ما أشبه الليلة بالبارحة
ـ[عبدالرحمن الغزناوي]ــــــــ[12 - Oct-2009, مساء 11:02]ـ
في خمسينيات القرن الماضي قام جمال عبد الناصر بعقد حفل للوحدة الوطنية وقام فيه شيخ الأزهر وقتها بتسليم المصحف للقسيس وأخذ منه الإنجيل فقامت الدنيا وحق لها أن تقوم (وثار المسلمون في جنبات الأرض)، فالله قال لا يمسه إلا المطهرون، وقال إنما المشركون نجس وعليه لا يحل لمسلم فضلا عن أن يكون رأس المسلمين أن يعطي المصحف لغير مسلم، فقامت إحدي النساء النادرات (صاحبة مجلة السيدات المسلمات بنشر قصيدة لشاعر الأزهر د. حسن جاد يدين فيها هذه الجريمة ويحمل علي شيخ الأزهر لهذه الخيبة العظيمة وكان نص القصيدة كالآتي:
طُفْ بالكنيسةِ بُكرةًًًًًًً وأصيلاْ ... واعكف علي يد قسها تقبيلا!!
واخشعْ لدي حرمِ الصليبِ معظِّمَاً ... واركع علي أعتابه تبجيلا!!
يا قارع الناقُوس مَنْغُومَ الصَّدى ... أرأيت أشجي من صداه صليلا؟!!
قُمْ دُقَّهُ ودَعِ الأذان فلم يعد ... بمصادف من سامعيه قبولا!!
واصبغ عمائمنا بأسودَ فاحمٍ ... حتى تراها شارة ودليلا!!
واهرع لدي حرم الكنائس إنَّه ... لله أهدي شرعة وسبيلا!!
في ظلِّ ساحتها وفي محرابها ... أد الطقوس ورتل الإنجيلا!!
ودع المساجدَ واطَّرِح قرآنها ... ماذا عليك وقد وجدت بديلا!!
الكلُّ تنزيلٌ فخذْ ما تَشْتَهي ... لا أفضلاً فيها ولا مفضولا!!
والرُّسلُ أشباهٌ فلا تَكُ مؤثراً ... يوما علي هذا الرسول رسولا!!
يا فتيةَ الإسلام ليس عليكمُ ... وحرج إذا بدلتمواتبديلا!!
أفتاكم الشيخُ الجليلُ بفعله ... بقوله والشيخ أصدق قيلا!!
كل الشرائعِ تستوي في دينهِ ... لا ناسخا فيها ولا مفصولا!!
كن مسلماً أو كن مسيحياً ولا ... تستهدف المعقول والمنقولا!!
.............................. .............
يا ضيعةَ الإسلامِ مِنْ تُجَّارِهِ * ضلوا فلم يهدوا إليه الجيلا!!
مهلاً إمامَ المسلمين فَجَهْدُنَا ... ألا نري شيخ الهدي ضليلا!!
اهدأْ فمنصبك الذي فدَّيْتَهُ ... بالدين ليس بواهن ليزولا!!
ستظلُّ فيهِ مدي الحياةِ فلا تكنْ ... قلقا وهدئ روعك المخبولا!!
واغنمْ من الدنيا بكل َرغِيبةٍ ... و اصمت فلست عن الهدي مسئولا!!
البعثُ وهمٌ والحسابُ خرافةٌ ... ليست لنا إلا الحياة الأولي!!!
لم يَهْدِكَ الذِّكرُ الحكيمُ فأهْدِهِ ... للقس واستبدل به الإنجيلا!!!
ماذا يمكن أن نسمي ما يخرج علينا به شيخ أزهرنا الحديث في قضية النقاب التي لو سلمنا له أن الخلاف فيها بين المسلمين ممن أخذ به أو تركه ولن نحتج عليه بأن من أخذ به حجته أقوي ولكن أريد أن أسأل الرجل هل يجرؤ أن يقول لفتيات الأزهر السافرات الأخر واللائي كشفن عن نحورهن وسيقانهن مخالفات بذلك حديث الوجه والكفين (الذي يقول به مع علله) نقول هل يجرؤ أن يمنعها من دخول الأزهر أو أن يواجهها بمثل ما واجه به الفتاة المنتقبة؟ أم أنه يجبن أن يفعل ذلك خشية علي منصبه الذي كما أسلف شاعرنا عندما خاطب صاحبنا الأول.
وماذا يمكن أن نقول لساركوزي وغيره من الأصوات التي تطالب في أوروبا بنفس ما يقوله شيخ الأزهر ولكن في أوروبا عدل ولو كان في ظاهر الأمور كما نري.
ونسأل هل حقيقة شيخ الأزهر يمثل المسلمين وأقول من وجهة نظري أنه عالم من علماء المسلمين (المصريين) عينته الدولة ليس لأنه أعلم المصريين ولكن لأنه أعرف العلماء بقاعدة "من أين تؤكل الكتف" وهذا كلام أهل العلم من كبار العلماء في زمانه فمنذ كان مفتيا وهو يخرج علينا بفتاوي يكون هو الوحيد ضد علماء المسلمين كفتاوي البنوك الشهيرة وغيرها مما يقع منه كثيراً ... فهو لا يمثل المسلمين ولا حتي العلماء المصريين فهو موظف الدولة وخادمها الأمين ويدافع عن أهدافها ويقاتل دونها بدلا من أن ولاؤه للدين.
وننشاد السيد الرئيس /محمد حسني مبارك -علي ما بيننا وبينه من خلاف- ونقول له نح الرجل فقد أثرت عليه السنون وأصبح يسيئ للدين أكثر مما ينفع ومنصبه ليس منزلا في القرآن وملزما لحاكم المسلمين هذا إن كنت تغار علي دينك، فإساءة غيره من باب الأخطاء السياسية وهذا موجود في كل أمم الأرض ولكن أخطاءة تضييع لهيبة الإسلام ولينظر إلي علماء النصاري أو حاخامات اليهود وكيف يضفون علي باطلهم وقارا لم يستطع أن يضفيه علي الحق الذي يمثله.
لماذا لا تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر يا شيخ أزهرنا وماذا ستقول لربك غداً ولم نسمع منك إدانة واحدة لما يفعل ضد المسلمين وأنت تمثلهم في نظر الغرب والشرق غير المسلم أم أنك كما يقول شاعرنا الآخر:
أَسَدٌ عَليّ وَفي الحُروبِ نَعامَةٌ فَتخاءُ تَنفر مِن صَفير الصافِر
أو كما يقول حسن جاد مخاطباً غيره:
احرص كما شئت علي المنصبِ ... وليعمر الأزهر أو يخربِ(/)
فائدة في أحوال الذبح من جهة القصد والتعبد
ـ[أبو جابر المستفيد]ــــــــ[13 - Oct-2009, صباحاً 11:22]ـ
فائدة في أحوال الذبح من جهة القصد والتعبد:
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
للذبح أربعة أحوال:
1. أن يذبح باسم الله لله، فهذا هو التوحيد.
2. أن يذبح باسم الله لغير الله، وهذا شرك في العبادة.
3. أن يذبح باسم غير الله لغير الله، وهذا شرك في الاستعانة، وشرك في العبادة أيضاً.
4. أن يذبح بغير اسم الله ويجعل الذبيحة لله، فهذ شرك في الربوبية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ا هـ من التمهيد لشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى ص 139.(/)
سعاد صالح كفاك عبثا بدين الله
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[13 - Oct-2009, صباحاً 11:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد
الفت انتباهي وانا اتصفح في اليوتوب كلاما للجاهلة سعاد صالح وهي تتكلم عن النقاب وتحاور احدى الاخوات, فتبين لي من الحوار الجهل الذي تعاني منه سعاد صالح وامثالها ولا يسلم احد منا من الجهل لكن مصيبتها انها جاهلة جهلا مركبا.
ورحم الله امة تُستفتى فيها سعاد صالح, فهذه رسالتي اليها فاقول لها واذكرها بتقوى الله وخشيته وان محاربتها لدين الله لن ينفعها في الدنيا والاخرة ولن تنفعها تلك القنوات وتلك الشهرة التي تتمتع بها السيدة سعاد صالح واحذرها ان تتصف بصفات المنافقين الذين يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف وكذلك قولها على الله بغير علم وقد حذرنا الله من ذلك فقال: (وان تقولوا على الله ما لا تعلمون) لما حذرنا سبحانه وتعالى من اتباع خطوات الشيطان فيا سعاد كفاك عبثا بدين الله وبالفتاوى ودعي الفتاوى لاهلها فوالله الذي لا اله الا هو لن تنفعك قناة دريم يوم القيامة وخصوصا وانت تفترين على الله الكذب وتنسبين نفسك الى العلم واهله وتتكلمين في امور انت لست اهلا لها وكأنك لا تخافين من رب السماء والارض فآه على زمن يفتي في دين الله كل من هب ودب فانا لله وانا اليه راجعون ورحم الله ربيعة الراي شيخ مالك اذ دخل عليه ابن وهب فيما اذكر فوجده يبكي فرق له فقال له: ما بيكيك, قال: سُئل من لا يعلم) نعم لا ادري كيف سيكون حاله اذا ادرك عصرنا ووجد امثال سعاد صالح يفتون في دين الله ويعبثون باحكامه.
ولي وقفات معها:
اولها: ان وصفت بعض القنوات بالجهل وانها تفتح المجال للجهال ولا استبعد انها تقصد قناة الناس فلجهلها قالت: ان النقاب حولوه من الدنيا الى الاخرة فلا ادري من اين لها بهذا الكلام وكذلك وصفها لهذه القناة بالتطرف فلا ادري ما هوالتطرف عند امثال سعاد صالح اهو التمسك بدين الله عز وجل؟!!! نعم هذه الفاظ العدو فالظاهر ان سعاد صالح تعلمت من الغرب القيم وتعلمت منهم ما هو التطرف.
وقالت ايضا: ان احدهم كفر امراة لانها قالت: والنبي فلا ادري اهذا رد علمي ام ماذا؟!! ومَن من اهل العلم قال ان من اخطأ في الحلف بغير الله كفر كفرا اصغرا فضلا عن الكفر الاكبر؟ وكذلك يعلم القاصي والداني ان علماء السنة ابعد الناس عن التكفير العري عن البينة والبرهان، فالحلف عندنا عبادة لا يجوز ان تصرف لغير الله فمن حلف بغير الله فقد اشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نقول شركا اصغرا لا يخرج صاحبه من الملة وهذا كلام عامة علماء السنة.
الوقفة الثانية:
انها تخرج على القنوات بتلك الزينة ومتنمصة والنبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله النامصة والمتنمصة. فهل سعاد صالح مع علمها الغزير بين قوسين جهلت الحديث ام انها متبعة لهواها؟!!!
الوقفة الثالثة: ان مقدم البرنامج اجهل من حمار اهله اذ لما قالت له الاخت المتصلة ان العلمءا اختلفوا في النقاب فمنهم من قال بالوجوب ومنهم من قال بالاستحباب قال لها: قصدك السعوديين!! وقال لم يختلف علماء الازهر او نحو هذا لا ادري امثال هؤلاء الجهلة هم من يقودون الامة الاسلامية؟ فما الذي ادخل السعوديين في حكم النقاب اواجب هو ام مستحب فان كان قصده ان النقاب جاء من السعودية الى مصر نعم فمن هناك جاء الاسلام فالنبي صلى الله عليه وسلم ايها المقدم المحترم بُعث في الحجاز صلوات الله وسلامه عليه. ومن قال ان اجماع علماء الازهر حجة شرعية؟!!! نعم يقول ذلك من هو كمقدم البرنامج
لكن سبحان الله لجهل هؤلاء لا يعرفون حتى اقوال اهل العلم في المسالة فكثير من علماء المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق قالوا بفرضية النقاب قديما وحديثا.
و لا علاقة للقول بالوجوب بالسعوديين لان خلاف اهل العلم اصله من الادلة الشرعية فمنهم من يرى انها دليل على الوجوب ومنهم من يقول لا بل هي دليل على الاستحباب وليس لكون فلان سعودي اومصري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: الدول الاسلامية قبل الاستعمار الصليبي كان النقاب فيها امرا عاديا لا ينكره احد ولعل سعاد صالح نسيت هويتها ونسيت ما كان عليه جداتها؟ او جداتها كنا سعوديات فالله اعلم وقصة هدى الشعراوي لا يستطيع احد ان ينكرها.
الوقفة الرابعة: يا سعاد صالح لماذا هذا التعصب وهذه الحرب على النقاب ولا نسمع لكم حربا على التبرج والسفور والمنكرات التي يقع فيها بعض بنات المسلمين؟!! اين حربك للنمص الذي انتشر بين بنات المسلمين للاسف؟ اه نسيت فانت متنمصة اعتذر.
سعاد القول بفرضية النقاب قول معتبر قال به جماهير اهل العلم فلن تستطيعي انت ولا غيرك ان يجعل القول في مسالة النقاب قولا واحدا وابعد من ذلك ان تجعليه بدعة او لا اصل له في دين الله وهذا القول لا يقول به الا من هو اجهل من الطنطاوي.
ثانيا يا سعاد فاهل العلم متفقون على مشروعيته واقل احواله انه مستحب فلما هذه الحرب على امر مستحب؟!!!
ثالثا يا سعاد هل سخرت نفسك ووقتك لمحاربة الشيطان واعوانه لكان خيرا لك فحربك على النقاب لن ينفعك ولن تخرجي بشيء بل ستخرجين مذمومة مدحورة باذن الله وستذهبين الى مزبلة التاريخ كما ذهبت هدى الشعراوي وغيرها من الداعيات الى السفور والتبرج.
الوقفة الخامسة: فلجهلها قالت: ان تارك الفرض يخرج من الملة فلا ادري هل سعاد صارت خارجية حرورية؟ ام انها ارادت ان تفحم الخصم ولو بالباطل ام انها جاهلة جهلا مركبا وهذا الذي يظهر فان الذي له ادنى علم لا يقول ان تارك الفرض يخرج من الملة وقالت ايضا: ان في اصول الفقه الفرض ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه نعم هذا كلام الاصوليين فما علاقته في الكلام على النقاب وحكمه؟
ام انها الهوى فلا نقول بفرضية ارتداء النقاب لاننا بناء على ذلك سنقول ان تاركه يأثم اهذا هو مستواك العلمي يا سيدة سعاد!!
اذن لا نقول بوجوب الصيام لان في اصول الفقه: الواجب ما يُثاب فاعله ويعاقب تاركه سبحان الله على استدلالات اهل الاهواء!
فاهل العلم يا سعاد لما تكلموا في ادلة النقاب لم يتطرقوا الى معنى الفرض في مصطلح الاصوليين بل ناقشوا الادلة من حيث هي اتدل على الوجوب ام على الاستحباب فنصيحتي لك ايتها الجاهلة المغرورة ان تذهبي وتتعلمي العلم وان تلزمي بيتك احسن من تصبحي اضحوكة الزمان وتضحك عليك الاجيال القادمة.
الوقفة السادسة: لما ذكرت الاخت المتصلة قول ابن كثير في تفسيره قالت لها: ابن كثير اخذ عن ابن مسعود!!!! لا ادري هل سعاد تعرف من هو ابن مسعود ام لا؟ ام ان ابن مسعود رضي الله عنه سعودي لا يُعتد بقوله؟!! الله اعلم قد تكون هذه وجهة نظر قوية.
ثم لما ذكرت لها القول قالت وهل ابن كثير نبي ام رسول؟ وانت يا سعاد هل نبية ام رسولة؟
والله يدعون العلم وانهم يحترمون اراء الاخرين فها هم يظهرون على صورتهم الحقيقية فلا احترموا اراء العلماء بل سفهوهم وطعنوا فيهم.
وكذلك لا تعرف حتى كيفية الحوار فالعلماء والمخالفون اذا اختلفوا في مسالة تناقشوا الادلة بعيدا عن التهجم والطعن في النوايا لكن يبدو ان سعاد جاهلة ايضا في اداب الحوار والمناظرة وهذا دأب الجاهل فالجاهل ان لم يقدر على ان يستدل لقوله وان يرد على المخالف لجأ الى اسلوب الطعن والتهجم وسفه الاخرين.
نعم سعاد يجب علينا - على طريقتك - أن نحترم اراء المخالفين من اليهود والنصارى والملاحدة والعلمانيين والليبراليين والمفسدين، أما اتفاق الفقهاء على مشروعية النقاب فلا وألف لا!! سبحان الله هذا حالهم وهذا لسان حالها وحال من على شاكلتها.
الوقفة السابعة: قام المقدم المحترم بذكر الادلة القوية على عدم مشروعية النقاب يا لها من الادلة قوية جدا جدا ما هي يا ترى؟!!!!
نعم هي موقف الغرب من النقاب كيف ينظر الغرب الى المتنقبة اصبحنا نأخذ ديننا من الغرب ومن مواقفهم فما دام الغرب يشمئز من النقاب فلا تنتقبن يا نساء ماذا سنقول للغرب اذا سالنا عن النقاب!! يا سبحان الله بالله اني اشك ان هؤلاء من امة محمد صلى الله عليه وسلم؟!!
وجائوا بجاهل اجهل من حمار اهله وانه نصح متنقبة لما دخلت عليه وهي لابسة لباسا اسودا ومتنقبة فقال لها: يا بنتي اللباس اسود لباس الحزن والكآبة ونصحها ان لا تنتقب فجاءت الاسبوع القادم اليه وهي لابسة لباسا ابيضا وخلعت النقاب ماشاء الله على هذه الادلة القوية.
نعم اخواني هم من بني جلدتنا ويتحدثون بالسنتنا كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم والان الحملة على النقاب والحجاب ليست من العدو الظاهر المعروف كما قبل ممن يتبنى العلمنة والالحاد والاشتراكية لا الان ممن يتبى المشيخة والعلم والدعوة امثال الشيخ الازعر الابلة الاجهل من حمار اهله وسعاد صالح الجاهلة المغرورة التافهة ومن على شاكلتهما.
كتبه ابو قتادة المغربي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 02:57]ـ
بارك الله فيكم ..
http://saaid.net/book/open.php?cat=6&book=4975
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 03:31]ـ
وفيكم بارك الله شيخنا سليمان
لو تضعوا الكتالب بصيغة pdf ختى استفيد مما كتبتم بارك الله فيكم
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 10:04]ـ
أثابك الله على هذا الرد المنهجي الطيب
الحقيقة أن أمثال هؤلاء النواعق يقدمن خدمة للصليبية العالمية لا تقدر بثمن ذلك أن تزيف الشرع و تقديمه للناس في صورة مستساغة عند العوام (أتباع كل ناعق) يهدم على العلماء والدعاء المخلصين ما يبنونه من صروح الحق وبيانه للناس بالدليل من الكتاب والسنة.
إنه ليس هناك ما هو أبطل من الباطل منَ التصفيق له و نشره في الناس ألا فليتق القائمون على وسائل الله فيما يعرضونه لأمة الأسلام فوالله الذي لاإله غيره لإن لم يتوبوا إلى بارئهم ليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون.
الكتاب بضيغة PDF
http://www.zshare.net/download/669056656411ae66/
ـ[علاء السايح]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 10:27]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 11:17]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركم
اخي ابن الطيب الله يبارك فيكم ويكرمكم على الرابط
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 11:24]ـ
وأنتم أهل الجزاء أخي الحبيب
بارك الله فيكم و زادكم كرامة و رفعة
في خدمتكم أخي(/)
فائدة هامة حول الحلف بصفات الله أو دعائها.
ـ[أبواليسر]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 12:11]ـ
فائدة هامة جدا في العقيدة
الحلف بصفات الله جائز ودعاء صفاته لا يجوز ........ لم؟؟؟؟
الجواب يكون بمعرفة الفرق بين باب الدعاء وباب الحلف، فإن باب الدعاء مبناه على الافتقار والمذلة التي تقوم بالداعي وأنه لا يدعو إلا من يقدر على الإجابة، الذي يملك الضر والنفع، وهذا لا يملكه إلا الله تعالى فلا يفتقر إلا إليه ولا يملك النفع والضر إلا هو سبحانه وتعالى، فمن هذا الباب لم يجز الدعاء إلا لله تعالى فصفاته لا تملك ضرًا ولا نفعًا لأن الصفة ليست هي عين الموصوف. وأما باب الحلف فمبناه على التعظيم فلا تحلف إلا بمعظم والله وصفاته كلها عظيمة فمن هذا الباب جاز الحلف بالصفة والله سبحانه وتعالى عظيم في ذاته عظيم في صفاته عظيم في أفعاله هذا الجواب الأول. ويقال ثانيًا: أنه قد ثبت في السنة أن النبي - e - حلف ببعض الصفات لكن لم يرد قط أنه دعا صفة من الصفات وباب العبادة باب مبناه على الحظر والتوقيف، والله تعالى أعلى وأعلم.
من كتاب القواعذ المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة
قال الشيخ السعيدان في مقدمة كتابه (القواعذ المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة):
وهي عبارةٌ (أي الكتاب) عن شرح قواعد في معتقد أهل السنة والجماعة، جمعت فروع المذهب في أيسر عبارةٍ، فشرحتها بكلماتٍ يسيرةٍ، وسميته (شرح القواعد المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة (
إلا أنني أقول إن هذه القواعد لم تجمع كل ما قاله أهل السنة والجماعة، بل وإنما غالب ما قالوه من الأصول والقواعد ذكرتها هنا
وقد ذكر الشيخ 55 قاعدة.
شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ - (ج 1 / ص (260)
ما حكم الحلف بصفات الله مثل قول القائل يا غضب الله؟
طبعا السائل واضح أنه ما هو فاهم الفرق بين الحلف والنداء، الحلف بالصفات جائز بالإجماع، فتحلف تقول وكلام الله وقدرة الله ومجيء الله وسمع الله وبصر الله هذا وتقول بسمع الله كان كذاوببصر الله كان كذا وبكلام الله كان كذا، هذا جائز بالإجماع لأن صفات الله جل وعلا غير مخلوقة، والذي يمتنع الحلف بالمخلوق، أما تمثيله بقوله (مثل قول القائل يا غضب الله) هذا ليس بحلف هذا نداء ونداء الصفة لا يجوز وهو محرم بل قال شيخ الإسلام في رده على البكري في أوائله قال نداء الصفة كفر بالإجماع، وهذا يعني به صفة معينة وهي (الكلام) الكلمة اللي هو (يا كلمة الله) ويُعنى بها المسيح عليه السلام أو على نحو معتقدات النصارى، فهو كان يؤصله للفرق بين الكلام عند أهل السنة وغيرهم وضلال النصارى فقال: دعاء الصفة ويعني به دعاء الكلمة قال كفر بالإجماع، وأما نداء الصفات الأخر فنقول محرم وذلك لأن الصفات من جهة النداء والدعاء غير الذات في ذلك المقام
شرح العقيدة السفارينية للعثيمين - (ج 1 / ص 269
ولهذا لا يصح لنا أن ندعو صفات الله، حتى إن من دعا صفات الله فهو مشرك لو قال: يا قدرة الله اغفر لي، يا مغفرة الله اغفر لي، يا عزة الله أعزيني، هذا لا يجوز بل هو شرك، لأنه جعل الصفة بائنة عن الموصوف مدعوة دعاءً استقلالياً، وهذا لا يجوز،
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (برحمتك أستغيث) (1)، فهذا من باب التوسل يعني أستغيث بك برحمتك، فالباء هنا للاستغاثة، والتوسل وليست داخلة على المدعو حتى نقول إن الرسول استغاث برحمة الله، لكن استغاث بالله، لأنه رحيم، هذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معناً له،
(246) سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: قلتم في الفتوى رقم "244": إن عبادة صفة من صفات الله أو دعاءها من الشرك، وقد جاء في شرح العقيدة الطحاوية إذا قلت: "أعوذ بعزة الله" فقد عذت بصفة من صفات الله، ولم تعذ بغير الله. . فعلم أن الذات لا يتصور انفصال الصفات عنها بوجه من الوجوه. . وقد قال، صلى الله عليه وسلم: " أعوذ بعزة الله وقدرته. . " وقال: "أعوذ بكلمات الله التامات. . . ". وقال، صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك. . . " وقال صلى الله عليه وسلم: " ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا". وقال: "أعوذ بنور وجهك. . . " ولا يعوذ، صلى الله عليه وسلم، بغير الله. فنأمل من فضيلتكم التكرم بالتوضيح؟.
فأجاب بقوله: ما نقله السائل من كلام شارح الطحاوية لا ينافي ما ذكرناه فإن من المعلوم أنه لا توجد ذات مجردة عن صفة أبداً ولو لم يكن فيها إلا صفة الوجود، وكونه واجباً أو ممكناً وكونها على صفة معينة من صغر أو كبر أو نحو ذلك لكان كافياً في الدلالة على أنه لا يمكن وجود ذات بلا صفة ما. ولكن إذا عبد الإنسان صفة من صفات الله أو دعاها فإن هذا يشعر بكون الصفة بائنة عن الله - تعالى - مستقلة عنه وهذا هو وجه كونه شركاً.
وأما ما جاء في الأحاديث التي ذكرها شارح الطحاوية مثل: "أعوذ بعزتك" "أعوذ بعظمتك"، "أعوذ برضاك"، "أعوذ بكلمات الله التامة" فحقيقته أنه استعاذة بالله متوسلاً إليه بهذه الصفات المقتضية للعياذ،ولهذا قال شارح الطحاوية على ما نقله السائل: ولا يعوذ صلى الله عليه وسلم بغير الله. وإليك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في أن دعاء صفة من صفات الله كفر قال في الصفحة الثمانين من تلخيص كتاب الاستغاثة ما نصه: إن مسألة الله- تعالى - بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول: مسلم: يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قوة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا ذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصر أو إغاثة أو غير ذلك". ا هـ.
هذا والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه الخير لنا وللأمة.
__________________(/)
الزيدية, تساؤلات مهمة
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[14 - Oct-2009, صباحاً 05:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسال الله أن يرزقني واياكم علما نافعا وفهما في شرعه يجعلنا به من العلماء الربانيين.
أريد طرح بعض التساؤلات عن الزيدية لعلكم تتفضلون علي بالمشاركة , فأنا حاليا في نقاش علمي مع أحد الاخوة من تلك الطائفة.
س1: ما هو التأويل العلمي لحديث الثقلين باعتبار صحته, وما هي ألفاظه الصحيحة عندنا؟
س2: يزعم الأخ أن أهل البيت في باب العقائد مجمعون على أبواب العقيدة المختلفة والتي منها: انكار الرؤية , تأويل الصفات, خلق القرآن, خلود صاحب الكبيرة في النار .... وغيرها.
وأنا أرى أن أقرب الطرق الى افحامه هو عن طريق ابطال دعوى الاجماع, فهو لايسلم بمرويات أهل السنة التي تثبت عقائدنا. فهل لي بنحرير يسعفني بتفنيد لدعوى الاجماع هده من أهل البيت أنفسهم. هو لا يعترف بأمثال الصنعاني والشوكاني!! رحمهما الله.
س3:هلا أتحفنا الكرام ببعض المراجع وخصوصا المناظرات لأني في الغربة.
صاحبنا الآن يحاول التأثير على بعض الاخوة الدين من الله عليهم بالاسلام هنا في أمريكا للتحول الى الزيدية.
لا تنسوني من صالح دعائكم, وأستميحكم عدرا فجهازي لا يكتب الدال المعجمة ولا الهمزة السفلية (أو هكدا أظن!!).
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[14 - Oct-2009, مساء 12:59]ـ
حديث الثقلين وفقهه للشيخ السالوس:
http://www.fnoor.com/fn0318.htm
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=17203
وانظر هذا الموقع:
http://www.fnoor.com/
واستمع لهذه المحاضرات القيمة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=67835
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=91860
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=16445
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=28224
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 05:26]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبي حاتم ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 05:03]ـ
عفوا أخي أبا حاتم (أرجو ألا أكون قد عكرت نحو الاخوة الكرام في الرد أعلاه).
من المعلوم أن الزيدية في مجمل اعتقادها موافقة لأهل الكلام , وهو ما نربأ بزيد رحمه الله ومن قبله جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يكون أحدهم قد ارتضى مسلك الفلاسفة في تقرير العقائد.
السؤال كيف لنا الوصول الى هاته الحقيقة ونثبت للقوم أن عقائدهم مستوردة وأن المتبعين لآل البيت حقا هم أهل السنة؟
أزعم أنا لو استطعنا تقرير عقيدة زيد رحمه الله ومن قبله من آل البيت لأغنانا عن كثير من الجدل وسيكون آخر مسمار في نعش عقيدة هاتيك الطائفة التي افترت على آل البيت قرونا متطاولة.
لا تقل دون الأمر خرط القتاد ولكن دعني أقل: هل من مشمر؟
ـ[طارق جابر]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 07:15]ـ
هذا موقع متخصص في الرد على الزيدية:
http://www.edharalhaq.com/vb/index.php
وفقك الله
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 07:38]ـ
(إلا طارق يطرق بخير)
... غفر الله لك يا أخي الحبيب وأعزك بالإسلام وأعز الإسلام بك.
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 11:14]ـ
من المعلوم أن الزيدية في مجمل اعتقادها موافقة لأهل الكلام , وهو ما نربأ بزيد رحمه الله ومن قبله جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يكون أحدهم قد ارتضى مسلك الفلاسفة في تقرير العقائد.
السؤال كيف لنا الوصول الى هاته الحقيقة ونثبت للقوم أن عقائدهم مستوردة وأن المتبعين لآل البيت حقا هم أهل السنة؟
أزعم أنا لو استطعنا تقرير عقيدة زيد رحمه الله ومن قبله من آل البيت لأغنانا عن كثير من الجدل وسيكون آخر مسمار في نعش عقيدة هاتيك الطائفة التي افترت على آل البيت قرونا متطاولة.
لا تقل دون الأمر خرط القتاد ولكن دعني أقل: هل من مشمر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
عقائدهم مستوردة لأن أسانيدها ذات رجال مجهولين ليس لهم ترجمة وتوثيق من قبل أئمة زيدية معتمدين في عصر الرواية .. فرجال أسانيد الأحاديث الزيدية مجهولون لأنه ليس لديهم كتب خاصة برجالهم .. وإنما تجد ترجمة لبعضهم في كتب أهل السنة، فمثلاً الواسطي راوي مجموع الإمام زيد لا تجد له ترجمة في كتب الزيدية وإنما تجده كذاباً يبيع الأحاديث المكذوبة للصيادلة عند أهل السنة!! وعلى هذا فكل أحاديث الزيدية خل وبقل ليس لها أزمة ولا خُطُم إلا ما ندر من الأسانيد المسلسلة بأجدادهم من آل البيت، وحتى هذه الروايات المسلسلة إنما هي موجودة في كتبٍ الله أعلم بمصدرها وهل هي للمؤلف الزيدي نفسه أم أنها لشيعي عراقي رافضي نسبها إليه!! نظراً لعدم وجود أسانيد متصلة بالثقات إلى مؤلف الكتاب.
فالزيدية مذهب بدون أساس! ولذا تراهم إذا استشهدوا بالأحاديث واحتجوا بها أو تكلموا عن رجال الراوية أو درسوا الفقه والحديث إنما يأخذون من كتب أهل السنة!! ثم يعملون مذهب الانتقائية والتحكم في اختيار أحاديث أهل السنة فما وافق عقيدتهم أخذوا به ثم يردون كل ما يخالف عقيدتهم بحجة أنها أحاديث من صنع بني أمية والنواصب! إذ ليس لهم في الحكم على الأحاديث ضابط نظراً لمعايير مزدوجة عندهم فمن أسباب رد الحديث عندهم:
- مخالفته لإجماع آل البيت! ثم يؤطرون آل البيت بمن هو على مذهبهم ومن أولاد البطنين الحسن والحسين فقط! مع أن آل البيت يشمل جميع بني هاشم من المسلمين وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم! وبهذا المعيار الظالم ردوا جميع الأحاديث والآثار المتواترة عن آل البيت التي تخالف مذهبهم، وإلا فأهل السنة من آل البيت بعدد الحصى من علماء وأئمة وعباد وقادة وثقات وحفاظ.
ومن أسباب رد الحديث عندهم:
- مخالفته للأصول (أي لمذهبهم) وبهذا يردوا جميع ما يخالف عقيدتهم حتى لو كان إسناده صحيحاً كالشمس.
- مخالفته للقرآن (أي لفهمهم الخاطئ للقرآن)! فيفسرون الآية على ما يريدون ويردون الأحاديث التي تخالف هذا التفسير كما يشاؤون.
- عدم التواتر! فكل أحاديث الثقات المخالفة لهم مردودة بحجة أنه لم يرويها جم غفير!! ثم يتركونها إلى عقولهم وآرائهم! ويستبدلون الذي هو شر بالذي هو خير!
اطلب منهم أن يأتوا بحديث صحيح من كتب الزيدية برجال ثقات وثقهم الأئمة الزيدية في كتبهم تحدد لنا من هم آل البيت!!
افتروا على آل البيت عندما حصروهم بعدد قليل ذي مذهب معين!
ثم افتروا عليهم عندما ادعوا عليهم الإجماع مع أن الإجماع على النقيض من مذهبهم!
والله المستعان
ـ[آدم الجماعي]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 11:17]ـ
أتمنى لو كنت فارغاً لأفيدك حول الزيدية لأنني من اليمن، ومعي بعض كتب الزيدية ومراجعهم
لكني مشغول بالماجستير
ومما لدي الآن:
ـ نقض إجماع آل البيت قد تكلم حوله الإمام الزيدي الكبير تبن الوزير في كتابه وسفره العظيم (العواصم والقواصم) وهو من آل البيت. وقد نقض كثيرا من مسائلهم وأصولهم من أصولها وأساسها .. وأظهر لهم بأن معتقد آل البيت على خلافه
بالذات أن مسائل الكلام هذه هي حادثة بمقوماتها الفكرية من بداية القرن الثاني بالذات على يد المعتزلة والقدرية ... فأين كانت في عهد الصحابة وتابعيهم؟ كونها لا مستند لها قبل هذا التاريخ وفي تلك الفترة.
إذن هي منقطعة ومنسوبة إلى فئات المتكلمين والمحدثين .. بل حدثاء عهد بالإسلام وبالذات إذا عرفت أن واصل بن عطاء بدأ يتكلم بمسائل الاعتزال وعمره (20) سنة. في طفرة شبابه.
ـ أيضاً أي إجماع لآل البيت يقصد؟ هل هم الإمامية؟ أم الباطنية الإسماعيلية؟ أم الزيدية؟ أم العلوية؟ ... فهم متناقضون فيما بينهم بهذه الأصول التي يدعيها خصمك.
فمنهم المعطلة، ومنهم المشبهة بالذات المتقدمين من الشيعة الإمامية وناقضهم المتأخرون بالاعتزال .. وأما الزيدية فتشكيلتهم الفكرية والعقدية لها مرحلتان:
ـ مرحلة التأسيس في عهد الإمام الهادي في اليمن إذ حملت بعض مسائل الاعتزال وليست كلها .. لأنهم متباينون مع المعتزلة تماماً في مسألة الإمامة لأن المعتزلة لا تحصرها في قريش فضلا عن البطنين.
ـ ومرحلة الإمام أحمد بن سليمان .. الذي أدخل الاعتزال إلى اليمن ليصارع المذهب الزيدي الجارودي والمطرفي والمخترعة ... ومن هنا بدأ الاعتزال كمذهب بكل آفاته. وظهرت له مناوءات من قبل بعض أئمة الزيدية المتحررين أمثال الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم الزيدي .. وغيره لا أستحضرهم الآن. وله مؤلفات.
ومثله الإمام يحيى بن حمزة حكم اليمن فترة وكان عالمها وفقيهها أنكر كثير من مسائل المعتزلة التي يدعيها خصمك مثل: الطعن في الصحابة الذين قاتلوا عليا، وخلق القرآن، والقدر، وتأويل الصفات ....
وللشيخ المقبلي الزيدي .. كلام حول هذه المسائل في كتابه (العلم الشامخ).
هذا ما عندي وآمل أن نلتقي .. وحتى لو طرحت علينا بعض الأسئلة ونجيب عليها في فترات قادمة
على بريدي هذا:
alhmam1428@hotmail.com
والله في عونك وأرجو أن يهديه على يديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سالم الخضر]ــــــــ[18 - Oct-2009, صباحاً 12:45]ـ
أخي الزهراني حفظك الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساهمة مني في الموضوع وإن لم أكن متخصصاً في الزيدية على وجه الخصوص، هناك سلسلة الملل والنحل (للمرجع الرافضي جعفر السبحاني) والجزء السابع منه عن الزيدية، وهو كتاب من حيث الجمع والمناقشة المفتوحة رائع، بغض النظر عن توجه الرجل وآرائه في البحث نفسه والنتائج التي توصل إليها، فهو بلا شك ينصر معتقده، لكن يبقى الكتاب ممتازاً في بابه، وإليك الرابط:
http://imamsadeq.org/ar.php/page,532BookAr127.html?PHPSESS ID=ab5962d9afcc87dd4a3feb3cf91 b4393
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[18 - Oct-2009, صباحاً 08:56]ـ
أخي أباسماحة, سمح الله دروبك وجزاك خيرا
أخي محمد , سلمك الله وحفظك لقد زرت الموقع وانتفعت به نفغ الله بك
أخي آدم الجماعي, لقد سرني ردك كثيرا فزادك الله بسطة في العلم وودت لو أنك أطلت النفس في الحديث على مسألة انتقاض الإجماع عندهم. فهذه المسألة هي ما أعتقد وجوب التعويل عليها لسببين:
الأول هو أنه من غير المجدي أن نتجادل مع الشيعة عموما و الزيدية خصوصا حول أدلتنا من السنة في إثبات الرؤية والشفاعة لأهل الكبائر والنزول وغيرها.فإني وجدت ذلك لا يجدي مع أكثرهم وذلك لأنه يحول بينهم وبين قبول الثابت من السنة حجب كثيفة من الهوى والتعصب وأغلال من التبعية لعلمائهم.
أما الثاني فهو أن محاولة تقرير المعتقد من خلال تناولها من جانب فلسفي هو مسلك غير سديد وذلك لأمرين: الأول منهما أن هذا المسلك لم يؤثر عن القرون المفضلة بل ذمه عامة السلف وشنعوا على سالكيه وذاك لعلة ظاهرة وهي أن العقل لم يخلق لتقرير المغيبات من الأمور والفصل فيها, بل إن في ذلك مزلة عظيمة وباب لدخول الشبهات واستحكامها لا يعلم مداه إلا الله.
أما الثاني فإن المناظرة التي يغلب عليها المراء الفلسفي تكون الغلبة فيها ظاهريا للأجود قريحة والأحد ذكاءً , فقد يجادل المبطل الذكي صاحب الحق الأقل ذكاءً فيجير الانتصار للباطل في الظاهر وفي هذا ما فيه.
أما إذا أتيتهم بإثبات من تراثهم الذي يجهلون كثيرا منه على أن المنتسبين لمذهبهم كانوا شذر مذر في باب العقائد وأن لوثات الاعتزال التي يعانون منها ما هي إلا أمر طارئ غير أصيل في عقيدة آل البيت , فإنك بهذا تكون قد أقمت حجة الله عليهم وليس بعد ذلك إلا اتخاذ الهوى آلهة والضلال سبيلا.
وكما لا يخفى عليكم أنهم يستندون في كثير من دعواهم على ما ورد منسوبا إلى علي رضي الله عنه في نهج البلاغة والذي قام من لا خلاق له بتسويد كثيرا منه وتلفيقه ليروج على الناس معتقده الفاسد أن كان منسوبا إلى علي كرم الله وجهه.
والسؤال هل هناك من أهل البيت من انتقد الكتاب وبين ما فيه من التلفيق والافتراء؟(/)
رد الألباني على الطنطاوي
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[14 - Oct-2009, مساء 03:16]ـ
رد الإمام الألباني على دعوى طنطاوي بأن تغطية وجه المرأة عادة لا عبادة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
مع مخالفة طنطاوي لإجماع أهل الإسلام على مشروعية تغطية الوجه للمرأة المسلمة أمام الرجال الأجانب وانحصار الخلاف فيما بينهم في كونه واجبا أو مستحبا فهو أيضا مخالف للأدلة الصريحة الصحيحة في الموضوع ذكر كثيرا منها الإمام المحدث العلامة الثقة محمد ناصر الدين الألباني - عليه سحائب الرحمة- في كتابه "جلباب المرأة المسلمة" تحت باب خصصه لذلك هو " مشروعية ستر الوجه " ص 104.
فإليك كلامه بحروفه - سوى التخريج فقد اختصرته من كلامه-
قال شيخنا الألباني:
" مشروعية ستر الوجه:
هذا ثم إن كثيرا من المشايخ اليوم يذهبون إلى أن وجه المرأة عورة لا يجوز لها كشفه بل يحرم وفيما تقدم في هذا البحث كفاية في الرد عليهم ويقابل هؤلاء طائفة أخرى يرون أن ستره بدعة و تنطع في الدين كما قد بلغنا عن بعض من يتمسك بما ثبت في السنة في بعض البلاد اللبنانية فإلى هؤلاء الإخوان وغيرهم نسوق الكلمة التالية:
ليعلم أن ستر الوجه والكفين له أصل في السنة وقد كان ذلك معهودا في زمنه صلى الله عليه و سلم كما يشير إليه صلى الله عليه و سلم بقوله:
(لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين) [رواه البخاري]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (تفسير سورة النور) (ص 56):
(وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن).
والنصوص متضافرة عن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يحتجبن حتى في وجوههن وإليك بعض الأحاديث والآثار التي تؤيد ما نقول:
1 - عن عائشة قالت:
(خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق (هو العظم إذا أخذ منه معظم اللحم) فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر: كذا وكذا قالت: فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: إنه أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن) [أخرجه البخاري ومسلم].
2 - وعنها أيضا في حديث قصة الإفك قالت:
(. . . فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان
ابن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت (وفي رواية: فسترت) وجهي عنه بجلبابي. . .) الحديث [أخرجه البخاري ومسلم].
3 - عن أنس في قصة غزوة خيبر واصطفائه صلى الله عليه و سلم صفية لنفسه قال:
(فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من خيبر ولم يعرس بها فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نسائه) [أخرجه ابن سعد وقد أخرجه الشيخان نحوه].
4 - عن عائشة قالت:
(كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم محرمات فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه) [أخرجه أحمد وأبو داود وسنده حسن في الشواهد].
5 - عن أسماء بنت أبي بكر قالت:
(كنا نغطي وجوهنا من الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام) [أخرجه الحاكم وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وإنما هو على شرط مسلم وحده].
6 - عن صفية بنت شيبة قالت:
(رأيت عائشة طافت بالبيت وهي منتقبة) [رواه ابن سعد وكذا عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن صفية. وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه].
7 - عن عبد الله بن عمر قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لما اجتلى النبي صلى الله عليه و سلم صفية رأى عائشة منتقبة وسط الناس فعرفها) [أخرجه ابن سعد بسند منقطع لكن له شاهد عن عطاء مرسلا نحوه].
8 - عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف:
(أن عمر بن الخطاب أذن لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الحج في آخر حجة حجها وبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف قال: كان عثمان ينادي: ألا لا يدنو إليهن أحد ولا ينظر إليهن أحد وهن في الهوادج على الإبل فإذا نزلن أنزلهن بصدر الشعب وكان عثمان وعبد الرحمن بذنب الشعب فلم يصعد إليهن أحد) [أخرجه ابن سعد بإسناد حسن].
ففي هذه الأحاديث دلالة ظاهرة على أن حجاب الوجه قد كان معروفا في عهده صلى الله عليه و سلم وأن نساءه كن يفعلن ذلك وقد استن بهن فضليات النساء بعدهن وإليك مثالين على ذلك:
1 - عن عاصم الأحول قال:
(كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الجلباب هكذا: وتنقبت به فنقول لها: رحمك الله قال الله تعالى: (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة) هو الجلباب قال: فتقول لنا: أي شيء بعد ذلك؟ فنقول: (وأن يستعففن خير لهن) فتقول: هو إثبات الحجاب) [أخرجه البيهقي بإسناد صحيح].
2 - عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي قال:
حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين ومائتين وتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهرا فأنكر فقال القاضي: شهودك. قال:
قد أحضرتهم. فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته فقام الشاهد وقال للمرأة:
قومي. فقال الزوج:
تفعلون ماذا؟ قال الوكيل:
ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة لتصح عندهم معرفتها. فقال الزوج:
وإني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها. فردت المرأة وأخبرت بما كان من زوجها - فقالت:
فإني أشهد القاضي: أن قد وهبت له هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة
فقال القاضي:
يكتب هذا في مكارم الأخلاق
فيستفاد مما ذكرنا أن ستر المرأة لوجهها ببرقع أو نحوه مما هو معروف اليوم عند النساء المحصنات أمر مشروع محمود وإن كان لا يجب ذلك عليها بل من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج " [أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"].
انتهى كلام الألباني رحمه الله.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)(/)
طريقة الرد على أرباب الطرق الصوفية ... للأمام / عبدالله الجبرين (رحمه الله)
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 01:34]ـ
الفتوى
(12207)
موضوع الفتوى
طريقة الرد على أرباب الصوفية
السؤال
س: لي صديقة عزيزة تزوجت حديثا وزوجها من أرباب الطريقة الأحمدية، وهي طريقة صوفية منتشرة وحيث أنها تبادلني الرأي والمشورة نظرا لفكر زوجها الخاطئ، ولكن ندرة المعلومات تجاه الرد على هذا الفكر ونظرياته تجعلها لا تستطيع الرد على فكر زوجها المزعوم رغم استشعارها بالفجوة بين الفكر الإسلامي الصحيح والفكر الصوفي المخالف.
نرجو أن تبينوا لنا الطريقة السليمة للزوجة في الرد على فكر زوجها مع العلم أنه يفتح المناقشة دائما ظانا أنه على صواب طالما لم يجد من يرد عليه بالحجة.
أفتونا مأجورين حول هذه القضية وجزاكم الله خيرا ونفع بكم المسلمين.
الاجابة
عليكم أن تبينوا لها خطأ هذه الطريقة وأنها بدعة محدثة لم تكن على عهد الصحابة، ولم يكن عليها أمر النبي صلى الله عليه وسلم فهي مردودة على من جاء بها، وتطالعوا كتب الرد على المتصوفة عموما وعلى الأحمدية خصوصا، ومع ذلك فلا تستوجب هذه الطريقة التفريق بينها وبين زوجها بل لها أن تبقى معه وتستمر في إظهار الحق والعمل بالسنة والمناقشة معه في هذه الطريقة المبتدعة رجاء أن يتأثر ويتوب، والله يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 12:00]ـ
جزاكم الله خيرا
للمزيد تفضلوا هنا
.. :: منتديات صوفية حضرموت:: .. ( http://www.soufia-h.net/)(/)
التحذير من كيد الأعداء المتربصين بالامة -عبد الرزاق عفيفي (رحمه الله) -
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 06:28]ـ
التحذير من كيد الأعداء المتربصين بالامة الاسلامية
الشيخ عبد الرزاق عفيفي (رحمه الله)
قال رحمه الله تعالى: ان اعداء المسلمين ما فتئوا يكيدون للمسلمين ويحاولون اضعاف قوتهم وتفريق كلمتهم بكل سبيل فلما اعيتهم الحيل للنيل من الاسلام والهله بالقوة والسيف، او بالحجة والبرهان، وعمدوا الى السلاح النسوى، سلاح الدس البغيض، والتلبيس. فلبسوا لذلك لامة النفاق، وتدرعوا بدروع التقيه خشية الظنون والريب وخشية اسياف الغيورين من المجاهدين مستبطنين الكفر والعدوان فوضعوا خلال المسلمين يبغونهم الفتنة ....... ان ما ترزخ تحته الأمة الاسلامية اليوم من تفرق فى الرأى وضعف فى الدّفاع وتأخر إلى الوراء حين يتقدم غيرهم ليس كل ذلك إلا نتيجة غفلتهم من مخططات أعدائهم وبعدهم عن تراث السلف الصالح وسلوكهم لغير خطتهم علما وعملا.
وفى موضع اخر يتحدث الشيخ – رحمه الله – عن حقيقة العداوة بين المؤمنين والكافرين وطرق مواجهاتها فيقول:
ان العداوة التى بين المؤمنين والكافرين عداوة قديمة مستأصلة وإن الخصومة التى بين الفريقين خصومة مستحكمة وإن قلوب الكافرين لن تزل ولا تزال تتوهج فيها جمرات الغيظ وتشتعل فيها نيران الضغائن والأحقاد لا يكاد يخبو لهيبها او تخمد جمرتها، بل لا تزال يوما بعد يوم تتخذ الواناً مختلفة من الكيد والتلبيس وأشكالا من الحوب الضاربة خفة وجهرة سراً وعلانية، وما خفى منها أشد ضراوة، وأعظم فتكا بالمسلمين مما ظهر ولذا حذرنا الله من موالاتهم واتخذا بطانة منهم قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ هؤلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
تارة تكون حربا مادية تدور رحاها فى الجو أو البحر، او على بساط الارض، بالطائرات والغواصات والدبابات وامثال ذلكم من الأسلحة الفتاكة، وتارة تكون نظرية تدور رحاها فى عالم الافكار بإلقاء الشبه، ونشر نظريات الإلحاد ونحوها لتشكيك المسلمين فى دينهم، وزلزلة العقيدة فى نفوسهم ومحو ما فى قلوبهم من حق ويقين، وآونة تكون حرب أعصاب وفتن توهن العزائم وتبعث الرعب فى القلوب، وتحطم وحدة المسلمين وتفرِّق جماعتهم بما تلقيه فى نفوسهم من بذور الأثرة وأسباب العداوة والبغضاء وتجعل بعضهم حريا على بعض الى غير ذلك من ألوان الكيد والحروب فلابد للمسلمين ان يواجهوهم بمثل اسلحتهم فيواجهونهم بأسلحة مادية يضعونها فى نحورهم ويقضون بها عليهم ويواجهونهم بأدلة علمية يثبتون بها الحق فى قلوب المؤمنين ويمحون الشبه حتى لا تكون فتنة ولا إلحاد، ولا حيرة ولا شكوك ويواجهونهم بإيجاد يقظة في الأمة الإسلامية ونشر الوعي فيها حتى ينكشف لهم ما بخصوصهم من الكيد والدس وحتى لا يغتروا بالبهرج الكاذب والمظاهر الخداعة ولا يأخذ التهريج من نفوسهم مأخذه.
وكل هذه المواجهات والمكافحات أنواع من الجهاد فى سبيل الله فيجوز ان يستعان فى القيام بها بأموال الزكاة وغيرها من تبرعات المحسنين من اغنياء المسلمين وبيوت الأموال فى الدول الاسلامية عن طريق ولاة الامور لتكون كلمة الله هى العليا، وكلمة الكفر هي السفلى، وليهلك من هلك عن بيته ويحيا من حيا عن بينه وان الله لسميع عليم، والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
___________________
فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي (موقع أنصار السنة المحمدية بمصر)(/)
هل لقبة الصخرة مزية شرعية؟
ـ[ابو ربا]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 07:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل قبلة المسلمين قبل الكعبة هي صخرة القدس؟
وممن جزم من العلماء بأن القبلة الأولى كانت صخرة بيت المقدس، وأنها كانت قبلة اليهود: شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم – رحمهما الله تعالى -.
كما أن الإمام ابن كثير – رحمه الله- عند تفسيره للآيات السابقة قد جزم بأن تلك القبلة كانت الصخرة.
فقد قال – رحمه الله- بعد كلام تقدّم: (وحاصل الأمر أنه قد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس، فكان بمكة بين الركنين، فتكون بين يديه الكعبة، مستقبل صخرة بيت المقدس، فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجمع بينهما، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس، قاله، ابن عباس والجمهور)
وأخيراً: لا شك أن اعتقاد كون الصخرة خاصة قبلة المسلمين الأولى يحتاج إلى دليل قطعي يعتمد عليه، ومهما كان الأمر، فعلى افتراض صحة ذلك فإن الأمر لا يعدو القول بأن صخرة المقدس كانت قبلة للمسلمين فترة وجيزة، ثم نسخت بالكعبة.
حكم تقديس الصخرة
لا يجوز.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الصخرة (كانت قبلة، ثم نُسخت، وهي قبلة اليهود، فلم يبق في شريعتنا ما يوجب تخصيصها بحكم، كما ليس في شريعتنا ما يوجب تخصيص يوم السبت) (22).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-: (لا تُستحب زيارة الصخرة، بل المستحب أن يصلى في قبليّ المسجد الأقصى الذي بناه عمر بن الخطاب للمسلمين) (24).
لقد وردت عدة أحاديث وآثار في فضل الصخرة، منها المرفوع والموقوف والمقطوع.
ولكن بعد التأمل فيها ودراسة أسانيدها اتضح أنها لا تنهض دليلاً على أن الصخرة مزية تُعظم لأجلها، ولهذا قطع العلامة ابن القيم – رحمه الله- بأن كل حديث في الصخرة فهو كذب مُفترى (31).
إن تعظيم الصخرة وتقدسيها فيه مشابهة لليهود (27)، وقد أُمرنا بمخالفة الكفار، ونُهينا عن التشبه بهم وخاصة أهل الكتاب، وهم اليهود والنصارى.
ولهذا فإن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- حين كان في بيت المقدس لما أشار عليه كعب الأحبار أن يصلي خلف الصخرة أنكر عليه ذلك وقال: (ضاهيت اليهودية، لا. ولكن أصلي حيث صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فتقدم إلى القبلة فصلى) (28). مسند الإمام أحمد 1/ 38)
قال الإمام ابن كثير: إسناده جيد (البداية والنهاية 7/ 58). وقد أخرج القصة أيضاً من طريق الإمام أحمد الحافظ ضياء الدين المقدسي في فضائل بيت المقدس ص87.
ما فعله عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عندما كنس عنها القمامة بردائه لا يدل على تعظيمها
قال الإمام ابن كثير – رحمه الله- بعد سياقه قصة عمر – رضي الله عنه-: (فلم يعظّم الصخرة تعظيماً يصلي وراءها وهي بين يديه، كما أشار كعب الأحبار - وهو من قوم يعظمونها حتى جعلوها قبلتهم، ولكن منَّ الله عليه بالإسلام فهُدي إلى الحق – ولهذا لما أشار بذلك قال له أمير المؤمنين عمر (ضاهيت اليهودية) ولا أهانها إهانة النصارى، الذين كانوا قد جعلوها مزبلة، من أجل أنها قبلة اليهود، ولكن أماط عنها الأذى، وكنس عنها الكناسة بردائة.
فائدة:
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – عند كلامه عن بناء تلك القبة وسبب ذلك- أنه لم يكن على عهد الخلفاء الراشدين على الصخرة قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان، ولكن لما تولى ابن عبدالملك الشام، ووقع بينه وبين ابن الزبير الفتنة المعروفة، كان الناس يحجّون فيجتمعون بابن الزبير، فأراد عبدالملك أن يصرف الناس عن ابن الزبير، فبنى القبة على الصخرة، وكساها في الشتاء والصيف ليرغّب الناس في زيارة بيت المقدس، ويشتغلوا بذلك عن اجتماعهم بابن الزبير (36).
فائدة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- منكراً ذلك وأمثاله: (وما يذكره بعض الجهال فيها – أي الصخرة - من أن هناك أثر قدم النبي – صلى الله عليه وسلم-، وأثر عمامته، وغير ذلك؛ فكله كذب، وأكذب منه من يظن أنه موضع قدم الرب) (37).
هذا مختصر من بحث للجديع(/)
مسألة معلومة ولكن فيها اشارات مهمه؟
ـ[ابو ربا]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 08:06]ـ
أصول العبااااااااااااااادة:
1/ المحبة.
2/ الخوف.
3/ الرجاء.
هذه الاصول الثلاثة من أعمال القلوب هي المحركات للبدن فلا يخلو عمل منها او من احدها سواء كان دنيويا او دينيا
ولهذا علق صلاح الجسد بصلاح القلب لان القلب هو الاصل واعمال البدن فرع عنه
وهل تجتمع هذه الثلاثة في كل عمل؟
قد تجتمع وقد لا تجتمع
فاذا اجتمعت في العمل تم وكمل واستمر وكانت نهايته النجاح والفلاح
واذا فقد احدها حصل الانقطاع عن العمل وبه يحصل الخسران
ولهذا من عبد الله تعالى بالخوف فقط قنط من رحمة الله تعالى ولابد
ومن عبده بالرجاء فقط أمن من مكر الله تعالى ولابد
ولا يمكن حصول العبادة بالمحبة الشرعية الا ومعها الخوف والرجاء لان علامة المحبة الاتباع
واما قول ابن المبارك رحمه الله تعالى ان من عبد الله تعالى بالمحبة فقط فهو زنديق فلعل المراد
هو المحبة التي جبل عليها الخلق اي الكونية لا الشرعية
وقال زنديق ولم يقل كافر لان خطابه للمؤمنين والزنادقة (المنافقون) لهم حكم المسلمين
في أحكام الدنيا لان لنا الظاهر والله يتولى السرائر
فااااااااااااائدة:
اعمال القلوب لابد لها من اعمال ظاهرة تدل على صدقها
ولهذا نفى الله تعالى الايمان عمن يواد من حاد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
فجعل الله تعالى العمل الظاهر علامة على كذب ما في القلب من ادعاء الايمان ولهذا نبين
العلامات التي تدل على صدق ما في القلب من المحبة والخوف والرجاء
فعلاااااااااااامة صدق المحبة اتباااااااع النبي صلى الله عليه وسلم
وعلاااااااااامة صدق الرجاء العمل قال الله تعالى (أفمن كان يرجو لقاء
ربه فاليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا)
وعلااااااااامة صدق الخوف الوقوف عند حدود الله تعالى وخاصة في الخلوات
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك)
وأخيرا قد يقول قائل هذه الاشياء احيانا اجدها واحيانا كثيرة افقدها ما السبب؟
السبب هو الذنوب
ولهذا جاء في الحديث ان الفتن تعرض على القلب كالحصير عودا عودا فاذا اشربها القلب نكت فيه نكتة سودا
حتي يكون اسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا
فاذا كان كذلك ضعفت اصول العبادة فيه وبحسب الذنوب يحصل الضعف فالحصة للحصة والمطلق للمطلق
قال بكر بن عبد الله: إن العبد إذا أذنب صار في قلبه كوخزة الإبرة، ثم صار إذا أذنب ثانيا صار كذلك، ثم إذا كثرت الذنوب صار القلب كالمنخل، أو كالغربال، لا يعي خيرا، ولا يثبت فيه صلاح.
العلااااااااااج
ترك الذنوب ولهذا جاء في الحديث فاذا تاب ونزع واستعتب صقل قلبه
اي مسح ما فيه من السواد بسبب الذنوب وعاد اليه صلاحه(/)
تلخيص كتاب (فرق معاصرة)
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 09:20]ـ
الحمدلله الواحد الديَّان، ساطع البيان، مُنزِلَ التوراة و الإنجيل و الفرقان، المُنزَّه عن التشبيه و التمثيل و النقصان، المُستو ٍ فوق عرشه الرحمن، إستواءً يليق بجلال وجهه و عظيم السلطان.
و الصلاة و السلام على أحمد الرُبَّان، قائد السفينة إلى برِّ الأمان، ومُنير سراجه إلى جنة الرضوان، المُعطى جوامع الكلم و الفصاحة وكامل التبيان، لتكون الحجة و البرهان، على من سلك طريق الخيبة و الخسران و الظُلمة و النيران ..
وبعد ...
فهذا تلخيص لكتاب ‘‘فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام، وبيان موقف الإسلام منها ‘‘ لـ د. غالب عواجي، وكان هذا بتكليف من فضيلة شيخنا د. وليد العلي - وفقه الله -، وسيُنشر تلخيص الكتاب تباعاً في هذا الموقع المبارك - إن شاء الله تعالى -
وها أنذا أضع بين أيديكم أول تلخيص في صيغة سؤال وجواب منحوتة من كلام المؤلف، ولا أُغيِّر من أسلوبه - قدر الإستطاعة - إلا النزر اليسير و الشيء القليل ...
((التلخيص))
ما أهمية دراسة الفرق؟
1 - تذكير المسلمين بما كان عليه أسلافهم من العزة والكرامة.
2 - لفت أنظارهم إلى الحال الذي يعيشونه، ومدى ما لحقهم من الخسارة بسبب تفرقهم.
3 - دعوة علماء المسلمين إلى القيام بدارسته وفحصه واستخراج الحق من ذلك.
بماذا ترد على هذه الشبهة: " لماذا نشغل أنفسنا بدراسة فرق انتهت، وقد رد العلماء عليها قديماً وحديثاً وانتهى الأمر؟
الجواب:
1 - أن العبرة ليست بقدم تلك الفرق، ولكن العبرة بوجود أفكار تلك الفرق في وقتنا الحاضر، مثاله: المعتزلة.
2 - أن كل الأفكار والآراء التي سبقت لها أتباع ينادون بتطبيقها، موهمين الشباب أن هذا هو المسلك فقط عن طريق التنطع و التشدد، مثاله: الصوفية و خرافاتهم.
3 - إن دراسة الفرق والدعوة إلى الاجتماع و الإتحاد فيه تكثير لعدد الفرقة الناجية بانضمام أولئك الخارجين عن الحق ووقوفهم مع أهل الفرقة الناجية.
4 - أن ترك الناس دون بيان أضرار الفرق المخالفة، فيه إبطال لما فرضه الشرع من القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن هذه الفرق قامت على كثير من المنكرات.
5 - عدم دراسة هذه الفرق فيه إفساح المجال للفرق المبتدعة أن تفعل ما تريد، وأن تدعو إلى كل ما تريد من بدع وخرافات، وكثير من الأفكار التي تتردد مصدرها الفرق الضالة دون معرفتنا بذلك.
ما ضابط حصر الفرق في العدد المذكور في حديث الافتراق؟
بما أن:
1 - أن أصول الفرق لا تصل إلى هذا العدد، وفروعها تختلف وجهات نظر العلماء في عدّها أصلية أو فرعية.
2 - إن الفرق ليس لظهورها زمن محدد، أي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تحديد لنهاية تفرق أمته.
و الصواب أن يقال: إن الحديث فيه إخبار عن افتراق أمة محمد صلى الله عليه وسلم دون تحديدهم بزمن بعينه، بحيث لا يصدق إلا على أهله فقط، وإنما أخبر عن افتراق أمته، وأمته صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ... إذاَ فلا نحددها بزمن.
من الفرق الناجية؟
1 - قيل: إنها السواد الأعظم من أهل الإسلام.
2 - وقيل: هم العلماء المجتهدون.
3 - إنهم خصوص من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
4 - إنهم جماعة غير معروف عددهم ولا تحديد بلدانهم. ولعله الراجح.
5 - هم جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير.
ما معنى قوله صلى لله عليه وسلم: ((كلها في النار إلا واحدة))؟؟
1 - أن هذه الفرق لا بد أن ينفذ فيها الوعيد لا محالة.
2 - أنهم مثل أهل الكبائر تحت المشيئة.
3 - أن الأولى عدم التعرض لتعيين الفرق غير الناجية بالحكم عليها بالنار، لأن النبي عليه السلام نبه عليها تنبيهاً إجمالياً لا تفصيلياً إلا القليل منهم كالخوارج.
كيف ظهر الخلاف والتفرق بين المسلمين؟
في عصر الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان الصحابة يختلفون، لكن ينتهي فور وصوله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حين يحكم فيه.
وفي عصر الصحابة اختلفوا، مثاله:
1 - ما أصاب بعض الصحابة من الدهشة من موت الرسول صلى الله عليه وسلم هل مات الرسول كما مات غيره من الأنبياء؟
2 - اختلفوا كذلك في موضع دفنه، إما مكة أو المدينة أو بيت المقدس.
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - اختلفوا في تسيير جيش أسامة، هل يبقى بالمدينة كما يرى عمر وغيره، لضرورة الحاجة إليه؟ أم يذهب لما وجهه الرسول عليه السلام كما يرى أبو بكر؟
2 - اختلفوا في قتال مانعي الزكاة، هل يقاتلون كما يقاتل الكفار لأنهم فرقوا بين ركنين من أركان الإسلام؟ أم لا يقاتلون ما داموا يشهدون الشهادتين، ويؤدون الصلاة؟.
3 - وكالاختلاف في الإمامة لمن تكون لقريش أم للأنصار؟
ولكن سرعان ما تتلاشى هذه الخلافات، لثبات الصحابة – رضي الله عنهم- بعد توفيق الله عز وجل لهم.
ثم تفاقم التصدع والانشقاق الخطير شيئاً فشيئاً إلى أن انتهى بمقتل الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، حينما سعى في ذلك عدو الله ابن سبأ، ثم أصبح المسلمون فرقاً وأحزاباً وفشت بينهم العداوة والبغضاء إلا من رحم الله.
ما مظاهر الخلاف بين المسلمين؟
1 - خلافات عملية جردت فيها السيوف والمدافع والبنادق، ولا شك أنها نتيجة لخلافات عقدية في أكثرها.
2 - خلافات علمية، وهذه خاض غمارها العلماء، كل فريق يؤيد ما يذهب إليه، وينقض ما ذهب إليه المخالف دون أن يصغي لأدلة من يخالفه بعين الإنصاف.
كيف تبدأ الفرق في الظهور؟
ليس من اليسير معرفة ظهور فرقة من الفرق على وجه التحديد، لأن الفرقة لا تستحق هذا الاسم إلا بعد مرورها بمراحل متعددة، تبدأ فكرة صغيرة، فردية أو جماعية، ثم تتكون شيئاً فشيئاً إلى أن تصبح فرقة ذات منهج مميز لها سياسياً أو اجتماعياً.
ما منهج العلماء في عدَّ الفرق؟
لم يوجد لعلماء الفرق قانون يسيرون عليه في عدّهم للفرق الإسلامية، بل سلكوا طرقا عديدة، كل واحد منهم يعدها حسب اجتهاده، وما وصل إليه علمه.
ما المراد بأمة الإسلام؟
قيل:
1 - أن هذه التسمية تشمل كل مقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
مناقشة: ينقضه ما وقع من يهود إصبهان من إقرارهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم إلى العرب خاصة لا إلى بني إسرائيل، ومع ذلك فإنهم ليسوا بمسلمين، ولا تعتبر أقوالهم ضمن أقوال الفرق الإسلامية.
2 - أنها تشمل كل من يرى وجوب الصلاة إلى جهة الكعبة.
3 - أنها تشمل كل من أقر بالشهادتين ظاهراً ولو كان مضمراً للنفاق والكفر.
ما طبيعة التفرق في عصرنا الحاضر؟
نشوء الأحزاب والجماعات المتصارعة مما ساعد في تفتيت جسد الأمة، نتيجة لتبني أفكار الغرب.
مالأسباب العامة لتفرق الأمة الإسلامية؟
1 - وجود علماء انحرفت عقائدهم، على رأس كل طائفة منهم مردة أسهموا في تثبيت الفرقة بين المسلمين.
2 - غلبة الجهل وفشوه بين أوساط المسلمين في مختلف العصور بصفة عامة.
3 - عدم فهم النصوص فهماً سليماً، حتى وإن كانت النيّة حسنة.
4 - تقديس العقل وتقديمه على النقل.
5 - وجود تأثيرات خارجية.
ما هي التأثيرات الخارجية التي أسهمت في تفرق كلمة المسلمين؟
(أ) في اختلاط المسلمين بغيرهم، ودخول غير المسلمين في الإسلام، وإصرارهم على أفكارهم قبل الإسلام.
(ب) وجود حركة ثقافية، وترجمات لكتب عديدة تحتوي على أمور غريبة أخذت حيزاً من تفكير المسلمين، وتنمية الخلاف بينهم.
(ت) تأثر بعض المسلمين بغيرهم من أهل الديانات السابقة بعد أن عايشوهم.
(ث) دخول كثير من الناس في الإسلام ظاهراً، وهم يبيتون النية لهدمه، وهم اليهود والنصارى.
مالأخطار التي تحيط بأهل السنة والجماعة؟
1 - محاربة المسلمين في تمسكهم بكتاب ربهم تعالى.
2 - محاربة المسلمين في تمسكهم بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
3 - محاربتهم عن طريق تمجيد العقل وتقديسه وجعله مصدر التشريع.
4 - محاربتهم عن طريق تقوية بعضهم على بعض ليضربوا عصفورين بحجر:
أ- إضعافهم مادياً وبشرياً.
ب- دوام حاجتهم إليهم.
ما سبب جهل الناس بعقيدة فرقة أهل السنة والجماعة؟
1 - انصراف الناس عن مدارستها بجد.
2 - لقوة الدعايات ضد السلف وضد كتبهم.
3 - لعدم تمكينهم وتمكين كتبهم من الانتشار في كثير من بلدان المسلمين لوقوف أعداء السلفية ضدها.
4 - لعدم وجود من يقدمها للناس في أماكن تجمعاتهم وبالصورة المرضية.
ما أسماء طائفة أهل السنة و الجماعة و ألقابهم؟
1 - الألقاب الصحيحة
أهل السنة و الجماعة:
السنة في اللغة: هي الطريقة أو الطرق الواضحة والسلوك الطيب.
السنة إصطلاحا: كل ما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ويطلق على المتمسكين بها أهل السنة وهي تسمية مدح لهم كما يطلق على المخالفين لها أهل البدعة تسمية ذم لهم.
مالمراد بالسنة عند الإطلاق؟
1 - يراد بها كل ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - يراد بها الحديث النبوي.
3 - يراد بها العقيدة.
4 - يراد بها التمسك بالكتاب والسنة وهدى الصحابة.
5 - يراد بها ما يقابل البدع وأهل هذا القول – السلف – يفرقون بين السنة والحديث لأن السنة ما يقابل البدعة والحديث ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد يكون الرجل محدثاً ولكنه ليس بسني.
ما معنى الجماعة؟
تطلق على الطائفة أو الفرق أو الأمة الذين يرتبطون بمنهج واحد وهدف واحد ولم يتفرقوا في الاعتقاد والسلوك.
مالمراد بالجماعة التي نص عليه الرسول؟
1 - قيل: الجماعة هم السواد الأعظم واختلف في المقصود بالسواد الأعظم فقيل هم كثرة الناس.
- وهذا مردود فلا يلزم أن تكون الجماعة التي معها الحق هم الكثرة دائماً.
وقيل: السواد الأعظم هم العلماء العاملون بالحق المتبعون للسنة حتى لو كان عالماً واحداً.
2 - أنهم العلماء المجتهدون في كل عصر.
- و يرد على هذا أنه ضيق واسعاً باشتراط الوصول لرتبة الاجتهاد ثم إنه تعريف غير جامع ولا مانع فإن كل فن له علماؤه المجتهدون فيه وعلماء السلف يدخلون دخولاً أولياً في عداد أهل السنة والجماعة الممدوحة.
3 - أنهم خصوص الصحابة رضوان الله عليهم.
- هو قول غير راجح لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحكم على المسلمين بالهلاك ما عدا الصحابة فقط.
4 - - أنهم جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير واحد وجب على الجميع طاعته.
- أن الحديث لم يرد في باب الإمارة وشأنها وإنما ورد في التحذير من التفرق.
5 - أنهم جماعة على الحق أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم بتلك الصفات دون تعيين لأسمائهم وبلدانهم وهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.
- وهذا هو الراجح.
من هم السلف؟
السلف لغة: يقال سلف الرجل آباؤه المتقدمون.
السلف إصطلاحا: اختلف العلماء في إطلاق التسمية، وحاصله:
1 - قيل: يراد به الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان وأتباع التابعين من أهل القرون الثلاثة.
2 - وهناك من خصص لفظ السلف عند الإطلاق بالصحابة فقط.
3 - ومنهم من خص لفظ السلف بالصحابة ومن تبعهم دون غيرهم.
4 - ومنهم من خص السلف بالقرون الثلاثة فقط.
ما المراد بالفرقة الناجية؟
الفرقة لغة: اسم يطلق على الطائفة أو الجماعة من الناس.
والناجية وصف لتلك الفرقة بالنجاة دون أن يكون له تعلق بالزمن.
و الفرقة الناجية: هم أهل الحق ممن تمسكوا بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على مدى الأزمان،ويشمل كل من اتصف بالعقيدة الصحيحة التي كان عليها الصحابة ومن استن بسنتهم واهتدى بهديهم.
مالمراد بأهل الحديث والسنة؟
إذا أطلقوا العلماء هذه التسمية فإنهم لا يريدون التقسيم إنما هما عندهم بمعنى واحد فالسنة هي الحديث والحديث هو السنة حسب ما يظهر من صنيع المحدثين من السلف.
مالمراد بتسمية أهل الأثر؟
المراد بهم كل من تمسك بنصوص الكتاب والسنة، ويريدون بالأثر ما أثر عن الله تعالى وعن نبيه صلى الله عليه وسلم من تلك النصوص.
مالمراد بتسمية الطائفة المنصورة؟
كل من تمسك بالكتاب والسنة وعمل الصحابة المجانبين البدع وأهلها وهم أصحاب الحديث الذي يعملون به قولاً وعملاً المجاهدون في سبيل الله تعالى.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النصر سيكون حليفهم إلى أن تقوم الساعة.
مالأسماء والألقاب الباطلة التي ينبز بها أهل الباطل أهل الحق من السلف الصالح؟
1 - المشبهة – النقصانية – المخالفة – الشكاك وتنبزهم بهذه الألقاب الجهمية لإثباتهم صفات الله تعالى.
- الحشوية – النابتة أو النوابت – المجبرة المشبهة وتنبزهم بهذه الألقاب المعتزلة والزنادقة وسائر أهل الكلام والخوارج.
2 - المجبرة أو الجبرية وتنبزهم بهما القدرية.
3 - الناصبة أو النواصب – العامة – الجمهور – المشبهة – الحشوية وتنبزهم بها الرافضة.
4 - المشبهة – المجسمة – الحشوية – النوابت – الغثاء – الغثراء وتنبزهم بها الأشاعرة والماتريدية.
((تم بحمد الله الجزء الأول من التلخيص))
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[18 - Oct-2009, صباحاً 08:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ها أنذا أنشر لك – أيها القارئ الكريم – الجزء الثاني من تلخيص كتاب فرق معاصرة لغالب عواجي، أسأل الله العلي العظيم، أن ينفع به قارئه وملخصه ومؤلفه، إنه سميع مجيب.
ما معنى كلمة عقيدة؟
هي ما يعتقده الشخص في قرارة نفسه ويعقد العزم عليه ويراه صحيحاً سواء أكان صحيحاً في حقيقة الأمر أم باطلاً.
ماهي أقسام أهل الأهواء إزاء السنة النبوية؟
ينقسمون إلى فريقين:
1 - فريق لا يتورع عن ردها وإنكارها إذا خالفت مذهبه، و يختلق لردها شتى الأعذار الباطلة.
2 - فريق يثبتون السنة في ظاهرهم ويعتقدون بصحة النصوص ولكنهم يشتغلون بتأويلها إلى ما يوافق هواهم. عملهم هذا هو رد للسنة.
مالأمور التي يعتمد منهج أهل السنة في تقرير العقيدة؟
1 - التمسك بالكتاب والسنة وعدم التفريق بينهما وتحكيمهما والعمل بهما في كل ما يعرض لهم من قضايا العبادة وغيرها دون رد أو تأويل سواء كانت الأخبار الواردة عن الرسول متواترة أو آحاداً لا فرق فيها بعد صحتها وثبوتها.
2 - العمل بما ورد عن الصحابة في قضايا العقيدة والدين وغيرهما والسير على نهجهم وسننهم لأنهم أعرف بالحق من غيرهم.
3 - الوقوف عند مفاهيم النصوص وفهم دلالاتها وعدم الخوض فيما لا مجال للعقل فيه مع الاستفادة من دلالة العقل في حدوده.
4 - الإعراض عن البدع وعن أهلها.
5 - لزوم جماعة المسلمين ونبذ التفرق والتحذير منه.
ماهي مزايا هذا المنهج؟
1 - أن هذا المنهج هو ما دل عليه كتاب الله و سنة نبيه و عمل الصحابة.
2 - أن هذا المنهج الذي ساروا عليه كان من أقوى أسباب بقاء عقيدتهم صافية نقية لا تشوبها ضلالة.
ما هي أدلة أهل السنة على وجوب لزوم ذلك المنهج؟
من القرآن الكريم:
1 - قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}.
2 - وقوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}.
من السنة النبوية:
حديث " "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين".
وحديث ""إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
مادليلهم على وجوب العمل بما ورد عن الصحابة؟
1 - حديث "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها عضوا عليها بالنواجذ"
2 - وحديث"اقتدوا باللذين من بعدين أبي بكر وعمر".
بيِّن موقف السلف من نصوص الكتاب و السنة؟
كانوا وقَّافين عند كتاب الله عز وجل، ولا يخوضون فيما لا مجال للعقل فيه.
بيِّن موقف السلف من أهل البدع؟
كانوا معرضين عن أهل البدع وعن مجالستهم، متبعين بذلك نصوص الكتاب و السنة.
بيِّن موقف السلف من جماعة المسلمين؟
كان السلف الصالح يدعون بلزوم الجماعة و عدم التفرق عن جماعة المسلمين، التفرق فهذا أحد الأسس التي قامت عليها عقيدتهم امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر نبيه.
ما أكثر ما يجتمع المسلمون في شكل مؤتمرات وندوات ولقاءات ويكون شعارهم هو العمل بهذه الآية: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} ولكنهم يخرجون وهم على أشد ما يكونون من الاختلاف والتنافر؟
ج- أنهم حينما يجتمعون يكون كل فريق وحزب في غاية الإصرار على أن حبل الله الذي يجب التمسك به هو ما هو عليه وحزبه ويجب على الآخرين الانضواء تحت رايتهم والسير على نهجهم وكل يرى نفس هذا الرأي.
ماذا قدَّم السلف في سبيل خدمة الإسلام؟
تنوعت جهودهم مابين:
1 - جهود حربية، وتتمثل في في معارك عديدة كبدر وأحد والخندق وسائر الغزوات التي خاضوا غمارها لا يطلبون منها إلا رضى ربهم ونبيهم.
2 - جهودهم في بيان العقيدة الإسلامية، ولاتخفى جهودهم – رضي الله عنهم – في خدمة العقيدة، خصوصا الخلفاء الراشدين منهم.
بيِّن مجمل اعتقاد السلف في سائر أبواب الاعتقاد؟
1 - التمسك بكتاب ربنا عزّ وجلّ، وبسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث.
2 - الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نريد من ذلك شيئاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو، فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولداً وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور وأن الله استوى على عرشه.
4 - ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي ذلك، كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج ونثبت أن لله قوة.
