهذا الباب المذكور هو عند الصوفيّة مخلوع أو مكسور وقد أوصده الله بقوله " آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما"
لا أرى وجها لهذا الإحتجاج فالرحمة والعلم ليستا مما اختص به الأنبياء حتى يمتنعا عن غيرهم. إلا أن تقصد قوله تعالى من لدنا وأنه يعني العلم بلا واسطة مثلا فهذا مردود بقوله تعالى وأوحى ربك إلى النحل فهو أيضا بلا واسطة.
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 03:36]ـ
فهذا موسى ـ من عصمه الله بالنبوة ـ لا يرضى أن يتبع الخضر اتباعًا مطلقًا إلاّ إذا كان يعلم أنّ الخضر نبيٌّ معصوم،
لا يفعل إلاّ بوحيٍ من الله.
بل لو علم نبوته لما أنكر عليه لعلمه أن النبي معصوم لا يتصرف إلا بأمر من الله.
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 06:39]ـ
أخطأت القول جدا وليس هذا من الأدب مع أنبياء الله فاستغفر الله. وأين العصمة لهم وهم رسل الله؟ وأين قوله تعالى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى؟ وكيف يؤتمنون على الشرائع إن جاز عليهم الخطأ؟ نقول إذن هذا الذي جاءنا به الرسول (ص) يحتمل الخطأ لأنه غير معصوم فلا حرج علينا في ترك العمل به ولا لوم علينا لأن احتمال الخطأ وارد. ونشك في القرآن بلا حرج لأنه حسب رأيك يحتمل الخطأ من النبي صلى الله عليه وسلم.
أخى الفاضل المعصوم هو الوحى فالله عز و جل لا يخطئ
بمعنى أنه لا موسى (ص) سيخطئ فى التوراة و لا عيسى (ص) سيخطئ فى الإنجيل و لا محمد (ص) فى القرءان لأن تلك الكتب كلام الله لا كلام الأنبياء
أما الأنبياء فهم بشر و لو جازت عليهم العصمة
ما جاز لنا أن نقتدى بهم و لا استطعنا
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن لسنا معصومون بل خطّاءون
هل وصلت الفكرة؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 06:59]ـ
اخي الكريم:ياابامسهر استغفر الله من قولك هداك الله
اخي الكريم حميد المرزوقي:
يقول الله تعالى في خبره مع موسى حكاية عنه ((وما فعلته عن أمري)
وهذا ظاهره أنه فعله بأمر الله والأصل عدم الواسطة يضاف
ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر لم يذكر وهو بعيد
والله وصفه بانه اعطاه الرحمه والعلم ((رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وعلمناه من لدنا علما))
والرحمة هي النبوة، في قول ترجمان القران قال ابن عبّاس رضي الله عنه: (أعطيناه الهدى والنبوة)
قال العلامة الشنقيطي في اضواء البيان مانصه:
اعلم أولا - أن رحمة تكرر إطلاقها على النبوة في القرآن. وكذلك العلم المؤتى من الله تكرر إطلاقه فيه على علم الوحي. فمن إطلاق الرحمة على النبوة قوله تعالى في «الزخرف»: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك} [الزخرف: 31 - 32] الآية. أي نبوته حتى يتحكموا في إنزال القرآن على رجل عظيم من القريتين.
وقوله تعالى في سورة «الدخان»: {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان: 4]
{أمرا من عندنآ إنا كنا مرسلين رحمة من ربك} [الدخان: 5 - 6] الآية،
وقوله تعالى في آخر «القصص» {وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك} [القصص: 86] الآية.
ومن إطلاق إيتاء العلم على النبوة قوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما} [النساء: 113]، وقوله: {وإنه لذو علم لما علمناه} [يوسف: 68] الآية، إلى غير ذلك من الآيات)) انتهى كلامه رحمه الله
ولا سبيل إلى القوم بأنه إلهام كما استدللت باية النحل
وهل اذا جاءك الهام بقتل شخص تفعله؟؟
لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتى يعمل به من قتل النفس وتعريض الأنفس للعرق
فإن قلنا إنه نبي فلا إنكار في ذلك
وأيضا فكيف يكون غير النبي أعلم من النبي
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
أن الله قال لموسى بلى عبدنا خضر
وأيضا فكيف يكون النبي تابعا لغير نبي وقد قال الثعلبي هو نبي في سائر الأقوال
وكان بعض أكابر العلماء يقول أول عقد يحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيا لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي
كما قال قائلهم مقام النبوة في برزخ * فويق الرسول ودون الولي
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 07:24]ـ
اخي الكريم:ياابامسهر استغفر الله من قولك هداك الله
اخي الكريم حميد المرزوقي:
يقول الله تعالى في خبره مع موسى حكاية عنه ((وما فعلته عن أمري)
وهذا ظاهره أنه فعله بأمر الله والأصل عدم الواسطة يضاف
ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر لم يذكر وهو بعيد
والله وصفه بانه اعطاه الرحمه والعلم ((رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وعلمناه من لدنا علما))
والرحمة هي النبوة، في قول ترجمان القران قال ابن عبّاس رضي الله عنه: (أعطيناه الهدى والنبوة)
ولا سبيل إلى القوم بأنه إلهام كما استدللت باية النحل
وهل اذا جاءك الهام بقتل شخص تفعله؟؟
لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتى يعمل به من قتل النفس وتعريض الأنفس للعرق
فإن قلنا إنه نبي فلا إنكار في ذلك
وأيضا فكيف يكون غير النبي أعلم من النبي
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
أن الله قال لموسى بلى عبدنا خضر
وأيضا فكيف يكون النبي تابعا لغير نبي وقد قال الثعلبي هو نبي في سائر الأقوال
وكان بعض أكابر العلماء يقول أول عقد يحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيا لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي
كما قال قائلهم مقام النبوة في برزخ * فويق الرسول ودون الولي
الجزء الأول سبقت الإجابة عليه
و أستغفر الله لى و لكم و لمن سبقونا بالإيمان
و الجزء الثانى
لو كان الخضر نبيا ما منع محمدا (ص) من التصريح بنبوته فى الحديث؟
و لو كان وليا كيف يأتيه الوحى؟ لا يصح أن يكون إلهاما
و لو كان مَلَكا كيف استطعما أهل القريه؟
حسنا لا ننسى أن الله عزو جل أوحى إلى السيدة العذراء و لم تكن نبيه!!!
و أستغفر الله لى و لكم و لمن سبقونا بالإيمان
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 07:36]ـ
و يمكننى مناصرة أى الآراء الثلاثة و بأدلة قاطعة
لو كان هناك دليل قاطع واحد، ما كان هناك خلاف، ولأن الأمر انتقل من دليل الإثبات النصي إلى دليل التعليل، فطال الجدل فيه قديمًا وحديثًا.
قد قال الثعلبي هو نبي في سائر الأقوال
ربما يقصد قول الجمهور "جمهور المفسرين"، ولو كان هناك إجماع ما وصل إلينا الخلاف.
ونظرًا لأنه أمر عقدي فلا يمكن إثباته إلا بنص من القرآن أو السنة الصحيحة أو إجماع.
فالسعة فيه أقرب والتسليم إلى الله بما جهلنا به، والحُجَّة على من أثبت.
إن أثبتَ أنه نبي بلا دليل صريح، فقد أشططت ... وإن ظننت أن هذا أقرب، فهو الصحيح من قول الجمهور ... "وإليه أذهب".
إن أثبتَ أنه وليّ وليس بنبيّ، فلربما كان نبيًا وجحدت نبوته.
فأرى التسليم لله لما ليس لنا به علم نُحاج به.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 07:46]ـ
صدقت اخي اسامة انه قول الجمهور "جمهور المفسرين"، ولو كان هناك إجماع ما وصل إلينا الخلاف
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 12:59]ـ
والرحمة هي النبوة، في قول ترجمان القران قال ابن عبّاس رضي الله عنه: (أعطيناه الهدى والنبوة)
على فرض صحة نسبته لابن عباس وذلك يحتاج إلى تحقيق.
ولا سبيل إلى القوم بأنه إلهام كما استدللت باية النحل
وهل اذا جاءك الهام بقتل شخص تفعله؟؟
لا يأتي الإلهام بالقتل إلا لأهله وليس هو كلام النفس المعروف بل له خصوصية لا يعرفها إلا أربابها فلا سبيل إلى توضيحها.
فإن كنت أخطأت في قولي إلهام بالنسبة للنحل فهو وحي إذن بل هذا ما صرح به القرآن وهذو أبين في الرد عليكم فبماذا تجيبون عنه؟
لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتى يعمل به من قتل النفس وتعريض الأنفس للعرق
فإن قلنا إنه نبي فلا إنكار في ذلك
بل هذا مما استدل به المانعون على عدم نبوته لأن الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام جميعا لم يشرع الله لأحد منهم قتل نفس بغير نفس أو ظلم وإفساد في الأرض فكيف يفعل أحدهم خلاف ما شرعه الله له.
وأيضا فكيف يكون غير النبي أعلم من النبي
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
أن الله قال لموسى بلى عبدنا خضر
وأيضا فكيف يكون النبي تابعا لغير نبي وقد قال الثعلبي هو نبي في سائر الأقوال
أما كون غير النبي أعلم من النبي فأجبت عنه بحديث تأبير النخل. إذ كيف عرف الصحابة ما لم يعرفه الرسول (ص) فقال لهم أنتم أعلم بأمر دنياكم فهذا هو سر قصة موسى مع الخضر , فالخضر أعلم من موسى بأمور سفلية ولا يدركه ولا حتى في جزء صغير من العلوم العلوية الربانية.
وأما كيف يكون غير النبي تابعا للنبي فأين دليلكم على منعه وكونه مما لا يحق للأنبياء؟ هذا تحكم بلا دليل. ثم هل هو تابع له في أمر شرعي يختص بالأنبياء فقط حتى يصح الإعتراض؟ تأملوا بإنصاف ولا تتبعوا قول كل عالم لمجرد أنه عالم وقد قال كذا وكذا.
كما قال قائلهم مقام النبوة في برزخ * فويق الرسول ودون الولي
لاينبغي نقل كلام أي واحد ونسبته إلى الصوفية أو غيرهم دون تثبت وتحقيق فمثل هذا لا يقول به الصوفية بل مدعو التصوف أما المحققون منهم فيجعلون الرسالة والنبوة بحرا لا يخوضه إلا الأنبياء والمرسلون خاصة وغيرهم من الأولياء واقف بساحله ولا مطمح له في غير ذلك.
هذا وكل مرة تتهربون وتروغون عن أصل الموضوع ولبه ولا تجيبون عن سؤالي:
كيف يتسنى لموسى أن ينكر على نبي وذلك كفر بالإجماع؟
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 01:16]ـ
أخى الفاضل المعصوم هو الوحى فالله عز و جل لا يخطئ
بمعنى أنه لا موسى (ص) سيخطئ فى التوراة و لا عيسى (ص) سيخطئ فى الإنجيل و لا محمد (ص) فى القرءان لأن تلك الكتب كلام الله لا كلام الأنبياء
أما الأنبياء فهم بشر و لو جازت عليهم العصمة
ما جاز لنا أن نقتدى بهم و لا استطعنا
فنحن لسنا معصومون بل خطّاءون
هل وصلت الفكرة؟
خطأ بين وكبير لأن الأنبياء مشرعون بالفعل والقول والإقرار وليس بالوحي فقط. فلو جاز الخطأ في فعلهم لقلنا فعل النبي (ص) كذا وهو يحتمل الخطأ فلا نعمل به وأقر فلانا على فعله ولكن يحتمل الخطأ فلا حجة في إقراره وهكذا حتى لا يبقى من الشرع حسب قولك إلا ما ورد في القرآن فقط. هل تبين لك الخطأ؟
ثم الإقتداء بهم في عصمتهم خطأ أيضا منك إذ العصمة موهبة ربانية وليست مما يكتسب حتى نطالب بالوصول إليها.
وإن قلت أخطأ بعض الأنبياء فهذا دليل على عدم عصمتهم رددنا عليك بقصة موسى مع الخضر , فقد أتى الخضر عليه السلام أمورا منكرة في الشرع وإلا لما أنكرعليه موسى ولكنه غير مؤاخذ بذلك لأنه من عند الله فلا يقال أخطأ في ذلك أبدا. فإن قلنا هو نبي فهذا يدل على أن الأنبياء غير مؤاخذين بأخطائهم لأنها وحي من الله. وإن قلت ليس الخضر نبيا بل ولي فهذا أدل على تبرئة الأنبياء لكونهم أعظم من الأولياء بالإجماع.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 01:25]ـ
منهم من قال أنه نبى
و منهم من قال ولى
و منهم من قال ملَك
و يمكننى مناصرة أى الآراء الثلاثة و بأدلة قاطعة
العضو أبو مسهر
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجو أن تذكر أدلتك القاطعة على أن الخضر كان ملكا!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 01:46]ـ
[ quote= حميد المرزوقي;294210] على فرض صحة نسبته لابن عباس وذلك يحتاج إلى تحقيق.
حقق لنا النسبة لوسمحت؟
لا يأتي الإلهام بالقتل إلا لأهله وليس هو كلام النفس المعروف بل له خصوصية لا يعرفها إلا أربابها فلا سبيل إلى توضيحها.
هل اربابها ضلال المتصوفة ام عامة المسلمين؟؟
بل هذا مما استدل به المانعون على عدم نبوته لأن الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام جميعا لم يشرع الله لأحد منهم قتل نفس بغير نفس أو ظلم وإفساد في الأرض فكيف يفعل أحدهم خلاف ما شرعه الله له.
مادام انه ليس بنبي على رايك فمن حق موسى الانكار عليه
أما كون غير النبي أعلم من النبي فأجبت عنه بحديث تأبير النخل. إذ كيف عرف الصحابة ما لم يعرفه الرسول (ص) فقال لهم أنتم أعلم بأمر دنياكم فهذا هو سر قصة موسى مع الخضر ,
فالخضر أعلم من موسى بأمور سفلية ولا يدركه ولا حتى في جزء صغير من العلوم العلوية الربانية.
ومن اين اتيت بالعلوم سفلية و العلوم العلوية
وهل هي في النص؟؟
الذي في النص انها كلها بوحي من الله كمافي صحيح البخاري في قصتهما
((يا موسى، إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه لا أعلمه))
وأما كيف يكون النبي تابعا لغير نبي فأين دليلكم على منعه؟؟
هنا اسالك فهل نحن متبعون لنبينا صلى الله عليه وسلم
ام هويتبعنا؟؟
وما الفائدة من الشرائع التي ارسلوا بها اذا لم يتبعهم الناس
هذا وكل مرة تتهربون وتروغون عن أصل الموضوع ولبه ولا تجيبون عن سؤالي:
كيف يتسنى لموسى أن ينكر على نبي وذلك كفر بالإجماع؟
هو استفهام عن امور ظاهرها خطا كيف تقتل نفس بريئة بدون نفس
من شخص ارسله الله ليطلب العلم على يد الخضركما في الاية
((هل اتبعك على ان تعلمن)).
وما رايك في ماقاله عمر رضي الله عنه: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ألست نبي الله حقا؟ قال: " بلى ". قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: " بلى". قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن؟؟
هل هو انكار وهل هو كفر؟؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 02:16]ـ
الخضر عليه السلام مختلف فى شأنه جدا
منهم من قال أنه نبى
و منهم من قال ولى
و منهم من قال ملَك
و يمكننى مناصرة أى الآراء الثلاثة و بأدلة قاطعة
يبدو أن العضو أبا مسهر لا يسلم من تناقض؛ فنرجو منه أن يتكلم بعلم أو يسكت ويسلم من التعالم؛ فقد قدم في موضوع سبق:
لا دليل على نبوة الخضر
و لا ولايته و لا ملائكيته
الدليل الوحيد أنه عبد من عباد الله
هل ينكر ذلك أحد؟
فنرجو من العضو الكريم ترك التلاعب بالآراء، فيكف يمكن لنفسك أن تقول:
لا دليل! ثم تقول: ويمكننى مناصرة أى الآراء الثلاثة و بأدلة قاطعة!!
فوقت المشاركة الثانية:
27 - ذو القعدة-1430هـ, صباحاً 01:56
ووقت المشاركة الأولى:
27 - ذو القعدة-1430هـ, صباحاً 07:43
أم أن هذا "تغير اجتهاد" سريع!! إن صح التعبير ..
فارفق بنفسك رعاك الله ...
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 02:25]ـ
كيف يتسنى لموسى أن ينكر على نبي وذلك كفر بالإجماع؟
في صحيح البخاري: (يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم)
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 02:42]ـ
حقق لنا النسبة لوسمحت؟
أنتم من جاء بها فأنتم المطالبون بتحقيقها وليس أنا.
-----
هل اربابها ضلال المتصوفة ام عامة المسلمين؟؟
لا هؤلاء ولا هؤلاء فلماذا تبعدون القول؟ هم امثال الخضر من أكابر الأولياء.
----
بل هذا مما استدل به المانعون على عدم نبوته لأن الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام جميعا لم يشرع الله لأحد منهم قتل نفس بغير نفس أو ظلم وإفساد في الأرض فكيف يفعل أحدهم خلاف ما شرعه الله له.
مادام انه ليس بنبي على رايك فمن حق موسى الانكار عليه
هو ما قلته بالضبط لأنه لو كان نبيا فمعلوم عند موسى بل وعند عامتنا أن النبوة تقتضي العصمة فلا ينكر على نبي أبدا.
--------
ومن اين اتيت بالعلوم سفلية و العلوم العلوية
وهل هي في النص؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي في النص انها كلها بوحي من الله كمافي صحيح البخاري في قصتهما
((يا موسى، إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه لا أعلمه))
إن كان تعبيري لا يعجبك أصيغه بصيغة أخرى: هل كل العلوم متساوية في شرفها؟ هل علم الحساب مساو لعلوم القرآن؟
لاشك في وجود علم أشرف من علم وإن كان الكل من عند الله. وعلوم الأنبياء أشرف العلوم على الإطلاق فما كان منها مشتركا بين الأنبياء والأولياء جاز تسميته بعلم سفلي وهذه اصطلاحات لا مشاحة فيها إن تبين المقصود بها.
-----
وأما كيف يكون النبي تابعا لغير نبي فأين دليلكم على منعه؟؟
هنا اسالك فهل نحن متبعون لنبينا صلى الله عليه وسلم
ام هويتبعنا؟؟
وما الفائدة من الشرائع التي ارسلوا بها اذا لم يتبعهم الناس
لا أنكر شيئا مما تقول وأوافقك عليه تماما إنما قصدت ولعلي لم أفصح جيدا أن هذا الإتباع من موسى كان في غير الشرع فما البأس فيه وما الدليل على منعه بهذا الشرط أي الإتباع فيما ليس شرعا؟ نعم لو كان في شرع للزم منه نبوة الخضر ولكنه ليس كذلك.
-----
هذا وكل مرة تتهربون وتروغون عن أصل الموضوع ولبه ولا تجيبون عن سؤالي:
كيف يتسنى لموسى أن ينكر على نبي وذلك كفر بالإجماع؟
هو استفهام عن امور ظاهرها خطا كيف تقتل نفس بريئة بدون نفس
من شخص ارسله الله ليطلب العلم على يد الخضركما في الاية
((هل اتبعك على ان تعلمن)).
وما رايك في ماقاله عمر رضي الله عنه: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ألست نبي الله حقا؟ قال: " بلى ". قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: " بلى". قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن؟؟
هل هو انكار وهل هو كفر؟؟
ليس استدلالكم بهذا الحديث شيئا فعمر يتساءل ولا ينكر أما موسى فتكلم بصريح الإنكار ولو فعلها صحابي مع النبي (ص) لكفر بالإجماع.
وقد ورد حديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا، أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْدِلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْت وَخَسِرْت إِنْ لَمْ أَعْدِلْ، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، قَالَ: دَعْهُ ...
فهذا ممن أنكر فهَمَّ الصحابة بقتله لعلمهم بما وجب في حقه لكن عفا عنه الرسول (ص).
ثم من أين لكم أنه استفهام من موسى فقد ألان القول في البداية لأنه طالب علم ولا يمكنه الإنكار لعدم وجود ما ينكره فلما تبين له خلاف ما يعرفه في شرعه أنكره وبصريح القول.
فلازلتم مطالبين بالإجابة لأنكم ما أجبتم بعد.
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 02:45]ـ
في صحيح البخاري: (يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم)
لا أدري ما المقصود بهذا الكلام؟ هل تقول بأن الإنكار على نبي كفر أم ليس بكفر؟ أفصح يرحمك الله.
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 03:06]ـ
أولا:
الأدلة القاطعة على نبوة الخضر عليه السلام:
1 - أنه أتى أفعالا لا يأتيها مسلما فضلا عن نبى، فكان هذا و لابد وحيا من الله
2 - لقد وصف الله عز و جل الخضر فى القرءان بأنه "عبد" و فى القرءان الكريم هذا وصف إختص به الأنبياء فقط لا غيرهم (راجع بنفسك)
3 - لقد قال الخضر لموسى عليهما السلام فى حديث البخارى: (ما علمى و علمك فى علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من البحر) فإذا لم يكن نبيا كيف يقرن علمه بعلم نبى موحى إليه و بتلك الصورة!!!
من لديه رد لأحد هذه الأدله فليقدمه قبل أن أثبت باقى كلامى!!!
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 03:49]ـ
أولا:
الأدلة القاطعة على نبوة الخضر عليه السلام:
1 - أنه أتى أفعالا لا يأتيها مسلما فضلا عن نبى، فكان هذا و لابد وحيا من الله
2 - لقد وصف الله عز و جل الخضر فى القرءان بأنه "عبد" و فى القرءان الكريم هذا وصف إختص به الأنبياء فقط لا غيرهم (راجع بنفسك)
3 - لقد قال الخضر لموسى عليهما السلام فى حديث البخارى: (ما علمى و علمك فى علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من البحر) فإذا لم يكن نبيا كيف يقرن علمه بعلم نبى موحى إليه و بتلك الصورة!!!
من لديه رد لأحد هذه الأدله فليقدمه قبل أن أثبت باقى كلامى!!!
1 - الوحي كما قدمتُ ليس مختصا بالأنبياء وإلا فما قولك في الوحي للنحل؟ ثم هذا تحجير على الله أن يعطي ذلك لغير نبي وهو تقول على الله بلا دليل. فأين الدليل على أنه مختص بالأنبياء فقط؟
2 - بل راجع نفسك أنت أخي ولا تتكلم بغير علم ودليل. من أين لك أن لفظ العبد مختص بالأنبياء فقط؟ هل أوتيت العلم بما في مقصود القرآن وما تعنيه كل لفظة وقد قال النبي (ص) شيبتني هود وأخواتها فكيف بالقرآن كله؟ هل أحطت بمدلول ألفاظه كلها؟
3 - الإقتران في وصف العلم فلا مشكلة. أين ظهر لك الإختلاف؟ هذا علم وذاك علم فلهما نفس الوصف. إنما لا يصح الجمع بين أمرين متضادين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 03:49]ـ
لا أدري ما المقصود بهذا الكلام؟ هل تقول بأن الإنكار على نبي كفر أم ليس بكفر؟ أفصح يرحمك الله.
هل من الممكن ان تبين لي معنى الانكار على النبي , وان تضرب مثلا على ذلك.؟
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 04:06]ـ
هل من الممكن ان تبين لي معنى الانكار على النبي , وان تضرب مثلا على ذلك.؟
الموضوع كله وضعته أصلا في ذلك فتأمل.
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 04:43]ـ
1 - الوحي كما قدمتُ ليس مختصا بالأنبياء وإلا فما قولك في الوحي للنحل؟ ثم هذا تحجير على الله أن يعطي ذلك لغير نبي وهو تقول على الله بلا دليل. فأين الدليل على أنه مختص بالأنبياء فقط؟
2 - بل راجع نفسك أنت أخي ولا تتكلم بغير علم ودليل. من أين لك أن لفظ العبد مختص بالأنبياء فقط؟ هل أوتيت العلم بما في مقصود القرآن وما تعنيه كل لفظة وقد قال النبي (ص) شيبتني هود وأخواتها فكيف بالقرآن كله؟ هل أحطت بمدلول ألفاظه كلها؟
3 - الإقتران في وصف العلم فلا مشكلة. أين ظهر لك الإختلاف؟ هذا علم وذاك علم فلهما نفس الوصف. إنما لا يصح الجمع بين أمرين متضادين.
إضافة:
أقول بخصوص الرد 2 إذ كان لفظ العبد مختصا بالنبي فقط فهذا يستلزم أن موسى قد فهم من كلام الحق جل وعلا نبوة الخضر فكيف إذن ينكر عليه وهو يعلم قطعا أن النبي لا يفعل شيئا مستنكرا إلا إذا كان بأمر الله لثبوت العصمة من الخطأ للأنبياء.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 06:34]ـ
أنا قصدت "وما فعلته عن أمري" فهي أشبه بالنص على أنه نبي, ولكن سبقت يدي لآية أخرى
التي يستغلها الضالون في الرواية عن الله مباشرة بزعمهم دون الاهتداء بالوحي
ومفهوم العصمة عندك غير صحيح, وعلى خلافه جماهير السلف والخلف من أهل السنة والجماعة
والله الموفق
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 06:40]ـ
من فتاوى اللجنة الدائمة:
"س2: هل الخضر نبي أو رجل صالح؟
ج2: الصحيح: أن الخضر عليه السلام نبي لما ذكره الله تعالى في سورة الكهف من قصته مع موسى عليهما السلام فإن فيها أنه خرق سفينة كانت لمساكين يعملون في البحر، وقتل غلاما لم يرتكب جريمة، وأقام جدارا ليتيمين بلا أجر في قرية أبي أهلها إطعامهما، وأنكر موسى كل ذلك عليه فبين له السبب أخيرا، ثم ختمت القصة بأن كل ذلك كان منه بوحي من الله وذلك فيما أخبر الله عنه من قوله: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} (1)
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ........................ عضو ....... نائب رئيس اللجنة ... ........... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 06:41]ـ
1 - الوحي كما قدمتُ ليس مختصا بالأنبياء وإلا فما قولك في الوحي للنحل؟ ثم هذا تحجير على الله أن يعطي ذلك لغير نبي وهو تقول على الله بلا دليل. فأين الدليل على أنه مختص بالأنبياء فقط؟
2 - بل راجع نفسك أنت أخي ولا تتكلم بغير علم ودليل. من أين لك أن لفظ العبد مختص بالأنبياء فقط؟ هل أوتيت العلم بما في مقصود القرآن وما تعنيه كل لفظة وقد قال النبي (ص) شيبتني هود وأخواتها فكيف بالقرآن كله؟ هل أحطت بمدلول ألفاظه كلها؟
3 - الإقتران في وصف العلم فلا مشكلة. أين ظهر لك الإختلاف؟ هذا علم وذاك علم فلهما نفس الوصف. إنما لا يصح الجمع بين أمرين متضادين.
1 - سبق أن قلت أن الله عز و جل قد أوحى إلى مريم عليها السلام و هذا أوثق كثيرا من النحل، ولكن الوحى الى غير الأنبياء خاص بذواتهم لا بالناس
مثال:
أوحى الله إلى أم موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فيما يخص ابنها، لم يوحى لها تشريعا
أوحى الله عز و جل إلى مريم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أيضا فيما يخص إبنها المعجِز، ليس هذا تشريعا
أما الخضر فقد شرع لموسى عليهما السلام (إن اتبعتنى فلا تسأل)
2 - لو قرأت الحديث فى البخارى بتدقيق أكبر
لعلمت أن موسى عليه السلام قد إرتكب خطأ فى حق ذات الإله جل و علا
كيف؟ و ما هى؟
لقد عتب عز و جل من موسى حين قال "أنا أعلم الناس" لأنه لم يرد العلم لله عز و جل
و حينما كلمه تبارك و علا كانت توبة موسى أن يرحل إلى الخضر عليه السلام،
لقد أراد تبارك و علا نزع كِبْر العلم من قلب كليمه، فلا يصح لنبى أن يغتر بعلمه،
و حينما قابل الخضر عليه السلام
كان فى قلبه بقايا كبر؟
لقد وبخ الخضر أولا على خرق السفينه
ثم عنفه على قتل الطفل
ثم لامه على ترك الأجر
فلما وقع فى الثالثة إنكسر كبره
خشى أن يكون تبارك و علا قد رد عليه توبته!!!
يبرر كل فعل موسى عليه السلام هذا بالآيه "لانفرق بين أحد من رسله"
لقد إعتبره موسى عليه السلام ندا له
حسنا
لا مجال للعصمة هنا فهو بشر من لحم و دم
3 - الإقتران فى وصف العلم؟
و هل يقارن علم البشر بالوحى؟؟
حسنا
لا زال الموضوع قيد النقاش
أولا:
الأدلة القاطعة على نبوة الخضر عليه السلام:
1 - أنه أتى أفعالا لا يأتيها مسلما فضلا عن نبى، فكان هذا و لابد وحيا من الله
2 - لقد وصف الله عز و جل الخضر فى القرءان بأنه "عبد" و فى القرءان الكريم هذا وصف إختص به الأنبياء فقط لا غيرهم (راجع بنفسك)
3 - لقد قال الخضر لموسى عليهما السلام فى حديث البخارى: (ما علمى و علمك فى علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من البحر) فإذا لم يكن نبيا كيف يقرن علمه بعلم نبى موحى إليه و بتلك الصورة!!!
من لديه رد لأحد هذه الأدله فليقدمه قبل أن أثبت باقى كلامى!!!
فلازال أمامى ثانيا و ثالثا و رابعا
الخضر عليه السلام مختلف فى شأنه جدا
منهم من قال أنه نبى
و منهم من قال ولى
و منهم من قال ملَك
و يمكننى مناصرة أى الآراء الثلاثة و بأدلة قاطعة
لا دليل على نبوة الخضر
و لا ولايته و لا ملائكيته
الدليل الوحيد أنه عبد من عباد الله
هل ينكر ذلك أحد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 06:57]ـ
2 - لو قرأت الحديث فى البخارى بتدقيق أكبر
لعلمت أن موسى عليه السلام قد إرتكب خطأ فى حق ذات الإله جل و علا
أحيانا السكوت سلامة للدين وزينة للعقل.
هل أحد لديه نص يقطع النزاع؟ فليتفضل به. وإن لا، فلا حاجة لكثرة الحديث والتعليل والتكلف فيما لا يحسن.
سلمنا الله وإياكم من شر اللسان والخوض والجدل.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 06:58]ـ
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة:
" (باب ما ورد في كونه نبيا)
قال الله تعالى في خبره مع موسى حكاية عنه {وما فعلته عن أمري} وهذا ظاهره أنه فعله بأمر الله والأصل عدم الواسطة ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر لم يذكر وهو بعيد ولا سبيل إلى القوم بأنه إلهام لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتى يعمل به من قتل النفس وتعريض الأنفس للعرق فإن قلنا إنه نبي فلا إنكار في ذلك وأيضا فكيف يكون غير النبي أعلم من النبي وقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح أن الله قال لموسى بلى عبدنا خضر وأيضا فكيف يكون النبي تابعا لغير نبي وقد قال الثعلبي هو نبي في سائر الأقوال وكان بعض أكابر العلماء يقول أول عقد يحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيا لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي كما قال قائلهم:
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي
ثم اختلف من قال إنه كان نبيا هل كان مرسلا؟ فجاء عن بن عباس ووهب بن منبه أنه كان نبيا غير مرسل وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحاق وبعض أهل الكتاب أنه أرسل إلى قومه فاستجابوا له ونصر هذا القول أبو الحسن الرماني ثم بن الجوزي وقال الثعلبي هو نبي على جميع الأقوال معمر محجوب عن الأبصار وقال أبو حيان في تفسيره والجمهور على أنه نبي وكان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه وعلم موسى الحكم بالظاهر وذهب إلى أنه كان وليا جماعة من الصوفية وقال به أبو علي بن أبي موسى من الحنابلة وأبو بكر بن الأنباري في كتابه الزاهر بعد أن حكى عن العلماء قولين هل كان نبيا أو وليا وقال أبو القاسم القشيري في رسالته لم يكن الخضر نبيا وإنما كان وليا
وحكى الماوردي قولا ثالثا إنه ملك من الملائكة يتصور في صورة الآدميين وقال أبو الخطاب بن دحية لا ندري هل هو ملك أو نبي أو عبد صالح" 2/ 288.289
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 07:06]ـ
اليكم النص
قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ
تكرر فى البخارى أكثر من مرة
ألا تعدون هذا القول من موسى عليه السلام خطأ فى ذات الإله عز و جل؟
و هو النبى المرسل الكليم!!!
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 07:12]ـ
يا قومي إني ناصح لكم
اسأل نفسك ...
ماذا لو كان الخضر نبيًا وجحدته؟ هل تقول أعذر بالجهل وأنت تتباري في نفي نبوته؟ ألا ترى أن ذلك قد يكون كفرًا بأحد أركان الإيمان الستة؟
وماذا إن أثبته نبي وهو ليس كذلك؟ أتضع النبوة فيما تظن؟ أم تثبت على وجه التخصيص من اتصف بها؟
إن سّلمت ... يدخل فيمن دخلوا إجمالا إن كان منهم ... وإلا لا فقد سلمت من أمرك.
والله المستعان.
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 07:16]ـ
ألا تعدون هذا القول من موسى عليه السلام خطأ فى ذات الإله عز و جل؟
و هو النبى المرسل الكليم!!!
عفوًا ...
قبل الاسترسال في هذا ... يحسن أولاً أن نفهم مفاهيمك الخاصة للآتي فضلاً:
1 - النبوة
2 - العصمة
3 - الخطأ في ذات الله الذي ذكرت
4 - مصادر العلم التي تستمد منها أقوالك.
في انتظار اجاباتك ...
ـ[حميد المرزوقي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 07:31]ـ
1 - سبق أن قلت أن الله عز و جل قد أوحى إلى مريم عليها السلام و هذا أوثق كثيرا من النحل، ولكن الوحى الى غير الأنبياء خاص بذواتهم لا بالناس
مثال:
أوحى الله إلى أم موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فيما يخص ابنها، لم يوحى لها تشريعا
أوحى الله عز و جل إلى مريم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أيضا فيما يخص إبنها المعجِز، ليس هذا تشريعا
أما الخضر فقد شرع لموسى عليهما السلام (إن اتبعتنى فلا تسأل)
هذا على فرض كون الإتباع كما زعمت , والإتباع له عدة دلالات في اللغة فكيف خصصته بالإتباع في الشرع دون غيره بلا دليل؟ ولو سلمنا كونه كذلك فهو يعني علم موسى بنبوة الخضر وهذا ما ندندن حوله. إذ كيف ينكر موسى على نبي معصوم ولكنك لا تثبت للأنبياء عصمة برأيك الذي انفردت به عن إجماع علماء المسلمين (وأخشى عليك من هذا المعتقد الفاسد هداك الله). فأثبت لنا قول عالم واحد معتد به يقول برأيك هذا وينفي العصمة عن الأنبياء.
ثم أنت تقول قد اتبعه موسى ليشرع له فهل قتل النفس بغير سبب واضح مما يشرع وهل خرق السفينة كذلك بلا سبب واضح تشريع؟ ما شرع الله لنبي قط قتل النفس بغير سبب فأين تذهب برأيك غفر الله لنا ولك.
3 - الإقتران فى وصف العلم؟
و هل يقارن علم البشر بالوحى؟؟
هل هذا الوحي إلا علم؟ فأين الإختلاف كي لا يصح الإقتران.
أما ردك الثاني فلا يحتاج إلى رد لأنه أصلا ساقط ومردود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 07:34]ـ
عفوًا ...
قبل الاسترسال في هذا ... يحسن أولاً أن نفهم مفاهيمك الخاصة للآتي فضلاً:
1 - النبوة
2 - العصمة
3 - الخطأ في ذات الله الذي ذكرت
4 - مصادر العلم التي تستمد منها أقوالك.
في انتظار اجاباتك ...
1 - هى و حى الله عز وجل لأحد البشر أن أنذر الناس
2 - ليست واجبه لا لولى و لا لرسول و لا لنبى
3 - الخطأ الذى ذكرت قد يليق بغير الصالحين لا الأنبياء فلما صدر من نبى ...
فإن لم يكن خطأ فلم عتب الله عز و جل عليه (كـ عبس و تولى)
4 - القرءان الكريم - البخارى (ولم أستدل من خارجهما الى الآن)(/)
مامعنى الثقافة (للنقاش)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 04:03]ـ
الى الان لم أفهم معنى الثقافة بشكل يشبعنى ولعلنا اذا تناقشنا فى المعنى فمهت باذن الله تعالى
قال الدكتور بكار أن الثقافة الاسلامية هى الاطار الخفى لتفاعلات أفكارنا أى نفكر فى اطارها
وقال الدكتور محمد سليم العوا أن الثقافة متسعة جدا لحد يصعب معه وضع تعريف لها لكن تُعرف بالاشارة الى مواضيعها
وقال الأستاذ محمود شاكر فى رسالته أن الدين رأس الثقافة
وأتتظر ما عند الاخوة الفضلاء
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 06:45]ـ
الثقافة أن تعلم شيئا عن كل شيء
بمعنى أن تتعلم شيئا عن السياسة، شيئا من الرياضيات، شيئا من الفلك، شيئا من الفلسفة ... الخ
أما العلم أن تتخصص فى أحد هذه العلوم فقط فتعرف كل شيء عنه
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 07:14]ـ
الثقافة هي شيىء من المعرفة التي يكتسبها الإنسان من خلال العالم الخارجي المحيط به و هو بخلاف المعرفة أو المعرفة المطلقة.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 09:25]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الثقافة تعنى الايجاد
قال تعالى:
(واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين)
فمعنى ثقفتموهم: أى وجدتموهم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 03:46]ـ
الثقافة أن تعلم شيئا عن كل شيء
بمعنى أن تتعلم شيئا عن السياسة، شيئا من الرياضيات، شيئا من الفلك، شيئا من الفلسفة ... الخ
أما العلم أن تتخصص فى أحد هذه العلوم فقط فتعرف كل شيء عنه
سوف يُقال لك أن العلماء قسموا العالم الى عالم متفنن وعالم متخصص فالاول هو مايعرف عن كل علم ويتوسع أما العالم المتخصص فهو الذى يتخصص فى علم واحد ويأخذ من العلوم الأخرى ما يخدمه فى تخصصه فقط ومثال الاول الشيخ محمد اسماعيل المقدم مثلا
ثم ان ظاهر كلامك يجعل فرق بين العلم والثقافة فان كان ذلك كذلك فسيقال لك ان الشيخ محمود شاكر جعل الدين رأس الثقافة ومعلوم أن الدين علم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 03:47]ـ
الثقافة هي شيىء من المعرفة التي يكتسبها الإنسان من خلال العالم الخارجي المحيط به و هو بخلاف المعرفة أو المعرفة المطلقة.
مامعنى الملون بالأحمر؟
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 04:01]ـ
جاء في اللسان:
ثَقِفَ الشيءَ ثَقْفاً وثِقافاً وثُقُوفةً: حَذَقَه. [حذق الشيء أي مهر فيه]
....
وثَقِفْتُه ثَقْفاً مِثالُ بلِعْتُه بَلْعاً أَي صادَفْتُه؛ وقال: فإمّا تَثْقَفُوني فاقْتُلُوني (1)، فإن أَثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بالي وثَقِفْنا فلاناً في موضع كذا أَي أَخَذْناه، ومصدره الثِّقْفُ.
وفي التنزيل العزيز: واقْتُلوهم حيثُ ثَقِفْتُموهم.
____________________
(1) فإنْ أُثْقَفْ فسوف تَرَوْنَ بالي******** فإمَّا تَثْقَفوني فاقْتُلوني (الصحاح في اللغة)
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 04:24]ـ
مامعنى الملون بالأحمر؟
المعرفة هي العلم رغم أنهما منفصلان كما قال ابن سيده; لأن المعرفة تكون مسبوقة بجهل, لذلك لا نقول أن الله تعالى عارف بل عالم.
فقصدي من الملون بالأحمر: أن الثقافة هي معرفة شيء من علم ما. فمثلا نقول شاب له ثقافة دينية أي أن له شيء من المعرفة بالدين, هذا لا يعني أنه عالم بالدين. و الله أعلم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 06:16]ـ
أظنك تسأل عن مصطلح (الثقافة) بالمعنى الغربي السائد هذه الأيام
كما في قولنا (وزارة الثقافة)
فالجواب أن الثقافة هي العنصر غير المادي من المجتمع
أي الدين والعادات والتقاليد والألعاب الشعبية
تصور شقيقين توأمين انفصلا عند الولادة فعاش أحدهما حياته في مصر والآخر في أمريكا
فالأول ثقافته مصرية
والثاني أمريكية
ولا علاقة لذلك بالتحصيل العلمي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 07:27]ـ
المعرفة هي العلم رغم أنهما منفصلان كما قال ابن سيده; لأن المعرفة تكون مسبوقة بجهل, لذلك لا نقول أن الله تعالى عارف بل عالم.
فقصدي من الملون بالأحمر: أن الثقافة هي معرفة شيء من علم ما. فمثلا نقول شاب له ثقافة دينية أي أن له شيء من المعرفة بالدين, هذا لا يعني أنه عالم بالدين. و الله أعلم.
أولا.من يطلق هذا الكلام أى أن الشخص له ثقافة دينية فقط فاذا هو ليس بعالم
من يطلق هذا الكلام الان يقصد به معانى اصطلاحية فقط (يفهمها الناس من كلامه فى سياقه) أى هذا الانسان ليس بمفتى ليفتى أو عالم حديث أو عالم متخصص فى التفسير مثلا ليخطئ أقوال الائمة مدعيا الترجيح أو الاجتهاد بعد النظر فى الأدلة
أقول هذا (أقصد انه الكلام السابق بيُطلَق فى سياق لأ) كما هو معلوم أ كلمة عالم عند السلف الصالح تُطلق على كل من حصل من العلوم ما تجعله يخاف الله بخلاف كلمة عالم عند المتأخرين والتى اصطلحوا عليها على أنها مفتى أو متخصص فى علم ما
هذا بازاء ماهو معلوم أن كل من كان عالم بمسألة أو بشئ صح أن يُسمى أنه عالم به
اذا أخلص من هذا الكلام بأن
تفريقك الذى نقلته عن اهل العلم فى الفرق بين المثقف والعالم هو تفريق يُساق فى سياق معين مصطلحا عليه بين علماء العصر
لكن كلامنا هخنا فى معنى الثقافة أصالة لا بالمعنى الاصطلاحى
ثم يا أخ عادل ألم تقرأ كلام الشيخ محمود شاكر فى جعله الدين رأس الثقافة!!!! فكيف بعد ذلك يُقال أن الانسان المثقف غير الانسان العالم؟!
ولى عودة للرد على باقى الاخوة الفضلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 08:19]ـ
سوف يُقال لك أن العلماء قسموا العالم الى عالم متفنن وعالم متخصص فالاول هو مايعرف عن كل علم ويتوسع أما العالم المتخصص فهو الذى يتخصص فى علم واحد ويأخذ من العلوم الأخرى ما يخدمه فى تخصصه فقط ومثال الاول الشيخ محمد اسماعيل المقدم مثلا
ثم ان ظاهر كلامك يجعل فرق بين العلم والثقافة فان كان ذلك كذلك فسيقال لك ان الشيخ محمود شاكر جعل الدين رأس الثقافة ومعلوم أن الدين علم
الدين رأس العلوم التى يجب التثقف فيها
أما العلماء
فمنهم المثقف
و منهم غير المثقف
و الأمثله على ذلك من ذكرت
و العالم إذا زادت تثقفه صار عالما موسوعيا كالسيوطى و ابن الهيثم و ابن سينا و غيرهم الكثير
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 12:26]ـ
الدين رأس العلوم التى يجب التثقف فيها
أما العلماء
فمنهم المثقف
و منهم غير المثقف
و الأمثله على ذلك من ذكرت
و العالم إذا زادت تثقفه صار عالما موسوعيا كالسيوطى و ابن الهيثم و ابن سينا و غيرهم الكثير
اذا فنحن متفقين
وأنبه الى ان جملتك الاولى غير جملة الاستاذ محمود شاكر
أنبه لئلا يظن أحد أنك تصوغ جملة الشيخ بأسلوب أخر
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 12:32]ـ
الأستاذ خزانة الادب
أنا أسأل عن معناها عند علماء المسلمين
وأنبه الى أننى ليس غرضى من طرح الموضوع ايجاد تعريف جامع مانع لها اذ كما يقول الشيخ محمود شاكر أن الثقافة تكاد تكون سرا من الاسرار الملثمة فى كل أمة ....... وهى فى اصلها الراسخ البعيد الغور معارف كثيرة لاتُحصى متنوعة أبلغ التنوع لايكاد يحاط بها الى أخر ماقال
لكنى أطلب اضاءات فقط
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 01:01]ـ
الأستاذ محمود شاكر يتكلم عن الثقافة بالمعنى الغربي
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 03:06]ـ
الأستاذ خزانة الادب
أنا أسأل عن معناها عند علماء المسلمين
وأنبه الى أننى ليس غرضى من طرح الموضوع ايجاد تعريف جامع مانع لها اذ كما يقول الشيخ محمود شاكر أن الثقافة تكاد تكون سرا من الاسرار الملثمة فى كل أمة ....... وهى فى اصلها الراسخ البعيد الغور معارف كثيرة لاتُحصى متنوعة أبلغ التنوع لايكاد يحاط بها الى أخر ماقال
لكنى أطلب اضاءات فقط
إذن يصير معنى الثقافة
من كل بستان زهرة
و لتزين سماءك بنجوم الآخرين
فإن لم تك عالما
فلتلتقط الزهور من إبداع العلماء من كافة المجالات
لتكون انت نجما:)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 04:02]ـ
الأستاذ محمود شاكر يتكلم عن الثقافة بالمعنى الغربي
الشيخ قال ص30
فاذا كان (ماقبل المنهج) مُهدَدا مبالغوائل كل هذا التهديد .. الى أن قال
فالعاصم يأتى من قبٍَل الثقافة التى تذوب فى بنيان الانسان .......
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 04:04]ـ
إذن يصير معنى الثقافة
من كل بستان زهرة
و لتزين سماءك بنجوم الآخرين
فإن لم تك عالما
فلتلتقط الزهور من إبداع العلماء من كافة المجالات
لتكون انت نجما:)
يا أخى الفاضل كلنا من المفترض أن نعمل لله وحده ولايحسد بعضنا البعض على ما أتاه الله من شهرة
ونحن نتكلم هنا عن فهم علمائنا للدين ولنصوصه ولماهية الثقافة(/)
ما هو أخطر من الاختلاط!! (الاستعمار) /الشيخ حامد عبدالله العلي
ـ[عارف يماني]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 07:12]ـ
قد استعمر العدو المسلمين عقديا وفكريا وأخلاقيا وعقليا واقتصاديا واعلاميا وتعليميا وسياسيا.
وهذا المقال للشيخ حامد العلي حفظه الله يوضح ذلك:
ما هو أخطر من الاختلاط!!
حامد بن عبد الله العلي ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=500)
" لن تتوقف جهودنا، وسعينا في تنصير المسلمين، حتى يرتفع الصليب في سماء مكة، ويقام قدّاس الأحد في المدينة" المنصّر الأمريكي روبرت ماكس.
يوصف الإستعمار الجديد بأنَّه هيمنة الأقوى على الأضعف، سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً، في إطار الإعتراف (الكاذب) بإستقلال الأضعف ـ وبهذا لاحاجة إلى إجتياح ونصب حاكم عسكري ـ وتلك الهيمنة تكون بهذه الخطوات شديدة السريّة ـ مع أنها أضحت علنا نراها في ( you tube)!!:
أولا: منح الأقوى للأضعف دمية (لطيفة)، و (جميلة)، معها علم، وكرسيّ في الأمم المتحدة ـ تلك الكراسي التي أطلق عليه القذافي ديكورات وهو أحدها!! ـ وتُسمى (دولة مستقلة ذات سيادة)، وهي في الحقيقة ليست دولة حتى بالمعنى العصري، بل دوائر تخدم مصالح الدائرة الضيقة على رأس هرم السلطة.
ثم إنَّ هذا الأقوى هو الذي يحدّد حدود هذا (الكرسيّ)، ونفوذه، وقدراته الداخلية، وقراراته الإستراتيجية، ويدع للأضعف بعض القرارات الداخلية ليتسلّى بها على شعبه، في ممارسة غريزتيْ الاستبداد المطلق، والغطرسة على الشعب، الذيْن هما ميزة (الجين العربي)!!
وهنا ثمّة توصية من الأقوى لرأس الهرم في (الأضعف) أن يختار ـ ليمارس دوره على وجه مريح ـ بين خيارين، وذلك حسب البيئة:
أحدهما: يعطي هذا الأخير لشعبه دمية مصغرة اسمها (ديمظراطية)، يلهون بها في ملعب صغير يناسبهم، حتى لا يحُدثوا أيَّ تعكير على أهداف الأقوى، مع ضمان له بأنَّه: عندما تموت وتهلك بإذن الله سيُورَّث الحكمُ والشعبُ، ذكوراً وإناثا، لولدك ثم ولده، ثم ولد ولده، ما بقي فيهم نسل ملعون، وأمّا الشعب فسيبقون يلعبون في دميتهم (الديمظراطية)، وهم يمارسون حرية الرأي!!
الثاني: يستعمل دمية أخرى (إسلاعلمانية!) وهي ـ بقدرة قادر ـ استطاعت بإسم الشرع، أن تفصل الفتوى الشرعية عن كلِّ شيء له علاقة بالقصر، من الأطفال الرضّع، إلى الشيوخ الغير ركَّع، وعن سياسته الداخلية والخارجية!!، وتُسمى هذه الدمية بعدة أسماء: (وليُّ الأمر أدرى بالمصلحة)، (ولعلّه لا يدري عن التفاصيل)، (وعلينا أن نصبر ولو جلد ظهورنا، وأخذ أموالنا، وخرب ديننا، ونزع ثيابنا، وعوراتنا، وعورات بناتنا، وهتك عرضنا .. إلخ)!!
وقد جرى هذا الفصل العجيب ـ بين الدين والقصر وسياسته ـ في أهدأ وأسلس ثورة صامتة في التاريخ، حقّقت ما يشبه (الثورة الفرنسية التي فصلت الكنيسة عن الدولة)، والغريب أنها جمعت بين صرامة التشدّد الديني في الفتاوى للشعب، والفصل الكنسي التام بالنسبة للقصر، والسياسة!!
لكنَّها تميزت عن الكنيسة أنها جعلت هذا الفصل باسم الدين أيضا، فهذه براعة اختراع مدهشة، وإبداع غير مسبوق!!
ثم بعدما يختار الأضعف أحد الخيارين السابقين، يستكمل الخطوات السرية:
ثانيا: عقد اتفاقيات عسكرية ثنائية يقول فيها الأقوى للأضعف، ما معناه الحقيقي: "إننا نريد أن نهيمن على بلادكم، ونقيم فيها قواعد عسكرية، نستخدمها لأغراض عسكرية، واستخباراتية لأطماعنا الإقليمية، والعالمية، ولو أضرَّ ذلك بمصالح شعوبكم، وحضارتكم، ولكن هذا لا يمكننا إلاَّ بالتوقيع على أنموذج يسمى اتفاقية ثنائية، وحقيقته استعلاء (السيد) على (المسود)، فوقِّع قبل أن نهرس رأسك!! ".
ثالثا: فتح البلاد للغزو الثقافي، والفكري، والأخلاقي على شكل:
ـ منابر إعلامية: صحافة، قنوات فضائية، حثالة كتَّاب مأجورين .. إلخ.
ـ مؤسسات تعليمية، وجامعات، ومدارس أجنبيَّة، تكون مثل (القواعد العسكرية الفكرية)، نسرق أرضها من بلادكم على حسابكم، ونبنيها من أموالكم، وتسلمونَّنا أولادكم من النخب التي سيقوم عليها مستقبل شعبكم، لكي نصوغُ نحن عقولهم، وأخلاقهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونستفيد من هذه الجامعات بجلب أساتذتنا، ومفكرينا، ودكاترتنا، برواتب عالية، وننشر فيها ثقافتنا، ونبرز من أبناءكم من يحقق أهدافنا، ونعزل الآخرين الذين يريدون الاستفادة من هذه الصروح العلميّة لصالح أمّتكم!!
وبعبارة أخرى نجعلها أنموذجا لثقافتنا على أرضكم، وعلى حسابكم، من غير أن ننفق فيها درهماً واحداً.
وبذلك نسخِّر أموالكم، ومقدراتكم، وأبناءكم، ليخدموا أنموذجنا الثقافي، وليحقّقوا اختراقنا لهويتكم، وليستعملوا العلوم الحديثة لإثبات تفوّقنا الحضاري عليكم.
ولكن نقول لكم: هذا يدل على أنكم وصلتم إلى الرقيّ، والتقدّم، لأنّ هذا الاختراق حدث على أرضكم، وبأموالكم.
وأنتم كالمهابيل تصفقون لإنجازنا هذا العظيم، على أنّه إنجازكم!!
وذلك أننَّا ما دام قراركم السياسي مرهون عندنا، واقتصادكم ملحق بنا، وثرواتكم مسخَّرة لأهدافنا، واتفاقيتنا العسكرية معكم هي أغلال بأيدينا، فكلُّ إنجازاتكم الكبرى، نحن نتحكَّم فيها، وفي حجرنا تسقط ثمارها، وإلينا تصير عواقبها.
فأنتم لستم كالصين التي ترجع فوائد هذه الصروح العلميّة إليها، ولا مثل روسيا التي نحن معها في عناء، وتنافسنا على العالم، ولا حتى كفنزويلا التي كلَّما زادت في التطور العلمي استفاد شعبها قبل غيره، فزاد تمرّدها علينا.
رابعا: يُضيَّق على كلِّ المنابر التي تحاول التشويش على أهداف الاستعمار الجديد بخطواته السرية الآنفة الذكر، وتُعزل، وتُلاحق.
وتُبرز صورتها على أنها ضدّ تقدّم الأمة، وأنهم أعداء التكنلوجيا، وأنهم لايدافعون عن الهويّة، والفضيلة، واستقلال إرادة الأمّة السياسيّة، والاقتصاديّة، وليس هدفهم أنَّ كلَّ ما على أرض الأمّة من إنجازات، يجب أن يُسخَّر لها لا لغيرها.
بل هم أناس متخلّفون، رجعيّون، لا يعرفون شيئا عن تقدُّم العصر الحديث!!
انتهى تعريف الاستعمار الجديد….
وبعد:
فقد أضحى الخليج العربي مكبّا لنفايات الغرب الفكرية ورذائله الأخلاقية، ومرتعا لعهره السياسي، ومسرحا لصراعاته التوسعيّة، وتحول إلى مستودعات تخزين السلاح الخطر، ومدافن للوقود النووي، حتى استشرت فيه السرطانات البدنية، والسرطانات العقدية، والسرطانات الأخلاقية.
وكلُّ ذلك محاربةً لعقيدته الإسلامية، وطمساً لهويته الدينية، وتدميراً لثقافة الفضيلة والطُّهر فيه، وتخريباً لانتماءه الحضاري الإسلامي، بل حتَّى اللغة العربية أُلغيت من مدارس بعض دول الخليج فضلا عن التعليم الإسلامي، وسلَّمت دولةٌ أخرى مناهجها التعليمية لتشرف عليها شركات أمريكية!!
في مشروع خطير يهدف إلى تحويل الخليج إلى مثل الفلبين، وتايلند، وغيرها من البلاد التي عاثوا فيها فساداً، وملئوها عُهراً، وخبالا.
فالقضية أيها الأخوَّة ليست مشكلة اختلاط فحسب، ولا يصح أن تُختصر إلى هذا العنوان فقط، مع ما في الاختلاط في التعليم في مراحل الشباب من خطورةٍ على الفضيلة، غير أنها على خطورتها إنما هي فرع على: الخضوع للاستعمار الجديد، والاستسلام للاختراق الثقافي، وسلب الإرادة السياسية، واستلاب الاستقلال الاقتصادي، وأخطر من ذلك كلِّه، إلباس هذا الخضوع لباس الشريعة، وتغطيته بخطاب الدين، وتسكينه في ضمير الأمّة بلسان الفتوى الشرعية!!
فهذا الذي تراكم وتكرَّس عبر عقود في صمت مطبق عن خطورته، ومناقضته لأصول الإسلام، وأهداف الأمّة، هو الذي أثمر هذا الشلل التام أمام إفشال مشاريع التغريب المتكاثرة، والمتلاحقة، التي تتسارع في هدمها للإسلام في مهده، والتي تهدف إلى التخريب الأخلاقي، والإفساد الثقافي، ونشر الفساد في الأرض، والصدّ عن سبيل الله، حتى أصبح مُنْكرُها، بل مُنكرُ بعض آثارها، أو وسائلها ـ مثل الإختلاط ـ مجرماً، مطروداً، مسخوطا عليه، وأين ذلك؟! … في وسط يعُجُّ بالجامعات الشرعية الشمَّاء، وبالكتب والمؤلفات الإسلامية الغرَّاء، ويضجُّ بالخطب العصماء، ويثجُّ بفتاوى العلماء، فلا يجد المنكر منهم وليَّا، ولا نصيراً!!
ولسان حاله يقول:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ** والمنكرون لكلّ أمرٍ منكرِ
وبقيت في خلف يزيّن بعضهم ** بعضا ليستر مُعورٌ عن مُعورِ
سلكوا بنيات الطريق فأصبحوا ** متنكبين عن الطريق الأكبرِ
ولا خلاص اليوم من هذا السيل الهادر من التخريب المحمي رسميا في دول الخليج إلاَّ بتكاتف الجهود المخلصة، وتضامن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في مؤسسات كبيرة، تستمد قوتها من بيئتنا الإسلامية، وشعوبنا المحبة للخير والفضيلة، لتكثيف مؤسسات الدفاع عن حياض الدين، ولتكثير حصون الصد عن عقيدة المسلمين.
ومعلوم أنَّ تحقيق هذا الهدف لايحصل إلاَّ بالتضحيات، ولا يتحقق إلاَّ ببذل الغاليات، وقد قال تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور} [سورة لقمان: 17].
ولهذا نقول للدعاة، والمصلحين، والأمرين بالمعروف، والناهين عن النكر، سيروا على بركة الله، وجاهدوا أذناب المستعمر بكلمة الله، واصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله فإنَّ العاقبة للمتقين.
واستنفروا للدين:
تحفزَّ الليثُ ليثُ الدّين منْتصراً **فالغرب يبكي،وبالصلبان أحزانُ
ضراغمٌ هزّت الدّنيا بوثْبتها ** لهم من الوحي تأييدٌ،وسلطانُ
أما كلابُ المستعمر، النابحون إثر نباحه، المتوَّلدون من سفاحه، فئران الإمبرالية، المدَّعون الليبرالية، وهم شرُّ البرية، فسيولُّون كما ولَّى من قبلهم، ومن سيأتي من بعدهم من موكب وليّهم إبليس، وسيرتدّ كيدهم عليهم، ويرجع مكرهم إليهم.
وإلى حثالة مزبلة التاريخ.
والله حسبنا عليه توكلنا، فنعم المولى ونعم النصير.(/)
شرح كتاب عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني (متجدد)
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 10:10]ـ
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif (http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شرح كتاب عقيدة السلف أصحاب الحديث للإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني. (توفي سنة 449هـ). وهو شرح لأبي حفص متجدد إن شاء الله
الشريط الأول
مفقود
الشريط الثاني
http://www.box.net/shared/static/i8zrfrozc9.rm (http://www.box.net/shared/static/i8zrfrozc9.rm)
الشريط الثالث
http://www.box.net/shared/static/k9lbbu8fj6.rm (http://www.box.net/shared/static/k9lbbu8fj6.rm)
الشريط الرابع
http://www.box.net/shared/static/vjxe6lj615.rm (http://www.box.net/shared/static/vjxe6lj615.rm)
يتبع ....(/)
«إتباع الصِّراط في الرَّدِّ على دُعاةِ الاختلاط»،لشيخِنا عبد اللَّهِ السَّعد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 11:20]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
««إتباع الصِّراط في الرَّدِّ على دُعاةِ الاختلاط»،
لشيخِنا الْمُحدِّث عبد اللَّهِ السَّعد
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى،وَرَعَاهُ ـ
اللهم إنا نعوذ بك من السّكوت عن الحقّ، كما نعوذ من مداهنة الخلق، ونعوذ بك من القول بلا علم، كما نعوذ بك من كتم العلم، ونعوذ بك من شهواتٍ تعمي الأبصار، كما نعوذ بك من شبهات تستخف الأغمار، ونعوذ بك من جرأة السفهاء، والاستخفاف بالعلماء، ومعاداة الأتقياء. نحمدك فأنت للحمد أهل، ونشكرك فأنت صاحب الفضل، ونصلي ونسلم على من بعثته رحمة للعالمين، وسراجاً منيراً للناس أجمعين.
أما بعد:
فإن لله عز وجل سنناً كونية لا تتغيّر ولا تتخلّف؛ ومنها سنة المدافعة بين الخلق، والصراع بين الحق وأهله، والباطل وأعوانه، فإن سبيل الحق واحدة وللباطل سبل شتى؛ قال تعالى: ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ? [الأنعام:153]. فسنة المدافعة بين الفريقين قائمة إلى أن يشاء الله، ولو كانت الغلبة مع الحق دوماً لما تمايزت الصفوف ولانطوى من ليس من أهل الحق تحت لوائهم وتدثر بدثارهم، فكان من حكمة الله تعالى ولطفه أن قدر الحياة دولا، ومن رحمته وعدله أن جعل العاقبة للمتقين، فمهما لج الباطل وأعوانه فلابد أن يرتج ويخنس؛ تلك هي حكمة الله وسنته ولن تجد لسنة الله تبديلا، حتى يميز الخبيث من الطيب، ويعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، فيزداد بذلك الذين آمنوا إيمانا وتثبيتا، وتنكسر شوكة المنافقين والذين في قلوبهم مرض، ولن تجد لسنة الله تبديلا
تسامع الناس بالجلبة التي أثارها بعض الرويبضة من الصحفيين حول ما يتعلق بحكم شرعي وهو (الاختلاط بين الرجال والنساء)؛ ذلك أنهم دخلوا البيوت من غير أبوابها، ورموا بسهام الباطل حجابها، فحاموا حول حمىً منيعة، وهجروا أوشال الشريعة، وتسوّروا محراب العلم من غير آلة، ليكون لهم عند الناس بريق وهالة، فسقطوا عند الله وعند الناس، بما افتروا وتقولوا وقالوا للناس؛ قال سبحانه: ? وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ ... ? الآية [النحل:116].
ومع أن منع الاختلاط بين الرجال والنساء، يكفي فيه الوازع الطَبَعِي في الخليقة، لما فطرهم الله عليه من غَيْرة وحَميّة، إلا أن نصوص الوحيين قد جاءت بما يؤكد ذلك، صيانةً لمحارم المسلمين، وحمايةً لأعراضهم؛ من أصحاب الشهوات والقلوب المريضة، بما سنأتي على بيانه إن شاء الله، فنعوذ بالله من انتكاس الفطر، وتفسّخ العزائم.
وقد تبين لكثير من الناس مغالطات هؤلاء الكتبة، وبعدهم عن الحق والإنصاف، ومخالفتهم لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم, بل وبعدهم عما كانوا يتشدقون به من احترام (الرأي المخالف) أو ما أسْموه (الرأي الآخر) ومنح الحرية لجميع الأطراف، ودعواهم بالانفتاح على القول الآخر ... ، إلى غير ذلك من عباراتٍ طنانة وألفاظٍ رنانة؛ باتت جوفاء باهتة، أشغلوا بها الناس ردحاً من الزمن, ثم كان ماذا!
لقد كشف الله عور قولهم وزيف دعواهم، فكذّبت أفعالهم أقوالهم، وكرّ ليلهم على نهارهم، وتبين أنهم أمشاجٌ مبتلون بالتغريب، ودعاة فتنة، وأبواق بدعة، ومعاول هدّامة؛ بأقلام مأجورة، وأفعال مأزورة، وعقولٍ مُسيَّرة، وفكرٍ مُضلِّلة؛ حسيبهم الله.
فانظر لهولاء الصخّابون في الصحافة؛ كيف كالوا بمكيالين، وما الشمس بخافية على ذي عينين، وقديما قالت العرب: «الشيء من معدنه لا يستغرب»، فكل من ينادي بفصل الدين عن الحياة، أو يرى فلسفة في الحياة غير ما يراه الدين، ويرضى بأن يكون بوقاً لأقوام لا خلاق لهم ولا حض في الآخرة؛ فهذه دعواه. ومع أن دعواهم لم تكن غائبة على أهل العلم وحماة المجتمع المسلم، إلا أن الله أظهرها للعامة والخاصة، وفضحهم بأيديهم وأيدي المؤمنين؛ وهذه سبيل المنافقين، قال سبحانه: ? وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ? [محمد:30].
(يُتْبَعُ)
(/)
نعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهداية.
وقد بلغت الجرأة ببعضهم إلى تحزيب المجتمع الواحد، وتصنيفه حسب أهوائهم وشهواتهم، في دعوىً آثمة تفوح منها ريح الجاهلية، والله عز وجل قد أمر بالاجتماع والتآلف في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، فالكون كله لله والخلق خلق الله تحت شرع الله، قال سبحانه: ? إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ? [الأنبياء:92]. ولا ينقضي عجب المسلم وهو يتابع جرأتهم في ذلك، وتقسيمهم المجتمع بكل مقوماته ومؤسساته إلى قسمين وحزبين؛ لسان حالهم "إن لم تكن معي فأنت ضدي"، فلم يكن الأمر سجالاً علمياً يصوّبه الدليل، ويزيّنه الأدب، ويحتويه الحلم؛ بل شهوات وشبهات؛ ظلمات بعضها فوق بعض، فإذا نشدت أحدهم الحجة أبلس وخنس، وهيهات أن يعقد لهم مسلم خنصره؛ فإنما هو دين، وما هي إلا جنة أو نار.
بل لم يتورع بعضهم من استعمال العبارات الساقطة, والألفاظ النابية، حتى لكأنه يلمز هيئة علمية ينتسب لها كبار أهل العلم بما قد صانهم الله عنه، فما هي إلا كلمات مشاغبة تدل على فكر صاحبها وعلمه وأدبه، وقد قالت العرب قديما: «كل إناء بما فيه ينضح»، فما أساء صاحبها إلا إلى نفسه، ولا وصف في قوله إلا شخصه.
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم
أصادق نفس المرء من قبل جسمه ... وأعرفها في فعله والتكلم
وإن الإنسان ليعجب من السماح لمثل هؤلاء بالكتابة في صحفٍ سيّارة تتلقفها أيدي الناس، وهم إنما يسعون بخيلهم ورجلهم لهدم المجتمع وتفكيك لحمته وزعزعة قواعده وتفتيت أخلاقه، والشيطان يؤزهم على ذلك أزّاً؛ مصادمين مشاعر الناس في تحدٍّ لرغباتهم وقدحٍ في مسلمات دينهم، فمن لم يزعه خوف أو أدب من الطعن في مؤسسة علمية يسمع صوتها أغلب المسلمين في أرجاء العالم، وينظر لرأيها المجتمع بأسره من حاكم ومحكوم؛ فكيف يُرجى خيره أو يؤمن شره؟
ولسنا في حاجة لسوق كلامهم فقد كرعت بهم الصحف، وبالت وثلطت بسُمّهم الزعاف، كما لسنا بحاجة للتصدي له ورده، فليس فيه مستمسك علمي يعارض بمثله، وإنما هو الخوض في الشريعة وأخلاق المسلمين، وهذا هو المجتمع بحكمه وحاكمه ومحكومه. إلا أنا ندعوهم للقراءة في محاسن الإسلام وحكم تشريعاته ومقاصده، وكيف أنه انتظم الدين والدنيا في نظام شرعي كوني واحد، فهو دين الفطرة الذي أكمله الله لنا ورضيه وأتم به علينا نعمته، فيه من القطرة إلى القنطرة، ومن الجرة إلى المجرة، جمع الدين والدنيا، والأولى والآخرة، والحياة والكون، والسماء والأرض، والبشر والملائكة، والجن والإنس ... ؛ فمن عدّل أو بدّل فإنما خصمه الله. فندعو الجميع بدعوة الله في قوله تعالى: ? وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ? [الأعراف:56] فكل نظام شرعي يخلّ به أشخاص؛ قابله من الفساد الكوني، بقدر ذلك الخلل.
إن مثل هؤلاء الكتبة ممن أمضى قلمه في هدم شرائع الإسلام، والتعدي على حرمات العلم؛ لحري بالعاقل أن يشفق عليهم من أنفسهم، وأن يسعى لتبصيرهم والأخذ بيدهم أو على يدهم؛ قال تعالى: ? أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ? [فاطر:8]. فهذا دين الله وشرعه، وهو حاميه وراعيه.
ويا ليت شعري فقد أصبح المسلم وهو يحاول أن يأخذ بأيدي هؤلاء للحق، كأنه إنما يعرض لهم الإسلام ويبين لهم حكمه ومحاسنه، وسبْق المسلمين في كثير من العلوم حين استبْقوا دينهم، وحَمَوه وصانوه وعظّموه، وكيف أن أعظم عصور النهضة العلمية للمسلمين إنما كانت مواكبة لأيام عزهم وصونهم لحمى دينهم وامتثالهم لأحكامه، ولو كلف أحدهم النظر في كتب التاريخ الإسلامي لتجلت له الحقائق، التي خضع لها تاريخ العلوم الغربية، فدونت الشهادات بذلك من أيدي المنصفين منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد زاوج الإسلام بين العلم والعمل، والحياة والكون، في نظام واحد عجيب، بل كسر الإسلام أصنام الجهل، وحطم أغلال الفكر والنظر، فحث على السير في الكون وتأمل صنع الله وبديع خلقه، وامتن بالتسخير ورغب في البحث والانتفاع، ووعد بتبصير الآيات والشواهد في الآفاق والأنفس، فما أخذت أمة بأسباب العلم والنظر إلا وفتحت لها آفاق من العلم والمعرفة، وإنما كان تخلف المسلمين حين تخلوا عن دينهم، فتولت عنهم دنياهم حين أخلدوا إلى الشهوات وهتك الحرمات.
نحن أمة طريق دنياها بدينها، وهذه سنة الله للإسلام الذي ارتضاه وأكمله وأتمه لنا، فحري بمن امتطى هواه وتمنى على الله الأماني، أن يفتش في نفسه وينظر أين الإسلام من قلبه وبيته وزوجه وولده وعمله وماله وقلمه، ثم ليحتكم إلى الإسلام إن كان عاقلا، وليهتف بالدين إن أراد الدنيا، ولا يعمل معوله في دينه لإقامة دنياه، فتزهده الدنيا ويهلكه الدين، فيخسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين، قال تعالى: ? قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ? [الكهف:103 - 104].
وقبل بيان الحكم الشرعي لما نحن بصدده، نذكّر أنفسنا وإياهم بمراقبة الله الذي يحصي الأعمال، ونذكرهم بأن اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل، كما ندعوهم إلى كلمة سواء بيننا وبينهم بأن نحتكم جميعا إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ينظر كل كاتب إلى ما كتب؛ أهو لله أم للنفس والهوى.
نسأل الله أن يهديهم للحق والصواب، وأن يأخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وأن يكفيهم ويكفي المسلمين شر أنفسهم.
وهذا أوان الشروع في بيان الحكم الشرعي للاختلاط، مؤيداً بالدليل الشرعي، مستمداً التوفيق والسداد من العلي القدير:
إن الاختلاط محرمٌ شرعا؛ سواءً في التعليم أو العمل، وسائر الاجتماعات الخاصة والعامة، ولا عهد لأهل الإسلام باختلاط نسائهم بالرجال الأجانب؛ والأدلة على ذلك كثيرة؛ منها:
الدليل الأول:
قول الله تعالى في سورة النور: ? قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ? [النور:30 - 31].
فهذه الآية محكمةٌ بينةٌ في بيان مقصدٍ من مقاصد الشارع؛ وهو تزكية المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم وحفظ فروجهم.
فإذا نظرنا إلى الاختلاط المنظم الذي يراد منه التقريب بين الجنسين ساعات طويلة وشهور مديدة، (وليس مجرد اجتماع في مكان عام لا لبث فيه سوى لحظات يقضي فيها كل حاجته ويمضي) هل هو محقق لهذا المقصد ومتفق معه أو منافٍ له؟
سيكون جواب المنصف: إن هذا منافٍ له أشد المنافاة، حتى قالت إحدى الغربيات: "إن الاختلاط جريمة في حق الإنسانية", والحق ما شهدت به الأعداء.
وقد خلصت دراسة حديثة من جامعة (هارفرد) بأن المدارس النسائية (مقارنة بالمدارس المختلطة) تُحقق أهدافاً تربوية ودرجات عليا في العلوم والقراءة والقيم الذاتية, وتغيب المشاكل السلوكية والعلاقات بين الجنسين، والتخلف عن الحضور وغير ذلك.
وهذا ما يراد لنا أن نكتشفه ولكن بعد التجربة العملية والتضحية بالكثير، مع الإغماض عن التجارب والدراسات الحديثة؛ فضلاً عن اطراح الأحكام الشرعية والآداب المرعية. والله المستعان.
الدليل الثاني:
قول الله تعالى: ? وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ? [النور:31].
إن من كمال الشريعة السمحة عدم التفرقة بين المتماثلات وعدم الجمع بين المتنافيات، وكل مسلم صحيح الديانة، مستقيم العقل، سليم القلب؛ يعرف حكم الاختلاط بمجرد تأمله هذه الآية الكريمة.
فهل يظن عاقل أن الشارع الحكيم ينهى المرأة لابسة الخلخال من تحت الثياب أن تضرب برجلها الأرض حتى لا يسمع الرجال حسه، ثم يبيح لها أن تجلس معه وتدرس بجواره مع ما يصاحب ذلك (ولا بد) من سماع صوتها، ورؤية شيء من جسدها، وربما الاحتكاك بها؟ إن الشارع منزّه عن ذلك من غير شك والحمد لله.
الدليل الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
في العلم والتعليم؛ فقد أخرج البخاري (101) ومسلم (2633) من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال, فاجعل لنا يوماً من نفسك. فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن: (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار). فقالت امرأة: واثنتين؟ فقال: (واثنتين).
وهذا يفيد أن مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام في التعليم بلا اختلاط؛ وإلا لما قالت النساء ما قلن.
ولو كان ذلك جائزاً لما تأخر نساء الصحابة عن تلقي العلم، ولما طالبن بمجلسٍ يخصهن به رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهن من هن في الحرص على الخير.
ولذا كان تبويب البخاري رحمه الله على هذا الحديث: (باب: هل يجعل للنساء يوماً على حِدة في العلم).
الدليل الرابع:
في التعليم أيضاً؛ ما أخرجه البخاري (98) من حديث ابن عباس, أن صلى الله عليه وسلم خرج ومعه بلال فظن أنه لم يُسمع النساء, وفي رواية: (ثم أتى النساء, فوعظهن وأمرهن بالصدقة ... ). وقد بوّب عليه: (باب عظة الإمام النساء وتعليمهن).
وهذا يدل على أن مجلس النساء متميزٌ عن الرجال وخاصٌ بهن.
الدليل الخامس:
في الصلاة والانصراف منها؛ فقد أخرج البخاري (870) من حديث أم سلمة قالت: كان صلى الله عليه وسلمإذا سلم، قام النساء حين يقضي تسليمه، ويمكث هو في مقامه يسيراً قبل أن يقوم, قال: (نُرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال).
قلت: والقائل هو ابن شهاب، كما في (837، 849)، وهذا الذي قاله قالته قبله راوية الحديث أم سلمة رضي الله عنها، ففي رواية في صحيح البخاري (850) قالت: كان يسلم، فينصرف النساء، فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فتبين أن جلوس النبي صلى الله عليه وسلم كان من أجل انصراف النساء قبل الرجال؛ لئلا يؤدي هذا إلى اختلاط الرجال بالنساء.
مع أن وقت الانصراف من الصلاة قصير, فأين هذا من اختلاط الشباب والفتيات لساعات عديدة وأشهر طويلة؟
الدليل السادس:
في الصلاة أيضاً؛ ما أخرجه البخاري (872) من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يصلي الصبح بِغَلَس، فينصرفن نساء المؤمنين، لا يُعرفن من الغلس، أو لا يعرف بعضهن بعضاً. وقد بوّب عليه: (باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد).
فهذا يفيد أن النساء كن ينصرفن فور انتهاء الصلاة, لذلك قالت عائشة رضي الله عنها: "لا يُعرفن من الغلس" ولم تذكر الرجال؛ لأنهم يمكثون حتى تنصرف النساء.
الدليل السابع:
في الصلاة أيضاً؛ أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بترك باب في المسجد خاص بهن لدخولهن وخروجهن:
قال أبو داود (462): (باب في اعتزال النساء في المساجد عن الرجال): عن عبد الله بن عمرو وأبو معمر، عن عبد الوارث، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تركنا هذا الباب للنساء). قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. وقال غير عبد الوارث: "قال عمر"، وهو أصح. حدثنا (463) محمد بن قدامة بن أعين، عن إسماعيل، عن أيوب، عن نافع قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بمعناه. وهو أصح. اهـ من أبي داود.
قلت: يعني أن الصحيح في هذا الخبر وقفه على عمر رضي الله عنه.
وقد أخرجه في موضع أخر (571) فقال: (باب التشديد في ذلك) , وقد بوب قبل ذلك: (باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد) وذكر حديث عائشة (569) رضي الله عنها: لو أدرك صلى الله عليه وسلمما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منع نساء بني إسرائيل. ثم ذكر حديث عبدالله بن مسعود (570) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها).
ثم روى أبو داود (464) من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير، عن نافع قال: (إن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يُدخل من باب النساء).
قلت: رواية عبد الوارث أخرجها الطبراني في الكبير والأوسط, وأبو نعيم في أخبار أصبهان, والباغندي في أماليه, وابن بشران؛ جميعم من طريق عبد الله بن عمرو.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما يتعلق بالترجيح بين الروايتين؛ فعبد الوارث وابن علية متقاربان في أيوب, فكلامهما من كبار الحفاظ, لذا قدم بعض الحفاظ ابن علية، وقدم آخرون عبد الوارث, وأما رواية: بكير (وهو ابن الأشج) عن نافع أن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يدخل من باب النساء، فليست صريحة في أن عمر هو الذي أمر بذلك,؛ إذ هي محتملة أن يكون الذي أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتنفيذا لذلك كان عمر رضي الله عنه ينهى أن يدخل الرجال من باب النساء.
وإذا كان الصحيح في هذا الخبر وقفه على عمر رضي الله عنه, فهو من الخلفاء الراشدين الذين أمر عليه الصلاة والسلام بالعمل بسنتهم, فقال في الحديث الصحيح: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي).
ومن المعلوم أن القرآن الكريم كان ينزل بموافقة عمر رضي الله عنه, ولذا كان عليه الصلاة والسلام يستشيره في الأمور, وفي هذا الخبر أن ابن عمر عمل بذلك فلم يدخل من هذا الباب الذي خصص للنساء حتى توفاه الله عز وجل.
وفي هذا الحديث مشروعية جعل أبواب خاصة للنساء في المساجد, ويلحق به دور التعليم والعمل وغيرهما.
والحكمة في ذلك ظاهرة؛ وهي ألاّ يختلط الرجال بالنساء، مع أن مدة الدخول والخروج قصيرة, فكيف إذا كان هذا الاختلاط في أوقات طويلة؟
ويلاحظ أن في صلاة النساء مع الرجال عدة أمور:
أولاً: الأولى بالمرأة أن تصلي بالبيت، وقد جاء في ذلك عدة أحاديث، منها قول صلى الله عليه وسلم: (وبيوتهن خير لهن)، مع أن الصلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام عن ألف صلاة، ولا يستثنى من ذلك إلا صلاة العيدين، فقد جاء الحث للنساء بالصلاة في المصلى، وهما لا يقعان إلا مرتين في العام.
ثانياً: إذا خرجت المرأة إلى المسجد فعليها أن تخرج بدون أن تتطيب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (وليخرجن تفلات)، ويدخل في ذلك الثياب الحسان ونحو ذلك مما يكون سبباً للفتنة. قال أبو محمد بن حزم: (ولا يحل لهن أن تخرجن متطيبات ولا في ثياب حسان ... ). وقال ابن كثير: (يجوز لها شهود جماعة الرجال بشرط أن لا تؤذي أحداً من الرجال، بظهور زينة ولا ريح طيب).
وقال ابن دقيق العيد: (فيلحق بالطيب ما في معناه، فإن الطيب إنما منع منه لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم وربما يكون سببا لتحريك شهوة المرأة أيضا فما أوجب هذا المعنى التحق به).
ثالثاً: تخصيص باب لهن يدخلن منه ويخرجن، حتى لا يختلطن بالرجال.
رابعاً: أنهن يصلين خلف الرجال، ولا يختلطن بهم؛ بل الأفضل لهن أن يبتعدن عن صفوف الرجال قدر الإمكان، لقوله صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها).
وهذا يؤكد حرص الشارع على عدم اختلاط النساء بالرجال، وقد وصف مجرد قرب النساء للرجال بالشر؛ فكيف بالمخالطة؟ لا شك أنها شرٌ من باب أولى.
خامساً: أنهن إذا صلين مع الرجال، فعليهن أن ينصرفن مباشرة بعد انتهاء الصلاة إلى بيوتهن، وأما إمام المسجد ومن معه من الرجال، فينتظرون قليلاً حتى ينصرف النساء، كما سن لنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذه الأمور الخمسة أدلتها ظاهرة.
وهناك أمر سادس اختلف فيه: وهو شهود النساء للصلاة في المساجد، هل هو خاص بالصلوات الليلة لكون الليل أستر لهن، أم أنه يشمل صلاة النهار أيضا؟ لأنه إذا أبيح لهن أداء صلاة الليل في المساجد، فتكون صلاة النهار من باب أولى، فيه خلاف بين أهل العلم. فأين هذا مما نحن بصدده من جلوس الشباب والشابات في مقاعد الدراسة مختلطاً بعضهم بالبعض الآخر، وينظر أحدهم إلى الآخر، ويتحدث بعضهم إلى بعض، ولذا لا يعرف هذا في الإسلام.
الدليل الثامن:
في البيعة؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس في معزلٍ عن الرجال؛ وقد بوب البخاري في صحيحه فقال: (باب: بيعة النساء، رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم).
الدليل التاسع:
(يُتْبَعُ)
(/)
في الطُرُقات والأسواق؛ فقد أخرج أبو داود (5272) من حديث: عبدالله بن مسلمة، عن عبد العزيز (بن محمد الدراوردي)، عن أبي اليمان (الرحال)، عن شداد بن أبي عمرو بن حِماس، عن أبيه، عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه أنه سمع صلى الله عليه وسلميقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق؛ فقال صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحقُقْن الطريق، عليكن بحافات الطريق)، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. قلت: وشداد فيه جهالة.
وخالف شداد؛ الحارث بن الحكم، فرواه (كما عند الطبراني والبيهقي في الشعب) عن أبي عمرو بن حماس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس للنساء سراة الطريق). قلت: وهذا منقطع، والحارث فيه جهالة.
وللحديث طريقٌ أخرى صححها ابن حبان (5601)؛ من حديث: مسلم بن خالد (الزنجي)، عن شريك بن أبي نمر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس للنساء وسط الطريق). قلت: ومسلم بن خالد الزنجي من مشاهير الفقهاء في زمانه، حتى قال إبراهيم الحربي: كان فقيه أهل مكة. وكان من أهل الفضل كما قال ابن سعد: كان فقيهاً عابداً يصوم الدهر، وكان كثير الغلط في حديثه.
قلت: إنما تكلموا فيه لسوء حفظه كما قال ابن سعد.
والحديث بمجموع طريقيه فيه قوّة؛ وله شواهد من حيث المعنى، كما في حديث أم سلمة المتقدم.
الدليل العاشر:
ما جاء في الصحيحين (البخاري 1088، ومسلم 1339) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة مسلمة تسافر مسيرة ليلة إلا ومعها رجل ذو حرمة منها)، وفي رواية: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الأخر تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم).
الدليل الحادي عشر:
ما جاء في الصحيحين أيضاً (البخاري 1862, ومسلم 1341) مرفوعا: (لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم, ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجّة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انطلق فحج مع امرأتك).
والحكمة في هذا ظاهرة، وهي الحفاظ على المرأة لئلا تحتاج إلى الرجال الأجانب في قضاء حوائجها أثناء السفر, فتختلط بالرجال فإذا كان معها محرم منها فسيكفيها ذلك.
الدليل الثاني عشر:
ما رواه البخاري (5240, 5241) من حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها). وأخرجه أحمد (36092) والطبراني في الكبير (10247) بلفظ: (لا تصفن المرأة لزوجها المرأة كما ينظر إليها).
ووجه الشاهد من هذا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى النساء أن يصِفن لأزواجهن النساء الأخريات؛ كأنهم ينظرون إليهن, وذلك خشية الفتنة.
فإذا كان وصف المرأة للأخرى بحضرة الرجال الأجانب لا يجوز؛ فمن باب الأولى عدم جواز اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات عنهم؛ لأنهم والحالة هذه لا يحتاجوا إلى وصف هؤلاء النسوة؛ لاختلاطهم بهن ونظرهم إليهن, وهذا أبلغ في الفتنة من الوصف؛ فأيهما أولى بالتحريم؟
الدليل الثالث عشر:
ما جاء في الصحيحين (البخاري 2035، ومسلم 2175) في قصة صفية بن حيي عندما زارت صلى الله عليه وسلمفي معتكفه فقام معها ليوصلها إلى حجرتها فمر في أثناء ذلك رجلا من الأنصار فأسرعا لكي يبتعدا عن أهل صلى الله عليه وسلم فقال: (على رسلكما إنها صفية) فقالا: سبحان الله يا رسول الله, فقال عليه الصلاة والسلام: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا).
والشاهد من هذا: أن الرجلين الأنصاريين عندما رأيا صلى الله عليه وسلموأهله, ابتعدا؛ مع أن الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على الإتيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, والسلام عليه والجلوس معه, فما منعهم من ذلك إلا أهله.
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على رسلكما) ليس لعدم مشروعية هذا الفعل, وإنما دعاهم إلى عدم الإسراع حسب, وأن التي معه هي زوجته لئلا يقذف الشيطان في قلوبهما شيئا؛ كما بين ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام, وهذا يدل على أن المتقرر عندهم أن الرجل يبتعد عن النساء الأجنبيات.
الدليل الرابع عشر:
(يُتْبَعُ)
(/)
في الحج والطواف، مع أن هذه العبادة العظيمة تختلف عن باقي العبادات بسبب كثرة الناس فيها واجتماعهم في أماكن معينة وفي وقت واحد, ومع ذلك منع الإسلام من الاختلاط فيها. أخرج البخاري (1618) من حديث ابن جريج أخبرني عطاء (إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال) قال: كيف يمنعهن؟ وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يُخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجْرَةً مع الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين. قالت: "عنك"، وأبت. وكن يخرجن متنكراتٍ بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهنّ كن إذا دخلن البيت؛ قمن حتى يدخلن وأُخرِج الرجال. وكنت آتي عائشة، أنا، وعبيد بن عمير، وهي مجاورة في جوف ثبير. قلت: وما حجابها؟ قال: هي في قبة تركية لها غشاء، وما بيننا وبينها غير ذلك، ورأيت عليها درعا مورّداً. اهـ
وهذا ظاهر أن الاختلاط في عهد الصحابة غير جائز، وأنهم يأمرون بالمنع منه.
ومعنى (حجْرَة) أي: معتزلة الرجال, وفي رواية: (حجزة) وهي رواية عبد الرزاق؛ فإنه فسره في آخره فقال: "يعني محجوزاً بينها وبين الرجال بثوب".
وقوله: (فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين. قالت: "عنك"، وأبت).
دليلٌ على أن اختلاط الرجال بالنساء لو كان جائزاً؛ لما امتنعت عائشة رضي الله عنها وهي أم المؤمنين وأفقه النساء, وأبت أن تستلم الحجر الأسود مع المرأة، مع فضل استلام الحجر الأسود.
وقوله: (قلت: وما حجابها؟ قال: هي في قبة تركية لها غشاء). دليل على احتجابها وابتعادها عن الرجال وعدم اختلاطها بهم.
فمن يجرؤ بعد هذا أن ينكر أن الاختلاط مصطلح شرعي، له حكمه الواضح البين؟ وقوله: (يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال) أي كن يؤخرن طوافهن إلى الليل؛ لأن الليل أستر لهن، ومن المعلوم أنه لم يكن هناك مصابيح كما هو الآن، ومع ذلك كله كنّ متنكرات أي مستترات، كما في رواية عبد الرزاق, وإذا أردن أن يدخلن البيت أي (الكعبة) خرج الرجال, وهذا يدل على أن ذلك ليس خاصاً بزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ذكر النساء عموماً, وتقدم أن عائشة أنكرت على المرأة ولم تذكر لها إن هذا الفعل خاص بها، ومن المعلوم أن قول الصحابي الموافق لقواعد الشرع لا يمكن ادعاء الخصوصية فيه.
ووقع في رواية الفاكهي: كن إذا دخلن البيت سُترن، أي ستر النساء عن الرجال وهذا زيادة على احتجابهن باللباس وكونهن يفعلن ذلك في الليل, ولذا قال ابن حجر في شرح تبويب البخاري على هذا الحديث (1619): " (باب طواف النساء مع الرجال) أي هل يختلطن بهم أو يطفن معهم على حدة بغير اختلاط أو ينفردن"اهـ.
قلت: والذي دل عليه الدليل هو الثاني، أي أن يطفن على حدة بغير اختلاط؛ لأن انفرادهن بالمسجد وإخراج الرجال منه لا يمكن, واختلاط الرجال بالنساء قد نفاه الراوي فلم يبق إلا الأمر الثاني وهو أن يطفن على حده من غير اختلاط.
ولذا في الحديث الثاني الذي أورده البخاري تحت هذا الباب, وهو حديث أم سلمة عندما قالت: شكوت إلى صلى الله عليه وسلمأني أشتكي, فقال: (طوفي من وراء الناس وأنت راكبة) , وهذا أبلغ من الذي قبله, فأمرها عليه الصلاة والسلام أن تطوف من وراء الناس, أي الرجال؛ لئلا تخالطهم, مع أن القرب من البيت أثناء الطواف أفضل وأرفق بها؛ لأنها شاكية, ومن المعلوم أنها كلما ابتعدت ستطول عليها مدة الطواف, ومراعاةً لشكواها أمرها أن تركب.
قال ابن حجر: "وإنما أمرها أن تطوف من وراء الناس ليكون أستر لها ولا تقطع صفوفهم أيضا, ولا يتأذون بدابتها"اهـ.
الدليل الخامس عشر:
قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ? [الأحزاب:59]. فبعض من في قلبه مرض لا يدع المرأة المارة في الشارع أو السوق في حالها، بل يتعرض لها بكلام أو غير ذلك، فكيف إذا جلست بجواره وربما خلت به في ما بين المحاضرات وفي ساعات العمل والتدريب المشترك الذي سيفرضه جو الدراسة المختلط؟
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له ... إياك إياك أن تبتل بالماء.
الدليل السادس عشر:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: ? وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ? [الإسراء:32].
وتأمل قوله تعالى: ? وَلَا تَقْرَبُوا ?؛ فلم يقل (ولا تفعلوا)؛ فكل سبيل موصل له فهو مُحرّم. ومما يقرّب للزنى: اختلاط الشباب بالفتيات الساعات الطوال، فبهذا تتهيأ أجواء الفتنة، وتنتظم بيئة المنكر، والشيطان مع هذا يرتع؛ فلا تسل بعدُ عن العلاقات المحرمة بين الجنسين، والله يعصم عباده.
الدليل السابع عشر:
ما قصّه الله عز وجل من قصة موسى عليه السلام مع ابنتي شيخ مدين؛ قال تعالى: ?وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ? [القصص:22 - 23].
ويفهم من هذه الآية أنه لو كان اختلاط الفتاتين بالرجال أمراً جائزاً؛ لسقين الماء لمواشيهن، مع الرجال الرعاء، ولم ينتظرن حتى يذهبوا بمواشيهم. والله أعلم.
الدليل الثامن عشر:
ما قصّه الله عز وجل من قصة يوسف عليه السلام مع امرأة عزيز مصر؛ قال تعالى: ? وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ? [يوسف:23].
قلت: ولو لم يكن هناك اختلاط بين المرأة ويوسف عليه السلام، وتهيئة الأجواء لذلك؛ لما تجرأت على المراودة.
الدليل التاسع عشر:
ومن الأدلة الواضحة البينة في منع اختلاط الرجال بالنساء - وهو خلاصة ما تقدم من الأدلة - قوله عز وجل: ? وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ? [الأحزاب:33]. وهي آية خوطب بها أطهر وأشرف نساء الأمة، وفي ذلك تنبيه على شمول حكمها لكل نساء المسلمين، إما بدلالة اللفظ؛ فيكون من مفهوم الموافقة، أو على الأقل من باب المعنى؛ فيكون قياساً جلياً، وكلاهما حجة، وليس لادعاء الخصوصية فيها نظر صحيح مستقر أو سلف معتبر, والحكمة من الأمر بقرار المرأة في البيت: حفظها وإبعادها عن مخالطة الرجال الأجانب.
الدليل العشرون:
قوله تعالى: ? وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ? [الأحزاب:53].
ويفهم من هذا بطريق الأولى أن انعزال النساء وعدم اختلاطهن بالرجال الأجانب؛ أطهر للقلوب، وأبعد عن الريبة، ومواطن الفتنة.
الدليل الحادي والعشرون:
قوله تعالى: ? قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ?. [النور:30].
وقد أخرج مسلم في صحيح (2159) من طريق أبي زرعة عن جرير بن عبد الله قال: سألت صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري.
وإذا تأمل العاقل في البيئة المختلطة بين الشباب والفتيات؛ يعلم أنها من أبعد ما يحقق هذا الأمر الشرعي بغض البصر وحفظ الفرج.
الدليل الثاني والعشرون:
ما جاء في قصة الإفك، فقد أخرج الشيخان (البخاري 2661 مسلم 2770) عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان صلى الله عليه وسلمإذا أراد أن يخرج سفراً أقرع بين أزواجه، فأقرع بيننا فخرج سهمي، فخرجت معه بعدما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، حتى إذا فرغ صلى الله عليه وسلممن غزوته تلك ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني، أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقدٌ لي قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه، فأقبل الذين يرحلون لي، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري، وهم يحسبون أني فيه،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان النساء إذ ذاك خفافاً، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد، فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي ... ) الحديث.
قلت: والشاهد من هذا هو ابتعاد الرجال عن النساء كما في هذه القصة، فكان الذين يرحلون الهودج يبتعدون عنه جدا، من أجل ركوب النساء فيه، ولذا لم يعلموا أن عائشة رضي الله عنها لم تكن في الهودج؛ بل ظنوا خلاف ذلك، وذلك لبعدهم. فإذا كان هذا في حال ركوب المرأة وهو وقت قصير جدا، ومع ذلك يبتعدون عنها، فكيف يجوز الاختلاط في مقاعد الدراسة!.
الدليل الثالث والعشرون:
ما أخرجه البخاري (5232) ومسلم (2172) من حديث زيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر؛ أن صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والدخول على النساء). فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: (الحمو الموت).
وإنما شبه النبي صلى الله عليه وسلم الحمو بالموت؛ لأن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة تحصل به أكثر من غيره؛ لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن يُنكر عليه بخلاف الأجنبي.
وهذه الصفة التي في الحمو (قريب الزوج)؛ موجودة بعينها في الزمالة في التعليم، فالزميلة تتباحث مع زميلها، فتذاكره ويذاكرها، ويخلو بها من غير التفات نظر؛ لأنه زميلها وشريكها في دروسها فهو موت كما ترى, وأما ما يثار من قبل البعض من أنه يحصل خلط بين أدلة تحريم الخلوة وبين الاختلاط ,فنقول أن هذا مجانب للصواب, وأدلة الاختلاط مستقلة كالتي ذكرنا , وإنما تورد أدلة الخلوة كون الاختلاط سبب لها , فليس ثمة ذريعة توصل للخلوة أعظم من الاختلاط المنظم كالذي يحصل في الجامعات والمدارس ونحوها.
الدليل الرابع والعشرون:
سد الذريعة الموصلة إلى فاحشة الزنا، وهذا واجب بإجماع المسلمين وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة.
ومن المعلوم للمتابع؛ أن اختلاط الجنسين يفتح الباب على مصراعيه لذريعة الزنا، ولا ينازع في ذلك إلا من مكابر، أو بعيد عن الواقع.
وقد سئل الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عن هذه المسألة بعينها، فقال:
(حضرة الأخ المكرم رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت حفظه الله ووفقه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد وصلنا خطابكم رقم 35 في 27 محرم 1389هـ تسألون فيه عن حكم الشرع في اختلاط الجنسين في الدراسة الجامعية وما يترتب على ذلك من المفاسد. والجواب عما سألتم عنه وفقنا الله وإياكم:
أن من الغريب أن يوجد في أمة مسلمة عربية اختلاط الجنسين في الجامعات والمدارس مع أن دين الإسلام الذي شرعه خالق السموات والأرض على لسان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يمنع ذلك منعا باتا والشهامة العربية والغيرة الطبيعية العربية المملوءة بالأنفة تقتضي التباعد عن ذلك وتجنبه بتاتا، وتجنب جميع الوسائل المفضية إليه، وسنذكر لكم في جواب سؤالكم وفقنا الله وإياكم طرفاً من الأدلة القرآنية والسنة النبوية، ثم نشير إلى شهامة الجنس العربي وابتعاده عن التلبس بما لا يليق، ولو لم يكونوا مسلمين ... ) إلخ. (ينظر تتمة الجواب في رسالة الاختلاط (ص153) المطبوعة ضمن آثار الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى)
هذا وأشكر طلابي الذين ساهموا في هذه الفتوى, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 11:23]ـ
المصدر: موقع الدرر السنية.(/)
بعد توقف دام لعامين ... الحوثي يعيد د. سعد البريك لـ (ميادين) على شاشة المجد
ـ[فرائد الفوائد]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 02:41]ـ
بعد انقطاع دام قرابة العامين يعود فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك (الداعية المعروف) إلى برنامجه الشهري ميادين على شاشة قناة المجد الفضائية، والذي يحل ضيفاً دائماً عليه مع المذيع عبد الله الباز.
ومن المتوقع أن تبث الحلقة الجديدة والتي بعنوان (التسلل الحوثي .. لماذ؟) يوم الاثنين 28/ 11/1430م في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة، وتعاد يوم الثلاثاء في تمام الساعة الحادية عشر صباحاً، والثانية عشرة بعد منتصف الليل.
وستشهد الحلقة عددا من المداخلات المهمة من قبل نخبة من المختصين والأكاديمين وهم الدكتور محمد بن يحي النجيمي، وفضيلة الشيخ أبو الحسن المأربي، والدكتور حميد زياد، والدكتور سعد الدين الكبي وآخرين، لمناقشة عددا من المحاور التي ستتناولها الحلقة مع الضيف الدكتور سعد البريك تشمل الحديث عن الحوثية في بعدها السياسي والعقدي ابتداءً من الحديث عن مذهبها والفرق بينها وبين الزيدية وأساليبهم في نشر فكرهم وعقيدتهم، كما ستتطرق الحلقة إلى أطماع الحوثيين وآمالهم في المملكة، وعلاقتهم بإيران ونظرية تطويق المملكة بحزام صفوي إيراني، وكذلك الحديث عن تجنيد القاعدة في مناطق الحوثيين، كما سيلقي الداعية البريك الضوء على بعض موقف الجماعات الإسلامية من الاعتداء الحوثي، وكذلك مواقف التغريبين من هذا الصراع، مع بيان واجبنا ومسؤوليتنا تجاه الصراع الدائر.(/)
قرار عباس .. نهايات نهج ومرحلة .. بقلم د. عدنان بكرية
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 05:50]ـ
قرار عباس .. نهايات نهج ومرحلة .. بقلم د. عدنان بكرية
مدير شبكة فلسطين الـ48 الإعلامية
قرار عباس بعدم ترشيح نفسه للرئاسة الفلسطينية قرار صائب وسليم رغم أنه جاء متأخرا .. إلا انه يجيء ليؤكد وصول مرحلة الرهان والمساومة والتصفيات إلى نهاياتها في ظل تعنت الطرف الإسرائيلي وتخلي الطرف الأمريكي عن أهم ركائز سياستها في المنطقة .. فمحمود عباس والذي استنزف كل السبل وقدم العديد من التنازلات والكثير من الخدمات لم يحظ من الطرف الأمريكي والإسرائيلي إلا بالمزيد من التنكر والتعنت وفي النهاية يضعون حدا لحياته السياسية!
نتمنى أن يكون عباس وصل إلى قناعة تامة بعدم جدوى التفاوض مع طرف لا يريد السلام وبأن طريق أوسلو هي التي أوصلت الشعب الفلسطيني إلى حالة الضياع التي يحياها .. وأن لا تكون خطوته هذه مجرد بالون إعلامي تجريبي للضغط على الولايات المتحدة لتغيير موقفها بشأن الاستيطان والمفاوضات، وكنا نتمنى عليه أن يتوّج خطوته هذه بخطوة أخرى تتلخص بحلّ السلطة الفلسطينية وترك الخيار للشعب .. إلا أنه وكما يبدو فإن "أبو مازن" يريد ترك بوابة الرجعة مفتوحة على مصراعيها لعودته عن القرار!
لقد وصل محمود عباس إلى وضع لا يحسد عليه على المستوى الشخصي والسياسي فهاهم أقرب الحلفاء يتخلّون عنه في أصعب الظروف وبعد فضيحة تقرير غولدستون وتداعياته .. وها هي أمريكا تتراجع عن موقفها بشأن تجميد الاستيطان وتطالبه باستئناف المفاوضات دون قيد أو شرط! أمام هذا كله كان من الطبيعي أن يتخذ عباس قراره هذا ولو مؤقتا حتى يتم امتصاص غضب الشارع الفلسطيني وفي انتظار ردة الفعل الأمريكي.
ردة الفعل الأمريكي جاءت مغايرة لتوقعاته .. إذ سارعت وزيرة الخارجية كلينتون إلى الإعلان عن أنها ستتعامل وتتعاون مع محمود عباس في أي موقع سيكون به مستقبلا! دون أن تبدي أسفها على قراره بترك السلطة! وهذا يعني أن أمريكا قد تخلّت عن حليفها وربما بدأت تفكر بسيناريو آخر وتنصيب أحد رجالاتها المخلصين والأوفياء على رأس السلطة!
التطاول الإسرائيلي الأمريكي لم يكن ليصل إلى هذه الحدود لولا غياب الموقف الفلسطيني والعربي الصلب. وتغييبُ أشكال المناهضة الفلسطينية الشعبية زاد من حدة التمادي الإسرائيلي، وفي هذا السياق نستطيع القول إن عباس "يجني ما زرع" وهو يتحمل المسؤولية عن انهيار المشروع الوطني الفلسطيني وانهيار دوره على رأس السلطة!
كنا قد حذرنا دائما بأن طريق التفريط سيصل إلى نهاياته وسيؤدي إلى نتائج وخيمة وكنا ننتظر أن يصل هذا النهج "نهج التصفية" إلى نهاياته في أقرب وقت .. ليس تشفيا بمحمود عباس بل حفاظا على الثوابت الفلسطينية والمشروع الوطني وحفاظا على تضحيات شعبنا .. وإذا كان عباس فعلا قد وصل إلى قناعة بعدم جدوى التفاوض فعليه مكاشفة الشعب وطرح الخيار البديل الذي تبناه مؤتمر حركة فتح الأخير .. عليه أن يكون جريئا ويقدم على حل السلطة ويترك الشعب ليأخذ زمام المبادرة في التعاطي والتعامل مع المحتل.
إن ما نستغربه حقا موقف الفصائل الفلسطينية الأخرى والمحسوبة على قوى اليسار الفلسطيني "اليسار الانتهازي"! والتي سارعت إلى إعلان ولائها لعباس ونهجه، وتطالبه بالتراجع عن قراره! وهي التي طالما انتقدت طريقه "طريق أوسلو"! ما نستغربه حقا موقف تلك الفصائل التي ما زالت تراهن على التفاوض العبثي .. لو كانت فعلا حريصة على المشروع الوطني لشجعت عباس على خطوته وطالبته بحل السلطة .. لكن وكما يبدو فإن الانتهازية والوصولية قد ضربت عميقا في فكر تلك الفصائل.(/)
من اين نبدأ؟!
ـ[حسنى عويدات]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 06:04]ـ
من أين نبدأ؟!
من أين نبدأ؟!
حسني عويدات
تمر أمة الإسلام بحالة من التيه والضياع والشتات وفقدان الهوية والذات فعلى مستوى الأفراد أصبح من المسلمين من يحمل صفات أبى بكر وصفات أبى جهل في آن واحد.
وعلى مستوى الدول أصبحت الدول علمانية الفكر والإدارة والمرجعية، ففصلت الدين عن حركة الحياة، وعبر إعلامها ومثقفيها وساستها مارست الأنظمة الدجل السياسي، وأوهمت الناس ونادت فيهم أن الدين أسير المسجد بل إن الدين عاشق شغوف للمسجد لا ينبغي أن يغادر عتباته.
ولم تعد هناك أمة بمعناها الحقيقي بل دول متفرقة، تسير وفق هوى أنظمتها، ومن قبل كبروا أربع تكبيرات على الخلافة، فلم يعد هناك خليفة يسوس الدنيا بالدين، ولم تعد خلافة تجمع المسلمين بل صار المسلمون كالأيتام على موائد اللئام.
وأصبح وأمسى وأضحى دستور كل دولة على لسان حاكمها (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ {29}) غافر.
والتقت مصالح الأنظمة مع مصالح الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا، وأبرمت المعاهدات وأحبكت السيناريوهات، وتم إخراج أعظم المسرحيات والتمثيليات خداعا للشعوب باسم المؤتمرات، وتبارت الأقلام المنافقة مستخدمة منهج التبرير والمغالطات، ومورس الإجرام علنا تحت مظلة ما أسموه بالشرعية الدولية، بدءا بأفغانستان ومرورا بالعراق، وأخيرا وليس آخرا دارفور ... وغيرها. والشيء المحزن أننا نتناول أعراض المرض. دون تناول المرض وأسبابه.
فبنظرة ثاقبة مخلصة بصيرة لحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي رواه ثوبان مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نجد أنه قد حدد لنا الداء والدواء. فقال صلى الله عليه وسلم (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة على قصعتها. قال: قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ. قال: أنتم كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن. قال: قلنا وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت). رواه أحمد في مسنده. وصححه الألباني انظر حديث رقم: 8183 في صحيح الجامع.
فها هي الغثائية أصبحت منهجاً لحياتنا، فلا إله إلا الله فرغت من مضمونها، وغيبت المقتضيات وضاعت الشروط، وأصبحت كلمة تقال لا رصيد لها في الواقع، وها هو مفهوم الدين أصبح محصوراً في طقوس في صورة صلاة وصيام وزكاة فقط، وها هو مفهوم الإسلام أصبح شعارا للشعائر فقط. فالأمر لم يعد جهل ببعض المسائل الفقهية، ولكن غثائية أدت إلى طمس المفاهيم والمعالم والتصورات، فعبر هذه المقدمة التي لابد منها علينا أن نعرف من أين نبدأ؟!.
لنقرأ سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوعي، فهي بمثابة ورقة عمل للتمكين لهذا الدين ها هي الآيات (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ {214}) الشعراء. (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ {94}) الحجر.
فأخذ يجهر صلى الله عليه وسلم في مجامع المشركين ونواديهم يتلو عليهم كتاب الله ويقول لهم ما قالته الرسل لأقوامهم (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) الاعراف59.
وهنا وقفة لابد منها وهي أن العرب كانوا أرباب لغة وبيان، فالكلمات مدركة بمعانيها، والمعاني معروفة والمفهوم واضح والتصورات معلومة 0
واليك أخي القارئ هذه الحادثة وتأمل وتمعن فيها جيداً.
حوار بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزعماء قريش (أبو جهل – أبو لهب- وغيرهم) 0
المكان: عند أبى طالب بمكة.
الزمان: (زمن الاستضعاف بمكة).
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (كلمة واحدة تعطونها تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم).
أبو جهل: (ما هي؟ وأبيك لنعطيكها وعشر أمثالها).
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (تقولون لا إله إلا الله وتخلعون ما تعبدون).
فكان رد فعل الكفار أنهم صفقوا بأيديهم غيظا وضيقا، ثم قالوا: أتريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلهاً واحدا؟ إن أمرك لعجب (الرحيق المختوم).
(يُتْبَعُ)
(/)
تأمل أخي القارئ لو كانت كلمة تقال فقط لقالوها، وأراحوا أنفسهم وأراحوا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وحدث وفاق فكرى واستتباب وثنى صنمي. والدليل على ذلك في بداية الحوار، قال أبو جهل: (لنعطيكها وعشر أمثالها).
ولما أفصح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنها {لا إله إلا الله وتخلعون ما تعبدون} أدركوا أنها منهج حياة، وليست كلمة تقال فقط. والسؤال هنا: هل نحن ندرك نفس الإدراك؟. ألست معي أخي القارئ أن تصورنا لمعنى لا إله إلا الله مختلف , وإلا قل لي بربك لماذا هذا هو حالنا؟.
هذا نموذج لوضوح التصور أثناء الاستضعاف. واليك نموذج ثانٍ لوضوح التصور عند الهزيمة.
ها هم الرماة تركوا أماكنهم، وها هي الرياح أتت بما لا تشتهى السفن وتبدد النصر بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من المسلمين، وها هو أبو سفيان يعيش لذة النصر المؤقت، فيشرف على الجبل وينادى , أفيكم محمد؟ فلم يجيبوه.
فقال أفيكم ابن أبى قحافة؟ فلم يجيبوه.
أفيكم عمر بن الخطاب؟ فلم يجيبوه.
وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منعهم من الإجابة.
فقال أبو سفيان: (أما هؤلاء فقد كفيتموهم).
فرد عمر بن الخطاب: (يا عدو الله إن الذي ذكرتهم أحياء).
ثم قال أبو سفيان: (أعل هبل).
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ألا تجيبون؟).
فقال الصحابة، فما نقول قال صلى الله عليه وسلم: (قولوا الله أعلى وأجل).
ثم قال أبو سفيان: (لنا العزى ولا عزى لكم).
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ألا تجيبون؟).
قالوا ما نقول، قال صلى الله عليه وسلم: (قولوا الله مولانا ولا مولى لكم).
ثم قال أبو سفيان: (أنعمت فعال، يوم بيوم بدر والحرب سجال).
فأجابه عمر بن الخطاب وقال: (لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار).
تأمل أخي القارئ: أبو سفيان في بداية الأمر يسأل عن أركان الدولة، يسأل عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويسأل عن أبى بكر رضى الله عنه، ويسأل عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ويأتي الأمر من قبل الرسول القائد بعدم الإجابة.
ولكن حينما أعلن أبو سفيان عن منهجه الكفري، أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصحابة أن يجيبوه ويردون عليه، لأن الأمر الآن أصبح إعلان عقيدة وتصور ومفهوم، فالهزيمة لم تحل دون عرض العقيدة والتصور الصحيح لها، كما لم يحل الاستضعاف في مكة دون عرض العقيدة والتصور الصحيح لا إله إلا الله، فإننا قد لا نملك إمكانية ومقومات التمكين لمنهج الإسلام، وهذا لا يحول دون عرض منهج الإسلام. فالإسلام لم يمكن في مكة , ولكن مفهوم الإسلام كان ممكناً في نفوس المستضعفين.
نشرت المقالة من قبل فى موقع لواء الشريعة وايضا فى موقع عودة ودعوة(/)
(انكشف القناع .. تركي السديري زارع الفتن!)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 08:32]ـ
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنباء والمرسلين، سيدنا ونبينا "محمد" وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .. أما بعد:
(انكشف القناع .. "تركي السديري" زارع الفتن!)
بالتأكيد أني لا أستغرب أن يكون ذلك المقال ــ (من منطق الشيخ الشثري .. لماذا نختلف عن المجموع الإسلامي؟)، جريدة (الرياض) عدد رقم (15073) ليوم الأربعاء 11/ 10/1430 هجرية، الموافق 30/ 9/2009 ميلادية ــ صادرًا عن أحد أبرز (الليبراليين السعوديين)، إذ كان من المتوقع أن تظهر الانحرافات الفكرية (اللا دينية) لدى هؤلاء، عند أقرب فرصةٍ يستطيعون فيها إبراز وجوههم الحقيقية ..
الانحرافات الدينية والسياسية التي كتب بها الأستاذ "تركي السديري" رئيس تحرير جريدة (الرياض)، لا شك أنها جزءٌ صغير من تلك التي تملئ قلوب وعقول أولئك (اللا دينين)، غير أن الأستاذ "تركي" دائمًا ما كان أذكى من إبرازها كلها، حيث أنه كان يترك ذلك لغيره على سبيل التجربة، فإن مرَّ ذلك الانحراف دون وقفةٍ جادةٍ، واقتصر الأمر على مجرد إنكارٍ صامتٍ على مضض، كان الأستاذ "تركي" داعمًا له ومناديًا بقبوله دعمًا لتطورٍ كاذبٍ مُدعىً للوطن، وإن وجد موقفًا صارمًا ينهي تلك الانحرافات، كان المتحدث أحد الكُتاب في الصحيفة .. لا هو!
مقال الأستاذ "تركي" الأخير، أبرز خطورة منح أمثاله من (الجهلة اللا دينيين) المجال للكتابة في صحيفة تُعتبر الجريدة الرسمية للدولة، فلقد رأيتُ في مقاله خطرًا ظاهرًا على الأمن الوطني السعودي، سأبرزه ضمن استعراضٍ سريعٍ لِما جاء في مقاله ..
فقد كتب الأستاذ "تركي السديري" يقول:
((أستغرب أن يكون ذلك الرأي الغريب صادراً عن عضوية مجلس هيئة كبار العلماء، حيث يفترض أن يعني تعبير «كبار» موقع الشمول الفقهي لأبعاد الثقافة الدينية ومؤثراتها وتأثيرها، لا المحدودية الضيقة التي تحدث بها الشيخ سعد بن ناصر الشثري من قناة المجد، وهو بأي حال فيما قال لا يعبِّر عن رأي أو موقف لهيئة كبار العلماء، ولكنه يكشف عن إمكانية تسرب مثل هذا النوع من الرأي بالمرأة والفهم القاصر لمضامين الإسلام.)).
من المثير للسخرية، أن يتحدث رجلٌ (لا ديني) عن الفهم (الفقهي) لأحد أعضاء هيئة كبار العلماء!! ولا تقلُ سخريةً محاولة "السديري" عزل رأي الشيخ الدكتور "سعد الشثري" عن تمثيل الهيئة، غير أن ما قاله يعتبر اتهامًا خطيرًا جدًا، ويُبرز تدخلاً غير مقبولٍ في عمل الهيئة، أرى وجوب إيقافه من قبل الهيئة ورئيسها وفقه الله لكل خير ..
أما قول "السديري" أن حديث الشيخ الدكتور "سعد" يُحذر من (إمكانية) تسرب هذا الفهم (القاصر لمضامين الإسلام)، فيمثل اتهامًا كبيرًا للشيخ "سعد" بالجهل في ما وصفه "السديري" بمضامين الإسلام، ولا أدري هل هذه المضامين ــ لدى "تركي السديري" ــ لا يتم الإسلام إلا بها، فيكون ترك العمل بها ناقضًا من النواقض العشرة أم لا؟!
ولا شك أن "تركي السديري" بقوله ذاك، قد قدم هديةً على طبقٍ من ذهب، لكل أتباع الفئة الضالة، حينما يُشكك وبكل وضوح بالكفاءة العلمية لأحد أعضاء هيئة كبار العلماء، في اتفاقٍ صريح مع محرضي تلك الفئة، ليكون البديل (الواضح) لكل من يريد سؤال أحد العلماء، هو من (يُخالف) توجهات الدولة التي تُشرف على تلك الهيئة، ويتهمها بالكفر والنفاق والعمالة، لأنه سيكون من وجهة نظر (الجُهال) العالم الأكثر مصداقية، حينما خالف الدولة التي يُحدد (عَلمانيوها المنحرفون) الكفاءة الفقهية والعلمية لعلمائها وهيئتهم!!
وأنا هنا أطالب صاحب السمو الملكي الأمير "نايف بن عبد العزيز" النائب الثاني وزير الداخلية حفظه الله، بالنظر في (الأبعاد الأمنية) لذلك المقال الذي أراد فيه "السديري" هدم (المؤسسة الشرعية) الأكثر موثوقيةً في "السعودية" والعالم الإسلامي، في تعدٍ واضح على أمن الوطن، سأبرز أبعاده الأخرى في السطور القادمة بإذن الله ..
====
ثم يتابع الأستاذ "تركي السديري":
((هو يتحدث عن اختلاط المرأة ..
ماذا توحي لك حقيقتان .. ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى .. أن العالم الإسلامي الواسع من حدود إندونيسيا الشرقية وحتى آخر بعد لحدود المغرب الغربية لا يوجد فيه مثل هذا المفهوم إطلاقاً، فالمرأة وزيرة ومديرة عمل وطبيبة مستشفى وبائعة متجر وقائدة سيارة وفقيهة ومؤلفة مراجع ثقافية .. موجود ذلك في كل الامتداد الإسلامي .. لماذا ونحن سكانياً لا نمثل 5? من المجموع الإسلامي متمسكون بهذا الاختلاف عنهم، مع أن بينهم يوجد علماء كبار .. كبار جداً .. يعتبرون مرجعيات دينية مهمة، والمثل الأقرب، أزهر القاهرة .. هل يعني ذلك أن لدينا مذهبية خاصة تفصلنا عن كل العالم الإسلامي، أم أن عالم الأكثرية منحرف عن الخط الإسلامي؟ .. )).
ماذا يُريد الأستاذ "تركي السديري" من هذه السطور؟
بكل وضوح هو يُشكك فيما وصفه بـ (المذهبية الخاصة) التي تفصلنا كـ (أقلية) عن (كل) ــ ولاحظ قول "السديري" (كل) ــالعالم الإسلامي!! ثم يتسائل بخبث:
((أم أن عالم الأكثرية منحرف عن الخط الإسلامي))؟؟
ما كتبه "السديري" أخذه من الاتهامات المغرضة المتواصلة على "المملكة" ونهجها الإسلامي الأصيل، والذي كان السبب الأول في تأسيس دولتها الأولى، فهو يتهم العلاقة التي جمعت بين الإمامين "محمد بن سعود" و"محمد بن عبد الوهاب" رحمهما الله، التي أسفرت عن دعم الإمام "محمد بن سعود" للدعوة السلفية، وبالتالي قيام الدولة السعودية على هذا الأساس، الذي يرى فيه "السديري" (مذهبيةً خاصة)، في إشارةٍ إلى كون النهج السلفي (الحنبلي) للشيخ "محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله مذهبًا جديدًا (وهابيًا)، كما يدعي المغرضون!
هذا الحديث لا يمكن أن يقبله أي سعودي، يمتلك ذرةً من (الوطنية) ــ والتي يدعي "تركي السديري" وأمثاله من (اللا دينيون) امتلاكها ــ، لأن "المملكة العربية السعودية" كانت دائمًا ولا تزال دولةً دينية، ومسألة القبول بحديثه عن عدم منطقية كون المنهج السلفي ــ الذي تنتهجه "السعودية" منذ نشأتها الأولى، مروراً بتأسيس دولتها الثالثة وحتى اليوم ــ، هو المنهج الصواب الذي يتبع الكتاب والسنة، يعني أننا لا نرى منطقيةً لبقاء المنطقة الشرقية التي يمثل (الشيعة الإثنى عشرية) أكثريةً في بعض مدنها، ولا "نجران" الذي يتواجد فيها (الشيعة الإسماعيليون)، ضمن الدولة التي وحدها الملك "عبد العزيز" طيب الله ثراه لنشر هذا المنهج في جهادٍ طويل، خاصةً مع مطالبة بعض الناقمين فيهم بالانفصال!
كلام "تركي السديري" هذا هو دعمٌ للدعاوى التي بثتها بعض أجهزة المخابرات ومراكز الأبحاث المعادية، بضرورة تقسيم الدولة السعودية إلى ثلاث دويلات، بحجة أنه لا يمكن أن نكون على صواب، والفئات المخالفة للنهج السلفي داخل "المملكة" وبقية العالم الإسلامي تُعاني الانحراف!
كما أن محاولة "تركي السديري" سحب الثقة من هيئة كبار العلماء، بحديثه عن وجود (علماء كبار جدًا) خارج "المملكة" يُخالفون (مذهبيتنا الخاصة) كما يدعي، يمثل ضربةً للزعامة السعودية للعالم الإسلامي، وقيادتها الدينية له، وتهميشًا للمكانة والمرجعية العلمية السعودية، بل ودعمًا لأحاديث غلاة الروافض وغيرهم من أعداء النهج السلفي، بوجوب (تدويل) الحرمين الشريفين، وبالتالي انتقاصٌ صريحٌ للقب الذي اتخذه قادة هذه البلاد، بتشرفهم بخدمة الحرمين الشريفين، وتهميشٌ لجهودهم المبذولة في سبيل ذلك ..
والسؤال هنا، ماذا لو خرج رجلٌ من تنظيم (القاعدة) وقال ما قاله "تركي السديري" .. ألن يُعتبر إرهابيًا يبحث عن زعزعة الاستقرار الأمني في البلاد، وحجب الثقة عن الهيئة الدينية المرتبطة مباشرةً بالملك، بل وسيُعتبرُ ما قاله ازدراءً للملك نفسه الذي يقف خلف هذه الهيئة؟!
أين لجان المناصحة عن (الإرهابي اللا ديني) "تركي السديري"؟!
ومتى تعي هذه اللجان، أن إرهابيو الفئة الضالة، ما عادوا يكتفون بتوجيه مشايخهم (المتطرفون دينيًا)، بل قد زادوا عليهم بأولئك الحمقى (المتطرفون لا دينيًا)!!
=====
يتابع الأستاذ "تركي السديري" مواصلاً أكاذيبه الخطيرة:
((الثانية .. مَنْ هي المرأة؟ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد بُذلت جهود منغلقة ومتخلفة دينياً لمنع المرأة من التعليم .. لكن إرادة الرجل الواعي انتصرت فتعلمت ثم نالت مواقع علمية مشرفة معروفة لدى الجميع .. وعبر اجتماعات ومؤتمرات يتوفر فيها الاختلاط منذ ما لا يقل عن أربعين عاماً، بدأ ذلك ثم تزايد حضورها العلمي والاجتماعي في السنوات الأخيرة .. مَنْ هنّ اللواتي تزايد حضورهن؟ هل ساق واحدة من هنّ رجل كما يفعل الراعي بعدد من الماشية؟! .. )).
يقول "تركي السديري" أنه قد بُذلت جهود (منغلقة ومتخلفة دينيًا) لمنع المرأة من التعليم، لكن (إرادة الرجل الواعي) انتصرت!!
"السديري" قال بوضوح أن جهودًا دينية منغلقة ومتخلفة، واجهت إرادة الرجل الواعي، وذلك الرجل الواعي لا شك أنه الرجل (اللا ديني) كما يريد في مقابلته التخلف الديني بالوعي الذي لم ينسبهُ للدين!
والصحيح أيها (المتخلف اللا ديني) "تركي السديري"، أن تعليم المرأة مُنع بسبب تحفظٍ اجتماعيٍ بالدرجة الأولى، قابله وعيٌ شرعيٌ بأهمية تعليم الفتاة بما ينفعها، ولعل ما يؤكد هذا هو أن (كتاتيب البنات) التي يُشرف عليها العلماء كانت موجودةً في البلاد، منذ ما قبل الثلث الأول من القرن الميلادي المنصرم، كما أن المدارس النظامية للبنات انطلقت منذ صدور النطق الملكي الكريم الذي أصدره الملك "سعود بن عبد العزيز" رحمه الله، ونُشر في جريدة (أم القرى) في يوم الجمعة 21 ربيع الثاني 1379هـ / 1960م، ويُمثل دعم الملك "سعود" رحمه الله لتنفيذ رغبة العلماء في فتح مدارس لتعليم البنات، وهذا نصه:
((نطق ملكي كريم: الحمد لله وحده وبعد: فلقد صحت عزيمتنا على تنفيذ رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة في فتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية، من قرآن وعقائد وفقه، وغير ذلك من العلوم التي تتمشى مع عقائدنا الدينية، كإدارة المنزل، وتربية الأولاد وتأديبهم، مما لا يخشى منه عاجلاً أو آجلاً أي تغيير على معتقداتنا، لتكون هذه المدارس في منأى عن كل شبهة من المؤثرات التي تؤثر على النشء في أخلاقهم، وصحة عقيدتهم وتقاليدهم، وقد أمرنا بتشكيل هيئة من كبار العلماء الذين يتحلون بالغيرة على الدين، لتشرف على نشء المسلمين في تنظيم هذه المدارس، ووضع برامجها، بمراقبة حسن سيرها فيما أنشئت له، وتكون هذه الهيئة مرتبطة بوالدهم حضرة صاحب السماحة المفتى الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، على أن تختار المدرسات من أهل المملكة أو غيرهم اللواتي يتحقق فيهن حسن العقيدة والإيمان، ويدخل إلى هذه المدارس ما قد سبق فتحه من مدارس البنات في عموم المملكة، وتكون جميعاً مرتبطة في التوجيه والتنظيم بهذه اللجنة تحف إشراف سماحته، مع العلم أن هذا التشكيل يتقدم الوقت الكافي بتهيئة وسائل التأسيس، ونأمل أن يكون ذلك في وقت قريب، والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا بالله)) ا. هـ.
إذن يا "تركي السديري" إن تعليم البنات وجد تحت إشراف العلماء والمشايخ حتى قبل صدور النطق الملكي الذي وُجد لدعم رغبة العلماء، وهو النطق الذي أكد على (ضم) المدارس الموجودة قبل صدوره إلى المدارس التي ستُنشأ بعده ..
تعليم البنات يا "تركي السديري" في "المملكة العربية السعودية" لم يكن نتاج (وعي لا دينيٍ ليبرالي مزيف)، كما لم يكن تعليم الأولاد كذلك، ولم يكن توحيد البلاد ولا بنائها، نتاج الوعي الذي تتشدق به كاذبًا!
إن (الوعي اللا ديني) لم يوفر لهذه البلاد إلا فرض حالات تصادمٍ وفرقة وشتات بين فئات المجتمع!
ثم نتوقف مع ما قاله الأستاذ "تركي السديري" في متابعة الحديث عن تعليم المرأة:
((لكن إرادة الرجل الواعي انتصرت فتعلمت ثم نالت مواقع علمية مشرفة معروفة لدى الجميع .. وعبر اجتماعات ومؤتمرات يتوفر فيها الاختلاط منذ ما لا يقل عن أربعين عاماً)).
لن أتحدث عن المواقع العلمية المشرفة التي نالتها المرأة، وهي المواقع المعروفة كما يقول الأستاذ "تركي السديري" عند الجميع منذ أربعين عامًا، والتي لا أعرفها في الواقع خاصةً وأنه يتكلم عن حالةٍ جماعية، وبالتأكيد أن "تركي السديري" لم يكن يملك لها تصورًا حين كتب ما كتب، لكنه جعلها معروفةً عند الجميع على طريقة اللزمة المسرحية الشهيرة: (شفيق يا راجل)!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه المواقع كانت عبر اجتماعاتٍ ومؤتمراتٍ (يتوفر فيها الاختلاط) ــ ولاحظ قوله يتوفر فيها الاختلاط، والتي تعني أنه يتوفر بها كذلك عكس الاختلاط وهو الفصل، أي أن الاختلاط لم يكن ضروريًا كما شهِدَ على نفسه! كما أن قوله ذاك يظهر حقيقة (خجله) من تلك الكلمة التي كانت باهتةً مترددةً ضعيفة، تظهر عدم اقتناعه شخصيًا بحقيقة وجودها على أرض "المملكة" منذ (40 عامًا)!! ــ نتيجة جهود الرجل الواعي!!
ثم يردف الأستاذ "تركي":
((مَنْ هنّ اللواتي تزايد حضورهن؟ هل ساق واحدة من هنّ رجل كما يفعل الراعي بعدد من الماشية؟! .. )).
لا أدري ما يعنيه الأستاذ "تركي السديري"، هل يُمثل هو حالةً مُضادة؟ هل تسوقه هو امرأة؟!
حديث "السديري" يوجه اتهامًا مباشرًا للشريعة الإسلامية، حيث يضرب تشريعًا أساسيًا لتنظيم حياة المجتمع الأسري، ألا وهو قوامة الرجل على المرأة، ويُعارض قوله تبارك وتعالى: ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) (سورة النساء الآية 34).
أم أن الأمر ليس اتهامًا للشريعة، فلعل البخلَ قد سيطر على العقلية (الليبرالية النفعية) للأستاذ "السديري"، فلم يعد يرى صرف المزيد من الأموال على أهله، ولذلك فقد بات من (الواجب) أن تعمل المرأة، لكي تصرف عليه وعلى أمثاله من معارضي (القوامة)، من البخلاء وعديمي الغيرة، فما عاد يجد في سبيل تحقيق (قوامة المرأة على نفسها .. وعليه) مانعًا حتى في جعل المرأة والفتاة السعودية، تعمل خادمةً في الدول المجاورة!!
أيها الكرام .. إن الانحطاط (الليبرالي اللا ديني) .. هو هاويةٌ سحيقةٌ تأبى النفوس الكريمة من مجرد النظر إلى نهايتها!!
====
ثم يقول "تركي السديري" مواصلاً سخافاته:
((أليس من الخطأ الفادح دينياً واجتماعياً إهدار القيمة الإنسانية والعقلية للمرأة عند تصويرها بأنها فاقدة لقدرة المواجهة ضد مغريات أي انحراف؟ .. مَنْ يفعلن ذلك هنّ الجاهلات أو الفقيرات تحت ضغوط ظروف خاصة، تماماً مثل ما تدفع ظروف أخرى بالرجل نحو المخدرات أو الجريمة أو جهاد القاعدة أو الفكر الديني المروّج لهذا الجهاد .. )).