5 - إن كلام الله غير مخلوق وإنه لم يخلق شيئاً إلا وقد قال له: كن فيكون.
6 - وأنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله، وأن الأشياء تكون بمشيئة الله عزّ وجلّ وأن أحداً لا يستطيع أن يفعل شيئاً قبل أن يفعله الله.
7 - لا نستغني عن الله، ولا نقدر على الخروج من علم الله عزّ وجلّ وأنه لا خالق إلا الله.
8 - وأن أعمال العبد مخلوقة لله مقدورة، وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئا وهم يخلقون.
9 - وأن الله وفق المؤمنين لطاعته، ولطف بهم، وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين، ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين، ولكنه أراد أن يكونوا كافرين كما علم.
10 - وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره، وأنّا نؤمن بقضاء الله وقدره، خيره وشره.
11 - إن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر –وأن الله تعالى يُرى في الآخرة بالأبصار كما يُرى القمر ليلة البدر.
12 - إن الإسلام أوسع من الإيمان، وليس كل إسلام إيماناً. وندين بأن الله تعالى يقلب القلوب.
13 - وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وأن من مات أو قتل فبأجله مات أو قتل وأن الأرزاق من قبل الله عزّ وجلّ.
14 - وندين أن الله عزّ وجلّ يعلم ما العباد عاملون، وإلى ما هم صائرون، وما كان وما يكون، وما لا يكون أن لوكان كيف كان يكون.
بيِّن وسطية أهل السنة في مسائل الاعتقاد وسلامتهم من ضلالتي الإفراط والتفريط؟
1 - وسطيتهم بين الأمم الكافرة أصحاب الديانات الوضعية.
ما مظاهر وسطية أهل السنة بالنسبة لأهل البدع؟
أ- وسطيتهم بالنسبة للإيمان بذات الله تعالى.
ب- وسطيتهم بالنسبة للإيمان بالأنبياء.
ج- وسطيتهم في عبادة الله تعالى.
د- وسطيتهم في صفات الله تعالى بين أصحاب الأديان المحرفة.
ما هي أصول أهل السنة والجماعة في باب الصفات؟
- وجوب الإيمان واليقين بجميع أسماء الله وصفاته كما وردت بألفاظها الشرعية نفياً وإثباتاً
- وأن لا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه في كتابه الكريم أو على لسان نبيه العظيم.
- الإيمان بمعاني الصفات وقطع الطمع عن البحث في كيفياتها.
- الإيمان بأن القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر.
- الإيمان بأن الكلام في الصفات فرع عن معرفة الذات.
2 - وسطيتهم بين الفرق التي تنتسب إلى الإسلام.
ما مظاهر وسطية أهل السنة بالنسبة للفرق التي تنتسب للإسلام؟
أ- وسطيتهم بالنسبة لأسماء الله تعالى وصفاته بين الفرق المنتسبة إلى الإسلام. ب- وسطيتهم في الحكم على أصحاب المعاصي.
ما هو حكم أصحاب المعاصي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة؟
عند أهل السنة حكم العاصي في الدنيا أنه لا يخرج عن اسم الإسلام ويقال له مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وأما في الآخرة فحكمه إلى الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه ولا يخلد في النار مثل سائر الكفار إن دخلها.
ج- وسطيتهم في الإيمان بالقدر.
د- وسطيتهم في موقفهم من الصحابة -رضي الله عنهم -.
مالأمور التي تميز بها منهج أهل السنة و الجماعة عن الفرق المخالفة؟
1 - أن الصحابة هم خير البشر بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
2 - الاعتراف بكل ما ذكر عنهم من الفضائل في القرآن والسنة وأقوال أهل العلم.
3 - السكوت عما شجر بينهم من اختلاف وفتن داخلية ولا نذكرهم إلا بخير.
4 - الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بها أو جاءت في القرآن.
5 - الاعتراف بأنهم كلهم على فضل ولكنهم يتفاضلون فيما بينهم وأن أفضلهم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي.
6 - الاقتداء بهم والتحلي بفضائلهم واقتفاء آثارهم.
7 - لا نرفع أحداً منهم فوق منزلته ولا ندعي له فضائل لم تثبت.
8 - الإيمان بأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم طاهرات مطهرات وأنهن أمهات المؤمنين.
9 - لا يدّعون عصمة أي شخص كائناً من كان.
10 - لا يكفرون أحداً من الصحابة ولا اعتبار للمرتدين بعد وفاة النبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - يتولون الصحابة كلهم ويترضون عنهم بخلاف الرافضة.
ماهي علامات و سمات الفرقة الناجية؟
1. أنهم أعرف الأمة بالحق.
2. وأرحم الأمة بالخلق.
3. وأرحم الناس بخصومهم من بعضهم البعض.
4. ومن أشد الناس رجوعاً إلى الحق وانقياداً له ووقوفاً عنده.
5. ومن أشدهم رحابة صدر ودماثة خلق.
6. ومن أكثرهم تواضعاً وتلطفاً وأبعدهم عن السباب والفحش وسيء الأخلاق.
7.لا يشمتون بأحد ولا يظهرون الاستهزاء.
اضرب أمثلة على مواقف تشهد بنبل أخلاقهم وحبهم للتسامح والشفقة على المخالفين؟
- مواقفهم في سقيفة بني ساعدة.
- مواقفهم تجاه أهل الذمة.
- مواقفهم في حال الحرب مع المخالفين.
- مواقفهم في الحفاظ على العهود والمواثيق.
ما أبرز صفات الفرق الهالكة والمخالفة للسلف؟
1. بغي بعضهم على بعض والتطاول في السباب.
2. اختلافهم لأتفه الأسباب وكثرة تفرقهم.
3. اتباعهم لما يهوون حسبما تمليه عليهم رغباتهم وتكفير بعضهم البعض.
4. تتبعهم المتشابه وإثارة الخلافات حوله.
5. بغضهم لأهل السنة واختراع الألقاب الباطلة لهم تنفيراً عنهم.
6. بغض مذهب السلف وتسميته بالأسماء والألقاب الباطلة.
7. قبولهم للروايات الكاذبة وعدم تحريهم النصوص الصحيحة.
8. قبولهم للأخبار التي لا يصدقها العقل ولا تعضدها حجة.
9. عدم اهتمامهم –كما يجب بالسنة النبوية- وتسلطهم عليها بالتأويل.
من أبرز علماء السلف الذين كتبوا عن العقيدة؟ وما هي مؤلفاتهم؟
اسم العالم
أبرز مؤلفاته في العقيدة
أحمد بن حنبل
السنة- الإيمان-الرد على الزنادقة- فضائل الصحابة.
الإمام البخاري
صحيحه - خلق أفعال العباد -الأدب المفرد.
ابن ماجه
سننه
أبو بكر بن الأثرم
كتاب السنة
عبد الله بن مسلم بن قتيبة
الاختلاف في اللفظ - الرد على الجهمية.
ابن خزيمة
"التوحيد وإثبات صفات الرب عزّ وجلّ
الطحاوي
"العقيدة الطحاوية
الإمام الطبري
صريح السنة
عبد الرحمن بن أبي حاتم
الرد على الجهمية
الآجري
"الشريعة - "التصديق بالنظر إلى الله تعالى".
الدارقطني
"أحاديث النزول كتاب الصفات
ابن منده
الرد على الجهمية، الإيمان.
ما هي العبارات التي يطلقها بعض الناس و هي تخالف منهج السلف الصالح؟
-الزعم بأن التفويض في الصفات هو مذهب السلف، وفي الوحيين كل النصوص تؤكد على الإثبات في الصفات لا على التفويض وهو ما كان عليه الصحابة.
-قول البعض أن السلف يمرون الصفات كما جاءت دون فهم معانيها وهذا غير صحيح فإن السلف إنما يريدون بإمرارها كما جاءت في الكيفيات لا في معانيها.
-الزعم بأن الله تعالى في كل مكان واستدلالهم بآيات معية الله لخلقه وتفسيرهم لها بأنها المعية الذاتية لله تعالى عن ذلك فإن السلف فسروا هذه المعية من الله تعالى بأنها إحاطة علمه عزّ وجلّ بجميع ما يجري فلا يخفى عليه شيء وذاته تعالى فوق عرشه.
- الزعم بأن السلف يعتقدون أن الله في السماء أي في داخلها أو أنها تحيط به أو أنه بإحدى السماوات تحوزه تعالى الله عن ذلك،والسلف يعتقدون مطلق العلو لله تعالى فوق عباده وفوق عرشه.
-الزعم بأن السلف مجسمة أو حشوية أو مشبهة أو جبرية أو قدرية أو نابتة أو غثاء أو غثراء .. إلخ.
-الزعم بأن آيات الصفات من المتشابه قول لأهل البدع لا لأهل السنة الذين يعتقدون أنها من المحكم المعروف المعنى.
-القول بأن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة أو أنه لا فرق بينهم وبين أهل السنة.
-القول بأن الأشاعرة هم المتمسكون بمذهب الأشعري رحمه الله، وهذا الخطأ نشأ من عدم اعتراف هذه الطائفة برجوع الأشعري رحمه الله إلى مذهب أهل السنة والجماعة.
-قول بعض أهل البدع ننزه الله عن التشبيه والتمثيل والتركيب والتبعيض وحلول الحوادث والجسم وتعدد القدماء .. الخ. كلها من كلمات أهل البدع.
-تقسيم أهل السنة والجماعة إلى سلف وخلف وإن جميعهم يسمون بالسلف وبأهل السنة والجماعة. هذا خلط غير صحيح وجمع بين نقيضين فإن الخلف مؤولة الصفات وليسوا هم السلف المثبتة لها.
-الزعم بأنه يجب التأويل خصوصاً في بعض النصوص وأن من لم يؤولها وقع في الخطأ وأن من منع التأويل فإنه سيضطر هنا إليه وإلا كان كلامه باطلاً بزعمهم.
الزعم بأن السلفية ليست مذهباً معروفاً كلام باطل وتجاهل لطائفة أهل السنة والجماعة.
-رد أخبار الآحاد في مسائل الاعتقاد هو مذهب أهل البدع أما أهل السنة والجماعة فيتقبلون أخبار الآحاد ويعملون بها في كل أمر ما دامت قد ثبتت صحتها عن النبي.
((تم بحمد الله))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 12:14]ـ
بارك الله فيك
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 07:25]ـ
وفيك بارك
ـ[أم تميم]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 04:04]ـ
بارك الله فيكِ وأجزلَ لكِ الأجر والمثوبة ..
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 01:44]ـ
وفيك بارك، أختي المباركة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 01:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ......... وبه نستعين
أيها القارئ الكريم هذا الجزء الثالث من تلخيص كتاب فرق معاصرة،،
عرِّف مفهوم "الخوارج"؟
في اللغة: الخوارج في اللغة جمع خارج، وخارجي اسم مشتق من الخروج
في الاصطلاح: قيل:
1. هو الخروج على الإمام المتفق على إمامته الشرعية خروجاً في أي زمن كان.
2. هم الطائفة الذين خرجوا على الإمام علي رضي الله عنه
3. أنهم طوائف من الناس في زمن التابعين وتابع التابعين أولهم نافع بن الأزرق
ما أسماء الخوارج وسبب تلك التسميات؟
1 - الخوارج
وهو أشهر أسمائهم، هم يقبلونه باعتبار وينفونه باعتبار آخر، يقبلونه على أساس أنه مأخوذ من قول الله عزّ وجلّ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} وهذه تسمية مدح.
وينفونه إذا أريد به أنهم خارجون عن الدين أو عن الجماعة أو عن علي رضي الله عنه.
2 - الحرورية.
نسبة إلى المكان الذي خرج فيه أسلافهم عن عليّ، وهو قرب الكوفة.
3 - الشراة.
نسبة إلى الشراء الذي ذكره الله بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
4 - المارقة.
هي من خصوم الخوارج، لتنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين في مروقهم من الذين كمروق السهم من الرمية.
5 - المحكمة.
قيل أن السبب في إطلاقه عليهم: إما لرفضهم تحكيم الحكمين وإما لتردادهم كلمة لا حكم إلا لله وهو الراجح.
6 - النواصب.
لمبالغتهم في نصب العداء لعليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه -.
متى خرج الخوارج؟
1 - أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
مناقشة: المقصود به ما وقع للرسول صلى الله عليه وسلم من قيام ذي الخويصرة معترضاً على قسمة الرسول صلى الله عليه وسلم للفيء، وأنه لم يعدل –حاشاه- في قسمتها.
فذو الخويصرة لا يعتبر في الحقيقة زعيماً للخوارج، لأن فعلته حادثة فردية، ولم يكن له حزب يتزعمه ولا كان مدفوعاً من أحد.
2 - أنهم نشأوا في عهد عثمان رضي الله عنه.
مناقشة: أن أولئك الثوار البغاة كان هدفهم قتل عثمان وأخذ المال، ولا ينطبق عليهم وصف فرقة ذات طابع عقائدي خاص، ولهذا اندمجوا مع المسلمين بعد تنفيذ جريمتهم.
3 - أنهم نشأوا في عهد علي رضي الله عنه حين خرج عليه طلحة والزبير، كما يزعم بعض علماء الإباضية.
مناقشة: طلحة والزبير رضي الله عنهما لا يصح وصفهما بالخوارج ولا ينطبق عليهما وصف الخوارج كفرقة، وكان معهما أيضاً أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد شهد الله لها بالإيمان، وطلحة الزبير رضي الله عنهما من العشرة المبشرين بالجنة.
4 - أو حين خرج الخوارج من المحكمة عن جيشه كما هو الراجح.
5 - أنهم ظهروا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء من سنة 64هـ.
مناقشة: قول غير مقبول لوجود تسلسل الأحداث وارتباطها من المحكمة إلى ظهور نافع بن الأزرق.
مالمحاورات التي جرت مع علي – رضي الله عنه- والخوارج يوم النهروان؟؟
1 - لماذا لم يبح لهم في معركة الجمل أخذ النساء والذرية كما أباح لهم أخذ المال؟
الجواب: أ- أباح لهم المال بدل المال الذي أخذه طلحة والزبير من بيت مال البصرة، ثم هو مال قليل
ب- النساء والذرية لم يشتركوا في القتال وهم أيضاً مسلمون بحكم دار الإسلام ولم تكن منهم ردة تبيح استرقاقهم.
ج- قال لهم: لو أبحت لكم استرقاق النساء والذرية فأيكم يأخذ عائشة سهمه فخجل القوم من هذا ورجع معه كثير منهم كما قيل.
2 - لماذا محى لفظة أمير المؤمنين وأطاع معاوية في ذلك عندما كتب كتاب الهدنة في صفين، وأصر معه على عدم كتابة ((علي أمير المؤمنين))؟
الجواب:- أنه فعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذكر –إن صحت الرواية- أنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لي منهم يوماً مثل ذلك.
3 - قوله للحكمين: إن كنت أهلاً للخلافة فأثبتاني. بأن هذا شك في أحقيته للخلافة.
أجابهم: بأنه أراد النصفة لمعاوية ولو قال: احكما لي؛ لم يكن تحكيماً، ثم استدل بقصة وفد نصارى نجران ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى المباهلة لإنصافهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - لماذا رضي بالتحكيم في حق كان له؟
أجابهم: بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكّم سعد بن معاذ في بني قريظة في حق كان له.
ما أسباب خروج الخوارج؟؟
1 - النزاع حول الخلافة.
2 - قضية التحكيم.
3 - جور الحكام وظهور المنكرات.
4 - العصبية القبلية.
ما عدد فرق الخوارج؟؟
أعدادهم مختلفة؛ وذلك لأن كتب الفرق الإسلامية لم تتفق على تقسيم فرقهم الرئيسية أو الفرعية على عدد معين، فقيل: أربع فرق، وقيل: خمساً، وبعضهم يعدها ثمانياً، وبعضهم سبعاً، وآخرون خمساً وعشرين، وقد تصل إلى أكثر من ثلاثين فرقة.
لماذا يصعب معرفة عدد فرق الخوارج؟؟
1 - أن الخوارج فرقة حربية متقلبة، فلم يتمكن العلماء من حصرهم حصراً دقيقاً.
2 - أن الخوارج كانوا يتفرقون باستمرار لأقل الأسباب، كما أنهم يختلفون أيضاً لأقلها.
3 - أن الخوارج أخفوا كتبهم إما خوفاً عليها من الناس أو ضناً بها عنهم، مما يجعل دراستهم من خلال كتبهم في غاية الصعوبة.
من هو رئيس فرقة الإباضية؟؟
جابر بن زيد الأزدي الذي يقدمونه على كل أحد ويروون عنه مذهبهم، وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه، وقد نُسبوا إلى عبد الله بن إباض لشهرة مواقفه مع الحكام.
هل الإباضية من الخوارج؟
اتفقت كلمة علماء الفرق –الأشعري فمن بعده- على عد الإباضية فرقة من فرق الخوارج، وليس المخالفون للإباضية فقط هم الذين اعتبروهم في عداد الخوارج، وإنما بعض علماء الإباضية المتقدمون أيضا.
ما هي أبرز فرق الإباضية؟؟
1 - الحفصية: أتباع حفص بن أبي المقدام.
2 - اليزيدية: أتباع يزيد بن أنيسة.
3 - الحارثية: أتباع حارث بن يزيد الإباضي.
4 - أصحاب طاعة لا يراد بها الله.
ما هي فرق الإباضية في المغرب؟؟
1 - فرقة النكار: وسميت هذه الفرقة بالنكارية لإنكارهم إمامة ابن رستم.
2 - النفاثية: نسبة إلى رجل يسمى فرج النفوسي المعروف بالنفاث، ونفوسة قرية تقع في ليبيا.
3 - الخلفية: نسبة إلى خلف بن السمح بن أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الذي كانت له مناوشات مع الدولة الرستمية.
4 - الحسينية: وزعيمهم رجل يسمى أبا زياد أحمد بن الحسين الطرابلسي.
5 - السكاكية: نسبة إلى زعيمهم عبد الله السكاك اللواتي من سكان قنطرار، تميز بأقوال تخرجه عن الإسلام، وقد تبرأت من الإباضية.
6 - الفرثية: زعيمهم أبو سليمان بن يعقوب بن أفلح.
ما نطاق اتساع الدولة الإباضية؟؟
قامت للإباضية دولتان: إحداهما في المغرب والأخرى في المشرق –عمان- تمتع المذهب الإباضي فيهما بالنفوذ والقوة.
وساعد انتشار المذهب الإباضي في عمان بُعْدُها عن مقر الخلافة، ثم مسالكها الوعرة.
ويرجع دخول المذهب الإباضي عمان إلى فرار بعض الخوارج بعد معركة النهروان إلى هذا البلد؛ كما يرى بعض العلماء.
ما موقف الإباضية من المخالفين لهم؟؟
قيل: تتسم معاملة الإباضية لمخالفيهم باللين والمسامحة وجوزوا تزويج المسلمات من مخالفيهم، إضافة إلى أن العلماء يذكرون عنهم كذلك أن الإباضية تعتبر المخالفين لهم من أهل القبلة كفار نعمة غير كاملي الإيمان ولا يحكمون بخروجهم من الملة.
وقيل: أنهم يرون أن مخالفيهم محاربون لله ولرسوله وأنهم يعاملون المخالفين لهم أسوأ المعاملة.
ما موقف الإباضية من الصحابة؟؟
من الأمور المتفق عليها عند سائر الخوارج الترضي التام والولاء والاحترام للخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما.
أما بالنسبة للخليفتين الراشدين الآخرين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقد هلك الخوارج فيهما وذموهما مما برأهما الله عنه.
ما طبيعة عقائد الإباضية؟؟
1 - ما يتعلق بصفات الله تعالى: فإن مذهب الإباضية فيها أنهم انقسموا إلى فريقين: فريق نفى الصفات نفياً تاماً خوفاً من التشبيه بزعمهم، وفريق منهم يرجعون الصفات إلى الذات فقالوا أن الله عالم بذاته وقادر بذاته وسميع بذاته إلخ الصفات فالصفات عندهم عين الذات.
2 - عقيدة الإباضية في استواء الله وعلوه: فإنهم يزعمون أن الله يستحيل أن يكون مختصاً بجهة ما بل هو في كل مكان وهذا قول بالحلول وقول الغلاة الجهمية ولهذا فقد فسر الإباضية معنى استواء الله على عرشه باستواء أمره وقدرته ولطفه فوق خلقه أو استواء ملك ومقدرة وغلبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - في باب رؤية الله تعالى ذهبوا إلى إنكار وقوعها لأن العقل – كما يزعمون - يحيل ذلك ويستبعده واستدلوا بقوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} وأولوا معنى الآية تأويلاً خاطئاً على طريقة المعتزلة.
مناقشة:هذه الآية ليس فيها نفي الرؤية وإنما نفي الإحاطة والشمول فالله يرى، ولكن من غير إحاطة به عز وجل.
4 - ومن عقائدهم: القول بخلق القرآن – بل حكم بعض علمائهم أن من لم يقل بخلق القرآن فليس منهم.
5 - وقد اعتدل الإباضية في مسألة ووافقوا أهل السنة فأثبتوا القدر خيره وشره من الله تعالى وأن الله خالق كل شيء وأن الإنسان فاعل لأفعاله الاختيارية مكتسب لها محاسب عليه.
6 - وقد اختلف الأباضيون في إثبات عذاب القبر. فذهب قسم منهم إلى انكاره موافقين بذلك سائر فرق الخوارج. وذهب قسم آخر إلى إثبات عذاب القبر.
7 - ويثبت الأباضيون وجود الجنة والنار الآن ويثبتون الحوض ويؤمنون بالملائكة والكتب المنزلة.
8 - وأما الشفاعة: فإن الإباضية يثبتونها ولكن لغير العصاة للمتقين وكأن المتقى في نظرهم أحوج إلى الشفاعة من المؤمن العاصي.
9 - وأما الميزان: الذي جاءت به النصوص وثبت أن له كفتان حسيتان مشاهدتان توزن فيه أعمال العباد كما يوزن العامل نفسه فإن الإباضية تنكر هذا الوصف ويثبتون وزن الله للنيات والأعمال بمعنى تمييزه بين الحسن منها والسيئ وإن الله يفصل بين الناس في أمورهم.
10 - وكما أنكر الإباضية الميزان أنكروا كذلك الصراط وقالوا إنه ليس بجسر على ظهر جهنم.
11 - ووافق -معظم الإباضية - السلف في حقيقة الإيمان من أنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وقد خالف بعضهم فذهب إلى الإيمان يزيد ولا ينقص.
عرِّف التأويل؟؟
تعريف التأويل في اللغة:
يطلق على: التفسير والمرجع والمصير والعاقبة.
تعريفه في الاصطلاح:
1 - يطلق بمعنى التفسير والبيان وإيضاح المعاني المقصودة من الكلام فيقال تأويل الآية كذا؛ أي معناها.
2 - ويطلق بمعنى المآل والمرجع والعاقبة فيقال هذه الآية مضى تأويلها وهذه لم يأت تأويلها.
3 - وعند الخلف من علماء الكلام والأصول والفقه هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح.
هل الخوارج يقولون بالتأويل أم بظاهر النص فقط؟؟
1 - قيل: أن الخوارج نصيون يجمدون على المعنى الظاهر من النص دون بحث عن معناه.
2 - وقيل: أن الخوارج يؤولون النصوص تأويلاً يوافق أهوائهم وقد غلطوا حين ظنوا أن تأويلهم هو ما تهدف إليه النصوص.
3 - وقيل: بأن الخوارج ليسوا على رأي واحد في هذه القضية بل منهم نصيون ومنهم مؤولون. وهذا هو الراجح.
ما موقف الخوارج من صفات الله عز وجل؟؟
أنهم يقفون منها موقف النفي أو التأويل بحجة الابتعاد عن اعتقاد المشبهة فيها.
ما حكم مرتكبي الذنوب عند الخوارج؟؟
اختلفوا في الحكم عليهم:
1 - الحكم بتكفير العصاة كفر ملة، وأنهم خارجون عن الإسلام ومخلدون في النار مع سائر الكفار. وهذا رأي أكثرية الخوارج.
2 - أنهم كفار نعمة وليس كفار ملة.
ما أدلتهم؟؟
1 - {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ}.
وجه الدلالة: أن الله تعالى حصر الناس في قسمين: قسم ممدوح وهم المؤمنون وقسم مذموم وهم الكفار، والفساق ليسوا من المؤمنين، فإذاً هم كفار لكونهم مع القسم المذموم.
مناقشة:. أن الناس ينحصرون فقط في الإيمان أو الكفر، فهناك قسم ثالث وهم العصاة لم يذكروه هنا.
2 - {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}
وجة الدلالة: فقد زعموا أنها شاملة لكل أهل الذنوب، لأن كل مرتكب للذنب لابد وأنه قد حكم بغير ما أنزل الله. وقد شملت الفساق لأن الذي لم يحكم بما أنزل الله فيجب أن يكون كافر والفاسق لم يحكم بما أنزل الله حين فعل الذنب.
مناقشة:لأن الآية واردة على من استحل الحكم بغير ما أنزل الله. أما أن يدعى الشخص إيمانه بالله ويعترف بأن الحق هو حكم الله فليس بكافر وإنما من أصحاب المعاصي حتى تقام عليه الحجة.
ما حكم الإمامة عند الخوارج؟؟
- الفرق الأول: وهم عامة الخوارج. وهؤلاء يوجبون نصب الإمام والانضواء تحت رايته والقتال نعه ما دام على الطريق الأمثل الذي ارتأوه له.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الفريق الثاني: وهم المحكمة والنجدات والإباضية فيما قيل عنهم. وهؤلاء يرون أنه قد يستغنى عن الإمام إذا تناصف الناس فيما بينهم وإذا احتيج إليه فمن أي جنس كان ما دام كفئا لتولى الإمامة.
ما هي مبرراتهم؟؟
- استنادهم إلى المبدأ القائل لا حكم إلا لله، والمعنى الحرفي لهذا المبدأ يشير صراحة إلى أنه لا ضرورة لوجود الحكومة مطلقاً.
2 - أن الحكم ليس من اختصاص البشر بل تهيمن عليه قوة علوية.
3 - إن الضروري هو تطبيق أحكام الشريعة، فإذا تمكن الناس من تطبيقها بأنفسهم فلا حاجة إلى نصب خليفة.
4 - ربما ينحصر وجود الإمام في بطانة قليلة وينعزل عن الأعلبية فيكون بعيداً عن تفهم مشاكل المسلمين فلا يبقى لوجود فائدة.
5 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشر صراحة ولا وضع شروطاً لوجود الخلفاء من بعده.
ما هي شروط الإمام عن الخوارج؟؟
- أن يكون شديد التمسك بالعقيدة الإسلامية مخلصاً في عبادته وتقواه حسب مفهومهم.
2 - أن يكون قوياً في نفسه ذا عزم نافذ وتفكير ناضج وشجاعة وحزم.
3 - أن لا يكون فيه ما يخل بإيمانه من حب المعاصي واللهو.
4 - ألا يكون قد حد في كبيرة حتى ولو تاب.
5 - أن يتم انتخابه برضى الجميع، لا يغنى بعضهم عن بعض.
ما حكم إمام المفضول عند الخوارج؟؟
1 - ذهب فريق منهم إلى عدم الجواز وأن إمامة المفضول تكون غير صحيحة مع وجود الأفضل.
2 - وذهب الفريق الآخر منهم إلى صحة ذلك وأنه تنعقد الإمامة للمفضول مع وجود الأفضل، كما هو الصحيح.
ما حكم إمامة المرأة عند الخوارج؟؟
هناك فرقة من فرق الخوارج وهي التشبيبة تذهب إلى جواز تولي المرأة الإمامة العظمى مستدلين بفعل شبيب حينما تولت غزالة – زوجته وقبل أمه – بعده.
ما موقف الخوارج من عامة المسلمين المخالفين لهم؟؟
1 - فريق منهم غلاة.
2 - وفريق آخر أبدي نوعاً من الاعتدال.
ما حكم الخوارج في أطفال مخالفيهم؟؟
1 - منهم من اعتبرهم في حكم آبائهم المخالفين فاستباح قتلهم باعتبار أنهم مشركون لاعصمة لدماء آبائهم.
2 - ومنهم من جعلهم من أهل الجنة ولم يجوز قتلهم.
3 - واعتبرهم بعضهم خدما لأهل الجنة.
4 - ومنهم من توقف فيهم إلى أن يبلغوا سن التكليف ويتبين حالهم.
5 - والإباضية تولوا أطفال المسلمين وتوقفوا في أطفال المشركين، ومنهم من يلحق أطفال المشركين بأطفال المؤمنين.
بيِّن وجهات النظر في الحكم على الخوارج؟؟
1 - أحدهما الحكم بتكفيرهم.
2 - الحكم عليهم بالفسق والابتداع والبغي.
((تم بحمد الله الجزء الثالث من التلخيص))
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 11:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع تلخيص الكتاب ...
1 - إذ تشيع قوم إيماناً بأحقية أولاد علي بالخلافة حسبما سمعوا من النصوص التي لفقها علماء التشيع.
2 - ولأن الشيعة أيضاً لا يتحرون النصوص الصحيحة، ولا يهتمون بإيصال السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم
3 - ولأنهم كذلك أهل عاطفة نحو أهل البيت –فيما يظهرون للناس-، فلذا يكفي لتوثيق الشخص عندهم أن يكون ظاهره الغلو في أهل البيت.
عرف الشيعة:
أولاً: في اللغة: هم الأتباع والأنصار والأعوان والخاصة.
استعمال مادة ((شيعة)) في القرآن الكريم:
1 - بمعنى الفرقة أو الأمة أو الجماعة من الناس. قال الله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً}
2 - بمعنى الفرقة. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}
3 - وجاءت لفظة أشياع بمعنى أمثال ونظائر: قال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
4 - بمعنى المتابع والموالي والمناصر. قال تعالى: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}
ثانياً: في الاصطلاح:
1 - أنه علم بالغلبة على كل من يتولى علياً وأهل بيته.
مناقشة: غير سديد، لأنه أهل السنة يتولون علياً وأهل بيته، وهم ضد الشيعة.
2 - هم الذين نصروا علياً واعتقدوا إمامته نصاً، وأن خلافة من سبقه كانت ظلماً له.
مناقشة: ينقضه ما ذهب إليه بعض الشيعة من تصحيحهم خلافة الشيخين، وتوقف بعضهم في عثمان، وتولي بعضهم له كبعض الزيدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - هم الذين فضّلوا علياً على عثمان رضي الله عنهما.
مناقشة: غير صحيح كذلك؛ لانتقاضه بما ذهب إليه بعض الشيعة من البراءة من عثمان.
4 - الشيعة اسم لكل من فضل علياً على الخلفاء الراشدين قبله رضي الله عنهم جميعاً، ورأى أن أهل البيت أحق بالخلافة.
هو الراجح: لضبطه تعريف الشيعة كطائفة ذات أفكار وآراء اعتقادية.
متى ظهر التشيع؟
- أنه ظهر مبكراً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى يديه حيث كان يدعو إلى التوحيد ومشايعة علي جنباً إلى جنب.
- أنه ظهر في معركة الجمل حين تواجه علي وطلحة والزبير.
- أنه ظهر يوم معركة صفين. هو الراجح. حين انشقت الخوارج وتحزبوا في النهروان، ثم ظهر في مقابلهم أتباع وأنصار علي حيث بدأت فكرة التشيع تشتد شيئاً فشيئاً.
- أنه كان بعد مقتل الحسين.
أنه ظهر في آخر أيام عثمان وقوي في عهد علي.
مالمراحل التي مر بها مفهوم التشيع؟
المرحلة الأولى: في عهد علي رضي الله عنه كان مدلول التشيع، بمعنى المناصرة والوقوف إلى جانب علي رضي الله عنه ليأخذ حقه في الخلافة بعد الخليفة عثمان، وأن من نازعه فيها فهو مخطئ يجب رده إلى الصواب ولو بالقوة.
المرحلة الثانية: تميزت بتفضيل علي رضي الله عنه على سائر الصحابة، وحينما علم علي بذلك غضب وتوعد من يفضله على الشيخين بالتعزير، وإقامة حد الفرية عليه.
المرحلة الثالثة: بدأ التشيع بعد ذلك يأخذ جانب التطرف والخروج عن الحق، وبدأ الرفض يظهر وبدأت أفكار ابن سبأ تؤتي ثمارها الشريرة فأخذ هؤلاء يظهرون الشر، فيسبون الصحابة ويكفرونهم ويتبرءون منهم.
المرحلة الرابعة: بلغ التشيع عند الغلاة إلى الخروج عن الإسلام، حيث نادى هؤلاء بألوهية علي. وقد تزعم هذه الطبقة ابن سبأ.
ما أسماء الشيعة؟
- الشيعة: أشهر أسمائهم.
- الرافضة: وقد أطلقه عليهم بعض العلماء فجعله اسماً لجميع الشيعة.
- الزيدية: وهي تسمية لبعض الناس يطلقونها على جميع الشيعة.
علل- الشيعة من أخطر الفرق على المسلمين؟
1 - استعمالهم التقية المرادفة للكذب.
2 - تظاهرهم بنصرة آل البيت، حيث انخدع بهم كثير من عوام المسلمين.
3 - بغضهم لأهل السنة بسبب تعاليم خاطئة وضعها بعض كبرائهم نتج عنها نفور الشيعة وعدم الوصول –بعد محاولات كثيرة - إلى التقارب.
كم عدد فرق الشيعة؟
عدّها بعض العلماء إلى ما يقارب سبعين فرقة.
مالسبب في تفرق الشيعة؟
1 - اختلافهم في نظرتهم إلى التشيع.
2 - اختلافهم في تعيين أئمتهم من ذرية علي.
ما السبب في عدم اتفاق العلماء على عدد فرق الشيعة؟
الكثرة والظهور المتتابع في أفكار الشيعة، لتباعد هؤلاء العلماء فيما بينهم، ولكثرة ظهور الفرق الشيعية أيضاً في تتابع لم يمكِّن العلماء من ملاحقته ورصده، رغبة ملحة في صرف الأنظار عنهم فيحاولون زيادة التشويش لصرف التوجيه إليهم ودراستهم ومتابعة حركاتهم المريبة، ليتم لهم تنفيذ مآربهم بهدوء دون أن يفطن الناس لهم.
من هم السبئية؟
السبئية: هم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي.
ما موقف علي رضي الله عنه من ابن سبأ؟
1 - بعض الروايات تذكر أن علياً استتابه ثلاثة أيام فلم يرجع فأحرقه في جملة سبعين رجلاً.
2 - ابن سبأ لم يظهر القول بألوهية علي إلا بعد وفاته، وهذا يؤيد الرواية التي تذكر أنه نفاه إلى المدائن حينما علم ببعض أقواله، وغلوه فيه.
3 - وبعض الروايات تذكر أن علياً علم بمقالة ابن سبأ في دعوى ألوهيته، ولكنه اكتفى بنفيه خوف الفتنة واختلاف أصحابه عليه، وخوفاً كذلك من شماتة أهل الشام.
مالأخطاء التي وقع بها العلماء حول شخصية ابن سبأ؟؟
1 - أن بعض علماء الشيعة، ومن المستشرقين أيضاً من يحاول إنكار وجود ابن سبأ ويزعم أن شخصيته أسطورية منتحلة.
2 - وقع لبعض العلماء التباس بين عبد الله بن سبأ، وعبد الله بن وهب الراسبي ورأى أنهما شخصية واحدة، وهذا خطأ ظاهر.
فإن الراسبي هو زعيم المحكمة الأولى –كما سبق-، وابن سبأ هو زعيم الحركة السبئية.
3 - وجد من كلام بعض العلماء ما يشير إلى التفرقة بين ابن السوداء، وبين ابن سبأ. والواقع الصحيح غير ذلك فإن ابن سبأ هو نفسه ابن السوداء كما يسميه بعضهم. ومن فرق بينهما فلاشتباه الأمر عليه.
مالرد على مزاعم ابن سبأ في مسألة عدم موت علي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - إن كان مقتول عبد الرحمن بن ملجم شيطاناً وليس بعليّ، فلم لعنتم ابن ملجم وقد قتل شيطاناً؟
2 - قولكم إن الرعد صوت علي، والبرق تبسمه أو سوطه يبطله أن البرق والرعد كانا موجودين ومعروفين منذ القدم، واختلف الفلاسفة قبل الإسلام في علتهما لا في وجودهما.
3 - موسى وهارون ويوشع أعظم رتبة في نفس ابن سبأ واليهود من علي ... فلم صدقوا بموتهم ونفوا حلول الموت بعلي؟
4 - دعواهم أن الأئمة ينبع لهم العسل والسمن من الأرض يكذبه أن الحسين وأصحابه بكربلاء قتلوا عطاشاً، ولم ينبع لهم الماء فضلاً عن السمن والعسل
من هي الطائفة الكيسانية؟
بدأ ظهور هذه الفرقة بعد قتل الخليفة الراشد علي رضي الله عنه، وعرفوا بهذه التسمية واشتهروا بموالاتهم لمحمد بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية، وظهر تكونهم بعد تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنهما.
من هو كيسان صاحب الكيسانية؟؟
1 - فقيل إن كيسان رجل كان مولى لعلي بن أبي طالب.
2 - وقيل: بل كان تلميذاً لمحمد بن الحنفية.
3 - وقيل: بل هو المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب، وقد كان يلقب بكيسان، وهذا غير صحيح لأن قيام الكيسانية كان قبل ظهور أمر المختار.
كيف صارت الكيسانية مختارية؟
أن الكيسانية عندما نشأت كانت فرقة مستقلة، تزعمهم رجل يسمى كيسان الذي هو تلميذ لمحمد بن الحنفية أو مولى لعلي، وحينما جاء المختار بن أبي عبيد انضم إليه هؤلاء وكونوا بعد ذلك فرقة المختارية.
من هو المختار بن أبي عبيد الثقفي؟
هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، ووالده صحابي استشهد في معركة الجسر حينما كان قائداً لجيش المسلمين في فتح العراق نشأ المختار على جانب من الذكاء والفطنة مراوغاً ماكراً غير صادق في تشيعه، وإنما كان يريد من ورائه تحقيق طموحه السياسي بأي وجه.
سبب تلقيبه بكيسان؟
1 - منهم من يقول: إنه نسبة إلى الغدر، لأن كيسان في اللغة العربية اسم للغدر.
2 - أنه أطلق عليه هذا اللقب باسم مدير شرطته المسمى بكيسان. الذي أفرط في قتل كل من شارك ولو بالإشارة في قتل الحسين.
ما سبب حبس ابن الحنفية بجبل رضوى كما قررته الشيعة؟؟
1 - القول بأن سبب حبسه سر الله، لا يعلمه أحد غيره، وهو تخلص من هذه الكذبة التي زعموها في حبسه.
2 - إنه عقاب من الله له بسبب خروجه بعد قتل الحسين إلى يزيد بن معاوية، و طلبه الأمان له، وأخذه عطاءه.
3 - بعضهم قال: إنه بسبب خروجه من مكة قاصداً عبد الملك بن مروان هارباً من ابن الزبير ولم يقاتله.
من هم الزيدية؟؟
الشيعة في أمر زيد بن علي، ومحمد بن علي أيهما أولى بالإمامة بعد أبيهما؟
فذهبت طائفة إلى أن لزيد فسموا زيدية، وهؤلاء يرتبون الأئمة ابتداءاً بعلي رضي الله عنه، ثم ابنه الحسن، ثم الحسين، ثم هي شورى بعد ذلك بين أولادهما.
ثم ابنه علي بن الحسين زين العابدين، ثم ابنه زيد وهو صاحب هذا المذهب، ثم ابنه يحيى بن زيد، ثم ابنه عيسى بن زيد.
ما أقسام الزيدية من حيث الإعتقاد؟؟
1 - المتقدمون منهم؛ المتبعون لأقوال زيد، وهؤلاء لا يعدون من الرافضة، ويعترفون بإمامة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
2 - وقسم من المتأخرين منهم، وهؤلاء يعدون من الرافضة، وهم يرفضون إمامة الشيخين ويسبونهما ويكفرون من يرى خلافتهما.
ما موقف زيد من حكام بني أمية؟؟
خرج زيد على الحكام الأمويين، وأشهر السلاح في وجوههم، والسبب: أن زيداً خرج على بني أمية منكراً للظلم والجور.
ما آراء زيد و الزيدية؟
1 - في السياسة: يرى زيد جواز ولاية المفضول، أي إن الإمامة عنده ليست وراثة، فإذا اقتضت المصلحة تقديم المفضول فلا بأس بذلك، وكان مع تفضيله لعلي على أبي بكر يرى أن خلافة الشيخين خلافة صحيحة.
2 - القول بعدم عصمة الأئمة أو وصايتهم من النبي صلى الله عليه وسلم
3 - لم يقل بالمهدي المنتظر ولا بالغائب المكتوم.
4 - حكم في مرتكب الكبيرة بأنه في منزلة بين المنزلتين تبعاً لرأي المعتزلة: وقيل: إنه خالفهم في تخليده في النار، وقال: لا يخلد في النار إلا غير المسلم.
5 - قال بالإيمان بالقضاء والقدر من الله تعالى، وأن العبد فاعل لفعله حقيقة، وله قدرة واختيار بتمكين الله له، وبها يحاسب فيثاب أو يعاقب.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - لم يقل بالبداء على الله، وهو القول بحدوث حوادث جديدة متغيرة في علم الله – على حسب ما يحدث-، ومذهب زيد أن علم الله تعالى أزلي قديم، وأن كل شيء بتقديره سبحانه، وأن من النقص في علم الله أن يغير إرادته لتغير علمه.
7 - لم يقل بالرجعة المزعومة عند الشيعة. وهي بدعة غريبة، وهي أن كثيراً من العصاة سيرجعون إلى الدنيا ويجازون فيها قبل يوم القيامة، وينتصف أهل البيت ممن ظلموهم.
هل استمر الزيدية على هذه المبادئ التي قيلت عن زيد؟؟
لا، فقد جاءت طوائف حرفت مذهب زيد، ورفضوا خلافة الشيخين، وقالوا بالرجعة، وعصمة الأئمة وغير ذلك من أقوال فرقهم الأربع التي هي: الجارودية، و السليمانية أو الجريرية، والبترية أو الصالحية، واليعقوبية. وأشهرها الجارودية.
ما معنى الرافضة لغة واصطلاحا؟؟ ً
الرفض في اللغة يأتي بمعنى الترك.
في الاصطلاح: فإنه يطلق على تلك الطائفة ذات الأفكار والآراء الاعتقادية الذين رفضوا خلافة الشيخين وأكثر الصحابة، وزعموا أن الخلافة في علي وذريته من بعده بنص من النبي صلى الله عليه وسلم، وأن خلافة غيرهم باطلة.
ما سبب تسميتهم بالرافضة؟؟
1 - قيل: إنهم سموا رافضة لرفضهم إمامة زيد بن علي، وتفرقهم عنه كما تقدم.
2 - وقيل: سموا رافضة لرفضهم أكثر الصحابة، ورفضهم لإمامة الشيخين.
3 - وقيل: لرفضهم الدين.
ما أسماؤهم قبل اتصالهم بزيد؟؟
1 - الخشبية.
2 - الإمامية
ماسبب تسميتهم بالخشبية؟؟
كانوا يقاتلون بالخشب ولا يجيزون القتال بالسيف إلا تحت راية إمام معصوم من آل البيت.
ماسبب تسميتهم بالإمامية؟؟
لزعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على إمامة علي رضي الله عنه نصاً ظاهراً ويقيناً صادقاً، ولم يكتف فيه بالوصف بل صرح بالاسم لعلي ولأولاده من بعده –كما يدعي هؤلاء.
من هم المحمدية؟؟
المحمدية أنهم طائفة يعتقدون أن الإمام والمهدي المنتظر هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي، ويعرف بالنفس الزكية.
من هم الاثنا عشرية؟؟
فتعتبر هذه الطائفة أشهر فرق الشيعة، وأكثرها انتشاراً في العالم، وإليها ينتمي أكثر الشيعة في إيران والعراق وباكستان وغيرها من البلدان التي وصلت إليها العقيدة الشيعية، ويجمعهم هدف عام واحد وهو علو المذهب الاثنا عشري الجعفري الذي زعم الخميني أن أتباعه يبلغون 200 مليون شيعي، كان النواة الأولى فيها لمذهب التشيع هو الرسول وعلي بن أبي طالب و خديحة، حيث بدأ الرسول – حسب زعمه- يدعو للتشيع من نقطة الصفر.
سبب تسميتهم بالاثنا عشرية؟؟
لاعتقادهم وقولهم بإمامة اثني عشر رجلاً من آل البيت، ثبتت إمامتهم –حسب زعمهم- بنص من النبي صلى الله عليه وسلم، وكل واحد منهم يوصي بها لمن يليه.
من هم الأئمة الاثنا عشر؟؟
1.علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-.
2.الحسن بن علي –رضي الله عنه-.
3.الحسين بن علي –رضي الله عنه-.
4.علي بن الحسين.
5.محمد بن علي بن الحسين الباقر.
6.جعفر بن محمد بن الحسين –أبو عبد الله- الصادق-.
7.موسى بن جعفر الكاظم.
8.علي بن موسى –الرضي-.
9. محمد بن علي –الجواد-.
10. علي بن محمد الهادي.
11. الحسن بن علي العسكري.
12.محمد بن الحسن العسكري الغائب الموهوم.
من هم الجعفرية؟؟
نسبة إلى جعفر بن محمد الصادق الذي بنوا مذهبهم في الفروع على أقواله وآرائه –كما يزعمون-
لماذا سموا بالروافض؟؟
1 - لأنهم رفضوا مناصرة زيد بن علي –كما تقدم -.
2 - أو لرفضهم أئمتهم وغدرهم بهم.
- أو لرفضهم الصحابة وإمامة الشيخين.
4 - أو لرفضهم الدين.
5 - وهناك تعليل لبعض الشيعة وهو أنهم سموا بهذه التسمية من قبل خصومهم للتشفي منهم.
ما سبب تسمية الإمامية بهذا الاسم؟؟
1 - إما نسبة إلى الإمام (الخليفة) لأنهم أكثروا من الاهتمام بالإمامة في تعاليمهم كما هو واقع بحوثهم.
2 - أو لزعمهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على إمامة علي وأولاده.
3 - أو لانتظارهم إمام آخر الزمان الغائب المنتظر –كما يزعمون-.
ما سبب تسميتهم بالخاصة؟؟
هذه التسمية هم أطلقوها على أنفسهم وأهل مذهبهم.
ما سبب انتشار مذهب الرافضة؟؟
1 - جهل كثير من المسلمين بحقيقة دينهم الإسلامي.
2 - وإلى جهلهم بحقيقة مذهب الرافضة.
3 - وإلى نشاط هؤلاء الروافض في نشره بشتى الوسائل.
ما أهم الأماكن التي انتشر فيها هذا المذهب؟؟
1 - إيران: وهو المذهب الرسمي للدولة، وقد أعلن الخميني في دستورهم أن دين الدولة يقوم على المذهب الجعفري.
2 - العراق.
3 - الهند.
4 - باكستان
ما هي فرق الاثني عشرية؟؟
1 - الشيخية:
من هم الشيخية؟؟
وهي طائفة تنتسب إلى رجل يقال له الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي البحراني.
ما أهم معتقداته؟؟
1 - زعم أن الله –تعالى عن قوله- تجلى في علي وفي أولاده الأحد عشر، وأنهم مظاهر الله، وأصحاب الصفات الإلهية، وهي عقيدة حلولية مستمدة من عقائد البراهمة وغلاة الصوفية.
2 - أرجع وجود هذا الكون وما فيه إلى وجود الأئمة، وأنهم هم العلة المؤثرة في وجوده إذ لولاهم ما خلق الله شيئاً.
2 - الرشتية:
من هم الرشتية؟؟
وبعد هلاك الشيخ أحمد الإحسائي قام بأمر الشيخية أحد تلامذته وخريجيه، ويسمى كاظم الحسنى الرشتي.
ما موقفهم من الخلافة والإمامة؟؟
- الإمام له صلة بالله تعالى من جنس الصلة التي للأنبياء والرسل.
- الإيمان بالإمام جزء من الإيمان بالله.
-حرفوا معاني القرآن الكريم إلى هواهم في الأئمة.
- زعموا في الأئمة أنهم هم الذين جمعوا القرآن كله كما أنزل.
- الأئمة عندهم اسم الله الأعظم، وعندهم الجفر وهو وعاء من أدم – فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، وعندهم مصحف فاطمة مثل قرآننا ثلاث مرات.
- وأن الإمام إذا مات لا يغسله إلا الإمام الذي يليه، وهو أكبر أولاده.
ثانياً: دعواهم عصمة الأئمة والأوصياء
ثالثاً: تدينهم بالتقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[08 - Nov-2009, صباحاً 01:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل تلخيص الفرق المعاصرة التي تنتسب إلى الإسلام (الباطنية، النصيرية)
بيَّن خطر هذه الطائفة؟؟
وهم أعدى أعداء المسلمين قديماً وحديثاً، لهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة، فإذا كانت لهم مكنة يسفكون دماء المسلمين، وإن عجزوا لجئوا إلى الخطط والمؤامرات السرية ضدهم، وحينما استولوا على البحرين وصارت لهم فيه دولة عاثوا فسادا.
متى ظهر مذهب الباطنية؟؟
اختلفت كلمة العلماء حول تحديد ظهور هذا المبدأ الهدام:
فقيل أنهم ظهروا سنة سنة 205هـ.
وقيل: في سنة 250هـ.
وقيل: مائتين وكسر.
ما سبب اختلاف العلماء في تحديد نشأة الباطنية؟؟
1. غموض أمر الباطنية في أدوار كثيرة مرّ بها تاريخهم، كل واحد من العلماء أرّخ لهم حسب ما وصل إليه من أخبارهم.
أن مذهب الباطنية نفسه يقبل تلك الاختلافات.
مالغرض من إقامة هذا المذهب؟؟
إبطال الإسلام والقضاء عليه وعلى أهله، أو زعزعته من نفوس المسلمين أو تشكيكهم فيه، وإحلال المجوسية والإلحاد محله.
ومن أجل إقامة حكم عام في الأرض تسيطر عليه الآراء الباطنية، وينفذ فيه حكمها.
ما الأقنعة التي تستّروا بها الباطنية لتحقيق ما يهدفون إليه؟؟
1 - اعتمادهم على تأويل النصوص تأويلات تنافي ما يقرره الإسلام ويأمر به.
2 - إظهار التشيع لعلمهم بأن مذهب التشيع يحتمل كلامهم، إذ لم يجدوا مدخلاً إلى الإسلام إلا من جهة إظهار التشيع والانتساب إلى المذهب الشيعي.
3 - التظاهر بالإسلام وحب آل البيت والانتصاف لهم.
4 - دعوى أن النصوص لها ظاهر وباطن، والظاهر قشور والباطن لبّ، والعاقل يأخذ اللبّ ويترك القشور.
5 - اتفقوا أن يبثوا دعاتهم وأن يلزموهم بخطة ماكرة، وهي أنه يجب على كل داعية أن يوافق هوى المدعو مهما كان مذهبه ودينه مستعملاً معه الحيل التسع المعروفة عنهم.
ما أسماء الباطنية؟؟ وماسبب تسميتهم بتلك الأسماء؟؟
1 - الباطنية: وسبب التسمية: لزعمهم أن النصوص من الكتاب والسنة لها ظاهر وباطن، وأن الظاهر بمنزلة القشور والباطن بمنزلة اللب.
2 - الإسماعيلية: نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق لزعمهم الانتساب إليه.
وقد تفرقت الإسماعيلية إلى ثلاث فرق معاصرة هي:
أ- الدروز.
ب- الإسماعيلية النزارية-البهرة-.
ج- الإسماعيلية الأغا خانية.
السبعية: أ- لدعواهم أن أدوار الإمامة سبعة سبعة، كلما انتهى حكم سبعة من الأئمة قامت القيامة وابتدأ الدور من جديد إلى ما لا نهاية.
-ثم لشغفهم بالعدد سبعة حيث فسروا كثيراً من الأمور على وفق هذا العدد، فقالوا: إن السموات سبع، والأرضين سبع، والكواكب السيارة سبعة، والأيام سبعة، وأعضاء الإنسان سبعة، والنقب في رأس الإنسان سبعة ... إلى آخر أدلتهم على مزية العدد سبعة.
-وقيل: إنه أطلق عليهم بسبب اعتقادهم أن العالم السفلي تديره الكواكب السبعة وهي: زحل، المشتري، عطارد، المريخ، الزهرة، الشمس، القمر. وهي عقيدة مأخوذة من ملاحدة المنجمين
التعليمية:
وقد أطلق عليهم بسبب أن مذهبهم قائم على الحجر على العقل، وإبطال النظر والاستدلال، والدعوة إلى الإمام المعصوم المستور، وأن العلم لا يجوز أخذه إلا منه.
الإباحيّة:
لأنهم أهل إباحة لا يحرمون محرّما ولا يلتزمون بشرع، بل الحلال ما حل في أيديهم، والحرام ما منعوا منه. ويستدلون على هذا المسلك بقول الله عز وجل: {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً}
القرامطة: فلانتسابهم إلى رجل يقال له حمدان قرمط، وهو رجل من أهل الكوفة، وقد كان راعياً مائلاً إلى الزهد والديانة-فيما يذكر عنه- في بداية حياته، وقيل: إنه كان يتظاهر بذلك وأنه على المجوسية فصادفه أحد دعاة الباطنية –ويسمى حسين الأهوازي- وهو متوجه إلى قريته فجره معه لهذا الطريق.
ما أماكن وجود القرامطة؟؟
1 - في اليمن.
2 - في العراق.
3 - البحرين.
ومن أسمائهم:
الملاحدة: لأنهم ينفون وجود الله عز وجل ويقولون بتأثير الكواكب.
المزدكية: نسبة إلى رجل يقال له مزدك، قيل: إنه رئيس الخرمية.
البابكية: لانتسابهم إلى بابك الخرمي، خرج في أيام المعتصم بناحية أذربيجان، فجهز لهم الجيوش حتى قتلهم.
الخرمية أو الخرمدينية
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلمة ((خرم)) أعجمية، ومعناها: الشيء المستلذ المستطاب الذي ترتاح له النفس، وهو من باب الدعاية لمذهبهم الذي هو رفع التكاليف وتسليط الناس على ارتكاب الشهوات.
المحمرة: قيل: لأنهم صبغوا ثيابهم بالحمرة في أيام بابك، ولبسوها شعاراً لهم.
وقيل: لأنهم يطلقون على مخالفيهم اسم الحمير.
وقيل لأن أخلاقهم وطبائعهم صارت شبيهة بطبائع الحمير.
مالطرق والحيل التي يستعملها الباطنيون لإغواء الناس؟؟
ومن الوصايا الهامة التي يجب أن يسير بموجبها كل داعية باطنية هي أن يجاري من يخاطبه، ويوافقه في مذهبه تماماً، بل ويحسِّن له الغلو فيه، ويريه أنه أحرص منه على التزامه به.
فإذا كان المدعو شيعياً فإنه يجب أن يكون مذهب الداعية شيعياً أيضاً، وإذا كان المدعو فاجراً مستهتراً أو ناسكاً متعبداً أو يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً فإن مذهب الداعي كذلك.
فإذا كان المدعو فاجراً حسَّن له الداعي انتهاب اللذات، وأن الحياة منتهية والدنيا فانية.
وإذا كان المدعو ناسكاً حسن له التعبد والزهد وعدم الالتفات إلى الدنيا.
وإذا كان المدعو يهودياً حسَّن له الداعي مذهبه، وأظهر له تعظيم السبت، وشتم النصارى والمسلمين جميعاً.
وإذا كان مجوسياً يظهرون عنده تعظيم النار والضوء والشمس وغير ذلك من مذهب المجوس.
مالحيل والطرق للوصول إلى قلوب الناس والتدرج بهم في الكفر شيئاً فشيئاً التي استخدموها؟؟
حيلة الزرق والتفرس، ومعناها: أن يكون الداعي ذكياً فطناً صاحب فراسة، يميز بين من يطمع في استدراجه لقبول دعوته، ومن لا يطمع في ذلك وله معرفة بتأويل النصوص وإخراجها عن معانيها الظاهرة إلى المعاني الباطنة، وأن لا يبدأ بالمخالفة للمدعو بل يوافقه ثم يستدرجه بعد ذلك على حسب الخطط الباطنية إذا تفرس فيه القبول.
الحيلة الثانية:
وهي التأنيس: والمراد بها الوصول إلى قلب المدعو واستمالته بلطف الحديث وذكر بعض الآيات والأحاديث والأشعار، وبحث جوانب من الأمور اليومية، وإلقاء خطب ومواعظ، ويظهر له كل أمر يزيد في الأنس بينهما ويقرِّب بين الأفهام.
الحيلة الثالثة:
هي التشكيك: وهي أن يسأل الداعي المدعو عن مسائل في أمور الدين، وهي مسائل يعجز المدعو عن الإجابة عنها لجهله، وذلك أن الدعاة الباطنيين يركزون دعوتهم في العوام.
الحيلة الرابعة:
وهي التعليق: فتتم بعد طرح تلك المسائل، فإذا طلب المدعو الاستفسار عنها، وتعلق قلبه بها وبمعرفتها قالوا له: إننا لا نخبرك بشيء حتى تعطينا العهد والميثاق، فإذا رضي بذلك نقلوه إلى الحيلة الخامسة، وهي الربط.
الحيلة الخامسة:
وهي الربط: وهي إحكام قبضتهم عليه بما يؤخذ عليه من العهود والمواثيق الغليظة في عدم إفشائه سراً من أسرارهم، وأنه إذا فعل ذلك فقد استوجب لعنة الله وغضبه، وأنه مخلد في النار أبد الآباد ... إلى آخر تلك الإيمان الطويلة التي لا يؤمنون بها هم.
الحيلة السادسة:
وهي التأسيس: وهي إظهارهم تعظيم الشرع والرغبة في طلب العلم والمحافظة على أوامر الدين، وأن تلك العهود التي أعطاهم المدعو يجب احترامها
الحيلة السابعة:
التأسيس: وهي أنهم يضعون مقدمة لا تنكر في الظاهر، ولا تبطل الباطن، يستدرج فيها المدعو بحيث لا يدري، ويوهمونه أن الله تعالى جعل لكل شيء ظاهراً وباطناً، ويستدلون عليه بقوله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42641#_ftn1).
الحيلة الثامنة:
وهي الخلع من الدين: فهي أن يقول الداعي للمدعو: إن فائدة الظاهر أن يفهم ما أودع فيه من علم الباطن لا العمل به، فمتى وقف المدعو على الباطن سقط عنه حكم الظاهر، وهو المراد –بزعمهم الكاذب- لقوله تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}، أي يضع عنهم هذه التكاليف الشاقة من صلاة وصيام وغيرها من شرائع الإسلام.
الحيلة التاسعة:
الانسلاخ من الدين أو حيلة السلخ: فهي أنهم إذا أنسوا من المدعو الإجابة وصار منهم، أعلموه أنه قد أطلق من وثاقه وحل له كل ما حرم على غيره من الناس الذين لم يدخلوا مذهبهم: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ}.
ما هي عقائد الباطنية؟؟
اسس عقيدتهم قائمة على: - إنكار وجود الله تعالى.
2 - جحد أسمائه وصفاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - تحريف شرائع النبيين والمرسلين.
وفي كل ذلك يتسترون:
1 - إما بالتشيع لآل البيت.
2 - وإما بزعم التجديد والتقدم.
أولاً: عقيدتهم في الألوهية:
القول بوجود إلهين، لا أول لوجودهما من حيث الزمن، إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني، واسم العلة السابق، واسم المعلول التالي، وأن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه، وقد يسمون الأول عقلاً، والثاني نفساً تخرصاً وكذباً.
وذهب قسم آخر منهم إلى الاعتقاد أن علياًً رضي الله عنه هو الذي خلق السموات والأرض خالق محيي مميت مدبر للعالم – تعالى الله على ما يقولون علوا كبيرا –
وذهب بعضهم إلى أن الله تعالى لا يصح وصفه بأنه موجود ولا معدوم، ولا معلوم ولا مجهول، ولا موصوف ولا غير موصوف، ولا قادر ولا غير قادر– تعالى الله على ما يقولون علوا كبيرا –
ثانياً: اعتقادهم في النبوات:
يجحد الباطنيون النبوات، وينكرون المعجزات، ويزعمون أنها من قبيل السحر والطلاسم، ويفسرون النبوة بأنها عبارة عن شخص فاضت عليه من السابق بواسطة التالي قوّة قدسية صافية.
ثالثاً: اعتقادهم في الآخرة:
إنكار الآخرة التي جاء الإسلام بتفاصيل بيانها، وأوَّلوا القيامة في القرآن والسنة، وقالوا بأنها رموز تشير إلى خروج الإمام، وقيام قائم الزمان –إمام العصر-، السابع الناسخ للشرع المغير للأمر كما يصفونه، وقالوا أيضاً: إن معنى القيامة انقضاء الدور، وأنكروا بعث الأجسام والجنة والنار.
رابعاً: اعتقادهم في التكاليف الشرعية:
من أشد المذاهب استحلالاً للمحرمات، وأوغل في الإباحية البهيمية، وأكثر تفلتاً عن القيام بالتكاليف الشرعية وتبرماً منها، مع أنهم لا يتظاهرون أمام العامة بترك التكاليف إلا فيما بينهم.
وأما ظاهر مذهبهم فهو لزوم القيام بالتكاليف، بل وأحياناً بعضهم يبالغ في إيجاب أشياء لم تجب ليظهروا بمظهر الزهاد والعباد، وليستفيدوا من جهة أخرى، إرهاق الناس بكثرة التكاليف لتضيق صدورهم بها.
بين خطر النصيرية؟؟
ما من فتنة تثور ضد المسلمين من أهل السنة إلا وهؤلاء النصيريون في خندق واحد مع عدو المسلمين ضد المسلمين، وكم ذهبت من أنفس واستبيحت من أعراض بسبب دسائس النصيرية وتآمرهم في وقائع تقشعر منها الجلود، وبينهم وبين اليهود والنصارى مودة وبينهم تشابه في كثير من المعتقدات.
لقد انطوى هؤلاء على كفر وإلحاد وخرافات تجعل الإنسان ييأس تمام اليأس أن يعود هؤلاء إلى رشدهم.
ما أسماء هذه الطائفة ومالسبب في إطلاقها عليهم؟؟
النصيرية: ويكرهون هذه التسمية، ومن أسباب كراهيتهم له:
- أنه أطلق عليهم بسبب العصبية المذهبية، وبدافع من العداوة والمذهبية، حيث أطلقت هذه التسمية عليهم ذريعة لاضطهادهم كما يزعمون.
-زعموا أن الأتراك حينما كانوا مسيطرين على بلادهم أطلقوا عليهم اسم النصيرية نسبة إلى الجبال التي يسكنونها نكاية بهم واحتقاراً لهم.
- ومن أسمائهم المحبوبة عندهم ((العلويون)): هذه التسمية أخذت من عبادة هؤلاء لعلي رضي الله عنه وتأليههم له.
- وقد أطلق عليهم الأتراك اسم ((سورة ك)): وبمرور الزمن صار الناس يلفظونها ((سوراك))، ومعناها عند الأتراك: المنفيون أو المساقون.
- ويطلق عليهم اسم (النميرية). نسبة إلى محمد بن نصير النميري.
ما أسس عقيدة النصيرية؟؟
1 - أن النصيرية علويون يعتقدون بألوهية الإمام علي، والشمالية منهم يقولون: إنه حالٌّ في القمر. والكلازية يذهبون إلى أنه حال في الشمس، ولهذا فهم يقدسون الشمس والقمر وسائر النجوم.
2 - ويعتقدون بتناسخ الأرواح، فالأرواح الصالحة عندهم تحل في النجوم، ولهذا يسمون علياً أمير النحل أي أمير النجوم، والأرواح الشريرة تحل في أجسام الحيوانات التي هي في نظرهم نجسة كالخنازير والقرود وبنات آوى.
3 - أن كلمة السر عندهم ثلاثة أحرف وهي: ع. م.س، أي علي، محمد، سلمان.
4 - أن للنصيرية كتاباً مقدساً يعتمدونه ويرجعون إليه وهو غير القرآن، ولا يحتل القرآن عندهم إلا مكاناً ثانوياً.
5 - العقائد النصيرية غير متجانسة وثنية قديمة وإسلامية متطرفة.
ما رأي النصيرية في تعليم المرأة؟؟
إن التعاليم النصيرية تقضي بعدم جواز اطلاع المرأة على أي سر من أسرار المذهب؛ لأنها في نظرهم ضعيفة العقل والإرادة، ولأنها أكثر شراً من الرجل وأكثر احتيالاً ومكراً، وهن سبب كل شر.
كيف يتم تعليم الرجل عند النصيرية؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يتم دخوله في المذهب بطريقة فاحشة يتم من خلالها القضاء على كل عرق ينبض بالرجولة والشهامة فيه، وتداس كرامته وينتهك عرضه.
المرحلة الأولى: وتسمى مرحلة الجهل. وفيها يهيئون من يقع عليه الاختيار من أبناء الطائفة لقبول وحمل أسرار المذهب.
مرحلة التعليق: وفي هذه المرحلة يلقنونه شيئاً من تعاليم المذهب، ويبقى مدة سنة إلى سنتين تحت إشراف شيخ من شيوخ الطائفة ليطلعه على شيء من أسرار المذهب بالتدريج، فإذا توسموا فيه القبول والنجابة نقلوه إلى المرحلة الثالثة الآتية وإلا طردوه.
مرحلة السماع: وهي الدرجة العليا، ويطلعونه فيها على أكثر أصول المذهب النصيري، ثم يعقد الرؤساء الروحيون للطائفة مجمعاً خاصاً لتلقينه بقية أسرار المذهب، ثم ينقلونه إلى درجة أعلى يطلقون عليه درجة الشيخ أو صاحب العهد.
ما أهم عقائد النصيرية؟؟
1 - تأليه علي رضي الله عنه.
وبحسب اعتقادهم أن الله تجلى في علي فقد اتخذ علي محمداً وبالغوا في كفرهم فقالوا: إن علياً خلق محمداً، ومحمد خلق سلمان الفارسي، وسلمان خلق الأيتام الخمسة الذين بيدهم مقاليد السموات والأرض وهم:
1. المقداد: رب الناس وخالقهم الموكل بالرعود والصواعق، والزلازل.
2. أبو الدر: (أبو ذر الغفاري) الموكل بدوران الكواكب، والنجوم.
3. عبد الله بن رواحة الأنصاري: الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.
4. عثمان بن مظعون: الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان.
5. قنبر بن كادان: الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام.
2 - القول بالتناسخ:
ويعود سبب تعلقهم بالتناسخ إلى أنهم لا يؤمنون بيوم القيامة ولا بالحساب ولا الجزاء في الآخرة،
والتناسخ حسب معتقد النصيرية في أربع صور حسب قرب الشخص أو بعده عن الإيمان وطاعة الأئمة أو عصيانهم، وهي كما يلي: نسخ، مسخ، فسخ، رسخ.
1. أما النسخ: فهو انتقال الروح من جسم آدمي إلى جسم آدمي آخر.
2. وأما المسخ: فهو انتقال الروح من جسم آدمي إلى جسم حيوان.
3. وأما الفسخ: فهو خروج الروح من جسم آدمي إلى جسد حشرة من حشرات الأرض وهوامها.
وأما الرسخ: فهو انتقال الروح من جسم آدمي إلى الشجر والنبات والجماد.
- ومن أهم عقائدهم أيضاً: تقديس الخمر؛ حيث زعموا أن الله تعالى يتجلى فيها وأنها تسمى عبد النور تشريفاً لها، وجعلوا من أكبر الإجرام قلع شجرة العنب.
ما هي عبادات النصيرية؟؟
يختلف النصيريون عن المسلمين في العبادات، بل وفي كل شيء، أن النصيريين يصلون في خمس أوقات، إلا أنها تختلف في الأداء وفي عدد الركعات عن بقية المذاهب الإسلامية، وصلاتهم لا سجود فيها، وفيها بعض الركوع أحياناً.
ولا يصلون الجمعة ولا يعترفون بها كفرض، ولا يتطهرون قبل آداء صلواتهم، ولا يصلون في المساجد، بل يحاربون بناء المساجد ولا يرضون بإقامتها، بل يجتمعون في بيوت معلومة وأوقات معينة، ويسمون هذا الاجتماع عيداً يقوم الشيوخ بتلاوة بعض القصص والأخبار والمعجزات الخرافية لأئمتهم، ويختلط الحابل بالنابل في هذه الاجتماعات رجالاً ونساءً.
والصيام عند النصيرية ليس هو عن الأكل والشرب وجميع المفطرات في نهار رمضان؛ بل هو الامتناع عن معاشرة النساء طوال شهر رمضان.
والحج إلى بيت الله الحرام يعتبرونه كفراً وعبادة للأصنام.
ما هي أعياد النصيرية؟؟
للنصيرية أعياد كثيرة في أوقات كثيرة مثل عيد الغدير، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد عاشوراء، وعيد الغدير الثاني يوم المباهلة، وعيد النوروز، وعيد المهرجان، وعيد الصليب، وعيد الغطاس، وعيد السعف، وعيد العنصرة، وعيد القديسة بربارة، وعيد الميلاد إلى آخر، أعيادهم الكثيرة التي وافقوا فيها المسلمين والنصارى والوثنيين.
ما موقف النصيرية من الصحابة؟؟
بالغ هؤلاء في بغض الصحابة رضوان الله عليهم، بل واعتقدوا أن من الصحابة من لم يكن مؤمناً حقيقة، بل كان يتظاهر بالإسلام ويبطن النفاق خشية من سطوة علي، ومن هؤلاء بافترائهم أبو سفيان وابنه معاوية رضي الله عنهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد خصوا الصحابي الجليل وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يليه عمر الفاروق رضي الله عنهما بالبغض الشديد، فلم يجيزوا حتى مجرد التسمية بأبي بكر وعمر، بل بلغ بهم السفه والحقد عليهما أن عمدوا إلى الحيوانات البريئة وتفننوا في تعذيبها؛ لأن روح أبا بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم حلت فيهم عن طريق التناسخ.
ما هي فرق النصيرية؟؟
1. الجرانة: نسبة إلى قريتهم جرانة، ثم سميت بعد ظهور محمد يونس كلازو من زعمائهم ((الكلازية))، ويقال لهم القمرية لأنهم يعتقدون أن علياً حل في القمر، ويرون أن الإنسان إذا شرب الخمر الصافية يقترب من القمر.
الغيبية: أي الذين رضوا بما قدر لهم في الغيب فتركوا التوسل.
1. الماخوسية: نسبة إلى زعيمهم علي الماخوس المنشق عن الكلازية.
النياصفة: نسبة إلى زعيمهم ناصر الحاصوري من بلدة نيصاف بلبنان.
ما أماكن النصيرية؟؟
القطر العربي السوري، ولهم وجود في جنوب تركيا وأطراف لبنان الشمالي وفارس وتركستان الروسية وكردستان.
مالمحاولات التي حاولها الزعماء المسلمين لإرجاع النصيرية إلى الإسلام؟؟
1. صلاح الدين الأيوبي فبعد دحره للصليبيين بنى المساجد، وأمر جميع النصيريين بالصلاة فيها وبالصوم، وغيرهما من بقية شعائر الإسلام، فأطاعوه إلى أن توفي فتركوا ذلك، وجعلوا المساجد زرائب للحيوانات.
الظاهر بيبرس: بعد أن دحر التتار ألزمهم ببناء المساجد بقراهم وإقامة الصلاة فيها فبنوها بعيدة عن القرى وهجروها، وربما كان يمر الغريب في المسجد فيؤذن فيه فيقولون له: لا تنهق يأتيك علفك بعد قليل.
1. السلطان العثماني ((سليم)): بنى المساجد وقام بكثير من الإصلاحات، ولكنهم رجعوا بعده إلى ما كانوا عليه.
إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والى مصر: كذلك قام بإصلاحات كثيرة من أجل تركهم عقائدهم الفاسدة إلا أنهم حينما أنسوا من أنفسهم قوة رجعوا عن ذلك كله.
السلطان العثماني عبد الحميد: كرر المحاولات بإرساله رجلاً من خاصته اسمه ضياء باشا، وجعله متصرفاً على لواء اللاذقية، فأنشأ لهم المساجد والمدارس، فأخذوا يتعلمون ويصلون ويصومون، وأقنع الدولة بأنهم مسلمون إذ لم يعصوا له أمراً، ولكنه بعد أن ترك هذا المتصرف منصبه خربت المدارس وحرقت الجوامع ودنست.
((تم بحمد الله))
ـ[محمود المصرى المسلم]ــــــــ[08 - Nov-2009, صباحاً 05:25]ـ
بارك الله فيكِ
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 01:19]ـ
نستكمل التلخيص في فرقتي الدروز و البهائية ...
بيِّن خطر هذه فرقة الدروز؟؟
والدروز في إسرائيل من أخلص الناس لليهود، وتعاملهم إسرائيل أيضاً بالمثل لمعرفتهم بعمالتهم التامة لهم.
وقالوا بالتناسخ الذي يسمونه التقمص مخالفة للنصيرية.
عِّرف الدروز؟؟ لغة و اصطلاحا؟؟
أنها تطلق على الأولاد غير الشرعيين الذين لا يعرف لهم آباء.
وتطلق كذلك على السفلة والسقاط من الناس فيقال لهم أولاد درزة.
وتطلق هذه اللفظة أيضاً على القمل والصئبان!!!
وتدل هذه المعاني على الرداءة والانحطاط ..
إصطلاحا:
طائفة ذات أفكار وآراء اعتقادية، هم من غلاة الباطنية يعتقدون ألوهية الحاكم بأمره، انشقوا عن الإسماعيلية في الظاهر وإن كانوا متفقين معهم في جوهر عقائدهم.
بيِّن أصل الدروز؟؟
1. أنهم سلالة قبائل عربية، وهو ما يزعمونه لأنفسهم، وقد أكده الأستاذ محمد حمزة، وأنهم من لخم وتنوخ، وأثنى عليهم ثناءً كثيراً (10) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42641&highlight=%E3%DA%C7%D5%D1%C9#_ ftn1).
2. أنهم من سلالة السامريين القدماء.
3. أنهم من بقايا الحيثيين القدماء.
4. أنهم مزيج من عناصر مختلفة من عرب وفرس وهنود.
5. أنهم سلالة الجنود الفرنسيين الصليبيين.
6.أنهم من أصل إنجليزي.
من زعيمهم؟؟
ويسمى هذا الداعي محمد بن إسماعيل، ويقال له: درزي، من أصل فارسي ويعرف بـ ((نشتكين)).
ما أسماء الدروز؟؟
1 - الدروز: وهو نسبة إلى نشتكين الدرزي.
2 - الموحدين: ويجب ملاحظة أن هذه التسمية لا تعني توحيد الله عز وجل الذي يعبده المؤمنون، ولكن معناها الإخلاص في توحيد الحاكم بأمره.
كيف انتشرت العقيدة الدرزية؟؟
حينما فرَّ درزي من مصر توجه إلى بلاد تيم في لبنان، وكانت تقيم فيه قبائل عربية في الجاهلية ثم اعتنقوا الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي أيام الدولة العبيدية انتشر بينهم المذهب الإسماعيلي بتأثير هذا الداعي وفراغهم عن معرفة الدين الإسلامي.
ما طبيعة معاملة الدروز لمن يكشف شيئاً من عقائدهم؟؟
يقوم هؤلاء الدروز وهم يعرفون تفاهة مذهبهم بسبّ الشخص وإلصاق التهم به وإثارة الضجة حوله إذا لم يستطيعوا قتله.
ما هي أماكن الدروز؟؟
1. سوريا: ويسكنون في محافظة السويداء، جبل حوران أو جبل الدروز أو جبل العرب كما يقال له، ويعيش منهم في هذه المنطقة أكثر من ثلاث وسبعين قرية.
2. في لبنان: ويسكنون في عدة مناطق منه؛ في الغرب الأسفل، وفي الغرب الأعلى، وفي الشحار والمناصف، وفي الجرد، وفي العرقوب والباروك والجرد الشمالي، وفي الشوف.
3. في فلسطين: عند جبل الكرمل وصفد.
في بلاد المغرب بالقرب من مدينة تلمسان قبيلة تعرف ببني عبس تدين بالعقيدة الدرزية دون أن يعرف جيرانهم حقيقة مذهبهم.
ما هي طريقة الدروز في تعليم ديانتهم؟؟
علماء الدروز من أشد الناس تستراً على مبادئهم حتى من الموالين لهم، فلا يطلعون أحداً على أسرار المذهب إلا بعد أن يجتاز امتحانات كثيرة من قبل هؤلاء المشائخ الذين هم بمنزلة السلطة العليا.
من هو الحاكم بأمر الله الذي ألهه الدروز؟
هذا الشخص هو أبو علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي لقب بالحاكم بأمر الله، ولد سنة 375هـ وتولى الملك بعد موت أبيه في رمضان سنة 386هـ، وكان سادس الملوك العبيديين تولى الملك وعمره إحدى عشرة سنة.
ادعى الألوهية على يد حمزة بن علي، وغيره من ملاحدة الإسماعيلية سنة 408هـ، إلى أن قتل سنة 411هـ، ويذكر المؤرخون لهذا الحاكم أنه كان أسطورة في سفك الدماء وإرهاب الناس وكانت له مواقف متناقضة عجيبة وله غرائب كثيرة.
كيف هلك الحاكم؟؟
لقد شغف الحاكم بالطواف بالليل؛ خصوصاً في جنبات جبل المقطم بالقاهرة ينظر في النجوم ويخلو بنفسه.
خرج كعادته للطواف في هذا الجبل وليس معه إلا رجل وصبي، ولكنه لم يرجع إلى بيته، ومن هنا وقع الخلاف بين الناس في شأنه.
فقيل: إن أخته ست الملك قد دبرت اغتياله لأمرين:
- إنها خافت على نفسها من بطشه؛ إذ اتهمها بسوء سلوكها مع الرحال فآثرت أن تقضي عليه قبل أن يقضي عليها ودفنته في مجلس دارها.
- والأمر الثاني: هو إنكارها لما أقدم عليه الحاكم، وخوفها أن تزول الخلافة بسبب دعواه الألوهية. وبعض العلماء ينكر أن تكون أخته قتلته.
ما أهم عقائد الدروز؟؟
1 - ألوهية الحاكم: ومن عقائد الدروز أن الحاكم يتشكل في كل عصر ودور بصور أناس من أجل مصلحة الناس ومراعاة لحالهم، وليس المشاهير في تلك العصور أناس غير الحاكم؛ بل هم الحاكم تصور بصور واتخذ له تلك الأسماء الإنسية ليتعرف خلقه إليه تفضلاً ورحمة منه على عباده.
2 - القول بالتناسخ:
يعتقد الدروز بالتناسخ أو التقمص كما يسمونه، ومعناه عندهم: انتقال النفس من جسم بشري إلى جسم بشري آخر. والجسم قميص للروح التي لا تموت أبداً بل تتقمص أجساماً أخرى في كل نقلة، فنفس الموحد تنتقل إلى موحد ونفس المشرك إلى مشرك.
علل- قصر الدروز التناسخ في الأجسام البشرية؟؟
1 - قالوا: إن انتقال النفس إلى جسم حيوان غير بشري ظلم لها لعدم تعلق الثواب والعقاب على غير النفس العاقلة.
أن وقوع العقاب على النفس لا يصح إلا بعد مرورها في أجسام بشرية على مدى دهر طويل.
3 - إنكار القيامة:
لا يؤمن الدروز بيوم القيامة فلا حساب ولا جزاء ولا ثواب ولا عقاب في الحياة الآخرة، وإنما يتم ذلك كله في الدنيا عن طريق التقمص وما تلاقيه الروح في تقمصها من النعيم أو العقاب، إلا أنهم ينتظرون يوماً يجيء الحاكم في صورة ناسوتية مرة أخرى، ويدين له كل أهل الأديان بالتوحيد والطاعة كما يزعمون، يخرج من بلاد مصر.
ما هي علامات يوم القيامة عند الدروز؟؟
1 - عندما يرى الملوك يملكون حسب مآربهم وأهوائهم الشخصية ولا يعدلون بين الرعية.
2 - عندما يتسلط اليهود والنصارى على البلاد.
3 - وعندما يستسلم الناس إلى الآثام والفساد ويأخذون بالآراء الفاسدة.
وعندما يتملك شخص من ذرية الإمامة ويعمل ضد شعبه وأمته ويضع نفسه تحت سلطان المخادعين.
4 - ملك آخر في مصر يحارب المصريين ويحاربونه.
5 - ويأتي المسيخ الدجال في صورة رومي يجتمع الروم حوله ويخرب حلب.
ثم يظهر المسيح بن يوسف في أرض مصر.
4 - عداوتهم للأنبياء:
(يُتْبَعُ)
(/)
يحقد الدروز على الأنبياء حقداً شديداً وينكرون فضائلهم، بل ونسبوهم إلى الجهل، لأنهم يدعون الناس بزعمهم إلى توحيد المعدوم –تعالى الله عن قولهم- وما عرفوا المولى الموجود –أي الحاكم بأمر الله-.
5 - إنكارهم التكاليف:
لا يؤمن الدروز بوجوب القيام بتلك التكاليف التي جاء بها الشرع في القرآن الكريم وفي السنة النبوية. وقد جعلوا للمكلف طريقة يستطيع أن يتخلص بها من كل تكليف أو عمل فرائض أطلقوا عليها الفرائض التوحيدية وهي معرفة الباري وتنزيهه عن جميع الصفات والأسماء ... ثم معرفة الإمام قائم الزمان وهو حمزة بن علي بن أحمد وتمييزه عن سائر الحدود ووجوب طاعته طاعة تامة.
والزكاة معناها عبادة الحاكم وتزكية قلوبهم وتطهيرها وترك ما كانوا عليه قبل معرفة الحاكم في ظهوره الجديد، والصوم معناه صيانة قلوبهم – التي هي من أردأ القلوب - بتوحيد مولاهم الحاكم، والحج معناه توحيد الحاكم لا المجيء إلى مكة والطواف والسعي، والجهاد: معناه السعي والاجتهاد في توحيد الحاكم ومعرفته وعدم الإشراك به لا الجهاد الذي فرضه الله؛ لأن الحاكم أبطله في الشرع الجديد.
من هو كمال جنبلاط؟ وما دوره في تثبيت عقيدة الدروز؟
هذا الشخص من كبار الدروز، ومن أشد المتعصبين لمذهبه الدرزي، وقد أقدم على جريمة كبيرة في هذا العصر؛ حيث بدأ هو وشخص آخر اسمه عاطف العجمي بتأليف كلام يحاكيان به القرآن الكريم، زاعمين أنه كلام مقدس تحت اسم المصحف المنفرد بذاته، أو مصحف الدروز مملوء من شتى الأفكار ومن شتى السور من القرآن الكريم.
ما الفرق بين النصيرية والدروز؟؟
1 - أن عقيدة الطائفتين باطنية – من الغلاة.
2 - أنهم لا يطلعون أحداً على أسرار مذهبهم وكتبهم السرية.
3 - لا يعترف الدروز لأحد بالدخول في مذهبهم أو الخروج عنه.
4 - لا يأخذون بظواهر الألفاظ وإنما يؤولونها.
5 - كلهم يقولون بالتناسخ ويختلفون في التسمية، فالنصيريون يسمونه ((تناسخ))، والدروز يسمونه ((تقمص))، والنصيرية يعممونه في كل شيء بينما الدروز يحصرونه بين البشر فقط.
6 - الجنة عند الدروز معرفة الدعوة الهادية- أي الدعوة الدرزية- والجحيم هو الكفر بها. والنصيريون يقولون بأن الجنة معرفة ألوهية علي بن أبي طالب، والجحيم هو الكفر بها أو الجهل بها.
7 - يتفقون جميعاً في اعتبار الحج ظاهرة وثنية وأنه كفر وعبادة أصنام.
من زعيم البابية؟؟
زعيم البابية الأول هو علي بن محمد رضا الشيرازي، ويلقب بالميرزا، سارع زعماء الإنجليز والروس إلى حماية هذه الطائفة بل وإلى مدها بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والهجوم على حكومتهم في أماكن كثيرة لإرهاب الناس وتوجيههم إلى قبول هذه الدعوة، وفتحت الحكومة الروسية أبواب بلادها للبابية ليعيشوا فيها بكل حرية وراحة ويدبروا المؤامرات من مكان مصون.
- ماهو مؤتمر بدشت؟؟ ومالذي تم فيه من خطط؟؟
وحينما أحسَّ البابيون من أنفسهم القوة وكان زعيمهم الباب معتقلاً قرروا عقد مؤتمر لهم ليبحثوا فيه:
- أمر الباب وكيفية خلاصه من السجن حتى ولو بالقوة.
- نسخ شريعة الإسلام وإظهار شرائعهم، وهذا أهم ما عقد له المؤتمر.
بيِّن أحكام الفقه عند البابية؟
الصوم تسعة عشر يوماً، يصوم الشخص فيه من شروق الشمس إلى غروبها، والزكاة خمس العقار تؤخذ في آخر العام من رأس المال ويدفع للمجلس البابي المكون من تسعة عشر عضواً.
وأما الزواج فهو إجباري بعد بلوغ الحادية عشر، ويكفي رضا الطرفين ويجوز وقوع الطلاق تسع عشرة مرة، وعدة المطلق تسعة عشر يوماً، وعدة المطلقة خمسة وتسعون يوماً، وإذا تزوجت الأرملة فيجب دفع الدية كاملة على من يتزوج بها، وليس في دين البابية نجاسة لشيء لأن اعتناق البابية يطهر من كل شيء، ويجب دفن الميت في قبر من البلور والمرمر المصقول، ووضع خاتم في يمناه منقوش فقرة من كتاب البيان.
والميراث يكون لسبعة أشخاص من القرابة هم الولد والزوج والزوجة والأب والأم والأخ والأخت، والمعلم.
والعيد الرئيس عند البابية هو عيد النيروز ومدته تسعة عشر يوماً، كما أنه يجب على البابي أن يستقبل الشمس بالسلام في صباح كل يوم جمعة.
ما هو الكتاب المقدس عند البابية؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كتب علي محمد الشيرازي كتابه الذي سماه البيان وهو كتاب ((البيان العربي)) الذي زعم فيه أنه منزل من عند الله وأنه ناسخ للقرآن وأنه أفضل الكتب المنزلة على الإطلاق، بل وتحدى الجن والإنس أن يأتوا بمثله على حد زعم الشيرازي.
بيِّن خطر البهائية؟؟
أن البهائية هي إحدى الحركات الهدامة التي احتضنتها الصهيونية العالمية لهدم الأديان، وخصوصاً الدين الإسلامي، وقد عرفنا فيما سبق أنها وريثة البابية بعد هلاك الشيرازي، بعد أن احتدمت بين البابية والبهائية تلك الخلافات على السلطة والزعامة الدينية، حيث خرجت البهائية منها هي المنتصرة في النهاية.
ولهم شهور تخالف الشهور الإسلامية وعادات تخالف العقائد الإسلامية ومحافل وخلايا مندسة ومبثوثة بين صفوف المسلمين.
ولقد حوربت البهائية واعتبرت عدوة الأديان جميعاً وحظر نشاطها في كل من مصر وتركيا وإيران بعد اطلاع علماء هذه البلدان على نوايا هذه الطائفة المجرمة عميلة الصهيونية.
من هو زعيم البهائية؟؟
مؤسس هذه الطائفة يسمى حسين علي
عمالته هو وأسرته لأعداء الإسلام والمسلمين:
كانت أسرته عميلة وفية للروس، فقد كان أخوه الأكبر كاتباً في السفارة الروسية، وكان زوج أخته الميرزا مجيد سكرتيراً للوزير الروسي بطهران.
بيِّن كيفية دعاية البهائية لليهود؟؟
-ادعى اليهود أن الموجود بأيديهم في الكتاب المقدس حسب زعمهم من البشارات بنبي يبعث بعد موسى وعيسى ليس هو محمداً عليه السلام؛ بل إن تلك البشارات إنما تشير إلى نبي يبعث في القرن التاسع عشر، القرن الذي ظهر فيه البهاء.
-هيأ اليهود لعميلهم في عكا قصر البهجة الذي صار بعد ذلك مهوى أفئدة البهائيين وقبلتهم وكعبتهم الجديدة حسب أمر الله وإرادته كما يزعم البهاء.
اشتمل كتابه الأقدس على بشارات للصهاينة واستيطانهم في فلسطين وصاغ ذلك بعبارات توحي بأنه من علم الغيب وليس من معرفته بسر المؤامرات.
دعا في كتابه المذكور إلى تحريم الجهاد وذلك بتحريم حمل آلات الحرب مطلقاً، وأن الشخص خير له أن يكون مقتولاً لا قاتلاً، فلا جهاد في عهده لليهود ولا لغيرهم.
كيف كانت وفاة المازندراني؟؟
وبعد أن بلغ الخامسة والسبعين من العمر أصابته الحمى، وقيل: إنه جن في آخر حياته، وكان ابنه عباس عبد البهاء يعمل كحاجب له فاستأثر بالأمر وأغدق على الجماعة الأموال فأحبوه. وحين اشتدت الحمى بمدعي الألوهية جاءه القدر المحتوم
كيف انشقت البهائية إلى فرق متعددة؟؟
بعد وفاة رئيسهم اختلف أبنائه على الحكم، فكان المازندراني قد أوصى كما تقدم أن يتولى الأمر بعده ابنه عباس، ثم من بعده محمد علي ولكن عباساً استأثر بالأمر فحصل بينهما شقاق وخلاف شديد وانقسم البهائيون حينئذ إلى فرقتين:
1 - الفرقة الأولى، وهي الموالية لعباس أفندي، وتسمى العباسية.
2 - والفرقة الثانية، وهي الموالية لمحمد علي بن حسين المازندراني، وتمسى الموحدون، وصار بعد ذلك مجموع فرق البهائية بعد حدوث الانشقاقات بينهم أثر شدة المنازعات خمس فرق هي:
1. البابية الخلص.
2. الأزلية أتباع صبح الأزل.
3. البهائية.
4. العباسية.
5. الموحدون.
ما هي دعايات البهائية – كما يزعمون -؟؟
1 - وحدة جميع الأديان والالتقاء على دين واحد، لتزول الخلافات بين الناس، ومن المعروف بداهة أن ذلك الدين سيكون الدين البهائي بطبيعة الحال.
2 - وحدة الأوطان: بحيث تنمحي المفاهيم الوطنية ولا يبقى في الأذهان إلا الوطن الذي سيختاره المازندراني لهم.
3 - وحدة اللغة: بحيث لا يتكلم الناس كلهم بأي لغة لا محلية ولا عالمية إلا اللغة التي سينتخبها لهم المازندراني.
4 - السلام العام والتعايش الهادئ بين كل الشعوب: كما تتعايش الخرفان، وذلك إذا طبقوا السياسة البهائية.
5 - المساواة بين الرجل والمرأة: بحيث يصبح المجتمع كله في رتبة واحدة لا قوامة لأحد على آخر، فلا فرق بين الرجل والمرأة الكل عبيد البهاء.
كيف يمكننا إبطال دعاواهم؟؟
وحدة الأديان: أن دعوتهم إلى توحيد الأديان ثم قصر ذلك على ديانتهم فقط يعتبر من أقوى الأدلة على كذبهم في مناداتهم باتحاد الأديان والتسامح معها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحدة الأوطان: زعيمهم أطلق كلاما بكل والأسى والحزن على وطنه طهران وذمه لفلسطين وتسميته لها أرض الخاء تناقض ظاهر؛ إذ كيف يزعم أنه لا يجوز تفضيل وطن على وطن ثم بعد ذلك يمدح وطناً ويذم آخر بدون مبرر إلا مجرد الهوى.
وحدة اللغة: على أن الفكرة من أساسها يصح وصفها بأنها مجرد خيال ساذج، ويصح كذلك وصفها بأنها فكرة تنبئ عن خبث ونية شريرة، وهي فكرة كذلك مخالفة للفطرة والواقع، ولم يسبق المازندراني أحد من الناس لا الأنبياء ولا غيرهم في مطالبة البشر بالرجوع إلى لغة واحدة هي الفارسية ولا غير الفارسية.
فإن الله أرسل أنبياءه كل نبي بلغة قومه، يدعونهم إلى توحيد الله والخروج عن ما يغضبه عز وجل، والرغبة في هدايتهم إلى الخير والصلاح لتجتمع قلوبهم وتتوحد أفكارهم حول هذا المبدأ، لا مبدأ توحيد اللغات والخطوط، ولو أن العالم كله يتكلم لغة واحدة، لربما فاتتهم مصالح كثيرة.
وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون الناس على هذا الوصف من تعدد اللغات.
المساواة بين الرجال والنساء
ويبطل هذا إسقاط الصلاو و الحج وغيرها من التكاليف على المرأة.
أذكر بعض غقائد البهائية الأخرى؟؟
من أهم أسس عقائدهم أن حسين علي المازندراني هو ربهم وإلههم حياً وميتاً.
هم من كبار القائلين بالحلول والاتحاد.
لايؤمنون بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية في حق عيسى عليه السلام، ولأنهم يقررون تبعاً لأقوال أعداء الإسلام أن المسيح قتل وصلب.
أن الشريعة البابية البهائية ناسخة للشريعة الإسلامية جملة وتفصيلاً.
لا يؤمنون بما جاء في الإسلام من أخبار اليوم الآخر.
يعتقدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس هو خاتم الأنبياء، وأن الوحي الإلهي إلى البشر لا انقطاع له، لهذا فهم يزعمون أن البيان العربي للشيرازي، والأقدس للمازندراني.
تسلطوا على القرآن الكريم فأولوه بتأويلات باطنية إلحادية.
لا يؤمنون بمعجزات الأنبياء ولا يقرون منها إلا ما يستطيعون تأويله على حسب هواهم.
لا يؤمنون بالملائكة ولا بالجن.
لا يؤمنون بوجود الجنة والنار.
يباح للبهائي أن يستعمل التقية بأوسع معانيها في سبيل خداع الآخرين.
يقدسون العدد 19.
ما سبب تقديسهم للعدد19؟؟
- عدد الشهور 19 شهراً، والصوم 19يوماً.
- وعدد أيام الشهر 19 يوماً، وكتابهم البيان 19 باباً.
- وزكاة أموالهم 19 في المائة.
- وعدد شهور السنة 19 شهراً، وفصول البيان 19.
وعدد الطلاق 19 مرة، ... إلى آخر وَلَعِهم بهذا الرقم.
أضرب أمثلة من تأويلات البهائية للقرآن الكريم؟؟
- النفخ في الصور دعوة الناس إلى اتباع البهاء.
- البرزخ هي المدة بين الرسولين أي محمد صلى الله عليه وسلم والباب الشيرازي.
- وفي قوله تعالى: ? إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ? أي ذهب ضوؤها: أي انتهت الشريعة المحمدية وجاءت الشريعة البهائية.
- وفي قوله تعالى: ? وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ? أي تركت الإبل واستبدل عنها بالقاطرات والسيارات والطائرات.
ما موقفهم من السنة؟؟
زعموا أن المسلمين رجعوا إلى الوثنية حينما عظموا الرسول صلى الله عليه وسلم ومجدوه وقد أمر الله أن يمجدوه ويعظموه هو وحده، و أولوا السنة كما أولوا القرآن.
مالسبب في انتشار تعاليم البهائية؟؟
1. جهل كثير من المسلمين بحقيقة المذهب البهائي، خصوصاً وأن الدعوة البهائية أكثر ما توجه إلى العوام والسطحيين من الناس.
2. تظاهر هؤلاء –تقية ونفاقاً- بالإسلام وبالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم.
3.التفاف أعداء الدين الإسلامي نحو البهاء وتعاليمه والذود عنه.
4.كثرة تحريفات النصوص-على وفق ما يريدون.
ما أبرز أماكن البهائية؟؟
خلايا كثيرة في إيران وأمريكا والعراق ومصر وإمارات الخليج والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، ومحافلهم كثيرة وأكبرها في شيكاغو وإسرائيل وكندا وبنما ولندن وألمانيا وسويسرا والهند وباكستان وشمال أفريقيا وأوغندا واستراليا.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42641&highlight=%E3%DA%C7%D5%D1%C9#_ ftnref1)
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 08:33]ـ
نستكمل ما ابتدأنا به من تلخيص هذا الكتاب، من فرقة القاديانية ....
مالأدلة على التحذير من ظهور دجالين يدعون النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: ? مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ?
وجاء في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام:
((وأيم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء)). قال أبو الدرداء: ((صدق والله رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تركنا والله على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء))
مالأدلة على إثبات ختم النبوة؟؟
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي))
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي حينما خرج إلى تبوك: ((ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي))
ماذا قال الرسول عن مدعي النبوة؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن بين يدي الساعة كذابين))
الفصل الأول
كيف نشأت القاديانية؟؟
ظهرت في آخر القرن التاسع عشر المسيحي في الهند، وتسمى في الهند وباكستان بالقاديانية، وسموا أنفسهم في أفريقيا وغيرها من البلاد التي غزوها بالأحمدية؛ تمويهاً على المسلمين أنهم ينتسبون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
احتضنها الإنجليز حينما كانوا حكاماً مستعمرين للهند، وتبنوها، وبذلوا لنصرتها ما في وسعهم من الإمكانيات المادية والمعنوية؛
الفصل الثاني
من هو زعيم القاديانية؟؟
اسمه فهو: غلام أحمد القادياني، واسم والده غلام مرتضى، واسم أمه جراج بي بي، زعم أن أسرته صينية الأصل، ومرة أنه من بني فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخرى قال بأنها جاءت من سمرقند، وزعم مرة أنه يرجع إلى بني إسحاق. قرأ مبادئ العلوم وقرأ في المنطق والعلوم الدينية، كان قليل الفطنة مستغرقاً تبدو عليه البساطة والغرارة، وقد وصف الغلام بالبذاءة وسوء الأخلاق وطول اللسان هجاءاً مقذعاً للمخالفين، وكان عميلا للإنجليز فلو رجعت إلى أي كتاب من كتب الغلام أو تصريحاته فسترى مدى تعلقه بهم وتفانيه في خدمتهم.
الفصل الثالث
ما ختم النبوة في مفهوم القاديانية؟؟
1 - أن الله تعالى حين يكرم أحداً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويوصله إلى درجة الوحي والإلهام والنبوة فإنه-ومع تسميته نبياً- لا يتعارض هذا المفهوم-مع مفهوم ختم النبوة- إذ إن الشخص لا يزال من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أتباعه، ولكن ينتقض هذا المفهوم إذا ادعاه شخص من غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فحينئذ يتعارض قوله تماماً مع ختم النبوة.
ما وجه المغالطة في هذا الكلام؟؟
* أن النبوة لا تأتي من فيض أحد؛ بل هي تَفَضُّلٌ من الله تعالى على من يشاء من خلقه.
* لماذا لا يكون النموذج الذي يدعيه الغلام عاماً؛ بحيث يحق لكل شخص أن يتصف به، فكيف احتكره القادياني بدون أن يذكر أي مبرر له.
2 - أن معنى القول بختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم: ((أنه قد تمت عليه كمالات النبوة وأنه لا يأتي بعده رسول ذو شريعة جديدة، ولا نبي من غير أمته))
3 - أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم هو صاحب الفيوضات الكمالية التي لم يعطها أحد غيره؛ ولذلك سمي بخاتم النبيين.
4 - أن معنى الختم هنا هو تأخير النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر قرناً لتظهر عظمة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي بعد ذلك ما يقتضي إظهار عظمة الإسلام بظهور من تطلق عليه كلمة النبي.
الفصل الرابع
كيف وصل القادياني إلى دعوى النبوة؟؟
-اتجاهه إلى التأليف: اتجه إلى التأليف والمناظرات التي كانت ملتهبة في القارة الهندية بين شتى الأفكار والفرق، وقد بدأ مناظراً جلداً عن الإسلام والمسلمين، مع ما كان يظهر منه بين الفينة والأخرى من غلو في نفسه وتمجيدها،، وحينما توجه إليه المسلمون أعلن أنه بدأ في تأليف كتاب كبير في إثبات فضل الإسلام وإعجاز القرآن وإثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وسماه (براهين أحمدية).
-إلهاماته: لقد كثرت إلهامات الغلام التي جعلها بمثابة وحي من الله تعالى، وهي أفكار زخرفها، وتقوَّلَ فيها على الله تعالى وتنطع، وخرج عن الإيمان بالإسلام وبختم النبوة المحمدية.
-دعواه أنه المسيح الموعود
ما سبب تواضعه حينما عرض عليه صديقه في بداية الأمر؟؟
1. كان يخاف مغبة هذه الدعوى.
2. أو أنه قالها قبل أن تختمر الفكرة في ذهنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. أو أنه كان ماكراً يريد أن يستثبت من رغبات الناس ويسبر غورهم وبالأخص صديقه المذكور.
4. دور صديقه الحكيم نور الدين في دفعه إلى الأمام:
لقد كان لنور الدين اليد العليا على الغلام؛ حيث كان يمهد له الصعاب ويشاركه في إبراز القضايا الخطيرة وطريقة حلها وتوجيهها، ومن ذلك تفسير دمشق الواردة في صحيح مسلم أن المسيح ينزل في دمشق. فكيف ذلك ونزول القادياني كان في قاديان وبين البلدتين من البعد وعدم العلاقة بينهما ما لا يخفى على أحد.
-ادعاؤه النبوة:
وحينما وصل إلى الدرجة النهائية لتدرجه إلى مقام النبوة صرح بآخر تفاصيل الخطة، وتحدى الناس وراهن على صدق نبوته وصدق نفسه أنه نبي.
الفصل الخامس
ما نبوءات الغلام المتنبئ؟؟
وبعد أن أثبت لنفسه النبوة كان حتماً عليه أن يخبر بالمغيبات على طريقة الرسل الذين يطلعهم الله على غيبه لمصلحة يعلمها عز وجل. وتنبؤاته كثيرة ومتنوعة، بعضها يعود إلى حياته الشخصية وبعضها إلى غيره من الناس، وبعضها إلى الأحوال الطبيعية والتغيرات المستمرة في الكون.
1. مثالها: وتنبأ كذلك بأمور كثيرة خاب أمله فيها كلها، فقد جرؤ على ادعاء أمر خطير جداً يظهر فيه كذب الكاذب بعد فترة بسيطة مهما كان، وذلك هو ادعاؤه علم الغيب ومعرفة وفيات الناس الذين يغضب عليهم حيث قال: إن فلاناً الذي عاداني سيموت بعد كذا من المدة؛ يحددها بالتاريخ، فينتظر القاديانيون بفارغ الصبر تحقيق تلك النبوءة فينعكس الحال تماماً. والأمثلة على ذلك كثيرة، ولا يهمنا استقصاؤها؛ ذلك أنها جزء متمم لدعوى النبوة وفرع عنها. وما دام الأصل قد قام على شفا جرف هار؛ فإن الفرع تبع له.
2. نبوءته عن نفسه بأنه لا يموت حتى يتجاوز سنة 1920م، ثم مات سنة 1908م.
الفصل السادس
كيف كان غلوه وتفضيله نفسه على الأنبياء وغيرهم؟؟
وله نصوص كثيرة في تفضيله نفسه على سائر البشر، مع أنه كان في أول أمره يصف نفسه بالمسكين والضعيف، إنه كان أفضل من كثير من الأنبياء، ويجوز أن يكون فضل من جميع الأنبياء، ومن تلك المعجزات الهامة أنه تزوج بزوجته الثانية وهي شابة وكان عمره هو الخمسين، وكان مصاباً بعدة أمراض فتاكة.
الفصل السابع
ما أهم عقائد القاديانية؟؟
1. التناسخ والحلول:
اعتقاد التناسخ والحلول، وأن الأنبياء تتناسخ أرواحهم وتتقمص روح بعضِهِم وحقيقَتُه جَسَد وحقيقَةَ آخرين، وتظهر في مظهر الجسد الآخر تماماً، وقد قال بهذا ليصل إلى تثبيت بعثته ونبوته.
2. التشبيه:
كما أن للقادياني أقوالاً كفرية في وصف الله تعالى؛ فهو يزعم أن الله قال عن نفسه جل وعلا: بأنه يصلي ويصوم ويصحو وينام، وأنه يخطئ ويصيب.
قال القادياني: ((قال لي الله: إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام)) تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا.
الفصل الثامن
ما علاقة القاديانية بالإسلام وبالمسلمين وبغير المسلمين،
وما موقف علماء الهند وباكستان من القاديانيين؟؟
نرى القاديانيين يقارنون بين أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبين أتباع الغلام، دون أن يجدوا في ذلك أي حرج، ثم جعلوا الحج الأكبر هو زيارة قاديان، وقبر القادياني، مضاهاة لزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، ونصوا على أن الأماكن المقدسة في الإسلام ثلاثة: مكة والمدينة وقاديان، وأوَّلوا المراد بالمسجد الأقصى بأنه مسجد قاديان، واخترعوا لهم أشهراً غير الأشهر الإسلامية، وهي:
الصلح، التبليغ، الأمان، الشهادة، الهجرة، الإحسان، الوفاء، الظهور، تبوك، الإخاء، النبوءة، الفتح.
ما الأسس التي تقوم عليها طبيعة تعاملهم مع المسلمين؟؟
1. أن المسلمين كفار ما لم يدخلوا في القاديانية؛ لأنهم يفرقون بين الرسل، والله تعالى يقول: ? لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ? سورة البقرة: 285، فالمؤمن بالإسلام ونبيه إذا لم يؤمن بالقاديانية ونبيها فإنه يكون كافراً.
2. وعلى هذا فإنه لو مات مسلم، فإنه لا يجوز للقادياني الصلاة عليه ولا دفنه في مقابرهم. لا يجوز نكاح المسلم بالقاديانية، ويجوز ذلك للقادياني كما هو الحال بالنسبة لأهل الكتاب؛ أي إنهم يعاملون المسلمين معاملة أهل الكتاب.
لا تصح الصلاة خلف غير القادياني مهما كانت منزلته، وإذا فعل ذلك تقية أو لمصلحة.
ما طبيعة علاقتهم بغير المسلمين؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد قامت بين القاديانيين وبين كثير من الملل المخالفة للإسلام علاقات قوية، خصوصاً بينهم وبين الدول المعادية للمسلمين، مثل بريطانيا وإسرائيل اليهودية الحاقدة.
رحب القوميون الهنود بالقاديانية وفرحوا بها وتحمسوا لها كثيراً، لأن هؤلاء الهنادك يحقدون على الإسلام حقداً لا يقل عن حقد اليهود والنصارى.
ما موقف الدول منهم؟؟
1. أصدر رئيس المحكمة الباكستانية فخر عالم مرسوماً يسمى: ((مرسوم حظر ومعاقبة النشاطات المناهضة للإسلام للفرقة القاديانية والفرقة اللاهورية والأحمديين)).
2. جعلت هذه البنود فعلاً إجرامياً من القادياني:
أ- أن يسمي نفسه أو يتظاهر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بكونه مسلماَ أو أن يسمى مذهبه الإسلام.
ب- أن ينشر ويروج مذهبه أو أن يدعو غيره إلى قبول مذهبه أو يثير بطريقة ما المشاعر الدينية للمسلمين.
ج- أن يدعو الناس إلى الصلاة بقراءة الأذان، أو يسمي طريقة ندائه للصلاة أو شكله بكلمة الأذان.
د- أن يدعو أو يسمي محل عبادته مسجداً.
الفصل التاسع
ما أسباب انتشار القاديانية؟؟
1. جهل كثير من الناس بحقيقة الدين الذي ارتضاه الله، فأكثرهم مسلم بالتبعية والتقليد يتأثرون بكل دعوة ويقلدون كل صائح.
2. وقوف الاستعمار إلى جانب هذه الدعوة الخبيثة وتأييده لها مادياً ومعنوياً لإدراكهم نتائجها في تحقيق أطماعهم في العالم الإسلامي.
3. استغلال القاديانيين لفقراء بعض المسلمين، بمساعدتهم المادية ببناء المدارس والمساجد والمستشفيات، وتوزيع الكتب وإيجاد بعض الوظائف وغير ذلك.
ما سبب انتشار القاديانية في بلدان المسلمين وخصوصاً أفريقيا وأوروبا؟؟
1. مساعدة الاستعمار بشتى أشكاله لهم؛ حيث يمدونهم بكل أنوع المساعدات.
2. قلة وجود العلماء المسلمين الحقيقيين وشغور مناصبهم في تلك البلاد.
جهل أكثر المسلمين لحقيقة القاديانية الأصلية وأهدافهم.
الفصل العاشر
وفاة القادياني
وقعت في عام 1907م بين القادياني وبين العلامة ثناء الله الأمر تسري مناظرات خرج الغلام منها مدحوراً مغضباً، ثم تحدى القادياني الشيخ ثناء الله بأن الله سيميت الكاذب منهما في حياة الآخر، ودعا الله تعالى أن يقبض المبطل في حياة صاحبه، ويسلط عليه داء مثل الهيضة والطاعون يكون فيه حتفه.
وفي شهر مايو 1908م أجيبت دعوته فأصيب بالهيضة الوبائية الكوليرا في لاهور، فمات في بيت الخلاء وكان جالساً لقضاء حاجته – نسأل حسن الخاتمة - ونقلت جثته إلى قاديان حيث دفن في المقبرة التي سماها بمقبرة الجنة بهشتي.
الفصل الحادي عشر
أذكربعض زعماء القاديانية؟؟
- الحكيم نور الدين البهيروي: هو الخليفة للقاديانية بعد موت الغلام، ويعتقد بعض الباحثين أنه صاحب الفكرة والتصميم في الحركة القاديانية كلها، كان قلق النفس، ثائر الفكر، عقلي النزعة، تأثر بالمدرسة التي تدين بضرورة اخضاع الدين والعقيدة والقرآن للعلوم الطبيعية التي دخلت عن طريق الإنجليز.
محمود أحمد: وأعلن أنه خليفة ليس للقاديانيين فقط، وإنما هو خليفة لجميع أهل الأرض بما فيهم بريطانيا، التي تفانى في الجاسوسية لها.
الخواجة كمال الدين: كان يدعي لنفسه أنه مثل غلام أحمد في الإصلاح والتجديد، وقد أخذ كثيراً من الأموال وذهب إلى انجلترا لتبليغ القاديانية.
الفصل الثاني عشر
الفرع اللاهوري القادياني
ما فروع الخلاف الذي نشأ بعد موت القادياني؟؟
1 - منهم من يرى أن (محمد علي) اختير من قبل الساسة الإنجليز لإتمام مخطط القاديانية بطريقة يتحاشى بها المواجهة مع مختلف طوائف المسلمين في الهند والباكستان.
2 - ومنهم من يرى أن (محمد علي) وفرعه كانوا يعتقدون أن الميرزا غلام أحمد لم يدَّعِ النبوة، وكل ما جاء عنه في ذلك إنما هي تعبيرات ومجازات.
3 - وأنكر نبوة الميرزا ليكسب العزة عند المسلمين))، ثم قال: ((ولم ينكر أحد هذه الحقيقة: أن (محمد علي) أقر بنبوة الميرزا، وإنكاره لنبوته يعتبر كالعقدة في الهواء)).
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 01:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل اليوم تلخيص فرقة الصوفية
الفصل الأول
بيِّن انحراف الصوفية بصفة عامة؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
طرقوا مسائل ليست من الإسلام في شيء ولم يقل بها أحد من المسلمين وأظهروا بزخرفهم أنها من الإسلام بما قدموه من تقليب الأدلة وإثارة الشبهة والتفنن في الاستدلال والجواب، وقالوا بوحدة الوجود والحلول والاتحاد ووحدة الشهود، والكشف والقطب والغوث.
مالعوامل التي ساعدت في انتشار مذهب الصوفية؟
جهل كثير من المسلمين بحقيقة دينهم ثم الجهل بحقيقة الصوفية كذلك.
ومنها: مساعدة أعداء الإسلام على نشر الصوفية، لأنهم يعرفون المكاسب التي سيجنون ثمارها إذا علا سلطان الصوفية.
وأعداء الإسلام هنا فريقان:
فريق عداوته ظاهرة: وهم المستعمرون ومن يبيتون النية لهدم الإسلام.
وفريق آخر متلبسون باسم الدين ويحكمون كثيراً من ديار المسلمين؛ وهؤلاء يساعدون الصوفية خوفاً من عودة الوعي الإسلامي السلفي.
الفصل الثاني
عرِّف الصوفية لغة واصطلاحاً؟؟
لغة: الصوف المعروف من شعر الحيوانات،، بمعنى الميل.
إصطلاحا: 1 - التصوف هو تجريد العمل لله تعالى، والزهد في الدنيا وترك دواعي الشهرة، والميل إلى التواضع والخمول، وإماتة الشهوات في النفس.
2 - نسبة إلى لبسهم الصوف الذي عبر عن الزهد والتقشف وترك التنعم والملذات المباحة.
3 - أن التصوف مأخوذ عن الصفاء؛ أي صفاء أسرارهم أو صفاء قلوبهم أو صفاء معاملتهم لله تعالى، وهو ما يحب الصوفيون التسمي به.
4 - أنه نسبة إلى الصفة التي كان يجلس فيها فقراء الصحابة رضوان الله عليهم في المسجد.
5 - وبعضهم يرى أنه نسبة إلى الصف الأول.
6 - وبعضهم يرى أنه نسبة إلى قبيلة بني صوفة وهى قبيلة بدوية كانت حول البيت في الجاهلية، وهى تنتسب إلى رجل يقال له صوفة كان قد انقطع للعبادة في المسجد الحرام.
7 - وبعضهم يرى أنها نسبة إلى الصفوة من خلق الله تعالى.
الفصل الثالث
هل توجد علاقة بين المتصوفة وأهل الصفة؟؟
لا توجد علاقة بينهم فإذا كان المتصوفة فيما يدعون يحبون الفقر والخرقة، والانزواء في الزوايا والأربطة، فإن الثابت المتواتر أن أهل الصفة في مجملهم كانوا كثيراً ما يشكون حالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمل أن يساعدهم على حياة طيبة في الدنيا تكون عوناً لهم إلى الآخرة.
أن أهل الصفة كانوا من الفقراء الذين لا يجدون مأوى غير المسجد، في الوقت الذي كانوا يبحثون فيه بكل جد من أجل الوصول إلى حال اليسار والغنى.
الفصل الرابع
ما أسماء الصوفية؟؟ وما سبب تسميتهم بها؟؟
1 - الصوفية: وهو الاسم المشهور لهم.
2 - أرباب الحقائق: لزعمهم أنهم وصلوا إلي حقائق الأمور وخفاياها.
3 - الفقراء: وهو اسم زعم السهروردي أن الله هو الذي سماهم به، قال الله تعالي:] لِلفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ [.
4 - ويسمون شكفتية في خرسان نسبة إلي الغار.
5 - جوعية.
6 - الملامية أو الملامتية.
وقد قسم شيخ الإسلام الملامية إلي قسمين:
ملامية يفعلون ما يحبه الله ورسوله ولا يخافون لومة لائم في ذلك، وهؤلاء هم أهل الملام المحمود.
وملامية يفعلون ما يبغضه الله ورسوله ويصرون على الملام في ذلك والصبر عليه، وهؤلاء هم أهل الملام المذموم.
الفصل الخامس
متى ظهر المذهب الصوفي؟؟
- أن هذه التسمية عرفت قبل الإسلام مراداً بها أصحاب الفضل والشرف.
2 - أن المذهب الصوفي ظهر 150 هـ.
3 - أن المذهب الصوفي ظهر 189هـ.
4 - أن المذهب الصوفي ظهر بعد المائتين من الهجرة.
5 - أن المذهب الصوفي ظهر قبل المائتين من الهجرة.
6 - أن المذهب الصوفي ظهر بعد القرون الثلاثة الأولي أي في القرن الرابع الهجري.
7 - أنه اشتد بعد النصف الثاني من القرن الثامن والتاسع والعاشر حين ظهرت آلاف الطرق الصوفية.
8 - أن التصوف كان معروفاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الهجويري من علماء الصوفية، وهذا من أبطل الأقوال.
الفصل السادس
ما حقيقة التصوف؟؟
عند الصوفيين: أن التصوف هو: القرب من الله، وترك الاكتساب، والتمسك بالخلق الرفيع، والجود، ورفع التكاليف عن بعض فضلائهم حين يتصلون بالله عز وجل علي حد زعمهم، ويصلون إلي درجة اليقين وظهور المكاشفات، ثم هم بعد ذلك درجات في تطبيق هذا المفهوم.
الفصل السابع
ما أقسام المتصوفة؟؟ وأذكر طرقهم؟؟
قسم مذهبهم أشبه ما يكون بالمذهب البوذي في رياضة النفس وحملها على المكاره. هذا قسم من الصوفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقسم آخر بعض العلماء يعبر عنهم بصوفية الحقائق، وهم من صفوا من الكدر وامتلئوا من الفكر كما يدعون، على طريقة الفلسفة الهندية.
وقسم آخر من الصوفية قائلون بالحلول؛ أي دعوى أن الله – تعالى عن قولهم – حل في مخلوقاته وأن أرواحهم لاهوتية وأجسامهم ناسوتية.
وصوفية وحدة الوجود هم القائلون بأن الموجودات كلها تمثل الباري عز وجل، وفى أولهم ابن عربي وهو من المؤسسين لمذهب وحدة الوجود.
وقد قسم شيخ الإسلام الصوفية إلى ثلاثة أقسام هم:
1 - صوفية الحقائق: هم مبتدعون خارجون عن السنة
2 - صوفية الأرزاق: الذين وقفت عليهم الوقوف كالخوانك.
3 - صوفية الرسم: فهمهم المقتصرون على النسبة، فهمُّم في اللباس والآداب الوصفية ونحو ذلك".
ومن طرق الصوفية الكثيرة:
الطريقة التجانية: وهى نسبة إلى شخص يسمى أحمد بن محمد بن مختار التجاني، ومن ادعاءاته:
1 - ادعى أنه خاتم الأولياء جميعاً وهى دعوى كاذبة مبنية على فهم خاطئ.
2 - أنه الغوث الأكبر في حياته وبعد مماته وقد جعل نفسه بهذه الدعوى وثناً يعبد من دون الله.
3 - أن أرواح الأولياء منذ آدم إلى وقت ظهوره، لا يأتيها الفتح والعلم الرباني إلا بواسطته هو.
4 - زعم متطاولاً أن قدمه على رقبة كل ولي لله تعالى منذ أن خلق آدم إلى النفخ في الصور.
5 - أنه هو أول من يدخل الجنة هو وأصحابه وأتباعهم، وصدق عليهم قول الله:] تِلْكَ أمَانِيِّهُمْ [.
6 - أن الله شفعة في جميع الناس الذين يعيشون في قرنه الذي عاش فيه.
7 - أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاه ذكراً يسمى "صلاة الفاتح" يفضل كل ذكر قرئ في الأرض ستين ألف مرة بما في ذلك القرآن الكريم
نسب التجاني:
ويقول عن نسب التجاني حين سأل الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً كما يزعم دائماً: فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: أنت ولدي حقاً أنت ولدي حقا أنت ولدي حقا، كررها صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، وقال له صلى الله عليه وسلم: نسبك إلى الحسن بن علي صحيح".
التجاني يرى الأنبياء كلهم: رؤية التجاني للرسول محمداً صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن أحكام كثيرة في الفقه وعن الجمع بين بعض الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجيبه عن كل سؤال بغاية التلطف، ثم التقى بموسى وسأله كذلك عن بعض الأسئلة وأجابه عنها.
الولاية والألوهية وهل يوجد فرق بينهما أولا؟ عند التجاني:
1 - معرفة الولي أصعب من معرفة الله.
2 - لو كشف عن حقيقة الولي لعُبد. قاله المرسي.
3 - وأمري بأمر الله إن قلت: كن، يكن. قاله الجيلاني.
4 - يا ريح اسكني عليهم بإذنى.
أذكر بعض معتقدات الصوفية و أفكارهم الخاصة؟؟
الشيخ الواصل يرى الله علانية في كل وقت مع انتفاء الغير والغيرية بينهم.
إهانة للقرآن الكريم.
السر في وجود هذا الكون ومصدره هو الرسول.
تلاعب بمعاني النصوص.
الحلول والاتحاد.
تملك أقطاب الصوفية للكون بتفويض من الله لهم.
الصلاحيات للولي أعلى من الصلاحيات للنبي.
حقيقة القطبانية تمتد قدرتها بامتداد ما وصلت إليه الألوهية وتحجبها أيضا.
رغبة الصوفية في تجهيل الخلق بربهم ونسيانهم لذكره ليصفو لهم وحدهم.
التوحيد عند التجانية يقتضي شعور الشخص أنه هو الله لا فارق بين ذاته وذات المولى عز وجل وأن ينسى جسمية نفسه تماماً.
كلمات غامضة صوفية:
التجلي الأول: هو الله عز وجل.
التجلي الثاني: هو ظهور محمد صلى الله عليه وسلم قبل الخلق حسب زعمهم.
التجلي الأخير: هو ظهور آدم، ويسمى أيضاً اللباس الأخير.
المراتب الصوفية يبينها خليفة التجاني علي حرازم بقوله:
المرتبة الأولى: مرتبة الاستهتار بذكر الله تعالى حتى يقع صاحبها في الذهول عن الأكوان، والطمأنينة بذكر الله تعالى مستغرقاً جميع أوقات دهره، وهم الأولياء.
المرتبة الثانية: لباس الحلة الملكية، وهي فوق هذه المرتبة؛ وهي أن يتصف صاحبها بأحوال الملائكة.
المرتبة الثالثة: وهى فوق هذه، وهى لباس الحلة الإلهية.
ما خواص صلاة جوهرة الكمال؟؟
1 - أن المرة الواحدة تعادل تسبيح العالم ثلاث مرات.
2 - أن من قرأها سبعاً فأكثر، يحضره روح النبي صلى الله عليه وسلم محبة خاصة.
مالآداب التي ينبغي على المريد أن يتصف بها؟؟
1 - تعظيم الشيخ وتوقيره ظاهراً وباطناً.
- ألا يقعد وشيخه واقف.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ولا ينام بحضرته إلا بإذنه، في محل الضرورات، ككونه معه في مكان واحد.
4 - ألا يكثر الكلام بحضرته ولو باسطه.
5 - وألا يجلس على سجادته.
6 - ولا يسبح بسبحته.
7 - ولا يجلس في المكان المعد له.
8 - ولا يلج عليه في أمر.
9 - ولا يسافر.
10 - ولا يتزوج.
11 - ولا يفعل فعلاً من الأمور المهمة إلا بإذنه.
12 - ولا يمسك يده للسلام ويده مشغولة بشيء.
هات أمثلة مختصرة من مزاعم التجاني يذكرها الفوتي؟؟
- قد أخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بأني أنا القطب المكتوم، منه إلى مشافهة يقظة لا مناماً.
- لا يشرب ولي، ولا يسقي إلا من بحرنا، من نشأة العالم إلى النفخ في الصور.
3 - إذا جمع الله خلقه في الموقف ينادي مناد بأعلى صوته حتى يسمعه كل من في الموقف: يا أهل المحشر! هذا إمامكم الذي كان مددكم منه.
4 - قال الشيخ عبد القادر الجيلاني: قدمي هذا على رقبة كل ولي لله تعالى.
مالفضائل من تمسك بطريقة التجاني؟؟
- أن جده صلى الله عليه وسلم ضمن لهم أن يموتوا على الإيمان والإسلام.
2 - أن يخفف الله عنهم سكرات الموت.
3 - لا يرون في قبورهم إلا ما يسرهم.
4 - أن يؤمنهم الله من جميع أنواع عذابه وتخويفه وجميع الشرور من الموت إلى المستقر في الجنة.
5 - يغفر الله لهم جميع ذنوبهم ما تقدم وما تأخر منها.
6 - أن يؤدي الله عنهم جميع تبعاتهم ومظالمهم من خزائن فضله عز وجل لا من حسناتهم.
7 - ألا يحاسبهم الله تعالى يوم القيامة ولا يناقشهم ولا يسألهم عن القليل والكثير.
8 - أن يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة.
الفصل الثامن
ما لدليل على الخلوات الصوفية حسب زعمهم؟؟
يستدلون بما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أول ما بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه – وهو التعبد الليالي ذوات العدد -…" إلخ الحديث.
والجواب:
1 - أن هذا الحديث بينه وبين الخلوة الصوفية فراق لا لقاء معه، فإن خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما كانت لتحبيب الله عز وجل له ليهيئه لحمل الأمانة العظمى.
2 - كانت قبل أن يؤمر بتبليغ الناس الدين الإسلامي.
- لم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أشار إليها ولا استحسنها لأمته على الطريقة الصوفية.
4 - لم يفعلها أحد من الصحابة ولا من بعدهم من التابعين لهم بإحسان.
ما شروط الخلوة الصوفية؟؟
- أن يعود نفسه قبل دخولها إذا أراد الشروع، السهر والذكر وخفة الأكل والعزلة.
2 - أن يكون دخول الخلوة بحضور الشيخ ومباركته له وللمكان أيضاً.
3 - أن يعتقد في نفسه أن دخوله الخلوة إنما هو بقصد أن يستريح الناس من شره.
4 - أن يدخلها كما يدخل المسجد مبسملاً متعوذاً بالله تعالى من شر نفسه.
ما أقسام الخلوات الصوفية؟؟
- خلوة الأربعين يوماً التي تقدم ذكرها وشروطها.
2 - خلوة فاتحة الكتاب، وكيفيتها أن تصوم أربعين يوماً وتحترز فيها من أكل الحيوان وما يخرج منه، وتقرأ هذا الدعاء .. إلى آخر ما يذكر ....
3 - خلوة البسملة ومدتها تسعة عشر يوماً، ومن فاته سر بسم الله الرحمن الرحيم فلا يطمع أن يفتح عليه بشيء.
4 - خلوة الفاتحة أيضاً وهي أن يلازم بقراءتها بالخلوة أربعين يوماً.
5 - خلوة الياقوتة الفريدة، وخلوتها عشرون يوماً، تتلى كل يوم في الخلوة ألفي مرة.
علل- تثبيط الصوفية أتباعهم عن الجهاد في سبيل الله وقتال الكفار وتسميتهم للجهاد بالجهاد الأصغر وتسميتهم لما يسمونه جهاد النفس بالجهاد الأكبر؟؟
- أحدها: أن جهاد النفس والهجرة عن مألوفاتها السيئة فرض عين وجهاد الكفار فرض كفاية.
2 - أن النفس أعدى من كل عدو لصاحبها؛ لأن المجاهد جهاد الكفار إن قتل الكافر دخل الجنة، وإن قتله الكافر كان شهيداً، بخلاف النفس فإن غلبها صاحبها استولى عليها.
3 - إن ضرر الكفار مقصور في الدنيا وهي فانية ولذلك كان جهادهم أصغر.
- أن بعض فروض الكفاية أفضل من جهاد الكفار.
6 - أن فرض جهاد الكفار يسقط بمنع الأمر والنهي من الوالدين، لوجوب طاعتهما، ويحرم طاعتهما في مجاهدة نفسه.
7 - أن جهاد الكفار يقدر عليه كل أحد وجهاد النفس والهجرة عن مألوفاتها… لا يقدر عليه إلا الموفقين.
الفصل التاسع
ما مغالطات لجنة جماعة الصوفية في مدينة "ألورن" في نيجيريا؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما لجنة جماعة الصوفية في مدينة "ألورن" في نيجيريا فقد أرادوا تحسين الوجه الكالح للتجانية والقادرية أيضاً؛ حيث أخرجوا كتيباً باسم "رفع الشبهات عما في القادرية والتجانية من الشطحات"،، وطريقتهم هي الطريقة المعروفة عن نفاة الصفات؛ حيث جعلوها من المتشابهات ثم أكدوا أنهم يؤمنون بالمتشابهات من القرآن الكريم ومن السنة النبوية، ويطلبون لما ظاهره عدم موافقة الواقع تأويلاً؛ ليخلصوا بعد ذلك لأقطاب الصوفية – أيضاً – كلامهم يحمل ما كان منه مخالفاً للواقع أو فيه شطح على التأويل، مع حسن الظن بهم كيفما كان اعتقادهم،، وهو طلب مردود ..
مالأمور المحيرة للإنسان في صلاة جوهرة الكمال؟؟
- إيجابهم الوضوء لقراءتها كما في الهداية الربانية وجوهرة الكمال ورماح الفوتي.
2 - وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالأسقم، وهي كلمة نابية لا تقبلها النفس مهما أسدل عليها من تأويلات.
3 - ما جاء من وصف النبي صلى الله عليه وسلم بإحاطة النور المطلسم.
4 - زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر بنفسه عند قراءة جوهرة الكمال.
والجواب: - كيف يقولون: أن صلاة الفاتح لو مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته لفرح بها، وهم يعتقدون ويقررون في كتبهم المعتمدة، أن الرسول يحضر أماكنهم ويجالسهم ويحضر الديوان العام لهم بجسده وروحه، ومعنى هذا أنه سمع بهذه الصلاة مرات عديدة؟!.
2 - أنهم يقررون أنها وحي من الرسول صلى الله عليه وسلم للتجاني فكيف بعد ذلك سيقولون: إنه لو سمع بها لفرح؟!.
3 - أنه ليس فيها ما يفرح، ففي الأذكار الثابتة والصلوات التي علمها صلى الله عليه وسلم أمته لا تعتبر صلاة الفاتح لما أغلق شيئاً بالنسبة لها.
4 - فكره، فهي من باب إن من البيان لسحراً، بخلاف دعاء الفاتح فليس فيه شيء من هذا.
ما سبب إطالة المؤلف الكلام عن التيجانية؟؟
- أن ذلك النقل كان من أهم كتب التجانية مثل: جواهر المعاني، ورماح الفوتي، وغيرهما من كتب التجانيين.
2 - لأن التجانية لا تزال مستولية على مفاهيم كثير من الناس، ولا تزال لها سلطتها الفولاذية على كثير من بلاد أفريقيا بخصوصها.
3 - لكي يقف القارئ على أفكار التجانية وما تحمله من أخطار من كتبهم؛ لئلا يظن أحد بوقوع التحامل عليهم.
الفصل العاشر
كيفية الدخول في المذهب الصوفي؟؟
1 - أول ما يجب على الداخل هو أن يختار الفرد أو الجماعة من المريدين شيخاً لهم يسلك بهم رياضة خاصة بهم على دعوى وزعم تصفية القلب للوصول بالمريد إلى معرفة الله، هكذا يزعمون وهو في الحقيقة يصل إلى متاهات وضلال بعيد،
ولا يتم السير في الطريق الصوفي إلا إذا عطل المريد عقله وفكره.
2 - أن يتبع المريد شيخه أتباعاً مطلقاً حتى وإن كان في تحريم الحلال وإحلال الحرام.
3 - عليه أن يردد ما يردده الشيخ من أذكار.
4 - ثم يكون وجوباً عليه أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء.
5 - وعليه كذلك أن يعتقد أن جميع ما يفعله الشيخ هو الحق والصواب حتى وإن رآه يشرب الخمر ويزني.
6 - كما أنه يحب عليه أن يجتاز تلك الخلوة المفروضة.
7 - وأن يتصور صورة الشيخ ماثلة أمامه في كل حال، وأن يعتقد أن الشيخ يعلم بكل شيء عنه وهو في داخل خلوته، ويعرف كل شؤونه ما دق منها وما جل.
8 - وأن لا يغير شيخه بآخر.
9 - ولا يزور أحد المشائخ والأولياء ما دام في أول أمره.
10 - وأن يمشي في الطريقة منزلة منزلة حتى يصل إلى القطبانية.
11 - وألا يخالط المقصرين والبطالين من أهل قيل وقال.
- وألا يضن بماله ولو طلبه الشيخ كله.
13 - وأن يرضى بالذل الدائم وحرمان النصيب، والجوع الدائم والخمول.
مالطرق الازمة للدخول للمذهب؟؟
- أن يلتزم الشخص أمام شيخه بالمحافظة على الطريقة التي يحددها له الشيخ.
2 - أن يكون المريد – أي الدال في المذهب – على صلة بشيخه المأذون له هو أو من ينيبه الشيخ عنه ليتولى تعليم المريد.
3 - أن يجتاز المريد عهداً يعاهد الشيخ ويده في يده مغمضاً عينيه على الالتزام والوفاء الدائم لشيخه ولطريقته لا يحيد عنها ابداً.
4 - أن يكون المريد دائم الاشتغال بالأوراد والأدعية التي يقررها عليه الشيخ سواء عرف معانيها أم لا.
5 - أن يكمل مدة الخلوة التي يقررها الشيخ على المريد في سرداب أو دهليز.
الفصل الحادي عشر
ما أصول الصوفية؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أنهم على حق وأن ما يدينون به من أفكار وخرافات إنما هي نابعة من تمسكهم بالكتاب والسنة وفهم حقائق الإسلام، ويذكر الغزالي أن مستندات الصوفية وأصولهم مشاهدة الملائكة وأرواح الأنبياء، والخضر بخصوصه ومخاطبتهم، وكذلك من مزاعمهم وأصولهم في مستندهم إلى الطريق إلى الله علم الباطن الذي أفضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه، وعلي أفضى به إلى الأئمة المذكورين في كتبهم، وذلك فيما يزعمون أن جبريل عليه السلام نزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا بالشريعة فلما تقررت الشريعة واستقرت نزل إليه بالحقيقة المقصودة والحكمة المرجوة من أعمال الشريعة وهي الأيمان والإحسان، ثم خص الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم باطن الشريعة بعض أصحابه كعلي ثم الحسن دون بعض.
الفصل الثاني عشر
وضح بعض الآراء الاعتقادية للصوفية؟؟
- عقيدة المتصوفة في الإله عز وجل،،أنهم يعتقدون بوجود معبود لا حقيقة له قائمة بذاته، معبود لهم يذكر في الشريعة الإسلامية ولم تدل عليه العقول ولا الفطر السليمة إنه معبود غير رب العالمين تعالى وتقدس.
يظهر في صورة الصوفي العابد الذي وصل إلى مرتبة النيابة عن الله قي تصريف أمور هذا الكون والتحكم فيه بحكم نيابته عن الله وعلمه بكل المغيبات ورؤيته لله في كل وقت لارتفاع الإنية بينه وبين الله عز وجل الذي يظهر أحياناً في صورة شاب وأحياناً في صورة الآكل والشارب، وأحياناً في صورة شخص كأنه محجور عليه تعالى.
2 – الحلول: تعريفهم له: فمنهم من قال: هو اتحاد جسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر كحلول ماء الورد في الورد.
ومنهم من قال: هو اختصاص شيء بشيء، بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر.
واستعمل بعض المتصوفة لفظ الحلول ليشيروا به إلى صلة الرب والعبد واللاهوت والناسوت، بمعنى أن الله تعالى يحل في بعض الأجساد الخاصة، وهو مبدأ نصراني.
3 - وحدة الوجود:
وحدة الوجود عقيدة إلحادية تأتي بعد التشبع بفكرة الحلول في بعض الموجودات، ومفادها لا شيء إلا الله وكل ما في الوجود يمثل الله عز وجل لا انفصال بين الخالق والمخلوق، وأن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى ليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة، وهي فكرة هندية بوذية مجوسية.
وقد انقسم أصحاب هذه المبادئ الإلحادية إلى فريقين:
1 - الفريق الأول: يرى الله سبحانه وتعالى روحاً وأن العالم جسماً لذلك الروح، فإذا سما الإنسان وتطهر التصق بالروح أي الله.
2 - الفريق الثاني: هؤلاء يزعمون أن جميع الموجودات لا حقيقة لوجودها غير وجود الله، فكل شيء في زعمهم هو الله تجلى فيه.
4 - وحدة الشهود أو الفناء وبيان العلاقة بين وحدة الشهود ووحدة الوجود:
وحدة الشهود هو ما يسمونه في بدء أمره مطالعة الحقائق من وراء ستر رقيق، أي لا يصل إلى درجة الحلول ولاتحاد في أول الأمر إلا بعد أن يترقى درجات ثم يصبح كما يقول على حرازم ناقلاً جواب شيخه التجاني: "اعلم أن سيدنا رضي الله عنه سئل عن حقيقة الشيخ الواصل ما هو؟ فأجاب رضي الله عنه بقوله: أما حقيقة الشيخ الواصل فهو الذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النظر إلى الحضرة الإلهية نظراً عينياً وتحقيقاً يقينياً.
مالعلاقة بين وحدة الوجود ووحدة الشهود؟؟
فإنه يرى بعض العلماء أن بين وحدة الوجود ووحدة الشهود فارقاً بعيداً، وذلك أن وحدة الوجود هي الحلول والاتحاد وعدم التفرقة بين الله وبين غيره من الموجودات، بينما وحدة الشهود عند بعضهم هي بمعنى شدة مراقبة الله تعالى بحيث يعبده كأنه يراه.
ما اعتقادهم في الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟
- أن الله كان في عماء دون تعيين فأراد أن يتعين في صورة فتعين في صورة محمد صلى الله عليه وسلم، أي أنهم يعتقدون أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الله سبحانه وتعالى ذاتاً وصفةً حيث تعينت فيه الذات الإلهية.
-وأن الذي هاجر من مكة إلى المدينة هو الذات الإلهية متجلية في صورة هو محمد صلى الله عليه وسلم.
- أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يحضر كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه، وأنه يتصرف ويسير حيث يشاء في أقطار الأرض إلى اليوم لم يتبدل بعد وفاته.
- كل هذه الموجودات إنما وجدت من نور محمد صلى الله عليه وسلم ثم تفرقت في الكون.
مالولاية لغة؟؟ وفي اصطلاح الصوفية؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
تطلق كلمة ولاية في اللغة العربية، على عدة معان منها التابع، المحب والصديق والناصر.
أما معناها في مفهوم الصوفية فهي تنتهي أخيراً في مصب وحدة الوجود، فقد عرفها المنوفي تحت عنوان "أولياء الله"بقوله: "اعلم أن الولاية عبارة عن تولي الحق سبحانه وتعالى عبده بظهور أسمائه وصفاته عليه علماً وعيناً وحالاً وأثر لذة وتصرفاً".
الولي: هو العارف بالله وصفاته بحسب ما يمكن، المواظب على الطاعات المجتنب عن المعاصي المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات.
وقال أيضاً: الولاية: هي قيام العبد بالحق عند الفناء عن نفسه.
ما أقسام الولاية عندهم؟؟
- الملامتية:
وهم الذين لا يظهرون للخلق أعمالاً وأسراراً، بل يخفون أسرارهم لكمال ذوقهم وقوة شهودهم لربهم.
2 - الغوث الأكبر:
وهو أكبر الأولياء والأقطاب، وهو ذات الحق باعتبار تجريدها من الاسم والصفة".
3 - الأوتاد الأربعة:
وهم حفظة العلم كل واحد منهم في ركن من أركان العالم، وهم على قدم بدل من الأبدال، أي أقل رتبة من الأبدال، لأن الأبدال يكونون على قدم قطب من الأقطاب.
4 - الأقطاب السبعة:
لحفظ القارات السبع، والقطب هو الواحد الذي هو موضع نظر الله من العالم.
- النجباء:
وهم الأربعون القائمون بإصلاح شئون السالكين.
6 - الأفراد:
وهم المفردون والغرباء لتفردهم عن الخلق بشهود الحق، وغربتهم في أهل زمانهم.
الفصل الثالث عشر
ما طبيعة الكشف الصوفي؟؟
ويعنى عندهم رفع الحجب من أمام قلب الصوفي وبصره ليعلم بعد ذلك كل ما يجرى في هذا الكون.
- ادعوا أن الصوفي يكشف له عن معان جديدة في القرآن والسنة والآثار والرسوم لا يعلمها علماء الشريعة، الذين سموهم علماء الظاهر والقراطيس.
- ثم ترقوا فقالوا: إن لهم علوماً لا توجد في الكتاب ولا في السنة يأخذونها جديدة عن الخضر الذي هو على شريعة الباطن حسب زعمهم.
- وهناك فرية أيضاً اقترفوها، وهي قولهم: أنهم يتلقون علومهم عن ملك الإلهام كما تلقى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم علومه من ملك الوحي مباشرة.
4 - وآخرون منهم يزعمون أنهم يتلقون علومهم عن الله رأساً وبلا واسطة؛ حيث تنطبع هذه العلوم في نفوسهم، وبموجبها يأتون ما يأتون من أمور.
5 - وآخرون منهم يدَّعون أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يخبرهم بأذكارهم وعبادتهم يقظة لا مناماً.
6 - ثم زعموا أنهم يعلمون أسرار الحروف المقطعة من القرآن وقصص الأنبياء على حقيقتها، وأنهم يجتمعون بالأنبياء ويسألونهم عن تفاصيل قصصهم.
الفصل الرابع عشر
أذكر الشطحات الصوفية؟؟
- قال أبو يزيد عن الله تعالى: "رفعني مرة فأقامني بين يديه وقال لي: يا أبا يزيد إن خلقي يحبون أن يروك فقلت: زيني بوحدانيتك وألبسني أنانيتك وارفعنى إلى أحديتك حتى إذا رآني خلقك قالوا: رأيناك، فتكون أنت ذاك ولا أكون أنا هنا".
ومعناه أنه يطلب أن يصوره الله على صورته عز وجل تماماً، فإذا شاهده الناس قالوا: شاهدنا الله.
- وقال مرة: "سبحاني سبحاني".
وقال: ضربت خيمتي بإزاء العرش أو عند العرش.
3 - واجتاز بمقبرة لليهود فقال:"معذورون" ومر بمقبرة للمسلمين فقال: "مغرورون".
4 - وقال: يخاطب الله: كنت لي مرآة فصرت أنا المرآة.
5 - وقال: لأن تراني مرة خير لك من أن ترى ربك ألف مرة.
6 - وقال: إلهي أن كان في سابق علمك أنك تعذب أحداً من خلقك بالنار فعظم خلقي فيه – أى النار – حتى لا يسع معي غيري.
7 - وقال: ما النار؟ لاستندن إليها غداً وأقول: اجعلنى لأهلها فداء أو لأبلعنها. ما الجنة؟ لعبة صبيان.
الفصل الخامس عشر
مالتكاليف في نظر الصوفية؟؟
يعتقد غلاة الصوفية أن الصلاة والصوم والحج والزكاة هي عبادات العوام، وأما هم فيسمون أنفسهم الخاصة أو خاصة الخاصة، ولذلك فإن لهم عبادات خاصة، ومناهج وطرق خاصة، ومفاهيم تختلف تماماً عن مفاهيم العامة، خصوصاً بعد وصول أحدهم درجة اليقين.
وأما بالنسبة للتحريم والتحليل فأهل وحده الوجود منهم لا شيء يحرم عندهم؛ لأن الكل عين واحدة وفعل الخير وفعل الشر والقبيح والحسن إنما هي أفعال لا فروق بينها لاحتواء الذات لها كلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تبجح الكثير منهم بأنه لا يعبد الله طمعاً في الجنة ولا خوفاً من النار؛ لأن هذه العبادة معاوضة والصوفي قد اتحد بالله وفني فيه لأجله لا لغرض آخر، والخوف من النار أيضاً طبع العبيد لا طبع الأحرار كما تبجح البسطامي بقوله السابق:"ما النار؟ لاستندن إليها غداً وأقول اجعلني لأهلها فداء أو لأبلعنها، ما الجنة؟ لعبة صبيان"، وقول الشبلي: "إن لله عباداً لو بزقوا على جهنم لأطفئوها".
فهم يزعمون أنهم يعبدون الله حباً في الله لا كما يعبده الخائفون من النار الطامعون في الجنة فإن عبادتهم إنما هي على سبيل العوض لا حباً في الله.
الفصل السادس عشر
اذكر بعض الأذكار الصوفية؟؟
هذا الدعاء: "بسم الله الخالق يلجمه بلجام قدرته أحمى حميثاً أطمي طميثاً وكان الله قوياً عزيزاً حم عسق حمايتنا كهيعص كفايتنا ... "
ومدار أذكارهم على الإثبات كما يزعمون، فهم يقتصرون على لفظة "الله" بدلا عن لا إله إلا الله يعللون لهذا المسلك بما لا مقنع فيه حتى للجهال العامة فضلاً عن أهل العلم، حيث يقولون: إن اقتصارهم على لفظة "الله" وتكرارها خوفاً أن يموت الشخص عند ذلك النفي في قول "لا إله".
ومن غريب أمر الصوفية في أذكارهم أنهم رتبوها على طريقة شيطانية من وحي شياطينهم، حيث جعلوا لكل اسم من أسماء الله تعالى ذكراً خاصاً به، ولطبقة خاصة به، فمن ذلك زعمهم أن اسم الله العفو يليق بأذكار العوام، لأنه يصلحهم وليس من شأن السالكين إلى الله ذكره.
"يا عزيز يا رحيم ... وأسقط البين بيني وبينك حتى لا يكون شيء أقرب إلي منك ... اللهم هب لي النور الذي أرى به رسولك صلى الله عليه وسلم ما كان ويكون، اللهم ارزقني من كنز لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة، واضربني بها ضرباً تمحق بها من قلبي كل قوة. باسم المهيمن العزيز القادر أجل كل شيء وهو ناصري ق. ج ن ص انصرني".
الفصل السابع عشر
بين مدى الوجد والرقص عند الصوفية؟؟
وعند الصوفية في أوقاتهم الخاصة مجالس يجتمعون فيها على الرقص والغناء والتصفيق والصياح بأصوات منكرة يمزقون فيها ثيابهم ويتمايلون حين يأخذ منهم الطرب مأخذه في حركات بهلوانية لا يفهم منها أي إشارة إلى الخوف من النار أو الرغبة في الجنة.
وقد أصبح الرقص الصوفي الحديث عند معظم الطرق الصوفية في مناسبات الاحتفال بمولد بعض كبارهم أو في أية مناسبة من مناسباتهم الكثيرة، يحضر عازفون وموسيقيون ويختلط بعضهم ببعض رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، ويجلس في هذه المناسبة كبار الأتباع يتناولون ألواناً من شرب الدخان، وكبار أئمتهم يقرءون عليهم بعض الخرافات المنسوبة لمقبوريهم.
ما أدلتهم على جواز ذلك؟؟ والرد عليها؟؟
زعمهم أن سلمان رضي الله عنه حين نزل قوله تعالى: (وإن جهنم لموعدهم أجمعين) صاح سلمان الفارسي صيحة ووقع على رأسه ثم خرج هارباً ثلاثة أيام.
ومن ذلك أيضاً احتجاجهم بقول الله تعالى لأيوب عليه السلام: (اركض برجلك).
ومنها قول الرسول r لعلي: "أنت مني وأنا منك" فحجل، وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي" فحجل، وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا" فحجل.
ومنها احتجاجهم لسماع الرسول r جاريتين تغنيان بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى بثوبه، فجاء أبو بكر فانتهرهم، فنهاه الرسول r وقال: "دعهما فإنها أيام عيد".
ومنها أن الحبشة زفنت والنبي r ينظر إليهم.
*فأما ما رووه عن سلمان فإنه كذب، ومحال كذلك، فقد رويت هذه القصة بلا سند. ثم إن الآية نزلت بمكة بالاتفاق كما قال القرطبي، وسلمان إنما أسلم بالمدينة كما هو معلوم.
ثم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينهي أشد النهي عن مثل هذه الأمور المنافية للوقار والخشوع، فإنه كان صلى الله عليه وسلم يبغض الصياح أو إظهار التخشع عند سماع القرآن أو المواعظ إلا في الحدود المشروعة، ومن ذلك ما رواه أنس قال: "وعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فإذا برجل قد صعق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذا الملبس علينا ديننا إن كان صادقاً فقد شهر نفسه وإن كان كاذباً فمحقه الله".
الفصل الثامن عشر
بين موقفهم من الكرامات وخوارق العادات؟؟
ومن تلاعب الشياطين بهؤلاء: أن يسمع أحدهم صوتاً من حجر أو شجر أو صنم يأمره وينهاه بأمور في بعضها الشرك بالله فيظن المغرور أن الله خاطبه أو , الملائكة على سبيل الكرامة، ومعلوم أن الله لا يأمر بالفحشاء، والملائكة لا تأمر بالشرك بالله وإنما أولئك هم الشياطين يلبسون عليهم أمورهم كما كانوا يفعلون ذلك قبل الإسلام أيضاً.
وقد يظن هؤلاء أن ذلك وحى من الله عليهم كما حصل لكثير من الذين قلت معرفتهم بالله كالمختار بن أبى عبيد الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كذاب ثقيف وغيره ممن استهوتهم الشياطين.
ومنها: أن الشياطين قد تتمثل بصورة المستغاث به من الناس فيظن المشرك بالله أن هذه الصورة هي الشيخ الفلاني أو الولي الفلاني، أو أن ملكاً جاء على صورته، وإنما هو في الحقيقة شيطان تمثل له ليضله.
ومنها: أن تخاطب الشياطين بعض العبَّاد الجهال، ويوهمونه أنه المهدي المنتظر وصاحب الزمان الذي بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم، ويغرونه بزخرف القول وشتى الوساوس حتى يصدق نفسه فيدعي المهدية وغير ذلك.
الفصل التاسع عشر
أذكر تراجم زعماء الصوفية؟؟
الكتب التي عنيت بتراجمهم:
الرسالة القشيرية: لأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري النيسابوري الشافعي 471 - 465هـ.
لطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار تأليف عبد الوهاب ابن أحمد بن علي الأنصاري الشافعي المصري المعروف بالشعراني. ظهر في القرن العاشر الهجري.
جمهرة الأولياء أعلام أهل التصوف، تأليف محمود أبو الفيض المنوفي الحسيني. مجلدين، خصص الجزء الثاني لترجمة كثير من الأعلام، أعلام الصحابة وأهل الصفة، ثم ترجم لعدد من أعلام التصوف تحت عنوان: "طبقة التابعين وتابعيهم ذكر التابعين من الأولياء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 02:01]ـ
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 10:59]ـ
نستكمل تلخيص الفرق (المرجئة - الجهمية - المعتزلة)
الفصل الأول
عرِّف الإرجاء لغة واصطلاحاً؟؟
الإرجاء في اللغة:
يطلق على عدة معاني منها: الأمل والخوف والتأخير وإعطاء الرجاء.
قال تعالى: {وترجون من الله ما لا يرجون}، أي لكم أمل في الله لا يوجد عندهم، وقال تعالى: {ما لكم ترجون لله وقاراً}، أي ما لكم لا تخافون من عذاب الله تعالى؟
أما الإرجاء بمعنى التأخير فمثل قول الله تعالى: {قالوا أرجه وأخاه}
إنما قيل لهذه العصابة مرجئة، لأنهم قدموا القول وأرجوا العمل، أي أخروه".
تعريف الإرجاء في الاصطلاح:
1 - أن الأرجاء في الاصطلاح مأخوذ من معناه اللغوي؛ أي بمعنى التأخير والإمهال – وهو إرجاء العمل عن درجة الإيمان، وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للإيمان لا أنه جزء منه.
2 - يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، فلا يقضى عليه في الدنيا حكم ما.
3 - وبعضهم ربط الإرجاء بما جرى في شأن علي رضي الله عنه من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42641#_ftn1)) ، أو إرجاء أمره هو وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر.
الفصل الثاني
مالأساس الذي قام عليه مذهب المرجئة؟؟
هو الخلاف في حقيقة الإيمان ومم يتألف، وتحديد معناه، وما يتبع ذلك من أبحاث. وهل الإيمان فعل القلب فقط أو هو فعل القلب واللسان معاً؟ أي والعمل غير داخل في حقيقته، وبالتالي لا يزيد الإيمان ولا ينقص؛ إذا التصديق واحد لا يختلف أهله فيه.
الفصل الثالث
كيف نشأ الإرجاء؟؟ وكيف تطور إلى مذهب؟؟
أن الإرجاء في بدء الأمر كان يراد به في بعض اطلاقاته أولئك الذين أحبو السلامة والبعد عن الخلافات وترك المنازعات في الأمور السياسية والدينية، وخصوصاً ما يتعلق بالأحكام الأخروية من إيمان وكفر وجنة ونار.
إلا أنه من الملاحظ أنه بعد قتل عثمان رضي الله عنه وبعد ظهور الخوارج والشيعة أخذ الإرجاء يتطور تدريجياً.
فظهر الخلاف في حكم مرتكب الكبيرة ومنزلة العمل من الإيمان، ثم ظهر جماعة دفعوا بالإرجاء إلى الحد المذموم والغلو، فبدأ الإرجاء يتكون على صفة مذهب، فقرر هؤلاء أن مرتكب الكبيرة كامل الأيمان وأنه لا تضر مع الإيمان معصية.
ولقد احتدم النزاع بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة من جانب، وبين المرجئة من جانب آخر في دخول الأعمال في مسمى الإيمان، ويظهر أثر ذلك في مرتكب الكبيرة.
الفصل الرابع
من أول من قال بالإرجاء؟؟ ومن أهم زعماء المرجئة؟؟
يذكر العلماء أن الحسن بن محمد بن الحنفية هو أول من ذكر الإرجاء في المدينة بخصوص علىّ وعثمان وطلحة والزبير، حينما خاض الناس فيهم وهو ساكت ثم قال: قد سمعت مقالتكم ولم أر شيئاً أمثل من أن يرجأ علي وعثمان وطلحة والزبير، فلا يتولوا ولا يتبرأ منهم ([2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42641#_ftn2)) . ولكنه ندم بعد ذلك على هذا الكلام وتمنى أنه مات قبل أن يقوله، فصار كلامه بعد ذلك طريقاً لنشأة القول بالإرجاء.
وقيل: إن أول من قال بالإرجاء على طريقة الغلو فيه هو رجل يسمى ذر بن عبد الله الهمداني وهو تابعي، وقد ذمه علماء عصره من أهل السنة.
وقيل: إن أول من أحدثه حماد بن أبي سليمان وهو شيخ أبي حنيفة وتلميذ إبراهيم النخعى، ثم انتشر في أهل الكوفة.
وقيل: إن أول من قال به رجل اسمه سالم الأفطس، ويطلق على إرجاء هؤلاء أنه إرجاء الفقهاء.
الفصل الخامس
ما أصول المرجئة؟؟
تعريف الإيمان بأنه التصديق بالقول أو المعرفة أو الإقرار.
وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، ولا هو جزء منه، مع أنهم لا يغفلون منزلة العمل من الإيمان تماماً إلا عند الجهم ومن تبعه في غلوه.
وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان.
وأن أصحاب المعاصي مؤمنون كاملوا الإيمان بكمال تصديقهم وأنهم حتماً لا يدخلون النار في الآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجهمية أن الكفر بالله هو الجهل به- وهو قول جهم -، وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط وأنه لا يتبعض، ومنها أن الجنة والنار تفنيان وتبيدان ويفنى أهلهما ولا خلود لأحد فيهما.
أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والجوارح:
1 - أهل السنة 2 - الخوارج 3 - المعتزلة
أنه بالقلب واللسان فقط:
مرجئة الفقهاء الحنفية.
ابن كلاب، وكان على عقيدة المرجئة الفقهاء، وقد انقرض مذهبه.
أنه باللسان والجوارح فقط:
الغسانية.
فرقة مجهولة لم يصرح العلماء بتسميتها، ولعلها الغسانية.
أنه بالقلب فقط:
1 - الجهمية 2 - المريسية 3 - الصالحية
4 - الأشعرية 5 - الماتريدية.
أنه باللسان فقط:
الكرّامية: وقد انقرضوا، وقد ذكر عنهم شيخ الإسلام أنهم يقولون:
المنافق مؤمن وهو مخلد في النار؛ لأنه آمن ظاهراً لا باطناً ويدخل الجنة من آمن ظاهراً وباطناً.
الفصل السادس
ما أقسام المرجئة؟؟
مرجئة السنة: وهم الأحناف: أبو حنيفة وشيخه حماد بن أبى سليمان ومن أتبعهما من مرجئة الكوفة وغيرهم، وهؤلاء أخروا العمل عن حقيقة الإيمان.
مرجئة الجبرية: وهم الجهمية أتباع جهم بن صفوان، وهم الذين اكتفوا بالمعرفة القلبية وأن المعاصي لا أثر لها في الإيمان، وأن الإقرار والعمل ليس من الإيمان.
مرجئة القدرية: الذين تزعمهم غيلان الدمشقي، وهم الغيلانية.
مرجئة خالصة: وهم فرق اختلف العلماء في عدهم لها.
مرجئة الكرامية: أصحاب محمد بن كرام، وهم الذين يزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب.
مرجئة الخوارج: الشبيبية وبعض فرق الصفرية الذين توقفوا في حكم مرتكب الكبيرة.
الفصل السابع
ما أدلة المرجئة لمذهبهم؟؟ ومالرد عليها؟؟
فمن القرآن الكريم: استدلوا بقول الله تعالى:
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} ([3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42641#_ftn3)) .
{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}
أما من السنة النبوية: فقد استدلوا بما يلي:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم ثبت قلبي على دينك"
والرد عليهم:
"إن هذه النصوص تفيد أن من لم يقع في الشرك مع التوبة والقيام بأمر الله والانتهاء عن نهيه-أن الله يغفر له الذنوب التي هي دون الشرك، فإذا مات على بعض الذنوب يرجى له المغفرة ابتداء، أو يعاقبه الله بذنبه ثم يدخله الجنة، كما هو مذهب السلف في أهل الذنوب حسب ما تفيده النصوص من الكتاب والسنة.