دعنا نتحدث بمنطقك (اللا منطقي) يا "تركي السديري"، ولنقل أن المرأة لا يُمكن أن تخضع للمغريات، فهي صامدةٌ أمام الانحرافات الأخلاقية ..
لكن .. هل الرجل يستطيع ذلك؟
إذا تواجدت الفتاة أمام الشاب ــ طبعًا أتحدث عن الشاب لأنه أكثر عرضة لهذه الإغراءات ممن هم في مثل عمرك يا أستاذ "تركي"! فمن (المفترض) أنكم بعيدون عن الانحرافات الأخلاقية!! ــ لتختلط به بشكلٍ يومي مستمر، وهو الشاب السعودي الذي لم يعمل (الليبراليون) على تحسين مستوى دخله ولا زيادة مرتباته، ولا معاونته على الزواج المبكر، وحينما يكون هذا الشاب معرضًا للمثيرات الجنسية في مقالاتكم الهدامة، وفي القنوات الفضائية ونحوها ..
فمن الذي يستطيع أن يجزم بأن هذا الشاب بعيدٌ عن الوقوع في الزلل؛ معصومٌ من غلبةِ الشهوات؟
المسألة ليست كما يُحاول المحاورون (الليبراليون) الحمقى توصيله للناس، من أن المسألة خاصةٌ بنظرةٍ دينيةٍ قاصرةٍ تجاه المرأة، لكن الحقيقة أنكم أنتم من لا يرغب بشيءٍ إلا باختلاطكم بالمرأة، لأنكم تريدون جعلها قريبةً من أياديكم القذرة، متساهلةً مع أهدافكم الخبيثة!!
ولنتوقف مع ما شهد به "تركي السديري" حينما قال:
((مَنْ يفعلن ذلك هنّ الجاهلات أو الفقيرات تحت ضغوط ظروف خاصة، تماماً مثل ما تدفع ظروف أخرى بالرجل نحو المخدرات أو الجريمة أو جهاد القاعدة أو الفكر الديني المروّج لهذا الجهاد .. )).
إذن أنت تعترف بأن هناك نسبةً يمكن أن يقعن في الانحراف، وقد أشرت إليهن بأنهن الجاهلات والفقيرات!
طبعًا لن أتحدث عن نظرتك المتنقصة للفقيرات والجاهلات واللواتي تذم أخلاقهن، وهن في عمومهن والله أشرف منك ومن كل (ليبرالي) يدعو لِما تدعوا إليه .. لكني سأتوقف عند الحقيقة التي كشفتها بنفسك، حيث أكدت أن الفقر الذي لا تُحاربه ولا يهمك، يمكن أن يكون سببًا لأن تخضع بعض الفقيرات لمن تختلط به مقابل المال!
والسؤال هنا كم نسبة الفقر في "السعودية" اليوم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أي كم عدد الفتيات والنساء اللواتي يمكن أن يدخلن ضمن مسمى (الفقيرات)؟!
إنه عددٌ مرعب .. لكنكم اعتدتم على سياسة التعمية والتضليل .. حتى على أنفسكم!
كما أنك يا أستاذ "تركي" تكشف حقيقةً أخرى، وتتمثل في أهمية (العلم الشرعي) الذي تُحاربه وأمثالك من (اللا دينيين)، فعندما يأتي المدير أو الزميل للفتاة التي يختلط بها في العمل، ويقول لها أن الحجاب ليس واجبًا، وأن كشف الوجه لا بأس به، وأن المصافحة بين الرجل والمرأة أمرٌ يُثاب فاعله مثلاً .. فإن الجهل سيوصل المرأة التي تختلط بالرجل إلى أن تخضع لرغباته، والتي ربما أوصلها لـ (زواج متعةٍ) كما لدى الروافض!!
ولا شك أنكم ستكونون السبب في ذلك، بحربكم على المناهج الشرعية ليل نهار!
لقد قدمت إقرارًا يا "تركي السديري" في كلماتك هذه، بأنك لا ترى إشكالاً في (الاختلاط)، حتى وإن أسفر عن (دعارةٍ مكتبية) .. مكتبية يا "تركي"!!
وببساطة .. ألم تكن المرأة الفقيرة والجاهلة، في مأمنٍ من المساس بعفتها وكرامتها، لو عملت أو درست في بيئةٍ مفصولةٍ غير مختلطة يا "تركي السديري"؟
لماذا تريدون أن تقوموا بتجاربٍ حمقاء عنوانها:
(هل يمكن ألا يشتعل (البنزين)، إذا ألقي عليه عود ثقابٍ مشتعل؟!) ..
فعلاً .. إنها الحماقة بعينها!
====
ثم يكتب "تركي السديري":
((النساء لسن أنواعاً من الفاكهة لا يجوز أن تترك وحدها في الطبق داخل مجتمع جائع .. لأن الرجل .. الوحش .. لن يجد مقاومة لأصابعه حين تمتد وتختار .. هل المرأة طوعية مطلقة تركض خلف يد أي رجل؟ ..
ليس الرجل هو الذي يعطي المرأة نموذجية سلوكها، لكن تربية المرأة هي التي تنظم في سلوكية وعقل طفلها ما يحقق نجاح مستقبله .. )).
فرقٌ بين عدم وجود المقاومة، وبين الانهيار التدريجي لتلك المقاومة، وهو الأمر الذي يعمل (اللا دينيون) على تنفيذه داخل المجتمع السعودي، فهم يعرفون أننا لن نسمح بفاحشةٍ صريحةٍ مباشرة، لكن الناس تتعود وتتساهل رويدًا رويدًا .. وهنا تكمن الخطة الخبيثة لهم ..
ثم يقول "السديري" في حديث يُبرز فقده لثقافة (التربية)، وعدم تحليه بفكر (القوامة)، بل وتناقضه الواضح:
((ليس الرجل هو الذي يعطي المرأة نموذجية سلوكها، لكن تربية المرأة هي التي تنظم في سلوكية وعقل طفلها ما يحقق نجاح مستقبله .. )).
الرجل لا يُعطي المرأة السلوك النموذجي! لكن تربية المرأة للطفل والطفلة هي ما يمنحهما ذلك!
أنت يا "تركي" لا تملك ثقافةً تربويةً صحيحة، لأنك لو كنت تملكها لما عزلت الرجل عن عملية التربية، وما كان دافعك في ذلك إلا حرصك على (حرمانه) من واجباته في (القوامة)، لأن الرجل هو المكمل لعملية التربية، فما كانت النساء لتنجح في عمليات التربية ــ وهنَّ بلا شك عاملها الرئيسي ــ دون دور الأب الداعم والمكمل لهن ..
ثم تأتي يا "تركي السديري" لتؤكد ما يقوله العقلاء من أهل العلم الشرعي وكل رجلٌ يملك (الرجولة) والفهم اليسير لمعالجة الدين لضرورات الحياة، حيث أن (المهمة الرئيسية للمرأة)، تكمن في بيتها والقيام بواجبات ذلك البيت، من تربية لأطفالها، وعنايةٍ بزوجها وقيامٍ بما فرضه الله عليها من حقوقٍ وواجباتٍ وعبادات ..
وما دام أن هذا هو الدور المفترض بالمرأة، فلماذا تأتي لتُطالب بنقلها لتختلط بالرجل في العمل وأماكن التعليم، أليس هذا هدمٌ لذلك الدور المنشود؟
والله إني ما خاطبت (لا دينيًا) أو قرأتُ له في أمرٍ يتعلقٍ بالدين، إلا علمتُ فضل الله علينا .. قال تبارك وتعالى:
((أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)) (الفرقان الآية 43 - 44). ( http://java******<b></b>:ShowAyah('arb','25','44'))
====
ثم يقول الأستاذ "تركي السديري":
((ملاحظة أخرى، هل كل امرأة تركب الطائرة ليست في حالة اختلاط، فبعضهن تسافر وحدها أو بأخواتها؟ .. ألسنا نراهن في مطاعم لندن والقاهرة وباريس وبيروت وروما وفي أسواق هذه المدن يمارسن اختلاطاً نظيفاً مستقلاً عن الآخرين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
تعاملت مع أكثر من خمسة مستشفيات على الأقل عبر ما لا يقل عن عشرين عاماً ولم أجد في أي مستشفى مواقع عزل للنساء، بل كثيراً ما يكون لي مواعيد طبية مع سيدات فاضلات .. )).
ملاحظة (غير مسبوقة) وقف عليها الأستاذ "تركي السديري" في سؤاله عن هل كل امرأةٍ تركب الطائرة ليست في حالة اختلاط؟ كما أنه (يراهُن) في مطاعم المدن التي ذكرها (يُمارسن) اختلاطًا نظيفًا مستقلاً عن الآخرين!!
غفر الله لي .. إني أشعر بابتسامةٍ ساخرة تسيطرُ على شفتيَّ!!
يا أستاذ "تركي السديري" .. هل سفر المرأة لوحدها أو برفقة أخواتها لتلك المدن، حلالٌ لكي يكون شاهد ملاحظتك هنا؟!
لا يجوز سفر المرأة دون محرم ــ ولن ندخل في تفصيل ذلك، فليس هذا مدارُ حديثنا هنا ــ، ومن فعلت فقد ارتكبت حرامًا لا شك فيه! ودونك فتاوى العلماء ــ إن كنت تثق بهيئة كبار العلماء! ــ فارجع إليها ..
أما قولك أنهن يُمارسن اختلاطًا (نظيفًا) مُستقلاً عن الآخرين، فوالله إن الجملة ذاتها تبرز ضعف موقفك وحجتك، كيف يمارسن اختلاطًا نظيفًا مستقلاً عن الآخرين؟
ما معنى الاستقلالية في الاختلاط؟؟ أليست الاستقلالية في الاختلاط هي (الفصل)؟!
عجبًا والله .. ما لي أراهم في كل كلمةٍ يقضون ما بنوه بخيوطِ العنكبوت قبلها؟!
ولاحظ أنه لم يستطع إيجاد تعريف (شرعي) لهذا الاختلاط، فوصفه بالنظيف والمستقل!!
لماذا لا تقولون يا أستاذ "تركي" أن (الاختلاط) الذي تدعون إليه يُخالف الشريعة بمنتهى الصراحة، ودعنا نتحدث بوضوح، لا تفسر الدين على هواك وأنت الجاهل به، لكن أعد الأمر إلى أهله العارفين فيه، فوالله إن الاعتراف بالنقص خيرٌ من الإدعاء المفضوح بالكمال!!
قل إن (الاختلاط) يُخالف الشريعة، لكننا (نحتاجه) لمبررات ما .. ودعنا نقيس تلك المبررات ونرى هل ترتفع لتكون من (الضرورات التي تبيح المحظورات) مثلاً؟!
لكن لا تكذب بالقول أن الشريعة تبيح (اختلاطك النظيف)!!
ثم لماذا لم تغض البصر عن نساء المسلمين، وقمت تُراقب أفعالهن في مطاعم "لندن" و"باريس" و"روما" وغيرها من مدن (العفاف الليبرالي)؟!
أليس من الخطأ مراقبة (الفتيات والنساء)؟ وكم كانت مدة (مراقبتك) لهن حتى جزمت بأنهن (يُمارسن اختلاطًا نظيفًا)؟! هل راقبتهن لمدة ساعة؟ نصف ساعة؟؟
ما كان دافعك لذلك؟ هل تُراهن أثرنَّ فيك؟
هل كنَّ جميلات؟؟
ألم أقل لك أن المشكلة في الاختلاط لا تقتصر على المرأة، بل على الرجال الذين ما عرفتُ فيهم من بعد الأنبياءِ عصمةً!!
أم أن مسألة تأثير جمال النساء في الرجال، يختلفُ باختلاف العمر والقدرة الجنسية؟!
ما رأي الأستاذ "تركي السديري"؟!
نصل إلى حديثك عن (الخمسة مستشفيات) التي لم تجد فيها عزلاً للنساء!
(عزل)! لماذا تستخدم كلمة (عزل)؟
هل لأنك تريد تصوير عملية (الفصل الشرعي التنظيمي) بأنه (عزلٌ ينتقص المرأة)؟
هذا غير صحيح بالتأكيد ..
فالفصل الشرعي التنظيمي للمستشفيات، هو ما يجعلها أكثر قدرةً على العمل الأسرع والأكثر كفاءة .. أنت لا تجد مشكلةً في أن تكشف عليك (طبيبات فاضلات) رغم وجود (الأطباء الفضلاء)، وربما لا تجد مشكلة في أن يكشف (أطباء فضلاء) على (أهلك) في وجود (الطبيبات الفاضلات) اللواتي كشفن عليك، لأنكم جميعًا (تُمارسون اختلاطًا نظيفًا مستقلاً عن الآخرين)!!
وبالتأكيد أن قمة (الاختلاط النظيف المستقل) يتمثل في فحص (الطبيبات الفاضلات) عليك في أمراضٍ خاصةٍ بالرجال كالتهابات (البروستاتا) أو مشاكل (الدوالي)، أو فحص (الأطباء الفضلاء) على (أهلك) في أمراضٍ خاصةٍ بالنساء، أو في عمليات الولادة، مع وجود (الطبيبات الفاضلات) ــ حمى الله كل مسلمٍ ومسلمة من الأمراض .. إنما كتبته لضرب المثل ــ!!
في حال كان هذا وضعك يا أستاذ "تركي السديري" فهل تُراه وضع الأغلبية؟
هل يسمح القارئ بفحص الطبيب لأمراض (الثدي) عند أهله، في ظل وجود الطبيبة؟؟
وهل تسمح القارئة بأمرٍ مُقابل لزوجها؟!
هل يمكن أن نقبل بهكذا اختلاط؟؟
====
ثم يواصل الكاتب "السديري":
((أليست تعني كل هذه المقارنات في الداخل والخارج أن لدينا أكثرية واعية تمارس حياتها بشكلها الطبيعي، وأقلية تريد عزلنا بمذهبية خاصة؟ .. )).
(يُتْبَعُ)
(/)
يدعي الأستاذ "السديري" أن لدينا (أكثرية واعية وعيًا لا دينيًا)، تُمارس حياتها بشكلها الطبيعي، والمتمثل في الاختلاط المستقل والسفر للخارج دون محرم!
طبعًا هذه الأكذوبة أكبر من المرور، لأن الشعب المسلم المحافظ لا يسمح باختلاطٍ يُمثل بوابةً للفتن ونثر الشكوك داخل الأسرة، ولا يمكن أن يسمح بمبررات لدعارةٍ تُستغل فيها الفقيرات والجاهلات!
والأمثلة التي ضربها الأستاذ "السديري" لا تُمثل أغلبيةً في حقيقتها، فمن الذي يُسافر للخارج أصلاً؟ وكم نسبةُ من يُسافرن دون محرم؟؟
لماذا إذن يقول أنها أكثرية؟؟
ثم يعود "تركي السديري" ليقول أننا نمثل (مذهبيةً خاصة) .. وأنا أوجه سؤالي لوزير الداخلية وسماحة المفتي حفظهما الله، ما هي (المذهبية) التي تُمثلونها؟؟
هل يُحاول "تركي السديري" أن (يُكفركما) .. ويكفر الشعب كله من خلفكما؟!
إن عامة الشعب هو على منهج السلف الصالح، على مذهب أهل السنة والجماعة، كما كان الإمامين "محمد بن سعود" و"محمد بن عبد الوهاب" رحمهما الله .. فكيف يصفه "السديري" بالأقلية؟؟
إن هذا الحديث خطيرٌ جدًا .. خاصةً إذا كان من يطلقه رئيسًا لهيئة (الصحفيين السعوديين)!
ثم يقول:
((ثم مَنْ ستكون طالبة أو باحثة أو مدرسة في جامعة الملك عبدالله .. هل هي صغيرة في المرحلة المتوسطة دراسياً أو مراهقة في المرحلة الثانوية؟ .. )).
من ستكون طالبة وباحثة في (جامعة الملك عبد الله) ليست مراهقةً في الثانوية، لكن هل هذا يعني أنها لا تملك رغباتٍ جنسية قد تدفعها للانحراف الأخلاقي؟!
من المعروف أن الفترة العمرية الممتدة في العقد الثالث من العمر، هي الفترة التي تمثل الحد الأقصى في الرغبات الجنسية، و (تسطيح) المسألة بالقول أن هذه الطالبات والباحثات لسن في عمر المراهقة مجرد مبرر هزيل، يُمثل حقيقة المشكلة .. أنهم تجاوزوا مرحلة المراهقة لمرحلة تشتد فيها الرغبات الجنسية!
كما أننا هنا لا نتحدث عن (الفتيات والنساء السعوديات المسلمات) وحدهن .. حيث أن نسبة السعوديين والسعوديات في الجامعة لا تمثل أكثر من (15 %)، وهذا يعني أننا أمام عدد كبير من الطالبات غير المسلمات، واللواتي لا يرين في (الحرية الجنسية) أمرًا منكرًا .. وأن تكون (جامعة الملك عبد الله) جامعة لا تطبق الشريعة ولا يتم الحكم فيها بأمر الله، فهذا استخفافٌ بالملك نفسه .. ومن يرضى أن تتحول الجامعة إلى مقرٍ محتملٍ للبغاء، بسبب أنه يُريد أن يُظهِرَ للغرب أنه (مفكرٌ متحرر)، فإنه يسيء للملك بالدرجة الأولى، ويجب على الملك أن يمنع أي محاولةٍ للإساءة إليه ولدين الله قبله، خاصةً وهو الرمز الذي يُمثل الشعب السعودي كله!
وأنا أنتظر منك يا "تركي السديري" إن كنت صادقًا في حبك للمليك، بأن توصل لخادم الحرمين الشريفين، رسالةً من أحد أبناءه:
نحن نغار عليك يا والدنا .. ولا نرضى أن تُرتكب الموبقات باسمك وفي مكانٍ أوليته اهتمامك .. ومن يسمح بأن تكون الجامعة (جيبًا أمريكيًا في الأراضي السعودية)، أو مقرًا لـ (شواطئ العراة) بجوار الحرمين الشريفين، فهو والله يضرب البلاد والملك بسكين غدرٍ مليئةٍ بالسموم .. فما كان "عبد الله بن عبد العزيز" ليرضى بأن تتعرى النساء والرجال على شاطئِ مدينةٍ تحمل اسمه!!
يا مليكنا .. ما كان حال الملك المؤسس "عبد العزيز بن عبد الرحمن" لو جاء ليرى أن العري قد بات مسموحًا به في البلاد التي وحدها لتكون حاميةً للدين والأخلاق؟
يا مليكنا .. إن (اللا دينين) يخفون عنك أهدافهم، فهم يريدون أن يضربوا الاستقرار في الأسرة المالكة، وأن يظهروا تباينًا بين عهدك وعهد سابقيك من ملوك هذه البلاد المباركة، وهذا الذي لن نسمح لهم بأن يقوموا به، فإن الأسرة السعودية على امتداد تاريخها ما كانت إلا على عهدٍ واحد هو العمل لرفعة هذا الدين والجهاد في سبيله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هم يا خادم الحرمين الشريفين أرادوا أن يكون أول ما نقوم به حينما زادت مداخيل الدولة، هو أن نسمح بالمنكرات، لهذا لوثوا الجامعة التي أردتها منارةً للعلم، وجعلوا المليارات التي أوقفتها لخدمة الجامعة، في خدمةِ البنوك، ليُصرف منها على (جامعة الملك عبد الله) من عوائد ربوية، في حربٍ معلنةٍ لله تتواصل بعد ما فعلوه في سوق (السندات)، الذي أظهر حقيقة أنهم لا يهتمون لا بدينٍ ولا وطنٍ، خاصةً وقد كشفت الأزمة المالية العالمية عن فشل تلك السياسيات المالية الربوية ..
من ابنٍ محبٍ مخلص .. إلى ملكينا المفدى .. رسالة أتمنى منك فيها أن تُبعد أولئك الذين يخدمون أعدائنا بأن يضعوننا في حرب مع الله عز وجل تُؤذِن بهلاكنا، ووالله لقد حذرنا الله من ذلك فقال عز وجل:
((وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)) (الإسراء الآية 17).
====
ثم يقول الأستاذ "تركي السديري" هداه الله إلى جادة الصواب:
((يغضبنا في إعلامنا أن تتكرر لدى الإعلام العربي والعالمي تهم وجود مذهبية خاصة بنا تعزلنا عن المسلمين قبل أن تعزلنا عن الديانات الأخرى .. ونؤكد دائماً أن أكثريتنا تمارس حياة فاضلة بقيادة رجل هو خادم الحرمين يأخذنا دائماً نحو الأفضل .. والجامعة التي تشرفت باسمه سوف تشرفنا بمستوى علمي لا يتواجد في دول العالم الثالث .. )).
أيغضبك أن يتكرر لدى الإعلام العربي والعالمي تهمة وجود (المذهبية الخاصة)، وأنت من يُساهم في نشرها عبر مقالك هذا؟
أما حديثك عن (العزلة) عن المسلمين، فأنت من يعمل على استمراره بالإساءة إلى علمائنا ومحاولة الإساءة إلى مكانة بلادنا وقيادتها الدينية للعالم الإسلامي!
وأما حديثك عن العزلة عن الديانات الأخرى، فلا شك أن صحيفتك قد أخرجت دعواتٍ لا ترى كفر أهل الكتاب، ولذا فبالتأكيد أنك لا ترى (العزلة) عنهم، عزلك الله عنهم في الدار الآخرة!!
وما حديثك عن (الأكثرية) التي تمارس حياة فاضلة بقيادة رجل كخادم الحرمين الشريفين، إلا محاولةٌ لذر الرماد في العيون، فهو حفظه الله لا يرضى بما يُخالف الشرع، وأتحدى الأستاذ "تركي السديري" أن يقول بأن مليكنا يرضى بتعري الطالبات على شواطئ المدينة الجامعية، أو أنه يرضى برقصٍ مختلط على أنغام موسيقىً في صالاتها!
هل تجرؤ على ذلك يا "تركي السديري"؟
هل يجرؤ على ذلك كل كاتبٍ (ليبرالي)؟
من يقول أنا لها ويأتي ليقول أن الملك يرضى بهذا الفساد؟
لقد قال الشيخ "سعد الشثري" الصواب، حينما أكد أن هذه المسائل لا شك أنها أُخفيت عن خادم الحرمين الشريفين، ولقد دافع عنه برفضه أن يُنسب إليه الرضا بالمعاصي، ولقد أسأت يا "تركي" وكل (الليبراليين) ــ الذين يقودون هذه الحملة الحقيرة ــ لخادم الحرمين الشريفين، حينما وصمتموه بالرضا بالقاذورات التي عملتم على تحققها في الجامعة، وما كان الملك "عبد الله بن عبد العزيز" ليسمح لهذا، وهو الذي قرعكم ونبهكم من وضع صور النساء السافرات في صحفكم أيها الدعي الكذوب!
====
يختم الأستاذ "تركي السديري" مقاله (المسيء) لكل سعوديٍ مسلم، فيقول:
((ثم يدّعي الشيخ سعد بأن محبته للملك عبدالله وثقته به هي التي جعلته يطالب بإيقاف الاختلاط .. حسناً .. لماذا لم يذهب إلى الملك عبدالله ويعلن هذا الرأي أمامه؟ .. أليس لأنه يعرف سلفاً بأن الملك عبدالله لا يتخذ أي قرار ما لم يكن مطمئناً إلى سلامته ووجاهته بالتفاهم مع مَنْ حوله وبينهم كبار علماء وكبار مثقفين ووجوه مجتمع؟ .. )).
يتطاول (اللا ديني) "تركي السديري" فيقول أن الشيخ "سعد الشثري" يدعي محبة الملك حينما طالبه بإيقاف الاختلاط!
ويردف بـ (ذكاءٍ عجيب) لا أحسده عليه ولا أتمناه لنفسي ولا لكل من أحبهم:
لماذا لم يذهب إلى الملك ويُعلن هذا الرأي أمامه؟!
هل كانت مُطالبة الشيخ "سعد الشثري" لخادم الحرمين الشريفين عبر بيانٍ سابق الأعداد؟ أم عبر مقال؟؟
كلا .. فقد كانت جوابًا على سؤالٍ في برنامجٍ مُباشر، وقد أحسن الشيخ حفظه الله حينما رفع المليك عن أن يكون محل شبهةٍ بقبوله منكراتٍ ومهازل أخلاقيةٍ (لا دينية)، يُحاول الليبراليون إلصاقها به حفظه الله ..
لكن كيف كان التعليل (العليل) لـ"تركي السديري"؟
لقد قال أن الشيخ لم يذهب لأنه يعرف أن الملك لا يتخذ إلا قرار يطمئن إليه سلفًا!!
ومن قال أن الملك يتخذ قراراتٍ دون أن يطمئن لها؟
وما معنى أنه يفعل ذلك بالتفاهم مع علماء كبار؟؟
هل لنا أن نعرف اسم أي عالمٍ كبير أفتى للملك بجواز الاختلاط في الجامعة؟
طبعًا لا يملك "تركي السديري" أي إجابة، لأن ما قاله كان كذبةً سخيفة يُحاول من خلالها الهجوم على الشيخ "سعد الشثري"، كما أن الملك لا يمكن أن يسأل في أمرٍ يعرف حكمه، وأعني الاختلاط وما تبعه من عريٍ وتراقص وغيرها من الموبقات التي ترتكب الآن ..
الملك يرفض بما نعرفه عنه أي محاولة لتمرير مشاريع الفساد تحت اسمه ..
ولذا ننتظر منه دون تأخير وضع لجنةٍ شرعيةٍ تُشرف على الجامعة، تمنع الاختلاط وأي محاولة للإساءة إلى هذا الدين ..
الأستاذ "تركي السديري" .. أعتقد أنك قد انكشفت كما لم تنكشف من قِبل، فما عادت أي ادعاءات وطنية تستر سوأتك التي أظهرت حقدك على المنهج السلفي والزعامة الدينية التي يقدمها لبلادنا في كافة أنحاء العالم الإسلامي ..
ويبقى السؤال الحقيقي .. متى سيتم إيقاف أمثالك عن زرع الفتن في بلادنا؟!
إلى هنا .. وأترككم بحفظ الله .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
"إبراهيم النشمي" .. "الرياض" ..
كُتب في يوم السبت
14/ 10/1430 هجرية، الموافق 3/ 10/2009 ميلادية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 08:58]ـ
ويبقى السؤال الحقيقي .. متى سيتم إيقاف أمثالك عن زرع الفتن في بلادنا؟!
هذا أفضل شيء في المقال
والجواب: لن يتم إيقافهم مع الأسف فإنما أتتهم الجرأة على الكفر والاستعلان به
لعلمهم سلفا أن لهم ظهراً وأنه مرضيٌ عنهم.وحسبك شاهدا أن الشيخ الشثري نفسه
رغم كل ما اشتملت عليه كلمته من مدح وملاطفة ,تم عزله لأنه عبر بغيرة المسلم مجيبا عن سؤال فقهي
رغم ذلك كله إلا أنه عزل مع الأسف وبقي ملاحدة الصحف كماهم
وهذا إيذان خطير بنقمة الله عز وجل لمن كان له شفافة فهم أو مسكة عقل
فاللهم استرنا وحسبنا الله ونعم الوكيل
وشكرالله للأخت الفاضلة الأستاذة الأمل الرحل وفقها الله تعالى
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 09:46]ـ
شكرا لك .. بارك الله فيك
والمقال للكاتب المعروف إبراهيم النشمي (مذكور اسمه في نهاية المقال).
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 01:48]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل
وليعلم الجميع أن السديري العلماني هذا كان أميراً لمنطقة جازان وأفسد ميزانيتها وجعلها أقل منطقة في المملكة وواحدة من أكثر المناطق تخلفاً في العالم ومليئة بالأمراض والفقر ... ولم ينصلح حالها إلا بتركه لها ... فهؤلاء العلمانيون وباء ومرض يفتكون بدين الناس قبل دنياهم.
ـ[أبو فهد الأحمد]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 02:19]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل
وليعلم الجميع أن السديري العلماني هذا كان أميراً لمنطقة جازان وأفسد ميزانيتها وجعلها أقل منطقة في المملكة وواحدة من أكثر المناطق تخلفاً في العالم ومليئة بالأمراض والفقر ... ولم ينصلح حالها إلا بتركه لها ... فهؤلاء العلمانيون وباء ومرض يفتكون بدين الناس قبل دنياهم.
هذه المعلومة غريبة و غير صحيحة.ولايمكن أن يكون أمير منطقة ثم يكون رئيس تحرير جريدة ..
والصحيح أن تركي بن عبدالله السديري أهلكه الله في السابق كان صحفي رياضي ثم أصبح رئيس تحرير الجريدة من قديم الزمان. ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 06:11]ـ
سؤال: هل يجوز اتهام المعيّن بالعلمانية هكذا بدون قيود أو احتراز؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 12:21]ـ
جزاك الله خيرا وجزى الله خيرا كاتب المقال.
ـ[جذيل]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 12:39]ـ
سؤال: هل يجوز اتهام المعيّن بالعلمانية هكذا بدون قيود أو احتراز؟
بعض السلف يصفون البعض بالجهمية بمجرد اتفاقه مع الجهمية برأي واحد , ولا يعني ان يدخل مدخل الجهمية من بابهم الواسع .. ولا يلزم ان يلحقه من التكفير ما يلحق الجهمية ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 03:40]ـ
بعض السلف يصفون البعض بالجهمية بمجرد اتفاقه مع الجهمية برأي واحد , ولا يعني ان يدخل مدخل الجهمية من بابهم الواسع .. ولا يلزم ان يلحقه من التكفير ما يلحق الجهمية ..
الجهمية ثلاثة أنواع
1/ الجهمية المحضة (نفاة الأسماء والصفات)
2/ المعتزلة (نفاة الصفات)
3/ الأشاعرة نفاة بعض الصفات.
فهل العلمانية أنواع أيضا؟
ـ[جذيل]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 08:51]ـ
الشيخ حمود التويجري رحمه الله نقل عن ابن تيمية في تلبيس الجهمية ان زكريا بن الفرج قال: سألت عبدالوهاب غير مرة عن ابي ثور فأخبرني أن ابا ثور جهمي .. اهـ
لأنه قال في حديث خلق ادم على صورته ان الضمير عائد الى آدم , فقط ..
وليس لانه قال بعموم قول الجهمية ..
واحمد رحمه الله قال من قال بهذا القول فهو جهمي ..
بل امر بهجر ابي ثور من اجل هذا القول فقط ..
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 01:07]ـ
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن
وجزاك الله خيرا على الدفاع عن الشيخ سعد حفظه الله(/)
من النضال الشعري عن التوحيد في تنبكتو
ـ[التنبكتي]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 12:39]ـ
عانى ويعاني أهل السنة في (أزواد خصوصا في مدينة تنبكتو و أعمالها صنوفا من
المضايقات والإرجافات من قبل المنتسبين إلى الصوف
وتمثلت في صور شتى منها ترويج الأكاذيب والهجر والتآمر ونشر كتب المغرضين
من أمثال (دحلان) والنبهاني , وإيشق , و كتب وأشرطة لمؤلفين ومحاضرين
من الداخل هنالك تفوح كذبا وتدليسا وترويجا للمغالطات والموضوعات
و من ذلك توجيه شيخ صوفي إلى الشيخ /محمد إغلس سهم التأنيب واللحو على إخلاصه الدعاء لله وتقريره لطلبته ذلك بعد أن من الله عليه بفهم التوحيد والسنة
ويالله العجب, كيف يصدر هذا من مدع للإسلام والله قول: فادع الله مخلصين له الدين ولوكره الكافرون (فجعل كراهية إفراد الله بالدعاء وصمة عار على جبين
كل كافر, ومع هذا لم يرتدع أولئك- عياذا بالله من الزيغ ,
فقال الشيخ العلامة السلفي/ محمد إغلس السوقي التنبكتي المتوفى في (أزواد
سنة1393 من الهجرة النبوية)
لله أفزع لا أرضى به بدلا * إياه أسأل لا قطبا ولا بدلا
عهد تقادم مني لست أنقضه * لكن أؤسس في إبرامه جدلا
إن لامني الخصم في إفراد دعوته* فالحق عن شرعة الإنصاف قد عدلا
أرجو بذلك رجحان البطاقة في * يوم المعاد وأن ألقى به جذلا
لو عام ذلك في تيار معرفة * أو نال منها نمير الفهم ما عذلا
لكن إساءة فهم ربما خدعت * فكل قابل صرف يقبل العللا
أهل الدعاء الذي إن استغيث به * أغاث إن شاء رب العرش جل علا
هو الغني الذي تنهل رحمته * ولو توانت هنيا أعقبت خللا
هو المجيب إذا مااضطر داعيه * من لي سواه فهاتوا في الذي نزلا
هي الصراط فمن يسلك محجتها * يأمن ومن حاد عنها يقتحم سبلا
دع عنك دعوة مسبوق ومحتجب * ببرزخ الموت لاتدري الذي عملا
بل بالرضى وبرحمة الرحيم لهم * ندعو وأن يغفر المولى لهم زللا
وبالصلاة مع السلام مرتبة * خص الإله بها من خصهم أزلا
صلى الإله عليهم وسلم ما * دام السلام عليهم صالحا عملا
وماسوى ذاك مدسوس وليس له * في ملة الشرع إسناد ولا نقلا
وهي قصيدة طويلة دافع فيها الشيخ رحمه الله عن تجريد الدعاء لله تبارك وتعالى
بل تجريد جميع حقه سبحانه له وحده ,
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 02:14]ـ
بارك الله فيكم وفي أهل " التوحيد " ..
وهدى الله أهل البدع ..
" الخط الذي استعملته غير واضح بسهولة ".
ـ[جذيل]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 02:57]ـ
بارك الله فيك وفيما نقلت
وغفر للشيخ وادخله فسيح جناته
هل للشيخ محمد اغلس مؤلفات مطبوعة او غير مطبوعة
بارك الله فيك
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 07:53]ـ
جزاك الله كل خير وبارك فيك
وسبحان الله كيف يقال أن افراد الله بالدعاء مكروه؟!!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 10:42]ـ
بارك الله فيك
والمقال بخط سهل القراءة
عانى ويعاني أهل السنة في (أزواد خصوصا في مدينة تنبكتو و أعمالها صنوفا من
المضايقات والإرجافات من قبل المنتسبين إلى الصوف
وتمثلت في صور شتى منها ترويج الأكاذيب والهجر والتآمر ونشر كتب المغرضين
من أمثال (دحلان) والنبهاني , وإيشق , و كتب وأشرطة لمؤلفين ومحاضرين
من الداخل هنالك تفوح كذبا وتدليسا وترويجا للمغالطات والموضوعات
و من ذلك توجيه شيخ صوفي إلى الشيخ /محمد إغلس سهم التأنيب واللحو على إخلاصه الدعاء لله وتقريره لطلبته ذلك بعد أن من الله عليه بفهم التوحيد والسنة
ويالله العجب, كيف يصدر هذا من مدع للإسلام والله قول: فادع الله مخلصين له الدين ولوكره الكافرون (فجعل كراهية إفراد الله بالدعاء وصمة عار على جبين
كل كافر, ومع هذا لم يرتدع أولئك- عياذا بالله من الزيغ ,
فقال الشيخ العلامة السلفي/ محمد إغلس السوقي التنبكتي المتوفى في (أزواد
سنة1393 من الهجرة النبوية)
لله أفزع لا أرضى به بدلا * إياه أسأل لا قطبا ولا بدلا
عهد تقادم مني لست أنقضه * لكن أؤسس في إبرامه جدلا
إن لامني الخصم في إفراد دعوته* فالحق عن شرعة الإنصاف قد عدلا
أرجو بذلك رجحان البطاقة في * يوم المعاد وأن ألقى به جذلا
لو عام ذلك في تيار معرفة * أو نال منها نمير الفهم ما عذلا
لكن إساءة فهم ربما خدعت * فكل قابل صرف يقبل العللا
أهل الدعاء الذي إن استغيث به * أغاث إن شاء رب العرش جل علا
هو الغني الذي تنهل رحمته * ولو توانت هنيا أعقبت خللا
هو المجيب إذا مااضطر داعيه * من لي سواه فهاتوا في الذي نزلا
هي الصراط فمن يسلك محجتها * يأمن ومن حاد عنها يقتحم سبلا
دع عنك دعوة مسبوق ومحتجب * ببرزخ الموت لاتدري الذي عملا
بل بالرضى وبرحمة الرحيم لهم * ندعو وأن يغفر المولى لهم زللا
وبالصلاة مع السلام مرتبة * خص الإله بها من خصهم أزلا
صلى الإله عليهم وسلم ما * دام السلام عليهم صالحا عملا
وماسوى ذاك مدسوس وليس له * في ملة الشرع إسناد ولا نقلا
وهي قصيدة طويلة دافع فيها الشيخ رحمه الله عن تجريد الدعاء لله تبارك وتعالى
بل تجريد جميع حقه سبحانه له وحده ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[31 - Dec-2009, صباحاً 09:18]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 12:33]ـ
جزاكم الله خيرا ...
تنبكتو مدينة العلم قديما ولكن الطابع الصوفي كان يغلب عليها نظرا لأن الإسلام دخلها عن طريق المغرب على يد التجار الذين بجهلهم يقدسون ما يسمونهم بأولياء،ومنها أي: نبكتو، انطلق الإسلام إلى بلادي بوركينافاسو وإلى مهبط رأسي ساحل العاج ... وغيرهما
ولكن في العقود الأخيرة مع زيارات أهلها لبلاد الحرمين وبعودة أبناء جمهورية مالي من الدراسة من شتى بلاد العربية بدأ نور الصحوة السلفية يتنفس فيها فبدأ الصراع المعهود بين الحق والباطل ...
نسأل الله تعالى العلم النافع والعمل الصالح
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 11:41]ـ
الأخ الكريم عبد الله حفظك المولى و اعانك على طلب العلم ... هل يمكنك افادتي اين اجد معلومات عن أبرز علماء افريقية السمراء من القرون الهجرية الأولى الى القرون الأخيرة.؟ لا أقصد المعاصرين .. انما من القدماء و بارزين في علوم الشرع.
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[02 - Jan-2010, صباحاً 01:08]ـ
الأخ الكريم عبد الله حفظك المولى و اعانك على طلب العلم ... هل يمكنك افادتي اين اجد معلومات عن أبرز علماء افريقية السمراء من القرون الهجرية الأولى الى القرون الأخيرة.؟ لا أقصد المعاصرين .. انما من القدماء و بارزين في علوم الشرع.
أخي بارك الله فيك وزادك حرصا على حرصك!
في الحقيقة هم كثر ...
يمكنك مطالعة كاب عبدالرحمن السعدي (تاريخ السودان)
وكتاب الكوخي (المسالك والممالك)
وكتاب القشقلندي (صبح الأعشى) ج 9
وكذالك كتب العالم النيجيري آدم الألولي ... وغيرها ..
.....
وجزاك الله خيرا
ـ[التنبكتي]ــــــــ[07 - Feb-2010, صباحاً 05:15]ـ
أخي عبد الله نياوني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطلبة العائدون من السعودية في مدينة تنبكتو وماحولها قليلون جدا
وضعيفو التأثير - للأسف -
بخلاف ما عليه الحال في مدينة جاوو وقراها وباديتها اليوم فإن فيها مخاضا
دعويا وسجالا سلفيا والحمد لله
أما العلامة / محمد إغلس, فهو عالم متخصص في علوم العربية والفقه المالكي
وطويل الباع في بقية علوم الآلة ولم يخرج من بادية جاوو وتنبكتو
لطلب العلم الشرعي ولم يذهب لا إلى السعودية ولا غيرها
وتوفي رحمه الله سنة 1393 من الهجرة النبوية
وهو من الدعاة المصلحين الذين كان لهم قصب السبق في النداء إلى إفراد الله بالتوحيد والتزام سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
بعد الشيخ الداعية المصلح/ عبد الله بن المحمود التنبكتي السوقي المتوفى سنة 1380 من الهجرة المباركة(/)
الغماري: الأشاعرة أفراخ المعتزلة وان سموا أنفسهم زوراً أنهم من أهل السنة / وثيقة
ـ[القرتشائي]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 06:35]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الغماري: الأشاعرة أفراخ المعتزلة وان سموا أنفسهم زوراً أنهم من أهل السنة / وثيقة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
هدية متواضعة للصوفية الأشاعرة .. !!
قال المحدّث الصوفي أحمد بن صديق الغماري، في كتابه: جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار، مانصّه:
((ولكنهم سكتوا كما ذكرت لك، ولا [يستدل] من هذا أني موافق للأشعرية على بدعتهم , كلا وبلا ومعاذ الله من ذلك وأن أكذب على الله كذب الأشاعرة أفرخ المعتزلة لا مسهم الله بخير وان سموا أنفسهم زوراً وبهتاناً أنهم من أهل السنة والجماعة!!.)) .. [ص 37] .. !!
ملحوظة: الكلمة غير واضحة تماما، لكن مايقتضيه سياق الكلام كلمة: لايُستدل والله أعلم .. !!
:: الوثيقة::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/goanaalattar/37.jpg
فماهو رأي الصوفية الأشاعرة بهذه الهدية المتواضعة .. !!
وإليكم كلام أولياء الصوفية ابن سبعين وابن عربي في الأشاعرة .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=2661
ـ[عُبيد السعيد]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 06:38]ـ
أفضّل أن يكون النقاش في هذه المسائل بدون لغة التحدّي واللمز
إذا كان المقصود هو إقامة الحجة!
بارك الله فيك
وهدانا الله وإياكم للسنة النبوية من غير بدع ولا غلو
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 02:01]ـ
أخي الكريم.
أحمد الغماري شخصية متقلبة تعرف منه وتنكر, ولا تجد له منهجية واضحة.
وهو بالإضافة إلى ذلك بذيء اللسان.
وأنت إذا تتبعت أسلوبه في النقاش وجدته يعتمد على التهديد والتهويل والتشنيع على مخالفه, بينما يخلوا كلامه من الحوار الهادئ والكلام العلمي الجاد
زلا يذهب عنك بعيدا ما يقوله هذا المتغطرس عن أتباع المذاهب الأربعة.
فإذن لا يتج بأمثال هذا الرجل في الرد على المخالف.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[جذيل]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 04:46]ـ
اخي القرتشائي ..
المسألة ابعد من هذا.
فالغماري يكفر من نسب الاشاعرة الى اهل السنة كما في ذم الاشاعرة لصادق بن سليم صادق ص 65 , وقد نقل النص من الاقليد ص 44.
بل الغماري يكفر الاشاعرة والماتريدية صراحة , وكفر ابا الحسن الاشعري , كما نقل ذلك تلميذه الشيخ ابو خبزة في صحيفة سوابق ص 276
والاغرب من هذا وحتى يتضح التضارب , فالغماري مفوض كما في نفس المصدر السابق ص 158 , والتفويض هو احد قولي الاشاعرة كما تعلم , فهل كفر الغماري نفسه .. !!(/)
تجمعات البراءة من المشركين لا نتيجة لها إلا إيذاء المسلمين للشيخ عبد المحسن العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 07:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((تجمعات البراءة من المشركين لا نتيجة لها إلا إيذاء المسلمين))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif (http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif) doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/alhaj.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif (http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif) pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/alhaj.pdf)
ـ[التبريزي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 12:59]ـ
أغرب شيء في القصة، كيف يتبرأ المشركون من المشركين؟
الرافضة واقعون في الشرك الأكبر وهو عين التوحيد عندهم، وها هو شيخهم الكبير المجلسي الصفوي يقول في بحار الأنوار: (إن استقبال القبر أمر لازم، وإن لم يكن موافقًا للقبلة، واستقبال القبر للزّائر بمنزلة استقبال القبلة وهو وجه الله، أي جهته التي أمر النّاس باستقبالها في تلك الحالة) .. البحار 101/ 369، ثم ينقل المجلسي عن الكذاب عبد الله بن جعفر بن مالك الحميري الذي زعم أنه كاتب صاحب الزمان فسأله عن الرجل يزور قبور الأئمة عليهم السلام، هل يجوز لمن صلى عند بعض قبورهم عليهم السلام أن يقوم وراء القبر ويجعل القبر قبلة أم يقوم عند رأسه أو رجليه؟ وهل يجوز أن يتقدم القبر ويصلي ويجعل القبر خلفه أم لا؟ فأجاب صاحب الزمان: (أمّا الصلاة فإنها خلفه ويجعل القبر أمامه، ولا يجوز أن يصلي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره؛ لأن الإمام صلى الله عليه لا يتقدم عليه ولا يساوى" .. بحار الأنوار: 100/ 128، وذكره الطبرسي في الاحتجاج 2/ 312 ط: النجف ..
بل إن المجلسي يؤكد الوقوع في الشرك الأكبر عند شرحه إحدى روايات طريقة الزيارة للقبر: (اغتسل يوم الجمعة أو أي يوم شئت، والبس أطهر ثيابك واصعد إلى أعلى موضع في دارك أو الصّحراء فاستقبل القبلة بوجهك بعدما تبيّن أنّ القبر هنالك)، يعقب عليها بقوله: (قوله: "فاستقبل القبلة بوجهك"، لعله عليه السلام إنما قال ذلك لمن أمكنه استقبال القبر والقبلة معًا، ويحتمل أن يكون المراد بالقبلة هنا جهة القبر مجازًا، ولا يبعد أن تكون القبلة تصحيف القبر) .. بحار الأنوار: 101/ 369. ثم يوغل في الشرك مرة أخرى للتأكيد جاعلا القبر هو القبلة فيقول: (إنه مع بُعد الزائر عن القبر يُستحسن استقبال القبر في الصلاة واستدبار الكعبة" بحار الأنوار: 100/ 135، وذلك عند أداء ركعتي الزيارة التي قالوا فيها: "إن ركعتي الزيارة لابد منهما عند كل قبر" بحار الأنوار: 100/ 134 ...
هذا مع الأموات، وأما مع الأحياء فقد شابه اعتقاد الشيعة في أئمتهم ومشايخهم اعتقاد النصارى في رؤسائهم، فالجميع اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله سبحانه لأن لهم حق السلطة في التشريع والتحليل والتحريم، والشيعة حينما اعتقدت في أئمتها أنهم جهة تشريع! أكملت ذلك بدعواها أن الناس جميعًا عبيد للأئمة لتتضح صورة الشرك أكثر، وقد قال الإمام الرضا حسب رواياتهم: "الناس عبيد لنا في الطاعة، موالٍ لنا في الدين فليبلغ الشاهد الغائب" المفيد/ الأمالي ص48، بحار الأنوار: 25/ 279، مع أن الله سبحانه يقول: ?مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ?، فالناس جميعًا عبيد لله وحده لا لأحد سواه، ولو كان من عباد الله المرسلين الذين آتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة، فكيف بأئمة الشيعة، أو من تدعي فيهم الإمامة، وبما أن الأئمة حسب اعتقاد الشيعة جهة تحليل وتحريم، فإن لهم الخيار في أن يبينوا للناس أمر الحلال والحرام وأن يكتموا كما يشاؤون، وقدجاء في الكافي وغيره: "عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك ?فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ? فقال: نحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون، قلت: فأنتم المسؤولون ونحن السائلون؟ قال: نعم، قلت: حقًا علينا أن نسألكم؟ قال: نعم، قلت: حقًا عليكم أن تجيبونا؟ قال: لا، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل" أصول الكافي: 1/ 210 - 211، وفي تفسير القمي: 2/ 68، وفي بحار الأنوار: 23/ 174، وعلى هذا بقي التشريع حسب زعمهم في كل إمام حتى زمن غيبة المهدي، ثم في هذه الأثناء منذ أيام الغيبة الأولى، ظهرت في صفوف الشيعة دعوات بالنيابة الخاصة والعامة عن الإمام المهدي الغائب، واللقاء به وأخذ التوجيهات والتعليمات والعلوم الشرعية عنه، واستلام الخمس باسمه، فاشتهر حوالي أربعة وعشرون نائبا أو مدعيا للنيابة الخاصة عن الإمام المهدي في فترة ما يسمى بالغيبة الصغرى، التي امتدت حوالي سبعين عاما من وفاة الإمام العسكري، وادعى بعض العلماء كشيخهم المفيد في القرن الخامس الهجري، استلام رسائل خاصة من الإمام المهدي، ثم ظهرت نظرية النيابة العامة للفقهاء، أي كون كل فقيه نائبا عن الإمام المهدي حتى خروجه، فأصبح للنائب حق التشريع لأنه يمثل القائم صاحب الزمان بنفسه، وهذا هو الشرك بعينه، اتخذوا ملاليهم ومشايخهم أربابا من دون الله يشرعون لهم ويحللون ويحرمون، وهي باقية مستمرة عندهم حتى في ظهور الخميني وبعده الخامنئي، لهم حق التشريع وسن القوانين باسم صاحب الزمان!!
فهل هذا مذهبٌ أم دينٌ مستحدثٌ كله شرك قائم على نقض التوحيد؟
وبعد هذا نسأل: كيف يتبرأ المشركون من المشركين في بلد التوحيد في البلد الحرام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مكاوي]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 08:42]ـ
نص المقال ثانية للتسهيل على القارئ
ـ[مكاوي]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 08:50]ـ
وهذا نص المقال تسهيلا على القاريء
الحمد لله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن شأن النصيحة في الإسلام عظيم وأثرها كبير، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) رواه مسلم (196)، فبيَّن صلى الله عليه وسلم عظم شأن النصيحة ومكانتها في الدين بقوله: ((الدين النصيحة))، كما بيَّن عظم شأن الوقوف بعرفه في الحج لأنه يفوت الحج بفواته في قوله صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفه)) رواه أهل السنن، وروى البخاري (57) ومسلم (199) عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: ((بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم)).
وقد تناقلت وسائل الإعلام عن أحد الزعماءِ الدعوةَ إلى إعلان البراءة من المشركين في موسم الحج، ولذا كتبت هذه الكلمة الناصحة وأسأل الله أن ينفع بها، فأقول: إن إعلان البراءة من المشركين في الحج حصل في السنة التاسعة في حجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث نادى هو وعلي رضي الله عنهما في تلك السنة ألا يحج بعد العام مشرك، وألا يطوف بالبيت عريان، وتحقق ذلك في السنة العاشرة في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يحج مشرك ولم يطف بالبيت عريان، ولم يحصل في تلك السنة إعلان البراءة من المشركين ولا في عهود الخلفاء الراشدين الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان ووعلي رضي الله عنهم، ولا حصل بعد ذلك فيما أعلم إلا ما كان من القرامطة الذين أجرموا نهاية الإجرام وعثوا في الحرم فساداً وقتلوا الحجاج فيما سجله لهم التاريخ، وقد بدأ تجمع فئة من الحجاج لإعلان البراءة من المشركين في عام (1389هـ) وسنوات بعدها، ومن هتافهم في إعلان البراءة المزعومة: ((تسقط أمريكا)) و ((الموت لأمريكا))، ولم تمت أمريكا ولم تسقط بهذا الهتاف، بل سقط مئات الموتى من الحجاج في اليوم السادس من شهر ذي الحجة عام (1407هـ) بسبب الزحام في هذه التجمعات حيث التحم الحجاج بعضهم ببعض ووطئ بعضهم بعضاً، وقد مرت هذه التجربة التي حصل فيها هذه المأساة العظيمة، ومضى بعدها سنوات عديدة سلم فيها الحجاج من مثل هذه التجمعات لتعقّل بعض الزعماء وتذكر هذه المأساة، وكأن هذه المأساة نسيت الآن فجاءت الدعوة من جديد لإعلان البراءة من المشركين بمثل هذه التجمعات.
واللائق بكل من لنفسه عنده قيمة من هذه الفئة من الحجاج وزعيمهم ألا يكونوا سبباً في إلحاق الضرر بحجاج بيت الله الحرام، وقد قال الله عز وجل: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)، وقال: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)، وقال: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار). وقال: (وإن الظالمين لهم عذاب أليم * ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم). وقال في الحديث القدسي: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)) رواه مسلم (6572)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، الحديث)) رواه مسلم (6576)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)) رواه البخاري (10) ومسلم (161) زاد البخاري: ((والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))، وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ((ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)) رواه أحمد (23958) بإسناد صحيح، وقال صلى الله عليه وسلم: ((أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت
(يُتْبَعُ)
(/)
حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)) رواه مسلم (6579)، وجواب الصحابة رضي الله عنهم بناء على ظنهم أنه صلى الله عليه وسلم أراد مفلس الدنيا وهو إنما أراد مفلس الآخرة الذي أوضح صلى الله عليه وسلم كيفية إفلاسه في هذا الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)) رواه مسلم (6541)، ولما خطب صلى الله عليه وسلم الناس يوم النحر في حجة الوداع لم يأمرهم بإعلان البراءة من المشركين والتجمع لها، وإنما قرر حرمة البلد والشهر واليوم ثم قال: ((فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) رواه البخاري (67) ومسلم (4384).
وبعد إيراد هذه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في التحذير من إلحاق أي ضرر بأحد من المسلمين أورد بعض الآثار السيئة التي تترتب على هذه التجمعات لهذه البراءة المزعومة:
(1): أن فيه إلحاق الضرر بالحجاج في أجسادهم وحركة سيرهم.
(2): أن فيه ظلما للحجاج يترتب عليه دعاء المظلوم على ظالمه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) رواه البخاري (1496) ومسلم (121).
(3): أن التجمع لهذه البراءة من الأمور المحدثة في الحج منذ ثلاثين عاما فقط، ولم تحصل في حجة الوداع ولا بعدها.
(4): أن الفئة التي تقوم بهذا التجمع شاذة في هذا التصرف المشين عن الحجاج من جميع الآفاق.
(5): أن الصيد آمن في الحرم لا يجوز التعرض له بأي ضرر حتى تنفيره، والحجاج ومن في الحرم أولى منه بالأمن والسلامة من الأذى، بل إن الحجاج والمعتمرين إذا دخلوا في الإحرام لم يجز لهم التعرض لصيد الحل، والمعنى أن الواجب على أي حاج أن يكون نصيب الحجاج وغيرهم منه الأمن والسلامة من شره.
(6): أن الحجاج من جميع الآفاق يمقتون هذا التجمع المؤذي ويفضحون في بلادهم القائمين به.
(7): أن الأذى للحجاج لا يقتصر عليهم، بل يتعداهم إلى أهليهم وذويهم في بلادهم؛ فإنهم يتأذون بالأذى الذي حصل لحجاجهم.
(8): أن حصول الأذى لمسلم واحد خطير، فكيف بإيذاء الحجاج من جميع الآفاق الذين جاؤوا لأداء عبادة عظيمة يحبون أدائها براحة وطمأنينة.
(9): أن في هذا التجمع ترويعاً للحجاج، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم، فأنطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً)) رواه أحمد (23064) وأبو داود (5004) بإسناد صحيح.
(10): أن فيه إشغال الكثيرين من رجال الأمن بهذه التجمعات في الوقت الذي ينبغي أن تكون الجهود كلها مبذولة لخدمة الحجاج.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق الحجاج لأداء الحج بيسر وطمأنينة، وأن يعودوا بعد حجهم إلى بلادهم سالمين غانمين، اللهم من أحسن إلى الحجاج فأحسن إليه، ومن شق عليهم فاشقق عليه واكفهم شره بما شئت، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ووفقهم للتمسك بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 11:49]ـ
غفر الله لك ولوالديك يا أخي مكاوي
وبارك الله تعالى في الشيخ عبدالمحسن - حفظه الله تعالى -.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 12:24]ـ
حفظ الله الشيخ وبارك في حياته وحياة كل عالم رباني من علماء الإسلام(/)
الإنحراف بالنذر والدعاء عن مسارهما
ـ[التنبكتي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 12:42]ـ
الإنحراف بالنذر والدعاء عن مسارهما
بسم الله الرحمن الرحيم
قرر الله تبارك وتعالى في كتابه أن النذر من القرب التي يتقرب بها إليه جل في علاه فقال سبحانه من قائل: يوفون بالنذر ويخافون يوماكان شره مستطيراويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا- الآية, وقال: وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق, وقال وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه, ولماذكر عمر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه نذر لله في الجاهلية أن يعتكف في المسجد الحرام قال له عليه الصلاة والسلام: أوف بنذرك (البخاري – باب إذا نذر في الجا هليةأن يعتكف)
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:في قلبك من الجاهلية شئ؟ قال:لا , قال: أوف بنذرك
رواه البيهقي بهذا اللفظ في (الكبرى) وأخرجه أحمد من حديث ميمونة بنت كردم عن أبيهابلفظ:فقال: أبها وثن؟ أم طاغية؟ فقال: لا, قال: أوف بنذرك, وفي سنن أبي داوود من حديث ثابت بن الضحاك: هل كان فيه وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا لا, قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا, قال:أوف بنذرك فغنه لاوفاء لنذر في معصية الله ولافيما لايملك ابن آدم, وقال: من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلايعصه (البخاري – من حديث عائشة – باب النذر فيما لايملك وفي معصية الله) قلت: ومع هذا البيان والتقريرمن الله ورسوله لكون النذر عبادة يفرد الله بهاكسائرأفعال العبد التي جعل الله تعبده إيانا بها أثرا لعبوديته له وشكرا منه نتوجه به إلى خالقنا وربنا, يشيع رجل محسوب على العلم في قطرنا شمال غرب (أزواد) تبريرا غيرمقبول للنذر لغير الله وتشريعا له مدعيا في عرضه للذبح على سبيل النذر للأولياء أنه مثل ذبح النبي صلى الله عليه وسلم للشاة وتقسيمه لحمها على صدائق خديجة , وأن العامة إنما أرادوا بذلك التقرب إلى الله وإهداء الأموات ثواب تلك القربة فأخطؤوا وعبروا عن ذلك بالنذر, وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين , إذ كيف يلبس بين أن يقال: يافلان إن قضيت حاجتي فلك مني ذبيحة أو قربة كيت وكيت , وبين أن يحج مسلم لله , وهو ينوي إهداء الأجر لمسلم آخر, فيقول خطأ حججت لأبي أو غيره ومراده عنه, وكذلك الصوم والصدقة , أو لعله التبس لديه قول الفقهاء: الألفاظ أوعية ووسائل للمقاصد فقالوا تفريعا على ذلك بانعقاد البيع والنكاح وقضاء الدين بلفظ الإهداء مثلا, ومن تدبر قوله صلى الله عليه وسلم: هل كان فيه وثن من أوثان الجاهلية؟ هل كان فيه عيد من أعيادهم؟ ثم إذنه بعد النفي في الوفاء بالنذر, وقال: فإنه لاوفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لايملك ابن آدم ,ومن أمعن النظر ههنا أدرك أن الذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله هو المعني بالمعصية , وذلك مدلول عليه بدلالة الإيماء عند الأصوليين, وقد عقد لها الشيخ سيدي عبد الله الشنقيطي في مراقي السعود بقوله (دلالة الإيماء والتنبيه * في الفن تقصد لدى ذويه* أن يقرن الوصف بحكم إن يكن* لغير علة يعبه من فطن * يسمى بتنبيه الخطاب وورد * فحوى الخطاب اسما له في المعتمد) فإذا كان النذر لله في موضع كان يقصد للنذر لغيره أو لعيد من أعياد الجاهلية معصية , ومثله الصلاة لله في وقت نهي من غير سبب شرعي فما بالك بالتوجه بالقربة عينها إلى غيره, تحت مثل تلك الأعذار الباردة السمجة , ثم هل النبي – وحاشاه- كان يقول لصدائق خديجة إن قضيت حاجتي فلكن علي نذر ذبح ذبيحة وإهداء لحمها لكن؟ اللهم غفرا) وفي شرق مدينة (جاوا) عالم آخر مبرز في العلم الشرعي – زعم – وآلاته , ألف كتابا أنكر فيه أن يكون الدعاء عبادة لله تعالى قائلا: إن الدعاء في اللغة العربية لايراد به سوى طلب الإقبال, وتجاهل أن الصلاة أيضا حقيقة شرعية منقولة من أصل لغوي معناه الدعاء, وهكذا الصوم والحج والزكاة , فهل لأحد أن يقول عن الحقيقة الشرعية في الصلاة والزكاة والصوم والحج إنها ليست عبادة بناء على تلك الطرفة , وقد قال تعالى: قل إنما أدعوربي ولا أشرك به أحدا, وقوله بعد الحصر: ولاأشرك به أحدا حال مؤكدة , نزلت منزلة الصفة الكاشفة , ذلك أن الحصر في قوله: قل
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما أدعو ربي ,كاف في تقرير هذا المعنى فكانت لزيادة الحصر والتوكيد , بل جعل الله كراهية إفراده بالدعاء من علامات الكافرين فقال: فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ,والدعاء الذي يقرر فيه القرآن والسنة هذا, هو دعاء العبادة والذكر بالثناء على الله بما هو أهله أو دعاؤه تبارك اسمه فيماهومن خصائصه , لذلك لم نجد عن الأنبياء غير التوجه إليه وحده وهم الذين أمرنا أن نقتدي بهم (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) وما هداهم؟ إنه منه قول آدم عليه السلام: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفرلنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين, وقول نوح:باسم الله مجرا ها ومرسا ها إن ربي لغفور رحيم وهي تجري بهم في موج كالجبال, وقوله: رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا, ومثله دعاء إبراهيم ودعاء يعقوب ,إنما أشكو بثي وحزني إلى الله, ودعاء موسى على فرعون وقومه , ودعاء زكريا أن يرزق الذرية , ودعاء خاتم الأنبياء ليلة بدر ويوم الاحزاب , ودعاؤه إذا خاف قوما بقوله: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم) ونسأل الله الفقه في دينه والثبات على توحيده حتى الممات وهداية الضالين
أخوكم ومحبكم/التنبكتي
يرى جل إخوتنا وأحبتنا عدم التعرض لحملات أولئك ومريديهم وأنصارهم في كتبهم وأشرطتهم والتفرغ لمهرجانات الغرب الماكرة وتوعية الناس بخطر التنصير الذي بلغت مكاتبه 350 مكتبا في مالي
وفي نظري – والله أعلم أنه لاتعارض بين الأمرين خصوصا بعد ما بلغ سيل التحريف والكذب على أهل السنة الزبى, والمتقرر في الشريعة أنه لا يجوز تاخير البيان عن وقت الحاجة, ثم إننا لن نكون مشغولين أكثر من النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يعلم الناس آداب الخلاء والمعاشرة والأكل, وهو إمام المجاهدين ومؤسس دولة الإسلام الأول, ولسنا في خطر أشد من الذي هوفيه يوم أحد إذقال: أجيبوه فقالوا بم نجيبه قال: قوا له:الله أعز وأجل, وتحريف القرآن لإثبات شركاء مع الله في غيبه ونذره ودعائه وذبحه وكل خصائصه مقرونا بنشر وحدة الوجود في الكتب وعشرات الأشرطة التماشيقية وانتهاك هيبة كتاب الله بتأويل باطني له كي لايكون مناقضالذلك كل هذا في عقيدة عبيد الله الطويلب هذا, لا أظنه مختلفا عن مقولة أبي سفيان المنقولة آنفا,
هذا ونحن بحاجة إلى مزيد مشورة وتوجيه وتسديد ونصح من جميع إخواننا وأساتذتنا الكرام المبجلين وجزاهم الله خيرا عليها(/)
مسائل أوثر فيها السلوك التصوفي على مذهب مالك
ـ[التنبكتي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 12:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدسوقي في شرحه على مختصر خليل في باب الصيام كراهية صيام يوم المولد معللا ذلك بأنه يوم عيد, وأقره ثم وافقه على ذلك الخرشي قائلا:
لأنه من اعياد المسلمين (كتاب الصيام – من حاشية الخرشي على خليل) وواطئه الصاوي
في حاشيته على الشرح الصغير قائلا:
إلحاقا له بالأعياد – باب الصيام, ثم صاحب فقه العبادات في المذهب المالكي وهو مؤلف معاصر,
قلت:
العلم والنقل أمانة عظيمة والأعلام المذكورون قالوا ذلك في صدد بيان وشرح المذهب المالكي فكان صنيعهم هذا تدليسا بينا واضحا لإيهامهم أنه قول في مذهب مالك, ولا يخفى أن المولد إنما ظهر على يد الملك ****ري في القرن الخامس الهجري ثم اختفى بين أهل السنة وأظهره ومعه مولد فاطمة ومولد الخليفة الحاكم الفاطمي ومولد علي ومولد حمزة ومولد الحسن والحسين في مصر بنو عبيد القداح ولم يزل العمل به جاريا بين أهل البدع حتى هذه الأيام ,وقد اشتد نكير الإمام الفاكهاني المالكي له وخصص لذلك كتابا صغير الحجم عنوانه (المورد في عمل المولد) وكذا ابن الحاج المالكي أيضا في- ج2 - من كتابه (المدخل) والصاوي نقل نفسه عن الفاكهاني كراهية الوصية بعمل المولد وأقره في (حاشيته على الشرح الصغير- تحت عنوان – باب في أحكام الوصية ومثله الخرشي وعليش في (النذر) من فتاواه لكن غرض نقلهم له أن فيه زيادة:
والمكروه يلزم الوارث أومن يقوم مقامه إنفاذ الوصية به,
قلت:
ليس المولد من منصوص المذهب ولا مما يقبل أن يخرج على أصل من أصوله ,أما الأول فواضح في المعلوم بداهة من كونه بدعة ابتدعت في القرن ال4 أو صدر القرن ال5 الهجريين ووفاة صاحب المذهب كانت سنة 179 هج, وأما الثاني فلأنه بدعة وقد ثبت عن مالك كما رواه ابن حزم في الأحكام بسنده إليه, قوله:
من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة, وما كان عليه عمله من رد ما لم يبلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أهل الفقه ببلده, وانظر إلى تعقب الشا طبي على القرافي فيما خالف فيه الأصحاب وجرى فيه مجرى شيخه العز بن عبد السلام في مسألة البدعة في (الإعتصام) وأنكره الشا طبي أيضا في نوازله وهي مجلد واحد متوسط الحجم , وبه تدرك مدى جرأة من يتهمون منكري هذه البدعة بعداوة النبي صلى الله عليه وسلم على رجال المذهب قبل غيرهم , ومنهم صاحب مواهب الجليل في ترجيحه عدم التوجه به إلى النبي صلى الله عليه وسلم (مواهب الجليل - مسألة إهداء القرب للنبي صلى الله عليه وسلم
المسالة الثانية مسألة رفع اليدين للدعاء جماعة وفرادى بعد المكتوبة , وفي ذلك قول السجلماسي في شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعالم المدينة:
ويكره الدعاء في أثناء * فاتحة وبعد الانتهاء
وقبلها وفي ركوع ثم في* أثناء سورة تشهد قفي
وبعد أن يسلم الإمام لا * يدعى وفي تشهد أي أولا
وهذا نظم لقول خليل في مختصره معددا الأحوال التي يكره فيها الدعاء في المذهب (كدعاء قبل قراءة, وبعد فاتحة , وأثناءها , وأثناء سورة , وركوع , وقبل تشهد, وبعد سلام إمام , وتشهد أول ,ينظر في (فرائض الصلاة – مختصر خليل)
قلت:
ولم يذكر القيرواني دبر التسليم إلا الدعاء والذكر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أنت السلام ومنك السلام, أما رفع الصوت والدعاء بالفاتحة بغير نداء إلى ذلك ,أو بنداء إليه يقول فيه الإمام: الفاتحة كما يفعل كثيرا في أفريقية لدينا
ويفعله أئمة مساجد ليبيا من غير نداء ولكن يرفع المأمومون الأيدي فور رؤيتهم الإمام رفع يده,
وفي المغرب, يسرح الأئمة الذين لا يحيون بدعة القراءة الجماعية للحزب بصوت واحد من الإمامة, ويتهمون بمخالفة النمط والطابع المالكي للبلاد, وقد نص مالك على كراهية ذلك كما في المعيار ج1/ 155وج8/ 248 ,
قلت:
وهذا هو حكم الذكر الجماعي عنده مطلقا,
وقراءة القرآن على الأموات, وهي مخالفة لمذهب مالك ولا يمكن تخريجها عليه لأنه يرى ذلك في كل العبادات البدنية, ومن فروعها عدم جواز النيابة عنده في الحج
والاكتفاء بالدعاء في الصلاة على الميت دون قراءة القرآن ,وقال الدردير في الشرح الكبير على مختصر خليل (ج1/ 423:لأنه ليس من عمل السلف ,لكن خالف الدسوقي المذهب فقال:
وقال المتأخرون – يعني المتصوفة- لا بأس بقراءة القرآن والذكر وجعل ثوابه للميت ويحصل له الأجرإن شاء الله وهو مذهب الصالحين من أهل الكشف, فآثر المذهب الصوفي على المالكي
وقال خليل في مختصره:
وكره قراءة بعده وعلى قبره, وعزا إليه الدسوقي في (التوضيح, قوله أي خليل: المذهب أن القراءة لاتصل إلى الميت, حكاه القرافي في قواعده , وابن أبي جمرة (المصدر السابق عن الدسوقي)
تنبيه: وقع في النقل عن الفاكهاني أن المكروه يلزم الوارث أو من يقوم مقامه إنفاذه , وذلك في سياق قوله بكراهة الوصية بالمولد ,
قلت:
هذا المكروه ليس من البدع قطعا عند مالك لما علم يقينا من شدته عليها, أما قوله رحمه الله بإنفاذ وصية من أوصى بأن يحج عنه مع كراهيته لذلك فليس من هذا الباب بل هو من باب (مراعاة مذهب المخالف ,كما نص عليه ابن فرحون رحمه الله (إرشاد السالك ج2/ 513) وله نظائر وأمثلة كثيرة في مذهبه منها قراءة البسملة في الصلاة
(حاشية العدوي على رسالة القيرواني) ولأستاذ جزائري معاصر
أطروحة علمية في مراعاة الخلاف في المذهب المالكي مفيدة جدا,
أظنها ماجستير
لأنها ليست في متناول يدي حالة تسطيري هاتين الصفحتين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد
التنبكتي(/)
الشيخ ابن باز: ليس من النصح التّشهير بعيوب الولاة وانتقاد الدولة على المنابر
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 04:45]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- (ت1421هـ): (فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور فهذا عين المفسدة وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها.
فإن حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر ضاع الشرع والأمن لأن الناس إن تكلم العلماء، لم يثقوا بكلامهم، وإن تكلم الأمراء، تمردوا على كلامهم وحصل الشر والفساد.
فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان وأن يضبط الإنسان نفسه، وأن يعرف العواقب. وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام فليس العبرة بالثورة ولا بالانفعال، بل العبرة بالحكمة. ولست أريد بالحكمة السكوت عن الخطأ بل معالجة الخطأ، لنصلح الأوضاع، لا لنغير الأوضاع، فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها).
وقال الشيخ -رحمه الله- في كتابه (مقاصد الإسلام) عندما قرر أن النصيحة تكون للولاة سراً لا علانية وساق بعض الأدلة على ذلك ومنها هذا الحديث قال: «فإن كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهراً والتشهير به من إهانته التي توعد الله فاعلها بإهانته فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرنا -يريد الإسرار بالنصح ونحوه- لمن استطاع نصيحته من العلماء الذين يغشونهم ويخالطونهم، وينتفعون بنصيحتهم دون غيرهم ... ،
إلى أن قال رحمه الله: فإن مخالفة السلطان فيما ليس من ضروريات الدين علنا، وإنكار ذلك عليه في المحافل والمساجد والصحف ومواضع الوعظ وغير ذلك ليس من باب النصيحة في شيء، فلا تغتر بمن يفعل ذلك، وإن كان عن حسن نية، فإنه خلاف ما عليه السلف الصالح المقتدى بهم والله يتولى الهدى).
وقال الشيخ –رحمه الله- في «لقاء الباب المفتوح» (اللقاء الثاني والستون) (ص 46): ( ... لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف كانت حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم. الفرق أنه إذا كان حاضراً أمكنه أن يدافع عن نفسه، ويبين وجهة نظره، وقد يكون مصيباً ونحن المخطئون، لكن إذا كان غائباً لم يستطع أن يدافع عن نفسه وهذا من الظلم، فالواجب أن لا يتكلم على أحد من ولاة الأمور في غيبته، فإذا كنت حريصاً على الخير فاذهب إليه وقابله وانصحه بينك وبينه).ا. هـ.
المصدر:
http://www.al-madina.com/node/198948
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 04:47]ـ
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- (ت1420هـ): هل منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر وما منهج السلف في نقد الولاة؟
فقال -رحمه الله-: (ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر، لأن ذلك يفضي إلى الانقلابات، وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخروج الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل، فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن فلانا يفعلها، لا حاكم ولا غير حاكم. ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان، قال بعض الناس لأسامة بن زيد -رضي الله عنه-: ألا تنكر على عثمان، قال: أنكر عليه عند الناس؟! لكن أنكر عليه بيني وبينه، ولا أفتح باب شر على الناس. ولما فتحوا الشر في زمن عثمان -رضي الله عنه- وأنكروا على عثمان جهرة، تمت الفتنة القتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية وقتل عثمان وعلي بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً، حتى أبغض الناس ولي أمرهم وحتى قتلوه، نسأل الله العافية). (نصيحة الأمة في جواب عشرة أسئلة مهمة).
وقال -رحمه الله-: ((فالنصح يكون بالأسلوب الحسن والكتابة المفيدة والمشافهة المفيدة، وليس من النصح التشهير بعيوب الناس، ولا بانتقاد الدولة على المنابر ونحوها، لكن النصح أن تسعى بكل ما يزيل الشر ويثبت الخير بالطرق الحكيمة وبالوسائل التي يرضاها الله عز وجل)). (كلمة ألقاها سماحة الشيخ في اللقاء المفتوح بجدة في فندق ماريوت مساء الأربعاء 25/ 7/1412هـ ونشرت في الصحف المحلية ومنها «المدينة» يوم السبت 28/ 7/1414هـ).
وقال -رحمه الله- عن حال الناس بالنسبة لولاتهم: (( ... فإن بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضاً بذلك عمّا لهم من محاسن أو صواب ولا ريب أن سلك هذا الطريق والوقوع في الأعراض لا يزيد الأمر إلا شدة فإنه لا يحل مشكلاً ولا يرفع مظلمة وإنما يزيد البلاء بلاء ويوجب بغض الولاة وكراهتهم وعدم تنفيذ أوامرهم التي يجب طاعتهم فيها ... )).ا. هـ.
المصدر:
http://www.al-madina.com/node/198607(/)
التدرج في دراسة كتب العقيدة
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 08:23]ـ
ينبغي لطالب العقيدة أن يتدرج في دراسة كتبها عبر مراحل معينة منها:-
1 - البدء بدراسة العقيدة دراسة عامة أولية من خلال الكتب الميسرة التي وضعت لهذه المرحلة؛كنبذة في العقيدة لابن عثيمين وشرح لمعة الاعتقاد له أيضا وكتاب أصول الإيمان الصادر عن مجمع الملك فهد بالمدينة.
2 - الانتقال لركن العقيدة الأعظم وهو التوحيد ودراسته؛فتبدأ بدراسة توحيد العبادة. وقد أفردت له كتب خاصة من أشهرها وأنفعها كتاب التوحيد؛ولهذا كثرت شروحه وأرى أن من أنفعها شرح كتاب التوحيد لابن قاسم ففيه صفوة الشروح. وكذلك القول السديد لابن سعدي،ففيه تركيز رائع على أصول هذا التوحيد ومقاصده. ومن الكتب المفيدة في هذا الأصل دعوة التوحيد للهراس،فقد عرض مسائله بأسلوب علمي ميسر يروق لكل من قرأه. ثم تنتقل بعد ذلك لدراسة توحيد الصفات؛فتدرس قواعده من خلال كتاب القواعد المثلى أوتقريب التدمرية أو كلاهما،وتدرس مسائله من خلال الحموية أوتلخيصها أوشرح الطحاوية للبراك،وهوشرح عذب سلس. وينبغي التركيز في دراسة مسائل الصفات على العلو ومايرتبط به من الصفات؛ كالاستواء والنزول والمعية. وكذلك ينبغي التركيز على صفة الكلام وصفة الرؤية؛ فكلها من أهم مباحث الصفات ومعالم عقيدة السلف.
3 - الانتقال لدراسة العقيدة دراسة شاملة وأكثر عمقا من المرحلة الأولى،ويحسن أن يكون ذلك من خلال شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي، مع الاستعانة بما يسير على نفس الخط من مؤلفات؛ كشرح الأصفهانية، وشرح النونية، ولوامع الأنوار. وينبغي الاهتمام بمسائل النبوة والقدر والإيمان ومايرتبط بذلك من مسائل الاعتقاد المهمة.
4 - الانتقال لدراسة الكتب المطولة في العقيدة؛ كمختصر الصواعق للموصلي،وهو من أهم كتب العقيدة، وله طبعة محققة في أربعة مجلدات. وكمجموع الفتاوى وبيان تلبيس الجهمية ومنهاج السنة والصفدية والعقل والنقل واقتضاء الصراط المستقيم وشفاء العليل وحادي الأرواح والنهاية لابن كثير، فكل هذه الكتب تعتبر من أهم مراجع التوسع في العقيدة، وقد أفاد منها شارح الطحاوية كثيرا حتى إن بعض المباحث منقولة منها حرفيا.
5 - ينبغي لطالب العقيدة أن يطالع كتب السلف الأولى متى آنس في نفسه القدرة على فهمها الفهم الصحيح، وهي كثيرة من أشهرها كتاب التوحيد لابن خزيمة، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لأبي القاسم اللالكائي والشريعة للآجري وكتاب الايمان لأبي عبيد وردود الدارمي على المريسي وغيرها كثير ولاينبغي الغفلة عما أفرده الامام البخاري في صحيحه من كتب للعقيدة في في غاية الأهمية؛ ككتاب الإيمان والقدر والتوحيد.
6 - يحتاج طالب العقيدة أثناء البحث والمطالعة لفهم كثير من الكلمات والمصطلحات،وقد خدم العلماء هذا الجانب بكثير من الكتب؛ كالمفردات والنهاية،وهي في بيان كلمات القرآن والسنة، وككتاب المقالات والفرق بين الفرق والملل والنحل؛ لبيان الآراء والعقائد التي تذكر في كتب الاعتقاد،وككتاب المبين للآمدي والتعريفات للجرجاني لإيضاح المصطلحات الكلامية والفلسفية التي ترد في كتب العقيدة. و في العصر الحديث ظهرت الموسوعة الميسرة في الأديان والعقائد والمذاهب،وهي مفيدة جدا وبخاصة انها تعطي القارئ فكرة موجزة عما يبحث عنه ثم تحيله على كثير من المصادر للتوسع والتحقق. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 02:46]ـ
من الأمور المهمة في تعلم العقيدة الإستعانة بالدروس الصوتية والتعامل معها كأنك بين يدي الشيخ فالدروس العلمية ليست كسائر الأشرطة تسمع كيفما اتفق
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 03:16]ـ
للرفع
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 10:36]ـ
احسنت ولى سوال اخى الفاضل كيف لطالب العلم ان يستخدم هذة الكتب فى منهج الطلب هل يقراءها بلاحاجة لشيخ أم أنها مرحلة أولى لمبتدئ
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 02:31]ـ
السلام عليكم أخي الكريم وأشكرك على اهتمامك بعقيدة السلف ولاشك أن الدراسة على المشايخ أفضل طرق تحصيل العلم فإن تيسر ذلك فأنت ستقرأ عليهم كتبا معينة ككتاب التوحيد والرسالة التدمرية وشرح الطحاوية وفي أثناء ذلك وبعده تنمي علمك بالاطلاع على الكتب المذكورة وفق الترتيب الذي ذكرت. وفي حالة عدم القدرة على الدراسة على شيخ معين فتسير في القراءة على الترتيب الذي ذكر مع نصيحتي بالاستماع لبعض الشروح الصوتية لكتب العقيدة لترى طريقة أهل العلم في الفهم والتحليل وربط الجزئيات بالكليات وأنصح بأشرطة ابن عثيمين فهي مثالية في التعليم والله الموفق(/)
(الطرائق في الحجاز).
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 08:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن هذه المقالات المهمة بعنوان (الطرائق في الحجاز) من مقال العلامة الشيخ محمد تقي الهلالي المغربي- رحمه الله تعالى، اخترتها للموضوع الثالث ضمن سلسلة: (الرد على الصوفية في تراثها الوثني لا الوطني)، وأهميتها تأتي بمعرفة أسلوب الحكمة في الدعوة إلى توحيد العبادة و الرد على ضلال الطرقية، وحال الموحّدين في الحجاز- علماء و ولاة أمر-، وحال الناس وأقسامهم في الطرق الصوفية، وكيفية علاجها، وما إلى ذلك ..
أسأل الله تعالى أن ينفع بما نقلت و أن يكتب لي أجر الدلالة على الخير ولكل من ساهم في ذلك، آمين.
(الطرائق في الحجاز)
للشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله تعالى
الحلقة الأولى
الطرائق المبتدعة في الإسلام من الطوام العظيمة و الأدواء الوخيمة بل هي الداء العضال و السم القتال بالأبدان و العقول و الأموال و الأعراض و المروءات فلا يبقى المصابين به غير أجسام كأنها خشب مسندة و عمد ممددة ولابد من الدليل بل البرهان فالدعوى بلا برهان باطلة.
سرح طرف في أنحاء البسيطة و اختبر الأمم اختبار الألمعي الذي يظن بك الظن كان قد رأى وقد سمع.
فكيف إذا رأى بعينه؟ هل رأيت امة انتشلت فيها علل الطرائق ولم ترها منحطة في دينها و دنياها و عقول أهلها و شجاعتهم و مروءتهم وسائر أخلاقهم بقدر تمكن الداء الطرقي فيهم إن قليلا فقليل و إن كثيرا فكثير فأمعن بربك في تاريخ الطرائق في أهل الهند الوثنيين الذين هم أول من اخترع للناس التصوف غير الشرعي الذي تولدت منه هذه الطرائق كما هو معلوم عند من له إلمام في تاريخ التصوف و طرائقه المبنية على الأوهام و الخيالات التي لا خلاق لها من العقل و الحس واختبر أحوالهم تشاهد ما قدمت لك يقينا و لو لم يكن عندنا معشر المحمديين دليل على بطلان الطرائق القدد إلاَّ البرهان المذكور لكفى فكيف و البراهين الشرعية الصريحة الصحيحة أكثر من أن تحصى والناس في الطرق فريقان:
[الفريق الأول] فريق مغتبط بها مؤيد لها جهده-وهذا الفريق أقسام:
الأول قوم نبتوا في دمنة الخرافات ولم يتفقوا إلى الاطلاع على شيء من العلم الصحيح ولا ساعدهم الحظ بلقيا مصلح ينقذهم من جهلهم أو هاد يخرجهم من عمههم فاعتقدوا بحكم النشأة و تقليد الىباء ولو كانوا لا يعقلون أن الطرائق هي أبواب الفتوح الربانية و مناهج السعادة البدية وهذا القسم هو أقل الأقسام تبعة.
القسم الثاني قوم صحاح العقول علماء القلوب خبثاء السرائرعرفوا بطلان الطرائق و آفاتها و لطنهم اخلدوا إلى ارض شهواتهم النفسية الخسيسية و راو أن جاههم و مالهم و استعبادهم للاحرار مبني على قواعد هي الطرائق فمتى تطرق البلى و التهري إلى الطرائق صارت نعمتهم و بغيتهم على شفا جرف هار وهم موقنون أنهم في عملهم خائنون لله خائنون للناس خائنون لانفسهم بتعريضها لعذاب الله و لكن غلبت عليهم شقوتهم و شهوتهم فلبسوا الحق بالباطل و كتموا الحق و هم يعلمون.
القسم الثالث قوم مكرة كائدون يتربصون بعدوهم الدوائر فلا تسنح لهم فرصة لكيده وصيده إلاَّ اعتنموها وهؤلاء قد وضعوا على أعينهم المنظار المكبر و صاروا ينظرون بإمعان إلى الأمة التي يريدون كيدها إما ثأرا و إما طمعا وصيدا و الطرائق من احسن الفرص لهؤلاء فمتى رأو لها منبتا في أمة يريدون إهلاكها زرعوها على قاعدة:
صلى وصام لأمر كان يطلبه .. لما قضى الأمر ما صلى ولا صام
وأول من برع في هذا الفن وحاز فيه قصب السبق الفرس المجوس وخلوفهم من الباطنية الملاحدة فإنه لهم أعمالا في هذا المضمار مدهشة استطاعوا بها أن يجعلوا الأمة الإسلامية شيعا يضرب بعضها بعض وصار باسها بينها فمن دهائهم أنهم كانوا يظهرون الإسلام ويتقنون علومه و يظهرونه من الزهد و العبادة ما يصير عامة المسلمين بين أيديهم سامعين مطيعين و يمكنهم من إيقاد نيران الحروب بينهم حتى يفشلوا و تذهب ريحهم و ذلك ما قصد أعداؤهم الذئاب اللابسة جلود الضأن.
القسم الرابع قوم ضعفت مداركهم وهم الهمج الرعاع أتباع كل ناعق و آلة بيد كل منافق و هؤلاء كالأنعام بل هم أضل سبيلا ينصرون الطرائق و يجاهدون في سبيلها بأموالهم و أنفسهم ولا يعلمون لماذا نصروها و إنما هم آلات حركت فتحركت وما أجدر هؤلاء ان يسموا غنم الشيطان.
الفريق الثاني هم العلماء المصلحون ورثة النبياء و عباد الله المخلصون أولو البصائر النيرة و القلوب المبصرة كما قال غمامهم احمد بن حنبل رحمه الله في فاتحة كتابه الرد على الجهمية ((الحمد لله الذي جعل في كل زمن فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى و يصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى. ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم ضال قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة و أطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله و في الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام و يخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتنة المضلين)).
يتبع ..
محمد تقي الهلالي بالمسجد النبوي
مجلة "الشهاب" العدد:150/السنة الرابعة.(/)
(الطرائق في الحجاز) .. ضمن سلسلة: (الرد على الصوفية في تراثها الوثني لا الوطني) [3]
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 08:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن هذه المقالات المهمة بعنوان (الطرائق في الحجاز) من مقال العلامة الشيخ محمد تقي الهلالي المغربي- رحمه الله تعالى، اخترتها للموضوع الثالث ضمن سلسلة: (الرد على الصوفية في تراثها الوثني لا الوطني)، وأهميتها تأتي بمعرفة أسلوب الحكمة في الدعوة إلى توحيد العبادة و الرد على ضلال الطرقية، وحال الموحّدين في الحجاز- علماء و ولاة أمر-، وحال الناس وأقسامهم في الطرق الصوفية، وكيفية علاجها، وما إلى ذلك ..
أسأل الله تعالى أن ينفع بما نقلت و أن يكتب لي أجر الدلالة على الخير ولكل من ساهم في ذلك، آمين.
(الطرائق في الحجاز)
للشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله تعالى
الحلقة الأولى
الطرائق المبتدعة في الإسلام من الطوام العظيمة و الأدواء الوخيمة بل هي الداء العضال و السم القتال بالأبدان و العقول و الأموال و الأعراض و المروءات فلا يبقى المصابين به غير أجسام كأنها خشب مسندة و عمد ممددة ولابد من الدليل بل البرهان فالدعوى بلا برهان باطلة.
سرح طرف في أنحاء البسيطة و اختبر الأمم اختبار الألمعي الذي يظن بك الظن كان قد رأى وقد سمع.
فكيف إذا رأى بعينه؟ هل رأيت امة انتشلت فيها علل الطرائق ولم ترها منحطة في دينها و دنياها و عقول أهلها و شجاعتهم و مروءتهم وسائر أخلاقهم بقدر تمكن الداء الطرقي فيهم إن قليلا فقليل و إن كثيرا فكثير فأمعن بربك في تاريخ الطرائق في أهل الهند الوثنيين الذين هم أول من اخترع للناس التصوف غير الشرعي الذي تولدت منه هذه الطرائق كما هو معلوم عند من له إلمام في تاريخ التصوف و طرائقه المبنية على الأوهام و الخيالات التي لا خلاق لها من العقل و الحس واختبر أحوالهم تشاهد ما قدمت لك يقينا و لو لم يكن عندنا معشر المحمديين دليل على بطلان الطرائق القدد إلاَّ البرهان المذكور لكفى فكيف و البراهين الشرعية الصريحة الصحيحة أكثر من أن تحصى والناس في الطرق فريقان:
[الفريق الأول] فريق مغتبط بها مؤيد لها جهده-وهذا الفريق أقسام:
الأول قوم نبتوا في دمنة الخرافات ولم يتفقوا إلى الاطلاع على شيء من العلم الصحيح ولا ساعدهم الحظ بلقيا مصلح ينقذهم من جهلهم أو هاد يخرجهم من عمههم فاعتقدوا بحكم النشأة و تقليد الىباء ولو كانوا لا يعقلون أن الطرائق هي أبواب الفتوح الربانية و مناهج السعادة البدية وهذا القسم هو أقل الأقسام تبعة.
القسم الثاني قوم صحاح العقول علماء القلوب خبثاء السرائرعرفوا بطلان الطرائق و آفاتها و لطنهم اخلدوا إلى ارض شهواتهم النفسية الخسيسية و راو أن جاههم و مالهم و استعبادهم للاحرار مبني على قواعد هي الطرائق فمتى تطرق البلى و التهري إلى الطرائق صارت نعمتهم و بغيتهم على شفا جرف هار وهم موقنون أنهم في عملهم خائنون لله خائنون للناس خائنون لانفسهم بتعريضها لعذاب الله و لكن غلبت عليهم شقوتهم و شهوتهم فلبسوا الحق بالباطل و كتموا الحق و هم يعلمون.
القسم الثالث قوم مكرة كائدون يتربصون بعدوهم الدوائر فلا تسنح لهم فرصة لكيده وصيده إلاَّ اعتنموها وهؤلاء قد وضعوا على أعينهم المنظار المكبر و صاروا ينظرون بإمعان إلى الأمة التي يريدون كيدها إما ثأرا و إما طمعا وصيدا و الطرائق من احسن الفرص لهؤلاء فمتى رأو لها منبتا في أمة يريدون إهلاكها زرعوها على قاعدة:
صلى وصام لأمر كان يطلبه .. لما قضى الأمر ما صلى ولا صام
وأول من برع في هذا الفن وحاز فيه قصب السبق الفرس المجوس وخلوفهم من الباطنية الملاحدة فإنه لهم أعمالا في هذا المضمار مدهشة استطاعوا بها أن يجعلوا الأمة الإسلامية شيعا يضرب بعضها بعض وصار باسها بينها فمن دهائهم أنهم كانوا يظهرون الإسلام ويتقنون علومه و يظهرونه من الزهد و العبادة ما يصير عامة المسلمين بين أيديهم سامعين مطيعين و يمكنهم من إيقاد نيران الحروب بينهم حتى يفشلوا و تذهب ريحهم و ذلك ما قصد أعداؤهم الذئاب اللابسة جلود الضأن.
القسم الرابع قوم ضعفت مداركهم وهم الهمج الرعاع أتباع كل ناعق و آلة بيد كل منافق و هؤلاء كالأنعام بل هم أضل سبيلا ينصرون الطرائق و يجاهدون في سبيلها بأموالهم و أنفسهم ولا يعلمون لماذا نصروها و إنما هم آلات حركت فتحركت وما أجدر هؤلاء ان يسموا غنم الشيطان.
الفريق الثاني هم العلماء المصلحون ورثة النبياء و عباد الله المخلصون أولو البصائر النيرة و القلوب المبصرة كما قال غمامهم احمد بن حنبل رحمه الله في فاتحة كتابه الرد على الجهمية ((الحمد لله الذي جعل في كل زمن فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى و يصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى. ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم ضال قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة و أطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله و في الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام و يخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتنة المضلين)).
يتبع ..
محمد تقي الهلالي بالمسجد النبوي
مجلة "الشهاب" العدد:150/السنة الرابعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 04:13]ـ
الطرائق في الحجاز (علاج داء الطرائق)
لما فتح الله هذه البلاد المباركة لعباده المصلحين وجدوا فيها داء الطرق يسمها و يمزق أوصالها ويهوي بها في دركات الانحطاط فتوجهت العناية منهم جزاهم الله خيرا إلى علاج هذا الداء الوبيل على احسن حال من اللين و السهولة و الملاطفة رفقا بالناس و تحميا من غعانتهم فنظر في ذلك رئيس هيئة مراقبة القضاء العالم العامل المصلح الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ أدام الله فضلهم فأمر بإحصار الزوايا التي بمكة المشرفة ثم دعا مشايخها فقال لهم ما تريدون بهذه الزوايا فقالوا لذكر الله و مذاكرة العلم فقال أحسنتم و إن الحكومة تريد مساعدتكم على هذا العمل الصالح بان ترتب في كل زاوية رجلا من طلبة العلم يصلي فيها المكتوبات ويعلم أهلها ما أوجب الله عليهم تعلمه و يذكرهم و يعظهم بكتاب الله و سنة نبيه وكلام أئمة أهل السنة رحمهم الله فأجاب أكثرهم لذلك فرتب في كل زاوية رجلا من المصلحين و تعلل بعضهم بان الزاوية ملك لهم لم يجعلوها وقفا وهي ملاصقة لبيوتهم فتارة يجعلون فيها ضيفا-يريدون الوفود التي تأتي بالنذور-وتارة يخزنون فيها أمتعتهم فلا يمكن أن تكون مسجدا ففحص الشيخ في دعواهم فوجدها غير صحيحة فقال لهم أنتم أقررتم بأنكم جعلتم هذا المكان لذكر الله و مذاكرة العلم فما كان لكم أن ترجعوا في ذلك ولا سيما بعد ما كفيتم مؤونة الإمام و الوعظ فاذعنوا لذلك وبه مات الشهيق و النهيق الذي كانوا يزعمون أنه ذكر الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وغاض ماء النذور الغمر:
(وساء ساوة أن غاضت بحيرتها .. ورد واردها بالغيظ حين ظمي)
ثم توجه الشيخ عبد الله بن حسن بارك الله في أعماله بأمر الملك أيده الله إلى المدينة ومعه معاونه الأستاذ الشيخ محمد بن التركي وكاتب هذه السطور و الأستاذ الشيخ محمد عبد الرزاق المصري خطيب المسجد النبوي ومراقب الأمور الدينية فيه إلى طيبة الطيبة لينظر الشيخ و معاونه في شؤونها الدينية فتفقد الدوائر كلها الأوقاف و المعارف و العسكريو و الشرطة و العدلية و الإدارة العامة ودائرة الأمير و نظمها الشيخ على أحسن ما يمكن وعزل بعض الموظفين ووضع لجماعة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر نظاما شرعيا يسيرون عليه ثم ألقى نظرة إلى مشائخ الطرائق فوجد أمرهم بالمدينة خفيا خفيفا وسترها لم يبحث عنهم أكثر من ذلك آخذا بقاعدة البدعة إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها وإذا ظهرت ضرت الناس كلهم. وقد كان أصحاب الطرائق في الزمن الماضي يجتمعون لأذكارهم المبتدعة بمسجد النبي صلى الله عليه و سلم بلا حياء ولا حشمة فلما دخل الإصلاح منعوا من ذلك وأمروا أن يذكروا الله في أنفسهم تضرعا و خيفة على وفق السنة فتركوا الاجتماع إلا التجانيين فإنهم نقلوا وظيفتهم من المسجد إلى الزاوية وهي قصر اشتروه بـ:1200ليرة ذهبا و الليرة الواحدة تساوي:120فرنكا.
وهنا شعرت بسؤال يصدر من أكثر القراء وهو من أين جاءهم هذا المال يا ترى أمن أهل الحجاز مع ضعفهم وقلة ما بأيديهم زيادة على أن من كان مغفلا منخدعا من أهل الحجاز إنما ينخدع في أمر فيه أخذ مال أما الدفع فهم أعقل من أن يدفعوا مالهم الذي جعل الله لهم قياما وقياما في سبيل الترهات فمن أين جاء التجانيون الذين تسعة أعشارهم سودان فقراء فقرا مدقعا أعني تجاني المدينة. فلأجل حل هذا الإشكال و غزالة الحيرة-و الحديث شجون-أقول إن ذلك المال و امثاله من الأموال التي تنفق هنا لتدعيم أساس الطريقة إنما هو صادر من بلاد الجزائر وحدها جمعه و جمع من قبل أضعافه رجل جزائري معروف ياتي هذه البلاد المقدسة كل سنة حاملا معه أموالا كثيرة ينفقها هنا وينتفع بها كثير من الناس و الرجل في حد ذاته متصف بالوفاء والكرم ولو مما يجمعه من فقراء الجزائر لكنه اشرب في قلبه خرافات طرقية ملكت عليه مشاعره وساعده على ذلك إلمامه بالعلم زيادة على النشأة في وسط ملآن بالأباطيل نسأل الله أن يهدينا و إياه سواء السراط فلو اجتهد في نصر سنة النبي صلى الله عليه و سلم عشر ما يجتهد في الطريقة لفاز فوزا عظيما. وبعد استقرارنا في المدينة علمنا أن الوظيفة التجانية وحدها تقرأ في زاويتهم المشتراة بـ:1200جنيه فقط ولو أنفق هذا المال على فقراء الجزائر أو فقراء المدينة لسد
(يُتْبَعُ)
(/)
منهم خلات كثيرة و التوفيق بيد الله فسألني الشيخ عبد الله عن الطريقة التجانية ما هي فأخبرته بما حضرني منها فاقشعر جلده واستعاذ بالله من تلك العقائد وفي ذات يوم دعاني ثم استدعى شيخ الطريقة التجانية بالمدينة وهو الفاهاشم السنغالي ابن أخ الحاج عمر الفوتي أحد أركان الطريقة ومن العجب أننا وجدنا الفاهاشم هداه الله من المدرسين الذين يأخذون راتبا شهريا من الحكومة زيادة على ما ياتيه من المغرب من النذور و الهدايا الطرقية و إنما تعطيه الحكومة ذلك الراتب ليدعو إلى السنة و التوحيد و ينفر من البدعة و الشرك لكنه أراد أن يجمع بين الفضيلتين بل بين العطاءين.
حضر الفاهاشم فرحب به الشيخ الرئيس وسأله عن الحال ثم بعد ما جلس و أدنى الشيخ مجلسه و أكرمه قال له يا شيخ نحن نظن بك الخير و نأمل أن تكون داعيا إلى الحق قامعا للباطل وأن يهدي الله بك من شاء من عباده لكن بلغنا أنك مستمسك بطريقة بل يقال إنك شيخ متبوع فيها فهل ذلك صحيح؟ فقال الفاهاشم: نعم أنا متمسك بطريقة التجانية جاء بها عمنا من المشرق حين حج و أخذناها عنه و هي ليس فيها شيء يخالف السنة إنما هي أذكار مشروعة الاستغفار و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم وكلمة الإخلاص لا إله إلا الله. فنظر إلي الشيخ إماء إلى أن أتكلم فقلت يا الفاهاشم إني كنت تجانيا وقرأت كتب الطريقة و عرفتها مثل ما تعرفها أنت وهي ليست ذكرا مجردا بل هي أقوال و أفعال و عقائد ولو سلمنا أنها أذكار مجردة فأذكارها فيها بدع كثيرة من تحديد ما لم يحد الله ولا رسوله بالعدد و الوقت الاختياري و الضروري والقضاء لما فات والإجتماع على هيئة غير مشروعة و ألفاظ من كلام أهل الوحدة مثل اللهم صل و سلم على عين الحق-وعين ذاتك العلية-ووصف النبي بالأسقم أي الأمرض وغير ذلك فقال له الشيخ الرئيس أن فلانا يعنيني يعرف ما بهذه الطريقة مما يخالف الشريعة وهو عارضه عليك لتبدي رأيك فيه ثم قال اعرض عليه بعض الأمور المخالفة للشريعة من طريقته، فأخذت صحيفة كنت قد قيدت فيها بعض أباطيل تلك الطريقة من حفظي و أخذت أقرأ عليه ما نصه:
الأولى/ اعتقادهم باخبار شيخهم أن روحه كانت مع روح النبي صلى الله عليه و سلم هكذا وقرن بين إصبعيه السبابة و الإبهام.
الشيخ الرئيس لالفاهاشم هذا صحيح؟ فقال: نعم موجود في كتب الطريق و أنا لا اعتقده، فقال له الشيخ هذا حق أم باطل؟ فقال لا أعتقده (حاد عن الجواب ولات حين مناص) فقال الشيخ قل حق أو باطل فقال باطل ثم قال لي اقرأ فقرأت:
الثانية/ اعتقادهم ما أخبرهم به شيخهم بقوله أنا محمد الولياء من لدن آدم إلى النفخ في الصور.
فقال الشيخ لالفاهاشم: هذا موجود عندكم؟ فقال: نعم و أنا لا أعتقده. فقال: حق أم باطل؟ فحاد كما فعل أولاً ثم أعاد عليه السؤال فقال باطل.
يتبع ..
محمد تقي الهلالي المدرس بالمسجد النبوي
مجلة "الشهاب" العدد:151/السنة الرابعة.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 02:03]ـ
ولمتابعة كامل المقال ينظرالرابط التالي: http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=5331(/)
مقال قيم لصديقنا عبد العزيز بن صالح المحمود حول نسب الشيعة والسنة في العراق
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[18 - Nov-2009, صباحاً 11:55]ـ
نسب السنة والشيعة في العراق
بين
افتراءات الإنكليز
بقلم
عبد العزيز بن صالح المحمود
بسم الله الرحمن الرحيم
أصل هذه القضية يعود إلى احتلال الإنكليز للعراق سنة 1917 م وبداية تكوين الحكومة العراقية بعد أن كان العراق تابعا للدولة العثمانية كولاية، فقد برزت احصائيات إنكليزية معتمدة على التقديرات وليس الإحصاء الحقيقي، وهذه التقديرات ليست بعد الاحتلال بل قام بها القناصل البريطانيين في العراق بعد سنة 1900 ثم 1908 ومن ثم نشرت بعد الاحتلال سنة 1918م تقول إن نسبة الشيعة هي (53%) [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) و (55%) [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) أما السنة العرب فهم 19% والسنة الأكراد 18%، وتطور الأمر عند الإنكليز سنة 1932م فزيدت نسبة الشيعة إلى56% كل هذه الأمور تقدير وليتها تقديرات ميدانهية با هي تقديرات مكاتب، وليس إحصاء حقيقي، وهذا ما ذكره أحمد سوسة قائلا: (كانت قد أجريت ثلاث عمليات إحصاء لنفوس العراق بين سنة 1920و1947 وهي عمليات سني 1920و1927و1934، إلا أن هذه الإحصاءات كانت مجرد تخمينات، وأن أول تسجيل قانوني هو تسجيل الذي أجري في 19/ 10/1947 على أن يجري بعد ذلك مرة كل عشر) [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).
علما أن العراق كان تحت حكم الخلافة العثمانية وقد أوردت عدة مصادر تؤكد خلاف ما ذهب إلية الإنكليز فقد جاء في كتاب (شيعة العراق) لليهودي إسحاق نقاش: (ولم يقدر حجم التشيع تقديراً كاملاً خارج العراق قبل أواخر القرن التاسع عشر. وفي غياب التقديرات السكانية المفصلة التي تميز بين السنة والشيعة، ظل بعض المسؤولين العثمانيين يعتبرون الشيعة أقلية لا تزيد عن 40 في المائة من السكان. وكما يمكن استخلاصه من النتائج التي توصل إليها سليم درنجيل (( Deringil في الأرشيفات العثمانية فإنّ الإشارات المتكررة إلىانتشار المذهب الشيعي في العراق وردت أساساً خلال السنوات الأخيرة من تسعينات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين) ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)).
وذكر المؤرخ والرحالة البحريني العلامة النبهاني في كتابه المشهور (التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية)، الذي فرغ من تأليفه عام (1332هـ). وهذا العام يتزامن مع عام (1913م)، فيكون في تأريخه مقارباً لتأريخ التعداد البريطاني السابق. قال العلامة النبهاني في هذا الكتاب:
(نفوس العراق من حيث المجموع يناهز الثلاثة ملايين؛ لأنه يوجد في العراق:
000 1200 سني المذهب
000 1000 من أبناء الشيعة
000 87 مسيحيون
000 78 يهود
000 14 خليط من الصابئة واليزيدية
000 2379 يكون
وبعض المؤرخين يلحقون بالعراق قسماً من العشائر الذين يمتارون من العراق فيضيفون إلىذلك العدد مقداراً يجعل الكل يقارب الثلاثة ملايين) ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)).
هذه الأمور توضح بجلاء أن الإنكليز أوجدوا هذه الفرية من عندياتهم وهو يتوافق مع سياستهم المعروفة فرق تسد التي اتبعها الغرب بصورة عامة وبريطانيا بصورة خاصة، والقائمة عمليا على إيجاد المشاكل في البلاد التي تستعمرها، وتستمر إلى أكثر من مائة سنة بعد خروجها من البلاد؛ ومثال ذلك قضية فلسطين كيف وهب الإنكليز في وعد بلفور وطنا قوميا لليهود، وقضية الأحواز كيف منحت إلى إيران، ونسب السنة والشيعة في العراق، وقطع لواء الأسكندرونة من سوريا، و بروز فكرة القوميات في البلاد الإسلامية؛ القومية العربية [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)، والقومية الكردية، والقومية الطورانية، والتشجيع لبروز صراع قومي مع الدول التي يقطنها الأكراد، وقضايا كثيرة نعيشها اليوم مثل البوليساريو، الأمازيغ، ومشكلة دارفور، في المغرب، ومشكلة الأقليات الشيعية في البلاد العربية، وفي البلاد الإسلامية، ولا ننسى ما فعل في لبنان من تركيبة مسيحية إسلامية ودرزية وسنية وشيعية والتي تسمى (اللبننة)، إضافة لمشاكل ترسيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الحدود بين الدول. كل هذه هي قنابل موقوتة تثار في أي لحظة، وهذا المخطط قديم ظهر إبان عهد الخلافة العثمانية يوم أن قرر الغرب لتفكيك الخلافة استخدام سلاح إثارة قضايا الاقليات وإشعال الفتن بين أهل الذمة والمسلمين وأسست الجمعيات السرية التي رعتها أوربا، ولكي نؤيد ما نقول فقد كشف الصحافي البريطاني المعروف ديفيد هيرست في كتابه (البندقية وغصن الزيتون) الذي نشرته مسلسلا جريدة الأنباء الكويتية خلال شهر مارس 1984م عن بدء المخطط الصهيوني الاستعماري القديم الهادف إلىتحويل سوريا والعراق ولبنان إلى دويلات طائفية وعرقية لتبرير وجود الكيان الصهيوني العنصري في فلسطين نقلا عن صحيفة كيفونيم اليهودية الصهيونية – القدس (فبراير 1982م) ما يلي بالحرف الواحد: (أما على الجبهة الشرقية فثمة كل الاحتمالات والاحداث التي تجسد رغبتنا على الجبهة الغربية والتي تحدث عيانا أمامنا اليوم، إن انحلال لبنان وتجزئته إلىخمس مناطق ذات حكومات محلية هو السابقة النموذجية لكافة العالم العربي، ثم يأتي دور تفكيك سوريا وبعدها العراق إلىأقاليم عرقية ودينية بما يتسق مع المثال اللبناني هذا هو الهدف الرئيسي لـ (اسرائيل) في المدى الطويل على الجبهة الشرقية، إن عملية إضعاف هذه الدول عسكريا القائمة حاليا تمثل هدفاً قصير المدى ولسوف تنقسم سوريا إلىعدة دويلات على أساس خطوط بينها العرقية والطائفية؛ ونتيجة لذلك لسوف تقوم دولة علوية كما سيكون في إقليم حلب دويلة سنية، وبينهما دويلة أخرى معادية للدولة الشمالية، أما الدروز –بمن فيهم دروز الجولان- وهي المحاولة الحالية فيجب أن ينشئوا دولة لهم في حوران وشمال الأردن، ثم إن العراق الغني بالنفط، هو بالتأكيد المرشح لما يأتلف مع أهداف اسرائيل ففيه كل أنواع المواجهات الداخلية العربية، مما يساعدنا على البقاء والصمود في المدى القريب، وأن نسرع بإنجاز الهدف البعيد المطلق وبالتحديد تقسيم العراق إلى عناصر متفرقة كما يحصل لسوريا ولبنان، ولسوف تقوم ثلاث دول او أكثر، حول المدن العراقية الكبرى: البصرة، وبغداد، والموصل، وبحيث تنقسم وتنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن المناطق السنية في الشمال_ ومعظم سكانها من الأكراد السنيين- ثم عن شبه الجزيرة العربية كلها مرشح طبيعي للتجزئة) [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7) .
إذا ً قضية زيادة نسبة الشيعة وراءه قضية تفتيت العراق وتقسيمه بحجة الأكثرية الشيعية مما سيثير حفيظة السنة وتثار حرب أهلية وبعدها يكون الحل الأنسب لخروج العراق من مأزق الحروب هو التقسيم، وهي ذاتها نظرية هنري كيسنجر اليهودي الأمريكي: (تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ) وهي نظرية عدة ساسة أمريكان منهم: بريجينسكي، ومايلز كوبلاند، وتقسيم العراق وضع في خرائط أمريكا التي رسمت في عام 1983 وأقر الكونكرس الامريكي اقدم الخرائط لتقسيم الوطن العربي والتيوضعت من قبل برنارد لويس [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8).
(1988)... بعد الحرب العراقية – الايرانية.
قضية مهمة:
ثمّة قضية مهمة يجب أن يعيها جميع المؤلفين والكتاب أنه ليس هناك تعداد في تاريخ العراق منذ نشأته سنة 1920 ليومنا قائم على حساب الطوائف (السنة والشيعة) بل كل التعدادات منذ سنة 1919 قائمة على حساب عدد السكان في كل محافظة. أو تقدير ذلك، وأن من يريد أن يحسب أن يحسب نسبة السنة والشيعة فيتبع ما يلي:
· العراق به محافظات أو ألوية ذات أغلبية سنية وأخرى ذات أغلبية شيعية وأخرى يغلب عليها الشيعة وأخرى يغلب عليها السنة.
· بشكل أدق: محافظات الموصل (نينوى) [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)، وصلاح الدين [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10) ، والرمادي (الأنبار)، واربيل،والسليمانية، والدهوك [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11) . كلها محافظات ذات أغلبية سنية نسبة السنة فيها فوق 90%.
· محافظات: العمارة (ميسان)، والناصرية (ذي قار)، والسماوة (المثنى)، والديوانية (القادسية)، وكربلاء، والنجف هي محافظات ذات أغلبية شيعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
· محافظة ديالى مختلطة ذات أغلبية سنية نسبة الشيعة بين 30 - 35%، ومحافظة الكوت (الكوت)، والحلة (بابل)، والبصرة ذات أغلبية شيعية نسبة السنة بين 20 - 35 %.
· بغداد العاصمة ذات أغلبية سنية كانت في بداية القرن نسبة السنة 80% واليوم 60% وتنزلا مع كل الحسابات 50% لكل من السنة والشيعة.
· وليراجع أي باحث أي تعداد يعجبه من السنين وفق ما ذكرنا ليعرف النسبة بين السنة والشيعة.
إن دراسة بسيطة للتعداد السكاني للسنين (1947 و 1957 و 1965 و 1977 و 1997) يبين للباحث حقيقة مهمة لا لبس فيها هو أن نسبة السنة والشيعة والإقليات في العراق هي:
نسبة أهل السنة في العراق 53%
نسبة الشيعة في العراق 43%
نسبة الأقليات 4%
هذا على أقل تقدير.
ولا أدري لماذا يجب علينا أن نصدق الإحصائيات الأنكليزية وهم عدو مستعمر، وله عدة غايات من هذه الأرقام، سيما وأنه لم يجري أي إحصاء وإنما هي تقديرات، ولا أريد كتابا شيعة الذين هللوا وصفقوا إلى هذه النتائج سواء كانوا كتابيا من التيار الديني الشيعي أو العلمانيين فالتعصب أعمى لدى الجميع، وثمة ملاحظة مهمة وهي أن ملفات التيار الديني الشيعي بيد البريطانيين منذ فترة طويلة أكثر من 170 عام، فخيرية أوذة [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12) أصبحت تحت السيطرة البريطانية منذ سنة 1852م وكان الإختيار على من يوزالخيرية في النجف وكربلاء يقوم به المقيم السياسي البريطاني، ولأن بريطانيا تدرك تأثير علماء الشيعة ومجتهدين على الشيعة، وبريطاني تخطط للسيطرة على إيران والعراق؛ لذلك لابد من دراسة مستفيضة حول كل السبل لإستخدام التشيع في خدمة بريطانيا ومصالحها، هذا من جانب من جانب آخر فإن الغرب يحارب الإسلام كونه السني لأنه المكون الأكبر في الإسلام 90%، لذلك فإن استخدام الإقليات والطوائف سيكون سلاحا يستخدمه الغرب لمحاربة الإسلام، كل هذا وقد سرد كل هذا لنبين أن من مصلحة بريطانيا أن يكون الشيعة مشكلة في العراق لذلك أوحوا إلى العراقيين أن الشيعة أكثلارية وأن من يحكمهم أقلية سنية ليبقوا صراعا مستمرا في البلاد، يؤيد ما نقوله ما ذكره السياسي العراقي كامل الجادرجي [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)( بدأت المشكلة تظهر في الواقع بعدما تكونت الحكومة الأهلية تحت الانتداب الانكليزي، فقد ظهرت الحاجة آنذاك ماسة بصورة جلية إلى إيجاد إداريين وقضاة ووزراء من الشيعة. وقد أدخل الانكليز في روع الشيعة أن اعتبارهم أقلية أمر يخالف الحقيقة، وذلك فإن من حق أبنائها أن يشاركوا مشاركة فعلية في جميع نواحي الإدارة). ثم يقول: (إن تشجيع الانكليز للشيعة قد كان يجري بمختلف الأشكال ومن أمثلة ذلك تحريض الشيعة على جعل الطائفية مثلهم الأعلى) ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)).
وقد حاول الإنكليز إقناع ملك العراق فيصل بذلك فيقول السياسي العراق توفيق السويدي [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15) في كتابه (وجوه عراقية): (من أسباب ضعف فيص اعتقاده بصحة بعض الأقوال أن الجعفريين مغموطو الحقوق، وإذا فرض أنه موجود فإنه لم يوفق لمعالجته بالطريق المعقول، إذ كان يريد الطفرة ليوصل العناصر الجعفرية إلى الحكم بدون اشتراط كفاءة .. ) [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)
لقد كان الملك فيصل في ديوانه الملكي شخص لبناني شيعي أصله من بعلبك يدعى رستم حيدر وهذا كان له تأثير طائفي على الملك فيصل كما يقول الجادرجي: ( .. أن الأنكليز والبلاط بتأثير وزير البلاط الشيعي رستم حيدر صاروا يغمزون جهاز الدولة، بموظفين غير أكفاء لأسباب طائفية) [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)
ولا أدري لماذا لا تؤخذ مثلا دراسة الكاتب الانكليزيالبرت منتشاشفيلي في كتابه (العراق تحت الانتداب البريطاني) والذي ذكر فيه نسبة السنة 52% [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)
والآن تبين للجميع مقصد الأنكليز الواضح من قضية إيراد أرقام معينة لتخلق مشكلة مستمرة في العراق نحصد اليوم وغدا بعضا من ثمارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
حنا بطاطو [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19):
الأكاديمي العراقي المعروف الدكتور مازن الرمضاني [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20) عميد جامعة النهرين العراقية سابقا و أستاذ العلوم السياسية في نفس الجامعة حاليا في تصريحات لموقع إسلام أون لاين إنّ أول من أطلق المزاعم بكون الشيعة يمثلون أغلبية كبيرة في العراق هو الكاتب اليهودي حنا بطاطو و يضيف الدكتور رمضاني أنه مما ساعد في رواج هذه الإحصاءات المغلوطة قدرة التعبئة الهائلة لدى الشيعة، وكثرة عدد المحافظات الشيعية، بالقياس لعدد المحافظات السنية، وهو ما جعل البعض يجنح به الظن الخاطئ إلى كون الشيعة يمثلون أغلبية ساحقة، بالنظر لكثرة عدد محافظاتهم، متناسيا الانتباه للكثافة السكانية لكل محافظة [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21).
كل الكتاب سواء كانوا الشيعة وغيرهم وسواء من أهل العراق أو العرب استندوا إلى مقولة بطاطو والمؤكدة إلى نسبة الشيعة في العراق 51,4 % وأن نسبة السنة 19% مستندا إلى معلومات من وزارة الداخلية العراقية، سنة 1947، وأرى والله أعلم أن السبب وراء إعطاء مصداقية لبطاطو هو عدة أسباب:
· أن هذا يتطابق مع هوى الشيعة ورغبتهم في أن يكونوا أكثرية في العراق.
· أن هذا يتطابق مع مقولة الإنكليز السالفة.
· أن حنا بطاطا زار العراق وحصل على معلومات خاصة ودقيقة وأن بحوثه التحليلة كانت قوية ومدحت من قبل أكثر من مؤرخ عربي.
· الهزيمة النفسية للكتاب العرب حيث يعجبون بكل بحث من شخص غربي، وهي تمثل أزمة ثقة بالنفس.
لهذه الأسباب ولغيرهاكان مصدر بطاطو هو الدليل الثاني على أكثرية الشيعة في العراق.
والحقيقة أن الرد على حنا بطاطو لا يحتاج من القاريء إلا الآتي:
1 - نكرر القول أن ليس هناك إحصاء في العراق يعتمد نسب السنة والشيعة.
2 - أن بطاطو نفسه قال في صفحة () أن هذا تقدير تقريبي.
1 - أنه بالرجوع إلى التعداد السكاني لسنة 1947 يتبين بوضوح خطأ حنا وذلك أنبطاطو جعل مجموع العرب السنة هو (900000):بينما مجموع سكان الموصل 595190 وكانمت الموصل مع دهوك وإن نسبة الأكراد فيها بين 16%-20% ليصبح في الموصل تقديرا (48000) أما سكان الأنبار فهو (192983) فيكون مجموعهما 570000 تقريبا، أما ديالى فسكانها في تلك السنة هو272413 وإذا علمنا أن 30 % هم الشيعة يكون السنة هم 190000 تقريبا، وبغداد فيها817205 فإذا كان فيها السنة يومها 70% ولنفترض أن السنة فيها هم (450000) مجموع هؤلاء هو 111000 والسؤال لبطاطو أين سنة كركوك وسنة البصرة وسنة الحلة وسنة الكوت والأقليات السنية في بقية المحافظات إن أقل تقدير لهم هو 200000 ليكون المجموع هو 1310000 هؤلاء السنة العرب أما الأكراد السنة فبطاطو يقول أنهم840000 والتركمان هو يقول أنهم 50000 ليصبحوا 2200000
تعداد العراق في 1947 هو 4564000 والأقليات حسب تعداده هو 596000
الآن 4564000 - 596000= 396800 هم السنة والشيعة
سبق أن ذكرنا أن السنة هم 2200000 أي نسبة السنة لا تقل عن 55% وأن نسبة الأقليات 8% كما دونها عنده
أي نسبة الشيعة بعربهم وكردهم وتركمانهم وفرسهم هي 37 %
فأين الدقة والإحصائيات والدراسات العلمية التي هلل بها النفيسي وحسن علوي وغيره والكتاب الشيعة، إن لغة الأرقام أمر واضح وإحصائية 1947 موجودة للجميع فلم لم يضهرها وكلهم يضهرون إحصائية بطاطو
النص الكامل للحوار الذي اجرته جريدة الحياة اللندنية مع الدكتور احمد الجلبي في 19/ 4/2009
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- حسب إسحاق النقاش في شيعة العراق (47).
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- حسب حسن علوي الشيعة والدولة القومية (43).
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)- الدكتور أحمد سوسة، الدليل الجغرافي في العراق (30) وهو صادر سنة 1960م
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- شيعة العراق، ص69، إسحاق نقاش. نقلاً عن: Deringil "The struggle Against Shi'ism " ، ص50،49.
(يُتْبَعُ)
(/)
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)- التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، العلامة الشيخ محمد بن الشيخ خليفة النبهاني، ص196.
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) - ولا نقصد الفكر العروبي الذي لا يتعارض مع الإسلام ولكن الفكر القومي العنصري، والذي تبنته أحزابا ذات توجه أقرب للفكر اليساري.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)- عن كتاب صحوة الرجل المريض للأستاذ موفق بني مرجة (183).
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8)- مستشرق يهودي بريطاني ولد سنة 1917م عمل ضابطا في الاستخبارات البريطانية، ثم شغل منصب استاذ في الجامعات البريطانية وفي منتصف السبعينات انتقل إلى أمريكا وفي سنة 1982 حصل على الجنسية الأمريكية وهو من صناع القرار في أمريكا لفترة رئاسة بوش، وقد كشف توجهاته المستشرق الفلسطيني أدوارد سعيد.
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) - ما بين القوسين هي التسميات الحديثة.
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10)- كانت قديما تابعة للواء بغداد.
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11)- كانت تتبع قديما إلى الموصل.
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12)- دويلة هندية شيعية تسمى أودة وضعت تبرع دائم لعلماء النجف وكربلاء.
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) - كامل رفعت الجادرجي ولد في بغداد 1897 وهو محام بارع ووصف بأنه قائد وطني وسياسي صلب، شارك في ثورة العشرين مع والده، ونفي إلىاسطنبول وتقلد عدة مناصب في الدولة العراقية. يُعد كاملالجادرجي أهم داعية للديمقراطية في العراق خلال القرن الماضي
وفي عام 1930 انضم الجادرجي إلى حزب الأخاء الوطني الذي تشكل فيتلك السنة برئاسة ياسين الهاشمي وأصبح عضوأ في لجنته المركزية. ثم استقال من الحزبلينضم إلى (جماعة الأهالي). واستمرفي نضاله ضمن (جماعة الأهالي) حتى عام 1946 عندما تأسس الحزب الوطني الديمقراطيليكون أول رئيس له حتى حل الحزب عام 1962 بسبب تعقد الوضع السياسي في العراقواحتدام الخلافات داخل الحزب نفسه، توفي سنة 1968
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14)- من أوراق كامل الجادرجي، ص65،64، كامل الجادرجي، دار الطليعة، بيروت،1971م.
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) - توفيق السويدي ولد سنة1891 وكان سياسياً عراقياً ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7 %D9%82) تولى منصب رئاسة الوزراء في العهد الملكي في العراق ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7 %D9%82) حيث كان رئيساً للوزراء في أربع حكومات في السنوات 1929 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1929)، 1930 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1930)، 1946 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1946)، 1950 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1950). توفي سنة 1968
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) - نقلا من كتاب حسن علوي (الشيعة والدولة القومية) (360) من الهامش.
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) من أوراق كامل الجادرجي، ص65، كامل الجادرجي، دار الطليعة، بيروت،1971م.-
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) - انظر مقال (الإدارة الأمريكية وأكذوبة الـ (20%) للعرب السنة)، قاسم الغريري الباحث في مؤسسة الرائد الإعلامية، مجلة الرائد، العدد الواحد والعشرون، ملف العدد، 2/ 121/2007. على الرابط التالي: http://al-raeed.com/raeedmag/preview.php?id 748 (http://al-raeed.com/raeedmag/preview.php?id%20748)
(يُتْبَعُ)
(/)
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19)- حنا بطاطو مواليد القدس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3 ) 1926 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1926) - توفي في وينستد ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%88%D9%8A%D 9%86%D8%B3%D8%AA%D8%AF&action=edit&redlink=1) 2000 (http://ar.wikipedia.org/wiki/2000) مؤرخ فلسطيني ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A %D9%86) وأختلف هل هو يهودي أم مسيحي، شخصيا أنا أخبرني صديقي من أمريكا أنه يهودي يجمع وثائق ليدلل على أن الشيعة أكثرية وهذا كان سنة 1998، وهو مختص في تاريخ المشرق العربي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1 %D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B 1%D8%A8%D9%8A) الحديث، هاجر بطاطو إلى الولايات المتحدة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7 %D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%8 4%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A 9) عام 1948 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1948) . من عام 1951 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1951) إلى 1953 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1953) درس حنا بطاطو في مدرسة EdmundA. Walsh School للشؤون الخارجية بجامعة جورجتاون ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9 _%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC%D8%A A%D8%A7%D9%88%D9%86) . نال درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هارفرد ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9 _%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%81%D8%B 1%D8%AF) في عام 1960 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1960) بأطروحة عنوانها: (الشيخ و الفلاح في العراق، 1917 - 1958) ثم من عام 1962 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1962) إلى عام 1982 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1982) اشتغل بالتدريس في الجامعة الأمريكية في بيروت ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85 %D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8 A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A8%D9 %8A%D8%B1%D9%88%D8%AA) ، ثم من 1982 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1982) حتى تقاعده في عام 1994 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1994) في جامعة جورجتاون ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9 _%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC%D8%A A%D8%A7%D9%88%D9%86) في الولايات المتحدة.
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20)- مازن الرمضاني أكاديمي عراقي معروفمن مواليد 1943، عميد كلية العلوم السياسية في جامعة صدام العراقية سابقا (جامعة النهرين حاليا)، أستاذ العلوم السياسية في نفس الجامعة لاحقا. استاذ دراسات المستقبل والصراع الدولي والتفكير الاستراتيجي, عضو المجمع العلمي العراقي واحد علماء العراق. غزير الإنتاج له أكثر من مائة بحث وخمسة كتب (ابرزها كتاب السياسة الخارجية) ومئتي مقالة علمية ولقد اشرف على خمس وسبعين رسالة ماجستير ودكتوراه
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21) - كلمة في مقال حسن الرواشدي في موقع البينة (رداً على د. النفيسي: الشيعة ليسوا أغلبية شعب العراق)
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 05:49]ـ
مقال رائع ومما يزيده وضوحا من ناحية لغة الارقام فان عدد المحافظات الجنوبية - الشيعية- يزيد بنسبة واحد على المحافظات السنية وهذا الفرق العددي يتلاشى اذا علمنا ان المحافظات التي يقطنها السنة ذات كثافة سكانية عالية اضافة الى ذلك هناك اقضية سنية تساوي محافظة جنوبية شيعية بتعبير اخر نصف المحافظات الجنوبية عبارة عن اقضية في بعض المحافظات الغربية والشمالية السنية والسبب في انتشار مقولة الشيعة اكثر او غالبية هو سكوت اهل السنة عن مثل تلك الاحصائيات من باب درء الفتنة فاهل السنة كان فيهم دوما عقلاء واصحاب راجحة عقل في اطفاء الفتنة وقبرها وما كان يدور في خلدهم الذي يحصل والامر ينطبق في ايران ايضا وان كان الوضع مختلف اذ يدعى هولاء ان نسبة السنة يشكلون 3 بالمئة بينما الاحصائيات تقول انهم يشكلون 30 بالمئة من السكان حتى اذا ما وقع المحذور بداء يتكشف الكثير من المستور والله المستعان على ما يصفون ولا زلنا الى اليوم رغم ما حصل ويحصل نغض الطرف عن اثارة مثل تلك المواضيع ونقول ليس من مصلحة البلاد اثارة الفتن ولكن هناك من يمكر ويعمل في الخفاء والله يبطل كيد الكائدين.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:37]ـ
مسألة تثبيت نسب الشيعة في بلداننا أمر مهم وهو مدخل دول الكفر علينا من أيام الدولة العثمانية ولكن من يعيه؟. السؤال يوجه للنخب المشاركة بالألوكة والتي لا يعلق عليه أحد لأنهم يعيشون حالة من السبات، ولا يعرفون أهمية الموضوعات الحقيقية للأمة.
احتل العراق فلم يتحرك أحد سنة 2003، واليوم بعد حركة الحوثيين وتهديدات حزب الله لمصر تحركت الدول، أما النخب الإسلامية فهي تعيش حالة من الذهول.
اللهم أني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:44]ـ
وتكملة لما ذكرت أقول: أخواننا الأفاضل أجري لكم الفكرة الآتية:
لاحظوا كم حجم التعليقات على موضوع معين جزيئية فقهية أو اشتباه في لفظة معينة، وكم حجم التعليقات على موضوع مثل هذا؟ مع أنه يعالج مسألة أمة وتحدي حقيقي.
السنا حقيقة مغرقين بالجزئيات! بشكل غير متزن؟
ألا نساهم بهذا لنقد غيرنا لنا وهو نقد حقيقي أننا لا نعنى بشؤون الأمة!
فالرجاء الإتزان في الطروحات فإن الأمة بحاجة لكم يا ملح البلد!
وهذا فيه من حال العلماء كذلك فلسنا خير من علماءنا وهم منا ونحن منهم!
وكذلك الحكام لماذا نطالبهم ما لم نلتزم به نحن!!
إن أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله
ـ[يحيى اليحيى]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 02:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ان ماطرحة الاخ من النسب هي الاقرب الى الحقيقة
واود ان اوضح مسالة ان موسم الحج الذي كان في عام 2003طلب ديوان الوقف السني والشعي احصاء المحافظات من وزارة التخطيط وكان وزير التخطيط حينها مهدي الحافظ وهو شخص اكاديمي علماني شيعي
وافرزت النسب بان السنة هي اكثر من الشيعة اي السنة العرب من غير الاكراد لان الاكراد خصصت لهم نسبة من مقاعد الحج
شكرا على جهودكم(/)
نعم تستحق جهود العزاوي الى دراسة وبحث وعناية
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 01:33]ـ
كنت عزمت -بل باشرت بكتابة بحث موسع - يتناول جهود العزاوي قبل اطلاعي على رسالة الاخت الفاضلة ام فراس الموسومة ب (دراسة جهود العزاوي في تاريخ العقيدة الإسلامية)،حيث ذكرت الباحثة الفاضلة مؤلفات العزاوي المطبوعة والمخطوطة،نقلا عن مقدمة كتاب شهرزور السليمانية للعزاوي،والذي حققه محمد علي القرة داغي فاجادت وافادت وقدمت للباحثين جانبا مهما من حياة العزاوي رحمه الله،وفتحت الباب لمن يريد مواصلة البحث وجمع التراث،ومن باب اكمال البر احببت ان اضيف هنا شئيا يسيرا مما تحصل لدي من مخطوطات العزواي،ونبذة عن سيرته العلمية،عسى ان يكون جهود اختنا الفاضلة سببا في الاهتمام بها والعناية او على اقل تقدير التعريف بها واماكن وجودها،حيث انه من الثابت ان المطبوع من تراثه هو اقل القليل، وغالبه بل جله لا زال حبيسا في ادراج المخطوطات وبعضا منه اتلف،وقد ارجئت كتابة البحث (جهود المؤرخ العزاوي العلمية) الى حين شعار اخر والله المستعان.