كما أنه لا يقع من شخص عرف التوحيد وأخلص لربه أنه لا يأتي بالأعمال الأخرى التي أوجبها الإسلام، بحيث يكتفي بابتعاده عن الشرك ثم يركن إلى ذلك لدخوله الجنة، فاتضح أن هذه الآيات لا تدل عن إغفال العمل والاقتصار على المعرفة أو التصديق بالقلب أن هذه الآيات لا تدل على إغفال العمل والاقتصار على المعرفة أو القلب كما يرى المرجئة، بل هي واردة في حكم من مات تائباً أو لم تكن عليه معاص، أو كانت عليه معاص ومات على التوحيد، بحيث كان آخر كلامه في الدنيا: لا إله إلا الله".
الفصل الثامن
ما مذهب أهل السنة في تعريف الإيمان؟؟
– مذهبهم في الإيمان أنه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي".
أن العمل داخل في حقيقة الإيمان وأنه لا إيمان بدون عمل، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية حسب ما حل بالقلب من ذلك.
أما مذهب المرجئة؛ فإن مجرد التصديق بالشيء يعتبر إيماناً به ظاهراً وباطناً، بغض النظر عن العمل – على حسب منهجهم-، فإذا تلفظ الشخص عندهم بكلمة الإخلاص – لا إله إلا الله –أصبح بمجرد تلفظه، إضافة إلي تصديقه مؤمناً كامل الإيمان ظاهراً وباطناً.
فإذا امتنع عن قولها فحكمه عندهم أنه كافر في الظاهر، وقد يكون مؤمناً في باطنه كما يزعمون، والسلف يحكمون بكفره ظاهراً وباطناً إذا امتنع عن قولها مع القدرة، مع أن مجرد التصديق قد لا يكون به الشخص مؤمناً.
الفصل التاسع
ما منزلة مذهب المرجئة عند السلف؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مذهب المرجئة المتأخرين منهم مذهب رديء وخطير، يهون المعصية، ويدعو إلي الكسل والخمول، ولذا تجد السلف يحذرون منه كثيراً ويذمونه لما اشتمل عليه من فساد وإخمال لشعلة الإيمان في القلوب، وتمييع لمنزلة العمل في النفوس. وهذا المذهب ومذهب القدرية من المذاهب الرديئة.
ويذكر بعض العلماء روايات في ذمهم والتنفير من معتقداتهم، ومن تلك الروايات.
1 - "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب؛ المرجئة والقدرية".
2 - "صنفان من هذه الأمة لا تنالها شفاعتي؛ المرجئة والقدرية".
الباب الثاني عشر
الجهمية
هل توجد آراء الجهمية في وقتنا الحاضر؟
وآراء هذه الطائفة لا تزال في بعض المجتمعات، ولا يزال الخصام بينهم وبين أهل الحق قائماً على أشده، فهم جادون في إحياء تلك المفاهيم الجهمية الباطلة باسم التجديد حيناً والتطور أحياناً أخرى.
فمثلاً الاكتفاء بمعرفة وجود الله عن العمل، أو الاعتقاد بعدم وجود الجنة الآن، وكذا النار، أو قولهم أو زعم أن الله لا يوصف بوصف، أو ليس في جهة. وغير ذلك من الآراء التي يعتقدها بعض الناس اليوم هي نفسها آراء الجهمية قديماً.
الفصل الأول
عرف بالجهمية وبمؤسسها؟؟
الجهمية إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلي الإسلام، وهي ذات مفاهيم وآراء عقدية كانت لها آراء خاطئة في مفهوم الإيمان وفي صفات الله تعالي وأسمائه.
وترجع في نسبتها إلي مؤسسها الجهم بن صفوان الترمذي، الذي كان له ولأتباعه في فترة من الفترات شأن وقوة في الدولة الإسلامية حيناً من الدهر، وقد عتوا واستكبروا واضهدوا المخالفين لهم حينما تمكنوا منهم.
من هو الجهم بن صفوان:
هذ1 الرجل هو حامل لواء الجهمية، واسمه الجهم بن صفوان، وهو من أهل خراسان، كان الجهم كثير الجدال والخصومات والمناظرات، وإلا أنه لم يكن له بصر بعلم الحديث ولم يكن من المهتمين به، إذ شغله علم الكلام عن تلك، وقد نبذ علماء السلف أفكار جهم وشنعوا عليه ومقتوه أشد مقت.
الفصل الثاني
كيف كانت نشأة الجهمية؟؟
قامت أفكار الجهم بن صفوان على البدع الكلامية والآراء المخالفة لحقيقة العقيدة السلفية متأثراً بشتى الاتجاهات الفكرية الباطلة.
وكانت نقطة الانتشار لهذه الطائفة بلدة ترمذ التي ينتسب إليها الجهم، ومنها انتشرت في بقية خراسان، ثم تطورت فيما بعد وانتشرت بين العامة والخاصة.
وقد ذكر شيخ الإسلام درجات الجهمية ومدى تأثر الناس بهم، وقسمهم إلي ثلاث درجات:
الدرجة الأولي: وهم الجهمية الغالية النافون لأسماء الله وصفاته، وإن سموه بشيء من الأسماء الحسنى قالوا: هو مجاز.
الدرجة الثانية من الجهمية: وهم المعتزلة ونحوهم، الذين يقرون بأسماء الله الحسنى في الجملة لكن ينفون صفاته.
الدرجة الثالثة: وهم قسم من الصفاتية المثبتون المخالفون للجهمية، ولكن فيهم نوع من التجهم، وهم الذين يقرون بأسماء الله وصفاته في الجملة ولكنهم يريدون طائفة من الأسماء، والصفات الخبرية وغير الخبرية ويؤولونها.
الفصل الثالث
ما مصدر مقالة الجهمية؟؟
يذكر شيخ الإسلام أصل مقالة التعطيل وأنها ترجع في نهايتها إلى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة الضالين، أول ما ظهرت هذه المقالة من جعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل: إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم.
الفصل الرابع
أذكر أهم عقائد الجهمية إجمالاً؟؟
1 - مذهبهم في التوحيد؛ هو إنكار جميع الأسماء والصفات لله عز وجل ويجعلون أسماء الله من باب المجاز.
2 - القول بالجبر والإرجاء.
3 - إنكار كثير من أمور اليوم الآخر مثل:
1 - الصراط.
2 - الميزان.
3 - رؤية الله تعالي.
4 - عذاب القبر.
5 - القول بفناء الجنة والنار.
4 - ومنها نفي أن يكون الله متكلماً بكلام يليق بجلاله، والقول بأن القرآن مخلوق.
5 - وأن الإيمان هو المعرفة بالله.
6 - ونفي أن يكون الله تعالي في جهة العلو.
7 - والقول بأن الله قريب بذاته، وأن الله مع كل أحد بذاته عز وجل، وهذا هو المذهب الذي بنى عليه أهل الاتحاد والحلول أفكارهم.
شبهات الجهمية في نفي الصفات:
(يُتْبَعُ)
(/)
-أن إثبات الصفات يقتضي أن يكون الله جسماً؛ لأن الصفات لا تقوم إلا بالأجسام، لأنها أعراض والأعراض لا تقوم بنفسها.
2 - إرادة تنزيه الله تعالى.
3 - أن وصف الله تعالي بتلك الصفات التي ذكرت في كتابه الكريم أو في سنة نبيه العظيم يقتضي مشابهة الله بخلقه.
الرد عليهم:
عقيدة السلف: وهو الإيمان التام بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم، كما جاءت به النصوص من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.
يقولون عن كل صفة: الصفة معلومة والكيف مجهول والسؤال عنها بدعه، ولم يتنطعوا تنطع المشبهة ولم يسلكوا مسالك المعطلة؛ لأنهم على معرفة تامة أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فلا يصفون ذاتاً غير مدركة الماهية بصفات تكيفها؛ لأن هذا هو القول على الله بغير علم.
ومن العجائب أن يثبت الله لنفسه الصفة وهم ينفونها عنه، ومثلهم في هذا كمثل شخص سأل آخر عن اسمه وهو لا يعرفه فأخبره فقال له: لا، إن اسمك ليس هذا، ذلك أن الله تعالى قال:] الرحمن علي العرش استوى [، وهم يقولون: لا يجوز إثبات هذه الصفة بل يجب نفيها مطلقاً، أو تأويلها بمعني استولى أو قصد، أو غير ذلك من تأويلاتهم الباطلة.
- إنكار الجهمية الصراط: الصراط من الأمور الغيبية التي أعدها الله في يوم القيامة، وقد ثبت في الشرع بأحاديث صحيحة إضافة إلي قول الله عز وجل:] وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما ًمقضياً [.
الصراط المراد به: ما ثبت في السنة النبوية أنه جسر ممدود على متن جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف، يعبره الخلائق بقدر أعمالها إلي الجنة فمنهم من يجتازه ومنهم من يقع فيه.
_ إنكار الجهميه للميزان: الميزان من أمور الآخرة الغيبية التي يجب الإيمان بها وقد أنكرته الجهمية، والمراد به في الاصطلاح الشرعي: الميزان الذي أخبر الله تعالى عنه في الأحاديث الشريفة في أكثر من مناسبة تنويهاً بعظم شأنه وخطورة أمره.
قول الجهمية بفناء الجنة والنار: اقتضت حكمة الله تعالى أن يوجد الجنة وأن تكون دار أوليائه إلى الأبد، وأن يوجد النار وتكون دار أعدائه إلى الأبد، خلقهما الله وكتب لهما البقاء الأبدي بإبقاء الله تعالى لهما وهذا هو الثابت في الشريعة الإسلامية، وأنكرت الجهمية الجنة و النار.
لقد زعم الجهم وأتباعه أن الجنة والنار ستفنى بحجة أن ما لا نهاية له من الأمور الحادثة المتجددة بعد أن لم تكن يستحيل – حسب زعمه – أنها تبقى إلى ما لا نهاية، ولم يتصور أن بعض الأشياء التي شاء الله البقاء أنه يمتنع فناؤها.
الفصل الخامس
مالحكم على الجهمية؟؟
لقد ذهب كثير من علماء السلف إلى تكفير الجهمية وإخراجهم من أهل القبلة، ومن هؤلاء الإمام الدارمي.
كما أورد الدارمي جملة من أسماء الذين حكموا بكفر الجهمية صراحة، ومنهم: سلام بن أبي مطيع، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وابن المبارك، ووكيع، وحماد بن أبي سليمان، ويحي بن يحيى، وأبو توبة الربيع ابن نافع، ومالك بن أنس.
الباب الثالث عشر
المعتزلة
الفصل الأول
كيف كانت نشأتهم؟؟
نشأت هذه الطائفة متأثرة بشتى الاتجاهات الموجودة في ذلك العصر، وقد أصبحت المعتزلة فرقة كبيرة تفرعت عن الجهمية في معظم الآراء، ثم انتشرت في أكثر بلدان المسلمين انتشارا واسعا.
إذ يرى بعض العلماء أن أصل بدء الاعتزال كان في زمن الخليفة الراشد علي رضى الله عنه، حينما اعتزل جماعة من الصحابة كانوا معه السياسة، وتركوا الخوض في تلك الخلافات التي نجمت بين علي ومعاوية رضى الله عنهما، وهذا القول باطل لا صحة له.
ويرى أكثر العلماء أن أصل بدء الاعتزال هو ما وقع بين الحسن البصري وواصل بن عطاء من خلاف في حكم أهل الذنوب.
الفصل الثاني
ما أسماء المعتزلة؟؟ وماسبب تلك التسميات؟؟
المعتزلة: ويرجع سبب التسمية إلى اعتزال أول زعيم لهم وهو واصل ابن عطاء الغزالي إلى حلقة الحسن البصري حينما ألقي رجل سؤالا عن مرتكبي الذنوب فبادر واصل إلى الجواب قبل أن يجيب الحسن (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42641#_ftn4)، ومن هنا تطور الأمر إلى اعتزال واصل ومن معه حلقة الحسن البصري فسموا معتزلة على سبيل الذم من قبل المخالفين لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
جهمية: ولهذا الاتفاق بين المعتزلة والجهمية في تلك المسائل العقدية، ولسبق الجهمية في الظهور، أطلق العلماء اسم الجهمية على المعتزلة، وذلك لأن المعتزلة هم الذين احيوا آراء الجهمية في مبدأ ظهورهم.
بالقدرية: بسبب موافقتهم القدرية في إنكار القدر وإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم.
1. الثنوية والمجوسية: وهم ينفرون من هذا الاسم، والذي حمل المخالفين لهم على تسميتهم به هو مذهب المعتزلة نفسه، الذي يقرر أن الخير من الله والشر من العبد، وهو يشبه مذهب الثنوية والمجوس الذي يقرر وجود إلهين: أحدهما للخير والآخر للشر.
2. الوعيدية: وهو ما اشتهروا به من قولهم بإنفاذ الوعد والوعيد لا محالة، وأن الله تعالى لا خلف في وعده ووعيده، فلابد من عقاب المذنب إلا أن يتوب قبل الموت.
المعطلة: وهو اسم للجهمية أيضا ثم أطلق على المعتزلة لموافقتهم الجهمية في نفي الصفات وتعطيلها وتأويل ما لا يتوافق مع مذهبهم من نصوص الكتاب والسنة.
ومن الأسماء التي يحبونها:
1. المعتزلة: وقد سبق أنه اسم ذم وهو كذلك إلا أن المعتزلة حينما رأوا ولع الناس بتسميتهم به أخذوا يدللون على أنه اسم مدح بمعنى الاعتزال عن الشرور والمحدثات واعتزال الفتن والمبتدعين على حد قوله تعالى:? واهجرهم هجرا جميلا ? (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42641#_ftn5).
أهل العدل والتوحيد أو "العدلية ": والعدل عندهم يعنى نفي القدر عن الله تعالى، أو أن تضاف إليه أفعال العباد القبيحة.
1. أهل الحق: لأنهم يعتبرون أنفسهم على الحق ومن عداهم على الباطل.
2. الفرقة الناجية: لينطبق عليهم ما ورد في فضائل هذه الفرقة.
المنزهون الله: لزعمهم حين نفوا الصفات أنهم ينزهون الله، وأطلقوا على من عداهم وخصوصا أهل السنة أسماء جائرة كاذبة مثل: القدرية – المجيزة – المشبه – الحشوية – النابتة.
سلطان المعتزلة:
استطاعوا اختطاف الخليفة العباسي المأمون إلى جانبهم، وحجبوا عنه كل فكر يخالف فكرهم، ووقع – رغم حبة للعلم والإطلاع – في يد أحمد بن ابي دؤاد، ومن ثم ناصر المعتزلة بكل ما لديه من قوة، بلا وأراد حمل كافة الناس على اعتناق المذهب المعتزلي، ورغب الناس فيه ورهبهم من تركه.
ولقي المسلمون عنتا شديدا منه، وفتن كثير من الناس، وأوذي الكثير من العلماء الأجلاء وعلى رأسهم الإمام أحمد رحمه الله.
الاتفاق بين المعتزلة والقدرية:
ومن الجدير بالذكر أنه قد اتفقت مفاهيم المعتزلة مع القدرية في مسألة من أهم مسائل العقيدة، ألا وهى القدر وموقف الإنسان حياله، فذهبت المعتزلة والقدرية إلى القول بأن الله تعالى غير خالق لأفعال الناس، بل الناس هم الذين يخلقون أفعالهم بأنفسهم، وليس لله تعالى أي صنع في ذلك ولا قدرة ولا مشيئة ولا قضاء. وهذا تكذيب لله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام.
الفصل الثالث
من هم مشاهير المعتزلة القدرية الجهمية؟؟
1 - بشر بن السري 2 - ثور بن زيد المدني
3 - ثور بن يزيد الحمصي 4 - حسان بن عطية المحاربي
5 - الحسن بن ذكوان 6 - داود بن الحصين
7 - زكريا بن إسحاق 8 - سالم بن عجلان
9 - سلام بن عجلان 10 - سلام بن مسكين
11 - سيف بن سليمان المكي 12 - شبل بن عاد.
13 - شريك بن أبي نمير 14 - صالح بن كيسان
15 - عبد الله بن عمرو 16 - عبد الله بن أبي لبيد
17 - عبد الله بن أبي نجيح 18 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى
19 - عبد الرحمن بن إسحاق المدني 20 - عبد الوارث بن سعيد الثوري
21 - عطاء بن أبي ميمونة 22 - العلاء بن الحا رث
23 - عمرو بن أبي زائدة 24 - عمران بن مسلم القصير
25 - عمير بن هانيء 26 - عوف الأعرابي
27 - كهمس بن المنهال 28 - محمد بن سواء البصري
29 - هارون بن موسى الأعور النحوي 30 - هشام الدستوائي
31 - وهب بن منبه 32 - يحيى بن حمزة الحضرمي
الفصل الرابع
أذكر أهم عقائد المعتزلة إجمالا؟؟
اختلفوا في المكان لله تعالي:
1 - فذهب بعضهم – وهم جمهورهم – إلى أن الله تعالى في كل مكان بتدبيره، وهذا قول أبي الهذيل والجعفرين، والإسكافي، ومحمد بن عبد الوهاب الجبائي.
2 - وذهب آخرون إلى أن الله تعالى لا في مكان، بل هو على ما لم يزل عليه، وهذا هشام الفوطي وعباد بن سليمان وأبي زفر
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء في قول الله تعالي: ?الرحمن على العرش استوى ((1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42641#_ftn6).
3- اجمعوا على أن الله لا يرى بالأبصار.
4 - اختلفوا في صفة الكلام لله تعالى:
1 - فذهب بعضهم إلى إثبات الكلام لله تعالي.
2 - وذهب بعضهم إلى إنكار ذلك.
الفصل الخامس
مالأصول الخمسة للمعتزلة؟؟ ومالرد عليها؟؟
الأصول الخمسة هي إجمالا:
1 - التوحيد.
2 - العدل.
3 - الوعد والوعيد.
4 - القول بالمنزلة بين المنزلتين.
5 - الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
أما الأصل الأول وهو التوحيد: فإنهم يقصدون به البحث حول صفات الله عز وجل وما يجب لله تعالي وما لا يجب في حقه.
الأصل الثاني للمعتزلة: العدل: وهو كلام يرجع إلى أفعال القديم جل وعز وما يجوز عليه وما لا يجوز.
ومن شبههم في هذا الباب:
أن إثبات خلق الله تعالي لأفعال العباد فيه نسبة الظلم والجور إليه تعالى والله منزه عن ذلك.
الرد عليهم:
مما لا شك فيه أن أفعال الله كلها حسنة لا قبيح فيها، إلا أن المعتزلة ارتكبوا مغالطات واضحة في فهم النصوص.
ذلك أن الظلم الذي نفاه الله عن نفسه هو وضع الشيء في غير موضعه أو وضع سيئات شخص على أخر، أو أن ينقص من حسنات المحسن، وهذا ظلم بلا شك والله منزه عنه.
والخلاف إنما هو في حقيقته في خلق كل الأشياء وكل الأفعال، وأنها لا تخرج عن خلق الله وإرادته لها، قال تعالي:) الله خالق كل شيء (
ويلتحق بمسألة العدل مسائل من أهمها:
الصلاح والصلح، واللطف من الله تعالى، وإرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام.
والصلح: كلمة محببة إلى النفوس، لأنها ضد الفساد.
والأصلح: كلمة توحي بأعمق من الصلاح، وقوة القرب من الخير والنفع.
الرد عليهم:
أمر الله وأرشد عبادة إلى أن يفعلوا كل ما فيه صلاحهم، وأن مرد ذلك يعود إليهم هم، وأن الله تعالى لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة المطيع، وقد كتب الله على نفسه الرحمة تفضلا منه، وحرم الظلم عدلا منه.
والله تعالى يفعل بعباده الأصلح لهم، ولكن لا يجوز القول بالوجوب عليه جل وعلا على سبيل المعاوضة كما هو الحال بين المخلوقين.
فإن العباد لا يوجبون عليه شيئا وإنما هو الذي أوجب على نفسه تفضلا منه وكرما.
الأصل الثالث: الوعد والوعيد:
1 - الوعد:
الوعد في مفهوم المعتزلة:
"أما الوعد فهو كل خبر يتضمن إيصال نفع إلى الغير أو دفع ضرر عنه في المستقبل، ولا فرق بين أن يكون حسنا مستحقا وبين ألا يكون كذلك"
الأصل الرابع: المنزلة بين المنزلتين: أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين الكفر و الإيمان.
والواقع: أن العاصي غير خارج من الملة بفسقه بل هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولم تخرجه النصوص عن الإيمان لا في كتاب الله ولا في سنة نبيه، ولا في إجماع الأمة.
الأصل الخامس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
هذا هو الأصل الأخير من أصول المعتزلة الخمسة.
وقد بين القاضي عبد الجبار حقيقة الأمر، والنهي، والمعروف، والمنكر، فقال: " أما الأمر: فهو قول القائل لمن دونه في الرتبة: أفعل، والنهي هو قول القائل لمن دونه: ولا تفعل.
وأما المعروف: فهو كل فعل عرف فاعله حسنه أو دل عليه، ولهذا لا يقال في أفعال القديم تعالى: معروف، لم يعرف حسنها ولا دل عليها.
وأما المنكر: فهو كل فعل عرف فاعله قبحه أو دل عليه، ولو وقع من الله تعالي القبيح لا يقال: أنه منكر، لما لم يعرف قبحه ولا دل عليه.
وإلا أنه وقع خلاف بين أهل السنة والمعتزلة فيما يلي:
1 - طريقة تغيير المنكر.
2 - أوجبوا الخروج على السلطان الجائر.
3 - حمل السلاح في وجوه المخالفين لهم سواء كانوا من الكفار أو من أصحاب المعاصي من أهل القبلة.
فأما طريقة تغيير المنكر: فقد ساروا فيها عكس الحديث الذي بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم موقف المسلم إزاء تغيير المنكرات.
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان "
إذ إن تغيير المنكر عندهم يبدأ بالحسنى ثم باللسان ثم باليد ثم بالسيف، بينما الحديث يرشد إلى العكس.
ـ[محب الهدى]ــــــــ[26 - Dec-2009, مساء 11:07]ـ
ما شاء الله جهد مبارك
يتحق الشكر والثناء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رامية المعالي]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 08:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل اليوم تلخيص الفرق،، وهذه آخر جزئية بحمد الله تعالى ...
الباب الرابع عشر
" الأشاعرة أو السبعية "
-كيف كان ظهور الأشاعرة؟؟:
ظهرت الأشعرية بعد أن تنفس الناس الصعداء من سيطرة المعتزلة في القرن الثالث الهجري.
وهى في الأصل نسبة إلى أبي الحسن الأشعري، ظهر بالبصرة وكان أول أمره على مذهب المعتزلة ثم تركه واستقل عنهم.
وانتساب الأشاعرة إليه إنما هو بعد تركه للاعتزال وانتسابه إلى ابن كلاب، وهى المرحلة الثانية من المراحل التي مر بها الأشعرية، ولم يدم فيها إذ رجع إلى مذهب السلف، ولكن بعض الأشاعرة ينتسبون إليه ولكن في مرحلته الثانية، ومن انتسب إليه في مرحلته الثالثة فقد وافق السلف.
من هو أبو الحسن الأشعري؟؟
هو علي بن إسماعيل الأشعري ينتسب إلى أبي موسى الأشعرية، تعمق أولا في مذهب المعتزلة، إلا أن الله أراد له الخروج عن مذهبهم والدخول في مذهب أهل السنة والجماعة، وتوج ذلك بما سجله في كتاب " الإبانة عن أصول الديانة ".
ومما يذكر عن سيرته أنه كان دائما يتململ من اختلاف الفرق في وقته وينظر فيها بعقل ثاقب، فهداه الله إلى الحق واقتنع بما عليه السلف من اعتقاد مطابق لما جاء في القرآن والسنة النبوية فكان له موقف حاسم في ذلك.
ما هي عقيدة الأشعري؟؟
الأشعري كان على مذهب المعتزلة ومن العارفين به، وأنه أقام عليه مدة أربعين سنة، ثم انضم لأهل السنة و الجماعة.
وعلى هذا فإن الأشعري مر بثلاثة أحوال في عقيدته:
الحال الأول: حال الاعتزال.
الحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبع: وهى الحياة – والعلم – والقدرة – والإرادة – والسمع – والبصر – والكلام. وتأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك.
الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف.
-من هم أشهر زعماء الأشعرية الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري؟؟
أبو بكر الباقلاني المتوفي سنة 403 هـ.
البيضاوي المتوفي سنة 701 هـ.
الشريف الجرجاني المتوفي سنة 816 هـ.
وكذا الإمام الجويني (الأب)، وهو أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفى سنة 438 هـ.
وكذا ابنه إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك.
ما موقف الأشاعرة من صفات الله تعالى؟؟
وقف الأشاعرة بالنسبة للإيمان بصفات الله تعالى موقفا مضطربا مملوءا بالتناقض، ولم يتمكنوا من الدخول في المذهب السلفي كاملا، إذ وافقوا السلف في جانب وخالفوهم في جانب آخر، ونفس المسلك هذا أيضا تم مع مذهب المعتزلة، فقد وافقوهم في جانب وخالفوهم في آخر.
ذهب الأشاعرة إلى تقسيم الصفات الإلهية إلى: صفات نفسية راجعة إلى الذات أي إلى وجود الله تعالى ذاته، وإلى صفات سلبية، واختاروا لها خمسة أقسام:
وحدانية الله تعالى، والبقاء، والقدم، ومخالفته عز وجل للحوادث، وقيامه عز وجل بنفسه. وسموها سلبية، لأن كل صفة منها تسلب في إثباتها كل ما يضادها أو كل ما لا يليق بالله تعالى.
كما يقسمون الصفات كذلك إلى سبعة أقسام يسمونها " صفات المعاني " وهى: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، وهذه الصفات يثبتونها لله تعالى صفات ذاتية لا تنفك عن الذات يؤمنون بها كما يليق بالله تعالى. ويسمونها أحيانا الصفات الذاتية والوجودية.
وأقسام الصفات الثابتة لله تعالى هي كما يلي:
صفات ذاتية: وهى التي لا تنفك عن ذات الله تعالى، كالعلم والحياة والقدرة والسمع والبصر .. الخ.
وصفات فعلية: وهى التي تتعلق بمشيئته وقدرته بمعنى إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش والنزول والمجيء: إلى أخره.
وبعض الصفات تجمع الأمرين، فتكون ذاتية باعتبار، وفعلية باعتبار آخر، مثل صفة الكلام فهي ذاتية باعتبار أن الله تعالي لم يزل ولا يزال يتكلم لا تنفك عن ذاته هذه الصفة، وهى فعلية باعتبار أن الله يتكلم حسب مشيئته.
ومن جهة أخرى تنقسم الصفات الثابتة لله تعالى إلى:
صفات عقلية: ثبتت بالنص وبالعقل أيضا، كالعلم، والكلام، والسمع، والبصر، والإرادة، والبقاء، والحياة، والقدرة، والوجود، والوحدانية.
صفات خبرية: وهى التي ثبتت بالخبر – السمع – دون النظر إلى ثبوتها بالعقل، كالاستواء، والنزول، والوجه، واليدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الصفات تشمل: الصفات الفعلية الاختيارية، المتعلقة بمشيئة الله تعالى، كالنزول، والاستواء، والرضى، والغضب، والإتيان، والمجيء، والفرح والسخط.
وهذه الصفات يقال لها: قديمة النوع، باعتبار أن الله تعالى لم يزل متصفا بها، حادثة الآحاد، باعتبار تجدد وقوعها.
الباب الخامس عشر
الماتريدية
عرف بمؤسس الماتريدية؟؟
تنتسب هذه الطائفة إلى أحد علماء القرن الثالث الهجري وهو محمد بن محمد بن محمود المعروف بأي منصور الماتريدي، ولد في ما تريد وهى من بلدان سمرقند فيما وراء النهر،، لقد كان لأبي منصور مناظرات ومجادلات عديدة مع المعتزلة في الأمور التي خالفهم فيها، وقد اتحد في الهدف مع الأشعري في محاربة المعتزلة وكان معاصرا له، وأما في العقائد فكان على اتفاق مع ما قرره أبو حنيفة في الجملة، مع مخالفته في أمور.
ما أهم آراء الماتريدي؟؟
- لا يرى الماتريدي مسوغا للتقليد، بل ذمة وأورد الأدلة العقلية والشرعية على فساده وعلى وجوب النظر والاستدلال.
2 - يذهب في نظرية المعرفة إلى لزوم النظر والاستدلال، وأنه لا سبيل إلى العلم إلا بالنظر.
- يوافق في الاعتقاد في أسماء الله السلف، ويرى أن أسماء الله توقيفية، فلا نطلق على الله أي اسم إلا ما جاء به السمع، إلا أنه يؤخذ على الماتريدية أنهم لم يفرقوا بين باب الإخبار عن الله وبين باب التسمية فأدخلوا في أسمائه ما ليس منها كالصانع والقديم والشيء، والسلف يخالفونهم في هذا.
في القضاء والقدر هو وسط بين الجبر والاختيار، فالإنسان فاعل مختار على الحقيقة لما يفعله ومكتسب له وهو خلق لله، حيث يخلق للإنسان عندما يريد الفعل قدرة يتم بها، ومن هنا يستحق الإنسان المدح أو الذم على هذا القصد، وهذه القدرة يقسمها إلى قسمين:
قدرة ممكنة: وهى ما يسميها: لسلامة الآلات وصحة الأسباب.
وقدرة ميسرة، زائدة على القدرة الممكنة: وهى التي يقدر الإنسان بها على الفعل المكلف به مع يسر، تفضلا من الله تعالى.
- يرى الماتريديون أن الفاسق مؤمن كامل الإيمان، بينما يرى السلف أنه مؤمن بإيمان فاسق بكبيرته، فلا يسلبون منه الإيمان ولا يثبتون له الكمال فيه.
الباب السادس عشر
دراسة أهم المسائل التي اتفق عليها أهل الكلام
من الأشعرية والماتريدية والمعتزلة والجهمية
ما أهم المسائل التي اتفق عليها أهل الكلام
من الأشعرية والماتريدية والمعتزلة والجهمية؟؟ مع الشرح؟؟؟
- تقديم العقل على النقل: ورأوا أنه إذا تعارض النقل والعقل في شيء فإن العقل هو المقدم، وذلك عند الجمهية والمعتزلة وجمهور الأشعارة المتأخرين، ظانين أنه يوجد بالفعل تعارض بين العقل السليم والنص الصحيح – حسب زعمهم – ولهم حجج في تقديم العقل على النقل وهى شبه لا تسلم لهم، ومنها:
أن العقل هو الأصل والأساس للنقل وإلا لم يرد النقل.
أن الدلالة العقلية قطعية بينما الدلالة النقلية ظنية.
أن معرفة الله تعالى لا تنال إلا بحجة العقل وهى أصل وما عداها فرع، وهذا الأصل إنما قام على العقل.
الرد عليهم: أنه لا يوجد تعارض بين العقل والنقل، فإن النقل وهى النصوص الشرعية إذا صحت من كتاب الله عز وجل أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن يعارضها العقل السليم الخالي عن الشهوات والبدع، فإنه لا يمكن أن يحصل التعارض بين دليل عقلي قطعي وآخر نقلى قطعي، أما إذا كان الدليلان ظنيين فإنه يقدم الراجح منهما سواء كان عقلياً أو نقلياً، إن كان أحدهما ظنياً والآخر قطعياً، فإنه يقدم الدليل القطعي بغض النظر عن كونه نقلياً أو عقلياً، إذا القطعي هو الذي يمكن الاعتماد علية حتى وإن كان عقلياً، فالمزية إنما هي لكونه قطعياً لا لأجل لأنه عقلي.
2 - التأويل في مفاهيم الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة: حقيقة التأويل في أساس إطلاقه يشمل أمرين:
الأمر الأول: تطلق كلمة التأويل ويراد بها ما تؤول إليه حقيقة ذلك الشيء ومصيره وعاقبته.
الأمر الثاني: تطلق هذه الكلمة ويراد بها معرفة ذلك الشيء ومفهم تفسيره وبيانه، سواء وافق ظاهره الصواب أو خالفه، وكثير من المفسرين يستعمل كلمة التأويل بمعنى التفسير فيقول: تأويل هذه الآية كذا أي تفسيرها، فإن وافق الحق فهو مقبول وصحيح، وإن خالفه فهو باطل.
ما أنواع التأويل الباطل؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدها: ما لم يحتمله اللفظ بوضعه، كتأويل قوله صلى الله عليه وسلم: ((حتى يضع رب العزة عليها رجله)) بأن الرجل جماعة من الناس، فإن هذا لا يعرف في شيء من لغة العرب ألبته.
الثاني: ما لم يحتمله اللفظ ببنيته الخاصة من تثنية أو جمع، وإن احتمله مفرداً كتأويل قول
) لما خلقت بيدي (بالقدرة.
الثالث: ما لم يحتمله سياقه وتركيبة وإن احتمله في غير ذلك السياق، كتأويل قوله:) هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك (بأن إتيان بعض آياته التي هي أمره، وهذا يأباه السياق كل الإباء.
الرابع: ما لم يؤلف استعماله في ذلك المعنى في لغة المخاطب وإن ألف في الاصطلاح الحادث، وذكر أن هذا النوع لم يؤلف استعماله في لغة العرب وإن كان معهوداًَ في اصطلاح المتأخرين، ومثل لهذا بتأويل الجهمية والفلاسفة والمعتزلة لقول الله تعالى:) ثم استوى على العرش (بأن المعنى أقبل على خلق العرش، فإن هذا لا يعرف في لغة العرب، بل ولا غيرها من الأمم، أن من أقبل على الشيء يقال: قد استوى عليه، فلا يقال لمن أقبل على الرجل: قد استوى عليه ولا لمن أقبل على الأكل: قد استوى على الطعام.
الخامس: ما ألف استعماله في ذلك المعنى لكن في غير التركيب الذي ورد به النص، فيحمله المتأول في هذا التركيب الذي لا يحتمله على مجيئه في تركيب آخر يحتمله، وهذا من أقبح الغلط والتلبيس، ومثل لهذا بتأويل اليد بالنعمة، والنظر إلى الله بانتظار الثواب.
السادس: كل تأويل يعود على أصل النص بالإبطال فهو باطل، كتأويل
قوله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل)) بحمله على الأمة، فإن هذا التأويل مع شدة مخالفته لظاهر اللفظ يرجع على أصل النص بالإبطال وهو قولة: ((فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها)) ومهر الأمة إنما هو للسيد، فقالوا: نحمله على المكاتبة، وهذا يرجع على أصل النص بالإبطال من وجه آخر.
وكان السلف يدركون الفرق بين التأويل بمعنى التفسير وفهم المراد من الكلام الذي هو باستطاعة الإنسان الوصول إليه – وهذا هو التأويل المقبول عند السلف – وبين التأويل بمعنى معرفة ما يؤول إليه المراد من الكلام سواء كان في الدنيا أو في الآخرة من الأمور الغيبية، الذي ليس باستطاعة الشخص معرفته إلا بعد ظهوره ووضوح حقيقته.
3 – جهل أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية بمعنى توحيد الألوهية: التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
هذا هو تقسيم – أهل السنة والجماعة – لأنواع التوحيد، وهذه الأنواع كانت معروفة بالبداهة عند السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان حتى ولو لم يفصلوا هذا التفصيل في وقتهم.
فإنهم كانوا يعلمون أن توحيد الألوهية يتعلق بإفراد الله عز وجل بالعبادة والخضوع والإنابة وحده جل وعلا، والابتعاد عن الاشتراك مع الله آلهة أخرى.
وأما توحيد الربوبية فهم يعلمون أن الله هو رب كل شيء وملكية، وهو خالق الخلق ورازقهم ومدبر أمورهم كلها، وان هذا النوع من التوحيد داخل في مضمون توحيد الألوهية إلا عند الخلف من المتكلمين الذين عكسوا الحقائق.
وأما توحيد الأسماء والصفات فلقد كانوا على معرفة بأن الله عز وجل من الصفات ما أخبر به عز وجل في كتابه الكريم وما أخبر به نبيه العظيم، يؤمنون أن الله تعالى له ذات لا تشبه الذوات وله صفات الخلق إلا مجرد الاشتراك في التسمية.
والمتكلمون حينما يقررون الكلام في التوحيد يقسمونه إلى ثلاثة أقسام، فيقولون: ((هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له))، وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الفعال وهو أن خالق العالم واحد، وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها، ويظنون أن هذا هو معنى قولنا: لا إله إلا الله، حتى يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع)).
هكذا يقرر المتكلمون أنواع التوحيد، فيجعلون توحيد الربوبية – الذي لم يوجد فيه نزاع بين الأنبياء وأممهم – هو أهم أقسام التوحيد وأوجبها معرفة، مع أن الله تعالى أخبر في كتابة الكريم أن كفار قريش وغيرهم عند بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم، كانوا يعرفون توحيد الربوبية ويعتقدون أن الله هو الخالق لكل شيء.
4 – تعطيل النصوص عن مدلولاتها: إن تسلط علماء الخلف على النصوص وتحريفها عن معانيها الصحيحة لتوافق ما جاءوا به من عقائد ما أنزل الله بها من سلطان – أمر معلوم لطلاب العلم.
فإن هؤلاء لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من تخبطات في فهم النصوص وبناء عقائدهم، إلا على لي أعناق النصوص وزخرف الأقاويل في تأويلها، وإيراد الشبهات الكثيرة تحت اسم الأدلة القاطعة والبراهين الواضحة، وهى أسماء تخفي وراءها خداعهم لمن يعرف ما يهدفون إليه، إحياء أفكار أساطين الملاحدة والفلاسفة من اليونانيين وغيرهم.
ومجمل الاعتقاد فيما تقدم في باب الأسماء والصفات، هو أن نثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم له، وأن ننفي عن الله ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم على حسب ما يأتي:
نثبت لله تعالى كل الأسماء الحسنى كما قال عز وجل: ?ولله الأسماء الحسنى فادعوه وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون (
نثبت له كل الصفات الواردة في القرآن الكريم.
نثبت أن لله في كل صفة المثل الأعلى والأكمل.
الإيمان بكل ما جاء من صفات الله تعالي إلى التفصيل الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.
أن نثبت معاني كل أسماء الله وصفاته، ونتوقف عن الخوض في كيفياتها، لأن الله لم يخبرنا بذلك. وأن نردد في كل صفة عبارة السلف: " الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة ".
وبعد - أيها القارئ الكريم - فهذا جهد من مقل، فإن أخطأت فلست بدعا من الورى، وإن أصبت فما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ....
وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم ...(/)
لأول مرة غدا: عبداللطيف باشميل على قناة فضائية للتحدث عن الجامية
ـ[موجه المرشدي]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 09:45]ـ
الرياض - الوئام - سالم الشيباني:
تستضيف قناة دليل الفضائية من خلال برنامجها الأسبوعي "البيان التالي" عبداللطيف باشميل الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، للحديث حول ما بات يُعرف بالجامية، والتعريف بالجاميين؟ وحيثيات انقسامهم إلى جماعات فرعية كالمدخلية والحربية والأالبانية والحدادية، ومفاصل الصراع فيما بينها.
كما ستتطرق الحلقة والذي يعدها ويقدمها الإعلامي الدكتور عبدالعزيز قاسم إلى موقف الجاميين من السرورية والسلفية العلمية والسلفية الجهادية، إضافة إلى موقفهم من تنظيم الاخوان المسلمين، وما إذا كان لهذا التنظيم وجود في السعودية.
يُذكر أن الحلقة ستضم في جنباتها عدداً من المداخلات الهاتفية لمتخصصين في هذا المجال، وسيتم بثها مباشرة عند الساعة الثانية والربع بعد ظهر الجمعة، ويعاد يوم السبت الرابعة عصراً بتوقيت مكة المكرمة.
ـ[سعود بن عبد العزيز]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 12:39]ـ
اللهم إكفنا شرورهم ...(/)
الاولومبياد الشيعي:!!!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 10:11]ـ
الاولومبياد الشيعي:
لا شك أن الشيعة يخوضون سباقاً محموماً في مضمار "المتعة والتمتع ".
و قد بلغوا فيه شأواً كبيراً،
بل تفوَّقوا على أنفسهم فحطَّموا كثيراً من "ارقامهم القياسية" السابقة.
و سنستعرض ـ هاهنا ـ بعض فعاليات هذا الاولمبياد المحموم
الذي احتكر الرافضة جميع ادواره التمهيدية و النهائية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 10:13]ـ
1ـ "ماراثون المتعة الدورية":
المتعه الدوريه في المذهب الشيعي:
هو ان يستمتع جماعه بأمرأه واحده ويقرروا الدوره والنوبه لكل منهم
(انظر مختصر التحفه الاثنا عشريه ص227)
وانظر ما ذكر الشيخ العاني عن شيوع استعمالها في بعض مدارس النجف
(الذريعه لازاله شبه كتاب الشيعه ص 45 - 46).
وقد استطاع الشيخ محمد نصيف - رحمه الله -ان يكتشف اقرار شيوخ الشيعه بأمر المتعه الدوريه في حوار له مع شيخهم أحمد سرحان , حيث قال نصيف للشيعي: أن اهل السنه ثبت عندهم نسخ المتعه ولم يثبت عند الشيعه ذلك , لكني لم أعرف دليلكم على جواز المتعه الدوريه؟
فأجاب الشيعي بأن المتمتع بالمرأه يعقد عليها بعد نهايه متعته منها عقد زواج دائم ثم يطلقها قبل الدخول فتصبح لا عدة عليها , فيتمتع بها آخر ويفعل كالاول ... فتدور المرأه على مجموعه من الرجال بهذه الطريقه بلا عده (مجله الفتح العدد 845).
ـ وآلان نترك المجال لأحد علمائهم وهو (الخنيزي) عندما أخذ يدافع عن هذا النوع من الدعارة قائلا: لها أن تتزوج بمجرد صيغة الطلاق حتى ولوكان الحاضرون عشرة وكل منهم يعقد عليها ويطلقها ثم يعقد عليها الآخر ويطلقها وهكذا إلى كمال العشرة لصح وجاز بلا أشكال ولا ريب في زواج المتعة) (الدعوة الأسلامية للخنيزي 2/ 290).
إذا كانت هذه هي الدعوة الاسلامية، فماهي الدعوة المجوسية إذن .. ؟؟؟
ـ و تقول شهلا حائري في كتابها الشهير:"المتعة الزواج المؤقت عند الشيعة"
:"يمكن تحديد عقد زواج المتعه في حال توافر شروط معينه فباستطاعه الزوجين انتظار انتهاء مده العقد و الاتفاق على عقد جديد أو ان يهب الرجل المرأه ما تبقى من مده العقد وبالتالي يحررها من التزاماتها تجاهه , بعد ذلك ,بامكانها الاتفاق على عقد زواج مؤقت جديد او دائم.و في جميع هذه الحالات لا يتعين على المرأه قضاء العده لأنه تم تجديد العقد مباشره بعد انتهاءه مع الرجل نفسه ". (المتعه - ص 93) لا تعليق؟.
ـ كما قد كشفت بعض فتاوى ملالي الشيعة المعاصرين عن اصرار الشيعة المعاصرين على ممارسة هذه "الشعيرة الرافضية"، بل و استصدار نسخٍ مطورة منها ... !!!!
كما في فتوى طبل الحوزة "مقتدى الصدر".الشهيرة " بالفتوى الزينبية"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 10:14]ـ
ـ 2ـ "نظام القرعة" في الأدوار النهائية للمتعة الدورية:
ممَّا تقرَّر عند علماء الشيعة احتساب"نظام القرعة" في من تعرضت لجمهرة من المتمتعين ـ و ذلك لمعرفة صاحب الولد ـ عند ظهور الحمل
و هذا هو ما يفتي به مرجعهم الأكبر الخوئي على موقعه الرسمي:
http://arabic.al-khoei.org/matherwithson.htm (http://arabic.al-khoei.org/matherwithson.htm)
سؤال 1182: امرأة ادعت أنها يائس، أو ظهرت عليها امارات اليأس، واطمأنت لذلك وعملت عمل اليائس، ثم تزوجت بالعقد المنقطع شخصا، وبعد فترة تزوجت شخصا آخر متعة، وبعد مدة تزوجت من ثالث متعة، وبعد هذا الزواج المتكرر حملت المرأة، ففي هذه الصورة بمن يلحق الولد، وهل يعتمد على القرعة في المقام أم لا؟
الخوئي: في الصورة المفروضة: بما أن علاقة الأول قد انقطعت عن المرأة المذكورة فلا يلحق الولد به، وحينئذ إن كان عقد الأول والثاني كلاهما في زمان مدة الأول فالعقدان كلاهما باطل، ويكون الوطئ من كليهما شبهة، وعليه فيكون الولد مرددا بينهما فالمرجع في تعيينه القرعة، وان كان العقدان كلاهما بعد انقضاء المدة فكلاهما صحيح ويلحق الولد حينئذ بالثالث.
ـ بل ان مرجعهم من بعد الخوئي و هو آية الله علي السيستاني
لم يُحدَّد والده إلاَّ بطريق القرعة.فقد ورد في ترجمته في ـ ويكيبيديا ـ ما يلي:
(والده من القرعة هو العالم المقدس:
السيد محمد باقر)
ووالدته هي العلوية الجليلة
كريمة العلامة "المرحوم السيد رضا المهرباني السرابي"
وكانت والدته تتمتع كثيرا تقرباً لله سبحانه وتعالى ..
فكانت قد تزوجت بالعقد المنقطع الفقيه الكبير
السيد محمد الحجة الكوهكمري (قده)،
وبعد فترة تزوجت آية الله الميرزا محمد مهدي
الاصفهاني (قده) متعة، وبعد مدة تزوجت من العالم
المقدس السيد محمد باقر متعة، وبعد هذا
الزواج المتكرر حملت والدة السيد السيستاني
دام ظله بالسيد السيستاني، ولم تكن تعلم بمن
يلحق السيد السيستاني .. فانتقلت والدته الى
الحوزة العلمية الدينية في قم المقدسة فافتى
لها المرجع الكبير السيد حسين الطباطبائي
البروجردي وقال بما أن علاقة الأول قد انقطعت
فلا يلحق السيد السيستاني به، وحينئذ إن
كان عقد الأول والثاني كلاهما في زمان مدة الأول،
فالعقدان كلاهما باطل، ويكون الوطئ من
كليهما شبهة، وعليه فيكون السيد السيستاني
مرددا بينهما، فبالقرعة اختاروا العالم المقدس
السيد محمد باقر قدس سره والد السيد السيستاني
دام ظله .. ؟؟؟؟؟). اهـ
قلتُ: ولذلك فقد اشتهرت كثيرٌ من الفتاوى الجنسية الغريبة التي تفرَّد بها هذا المقترَع فيه.
و أرجو أن يستقرَّ الرافضة على نظام القرعة،
حتى لا يلجؤوا الى نظام الهدف الذهبي،
أو غيره من الانظمة كنظام احتساب النقاط مثلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 01:36]ـ
سبحان الله .. أذهلتني يا شيخ!!
قال الحكيم الخبير في محكم التنزيل:
{فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)}
قال ابن كثير: "وأما الزنيم فقال البخاري:
حدثنا محمود، حدثنا عُبَيد الله، عن إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن مجاهد، عن ابن عباس: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} قال: رجلٌ من قريش له زَنمة مثل زَنَمة الشاة.
ومعنى هذا: أنه كان مشهورًا بالشر كشهرة الشاة ذات الزنمة من بين أخواتها. وإنما الزنيم في لغة العرب: هو الدّعِيُّ في القوم. قاله ابن جرير وغير واحد من الأئمة، قال: ومنه قول حسان بن ثابت، يعني يذم بعض كفار قريش:
وأنتَ زَنيم نِيطَ في آل هاشم ... كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرّاكِب القَدَحُ الفَرْدُ
وقال آخر:
زَنيمٌ لَيْسَ يُعرَفُ مَن أبوهُ ... بَغيُّ الأم ذُو حَسَب لَئيم ...
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عمار بن خالد الواسطي، حدثنا أسباط، عن هشام، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس في قوله: {زَنِيمٍ} قال: الدعيُّ الفاحش اللئيم. ثم قال ابن عباس:
زَنيمٌ تَداعاه الرجالُ زيادَةً ... كَما زيدَ في عَرضِ الأديم الأكَارعُ
وقال العوفي عن ابن عباس: الزنيم: الدعي. ويقال: الزنيم: رجل كانت به زنمة، يعرف بها. ويقال: هو الأخنس بن شَريق الثقفي، حليف بني زهرة. وزعم أناس من بني زهرة أن الزنيم الأسودُ بن عبد يغوث الزهري، وليس به.
وقال ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عباس: أنه زعم أن الزنيم المُلحَق النسب.
وقال ابن أبي حاتم: حدثني يونس حدثنا ابن وهب، حدثني سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المُسيَّب، أنه سمعه يقول في هذه الآية: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} قال سعيد: هو الملصق بالقوم، ليس منهم.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا عقبة بن خالد، عن عامر بن قدامة قال: سئل عكرمة عن الزنيم، قال: هو ولد الزنا.
وقال الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} قال: يعرف المؤمن من الكافر مثل الشاة الزنماء. والزنماء من الشياه: التي في عنقها هَنتان معلقتان في حلقها. وقال الثوري، عن جابر، عن الحسن، عن سعيد بن جبير قال: الزنيم: الذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها. والزنيم: الملصق. رواه ابن جرير.
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن أصحاب التفسير قالوا هو الذي تكون له زَنَمَة مثل زنمة الشاة.
وقال الضحاك: كانت له زَنَمَة في أصل أذنه، ويقال: هو اللئيم الملصق في النسب.
وقال أبو إسحاق: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: هو المريب الذي يعرف بالشر.
وقال مجاهد: الزنيم الذي يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة. وقال أبو رَزِين: الزنيم علامة الكفر. وقال عكرمة: الزنيم الذي يعرف باللؤم كما تعرف الشاة بزنمتها.
والأقوال في هذا كثيرة، وترجع إلى ما قلناه، وهو أن الزنيم هو: المشهور بالشر، الذي يعرف به من بين الناس، وغالبًا يكون دعيًا (ولد) زنا، فإنه في الغالب يتسلط الشيطان عليه ما لا يتسلط على غيره، كما جاء في الحديث: "لا يدخل الجنة ولد زنا" وفي الحديث الآخر: "ولد الزنا شَرُّ الثلاثة إذا عمل بعمل أبويه"
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 02:22]ـ
بارك الله فيك ...
لذلك من أسباب اكتئاب السيستاني وعدم خروجه على الملأ أنه لا يعرف والده الحقيقي!!
والتمتع عند الإثني عشرية يكفي فيه رواية عندهم تشجع عليه من جهتين:
المتعة من جهة، والفوز بالأجر أكثر من أئمتهم على حسب الهمة!!، فالرواية تقول: (من تمتع مرة كان له اجر الحسين ومن تمتع مرتين كانت له اجر الحسن ومن تمتع ثلاث كان له اجر علي امير المؤمنين ومن تمتع اربع كان له كدرجتي) ..
إذن هو سباق محموم لضرب الأرقام القياسية في المتعة وفي نيل الدرجات العلى، فمن تمتع كثيرا صارت درجته أعلى من درجة الحسين والحسن وأبيهما رضوان الله عليهم ...
دينٌ وضعيٌ ينشر الرذيلة والبغاء باسم آل البيت، وفي تقارير منظمة الصحة الدولية تعتبر مدينة النجف وكربلاء من أكثر مدن العالم انتشارا لأمراض الزهري والسيلان وكذلك انتشر الأيدز بصورة متسارعة بين الوافدين للحج بالملايين إلى تلك المزارات، وقد احتجت وزارة الصحة الباكستانية على العراق قبل ثلاث سنين بسبب السماح بالبغاء (المتعة) بين الحجاج الشيعة، مما عرض الباكستانيين إلى الإصابة بالأمراض المختلفة ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 08:23]ـ
ما رأى السيد المبجل يوسف القرضاوي -وأساطين التقارب مع الشيعة- في هذه المسائل وهذا السلوك النجس؟
أهى من الخلاف في الفروع مع الشيعة الذي لا ضرر منه ويمكننا التقارب رغم وجوده!!
قبح الله التقارب ودعاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 08:40]ـ
و نعم العلماء
السيستانى المقدس طلع ابن .....
أصيل و الله أصيل
و لسة ياما حنشوف
ـ[راشد الدوسري]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 11:31]ـ
و أرجو أن يستقرَّ الرافضة على نظام القرعة،
حتى لا يلجؤوا الى نظام الهدف الذهبي،
أو غيره من الانظمة كنظام احتساب النقاط مثلا
أضحك الله سنك
وصدق القائل: شر البلية ما يضحك
فالحمد لله على نعمة الإسلام والسنة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 12:48]ـ
صدقت
بارك الله فيك
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 08:09]ـ
اللهم اهد كل جاهل مخدوع بالروافض مبهور بإيران!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 07:58]ـ
اللهم آمين
بارك الله فيك(/)
الثناء على الملوك مفتاح لترضيتهم فما بالك بملك الملوك!
ـ[أبو عبدالرحمن المدني]ــــــــ[15 - Oct-2009, صباحاً 11:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده:
كان الأولون من الشعراء يدخلون على الأمراء والولاة ويمدحونهم ليأخذوا العطايا.
هؤلاء ملوك الدنيا فما بالك بملك الملوك جل جلاله!
إن من أهم آداب الدعاء الثناء على الله الرحمن الرحيم جل جلاله ثم الصلاة والسلام على النبي المصطفى ومن ثم سؤاله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وسؤالك ومن ثم ختم الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وإليك صيغا من الثناء على الله سبحانه
______________________________ ______________
أولاً
تمجيد وثناء وتسبيح من القرآن العظيم
] بِسْمِ اللهَِ الرَّحْمَنِ الرَّحَِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1)[.
] اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2)[.
] قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3)[.
] الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2) وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4)[.
] وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (5) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)[.
] فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (6) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6)[.
] وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (7) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7)[.
(يُتْبَعُ)
(/)
] وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (8) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8)[.
] اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِّنْكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (9 ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn9))[.
] وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (10) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn10)[.
( اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَينِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (11) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn11) [.
] وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (12) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn12)[.
] الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (13) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn13)[.
] لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (14) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn14)[.
] اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيِمٌ (15) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn15)[.
] قُلِ الْحَمْدُ للهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلاَلَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (61) أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64) قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (16)
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn16)[.
] فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (17) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn17) [.
] فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn18)[.
] سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الأوَّلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (19) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn19) [.
] هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (20) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn20)[.
] قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1) اللهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) 21) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn21)[.
______________________________ _______
(1) (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1) سورة الفاتحة: آية 1 ـ 4.
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2) سورة البقرة: آية 255.
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3) سورة آل عمران: آية 26 ـ 27.
(4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4) سورة الأنعام: آية 1 ـ 3.
(5) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5) سورة الأنعام: آية 59 ـ 60.
(6) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6) سورة التوبة: آية 129.
(7) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7) سورة يونس: آية 61.
(8) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref8) سورة هود: آية 6.
(9) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref9) سورة الرعد: آية 8 ـ 10.
(10) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref10) سورة الرعد: آية 13.
(11) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref11) سورة إبراهيم: آية 32 ـ 34.
(12) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref12) سورة الإسراء: آية 111.
(13) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref13) سورة الكهف: آية 1.
(14) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref14) سورة الأنبياء: آية 87.
(15) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref15) سورة النور: آية 35.
(16) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref16) سورة النمل: آية 59 ـ 65.
(17) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref17) سورة الروم: آية 17 ـ 19.
(18) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref18) سورة الجاثية: آية 36 ـ 37.
(19) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref19) سورة الحديد: آية 1 ـ 6.
(20) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref20) سورة الحشر: آية 22 ـ 24.
(21) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref21) سورة الإخلاص: آية 1 ـ 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن المدني]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 12:45]ـ
ثانياً
من تمجيد وتسبيح وثناء من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
((سبحان الذي تعطف العزّ وقال به (1) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftn1)، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به (2) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftn2)، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام)) (3) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftn3).
(( سُبُّوح قُدّوس، ربُّ الملائكة والروح)) (4) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftn4).
(( سبحان ربي العظيم)) (5) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftn6).
(( سبحان ربي الأعلى)) (6) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftn5).
(( سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك)) (7) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftn7).
(( سبحان ربي العلي الأعلى الوهّاب)) (8) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftn8).
(( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، لا إله إلا أنت ... )) (9) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftn9).
_______________
(1) (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftnref1) أي كأن العز شمله شمول الرداء والمعطف للإنسان، ومعنى ((قال به)): أي حكم به، أو غلب به، أو أحبه واختص به لنفسه. انظر ((تحفة الأحوذي)): 9/ 371 ـ 372.
(2) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftnref2) أي ارتدى بالعظمة والكبرياء وتفضل بها وأنعم بها على عباده: المصدر السابق.
(3) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftnref3) أخرجه الإمام الترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب ما جاء ما يقول إذا قام من الليل إلى الصلاة. وقال المباركفوري: وأخرجه محمد بن نصر المروزي في ((قيام الليل))، والطبراني في معجمه الكبير، والبيهقي في كتاب الدعوات. قال المناوي:) وفي أسانيده مقال لكنها تعاضدت. ((تحفة الأحوذي)): 9/ 372.
(4) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftnref4) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: كتاب الصلاة: باب مايقال في الركوع والسجود. وقال الإمام الخطابي: السُبُّوح: المنزه عن كل عيب، جاء بلفظ فُعُّول، من قولك: سبحت الله أي نزهته: ((شأن الدعاء)): 154.
(5) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftnref5) أخرجه الإمام أبو داود في سننه: كتاب الصلاة. باب ما يقوله الرجل في ركوعه.
(6) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftnref6) المصدر السابق.
(7) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftnref7) أخرجه الإمام الترمذي في سننه. أبواب الصلاة. باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، وقال: والعمل على هذا ـ أي هذا الحديث ـ عند أكثر أهل العلم من التابعين وغيرهم.
(8) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftnref8) أخرجه الحاكم في ((المستدرك)): 1/ 676 وصححه، ووافقه الذهبي.
(9) ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=282634#_ftnref9) المصدر السابق وصححه ووافقه الذهبي.(/)
مجمع البحوث الإسلامية يحظر كتاب الرمز السلفي محمد إسماعيل المقدم "معركة السفور والحجا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 12:45]ـ
يتضمن انتقادات لأفكار قاسم أمين ودعوته للسفور ويؤكد شرعية النقاب .. مجمع البحوث الإسلامية يحظر كتاب الرمز السلفي محمد إسماعيل المقدم "معركة السفور والحجاب"
كتب مجدي رشيد (المصريون):: بتاريخ 14 - 10 - 2009 http://www.almesryoon.com/Public/ALMasrayoon_Images/71238.jpg أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قرارًا بحظر تداول كتاب بعنوان "معركة الحجاب والسفور" للدكتور محمد أحمد إسماعيل والذي يؤكد وجوب ارتداء النقاب وعدم جواز كشف وجه المرأة في بعض الحالات التي من أهمها إذا كان وجهها مثيرًا للفتنة.
ويتضمن الكتاب انتقادات لأفكار قاسم أمين وكتابه "تحرير المرأة" وموقف الأمة العربية والإسلامية منه، موضحًة أنه رصد معركة الحجاب في مصر وتركيا ودور الحركات العلمانية للقضاء على الحجاب حتى تكون المسلمة صورة مكررة من نظيرتها في الحياة الغربية الحديثة كما يبشر الكتاب بعودة حجاب المرأة المسلمة بقوة في كافة أنحاء العالم الإسلامي.
ويتناول "معركة الحجاب والسفور" مكانة المرأة في الإسلام وإهانتها في الجاهلية وأحكام الدين الإسلامي المتعلقة بالنساء ومظاهر تكريمه لهن ومساواتهن بالرجل في الإنسانية والتكليف والمسؤولية المدنية مع الرد على دعاة المساواة المطلقة بينها وبين الرجل، مستشهدًا بذلك بأدلة في الشريعة الإسلامية.
يأتي هذا في خضم الجدل المثار حول النقاب في مصر بعد قيام شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بنزع نقاب فتاة في الصف الثاني الإعدادي الأزهري بأحد المعاهد الأزهرية بمدينة نصر، حيث قام بتوبيخها على ارتدائه أثناء جولة تفقدية في بداية العام الدراسي، وقد هدد بإلغاء النقاب داخل المؤسسات التعليمية الأزهرية.
وقد أصدر المجلس الأعلى للأزهر قرارا يقضي بعدم ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية إلا في حال وجود الرجال، وهو القرار الذي اعتبره معلقون أنه لم يأت بجديد، وفسروه بأنه محاولة لإخراج شيخ الأزهر من مأزقه.
ـ[التبريزي]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 02:35]ـ
شبكة الإنترنت تحل المعضلة!!
يحول نسخة منه إلى كتاب الكتروني، وسيصبح الكتاب في متناول الجميع!!
####
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[16 - Oct-2009, مساء 09:59]ـ
قل موتوا بغيظكم يا دعاة التبرج والسفور
رابط تحميل الأجزاء الثلاثة
المجلد الأول: معركة الحجاب والسفور
http://www.salafvoice.com/sitefiles/..._and_Sofor.rar (http://www.salafvoice.com/sitefiles/attachments/1_Hejab_and_Sofor.rar)
المجلد الثاني: المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية
http://www.salafvoice.com/sitefiles/...em_alislam.rar (http://www.salafvoice.com/sitefiles/attachments/2_almar2ah_takreem_alislam.rar )
المجلد الثالث: أدلة الحجاب
http://www.salafvoice.com/sitefiles/...lt-alhegab.rar (http://www.salafvoice.com/sitefiles/attachments/3_adelt-alhegab.rar)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 07:21]ـ
أحد أعضاء ما يسمى مجمع البحوث قال أن النقاب عادة جاهلية فقال الشيخ أبوإسحاق معلقا مثل هذا يجب أن يحجر عليه فلا يتكلم.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 07:32]ـ
أحد أعضاء ما يسمى مجمع البحوث قال أن النقاب عادة جاهلية فقال الشيخ أبوإسحاق معلقا مثل هذا يجب أن يحجر عليه فلا يتكلم.
صدق من قال شر البلية ما يضحك, نسأل الله أن يحفظ الشيخ أبا إسحاق و أمثاله في بلد الكنانة فهم خط الدفاع الأخير في ذلك البلد.
ـ[الفصيح]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 07:33]ـ
الله أكبر، هى والله حيلة الضعفاء، أين الرأي والرأي الآخر؟!
أين حرية الفكر ـ زعموا ـ أين ........ أين ولكن والله إنها السنن
بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فصبراً يا أيها الغرباء صبراً
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 10:13]ـ
هذا جزء من المعركة
ولينصرن الله من ينصره
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 10:19]ـ
أحد أعضاء ما يسمى مجمع البحوث قال أن النقاب عادة جاهلية فقال الشيخ أبوإسحاق معلقا مثل هذا يجب أن يحجر عليه فلا يتكلم.
صدق الشيخ حفظه الله ..
ولقد وصمَ أمثالَ هؤلاء -الذين يجارون أهواء "الملأ" من أقوامهم- الإمام الإبراهيمي وصمة آبدة، بإحدى كلماته الخالدة:
الفقيه المأجور، كالسَّفيه المحجور؛ هذا يُنْسَخُ دِينُه، وذاك يُفْسَخُ دَيْنُه!
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[18 - Oct-2009, صباحاً 01:50]ـ
ما يهون الأمر أن الكل سيقف بين يدي الله عزوجل!
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[18 - Oct-2009, صباحاً 10:45]ـ
الكتاب ممنوع طبعه في مصرمنذ فترة خاصة الجزء الذي فيه الأدلة
والحمد لله الانترنت عالج جزءا من هذا الأمر
الله ناصر دينه(/)
أرجو المساعدة في فهم هذه الجملة في (فتح المجيد)؟
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 04:00]ـ
قال الشارح: "ووقع لي نسخة بخطه -رحمه الله- بدأ فيها بالبسملة وثنى بالحمدلة والصلاة على النبى (ص) وآله. فعلى هذا: فالابتداء بالسملة حقيقي، وبالحمدلة نسبى إضافى، أي: بالنسبة إلى ما بعد الحمد يكون مبدوءاً به" اهـ
لم أفهم هذه الجملة ولم يتضح لي مراده منها، فهل من معين؟
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 04:40]ـ
"فالمقصود أنه اقتصر على البسملة، وهنا المعلق اقتدى بذلك فاقتصر على البسملة، وإذا جاء في بعض النسخ ذكر الحمد، فيكون الابتداء الحقيقي بـ (باسم الله)؛ لأنه يبدأ بها قبل كل شيء، وأما الحمد فهو إضافي، أي: للإضافة إلى الكلام الذي يأتي بعده، وإذا جمع بينهما فهو أولى وأفضل".
شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للغنيمان(/)
إتقان الجواب لمن طعن بالنقاب و الحجاب - الشيخ المحدث حاي الحاي حفظه الله.
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[15 - Oct-2009, مساء 09:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة بعنوان: إتقان الجواب لمن طعن بالحجاب و النقاب.
لفضيلة الشيخ: حاي بن سالم الحاي حفظه الله.
http://www.archive.org/download/itqanaljawablmn63nbil7ijabwaln iqab/itqanaljawablmn63nbil7ijabwaln iqabvideo.gif
صوتية
http://www.archive.org/download/itqa...lniqabaudio.rm (http://www.archive.org/download/itqanaljawablmn63nbil7ijabwaln iqab/itqanaljawablmn63nbil7ijabwaln iqabaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/itqa...iqabvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/itqanaljawablmn63nbil7ijabwaln iqab/itqanaljawablmn63nbil7ijabwaln iqabvideo.rmvb)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Oct-2009, مساء 04:15]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ ..(/)
إعلامنا وعيد الهلاوين وأبو جهل؟
ـ[محمد بن أحمد الزهراني]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 07:33]ـ
يستعد فئام من الناس هنا في بلاد العم سام (أمريكا) للاحتفال بعيد الهلاوين. وعيد الهلاوين هذ لمن لا يعرفه هو يوم مشهود في آخر أيام شهر أكتوبر من كل عام.
ويحتفل أولئك الناس بعيدهم (الهلاويني) هذا بطقوس غريبة وعجيبة ومخيفة. شاهدت بعض استعداداتهم خلال الأيام الماضية.
هم لا يستقبلون عيدهم هذا بباقات الورد وتبادل ما تعارف عليه البشر في أعيادهم من عبارات البهجة والحبور , ولكنهم قد علقوا الهياكل العظمية في أفنية دورهم , ووضعوا توابيت الموتى في ردهات منازلهم, وتفننوا في إظهار كل أمر قبيح تنفر منه النفس السوية.
صور الأشباح تملأ مساكنهم التي يجعلونها تغرق في الظلام بنوعيه المادي والحسي , بل بأنواعه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم (ظلمات بعضها فوق بعض).
أطفالهم سوف يتسابقون في ذلك اليوم على أبواب جيرانهم للحصول على الحلوى ة وقد تنكروا بأزياء الأشباح رسومات الهياكل العظمية ويرددون عبارة trick or treat والتي تعني (أعطونا - أي حلوى_ وإلا فسوف نقوم بإرهابكم وإخافتكم ... !!)
عفوا أيها الإخوة .. فكل شيء يفعلونه في ذلك اليوم لابد أن تكتنفه بصمة إبليسية شيطانية والعياذ بفاطر الأرض والسماوات.
تؤكد بعض التقارير التي اطلعت عليها أن نسبة العنف تزداد بشكل ملحوظ خلال هذا اليوم وما ذاك إلا بسبب إخلاص بعض المحتفلين لمعبودهم الذي يتقربون إليه بهذه الأعمال ألا وهو الشيطان الرجيم أو بتعبير بعضهم " الأرواح الشريرة".
صدقوني أن هذا يحدث الآن وعلى مرأى ومسمع من سمع العالم وبصره بمن فيهم وسائل إعلامنا التي يصدق فيها قول الأول:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
وعين السخط تبدي إليك المساويا
لا أستبعد أبدا أن تقوم أبواق أدعياء الإصلاح من صحف وقنوات بنشر مثل هذا العمل الإبليسي (بامتياز مع مرتبة الدرك الأسفل) على أنه "مجرد" مظهر يمثل ثقافات الشعوب المختلفة. وفي الوقت الذي يؤز بعضهم بعضا في إشراع أقلامهم وقنواتهم في ازدراء أعمال أهل الحسبة التي تتناول قمع السحرة والمشعوذين ووصفهم هذه الأمور بالخرافات التي يجب ألا يطلع عليها العالم الخارجي لئلا يتهمنا بالسخف والحماقة (كما قرأت لأحدهم) فإن ما أستبعده حقا أن يسمح أدعياء الإصلاح لأحد أن يكتب سطرا واحدا ليبين مظاهر الزيف والضلال في هذه الحضارة وما وصلوا إليه من الخرافة التي يترفع عن مثلها أبوجهل لو كان بين ظهرانيهم.
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[17 - Oct-2009, صباحاً 05:59]ـ
يدربون أطفالهم على الإرهاب من صغرهم!
حتى يكبروا و يتعلموا كيف يعاملون المسلمون المتوحشون فى الصومال و السودان و فلسطين؟
أليس كذلك؟(/)
المعنى اللغوي للإيمان عند أهل السنة؟
ـ[همام العرب]ــــــــ[16 - Oct-2009, مساء 02:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في مصنفات عدة لعلماء معاصرين وقدماء من حيث تعريفهم للإيمان لغة يقولون هو: التصديق الجازم،قال جل وعلا " وما أنت بمؤمن لنا " يعني بمصدق لنا
وقد نقل إبن الباقلاني الإجماع على هذا التعريف اللغوي،،إلا أن شيخ الإسلام خالفه وقال ليس هذا إجماع،بل قد عرفه لغة بأنه: الإقرار
أولا: ما هو التعريف المعتمد عند أهل السنة؟
ثانيا: ما الفرق بين الإقرار والتصديق الجازم؟
موفقين
ـ[همام العرب]ــــــــ[16 - Oct-2009, مساء 07:44]ـ
يرفع لمعرفة الإجابة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Oct-2009, مساء 08:47]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10045
ـ[المقدسى]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 12:39]ـ
المعنى اللغوى الثابت أو المنقول عن العرب ليس ثابتاً أو متواتراً نقله , ولكن كما قال شيخ الإسلام لا يسمى في لغة العرب المصدق بقلبه دون الإقرار بلسانه مؤمناً ومن هنا مال شيخ الإسلام إلى أن الإقرار هو المعنى الأقرب للغة العرب .. والله أعلم
ـ[همام العرب]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 02:05]ـ
المعنى اللغوى الثابت أو المنقول عن العرب ليس ثابتاً أو متواتراً نقله , ولكن كما قال شيخ الإسلام لا يسمى في لغة العرب المصدق بقلبه دون الإقرار بلسانه مؤمناً ومن هنا مال شيخ الإسلام إلى أن الإقرار هو المعنى الأقرب للغة العرب .. والله أعلم
إذن هل أخطأ عامة السلف في التعريف الغوي للإيمان؟ أم أن قولهم أن الإيمان هو التصديق الجازم يشمل الإقرار وزيادة؟
ـ[همام العرب]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 02:06]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10045
النقاش في هذا الموضوع متشعب أخي أمجد وانا ليس لي باع حتى أفهم كل ما قيل،،
فيا حبذا تبسط القول لأخوك الضعيف
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 11:19]ـ
يقول ابن تيمية - رحمه الله - مفرقا بين دلالة الإيمان اللغوية ودلالة التصديق قائلا:
" ثم يقال: ليس هو مرادفا له وذلك من وجوه: (أحدها): أن يقال للمخبر إذا صدقته: صدقه ولا يقال: آمنه وآمن به. بل يقال: آمن له كما قال: {فآمن له لوط} وقال: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه} وقال فرعون: {آمنتم له قبل أن آذن لكم} وقالوا لنوح: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} وقال تعالى: {قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين}. فقالوا: {أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون} وقال: {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون}. فإن قيل: فقد يقال: ما أنت بمصدق لنا. قيل: اللام تدخل على ما يتعدى بنفسه إذا ضعف عمله إما بتأخيره أو بكونه اسم فاعل أو مصدرا أو باجتماعهما فيقال: فلان يعبد الله ويخافه ويتقيه ثم إذا ذكر باسم الفاعل قيل: هو عابد لربه متق لربه خائف لربه وكذلك تقول: فلان يرهب الله ثم تقول: هو راهب لربه وإذا ذكرت الفعل وأخرته تقويه باللام كقوله: {وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون} وقد قال: {فإياي فارهبون} فعداه بنفسه وهناك ذكر اللام فإن هنا قوله: {فإياي} أتم من قوله: فلي. وقوله هنالك {لربهم} أتم من قوله: ربهم فإن الضمير المنفصل المنصوب أكمل من ضمير الجر بالياء وهناك اسم ظاهر فتقويته باللام أولى وأتم من تجريده ; ومن هذا قوله: {إن كنتم للرؤيا تعبرون} ويقال: عبرت رؤياه وكذلك قوله: {وإنهم لنا لغائظون} وإنما يقال: غظته لا يقال: غظت له ومثله كثير فيقول القائل: ما أنت بمصدق لنا أدخل فيه اللام لكونه اسم فاعل وإلا فإنما يقال: صدقته لا يقال: صدقت له ولو ذكروا الفعل لقالوا: ما صدقتنا وهذا بخلاف لفظ الإيمان فإنه تعدى إلى الضمير باللام دائما ; لا يقال: آمنته قط وإنما يقال: آمنت له كما يقال: أقررت له فكان تفسيره بلفظ الإقرار أقرب من تفسيره بلفظ التصديق مع أن بينهما فرقا. (الثاني): أنه ليس مرادفا للفظ التصديق في المعنى فإن كل مخبر عن مشاهدة أو غيب يقال له في اللغة: صدقت كما يقال: كذبت. فمن قال: السماء فوقنا قيل له: صدق كما يقال: كذب وأما لفظ الإيمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن غائب لم يوجد في الكلام أن من أخبر عن مشاهدة ; كقوله: طلعت الشمس وغربت أنه يقال: آمناه كما يقال: صدقناه ولهذا ; المحدثون والشهود ونحوهم ;
(يُتْبَعُ)
(/)
يقال: صدقناهم ; وما يقال آمنا لهم ; فإن الإيمان مشتق من الأمن. فإنما يستعمل في خبر يؤتمن عليه المخبر كالأمر الغائب الذي يؤتمن عليه المخبر ; ولهذا لم يوجد قط في القرآن وغيره لفظ آمن له إلا في هذا النوع ; والاثنان إذا اشتركا في معرفة الشيء يقال: صدق أحدهما صاحبه ولا يقال: آمن له لأنه لم يكن غائبا عنه ائتمنه عليه ولهذا قال: {فآمن له لوط} {أنؤمن لبشرين مثلنا}. {آمنتم له}. {يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين} فيصدقهم فيما أخبروا به. مما غاب عنه وهو مأمون عنده على ذلك فاللفظ متضمن مع التصديق ومعنى الائتمان والأمانة ; كما يدل عليه الاستعمال والاشتقاق ولهذا قالوا: {وما أنت بمؤمن لنا} أي لا تقر بخبرنا ولا تثق به ولا تطمئن إليه ولو كنا صادقين ; لأنهم لم يكونوا عنده ممن يؤتمن على ذلك. فلو صدقوا لم يأمن لهم. (الثالث): أن لفظ الإيمان في اللغة لم يقابل بالتكذيب كلفظ التصديق فإنه من المعلوم في اللغة أن كل مخبر يقال له: صدقت أو كذبت ويقال: صدقناه أو كذبناه ولا يقال لكل مخبر: آمنا له أو كذبناه ; ولا يقال أنت مؤمن له أو مكذب له ; بل المعروف في مقابلة الإيمان لفظ الكفر. يقال: هو مؤمن أو كافر والكفر لا يختص بالتكذيب ; بل لو قال: أنا أعلم إنك صادق لكن لا أتبعك بل أعاديك وأبغضك وأخالفك ولا أوافقك لكان كفره أعظم ; فلما كان الكفر المقابل للإيمان ليس هو التكذيب فقط علم أن الإيمان ليس هو التصديق فقط بل إذا كان الكفر يكون تكذيبا ويكون مخالفة ومعاداة وامتناعا بلا تكذيب ; فلا بد أن يكون الإيمان تصديقا مع موافقة وموالاة وانقياد لا يكفي مجرد التصديق ; فيكون الإسلام جزء مسمى الإيمان كما كان الامتناع من الانقياد مع التصديق جزء مسمى الكفر فيجب أن يكون كل مؤمن مسلما منقادا للأمر وهذا هو العمل. فإن قيل: فالرسول صلى الله عليه وسلم فسر الإيمان بما يؤمن به. قيل: فالرسول ذكر ما يؤمن به لم يذكر ما يؤمن له وهو نفسه يجب أن يؤمن به ويؤمن له فالإيمان به من حيث ثبوته غيب عنا أخبرنا به وليس كل غيب آمنا به علينا أن نطيعه وأما ما يجب من الإيمان له فهو الذي يوجب طاعته والرسول يجب الإيمان به وله فينبغي أن يعرف هذا وأيضا فإن طاعته طاعة لله وطاعة الله من تمام الإيمان به. (الرابع): أن من الناس من يقول: الإيمان أصله في اللغة من الأمن الذي هو ضد الخوف; {فآمن} أي صار داخلا في الأمن وأنشدوا000 (بياض في الأصل) وأما " المقدمة الثانية " فيقال: إنه إذا فرض أنه مرادف للتصديق فقولهم: إن التصديق لا يكون إلا بالقلب أو اللسان ; عنه جوابان. " أحدهما ": المنع بل الأفعال تسمى تصديقا كما ثبت في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {العينان تزنيان وزناهما النظر ; والأذن تزني وزناها السمع ; واليد تزني وزناها البطش ; والرجل تزني وزناها المشي والقلب يتمنى ذلك ويشتهي ; والفرج يصدق ذلك أو يكذبه}. وكذلك قال أهل اللغة وطوائف من السلف والخلف. قال الجوهري: والصديق مثال الفسيق: الدائم التصديق. ويكون الذي يصدق قوله بالعمل. وقال الحسن البصري: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال وهذا مشهور عن الحسن يروى عنه من غير وجه كما رواه عباس الدوري: حدثنا حجاج ; حدثنا أبو عبيدة الناجي عن الحسن قال: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ; ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال. من قال حسنا وعمل غير صالح رد الله عليه قوله ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه العمل ذلك بأن الله يقول: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} ورواه ابن بطة من الوجهين. وقوله: ليس الإيمان بالتمني - يعني الكلام - وقوله: بالتحلي. يعني أن يصير حلية ظاهرة له فيظهره من غير حقيقة من قلبه ومعناه ليس هو ما يظهر من القول ولا من الحلية الظاهرة ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال فالعمل يصدق أن في القلب إيمانا وإذا لم يكن عمل كذب أن في قلبه إيمانا لأن ما في القلب مستلزم للعمل الظاهر. وانتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم. "(/)
مشيئة الله وقدرته .. متى تجتمع؟ .. ومتى تفترق؟
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - Oct-2009, مساء 10:17]ـ
تجتمع المشئية مع القدرة الشاملة فيما كان وفيما سيكون ..
وتفترقان فيما لم يكن وليس بكائن .. ؟؟
فما شاء الله كونه فهو كائن بقدرته لا محالة , وما لم يشأ كونه فإنه لا يكون لعدم مشيئته لا لعدم قدرته عليه ..
يقول الله تعالى (ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد)
فعدم اقتتالهم ليس لعدم قدرة الله ولكن لعدم مشيئة ذلك ...
(عقيدة أهل السنة والجماعة .. للدكتور / سعيد بن مسفر القحطاني)
ومن عنده زيادة بيان فليتفضل(/)
العصرانيون معتزلة العصر.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[17 - Oct-2009, صباحاً 03:51]ـ
العصرانيون معتزلة العصر. .
بسم الله الرحمان الرحيم
في أواخر العصر الأموي، نشأت فرقة المعتزلة، التي اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات، فانحرفت عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
وقد عاشت المعتزلة وشيوخها فترات ذهبية فيما بعد، خاصة في عهد الخليفة العباسي المأمون، الذي تبنى عقائدهم، وفي عهد الدولة البويهية الشيعية التي سيطرت على دولة الخلافة العباسية ما بين عامي 333ـ 447هـ (945ـ 1055م).
وقد جاءت المعتزلة بأفكار عديدة خالفت فيها أهل السنة ومنها: الاعتماد على العقل كليّا في الاستدلال لعقائدهم مقدمين العقل على النقل، المتمثل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن ارتفع شأن الاعتزال في عهد بعض الخلفاء العباسيين، وفي عهد بني بويه، كاد فكر المعتزلة أن ينتهي كفكر مستقل وكفرقة، إلاّ ما تبنته منه بعض الفرق كالشيعة وغيرهم.
الفكر الاعتزالي الحديث: العصرانيون:
لقد قدر لفكر المعتزلة أن يبعث من جديد، في العصر الحاضر، على أيدي بعض العلماء والمشايخ الذين ساروا على نهج المعتزلة، وأعلوا من شأنهم وشأن مذهبهم، و"ألبسوه ثوباً جديداً وأطلقوا عليه أسماء جديدة مثل: العقلانية أو التنوير أو التجديد أو التحرر الفكري أو التطور أو المعاصرة أو التيار الديني المستنير أو اليسار الإسلامي"
ويؤكد د. محمد عمارة، وهو أحد العقلانيين الذين يتناولهم هذا البحث، على انبعاث فكر المعتزلة حديثاً، فيقول: "لقد انقضت المعتزلة، كفرقة، ولكنها استمرت نزعة عقلية، وفكراً قوميّاً، وأصولاً فكرية، من خلال فرق أخرى تأثرت بها، ومن خلال البصمات التي طبعتها على المجرى العام، الخالد والمتدفق والمتطور، لفكر العرب المسلمين"
نقاط الاشتراك مع المعتزلة:
1ـ جعل العقل ندّاً للوحي، وتقديمه على النص الصحيح.
2ـ التبعية للمذاهب والفلسفات الأجنبية.
3ـ استباحة الخوض في الأمور الغيبية.
4ـ الاستهانة بأحكام الله وشرعه.
5ـ الجرأة على إثارة الشبهات والآراء الشاذة باسم التسامح الديني وحرية الفكر.
6ـ مقت أهل السنة، والتهوين من شأنهم, فالمعتزلة الأوائل كانوا يرمون السلف الصالح بأنهم حشوية ومجسمة ونحو ذلك، والمعاصرون يلقبون أهل السنة بالأصوليين، أو المتشددين المتزمتين.
بذور الدعوة العقلانية:
إذا كان المعتزلة في القديم، والعصرانيون العقلانيون في الحديث، قد اعتمدوا على العقل في تعاملهم مع نصوص الوحي، وصار ذلك أبرز المآخذ عليهم، فإن هذا لا يعني أن الإسلام ضد العقل ويسعى للحجر عليه، ذلك أن الإسلام يدعو دائماً للتفكر في خلق السماوات والأرض، والتركيز على استعمال العقل في اكتشاف الخير والشر وغير ذلك.
أما انحراف المعتزلة، والعصرانيين فنتج عن استعمال العقل في غير مجاله: في أمور غيبية تقع خارج الحس، ولا يمكن محاكمتها محاكمة عقلية صحيحة، كما أنهم بنوا عدداً من القضايا على مقدمات معينة، فكانت النتائج ليست صحيحة على إطلاقها.
والدور الذي أعطاه العصرانيون للعقل، يلخصه الأستاذ عبد السلام البسيوني بأن "يحل العقل محل النص، وأن يقوم هوى الإنسان مقام هدى الرحمن جلّ في علاه، وأن تكون النظريات البشرية حاكمة على القطعيات الربانية، وهذا ما لا يقبل به عاقل ولا مسلم"
وينقل البسيوني عن معجم المصطلحات العلمية ليوسف خياط تعريفه للعقلانية، التي يراد بها عموماً: "المذهب الفلسفي الذي يرى أن كل ما هو موجود مردود إلى مبادئ عقلية، ويراد بها خصوصاً الاعتداد بالعقل ضد الدين، بمعنى عدم تقبل المعاني الدينية إلاّ إذا كانت مطابقة للمبادئ المنطقية والنور الفطري"
إن التعريفات السابقة لا تدع مجالاً للشك في أن تيار العصرانية أو العقلانية، يدعو لأن يكون العقل ضد الدين، وحَكَماً على نصوص الكتاب والسنة، لا كما يتوهم من أن هذا التيار يدعو للتفكر وإعمال العقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يزيد الأمر وضوحاً، أن بذور الدعوة العقلانية في العصر الحديث بذور يهودية إلحادية، فقد برر الفيلسوف اليهودي الوجودي الفرنسي بول سارتر (1905 ـ 1980) نشرها بما يحقق مصالح اليهود، وبما يساهم في نشر الأفكار الإلحادية والمصادمة للدين، إذ يقول بأن "البشر ما داموا يؤمنون بالدين، فسيظل يقع على اليهود تمييز مجحف على اعتبار أنهم يهود، أما إذا زال الدين من الأرض، وتعامل الناس بعقولهم، فعقل اليهودي كعقل غير اليهودي، ولن يقع عليهم التمييز المجحف".
ويقول سارتر أيضاً: "إن اليهود متهمون بتهم ثلاث كبرى هي: عبادة الذهب، وتعرية الجسم البشري، ونشر العقلانية المضادة للإلهام الديني".
أهم أفكارهم وعقائدهم:
1ـ إنكار حق الردّة بدعوى حرية الفكر والرأي والانفتاح الفكري بل ويتجاوز بعضهم الحد، عندما يطالب باحترام حقوق الملحدين، وضرورة السماح لهم بنشر آرائهم بين المسلمين، يقول جودت سعيد، وهو من رموز هذا التيار: "الكفر ليس ذنباً دنيوياً، والكفر ذنب أخروي، فالله يحاسب الكافر عليه، والكافر له حق أن يعيش، والملحد له حق أن يعيش محترماً، وإن استطاع الملحد أن يقنع الناس بإلحاده فلا حرج عليه، لكنه لا يفرض رأيه بالقوة، ويجب أن نزيل التنابز بالكفر".
كما يبدي د. خالص جلبي وهو من رموز هذا التيار أيضا اعتراضه على حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم بقتل المرتد ويقول: "في المجتمع الإسلامي، مجتمع اللا إكراه، لا يقتل الإنسان من أجل آرائه، أيّا كانت الأفكار، سواءً تركاً أو اعتناقاً".
2ـ التشكيك في مفهوم الجهاد في الإسلام وأهدافه، بل وتعطيله، وتضييق دائرته، وقصره على ما يسمى "الدفاع" فقط، كما حرفوا ما يتبع الجهاد من أحكام شرعية، كالجزية والرق وتقسيم الدور إلى دار إسلام ودار كفر.
ويعرف جودت سعيد الجهادَ بقوله: "الجهاد هو استخدام القوة بعد الوصول إلى الحكم برضا الناس، لمنع الإكراه في الدين".
والملاحظ أن جودت ربط مفهوم الجهاد بقضية الإكراه في الدين فقط، أي أنه لا جهاد إلاّ إذا حدث للمسلم فتنة عن دينه بالإكراه.
3ـ أفتى بعضهم، وعلى رأسهم الدكتور حسن الترابي، بإباحة زواج المرأة المسلمة من اليهودي والنصراني قائلاً في محاضرة في مدينة أم درمان السودانية (أبريل 2006): "إن تحريم زواج المسلمة من الرجل الكتابي مسيحياً كان أم يهودياً هو مجرد أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل، الهدف منها جرّ المرأة إلى الوراء".
4ـ نفي بعضهم أن تعدل شهادة الرجل شهادة امرأتين، كما دلت الآية الكريمة (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء). وقد اعتبر الترابي في المحاضرة ذاتها "أن هذا ليس من الدين أو الإسلام، بل هو مجرد أوهام وأباطيل وتدليس، أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام بشيء".
5ـ تهوين أمر الحجاب الشرعي، والتساهل في شأنه، واستباحة الاختلاط بين الرجال والنساء ويعتبر الترابيُ الحجابَ الشرعيَ "فهماً خاطئاً لمقاصد الدين والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار".
أهم ملامح هذا التيار:
1ـ الدفاع عن المعتزلة والثناء عليهم، كما يظهر ذلك من كتابات د. محمد عمارة. ويقول د. خالص جلبي: "وعندما استقر الأمر للعقل الكسيح، وطحن التيار العقلاني من المعتزلة وسواهم، أصبح التشكيك في عقيدة أي إنسان حتى اليوم، يكفيها أن تنسب لهذا الخط الفكري، ورسي مصير المعتزلة والاتجاه العقلاني في خانات الهرطقة .... وبقيت الساحة عقلاً من دون مراجعة، ونقلاً من دون عقل".
كما اعتبر أحمد أمين، صاحب المؤلفات التاريخية والأدبية، "أن من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة".
2ـ تمجيد الزنادقة والشخصيات المنحرفة، والدعوة إلى نشر تراثهم، يقول د. جلبي منتقداً إعدام الحلاج الزنديق في العهد العباسي: "كل المظالم وقعت باسم الشعب، وباسم الأمن، أنشئت أجهزة الرعب، وأنه تحت بعض الشعارات تغتال الحقائق، فباسم الشعب في بغداد حكم على الحلاج بضرب ألف سوط، ثم قطع لسانه وأطرافه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشيد جودت سعيد عادة بالجاحظ وابن المقفع، وهما من أئمة الزندقة والبدع كما حكى العلماء، فيقول: "ويزداد الإنسان إعجاباً بأقوال ابن المقفع حول الملك (السياسة) ... ويقول: "والجاحظ له مقام في الحضارة الإسلامية، يتألق نجمه على مرّ الزمن .. كان يتذوق مع آيات الكتاب: آيات الآفاق والأنفس ... وهو وإن كان إماماً في الأدب، إلاّ أنه صاحب مذهب في العقيدة أيضاً".
3ـ الانتقاص من السلف الصالح ومن أهل السنة وعلمائهم ومذهبهم، يقول الأستاذ البسيوني في بيان حال هؤلاء العصرانيين: ""وكلما كنت مستمسكاً ومنافحاً عن التراث، منادياً، بشمولية الإسلام، كنت (سلفيّاً)، وإن أعدى أعدائهم، وعمى عيونهم في المناهج السلفية الاتباعية ... وهي عندهم قرينة لخراب الدنيا، ونذير بيوم تحل فيه الغمّة".
وينتقص محمد عمارة من إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله ومن منهجه وأتباعه للسنة فيقول: " .... ولقد بلغ من اتباع ابن حنبل للنصوص والمأثورات و ولها وحدها و الحد الذي جعله لا يرجح و بالرأي أو العقل أو القياس و مأثورة على أخرى عندما تتعدد وتتضارب وتتعارض المأثورات في الأمر الواحد والقضية الواحدة و كان يفتي بالحكمين المختلفين لأن لديه مأثورتان مختلفتان في الموضوع!.
ويطالب جودت سعيد بعدم اتباع السلف الصالح في منهجهم وتفكيرهم و قائلا: " على المسلم أن لا يضع الآباء المسلمين، المتقدمين منهم والمتأخرين مكان القواعد والسنن، مهما أحسنّا الظن فيهم " ويقول: " وربما كان ما أصيب به المسلمون من الجمود على رأي الآباء، أقوى من جمود غيرهم من الأقوام، لأن الآباء حلّوا محل الآيات، سواء آيات الكتاب،أو آيات الآفاق والأنفس ".
4ـ تشويه تاريخ المسلمين وجهادهم وفتوحاتهم، والإساءة إلى كل الدول التي قامت بعد عصر الخلفاء الراشدين وفتوحاتها، بل وطالت إساءاتهم حتى عصر الراشدين رضي الله عنهم.
فيعتبر د. عمارة أن حروب الردة لم تكن دينية، وإنما كانت في سبيل الأمر والسلطان والتوسع. ويدّعي أيضاً أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان رائد التمييز بين السياسة والدين! مع معارضة جمهور الصحابة له، وأنه بنى الدولة الإسلامية على هذا التمييز.
ويقول خالص جلبي: "إن السيف الأموي في الأندلس، والمدفع العثماني في البلقان يصلح تفسيراً لانحسار الإسلام عن أوروبا، لأنه لم يكن انتشاراً على منهج النبوة، بل اجتياحاً عسكرياً، ونسميه إسلاميّاً".
5ـ الثناء على بعض المذاهب المنحرفة وإبراز الحركات الثورية والمتمردة، التي تمردت على دول الخلافة الإسلامية وإظهار هذه الحركات "في قوالب تميل إلى إظهار أصحاب هذه الحركات في ثياب الإبداع الحضاري والعطاء الإنساني، بينما وضع (أي الدكتور عمارة) مخالفيهم في قائمة السلطوية أو الرجعية أو النصوصية".
ويرى د. عمارة أن حركة الخوارج كانت التجسيد الحي لحرارة القيم الثورية التي جاء بها الإسلام. كما يرى أن حركة القرامطة كانت نزوعاً عربيّاً نحو إقامة كيان عربي يكتسب ملامحه القومية بمرور الأيام، وأن جماعة إخوان الصفا الإسماعيلية، كانت حركتهم ثورية أنبتتها التربة العربية كرد فعل للظلم الاجتماعي والسياسي، وللإرهاب الذي شنته السلطات الإقطاعية ضد كل ما هو متقدم في الحياة".
كما اعتبر د. عمارة أن الاشتراكية هي التطبيق الأمثل للإسلام، ويقول: "إننا إذا شئنا أن نقوّم هذه التجربة، فلن نجد أكثر دقة ومطابقة للواقع من أن نقول عنها إنها محاولة جادة ومخلصة وعملاقة لتطبيق أفكار الاشتراكية".
6ـ إنكار بعض المعجزات النبوية وكرامات الصالحين وبعض الغيبيات، أو تأويلها تأويلاً يأباه النص كموقفهم من نزول المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ والملائكة والجن، والطير الأبابيل، وظهور الدجال في آخر الزمان.
"وما تفسير الشيخ محمد عبده لإهلاك أصحاب الفيل بوباء الحصبة أو الجدري الذي حملته الطير الأبابيل، إلاّ من هذا القبيل".
7ـ تمجيد الحضارة الغربية ومفكريها، وبعض النظريات الوضعية. يقول د. خالص جلبي: "حضارة الغرب اليوم ليست مادية فقط كما ندّعي ... ونحن لسنا في حضارة روحية تحلق في السماء ... فكل حضارة تقوم على مجموعة من القيم، والحضارة الغربية (اليوم) لا تخرج أو تشذ عن هذا القانون".
وينقل جودت سعيد عن المؤرخ توينبي (في كتاب تاريخ البشرية) قوله: "في فترة لا تتجاوز خمسة أجيال فقط، ظهر خمسة من كبار الحكماء في العالم القديم (زرادشت، بوذا، كونفوشيوس، فيثاغورس، وإشعيا الثاني أحد أنبياء بني إسرائيل).
ويعلق جودت سعيد على كلام توينبي السابق، ويقول: "ولا يزالون حتى اليوم يؤثرون في الإنسانية مباشرة، أكثر من أي كائن بشري حي"
8ـ تبني مذهب "اللا عنف" الذي يعني ضمناً إلغاء الجهاد، والاقتصار على الوسائل "السلمية" في مواجهة الظلم، ويعتبر جودت سعيد، أبرز الدعاة لهذا المبدأ، وكذلك تلميذه خالص جلبي، وهما دائما الإشادة بالزعيم الهندي غاندي، ولمنهجه في تجنب محاربة الاستعمار البريطاني للقارة الهندية.
يقول خالص جلبي: "لقد أدرك غاندي بالتجلي العبقري، الروح السلمية أنه لن يقود شعبه لمواجهة خصمه قبل أن يحرره من المرض النفسي الداخلي. وعندما غادر البريطانيون شبه القارة الهندية، ودّعوها أصدقاء بدون كراهية!
وكان استقلال الهند نموذجاً عجيباً من الوداع الحبي أو على حد تعبير غاندي يومها: أيها السادة حان وقت رحيلكم! وما زالت الهند تنعم بشيء من روح الديمقراطية، وكله من بقايا روح المهاتما غاندي العظيمة"
ــــــــــــــــــــــ
العدد السادس والثلاثون من مجلة الراصد جمادي الثانية 1427
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 06:58]ـ
وفقكم الله و بارك فيكم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 09:11]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[الآجري]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 10:41]ـ
اقتباس من " مآلات الخطاب المدني " لإبراهيم السكران حيث قال:
والواقع أن المراقبين والنقاد طرحوا تفسيرات كثيرة لظاهرة الانقلاب المعياري هذه التي أشرنا إليها, ومحاولات متعددة لاستكشاف النواة الجوهرية التي انبثقت عنها تطبيقات ومواقف وإحداثيات هذا الخطاب المدني المتطرف, فبعض النقاد يرى أن السبب هو "الانبهار بالغرب", والواقع ان الانبهار بالغرب أحد النتائج وليس العامل الحاسم كما سيأتي توضيح ذلك.
وبعض النقاد اعتقد أن الجذر الدفين في هذه الظاهرة هو "العقلانية"، والواقع أن هذه الظاهرة ليس لديها نظرية فعلية في "مصادر المعرفة" بحيث تقدم ما دل عليه العقل وترد ما عارضه, بل هي تارة مع العقل وتارة مع النص وتارة مع الذوق الشخصي وتارة مع المألوف وتارة ضد هذه كلها, فهي تدور مع المنتج الحضاري الجديد بغض النظر عن علاقته بمصادر المعرفة, وأعتقد أن تكوين "منظومة عقلانية متماسكة" أكبر بكثير من قدرات هذه الظاهرة وكتابها أساساً.
وبعض النقاد اعتقد أن هذه الظاهرة هي امتداد تاريخي لمدرسة "المعتزلة"، والواقع أن هذا التفسير قد أبعد النجعة كثيراً, فمدرسة المعتزلة هي مدرسة دينية متزمتة أخرجت الفساق من الإسلام, وشرعت للمنابذة المسلحة لأئمة الجور, وناضلت الفلسفة الإغريقية بنفس أدواتها, ووصفهم كثيراً من المحققين في علم الفرق بأنهم أصحاب إرادات أي أصحاب نسك وعبادة, وكان لديهم نتاج عقلاني منظم. وإنما سبب زيغهم غلوهم في التنقير بالعقول في الغيبيات وتقديمها على مضامين المرويات, حتى نتجت عن ذلك أصولهم الخمسة المعروفة, لا لأنهم أعرضوا عن الشرائع وانبهروا بأمة من أمم الكفر. فالمعتزلة مدرسة غلو لامدرسة تساهل, بل إن المعتزلة أشرف بكثير من الخطاب الفرانكفوني المعاصر الذي يحاول الوصول إلى تناقضات داخلية في التراث الإسلامي بهدف تحييد الوحي جملةً عن الحياة العامة.
في تقديري أن النواة الخفية التي انطلقت منها كل هذه التحولات الجذرية والحادة في المواقف والرؤى هي "المغالاة في قيمة المدنية والحضارة", فالغلو في الحضارة والمدنية الدنيوية وتحويلها إلى القضية الأولوية وغاية الغايات هو الجذر الرئيسي التي ابتدأت منه كل هذه الانقلابات المفاهيمية, بمعنى أن النموذج التفسيري الذي يقدم إجابة دقيقة حول تطبيقات هذه الظاهرة هو ما يمكن تسميته "غائية الحضارة" و "مركزية المدنية".
فيمكن القول بكل اختصار أن "الغلو المدني" ينبوع الانحراف الثقافي, حيث يستتبع التحييد العملي للوحي لأنه لايدفع باتجاه المدنية الدنيوية ويتعارض مع كثير من منتجاتها, ويورث الاستخفاف بالتراث الإسلامي لتضمنه جهاز مفاهيمي شرعي يزهد في الدنيا ويربط الإنسان بالآخرة, ويثمر لدى الشاب تعظيماً نفسياً للثقافة الغربية الحديثة لتفوقها المدني على غيرها من الأمم المعاصرة, فيصبح مأخوذاً بعرض منجزاتها, ويتضايق من عرض ثغرات الثقافة الغربية ويميل لتفهمها وإعطائها معنى إيجابيا أو محايداً على الأقل وتسويغها في جنب محاسنها, ويبدأ الشاب في الابتعاد التدريجي عن العاملين للإسلام لانهماكهم بالدعوة بما تتضمنه من تعميق الإيمان في الناس والتفقه في معاني الوحي, ويصبح أساس العلاقة مع الآخر ليس مبنياً على "أساس ديني" بحيث يوالى الآخر بقدر ما فيه من موالاة الوحي والقرون المفضلة, وينافى بقدر مافيه من منافاة الوحي والقرون المفضلة, بل يصبح أساس الولاء تجاه الآخر "أساساً مدنياً" مبنياً على مقدار السعي المشترك لعمارة الدنيا بغض النظر عن حجم الانتهاكات لحمى الشريعة والفضيلة, فيغتفر لصاحب المنجز المدني –سواءً كان مؤلفاً أم اتجاهاً فكرياً أم مجتمعاً معاصراً- كل انحرافاته الدينية وتتفهم في بحر حسناته المدنية, بينما ينظر بعين الامتهان إلى صاحب المنجز الشرعي –سواءً كان مؤلفاً أم اتجاهاً فكرياً أم مجتمعاً معاصراً- مادام أنه غارق في القصور المدني.
ـ[محمدمحفر]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 03:40]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك وزادك علما وفهما
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 05:08]ـ
وجزاكم و نفع بكم.(/)
(النهضة السعودية): أو تجربة نفي (الجفوة) بين الدين والتقدم-زين العابدين الركابي
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 12:04]ـ
http://www.aawsat.com/01common/pix/Asharq-alawsat-logo.jpg( النهضة السعودية): أو تجربة نفي (الجفوة) بين الدين والتقدم
زين العابدين الركابي
السبت 28 شوال 1430 هـ 17 اكتوبر 2009 العدد 11281
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الرأي
هل هو (جحود متعمد) أو (جهل معيب)، أو) ذهول فكري) ـ يشبه الغيبوبة ـ: ورّط أصحابه في هاتين الخطيئتين؟
الذهول الفكري عمّاذا؟
عن (النموذج السعودي) في إقامة نظام اجتماعي وسياسي جمع ـ في واقعية وتواضع ـ بين مقتضيات الإسلام ـ في العقيدة والشريعة ـ وبين متطلبات العصر والوقت في النهوض والتقدم.
ومن هم الذاهلون؟
هما فريقان ـ في الغالب ـ: فريقان متناقضان متخاصمان:
أولا: الفريق الأول: وهو صنفان:
1ـ صنف يعطي نفسه الحق في تكوين (تنظيمات غير معلنة) تعمل لإقامة (الدولة الإسلامية) في السعودية!! .. وإذا قيل لهم: لكن الدولة الإسلامية قائمة بالفعل وفق شرائطها العلمية الشرعية وهي:
أ ـ توحيد الله وحده لا شريك له: «فاعبد الله مخلصا له الدين. ألا لله الدين الخالص».
ب ـ الاجتهاد التطبيقي في إنفاذ شريعة الإسلام: «ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون».
ج ـ الاجتهاد التطبيقي في إقامة العدل ورعاية مصالح الناس: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل».
د ـ وحدة الجماعة: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».
هـ ـ الاجتهاد التطبيقي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر».
و ـ الاجتهاد التطبيقي في إقامة الشورى وإعمالها: «وشاورهم في الأمر».
ز ـ إعداد القوة لردع العدوان عن الديار أو الوطن: «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» .. إذا قيل لهم هذا، (دون أدنى ذرة من ادعاء للعصمة في التطبيق)، قالوا: لكن هناك أخطاء في التطبيق، وكأنهم حين يأتون (لا قدر الله) لن تكون لهم أخطاء!! (على حين أن أخطاء أمثالهم قد فاحت قبل الوصول إلى الحكم) .. والقاعدة الأصلية ـ هاهنا ـ هي: إن المجتمعات الإنسانية ـ ومنها المجتمع الإسلامي ـ: ليست ملائكية بطبيعتها، ولا معصومة في بشريتها .. والحديث النبوي الصحيح: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله تعالى، فيغفر لهم»، هو حديث ينطبق على الأفراد كما ينطبق على المجتمع والدولة .. ومن الدلائل على هذا الذهول الفكري عند هذا الصنف من الناس: أنهم يضربون الأمثال بآخرين، فمنهم من يضرب المثل بالنموذج الإيراني، ومنهم من يضرب المثل بالنموذج التركي .. ولا زيادة!! .. أين النموذج السعودي: الأسبق والأثبت والأطول مدى؟
2ـ الصنف الثاني من الفريق الأول: لم يكتف بالذهول أو الغيبوبة عن وجود) دولة مسلمة) ـ هاهنا ـ، بل عمد إلى (تكفيرها)، والخروج بالسلاح عليها، بزعم أنها دولة غير مسلمة، وكأن (المكفراتية) هم المؤهلون لإقامة الدولة المسلمة، أي المكفراتية الذين سيجعلون على رأس أجندتهم: تكفير الناس وقتلهم: بالشبهة والذنب والمعصية والتأويل الفاسد لنصوص الدين .. ودوما يكون التكفير مسوغا لحمل السلاح عند هذا الصنف من الناس. ولذا عمد الخوارج إلى (تكفير) الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ: توطئة للخروج عليه بالسلاح، واستباحة دمه الطاهر. نعم، فالتكفير محاولة للهروب الجاهل ـ والفاجر ـ من طائلة قول الله عز وجل: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما».
إن القياس الخاطئ على نماذج أخرى للحكم هو الذي ورط هذا الفريق ـ بصنفيه ـ في هذا الذهول والغلو.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: الفريق الثاني الذاهل ـ إلى درجة الغيبوبة ـ عن (النموذج السعودي في الحكم والنهضة) هم الذين لا يزالون يجادلون في مسألة قيام الدولة على) أساس الدين)، والذين يزعمون أنها مسألة قد حسمت منذ قرون في أوروبا حيث سقطت) المؤسسة الدينية) الكهنوتية هناك، والذين يزعمون ـ بناء على تجربة أوروبا ـ: أن إزالة التناقض بين الدين وبين التقدم (المعرفي والاجتماعي) لا تتحقق إلا بفصل الدين عن الدولة، وإلا بقيام دولة علمانية أو وطنية (بحتة)، أو دولة قومية ـ على غرار الدولة القومية في أوروبا أيضا ـ .. ولا يفتأ هذا الفريق يردد مقولات مثل: هل تريدون لنا دولة مثل دولة الملالي في إيران، أو دولة طالبان البائدة في أفغانستان؟ .. وهذا برهان واضح على ذهول هذا الفريق عن النموذج السعودي ـ المختلف ـ والذي نهض منذ أكثر من قرن ـ على الأقل ـ، بمعنى أنه نموذج قد سبق ـ بمدة طويلة جدا ـ النماذج التي يتحدث عنها هذا الفريق بنوع من النقد الساخر.
إن القياس الخاطئ هو الذي ورط هذا الفريق فيما تورط فيه من مفهوم سيئ عن الحكم الإسلامي .. ودوما يكون القياس الخاطئ هو أصل البلاء في التصور والفهم والحكم .. وبين أيدينا الآن مثل جد مناسب للسياق والموضوع .. كان المفكر المصري الكبير الرائع الأستاذ خالد محمد خالد ـ رحمه الله ـ قد ألف في مطلع خمسينات القرن الماضي كتابا بعنوان (من هنا نبدأ) ندد فيه بما سماه (الحكومة الدينية)، وتوصل من خلال هذا التنديد إلى رفض أن في الإسلام دولة وحكما .. ثم بعد ثلاثين عاما أصدر كتابا جديدا ـ ملؤه الأمانة والشجاعة ـ اعترف فيه بخطئه ثم عرّفنا بالسبب الأكبر وراء خطئه وهو: أنه قاس الحكم في الإسلام على الحكم الديني الكهنوتي في أوروبا .. وهذه هي عبارته الصريحة الأمينة: «وأود أن أشير إلى أن تسمية (الحكومة الإسلامية) بالحكومة الدينية فيه تجن وخطأ، فعبارة (الحكومة الدينية) لها مدلول تاريخي يتمثل في كيان كهنوتي قام فعلا، وطال مكثه، وكان الدين المسيحي يستغل أبشع استغلال في دعمه وإخضاع الناس له .. إذن فقد كنت في قمة التأثر ببشاعة وجرائم الحكومة الدينية المسيحية، ثم عكستُ الصورة في غير حق على الحكام السياسيين في الإسلام واعتبرتهم حكومة دينية إسلامية».
ثم إن هذا الفريق (يذهل) عن النموذج السعودي الذي تمثل في قيام دولة (انحازت) للتقدم ـ بإطلاق ـ منذ أول يوم: انحازت للتقدم بمقتضى (الإسلام الحق) الذي ما جاءت شريعته إلا لتحقيق مصالح الناس، والتسامي بها ليس لتلبية الضرورات فحسب، بل التسامي بها ـ كذلك ـ إلى أقصى مراتب المعرفة ـ بلا سقف حاجز ـ وإلى أعلى مراتب الرفاه الميسور، والسعادة المستطاعة: معنويا وماديا، على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع .. يقول الملك عبد العزيز: «إنني أرى من واجبي ترقية جزيرة العرب والأخذ بالأسباب التي تجعلها في مصاف البلاد الناهضة مع الاعتصام بحبل الدين الإسلامي الحنيف» .. فأولوية الملك المصلح: ترقية جزيرة العرب .. وهذا انحياز للتقدم والرقي، وهو انحياز متناغم ـ في منهجه ـ مع (الاعتصام بحبل الدين الإسلامي) .. ويبديه: أن هذا الملك الكبير: لم يأخذ مفهومه التقدمي النهضوي من الماركسية، ولا من الفلسفات القومية والعلمانية ـ التي كانت سائدة يومئذ ـ وإنما استمد مفهومه ونموذجه من الإسلام ومن مدنيته العظمى .. يقول باني النهضة الجديدة: «إن المدنية الإسلامية التي سطع نورها في العالم وكانت أساسا لنهضات الأمم الأخرى، لم تكن مدنية مزيفة تقتصر على الزينات والماديات، وإنما كانت مدنية علم وعمل وحث المسلمين على التمسك بالشريعة السمحة».
واستمد مفهومه التنويري ونموذجه التقدمي من (سوابق) الدولة الإسلامية، ولا سيما في عصورها الزاهرة .. نقرأ في كتاب (العلم في التاريخ) لـ ج. برنال قوله عن تقدم العلم في كنف الدولة الإسلامية ـ: «وفي خلال الفترة القصيرة من عام 754 ـ 861 في عهد الخلفاء العباسيين: المنصور وهارون الرشيد والمأمون، بل والخليفة الورع المتوكل، في هذه العهود لقيت العلوم تشجيعا لم تشهد مثله منذ أيام متحف الإسكندرية، ولم يكن الخلفاء الأمويون وصغار الأمراء الذين خلفوهم أقل اهتماما في إسبانيا ومراكش. وكان هذا الارتباط بين العلم وبين الملوك مصدر قوة للعلم».
والخلاصة الإيجابية هي: كيف يعالج هذا الذهول الظالم عن التجربة السعودية؟ يعالج بتحرير العقل من القياسات الفاسدة، ويعالج بتجديد الوعي بالحقائق والمفاهيم التالية: حقيقة أنه في أرض الواقع توجد دولة إسلامية ـ بشروطها الشرعية ـ وهي المملكة العربية الإسلامية، وحقيقة أن هذه الدولة منحازة للتقدم بإطلاق بمقتضى (إسلامها)، وحقيقة أن هذه الدولة قد نجحت في إزالة الجفوة المفتعلة بين الإسلام ومتطلبات التطور والتقدم الحقيقية، وحقيقة أن هذه الدولة وهي ملتزمة بإسلامها قد أقامت علاقات وثيقة مع عالمها الإنساني الواسع: تبادلا تجاريا ومعرفيا، وعلاقات دبلوماسية والتزاما بالمواثيق والعهود. دولة لم تشعر بأن إسلامها قد قيد نهضتها ولم يشعر طرف ما: تعامل معها بأن مبادئ الإسلام عطلت مصلحته أو نقضت عهده، بل العكس هو الصحيح.
وَيْ!! أويعجب الناس أن تقوم في عالمنا وعصرنا تجربة تنطق بـ (لا إله إلا الله)، ولا تنس نصيبها من الدنيا؟!
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=11281&article=540467
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفارسسس]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 04:33]ـ
ورب المشرقين و المغربين لا يوجد أحد عاقل على هذا الكوكب يصف السعودية بأنها دولة متقدمة نهضويا!!!
النهوض الحضاري يقاس بمستوى الخدمات ونوعية الحياة التي يتلقاها المواطن الفرد .. ومن هنا نرى أن من الظلم فعلا ان نقارن السعودية بادنى ادنى مستوى الواقع الحضاري في أي دولة صغيرة من دول أوربا .. !
لنقارن مستوى الحريات السياسية والعدالة والأمن ومستوى حقوق الانسان والمساواة وتطبيق القوانين كما في انظمة القضاء والشرطة .. !
ولنقارن مستوى الخدمات التي تقدم للمواطن مثل الخدمات الطبية و توفر وسائل المواصلات وبقية الخدمات كالماء والكهرباء ونسب المعلمين لاعداد الطلبة ونسب الاطباء للسكان و نوعية المسكن و مستوى المدارس والجامعات .. !
النهضة الحضارية لا تقاس بالعلوم و لا بالانتاج الصناعي .. فهذه نتائج وليست عوامل نهوض .. !
من الممكن ان تحقق ايران أو كوريا الشمالية او باكستان تقدما صناعيا وتقنيا مبهرا .. ولكنها تعيش في واقع حضاري مزري للغاية .. !
كم معدل الاعمار .. ما هو مستوى الخدمات الصحية والتعليمية .. ما هو مستوى الحريات السياسية .. ما مدى انتشار الخدمات في الارياف والقرى .. !
باختصار .. ما هي نوعية الحياة التي يعيشها المواطن الايراني أو السعودي .. ؟!
ستجد انه لا يمكن مقارنتها باصغر وافقر دولة اوربية .. !
لقد استطاعت دولة مثل باكستان الوصول الى صناعة الصواريخ وانتاج القنبلة النووية وتطورت علميا بشكل كبير .. لكنها لم تصل الى النهضة الحضارية المنشودة .. !
هناك دول حققت مستويات تنموية جيدة قد تتساوى او تتفوق في مستوى الخدمات على ما لدى بعض دول الغرب .. هذا صحيح .. ولكنها طفرة مؤقتة لا تلبث ان تنتهي .. لانها تفتقد لمبدأ الاستدامة التي تتميز بها الحالة الغربية و من أهم عوامل الديمومة ترسخ النظم الديموقراطية والحريات السياسية وقيم العدالة والحرية والمساواة ..
لقد استطاع الاتحاد السوفيتي ومن بعده الصين الوصول الى قفزات تنموية وتقدمت صناعيا واقتصاديا بشكل كبير .. ولكنها تفتقد لمبدأ الاستدامة .. استطاعت الوصول الى القمة لكنها فشلت وستفشل في البقاء .. بينما الغرب وصل واستمر بالصعود والثبات .. فهذه أوربا وعلى وجه الخصوص المانيا تدمر وتهزم وتسحق خلال الحروب العالمية .. ولكنها نهضت بشكل مذهل خلال فترة وجيزة لتعود أقوى مما كانت .. والسبب انها حققت نهضة حضارية قوامها العنصر الانساني .. ! فأصبحت قادرة على البقاء ومواجهة التحديات .. !
هذه المعايير الحضارية والقيم الاخلاقية ليست معايير غربية .. بل هي معايير انسانية يسعى لها جميع البشر .. وبحسب فهمي للاسلام و لو تمعنا بالعبادات لوجدنا انها تهدف الى تحقيق الامن الاجتماعي من خلال الصلوات كأداة للتواصل والتكافل الاجتماعي والتلاحم النفسي والمعيشي من خلال فرض الزكوات والصدقات , والدعوة الى الخير ورفض الاعتداء و صيانة الدماء والاعراض والاموال , اضافة الى مبدأ الشورى السياسية و محاربة الفساد المالي والاخلاقي و نبذ الطغيان السياسي و تأصيل قيم العدالة والصدق والحرية و المساواة .. !
اذا كانت هذه العوامل رئيسية لتحقيق النهوض الحضاري , فما هو نصيب الروئ الاسلامية التقليدية السائدة من هذه العوامل .. ؟!
نصيبها هو العكس .. ومهما بلغ مقدار التفاوت بين هذه الروئ فإنها جميعا تدفع باتجاه تسويغ القمع و الاستبداد السياسي و وأد الحريات و التعايش معها و اعتبارها مشيئة إلهية وتقديس الاشخاص من فقهاء الدين وهنا تكمن أس المشكلة .. !
إصلاح المؤسسة الدينية هو بداية الحل .. !
إصلاح المؤسسة الدينية سيتبعه إصلاح الفكر الديني الموروث ..
وسيتبعه إصلاح المنظومة القيمية والاخلاقية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الاشكالية المرتبطة بفك شفرة التخلف الذي نحن فيه لا يمكن أن يتم الوقوف أمامها إلا بحل أكبر حلقاتها، وهي التشويه الذي حصل للتراث الديني والذي تصبغ القدسية وكأنه من صلب الدين , وهذا الوقوف لا يمكن إلا أن يأتي إلا ممن هو من داخل المؤسسة الدينية، فمعنى الحرية المغيب تماماً، يحتاج من يعيد بعثه وتجديده، ومعنى العدالة يحتاج كثيراً من العمل برفع الشوائب منه ليرتفع إلى من قيمة تنظيرية إلى قيمة تطبيقية على أرض الواقع , و فتح بوابة الحريات السياسية المغلقة منذ نشوء الملك الجبري الذي يُجهض قيم الشورى ويجردها من أهم معانيها العامة .. !
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 06:39]ـ
بارك الله فيكم أخي طارق ..
------
الأخ الكريم: الفارس:
لنبتعد - جميعًا - عن:
1 - اللغة العائمة؛ لأنها لا تُقدم حلاً، قدر ما تُعبر عن " تذمر ". أي: حدد المشكلة، وقدم الحل والعلاج " العملي، الواضح " لها. فقولك: (إصلاح المؤسسة الدينية هو بداية الحل .. !) .. كيف يكون هذا بالضبط؟ مع تحفظي على هذه المصطلحات: " مؤسسة دينية " " رجال دين "؛ لأنها مصطلحات وافدة من الفصام النكد بين الدين والدنيا عند الغربيين. فكلنا مسلمون - مابين مقتصد وسابق وظالم لنفسه -، نسعى - إن شاء الله - لإصلاح البلاد والعباد، دينًا ودنيا.
2 - جلد الذات. لأنه سهل، لكنه غير مثمر.
ثم أكرمني بالإجابة عن هذه الأسئلة:
1 - هل تنطبق النهضة الحضارية على " كل " الدول الغربية؟ وماقولك في الدول الغربية التي لا زالت " متخلفة " - وهي كثيرة -؟
2 - هل كل من تحققت لديه: (النظم الديموقراطية والحريات السياسية وقيم العدالة والحرية والمساواة .. ) ستتحقق لديه النهضة الحضارية لزامًا؟
3 - ماهي النهضة الحضارية التي متى تحققت، وُصف المجتمع بأنه متقدم وحضاري ... إلخ. أي وصل القمة - كما يقال -؟
4 - لماذا صب اللوم على من تسميهم " المؤسسة الدينية "، والتغاضي عن " المؤسسة السياسية "!! وهي الآمرة الناهية التي بيدها المقدرات، وهي التي " تقود " المجتمعات إلى ماتريد؟ لاتقل لي: المؤسسة الدينية مهدت لها هذا. لأننا نرى كثيرًا من العلماء يخالفونها حتى في الأمور " الجزئية "، ولكنها لا تأبه بهم. فلماذا هذا الكيل غير المتزن. فهل أصبح العلماء - كما يقال - " جدارًا واطيًا " لكل من يريد اللوم والتقريع، لعلمه بأنه لن يلحقه من جراء ذلك أيُ مساءلة؟ بخلاف غيرهم؟ وهل هذا من العدل، والبحث المتجرد؟
وفقكم الله ..
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 07:19]ـ
وبارك فيكم اخي الشيخ سليمان
ـ[محمد الحسني]ــــــــ[18 - Oct-2009, صباحاً 12:41]ـ
مقال جميل جاء في وقته يرد على اولئك الذين لا يريدون لمهنج الاسلام ان يسود،
وفيه استنهاض لهمم حملة الدين الحقيقين ان ينهضوا به،
وان يقفوا صفا في وجه الجحافل المشوهة للدين،
وتلك التي تسعي لأقصائه عن الحياة جملة،
فليدرك الجميع حجم الخطر،
وليتركوا التفرق والتهارش،
وليستمسكوا بالعروة الوثقى،
وليهبوا للعمل الجاد الرشيد لصد الغارة عن حياض الدين.
اسأل الله ان ينصر دينه ويعلي كلمته انه هو العزيز الحكيم.
وشكر الله للكاتب والناقل والمشاركين.(/)
الاستثناء في الإيمان عند الأشاعرة
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 07:36]ـ
الاستثناء في الإيمان عند الأشاعرة
عبدالله محمد السند
الأشاعرة في مسألة الاستثناء في الإيمان موافقون أهل السنة من جهة، ومخالفون لهم من جهة أخرى.
أما جهة الموافقة فهي أنهم يقولون بالاستثناء، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
"وأبو الحسن الأشعري نصر قول جهم في الإيمان، مع أنه نصر المشهور عن أهل السنة من أنه يستثنى في الإيمان، فيقول: أنا مؤمن إن شاء الله".ثم علق على هذا الموقف من الأشعري بقوله: "وهو دائما ينصر في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم قول أهل الحديث، لكنه لم يكن خبيرا بمآخذهم، فينصره على ما يراه هو من الأصول التي تلقاها عن غيرهم، فيقع في التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء".وهذا هو وجه مخالفة الأشاعرة لأهل السنة في مسألة الاستثناء، وهي أنهم بنوه على مأخذ مخالف لمآخذ السلف، إذ بنوه على مسألة الموافاة، وهي ما مات عليه العبد، ووافى ربه به.يقول شيخ الإسلام: "وأما الأشعري، فالمعروف عنه، وعن أصحابه: أنهم يوافقون جهما في قوله في الإيمان، وأنه مجرد تصديق القلب أو معرفة القلب، لكن قد يظهرون مع ذلك قول أهل الحديث، ويتأولونه، ويقولون بالاستثناء على الموافاة".
ويقول: "فهؤلاء لما اشتهر عندهم عن أهل السنة أنهم يستثنون في الإيمان، ورأوا أن هذا لا يمكن إلا إذا جعل الإيمان هو ما يموت العبد عليه، وهو ما يوافي به العبد ربه، ظنوا أن الإيمان عند السلف هو هذا، فصاروا يحكون هذا عن السلف، وهذا القول لم يقل به أحد من السلف ولكن هؤلاء حكوه عنهم بحسب ظنهم؛ لما رأوا أن قولهم لا يتوجه إلا على هذا الأصل".والأشاعرة لما قالوا بالموافاة انقسموا إلى فريقين:
الفريق الأول: جعلوا الموافاة شرطا في صحة الإيمان وحقيقته في الحال، وكونه معتدا به عند الله تعالى، ومن ثم يوجبون الاستثناء في الحال. وإلى هذا ذهب الأشعري، وهو اختيار ابن فورك، ونسبه الأنصاري إلى سلف أصحاب الحديث، والأكثرين.
وقد نقل شيخ الإسلام عن الأنصاري قوله: "وقد ذكرنا اختلافهم - يعني أصحابه الأشاعرة - في الموافاة، وأن ذلك هل هو شرط في صحة الإيمان وحقيقته في الحال، وكونه معتدا عند الله به وفي حكمه.
فمن قال إن ذلك شرط فيه يستثنون في الإطلاق في الحال، لا أنهم يشكون في حقيقة التوحيد والمعرفة، لكنهم يقولون لا يدري أي الإيمان الذي نحن موصوفون به في الحال هل هو معتد به عند الله، على معنى أنا ننتفع به في العاقبة، ونجتني من ثماره.
فإذا قيل لهم: أمؤمنون أنتم حقا؟ أو تقولون: إن شاء الله؟ أو تقولون: نرجو؟
فيقولون: نحن مؤمنون إن شاء الله، يعنون بهذا الاستثناء تفويض الأمر في (المستقبل) والعاقبة إلى الله سبحانه وتعالى، وإنما يكون الإيمان إيمانا معتدا به في حكم الله إذا كان ذلك علم الفوز وآية النجاة، وإذا كان صاحبه والعياذ بالله في حكم الله من الأشقياء، يكون إيمانه الذي تحلى به في الحال عارية. قال - يعني الأنصاري -: ولا فرق عند الصائرين إلى هذا المذهب بين أن يقول: أنا مؤمن من أهل الجنة قطعا، وبين أن يقول: أنا مؤمن حقا".
ثم ذكر الأنصاري أن من ذهب إلى هذا القول "يتمسك بأشياء منها أن يقال: إن الإيمان عبادة العمر، وهو كطاعة واحدة، فيتوقف صحة أولها على سلامة آخرها، كما تقول في الصلاة والصيام والحج.
(وقد قال ابن مسعود: لو قلت إني مؤمن حقا، لقلت إني من أهل الجنة حقا).
قالوا: ولا شك أنه لا يسمى في الحال وليا، ولا سعيدا، ولا مرضيا عند الله. وكذلك الكافر لا يسمى في الحال عدوا لله، ولا شقيا، إلا على معنى أنه تجري عليه أحكام الأعداء في الحال؛ لإظهاره من نفسه علامتهم".
وقال شيخ الإسلام: "والذين أوجبوا الاستثناء لهم مأخذان:
أحدهما: أن الإيمان ما مات عليه الإنسان، والإنسان إنما يكون عند الله مؤمنا وكافرا باعتبار الموافاة وما سبق في علم الله أنه يكون عليه، وما قبل ذلك لا عبرة به.
قالوا: والإيمان الذي يتعقبه الكفر فيموت صاحبه كافرا ليس بإيمان، كالصلاة التي يفسدها صاحبها قبل الكمال، وكالصيام الذي يفطر صاحبه قبل الغروب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصاحب هذا هو عند الله كافر؛ لعلمه بما يموت عليه، وكذلك قالوا في الكفر. وهذا المأخذ هو مأخذ كثير من المتأخرين من الكلابية وغيرهم ممن يريد أن ينصر ما اشتهر عن أهل السنة والحديث من قولهم: أنا مؤمن إن شاء الله، ويريد أن الإيمان لا يتفاضل، ولا يشك الإنسان في الموجود، وإنما يشك في المستقبل".
الفريق الثاني من الأشاعرة: لم يجعل الموافاة شرطا في كون الإيمان إيمانا حقيقيا في الحال، بل شرطا في استحقاق الثواب عليه، وعلى هذا فهم يستثنون في المآل لا الحال. وإلى هذا ذهب كثير من الأشاعرة، وخالفوا شيخهم الأشعري في هذه المسألة، وممن قال بهذا القول الباقلاني، والجويني، وأبو إسحاق الاسفراييني، يقول الأنصاري: "ومن أصحابنا من لم يجعل الموافاة على الإيمان شرطا في كونه إيمانا حقيقيا في الحال، وإن جعل ذلك شرطا في استحقاق الثواب عليه.
وهذا مذهب المعتزلة، والكرامية، وهو اختيار أبي إسحاق الاسفراييني، وكلام القاضي يدل عليه. قال: وهو اختيار شيخنا أبي المعالي، فإنه قال: الإيمان ثابت في الحال قطعا لا شك فيه، ولكن الإيمان الذي هو علم الفوز وآية النجاة إيمان الموافاة، فاعتنى السلف به، وقرنوه بالاستثناء، ولم يقصدوا الشك في الإيمان الناجز.
قال - أي الأنصاري -: ومن صار إلى هذا يقول: الإيمان صفة يشتق منها اسم المؤمن، وهو المعرفة والتصديق، كما أن العالم يشتق من العلم، فإذا عرفت ذلك من نفسي قطعت به كما قطعت بأني عالم وعارف ومصدق. فإن ورد في المستقبل ما يزيله خرج إذ ذاك عن استحقاق هذا الوصف، ولا يقال: تبينا أنه لم يكن إيمانا مأمورا به، بل كان إيمانا مجزئا، فتغير وبطل، وليس كذلك قوله: أنا من أهل الجنة، فإن ذلك مغيب عنه، وهو مرجو".
فهذا الفريق من الأشاعرة لا يستثني في الحال، وإنما يستثني في المستقبل؛ لأن مذهبه أن الإيمان الحاضر لا يحتاج لربطه بالمشيئة؛ لصحته، بخلاف الإيمان في المستقبل، فإنه لا يدري بم يختم له به.
وما تقدم يكشف أن الأشاعرة اشتركوا في أصل، وافترقوا في تفاصيله، فهم يقولون بالاستثناء؛ تعليلا بالموافاة، ونسبوا ذلك إلى السلف، محتجين بقول ابن مسعود رضي الله عنه لما قيل له: إن قوما يقولون: إنا مؤمنون، فقال: أفلا سألتموهم أفي الجنة هم؟
وفي رواية: قيل له: إن هذا يزعم أنه مؤمن، قال: فاسألوه أفي الجنة هو أو في النار؟
فسألوه، فقال: الله أعلم، فقال له عبدالله: فهلا وكلت الأولى كما وكلت الثانية؟
وكذلك روي عن عمر رضي الله عنه قوله: من قال: أنا مؤمن فهو كافر، ومن قال أنا عالم فهو جاهل، ومن قال هو في الجنة فهو في النار. قالوا: فلو جاز القطع على أنا مؤمنون لكان ذلك قطعا على أنا في الجنة؛ لأن الله وعد المؤمنين الجنة، ولا يجوز القطع على الوعد بالجنة؛ لأن من شرط ذلك الموافاة بالإيمان، ولا يعلم ذلك إلا الله، وذلك الإيمان إنما يحصل بالموافاة ولا يعلم ذلك إلا الله، وكذلك الإيمان إنما يحصل بالموافاة.وقالوا: المؤمن هو من سبق في علم الله أنه يختم له بالإيمان، والكافر من سبق في علم الله أنه كافر، وأنه لا اعتبار بما كان قبل ذلك.
هذه هي شبهتهم في مذهبهم في الموافاة، وربط الاستثناء بها، ومن ثم فستكون مناقشة هذه المسألة تدور فيما يلي:
أولاً: دعواهم أن القول بالموافاة قول السلف.
والجواب عن ذلك أن يقال: إن السلف لما قالوا بالاستثناء لم يكن مقصودهم الموافاة، وإنما مقصودهم أن الإيمان المطلق يتضمن فعل المأمورات، فقوله: أنا مؤمن، كقوله: أنا ولي الله، وأنا من الأبرار، ونحو ذلك. قال شيخ الإسلام: "وأما الموافاة، فما علمت أحدا من السلف علل بها الاستثناء، ولكن كثير من المتأخرين يعلل بها من أصحاب الحديث، من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وغيرهم، كما يعلل بها نظارهم، كأبي الحسن، وأكثر أصحابه، لكن ليس هذا قول سلف أصحاب الحديث".ويقول: "وعند هؤلاء لا يعلم أحد أحدا مؤمنا إلا إذا علم أنه يموت عليه، وهذا قاله كثير من أهل الكلام أصحاب ابن كلاب، ووافقهم على ذلك كثير من أتباع الأئمة، لكن ليس هذا قول أحد من السلف، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا كان أحد من السلف الذين يستثنون في الإيمان يعللون بهذا، لا أحمد ولا من قبله".
(يُتْبَعُ)
(/)
فالغلط هنا الزعم بأن السلف يعللون الاستثناء بالموافاة، وأما كون خوف العاقبة من مآخذ الاستثناء التي قال بها السلف فهذا حق، وإنما الباطل أن يدعي أن الموافاة هي مأخذ السلف في ذلك، وفرق بين المأخذين كبير، فخوف العاقبة أمر محمود، والقول بالموافاة بدعة وضلالة، إذ هي مبنية على أصل فاسد، وهو أن الإيمان الذي يتعقبه كفر يموت صاحبه عليه ليس بإيمان.
وهذا الأصل المبتدع قاله "ابن كلاب، والأشعري، وأصحابه، ومن وافقهم من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وغيرهم.
وأما أكثر الناس فيقولون: بل هو إذا كان كافرا فهو عدو لله، ثم إذا آمن واتقى صار وليا لله.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ} إلى قوله: {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الممتحنة: 1 – 7]، وكذلك كان، فإن هؤلاء أهل مكة الذين كانوا يعادون الله ورسوله قبل الفتح، آمن أكثرهم، وصاروا من أولياء الله ورسوله.
وابن كلاب وأتباعه بنوا ذلك على أن الولاية صفة قديمة لذات الله، وهي الإرادة والمحبة والرضا ونحو ذلك، فمعناها إرادة ثابتة بعد الموت، وهذا المعنى تابع لعلم الله، فمن علم أنه يموت مؤمنا لم يزل وليا لله؛ لأنه لم يزل الله مريدا لإدخاله الجنة، وكذلك العداوة.
وأما الجمهور فيقولون: الولاية والعداوة وإن تضمنت محبة الله ورضاه وبغضه وسخطه، فهو سبحانه يرضى عن الإنسان ويحبه بعد أن يؤمن ويعمل صالحا، وإنما يسخط عليه ويغضب بعد أن يكفر. كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد: 28]، فأخبر أن الأعمال أسخطته، وكذلك قال: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55]، قال المفسرون: أغضبونا، وكذلك قال الله تعالى: {وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7].
وفي الحديث الصحيح الذي في البخاري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله تعالى: ((من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينه، ولئن اسعتاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولابد له منه)).فأخبر أنه لا يزال يتقرب إليه بالنوافل حتى يحبه، ثم قال: فإذا أحببته كنت كذا، كنت كذا، وهذا يبين أن حبه لعبده إنما يكون بعد أن يأتي بمحابه، والقرآن دل على مثل ذلك".
ثانياً: احتجاجهم بما جاء عن ابن مسعود، وبما روي عن عمر رضي الله عنه.
والجواب عن ذلك أن "ابن مسعود رضي الله عنه لم يكن يخفى عليه أن الجنة لا تكون إلا لمن مات مؤمنا، وأن الإنسان لا يعلم على ماذا يموت، فإن ابن مسعود أجل قدرا من هذا، وإنما أراد: سلوه هل هو في الجنة إن مات على هذه الحال؟ كأنه قال: سلوه أيكون من أهل الجنة على هذه الحال؟
فلما قال: الله ورسوله أعمل، قال: أفلا وكلت الأولى كما وكلت الثانية. يقول: هذا التوقف يدل على أنك لا تشهد لنفسك بفعل الواجبات وترك المحرمات، فإنه من شهد لنفسه بذلك شهد أنه من أهل الجنة إن مات على ذلك".ولذلك كان الإمام أحمد يقول: أذهب إلى حديث ابن مسعود في الاستثناء في الإيمان؛ لأن الإيمان قول وعمل، والعمل الفعل، فقد جئنا بالقول، ونخشى أن نكون قد فرطنا في العمل، فيعجبني أن نستثنى في الإيمان، بقول: أنا مؤمن إن شاء الله.فهذا هو الفهم الصحيح لما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه، ومثله ما جاء عن عمر إن صح عنه، فإنه يروى عن عمر بن الخطاب مرسلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: قولهم إن القطع بالإيمان قطع بالجنة. فيقال: هذا إنما يجيء على قول من يجعل الإيمان متناولا لأداء الواجبات وترك المحرمات، فمن مات على هذا كان من أهل الجنة، وأما على قول المرجئة والجهيمة، وهو القول الذي نصره هؤلاء الأشاعرة، فإنه يموت على الإيمان قطعا، ويكون كامل الإيمان عندهم، وهو مع هذا عندهم من أهل الكبائر الذين يدخلون النار، فلا يلزم إذا وافي بالإيمان أن يكون من أهل الجنة، وهذا اللازم لقولهم يدل على فساده.
رابعا: أنه يلزمهم على مأخذهم هذا أن يستثنوا في الكفر أيضا. لأن ما ذكروه يطرد في الإيمان والكفر سواء، ولذلك صاروا أمام هذا اللازم فتبين:
الأولى: أخذت به وقررته على الكفر، كما فعله بعض محققيهم، مثل أبي منصور الماتريدي.
الثانية: منعت الاستثناء في الكفر، وفرقت بين الاستثناء فيه والاستثناء في الإيمان، فقالوا: نستثني في الإيمان رغبة إلى الله في أن يثبتنا عليه إلى الموت، والكفر لا يرغب فيه أحد.
قال شيخ الإسلام ردا على دعوى التفريق بين الاستثناء في الإيمان والاستثناء في الكفر:
"ولكن جماهير الأئمة على أنه لا يستثنى في الكفر، والاستثناء فيه بدعة لم يعرف عن أحد من السلف، ولكن هو لازم لهم"، ثم قال:"لكن يقال: إذا كان قولك: مؤمن، كقولك في الجنة، فأنت تقول عن الكافر هو كافر، ولا تقول هو في النار إلا معلقا بموته على الكفر، فدل على أنه كافر في الحال قطعا، وإن جاز أن يصير مؤمنا، كذلك المؤمن، وساء أخبر عن نفسه أو عن غيره، فلو قيل عن يهودي أو نصراني هذا كافر، قال إن شاء الله إذا لم يعلم أنه يموت كافرا، وعند هؤلاء لا يعلم أحد أحدا مؤمنا إلا إذا علم أنه يموت عليه".
خامسا: ترتب على مأخذهم هذا عدم القطع بتوبة التائب.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولهذا صار الذين لا يرون الاستثناء لأجل الحاضر، بل للموافاة، لا يقطعون بأن الله يقبل توبة التائب، كما لا يقطعون بأن الله يعاقب مذنبا، فإنهم لو قطعوا بقبول توبته لزمهم أن يقطعوا له بالجنة، وهم لا يقطعون لأحد من أهل القبلة لا بجنة ولا بنار إلا من قطع له النص.
وإذا قيل: الجنة لمن أتى بالتوبة النصوح من جميع السيئات؟
قالوا: ولو مات على هذه التوبة لم يقطع له بالجنة، وهم لا يستثنون في الأحوال، بل يجزمون بأن المؤمن مؤن تام الإيمان، ولكن عندهم الإيمان عند الله هو ما يوافى به، فمن قطعوا له بأنه مات مؤمنا لا ذنب له قطعوا له بالجنة، فلهذا لا يقطعون بقبول التوبة؛ لئلا يلزمهم أن يقطعوا بالجنة. وأما أئمة السلف فإنما لم يقطعوا بالجنة؛ لأنهم لا يقطعون بأنه فعل المأمور وترك المحظور، ولا أنه أتى بالتوبة النصوح، وإلا فهم يقطعون بأن من تاب توبة نصوحاً قبل الله توبته".
سادسا: أنه ترتب على مأخذهم أيضا أن غلا بعض أتباعهم حتى طردوا الاستثناء في كل شيء، وأنكروا القطع في أي شيء.
قال شيخ الإسلام: "ومأخذ هذا القول طرده طائفة ممن كانوا في الأصل يستثنون في الإيمان أتباعا للسلف، وكانوا قد أخذوا الاستثناء عن السلف".
ثم قال: "ثم صار كثير من هؤلاء بآخرة يستثنون في كل شيء، فيقول: هذا ثوبي إن شاء الله، وهذا حبل إن شاء الله. فإذا قيل لأحدهم: هذا لا شك فيه؟، قال: نعم لا شك فيه، لكن إذا شاء الله أن يغيره غيره، فيريدون بقولهم: إن شاء الله: جواز تغييره في المستقبل، وإن كان في الحال لا شك فيه، كأن الحقيقة عندهم التي لا يستثنى فيها ما لم تتبدل".
وقال: "وهذه الطائفة المتأخرة تنكر أن يقال: "قطعا" في شيء من الأشياء، مع غلوهم في الاستثناء، حتى صار هذا اللفظ منكرا عندهم، وإن قطعوا بالمعنى، فيجزمون بأن محمد رسول الله، وأن الله ربهم، ولا يقولون: قطعا"، ثم قال:"والمقصود هنا أن الاستثناء في الإيمان لما علل مثل تلك العلة طرد أقوام تلك العلة في الأشياء التي لا يجوز الاستثناء فيها بإجماع المسلمين".
وفي حكم هؤلاء يقول شيخ الإسلام: "وإذا قال القائل: هذا حجر، ولا أقطع بأن هذا حجر، فهذا مخطئ، لكن إن كان مراده أني إذا قطعت بأنه حجر، فقد جعلت الله عاجزا عن تغييره.
فإنه يقال له: بل هو الآن حجر قطعا، والله قادر على تغييره.
وإن كان مراده بقوله: إن شاء الله: أن الله قدرا على تغييره، فهذا المعنى صحيح. وإن كان شاكا في كونه حجرا، فهذا متجاهل، يعزر على ذلك".
ويقول: "أجمع المسلمون على شهادة أن لا إله الله وأن محمدا رسول الله، وأن ذلك حق يجزم به المؤمنون، ويقطعون به، ولا يرتابون.
وكل ما علمه المسلم وجزم به، فهو يقطع به، وإن كان الله قادرا على تغييره، فالمسلم يقطع بما يراه ويسمعه، ويقطع بأن الله قادر على ما يشاء. وإذا قال المسلم: أنا أقطع بذلك، فليس مراده أن الله لا يقدر على تغييره، بل من قال إن الله لا يقدر على مثل إماتة الخلق، وإحيائهم من قبورهم، وعلى تسيير الجبال، وتبديل الأرض غير الأرض، فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل".
سابعا: أنهم بقولهم هذا كشفوا عن تناقضهم في باب الإيمان.
إذ تراهم لما تكلموا عن مسألة مسمى الإيمان وأن العمل ليس منه عرفوا الإيمان بأنه التصديق؛ محتجين باللغة، تأييدا لمذهبهم.
ولما تكلموا عن الاستثناء، وأنه يجب الإتيان به في الإيمان، جعلوا الإيمان هو ما مات عليه الإنسان، ولم يلتفتوا إلى اللغة. فهنا تناقضوا، إذ جعلا في مسألة الاستثناء: مسمى الإيمان ما ادعوا أنه مسماه في الشرع، وعدلوا عن اللغة، فهلا فعلوا هذا في الأعمال؟
___________________
آراء المرجئة في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية (الدرر السنية)(/)
حوار حول وصف الشخص نفسه أنه " طالب علم "
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 07:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و من اتبعهم بإحسان الى يوم الدين و سلم تسليما كثيرا أما بعد .....
حصل معي موقف في يوم من الأيام مع أحد الاخوة المتنطعين الذين لا يقبلون إلا رأيهم , حيث انه طعن و لمز و غمز بي , و ذلك لأني وضعت تحت خانة " المهنة " كلمة " طالب علم " , فأصبح اذا رأى مني خطأ (برأيه هو) أو شيء لا يوافق ما يراه أخذ يقول: العتب على من يقول عن نفسه انه سلفي و يرفع شعار العلم!.
فتضايقت من هذا الكلام و سألت بعض مشايخنا الكرام عبر الرسائل القصيرة في الهاتف عن مشروعية اطلاق الشخص هذا الوصف على نفسه , فلم يجبني أحد و كأنهم توقفوا فيها , إلا شيخ واحد قال لي " إذا كانت على سبيل أنك تذهب الى المكتبة و تقول لهم أنا طالب علم و أريد كتب فهذه ليست تزكية , اما إذا أطلقتها فتكون تزكية.
استغربت من هذا الكلام نوعا ما , كيف تكون تزكية و الناس يطلقونها على علوم الدنيا؟
أليس نحن أولى بها خاصة إننا نطلب أشرف العلوم؟
ان سلمنا للبعض انها تزكية , فلا يخفى عليكم أن طلب العلم درجات متفاوتة
فنبي الله موسى رحل في طلب العلم عند الخضر عليهما السلام ..... و هم لهم درجتهم و فضلهم
و الإمام أحمد رحمه الله طلب العلم و رحل في طلبه و له درجته و فضله
و علمائنا طلبوا العلم و رحلوا في طلبه و لهم درجتهم و فضلهم
و طلاب العلم طلبوا العلم و ثنوا الركب في المساجد في سبيل تحصيل العلم
و غيرهم من هم أدنى منهم استمعوا للأشرطة و الفضائيات النافعة
و غيرهم قرأ الكتب
و غيرهم حفظ المتون
و غيرهم يحضر مجالس الخير
و بعضهم جمع الكثير من هذه الفضائل
و الكثير من الدرجات المتفاوتة .....
فكل هؤلاء طلبة علم و كل واحد منهم له درجة و فضل متفاوت عن غيره
فلماذا التشنيع على من سمى نفسه طالب علم؟
أهو من الورع؟
أم انه من التأديب لكي لا يدخل العجب على صاحب هذا الوصف؟
أم أنه احتكار للعلم حيث لا نقبل أن نقول عن أحد طالب علم حتى يوافقنا بما نقول و يوافقنا في تبديعنا للمشايخ و إلا فهو ليس كذلك؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 11:34]ـ
وهناك فرق بين طالب العلم المتخصص وبين من اهتم وعلت همته فى تحصيل العلم
وطالب العلم الشرعى عند السلف كان لابد وله من شروط تؤهله ليتخصص فى العلم الشرعى يعرفها أساتذته المتابعون له منذ صغره
اما اشرف العلوم بالاجماع هو العلم الشرعى لابتقسيمه الحادث الاصطلاحى فى الكتب الان ولكن العلم ايام النبى وقبل نشوء الخلاف فى الامة {سلفية ماقبل الخلاف} يعنى اظنه قبل القرن الثالث او الرابع الهجرى لكن العلم الشرعى الذى يدرسه أغلب السلفيين الان ليس هو العلم الشرعى المقصود أو هو هو لكنه ناقص ومُختزل
لكن هل اذا وًجد فى بلدة مليون امام فى العلم الشرعى ولايوجد بها طبيب وقد كثر الوباء فى البلدة فهل أئمة العلم الشرعى هؤلاء سينجدون الناس من الموت أو من عدم القدرة على العبادة الواجبة؟؟
ولايعنى كون العلم الشرعى اشرف العلوم أن العالم الشرعى المعين هو افضل العلماء
ولعل مقالى القادم المسمى بمكان طالب العلم وماحدث لها قد يشير الى شئ من هذا الموضوع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Oct-2009, صباحاً 12:06]ـ
وارى انك تعذر هضا الرجل لان مكان طالب العلم مشوهة جدا عند اناس بفعل الاعداء وبفعل طلبة العلم والمشايخ
فالناس فعلا عندهم اشكالات كثيرة
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[18 - Oct-2009, صباحاً 01:01]ـ
أخي الفاضل "بو فوزي" حفظه الله، اعلم رحمني الله و اياك أن العلم مثله مثل غيره من الصنائع كما تقرر، فإن ولجه نسب له و نسب إليه، ألا ترى أن النجار الحَدَث يسمى بالنجار على حداثته ولا يفرق بينه وبين الشادي فيه على الإطلاق إلا تقييدا فيقال مبدئ و متمرس، فكلهم مُتسم بالنجار.
وعليه فإطلاق الاسم لا يمنع في تفات الدرجات، و إن تسمى كلٌ بطالب العلم.
فالمرئ طالب للعلم ما أن يلحق بركبه ويدخل في أهله.
فلا حرج عليك هداك الله و إيانا، فاحفظه عني.(/)
نقاش حول معنى جملة للدكتور عبد الكريم بكار حفظه الله تعالى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 12:42]ـ
قوله
الدور الحقيقي للعقل هو انتاج الافكار والمفاهيم التي تساعد على اكتشاف الواقع وتطويره وتلك
التي تنظر للثوابت وتفلسفها
* إذا لم يجد العقل محورا يتحرك حوله فانه ينتج افكارا متباعدة ومشتتة انتهى
وما رأى فضيلتك فى التوجيه الاتى لقوله فلسفة الثوابت
وهو أن ليس المقصود طبعا الفلسفة الضارة التى العلم بها لاينفع والجهل بها لايضر لكن المقصود هو تنويع أسلوب وكذلك الأمثلة والأطر لعرض العقيدة بشكل يجعلها مرنة وسهلة فتختلط مع مرور الوقت بلحم ودم المسلم وتصبح أصل لبنيته العقلية التى شكلتها تربية البيئة _ قبل الصحوة الاسلامية - أو بمنعى أخر أن تصل العقائد الاسلامية من حيز المعرفة الى حيز الحال فيقول الشيخ ياسر برهامى- حفظه الله -فى هذا المقام فى كتاب فضل الغنى الحميد
فلاتظن أن التوحيد هو مجرد ترك مايفعله الجهال عند القبور بل حقيقته- مع ترك هذا الشرك وغيره - هى هذه العبادات القلبية أن تصرف لله وحده ولايصرف شئ منها لغيره وهى مسئولية شخصية لكل واحد منا أن يسعى فى تزكية نفسه بهذا الأمر العظيم الذى مهما طالت العبارة فى شرحه فلن تفى المقام حقه ولاتوجد هذه العبادات بمجرد المعرفة ففرق بين العلم والحال ولكن بدوام تعاهد القلب وأحواله والتفكر والتدبر مع أداء العبادات الظاهرة
انتهى كلامه
وتنويع الامثلة منهج جاء بع القرءان كما قال الله تعالى
انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} الأنعام 65
وكذلك علماؤنا مثلا كمثال احتاجوا أن يقسموا الهداية الى عشرة أقسام كى يفهم الناس بينما فى عصر الصحابة ماتكلموا فى تقسيم الهداية لعلمهم بمجرد سماع الايات التى تتكلم عن نفى أو اثبات الهداية للنبى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} القصص56 مع وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} الشورى52 فكانوا يعلمون تلقائيا بتأملهم كل هذه الانواع للهداية لكن بعد ذلك احتاج علماؤنا لتقسيم أنواع الهداية لاختلاف المخاطَبين
وأسف على الاطالة
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 08:46]ـ
- باركَ اللهُ فيكَ أستاذ خالد ..
- و دعني أتوقف قليلاً عند بعضِ الأفكارْ: مُصطلح فلسفة ثارت حولهُ إشكاليات كثيرة، لأنّ الشيء عندما يرتبط في الذهن، لا ينفكّ عنهُ إلا بنوع من (الخَلاَص) المُزعج .. نحنُ ارتبطَ في ذِهننا أنَّ الفلسفة هيَ شيء سيء، تراكمَ في عقولنا ذلكَ، و لا أظنّ أنني أكونُ ظالماً عندَ قولي: أنّ من فعلَ هذا (الإمام الغزالي) و (شيخُ الإسلام ابنُ تيمية) - رحمُهما الله -، فقد أفادا و بيّنا، و لكن من ناحيةٍ أخرى زرعا في العقول أنّ (الفلسفة) علمٌ لعين، و السبب أنّ الفلسفة كانت تدخُل في الإلهيات!!
- نقول أنّ الفلسفة - بشكلٍ مبسط -: هيَ البحث عن جذور الأشياء (الأفكار أو غيرها) ..
- من هُنا - و سآتي لكَ بأمثلة -، فالفلسفة ليستْ عملاً مكروهاً، بل هيَ القمّة في التفكير العقلي، فنقول:
(1) فلسفة العقل: هيَ الدراسة لطبيعة العقل، و الأحداث العقلية، و الوظائف العقليّة و الخصائص العقلية (الإدراك و التخيل و التصور و التداعي)، و كلٌّ ينظرُ إلى العقل من ناحيتهِ طبياً أو تشريحياً أو نظرياً .. و هكذا.
(2) فلسفة الفيزياء.
(3) فلسفة الرياضيات.
(4) فلسفة العلوم (=الطبيعية).
(5) فقه الفلسفة أو (= فلسفة الفلسفة)، أي الأدوات الفلسفية و البحث في منطقيتها. و غيرُها.
أما ما تُسميه بفلسفة الثوابت، ما فهمتهُ هوَ: البحث في منطقيتها، و هذا ينبني على الأدوات الفلسفيّة المُستخدمة .. و هكذا!
- العقيدة مصطلح حادث، ليسَ مصطلحاً قرآنياً أو نبوياً، و لذلك عندما يُرجحون هذا المصطلح على: الفكرِ أو التصور أو النظر أو الفلسفة .. فهوَ ترجيحٌ بلا مُرجح - كما فعلَ الدكتور أحمد القاضي -، قدْ يكون المُصطلح الأحكم هوَ (الإيمان)، و لكن بينَ هذه المصطلحات خصوص و عموم من وجه، فلكلٍ منها دِلالة زائدة عن الأخرى.
- إيقاف عمل العقل على الواقع ليسَ سليماً تماماً، إنما هُناك ما يُسمى (التجريد) أو التنظير .. كما هوَ الحال في (رموز الرياضيات)! التي تنبني عليها المُنجزات الغربيّة، كما هوَ في (الإشراق و الكشف) الناتج عن التأمل العقلي - و اللهُ أعلم -، لا يعني هذا صدق عمل العقل في كُل الاوقات، إنما صدق وجود الأدوات - حتى لا يُفهم كلامي فهماً أُحادياً -.
- وَفقكَ الله.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 10:34]ـ
بارك الله فى علمك
أين ذكر الدكتور احمد هذا الكلام؟
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 10:38]ـ
في مقالٍ لهُ بعنوان (مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية) تجدها في موقعهِ.(/)
في نقد النقاب-ونقد
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 12:53]ـ
في نقد النقاب -جلال أمين ( http://www.shorouknews.com/Columns/Columnist.aspx?blogid=450)
اعترف بأنى لم أشعر أبدا شعورا طيبا نحو النقاب. انزعج لرؤيته، وينقبض صدرى، وأسأل نفسى: أى نوع من التفكير أدى بالمرأة المنتقبة إلى ارتدائه؟ .. إذا كان الدافع تنفيذ فرائض الدين، فإن كثيرين من الفقهاء وعلماء الدين الموقرين يقولون بأنه ليس من الفرائض، فلماذا رفضت المنتقبة هذا التفسير وأخذت بعكسه؟ .. هل الدافع رغبة المنتقبة فى مزيد من التقرب إلى الله وكسب الثواب، واعتقادها أن هذا الزى، وإن لم يكن فرضا، فهو محمود ومستحسن؟ ..
فلماذا يا ترى يمكن أن يعتبر هذا الزى محمودا ومستحسنا؟ .. إنى أجد أسبابا كثيرة وقوية لتفضيل عدم ارتداء النقاب، لمصلحة المرأة التى تفكر فى التنقب، ولمصلحة المجتمع ككل، فكيف يمكن أن يكون موقف الدين مخالفا لما يقضى به العقل؟
إنى أتعاطف بشدة، وأعتقد أن كثيرين من القراء متعاطفون أيضا، مع القول المعروف فى مذهب المعتزلة «بالحسن والقبيح العقليين»، أى بأن العقل قادر على أن يعرف أن الشىء حسن أو قبيح، ومن ثم أباحوا لأنفسهم أن يفسروا القرآن الكريم بتحكيم العقل والحديث وبالاعتماد على معرفتهم باللغة وبأساليب القرآن وروحه، ومادامت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تتكلم عن الزى الواجب على المرأة، قليلة وتحتمل أكثر من تفسير، فلا مناص لنا من تحكيم العقل، والعقل فى ظنى يرى مثالب كثيرة فى النقاب.
الدين والأخلاق يدعوان بالطبع إلى ضرورة الاحتشام، من جانب المرأة والرجل على السواء، وهذا هو أيضا ما يقول به العقل، ولكنى أجد صعوبة فى وصف ارتداء النقاب بأنه مجرد احتشام. إنه يذهب إلى أبعد من هذا بكثير، حتى ليكاد يصل إلى حد الانسحاب من الحياة الاجتماعية بأسرها، وانكفاء الشخص على نفسه متى خرج من بيته. وهذا الانسحاب موقف غريب جدا وغير مفهوم. غريب لأنه يصل إلى درجة منع الناس من معرفة ما إذا كان الشخص المتنقب رجلا أو امرأة، فتاة صغيرة أو عجوزا. فإذا سمحت المنقبة لشخص من غير أقاربها بأن يسمع صوتها، أو أن يتبادل معها الكلام، فهى لا تسمح له بأن يعرف وقع كلامه فى نفسها، إذ لا تسمح له بأن يرى ما يطرأ على أسارير وجهها من تغييرات، مع أن هذا، فيما أظن، من حقه، ومن ضرورات التواصل الإنسانى الطبيعى. كيف يؤدى الأستاذ مثلا وظيفته فى تدريس مجموعة من المنقبات، دون أن يعرف وقع كلامه فى نفوسهن؟ ..