ترجمة العزاوي بقلم عزرا حداد:
يكاد يكون الاستاذ الكبير الاستاذ عباس العزاوي مفخرة التاريخ الناطقة عن الاستقلال الفكري والولع والتوثيق،فلا تمضي مدة وجيزة الا واخرج للناس كتابا هو بمثابة النور للباحثين في تاريخ العراق، ونحن كلما امعنا النظر في كتبه اكبرنا تلك الجهود الخارقة التي يبذلها في الدراسة،وتوجيه المسائل واختيار الاصلح،والمحاكاة بعد المقارنة،وابداء الملاحظات الغائبة والانتقادات المفيدة، ولعل الذين يجهلون العزاوي لا يصدقون بان هذا النتاج والانتاج وليد جهوده فرد يعيش في العراق الفقير الى المصادر الازمة، ووسائل البحث التاريخي، ولكن المؤلف الموفق ضحى براحته ووقته وماله حتى تمكن من تهيئة تلك المصادر والوسائل،وراح عشاق البحث والدرس باحسن الكتب في شتى المواضيع التاريخية،فاحرزت اعجاب علماء الغرب والشرق على حد سواء،واصبحت موضع قناعتهم وتقديرهم،وقد مضى في سبيله دون ان يغتر او تفتر عزيمته.
وفي هذه الايام - اي سنة 1939 - اصدر الجزء الثالث من تاريخ العراق بين احتلالين تناول فيه الحكومات من سنة 1914 الى سنة 1941 اذ بحث عن تاريخ الدولة الصفوية حتى الفتح العثماني،واعتمد على عشرات المصادر المعتبرة والاثار الخالدة،وقدم له مقدمة وجيزة ولكنها جامعة مفيدة،ثم بداء بالكلام عن البارانية واقطابها وانقراضها، والمشعشيع والرفاعية وعقائدهم وانقراضهم، وبحث في الصفوية والشاه السلطان سليمان،والقبائل التركمانية والحكومات المجاورة،الى غير ذلك من الابحاث النادرة والحوادث الطامسة التي لايتيسر لكل واحد معرفتها، والكتاب كبير الحجم من حيث صفحاته،صقيل الورق متقن الطبع،كتب باسلوب علمي سهل الفهم قوي الغبارة سليم المباني،اضافة الى ذلك بداعة المحاكاة فيه حسن الاستنساخ،ونحن لايسعنا الا نثني على فضل الاستاذ الكبير السيد عباس العزاوي الذي كشف لنا تاريخ العهد الفائت،الذي رزحت تحته هذه البلاد،وكانت ميدان صراع ونضال وسوف تقدر الاجيال الاتية جهود هذا المؤرخ المجد اكثر مما يقدرها جيلنا الحاضر،وستكون كتبه عمدة للمؤرخين،وفقه الله الى المزيد من خدمة تاريخنا) نقلته) بخطي من جريدة الاستقلال سنة 1939،وهي ترجمة بمثابة مخطوط لكاتب عاصر العزاوي نفسه،وصدق في قوله (وسوف تقدر الاجيال الاتية جهود هذا المؤرخ المجد اكثر مما يقدرها جيلنا الحاضر) فها هي الباحثة القديرة -ام فراس -تخوض غمار التنقيب عن مخطوطات العزاوي رحمه الله.
اما ما تحصل لدي من مخطوطاته رحمه الله فهي:
1 - مشاهير الرجال الصوفية: دار صدام للمخطوطات برقم 33049 ذكر فيه من اشتهر من رجالات التصوف،ونقدهم في ميزان القران والعقل والفكر، وما يؤخذ عليهم،ولم يطبع.
2 - ولاة بغداد:الدار -صدام -يذكر فيه من تعاقب على حكم بغداد السلام من ولاة من الدولة العثمانية وهو برقم 33348.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - تاريخ التصوف: برقم 33695 وهو بحث عقائدى ينقد فيه عقائد المتصوفة نقدا علميا بناء معتمدا على التاريخ كمنهج في تتبع الأحداث وملاحقتها،ثم استخلاص النتائج التي تبين الحق، فهو مثلاً يذكر أن ما طرأ على عقائد المسلمين من انحرافات وضلالات مخالفة للشرع، لم تكن موجودة في العصر الأول من الصحابة والتابعين الذين هم أفضل القرون رحمه الله.
4 - المدخل الى التصوير:بحث اكاديمي ممتع للغاية وهو برقم 3956.
5 - تاريخ النقود: برقم 35365 في دار صدام.
6 - رسالة في المعاهد الخيرية: وسبيل الرقي بها ومنافعها وهي برقم 33576.
7 - في النقود الاسلامية:برقم 32945.
مسودات في تاريخ الادب في العراق:برقم 39422.
8 - فهرس مخطوطات العزاوي:برقم 39427 وهو فهرس شامل لجميع مؤلفات رحمه الله.
9 - رسالة في اولياء العراق:برقم 33043.
10 - موجز في تاريخ العراق -عشائره -: برقم 3/ 30890 وهو غير المطبوع والذي بعوان (عشائر العراق).
11 - من وقائع المشعشعين:3/ 30890.
12 - من اشتهر ب ابن من رجال المسلمين:اقرب ما يكون الى بحث لغوي نافع جدا يحصي فيه من اشتهر من علماء المسلمين وفقائها ب ابن مثل ابن تيمية وغيره وهو برقم 35910.
13 - رسالة بعنوان بين النخيل والبصرة:على غرار ما كتبه في اسماء النخيل واصنافها وانواعها المطبوع وهي برقم 33584.
14 - تشكيلات الجيش العثماني: منقولة عن اللغة التركية - والعزاوي يجيدها بطلاقة -ومما يتالف واصنافه وما يقدم من خدمات وسرياه وغير ذلك وهي برقم 3366.
15 - مقالات عن العوائل العراقية: بحث نافع جدا اليوم خاصة بعد محاولة فرسنة بغداد واعادتها الى امجاد الفرس الانذال، وهو يبحث عمن اشتهر من العوائل العراقية ومناطقهم واماكن سكناهم في بغداد والتمييز بينها وبين الدخيل وهي برقم 33582.
16 - مفكرة في التاريخ:وهي برقم 12458.
17 - رحلات العزاوي:برقم 6666.
18 - مراسلات العزاوي:تشمل مراسلاته مع معاصريه من المسلمين والمستشرقين وتوضح العلاقة الثقافية بين العزاوي وبين علماء عصره وحرصة على معالجة معظم القضايا التي تهم عصره وامته.
19 - خواطر: ما دونه العزواي من خواطر وافكار على غرار صيد الخاطر لابن الجوزي وهي برقم 3/ 33579.
20 - تاريخ التصوف:عرض علمي تاريخي نقدي للتصوف وهو برقم 33695 كتاب نافع.
21 - بحوث منوعة عامة في مجالات مختلفة:برقم 39507.
22 - اسماء عوائل عراقية:برقم 3/ 33585 صمن مجموع كبير يضم مؤلفاته.
23 - معلومات عن اسرة ال باش: نبذة مختصرة عنها منقولة:تنحدر أسرة آل باش أعيان العباسية من صلب عمود الخلفاء العباسين الذين حكموا في بغداد وسامراء في العراق خلال الفترة من 132 إلى 656 هـ حيث إن نسبها يتصل مباشرة بجدها الأعلى (العباس بن عبد المطلب) رضى الله عنه عم الرسول محمد صلى الله عليه و سلم، ومنه بولده حبر الأمة عبدالله بن عباس رضى الله عنه الذي هو الجد الأعلى لكل الخلفاء العباسيين.واسرة آل باش أعيان تنحدر مباشرة من خلفاء بنى العباس، ابتداء بالخليفة الثاني أبي جعفر المنصور بانى مدينة بغداد، مروراً بحفيده الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد، ثم ابنه الخليفة الثامن المعتصم بالله العباسي باني مدينة سامراء فولده الخليفة العاشر المتوكل علىالله وانتهاء بالخليفة الثالث والثلاثين المستضيء بالله العباسي المتوفى عام 575 هـ)،وللاستاذخلود عبد اللطيف عبد الوهاب بحثا بعنوان (دور اسرة ال باش اعيان في الحياة الثقافية لمدينة البصرة) تجده على موقع الاسرة البصرية.والمخطوط برقم 33346 ولم تطبع.
24 - مصطفى جواد وابن الاثير:والعلامة مصطفى جوادمن ابرز اعلام القرن العشرين وهو محقق لغوي تاريخي له نتاجه في شتى الاختصاصات خاصة اللغة العربية والتاريخ وممن رفع مشاعل النهضة الادبية في اللغة والبلاغة من مواليد 1904 في الجانب الشرقي من بغداد رحمه الله،ولا زالت مؤلفاته تعاني من الاهمال والضياع شانها شان مؤلفات ومخطوطات العزاوي رحمهم الله والرسالة برقم 39509.
25 - الطباعة والمطبوعات: وهو بحث تاريخي يتكلم فيه عن نشاة الطباعة وفضلها في المجال العلمي واهتمام العلماء بها وغير ذلك مما يتخلله من بحوث لغوية وادبية وابيات شعرية وهي برقم 33665.
26 - عشائر الفيلية:
(يُتْبَعُ)
(/)
مختصر منقول (الكرد الفيلية أو الأكراد الفيليه بفتح الفاء وتسكين الياء و ترمز إلى شريحه من اللور ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%B1 ) التي تنسب إلى القومية الكردية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AF ) التي تقطن المناطق الحدوديه من العراق ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7 %D9%82) و أيران ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86 _(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8% AD)) أبتداءً من مناطق جلولاء ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7 %D8%A1) و خانقين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%8A %D9%86) و مندلي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%AF%D9%84%D9%8A ) شمالا إلى منطقة علي الغربي جنوباً مروراً بمناطق بدرة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A9) و جصّان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B5%D9%91%D8%A7%D9%86 ) و كوت ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%88%D8%AA) و النعمانية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%85 %D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9) و العزيزية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A %D8%B2%D9%8A%D8%A9_(%D8%AA%D9% 88%D8%B6%D9%8A%D8%AD)) والتي تقع أغلب هذا المناطق في محافظة واسط ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B7_(%D9% 85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8% A9)) العراقية إضافة إلى بعض قرى محافظة ميسان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%86 _(%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8% B8%D8%A9)) ) علما ان الفيلية من الشيعة وتختلف لهجتهم عن لهجة الاكراد في كردستان العراق وبعض الشئ عن لهجة ايران ويعقد العزاوي مقارانات بين افيلية ايران والعراق والاكراد وتعجب من هذا الرجل ومعرفته واطلاعه الواسع عى قبائل وعشائر الاكراد والايرانيين وهو برقم 39502.
27 - خطوط المصاحف الشريفة:
28 - المجامع الادبية من مصادرها في العصر العباس:بحث قيم جدا وعنوانه من مضمونه.
29 - المجد الفيروز ابادي والقاموس المحيط:وهو من كبار اللغويين وقيل يرجع اليه عند النزاع وكتابه هذا من الكتب المشهورة وله شروح عديدة وللعزاوي فضل في بيان اهميته وشرح فضائله.
30 - المعربات والمصطلحات:
31 - النقد الادبي ومصادره.
32 - رسالة في التوحيد.برقم 41057.
33تاريخ علماء نجد:وهي برقم 40646 وهي غير رسالة الالوسي المطبوعة.
34 - اعيان البصرة: من العلماء والادباء والولاة برقم 40845.
35 - رسائل العزاوي ومراسلات العزاوي مع مصطفى جواد:تتضمن مراسلات العزاوي مع المؤرخ جواد حول طباعة الكتب وما يستجد منها وراسائل ادبية في التعزية ومناسبات مختلفة وهي برقم 34692ورقم 12663.
36 - النبراس في خلفاء بني العباس:وهو للكلبي وبتحقيق العزاوي طبع سنة 1946 دار النوادر للنشر وتحقيقات مؤرخ مثل العزاوي تمتاز بالدقة العلمية وتنوع المصادر وتدل الباحث الى معراف وعلوم وفيه الدفاع عن خلفاء بني العباس ونقد ما وجه اليهم من تهم.
37 - ولاة بغداد عمن تولى ادارة بغداد ايام الدولة العثمانية وهي برقم 33348.
38 - عقائد الشيعة:يتضمن الكلام حول فرقهم وعقائدهم واسباب انتشار الخرافات والضلالات والشركيات بين عوامهم وبالجملة فالكتاب لا مثيل له في حسن تبويبه وترتيبه وبيانه للحقائق وبطلان زيف عقائد القوم وهو برقم 33566.
اما مراسلات العزاوي مع علماء عصره ومنهم العلام الالوسي ومثقفي زمانه امثال مصطفى جواد فاكثر من ان تحصى وتمتاز بقيمتها العلمية الادبية غير ما حبره واستنسخه العزاوي من مصنفات ومؤلفات لعلماء امثال ابن تيمية فقد كان رحمه الله يعتني بها طباعة ونشرا وعلما لكونها تخاطب العقل والفكر وتحث على اعمال العقل في مجال البحث ومن تلك المؤلفات:
1 - موافقة العقل بخط الالوسي نسخة نادرة جدا،وهي برقم 3055 وخطها واضح جيد.
2 - نقض التقديس بخطه ايضا برقم 8631.
علاوة على ذلك رسائل للاستاذ الكرملي تتضمن رسائل للعزاوي رحمه الله ومجموع كبير اخر يحتوي رسائل للعزاوي برقم 14277.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر ان مكتبة العزاوي لوحدها تضم 3500 مخطوطة ومكتبة الكرملي 1300 ومكتبة صابر الكركولي 500 مخطوطة.
وقد علمت ان مكتبته الثرية التي تحتوي نفائس الكتب الثمينة بيعت بعد وفاته - وازهد الناس بالعالم هم ورثته واهله - في سوق المتنبي الكائن في شارع الرشيد بثمن بخس وبيع منها صندوق عدد 2 ولولا جهود اسامة ناصر النقشبندي في انقاذ البقية المتبقية لاصبحت في خبر النسيان وربما لوضعت بين القمام،والحمد لله على كل حال مع ذلك فليس ذلك هوكل ما الفه العزاوي بل هناك ما فقد كما ذكرنا وهناك ما لايزال بعيدا عن متناول الباحثين بدليل انك لو طالعت المصادر التي يستقي منها العزاوي لوجدت مصداق ذلك.
والسبب في رائ لهذا الاهمال والتقصير ربما يعود الى:
اولا:الاهمال اولا من قبل شخص العزاوي نفسه ليس اهمالا للعلم وتراثه - كيف وهو العلم الراسخ -ولكن هذه طبيعته وسجيته يكتب ويسود ويحبر غير مقرون بالحفظ والرعاية وقد كان شيخ الاسلام ابن تيمية يبحث عن رسائلة فلا يجدها ولكن حسن النية والاخلاص هو ما ساعد على حفظها وربما - ان شاء الله نشرها - والاهمال الثاني من قبل اهله فلم يكن له ورثة يعتنون بكتبه ومؤلفاته.
ثانيا:الموقف العدائي من قبل علماء الصوفية سامحهم الله بسبب بعض مؤلفاته التي تنقد التصوف المنحرف على غرار ما حصل للالوسي من تضييق حملته على ان يعنون لمؤلفاته باسم مستعار وقد انكوى تلامذة الالوسي بذلك ايضا.
ثالثا: ظروف مادية وبعضها يتعلق بقلة انتشار المطابع مما دفعه الى التاليف والكتابة عن تاريخ الطباعة والمطبوعة وتوصيات من اجل النهضة لدعم البحث العلمي في جميع محالاته.
رابعا:الظروف السياسية المتقلبة المتحكمة بالعلم والادب والعلماء ادى الى ركون العديد من مؤلفاته الى شعار اخر ولم يدور في خلده ان الزمن ياكل من العمر رحمه الله.
ومن هذا الباب والمنتدى المبارك اناشد من لديه الكفائة العلمية ومن يجد في نفسه مقدرة على التحقيق والبحث ان يشمر عن ساعد الجد من اجل نفض الغبار عن ذلك التراث العلمي والكنز الاثري المتعلق بمؤلفات العزاوي لاثراء المجال العلمي والادبي برصيد ضخم من المعلومات والموضعات والله يوفقنا لما فيه النفع والخير وهو من وراء القصد.
ـ[أم فراس]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 05:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيرا على ما أطريتم وأثنيتم،فاللهم اجعلني خيرا ممايظنون واغفرلي مالا يعلمون.
هذا وأنشدك من خلال هذا الموقع هل تمتلك شيئا مما ذكرته من المخطوطات أعلاه، فأنا أنوي تسجيل موضوع الدكتوراة بعد أسابيع وأنا في حاجة ماسة لبعض ماذكرتم من هذه المخطوطات،وكيف يكون التواصل؟! أفيدوني فرج الله كربتكم!
الباحثة.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 09:25]ـ
امين اللهم كل ما تحتاجين من مصادر ووثائق يوجد في مؤلفات الادباء العراقيين المعاصرين مثلها او شبيها بها والعزاوي انما برز وابداع في جانب التاريخ والتصنيف فيه ويمكن متابعة المصادر التي استقى منها العزواي - ثبت المراجع - واحال اليها والاستفادة منها على ان ما كتبه مصطفى جواد لايقل اهمية من ناحية تاريخية عما دونه العزاوي وحول مخطوطات العزاوي فهي الان في صناديق مقفلة تحت رعاية اسامة النقشبندي مدير دار صدام للمخطوطات وهو خارج القطر وحسب علمي -وبعد اتصال بجمعة الماجد - فان مخطوطات العزاوي لم تخرج وبقيت حبيسة هذه الصناديق خوفا عليها من اليد العابثة ولنبقى على اتصال وانا مستعد لاي استفسار او سؤال حول ما تنوين من التحضير للرسالة على افضل من يمكنك الاستعانة به هو استاذنا الفاضل حفظه الله الاستاذ اياد القيسي وهذه معلومة بسيطة حول ممتلكات العزاوي من المخطوطات:
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=m001445.pdf(/)
تطور اللباس .. محمود أم مذموم؟
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 12:41]ـ
تطور اللباس .. محمود أم مذموم؟
الشيخ أبو أويس مولاي رشيد الإدريسي.
اللباس ضرورة من ضروريات الحياة، ارتبط بالوجود الإنساني كما قال الله تعالى في بداية الخلق مخاطبا آدم عليه السلام: {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى}.
ويتجلى هذا الارتباط في حاجة الإنسان لحماية بدنه من المؤثرات المناخية، قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَل َلَكُمْ مِنْ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ َلعلكم تُسْلِمُونَ}، كما يظهر ذلك في الغاية الأساس منه ألا وهي المحافظة على الاحتشام وتحقيق الستر لعلاقة اللباس بالفطرة السليمة النقية، كما قال سبحانه: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}.
إلا أن أنماط الألبسة وأشكالها تتطور وتختلف باختلاف الزمان والمكان، مع أن هذا التحول قد يكون محمودا أو مذموما بحسب خروجه عن حد الغاية الأساس منه، أو محافظته على ذلك.
وقد ارتبط التطور للباس في العقود الأخيرة، خاصة في صفوف النساء بالموضة وعالم تصميم الأزياء، وكانت بداية ذلك حينما ظهرت معالم الحضارة الخداعة، والرقي الزائف في أوروبا مع قوتها وفرض سيطرتها، حيث أعطت المرأة الحرية اللامحدودة، فأخرجتها من ثوب الطهارة وألبستها ثوب التحرر القاتل، ثم سعى بعد ذلك أعداء المرأة المسلمة في البلاد الاسلامية إلى تغريبها ومسخ فطرتها وساعد على ذلك أذنابهم من أبناء جلدتنا فصرفوا المرأة عن العفة والحشمة والستر إلى التفسخ والتردي في المنحدر الذي تردت فيه المرأة في ديار الكفر، فقدموا لها الإغراءات الدنيوية المثيرة، والزخارف الفانية، والموديلات الجذابة الكذابة!!، والنماذج الفاضحة الفادحة التي تؤجج الشهوات، وتحمل على قلة الحياء من رب الأرض والسماوات.
وليعلم أن تطور اللباس من وقت لآخر، وأثر اختلاف الأعراف والعادات في ذلك من المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان، وقد قرر ذلك كذلك فقهاء الإسلام بناء على اعتبار قاعدة " العادة محكمة "، مع أن الأعراف ليست بحد ذاتها أحكاما شرعية ولكنها متعلق ومناط للحكم الشرعي فتأمل.
وبناء عليه أوجب الفقهاء على المفتي والناظر صاحب الأهلية معرفة العرف ومراعاة تغير الأزمان والأماكن وعدم الجمود على المسطور في الكتب فيما يخص الأحكام المترتبة على العوائد. انظر الفروق للقرافي رحمه الله 1/ 176_ 177.
إلا أن أرباب العلمنة في بلاد الاسلام حملوا كعادتهم معاول الهدم بعد أن وجَّهوا وجوههم نحو المشرق و المغرب قائلين لأسيادهم هناك: {سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ}، فأطاعوهم في كل الأمر، فبثوا شبهتهم الهاوية، والتي خلاصته: أنه ما دام أمر اللباس خاصة بالنسبة للنساء له متعلق باختلاف الأعراف فللمرأة أن تلبس ما شاءت وكيف شاءت، فإن لها الحرية المطلقة في ذلك ولو خرجت شبه عارية أو عارية! ولا علاقة لهذا الأمر بالحكم الشرعي بناء على أصل تطور الألبسة!!.
وأصل القضية راجع عند هؤلاء إلى الإعراض عن الأحكام المقررة في التشريع الإسلامي، ذلك أن اللباس مع تطوره وأثر العرف فيه إلا أن الشرع يحيطه بقواعد كلية، وضوابط عامة تحكم تصرفات المرأة مثلا في لباسها حتى لا تنحرف وتنحل في أخلاقها، ويرق تدينها، ولذلك قرر العلماء رحمهم الله أن العرف ينقسم إلى قسمين: عرف صحيح، وعرف فاسد، وهذا الأخير هو الذي خالف نصا من نصوص الشرع، أو قاعدة من قواعده المعتبرة.
فتطور اللباس بالنسبة للمرأة المسلمة خاصة، من " الحايك " مثلا إلى " الجلباب " .. ، لا ضير فيه ولا بأس ما دام هذا الجلباب ألتزمت فيه الشروط الشرعية المقررة، فاعتبر تغير العرف، مع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك، وإلا إذا لم تكن هذه الأخيرة محققة فإن العرف فاسد لا يجوز اعتباره بحال بإجماع العلماء كما حكاه غير واحد منهم الإمام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوي، وابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين، وانظر العرف والعمل في المذهب المالكي، حتى صرنا نرى الجلباب المفضوح الذي يبدي مفاتن المرأة، بل تطور الأمر إلى أقبح من هذا بكثير .. نسأل الله السلامة.
وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن لباس المرأة المتطور! الخارج عن حدود الشريعة حيث قال: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» رواه مسلم.
قال الحافظ ابن عبد البر المالكي رحمه الله:" وأما معنى قوله: (كاسيات عاريات) فإنه أراد اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة " التمهيد 13/ 204.
فظهر بهذا الفرق بين من يقول بتطور اللباس لحمل الناس عموما والمرأة خصوصا على العري الفاضح، والتهتك السافر، وبين من يقول بالتطور مع ضبطه بالضوابط الشرعية حتى تتحقق الحشمة والستر والوقار والله المستعان.(/)
عندما تستوي الاختيارات .. الهضيبي والسنهوري نموذجًا .. ش. عبدالمنعم الشحات حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 03:26]ـ
عندما تستوي الاختيارات .. الهضيبي والسنهوري نموذجًا
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فبين الحين والآخر تحدث اختلافات سياسية يدلو فيها كلٌ بدلوه، وكثير من أصحاب هذه الدلاء يدلون بها من باب: "ركوب الموجة"، ومن باب: "لعل وعسى"، وبعضهم يدلي بدلوه من باب: "الوجاهة" الاجتماعية، وكثير من المشاركين يتحركون متى أشارت أمريكا، أو أعلنت بيانات لا ينقصها إلا أن تعنون بعنوان: "مطلوب مندوبين تسويق لـ"لعبات سياسية"؛ لتصبح أمريكا هي شرطي العالم، وهي التي تدير العلاقة بين الدول، بل وتدير العلاقة بين الحكومات والشعوب، ومعظم هؤلاء لا يمتلك مشروعًا حضاريًا يدعو الأمة إليه، فضلاً أن تكون لديه القدرة على تطبيقه.
ورغم امتلاك التيار الإسلامي الذي يختار خوض غمار السياسة لمشروع هو مشروع إسلامي في الجملة؛ إلا أنه يدفع ثمنًا باهظًا للدخول في لعبة "الديمقراطية"، وهي غير إسلامية في الأصل مما اضطره إلى تنازلات وصلت في حدتها إلى حد بوادر خلاف حاد حول انضمام الدكتور "عصام العريان" إلى مكتب الإرشاد؛ لميله إلى تقديم مزيد من التنازلات في سيل الاندماج في اللعبة الديمقراطية، بما في ذلك الاعتراف الضمني بـ"الوصاية الأمريكية" على التجربة الديمقراطية في مصر، وله في ذلك مقالات بعنوان: "الإخوان المسلمون وأمريكا: جدل المبادئ والمصالح حوار ضائع يبحث عن شريعة، وعن أجندة، وعن مستقبل!! ".
وبينما يفضلالإخوان الخوض مع كل هذه المخاطر من الهيمنة الأمريكية إلى التحالف مع الأحزابالعلمانية ... ترى الدعوة السلفية أن الفاتورة التي يُطالب الإسلاميون بدفعها تمثل خصمًا من أحكام شرعية قطعية لا يمكن بحال قبولها، ومن ثمَّ أعرضنا عن الحياة السياسية بمفهومها المعاصر، وانصرفنا إلى الدعوة إلى إصلاح المجتمع: حكامًا ومحكومين، وإلى التزام الجميع بشرع الله، ومن الطبيعي لدعوة اختارت أن تنأى بنفسها عن المشاركة في النظام الديمقراطي لأسباب شرعية أن تنأى بنفسها عن مناقشة تفاصيله، وأن تستوي عندها فيه خياراته.
إذن فالصمت هو الموقف الطبيعي تجاه هذه العمليةالسياسية؛ وهو صمت يحاول كل فريق أن يفسره لصالحه، وهو ما نحرص في هذا المقال على نفيه نفيًا قاطعًا، وعلى تأكيد أن الصمت هو رفض للعملية الديمقراطية بأسرها، ورفض لفكرة الدولة المدنية التي تفصل الدين عن الدولة بل عن الحياة كلها وهى الفكرة التي فرضها علينا الغرب في الوقت الذي لا يخجل فيه من إعلان حرب صليبية على الدول الإسلامية "المدنية".
وليس معنى هذا أننا نريد دولة دينية بالمفهوم الغربي الذي يدعي فيها رجال الدين: أنهم ممثلون لله في الأرض!! فهذا المنهج إن صح لمْ يؤمنون بإله متجسد، وبروح قدس تحل في بشر ليسوا بأنبياء؛ فإنه لا يليق بدين قال نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فلهأجر) (متفق عليه)، بل ويقول عن نفسه -صلى الله عليه وسلم-: (إنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم ألحن بحجته منبعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئًا بقوله، فإنما أقطع له قطعة من النار، فلايأخذها) (متفق عليه)، وهذا فرق يضيق المقام هنا عن تفصيله.
الحاصل: إن صمتنا فسره كل فريق لصالحه من جهة، وانتقده البعض الآخر من جهة أخرى لا سيما من الإخوان، ومن أيد توجههم الفكري، ونسي هؤلاء وربما لم يعرفوا أن للمستشار "حسن الهضيبي" موقفًا مشابهًًا -إن لم يكن مطابقًا- لهذا الموقف في رفض التعليق على أول قانون مدني مصري؛ فدارت بينه وبين "السنهوري" واضع ذلك القانون، تلك المناقشة في مجلس الشيوخ في جلسة انعقدت خصيصًا لهذا الغرض، وإليك نصها كما أورد الدكتور "عمر سليمان الأشقر" في كتابه: "الشريعة الإلهية لا تحكيم القوانين الجاهلية":
"حسن الهضيبي بك: أود أن أقول: إن لي رأيًا معينًا في المسألة برمتها، وليس في القانون المدني فقط، وهذا الرأي بمثابة اعتقاد لدي لا يتغير، وأرجو أن ألقى الله عليه، أنني لم أتعرض للقانون المدني باعتراض أو بنشر، وأنا لم أقل شيئًا يتعلق بمضمونه؛ لأن من رأيي ألا أناقشه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جئت اليوم بناء على دعوتي؛ لأن زميلي "صادق فهمي بك" صحح المسألة بالنسبة إليَّ، فقد ألحق بالمحاضرة التي كان مزمعًا أن يلقيها كلمة تبين مركزي في هذا المقام.
الذي قلته أنا في تصحيح الرأي الذي نشره "صادق بك" هو اعتقادي أن التشريع في بلادنا كلها، وفي حياتنا جميعًا يجب أن يكون قائمًا على أحكام القرآن، وإذا قلت القرآن، فإني أعني كذلك بطبيعة الحال سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن طاعته من طاعة الله.
حضرةالشيخ المحترم جمال الدين أباظة بك: يقصد سعادة الهضيبي بك: القرآن، والحديث؟؟
حسنالهضيبي بك: نعم. يجب أن يكون هذان المصدران، هما المصدران لكل تشريع؛ فإذا ما أردنا أن نأخذ شيئًا من التشريعات، أو النظم الأجنبية فيجب أن نردها أولاً إلى هذين المصدرين: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِيشَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) (النساء:59).
فإذا كان هذا التقنين صادرًا عن أحكام القرآن والسنة كان بها؛ وإلا فيجب أن نرفضه رفضًا باتًا، ونرد أنفسنا إلى الحدود التي أمر الله بها.
حضرة الشيخ المحترم جمال الدين أباظة بك: وإن سكت عنه؟
حسنالهضيبي بك: الأمور في الشريعة: أمر، ونهي، وعفو: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر:7).
أما العفو فهو من الأمور المباحة التي يمكن لولي الأمر أن يصرِّفها كما يشاء على ما تقضي به المصلحة.
من أجل هذا لم أشترك في مناقشة مشروع القانون المدني موضوعًا، ومن رأيي أن يصدر كيفما يكون؛ لأني شخصيًا أعتقد أنه ما دام غير مبني على الأساس الذي ذكرته، والذي أدين به فخطؤه وصوابه عندي سيان.
لقد تفضل زميلي "صادق فهمي بك" وصحح الموقف بالنسبة إليَّ في مذكرة ألحقها بمحاضرته وكانت بإملائي، ولقد جئت اليوم لأبين لحضراتكم وجهة نظري، وإني أعلم تمام العلم أنكم غير مستعدين لقبول هذا الرأي.
الرئيس: لاشك أن كل تشريع يمكن أن يوجَّه إليه كثير من النقد غير المحدد، ونحن هنا هيئة تشريعية قُدِّم إلينا مشروع فاجتهدنا في بحثه، ونريد الآن أن نسمع الانتقادات التي وجهت إلى تقرير اللجنة؛ كي تجتمع اللجنة بعد ذلك لإقرار ما تراه، ولقد بدأت الآن بعرض الأمر بالطريقة المنطقية، فقد قدمت انتقادات موضوعية، وتريد اللجنة أن تناقش أصحابها.
حسن الهضيبي بك: لقد ذكرت منذ لحظة أن خطأ هذا المشروع وصوابه عندي سيان".
ثم قال الدكتور الأشقر معلقًا على ذلكبقوله:
"رحم الله "الهضيبي" لقد قال كلمة الحق التي ينبغي أن يقولها المسلم، فهذا القانون لا يستحق أن يُناقش؛ لأنه غير مأخوذ من الكتاب والسنة، وصوابه وخطؤه عنده سيان مادام كذلك، ولم يطل الكلام فهو يعلم أن القائمين على إعداد القانون غير مستعدين لقبول رأيه؛ لأنه الأمر المفروض على الأمة فرضًا، ولم يستطع "السنهوري" أن يناقش "الهضيبي" -رحمه الله-؛ لأن "الهضيبي" كان حازمًا وصريحًا".
هذا وقد حكى هذه القصة المستشار "مأمون الهضيبي" في حوار له مع مجلة "المجتمع الكويتية"، وأعاد موقع "إخوان أون لاين"، نشره في سلسلة مقالات بعنوان: "المستشار الهضيبي ... السيرة والمسيرة"، تم نشر هذه القصة في الجزء الثالث منها، والمنشور في تاريخ: 22/ 1/2004، وجاء فيها تأييد الأستاذ "البنا" لموقف الهضيبي -رحمهما الله -تعالى-، حيث جاء فيه على لسان "مأمون الهضيبي" قوله:
"قبل استشهاد "البنا" أعد "السنهوري باشا" القانون المدني، وعرض هذا المشروع على جهات كثيرة، ومنها: "محكمة النقض" التي كان "الهضيبي" مستشارًا بها، وعندما عرض القانون على مجلس الشيوخ في ذلك الوقت وكان به علماء جهابذة، علم المجلس أن مستشاري محكمة النقض لهم رأي مخالف في هذا القانون، فقررت اللجنة التي شكلها المجلس من المستشارين لدراسة القانون، استدعاء عدد من المستشارين لسماع آرائهم وكان من بينهم "الهضيبي"، وعندما سألته اللجنة عن رأيه في القانون، فوجئت بقوله: "إنه لم يقرأ القانون أصلاً"! فسأله أعضاء اللجنة: لماذا؟!
قال: لأن لي مبدأ أرجو أن ألقى الله عليه وهو أن "الحكم لله"، وأن الواجب هو تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، وأن كل قانون لا يقوم على أساس الشريعة الإسلامية باطل، وأنا أرفضه، وسيان عندي أن يكون صحيحًا في عالم القانون الوضعي أو غير صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فوجئت اللجنة بكلام عن الشريعة، والقانون الإسلامي، وهو ما لم يسمع به أحد من قبل من مستشار في ذلك الوقت!
وشرح للجنة رؤيته الكاملة لأحكام الشريعة وقوانينها، هنا انكشفت هوية المستشار "حسن الهضيبي"، وذاع ما قاله أمام لجنة مجلس الشيوخ عند الأمن العام، وعند الجماهير.
أماالإخوان ... فقد عبروا عن تحيتهم له في برواز كبير بجريدة الإخوان كتبه الإمام "البنا" تحت عنوان: "حيا لله .. الهضيبي"، وأورد تفاصيل موقفه في مجلس الشيوخ (1).
وعلى الرغم من التزام الصمت تجاه هذه "اللعبة السياسية" فإننا نحذر .. وبقوة من قطع الصلة القائمة بين النظام القانوني المعاصر، وبين دين الأمة، نقصد بذلك المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن: "الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع"، ورغم عدم تفعيل هذه المادة لما مضى من قوانين، ورغم الالتفاف حولها في كثير من القوانين المعاصرة بتتبع المذاهب الشاذة أو نسبة أقوال إلى الفقه وهي دخيلة عليه (2)، أو بعرض منطوق القوانين على المادة دون مفهومها (3).
وعلى الرغم من ذلك كله تبقى هذه المادة أملاً في أن تمثل أصلاً للتصحيح، وأما المساس بها فربما تكون القشة التي تقصم ظهر النظام المدني الحالي؛ لتحوله إلى نظام عالماني قح، وأما إذا وجدت رغبة جادة لتطبيقها لما مضى، ولما سيأتي من قوانين فربما تحول معه صمتنا من صمت المغضب إلى صمت المقر أو المتابع، وربما خرجنا عن حالة الصمت أصلاً.
وبينما تحاول القوى السياسية تفسير صمتنا النابع من الرفض الإجمالي لهذه اللعبة على أنه تأييد لها، اعتبرت القوى الفكرية الصمت بمثابة الاعتراف بعدم وجود مشروع سلفي للإصلاح، بينما يدعو السلفيون إلى مشروع إصلاح استفاد كماله وتمامه من كمال الشرع وتمامه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْنِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ) (المائدة:3).
وهذا إجمال لمنهجنا في مقابل من ينادي بـ"الاشتراكية" كمنهج مجمل! أو الليبرالية! أو غيرها من الأنظمة ... ! ومن طلب التفصيل في قضية فليطلبه؛ نبينه له -بإذن الله-، أو ليقصد المصادر الأصلية للفقه الإسلامي يجد لكل معضلة حلاً، ولكل نازلة جوابًا.
وعلى صفحات هذا الموقع على سبيل المثال: تجد مقالات تناقش مشكلة البطالة، ومشكلة الأزمة الاقتصادية، وأنفلونزا الخنازير، وحكم الرياضة بين المباح والممنوع، وظاهرة التحرش الجنسي، وعلى صفحة الفتاوى تجد إجابة لكل سائل في نواح تعبدية، ونواح اقتصادية، وطبية، ومجتمعية.
إذن فنحن نقدم أكمل وأتم مشروع إصلاحي، وابتعادنا عن غمار اللعبةالسياسية للمحافظة على نقاء هذا المنهج وكماله وتمامه؛ وإلا فقد اضطر الإسلاميون الذين يقبلون بـ"الحل البرلماني" إلى تشجيع مسابقات الكرة؛ هربًا من مصادمة مشاعر الجماهير! ولأنها عندهم أهون الشرور؛ رغم إدراكهم أنها من أهم وسائل الإلهاء عن قضايا الأمة، وها هي مباراة كروية تكاد تحدث انفصامًا عظيمًا بين بلدين إسلاميين يحار فيها الساسة: علمانيهم، وقوميهم، وإسلاميهم؛ لأن كل هؤلاء قد قبلوا بالمسابقات الغربية كمبدأ، وتركوا الحكم الشرعي في المسابقات الرياضية!!
انظر كيف تتشابك الأمور إلى الحد الذي يؤدي إلى أن تنمو فيه مخالفة قد يراها البعض يسيرة إلى حد أن تكون معضلة سياسية كبيرة، وهذا ما نعينه من كمال الشرع، وتمامه، وتكامل جزئياته بصورة تقصر عنها عقول البشر، ولا تدرك الكثير منها إلا بعد أن تكون قد اكتوت بنيرانه، وعندما تكتوي بنيرانه ربما يكون له من القوة والنفوذ والمنتفعين ما يجعل الجميع يغض الطرف عن تلك النيران، وعن هذه المفاسد!!
أرجو أن تدرك مواقع الإنترنت التي تحاول تحليل موقف السلفيين هذه الرؤية، أن يتقوا الله في كل ما ينسبونه إلى الدعاة إلى الله -تعالى-، وأن يعبروا عن آرائهم هم إن أرادوا؛ دون أن ينسبوا إلى ساكت قولاً، ودن أن يحاولوا استثارة من ترجحت عنده مصلحة السكوت؛ لكي يتكلم.
وكم منسكوت يكون في موضعه أفصح من عشراتالخطب ...
ونرجو أن نكون بهذا المقال قد قطعنا الطريق أمام سوء التفسير لهذا السكوت.
اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) في هذا الحوار قصة أخرى بين الأستاذين: "الهضيبي"، و"البنا" نود الإشارة إليها رغم أنها لا ترتبط بموضوعنا ارتباطًا مباشرًا، يقول الأستاذ "مأمون الهضيبي":
"وفيموقف آخر تحدث الإمام "البنا" مرة عن الشريعة وملاءمتها لكل الأحوال، وتحدث عن تغير الفتوى بتغير الزمان مستندًا إلى الإمام الشافعي، فأرسل له المستشار "الهضيبي"، رسالة: قائلاً: "آسف أن يصدر هذا الكلام منك، وهو يحتاج إلى إيضاح، فحكم الله لا يتغير بتغير الزمان أو المكان، إنما تتغير أشياء أخرى. وقال: إن الإمام الشافعي عندما غير أحكامًا له بعد وصوله إلى مصر، كان ذلك بناءً على أحاديث نبوية علم بها بعد وصوله إلى مصر، ولم يكن يعلم عنها شيئًا من قبل فغير فتاواه، ولذلك صدرت عنه قولته المشهورة: "إذا صح الحديث فاضربوا برأيي عرض الحائط"، وقال له: إن الذي يتغير هو ظروف الناس وأحوالهم، والتطبيق يكون وفق ظروف وأحوال الناس .. فالشريعة لا تتغير وفقًا لأحوال الناس، وإنما الناس هم الذين يكيفون أنفسهم عليه، وهكذا شرح الأمر في رسالة مطولة قام "البنا" بنشرها، وحيّا "الهضيبي"، وقال "البنا" في تعليقه: إن هذا ما قصدته ... ".
(2) من الأمثلة على ذلك اعتبار سن البلوغ ثمانية عشر عامًا بدون اعتبار العلامات الجسدية، وهو قول لم يقل به أحد من الأئمة، وإنما قال الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- باعتبار سن البلوغ ثمانية عشرة عامًا لمن لم تظهر عليه علامات البلوغ الجسدية.
(3) ومن ذلك قانون منع بيع السجائر لمن دون الثمانية عشر عامًا، فهو مستمد من القوانين الغربية لا من الشريعة الإسلامية؛ حيث تبيح هذه القوانين تعاطي الأمور المضرة ضررًا شخصيًا لمن تجاوز سن البلوغ عندهم، وهو ثمانية عشر عامًا، وتم تمرير القانون بدعوى موافقته للشريعة، وهو وإن كان منطوقه موافقًا للشريعة إلا أن مفهوم مخالفته: جواز بيع السجائر لمن تعدى هذا السن، وهو مفهوم مراد لواضع القانون، وهو مطبق بالفعل، وهو مخالف جزمًا للشريعة الإسلامية.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 10:30]ـ
ما شاء الله! كلام مقنع وسديد. بارك الله فيكم يا علماءنا الكرام، ورضي عنكم.
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 09:58]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[أبومليكة]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 09:05]ـ
جزيت خيرا
ولعلهم يعقلون(/)
الأعمال التي يعادل ثوابها ثواب الحج .. د. هشام الزهيري حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 03:40]ـ
الأعمال التي يعادل ثوابها ثواب الحج
كتبه/ هشام عبد الجواد الزهيري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذه أعمال ورد في فضلها أنها كثواب الحج، أو ورد أنها تكفر الذنوب الماضية فعادلت الحج الذي يكفر ما مضى من الذنوب، عسى الحزين المحروم أن يتسلى بهذه الأحاديث؛ لكيلا تهلك نفسه من الحزن، والله المستعان
أولاً: الأعمال التي ثوابها كثواب الحج:
1 - أن يذهب المرء إلى المسجد لحضور درس علم أو ليُعلِّم علمًا؛ ففي الحديث: (مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ) (رواه الطبراني في الكبير، وصححه الألباني).
2 - أن يذهب المرء إلى المسجد على وضوء؛ ليصلي فيه المكتوبة؛ ففي الحديث: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لاَ يُنْصِبُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).
3 - أن يصلي المرء في المسجد صلاة الصبح في جماعة، ويمكث في المسجد يذكر الله -تعالى- حتى تطلع الشمس، ثم يمكث حتى يصلي ركعتي الضحى؛ ففي الحديث: (مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، وفي رواية: (من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين) (رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني).
ثانيًا: الأعمال التي ثوابها دخول الجنة أو غفران الذنوب:
لمَّا كان ثواب الحج دخول الجنة وغفران الذنوب؛ ففي الحديث: (الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ) (متفق عليه)، وفي آخر: (مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) (متفق عليه)، فإننا نرجوا أن تكون الأعمال التي ورد في فضلها أنها تكفر الذنوب، أو تدخل العبد الجنة أن تكون كالحج، فمن هذه الأعمال:
1 - تغسيل الميت والستر عليه؛ ففي الحديث: (مَنْ غَسَّلَ مُسْلِمًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، وَمَنْ حَفَرَ لَهُ فَأَجَنَّهُ أُجْرِىَ عَلَيْهِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أَسْكَنَهُ إِيَّاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَفَنَّهُ كَسَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ) (رواه الحاكم والبيهقي والطبراني، وحسنه الألباني).
تنبيهات:
أ- قال العلماء: معنى (غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً): أي: بمرة تغفر الذنوب، ويأخذ من الحسنات ما يعادل تسعة وثلاثين مرة.
ب- المقصود من الستر على الميت؛ أي: لو كان الميت مشهورًا بين الناس بصلاح الحال أو كان مستور الحال وبدا عليه علامات سوء الخاتمة؛ فيستر عليه، وأما من كان مشهورًا بسوء الحال فإظهار ما بدا عليه أولى؛ لزجر الناس عن مثل فعله.
2 - أن يبكي العبد من خشية الله أو يحرس المسلمين ليلاً؛ ففي الحديث: (عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
3 - أن يقول في يومه أو في ليلته أو في شهره: لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده، لا إلا الله لا شريك له، لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ ففي الحديث: (من قال هذا في يوم أو في ليلة أو في شهر فمات في ذلك اليوم أو في تلك الليلة أو في ذلك الشهر غفر له ذنبه) (رواه النسائي في السنن الكبرى، وصححه الألباني).
وهو أرجى حديث أعلمه، إذ مغفرة الذنوب تقتضي عدم دخوله النار أصلاً بعكس ما لو قال: "دخل الجنة" فربما دخل النار، ثم دخل الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - إسباغ الوضوء مع قول الذكر الوارد بعده؛ ففي الحديث: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ -أَوْ فَيُسْبِغُ- الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ) (رواه مسلم).
5 - إسباغ الوضوء ثم صلاة ركعتين بخشوع بعده؛ ففي الحديث: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ) (رواه مسلم)، وفي رواية: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يَسْهُو فِيهِمَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).
6 - ترديد الأذان خلف المؤذن مع التدبر لما يقول؛ ففي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامَ بِلالٌ يُنَادِي، فَلَمَّا سَكَتَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ قَالَ مِثْلَ هَذَا يَقِينًا دَخَلَ الْجَنَّةَ) (رواه النسائي في الكبرى وابن حبان، وصححه الألباني).
7 - التأذين ثنتي عشرة سنة؛ ففي الحديث: (مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلاَثُونَ حَسَنَةً) (رواه ابن ماجه والدراقطني، وصححه الألباني).
8 - أن يدعو للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الأذان بالدعاء الوارد؛ ففي الحديث: (مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (رواه البخاري).
9 - المكث في المسجد بعد صلاة الصبح والعصر مع قول الأذكار؛ ففي الحديث: (لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ -تَعَالَى- مِنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).
10 - قول آمين مع الإمام؛ ففي الحديث: (إِذَا قَالَ الإِمَامُ: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) فَقُولُوا: آمِينَ. فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).
11 - صلاة ثنتي عشرة ركعة نافلة، وهنَّ الرواتب؛ ففي الحديث: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ) (رواه مسلم)، وفي رواية: (مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
12 - صلاة أربع قبل الظهر وأربع بعدها؛ ففي الحديث: (مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرُمَ عَلَى النَّارِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
13 - قيام الليل وإفشاء السلام، وإطعام الطعام؛ ففي الحديث: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يَرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا, وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ) (رواه الطبراني وابن حبان، وصححه الألباني).
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - أن يقول سيد الاستغفار صباحًا ومساءً؛ ففي الحديث: (سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ. إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ -أَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ- وَإِذَا قَالَ حِينَ يُصْبِحُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ) (رواه البخاري).
15 - قول: "سبحان الله وبحمده" مائة مرة حين يصبح، ومائة مرة حين يمسي؛ ففي الحديث: (مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ) (رواه مسلم)، وفي رواية: (مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) (متفق عليه).
16 - التأدب بآداب يوم الجمعة؛ ففي الحديث: (إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل وغسل رأسه ثم تطيب من أطيب طيبه ولبس من صالح ثيابه ثم خرج إلى الصلاة ولم يفرق بين اثنين ثم استمع الإمام غفر له من الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام) (رواه ابن خزيمة، وحسنه الألباني).
17 - إنظار المعسر "الفقير" أو الوضع عنه؛ ففي الحديث: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، قلتُ: "وهذا يقتضي دخوله الجنة"، والإنظار هو: التأجيل في السداد وتأخير المطالبة، والوضع هو: تقليل الدين.
18 - إطعام الجائع وسقيا الظمآن؛ ففي الحديث: جَاءَ أَعْرَابِيُّ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلاً يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. فَقَالَ: (لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ ... فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ) (رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني).
19 - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا). قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا. قَالَ: (فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً). قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا. قَالَ: (فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا). قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا. قَالَ: (فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا). قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه- أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ) (رواه مسلم)، قلتُ: "أي من عمل هذه الأربع في يوم دخل الجنة".
20 - قيام ليلة القدر أو صيام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ ففي الحديث: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).
21 - الإكثار من ذكر الله -تعالى- عمومًا؛ ففي الحديث: (ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله) (رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني).
22 - حضور مجالس الذكر ومجالس العلم؛ ففي الحديث: (مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ لاَ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلاَّ وَجْهَهُ إِلاَّ نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ قُومُوا مَغْفُوراً لَكُمْ قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّآتُكُمْ حَسَنَاتٍ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
(يُتْبَعُ)
(/)
23 - ختم الصلاة بالذكر؛ ففي الحديث: (مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) (متفق عليه).
24 - ذكر الله بعد الصلاة وعند النوم؛ ففي الحديث: (خَصْلَتَانِ لاَ يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ: يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا. فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: سَبَّحَ وَحَمِدَ وَكَبَّرَ مِائَةً فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ سَيِّئَةٍ). قَالُوا وَكَيْفَ لاَ يُحْصِيهِمَا؟ قَالَ: (يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا .. حَتَّى يَنْفَكَّ الْعَبْدُ لاَ يَعْقِلُ وَيَأْتِيهِ وَهُوَ فِي مَضْجَعِهِ فَلاَ يَزَالُ يُنَوِّمُهُ حَتَّى يَنَامَ) (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه واللفظ له، وصححه الألباني).
25 - يقرأ آية الكرسي دبر الصلاة المكتوبة؛ ففي الحديث: (مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ) (رواه النسائي في الكبرى والطبراني، وصححه الألباني).
26 - الاستغفار؛ ففي الحديث: (مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
27 - قول: "لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"؛ ففي الحديث: (مَا عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. إِلاَّ كُفِّرَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
جملة شممت منها رائحة التصوف في تفسير حدائق الروح والريحان
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 04:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت اليوم اقرأ في تفسير حدائق الروح والريحان في تفسير سورة آل عمران الجزء الخامس الصفحة 209 فمرت بي عبارة شممت منها رائحة التصوف المذموم وهوأن الانسان يعمل ليس رجاء لثواب الله او خوفا من عقابه بل حبا في الله عزوجل بل إنه عد ذلك أعلى المقامات!!!!!!!!! فوددت أن يشاركني الاخوة بآرائهم وجزاكم الله خيرا
وهذه صورة النص من الكتاب
http://www14.0zz0.com/2009/11/20/13/481454934.jpg
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 04:11]ـ
/// هذه ألفاظ صريحة وليست محتملة تدرك بالشم فقط. (ابتسامة)
/// ما فهمته من كلام صاحب الكتاب صحيح، وهذا فرعٌ عن الفناء عن شهود السوى عند الصوفية.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 04:18]ـ
/// في ترجمة معروف الكرخي:
قال أحمد بن الفتح رأيت بشر بن الحارث في منامي وهو قاعد في بستان وبين يديه مائدة وهو يأكل منها فقلت له يا أبا نصر ما فعل الله بك قال غفر لي ورحمني وأباحني الجنة بأسرها وقال لي كل من جميع ثمارها واشرب من انهارها وتمتع بجميع ما فيها كما كنت تحرم نفسك الشهوات في دار الدنيا.
فقلت له فاين اخوك أحمد بن حنبل قال هو قائم على باب الجنة يشفع لاهل السنة ممن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق.
فقلت له فما فعل معروف الكرخي فحرك رأسه ثم قال لي هيهات حالت بيننا وبينه الحجب ان معروفا لم يعبد الله شوقا إلى جنته ولا خوفا من ناره وإنما عبده شوقا إليه فرفعه الله إلى الرفيق الاعلى ورفع الحجب بينه وبينه، ذاك الترياق المقدس المجرب فمن كانت له إلى الله حاجة فليات قبره وليدع فانه يستجاب له ان شاء الله تعالى.
/// وفي ترجمة السَّري السقطي: قال الجنيد كنت نائماً عند سري رحمه الله فانبهني فقال لي: يا جنيد رأيت كأني قد وقفت بين يدي الله تعالى فقال لي: يا سري خلقت الخلق فكلهم ادعى محبتي وخلقت الدنيا فهرب مني تسعة اعشارهم وبقي معي العشر وخلقت الجنة فهرب مني تسعة اعشار العشر وبقي معي عشر العشر فسلطت عليهم ذرة من البلاء فهرب مني تسعة اعشار عشر العشر فقلتُ للباقين معي: لا الدنيا اردتم ولا الجنة اخذتم ولا من النار هربتم فماذا تريدون?
قالوا: انك تعلم ما نريد!
فقلت لهم: فاني مسلط عليكم من البلاء بعدد انفاسكم ما لا تقوم له الجبال الرواسي اتصبرون.
قالوا: اذا كنت انت المبتلي لنا فافعل ما شئت فهؤلاء عبادي حقا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 04:59]ـ
/// قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (مجموع الفتاوى 10/ 699 - 701): " .. وصار أحدهم يقول: ما عبدُّتك شوقًا إلى جنَّتك أوخوفًا من نارك ولكن لأنظر إليك وإجلالاً لك! وأمثال هذه الكلمات مقصودهم بذلك هو أعلى من الأكل والشرب والتمتع بالمخلوق لكن غلطوا في إخراج ذلك من الجنة.
وقد يغلطون أيضا في ظنهم أنهم يعبدون الله بلا حظ ولا إرادة وإن كل ما يطلب منه فهو حظ النفس وتوهموا أن البشر يعمل بلا إرادة ولا مطلوب ولا محبوب وهو سوء معرفة بحقيقة الإيمان والدين والآخرة
وسبب ذلك أن همة أحدهم المتعلقة بمطلوبه ومحبوبه ومعبوده تفنيه عن نفسه حتى لا يشعر بنفسه وإرادتها فيظن أنه يفعل لغير مراده والذى طلب وعلق به همته غاية مراده ومطلوبه ومحبوبه وهذا كحال كثير من الصالحين والصادقين وأرباب الأحوال والمقامات يكون لأحدهم وجد صحيح وذوق سليم لكن ليس له عبارة تبين كلامه فيقع في كلامه غلط وسوء أدب مع صحة مقصوده وإن كان من الناس من يقع منه في مراده وإعتقاده.
فهؤلاء الذين قالوا مثل هذا الكلام إذا عنوا به طلب رؤية الله تعالى أصابوا في ذلك في لكن أخطؤا من جهة أنهم جعلوا ذلك خارجا عن الجنة فاسقطوا حرمة إسم الجنة ولزم من ذلك أمور منكرة.
نظير ما ذكر عن الشبلي رحمه الله أنه سمع قارئا يقرأ: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) فصرخ وقال: أين مريد الله؟!
فيحمد منه كونه أراد الله ولكن غلط في ظنه أن الذين ارادوا الآخرة ما أرادوا الله وهذه الآية في أصحاب النبى الذين كانوا معه بأحد وهم أفضل الخلق فإن لم يريدوا الله أفيريد الله من هو دونهم كالشبلى وأمثاله!
ومثل ذلك ما اعرفه عن بعض المشائخ انه سأل مره عن قوله تعالى: (إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون) قال: فإذا كانت الأنفس والأموال في ثمن الجنة فالرؤية بم تنال فأجابه مجيب بما يشبه هذا السؤال!
والواجب أن يعلم أن كل ما اعده الله للأولياء من نعيم بالنظر إليه وما سوى ذلك هو في الجنة كما أن كل ما وعد به أعداءه هو في النار وقد قال تعالى فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون وفى الحديث الصحيح عن النبى يقول الله أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتهم عليه وإذا علم أن جميع ذلك داخل في الجنة فالناس في الجنة على درجات متفاوتة كما قال إنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا.
وكل مطلوب للعبد بعبادة أو دعاء أو غير ذلك من مطالب الآخرة هو في الجنة
وطلب الجنة والاستعاذة من النار طريق أنبياء الله ورسله وجميع اوليائه السابقين المقربين واصحاب اليمين كما في السنن أن النبى سأل بعض اصحابه: كيف تقول في دعائك قال أقول اللهم إنى أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما أنى لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال (حولهما ندندن).
فقد أخبر أنه هو ومعاذ وهو أفضل الأئمة الراتبين بالمدينة في حياة النبى إنما يدندنون حول الجنة أفيكون قول أحد فوق قول رسول الله ومعاذ ومن يصلى خلفهما من المهاجرين والأنصار ولو طلب هذا العبد ما طلب كان في الجنة ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 09:36]ـ
لكل جواد كبوة، ولكل حسام نبوة، وكل يؤخذ من قوله ويرد
ـ[الصامت]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 05:19]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً.
الله المستعان، وعليه التكلان.
هذا الموضوع كان آخر ما قرأت فيه، حيث قرأت كتابين في هذه المسألة:
- استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس - للإمام العلامة المجتهد: ابن رجب الحنبلي -عليه رحمة الله-.
- منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين - للشيخ العلامة الزاهد: عبد الكريم الحميد -حفظه الله وفرج عنه-.
والبيت الذي نقله أخانا من كتاب التفسير، قرأته -وما شابهه- في اسنتشاق نسيم الأنس.
وقرأت من أخبار -العارفين بالله- ما يطير للإنسان لبه، ويجعله في غمرته ساه، كأنه أبله مضطرب!
يعني هناك ما هو أعجب من ما قرأه أخونا سعود بن صالح -وفقه الله-!!
الشاهد أن الإمام ابن رجب نقل وجمع، ومن ثم وضّح بهذه الكلمات حينما تكلمعن عقلاء المجانين: "ووجد بعض من كان في صدره نفاق كامناً من أنواعالحلولية والإباحية سبيلاً إلى إظهار ما في نفوسهم، فعظم الخطب بذلك،واشرأب النفاق، ولو سمع بذلك أئمة الطريق العارفين بالله كالجنيد ومنقبله لجاهدوا في الله حق جهاده في إنكار هذه العظائم ولن تخلو الأرض منقائم لله بحجة {ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله لقويعزيز} "أهـ (اسنتشاق نسيم الإنس - ص 190).
لكن الشيخ الحميد -رفع الله قدره وفرج عنه-، وضح مقصده من أول الكتاب، ولا ضير إن نقلت شيئاًَ من مقصده: "جاءفي (روضة المحبين، ص 438) للإمام ابن القيم - رحمه الله - أن الله تعالىأوحى إلى داود عليه السلام: (قل لشُبَّان بني إسرائيل: لِمَ تشغلون نفوسكمبغيري؟!، ماهذا الجفاء؟! .. ولو يعلم المدبْرِون عنِّي كيف انتظاري لهمورفقي بهم ومحبتي لترك معاصيهم لماتوا شوقاً إليَّ وانقطعت أوصالهم منمحبتي! .. هذه إرادتي للمدبرين عني فكيف إرادتي للمقبلين عليَّ!!) "أهـ (عن واجهة الكتاب - نسخة وورد إلكترونية).
وقال: "جاء في الأثَر -الذي أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في (درء تعارض العقل والنقل، 6/ 68)، والإمام ابن القيم في (مفتاح دار السعادة، 2/ 87،123) -: أن الله تعالى قال: (لوْ لَمْ أخلُق جَنَّةً ولا ناراً ألَمْ أكنْ أهْلاً أنْ أُعْبَد)؟! "أهـ (السابق).
والشاهد من كتاب الشيخ الحميد: "وليُعلم أنه ليس المقصود أن المسلم لا يسأل الله الجنة أو التزهيد بها، وإنماالمقصود بيان حقيقة العبودية والتفريق بين المعبود والمخلوق"أهـ (منازل الحور العين - 6).
ومعروف أن الإمام ابن القيم -رحمه الله- طرق هذا الموضوع في كتابه الماتع: "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين".
والله أعلى وأحكم وأعلم.
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 01:01]ـ
جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم المباركة(/)
من تتبع الرخص تزندق (عبد الكريم الخضير)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 06:01]ـ
http://www.khudheir.com/uploads/219.mp3
ـ[جذيل]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 06:27]ـ
يقول الشيخ عبدالكريم الخضير في هذا المقطع كلاما في غاية الاهمية في اختيار الاقاويل , يقول:
ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما , هذا قبل استقرار الحكم اما اذا استقر الحكم فليس للمسلم ان يختار , انما يجب عليه ان يعمل بالقول الراجح , فإن كان ممن يستطيع الوصول الى القول الراجح بنفسه تعين عليه والا فعليه ان يسأل ويختار اهل العلم مع الدين والروع , لابد من توافر ثلاثة شروط:
وليس في فتواه مفت متبع ... ما لم يضف للعلم والدين الورع
الى اخر كلامه
ـ[قلب طيب]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 07:42]ـ
جزيتم خير الجزاء
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 11:49]ـ
بارك الله فيكم
مَنْ تَتَبَّعَ الرُّخَصْ فَقَدْ تَزَنْدَقْ
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
((وإنْ أفتاك النَّاسُ وأفْتَوْك)) عملت عملاً توقَّعت أنَّ فيه جزاء أو كفَّارة، ثُمَّ ذَهَبْتَ تَسْأَلْ، فَبَانَ لَكَ بِقَرَائِنْ أَنَّ هذا الشَّخص الذِّي اسْتَفْتَيْتَهُ من المتساهلين في الفتوى، فقال لا شيء عليك، ما زالت النَّفس يتردد فيها هذا الأمر؛ لكن لو سألت شخص من أهل التَّحري وأنت من العوام فرضُك التَّقليد وتبرأ ذمَّتُك بتقليد أهل العلم، إذا اسْتَفتيت من تبرأ الذِّمَّة بتقليده يكفي؛ لكن كونك تذهب إلى هذا المُتساهل ثم يُفتيك بأنَّهُ لا شيء عليك، لا بد أنْ يبقى في نفسك ما يبقى، فضلاً عن كونك تسأل أهل التَّحري والتَّثبُّت؛ فيُلْزِمُونك بالكَفَّارة، ثُمَّ تذهب إلى المُتساهلين؛ لكي يُعفُوكَ منها! واللهُ المُستعان، وكثير من النَّاس يسأل أكثر من عالم، نعم، بعض النَّاس؛ لِيَطمئنَّ قلبُهُ استفتَى فقيل لهُ ما عليك شيء، فما ارتاح ذهب ليطمئنّ، يسأل ثاني ثالث ليطمئن لكنْ إذا قيل لهُ عليكَ كفَّارة، ثُم ذهب ليسأل عَلُّهُ أنْ يجد من أهل التَّسامُح والتَّساهل من يُعْفِيهِ من هذهِ الكَفَّارة هذا هو الإثم! حتَّى لو قيل لهُ فعلتَ كذا وسألت الشيخ الفُلاني فقال عليك كفَّارة فقيل لك إن في مذهب أبي حنيفة أو الشَّافعي ما عليك كفَّارة، فتقول أبو حنيفة إمام من أئِمَّة المُسلمين تبرأ الذِّمَّة بِتقلِيدِهِ، ثُمَّ في مسألةٍ أخرى تُلزم بشيء، تُلزم بقضاء، ثم يُقال لك مالك ما يُلزمك بالقضاء، تقول: مالك إمام في أئمَّة المُسلمين، ثُمَّ في مسألة ثالثة تسأل، فيُقال: عليك كذا، ثُمَّ يُقال لك: مذهب الشَّافعي ما عليك شيء، تقول: الشَّافعي إمام من أئِمَّة المُسلمين تبرأ الذِّمَّة بتقليده!، هذا تَتَبُّع الرُّخَصْ، الذِّي قال أهلُ العلم فيهِ مَنْ تَتَبَّعَ الرُّخَصْ فَقَدْ تَزَنْدَقْ، كيف يتزندق؟! مُسلم يقتدي بإمام من أئِمَّة المُسلمين! نقول: نعم، يخرُج من الدِّين بالكُلِّيَّة وهو لا يَشْعُر! لأنَّ هذه المذاهب فيها المُلزم وفيها المُعفي؛ لكنْ في مسألةٍ أخرى العكس، هذا الذِّي أعفاك يُلزمُك والذِّي ألْزَمَك هنا يُعْفِيكْ هُناك؛ لكن كونك تبحث عن الذِّي يُعفِيك في جميع المسائل!!! معناه أنَّك تخرج من الدِّين بالكُلِّيَّة، تبحث عمَّا يُعْفِيك في جميع مسائل الدِّينْ؛ إذنْ ما تَدَيَّنْتْ بدين!!! ولم تَتَّبِعْ ما جاء عن الله وعن رسُولِهِ، ولم يَكُنْ هواك تَبَعاً لما جاء بِهِ النبي -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-؛ إنَّما الذِّي يَسُوقُك ويُشَرِّعُ لك هواك! هذا وجهُ قولهم: (مَنْ تَتَبَّعَ الرُّخَصْ فَقَدْ تَزَنْدَقْ)، وأنتم تسمعُون مِمَّا يُطْرَح الآن وبِقُوَّة على السَّاحة من التَّساهُل في الفتوى، وفقه التَّيسير على النَّاس من هذا الباب، تجده يقول لماذا نقول بقول الجُمهُور مثلاً: يُلزمُون النَّاس بالبقاء والمُكْثْ في منى إلى أنْ تَزُول الشَّمس، الحمد لله قال أبو حنيفة يجُوز الرَّمي يوم النَّفر الأول، والرسول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: ((ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما))، نقول: نعم، ((الرسُول ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيْسَرَهُما))، ((والدِّين يُسْر، ولن يُشَادَّ الدِّينَ أحدٌ إلاَّ غَلَبَهُ))، ((اكْلَفُوا من العمل ما تُطِيقُونْ))، لا شكَّ أنَّ الدِّينَ يُسْر؛ لكنْ أيضاً
(يُتْبَعُ)
(/)
هو دِينْ تَكالِيفْ، فيهِ الحلال وفيه الحرام، فيهِ الإلْزَام أيضاً، والجنَّة حُفَّتْ بالمَكَارِهْ، ((ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما)) هذا قبل اسْتِقْرَار الحُكم، أمَّا إذا اسْتَقَرَّ الحُكم، فَلَيْسَ للمُسْلِمِ أنْ يَخْتَار؛ إنَّما يجبُ عليهِ أنْ يعمل بالقولِ الرَّاجِح، فإنْ كان مِمَّنْ يَسْتَطِيع الوُصُول إلى القولِ الرَّاجِحْ بِدَلِيلِهِ بِنَفْسِهِ؛ تَعَيَّنَ عليهِ، وإلاَّ فعليهِ أنْ يَسْأَلْ ويختار أهل العلم مع الدِّينِ والوَرَعْ، لا بُدَّ من توافُرِ ثلاثة أُمُور:
وليْسَ في فَتْوَاهُ مُفْتٍ مُتَّبَعْ ... مَا لَمْ يُضِفْ للعِلْمِ والدِّينِ الوَرَعْ
إذا أفْتَاك من تبرأ ذمَّتُك بتقلِيدِهِ الحمدُ لله، لا أحد سيقول لك الْزِمْ نفسك بأشَدِّ الأقوال في كُلِّ مسألة – لا -، المسألة راجِح ومَرْجُوحْ، فَعَليكَ أنْ تَعْمَل بالرَّاجِحْ سَواءً ألْزَمَكَ أوْ أَعْفَاكْ، وعلى كُلِّ مُسْلِم أنْ يَعْمَلْ بالقولِ الرَّاجِحْ، سَواءً كان مِنْ أهلِ النَّظر في المسائل العِلْمِيَّة بحيث يَصِلْ إلى القولِ الرَّاجحْ بِنفْسِهِ، هذا يَتَعَيَّنْ عليهِ، أوْ كان من فَرْضُهُ التَّقليد، عليهِ أنْ يَسْأل أهل العلم المَوْثُوقِينْ، أهل العلم والتَّحَرِّي والتَّثَبُّتْ والوَرَعْ، لا يَبْحَثْ عن الرُّخَصْ وعن المُتَساهِلِين – لا – كونُ الدِّينْ يُسْر – نعم يسر – الحمدُ لله الدِّينْ يُسْر، ما أَلْزمنا بخمسين صلاة في اليوم واللَّيلة! يُسْر، ألْزَمنا خمس صلوات؛ لكن هل تستطيع أنْ تقول الدِّين يُسر وأنا لن أُصلِّي إلاَّ أربع صلوات؟! هل يُمكن أنْ يُقال مثل هذا الدِّين يُسْر؟ أبي أصلي فرض وأترُك فرض والدِّين يُسْر والله الحمد، نقول: لا يا أخي هل يُمكن أنْ يُقال الدِّين يُسْر بدل ما تُصلِّي أربع ركعات الظُّهُر تُصلِّي ثلاث؟! نقول: لا يا أخي، فبعضُ النَّاس يسمع بوصفِ الشَّريعة باليُسْر، هي يُسْر بلا شك؛ لكنْ إذا قَارَنَّا هذه الشَّريعة بغيرها من الشَّرائع؛ تَبَيَّن لنا يُسْر هذهِ الشَّرِيعة ((بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّة السَّمْحَة))، ((خمسُ صلوات كَتَبَهُنَّ الله في اليوم واللَّيلة، هُنَّ خمس، وهُنَّ خمسُون)) {لا يُبدَّلُ القولُ لَدَيَّ}، في العمل خمس، وفي الأجر خمسين، خمسُون صلاة؛ لكنْ هل يجُوز أنْ يَتَرَخَّص الإنسان في تَرْكِ شيءٍ من الخَمْسْ؟! بِنَاءً على أنَّ الدِّين يُسْر! أبداً، هل للإنسان مندُوحة على أنْ لا يَصُوم شهر رمضان لأنَّ الصِّيام فيهِ مَشَقَّة؟! نعم فيهِ مَشَقَّة، التَّكاليف كُلَّها فيها مَشَقَّة؛ لأنَّها على خِلافِ ما تَهْوَاهُ النُّفُوسْ ((والجَنَّةُ حُفَّتْ بالمَكَارِهْ)).
ـ[القضاعي]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 01:05]ـ
حفظ الله الشيخ وأعانه وثبته وأمثاله على جهاد دعاة التيسير بلا ضابط.
ـ[السليماني]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 11:58]ـ
حفظ الله الشيخ ووفقه لكل خير
ومن تتبع زلات العلماء اجتمع فيه الشر كله
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 12:33]ـ
نفع المولى بكم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 01:39]ـ
جزى الله العالم الرباني شيخنا عبدالكريم الخضير خير الجزاء. وبارك في الناقل.
ـ[الغايب]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 11:54]ـ
جزاكم الله خيرا"
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[13 - Nov-2010, صباحاً 08:26]ـ
يا بارك الله فيك يا من اسمى نفسه بـ " من صاحب النقب " أشكرك على هذه اللفتة وأشكرك على التفريغ.
ولا بد أن أذكر مربط الفرس في الكلام الذي ذكره الشيخ عبدالكريم الخضير، وأقول: لو نشر لكان حسنا حتى يعلم الجاهل ويكف الذي لا يرعوي وهو قوله: {كونك تبحث عن الذِّي يُعفِيك في جميع المسائل!!! معناه أنَّك تخرج من الدِّين بالكُلِّيَّة، تبحث عمَّا يُعْفِيك في جميع مسائل الدِّينْ؛ إذنْ ما تَدَيَّنْتْ بدين!!! ولم تَتَّبِعْ ما جاء عن الله وعن رسُولِهِ ولم يَكُنْ هواك تَبَعاً لما جاء بِهِ النبي -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-؛ إنَّما الذِّي يَسُوقُك ويُشَرِّعُ لك هواك}، أظن هذا الكلام فيه رد على ما يدندن حوله بعض الكتاب ضعاف العقول منتكسي الفطر يقولون نحن نأخذ بالدين من كل أحد لا من شيخ واحد، فالدين ليس حِكراً على أحد من العلماء أو طائفة منهم بل
(يُتْبَعُ)
(/)
تجدهم يقولون: " نأخذ ما يروق من الدين من أي أحد اسمى نفسه رجل دين ما دام أنه يوافق هوانا، وما لا فلا!!!! ".
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 02:43]ـ
جزاك الله خير أخي صاحب النقب على الموضوع الجميل
ورفع الله قدر العلامه عبدالكريم الخضير في الدنيا والآخرة
وحبيت أن أسألك كيف تفرغ المقطع؟ هل يتم ذلك عن طريق جهاز؟؟ أرجوك أخبرني
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 01:43]ـ
يا بارك الله فيك يا من اسمى نفسه بـ " من صاحب النقب " أشكرك على هذه اللفتة وأشكرك على التفريغ.
ولا بد أن أذكر مربط الفرس في الكلام الذي ذكره الشيخ عبدالكريم الخضير، وأقول: لو نشر لكان حسنا حتى يعلم الجاهل ويكف الذي لا يرعوي وهو قوله: {كونك تبحث عن الذِّي يُعفِيك في جميع المسائل!!! معناه أنَّك تخرج من الدِّين بالكُلِّيَّة، تبحث عمَّا يُعْفِيك في جميع مسائل الدِّينْ؛ إذنْ ما تَدَيَّنْتْ بدين!!! ولم تَتَّبِعْ ما جاء عن الله وعن رسُولِهِ ولم يَكُنْ هواك تَبَعاً لما جاء بِهِ النبي -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-؛ إنَّما الذِّي يَسُوقُك ويُشَرِّعُ لك هواك}، أظن هذا الكلام فيه رد على ما يدندن حوله بعض الكتاب ضعاف العقول منتكسي الفطر يقولون نحن نأخذ بالدين من كل أحد لا من شيخ واحد، فالدين ليس حِكراً على أحد من العلماء أو طائفة منهم بل تجدهم يقولون: " نأخذ ما يروق من الدين من أي أحد اسمى نفسه رجل دين ما دام أنه يوافق هوانا، وما لا فلا!!!! ".
وهذا ما يسعى له فقهاء التيسير مراكب العلمانيين والليبراليين (إخراج الناس من الدين) علموا أو لم يعلموا وقصدوا أو لم يقصدوا!
فقيه التيسير يرد في كل مسالة بـ المسألة خلافية والأمر فيه سعة!!
حتى كونوا مظهرا جديدا للملتزم العصري -وربما بعض المحسوبين على الطلب- بعيد عن السنة. تجده شبه حليق لأن إعفاء اللحية فيه خلاف، وتجده مسبل الثوب لأن تقصير الثوب فيه خلاف، وتجده يحتفل بالأعياد البدعية متشبها بالكفار لأن الأمر فيه سعة وهذه الأعياد -بزعمهم- ليست دينية!!
وتجده لا يصلي في الجماعة .. الخ الخ.
ومثله النساء تجدها كاشفة الوجه لأن الوجه مسألة خلافية، وقد تضع زينة على وجهها لأن هناك من أفتي بجواز ذلك من فقهاء التيسير المعاصرين!
ومن الممكن أن تعمل ممثلة لأن التمثيل إذا كان ذا هدف سامي فالأمر فيه سعة ولا بد من منافسة الفساق في جذب الجماهير، ولا حرج عليها في مخالطة الرجال وإدخالهم بيتها ولو في غياب زوجها الأمر فيه سعة والأصل في المسلمين حسن الظن بهم .. الخ
وتجد الملتزمين رجالا ونساء يسمعون الأغاني ويشاهدون القنوات الفاجرة لأن كبار فقهاء التيسير يظهرون في تلك القنوات ويعلنون أنهم من متابعيها ... الخ الخ.
ولا حول ولا قوة إلا بالله!(/)
نعمة التوحيد
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 07:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعمة التوحيد
الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
ففي هذه الساعة الطيبة المباركة نجتمع لنتذاكر ونتدارس موضوع هو أهم الموضوعات على الإطلاق، هو رأس المال الحقيقي، توحيد الله -جل وعلا- وإفراده في أفعاله المعبر عنه بتوحيد الربوبية، وأفعال الخلق التي من أجلها خلق الإنس والجن، وهو توحيد العبادة، وما وصف به نفسه -جل وعلا-، وما وصفه به رسوله -عليه الصلاة والسلام-، لا اقصد بذلك تفصيل هذه المواضيع، التي أفاض فيها أئمة الإسلام وعلماء الأمة من الصدر الأول إلى يومنا هذا في بيانها وتجليتها، وإعطائها ما تستحق من العناية، وجاء فيها من نصوص الكتاب والسنة ما لا يحاط به؛ لأهميتها، وموضوع المحاضرة فيما بلغني وإن لم أكن رأيت إعلاناً لكن قالوا: إنه نعمة التوحيد هكذا؟ هذا العنوان؟
طالب: .......
نعمة التوحيد، العنوان مركب من مضاف ومضاف إليه، والحديث عن الشيء كما يقول أهل العلم: فرع عن تصوره، وتصور هذا العنوان بمعرفة جزئي المركب، فما النعمة؟ وما التوحيد؟
قد يقول قائل: إن النعمة لا يختلف أحد في معرفتها، ولو سألت أي شخص مهما كانت ثقافته وجدته يعرف النعمة، وإذا سألته عن التوحيد عرف لك التوحيد على حسب ما تلقاه عن شيوخه ومن يقتدي بهم، ولذا يختلفون في تعريف التوحيد، يختلفون اختلافاً متبايناً، أهل السنة يتفقون على تعريف هو ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وأهل البدع كل له تعريفه الذي يختص به، وتجد المبتدع يزعم أنه موحد ويقول: لا إله إلا الله وهو يطوف على القبر، ويزعم أنه محقق للتوحيد، بينما من هذه حاله كما قرر أئمة الدعوة أن أبا جهل أعرف منه بالتوحيد، وأعرف منه بلا إله إلا الله.
لأهمية هذا الموضوع كتب عنه كثيراً وألفت فيه الكتب المفردة بهذا العنوان: (التوحيد)، ولسلف هذه الأمة نصيب وافر من التأليف، وأيضاً لأصحاب الجوامع من كتب السنة أيضاً عناية فائقة بهذا الباب.
قد يقول قائل: لماذا جعل الإمام البخاري كتاب التوحيد آخر كتاب في صحيحه؟ هل هذا لعدم أهميته؟ نقول: إن الإمام البخاري افتتح كتابه بكتاب الإيمان وختمه بكتاب التوحيد؛ ليكون المعتني بصحيح البخاري بين هذين الكتابين بحيث لا ينساهما إذا طال به العهد، ومر على أبواب الدين كلها قد ينسى ما كتبه في أول الكتاب فيذكره بما سطره الإمام في آخره من أبواب التوحيد التي جلها في توحيد الأسماء والصفات، الذي شاع في عصره -رحمه الله تعالى- إنكاره من قبل المبتدعة.
النعمة جمع أو كما في لسان العرب يقول: النعيم والنُعماء والنَعماء والنعمة، النعيم والنُعماء والنَعماء والنعمة كله الخفض والدعة، الخفض والدعة والمال، فالمال نعمة ((نعم المال الصالح للرجل الصالح)) يعني إذا استغل فيما وجه إليه الإنسان في صرفه، وقبل ذلك كسبه من وجوه الحل وإلا فهو نقمة، وكثير من النعم التي يتمتع بها الناس إما أن تكون نعمة، وإما أن تكون نقمة، السمع والبصر والفؤاد وغيرها كلها من أعظم نعم الله على المخلوقين، ومع ذلكم قد تكون من أعظم النقم عليهم إذا لم تستغل فيما يرضي الله -جل وعلا-، قال: والمال وهو ضد البأساء والبؤساء، ضد البأساء والبؤساء، وقوله -عز وجل-: {وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ} [(211) سورة البقرة] يقول: يعني في هذا الموضع حجج الله الدالة على أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال -جل وعلا-: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [(8) سورة التكاثر] أي تسألون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في الدنيا، تسألون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في الدنيا، وجمع النعمة نعم وأنعم، كشدة وأشد، حكاه سيبويه، قال النابغة:
فلن أذكر النعمان إلا بصالح
ج
فإن له عندي يدياً وأنعماً
(يُتْبَعُ)
(/)
والنُعم بالضم خلاف البؤس، يقال: يوم نُعم، ويوم بُؤس، والجمع أنعم وأبؤس، ثم قال بعد ذلك بعد كلام طويل: والنعمة اليد البيضاء الصالحة والصنيعة والمنة، وما أنعم به عليك،، ونعمة الله بكسر النون منُّه، وما أعطاه الله العبد مما لا يمكن غيره أن يعطيه إياه كالسمع والبصر، نعمة الله يقول: بكسر النون منه، وما أعطاه الله العبد مما لا يمكن غيره أن يعطيه إياه كالسمع والبصر، مفهوم هذا أنه إذا كان مما يمكن أن يناله الإنسان من غيره فإنه لا يسمى نعمة الله، إنما قصر نعمة الله على ما يعطاه الإنسان مما لا يمكن غيره أن يعطيه إياه، قد يقول قائل: إن البشر يستطيعون أن ينفعوا غيرهم، وينعمون عليهم بما زاد في أيديهم عن حاجتهم، لكن المعطي في الحقيقة هو الله -جل وعلا-، وإن كانت على يد أحد من البشر، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((إنما أنا قاسم، والله المعطي)) لأن الإنسان يتصور أن هذا الإنسان هو الذي أنعم عليه، هذا الإنسان هو الذي أنعم عليه، قد تنسب النعمة إلى الإنسان باعتبار أنه هو المباشر لها، وقد يقال: فلان أعطى فلاناً، والله في الحقيقة هو المعطي، لكن باعتبار أنه هو المباشر لهذه النعمة من نعم الله، {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [(37) سورة الأحزاب] يعني أنت باشرت المنة عليه بالعتق وإلا فالمعتق هو الله -جل وعلا-، والمعطي هو الله -جل وعلا-، إذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقوله بالنسبة للعلم والتعليم، يقول: ((الله هو المعطي وإنما أنا قاسم، فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) النبي -عليه الصلاة والسلام- يقسم ويعدل في القسم، ويلقي ما عنده من علم على الصحابة على حد سواء، يقسم بينهم ويعدل بينهم، لكن الله -جل وعلا- هو المعطي، وهو الذي يمنح هذا ويمنع هذا.
يقول -جل وعلا-: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [(20) سورة لقمان] {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} وقال تعالى: {شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ} [(121) سورة النحل] قال ابن عباس: النعمة الظاهرة الإسلام، والباطنة ستر الذنوب، النعمة الظاهر الإسلام، يعني الأمور العملية التي تشاهد، والباطنة ستر الذنوب وهذا مثال، تفسير بالمثال وإلا فكم لله -جل وعلا- من نعم ظاهرة، وكم له أيضاً من نعم باطنة، لكن السلف منهم من يفسر بالمثال ولا يقصد بذلك الحصر.
هذا بالنسبة للمضاف وهو نعمة .. ، والمضاف إليه وهو التوحيد، الذي هو الجزء الثاني من جزئي المركب، مصدر وحد، يقول ابن منظور: التوحيد: الإيمان بالله وحده لا شريك له، والله الواحد الأحد، والله الواحد الأحد ذو الوحدانية والتوحيد، أو ذو الوحدانية والتوحد، الوحدانية والتوحد.
يقول ابن سيدة: والله الأوحد والمتوحد وذو الوحدانية، ومن صفاته الواحد الأحد، يقول أبو منصور وغيره، أبو منصور الأزهري صاحب التهذيب: الفرق بينهما -بين الواحد والأحد- أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، بني لنفي ما يذكر معه من العدد تقول: ما جاءني أحد، والواحد اسم بني لمفتتح العدد، تقول: ما جاءني واحد من الناس ولا تقول: جاءني أحد، فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، الواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، والأحد منفرد بالمعنى، فلكل واحد منهما ما يخصه.
الأحد جاء في قوله -جل وعلا- في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [(1) سورة الإخلاص] ثعلب وهو من أئمة اللغة الثقات يقول: الآحاد جمع واحد وحاشا أن يكون للأحد جمع، وحاشا أن يكون للأحد جمع، يعني نظر إلى اللفظة باعتبارها من أسماء الله، والله -جل وعلا- متوحد متفرد لا ند له ولا نظير، وإذا كان الأمر كذلك فلا يجمع هذا اللفظ فهل كلامه صحيح؟ يعني العلماء حينما قالوا: آحاد، خبر الآحاد، أو خبر الواحد ملاحظ أنهم يجمعون الواحد على آحاد، لما قال: الآحاد جمع واحد وحاشا أن يكون للأحد جمع، هو نظر إليه باعتباره اسم من أسماء الله -جل وعلا-، لكن هل هو من الأسماء التي يختص بها الله -جل وعلا- أو من الأسماء المشتركة؟ مثل: الكريم، الرحيم، الرءوف هذه مشتركة، ومما يختص به الله -جل وعلا- من الأسماء: الله، والرحمن هل هو من الصنف الأول بمعنى أنه مشترك وحينئذٍ لا يجوز جمعه؟ لا يجوز جمعه، يجمع راحم ((الراحمون
(يُتْبَعُ)
(/)
يرحمهم الرحمن)) لكن ما يجوز جمع الرحمن، ولا يجوز جمع الله لأنه لا يوجد له سمي، لكن ما يشترك بين الخالق والمخلوق فيه كالكريم يجمع، والرحيم يجمع، فهل الأحد كما قال ثعلب: لا يجوز جمعه حاشا أن يكون للأحد جمع؟ هو مشترك كما يطلق على الله -جل وعلا- يطلق على اليوم الذي يلي السبت، غداً السبت والذي بعده الأحد، وكم في الشهر من أحد؟ أربعة آحاد، وما الذي يمنع من الجمع لأن الاسم مشترك، يعني نبهت على هذا لأن ثعلب أكد على هذه المسألة وأصر على أنه لا يمكن جمعه، وإن كان في الاستعمال -استعمال أهل العلم- حينما قالوا: خبر الواحد وخبر الآحاد مفاد كلامهم أنهم يريدون به جمع الواحد، والأحد منفرد بالمعنى، ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله -عز وجل-.
قال الأزهري: والواحد من صفات الله تعالى معناه أنه لا ثاني له، ويجوز أن ينعت الشيء بأنه واحد، يجوز أن ينعت الشيء بأنه واحد، يعني إذا قيل: كم عندك من بيت؟ تقول: واحد، ما في ما يمنع، ويجوز أن ينعت الشيء بأنه واحد، فأما أحد فلا ينعت به غير الله تعالى لخلوص هذا الاسم الشريف له -جل ثناؤه- وتقول: أحدت الله تعالى ووحدته وهو الواحد الأحد، هذا يؤيد كلام هذا المذهب يؤيد كلام ثعلب أنه لا ينعت به غير الله، لكن ماذا عن يوم الأحد؟ وجاءت به النصوص، جاءت به النصوص، نصوص صحيحة، جاءت بلفظ الأحد والمراد به اليوم الذي يلي السبت، فهل يرد عليهم مثل هذا؟ فأما أحد فلا ينعت به غير الله تعالى لخلوص هذا الاسم الشريف له -جل ثناؤه- وتقول: أحدت الله تعالى ووحدته وهو الواحد الأحد.
جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال لرجل .. ، أنه قال لرجل ذكر الله وأومأ بأصبعيه، يعني كأنه في التشهد لما قال: أشهد أن لا إله إلا الله أشار بأصبعيه كلتيهما، فقال له النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((أحد أحد)) يعني أشر بالسبابة اليمنى فقط، لتشير بذلك إلى أن المعبود والمذكور واحد، وهو الله -جل علا-، أي أشر بأصبع واحدة، وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه الترمذي وغيره.
ابن حجر في شرح كتاب التوحيد في فتح الباري في آخر الكتاب نقل عن أبي القاسم التميمي في كتاب الحجة قوله: "التوحيد مصدر وحد يوحد، ومعنى وحدت الله اعتقدته منفرداً بذاته وصفاته لا نظير له ولا شبيه، وقيل: معنى وحدته علمته واحداً، وقيل: سلبت عنه الكيفية والكمية فهو واحد في ذاته لا انقسام له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وفي إلهيته وملكه وتدبيره لا شريك له، ولا رب سواه، ولا خالق غيره".
إذا علم هذا فالتوحيد إفراد الله تعالى بما يختص به من ربوبية وألوهية والأسماء والصفات.
وقد اجتمعت الثلاثة في قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} هذا توحدي الربوبية {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} هذا توحيد الإلوهية {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [(65) سورة مريم] هذا توحيد الأسماء والصفات، إشارة بهذه الآية إلى أنواع التوحيد الثلاثة التي حصر أهل العلم التوحيد فيها بطريق الاستقراء؛ لأن ممن يشوش الآن ويقول: ما الدليل على هذا الحصر؟ ويضيف بعضهم توحيد المتابعة، لا بد أن تكون متابعته لواحد، لكن هل هذا مما يتعلق بالله -جل وعلا-؟ نعم نحن نوحد متابعتنا للنبي -عليه الصلاة والسلام-، فلا قدوة لنا ولا أسوة غيره، لكن توحيده وطاعته تابعة لتوحيد الله -جل وعلا- وطاعته، التوحيد هو الغاية من خلق الجن والإنس، كما قال -جل وعلا-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [(56) سورة الذاريات] فالجن والإنس خلقوا لغاية، خلقوا لهدف، لا بد من تحقيق هذا الهدف، وهو تحقيق العبودية لله -جل وعلا-، فينبغي أن يكون هذا الهدف هو الهاجس، هو نصب عيني المسلم، وأنه خلق من أجل هذا، وأن ما يسعى وراءه غير تحقيق هذا الهدف أو ما يعين على تحقيق هذا الهدف هذا كله هباء، ولذلك عرف سلف هذه الأمة هذه الغاية وعملوا من أجلها، ولم يلتفوا إلى غيرها إلا بقدر ما يتحقق به هذا الهدف، ولذا يقول الله -جل وعلا- {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(77) سورة القصص] {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} من أجل أن تعيش لتحقق هذا الهدف، وإلا فالدنيا ليست غاية وليست بمقر، وإنما هي ممر ومزرعة
(يُتْبَعُ)
(/)
للدار الآخرة، ومع الأسف إذا نظرنا إلى حال المسلمين اليوم في كثير من الأقطار وجدنا العكس، يعني سواءً قال ذلك بلسان المقال أو بلسان الحال، تجد حال كثير من الناس هدفه وغايته الدنيا، ثم بعد ذلك إن بقي شيء من وقته التفت إلى عبادات ألفها ويأتي بها على وجه الله أعلم به، ولا أدل على ذلك من حال المسلمين بعد أن فتح لهم من أنواع التجارة التي لا تكلفهم شيء، وانصرف إليها جل الناس من صغير وكبير، من رجال ونساء، من غني حتى الفقراء دخلوا فيها، اللي هي تجارة الأسهم، كل بحسبه، انصرفوا إليها انصرافاً كلياً وأثر ذلك على حلقات التعليم، وأثر ذلك على أعمال الناس التي استأجروا عليها واستأمنوا عليها، فتجد الموظف وهو في مكتبه عنده الجهاز يبيع ويشري ويحسب، والمصلي أيضاً تجده لا يعقل من صلاته إلا القليل النادر، وهذا حكم يعني الغالب وإلا يوجد من تعامل بهذه المعاملة ولا أثرت فيه تأثير مثل غيره، يعني إذا سمع من يقول: آمين وهو ساجد يرفع صوته بها، هذا يعقل من صلاته شيء؟ نعم، والمساهمون في الصالات في البنوك مجرد ما يسلم الإمام التسليمة الأولى تجدهم مثل ما يحصل من سلام الإمام في المسجد الحرام، تجد كثير من الناس لا يسلم الثانية ليذهب ليقبل الحجر وحصل من كثير من الناس في صالات البنوك قريب من هذا، فنسوا كل شيء، عطلوا أعمالهم، وأهملوا أسرهم، وضيقوا على أنفسهم، والله -جل وعلا- يقول: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(77) سورة القصص] لأن هذه الغاية العظمى التي هي العبادة يمكن للإنسان أنه إذا جاهد في أول الأمر من أجل تحقيقها ثم صار يتلذذ بها احتمال أن ينسى الدنيا، لكننا بحاجة الآن أن نذكر المسلم أن لا ينسى نصيبه من الآخرة، هذه هي الغاية، التوحيد هو الغاية أيضاً من إنزال الكتب ومنها القرآن كما قال -جل وعلا-: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} [(1 - 2) سورة هود] التوحيد إذا حقق يمنع الخلود في النار، إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل، يعني فرق بين من يدخل النار ليهذب وينقى ثم يخرج منها إلى النعيم المقيم، وإذا علمنا حال آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة يقال له: تمن، فتنقطع به الأماني، ما يدري ماذا يقول؟ يعني آخر واحد ويش بيقول؟ فيقال له: تمن، فتنقطع به الأماني، فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك أعظم ملك في الدنيا؟ قال: إي وربي، أرضى، ما توقع هذا ثم يقال: لك هذا ومثله، ومثله، ومثله ومثله، إلى عشرة أمثاله، تصور أعظم ملك في الدنيا عشرة أمثاله، هذا إذا خرج، إذا كان في قلبه مثقال حبة من خردل، مثقال حبة خردل من إيمان، لكن الذي ليست توجد لديه .. ، أو لديه هذا المثقال -نسأل الله السلامة والعافية- في النار، في العذاب الأبدي السرمدي {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [(56) سورة النساء] {مَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [(48) سورة الحجر] فهذا فيه دلالة على عظم شأن هذا التوحيد الذي الفرق بين هذا وهذا مثقال حبة خردل، لكن ماذا عن الذي يحقق التوحيد ويمتلئ قلبه من التوحيد؟ هذا يمنعه دخول النار بالكلية، إذا تحقق وأخلص كما جاء ذلك في حديث عتبان في الصحيحين وغيرهما قال: ((فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
تحقيق التوحيد يحصل به الأمن التام في الدنيا والآخرة:
تحقيق التوحيد يحصل به الأمن التام في الدنيا والآخرة، {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [(82) سورة الأنعام] مفهومه أن الذين لبسوا إيمانهم بظلم لا يحصل لهم الأمن، وليسوا بمهتدين، أقول: هذه الآية أول ما نزلت خاف منها الصحابة -رضوان الله عليهم- وأينا لم يظلم؟ يظلم نفسه الظلم حاصل، الله -جل وعلا- حرمه على نفسه، وجعله بين الناس محرماً، لكن المقصود به في هذه الآية الشرك ((ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح)) {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [(13) سورة لقمان]؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول -جل وعلا- في سورة النور: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} آمنوا وعملوا الصالحات {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [(55) سورة النور] ما الدين الذي ارتضي؟ {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [(3) سورة المائدة] {وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} ومعنى العبادة هنا التوحيد، يعبدونني بدليل المقابل {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [(55) سورة النور] وعلى هذا فالمشرك لا تحصل له هذه الخصال، ونحن نسعى جادين إلى تحصيل الأمن وتحقيقه بعد أن وجد ما يزعزعه من بعض التصرفات، ونغفل عن مثل هذه التوجيهات الإلهية، لماذا لا نعتني بالتوحيد ونحارب الشرك بجميع مظاهره ليتحقق لنا هذا الوعد الذي هو الأمن؟ {وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [(55) سورة النور] ونحن نبحث جادين عن وسائل تحقيق الأمن ونغفل عن مثل هذا، فلا أمن إلا بتحقيق التوحيد، ولا أمن إلا بنبذ الشرك، وهذه هي النعمة العظمى التي يتقلب بها من منَّ الله عليه بتحقيق التوحيد وتخليصه وتنقيته من شوائب الشرك والبدع.
فقد التوحيد إذا كان .. ، إذا كان الربح العظيم في الدنيا والآخرة بتحقيق التوحيد، ففقد التوحيد هو الخسارة الحقيقية، خسارة الدنيا والآخرة، الإنسان يشتري سيارة بمائة ألف ويبيع بتسعين بثمانين بسبعين ألف خسارة، لكنها ليست بالخسارة لأن الدنيا كلها غير مأسوف عليها، عند من يعرف حقيقة الدنيا والآخرة، الذي يعرف حقيقة الدنيا وأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة يعرف أن الخسارة الحقيقية هي خسارة النفس والمال يوم القيامة، كما قال -جل وعلا-: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ} الخاسرين خسارة حقيقية، خسارة لا ربح معها تبيع سيارة بخسارة عشرة آلاف، تبيع سلعة بمكسب، لكن الخسارة التي لا ربح معها {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} هذه هي الخسارة التي لا تعوض، أما اليوم تشتري السيارة تبيعها بخسارة عشرة آلاف، تشتري بيت تبيعه بمكسب مائة ألف، ما في خسارة، ما في خسارة {أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ} [(45) سورة الشورى] بعض العلماء وهو معروف عن مالك أنه لا غبن ولا شيء اسمه: خيار الغبن، يعني إذا بعت سلعة وفيها نقص من قيمتها الثلث فأكثر جمع من أهل العلم يرون أن لك خيار الغبن، مالك يقول: ما في شيء اسمه: غبن، في الدنيا ما في غبن، الغبن وين؟ {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [(9) سورة التغابن] يوم القيامة، الدنيا كلها ما تسوي شيء، سعيد بن المسيب -رحمه الله- لما جاءه الواسطة يكتب ابنته لابن الخليفة قال له: يا سعيد جاءتك الدنيا بحذافيرها، جاءتك الدنيا بحذافيرها، نعم اتصور ابن الخليفة ابن الملك جاء يخطب بنتك، كثير من الناس خطر على عقله كيف ابن خليفة يجي يخطب ابنتي؟ لأن الدنيا صارت هدف، صارت غاية، قال سعيد: إذا كانت الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة فماذا ترى أن يقص لي من هذا الجناح؟ يعني لو قيل: هذا مفتاح بيت المال كله لك، فماذا ترى أن يقص من هذا الجناح لي؟ والدنيا كلها من أولها إلى آخرها لا تزن عند الله جناح بعوضة ((وركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)) فمثل هذه الأمور على المسلم أن ينظر إليها بعناية، وأن يعيد النظر فيها، يعني يحصل في مجالس بعض الناس أن الإنسان إذا حج جاء من باب الفضول قال له بعض الناس -وهذا حصل-: تبيع حجتك بمائة ألف؟ بعض المساكين يقول: نعم نحج حجة ما تكلف ولا ألف بدلها، لكن ما الذي يقوم أمام هذه العبادة العظيمة التي إن كان حجه مبرور رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ((والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) والله المستعان.
فهذه الخسارة والكارثة حقيقة هي خسارة الدين.
وكل كسر فإن الدين يجبره
ج
(يُتْبَعُ)
(/)
وما لكسر قناة الدين جبرانُ
الدين ما يجبره شيء، لكن أي كسر في الدنيا أو حتى في الجسد ينجبر، ولو قدر أن إنساناً حصل له ما حصل، والتفت إلى ربه وذكره، ذكره الله في نفسه، يعني ذكره خالياً بمفرده ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسه، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)) هذا في الصحيح في البخاري وغيره، يعني ماذا يحصل للإنسان وإن كان طالب علم، وإن كان كبيراً في نفسه في قومه إذا قيل له: ذكرك الملك فلان أو الأمير فلان البارحة وأثنى عليك خير، والله أعلم يجلس أسبوع ما نام، وماذا يقدم له؟ وماذا يؤخر هذا المخلوق وهو مثله؟ والله ما يستطيع أن يقدم له شيء، لو يحصل له صداع ما استطاع أن يقدم له شيء، إلا أنه تسبب يدخله مستشفى وإلا يجيب له طبيب وإلا .. ، لكن ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)) ونحن نغفل عن هذه الحقائق، وإذا جلسنا في مجالسنا عمرناها بالقيل والقال، ونسهر الساعات الطويلة قال فلان، ذكر فلان، الصحيفة الفلانية ذكرت كذا، والقناة الفلانية قالت كذا، هذا إذا سلم من المحرمات، فإذا سلم من المحرمات وانشغل بالقيل والقال وعمر وقته بها فإذا أراد أن يتعبد ثقلت عليه العبادة، عنده استعداد يسهر إلى الساعة ثلاث، قيل وقال مع أحبابه وأصدقائه، ثم إذا دخل شخص عرف بصلاحه توقعوا أنه يحد من متعتهم في الحديث استثقلوه، فإذا لم يبق من الليل إلا الشيء اليسير عالج نفسه للوتر ولو بركعة، تجده لا يعان على ذلك، لكن لو كان وقته معموراً بذكر الله صارت العبادة هي جنته، والله المستعان.
جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة قبولها متوقف على تحقيق التوحيد:
جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة قبولها متوقف على تحقيق التوحيد {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [(23) سورة الفرقان] {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [(65) سورة الزمر] وهذا يقال لمن؟ للرسول -عليه الصلاة والسلام- فكيف بغيره؟ {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} فلا بد من تحقيق التوحيد، وهو الذي به تحفظ الأعمال، وبه تضاعف هذه الأعمال، وكل ما قوي التوحيد والإخلاص لله -جل وعلا- كملت جميع الأعمال الصالحة وتمت، والمخلص في إيمانه وفي توحيده تخف عليه الطاعات، يعني نسمع من سلف هذه الأمة من يصلي في اليوم والليلة مئات الركعات، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول لمن سأله مرافقته في الجنة: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) الإمام أحمد حفظ عنه ثلاثمائة ركعة في يوم وليلة، كيف خفت عليه هذه العبادة؟ الرسول القدوة الأعظم -عليه الصلاة والسلام- قام حتى تفطرت قدماه، كيف خف عليه هذا القيام؟ لقوة إيمانه وإخلاصه وتوحيد قصده إلى الله -جل وعلا-، وقف بين يدي ربه -جل وعلا- فقرأ الفاتحة ثم قرأ البقرة ثم قرأ النساء ثم آل عمران ثم ركع، يرتل -عليه الصلاة والسلام- يقرأ القرآن على الوجه المأمور به، ويردد ويسأل ويستعيذ ويتأمل ويتدبر فخمس أكثر من خمسة أجزاء تحتاج إلى كم من الوقت؟ وهل نقول إنه ما صلى إلا ركعة واحدة؟ صلى -عليه الصلاة والسلام- نعم لم يحفظ عنه أنه قام ليلة كاملة إلا ما ذكر في العشر الأواخر من رمضان أنه إذا دخلت العشر شد المئزر واعتزل أهله، وأحيا ليله، وأما ما عدا ذلك فهو يخلطه بقيام ونوم، لكن قراءة خمسة أجزاء على الوجه المأمور به لا تقل عن ساعتين، ثم ركع ركوعاً طويلاً نحواً من قيامه، ثم سجد سجوداً طويلاً نحواً من ركوعه وهكذا، يعني الصلاة على هذا الوجه، وعلى هذه الطريقة من يطيقها؟ من يطيقها؟ لا نقرن هذا بالبدن وقوة البدن أبداً، لا علاقة بين هذا الفعل وبين قوة البدن وضعفه، تجد الشاب في الثلاثين من عمره عنده استعداد أن يحمل مائتي كيلو ويجري بها، يعني بعض الناس عنده قدرة، وعنده قوة، لكن إذا صف خلف الإمام تجده يراوح بين قدميه، تتعب هذه ثم يرفعها ثم .. ، والإمام ماذا يقرأ؟ إذا قرأ عشر آيات قالوا: طول، فلا ارتباط للبدن مع تحمل هذه العبادات الطويلة، إنما العلاقة بين في هذه العبادات إنما هي للقلب فقط، القلب السليم هو الذي يحمل البدن، هو الذي يحمل البدن، والشيخ الكبير الذي جاوز المائة يصلي التهجد خلف إمام قراءته متوسطة؛ لأن بعض الأئمة يتشجع المأموم إذا صلى خلفه لحسن
(يُتْبَعُ)
(/)
صوته، هذا قراءته متوسطة، والشيخ معتمد على عصاه جاز المائة، والإمام يقرأ في كل تسليمة جزء من القرآن، في كل تسليمة يقرأ جزء، وهؤلاء أدركناهم اللي يقرؤون في الجزء بالتسليمة، لكن الآن كثير من الأئمة ورقة واحدة، في التهجد ورقة، وأما بالنسبة للتراويح فأقل، بعضهم نصف وجه، ربع ورقة، سئلنا سؤال حقيقي ما هو بافتراضي، إمام يسأل عن آية الدين هل يجوز قسمها بين الركعتين؟ آية الدين، والله المستعان، هذا الشيخ الذي جاوز المائة يعتمد على عصاه ويصلي خلف إمام قائماً يقرأ في التسليمة جزء من القرآن وصوته لا يشجع لما خفف الإمام في التسليمة الأخيرة لأنه سمع مؤذناً؛ لأنه إذا سمع المؤذن معناه أن المسجد انتهى من صلاة التهجد هذا الأذان الأول، خفف، لما سلم استلمه هذا الشيخ الكبير يوبخه ويؤنبه، ويقول: لما جاء وقت اللزوم يعني بتعبيره فهو عامي أو شبه عامي، لما جاء وقت اللزوم يعني هذا أهم الأوقات خففت؟! والآن تجد المساجد التي عرف أئمتها بالتخفيف تمتلئ من الناس، نعم الناس كثير منهم بحاجة إلى ما يعنيهم، لكن ليس إلى هذا الحد، يتلاعب الناس بالقرآن، يسأل عن آية الدين هل تقسم وإلا ما تقسم؟ والإمام مطلوب بالتخفيف، مطلوب بمراعاة المأمومين، لكن مثل التهجد في العشر الأواخر من رمضان ظرف لا يعوض، والله المستعان.
شخص بالمقابل شخص كبير زاد على الثمانين يقولون: له أكثر من عشر سنوات أو قالوا: عشرين شككت، ما صلى قائماً، يصلي وهو جالس، لما جاء يوم العيد وجاءت العرضة أظن أكثر من ساعة وهو يعرض قائماً بيده السيف، قالوا: يا فلان أما تتقي الله تصلي جالس وهذا .. ؟ قال: والله ما أدري ما الذي حملني؟ {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [(4) سورة الليل] يعني هذه صورة وهذه صورة وكلها موجودة في المجتمع، فما الذي تختاره لنفسك؟ المخلص في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجوه من الثواب، ويهون عليه ترك المعاصي لما يخشى من سخط الله وعقابه ومع ذلك يعينه الله -جل وعلا- على تحقيق ما يريد من أمور الدين والدنيا.
التوحيد يخفف على العبد المصائب:
تحقيق التوحيد يخفف على العبد المكاره، ويهون عليه المصائب، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى هذه المصائب وهذه المكاره وهذه الآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة لماذا؟ لأنها كلما عظمت المصيبة وعظم الألم زاد الأجر، فإذا كان يرجو ثواب الله وثواب الله نصب عينيه، كما يفعل في تجارة الدنيا، تجده يتعب الليل والنهار من أجل أن يكثر الكسب، ويتحمل هذه المشاكل، وذكر أن بعض كبار التجار يسهرون في بعض البنوك أمام الشاشات الليل كله، ويلاحظون إذا طلعت وإذا نزلت، وهذه حبة سكر، وهذه حبة ضغط، وهذه ما أدري إيش؟ يناظر الشاشات إذا ارتفع كذا وإذا نزل انخفض كذا، يعني بالله هل هذا أسهل أو صلاة ركعتين في جوف الليل؟ لكن من الذي يلقى مثل هذه الأعمال؟ {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [(35) سورة فصلت].
لو ننظر بمقاييسنا أن صاحب العقد العظيم الذي جمع هذه الأموال ثم ماذا؟ يروح ويتركها ويقتسمها الورثة، وقد يحصل بينهم أدنى مشكلة فيدعون عليه الذي هو السبب في هذه المشكلة، وعليه الآثام، ولهم الغنم، الغنيمة الباردة للوارثة، وعليه إثمها وحسابها إن كان قد ارتكب شيئاً من المخالفات.
فتجد هذا يتلقى هذه المصائب بقلب منشرح ونفس مطمئنة، وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة، وذلكم لأن الإيمان بالقضاء حلوه ومره خيره وشره ركن من أركان الإيمان، الذي لا يصح إلا به، والموحد حر من رق العباد، حر من رق العباد والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف الغالي، تجد بعض الناس حينما يكون رجاؤه معلق بشخص تجد حياته دائماً في خوف وفي وجل من هذا الشخص؛ لئلا يطلع على شيء منه لا يرضاه، وإذا تعلق بآخر كذلك، وهكذا تجد حاله دائماً مضطربة، لا يبلغه كلمة، ولا يرى فعلاً يبغضه، فالموحد حر من رق العباد ومن التعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم وهذا هو العز الحقيقي والشرف الغالي، فيكون بذلك متألهاً متعبداً لله، فلا يرجو سواه، ولا يخشى غيره، ولا ينيب إلا إليه، ولا يتوكل إلا عليه، وبذلك يتم فلاحه ونجاحه في الدنيا والآخرة، وما أروع المثل الذي ضربه الله -جل وعلا- للموحد والمشرك، وأمثال القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
من أولى ما يعنى به طالب العلم؛ لأنه بالمثال يتضح المقال، والله -جل وعلا- قال عنها: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [(43) سورة العنكبوت] يعني تمر على المثل ولا تفهمه وأنت تدعي العلم هذا منفي في القرآن، فعلينا أن نعنى ونهتم لهذه الأمثال أمثال القرآن.
ما أروع المثل الذي ضربه الله -جل وعلا- للموحد والمشرك قال -جل وعلا-: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر].
ضرب الله مثلاً أي للمشرك والموحد رجلين مملوكين، هذا مملوك وهذا مملوك، لكن هذا مملوك لشخص واحد، وهذا مملوك لأشخاص، رجل فيه شركاء متشاكسون أي سيئو الأخلاق، يتجاذبونه ويتعاورونه في مهماتهم المختلفة، إذا أرسله أحدهما إلى المحل الفلاني قال: لا، روح إلى المحل الفلاني، إذا فعل قال الثاني: لا، لا تفعل هذا افعل كذا، إذا لبس قال: لا، لا تلبس هذا الثوب البس الثوب وهكذا، واحد يأمره وواحد ينهاه، شركاء متشاكسون أي سيئو الأخلاق، يتجاذبونه ويتعاورونه في مهماتهم المختلفة فلا يزال متحيراً متوجع القلب لا يدري أيهم يرضي بخدمته؟ وعلى أيهم يعتمد في حاجته؟ ورجلاً سلماً لرجل أي: خلص ملكه له لا يتجه إلا إلى جهته، ولا يسير إلا لخدمته، فهمه واحد وقلبه مجتمع، همه واحد وقلبه مجتمع، هل يستويان؟ أي صفة وحالاً، أي في حسن الحال وراحة البال، كلا، وهكذا حال من يثبت آلهة شتى لا يزال متحيراً خائفاً لا يدري أيهم يعبد؟ وعلى ربوبيته أيهم يعتمد؟ وحال من يعبد إلا إلهاً واحداً فهمه واحد، ومقصده واحد، ناعم البال، خافض العيش والحال.
والمقصود أن توحيد المعبود فيه توحيد الوجهة، ودرء الفرقة، كما قال -جل وعلا- عن يوسف -عليه السلام- أنه قال: {أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [(39) سورة يوسف] الحمد لله يعني ننتبه لهذه الجملة {الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر] لماذا عقب المثل بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [(29) سورة الزمر] وهذا هو المناسب لدرسنا، الحمد لله، يقول أبو السعود في تفسيره: هذا تقرير لما قبله من نفي الاستواء بطريق الاعتراض، وتنبيه للموحدين على أن ما لهم من المزية بتوفيق الله تعالى، وأن هذه نعمة جليلة موجبة عليهم أن يداوموا على حمده وعبادته أو على أن بيانه تعالى بضرب المثل أن لهم المثل الأعلى وللمشركين مثل السوء، صنع جميل، ولطف تام منه -عز وجل-، مستوجب لحمده وعبادته.
أنت إذا تصورت وتأملت هذا المثل، وكنت ممن من الله عليك بالتوحيد، يعني لم تملك نفسك حتى تقول: الحمد لله، وإذا كنت في مصائب الدنيا يندب أن تقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به، فكيف بالمصيبة والكارثة العظمى التي هي الشرك؟
وقوله -جل وعلا-: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر] إضراب وانتقال من بيان عدم الاستواء على الوجه المذكور إلى بيان أن أكثر الناس وهم المشركون لا يعلمون ذلك مع كمال ظهوره لا يعلمون ذلك، يعني المشرك في صراع نفسي دائم، والموحد في توحيده للوجهة إلى الله -جل وعلا- مطمئن، مطمئن مرتاح البال، وذاك فيه نزاع، وفيه اضطراب شديد، المشرك لا يعلم هذه الحقيقة وهو يعيشها، والموحد يعرف هذه الراحة التامة من نفسه، وإن وجد شيء من الخلل عنده هذه الراحة وهذه النعمة تتزعزع عنده بقدر هذا الخلل، ولذا نسمع في بعض أوساط المسلمين من ينتحر للتخلص من الحياة لماذا؟ لأن في توحيده خلل، هذه الراحة التي يعيشها المسلم تزعزعت عند هذا فصار عنده شيء من الخلل الذي دعاه إلى مثل هذا العمل ليتخلص من هذا الشقاء الذي يعيشه، وإلا لو كانت المسألة خلل في أمور دنيا، مع حضور امتثال هذا المثل، وتصور هذا المثل فإن الدنيا يعني بحذافيرها لا تعدل شيئاً، فيتجاوز هذه المحن، ولو مكث في السجن ما مكث من أجل ديون ركبته تجده مرتاح البال ناعم البال؛ لأنه يضع الدنيا في كفة، والجنة في كفة، والآخرة في كفة، لا نسبة بينهما، العمر كم؟ كم العمر؟ وكم نسبة الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة؟ لا شيء، يعني إذا عاش الإنسان مائة سنة، افترض أن إنسان عُمِّر مائة سنة ثم ماذا؟ يموت وتنتهي
(يُتْبَعُ)
(/)
الدنيا، يبقى الآخرة التي لا نهاية لها أبد الآباد، إما في نعيم دائم، وإلا في شقاء لا نهاية له.
وقوله تعالى: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر] إضراب وانتقال من بيان عدم الاستواء على الوجه المذكور إلى بيان أن أكثر الناس وهم المشركون لا يعلمون، لا يعلمون ذلك مع كمال ظهوره، فيبقون في ورطة الشرك والضلال.
الله -جل وعلا- نفى العلم عن الكفار، وأثبت لهم العلم فيما يتعلق بظاهر الحياة الدنيا، فهل يعلمون باطن وحقيقة الحياة الدنيا؟ {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [(7) سورة الروم] يعني علمهم واكتشافاتهم واختراعاتهم وما وصلوا إليه مما يبهر ومما يحير هل هذا متعلق بظاهر الدنيا أو في حقيقتها وباطنها؟ الله -جل وعلا- يقول: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أما حقيقة الحياة الدنيا لو علموه وأسلموا وآمنوا، لو علموا حقيقة الدنيا لأسلموا، لقادهم هذا العلم إلى الإسلام، ولذا بعضهم إذا تعدى وتجاوز الظاهر إلى الباطن تجده لا يتمالك أن ينطق بالشهادتين.
إذا علمنا أن نعمة التوحيد هي أعظم النعم التي أعطانا الله -جل وعلا- وأسدانا من غير حول منا ولا قوة، فعلينا أن نشكر هذه النعمة، وأن نشكر سائر النعم الظاهرة والباطنة التي حرمها كثير من الناس، وعلينا أن تظهر علينا آثار هذه النعمة، وأن نتحدث بها؛ لأن كثيراً من الناس في غفلة عنها؛ لأنهم ينظرون إلى أن النعمة بما يتعلق بأمور الدنيا، لكن إذا نبه المسلم إلى أن أعظم ما يملك ورأس ماله هو دينه انتبه والتفت إلى المحافظة على رأس المال، وأن نحدث بذلك وندعو إليه، وأن ندعو إلى هذا التوحيد؛ لأن ((من دل على هدى كان له مثل أجر فاعله)) ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)) فادعوا إلى هذا التوحيد وتبينه للناس، كما قال -جل وعلا-: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [(11) سورة الضحى] وعليك أيضاً: أن تكثر من قول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [(19) سورة النمل] هل هذا خاص بمن بلغ الأربعين؟ نعم؟ يعني في القرآن {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} [(15) سورة الأحقاف] ولذلك تجد بعض الشباب يتحاشى أن يقول مثل هذه الكلمة لأنه ما بلغ أشده، يعني مثل شخص سمع واحد في السجود يقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، يكررها، لما سلم قال: تتوقع أنها ليلة القدر؟ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- وجه عائشة إلى قولها إذا وافقت ليلة القدر، فمثل هذه الأمور يعني وإن ارتبطت بسبب لكن لا تقصر على هذا السبب، فيقول الصغير والكبير ومن بلغ الأربعين ومن قصر دونها ومن تعداها يقول: رب أوزعني، يعني: ألهمني وألزمني {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [(15) سورة الأحقاف] فالشكر لله تعالى هو الطريق الوحيد، بل السبيل الأوحد لدوام هذه النعم، وزيادتها كما قال -جل وعلا-: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [(7) سورة إبراهيم] وهذه النعم لا تغير إلا إذا غير الإنسان، إلا إذا غير الإنسان نعمة الله كفراً، وانظروا إلى مآلهم ومصيرهم الذين غيروا نعم الله كفراً {أَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [(28) سورة إبراهيم]-نسأل الله العافية- في الدنيا قبل الآخرة، ولا نغير ولا نبدل نعمة الله كفراً فنستحق العذاب العاجل والآجل {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} [(53) سورة الأنفال] فالسبب هو الإنسان نفسه، فإذا غير غُير عليه، إذا ثبت ثبتت له النعمة، وبالشكر تزداد النعم، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
هل يجوز للمعتدة من وفاة زوجها أن تحضر المحاضرات في المساجد والمعاهد العلمية؟
لا، عليها أن تلزم البيت.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف نوجه الآثار الواردة عن السلف في الزيادة في العبادة بغير ما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- كصلاة الإمام أحمد في اليوم ثلاثمائة ركعة؟
هناك من السنن ما هي أفعال للنبي -عليه الصلاة والسلام-، ومنها ما هي أقوال، والأفعال يقرر أهل العلم أنها لا عموم لها، والأقوال هي التي تتناول الأمة، وقد يحث النبي -عليه الصلاة والسلام- على شيء: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) ولا يفعله خشية أن يفرض على الأمة، وقد يعوق عنه يعوقه عنه وينشغل عنه بما هو أهم منه من النفع المتعدي، يعني لو قدر أن إنسان من أهل العلم ارتبطت حاجات الناس به، وتعلق نفعهم به، والإنسان إذا كثرت نعم الله عليه ازدادت حاجة الناس إليه كما هو معلوم، فإذا ترتب على ذلك أنه لو انشغل بعبادة خاصة يعني بدلاً من أن يصلي في اليوم والليلة أربعين ركعة الرواتب ثنتا عشرة ركعة، والفرائض سبعة عشرة والوتر إحدى عشرة، يعني لو زاد على ذلك تأثر نفعه للناس، ولو قلنا له: صم صيام داود، قال: أنا لا أستطيع أن أجمع بين التصدر لتعليم الناس وإفتائهم مع صيام داود، نقول: لا تصم صيام داود، علم الناس، ووجه الناس، وانفع الناس، وأفتي الناس، وخلِ صيام داود لإنسان ليست عنده هذه القدرة، فإذا كان يؤثر على الإنسان على عمله العام لا سيما وأن العمل العام أفضل، يعني العلم وتعليم العلم أفضل بكثير من كثرة الصيام والصلاة، فهل نقول للشيخ الذي لا يستطيع أن يوفق بين هذه العبادات الخاصة وبين النفع العام نقول: لا، اتجه إلى هذه العبادات لأنها ثبتت عن السلف؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- ارتبطت به حاجة الأمة كلها، فهو يقوم -عليه الصلاة والسلام- بالتبليغ، ويعلم الناس، ويوجههم، وأيضاً لو فعل هذه الأمور إضافة إلى الحث عليها بقوله لتعطل كثير من المصالح، وبعض الأمور قد يتقاتل عليها الناس.
النبي -عليه الصلاة والسلام- حث على العمرة في رمضان، وقال: ((إنها تعدل حجة)) وفي رواية: ((حجة معي)) فماذا يكون الأمر لو اعتمر النبي -عليه الصلاة والسلام- في رمضان؟ كان يتقاتل الناس على العمرة في رمضان، ونجد المشقة العظيمة وأضعاف أضعاف من يعتمر في هذه الأوقات؛ لأن بعض الناس يتذرع ويقول: النبي -عليه الصلاة والسلام- ما اعتمر في رمضان، ويجلس في بلده، وهو بهذا يخف الأمر على المسلمين، وكل ميسر لما خلق له، فلو تظافر القول والفعل لاجتهد الناس في التحصيل، ولضاقت بهم المسالك، النبي -عليه الصلاة والسلام- دخل الكعبة ثم بعد ذلك ندم، وقال: إنه لو استقبل من أمره ما دخل، لماذا؟ لئلا يلزم على ذلك مشقة، وهو الرءوف الرحيم بأمته -عليه الصلاة والسلام-، فقوله: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) يناسب هذا الشخص ما عنده شغل، ليست لديه أهلية للتعليم ولا دعوة ولا شيء، حفظ حديث أو حديثين وبلغهم وانتهى، يتجه إلى العبادة وخلاص.
يقول: أنا صاحب مطبعة ورق، حاولت الاتفاق مع أحد مكاتب الدعاية والإعلان على أن يرسلوا لي عملاء وأن يكون لهم نسبة من البيع، لكن صاحب المكتب لم يبدو منه أي تجاوب ولم يبلغ ولم يقم بإبلاغ أي من موظفيه، وصار أحد الموظفين لديه يرسل لي عمل على أن تكون العمولة لجيبه الخاص فهل يجوز ذلك؟
هذه العمولة التي تدفع لهذا الشخص الذي يرسل لك زبائن هذه أجرته، فإن كان عمله واتفاقه مع الناس يخل بعمله الذي تعاقد معه مع صاحبه هو أجير، فإن كان هذا يخل بعمله، ويعوقه عن إتقانه وإحسانه، فإن هذا لا يجوز، وإن كان لا يعوقه عن شيء يتفق مع الناس خارج وقت الدوام، ويوجههم، فهذه أجرته وسمسرته.
يقول: ما حد سترة المأموم؟ هل هو متر أو ذراع؟ نرجو التوضيح مع بيان الراجح؟
أولاً: المأموم سترة الإمام سترة لمن خلفه، ليس عليه سترة، المأموم ولو مر بين يديه من مر لا يضره، المطالب بالسترة هو الإمام والمنفرد، الإمام والمنفرد، أما ارتفاع السترة فيكفي مقدار ثلثي ذراع كمؤخرة الرحل، وأما بالنسبة لسمكها فالسهم يكفي، يستتر ولو بسهم.
يقول: ما حكم التصوير حيث أننا نجد الكثير ممن توسع في ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
التصوير جاءت النصوص الصحيحة بتحريمه والتشديد في أمره، هذا من حيث الإجمال، ولا أحد يشكك لا الذي يصور الآن ولا قبل الآن، التصوير حرام، لكن الخلاف في كون التصوير الموجود الآن تصوير تتناوله النصوص أو هو مجرد حفظ ليس بتصوير، فالذين تساهلوا فيه لا سيما من أهل العلم الموثوقين؛ لأنه وجد الآن من علمائنا أهل العلم والعمل من يصور، يعني يُصوَّر، لا يصور بنفسه، يصور، ولا ينكر على صوره، ويخرج في القنوات، وهو معروف بعلمه وعمله وإخلاصه لا يشك فيه، لكنه ينازع في كون التصوير بهذه الآلات داخل في النصوص، وبعضهم يصرح يقول: مستحيل أن يرتب هذا العذاب الشديد ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)) أن يكون بضغطة زر يكون هذا العذاب الأليم، نقول: لا يا رجال كلمة يهوي بها في النار سبعين خريفاً، وضغطة زر من المسدس تقتل مؤمن خالد مخلد في النار وهي ضغطة زر، وإذا قال: أنا ما صورت الآلة هي التي صورت، قلنا أيضاً: ما قتل المسدس هو الذي قتل، فالمسألة في النزاع في هذا التصوير، وعهدنا من الناس لا سيما في المسجد الحرام والمشاعر الكاميرات تكسر، يعني بعلم من المسئولين وبنظر، بل قد يتبناها بعضهم والآن يعتقدها بعض الناس عبادة، يصف النساء أمام الكعبة ثم يأخذ لهن الصور في المطاف، والله المستعان.
بعض الكلام مفهوم وبعضه غير ...
ما هي أفضل الكتب اللازمة لطالب العلم في التحصيل؟ عجزت أقرأ الباقي.
على كل حال بالنسبة للكتب في جميع الفنون، ولجميع طبقات المتعلمين هذه مدونة عند أهل العلم، كل طبقة من طبقات المتعلمين كتب تناسبهم في الفنون المختلفة، وهناك أشرطة سميت: كيف يبني طالب العلم مكتبته؟ يمكن أن يستفيد منها السائل وغيره.
ما حكم أن ينوي الشخص بعبادته أجر الآخرة وصلاح أبنائه ودنياه؟
أما ما نص عليه ما جاء النص عليه في نصوص الكتاب والسنة فملاحظته لا تؤثر في العمل، ملاحظته لا تؤثر في العمل، ((من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره -أو في أجله- فليصل رحمه)) هو يصل الرحم امتثالاً لأمر الله -جل وعلا- ورجاء ما عنده خوف من عقابه ومع ذلك يلحظ ما ذكر في الحديث، يريد أن يبسط له في رزقه، ويؤجل في مدة إقامته في هذه الدنيا هذا لا يؤثر، ولا يضر من قصده، ومن قرأ الآيتين من سورة البقرة كفتاها -من آخرها-، وآية الكرسي وكذا رتب عليها ثواب عاجل، وعليها الثواب الآجل، ملاحظة الثواب العاجل لا تضر؛ لأنها لو كانت ضارة أو مؤثرة لما نص عليها في الأخبار الصحيحة.
يقول: هل تصح هذه المقولة: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؟
أما من حيث المعنى فهي صحيحة؛ لأن المكروه قد يكون مكروهاً في أمر الدنيا ويرتب عليه ثواب عظيم في أمر الآخرة، فيحمد الله -جل وعلا- على كون هذه العاقبة له في أخراه، وأما من صدر منه أي عمل مكروه فإنه لا يحمد عليه، وأما الله -جل وعلا- إذا حصل في تقديره بالنسبة لك شيء تكرهه فهو محمود باعتبار العاقبة، فأنت تحمده من هذه الحيثية، وليس في أفعاله -جل وعلا- شر محض.
هل خوارم المروءة ثابتة في كل زمان أم أنها تختلف باختلاف الزمان؟
تختلف، يعني ما عده الناس خارماً في زمان أو في بلد من البلدان يتقى، وما لم يعدوه خارماً ولو كان خارماً في بلد آخر أو في زمان متقدم فإن هذا إذا لم يكن فيه نص يدل على منعه فلا يتقى حينئذٍ.
يقول: هناك شبهة يطرحها بعض الناس حيث يقولون: إننا وإن دخلنا النار فإن منتهانا إلى الجنة؛ لأننا من أهل التوحيد فكيف الرد؟
نقول: صحيح لكن هل تطيق البقاء في النار لحظة؟ وقد فضلت على نارنا بتسعة وستين جزءاً، جزء من سبعين جزء، يعني لو كانت مثل نارنا، وهي واحدة على سبعين من نار جهنم، {نَارًا تَلَظَّى} [(14) سورة الليل] {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [(24) سورة البقرة] ويل: وادٍ في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت، هل تستطيع أن تلمس الإنارة هذه؟ فضلاً عن كونك تضع يدك على النار الحقيقية سواءً كانت من حطب أو من غاز أو ما أشبه ذلك، فكيف بالنار التي فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً؟ يعني الذي يقول هذا الكلام عنده تحمل؟ يستطيع؟ وما يدريه أنه يمكث أحقاب بقدر أعماله وبقدر مخالفاته؟ وقد يعاقب على مثل هذا الكلام بعدم العفو عنه وإلا فالذنوب كلها تحت المشيئة، الإنسان قد يرتكب كبائر ثم يغفر الله له، لكن إذا قال
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل هذا الكلام هو يعرض نفسه، يعني مثل هذا الكلام قد يكون فيه محادة لأوامر الله -جل وعلا-، وإلا كلامه مآله إلى الجنة إذا كان من أهل التوحيد، هذا ما يشك فيه أحد، وقد يعاقب بارتكاب هذه المحرمات مع هذا التأويل الذي يحتج به أن يستدرج ويصل به الأمر إلى أن يخلع التوحيد من قلبه بالكلية -نسأل الله السلامة والعافية-، والكلام من حيث التنظير ما فيه إشكال، لكن الكلام على التطبيق، هل يستطيع أن يصبر على النار؟ هل يستطيع أن يصبر على حر الرمضاء؟ جرب يوم واحد من أيام الصيف، اخرج إلى المسجد بدون حذاء لصلاة المغرب، لا أقول: لصلاة الظهر أو العصر، لصلاة المغرب بعد أن تغيب الشمس، شوف أنت تتحمل وإلا ما تتحمل؟ وأبو طالب عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه، وأنت جرب، جرب حر الرمضاء تشوف.
يقول: ما الرد على من يستشهد بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ: ((إن حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً)) يستشهد به على أنه لا يدخل النار أبداً حتى ولو تمادى في العصيان؟
يعني هذا النص المجمل يقضى به على جميع النصوص المحكمة؟ النصوص المحكمة الوعيد الذي رتب على شارب الخمر مثلاً على شرب الخمر أو على الزنا أو على غيره من الجرائم، نقول: لا يعذب من لا يشرك به شيئاً؟! يعني نص مجمل يرد إلى النصوص الأخرى المبينة المفسرة المفصلة.
ما المقصود بركعتي الفجر؟ هل هي الفريضة أم النافلة؟
المقصود النافلة.
يقول: ذكرت أن الغاية الوحيدة هي التوحيد وعبادة الله فماذا عن عمارة الأرض وتحسين الحياة فيها وتعمرها، أليس ذلك من غاية المؤمن أيضاً الرجاء التوضيح؟
الغاية والهدف تحقيق العبودية، وعمارة الأرض والاستخلاف فيها إنما هو من أجل إقامة هذا الهدف.
يقول: رجل ذهب إلى كاهن وكان يتعامل معه وكان على جهل ثم بعد ذلك تاب إلى الله وصدق في توبته هل عليه شيء؟
لا شيء عليه، كمن كان مشركاً ثم أسلم
أحياناً يأتيه الشيطان ويقول له: بأنه لا توبة لك أو .....
على كل حال إذا تحققت شروط التوبة، وصارت توبته نصوحاً، وأقلع وندم، وعزم على ألا يعود، مخلصاً في ذلك لله -جل وعلا- فهذا ... ، التوبة تهدم ما كان قبلها، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
ضبط الكلام في الناس
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 07:32]ـ
ضبط الكلام في الناس
الشيخ أبو أويس مولاي رشيد الإدريسي
"الصديق فيُثني، وأما العدوُّ فيقع ..
ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلِّها"
ليس من الحق في شيء عند أي مخالفة وقعت، إصدار الكلمات والأحكام كيفما اتفقت؛ ذلك أن " الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم، كحال أهل البدع"1 فمَنْ جعل أدنى اختلاف مُسوِّغاً للتشهير والتَّعييب، والتَّحقير والتَّلْقيب، فقد حمَّل الأمر مالا يتحمَّلهُ، ولقي الله بذنْبٍ يعجز عنه كاهلُه.
يقول ابن رجبٍ رحمه الله: " وأمَّا مُرَاد الرَّاد بذلك: إظهارُ عيب منْ ردَّ عليه، وتنقُّصُه، وتبيين جهلِه وقصوره في العلم ونحو ذلك، كان محرَّماً؛ سواءٌ كان ردُّه لذلك في وجْه من ردَّ عليه أو في غيبته، وسواءٌ كان في حياته أو بعد موته، وهذا داخلٌ فيما ذمَّه الله – تعالى – في كتابه، وتوعَّد عليه في الهمز واللَّمْز" 2.
فالله الله في الكلام بالعلم والعدل فإن " الله يحب الكلام بعلم وعدل، ويكره الكلام بجهل وظلم" 3، لكن الكثير من الناس قد همَّشوا مثل هذه الضوابط، ورموا بها عرْض الحائِط؛ فاتَّخذوا طُرُقاً عجيبةً في إصدار الأحكام على منْ خالفهم، غيْر أنَّ وجه الصَّواب فيها لم يُحالِفْهم؛ وما حقيقة حالهم إلا السعي سعْياً حثِيثاً في إلْصاق كُلِّ تُهمةٍ وباطل، على كلُّ عاقلٍ وفاضل
كناطح صخرة يوما ليوهنها ** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وليعلم أن إضاعة واجب العلم والعدل لأمرٌ خطرٌ، يُوجب إعادة النَّظر في الأصول التي نحتكم إليها، والموازين التي نسير عليها، بل لابد – قبل ذلك أصالة – من ترْبيةٍ للنفس تربيةً تُعينها على ضبْط المسائل والحقائق، وحسن التعامل مع الوقائع والدقائق.
قال الإمام ابن القيِّم – رحمه الله –: " وكلٌّ من القلب والبدن محتاجٌ إلى أنْ يتربَّى فينمو ويزيد؛ حتى يكمل ويصلح، فكما أن البدن محتاجٌ إلى أن يزكو بالأغذية المصْلحة له، والحمية عمَّا يضرُّه؛ فلا ينمو إلاَّ بإعطائِه ما ينْفعه، ومنع ما يضرُّه، فكذلك القلب: لا يزكو، ولا ينمو، ولا يتمُّ صلاحه إلا بذلك، ولا سبيل له إلى الوصول إلى ذلك إلا من القرآن؛ وإن وصل إلى شيءٍ منه من غيره، فهو شيءٌ يسيرٌ لا يحْصل له به تمام المقصود "4.
فحري في خصوص ما نتكلم فيه أن تجمع كِنانة الأقلام والمحابر، وأن يفتش عن صيد في بُطون الكتب والدَّفاتر، لإيجاد الفوائد الفرائد، وضبط الضوابط والقواعد، لأنه لا يحرم على صاحب المنهج السَّويِّ أنْ يذود عن حوضه، ويحل لمن خالفه أن يتطاول على الزَّهر في روضه (!)، والتوفيق من الرب المستوي على عرشه.
فمما هو معلوم عند النجباء أنَّه لا مناص عن الطَّعن في أحدٍ من مُخالفيه؛ إذْ لم يسْلم من ذلك كاملٌ ولا مُقصِّر، ولا مُتقدِّمٌ ولا مُتأخِّر، ولكن هي حال الشَّريف: ما بين مُعدِّلٍ له، وآخر مجرح، والعبْرة عند ذلك بحقيقة الحال، لا بما يسمع من قالاتٍ وأقوال.
فلن يضير ذلك المتكلم فيه بجهل وظلم إذا صحت أصوله؛ وسلمت قواعده، فإن " طوارق الإنسان: من دلائل فضله، ومحنَه من شواهد نُبْله؛ وذلك لأحدى علتين، إمَّا لأن الكمال مُعْوِز، والنقْصَ لازم؛ فإذا تواتر الفضل عليه، صار النَّقصُ فيما سواه. وقد قيل: (من زاد في عقله، نقص من رزقه) ... وإمَّا لأنَّ ذا الفضْل محسود، وبالأذى مقصود، فلا يسْلم في برِّه من مُعادٍ، واشْتطاط مُناوٍ " 5، والتسلية عند حلول ذلك بقول أحد الأكياس: "من الذي يسلم من ألسنة الناس"6.
قال أبو العتاهية:
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما ** وللناس قال بالظنون وقيل
قال مُطرِّف بن عبدالله رحمه الله: " قال لي مالك رحمه الله: ما يقول فيَّ الناسُ؟ قلت: أمَّا الصديق فيُثني، وأما العدوُّ فيقع. فقال: ما زال الناس كذلك، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلِّها "7.
فها هو ابنُ جريرٍ الطَّبريُّ: الَّذي كان يُقال عنه: " من أراد أن يسْمع القرآن كما أُنْزل، فليسمع تفْسير ابن جرير "، فإذا به يُدْفن بليلٍ خوفاً من العامَّة؛ لأنه كان يُتَّهم بالتَّشيُّع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وها هو الفخر الرازي: الذي يقول عنه ابن خلكان: " فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلوم الأوائِل، وتصانيفُه مُفيدة في فنونٍ عديدة؛ منها تفسير القرآن الذي جمع فيه كُلَّ غريب وغريبة "، يقولُ عنه الإمام الذهبي: " له تشكيكاتٌ على مسائِل من دعائِم الدين تورث حيرة. نسْأل الله أن يُثبِّت قلوبنا".
وها هو ابن تيميَّة: الذي هو عند جماعة المسلمين: شيخُ الإسلام، وإمام المُسلمين في عصْره، قامع الكفر والرِّدة، وهازم التَّتار والصَّليبيَّة، وكاشف فضائِح الباطنية، والمُدافع عن الكتاب والسُّنَّة النبويَّة. هو عند النَّبهانيِّ "أنَّ الله لم يُبارك في كتبه فلم ينْتفعْ بها أحدٌ من المسلمين، وأنَّ العلماء اتَّفقوا على حبْسه الحبْسَ الطَّويل "، فلا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله!.
فما هو الضابط للخروج من حيرتك أيها المتحير؟، وما هو السبيل إلى الصواب في مثل ذلك أيها المتستر؟
الجواب كشف عنه الإمام الذهبي رحمه الله حيث قال:" اعلم أن أهل القبلة كلهم، مؤمنهم وفاسقهم، وسنيهم ومبتدعهم سوى الصحابة لم يجمعوا على مسلم بأنه سعيد ناج، ولم يجمعوا على مسلم بأنه شقي هالك، فهذا الصديق فرد الامة، قد علمت تفرقهم فيه، وكذلك عمر، وكذلك عثمان، وكذلك علي، وكذلك ابن الزبير، وكذلك الحجاج، وكذلك المأمون، وكذلك بشر المريسي، وكذلك أحمد بن حنبل، والشافعي، والبخاري، والنسائي، وهلم جرا من الاعيان في الخير والشر إلى يومك هذا، فما من إمام كامل في الخير إلا وثم أناس من جهلة المسلمين ومبتدعيهم يذمونه ويحطون عليه، وما من رأس في البدعة والتجهم والرفض إلا وله أناس ينتصرون له، ويذبون عنه، ويدينون بقوله بهوى وجهل، وإنما العبرة بقول جمهور الأمة الخالين من الهوى والجهل، المتصفين بالورع والعلم .. "8.
فالواجب إذن على المنصف الرُّجوع إلى ما علمه من حق، واعْتقاد ذلك بيقين وصدق. ولا يحملنَّه ما كان يميل إليه من الإصرار والبقاء عليه،" إذْ الْعِلْمُ إمَّا نَقْلٌ مُصَدَّقٌ، وَإِمَّا اسْتِدْلَالٌ مُحَقَّقٌ"9، وما سوى ذلك فهذيان مزوق.
يقول ابن قيم الجوزية – يرحمه الله -: " إذا اجتهدتَّ في حكومة، ثم دفعت لك مرة أُخْرى، فلا يمنعُك الاجتهادُ الأول من إعادته؛ فإن الاجتهاد قد يتغيَّر، ولا يكون الاجتهاد الأول مانعاً من العمل بالثاني إذا ظهر أنَّه الحق؛ فإن الحقَّ أولى بالإيثار، لأنه قديم سابق على الباطل؛ فإن كان الاجتهاد الأول قد سبق الثاني، والثاني هو الحق، فهو أسبق من الاجتهاد الأول؛ لأنه قديم سابق على ما سواه، ولا يُطلبه وقوع الاجتهاد الأول على خلافه، بل الرجوع إليه أولى من التمادي على الاجتهاد الأول "10.
.............................. ...
1. منهاج السنة 4/ 337.
2. الفرق بين النصيحة والتعيير 25.
3. الفتاوي لابن تيمية رحمه الله 16/ 96.
4. إغاثة اللهفان 1/ 46.
5. أدب الدنيا والدين للماوردي رحمه الله 255.
6. قالها الإمام الذهبي رحمه الله في السير 8/ 448.
7. انظر حلية الأولياء 6/ 342.
8. سير أعلام النبلاء 14/ 342.
9. الفتاوي لابن تيمية رحمه الله 13/ 344.
10. إعلام الموقعين 1/ 110.(/)
تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 08:09]ـ
تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية
د. محمد الشويعر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الصادق الأمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الدين أما بعد:
( .......... ففي عام 1407 هـ، كنت في مهمة لموريتانيا، ثم عرجّنا على السنغال، وكان خط سير الطيران ملزماً لنا بالبقاء في المملكة المغربية ستة أيام.
وفي أحد الأيام كنت في ضيافة أحد الأساتذة بإحدى الجامعات هناك، وأرمز له: بالدكتور عبد الله. وفي جلسة بمكتبته دارت أحاديث شتى، ومن محبته للملكة وحضور مؤتمرات عديدة بها، طرح عليّ هذا السؤال أمام الحاضرين،وعددهم يقارب الاثني عشر شيخاً من فضلاء البلاد هناك.
قال إننا نحب المملكة، ونفوس المسلمين وقلوبهم تهفوا إليها، وبيننا وبينكم تقارب كبير وتفاهم بين القيادات، وإعجاب بما يؤديه حكام وعلماء المملكة من جهود مخلصة للإسلام والمسلمين، ولكن حبذا لو تركتم المذهب الوهابي الذي فرق بين المسلمين؟!.
فأجبته: قد يكون علق بالذهن معلومات خاطئة، مأخوذة من غير مصدرها السليم، ولكن حتى تلتقي المفاهيم، نحب أن نطرح الموضوع بحضور الإخوة للنقاش العلمي المقرون بالبراهين .. ثم قلت:-
ولما كان كل إنسان ترتاح نفسه، ويطمئن قلبه، لما ألفه علماء بلده، فإنني في هذا الحوار لن أخرج عما في محتويات هذه المكتبة، التي تضمنا جدرانها الأربعة؛ لأنك كما تراني الآن لا أحمل كتاباً، ولم يخطر ببالي مثل هذا النقاش.
ولذا وقبل أن نبدأ: أرجو أن يكون نقاشنا بعيداً عن التعصب والانفعال، أو طرح الآراء بدون دليل مقنع يعول عليه، لأن نشدان الحقيقة هو هدفنا، والامتثال لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم هو غايتنا، ونصر الدين هو المؤمل من كل منّا.
قال: أوافقك على هذا، وأصحاب الفضيلة المشايخ هم الحكم بيننا.
قلت: رضيت بذلك، وبعد التوكل على الله أرجو أن تطرح أي مدخل للحوار.
قال: خذ مثلاً ما ذكره الونشريسي في كتابه] المعيار [الجزء 11، وهو قوله: سئل اللخمي: عن أهل بلد بنى عندهم الوهابيون مسجداً، ما حكم الصلاة فيه؟.
وللمعلومية: فإن كتاب] المعيار [هذا هو كتاب يجمع الفتاوى في الفقه المالكي، جمعه أحمد بن محمد الونشريسي، وطبع في 13 مجلداً، وقد طبعته الحكومة المغربية وتوزع منه نسخ عن طريق الإهداء.
بعد طرح السؤال، و إحضار الكتاب المذكور الجزء 11، أجبته: بان الفتوى على هذا السؤال صحيحة، ونوافق اللخمي على ما جاء في فتواه.
قال إذا اتفقنا على أن هذه الفرقة، وخطأ ما تسير عليه، خاصة وأن المفتي قال: هذه فرقة، خارجية ضالة كافرة، قطع الله دابرها من الأرض، يجب هدم المسجد، وإبعادهم عن ديار المسلمين.
قلت: لم نتفق بعد ولا زلنا في بداية الحوار .. ولعلمك: فإن هذه الفتوى لها نظائر كثيرة قبل اللخمي وبعده، موجودة لدى علماء الأندلس، وفقهاء شمال أفريقيا، وهي مستمدة من حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج، الذين قاتلهم علي بن أبي طالب في النهروان.
وفي نقاشنا هذا، سوف نصل بإذن الله إلى تصحيح المفهوم التاريخي بين ما تعنيه هذه الفرقة، التي أفتى علماء الإسلام في الأندلس وشمال إفريقيا بشأنها، وبين التسمية التي ألصقت وصفاً مستهجناً بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله التصحيحية. هذا التصحيح لن يكون مقنعاً إلا بقرائن وبراهين مرضيّة عندكم، لأن رائدنا جميعاً الوصول إلى الحقيقة لذات الحقيقة .. والرأي الهادئ المقنع هو الذي تنجلي به الغشاوة وتصحح به المفاهيم.
قال: كلنا نريد الوصول لهذه الحقيقة .. ثم قال: وبعد هذه الفتوى نريد أن تعطينا ما عندك، ونحن نستمع والإخوة يحكمون بيننا، ويصوبّون أو يخطئون ما يقال أو يعرض أمامهم.
قلت:: سترون – إن شاء الله -، ما ينير الطريق لمن يريد الوصول للرأي الصائب، واستجلاء الأمر، و لهذا: نبدأ بما لدينا من أجزاء المعيار ..
ولعلك تقرأ طرة الكتاب ليسمع الإخوة؟.
قال: تريد الفتوى حتى أقرأها أمامهم، أم أبدأ بما على الغلاف الخارجي من معلومات؟؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: بل الغلاف الخارجي .. أو الداخلي .. فهما سواء ..
فقرأ:] المعيار المعرب في فتاوى أهل المغرب [، تأليف: أحمد بن محمد الونشريسي المتوفى عام 914 هـ، بفاس بالمغرب.
قلت لأكبر المشايخ سناً، وهو شيخ وقور، هادئ الطبع، اسمه أحمد: يا شيخ أحمد سجل تاريخ وفاة الونشريسي .. فرصد ذلك عام 914 هـ.
ثم قلت: هل من الممكن إحضار ترجمة اللّخميّ؟.
قال: نعم .. ثم قام إلى رفّ من رفوف المكتبة فأحضر جزءاً من أحد كتب التراجم، وفيه ترجمة: علي بن محمد اللخمي، مفتي الأندلس وشمال إفريقيا، والترجمة طويلة، وفيها ثناء عليه وعلى علمه .. فقلت: إن بيت القصيد في نهاية الترجمة، فمتى توفي؟
قال القارئ: وتوفي عام 478 هـ.
فقلت للشيخ أحمد: اكتب تاريخ وفاة الشيخ علي اللّخمي، فكتبه في عام 478 هـ
فقال الدكتور عبد الله: هل تشك في علمائنا وفي فتاواهم؟.
قلت وما دليلك على هذا الشك؟. ثم التفتّ إلى المشايخ .. وقلت: هل بدر مني ما يدعو إلى الشيك الذي أوجب هذا القول؟. فكان الجواب بالإجماع: النفي.
قلت: ولكي أنفي الشك عني، وعن علمائنا في بلادي، فإننا نحترمهم ونجلّهم، ونصوّب كل فتوى تصدر عنهم، يدعمها الدليل من الكتاب الكريم، والصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن الوصول إلى ما بدأنا الحديث من اجله، مقروناً بما يدعمه، يحتاج إلى شيء من الأناة والصبر.
ومن باب استعجال الجواب: أطرح على الجميع هذا السؤال: هل يمكن أن يفتي العلماء على معتقد لم يوجد صاحبه الذي ينسب إليه بعد، أو الحكم على ملّة من الملل لم تظهر بعد؟؟!!.
قالوا جميعاً: لا .. ولم يعرف هذا، إلا ما جاء عنه إخبار من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا من معجزات النبوة، وفي الغالب يأتي الوصف دون المسمى.
قلت موجهاً الكلام لمحدّثي: ألست تعتقد ويعتقد غيرك: أن الوهابية أول من أنشأها محمد بن عبد الوهاب في نجد؟ قال بلى.
قلت: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، عندما أفتى اللّخمي وغيره من علماء المالكية في الأندلس. وفي الشمال الإفريقي، كان أكثر من اثنين وعشرين من أجداده لم يولدوا بعد، باعتبار أن المتوسط لكل قرن ثلاثة جدود، كما أن بين وفاة عبد الوهاب بن رستم ووفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما يقرب من واحد وثلاثين جداًّ، وعلماؤكم وعلماء المسلمين لا يعلمون الغيب، وننزههم عن الكهانة والسحر، وعن القول في أمر لا يعلمونه، قال تعالى) قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيَّان يبعثون (.
قال: أوضح أكثر .. !!
قلت: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد عام 1115هـ، ومات سنة 1206 هـ، وبينه وبين أحمد الونشريسي الذي ألف كتاب (المعيار)، ونقل الفتوى عن اللّخمي – كما مر بنا – مئتان واثنتان وتسعون سنة (292) وفق تاريخ الوفاة، كما أن بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين اللّخمي، وهو صاحب الفتوى سبعمائة وثمانية وعشرون عاماً (728) وفق تاريخ الوفاة، وفق ما سجّل الشيخ أحمد لوفاة كل منهما.
ويقاس على هذا كل من أفتى من علماء الأندلس وشمال إفريقيا عن تلك الوهابية.
قال: هل يمكن أن توضح أكثر لما تعني .. بدليل مقنع؟
قلت: لم يهتم علماء شمال إفريقيا والأندلس، بالفتاوى عن الوهابية والتحذير منها، إلا لأنها موجودة عندهم بخلاف ديار المسلمين الأخرى، التي وضّح فرقها الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل).
وابن حزم في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل).
وفي موضوعنا: ألا يوجد عندك كتاب: (الفرق الإسلامية في شمال إفريقيا)، الذي ألفّه الفرنسي: ألفرد بل، وترجمه للغة العربية: عبد الرحمن بدوي؟ .. وهو جزء واحد.
قال: هاهو موجود .. ثم قام وأحضره.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت فلنقرأ في آخره، حرف الواو .. فقرأ أحدهم: الوهبية أو الوهابية: فرقة خارجية أباضية أنشأها عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم، الخارجي الأباضيّ، وسميت باسمه وهابية، الذي عطّل الشرائع الإسلامية، وألغى الحج، وحصل بينه وبين معارضيه حروب .. إلى أن قال: المتوفى عام 197 هـ، بمدينة تاهرت بالشمال الأفريقي، وأخبر بأن فرقته أخذت هذا الاسم؛ لما أحدثه في المذهب من تغيرات ومعتقدات، وكانوا يكرهون الشيعة قدر كراهيتهم لأهل السنة.وكان ألفرد هذا قد تحدث في كتابه المنوه عنه عن الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي من الفتح العربي حتى وقت المؤلف في العصر الحاضر تقريباً.
وعبد الوهاب بن رستم قد اختلف في تاريخ وفاته، عند من كتب عنه، ويرى الزر كلي في (الأعلام):أن وفاته نحو 190 هـ.
عند ذلك قلت له وللحاضرين: هذه هي الوهابية التي فرقت بين المسلمين، وصدرت بشأنها فتاوى من علماء وفقهاء الأندلس وشمال أفريقيا، كما تجدون في كتب العقائد عندكم، وهم محقون فيما قالوا عنها.
أما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي ناصرها الإمام محمد بن سعود – رحمهما الله – السلفية التصحيحية، فهي ضد الخوارج وأعمالهم؛ لأنها قامت على كتاب الله وما صح من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونبذ ما يخالفهما وهم من أهل السنة والجماعة.
والشبهة التي انتشرت في بلاد الإسلام قد روجها أعداء الإسلام والمسلمين من مستعمرين وغيرهم لكي تبث الفرقة في صفوفهم، فقد كان المستعمرون يسيطرون على غالب العالم الإسلامي في ذلك الوقت، وهو وقت عنفوانهم، ويعلمون من واقع حروبهم الصليبية، أن عدوهم الأول في تحقيق مآربهم: الإسلام الخالي من الشوائب، وتمثله السلفية، ووجدوا ثوباً جاهزاً ألبسوه هذه الدعوة تنفيراً، وتفريقاً بين المسلمين – لأن مبدأهم فرق تسد – حيث أن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله لم يخرجهم من ديار الشام إلى غير رجعة، إلا بعد أن قضى على دولة الفاطميين العبيديين الباطنيين من مصر، ثم استقدم علماء من أهل الشام ووزعهم في الديار المصرية فتحولت مصر من التشيّع الباطني إلى منهج أهل السنة والجماعة، الواضح دليلاً وعملاً واعتقاداً.
فالمستعمرون خافوا من إعادة الكرّة، بعدما رأوا دولة التوحيد السنّية، التي قادها الإمامان: محمد بن عبد الوهاب، ومحمد بن سعود، ثم من جاء بعدهما، تتسع أعمالهما،، ويكثر المستجيبون لما تهدف إليه هذه الدعوة، ومعلوم لديكم أن المستعمر ما دخل بلدة إسلامية إلا حاول إقصاء أهل السنة، وتقريب أهل الأهواء والبدع؛ لأنهم مطيته فيما يريد عمله في ديار الإسلام.
كنت أعتقد أن هذا الجواب فيه إقناع .. لكن طرح أحدهم سؤلاً قال فيه: ألا يكون محمد بن عبد الوهاب قد أخذ منهج السابقين وأحياه من جديد واتبع طريقتهم؟!
قلت: أولاً: لبعد الاتصالات بين المكانين فإن المعلومات لا تصل ولم يكن لدعوة عبد الرحمن بن رستم ذكر في تاريخ الجزيرة العربية، بل كما مر بنا، لم يكن لها تصنيف عند الدارسين والراصدين للملل والنحل والأهواء؛ كالشهرستاني وابن حزم، ولا في ردود ابن تيمية، وابن رستم مات قبل هؤلاء بزمن. مما يدل على أن دعوة عبد الوهاب بن رستم (الوهّابيّة) لم تتعدّ الشمال الإفريقي والأندلس قبل ضياعها.
ثانيا: أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تختلف عن دعوة جميع الفرق المخالفة لكتاب الله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأنها دعوة تجديدية على منهج السلف الصالح، ولم يأت بشيء يخالف ذلك.
ثالثاً: تسمية الدعوة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب بـ (وهّابيّة) نسبة إليه خطأ لغوي، لأن والده لم يقم بها، و إلا لأشترك في هذه النسبة الوالد وأولاده، ومحمد واحد منهم لتصبح نسبة مشتركة.
رابعاً: الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته لا يوافق الإباضية في آرائهم، ولا غيرهم من الفرق التي ذمها علماء أهل السنة منذ نشأت في ديار المسلمين، وكتبه ورسائله توضح ذلك.
خامساً: أن ما نسب إليه من أمور، آتي لها بشواهد – إن رأيتم في الوقت متسعاً _ من كلامه وكلام تلاميذه بالتبرئ مما نسب إليه كذباً وزوراً، ويقول في كلامه: سبحانك ربي هذا بهتان عظيم. فكيف ينسب للإنسان شيء هو يتبرأ منه؟؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن سوف نستكمل الحوار، ولعلنا نجد في هذه المكتبة – بحول الله – ما يزيل ما علق بالأذهان من شبهة، والحكمة ضالة المؤمن.
قلت: ولعلنا نجد عندكم كتاباً تاريخياً عن منطقتكم اسمه (تاريخ شمال أفريقيا) من تأليف أحد الغربيين في فرنسا .. واسم المؤلف: شارلي أندري، وقد ترجمه إلى اللغة العربية محمد مزالي رئيس وزراء تونس الأسبق، والبشير بن سلامة ..
قال الدكتور عبد الله: نعم موجود .. فأحضره وهو ثلاثة أجزاء.
وباستعراض الفهارس: قرأنا في الجزء الثاني، عن ممالك الخوارج، ومن ضمنها مملكة تاهرت، التي هي الدولة الرستمية، حيث توسع المؤلف في الحديث عن معتقداتها واتساعها ومعالمها الحضارية، وتسميتها بالوهابية، نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، الذي خالف أهل ملته، كما أبان في عشر صفحات، بأن هذه الوهابية – الرستمية – تخالف أهل السنة في المعتقد.
ثم قلت: ولعلك تحضر أيضاً كتاب: (المغرب الكبير، العصر العباسي) للدكتور: السيد عبد العزيز سالم، إن كان موجوداً في هذه المكتبة.
قال: نعم موجود: ثم أحضره.
فقرانا سوياً بعد إحضاره في الجزء الثاني عن الدولة الرستمية، في مدينة تاهرت في المغرب: أن عبد الرحمن بن رستم، وهو من أصل فارسي، عندما أحس بدنو أجله في عام 171 هـ، أوصى لسبعة من خيرة رجال الدولة الرستمية، ومن بينهم ابنه عبد الوهاب، ويزيد بن فنديك: وقد بويع عبد الوهاب، مما ترتب عليه نشوء خلاف بينه وبين ابن فنديك.
وقد انقسمت الإباضّية التي هي ديانة ابن رستم ومن معه، حيث نقلها من المشرق إلى المغرب إلى فرقتين: الوهابية نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، والنكارية، ودارت بين الطرفين معارك ومقاتل، تنهزم فيها النكارية، إلى أن قتل زعيمها: ابن قنديرة، وفي حالة ضعف من النكارية، انضموا إليهم الواصلية المعتزلة.
ثم قال: وقد عزم عبد الوهاب هذا على حج في آخر حياته، إلا أن أتباعه نصحوه بالبقاء في (نفّوسه) خوفاً عليه من العباسين.
ثم قلت: ولو رجعنا إلى كتاب ألفرد بل، عن الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي، من الفتح الإسلامي حتى اليوم .. لوجدناه في موضع آخر يقول: الخوارج الوهبيين الذين سمّوا نسبة على عبد الله بن وهب الراسبي، الذي قاتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النهروان هم: خوارج أباضية، وعن انقسامهم قال: بأن أباضية المغرب، في تاهرت منهم، وهم الذين كانت ولتهم الرستمية في شمال إفريقيا، وكانوا أشد الفرق تعصباً. واتباع عبد الوهاب بن رستم، الذي سميت فرقته بالوهابية نسبة إليه؛ لما أحدثه في المذهب من تغييرات ومعتقدات.
وقد تحدث في هذا الأمر قرابة اثني عشرة صفحة، واخبر أنهم يكرهون أهل السنة.
ثم قلت: من هذا الرصد وغيره من كتب العقائد والسير، في تاريخ شمال أفريقيا، يبرز أمام طالب الحقيقة، ما حرص عليه الكاتبون من تفنيد لمعتقدات الخوارج الإباضية الرستميين، الذين منهم الوهابيون – نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم -، منذ خرجت هذه الفرقة بالقرن الثاني الهجري، حيث أكدت ذلك جميع المصادر.
والشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذي قام بدعوته للقضاء على الشوائب التي أُدخلت على الإسلام في صفاءه ونقاوته، رغبة منه في تصحيح العقائد، وتنقيتها من مداخل الشرك والبدع، مثلما سار من قبله دعاة منهم: أحمد بن حنبل في العراق، وشيخ الإسلام ابن تيمية في الشام، والعزّ بن عبد السلام في مصر، و الشاطبي في المغرب والأندلس، والأمير الصنعاني في اليمن وغيرهم .. كلهم وغيرهم من أئمة الإصلاح والتجديد، يخالفون ملل الخوارج، وما يدعون إليه من معتقدات و إعتزال وبدع، تخالف ما درج عليه أهل السنة والجماعة، وهذا مرصود في كتب: الملل والأهواء والنحل.
فحصل بحمد الله الاقتناع، خاصة بعد أن تردد اسم الوهابية في مصادرهم التاريخية والعقدية مرارا، مع إيضاح نماذج مما يدعون إليه. لكنني أحببت ترسيخ هذا المفهوم عندهم، بما لا يدع مجالاً للشك، ولكي يستفيد منه من يطّلع عليه عند تدوينه، وفقاً لكلام البلاغيين: زيادة المبنى، زيادة في تمكين المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت: ما رأيكم إذا اتسعنا مع المصادر، وبرز أمامنا من الحقائق التاريخية زيادة عما ذكر، ما يدل على أن علماء بلادكم وحكامها قد اهتموا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، عندما حرص آل سعود على نشرها، وتبليغها لحكام المسلمين بالمكاتبات، وبعث المندوبين إقتداء بأسلافنا في أداء الأمانة، وتبليغ ما قاموا من أجله، أخذاً من قول الله سبحانه:) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون (، حيث قام حكام المغرب الأقصى وعلماءه بالتقصي والمحاورة، ثم اقتنعوا بسلامة هذه الدعوة.
قالوا: نعم .. نريد المزيد،بالشيء المفيد، المقنع والموثّق. .
قلت:سوف يكون ذلك إن شاء الله.
ثم قلت:لعلكم تعلمون أن الإمام سعود بن عبد العزيز- وهو الإمام الثالث من الدولة السعودية الأولى- قد بعث بعدما دخل مكة في عام 1219 هـ، رسائل لملوك شمال أفريقيا: تونس والمغرب الأقصى وغيرهم، يشرح فيها حقيقة التوحيد وأصول الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، صافياً نقياً من الأمر التي أدخلت عليه، وبلغ للناس بصدق وأمانة، عليه من ربه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهي رسالة من ثلاث صفحات، حسبما نشرتها مجلة ألمانية اسمها إسلاميكا Islamika ، مع دراسة باللغة الألمانية، لما تعني الدعوة التي قاموا بها، من أحد المستشرقين.
وكانت هذه الرسالة بمحتواها ونصها العربي؛ ما قام به الإمام سعود ووالده من قبله، من عمل وفق أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى دين الله على نور من الله؛ ليزيل ما قد يكون علق بالأذهان من أكاذيب قيلت عن الدعوة، ونفاها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، قبل وفاته (1115 – 1206 هـ)، وفي ردوده بقوله: سبحانك هذا بهتان عظيم، وقبلنا كذب على صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم، كما في رسالته رحمة الله عليه لعبد الله بن سحيم وهو من المعارضين له، وفي رسالته إلى عالم بغداد الشيخ عبد الرحمن السويدي رحمه الله تعالى: بعد أن بيّن لهذا الأخير عقيدته، و ما يدعو الناس إليه من إخلاص العبادة لله تعالى، وإنكار ما فشا في الناس من أمر الشرك، من دعاء الأموات، والالتجاء إليهم من دون الله تعالى قال: فقام بسبب هذه الدعوة من عارضنا في ذلك، وافترى علينا الكذب – إلى أن قال: - فإني ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وغير ذلك من فرائض الله، ونهيتهم عن الربا وشرب الخمر وأنواع المنكرات، فلم يمكن الرؤساء القدح في هذا وعيبه؛ لكونه مستحسناً عن العوام، فجعلوا قدحهم وعداوتهم في ما آمر به من توحيد، وأنهى عنه من الشرك، ولبسوا على العوام: أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس، وكبرت الفتنة جداً، واجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً على أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم: أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف او مجنون؟؟!!.
وبعد أن عدد اموراً كثيرة مما نسبت إليه قال: والحاصل: أنما ذكر عنا من الأسباب غير دعوة الناس إلى التوحيد والنهي عن الشرك، فكله من البهتان، وهذا لو خفي على غيركم ما خفي عليكم.
ثم قلت: ومن رغبة الحكام والعلماء في المغرب، التقصي، نرى الحقيقة التالية:
1 - تأثر بهذه الدعوة واهتم بها وبمحتواها بعد الدراسة والتعمق، سلطان المغرب الأقصى: سيدي محمد بن عبد الله العلوي جد الأسرة الحاكمة الآن: -
حيث قام بمحاربة البدع في بلاده، كما حارب تشعب الطرق الصوفية، ودعا إلى الاجتهاد، وإلى انتشار السنة؛ لأنه ذلك الوقت من أقوى الحكام المسلمين، ولان بلاده قد اكتوت بنيران: الباطنية العبيدية، وأصحاب البدع مع تفشي البدع، والوهابية الرستمية الخارجية الباطني، علاوة على الغزو الصليبي للشمال الأفريقي بعد سقوط الأندلس في أيدي الإفرنج.
وقد ذكر محمد جمعه في كتابه: (انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب) أمورا من أعمال سيدي محمد بن عبد الله العلوي، فيما يتفق مع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، و حرصهما على تنقية التوحيد من البدع والشرك مع الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا السلطان هو الذي وصفه المؤرخ الفرنسي: شارلي جوليان، في كتابه: تاريخ أفريقيا الشمالية الذي ترجمه إلى اللغة العربية: محمد مزالي والبشير بن سلامة الذي مر بنا ذكره قبل قليل.
فقرانا في الجزء الثاني قوله: وكان سيدي محمد، وهو التقي الورع، علم بواسطة الحجيج بانتشار الحركة الوهابية في الجزيرة العربية، وتأييد آل سعود لها، وقد أعجب بعباراتها، وكان يؤثر عنه قوله: (أنا مالكي المذهب، وهابي العقيدة) وقد ذهبت به حماسته الدينية إلى الإذن بإتلاف الكتب المتساهلة بالدين والمحللة لمذهب الأشعرية، وتهديم بعض الزوايا.
2 - أما مؤرخ المغرب الأقصى: أحمد الناصري، فإنه توسع في الجزء الثامن من كتابه التاريخي: (الاستقصاء في تاريخ المغرب الأقصى) ولا بد أن يكون موجوداً ضمن محتويات هذه المكتبة. فقال: نعم.
فلما أحضره فتحنا على أحداث عام 1226 هـ. فإذا هو يقول: في هذا العام حج جماعة من المغاربة صحبة المولى إبراهيم بن السلطان المولى سليمان سلطان المغرب الذي خلف والده السلطان: سيدي محمد بن عبد الله العلوي، فقال ابنه المولى إبراهيم ومن معه: ما رأينا من ابن سعود ما يخالف ما عرفناه من ظاهر الشريعة، وإنما شاهدنا منه ومن أتباعه ما به الاستقامة والقيام بشعائر الإسلام من صلاة وطهارة، وصيام ونهي عن المنكر، وتنقية الحرمين من الآثام.
ثم قلت لهم: هل من شهد له ولأتباعه المولى إبراهيم بن السلطان سليمان، ومن معه من العلماء بعد المناقشة في مكة أثناء الحج عام 1226 هـ، حيث قال الناصري عن الطريقة المتبعة في الركب النبوي الذي جرت العادة على خروجه من فاس على هيئة بدعية من الاحتفال، وكانت الملوك تعتني به، وتختار له أصناف الناس من العلماء والأعيان والقاضي وشيخ الركب، وغير ذلك مما يضاهي ركب أهل مصر والشام.
هذا الركب بعلمائه ووجهائه بعد مناقشته مع الإمام سعود والعلماء، هل يتفق مع عبد الوهاب بن رستم الخارجي الأباضي؟، صاحب الوهابية الأساسية التي جاءت عنها الفتاوى أم أنها فرية من أعداء دين الإسلام، وصدقها بعض المسلمين دون تمحيص ولا رويّة، ولا رجوع للكتب التاريخية والعقدية الموثّقة؟!.
قالوا جميعاً: نحن معك واقتنعنا .. لكن كيف غاب على كثير من الباحثين ما رصد في مصادرنا مما لا يقبل الشك ..
قلت: ولكي أزيدكم، ويستفيد منه من يطلع عليه بعدنا، فإن الناصري في تاريخه هذا قد غطى حيّزاً كبيراً من أخبار هذه الدعوة بأكثر من عشر صفحات، وسوف أزيدكم من قوله، وهو من المؤرخين الموّثقين عندكم، وتاريخه من مصادر بلادكم المهمة. قالوا: نعم.
قلت: يقول الناصري عن السلطان سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي الذي بويع في فاس في حدود عام 1226 هـ، قد كان معاصراً للإمام عبد الله بن سعود، ووالده الإمام العالم سعود بن عبد العزيز الذي دخل مكة المكرّمة في المرة الأولى حاجاً عام 1214 هـ، الموافق لعام 1799م، بأنه أراد أن يتحقق من ابن سعود وما يدعو إليه، فأرسل ابنه إبراهيم في جماعة من علماء المغرب وأعيانه، ومعه جواب من والده فوصلوا إلى الحجاز، وقضوا المناسك وزاروا الروضة الشريفة، كلّ هذا على الأمن والأمان والبّر والإحسان، ثم أردف الناصري قائلاً: حدثنا جماعة وافرة ممن حج مع المولى إبراهيم في تلك السنة، أنهم ما رأوا من ذلك السلطان – يعني الإمام سعود – ما يخالف ما عرفوه من ظاهر الشريعة، وإنما شاهدوا منه ومن أتباعه غاية الاستقامة، والقيام بشعائر الإسلام من صلاة وطهارة، وصيام ونهي عن المنكر الحرام، وتنقية الحرمين الشريفين من القاذورات والآثام التي كانت بهما من غير نكير، وأنه لما اجتمع بالشريف المولى إبراهيم، أظهر له التعظيم الواجب لآل البيت الكريم، و جلس معه كجلوس أحد أصحابه وحاشيته، وكان الذي تولىّ الكلام معه الفقيه القاضي: أبو إسحاق إبراهيم الزّرعيّ، فكان من جملة ما قاله ابن سعود لهم: إن الناس يزعمون أننا مخالفون للسنة المحمدية، فأي شيء رأيتمونا خالفناه من السنة، وأي شيء سمعتموه عنا قبل اجتماعكم بنا؟؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال القاضي: بلغنا أنكم تقولون بالاستواء الذاتي، المستلزم بجسمية المستوي فقال له: معاذ الله، إنما نقول كما قال الإمام مالك رحمه الله: الاستواء معلوم و الكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب .. فهل في هذا مخالفة؟!. قالوا: لا .. وبمثل هذا نقول أيضاً، ثم قال القاضي الزّرعيّ له: وبلغنا أنكم تقولون بعدم حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة إخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم .. فلما سمع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ارتعد ورفع صوته بالصلاة عليه وقال: معاذ الله، إنما نقول أنه صلى الله عليه وسلم حيّ في قبره، وكذا غيره من الأنبياء، حياة فوق حياة الشهداء.
2 - ثم في نهاية هذا الحديث، قال الناصري: وأقول أن المولى السلطان سليمان رحمه الله، كان يرى شيئاً من ذلك، ولأجله كتب رسالته المشهورة، التي تكلم فيها عن حال متفقّرة الوقت – يعني بهم رهبنة الصوفية – وحذر فيها رضي الله عنه من الخروج على السنة، والتّغالي في البدعة، وبيّن فيها آداب زيارة الأولياء، وحذّر من غلو العامة في ذلك، وأغلظ فيها مبالغة في النصح للمسلمين، جزاه الله خيراً.
كما قال أن المولى سليمان قد حدّد خطبة تحث على التوحيد ومحاربة البدع، وأمر بتوزيعها على مساجد الجمعة، كما أمر بإغلاق زوايا الصوفية.
وبعد الحوار الذي دار في أمور كثيرة مما نسب لهم، قال الناصري: ثم قال صاحب الجيش: هذا ما حدّث به أولئك المذكورون، سمعنا ذلك من بعضهم جماعة، ثم سألنا الباقي أفراداً فاتفق خبرهم على ذلك.
ثم قلت: هذه بعض الحقائق المقرونة بالحوار والرصّد، وكما وعدتكم الخروج عما هو في محيط منطقتكم، حيث نشأت الوهابية الحقيقية، وحيث لُبِّس عليكم وعلى كثير من المسلمين أمر وحقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي قام بنشرها آل سعود.
و إلا فإن الشيخ محمد كما يتّضح من رسائله وردوده التي طبعتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كما مرّ بنا نماذج منها، فيها نفي وتفنيد لما ألصق في دعوته من تهم وأكاذيب لم يقلها، بل نفاها وكرر مراراً القول: سبحانك هذا بهتان عظيم.
فكيف يصدق العاقل، ما قيل من أمورٍ هو في حياته سمعها ونفاها، كما نفاها تلاميذه من بعده. وهذا كتابه كتاب التوحيد، وشرحه فتح المجيد، وتيسير العزيز الحميد، اقرأوها بتمعّن وتدقيق، فإن رأيتم فيها شيئاً يخالف ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلكم الحق في التشكيك، ومثل ذلك رسائله، ثلاثة الأصول، وكشف الشبهات، والقواعد الأربع، وآداب المشي إلى الصلاة وغيرها.
3 - أما الدكتور عباس الجراري وهو من هنا من المغرب، ولست أدري هل اطلعتم على محاضرته عام 1399 هـ، بجامعة الرياض، جامعة الملك سعود حالياً التي قال فيها: إن التيار السلفي في المغرب، قد ظهر مرة أخرى في بداية القرن الرابع عشر الهجري، حيث وجه السلطان الحسن عام 1300 هـ، رسالة إلى الشعب المغربي، وقد نوّه عن هذا الناصري أيضاً، كما حصل مثل ذلك عام 1185 هـ، عندما أرسل الإمام عبد العزيز بن محمد، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصيّن، إلى والي مكة آنذاك لمناظرة علماء مكة، فكان من علماء مكة المشايخ، يحيى بن صالح الحنفي، وعبد الوهاب بن حسن التركي مفتي السلطان، وعبد العزيز بن هلال، فتفاوضوا في ثلاث مسائل، وقت المناظرة ظهرت منها لهم الحقائق المقنعة بسلامة هذه الدعوة.
ثم قلت: إن علماء مكة ذلك الوقت، كان عندهم شبهة كما هي لدى علماء المغرب وغيرهم حسبما يتردد من إشاعات، وما يصلهم من أكاذيب وافتراءات ينشرها المغرضون.
بعدما دخل الإمام عبد العزيز بن سعود مكة ثانية، جرت مناظرات، وإجابات على تساؤلاتهم، وكان من علماء نجد: الشيخ عبد العزيز الحصيّن، والشيخ حمد بن ناصر بن معمر الذي عينه الإمام سعود قاضياً ومفتياً بمكة حتى توفي بمكة بعد ذلك. فحصلت القناعة من علماء مكة، وصدرت بهذا وثيقة وقّعها الجميع بنفي الشبهات والأكاذيب حول الدعوة، وطبعت عدة مرات.
ثم في عهد الملك عبد العزيز بعدما دخل مكة عام 1343 هـ، حصل مثل ذلك .. مما أوجد قناعة بسلامة منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأزيدكم علماً بأن القباب المبنية على القبور في مكة، هدمت أيام الشريف عون الرفيق، ما عدا قبر السيدة خديجة، في الفترة ما بين الدولة السعودية الثانية وقيام الملك عبد العزيز لإعادة الدولة السعودية في دورها الثالث، كان ذلك الهدم بمشورة الشيخ أحمد بن عيسى، وتأييد من الشريف وبعض علماء مكة، مما يدل على القناعة.
ثم قلت: أيها الإخوة، مما دار من نقاش، ومما وجدنا من نصوص، نرى أن الوهابية لعيوبها، نسبتها إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية خطأ محض، وأن الوهابية التي صدرت عنها الفتاوى في كتبكم لا علاقة لها بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولا تقارب بينهما لأن الخطين متوازيين لا يلتقيان.
ذلك أن الشيخ محمد وتلاميذه يمقتون الوهابية الرستمية كما مقتها علمائكم من قبل .. ؛ لأن دعوة الشيخ محمد سلفية، ولا يوجد فيها ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
كما برز أمامنا أن علماء المغرب برّأوا علماء الدعوة وحكام آل سعود، الذين ناصروها إحياءً لدين الله، وتجديداً لما ندثر من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإماتة للبدعة، عندما تناظروا معهم عام 1226 هـ، وظهر لهم كذب ما نسب للشيخ والدعاة لدين الله. وعلى هذا بان لنا أربعة من سلاطين المغرب الأقصى، اهتموا بهذه الدعوة، وتبنّوا نشرها في بلادهم، وهم:-
1 - المولى السلطان: سيدي محمد بن عبد الله العلوي، الذي كان معاصراً للإمام عبد العزيز بن محمد، وتبّلغ رسالة الإمام سعود.
2 - المولى السلطان: سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي، الذي أوفد العلماء مع ابنه المولى إبراهيم، وتناقش مع الإمام سعود بن عبد العزيز، وعلماؤه مع علماء الدعوة.
3 - المولى السلطان: إبراهيم بن سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي، الذي تسلم زمام الأمر بعد أبيه السلطان سليمان.
4 - المولى السلطان: الحسن الأول في عام 1300 هـ، ووقته فترة ما بين الدولة السعودية الثانية والدور الثالث لهذه الدولة، الذي قام به الملك عبد العزيز من خمسة شوال عام 1319 هـ.
كما أن الدكتور محمد تقي الدين الهلالي – رحمه الله – اهتم بهذه الدعوة، وهو حسنيّ من العائلة المغربية الحاكمة، وقد كان تيجانياً، ثم لما عرف حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – حرص على نشرها في كل مكان ذهب إليه، حتى استقر آخر عمره بفاس، ثم تحول إلى الديار البيضاء، حتى توفي رحمه الله، وقد ألف رسالة عن التيجانية وبطلانها، ومثله الشيخ عبد الرحمن الإفريقي الذي كان سنغالياً تيجانياً فتركها وألّف في ذم ما هم عليه.
كما جرت كتابات عديدة عن محاكمة السلفية في المغرب، وعن انتشارها وتأثر قاداتها بعلماء الحجاز ونجد، من ذلك التاريخ حتى اليوم، وقد ردّ الأستاذ أحمد العماري الذي حقق رسالة الوتري وقال: إن تحامله على السلفية تزمت شديد للطّرقية على حساب السلفية، والمحقق مغربيّ.
ثم قلت: أرجو أن يكون ذلك مقنع وكفاية، وإن أردتم زيادة توضيحية أكثر سواء بنقل آراء العلماء من العالم الإسلامي، أو بوجهات نظر وتحليل المستشرقين من بلاد الغرب، الذين راقبوا الأحداث وتتبعوا مسيرة الدعوة، .. فلا مانع لكن ذلك يحتاج إلى مصادر قد لا تتوفر هنا.
لذلك اقتصرت على علماء المغرب وحكامها؛ لأن طارحي الشبهة الآن مغاربة، حيث يسهل الرجوع للمصادر من هذه المكتبة، وذلك أقرب إلى القناعة أخذاً بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خاطبوا الناس بما يعرفون حتى لا يُكَّذَبَ الله ورسوله.
وقال صاحبنا: كل ما ذكرت مقنع وواقعي، وأزال بحمد الله الشبهات التي كانت تثار فما رأي الإخوة؟. قالوا: هذا صحيح .. ثم أردف قائلاً: لكن كيف أن هذه الإجابات المقنعة بين أيدينا، وسهلة التناول وغاب عنا استجلاؤها.
قلت: هذا جوابه عندكم .. وطالب العلم مسئوليته أمام الله عظيمة، فليس هو كالجاهل، الذي يلقى إليه الأمر ويصدق، إذ أن لا يحكم طالب العلم على أمر إلا بعد البحث والاستقصاء، فالعامي ونصف المتعلم إن وجد، له عذر، إلا أن طالب العلم والأستاذ الجامعي لا يعذران، لأن كلاّ منهما قدوة لغيره، ولأن طلابه يأخذون عنه، وينتظرون توجيهه، وإزالة الشبهات من أمامهم.
قال: هل من الممكن أن تكتب بهذا الخصوص في صحيفة النور التي تصدر في تطوان بالمغرب مقالاً؟، قلت: نعم .. ثم بعد أن عدت إلى المملكة بعثت لهم مقالاً موثقاً بمصادره .... )
انتهى.
د. محمد الشويعر
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 02:29]ـ
جزاك الله خيراً معلومات جديدة ومفيدة
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 02:48]ـ
وهابيه قبل أن يولد ابن عبد الوهاب بـ 900 سنه
معلومه جديدة
جازاك الله خيرا عن المعلومة القيمة
ـ[أكليل]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 07:51]ـ
سبحان الله يعني إذا سمعنا الوهابية
لايراد بها محمد بن عبدالوهاب التميمي النجدي
بل عبدالوهاب بن رستم الذي كان قبل محمد بن عبدالوهاب المجدد"
بصراحة الإعلام يطلق الوهابية له مدة على اهل السنة
وخصوصا على الإرهابيين والجهاديين’
إضافة معلومة قيمة ستفيدني بإذن الله
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 06:53]ـ
شكرا لكم جميعا على مروركم الطيب
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 12:18]ـ
السلام عليكم:
هذه توشيحة إبراهيمية بذكر فضل " الوهابية " - أماتنا الله عليها بمنه و كرمه -، قال الإمام العلامة محمد البشير الإبراهيمي " 1/ 123 - 124 ":
«يا قوم!! إنّ الحق فوق الأشخاص، وإنّ السنة لا تسمى باسم من أحياها، وإنّ الوهابيين قوم مسلمون يشاركونكم في الانتساب إلى الإسلام ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده، ويفوقون جميع المسلمين في هذا العصر بواحدة وهي أنهم لا يقرون البدعة، وما ذنبهم إذا أنكروا ما أنكره كتاب الله وسنة رسوله وتيسر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر؟
أإذا وافقنا طائفة من المسلمين في شيء معلوم من الدين بالضرورة، وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندكم - والمنكر لا يختلف حكمه بحكم الأوطان- تنسبوننا إليهم تحقيرًا لنا ولهم وازدراءً بنا وبهم، وإن فرّقت بيننا وبينهم الاعتبارات فنحن مالكيون برغم أنوفكم، وهم حنبليون برغم أنوفكم، ونحن في الجزائر وهم في الجزيرة، ونحن نُعمِل في طريق الإصلاح الأقلامَ، وهم يُعمِلون فيها الأقدامَ، وهم يُعْمِلُونَ في الأضرحة المعاول ونحن نُعْمِلُ في بانيها المقاول " اهـ.
" انظر الفوائد و النوادر برقم 51 في موقع شيخنا أبي عبد المعز - أعزه الله تعالى - ".
ـ[أم تميم]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 12:40]ـ
جزاكم الله خيرًا
/// للاستزادة ..
الكتابُ كاملًا للدكتور الشويعر ..
http://saaid.net/monawein/sh/18.zip
ـ[قلب سليم]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 05:39]ـ
جزاك الله خيرا
ذكرتني بقصة سمعتها من بعض مشايخي وحاصلها:
أن طالبا ذهب يدرس في بعض البلاد البعيدة شرقا فوجد أهل العلم والفقه والفتيا والمتكلمين يسبون ويلعنون ويكفرون الوهبابية هكذا رجما بالغيب وكان ذلك الطالب من النبهين ففكر كيف يصنع حتى يقرأ القوم كتاب من كتب محمد بن عبد الوهاب ثم يحكمون بعد ذلك بما يشاؤن وأثناء تفكيره هداه الله إلى طريقة سهلة فأخذ الغلاف من كتبا التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم أعطى كبير العلماء ليقرأ الكتاب وليعطيه رأيه فيه بعد ذلك فقرأه حتى أنهاه فقال له الطالب: ما رأيك بهذا الكتاب وماذا رأيت؟ قال: كتاب جيد يحتوي على عقيدة صحيحة فقال الطالب: وما ذا لو أخبرتك أن هذا الكتاب للشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ فقال العالم: مستحيل! قام وأحضر له الغلاف وقال: هذا غلاف الكتاب قال العالم: إذا كان هذا معتقد محمد بن عبد الوهاب فنحن هذا معتقنا أيضا ولا خلاف بيننا فأصبحوا بفضل الله يحبون الوهابية.(/)
السلفية بين منظورين .. دعوة نجاة ومنهج حياة ـ علي مبارك ملص
ـ[المعنى]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 06:18]ـ
السلفية بين منظورين .. دعوة نجاة ومنهج حياة
الأستاذ / علي مبارك ملص
لا يشك أحد له إيمان صادق و مسكة من عقل أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين هم خيار هذه الأمة وأن الانتماء لمنهجهم والانتساب إليهم هو من أعظم الأمور التي تعين على الثبات على الحق وتبعث على الفخر والاعتزاز، وعلى هذا فإن السلفية إنما هي تسمية تعود إلى الانتساب إلى السلف الصالح والدعوة إلى العود إلى منهجهم والالتزام بفهمهم لهذا الدين القويم وعلى ذلك يجب أن نفهم السلفية في جانب وأن يلتزم المنتمون إليها في الجانب الآخر. وقد جعلت هذه الطوتدة من أجل الدخول في موضوع العنوان ومنظور السلفية المعاصرة وما يتعلق بها. هل هي دعوة للنجاة يجب أن تقتصر على جوانب من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأن النظر إليها يجب أن ينحصر من هذه الزاوية فقط فلا دخل لها في التحدث في أمور الأمة العامة وقضاياها كما يحلو لبعض الدعوات كما لا دخل لها في أمور السياسة وكواليسها كما يروق للبعض الآخر وأن السلفيين حينما يدسون أنوفهم في مثل هذه الأمور إنما يرتكبون خطأ يبعد بهم عن خط الدعوة الصحيح الذي يجب أن يسلكوه حتى ولو كان ذلك من باب النصح لهذه الأمة وبيان الحق في بعض المسائل التي تهم السلفيين أنفسهم فضلاً عن أنها تهم هذه الأمة، والسلفيون بلا شك هم أهم نسيج تتشكل منه هذه الأمة لما يعرفون به من الدعوة إلى الحق وعدم المداهنة فيه وهم أبعد الناس عن المراوغة والتمييع لقضايا الأمة وهم المستهدف الأول لأعداء الإسلام.
أم أن السلفية منهج حياة وهي الامتداد الحقيقي لأصل الإسلام الحق ويجب النظر إليها بهذا المنظور العام مع الأخذ بنظر الاعتبار أن السلفيين هم جزء لا يتجزأ من نسيج هذه الأمة العريق والذي يتأثر بما يصيب هذه الأمة من ضعف وتأخر بين الأمم وكذا ما ينوب هذه الأمة من مصائب وأن أطروحاتهم ونظرهم لقضايا هذه الأمة ينبع من فهمهم لمنهج السلف والنظر إلى واقع هذه الأمة وما تحتاج إليه في حال ضعفها وقوتها وأن السلفيين والدعاة إلى هذا المنهج ليسوا معصومين من الخطأ سواء في النظر والاستدلال أو في تشخيص واقع الأمة ومعالجة قضاياها بل هم ملتزمون في ذلك بمنهج أهل السنة والجماعة من الناحية الإجمالية مجتهدون في ذلك المنهج وتطبيقه على واقع هذه الأمة ولكل مجتهد نصيب. كما يجب النظر إلى السلفيين بأنهم فصيل مهم من فصائل هذه الأمة العريقة وأن لهم الحق في التحدث في قضاياها على جميع المستويات بل أن تغييب رأيهم وغمط حقهم في هذا ربما يصيب الأمة بزيادة في ضعفها لأنهم أقرب الناس إلى معرفة منهج سلف هذه الأمة وأحرص الناس على تقدم وسؤدد ونجاة هذه الأمة كما لهم الحق أيضاً في قيادة هذه الأمة إن مكنهم الله من ذلك وبالطرق التي رسمها لهم سلفهم الصالح لا بالطرق والوسائل التي رسمها لهم أعداؤهم ليوقعوهم في فخ الإتباع لسننهم وإتباع آثارهم.
وعلى هذا تبقى السلفية بين هذين المنظورين، منظور أنها دعوة للنجاة فقط تأخذ جانب تعليم الناس 5في المساجد والبحث في متون العلم والمعرفة وتربي شبابها ومنتسبيها على حب العلم والتضحية من أجله وتبقى قضايا الأمة الكبرى لأهلها والمتمرسون في هذا الجانب.
والمنظور الآخر وهو أن السلفية منهج متكامل يغطي جميع جوانب الحياة العقدية والعلمية والاجتماعية والثقافية وما يتجدد من أحوال هذه الأمة ووضع المعالجات للقضايا التي تجابه هذه الأمة وتعرقل وصولها إلى المكانة التي وضعها الله لها من قيادة الإنسانية إلى خيري الدنيا والآخرة.
ولا شك أن هذا المنظور هو منظور السلفية الحقة والذي يجب أن تكون عليه الدعوة السلفية، فلا بد أن تعد العدة من أجل تحقيق نفسها وأخذ موقعها الحقيقي بين بقية الدعوات. لأن الأمة جربت كثير من الدعوات وهي ما زالت في حال التجربة المرة إلا أن التخبط الذي تمشي بها فيه هذه الدعوات جعلها تتنكب على الصرط المستقيم، ولا بد من منقذ ولا يتصور هذا المنقذ إلا من دعوه تلتزم بالإسلام منهجاً متكاملاً للحياة وتسعى لتطبيق هذا المنهج وتصبر في تحقيق هذا التطبيق مع مراعاة كافة الظروف التي توصلها إلى هدفها الأعظم وهو تحقيق العبودية
(يُتْبَعُ)
(/)
لله وابتغاء مرضاة الله.
إذا تقرر هذا فإن تساؤلات تطرح منها: ما الواجب على حملة هذه الدعوة؟ وما هي المساحة المسموح لهم بالتحرك فيها؟ وهل منهجهم مقيد بحيث يقتصر على جوانب من الحياة دون الجوانب الأخرى؟ وما هي برامجهم للإصلاح والتغيير على الأمدين القريب والبعيد؟ وغيرها من الأسئلة التي قد تبدو ملحة في طرحها سواء على السلفيين أنفسهم أو من يريد التعرف عن كثب على هذه الدعوة المباركة؟ ومع أن الإجابة على كل هذه التساؤلات تبدو صعبة إلا أننا نحاول في هذا المقال بجهد المقل سواء من الناحية العلمية المنهجية أو من الناحية التربوية والقيادية .. لكن نطرح مجرد رأي يتضمن الإجابة السريعة والمختصرة على ما مثل هذه التساؤلات ولعله يفتح بابا للنقاش حوله من قبل من هم أدرى واعرف واعلم بحال هذه الدعوة.
فالواجب على حملة هذه الدعوة المباركة أن يتمثلوا منهج الدعوة بشموليته وسماحته ووسطيته وأن يكونوا على مستوى تحمل المسؤولية لتبليغ هذه الدعوة لأكبر مساحة بين المسلمين فضلا عن غيرهم. وأن يعلموا أن مهمتهم عظيمة ووظيفتهم جليلة وأن تمسكهم بهذا المنهج والدعوة إليه والتضحية من أجله وجمع الناس عليه هي من اجل القربات إلى الله سبحانه وتعالى , لذا يجب التفاني في ذلك والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وألا يستخفهم في ذلك ضغط واقع ولا شنآن مخالف.
أما المساحة المسموح بها لهم فإن ذلك يكمن في جهودهم وتدبيرهم لأمور دعوتهم من الناحية النظرية على أقل التقدير , أما من الناحية الواقعية فإن تلك الرقعة المسموح بها ينافسهم فيها ولا شك الكثرة الكاثرة من الدعوات والأفكار والتي تملك من الإمكانيات والتسهيلات والدوافع الداخلية والخارجية ما يمكنها أحيانا من قوة المنافسة والانتصار في المنازلة , لكن يجب أن يثق الدعاة في ربهم أولا , وأن يتمسكوا بمنهجه مهما علا زبد تلك الدعوات ومهما غطت من مساحة فإنها ستذهب جفاء إذا أقام أبناء هذه الدعوة ودعاة هذا المنهج بما يجب عليهم حقا تجاه دعوتهم ومنهجهم.
وأما ما يتخوف منه بعض الذين يودون الانتماء إلى هذه الدعوة المباركة حيث أنهم يتصورون أن لهذا المنهج قيود يصعب معها الجمع بينه وبين ما هم فيه من ظروف العمل أو العادات أو الواقع أو غيرها من المؤثرات والتي يتصور البعض أنها لا تتلاءم وأدبيات هذا المنهج لما فيه من صرامة الالتزام وقوة الحجة وهذا بلا شك توهم , فإن هذا المنهج قد ضم قديما وحديثا الكثرة الكاثرة من المسلمين على اختلاف علمهم والتزامهم وعاداتهم وأوطانهم بل وألسنتهم وثقافاتهم بشرط أن يلتزموا إجمالا بما تنص عليه حيثيات هذا المنهج ثم يكون المنتمون إليه بحسب ما قسمتهم الآية الكريمة [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ] {فاطر:32} والمتتبع لمؤلفات دعاة هذه الدعوة قديما وحديثا يجد ذلك منصوصا ومكررا في كثير من مؤلفاتهم وكتبهم التي حفظت هذا المنهج وبلغته إلينا.
وأما برنامج هذا المنهج للإصلاح والتغيير سواء على المدى القريب من حيث جمع الناس حول هذا المنهج والدعوة إليه وكسب أنصاراً له فإنه لا ينكر احد أن دعاة هذا المنهج نجحوا كغيرهم أو أفضل منهم في حالات من الدعوات الأخرى وإن كان الكثرة قد تكون خلف غيرهم إلا إن العبرة بالكيف لا بالكم فقط. وأما ما يسمى بالجانب الاستراتيجي أو الدعوة إلى هذا المنهج على المدى البعيد فإن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ترسم هذا الأمر وتقعد لأتباعه ودعاته أعظم القواعد في ميراث الأرض واستخلاف المؤمنين وحسن العواقب , لكن يبقى فقه أصل هذا المنهج ودعاته وفق الالتزام بالشروط المعقودة على ذلك ومعرفة قدر الله سبحانه وتعالى وما جرت به سننه في هذا الكون وان الأيام دول بين الناس.
وعلى هذا فإن الدعوة السلفية دعوة عريقة بماضيها ناصعة بمنهجها قوية ومستمرة بحفظ الله لها موعودة بنصره وتوفيقه مهما كانت اليوم مطاردة أو مطرودة إلا إنها وبلا شك – قارب النجاة لمستقبل هذه الأمة وعزتها وإلى أن يجئ ذلك لابد عليها أن تعد نفسها لهذه المرحلة العظيمة من مراحل تمكين هذه الأمة
محبكم / علي مبارك ملص
http://www.tariim.com/
ـ[أكليل]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 08:01]ـ
لي عودة بإذن الله لقرآة لموضوع
وفقك الله اخي
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 05:21]ـ
صدق الشيخ الألباني (رحمه الله): حين قال ليس كل من يدعي أنه سلفي فهو فعلا سلفي, أو كلام نحوه.
السلفية كعقيدة و منهج مبنية على أصول عظيمة التي هي أساس الدين كله. لكن أصبح ينتسب إليها من هب و دب. و خصوصا من يدعون أنهم من أهل الجرح و التعديل و صدق من و صفهم بإخواننا الغلاة أهل الجرح و التجريح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 08:05]ـ
منذ أيام وجدت منتدى جديدا تونسيا يقال انه الاول من نوعه فى نشر عقيدة اهل السنة فدخلته ووجدته كله فى الاسماء والصفات فأشفقت عليهم وعلمت أنهم اتبعوا اهل المنهج الاول (فى كلام الشيخ المبارك على الملص) ظانين أنه هو هذا كل المنهج السلفى فقررت كتابة نصيحة لهم بشول المنهج السنى او السلفى للحياة كلها فسبقتنى بنقلك عن الشيخ المبارك
لكن سأكتب النصيحة أيضا وسأنقل لهم الان هذا المقال المبارك
ـ[بن مصدق]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 03:07]ـ
منذ أيام وجدت منتدى جديدا تونسيا يقال انه الاول من نوعه فى نشر عقيدة اهل السنة فدخلته ووجدته كله فى الاسماء والصفات فأشفقت عليهم وعلمت أنهم اتبعوا اهل المنهج الاول (فى كلام الشيخ المبارك على الملص) ظانين أنه هو هذا كل المنهج السلفى فقررت كتابة نصيحة لهم بشول المنهج السنى او السلفى للحياة كلها فسبقتنى بنقلك عن الشيخ المبارك
لكن سأكتب النصيحة أيضا وسأنقل لهم الان هذا المقال المبارك
شكر الله لك شيخنا خالد و اكرر شكري لك مرة اخرى على زيارتنا اولا و على نصيحتك ثانيا التي هي على العين و الراس .. بارك الله فيكم .. المنتدى ما يزال حديثا جدا جدا و لازلنا في بدايتنا .. اما عما اعتقده شخصيا فهو ما ذهب اليه الشيخ علي ملص وهو شمول المنهج السلفي .. بارك الله فيه و فيكم و اثابكم الفردوس و دمت اخوانا توجهوننا و تناصحوننا جوزيتم الجنة .. اقسم بالله الذي لا اله غيره احبكم في الله و والله العين تدمع و انا احادث طلبة علم و مشائخ .. لا تعلمون كم نحن محرومون هنا من امثالكم بارك الله فيكم .. و الله العظيم كانني اعيش حلما حين حادثت يوما فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله -ولو في منتدى و ليس مباشرة- ثم فضيلة الشيخ الخراشي حفظه الله .. و الله يا اخوة دق قلبي بشدة و لا اكاد اصدق انه أُتيحت لي فرصة مثلها .. لا تبخلوا علينا بالدعاء بارك الله فيكم فليس من سمع كمن عاين و رأى .. هذه نعمة و الله اسال الله ان يحفظكم و ان يبارك فيكم ..
اخي و شيخي خالد المرسي عاود الزيارة بارك الله فيك و لا تحرمنا ملاحظاتك و توجيهاتك انت و سائر الاخوة الفضلاء جزاكم الله خيرا و رفع قدركم في الداريين و جمعنا بكم في جنان الخلد
ـ[قلب سليم]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 08:43]ـ
يا إخوان بار الله فيكم السلف الصالح قدوة جيع أهل السنة والجماعة فلم يحتكر البعض السلفية كما فهمت من بعض الفقرات في هذا الموضوع بحيث من لم يكن على هوى البعض ليس مقتديا بالسلف!! إيش العلة ما ذا دهاكم يا عقلاء كيف تحكمون على المسلمين بعدم الاقتداء والانتماء إلى السلف الصالح إذا لم يوافقوا هواكم طولوا بالكم تأملوا مليا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 07:38]ـ
يا إخوان بار الله فيكم السلف الصالح قدوة جيع أهل السنة والجماعة فلم يحتكر البعض السلفية كما فهمت من بعض الفقرات في هذا الموضوع بحيث من لم يكن على هوى البعض ليس مقتديا بالسلف!! إيش العلة ما ذا دهاكم يا عقلاء كيف تحكمون على المسلمين بعدم الاقتداء والانتماء إلى السلف الصالح إذا لم يوافقوا هواكم طولوا بالكم تأملوا مليا.
كلامك صحيح
لكنى لم ارى ماتنتقده هنا!
ـ[قلب سليم]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 09:09]ـ
قال ملص: ((والسلفيون بلا شك هم أهم نسيج تتشكل منه هذه الأمة لما يعرفون به من الدعوة إلى الحق وعدم المداهنة فيه وهم أبعد الناس عن المراوغة والتمييع لقضايا الأمة)).
نقلت لك هذه الفقرة أستاذي "خالد المرسي" من بين عشرات الفقرات المشابهة .. فهل أنت ترضى أن تصبح أمة محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة أهل السنة والجماعة منهم أنسجة وشرائح وتكتلات وجماعات وطوائف تتقاتل فيما بينها ويكفر بعضها بعضا وكل طائفة تحاول أن تحتكر لنفسها كل ما مضى من آثر الإسلام وقدوات المسلمين لتبعد الآخرين عن ذلك وكأن الجميع خارج أسوار صراط الله المستقيم؟!! وهذا ما لاحظناه في هذا النسيج.
تأمل معي جزاك الله خيرا ولا يُعميك التعصب.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 09:21]ـ
كلامك صحيح
لكنى لم ارى ماتنتقده هنا!
كلامهُ ليسَ بصحيح، و لا أدري لم أصبحت السلفية المُباركة سبيل نقدٍ للجميع، بل إنّ السلفية أتقن منهج وُجدَ على الكُرة الأرضية، لا إخوان و لا قرضاويين، و ما يزعمهُ الأخ هوى ..
من لم يكن على هوى البعض ليس مقتديا بالسلف
و هوَ رميٌ جائر، إنما هوَ محاولة تأصيل لبعض الآراء و السُبل المنهجية، أما اختلاف بعض المشايخ في تقعيدات في المنهج، فهوَ مما يجوز قبوله أو ردهُ، بينَ مصوبةٍ و مخطئة، و في الغالب يكون الخلاف في قراءة الواقع، و اتخاذ الرأي السليم فيه،
و لسنا نرضى هذا الهجوم على السلفية - باركَ الله فيها -، أصبحَ همّ كل كاتب كيف ينتقد المنهج السلفي؟ ..
و قد كانَ بيني و بينَ الأخ (الواحدي) في هذا المنتدى المُبارك رسائل، فقلتُ له مرةً: إنّ السلفية لا تقبل (تلاقح الفكر)، فقال لي: (حكمك بأنّ السلفية لا ترضى "تلاقُح الأفكار" يندرج ضمن "الكليشيهات" و"الأحكام المعلَّبة" التي مُلَّت لكثرة ما تردّدت، وصار الرد عليها مضيعة للوقت. وكذا "الحجر على العقول"، و"ترك الإنصاف" ... وظنّي أنّ الذي يزعم ذلك لم يقرأ كتب ابن تيمية ولا غيره من أقطاب المنظّرين للمنهج السلفي)، و عند مراجعتي لنفسي و قرائتي للواقع، علمتُ ما وقعتُ فيه من خطأ، و بالصدفة قرأتُ ردود للأخ أبي الفداء و ووجدتُ نقلهُ و مناقشته في علم الفيزياء، فعلمتُ هذا و زاد ثقتي بهِ
و الله المُستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 09:49]ـ
يا أخ طالب الايمان ردك هذا ينشر التوتر فى الجو ويعكر ويضر ولاينفع
أستأذنك تابع مناقشتنا وستقرأ ما يسرك ان شاء الله
زخذ هذه النصيحة من واحد من أئمة السلفيين اختصرها احد الاخوة من مقاله
ثمرة الرفق بالمخالفين
قال بعض علماء الاجتماع: يختلف فكر عن آخر باختلاف المنشأ والعادة
والعلم والغاية، وهذا الاختلاف طبيعي في الناس، وما كانوا قط متفقين في
مسائل الدين والدنيا، ومن عادة صاحب كل فكر أن يحب تكثير سواد القائلين
بفكره، ويعتقد أنه يعمل صالحًا ويسدي معروفًا وينقذ من جهالة ويزع
عن ضلالة، ومن العدل أن لا يكون الاختلاف داعيًا للتنافر ما دام صاحب
الفكر يعتقد ما يدعو إليه، ولو كان على خطأ في غيره؛ لأن الاعتقاد في
شيء أثر الإخلاص، والمخلص في فكر ما إذا أخلص فيه يناقش بالحسنى؛
ليتغلب عليه بالبرهان، لا بالطعن وإغلاظ القول وهجر الكلام، وما ضر
صاحب الفكر لو رفق بمن لا يوافقه على فكره ريثما يهتدي إلى ما يراه صوابًا،
ويراه غيره خطأً، أو يقرب منه، وفي ذلك من امتثال الأوامر الربانية، والفوائد
الاجتماعية ما لا يحصى، فإن أهل الوطن الواحد لا يحيون حياة طيبة إلا إذا
قل تعاديهم، واتفقت على الخير كلمتهم، وتناصفوا وتعاطفوا، فكيف تريد مني أن
أكون شريكك، ولا تعاملني معاملة الكفؤ على قدم المساواة؟
دع مخالفك - إن كنت تحب الحق - يصرح بما يعتقد، فإما أن يقنعك
وإما أن تقنعه، ولا تعامله بالقسر، فما قط انتشر فكر بالعنف، أو تفاهم قوم
بالطيش والرعونة، من خرج في معاملة مخالفه عن حد التي هي أحسن
يحرجه فيخرجه عن الأدب ويحوجه إليه؛ لأن ذلك من طبع البشر مهما
تثقفت أخلاقهم وعلت في الآداب مراتبهم.
وبعدُ فإن اختلاف الآراء من سنن هذا الكون، هو من أهم العوامل في
رقيّ البشر، والأدب مع من يقول فكره باللطف قاعدة لا يجب التخلف عنها
في كل مجتمع، والتعادي على المنازع الدينية وغيرها من شأن الجاهلين لا
العالمين، والمهوسين لا المعتدلين. اهـ مع تلخيص وزيادة.
ولا يخفى أن الأصل في هذا الباب قوله تعالى: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ
إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (العنكبوت: 46) وقوله سبحانه: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)
(البقرة: 83) وقوله جل ذكره: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ
عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا
أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ) (الحجرات: 11) ولا تنس ما أسلفنا عن السلف في تفسيرها.
المصدر: ((مجلة المنار ـ المجلد [16] الجزء [1] صـ 30 المحرم 1331 ـ يناير 1913))
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 09:53]ـ
الرفق بالمخالفين
ثمار الرفق لا تجبركَ على تصحيح كلامهِ، و لستُ أُخالفك في الرفقِ، و أنتَ تعلمني في هذا، و كتاباتي في المجلس معلومة .. أليسَ كذلك َ؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 09:53]ـ
قال ملص: ((والسلفيون بلا شك هم أهم نسيج تتشكل منه هذه الأمة لما يعرفون به من الدعوة إلى الحق وعدم المداهنة فيه وهم أبعد الناس عن المراوغة والتمييع لقضايا الأمة)).
نقلت لك هذه الفقرة أستاذي "خالد المرسي" من بين عشرات الفقرات المشابهة .. فهل أنت ترضى أن تصبح أمة محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة أهل السنة والجماعة منهم أنسجة وشرائح وتكتلات وجماعات وطوائف تتقاتل فيما بينها ويكفر بعضها بعضا وكل طائفة تحاول أن تحتكر لنفسها كل ما مضى من آثر الإسلام وقدوات المسلمين لتبعد الآخرين عن ذلك وكأن الجميع خارج أسوار صراط الله المستقيم؟!! وهذا ما لاحظناه في هذا النسيج.
تأمل معي جزاك الله خيرا ولا يُعميك التعصب.
طبعا كل هذه الممارسات القبيحة لاترضى مسلم بل عاقل وان كان كافر وتُرد على صاحبها وان ادعى ليلا نهارا بانه سلفى
وكلام الشيخ مبارك يقصد به السلفيين من النوع الثانى فى مقاله ويقصد به المنهج المعصوم أما أفراده فلا يجرؤ احد على ادعاء عصمتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وان كان عندك كلام أخر فانا مستعد اسمعه واتناقش فيه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 09:55]ـ
ثمرة الرِفق لا يحدو بكَ تصحيح كلامهِ، و لستُ أُخالفك في الفرقِ، و أنتَ تعلمني في هذا، و كتاباتي في المجلس معلومة .. أليسَ كذلك َ؟
صحيح انا اعلمك كذلك ولكن الذكرى تنفع المؤمنين
ـ[قلب سليم]ــــــــ[03 - Dec-2009, صباحاً 07:31]ـ
كلامهُ ليسَ بصحيح، و لا أدري لم أصبحت السلفية المُباركة سبيل نقدٍ للجميع، بل إنّ السلفية أتقن منهج وُجدَ على الكُرة الأرضية، لا إخوان و لا قرضاويين، و ما يزعمهُ الأخ هوى ..
و هوَ رميٌ جائر، إنما هوَ محاولة تأصيل لبعض الآراء و السُبل المنهجية، أما اختلاف بعض المشايخ في تقعيدات في المنهج، فهوَ مما يجوز قبوله أو ردهُ، بينَ مصوبةٍ و مخطئة، و في الغالب يكون الخلاف في قراءة الواقع، و اتخاذ الرأي السليم فيه،
و لسنا نرضى هذا الهجوم على السلفية - باركَ الله فيها -، أصبحَ همّ كل كاتب كيف ينتقد المنهج السلفي؟ ..
و قد كانَ بيني و بينَ الأخ (الواحدي) في هذا المنتدى المُبارك رسائل، فقلتُ له مرةً: إنّ السلفية لا تقبل (تلاقح الفكر)، فقال لي: (حكمك بأنّ السلفية لا ترضى "تلاقُح الأفكار" يندرج ضمن "الكليشيهات" و"الأحكام المعلَّبة" التي مُلَّت لكثرة ما تردّدت، وصار الرد عليها مضيعة للوقت. وكذا "الحجر على العقول"، و"ترك الإنصاف" ... وظنّي أنّ الذي يزعم ذلك لم يقرأ كتب ابن تيمية ولا غيره من أقطاب المنظّرين للمنهج السلفي)، و عند مراجعتي لنفسي و قرائتي للواقع، علمتُ ما وقعتُ فيه من خطأ، و بالصدفة قرأتُ ردود للأخ أبي الفداء و ووجدتُ نقلهُ و مناقشته في علم الفيزياء، فعلمتُ هذا و زاد ثقتي بهِ
و الله المُستعان.
كلامهُ ليسَ بصحيح، و لا أدري لم أصبحت السلفية المُباركة سبيل نقدٍ للجميع، بل إنّ السلفية أتقن منهج وُجدَ على الكُرة الأرضية، لا إخوان و لا قرضاويين، و ما يزعمهُ الأخ هوى ..
السلفية يا أخ "طالب الإيمان" لم تتعرض للنقد وإنما الذي تعرض للنقد وسيتعرض للنقد هو من يحتكر السلفية لنفسه بحسب فهمه وعلى ضوء فكره وتصوره لمفهوم السلفية والسلفيين فيمسك مفاتيحها بيده ويغلق على نفسه كل باب ويحكم على جميع الأمة بالضلال ويرميها بالابتداع في عقيدتها وعبادتها وفكرها ويتهم العلماء الأجلاء والأئمة المصلحين بكل قالة ولا يقبل نقاشا ولا يلتقي مع أي كان ولن يكن سلفيا من لم يكن على شاكلته بزعمه .. تأكد أن من يحمل مثل هذه الأفكار سيتعرض للنقد وللنقد اللاذع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إن لم يعود إلى الصواب ويحترم نفسه ويحسن إلى أمته ويرفق بها.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 02:17]ـ
كلامكَ أخي العزيز كلام عام، و أنا أعلم - معَ الأسف - الاختلاف و التناحر الموجود بين أدعياء السلفيةِ أنفسهم، لكن هذا لا يقدح في المنهج أبداً، فالمنهج صحيح و سليم - و هذا ما ندين اللهَ بهِ -، أما آراء العُلماء، فأقوال يؤخذ منها و يردّ، بينَ موافقةِ الحق و مجانبتهِ، و أنا ما رددتُ عليكَ، إلا أنني وجدتُ همكَ في هذا، بينَ فكر عقيم و احتكار المشائخ ..
و اللهُ المستعان ..(/)
كل يدّعي وصلا بإنفانتي…
ـ[هشام زليم]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 11:33]ـ
كل يدّعي وصلا بإنفانتي…
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
http://www.libertaddigital.com/fotos/noticias/sublasinfante.jpg (http://www.libertaddigital.com/fotos/noticias/sublasinfante.jpg)
سنة 1983 م قرر برلمان إقليم الأندلس بالإجماع اعتبار بلاس انفانتي بريث Blas Infante Perez ” أب الأمة الأندلسية و رائد النضال للحصول على قانون للحكم الذاتي بالأندلس”. كان الساسة في تلك الفترة في حاجة ل”رمز” يجتمع عبره الأندلسيون على الطبقة السياسية. من هذه الزاوية نجد أن ”الحزب الاشتراكي الأندلسي PSA” قد حقق تقدما على أحزاب الوسط باعتبار بلاس انفانتي أبا للأمة الأندلسية و المصادقة على الرموز التي تبناها بلاس في مجلس رندة سنة 1918م. لقد جمع بلاس انفانتي جميع الصفات المطلوبة التي احتاجها الساسة في رمز يجمع الناس حولهم: فهو شهيد أعدمه اليمين الإسباني باعتباره ممثل التحركات الاستقلالية التي عمل الجنرال فرانكو على وأدها.
لكن لو تركنا هذه الصورة ”الرمزية” و ”الموجّهة” لبلاس انفانتي جانبا, و دققنا النظر في سيرة الرجل فإننا نجد أنفسنا أمام عمل و فكر و حركة اجتماعية, سياسية و ثقافية لم تكن تروق –و لا تروق اليوم أيضا- للساسة. فقد كان رجلا ثوريا في جميع مراحل حياته, عاش و فكّر ضد التيار, و عاف الامتيازات التي تمتعت بها الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها و نبذها. و تبنى, ابن الطبقة البرجوازية الأندلسية, قضية الفلاحين Jornaleros المسحوقين أحفاد المورسكيين الذين تركهم الاحتلال القشتالي الرهيب بدون أرض.
بعد تلقيه تكوينا أكاديميا غاب عنه تاريخ الأندلس الحقيقي, إلا تاريخ الخزعبلات الأسطورية التي رسمها التزييف القشتالي للأحداث, قام بلاس بمراجعة هذا ”التاريخ” مانحا للأندلسيين مفاتيح الحقيقة و معبدا لهم طريق استرجاع الذاكرة التاريخية التي حاول تغييبها 500 سنة من الاحتلال القشتالي البغيض.
لكن أكبر ما يُغيض الساسة, ممثلي المؤسسات الحكومية, رجال السلطة و التعليم هو بلاس انفانتي الذي وُلد نصرانيا و اعتنق الإسلام, مسترجعا دين أجداده الذي أخرج الأندلس من الظلمات إلى النور و من ضيق الجهل إلى سعة العلم و المعرفة.
اليوم 14 أكتوبر, مرّت حوالي 90 سنة على اعتناق بلاس انفانتي الإسلام, و لازال البعض لا يُصدّق و يعتبر ذلك خرافة و مجرد محاولة من جماعة من ”المورو” لإقناعهم بأن ”أب الأمة الأندلسية” هو فرد من نحلتهم. بسبب عدة أفكار مسبقة, يحب هؤلاء بلاس انفانتي نصراني, ملحد أو ماسوني. أما البعض فيرون أنه من غير المقبول سياسيا ربطهم بالإسلام عبر بلاس انفانتي مسلم, مُنزلين بذلك كل أعماله إلى مصاف العالم الثالث الذي لا يطيق أحد النظر إليه فما بلك بالعودة إليه. (1)
هذه هي الجدلية الدائرة اليوم حول بلاس انفانتي رحمه الله, فإذا قسمنا وجهات النظر حوله حسب الجماعات المتواجدة اليوم بالأندلس نجد:
- الدولة الإسبانية القشتالية: لا ترى في بلاس انفانتي إلا رجلا متمردا على سلطتها المركزية, و خائنا للأمة الإسبانية بزيارته للمغرب سنة 1921م و الحرب بين الأسبان و الأمير عبد الكريم قد حمي وطيسها في الريف. لهذا نجد جيش من الصحفيين و الجرائد جرّدوا أقلامهم لمحاربة فكر بلاس و محاصرة كتبه و الوقوف في طريق طبع مخطوطاته و نشرها. كما لجئوا إلى شتمه و قذفه بما هو برئ منه – كما فعل أخيرا أليخو فيدال قدراش Vidal-Quadras Alejo, فيدركو خمنيث لوسانتوس و ثيزار فيدال – و لو كانوا في بلد آخر لحوكموا, لكن الله المستعان. بل يعتبرون فكره أخطر من عمليات منظمة إيتا الباسكية الإرهابية.
- الأندلسيون المتحزبون المنضوون تحت ألوية الشيوعية, الاشتراكية…يرونه بعين القومية و النضال التحرري, و لا يؤمنون بإسلامه و يعملون على نفي ذلك أو لا يعيرون ذلك اهتماما.
- الأندلسيون الخُلّص الذين اكتشفوا الأندلس كما اكتشفها بلاس انفانتي مرتبطة بالإسلام ارتباط الابن بثدي أمه. هؤلاء دافعوا عن إسلام بلاس انفانتي و نافحوا عنه و دفعوا عنه الأباطيل. كعلي مونزانو Ali Monzano و إنريكي إنييستا Enrique Iniesta.
http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/TEMP1/Blas%20Infante%20de%20Sunna.JP G
بلاس انفانتي بالزي المغربي خلال زيارته لمراكش.
هذه باختصار مقدمة أحببت ذكرها قبل البدء في طرح سيرة بطل من أبطال الإسلام في القرن العشرين.
المرجع:
(1) مقال ” Blas Infante y El Islam’’” للكاتب الأندلسي علي مونثانو باكو Ali Manzano Baco.
كتبه أبو تاشفين هشام بن محمد زليم المغربي(/)
بلدة أتزوبييتا المنسية
ـ[هشام زليم]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 11:35]ـ
بلدة أتزوبييتا المنسية
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
أتزوبييتا Atzuvieta , مكان موحش يسود فيه صمت و سكون عمرهما أكثر من 400 سنة.
نعم فقد مرت 400 سنة على خروج آخر مسلم من بلدة أتزوبييتا Atzuvieta ( جنوب بلنسية) إحدى البلدات الأربع الموجودة في منطقة بال القلعة Vall d’Alcalà. غير أن معاول الزمن لم تنل من جدران أبنيتها و أحجار أزقتها و طرقاتها فقد ظلت صامدة , أبية و شاهدة على فترة الأمة المورسكية التي عاشت بين مطرقتي الغزو القشتالي و محاكم التفتيش و سندان نسيان العالم الإسلامي, قبل أن يقوم فليبي الثالث ابتداءا من سنة 1609م إلى سنة 1614م بجريمة بشعة في حق الإنسانية بطرده المورسكيين من أرضهم و إخراجهم من ديارهم. فكان مستقر أهل بال القلعة إلى بلاد المغرب بعد أن أركبهم القشتاليون البحر من مرفأ دانية.
سنة 1610م أغلق آخر المورسكيين منزله استعداد للرحيل عنه, بل للرحيل عن كل الأندلس في اتجاه المجهول.
سنة 1610 نظر آخر مورسكي إلى بلدته أتزوبييتا مستعيدا فترة صباه و الأوقات الجميلة التي قضاها بين هذه الأشجار و تلك الأنهار.
سنة 1610م بدأت غربة أتزوبييتا.
لكن لا عجب, فقد نٌسي الإنسان نفسه فما بالك بالجدران و الحيطان و الحجارة.
في الآونة الأخيرة تعالت أصوات داخل بلدة بال القلعة مطالبة بالمحافظة على هذه القرى المورسكية ليس فقط لأبعادها التاريخية و الأركيولوجية و إنما كجبر ضرر رمزي للمورسكيين الذين عاشوا لحظات صعبة و رهيبة. هذا الرأي عبر عنه رئيس مستشارية الثقافة البلنسية ( CVC) سانتياغو غريسوليا Santiago Grisolía الذي أضاف أنهم مدينون للشعب المورسكي, الذي شكل الأغلبية بهذه المنطقة قبل الطرد و لم يستطع ترك هذا الإرث لأبنائه.
غريسوليا طالب الرئيسة العامة للتراث ببلدية بلنسية (الخنراليتا Generalitat) باز أولمس Paz olmos باعتبار هذه القرى ملكيات ذات أهمية ثقافية كما دعا الإدارات و المؤسسات الخاصة إلى المسارعة للتنقيب و المحافظة على هذا التراث. فتدهور حالة هذه القرى المورسكية أصبح متسارعا و يدعو للقلق, و قد أبدى رئيس البلدية خوان خوسي سندرا Juan José Sendra أسفه بعد أن أتت العواصف الأخيرة على جزء من حيطان أتزوبييتا.
في هذا الإطار قامت أخيرا مستشارية الثقافة البلنسية و مؤسسة ماكما MACMA بدعم مشروع يهدف لترميم هذه البلدات و إعادة الاعتبار لها, و يمر هذا المشروع عبر 4 مراحل:
- تقوية حيطان هذه القرى.
- حماية بقايا المنازل المورسكية.
- استعادة الفلاحة المورسكية.
- بناء مركز ثقافي يشرح للزائر أهم مميزات هذه الحضارة الضائعة.
صور لبلدة أتزوبييتا:
http://www.naturayeducacion.com/castillos/c_valenciana/alicante/marina_alta/poblado_atzuvia/fotos/banner_atzuvieta_450.jpg (http://www.naturayeducacion.com/castillos/c_valenciana/alicante/marina_alta/poblado_atzuvia/fotos/banner_atzuvieta_450.jpg)
http://4.bp.blogspot.com/_E1WzbWFUroo/R_6WBzxs-8I/AAAAAAAABBY/tysicynhEVg/s400/P4090053.JPG (http://4.bp.blogspot.com/_E1WzbWFUroo/R_6WBzxs-8I/AAAAAAAABBY/tysicynhEVg/s400/P4090053.JPG)
http://3.bp.blogspot.com/_hXWcB4tcdNQ/Sk9IO0cmPjI/AAAAAAAAB8I/8cY_K9Oqj3E/s400/DSC06206.JPG (http://3.bp.blogspot.com/_hXWcB4tcdNQ/Sk9IO0cmPjI/AAAAAAAAB8I/8cY_K9Oqj3E/s400/DSC06206.JPG)
http://1.bp.blogspot.com/_E1WzbWFUroo/R_6VUDxs-7I/AAAAAAAABBQ/OmZTZPmndJ0/s400/P4090050.JPG (http://1.bp.blogspot.com/_E1WzbWFUroo/R_6VUDxs-7I/AAAAAAAABBQ/OmZTZPmndJ0/s400/P4090050.JPG)
http://www.naturayeducacion.com/castillos/c_valenciana/alicante/marina_alta/poblado_atzuvia/poblado_peq.jpg (http://www.naturayeducacion.com/castillos/c_valenciana/alicante/marina_alta/poblado_atzuvia/poblado_peq.jpg)
http://www.naturayeducacion.com/castillos/c_valenciana/alicante/marina_alta/poblado_atzuvia/puente_poblado_peq.jpg (http://www.naturayeducacion.com/castillos/c_valenciana/alicante/marina_alta/poblado_atzuvia/puente_poblado_peq.jpg)
http://4.bp.blogspot.com/_ZivmGOgt-ds/SXZCME7PV6I/AAAAAAAAAWA/0zBnCzy0gVc/s320/La+Vall+d%27Alcal%C3%A0.+Pobla t+morisc+de+l%27Atzuvieta.+any +1610+%283%29.jpg (http://4.bp.blogspot.com/_ZivmGOgt-ds/SXZCME7PV6I/AAAAAAAAAWA/0zBnCzy0gVc/s320/La+Vall+d%27Alcal%C3%A0.+Pobla t+morisc+de+l%27Atzuvieta.+any +1610+%283%29.jpg)
http://farm4.static.flickr.com/3368/3410124016_738f0116fd.jpg (http://farm4.static.flickr.com/3368/3410124016_738f0116fd.jpg)
http://4.bp.blogspot.com/_zocqltSovlI/Sor4DvIN5AI/AAAAAAAAAQA/olD6jqwkl0w/s400/IMG_6548.JPG (http://4.bp.blogspot.com/_zocqltSovlI/Sor4DvIN5AI/AAAAAAAAAQA/olD6jqwkl0w/s400/IMG_6548.JPG)
المرجع: مقال لأرتورو رويز Arturo Ruiz بعنوان « El rastro de los moriscos » بجريدة البايس El Pais
http://www.elpais.com/articulo/Comun...7elpval_17/Tes (http://www.elpais.com/articulo/Comunidad/Valenciana/rastro/moriscos/elpepiespval/20091027elpval_17/Tes)
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 01:09]ـ
لابد لأهل المغرب من دور متميز وكذا من استطاع أن يرفد أهل إسبانيا عموما وهذه البلدة المذكورة، لابد من الإشارة لأهل هذه البلدة عن تاريخهم وما فعله أسلافهم في محاكم التفتيش، وجعل الإسبان يدافعون عن جرائم تاريخهم، ولا تسكتوا أيها المسلمون، وكما يفعل اليهود والأرمن بتكبير جرائم لم تقع بهذا الحجم، ولا نريد تكبير بل ذكر الحقائق من مؤلفاتهم الغربية. والله من وراء القصد
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 08:14]ـ
منتدى الأندلس ( http://majles.alukah.net/index.php)
http://www.alandilus.com/vb/index.php (http://www.alandilus.com/vb/index.php)(/)
ثغريون و تجار (حتى لا ننسى حامد الثغري)
ـ[هشام زليم]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 11:36]ـ
http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/GALLERY1/La%20Opinion%2019-08-2006.JPG (http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/GALLERY1/La%20Opinion%2019-08-2006.JPG)
ثغريون و تجار
جريدة ”رأي مالقة” عدد السبت 19 غشت 2006
التاسع عشر من غشت هو ”يوم مالقة الأعظم”. أي عظمة تكمن في الاحتفال بقتل آلاف المالقيين حوصروا حتى ماتوا من الجوع, و اضطروا لأكل جريد النخل و الجرذان و كل ما لا يصلح للأكل لعلهم يسدون رمقا من العيش. أعتقد أن اختيار ذكرى سنوية حزينة كهذه كان يدخل في إطار البحث عن الحد الوسط بين الدخول الدموي لمالقة و الانفضاض النهائي على جبل الفارو, ففي يوم 18 غشت 1487 رفرف علم قشتالة فوق برج القصبة التي سلّمها علي دردوش Dordux و باقي التجار الجنويين الأقوياء, هؤلاء الذين كانوا على استعداد لبيع أي شيء دون تورع مقابل الحفاظ على قوتهم, في المقابل انبرى للمقاومة أولئك الذين كانوا يشتغلون بأيديهم و يدفعون الضرائب و هاجروا من مدينة إلى أخرى بعض ضياع أو تسليم مدنهم, إنه جيش من المرتدين عن النصرانية و اللاجئين تهيأ للقتال تحت إمرة حامد الثغري.
لقد صمد جبل الفارو في القتال و وفّى حامد الثغري بعهده إلى النهاية, عاقدا العزم رفقة علي دربال و جميع الغماريين على القتال حتى تستنفذ قواهم. يوم 20 غشت اكتملت المأساة, حيث دخل القشتاليون جبل الفارو و اعتقلوا الغماريين و سجنوهم في مطامر القصبة.
إني أتخيل حامد الثغري, قائد مالقة, مصمما على الدفاع عن مدينته, و أتخيل ماد دار في ذهنه من استفسارات. هل هذه نهاية شعب لطالما أنار في زمن عمّت فيه الظلمة؟ هل نحن على وشك تسليم ثمرة مجهود قرون, كلفتنا عرقا و تعبا فخلقنا جنة, دون قتال؟ من سيحرث الفدادين الشاسعة المنشأة في السفوح المنحدرة للشرقية؟ من سينسج الحرير و يصقل الخزف و يرفس العنب أو ينشره على الأرض؟ من سينظف السواقي التي روت و أعطت الحياة هناك حيث ساد الجفاف؟ و كأني بالملك فرناندو سأله: ”كيف تصمدون في دفاع لا طائل من ورائه؟ ” فأجابه حامد: ”أقسمت و أنا أتولى المسؤولية على الموت أو الأسر دفاعا عن شريعة, مدينة و شرف من كلّفني بذلك, و إذا ما عزّ النصير فإني أهوى الموت مقاتلا على أن أُأسر دون أن أُدافع عن المدينة”. لقد اعتاد التاريخ أن يكون مجحفا اتجاه الأبطال الحقيقيين, و يحيل ذكراهم إلى النسيان, فلم يذكر شيئا عن شجاعة مالقي قاتل حتى قدّم حياته دفاعا عن مدينته. فمتى نرى لحامد الثغري نصبا تذكاريا؟
ألفريدو ليفا ألمندروس
مالقة.
عربه أبو تاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.(/)
الفرحُ بموتِ الزنادقةِ والطغاةِ سنةٌ قديمةٌ ماضيةٌ
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 12:02]ـ
الفرحُ بموتِ الزنادقةِ والطغاةِ سنةٌ قديمةٌ ماضيةٌ
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
إن من التقريراتِ المهمةِ في السنةِ أن الثناءَ على الميتِ بالخيرِ أو الشرِ هو عن طريقِ المسلمين الذين عرفوهُ، وعايشوهُ، ودرسوا سيرتَهُ، وسبروا حالَهُ.
قد يقولُ قائلٌ: وما دليلك؟
أقول: الدليل ما يلي:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ. رواه البخاري (1367)، ومسلم (949).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: قَالَ النَّوَوِيّ: وَالظَّاهِر أَنَّ الَّذِي أَثْنَوْا عَلَيْهِ شَرًّا كَانَ مِنْ الْمُنَافِقِينَ.
قُلْت: يُرْشِد إِلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَحْمَد مِنْ حَدِيث أَبِي قَتَادَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ عَلَى الَّذِي أَثْنَوْا عَلَيْهِ شَرًّا , وَصَلَّى عَلَى الْآخَر.ا. هـ.
وهذه الشهادةُ ليست خاصةً بالصحابةِ رضي اللهُ عنهم، بل لمن جاء بعدهم.
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: قَوْله: " أَنْتُمْ شُهَدَاء اللَّه فِي الْأَرْض " أَيْ: الْمُخَاطَبُونَ بِذَلِكَ مِنْ الصَّحَابَة، وَمَنْ كَانَ عَلَى صِفَتهمْ مِنْ الْإِيمَان. وَحَكَى اِبْن التِّين أَنَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِالصَّحَابَةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْطِقُونَ بِالْحِكْمَةِ بِخِلَافِ مَنْ بَعْدهمْ. قَالَ: وَالصَّوَاب أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَصّ بِالثِّقَاتِ وَالْمُتَّقِينَ.ا. هـ.
ولهذا العبدُ الفاجرُ أو الكافرُ إذا مات ارتاحتِ الخلائقُ منه ومن فجورهِ وكفرهِ - نسألُ اللهَ حسن الخاتمة -.
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ: " مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: " الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلَادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ ". رواه البخاري (6512)، ومسلم (950).
بعد هذه التقريراتِ النبويةِ يستنكرُ البعضُ على من يفرحُ بموتِ طاغيةٍ، أوداعيةِ ضلالةٍ، أو كافرٍ، والحقيقةُ أن هذا الاستنكار لا وجه له، ولا دليل عليهِ، بل فعلُ السلف بخلافهِ، وأيضاً بموتهِ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدوابُ بنصِ كلامِ النبي صلى الله عليه وسلم السابقِ.
ولذلك شُرع لنا عند تجددِ النعمِ أو اندفاعِ النقمِ أن نسجدَ شكراً للهِ على ذلك، فيضعُ أشرفَ عضوٍ من أعضاءِ جسمهِ – وهو الوجهُ – على الأرضِ خضوعاً لله، وشكراً له على تجددِ النعمِ أو اندفاع النقمِ، وطبق سلفُ الأمة هذا الهدي، وسجودُ الشكرِ هو عبادةٌ تعبرُ عن الفرحِ بما قد تجدد من النعمِ أو اندفع من النقمِ.
نأتي الآن على الأمثلةِ من فرحِ السلفِ بموت طاغيةٍ أو داعيةِ بدعةٍ أو كافرٍ.
إبراهيمُ النخعي أَحَدُ الأَعْلاَمِ ماذا فعل عندما بُشر بموتِ الحجاج؟
(يُتْبَعُ)
(/)
روى ابنُ سعدٍ في " طبقاته " (6/ 280) قال: أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني، عن أبي حَنِيْفَةَ: عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ، فَسَجَدَ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ.
وذكر الأثرَ الإمامُ الذهبيُّ في " السير " (4/ 524).
وهذا عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله بنِ الحسين، أبو القاسم الخفاف، المعروف بابنِ النقيبِ.
ذكرهُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (12/ 20)، وقال عنه: كان من أئمةِ السنةِ، وحين بلغهُ موتُ ابنِ المعلمِ فقيهِ الشيعةِ سجد للهِ شكراً. وجلس للتهنئةِ وقال: ما أبالي أي وقتِ متُ بعد أن شاهدتُ موتَ ابنِ المعلمِ.
فلماذا يستنكرُ بعضُ أهلِ السنةِ الفرحَ بموتِ رؤوسٍ ممن حارب الدينَ من كفارٍ ومبتدعةٍ، وحارب أهلَ السنةِ ولهم سلفٌ في أئمتهم؟؟!!
أما غيرُ أهلِ السنةِ فهو أمرٌ غيرُ مستغربٍ منهم، ولكن عندما يكونُ القتلُ في أهلِ السنةِ فلا بواكي لهم، واللهُ المستعانُ.
لا رَحِمَ اللهُ فِيهِ مَغْرَزَ إِبْرَةٍ:
لقد جاء في تراجمِ بعضِ من كاد للإسلامِ والمسلمين من كفارٍ وأهلِ بدعٍ الدعاءُ عليهم بعبارة " لا رَحِمَ اللهُ فِيهِ مَغْرَزَ إِبْرَةٍ "، فلو دُعى على كافرٍ أو مبتدعٍ قتل في المسلمين، أو نكل بهم فلا لوم عليه.
قال الإمام الذهبي في " العِبر في خبرِ من غبر " (2/ 42) في أحداث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة: " ولم يحجّ الرَّكب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنَّابي في رمضان بهجر من جدريّ أهلكه فلا رحم الله فيه مغرز إبرة ".ا. هـ.
وقال أيضاً في ترجمة " عبيد الله المهدي الباطني " (2/ 16): عبيد الله المهدي. أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عبيد أصحاب مصر والمغرب، وهو دعي كذاب ادعى أنه من ولد الحسن بن علي. والمحققون متفقون على أنه ليس بحسيني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طبابة العلوي عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر علىالحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حسبي. توفي عبيد الله في ربيع الأول بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة. قال أبو حسن القابسي صاحب " المخلص" رحمه الله: إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النّحْر في العذاب، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الرضى عن الصحابة فاختاروا الموت. ا.هـ.
ونحن نقول: لا رحمَ اللهُ مغرزَ إبرةٍ لكلِ من مات وقد آذى المسلمين، أو نكل بهم، أو عذبهم.
........................
صيد الفوائد
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 01:05]ـ
ولعل من جنس هذا قول الله تعالى في نصرالروم على الفرس (ويومئذ يفرح المؤمنون)، وفي الفرح بهلاك وإنهزام المهزوم شيئا من ذلك، وكذا قولهتعالى: (ويشفي صدور قوم مؤمنين) فيه من هذا المعنى.(/)
عجباً: أهكذا يُقرأ القرآن [بسبسبس آه] ادخل وشاهد شيخ الطريقة الشاذلية في سوريا
ـ[القرتشائي]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 11:12]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
عجباً: أهكذا يُقرأ القرآن [بسبسبس آه] ادخل وشاهد شيخ الطريقة الشاذلية في سوريا
http://img97.imageshack.us/img97/2089/1500bv.jpg
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يقول الله تبارك وتعالى: ((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ))
نضع بين أيديكم مقطعا مرئيا، للشيخ الصوفي: أبو النور خورشيد شيخ الطريقة الشاذلية في سوريا.
يقرأ فيه آيات من كتاب الله ويتلعثم فيها، ثم يتابع قراءته دون أن يهتزّ له جفن، أو أن يعود لتصحيح ما أخطأ به خطأً فاحشاً، وكأن مايقرأه جريدة أو مجلة للأخبار.
طبعا المريدين ليس بيدهم حيلة وليس لهم أن يُنكروا مارأوا، أو أن يصححوا لشيخهم، فهم: سمعنا وأطعنا .. !! ولاحول ولاقوة إلا بالله.
يقرأ أبي النور من سورة يس، فيصل إلى قوله تبارك وتعالى: ((وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ))
فيتلوها هكذا: ((وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ بسبس آه فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ)) ولاحول ولاقوة إلا بالله
::: شاهد:::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/download1.gif
http://www.soufia-h.com/soufia-h/video/vo1/aboalnoor2.wmv (http://www.soufia-h.com/soufia-h/video/vo1/aboalnoor2.wmv)
=============
ولكي تعلموا حقيقة هذا الشيخ الصوفي المدعو: بأبي النور خورشيد وهو شيخ الطريقة الشاذلية بسوريا
شاهدوا بالفيديو: تأليه على الله .. كن من أتباعه تدخل الجنة .. ويُقسم على ذلك .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=574 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=574)
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net)
نكشف الحقائق الغائبة للباحثين عن الحقيقة
حقوق النسخ لكل مسلم بشرط ذكر المصدر
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 04:56]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير(/)
زيارة رضوان الريشكو لحمراء غرناطة
ـ[هشام زليم]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 11:14]ـ
زيارة رضوان الريشكو لحمراء غرناطة
http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/GALLERY1/boadil.gif (http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/GALLERY1/boadil.gif)
جريدة إديال. إس Ideal.es الغرناطية, عدد 3 يناير 1989م.
رضوان الريشكو سليل أبي عبد الله يحمل علم الأندلس فوق أبراج الحمراء.
خوان إنريكي غوميز Juan Enrique Gomez
عادت أبراج الحمراء و قصورها لتعيش ذكرى زمن مضى. فهاهو علم الأندلس يرفرف فوق برج الحراسة Torre de la Vela.. بل هاهو رضوان الريشكو (1) سليل آخر ملك لغرناطة يستحوذ, في مظهر رمزي, على قلعة أجداده. لقد تحول بالأمس الرثاء الكلاسيكي المسلم بفقد غرناطة إلى صيحة للإسلام صدرت من شفاه قادة الجماعة الإسلامية بالأندلس. بينما كانت, في المدينة نفسها, راية قشتالة ترفرف. إنها بهجة و انتحاب ثقافتين ألفيتين.
في شهر دجنبر الماضي أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي لوسائل الإعلام الدولية أن العالم العربي لم ينس الأندلس. كلمات الزعيم دفعت لتسليط الضوء على احتمال استردادها. لقد تبنى القذافي مطالب عدة جماعات لأشخاص ينتمون إلى طوائف إسلامية و يقطنون بالتراب الإسباني, و هم نصارى تحوّلوا إلى الإسلام و جعلوا إحدى غاياتهم تكوين ”جمهورية إسلامية بالأندلس”. في هذا الإطار, أعلن زعيم الجماعة الإسلامية بالأندلس عبد الرحمان مدينة –و كان يدعى قبل إسلامه أنطونيو مدينة Antonio Medina – أن الوقت قد حان للعودة للحمراء و استرجاع, و لو رمزيا, هذه المعلمة التي كانت قبل خمسة قرون تقريبا مركز الثقافة الإسلامية.
بينما كانت ”غرناطة الرسمية” تحتفل في ساحة الكرمن Carmen بعيد الاستيلاء على المدينة, و دخول الملكين الكاثوليكيين لغرناطة و استرجاع (2) النصرانية لكامل التراب الإسباني, كان أحد أحفاد أبو عبد الله, آخر ملك لغرناطة, يدخل لأول مرّة من أبواب القلعة منذ أن بكى سلفه فقدان مملكته. وسط السياح و المُهتمّين, تجاوز رضوان ريشكو, الذي يُرجِع نسبه لأبي عبد الله و بالتحديد للجيل الثالث عشر, باب الشريعة Puerta de la Justicia. دخل لوحده حاملا العلم الأندلسي, و خلفه جمع من الناس ينتمون للجماعة الإسلامية و أتباع جماعات تحررية أندلسية, و كأني بهم حاشية لولي عهد لا مملكة له. في اتجاهه لمشاهدة غرناطة من أعلى نقطة في القلعة و هي برج الحراسة, قال:”دخول الحمراء كان أحد أكثر اللحظات إثارة في حياتي”.
ملك بين السيّاح
ظل السياح ينظرون إلى الموكب باستغراب, لا يعلمون ما الذي يمكن أن يحدث في هذه الصبيحة, صبيحة الثاني من يناير (3). إنهم في الحقيقة شهود على زيارة تاريخية استثنائية. طلب حراس الحمراء من الريشكو و أتباعه بطاقة الدخول, آه يا زمن, كم تبدلت الأحوال. و قد علّق الريشكو قائلا:”يجب احترام قوانين هذا الصرح”. داخل شرفات القصبة استُعرضت الأعلام و وُضعت في مكان قال عنه عبد الرحمان مدينة ”انتزعوه منّا في أحد الأيام”.
في برج الحراسة, و وسط حشد عظيم من الناس كانوا في زيارة للمعلمة, و آخرون التحقوا بالأندلسيين و غيرهم كثير جاؤوا لقرع جرس برج الحراسة و إحياء تقليد يَعِدُ قارع الجرس يوم الثاني من يناير بالزواج السعيد, وسط هؤلاء جميعا حمل عبد الرحمان مدينة علم الأندلس فوق مدينة غرناطة, و رفرفه مرات عديدة فوق الشرفة كما كان الحال قبل خمسمائة سنة. بعد ذلك تسلّم رضوان الريشكو العلم و اتجه به نحو المدينة. فسُمعت تصفيقات صدرت على استحياء من أشخاص تجمّعوا في برج الحراسة. لم تتوقف أجراس البرج عن الرنين, و رغم عدم ارتباطها بتجمّع المسلمين فإنها أضفت جوا من المهابة على المناسبة التي كانت لسنوات خلت تجري في غياب سليل مباشر ”لملك غرناطة المسلم”.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الريشكو:”أنا هنا لأننا نحن الأندلسيون نحب أصولنا. من المهم جدا بالنسبة لي استذكار ما قام به أجدادي و وطأ هذه الأرض و هذه الحجارة دون أن يكون ذلك بدافع الشجار أو القتال”. ”حفيد” أبي عبد الله أكّد أنه لا يبحث عن ”الاسترداد”, و قال:”لا أتحدث عن تحرير الأندلس حتى يمكنني الحضور هنا, فالقانون و الدستور الإسباني يجيزان لي القدوم و أن أكون أندلسيا. زيارتي هي صلة رحم بالإخوان الأندلسيين و حتى يعلموا أن هناك أندلسيين خارج الأندلس, بشمال إفريقيا, أمريكا الجنوبية و أصقاع أخرى. فنحن جميعا جذورنا بالأندلس”. حسب رضوان الريشكو, لازال جميع هؤلاء الأندلسيين أوفياء لما كانت عليه هذه الأرض قبل 500 سنة.
بعد هذا التجمع ببرج الحراسة و الذي تزامن مع الاحتفال الرسمي بدخول غرناطة ب”الكنيسة الملكية” Capilla Real و ساحة البلدية, جال الموكب الإسلامي قصر الحمراء و تزاحموا مع السياح من أجل الولوج للمنزل الملكي. Casa Real. هناك مكث رضوان الريشكو و أتباعه ينظرون لباحة الريان و وضعوا علمهم أمام نافورة الأسود. بعد ذلك أخذت الزيارة طابعا خاصا, فأعلنت الجماعة الإسلامية اختتام مراسيم فقدان غرناطة.
ثقافات تلتقي مرّة أخرى.
لم يستسغ عبد الرحمان مدينة الجدل الدائر حول المراسيم التي نُظِّمت, و أكّد أنه لا صلة بينها و بين الأحداث التي وقعت أيام قبل ذلك بألمرية, كما لم يجد سببا للتواجد الأمني الضخم خلال الاحتفالات الرسمية بدخول غرناطة. قال عبد الرحمان:”لم نأت إلى هنا بهدف القتال و إنما كرمز للقاء مرّة أخرى. و كان رفع العلم فوق برج الحراسة هو اللقاء.”. لكن بالرغم من هذه الفكرة, فإن المنظمة الإسلامية التي يتزعمها مدينة تهدف, باعترافه هو نفسه, لإعادة بناء الهوية الأندلسية, ”فالدولة الإسبانية و الكنيسة لم تدخلا لغرناطة مُقنِعين و إنما غالبين. و هذا مخالف جدا للنهج الذي نتبناه المعتمد على إقناع الناس بالإسلام”, كما أكّد عبد الرحمان مدينة أن مجرد تطبيق بنود غرناطة كان كافيا لاستمرار تواجد الأندلسيين على هذه الأرض, بالمقابل لم ينف اهتمامهم باسترداد الأندلس. ”فالإسلام خير لكل الشعوب, لهذا و عبر جذور الإسلام هنا يأتي اهتمامنا بالأندلس”, و ليس الأندلس التي رُسِمت حدودها الجغرافية اليوم و إنما كما كانت فترةَ ”الاسترداد”, حيث أكّد مدينة:”تتشكل الأندلس من الجماعة الطبيعية و الإدارية الحالية ل”الجماعة الأندلسية ذات الحكم الذاتي” إضافة لأقاليم بطليوس Badajoz, مرسية, وادي الكدية إلى بويرتويانو, جبال الكرز Sierra de Alcaraz و أراضي أوريولا Orihuela, مناطق نبعت منها حياة الأندلس منذ غابر الزمن.”.
زعماء الجماعة الإسلامية بالأندلس – و تسمى أيضا ”التحرير الأندلسي” Liberacion Andaluza- ردوا على الاتهامات التي ترى مقاصدهم سياسية و قالوا: ” التحرير الأندلسي ليس حزبا سياسيا لأن ببساطة مشروعه ليس برنامجا سياسيا. المشروع هو تطلعٌ انطلاقا من الإسلام. لهذا ندعو إلى جمهورية إسلامية نستطيع العيش فيها و تنظيم أنفسنا و التمتع بحرية و تسامح كاملين”.
تأكيده أنه سليل آخر ملك لغرناطة
إعلان زيارة رضوان الريشكو للحمراء أثار الجدل حول حقيقة نسبه للملك أبي عبد الله. بعض الدوائر نفت أن يكون هذا الشاب التونسي المهندس ذو الثمانية و العشرين ربيعا سليلا لآخر مملكة مسلمة بغرناطة. لكن الريشكو أكد أن هذا ليس صحيحا و أنه يحوز أدلة تؤكد نسبه, و قال:”أنا هنا لأنني حفيد من الجيل الثالث عشر لأبي عبد الله Boabdil ”. و أشار إلى أن المؤرخين الكاثوليك توقفوا عن تتبع حياة أبي عبد الله, و هذا ما يفسر وجود فترات مخفية من تاريخ أجداده, ”لهذا السبب لا توجد وثائق تبرز من هم أولاده الذين رحلوا في اتجاه شمال إفريقيا”. لكن بالنسبة لرشيكو هناك دلائل أخرى لا تمر عبر المؤرخين النصارى ك: ”الذاكرة الجماعية لعائلتي و لبلدتي مهمة للغاية. فعمود قرابة الرحم انتقل بموازاة التاريخ و تناقلت عائلتي ولدا عن والد أن أجدادنا كانوا ملوك الأندلس.”.
بالرغم من ذلك لم يبدوا على الريشكو اهتمام كبير بهذا الجدل, فالمهم بالنسبة له أن بلدته تعرف من هي عائلته التي استقرت بتونس و شيدوا بلدات استقر بها المطرودون من مملكة غرناطة: ”لسنا في حاجة للوثائق, فالمسالة بالنسبة لي إحساس”.
التعليق على الصور:
العلوية: ”الجماعة الإسلامية بالأندلس طالبت باسترجاع رموز الهوية الأندلسية مع دخول رضوان الريشكو السليل المفترض للملك أبي عبد الله للحمراء.”
السفلية: ”كان على رضوان الريشكو دفع ثمن التذكرة للدخول للحمراء أين رفع العلم الأندلسي و أدلى بتصريحات لصالح تفسير آخر للتاريخ الأندلسي.”
الهوامش:
<! --[ if !supportLists]-->(1) <!--[endif]--> الريشكو بالقشتالية تعني ”الملك الصغير” Rey Chico, في إشارة للملك أبي عبد الله رحمه الله.
<! --[ if !supportLists]-->(2) <!--[endif]--> مع التحفظ.
عرّبه أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.(/)
يا أبناء مالقة:قاطعوا الاحتفالات بذكرى احتلال مدينتكم.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 11:19]ـ
يا أبناء مالقة:قاطعوا الاحتفالات بذكرى احتلال مدينتكم.
http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/GALLERY1/18-08-87.JPG (http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/GALLERY1/18-08-87.JPG)
منشور طبعه و وزعه المسلمون الأندلسيون سنة 1987م عقب إعلان الحاكم القشتالي لمالقة بيدرو أبريسيو Pedro Aparicio أن يوم 18 غشت (يوم سقوط مالقة بيد النصارى و احتلال المسجد الجامع و تحويله إلى كاتدرائية) هو عيد وطني بالمدينة. يدعوا المنشور أهل مالقة إلى مقاطعة الاحتفالات و يُعرِّفهم بمغزى إحياء هذه الذكرى الأليمة.
و هذه ترجمة لما جاء في المنشور
”بسم الله الرحمان الرحيم.
مرّت 500 سنة على تاريخ 18 غشت 1487م يوم دخلت الجحافل المرتزقة لفرناندو الكاثوليكي إلى مالقة بعد شهور طويلة من حصار رهيب.
لقد وصفت تواريخ القرون الوسطى الفظائع التي ارتكبها النصارى, و اليوم, دونما حياء, يريد المحتلون إحياء ذكرى انتصارهم متهجمين بذلك على ذاكرتنا.
حاولوا بيأس طيلة خمس قرون إنكار ماضينا و تشريبنا لحقائقهم. طًمِست ثقافتنا, و طُمرت ذِكراها بكم هائل من الكراهية و الإهانة, و واجبنا اتجاهها اليوم هو تسليط الضوء عليها من جديد. لقد وصلنا إلى حد التنصّل من ذاتنا فقتلونا بذلك كشعب كما خنقوا قبل ذلك أجدادنا. رموهم بالسهام كي يصيبوا أفئدتنا في الصميم. حاولوا تحجيم دوامنا برميهم بأوهامهم الحقيرة.
و ما زاد الطين بلة و الطنبور غنة رغبتهم في الاحتفال بنصرهم الحالك. إن المنتصرين الدنيئين يريدون العودة لترديد لحنهم المرعب الكئيب ليشمتوا بمصيبتنا, و الأكثر من ذلك أنها بالنسبة لنا دقات أجراس شريرة و شنيعة تذكرنا بحريتنا السليبة.
النهب, القتل, الحرق و الحقد المدمّر بقيادة الصليب سلبونا أراضينا و نعتونا بالكلاب و رمونا في أخاديد جبال ماريانيكا. لقد اغتصب منا فرناندو الأحول Fernando el Bizco قرطبة و أشبيلية. بالدم و النار شرعوا في انتزاع أرضنا منا: نحن لسنا نصارى. همج الشمال قلبوا باندفاعهم الأعمى و الوحشي كل ماضينا ذو الألف سنة, قلبوا معارفنا المتراكمة, كل تاريخنا. في الختام, إيزابيلا, راهنة المجوهرات (1) , الكاثوليكية –و هو اللقب الذي منحها إياه البابا جزاء حزِّها رؤوس سكان مالقة الشجعان و توزيعها الفتيات الأندلسيات كخادمات على نسائها, و إرسالها للبابا نفسه حصة من الغنيمة و حمولة من العبيد الأندلسيين أُسروا عند استسلام مالقة-, إيزابيلا الهمجية, المتطرفة المتوحشة, المخادعة أتت لتُكمل المهمة. أُحرِقت المكتبات, خُرِّبت المساجد و المدارس و المصانع. و قُسّمت بالفعل كل الأرض الأندلسية إلى قطع كبيرة وُزِّعت بين قادة المرتزقة المحتلين الذين لا تهوى أفئدتهم إلى الزراعة. أما الأندلسيون الذين أحالوها إلى بستان فقد قُدّرت عليهم العبودية و السير حول أسيجة هذه الأراضي التي دُمّرت وسائل ريّها أو تُركت مهملة إلى أن استحالت إلى أراضي قاحلة. لقد قالها أبو بكر من قبل: ”إذا شوهت الصلبان و الأجراس مآذن المساجد, تحولت الأرض من بستان إلى قفر, و أشرف الصليب على عقم الحقول المغلقة في وجه الأندلسيين”. (2)
و أُشعِلت نيران محارق محكمة التفتيش. الآلاف من الأندلسيين أُحرقوا في المحارق الكاثوليكية الهمجية. فقد حُرِّم الحمام, الزي, اللغة, الموسيقى و العادات تحت تهديد العذاب الأليم.
و أكمل آل أستورياس (3) و آل بوربون (4) مهمة إيزابيلا التدميرية الهادفة لدفن تاريخنا الثقافي المجيد.
إلى كل أندلسي لا زال لكبريائه حافظا, إن المراسيم المُنظّمة من طرف الكنيسة الكاثوليكية و الدولة الإسبانية هي إهانة و استفزاز موجه ضد ذاكرتنا و منافي لاحترام أجدادنا الأندلسيين الأماجد.
فلتكن المقاطعة هي ردنا.
!! عاشت الأندلس حرة.!!
التحرير الأندلسي - الجماعة الإسلامية بالأندلس.”
الهوامش:
(1) رهنت إيزابيلا مجوهراتها حتى توفّر المال اللازم لسحق الإسلام بالأندلس و تمويل رحلة كريستوف كولمبس إلى الأراضي الجديدة.
(2) هذه الكلمات المنسوبة لأبي بكر رضي الله عنه, لا تعدو أن تكون من اختلاقات المورسكيين خلال فترة اضطهادهم من طرف النصارى تثبيتا لقلوبهم أمام فتنة التنصير و تدمير المساجد و تحويلها إلى كنائس, خصوصا و قد منعوا من الاتصال بكل ما هو إسلامي (القرآن, الحديث, الفقه و السيرة).
(3) أستورياس Asturias العائلة الحاكمة بإسبانيا في القرنين 16 , 17.
(4) العائلة الحاكمة بإسبانيا خلال القرن العشرين, و إليهم ينتمي الملك الحالي دون خوان كارلوس.
كتبه أبو تاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.(/)
تاريخ على مقاس إسبانيا
ـ[هشام زليم]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 11:23]ـ
تاريخ على مقاس إسبانيا.
http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/files/2009/11/cache-110x110_rubon96-110x110.jpg (http://hicham84andalous.maktoobblog.c om/files/2009/11/cache-110x110_rubon96-110x110.jpg)
ما هو التاريخ؟
هل هو ”علم دراسة الماضي” أم ”علم التلاعب بأحداث الماضي لتبرير أحداث تجري اليوم”؟
لنتخيل الشكل الذي كان سيكتب به التاريخ لو انتصرت النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية على ”المدنية” الأمريكو سوفياتية, و كيف كانوا سيدرسونه لنا لو تغلبت القوى الجمهورية في إسبانيا على ”ديكتاتورية فرانكو”. أكيد هو تاريخ مخالف جدا للذي ندرسه اليوم في المدارس و الجامعات.
بإسبانيا, قامت في السنوات الأخيرة محاولات لمراجعة تاريخ البلاد خلال فترة النظام الجمهوري (1931 - 1936) , الحرب الأهلية (1936 - 1939) و حكم الجنرال فرانكو (1939 - 1975) , محاولات قادها مؤرخون و ساسة عملوا من خلال الدولة على تبرير الحرب الأهلية و استيلاء نظام فرانكو على الحكم. و هم في سعيهم هذا لهم كل ”الحق ” في المطالبة بتصحيح تاريخي يعيد الأمور إلى حقيقتها, طبعا لأسباب ”علمية تاريخية” و أيضا لجبر ضرر الضحايا و تعويض أقاربهم.
غير أن ذاكرة إسبانيا قصيرة جدا و ضعيفة للغاية و متهالكة إلى أقصى حد, خاصة إذا تعلق الأمر بفترات تاريخية تعارض أركانها التأسيسية التي هي جوهر القومية و الأمة الإسبانية. إن تاريخ إسبانيا يُكتب و يُحلّل وفق عقائد راسخة و غير قابلة للنقاش, أهمها:
- وجود إسبانيا كأمة منذ العصور الغابرة, بل منذ بداية الخليقة. وجود لم يقطعه لا الغزو الروماني, و لا الأمازيغي القرطاجي, و لا الغزو القوطي, بل و لا حتى الوجود الإسلامي الذي دام أكثر من 8 قرون.
- وحدة إسبانيا كركن أساسي في التاريخ, و عبره يتم تفسير كل حدث تاريخي و كل سياسة تناقض هذا الركن. فإسبانيا كانت قبل آلاف السنين في نفس الحدود الموجودة عليها اليوم. و بهذا فالأندلس, قطلونية, نافارا, سبتة, مليلية و جزر الكناري هي جزء لا يتجزأ من إسبانيا, و كذلك الحال لجليقية, استرامادورا و غيرها…
هكذا نخرج بالاستنتاج التالي: في إسبانيا كل شيء يناقش إلا هذين الركنين: وجود إسبانيا كأمة منذ القدم و وحدتها التاريخية. و قد حدث حولهما إجماع مطلق و اتفاق تام حتى بين المؤيدين و المعارضين لمراجعة تاريخ القرن العشرين, و تكاد تكون النقطة الوحيدة التي تجمع بين ”اليمينيين” و ”اليساريين”, ”التقدميين” و ”المحافظين”, ”الرسميين’ و ”دعاة المراجعة”. فكل شيء يناقش و يحتمل الوجهين, بل ما شئت من الوجوه إلا العقائد المؤسسة للدولة الإسبانية.
فكيف إذن يرى ”المؤرخون” , "المفكرون” و ”الساسة” الأسبان اليوم تلك المأساة الفظيعة و الإبادة الشنيعة التي تعرض لها الشعب المسلم على أيدي ملكي قشتالة و أراغون –الذين عرفهم التاريخ باسم ”الملوك الكاثوليك”- و كيف ينظرون إلى الاحتفال السنوي بهذه الأحداث في غرناطة كلما حلّ الثاني من يناير.
بالنسبة للذين سنطلق عليهم ”الوطنيون المعترف بهم”, الذين حملوا على عاتقهم هم ”القومية الإسبانية” بالدفاع عنها و مظاهرتها, سقوط غرناطة هو ”أوج” حرب الاسترداد و إتمام الوحدة الإسبانية التي مزّقها قبل 8 قرون غزو الموروس الذين انتهى بهم المطاف بعد انتصار الكاثوليكية إلى الطرد من إسبانبا و رميهم في البحر. هذه النظرة ترتكز على عقائد أسطورية عديدة مثل: ”الغزو العربي”, ”الاسترداد”, ”طرد الموروس” و ”إعادة التوطين”. إن هذه الأساطير الخيالية تحولت مع مرور الوقت إلى تاريخ ثم إلى عقائد لصالح الدولة الإسبانية أحالت جريمة إبادة الشعب الأندلسي المسلم و جرائم اللصوصية و السلب و النهب إلى أعمال بطولية. كما جعلوا لهذه الجرائم أركانا أديولوجية ترتكز على ”القومية الواحدة” (القومية الإسبانية) و ”الدين الواحد” (العقيدة الكاثوليكية). و قد قام بعض المؤرخين المتأخرين بفضح هذه الأساطير المؤسسة للدولة الإسبانية, كمؤلفات إيغناسيو أولاغي, أمريكو كاسترو, غونزاليس فيران و غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما النوع الثاني من الوطنيين الأسبان, و الذين سنطلق عليهم ”الوطنيون المتسترون” أصحاب ”الوطنية النائمة” المنضوون تحت لواء طبقة ”التقدميين” الاجتماعية, فهم يعترفون بالإبادة التي تعرض لها الشعب الأندلسي المسلم و يُدينون الاحتفال بسقوط غرناطة و باقي المدن الأندلسية بدعوى الدفاع عن”تعدد الثقافات” و ”تحالف الحضارات” لكن دون الخروج عن إطار العقائد التي ذكرناها سلفا, أي دون الوصول إلى انتقاد جوهر التاريخ الإسباني, و دون أن يطرحوا للنقاش الأساطير المؤسِّسة, بل يقبلون العقائد الرسمية التي يدين بها ”الوطنيون المعترف بهم”, ك”وحدة إسبانيا” و هي العقيدة التي ترتكز عليها جميع تفسيرات الأحداث التاريخية. هكذا إذن نجدهم –أي ”الوطنيون المتسترون”- يعترفون بالإبادة, يأسفون على صدور مراسيم التنصير و الطرد, لكنهم يبررون للذين تلطخت أيديهم بها و يعتبرونهم ”حكاما عظاما” لأنهم الأركان التي ترتكز عليها ”الأمة الإسبانية”, و التي بدونها سينهار كل شيء, و هذا طبعا أمر يرعبهم, لهذا يفضلون عدم التفكير كي لا ينتهي بهم المطاف بقبول حقيقة أخرى مخالفة فيصطدموا مع مسلماتهم, مع ضميرهم و مع مصالحهم. إنهم لا يريدون التفكير في صحة تلك الأساطير حتى لا يعترفوا أنهم كانوا ضحية كذب الدولة الإسبانية.
أما بخصوص سقوط المدن الأندلسية, فالوطنيون ”المعترف بهم” و ”المتسترون” يتفقون على أن وحدة إسبانيا ”أزلية” و يعتبرون غزو قشتالة للأندلس حربا أهلية بين إخوة انتهى للأسف بهم المطاف إلى ارتكاب جرائم إبادة, لكن دون أن يدينوا المعتدين لأنهم سيدينون بذلك من ”أعادوا تكوين وحدة إسبانيا” و جعلوها تنعم اليوم بالازدهار وسط الأمة الغربية.
كما يرفضون الاعتراف بعدم وجود كيان اسمه ”إسبانيا” قبل القرن 16, و يرفضون أيضا الاعتراف بأن مملكة غرناطة المسلمة كانت دولة مستقلة ذات سيادة قبلت بنود معاهدة تسليم غرناطة بعد أشهر عديدة من حصار عسكري غاشم. إن وضع المشكل في إطاره الحقيقي يثير الرعب في أنفسهم: فمعاهدة تسليم غرناطة هي معاهدة دولية بين دولتين ذات سيادة و عدم التزام قشتالة ببنودها أدى إلى فقدانها لمفعولها و من حق الطرف الآخر المطالبة بتنفيذها و إعادة الأمور إلى نصابها. لكنهم لا يستطيعون تحمل هذه المسؤولية لأنها تعارض العقيدة المقدسة لوحدة إسبانيا, و لا ”الوطنيون المعترف بهم” و لا ”الوطنيون المتسترون” سيعترفون بها, و بهذا الرفض يعبرون عن رغبتهم في تاريخ على مقاس عقائدهم, أي تاريخ مزور , مُوجَّه و مشوّه.