وكيف تتعامل المنتقبة، إذا كانت موظفة فى الحكومة، مع من يتردد عليها لأداء شأن من شئونه؟ .. وكيف تمارس المنتقبة عمليها كطبيبة فى تعاملها مع المرضى .. إلخ؟ .. أم أن المنتقبة يجب فى الواقع أن تقضى معظم حياتها داخل بيتها، ولا تخرج منه إلا للضرورة القصوى؟ .. فلماذا كل هذه القسوة فى معاملة المرأة؟
وهل هذا كله ضرورى حقا لحماية المرأة والرجل من الفتنة؟ .. هل أى شعور مصدره الغريزة الجنسية هو شعور قبيح دائما ومن ثم وجب وأده؟ .. أم أن القبح هو فقط فى العجز عن ضبط النفس حتى لا يؤدى هذا الشعور إلى ارتكاب فاحشة أو معصية؟ .. ما كل هذه القسوة فى النظر إلى مشاعر الإنسان الطبيعية؟ .. وهذا الميل إلى انكار الطبيعة الإنسانية؟ .. إن التحضر لا يعنى قتل الرغبة، بل القدرة على السيطرة عليها وتوجيهها إلى تحقيق حياة سعيدة وجميلة.
والإصرار على ارتداء النقاب فيه إهانة للرجل والمرأة على السواء، إهانة لكل رجل عابر لأنه ينطوى على اعتباره غير قادر على التفكير فى أى شىء غير الجنس، وإهانة للمرأة غير المنتقبة لأنه ينطوى على اتهامها بعدم مراعاة الحشمة الواجبة. وارتداء النقاب يؤدى إلى أى حال إلى فتح موضوع الفتنة الجنسية كلما كان موصدا، كان موصدا، وإعلان مستمر بأن الشاغل الأعظم لنا جمعيا يجب أن يكون تجنب هذه الفتنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هناك جانبا آخر لهذه القضية. فالغريزة الجنسية بطبيعتها لا يثيرها فقط ما يراه المرء بعينيه، بل قد يثيرها الصوت وكذلك مجرد التخيل. ومن ثم فمنع العينين من الرؤية لا يكفى دائما لتجنب الانجذاب نحو الجنس الآخر. فماذا نحن فاعلون إذن، إذا افترضنا أن الإنسان لا يستطيع السيطرة على مشاعره، ولا بد أن يرتكب الخطيئة بمجرد أن يشعر الانجذاب إلى الجنس الآخر؟ .. هل يكفى حقا حجب الجسم عن العين؟ .. أم يجب أيضا منع الصوت من الوصول إلى الأذن؟ .. فإذا سارت المرأة المنتقبة، والتزمت الصمت، فلم ترها عين ولا سمعت صوتها أذن، فكيف نتجنب مع ذلك الفتنة التى قد تنتج عن مجرد التخيل؟ .. خاصة أن الخيال ينشط عادة إذا منعت الحواس من العمل؟
الأرجح، والحال كذلك، أن الخيار المتاح أمامنا هو بين شيئين لا ثالث لهما: إما محاولة التدرب على ضبط النفس، أو البحث عن طريقة لاستئصال الغريزة الجنسية من أصلها.
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=139908#Note
وقد قمت بنقده في هامش نفس الرابط وانقل النقد كما كتبته علي الارتجال هنا
لا يااستاذ
بواسطة: طارق منينة
الاحد 18 اكتوبر 2009 10:44 ص
مع السخرية الاذعة من النقاب في الفقرة الاخيرة الا اني ساتجاوزها الي ماسبقها
النقاب قسوة طيب ماراي الاستاذ قي الحجاب فالمقال لم ياتي عليه
وهذه نقطة مهمة فالعلمانيون يستخدمون نفس هذه الحجة مع الحجاب!
فماذا بقي الا ان تبدي المراة ليس مفاتنها علي الصورة العربية الان فقط ولكن ان تلبس كما تلبس الغربية التي تقول ان من حق المراة ان تلبس ولو قطعة ثياب رقيقة في اي مكان وهذا موجود في الغرب في الشارع وفي كل مكان -الدكتور جابر عصفور قال مالمشكلة اذا ظهرت القبلات في الافلام والعري بل وعرض الشذوذ لمعالحة مشكلة او حتي للانفتاح علي الحياة بدل الانغلاق عليها وساوثق هذا في كتابي الثالث عن اقطاب العلمانية هل من مزيد -كلنا يعرف المزيد وماذا يقولون؟ فالمستشار العشماوي الذي انكر النبوات وجعل الدين الحقيقي اختراع! هو من اخترع فكرة ان الحجاب شرع للتغوط في الخلاء!
71
سنة سيئة
بواسطة: اطارق منينة
الاحد 18 اكتوبر 2009 10:55 ص
العشماوي هو من سن هذه السنة الفكرية في ارجاع امر الحجاب الي مسالة حاجية وهي التغوط وذلك حتي ينزع الشرعية عن الحجاب ومن هنا تتقابل المسلمة مع الغربية كما تقابل العشماوي مع الماسونية وذم الدين والشرعية بل والرسول والصحابة وقد كشف الدكتور عمارة عن ذلك في كتابه سقوط الغلو العلماني وبعده صنعت -انا-للعشماوي فصلا كاملا في اقطاب العلمانية الجزء الثاني لكشف اسطورته عن الدين والنبي موسي الذي تبع فيه بعض افكار فرويد وغيره واضاف الي ذلك خرافاته الخاصة-عن العشماوي اخذت العلمانيات قكرة الربط بين التغوط والحجاب وتحررن! ماذا في عالم التاثير والتاثر الكثيف الحراك يكون-اقصد ماذا يصير حالها - حال المسلمة وفي مناخ الازياء المابعد حداثية هل صحيح ان النقاب يحجب التعامل الضروري ولماذا نريد الدردشة مع المراة ورؤية شفتيها وهي تبتسم وجسمها وهي تمشي وهل ابقوها علي حال الاحتشام ام جعلوها
72
وماذا بعد
بواسطة: اطارق منينة
الاحد 18 اكتوبر 2009 11:07 ص
هل صحيح ان المسالة وصلت الي حد انك لاتعرف ان المنتقبة رجلا او امراة؟
ام انها اشاعة شائعة لم يجد الاستاذ بدا من استخدامها
وهل الاستاذ في المدرسة بحاجة الي رؤية شعور المراة وشعرها وهو يدرس لها ام انه يمكن لتفنية عادية ان يتعرف علي موقفها من اي مسالة يلقيها
وهل اهينت المراة في كل هذا التاريح البشري وجاء عصرنا يحررها فمن حررها اذن؟ اليس الغرب وكيف؟ الاجابة معروفة وماذا فعل في عقلها؟ الاجابة ايضا معروفة لكن ليست معروفة تماما فمن يعيش في الغرب يعرف ان المراة رضيت بان يكون ابنها بل رجلها شاذ واقل حالاته ان يذهب الي شارع الدعارة هذا افضل له من امراة خدينة ويمكنه ان ينظر الي افلام الجنس مادام ياكل في الداخل اي البيت ولايتعدي ذلك الي علاقة جديدة هذا هو عصر التحرر العلماني فهل من مزيد قالوا النقاب قسوة ولماذا لانقول انه رحمة لمن ارادته ولبسته
73
العمران-او العمارة ان شئت- المستور كما قال فهمي هوديدي يوما
بواسطة: طارق منينة
الاحد 18 اكتوبر 2009 11:18 ص
(يُتْبَعُ)
(/)
من لايعرف تاثير العري والتحلل لايعرف تاثير النظريات الباطلة التي هدمت اصول مجتمعاتنا وسنت سنن سيئة فيها
النقاب والحجاب والعفة ومااسماها هويدي يوما ما "العمران الاسلامي المستور "في مقابلة العمارة والعمران الغربي السافر هو النجاة من الالتحاق في هذا العصر من قيم الغرب الجنسية والاجتماعية والتي تتسلل الي بيوتنا وبناتنا النقاب حزء من برنامج الحماية واهم شيء ان لاتمنع المراة من الدراسة وتشغيل العقل فالجسد شيء والغقل شيء وقديما كانت عائشة رضي الله عنها منتفبة لكنها كانت شاعرة وطبيبة وفقيهة ويسالها الرجال عن العلم والان نجد منتقبات في كل مراكز العلم فلم الهجوم علي تغطيتها للجسد ومعلوم ان اثارة الجسد كما في الافلام والاعلانات لايكون باثارة جسد الرجل لان الاثارة غالبا هي في مفاتن المراة والاعلانات في الغرب تعرض المراة عارية تماما الشارع التلفاز الخ
74
الشعور الاسواني العلماني والمتنقبةاو المحجبة لاتبديه!
بواسطة: طارق منينة
الاحد 18 اكتوبر 2009 11:27 ص
هل النقاب انسحاب من الحياة هل رايت يااستاذنا ان المنتقبة في دول الخليح تفعل كل مابدا لها انه خير وعادي في الحياة الاجتماعية بل وتظهر في التلفاز تتكلم اجتماعيا ونشاهدها بلاحرج ولانتعب من رؤيتها بالنقاب ولانتافف لانها لاتبدي لنا شعورها الذي بدا لعلاء الاسواني في "شيكاغو" ان يبديه لنا في غرفة في "الغربة" تمارس فيها المحجبة العادة السرية ويرينا اياها علاء الاسواني فلاحرج في الفضيحة مادام المنظر اجتماعي علي مستوي عقل الاسواني او ان يبدي لنا شعورها وهي مضعوط عليها من اجل المال وهي قاعدة يمارس عليها صاحب العمل العادة السرية ويرمي في وجهها عشرة جنيهات لقاء رؤية شعورها الاسواني في عمارة يعقوبان هل وقف الامر عند الحجاب ام انهم يريدون المزيد من الرؤية النافعة للاجتماع البشري وتصحيح المسيرة؟؟ اهذا هو الاصلاح يااستاذ انظر حولك وانا اقدر عقلك الكبير
75
الاهانة في التعدي علي الستر (النقاب- الحجاب-المرأة المسلمة)
بواسطة: طارق منينة
الاحد 18 اكتوبر 2009 11:37 ص
هل الامر يتعلق بالجنس فقط وهل الجنس هذا شيء بسيط الم يجعله فرويد هو مشكلة البشرية التي يريد تحريرها اليه! لانه عقدة العقد!!! ام تصدقون فرويد ولاتصدقون احاسيسكم المخبوئة ولماذا يهان الرجل اذا انتقبت المراة ومن هذا الرجل الذي شعر بالاهانة ارونا اياه رحمكم الله ان الاهانة ان تمرغ المراة الرجل في وحل الجنس في افلام الجنس العارية الكاسية الغربية وافلام الجنس الغربية هنا يهان الرجل لانه يتلاغب بمشاعره وموقفه وكرامته بان يجعل نفسه صيد ثمين لمشهد او نزوة او منظر مكشوف وهل رجل المنتقبة يشعر بالاهانة وهل تشعر هي به ام انكم تخبرونها بما لاتعرف الاهانة في تعرية المراة وجعلها دمية كما في الافلام العلمانية والمسلسلات العلمانية والشارع العلماني الذي يخضع فيه الرجل لنزواته الواطية لالرفرفتها الطاهرة مع زوجه وحبه ان الاهانة هي في التعدي علي النقاب
-الرد كان علي وجه السرعة والعجلة وليس مقننا(/)
السر في أن أعداء الله هم الأقوى ... للعلامة ابن جبرين رحمه الله
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 02:56]ـ
سؤال: نعلم جيداً أننا والكائنات جميعاً خلق الله تعالى: ((ومع أننا مسلمون لله ومؤمنون به، فإن مفاتيح عيشنا وحياتنا في أيدي أعدائنا من المشركين والملحدين بالله)) فما تفسير ذلك؟
الجواب: يعتقد المسلمون أن الله تعالى خالق كل شيء، ولا يكون في الوجود إلا ما يريد، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأن الله تعالى هو الذي يحيي ويميت، ويمنع ويعطي، وُيمرض ويُشفي، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وكل ما يحصل على البشر من المخاوف والمصائب فهي مُقدرة قد علمها الله وكتبها في اللوح المحفوظ، ثم إن الله تعالى يحفظ عباده المؤمنين الصالحين أهل الصدق والإخلاص، ويحميهم وينصرهم كما قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} فيمدهم بقوة وينزل الملائكة لتقاتل معهم، ويدفع كيد الأعداء كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا} ويبطل حيل الكفار التي يهددون بها المسلمين، ولو كانت من القنابل الذرية والكيماوية ونحوها، فإن الجميع تحت قدرة الله وسيطرته وإنما يتسلطون على العباد إذا عصوا وخالفوا الحق، وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، وأظهروا الفسوق، وتركوا العبادات، وهجروا المساجد، وتخلفوا عن الجمع والجماعات، وأباحوا الزنا ونحوه وشربوا الخمور والمخدرات، وأضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات، فهنالك يسلط الله عليهم الأعداء، كما سلط الله آل فرعون على بني إسرائيل يسومونهم سوء العذاب، ولما ورد في الحديث القدسي: يقول الله تعالى: ((إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني)) ففي هذه الأزمنة إنما سُلِّطوا على أناس عطلوا الأحكام الشرعية، واستبدلوها بالقوانين الوضعية، وأباحوا الكثير من المحرمات، وأخلوا بكثير من الفرائض فلذلك سُلط عليهم الكفار، فقتلوا وسبوا ونهبوا، فمتى راجع أهل الإسلام دينهم الصحيح، فإن الله تعالى يعيد لهم الكرة ويؤيدهم بنصره وتوفيقه: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
22/ 11/1423هـ
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 06:11]ـ
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم ورحم الله شيخنا واسكنه فسيح جناته
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[19 - Oct-2009, صباحاً 08:16]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وتقبل دعاءكم ورحم شيخنا وؤفع درجاته في الجنة(/)
ما هي مميزات العلمانين؟؟
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 04:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي مميزات العلمانيين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه رسالة مختصرة في قواعد يعرف فيها المسلم الفرق بين دينه العظيم وبين الوثنية الجديدة والشرك المعاصر المسمى بالعلمانية بجميع أصنافها الكثيرة، ليجتنبها ويبتعد عنها ويبرأ منها ومن أهلها المسمَين بالعلمانيين و يبرأ إلى الله منهم ويكفرهم ويعاديهم ويبغضهم ويجاهدهم، سواء أكانوا مفكرين أو مثقفين أو سياسيين أو حكام أو صحفيين أو مغنين أو ممثلين أو نظريات أو حكومات أو أنظمة وغير ذلك، وهذه القواعد الأربع هي:
1ـ القاعدة الأولى:
أن المشركين الذين بُعث فيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم- كانوا مقرين بالربوبية قال تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون}، وقال تعالى: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون) , وقال تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}. ومع ذلك قاتلهم الرسول - صلى الله عليه وسلم- وكفرهم ولم يدخلهم ذلك في الإسلام.
والعلمانيون غير الغلاة يقرون بالربوبية كذلك وعندهم بعض العبادات فلم يدخلهم ذلك في الإسلام، أما الغلاة فهم أشد فعندهم لا إله ولا رب والحياة مادة.
2 ـ القاعدة الثانية:
أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- جاء في أناس لهم تشريعات وقوانين يفصلون فيها بينهم في الخصومات وغيرها، ولهم عوائد جاهلية يسيرون عليها فلم يقبلوا حكم الله ولا هديه، فكفرهم الله ورسوله وقاتلهم، ولم يدخلهم في الإسلام فمن تشريعاتهم ما جاء في قوله تعالى: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) , وقال تعالى عن قريش ومن تبعها: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، والعلمانيون لهم تشريعات وقوانين ومحاكم وضعية محلية أو إقليمية أو عالمية يفصلون فيها بينهم في الخصومات وغيرها، ولهم عوائد جاهلية يسيرون عليه يسمونها حضارة وتنور وتطوير، فلم يقبلوا حكم الله ولا هديه فلابد من تكفيرهم والبراءة منهم.
3 ـ القاعدة الثالثة:
أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- جاء إلى أناس يجعلون الدين في شيء دون شيء، يعبدون الله في الشدة دون الرخاء فيشركون، قال تعالى: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا اللَّه مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) , وكذلك يجعلون لله شيئا ولأوثانهم شيئا مثل ما جاء في قوله تعالى: (فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا)، والعلمانيون يعبدون الله في المسجد وفي رمضان وفي النكاح والطلاق والأحوال الشخصية فقط، وفي غير ذلك يرجعون إلى تشريعاتهم وعوا ئدهم الضالة.
4 ـ القاعدة الرابعة:
جاء الرسول إلى المشركين ولهم أرباب كثيرة و مختلفة فمنهم من يعبد الأصنام والأوثان ومنهم من يعبد الملائكة و ومنهم من يعبد الجن و ومنهم من يعبد النجوم و ومنهم من يعبد النار و ومنهم من يعبد عيسى بن مريم ومنهم من يعبد الأنبياء ومنهم من يعبد الصالحين فلم يفرق بينهم في الحكم والكفر والقتال.
والعلمانيون كذلك لهم آلهة كثيرة وهم طوائف باعتبار معبوديهم منهم من يعبد الأمريكان و منهم من يعبد الأوربيين و منهم من يعبد الروس و منهم من يعبد النظام العالمي الجديد و منهم من يعبد الحكام و منهم من يعبد النظريات و منهم من يعبد الوطن و منهم من يعبد القومية والجنس و يعبدون قيادييهم ومفكريهم فلا فرق بينهم في الكفر والردة.
مسألة: ويلحق بذلك نابتة وطائفة ضالة في هذا العصر، وهم جسر العلمانيين وأذنابهم وأفراخهم وهم طائفة العصرانيين:
فهم من غلاة المرجئة في باب الإيمان والتكفير، وفي باب الفقه أهل أهواء وشهوة وإباحية وخضوع للواقع وترخص ينتهي بهم إلى الزندقة.
وفي الختام:
(يُتْبَعُ)
(/)
نضيف كلاماً للشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري - رحمه الله - فإنه ـ فيما أعلم ـ من أوائل من فضح هذه الوثنية الجديدة وهذا الشرك اللعين المعاصر آلا وهي العلمانية، فقال في خاتمته على كتاب كشف الشبهات: الطبعة الأولى عام 1385 هـ، حيث جعل خاتمة على كتاب كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب، كشف فيه - رحمه الله- أستار الوثنية الجديدة، والشرك المعاصر كما كشف الشيخ محمد بن عبد الوهاب الشرك المعاصر له، فقال الشيخ عبد الرحمن الدوسري إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه كشف الشبهات عالج شرك التخريف بصورته المتمثلة في دعاء الأموات والغائبين وتقديس القبور، ثم حدثت ضروب من الشرك برزت بأسماء وألقاب ينخدع بها الجهلة ويتعلق بها المغرضون والحاقدون، ثم قال إن الذي تولى كبره هم اليهود والمجوس، لما خافوا من البعث الإسلامي الصحيح الذي ندب إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام به مع أعوانه، وفي هذا الوقت كسبوا أنصارا من بني جلدتنا فألهبوا حماس الجهلة بنعرات العصبيات القومية في كل أمة إسلامية، فظهرت الوثنية الجديدة وعبادة المادة والشهوات وتقديس الأشخاص، بحجة الجنسية والوطنية، حتى تكونت في المحيط الإسلامي والعربي خاصة ردة جديدة بما انتحلوه من مبادئ وطنية ومذاهب مادية مزخرفة بألقاب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، وبعد هذه المقدمة تكلم الشيخ عبد الرحمن الدوسري عن معنى الألوهية وأصولها
وهما أصلان:
1 ـ الكفر بكل معبود.
2 ـ إفراد الله بالعبادة والاستسلام لحكمه.
ثم تكلم عن حقيقة العبادة والحب في الله وبغض أعداء الدين، ثم تكلم عن حقيقة ملة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام- وقال وبه تعرف مدى ما انغمس فيه غالب المحسوبين على الإسلام من الوثنية الجديدة وما استجلبوه من مبادئ الغرب ومذاهبه المادية فجعلوا حدود الوطن فوق حدود الله وجعلوا لأنفسهم الخيرة فيما يشرعون وينظمون خلافا لما قضى الله ورسوله، واتبعوا ما يمليه رجال تألهوهم بالحب والتعظيم وجعلوهم أندادا من دون الله كالقومية والوطنية وما يستلزمها من المذاهب المادية ... .
ثم ذكر من جعل الوطن ندا لله في قول قائلهم:
بلادك قدمها على كل ملة .... ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم
وجلبوا موالاة أعداء الله بحجة الجنس والوطن، وتعطيل الشريعة بحجة التطوير الفاسد، وعبادة كل طاغوت في سبيل ذلك.
ومن مبادئهم الباطلة:
ــ مثل مبدأ (الدين لله والوطن للجميع).
ــ و مبدأ (الدين علاقة بين العبد وربه فقط لا شأن له في الحياة).
ــ و مبدأ (إرادة الشعب من إرادة الله).
وذكر أنه لا يزال خريجو المدارس الاستعمارية يركزون هذه المفاهيم في طبقات الأمة الإسلامية، وقال إن المدارس هي أول ما فرض الاستعمار علينا ثقافته بواسطتها.
ثم قال: فعلى المسلمين شيباً وشباناً وحكومات وشعوباً أن يقاوموا هذا الشرك الجديد والوثنية الجديدة، أهـ ملخصاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول(/)
بيان حال طائفة العصرانيين عقيدة ومنهجاً وفقهاً
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 04:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حال طائفة العصرانيين عقيدة ومنهجاً وفقهاً
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد ظهر في الآونة الأخيرة تيار ونابتة جديدة يسموَن بالعصرانيين، وهؤلاء في باب التوحيد من غلاة المرجئة، لأن التوحيد عندهم الكلمة، من قال: لا إله إلا الله بلسانه فهذا يكفي، فهم كرامية هذا العصر ولا كرامة لهم.
ولهم عقائد ومناهج و أصول في العقيدة والفقه هي:
1 ـ ففي باب التوحيد والإيمان من غلاة المرجئة (كرامية) ويضاف إلى ذلك التميّع والانهزامية فيهما.
2ـ السعي إلى إلغاء باب الكفر بالطاغوت وباب المرتد من كتب الفقه، وإلغاء باب التكفير بحق وتسمية ذلك تطرف وغلو، وخارجية وحرورية وتيار تكفيري.
3ـ إلغاء باب الجهاد وتسميته تطرف وغلو، واستبداله بالجهاد السياسي الهش على الطريقة العلمانية.
4ـ في باب المصدر والتلقي، فهم معتزلة يقدمون العقل على النقل، وزادوا على المعتزلة القدماء بالسير على ما يسمى بالمنهج التجريبي وهو أن الأصل الشك في كل شيء حتى المسلمات العقدية إلى أن تثبت، وزادوا على المعتزلة تقديم الهوى ومتطلبات العصر الحديث على النص.
5ـ وفي باب الفقه تتبع الرخص، والأخذ بأسهل ما قيل وأنسب وأخف ما قيل بحيث يركبون من ذلك فقهاً جديداً ويميلون فقهياً إلى أن يوافق الأطروحات العلمانية وما يوافق النظام العالمي الجديد، وما يوافق الأهواء، وتسمية ذلك فقه تيسير؛ خصوصاً قضايا المرأة والحكم والسياسة وما يُسمونه بالفن والغناء والتمثيل وما يتعلق بالحرية، والتصوير، والأزياء واللباس، وطريقتهم في ذلك استعراض خلاف العلماء، وكل قول قيل، وكل شاردة وواردة وكل هفوة وزلة، فما وافق الوقت والعصر فهو الراجح فهذه أسباب الترجيح عندهم، وهذا أصل مبتدع في هذا الباب، ومن باب المكر والحيلة فبدل أن يقولوا هذا يوافق العصر والهوى يجعلون لافتة لهم للوقاية من الشناعة والذم فيقولون: قال به العالم الفلاني.
6 ـ موقفهم من الإجماع التشكيك والرد، لأنه عائق في بعض القضايا المهمة عندهم.
7ـ موقفهم من الاجتهاد فتحه على مصراعيه لكل من هب ودب، واتخاذه ذريعة رسمية لكي يقولوا ما يناسبهم باسم الاجتهاد.
8ـ موقفهم من الصحابة والسلف عموماً التحقير والازدراء.
9ـ موقفهم من التاريخ الإسلامي تناوله بحقد وتشويه ودس، والاهتمام بما شجر بين الصحابة واستغلال ذلك للتشويه بهم، باسم التصحيح والتبيين والحوار.
10ـ موقفهم من أي دولة إسلامية ترفع شعار الإسلام الصحيح وتطبق الشريعة تطبيقا صادقاً، موقفهم موقف العداء كموقف العلمانيين وكموقف الغرب التشويه والتشنيع والاتهام بالغلو والتطرف والاستعجال.
11ـ من أصولهم محاولة تعويد الناس على الخلاف وإطلاع العامة على ذلك لكي لا ينبذهم الناس ويرفضونهم وإنما يتسترون خلف لافتة أن المسألة فيها خلاف فلماذا التشدد والمعارضة؟.
12ـ موقفهم من العلماء وطلبة العلم مختلف حسب مصالحهم، فالعلماء وطلبة العلم عندهم ثلاثة أقسام:
أ ـ قسم يحاولون إسقاطهم وتشويه سمعتهم وذلك عبر ثلاث مراحل المرحلة الأولى محاولة إلصاق تهمة أنهم يكفرون الحكام، فإذا لم تنجح هذه المرحلة انتقلوا إلى المرحلة الثانية وهو اتهامهم بأنهم يكفرون العلماء وقد تقتضي المرحلة أن يُعيّنوا علماء مشهورين لإتمام قوة الإسقاط، فإذا لم تنجح هذه المرحلة انتقلوا إلى مرحلة اتهامهم بأنهم يكفرون المجتمعات وعموم الناس وهذا آخر سهم في هذا الباب، وبالطبع يحاولون اصطياد كلمات من المتشابه والكلام العام لهؤلاء العلماء المراد إسقاطهم أو حمّال الأوجه للتدليل على صدق الاتهام.
ب ـ القسم الثاني علماء لهم اجتهادات واختيارات لكن لم يُراعوا فيها السياسة الشرعية، فهؤلاء يحاول العصرانيون اجتذابهم وتبنيهم لأن هذه الاختيارات تخدم مذهبهم.
ج ـ القسم الثالث يعتبرونهم حياديين بالنسبة لهم، لا لهم ولا عليهم فهؤلاء إن كانوا من المشهورين اهتموا بحيادهم وفرحوا به، لأن المرحلة تقتضي تقليل الجبهات، وإن كانوا ليسوا من المشهورين فيتركونهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
13ـ موقفهم من الصحوة محاولة تمييعها وتشتيتها وتهيئتها لتقبل الواقع والتنازلات.
14ـ موقفهم من المرتدين و أهل البدع مهزوز، فيميلون إلى التعاطف معهم والدفاع عنهم وعن رموزهم، والتعاطف مع الأقليات المنحرفة.
15ـ رفع شعار الحرية والحوار لكن بغير الضوابط الشرعية.
16ـ موقفهم من الشعائر الدينية والأركان الخمسة أما بالنسبة للتوحيد فقد سبق.
أ ـ أما الصلاة فيميلون إلى التسهيل فيها حسب الإمكان والمتاح من الأقوال التيسيرية، فصلاة الجماعة في المسجد سنة ويجوز إمامة المرأة للرجال، ويجوز الجمع مطلقاً، وتارك الصلاة مطلقاً ولو مدى الحياة لا يكفر.
ب ـ الزكاة وهى الشعيرة الوحيدة التي يميلون إلى التشدد فيها على خلاف بينهم أيضاً، لأن الذي يناسب المعنيين والمتنفذين اليوم مع التدهور الاقتصادي الإكثار في جبي الأموال، وتوسيع الأموال الزكوية لهم، مع أن بعضهم أكثر تعاطفاً مع الناس فيميل إلى التقليل من ذلك.
ج ـ الحج ولهم منسك عجيب فيه قائم على تقصد الترخص، فالوقوف في عرفة ومزدلفة يكفي فيه لحظات ودقائق وحط الرحل، ويجوز تقديم الهدي قبل عرفة ويجوز الذبح بغير بهيمة الأنعام، والرمي للجمرات على مدار أربع وعشرين ساعة, وليس بواجب لأنه من الشعائر الخاصة بإبراهيم - عليه السلام -، ويجوز تقديم طواف الإفاضة قبل عرفة قياساً على تقديم المفرد والقارن للسعي، والرمي صباح يوم الثاني عشر ثم التوكيل في بقية الحج، وهذا المنسك قابل للتطوير نحو تيسير أكثر إذا تم اكتشاف قول شاذ في المستقبل.
د ـ في الصيام أيضاً تقصد للترخصات.
17 ـ أما في المعاملات المالية فيميلون إلى تحديث وتطوير كتاب البيوع والمعاملات المالية الأخرى إلى الإباحية فيها بما يوافق النظم المالية المعاصرة وبما يوافق مصالح البنوك المعاصرة، والنظم العالمية الجديدة.
18ـ أما ما يُسمى بالأحوال الشخصية من النكاح والطلاق والإرث وغير ذلك فنحو مزيد من التيسير والترخص، إلا في الطلاق فإنهم يميلون إلى التضييق على الزوج في استخدام هذا الحق ومحاولة نزعه منه أو بعضه وجعله في يد الزوجة أو القاضي موافقة لأسيادهم الغربيين، أما الإرث فلازالوا حتى الآن لم يجرؤ على ما يقوله العلمانيون من المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث وإنهم منه قرب قوسين أو أدنى.
والخلاصة أنهم اتخذوا دينهم لعباً.
هذه هي أُصولهم وقد يستحدثون أُصولاً أُخرى لأنهم لازالوا في طور التكوين وعمرهم الزمني لا يتجاوز سنوات وقد ساهمت بعض الصحف والمنتديات الصريحة أو المنتديات التي تدعي الصدق ورفع شعار الإسلام والفضائيات في نشر مذهبهم، ولهم قيادات عالمية وإقليمية ومحلية في كل مكان فيه صحوة قوية وقد كثّر سوادهم في السنوات الأخيرة المنهزمون والمتميعون من الإسلاميين.
طريقتهم في الدعوة إلى مذهبهم مع المبتديين:
1 ـ ويبدؤون مع المبتدئ بتعويده على الخلاف وتشكيكه في كل قول فقهي وأن المسألة فيها خلاف.
2 ـ وتعويده على الانهزامية والنقاش في المسلمات كخطوة أُولى لتعويده على ما يسمى بالمنهج التجريبي.
3 ـ ودفع صغارهم (وكلهم صغار) ومتوسطيهم إلى الكتابة في الصحف أو المنتديات التي ترحب بهم بجرأة في الموضوعات الخطرة وتوريطهم بها حتى يصعب عليه الرجوع فيما بعد ويصبح هو طرفاً وحلقة من التيار وهو خياره الوحيد.
4 ـ الاهتمام بالمناطق والأماكن التي فيها انفتاح أكثر لأنها هي البيئة التي يصطادون فيها، وينبت فيها غرسهم القبيح ـ قبحهم الله وأخزاهم ـ.
5 ـ الاهتمام بأنصاف طلبة العلم والدعاة أو الذين كان لهم تاريخ إسلامي مشرق ثم انحرفوا عنه إما هوى وشهوة أو بدعوى الاجتهاد، فيهتمون بهؤلاء لأنهم هم الذين يمكن إقناعهم والبداءة بهم، ولكي يجعلوهم رأس حربة لهم ولآفته يمكن خداع الناس بهم.
ذكرنا ذلك وقلناه تحذيراً للناس منهم وبراءة للذمة ومجاهدة لهم بقدر الاستطاعة نسأل الله الإعانة والتوفيق.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،
منقول
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 08:03]ـ
هلْ الناقل - وفقهُ الله - يلتزم بكلّ ما في المقال حتى نُناقشه (أو نُحاول) أم على غِرار (الناشر لا يلتزم بكلّ ما في الكتاب) .. ؟
ـ[الواقف]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 01:52]ـ
هذا الكلام هو للشيخ علي الخضير(/)
أبيات نفيسة لابن القيم في ذم المتكلمين
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 09:14]ـ
قال رحمه الله تعالى في كتابه الصواعق المرسلة ذما للمتكلمين:
فعلى عقولكم العفاء فإنكم عاديتم المعقول والمنقولا
وطلبتم أمرا ً محالا ً وهو إد راك الهدى لا تتبعون الرسولا
وزعمتم أن العقول كفيلة بالحق، أين العقل كان كفيلا
وهو الذي يقضي فينقض حكم عقل، ترون كليهما معلولا
وتراه يجزم بالقضاء وبعد ذا يلقي لديه باطلا معقولا
لا يستقل العقل دون هداية بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
كالطرف دون النور ليس بمدرك حتى تراه بكرة وأصيلا
فإذا الظلام تلاطمت أمواجه وطمعت بالأبصار كنت محيلا
وإذا النبوة لم ينلك ضياؤها فالعقل لا يهديك قط سبيلا
نور النبوة مثل نور الشمس للعـ ـين البصيرة فاتخذه دليلا
طرق الهدى مسدودة إلا على من أمّ هذا الوحي والتنزيلا
فإذا عدلت عن الطريق تعمدا فاعلم بأنك ما أردت وصولا
يا طالبا ً درك الهدى بالعقل دو ن النقل لن تلقى لذلك دليلا
كم رام قبلك من متلدد حيران عاش مدى الزمان جهولا
ما زالت الشبهات تغزو قلبه حتى تشحّط بينهن قتيلا
فتراه بالكلي والجزئي والـ ذاتي طول زمانه مشغولا
فإذا أتاه الوحي لن يأبه له ويقوم بين يدي عداه مثيلا
ويقول تلك أدلة لفظية معزولة أن تكون دليلا
وإذا تمر عليه قال لها اذهبي نحو المجسم أو خذي التأويلا
وإذا أبت إلا النزول عليه كا ن لها القرى التحريف والتبديلا
فيحل بالأعداء ماتلقاه من كيد يكون لحقها تعطيلا
واضرب لهم مثلا ً بعميان خلوا في ظلمة لا يهتدون سبيلا
فتصادموا بأكفهم وعصيهم ضربا ً يدير رحى القتال طويلا
حتى إذا ملّوا القتال رأيتهم مشجوج أو مبعوج أو مقتولا
وتسامح العميان حتى أقبلوا للصلح فازداد الصياح عويلا
للأمانة منقول(/)
علم استنباط المياه عند المسلمين
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 09:50]ـ
علم استنباط المياه عند المسلمين
علي بن نايف الشحود
رزق العرب منذ قديم الدهر فراسة حاذقة يتعرفون بها على مكامن الماء في باطن الأرض ببعض الإشارات الدالة على وجوده، وبعده وقربه، بشم التراب أو برائحة بعض النباتات فيه، أو بحركة حيوان مخصوص، وقد سمى العلماء معرفتهم هذه علم الريافة.
قال الألوسي: هو نوع من الفراسة، وهي موجودة في بعض أعراب نجد، ويسمى من له هذه المعرفة اليوم "النصات"، ولم تذكره معاجم اللغة، وهو من مبالغات اسم الفاعل من: نصت الرجل ينصت نصتاً، وهو "القنقن"، وجمعه بالفتح "القناقن". وقد عرفته دواوين اللغة بأنه "البصير بالماء تحت الأرض" و"البصير بحفر المياه واستخراجها" و"الذي يسمع فيعرف مقدار الماء في البئر قريباً أو بعيداً" من القن، وهو "التفقد بالبصر"
وورد (القناقن) بالجمع في شعر للطرماح بن حكيم (تـ نحو 125هـ) قال:
يخافتن بعض المضغ من خشية الردى وينصتن للسمع انتصات القناقن.
ويقال لمن يقوم بالحفر وإنباط الماء (القناء)، وقد تطورت هذه المعرفة الفطرية عند العرب إبان تفجر ينابيع العلم في الإسلام وتبحر العلماء المسلمين فيه، وقامت الحضارة الإسلامية وعمرانها على أسسه وقواعده، فصارت بجهود علماء الرياضيات والطبيعيات علماً محرراً ومدوناً، وفناً تطبيقياً بالغ الدقة، ارتقى به بعضهم إلى اختراع موازين يزن بها ارتفاعات الأرض على النحو الدقيق الذي اهتدى إليه، وشرح صفته المهندس الرياضي (الكرجي).
وبدأ العلماء المسلمون التأليف في الماء في أواخر المائة الثانية الهجرية، وقد تناولوا بحثه من جوانب مختلفة، وأرقاها وأبلغها فوائد وعوائد ما ألفوه في (استنباط المياه الخفية). ولعل أول كتاب في هذا الفن، بلغنا خبره، هو كتاب "علل المياه وكيفية استخراجها وإنباطها في الأرضين المجهولة"، الذي ألفه أبو بكر أحمد بن علي المعروف بـ"ابن وحشية" من أهل المائة الثالثة الهجرية.
ووضع فيلسوف العرب "أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي" المتوفى نحو سنة 260هـ شرحاً على كتاب "في قود المياه"، أي جره وسحبه لـ"فنيلون البيزنطي" ذكره أبو عمر أحمد بن محمد بن حجاج الإشبيلي في كتاب "المقنع في الفلاحة"، ونقل إلى كتابه فصلاً منه (فيما يعرف به قرب الماء من بعده وحلوه من مره)، وقال في صفته: "هو أحسن كتاب ألف في هذا الشأن، ولا بد لمن أراد قود ماء من موضع بعيد إلى مدينة أو قرية أو نحوهما، من تصفح هذا الكتاب، لما فيه من المنافع وقرب المآخذ".
ونجد أيضاً في رسالة الكندي "في العلة الفاعلة للمد والجزر" اكتشافه للدورة الهيدرولوجية، فيذكر عناصرها المعروفة في الوقت الحاضر تقريباً وهي: التبخر ويذكر أنه يتم بتأثير الشمس، و التكاثف: وينعقد سحاباً. و الهطل: ويصير مطراً أو ثلجاً أو بردًا. والجريان أو الانتقال: عائداً إلى الأرض سائلاً إلى البحار. ويشير بشكل واضح إلى دورية هذه الحوادث التي تشكل الدورة الهيدرولوجية بقوله: دائماً بهذا الدور أبداً ما بقي العالم، ثم يشير إلى حقيقتين تتعلقان بالمياه الجوفية:
أولاً: أن المطر والثلج يشكلان المصدر الأساس للمياه الجوفية.
ثانياً: وجود أجواف وخزانات في باطن الأرض تحتوي على المياه الجوفية.
ثم يشير إلى مصير هذه المياه محدداً أشكال ظهورها وأماكن استخراجها بأشكال مختلفة، مثل القنوات الجوفية أو الآبار أو ظهورها تلقائياً، كالعيون التي يعرفها بأنها: الخروق المتفجرة من بطون الأرض انفجاراً، أي باندفاعها الذاتي من غير حفر.
هذا الكلام يقترب من الحقائق العلمية المعروفة حالياً. ثم يحدد الكندي أنواع الماء الجوفي: فأما كون الماء في بطون الأرض فيكون بحالين: أما أحدهما فالجاري من أعلى، وأما الآخر فالمستحيل في بطون الأودية. فالأول هو الذي مصدره المطر أو الثلج الذي يمكن الاعتماد عليه، كمصدر للإمداد بالماء. ويذكر نوعاً آخر من الماء الجوفي، وهو الماء الناجم عن التكاثف في أجواف الأرض الباردة، وعلى الرغم من أن هذه العملية تحدث، إلا أنها لا تساهم بحال من الأحوال في زيادة كمية المياه الجوفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يسهب الكندي في بيان تحول الهواء إلى ماء: لأن الهواء والماء مشتركان في الكيفية المنفعلة، وهو يعني هنا الرطوبة "متضادان في الكيفية الفاعلة"، وهو يعني هنا الحرارة والبرودة، فإذا استحال في رأيه الهواء بارداً وعدم الحرارة، فإنه يصير عنصراً بارداً رطباً، وهذا هو الماء. ويلاحظ أنه أدخل تأثير الرطوبة والحرارة والبرودة، وأن عملية التكاثف هذه، إنما يخضع لها الماء نتيجة لانخفاض درجة الحرارة. كما أشار إلى أن هذه العملية يمكن أن تحدث في الآبار ذات الأعماق البعيدة.
وبيَّن الكندي أيضاً في رسالته حادثة التكاثف تجريبياً كالآتي: تأخذ زجاجة "قنينة" فتحشوها بالثلج حشواً تاماً ثم تستوثق من غطائها، ثم تزنها وتعرف وزنها، ثم تضعها في قدح تقرب أرجاؤها من ظاهرها، فإن الهواء يستحيل على ظاهر القنينة كالرشح على القلال، ثم يجتمع شئاً فشيئاً، ثم يوزن الإناء والماء والقدح معاً، فيوجد وزنها زائداً على ما كان قبل. والوزن الزائد بالطبع ناتج عن تكاثف الهواء المحيط بزجاجة الثلج، ثم ذوبانه وسيلانه إلى مقر القدح.
ويذكر محمد بن الحاسب الكرجي المتوفى في القرن الخامس الهجري، في كتابه " كتاب إنباط المياه الخفية "الذي وضعه في هذا العلم وقد أحاط فيه الكرجي بموضوعه إحاطة الخبير المثقف الذي أدرك أهمية كل فكرة تحدث عنها. فدقة التفاصيل التي شرحها في هذا الكتاب وجمعه بين الهندسة العلمية والبرهان الرياضي، ولا سيما في (باب وزن الأرض) تدل دلالة واضحة على أن الكرجي _ وهو العالم الرياضي ـ زاول مهنة المهندس وتعرف إلى دقائقها، بالشكل الذي كانت تعرف به في ذلك الوقت.
وثق الكرجي في هذا الكتاب خبرة هندسية اختزنتها وطورتها الذاكرة العلمية والعملية للحضارة الإسلامية في مجال الاستفادة من المياه الجوفية. لذلك كله، فإن الكتاب لفت انتباه المستشرقين، فترجموه إلى الألمانية والفرنسية والإنجليزية.
ويذكر الكرجي عن سبب تأليف هذا الكتاب، أنه بعد أن تصفح شيئاً من كتب المتقدمين في الموضوع، ووجدها قاصرة على الكفاية واقعة دون الغاية، بدأ في تصنيف كتابه هذا في إنباط المياه الخفية، وعن مفهوم الدورة الهيدرولوجية للماء. ويذكر تحت عنوان صفة الأرض: ومن حكمة الله أن خلق في الأرض مواضع كثيرة ذات جبال متصلة. فإذا كان الزمان في هذه المواضع شتاء، فإن الهواء يتكثف ويشتد البرد، ويستحيل الهواء إلى ماء استحالة قوية، ووقعت عليها الثلوج لا تنقطع شتاء ولا صيفاً. فإذا اشتد الحر بها بمسامته الشمس إياها، ذابت وصار ذوبها مادة الأرض والخروق التي في بطنها، فصارت مادة لمنابع في أماكن بعيدة.
ويذكر كذلك: لما خلق الله الأرض والماء خلق لكل واحدة منهما مادة، فمادة الماء الساكن في بطنها والعيون والأودية والينابيع عليها من الأمطار والثلوج، فلو انقطعت، قلت المياه وأدى ذلك إلى خراب الأرض، ويقول أيضاً: وعلى هذا يجب أن تكون المياه من الثلوج والأمطار من استحالة الماء إلى الهواء، والهواء إلى ماء. وهو بقوله هذا يشير إلى التبخر والتكاثف.
ويصنف الكرجي أنواع المياه الأرضية تصنيفاً دقيقاً يثير العجب ينطبق تماماً على ما يعرفه الهيدرولوجيون اليوم، فيقول:إن الماء في بطن الأرض ثلاثة أنواع، ماء ساكن في جوفها لا يزيد بزيادة الأمطار ولا ينقص بنقصانها ولا يتغير حاله إلا قليلاً.
والثاني ما تكون استحالة الهواء إلى ماء في بطن الأرض دائماً، وهذا يدوم جريه ما بقي السبب الذي به يستحيل الهواء إلى ماء.
والثالث الماء الذي مادته من الثلوج والأمطار وأكثر عمارة أهل الأرض به، لأنه مادة الأودية العظام والعيون والقنى.
هذه النصوص تدل دلالة قاطعة على الوضوح الكامل لفكرة الدورة الهيدرولوجية عند مؤلف الكتاب الذي عاش في القرن الرابع الهجري /العاشر الميلادي، وهو عندما يسوق هذه المفاهيم، لا يسوقها ليبحث بحثاً نظرياً أكاديمياً يعارض فيه هذا المؤلف أو ذاك، إذ الغاية من كتابه غاية يمهد لها بمعطيات نظرية، وهو يعبر عن هذه الفكرة بوضوح فيقول: ومن تصور ما ذكرته وحقيقته، فقد عرف قطعة كبيرة من صناعة إنباط المياه، لأن تصور طبع الأرض والماء، وكيفية وضعهما وخلقتهما وصفة حال الماء وخللها يدل على معرفة قوية في هذه الصناعة.
فهي معطيات نظرية تقود إلى إتقان صناعة علمية: صناعة إنباط المياه الخفية التي بها عمارة الأرض، وحياة أهلها.
______________
الحضارة الإسلامية بـ"تصرف"
www.islamweb.net (http://www.islamweb.net)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 11:21]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع الجيد، و جازاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[19 - Oct-2009, صباحاً 12:01]ـ
وجزاك أخي الكريم و شكر خاص لعضو الألوكة الشيخ علي الشحوذ صاحب المقال.(/)
جمعية التجديد , هل من رصد لمنشوراتها؟
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 09:58]ـ
السلام عليكم ..
هل عند الإخوة اطلاع على أعمال جمعية التجديد , ومدى مصداقية أبحاثها التاريخية؟
أنا أسأل عن هذه الناحية فقط.
رابط موقع الجمعية:
http://www.tajdeed.org/default.aspx (http://www.tajdeed.org/default.aspx)(/)
النقاب وإجلاء اليهود عن العقول والبلاد ... كتبه/ عبد المنعم الشحات
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 11:23]ـ
النقاب وإجلاء اليهود عن العقول والبلاد
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فـ"التاريخ يعيد نفسه"! مقولة لمعناها المقصود كثير من الشواهد، وبالأحرى أن نقول ما قال الله -تعالى-: (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا) (الفتح:23)، ومن شواهدها "حرب النقاب" التي يقودها اليهود على كل فضيلة في العالم عمومًا، وفي العالم الإسلامي خصوصًا، ولكن الجديد أنهم أقنعوا بعض المسلمين، بل بعض المنتسبين للعلم فيهم بطرق شتى أن الهجوم على النقاب يصب في مصلحة الإسلام، أو مصلحة المهاجم؛ فخرج المهاجمون المسلمون بين بائع لدينه، وبين متأول له، في ذات الوقت الذي تحركت فيه كتائب المجتمع الدولي، واليهود هم من يمسك بخيوط المؤامرة في نهاية المطاف.
هذه اليد اليهودية هي نفس اليد التي امتدت إلى نقاب مسلمة؛ لتنزعه في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الثاني للهجرة فلما فشلت؛ دفعها الحقد والعجلة إلى التحايل لكشف سوأتها، فيهب مسلم غيور دفاعًا عن عرض أخته فيقتلونه غدرًا، فيتحرك جيش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجليًا تلك القبيلة اليهودية عن المدينة، ثم تنزل عليهم العقوبة الإلهية فيفنون عن بكرة أبيهم!
كانت هذه هي حاصل قصة غزوة: "بني قينقاع" أول حرب بين المسلمين وبين اليهود كما رواها "ابن إسحاق" و"ابن هشام".
ذكر ابن هشام عن طريق عبدالله بن جعفر قال:
"كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدِمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يراودونها على كشف وجهها فأبت؛ فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا بها فصاحت. فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديًا، وشدت يهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود؛ فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع".
وأكمل ابن إسحاق سياق الحادث قال:
"فحاصرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نزلوا على حكمه، فقام عبد الله بن أبيَّ ابن سلول حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد، أحسن في مواليّ وكانوا حلفاء الخزرج. قال: فأبطأ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: يا محمد أحسن في مواليّ. قال: فأعرض عنه.
فأدخل يده في جيب درع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسلني. وغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى رأوا لوجهه ظللاً. ثم قال: "ويحك! أرسلني. قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن في مواليّ. أربع مائة حاسر. وثلاث مائة دارع، قد منعوني من الأحمر والأسود. تحصدهم في غداة واحدة. إني والله امرؤ أخشى الدوائر. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هم لك".
وكان عبد الله بن أبي لا يزال صاحب شأن في قومه. فقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شفاعته في بني قينقاع على أن يجلوا عن المدينة، وأن يأخذوا معهم أموالهم عدا السلاح.
وإليك بعض الوقفات مع هذه القصة:
الأولى: هذه القصة مما يقال فيها: "إن شهرتها تغني عن إسنادها"؛ حتى إن كل كتب السيرة القديمة والمعاصرة تقريبًا قد اتفقت على أن سببها قصة "المرأة المنتقبة"، بما في ذلك كتابات لمن حاربوا النقاب فيما بعد؛ فقد أوردها الشيخ الغزالي -عفا الله عنه- في "فقه السيرة"، وأوردها الدكتور "سيد طنطاوي" شيخ الأزهر في كتابه: "بنو إسرائيل في الكتاب والسنة"، ولم يستنكر أيًا منهما حين كتب ما كتب وجود امرأة منتقبة في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة الثانية من الهجرة، وأنها تصر على نقابها حتى وهي تخاطب الباعة.
الثانية: إذا تقرر من هذه الواقعة وجود النقاب في "العصر النبوي" فليس أمام الزاعمين بعدم وجود النقاب في الإسلام إلا أحد احتمالين:
الأول: أن النقاب كان عادة قبل الإسلام أثبتها الإسلام واستحسنها.
الثاني: أن نقاب المسلمات في ذلك الوقت كان بأمر من النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورغم أن الاحتمال الأول يضعفه قوله -تعالى-: (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) (الأحزاب:33)، وأن الاحتمال الثاني يقويه حرص اليهود على مراودة المسلمة على خلعه؛ إلا أنه على فرض أقلهما فهو كافٍ في إثبات أن النقاب سنة شرعية شأنه في ذلك شأن الزواج الذي كان أنواعًا في الجاهلية، وأبقى الشرع منها أشرفها، وحرم سائرها.
هذا إذا حصرنا كلامنا في هذه الواقعة، وأما الأدلة الأخرى على مشروعية ستر الوجه فكثيرة لا تُحصى، وأما درجة هذه المشروعية: إذا كانت الوجوب، أو الاستحباب فهذه قضية غير مؤثرة في الرد على من ينهى عن النقاب؛ لأن الواجب والمستحب كلاهما مطلوبان شرعًا أحدهما على سبيل الإلزام، والآخر على سبيل الاستحباب، ومن ثمَّ فلا يجوز النهي عن المستحب؛ فضلاً عن النهى عن شيء دائر بين الوجوب والاستحباب، فضلاً عن إعلان الحرب عليه!
الثالث: وجود النقاب في هذا الوقت المبكر من عمر التشريع الإسلامي -"من المعلوم أن التشريعات التفصيلية بدأت في السنة الثانية من الهجرة"- يدل على أهميته القصوى في دين الله -عز وجل-.
الرابع: تأمل في مقدار سعة ثوب المسلمة إلى الحد الذي مكَّن اليهودي من أن يربط أسفله بأعلاه دون أن تدري.
الخامس: لما عجز اليهود عن كشف وجه المسلمة عمدوا إلى كشف سوأتها، وكان هذا منهم تعجل لخطوة كان من المفترض أن تأتي عاجلاً أو آجلاً، ولكن لما استعصت عليه الخطوة الأولى "الوجه"؛ انفجر بركان غضبهم فتعجلوا بكشف السوأة، وأما في زماننا فعندما قام "قاسم أمين" بدعوته إلى كشف وجه المرأة، ونجح في نهاية المطاف بعد حرب ضروس مع الدعاة والمصلحين لم يطل الزمان كثيرًا حتى خرجت علينا "سيزا نبراوي" مرتدية لباس البحر!
وهكذا ... فمطالب اليهود أولها كشف الوجه، وقد لا يكون آخرها كشف السوأة، ومن طالع مطالب "مؤتمرات السكان" أيقن من ذلك.
السادس: في القصة ثلاثة فِرق: النبي -صلى الله عليه وسلم- وتلك الصحابية وهذا الصحابي الذي قتل دون عرضها وسائر جيش المسلمين فريق، واليهود فريق ثان، وعبد الله بن أبي فريق ثالث، وما زالت القصة تتكرر، وعلى كل عاقل أن يتخذ لنفسه موقعًا، ويختر له سلفًا.
السابع: أوردت "دائرة المعارف اليهودية" قصة هذه الغزوة، وأبدوا وجهة نظرهم فيها بقولهم في "المجلد 22" الصفحة "1013" الفقرة الأخيرة أنّ:
"سبب إجلاء اليهود من المدينة ومحاربتهم بقسوة كان شجارًا بين مسلمين ويهود بسوق المدينة، وهو ذاته سبب محاربة اليهود بقسوة".
فالأمر من وجهة نظر اليهود مجرد شجار حدث في سوق المدينة، ولم يكن يستحق أن يفعل بهم ما فُعِل، وإذا كانت هذه هي نظرة اليهود لاعتداء أسلافهم على عرض المسلمات؛ فإن نظرتهم اليوم للأمور قد تغيرت بحيث يرون أن أي مقاومة أو رفض تعد تطرفًا وإرهابًا، وخروجًا على المألوف، ووافقهم على هذا بعض من هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، ولكن الحمد الله أن معنى العرض عند المسلمين رغم ما أصابه من تشوه ما زال له شأن.
الثامن: كان عدوان اليهود على نقاب امرأة مسلمة سببًا مباشرًا لإجلائهم عن المدينة، ورغم أنهم كانوا قد أظهروا أنواعًا من نقض العهد بعد انتصار المسلمين في بدر، منها: تحريض قريش لسرعة العودة إلى أخذ الثأر.
ومنها: قولهم للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يغرنك أنك قابلت أغمارًا من القوم، وإنك لو لاقيتنا لعلمت أننا نحن الناس"، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- صابر على أذاهم خشية أن يقال: إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- غدر، وبدأ بنقض العهد.
فجعل الله غيظهم وحقدهم على الإسلام عامة، وعلى عفاف المسلمات ومنه نقابهن سببًا مباشرًا في إجلائهم عن المدينة، وبإذن الله يكون عدوانهم على عفاف المسلمات في الحاضر سببًا لجلاء دعوات العلمانية والتغريب عن عقول أبنائنا، وبعدها سوف نتمكن بسهولة من إجلاء اليهود عن ديارنا.
وإن كان اليهود وأعوانهم قد أرادوا التغطية على انتهاكهم لحرمة المسجد الأقصى بإشعال معركة النقاب، واستجاب لهم بعض من يخشى من أن يعتبره المجتمع الدولي متطرفًا أو متزمتًا، أو مشجعًا لذلك أو مقرًا عليه؛ فإن الغضبة التي عمت الأمة حتى في الأوساط التي لا تلتزم بالنقاب، ولا بالحجاب مبشِّرة بأنهم جنوا على أنفسهم كما جنى أسلافهم على أنفسهم!
ولكننا ننتظر أن تتحول تلك الغضبة إلى التزام بالحجاب من كل متبرجة بحيث يعم الحجاب الشرعي كل المسلمات، وأقله عند علمائنا أن يكون ساترًا لجميع البدن عدا الوجه والكفين، وأما الوجه والكفين فمن رأت وجوبهما أو أُفتيت بذلك من عالم ثقة فلابد لها من النقاب، ومن لم ترَ إلا الاستحباب؛ فلتؤازر أخواتها المنقبات، ولتشد من عضدهن، وحبذا لو طلبت الأفضل وقررت التقدم إلى خط الدفاع "النقاب"، الذي بيَّنا أن الأعداء متى فرغوا منهم -لا بلغهم الله منهم- اندفعوا إلى غيره بغير روية.
فاللهم: اجعل هذا الهجوم وبالاً عليهم، وطردًا لهم من عقولنا، وبلادنا. اللهم آمين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 04:47]ـ
بسم الله
جزى الله الشيخ عبدالمنعم الشحات خيرا
وهو والله مقال عظيم النفع فلا تفت أحدا قراءته
وجزى الله الناقل خيرا
في 5/ 11/1430(/)
رفع صوت الإسلام والمنزلة ما بعد الأخيرة ... كتبه/ عبد المنعم الشحات
ـ[ابن الزبير]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 11:40]ـ
رفع صوت الإسلام والمنزلة ما بعد الأخيرة
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فـ (الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (رواه مسلم)، (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا) (متفق عليه)، أحاديث نبوية تقر بها أعين المؤذنين، ويغبطهم عليها غيرهم من المؤمنين ممن لم تتح لهم الفرصة أن يكونوا ممن يرفعون صوت الحق: "الله أكبر .. الله أكبر"، وممن ينادون الناس للقاء ربهم ومولاهم.
وقد جعل الله في ترديد الأذان عقب المؤذن تسلية لمن فاته هذا الفضل، ومِن ثمَّ فكل المؤمنين يسعدون بصوت الأذان مؤذنين أو مرددين، ثم ساعين إلى الصلاة؛ والتي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في شأنها: (يَا بِلاَلُ أَقِمِ الصَّلاَةَ أَرِحْنَا بِهَا) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
قد تبدو هذه القضية من المسلمات إلا أن هاهنا قصة لرجل رضي لنفسه بالمرتبة ما بعد الأخيرة في هذا الباب، ثم لم يقنع بذلك حتى فضح نفسه على رؤوس الأشهاد، وفي قناة فضائية جعلت طمس الهوية الإسلامية للأمة هدفها الرئيسي، ولها في ذلك وسائل شتى؛ منها: نشرة الأخبار العامية، ومنها لأفلام الأجنبية الغير محذوف منها شيء، ومنها برنامج الصحفي: "إبراهيم عيسى".
وفي إحدى حلقات هذا البرنامج والتي أراد لها البعض مزيدًا من الانتشار فوضعها على موقع شهير على الإنترنت صب صاحبنا نار غضبه على ما أسماه بـ"ميكروفونات المساجد" -يقصد بها بالطبع الأبواق الخارجية "الهورنات" وليس الميكروفون الذي تقتصر وظيفته في أنظمة تكبير الصوت على التقاط صوت المتحدث-، وأبدى استياءه الشديد من رفع الأذان بواسطتها على اعتبار أن الأذان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم كان بدون "ميكروفون"، واستغرب من استثناء من أسماهم بـ"الوهابيين" والأصوليين لمكبرات الصوت من قائمة البدع الطويلة التي تشمل كل وافد من عند الغرب على حد علمه أو فهمه!
وقد تخطى صاحبنا في هذا البرنامج دور المذيع إلى دور الممثل الكوميدي الذي يمثل نصًا من تأليفه وإخراجه، ثم يتولى هو أيضًا نيابة عن المشاهدين الضحك الهستيري على "كوميدياه"!
وقد جاءت المناقشة الموضوعية لصاحبنا في غاية الضحالة، وإن كان قد دعمها بعدة حكايات حاول فيها استنساخ "وحيد حامد"، وهذه الحكايات إن كانت كاذبة فحسبها ذلك، وإن كانت صادقة كانت فيها إدانة له لو كان يدري؛ فلنبدأ بحكاياته مع الأذان:
- أما الحكاية الأولى: فهو بطلها حيث كان يسكن في عمارة في شارع عرضه ستة أمتار، أسفلها مسجد مؤذنه هو بواب العمارة المجاورة، ومكبر الصوت الخاص به مُركب في شرفته فطلب من بواب عمارته أن يتوسط لدى المؤذن في نقل المكبر إلى مكان آخر فاستجاب الرجلان مشكوران، ولكنه صعق حينما علم أنهم نقلوه إلى شرفة الأستاذ "بطرس" المقابلة مما جعله يتطوع بالتدليل على مشترٍ لشقة الأستاذ "بطرس"!
وإلى هذا الحد سكت "شهريار" عن الكلام، ولم يذكر لنا: هل تحمل الأستاذ بطرس صوت الأذان أم لا؟
وإذا كان لم يحتمله فماذا صنع؟
هل قدم شكوى إلى جمعيات حقوق الإنسان؟
هل كتب شكوى في إحدى صحف "ساويرس"؟ أم أوعز إلى "إبراهيم عيسى" ليقدم هذا البرنامج في فضائية "ساويرس"؟!
سوف نستخدم قواعد المنطق وأصول الفقه في أن عدم النقل في مثل هذه الحالات يدل على العدم؛ مما يعني أن الأستاذ "بطرس" مع أنه غير مخاطب بالأذان قد تحمله، ولم يضق به ذرعًا، بينما ضاق به "مقدم برامج فضائية ساويرس" ذرعًا!!
في الواقع كان من الممكن أن نناقش الحكاية لنسأل مثلاً: كيف تسلل المكبر إلى شرفة الأستاذ "إبراهيم" هل اشتراها وهي على هذا الحال أم أنهم دخلوا شقته بلا إذن؛ ليضعوا المكبر رغمًا عنه؟! من باقي الحكاية تقول إنهم بوابون مغلوبون على أمرهم.
إلى آخر هذه الأسئلة البريئة، ولكن لنترك القصة كما هي ونتساءل من جهة أخرى حول دور صاحبنا وعلاقته بالمسجد الموجود أسفل مسكنه، ولما احتاج إلى واسطة لكي يكلم المؤذن!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل كل سكان العقار والعقارات المجاورة على شاكلة "الكاتب المذيع" علاقتهم بالمسجد تقتصر على سماع صوته دون أن يدخلوه؟!
لو كانت الإجابة: بنعم فلم إذن يلوم على "البواب" الخشن الصوت على حد تعبيره أنه تصدى لفرض الكفاية عليهم فرفع فيهم صوت الإسلام؟!
وحتى لو كان هذا البواب أو بواب آخر غيره، أو عم فلان الذي على المعاش على حد تعبير "الكاتب المتحرر" هم من يقومون بالإمامة والخطابة، فما ذنبهم وقد تولى من يظنون أنفسهم مثقفين: أيتركون المساجد شاغرة أم يغلقونها بالضبة والمفتاح، ويعيروا مكبراتها للمسارح المجاورة أم يتصدقوا بها على ساويرس وشيعته؟!
لقد سخر الكاتب من البسطاء الذين تأخذهم حميتهم الدينية فيؤذنون في شارع يسكنه "إبراهيم عيسى" وكأنهم هم يؤذنون في "مالطة"، بل إن مالطة "التي كان يضرب بها المثل" يرفع فيها الأذان بلا نكير، وأما القاهرة فابتليت بـ"ساويرس" وقنواته، و"موظفي قنواته" فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وإذا افترضنا أن سكان الشارع يذهبون للمسجد فلا نظن أنهم كانوا حينئذ سيعدمون مؤذنًا حسن الصوت بوابًا كان أو صاحب وظيفة مرموقة.
لو صحت القصة يا هذا وكنت ممن يخاف الله كما تزعم، فالقضية في عنقكم يا من تركتم المسجد خاليًا، بل ولم تريدوا أن يذكركم أحد أن في شارعكم بيت لله يُنادى عليكم منه في كل يوم خمس مرات.
وأما في اختيار البوابين أكرمهما الله -إن صحت القصة- لشرفة الأستاذ بطرس -على الرغم من أن استضافة المسلمين لأصوت أذانهم أولى بكثير- فأمر قد تكون فرضته ظروف القدرة الفنية المحدودة لهما؛ لا سيما و"الكاتب" يبدو أنه بدا عليه العجلة في قراره فوجدوا أن أقرب الحلول هو نقله إلى الشرفة المقابلة.
ولكن من عجائب التدبير أن تكون الشرفة المقابلة هي شرفة الأستاذ "بطرس"! وأعجب من ذلك أن يسكت الأستاذ بطرس خجلاً أو مجاملة، وهو ما افتقده "صاحب البرنامج"!!
هذا احتمال وثمة احتمال آخر وهو: أن هذا البواب وإن فاته حظه من التعليم فربما لم يفته حنكة أبناء البلد فأراد أن يوجه رسالة ضمنية للأستاذ الذي كل علاقته بالمسجد هو تضرره من صوت أذانه أن ترتيبه بين أبناء شارعه في الصلاحية لرفع صوت الإسلام هو بعد الأستاذ بطرس آخر من يوجَّه لهم الأذان، ولكن الأستاذ لم يفهم رسالة البواب جيدًا! أو فهمها وعرف أن هذه منزلته بالفعل فرضي بها حتى جاءته "فرصة" العمل في فضائية ساويرس فانتقل من محاربة صوت الأذان في شارعه إلى محاربة صوت الإسلام في مصر بأسرها، ورغم أن البواب ليس لديه الفرصة لكي يرد عليه ردًا يناسب جرمه إلا أنه أبى إلا أن يحمل لنا بنفسه رد هذا البواب الحكيم عليه ليعلم أن هذا هو رد الشعب المصري المسلم "طالما كان يتشدق بالديمقراطية والحرية حتى وإن كان المتضرر يلجأ بالفعل إلى أمريكا"!
لقد حاول الأستاذ أن يقنع نفسه "أو يقنع المشاهدين" بأن الصوت الذي تبرم منه ليس "صوت الإسلام"، وإنما هو صوت "عم فلان البواب" أو عم فلان الذي على المعاش؛ ألا فليقل لنا أين وكيف نسمع صوت الإسلام وكل متكلم يتكلم بصوت نفسه من جهة الصوت المسموع وبصوت أفكاره أو أفكار الكيان الذي ينتمي إليه من جهة الكلام الذي يردده؛ فمثلاً: نحن حينما استمعنا إلى صوت صاحب هذا البرنامج استمعنا من جهة إلى صوت إبراهيم عيسى "وهو بالمناسبة صوت أجش خشن لا أظنه يختلف كثيرًا عن صوت البواب الذي يزعم أنه أزعجه"، ومن جهة استمعنا إلى صوت "قناة ساويرس"، ونوعية الفكر الذي تقدمه للناس؟!
والأمر في الأذان أعلى وأوضح فأنت تسمع الأذان فتعرف أن هذا نداء للمسلمين للصلاة وليس لصاحب الصوت فيه إلا رفع الصوت به.
إن الأذان هو صوت الإسلام؛ لأنه شعيرة من شعائره يرفعها أي ابن من أبنائه، فالمسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، واختيار الأندى صوتًا مطلوب، ولكن صاحبنا لا يريد لصوت الأذان أن يعلو لا بصوت خشن، ولا ندي؛ لأنه يزعج "ساويرس" تمامًا كما يزعجه رؤية المحجبات في الطريق!!
(يُتْبَعُ)
(/)
- ولنترك الآن الأستاذ فرحًا مسرورًا بالمرتبة ما بعد الأخيرة في رفع صوت الإسلام لنأخذ حكاية أخرى من حكاياته، ولكن بطلها هذه المرة صديقه "والمرء على دين خليله"، و"الطيور على إشكالها تقع"، أزمة هذا الصديق أنه على حد تعبير صاحبه كان "فلاتي"! ثم تاب وتزوج، ولكنه كلما همَّ بجماع زوجته أتاه صوت الأذان فظن أن المؤذن يظن أنه ما زال على زناه، وأنه لم يدر أن التي معه زوجته فخرج إليهم في الشرفة؛ ليقسم لهم أن التي معه زوجته!!
ولا ندري من أين أتى "الأستاذ" بهذا الصديق "الفلتة الفلاتي ... " الذي لا يعرف مواقيت الصلاة، وأنها غير مرتبطة بزنى زان أو عربدة سكير، والذي لم يكتشف أن هناك في ديار المسلمين، ومنها مصر أذان منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان، والذي لم يسأل نفسه إذ ظن ما ظن: لماذا لم يكونوا يؤذنون له حال زانه حتى يظن أنهم يؤذنون له في زواجه؟!
ثم ما هذا الصديق الذي يتحرى وقت الصلاة بالضبط لقضاء شهوته؟!
إن وجود مثل هذا الصديق على فرض وجوده يدل على أن هناك قصورًا كبيرًا في رفع الأذان، وأن هناك من أبناء المسلمين من لا يعرف مواقيت الصلاة فلو كان صاحبنا من الأمة لبكى حال صديقه الذي لا تدري تبكي "فلتانه" أم تبكي "جهله الفاضح"؟! أم تبكى صديقه الذي رضيه صديقًا فلاتيًا جاهلاً بمواقيت الصلاة؟! ثم جاء يطالب بمزيد من تجهيل أبناء الأمة!
أما ثالث حكاياته: فجاءت في صورة افتراض لما يمكن أن يكون عليه الحوار لو أن أحدًا طلب من المؤذنين ألا يؤذنوا في مكبرات الصوت فراح يقتبس بعض أقوال الكفار التي قالوها عن آلهتهم فينسبها إلى المتطرفين مدعيًا أنهم سيقولون: "من هذا الذي يذكر ميكرفوناتنا بسوء" إلى آخر هذا التهكم، مع أن تجربته الشخصية تقول: إن المكبر الذي ضاق به ذرعًا نقل فور اعتراضه إلى شرفة الأستاذ "بطرس"! هذه حكايات "الأستاذ" فماذا عن حججه؟!
لقد تذرع صاحبنا بثلاث حجج:
الأولى: تسجيلات صوتية لبعض العلماء فيها فتاوى بقصر استخدام مكبر الصوت على الأذان فقط، ثم علق على ذلك قائلاً: "أبشر شيوخنا الأجلاء أن كلامهم لا يعمل به"، وفي هذه النقول تدليس ظاهر حيث إن المشايخ الأجلاء الذين نقل فتاواهم أفتوا باستخدام مكبرات الصوت في الأذان، وطالبوا بعدم إزعاج السكان بما وراء ذلك؛ لأن منهم المريض وذا الحاجة، والحلقة من أولها إلى آخرها والبواب الخشن الصوت، والصاحب "الفلاتي" يطالب فيها الأستاذ بمنع استخدام مكبرات الصوت في الأذان.
يؤيد هذا الحجة الأخرى: التي ساقها من أن الأذان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان بدون مكبر، وهكذا أذن بلال -رضي الله عنه-.
وقريب منها حجته الثالثة؛ والتي ساقها في صورة اعتراض على الإسلاميين والمتطرفين والوهابيين الذين يصرون على الأذان في المكبر فأورد عليهم سؤالاً: لماذا لم يقولوا ببدعية مكبرات الصوت كما يقولون ببدعية أمور كثيرة لا سيما وأنه قادم من عند الغرب؟!
والإجابة على هذين الاعتراضين يسيرة -بحمد الله- نجملها له إجمالاً على أن التفصيل موجود -بحمد الله- في مظانه؛ فنقول:
إن أمور الدين دائرة بين السنة وهو ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبين البدعة وهي كل ما عدا ذلك، وأما أمور الدنيا فدائرة بين حرام حرمه الله بنهي خاص عنه، أو باندراجه تحت عموم نهي عام، وما عدا ذلك فمباح مستحدثًا كان أم غير مستحدث؛ فإذا ثبت أن أمرًا ما مباح إذا استعمل في أمور الدنيا فيأتي دور قاعدة: "أن الوسائل لها أحكام المقاصد"؛ ليطبق على استعمال هذا الأمر في خدمة الدين أو في وسائل العبادات.
فيترتب على هذا ما يلي:
1 - الأصل في مكبرات الصوت الإباحة.
2 - استعمال مكبرات الصوت في إيصال رفع الأذان هو من أجَلّ ما يستعمل فيه هذه النعمة.
3 - استعمال مكبرات الصوت في رفع أصوات الموسيقى والرقص، وما شابها من المعاصي المنكرة "كنا نتمنى أن يقص لنا إبراهيم عيسى قصته مع فرح أحد جيرانه وليكن صديقه الفلاتي؟ وهل استعملت فيه مكبرات الصوت؟ وهل استعملت فيه أبواق السيارات؟ وهل جاءته الجرأة مرة أن يمنع شيئا من ذلك"؟؟!!
4 - أما الميكروفونات التي تستعمل في استوديوهات القنوات المشبوهة التي تريد أن تطمس هوية الأمة فهي أسوأ أنواع الميكروفونات وأشدها خطرًا، وأولاها بالتحريم!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما كون أن هذه مأخوذة عن الكفار فالأستاذ لم يفرق بين الأفكار والمخترعات المادية فظن أن على الإسلاميين الذين يعتبرون كل شيء غزو فكري تنصيري أن يعطوا الميكروفونات نفس حكمها، وفي الواقع أن الأمر يختلف فالاختراعات تنفك عن مخترعها وعن مصنعها، ويبقى حكمها وفقًا للاستعمال كما بينا، وقد حفر النبي -صلى الله عليه وسلم- الخندق، وهي وسيلة فارسية.
وحتى الأفكار والنتاج الفكري فلا بأس بالاقتباس منه شريطة أن يتم تنقيحه تمامًا ليُصفى من شوائب النجس الاعتقادي لدى أصحابه؛ سواء من الناسبين إلى الله الصاحبة والولد أو من الملحدين الذين لا يؤمنون بوجود الله.
وقد ورثت أمة الإسلام علوم الدنيا يوم ورثتها وهي علوم بدائية خطؤها أكثر من صوابها فاستوت على سوقها على أيدي العلماء التجريبيين المسلمين حتى جاء الغرب فانتحل هذه العلوم، وهذا أمر لا يتسع له المقام هنا.
وأما ما أومأ إليه صاحب البرنامج بأن الميكروفونات شغلت أصحابها عن منافسة الغرب فهو أول من يعلم أن أئمة المساجد ليسوا هم المسؤلون عن التعليم والإعلام، والبحث العلمي، ومع هذا فقد قاموا بما يسعهم من ذلك، وبغض النظر عن مسجد شارعه الذي تركه أهل الشارع للبوابين -على حد زعمه-؛ فمساجد الصحوة تكاد تسمى بمساجد الجامعيين مع أن البسطاء يجدون فيها أيضًا ما يتعلمونه وما يقدمونه لخدمة الدين؛ ولو بالدعاء الصادق لأبنائهم وإخوانهم الذين يؤذنون ويؤمون الناس في الصلاة بأصوات ندية -بحمد الله-، ويقومون بتعليمهم الدين، وتحصينهم من الأفكار الوافدة.
ومن ثمَّ عَرفت المساجد عن طريق هؤلاء "استخدام التكنولوجيا ولو سنحت الفرصة لكانوا من مطوريها"، وحبذا لو كلف الأستاذ خاطره وجاء ليصلي قيام رمضان في مسجد "القائد إبراهيم" في الإسكندرية؛ ليرى كيف يصل الصوت الندي للقارئ ومكبرات الصوت "الإيطالية"، و"اليابانية"، أو "الكورية" على أقل تقدير تمتد كلما امتد المصلون، ويتم ضبطها بأيدي شباب متطوع هاوٍ أتقن ضبط هذه الماكينات؛ لتنقل القرآن للناس.
وأزيده من الشعر أبياتًا -"وأرجو ألا أكون بذلك أعطيه لحلقاته أفكارًا"-: أخشى يا هذا أنك إن تجولت في المساجد فوجدت معظمها مكيف الهواء؛ لتذلل للناس سبل أداء عبادتهم أن تكتشف أن مكيفات المساجد دون غيرها من المكيفات التي في الدنيا هي المسئولة عن ثقب الأوزون!!
وأما كون أن الأذان كان على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- بلا مكبر، فهل كان المكبر على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فتركه؟! لو كان كذلك لكان بدعة بلا خلاف، وأما إذ استحدث بعده فالكلام فيه هو ما قدمناه.
ولزيادة توضيح هذا الأمر نقول: إن الأذان عبادة غرضها الإعلام، ومن ثمَّ فلابد وأن تكون من مكلف، وفي ذات الوقت لا بد من الحرص على أن يبلغ الإعلام فيها مداه؛ ولهذا حرص المسلمون على أن يكون الأذان مسموعًا على أوسع نطاق من خلال اختيار المؤذن الذي يجمع بين حسن الصوت وقوته، ومن خلال الأذان من على أسطح البيوت العالية كما كان بلال -رضي الله عنه- يؤذن من على أعلى سطح بيت في المدينة، والذي استبدله المسلمون لما تطورت فنون العمارة عندهم ببناء المآذن العالية.
وهو أمر لا يفي بالغرض مع تطور العمران وارتفاع الأبنية، ووقوفها حائلاً أمام انتشار الصوت، لا سيما وأن أعلى بنائين في القاهرة مرفوع عليهما صليب "ساويرس" (1)! الذي بثَّ من إحدى قنواته "صوت إبراهيم عيسى"، ومع ذلك فلم ولن ير في رفع شعار ديني صريح على رأس مبنى مدني أي استفزاز لمشاعر الأغلبية المسلمة بينما نسب فيما افترض من إجابات من الممكن أن تسمعها من المتطرفين في تعليل أذانهم في "الميكروفون"، أنهم سيقولون: "أمال حنغيظ الأقباط إزاي"! -لاحظ استخدامه لكلمة الأقباط التي تعني سكان مصر، وهي التسمية التي يحرص إعلام ساويرس على نشرها من باب أنهم أصحاب البلد الأصليين-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا تعرف أن إبراهيم عيسى كان نائبًا عن ساويرس في التعبير عن حالة الغيظ التي أتى بها على لسان محاور افتراضي، ولو أنصف لافتتح برنامجه بالكلمة الإعلامية الشهيرة: "جاءنا نحن العاملين بقناة الملياردير القبطي المصري نجيب ساويرس أن أذان الغزاة العرب يزعج سيادته تمامًا، كما يزعجه ويرعبه منظر المحجبات في الشارع، ويشعر بالغربة في وطنه حين يَراهُن، ونحن العاملين بالقناة بدورنا -وإن كنا مسلمين- فإننا نؤيد سيادته تمامًا فيما قال، وننزعج لانزعاجه أيما انزعاج ... "!!
إذن فإبراهيم عيسى جاء بعد الأستاذ بطرس؛ لأنه لا بد وأن يكون في خانة واحدة مع ساويرس، ولكن لماذا لم يكن الأستاذ بطرس هو الآخر مع ساويرس من باب الولاء الديني؟!
فلعله أن يكون من هؤلاء النصارى الذين لديهم عقل يدركون به أن لعبة ساويرس لعبة نارية سيكون لاعبوها هم أول المحترقين بها، أو ممن ما زال لديهم تذكر للتاريخ الماضي حيث كانت الكنيسة الغربية تذيقهم من العذاب ألوانًا حتى أشرقت مصر بالفتح الإسلامي؛ فدخت الجمهرة الكبيرة من أهل مصر في دين الله أفواجًا، ومن بقي منهم على دينه قيل له: "لا إكراه في الدين"، وهي كلمة لم تعرفها الكنيستان: الشرقية والغربية في حربهما اللاهوتية، والتي دفع أبناؤهما ثمنًا فادحًا من دمائهم لقضية يعترف الطرفان فيهما أنه ليس مع أي منهما أثارة من وحي ولا علم، وإنما هي مسألة رأى فيها رجلان رأيين مختلفين فاتبع كل رجل شيعته، وجَرَت أنهار الدم التي لم يوقفها في مصر إلا الفتح الإسلامي.
وفي نهاية مناقشته للقضية لم يَفت الكاتب الكبير أن يقوم بحركة من إياهم؛ فأخرج ميكروفون صغير يعمل بالبطارية؛ ليهتف فيه بسقوط الميكروفونات!