لقد عبّر بلاس انفانتي رحمه الله بكل دقة عمّا مثّله الاحتلال الإسباني-النصراني للأندلس عندما قال: ”الحملات الصليبية! النهب, القتل, الحرق و الحقد المدمر بقيادة الصليب.”.
المرجع: مقال للأندلسي المسلم علي مونثانو كانو ” La ideologia de la historia” رئيس موقع ”الهوية الأندلسية” ‘’ Identidad Andaluza’’ و عضو ملتقى ”ابن أمية” Foro Aben Humeya’’. كتبه في 28 يناير 2009.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.(/)
ساعدوني في طريقة لفهم العقيدة الصحيحة
ـ[يقين]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 03:46]ـ
أكتب مشكلتي ولا أدري إن كان هنا مكانها أم لا .. ولكن أكتبها لعلي أجد حل ..
تعلمت التوحيد من حوالي تسع سنوات تقريبا ولكن بعد هذه السنوات وجدت نفسي في بعض النقاط لم أفهمها صح، بل بالغت فيها كثيرا وعرفت هذا بعد سماع محاضرة عن التوحيد ..
وعدم فهمي الفهم الصحيح بالطبع يؤثر على إسلامي وأنا أقلقت بشأن ذلك وزعلت كثيرا لأني أبتليت في ديني ..
وأنا بعدها حصلت على بعض الكتب التي تخص التوحيد و الإسلام الصحيح ولكن في الواقع أجد صعوبة في القراءة وأحيانا في الإستيعاب والفهم لأني أجد أسلوب الكتاب لا يناسب مستواي خاصة عندما يكون الكتاب يحتوي على أكثر من مئة صفحة فأبقى أفكر متى أكمل هذا الكتاب أو الكتب وهل أفهمه أم لا .. حتى وإن فهمت بعدها أجد نفسي لا أستطيع أن أشرح لنفسي للمراجعة بدون ما أفتح الكتاب ..
وهذه المشكلة عندي من قبل عندما كنت أدرس في المدرسة يعني أنا غير متفوقة في الدراسة .. يعني دائما مستواي ضعيف وأجيب نتيجة ضعيفة حتى أني تركت المدرسة بسبب ذلك ...
ولكن أنا اخاف على ديني وأريد أن أكون متفوقة جدا في هذا الأمر وأريد أن أستوعب كل أمر يتعلق بالتوحيد .. والله أنا أكتب وعيناي ترقرق بالدمع ساعدوني الله يصلح حالكم وجعل مأواكم الفردوس الأعلى ..
ماذا أفعل حتى أستطيع أن أقرأ كل الكتب و أستوعب وأفهم كل ما أقرأه .. وياريت إذا فيه كتب عن التوحيد وتكون بأسلوب بسيط جدا وشاملة ومختصرة.
اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي ..
أختكم في الله يقين ..
ـ[قلب سليم]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 07:38]ـ
يا أخت يقين كوني على يقين أن العقيدة الصحيحة هي ما اشتملت عليه كلمة التوحيد وهي قولنا: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. فهذه الشهادة تدخل الإنسان في دائرة الإسلام وتخرجه من دائرة الشرك والكفر بشرط أن يطمئن بها القلب وترضى بها النفس ثم بعد ذلك يطبق ما شرعه الله تعالى وسنه نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من العبادات والمعاملات والأخلاق والأداب وليس هناك فلسفة معينة لا تتم العقيدة الصحيحة إلا بها ولم يكلفنا الله تعالى أن نتقعر ونلزم أنفسنا أقوالا وأفعالا وعقائد لم يأمرنا الله تعالى ولا رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم بها ومن دخل في الإسلام طوعا وقلبه مطمئن بالإيمان فإن الله تعالى يوفقه لما يحبه تعالى ويرضاه إذا كان على هدي الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وهذا الحد كاف بالنسبة للمسلم العادي فلا تقلقي ولا تحتاري وعليك بتعلم الفرائض والسنن والحلال والحرام بعد ذلك وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 08:41]ـ
اسمعى شريط عقيدتنا جميلة للشيخ محمد اسماعيل المقدم
واسمعى شاريط الشيخ ياسر برهامى فى شرح الرحيق المختوم أو شرح قصص الانبياء من تفسير بن كثير قصة موسى ولوط وابراهيم وعيسى عليهم السلام
يعنى سيرة أئمة التوحيد فالشيخ يشرح بأسلوب يفهمه المسلم المعاصر المتنور
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 08:42]ـ
-بوركتِ بعض العلماء أعرفهم لم يفلحوا في الدراسة
وفلحوا في العلم الشرعي وأبدعوا
فليس هناك تلازم بينهما
-تحقيق التوحيد ليس بالعلم فقط بل لابد من
مصاحبة العمل وإلا كان وبالا على صاحبه
-ان اردتي الفهم فابدئي بالحفظ
الاصول 3
القواعد 4
الواجبات المتحتمات
وكلها للعلامة محمد بن عبد الوهاب
احفظيها ففيها خير كثير.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 09:07]ـ
وأذكرك بسيد قطب الذى قال عنه الالبانى
انه صجيج ما كان يعرف الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية لكنه حقق معنى التوحيد وعرفه بما لم يعرفه كثير من العلماء اليوم
أو كما قال
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 02:22]ـ
سيدتى
لقد سبق أن تعلمتى التوحيد
لا تدعى مجرد محاضرة تنسيكى ما تعلمتيه
حتى و لو كان فهمك خاطئا
فضعى الخطأ الى جوار الصواب
و انظرى و أعملى عقلك
فكثرة المشائخ على المبتدئ لا توضح و إنما تزيد المسألة عماءً
فلكل شيخ أسلوب و مدخل و طريقة شرح مختلفه جدا
خاصة و أنت لا زلت ما تعرفين كيف تفرقين بين مشائخ السنة و مشائخ الأشاعرة الأشاعرة
فتنبهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 02:35]ـ
كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب سهل جداً وبسيط
وابحثي عن شرح له على الشبكة وشرحه كثيرون ببساطة
أما باب الأسماء والصفات إن وجدت أنك تتعثرين فيه فيكفيك أن تعلمي أن الله تعالى متصف بصفات الكمال ومنزه عن النقص وليس كمثله شيء
الاستماع إلى دروس العقيدة صوتياً أسهل في الاستيعاب
ـ[جذيل]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 03:35]ـ
العقيدة في بداية الاسلام هي شهادة الا اله الا الله
ونبذ كل معبود غير الله تعالى
فلما جاء زمن الصحابة خرجت بعض الفرق
واحتاج الصحابة لمعرفتها فتبادروا لذكر ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام كما في موضوع الخوراج
ثم بعد الفتوحات دخل اناس من العجم في الاسلام وقد بقيت معهم بعض اللوثات العقدية فتاثر بها بعض من المسلمين ..
ولردة فعل الخرواج ظهر مذهب الارجاء فاحتاج المسلمون لكشف الخلل
فجاءت الردود على القدرية ثم المرجئة.
حتى بدا الخطان بالازدياد بالافتراق , فبلغ اهل القدر اقصى اليمين , وبلغ اهل الارجاء اقصى الشمال
حتى توسعت الردود.
ولدقة الخطأ اختفت بعض معالم هذه الفرق لدى بعض اهل العلم
فأخطا من اخطا منهم في بعض ذلك , وكان في منهجه العام محسوب على السلف
ثم احتاج المسلمون لمن يملك الخبرة لمعرفة مكامن الخلل في تلك الفرق
فجاءت كتب الملل والنحل
وبقيت بقية من السلف , تتابعت على التمسك بالكتاب والسنة
واما الفرق فتشتت , واصبح لكل فرقة فروع كثير ولهذه الفروع فروع اخرى
وهكذا .. سوى السلفيين , فلو قرات لما كتبه احمد والبخاري وغيره وقرات ما كتبه عبداللطيف بن عبدالرحمن او ابن سحمان او ابن سعدي او حمود التويجري او العقلاء وابن باز لن يتفرق قولهم عن قول سلفهم قيد انملة .. !!
فلما جاء بعض شباب المسلمين لدراسة ابواب المعتقد
ظهر لاكثرهم تفرع ابوابها , وتفرق اصحابه
فاحتاروا لذلك
وتعبوا في محاولة فهم تلك الابواب
فكان الجواب الصحيح لمن يريد ان يتعلم ابواب المعتقد ان يكون ذلك عن طريق اهل العلم دون قراءة الكتاب لوحدة ..
وما تفرق المسلمون كما يرى الجميع الا لدقة الخطأ في ذلك وصعوبة كشفه على البعض ..
فهاهم علماء المسلمين يناقشون اهل البدع باوضح عبارة واسهلها ومع ذلك كبر على قلوبهم ان يفهموا او ان يخرجوا مما هم فيه ..
واني انبهك ايه الاخت ان تحاولي فهم المعتقد من غير طريق اهل العلم ..
لان الخطا في ابواب المعتقد جسيم كبير مهما صغر في عين صاحبه ..
وفقك الله ورعاك(/)
من قاس هذه الجريمة على الطواف بالبيت فقد أعظم الفرية وغش المسلمين
ـ[علي التمني]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 04:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(من قاس جريمة الاختلاط المحرم على الطواف ببيت الله الحرام فقد أعظم الفرية وغش المسلمين، وكأنه يقول إن علماء الإسلام الأثبات الذي حرموا الاختلاط أن يحرموا الطواف ببيت الله من باب أولى، فهل بعد هذا الدجل والبهت يرجى من هؤلاء عدل وإنصاف وأمانة ونصح للبلاد والعباد؟)
كل إنسان يعلم علم اليقين أن الاختلاط سبب ظاهر ومعلوم لوقوع العلاقات المحرمة بين الرجال والنساء، وخاصة الشباب والشابات، وهذا يدركه ويعلمه المسلم وغير المسلم، ويعلمه ويدركه المسلم المستقيم والمسلم غير المستقيم، أي الذي يقع في الفساد ويخوض في الرذائل، كل إنسان يعلم ذلك ويدركه، والفارق بين المسلم وغير المسلم أن المسلم يدركه ولذا فهو يمتنع عن الاختلاط ويمنعه، وأما غير المسلم فلا يهمه ذلك لأنه لا يرى في ذلك أمرا مستقذرا، ولا يرى فيما يؤدي إليه الاختلاط أمرا محرما ممنوعا.
والاختلاط بيئة مثالية لوقوع الفساد وانتشار العلاقات المحرمة بين الرجال والنساء، ونعني هنا الاختلاط المحرم أي اختلاط العمل والدراسة وما في حكمهما، لأن الذين ينتسبون إلى هذه البيئة أي الاختلاط في العمل والدراسة وما في حكمهما تقوم بينهم علاقات لا بد من وقوعها وهي علاقات كثيرة كلها يؤدي إلى الفساد العريض: ومنها علاقة الرئيس الرجل ومرؤوساته من النساء والفتيات، وهذا بلا ريب من أخطر ما يقع في بيئات الاختلاط لأن الرجل لا بد أن يقع في فتنة المرأة التي تعمل تحت رئاسته والتي لا بد لها من مراجعته والاجتماع بها ولا بد له من مساءلتها وتوجيهها ... إلى آخر ما لا بد منه بين الرئيس ومرؤوسته المرأة، والفتنة في هذا ظاهرة لا ينكرها إلا من يريد الفساد ولو اعترف بها هذا فأين يجد الفساد الذي يريده ويسعى إليه؟ وقد فاحت وزظهرت نتائج هذا الاختلاط وما قام به كثير من الرؤساء في بعض قطاعات العمل من ابتزاز النساء والفتيات وانتشر هذا الأمر وهو غير خاف! فهل نرى الخطر مجدقا بنا ثم لا نتجبنه؟.
ومن العلاقات الخطيرة التي لا بد أن تقوم بين الرجال والنساء في بيئات الاختلاط المحرم الزمالة التي لا بد أن تقع بين الرجال والنساء من الموظفين والموظفات والطلاب والطالبات في بيئة العمل المختلطة الواحدة، وهذه لا ينكرها إلا من في قلبه مرض الشهوة المحرمة ومن تعلق بها قلبه، وهذه العلاقة الزمالة تتطور عند الكثيرين والكثيرات يوما فيوما حتى تصبح علاقة حب وتعلق شهواني وهذا أيضا لا ينكرها عاقل، فالرجل وخاصة الشاب يريد المرأة والمرأة تريد الرجل، هكذا خلق الله الذكر والأنثى، كل يميل إلى من يشبع غرائزه، ولذا أحل الله الزواج وحرم الزنا وكل ما يؤدي إليه، ومما يؤدي إلى الزنا الاختلاط المحرم، أي اختلاط العمل والدراسة والرياضة وغيرها مما هو في حكم هذه الصور من الاختلاط - وهو الاختلاط الذي لم يعرفه المسلمون عبر تاريخهم إلا يوم وفد المستعمر غير المسلم إلى بلاد الإسلام محتلا لها ونقل أمراضه وجرائمه إلى بلاد الإسلام - وهذا أبلغ سبب لذلك، لأنه في الاختلاط يؤمن الخوف والحرص على العرض مع وجود أسباب الخوف عليه، ولا أقول يؤمن على العرض، بل لا يكون العرض في أمن إلا إذا قرت المرأة في بيتها أو عملت في بيئة سليمة صحيحة - ومعنى يؤمن الخوف على العرض أن المرأة لا تخاف وقد وافق أهلها على عملها مع الرجال، وكذا وافق المجتمع – الذي سكت عن هذه الجريمة – وكذا الرجل الواقع في هذا الفساد أي الاختلاط المحرم فهو آمن من الخوف من أية جهة سواء كان الأب أو الزوج او كان المجتمع لأن الجميع رضي يهذا، ومعلوم أن من أسباب ضعف الإيمان والخوف من الله ورجاء ما عنده أن يعرض المرء نفسه للفتن، ومن انغمس في الفتن فهو غير آمن من الوقوع فيها، ولذا حرم الإسلام أسباب الفساد والزنا، حيث حرم الخلوة والنظر إلى المرأة الأجنبية وحرم علىالمرأة أن تتعطر وتخرج فيجد الرجال عطرها، فكيف تؤمن الفتنة وجميع عناصرها قائمة في الاختلاط المحرم: اختلاط الزمالة والصداقة والمودة في العمل والدراسة حيث لا بد أن يكون كل ذلك!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الاختلاط المحرم أعني احتلاط العمل والتعليم والدراسة يستطيع ألرجل أن ينظر إلى محاسن ومفاتن المرأة ساعات طوالا كل يوم فهي معه في الغرفة الواحدة والبوفيه الواحدة والمعمل الواحد والممر الواحد، والمسرح الواحد والاجتماع الواحد والنشاط الواحد والترفيه الواحد، وهكذا يميل إليها وتميل إليه بلا ريب، إن لم يكون الكل فالغالب لا محالة، وفي الاختلاط المحرم أيضا الحديث المستمر الذي لا رقيب ولا حسيب عليه، كما كان النظر من الطرفين لا حسيب ولا رقيب عليه من قِبَل مَن واجبهم حراسة الاستقامة وتطبيق أحكام الله تعالى في شأن العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين عن بعضهما، فإن الله يزع بالسلطان ملا يزع بالقرآن، وبعد هذا كله أيها الأحبة هل نتصور ألا تقوم علاقات بين الشباب والشابات في مجال العمل المختلط الواحد والدراسة المختلطة الواحدة؟ هل نتصور الفتاة والشاب اللذين يعملان في حجرة واحدة سبع ساعات في اليوم على مدى خمسة أيام في الأسبوع على مدى الأشهر والسنوات، هل نتصور ألا ألا يفتن بعضهما البعض وقد غرز الله فيهما ميل كل منهما للآخر؟ هل نتصور ان الشاب والشابة في هذا الوضع سيقضيان أوقاتهما في قرآءة القرآن ويبسطان السجادة كل على حدة لقضاء وقت الفراغ في العبادة ولعدم فتح الباب للشيطان؟ الجواب واضح، فالكتاب يقرأ من عنوانه كما يقال، خاصة كتاب الاختلاط الذي لا ألغاز فيه ولا أحاجي، فالمسألة هي واحد زائد واحد يساوي اثنين، ولبيان خطر الاختلاط نورد حديثا واحدا مما جاء في كتب السنة مما يبين خطر الاختلاط والنظر فقد حدث أن ابن أم مكتوم رضي الله عنه وهو صحابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عنده اثنتان من أزواجه فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج فقالتا: إنه أعمى؟ فقال لهما صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما؟، هذا وهما من أمهات المؤمنين رضي الله عنهما، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (ما تركت فتنة بعدي هي أضر على الرجال من النساء).
وفي الاختلاط المحرم تكون الخلوة، نعم تكون الخلوة تلقائيا فوجود شباب وشابات ورجال ونساء في مجال عمل واحد وفي غرفة ومبنى واحد ذلك في حد ذاته خلوة صريحة، فليست الخلوة أن يكون رجلا واحدا وامرأة واحدة في مكان غرفة واحدة، بل ولو كثر الرجال وكثرت النساء ما دام أنهم غير محارم لبعضهم البعض فتلك خلوة، فما الفرق بين أن يكونوا عددا من الشباب وعددا من النساء في موقع واحد وأن يكون واحدا وواحدة في مبنى واحد وغرفة واحدة؟ فالاختلاط في حد ذاته علاقة محرمة، هو بذاته علاقة محرمة، وهو خلوة صريحة، وهو بيئة مثلى لتفعيل كل المحرمة اللاحقة والتي لا بد أن تكون، ولذا بح العلماء الثقات بالافتاء بتحريم اختلاط العمل والدراسة، ولم يتوانوا أبدا في بيان خطره على التفصيل لأنه باب عريض ومؤكد للفساد، وإذا أراد بعض المشككين من اهل الصلاح والغيرة – ولكن تأثروا بكثرة الطرق والطرح الخبيث المؤيد والداعي للاختلاط - في حرمته وخطورته على الدين والاخلاق والأعراض فلينظر فقط في حال من يدعو إلى الاختلاط المحرم اختلاط العمل والدراسة والاجتماعات والملاعب وما في حكمها، فإن حال هؤلاء معلوم، ولينظر في حال من يحرمه ويحذر منه من العلماء والحريصين على أعراض المسلمين ونسائهم وبناتهم من الكتاب والدعاة، وعندها سيرى الحقيقة واضحة وضوح الشمس.
أما الذين يدندنون على مسألة الاختلاط في الطواف، فنقول: لقد أسأتم والله لبيت الله ولمسجده الحرام وللمسلمين بهذا القياس الخطير والتشبيه الدنس الذي يدل على واحد من أمرين: إما على انعدام العقل والفهم، أو على نفاق وكذب واستغفال للمسلمين، وهؤلاء ليسوا منا لأنهم يغشوننا بهذا القول الخطير (من غشنا فليس منا) والغش في الدين والأخلاق أخطر من الغش في الكيل والميزان، فما وجه الشبه بين الطواف ببيت الله الحرام الذي لا يتعرف فيه أحد على أحد ولا تقوم بين أمرأة فيه ورجل علاقة زمالة ولا صداقة ولاتعارف، ولا تقوم بين طائفة وطائف علاقة رئيس ومرؤوسة وموظف وزميلته الموظفة، أين عقل ودين من يقول هذا؟ أم أنه يريد أن يغش المسلمين ويخدعهم؟ وأسأل كل واحد من المسلمين الذين طافوا بالبيت العتيق: هل سبق لك أن تعرفت وأنت الرجل على رجل لا تعرفه وقامت بينكما معرفة أكيدة خلال الأشواط السبعة؟ وأنا هنا لا أقول بين رجل يطوف وامرأة تطوف لأن هذا مستحيل، فكل مشغول بعبادته، وكل يطوف ويذهب في حال سبيله، وفي هذا البقعة المباركة الكل يسأل الله تعالى قبول التوبة والطاعة، فهل هذا واختطلا العمل والدراسة والاجتمعات والتمثيل والأستوديهات وغيرها من أنواع الاختلاط المحرم سواء؟ هل اختلاط الطائفين والطائفات الذين لا تربطهم علاقة ولا تقوم بينهم زمالة وصداقة وتعارف واختلاط العمل والدراسة الذي يعلم حقيقته وما يكون فيه من المعصية لله وما يؤدي إليه من الفساد العريض نتيجة التزامل والتعرف والتصادق الذي ترسخه الأيام والشهور بين شباب مليئ بالشهوة والفراغ وبين شابات مليئات بالجمال والفتنة، هل هذا وذاك سواء؟ لا أجيب لأن الأمر واضح واضح
أسأل الله تعالى أن يجنب بلادنا هذه الجريمة الماحقة للدين والحياء والعفة والراحة والسكينة والاستقامة، القاتلة للخوف من الله ورجاء ما عنده.
علي التمني
أبها / الأحد 5/ 12/1430(/)
هذا ابلغ رد على من دافع ووالى هؤلاء (الممانعين)
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 04:31]ـ
حوار هام جدا مع حسن نصر الله _ وشهد شاهد من اهلها _ (ترجمة عن نشرة 'بنجره' ـ النافذة) يلعب حسن نصر الله دور الرجل الشيعي المتفتح والحريص على مقدسات الأمة ومستقبلها في العالم العربي، لكنك تراه هنا بوجه آخر تماما، وكأن هذا الحوار ينقل قارءه مباشرة إلى التصوير القرآني لشخصية المنافقين
''وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ'' (البقرة14)
أجرى الحوار عالم الدين الإيراني 'ميرتاج الديني' واعترف بأن الحوار اشتمل على أمور خافية لم نسمعها إلا لأول مرة، وقال بأنه لابد وأن يمضي زمن على بعض لقطاته ثم يتم نشرها تباعا! وكأن الوقت لم يحن بعد لنشر كل ما فيه! ...
لكن ما تم نشره يحتوي على اعترافات خطيرة ينبغي الوقوف عندها!!!
ذكر نصر الله بأن بعض علماء الشيعة يعارضون سياساته تجاه فلسطين ـ البلد السني ـ لكنه أكد لهم بأن فلسطين للإمام المهدي (!) وأننا رفعنا شأن الشيعة على أكتاف القضية الفلسطينية ومن خلالها استطعنا أن نقنع العالم بأننا طائفة من المسلمين وبهذا تشيع كثير من الناس!!
وقال بأن الناس بدأوا يدخلون في التشيع أفواجا بسبب أحداث عالمية ثلاثة، وهي: الثورة الإيرانية عام 1979م، وانتصار حزب الله على اسرائيل عام 2000م، وانتصاره عام 2006م.
واليوم قد ارتفع لواء حزب الله في العالم العربي كله، وقد اعترف المصريون بذلك وقالوا بأنه لم تعلق قط صورة جمال عبدالناصر في جامعة الأزهر لكن علقت صورتي ورفع لواء حزب الله في الأزهر، وفي صلوات الجمعة في مصر. ولم يغضب القرضاوي ولم يهاجمني إلا بعد أن أُخبر بأن الكثيرين في مصر تشيعوا!! ..
ثم ذكر نصر الله أن أحد الناشرين اللبنانيين دعي إلى مدينة في المغرب، واستقبله خلق كثير حتى ظن الرجل بأن الناس قد خرجوا ليستقبلوا أحد قادتهم الكبار فصادفت دعوتهم له ذلك، لكنه وجد الناس لم يخرجوا إلا له، وقالوا له بأننا نشم منك رائحة مقاتلي حزب الله، و مزقوا ملابسه و معطفه تبركاً , ثم تبين أنهم قد تشيعوا!! ..
يبدو أن هذه الحكاية فتحت شهية نصر الله للكذب فنسج حكاية أخرى فقال: عندما كنت في المؤتمر العالمي لفلسطين في طهران لاحظت بأن بضعة من الناس بأشكال سلفية ولحى طويلة وملابس خاصة يقفون في الجانب الأيسر و يحملقون بإستغراب شديد فيّ. ولما نزلت من المنصة جاءني هؤلاء وعانقوني بحرارة و أخذوا يقبلونني و يظهرون الحب الشديد والود لي ,, عرف لي أحدهم نفسه وقال بأنه من سلفية الأردن، وقال: نحن نحبك، ومن أجلك أدخلنا التلفاز إلى بيوتنا. فقد أجبرتنا أسرنا أن نشتري تلفازا وديشا (صحن التقاط الفضائيات) من أجل فضائية '' المنار '' وكلما تخرج صورتك على '' المنار '' تقوم ابنتي الصغيرة وتقف أمام الشاشة وتأخذ في تقبيلها!! (وقال نصر الله بأنه ذكر هذه الحكاية للمرشد الإيراني فطرب منها!!).
أضاف نصر الله بكل فخر واعتزاز 'نحن استطعنا أن ندخل بيوت أهل السنة على أكتاف القضية الفلسطينية ونحمل لهم الصحيفة السجادية، والإمام الحسين (ع)، وأهل البيت (ع)، والإمام الخميني وآية الله الخامنئي!! ومن هنا أصبحوا يقتربون إلينا و يعتبروننا إخوة لهم!!.
تحدث نصر الله عن معارضة بعض علماء الشيعة لسياساته نتيجة جهلهم بأهدافه، وقال بأن أحد علماء الشيعة في لبنان كان يعارضه بشدة ويؤنبه على تسميته لأحمد ياسين بـ'' الشهيد ''!! فرأى في المنام الإمام المهدي وقد غضب عليه وقال له بأننا نرضى بأسلوب '' حسن نصر الله '' ـ أي؛ الإمام المهدي يرضي بالنفاق والدجل باسم التقية في الدين!! ـ. فجاءني الرجل يعتذر، فقلت له: انظر إلى النتائج، فقد استطعنا أن نسيطر عسكريا على عاصمة لبنان مع كل الأموال الطائلة التي توظفها السعودية هنا!! ..
عرف نصرالله نفسه بكل فخر واعتزاز وأنانية؛ بالرجل الأول في العالم الإسلامي والعربي وفي فلسطين، وقال بأن أحمدي نجاد هو الرجل الثاني!! ..
وحاول نصر الله جاهدا أن يعرف المرشد الإيراني في حواره بأنه رجل ملهم من عند الله، وأنه يرعى مصالح حزب الله ويؤكد عليهم دائما بأن يتوسلوا بالإمام المهدي (ع) ليتم لهم النصر. وقال بأن من يعرف '' الخامنئي '' لن يشعر بالقلق والإضطراب أبدا!! ..
و اعترف نصر الله بأن تلفاز '' المنار '' التابع له، له بث فضائي عالمي وبث داخلي، ففي البث الفضائي لا يبثون الأذان الشيعي، وإنما يشيرون إلى أوقات الصلوات فقط، وأن الطقوس والأدعية الشيعية والأذان الشيعي ودعاء الكميل والبكائيات تبث في التلفاز الداخلي فقط، وبذلك استطعنا أن نكسب ود الناس!!
هذه هي الصورة الحقيقة للممثل الشيعي الشهير حسن نصر الله، الذي انخدع به كثير من السذج في العالم الإسلامي!!! ..
توجد صور المقابلة الأصلية بالفارسي على هذا الرابط http://www.sunni-news.com/?p=7765
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وحيد الشيراني]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 10:04]ـ
وما تخفي صدورهم أكبر
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[26 - Nov-2009, مساء 11:57]ـ
والذي يثير العجب ويبعث على الحزن .. أن ترى بعض من ينتسب إلى طلب العلم من أهل السنة منجرفاً مع التيارات الدعائية الجارفة لحزب الله .. فيدافعون عنهم ويجتمعون بهم ويروجون لهم .. مع أنهم يدندنون كثيراً حول ما يسمونه (فقه الواقع) ..
ولو فقهوا وتأملوا في التاريخ القريب لعلموا أن حزب الشيطان هو حزب أمل البائد المتلطخ بدماء المقاومين في المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان ..
غيروا الاسم ليختطفوا المقاومة بأوهام وأكاذيب بين الفترة والاخرى يخدعون بها الأغبياء .. وتتواطأ معهم دولة اليهود في الترويج لها ..
وإن زعموا أن حزب أمل باق فإن بقاءه صورة ليس وراءها حقيقة .. ليدفعوا التهمة عن نصر الشيطان ..
إن من أشد ما يحتاجه المسلمون في هذا الزمان .. إعلام نزيه صادق يكشف الحقائق وينشر الفضائل ويقرأ التاريخ ويفضح الخائنين ..
وقد أجاد الرافضة استخدام إعلامهم كثيراً للوصول إلى أهدافهم .. بينما قاد دفة إعلام أهل السنة حثالة من المتأمركين المنبوذين .. إلا ما رحم الله ..
ـ[التنبكتي]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 09:32]ـ
بل فوق ذلك , أين شد أهل السنة النفطيون من أزر إخوانهم
في لبنان وتوعيتهم لهم؟ وتقويتهم بكل وسائل القوة لا ليعتدوا على أحد
ولكن ليكونوا مؤمنين أقوياء في مقابل مجوس إيرانيين أقوياء
لكن لا, بل أمدوهم بجميع الملاهي ووسائل تدمير الأخلاق والدين
حتى جردوهم من كل قيمهم فضلا عن دينهم
بل لو جال أي من إخوتنا في إفريقية ودول جنوب آسيا والدول الروسية
المستقلة لم يجد إلا نشاط الروافض - اللهم إلا عددا قليلا متخوفا
ومتوجسا من أفراد من الدول السنية المتخمة بالبترول خوف من ولاتهم أن يفتنوهم إن عرفوا أنهم ينافسون الروافض المجوس والصلبيين
الوثنيين , أما المجوس فهم باسم دولتهم وخامنئهم يعملون وينشطون وهو يعضدهم ويسند ظهورهم سياسة ومادة ووسائل
وأين نحن؟ ثم نبقى نلوم الرافضة فقط؟ فهل ننتظر منهم عدم ترفيضهم للناس وهم يعتقدون بأن النجاة منحصرة في رفضهم المجوسي فقط؟
هذا غير معقول , ونحن كلنا استكانة واكتفاء بلوم وعتاب
بل والله حدثنا جم غفير منهم بأنهم يلحون على الدول السنية من أجل قبولهم للدراسة وهي تتجاهلهم , وفي المقابل يتسابق إليهم المجوس
زرافات ووحدانا , وقد كانوا متباطئين وأصبحوا اليوم يسارعون فيهم
بكل أسف وحزن, لغياب المنافس(/)
أعمل على بحث في القدرية، فما المراجع التي توصون بها؟
ـ[علوالهمه]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 05:18]ـ
السلام عليكم
أوود أن تعينوني لأستفيد وأفيد
أعمل على بحث لفرقة القدريه
بحثت في بعض الكتب وفي مواقع الشبكه ولم أجد
أفكار القدريه بشكل عام
إضافه الى افكارهم المنحرفه
الكتب المقدسه لديهم
ووضعهم الحالي في عصرنا
ربما يكون بحثي خاطئا أملة منكم مساعدتي
جزاكم الله عني جنة الفردوس
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 09:08]ـ
أليسوا هم نفاة الأسباب ... !!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:28]ـ
القدرية يمثلهم المعتزلة، فإن أردت كلامهم فعليك بكتبهم.
وعليك بكتاب الشيخ عبدالرحمن المحمود في القدر، فهو من أجمع ما كتب، مع كتاب ابن القيم: شفاء العليل.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:51]ـ
كتاب الشيخ: ناصر بن عبدالكريم العقل حفظه الله (القدرية).
ـ[علوالهمه]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 11:45]ـ
شكرا لكم جميعا وجزاكم الله الفردوس
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 04:02]ـ
أليسوا هم نفاة الأسباب ... !!!!!!!!!!!!!!!!
نفاة الأسباب هم الجبرية (الجهمية والأشاعرة).
والمعتزلة غلوا في الأسباب حتى قالوا أن العبد يخلق فعل نفسه.
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 08:23]ـ
أنصحك بهذا البحث الرائع للدكتور خالد الشنير واسمه خلق أفعال العباد
http://faculty.ksu.edu.sa/shunyber/DocLib2/Forms/AllItems.aspx
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 11:04]ـ
1 - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية. ابن تيمية. بيروت: دار الفكر، 1980، ط2، وآخر مطبوع في مكتبة الرياض الحديثة، بهامشه بيان موافقة صريح القول لصحيح المنقول.
ومختصره المسمى بـ (المنتقى من منهاج ... ). ابن تيمية. الرياض: عالم الكتب، 1996.
2 - الملل والنحل. الشهرستاني.
3 - الفصل في الملل والنحل. ابن حزم. بيروت: دار الكتب، 1996.
4 - منهاج أهل السنة في الرد على الشيعة والقدرية؛ عرض تحليلي نقدي. أبو زيد. الإسكندرية: دار الوفاء، 2000. ط1.
5 - الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار. عمراني. الرياض: أضواء السلف، 1999.(/)
ما ينبغي على المحروم من الحج فعله .. ش. هشام الزهيري
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 08:37]ـ
ما ينبغي على المحروم من الحج فعله
كتبه/ هشام عبد الجواد الزهيري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذه جملة من الأعمال التي ينبغي على المحروم من الحج أن يحرص عليها:
1 - أن يرضى بقضاء الله -تعالى-، ويحمده عليه؛ فالرب حكيم عليم، وله في أقداره حِكَم؛ فعلى العبد التفويض إلى ربه، وتسليم أمره إليه، ولا ينافي ذلك حزن القلب على فوات الحج، وقد تقدم هذا المعنى.
2 - أن يقول دعاء المصيبة: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها"، فمصيبة الدين أشد من مصائب الدنيا، وفي الحديث الصحيح المعروف: (مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا) (رواه مسلم).
3 - أن يدعو الله -تعالى- لإخوانه الحجاج أن يقبلهم ويثيبهم، وأن يرحم المسلمين جميعًا بفضل حجهم ودعائهم، وكان بعض السلف يدعو لإخوانه، ويقول: "دعائي لإخواني أرجى عندي من دعائي لنفسي؛ لأن الملائكة تؤمن على دعائي لإخواني، ودعائي لنفسي قد يرد لعصياني"، يقصد حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ) (رواه مسلم).
4 - أن يساعد الحجاج قدر طاقته؛ فيعطيهم من المال لو احتاجوا، ويعلمهم المناسك لو استطاع، ويزودهم بالطعام قدر المستطاع.
5 - أن يخلف الحجاج في أهليهم فينفق عليهم، ويقضي لهم حوائجهم؛ ففي الحديث: (وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا) (متفق عليه)، قلتُ: والحج في سبيل الله -تعالى- كالجهاد، ففي الحديث: (جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَرْأَةِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ) (رواه النسائي، وحسنه الألباني)، فيرجى لمن خلَّف الحجاج في أهليهم بخير أن يكون كمن حج.
6 - أن يهتم بإصلاح قلبه ونفسه؛ فالحج عمل بدني، وصلاح القلوب أكبر ثوابًا، فكم من حاجٍ مراءٍ، وكم من حاج ليس له من حجه إلا التعب والنفقة.
وقال رجل في موقف عرفة: "ما أكثر الحاج؛ فقال ابن عمر -رضي الله عنهما-: "الراكب كثير والحاج قليل".
ونام بعض السلف في موقف عرفة، فقيل له: "أما ترى هؤلاء الحجاج؟ فما حج منهم إلا فلان وفلان، وذكر رجلاً لم يحج لعذر".
موعظة:
من فاته التجرد من الملابس بالإحرام .. فليزهد في الدنيا وليترك الحرام.
ومن فاته أن يلبي بلسانه ... فليلزم وليلب بجنانه.
ومن فاته أن يطوف ببيت الرحمن .. فليطف بقلبه في رياض القرآن.
ومن فاته السعي والمبيت بمنى .. فليسع في الخير وليبت طائعًا ها هنا.
ومن فاته الوقوف بعرفة .. فليقم لله بحقه الذي عرفه.
ومن فاته الذبح بمنى ... فليذبح هواه ها هنا وقد نال المنى.
ومن فاته رمي الجمار .. فليعص شيطانه وليُزل عن كاهله الأوزار.
ومن فاته أن يحلق شعره بالأمواس .. فليزُل ما في قلبه من أدناس.
ومن فاته الذكر والدعاء بالمشعر الحرام .. فعليه بهما بالسحر والناس نيام.
7 - أن يحرص على الدعاء في أوقات استجابة الدعاء عساه أن يعوض فضل الدعاء أثناء أداء المناسك وهذه الأوقات هي:
1 - آخر ساعة قبل غروب الشمس يوم الجمعة؛ ففي الحديث: (إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ. وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، وفي رواية: (الْتَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، وفي رواية: (فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ) (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - يوم عرفة؛ ففي الحديث الصحيح: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
3 - دبر الصلوات المكتوبات والثلث الأخير من الليل؛ ففي الحديث عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: (جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرُ وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
- ودبر الصلوات المكتوبات أي قبل التسليم وبعد التشهد، وقيل: بعد الانتهاء من الصلاة، وكلا القولين محتمل إلا أنه إذا دعا بعد الصلاة لا يرفع يديه لعدم ورود ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن صحابته -رضي الله عنهم-.
4 - أثناء السجود؛ ففي الحديث: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ) (رواه مسلم)، وفي رواية له: (وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)، قمن أي: جدير.
5 - عند نزول المطر؛ ففي الحديث: (ثِنْتَانِ مَا تُرَدَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ الْمَطَرِ) (رواه الحاكم، وحسنه الألباني).
6 - بين الأذان والإقامة، وعند إقامة الصلاة؛ ففي الحديث: (الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
7 - عند حضور المريض والميت؛ ففي الحديث: (إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ أَوِ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ) (رواه مسلم).
8 - عند صياح الديك؛ في الحديث: (إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا) (متفق عليه).
9 - عند إفطار الصائم؛ ففي الحديث: (ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ لاَ تُرَدُّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ) (رواه البيهقي، وصححه الألباني).
10 - الدعاء بالسحر والاستغفار به؛ قال الله -تعالى-: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) (آل عمران:17)، وفي الحديث الصحيح المشهور: (إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ هَلْ مِنْ تَائِبٍ هَلْ مِنْ سَائِلٍ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ) (رواه مسلم).
11 - أن يستغل العشر الأوائل من ذي الحجة في العبادة، ويجتهد فيها قدر المستطاع؛ ففي الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ). فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ) (رواه البخاري).
وهذا من كرم الله -تعالى-؛ إذ عوض من لم يحج بأن جعل الاجتهاد في الطاعة والعبادة أيام العشر أفضل عمل عنده، فعلى المؤمن أن يجتهد في هذه العشر قدر المستطاع، وأن يعمرها بالصيام والقيام والذكر، قال بعض السلف: "كانوا يعظمون ثلاثة أعشار: العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم".
وقال شيخ الإسلام: "نهار أيام العشر من ذي الحجة أفضل من نهار العشر الأواخر من رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من أجل ليلة القدر".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
لمحة عن عقيدة الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:04]ـ
عقيدة الإمام أبي حنيفة - 150 هـ -
هذه طائفة من أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى ... فيما يعتقده في مسائل أصول الدين ... مع بيان موقفه من علم الكلام:
أ - أقوال الإمام أبي حنيفة في التوحيد:
أولا: عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي:
1 - قال أبو حنيفة: (لا ينبغي لاحد أن يدعو الله إلا به، والدعاء المأذون فيه، المأمور به، ما استفيد من قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) [الدر المختار من حاشية المختار 6/ 396 - 397].
(2) قال أبو حنيفة: (يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام) [شرح العقيدة الطحاوية 234، واتحاف السادة المتقين 2/ 285، وشرح الفقه الأكبر للقاري 189].
(3) وقال أبو حنيفة: (لا ينبغي لأحد أن يدعوا الله إلا به، وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك، أو بحق خلقك). [التوسل والوسيلة ص82 , وانظر شرح الفقه الأكبرص198]
ثانيا: قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية:
(4) وقال: (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى، ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه، ونصفه كما وصف نفسه، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق ايديهم، ليست كايدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه) [الفقه الابسط 56].
(5) وقال: (وله يد ووجه ونفس، كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس، فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته، لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال) [الفقه الأكبر 302].
(6) وقال: (لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئا تبارك الله وتعالى رب العالمين) [شرح الطحاوية 2/ 427، جلاء العينين 368].
(7) ولما سئل عن النزول الإلهي قال: (ينزل بلا كيف) [عقيدة السلف أصحاب الحديث 42، الأسماء والصفات للبيهقي 456، شرح الطحاوية 245، شرح الفقه الأكبر للقاري 60].
(8) وقال أبو حنيفة: (والله تعالى يدعى من أعلى لا من اسفل، لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء) [الفقه الابسط 51].
(9) وقال: (وهو يغضب ويرضى، ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه) [الفقه الأبسط 56].
(10) وقال: (ولا يشبه شيئا من الاشياء من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته) [الفقه الأكبر 301].
(11) وقال: (وصفاته بخلاف صفات المخلوقين، يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلم لا ككلامنا) [الفقه الأكبر 302]. (12) وقال: (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين) [الفقه الابسط 56].
(13) وقال: (من وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر) [العقيدة الطحاوية].
(14) وقال: (وصفاته الذاتية والفعلية، أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته) [الفقه الأكبر 301].
(15) وقال: (ولم يزل فاعلا بفعله، والفعل صفة في الأزل، والفاعل هو الله تعالى، والفعل صفة في الأزل، والمفعول مخلوق، وفعل الله تعالى غير مخلوق) [الفقه الأكبر 301].
(16) وقال: (من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض) [الفقه الأبسط 46، ونقل نحو هذا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي 48/ 5، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية 139، والذهبي في العلو 101 - 102، وابن قدامة في العلو 116، وابن أبي العز في شرح الطحاوية 301].
(يُتْبَعُ)
(/)
(17) وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده؟، قال: (إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض)، فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى {وهو معكم}؟ قال: (هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه) [الأسماء والصفات 429].
(18) وقال كذلك: (يد الله فو أيديهم، ليست كأيدي خلقه) [الفقه الأبسط 56].
(19) وقال: (إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض)، فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى [وهو معكم]؟، قال: (هو كما تكتب لرجل إني معك، وأنت غائب عنه) [الأسماء والصفات 2/ 170].
(20) وقال: (قد كان متكلما ولم يكن، كلم موسى عليه السلام) [الفقه الأكبر 302].
(21) وقال: (ومتكلما بكلامه، والكلام صفة في الأزل) [الفقه الأكبر 301].
(22) وقال: (ويتكلم، لا ككلامنا) [الفقه الأكبر 302].
(23) وقال: (وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى، كما قال الله تعالى {وكلم موسى تكليما}، وقد كان الله تعالى متكلما ولم يكن كلم موسى عليه السلام) [الفقه الأكبر 302].
(24) وقال: (والقرآن كلام الله، في المصاحف مكتوب، وفي القلوب محفوظ، وعلى الألسن مقروء، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم أنزل) [الفقه الأكبر 301].
(25) وقال: (والقرآن غير مخلوق) [الفقه الأكبر 301].
ب - أقوال الإمام أبي حنيفة في القدر:
(1) جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة يجادله في القدر، فقال له: (أما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عيني الشمس، كلما إزداد نظرا إزداد تحيرا) [قلائد عقود العقيان ق77ب].
(2) يقول الإمام أبو حنيفة: (وكان الله تعالى عالما في الأزل بالاشياء قبل كونها) [الفقه الأكبر 302 - 303].
(3) وقال: (يعلم الله تعالى المعدوم في حالة عدمه معدوما، ويعلم أنه كيف يكون إذا أوجده، ويعلم الله تعالى الموجود في حالة وجوده موجودا، ويعلم كيف يكون فناؤه) [الفقه الأكبر 302 - 303].
(4) يقول الإمام أبو حنيفة: (وقدره في اللوح المحفوظ) [الفقه الأكبر 302].
(5) وقال: (ونقر بأن الله تعالى أمر بالقلم أن يكتب، فقال القلم: ماذا أكتب يا رب؟ فقال الله تعالى: أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، لقوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر}) [الوصية مع شرحها 21].
(6) وقال الإمام أبو حنيفة: (ولا يكون شيء في الدنيا ولا في الآخرة إلا بمشيئته) [الفقه الأكبر 302].
(7) ويقول الإمام أبو حنيفة: (خلق الله الأشياء لا من شيء) [الفقه الأكبر 302].
(8) وقال: (وكان الله تعالى خالقا قبل ان يخلق) [الفقه الأكبر 304].
(9) وقال: (نقر بأن العبد مع اعماله وإقراره ومعرفته مخلوق، فلما كان الفاعل مخلوقا، فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة) [الوصية مع شرحها 14].
(10) وقال: (جميع أفعال العباد من الحركة والسكون: كسبهم، والله تعالى خالقها، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره) [الفقه الأكبر 303].
(11) قال الإمام أبو حنيفة: (وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة، والله تعالى خلقها، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره، والطاعات كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضاه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره، والمعاصي كلها بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته، لا بمحبته ولا برضاه ولا بأمره) [الفقه الأكبر 303].
(12) وقال: (خلق الله تعالى الخلق سليما من الكفر والإيمان، ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهم، فكفر من كفر بفعله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان الله تعالى إياه، وآمن من أمن بفعله وإقراره وتصديقه بتوفيق الله تعالى ونصرته له) [الفقه الأكبر 302 - 303] … والصواب: خلق الله تعالى الخلق على فطرة الإسلام، كما سيبينه الإمام أبو حنيفة في قوله الآتي.
(13) وقال: (وأخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر، فجعلهم عقلاء، فخاطبهم وأمرهم بالإيمان، ونهاهم عن الكفر، فأقروا له بالربوبية، فكان ذلك منهم إيمانا، فهم يولدون على تلك الفطرة، ومن كفر بعد ذلك فقد بدل وغير، ومن آمن وصدق فقد ثبت عليه وداوم) [الفقه الأكبر 302].
(يُتْبَعُ)
(/)
(14) وقال: (وهو الذي قدر الأشياء وقضاها، ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره، وكتبه في اللوح المحفوظ) [الفقه الأكبر 302].
(15) وقال: (لم يجبر أحدا من خلقه على الكفر ولا على الإيمان، ولكن خلقهم اشخاصا، والإيمان والكفر فعل العباد، ويعلم الله تعالى من يكفر في حال كفره، فإذا آمن بعد ذلك، فإذا علمه مؤمنا أحبه من غير أن يتغير علمه) [الفقه الأكبر 303].
ج - أقوال الإمام أبي حنيفة في الإيمان:
(1) قال: (والإيمان هو الإقرار والتصديق) [الفقه الأكبر 304].
(2) وقال: (الإيمان إقرار باللسان، وتصديق بالجنان، والإقرار وحده لا يكون إيمانا) [كتاب الوصية مع شرحها 2]، ونقله الطحاوي عن ابي حنيفة وصاحبه [شرح الطحاوية 306].
(3) وقال أبو حنيفة: (والإيمان لا يزيد ولا ينقص) [الوصية مع شرحها 3].
قلت: قوله في عدم زيادة الإيمان ونقصانه، وقوله في مسمى الإيمان، وأنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان، وأن العمل خارج عن حقيقة الإيمان … قوله هذا هو الفارق بين عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإيمان وبين عقيدة سائر أئمة الإسلام - مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم - والحق معهم، وقول أبي حنيفة مجانب للصواب، وهو مأجور في الحالين، وقد ذكر ابن عبد البر وابن أبي العز ما يشعر أن أبا حنيفة رجع عن قوله [التمهيد لابن عبد البر 9/ 247، شرح الطحاوية 395] … والله أعلم.
د - أقوال الإمام أبي حنيفة في الصحابة:
(1) قال الإمام أبو حنيفة: (ولا نذكر أحدا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بخير) [الفقه الأكبر 304].
(2) وقال: (ولا نتبرأ من أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نوالي أحدا دون أحد) [الفقه الأبسط 40].
(3) ويقول: (مقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة، خير من عمل أحدنا جميع عمره، وإن طال) [مناقب أبي حنيفة للمكي 76].
(4) وقال: (ونقر بأن أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين) [الوصية مع شرحها 14].
(5) وقال: (افضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم نكف عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بذكر جميل) [النور اللامع ق119 - ب].
هـ - نهيه عن الكلام والخصومات في الدين:
(1) قال الإمام أبو حنيفة: (أصحاب الأهواء بالبصرة كثير، ودخلتها عشرين مرة ونيفا، وربما أقمت بها سنة أو أكثر أو أقل ظانا أن علم الكلام أجل العلوم) [مناقب أبي حنيفة للكردي 137].
(2) وقال: (كنت أنظر في الكلام حتى بلغت مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأة فقالت: رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها؟ فلم أدر ما أقول، فأمرتها أن تسأل حمادا ثم ترجع فتخبرني، فسألت حمادا، فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج، فرجعت فأخبرتني، فقلت: لا حاجة لي في الكلام، وأخذت نعلي فجلست إلى حماد) [تاريخ بغداد 13/ 333].
(3) وقال: (لعن الله عمرو بن عبيد، فإنه أحدث للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم في الكلام) [ذم الكلام للهروي 28 - 31].
(4) وقال حماد بن أبي حنيفة: (دخل علي أبي رحمه الله يوما وعندي جماعة من أصحاب الكلام، ونحن نتناظر في باب، قد علت أصواتنا، فلما سمعت حسه في الدار خرجت إليه، فقال لي: يا حماد من عندك؟ قلت: فلان وفلان وفلان، سميت من كان عندي، قال: وفيم انتم؟ قلت: في باب كذا وكذا، فقال لي: يا حماد دع الكلام، قال ولم أعهد أبي صاحب تخليط ولا ممن يأمر بالشيء ثم ينهي عنه، فقلن له: يا أبت ألست كنت تأمرني به؟! قال: بلى يا بني وأنا اليوم أنهاك عنه، قلت: ولم ذاك؟! فقال: يا بني إن هؤلاء المختلفين في ابواب من الكلام ممن ترى كانوا على قول واحد ودين واحد حتى نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة والاختلاف فتباينوا …) [مناقب أبي حنيفة للمكي 183 - 184].
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) وقال أبو حنيفة لأبي يوسف: (إياك أن تكلم العامة في أصول الدين من الكلام، فإنهم قوم يقلدونك فيشتغلون بذلك) [مناقب أبي حنيفة للمكي 373]
هذه طائفة من أقواله رحمه الله … وما يعتقده في مسائل أصول الدين، وموقفه من الكلام والمتكلمين.
-------------------
(كتاب / اعتقاد أئمة السلف) جمع / د محمد بن عبد الرحمن الخميس
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:05]ـ
عقيدة الإمام مالك بن أنس - 179 هـ -
الحمد لله وبعد ...
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى: (إن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى، ويقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ويقولون: إن الله يرى في الآخرة، هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم، وهذا مذهب الأئمة المتبوعين مثل الإمام مالك بن أنس والليث بن سعيد والأوزاعي وأبي حنيفة والشافعي وأحمد). [منهاج السنة2/ 106]
وهذه طائفة من اقوال الإمام العالم الرباني مالك بن أنس رحمه الله تعالى فيما يعتقده في مسائل اصول الدين ...
أ - قوله في التوحيد:
(1) أخرج الهروي عن الشافعي قال: سُئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال مالك: (محال أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم، أنه علَّم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله)) فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد). [ذم الكلام (ق - 210)].
(2) وأخرج الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال: (سألت مالكاً والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا: أمروها كما جاءت). [أخرج هذا الدارقطني في الصفات ص 75، والآجري في الشريعة ص 314، والبيهقي في الاعتقاد ص 118، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 149)].
(3) وقال ابن عبد البر: (سُئل مالك أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم يقول الله عزّ وجل: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}. وقال لقوم آخرين: {كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون}. [الانتقاء ص 36].
وأورد القاضي عياض في ترتيب المدارك (2/ 42) عن ابن نافع وأشهب قالا: وأحدهم يزيد على الآخر يا أبا عبد الله {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين؛ فقلت له: فإن قوماً يقولون لا ينظر إلى الله، إن ناظرة بمعنى منتظرة إلى الثواب قال: كذبوا بل ينظر إلى الله، أما سمعت قول موسى عليه السلام: {رب أرني أنظر إليك} أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال: {لن تراني} أي في الدنيا لأنها دار فناء، ولا ينظر ما يبقى بما يفنى، فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله: {كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون}.
(4) وأخرج أبو نعيم عن جعفر بن عبد الله قال: (كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟، فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج). [الحلية (6/ 326،325)].
(5) وأخرج أبو نعيم عن يحيى بن الربيع قال: (كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟. فقال مالك: زنديق فاقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته. فقال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظم هذا القول). [الحلية 6/ 325].
(6) وأخرج ابن عبر البر عن عبد الله بن نافع قال: (كان مالك بن أنس يقول من قال القرآن مخلوق يوجع ضرباً ويحبس حتى يتوب). [الانتقاء ص 35].
(7) وأخرج أبو داود عن عبد الله بن نافع قال: (قال مالك: الله في السماء وعلمه في كل مكان). [رواه أبو دواد في مسائل الإمام أحمد ص 263].
ب - قوله في القدر:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) أخرج أبو نعيم عن ابن وهب قال: (سمعت مالكاً يقول لرجل سألتني أمس عن القدر؟ قال: نعم، قال: إن الله تعالى يقول: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}. فلا بد أن يكون ما قاله الله تعالى). [الحلية (6/ 326)].
(2) وقال القاضي عياض: (سُئل الإمام مالك عن القدرية: مَن هم؟ قال: من قال: ما خلق المعاصي، وسُئل كذلك عن القدرية؟ قال: هم الذين يقولون إن الاستطاعة إليهم إن شاءوا أطاعوا وإن شاءوا عصوا). [ترتيب المدارك (2/ 48)].
(3) وأخرج ابن أبي عاصم عن سعيد بن عبد الجبار قال: (سمعت مالك بن أنس يقول: رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا - يعني القدرية -). [السُنة لابن أبي عاصم (1/ 88،87)].
(4) وقال ابن عبد البر: (قال مالك: ما رأيت أحداً من أهل القدر إلا أهل سخافة وطيش وخفة). [الانتقاء ص 34].
(5) وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري قال: (سمعت مالك بن أنس يسأل عن تزويج القدري؟ فقرأ: {ولعبد مؤمن خيرٌ من مشرك}. . .). [الانتقاء ص 34].
(6) وقال القاضي عياض: (قال مالك: لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو إلى بدعته، ولا الخارجي والرافضي). [ترتيب المدارك (2/ 47)].
(7) وقال القاضي عياض: (سُئل مالك عن أهل القدر أنكف عن كلامهم؟ قال: نعم إذا كان عارفاً بما هو عليه، وفي رواية أخرى قال: لا يُصلى خلفهم ولا يقبل عنهم الحديث وإن وافيتموهم في ثغر فأخرجوهم منه). [ترتيب المدارك (2/ 47)].
ج - قوله في الإيمان:
(1) أخرج ابن عبد البر عن عبد الرزاق بن همام قال: (سمعت ابن جريح وسفيان الثوري ومعمر بن راشد وسفيان بن عيينه ومالك بن أنس يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص). [الانتقاء ص 34].
(2) وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن نافع قال: (كان مالك بن أنس يقول: الإيمان قول وعمل). [الحلية (327/ 6)].
وأخرج ابن عبد البر عن أشهب بن عبد العزيز قال: (قال مالك: فقام الناس يصلون نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم أُمروا بالبيت الحرام فقال الله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي صلاتكم إلى بيت المقدس، قال مالك: وإني لأذكر بهذه قول المرجئة: إن الصلاة ليست من الإيمان). [الانتقاء ص 34].
د - قوله في الصحابة:
(1) أخرج أبو نعيم عن عبد الله العنبري قال: (قال مالك بن أنس: من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم، أو كان في قلبه عليهم غل، فليس له حق في فيء المسلمين، ثم تلا قوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً}. فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غل، فليس له في الفيء حق). [الحلية 327/ 6].
(2) وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير قال: (كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتّنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية: {محمد رسول الله والذين معه أشداء - حتى بلغ - يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار}. فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أصابته الآية). [الحلية (327/ 6)].
(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبد العزيز قال: (كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه: يا أبا عبد الله فأشرف له مالك، ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه، فقال له الطالبي: إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله، إذا قدمت عليه فسألني، قلت له: مالك قال لي. فقال له: قُل. فقال: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. فقال: أبو بكر، قال العلوي: ثم مَن؟ قال مالك: ثم عمر. قال العلوي: ثم من؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً، عثمان. قال العلوي: والله لا أجالسك أبداً. فقال له مالك: فالخيار إليك). [ترتيب المدارك (44/ 2 - 45)].
(يُتْبَعُ)
(/)
هـ - نهيه عن الكلام والخصومات في الدين: (1) أخرج ابن عبد البر عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: (كان مالك بن أنس يقول: الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه، نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك، ولا يحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في دين الله وفي الله عزّ وجل فالسكوت أحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل). [جامع البيان وفضله ص 415، ط / دار الكتب الإسلامية].
(2) وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن نافع قال: (سمعت مالكاً يقول: لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع - وذكر كلاماً - دخل الجنة). (3) وأخرج الهروي عن إسحاق بن عيسى قال: (قال مالك: من طلب الدين بالكلام تزندق ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ومن طلب غريب الحديث كذب). [ذم الكلام (ق 173 - أ).
(4) وأخرج الخطيب عن إسحاق بن عيسى قال: (سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين ويقول: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم). [شرف أصحاب الحديث ص 5].
(5) وأخرج الهروي عن عبد الرحمن بن مهدي قال: (دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد، لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام، ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تكلموا في الأحكام والشرائع). [ذم الكلام (ق 173 - ب)].
(6) وأخرج الهروي عن أشهب بن عبد العزيز قال: (سمعت مالكاً يقول: إيّاكم والبدع، قيل يا أبا عبد الله، وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعِلْمه وقدرته ولا يسكتون عمّا سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان). [ذم الكلام (ق 173 - أ)].
(7) وأخرج أبو نعيم عن الشافعي قال: (كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بيّنة من ربي وديني، وأما أنت فاذهب إلى شاكً فخاصمه). [الحيلة (324/ 6)].
(8) روى ابن عبد البر عن محمد بن أحمد بن خويز منداد المصري المالكي قال في كتاب الإجارات من كتابه الخلاف: قال مالك لا تجوز الإجارات في شيء من كتب الأهواء والبدع والتنجيم وذكر كتباً ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم وتفسخ اجارة في ذلك). [جامع بيان العلم وفضله ص 416، 417 ط / دار الكتب الإسلامية].
فهذه لمحات من موقف الإمام مالك وأقواله في التوحيد والصحابة والإيمان وعِلم الكلام وغيره.
-------------------
[عن اعتقاد الأئمة الأربعة / لمحمد الخميس]
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:06]ـ
عقيدة الإمام الشافعي - 204 هـ -
أ - قوله في التوحيد:
1 - أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: ((من حلف بالله أو باسم من أسمائه فحنث فعليه الكفارة ومن حلف بشيء غير الله مثل أن يقول الرجل: والكعبة وأبي وكذا , وكذا ما كان , فحنث فلا كفارة عليه ومثل ذلك قوله لعمري. . لا كفارة عليه ويمين بغير الله فهي مكروهة منهي عنها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل نهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليسكت). . .))
وعلل الشافعي لذلك بأن أسماء الله غير مخلوقة فمن حلف باسم الله فحنث فعليه الكفارة.
2 - وأورد ابن القيم في اجتماع الجيوش عن الشافعي أنه قال: ((القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء))
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وأورد الذهبي عن المزني قال: ((قلت)) إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي فصرت إليه وهو في مسجد مصر فلما جثوت بين يديه قلت هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت أن أحدا يعلم علمك فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: ((أتدري أين أنت؟)) قلت: نعم. قال: ((هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك؟)) قلت: لا قال: ((هل تكلم فيه الصحابة)) قلت: لا. قال: ((تدري كم نجما في السماء؟)). قلت: لا. قال: ((فكوكب منها تعرف جنسه طلوعه أفوله مم خلق؟)). قلت: لا. قال: ((فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟)) ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه فقال: ((تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى قول الله تعالى: [وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السموات والأرض] فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف علم مالم يبلغه عقلك))
4 - وأخرج ابن عبد البر عن يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: ((إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى أو الشيء غير الشيء فاشهد عليه بالزندقة))
5 - وقال الشافعي في كتابه الرسالة: ((الحمد لله. . الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به خلقه))
6 - وأورد الذهبي في السير عن الشافعي أنه قال: ((نثبت هذه الصفات التي جاء بها القران ووردت بها السنة وننفي التشبيه عنه كما نفى عن نفسه فقال: [ليس كمثله شيء]
7 - وأخرج ابن عبد البر عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول في قول الله عز وجل: [كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون]: ((أعلمنا بذلك أن ثم قوما غير محجوبين ينظرون إليه لا يضامون في رؤيته))
8 - وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان قال: حضرت محمد بن إدريس الشافعي جاءته رقعة من الصعيد فيها ما تقول في قوله تعالى: [كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون]. قال الشافعي: ((فلما أن حجبوا هؤلاء في السخط كان هذا دليلا على أنهم يرونه في الرضا)) قال الربيع: قلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال: ((نعم وبه أدين الله)).
9 - وأخرج ابن عبد البر عن الجارودي قال ذكر عند الشافعي إبراهيم بن إسماعيل بن عليه فقال: ((أنا مخالف له في كل شيء وفي قول لا إله إلا الله لست أقول كما يقول أنا أقول لا إله إلا الله الذي كلم موسى عليه السلام تكليما من وراء حجاب وذاك يقول لا إله إلا الله الذي خلق كلاما أسمعه موسى من وراء حجاب)).
10 - وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان قال الشافعي: ((من قال القرآن مخلوق فهو كافر))
11 - وأخرج البيهقي عن أبي محمد الزبير قال: قال رجل للشافعي أخبرني عن القرآن خالق هو؟
قال الشافعي: ((اللهم لا)) قال: فمخلوق؟ قال الشافعي: ((اللهم لا)) قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: ((اللهم نعم)).
قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: ((تقر بأن القرآن كلام الله؟))
قال: نعم. قال الشافعي: ((سبقت في هذه الكلمة قال الله تعالى ذكره: [وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام] [وكلم الله موسى تكليما] قال الشافعي: ((فتقر بأن الله كان وكان كلامه؟ أو كان الله ولم يكن كلامه؟)) فقال الرجل: بل كان الله وكان كلامه.
قال: فتبسم الشافعي وقال: ((يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرون بأن الله كان قبل القبل وكان كلامه فمن أين لكم الكلام: (إن الكلام الله أو سوى الله أو غير الله أو دون الله)
قال فسكت الرجل وخرج)).
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - وفي جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي من رواية أبي طالب العشاري ما نصه قال وقد سئل عن صفات الله عز وجل وما ينبغي أن يؤمن به فقال: ((لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحد من خلق الله عز وجل قامت لديه الحجة إن القرآن نزل به وصحيح عنده قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه العدل خلافه فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر بالله عز وجل فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالدراية والفكر ونحو ذلك أخبار الله عز وجل أنه سميع وأن له يدين بقوله عز وجل: [بل يداه مبسوطتان] أن له يمينا بقوله عز وجل: [والسموات مطويات بيمينه] وأن له وجها بقوله عز وجل: [كل شيء هالك إلا وجهه] وقوله: [ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام] وأن له قدما بقوله صلى الله عليه وسلم: (حتى يضع الرب عز وجل فيها قدمه) يعني جهنم لقوله صلى الله عليه وسلم للذي قتل في سبيل الله عز وجل (أنه لقي الله عز وجل وهو يضحك إليه) وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وأنه ليس بأعور لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذ ذكر الدجال فقال إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأن المؤمنين يرون ربهم عز وجل يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر وأن له أصبعا بقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل) وأن هذه المعاني التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم لا يدرك حقه ذلك بالذكر والدراية ويكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه وإن كان الوارد بذلك خبرا يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع ((وجبت الدينونة)) على سامعه بحقيقته والشهادة عليه كم عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن نثبت هذه الصفات وننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: [ليس كمله شيء وهو السميع البصير]. .)) آخر الاعتقاد
ب - قوله في القدر:
1 - أخرج البهقي عن الربيع بن سليمان قال سئل الشافعي عن القدر فقال:
((ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتن والمسن
على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن))
2 - أورد البيهقي في مناقب الشافعي أن الشافعي قال: ((إن مشيئة العباد هي إلى الله تعالى ولا يشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين فإن الناس لم يخلقوا أعمالهم وهي خلق من خلق الله تعالى أفعال العباد وإن القدر خيره وشره من الله عز وجل وإن عذاب القبر حق ومساءلة أهل القبور حق والبعث حق والحساب حق والجنة والنار حق وغير مما جاءت به السنن)).
3 - أخرج اللالكائي عن المزني قال: قال الشافعي: ((تدر من القدري؟ الذي يقول: إن الله لم يخلق شيئا حتى عمل به))
4 - أورد البهقي عن الشافعي أنه قال: ((القدرية الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هم مجوس هذه الأمة) الذين يقولون إن الله لا يعلم المعاصي حتى تكون)).
5 - وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي أنه كان يكره الصلاة خلف القدري
ج - قوله في الإيمان:
1 - أخرج ابن عبد البر عن الربيع قال: (سمعت الشافعي يقول: ((الإيمان قول وعمل واعتقاد بالقلب ألا ترى قول الله عز وجل: [وما كان الله ليضيع إيمانكم] يعني صلاتكم إلى بيت المقدس فسمى الصلاة إيمانا وهي قول وعمل وعقد))
2 - وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: ((الإيمان قول وعمل يزيد وينقص)).
3 - وأخرج البيهقي عن أبي محمد الزبيري قال: قال رجل للشافعي: أي الأعمال عند الله أفضل؟ قال الشافعي: ((ما لا يقبل عملا إلا به)) قال: وما ذاك؟ قال: ((الإيمان بالله الذي لا إله إلا هو أعلى الأعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها حظا)) قال الرجل: ألا تخبرني عن الإيمان قول وعمل أو قول بلا عمل؟ قال الشافعي: ((الإيمان عمل لله والقول بعض ذلك العمل)) قال الرجل: صف لي ذلك حتى أفهمه. قال الشافعي: ((إن للإيمان حالات ودرجات وطبقات فمنها التام المنتهي تمامه والناقص البين نقصانه والراجح الزائد
(يُتْبَعُ)
(/)
رجحانه)) قال الرجل: وإن الإيمان لا يتم وينقص ويزيد؟ قال الشافعي: ((نعم)) قال: وما الدليل على ذلك؟ قال الشافعي: ((إن الله جل ذكره فرض الإيمان على جوارح بني آدم فقسمه فيها وفرقه عليها فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الإيمان بغير ما ما وكلت به أختها بفرض من الله تعالى: فمنها: قلبه الذي يعقل به ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذي لا ترد الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره ومنها: عيناه اللتان ينظر بهما وأذناه اللتان يسمع بهما ويداه اللتان يبطش بهما ورجلاه اللتان يمشي بهما وفرجه الذي ألباه من قبله ولسانه الذي ينطق به ورأسه الذي فيه وجهه فرض على القلب غير ما فرض على اللسان وفرض على السمع غير ما فرض على العينين وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه فأما فرض الله على القلب من الإيمان: فالإقرار والمعرفة والعقد والرضى والتسليم بأن الله لا إله إلا هو وحده لاشريك له لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله والإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله جل ثناؤه على القلب وهو عمله [إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدره] وقال: [ألا بذكر الله تطمئن القلوب] وقال: [من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم] وقال: [وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله] فذلك مافرض الله على القلب من إيمان وهو عمله وهو رأس الإيمان وفرض الله على اللسان: القول والتعبير عن القلب بما عقد وأقر به فقال في ذلك: [قولوا آمنا بالله] وقال: [وقولوا للناس حسنا] فذلك ما فرض الله على اللسان من القول والتعبير عن القلب وهو عمله والفرض عليه من الإيمان وفرض الله على السمع: أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يغض عن ما نهى الله عنه فقال في ذلك: [وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم] ثم استثنى موضع النسيان فقال جل وعز
[وإما ينسينك الشيطان] أي: فقعدت معهم [فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين] وقال: [فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب] وقال: [قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون] إلى قوله: [والذين هم للزكاة فاعلون] وقال: [وإذا سمعوا اللغوا أعرضوا عنه] وقال: [وإذا مروا باللغوا مروا كراما] فذلك ما فرض الله جل ذكره على السمع من التنزيه عما لا يحل له وهو عمله وهو من الإيمان
((وفرض على العينين)): ألا ينظر بهما ما حرم الله وأن يغضهما عما نهاه عنه فقال تبارك وتعالى في ذلك: [قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم] الآيتين: أن ينظر أحدهم إلى فرج أخيه ويحفظ فرجه من أن ينظر إليه.
وقال: كل شيء من حفظ الفرج في كتاب الله فهو من الزنا إلا هذه الآية فإنها من النظر.
فذلك ما فرض الله على العينين من غض البصر وهو عملها وهو من الإيمان
ثم أخبر عما فرض على القلب والسمع والبصر في آية واحدة فقال سبحانه وتعالى في ذلك: [ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا]
قال: يعني وفرض على الفرج: أن لا يهتكه بما حرم الله عليه: [والذين هم لفروجهم حافظون] وقال: [وما كنتم تسترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم] الآية يعني بالجلود: الفروج والأفخاذ فذلك ما فرض الله على الفروج من حفظهما عما لا يحل له وهو عملها.
((وفرض على اليدين)): ألا يبطش بهما إلى ما حرم الله تعالى وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلوات فقال في ذلك: [يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق] إلى آخر الآية وقال: [فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء] لأن الضرب والحرب وصلة الرحم والصدقة من علاجها.
((وفرض على الرجلين)): ألا يمشي بهما إلى ما حرم الله جل ذكره فقال ذلك: [ولا تمشي في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض لن تبلغ الجبال طولا]
(يُتْبَعُ)
(/)
((وفرض على الوجه)): السجود لله بالليل والنهار ومواقيت الصلاة فقال في ذلك: [يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون] وقال: [وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا] يعني بالمساجد: ما يسجد عليه ابن آدم في صلاته من الجبهة وغيرها
قال: فذلك ما فرض الله على هذه الجوارح وسمى الطهور والصلوات إيمانا في كتابه وذلك حين صرف الله تعالى وجه نبيه صلى الله عليه وسلم من الصلاة إلى البيت المقدس وأمره بالصلاة إلى الكعبة وكان المسلمون قد صلوا إلى بيت المقدس ستة عشرا شهرا فقالوا يا رسول أرأيت صلاتنا التي كنا نصليها إلى بيت المقدس ما حالها وحالنا؟ فأنزل الله تعالى: [وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم] فسمى الصلاة إيمانا فمن لقي الله حافظا لصلواته حافظا لجوارحه مؤديا بكل جارحة من جوارحه ما أمر الله به وفرض عليها - لقي الله مستكمل الإيمان من أهل الجنة ومن كان لشيء منها تاركا متعمدا مما أمر الله به - لقي الله ناقص الإيمان)). قال: وقد عرفت نقصانه وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟
قال الشافعي: ((قال الله جل ذكره: [وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون] وقال: [إنهم فتية آمنوا برهم وزدناهم هدى]
قال الشافعي: ولو كان هذا الإيمان كله واحدا لا نقصان فيه ولا زيادة - لم يكن لأحد فيه فضل واستوى الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله (في الجنة) وبالنقصان من الإيمان دخل المفرطون النار
قال الشافعي: إن الله جل وعز سابق بين عباده كما سوبق بين الخيل يوم الرهان ثم إنهم على درجاتهم من سبق عليه فجعل كل امرىء على درجة سبقه لا ينقصه فيه حقه ولا يقدم مسبوق على سابق ولا مفضول على فاضل وبذلك فضل أول هذه الأمة على آخرها ولو لم يكن لمن سبق إلى الإيمان فضل على من أبطأ عنه - للحق آخر هذه الأمة بأولها.
د - قوله في الصحابة:
1 - أورد البيهقي عن الشافعي أنه قال: ((أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل وسيق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم فرحمهم الله وهنأهم بما أتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين فهم أدوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما وخاصا وعزما وإرشادا وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وغقل وأمر استدرك به علم واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا والله أعلم)).
2 - وأخرج البيهقي عن ربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول في التفضيل: ((أبوبكر وعمر ثم عثمان وعلي))
3 - وأخرج البيهقي عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: ((أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي - رضي الله عنهم -))
4 - واخرج البيهقي عن يوسف بن يحيى البويطي قال: سألت الشافعي أأصلي خلف الرافضي؟ قال: ((لا تصل خلف الرافضي ولا القدري ولا المرجىء)) قلت: صفهم لنا. قال: ((من قال: الإيمان قول فهو مرجىء ومن قال إن أبابكر وعمر ليسا بإمامين فهو رافضي ومن جعل المشيئة إلى نفسه فهو قدري))
هـ - نهيه عن الكلام والخصومات في الدين:
1 - أخرج الهروي عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: ((. . . لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر وكان فيها كتب الكلام لم تدخل في الوصية لأنه ليس من العلم))
2 - وأخرج الهروي عن الحسن الزعفراني قال: سمعت الشافعي يقول: ((ما ناظرت أحدا في الكلام إلا مرة وأنا أستغفر الله من ذلك)).
3 - و أخرج الهروي عن الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: ((لو أردت أن أضع على كل مخالف كتابا كبيرا لفعلت ولكن ليس الكلام من شأني ولا أحب أن ينسب إلي منه شيء)).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وأخرج بن بطة عن أبي ثور قال: قال لي الشافعي: ((ما رأيت أحدا ارتدى شيئا من الكلام فأفلح)).
5 - وأخرج الهروي عنيونس المصري قال: قال الشافعي: ((لأن يبتلي الله المرء بكل مانهى الله عنه خلا الشرك بالله خير من أن يبتليه بالكلام)).
فهذه أقوال الإمام الشافعي - رحمه الله - في مسائل أصول الدين وهذا موقفه من علم الكلام.
-------------------
نقلا عن كتاب (اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث) جمع / د. محمد بن عبد الرحمن الخميس
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:07]ـ
أصول السنة
[عقيدة الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد حنبل - 241 هـ -]
قال الشيخ الإمام أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمْداني:
حدثنا الشيخ أبو عبد الله يحيى بن أبي الحسن بن البنا، قال: أخبرنا والدي أبو علي الحسن بن احمد بن البنا، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد بن السماك، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الوهاب أبو العنبر قراءة عليه من كتابه في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وتسعين ومائتين، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان المنقري البصري – بتنيس - قال: حدثني عبدوس بن مالك العطار، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – رضي الله عنه – يقول:
أصول السنة عندنا:
التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين.
والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسنة تفسر القرآن، وهي دلائل القرآن، وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الاتباع وترك الهوى.
ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة - لم يقبلها ويؤمن بها - لم يكن من أهلها:
الإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بالأحاديث فيه، والإيمان بها، لا يُقال لِمَ ولا كيف، إنما هو التصديق والإيمان بها، ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كُفِيَ ذلك وأُحكِمَ له، فعليه الإيمان به والتسليم له، مثل حديث " الصادق المصدوق " ومثل ما كان مثله في القدر، ومثل أحاديث الرؤية كلها، وإن نأت عن الأسماع واستوحش منها المستمع، وإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفاً واحدا ً، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات.
وأن لا يخاصم أحداً ولا يناظره، ولا يتعلم الجدال، فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه، لا يكون صاحبه و إن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة حتى يدع الجدال ويسلم ويؤمن بالآثار.
والقرآن كلام الله وليس بمخلوق، ولا يضعف أن يقول: ليس بمخلوق، فإن كلام الله ليس ببائن منه، وليس منه شيء مخلوق، وإياك ومناظرة من أحدث فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه، فقال: لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق، وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة مثل من قال: (هو مخلوق)، وإنما هو كلام الله وليس بمخلوق.
والإيمان بالرؤية يوم القيامة، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحاح، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه، فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحيح، رواه قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ ورواه الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ ورواه علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن كما جاء على ظاهره، ولا نناظر فيه أحداً.
والإيمان بالميزان يوم القيامه كما جاء، يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة، وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر، والإيمان به، والتصديق به، والإعراض عن من ردّ ذلك، وتركُ مجادلته.
وأن الله يكلم العباد يوم القيامه، ليس بينهم وبينه ترجمان، والتصديق به.
والإيمان بالحوض، وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضا يوم القيامة تَرِدُ عليه أمته، عرضه مثل طوله، مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء على ما صحت به الأخبار من غير وجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإيمان بعذاب القبر، وأن هذه الأمة تُفتَن في قبورها، وتُسأل عن الإيمان والإسلام، ومن ربه؟ ومن نبيه؟
ويأتيه منكر ونكير، كيف شاء الله عزوجل، وكيف أراد، والايمان به والتصديق به.
والإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وبقوم يخرجون من النار بعد ما احترقوا وصاروا فحما، فيؤمر بهم إلى نهر على باب الجنة كما جاء في الأثر، كيف شاء الله، و كما شاء، إنما هو الإيمان به، والتصديق به.
والإيمان أن المسيح الدجال خارج، مكتوب بين عينيه كافر، والأحاديث التي جاءت فيه، والإيمان بأن ذلك كائن، وأن عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل فيقتله بباب لُدٍّ.
والإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، كما جاء في الخبر: ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)).
ومن ترك الصلاة فقد كفر، وليس من الأعمال شيء تركه كفر إلا الصلاة، من تركها فهو كافر، وقد أحل الله قتله.
وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، نُقدّم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يختلفوا في ذلك، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة: علي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد، كلهم يصلح للخلافة، وكلهم إمام، ونذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر: (كنا نعُدُّ ورسول الله حي وأصحابه متوافرون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت) ... ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين، ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة، أولاً فأولا، ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، القرن الذي بعث فيهم.
وكل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة، أو رآه فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقته معه، وسمع منه، ونظر إليه نظرة، فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال، كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه، ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة، أفضل لصحبتهم من التابعين، ولو عملوا كل أعمال الخير.
والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البَرّ والفاجر، ومن ولي الخلافة، واجتمع الناس عليه، ورضوا به، ومن عليهم بالسيف حتى صار خليفة، وسمي أميرالمؤمنين.
والغزو ماض مع الأمير إلى يوم القيامه البَرّ والفاجر لا يُترَك.
وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماضٍ، ليس لأحد أن يطعن عليهم، ولا ينازعهم، ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة، من دفعها إليهم أجزأت عنه، بَرّاً كان أو فاجراً.
وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه، جائزة باقية تامة ركعتين، من أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار، مخالف للسنة، ليس له من فضل الجمعة شيء؛ إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا برهم وفاجرهم، فالسنة: أن يصلي معهم ركعتين، ويدين بأنها تامة، لا يكن في صدرك من ذلك شك.
ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين – وقد كانوا اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة، بأي وجه كان، بالرضا أو بالغلبة - فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية.
ولا يحل قتال السلطان، ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق.
وقتال اللصوص والخوارج جائز، إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله فله أن يقاتل عن نفسه وماله، ويدفع عنها بكل ما يقدر، وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم، ولا يتبع آثارهم، ليس لأحد إلا الإمام أو ولاة المسلمين، إنما له أن يدفع عن نفسه في مقامه ذلك، وينوي بجهده أن لا يقتل أحداً، فإن مات على يديه في دفعه عن نفسه في المعركة فأبعد الله المقتول، وإن قُتِل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله، رجوت له الشهادة، كما جاء في الأحاديث وجميع الآثار في هذا إنما أُمِر بقتاله، ولم يُؤمَر بقتله ولا اتباعه، ولا يجهز عليه إن صُرِع أو كان جريحا، وإن أخذه أسيرا فليس له أن يقتله، ولا يقيم عليه الحد، ولكن يرفع أمره إلى من ولاه الله، فيحكم فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا نشهد على أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار، نرجو للصالح ونخاف عليه، ونخاف على المسيء المذنب، ونرجو له رحمة الله.
ومن لقى الله بذنب يجب له به النار تائبا غير مُصرٍّ عليه، فإن الله يتوب عليه، ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا، فهو كفارته، كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن لَقِيَه مُصِرّا غير تائب من الذنوب التي استوجب بها العقوبة فأمره إلى الله، إن شاء عذّبه، وإن شاء غفر له، ومن لَقِيَه وهو كافر عذّبه ولم يغفر له.
والرجم حق على من زنا وقد أُحصن، إذا اعترف أو قامت عليه بيّنة، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الراشدون.
ومن انتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أبغضه بحدث كان منه، أو ذكر مساوئه، كان مبتدعا، حتى يترحم عليهم جميعا، ويكون قلبه لهم سليما.
والنفاق هو: الكفر، أن يكفر بالله ويعبد غيره، ويُظهِر الإسلام في العلانية، مثل المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه فهو منافق)) هذا على التغليظ، نرويها كما جاءت، ولا نفسرها.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا ترجعوا بعدي كفارا ضُلالا يضرب بعضكم رقاب بعض))، ومثل: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار))، ومثل: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر))، ومثل: ((من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما))، ومثل: ((كُفرٌ بالله تَبَرؤٌ من نَسَبٍ وإن دَقّ))، ونحو هذه الأحاديث مما قد صح وحُفِظ، فإنا نُسَلم له، وإن لم نعلم تفسيرها، ولا نتكلم فيها، ولا نجادل فيها، ولا نفسّر هذه الأحاديث إلا مثل ما جاءت، لا نردها إلا بأحق منها.
والجنة والنار مخلوقتان، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دخلتُ الجنة فرأيت قصراً ... ))، و ((رأيت الكوثر))، و ((واطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها ... )) كذا، و ((واطلعت في النار، فرأيت ... )) كذا وكذا، فمن زعم أنهما لم تُخلقا، فهو مكذّب بالقرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحسبه يؤمن بالجنة والنار.
ومن مات من أهل القبلة مُوَحِداً يُصلّى عليه، ويُستغفر له، ولا يُحجب عنه الاستغفار، ولا تترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرا كان أو كبيرا، أَمرُهُ إلى الله تعالى. آخر الرسالة والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلم تسليما.
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:07]ـ
أصُوُلُ السُنَّة
للإمام أبي بكر عبد الله بنْ الزبير الحميدي (ت 219 هـ)
حدثنا بشر بن موسى قال حدثنا الحميدي قال:
1ـ السنة عندنا: أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ذلك كله قضاء من الله ـ عزوجل ـ
2ـ وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ولا ينفع قول إلا بعمل ولا عمل وقول إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بسنة.
3ـ والترحم على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم، فإن الله ـ عزوجل ـ قال (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) [الحشر 10] فلم نؤمر إلا باستغفار لهم، فمن سبهم أو تنقصهم أو أحداً منهم فليس على السنة، وليس له في الفئ حق، أخبرنا بذلك غير واحد عن مالك بن أنس أنه قال: " قسم الله ـ تعالى ـ الفئ فقال: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم) ـ ثم قال ـ: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا) الآية [الحشر 8ـ10) فمن لم يقل هذا لهم فليس ممن جعل له الفئ ".
4ـ والقرآن: كلام الله، سمعت سفيان [بن عيينة] يقول:" القرآن كلام الله، ومن قال مخلوق فهو مبتدع، لم نسمع أحدا يقول هذا ".
ـ وسمعت سفيان يقول: الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص ".
فقال له اخوه إبراهيم بن عيينة:" يا أبا محمد، لا تقل ينقص ". فغضب وقال:" اسكت يا صبي، بلى حتى لا يبقى منه شئ ".
5ـ والإقرار بالرؤية بعد الموت.
(يُتْبَعُ)
(/)
6ـ وما نطق به القرآن والحديث مثل: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم) [المائدة 64] ومثل (والسموات مطويات بيمينه) [الزمر:67] وما أشبه هذا في القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول (الرحمن على العرش استوى) [طه:5] ومن زعم غير هذا فهو معطل جهمي.
7ـ وأن لا نقول كما قالت الخوراج:" من أصاب كبيرة فقد كفر ". ولا تكفير بشئ من الذنوب، إنما الكفر في ترك الخمس التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت ".
*ـ فأما ثلاث منها فلا يناظر تاركه: من لم يتشهد، ولم يصل، ولم يصم لأنه لايؤخر من هذا شئ عن وقته، ولا يجزئ من قضاه بعد تفريطه فيه عامداً عن وقته.
· فأما الزكاة فمتى ما أداها أجزأت عنه وكان آثماً في الحبس.
· ـ وأما الحج فمن وجب عليه، ووجد السبيل إليه وجب عليه ولا يجب عليه في عامه ذلك حتى لا يكون له منه بد متى أداه كان مؤدياً ولم يكن آثماً في تأخيره إذا أداه كما كان آثماً في الزكاة، لأن الزكاة حق لمسلمين مساكين حبسه عليهم فكان آثما حتى وصل إليهم وأما الحج فكان فيما بينه وبين ربه إذا أداه فقد أدى، وإن هو مات وهو واجد مستطيع ولم يحج سأل الرجعة إلى الدنيا أن يحج ويجب على أهله أن يحجوا عنه، ونرجو أن يكون ذلك مؤدياً عنه كما لو كان عليه دين فقضي عنه بعد موته.
[تمت الرسالة والحمدلله رب العالمين]
----------------
ترجمة المؤلف:
- اسمه ونسبه: هو عبدالله بن الزبير بن عيسى بن عبيد الله بن أسامة، أبو بكر القرشي الأسدي الحميدي المكي (219هـ) شيخ الحرم وصاحب " المسند ".
شيوخه: حدث عن فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة - فأكثر عنه وجود - ووكيع، والشافعي، وغيرهم.
تلاميذه: حدث عنه البخاري في أول حديث في صحيحه، والذهلي وأبو زرعة وأبوحاتم الرازيّان، وأبوبكر محمد بن إدريس المكي - ورقة - وخلق سواهم.
- ثناء العلماء عليه: قال الإمام أحمد بن حنبل " الحميدي عندنا إمام ".وقال أبو حاتم: " أثبت الناس في ابن عيينة الحميدي وهو رئيس أصحاب ابن عيينة وهو ثقة إمام ".وقال يعقوب الفسوي "حدثنا الحميدي وما لقيت أنصح للإسلام وأهله منه وقال الحاكم: " كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره ".ووصفه أبو محمد حرب الكرماني، واللالكائي، وابن تيمية وغيرهم بالإمامة في السنة.
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:08]ـ
عقيدة السلف أصحاب الحديث
أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني الشافعي (توفي سنة 449هـ) (1)
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم على بينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فإني لما وردت آمد طبرستان وبلاد جيلان متوجها إلى بيت الله الحرام وزيارة مسجد نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام، سألني إخواني في الدين أن أجمع لهم فصولا في أصول الدين التي استمسك بها الذين مضوا من أئمة الدين وعلماء المسلمين والسلف الصالحين، وهدوا ودعوا الناس إليها في كل حين، ونهوا عما يضادها وينافيها جملة المؤمنين المصدقين المتقين، ووالوا في اتباعها وعادوا فيها، وبدّعوا وكفّروا من اعتقد غيرها، وأحرزوا لأنفسهم ولمن دعوهم إليها بركتها وخيرها، وأفضوا إلى ما قدموه من ثواب اعتقادهم لها، واستمساكهم بها، وإرشاد العباد إليها، وحملهم إياهم عليها، فاستخرت الله تعالى وأثبت في هذا الجزء ما تيسر منها على سبيل الاختصار، رجاء أن ينتفع به أولو الألباب والأبصار، والله سبحانه يحقق الظن، ويجزل علينا المن بالتوفيق والاستقامة على سبيل الرشد والحق بمنه وفضله.
قلت وبالله التوفيق.
[عقيدة أصحاب الحديث]
(يُتْبَعُ)
(/)
أصحاب الحديث - حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم - يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة والنبوة، ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلت العدول الثقات عنه، ويثبتون له جل جلاله ما أثبته لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون:
إنه خلق آدم بيده، كما نص سبحانه عليه في قوله- عز من قائل: (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيدي) ولا يحرفون الكلم عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين، تحريف المعتزلة الجهمية، أهلكهم الله، ولا يكيفونهما - بكيف أو شبهها - بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة- خذلهم الله - وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف، ومنَّ عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واتبعوا قول الله عز وجل: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). وكما ورد القرآن بذكر اليدين بقوله: (لما خلقت بيدي) وقوله: (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) ووردت الأخبار الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر اليد كخبر محاجة موسى وآدم وقوله له: (خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته) ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: (لا أجعل صالح ذرية من خلقته بيدي كمن قلت له: كن فكان) وقوله صلى الله عليه وسلم: (خلق الله الفردوس بيده)
[قولهم في الصفات]
وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت به الأخبار الصحاح - من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك وغيرها - من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر مستنكر، ويجرون على الظاهر، ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله، كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل من عند ربنا. وما يذكر إلا أولو الألباب).
[القرآن كلام الله غير مخلوق]
ويشهد أهل الحديث ويعتقدون أن القرآن كلام الله وكتابه، ووحيه وتنزيله غير مخلوق، ومن قال بخلقه واعتقده فهو كافر عندهم، والقرآن الذي هو كلام الله ووحيه هو الذي ينزل به جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم قرآنا عربيا لقوم يعلمون، بشيراً ونذيراً، كما قال عز وجل: (وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين) وهو الذي بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته، كما أمر به في قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) فكان الذي بلغهم بأمر الله تعالى كلامه عز وجل، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: أتمنعوني أن أبلغ كلام ربي " وهو الذي تحفظه الصدور، وتتلوه الألسنة ويكتب في المصاحف، كيفما تصرف بقراءة قارئ ولفظ لافظ، وحفظ حافظ، وحيث تلي، وفي أي موضع قرىء وكتب في مصاحف أهل الإسلام، وألواح صبيانهم وغيرها كله كلام الله جل جلاله، غير مخلوق فمن زعم أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم.
سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول سمعت الإمام أبا بكر محمد بن إسحق بن خزيمة يقول القرآن كلام الله غير مخلوق، فمن قال: "إن القران مخلوق" فهو كافر بالله العظيم، لا تقبل شهادته، ولا يعاد إن مرض ولا يصلى عليه إن مات، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ويستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
فأما اللفظ بالقرآن فإن الشيخ أبا بكر الإسماعيلي الجرجاني ذكر في رسالته التي صنفها لأهل جيلان: من زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق- يريد به القرآن - فقد قال بخلق القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابن مهدي الطبري في كتابه الاعتقاد الذي صنفه لأهل هذه البلاد أن مذهب أهل السنة والجماعة القول بأن القرآن كلام الله سبحانه، ووحيه وتنزيله، وأمره ونهيه غير مخلوق، ومن قال: مخلوق فهو كافر بالله العظيم، وأن القرآن في صدورنا محفوظ، وبألسنتنا مقروء، وفي مصاحفنا مكتوب وهو الكلام الذي تكلم الله عز وجل به، ومن قال: إن القرآن بلفظي مخلوق، أو لفظي به مخلوق فهو جاهل ضال كافر بالله العظيم. وإنما ذكرت هذا الفصل بعينه من كتاب ابن مهدي لاستحساني ذلك منه، فإنه اتبع السلف أصحاب الحديث فيما ذكره مع تبحره في علم الكلام، وتصانيفه الكبيرة فيه وتقدمه وتبرزه عند أهله.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: قرأت بخط أبى عمرو المستملي سمعت أبا عثمان سعيد بن إشكاب يقول: سألت إسحاق بن إبراهيم عن اللفظ بالقرآن فقال: "لا ينبغي أن يناظر في هذا، القرآن كلام الله غير مخلوق ".
وذكر محمد بن جرير الطبري رحمه الله في كتابه (الاعتقاد) الذي صنفه في هذه المسألة، وقال: " أما القول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي، ولا تابعي إلا عمن في قوله الغناء والشفاء، وفي إتباعه الرشد والهدى، ومن يقوم قوله مقام الأئمة الأولى أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله، فإن أبا إسماعيل الترمذي حدثني قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: " اللفظية جهمية "، قال عز وجل (فأجره حتى يسمع كلام الله) ممن يسمع؟ قال ثم: سمعت جماعة من أصحابنا لا أحفظ أسماءهم يذكرون عنه رضي الله عنه أنه كان يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي: ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع".
قال محمد بن جرير: "ولا قول في ذلك عندنا يجوز أن نقوله غير قوله إذ لم يكن لنا فيه إمام نأتم به سواه، وفيه الكفاية والمقنع، وهو الإمام المتبع رحمة الله عليه ورضوانه ". هذه ألفاظ محمد بن جرير التي نقلتها نفسها إلى ما ها هنا من كتاب الاعتقاد الذي صنفه.
قلت: وهو- أعني محمد بن جرير- قد نفى عن نفسه بهذا الفصل الذي ذكره في كتابه كل ما نسب إليه، وقذف به من عدول عن سبيل السنة، أو ميل إلى شيء من البدعة، والذي حكاه عن أحمد رضي الله عنه وأرضاه أن اللفظية جهمية فصحيح عنه، وإنما قال ذلك لأن جهما وأصحابه صرحوا بخلق القرآن، والذين قالوا باللفظ تدرجوا به إلى القول بخلق القرآن، وخافوا أهل السنة في ذلك الزمان من التصريح بخلق القرآن، فذكروا هذا اللفظ وأرادوا به أن القرآن بلفظنا مخلوق، فلذلك سماهم أحمد رحمه الله جهمية. وحكي عنه أيضا أنه قال: " اللفظية شر من الجهمية".
وأما ما حكاه محمد بن جرير عن أحمد رحمه الله أن من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع، فإنما أراد أن السلف من أهل السنة لم يتكلموا في باب اللفظ ولم يحوجهم الحال إليه، وإنما حدث الكلام في اللفظ من أهل التعمق وذوي الحمق الذين أتوا بالمحدثات، وعتوا عما نهو ا عنه من الضلالات وذميم المقالات، وخاضوا فيما لم يخض فيه السلف من علماء الإسلام، فقال الإمام أحمد: هذا القول في نفسه بدعة، ومن حق المتسنن أن يدعه، ولا يتفوه به ولا بمثله من البدع المبتدعة، ويقتصر على ما قاله السلف من الأئمة المتبعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولا يزيد عليه إلا تكفير من يقول بخلقه.
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجراحي بمرو، حدثنا يحيى بن ساسُويه عن أبيه عبد الكريم السكري قال: قال وهب بن زمعة: أخبرني علي الباشاني قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: " من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن، ومن قال: لا أؤمن بهذه اللام فقد كفر".
[استواء الله على عرشه]
ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سمواته على عرشه مستوكما نطق به كتابه في قوله عز وجل في سورة الأعراف: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)، وقوله في سورة يونس: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه) وقوله في سورة الرعد: (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش) وقوله في سورة الفرقان (ثم استوى على العرش الرحمن، فاسأل به خبيرا) وقوله في سورة السجدة (ثم استوى على العرش) وقوله في سورة
(يُتْبَعُ)
(/)
طه: (الرحمن على العرش استوى)
[وأخبر الله سبحانه عن فرعون اللعين أنه قال لهامان: (ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب , أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) وإنما قال ذلك لأنه سمع موسى عليه السلام يذكر أن ربه في السماء , ألا ترى إلى قوله: (إني لأظنه كاذبا) يعني في قوله إن في السماء إلها , وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف رحمهم الله لم يختلفوا في أن الله تعالى على عرشه , وعرشه فوق سماواته]
يثبتون من ذلك ما أثبته الله تعالى، ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على عرشه، ويمرونه على ظاهره ويكلون علمه إلى الله، ويقولون: (آمنا به، كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب) كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يقولون ذلك، ورضيه منهم، فأثنى عليهم به.
أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى حدثني محمد بن داود بن سليمان الزاهد أخبرني علي بن محمد بن عبيد أبو الحسن الحافظ - من أصله العتيق - ثنا أبو يحيى بن كيسبة الوراق حدثنا محمد بن الأشرس الوراق أبو كنانة حدثنا أبو المغيرة الحنفي حدثنا قرة بن خالد عن الحسن عن أبيه عن أم سلمة في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) قالت: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر.
وحدثنا أبو الحسن بن أبي اسحاق المزكى بن المزكى حدثنا أحمد بن الخضر أبو الحسن الشافعي حدثنا شاذان حدثنا ابن مخلد بن يزيد القُهُستاني حدثنا جعفر بن ميمون قال سثل مالك بن أنس عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا ضالا) وأمر به أن يخرج من مجلسه.
أخبرنا أبو محمد المخلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس فسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينظرون الأمر به فيه، ثم سُري عن مالك فقال: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".
وأخبرنيه به جدي أبو حامد أحمد بن إسماعيل عن جد والدي الشهيد، وهو أبو عبد الله محمد بن عدي بن حمدُوية الصابوني حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عون النسوى حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر الرملي حدثنا جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل لمالك بن أنس فقال: يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال فما رأينا مالكأ وجد من شيء كوجده من مقالته، وذكر بنحوه.
وسئل أبو علي الحسين بن الفضل البجلي عن الاستواء، وقيل له كيف استوى على عرشه، فقال: إنا لا نعرف من أنباء الغيب إلا مقدار ما كشف لنا، وقد أعلمنا جل ذكره أنه استوى على عرشه، ولم يخبرنا كيف استوى.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثني عبد الله ابن أحمد بن شبويه المروزي، سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: " نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش استوى بائنا من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية إنه ها هنا " وأشار إلى الأرض.
وسمعت الحاكم أبا عبد الله في كتابه (التاريخ) الذي جمعه لأهل نيسابور، وفي كتابه (معرفة الحديث) اللذين جمعهما ولم يسبق إلى مثلهما يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانىء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: من لم يقل بأن الله عز وجل على عرشه قد استوى، فوق سبع سمواته، فهو كافر بربه، حلال الدم، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم " [وأما إمامنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه احتج في كتاب المبسوط في مسألة
(يُتْبَعُ)
(/)
إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة , وأن غير المؤمنة لا يصح التكفير بها بخبر معاوية بن الحكم , وأنه أراد أن يعتق الجارية السوداء لكفارة , وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إعتاقه إياها فامتحنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم لها: من أنا؟ فأشارت إليه وإلى السماء يعني أنك رسول الله الذي في السماء فقال صلى الله عليه وسلم: أعتقها فإنها مؤمنة. فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية. وإنما احتج الشافعي رحمة الله عليه على المخالفين في قولهم بجواز إعتاق الرقبة الكافرة بهذا الخبر، لاعتقاده أن الله سبحانه فوق خلقه، وفوق سبع سماواته على عرشه، كما معتقد المسلمين من أهل السنة والجماعة، سلفهم وخلفهم، إذ كان رحمه الله لا يروي خبرا صحيحا ثم لا يقول به. وقد أخبرنا الحاكم أبو عبد الله رحمه الله قال أنبأنا الإمام أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه قال حدثنا إبراهيم بن محمود قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي رحمه يقول: إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب. قال الحاكم رحمه الله سمعت أبا الوليد غير مرة يقول: حدثت عن الزعفراني أن الشافعي رحمه الله روى يوما حديثا فقال السائل: يا أبا عبد الله تقول به؟ قال: تراني في بيعة أوكنيسة! ترى علي زي الكفار! هو ذا تراني في مسجد المسلمين علي زي المسلمين مستقبل قبلتهم أروي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا أقول به!!.
قال أبو عثمان والفرق بين أهل السنة وأهل البدعة أنهم إذا سمعوا خبرا في الصفات ردوه أصلا، ولم يقبلوه أو. . . - كلمة غير واضحة - للظاهر ثم تأولوه بتأويل يقصدون به رفع الخبر من أصله وإبطال. . . -كلمة غير واضحة -. . . . . . . . . . . . . . . . - بياض مقدار سطر - عقولهم وآرائهم فيه ويعلمون حقا يقينا أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى ما قاله إذ هو كان أعرف بالرب جل جلاله من غيره، ولم يقل فيه إلا حقا وصدقا ووحيا، قال الله عز وجل: (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى). قال الزهري إمام الأئمة وغيره من علماء الأمة رضي الله عنه: على الله البيان وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم.وروى يونس بن عبد الصمد بن معقل عن أن الجعد بن درهم قدم على وهب بن منبه يسأله عن صفات الله تعالى فقال ويلك يا جعد، بعض المسألة، إني لأظنك من الهالكين، يا جعد لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يدا وعينا ووجها لما قلنا ذلك، فاتق الله. ثم لم يلبث جعد أن قتل وصلب وخطب خالد بن عبد الله القسري يوم الأضحى بالبصرة، فقال في آخر خطبته: انصرفوا إلى منازلكم، وضحوا بارك الله لكم في ضحاياكم فإني مضح اليوم بالجعد بن درهم فإنه يقول: لم يتخذ الله إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما. سبحانه وتعالى عما يقول الجعد علوا كبيرا - ونزل عن المنبر فبحه بيده وأمر بصلبه.
[عقيدتهم بنزول الرب سبحانه ومجيئه]
ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله. وكذلك يثبتون ما أنزله الله عز اسمه في كتابه، من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) وقوله عز اسمه: (وجاء ربك والملك صفأ صفا). وقرأت في رسالة الشيخ أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل جيلان أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) وقال: (وجاء ربك والملك صفا صفا) ونؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه إذ كنا قد أمرنا به في قوله عز وجل: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه، ابتغاء الفتنة
(يُتْبَعُ)
(/)
وابتغاء تأويله، وما يعم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)
أخبرنا أبو بكر بن زكريا الشيباني سمعت: أبا حامد بن الشرقي يقول: سمعت حمدان السلمي وأبا داود الخفاف يقولان: سمعنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا. كيف ينزل؟ قال، قلت: أعز الله الأمير، لا يقال لأمر الرب كيف؟ إنما ينزل بلا كيف.
حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، حدثنا محبوب بن عبد الرحمن القاضي، حدثني جدي أبو بكر بن محمد بن أحمد بن محبوب، حدثنا أحمد بن حمويه حدثنا أبو عبد الرحمن العتكي، حدثنا محمد بن سلام قال: سألت عبد الله بن المبارك عن نزول ليلة النصف من شعبان، فقال عبد الله: يا ضعيف في كل ليلة، فقال له رجل يا أبا عبد الله! كيف ينزل؟ أليس يخلو ذلك المكان منه؟ فقال عبد الله: ينزل كيف يشاء " وفي رواية أخرى لهذه الحكاية أن عبد الله ابن المبارك قال للرجل: " إذا جاءك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخضع له ".
سمعت الحاكم أبا عبد الله يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت أحمد بن سعيد بن إبراهيم أبا عبد الله الرباطي يقول: حضرت مجلس الأمير عبد الله بن طاهر ذات يوم وحضر إسحاق بن إبراهيم يعني ابن راهويه، فسئل عن حديث النزول: أصحيح هو؟ قال: "نعم " فقال له بعض قواد عبد الله يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة؟ قال: " نعم " قال: " كيف ينزل؟ " فقال له إسحاق: " أثبته فوق حتى أصف لك النزول، فقال الرجل: " أثبته فوق " فقال: إسحاق: قال الله عز وجل: (وجاء ربك والملك صفا صفا) فقال الأمير عبد الله: " يا أبا يعقوب هذا يوم القيامة " فقال إسحاق: أعز الله الأمير، ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم؟
وخبر نزول الرب كل ليلة إلى السماء الدنيا خبر متفق على صحته مخرج في الصحيحين، من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة. أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك (ح). وحدثنا أبو بكر بن زكريا حدثنا أبو حاتم مكي بن عبدان، حدثنا محمد بن يحيى قال: وفيما قرأت على ابن نافع وحدثني مطرف عن مالك رحمه الله (ح)، وحدثنا أبو بكر بن زكريا، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم ابن باكويه، حدثنا يحيى بن محمد حدثنا يحيي بن يحيى، قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب الزهري، عن أبى عبد الله الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: (من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له ".
ولهذا الحديث طرق إلى أبي هريرة، رواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة (ح). ورواه يزيد بن هارون وغيره من الأئمة عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وعبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبى هريرة، وعبد الأعلى بن أبى المساور وبشير بن سليمان عن أبي حازم عن أبى هريرة. ورواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، وموسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله، وعبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب، وشريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود ومحمد ابن كعب بن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء وأبو الزبير عن جابر وسعيد بن جبير عن ابن عباس وعن أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الطرق كلها مخرجة بأسانيدها في كتابنا الكبير المعروف بالانتصار، وفي رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مضى نصف الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الصبح " وفي رواية سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة زيادة في آخره وهي " ثم يبسط يديه فيقول: من يقرض غير معدوم ولا ظلوم ". وفي رواية أبي حازم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير فينادي هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ فلا يبقى شيء فيه الروح إلا علم به، إلا الثقلان الجن والإنس " قال: وذلك حين تصيح الديكة وتنهق الحمير وتنبح الكلاب. [وفي رواية موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت زيادات حسنة وهي التي أخبرنا بها أبو يعلى حمزة بن عبد الله المهلبي قال: أنبأنا عبد الله بن محمد الرازي قال: أنبأنا أبو عثمان محمد بن عثمان بن أبي سويد قال حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن المبارك - قال حدثنا فضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر فيقول ألا عبد من عبادي يدعوني فأستجيب له ألا ظالم لنفسه يدعوني فأغفر له ألا مقتر عليه رزقه فيدعوني فأرزقه ألا مظلوم يذكرني فأنصره ألا عان يدعوني فأفكه قال: فيكون كذلك إلى أن يطلع الصبح ويعلو على كرسيه. وفي رواية أبي الزبير عن جابر من طريق مرزوق أبي بكر الذي خرجه محمد بن إسحاق بن خزيمة - مختصرة. ومن طريق أيوب عن أبي الزبير عن جابر الذي خرجه الحسن بن سفيان في مسنده ومن طريق هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن عشية عرفة ينزل الله فيه إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ويقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة. وروى هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن رفاعة الجهني حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مضى ثلث الليل أو شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: لا أسأل عن عبادي غيري من يستغفرني فأغفر له؟ من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني أعطيه؟ حتى ينفجر الصبح".
أخبرنا أبو محمد المخلدي أنبأنا أبو العباس السراج، حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي مسلم الأغر قال: أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد عليهما أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول هبط إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مذنب؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى تطلع الشمس".
أخبرنا أبو محمد المخلدي أنبانا أبو العباس الثقفي حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا شبابة بن سوار عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي مسلم الأغر قال: أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يمهل حتى إذا كان ثلث الليل هبط إلى هذه السماء، ثم أمر بأبواب السماء ففتحت فقال: هل من ساثل فأعطيه؟ هل من داع فأجيبه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من مضطر أكشف عنه ضره؟ هل من مستغيث أغيثه؟ فلا يزال ذلك مكانه حتى يطلع الفجر في كل ليلة من الدنيا".
أخبرنا أبو محمد المخلدي حدثنا أبو العباس يعني الثقفي، حدثنا مجاهد بن موسى والفضل بن سهل قالا: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الأغر أنه شهد على أبى هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا كان ثلث الليل نزل تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فقال: ألا هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يعطى سؤله؟ ألا هل من تائب يتاب عليه؟ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا الأستاذ أبو منصور بن حمشاد، حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ببغداد حدثنا أبو منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ينزل الله تعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: أنا الملك أنا الملك ثلاثا. من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فاغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر ".
سمعت الأستاذ أبا منصور على إثر هذا الحديث الذي أملاه علينا يقول سئل أبو حنيفة عنه فقال: "ينزل بلا كيف " وقال بعضهم: "ينزل نزولا يليق بالربوبية بلا كيف، من غير أن يكون نزوله مثل نزول الخلق، بالتخلي والتملي، لأنه جل جلاله منزه أن تكون صفاته مثل صفات الخلق، كما كان منزها أن تكون ذاته مثل ذوات المخلوقين، فمجيئه وإتيانه ونزوله على حسب ما يليق بصفاته، من غير تشبيه وكيف.
وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه وسمعت من حافده أبي طاهر رحمه الله تعالى.
باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول مع إثبات النزول
فنشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء - الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله عز وجل ولّى نبيه صلى الله عليه وسلم بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية النزول. اهـ.
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو محمد الصيدلاني، حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا أحمد بن صالح المصري، حدثنا بن وهب، أنبأنا مخرمة بن بكير عن أبيه رحمه الله (ح) وأخبرنا الحاكم حدثنا محمد بن يعقوب الأصم واللفظ له، حدثنا إبراهيم بن منقذ، حدثنا ابن وهب عن مخرمة ابن بكير عن أبيه قال: سمعت محمد بن المنكدر يزعم أنه سمع أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسم تقول "نعم اليوم، يوم ينزل الله تعالى فيه إلى السماء الدنيا قالوا وأي يوم؟ قالت يوم عرفة".
وروت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل الله تعالى في النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ليلا إلى آخر النهار من الغد، فيعتق من النار بعدد شعر معزكلب، ويكتب الحاج وينزل أرزاق السنة، ولا يترك أحدا إلا غفر له إلا مشركا أو قاطع رحم أو عاقا أو مشاحنا ".
أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة، حدثنا جدي الإمام حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي (ح) قال الإمام وحدثنا الزعفراني عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا هشام الدستوائي (ح) وحدثنا الزعفراني حدثنا يزيد يعني ابن هارون الدستوائي (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية، حدثنا الوليد عن الأوزاعي جميعا عن يحيى بن أبي كثير، عن عطاء بن يسار، حدثني رفاعة بن عرابة الجهني (ح) قال الإمام، وحدثنا أبو هاشم بن زياد بن أيوب حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار حدثني رفاعة بن عرابة الجهني قال: صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فجعلوا يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يأذن لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بال شق الشجرة الذي يلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الآخر، فلا ترى من القوم إلا باكيا قال يقول أبو بكر الصديق إن الذي يستأذنك بعدها لسفيه، فقام النبى صلى الله عليه وسلم، فحمد الله واثنى عليه وكان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده أشهد عند الله ما منكم من أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ثم يسدد إلا سلك به في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا تدخلوها حتى تتبوؤا ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكنكم في الجنة، ثم قال صلى الله عليه وسلم: إذا مضى شطر الليل أو قال: ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا، ثم يقول: لا أسأل عن عبادي غيري، من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يدعوفي فأجيبه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الصبح " هذا لفظ حديث الوليد.
قال شيخ الاسلام: قلت: فلما صح خبر النزول عن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر به أهل السنة، وقبلوا الخبر، وأثبتوا النزول على ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعتقدوا تشبيها له بنزول خلقه، ولم يبحثوا عن كيفيته، إذ لاسبيل إليها بحال، وعلموا وتحققوا واعتقدوا أن صفات الله سبحانه لا تشبه صفات الخلق، كما أن ذاته لا تشبه ذوات الخلق تعالى الله عما يقول المشبهة والمعطلة علوا كبيرا، ولعنهم لعنا كثيرا.
وقرأت لأبى عبد الله ابن أبي حفص البخاري، وكان شيخ بخارى في عصره بلا مدافعة، وأبو حفص هذا كان من كبار أصحاب محمد بن الحسن الشيباني، قال أبو عبد الله:- أعني ابن أبى حفص هذا- سمعت عبد الله بن عثمان وهو عبدان شيخ مرو يقول: سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: قال حماد بن أبي حنيفة: قلنا لهؤلاء: أرأيتم قول الله عز وجل (وجاء ربك والملك صفا صفا) وقوله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) فهل يجيء ربنا كما قال؟؟ وهل يجيء الملك صفا صفا؟ قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفا صفا، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ولا ندري كيف جيئته. فقلنا لهم إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكن نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه. قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفا صفا، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذاك، ولا ندري كيفية مجيئه، فقلنا لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيتم من أنكر أن الملك يجيء صفا صفا ما هو عندكم؟ قالوا: كافر مكذب. قلنا: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب.
قال أبو عبد الله بن أبي حفص البخاري أيضأ في كتابه: ذكر إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: إذا قال لك الجهمي: أنا لا أؤمن برب يزول عن مكانه. فقل أنت: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء.
[رؤية المؤمنين لله في الآخرة]
وروى يزيد بن هارون في مجلسه حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله في الرؤية، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم تنظرون إلى ربكم كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر " فقال له رجل في مجلسه: يا أبا خالد: ما معنى هذا الحديث؟ فغضب وحَرد، وقال: ما أشبهك بصبيغ، وأحوجك إلى مثل ما فعل به! ويلك! ومن يدري كيف هذا؟ ومن يجوز له أن يجاوز هذا القول الذي جاء به الحديث، أو يتكلم فيه بشيء من تلقاء نفسه إلا من سفه نفسه؟ واستخف بدينه؟ إذا سمعتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعوه، ولا تبتدعوا فيه، فإنكم إن اتبعتموه ولم تماروا فيه سلمتم، وإن لم تفعلوا هلكتم.
وقصة صبيغ الذي قال يزيد بن هارون للسائل: ما أشبهك بصبيغ وأحوجك إلى مثل ما فعل به: هي ما رواه يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب، أن صبيغا التميمي أتى أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرني عن (الذاريات ذروا) قال: هي الرياح، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (الحاملات وقرا) قال: هي السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (المقسمات أمرا) قال: الملائكة، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن (الجاريات يسرا) قال: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: ثم أمر به فضرب مئة سوط، ثم جعله في بيت حتى إذا برأ دعا به، ثم ضربه مئة سوط أخرى، ثم حمله على قتب، وكتب إلى أبي موسى الأشعري: (أن حرم عليه مجالسة الناس) فم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى الأشعري، فحلف بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجده شيئا، فكتب إلى عمر يخبره، فكتب إليه: ما إخاله إلا قد صدق، خل بينه وبين مجالسة الناس.
وروى حماد بن زيد عن قطن بن كعب: سمعت رجلا من بني عجل يقال له: فلان- خالد بن زرعة - يحدث عن أبيه قال: رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب، يجيء إلى الحلق فكلما جلس إلى قوم لا يعرفونه ناداهم أهل الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى حماد بن زيد أيضا عن يزيد بن أبي حازم عن سليمان بن يسار أن رجلا من بني تميم يقال له صبيغ قدم المدينة، فكانت عنده كتب فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فبلغ ذلك عمر، فبعث إليه، وقد أعد له عراجين النخل، فلما دخل عليه جلس، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ. قال: وانا عبد الله عمر، ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين، فما زال يضربه حتى شجه، فجعل الدم يسيل على وجهه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، فقد والله ذهب ما كنت أجد في رأسي.
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي أخبرنا محمد بن محمود الفقيه المروزي، ثنا محمد بن عمير الرازي ثنا أبو زكريا يحيى بن أيوب العلاف التجيبي بمصر، حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا أشهب بن عبد العزيز سمعت مالك بن أنس يقول: إياكم والبدع! قيل: يا أبا عبد الله. وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته، وكلامه وعلمه وقدرته لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عمر الزاهد الخفاف، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الفقيه حدثنا الربيع بن سليمان سمعت الشافعي رحمه الله يقول: لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك أحب إلي من يلقاه بشيء من الأهواء.
اخبرني أبو طاهر محمد بن الفضل حدثنا أبو عمر والحيري حدثنا أبو الأزهر حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن جعفر بن برقان- قال: سأل رجل عمر بن عبد العزيز عن شيء من الأهواء، فقال: الزم دين الصبي في الكتاب، والأعرابي واله عما سوى ذلك.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن يزيد سمعت أبا يحيى البزاز يقول: سمعت العباس بن حمزة يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه.
أخبرنا أبو الحسين الخفاف حدئنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا الهيثم بن خارجة سمعت الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي وسفيان ومالك بن أنس عن هذه الأحاديث في الصفات والرؤية فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف.
قال الإمام الزهري إمام الأئمة في عصره، وعين علماء الأمة في وقته: على الله البيان، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم.
وعن بعض السلف: قدم الإسلام لا يثبت إلا على قنطرة التسليم.
أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة حدثنا جدي الإمام أحمد بن نصر، حدثنا أبو يعقوب الحنيني، حدثنا كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هذا الدين بدأ غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء.
قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: الذين يحيون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله ".
أخبرنا عبد الله الحافظ سمعت أبا الحسن الكارزي يقول: سمعت علي بن عبد العزيز يقول: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله.
وروي عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود فقال: "يا أيها الناس! من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم. قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: (قل ما أسألكم عليه من أجر، وما أنا من المتكلفين) 0أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس المعقلي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثني أبي وعبد الرحمن الضبي، عن القاسم بن عروة عن محمد بن كعب القرظي قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فجعلت أنظر إليه نظراً شديدا، فقال: إنك لتنظر إلي نظرا ما كنت تنظره إلي وأنا بالمدينة، فقلت: لتعجبي فقال: ومما تتعجب؟ قال: قلت: لما حال من لونك، ونحل من جسمك ونفي من شعرك؟ قال: كيف ولو رأيتني بعد ثلاثة في قبري، وقد سالت حدقتاي على وجنتي، وسال منخراي. في فمي صديداً؟ كنت لي أشد نكرة، حدثني حديثا كنت حدثتنيه عن عبد الله بن عباس قال: قلت: حدثني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لكل شيء شرفا، وأشرف المجالس ما استقبل به القبلة، لا تصلوا خلف نائم ولا محدث، واقتلوا الحية والعقرب، وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدر بالثياب، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار، ألا أنبئكم بشراركم؟ قالو ا: بلى يا رسول الله. قال: الذي يجلد عبده، ويمنع رفده، وينزل وحده، أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ الذي يبغض الناس، ويبغضونه. أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ الذي لا يقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنبا. أولا أنبئكم بشر من ذلكم؟ الذي لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره، من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يد غيره، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله. إن عيسى عليه السلام قام في قومه فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال، فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها، فتظلموهم، ولا تظلموا، ولا تكافئوا ظالما، فيبطل فضلكم عند ربكم. الأمر ثلاثة: أمر بين رشده فاتبعوه، وأمر بين غيه، فاجتنبوه، وأمر اختلفتم فيه فكله لله عز وجل ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:09]ـ
عقيدة السلف أصحاب الحديث
أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني الشافعي (توفي سنة 449هـ) (2)
[البعث بعد الموت والشفاعة]
ويؤمن أهل الدين والسنة بالبعث بعد الموت يوم القيامة، وبكل ما أخبر الله سبحانه من أهو ال ذلك اليوم الحق، و اختلاف أحوال العباد فيه والخلق فيما يرونه ويلقونه هنالك، في ذلك اليوم الهائل من أخذ الكتب بالأيمان والشمائل، والإجابة عن المسائل، إلى سائر الزلازل والبلابل الموعودة في ذلك اليوم العظيم، والمقام الهائل من الصراط والميزان، ونشر الصحف التي فيها مثاقيل الذر من الخير والشر، وغيرها، ويؤمن أهل الدين والسنة بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لمذنبي أهل التوحيد، ومرتكبي الكبائر، كما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا عبد الرزاق، أنبانا معمر عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ". وأنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد أنبأنا محمد بن المسيب الأغياني، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن زياد بن خيثمة عن نعمان بن قراد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة، لأنها أعم وأكفى. أترونها للمؤمنين المتقين؟ لا، ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين". أخبرنا أبو محمد المخلدي، أنبأنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو، (ح). وأخبرنا أبو طاهر بن خزيمة أنبأنا جدي الإمام محمد بن إسحق بن خزيمة، حدثنا علي بن حجر بن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: " لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه".
[الحوض والكوثر]
ويؤمنون بالحوض والكوثر، وإدخال فريق من الموحدين الجنة بغير حساب، ومحاسبة فريق منهم حسابا يسيرا، وإدخالهم الجنة بغير سوء يمسهم وعذاب يلحقهم، وإدخال فريق من مذنبيهم النار ثم إعتاقهم و إخراجهم منها، وإلحاقهم بإخوانهم الذين سبقوهم إلى الجنة، ولا يخلدون في النار، فأما الكفار فإنهم يخلدون فيها ولا يخرجون منها أبدا، ولا يترك الله فيها من عصاة أهل الإيمان أحدأ.
[رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة]
ويشهد أهل السنة أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم، وينظرون إليه على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: " إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر" والتشبيه وقع للرؤية بالرؤية، لا للمرئي بالمرئي، والأخبار الواردة في الرؤية مخرجة في كتاب (الانتصار) بطرقها.
[الإيمان بالجنة والنار وأنهما مخلوقتان]
ويشهد أهل السنة أن الجنة والنار مخلوقتان، وأنهما باقيتان لا يفنيان أبدا، وأن أهل الجنة لا يخرجون منها أبدا، وكذلك أهل النار الذين هم أهلها خلقوا لها، لا يخرجون منها أبدا، وأن المنادي ينادي يومئذ " يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت " على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص]
ومن مذهب أهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ومعرفة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، قال محمد بن علي بن الحسن بن شقيق: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله عن الإيمان في معنى الزيادة والنقصان، فقال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبوجعفر الخطمي عن أبيه عن جده عن عمير بن حبيب قال: الإيمان يزيد وينقص فقيل: وما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله فحمدناه سبحانه فتلك زيادته، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا فذلك نقصانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا أبو الحسن بن أبي إسحق المزكى، حدثنا أبي حدثنا أبو عمرو الحيري، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إدريس المكي، وأحمد بن شداد الترمذي، قالوا: حدثنا الحميدي حدثنا يحيى بن سُليم: سألت عشرة من الفقهاء عن الإيمان فقالوا: قول وعمل.
وسألت هشام بن حسان فقال: قول وعمل. وسألت ابن جريج فقال: قول وعمل. وسألت سفيان الثوري فقال: قول وعمل. وسألت المثنى بن الصباح فقال قول وعمل وسألت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فقال: قول وعمل وسألت محمد بن مسلم الطاثفي فقال: قول وعمل، وسألت فضيل بن عياض فقال: قول وعمل. وسألت نافع بن عمر الجمحي فقال: قول وعمل. وسألت سفيان بن عيينة فقال: قول وعمل.
وأخبرنا أبو عمرو الحيري، حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن إدريس وسمعت الحميدي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، فقال له أخوه إبراهيم بن عيينة: يا أبا محمد تقول: ينقص؟ فقال: اسكت يا صبي بلى ينقص حتى لايبقى منه شيء.
وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي ومالكا وسعيد بن عبد العزيز ينكرون على من يقول: إقرار بلا عمل. ويقولون لا إيمان إلا بعمل، قلت فمن كانت طاعاته وحسناته أكثر فإنه أكمل إيمانا، ممن كان قليل الطاعة كثير المعصية والغفلة والإضاعة.
وسمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن باكويه الحلاب يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحق بن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول: قال لي عبد الله بن طاهر: يا أحمد إنكم تبغضون هؤلاء القوم جهلأ، وأنا أبغضهم عن معرفة. إن أول أمرهم أنهم لا يرون للسلطان طاعة. الثاني: أنه ليس للإيمان عندهم قدر، والله لا أستجيز أن أقول: إيماني كإيمان يحيى بن يحيى، ولا كإيمان أحمد بن حنبل، وهم يقولون: إيماننا كإيمان جبريل وميكائيل.
وسمعت الحاكم يقول سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانيء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن شعيب يقول: سمعت إسحق بن إبراهيم الحنظلي يقول: قدم ابن المبارك الري فقام إليه رجل من العباد، الظن به أنه يذهب مذهب الخوارج، فقال له: يا أبا عبد الرحمن ما تقول فيمن يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال لا أخرجه من الإيمان، فقال: يا أبا عبد الرحمن على كبر السن صرت مرجئا؟ فقال: لا تقبلني المرجئة. المرجئة تقول: حسناتنا مقبولة، وسيئاتنا مغفورة، ولو علمت أني قبلت مني حسنة لشهدت أني في الجنة، ثم ذكر عن شوذب عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح.
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني يقول: سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول: سمعت محمد بن إسحق بن خزيمة يقول: سمعت الحسين بن حرب أخا أحمد بن حرب الزاهد يقول: أشهد أن دين أحمد بن حرب الذي يدين الله به أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
[لا يكفر أحد من المسلمين بكل ذنب]
ويعتقد أهل السنة أن المؤمن وإن أذنب ذنوبا كثيرة صغائر وكبائر فإنه لا يكفر بها، وإن خرج من الدنيا غير تائب منها، ومات على التوحيد والإخلاص، فإن أمره إلى الله عز وجل إن شاء عفا عنه، وأدخله الجنة يوم القيامة سالما غانما، غير مبتلى بالنار ولا معاقب على ما ارتكبه واكتسبه، ثم استصحبه إلى يوم القيامة من الآثام والأوزار، وإن شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار، وإذا عذبه لم يخلده فيها، بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار.
وكان شيخنا سهل بن محمد رحمه الله يقول: المؤمن المذنب وإن عذب بالنار فإنه لا يلقى فيها إلقاء الكفار، ولا يبقى فيها بقاء الكفار، ولا يشقى فيها شقاء الكفار. ومعنى ذلك أن الكافر يسحب على وجهه إلى النار، ويلقى فيها منكوسأ في السلاسل والأغلال والأنكال الثقال، والمؤمن المذنب إذا ابتلى بالنار فإنه يدخل النار كما يدخل المجرم في الدنيا السجن على الرجل من غير إلقاء وتنكيس. ومعنى قوله "لا يلقى في النار إلقاء الكفار " أن الكافر يحرق بدنه كله، كلما نضج جلده بدل جلدا غيره، ليذوق العذاب كما بينه الله في كتابه في قو له تعالى (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارآ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودأ غيرها ليذوقوا العذاب) وأما المؤمنون فلا تلفح وجو ههم النار، ولا تحرق أعضاء السجود منهم، إذ حرم الله على النار أعضاء سجوده. ومعنى
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: "لا يبقى في النار بقاء الكفار " أن الكافر يخلد فيها ولا يخرج منها أبدا، ولا يخلد الله من مذنبي المؤمنين في النار أحدا. ومعنى قوله: " لا يشقى بالنار شقاء الكفار " أن الكفار يؤيسون فيها من رحمة الله، ولا يرجون راحة بحال، وأما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال، وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة، لأنهم خلقوا لها وخلقت لهم فضلا من الله ومنة.
[حكم تارك الصلاة عمدا]
واختلف أهل الحديث في ترك المسلم صلاة الفرض متعمدا، فكفره بذلك أحمد بن حنبل وجماعة من علماء السلف، وأخرجوه به من الإسلام، للخبر الصحيح: " بين العبد والشرك ترك الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر" وذهب الشافعي وأصحابه وجماعة من علماء السلف رحمة الله عليهم أجمعين إلى أنه لا يكفر ما دام معتقدأ لوجوبها، وإنما يستوجب القتل كما يستوجبه المرتد عن الإسلام، وتأولوا الخبر من ترك الصلاة جاحدا لها كما أخبر سبحانه عن يوسف عليه السلام أنه قال: (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون) ولم يك تلبس بكفر ففارقه، ولكن تركه جاحدا له.
[خلق أفعال العباد]
ومن قول أهل السنة والجماعة في أكساب العباد أنها مخلوقة لله ثعالى، لا يمترون فيه، ولا يَعُدُّون من أهل الهدى ودين الحق من ينكر هذا القول وينفيه، ويشهدون أن الله تعالى يهدي من يشاء لدينه ويضل من يشاء عنه، لا حجة لمن أضله الله عليه، ولا عذر له لديه، قال الله عز وجل (قل: فلله الحجة البالغة، فلو شاء لهداكم أجمعين) وقال: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها، ولكن حق القول مني) الآية وقال: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرأ من الجن والإنس) الآية. سبحانه وتعالى خلق الخلق بلا حاجة إليهم، فجعلهم فريقين، فريقا للنعيم فضلا، وفريقأ للجحيم عدلا، وجعل منهم غويا ورشيدا، وشقيا وسعيدا، وقريبأ من رحمته، وبعيدا، (لا يُسئَل عما يفعل وهم يُسألون).
أخبرنا أبو محمد المخلدي أخبرنا أبو العباس السراج حدثنا يوسف بن موسى أنبأنا جرير عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه الملك بأربع كلمات، رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد، فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، ثم يدركه ما سبق له في الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يدركه ماسبق له في الكتاب فيعمل بعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ". [وأخبرنا أبو محمد المخلدي قال أنبأنا أبو العباس السراج: قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي - هو ابن راهويه - قال: أنبأنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل النار، فإذا كان عند موته تحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل الجنة، فإذا كان قبل موته عمل بعمل أهل الجنة فمات فدخل الجنة].
[الخير والشر]
ويشهد أهل السنة ويعتقدون أن الخير والشر والنفع والضر بقضاء الله وقدره، لا مرد لهما، ولا محيص ولا محيد عنهما، ولا يصيب المرء إلا ما كتبه له ربه، ولو جهد الخلق أن ينفعوا المرء بما لم يكتبه الله له. لم يقدروا عليه، ولو جهدوا أن يضروه بما لم يقضه الله لم يقدروا. على ما ورد به خبر عبد الله بن عباس عن الني صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله عز وجل: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا راد لفضله) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن مذهب أهل السنة وطريقتهم مع قولهم بأن الخير والشر من الله، وبقضائه - أنه لا يضاف إلى الله تعالى ما يتوهم منه نقص على الإنفراد فيقال: يا خالق القردة والخنازير والخنافس والجعلان - وإن كان لا مخلوق إلا والرب خالقه - وفي ذلك ورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح " تباركت وتعاليت، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك " ومعناه والله أعلم والشر ليس مما يضاف إليك إفرادا وقصدا، حتى يقال لك في المناداة: يا خالق الشر و يا مقدر الشر، وإن كان هو الخالق والمقدر لها جميعا، لذلك أضاف الخضر عليه السلام إرادة العيب إلى نفسه، فقال: فيما أخبر الله عنه في قوله: (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون ي البحر، فأردت أن أعيبها) ولما ذكر الخير والبر والرحمة أضاف إرادتها إلى الله عز وجل فقال: (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما، ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك) ولذلك قال مخبرا عن إبراهيم عليه السلام أنه قال: (وإذا مرضت فهو يشفين) فأضاف المرض إلى نفسه، والشفاء إلى ربه، وإن كان الجميع منه.
ومن مذهب أهل السنة والجماعة أن الله عز وجل مريد لجميع أعمال العباد خيرها وشرها، ولم يؤمن أحد إلا بمشيئته، ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة، ولو شاء أن لا يعصى ما خلق إبليس فكفر الكافرين وإيمان المؤمنين بقضائه سبحانه وتعالى وقدره، وإرادته ومشيئته، أراد كل ذلك وشاءه وقضاه، ويرضى الإيمان والطاعة، ويسخط الكفر والمعصية، قال الله عز وجل: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم، ولا يرضى لعباده الكفر، وإن تشكروا يرضه لكم).
[عواقب العباد مبهمة]
ويعتقد ويشهد أصحاب الحديث أن عواقب العباد مبهمة، لا يدري أحد بما يختم له، ولا يحكمون لواحد بعينه أنه من أهل الجنة، ولا يحكمون على أحد بعينه أنه من أهل النار، لأن ذلك مغيب عنهم، لا يعرفون على ما يموت عليه الإنسان بم ولذلك يقولون: إنا مؤمنون إن شاء الله. [أي من المؤمنين الذين يختم لهم بخير إن شاء الله] ويشهدون لمن مات على الإسلام أن عاقبته الجنة فإن الذين سبق القضاء عليهم من الله أنهم يعذبون بالنار مدة لذنوبهم التي اكتسبوها، ولم يتوبوا منها، فإنهم يردون أخيرا إلى الجنة ولا يبقى أحد في النار من المسلمين. فضلأ من الله ومنه، ومن مات والعياذ بالله على الكفر فمرده إلى النار لا ينجو منها، ولا يكون لمقامه فيها منتهى.
[المبشرون بالجنة]
فأما الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه بأعيانهم بأنهم من أهل الجنة، فإن أصحاب الحديث يشهدون لهم بذلك، تصديقا منهم للرسول صلى الله عليه وسلم فيما ذكره ووعده لهم، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يشهد لهم بها إلا بعد أن عرف ذلك، والله تعالى أطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ما شاء من غيبه، وبيان ذلك في قوله عز وجل: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من أرتضى من رسول) وقد بشر صلى الله عليه وسلم عشرة من أصحابه بالجنة، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وسعيد وأبو عبيدة بن الجراح، وكذلك قال لثابت بن قيس بن شماس: "أنت من أهل الجنة ". قال أنس بن مالك: فلقد كان يمشي بين أظهرنا ونحن نقول: إنه من أهل الجنة.
[أفضل الصحابة]
ويشهدون ويعتقدون أن أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، وأنهم الخلفاء الراشدون الذين ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلافتهم بقوله فيما رواه سعيد بن جمهان عن سفينة "الخلافة بعدي ثلاثون سنة " وبعد انقضاء أيامهم عاد الأمر إلى الملك العضوض على ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. ويثبت أصحاب الحديث خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، باختيار الصحابة واتفاقهم عليه، وقولهم قاطبة: رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، فرضيناه لدنيانا [يعني أنه استخلفه في إقامة الصلوات المفروضات بالناس أيام مرضه - وهي الدين - فرضيناه خليفة للرسول صلى الله عليه وسلم علينا في أمور دنيانا] وقولهم: قدّمك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذا الذي يؤخرك! وأرادوا أنه صلى الله عليه وسلم قدمك في الصلاة بنا أيام مرضه، فصلينا وراءك بأمره، فمن ذا الذي يؤخرك بعد تقديمه إياك؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في شأن أبي بكر في
(يُتْبَعُ)
(/)
حال حياته بما يبين للصحابة أنه أحق الناس بالخلافة بعده، فلذلك اتفقوا عليه واجتمعوا، فانتفعوا بمكانه والله، وارتفعوا به وارتفقوا حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: والله الذي لا إله إلا هو لولا أن أبا بكر استخلف لما عُبدا الله. ولما قيل له: مه يا أبا هريرة! قام بحجة صحة قوله، فصدقوه فيه وأقروا به.
ثم خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه باستخلاف أبي بكر رضي الله عنه إياه، واتفاق الصحابة عليه بعده، وإنجاز الله سبحانه - بمكانه في إعلاء الإسلام، وإعظام شأنه - وعده.
ثم خلافة عثمان رضي الله عنه بإجماع أهل الشورى، وإجماع الأصحاب كافة، ورضاهم به حتى جعل الأمر إليه. ثم خلافة علي رضي الله عنه ببيعة الصحابة إياه، عرفه ورآه كل منهم رضي الله عنهم أحق الخلق، وأولاهم في ذلك الوقت بالخلافة ولم يستجيزوا عصيانه وخلافه، فكان هؤلاء الأربعة الخلفاء الراشدين الذين نصر الله بهم الدين، وقهر وقسر بمكانهم الملحدين، وقوى بمكانهم الإسلام، ورفع في أيامهم للحق الأعلام، ونور بضيائهم ونورهم وبهائهم الظلام، وحقق بخلافتهم وعده السابق في قوله عز وجل: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) وفي قوله: (أشداء على الكفار) فمن أحبهم وتولاهم، ودعا لهم، ورعى حقهم، وعرف فضلهم فاز في الفائزين، ومن أبغضهم وسبهم، ونسبهم إلى ما تنسبهم الروافض والخوارج ـ لعنهم الله ـ فقد هلك في الهالكين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فمن سبهم فعليه لعنة الله " وقال: "من أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن سبهم فعليه لعنة الله".
[الصلاة خلف البر والفاجر]
ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين، وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا. ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جَوَرة فجرة، ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح، ولا يرون الخروج عليهم بالسيف وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف. ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى طاعة الإمام العدل.
[الكف عما شجر بين الصحابة]
ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم ونقصا فيهم. ويرون الترحم على جميعهم والموالاة لكافتهم. وكذلك يرون تعظيم قدر أزواجه رضي الله عنهن، والدعاء لهن ومعرفة فضلهن والإقرار بأنهن أمهات المؤمنين.
[لاندخل الجنة بالعمل]
ويعتقدون ويشهدون أن أحدا لا تجب له الجنة وإن كان عمله حسنا، وطريقه مرتضى إلا أن يتفضل الله عليه، فيوجبها له بمنه وفضله، إذ عمل الخير الذي عمله لم يتيسر له إلا بتيسير الله عز اسمه، فلو لم ييسره له لم يهده له لم يهتد له أبدا. قال الله عز وجل: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا، ولكن الله يزكي من يشاء) وفي آيات سواها.
[لكل مخلوق أجل]
ويعتقدون ويشهدون أن الله عز وجل أجل لكل مخلوق أجلا، وأن نفسا لن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا، وإذا انقضى أجل المرء فليس إلا الموت، وليس له منه فوت، قال الله عز وجل: (ولكل أمة أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة، ولا يستقدمون) وقال: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا).
ويشهدون أن من مات أو قتل فقد انقضى أجله، قال الله عز وجل: (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) [وقال: (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)].
[وسوسة الشياطين]
ويعتقدون أن الله سبحانه خلق الشياطين يوسوسون للآدميين، ويقصدون استزلالهم ويترصدون لهم، قال الله عز وجل: (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم، وإن أطعمتموهم إنكم لمشركون). وإن الله يسلطهم على من يشاء، ويعصم من كيدهم ومكرهم من يشاء، قال الله عز وجل: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك، وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا). وقال: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون).
[السحر والسحرة]
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشهدون أن في الدنيا سحرا وسحرة، إلا أنهم لا يضرون أحدا إلا بإذن الله عز وجل، قال الله عز وجل: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) ومن سحر منهم واستعمل السحر، واعتقد أنه يضر أو ينفع بغير إذن الله تعالى فقد كفر. وإذا وصف ما يكفر به استتيب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وإذا وصف ما ليس بكفر، أو تكلم بما لا يفهم نهى عنه فإن عاد عزر. وإن قال: السحر ليس بحرام، وأنا أعتقد إباحته وجب قتله، لأنه استباح ما أجمع المسلمون على تحريمه.
[من آداب أصحاب الحديث]
ويحرم أصحاب الحديث المسكر من الأشربة المتخذة من العنب أو الزبيب أو التمر أو العسل أو الذرة أو غير ذلك مما يسكر، يحرمون قليله وكثيره، وينجسونه ويوجبون به الحد. ويرون المسارعة إلى أداء الصلوات وإقامتها في أوائل الأوقات أفضل من تأخيرها إلى آخر الأوقات. ويوجبون قراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام [1]. ويأمرون بإتمام الركوع والسجود حتما واجبا، ويعدون إتمام الركوع والسجود بالطمأنينة فيهما، والارتفاع من الركوع والانتصاب منه والطمأنينية فيه، وكذلك الارتفاع من السجود، والجلوس بين السجدتين مطمئنين فيه من أركان الصلاة التي لا تصح إلا بها. -10
ويتواصون بقيام الليل للصلاة بعد المنام، وبصلة الأرحام وإفشاء السلام وإطعام الطعام، والرحمة على الفقراء والمساكين والأيتام، والاهتمام بأمور المسلمين، والتعفف في المأكل والمشرب والملبس والمنكح والسعي في الخيرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبدار إلى فعل الخيرات أجمع. [واتقاء سؤ عاقبة الطمع ويتواصون بالحق والصبر]، ويتحابون في الدين ويتباغضون فيه، ويتقون الجدال في الله، والخصومات فيه، ويجانبون أهل البدع والضلالات، ويعادون أصحاب الأهو اء والجهالات، [ويقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الذين هم كالنجوم بأيهم اقتدوا اهتدوا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم]. ويقتدون بالسلف الصالحين من أئمة الدين وعلماء المسلمين، ويتمسكون بما كانوا به متمسكين من الدين المتين والحق المبين. ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرت، وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت. وفيه أنزل الله عز وجل قوله: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره)
[علامات أهل البدع]
وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة، اعتقادا منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير، العاطلة، وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة. أولئك الذين لعنهم الله، فأصمهم وأعمى أبصارهم. ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء.
سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي يقول: سمعت أحمد بن سنان القطان يقول: ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث، فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه.
وسمعت الحاكم يقول: سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول: سمعت محمد بن إسماعيل الترمذي يقول كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند إمام الدين أبي عبد الله
أحمد بن حنبل، فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قوم سوء. فقام أحمد بن حنبل وهو ينفض ئوبه ويقول: زنديق زنديق، حتى دخل البيت.
وسمعت الحاكم أبا عبد الله يقول: سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول: سمعت أبا نصر بن سلام الفقيه يقول: ليس شيء أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسمعت الحاكم يقول: سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحق بن أيوب الفقيه وهو يناظر رجلا فقال الشيخ أبو بكر: حدثنا فلان، فقال له الرجل: دعنا من حدثنا! إلى متى حدثنا؟ فقال الشيخ له: قم يا كافر فلا يحل لك أن تدخل داري بعد هذا أبدا، ثم التفت إلينا وقال: ما قلت لأحد قط لا تدخل داري إلا هذا.
وسمعت الأستاذ أبا منصور محمد بن عبد الله بن حماد العالم الزاهد يقول: سمعت أبا القاسم جعفر بن أحمد المقري الرازي يقول: قرىء علي عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأنا أسمع: سمعت أبي يقول: عني به الإمام في بلده أباه أبا حاتم محمد بن إدريس الحنظلي يقول: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر حشويه، يريدون بذلك إبطال الآثار، وعلامة القدرية تسميتهم أهل السنة مجبرة، وعلامة الجهمية تسميهم أهل السنة مشبهة، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل الأثر نابتة وناصبة، قلت: (وكل ذلك عصبية، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث)، قلت: أنا رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة سلكوا معهم مسلك المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اقتسموا القول فيه، فسماه بعضهم ساحرا وبعضهم كاهنا، وبعضهم شاعرا، وبعضهم مجنونا، وبعضهم مفتونا، وبعضهم مفتريا مختلقا كذابا، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تلك المعائب بعيدا بريئا، ولم يكن إلا رسولا مصطفى نبيا، قال الله عز وجل: (أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلأ). كذلك المبتدعة خذلهم الله اقتسموا القول في حملة أخباره، ونقلة آثاره ورواة أحاديثه المقتدين بسنته، فسماهم بعضهم حشوية، وبعضهم مشبهة، وبعضهم نابتة، وبعضهم ناصبة، وبعضهم جبرية، وأصحاب الحديث عصامة من هذه المعايب برية زكية نقية، وليسوا إلا أهل السنة المضية والسيرة المرضية والسبل السوية والحجج البالغة القوية، قد وفقهم الله جل جلاله لا تباع كتابه ووحيه وخطابه، والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم في أخباره التي أمر فيها أمته بالمعروف من القول والعمل، وزجرهم فيها عن المنكر منها، وأعانهم على التمسك بسيرته والاهتداء بملازمة سنته، وشرح صدورهم لمحبته، ومحبة أئمة شريعته، وعلماء أمته، ومن أحب قوما فهو معهم يوم القيامة بحكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب".
[علامات أهل السنة]
وإحدى علامات أهل السنة حبهم لأئمة السنة، وعلمائها وأنصارها وأو ليائها، وبغضهم لأئمة البدع، الذين يدعون إلى النار، ويدلون أصحابهم على دار البوار، وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة ونورها بحب علماء السنة فضلا منه جل جلاله ومنة.
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أسكنه الله وإيانا الجنة، حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل المزكى، حدثنا أحمد بن سلمة، قرأ علينا أبو رجاء قتيبة بن سعيد كتاب الإيمان له، فكان في آخره: فإذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري، ومالك بن أنس والأوزاعي، وشعبة وابن المبارك، وأبا الأحوص وشريكا ووكيعا ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن ابن مهدي فاعلم أنه صاحب سنة، قال أحمد بن سلمة رحمه الله: فألحقت بخطي تحته: ويحيى بن بحبى وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، فلما انتهى إلى هذا الموضع نظر الينا أهل نيسابور، وقال: هؤلاء القوم يتعصبون ليحيى بن يحيى، فقلنا له: يا أبا رجاء ما يحيى بن يحيى؟ قال رجل صالح إمام المسلمين، وإسحق بن إبراهيم إمام، وأحمد بن حنبل أكبر من سميتهم كلهم، وأنا ألحقت بهؤلاء الذين ذكر قتيبة رحمه الله، أن من أحبهم فهو صاحب سنة من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون، وبهديهم يهتدون، ومن جملتهم ومتبعيهم وشيعتهم أنفسهم يعدون، وفي اتباعهم آثارهم يجدون جماعة آخرين، منهم محمد بن إدريس الشافعي المطلبي، وسعيد بن جبير والزهري، والشعي والتيمي ومن بعدهم، كالليث بن سعد والأوزاعي والثوري وسفيان بن عيينة الهلالي، وحماد بن سلمة وحماد بن زيد، ويونس بن عبيد، وأيوب وابن عون ونظرائهم. ومن بعدهم مثل يزيد بن هارون، وعبد الرزاق وجرير بن عبد الحميد، ومن بعدهم محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبي داود السجستاني وأبي زرعة الرازي، وأبي حاتم وابنه ومحمد بن مسلم بن واره، ومحمد بن أسلم الطوسي، وعثمان بن سعيد الدارمي،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومحمد بن إسحاق بن خزيمة الذى كان يدعى إمام الأئمة، والمقري كان إمام الأئمة في عصره ووقته، وأبي يعقوب إسحق بن إسماعيل البستي، وجدي من قبل أبوي أبي سعيد يحيى بن منصور الزاهد الهروي، وعدي بن حمدويه الصابوني، وولديه سيفي السنة أبي عبدالله الصابوني وأبي عبد الرحمن الصابوني، وغيرهم من أئمة السنة الذين كانوامتمسكين بها، ناصرين لها داعين إليها دالين عليها، وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم، لم يخالف فيها بعضهم بعضا، بل أجمعوا عليها كلها، واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم وابعادهم واقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم، قال الأستاذ الإمام رحمه الله: وأنا بفضل الله عز وجل متبع لآثارهم مستضيء بأنوارهم، ناصح لإخواني وأصحابي أن لا يزيغوا عن منارهم، ولايتبعوا غير أقوالهم، و لا يشتغلوا بهذه المحدثات من البدع التي اشتهرت فما بين المسلمين، وظهرت وانتشرت، ولو جرت واحد منها على لسان واحد في عصر أولئك الأئمة لهجروه، وبدعوه ولكذبوه وأصابوه بكل سوء ومكروه، ولا يغرن إخواني حفظهم الله كثرة أهل البدع، ووفور عددهم فإن ذلك من أمارات اقتراب الساعة، إذ الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: " إن من علامات الساعة واقترابها أن يقل العلم ويكثر الجهل " والعلم هو السنة، والجهل هو البدعة، ومن تمسك اليوم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل بها واستقام عليها، ودعا إليها كان أجره أوفر وأكثر من أجر من جرى على هذه الجملة في أوائل الإسلام والملة، إذ الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: " له أجر خمسين فقيل: خمسين منهم؟ قال: بل منكم".وإنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك لمن يعمل بسنته عند فساد أمته.
وجدت في كتاب الشيخ الإمام جدي أبي عبد الله محمد بن عدي بن حمدويه الصابوني رحمه الله: أخبرنا أبو العباس الحسن بن سفيان النسوي، أن العباس بن صبيح حدثهم، حدثنا عبد الجبار بن مظاهر حدثني معمر بن راشد، سمعت ابن شهاب الزهري يقول: تعليم سنة أفضل من عبادة مئتي سنة. أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني، أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، سمعت محمد بن حاتم المظفري يقول سمعت عمرو بن محمد يقول: كان أبو معاوية الضرير يحدث هارون الرشيد فحدثه بحديث أبي هريرة "احتج آدم وموسى"، فقال عيسى بن جعفر: كيف هذا وبين آدم وموسى ما بينهما؟ قال فوثب به هارون وقال: يحدثك عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعارضه بكيف؟ قال: فما زال يقول حتى سكن عنه.
هكذا ينبغي للمرء أن يعظم أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقابلها بالقبول والتسليم والتصديق. وينكر أشد الإنكار على من يسلك فيها غير هذا الطريق الذي سلكه هارون الرشيد رحمه الله مع من اعترض على الخبر الصحيح، الذي سمعه بكيف؟ على طريق الإنكار، والاسبتعاد له، ولم يتلقه بالقبول كما يجب أن يتلقى جميع ما يرد من الرسول صلى الله عليه وسلم. جعلنا الله سبحانه من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويتمسكون في دنياهم مدة محياهم بالكتاب والسنة، وجنبنا الأهواء المضلة والآراء المضمحلة، والأسواء المذلة، فضلا منه ومنة. آخره، الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]. في قراءة الفاتحة خلف الإمام خلاف بين أهل الحديث. -
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:09]ـ
العقيدة القيروانية
[لأبي محمد القيرواني - الملقب بمالك الصغير - ت 386 هـ]
قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني رضي الله عنه وأرضاه:
باب ما تنطق به الألسنة و تعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات:
(يُتْبَعُ)
(/)
من ذلك الإيمان بالقلب والنطق باللسان أن الله إله واحد لا إله غيره، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا ولد له، ولا والد له، ولا صاحبة له، ولا شريك له، ليس لأوليته ابتداء، ولا لآخريته انقضاء، ولا يبلغ كُنْه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمره المتفكرون، يعتبر المتفكرون بآياته، ولا يتفكرون في ماهية ذاته، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض، ولا يؤوده حفظهما، وهوالعلي العظيم، العالم الخبير، المدبر القدير، السميع البصير، العلي الكبير.
وأنه فوق عرشه المجيد بذاته، وهو في كل مكان بعلمه.
خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، وهوأقرب إليه من حبل الوريد، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين.
على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وله الأسماء الحسنى والصفات العلى، لم يزل بجميع صفاته وأسمائه تعالى أن تكون صفاته مخلوقة وأسماؤه محدثةً، كلَّم موسى بكلامه الذي هوصفة ذاته، لا خلقٌ من خلقه، وتجلى للجبل فصار دكا من جلاله.
وأن القرآن كلام الله، ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفةً لمخلوق فينفد.
والإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، كل ذلك قد قدره الله ربنا ومقادير الأمور بيده، ومصدرها عن قضائه ن علم كل شيء قبل كونه، فجرى على قدره، لا يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه وسبق علمه به {ألا يعلم من خلق وهواللطيف الخبير}، يضل من يشاء فيخذله بعدله، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله، فكلٌ ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه، وقدره من شقي أوسعيد، تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد، أويكون لأحد عنه غنى، أو يكون خالقٌ لشيءٍ إلا هو رب العباد، ورب أعمالهم، والمقدر لحركاتهم وآجالهم.
الباعثُ الرسلَ إليهم لإقامة الحجة عليهم، ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه وسلم، فجعله آخر المرسلين، بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وانزل عليه كتابه الحكيم، وشرح بدينه القويم، وهدى به الصراطَ المستقيم.
وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من يموت، كما بدأهم يعودون.
وأن الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات، وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات، وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر، وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا على مشيئته، {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، ومن عاقبه الله بناره أخرجه منها بإيمانه، فأدخله به جنته، {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}، ويخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من شفع له من أهل الكبائر من أمته.
وأن الله سبحانه قد خلق الجنة فأعدها دار خلود لأوليائه، وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم، وهي التي أهبط منها آدم نبيه وخليفته إلى أرضه بما سبق في سابق علمه، وخلق النار فأعدها دار خلود لمن كفر به وألحد في آياته، وكتبه، ورسله، وجعلهم محجوبين عن رؤيته.
وأن الله تبارك وتعالى يجيء يوم القيامة والملك صفا صَفا لعرض الأمم وحسابها وعقوبتها وثوابها، وتوضع الموازين لوزن أعمال العباد، {فمن ثقلت موازينه فأولائك هم المفلحون}، ويؤتون صحائفهم بأعمالهم، فمن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا، ومن أوتي كتابه وراء ظهره فأولائك يُصلون سعيرا.
وأن الصراط حق يجوزه العباد بقدر أعمالهم، فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم، وقوم أوبقتهم فيها أعمالهم.
والإيمان بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ترده أمته، لا يظمأ من شرب منه، ويذاذ عنه من بدل وغير.
وأن الإيمان قول باللسان، وإخلاص بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بزيادة الأعمال، وينقص بنقصانها، فيكون فيها النقص وبها الزيادة، ولا يكمل قول الإيمان إلا بالعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ونية إلا بموافقة السنة، وأنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة.
وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأرواح أهل السعادة باقية ناعمة إلى يوم يبعثون، وأرواح أهل الشقاوة معذبة إلى يوم الدين.
وأن المؤمنين يفتنون في قبورهم ويُسألون، {يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.
وأن على العباد حفظة يكتبون أعمالهم، ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم، وان ملك الموت يقبض الأرواح بإذن ربه.
وأن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم , وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين، وأن لا يُذكر أحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب.
والطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم وعلمائهم.
واتباعُ السلف الصالح، واقتفاءُ آثارهم، والاستغفارُ لهم،وترك المراء والجدال في الدين، وترك كل ما أحدثه المحدثون.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا(/)
قاموس البدع العقدية
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:10]ـ
قاموس البدع العقدية (1)
كانت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - صافية واضحة في كل معالمها، وأشد مناحي دعوته وضوحاً وأكثرها بياناً دعوته أمته إلى التوحيد الخالص، والعقيدة الصافية النقية، حيث كان – عليه الصلاة والسلام – حريصاً على بيان التوحيد بياناً لا لبس فيه، حريصاً على إرساء قواعد العقيدة حرصاً لا يعادله حرص، فكان ربما سمع اللفظ يقدح في التوحيد فينكره، وكان يرى السلوك المخالف لمقتضى الإيمان فينبه صاحبه، وكان يحرص على تكرار أحاديث التوحيد حتى يرسخ في النفوس وتتلقاه الأمة دون غشاوة أو كدر، إلا أنه وبعد وفاته - صلى الله عليه وسلم – ظهرت الخلافات، ولا سيما بعد الخليفتين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، حيث كان الإسلام في زمنهما في عنفوانه، وكان الناس حديثي عهد بالنبوة، أما بعد ذلك فقد كثرت البدع، - ولا سيما في زمن فرقة المسلمين أيام علي ومعاوية رضي الله عنهما – وانتشرت الفرق والأحزاب، وشذت كل فرقة منهم بأقوال تحزبت عليها، وتفرقت الأمة تفرقاً عظيماً، إلا أن العلماء ما زالوا يتلمسون نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ويبنونه للناس، ويؤلفون الكتب في بيان البدع والتحذير منها، وقد جمعنا في هذا القاموس جملة من البدع التي حدثت في الأمة ونص عليها العلماء، مع ذكر الدليل على بدعيتها ومخالفتها للكتاب والسنة وإجماع السلف حتى يحذرها الناس، فمن تلك البدع:
1. القول بإلوهية علي رضي الله عنه:
وهي بدعة منكرة وفرية شنيعة قال بها قوم من أتباع عبد الله بن سبأ الحميري حيث أتوا إلى علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فقالوا له: أنت هو! فقال لهم: ومن هو؟ قالوا: أنت الله، فاستعظم الأمر، وقال لهم: ارجعوا فتوبوا، فأبوا، فضرب أعناقهم ثم حفر لهم في الأرض حفراً ثم نادى خادمه قنبر قائلاً: ائتني بحزم الحطب فأحرقهم بالنار، ثم قال:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا أوقدت ناري ودعوت قنبراً
والقصة رواها ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، وذكرها الذهبي في "تاريخ الإسلام".
2. سب الصحابة الكرام وتكفيرهم: وهي بدعة شنيعة ذهب إليها البعض، وتحولت عندهم إلى سلوك دنئ، ينشأ عليه صغيرهم، ويموت عليه كبيرهم، وهو خلاف ما أمر به النبي – صلى الله عليه وسلم – أمته من إكرام صحابته، والقيام بحقهم، وعدم سبهم والتعرض لهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (احفظوني في أصحابي) رواه النسائي وابن ماجة، وحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من سب أصحابه فقال: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه) رواه مسلم هذا فضلا عما مدحهم الله به من كونهم رحماء بينهم أشداء على الكفار قائمين بعبادة الله وطاعته، قال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود} (الفتح: 29).
3. تكفير مرتكب الكبيرة: وهي بدعة قال بها الخوارج قديماً فكفروا بها عموم الأمة وحكامها، ولم يحكموا بإسلام إلا من انضم إليهم وقال بقولهم، وهو مذهب مخالف للكتاب والسنة والإجماع، فالمسلم الذي ارتكب بعض المعاصي كالزنا والسرقة من غير استباحة لها لا يكفر، بل هو فاسق ناقص الإيمان، وليس كافراً، والدليل على ذلك قوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} (الحجرات: 9) حيث حكم بإيمان الطائفتين وإحداهما عاصية باغية بقتال أختها، فلو كان قتال المسلم – وهو من أكبر الكبائر - كفراً لما أطلق على الطائفة الباغية اسم الإيمان، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} (البقرة: 78) فقد سمى الله القاتل أخاً في الدين، ولو كان كافرا لنفى عنه الأخوة الإيمانية، وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجماعة من أصحابه: (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه) فبايعناه على ذلك. متفق عليه. وهو حديث صحيح صريح بيّن فيه النبي - صلى الله عليه وسلم – أن أصحاب الكبائر من السراق والزناة والقتلة إن أقيم عليهم الحد في الدنيا فهو كفارة لهم عن خطاياهم، وإن قدموا على الله بتلك الذنوب فهم تحت مشيئته إن شاء عفا عنهم، وإن شاء عاقبهم، ودخولهم تحت المشيئة دليل على عدم كفرهم، لأن مصير الكفار محسوم، وهو النار وبئس المصير.
4. تعطيل صفات الله عز وجل بحجة نفي التشبيه: وهو مذهب مبتدع أدى بأتباعه إلى نفي جميع أو جل صفات الله عز وجل، وقد رد علماء السلف هذا المذهب وأبطلوه، وأثبتوا ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم – مع نفي المشابهة بين الله وخلقه، قال نعيم بن حماد - شيخ الإمام البخاري -: " من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه ورسوله فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه!!. وهذا هو منهج القرآن في إثبات الصفات ونفي المماثلة، قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (الشورى: 11).
5. تأويل الصفات: وهي بدعة أخرى قال بها طوائف هرباً من التشبيه، وذلك أنهم ظنوا أن إثبات ظواهر نصوص الصفات يقتضي تشبيه الله بخلقه، فدفعهم ذلك إلى تأويلها، فأولوا اليد وقالوا: هي بمعنى القدرة، وأولوا الوجه بمعنى الذات، إلى غير ذلك من أنواع التأويلات، فخالفوا بذلك السلف الذين رأوا أن إثبات هذه الصفات لا يقتضي تشبيهاً بل يمكن إثبات الصفات التي وصف الله بها نفسه مع نفي التشبيه عنه سبحانه، فأثبتوا لله يدا تليق بجلاله من غير تمثيل ولا تعطيل، وأثبتوا لله وجها يليق بجلاله، وعيناً تليق بجلاله، وأطبق قولهم: على إمرار الصفات كما جاءت من غير تكييف، فعن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي جاءت في الصفات، فقالوا: " أمروها كما جاءت بلا كيف " (ذكر ذلك ابن عبد البر في "التمهيد").
6. تفويض معاني الصفات: وهي بدعة أخرى تتعلق بكيفية التعامل مع صفات الباري، وهذه البدعة نسبها أصحابها إلى السلف من الصحابة والتابعين، وزعموا أن مذهبهم في الصفات هو التفويض، فجمعوا إلى بدعتهم افتراءً على السلف وجهلاً بمذهبهم، وشرح مذهب التفويض – وفق هؤلاء - أن السلف ما كانوا يعرفون معاني صفات الله عز وجل، فأوكلوا وفوضوا علمها إلى الله سبحانه، وهذا تطاول بيّن على الصحابة - رضوان الله عليهم – ورمي لهم بأشنع الأوصاف، وهي الجهل بأعظم ما جاء الكتاب ببيانه من صفات الرب سبحانه، وإذا كان الصحابة الكرام يسألون النبي – صلى الله عليه وسلم - عن كل ما أشكل عليهم من الأهلّة والنفقة واليتامى والمحيض وما أحل لهم من الطيبات، وغير ذلك كثير، فكيف لا يسألون عن أعظم معارف الكتاب مع جهلهم بها! سبحانك هذا بهتان عظيم.
7. إنكار رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة: وهذه بدعة مخالفة لما أخبر به الله في كتابه الكريم والنبي – صلى الله عليه وسلم - في سنته، حيث قال تعالى في سياق تعداد نعم أهل الجنة: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} (القيامة: 22 - 23) وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إنكم سترون ربكم) رواه البخاري ومسلم وقد اتفق السلف على ذلك، ورويت عنهم في ذلك آثار كثيرة.
8. إنكار الشفاعة في أصحاب الكبائر: وهي بدعة قال بها الخوارج والمعتزلة بسبب تكفيرهم أصحاب الكبائر، إذ الكافر لا شفاعة له، وهذه البدعة مخالفة للأحاديث المصرحة بالشفاعة لأصحاب الكبائر، والمصرحة بخروج المذنبين من النار بعد أن يشفع فيهم الشافعون أو يستوفوا عذابهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة - إن شاء الله - من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا) رواه مسلم، ولا شك أن من زنى أو سرق أو شرب الخمر لم يشرك بالله فهو ممن تناله الشفاعة إن شاء الله. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم - أو قال – بخطاياهم، فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر – أي جماعات - فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل – جانب - السيل) رواه مسلم.
9. إنكار عذاب القبر: ذهب إلى ذلك المعتزلة والخوارج وهو مذهب مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف قال تعالى: {النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} (غافر: 46) وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة .. فقال: (من يعرف أصحاب هذه الأَقْبُر؟ فقال رجل: أنا، قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك. فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه. ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر) رواه مسلم وعلى ذلك إجماع السلف قال العلامة ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية: " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله في ثبوت عذاب القبر ونعيمه - لمن كان لذلك أهلا - وسؤال الملكين. فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في هذا الدار ". وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة:" وقد أجمع على ذلك – أي عذاب القبر ونعيمه - الصحابة والتابعون رضي الله عنهم أجمعين "، وممن نقل الإجماع أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
10.عصمة أئمة آل البيت: وهي بدعة منشؤها الغلو في آل البيت، حيث زعم أصحاب هذه البدعة أن أئمة آل البيت يعلمون كل شيء أو كل شيء شرعي وبالتالي هم معصومون من الخطأ، وعليه فأقوالهم وأعمالهم حجة يجب اتباعها والأخذ بها، واستدلوا على ذلك بحديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما) رواه الترمذي وقال: حسن غريب. والحديث يدل على وجوب اتباع الكتاب، والتمسك بمحبة آل البيت، والمحافظة على حرمتهم، وحفظ حقوقهم، والعمل بروايتهم، والاعتماد على مقالتهم، ولا ينافي ذلك أخذ السنة من غيرهم، وليس في الحديث ما يشير من قريب أو بعيد إلى عصمتهم، والأمر بالتمسك بما هم عليه يحمل على مجموعهم في كل عصر لا على كل فرد منهم، وقد قال جماعة من الأصوليين بحجية إجماع أهل البيت، ولو صح هذا المذهب فليس فيه أنهم معصمون، وإلا صار جميع علماء الأمة معصومون أيضاً لحجية إجماعهم، ولا يقول بذلك أحد.
ثم إذا كان من الواجب اتباع آل البيت فأحق من يجب اتباعه منهم هم الصحابة، وقد كانوا على مذهب سائر الصحابة في الاعتقاد لم يخالفوهم في شيء من ذلك، فواجب على من يدعي اتباعهم الرجوع إلى مذهبهم فهم أولى بالاتباع ممن جاء بعدهم وخالفهم.
11.إنكار القدر وأن الله لا يعلم الأمور إلا بعد وقوعها: وهي بدعة شنيعة قديمة أنكرها الصحابي الجليل عبدالله بن عمر – رضي الله عنه – عندما بلغه قول أصحابها، وقال غاضباً لمن أبلغه: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر " ثم ساق حديث جبريل، وفيه أن جبريل أجاب عن الإيمان فقال: " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " رواه مسلم. ومعنى الإيمان بالقدر: التصديق بأن الله علم الأشياء قبل خلقها، وأنه كتب ذلك العلم في اللوح المحفوظ، ثم خلق الخلق وفق علمه، فلا يتخلف عن علمه شيء، فهذه مراتب القدر التي يجب على كل مسلم الإيمان بها.
12.إنكار كرامات الأولياء: وهي بدعة قال بها المعتزلة متعللين بأنه لو ثبت القول بالكرامة لأشكل ذلك على إثبات المعجزة، ولما تم التفريق بين النبي والولي، ورد عليهم أهل السنة بالقول: إن النبوة انقطعت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فكل من يأت بعده ويحدث له أمر خارق للعادة فلن يكون سوى ولي ليس إلا، فإيراد مثل هذا الاعتراض والتوصل به إلى نفي الكرامة ما هو إلا تشغيب على النصوص المصرحة بإثبات الكرامات للأولياء، وهي كثيرة جداً منها قول الله سبحانه عن مريم، وهي ليست من الأنبياء بل من الأولياء: {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} (آل عمران: 27) ومنها حديث أنس - رضي الله عنه - أن أُسَيد بن حُضير وعبَّاد بن بشر – رضي الله عنهما - خرجا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا، فتفرق النور معهما. رواه البخاري، وفي قصة أسر خبيب بن عدي - رضي الله عنه -، قالت من كان أسيرا عندها: " ما رأيت أسيراً خيراً من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة ثمرة وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقا رزقه الله إياه " رواه أحمد. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 3/ 153: " ومن أصول أهل السنة والجماعة: التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات، كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:10]ـ
قاموس البدع العقدية (2)
1. القول بأن الإيمان مجرد تصديق القلب، وأن الرجل إذا صدّق بقلبه ولم ينطق لسانه بالتوحيد، ولم يقم بأي من الأعمال الصالحة فهو مؤمن ناج عند الله: وهو قول المرجئة، وهو بدعة مخالفة لأدلة الكتاب والسنة وإجماع السلف، قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} (الأنفال:4) فوصف سبحانه المؤمنين بأوصاف قلبية من الخوف والوجل وبأوصاف عملية من الصلاة والصدقة فدل ذلك على أن اسم الإيمان يجمعهما، ووصف - صلى الله عليه وسلم – الإيمان بأنه مجموع القول والعمل، فقال – عليه الصلاة والسلام -: (آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة ألا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تعطوا من الغنائم الخمس) متفق عليه، وعلى هذا إجماع السلف قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: " وكان الإجماع من الصحابة، والتابعين من بعدهم ممن أدركنا: أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة عن الآخر " (اللالكائي شرح أصول اعتقاد أهل السنة).
2. حصر أسباب الكفر في جحود القلب، فلا يكفر إلا من كذّب بمعلوم من الدين بالضرورة كالتكذيب بفرض الصلاة والصوم والزكاة والحج، وهو مذهب مبتدع مفرّع على سابقه في حصر الإيمان بتصديق القلب، فلا غرو أن يقول أصحاب هذا المذهب بحصر الكفر في التكذيب، وحيث ثبت بالأدلة الشرعية بطلان القول بحصر الإيمان بالتصديق فما تفرّع عنه باطلٌ أيضاً، ونزيد على ذلك أن الله أكفر إبليس بتركه السجود لآدم، ولم يكن إبليس جاحداً لأمر الله منكراً له، وإنما كان معترضاً عليه حيث قال: {أأسجد لمن خلقت طيناً} (الإسراء: 61) فدل على أن الكفر لا يحصل بالجحود فقط وإنما قد يحصل بأسباب عديدة منها: الفعل المجرد كرمي المصحف في القاذورات، ومنها قول اللسان كالاستهزاء بالله ورسوله، ومنها اعتقاد القلب كإنكار الصلاة والزكاة والحج.
3. القول بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص: وهو بدعة تفرعت عن القول بأن الإيمان هو التصديق، وأن التصديق شيء واحد لا يتفاضل أهله فيه، وبالتالي فهو لا يزيد ولا ينقص، وأنكر أهل السنة هذا القول وأبطلوه وأبطلوا ما بني عليه، وبينوا أن الإيمان ليس مجرد التصديق فقط، وإنما تصديق وقول وعمل ولا يجزئ أحدهما عن الآخر، وأن إيمان القلب يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة منها قوله تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} (آل عمران: 173).
4. إنكار خروج المهدي عليه السلام: وهو إنكار ذهب إليه بعض المعاصرين ظناً منهم أنه يعارض عقيدة ختم النبوة، أو أن في الإيمان به تعلقاً بغيب يؤدي إلى تعطيل مهمة الإصلاح الواجب على الأمة، وهو تعليل عليل؛ إذ لا يمكن أن نجعل من فهم بعض الناس الخاطئ لبعض النصوص سبباً في إنكارها، وإلا لأدى ذلك إلى إنكار كثير من الأحكام، وأحاديث خروج المهدي كثيرة منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: (يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً (يعني سنين) أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والأحاديث في هذا الباب كثيرة نص بعض العلماء على تواترها تواترا معنوياً.
5. إنكار نزول عيسى عليه السلام: وهو مذهب قال به بعض المعاصرين مخالفين في ذلك النص والإجماع، قال تعالى: {وإنه لعلم للساعة} (الزخرف: 61) روى أهل التفسير عن ابن عباس و مجاهد و الضحاك و السدي و قتادة في تفسير الآية أن المراد بها: خروج عيسى عليه السلام، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) رواه البخاري ومسلم والقول بأن نزول عيسى آخر الزمان معارض لعقيدة ختم النبوة مردود من وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الأول: أن نبوة عيسى – عليه السلام – بعد نزوله هي استمرار لنبوته السابقة، وليس استحداثاً لنبوة جديدة، والحديث إنما نفى استحداث نبوة جديدة وليس استمرار نبوة سابقة.
الوجه الثاني: أن عيسى حين نزوله إنما يعمل بالإسلام، ويكون تابعاً لنبيه – صلى الله عليه وسلم - حيث يقتل الخنزير، ولم يقتله في زمن نبوته الأولى، ويصلي بصلاة المسلمين مأموماً لا إماماً، ويجاهد مع أهل الإسلام، ولم يجاهد مع أهل ملته.
6. القول بأن الله حل في بعض خلقه: وهو مذهب منكر وبدعة شنيعة كفر العلماء من قال بها، وبينوا أن الله لا يحل في أحد من خلقه ولا يتحد بهم، بل له سبحانه التفرد المطلق، فهو بائن من خلقه، مستو على عرشه يعلم ما في السموات والأرض، وهو على كل شيء قدير.قال الإمام العز بن عبد السلام في كتابه "قواعد الأحكام":" ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر ".
7. القول بوحدة الوجود: وتختلف هذه البدعة عن سابقتها، أن الأولى يدعي أصحابها الاتحاد الجزئي أي أن الله يحل في بعض مخلوقاته، بينما يدعي أصحاب هذه البدعة أن الكون كله من عرشه إلى فرشه ما هو إلا الخالق سبحانه، وألا وجود في الكون لسواه، حتى نطق بعضهم بالكفر جهراً فقال:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسة
وهذا كفر وإلحاد وزندقة، فالله واحد أحد متفرد متعال لا يحل في شيء من مخلوقاته ولا يحل شيء من مخلوقاته فيه قال تعالى: {الرحمن على العرش استوى} (طه: 5) فكيف يستوي على العرش ويبين عن الخلق إذا كان الخلق صورته وحقيقة وجوده، لا شك أن هذا القول أشبه بهذيان المجانين منه بكلام العقلاء فضلاً عن العلماء.
8. القول بتناسخ الأرواح: وهو قول الهندوس والبوذيين، وانتقل إلى بعض من ينتسب إلى الإسلام فقال به، ومفاده أن الروح إذا فارقت الجسد انتقلت إلى غيره، ويتحدد الجسد المنتقل إليه من خلال عمل الإنسان في حياته، فإن كان صالحاً انتقل إلى جسد ينعم فيه، وإن كان فاسقاً انتقل إلى جسد يعذب فيه، وهو قول باطل ومذهب عاطل، ليس عليه دليل من عقل ولا نقل، ولا معرفة لهم بما يقولون إذ لم يخبر أحد بما حصل له في حياته السابقة، وأمكننا التحقق مما يقول، فمن أين لهم ذلك؟!، وكيف عرفوا به؟! واحتجاج البعض بآيات من القرآن على هذا الهراء نوع من السخرية بآيات الله، حيث نزع البعض إلى بعض الآيات التي وردت في سياق معين ليركبها على مذهبه المشين كقوله تعالى: {في أي صورة ما شاء ركبك} (الانفطار: 8) وهي آية لا علاقة لها بالتناسخ من قريب ولا من بعيد، فهي تتحدث عن غرور الإنسان، وتتساءل كيف يغتر بنفسه وأمره كله بيد ربه؟ فهو الذي خلقه، وهو الذي صوره على صورته التي هو عليها، ولو شاء لصوره على غير خلقه المستقيم، كأن يصوره قرداً أو خنزيراً، فالآية تضمنت امتنان الله على عباده بخلقهم على ما هم عليه، ولا تعلق لها بتناسخ الأرواح البتة.
9. القول بأن النبي – صلى الله عليه وسلم - سيعود آخر الزمان ليرى أعمال أمته: وهو قول مبتدع لم يقل به أحد من سلف الأمة وأئمتها، واحتجاج البعض لهذا القول بقوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} (القصص: 85) استدلال باطل لإطباق السلف على خلافه، حيث نقل المفسرون أقوالاً في تفسير الآية ليس هذا منها فقالوا لرادك إلى معاد: أي إلى الجنة، وقيل: بل إلى الموت، وقيل: إلى مكة قاهرا لأعدائك، وهو الذي رجحه الإمام الطبري، وقال ابن عطية:" وهذه الآية نزلتفي الجحفة مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هجرته إلى المدينة، .. فالآية على هذا مُعْلِمَةٌ بغيب قد ظهر للأمة ومؤنسة بفتح ". ومما يدل على بطلان هذه البدعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر بنزول عيسى – عليه السلام -، وخروج المهدي - عليه السلام – ولم يخبر ولو في حديث واحد أنه سيعود ليرى أعمال أمته في آخر الزمان، ولا شك أن رجوعه إلى الدنيا أعظم عند الأمة من نزول عيسى وخروج المهدي، فلما لم يخبر به - عليه السلام - دل على عدم وقوعه، وأنه غير مستثنى من امتناع العودة إلى الدنيا بعد أن الوفاة، قال تعالى: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} (القصص: 99 – 100
(يُتْبَعُ)
(/)
).
10.القول بأن الإنسان مجبور على أفعاله لا قدرة له، ولا إرادة، ولا اختيار، وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، وتنسب إليه الأفعال مجازاً، كما تنسب إلى الجمادات؛ كما يقال: أثمرت الأشجار، وجرى الماء، وتحرك الحجر، وطلعت الشمس وغربت، وتغيمت السماء وأمطرت، واهتزت الأرض وأنبتت، وهو مذهب باطل بلا شك، فقد ذكر الله في كتابه أفعال العباد ونسبها إليهم، وأثبت لهم المشيئة في فعلها، فقال تعالى: {لمن شاء منكم أن يستقيم} (التكوير: 28) وقال تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} (الكهف: 29) ولو كان الإنسان مجبوراً على أفعاله لما صح نسبة المشيئة إليه، ولو كان الإنسان مجبوراً لما جاز معاقبته على أفعاله إذ لا يد له في إحداثها، والله عدل لا يظلم أحداً، وقد توعد سبحانه بمعاقبة الكافرين والعاصين، فدل ذلك على أن للإنسان إرادة ومشيئة، يختار بها طريق الخير أو طريق الشر لا مكره له ولا جابر.
11.اعتقاد جواز الاستغاثة بأصحاب القبور: وهي بدعة شنيعة، يجوّزُ صاحبها دعاء غير الله والاستغاثة به، ولا يخفى ما في ذلك من مخالفة النصوص الآمرة بدعاء الله وإفراده بهذه العبادة العظيمة، قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} (الجن: 18) وقال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} (الكهف: 110)، والدعاء من العبادة، بل هو لبها ومخها، فعن النعمان بن بشير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ {ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي} (غافر: 60) رواه أحمد والترمذي وصححه. وعليه فمن كان داعياً فليدع ربه ولا يشرك به أحداً.
12.تشبيه الخالق بالمخلوق: وهي بدعة تجرأ أصحابها على الله جل جلاله فصوروه على صورة البشر، فقالوا: هو على صورة الإنسان، وهو نور ساطع يتلألأ بياضاً، وأنه ذو حواس خمس كحواس الإنسان، ولا شك في بطلان هذا المذهب وفساده، لمخالفته الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: {هل تعلم له سمياً} (مريم: 65) يقول ابن عباس في تفسير الآية: هل تعلم للرب مثلاً أو شبيهاً. وقال تعالى: {ولم يكن له كفؤا أحد} (الإخلاص:4) قال أبو العالية: لم يكن له شبيه، ولا عدل، وقال تعالى: {ليس كمثله شيء} (الشورى:11) قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: ليس له نظير. وقال نعيم بن حماد - شيخ الإمام البخاري -: " من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه ورسوله فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه!!.
13.القول بزوال التكليف عمن بلغ مرتبة اليقين: وهو اعتقاد فاسد ومؤداه إلى الكفر والزندقة، قال الأشعري في "مقالات الإسلاميين":" وفي النساك قوم يزعمون أن العبادة تبلغ بهم إلى منزلة تزول عنهم العبادات، وتكون الأشياء المحظورات على غيرهم من الزنا وغيره مباحات لهم " أ. هـ ويتأول أصحاب المذهب قول الله تعالى: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} (الحجر: 99) على أن من بلغ مرتبة اليقين سقط عنه التكليف، وهو تفسير باطل بلا شك، لأن المخاطب بالآية أصالة هو النبي – صلى الله عليه وسلم -، وتفسير الآية على وفق ما ذهب إليه هؤلاء النساك يدل على أن النبي لم يصل رتبة اليقين في إيمانه إلى مات - عليه الصلاة والسلام -، والواقع خلاف ذلك فالنبي – صلى الله عليه وسلم - هو أعظم الأمة إيماناً وأشدها يقيناً، ومع ذلك كان أشدهم تمسكاً بالطاعة وبعداً عن المعصية، فدل على أن تفسيرهم للآية باطل، وأن الصحيح في تفسير الآية هو ما ذهب إليه المفسرون من أن المراد باليقين هو الموت، وأن الله أمر نبيه بملازمة الطاعة حتى يتوفاه إليه، وهو ما فعله - صلى الله عليه وسلم - حيث كان حريصاً على الصلاة والذكر والمسارعة في الخيرات والطاعات، حتى آخر حياته، وهو ينازع الموت، فكان يخرج إلى الصلاة أو يؤديها في فراشه، فأين هذا ممن اتخذ دينه هزوا ولعباً، وترك العبادات، وارتكب الموبقات، زاعماً أنه وصل إلى اليقين، فأيُّ يقين هذا الذي وصل إليه؟!!
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 10:12]ـ
قاموس البدع العقدية (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
1. إنكار وجود الجن: ذهب إليه البعض، وزعموا أنه ليس في الدنيا شيطان ولا جن غير الإنس الذين نراهم، وهو مذهب باطل، لثبوت خبر الجن في القرآن والسنة وأجمع المسلمون على وجودهم، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات:56)، قال الإمام ابن حزم في الفِصَل: " وقد جاء النص بذلك – أي بإثبات وجود الجن - وبأنهم أمة عاقلة مميزة متعبدة موعودة متوعدة متناسلة يموتون، وأجمع المسلمون كلهم على ذلك، .. فمن أنكر الجن أو تأول فيهم تأويلاً يخرجهم به عن هذا الظاهر فهو كافر مشرك ".
2. القول بفناء الجنة والنار: وهو مذهب جهم بن صفوان ومن وافقه، وهو قول باطل مخالف للنص والإجماع، قال تعالى في أهل النار: {خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون} (البقرة: 162) وقال سبحانه في أهل الجنة: {قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها} (آل عمران:15) وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد يا أهل الجنة: فيشرئبون – يرفعون رؤوسهم – وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي يا أهل النار: فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيُذبِح، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت) متفق عليه، وهذه الأدلة صريحة في إبطال دعوى فناء الجنة والنار.
3. إنكار المعجزات: والمعجزات هي أمور خارقة للعادة يجريها الله على يد أنبيائه تأييداً لهم حتى يصدقهم الناس، وذلك كإحياء الموتى وشفاء البرص، ونزول القرآن، وانشقاق القمر، وشق البحر، وغيرها، وإنكارها يعد إنكاراً لمعلوم من الدين بالضرورة، إلا أن المنكرين زعموا أن إنكار المعجزات هو للتوفيق بين العلم والدين، وقالوا: إن عظمة النبي – صلى الله عليه وسلم - فيما قدمه للبشرية لا في التعلق بالغيبيات والخوارق، وخفي عليهم أن الإيمان بالغيب أحد ركائز الإيمان، وأن العظمة تكتمل بالتأييد الإلهي بالمعجزات ولا تنتقص بها، وأن المعجزات لا يمكن أن تتنافى في جوهرها مع حقائق العلم وموازينه، وقد سميت خوارق لخرقها ما هو مألوف للناس، وما كان للمألوف أو المعتاد أن يكون مقياساً علمياً لما هو ممكن وغير ممكن، ولما كان الله تبارك وتعالى هو صانع القوانين فإنه هو وحده القادر على خرقها متى شاء.
4. إنكار ختم النبوة: وهو مذهب كفري نص العلماء على أن من اعتقده فهو كافر؛ لأن اعتقاده يؤول إلى تكذيب خبر الله وخبر رسوله - صلى الله عليه وسلم – في ختم النبوة بمحمد – صلى الله عليه وسلم - قال تعالى عن نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} (الأحزاب:40)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (أما أنه لا نبي بعدي) متفق عليه، قال العلامة ابن عاشور في "تفسيره": " وهذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفاً وسلفاً متلقاة على العموم التام مقتضية نصاً أنه لا نبي بعده - صلى الله عليه وسلم - ". وجاءت فتاوى العلماء مكفرة للقاديانيين الذين ينكرون ختم النبوة بمحمد – صلى الله عليه وسلم - ويؤمنون بنبوة ميرزا غلام أحمد.
5. القول ب"البداء" أي: أن الله لا يعلم الشيء إلا بعد وقوعه: وهو مذهب باطل وبدعة شنيعة يلزم قائلها اتهام الله بالجهل وعدم المعرفة، يقول بعضهم: قد يأمر الله بالشيء ثم يظهر له غير ما أمر به فيغيره، وقد يريد أن يفعل الشيء في وقت من الأوقات ثم يبدو له ألا يفعله، وليس هذا على معنى النسخ، ولكن على معنى أنه لم يكن في الوقت الأول حين أمر أو أراد عالماً بما يحدث عقب ذلك، ومن هنا يختلف البداء عن النسخ، فالقائلون بالنسخ وهم جماعة العلماء يثبتون العلم المطلق لله، ويرون أن الله علم ما كان وما يكون، ومن ذلك علمه بالناسخ والمنسوخ على السواء، وعلمه بأن أمره الأول (المنسوخ) له أمد ينتهي إليه، وأن أمره التالي (الناسخ) له أمد يبدأ العمل به، وأن كلا من الناسخ والمنسوخ متعلق العمل بهما هو المصلحة، فانتهاء العمل بالمنسوخ لانتهاء مصلحة العمل به، وبدء العمل بالناسخ لابتداء مصلحة العمل به، وأن مصلحة ذلك راجعة للمخلوقين لا الخالق.
(يُتْبَعُ)
(/)
6. القول بخلق القرآن الكريم: وهو قول ذهب إليه طوائف من المسلمين كالمعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة، وهو قول باطل وبدعة شنيعة تتفرع عن القول بنفي الصفات الاختيارية عن الله، إذ يرى هؤلاء أن إثبات صفات لله يفعلها على وفق المشيئة في وقت دون وقت، يدل على الحدوث، وذلك أنهم رأوا أن الصفات الاختيارية تدل على التغيّر، والتغير من صفات المحدثات، وهو مذهب معارض لما في كتاب الله مما أخبر به عن نفسه، فالله قد أخبر عن نفسه بفعله أفعالاً كثيرة من الاستواء والنزول والكلام، ولم يدل دليل واحد من الكتاب والسنة على أن هذه الأفعال الاختيارية دليل على الحدوث، ولو صح ذلك لما جاز الإخبار بهذه الأفعال ونسبتها لله سبحانه.
7. القول بأن الإنسان خالق فعل نفسه: وهو مذهب المعتزلة إذ يرون أن الإنسان مستقل الفعل مستقل الإرادة، وأن الإنسان هو من يصنع أفعاله خيراً كانت أم شراً، وأنه لولا ذلك لما صح معاقبته على أفعاله، وهو مذهب مبتدع يخرج الإنسان بإرادته وفعله عن إرادة الله وفعله، وهو مناقض لنصوص القرآن الدالة على تابعية الإنسان في إرادته وفعله لإرادة الله ومشيئته، قال تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً} (الإنسان:30)، وهذه التابعية لا تقتضي الجبر؛ لأنها تابعية من جهة العموم، ذلك أن الله منح العباد حرية الاختيار في أمور دينهم ودنياهم، وبموجب هذه الحرية يريدون ويفعلون ما يريدون، فالناظر إن نظر إلى هذه الحرية مجردة دون نظر إلى مانحها ذهب إلى القدر، وإن نظر إلى الحرية من حيث هي منحة إلهية ذهب إلى الجبر، والحق التوسط بينهما وهو ظاهر لا يخفى.
8. اعتقاد القول بأن للأولياء خاتماً كما للأنبياء خاتم: وهي بدعة قال بها بعض من ينتسب إلى التصوف، وأرادوا بها تعظيم من يعتقدون فيهم الصلاح، وهي بدعة مخالفة للكتاب والسنة من حيث أن الله قد بين في كتابه شروط الولاية فقال تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون} (يونس: 62 - 63) وبين النبي مراتب الولاية فقال –عليه الصلاة والسلام -: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته) رواه البخاري. فأوضح الحديث مراتب الولاية، فالمرتبة الأولى: فيمن يأتي بالفرائض، والمرتبة الثانية: فيمن يأتي بالفرائض ويزيد عليها النوافل، فهؤلاء هم أولياء الله، ولا يعلم زمن انقطاعهم على وجه التحديد إلا الله، فمن الجهل ادعاء معرفة آخرهم وتعيينه.
الموضوع الأصلي هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t43566.html)
http://www.tunisia-web.com/vb/t43566.html(/)
خطبة جمعة: إفتراقٌ هنا .. واتِّحادٌ هناك!! - للشّيخ محمّد سعيد رسلان حفظه الله
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 02:51]ـ
خطبة جمعة
لـ 3 ذي الحِجَّة 1430 هـ الموافق لـ 20 نوفمبر 2009 م
إفتراقٌ هنا .. واتِّحادٌ هناك!!
للشيخ محمّد سعيد رسلان حفظه الله
الخطبة VIDEO
للتحميل ( http://www.rslan.org/wmv//831_01.wmv) - للإستماع ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2461#%D8% A7%D8%B6%D9%81%D8%B7%20%D9%84% D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85% D8%A7%D8%B9)
الخطبة MP3
للتحميل ( http://www.rslan.org/mp3//831_01.mp3) - للإستماع ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2461#%D8% A7%D8%B6%D9%81%D8%B7%20%D9%84% D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85% D8%A7%D8%B9)
ـ[أم تميم]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 12:17]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
قيد الاستماع ..(/)
التحولات الفكرية .. رؤية نقدية
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 05:29]ـ
أقام مركز التأصيل للدراسات والبحوث يوم الأربعاء المواقف: 23/ 11/1430هـ , الحلقة النقاشية الثانية , وذلك ضمن سلسلة يقيمها المركز.
وقد كان عنوان الحلقة: التحولات الفكرية رؤية نقدية
قدم الورقة الأصلية فيها الدكتور: حسن بن محمد الأسمري , أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الملك خالد , وقد بين فيها أهمية دراسة الموضوع , وحدود ورقته.
وقد دارت ورقته على ثلاثة محاور:
المحور الأول: تأصيل نظري في الموضوع
المحور الثاني: أسباب الظاهرة:
السبب الأول: ثنائية الجهل والعلم
السبب الثاني: ظهور المشروعات الفكرية
السبب الثالث: الإعلام
السبب الرابع: عولمة التقلب
السبب الخامس: الأحداث الكبرى التي شهدها العالم عامة , والمنطقة العربية
المحور الثالث: أنواع التقلبات:
النوع الأول: من إسلامي إلى إنساني
النوع الثاني: من التعبد إلى التخلق
النوع الثالث: من السنة إلى البدعة
النوع الرابع: من النشاط إلى الفتور
النوع الخامس: من المروءة إلى الإمعية
ثم قُدم حول الورقة الأصلية تعقيبان:
التعقيب الأول: قدمه د/ محمد الفقيه , وقد ابتدأ الدكتور ورقته بالثناء على الورقة الأصلية.
ثم ذكر أبرز المظاهر التي تدل على التحولات الفكرية ومنها:
1 - ظهور الثناء على الزنادقة والمنحرفين , وإظهارهم على أنهم أصحاب فكر تنويري تجديدي ,
2 - ظهور النقد المعاكس.
3 - التصالح مع الواقع.
التعقيب الثاني: وقدمه أ. سلطان بن عبدالرحمن العميري , وقد تناول فيه عدة أفكار:
الفكرة الأولى: التنبيه على أن التحولات الفكرية أمر طبيعي في المجتمعات البشرية.
الفكرة الثانية: توصيف ظاهرة التحولات الفكرية.
وذكر أن التحولات نوعان: تحولات ظاهرة، وتحولات ملتبسة.
الفكرة الثالثة: أسباب ظاهرة التحولات الفكرية:
حاول أ. سلطان أن يضيف أسبابا أخرى للتحولات , وهي:
1. الوضع المعرفي والثقافي في الوسط السعودي.
2. سوء النشأة.
3. طغيان الإحساس بالهزيمة النفسية.
4. غياب الرموز المؤثرة.
5. تربص العدو.
الفكرة الرابعة: آثار ظاهرة التحول السلبية والإيجابية.
الفكرة الخامسة: حلول مقترحة:
1. بناء المنهجيات العلمية الواضحة.
2. توسيع مجالات البحث تأصيلا ونقدا.
3. إخراج القدوات والباحثين الجادين.
ثم بعد ذلك فتح المجال للحوارات والنقاشات , وقد شارك فيها عدد من المشايخ وطلبة العلم , وممن شارك فيها:
د/ عبدالله بن محمد القرني.
د/ لطف الله خوجه.
د/ عبدالرحيم السلمي.
د/ أبو زيد مكي.
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&ContentId=982(/)
الفوائد المنتقاة الجمة من رسالة العلامة العباد رفقا أهل السنة بأهل السنة.
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 03:59]ـ
الفوائد المنتقاة الجمة من رسالة العلامة العباد رفقا أهل السنة بأهل السنة.
الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فهذه بعض الفوائد التى انتقيتها من رسالة العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله رفقا أهل السنة بأهل السنة أسأل الله أن ينفع بها:
1. قال الإمام مالك رحمه الله: " لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها "، ولذا فإن أهل السنة ينتسبون إلى السنة, وغيرهم ينتسبون إلى نحلهم الباطلة كالجبرية والقدرية والمرجئة والإمامية الإثنى عشرية، أو إلى أسماء أشخاص معينين، كالجهمية والزيدية والأشعرية والإباضية، ولا يقال إن من هذا القبيل (الوهابية)، نسبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فإن أهل السنة في زمن الشيخ محمد – رحمه الله- وبعده لا ينتسبون هذه النسبة؛ لأنه – رحمه الله – لم يأت بشيء جديد فيُنسب إليه، بل هو متبعٌ لما كان عليه السلف الصالح، ومظهرٌ للسنة وناشرٌ لها وداع إليها، وإنما يُطلق هذه النسبة الحاقدون على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – الإصلاحية للتشويش على الناس، وصرفهم عن اتباع الحق والهدى، وأن يبقوا على ما هم عليه من البدع المحدثة المخالفة لما كان عليه أهل السنة والجماعة.
2.وروى البخاري في صحيحه (10) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "، ورواه مسلم في صحيحه (64) ولفظه: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُ المسلمين خير؟ قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
وروى مسلمٌ أيضاً من حديث جابر (65) بلفظ حديث عبد الله بن عمرو عند البخاري.
قال الحافظ في شرح الحديث: " والحديث عام بالنسبة إلى اللسان دون اليد؛ لأن اللسان يمكنه القول في الماضين والموجودين والحادثين بعد، بخلاف اليد، نعم! يمكن أن تشارك اللسان في ذلك بالكتابة، وإن أثرها في ذلك لعظيم ".
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
كتبتُ وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى بمثله
وإن عملت شراً علي حسابها
3 وروى البخاري في صحيحه (6475) ومسلم في صحيحه (74) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " الحديث.
قال النووي في شرح الأربعين في شرح هذا الحديث: " قال الشافعي: معنى الحديث إذا أراد أن يتكلم فليُفكر، فإن ظهر أنه لا ضرر عليه تكلم، وإن ظهر أن فيه ضرراً وشك فيه أمسك "، ونقل عن بعضهم أنه قال: " لو كنتم تشترون الكاغد للحفظة لسكتم عن كثير من الكلام ".
4. قال الإمام أبو حاتم بن حبان البستي في كتابه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص:45): " الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزمه التكلم، فما أكثر من ندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاءً وأعظمهم بلاءً من ابتلي بلسان مطلق، وفؤاد مطبق ".
وقال أيضاً (ص:47): " الواجب على العاقل أن يُنصف أذنيه من فيه، ويعلم أنه إنما جُعلت له أذنان وفم واحدٌ ليسمع أكثر مما يقول؛ لأنه إذا قال ربما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على رد ما لم يقل أقدر منه على رد ما قال، والكلمة إذا تكلم بها ملكته، وإن لم يتكلم بها ملكها ".
وقال أيضاً (ص:49): " لسان العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القول رجع إلى القلب، فإن كان له قال: وإلا فلا، والجاهل قلبه في طرف لسانه، ما أتى على لسانه تكلم به، وما عقل دينه من لم يحفظ لسانه ".
يتبع بإذن الله جل وعلا
تنبيه:أنا أذكر الفوائد القيمة من الرسالة ترغيبا لمن لم يقرأ الرسالة بعد في قرأءتها فإنها والله من أمتع ما قرأت.
ـ[انظيدحبي]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 01:22]ـ
لو رفعت الرسالة أو أرشدت إلى رابطها إن كانت مرفوعة كان أفيد
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 07:14]ـ
http://www.salafishare.com/arabic/2989JS5B22KV/854FXFH.rar
هذا هو الرابط ياأخينا بارك الله فيك.
ـ[أم تميم]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 08:22]ـ
بارك الله فيكم ..
الرابط لا يعمل معي للأسف ..
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 10:15]ـ
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1049
بإذن الله سيعمل هذا
قال النبي صلى الله عليه وسلم:ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل.رواه مسلم
ـ[محمد كمال الجزائري]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 03:36]ـ
أحسن الله إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 09:07]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك .. ونفع بالشيخ وأثابه خيرا.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:29]ـ
جزاك الله خيرا على نشر بقية السلف شيخنا العلامة العباد
وأتمنى أن تنشر الطبعة الثانية ففيها زيادات مهمة
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 11:38]ـ
وأدلكم على أختها وشقيقتها الصغري من حيث العمر، والكبرى من حيث وضوح المقاصد والتي أختار لها من الأسماء «الحث على إتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها» ستجدونها على هذا الرابط
http://www.saaid.net/book/open.php?book=1036&cat=1
أقتباس / تنبيه:أنا أذكر الفوائد القيمة من الرسالة ترغيبا لمن لم يقرأ الرسالة بعد في قرأءتها فإنها والله من أمتع ما قرأت.
وكيف بك يا أبن الذيب لو رأيت أختهن من الرضاعة؟ والتي تكبُر عنهن بحوالي خمسة عشر سنة وهي المسماة ب «تصنيف الناس بين الظن واليقين» يمكن لك تحميلها من هذا الرابط
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=82&book=346(/)
ماذا يريد الشيعة من العالم الإسلامي .. ؟؟
ـ[محب الهدى]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 04:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كم انا سعيد بهذا المنتدى وزادني محاوره وادبه حباً فيه
وابدأ هنا بهذه المشاركة التي قرأتها وافدت منها
****************************** ****
ماذا يريد الشيعة من العالم الإسلامي .. ؟؟
الشيخ عاطف عبد المعز الفيومي
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار الأبرار رضي الله عنهم جميعاً وبعد:
ماذا يريد الشيعة من العالم الإسلامي ... ؟؟
سؤال يطرح نفسه ويتكرر كثيراً حول واقع الأمة الإسلامية اليوم وواقع خصومها على طول الخط.
مما لاريب فيه أن خصوم الأمة الإسلامية اليوم كثر، وأصحاب أهواء ومطامع ومكائد وخدع لا يلبثون بين الحين والحين أن يغرروا بالأمة بما لديهم من ألوان الخداع والمكر.
ومن حين إلى حين يظهر لنا ذلك الشبح القبيح \"الشيعة\" الذي طالما لبث لنا وجوها وألواناً مختلفة على مر التاريخ والأيام, فالشيعة من ظهور شمس الإسلام ومنذ العصر الأول قد وقعوا في شراك السبئي اليهودي عبد الله ابن سبأ اليهودي الذي اندس في الصف المسلم وأخذ يشيع الفتن والقلاقل فيه, وتبعه اتباعه ممن واقعهم الهوى تارة وواقعهم الجهل تارة أخرى.
والشيعة الأوّل لربما يتأول لهم بعض أهل العلم بحسن النوايا منهم وسوء الفهم لنصوص الكتاب والسنة إلا أن شيعة زماننا لا يتأول لهم بذلك إلا السوقة والجهلة منهم ومن عامتهم .. أما علماؤهم وأئمتهم الذين يزعمون فيهم العصمة والرفعة والتنزه عن الصغائر والكبائر معاً لربما لا يغتفر لهم ذلك .... ؟ لأنهم على علم صحيح بما وقعوا فيه من التحريف والتأويل الباطل بل وإنشاء النصوص والأدلة المزعومة من كتب أئمتهم وعلمائهم على صحة مذهبهم الباطل في جملته وتكفيرهم وسبهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم جميعاً, وبل وتفسيراتهم الباطلة لنصوص الكتاب والسنة في حق على رضي الله عنه وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم جميعاً.
ولكن الأدهى من ذلك في الواقع المعاصر اليوم أن تتحول الشيعة من مذهب وفرقة تنتسب إلى الإسلام بما لديها من أفكار ومعتقدات وأهواء ... تتحول إلى مذهب سياسي .... له قواعده وأصوله وأفكاره ومناهجه.
فمنذ نشأة ما تسمى بثورة الخميني الخمسينية لاجتياح العالم الإسلامي وتشييعه والدولة الفارسية تتفاخر بأنها فارسية الأصل والنسب والمعتقد كذلك .. بل وتسعى كذلك بما تملك من مقدرات للتدخل الكبير المباشر وغير المباشر في شؤون المسلمين هنا وهنالك ومحاولات كثيرة من ذلك قد نشأت كهذا الحزب الذي يسمى \"بحزب الله\" وما هو بحزب لله, وكذلك تدخلهم في شؤون العراق بل ونصب المحارق والمشانق لأهل السنة هناك الواقع العراقي اليوم خير شاهد على ذلك.
ولم يلبث الشيعة أن سعوا بجهود خفية تارة ومعلنة تارة لتشييع العالم الإسلامي, وزيادة المد الشيعي الماكر فيه وعلى رأسه بلاد الحرمين ومهبط الوحيين السعودية وأرض الكنانة مصر, ومحاولة استرجاع دولة العبيديين والفاطميين التي اجتاحت العالم الإسلامي منذ قرون ليست بالبعيدة ,وانتشارهم في البحرين والكويت والإمارات وغيرها من الدول الإسلامية والعربية.
ومما يؤسف له حقاً أن تفتح لهم بعض الدول وتتيح لهم الحركة والحرية تحت مسمى حرية الأفكار والمعتقدات حتى إذا وقعت الكارثة وبان الخفي من المكر والعبث اضطرت باتخاذ الإجراءات اللازمة ,وهذا لا ريب نوع من العبث أيضاً بمعتقدات الأمة أن تسمح دول أهل السنة .. أن يسب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بل وزوجاته الطاهرات العفيفات, وأن يكفروا أعلام الأمة وأسيادها من أمثال الصديق والفاروق وعثمان ممن زكاهم القرآن وزكاهم النبي صلى الله عليه وسلم. وأن تؤسس لهم المقار والمؤسسات تحت أسماء ومسميات. فهذا كله مما يؤسف له حقاً في بلاد تقر بالتوحيد وتوقر الصحابة وتقرأ القرآن في حقهم.
فيا ترى سؤال راودني كثيراً ماذا يريد أعداء الصحابة والأمة من العالم الإسلامي اليوم ... ؟؟؟
وما أهدافهم ومكائدهم الخفية التي يرمون إليها ... ؟؟؟؟
لقد تحول مسارهم إلى مطامع سياسية وجغرافية إلى كونهم معتقد خبيث ماكر جمع من كل ملة مايهوى وخلط ما بين اليهودية تارة والنصرانية تارة أخرى والصوفية وغيرها.
إن الشيعة خطر قادم ومكر داهم إذا لم يتنبه له المسلمون عامة وعلماء الأمة والدعاة وكذلك الساسة وأصحاب القرار خاصة ..... وإلا إن كنا نتخوف من الخطر الصهيوني اليهودي والخطر الغربي الصليبي فأقول إن الخطر الشيعي هو الخطر والخندق الحقيقي القريب إلينا لأنه يلبس لنا عباءة الإسلام والتدين المزعوم ... ولأن كثيراً من الناس من اليسير جداً أن ينخدع بدعاوى محبة أهل البيت والتغني بذلك .. فإذا به في شراك القوم وهو لا يدري.
فالواجب علينا أن نقوم بواجبنا نحو أهل البيت وأن نبين للناس وللساسة زيف كلام هؤلاء وأن نتصدى بعلمائناوشيوخنا وطلبة العلم النابغين لهذا لمد الجارف. وأن تتخذ المؤسسات الرسمية دورها العلمي والقيادي في طبع الكتب والنشرات والمقالات, وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات في المساجد والأزهر وغيرهما وكذلك المدارس والجامعات للشباب في بيان حقيقة الشيعة والتشيع ومذهبهم الباطل المخالف للكتاب والسنة ,ومكائدهم لاجتياح العالم الإسلامي من جديد. وصدق الله تعالى إذ يقول:\"وخذوا حذركم\"
المصدر: شبكة نور الاسلام
http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=13696 (http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=13696)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الهدى]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 05:02]ـ
هذه كانت اول مشاركاتي في هذا المنتدى الطيب
ولكن لم يرحب بي يومها احد
فتذكرت ذلك
وقلت لكل مشاغله ولا حرج لأن الترحيب ترحيب القلب والمحبة والتعاون
واني لسعيد ان اكون هنا بفضل الله
وكم استفدت من اخوة لنا فضلاء واجلاء
فللموقع مني جزيل الشكر والمحبة
والى الامام ننطلق
مجرد خاطرة
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 05:17]ـ
أهلا بك أخي الكريم بين أهلك وإخوانك
نفعنا الله بما نطالع في هذا المجلس المبارك
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 06:34]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا الحبيب.
يا أخي وهل نرحب بأصحاب المجلس وأهله. (ابتسامة)
أهلاً بك وسط إخوانك ... حفظك الله ونفع بك.
ـ[محب الهدى]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 08:30]ـ
اخانا ابا حاتم واسامة
اسعد الله ايامكم
وزكى الله اقلامكم
بارك الله فيكما وزدتما على الترحيب ترحيبا
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 12:53]ـ
اللغة الصحيحية هي
ما أسعدني بهذا المنتدى
ولغة كم انا سعيد لغة دخيلة
إستفدتها من العلامة محمد تقي الدين الهلالي ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
الرافضة شر من وطئ الحصا
ـ[محب الهدى]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 10:48]ـ
اللغة الصحيحية هي
ما أسعدني بهذا المنتدى
ولغة كم انا سعيد لغة دخيلة
إستفدتها من العلامة محمد تقي الدين الهلالي ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
الرافضة شر من وطئ الحصا
جزيت خيرا على معلومتك
وبورك لك سعيك(/)
معارك أخرى على هامش معركة النقاب .. ش. عبدالمنعم الشحات حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 05:20]ـ
معارك أخرى على هامش معركة النقاب
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد اندلعت حرب النقاب، وما زالت رحاها دائرة حتى الآن، ولأن أمور الشرع مترابطة، وقضاياه متداخلة، ولأن خطط الأعداء متشعبة، وحفائرها عميقة؛ فقد توسعت حرب النقاب لتشمل كثيرًا من القضايا الأصولية، والتشريعية، والواقعية نجملها على وجه الاختصار في هذا المقال، فأول هذه الحروب:
حرب الحجاب:
نعم لم تقتصر الحرب على النقاب، وإن كان البعض من المنتسبين إلى العلم ممن يرون النقاب غُلوّا قد قصروا حربهم عليه؛ فإن الكثير من الصحف، والمجلات العلمانية قد رأوا الفرصة سانحة لكي يبثوا سمومهم حول الحجاب ذاته، محاولين زعزعة العقيدة الراسخة حتى لدى المتبرجات أنفسهن في وجوب الحجاب.
وهذا يقتضي وقفتين:
الأولى: من عموم الدعاة والمصلحين، -لا سيما الذين لم ينفعلوا مع الأزمة بالشكل الكافي- أن يتحركوا قبل فوات الأوان، وأن يعلموا أن قائمة التنازلات في قضية المرأة أولها النقاب، وقد لا يكون لباس البحر هو آخرها!
الثانية: من هؤلاء المشايخ الرافضين للنقاب أن يسارعوا بالتبرؤ ممن ركب الموجة، وهاجم الحجاب، وأظن أنه مهما بلغ من وهمهم في اعتبار النقاب غُلوًا فلن يبلغ في الخطورة مبلغ إنكار المعلوم من الدين بالضرورة: كـ"الحجاب" من حيث المبدأ، فليشاركوا مع عموم الأمة في التصدي للحملة المسعورة ضد الحجاب، بدلاً من أن يكونوا مشاركين فيها من حيث لا يعلمون.
طائفة القرآنيين:
من المفارقات العجيبة أن منكري حجية السنة من القرآنيين ومن شابههم؛ لم يلجأوا إلى إنكار حجية السنة إلا فرارًا من الأحكام التفصيلية التي في السنة؛ لتبقى نصوص القرآن مجملة فيؤولونها وفق آرائهم وأهوائهم، ولكنهم متى وجدوا في السنة ما يشهد لبعض آرائهم أتوا إليه مذعنين، بل ربما اعتمدوا على غير الثابت، بل الموضوع من السنة.
وهذا ينطبق على كل أعداء السنة عبر التاريخ من: "المعتزلة القدماء" ومن "المعتزلة الجدد"، ومن المفارقات أن يطعن المعتزلة في أحاديث "البخاري" و"مسلم" التي لا تروق لهم؛ لشبهات عقلية سقيمة لو ردوها إلى عالمها لوجدوا لها جوابًا، ثم يستدلون بأحاديث موضوعة في شأن العقل!!.
وفي قضية الحجاب وجد أعداء السنة أنفسهم في حرج ... ، فظاهر القرآن وجوب ستر الوجه، وهذا ما يفسر ميل معظم المفسرين إلى القول بوجوبه، وأدلة استثناء الوجه عند القائلين باستثنائه هي من السنة.
ذلك أن القرآن قال: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) (النور:31)، فنسب إبداء الزينة المنهي عنه إلى النساء، وعند الاستثناء لم يقل: إلا ما أظهرن، ولكن قال: (إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)، فدل بدلالة الوضع اللغوي على أنه إلا ما ظهر من تلقاء نفسه كما فسره بذلك "ابن عطية"، وأقره "القرطبي" على ذلك، ثم تعقبه بأن السنة ألحقت الوجه والكفين بما (ظَهَرَ)؛ لكثرة الحاجة إلى "إظهارهما"، واستدل على ذلك بحديث أسماء -رضي الله عنها: (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، ونقل عنهما هذه المساجلة الشيخ "سيد طنطاوي" في تفسيره "الوسيط"!
كما قال -تعالى-: (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب:59)، فأمر النساء بالإدناء (عَلَيْهِنَّ)، وهذا يشمل إدناء الثوب على بدن المرأة من أعلى إلى أسفل بلا استثناء كما ذكر نحوه أيضًا الشيخ "طنطاوي" في تفسيره!
وقال -تعالى-: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىجُيُوبِهِنّ) (النور:31)، والخمار: غطاء الرأس، والجيب: فتحة الصدر، وإذا ضرب الخمار من الرأس إلى فتحة الجيب ستر الوجه حتمًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يُعترض على هذا بأن العرف جرى على إحداث فتحة في الخمار تبرز الوجه؛ فإنما فعل ذلك بناء على مذهب من يرى جواز كشف الوجه، أو فعل تيسيرًا للبسه على أن يُغطى بالنقاب، وهذه الصورة لا يرتضيها بعض القائلين بوجوب ستر الوجه، ويرون لزوم إدناء الجلباب كما أمر الله، وبالتالي يحرِّمون النقاب بهذا الاصطلاح، وقد عمد بعض المغرضين إلى كلام هؤلاء العلماء فرَوَّجه على أنه تحريم لستر الوجه، والواقع أن هؤلاء العلماء يرون وجوب ستر الوجه بالجلباب تحديدًا؛ فهم من أشد القائلين بجوب ستر الوجه.
ومن ثمَّ فقد فر "القرآنيون" في هذه المسالة إلى السنة مستدلين بحديث أسماء، وحديث الفضل بن عباس -رضي الله عنهم-، وبعيدًا عن الخلاف الفقهي في المسألة: كم نتمنى أن يثبت هؤلاء عند تعظيم السنة، والاحتكام إليها!.
ولكن أحد رؤوس "حرب النقاب" والذي جعل من أهم أولوياته تحويل النقاب من "عبادة" إلى "عادة"، والذي يطبع الكتب بمئات الآلاف في ذلك ما زال لا يدري حجج الفريقين؛ فخرج بتصريح يقول فيه: "بيننا وبينهم كتاب الله"!! ولكنه لم ينتبه إلى أن الاحتكام إلى القرآن هنا دون السنة يجعل ستر الوجه واجبًا قولاً واحدًا.
والجدير بالذكر: أن المتمسكين بالوجوب من أهل العلم رأوا أن الأدلة التي استدل بها القائلون بالاستحباب لا تنتهض لتخصيص القرآن؛ لأن صحيحها غير صريح: كـ"حديث الفضل"، وصريحها غير صحيح: كـ"حديث أسماء"، وأما من صحح حديث أسماء فقطع بالاستحباب، منهم -من المعاصرين-: "الشيخ الألباني" -رحمه الله-.
"العادة" و"العبادة":
وهذه حرب أخرى من الحروب الحاضرة في حرب النقاب ... فإن الحرب دائرة؛ لنزع صفة العبادة عن الحجاب، وإدخاله في باب العادات!!.
لماذا ... ؟؟!!
لقد حاول الخصوم إخراج النقاب من عِداد الواجبات إلى عِداد المستحبات -وهو قول يقول به بعض أهل العلم-؛ أملاً في أن يدفع ذلك المنتقبات -لا سيما إذا تزامن ذلك مع التضييق عليهن في معظم الدوائر- إلى التراجع عنه، ولكنه ازداد انتشارًا -بحمد الله-، فما كان منهم إلا أن ادّعوا: أنه "عادة لا عبادة"؛ لأن زحزحة العادات باستخدام سلاح التضييق أكثر سهولة من زحزحة العبادات، بل ربما زحزحت العادات بعادات أخرى تناسب العصر.
والواقع أن العلمانيين الذين يسمون أنفسهم زورًا بـ"التنويريين"، ومن يستجيب لإرهابهم من المنتسبين إلى العلم: يعانون ضعفًا شديدًا في التنظير، وفقرًا شديدًا في الكفاءات؛ فيكتفون باستنساخ المعارك الفكرية القديمة التي خاضها أسلافهم، وهم دائمًا ما يحرصون على استنساخ التجربة بكل تفاصيلها.
وقد جاء المتغربون الأوائل، والحجاب فعلاً -فضلاً عن النقاب- مجرد عادة شرقية انفصلت عن مصدرها الإلهي في حس معظم من يرتدينه؛ اللهم إلا فئة قليلة جدًا ممن رحم الله، ومن ثمَّ سهل عليهم انتزاعه، كما أشار إلى ذلك الأستاذ "محمد قطب" -حفظه الله، وعفا عنه-.
ثم خرجت الصحوة الإسلامية المباركة ... وعاد معها الحجاب؛ "حجاب العبادة" لا "حجاب العادة"، ومن ثمَّ صمد هذا الحجاب أمام كل الهجمات -بفضل الله تعالى-، مما اضطر الأعداء إلى استخدام هذا "الخطاب الفرعوني" الممتد عبر الأزمان: (إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ. وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ) (الشعراء:53 - 54)، وظل الأعداء يرددون: أن الالتزام بالدين -والنقاب من أشد مظاهره- أنه شعار لطائفة محدودة من المتطرفين! أظنهم لولا الحرج لقالوا: "يعدون على أصابع اليد الواحدة"!!
ولكن حدث تطور قلب حسابات العلمانيين، والإسلاميين على حد سواء ... حيث اتسع مستوى قبول سماع الخطاب الدعوي الإسلامي بدرجة كبيرة تزامن معها التزام ببعض الأمور التي كانت حتى وقت قريب حكرًا على الإسلاميين، منها: "النقاب"، ووجدت شرائح من المجتمع تلتزم ببعض ما يلتزم به الإسلاميون، ولا تلتزم بالبعض الآخر؛ لعدم الاقتناع، أو لعدم وجود العزيمة الكافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك ما رصدته إحدى تلك المجلات المحاربة للنقاب؛ من أن كثيرًا من المنتقبات حديثًا: ما زلن يشاهدن التلفاز، ويسمعن الأغاني، وهو ما فسروه على أن النقاب المنتشر الآن هو بالفعل عند أصحابه عادة لا عبادة، وهذا التفسير منهم محاولة لطمأنة النفس، وإلا لو كان الأمر كذلك ما قاموا بكل هذه الجهود؛ لإثبات أنه عادة -لو كان هو بالفعل كذلك عند من تفعله-!.
والتوصيف الصحيح للأمر: أنه عند بعض المنتقبات الجدد عبادة عرفنها، واستطعن مع شيوعها مقاومة شياطين الإنس والجن في الالتزام بها. في ذات الوقت الذي توجد فيه عدد من المخالفات في سلوك صاحبته لم تبلغ عزيمتها بعد للدرجة التي تتغلب بها عليها، وهو ما أغرى هؤلاء بعمل هذه الحملة؛ لأن من كانت عزيمتها كذلك لو اقتنعت بأنه عادة لا يمكنها أن تثبت ولو قليلاً.
إن المعركة الآن في إثبات أن النقاب عبادة، وفي أن يبقى هذا المعنى ماثلاً في ذهن من ترتديه بحيث لا يتحول من جرَّاء تلك الحملات -وبفعل العادة والإلف لا سيما إذا كان مقترنًا بمخالفات شرعية أخرى- إلى عادة؛ لأنه متى تحول إلى عادة سهل القضاء عليه، ومتى قضي عليه فسوف يستمر الأمر من سيء إلى أسوأ -نسأل الله العافية-.
الأغلبية الصامتة:
وهذه الحرب هي مظهر من مظاهر الحالة الفكرية في مصر منذ "عهد التغريب" الذي يسمونه بـ"عصر النهضة" إلى يومنا هذا "أقلية إسلامية"، و"أقلية علمانية" تتنازع على "أغلبية صامتة"، وكان هذا هو التوصيف يوم أن كان الإعلام إعلامًا مغلقًا؛ فلما اتسعت الدنيا، وفُتِح الإعلام، مع أن ما يملكه الإسلاميون منه لا يبلغ عشر معشار ما يملكه العلمانيون، ومع أن العلمانيين يستخدمون سلاح الشهوات، والإسلاميون يسبحون ضد تيار الشهوات؛ إلا أن المحصلة تقول: إن الأغلبية ليست صامتة، وأنها مع الدعوة إلى الإسلام، والعمل بالإسلام، وأن من أجَّل منهم العمل بشيء من التشريعات الإسلامية؛ فإنه يتمنى أن يأتيَ اليوم الذي يزاح فيه "كابوس التغريبيين" الذين يجعلون من هذه المخالفات أمرًا واقعًا، فيصعب على كثير من المسلمين مقاومته.
فينبغي على الإسلاميين أن يدركوا خطورة المعركة، وأن يقدروا لها قدرها، وأن يصبروا على صور الالتزام المنقوص التي تتنامى في المجتمع شيئًا فشيئًا حتى لا يُترك الناس فريسة لـ"ذئاب العلمانية"، ولا نعني بهذا اتباع منهج: "الفتوى بالرخص" التي ليس عليها دليل، كما يلجأ إلى ذلك بعض الدعاة، بل ها هو الواقع يثبت أن الصبر على بيان الحق بالدليل، مع الصبر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة؛ يؤتي أكله بعد حين -بإذن الله-.
فقه الأولويات:
من المسائل التي أخذت حظًا كبيرًا من الأخذ والرد بين الإسلاميين ما اصطُلِح على تسميته بـ"فقه الأولويات"، ورغم الاتفاق النظري على القاعدة: "إذا تعارضت مصلحتان قدمت أولاهما وإذا تعارضت مفسدتان دفعت أكبرهما"؛ إلا أن الخلاف بيننا، وبين إخواننا في الاتجاهات الأخرى لا سيما "الإخوان المسلمون" كان حول التوسع في مفهوم التعارض؛ فكانوا يرون مجرد وجود أزمات في المسجد الأقصى كافٍ للنهي والزجر عن تعلم العلم وتعليمه! وربما تأثروا في ذلك بالشيخ الغزالي -رحمه الله- الذي بالغ في هذا الأمر حتى سمى من ينشغل بتعلم الفقه بـ"فقهاء الطهارة، والحيض، والنفاس"!! وكأن الفقه ليس فيه إلا هذه الأبواب مع أهميتها.
وها هي الأمة تخوض معارك كثيرة، منها: فقهي احتاج فيه آحاد الدعاة إلى "فقه الحجاب" و"فقه الربا"، بل و"فقه الحيض والنفاس" نفسه؛ ليس للتعبد لله بأحكامهما فحسب -وهو واجب كما أسلفنا- بل للدفاع عن الإسلام.
فمن الشبهات التي يثيرها دعاة التنصير: الطعن على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه كان يباشر عائشة -رضي الله عنها- وهي حائض مخالفة للأمر القرآني: (فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ) (البقرة:222)، زاعمين أن المباشرة هنا بمعنى الجماع، وهو أمر لا يُحسِن جوابه إلا من درس: "فقه الحيض، والنفاس"؛ حتى يعلم أن هذه مباشرة بدون جماع، كما دلت على ذلك الأدلة التفصيلية، وحتى يزيد على ذلك أن هذا من وسطية الإسلام، بعيدًا عن غُلو اليهود الذين يعتقدون نجاسة الحائض؛ فلا يؤاكلونها ولا يشاربونها، وهي أحكام ما زالت مدونة في "العهد القديم"، أي ما زال النصارى إلى اليوم يعتقدون أنها نزلت من
(يُتْبَعُ)
(/)
عند الله، وإن كانوا يعتقدون أن "بولس" وليس الله، ولا عيسى -عليه السلام- قد نسخها لهم؛ فصاروا لا يتورعون عن إتيان الحائض والنفساء!! والنبي -صلى الله عليه وسلم- إنما بعث بالحنيفية السمحة، وبالوسط بين إفراط اليهود، وتفريط النصارى.
وبالتالي كان من المواقف المحمودة أن تأخذ "جماعة الإخوان" موقفًا في قضية النقاب رغم أحداث المسجد الأقصى، ورغم الأحداث التي تشهدها الجماعة، ولكن لابد من تسجيل كلمة للتاريخ؛ لأن الأحداث تمضي، والمواقف تنسى فنقول:
إنه وأثناء تعرض المسجد الأقصى لهجمة صهيونية، وتعرض النقاب، بل الحجاب لحملة داخلية انشغل "مكتب الإرشاد" أعلى هيئة في جماعة الإخوان، باختلاف حامي الوطيس تناثرت أخباره في الصحف والفضائيات حول تفسير "لائحة" جماعة الإخوان في أحقية الدكتور "عصام العريان" في التصعيد لمكتب الإرشاد خلفًا للأستاذ "محمد هلال" -رحمه الله- بصفته حاصل على أعلى الأصوات بعد الحاصلين على عضوية المكتب في الانتخابات الماضية، أم تنتظر الانتخابات القادمة؟!
وهي مسألة تبدو لكل من ينظر إلى الأمور من خارج الصف مسألة "شكلية"، "فرعية"، "هامشية"، "لا تفسد للود قضية"!! لا سيما وأن الانتخابات القادمة لم يبقَ على موعدها إلا شهران، ومع ذلك اهتم بها مكتب الإرشاد، وناقشها عدة مرات، ولن نعرِّج على ما قالته صحف غير إخوانية حول استقالة المرشد، أو إجباره على الاستقالة، بل ما صدر عن الإخوان وحده كاف في إثبات أن الخطوب الجليلة التي تحيق بالأمة لم تمنعهم من محاولة تطبيق اللائحة حرفيًا، والانشغال بتفسيرها، والأخذ والرد حولها، مع تمسك كل فريق بما رآه "صحيحًا" في تفسير اللائحة، وعدم التنازل عن اجتهاده لاجتهاد غيره -ولو كان المرشد-، وهو ما يستكثرونه في كثير من الأحيان على الدراسات الشرعية مطالبين كل الناس الذين لا يرتبطون معهم بعهد ولا ميثاق، ولا تنظيم: بالتنازل عن مواقفهم واجتهاداتهم، والتي تتبنى في كثير من الأحيان: "الأيسر" من وجهة نظرهم لا "الأصوب"، كما فعلوا مع اللائحة الإخوانية.
بل أعجب من ذلك أن الشيخ "القرضاوي" لم يعبه القرار الذي انتهى إليه المجلس بعدم تصعيد الدكتور "عصام العريان"، فأدلى بتصريحات حادة مما اضطر الدكتور "غزلان" إلى أن يكتب ردًا علنيًا عليه ذكَّره فيه ببعض الأمور الشرعية، ورغم أن الرد اتسم بالأدب الجم، إلا أن كثيرًا من الإخوان كانوا ينتقدون علينا تعقب الشيخ "القرضاوي" بنفس الأدب في قضايا هي أكثر خطورة من قضية تصعيد الدكتور "عصام العريان" بكثير؛ بدعوى أنه لا يرد على "القرضاوي" إلا من كان في علم "القرضاوي"، ويضيفون إليها: وطالما أنه غير موجود، فلا يرد على "القرضاوي" إلا "القرضاوي"، وها هو من يستكثر على نفسه أن يكون تلميذًا لـ"لقرضاوي" يرد عليه.
هذا مع أننا لو كنا نملك أن ننصح ونشير لأشرنا، ونصحنا بتقديم من يسمونه الآن: بـ"التيار المحافظ"؛ لكونه أقرب إلى المنهج الإسلامي الصحيح، بل وأقرب إلى منهج الأستاذ "البنا" نفسه، رغم أن رموز التيار الذي يسمونه: بـ"المنفتح" كان كثيرًا منهم من رموز تيار أشد محافظة في السبعينات، والذي مثلته الجماعة الإسلامية في الجامعات المصرية.
معركة الحرية الشخصية للمنقبات:
لقد كشفت معركة النقاب عن أن العلمانيين رغم تشدقهم بـ"الحرية الشخصية" إلا أنهم عند المحك العملي يتضح أنهم لا يعنون بها إلا حرية مخالفة الشرع كفرًا كان، أو بدعة، أو فسقًا، وأنهم في سبيل حرب التدين من الممكن أن يكفروا بما "يدندنون" حوله من حريات، ذلك أن كثيرًا من الدعاة يوجِّه خطابه لعموم الأمة بالالتزام بالتكاليف الشرعية شاء الناس أم أبوا، ثم يوجه خطابه لمن يأبى النقاب، أو غيره بأن أصوله القائمة على احترام الحرية الشخصية تقتضي ترك كل إنسان وما يعتقد، إلا إن هذا لا يزيد كثيرًا من العلمانيين إلا عنادًا، و بيان ذلك: أنه ما من فعل ممكن حدوثه من الإنسان إلا وللشرع فيه حكم: إما طلب الفعل، وإما طلب الكف، وإما الإباحة، وطلب الفعل، وطلب الكف كلاهما ينقسم إلى: لازم وغير لازم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشرع يلزم ولي الأمر بالدعوة إلى المطلوب فعله، والإلزام باللازم منه، وإيقاع العقوبات المقدرة شرعًا على تاركها فيما فيه عقوبة، كما يُلزمه بالنهي عن المطلوب تركه مع الإلزام باللازم من ذلك، وإيقاع العقوبات الشرعية المقدرة شرعًا فيما شرعت فيه عقوبة.
والنظام العلماني القائم على فصل الدين عن الدولة المسمى تجملاً: بـ"المدني"، لديه أيضًا حكم لكل فعل يمكن أن يصدر من أي مواطن، بين طلب الفعل، أو طلب الكف، أو الإباحة؛ بيد أن الطلب دائمًا ما يكون لازمًا بحُكْم دنيوية العلاقة في النظام العلماني.
ثم إن من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها فلسفة الدول المدنية المبالغة في رعاية الحريات عن طريق توسيع دائرة الإباحة، بحيث تنحصر دائرة المحرمات فيما يضر الغير مع ترددهم في منع ما يضر النفس، ولكنهم في ذلك كله لا يعيرون التحريم الديني، -حتى فيما يتعلق بدين الأغلبية- أي أهمية! كما أنهم يضيقون دائرة الوجوب، بحيث تنحصر في علاقة المواطن بدولته دون النظر إلى الواجبات الدينية.
والنظام العلماني يترك مسألة الالتزام بالواجبات الدينية، والامتناع عن المحرمات الدينية للضمير الشخصي للإنسان، ولكنهم ينصون على: لزوم تجنب التشريع العام في الدولة لإجبار أي فئة دينية، أو عرقية على فعل ما هو محرم عندهم، أو أن يعوق النظام العام أي طائفة من أداء عبادة، أو طقس اجتماعي محترم عندهم.
ومسئولية الملائمة بين القوانين العامة، وبين التوجهات الدينية والاجتماعية لأي طائفة من الناس مسئولية أصلية للنظام التشريعي والتنفيذي.
والخلاصة:
إن وجود طائفة تحرص على النقاب سواء أكانت هذه الطائفة تراه: "عبادة" أو "عادة اجتماعية مستحسنة" يلزم النظام حتى لو كان هناك من يراه بخلاف ذلك أن يلائم بين معتقدات هذه الطائفة وبين متطلباته؛ لحفظ النظام، والتي تكاد تنحصر في ضرورة الكشف عن شخصية المنقبة عند التعامل الرسمي، ويلزم والحالة هذه توفير امرأة تتولى هذا الأمر احترامًا للحرية الشخصية للمنقبات.
فحصل من ذلك أن النقاب "عبادة" مطلوب فعلها -"وجوبًا عند بعض العلماء، واستحبابًا عند البعض الآخر"- شرعًا، حرية محترمة قانونًا.
ومع ذلك ما زالت المتبرجة الآثمة شرعًا، المهيجة لشهوات الشباب -"وهو ضرر كان ينبغي أن يعتبر قانونًا"- تروح وتجيء، والمنتقبة فقط هي التي تلام حتى في المؤسسة الدينية نفسها "الأزهر"!! فهل أبقى النقاب للقوم من حجة يتسترون بها؟؟!!
وأخيرًا: معركة "عودة الحجاب":
"عودة الحجاب" لفضيلة الشيخ "محمد إسماعيل" -حفظه الله- موسوعة علمية شاملة حول المرأة المسلمة أغنت -كما ذكر الشيخ "أسامة حافظ" في مقال له نشر بموقع: "المصريين"، وموقع: "الجماعة الإسلامية"- كل أبناء الصحوة على اختلاف فصائلهم عن كثير من كتب رموز الصحوة القدامى: كـ"حسن البنا"، و"الألباني"، و"البوطي"، ويرجع ذلك كما أشار إلى ذلك الأستاذ "جمال سلطان" في مقال له على موقع: "المصريين" إلى أنها عالجت كل جزئيات المسألة.
فعلى المسار التاريخي: عرّت دعاة التغريب عمومًا، ودعاة تحرير المرأة خصوصًا.
وعلى المسار الفقهي: نسفت أسطورة "الشباب الطائش الذي يقرأ كتابين ثم يفتي منهما"، وهي تهمة كانت في أوجها زمان ظهور الطبعة الأولى للكتاب، وإن كان ما زال بعض "الببغاوات" يرددها حتى الآن.
وعلى مسار ثالث: عالجت قضية المرأة ككل، وأبرزت المنهج الإسلامي الشامل في التعامل مع المرأة مُقارنًا بالجاهليات: القديمة، والحديثة، ولهذه الأسباب مجتمعة يشعر خصوم الحجاب دائمًا أنهم في خصومة مع هذا الكتاب بالذات، وبالتالي كان لكل معركة ضد "عودة الحجاب"، أو "النقاب" معركة جانبية مع كتاب: "عودة الحجاب".
وكما يخرج "الحجاب" من كل معركة أكثر انتشارًا -بحمد الله-، يخرج كتاب: "عودة الحجاب" من كل معركة أكثر انتشارًا، وفي هذه الأزمة الأخيرة تم نشر "نسخ إلكترونية" منه في العديد من المواقع؛ حتى الغير المهتمة بالشأن الإسلامي!! والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
تأملات في المسألة الكروية ... ش. ياسر برهامي حفظه الله
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 05:52]ـ
تأملات في المسألة الكروية
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فرغم أن "معركة" الجزائر "الكروية" قد انتهت بعد أن "استُنفر" لها الشعبان "الشقيقان"، من خلال حملة إعلامية هائلة، وعلى أعلى المستويات؛ إلا أن تداعيات هذه "المعركة" لا تزال تتابع مما يقتضي وقفة صادقة مع شبابنا، بل وشيوخنا، ونسائنا؛ لننظر أين نحن من إسلامنا في هذه القضية في كلا البلدين؟!
نلخص ما نريده في الآتي:
1 - تبين من خلال السلوكيات الشعبية: قبل وأثناء وبعد المباراتين مدى تغلغل العصبية الجاهلية في عامة طبقات المجتمع في كلا البلدين؛ رغم تحذير النبي -صلى الله عليه وسلم- منها، وتسميتها بالمنتنة في قوله: (مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ؟! ... دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ) (متفق عليه).
فإذا كان هذا في التعصب لأسماء شريفة ذكرها الله في كتابه، وذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته على سبيل المدح والثناء، وهي أسماء "المهاجرين" و"الأنصار"، فكيف بالتعصب لفرق الكرة التي تتسابق على نيل الجوائز التي أبطلها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (لاَ سَبْقَ إِلاَّ فِي خُفٍّ أَوْ فِي حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)؟؟!!
2 - أن ما زعموا من أن مقصود الرياضة تحقيق التواصل بين الشعوب إنما هو مجرد وهم وسراب وخداع؛ لأن الشعوب تتعادى وتتفرق على هذه المسابقات التافهة التي صارت غاية الأمنية فيها الوصول إلى "كأس العالم"!! والحقيقة أن ما يؤدي إلى تحقيق التواصل بين الشعوب هو التعاون على البر والتقوى، والتوافق في المواقف المصيرية من قضايا أمتنا الواحدة.
3 - إن المخططات المستمرة؛ لإلهاء الشعوب إلى درجة "السكر" و"الإغلاق" حول الشهوات تتضاعف كل يوم؛ حتى تشغل الأمة عن قضاياها، وعن علمها النافع في الدين والدنيا، وعن عملها الصالح حتى في أفضل أوقات السنة؛ في "أيام العشر الأول من ذي الحجة"؛ لتبقى فريسة سهلة لأنواع الملهيات من اللهو واللعب، والجنس، والمخدرات، والإشاعات المغرضة التي تُحَوّل الشباب، بل والشيوخ، والنساء إلى حطام يعيش على هامش الحياة؛ لا ينتج شيئًا، ولا يعمل شيئًا، ولا يعلم شيئًا إلا ما أشرب من هواه!! فما أيسر أن يلتهم الأعداء -بعد تحطيم الشعوب- بلادنا كلقمة سائغة لا تظهر أدنى مقاومة، بل ولا حتى أدنى اكتراث بالقضايا الحقيقية!
فهذا الأقصى يقتحم مرات ومرات ... والعد التنازلي لهدمه قد بدأ كما ذكره المعاينون من أهل القدس لمخططات اليهود، والناس لم يتحرك لهم ساكن، ولم تجتمع دعوات الملايين كما اجتمعت دعواتهم؛ لتحقيق النصر في "المباراة الحاسمة"! حتى فعل ذلك خطباء على المنابر! ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
4 - إن مسيرة الدعوة إلى الله لا تزال طويلة، وإنه رغم وجود "آلة إعلامية مناسبة" لدى الدعاة متمثلة في القنوات الفضائية"، و"منابر المساجد"، وغيرها؛ إلا أن التأثير على الناس في هذه القضية كان أضعف ما يكون، فأظهر ذلك: حقيقة الالتزام الأجوف، وبعض مظاهره الخادعة التي تَوهم الكثير بسببها أن الأمة قد استيقظت، وأن الدعوة توشك أن تقطف الثمار، والحقيقة أن الالتزام ما زال قشرة رقيقة عند الكثيرين، وأنه لم يتغلغل في طبقات المجتمع، ولم يحدث بعد الإصلاح المنشود لا كمًا، ولا كيفًا؛ فأكثر الجموع التي كانت تصلي القيام في رمضان، وتشهد صلاة العيد كانت هي التي ترفع أعلام الجاهلية،! بل وترسمها على الوجوه،!! وترقص في الشوارع والطرقات، وتعطل مصالح المسلمين رغمًا عنهم، وتفرض عليهم: "ثقافة التفاهة"، و"فكر السخافة"، و"سلوك الضحالة الخلقية"، و"الجهالة المركبة"؛ فاحذروا أيها الدعاة من الاغترار بكَمّ من يحضر، أو يسمع.
وإياكم من إهمال الدعوة إلى قضايا الأمة، وكشف عورات الجاهلية، وتبيين زيفها للناس؛ باسم الحكمة والتعقل في الدعوة، بل لابد من مواجهة صادقة واضحة؛ لهدم ولاء العصبية حتى يرفع الولاء في الله، والعداء فيه، لا في الكرة والوطنية الزائفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - إن الإشاعات التي انتشرت في كلا الشعبين، والتي أشارت بعض الأخبار أن ورائها بعض "المخابرات الأجنبية"؛ لإشعال نار الحمية في الشعوب ضد بعضها؛ مما ترتب عليه القيام بأعمال تخريب، أو ضرب، أو نحو ذلك مما لا تراعى فيها حرمات المسلمين في دمائهم وأموالهم؛ قد يساهم فيها الكثير من حيث يشعر، ومن حيث لا يشعر؛ بتناقل هذه الأخبار التي لا يوثق بمصادرها، فأين نحن من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) (رواه مسلم)؟!
فقائل يقول: "ضربونا وجرمونا ... ! ".
وقائل يقول: "أخرجوا آلاف المجرمين؛ ليحملوا علينا السلاح ... ! ".
وقائل يقول: "هشموا السيارات والمحلات .. ! ".
فتنشأ معارك حقيقية من وهم الإشاعات المتناقلة التي لا سبيل إلى التثبت منها سواء كانت في مواقع النت، أو في الإذاعات والقنوات الفضائية التي تصب الزيت على النار من خلال حفنة من المغرضين، والجهلاء الإعلاميين؛ فهلا ذكَّرنا الناس بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم)، وقوله: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا) (متفق عليه)، بدلاً من التهييج على مقابلة سيئة موهومة غالبها الكذب؛ بسيئات متحققة بالاعتداء على: الأموال، والنفوس، والأعراض؛ حتى صار المصريون يكرهون كل جزائري، وصار الجزائريون يكرهون كل مصري! ولو لم يكن إلا هذه الكراهية دون اعتداء لكفي بها إثمًا!
6 - أن الإفتاء بجواز المشاهدة، والتشجيع لمباريات الكرة مع العلم بواقعها المؤلم الذي لا يمكن التخلص فيه من الحرام؛ أصبح يحتاج إلى إعادة نظر، وحسنًا ما فعلت "دار الإفتاء المصرية" بإصدار فتوى بتحريم التشجيع المتعصب لمباريات الكرة وغيرها؛ فلابد من نشر مثل هذه الفتاوى وتوضيح الحكم الشرعي للشباب والشيوخ.
7 - إن إنفاق الأموال الهائلة على هذه "التفاهات" في: أجور اللاعبين -التي هي من أكل المال بالباطل- وجوائزهم مع الفريق الإداري إذا حقق الفوز -الذي هو مجرد تفريج عن الهزيمة الداخلية-، وكذلك في ثمن التذاكر، والسفر عبر جسر جوي؛ لنقل المشجعين المتعصبين المرتكبين للمحرمات من كلا الشعبين، كل هذا من إهدار أموال المسلمين وتضييعها في المنكر، ومن السفه المحرم، والإسراف الذي نهى الله عنه: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) (الإسراء:27).
فلو كان هذا من مال الإنسان الخاص لكان منهيًا عنه؛ فكيف إذا كان من المال العام وباستعمال المرافق العامة: كالطائرات وغيرها ... ؟؟!!
هذا والأمة تعاني من وجود الملايين "تحت خط الفقر" -كما يقولون-، وقضاء حاجات المسلمين، وضرورات مرضاهم، وأراملهم، وفقرائهم، وأيتامهم، وقضاء حاجات المحاصرين في غزة، والجوعى في: الصومال، وأفغانستان، والسودان، وغيرها أولى أن تشحذ له الهمم، وتنفق فيه الأموال.
8 - إن حالة الإحباط، واليأس، والشعور بالهزيمة، والهوان الذي يملأ القلوب هو الذي يفسر مظاهر الفرح العارمة عند الفوز، ومحاولات التبرير الحزين عن الهزيمة، والتعلق بسراب إعادة المباراة، وأمل زائف في قرار للفيفا بإبطال النتيجة؛ ونحوها لابد أن يعالج في الأمة، ورغم كثرة الأحزان إلا أن القلوب لا يفرحها ولا يسعدها إلا الفوز برحمة الله وطاعته ورضوانه، وقراءة كتابه، والعمل بسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58).
فلو رويت القلوب بالطاعة وذاقت حلاوة الإيمان، ووجدت أثر القرب من الله -تعالى- لاستحال أن نرى مثل هذه المظاهر السخيفة التي تدل على أمراض نفسية وقلبية. نسأل الله أن يعافي شبابنا ورجالنا ونسائنا منها.
9 - خطر التقليد الأعمى الذي يدفع من لا يهتم بهذه المسابقات السخيفة التافهة إلى مجاراة من حوله؛ لكي لا يكون غريبًا عن مجتمعه، أو جاهلاً في وسط أقرانه بالتفاصيل الدقيقة لمثل هذه الأمور؛ فيدفع الناس دفعًا إلى تغيير سُلم أولوياتها، واهتماماتها وإرادتها نحو "الإمعية"! وسير "القطيع"، وانعدام الشخصية المسلمة المتميزة المستقلة في: أهدافها، وسلوكياتها، وأولوياتها!!
كل هذا الخطر لابد من مقاومته، والتحذير منه في أبنائنا، وإذا كنا ننشر ذم التقليد في الدين فكيف بهذا التقليد الأعمى الذي لا ينفع في دين ولا في دنيا، بل يضر أعظم الضرر فيهما؟؟!!
نسأل الله -تعالى- أن يعافي المسلمين من كل بلاء، وأن يؤلف بين قلوبهم في كل مكان، وأن يزيل العداوة والبغضاء بينهم.
وأقترح أن نجتهد في الدعاء للشعب المصري والجزائري معًا.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
خطبة جمعة: التَّحذير من الإنشغال باللَّهو و اللَّعب - للشيخ عزّ الدِّين رمضاني
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 10:38]ـ
خطبة جمعة
التَّحذير من الإنشغل باللَّهو و اللَّعب
للشيخ عزّ الدِّين رمضاني حفظه الله
للتحميل ( http://www.rayatalislah.com/Sounds/khotab/ramadhani/mp3/64.mp3) - للإستماع ( http://www.rayatalislah.com/khotab3.php?id=217)(/)
سمات المرجئة والخوارج وأهل الغلو للشيخ علوي السقاف ..
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 02:03]ـ
سمات المرجئة والخوارج وأهل الغلو
بقلم المشرف على موقع الدرر السنية
الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
aasaggaf@dorar.net
· اعلم أن من قال بإحدى هذه العبارات فقد وقع في الإرجاء أو دخلت عليه شبهته:
1 - الإيمان تصديق بالقلب فقط. (جهمية)
2 - الإيمان نطق باللسان فقط. (كرَّامية)
3 - الإيمان تصديق بالقلب ونطق باللسان (مرجئة الفقهاء)
4 - الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالقلب دون الجوارح.
5 - الإيمان لا يزيد ولا ينقص والناس في أصله سواء.
6 - الكفر تكذيب فقط (جهمية)
7 - الكفر لا يكون إلا بالاعتقاد أوالجحود والاستحلال، ويستشهدون بقول الطحاوي رحمه الله في عقيدته: ((ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب، مالم يستحله)).
(والصواب أن يقال: الكفر يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد، ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب –دون الشرك أو الكفر-، مالم يستحله).
8 - ترك جميع أعمال الجوارح (جنس الأعمال كما يسميه ابن تيمية) ليس كفراً مخرجاً من الملة.
(ووجه كونه إرجاءً لأنه يلزم منه أن أعمال الجوارح ليست ركناً في الإيمان بل و لا عمل القلب كذلك، وهذا باطل لارتباط الظاهر بالباطن فيمتنع وجود عمل القلب مع انتفاء عمل الجوارح).
9 - أعمال الجوارح شرط كمال في الإيمان وليست ركناً ولا شرط صحة.
(والصواب في هذا أن يقال: جنس أعمال الجوارح ركنٌ في الإيمان، وآحادها – عدا الصلاة– من مكملاته)
10 - الأقوال والأعمال الكفرية ليست كفراً ولكنها تدل على الكفر.
11 - المكفرات القولية والعملية المخرجة من الملة هي ما كان مضاداً للإيمان من كل وجه أو ما كانت دليلاً على الكفر، وجَعْلُ مناط التكفير كونها مضادةً للإيمان من كل وجه أو كونها تدل على ذلك.
(والصواب أن يقال: المكفرات القولية والعملية المخرجة من الملة هي ما دل الدليل على كونها كذلك، وهي مضادة للإيمان من كل وجه وتدل على كفر الباطن، ولا بد) فتأمل الفرق.
12 - جعلهم الشهوة وعدم القصد من موانع التكفير.
(ووجه كونه إرجاءً أن مآله إلى حصر الكفر في الاعتقاد، أما إن عُني بالقصد: العمد المقابل للخطأ فنعم، فالخطأ من موانع التكفير، لكن ليُعلم أنه يكفي أن يقصد (يتعمد) عمل الكفر، ولا يلزم منه أن يقصد الوقوع في الكفر)
13 - ترك الصلاة ليس كفراً لأنه من أعمال الجوارح، وعمل الجوارح شرط في كمال الإيمان.
(ووجه كونه إرجاءً أن قائله لا يكفِّر بالعمل وإنما الكفر عنده اعتقاد فقط، فمسألة الصلاة من أظهر المسائل التي أجمع الصحابة على كفر تاركها، أما لو رجَّح عدم كفر من يصلي تارة ويترك تارة لأدلة شرعية لديه –كما قد وقع من بعض السلف- أو أن الإجماع لم يبلغه، فهذا لا صلة له بالإرجاء).
ومن هنا يُعلم خطأ ما يردده البعض من مقولةٍ لبعض السلف: ((من قال إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وأنه يزيد وينقص، فقد بريء من الإرجاء كله، أوله وآخره)).
وهي مقولة حق ولا شك ولكن على فهم قائليها، وهو أنَّ العمل والقول والاعتقاد أركان في الإيمان لا يجزيء أحدها عن الآخر، وإلا فمن قال ذلك وهو لا يرى أعمال الجوارح ركناً في الإيمان، أو قال ذلك وهو يحصر الكفر في التكذيب والاستحلال فإنه قد نطق بما قاله السلف في تعريف الإيمان لكن لا على الوجه الذي أرادوه، وهذه العبارة شبيهة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" فما يقول هؤلاء فيمن قالها ولم ينطق بشطر الشهادة الآخر –محمد رسول الله-، أو قالها وارتكب ناقضاً من نواقضها، فهذه كتلك. ولهذا حذَّر أهل العلم من بعض الكتب وأنها تدعو إلى مذهب الإرجاء، مع تبنيها أن الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص. والله أعلم.
انظر: هامش شرح ((العقيدة الواسطية)) للعلامة محمد خليل هراس الطبعة الرابعة (ص263) تعليقاً على كلام شيخ الإسلام في مسائل الإيمان.
*******************
· و اعلم أن هناك سماتٍ من اتسم بها أو ببعضها فهو خارجي، أو وقع فيما وقعت فيه الخوارج من الغلو:
1 - تكفير صاحب الكبيرة
2 - تكفير من وقع في معصية وأصر عليها.
3 - القول بأن الإيمان شيء واحد لا ينقص، فإذا ذهب بعضه ذهب كله.
4 - جواز الخروج على الحاكم المسلم لجوره وظلمه، وإن لم يُرَ منه كفرٌ بواحٌ.
(ووجه كونه خارجية، أنه قد استقر رأي أهل السنة والجماعة على عدم جواز ذلك، وخالفت الخوارج))
5 - عدم العذر بالجهل مطلقاً.
((والصواب أنَّ الجهل قد يكون عذراً وقد لا يكون؛ ففيه تفصيل))
6 - تكفير كل من حكم بغير ما أنزل الله ولو في قضية معينة.
((والصواب: التفريق بين التشريع العام وجعله ديناً متبعاً وقانوناً ملزماً وبين جعل الشريعة الإسلامية هي الدين المُلْزِم، ومخالفتها وعدم الحكم بها في قضية أو قضايا معينة))
7 - التسرع في تكفير المعين دون مراعاةٍ لتحقق الشروط وانتفاء الموانع.
مقتبس من هامش شرح ((العقيدة الواسطية)) للعلامة محمد خليل هراس الطبعة الرابعة (ص267) تعليقاً على كلام شيخ الإسلام في مسائل الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم تميم]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 08:35]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
أفدتم ..(/)
حمل كتاب ((عبارات راقيات)) من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ـ[الان عثمان]ــــــــ[26 - Nov-2009, صباحاً 06:19]ـ
السلام عليكم
هذا الكتاب حملته من بعض المواقع , من تجميع الأخ راشد بن عبدالرحمن بن رِدْن البِداح جزاه الله خيرا , بس لو أن بعض الأخوة جعله ب د ف حتى يكون محفوظا و مرتبا و بارك الله فيكم.
(أي من الأخوة عنده معلومة على الأخ المؤلف يكتب لنا أو يدلنا عليه).
alanothman@yahoo.com
http://www.4shared.com/file/159955255/c84e05ca/__online.html(/)
الجواب عن شبهة أن الشرع حث على النظافة مع أنه يحث على نقيضها للحاج والمعتمر؟
ـ[الدكتور أبو عطاء]ــــــــ[27 - Nov-2009, صباحاً 04:06]ـ
تتأسس المرجعية الدينية على بنية حجاجية قادرة على دحض الشبه التي تعتري أبناء جلدتنا و ديننا الحنيف في مختلف العبادت التي يتقربُ بها المسلم،،، ومما أثير حول منسك الحج - جهلا- شبهة مفادها السؤال التالي: الشارع يحث على النظافة في حين أنه يحث على نقيضها موسم الحج عندما يسنُّ للحاج و للمضحي على السواء عدم قص الشعر و قص الأظافر،،،فهل من توضيح يهز أركان هذه الشبهة التي تعلق بها أحدهم؟ جزيتم عنا خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Nov-2009, صباحاً 05:20]ـ
لا تضاد بين ما جاء من الحثِّ على الطهارة والنظافة في أحكام الشرع الكثيرة في الحياة العامة وبين ما جاء من الحث على البذاذة (وهي التقشف وترك التنعُّم).
(وليس فيه تركًا للنظافة والطهارة)، كما في الحديث: (البذاذة من الإيمان) ..
والحاج أوالمعتمر لا يتركان الطهارة والنظافة في الحقيقة، إذ يشرع له التطهر والتنزه من النجاسات الحسِّيَّة والمعنويَّة، وتركه التطيب وقص الشعر والأظفار خلال هذه الفترة اليسيرة ليس من النجاسة الشرعية.
وترك التنعم في فترة يسيرة خلال أداء منسكه لا يتنافى مع النظافة والطهارة، بدليل أنَّه يقوم قبل ذلك وبعده بما يفعله عادة من قص شعره وأظفاره والتطيُّب عند تهيؤه للإحرام.
ومنعه بعد ذلك من هذه الأمور فيه تذكير له بنعمة الله عليه، ويتحقيق المساواة بينه وبين غيره من عامة الناس في اللباس والهيئة والبذاذة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 02:25]ـ
بارك الله فيكم .. أضيف - بيانا لما تفضل به الشيخ عدنان حفظه الله - أن عدم قص الشعر والأظافر ليس يلزم منه القذارة عقلا، يعني لا يقول عاقل بأن مجرد إعفاء الشعر = قذارة!! وإلا لكانت نساء العالمين قذرات مهما تنظفن!! ولم يقل عاقل كذلك إن ترك قص الأظفار لعشرة أيام أو حتى لأسبوعين يلزم منه القذارة!! بل لو قصها قبل الإحرام مباشرة ثم امتنع عنها خلال أيام الحج لربما لم يشعر أنها قد زادت شيئا يذكر بعد انقضاء تلك الأيام أصلا، وإن زادت فالشارع لا يمنعه من تنظيف يديه، بل يشرعه له!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 02:38]ـ
ومما تناسب إضافته ههنا للفائدة أن هذا الرد - نفسه - يجاب به على الذين يدعون أن إعفاء الجنود للحاهم في الجيش يتسبب في قذارتهم وفي زيادة الحشرات في المعسكرات ونحو ذلك مما يدعون! فالذي أمر بإعفاء اللحية هو نفسه من حبب - وعند بعض الفقهاء أوجب - على المسلم تخللها بالتنظيف في كل وضوء وفي الأغسال وحبب له العناية بها تنظيفا وتجميلا .. فلا يقول عاقل إن مجرد إعفاء اللحية يلزم منه جمعها للحشرات وفضلات الطعام وما إلى ذلك! إنما هو الفرق بين إنسان نظيف وإنسان قذر، لا بين رجل ملتح ورجل حليق، والله المستعان.
ـ[الخانيونسي]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 07:00]ـ
وهنا شيء آخر .. زيادة على ما قاله الأخوان الفاضلان وهو:
أن الحج ضرب من الجهاد ومن شأن الجهاد أن يكون مشتملاً على الشعث
وهو يتضمن الدربة على الاستعداد للاخشوشان والصبر الذي يهيء المرء للتقلل
من الدنيا والقتال في سبيل الله تعالى
والإسلام دين واقعي يراعي كل مسألة بقدرها ولا يرنو إلى صنع مسلم مفرط في المثاليّة
ثم إن الله نصّ على على مقصد النظافة بعد هذا فقال "ثم ليقضوا تفثهم"
فعلم أن هذا هو الأصل وأن ما يعتري الحاج من أذى فهو محتمل ومؤقت وليس مقصوداً بذاته
من جنس المشقة التي تصاحب المأمورات أو بعضها ليست مقصودة لذاتها
ولكنها متضمنة لتدريب المسلم على أن يكون مستجيبا لربه مطواعاً له وإن خالف طبعه وهواه
والله أعلم(/)
ما هو مفهوم الفطرة؟
ـ[سليمة الجزائرية]ــــــــ[27 - Nov-2009, مساء 07:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
- قال الله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (الروم:30)
- وقال أيضا: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ" الأعراف 172
- قال رسول الله: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أوينصرانه، أويمجسانه).
إنطلاقا من هذه النصوص النقلية أريد معرفة ما هو الرأي الراجح في مفهوم الفطرة؟
*هل هو دين الاسلام - كما قال أهل التفسير-؟ وكيف ذلك؟.
* أم هو السلامة من الاعتقادات الباطلة وقبول الاعتقادات الصحيحة؟
* أيضا منهم من قال أنها " الاستعداد والقابلية للإسلام لا الإسلام بعينه؟؟؟
فرجااااااااااء أفيدوني بعلمكم أو أرشدوني إلى مراجع تُزيل الابهام وتُنير الأفهام.
والسلام عليكم.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Nov-2009, مساء 09:26]ـ
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=138&aid=3770
ـ[أم تميم]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 05:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
للشيخ يوسف الغفيص - حفظهُ الله - كلام نفيس عن الفطرة ..
تكلَّم عنها في معرض شرحه للأدلة التي تشهد لمسألة العلو ..
في الشريط الثالث عشر من شرح العقيدة الواسطيَّة ..
قال فيه ..
/// دلالة الفطرة هي معنى من القوة يكون مع الإنسان عند وجوده ..
ولهذا دلالة الفطرة سابقة لدلالة العقل ..
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)
يولد على الفطرة: أي على الإقرار بالتوحيد، وهنا يقول أهل العلم: إن توحيد الربوبية - مثلاً - فطري؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (كل مولود يولد على الفطرة ... ) مع أن المولود عند ولادته لا يتمتع لا بالعقل الضروري ولا بالعقل النظري؛ لأن قوة العقل لم تتكون عنده، فدل الحديث على أن الفطرة قوة من المعنى الوجودي ثابت في النفس عند الخلق، فكما أن الإنسان يولد وله يد، فهو يولد وفيه فطرة.
قد لا يستطيع العقل أن يفقه عن مدرك الفطرة أكثر من هذا، لكنها شيء قائم، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) مع أنه عند تهوده وتنصره أو تمجسه، يكون قد شهد مدرك العقل، ولهذا لا يمكن أن الأبوين يهودان الصبي إلا عندما يكون عنده التمييز العقلي، حتى يفقه أن هذا مسلم وأن هذا يهودي ...
/// والفطرة تدل على عامة الأصول الشرعية أو تقتضيها ..
وفرق بين الجهتين:
الجهة الأولى: أن تكون الفطرة دلت على طلب هذا الأصل.
الجهة الثانية: أن تكون الفطرة دلت على قبوله عند طلب الشارع له؛ بمعنى أن الفطرة تقتضيه ..
ولهذا عامة التشريع تقتضي الفطرة طلبه ابتداءً أو تقتضي قبوله عند طلبه، ولا تنافيه، لكن الفطرة ابتداء لا تعين تفصيل مسائل الشريعة، فالفطرة لا يمكن أن تعين أن الصلوات خمس، وأن صلاة الضحى ركعتان إلى ثمان، وأن الظهر أربع .. إلخ
الفطرة تقتضي وتطلب التعبد لله كجملة، الخضوع لله كجملة، العدل كجملة، لكن تفاصيل مسائل العدل المالية لا تتوصل إليها الفطرة قبل ورود الشرع ..
إذن الفطرة هي معاني كلية من هذا الوجه، إما أنها تقتضي الطلب، كاقتضاء الفطرة للتوحيد، وكل الأصول الكلية من الدين كالتوحيد تدل عليها الفطرة طلبًا، أي أن الفطرة ترغب في تحصيلها، وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام:
(كل مولود يولد على الفطرة) وقوله تعالى: {وإذ أخذَ ربُّكَ من بني آدمَ من ظهورهم ذريَّتَهُم} [الأعراف:172]
وقد تكون الفطرة دون درجة الطلب، ولكنها تقتضي الموافقة عند وجود الشيء تشريعًا أو خبرًا. هذا ما يتعلق بذات الفطرة ..
وعليه ندرك أن التوحيد -توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات- تدل عليه الفطرة، ولا يصح أن يقال إن الفطرة لا تدل إلا على توحيد الربوبية، فهذا الكلام غلط شديد، بل الفطرة تدل على توحيد الله، وتوحيد الله هو معنىً كلي واحد كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهُ الله -: (توحيد الله معرفته وعبادته) ..
وإنما قسم أهل العلم رحمهم الله التوحيد إلى هذه الأقسام الثلاثة، أو إلى توحيد المعرفة والإثبات، وتوحيد الإرادة والقصد من باب التراتيب العلمية.
ولهذا يقال: إن توحيد الله سبحانه وتعالى -سواء كان جهة ربوبيته أو جهة ألوهيته أو جهة أسمائه وصفاته- هو من حيث أصله الكلي ثابت بالفطرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[19 - Dec-2009, صباحاً 12:01]ـ
كلام نفيس للعلامة يوسف الغفيص -حفظه الله-
حفظكم الله على النقل الطيب
ـ[لطفى]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 03:44]ـ
قرات للامام الاكبر محمدالطاهر بن عاشور فى كتابه العظيم مقاصد الشريعة الاسلامية كلاما نفيسا عن مفهوم الفطرة بامكان السائلة الانتفاع منه
ـ[سليمة الجزائرية]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 06:20]ـ
جزاكم الله خيرا اتضح المفهوم إن شاء الله.(/)
الموحّدون من النصارى: أصولهم، واقعهم، معاناتهم - للعلاَّمة سفرالحوالي شفاه الله وحفظه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 10:37]ـ
_
(الموحِّدون من النصارى) أصولهم، واقعهم، معاناتهم
للشيخ العلاَّمة د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي .. حفظه الله تعالى وجمع له بين الصِّحَّة والأجر
في ظل الصراع بين الإسلام والغرب الذي تتضح ملامحه يوماً بعد يوم، وتجتهد قوى مؤثرة في الغرب في إيقاده، يبدو جهل الغرب بالإسلام من أهم أسباب إخفاقه في التعامل مع قضايا الصراع؛ حيث يتعامل وفقاً لصورة نمطية مقتضبة. ولكيلا نقع في الخطأ نفسه، ينبغي للأمة الإسلامية أن تعرف خصمها معرفة مفصلة، بدلاً من النظر إليه باعتباره كتلة واحدة ذات توجه واحد، ومن أهم أسباب المعرفة المطلوبة: ربط اتجاهات الصراع بأصولها العقدية، وقياس مدى تأثير تلك الأصول في توجيه الصراع، لا سيما وقد بدأ الغرب يتمايز، وقد تزيده المرحلة القادمة تمايزاً.
وهذه المقالة تلقي الضوء على طائفة نصرانية تكاد تكون مجهولة لدى المسلمين، مع أهميتها عقدياً وعراقتها تاريخياً؛ فقد كان منها خمسة من رؤساء الولايات المتحدة، فضلاً عن حضورها الثقافي والسياسي في الساحة الأمريكية؛ فهم يمثلون دينياً النقيض للحركة الأصولية المتطرفة، وهم في الجملة محسوبون كجزء من التيار الليبرالي الذي لا يرى صراع الحضارات حتماً، ويرفض المشروع الصليبي المسمى «الحرب على الإرهاب».