وهو مشهد يلخص الكثير والكثير من صفات وتاريخ رجل رأس ماله حنجرته وقلمه: هتف بهما للاشتراكية، ومجد بهما الليبرالية! وأطلق بهما الشائعات السياسية، وطعن في الحكومة والمعارضة معًا، ثم ظهرت عليه أعراض تشيع فجائية، منها: نشر جريدته لطعون في الصحابة -رضي الله عنهم-، وتبني موقف الشيعة منهم، بل بلغ به الحد إلى تبني مواقف إيران الحساسية، وكانت هذه المؤهلات كافية لتلقطته قناة ساويرس، ويكون من نتاجها هذا البرنامج!
ولكن نبشركم جميعًا: سيعلو صوت الإسلام، ولن يقتصر على الأذان، بل سيعم كل مظاهر الحياة: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:21).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) نشرت عدة مواقع إخبارية منها: "موقع المصريون" بتاريخ 15 - 10 - 2008 الخبرالتالي:"يعتزم عدد من المحامين التقدم ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيدمحمود ضد رجل الأعمال "نجيب ساويرس" رئيس مجلس إدارة شركة "أوراسكوم"؛ لوضعه صليبينكبيرين أعلى برجيه المجاورين لفندق "كونراد" بالقاهرة، وهو ما اعتبروه ملمحًا منملامح الشحن الطائفي الذي تشهده مصر حاليًا.
وقال المحامون: عبد الله خليل، ورجب جلال، وسمير إبراهيم: إن الصليبين وضعا منذ فترة قريبة على سطحي البرجين اللذين يعدانالأكبر في مصر، ويحتلان موقعًا بارزًا على كورنيش النيل، مبدين استنكارهم لهذا الأمر، خاصة وأنه جاء في وقت تشهد فيه مصر حالة من الشحن الطائفي بين المسلمين والأقباط.
وعبروا عن رفضهم لاستخدام الشعارات الدينية فوق أسطح المنازل أو في واجهتها؛ لأنهإذا قام كل مالك عمارة أو منزل سواء مسلم أو مسيحي بوضع شعارات دينية أعلى عمارتهأو على بلكونة منزله "فلنقل جميعًا على مصر السلام".
وتساءلوا: عما إذا كان "ساويرس"قام بتحويل البرجين إلى كنيسة، حتى يقوم بوضع الصليبين أعلاهما؟! وأبدوا دهشتهملذلك؛ إذ كيف يدعي العلمانية، وهو يضع صلبانًا بهذه الضخامة فوق برجيه؟! مثيرين شكوكًاحول دوافعه من تصرفه هذا. وقد لوحظ بالفعل وجود الصليبين أعلى البرجين بالوقوف أعلىمبنى نقابة الصحفيين والأماكن المرتفعة القريبة، حيث يمكن رؤيتهما بوضوح.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
حديث شريف يرد على المبتدعة من عدة جوانب!!
ـ[أبواليسر]ــــــــ[19 - Oct-2009, صباحاً 10:54]ـ
رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيَّ شَيْئًا يَكْتُمُهُ النَّاسَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ، قَالَ: فَقَالَ مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ". أخرجه أحمد (1/ 152، رقم 1306)، ومسلم (3/ 1567، رقم 1978)، والنسائى (7/ 232، رقم 4422). قال العلامة السندي في "شرح سنن النسائي": قَوْله: (إِنَّ عَلِيًّا غَضِبَ حِين قَالَ لَهُ رَجُل: مَا كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرّ إِلَيْك؟ إِلَى آخِره) فِيهِ إِبْطَال مَا تَزْعُمهُ الرَّافِضَة وَالشِّيعَة وَالْإِمَامِيَّة مِنْ الْوَصِيَّة إِلَى عَلِيّ وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ اِخْتِرَاعَاتهمْ. وَفِيهِ جَوَاز كِتَابَة الْعِلْم, وَهُوَ مُجْمَع عَلَيْهِ الْآن. قَوْله (مَنْ آوَى مُحْدِثًا) الْمُرَاد الْأَمْر الْمُبْتَدَع الَّذِي هُوَ خِلَاف السُّنَّة وَإِيوَاؤُهُ الرِّضَا بِهِ وَالصَّبْر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِذَا رَضِيَ بِالْبِدْعَةِ وَأَقَرَّ فَاعِلهَا وَلَمْ يُنْكِرْهَا عَلَيْهِ فَقَدْ آوَاهُ. انتهى كلامه رحمه الله تعالى، وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": أَمَّا لَعْن الْوَالِد وَالْوَالِدَة فَمِنْ الْكَبَائِر, وَالْمُرَاد بِمَنَارِ الْأَرْض عَلَامَات حُدُودهَا. وَأَمَّا الذَّبْح لِغَيْرِ اللَّه فَالْمُرَاد بِهِ أَنْ يَذْبَح بِاسْمِ غَيْر اللَّه تَعَالَى كَمَنْ ذَبَحَ لِلصَّنَمِ أَوْ الصَّلِيب أَوْ لِمُوسَى أَوْ لِعِيسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِمَا أَوْ لِلْكَعْبَةِ وَنَحْو ذَلِكَ, فَكُلّ هَذَا حَرَام, وَلَا تَحِلّ هَذِهِ الذَّبِيحَة, سَوَاء كَانَ الذَّابِح مُسْلِمًا أَوْ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا, نَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيّ, وَاتَّفَقَ عَلَيْهِ أَصْحَابنَا, فَإِنْ قَصَدَ مَعَ ذَلِكَ تَعْظِيم الْمَذْبُوح لَهُ غَيْر اللَّه تَعَالَى وَالْعِبَادَة لَهُ كَانَ ذَلِكَ كُفْرًا, فَإِنْ كَانَ الذَّابِح مُسْلِمًا قَبْل ذَلِكَ صَارَ بِالذَّبْحِ مُرْتَدًّا.(/)
هل يوجد مواقع خاصة بالرد على الأباضية؟؟
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 01:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الرجاء من الأخوة الفضلاء .. أرشادي إلى مواقع تختص بالرد على الخوارج على وجه العموم .. وعلى الأباضية على وجه الخصوص ..
2 - من يملك رابط مناظرة الشيخ / سعد الحميد مع الأباضي .. الرجاء أحضاره .. وهل للشيخ مناظرة غير هذه او مقال أو ردود .. بخصوص الأباضية ..
من عنده علم فليرشدنا؟؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 01:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الرجاء من الأخوة الفضلاء .. أرشادي إلى مواقع تختص بالرد على الخوارج على وجه العموم .. وعلى الأباضية على وجه الخصوص ..
موقع من هم الإباضية ( http://alabadyah.com/)
2- من يملك رابط مناظرة الشيخ / سعد الحميد مع الأباضي .. الرجاء أحضاره .. وهل للشيخ مناظرة غير هذه او مقال أو ردود .. بخصوص الأباضية ..
من عنده علم فليرشدنا؟؟
تفضل من هنا:
http://alabadyah.com/indexform.php?id=45
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 07:59]ـ
غفر الله لك شيخنا / عبدالله الحمراني(/)
ترجمة الإمام ابن الصلاح ومنهجه في الرد على الصوفية
ـ[القرتشائي]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 01:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا جزء مستل من رسالة علمية تقدم بها الباحث كأطروحة ماجستير في العقيدة بعنوان
(منهج ابن الإمام ابن الصلاح في تقرير العقيدة والرد على المخالفين عرضاً ودراسة)
ومن ذلك منهجه رحمه الله في الرد على المتصوفة وإبطال عقائدهم التي تكلم عنها من خلال ما وقف عليه الكاتب كما سيأتي ذكره في البحث التالي
وقد أسبقه بذكر مقدمة تبين مكانة الإمام ابن الصلاح ومنزلته العلمية
حمل المادة
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/Word.gif
http://www.soufia-h.com/soufia-h/book/1/ibnasalah.doc (http://www.soufia-h.com/soufia-h/book/1/ibnasalah.doc)
====================
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/pdf.gif
http://www.soufia-h.com/soufia-h/book/1/ibnasalah.pdf (http://www.soufia-h.com/soufia-h/book/1/ibnasalah.pdf)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين
:: المصدر::
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=2895 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=2895)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 11:58]ـ
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم(/)
حرب جديده على أهل السنه و التوحيد في البالتوك ... اغلاق الغرف السنيه
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 03:24]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التاريخ: 16 - 10 - 2009
الوقت: الواحدة بتوقيت مكة المكرمة
الموضوع: رفع شكوى لادارة البالتولك ضد كل من كمال و جيو كو ادمن Geo (Co-admin) + kamal
المكان: غرفة مصر و الشيعة على برنامج البالتولك
ما الذي حدث؟
اليوم وضع الإخوان فى غرفة مصر والشيعة تسجيل لرد فعل لصاحبة اسماء: سمر + رافضية وأفتخر (رجال الله " انجليزي ") بدا في إذاعة التسجبل على الواحده بتوقيت مكة المكرمة ومن الواضح اخوانى ان التسجبل هز عروش الرافضة
بعد ساعة وعشرين دقيقة جائت اخينا الصارم البتار رسالة من ادارة البالتوك تحذره من استخدام التسجيل دون، وبالفعل تم طرد الصارم البتار وطرد هانى و مزلزل الارانب و جعفر الصادق وكل ادمنية مصر والشيعة الذين اخذوا المايكواتى الكو ادمن الرافضى واخذ المايك وظل يسب باقبح الشتائم على زوجات واصحاب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم جميعا وسب كل المتواجدين
قام اثنين رافضي و نصراني هما Geo (Co-admin) + kamal و كلاهما من لبنان و اخذ كمال الاقط (المايك) شتم الله عز وجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجات النبي والصحابة، و سب (كمال) كان بتغطية من (جيو) لهذا سيتم رفع شكوى لإدارة البالتولك لطرد جيو كو ادمن دعوى فضائية ضد كل من ادارة البالتولك + جيو كو أدمن + كمال و
لرفع دعوى قضائية ضد البالتولك:
- نجمع معلومات عن كمال و جيو كوادمن Geo (Co-admin) + kamal، معلومات شخصية (اسم لقب عنوان في البلد الذي يقيم به، و عنوان بلبنان) والغرض حتى يستفيد منها المحامي الذي رفع الدعوة القضائية في كل من لبنان و البلد المقيم به هؤلاء
- اى معلومات عن نشاطات مخالفة للقانون قام بها كمال او جيو كيو ادمن، لدعم المحامي بالأدلة.
- اي شخص تعرض لإبتزاز و تهكير او سرقت معلومات من طرف جيو او كمال Geo (Co-admin) + kamal يطرح ما لديه هنا مع الدليل وسنتواصل معه ليكون شاهد في القضية
=====================
معلومات عن كمال و جيو لرفع الدعوى القضائية
الإسم: كمال
السن: 38 سنة
الجنسية: لبناني
اليوسر: kamal
الإسم: ........
السن: ........
الجنسية: لبناني
اليوسر: Geo Co-admin
الصورة: .......
ننتظر معلومات عن جيو، وسيتم نشرها أول باول، مع العلم ان Geo جيو كو ادمن سبق له و ان سرق الاسماء التالية ليعيد بيعها
lord + Xp + OK
و اي معلومة جديدة تفيد القضية و تكون مفيد للمحامي توضع في هذه الصفحة سنجمع أكبر قدر من المعلومات.
=====================
الشكوى إلى ادارة البالتولك:
ادخل الرابط
http://www.paltalk.com/banissue.shtml (http://www.paltalk.com/banissue.shtml)
الخانة 1: اسمك في البالتولك
الخانة 2: البريد الإلكتروني e-mail
الخانة 3: اشر على الاختيار الثالث
الخانة 4: تضع الشكوى الموجوده بالإنجليزي تحت
To Paltalk administrators,
( انسخ الرسالة التالية و هي عبارة عن صيغة الشكوى و ضعها في الموضوع)
We are the members of Islamic subsection in the Middle East section. We are writing to inform you that we are so sorry for the bad service we are getting from your management team. The service is really getting worst and the latest was a Pal-Support called KAMAL with the
permission of your current Co-admin for the Middle East section (GEO) to curse and humiliate Islamic figures like our prophet and his wives.
For this, we are writing this letter asking you to take a quick action and to guarantee for us that this will
not happen again. In case of no action from your side we will have to cancel our sub******ion and leave this program to other programs that have a firm and strong management.
Your understanding and effort is really appreciated.
=====================
المطالب هي:
1 - اعتذار رسمي من ادارة البالتولك
2 - طرد جيو و كمال من البالتولك
3 - رفع الباند عن الإخوان الذين تم طردهم من غرفة مصر والشيعة
و بقية الغرف السنيه امثال انصار ال محمد عليهم السلام و غرفة عمر فاتح دولة المجوس و غيرها من الغرف السنيه
و سيتم التوقف عن صبغ الأسماء نهائيا حتى تلبى هذه المطالب
---------------------------------
قلت ما حصل الا صورة من صور الحرب التي نعيشها الان من لدن الكفار و الملاحده و ابناء المتعه لعنهم الله اجمعين لاسكات صوت اهل السنه و التوحيد و الذين دكوا مذهب الرافضه دكا و قد تابعت هذه الغرف و رأيت ان مشرفيها من خيرة شباب اهل السنه و الجماعه و الذين تخصصوا في فضح عوار دين الرافضه و ذبوا ذب الله عن وجوههم نار جهنم عن امهاتنا امهات المؤمنين و الخلفاء الراشدين و خاصة الشيخين اي بكر و عمر حتى انهم قد فتحوا غرفة و سموها باسم الفاروق رضي الله عنهم اجمعين و فندوا شبهاتهم الواحده تلو الاخرى بل لقد اعلن الكثير من الرافضه عودتهم الى الاسلام بفضل الله ثم بفضل هؤلاء الابطال و لا ننسى ذكر اخينا البطل الاستاذ وسام عبدالله الذي اذاق الاقباط طعم الذله و احرج كبار كهنتهم بمناظرات (مثل مناظرته مع عبدالمسيح بسيط استاذ اللاهوت الدفاعي و الذي كان قد اتفق مع الاخ وسام على اكثر من مناظره و لكن حين رأى مالدى من علم و دراية بكل صغيره و كبيره في دينهم هربوا) و افحمهم امام اكثر من عشرين الف متابع و اليوم تتعاون جموع الرافضه و النصارى لاغلاق هذه الغرف و ابعاد اهل السنه و التوحيد حتى يخلوا لهم الجو ليلبسوا على العوام دينهم و لا حول و لا قوة الا بالله
فمن كان يستطيع ان يساعدهم خاصة من الاخوه الذين لديهم اسماء في البرنامج فلا يبخلن على اخوته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 04:23]ـ
بدأت بعض غرف اهل السنه التي لم تغلق بعد بنصرة الغرف التي اغلقت
حيث اعلنت غرفة القرآن الكريم التي بالقسم المغربي بجميع مشرفيها أننا ستترك هذا البرنامج نهائيا إذا لم يطرد ذلك الكو أدمن و إرجاع جميع غرف أهل السنة و الجماعة
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 05:05]ـ
بدأت بعض غرف اهل السنه التي لم تغلق بعد بنصرة الغرف التي اغلقت
حيث اعلنت غرفة القرآن الكريم التي بالقسم المغربي بجميع مشرفيها أننا ستترك هذا البرنامج نهائيا إذا لم يطرد ذلك الكو أدمن و إرجاع جميع غرف أهل السنة و الجماعة
الآن ثم فتح غرفة أنصار آل محمد وبقية الغرف ولله الحمد والمنة
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 10:41]ـ
حياك الله اخي ولد حسن البيضاوي
و اقسم بالله العظيم لو كنتم امامي لقمت بتقبيل راسك و رؤوس اخوانك المشرفين و الله لقد رفعتم راية التوحيد و اذقتم تلك الحثاله معنى ان يسبوا الله سبحانه و تعالى ورسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام ..
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 05:59]ـ
حياك الله اخي ولد حسن البيضاوي
و اقسم بالله العظيم لو كنتم امامي لقمت بتقبيل راسك و رؤوس اخوانك المشرفين و الله لقد رفعتم راية التوحيد و اذقتم تلك الحثاله معنى ان يسبوا الله سبحانه و تعالى ورسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام ..
بارك الله فيكم أخي محمد الجروان, الحمد لله فتحت جميع الغرف إلا غرفة مصر والشيعة, هذا وقد اتفقت إدارة البالتولك مع المشرفين في الغرف الخمس التي أغلقت على عقد اجتماع يوم الخميس في غرفة أنصار آل محمد قصد التكلم في هذا الموضوع, والإخوة متفقون على أنهم لن يتنازلوا عن القدح في عرض النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين بل والتعرض لرب العزة سبحانه بالتنقص.
فالمرجو مساندة إخوانكم في غرفة أنصار آل محمد بالحضور المكثف والحوار سينقل لغرفتي وسام وعمر فاتح دولة المجوس
والله الموفق(/)
هنا المناقشات لمقالة (سنصدع بالحق) للشيخ حاتم العوني في نقد رئاسة الإفتاء!
ـ[الواقف]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 10:43]ـ
سنصدع بالحق
انباؤكم - د.حاتم بن عارف الشريف - عضو مجلس الشورى
لقد كانت قلة قليلة منا (معشرَ المتخصصين في العلوم الشرعية) ربما تحدّثَ بعضُنا على خجلٍ وبصوت منخفضٍ عن قضايا ملحّةٍ كثيرة (في قضايا المرأة وغيرها)، كانت لنا فيها وجهاتُ نظرٍ مخالِفَةٍ لتوجُّهِ الإفتاء الرسمي في المملكة. وكنا نترفّقُ في عَرْضنا لاجتهاداتنا وفي اعتراضنا على فتاواهم؛ طمعًا في قبولها والاستفادة منها. وكنا في مقابل ذلك الترفُّقِ نتقبّلُ من بعض المشايخ وطلبة العلم حُزْمةً من التصنيفات الجائرة لنا وللتُّهَمِ الجزاف التي كانت تُطلق علينا , وأرجو أن لا نترك ذالك الترفُّقَ ولا هذا التقبُّلَ.
ولكننا استمررنا بالتلطُّفِ في المخالفة إلى حدِّ العجز عن الإصلاح، وإلى حد ضعف التأثير، وكنا نبرر هذا العجز والضعف بعدة أمور، نال كلَّ واحدٍ منا نصيبٌ منها، وهي:
1 - إما مجاملة للمشايخ والتيار المتوقّفِ عند اجتهاداتهم فقط وتطييبًا لخاطرهم على حساب الإصلاح الديني! وهذه معصية لا يجوز أن تستمر؛ لأن مصلحة الدين تستوجب عدم فعل ذلك.
2 - وإما رضوخًا لفكرةِ أنه لا داعي للفَتِّ في عضد المؤسسة الدينية الرسمية، وذلك من باب تقديمِ دَرْءِ مفسدةٍ أكبر بأخفّ. ولكن أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسد والمصالح كان منكوسًا.
3 - وإما من باب تحميل المؤسسة الدينية الرسمية مسؤوليةَ الإصلاح والتأثير , ولو برأيٍ فقهيٍّ مرجوحٍ صادرٍ منها (فالاجتماعُ على الرأي المرجوح خير من التفرق على الرأي الراجح) , ولو مع مبالغةٍ من المؤسسة الدينية الرسمية في استخدام قاعدة سدّ الذرائع (الصحيحة في أصلها) , ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها لحاجات المرحلة ,ولو ... ! ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية؛ لأننا بذلك قد حمّلنا المؤسسةَ الدينية الرسمية فوق طاقتها , بسبب المبالغة في تقدير حجم التأثير المتوقَّعِ لها. ولذلك تجاوزها القرارُ السياسي , الذي لا يمكنه إلا أن يواكب الحَدَثَ وأن يتعايش مع الواقع , إن أمكنه ذلك بالمؤسسة الدينية (وهذا ما يتمناه) , أو بدونها (وهذا ما لا يتمناه).
4 - وإما أَخْذًا منا بنصائح الناصحين والمحبين , بتأخير بعض الآراء إلى وقتها المناسب. ولكننا أخطأنا في قبول تلك النصائح غير الموفَّقة , والتي لا تحدد الزمنَ المناسب أبدًا, ولا تريد أن تحدده؛ لأنها لا تريد إلا الاستمرار في الصمت. وقد تبينَ مؤخرًا أن الوقت المناسب إن لم يكن قد تجاوَزَنا , فهذا هو أوانُه المؤكّد والحاسم.
فهل آن أوانُ الصدع بالحق , والإعلان عن اجتهاداتنا الفقهية بالصوت المرتفع , وبالصوت المرتفع وحده.
وهل آن الأوان لِنُشِيْعَ بين الناس أن الإصلاح الديني ليس محصورًا في المؤسسة الدينية الرسمية وحدها , بل قد يكون تَحَقُّقُ الإصلاح الديني في اجتهاداتٍ آتيةٍ من خارج المؤسسة الدينية الرسمية؛ لأن تلك الاجتهادات الآتية من خارجها قد تكون هي الأرجح , أوهي الأصلح لزمننا.
لا أشك في أن هذين السؤالين التقريريين جوابهما هو: نعم , لقد آن الأوان , أو نرجو أن نستطيع إدراك أوانه الذي قد فات.
ولكي يكون هذا المقال بدايةَ الإصلاح , أودُّ ذِكْرَ بعض ملاحظاتي على المؤسسة الدينية الرسمية , ببيان بعض سياساتها المرجوحة شرعيا في اجتهادي:
أولا:المبالغة في سد الذرائع , بسبب خوفٍ على المجتمع ,وهو ما يُسمّيه البعض وصايةً عليه: بأننا لو فتحنا للمجتمع المجال تجاوَزَ الحدَّ المسموح إلى غير المسموح , ولذلك يجب (حسب اجتهادهم) وَضْعُ حدٍّ احتياطي من الممنوعات , لكي لا يصل الناس للحد الحقيقي. وهذا المنطلق الفقهي (وهو أصل سد الذرائع) ليس مطلقا بغير شروط , بل لا بد من توفر شروطٍ لصحته , ولا أجد هذه الشروط متوفرة في العديد من الفتاوى والاجتهادات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا:مصادرة الاختلاف السائغ , والتشنيع عليه؛ بحجة أنه غير سائغ وشاذ وبدعوى مخالفته للإجماع (دون اتضاح الرؤية لضوابط تَشْذِيذِ قول واطِّراحِه) , أو بحجة أن القائلَ به من متتبعي رُخَصِ الفقهاء (ومن تتبع رخص الفقهاء تزندق) , أو بحجة أنها قولٌ مرجوحٌ , ولا يهم أن يكون راجحًا عند فقيه آخر.
ثالثا: بعض تلك السياسات مرجعها إلى خلط التقاليد والأعراف بالدين (مثل معضلة: عباية الرأس أو الكتفين) , واتّهمْنا من يخالفُنا فيها بشتى التهم , كالتغريب أو قلة الغَيرة (الدياثة) , وغير ذلك من التهم.
ولقد كنت أذكر خلافي لذلك كله بصوت يعلو قليلا وينخفض كثيرا؛ لا خوفًا من ضغوض التهميش , الذي لا يمكن في زمن الفضاء المفتوح والشبكة الدولية المتاحة لكل أحد. ولا وجلاً من بَغْيِ هجومٍ متوَّقع يقصد الإسقاطَ وتشويهَ السمعة بشتى الوسائل: من تجهيلٍ وتبديع , إلى غير ذلك من صنوف الفجور في الخصومة. وإنما كان الصوت ينخفض كثيرًا: مراعاةً مني للمصلحة العامة المتمثلة في الحرص على وحدة الصف , أو تسامحًا مع الرأي القائل بأن المخالفين قادرون على تدارك الأخطاء إن وقعت , وأن جبهة الممانعة قوية , فلا داعي لإضعافها من الداخل. ويبدو أنني أخطأت في ذلك كله , وأنه ما كان لصوت الإصلاح أن ينخفض , وأن السكوت كان خطيئة لا تجوز.
فمثلا: كنتُ قد كتبتُ فتوى مُطَوَّلةً فصّلتُ فيها الكلام عن الاختلاط بين الذكور والإناث , وبينتُ أن الاختلاط منه ما هو جائز ومنه ما هو محرم , وبينت فيه أن كثيرا من الناس فيه بين إفراطٍ وتفريط. ولا أعلم طرحًا شرعيا سابقا لذلك الطرح فَصَّلَ في شأنِ الاختلاط ذلك التفصيل. ومع أن تلك الفتوى كانت من قبيل الصوت المنخفض في الإصلاح , وهي تدعو لانضباطٍ شرعي مؤصَّلٍ في موضوع الاختلاط؛ إلا أنها لم تحظَ بقبولٍ واسع لدى المخالفين من الشرعيين , الذين ما زالوا يغالطون (في شأن الاختلاط) الأدلةَ الشرعية، ويتجاهلون الحاجةَ الملحة لإعادة النظر في عاداتنا التي مزجناها بالدين. فكانت تلك الفتوى مصدرَ امتعاظٍ عند شريحة كبيرة فيما ظهر لي , وتجاهلٍ أكبر من شريحة أكبر. حتى جاء الوقتُ الحاضر , فأصبح بعضُ من كان ينكر تلك الفتوى يتبجح الآن بالتفصيل الذي مضى لي على ذكره زمان , ووجد فيها بعضُ المتجاهلين لها سابقا مخرجًا من أزمةٍ وحلاًّ لمشكلةٍ. ولو أنهم راجعوا أنفسهم قبل هذا , وأدركوا متغيرات العصر , لعرفوا أن موقفهم السابق من ذلك الرأي كان خطأ شرعيا سيؤدي إلى خطأ شرعي في الاتجاه الآخر.
وفي قضية تأنيث المحلات النسائية: كنت أصرح بدعمي لهذا المشروع بضوابط , لكن الصوت العام كان هو الرفض والممانعة ,كالعادة , دون محاولة تَفَهُّمٍ لأهمية قبوله بضوابط.
وفي قضية الطائفية: تكلمتُ بصوت مرتفع , في الفضائيات , وفي أكثر من مقال , منها مقالٌ مطول نشرتْه بعضُ المواقع الشبكية , ثم طُبع ونُشر مجانا (بدعم من بعض المحسنين الفضلاء). فكنتُ أحذًّرُ من خطر الطائفية , وأبين أنها الورقةَ الرابحةَ بيد المتربص الخارجي , وأن الاعتدال غائبٌ في شأنها عن الساحة الشرعية من الجوانب كلها (من جانب السنة ومن جانب الشيعة أيضا وغيرهم). وما زال الرفض والممانعة مستمرَّينِ حتى خرج تقرير لجنة حقوق الإنسان السعودية يطالب بإعطاء الشيعة حقوقهم. فأرجو أن لا تستمر الممانعة , إلى أن تقع الفتنة الطائفية , أو إلى أن تتجاوز الأقليةُ الشيعية حقوقَها إلى ما ليس من حقوقها.
وفي مجال التكفير: كنت قد نشرتُ فتوى صريحة أقيِّمُ فيها دعوةَ الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) , حسب زمنها , وبما لا أعرف طريقةً هي أقوى منها في الدفاع عنها, وأَدْعَى لبقاء أثرها الطيب؛ لأنها الإنصاف والعدل. ولأجعل هذه الفتوى مني مدخلا لمراجعاتٍ سلفيةٍ سُنية لتراثنا البشري غير المعصوم في مسائل التكفير والتي لي ولغيري فيها اجتهاداتٌ عديدةٌ نخالف المشهور بيننا فيها اليوم , نشرتُ أحدهَا في كتابي (الولاء والبراء) وفي مقدمة (التعامل مع المبتدع) , ومازلت أصرِّحُ بفتاواي فيها لكل سائل, وأناقش كل معترض. ولا أذكر هذا؛ إلا لكي لا أُطالبَ بالدليل على ما أقول وبأمثلة لما أدّعيه.
وقد قُوبلت تلك المراجعات بهجوم متوقَّع , لا يهمني الآن منه؛ إلا التذكير بواجب إعادة الحسابات , والمبالغة في محاسبة النفس , فمصلحةُ الدين فوق حظوظ النفس.
فمتى سنعلم أن الإصلاح الديني الحقيقي هو الانتصار الحقيقي لمكانة المؤسسة الدينية الرسمية , وفي استمرار أثرها المبارك؛ سواء جاء الإصلاح منها أو من خارجها؛ لأن مكانة المؤسسة الدينية الرسمية ليس سلطانا يقوم بالقوة , وإنما تقوم مكانتها بإصلاحٍ لشؤون الدين والدنيا , ويحقق للأمة (قيادةً وشعبا) مبتغاها في سعادة الدارين وفي العز والمجد والنصر والتمكين.
ويجب أن نتذكر: أن فضيلة الصدع بالحق لا تنحصر في الصدع به أمام الحاكم , بل من الصدع بالحق أيضا الصدعُ بالحق أمام العلماء والتيار الديني السائد , بغرض الإصلاح , ومن المؤهل للإصلاح.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 11:24]ـ
فتح باب فتنة!!
لِم لم يصدع بالحق إلا في هذا الوقت الذي تكاثرت فيه الضباع على خراش؟؟!!
يقول هداه الله:
وفي مجال التكفير: كنت قد نشرتُ فتوى صريحة أقيِّمُ فيها دعوةَ الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) , حسب زمنها , وبما لا أعرف طريقةً هي أقوى منها في الدفاع عنها, وأَدْعَى لبقاء أثرها الطيب؛ لأنها الإنصاف والعدل. ولأجعل هذه الفتوى مني مدخلا لمراجعاتٍ سلفيةٍ سُنية لتراثنا البشري غير المعصوم في مسائل التكفير والتي لي ولغيري فيها اجتهاداتٌ عديدةٌ نخالف المشهور بيننا فيها اليوم , نشرتُ أحدهَا في كتابي (الولاء والبراء) وفي مقدمة (التعامل مع المبتدع) , ومازلت أصرِّحُ بفتاواي فيها لكل سائل, وأناقش كل معترض. ولا أذكر هذا؛ إلا لكي لا أُطالبَ بالدليل على ما أقول وبأمثلة لما أدّعيه.
كلنا قرأنا فتواه ولم نجده ينتقد مسائل بعينها نقدا علميا بل كلامه كله كان حول التكفير وبدون ان يقيم له حجج ممن اتهمهم بالغلو في التكفير!!
وللشخ بندر الشويقي رد عليه سأبحث عنه وآتي به.
ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها لحاجات المرحلة
أما حاجات المرحلة والوقت والعصر (ويقولون أحيانا المتغيرات) فصارت مطية أهل التمييع.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 12:00]ـ
هداه الله!
بل ترك ما يُحسن، وانشغل بالصدع بالباطل .. !
الذي لن يتجاوز " المرأة "! - كما يُفهم من كلامه -
=========
وليته عندما صدع خفف من نبرة "التعالي" التي تنضح من مقاله: (كنا) و (كنا) ..
(ولا أعلم طرحًا شرعيا سابقا لذلك الطرح فَصَّلَ في شأنِ الاختلاط ذلك التفصيل)!
(ولو أنهم راجعوا أنفسهم قبل هذا , وأدركوا متغيرات العصر)! - يُفهم " هو المُدرك! " -
==========
- وأما قوله: (كنت قد نشرتُ فتوى صريحة أقيِّمُ فيها دعوةَ الشيخ محمد بن عبد الوهاب)!!
أقول: أنت مَن يحتاج للتقويم لا دعوة الإمام المجدد التي نفع الله بها البلاد والعباد!
- وقوله: (ومازلت أصرِّحُ بفتاواي فيها لكل سائل, وأناقش كل معترض)!
أقول: قد لزمتَ الصمت بعد فتواك عن دعوة الإمام؛ عندما ناقشتك وغيري، بدعوى أنك لا تريد الجدال!
==========
- قوله: (ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية)!
أقول: أي خسائر؟ عدم الاختلاط مثلاً؟ وضح .. فهذه يستطيع الصدع بها صحفي وضيع متخرج من المتوسط، فهل يُصبح " إصلاحيًا "؟
- قوله: (وفي قضية تأنيث المحلات النسائية: كنت أصرح بدعمي لهذا المشروع بضوابط , لكن الصوت العام كان هو الرفض والممانعة).
أقول: ومَن مانع ذكر بدائل شرعية للزج بالمسلمة بين المحلات التي تعج بعمالة الرجال (منها: الأسواق النسائية المستقلة .. )، ولكن لم يتحمس لها من أصدر القرار ..
أخيرًا: قوله: (ويجب أن نتذكر: أن فضيلة الصدع بالحق لا تنحصر في الصدع به أمام الحاكم بل من الصدع بالحق أيضا الصدعُ بالحق أمام العلماء والتيار الديني السائد , بغرض الإصلاح , ومن المؤهل للإصلاح)!
أقول:أما الصدع أمام الحاكم فلا أظنك تستطيعه! وأما الصدع أمام العلماء فلن يُثنيك عنه أحد! فهو موضة سفلة أهل الإعلام .. لا بلّغهم الله مناهم، وردهم بغيظهم لم ينالوا خيرًا، وكفى الله العلماء تطاولهم ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 12:19]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ سليمان.
وجدت مقال الشيخ الشويقي:
أين أخطأ الشيخ الشريف حاتم العوني؟
قبل حوالي أربع سنوات أبدعَ الشيخُ الشريفُ د. حاتم بن عارف العَوني وأحسنَ أيما إحسانٍ في مقالته المعنونة بـ "الحجاز والتسامح الديني". تلك المقالةُ التي جاءت رداً على ما سوَّدته (مي يماني) داعيةً لحلِّ ما سمَّته مشكلة ضياع هوية الحجاز الدينية، من خلال الدعوة لما دعته (تنوعاً مذهبياً).
(يُتْبَعُ)
(/)
في تلك المقالة كان الشيخ حاتم يكتبُ بطريقةٍ علميةٍ منهجيةٍ، ويطالب (مي يماني) بتحديد حقيقة هذا التنوُّع المطلوب و حدوده المقترَحة. كان يقولُ لها: "لكي يكونَ نقاشي لهذا الحلِّ علمياً موضوعياً، وعميقاً بعيداً عن السطحية الصحفية ـ التي تعوَّدنا في العالم الثالث أن نعالج بها الأمور ـ أودُّ أن أفهم المقصودَ من ذلك الحلِّ، أو بصورةٍ أوضح: ما هو التنوُّع الدينيُّ الذي تطالب الكاتبةُ به؟ وتعدُّه الحلَّ الأمثلَ لمنطقة الحجاز؟ وما هي صورة هذا التنوع؟ ومتى سيصل هذا التنوع الحدَّ المرضي عندها؟ ".
كانَ هذا قبل أربع سنواتٍ، واليومَ رأينا الشيخ حاتماً ـ غفر الله له ـ يفارق النقاشَ الموضوعيَّ، ويبتعد عن الطرح العلميِّ العميق، ويلجأ للبحث السطحيِّ الصحفيِّ المعتاد في العالم الثالث. وذلك في إجابته لسؤالٍ عن التكفير الموجود في تاريخ ابن غنام وتاريخ ابن بشر، وعلاقة الشيخ محمد بن عبدالوهاب به.
أما أن التاريخين تضمنا تكفيراً فذاك واقعٌ معروف.
بل إن التكفير موجودٌ في كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب نفسه.
لكن هل (التكفير) مما يعابُ بإطلاقٍ كما هو شائعٌ في الكتابة الصحفية الرائجة اليوم؟
أو أن الذي يعابُ (الغلو) في التكفير على طريقة الخوارج البدعية؟
ثم التكفير الموجود في كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى أيِّ النوعين ينتمي؟
هنا موضع البحث الذي كان ينبغي تحريره.
لا أحد يستطيع منعَ البحث العلمي، أو يحولُ دون نقد رأي لفلانٍ أو فلانٍ من لدن الصحابة وإلى اليوم. بشرط أن يكون منهجُ النقدِ علمياً يعتمد الحجةَ و البرهان، ولا يلجأ لإرسال الدعاوى مجرَّدةً غير محرَّرة. وبخاصةٍ حين يتعلَّق الأمر بأحدِ رموز أهل السنة والجماعة كالشيخ محمد –رحمه الله-.
ولتوضيح الفرق بين المنهج السَّطحيِّ الشائع في الكتابة الإعلامية، و بين منهج النقد العلميِّ الصادق في نتائجه، دعونا نتأمل الفرق بين هاتين العبارتين:
(محمد بن عبدالوهاب كفَّر أهل البلد الفلاني).
(محمد بن عبدالوهاب كفَّر من يدعو غير الله).
العبارة الأولى إذا جاءت في مقام النقد، فهي مثالٌ للطرح الإعلامي الفارغ الذي يهدف للتهويل والشناعة. وأما العبارة الثانية، فهي عبارة العالم والباحث الذي يفتش عن علة التكفير ليحكم بصحته أو خطئه حسب ميزان الكتاب والسنة.
الشيخ محمد - رحمه الله - كسائر الأئمة من أهل العلم، لم يكن يكفِّر بالتشهي، ولا بناءً على انتماءاتٍ قبليةٍ، أو تقسيماتٍ إقليميةٍ. بل كان كلامه كلُّه يدور مع مسائل التوحيد والشرك. فحيث وجدت علة التكفير بشروطه المعروفة أنزل الحكم الشرعي على مستحقه حسب ما يؤديه إليه اجتهاده.
والجزيرة العربية في ذلك الوقت لم تكن تحت سلطان حاكمٍ واحدٍ، بحيث يتم معالجة الواقع من خلال مطالبته بإزالة مظاهر الشرك. بل كانت ولاياتٍ متفرِّقة، ففي حال ممانعة طائفةٍ ما من قبول ما يدعو له الشيخ من إخلاص التوحيد لله –سبحانه- ونبذ الشرك، فإن الطريق الوحيد المتبقي هو الجهاد.
والذي يريدُ الاعتراضَ العلميَّ على شيءٍ من منهج الشيخِ، إما أن يجادل بالدليل في أصل الحكمِ من جهة التنظير، أو ينازع في تحقُّق مناط الحكم على أرض الواقع. أما التهويل بأن الشيخ كفَّر فلاناً، أو أهل البلدِ الفلاني، أو أن في كلامه تكفيراً للمخالفين، مع الإعراضِ عن النظر في علة هذا التكفير وسببه، فهذا خطاب من يريد الشناعة ولا شيءَ غيرها. ومثلُ هذا يجب ألا ينتظر من الآخرين أن يبحثوا معه بحثاً علمياً.
لستُ أعني بكلامي هذا أن الشيخ حاتماً أراد بكلامه مجرَّد الشناعة. لكن مقصودي أنه استخدم خطاباً ليس له، وإنما هو خطاب يشبه خطابَ خصوم الدعوة الإصلاحية من القدماء والمحدثين، الذين ظلوا يردِّدونَ أن الشيخ يكفر مخالفيه ويستبيح دماء المسلمين مع إقرارهم بالشهادتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أصحابُ هذا الخطاب لو كانوا في الصَّدر الأول، لرفعوا أصواتهم بأن الصِّديق وسائر الصحابة -رضي الله عنهم- كفَّروا بني حنيفةَ وسفكوا دماءهم، مع أنهم يشهدون ألا إله إلله، وأن محمداً رسول الله! وأن عليَّاً -رضي الله عنه- قتل وحرَّقَ أناساً من أصحابه مقرِّين بالشهادتين. وأن علماءَ الإسلام أفتوا بكفر حكام مصر العبيديين وأوجبوا قتالهم مع أنهم مقرِّون بالشهادتين! ونحو ذلك من الخطابات الإعلامية الفارغة من العلم والتحقيق.
الشيخُ حاتم -رعاه الله- ورد إليه سؤالٌ مجمَلٌ. وصاحبُ السؤال لم يذكر مسألةً معينةً استشكلها من كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب، بل كان يسأل عن التكفير الموجود في تاريخين من تواريخ الدعوة الإصلاحية. فجاء الشيخ حاتم ليجاري السائل، وليعطي جواباً مجملاً حمل في طياته تخطئةً للشيخ في تقريرهِ لمسائل التكفير، ثم طالب (أتباع الشيخ!) بكتابة نقدٍ لتلك الأخطاء، التي لم يذكُر منها شيئاً.
ومن الطبعي أن يثير مثلُ هذا الجوابٍ العائم انتقادَ أهل الاختصاصِ الذين يدركونَ ما يُشنِّع به خصومُ الدعوة الإصلاحية، ويفترونه على إمامها، من وصمه برأي الخوارج، وأنه يكفِّر أهلَ الإسلام، ويستبيح دماءهم بغير وجه حقٍ.
و زاد الأمر سوءاً تصرُّف مشرفي موقع (الإسلام اليوم)، حين وضعوا للفتوى أولَ الأمر عنواناً غريباً مستفِزاً لم يرد في كلام السائل ولا في كلام المجيب: (الوهابية بين الغلاة فيها والغلاة عنها)!
(الوهابية) في الأصل عبارة نبزٍ وانتقاصٍ. وأكثر ما ترِد على ألسنة الروافض والخرافيين من خصوم دعوة التوحيد. و مقصودهم بها تصنيف دعوة الشيخ على أنها فرقةٌ عقديةٌ حادثة لها أصولٌ خاصةٌ تتميز بها عن أصول أهل السنة.
فهل كان الشيخ محمد - رحمه الله - مجدِّداً للدعوة السُّنية السَّلفية؟
أو أنه كان منشِئاً لطريقةٍ جديدةٍ مخترعةٍ اسمها: (الوهابية)؟
هذه النقطة كانت ولا زالت من أكبر مواضع النزاع مع خصوم تلك الدعوة المباركة -على صاحبها الرحمة و الرضوان-. والعنوان الذي وُضع لفتوى الشيخ حاتم جعلها تصب في سياق الخيار الثاني، وهو ما أجلُّ الشيخ حاتماً عنه. وإن كنتُ لمست في كلامه نبرة التبرِّي والتنصُّل من دعوة الشيخ، حيث تكرَّرت في فتواه عبارة: (أتباع الشيخ محمد!)، وهو يطالب أولئك الأتباع بانتقاد أخطاء الشيخ.
هذه الكلمة يمكن فهم المقصود منها حين يكون البحث مع صوفي مخرِّف أو رافضي ممخرق، أو مع شخصٍ يعيش خارج النطاق الجغرافي لتلك الدعوة. أما حين يكون الكلام مع مثل الشيخ حاتم بمشربه السَّلفي، فمن العسير فهم مراده بكلمة (أتباع الشيخ محمد).
فمن هم هؤلاء الأتباع؟ .. وما مذهبهم؟ .. وما الأصل الجامع لهم؟
الموفَّقون من محبي الطريقة السلفية، كانوا ولا زالوا لا يعرفون لدعوة الشيخ محمد نسباً إلا نسبَ الطريقةِ السَّلفية. فكانت تلك الدعوة في نظرهم ثمرةً من ثمار طريقة السلف ومنهجهم. فأصلها معروفٌ، ونهجها واضحٌ. و مذ شاعت تلك الدعوة في جزيرة العرب، وعرف أهلها حقيقتها، لم يوجد في تلك الجزيرة صاحبُ سنةٍ يتحدث عن شيءٍ اسمه: (أتباع محمد بن عبدالوهاب)، كما تكرَّر ذلك على لسان الشيخ حاتم -غفر الله له-، وكما فعلَ مشرفو موقع الإسلام اليوم حين أثبتوا شيئاً اسمه (الوهابية).
مشرفو الموقع تفضلوا –مشكورين- بتصحيحِ خطئهم، وغيروا لاحقاً عنوان الفتيا، فأزالوا منه لفظة (الوهابية). و لو كنتُ أتحدثُ عن موقعٍ ينتمي لبقعةٍ أخرى من بقاعِ العالم الإسلامي، لقلتُ خطأٌ يسيرٌ، مشى فيه كاتبه على اصطلاحٍ شائعٍ لا يعرفُ دلالته. لكن حين يكونُ الحديث عن موقعٍ نشأ القائمون عليه في قلب تلك الدعوة الإصلاحية، فنحن أمام خللٍ يستدعي وقفةَ مراجعةٍ و تأملٍ. وبخاصةٍ أن العنوان بقي مثبتاً قرابة الأسبوعين وسط تعجب القراء واستنكارهم.
لندع هذا، ولنرجع لجوابِ الشيخ حاتم، وسنجد فتواه تضمَّنت قسمين:
القسم الأول:
تضمن مقدمة في بيان (غلبة الخير) في دعوة الشيخ.
والقسم الثاني:
تضمن كلاماً كثيراً في ذمِّ الغلاة من أتباعِ الشيخ -رحمه الله-.
تخلل ذلك سطران في ذم المنافرين لدعوة لشيخ أحال فيهما على مقالةٍ له سابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استغرق القسم الثاني الجزءَ الأكبر و (الأشدَّ حرارة) في الفتوى. أما القسم الأول فقد ظهرَ فيه حرص الشيخ حاتم على التحرُّز في عباراته، والتزام الثناء (النسبي) على دعوة الشيخ محمد -رحمه الله-. فتلك الدعوة في رأي الشيخ حاتم:
خيرها أكثر من شرِّها، عند محاكمتها لزمن ظهورها.
وهي أقرب للحقِّ بمراحل من الواقع الإسلامي في زمنها.
وأتباعها في ((باب المعتقد)) أولى بالسلف من غيرهم (وإن أخطؤوا).
هذه عبارات الشيخ حاتم -وفقه الله-. وهي عبارات المعتذر الموافق على التهمة. فإن لم يكن التعبيرُ خانه، فلست أفهم من كلامه إلا أن هناك خللاً جلياً في دعوة الشيخ محمد-رحمه الله-، يستدعي الاعتذار والتصحيح. لكن دعوته تبقى هي الأولى والأقرب إذا ما قورنت بغيرها، وبالواقع الإسلامي في زمنها.
فكل ما حصَّله الشيخ -رحمه الله- أنه (الأقرب للحق مقارنةً بغيره)، و أن (أتباعه أولى بالسلف من غيرهم)، وأن (خير دعوته أكثر من شرها).
هذا كله (إذا حُوكمت الدعوة لزمن ظهورها)!
هذا الكلام لو قاله رجلٌ من أطراف بلاد الإسلام، ممن لا يعرفون حقيقة دعوة الشيخ محمد -رحمه الله-، لعددنا كلامه هذا من مناقبه وفضائله وإنصافه. لكن أن يصدر من مثل الشيخ حاتم، في فضله وعلمه وقربه مشربه الأثري، فهنا يكون الإشكال.
وقد رأيتُ بعض ذوي الجهالةِ فرحوا بكلام الشيخ حاتم، وشرعوا في سرد الشواهد لكلامه بالطريقة التهويلية البعيدة عن التحرير العلميِّ للمسائل التي كان الشيخُ يكفِّر بها. فنقلوا كلاماً في تكفير فلان، أو تكفير أهل البلد الفلاني، لكن لم يبحثوا في علةِ هذا التكفير، ولم ينقلوا مسألةً واحدةً كفَّر بها الشيخ، تستوجب الاعتراضَ والرَّد. فهم بهذا سلكوا الطريقةِ الإعلامية التي تجعلُ كلَّ تكفيرٍ غلواً وتطرُّفاً.
الذي يريد الحديث عن دعوة الشيخ محمد -رحمه الله- يحتاج أن يكون لديه تصورٌ تامٌ لحقيقة المسائل التي كان الشيخ يتحدث عنها، ويبني أحكامه عليها. فالشيخ لم يكن صاحب كلامٍ وتنظير مجرَّدين. بل كان صاحبَ دعوةٍ وشجاعةٍ وجهادٍ و جرأةٍ في الحق. و التنظيرات التي يذكرها الفقهاء في أبواب الردة، وجدت طريقها لأرض الواقع على يديه بعدما تهيأت له دولةٌ ترفع لواء دعوته.
وفي ظني أن كلَّ عالمٍ سلفيٍّ مصلحٍ لو واجه مثل الواقع الذي واجهه الشيخ، وتهيأ له مثل ما تهيأ للشيخ، فستكون النتيجة واحدةٌ: إصلاحٌ وتجديد، يصاحبه تكفيرٌ وقتالٌ لأناسٍ مقرِّين بالشهادتين، لكن تلبَّسوا بما يناقضها. تماماً كما وقع ذلك للصحابة تحت قيادة رأس المجدِّدين أبي بكرٍ الصديق -رضوان الله عليهم أجمعين-.
وليس هناك فرقٌ بين الإيمان بنبوة مسيلمة، وبين العكوف على الأضرحة بالدعاء والاستغاثة والنذر والذبح في نقضِ أصل الإيمانِ وإثبات حكم الكفر والردة، حتى مع الإقرار بالشهادتين.
هذا ابن تيميةُ ـ رحمه الله ـ لست أشك أن الشيخ حاتماً يعدُّه من الأئمة المصلحين المجدِّدين. والمطَّلع على كلامه يرى فيه كثيراً عباراتٍ من مثل: (من قال كذا فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل)، (ومن فعل كذا، فإنه يستتاب وإلا قتل)، و (من قال بكذا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه). و (الطائفة الممتنعة عن شيءٍ من شعائر الدين يتعين على قتالها). وكثيراً ما يحكي الإجماع على مثل هذه الأحكام.
فلو وُجدت في عصر ابن تيمية طائفةٌ ممتنعةٌ تأخذُ بشيءٍ من هذه المكفِّرات، ثم تهيأ للشيخ سيفٌ ودولةٌ تعتمد فتياه، وأنزل هذه الأحكام النظرية على أرض الواقع، فترتب على ذلك تكفيرٌ ودماءٌ. فهل سيتحدث الشيخ حاتم عن شيءٍ اسمه (أتباع ابن تيمية)؟!
سؤالنا للشيخ حاتم -غفر الله له-:
مَن عبد غير الله بدعاءٍ أو ذبحٍ أو نذرٍ. ما حكمه؟
وإذا دُعي هذا لإخلاص التوحيد لله فأبى وكابر؟ كيف يكون التعاملُ معه؟
وإذا اجتمع على ذلك أهلُ بلدٍ. أو تعصَّب بعضهم لبعضٍ. فهل يسوغ قتالهم؟
أحكامٌ شرعيةٌ هي محلُّ اتفاقٍ من جهة التنظير. لكن غيابُ التطبيقِ العمليِّ جعل بعضَ الناس يستنكرها وينفر منها. أما الشيخ محمد -رحمه الله-، فلما تيسر له تنزيل هذه الأحكام، أقدمَ على ذلك بشجاعةٍ، فنجحَ في تأسيس دعوةٍ واضحة في نهجها وتصوراتها، تجاوبت معها أرجاء الجزيرة في وقته، ثم شاعت من بعده في أرجاء العالم الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
مما توقفت عنده في كلام الشيخ حاتم حماسته و نبرته الخطابية في إثبات شيوع الغلو في (أتباع الشيخ محمد) -على حد تعبيره-، فهو يقول:
((كم هم من أتباع الشيخ (رحمه الله) قديماً وحديثاً الذين خطَّؤوا الشيخ أو مدرسته في بعض الأقوال؟! ومن منهم كان قد علا صوته مطالباً بضرورةِ إعادة النَّظر في بعض الآراء؟! هل يمكن أن تكون بعضُ آراء شيخ الإسلام ابن تيمية قابلةً للنقد (كتسلسل الحوادث وفناء النار وغيرهما)، وكذلك لا يخلو عالمٌ من خطأ، خاصةً في العلم الذي أكثر من الخوض فيه، ثم لا يكون للشيخ محمد بن عبد الوهاب أخطاء أسوةً بغيره؟! إن كان له أخطاء، فلماذا لا تدرس؟ ولماذا لا ينبَّه عليها. والأهم: لماذا يصمت أكثر الأتباع عن نقد الشيخ باحترامٍ كغيره من أهل العلم)). اه.
مثلُ هذا الكلام (الإنشائي) مما يستكثر صدوره ممن هو في مثل مقام الشيخ حاتم. فحاصل هذا التقرير (الخطابي) أن الشيخ محمداً بما أنه أكثر من الخوض في مسائل التوحيد والشرك، فلابدَّ أن يكون قد أخطأ فيها!! وبالتالي يجب أن يعلو صوت (أتباعه) بالمطالبة بإعادة النظر في بعض آرائه!!
لا أدري من أين جاء الشيخ حاتم -سامحه الله- بمثل هذا المنطق الذي يوجبُ وقوعَ الخطأ من كلِّ عالمٍ يكثر الخوضَ في مسائل التوحيد والشرك، والكفر والإيمان!
لن أتوقف كثيراً عند التمثيل غير الموفَّق بمسألتي (تسلسل الحوادث، أو فناء النار)، فليس هذا موضعه. لكن ما أريد التنبيهَ عليه أن الشيخ محمداً -رحمه الله- لم يدخل في مضايق المباحث الكلامية والفلسفية؛ إذ لم تكن هذه معركته مع مخالفيه. بل كانت خصومته معهم حول قضية الإيمان الكبرى (توحيد العبادة)، فلأيِّ شيءٍ يفترض الشيخ حاتم ضرورة وقوع أخطاء من الشيخ في هذا الباب بخصوصه. مع ملاحظة أن الحديث هنا عن خطأٍ محضٍ يستدعي رفع الصوت بالنكير، وليس عن خطأٍ يحتمل الصواب.
الأغربُ في هذا كلِّه أنه الشيخ حاتماً بعدما طالب (أتباع الشيخ محمد!) برفع أصواتهم ببيان أخطاء شيخهم، ثم كُتبت بعض التعقيبات من أهل الاختصاص، مطالبةً بإبراز أمثلة للأخطاء التي يطلب مراجعتها ونقدها. اعتذر الشيخ حاتم بأنه (ليس من المصلحة تطويل الجواب وذكر شواهده)، ثم أحالَ على تاريخ ابن بشر وابن غنام الذين كان السؤال عنهما. وكأن المعترضين على كلامه ينكرون وجود التكفير في هذين الكتابين!!
التكفير موجودٌ في تاريخ ابن بشر، وفي تاريخ ابن غنام، بل في رسائل الشيخ محمد نفسه. لكن موضع البحث: أين المسألة التي أخطأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب في التكفير بها؟ هذا ما يُفترض أن يبرزه الشيخ حاتم إن أراد الطرح العلميَّ؟
وأخشى ما أخشاه أن يكونَ الخللُ لدى الشيخ حاتم نفسِه في تصوُّر مسائل الإيمان، كما هي عادة الكثير ممن يعترضون على الشيخ محمد انطلاقاً من تصوراتٍ خاطئةٍ لديهم. أقولُ هذا لأني رأيتُه في رسالته عن (الولاء والبراء) جوَّز ثبوتَ الإيمان الباطن لمن يعلن بلسانه أنه (يحب دين الكفار)! بل إنه حكم بإيمان من يصطفُّ في جيش الكفار محارباً النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-! وهذه لوثة إرجاءٍ لا تأتي إلا على مذهب غالية الجهمية الذين يجعلون الإيمان بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – تصديقاً مجرَّداً من التوقير والتعظيم والإذعان. وهذا ما نزَّه الله عنه الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله-. فمثلُ هذا الكلام هو الحريُّ بالمراجعة والتصحيح. انتهى
كان يمكن أن نصدق مقصده بالصدع بالحق ونحسن الظن به لو أنه تكلم بهذا في الوقت الذي كانت فيه هيئة كبار العلماء ذات قدر وقيمة ومكانة عند الجهات الرسمية، أما الآن وقد تطاول الوضعاء والسفهاء والجهةل على كبار علمائنا فلا نملك ذلك لعوني.
صدقوني سنرى نسخا كثيرة لمحمد عبده وتلاميذه.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 12:22]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مجال التكفير: كنت قد نشرتُ فتوى صريحة أقيِّمُ فيها دعوةَ الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) , حسب زمنها , وبما لا أعرف طريقةً هي أقوى منها في الدفاع عنها, وأَدْعَى لبقاء أثرها الطيب؛ لأنها الإنصاف والعدل. ولأجعل هذه الفتوى مني مدخلا لمراجعاتٍ سلفيةٍ سُنية لتراثنا البشري غير المعصوم في مسائل التكفير والتي لي ولغيري فيها اجتهاداتٌ عديدةٌ نخالف المشهور بيننا فيها اليوم , نشرتُ أحدهَا في كتابي (الولاء والبراء) وفي مقدمة (التعامل مع المبتدع) , ومازلت أصرِّحُ بفتاواي فيها لكل سائل, وأناقش كل معترض. ولا أذكر هذا؛ إلا لكي لا أُطالبَ بالدليل على ما أقول وبأمثلة لما أدّعيه.
وقد قُوبلت تلك المراجعات بهجوم متوقَّع , لا يهمني الآن منه؛ إلا التذكير بواجب إعادة الحسابات , والمبالغة في محاسبة النفس , فمصلحةُ الدين فوق حظوظ النفس.
فمتى سنعلم أن الإصلاح الديني الحقيقي هو الانتصار الحقيقي لمكانة المؤسسة الدينية الرسمية , وفي استمرار أثرها المبارك؛ سواء جاء الإصلاح منها أو من خارجها؛ لأن مكانة المؤسسة الدينية الرسمية ليس سلطانا يقوم بالقوة , وإنما تقوم مكانتها بإصلاحٍ لشؤون الدين والدنيا , ويحقق للأمة (قيادةً وشعبا) مبتغاها في سعادة الدارين وفي العز والمجد والنصر والتمكين.
ويجب أن نتذكر: أن فضيلة الصدع بالحق لا تنحصر في الصدع به أمام الحاكم , بل من الصدع بالحق أيضا الصدعُ بالحق أمام العلماء والتيار الديني السائد , بغرض الإصلاح , ومن المؤهل للإصلاح.اهـ
اللمز الجلي والخفي لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله –
د. عبد العزيز العبد اللطيف*
بسم الله الرحمن الرحيم
كم هي الأكاذيب والمفتريات التي ألصقت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وكم هي الشبهات والأراجيف التي وُصمت بها هذه الدعوة المباركة، وما أكثر المؤلفات التي سوّدها الخصوم في الشناءة بالدعوة وعلمائها، لا سيما الرافضة والصوفية، فلا تكاد تحصى هذه المؤلفات إلا بكلفة، بل إن جملة من المنتسبين للعلم في نجد قد رموا الشيخ الإمام ودعوته عن قوس واحدة، ألم تعلم أن أحد المشتغلين بالعلم ومن قرابة الشيخ المعاصرين له قد تفوّه بأقبح القذف وأشنع الإفك! إذ يقول هذا المخذول (1): "فإني أذكر في هذه الأوراق شيئاً من نشأة الطاغية المرتاب، المحيي ما اندرس من أباطيل مسيلمة الكذاب، أي المنسوب إلى المرحوم الشيخ (2)، وأرجو أنه ليس له، بل لعل الشيخ (3) غفل عن مواقعة أمه، فسبقه الشيطان إليها فكان أباً لهذا المارد؛ إذ هو لعدو الله إبليس أشد الخلق شبهاً له في إبراز الباطل في قالب الحق بأعظم تلبيس ... "!!
لقد افتروا على الشيخ الإمام، فزعموا أنه متنبئ كذّاب، وأنه ينتقص الرسول صلى الله عليه وسلم، واتهموا الشيخ وأتباعه بالتشبيه والتجسيم في صفات الله تعالى، وأنهم لا يعترفون بالأولياء وكراماتهم! وأثاروا شبهة التكفير وتحريم التوسل ونحوها من الشبهات المكرورة.
ثم جاء الطاغية إبراهيم باشا –رسول الحضارة الغربية– فأهلك الحرث والنسل في جزيرة العرب، وخرب الدرعية، وحمل الأسرى من أشراف القوم إلى مصر والأستانة في رقابهم الحديد، يطاف بهم في البلاد ثم يقتلون، ونكّل بالعلماء، فمنهم من كان يربط بأفواه المدافع ثم تطلق فتتناثر لحوم جثثهم في الفضاء، ومنهم من كانت تخلع جميع أسنانه قبل قتله، إضافة إلى وقائع السلب والنهب وهتك الأعراض -كما وصفه الجبرتي في تاريخه-.
ومع تكالب الأعداء على هذه الدعوة ومن كل حدب وصوب، إلا أن الله تعالى نَصَر دينه وأيّد جنده وهزم الأحزاب وحده؛ إذ صار هذا اللمز المكشوف إلى زوال، وحاق بأهله سوء المآل، فإن الله لا يصلح عمل المفسدين، ومن وجد اللهَ فما فقد شيئاً، ومن ضيّع الله فما وجد شيئاً.
وأكثر هذه المؤلفات المناوئة للدعوة -من خلال بحث واستقراء (4) - هي أشبه ما تكون الآن بالقطع القديمة، أو الآلات التالفة! وعمّ مذهب أهل السنة بيوت المدَر والوبَر، وصار ملء السمع والبصر، فالحمد لله على الإسلام والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر جاء مسلسل القهقرى والانهزامية والتراجعات فتعددت حلقاته وتنوّعت أدواته، ومن ذلك هذه الأصوات النشاز من متسننة هذا العصر والذين يلمزون من طرف خفي هذه الدعوة، ويعرِّضون بها، متدثرين بالنقد والموضوعية وعدم العصمة، وأجج هذا الطرح سكوتُ فئام من أهل العلم وطلابه؛ إذ لاذوا بالصمت وآثروا التواري والانكفاء عن المدافعة والاحتساب، واستملحوا الملاينة في كل الخطوب والأحوال.
نُبئت أن النار بعدك أُوقدت واستبَ بعدك يا كليب المجلس
وتحدّثوا في أمر كل عظيمة لو كنتَ حاضرهم بها لم ينبسوا
وها هو الشيخ الفاضل/ د. حاتم بن عارف العوني، يُسأل في موقع الإسلام اليوم بتاريخ 19/ 5/1429هـ "عن التكفير الذي في تاريخ ابن غنام وابن بشر وعلاقته بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ... لكن فضيلته أعرض عن الإشكال، وحاد عن السؤال "والحيدة ضرب من الانقطاع"، وكان يسعه السكوت أو الاعتذار، فقيمة المرء ما يحسنه، ولو أن الشيخ الشريف اشتغل بما يجيده من الحديث وعلومه، لكان أولى وأجدى.
استهل د. حاتم جوابه أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب "ليست معصومة، فالخطأ يقع عند دعاتها في تقرير المسائل، وفي الممارسة العملية أيضاً كغيرها من الدعوات الإصلاحية، لكن من حاكمها إلى زمن ظهورها بإنصاف علم أن خيرها أكثر من شرها بكثير .. والثناء عليها لا يعني عصمتها من الخطأ، ولا أن نجمد على آرائها ومواقفها ..
ثم ثنّى قائلاً: "ومشكلتنا من طائفتين في الدعوة النجدية: غلاة فيها (وهم كثيرون في أتباعها) وغلاة عنها (وهم كثيرون في منافريها) وطالب الشريفُ بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب! ثم فسّر الشريف العصمة بعدم قبول النقد فيمن يعظمه!!
والجواب: دعوى أن الشيخ الإمام ليس معصوماً تحصيل حاصل، فهل قال أحد بعصمتها، حتى ينهمك الشريف بالإنكار والنفي لعصمة هذه الدعوة؟! وهل سُبق الشريف إلى هذه الدعوى! فإن كنتَ ناقلاً فالصحة أو مدّعياً فالدليل.
إن العصمة للأنبياء عليهم السلام فحسب، ولقد افترى الأفّاكون على الشيخ محمد بن عبد الوهاب واتّهموه بدعوى النبوة بلسان الحال، وزعموا أن الشيخ بين أتباعه كالنبي لا يتركون شيئاً مما يقول، لكن هذا الكذب الصراح صار نسياً منسياً؛ إذ اندرست تلك المقالات، وانقرض أولئك الأشخاص.
ثم يقال للدكتور حاتم: ومَن هؤلاء الغلاة الكثيرون من أتباعها حتى جعلتَهم قسيماً للغلاة عنها؟!
وثالثة الأثافي عندما يتأوّل الشريفُ العصمةَ بتأويل متكلف مستكره؛ إذ يتفوّه قائلاً: "إن كان لا يقبل تَخطيء الذي يعظمه فقد وصل حدّ ادعاء العصمة"!
وإن كان الخصوم الأوائل قد اتّهموا الشيخ الإمام بادّعاء النبوية بلسان الحال، فليُحذر من محاكاتهم بادّعاء العصمة بلسان الحال و"المآل"!
وأما دعوى الخطأ في تقرير المسائل، فكان على الدكتور حاتم أن يبيّن ذلك دون هذا الكلام المجمل العائم، فكم هي هذه الأخطاء على حدّ دعواه؟ وما نوعها؟ وما حجمها؟ والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، وكفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه.
وأما الأخطاء في الممارسات العملية، فلا يكاد يسلم منها أحد مادام بشراً، فلا موجب للتعريض أو الشغب على الدعوة بنحو هذا.
كان على الشريف أن يسعه ما وسع "أهل الإنصاف" من أمثال أ. د. محمد محمد حسين – رحمه الله – إذ يقول – عن هذه الدعوة المباركة-: "ما من دعوة إلا وقد ابتليت بمن يسيء فهمها وتطبيقها، والإسلام نفسه لا يخلو من ذلك، ولكن لا نحكم على الإسلام بسوء فهم بعض المسلمين أو سوء تصرفهم.
أما لبّ الدعوة وحقيقتها فهي ثابتة واضحة فيما تركه صاحب الدعوة من كتب ومن رسائل، وهذه الكتب والرسائل هي التي يحتكم إليها ولا يحتكم إلى سواها في معرفة حقيقة الدعوة مجردة من المبالغات ومن ردود الأفعال" (5).
ومن العجب أن يُطالب الدكتور حاتم –وهو من أهل الشورى– بتدريس أخطاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟! ومتى كان تدريس "الزلات" مسلكاً رشيداً وطريقاً سديداً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما مسألة تسلسل الحوادث والقول بفناء النار، فليستا مجرد رأي لابن تيمية كما يُفهم من كلام الدكتور حاتم، فالقول بدوام جنس الحوادث هو قول السلف الصالح، وقد دلّ عليه النقل والعقل كما هو مبسوط في موضعه، وأما القول بفناء النار -أعاذنا الله منها- فهو قول معتبر له حظه من الأثر والنظر، وقال به صحابة كرام وأئمة أعلام قبل أن يخلق ابن تيمية بمئات السنين! مع أن نسبته إلى ابن تيمية محل بحث ونظر؛ إذ قرر في المنهاج -وغيره- أن النار لا تفنى ولا تبيد .. وليس هذا موضع تفصيل هاتين المسألتين، والمقصود أن يتجنب التعجل والاندفاع، لا سيما وأن الكاتب قد طالب "بالإنصاف والنقد العلمي البناء"، والعلم إما نقل مصدّق، وإما قول محقق.
والنظرة الموضوعية لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لا تتحقق إلا بعلم وعدل، والانعتاق من ردود الأفعال والمقررات السابقة، ومجانبة التوتر والانفعال، والانفكاك من أَسْر الأحداث التاريخية وتبعاتها وركام الممارسات العملية وتداعياتها والتي وقعتْ في أرض الحجاز ونحوها، كما يتعيّن مجاوزة الإقليمية الضيّقة .. حجازيون "وشروق"! فعلماء الحجاز من أمثال الشيخ محمد حياة سندي -رحمه الله- ونحوه لهم الفضل والسبق في هذه الدعوة السلفية الإصلاحية، وللشيخ محمد بن عبدالوهاب الظهور والانتشار.
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (الأزهري) -رحمه الله- عن جده الشيخ محمد: "وسمع الحديثَ عن أشياخ الحرمين في وقته، وأجازه الكثير منهم، ومن أعلامهم محدِّث الحرمين الشيخ محمد حياة السندي، وكان له أكبر الأثر في توجيهه إلى إخلاص توحيد عبادة الله، والتخلص من رق التقليد الأعمى والاشتغال بالكتاب والسنة" (6).
وأخيراً كان على الدكتور حاتم أن يتسع صدره لهذه الدعوة السلفية -وهو من أهلها ودعاتها- وأن ينظر إليها بعلم وعدل، كما اتسع صدره لأهل البدع في رسالة "التعامل مع المبتدع"، فأفرط في الرحمة والملاينة، فجزم أن "البدعة وحدها لا تستوجب عقوبة صاحبها مطلقاً" (7)، "وأن أهل البدع مقبولو الشهادة والرواية" (8)، "وأن المبتدع لا يفسّق بمجرد البدعة" (9)، "والبدعة لا تنافي الاتصاف بالإيمان ومتين الديانة وعظم الورع" (10) ... إلى آخر كلامه وما فيه من المغالطة والتخليط.
وأحسب أن للشيخ حاتم من العلم والديانة والدعوة ما يجعله أوّاباً للحق رحيماً بأهل السنة قبل أهل القبلة، وبالله التوفيق.
________________
(1) القائل: محمد بن فيروز، كما في مطلع مخطوط الصواعق والرعود، لعبد الله بن داود الزبيري.
(2) المراد بالشيخ: عبد الوهاب بن سليمان – والد الشيخ محمد – رحمهم الله-.
(3) المراد بالشيخ: عبد الوهاب بن سليمان – والد الشيخ محمد – رحمهم الله-.
(4) انظر: دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عرض ونقض للكاتب.
(5) بحث محمد بن عبد الوهاب بين التأييد والمعارضة ص3.
(6) مصباح الظلام ص139.
(7) التعامل مع المبتدع ص13.
(8) التعامل مع المبتدع ص14.
(9) التعامل مع المبتدع ص38.
(10) التعامل مع المبتدع ص61.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 12:54]ـ
و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 01:07]ـ
و هل رئاسة الافتاء لا تنتقد؟؟ كنا نقول أن النقد نقبله ممن صحت عدالته و كان من أهل العلم لا من العوام ولا يكون انكارا لما هو مجمع عليه او معلوما من الدين بالضرورة و ان يكون النقد بعلم و بحلم ... الخ و الآن و بعد أن يأتي الرجل بكل ما يطلب منه يوصف بالغرابة؟ ... فما الذي عليه أن يقوله اذن؟؟ لا يبقى الا ان ينتقدنا بموافقتنا في كل ما نقوله ... و لا يبقى الا أن لا مجال لمنتقد للكلام الا أن لا يكون منتقدا ... و ليس المستنكر هو الرد عليه و انما تجاوز ذلك الى التعصب و الكلام في النوايا ... و نقبل أن نقول ..... في مذاكراتنا و كلامنا المطلق في كتبنا و مقالاتنا أننا لا نتعصب لا للشافعي و لا لأحمد و لا لا بن تيمية و لا لا بن عبد الوهاب و لا لسيدي عبد القادر و لا لغيرهم ... فاذا تجاوز ذلك الى انزال الأمر الى أرض الواقع رأيت الحنفي في أمتنا متعصبا لحنفيته و الحنبلي
(يُتْبَعُ)
(/)
لحنبليته و التيمي لتيميته و الوهابي لوهابيته و القادري لقادريته .. و رأيت ضيق الصدر و قلة الاحتمال في مسائل أقل ما يقال أنها لا يصح عقد الولاء و البراء عليها ... و أس الفتنة في ذلك و هو ملاحظ في مثل هذه الفتني من أيام الفتنة الكبرى مرورا بفتنة خلق القرآن و حتى فتن النهضة العربية ... ترى المندسين من خارج الأمة و الذين يسعون الى بث الفيروسات فيها .. تراهم يقومون بمزج مقالاتهم الباطلة بمقالات تكون صحيحة في نفسها او على الأقل ليست على نفس درجة الوضوح من البطلان و يجعلونها وسيلة لكي يتقبل جسم الأمة اختراقات فيروساتهم .... فهم ليسوا أغبياء حتى يلقوا عصيهم دون ان يكون معها ما يخيل للناس أنها تسعى ... فالذي يقع ان بعض المنتسبين للدفاع عن الأمة قد يتكلم بمقالاتهم الصحيحة او التي يسوغ فيها الاجتهاد وان كانت باطلة ... فيرد عليهم البعض الآخر لأنه يراه ذريعة للقول بما يقول به الطرف الأجنبي المخترق المندس ... و يراه بعض قوله .. و قد يصل أن يرى بطلان قوله من بطلان الأقوال الأخرى الصريحة البطلان .. و قد يتعدى ذلك الى الظن ان الطرف الآخر قد مال الى المندسين أو قد أصبح منهم ... فينشب الخلاف بين الفريقين و ينشغلون ببعضهم فيستغلها الأجانب المندسون فرصة ليبينوا للناس ضيق عطن أهل الحق و قلة احتمالهم للمخالف من أنفسهم فكيف من غيرهم و يغرون العداوة بينهم اما بتأييد هذا الفريق أو ذاك و الثناء عليه حتى يحمى الوطيس أكثر .. حتى يمر الوقت و يتفاقم التنازع و يزداد الفشل و تذهب ريح الجميع ... آنذاك يعيدون الكر مرة أخرى ... و لكن هذه المرة بحقن المبادئ الباطلة المجمع على بطلانها .... و لك أن تقرأ مثلا مقدمة كتاب اللفظ لابن قتيبة لترى مدى تحسره و ألمه كيف بدأ حال أهل السنة يؤول الى ما ذكر من التفرق و قارنه بكافة الفترات التي تمر الأمة فيها بنفس الاختراقات .. فالطريقة هي هي ... و النصيحة -و اقبلوها و لو من شيطان- أن يعامل هؤلاء بملاحظة سنتين كونيتين شرعيتين ... المعاملة بنقيض القصد و ان انفع عقوبة للظالم هي ما كانت من جنس عمله و بنقيض قصده ... و الثانية ان حجة أي ظالم ووسيلته للظلم علاجها من نفسها ... فان كانوا أرادوا التفريق فيقابلون بالجمع و التكاثف .. بأن يرد على على اخواننا ممن انتقدونا بصبر و يقبل خلافهم و يوسع الصدر له و يستمع لهم فيما يقولون و يبين اهتمام كل منا بكلام أخيه و نقده ما لم يأخذ من ما قد أجمع على بطلانه و يبقى معه في دائرة الخلاف السائغ مع المبالغة في التكريم و حفظ المقام ... فان قال الليبرالي: انتم منافقون .. ان كان ما نقوله منكرا فلتنكروه على نفس الدرجة مع الجميع ... كنا قد وصلنا الى غرضنا .. فقلنا له: هذا هو الفرق بينكم و بينهم هم يصدرون عن منبع و أنتم تصدرون عن منبع و هم لا يخفون ما أنتم مخفون .. و ما كان لنا ان نجعل المومنين كالمجرمين ... فنكون ضربناهم بنفس سلاحهم و بينا الفرق و حافظنا على مبادئ الخلاف و شدة اللحمة في آن .... و الله أعلم
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 01:27]ـ
الغريب أن البعض عندما يُنتقد شيخ ممن يميل إليهم يقدم حسن الظن ويلوم من ينتقد أنه قد أساء ظنه بأخيه، ويثرب عليه أنه لم يبذل له النصح فيما بينه وبينه، وهنا يقولون (مستنكرين على من ينكر الصدع بالباطل):
وهل رئاسة الافتاء لا تنتقد؟؟
سبحان الله!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 02:17]ـ
قطعة من مقال قديم مقال الجواهر للشيخ أبي حاتم:
الفائدة الخامسة: قال العجلي: كان طلحة بن مصرف اليامي وزبيد اليامي متواخيين وكان طلحة عثمانيا وكان زبيد اليامي علويا , وكان طلحة يحرم النبيذ وكان زبيد يشربه ومات طلحة فأوصى إلى زبيد!
وكان عبدالله بن إدريس الأودي و عبثر بن القاسم متواخيين وكان
عبد الله بن إدريس الأودي عثمانيا وكان عبثر علويا وكان ابن إدريس يحرم النبيذ وكان عبثر يشربه ومات عبثر فقام ابن إدريس يسعى في دين عليه حتى قضاه!
وكان عبدالله بن عكيم الجهني - وكان جاهليا أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم- وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري متواخيين
ووكان عبد الله بن عكيم عثمانيا وكان ابن أبي ليلى علويا.
وما سمع يتذاكران شيئا من ذلك وماتت أم عبد الرحمن ابن أبي ليلى فقدم عليها ابن عكيم فصلى عليها!. الثقات للعجلي (1/ 480)
قال أبوحاتم الشريف: ما أحوجنا في هذا الزمن المليء بالفتن! إلى هذه الأخوة! بين طلاب العلم! الذين ربما يختلفون في أشياء أقل
من ذلك! لكن ما أسهل الخصومة بينهم! والله المستعان ا. هـ
ـ[فهد محمد النميري]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 02:35]ـ
بسمكَ اللهم, ..
كلام من ذهب , والسلفية "التقليدية" إلى زوال , ولن يردَّ سيل التحديث صياحُ وجلٍ من الطائرة لمّا دوّت قريباً من غنمه؛ فظنها القيامة , أو زعيقُ خائفٍ من ضوء المصباح الكهربائي لمّا لاح له من بعيد وهو عائد من حقله؛ فتوهمها جناً تريدُ به الردى. حقاً سيصيبه هلعُ المرة الأولى ثم ستعلّمه التجاربُ أن الحق مصون ولا اضطرابَ فيه , وأن الزبدَ كالجهل والتخلف ومعاندة الإصلاح والتحديث والنهضة والتطور؛ كل هذا سيذهبُ جفاءً وترميه الأيام في وادي الذكريات التي سيتسلّى بها من أضحكه تبديع سامع المذياع يوماً مضى , سبحان الله؛ لكأن الواقعُ ومقتضياته يعينُ على فهم النص.
ولو تسأل أحدٌ عن ثلاثية المواقف المكرورة أمام كل طارئ:
1 - منفتح بلا ضوابط.
2 - منغلق مثقل بالضوابط الزور.
3 - متوسط.
كلنا سنرفع أصابعنا: نحن أصحاب الوسط الحق , وما الوسط إلا ما نحنُ عليه , هم "الآخرون" من استوطنَ التطرفً , وحاد به الهوى أو الجهل أو كليهما عن مقتضى النص والحكمة والواقع.
عجيبٌ حقاً كيف ازدحمَ الثلاثة في هذا الوسط , الذي تمزق بين أيديهم من شدة النزع والتلَّ؟. وهم جميعاً قد تبرؤا من الطرفين الذميمين , وكُبْكبوا على هذا الوسط المتسع لدرجة زوال المعالم.
هو سؤال من تأمله بعقل منفتح وبحث عن جوابه بصبرٍ وأناةٍ , وأشاح عن "دهماء المتفقة" وعويل "المتسلفة"؛ لناله من خير العلم وصفو الرأي شيء غير قليل.
وربي هو الموفق وحده ..
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 03:12]ـ
بسمكَ اللهم, ..