/// المقصود بالموحّدين من النصارى:
لا توحيد ـ على الحقيقة ـ إلا ما أرسل الله به رسله وأنزله في كتبه، وهو الإيمان بأن الله ـ تعالى ـ واحد، وعبادته وحده لا شريك له؛ فهذا هو التوحيد المطلق. أما إذا قُيِّد بطائفة أو أحد من الناس فهو بحسب من يضاف إليه. ونحن هنا حين نتحدث عن الموحدين من النصارى فإننا نعني بها الفرقة النصرانية التي تعتقد أن الله واحد، وأن المسيح رسول الله، وترفض التثليث، وتتمثل في كنيسة (جماعة دينية) تؤمن بالوحي والعبادة، وبذلك يتميزون عن عامة الكنائس النصرانية التي تؤمن بعقيدة التثليث المنصوص عليها في قانون الإيمان الذي أقرّه مجمع «نيقية» (1)، كما يتميزون في العصر الحديث عن منكري التثليث على أساس إنكار الخالق ـ تعالى ـ مطلقاً، أو على أساس إنكار الوحي مع الإقرار بالخالق؛ لأن هؤلاء على الحقيقة ليسوا من النصرانية في شيء، وإن كان هذا التمييز غير جلي في تاريخ الفكر الغربي الحديث كما سنرى.
/// أصولهم وأسماؤهم:
تعود جذور عقيدة الموحدين النصارى إلى الدين نفسه الذي علَّمه المسيح عليه السلام، وهو الإسلام في العقيدة، واتباع التوراة في الشريعة؛ فهم في الأصل الطائفة التي آمنت من بني إسرائيل كما قال ـ تعالى ـ: {فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ} [الصف: 14] وتمسكوا بالإيمان الذي أعلنه الحواريون كما في قوله ـ تعالى ـ: {نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52] وظل بعضهم على هذا الإيمان إلى البعثة المحمدية، وخلط آخرون ذلك بأنواع من البدع من قبل البعثة وبعدها لا مجال لتقصِّيها الآن.
ومن أسمائهم «الناصريون»: إما نسبة إلى النُّصرة وهو الأقرب؛ كما في الآية، وإما إلى (الناصرة) البلدة التي ينسبون إليها المسيح عليه السلام، فيقولون: (يسوع الناصري)، وفي انتسابهم هذا إعلان لبراءتهم من البدع التي أحدثها بولس وأتباعه.
أما الاسم الذي ظلوا يشتهرون به حتى مطلع العصر الحديث فهو «الآريوسية» ـ أو «الأريانية» ـ نسبة إلى آريوس، أو «السوسنيانية» نسبة إلى «سوسنيان» الذي سنأتي على سيرته.
وقد كان للاضطهاد الذي نالهم من المخالفين أثره في تشويه تاريخهم وطمس كثير من معالمه. فوقع خلط كبير بينهم وبين غيرهم من الفرق المنشقة عن الكنيسة الملكية الرومانية التي تسمي المنشقين جميعاً «هراطقة».
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك أنك تجد من لا يفرق بينهم وبين «النسطورية» أو «اليعقوبية» وربما كان سبب ذلك أن الكنيسة الرومانية الملكية الكاثوليكية كانت تنبزهم بأنهم نسطورية أو يعقوبية، وفي الوقت نفسه تنبز النسطورية واليعقوبية بأنهم «موحدون» لتخرجهم من النصرانية وتكفِّرهم عند العامة. وشبهتها في هذا أن النَّسطورية مع اعتقادهم التثليث ينكرون أن يقال عن مريم: والدة الإله، ويقولون: إنما ولدت الناسوت وليس اللاهوت؛ فكفّرتهم الكنيسة الملكية بذلك، واشتبه الأمر على كثير من الباحثين ـ وبعضهم من الموحدين الأوروبيين أنفسهم ـ فظنوا أن النَّسطورية في الشرق يعتقدون أن عيسى ـ عليه السلام ـ مجرد بشر؛ فهم بذلك موحِّدون.
أما اليعقوبية فهم مع اعتقادهم التثليث ينكرون أن يكون للمسيح طبيعتان، ويجعلونها طبيعة واحدة «إلهية» فكفَّرتهم الكنيسة الملكية بإنكار التثليث في نظرها.
ومن هنا أخطأ كثير من الباحثين أيضاً فظنوا ما جعلته الكنيسة توحيداً على سبيل التهمة هو التوحيد الذي عليه الموحدون.
أما نسبة الموحدين إلى «أريوس الإسكندري» و «بولس الشمشياطي»، فهي أقرب إلى الصواب، من جهة أن المنسوب إليهم في كتب النصارى هو إنكار لاهوت المسيح ـ لا سيما الأول منهما ـ على أن وصف الناصريين يظل أصدق الأوصاف وأبعدها عما أحاط بالأوصاف الأخرى من اضطراب.
/// اضطهادهم:
تعرض الموحدون لاضطهاد هائل من الكنائس الرسمية، ولعنتهم المجامع النصرانية المخالفة، ووصمتهم بالكفر والهرطقة، ومزقتهم كل ممزق. ومن هنا ـ مع ما أصاب بعضهم من الابتداع ـ صدق على المتمسكين منهم أنهم «بقايا» كما جاء في الحديث: «إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب» (1) وفي قوله ـ تعالى ـ: {مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [آل عمران: 113] فإن من كانوا على بقية من الحق عند بعثته -صلى الله عليه وسلم- أعم من أن يكونوا من أتباع المسيح ـ عليه السلام ـ فحسب؛ وذلك أن كثيراً من اليهود خارج فلسطين لم تبلغهم دعوة المسيح عليه السلام، أو لم يتبينوا حقيقة رسالته، وظلوا على الحق الذي في التوراة حتى أشرق نور الإسلام (2).
فلما ظهر نور الإسلام وأضاء ما بين الخافقين دخل أكثر الموحدين فيه وبقيت منهم بقية على حالها وكانت على صنفين:
الأول: من بلغته دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤمن به، وعن هؤلاء يقول العالم المهتدي الحسن بن أيوب من علماء القرن الرابع الهجري: «ولما نظرت في مقالات النصارى وجدت صنفاً منهم يعرفون بالأريوسية يجردون توحيد الله ويعترفون بعبودية المسيح ـ عليه السلام ـ ولا يقولون فيه شيئاً مما يقوله النصارى من ربوبية ولا بُنُوة خاصة ولا غيرهما، وهم متمسكون بإنجيل المسيح، مقرون بما جاء به تلامذته والحاملون عنه. فكانت هذه الطبقة قريبة من الحق، مخالفة لبعضه في جحود نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ودفع ما جاء من الكتاب والسنة» (3).
والآخر: من لم تبلغه الدعوة لبعد الشُّقَّة، أو بلغته على الصورة البالغة التشويه التي نشرتها الكنيسة الحاقدة على الإسلام ولا سيما كنيسة روما.
والثابت تاريخياً أن التوحيد كان عقيدة منتشرة في أوروبا في القرون الميلادية الأولى، لكن اختلفت أحوال الشعوب الموحِّدة، فبعضها مثل «الأيرلنديين» استطاعت الكنيسة البابوية استئصاله قبل الإسلام، وبعضها مثل «الأندلسيين» ظهر الإسلام والحرب لا تزال قائمة بينهم وبين روما.
ومن الظواهر البارزة في التاريخ الديني الأوروبي أن الشعوب البعيدة عن تأثير السيطرة الرومانية كانت أقرب إلى الفطرة، ومن ثَمَّ أكثر قبولاً للتوحيد من غيرها، وربما كان الاضطهاد الذي مارسه الرومان على الشعوب الخاضعة لهم أعظم أسباب قلة الموحدين فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي بريطانيا كان الموحدون أول من أدخل النصرانية إلى الجزر البريطانية، وكان لهم فيها تاريخ طويل حتى انتقال مركزهم إلى أمريكا كما سيأتي. وفي إيرلندا كان الناس يدينون بالتوحيد ويعملون بشرائع التوراة، بل يسمون أنفسهم «ناصريين» حتى غزاهم الرومان في القرن الخامس الميلادي، واستأصلوا عقائدهم، وأحرقوا أناجيلهم المعروفة بالأناجيل «السلتية» (1)، التي كانت خالية من عقيدة التثليث. وفي الأندلس ظلت الحروب بين الرومان وبين الموحدين حتى ظهور الإسلام، ويعزو المؤرخون من شرقيين وغربيين سرعة انتشار الإسلام هناك إلى أنهم كانوا في الأصل على التوحيد.
وإجمالاً يمكن القول: إن تاريخ شعوب أوروبا الغربية وشمال أفريقية قبل الإسلام تاريخ للصراع بين الكنيسة الرومانية وبين الآريوسية ويشمل ذلك القوط والفاندال والسلت والبربر وغيرهم (2).
يقول سلفستر شولر: (من المعلوم أن جميع البرابرة الذين استقروا على ضفاف الدانوب وعلى ضفاف الإمبراطورية (الرومانية) قد اعتنقوا أمة بعد أمة المسيحية الآريوسية ... وهكذا أخذت الآريوسية تجتاح البلاد التي يقيم فيها البرغوند والسويف والفندال واللومبارد، وغدت ديانة هذه الشعوب الوطنية) (3)، هذا عدا انتشار الموحدين في مصر وبلاد الشام والعراق وفارس والحبشة ومليبار.
ثم كان أبرز الأحداث في تاريخ الموحدين هو قيام مملكة لهم في رومانيا في القرن السادس عشر؛ حيث كان الملك «جون سيقموند» المتوفى سنة 1571م موحداً، ولا يزال فيها أكبر تجمّع للموحِّدين في العالم بعد الولايات المتحدة؛ حيث يبلغ عددهم ثمانين ألفاً. وفي بولندا تكاثر الموحِّدون حتى أرغمهم البرلمان سنة 1658م على اعتناق الكاثوليكية (4)، إلا من فرّ منهم إلى هولندا وإنجلترا، وهناك التقوا مع الفارين من الأندلس بعد سقوطها في يد الملكين الكاثوليكيين «فردِنَنْد» و «إيزابيلا».
وفي فرنسا ظهر الموحدون سنة 1550م باسم «الهجونوت» إلا أن الكاثوليك شنوا عليهم حرباً ضروساً في أيام الملكة «كاترين» وابنها «هنري» حتى استأصلوهم سنة 1572م إلا من استطاع الفرار إلى هولندا ثم إلى أمريكا (5).
/// روافد وأشباه:
فيما بين عقيدة الموحدين ـ هؤلاء ـ وعقيدة الطائفة الملكية (6)، وهي الطائفة النصرانية الكبرى المتحكمة في الإمبراطورية الرومانية، يوجد عقائد كثيرة تأثرت بالمد الإسلامي العظيم؛ إذ كان استعلاء الإسلام ووضوح حجته قد بهر العالم أجمع، فحرصت كل ملة على أن تفسر عقيدتها وإيمانها بما يشبهه أو يقاربه، حتى إن الطائفة الملكية نفسها أصبحت تدعي التوحيد على تفسير خاص لها (7).
وقد بلغ التأثير ذروته في الحركتين المشهورتين في التاريخ الأوروبي، وهما: حركة تحريم الصور والتماثيل، والحركة الإصلاحية.
وقد وفّر كلٌّ منهما نوعاً من الغطاء لعقيدة الموحدين التي كانت تظهر وتختفي بمقدار الحرية المتاحة لها.
1 - حركة تحطيم الصور والتماثيل:
ظهرت هذه الحركة بظهور الإسلام الذي كان حكمه حاسماً جداً في هذا الشأن؛ فعندما عاد المهاجرون إلى الحبشة وذكروا للرسول -صلى الله عليه وسلم- ما رأوا في الكنائس الحبشية ـ وهي يعقوبية المذهب ـ قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً، وصوَّروا فيه تلك الصور؛ أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة» (8).
وهكذا طمس المسلمون ـ وحطموا ـ الصور والتّماثيل والصّلبان ليس فقط في الكنائس التي أسلم أهلها أو فتحوها عنوة، بل في كل مظاهر الحياة، وبذلك استيقظت الحركة الكتابية التي كانت تفعل ذلك قبل الإسلام عملاً بما جاء في الوصية الثانية من الوصايا العشر في التوراة (9).
وقد بلغت هذه الحركة أوجَها في عهد الإمبراطور البيزنطي (قسطنطين الخامس) الذي عقد مجمعاً خاصاً لذلك في القسطنطينية سنة 754م. ونلاحظ أن الإمبراطورية الشرقية البيزنطية هي الأكثر تأثراً؛ وذلك لقربها من دار الإسلام.
2 - الحركة الإصلاحية:
(يُتْبَعُ)
(/)
تأخر ظهور الحركة الإصلاحية في الإمبراطورية الغربية، بسبب بعدها الجغرافي عن دار الإسلام، والحُجُب الكثيفة من الافتراء والتشويه التي فرضتها الكنيسة الكاثوليكية على أوروبا الغارقة حينئذ في الجهل والهمجية، ولكن الاتصال بالمسلمين الذي حدث من طرق شتى - منها مراكز الحضارة الإسلامية في جنوب أوروبا، والحروب الصليبية، والتعامل التجاري، وغيرها ـ أدى إلى ظهور الحركة الإصلاحية البروتستانتية، التي كانت فاتحة التاريخ الأوروبي الحديث، والتي أحدثت زلزالاً هائلاً في الكنيسة الغربية، بل في الحياة الأوروبية عامة. إلا أن تأثيرها الإصلاحي لم يمسّ الجوهر (عقيدة التثليث) بل اقتصر أساساً على الحد من طغيان البابوات، وفساد رجال الدين عامة، وتحطيم الصور والتماثيل (1)، وتعديل بعض الشعائر والطقوس.
ويتمثل تأثيرها التاريخي الهائل في تأسيس كنائس جديدة منسوبة لزعماء الحركة، مثل «لوثر» «كالفن» «زونجلي» وكانت الاستجابة الواسعة لها تمثيلاً عميقاً لما عانته النفسية الأوروبية من كبت وضجر تحت سيطرة الاضطهاد البابوي، ولكنها ما لبثت أن ارتكبت كل الخطايا التي ارتكبتها كنيسة روما، ولا سيما اضطهاد المخالفين، وربما زادت عليها أحياناً، وهو الأمر الذي أدخل أوروبا في دوّامة من العنف لم يشهد لها التاريخ العالمي مثيلاً. وحدث من الفظائع والمنكرات ـ من الطرفين ـ ما اقشعرت لها أبدان المؤرخين، ووصفوها بأنها وحشية تترفع عنها الوحوش. وقد نالت هذه الوحشيةُ طائفةَ الموحدين التي انتهزت ـ بادئ الأمر ـ فرصة الصراع وانكسار باب السجن الكاثوليكي لتخرج في جملة من خرج من المأسورين، ولكن الاضطهاد الذي حلّ بها من قِبَل البروتستانت كان أفظع مما تصورت، بل كان مثار دهشة المؤرخين الغربيين ولا يزال.
/// الموحدون والحركة الإصلاحية النصرانية:
كان أعداء الموحدين ـ من الكاثوليك والبروتستانت سواء ـ ينبزونهم بلقب «سوسنيانية» نسبة إلى رجل دين إيطالي يدعى «سوسنيان» أو «سوسنيوس» (1539ـ 1604م) (2)، ظهرت آراؤه في عنفوان الثورة البروتستانتية على الكنيسة الكاثوليكية بقيادة زعيميها الشهيرين «مارتن لوثر» و «كالفن».
وكان «كالفن» ينافس «لوثر» في تزعّم الإصلاح، إلا أنه كان أكثر منه اعتماداً على التوراة ـ لا سيما في انتهاج القوة ـ وقد قرر كثير من المؤرخين أنه يهودي الأصل، ولعل هذا سبب خطأ من يظن أنه كان موحِّداً (3)، وقد عاصر من الموحدين غير «سوسنيان» الذي تنتسب إليه الطائفة «ميخائيل سرفت» صاحب الآراء المتناقضة والمحسوب على الموحدين، وإن كان بعض مؤرخي الفكر الغربي يجعلونه المؤسس.
اتخذ كالفن «جنيف» مقراً لدعوته، وحكمها حكماً لاهوتياً شديد الصرامة، ويقول «ديورانت»: (إن «كالفن» كان يرى في مذهب الموحدين بداية النهاية للمسيحية، وخشي هذه الهرطقة أكثر من أي شيء آخر؛ لأنه وجدها متفشية في مدينة «جنيف» ذاتها، وفوق كل شيء بين اللاجئين البروتستانت الفارين من إيطاليا، وهذه إشارة إلى سوسنيان وأمثاله). وقد بلغت فظاظة كالفن وبشاعة أحكامه حداً جعل أتباعه وأعداءه يشتركون في التعنيف عليه، وكان الموحدون أكثر المتضررين بذلك، ولا تزال مأساة «سرفت» تعد عند مؤرخي الفكر وصمة عار في جبين الإصلاحيين عامة و (كالفن) خاصة؛ فقد حكم (كالفن) على (سرفت) بأن يحرق حياً على نار بطيئة عقوبة له على إنكار التثليث سنة 1553م. وكان هذا ـ إضافة إلى نبز (لوثر) لـ (سرفت) بأنه «مراكشي» ـ دليل على أن الضغينة عليه كانت بسبب تأثره بالإسلام أكثر من كونه كافراً بالتثليث؛ إذ يقول ديورانت (4)، بعد أن نقل فقرات من كلامه: (إن مفهومه عن المسيح قريب جداً من مفهوم محمد) فنظراً لأصله الأسباني وقراءته للقرآن، واطلاعه على العقائد الإسلامية كان يستحق عندهم أن ينزل عليه أشد العقاب، فيكون عبرة لغيره من الخارجين على عقيدة (لوثر) و (كالفن).
كان (سرفت) في أول الأمر مندفعاً جداً في الثورة على النصرانية، فألّف كتابه «خطأ التثليث» سنة 1531م وفيه شبّه الرب الذي يعبده النصارى بالصنم الخرافي الوثني «سربيروس» الذي كان أتباعه يعتقدون أن له ثلاثة رؤوس (5)، ولكنه آخر الأمر عاد ليكتب كتاباً عنوانه «إعادة المسيحية».
(يُتْبَعُ)
(/)
وسواء كان ذلك تراجعاً ظاهرياً أو اضطراباً في المعتقد، فالنتيجة أن ذلك لم ينقذه من العقوبة، وكان إحراقه نذيراً صارخاً لأصحاب مذهب التوحيد بالفرار إلى بلاد غير خاضعة للإصلاحيين، فاتجهوا إلى بولندا وهولندا ورومانيا ـ إقليم ترانسلفانيا ـ حيث كان الملك الموحِّد «جون سيقموند» يوفر حماية للفارين منهم في مملكته.
إن مصادر التوحيد لهذه المملكة مجهولة، والظاهر أنها من بقايا الأريوسيين وأن حياتهم في غابة إقليم «ترانسلفانيا» النائي وَقَتْهم شر التسلط الكاثوليكي، ومن المحتمل جداً وجود علاقة لهم بالمسلمين؛ فقد شهدت روسيا وأوروبا الشرقية مرحلة من التواصل مع المسلمين تميز في عهد الخليفة المقتدر العباسي وبعده (6).
على أن العقيدة التوحيدية ظهرت في أوروبا الغربية، ولا سيما في هولندا وبريطانيا، ومنها إلى أمريكا ضمن الخليط الناتج من الأفكار التي شهدها عصر التنوير الأوروبي الذي تُعَدُّ حركة التوحيديين أحد روافده، كما تعد أحد المستفيدين من ثورته.
/// عقائد عصر التنوير الأوروبي:
يسمى عصر الثورة العامة على المعتقدات الدينية النصرانية: (عصر التنوير)، وهو يشمل المرحلة ما بين اشتداد الحروب الدينية في أوروبا، وبين ظهور الثورتين الأمريكية والفرنسية، أي أن القرن الثامن عشر الميلادي ـ على سبيل التقريب ـ هو عصر التنوير الذي أحدث في الفكر العالمي عامة والغربي خاصة زلزالاً لا تزال توابعه حتى الآن؛ فقد خلَّف آثاراً عظيمة في السياسة والاجتماع والأدب والفن. بيد أن أعظم آثاره تجلى في الصراع العنيف بين الكنيسة والعقل.
ولا ريب أن عصر التنوير يعد امتداداً طبيعياً لعصر النهضة الأوروبية الذي يدين بالفضل للإسلام؛ فقد كان تأثير الحضارة الإسلامية والثقافة الإسلامية واضحاً في إيطاليا منطلق النهضة الأوروبية الحديثة، بل هو أكبر أسباب النهضة؛ فقد كان الإمبراطور «فردريك الثاني» في القرن الثالث عشر عاشقاً للثقافة الإسلامية.
ولما رأت الكنيسة حرصه على تعلم العربية، وكثرة المسلمين في بلاطه، وتأثره الواضح بهم، أصدرت بحقه حرماناً وسمته «الزنديق الأعظم»، ولكن المؤرخين في الفكر يسمونه «أول المحدثين» تقديراً لريادته في الحضارة والإنسانيات (1).
وفي الأندلس كان التواصل الثقافي مستمراً خاصة مع أوروبا الغربية، لا سيما الجزر البريطانية التي كادت أن تسلم ـ حيث يتحدث التاريخ عن إسلام أحد ملوكها، وكذلك إسلام ملك النرويج، وهما حدثان جديران بالبحث والاهتمام ـ فلما استطاعت الكاثوليكية استرداد البرتغال وأسبانيا من المسلمين، وأقامت محاكم التفتيش، لجأ كثير من أصحاب الفكر الحرِّ إلى أوروبا الغربية، لا سيما هولندا التي ظهرت فيها العقيدة التوحيدية بوضوح إلى جانب العقائد الأخرى المتحررة من ربقة الكنيسة الرومانية.
وفي المرحلة التالية لم يقف الصراع الكبير الذي أحدثته الحركة الإصلاحية عند حد التمرد على البابا، بل انقلب تمرداً على كل العقائد الكنسيّة باسم «العقل» و «حرية التفكير» و «الدين المنطقي» و «الدين الطبيعي» ونحو ذلك من الشعارات التي كثرت في ذلك العصر واختلفت، وكان الجامع بينها رفض العقيدة النصرانية.
ومن هنا اختلط الأمر على الباحثين، وصعب التفريق بين منكري الدين كلِّه ـ أي من ينكر وجود الله تعالى ـ وبين من ينكر عقائد الكنائس النصرانية ـ لا سيما التثليث ـ لكنه يؤمن بالوحي والكتب المقدسة، وبين من يقف بين ذلك فينكر الكتب والقدر، ويعترف بنوع من الوحي والتعبد. وفي غمرة هذا الاختلاط نجد تفسيراً للتنازع الشديد في عقيدة بعض الأعلام المشهورين بالعلم والفكر والفلسفة مثل «جون لوك» «إسحاق نيوتن» «شارل ديكنز»، «روسو»، «داروين» فالكنيسة الموحدة تدعي أنهم من أتباعها، وغيرهم لا يسلم لها بذلك، بل يجعلونهم «ربوبيين» (2)، أو «لا أدريين» أو «طبيعيين» ... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان لبريطانيا نصيب الأسد في ظهور هذه العقائد، ويعزى ذلك إلى الحرية المحدودة فيها وإلى طريقة التفكير البريطاني؛ حيث يمثل الإنجليز غالباً ما سماه المفكر العالمي (علي عزت بيجوفتش): «الطريق الثالث خارج الإسلام»، فقد رفضوا العقيدة الكاثوليكية، لكنهم لم يتطرفوا فيذهبوا مذهب الملاحدة العقلانيين في فرنسا، ولم يندفعوا مع اللوثرية اندفاع الألمان، بل سلكوا طريقاً وسطاً ـ تماماً كما فعلت بريطانيا في العصر الحاضر، حيث لم تكن شيوعية مثل روسيا، ولكنها أيضاً ليست في الرأسمالية مثل أمريكا.
هناك ـ في بريطانيا ـ فشت عقيدة التوحيد هذه، وكادت تسيطر على مفكري عصر التنوير الإنجليزي، لولا أن منافساً ظهر أيضاً بقوة وهو دين الربوبيين ـ المؤمنين بالله مع إنكار الوحي ـ وكثيراً ما يقع الخلط بين هاتين العقيدتين، ويدعي أتباعهما أن رموز الأخرى هم من رموزها ـ كما سبق ـ. والواقع أن بريطانيا في ذلك العصر كانت تموج بالشك والتمرد بل التقلب والاضطراب لدى المفكر الواحد.
وكان أبرز الأحداث هو إعلان الموحدين لعقيدتهم في التوحيد صراحة في بيان وجهوه إلى طلاب جامعتي «أوكسفورد» و «كامبردج» سنة 1790م (3).
على أن أهمية الكنيسة في بريطانيا تتجلى في كونها المصدر الأكبر للحركة في أمريكا، وهنا لا بد من بيان الفرق بين أوروبا وأمريكا في هذا الشأن؛ فأوربا كانت هائجة مضطربة تنتقل من فعل إلى ردة فعل أعنف، وهذا يصدق على كثير من مفكريها مع شيء من الاعتدال يتسم به شمالها. أما أمريكا فجذورها الدينية واضحة؛ بحيث يمكن القول إن ملاحدة أمريكا أقرب إلى الانتماء الديني، وأن متديني أوروبا أقرب إلى الملاحدة.
وحين نصل إلى أمريكا نجد أنفسنا أمام تاريخٍ مستفيض، ووجود متميز للحركة الموحّديّة.
/// الموحدون في أمريكا:
تقول المصادر الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية إنها ثاني الدول الغربية تديناً بعد إيرلندا، ويقول المفكر إدوارد سعيد: (إن أمريكا هي أكثر دول العالم انشغالاً بالدين). والواقع أن بين الدين الذي أسست عليه هذه الدولة والدين الذي تدين به اليوم بَوْناً شاسعاً، وهذا يصدق على حركة الموحٍّدين الأولى وواقع الموحدين اليوم.
فالمؤسسون الأوائل لأمريكا كان منهم جمع غفير من المهاجرين بدينهم المتسمين باسم (الحجاج)، وقد تحملوا مشقة الرحلة الطويلة إلى بلاد نائية فراراً من الحروب الدينية الضروس التي اجتاحت أوروبا لا سيما منذ ظهور الحركة الإصلاحية، وكان من بين المؤسسين مفكرون وساسة يؤمنون بالتسامح، ويمقتون الاضطهاد بنفس المقدار الذي كان عليه مفكرو التنوير في أوروبا أو أكثر، وهكذا أسسوا الدولة الناشئة على مبدأ فصل الدين عن الدولة، لكن بسبب وبشكل يختلفان عما هو الحال عليه في أوروبا؛ ففي فرنسا مثلاً كانت الثورة الفرنسية معادية للدين، وكان فصل الكنيسة عن الدولة إقصاء للمتدينين، وسلباً لمكانة الكنيسة. أما في أمريكا فقد جعلوه صيانة للدين وحفظاً لمكانة الكنائس، وأتاحوا للمتدينين الحرية في الانتماء إلى الكنيسة التي يريدون، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تجاوزه إلى الاتفاق على نفي أن تكون الدولة نصرانية رسمياً (1)؛ وذلك أن المؤسسين الكبار كانوا يؤمنون بأفكار عصر التنوير وفلسفاته التي ذكرنا مع تفاوت بينهم في الالتزام الديني الشخصي بالذهاب إلى الكنائس أو الانتساب إليها. إلا أن كنيسة واحدة فقط كان الانتماء إليها ينسجم مع الأفكار التنويرية وهي الكنيسة الموحِّدة؛ بحيث يمكن القول إنه لو كان للحكومة الناشئة أن تختار ديناً رسمياً للدولة لما كان إلا دين الموحِّدين. وهذا ظاهر من استقراء عقائد الرؤساء الأوائل وعقائد المفكرين الأوائل مثل: بنيامين فرانكلين، ورالف أمرسن.
ففي سنة 1785م تحولت كنيسة الملك في بوسطن إلى كنيسة موحِّدة؛ حيث قرر أعضاؤها حذف الألفاظ الدالة على التثليث في الصلوات، ثم أسست كنيسة موحِّدية في «فيلادلفيا» سنة 1794م، وبعد ذلك حدث تحول آخر مهم، وهو انتقال كنيسة الحجاج التي أسست سنة 1620م إلى كنيسة موحِّدية سنة 1802م.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتوّجَ هذه الأحداث حدثٌ من أعظم الأحداث في التاريخ الديني النصراني، وهو قيام الرئيس الأمريكي الثالث «توماس جيفرسن» بتأليف إنجيل جديد هذَّب فيه الأناجيل المعروفةَ في نسخةٍ منقّحةٍ محذوف منها كل ما يدل على التثليث، كما حذف ما يدل على المعجزات ـ وهنا يظهر عليه أثر عقلانية عصر التنوير ـ إلا أن «جيفرسن» لم يكن منتمياً إلى كنيسة، ومن ثمَّ يحسبه الباحثون ـ غالباً ـ بين الفلاسفة لا بين المتدينين، ونحن سوف نتسامح في هذا الشرط عند ذكر رؤساء أمريكا من الموحدين عما قليل.
في سنة 1825م أسست المنظمة الموحدية في أمريكا، ثم أسس المجمع الوطني للموحدين في سنة 1865م، ولم تزل الحركة في صعود مستمر ـ لا سيما بين الطبقة المثقفة ـ حتى بلغ الذروة في تولي أحد الموحدين وهو (وليام تافت) رئاسة الولايات المتحدة، وأعقب ذلك تولِّيه رئاسة الكنيسة الموحدية سنة 1917م.
وآخر المشهورين من السياسيين الموحدين هو «ادلاي ستيفنس» المرشح الرياسي الذي كان وزيراً في حكومة جون كندي ـ الرئيس الكاثوليكي الوحيد للولايات المتحدة ـ وقد توفي سنة 1965م ولم ينجح في أن يصبح رئيساً.
إنه باسترجاع مرحلة تأسيس أمريكا يجدر القول بأن المسلمين بسبب تخلفهم الديني والحضاري حينئذ، قد فوَّتوا فرصة عظيمة حيث كانت الدولة الأمريكية الناشئة مهيأة لاعتناق التوحيد الحقيقي، والدخول في دين الإسلام، وإن شئت فقل: إنه كان يمكن أن يكون للمسلمين مكانة كبرى في ذلك المجتمع الجديد، لو أن الأمة والدعوة في ذلك الحين كانت في حال أفضل.
/// واقع الحركة الموحدية في أمريكا اليوم:
يمكن إيجاز الواقع في العقود الأخيرة بأنه انتشار للعقيدة وانتكاسة للكنيسة. أما العقيدة ذاتها (أي إنكار التثليث أو إنكار ألوهية المسيح) فقد تنامت حتى يمكن القول إنها عقيدة الأغلبية في أمريكا هذه الأيام، وفقاً لاستبانات كثيرة لا مجال للتفصيل فيها. وأما الكنيسة فقد تقلصت، بل انتكست ـ مع أن تقديراتها تقول إن لها زهاء ألف معبد ينتمي إليها حوالي 160ألف عضو ـ وانحرف كثير من أتباعها انحرافاً خطيراً؛ وذلك أن الغليان الفكري والاجتماعي في أمريكا لدى جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، أدى إلى ظهور موجة من التحلل والتفسخ والانقسامات الدينية الحادة والحركات المتطرفة، وشمل ذلك الكنيسة الموحِّدية التي تحولت تحولاً كبيراً إلى الاتجاه الليبرالي، واتخذت خطوة بعيدة بتوحدها مع «كنيسة الخلاص للجميع» «اليونيفرسالية»، وهي كنيسة تدعي التوحيد أسست سنة 1793م، والواقع أنها لا تؤمن بالتثليث، لكنها تؤمن بعقيدة الخلاص للجميع.
ومع تنامي موجة التحرر والانحلال، تحوّلت هذه العقيدة إلى إقرار عام لجميع الأديان والأفكار، وكان الاندماج بين الكنيستين سنة 1961م، ومن ثم بدأت مسيرة الذوبان مع كنائس كثيرة في بوتقة الليبرالية الحديثة التي تشمل تنوعاً مدهشاً من العقائد الشرقية والغربية (2) تعطي برهاناً ساطعاً على حاجة هذه الأمة إلى الدين الصحيح، وتلقي على كاهل المسلمين واجباً عظيماً في إنقاذ هؤلاء الحيارى في مجتمع يظل ـ بغض النظر عن مواقف حكومته ـ من أكثر مجتمعات العالم تقبلاً للإسلام وإقبالاً على التعرف عليه، ومما يزيد ذلك توكيداً أن الاتجاه المقابل للاتجاه الليبرالي ـ ونعني به الاتجاه الأصولي الصهيوني ـ قد أخذ في التقهقر، وقد يسقط سقوطاً سريعاً في حالة إخفاق (جورج دبليو بوش) في الفوز بالرئاسة ثانية، وهو احتمال وارد بعد تورطه في الحرب الصليبية المسماة «الحرب على الإرهاب» وما تضمنته من فضائح أخلاقية وإخفاقات سياسية وعسكرية أسهمت في كشف الوجه القبيح لأمريكا على المستوى العالمي.
إنها لمفارقة عجيبة أن تؤسَّس أمريكا لتكون تنويرية توحيدية، وينتهي بها الأمر لتكون إنجيلية صهيونية صليبية، ولكن هذا التحوّل البعيد ينبغي أن يفتح باب الأمل لأمة التوحيد الحقيقي لأن تجتهد في تحويلها إلى أمة مسلمة تعبد الله وحده لا شريك له، وتتخلى عن الغطرسة والاستكبار لتصبح أمة عدل وسلام؛ وذلك لا يكون إلا بالإسلام.
/// الرؤساء الأمريكيون الموحدون:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الرئيس الثاني «جون آدمز» تولى الرئاسة ما بين عامي 1797 ـ 1801م وإليه تنسب معاهدة طرابلس مع الرئيس الأول «جورج واشنطن» التي نفى فيها أن تكون الجمهورية الأمريكية الحديثة ـ حينئذٍ ـ دولة نصرانية، وعليه فهي ليست معادية للإسلام بأي وجه من الوجوه.
2 - الرئيس الثالث «توماس جفرسُن» تولى الرئاسة ما بين عامي 1801م ـ 1809م وكتب الإنجيل المعدل عام 1804م، وقد كان نائباً للرئيس الثاني «جون آدمز» وهو أكثر المؤسسين أثراً في تكوين الفكر الأمريكي، وكان «جيمس ماديسون» المشهور بأبي الدستور الأمريكي متأثراً بفكره، وقد عينه وزيراً في حكومته، ثم خليفة له في الحكم.
3 - الرئيس السادس «جون قوينسي آدمز» تولى الرئاسة ما بين عامي 1825م ـ 1829م وهو ابن الرئيس الثاني.
4 - الرئيس الثالث عشر «ميلارد فلمور» تولى الرئاسة ما بين عامي 1850م ـ 1853م.
5 - الرئيس السابع والعشرون «وليام تافت» تولى الرئاسة ما بين عامي 1909م ـ 1913م وهو الذي ترأس الكنيسة الموحدية عام 1917م توفي عام 1930م.
/// الموحِّدون في العالم:
خارج الولايات المتحدة ورومانيا توجد أقليات منتمية إلى كنيسة التوحيد في بلاد كثيرة أهمها جمهورية التشيك، وهنغاريا، والهند، والفلبين، وألمانيا، ونيجيريا، وكندا، وإيرلندا، وإسكندنافيا.
على أنه ينبغي أن يُعْلم أن الذين لا يؤمنون بالتثليث ولا يعتقدون ألوهية المسيح ولا يجمعهم الانتماء إلى هذه الكنيسة هم أكثر عدداً، وهم ينتشرون في هذه الدول وغيرها منتسبين إلى كنائس أخرى أو متحررين من أي نسبة. وهم منجم خصب للدعوة إلى الله، وسيظل هؤلاء جميعاً برهاناً ساطعاً على أن الإسلام هو دين الفطرة، وأن وعد الله ـ تعالى ـ بإظهاره حق. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].
___________________________
/// الهوامش:
(1) أشهر المجامع الكنسية وأعظمها خطراً عقده علماء النصرانية بطلب الإمبراطور قسطنطين الذي أراد توحيد الإمبراطورية على عقيدة مشتركة بين الوثنية والنصرانية؛ وذلك سنة 325م أي قبل الهجرة بثلاثمائة سنة تقريباً.
(1) جزء من حديث رواه مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه، رقم 2865.
(2) وهؤلاء صنف آخر من الموحدين ليسوا داخلين في موضوعنا.
(3) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ج3، ص 91.
(1) وتكتب أحياناً «الكلتية» نسبة إلى السلت أو الكلت، وهم مجموعة من الشعوب الأذربية كان لهم حضارة ما بين عامي 1200 ـ 200 قبل الميلاد، ولهم لغة وأساطير تميزهم عن الرومان واليونان.
(2) انظر سلفستر شولر في كتابه الضخم «الكنيسة قبل الإسلام»، ج 12 كله.
(3) المصدر السابق ج3 ص 81 ولاحظ تسميتهم جميعاً برابرة!
(4) انظر مادة سوسنيان في دائرة معارف كولومبيا المترجمة باسم الموسوعة العربية الميسرة.
(5) انظر التفصيل في قصة الحضارة، «ول ديورانت» ج 29 ص190 فما بعدها.
(6) والطائفتان الأخريان هما النسطورية واليعقوبية، وكلها تعتقد التثليث، وإن اختلفت في وصف الحلول أو الاتحاد بين الخالق والمخلوق.
(7) انظر مؤلفات سليمان الغزي، ومنها ج 3 ص 75، تحقيق المطران ناوفيطوس إدلبي.
(8) رواه مسلم، رقم 528.
(9) في سفر الخروج الفصل العشرون فقرة 3 ـ 5 «لا يكن لك آلهة أخرى أمامي ولا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة».
(1) انظر التفصيل في كتاب الإصلاح الديني في القرن السادس عشر.
(2) وقد درس اللغة العربية كما في قصة الحضارة ج 24ص 238. وانظر عنه وعن مقاومة الكنائس له، أزمة الضمير الأوروبي، بول هازار، تقديم طه حسين (ص96 - 97).
(3) مثل مترجمي كتاب «أزمة الضمير الأوروبي» هامش، ص 82.
(4) «ديورانت» 24/ 240 ـ 248، والموسوعة الفلسفية د. عبد الرحمن بدوي، مادة كالفن.
(5) في الأساطير اليونانية ولدت «أخيدنا» وهي نصف امرأة ونصف أفعى «سربيروس» ذا الرؤوس الثلاثة الذي عمل حارساً لهاديس حتى استطاع هرقل أن يأسره، وهرقل هذا في أساطيرهم هو ابن المعبود الأكبر «زيوس» وأشهر أبطال المثيولوجيا اليونانية ثم الرومانية» [انظر معجم الأساطير، ماكس شابيرو، ترجمة حنا عبود].
(6) أرسل الخليفة «لمقتدر» الرحالة المشهور «ابن فضلان» إلى ملك البلغار الذي أسلم، وراسل الخليفة وطلب أن يبعث إليه من يفقهه في الدين ويعلم قومه شرائع الإسلام، وقد وصل إلى تلك المملكة سنة 310 هـ 922م.
(1) انظر كتاب «الزنديق الأعظم»، تأليف: جاي ديس، ترجمة أحمد نجيب هاشم.
(2) الربوبية: أصح تعريب لمصطلح «دايزم»، والربوبيون: هم الذين يؤمنون بالله رباً خالقاً ولا يؤمنون به إلهاً معبوداً.
(3) للتفصيل طالع كتاب: «تراثنا الموحدي» تأليف: إيرل مورس ويلبر [بالإنجليزية].
(1) وقد ورد ذلك في وثائق رسمية منها المعاهدة بين حكومة الولايات المتحدة وولاية طرابلس (ليبيا) التي كانت شبه مستقلة، وهي وثيقة مهمة كتبت سنة 1218هـ، لكنني لم أستطع العثور على نصها العربي، والنص الإنجليزي في المادة (12) صريح في أن أمريكا ليست دولة نصرانية، ومن ثم فليس بينها وبين أي دولة محمدية علاقة عداء.
(2) مثل: الثيوصوفية، الأرواحية، عبادة الآلهة القديمة في مصر والشرق، السحر، وكذلك فلسفات حديثة مثل: العصور الجديدة، التطورية الجديدة، الفلسفة الخالدة، هذا غير مئات من النحل المنتسبة للنصرانية اسماً.
______________________________ ___
/// منقول من مجلة البيان:
http://www.albayan-magazine.com/bayan-204/bayan-19.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 04:15]ـ
بحثٌ نفيس، باركَ اللهُ في شيخنا سفر السِفر، و فيكِ شيخنا عدنان.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 03:08]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عدنان.
ونسأل الله أن يسبغ على الشيخ سفر وافر الصحة والعافية وأن ينفعنا به.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[19 - Jan-2010, مساء 10:52]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
وجزى الله الشيخ سفر الحوالى كل خير ونفعنا به
إنه باسترجاع مرحلة تأسيس أمريكا يجدر القول بأن المسلمين بسبب تخلفهم الديني والحضاري حينئذ، قد فوَّتوا فرصة عظيمة حيث كانت الدولة الأمريكية الناشئة مهيأة لاعتناق التوحيد الحقيقي، والدخول في دين الإسلام، وإن شئت فقل: إنه كان يمكن أن يكون للمسلمين مكانة كبرى في ذلك المجتمع الجديد، لو أن الأمة والدعوة في ذلك الحين كانت في حال أفضل.
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 12:13]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 12:58]ـ
إنه باسترجاع مرحلة تأسيس أمريكا يجدر القول بأن المسلمين بسبب تخلفهم الديني والحضاري حينئذ، قد فوَّتوا فرصة عظيمة حيث كانت الدولة الأمريكية الناشئة مهيأة لاعتناق التوحيد الحقيقي، والدخول في دين الإسلام، وإن شئت فقل: إنه كان يمكن أن يكون للمسلمين مكانة كبرى في ذلك المجتمع الجديد، لو أن الأمة والدعوة في ذلك الحين كانت في حال أفضل. الواقع غير ذلك.
لأن سيطرة اليهود وهيمنتهم الأولى هي حجر الأساس في هيكلة وبناء أمريكا، ولا أظنه أن مثل هذا يخفى على الشيخ.
فقيامهم بإنشاء هذه الدولة في الأصل لتكون أرض الميعاد (البديلة) حتى استطاعوا أن يأخذوا وعد بلفور الشهير. فانتقلوا من أمريكا إلى تأسيس الدولة الصهيونية.
ولازالت ملامح فكرهم القديم على أرض الواقع كتسمياتهم للولايات .. مثل فيلاديلفيا وهي الاسم القديم عند اليهود لما يسمى بالأردن حاليا، وغير ذلك كثير.
والدعوة والجهاد لا ينفكان .. إذ الجهاد أحد أسس الدعوة .. فكيف يكون هناك دعوة وإصلاح وفتوحات للإسلام لدولة مثل أمريكا بلا جهاد في الأصل؟
والواقع المعاصر يوضح أن بأس المسلمين بينهم وبين أنفسهم، والخذلان والذل شيمتهم مع أعداء الله.
وما ذلك إلا لإنتفاء الشرط {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
وما أهلك اليهود من قبلنا هو سبب هلكتنا هذه .. من فساد العلماء، وفساد الأمراء، وفساد عامة الناس، وانتشار الكبائر فضلا عن المعاصي التي تكاد أن تكون واقعا نعيشه في كل لحظة.
وحتى الجهود الدعوية والإصلاح في الدول الإسلامية في حالة يرثى لها.
فلا انكار للمنكر، بل أصبح الحال عكس ذلك .. ينكر على من ينكر المنكر.
وانتشار التحدث في دين الله، وكأن كل واحد يظن في نفسه أنه الدارقطني يملي العلل من ذاكرته، وآخر يرد على المريسي، وآخر يظن أنه أصبح شيخ الإسلام.
وأين الثقل العلمي ... يكاد أن يكون أضعف من أن يُذكر ... وإن كانت لمجازفة مني أن أدعي الثقل العلمي لأحد من المعاصرين. بل هي أشبه بالمجاملة منها للتقرير.
فإن نظرت بنظرة عاقل محب لهذا الدين ... لوجدت أن كتاب مثل صحيح البخاري لم يُخدم حتى الآن الخدمة التي تليق به. فما بالك بغير ذلك من أمور الدين كالدعوة والجهاد.
رحمني الله وإياكم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 02:10]ـ
الواقع غير ذلك.
لأن سيطرة اليهود وهيمنتهم الأولى هي حجر الأساس في هيكلة وبناء أمريكا، ولا أظنه أن مثل هذا يخفى على الشيخ.
فقيامهم بإنشاء هذه الدولة في الأصل لتكون أرض الميعاد (البديلة) حتى استطاعوا أن يأخذوا وعد بلفور الشهير. فانتقلوا من أمريكا إلى تأسيس الدولة الصهيونية.
ولازالت ملامح فكرهم القديم على أرض الواقع كتسمياتهم للولايات .. مثل فيلاديلفيا وهي الاسم القديم عند اليهود لما يسمى بالأردن حاليا، وغير ذلك كثير.
/// أي واقع بارك الله فيك؟!
/// كلام الشيخ عن تفويت فرصةٍ (لو سنحت لهم) كما سنحت لغيرهم (كاليهود والنصارى مثلا).
/// وهل توثقت من معلومة أنَّ هيكلة وبناء أمريكا كان حجر الإساس فيه هم اليهود، وأنهم أرادوها أرضًا للميعاد!
(يُتْبَعُ)
(/)
/// حسب معلوماتي القليلة فإن ذلك كان من القوى الصهيونية التي أرادت تصدير مشاكلها (ومنها: اليهود) من أوربا (ثم من أمريكا) إلى دولٍ أخرى .. فكانت منها أوغنده أوالبرازيل .. الخ.
/// إسرائيل مشكلة أوروأمريكية صُدِّرت إلى الشرق الأوسط ... الخ
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 03:29]ـ
بارك الله فيك أيها الحبيب.
الواقع الذي أتحدث عنه، هو الواقع الذي نعيش فيه.
وإما عن هذه الفرصة، فإن قلنا قديما .. فأمريكا لم تكن بلد مأهولة بالسكان أصلا.
فالذين ذهبوا إليها وهي غير مأهولة في الأصل كانوا في الغالب من اليهود والنصارى.
وهيمنة اليهود لعوامل منها أنهم كانوا قد امتصوا أموال الشعوب .. كما كان يحدث في مصر واليونان وغيرهما من الربا ورهن الأشياء الغير مقدور على اعادتها .. ونحو ذلك مما لا يخفى عليكم.
وحتى العائلات الكبرى التي ارتحلت إلى أمريكا في 1600 مثل rockefeller والذين يشغلون أماكن حساسة جدا في إدارة البنوك الدولية والبنك الدولي والبيت الأبيض والكونجرس .. فهم وحتى هذه اللحظة يعملون في عباءة اليهود وخدمتهم.
على الرغم من أن أصلهم هولاندي وديانتهم نصرانية.
فهذا التحسر القديم لا فائدة منه.
وأما هيكلة أمريكا الداخلية فقد تحدث في هذا الأمر غير واحد، سواء من العرب أو من الغرب، ولقدم عهدي بهذه الأشياء قد لا أتذكر المصادر، ولكن من مصادري القوم أنفسهم. وهذا شىء لا يغيب عن ذاكرتي.
واليهود كانوا ولازالوا غير مرغوب فيهم، فما حدث لهم في ألمانيا لا يخفى على الكثيرين، وإن كان حدث لهم في ليتوانيا أشد من ذلك.
ولكنها دولة فقيرة وابتزازها غير مجدي ... على العكس من ألمانيا.
ولكن على ما التحسر على البعيد، وعندنا المسلمين في اندونيسيا يتم تبشيرهم ليل نهار؟ أليس من الواجب الحفاظ عليهم؟
حملات العلمانية البشعة في ماليزيا .. أليست أولى؟ مدعي النبوة في ماليزيا .. لم نسمع بأحد اهتم بالموضوع أصلا.
وكذلك في روسيا .. اخواننا في الشيشان.
حتى فلسطين .. لا يوجد من يتكلم عن المشكلة الفلسطينية وتوضيح مشاكلها بشكل جيد وتحرير سليم.
بل بلادنا نحن .. نعيش في وطئة العلمانية والتغريب .. حتى الملتحى تجده واضعا يده على لحيته حتى لا يراها أحد.
لا تؤاخذني على ما أشعر به من مرارة حين أتحدث عن الواقع.
فهو مر في حلقي.
ـ[كرم حاتمي]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 03:29]ـ
جزيت خيرا
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 04:52]ـ
إنها لمفارقة عجيبة أن تؤسَّس أمريكا لتكون تنويرية توحيدية، وينتهي بها الأمر لتكون إنجيلية صهيونية صليبية، ولكن هذا التحوّل البعيد ينبغي أن يفتح باب الأمل لأمة التوحيد الحقيقي لأن تجتهد في تحويلها إلى أمة مسلمة تعبد الله وحده لا شريك له، وتتخلى عن الغطرسة والاستكبار لتصبح أمة عدل وسلام؛ وذلك لا يكون إلا بالإسلام
=================
وأي مفارقة
شكر الله لك وللشيخ
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 02:11]ـ
وإما عن هذه الفرصة، فإن قلنا قديما .. فأمريكا لم تكن بلد مأهولة بالسكان أصلا.
فالذين ذهبوا إليها وهي غير مأهولة في الأصل كانوا في الغالب من اليهود والنصارى.
بعد أن أفناهم المتحضرين البيض!
جملتك في حاجة إلى تحرير في ظني شيخنا الكريم:)
لعلك تقصد أنها كانت خالية من المسلمين والنصارى واليهود
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 03:09]ـ
بعد أن أفناهم المتحضرين البيض!
جملتك في حاجة إلى تحرير في ظني شيخنا الكريم:)
لعلك تقصد أنها كانت خالية من المسلمين والنصارى واليهود
أتفق معك في جملة .. بارك الله فيك.
ولكن قبل أن نتطرق إلى الحرب والإبادة .. فلابد معرفة أن أمريكا تنقسم إلى ثلاثة أقسام، شمالية ووسطى وجنوبية
فأتفق أنه قد حدث إبادة وقتل بسبب الإسبان والإنجليز وغيرهما، ولكن على الرغم من ذلك، فالسكان القدماء لأمريكا في العموم أغلبهم كان في المنطقة الوسطى والجنوبية مثل إنكا .. والتي تم القضاء عليها على يد الإسبان.
وأما الذين كانوا في الشمال كالهنود الشيروكي والكريك والأبيانكي .. فعدد السكان الذين ينتمون إلى الأصول لا يتجاوز 1.5% حاليا.
فربما لبرودة الجو أو لغير ذلك من الأسباب، كان عدد السكان في هذه المناطق ضئيل، حتى يمكن الوصف أنها كانت غير مأهولة.
وقيل أن السكان فيما قبل كولومبوس يترواح عددهم ما بين 40 و 90 مليون نسمة بل قيل أكثر، وهذا الرقم غريب ولا يمكن تصديقه.
لأن وجود مثل هذا العدد -منطقيًا- كاف جدا للقضاء على جميع البيض الذين حاربوهم، وعددهم لا يتجوز بضع آلالاف.
ورصد هذه الفترات التاريخية بأقوال معتبرة من الأمور الصعبة.
ومن المضحكات أن تجد بعض من يؤرخ ويضع تاريخا لهم فيما قبل الميلاد بآلالاف السنين.
فالمعروف أن الحروب التي حدثت مع الهنود الحمر كانت لأسباب، تارة للسيطرة على الذهب، وتارة للسيطرة على الأراضي أو الحكم على منطقة.
فلاختلاف الحال اختلف السبب، ولم تكن الحروب فقط للقضاء على الجنس الآخر، كما يصوره البعض.
وهذه نظرة نقدية، من يوافق عليها فالحمد لله، ومن يعترض فله ذلك.
ولا يوجد مستند يمكن الرجوع إليه.
فكلام الهنود أقرب للأساطير، وكلام البيض متخبط جدا، ولا يمكن الجزم بشىء منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 05:55]ـ
وقيل أن السكان فيما قبل كولومبوس يترواح عددهم ما بين 40 و 90 مليون نسمة بل قيل أكثر، وهذا الرقم غريب ولا يمكن تصديقه.
لأن وجود مثل هذا العدد -منطقيًا- كاف جدا للقضاء على جميع البيض الذين حاربوهم، وعددهم لا يتجوز بضع آلالاف.
ورصد هذه الفترات التاريخية بأقوال معتبرة من الأمور الصعبة.
ومن المضحكات أن تجد بعض من يؤرخ ويضع تاريخا لهم فيما قبل الميلاد بآلالاف السنين.
فالمعروف أن الحروب التي حدثت مع الهنود الحمر كانت لأسباب، تارة للسيطرة على الذهب، وتارة للسيطرة على الأراضي أو الحكم على منطقة.
فلاختلاف الحال اختلف السبب، ولم تكن الحروب فقط للقضاء على الجنس الآخر، كما يصوره البعض.
وهذه نظرة نقدية، من يوافق عليها فالحمد لله، ومن يعترض فله ذلك.
ولا يوجد مستند يمكن الرجوع إليه.
فكلام الهنود أقرب للأساطير، وكلام البيض متخبط جدا، ولا يمكن الجزم بشىء منه.
"سأقول بعيدا عن السرب "
جميل ماذكرت ومنطقي
- لكن على هذا أيضا - وباعتباري هندي أحمر أو أوربي أبيض- سأقول أنه من غير المعقول أن يكون العرب مليار نسمه ويغلبهم اليهود وهم لا يتجاوزون بضعة ملايين أو يقلون، هذا كلام لا يمكن تصديقه بحال أما هذه الهرطقات التي نسمعها بين الحين والآخر في غزة وماحولها فانما هي حول منابع المياة وشراذم قليلة يريدون السيطرة على المكان " فقط للسيطرة "
- وبهذا فاسرائيل الديمقراطية المتمدنة الـ " أحسن ناس بالعالم " محقة بنحرهم كالشياه
- وبهذا يجب أن أصدق يقينا أن مقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض صحيحة ومقبولة ومنطقية وعقلانية وعادلة
- وبهذا أيضا فكلام المسلمين هو ايضا أساطير لا محل له في الواقع الحقيقي المعاش
هل نظري للموقف من حيث أنا في أورباء البعيدة أو هندي سحل أجداده صحيح؟
أليس كذلك استاذي الفاضل؟
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 07:27]ـ
"سأقول بعيدا عن السرب "
جميل ماذكرت ومنطقي
- لكن على هذا أيضا - وباعتباري هندي أحمر أو أوربي أبيض- سأقول أنه من غير المعقول أن يكون العرب مليار نسمه ويغلبهم اليهود وهم لا يتجاوزون بضعة ملايين أو يقلون، هذا كلام لا يمكن تصديقه بحال أما هذه الهرطقات التي نسمعها بين الحين والآخر في غزة وماحولها فانما هي حول منابع المياة وشراذم قليلة يريدون السيطرة على المكان " فقط للسيطرة "
- وبهذا فاسرائيل الديمقراطية المتمدنة الـ " أحسن ناس بالعالم " محقة بنحرهم كالشياه
- وبهذا يجب أن أصدق يقينا أن مقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض صحيحة ومقبولة ومنطقية وعقلانية وعادلة
- وبهذا أيضا فكلام المسلمين هو ايضا أساطير لا محل له في الواقع الحقيقي المعاش
هل نظري للموقف من حيث أنا في أورباء البعيدة أو هندي سحل أجداده صحيح؟
أليس كذلك استاذي الفاضل؟
هذا على اعتبار أن إسرائيل قد أبادت هذا المليار كالقصة الأولى؟
من الطرائف أن أحد الكتاب العرب، قام بعمل دراسة وخرج بنتيجة: أن إجمالي عدد الهنود الحمر الذين تمت إبادتهم هو 112 مليون.
في حين أن الواقع يقول أن الحروب الأكثر شراسة مثل الحرب العالية الثانية، قتل فيها أقل من 62 مليون شخص من (31 دولة) تقريبا.
وإن جمع عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى والثانية فلن يكون هذا العدد.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 05:04]ـ
هذا على اعتبار أن إسرائيل قد أبادت هذا المليار كالقصة الأولى؟
من الطرائف أن أحد الكتاب العرب، قام بعمل دراسة وخرج بنتيجة: أن إجمالي عدد الهنود الحمر الذين تمت إبادتهم هو 112 مليون.
في حين أن الواقع يقول أن الحروب الأكثر شراسة مثل الحرب العالية الثانية، قتل فيها أقل من 62 مليون شخص من (31 دولة) تقريبا.
وإن جمع عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى والثانية فلن يكون هذا العدد.
من بعدٍ فلسفي هي سحقت المليار فعلا
هل ترى لهم من باقية في الرأي الدولي العام؟
هل ترى لهم وجود ثقافي " ندِّي " في المحفل الدولي؟
هل ترى لهم أذن مصغية في الساحل الآخر؟
منهم هؤلاء المليار في عين هليود الصهيونية؟
ماذا يمثل الشماغ "الابيض والاحمر سيان" في الذهن الغربي البسيط المؤدلج؟
قلي بالله عليك من اليد الفاعله في عموم المكان المحيط بهذا السرطان الخبيث؟
أليسوا أمواتا وإن كانوا أحياء؟
فهل تمت الابادة الكلية أم لا؟
أستاذي قد يموت الشخص فعليا لكن آثاره باقية
وقد يكون الشخص حيا لكن لا أثر له
فأيهما الحي الفعلي؟
هذا بالضبط الذي حدث للهنود هناك هو عملية مسح كامل للهوية بصرف النظر هل اتفقنا على الابادة البدنية أم لا فهذا الفعل أشد وقعا مما لو أبادوا الاشخاص بأبدانهم
لكن وبغض النظر عن هذا كله أنا لم اعني فيما قلت في البداية وجود الابادة الحقيقة أم الابادة الثقافية فقد صرفت النظر عن هذا كله
إنما عنيت أنه يحق لشخص من خلف كي بورد أن يهمش ما جرى على ملايين الانفس البشرية التي سحلت أبدانها / هوياتها / ثقافاتها وكأنها لم تكن ثّم " حتى وإن كان من وراء البحار " وتلقى معلوماته من قبل من فعل السحل نفسه ثم يريد أن يجعلها منطقا عقلانيا تقام فيه الحجة على المفعول به .. مع ان الشواهد والقرائن في الفاعل لهذه الفعلة على تحقق ثقافة الاقصاء والابادة واعتماد الرأي/ القطب الأوحد متحققة فيه وقائمة للعيان في هورشيما/ناكزاكي وفيتنام والصومال والعراق ..... الخَّات كثيرة
وبالتالي لم نكثر اللجاج والعويل والصراخ وانتقاد الرأي العام الاوربي أو الامريكي في تجاهله لصرخات النساء والاطفال في غزة ومن قبلهم مشهد المجرم الارهابي محمد الدرة، أو الشيخ العجوز الكبير الأرهابي أيضا الذي قضى نحبه بجوار المنبر في مسجد في العراق على الرغم من بدوِّه أعزلا، أو الطفل الصومالي وهو يتراقص على ساج الحديد المحمى بنار تتوقد اسفل منه والجنود يتضاحكون من حوله أو أو أو ......
احترامي لشخصك " أنت تحديدا " يسوغ لي التمادي بمخالفتك
دم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 12:27]ـ
من بعدٍ فلسفي هي سحقت المليار فعلا
النقد للأساطير المحكية منطقيا، لا يسلم به لأنه لا يستند لأدلة قاطعة في هذا الأمر، فلك أن تعترض عليه، ولا ألوم عليك.
ولكنه أيضًا لم يكن لتسفيه شىء حدث بالضرورة، بل هو أولى بوصف اللاواقعية نظرًا لأن الحروب الأكثر شراسة بين دول مأهولة بالسكان وأدوات حرب أكثر ضراوة وأسلحة أحدث ووجود إنتحاريون في هذه الحرب كعبدة الامبراطور الياباني .. لم تخلف ضحايا مثل هذه الصورة المرسومة لحرب بعض قبائل من الهنود الحمر والبيض.
وبالنسبة للبعد الفلسفي أنها سحقت المليار مسلم، فعلى أرض الواقع هذا كلام غير منضبط، وأما الشعور بالأسى البالغ الذي تشعر به فهو نفس ما أشعر به ... ويشعر به غيرنا.
والأولى أن ننظر إلى الواقع.
هناك عوامل أخرى يجب وضعها نصب أعيننا .. وهي أولى باللوم \
ـ[أمة القادر]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 01:53]ـ
بارك الله في شيخنا الحوالي و فيكم
إنه باسترجاع مرحلة تأسيس أمريكا يجدر القول بأن المسلمين بسبب تخلفهم الديني والحضاري حينئذ، قد فوَّتوا فرصة عظيمة حيث كانت الدولة الأمريكية الناشئة مهيأة لاعتناق التوحيد الحقيقي، والدخول في دين الإسلام، وإن شئت فقل: إنه كان يمكن أن يكون للمسلمين مكانة كبرى في ذلك المجتمع الجديد، لو أن الأمة والدعوة في ذلك الحين كانت في حال أفضل.
ما فهمناه من كلام الشيخ حفظه الله و رعاه، أن الفرصة السانحة التي فوتها المسلمون متعلقة بفترة الدولة الناشئة حيث أن الساسة أو الحكام كانوا من النصارى الموّحدين، و هذا يمكن القول أنه أخصب بيئة لنشر التوحيد الخقيقي بوجود الظروف المهيأة و هي وجود قاعدة تدعو من جهة الى فصل الدين عن الدولة أو بالمعنى الذي فهمناه حرية المعتقد و من جهة اخرى وجود معنى التوحيد و ان كان على غير الحقيقة ..
اضف الى أن الشيخ حفظه الله قال: (وإن شئت فقل: إنه كان يمكن أن يكون للمسلمين مكانة كبرى في ذلك المجتمع الجديد) يعني حسب فهمنا اخذها لموقعها الريادي التلقائي و القوي بما معها من الحق و هو دعوة في حد ذاته .. هذا لو أنها كانت في حال أفضل .. الأمة حينها كانت مطبق عليها من جهات .. في ظلمات الجهل و تحت وطأة العدو ..
الذي يدل عليه هو ما ذكره الشيخ حفظه الله من تاثر بعض الملوك الاوربيين بالحضارة الاسلامية التي احتكوا بها بعدة طرق .. حين كان للمسلمين صولة و جولة ..
أعاد الله العز للإسلام و للمسلمين.
و الله اعلى و اعلم.
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 05:25]ـ
نرجو من الاخوه الكرام الالتزام باصل الموضوع
وترك الخروج عنه الى ما قد لا يكون فيه خير
#الاشراف#
ـ[أبو حازم المكي]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 02:06]ـ
بحث قيم ونقل نفيس وهو مرجع في بابه
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى آريوس في كتابه إلى هرقل وهو:
(بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم, سلام على من اتبع الهدى, أما بعد, فإني أدعوك بدعاية الإسلام, أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين, فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}) [البخاري (7) , مسلم (1773)].
ذكره خالد الغيث
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:41]ـ
يا سلام عليك يا شيخ عدنان ..
سلمت يمينك وطاب نفسك على هذا النقل المبارك
ـ[نبض الامة]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 08:25]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المبارك ...
مقالة الشيخ - بارك الله فيه - تفوق الوصف من تحليل وتأريخ وبيان فجزاه الله خيرا
ولكن حبذا لو تفسروا لي عبارته هذه:
بحيث يمكن القول إن ملاحدة أمريكا أقرب إلى الانتماء الديني، وأن متديني أوروبا أقرب إلى الملاحدة.(/)
نصيحة فى الاهتمام بالتقنيات الحديثة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 06:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد
أرجو من الاخوة الاهتمام بأمثال هذا الموقع (موقع فى علم النفس) ولايعتبروه ترفا فكريا.اذ وسيلة التغيير وغايته هى النفس وأعظم اكتشاف يكتشفه الانسان هو أن يكتشف نفسه أو ذاته كما يقول الدكتور بكار وعليه عقلاء مفكرى الغربيقول الدكتور عبد الكريم بكار فى تقدمته لكتابه اكتشاف الذات نقلا من موقعه الالكترونى
إن الإنسان في الرؤية الإسلامية هو مركز الكون، ودليل ذلك تسخير الله – جل وعلا – له كل ما يمكن أن يصل إليه، كما قال سبحانه – (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه). ولذا فإن السواد الأعظم من نصوص الكتاب والسنة يدور حول مسائل النهوض بالإنسان وترقية حاله، وتهيئة الأجواء والبيئات التي تساعده على ذلك.
وحديث النصوص عمّا سوى ذلك من شؤون العمران وتوفير وسائل العيش محدود للغاية؛ مما يدل دلالة واضحة على أن المنهج الرباني الأقوم يستهدف الإنسان على نحو أساسي؛ فإذا صلح أمكنه أن يصلح كل ما حوله، وإذا فسد أفسد كل ما حوله.
والتوجهات الحديثة في مجالات الإدارة والتدريب وتنمية القوى البشرية في العالم الغربي أخذة شيئاً فشيئاً في الانجذاب نحو الرؤية الإسلامية، كلن تنقصها – مع الأسف الثوابت والمرجعيات والأسس الأخلاقية.
وقال
أشد أنواع الجهل جهل الإنسان بنفسه لأنه يسبب الارتباك و يشوه تعامل المرء مع ربه و مع الناس و يحرمه من معرفة الفرص المتاحة له
وقال
فهم المرء لحالته النفسية مفتاح التغيير
انتهى
وأعظم من اهتموا باكتشاف النفس بالأساليب العلمية هم السلف الصالح علماء المسلمين الى يومنا هذا غير أن هذا المجال بدأ مع علماء المسلمين والزاهدين بشكل منضبط شرعى صحيح لكنه انحرف ودخله شئ من الغلو كالغلو فى العبادة وصلاة الفجر بوضوء العشاء مثلا وصيام السنين ثم زاد الانحراف والغلو بدخول الفلسفة فنشأت الصوفية الفلسفية بعقائدها الخطيرة مع غير لك من البدع الأخرى فظهر الامامان بن تيمية وبن القيم يكشفان هذا الخلل ويصححانه على وفق الشرع الحنيف ولذلك فان أفضل مايمكن أن نحصل عليه من طرق التهذيب بالنسبة للعصور المتأخرة ما كتباه الامامين (مختصر بنحوه من الشريط الاول من شرح رسالة العبودية لبن تيمية للشيخ ياسر برهامى
ثم انظر مثلا لبن القيم واسهاماته فى علم النفس تجد ما يُذهل العقول ولكن للأسف الدراسات والبحوث الحديثة فى مجال علم النفس فقيرة من البحث فى جهود علماء الاسلام واخراج عطاءهم الفكرى فى ذلك فليس هنالك الا كتب تُعد على روؤس الاصابع تتكلم عن ذلك. وقائل هذا الكلام هو واحد من القلة التى أشارت لجهود علماءنا المتقدمين فى هذا المجال هو عبد العزيز بن عبدالله الأحمد المحاضر فى جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية له رسالة ماجستير نال فيها درجة الامتياز وعنوانها (الطريق الى الصحة النفسية عند ابن قيم الجوزية وعلم النفس) قدم له أ. د عبد العزيز بن محمد النغميشى أستاذ علم النفس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
يتكلم فيها عن جانب واحد فقط من علم النفس وهو الصحة النفسية!
وطبعا نظرا لحياتنا الدينية الفاسدة التى نعيشها باسم السلفية (كما يروج لها بعض من ينتسبون للسلفية) نتلبس بكثير من الشبهات ونصدقها بل ونلبسها لباس السلفية
فقد سرمى لنا الشيطان شبهة فى هذا الموضوع ويقول ان السلف الصالح كانوا أعظم الناس وأفلحهم ولم يكن علم النفس تقدم كتقدمه فى هذا العصر وعليه فان لم نهتم بهذا العلم لن يؤثر شيئا فى فلاحنا دينا ودنيا وكذلك ان اهتممنا به فلن نصير أعظم من سلفنا الصالح الذين لم يُيسر لهم الاطلاع على هذا العلم بتقنياته الحديثة وأسراره التى أطلع الله من يشاء من عباده عليها باذنه سبحانه!
ردا لهذه الشبهة أقول
ان الله سيحاسب الناس يوم القيامة وكذلك يكلفهم فى الدنيا بالمستطاع لديهم بحسب امكانيات الشخص ذاته وامكانيات الموارد والمعطيات المتاحة له وبمعنى أخر أقصد أنه كلما ازدادت نعم الله علينا ودادت التكاليف والتبعات
وبالمثال يتضح المقال الان فى هذا العصر أنعم الله علينا بنعمة الانترنت الذى يسميه الاستاذ بشار عواد بحافظ العصر! نقله عنه الشيخ محمد اسماعيل المقدم فأتاح لنا كثير من الحق الواجب علينا اتباعه ومعرفته بكل سهولة لنفلح فى ديننا ودنيانا وسنُسئل يوم الحساب عن موقفنا من هذا الحق الميسور معرفته لكل أحد بينما السلف الصالح لن يُسئلوا بهذا الشكل كما سنُسئل لأن هذه الثورة المعلوماتيه لم تكن موجودة أيامهم
أعود وأقول بمعنى أخر ان الفلاح والنجاح أيام السلف لم يكن مترتبا اطلاقا على شئ من هذه الثورة المعلوماتية ولا على شئ من سائر التقنيات الموجودة الان لأنها لم تكن خُلقت فى زمانهم أصلا!!!!!! لكن الفلاح فى عصرناالان مترتب على هذه الوسائل لأنها خُلقت فى زماننا!!!!!!!
يقول الله
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} التكاثر8
وأعظم النعيم هى الوسائل التى تعين الانسان على معرفته دينه بأيسر الطرق وعلى العلم عموما بأيسر الطرق اذ العلم أشرف ما يُؤتَه الانسان
وجزاكم الله خيرا ونفعنا بما نعلم من حق
والحمدلله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الهدى]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 01:21]ـ
جزاك الله خيراً على فتح الموضوع ... ونرجوا من الله إصلاح النفوس
لكن .... للإفادة سمى أهل العلم هذا العلم الذي يبحث في إصلاح النفس والقلب علم تزكية النفس أو علم فقه القلوب ...
ولا يخفى علينا مدرسة ابن القيم عليه رحمة الله في تحقيق منازل السائرين في مدارج السالكين الذي كتبه عليه ولا يخفى إن صلاح النفس في كمال الاستقامة لله ورسوله وشرعه ...
وكلامك جيد من حيث الجملة أما من حيث التفصيل ففيه نظر في بعض المسائل التي تحتاج إلى وقفات وبسط وبحث ....
ونتمنى بيان المراد من هذه الجملة ..... (وطبعا نظرا لحياتنا الدينية الفاسدة التى نعيشها باسم السلفية (كما يروج لها بعض من ينتسبون للسلفية) نتلبس بكثير من الشبهات ونصدقها بل ونلبسها لباس السلفية) ...
وأين يمكن أن تتجه على محامل الكلام
ونتتظر من الإخوة التفاعل .... لإكمال الاستفادة من هذا الموضوع ......
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 07:49]ـ
ونتمنى بيان المراد من هذه الجملة ..... (وطبعا نظرا لحياتنا الدينية الفاسدة التى نعيشها باسم السلفية (كما يروج لها بعض من ينتسبون للسلفية)
تضيق العبارة هنا عن وصفه لكننى أحاول بيانه فى كتاباتى على قدر استطاعتى
يعنى كأمثلة ممكن تقر؟ أ مقال الشي عبى مبارك ملص السلفية بين منظورين المنشور فى المجلس هنا
أما عن تقرير المنهج الصحيح منهج الصحابة فاقرأ رسالة فى الطريق الى ثقافتنا للشيخ محمود شاكر وأكيد تكلم طبعا فى كتبه الأخرى كمقدمتة الطويلة لكتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبى (والمقدمة منشورة (أظنها 60صفحة أو أكثر فى كتاب الشيخ محمود شاكر المسمى ب (مدخل الى اعجاز القرءان
ولك أن تضع بدل كلمة (الى ثقافتنا) الى ديننا أو تدعها وتعرف ما قاله الشيخ فى رسالته أن رأس الثقافة هو الدين
قال الشيخ فى الرسالة ص 23
ولكى لاتقع فى الوهم والضلال.ولكى لايُغرر بك أحد من المتشدقين من أهل زماننا هذا بالثرثرة. فاعلم أن حديثى هنا هو عن الذى يُسمى (المنهج الأدبى) على وجه التحديد = أى. عن المنهج الذى يتناول الشعر والأدب بجميع أنواعه والتاريخ وعلم الدين بفروعه المختلفة والفلسفة بمذاهبها المتضاربة وكل ماهو صادر عن الانسان ابانة عن نفسه وعن جماعته = أى يتناول ثقافته المتكاملة المتحدرة اليه فى تيار القرون المتطاولة والأجيال المتعاقبة.
انتهى
فهل يستطيع أحد من القوم أن يعيب الشيخ العلامة محمود شاكر بأنه من أهل الفكر والثقافة كما فعلت احداهن فى ردها على الدكتور حاتم العونى!!!!!!!!!!!! والله لايجرؤ أحد منهم على ذلك
ـ[محب الهدى]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 03:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخي خالد بوركت .....
أظن أنك لربما خرجت بعض الشئ عن أمرين ...
1 - علم النفس الذي تكلمت عنه آنفاً ....
2 - طلب ردي عن معني جملتك عن السلفية ومن ينتسب إليها ...
3 - أدخلتنا في موضوع آخر الثقافة والدين والعلامة محمود شاكر على رأسنا ونتعلم منه لكن كما قال الامام مالك رضي الله عنه ... كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر ..
فإن أردت كلاماً .. في علم النفس من المنظور الشرعي فأكمل مسيرتك حتى نتعلم ونستفيد ...
وإن حولت كلامك ............ إلى الكلام على الواقع والسلف والسلفية .... فنحن نتعلم أيضاً ونستفيد ...
وعلينا أن أن نعلم أن من علامات الكاتب الموفق ..... تأصيله العلمي ....
.............................. ........................ وذكائه العقلي ...
.............................. ...................... وصفائه الذهني ...
.............................. ................... ودلائله الشرعية الصحيحة ...
.............................. ............. وقرائته التأريخيه الواضحة .....
.............................. ......... وحسن نيته وصفاء سريرته طلباً للحق .....
.............................. ..... واستعانته بالله وحده ثم بأهل العلم الأكفاء في مجالات العلوم ...
.............................. ... ثم استقصاء موضوع البحث والوقوف على أبحاثه بدقة ....
وأسأل الله ~أن تكون منهم .....
ونتمنى الإفادة ........
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 05:18]ـ
لو كانت سلفيتنا كسلفية كمحمد رشيد رضا ومحب الدين الخطيب وعبد الحميد بن باديس، وأقصد بالمقاصد العامة لا بالتفصيل،لم تظهر هذه السلبيات، ولكن السلفية - مع الأسف- تغيرت وتحتاج إلى تصحيح مسار وتغيرها منذ أكثر من ستين سنة. وهذا أمر يطول شرحه، وهذه العجالة ليست محله.
ـ[محب الهدى]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 06:36]ـ
لو كانت سلفيتنا كسلفية كمحمد رشيد رضا ومحب الدين الخطيب وعبد الحميد بن باديس، وأقصد بالمقاصد العامة لا بالتفصيل،لم تظهر هذه السلبيات، ولكن السلفية - مع الأسف- تغيرت وتحتاج إلى تصحيح مسار وتغيرها منذ أكثر من ستين سنة. وهذا أمر يطول شرحه، وهذه العجالة ليست محله.
جزيت خيراً ......... ونحبك في الله
كلام فيه نوع إصابة ومجمل
يا حبذا لو زدتنا بياناً أكثر لعموم الفائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 02:19]ـ
أخى محب الهدى
أنا اتكلم عن أثر واهمية الاهتمام بالتقنية الحديثة وتطرقت الى سبب الخلل فى عدم الاهتمام بها
وأما عن بعض شروطك فى الكاتب الموفق هذه
وقرائته التأريخيه الواضحة .....
.............................. ..... واستعانته بالله وحده ثم بأهل العلم الأكفاء في مجالات العلوم ...
.............................. ... ثم استقصاء موضوع البحث والوقوف على أبحاثه بدقة ....
0000000000000 فلا تلزمنى فى شئ لأننى لم لست بكاتب عملاق ولكنى طالب علم مبتدى أكتب تدربا على الكتابة وللفوائد الأخرى التى قررها اهل العلم وأنشر ما اكتبه ليستفيد منه الاخوة لأنه حق واعلم انه حق
وهذا كاف جدا ويزيد
ـ[محب الهدى]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 05:21]ـ
أخى محب الهدى
أنا اتكلم عن أثر واهمية الاهتمام بالتقنية الحديثة وتطرقت الى سبب الخلل فى عدم الاهتمام بها
وأما عن بعض شروطك فى الكاتب الموفق هذه
وقرائته التأريخيه الواضحة .....
.............................. ..... واستعانته بالله وحده ثم بأهل العلم الأكفاء في مجالات العلوم ...
.............................. ... ثم استقصاء موضوع البحث والوقوف على أبحاثه بدقة ....
0000000000000 فلا تلزمنى فى شئ لأننى لم لست بكاتب عملاق ولكنى طالب علم مبتدى أكتب تدربا على الكتابة وللفوائد الأخرى التى قررها اهل العلم وأنشر ما اكتبه ليستفيد منه الاخوة لأنه حق واعلم انه حق
وهذا كاف جدا ويزيد
أخانا المكرم جزيت الجنة وبوركت على حرصك وتواضعك الكبير ....
واعلم أني لربما فهمت الآن أنك فهمت أنني أنقص من كتابتك .... كلا
وإنما أردت الوقوف على بعض العبارات التي أسلفتها في مشاركتك ....
ولكنك لم تجب عليها ... ولست أدري لماذا .. ؟؟ ولعل المانع خيرا ...
لكن ... كلنا أخي طلبة علم صغار جداً لكن في نفس الوقت ننتقي المشاركات على قدر استطاعتنا وعلمنا ... حيث نعلم أنها لا تخالف ولا تثير كلاما لربما يفهم على غير وجهه الصحيح ...
وكذلك لست منتقصا لعلمك رفع الله قدرك إنما نعني الدقة والانتقاء ....
وأما أنها لا تلزمك .... فليس في كل الاحوال ... لأن من يعلم ليس كمن لا يعلم ...
قال تعالى:_ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة- ... وإلا دفعت دعوتنا ...
انا لك شاكر ولكن التعاون من آداب الشريعة ....
لك مودتي .... أخيّ
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 07:34]ـ
وإنما أردت الوقوف على بعض العبارات التي أسلفتها في مشاركتك ....
ولكنك لم تجب عليها ... ولست أدري لماذا .. ؟؟ ولعل المانع خيرا ...
لكن ... كلنا أخي طلبة علم صغار جداً لكن في نفس الوقت ننتقي المشاركات على قدر استطاعتنا وعلمنا ... حيث نعلم أنها لا تخالف ولا تثير كلاما لربما يفهم على غير وجهه الصحيح ...
وكذلك لست منتقصا لعلمك رفع الله قدرك إنما نعني الدقة والانتقاء ....
وأما أنها لا تلزمك .... فليس في كل الاحوال ... لأن من يعلم ليس كمن لا يعلم ...
قال تعالى:_ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة- ... وإلا دفعت دعوتنا ...
انا لك شاكر ولكن التعاون من آداب الشريعة ....
لك مودتي .... أخيّ
أنا لاأرى ما لم أجب عليه! لعلى ذهلت عن سؤالك! ممكن تشير لسؤالك الذى لم أجب عليه؟
وبخصوص الاحتراز فى العبارة تفاديا فهم الاخرين السئ
فأقول هذا كلام مضبوط لكن فى حدوده وللأسف كثير ممن يقول هذا الكلام يطلب به من الكاتب أن ينزل لمستوى قارئ لم يحص القواعد والمقولات الواجب تحصيلها للفهم الصحيح
ويجب أيضا لمن يقول بهذا الذى قلت به ويستدل به فى غير موضعه أن يعلم أن اللغة التى نتعامل بها ناقصة من حيث فهمنا لبعض من خلالها
فمثلا تجد الكلمة العربية الواحدة لها معانى كثييرة فى ذاتها ثم اذا وضعت فى سياق ما اتحتملت معانى أخرى من السباق واللحاق
وهذا الموضوع طويل ويجب على طلبة العلم تعلم فقهه
الخلاصة
أن من يستشكل عليه شئ عليه أن يستفهم من قائله عن قصده (وهذا معروف عند الجميع
وبخصوص قولك بأن الشروط لاتلزمنى فى كل الاحوال
أحب ان أبين لك قصدى بمثال
أنا مثلا درست كتاب فى الفقه على احد مشايخى ودونت أهم فوائد شرح الشيخ ثم عن لى أن أجمع ما تعلمته من الشيخ فى باب الصلاة مع مافى الكتاب وأنشره ليستفيد الناس
فهل لأحد أن يقول لى أين استقصائك لموضوع البحث والوقوف على دقائقه! سأرد عليه وأقول أننى لست متبحرا فى الفقه
فلو قال لى اذا فلماذا تتكلم وتنشر مانشرته؟ سأرد عليه وأقول أننى نشرت حقا يُشر التعبد لله به والنبى (ص) قال بلغوا عنى ولو أية
هذا ما أقصده
ولم أفهم قصدك من هذا الكلام
ولكن التعاون من آداب الشريعة ....
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Dec-2009, صباحاً 08:48]ـ
انتظروا جواب العلامة العملاق الازهرى الدكتور محمد عبدالله دراز على هذه الشبهة التى حكيتها على لسان المساكين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[10 - Dec-2009, صباحاً 09:53]ـ
هو أستاذ الجيل السابق فى علوم القرآن ومقارنة الاديان صاحب أهم كتاب فى علوم القرىن المشتمل على نظرات جديدة فى القرىن تناسب روح وثقافة العصر كتاب النبأ العظيم (وقد شرح أبحاثا منه الشيخ عبد المنعم الشحات) ومن أهم كتبه كتاب (الدين) وكتاب دستور الأخلاق في القرآن للدكتور (من كلام الشيخ محمد اسماعيل المقدم (حفظه الله)
أنقل لكم كلامه من تقدمته لكتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبى رجمهم الله
قال
فهل يمكن أن يُقال ان هذه النتائج المستخلصة من قِبَل أجدادنا تجعل كل محاولة لتفسير جديد عديمة الجدوى؟
هل يُقال ان واجبنا الان فصاعدا بتدوين هذه النتائج الجاهزة , وبالنظر اليها كأنها الكلمة الأخيرة حول حقيقة الأشياء؟
كلا ثم كلا
اذ أنه بقدر ماتتطور معارفنا حول الطبيعة والنفس الانسانية وكلما اكتسبنا سببا جديدا يحملنا على أن نرى الأشياء من زاوية مختلفة فان ذلك يدعونا الى أن نضع المشكلات حين ندرسها بما يتفق وهذا الجديد من واقع العلم
والمسألة القرآنية لاينبغى لها أن تخرج عن هذه القاعدة.
فاذا كان صحيحا أن القرءان معجزة مستمرة , واذا كانت علائم صدقه من ناحية أخرى لاتنحصر فى عبارته فحسب. بل فى عالمى الطبيعة والنفس أيضا كما يقول القرآن نفسه {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) فصلت53
اذا كان الأمر كذلك فان واجبا يقع على كل مؤمن متصل بمعطيات العلم.
وقال بعد كلام
واذا اتفق لمؤمن متعلم أن ملك موهبة الكتابة فوق هاتين الصفتين من الايمان والعلم , فان واجبا أخر يقع على عاتقه. انه اخراج ثمار علمه بلغة عصره. كما يفعل نبى يخاطب قومه بلغتهم.
فهل يجرؤ أحد من القوم على القول بأن الدكتور دراز لم ييكن على منهج السلف؟! والله لايجرؤ أحد منهم على ذلك أبدا
ـ[محب الهدى]ــــــــ[11 - Dec-2009, صباحاً 01:03]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة
ولكن اين موضوعك الاصلي الذي بدأت به الكلام؟؟؟؟؟
نريد ان نستزيد في علم النفس
جزيت خيراً
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 12:51]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة
ولكن اين موضوعك الاصلي الذي بدأت به الكلام؟؟؟؟؟
نريد ان نستزيد في علم النفس
جزيت خيراً
سأدلك على موقع مؤتمن متخصص(/)
الاحاديث الصحيحة ممَّا ورد في المخترعات الحديثة .. !!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 04:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المساعي الحثيثة
ممَّا ورد في السنة النبوية الصحيحة من اشارة الى المخترعات الحديثة .. !
السيارات:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (و لتُترَكنَّ القلاص فلا يُسعى عليها).
و هذا اخبارٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم بأنَّه سيأتي زمنٌ لا تستخدم فيه الإبل للمواصلات و التنقل و حملالأمتعة.
و الجمال هي أقدر الحيوانات على أعباء السفر في الصحراء و أصبرها. ولذلك فلا يُتصوَّر عدم استخدام الجمال في الاحمال و المواصلات مع وجودها إلاَّ عند توفُّر وسيلة أحسن، و هي السيارات.
و قد رأينافي هذا الزمان تعطل الجمال عن حمل الأمتعة و استخدام الناس للسيارات بدلاً عنها، و هذا هو الواقع الملموس اليوم.
و يوضِّح ذلك أيضاً قوله عليه الصلاة و السلام فيما رواه أحمد و الحاكم عن ابن عمر: (يكون في آخر الزمان رجال يركبون على المياثر حتى يأتون أبواب المساجد) رواهأحمد في مسنده و الحاكم و ابن حبان في صحيحه عن ابن عمر.
و المياثر: كمافسرها أهل العلم هي السروج العظام،قلت: و العامَّة تسمِّي السيارات: المواتر، فاعجب لتشابه اللفظين و تواردهما على نفس الموضع.
و في لفظٍ آخر: (سيكون فيآخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد)
فتلك السروج العظام ليست رحالاً بلفظ النبي ـ ـصلى الله عليه وسلم، و إنما كأشباه الرحال؟ التي هي جمع رحل.
و لذلك فإنَّ قوله "كأشباه الرحال " فيه اشارة الى انها مركوبات جديدة لم يرها النبي، ألا و هي السيارات و التي يركبعليها الناس إلى أبواب المساجد.
و لم يعرف عن المسلمين أنهم شدوا البغال و الجمال أوالخيول و وضعوا علها السروج العظيمة، ليذهبوا بها إلى المساجد. فلا شك أن هذهالوسيلة للمواصلات غير هذه.
و الحديث يصف أن الركوب يكون على السروج لا على الخيول أوالجمال أو غيرها من الحيوان. حيث نجد أنَّ هذا الوصف ينطبق اليوم على السيارات ذات المقاعدالتي تشبه السروج العظيمة و التي يركب الناس عليها إلى أبواب المساجد.
وسائل الاتصال الحديثة:
1ـ الجوال و البيجر
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلِّم السباع والإنس، وحتى تكلِّم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدثه أهله). رواه الترمذي و قال حسن غريب، و صححه ابن حبان و الحاكم.
و المعلوم أن الجوال او البيجر إنما يُوضعان في الجيب الملاصق للفخد.
2ـ الفضائيات و الانترنت:
رَوَىُ البُخَارِيُّ عن سمرة بن جندب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مما يكثر أن يقول لأصحابه: <هل رأى أحد منكم رؤيا؟ > فيقص عليه من شاء اللَّه أن يقص، وإنه
قال لنا ذات غداة: <إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فَيَثْلَغُ رأسه فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى! > قال: <قلت لهما: سبحان اللَّه! ما هذان؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بِكَلُّوبٍ من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى> قال: <قلت: سبحان اللَّه! ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على مثل التنور> فأحسب أنه قال: <فإذا فيه لغط وأصوات، فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضَوْضَوُوا. قلت: ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على نهر (حسبت أنه كان يقول أحمر مثل الدم) وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً، قلت لهما: ما هذان؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة أو كأكره ما أنت راءٍ رجلاً مرأى فإذا هو عنده نار يحشها ويسعى حولها. قلت لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نَور الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط، قلت: ما هذا وما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق،.
فانطلقنا فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن قالا لي: ارق فيها. فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبِن ذهب ولبِن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر منهم كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، وإذا هو نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة> قال: قالا لي: <هذه جنة عدن، وهذاك منزلك، فسما بصري صعداً فإذا قصر مثل الربابة البيضاء. قالا لي: هذاك منزلك! قلت لهما: بارك اللَّه فيكما فذراني أدخله، قالا: أما الآن فلا وأنت داخله، قلت لهما: فإني رأيت منذ الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة. وأما الرجل أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق. وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني. وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا. وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإن مالك خازن جهنم. وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم. وأما الولْدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة> وفي رواية البرقاني: <ولد على الفطرة> فقال بعض المسلمين: يا رَسُول اللَّهِ وأولاد المشركين؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <وأولاد المشركين. وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منه قبيح فإنهم قوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً تجاوز اللَّه عنهم> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وفي رواية له: <رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة> ثم ذكره وقال: <فانطلقنا إلى نقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار، فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا، وإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة> وفيها: <حتى أتينا على نهر من دم> ولم يشك <فيه رجل قائم على وسط النهر وعلى شط النهر رجل وبين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج جعل يرمي في فيه بحجر فيرجع كما كان> وفيها: <فصعدا بي الشجرة فأدخلاني داراً لم أر قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ وشباب> وفيها: <الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة> وفيها: <الذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه اللَّه القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار فيفعل به إلى يوم القيامة، والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين. وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل وهذا ميكائيل، فارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا فوقي مثل السحاب، قالا: ذاك منزلك. قلت: دعاني أدخل منزلي. قالا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملته أتيت منزلك> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
قوله <يثلغ رأسه> هو بالثاء المثلثة والغين المعجمة: أي يشدخه ويشقه.
قوله <يتدهده> أي يتدحرج.
و <الكَلُّوب> بفتح الكاف وضم اللام المشددة وهو معروف.
قوله <فيشرشر>: أي يقطع.
قوله <ضوضووا> وهو بضاضين معجمتين: أي صاحوا.
قوله <فيفغر> هو بالفاء والغين المعجمة: أي يفتح.
قوله <المرآة> بفتح الميم: أي المنظر.
قوله <يحشها> وهو بفتح الياء وضم الحاء المهملة والشين المعجمة: أي يوقدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله <روضة معتَمَّة> هو بضم الميم وإسكان العين وفتح التاء وتشديد الميم: أي وافية النبات طويلته.
قوله <دوحة> وهي بفتح الدال وإسكان الواو والحاء المهملة وهي: الشجرة الكبيرة.
قوله <المحض> هو بفتح الميم وإسكان الحاء المهملة والضاد وهو: اللبن.
قوله <فسما بصري>: أي ارتفع.
و <صُعداً> بضم الصاد والعين: أي مرتفعاً.
و <الربابة> بفتح الراء والياء الموحدة مكررة وهي: السحابة.
_ سئل فضيلة الشيخ محمد المنجد حفظه الله عن الإنترنت هل هي من أشراط الساعة
فأجاب الشيخ محمد المنجد حفظه:
(.أيها الإخوة فإن موضوع شبكة العنكبوت التي يسمونها بالإنترنت من الموضوعات العصرية العجيبة الإنترنت وما أدراك ما الإنترنت لشيوعها وعظمها حتى عدها بعضهم أعظم اختراع في القرن العشرين وإنني كلما تأملت هذه الشبكة لا ينقضي عجبي وأنا أقارنها بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده حيث قال حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة أن رسول الله على الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان ويكثر الهرج قيل وما الهرج قال: القتل "قال الهيثمي رحمه الله رجاله رجال صحيح عن سعيد بن سمعان وهو ثقة كما في مجمع الزوائد ويلفت النظر في هذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام ويتقارب الزمان وفي لفظ همام عند أحمد ويقترب الزمن هذا التقارب المذكور في الحديث فسره العلماء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كإحتراق السعفة قال ابن حجر رحمه الله الذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا فإن نجد من سرعة مر الأيام مالم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا وإن لم يكن هناك عيشٌ مستلذ والحق أن المراد نزعة البركة من كل شئ حتى من الزمان وذلك من علامة قرب الساعة،وكذلك قال النووي رحمه الله المراد بقصره أي الزمان عدم البركة فيه وإن اليوم منلاً يصير الإنتفاع به بقدر الإنتفاع بالساعة الواحدة وقد قيل في تفسير قوله عليه الصلاة والسلام يتقارب الزمان قصر الأعمال بالنسبة إلى كل طبقة فالطبقة الأخيرة أقصر أعماراً من الطبقة التي قبلها ومثل تقارب أحوال أهل الزمان في الشر والفساد والجهل، هذا ما قاله بعض العلماء السابقين عن موضوع تقارب الزمان أما ماقاله علمائنا المعاصرون فقد ذكر الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبدالله بن باز نفع الله بعلومه…قال: في تعليقه على فتح الباري التقارب المذكور في الحديث يفسر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقصر المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات والسيارات والإذاعة وما إلى ذكل والله أعلم فعبارته غفر الله له ونفع بعومه يقول اختراع الطائرات والسيارات والإذاعة هذا الذي قرب الزمان وفي تقارب الأسواق الوارد في الحديث في حديث أحمد السابق وتتقارب الأسواق قال الشيخ العالم حمود بن عبدالله التويجري .. في كتابه إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة وأما تقارب الأسواق فالظاهر والله أعلم أن ذلك إشارة لما وقع في زماننا من تقارب أهل الأرض بسبب المراكب الجوية والأرضية والآلات الكهربائية التي تنقل الأصوات كالإذاعات و التلفونات الهوائية التي سارت أسواق الأرض متقاربة بسببها فلا يكون تغير في الأسعار في قطر من الأقطار الإويعلم به التجار أو غالبهم في جميع أرجاء الأرض فيزيدون في السعر أن زاد وينقصون إن نقص ويذهب التاجر في السيارات إلى أسواق المدائن التي تبعد عنه مسيرة شهر فأكثر فيقضي حاجته منها ويرجع في يومٍ أو بعض يومٍ فقد تقاربت الأسواق من ثلاثة أوجه سرعة العلم بما فيها، وسرعة السير،ومقاربة بعضها بعضاً في الأسعار فهذه أيها الإخوة أدلة بينة على أن اختراع الإنترنت من أشراط الساعة لأن تقارب الزمن حصل فيه بشكل مذهل على التفسير الذي ذكره علمائنا المعاصرون وكذلك تقارب الأسواق لا يوجد وسيلة حصل فيها تقارب للأسواق مثل هذه الشبكة التي تربط بين أسواق العالم قاطبة في جميع البلدان على هذه الشبكة فيتم البيع والشراء من قبل الشخص الجالس عند الشاشة في لحظة واحدة يشتري ويبيع في أسواق
(يُتْبَعُ)
(/)
الأرض فهذه الشبكة قربت الأسواق تقريباً ليس بعده تقريب ولذلك فليس من المبالغة أن نقول أن الإنترنت من أشراط الساعة لقد حصل تقارب الزمان وتقارب الأسواق بهذه الشبكة التي ربطت العالم بعضه ببعض ومن الإشارات الموجودة في الأحاديث التي لها علاقة مباشرة بهذه الشبكة حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن بين يدي الساعة ذكر من العلامات فشو التجارة وظهور القلم رواه الإمام أحمد وقال الشيخ أحمد إسناده صحيح وكذلك علاقة أيضاً ماجاء في أشراط الساعة في رواية البخاري ويظهر الزنا وفي رواية الحاكم تشيع الفاحشة وما على شبكة الإنترنت الآن من الدعوة إلى الفاحشة وعرض صورها لا شك أنه من إفشاء الفاحشة وشيوعها التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ويظهر الزنا ومما يرتبط أيضاً من الأحاديث بشبكة الإنترنت أن من أشراط الساعة إنتشار الربا كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة يظهر الربا رواه الطبراني وقال المنذري رواته رواة الصحيح ولا شك أنه تجري على شبكة الإنترنت معاملات ربوية كثيرة ببطاقة الفيزا وغيرها وقد ساهمت هذه الشبكة إذاً في فشوا الربا وكذلك من الإشارات الموجودة في الأحاديث لهذه الشبكة التي تشملها وتشمل غيرها من الوسائل الإعلامية أنه يمكن استغلالها لنشر الكذب وقد حصل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة ويكثر الكذب رواه ابن حبان وهو حديث صحيح ولعلنا كنا أو كان البعض يستغرب في حديث الذين يعذبون في قبورهم أنه عليه الصلاة والسلام ذكر رجلاً يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه يميناً وشمالاً يفعل به هكذا إلى قيام الساعة وهو الرجل الذي يكذب الكذبة تبلغ الأفاق كنا نقول كيف يكذب الرجل كذبة تبلغ الأفاق ولا شك أن الآن القيام بهذا في شبكة الإنترنت كذبة تبلغ الأفاق أمرٌ واضح جداً وبذلك يمكن أن نعرف أن الإشارة إلى هذه الشبكة قد ورد في عدد من الأحاديث التي تشمل بمعناها هذه الشبكة الموجودة الآن……).
عن شريط "الإنترنت مالها وما عليها " للشيخ محمد المنجد حفظه الله.
الانفاق الارضية:
روى ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه قال: (كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو فقال: كيف أنتم إذا هدمتم البيت فلم تدعوا حجرا على حجر؟! قالوا: ونحن على الإسلام؟! قال: وأنتم على الإسلام. قال: ثم ماذا؟ قال: ثم يبنى أحسن ما كان. فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك).
اخرجه ابن ابي شيبه و الأزرقي في أخبار مكة، و له عدة طرق وهو خبر جيد.
وقوله: (بعجت كظائم)، أي: حفرت قنوات. ذكره ابن الأثير, وابن منظور, وغيرهما من أهل اللغة.
وهي تلك الأنفاق الأرضية في جبال مكة وتحت أرضها، وكذلك الأنابيب الضخمة لتمرير مياه زمزم، والتبريد الهوائي، فمثل هذا الغيبيات التي أخبر بها الصحابي الجليل لا يمكن أن تصدر إلا عن توقيف، لا عن رأي شخصي، أي أنه سمعها عن النبي صلى الله عليه وسلم. ..
كما في الحديث ارتفاع البناء على غير المعهود من قبل، و الله أعلم
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 04:12]ـ
ـ الجوال و البيجر
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلِّم السباع والإنس، وحتى تكلِّم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدثه أهله). رواه الترمذي و قال حسن غريب، و صححه ابن حبان و الحاكم.
و المعلوم أن الجوال او البيجر إنما يُوضعان في الجيب الملاصق للفخد.
فيها تعسّف!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 04:23]ـ
بارك الله فيكم ..
الفخذ هي الفخذ على الظاهر، كعذبة السوط وشراك النعل، ومن أول الفخذ بالجوال أوالبيجر! يحتاج إلى دليل صارف عن هذا الظاهر.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 04:46]ـ
لا أظن ذلك اخي الفاضل
و لعلي انقل كلام الشيخ ابن سعدي في اخبار الشارع عن غير معهود من قبل.
و هو في أحد رسالتيه:
رسالته عن "الدجال"
أو رسالته عن "يأجوج و مأجوج"
و أظن أنه نسبهُ الى شيخ الاسلام
وسأرجع اليه ان شاء الله.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 04:49]ـ
بارك الله فيكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الفخذ هي الفخذ على الظاهر، كعذبة السوط وشراك النعل، ومن أول الفخذ بالجوال أوالبيجر! يحتاج إلى دليل صارف عن هذا الظاهر.
بارك الله فيك
نعم هذا هو الأصل إذا لم يوجد صارف
و كذلك السروج في الحديث الآخر.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 12:50]ـ
قال الشيخ العلاَّمةعبدالرحمن السعدي رحمه الله في مقدمة رسالته عن الدجال:
(* المقدمة الرابعة: أن الأمور التي شاهدها الناس أو شاهدوا
نظيرها، إذا أخبرهم بجنسها ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=299350#_ftn1)) بين لهم الشارع ما يعرفون، وأرشدهم إلى الأمر الذي يفهمونه. وأما الأمور التي لم يشاهد الناس لها نظيراً، فإن الشارع يضرب لهم فيها الأمثال، ويدخلها في العمومات اللفظية أو المعنوية. فإن أنواع المخترعات الحادثة التي لا يعرف الناس لها نظيراً فيما سبق، قد دلهم الشارع عليها وأخبرهم بها خبراً عمومياً، من دون أن يعين أعيانها وأوصافها الحادثة، لما في ذلك من بيان الحقائق، وهدى الخلائق، فإدخالها في عمومات الكتاب والسنة ليعلم الموفقون أن الله لم يهمل شيئاً، ولم يفرط في الكتاب من شيء. وأما عدم تعيينها بأوصافها الخاصة، فإنه لا يحصل بذلك، في ذلك الوقت، كبير فائدة. بل ربما حصل فيه مضرة على بعض الناس، كما ذكرنا هذا المعنى على قوله تعالى: {{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ}} ([2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=299350#_ftn2)) في التفسير ([3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=299350#_ftn3))، وفي بعض الرسائل التي كتبناها) انتهى بلفظه ...
----------------------------------------------------------------------------------------
3ـ قال الشيخ العلاَّمة عبدالرحمن السعدي رحمه الله في التفسير: (والمعنى: إذا كان هذان الأمران قد صارا فتنةً للناس حتى استلج الكفار بكفرهم، وازداد شرهم، وبعض من كان إيمانه ضعيفاً رجع عنه، بسبب أن ما أخبرهم به من الأمور التي كانت ليلة الإسراء، ومن الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كان خارقاً للعادة، والإخبار بوجود شجرة تنبت في أصل الجحيم أيضاً من الخوارق، فهذا الذي أوجب لهم التكذيب. فكيف لو شاهدوا الآيات العظيمة، والخوارق الجسيمة؟! أليس ذلك أولى أن يزداد بسببه شرهم؟ فلذلك رحمهم الله، وصرفها عنهم.
ومن هنا تعلم أن عدم التصريح في الكتاب والسنة بذكر الأمور العظيمة التي حدثت في الأزمنة المتأخرة، أولى وأحسن، لأن الأمور التي لم يشاهد الناس لها نظيراً، ربما لا تقبلها عقولهم، لو أخبروا بها قبل وقوعها، فيكون ذلك ريباً في قلوب بعض المؤمنين، ومانعاً يمنع من لم يدخل الإسلام، ومنفراً عنه. بل ذكر الله ألفاظاً عامة، تتناول جميع ما يكون. والله أعلم). تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 2/ 928.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 04:58]ـ
الانفاق الارضية:
روى ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه قال: (كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو فقال: كيف أنتم إذا هدمتم البيت فلم تدعوا حجرا على حجر؟! قالوا: ونحن على الإسلام؟! قال: وأنتم على الإسلام. قال: ثم ماذا؟ قال: ثم يبنى أحسن ما كان. فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك).
اخرجه ابن ابي شيبه و الأزرقي في أخبار مكة، و له عدة طرق وهو خبر جيد.
وقوله: (بعجت كظائم)، أي: حفرت قنوات. ذكره ابن الأثير, وابن منظور, وغيرهما من أهل اللغة.
وهي تلك الأنفاق الأرضية في جبال مكة وتحت أرضها، وكذلك الأنابيب الضخمة لتمرير مياه زمزم، والتبريد الهوائي، فمثل هذا الغيبيات التي أخبر بها الصحابي الجليل لا يمكن أن تصدر إلا عن توقيف، لا عن رأي شخصي، أي أنه سمعها عن النبي صلى الله عليه وسلم. ..
كما في الحديث ارتفاع البناء على غير المعهود من قبل، و الله أعلم
أخرج الفاكهي بإسناده من طريق مجاهد قال قال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: "يا مجاهد! " إذا رأيت الماء بطريق مكة، ورأيت البناء يعلو أخشابها، فخذ حذرك! "، وفي رواية: "فاعلم أن الأمر قد أظلك". [1].
وقفات:
= "إذا رأيت الماء بطريق مكة"، ألسنا نرى باعة الماء (زمزم) على طرق مكة من هنا وهناك عند خروجنا منها؟ حتى أنك تصل الهدا وباعة ماء زمزم عن يمينك من حين خروجك من الحرم، وهذا مثال وإلا فلفظ الحديث أعم، فهو يشمل هذا وغيره.
وفي صحيفة "المدينة"، الخميس 19 شوال 1430، خبر بعنوان: (شكاوى من بيع ماء زمزم المغشوش على الطرق السريعة)!!
= المراد بـ "يعلو أخشابها"، أي يعلو جبالها كما في منى وما حول الحرم وغير ذلك، وأعظم تمثيل لهذا الوصف الأنموذج التجسيدي للحرم وما حوله بعد بضع سنين من الآن، انظر الشكل أدناه وانظر مستوى البناء كيف جاوز ارتفاع الجبال المحيطة بشكل ملفت:
http://www.othetheh.com/imgcache/29003.imgcache.jpg
= = = = = = = = = = = = = = =
[1] نقلاً عن "العراق في أحاديث وآثار الفتن" - بتصرّف يسير - للشيخ مشهور حسن سلمان، (1/ 354).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 06:37]ـ
الفخذ هي الفخذ على الظاهر، كعذبة السوط وشراك النعل، ومن أول الفخذ بالجوال أوالبيجر! يحتاج إلى دليل صارف عن هذا الظاهر.
/// وممَّا يدلُّ على عدم صِحَّة هذا التأويل أنَّ لفظ الحديث: (وتخبره فخذه بما أحدثه أهله) يدلُّ على نوع استطلاع وتجسُّسٍ حال غيبته، وهذا ليس حال الجوَّال أوالبيجر، فلا يُخبران بما يخفيه الناس، بل بما يريدون إخباره.
/// ولو فُسِّرت بالكاميرات التجسُّسيَّة مثلًا لكان (بهذا المعنى) أقرب من الجوال والبيجر مع بُعده أيضًا.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, صباحاً 12:53]ـ
اخي الفاضل الشيخ عدنان ماذكرته ليس لازماً بالضرورة.
فالاخبار قد يكون عن إذنٍ من المخبر عنه فلا يكون تجسساً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2009, صباحاً 06:20]ـ
بارك الله فيكم. كلامكم صحيح.
لكنِّي أقصد عمَّا يفهم من سياق الحديث، وأنَّ المتبادر منه كونه إخبارًا بما يحدثه الأهل في غيبة الرجل ممَّا قد يخفونه عنه.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Dec-2009, صباحاً 08:52]ـ
كذلك قال الشيخ الزندانى فى الجوال والبيجر كما قال الاخ محمد المبارك
واستأنس الشيخ بكلام لا أذكره كله الان من نحو حرارة الفخذ وشئ من هذا
لعله قال ان البيجر كما ينقل الكلام بالحرارة والاشارات المترددة فى الجو فكذلك الفخذ وما فيه من حرارة يعنى شئ من هذا
فلو احدكم يعلم الموضوع فليذكرنى به
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 01:57]ـ
كذلك قال الشيخ الزندانى فى الجوال والبيجر كما قال الاخ محمد المبارك
الشيخ الزنداني - حفظهُ الله - لأنهُ دائماً ينظر من منظور (الإعجاز العلمي) سيميل إلى هذا الرأي، و رأي الشيخ عدنان أتقن و لا شك ...
و عندما أصبحَ وضع المسلمين ميؤساً منه، أصبحنا - نفسياً - نميلُ إلى أحاديث آخر الزمان، و الفتن و الملاحم، و ليسَ هذا بطريقٍ علمي، و لا يمكن أن نُثبت هذا أياً كان، فمن سنوات قال البعض: أن صدام حُسين هوَ السفياني، و قد مات السُفياني!، و قالوا: إنَّ طالبان هُم أصحاب الرايات السود، و قد تكسرت الرايات .. فالعجلة في تفسير النصوص على هذا النحو قادحٌ في النصوص عند الجهلة، و طريقُ نقد للعلمانيين - هداهم الله أو قاتلهم - .. و الله أعلم ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:10]ـ
رسالتان في:
فتنة الدجال و يأجوج ومأجوج
تأليف
الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي
رحمه الله تعالى (1307هـ 1376هـ)
تحقيق وتعليق
د. أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي
دار ابن الجوزي
www.islamhouse.com (http://www.islamhouse.com/)
أول موقع ينشر مواد دعوية بأكثر من سبعين لغة.
جميع حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الثانية
1427هـ 2006م
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة الأولى
فتنة الدجال
مقدمة التحقيق
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي يبلو عباده بالشر والخير فتنة، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي ما ترك خيراً إلا دل أمته عليه، ولا شراً إلا حذرها منه.
أما بعد:
فلقد كان الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (1307 ـ 1376هـ) رحمه الله، من العلماء الربانيين، والدعاة العاملين، الذين يمسِّكون بالكتاب، وينوّرون به البصائر والألباب، في فترة من أحلك فترات الأمة الإسلامية ظلمة، وأشدها فتنة، حيث عصفت بها أعاصير الفتن والشبهات في القرن الرابع عشر الهجري، الذي شهد انحلال عقد الخلافة، وتفرق المسلمين إلى دويلات، واحتلال النصارى لعامة بلدانهم بالسيف والسنان، ولعقول بعض أبنائهم بالشبه والافتتان.
فكان رحمه الله منار هدى، وعيبة نصح لأهل الإسلام؛ بالوعظ والتعليم، والإفتاء والتأليف. ولم يكن مقتصراً على أهل بلدته «عنيزة» وما حولها، بل كان على صلةٍ وثيقة بقضايا الأمة العامة، يتسقط أخبارها، ويكاتب علماءها، ويخطب في منبر الجامع الكبير بشؤونها ومجرياتها.
ولعل من أسباب هذا الانفتاح في ثقافته، وسعة اطلاعه، تتلمذه على ثلةٍ من العلماء الذين طوفوا في بعض حواضر المسلمين، وحدثوه بأحوالها، فمنهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ الشيخ صالح بن عثمان القاضي (1282 ـ 1351هـ) رحمه الله، الذي طلب العلم في مصر والحجاز سبع عشرة سنة. وقد لازمه ملازمة تامة إلى أن توفي رحمه الله.
2 ـ الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر (1241 ـ 1338هـ) رحمه الله، الذي طلب العلم في الشام، ورحل إلى العراق، وأقام بها بضع سنين.
3 ـ الشيخ محمد الأمين بن عدي الشنقيطي (1289 ـ 1351هـ) رحمه الله، الذي طوَّف البلاد الإسلامية، وجاهد الإنكليز في البصرة، وأقام في عنيزة أربع سنين.
4 ـ الشيخ علي بن ناصر أبو وادي (1273 ـ 1361هـ) رحمه الله، الذي طلب علم الحديث في الهند، ورجع بإجازات في كتب السنة، وأجاز رهطاً من أهل بلده، منهم الشيخ.
ولا شك أن هذا أثَّر في سعة أفقه، وعلو هِمَّتِه، واهتمامه بأمر المسلمين. وكان حريصاً على قراءة مجلة المنار، التي يصدرها الشيخ «محمد رشيد رضا» (1282 ـ 1354هـ) رحمه الله، في القاهرة، ويراسل صاحبها. ومجلة «الفتح» التي يصدرها الشيخ «محب الدين الخطيب» (1303 ـ 1389هـ) رحمه الله، في القاهرة أيضاً. فكانتا نافذتين
له، يطَّلع منهما على أحوال العالم الإسلامي، وينقل عنهما في بعض
كتاباته.
وهذه الرسالة التي بين أيدينا، وتطبع لأول مرة! خير شاهد لما
أسلفنا من كون الشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه الله، من علماء الملة الذين يعنيهم أمر الدين في كافة المعمورة، ويسعون في إصلاح أمر المسلمين، وجهاد الملحدين والفتانين. وقد عالج فيها قضية عقدية مهمة، من أشراط الساعة، وعلامات النبوة، عظَّم النبي صلّى الله عليه وسلّم شأنها، وحذَّر أمته من خطرها، ألا وهي «فتنة المسيح الدجال»، حتى قال: (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلقٌ أكبر من الدجال) رواه مسلم. وأفاض، بأبي هو وأمي صلّى الله عليه وسلّم في بيان صفته، وذكر أحواله وأيامه، وإنذار أمته من فتنته،
بما لم يسبق إليه نبي قبله، كما قال: (ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال، ما حدث به نبي قومه؟ إنه أعور، وإنه يجيء بمثال الجنة والنار، فالتي يقول: إنها الجنة: هي النار. وإني أنذركم به كما أنذر به نوح قومه) متفق
عليه.
ومع هذا البيان والتحذير النبوي من الدجال، فعموم الأمة لا يرون فتنته إلا مقتصرة على زمن خروجه! ولكن الشيخ رحمه الله، تبعاً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وسَّع مفهوم هذه الفتنة لتشمل فتنة الدجال المعيَّن، وجنس الفتنة من الدَّجل والتمويه، ولَبْس الحق بالباطل، مما يحتاج كل أحد، في كل زمان ومكان، إلى كشفه، والاستعاذة بالله من فتنته، كما سيتضح في ثنايا الرسالة.
وقد زاد الشيخ عبد الرحمن السعدي على ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية أن أوقع ذلك على نوازل عصره، وحوادث دهره، التي سقط
بفتنتها فئامٌ من الناس، وتحديداً، كما يتضح جلياً من هذه الرسالة، ثلاث
فتن:
إحداها: فتنة الإلحاد والشبهات المضلة.
الثانية: فتنة المادية والانبهار بالمخترعات الحديثة.
الثالثة: فتنة يهود، وسعيهم لإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين.
وهي فتن متزامنة، يرفد بعضها بعضاً، نزلت بساحة المسلمين الفكرية والجغرافية، عاصر الشيخ رحمه الله فوعتها وشِرَّتها، وأبصر آثارها على أهل الإسلام، وأبلى بلاءً حسناً في دفعها وجهاد أهلها.
فتنة الإلحاد والشبهات المضلة:
شهد القرن الرابع عشر الهجري قيام الثورة الشيوعية في روسيا سنة 1337هـ/1917م، وامتدادها إلى بلدانٍ كثيرة في العالم بفلسفتها الإلحادية التي تقوم على إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، وأصاب دخانها عمق العالم الإسلامي، فاعتنقها بدرجات متفاوتة بعض المفتونين. كما أن الفلسفات الأوروبية «العقلانية» الحديثة حملتها رياح الاحتلال الأوربي إلى حواضر المسلمين، وتلوثت أفكار كثير من الطبقة المتعلمة تعليماً حديثاً بأمشاجٍ من الشبهات المضلة التي أوهت معاقد الإيمان واليقين، حتى وُجد في بلدان نجد المحافظة من يدعو إلى الإلحاد ونبذ الدين. فانبرى الشيخ رحمه الله محذراً من هذه الفتنة العمياء، وألف في ذلك كتباً خاصة، مثل:
ـ الأدلة القواطع والبراهين في إبطال أصول الملحدين.
ـ تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله.
ـ انتصار الحق.
سوى ما تضمنته سائر كتبه وخطبه حول هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمَّا نقل عن شيخ الإسلام قوله: (وكثيراً ما وقع في قلبي أن هؤلاء الاتحادية أحق الناس باتباع الدجال) قال: (وهؤلاء الملحدون
العصريون الذين ذكر الشيخ أشباههم هم أعظم الناس قياماً بفتنته، دعوة، واستجابة).
فكلاهما، رحمهما الله، يريان أن فتنة الدجال تشمل الشخص المعين، وجنس الدجل. ولهذا أُمرت الأمة على تعاقب القرون بالاستعاذة بالله من فتنته.
فتنة المادية والانبهار بالمخترعات الحديثة:
تمكن الغرب النصراني المنعتق من نير الكنيسة أن يقفز قفزاتٍ واسعة في العلوم الكونية، واختراع الآلات الحديثة، ووسائل الاتصال والمواصلات التي أدهشت الشرق الإسلامي، المنكفئ على نفسه منذ قرون في دهاليز الجهل، وزوايا البطالة. فانبهر أبناؤه بمرأى المخترعات والصناعات الحديثة، فعظموا الماديات والحسيات، والعلوم العقليات، وكفروا بالغيبيات. وطالت هذه الفتنة بعض المنسوبين للعلم والدين في تلك الحقبة، تحت ضغط الانبهار المادي، فطفقوا يؤولون النصوص التي لا تستقيم على قانون المادة، وجري العادة.
وقد كتب الشيخ رحمه الله رسالةً إلى السيد محمد رشيد رضا، صاحب مجلة المنار، في شهر رجب سنة 1346هـ، يقترح عليه التحذير من هذه الفتنة على صفحات المنار، ويذكر له أمثلة من مقالات المعاصرين، ومما جاء فيها ما يلي:
(وكذلك يبحث كثير منهم في الملائكة والجن والشياطين، ويتأولون ما في الكتاب والسنة من ذلك، بتأويلاتٍ تشبه تأويلات القرامطة الذين يتأولون العقائد والشرائع؛ فيزعمون أن الملائكة هي القوى الخيرية التي في الإنسان، فعبر عنها الشرع بالملائكة. كما أن الشياطين هي القوى الشريرة التي في الإنسان، فعبر عنها الشرع بذلك. ولا يخفى أن هذا تكذيب لله ولرسله أجمعين ...
وقد ذكر لي بعض أصحابي أن مناركم فيه شيءٌ من ذلك ...
كما ثبت أيضاً عندنا أنه يوجد ممن كان يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر، ويعظم الرسول وينقاد لشرعه، وينكر على هؤلاء الفلاسفة، ويكفرهم في أقوالهم، أنه يدخل عليه شيء من هذه التأويلات من غير قصد ولا شعور، لعدم علمه بما تؤول إليه، ولرسوخ كثير من أصول الفلسفة في قلبه، ولتقليد من يعظمه، وخضوعاً أيضاً ومراعاةً لزنادقة علماء الفرنج الذين يتهكمون بمن لم يوافقهم على كثيرٍ من أصولهم، ويخافون من نسبتهم للبلادة، وإنكار ما علم محسوساً بزعمهم. فبسبب هذه الأشياء وغيرها دخل عليهم ما دخل) ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn1)).
ومن ثمَّ، فقد رأى الشيخ، رحمه الله، أن المخترعات الحديثة صارت لبعض الناس فتنة دُجِّل عليهم بها، ومال إلى أن ما يأتي به المسيح الدجال المعيَّن يكون من هذا الجنس، وأن ما يوجد الآن منها جزء من فتنة الدجل الذي يمهد لفتنة الدجال، ومع ذلك فهي لا تعدو أن تكون صناعات بشرية، تندرج ضمن النواميس الكونية، والقوانين الطبيعية. يقول رحمه الله في رسالته هذه: (الأمور التي لم يشاهد الناس لها نظيراً، فإن الشارع يضرب لهم فيها الأمثال، ويدخلها في العمومات اللفظية أو المعنوية. فإن أنواع المخترعات الحادثة التي لا يعرف الناس لها نظيراً فيما سبق، قد دلهم الشارع وأخبرهم عنها خبراً عمومياً، من دون أن يعين أعيانها وأوصافها الحادثة ... ـ إلى أن قال:
ومما يؤيد أن العلوم العصرية المتنوعة هي من خوارق الدجال، ما تقدم في حديث النواس بن سمعان: «قلنا يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كغيث استدبرته الريح». وهذا بأسباب المخترعات الحديثة من المراكب البرية والهوائية ...
وأن ما معه ومع أتباعه من الخوارق لا تدل على صحة قوله، وإنما هي صناعات مادية يشترك فيها البر والفاجر).
ولا يعني هذا أن الشيخ رحمه الله ينبذ الاختراعات الحديثة، والعلوم الكونية، أو أنه يعدها من قبيل السحر والشعوذة، كما ذهب إلى ذلك بعض ضيقي الأفق من معاصريه، كلا! بل الأمر على النقيض من ذلك، فقد كان مبادراً إلى الاستفادة مما هيأ الله منها من المنافع؛ كمكبر الصوت «الميكرفون»، والمذياع وغيرها. وألف في ذلك رسالة لطيفة بعنوان: «الدلائل القرآنية في أن العلوم النافعة العصرية داخلة في الدين الإسلامي» مستهل سنة 1375هـ. وإنما أراد أن الدجال يفتن الناس بوسائل يخفى عليهم سببها، فيتوهمون أنه يخلق ابتداءً، ويقلب حقائق الأشياء، وأنه الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى الله وتقدس. قال الشيخ في تفسير قول النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الدجال: (هو أهون على الله): (أي من أن يكون لهذه المذكورات حقائق صحيحة تدل على صدقه. وإنما معه أمور ومخترعات موجودة مشتركة). والله أعلم.
فتنة يهود، وسعيهم: لإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين:
عاصر الشيخ رحمه الله مساعي اليهود للعودة من الشتات إلى أرض فلسطين، وإقامة مملكة لليهود:
ـ فحين انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في «بال» في سويسرا، سنة 1897م، كان ابن عشر سنين.
ـ وحين صدر «وعد بلفور» بمنح اليهود وطناً قومياً في فلسطين، سنة 1917م، كان ابن ثلاثين سنة.
ـ وحين صدر قرار الأمم المتحدة بتدويل القدس، وتقسيم فلسطين، سنة 1947م، كان قد بلغ ستين سنة.
وخلال هذه المحطات التاريخية، شهد تدفق اليهود من أصقاع الأرض تحت حماية النصارى، وخاصة أمريكا وبريطانيا، وتشريد المسلمين وإخراجهم من ديارهم. ثم تُوِّج ذلك بإعلان قيام دولة إسرائيل سنة 1368هـ/1948م، قبل وفاة الشيخ بثمان سنين.
وقد اعتبر الشيخ، رحمه الله، الأمم الداعمة لإسرائيل جزءاً من فتنة الدجال، فقال: (إنهم الأمم الذين وراء فارس والروم من الأمم الفرنجية وتوابعهم، وكونهم السبب الوحيد الذي مهد لليهود ملك فلسطين، وساعدوهم بالقوة المادية والسياسية، كما هو معروفٌ لا يخفى على أحد .. ومن عرف كيف عملت اليهود مع الإنكليز، وتأكد بينهم الوعد المسمى بوعد بلفور، وكيف حاولوا المحاولات العظيمة، وسخروا الأمم القوية لتمهيد مصالحهم لم يستبعد أن هذه فتنة الدجال الخاصة).
لقد كانت هذه النازلة، ولا تزال، فتنة عظيمة، وداهية جسيمة، أشعلت نارها، وأذكت أَوَارها الفتنتان السابقتان، لتكون بدورها توطئة للفتنة الكبرى المنتظرة، التي يتزعمها المسيح الأعور الدجال، ويكون اليهود لحمة سداها، وعامة أتباعها، حتى يكشفها الله بنزول المسيح الصادق عيسى ابن مريم، فيهتك ستره، ويبين عواره ودجله، ويقتله.
وهكذا ينظم الشيخ، رحمه الله، هذه الفتن الثلاث، بثاقب فكره، وبعد نظره، في سلك واحد، واسطة عقده فتنة المسيح الدجال، المأمور بالاستعاذة منها كل أحد، في كل حين.
يقول رحمه الله: (ولكن فتنته على العرب والمسلمين عظيمة، وتفوقهم عليهم بالمخترعات أمر معلوم. والواقع الآن يشهد بما ذكرنا. وهذه الفتنة الصهيونية لها توابع كثيرة إلى الآن لم تتم، وهم يسعون فيها .. فكم شاهد الناس ممن افتتن في هذه الأوقات بدعايات الإلحاد، ودعوة المستعمرين).
ومع كل ذلك، فإن الشيخ لا تفارقه أريحيته، وحسن ظنه بالله، وعظيم تفاؤله، فما أجمل قوله: (ولكن سيأتي من لطف الله ما لا يخطر بالبال).
وهذه الرسالة التي ألفها الشيخ قبل وفاته بست سنين، وخطها بيمينه، صغيرة الحجم، عظيمة النفع، لا سيما في هذا الوقت الذي ازداد فيه أذى اليهود للمسلمين في فلسطين، وأعملوا فيهم القتل والتشريد، وهدم البيوت، وساموهم سوء العذاب، حتى تسلل اليأس والقنوط إلى بعض النفوس الضعيفة. ففيها برد اليقين، وبشارة المؤمنين، بنصر الله، وقريب روحه وفرجه.
وقد جعلها الشيخ قسمين:
الأول: في ذكر أحاديث الدجال. سرد فيه جملةً صالحة من أحاديث الدجال، من الصحيحين.
الثاني: الكلام على هذه النصوص.
ولم يصنع الشيخ عنواناً لها، فرأيت أن يعنون لها بهذا العنوان: [فتنة الدجال].
وقد كان عملي في إخراج هذه الرسالة يتلخص في الأمور الآتية:
1 ـ مقدمة تعريفية، تكشف جوانب من شخصية الشيخ عبد الرحمن السعدي، وتبرز قيمة هذه الرسالة والحاجة إليها، وهو ما تقدم أعلاه.
2 ـ تحرير النص، وإعادة نسخة من النسخة الأصلية، مستعيناً بالنسخة الخطية التي نقلها الأستاذ الفاضل عبد الله بن سليمان السلمان، كاتب الشيخ، حفظه الله.
3 ـ توثيق النقول التي أحال عليها الشيخ، وإصلاح غلطها، ورد سقطها.
4 ـ عزو الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية المذكورة إلى مصادرها.
5 ـ التعليق في الحواشي؛ بشرح الغريب، وبيان المبهم، وشرح المجمل، والتعريف ببعض المواضع والأشخاص، والتنبيه على ما يقتضي الاستدراك.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا واسأل الله الكريم، رب العرش العظيم، أن يعيذنا من فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال، وأن يغفر للشيخ عبد الرحمن السعدي، وأن يرفع درجته في المهديين، وأن يجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. والحمد لله رب العالمين ([2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn2)).
كتبه د. أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي
عنيزة. ليلة عيد الفطر سنة 1422هـ
ص. ب (246) الرمز البريدي (81888)
E.mail: qadisa@yahoo.com
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:12]ـ
صورة الصفحة الأولى من مخطوطة (فتنة الجال)
صورة الصفحة الأخيرة من مخطوطة (فتنة الجال)
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكر أحاديث الدجال
* روى مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات ([3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn3))؛ فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف ([4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn4))؛ خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم) ([5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn5)).
وفي رواية: (والعاشرة ريحٌ تلقي الناس في البحر) ([6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn6)).
* وروى مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: (بادروا بالأعمال ستاً: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصّة أحدكم) ([7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn7)).
* وروى مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض) ([8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn8)).
* وعن عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلقٌ أكبر من
الدجال) ([9] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn9)).
* وفي المتفق عليه عن عبد الله مرفوعاً: (إن الله لا يخفى عليكم. إن الله ليس بأعور. وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية) ([10] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn10)).
* وعن أنس مرفوعاً: (ما من نبي إلا قد أنذر أمته الأعور الكذاب. ألا إنه أعور. وإن ربكم ليس بأعور. مكتوبٌ بين عينيه كافر) متفق
عليه ([11] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn11)).
* وعن أبي هريرة مرفوعاً: (ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال، ما حدث به نبي قومه؟ إنه أعور. وإنه يجيء بمثال الجنة والنار؛ فالتي يقول إنها الجنة هي النار. وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه) متفق عليه ([12] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn12)).
* وعن حذيفة مرفوعاً: (إن الدجال يخرج، وإن معه ماءً وناراً. فأما الذي يراه الناس ماءً فنار تحرق، وأما الذي يراه الناس ناراً فماء بارد عذب. فمن أدرك ذلك منكم، فليقع في الذي يراه ناراً، فإنه ماءٌ عذبٌ طيب). متفق عليه ([13] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn13)).
وزاد مسلم: (وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظَفَرَةٌ غليظة ([14] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn14))، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمنٍ، كاتبٍ وغيرِ كاتب) ([15] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn15)).
(يُتْبَعُ)
(/)
* وعنه مرفوعاً: (الدجال أعور العين اليسرى، جُفَال الشعر ([16] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn16))، معه جنة ونار. فناره جنة، وجنته نار). رواه مسلم ([17] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn17)).
* وعن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الدجال فقال: (إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه ([18] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn18)) دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامروءٌ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم. إنه شابٌ
قطط ([19] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn19))، عينه طافية، كأني أُشَبِّهه بعبد العزى بن قطن. فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف. فإنها جواركم من فتنته ([20] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn20)). إنه
خارج خلة ([21] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn21)) بين الشام والعراق، فعاثَ يميناً وعاث شمالاً ([22] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn22)). يا عباد الله: فاثبتوا. قلنا يا رسول الله: وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون
يوماً؛ يوم كسنة، ويومٌ كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم.
قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا.
اقدروا له قدره ([23] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn23)). قلنا: يا رسول لله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح. فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به، ويستجيبون له ([24] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn24)). فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت. فتروح عليهم سارحتهم ([25] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn25))، أطول ما كانت ذراً ([26] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn26))، وأسبَغَه ضروعاً ([27] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn27))، وأمده خواصر ([28] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn28)). ثم يأتي القوم فيدعوهم ([29] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn29))، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ([30] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn30))، ليس بأيديهم شيءٌ من أموالهم. ويمر بالخَرِبَةِ، فيقول لها: أخرجي كنوزك. فتتبعه كنوزها كيعاسيب ([31] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn31)) النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين ([32] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn32))، رمية الغرض ([33] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn33))، ثم يدعوه فيقبل، ويتهلل وجهه، يضحك. فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء، شرقيَّ دمشق، بين مهرودتين ([34] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn34))، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين. إذا طأطأ رأسه قَطَر، وإذا رفعه تحدَّر منه مثل جمان ([35] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn35)) اللؤلؤ. فلا يحل لكافرٍ يجد من ([36] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn36)) ريح نفسه إلا مات. ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفهُ. فيطلبه، حتى يدركه بباب لُدٍّ ([37] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn37))، فيقتله. ثم يأتي عيسى إلى قومٍ قد عصمهم الله منه ([38] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn38))، فيمسح عن وجوههم،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة). إلى آخر الحديث. رواه
مسلم ([39] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn39)).
* وروى مسلم أيضاً حديث أبي سعيد مرفوعاً في قتل هذا الرجل وإحيائه، وقال في آخره: (ثم يقول له: قم! فيستوي قائماً. فيقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة. قال: ثم يقول: يا أيها الناس! إنه لا يفعل بعدي بأحدٍ من الناس. قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعلَ ما بين رقبته إلى تَرقُوتهِ نحاساً. فلا يستطيع إليه سبيلاً. قال: فيأخذ بيديه ورجليه،
فيقذف به. فيحسب الناس أنما ([40] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn40)) قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة. فقال رسول صلى الله عيه وسلم: هذا أعظم الناس شهادةً عند رب
العالمين) ([41] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn41)).
* وروى مسلم أيضاً عن أم شريك مرفوعاً: (ليفرنَّ الناس من الدجال،
حتى يلحقوا بالجبال ([42] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn42)). قالت أم شريك: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل) ([43] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn43)).
* وروى مسلم، أيضاً، عن أنسٍ مرفوعاً: (يتبع الدجال من يهود أصبهان ([44] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn44)) سبعون ألفاً عليهم الطيالسة ([45] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn45))([46] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn46)).
* وفي المتفق عليه من حديث أبي سعيد مرفوعاً: (يأتي الدجال، وهو محرَّمٌ عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السباخ ([47] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn47)) التي تلي المدينة، فيخرج إليه رجل .. ) ([48] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn48)) وذكر قتله كما سبق.
* وفي المتفق عليه أيضاً عن أبي هريرة مرفوعاً: (يأتي المسيح من قبل المشرق، همته المدينة، حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهة قِبَل الشام، وهنالك يهلك) ([49] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn49)).
* وفي البخاري عن أبي بكرة مرفوعاً: (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال. ولها يومئذٍ سبعة أبواب، على كل باب ملكان) ([50] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn50)).
وحديث تميم الداري وقصته معروفة ([51] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn51)).
* وعن عمرو بن حريث مرفوعاً: (الدجال يخرج من أرضٍ بالمشرق، يقال لها خراسان، يتبعه أقوامٌ وجوههم المجانّ المطرّقة) ([52] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn52)) رواه
الترمذي ([53] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn53)).
* وروى أبو داود عن عمران بن حصين مرفوعاً: (من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات) ([54] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn54)).
* وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل أحدٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الدجال أكثر مما سألته. وإنه قال لي: ما يضرك. قلت: إنهم يقولون إن معه جبل خبزٍ، ونهر ماء. قال: هو أهون على الله من ذلك) ([55] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn55)).
وأحاديث ابن صياد معروفة ([56] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn56))، وأحاديث قتل عيسى ابن مريم للدجال كثيرة معروفة.
وأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أمته في صلاتهم أن يتعوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال معروفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وروى مسلم عن نافع بن عتبة مرفوعاً: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال، فيفتحه الله) ([57] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn57)).
* * *
الكلام على هذه النصوص في قصة الدجال
تقتضي تقديم مقدمات ([58] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn58))
* إحداها: أن المسلمين متفقون على تلقي جميع ما جاءت به النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة بالتصديق والقبول. وأن جميع ما أخبر به الله ورسوله فهو واقعٌ ماله من دافع. وسواء عرفنا تأويله والمراد به بعينه، أو لم نعرف ذلك. فهذا الأصل المتفق عليه بين علماء المسلمين، لا يتم للعبد إيمان إلا به. بل هو أصل الإيمان ومادته.
* الثانية: أن إخبارات النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأوامره ونواهيه، كلها حقٌ وصدقٌ ونفعٌ للعباد، وللأمة من أولها إلى آخرها. فإخباره بالدجال، وفتنته، والأمر بالتعوذ بالله من فتنته نافعٌ للأمة كلها. فإن التصديق به، وبما قاله الرسول عنه، يزداد به إيمان المؤمن. وإن الالتجاء إلى الله، والتعوذ به من فتنته في الصلاة وخارجها نفعه عظيم. وكل مؤمنٍ لا يستغني عن هذه الاستعاذة، كما لا يستغني عن الاستعاذة بالله من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات.
* المقدمة الثالثة: أن فتنة المسيح الدجال نوعان:
ـ نوع يراد به الشخص الذي وصفه الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالصفات السابقة.
ـ ونوعٌ يراد به جنس الفتنة.
ووجه الحاجة إلى القسم الأول من هذين النوعين: أن نفس الاستعاذة بالله من فتنته عبادة وتضرع والتجاء إلى الله، وذلك خير محض. ثم كون ذلك الشخص مجهولاً زمان مجيئه، كل مؤمن لا يأمن على نفسه إدراك ذلك الزمان. والأمر الذي تحت الإمكان، ويخشى من شره وفتنته، معلوم حاجة العبد إلى توقي فتنته بكل سبب. ومن أكبر الأسباب الالتجاء إلى الله، والتعوذ بالله منه. وأيضاً فهذا الدعاء والخوف من فتنته، لا بد أن يسري في طبقات الأمة ويتوارثوه، ويصير عقيدة راسخة، حتى إذا جاء وتحقق وقوعه، كان عند الأمة، وخصوصاً خواصهم، من العقائد الصحيحة ما يدفع شره، ويقي فتنته، بخلاف ما لو زال خوفه من القلوب، فإنه إذا جاء ذلك الوقت ازدادت به الفتنة، ولم يكن عند المؤمنين من مواد الإيمان ما يبطل فتنته
وشره.
وأما القسم الثاني: فالحاجة إليه أظهر؛ فإن جنس فتنة المسيح الدجال هو: كل باطلٍ زُوِّق وبُهرج، وحسِّن فيه الباطل، وقبِّح فيه الحق، وأيِّد بالشبه التي تغر ضعفاء العقول، وتخدع غير المتبصرين. وهذا موجودٌ وشائع. بل بحره طامٍ في كل زمانٍ ومكان. فالعبد مضطر غاية الاضطرار إلى ربه في أن يدفع عنه هذه الفتن التي هي من جنس فتنة المسيح الدجال؛ فتن الشبهات والشكوك، وفتن الشهوات المردية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:13]ـ
* المقدمة الرابعة: أن الأمور التي شاهدها الناس أو شاهدوا
نظيرها، إذا أخبرهم بجنسها ([59] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn59)) بين لهم الشارع ما يعرفون، وأرشدهم إلى الأمر الذي يفهمونه. وأما الأمور التي لم يشاهد الناس لها نظيراً، فإن الشارع يضرب لهم فيها الأمثال، ويدخلها في العمومات اللفظية أو المعنوية. فإن أنواع المخترعات الحادثة التي لا يعرف الناس لها نظيراً فيما سبق، قد دلهم الشارع عليها وأخبرهم بها خبراً عمومياً، من دون أن يعين أعيانها وأوصافها الحادثة، لما في ذلك من بيان الحقائق، وهدى الخلائق، فإدخالها في عمومات الكتاب والسنة ليعلم الموفقون أن الله لم يهمل شيئاً، ولم يفرط في الكتاب من شيء. وأما عدم تعيينها بأوصافها الخاصة، فإنه لا يحصل بذلك، في ذلك الوقت، كبير فائدة. بل ربما حصل فيه مضرة على بعض الناس، كما ذكرنا هذا المعنى على قوله تعالى: {{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ}} ([60] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn60)) في التفسير ([61] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn61))، وفي بعض
(يُتْبَعُ)
(/)
الرسائل التي كتبناها.
قال شيخ الإسلام ([62] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn62)) في رسالته «السبعينية» ([63] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn63)): ( وفتنة الدجال ([64] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn64)) لا تختص بالموجودين في زمانه. بل حقيقة فتنته: الباطل المخالف للشريعة، المقرون بالخوارق. فمن أقرَّ بما يخالف الشريعة لخارق، فقد أصابه نوع من هذه الفتنة. وهذا كثير في كل زمانٍ ومكان. لكن هذا المعيّن فتنته
أعظم الفتن، فإذا عصم الله عبده منها، سواءً أدركه أم لم يدركه، كان معصوماً مما هو دون هذه الفتنة) ([65] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn65)). إلى أن قال: (ومعلومٌ أن ما ذكر معه من التعوذ ([66] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn66)) من عذاب جهنم والقبر، وفتنة المحيا والممات أُمرَ به كل مصل، إذ هذه الفتن مجرية ([67] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn67)) على كل أحد، ولا نجاة إلا بالنجاة منها. فدل على أن فتنة الدجال كذلك. ولو لم تصب فتنته إلا مجرد الذين يدركونه، لم يؤمر بذلك كل الخلق، مع العلم بأن جماهير العباد ([68] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn68)) لا يدركونه، ولا يدركه إلا أقل القليل من الناس المأمورين بهذا الدعاء.
وهكذا إنذار الأنبياء ([69] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn69)) إياه أممهم حتى أنذر نوح قومه ([70] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn70))، يقتضي تخويف عموم فتنته، وإن تأخر وجود شخصه، حتى يقتله المسيح ابن مريم عليه السلام ([71] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn71)).
وكثيراً ما وقع في قلبي أن هؤلاء الاتحادية أحق الناس باتباع
الدجال ([72] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn72))([73] (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn73)). ومع هذا فقد جرت للمسلمين مع أتباعهم من المحن ما هي أشهر المحن الواقعة في الإسلام. ومعلوم أن هذه الفتنة هي نتيجة محنة الدجال. بل هذه النتيجة أقرب إلى محنة الدجال من غيرها.
قلت: وهؤلاء الملحدون العصريون الذين ذكر الشيخ أشباههم، هم أعظم الناس قياماً بفتنته، دعوةً واستجابة.
وفي صفحة (756) من المجلد (28) من المنار ([74] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn74)) بعد كلام كثير: (والظاهر من مجموعها، أي أحاديث الدجال ([75] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn75))، أنه يظهر في اليهود دجال، بل أكبر دجال عرف في تاريخ الأمم، فيدعي أنه هو المسيح الذي تنتظره اليهود فيفتتن به خلقٌ كثير، لما يظهره من الغرائب والعجائب التي هي أغرب من جميع معجزات الأنبياء، أو مثل أعظمها. وفي آخر مدته يظهر المسيح الذي هو عيسى ابن مريم ([76] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn76))، ويكون نزوله في المنارة البيضاء شرقي دمشق، ويلتقي بالمسيح الدجال بباب لدٍ ـ وفي فلسطين بلدٌ يسمى باللدّ ـ فهنالك يقتل المسيح الصادق، عيسى ابن مريم، عدو الله، المسيح الدجال، بعد حربٍ طويلة تكون بين المسلمين واليهود).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي المجلد (29) من المنار، صفحة (155)، لمّا ذكر ما تعده اليهود في شأن فلسطين، قال: (لا شك عندنا أن كلاً من اليهود والإنكليز يكيد للآخر ليستعمله في الوصول إلى غرضه المنافي لغرض الآخر ([77] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn77)). ولا شك عندنا في أن الفتنة المنتظرة، هي من أعظم فتن الأرض، أو أعظمها على الإطلاق؛ وهي محاولة إعادة ملك اليهود، المعبر عنها بالأحاديث بفتنة المسيح الدجال) ([78] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn78)).
وقال في المجلد (28) صفحة (20) بعد كلامه على أحاديث
الدجال، وانتقاده لكثيرٍ من تفاصيلها، قال: (ويدل القدر المشترك
منها ([79] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn79)) على أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كُشف له، وتمثل له ظهور دجال في آخر الزمان، يظهر الناس خوارق كثيرة، وغرائب يفتن بها خلق كثير، وأنه من اليهود). إلى أن قال: (ولا يبعد أن يقوم طلاب الملك من اليهود الصهيونيين ([80] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn80)) بتدبير فتنة في هذا المعنى، يستعينون عليها بخوارق العلوم والفنون العصرية، كالكهرباء والكيمياء، وغير ذلك).
وكان يقول هذا قبل احتلال اليهود لفلسطين بعدة سنين ([81] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn81))، فوقع كما ظن رحمه الله.
وفي صفحة (192) من الجزء السادس من الفتح الرباني، في شرح المسند، قال الشارح ([82] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn82)): ( ويلوح لي أن اليهود الآن يحشدون إلى بيت المقدس، ليلقوا حتفهم مع رئيسهم الدجال، في هذه الأرض ولو بعد حين، مصداقاً لقول نبينا صلّى الله عليه وسلّم).
أما ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية ففي غاية الحسن والمطابقة لفتنة الدجال، وأنها نوعان: أحدهما: فتنة الدجال، أي جنسها، وهي الشبهات المزوقة المموهة، التي يفتتن بها الخلق الكثير. ومتى تأملت أحوال البشر، وكيف سرى الإلحاد فيهم بصورة هائلة، وزخرفت له الأقوال، وروج بأساليب متنوعة، ونصر بالقوى المادية، وجرف بتياره وفتنته الخلق الكثير، ولم يسلم من فتنته إلا اليسير ممن عصمهم الله، وحفظهم بالبصيرة النافذة، والبعد عن هذه الفتنة. ويؤيد كلام الشيخ ويقربه من الأحوال الواقعة ما ذكرناه من كلام صاحب المنار ([83] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn83))، بقوله: (ولا شك عندنا أن الفتنة المنتظرة من أعظم فتن الأرض أو أعظمها على الإطلاق؛ وهي محاولة إعادة ملك اليهود، المعبر عنها بالأحاديث بفتنة الدجال). وأنهم يستعينون على ذلك بالاعتماد على الإنكليز، الذي هو من أكبر الدجالين ([84] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn84))، وبخوارق العلوم والفنون العصرية، والمخترعات الهائلة. ويكون على هذا ذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم لبعض تفاصيل فتنته في الأحاديث السابقة على وجه التقريب والتمثيل. ويدل على ما قاله الحديث السابق، وهو ما رواه مسلم عن نافع بن عتبة عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله) ([85] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn85)). فدل هذا الحديث وترتيب الفتوحات المذكورة بحسب قربهم من المسلمين، وأنهم بعد فتح فارس والروم يغزون الدجال فيفتحه الله، أنهم الأمم الذين وراء فارس والروم، من الأمم الفرنجية وتوابعهم ([86] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn86))، وكونهم السبب الوحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي مهَّد لليهود ملك فلسطين، وساعدوهم بالقوة المادية والسياسية، كما هو معروفٌ لا يخفى على أحد. ولولا ذلك لم يطمع اليهود بتملك شبرٍ من بلاد العرب، تصديقاً لقوله تعالى: {{إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ}} ([87] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn87)). فهؤلاء الناس هم الذين مهدوا لهم الملك، وتداعوا من كل قطرٍ إلى بلاد العرب من فلسطين كما تقدم في الحديث الصحيح أن الدجال يتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفاً ([88] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn88)). وهذا معناه أنهم يستدعون إلى فلسطين من أقطار الأرض بسبب دعوة الدجال لهم ([89] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn89)).
ومن عرف كيف عملت اليهود مع الإنكليز، وتأكد بينهم الوعد المسمى بوعد بلفور ([90] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn90))، وكيف حاولوا المحاولات العظيمة، وسخروا الأمم القوية لتمهيد مصالحهم، لم يستبعد أن هذه فتنة الدجال الخاصة، التي هي أكبر فتن الأرض، كما ورد في الحديث السابق الصحيح: (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال) ([91] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn91)).
وهل أعظم من فتنة جرف تيارها جمهور الناشئة الحديثة بإلحاده، وصير من يرجى منهم نصرة الإسلام بالقول والفعل من أكبر الأعوان على هدمه وزواله؟! وهم يسعون استجابةً لفتنة الدجال على القضاء عليه. ونرجوا الله أن يلطف، ويدفع عن المؤمنين بحوله وقوته ورحمته، فإنهم لا سبب لهم مادي، ولا قوة حسية، تدافع بها القوات المحتشدة المصممة على القضاء عليه، ولكن سيأتي من لطف الله ما لا يخطر بالبال.
وهل أعظم من فتنة اجتمع العرب وحكوماتهم على مقاومتها، ومدافعتها عن بلادهم، فقاومتهم السياسات، ولعبت بهم الفتن، حتى فرقتهم، وشتتتهم، ومكنت عدوهم من جوف بلادهم، وذهب أهلها مشردين في كل قطرٍ منهم طائفة. وهي في سعيها وجدها الآن لا تزداد إلا قوة، ولا يزداد العرب إلا وهناً وضعفاً مادياً ومعنوياً، دينياً ودنيوياً؟! ([92] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn92)).
ولا بد أن تتوسع سيطرة اليهود، ولا بد لهم من التضييق على
جيرانهم من الحكومات العربية ([93] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn93))، ولا بد أن يتبين من الشخص منهم الذي هو المسيح الدجال المعيَّن بذاته، وتجري بقية ما ذكره الرسول صلّى الله عليه وسلّم على يده، حتى ينزل عيسى ابن مريم، ويعين الله المسلمين، فيقاتلونهم فيقتلون اليهود، ويقتل عيسى صلّى الله عليه وسلّم مسيحهم الدجال.
ومما يؤيد أن العلوم العصرية المتنوعة هي من خوارق الدجال ما تقدم في حديث النواس بن سمعان (قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كغيث استدبرته الريح) ([94] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn94)). وهذا بأسباب المخترعات الحديثة من المراكب البرية والهوائية ([95] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn95)). وقد قال كثير من أهل العلم في قوله صلّى الله عليه وسلّم عن الدجال إنه (مكتوب بين عينيه «كافر» يقرأه كل مؤمن؛ كاتب وغير كاتب) ([96] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn96)) إن هذا على جهة التمثيل، وأن معناه أن أمره واضح، لا يخفى على كل مؤمن أنه كافر ([97] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn97)). وأن ما معه ومع أتباعه
من الخوارق لا تدل على صحة قوله، وإنما هي صناعات مادية يشترك فيها البر والفاجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على أنها تمويهات، ما تقدم في حديث المغيرة بن شعبة، الثابت في الصحيحين قال: (ما سأل أحد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الدجال أكثر مما سألته، وإنه قال لي: ما يضرك. قلت: إنهم يقولون: إن معه جبل خبزٍ، ونهر ماء! قال: هو أهون على الله) ([98] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn98)). الحديث. فقوله: (هو أهون على الله) أي: من أن يكون لهذه المذكورات حقائق صحيحة تدل على صدقه. وإنما معه أمورٌ ومخترعات موجودة مشتركة.
ولكن فتنته على العرب والمسلمين عظيمة، وتفوقه عليهم بالمخترعات أمرٌ معلوم.
والواقع الآن يشهد بما ذكرنا، وهذه الفتنة الصهيونية لها توابع كثيرة إلى الآن لم تتم، وهم يسعون فيها. فمن قارن بين هذه الفتنة العظيمة، وتوسعها، وضررها، وبين غيرها من الفتن التي جرت على المسلمين، علم أنها أكبر قارعة حلت، وأعظم مصيبة أصابتهم، وأن فتنتها السابقة واللاحقة أعظم الفتن، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ منه إلا إليه.
وفي الحديث السابق: (من سمع بالدجال فلينأ عنه. فوالله إن الرجل ليأتيه فيحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات) ([99] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn99)) فكم قد شاهد الناس ممن افتتن في هذه الأوقات بدعايات الإلحاد، ودعوة المستعمرين.
ومما يدل على الحال الواقعة الحديث السابق، في صحيح مسلم، عن أم شريكٍ مرفوعاً: (ليفرن الناس من الدجال، حتى يلحقوا بالجبال. قالت أم شريك: يا رسول الله، فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم قليل) ([100] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn100)). ففي هذا الحديث بيان أن الضرر الأكبر سيصيب العرب، وأنه لم يبق منهم إلا القليل. أي: لم يبق من الذين عصموا من فتنته إلا القليل. وأما من افتتن به فتبعه، أو صار من دعاتهم، أو خدرت أعصابه عن المقاومة، أو استسلم لهم، فهم كثير.
وقد قال صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصحيح: (أشد أمتي على الدجال بنو تميم) ([101] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn101)). فهذا يدل على أن عرب الجزيرة، الذين جمهورهم بنو تميم، هم أسلم الناس من فتنته، وهم أشد الناس جهاداً له بالحجة والبيان ([102] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn102))، وبالسلاح والسنان. فنرجوا الله أن يوفقهم ويؤيدهم بنصره، ويأخذ بأيديهم، إنه جواد كريم.
سنرجئ بقية الكلام إلى أن يتبين لنا ولغيرنا في المستقبل من هذه الفتنة بقية ما ذكره الرسول صلّى الله عليه وسلّم. فإنه أمرٌ واقع، ما له من دافع، وأصوله ومقدماته قد وضحت وبانت لكل أحد له بصيرة. 7 شعبان 1370هـ.
ومن كتاب «الإسلام المفترى عليه» لمحمد الغزالي، صفحة (21): (وها قد مضت أربعة عشر قرناً، ثم عادت إسرائيل مرةً أخرى باسم التوراة، تريد الحكم والسيادة، فهل سمعت أو لمحت في عودة إسرائيل قبساً من فرقان، أو قطرة من حنان، أم هو التمهيد للنسف والطغيان والكبر والعدوان؟ وكذلك قيل لكنائس الغرب: استيقظي. ثم أصغينا للدجالين من ساسة أوربا يبشرون بالدين). إلى آخر عبارته ([103] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=300564#_ftn103)).
* * *
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:14]ـ
الرسالة الثانية
يأجوج ومأجوج
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فإن الله تعالى بعث محمداً صلّى الله عليه وسلّم بين يدي الساعة، بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، حتى لم يبقِ خيراً إلا دل أمته عليه، ولا شراً إلا حذرها منه. فصلوات ربي وسلامه عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن جملة الشرور التي حذر أمته منها ما يقع في آخر الزمان من الفتن العظام، والحوادث الجسام، التي تتتابع كعقد انفرط نظامه، فتدع الحليم حيراناً، فوصفها، وكشفها، وبيّنها بياناً شافياً كافياً، لا لغرض الإخبار المجرد، الدال على صدق نبوته فحسب، بل لحصول العصمة والثبات والسلامة. فمن تلك الآيات: خروج يأجوج ومأجوج على الناس، التي يجدها المسلمون واليهود والنصارى في كتبهم. فهي من أشراط الساعة الكبرى، وعلاماتها المعدودة.
ولم يزل أهل الإسلام، وعلماؤهم خاصةً، يشتغلون بها بحثاً ودرساً، لعظيم خطرها، وبعد أثرها، فكان أن كتب الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، رحمه الله، رسالة في حقيقة يأجوج ومأجوج،
ومعنى خروجهم، والمراد بانفتاح ردم ذي القرنين، وما يتصل
بذلك، فأحدثت دوياً هائلاً، وجدلاً واسعاً في بلاد نجد، وانقسم الناس حولها ما بين مؤيد معجب، ومنكرٍ منتقد، ولحق الشيخ بسببها نوع أذىً ومحنة، سرعان ما انقلبت نعمة ومنحة، بسبب حسن مقصده، وسلامة نيته، وإن كان شأنه شأن غيره من بني آدم، يصيب ويخطئ، ويسدِد ويقارب، رحمه الله رحمة واسعة.
قصة الرسالة:
كتب الشيخ هذه الرسالة في شهر ربيع الأول سنة 1359هـ، كما يدل على ذلك خطاب وجهه الشيخ إلى أحد كبار تلامذته، الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، حفظه الله، حين كان قاضياً في جازان، مؤرخٌ في 27/ ربيع الأول/ 1359هـ، جاء فيه:
( .. ولا استجد لنا من الفوائد شيءٌ ها الأيام غريب، سوى أننا ها اليومين كتبنا رسالة في دلالة الكتاب، والسنة، والعقل، وأقوال المؤرخين، على أن يأجوج ومأجوج هم الأمم الذين ظهروا على الناس في هذه الأزمان، من أصناف الفرنج، والأمريكانيين وغيرهم، وأن المسألة مسألة
قطعية، وذكرنا عدة وجوه دالة على ذلك، ولما كتبتها أخذها الإخوان
عندهم) ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn1)[104]).
فكان أن تداولتها الأيدي، فسعى بعض الوشاة المغرضين، فشنع عليها، وبالغ، لدى ولاة الأمر والمشايخ في الرياض، فجاءت برقية من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، رحمه الله، يطلب حضوره إلى الرياض مصطحباً تفسيره، وحصل للناس هم عظيم ([2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn2)[105]) .، ولكن الله سلم.
ويصف الشيخ بنفسه هذه الرحلة في خطابٍ مؤرخ في 10 شعبان 1360هـ، موجه لتلميذه الشيخ عبد الله بن عقيل، حفظه الله، فيقول: ( .. ولا بد بلغك سفرنا للرياض، وأسبابه، ونتائجه، وأنه باستدعاءٍ مستعجل من الملك، لنحضر، ونحضر معنا التفسير، لا بد أحد معترض علينا، وفعلاً بادرنا للحضور، وإحضار التفسير، فرآه بعض المشايخ فاستحسنوه، ولم يحصل بحث في مسألةٍ واحدةٍ أصلاً. ولكن المشايخ ـ جزاهم الله خيراً ـ حصل منهم من إكرامنا فوق ما يظن الظان، والملك قال بحضرة الجميع؛ قال: إنه ما بينك وبين المشايخ، من فضل الله، أقل اختلاف، وإنه لم يعترض عليه أحدٌ من الحاضرين، ولا من غيرهم، فأبديت له الشكر، وأني ممنون إذا رأى عليَّ أحدٌ خطأ أن ينبهني، فإني ممنون بذلك من صغار الطلبة، فضلاً عن المشايخ الذين هم أُبْوة ([3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn3)[106]) للعرب.
وحصل للناس انزعاج من سفري، وطلب الجماعة ([4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn4)[107]) أنهم يراجعون فيَّ، أو يركبون معي، فمنعتهم، وأخبرتهم أني لا أكره الحضور هناك، وأنه لا بد أن يحصل فيه مصالح، فوقع لله الحمد كما ظننت، وحصل التعارف التام مع المشايخ، وأقمنا في الرياض ستة أيام، ثم رجعنا بصحبة الملك إلى الوطن، مسرورين راجين المولى أن يتم نعمه على الجميع، وأن يحسن العواقب لنا ولكم في الدنيا والآخرة.
أخبرتك بحاصل ذلك، خوفاً أن يصوَّر على غير صورته) ([5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn5)[108]).
تلك رواية الشيخ، رحمه الله، رواها باختصار. وقد بسطها أحد
كبار تلامذته وأصحابه، وهو الشيخ عبد الله بن محمد العوهلي،
(يُتْبَعُ)
(/)
رحمه الله، في رسالة بعث بها إلى زميله في الطلب، الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل، حفظه الله، نقتطف منها ما يتعلق بالمقام، مع إبهام أسماء من سعى في هذه الوشاية، غفر الله لهم، وتجاوز عنهم:
(بسم الله الرحمن الرحيم ... من الطايف في 25 شعبان 1360هـ إلى فرسان.
حضرة الأفخم الأخ المكرم عبد الله بن عبد العزيز العقيل المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. دمتم في خير وسرور ...
أخبارنا خير وسرور. حدث في الشهر الماضي ما كدر الخواطر، ولكن، الحمد لله، العاقبة حميدة. وذلك أن بعض المغرورين من الجماعة قد انتقدوا على الشيخ عبد الرحمن، والمشتهر منهم ثلاثة ( ... ) وقد بلغ بهم الأمر إلى أن كتبوا إلى ( ... ) يعترضون على الشيخ عبد الرحمن في بعض فتاويه، ويعترضون على تفسيره، وعلى كلامه في يأجوج ومأجوج. وأرسلوا إلى ( ... ) رسالة الشيخ في يأجوج ومأجوج. هذا وهم لم يبحثوا مع الشيخ في شيء أصلاً. ولم يزل الكلام يزيد حتى قدحوا في تفسيره، وأنه مخالف لمذهب السلف، حسبهم الله. ثم إن ( ... ) كتب للمشايخ في الرياض، وجاء برقية لابن فيصل من الملك يطلب حضور الشيخ للرياض، وأنه يجيب تفسيره معه. وقد انزعج الجماعة كلهم من استلحاق الشيخ، وكذلك الأمير، واجتمعوا، وطلبوا أنهم يراجعون الملك، أو أنه يروح كبار الجماعة للرياض مع الشيخ، أو، أو، أو إلخ، ثم عرضوا ذلك على الشيخ، فلم يزل يسكنهم، ويقنعهم، ربنا يمتع فيه، وهو منشرح صدره، مطمئن. ومن جملة ما قال للجماعة: لو خيّرني الملك، لاخترت القدوم على الرياض، فعسى أن أستفيد وأفيد، والقصد اتباع الحق. فإن كان الحق معي فالحمد لله، وإن كنت مخطئاً رجعت، والحمد لله.
أما الذين انتقدوا على الشيخ فقد سقط في أيديهم، ورأوا أنهم قد ضلوا، وندموا لما رأوا من مقت الناس لهم، وصاروا عند الناس مبغوضين جداً.
وقد قدم الشيخ إلى الرياض، ومنع الجماعة أن يروح معه أحد منهم، ولم يقدم معه إلا ابنه أحمد، وعلي الشيوخ، وصالح العلي السليم ... سافروا بسيارة الأمير. ومن حسن حظي أن صادف أني في تلك الأيام في الرياض، قادم إليه لقضاء لازم. وقد اجتمعت بالشيخ وحصل لي الأنس والسرور به، وبما حصل له من الإكرام والعز في الرياض، عند الملك، والمشايخ. لما وصل الرياض سلم على الملك، وأكرموه المشايخ كلهم، وعزموه كلهم، واطلعوا على مكارم أخلاقه.
وفي يوم الخميس حضر المشايخ على العادة عند الملك، وبعد حضورهم طلب الشيخ من بيته، لأنهم نزلوه في بيت، وحضر عند الملك والمشايخ، ثم قال له الملك: هذولا ([6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn6)[109]) إخوانك المشايخ، تراهم والله ما قالوا فيك ولا كلمة، وإنهم والله يمدحونك، وأفعالك جميعها جايزة لنا ([7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn7)[110]). وردد قوله: إن المشايخ ما قالوا فيك ولا كلمة، لا الحاضر منهم ولا الغايب، وأنهم يثنون عليك، ويحبونك، إلى أن قال: فقط، اتركوا البحث في يأجوج ومأجوج، لأنه فيه تشويش على الناس بلا فايدة. قال الشيخ: إني دعيت له ([8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn8)[111])، وقلت: لا بأس. أنا قلت: هذا اجتهاد مني ولا ظنيت أن يحصل فيه تشويش. والآن نترك البحث فيه، ولا هي مسألة حلال أو حرام، والأمر خفيف. قال الملك: إننا مشغولين بالسفر للقصيم، ولا اجتمعنا فيك، فأنت إن شاء الله خوي ([9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn9)[112]) لنا بكرى بعد صلاة الجمعة، نمشي لأجل نجتمع فيك بالبر.
ولما صلينا الجمعة، مشى الشيخ مع الشيوخ مكرم غاية الإكرام، حتى إن الملك أكد على خوياه أن سيارة الشيخ تكون خلف سيارة الملك، ولا يتقدمها ولا سيارة. ورجع إلى الوطن مسروراً، والجماعة مسرورين من سروره، متع الله بحياته .... ).
وهاتان الروايتان؛ من صاحب الشأن، ومن شاهد حال من خاصة الشيخ، تنفيان ما يضادهما من تقولات العامة، أو نقولات عن مجاهيل، خاض بها بعض الناس.
وهكذا كانت هذه الحادثة سبباً لعلو نجم الشيخ، ورفعة منزلته، ومزيد معرفته، من لدن أولي الأمر من الولاة والعلماء، وتكريمه. وقد قيل:
وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ
طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
(يُتْبَعُ)
(/)
ما كان يعرف طيب عرف العود
على أن الشيخ، رحمه الله، لم يضمِّن تفسيره الموسوم بـ «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» رسالته في يأجوج ومأجوج، ولا شيئاً مما استنكره مخالفوه، وبقيت الرسالة محفوظة منذ ذلك الحين في أيدي نفرٍ قليلٍ من الناس، ولا يعلم أن الشيخ، رحمه الله، رجع عن شيءٍ مما جاء فيها، ولكنه لم يطبعها في حياته، كما صنع في معظم كتبه، رغم أنه كان بين تأليفها ووفاته سبع عشرة سنة تقريباً، فلعله رأى أن ذلك مقتضى المصلحة ذلك الوقت.
وظلت الرسالة وتداعياتها معلماً بارزاً في سيرة الشيخ، فلا يكاد يُذكر حتى يُثنّى بذكر تلك الواقعة، ولا يكاد يذكر ردم ذي القرنين، أو خروج يأجوج ومأجوج، إلا وتجري الإشارة إلى هذه الرسالة.
ملخص كلام الشيخ في يأجوج ومأجوج:
أولاً: حقيقتهم وأصلهم:
ـ أن يأجوج ومأجوج أمتان من بني آدم، من نسل يافث بن نوح، وليسوا عالماً غيبياً كالملائكة والجن.
ـ أنهم من جنس الترك، جيرانهم، وأبناء عمومتهم، مشابهون لهم في الخلقة، وما يوجد من الآثار الدالة على مخالفتهم لصفات الآدميين فكذب مناقض للأدلة الصحيحة.
ثانياً: بلادهم:
ـ مساكنهم الأصلية في شمالي آسيا، وتحديداً: منغوليا، وشرقي تركستان، منحازين فيها، لم يتمكنوا من الخروج بسبب ردم ذي القرنين مدداً طويلة.
ثالثاً: خروجهم وانفتاحهم:
ـ أن ابتداء خروجهم وقع في وقت النبي صلّى الله عليه وسلّم، وبخبره: «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» وحلق الإبهام والسبابة. ثم لم يزل ذلك الفتح يزداد، حتى زال الردم واندك.
ـ أن المخترعات الحديثة، والصناعات الراقية، مكنتهم من تجاوز الحواجز الطبيعية الأخرى، فانفتحوا على الناس من كل مكان، فبرزوا من فوق رؤوس الجبال، ونفذوا من فوق متون البحار، وصعدوا في جو السماء، وصاروا «من كل حدبٍ ينسلون»، ولم يعودوا محصورين خلف الردم لا يطلع عليهم أحد.
ـ أن انفتاح يأجوج ومأجوج، وخروجهم الابتدائي قد وقع، وحصل منهم الإفساد في الأرض على الناس عموماً، وعلى المسلمين والعرب خصوصاً، كفتنة التتار، في المشرق، وغزوات المجار في بلاد أوربه.
ـ أن خروجهم في آخر الزمان، الموصوف في حديث النواس بن سمعان، بعد فتنة المسيح الدجال لا يدل على أنهم لم يخرجوا قبل ذلك، إذ المراد بالخروج التحول من محل إلى محلٍ آخر، وليس ابتداء الخروج.
رابعاً: من هم يأجوج ومأجوج الآن:
ـ أن هذه الأمة اندفعت من مساكنها الأصلية في منغوليا وتركستان، وتفرعت عنها: التتر، والصين، واليابان، والروس، واكتسحت الشعوب الأوربية، وامتزجت بهم. فهم هذه الأمم، وإن صارت لهم أسماء مخصوصة، ومن وراءهم من الأمم، كأمريكا، حكمها حكمهم.
ـ أن الأولى أن يكون لفظ «يأجوج ومأجوج» المشتق من الأجيج والسرعة، اسم جنس، يشملهم، ويشمل غيرهم ممن تنطبق عليه صفاتهم؛ من كثرة الشر والكفر، ولا يقتصر على طائفة مخصوصة.
تحليل:
قرر الشيخ، رحمه الله، آراءه هذه في يأجوج ومأجوج بثقة بالغة، وجزم أكيد، لا تردد فيه، كقوله أن صفاتهم: (ظهرت، واتضحت، فوصلت إلى درجة اليقين)، وقوله: (لا يشك ولا يستريب أنهم هؤلاء الأمم، أو بعضهم)، وقوله: (إذا جمعت ذلك كله، علمت علماً يقينياً، لا شك فيه، ولا ريب، أنها واقعة على تلك الأمم، وأنهم المرادون بها). وقوله: (من نظر إلى أدلتها الشرعية والعقلية لم يرتب) أي في كونها (تنطبق عليهم غاية الانطباق) يعني الأمم المعروفة من الروس، والصين، وأمريكا، والإفرنج، ومن تبعهم، كما تكرر في رسالته. بل قد بلغ به الحماس لفكرته، رحمه الله، لمَّا أن شعر أن حديث النواس بن سمعان، رضي الله عنه، حجة للمعارض أن جنح إلى التأويل، معرِّضاً بأن الحديث قد يكون غير محفوظ! مع كونه في صحيح مسلم.
ولا ريب أن الشيخ، رحمه الله، وُفق توفيقاً بالغاً في الكلام على حقيقة هؤلاء القوم وأصلهم، ومحق الخرافات التي نسجتها عناكب الخيال، والآثار الموضوعة حولهم، في حججٍ قوية مقنعة، وتلك قضية وافقه فيها أهل التحقيق من المتقدمين والمتأخرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحسب أن الشيخ وفق أيضاً في تبديد الاعتقاد بأن هاتين الأمتين محصورتان خلف السد، لا يطلع عليها أحد، ولا تتصلان ببقية المعمورة، وأن هذا الاعتقاد ليس بلازم كلام الله، ولا كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأيَّد ذلك بالدلائل الجغرافية والعقلية المقنعة، التي تكشف عن واسع ثقافته، واطلاعه على كلام أهل الهيئة، والسير، المتقدمين والمتأخرين.
وهذا القدر، قد أنكره بعض معاصريه، ممن قطع بأن مقتضى القرآن أن يأجوج ومأجوج لا يزالون محصورين خلف سدٍ من حديد، في مكانٍ ما من الأرض، وشنّع على الشيخ رأيه، مستدلاً بقوله تعالى: {{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا *قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا *وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا *}} ([10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn10)[113]). فاندكاك الردم، وخروج من وراءه على الناس، متصل بقيام الساعة، وليس أمراً قد قضي، كما ذهب إليه الشيخ، رحمه الله.
واستدل المخالف أيضاً، بما رواه الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعاً: (إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا، فسنحفره غداً! فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غداً، إن شاء الله تعالى، واستثنوا، فيعودون إليه، وهو كهيئته حتى تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناس).
وقد أورد الحافظ ابن كثير رحمه الله، هذا الحديث في تفسير سورة الكهف، وعقب عليه بالقول: (وهذا إسناد قوي، ولكن في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه، ولا من نقبه، لإحكام بنائه، وصلابته، وشدته ... ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب الأحبار، فإنه كثيراً ما كان يجالسه، ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه، والله أعلم).
ويمكن القول، أن يأجوج ومأجوج الآن أمتان معلومتان، محسوستان، باقيتان في مساكنهما الأصلية، حتى إذا شاء الله انفتاحهما المذكور في آخر الزمان، جعل الله اندكاك ذلك الردم التاريخي إيذاناً بخروجهم، وإن لم يكن مانعاً لهم الآن من الاتصال بالناس، والله أعلم.
ومع أن الشيخ رحمه الله، يرى أن الردم قد اندك فعلاً، وأن فتح يأجوج ومأجوج قد ابتدأ حقاً، منذ قول النبي صلّى الله عليه وسلّم، «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» وحلق بين الإبهام والتي تليها ([11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn11)[114]) إلا إنه يعد ذلك خروجاً ابتدائياً، لا ينافي الخروج النهائي الكبير في آخر الزمان. وبين هذين الطرفين سلسلة متصلة من حلقات الإفساد في الأرض، انطلقت من مواطن يأجوج ومأجوج في أواسط وشمالي آسيا، كان منها اكتساح المغول للممالك الإسلامية، وغير الإسلامية، وغزوات المجار في أوربا، وغيرها، حتى تختتم بخروجهم النهائي بعد قتل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام للمسيح الدجال، ثم يكون فناؤهم ([12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn12)[115])
وهذا التقرير، متوجه معقول، والخطب فيه سهل.
ولم يكن الشيخ، رحمه الله، بدعاً من العلماء في تقريره، فقد سُبِقَ إليه، وتبع فيه. فممن سبقه إلى ذلك الفقيه المحدث محمد أنور الكشميري المتوفى سنة 1352هـ، رحمه الله، فقد قال في شرحه لصحيح البخاري: (إن سد ذي القرنين قد اندك اليوم، وليس في القرآن وعدٌ ببقائه إلى يوم خروج يأجوج ومأجوج، ولا خبر بكونه مانعاً من خروجهم، ولكنه من تبادر الأوهام فقط، فإنه قال: {{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}}، {{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}} إلخ، فلهم خروج مرة بعد مرة، وقد خرجوا قبل ذلك أيضاً، وأفسدوا في الأرض بما يستعاذ منه. نعم يكون لهم الخروج الموعود في آخر الزمان، وذلك أشدها، وليس في القرآن أن هذا الخروج يكون عقيب الاندكاك متصلاً، بل فيه وعدٌ باندكاكه
(يُتْبَعُ)
(/)
فقط، فقد اندك كما وعد. أما أن خروجهم موعود بعد اندكاكه بدون فصل، فلا حرف فيه) ([13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn13)[116]).
وقال في موضع آخر: (ولم يذكر في القرآن لفظ الخروج من هذا السد فقط، هاهنا، ولما ذكر في «الأنبياء»: {{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}} ولم يذكر السد، والردم، فكان الخروج لعمومهم) ([14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn14)[117]).
وتبقى المسألة الأخيرة، وهي تحديد هوية يأجوج ومأجوج الآن! فأحسب أن الشيخ رحمه الله، قد توسع فيها توسعاً زائداً، إلى الحد الذي يُفقد هاتين الأمتين كينونتهما المميزة، واستقلالهما العِرقي والجغرافي، الذي دلت عليه النصوص، ويجعل اسمهما (اسم جنس) مشاعاً بين جميع الأمم والأعراق، استناداً إلى اندماج الشعوب التركية الطورانية بمختلف شعوب الأرض، حتى أفضى به الأمر إلى حسبان معظم أمم الأرض من يأجوج ومأجوج. وهذا غير مُسَلَّم. فالأمم والشعوب معروفة بأسمائها وأعراقها من عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى أن تقوم الساعة. ولم تزل تقع بين الأمم والشعوب غزوات وامتزاجات دون أن تلغي خصوصيتها، أو تسلبها أصلها. ومن شواهد ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» ([15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn15)[118]).
ولا شك أن هذا القول، والجزم به، أثار استنكاراً للرسالة، مع ما تضمنته من جوانب مشرقة مفيدة، أدت إلى ما ذُكر آنفاً من استدعاء الشيخ، رحمه الله، وانكفافه عن تقريرها.
وممن تابع الشيخ، رحمه الله، في جميع قوله في يأجوج ومأجوج، الشيخ عبد العزيز بن خلف بن عبد الله آل خلف، رئيس محكمة الجوف الشرعية، المتوفى سنة 1408هـ، رحمه الله، في كتابه: «دليل المستفيد على كل مستحدث جديد»، حتى قال في فقه حديث بعث النار، من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعون: ( .. وهو ينص على الذين يستحقون النار من البشر من بعثته صلّى الله عليه وسلّم إلى أن تفنى الدنيا، ينحصرون في هذا العدد الذي ذكره صلّى الله عليه وسلّم. وهم بنص الرسول يسمون «يأجوج ومأجوج»، لأنهم مجموع بعث النار من بعثته إلى أن تفنى الدنيا، ولم يشر إلى أن أحداً يستحق النار غيرهم من البشر، فهو دليل صريح على أن يأجوج ومأجوج هم السواد الأعظم في الناس اليوم.
فيتوجه أن اسم يأجوج ومأجوج هو صفة من صفات الكفر بالله. ويمكن أن يقال: هو اسم لمن كان دهري جاحد (كذا) لأنهم أغلب البشر في هذا الزمان وما بعده ...
ومنها أن من كفر بالله، ولو كان عربياً، فإنه في عداد يأجوج ومأجوج حكماً، وهم الذين استحقوا النار منهم، وأنه لا يشمل هذا الاسم من كان من المسلمين في بلاد أولئك، كما في عموم آسيا، وأوربا، وأفريقيا، وأمريكا، وفي كل مكانٍ من الدنيا) ([16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn16)[119]).
وممن وافق الشيخ، رحمه الله، من المعاصرين، إلا في مسألة التوسع في هويتهم، الشيخ حاكم بن عبيسان المطيري، وفقه الله، في بحثيه: (أثر فيه نظر) و (نظر بعد نظر).
ولا أعلم أحداً من المعاصرين ألف في الرد على رسالة الشيخ، ابتداءً، سوى أن الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري، رحمه الله، لما رد على الشيخ عبد الله بن زيد بن محمود، رحمه الله، في إنكاره عقيدة المهدي المنتظر، بكتاب حافل أسماه: «الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر». عرَّج في آخرها على استشهاد ابن محمود بأجزاء من رسالة الشيخ عبد الرحمن السعدي في يأجوج ومأجوج، ورد عليها رداً علمياً مفصلاً، شابه نوع غلظةٍ في العبارة، ولفحٌ من وهج حميته وغيرته الدينية، التي أثارها ابن محمود ([17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn17)[120])، عفا الله عن الجميع، وغفر لهم، بمنّه وكرمه.
مراحل كتابة الرسالة:
كتب الشيخ هذه المسألة ثلاث مرات، بخطه، في سنة واحدة 1359هـ، وجميعها موجود محفوظ. ويظهر لي ـ والله أعلم ـ أن الكتابة تمت على ثلاث مراحل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: الرسالة المختصرة: ضمنها الشيخ رأيه مجملاً، دون تبويب، أو تفصيل، أو نقول. ولعلها النسخة التي حُملت إلى الرياض، وتلقاها المشايخ. وهي التي اعتمد عليها ابن محمود في استشهاداته، وقد ضمنها الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن المسند، حفظه الله، كتابه المعنون؛ «الصين ويأجوج ومأجوج. عالم مجهول» ([18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn18)[121]). ونقلها بكاملها.
ثانياً: الرسالة المتوسطة: أعاد كتابة رأيه مبسوطاً، قدم له بمثال، وثنى بآخر هو يأجوج ومأجوج، ورتب له عشرة أدلة في إثبات ما ذهب إليه. إلا أنها خلت من النقول عن المعاصرين وغيرهم.
ثالثاً: الرسالة التامة، وهي التي بين أيدينا، وقد حبرها الشيخ تحبيراً، وألحق بها جملة من النقول من كلام أهل العصر المعتبرين ما يؤيد فكرته، ورفع من مستهلها المثال الأول، اقتصاراً على أمر يأجوج ومأجوج فقط ([19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftn19)[122]). وقد اعتمدناها هاهنا لكمالها، وتضمنها ما سبق، وزيادة، يدرك هذا من قارن بين ألفاظ الرسائل الثلاث. والله أعلم.
عملي في التحقيق:
رأيت أن تأتي هذه الرسالة في يأجوج ومأجوج، بعد الرسالة السابقة المتعلقة بفتنة الدجال، مراعاةً للترتيب الزمني لأشراط الساعة، وقد اكتفيت بما جاء في مقدمة الرسالة السابقة من التعريف بالشيخ، رحمه الله، وكشف بعض جوانب شخصيته الفذة، عن إعادته هنا.
وقد قمت هاهنا بما يلي:
1 ـ العناية بتحرير النص، وإعادة نسخه، والاستعانة فيما أشكل بالمقارنة مع النسختين: المختصرة، والمتوسطة، في تهجي بعض الكلمات الغامضة، وسؤال الأستاذ الأديب عبد الله بن سليمان السلمان، كاتب الشيخ، حفظه الله، في بعض ما أشكل.
2 ـ توثيق النقول من مصادرها الأصلية، وإصلاح ما وقع من غلط، ورد السقط، وتمييز الإدراج من كلام الشيخ التوضيحي لبعض المنقول.
3 ـ عزو الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية إلى مصادرها الأصلية.
4 ـ التعليق في الحاشية لما يتطلبه التحقيق من شرح الغريب، وبيان المبهم، والتعريف بالأعلام والمواضع، والاستدراك، وإضافة بعض ما تضمنته النسخة المتوسطة.
5 ـ وضع هذه المقدمة التعريفية بالرسالة، وتحليل ما جاء فيها، بغرض الوصول إلى الحق ورفع الالتباس في مسألةٍ عقدية مهمة، لم تزل، ولا تزال، حديث أهل الإسلام، الذين يؤمنون بالغيب، وهم من الساعة مشفقون.
ولا يفوتني أن أشكر فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان، حفظه الله، الذي أمدني ببعض المراجع، وتفضل بقراءة الرسالتين، وإبداء بعض الملاحظات، جزاه الله خيراً، وأجزل مثوبته.
هذا وأسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يغفر للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي على نصحه لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم وحدبه عليها، وأن يجمعنا به، ووالدينا، ومشايخنا، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وأن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه د. أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي
عنيزة. في 23/ 3/1423هـ
ص. ب (246) الرمز البريدي (81888)
E.mail: qadisa@yahoo.com
صورة الصفحة الأولى من مخطوطة (يأجوج ومأجوج) التامة
صورة الصفحة الأخيرة من مخطوطة (يأجوج ومأجوج) التامة
صورة الصفحة الأولى من مخطوطة (يأجوج ومأجوج) المتوسطة
صورة الصفحة الأخيرة من مخطوطة (يأجوج ومأجوج) المتوسطة
صورة الصفحة الأولى من مخطوطة (يأجوج ومأجوج) المختصرة
صورة الصفحة الأخيرة من مخطوطة (يأجوج ومأجوج) المختصرة
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref1)[104]- الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة، الرسالة الرابعة ص50 عناية وتحقيق، هيثم بن جواد
الحداد.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref2)[105]- انظر: روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين. للشيخ العم محمد بن عثمان القاضي 1/ 222.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref3)[106]- مراده رحمه الله: آباء. وهي عامية، وأقرب لفظٍ فصيح في معناها، أُبُوَّة أي (الآباء مثل العمومة والخؤولة) لسان العرب 1/ 58.
(يُتْبَعُ)
(/)
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref4)[107]- مراده رحمه الله: إن وجهاء أهل بلده، عنيزة، استأذنوه في السعي والشفاعة لدى الملك في إعفائه من السفر.
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref5)[108]- الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة. الرسالة الثالثة عشرة. ص98، 99
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref6)[109]- . هذولا بلهجة أهل نجد أي: هؤلاء.
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref7)[110]- أي أنها محل رضانا وإعجابنا.
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref8)[111]- المراد: دعوت الله له.
[9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref9)[112]- خَوِيّ، وتجمع على خُوَيا بلهجة أهل نجد أي: مرافق وصاحب.
[10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref10)[113]- سورة الكهف: الآيات 97 ـ 99.
[11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref11)[114]- متفق عليه، صحيح البخاري (3347،7136)،وصحيح مسلم (2990) 0
[12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref12)[115]- تتبع د. الشفيع الماحي أحمد، مراحل خروج يأجوج ومأجوج عبر التاريخ فحصرها في سبع خروجات، سوى الخروج الأخير قرب الساعة، منطلقين من مواطنهم في «منغوليا»، وإن تنوعت أسماؤهم في كل مرة. فقال:
(عرفت سلالة يأجوج ومأجوج لدى خروجهم على إخوانهم وأبناء عمومتهم بأسماء متعددة:
ـ فعرفوا عند الآشوريين في القرن السادس قبل الميلاد باسم «السيكيثيون» Scythians .
ـ وسماهم الصينيون في القرن الثالث قبل الميلاد باسم «هسيونغ ـ نو» Hsiun-nu .
ـ وسماهم الأوربيون في القرن الرابع الميلادي باسم «الهون» Hun .
ـ واحتفظ لهم القرآن الكريم عند نزوله وحياً خاتماً للبشرية جمعاء في القرن السابع الميلادي باسم «يأجوج ومأجوج».
ـ وعرفوا عند المسلمين والصينيين والأوربيين في القرن الثالث عشر الميلادي باسم «المغول» و «التتار»). يأجوج مأجوج، فتنة الماضي والحاضر والمستقبل ص5.
[13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref13)[116]- فيض الباري على صحيح البخاري 4/ 23.
[14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref14)[117]- المرجع السابق 4/ 26.
[15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref15)[118]- صحيح مسلم (2898).
[16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref16)[119]- دليل المستفيد على كل مستحدث جديد. ص146 ـ 147.
[17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref17)[120]- انظر:الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر. ص316_359.
[18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref18)[121]- من إصدارات نادي القصيم الأدبي ببريدة. الطبعة لأولى عام 1410هـ.
[19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300628&posted=1#_ftnref19)[122]- طبعت هذه الرسالة طباعةً مستعجلةً خالية من التحقيق، سنة 1418هـ، ووقع فيها بعض التصرف والأخطاء.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على محمدٍ وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فإنه يجب على كل مسلم أن يعتقد ويصدق بكل ما أخبر الله به ورسوله؛ سواء كان الخبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، أو عن مخلوقاته الماضية والحاضرة والمستقبلة، هذا على وجه العموم والإجمال فرضٌ واجب على كل مسلم، لا يتم الإيمان إلا به، فيصدق الله ورسوله في كل أخبارهما. ثم كلما جاءه عن الله، وعن رسوله خبر تفصيلي في ذلك، وجب عليه الإيمان التفصيلي بذلك الخبر المعين؛ الإيمان بلفظ النص، والإيمان بمعناه. هذا أصلٌ مجمع عليه بين جميع المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يخبر الشارع عن أمور مستقبلة، فإذا وقعت كما أخبر كان ذلك زيادة إيمان في حق من عرفها، وعرف تأويلها ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn1)[123])، ومطابقتها لخبر الله ورسوله، وكان آية وبرهاناً على صدق الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
وقد يشكل على بعض المؤمنين بعض الأخبار، إذا وقعت،
وتطبيقها على الواقع. فعلى من أشكل عليه الأمر فيها أن يتوقف في الأمر الذي وقع؛ هل هو المراد بخبر الله وخبر رسوله؟ وهل هو ذلك الموصوف أم لا؟ فمن انتهى إلى ما سمع، وتوقف عما لا يعلم، فقد أحسن في ذلك وسلم، ومن تسرع بالجزم بالنفي أو الإثبات، من غير برهانٍ ولا دليلٍ يجب المصير إليه، فهذا من القول بلا علم، وقد علم ما يترتب على ذلك من الوعيد ([2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn2)[124]).
فالمتعين على كل مؤمن أن يقول بما يعلم، وما تدل عليه الأدلة الشرعية، وأن يتوقف عما لا يعلم نفياً وإثباتاً. ولهذا أمثلة كثيرة ([3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn3)[125])، منها:
ما ورد في الكتاب والسنة من الخبر عن يأجوج ومأجوج، وما هم عليه من الصفات التي وصفها الله ورسوله، فظهرت، واتضحت، فوصلت إلى درجة اليقين، حين تطبق عليها الأدلة الشرعية، والبراهين اليقينية، والعلم بالواقع. ويوجد كثير من المؤمنين يتوهمون، ويظنون، ويعتقدون أن يأجوج ومأجوج، أنهم إلى الآن لم يظهروا، ولم يعثر عليهم أحد، ولم يبرزوا إلى الناس، وأنهم وراء السد والردم الذي بناه ذو القرنين، وأنهم أمم عظيمة، أضعاف أضعاف الموجودين الآن في الأرض من الآدميين، في جميع جهات الأرض، وفي كل قاراتها الست المعروفة، وفي جزائرها
التابعة لهذه القارات. فكل هؤلاء المذكورين عند هؤلاء الناس
أقل بكثيرٍ كثير، بما لا نسبة له إلى يأجوج ومأجوج، الذين هم الآن موجودون في الأرض.
وهذا الظن غلطٌ محض، وسببه عدم فهم ما جاء به الكتاب والسنة على وجهه في هذه المسألة، وعدم العلم بالواقع، وعدم العلم بأحوال الأرض وسكانها، مع ورود أحاديث لا خطام لها ولا زمام في صفاتهم ([4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn4)[126]). فتولد من ذلك كله إنكار خروجهم، وأن يأجوج ومأجوج غير الأمم الموجودين في أقطار الأرض، المعروفين، من الروس، والصين، واليابان، وأمريكا، وغير سكان آسيا، وسكان أفريقية، وسكان أوربا، وسكان أمريكا الجنوبية، وأمريكا الشمالية، وغير سكان أستراليا، وتوابع هؤلاء. فيأجوج ومأجوج عند هؤلاء أممٌ غير هؤلاء! وهم في الأرض! وهم أكثر من المذكورين أضعافاً مضاعفة! وأنهم إلى الآن لم يوقف لهم على خبر!
وأمّا من تدبر أوصافهم في الكتاب، والسنة الصحيحة الصريحة، وطبقه على الواقع، فإنه لا يشك، ولا يستريب، أنهم هؤلاء الأمم أو بعضهم. وأن ظهورهم على الوصف الذي وصفوا به في الكتاب والسنة من أعظم الآيات والأدلة على صدق ما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم. وأن الأوصاف المذكورة في الكتاب والسنة الصحيحة منطبقة عليهم أشد الانطباق.
وسنذكر، إن شاء الله، من أدلة الكتاب، والسنة، وكلام المؤرخين الأولين، والآخرين، والمفسرين، ومن الأمور الواقعة، ما تعلم به حقيقة هذه المسألة، فهاك ذلك على وجه الاختصار:
الدليل الأول:
إخباره تعالى عن ذي القرنين حين بلغ مغارب الأرض
ومشارقها، ثم كرَّ راجعاً من المشرق إلى الشمال ([5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn5)[127])، فلما بلغ بين
السدين، وجد من دونهما، أي من دون السدين الموجودين منذ
خلق الله الأرض، وهما سلاسل الجبال المتواصلة يمنة ويسرة حتى تتصل بالبحار، كما قال ذلك غير واحدٍ من المؤرخين، ومنهم ابن كثير ([6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn6)[128]) في التاريخ ([7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn7)[129]). وهو نص القرآن؛ فالسدان كانا موجودين قبل مجيء
ذي القرنين لأولئك القوم. ولكن بينهما فجوة، أي ريع ([8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn8)[130])، يتصل
منه يأجوج ومأجوج إلى ما جاورهم من الناس، فيفسدون قتلاً،
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلباً، ونهباً، وتخريباً. فلما وصل إليهم ذو القرنين شكوا إليه ما يلقون من يأجوج ومأجوج، فقالوا: {{فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}} يريدون فقط ذلك الريع والفجوة التي بين
الجبال. فقال ذو القرنين: {{مَا مَكَّنْنِي فِيهِ رَبِّي}} أي من الملك،
والقوة، وكمال العدد والعدة ([9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn9)[131])، وحسن النظام، وسعة الرزق،
خيرٌ لي من ما تبذلون لي من الجعل. {{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ}} أي ساعدوني بأبدانكم، وقوتكم، على بنيانه {{أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا}} ولم يقل: سداً، لأن السدين، وهما سلاسل الجبال، موجودان. وإنما يريد ردم ما بينهما، وسده فقط. {{آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}} أي قطع الحديد. {{حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}} أي حاذى ذلك الحديد الذي جمعوه، ووضعوه في ذلك الريع، رؤوس الجبال {{قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}} أي نحاساً مذاباً، ليلتحم بالحديد، فاستحكم ذلك البنيان، ووازن الجبال، وحجز به بين يأجوج ومأجوج ومجاوريهم، وحمد الله الذي أجرى هذه النعمة على يده، وقال: {{هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}}.
فهذه الآيات الكريمات ([10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn10)[132]) صريحة أن يأجوج ومأجوج من الآدميين، كما ثبت بذلك الحديث الذي في الصحيحين، وسنذكره إن شاء الله، وتدل هذه الآيات على أنهم من جنس هؤلاء القوم الذين اشتكوا منهم الأذية، إلا أنهم تميزوا بالإفساد في الأرض، وأن ذا القرنين رحم هؤلاء الذين اشتكوا منهم الأذية، فبنى ذلك الردم الذي ينفذون منه إليهم، وكان ما عن يمين هذا الريع ويساره جبال شاهقة، تتصل ببحارٍ مغرقة، كما هو ظاهر الآيات، وكما صرح بذلك ابن كثير في «البداية والنهاية» ([11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn11)[133]) وغيره.
وهذا الردم الذي بناه ذو القرنين يسير جداً بالنسبة إلى السدود
الطبيعية التي عن يمينه وشماله، فلما بناه، صاروا لا يستطيعون أن
يظهروا على ذلك البنيان، ولا أن ينقبوه، وكذلك لا يستطيعون الصعود على سلاسل تلك الجبال الشاهقة، ولا النفوذ من وراء البحار.
فمكثوا على ذلك مدداً طويلة، وهم منحازون في ديارهم، وأماكنهم، لا سبيل لهم إلى النفوذ من تلك الحواجز، والحوائل، لعدم الأسباب التي تمكنهم من ذلك.
ثم بعد ذلك بمدد، ترقت الصناعات، وقويت المخترعات، وتنوعت الأسباب التي مكنتهم من النفوذ من تلك الحواجز والحوائل. وكان مبادي ذلك في وقت النبي صلّى الله عليه وسلّم، من حين قال في الحديث الثابت في الصحيحين: «ويل للعرب من شرٍ قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه». وحلَّق الإبهام والسبابة. وسيأتي إن شاء الله هذا
الحديث.
والنبي صلّى الله عليه وسلّم يكثر من ضرب الأمثال التي فيها تقريب المعاني إلى الأذهان، فهم من ذلك الوقت متهيئون ([12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn12)[134]) للخروج، وحاصلٌ لهم، ومنهم بعض الأسباب التي تمكنهم، وذلك والله أعلم، حين سمعوا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم وأمته ودعوته، وأنهم شارعون في فتح البلدان. فعزموا على مقاومتهم، وعملوا الأسباب لذلك. فلم تزل إرادتهم تقوى، وقوتهم تزداد، وشرهم يطغى، حتى انفتحوا من كل مكان. فبرزوا من فوق رؤوس الجبال، ونفذوا فوق متون البحار، وصعدوا في جو السماء، فكان هذا مصداقاً لخبر الله ورسوله.
وقد يتوهم بعض الناس أنه لا بد عند خروجهم أن يشاهد الناس
الردم منهدماً، فإذا لم يشاهدوه، فهم إلى الآن خلفه، وهذا غلطٌ واضح من
وجوه:
ـ منها: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أخبر أن ابتداء انفتاحه قد ابتدأ في زمانه. وفحوى ذلك الحديث يدل على أنه في ازدياد من وقتٍ إلى آخر، حتى وصلوا إلى هذه الحالة المشاهدة.
وعلى المؤمن أن يصدق الرسول في كل ما يخبر به، ولا يقع في قلبه أدنى ريب من صدقه. فخبر الرسول أصدق من خبر كل أحدٍ من الخلق. وقد أخبر بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ومنها: أنه لا يلزم من انفتاح الردم المعين في السد أن يراه كل أحد حال انفتاحه، فقد يراه من يجاوره، ويخفى على غيرهم، وقد يصل النقل إلى الناس، وقد لا يصل.
ـ ومنها: أن المقصود من خروجهم قد حصل. فليس في رؤية نفس الردم الذي بناه ذو القرنين كبير آية. بل الآية المقصودة خروجهم، فإذا رآهم الناس قد خرجوا على الناس من كل حدبٍ وصوب، ومكانٍ مرتفع ومنخفض، عرفوا أن السد قد اندك.
ـ ومنها: أن الله أخبر أنه لما بنى ذو القرنين الردم، أنهم لم يستطيعوا أن يظهروه، أي: يعلوا عليه، ولا على السدود الطبيعية، وما استطاعوا له نقباً، ومعلوم أن عدم قدرتهم على واحدٍ من الأمرين في ذلك الوقت، لعدم الأسباب التي توصلهم إلى ظهوره أو نقبه. وأما الآن فلا يعجزون عن صعود أي جبل يكون، وأي سدٍ يحصل، ولا على نقبه، بل يقدرون على ما فوق ذلك.
فعلم بذلك أنهم استطاعوا في هذه الأوقات على النفوذ والظهور الذي كانوا سابقاً عاجزين عنه. وهذا ظاهر.
ـ ومنها: أن السد عبارة عن سلاسل الجبال التي عن يمين تلك الثنية، وذلك الريع ويساره. والردم منه عبارة عن تلك الثنية التي سدها ذو القرنين. فالآن قد شاهد الناس خروجهم من وراء هذه الجبال والبحار. ألا ترى سلاسل جبال آسيا وأوربا وغيرها قد خرجوا من ورائها، والبحر الأسود والأبيض، والبحار المحيطات من كل جانب قد عبروها، ونفذوا من ورائها، بعد ما كانوا منحازين في ديارهم، غير متمكنين من الخروج؟
فعلم من ذلك أن يأجوج ومأجوج هم هؤلاء الأمم؛ الروس والصين، وأمريكا، والإفرنج، ومن تبعهم ([13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn13)[135])، يوضح هذا:
الدليل الثاني:
قوله تعالى: {{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ *}} ([14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn14)[136]) أي حتى إذا انفتحوا على الناس، فبرزوا بعدما كانوا منحازين في ديارهم بهذا الوصف الذي ذكر الله عنهم: {{وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ}} أي مكانٍ مرتفع، كالجبال وما فوقها. {{يَنْسِلُونَ}} أي يسرعون. وهذا مطابق لما هم عليه؛ فإنهم في جميع أقطار الدنيا قد انفتحوا على الناس، وأتوهم من كل جانب. ولهذا أتى بأداة التعميم، وهي قوله: {{مِنْ كُلِّ حَدَبٍ}} فلم يبق جبل إلا صعدوه، ولا بحر عميق إلا عبروه، ولا صعب إلا سلكوه، وأبلغ من ذلك أنهم في جو الهواء ينسلون؛ أي يسرعون بالطائرات التي جابت مشارق الأرض ومغاربها، وجميع جهاتها. فإذا لم يصدق عليهم هذا الوصف، فمن تراه يصدق عليه؟! وإذا لم ينطبق عليهم هذا النعت فأخبرني بمن ينطبق عليه؟!
وفي هذه الآية الكريمة برهانٌ ودليل باهر على الإخبار بحدوث هذه المخترعات التي وصلوا بها إلى هذه الحال، لأن إخبار الله ورسوله بشيء إخبار به، وبما لا يتم ذلك إلا به، وذلك أنه لا يحصل تمكنهم من الإسراع والنسلان من كل حدبٍ إلا بالصنائع الراقية، والمخترعات المدهشة.
الدليل الثالث:
ما ثبت في الصحيحين عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «يقول الله لآدم، يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك. فيقول: أخرج من ذريتك بعث النار. فيقول: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعون في النار، وواحد في الجنة، فضج الناس حين حدثهم النبي صلّى الله عليه وسلّم بهذا الحديث. قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الرجل؟ فقال: أبشروا، فإنكم في أمتين، ما كانتا في شيء إلا كثرتاه؛ يأجوج ومأجوج». وفي لفظٍ: «وما أنتم في الناس إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض» ([15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn15)[137]) الحديث.
فهذا الحديث صريحٌ في أنهم من ذرية آدم. وسيأتي كلام أهل السير والتاريخ أنهم من ذرية يافث بن نوح، وأن الترك طائفة منهم، وأنهم سموا تركاً لأنهم تركوا خلف ردم ذي القرنين، كما ستأتي الإشارة إليه ([16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn16)[138]).
وهذا الحديث مطابقٌ لأحوال هذه الأمم الموجودين؛ الروس،
والصين، واليابان، والفرنج، ومن وراءهم من أهل أمريكا، فإنه وصفهم بالكثرة العظيمة، وأن العرب، ومن جاورهم بالنسبة إليهم كالشعرة
(يُتْبَعُ)
(/)
الواحدة بالنسبة إلى شعر جلد الثور. ووصفهم بكثرة الكفر، وأنهم جمهور بعث النار، وذلك لكفرهم، وعدم إيمانهم بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وقلة إيمانهم بسائر الأنبياء الإيمان الصحيح. فإنهم في أزمانٍ متطاولة لا يكاد يوجد فيهم إسلام. ثم بعد ذلك وجد فيهم إسلام قليل جداً بالنسبة إلى كثرتهم. فإذا لم يكونوا هذه الأمم فمن يكونون؟
وإذا أردت النسبة بين العرب ومن جاورهم من الأمم الإسلامية، وبين تلك الأمم، رأيت الأمر كما ذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم، والذي يعارض ويظن أنهم غير هؤلاء يدعي ويعتقد أنهم أممٌ أكثر من المذكورين بأضعافٍ مضاعفة، وإنهم إلى الآن خلف السد لم يُطَّلع عليهم!
فَيَاللهِ! أين هؤلاء؟ وأين محلهم؟ وأين ديارهم الواسعة من الأرض، وقد اكتشفت جميع قارات الأرض، وما يتبعها من الجزائر؟ وسيأتي إن شاء الله بيان فساد هذا الغلط والظن ([17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftn17)[139]).
واعلم أن الآيات الكريمة، والأحاديث الصحيحة، وكلام العلماء العارفين ظاهرة ظهوراً لا ريب فيه أن يأجوج ومأجوج من الآدميين، وأنهم ليسوا عالماً غيبياً، كالجن والملائكة، لا يشاهدهم الناس، بل هم ظاهرون، محسوسون، مشاهدون. فلا يمكن لأحدٍ أن يقول: قد يكونون موجودين، وقد حجب الله عنهم الأبصار. فلو قال أحدٌ هذا القول، عُرف أنه خلاف الأدلة الصحيحة، وخلاف الواقع. وهو قولٌ بلا علم. بل قول منافٍ لما علم من الآيات والأحاديث أنهم آدميون يشاهدون، ويفسدون في الأرض، ويجوبون مشارق الأرض ومغاربها، وغير ذلك من صفاتهم.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref1)[123]- مراده رحمه الله بالتأويل هاهنا: الحقيقة التي يؤول إليها الخبر. وهو عين ما يوجد في الواقع. ومن شواهد ذلك قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ الآية [الأعراف: 53]، وقول يوسف عليه السلام: {{ياأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا}} [يوسف: 100]، وليس مراده ـ حاشا وكلا ـ التأويل المذموم الذي هو صرف الكلام عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، بلا دليل، أو بدليلٍ باطل. انظر في معاني التأويل، الرسالة التدمرية ص91 ـ 96.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref2)[124]- سيأتي مزيد تقرير لهذا الأصل في ختام الرسالة.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref3)[125]- قدم الشيخ رحمه الله في النسخة المتوسطة من رسالته في يأجوج ومأجوج بمثالٍ آخر نثبته هاهنا بطوله، فقال:
المثال الأول: لما حدثت في هذه الأزمان الأخيرة الصناعات الباهرة، والمخترعات الغريبة من غواصات بحرية، وسيارات برية، وطيارات جوية، ونحوها، وحدث ما هو أبلغ منها، وهو قرب المواصلات الكهربائية بالتلغراف اللاسلكي، والتلفون الهوائي، والإذاعات المدفوعة من الأماكن البعيدة، حتى تتصل بالراديات البعيدة والقريبة، وما يتفرع على ذلك من المخترعات المدهشة، حصل من كثيرٍ من الناس استغرابها جداً، لعدم فهم أسبابها، ولكن بعضهم توقف عن القول بلا علم فسلم، ومن الناس من حمله الجهل والتسرع على تحريم هذه المخترعات، وتحريم استعمالها، وزعم بعضهم أنها من السحر المحرم، أو من الشرك، واستخدام الشياطين، وهذا جهل محض، وجراءة صِرفة، فلو أنهم صبروا حتى يتبين لهم أمرها، ويزول اشتباهها، لكان خيراً لهم. والله غفور رحيم.
وأما من عرف حقيقة الأمر، فإنه يعلم أن هذه من الصناعات التي أقدر الله عليها الآدميين، وأذن لهم في استعمالها، بل أمر بها حيث لا تتم المصلحة الدينية، أو الدنيوية، أو كلاهما، إلا بها، وعرف أنها من أبلغ ما يدخل في قوله تعالى: {{عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ *}} وأن الله تعالى أعدَّ الآدمي لعلوم ومخترعات كثيرة، وأن الآدمي لا يزال في ازدياد ورقي في العلوم الدينية والكونية، وأن من منع ذلك فقد ضيق رحمة الله، وتحجر
(يُتْبَعُ)
(/)
فضله، وقال قولاً ينادي على جهله، فكما يجب شكر الله على تعليمه للعبد العلوم الدينية، فيجب شكره على تعليمه العلوم الكونية، لا سيما إذا أعانت على الخير، وتوقف قتال الأعداء ومدافعتهم عليها. وكذلك يعرف البصير أنها داخلة في قوله تعالى: {{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *}} فأخبر أنه في مستقبل زمان نزول القرآن، أنه سيخلق من الأمور المستعملة في ركوب الآدميين ومصالحهم المتنوعة ما لا يعلمه الناس في ذلك الزمان. وقد وقع كما أخبر، فقد خلق من الصنائع الهائلة، والمخترعات الباهرة، بواسطة تعليمه الآدمي ما لا يعلمه الناس. فلما وقع، كان من آيات الله الأفقية التي قال فيها: {{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}} فعرف المؤمنون واعترفوا أن وعده حق، وخبره صدق. ثم من نعمته على عباده، ولطفه بهم، أنه أخبر بهذه الأمور على وجه العموم والإجمال، لأنه لو أخبرهم بها على وجه التفصيل لوجد الأعداء المعاندون مقالاً يقدحون به في صحة رسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم. فإذا كان الإسراء الذي وقع في وقته صلّى الله عليه وسلّم من جملة المعجزات التي لم تزل موجودة مع الأنبياء، وغير مستغربة، ومع ذلك قال: {{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ}} وذلك أنهم قالوا: هذا محمد يزعم أنه ذهب في ليلة واحدة إلى بيت المقدس، ثم رجع من ليلته، فلجُّوا في تكذيبهم، وافتتن بكلامهم من في قلبه ريب، وضعف إيمان، فكيف لو أخبرهم بوقوع هذه المخترعات في آخر الزمان، وقال لهم: سيغوص الناس في البحار، ويركبون الحديد في مهامة القفار، ويطيرون بين السماء والأرض، ويتخاطبون من مشارق الأرض ومغاربها، لو أخبرهم ببعض هذا على وجه التفصيل لقالوا: مجنون، كذاب، مفتر. ولكن الله لطف وسلم، إنه عليم حكيم، وأيضاً، فهذه المخترعات العجيبة من أعظم ما يدخل في قوله تعالى: {{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}} فهذا البأس الشديد، والمنافع المتنوعة المتخذة من الحديد من أكبر نعم الله على عباده. وقد تعرف بها إليهم، فوجب عليهم أن يشكروا الله عليها، ويستعملوها فيما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، ويستدفعوا ببأسها الأعداء، ويتخذوا من منافعها ما يثمر لهم الخيرات والمصالح الكثيرة. وأبلغ من هذا كله أنها
أعظم ما يدخل في قوله تعالى: {{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}} وهذا أمر إيجاب، وأمر استحباب بحسب الأحوال. فأمر الله المؤمنين أن يعدوا لأعدائهم كل ما يستطيعونه من قوة عقلية، وسياسة، ورأي، وسلاح، ومخترعات، وحصون مانعة، وأسلحة فتاكة. فمن ظن بجهله أنه لا يدخل فيها إلا الضرب بالسيف، ورمي النشاب، وركوب الخيل، وطعن الرمح، وأن الأسلحة الوحيدة في هذه الأوقات لا تدخل في هذا الأمر، فقلْ له، بحسب إدراكه، أرأيت لو وقع حادث خطير في طرف مملكة من الممالك الإسلامية، فهل لسرعة تلافيه غير الاستعانة بالمواصلات البرقية، والسيارات، والطيارات، وما يستطاع من أنواع الأسلحة؟!
وهل إذا تقابل الصفان، وتزاحفت الجيوش الكثيرة، واتسع الميدان، وأريد من الجيش أن تكون حركته واحدة، إقداماً، وإحجاماً، وهجوماً، ودفاعاً، فهل لذلك طريق غير التلفونات البرقية، وآلات النقل السريعة، وتوابع ذلك؟!
وهل إذا دهم العدو بالدبابات المصفحة، والطيارات، والأطواب الثقيلة، والأسلحة الفتاكة الجهنمية، فهل يمكن مقابلتها إلا بمثلها؟!
ولما كانت هذه المسألة واضحة، متبينة مصالحها، معروفة منافعها، صار الذي ينكرها اليوم، وينكر مصلحتها، وأهميتها، من أندر النادر، بحيث لا ينظر إلى قوله، والله أعلم)، اهـ.
ثم ثنى رحمه الله بالمثال الثاني، وهو يأجوج ومأجوج.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref4)[126]- انظر على سبيل المثال الأثر الإسرائيلي، الذي رواه ابن جرير عن وهب بن منبه. جامع البيان 16/ 19. وانظر كلام الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 2/ 552 ـ 560 على تلك الأحاديث والآثار.
(يُتْبَعُ)
(/)
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref5)[127]- ليس في خبر القرآن عن ذي القرنين التصريح بجهة «الشمال». ولعل المؤلف استفاد ذلك من كلام بعض المؤرخين والمفسرين، كقول ابن كثير في تاريخه (ومَحَلَّته ـ أي السد ـ في شرقي الأرض، في جهة الشمال، في زاوية الأرض الشرقية الشمالية) البداية والنهاية 2/ 557.
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref6)[128]- إسماعيل بن عمر بن كثير، القرشي، الدمشقي، أبو الفداء، عماد الدين، حافظ، مؤرخ، فقيه، محدث. ولد سنة 701هـ في قرية من أعمال بصرى، ثم انتقل إلى دمشق، ورحل في طلب العلم. من تصانيفه: تفسير القرآن العظيم، البداية والنهاية، جامع المسانيد والسنن، شرح صحيح البخاري، ولم يكمله. توفي سنة 774. انظر: الأعلام: 1/ 320.
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref7)[129]- انظر: البداية والنهاية 2/ 549.
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref8)[130]- قال ابن منظور: (الرِّيع والرَّيع: الطريق المنفرج عن الجبل) لسان العرب: 5/ 392.
[9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref9)[131]- في المخطوط: (وكما العدة والعدة) مكررة.
[10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref10)[132]- سورة الكهف: الآيات: 93 ـ 98.
[11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref11)[133]- انظر: البداية والنهاية: 2/ 549، وعبارة ابن كثير رحمه الله: (وكانوا لا يستطيعون الخروج إليهم إلا من بينهما، وبقية ذلك بحار مغرقة، وجبال شاهقة).
[12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref12)[134]- هكذا في الأصل، وقد عدلت عن كلمة أخرى، وأثبتت في الهامش. ولا أدري هل التعديل من الشيخ أو من غيره. والذي في النسخة المتوسطة (متحركون).
[13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref13)[135]- لا يلزم أن يكونوا كل هؤء المذكورين، بل بعضهم. انظر مقدمة التحقيق.
[14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref14)[136]- سورة الأنبياء: الآية 96.
[15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref15)[137]- صحيح البخاري: (3348، 4741، 6530، 7483)، صحيح مسلم (222).
[16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref16)[138]- انظر: الدليل العاشر من هذه الرسالة ص95.
[17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300630&posted=1#_ftnref17)[139]- انظر: الدليل السابع، والدليل الثامن من هذه الرسالة ص90، ص91.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:17]ـ
الدليل الرابع:
ما ثبت أيضاً في الصحيحين عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال ذات يوم: «ويل للعرب من شرٍ قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» وحلَّق بين الإبهام والتي تليها ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn1)[140]).
فهذا دليلٌ صريح صحيح أنه من ذلك اليوم الذي تكلم به النبي صلّى الله عليه وسلّم قد وجد بعض الأسباب الداعية لخروجهم، وأنه لا يزال السبب يقوى وقتاً بعد وقت، وسواء كان المعنى أنه مثل ضربه النبي صلّى الله عليه وسلّم يقصد به تقريب الحقيقة إلى الأذهان، وأنهم قد ابتدؤوا في السعي إلى الخروج والاندفاع في الأرض، أو أن ردم يأجوج ومأجوج انفتح منه ذلك الوقت هذا المقدار، وأنه لا يزال في زيادة حتى زال واندك ([2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn2)[141]).
وإذا قال قائل؛ لِمَ لَمْ يشاهد الناس اندكاكه؟ فقد مضى الجواب عن هذا الإشكال ([3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn3)[142]). ويقال أيضاً: إذا كان من زمان النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد انفتح منه هذا المقدار، ولولا كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يدر المسلمون
(يُتْبَعُ)
(/)
عن انفتاحه، مع قوله: «ويل للعرب من شر قد اقترب»، ثم إخباره بمقدار ما انفتح منه، فيه دليل ظاهر أنه انفتح بعضه، وأنه عن قريب ينفتح جميعه، ويخرجون على الناس. وأيضاً ففي الحديث هذا وصفٌ ظهر ظهوراً جلياً، لا يشك فيه من عرف الواقع. فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم توعد العرب بالشر القريب الذي يقع بهم من يأجوج ومأجوج، فمن عرف حالة العرب والإسلام، وكيف توسع الفتح الإسلامي في المشارق والمغارب، وكيف حصل للعرب من العز بالإسلام وانتشاره ما لا يعرف لغيرهم، ثم كيف تداعت عليهم الأمم كما تداعت الأكلة على الصحفة، كما أخبر به الصادق المصدوق ([4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn4)[143])،
ثم كيف تقلص الإسلام، وزال عز العرب عن تلك الممالك
الإسلامية، وكيف وقعت بهم تلك الدواهي العظام، والشرور
الجسام، شيئاً فشيئاً، حتى وقعت داهية التتر ([5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn5)[144]) العظيمة، الذين
هم من عنصر يأجوج ومأجوج، ومن نفس ديارهم، كما ذكره أهل السير، ومنهم ابن كثير ([6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn6)[145]) رحمه الله.
ولم تزل الشرور تتوالى على المسلمين عموماً، وعلى العرب خصوصاً من هذه الأمم حتى وصلت إلى هذه الحالة الموجودة
اليوم، التي يرثى لها. ونرجوا الله أن يلطف ببقية المسلمين والعرب، وأن يدفع عنهم من الشرور ما لا يدفعه غيره. فهذه الشرور التي أشرنا لها، وهي
معروفة هي وأضعافها وأضعاف أضعافها، من أين أصابت المسلمين عامة، والعرب منهم خاصة، إلا ممن أخبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى بوقوعها منهم، وهم يأجوج ومأجوج. ولهذا كان بعض العلماء المتأخرين العارفين بأحوال الأمم، كالأمير شكيب أرسلان، وغيره، يرون أن يأجوج ومأجوج هم دول السوفييت، أو بعضهم، ولا ريب أنهم منهم، بل هم مبتدأهم، وابن كثير في تاريخه جزم بأنهم «منغوليا» الذين تفرعت عنهم التتر، والصين، واليابان، والروس، وغيرهم، من الأوربيين، كما ذكر ذلك المعتنون بالأنساب. ومن وراءهم من الأمم، كأمريكا، حكمهم حكمهم.
فهذه الأوصاف المتنوعة التي وصفوا بها بالكتاب والسنة، لا يشك من فهمها تماماً، وفهم الواقع، أنها تنطبق على هؤلاء الأمم، وأما ما يوجد من الآثار الدالة على طولهم المفرط، وقصرهم المفرط، وصفاتهم المخالفة لصفات الآدميين، فكلها كذب ([7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn7)[146])، مخالفة للنصوص الصحيحة، وللواقع، لا يحل اعتقادها، والاعتماد عليها، فضلاً عن تقديمها على دلالة النصوص الصحيحة، فهي، وإن ذكرها بعض الناس، فقد أولع كثير من المصنفين بذكر أحاديث وآثار لا زمام لها ولا خطام، ومجرد ما يراها البصير يعرف مخالفتها لما دلت عليه النصوص الصحيحة.
فإن قلت: فقد ورد في صحيح مسلم، في حديث النواس بن سمعان الطويل أن يأجوج ومأجوج، حين يقتل عيسى بن مريم الدجال، فيقول الله له: قد أخرجت عباداً لي، لا يدان لأحدٍ بقتالهم ([8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn8)[147])، فحرز ([9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn9)[148]) عبادي في الطور، وأنهم يخرجون فيشرب أوائلهم بحيرة طبرية، ويمر عليها آخرهم، فيقول قد كان هاهنا ماء، وأنهم يرمون بنُشَّابهم ([10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn10)[149]) إلى السماء فتعود عليهم مخضوبة دماً، فيقولون: قد قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء ([11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn11)[150]).
فالجواب عن هذا من وجوه:
الأول: أن هذا الحديث على فرض مخالفته ومناقضته لما دلت عليه تلك النصوص، فإنه لا يقاومها، ولا يقدم ما يظهر من دلالته على دلالتها. هذا على وجه التنزل، وإلا فليس ولله الحمد بينها مخالفة.
الوجه الثاني: أن دلالة تلك النصوص على صفاتهم المذكورة المشاهدة عياناً، دلالة يقينية، لا يمكن أن يرد ما يخالفها ويناقضها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: إن إخباره بخروجهم بعد قتل عيسى للدجال، وقتل المسلمين لليهود، لا يدل على أنهم لم يخرجوا قبل ذلك. بل هذا خروج من محلٍ إلى محل، فإن يأجوج ومأجوج يأتون حنقين، متغيظين، على عيسى ومن
معه من المؤمنين، يريدون الإيقاع بهم، فيكبتهم الله، ويقمعهم، ويلقي
عليهم الموت الذريع. ومما يدل على أن البعث والإخراج لا يراد
به ابتداء الخروج والبعث، بل يراد به البعث والخروج من محلٍ
إلى محلٍ آخر، آيات متعددة، مثل قوله: {{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِالْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَِوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا}} ([12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn12)[151])، فهذا خروج من محلٍ إلى محل. وكذلك قوله: {{فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *}} ([13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn13)[152])، {{ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *}} ([14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn14)[153]) الآيات. إلى غير ذلك من الآيات الدالات على أن المراد: الخروج، والإخراج من محلٍ إلى آخر، ليس المراد به الإخراج الابتدائي.
ومثل ذلك، البعث، كقوله تعالى: {{بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ}} ([15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn15)[154])، وهذا بعث لهم من البلاد الجزرية إلى البلاد الشامية ([16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn16)[155])، نظير ما في بعض ألفاظ حديث النواس: «بعثت عبادا لي، لا يدان لأحد بقتالهم»، من غير فرق. {{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ}} ([17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn17)[156])، ليس المراد ببعثه إنشاء خلقه، وإنما المراد به: فأرسل الله غراباً يبحث في الأرض. {{ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}} ([18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn18)[157]) ومعناه: عيِّن لنا ملكاً، وهذا ظاهر بيِّن ولله الحمد.
الوجه الرابع: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كثيراً ما يمثل للناس بما كانوا يعرفون، خصوصاً في الأمور التي لم يشاهد المسلمون لها مثيلاً، ولا نظيراً، في ذلك الوقت. فإخباره صلّى الله عليه وسلّم برميهم بنشابهم إلى السماء إلى آخره، يدل على قوتهم وقهرهم لأهل الأرض بسلاحهم ومخترعاتهم. وكأنَّ في هذا إشارة إلى طيرانهم في الأفق ([19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn19)[158])، وإلا فمن المعلوم أن سلاح النشّاب ونحوه من السلاح الأول الضعيف قد نسخ من زمان، وأن الأسلحة لا تزال في رقي وازدياد، ولا يرجى في وقتٍ من الأوقات أن يعود الناس إلى سلاح النشاب ونحوه ([20] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn20)[159])، بل الذي يدل عليه الاستقراء والتتبع للأحوال أن السلاح يترقى ترقياً فاحشاً، ينسي هذا السلاح الموجود، حتى يكون مادة هلاك الخلق وتدميرهم، ويقع ما أخبر به النبي صلّى الله عليه وسلّم من فناء الرجال بالقتل، حتى يكون قيِّم خمسين امرأة رجل واحد ([21] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn21)[160]).
والرسول صلّى الله عليه وسلّم لا يخبر بما تحيله العقول، بل كلامه فيه الشفاء، والعصمة، والنور، والبرهان، والحق، واليقين. وأما ما فيه من ذكر ماء البحيرة، وأنهم يشربونه، فإما أن ذلك إشارة وتنبيه على كثرتهم العظيمة التي هم في الحقيقة عليها، وإما إن ماء البحيرة سيستخرجونه بالآلات إلى عمارة حروثهم، وزروعهم، حتى ينشفوها. وهذا شرب حقيقي. ويدل على هذا أن ماء البحيرة، لو اجتمع جميع من على وجه الأرض من الآدميين والحيوانات، فشربوا منها بأفواههم لم ينشفوها. والنبي صلّى الله عليه وسلّم ينزه أن يتكلم بخلاف الواقع. فتعين أحد التأويلين ([22] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn22)[161])، إن كان حديث
(يُتْبَعُ)
(/)
النواس بن سمعان محفوظاً ([23] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn23)[162])، جمعاً بين النصوص، ويدل على التأويل الأخير أن الصهيونيين الذين أكثرهم من عنصر الفرنج، الذين أتوا من البلاد الخارجية، لا زالوا يستخرجون ماء البحيرة بالمكائن وغيرها،
ولا زالوا مُجِدِّين على هذا الأمر ([24] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn24)[163]). ولا بد أن يقع جميع ما أخبر الله به ورسوله.
الدليل الخامس:
ما تواترت به الأخبار من أصناف العلماء؛ من المفسرين،
والمؤرخين، وأهل السير والأنساب، من المتقدمين، والمتأخرين،
واتفاق محققيهم أن يأجوج ومأجوج في شمالي آسيا، وأنهم جيران
الأتراك، وأن الأتراك قيل لهم: ترك، لأن ذا القرنين لما ردم على
يأجوج ومأجوج، وترك منهم هذه الطائفة، فقيل لهم: الترك، لأنهم تركوا خلف السد. فالترك منهم، والباقون جيرانهم المتصلون بهم في بلاد تركستان. وقد ذكر ذلك غير واحدٍ من المؤرخين والمفسرين، حتى كاد أن يكون اتفاقاً منهم على هذا.
ومن وراءهم من الأمم تبع لهم، وفرع عنهم. وأيضاً، فإنهم ذكروا أن أولاد نوح الذين انسلوا، ثلاثة: سام، وهو أبو العرب ومن جاورهم، وحام، وهو أبو السودان والبربر، وجميع أهل أفريقية، ويافث، وهو أبو الصقالية، والترك، ويأجوج ومأجوج، والتتر، ومن تفرع عنهم من أهل الصين، واليابان، وبلاد الإفرنج، ونحوها. وكلام المفسرين، وأهل الأنساب في هذا الموضع، وفي هذا المعنى كثير جداً، لا يمكن نقله في هذه الرسالة
المختصرة ([25] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn25)[164]).
والمنصف إذا عرف الواقع، وأين ديار الترك، ومَنْ جيرانهم، عرف أن كلام هؤلاء العلماء صريحٌ أنهم هؤلاء الأمم الذين ذكرنا، وليكن على بالك أن يأجوج ومأجوج ليسوا عالماً غيبياً، وإنما هم آدميون، بارزون، محسوسون، كما دلت على ذلك أنواع الأدلة.
الدليل السادس:
أن الشارع لا يخبر بأمرٍ تحيله العقول، ويكذبه الحس والواقع.
بل أخباره كلها لا يعارضها حس ولا عقل صحيح، ولا غيرها
من الأمور العلمية، ومن زعم أن يأجوج ومأجوج غير هؤلاء الأمم الذين ذكرنا، فإن قوله يتضمن المحال، لأن هذا القائل يدعي، ويعتقد، أنهم أمم عظيمة من بني آدم، وأنهم أكثر من هؤلاء الأمم الذين يعرفون الآن على وجه الأرض كلها بأضعافٍ مضاعفة، وهذا قول محال ينزه الشارع من أن ينسب إليه هذا القول، لأنه يطرِّق ([26] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn26)[165]) الكافرين والمعاندين إلى القدح في الشارع، ويقولون: كيف يخبر عن أممٍ على وجه الأرض، أكثر من الموجودين في القارات الست وتوابعها؟! فأين هم؟! وأين ديارهم؟! والأرض كلها مكشوفة، وقد اكتشفها الناس قطراً قطراً. ولم يبق محلٌ من الأرض إلا وصل إليه علم الناس، إلا جهة قليلة جداً تحت مدار القطبين ([27] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn27)[166])، وقد غمرتها الثلوج، لا يمكن أن يعيش فيها آدمي، ولا حيوان، ولا نبات، لشدة بردها، وعدم وصول الشمس إليها، وهي رقعة صغيرة جداً بالنسبة إلى الأرض المكتشفة، فمجرد تصور العارف لهذا القول يكفي في رده. يوضح هذا توضيحاً تاماً:
الدليل السابع:
أن قارات الدنيا كلها، القديمة والحديثة، ست قارات:
ـ آسِيا 1 ([28] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn28)[167]): من البحر الأحمر والأبيض غرباً، إلى أقصى بلاد سيبيريا من بلاد الروس شمالاً، وإلى البحر الهادي شرقاً، إلى البحر الأسود وأكرانيا مما يلي أوربا غرباً.
ـ الثانية: أفريقيا: وشرقيها البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي غرباً.
ومن البحر الأبيض شمالاً، إلى المحيط الأطلسي، المتصل بالمحيط الهندي جنوباً.
ـ الثالثة: قارة أوربا: التي يحدها البحر الأبيض جنوباً، إلى البحر الشمالي، ثم الأطلسي شمالاً وغرباً. ومن بلاد الأندلس غرباً إلى بلاد أكرانيا السوفيتية شرقاً.
ـ الرابعة: أستراليا: وهي قارة واقعة في الشرق الجنوبي، في وسط المحيط الهادي.
ـ الخامسة: أمريكا الجنوبية: وهي الواقعة من خليج بنما، من المحيط الأطلسي شمالاً، وتنتهي إلى البحر الهادي جنوباً.
ـ السادسة: أمريكا الشمالية: تتصل من غرب بالبحر الأطلسي، والبحر الشمالي. ومن شرق تتصل بالمحيط الهادي.
فهذه قارات الأرض كلها، باتفاق العارفين بها. ويتبعها جزر صغيرة وكبيرة ملحقة بهذه القارات. وهذه القارات قد عرفها الناس كلها معرفة تامة، وعرفوا أجناس أهلها، وأصنافهم، وتغلغل علمهم إلى معرفة إحصائياتهم، وتيقنوا يقيناً لا شك فيه أن المذكورين في هؤلاء القارات الست هم أهل الأرض، وأنه لا يوجد على وجه الأرض سواهم. فمتى أخبرنا مخبر أن في الأرض غير هؤلاء المذكورين من بني آدم، أكثر من المذكورين من بني آدم، أكثر من المذكورين بأضعاف مضاعفة، علمنا غلطه الفاحش، وأنه خلاف الواقع المقطوع به. يوضح هذا ويزيده بياناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:18]ـ
الدليل الثامن:
وهو أنه قد ثبتت كروية الأرض ثبوتاً لا امتراء فيه، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، وغيرهم هذا، وذكر شيخ
الإسلام أن دلالة الكتاب والسنة على هذا القول ظاهرة ([29] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn29)[168]). كما أنه قد اتفق عليه أهل المعرفة، وقد كان في الزمان الماضي يوجد من يعارض في كروية الأرض من أهل العلم قبل اكتشافها، ويظن أن كرويتها تنافي سطحيتها. وهذا غلط. فإن الجسم العظيم المسطح قد يكون مكوراً مستديراً. قال تعالى: {{وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ *}} ([30] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn30)[169]) أي: مدت، ومهدت، ووسعت لجميع منافع الآدميين. وقال تعالى: {{يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ}} ([31] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn31)[170]). والتكوير هو الاستدارة، كاستدارة العمامة على الرأس. وقال تعالى: {{كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}} ([32] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn32)[171]).
ثم إن الواقع المعروف معرفةً لا شك فيها يوافق هذا. وبعد ظهور المخترعات، والمقربات، وقرب المواصلات، صارت كروية الأرض معروفة لكل أحد له معرفة بالأرض. وقد يتمكن الإنسان في كل وقتٍ أن يعرف أوقات جهات الأرض، ويعرف أن ليل بعض الجهات نهار لجهات أخرى، وبالعكس، وأن الشمس لا تزال تجري في فلكها، إذا طلعت على جانبٍ من الأرض، غربت عن الجانب الآخر. فمثلاً: إذا زالت الشمس في جزيرة العرب، تكون قد غربت عن أقاصي الصين، وبلاد اليابان. وإذا غربت الشمس في جزيرة العرب، تكون قد ابتدأ شروقها في بلاد أمريكا. ثم إذا زالت الشمس في أمريكا، طلعت على بلاد اليابان والصين. وهلم جرا.
وكذلك من عبر مغرباً من البحر الغربي الشمالي ([33] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn33)[172]) ينفذ على أمريكا، ثم منها إلى المحيط الهادي، ثم من المحيط الهادي على اليابان، ثم الصين، ثم يرجع إلى موضعه، وهكذا في كل مكان.
ومعلومٌ أنه إذا كانت الأرض كروية، كانت محصورة تحيط بها معارف الناس، فدعوى المدعي أن هنا أمماً أكثر من المذكورين المعروفين، وهم على وجه الأرض، دعوى مخالفة للدليل القاطع، وما كان كذلك فهو معروف الغلط.
واعلم أنه ليس مع من عارض ما ذكرنا شيئاً من الأدلة، إلا ما ذكرنا في حديث النواس بن سمعان. وقد ذكرنا وجهه ([34] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn34)[173]). وكذلك يظنون
أن الأسماء تبقى على الدوام. فلما رأوا أن هذه الأمم لها أسماء
مخصوصة، كالروس، واليابان، ونحوهم، ظنوا أنهم غير يأجوج
ومأجوج. وهذا غلط واضح. فكم تنقلت وتغيرت الأسماء؛ أسماء
الجهات، والحكومات والعناصر، وكم تغيرت من اسم إلى اسم
آخر، وكم اندمجت أمم بأمم. وقد ذكر المعتنون بأنساب الترك ([35] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftn35)[174]) الطورانيين، الذين هم من نسل يأجوج ومأجوج، وأن هذه الأمة لا تزال
تندفع شرقاً وغرباً. ومعلوم أن الأسماء تتنقل بتغير تنقلاتها،
والعبرة إنما هي بالأوصاف التي ذكرت في الكتاب والسنة.
وقد بينا فيما سبق انطباق أوصافهم على هذه الأمم، مع أن الاسم اليوم موجود، فإن اسم بلاد يأجوج ومأجوج الأصلية، وهو بلاد منغوليا،
وشرقي تركستان، لا زال معروفاً. وتلك القبائل لا يزال يقال لهم يأجوج ومأجوج، وهم الآن تبع لحكومة الروس.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref1)[140]- صحيح البخاري (3347، 7136)، صحيح مسلم (2880).
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref2)[141]- وقد جمع ابن كثير، رحمه الله، بين الحديث السابق، وقوله تعالى: {{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا *}} [الكهف: 97] بقوله: (أما على قول من ذهب إلى أن هذا إشارة إلى فتح أبواب الشر والفتن، وأن هذا استعارة محضة، وضرب مثل، فلا إشكال. وأما على قول من جعل ذلك إخباراً عن أمرٍ محسوس، كما هو الظاهر المتبادر، فلا إشكال أيضاً، لأن قوله: {{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا *}} أي في ذلك الزمان، لأن هذه صيغة خبر ماضٍ، فلا ينفي وقوعه فيما يُستَقبَل، بإذن الله لهم في ذلك قدراً، وتسليطهم عليه بالتدريج قليلاً قليلاً، حتى يتم الأجل، وينقضي الأمد المقدور، فيخرجون، كما قال الله: {{وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}}) البداية والنهاية 2/ 558.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref3)[142]- راجع ما جاء في الدليل الأول من هذه الرسالة، ص77، 78.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref4)[143]- يشير إلى حديث ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة على قصعتها» قال: قلنا يا رسول الله! أمن قلةٍ بنا يومئذٍ؟ قال: أنتم يومئذٍ كثير. ولكن تكونون غثاءً كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن». قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: «حب الحياة، وكراهية الموت») رواه أحمد، واللفظ له، المسند: (5/ 278) رقم (22498) وأبو داود، وفي الملاحم، رقم (4297). وصححه الألباني في صحيح أبي داود، حديث (3610، 4297)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (956).
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref5)[144]- وهي من أعظم الفتن التي حاقت بالمسلمين، حتى أن ابن الأثير (555 ـ 620) رحمه الله، قال في تاريخه: (لقد بقيت عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها، كارهاً لذكرها. فأنا أقدم إليه رجلاً، وأؤخر أخرى. فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟! ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟! فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً ... فلو قال قائل: إن العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم، وإلى الآن لم يُبتَلوا بمثلها، لكان صادقاً، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها، ولا ما يدانيها ... ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم، وتفنى الدنيا، إلا يأجوج ومأجوج)، الكامل في التاريخ 10/ 333 حوادث سنة 617هـ.
هذا وهو، رحمه الله، لم يعش حتى يشهد بقية فتنتهم، وسقوط بغداد، عاصمة الخلافة الإسلامية، وما جرى من الحوادث العظام، كما بسط ذلك ابن كثير، رحمه الله، في البداية والنهاية: 17/ 356 ـ 364، حوادث سنة 656هـ.
وقد ابتدأت هذه الفتنة عام 617هـ من أطراف الصين، وانتهت، أو كادت، عام 658هـ في عين جالوت، في الشام.
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref6)[145]- قال ابن كثير، رحمه الله، في تاريخه: (فيأجوج ومأجوج طائفة من الترك، وهم مغل المغول. وهم أشد بأساً، وأكثر فساداً من هؤلاء، ونسبتهم إليهم كنسبة هؤلاء إلى غيرهم. وقد قيل: إن الترك، إنما سموا بذلك، حين بنى ذو القرنين السد، وألجأ يأجوج ومأجوج إلى ما وراءه، فبقيت منهم طائفة لم يكن عندهم كفسادهم، فتركوا من ورائه. فلهذا قيل لهم. الترك) البداية والنهاية 2/ 553.
وقال في التفسير: (إنما سمّوا هؤلاء تركاً، لأنهم تركوا من وراء السد، من هذه الجهة، وإلا فهم أقرباء أولئك). يريد يأجوج ومأجوج. تفسير القرآن العظيم 5/ 195.
وقال في كتاب الفتن والملاحم، الملحق بالتاريخ: (وهم كالناس، يشبهونهم، كأبناء جنسهم من الترك الغُتْم، المغول، المخرزمة عيونهم، الذلف أنوفهم، الصهب شعورهم، على أشكالهم وألوانهم) البداية والنهاية: 19/ 239.
(يُتْبَعُ)
(/)
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref7)[146]- قال ابن كثير رحمه الله: (ومن زعم أن يأجوج ومأجوج خلقوا من نطفة آدم حين احتلم، فاختلط بتراب، فخلقوا من ذلك، وأنهم ليسوا من حواء ... وهكذا من زعم أنهم على أشكالٍ مختلفة، وأطوال متباينة جداً، فمنهم من هو كالنخلة السحوق، ومنهم من هو غاية في القصر، ومنهم من يفترش أذناً من أذنيه، ويتغطى بالأخرى، فكل هذه أقوال بلا دليل، ورجم بالغيب بغير برهان. والصحيح أنهم من بني آدم، وعلى أشكالهم وصفاتهم). البداية والنهاية 2/ 553 ـ 554.
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref8)[147]- أي لا قدرة ولا طاقة. كأن يديه معدومتان لعجزه عن دفعه.
[9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref9)[148]- أي ضمهم، واجعله لهم حرزاً. والحرز: الموضع الحصين.
[10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref10)[149]- سهامهم.
[11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref11)[150]- قطعة من حديثٍ طويل، رواه مسلم في صحيحه. رقم (2937).
[12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref12)[151]- سورة الحشر: الآية 2.
[13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref13)[152]- سورة الذاريات: الآية 35.
[14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref14)[153]- سورة الشعراء: الآية 57.
[15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref15)[154]- سورة الإسراء: الآية 5.
[16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref16)[155]- أي من الجزيرة، ما بين النهرين، من أرض العراق، وهو بعث بختنصر أو سنحاريب إلى بني إسرائيل في الشام وبيت المقدس.
[17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref17)[156]- سورة المائدة: الآية 31.
[18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref18)[157]- سورة البقرة: الآية 246.
[19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref19)[158]- في هذا تأويل ظاهر، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعلم بما قال، كيف وقد حقق ذلك بقوله: «فتعود عليهم مخضوبة دماً». وقد كان يسع النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يعبر بما يحتمل المعنى الذي ذكر الشيخ، كأن يقول: «بسلاحهم»، فضلاً عن أن يحقق ذلك بوصف يتعلق بالنشاب، فالمتعين حمل النص على ظاهره.
[20] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref20)[159]- لا يمتنع أن يفضي الأمر إلى تدمير الأسلحة الحديثة الفتاكة، وأن يعود الناس في آخر الزمان إلى استعمال الأسلحة البدائية، ولهذا النص نظائر كثيرة في أحاديث الملاحم، آخر الزمان.
[21] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref21)[160]- صحيح البخاري رقم (81)، جامع الترمذي رقم (2205).
[22] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref22)[161]- بل المتعين ما أخبر به المعصوم صلّى الله عليه وسلّم، دون حاجة إلى تأويل، حيث قال: «فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرةً ماء» رواه مسلم رقم (2937). فكونه إشارة وتنبيه على كثرتهم العظيمة لا يمنع من إرادة الظاهر، وأما التأويل
الثاني فبعيد جداً، وليس في الإخبار به مزية. فإنه لم يزل الناس يستخرجون المياه من
البحيرات والغدران بالوسائل القديمة والحديثة. وربما تنضب أحياناً.
ومع ما ذهب إليه الشيخ، رحمه الله، في التأويل الثاني، فإن بحيرة طبرية لم تنشف حتى الآن. وسياق الحديث النبوي يدل على أن الطائفة الأولى من يأجوج ومأجوج شربت ماء البحرية شرباً حقيقياً، لا أنها حرثت، وزرعت، وسقت.
[23] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref23)[162]- هو بحمد الله محفوظ، لا مخالف له، رواه الإمام مسلم في صحيحه، برقم (2937).
(يُتْبَعُ)
(/)
[24] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref24)[163]- الصهيونيون، وإن كان كثير منهم قدم من بلاد الإفرنج، إلا إنهم يهود من نسل سام بن نوح، وليسوا من يأجوج ومأجوج نسل يافث، الذين جاء الخبر بشربهم بحيرة طبرية. فما يقع من استخراج مائها بالآلات والمكائن من الصهيونيين وغيرهم ليس هو تحقيق خبر النبي صلّى الله عليه وسلّم في يأجوج
ومأجوج.
[25] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref25)[164]- انظر على سبيل المثال: تاريخ الأمم والملوك، لأبي جعفر، محمد بن جرير الطبري. 1/ 124 ـ 132. وقد روى في ذلك أحاديث مرفوعة، وآثاراً عن السلف، ومسلمة أهل الكتاب، ومنه قوله عن وهب بن منبه: ( .. وإن يافث أبو الترك، وأبو يأجوج ومأجوج، وهم بنو عم الترك) وقال أيضاً: (ومن ولد موعج: يأجوج ومأجوج وهم في شرقي أرض الترك والخزر).
وانظر كلام المفسرين على قوله تعالى: {{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ *}} [الصافات: 77].
[26] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref26)[165]- قال ابن منظور: (تطرّق إلى الأمر: ابتغى إليه طريقاً) لسان العرب 8/ 155.
[27] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref27)[166]- ربما كان ذلك في زمن المؤلف، رحمه الله، أما الآن فلم يبق موضع إلا وصلته الكشوف، وتم تصويره عن طريق الأقمار الصناعية.
[28] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref28)[167]- علَّق الشيخ فوق كلمة آسيا رقم (1) ورمزاً يشير إلى التسلسل (سـ) فربما وقع له انتقال ذهني، فعدل عن الأرقام إلى الألفاظ: الثانية ... الثالثة ...
[29] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref29)[168]- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (اعلم أن «الأرض» قد اتفقوا على أنها كروية الشكل ... وليس تحت وجه الأرض إلا وسطها، ونهاية التحت المركز، فلا يكون لنا جهة بيّنة إلا جهتان: العلو، والسفل، وإنما تختلف الجهات باختلاف الإنسان ... والأفلاك مستديرة بالكتاب والسنة والإجماع). مجموع الفتاوى 5/ 150.
[30] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref30)[169]- سورة الغاشية: الآية 20.
[31] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref31)[170]- سورة الزمر: الآية 5.
[32] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref32)[171]- سورة يس: الآية 40.
[33] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref33)[172]- هو المعروف بـ «المحيط الأطلسي» أو «الأطلنطي».
[34] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref34)[173]- تقدم في ص85 ـ 88.
[35] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300631&posted=1#_ftnref35)[174]- ( الترك: اصطلاح يطلق في معناه الواسع على الشعوب التي تتكلم اللغة التركية في تركيا، وروسيا السوفيتية، وتركستان الصينية، وشرقي إيران ... وأكبر الظن أن الترك الأصليين عاشوا أولاً في جنوب سيبريا، وفي تركستان، وتوسعوا جنوباً وغرباً، وأقاموا امبراطوريات عدة في آسيا، كامبراطوريتي الأتراك السلاجقة، والأتراك العثمانيين).
الموسوعة العربية الميسرة. مادة (الترك) ص505.
وقال الأمير شكيب أرسلان في تعليقاته على مقدمة ابن خلدون، وحاضر العالم الإسلامي: (إن الترك هم من أكبر وأشهر الأمم الآسيوية، وإنهم معدودون من الشعوب الطورانية، وهم متشابهون في الخلقة مع الصين والتبت واليابان، ولا عبرة بما تجده من سحناء أتراك الأستانة والأناضول، فإن هؤلاء قد تولدوا وتناسلوا في غربي آسية، من قرون متطاولة، واختلطوا بالأمم الأخرى كالقوقازيين، والمكدونيين،
والأرناؤوط، والروم، والبلغار والأكراد، والعرب، وبقايا أهالي الأناضول القدماء. وتولدت منهم أمة لا تشبه المغول ولا الصين.
ولكن الترك الأناضوليين، الذين لم يختلطوا بهذه الأمم الغربية، يشبهون كثيراً أتراك بخارى وخيوة، وكاشغر، وهم ذوو ملامح ظاهرة الشبه مع أهل الصين والتبت والمغول).
(يُتْبَعُ)
(/)
تعليقات الأمير شكيب أرسلان على مقدمة ابن خلدون، ملحق 1/ 88، وحاضر العالم الإسلامي 4/ 173.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:19]ـ
الدليل التاسع:
وهو الجامع لكل ما تقدم. وهو أن دلالة الكتاب والسنة
الصحيحة، والأوصاف المذكورة فيهما ليأجوج ومأجوج لا تصدق
إلا على من ذكرنا من الأمم. وكذلك الأمور الواقعة المقطوع
بها حساً، وعلماً، كما تقدمت الإشارة إليها وتقريرها. إذا جمعت
ذلك كله، علمت علماً يقينياً، لا شك فيه ولا ريب، أنها واقعة
على تلك الأمم، وأنهم المرادون بها، وأنها من براهين رسالة
محمد صلّى الله عليه وسلّم. وعلمت أيضاً بما تقدم أنه لا يوجد
غير المذكورين من بني آدم على وجه الأرض. وأن من قال أنهم
غيرهم، لم يقله عن علمٍ وبرهان، وإنما هو قول بلا علم، بل مخالف
للعلم.
الدليل العاشر:
أن لفظ «يأجوج ومأجوج» واشتقاقه من الأجيج والسرعة ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn1)[175])،
ووصف الشارع لهم بذلك يدل على ما ذكرنا. ولهذا كان الأولى أن
يكون اسم جنس ([2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn2)[176])، وإن كان طائفة من أهل العلم يرون أنهم
طائفة مخصوصة من دول السوفييت، وهم المعروفون الآن بهذا
الاسم. فكونه اسم جنس يشملهم، ويشمل من وراءهم، أولى
لوجهين:
أحدهما: أن الأوصاف المذكورة في الكتاب السنة تنطبق كل الانطباق على تلك الأمم المذكورة جميعهم، مثل قوله: «من كل حدبٍ ينسلون». والشر الذي وصل إلى المسلمين منهم عامة، وإلى العرب خاصة، ووصف
كثرتهم، وكثرة كفرهم، وأنهم أكثر بعث النار، وغيرها مما هو صريح
فيهم.
الثاني: إن إخبار النبي صلّى الله عليه وسلّم عن بعث النار، وأنه من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعون في النار، وواحد في الجنة، وأن جمهور هذا العدد من يأجوج ومأجوج، لا يتصور أن يكون إلا اسم جنس. ولما كان الإشكال في هذه المسألة قد وقع لكثير من الناس، لم يتضح لهم الأمر فيها، مع أن من نظر إلى أدلتها الشرعية والعقلية لم يَرْتَب، أحببت أن أورد من كلام أهل العصر المعتبرين، والذين لهم المعرفة التامة في هذه الأمور، ما يدل على ما ذكر:
فقد ذكر الأمير «شكيب أرسلان» ([3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn3)[177])، رحمه الله، في حواشي
«حاضر العالم الإسلامي» ([4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn4)[178]) أن يأجوج ومأجوج هم «المجار»، وهم
«المغول». وذكر غزواتهم لبلاد الإفرنج، واندفاعهم إليها، واندماجهم بهم ([5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn5)[179]). وقال أيضاً في كتابه الذي سماه: «غزوات العرب» المطبوع في ص170 منه:
(وفي تلك الأيام وصل المجار إلى فرنسه، وملأوا البلاد عيثاً وتدميراً. ورأى الأهالي فيهم تصديق نبوة «حزقيال» عن يأجوج ومأجوج ([6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn6)[180]) إلى آخر ما قال ([7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn7)[181]).
وفي المجلد الأول من «الحلل السندسية» للأمير شكيب ص178:
(وذكر الرازي أن القوط، أي ملوك الأندلس، الذين آخرهم «لذريق» الذي هزمه المسلمون، من ولد يأجوج ومأجوج بن يافث بن نوح) ([8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn8)[182]).
ـ وفي المجلد الحادي عشر من «المنار»، في آخر جواب سؤال ص284:
(هذا، ومن تذكر إغارة المغول التتار، وهم نسل يأجوج ومأجوج، في القرن السابع الهجري على بلاد المسلمين والنصارى، وما أتوه من الإفساد في الأرض، وما أوقعوه بالأمم المختلفة من القتل، والسبي، والنهب، أمكنه تصور حصول هذا منهم مرةً أخرى، قبل مجيء الساعة، كما قال القرآن الشريف ([9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn9)[183])، {{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}} ... إلخ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وقد ذكر شكيب أرسلان في حواشي «مقدمة ابن خلدون» ([10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn10)[184]) و «حاضر العالم الإسلامي» كيفية تسلسل أنساب التتر، ويأجوج ومأجوج، والترك، ودخولهم في جملة أهل أوربا، بعد ما كانت مساكنهم في آسيا، فذهب أناس، وبقي في آسيا أكثرهم.
ـ وقد ذكر صاحب «التذكرة» ([11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn11)[185]) فيها، في الجزء الثاني ص86 لما تكلم عن طبائع الأقطار، ذكر بلاد يأجوج ومأجوج، وموقعها، وما يناوحها من الأقطار، في كلامٍ طويل يؤيد ما ذكرنا.
ـ وقال في مجلة «الفتح» (440) العام التاسع 8 محرم، 1254 ص96 في الجزء المذكور في مقالة الشيخ محمد سليمان ([12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn12)[186])، قال: (جاءت القرون الوسطى، فجاء أهل أوربا عادين على المسلمين يغزونهم
في ديارهم، ويحاربونهم على تخومهم، وفتحت يأجوج ومأجوج.
فانسل التتار من الشرق على بلاد الإسلام فاكتسحوها، وخربوها،
وهدموا الخلافة، وقتلوا الخليفة. ووقع المسلمون بين شقي الرّحا من الشرق، ومن الغرب في بلاءٍ مبين).
ـ وفي منجم العمران ([13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn13)[187])، ص58 من الجزء الأول: (ومن
الأمم التي عرفت حركات ([14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn14)[188]) مهاجرتها قبيلة هيونكنو ([15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn15)[189]) التركية،
فإنها أقدم القبائل التي نعرف تاريخ حملها ([16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn16)[190]) على أمةٍ أخرى، ربما
كانت الأمة الهندية الجرمانية، التي كانت قاطنةً بالقرب من يوتي
غاته ([17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn17)[191])، في الجهة الشمالية الغربية من الصين، فتلك الحملة التي جعلت شأنها الفتح والتخريب، والسلب والنهب، صدرت من السور العظيم المبني لصدها سنة 214 قبل الميلاد، وامتدت حتى بلغت أقاصي غرب أوربا، سائرةً في أواسط آسيا في الجهة الشمالية من سلسلة جبال هملايا) إلى أن
قال ص62:
(ولما رأى الأوربيون ما رأوا من فتوحات المنغول ([18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn18)[192]) التي امتدت من سور الصين إلى «كراكو» في أواسط أوربا، وإلى سواحل البحر المتوسط من غربي آسيا، في ست وعشرين سنة ([19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn19)[193]) وقع الرعب في قلوبهم). إلى آخر ما قال.
ـ وقال أيضاً في المنجم، ص72، من المجلد الأول: (اهتمت الدنيا بأسرها بفتوحات روسيا في أواسط آسيا، وإنكلترا باتت في وجل من جري ([20] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn20)[194]) ذلك. وكانت نهاية حرب روسيا والجراكسة سنة 1864، الموافق 1281 للهجرة ([21] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn21)[195])، واسطة لهدم ([22] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn22)[196]) الحاجز العظيم الذي كان يمنعها عن ([23] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn23)[197]) توسيع دائرة أملاكها، وهو جبل «قوه قاف» يعني «القفقاس» ([24] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn24)[198])، وقد تمكنت بذلك من نوال مقصد مهم) ([25] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn25)[199]) إلخ.
ـ وفي «المقتبس» قال المسعودي ([26] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn26)[200]) في كتاب «التنبيه»: (وحد الإقليم الخامس بحر الشام إلى أقصى الروم مما يلي البحر، إلى «تراقية» وبلاد «برجان»، و «الاستبان»، واليأجوج ومأجوج، والترك، والخزر، واللان والجلالقة) فجعلهم في أرض الترك.
وقال ابن رسته ([27] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn27)[201]): الإقليم السادس يبتدئ من المشرق، فيمر
(يُتْبَعُ)
(/)
على بلاد يأجوج ومأجوج، ثم على بلاد الخزر، وينتهي إلى البحر المغرب) فانظر كيف صرّح بمجاورته لأرض الخزر، وهي معروفة قريب من قزوين.
ـ وقال البلخي ([28] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn28)[202]) في تاريخه، صفحة 534: (الإقليم السادس: يبتدئ من المشرق، فيمر على بلاد يأجوج ومأجوج، ثم على بلاد الخزر، ثم على وسط بحر جرجان، إلى بلاد الروم.
قال أهل العلم: أما ما وراء هذه الأقاليم إلى تمام الموضع
المسكون الذي عرفناه فإنه يبتدئ من المشرق، من بلاد يأجوج
ومأجوج، فيمر على بلاد التغرغر ([29] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn29)[203])، وأرض الترك).
وكل هذا ظاهر. وكلامهم في هذا كثير.
والغرض الأصلي هنا: بيان مراد الله ورسوله، وأن الأوصاف التي ذكرت عنهم في الكتاب، والسنة الصحيحة المحفوظة، تنطبق عليهم غاية الانطباق، وأن الواقع يصدق ذلك، ويشهد له، وأن كلام أهل السير، والمحققين من الإخباريين، يؤيد ذلك ويشهد له، فعلى من تيقن ذلك، وعرف دخوله في النصوص، أن يعتقده، ويدين الله به. وعلى من أشكل عليه الأمر أن يتوقف عن الجزم بأحد الأمرين نفياً وإثباتاً، وإذا كان لا بد له من الجزم بأحد الأمرين، فليصبر، وليتأن، حتى يتدبر الأدلة الشرعية والعقلية، ويعرف الواقع، فإذا جزم بأحد الأمرين مستنداً إلى الدليل فقد أدى ما عليه من اتباع الدليل الصحيح، فإذا جزم بأحد الأمرين مقلداً لغيره من غير معرفةٍ صحيحة بالمآخذ، فهو من القول بلا علم.
وليس هذا الأصل خاصاً بهذه المسألة، بل جميع المسائل الأصولية تجري على هذا الأصل الذي نرجوا الله تعالى أن يتحقق به كل طالب للعلم النافع. ونسأل الله أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم، هدايةً علمية حتى نعرف ما أنزل إلينا من الكتاب والحكمة إجمالاً وتفصيلاً، وهدايةً عملية حتى نسلك الطريق الموصل إلى الله، وإلى دار كرامته؛ بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، إنه جواد كريم. وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
قال ذلك، وكتبه، العبد الفقير إلى الله من جميع الوجوه، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله آل سعدي، غفر الله له، ولوالديه، ووالديهم، وجميع المسلمين. والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً. سنة 1359هـ.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:21]ـ
* * *
مراجع التحقيق ([30] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn30)[204])
أولاً: الكتب:
1.إبطال دعوى الخروج ليأجوج ومأجوج: عبد الكريم بن صالح الحميد، 1424هـ.
2.الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة: عبد الرحمن بن ناصر السعدي، عناية وتعليق: هيثم بن جواد الحداد، دار المعالي: عمّان، دار ابن الجوزي: الدمام، الطبعة الثانية 1420هـ 2000م.
3.الأعلام: خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة السادسة 1984م.
4.البداية والنهاية: عماد الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية، دار هجر الطبعة الأولى 1417هـ 1997م.
5.بغية المرتاد: تقي الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، تحقيق ودراسة: د. موسى بن سليمان الدويش، مكتبة العلوم والحكم، المدينة، الطبعة الأولى 1408هـ 1988م.
6.تاريخ الأمم والملوك: أبو جعفر، محمد جرير الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت، طبعة 1417هـ 1997م.
7.تاريخ غزوات العرب: الأمير شكيب أرسلان، دار مكتبة الحياة، بيروت، طبعة 1966م.
8.التنبيه والإشراف: علي بن الحسين المسعودي، دار الصاوي للطباعة والنشر، القاهرة، طبعة 1938م.
9.التعريفات: على بن محمد بن علي الجرجاني، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1413هـ 1992م.
10.تفسير القرآن العظيم: عماد الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق: سامي بن محمد السلامة، دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى 1418هـ 1997م.
11.تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: عبد الرحمن بن ناصر السعدي، عناية: سعد بن فواز الصميل، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة الأولى 1422هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
12.جامع الأصول في أحاديث الرسول: مجد الدين، أبو السعادات، المبارك بن محمد ابن الأثير الجزري، تحقيق وتخريج وتعليق: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة الحلواني، مطبعة الملاح، مكتبة دار البيان، الطبعة الأولى 1389هـ 1969م.
13.جامع الترمذي: أبو عيسى، محمد بن عيسى الترمذي، دار السلام، الرياض، الطبعة الثانية 1421هـ 2000م.
14.حاضر العالم الإسلامي: لوثروب ستودارد، ترجمة: عجاج نويهض، تعليق: شكيب أرسلان، دار الفكر، بيروت، الطبعة الرابعة 1394هـ 1973م.
15.الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية: الأمير شكيب أرسلان، دار مكتبة الحياة، بيروت.
16.دليل المستفيد على كل مستحدث جديد: عبد العزيز بن خلف آل خلف، المطبعة العصرية، دمشق، الطبعة الأولى.
17.روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين: محمد بن عثمان بن صالح القاضي، مطبعة الحلبي، القاهرة، الطبعة الثانية 1403هـ 1983.
18.سنن أبي داود: أبو داود، سليمان بن الأشعث السجستاني، دار السلام، الرياض، الطبعة الثانية 1421هـ 2000م.
19.سنن ابن ماجه: أبو عبد الله، محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، دار السلام، الرياض، الطبعة الثانية 1421هـ 2000م.
20.الصحاح: إسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق: أحمد بن الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية 1399هـ 1979م.
21.صحيح البخاري: أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل البخاري، دار السلام، الرياض، الطبعة الثانية 1421هـ 2000م.
22.صحيح مسلم: أبو الحسين، مسلم بن الحجاج النيسابوري، دار السلام، الرياض، الطبعة الثانية 1421هـ 2000م.
23.صحيح مسلم، بشرح النووي: أبو زكريا، يحيى بن شرف النووي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1389هـ 1978م.
24.علماء نجد خلال ثمانية قرون: عبد الله بن عبد الرحمن البسام، دار العاصمة، الطبعة الثانية، 1419هـ.
25.الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني: أحمد بن عبد الرحمن البنا، الساعاتي، دار الشهاب، القاهرة، الطبعة الثالثة، دار العلم، جدة، 1404هـ.
26.فيض الباري على صحيح البخاري: محمد أنور الكشميري، دار المأمون، شبرا، الطبعة الأولى 1357هـ 1938م.
27.الكامل في التاريخ: عز الدين، أبو الحسن، علي بن محمد بن الأثير، تحقيق: دار عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1417هـ 1997م.
28.لسان العرب: جمال الدين، أبو الفضل، محمد بن مكرم بن منظور، الأنصاري، تحقيق: أمين محمد عبد الوهاب، محمد الصادق العبيدي، دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1416هـ 1996م.
29.مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: تقي الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي، الطبعة الأولى 1398هـ.
30.مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة 1403هـ 1983م.
31.مسند الإمام أحمد بن حنبل. الموسوعة الحديثية. تحقيق: شعيب الأرنؤوط، وآخرون. مؤسسة الرسالة، بيروت، 1420هـ 1999م.
32.معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة، مكتبة المثنى، دار إحياء التراث العربي، بيروت، طبعة 1376هـ 1957م.
33.مقدمة ابن خلدون: عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، تعليق: الأمير شكيب أرسلان، المطبعة الرحمانية، القاهرة، طبعة 1355هـ 1936م.
34.المنجد في اللغة والأعلام: لويس معلوف اليسوعي، دار المشرق، بيروت، الطبعة الحادية والعشرون 1973م.
35.منجم العمران، في المستدرك على معجم البلدان: جمع وترتيب: محمد أمين الخانجي، مطبعة السعادة، القاهرة، الطبعة الأولى 1325هـ 1907م.
36.الموسوعة العربية الميسرة: إشراف: محمد شفيق غربال، دار القلم، ومؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1965م.
37.النهاية في غريب الحديث والأثر: مجد الدين، أبو السعادات، المبارك بن محمد بن الأثير الجوري، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، محمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، طبعة 1383هـ 1963م.
38.يأجوج ومأجوج فتنة الماضي والحاضر والمستقبل: د. الشفيع الماحي أحمد، دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى 1416هـ 1996م.
ثانياً: المجلات:
1.مجلة الفتح: صحيفة إسلامية أسبوعية، صاحبها ومحررها: محب الدين الخطيب، دار المطبعة السلفية، القاهرة.
2.مجلة المشكاة. العددين: الأول، والثالث.
3.مجلة المنار: مجلة إسلامية، تبحث في جميع شؤون الإصلاح الديني والمدني، منشؤها: السيد محمد رشيد رضا، مطبعة المنار، القاهرة.
المحتوى
الموضوع
الصفحة
الرسالة الأولى: فتنة الدجال
مقدمة التحقيق
7
ذكر أحاديث الدجال
19
الكلام على هذه النصوص:
27
المقدمة الأولى
27
المقدمة الثانية
27
المقدمة الثالثة
27
المقدمة الرابعة
28
الرسالة الثانية، يأجوج ومأجوج
مقدمة التحقيق
45
قصة الرسالة
46
ملخص كلام الشيخ في
يأجوج ومأجوج
51
50
تحليل
52
مراحل كتابة الرسالة
57
يأجوج ومأجوج
67
الدليل الأول
72
الدليل الثاني
76
الدليل الثالث
77
الدليل الرابع
79
الدليل الخامس
86
الدليل السادس
87
الدليل السابع
88
الدليل الثامن
89
الدليل التاسع
92
الدليل العاشر
93
مراجع التحقيق
101
المحتوى
104
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 04:23]ـ
[31] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn31)[1]- المنار: ج2، م29، ص144 ـ 145.
[32] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn32)[2]- وقد قرأت هذه الرسالة على فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، حفظه الله، وهو من أجل، وأخص تلاميذ المؤلف رحمه الله، وذلك في بيته العامر، بمدينة الرياض، ليلة السبت الموافق للخامس من شهر ذي القعدة، عام اثنين وعشرين، بعد الأربعمائة وألف من الهجرة النبوية الشريفة، فأشار علي بطبعها، وأن أضم إليها رسالته في يأجوج ومأجوج، مع ما يقتضيه المقام من تحقيق وتعليق، جزاه الله خيراً.
كما أشكر فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان، حفظه الله، على تفضله بقراءة هذه الرسالة والتي تليها، وإبداء بعض الملاحظات. جزاه الله خيراً.
[33] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn33)[3]- كذا في المخطوط، ولفظ مسلم: (إنها لن تقوم حتى ترون قبلها).
[34] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn34)[4]- في المخطوط: (وثلاث خسوفات) والتصويب من صحيح مسلم.
[35] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn35)[5]- صحيح مسلم: (2901).
[36] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn36)[6]- صحيح مسلم: (2901).
[37] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn37)[7]- صحيح مسلم: (2947) وفي المخطوط تقديم الدخان على الدجال.
[38] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn38)[8]- صحيح مسلم: (158).
[39] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn39)[9]- صحيح مسلم: (2946).
[40] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn40)[10]- صحيح البخاري: (7407)، صحيح مسلم: (169). قال ابن الأثير: (الحبة الطافئة من العنب: هي التي قد خرجت عن حد نبات أخواتها في العنقود ونتأت) جامع الأصول 10/ 346.
[41] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn41)[11]- صحيح البخاري: (7131)، صحيح مسلم: (2933).
[42] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn42)[12]- صحيح البخاري: (3338)، صحيح مسلم: (2936).
[43] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn43)[13]- صحيح البخاري: (3450)، صحيح مسلم: (2934) واللفظ له.
[44] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn44)[14]- قال ابن الأثير: (هي بفتح الظاء والفاء: لحمة تنبت عند المآقي، وقد تمتد إلى السواد فتغطيه) النهاية في غريب الحديث 3/ 158.
[45] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn45)[15]- صحيح مسلم: (2934).
[46] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn46)[16]- قال ابن الأثير: (جفال الشعر: أي كثيره) النهاية في غريب الحديث 1/ 280.
[47] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn47)[17]- صحيح مسلم: (2934).
[48] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn48)[18]- قال ابن الأثير: (الحجيج: المحاجِج. وهو المجادِل والمخاصِم الذي يطلب الحجة وهي الدليل) جامع الأصول 10/ 346.
[49] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn49)[19]- قال ابن الأثير: (القطط: الشعر الجعد) جامع الأصول 10/ 346.
[50] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn50)[20]- قوله: (فإنها جواركم من فتنته) عند أبي داود. وليست في صحيح مسلم.
[51] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn51)[21]- قال ابن الأثير: (أي طريق بينهما) النهاية: 2/ 73.
[52] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=300633&posted=1#_ftn52)[22]- في المخطوط: (فعاث يميناً وشمالاً) والتصويب من صحيح مسلم. والعيث أشد الفساد.
(يُتْبَعُ)
(/)