كلام من ذهب , والسلفية "التقليدية" إلى زوال , ولن يردَّ سيل التحديث صياحُ وجلٍ من الطائرة لمّا دوّت قريباً من غنمه؛ فظنها القيامة , أو زعيقُ خائفٍ من ضوء المصباح الكهربائي لمّا لاح له من بعيد وهو عائد من حقله؛ فتوهمها جناً تريدُ به الردى. حقاً سيصيبه هلعُ المرة الأولى ثم ستعلّمه التجاربُ أن الحق مصون ولا اضطرابَ فيه , وأن الزبدَ كالجهل والتخلف ومعاندة الإصلاح والتحديث والنهضة والتطور؛
كل هذا سيذهبُ جفاءً وترميه الأيام في وادي الذكريات التي سيتسلّى بها من أضحكه تبديع سامع المذياع يوماً مضى , سبحان الله؛ لكأن الواقعُ ومقتضياته يعينُ على فهم النص.
هذه مغالطة صريحة .. فمن الذي يرفض الحضارة المادية التي لا تحمل في طياتها فتنة وبلاء؟؟
هات لنا فتوى تحرم شيئا من منتجات الحضارة الغربية أو الشرقية التي هي نفع محض، أو يفوق نفعها ضررها!!
والحمد لله أنك جئت لتتحدث بنفَسِ النهضويين والحداثيين، وهذا يكفي في إدانة ردك ومقال من ترد عنه، ولن أذكرك أن من السيل ما ينفع الله به البلاد والعباد، ومنه ما يأتي على أخضر الأرض ويابسها، ثم بعدها يذهب الزبد جفاء يمضي ولا يذكر. ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس.
ولو تسأل أحدٌ عن ثلاثية المواقف المكرورة أمام كل طارئ:
1 - منفتح بلا ضوابط.
2 - منغلق مثقل بالضوابط الزور.
3 - متوسط.
كلنا سنرفع أصابعنا: نحن أصحاب الوسط الحق , وما الوسط إلا ما نحنُ عليه , هم "الآخرون" من استوطنَ التطرفً , وحاد به الهوى أو الجهل أو كليهما عن مقتضى النص والحكمة والواقع.
عجيبٌ حقاً كيف ازدحمَ الثلاثة في هذا الوسط , الذي تمزق بين أيديهم من شدة النزع والتلَّ؟. وهم جميعاً قد تبرؤا من الطرفين الذميمين , وكُبْكبوا على هذا الوسط المتسع لدرجة زوال المعالم.
بل وسطيون بلون رمادي، فأنتم وسط بين باطل وحق، ولا يكون الوسط حقا إلا إن كان متوسط بين باطلين.
ثم الرماديون أتدري من هم؟؟
إنهم من اثقلوا خطاباتهم بمصطلحات الحداثيين كالحوار والتعايش والتسامح والتيسير والنهضة والحداثة وووالخ.
هم من يسطر المقالات الانتهازية في وقت أزمة الأمة .. طلبا لحظوة عند كبير!.
إنهم من يسطرون المقالات ردا على العلماء واستهجانا لهم وسوء أدبٍ معهم، وفي الوقت ذاته يتغاضون عن دعاة التحرر والانفتاح.
ووالله لو كان شيخك يفقه الواقع (كما تدعي أنت) لعرف أن كتابة مقال كهذا وفي هذا الوقت بالذات سيضر الدين أكثر مما ينفعه، بل سترى عما قريب مقال الشيخ يتصدر منتدى الليبراليين ويثبت على واجهته.
خلخلة الصفوف من بعض الشيوخ (والتي كنتم بالأمسِ تنكرونها على غيركم) تتم اليوم لمصلحة من؟؟؟؟
وهل تحول بعض الإسلاميين لمكارثيين جدد؟؟؟
ثم إن تصنع المثالية مقيت وكل لباس زور سيسقط عن صاحبه لا محالة.
فلو أنك أيها المثالي .. استهجنت طريقة شيخك في الرد على العلماء وقسوة خطابه لقبلنا
...
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 06:39]ـ
يا سبحان الله سنصدع بالحق فقط في المواضيع التي تتعلق بالمرأة ولماذا الآن أكلما فعل أحد فعلاً انطلق هؤلاء في تطويع أدلة الشرع له وأين القضايا المهمة للأمة من فساد أطل بقرنيه لماذا لا نرى أقوالهم ولا نسمع هدير أصواتهم!
ـ[عبدالله الحازمي]ــــــــ[20 - Oct-2009, صباحاً 10:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(بل صدعت بما في قلبك!!!)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
في وقت تجرأ فيه المنافقون بالجهر بالباطل ولمز علماء السنة ومحاولة إسقاطهم _ زعموا_ وتحين الفرص عليهم ليصدوا عن سبيل الله ويبعدوا العامة عن العلماء وأعني بهم أهل الذكر لا كل من تعلم أو تشبه بالعلماء.
آلمنا الشيخ الشريف حاتم العوني _ وفقنا الله جميعا للحق والعمل به_ بمقاله:
(سنصدع بالحق)
ولم أجد فيه شيئا جديدًا إذ كل ما ذكره صدع به وبينه في غير ما موضع
ووقف طلبة العلم موقفهم منه في بيان الحق له في مسائله التي ذكرها في مقاله!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم أجد جديدًا في مقاله صدع به إلا تجريحاً في المؤسسة الدينية وبيان موقفه منها وهو الحق الذي قصده للصدع به!! وتبين له بعد تراجعات وأقوال مرة بصوت منخفض!! ومرة مرتفع!! ومرة بصمت!! وعدم اتخاذ قرار من الحق الذي كتمه ولم يصدع به إلا في هذه المرحلة!! وسماع من كل أحد حتى أهل البدع حاشا المؤسسة الدينية .. وليس هذا منهج الراسخين في العلم المبلغين عن الله البلاغ المبين!!
أمور يضحك السفهاء منها ..... ويبكي من عواقبها اللبيب
وهذه تأملات سريعة لمقاله .. ووقفات مع أقواله:
حيث خرج عن خجله!! ورفقه!! ورفع صوته!! وصدع بالحق!! في: (وجهاتِ نظرٍ مخالِفَةٍ لتوجُّهِ الإفتاء الرسمي في المملكة) .. !!
هل هو خلاف أم مخالفة .. !!
(وكنا في مقابل ذلك الترفُّقِ نتقبّلُ من بعض المشايخ وطلبة العلم حُزْمةً من التصنيفات الجائرة لنا وللتُّهَمِ الجزاف التي كانت تُطلق علينا)
جائرة!! وجزاف!!! من الذي حكم لك بذلك!!
أم حكمت لنفسك!!
ثم وجهت تهمك للمؤسسة الدينية .. !! رمتني بدائها وانسلت!!
(وأرجو أن لا نترك ذلك الترفُّقَ ولا هذا التقبُّلَ)
سبحان الله!! تركت ما كنت ترجوه!! وأوردت نفسك الموارد .. !!
(إما مجاملة للمشايخ والتيار المتوقّفِ عند اجتهاداتهم فقط وتطييبًا لخاطرهم على حساب الإصلاح الديني! وهذه معصية لا يجوز أن تستمر؛ لأن مصلحة الدين تستوجب عدم فعل ذلك)!!
أكنت في ذلك تحتسب الأجر في مجاملتك لهم؟
أم عاص مصر على ذنبك جئت تستغفر منه اليوم؟!
(ولكن أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسد والمصالح كان منكوسًا)
اعتراف منهم؟ أم واقع رأيته اليوم أنت وعميت أعينهم عنه!!
وهل أثبتته الأيام أم قرار سياسيى .. ولجنة حقوق .. !!
(ولو مع مبالغةٍ من المؤسسة الدينية الرسمية في استخدام قاعدة سدّ الذرائع (الصحيحة في أصلها) , ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها لحاجات المرحلة ,ولو ... ! ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية؛ لأننا بذلك قد حمّلنا المؤسسةَ الدينية الرسمية فوق طاقتها ,
بسبب المبالغة في تقدير حجم التأثير المتوقَّعِ لها)
هذا هو الحق الذي جئت تصدع به!!
سبحان الله!!! (تشابهت قلوبهم) ... !!!
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ..... ولكن أخلاق الرجال تضيق
(لأنها لا تريد إلا الاستمرار في الصمت)
وهل صمت!! أقوالك معلومة منذ أن خرجت من فيك لمحبيك وشانئيك
وكما قلت أنت: (لا خوفًا من ضغوض التهميش , الذي لا يمكن في زمن الفضاء المفتوح والشبكة الدولية المتاحة)!!
(ولا وجلاً من بَغْيِ هجومٍ متوَّقع يقصد الإسقاطَ وتشويهَ السمعة بشتى الوسائل:
من تجهيلٍ وتبديع , إلى غير ذلك من صنوف الفجور في الخصومة)!!
بل سمعت منك وسمع طلابك في الجامعة دعاؤك وابتهالاتك لا على أهل البدع الذين قعدّت لهم في كتابك بل على أهل السنة الذين خالفوك في التعامل مع أهل البدع أدعية تقشعر منها الأبدان إذ ضاق صدرك ولم يتسع لمخالفك!!
(وإنما كان الصوت ينخفض كثيرًا: مراعاةً مني للمصلحة العامة المتمثلة في الحرص على وحدة الصف , أو تسامحًا مع الرأي القائل بأن المخالفين قادرون على تدارك الأخطاء إن وقعت , وأن جبهة الممانعة قوية , فلا داعي لإضعافها من الداخل. ويبدو أنني أخطأت في ذلك كله , وأنه ما كان لصوت الإصلاح أن ينخفض , وأن السكوت كان خطيئة لا تجوز)
نعوذ بالله من الحور بعد الكور .. !!
(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)!!
استقر أولاً .. ثم اصدع بالحق قبل أن يكون الحق الذي تصدع به اليوم هو الباطل غداً!!
إن مدركات العصر التي تدندن بها والتي أدركتها أنت منذ سنين بنظرتك وجهلتها مؤسسة دينية على اختلاف علمهم وعمرهم ربما لا تكون مدركات العصر التي هي الزمان بل مدركات المعصرة!! والتمييعات المسبلة بكثرة في هذا الوقت من أجل قرار السياسي!!! وتقرير لجنة حقوق!! وتشويش وشغب علمي جعل عند كل قوم وطائفة يد ... وفضيلة لا تجحد!!
(ولو أنهم راجعوا أنفسهم قبل هذا , وأدركوا متغيرات العصر , لعرفوا أن موقفهم السابق من ذلك الرأي
كان خطأ شرعيا سيؤدي إلى خطأ شرعي في الاتجاه الآخر)
ولو أنك راجعت نفسك قبل أن تصدع بالحق في نظرك!! وأدركت متغيرات العصر حقاً لعرفت أن موقفك اليوم من المؤسسة الدينية خطأ شرعي أدى بك إلى الاتجاه الآخر .. !!!
(حتى خرج تقرير لجنة حقوق الإنسان السعودية يطالب بإعطاء الشيعة حقوقهم. فأرجو أن لا تستمر الممانعة)
وهل وجدت الشيعة حقوقها إلا في بلادنا بسبب علمائنا وفتاويهم المعتدلة في التعامل معهم!!! وهل فقدوا حقوقاً أم أمنيات هيهات أن ينالوها بإذن الله
(ويجب أن نتذكر: أن فضيلة الصدع بالحق لا تنحصر في الصدع به أمام الحاكم , بل من الصدع بالحق أيضا الصدعُ بالحق أمام العلماء والتيار الديني السائد , بغرض الإصلاح , ومن المؤهل للإصلاح)!!
ويجب أن نتذكر أيضاً (أمام) و (عند) الحاكم والعالم وليس في فضاء النت والإعلام إذا كان الغرض إصلاحا حقًا!!
وممن هو أهل لذلك لا ممن يدعيه لنفسه!!
وقبل الدعوة لإصلاح المؤسسة الدينية ... لا بد من إصلاح أدب الخلاف في زماننا!!!
والله أعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي التمني]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 03:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا ريب أن ما يجري الآن من شغب على علماء أهل السنة والجماعة في العالم الإسلامي قاطبة من قبل الحزبيين الذين يتظاهرون بالحدب على الإسلام وأهله، والذين فرقوا الأمة ويريدونها شيعا كل حزب بما لديه فرح، لا ريب أن هذا الشغب ومحاولات طمس الحقائق وافتعال المشكلات في طريق أهل السنة والجماعة من قبل الحزبيين يندرج ضمن سنة الله تعالى في بقاء سنة المدافعة ومحاولات الباطل إزهاق الحق، والمتتبع لما كتبه الحزبيون في بعض المواقع على شبكة الإنترنت في الآونة الأخيرة والتي كان أكثرها استغلالا سيئا وحزبيا للهجوم الآخر على العلماء من قبل التيار العلماني الخطير، وكان المنتظر من أهل الدعوة إلى الله تعالى – والحزبيون يقولون إنهم أهل دعوة - أن يظهروا التضامن في هذه المرحلة لمواجهة هذا المد الخطير للتيار العلماني الليبرالي، لكن الذي حصل أن الحزبيين استغلوا الأمر فكتبوا ونشروا بتنسيق تام كما كتب أهل التيار العلماني بتنسيق تام ضد الشيخ الشثري وإخوانه العلماء طبعا، وهذان التنسيقان يجب ألا ينسينا أحدهما الآخر!، وكانت معظم كتابات الحزبيين محاولة واضحة للتشكيك في فتاوى العلماء رغم احتمائهم وراء ما تكلموا عنه من الحملة العلمانية المنسقة ضد الشيخ الشثري – وهبي حملة ضد علماء أهل السنة والجماعة قاطبة وفي كل مكان في العالم الإسلامي لا يرضى عنهم المنتسبون إلى الجماعة الحزبية – لكن محاولاتهم الاحتماء وراء هذه المسألة – تنسيق الهجوم على الشيخ الشثري – لم تنجح في إخفاء الرسالة الحقيقية التي حاول معظم الكتاب الحزبيين إيصالها في تضاعيف التعاطف الشكلي مع الشيخ الشثري، وقد وصلت رسالتهم بالفعل فشككوا في خطورة الاختلاط، وشككوا في فتاوى علماء أهل السنة الأثبات القائمة على الدليل والنظر الفاحص العاقل للواقع والذي يبين بما لا يدع مجالا للشك أن الاختلاط في العمل والدراسية وما في حكمهما باب للفتنة والفساد العريض وبناء عليه كانت فتاوى العلماء بتحريم الاختلاط الذي هو نازلة في حياة الأمة، ولم يعرفه المسلمون إلا مع مجيء الاستعمار وقيامه بزرع هذا الداء الخطير في بلاد الإسلام ثم حمله من بعده تلاميذه ومريدوه من العلمانيين وقى الله شرهم، ولم يسلم منه إلا هذه البلاد واليوم تظهر بوادر زرع هذه الفتنة وقى الله شرها في هذه البلاد، فجاءت معظم كتابات الحزبيين لتغمز قناة علماء أهل السنة والجماعة في كل مكان في العالم الإسلامي وليس في هذه البلاد، فأهل السنة والجماعة هم في كل مكان على نهج واحد وفقه واحد حيث مصادر التلقي واحدة وأساليب النظر واحدة قائمة على أسس القرون المفضلة وفي مقدمته قرن النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم صحابته رضي الله عنهم.
ثم جاء أحدهم فكتب مقالة خطيرة لا تمت إلى أساليب أهل العلم ولا إلى حرصهم على وحدة الأمة وتماسكها في وجه الأخطار المحدقة من قبل التيارات المنحرفة القديمة والحديثة، فكتب مقالة تقطر حقدا على علماء أهل السنة والجماعة وعلى مصالح البلدان الإسلامية لا في بلد بعينه، بل في بلاد الإسلام قاطبة، وإن كان حاول أن يقصد بها بلدا بعينه، لكن الواقع يقول إن ما دفعه لذلك هو هذا الوعي الإسلامي العام في كل أقطار العالم الإسلامي لمواجهة التيارات البدعية والعلمانية والمنحرفة الأخرى التي فتت في عضد الأمة كثيرا وانحرفت بالمسلمين عن الجادة، وزرعت الخبال والضعف في بلاد الإسلام قروانا متطاولة، فهاله هذا الوعي الكبير والعارم من المبني على العودة إلى الكتاب والسنة وسنة الراشدين رضي الله عنهم وفقه القرون المفضلة، فرأى من منطلقات حزبيته الضيقة أن يصدع بالحق، وهو في الواقع حقق صدعا، وقد ينجح في مساعيه وإخوانه الحزبيين، ولكن يقظة أهل السنة والجماعة من العلماء والدعاة لن تترك لهذا وأمثاله هداه الله أن يعمق هذا الصدع الذي سماه صدعا بالحق.
فقد كتب عن أمورا يأخذها على علماء أهل السنة والجماعة منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
دعوى التكفير، ورفضه لما ادعاه لصور من التكفير وقع فيها علماء أهل السنة والجماعة الذين سماهم المؤسسة الدينية وهي تسمية العلمانيين لعلماء الإسلام لم يتورع عن استخدامه وهو عالم، أو لم يفهم حقيقة هذا اللفظ الخطير (المؤسسة الدينية) وهو الذي يقول إنه متخصص في العلم الشرعي، فأين العلم الشرعي هنا.
وقضية التكفير مقيدة بالكتاب والسنة لا بالهوى والمزاج وعلماء أهل السنة لا يكفرون إلا من كفره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والخوض في هذه المسألة من زاوية حزبية غير الخوض فيها من زاوية شرعية هي للعلماء الأثبات، وحاول من خلال هذه المسألة أن ينال من جناب عالم كبير من علماء الأمة كان واضحا في تمسكه الصارم بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم فقه القرون المفضلة، في مسائل الإيمان والتكفير، وغير خاف على احد أن الكاتب الذي يقول إنه عالم شرعي يقدم هدية قيمة للعمانيين الذين خاضوا في هذه المسألة كثيرا حتى وصموا جميع علماء أهل السنة والجماعة بالتكفيريين، فأين الصدع بالحق، حيث هو تحقيق الصدع ومناولة العلمانيين المزيد من السهام ضد العلماء وبلاد الإسلام.
ثم عرج على مسألة الشيعة وحقوقهم، ومن يدعي أن حقوق الشيعة في البلاد السعودية - التي عناها الكاتب - مهضومة فهو مدع، ولا يريد إلا تعميق الصدع، وزيادة شغب الحاقدين على هذه البلاد، وليته نظر إلى أحوال أهل السنة في إيران والمشانق التي تنصب لهم في الأحواز وبلوشستان ليعرف أين تنتهك الحقوق، ولا ريب أن هذا الكاتب هداه الله وكفى شره وفتنته يتناسى أن الأقليات التي تؤزهم جهات خارجية بكل الوسائل، نسي أو تناسى أن هذه الأقليات تتمترس وراء تقارير حقوق الإنسان المغرضة الحاقدة على الإسلام وأهله، ووراء تقارير السفارات التي لا تريد الخير للإسلام وأهله فهي تريدهم أن يبقوا في شغل شاغل عن التنمية والبناء والدعوة ونشر الإسلام، وها هي الأقلية القبطية في مصر تفعل الأفاعيل ومن ورائها القوى الخارجية، وكذلك العلمانيون الأمازيغ في الجزائر والمغرب وتونس فهل يريد الكاتب أن يؤيد تلك القوى العلمانية المغرضة الحاقدة أيضا؟ وعندها هل سيبقى بلد من بلاد الإسلام دون إثارة للفتن وهذا الكاتب وأمثاله يصبون الزيت على نار تلك الأقليات التي تريد كل شيء بما في ذلك أن تصبح الأكثرية هي الأقلية والأقلية هي الأكثرية؟.
ثم يعرج كاتب مقالة الصدع بالحق وهي مقالة تحقيق الصدع في الواقع يعرج على مسألة المرأة وأنها لم تأخذ حقوقها وهو عين الخطاب العلماني الخبيث الهدام، وأثار في مقالته مسألة الاختلاط وحتى عباءة الكتف! وغير ذلك، وكيف أن العلماء لم يقوا فيها الحق وانه جاء بالخبر اليقين في هذا وذاك! وهو في هذا بلا أدنى ريب متوافق مع الحزب الذي يمثله والذي أخذ يغازل القوى الغربية والعلمانية في محاولاته الوصول إلى السلطة في بعض البلدان الإسلامية فأخذ هذا الحزب الذي يدعي الإسلامية يستعرض النساء في حملاته الإنتخابية وفي تجمعاته المختلطة، ويتحدث عن تعيين النساء في الولايات قاطبة، ولا ريب أن هذا الأسلوب الرخيص في دغدغة مشاعر العلمانيين والقوى الغربية لتأييده أسلوب غير شرعي ومناف لنهج النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية، فالمرأة ليست كالرجل، والمناصب للرجال دون النساء، والمرأة مأمورة بالقرار في بيتها، هذه هي طبيعة النهج الإسلامي القويم، الذي يبدو أن الحزبيين أداورا له ظهرهم حيث مصلحة الجماعة الحزبية فوق كل مصلحة وأهم من كل نص، وهذا يذكرني بمقالة احد الفضلاء حفظه الله عن السبتيين، الذين يحتالون على الأوامر الإلهية بشتى الطرق.
أسأل الله تعالى أن يهدي من يريد تحقيق الصدع إلى جادة الصواب وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والله المستعان.
علي التمني
أبها في 1/ 11/1430
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 08:27]ـ
هذا جوابي على مقال الشيخ الدكتور حاتم العوني وأرجو ممن له اتصال به أن يتفضل مشكورا مأجورا بإيصاله إليه ...
ملحوطة: كل ما بالأحمر فهو اقتباس من كلام الدكتور، وأما ما سوى ذلك فكلامي.
أقول بعد الحمد والثناء على رب الأرض والسماء والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء،
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أحزنني والله منكم يا دكتور حاتم هذه اللهجة التي ما عهدناها من أمثالكم، معاشر أهل العلم والإصلاح في بلاد المسلمين .. ومذ وقعت عيني للوهلة الأولى على رأس المقال ووجدته قد غابت فيه سنة التقديم بالحمد والثناء على الله تعالى، عجبت من نسبة هذا المقال إليكم، وأنتم من أنتم بين أهل العلم، الذين يؤمل منهم لا من غيرهم تعليم السنن وفضائل الأعمال والحرص عليها وعلى العمل بها حتى يكونوا قدوة ربانية لمن تحتهم من الطلبة والعامة وأشباه العوام، كما كان دأب أهل الإصلاح في أمتنا من زمان الوحي وإلى يوم الناس هذا .. ولما مضيت في القراءة زدت عجبا فوق عجب وحزنا فوق حزن، ولله الأمر من قبل ومن بعد، والله المستعان.
تقولون:
لقد كانت قلة قليلة منا (معشرَ المتخصصين في العلوم الشرعية) ربما تحدّثَ بعضُنا على خجلٍ وبصوت منخفضٍ عن قضايا ملحّةٍ كثيرة (في قضايا المرأة وغيرها)، كانت لنا فيها وجهاتُ نظرٍ مخالِفَةٍ لتوجُّهِ الإفتاء الرسمي في المملكة.
وكنا نترفّقُ في عَرْضنا لاجتهاداتنا وفي اعتراضنا على فتاواهم؛ طمعًا في قبولها والاستفادة منها. وكنا في مقابل ذلك الترفُّقِ نتقبّلُ من بعض المشايخ وطلبة العلم حُزْمةً من التصنيفات الجائرة لنا وللتُّهَمِ الجزاف التي كانت تُطلق علينا , وأرجو أن لا نترك ذالك الترفُّقَ ولا هذا التقبُّلَ. ولكننا استمررنا بالتلطُّفِ في المخالفة إلى حدِّ العجز عن الإصلاح، وإلى حد ضعف التأثير
قلت: تقولون إنكم كنتم تتحدثون بخجل .. فلماذا كان هذا الخجل يا دكتور؟ وهل يخجل أهل الحق من الحق؟ المخافتة بالنصيحة وإخفاؤها صيانة لضوابط الشرع في المصالح والمفاسد شيء، والخجل في ذلك شيء آخر! والمظنون بعلماء لهم ريادة في أمة المسلمين أمثالكم ألا يغيب عنهم التمييز بين المعنيين! فإن كان ذلكم الخجل من مراعاة مقام من تخاطبونهم من علماء كبار – مثلا – فأين ذهب هذا الخجل الآن ولماذا؟؟
أقول إن كنت يا دكتور ترى أن الشرع يتسع لرأيك كما لرأي الإفتاء الرسمي وأن الخلاف في ذلك سائغ، فهل يتصور بمثلك أن يجهل أن حكم الحاكم في مثل ذلك يقطع النزاع، وأنه يلزمك أنت نفسك بأن تفتي بذلك المذهب في حال إذا ما كانت تلك المسائل التي تشير إليها إشارة عامة مبهمة بقولك (قضايا المرأة) من جملة ما ينبني عليه تنظيم عام يأمر به ولاة الأمر ويفرضونه على البلاد؟ وإن كنت ترى أن الخلاف في ذلك لا يسوغ وأن علماء الإفتاء الرسمي كلهم قد بدعوا قولا باطلا فاسدا فيه فهل يجهل مثلك ضوابط السلف – الذين يظن بك الاقتداء بهم – في المناصحة فيما بينك وبينهم، حتى إذا لم تُجدِ المناصحة نفعا، كانت مراعاة المصالح والمفاسد بعد ذلك؟؟ فإن كنت يا دكتور من قبل هذا على هذه الجادة كما نفهم من كلامك الآنف، فما الذي تغير الآن؟ الصدع بالحق ما ضابطه وأين يكون وعند من يكون أيها الدكتور الكريم، يا من تنشئ طلبة العلم على اتباع السلف وعلى طاعة ولي الأمر؟ وما بالك الآن تكاد تشابه قوما كنت من قبل تستفحش طريقتهم فيما يسمونه هم أيضا بالصدع بالحق وينابذون به ولاة الأمر علانية، وترميهم بالمفسدين؟؟ كنتم من قبل تعرضون ما عندكم على الجهة الرسمية برفق، وتناقشونهم حيث يسوغ شرعا لمثل هذا النقاش أن يتخذ مجراه .. فلما لم يقبلوا منكم ذلك، كان ماذا؟ قررتم الانقلاب إلى إثارة الناس عليهم وعلى فتاواهم؟
كيف يكون الإصلاح الآن يا ترى وقد رفضت الجهة الرسمية – كما تدعي – ما رفعتموه أنت وأصحابك إليها يا دكتور بشأن قضايا المرأة و"غيرها"؟؟ يكون بشنّ الحرب عليها علنا؟؟ يكون بفتح الذرائع للملاحدة والعلمانيين حتى تلوك ألسنتهم في علماء الإفتاء كما يحلو لهم، ويعصفوا بها عصفا كما يحلمون؟؟ وإن كنتم على قولٍ ذي وجاهة وحظ من النظر في تلك المسائل حقا، فهل سبيل بيان الحق فيها = كتابة أمثال هذه المقالات الصحافية التي لا ترجع بثمرة إلا الحط على علماء الإفتاء وإفلات البلاد من أيديهم؟؟؟
ثم هل تنزل المسائل التي تعمل فيها الدولة بفتوى الهيئة بصورة رسمية في القضاء والإفتاء وتنظيم شؤون المسلمين ونحو ذلك، منزل المسائل التعبدية والخبرية الخاصة التي لا يلزم فيها المسلم الامتثال لفتيا ولي الأمر إن خالف مذهبه، أو التي لا تقع مخالفة لأمره في البلاد إن خالف الناس مذهبه وحكمه فيها؟؟ أو بعبارة أخرى: هل نشر مذهبكم المخالف لمذهبهم في قضايا المرأة "وغيرها" من القضايا العامة التي تصدرت تلك الهيئة تصدرا رسميا في الإفتاء فيها ولا تزال = يأتي منه شيء سوى مخالفة الرعية للسلطان ونشر الفوضى في البلاد؟ أفلو كان الاختلاط عندك مباحا – مثلا - وعند هيئة الإفتاء الرسمية ممنوعا، وأنت ترى أن في المسألة خلافا سائغا، أفيسوغ لك حينئذ الإفتاء في الناس بمشروعية الاختلاط، فإذا هم يخالفون ذلك المنع "الرسمي" ويراغمون أولي الأمر في ذلك؟؟ أهذا – يا دكتورنا الفاضل – ما يتحقق به الإصلاح الديني لبلاد المسلمين؟
وهل بأمثال هذه المقالة وبمثل هذا الطرح نسلم من "ضعف التأثير" ومن "العجز عن الإصلاح" على حد عبارتكم؟؟؟
أهذا هو سبيل المؤمنين يا دكتور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 08:29]ـ
يواصل الشيخ حاتم ويقول:
كنا نبرر هذا العجز والضعف بعدة أمور، نال كلَّ واحدٍ منا نصيبٌ منها، وهي:
1 - إما مجاملة للمشايخ والتيار المتوقّفِ عند اجتهاداتهم فقط وتطييبًا لخاطرهم على حساب الإصلاح الديني! وهذه معصية لا يجوز أن تستمر؛ لأن مصلحة الدين تستوجب عدم فعل ذلك.
قلت سامحك الله يا دكتور والله ما كان الظن بأمثالك أن يخرج منهم مثل هذا الكلام في حق هؤلاء العلماء! هل الظن بعلماء الإفتاء عندك – وتأمل الإجمال والتعميم في الاتهام، وهو آية بغي في النكير ما عاد يخفى - أنهم لا يقبلون الحق إذا ما تبين لهم، ويمثلون "تيارا" صار متوقفا على اجتهاداتهم هم دون اجتهادات غيرهم، فلا يبقى إلا "تطييب خاطرهم"؟؟؟ ألا ترى أن لازم ذلك الطعن فيك أنت نفسك ومن تجمعهم إليك في هذا الكلام، إذ كنتم تطيبون خاطر علماء الإفتاء وتجاملونهم على حساب الحق طوال تلك السنوات؟؟؟ إن كان كما تقول فما ذنبهم هم أن كان هذا موقفكم أنتم؟؟
2 - وإما رضوخًا لفكرةِ أنه لا داعي للفَتِّ في عضد المؤسسة الدينية الرسمية، وذلك من باب تقديمِ دَرْءِ مفسدةٍ أكبر بأخفّ. ولكن أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسد والمصالح كان منكوسًا.
قلت لن ألفت نظركم الكريم إلى من وافقتموهم بمثل هذا الكلام من الصحافيين وأضرابهم، ولكن أسألك: هل نفهم من هذا الكلام أنك الآن أصبحت ترى مشروعية "الفت في عضد المؤسسة الدينية الرسمية"، بعد أن كنت تمتنع عن هذا؟؟ وهل صارت مفسدة هذا "الفت" الآن في ميزانكم أخف من مفسدة تركه؟؟ سبحان الله العظيم! ما معنى أن الأيام أثبتت؟؟ ما هذا الذي جاءت به الأيام في أحوال البلاد مما صار يصلح دليلا على أن هذه الهيئة ما عاد يصلح للبلاد لزوم كلامها كما كان الحال من قبل؟؟؟؟
كيف يقال إن المصلحة الراجحة الآن هي في الستاهل مع "الفت في عضد المؤسسة الدينية" الذي كان أمرا نجتنبه من قبل، وأي مفسدة تلك التي أصبحت بميزانكم الآن أثقل وأرجح من تلك المفسدة، بعد أن كنتم ترون خلاف ذلك من قبل؟؟؟ كيف يقال إن المصلحة الراجحة الآن صارت في السماح بنشر كلام نعلم أن مؤداه زعزعة الهيئة عند الناس ورفع سطوتها من على البلاد والعباد، وإقناع الناس بأنها ما عادت تناسب زمانهم هذا؟؟ لا والله لا يٌرجى إصلاح من مثل هذا أبدا بل لا تعلوه مفسدة أصلا، والله المستعان!
3 - وإما من باب تحميل المؤسسة الدينية الرسمية مسؤوليةَ الإصلاح والتأثير, ولو برأيٍ فقهيٍّ مرجوحٍ صادرٍ منها (فالاجتماعُ على الرأي المرجوح خير من التفرق على الرأي الراجح) ,
قلت ها أنت قد أقررت بما تنكرت له من قبل وناقضت نفسك! إن كنت تؤمن بصحة هذه القاعدة حقا – وهي لا خلاف على صحتها - فما بال كلامك الآنف يا دكتور حاتم، من أين جاء إذن؟؟
ثم أنت تعود إلى التناقض وتواصل في نفس هذه الجزئية قائلا:
ولو مع مبالغةٍ من المؤسسة الدينية الرسمية في استخدام قاعدة سدّ الذرائع) الصحيحة في أصلها) , ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها لحاجات المرحلة ,ولو ... ! ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية؛ لأننا بذلك قد حمّلنا المؤسسةَ الدينية الرسمية فوق طاقتها , بسبب المبالغة في تقدير حجم التأثير المتوقَّعِ لها. ولذلك تجاوزها القرارُ السياسي , الذي لا يمكنه إلا أن يواكب الحَدَثَ وأن يتعايش مع الواقع , إن أمكنه ذلك بالمؤسسة الدينية (وهذا ما يتمناه) , أو بدونها (وهذا ما لا يتمناه).
قلت سبحان الله العظيم! مبالغة في قاعدة سد الذرائع؟ الوقوف في وجه ما يريده العلمانيون والحداثيون من إهدار للدين في المملكة، حتى أوشكوا أن يضعوها على ذات المسار الذي انحدرت عليه مصر وغيرها من البلدان قبل قرن ونصف من الزمان، هذا لا يحتاج إلى التشديد في سد الذرائع؟؟ الغرق المبين في تلك المفاسد التي صارت تأتينا حتى في الهواء الذي نتنتفسه، وفي الصحف التي نقرأها والفضائيات التي تصب على رؤوسنا ما فيها، هذا لا يحتاج إلى التشديد في سد الذرائع؟؟؟ فبالله ما معنى الذرائع أصلا وما تحقيق هذه القاعدة عندكم؟ ومن الذي انقلب وانتكس مقياسة وتقديره للمسائل يا شيخنا الكريم؟؟؟ ثم عبارة "حاجات المرحلة" هذه ما تحقيقها عند أهل العلم والنظر؟ وإن كانت مما علمتم أنتم أنه إنما يجري على ألسنة
(يُتْبَعُ)
(/)
الصحافيين والحزبيين ومن يريدون "تحريك" البلاد على أهوائهم، فهل يحسن بواحد من أهل التحقيق أن يأتي بمثل هذا المصطلح المتشابه في كلامه على هذا النحو دونما تفصيل للوجه الذي يريده منه؟؟؟ المرحلة التي نحن فيها تقولون إن لها "حاجات" .. فما نوع هذه الحاجات وما طبيعتها؟؟ وهل أفهم ويفهم غيري من طلبة العلم هذه اللفظة "حاجات" على ما جرى عليه اصطلاحنا في صنعة العلم، أم على غير ذلك؟ فإن كان على الاصطلاح العلمي فهل هي نظير المصلحة المرسلة مثلا؟؟ لا يبدو ذلك، إذ عبارة "المرحلة" توحي بأن المتكلم في تصوره مراحل عدة نحن الآن في إحداها .. (وهذا في الحقيقة هو وجه استعمال الحركيين من الإخوان ونحوهم لهذه العبارة لأسباب تعرفونها)، فينبغي لهذا المتكلم إذن – وهو من أهل العلم والنظر - أن يفصح عن تلك المراحل عنده ويبين ما يرجو أن تنتهي إليه حتى يفهم المخاطب مثل هذا الخطاب فهما صحيحا!
ونظير ذلك قولكم "خسائرنا الإصلاحية" .. فأنت تدري ويدري كل قارئ لكلامك يا دكتور حاتم أن "الخسائر الإصلاحية" في نظر العلمانيين – مثلا – هي على النقيض التام من "الخسائر الإصلاحية" عند العلماء الربانيين من أهل الحل والعقد والإصلاح والدعوة! وبين هذين الضدين درجات من الرماديات يتحرك عليها صعودا وهبوطا أقوام فرَّطوا و"تعصرنوا" وأقوامٌ تعلمنوا وأقوام تلبرلوا (إن صح هذا المنحوت)، إلخ!! فأين أنتم على هذا السلم الآن يا دكتور حتى نفهم حقيقة ما تريده أنت بقولك ههنا "خسائرنا الإصلاحية"؟؟؟ وإن كان مطلع المقال على هذا النحو فعلى أي وجه نحمل تلك العبارة منكم بعدُ؟؟
وإن كنتم ترون أننا نبالغ في تقدير حجم التأثير المتوقع للهيئة الرسمية، فما العمل إزاء ذلك عندكم؟؟ أن نقضي على البقية الباقية من ذلك التأثير عند الناس؟؟ أن نوحي إليهم - على جهل أكثرهم - بأن منهجها لم يعد يصلح وطريقتها في النظر لم تعد تأتي بما ينفع، وبأن كلامها لم يعد ملزما، بل إنه صار من عصر آخر ومن زمان آخر وما عاد يصلح لهم؟؟ أن نسوغ لهم مخالفتها والاستهانة بها بهذه السهولة؟؟ فيا لله العجب!!
لا شأن لنا بتجاوز القرار السياسي لتلك الهيئة يا دكتور، فهذا لا ينقصها ولا يعيبها كما هو واضح، وإنما العيب كل العيب على من اتخذ من ذلك ذريعة للحط عليها، فإذا به يدعو إلى ترسيخ الفوضى وهو يحسب أنه يحسن صنعا!! "مواكبة الحدث" و"معايشة الواقع" هذه عبارات صحافية رنانة لا تنفق في سوق العلم يا دكتور! فأي حدث تقصد؟؟ هل صارت الهيئة تتخلف عن مواكبة كل الأحداث – كما هو مفهوم من هذا الإطلاق العجيب – أم بعضها دون بعض؟؟ إن كنت تريد بذلك "الواقع" الذي ينبغي للبلاد أن "تعايشه": تقرير مخالفة شرع الله التي يدعو إليها أهل النعاق من كل حدب وصوب ومن كل ملة ونحلة في داخل البلاد وخارجها، وقبول الانخلاع عن أحولٍ كانت ولا تزال تحفظ للبلاد دينها وكرامتها وصلاح أهلها واستقامتهم وعفاف نسائهم، فبئس الواقع هذا والله! إنه فساد يجب تغييره والنهي عنه والتحذير منه، كلٌ بما وسعه، لا الرضوخ له والسماح له بأن يغزو بلاد الحرمين كما غزا غيرها من البلدان، بدعوى معايشة الواقع ومواكبة الحدث و .. !!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 08:33]ـ
تقولون:
4 - وإما أَخْذًا منا بنصائح الناصحين والمحبين , بتأخير بعض الآراء إلى وقتها المناسب. ولكننا أخطأنا في قبول تلك النصائح غير الموفَّقة , والتي لا تحدد الزمنَ المناسب أبدًا, ولا تريد أن تحدده؛ لأنها لا تريد إلا الاستمرار في الصمت. وقد تبينَ مؤخرًا أن الوقت المناسب إن لم يكن قد تجاوَزَنا , فهذا هو أوانُه المؤكّد والحاسم.
قلت أوان أي شيء؟ أوان الخروج على هيئة الإفتاء؟؟ أوان الثورة عليها وإسقاطها؟؟ تتحدث الآن عن "تأخير الآراء" ثم تلومهم على أنهم لم يقبلوها منك، فكيف يقبلونها وأنتم تؤخرون طرحها أصلا بحجة تأجيل ذلك إلى الوقت المناسب؟؟ ما بالك قبل قليل كنت تتكلم عن النصح الخافت الخجل وعرض الآراء وطرحها والآن تتكلم عن الصمت والاستمرار في الصمت؟؟ أين النص وإنكار المنكر باللسان ومناقشة المخطئ في خطئه ومراجعته فيه؟؟ ولماذا الآن يا شيخ حاتم؟؟ لماذا الآن بالذات تأكد أوان الكلام بعد الصمت وانحسم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل آن أوانُ الصدع بالحق , والإعلان عن اجتهاداتنا الفقهية بالصوت المرتفع , وبالصوت المرتفع وحده.
وهل آن الأوان لِنُشِيْعَ بين الناس أن الإصلاح الديني ليس محصورًا في المؤسسة الدينية الرسمية وحدها , بل قد يكون تَحَقُّقُ الإصلاح الديني في اجتهاداتٍ آتيةٍ من خارج المؤسسة الدينية الرسمية؛ لأن تلك الاجتهادات الآتية من خارجها قد تكون هي الأرجح , أوهي الأصلح لزمننا.
قلت حرر إذن يا شيخنا ما تقصده بالإصلاح الديني! وإلا فكل من يريد للدين أن يقام في البلاد على مزاجه وهواه، فهو يسعى – في نظر نفسه – إلى الإصلاح الديني!! ثم يا أستاذنا الكريم، أيصح وصف تلك الاجتهادات بالإصلاح حتى وإن كانت تخالف ما أمر به ولي الأمر في البلاد مستندا على اجتهاد تلك الهيئة التي ما جعلها في ذلك المكان إلا من أجل ذلك؟؟
لا أشك في أن هذين السؤالين التقريريين جوابهما هو: نعم , لقد آن الأوان , أو نرجو أن نستطيع إدراك أوانه الذي قد فات.
ولكي يكون هذا المقال بدايةَ الإصلاح , أودُّ ذِكْرَ بعض ملاحظاتي على المؤسسة الدينية الرسمية , ببيان بعض سياساتها المرجوحة شرعيا في اجتهادي:
أولا:المبالغة في سد الذرائع , بسبب خوفٍ على المجتمع ,وهو ما يُسمّيه البعض وصايةً عليه: بأننا لو فتحنا للمجتمع المجال تجاوَزَ الحدَّ المسموح إلى غير المسموح , ولذلك يجب (حسب اجتهادهم) وَضْعُ حدٍّ احتياطي من الممنوعات , لكي لا يصل الناس للحد الحقيقي. وهذا المنطلق الفقهي (وهو أصل سد الذرائع) ليس مطلقا بغير شروط , بل لا بد من توفر شروطٍ لصحته , ولا أجد هذه الشروط متوفرة في العديد من الفتاوى والاجتهادات.
قلت أي شروط هذه يا دكتور؟ بالله ماذا ينتظر المجتهد أكثر مما صار يجري الآن في البلاد مما لا يرضاه الصادقون المخلصون الربانيون، حتى يشدد في سد الذرائع ما وسعه ذلك؟؟ أليست الحال الآن أدعى إلى التشديد منها إلى التراخي؟ أم أن الذرائع تُفتح كلها عندما لا يعود في الوسع والإمكان سد كثير منها، من باب "خَرِبَت وقُضي الأمر"؟؟ هذه هي الشروط الأصولية العلمية التي ترونها للتشديد في سد الذرائع؟؟ وإلا فمثلوا لنا إذن بشيء من تلك الفتاوى والاجتهادات التي تخلفت فيها تلك الشروط حتى نفهم ما تريدون!! أليس هذا الكلام مبحثا علميا شرعيا تريد به تقرير اعتراضك الشرعي على الهيئة و"سياسيتها المرجوحة" في اجتهادك؟؟ فأين هذا الاجتهاد؟؟؟ نسمع جعجعة ولا نرى طحنا يا دكتور! أين التدليل وأين والتمثيل وأين وأين ... فإلى الله المشتكى!
ثانيا:مصادرة الاختلاف السائغ , والتشنيع عليه؛ بحجة أنه غير سائغ وشاذ وبدعوى مخالفته للإجماع (دون اتضاح الرؤية لضوابط تَشْذِيذِ قول واطِّراحِه) , أو بحجة أن القائلَ به من متتبعي رُخَصِ الفقهاء (ومن تتبع رخص الفقهاء تزندق) , أو بحجة أنها قولٌ مرجوحٌ , ولا يهم أن يكون راجحًا عند فقيه آخر.
قلت المظنون بمن في منزلتكم من العلم والنظر يا شيحنا أنه يعي أن من مسائل الاجتهاد ما وقع الخلاف فيما إذا كان يسوغ الخلاف فيها أو لا يسوغ .. ومن المسائل ما يظهر لكل من حصَّل قدرا من العلم أن المفتي فيها بقولة كذا، قد التقط من أجل ذلك رخصة من رخص العلماء وجدها دفينة في قلب كتاب من كتب الفقه فإذا هو ينتصر بها لمذهبه الفاسد!! فالظن بك يا دكتور حاتم أنك أعلم من أن ينصهر في نظرك الفرق بين الصنفين، أو أن تظن بعلماء الهيئة أنهم جميعا قد تخلفوا عن إدراك ذلك الفرق وتمييزه!!!
فإن رأت هيئة الإفتاء الرسمية – وهي مفتي ولي الأمر الذي يثق فيه ويلزمه تقليده والعمل بقوله - أن الخلاف في مسألة من المسائل التي تنتظم بها أحوال الناس في البلاد = غير سائغ، فأمضت حكمها فيه ولم يصح عندها قول من يخالفها واجتهاده فتركته، فهل تُرمى الهيئة من أجل ذلك "بالمصادرة"؟؟ في أي كتاب من كتب الفقه وأصوله نجد مثل هذا الفهم؟ ومتى يستقيم الأمر لتلك الهيئة إذن فيما تبوأته من مهمة توجيه صاحب القرار السياسي في تلك القضايا العامة، وكيف يجتمع أمر البلاد على نظام واحد في هذا وهم لا يكادون ينطقون باجتهاد لهم حتى تتنازعه هذه الفئة أو تلك من العلماء وطلبة العلم يصرِّحون في الصحف والمجلات وغيرها – بلا مبالاة ولا مراعاة منهم للمصالح والمفاسد – بأن هذا اجتهاد باطل لا يصح للناس
(يُتْبَعُ)
(/)
العمل به؟؟؟ الله الله في بلادنا يا دكتور حاتم!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 08:34]ـ
ثالثا: بعض تلك السياسات مرجعها إلى خلط التقاليد والأعراف بالدين (مثل معضلة: عباية الرأس أو الكتفين) , واتّهمْنا من يخالفُنا فيها بشتى التهم , كالتغريب أو قلة الغَيرة (الدياثة) , وغير ذلك من التهم.
ولقد كنت أذكر خلافي لذلك كله بصوت يعلو قليلا وينخفض كثيرا؛ لا خوفًا من ضغوض التهميش , الذي لا يمكن في زمن الفضاء المفتوح والشبكة الدولية المتاحة لكل أحد. ولا وجلاً من بَغْيِ هجومٍ متوَّقع يقصد الإسقاطَ وتشويهَ السمعة بشتى الوسائل: من تجهيلٍ وتبديع , إلى غير ذلك من صنوف الفجور في الخصومة. وإنما كان الصوت ينخفض كثيرًا: مراعاةً مني للمصلحة العامة المتمثلة في الحرص على وحدة الصف , أو تسامحًا مع الرأي القائل بأن المخالفين قادرون على تدارك الأخطاء إن وقعت , وأن جبهة الممانعة قوية , فلا داعي لإضعافها من الداخل. ويبدو أنني أخطأت في ذلك كله , وأنه ما كان لصوت الإصلاح أن ينخفض , وأن السكوت كان خطيئة لا تجوز.
قلت فأين ذهبت هذه المصلحة العامة المتمثلة في وحدة الصف يا دكتور؟؟؟ صار لا يعنيك الآن أن يتصدع الصف وتنشق العصا بعد أن كان يعنيك من قبل؟؟ وهل المصلحة التي أصبحت ترجوها أنت الآن من أخذ الناس برأيك في مسألة العباية – مثلا – هي أرجح من مراعاة هذا الأمر الخطير؟؟؟ أي مقياس هذا يا شيخ حاتم عفا الله عنك؟؟ ثم أنت أعلم من غيرك بأن الأعراف والتقاليد إن لم تكن فيها مخالفة للشرع فهي ملزمة للناس، ولا يسوغ مخالفتها دون مصلحة راجحة، فبالله أين المصلحة الراجحة الآن في مخالفة تلك الأعراف – على التسليم بأن الأمر كما تقول من التقاليد والأعراف - التي يتفق الناس جميعا على أنها أستر وأحفظ وأشد صيانة للنساء مما سواها؟؟ أولو كانت تلك الأعراف أقرب إلى مقاصد الشرع المطهر من تشريع الحجاب وأحكم في سد الذرائع التي صارت الآن تنتهك من كل جانب؟ سبحان الله!
فمثلا: كنتُ قد كتبتُ فتوى مُطَوَّلةً فصّلتُ فيها الكلام عن الاختلاط بين الذكور والإناث , وبينتُ أن الاختلاط منه ما هو جائز ومنه ما هو محرم , وبينت فيه أن كثيرا من الناس فيه بين إفراطٍ وتفريط. ولا أعلم طرحًا شرعيا سابقا لذلك الطرح فَصَّلَ في شأنِ الاختلاط ذلك التفصيل.
قلت بل التفصيل معلوم عند أهل العلم في القديم والحديث، على اعتبار أن المراد باصطلاح الاختلاط هو كل اشتراك في المحل بين الرجال والنساء .. فإن كان اشتراكا عابرا لا تطول فيه المخالطة ولا تنفتح به الذرائع، كما يكون في الطرقات العامة والأسواق ونحوها، فليس هذا محرما عند أحد من أهل العلم، وإن كان مما تطول فيه المخالطة أو يخشى فيه من الفتنة، فهو ممنوع! هذا على اعتبار إدخال الصنف الأول من الاشتراك المكاني في مصطلح الاختلاط، وإن كان المعاصرون من أهل العلم قد اقتصر اصطلاحهم في الاختلاط على الصنف الثاني وحده، فلا يعدون ما يكون في الطرقات والأماكن العامة المفتوحة – في الأحوال الاعتيادية – من الاختلاط الذي أطلقوا تحريمه .. فإن كان هذا هو تفصيلك في الأمر، فإن مآل ذلك إلى الاختلاف اللفظي لا أكثر، ولا مشاحة في الاصطلاح .. فأنت تدري أنه لم يقل أحد من أهل العلم لا في الإفتاء ولا في غيره بأن كل تواجد لعدد من الرجال مع عدد من النساء في مكان ما هو من الاختلاط المحرم كيفما كان ذلك!! وأما إن كنت تريد توسعة دائرة الإباحة حتى يدخل فيها ما يكون من الاختلاط في الجامعات والهيئات الحكومية والشركات ونحو ذلك، فبالله أي شيء بقي من الاختلاط حتى ينزل عليه حكم التحريم إذن، وما علة التحريم عندكم أصلا إن كان ذلك كذلك؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع أن تلك الفتوى كانت من قبيل الصوت المنخفض في الإصلاح , وهي تدعو لانضباطٍ شرعي مؤصَّلٍ في موضوع الاختلاط؛ إلا أنها لم تحظَ بقبولٍ واسع لدى المخالفين من الشرعيين , الذين ما زالوا يغالطون (في شأن الاختلاط) الأدلةَ الشرعية، ويتجاهلون الحاجةَ الملحة لإعادة النظر في عاداتنا التي مزجناها بالدين. فكانت تلك الفتوى مصدرَ امتعاظٍ عند شريحة كبيرة فيما ظهر لي , وتجاهلٍ أكبر من شريحة أكبر. حتى جاء الوقتُ الحاضر , فأصبح بعضُ من كان ينكر تلك الفتوى يتبجح الآن بالتفصيل الذي مضى لي على ذكره زمان , ووجد فيها بعضُ المتجاهلين لها سابقا مخرجًا من أزمةٍ وحلاًّ لمشكلةٍ. ولو أنهم راجعوا أنفسهم قبل هذا , وأدركوا متغيرات العصر , لعرفوا أن موقفهم السابق من ذلك الرأي كان خطأ شرعيا سيؤدي إلى خطأ شرعي في الاتجاه الآخر.
قلت معذرة يا دكتور ولكن هذا كلام إنشائي لا زمام له ولا خطام! وأكرر أنه على التسليم – تنزلا - بأن كثيرا مما هو مألوف ومعمول به في المملكة من الفصل بين الرجال والنساء ليس إلا من العرف والعادات، فأنا سائلك يا دكتور: ما الذي طرأ على حياة الناس في المملكة الآن من مستجد أصبح يُحوِجهم إلى نبذ تلك العادات وتقليص دائرة "الاختلاط الممنوع" عما كانت عليه من قبل؟؟ أولو كان في الوسع تحقيق الفصل في أماكن العمل والدراسة والمصانع والمستشفيات وفي كل مكان تُخشى فيه الفتنة – وفقا لتلك العادات "في نظرك" – دون الخوف من فوات مصلحة شرعية أو دنيوية راجحة من جراء ذلك؟؟ فإن لم يكن ميزانكم الذي تنصبونه للنظر في هذه القضية هذا هو مبناه فعلى أي شيء بنيتموه إذن يا دكتور؟؟ أي متغيرات هذه التي جدت وطرأت وصارت تُعوز علماء الإفتاء إلى تفصيل جديد لم يكونوا يقولون به من قبل في هذه المسألة (وأحدثتموه أنتم من غير سلف لكم فيه)؟؟؟ هذه دعاوى ننزه أمثالكم عن الكلام بمثلها!
وفي قضية الطائفية: تكلمتُ بصوت مرتفع , في الفضائيات , وفي أكثر من مقال , منها مقالٌ مطول نشرتْه بعضُ المواقع الشبكية , ثم طُبع ونُشر مجانا (بدعم من بعض المحسنين الفضلاء). فكنتُ أحذًّرُ من خطر الطائفية , وأبين أنها الورقةَ الرابحةَ بيد المتربص الخارجي , وأن الاعتدال غائبٌ في شأنها عن الساحة الشرعية من الجوانب كلها (من جانب السنة ومن جانب الشيعة أيضا وغيرهم). وما زال الرفض والممانعة مستمرَّينِ حتى خرج تقرير لجنة حقوق الإنسان السعودية يطالب بإعطاء الشيعة حقوقهم. فأرجو أن لا تستمر الممانعة , إلى أن تقع الفتنة الطائفية , أو إلى أن تتجاوز الأقليةُ الشيعية حقوقَها إلى ما ليس من حقوقها.
قلت أي حقوق يا دكتور سامحك الله؟؟ أهذا كلام من يدري حدود المشروع في شأن أمثال تلك الطوائف، ويلوم علماء الهيئة على ما يزعم أنه غياب للوعي بالواقع والأحداث من حولهم؟ أين فقه الواقع عندك يا دكتور حاتم من مساعي إيران الخبيثة التي لم تعد تخفى على أحد أبدا، في سبيل التمكين لأذنابها في بلاد المسلمين، لا سيما بلاد الحرمين حفظها الله؟؟؟ أين فقه الواقع عندك من حقيقة ما يعتقده الرافضة وما يطمعون فيه في بلاد الحرمين، وما يحققه لهم أصحاب "حقوق الإنسان" من مآرب في ذلك وفي غيره مما تعلمون؟؟ تطلق القول بأن مخالفيك قد التزموا الرفض والممانعة وتعتب عليهم ذلك، فهل مثل هذا الإبهام يليق بأمثالكم؟ أي رفض وممانعة تامة هذه وما تحقيقها؟؟ ولو كان الأمر بإطلاقه على هذا النحو أفكان يُسمح للشيعة بالوجود على أرض المملكة أصلا؟؟ ما تفصيل هذه الممانعة والرفص يا دكتور، وأين بيان ذلك في كلامك وماذا نأخذ من هذا كله إلا أنك ترى أن الاعتدال في هذه المسألة الخطيرة كان من نصيب لجنة حقوق الإنسان وما تسعى تلك اللجنة إلى تحقيقه في البلاد، ولم يكن منه شيء لهيئة الإفتاء العلمية التي لها الأهلية الشرعية – بموجب ما يوفره ولاة الأمر لها من مادة للنظر لا تتوفر لغيرها - الفصل في أمثال تلك القضية الكبرى وإفتاء ولي الأمر فيها، لا لغيرها؟؟ دع عنك هذا يا شيخنا سامحك الله، فهذا ثغر لا أرجو لك أن تلقى الله به وقد انفتح من قبلك ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 08:35]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مجال التكفير: كنت قد نشرتُ فتوى صريحة أقيِّمُ فيها دعوةَ الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) , حسب زمنها , وبما لا أعرف طريقةً هي أقوى منها في الدفاع عنها, وأَدْعَى لبقاء أثرها الطيب؛ لأنها الإنصاف والعدل. ولأجعل هذه الفتوى مني مدخلا لمراجعاتٍ سلفيةٍ سُنية لتراثنا البشري غير المعصوم في مسائل التكفير والتي لي ولغيري فيها اجتهاداتٌ عديدةٌ نخالف المشهور بيننا فيها اليوم , نشرتُ أحدهَا في كتابي (الولاء والبراء) وفي مقدمة (التعامل مع المبتدع) , ومازلت أصرِّحُ بفتاواي فيها لكل سائل, وأناقش كل معترض. ولا أذكر هذا؛ إلا لكي لا أُطالبَ بالدليل على ما أقول وبأمثلة لما أدّعيه. وقد قُوبلت تلك المراجعات بهجوم متوقَّع , لا يهمني الآن منه؛ إلا التذكير بواجب إعادة الحسابات , والمبالغة في محاسبة النفس , فمصلحةُ الدين فوق حظوظ النفس.
قلت "مجال التكفير"؟؟ عجبا لهذه العبارة! والأعجب منها قولك "أقيم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" .. تقيم الدعوة كلها؟؟ في فتوى من فقرتين يا دكتور حاتم؟؟؟؟؟ أهذا عمل يقدم عليه العالم أو المفتي – على دقته وخطورته وسعة المباحث فيه – في فتوى يقدمها لعامي في جملة من العوام؟؟؟؟ هل من الإنصاف والعدل ومن طرق الدفاع عن دعوة الشيخ رحمه الله، أن تأتي على سؤال مبهم لأحد العامة يحتاج إلى استفصال وتقويم، فتقرر في جوابك عليه في عبارة مقتضبة ما لا يصح الكلام بمثله دون مراعاة لحال السائل ومأربه من السؤال؟؟ ثم مَن المعتمد مذهبه في هذه المسائل الآن في البلاد يا دكتور؟ أليس القائمون بالقضاء الشرعي في البلاد؟؟ لو وليت أنت القضاء يوما ما فاحكم فيها باجتهاداتك إذن، أما إثارة أمثال تلك الزوابع على العامة الآن في زمان الفتنة الذي نحن فيه، في مسائل ربما كان في بعضها متسع لاختلاف الأنظار، فأي شيء يؤخذ منه إلا الطعن في أصول تلك الدعوة المباركة وخلخلة بنيانها الذي كانت ولا تزال تقوم عليه المملكة حفظها الله؟؟؟
كل هذا وأنت ترى أن من دواعي الإصلاح أن تكتب هذا الكلام وتصرح به على نحو ما أنت فاعل؟؟؟
أفبعد كل هذا الجمع والحشد العجيب .. تأتي لتقول:
فمتى سنعلم أن الإصلاح الديني الحقيقي هو الانتصار الحقيقي لمكانة المؤسسة الدينية الرسمية , وفي استمرار أثرها المبارك؛
لا أملك إلا أن أتساءل: إذن ماذا كنت ستقول وتفعل يا دكتور لو كان مرادك نسف مكانة المؤسسة الرسمية نسفا ومحو وجودها لصالح غيرها محوا؟؟ سامحك الله وعفا عنك!
وهنا العبارة التي فيها خلاصة ما جاء اللبس منه عندكم:
لأن مكانة المؤسسة الدينية الرسمية ليس سلطانا يقوم بالقوة , وإنما تقوم مكانتها بإصلاحٍ لشؤون الدين والدنيا , ويحقق للأمة (قيادةً وشعبا) مبتغاها في سعادة الدارين وفي العز والمجد والنصر والتمكين.
بل هي سلطان يا شيخ حاتم، سلطان ولاه أولو الأمر في البلاد ليكون مرجعا لهم في الفتيا، فإن لم يقم ذلك السلطان الشرعي بالقوة على هذا الإصلاح الذي تدعيه، فبأي شيء يقوم وما معنى كونه هيئة "رسمية" إذن؟؟؟
ويجب أن نتذكر: أن فضيلة الصدع بالحق لا تنحصر في الصدع به أمام الحاكم , بل من الصدع بالحق أيضا الصدعُ بالحق أمام العلماء والتيار الديني السائد , بغرض الإصلاح , ومن المؤهل للإصلاح.اهـ
وهذه في الخطأ كسابقتها! أين نشرت أنت هذا المقال يا دكتور حتى تقول إن الصدع بالحق يكون أمام العلماء و"التيار الديني السائد" كما يكون أمام الحاكم؟؟؟ نشرته على عموم الناس جميعا ولم تميز!! والآن صار يتلقفه العلمانيون وضعاف القلوب وأتباع الأهواء والمبغضون لكبار العلماء في البلاد من كل صنف ولون، يطيرون به كل مطار!!
فبئس ذلك "الصدع" الذي صدعته في البلاد يا دكتور حاتم، فلا حقا قررت ولا إصلاحا أحدثت ولكنه الصدع والشرخ والتفتيت وإنا لله وإنا إليه راجعون!
(يُتْبَعُ)
(/)
أخيرا وليس أخيرا، فإنني أدعوك ونفسي يا دكتور حاتم لتقوى الله ومراجعة النفس وإخلاص النية لله تبارك وتعالى، فأنتم لستم بغافلين عما يحاك للبلاد من مؤامرات توشك أن تأتي على الأخضر واليابس فيها، وأنتم من يرجى منهم الصدع بالحق بحق، ورأب الصدع والشق، وجمع البلاد على ما فيه خير العباد في الدنيا والآخرة، والله أسأل أن يهدينا وإياكم إلى الصواب، وأن يلهمنا رشدنا .. إنه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 08:44]ـ
شيخنا الشريف أبا محمد حاتم بن عارف العوني ..
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..
وبعد ..
فإني أحمد الله سبحانه إليك هو الموفق وهو الناصر والمعين ..
هذا هو رأيي في مقالتكم الأخيرة، وقد توقفتُ كثيراً في إرساله لكم؛وسبب التوقف هو إرادة الأناة في إدارة الأمر على جميع وجوهه، ثم بعض الرهبة من أن أعجل بخلافك خلافاً يُفسد ما بيننا (من جهتي على الأقل) من المحبة والمودة ..
ثم انتهى أمري إلى أن مثلكم ليس ممن يفرح بالموافقة المجردة أو تحزنه المخالفة المجردة، وليس مثلكم ممن يُحب من أصحابه وتلاميذه أن يكونوا تبع له من غير بحث واجتهاد مستقل ..
فإذا تقرر ما تقدم وانتهى تقديمي للطمع في سعة صدركم وسماحة نفسكم = أقول:
الفكرة الرئيسية للمقال تتركز في توصيف واقع العلماء الرسميين من جهة منهجهم الفقهي وما فيه من مواطن ضعف أدت إلى تأخر المملكة في مسيرة الإصلاح؛ لوقوف الآراء الفقهية المبنية على ذلكم المنهج عقبة كؤوداً في طريق الإصلاح بما تُحدثه من موجة متشددة لا يصح أن تكون منهجاً عاماً، ثم هي تؤدي مع المتغيرات الزمانية إلى ابتعاد القرار السياسي عن الجهة الدينية مما يُنذر بخطر وبيل ليس أقله إقصاء الحل الإسلامي واستبدال حلول لا دينية به وترون أن إرهاصات ذلك قد لاحت، وترون أن طرح منهج بديل يقم على أسس فقهية معتبرة أكثر ابتعاداً عن مواطن الضعف التي وصفتموها.وإن لم يكن بديلاً تاماً فلا بأس من إظهاره بقوة ليوازن ذلك المنهج الرسمي المُعَوِق. ثم مثلتم بمسائل ذكرتموها كأمثلة لطرحكم الفقهي المخالف لذلك المنهج العام والذي ترون أنه لو نُشر في الناس جعل منهجاً عاماً = لساعد على دوران عجلة الإصلاح وقلل من إمكانية ابتعاد القرار السياسي عن الحل الإسلامي.
إذا تقرر ذلك = فإني أرى أن مقالكم الأخير فيه خطأ يفوق ما فيه الصواب وتقرير ذلك في النقاط التالية:
1 - قولكم: ((وكنا نترفّقُ في عَرْضنا لاجتهاداتنا وفي اعتراضنا على فتاواهم؛ طمعًا في قبولها والاستفادة منها)).
قلت: الترفق ليس مجرد طريق يُلجيء إليه الطمع في القبول،بل هو مسلك لازم في تلك الأبواب لعدة أسباب:
1) أن الرفق مطلب شرعي لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه.
2) أن تلك الفتاوى الرسمية التي تُخالفونها = لا تخرج قطعاً عن كونها أقال سائغة يسعُ فيها الخلاف،ولا موضع لغير الرفق أصلاً مع هذا الجنس من الخلاف.
3) أن هؤلاء هم ليسوا من جنس علماء السلطة من أهل البدع والضلال بل هم إخوانك يجمعك معهم موارد الاتفاق في القطعيات جميعها، والهوة بينك وبينهم أضيق من الهوة بينك وبين أي فئة من فئات علماء الأرض = ولا داعي للرفق يفوق هذا.
4) مما يُثبته التاريخ ويُعضده الواقع: أن العلماء الرسميون وأولي الأمر والسلطان = لا يُجدي معهم الصدام فتيلاً ولاشيء أنفع معهم من الرفق والمدارة والسياسة واللين،ولو تحفظون موضعاً واحداً آتت فيه الغلظة أُكُلها = فأحب لو دللتمونا عليه.
2 - قولكم: ((وكنا في مقابل ذلك الترفُّقِ نتقبّلُ من بعض المشايخ وطلبة العلم حُزْمةً من التصنيفات الجائرة لنا وللتُّهَمِ الجزاف التي كانت تُطلق علينا, وأرجو ألاّ نترك ذلك الترفُّقَ ولا هذا التقبُّلَ))
قلت: لم يعد للفعل المضارع الملون بالأحمر موضعاً فقد تركت الترفق بالفعل وبنص كلامك الآتي.
والسؤال المهم: هل تحفظون موضعاً واحداً صُنفتم فيه تصنيفاً جائراً وألقيت عليكم تهماً جزافاً من قِبَل علماء الهيئة أو اللجنة؟
إن كان = فقد تمت لك سلامة العبارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن لم يكن وكانت تلك التهم من غيرهم وكان المسوغ لكم في عبارتكم أن هؤلاء المصنفون جارون في نفس مضمار العلماء الرسميين= لكان معيباً إجمال الكلام فالقاريء يرى أنكم تخاطبون جهات الإفتاء العليا لا يرى إلا أنكم تقصدونهم بلفظ المشايخ (المصنفين لكم والمتهمين)،وإذا كان لم يقع من قبل كبار العلماء شيء من ذلك = لم يعد للكلام في هذا السياق موضع.
3 - قلتم: ((ولكننا استمررنا بالتلطُّفِ في المخالفة إلى حدِّ العجز عن الإصلاح، وإلى حد ضعف التأثير)).
قلت: ليس صحيحاً، بل ربما كانت آراؤكم تكتسب أرضاً جديدة ولكن لا تشعرون، وغاية ما أخشاه أن تكونوا لا تعقلون الإصلاح إلا أن يتم على وجهه وأن يؤول أن يكون و رأي السلطان النافذ بحيث ترونه سارياً بأعينكم في الناس.
وآه إن كنتم تظنون ذلك ..
شيخنا المبارك ..
ليس كل مصلح يتم له أن يُعاونه سيف السلطان، وأشهر مصلح وأعظمه أثراً في التاريخ الإسلامي- في نظري- (شيخ الإسلام) لم يتم له ذلك إلا لسويعات وأيام وأُعقب من وراء ذلك ما تعلم،ومات وحرقت كتبه وشرد أصحابه، ثم أخرج الله لنشر كتبه وبعض أفكاره أناساً كانوا يوم مات هو في أصلاب آبائهم.
إذا ذهبنا إلى من عضده سيف السلطان كأحمد: هل تراه أدركه في حال تشبه أن تدرك مثلها؟
لا والله بل كان البون بينه وبين مخالفيه عظيماً في الاعتقاد والسنة والسيرة والسلوك والمهابة والمحبة (وليس كذلك البون بينك وبين مخالفيك) وهذا فارق مؤثر في نظر السلطان وحساب العامة.
وكان إصلاح المصلحين في مجالات ترجع إلى قطعيات يريدون رد الناس فيها إلى دينهم رداً جميلاً (وليست كذلك مجالات إصلاحك).
ثم لنر هل كان تحصيل معاونة السلطان بمثل تلك المجابهة العظيمة التي فعلتها أم حصل لأصحابه نتيجة لسيرهم الطويل على درب الإصلاح = فكافأهم الله مكافأة يكافيء المصلحين بها وربما منع منها آخرين كما مثلنا.
والاستثناء الوحيد هو دعوة الإمام المجدد والتي طلب فيها عون السلطان صراحاً،ويُقال فيها ما قيل آنفاً: العدو غير مخالفيك والزمان غير الزمان ..
4 - قلتم:
[ولكننا استمررنا بالتلطُّفِ في المخالفة إلى حدِّ العجز عن الإصلاح، وإلى حد ضعف التأثير، وكنا نسوّغ هذا العجز والضعف بعدة أمور، نال كلَّ واحدٍ منا نصيبٌ منها، وهي:
1 - إما مجاملة للمشايخ والتيار المتوقّفِ عند اجتهاداتهم فقط، وتطييبًا لخاطرهم على حساب الإصلاح الديني! وهذه معصية لا يجوز أن تستمر؛ لأن مصلحة الدين تستوجب عدم فعل ذلك.
2 - وإما رضوخًا لفكرةِ أنه لا داعي للفَتِّ في عضد المؤسسة الدينية الرسمية، وذلك من باب تقديمِ دَرْءِ مفسدةٍ أكبر بأخفّ. ولكن أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسد والمصالح كان منكوسًا.
3 - وإمّا من باب تحميل المؤسسة الدينية الرسمية مسؤوليةَ الإصلاح والتأثير, ولو برأيٍ فقهيٍّ مرجوحٍ صادرٍ منها (فالاجتماعُ على الرأي المرجوح خير من التفرق على الرأي الراجح) , ولو مع مبالغةٍ من المؤسسة الدينية الرسمية في استخدام قاعدة سدّ الذرائع (الصحيحة في أصلها) , ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها لحاجات المرحلة, ولو ... ! ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية؛ لأننا بذلك قد حمّلنا المؤسسةَ الدينية الرسمية فوق طاقتها, بسبب المبالغة في تقدير حجم التأثير المتوقَّعِ لها. ولذلك تجاوزها القرارُ السياسي, الذي لا يمكنه إلاّ أن يواكب الحَدَثَ وأن يتعايش مع الواقع, إن أمكنه ذلك بالمؤسسة الدينية (وهذا ما يتمناه) , أو بدونها (وهذا ما لا يتمناه).
4 - وإمّا أَخْذًا منا بنصائح الناصحين والمحبين, بتأخير بعض الآراء إلى وقتها المناسب. ولكننا أخطأنا في قبول تلك النصائح غير الموفَّقة, والتي لا تحدّد الزمنَ المناسب أبدًا, ولا تريد أن تحدّده؛ لأنها لا تريد إلاّ الاستمرار في الصمت. وقد تبيّنَ مؤخرًا أن الوقت المناسب إن لم يكن قد تجاوَزَنا, فهذا هو أوانُه المؤكّد والحاسم.
فهل آن أوانُ الصدع بالحق, والإعلان عن اجتهاداتنا الفقهية بالصوت المرتفع, وبالصوت المرتفع وحده؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل آن الأوان لِنُشِيْعَ بين الناس أن الإصلاح الديني ليس محصورًا في المؤسسة الدينية الرسمية وحدها, بل قد يكون تَحَقُّقُ الإصلاح الديني في اجتهاداتٍ آتيةٍ من خارج المؤسسة الدينية الرسمية؛ لأن تلك الاجتهادات الآتية من خارجها قد تكون هي الأرجح, أوهي الأصلح لزمننا؟
لا أشك في أن هذين السؤالين التقريريين جوابهما هو: نعم, لقد آن الأوان, أو نرجو أن نستطيع إدراك أوانه الذي قد فات.]
قلت: وذا هو الخطأ المنطقي الأكبر في بناء المقال؛ذلك أن كل ذلك إنما يُساق في حالة كونكم كتمتم آرائكم ولم تُذيعوها بمرة،الآن أعد قراءة ما كتبتَ ستجده مُتسقاً مع حالة الكتمان هذه.
فمثلاً:
أقول: إنما تكون مجاملاً ومطيباً وواقع في معصية لفعلك ما يتعارض مع مصلحة الدين = إن كنتَ كتمت آرائك ...
ولو كنتَ كتمت آرائك لصح بالفعل أنك أعملتَ فكرة عدم الفت في عضد المؤسسة الرسمية.
ولو كنت كتمت أقوالك = لكنت قد أعملت فكرة (الاجتماعُ على الرأي المرجوح خير من التفرق على الرأي الراجح) .. لكن الحال أنك لم تجتمع على المرجوح .. بل صرحت برأيك ..
إذاً: فقد أبديت ما ظهر لك أن تُبديه من آراء مخالفة للمؤسسة الرسمية ولم يمنعك أحد أن تنشر بقية آرائك إن كانت هناك بقية، ونشرت ذلك في المنتديات والمجالس والصحف، وربما بحكم موقعك السياسي = طرحتها على الجهة السياسية ونخبة الشورى= فأين الكتمان؟؟
هذه هي مشكلة المقال الرئيسية التي لا أجد لها حلاً ..
أنت يا شيخنا تكلمت بالفعل وصدعت بما عندك من الحق .. والصدع بالحق لا يُنافيه الترفق والتلطف ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد قيل له: اصدع بما تؤمر، فصدع وهو أرفق الناس، والآية وسياقها = نص في أن الصدع ضد الكتمان والإسرار بالدعوة،وليس هو مرادفاً لترك التلطف والرفق،وليس هو مرادفاً لرفع الصوت أعلى أو المجاهرة أعلى أو أي شيء مما لا أدري مما قد تفسر به الصدع ..
فالصدع ضد الكتمان وأنتَ لم تكتم .. فما غرض المقال؟؟
تقول: ((فهل آن أوانُ الصدع بالحق, والإعلان عن اجتهاداتنا الفقهية بالصوت المرتفع, وبالصوت المرتفع وحده؟))
قلت: لا أفهم. ما معنى الصوت المرتفع؟؟
تؤلف كتباً في تلك المسائل؟
من منعك؟؟
وأي شيء في ذلك يمنع أن يكون مصحوباً بالرفق والتلطف؟؟
تُلقي محاضرات؟؟
من منعك؟؟
وأي شيء في ذلك يمنع أن يكون مصحوباً بالرفق والتلطف؟؟
أي طريقة أخرى من طرق الصوت العالي، من منعك منها؟؟
وأي شيء فيها سيُمنع أن يكون مصحوباً بالرفق والتلطف؟؟
أم الصوت العالي تريد بها التصريح الزائد بمخالفة المؤسسة الرسمية مباشرة والتصريح بأثر فتاوها على الإصلاح .. (أيضاً) لا إشكال في هذا ولم يكن فعل ذلك بحاجة لهذا المقال (المشكلة) وأؤكد: يُمكنك فعل هذا بالرفق والتلطف ولا تلزمك الشدة فيه أصلاً ولا تكاد تجدي، وحتى لو اشتددت لن يمنعك أحد وستكون تُناقش وتشتد في حزم مفرقة تُشيع أقوالك في الناس أكثر، بل وتجد في المسألة بعد المسألة من يوافقك فيها من الرسميين ولو واحد في كل مسألتين، وهكذا .. تُبين ما معك من الحق برفق وتلطف هو أنفذ من ضده .. أما هكذا بهذا المقال فقد أتيت بقارورة هشة جمعت فيها أمرك ثم ألقيتها بين أرجل خصومك ..
يتبع
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 08:46]ـ
5 - ثم تقول: ((ولكي يكون هذا المقال بدايةَ الإصلاح, أودُّ ذِكْرَ بعض ملاحظاتي على المؤسسة الدينية الرسمية, ببيان بعض سياساتها المرجوحة شرعياً في اجتهادي))
يا شيخنا: هل تكون البداية تذكرة؟؟
مادام هناك تذكرة فليست هذه هي البداية،وهذا هو ما أؤكده لك أنت بدأت الإصلاح منذ زمان، وأعلنتَ مخالفاتك منذ زمان، ويُمكن أن تؤكد عليها كيف شئت وأن تنبه وتصرح –إن رأيت- أكثر بمخالفيك ولكن بدون تلك المقدمة الساخنة التي تُذهل الناس عن الحق الذي معك، وأيضاً: لا يمتنع أن يكون كل ذلك بالرفق والتلطف.
6 - شيخنا: الرفق ليس طريقاً يفعله الرجل حيناً ويتركه حيناً بل هو سبيل لازم على الدوام وهو خير كله .. أما الشدة أحياناً فإنها لا تنافي الرفق ويكون الرفق مع الشدة وتلك مسالك تحتاج من المصلح لتأمل؛ كي لا يُضيع ثمراته.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - شيخنا: بمقالك هذا لا أحسب إلا إنك ستخسر العلماء وطلبة العلم (السواد الأعظم منهم) ولن تكسب السلطة؛ لأن حكام المملكة أذكى من أن يقعوا في خطأ مصر بأن يأتوا بمؤسسة دينية يرفضها عامة المتدينين، والناس عندكم قد ارتبطوا بتلك الأسماء والسياسة لا تُحب المغامرة، ومن العقائد الأمنية الثابتة: أن الثابت المنغلق على أفكار دينية (غير ذات خطر عسكري) هو أفضل رجال الدولة الدينيين، لأن أصحاب الإصلاح والتفكير الحر؛ربما قادهم تفكيرهم الحر إلى أن يوصلهم تفكيرهم لقوائم العرش. ومن أدبيات السياسة في اختيار العلماء: أخذ المستكين الهاديء فهو طوع البنان ..
8 - وهبك كسبت الحكام،هل تظن أنك ستكسبهم للإصلاح الذي تريده. لا والله بل يكسبوك للإصلاح الذي يريدونه هم. حتى إذا استعصيت عليهم مرة استبدلت وأتوا بقوم آخرين.
9 - المصلحون عادة يؤذوا ويُحاربوا،لكن: لا يجمل بالعالم أبداً أن يطلب ذلك، وأن يفعل ما يعلم يقيناً أنه يؤدي إليه، بل متى استطاع تجنبه=فعل؛ كي لا يضر فكرته. والاستضعاف والإيذاء إذا أتى ممن هم من أهل السنة في الجملة = كان كشف دلالته على الإصلاح للعامة وطلبة العلم = عسر جداً وكان الرمي بالشذوذ وحب مخالفة أهل السنة = أقرب.
10 - اجتهادك في التوقيت ربما كان غير سائغ،والعالم العاقل لا يأتي في ذروة معركة الليبراليين مع العلماء في دفاعهم عن وجهة نظر شرعية سائغة –وإن خالفتها- فيسوق ما يفتُ عضدهم وإلا اتخذوك مطية واستكثروا بك وكثروا سوادهم. وبعد ذلك: فالتُهمة بالاستغلال غير الشريف للأحداث لطرح منهجك الفقهي والعلمي = حاضرة وهي أسرع قبولاًفي قلوب الناس، وقارن بموقف شيخ الإسلام لما عُرض عليه قتل خصومه من قبل السلطة، إنه حتى لم يقل اعزلهم بل قال له: إنك لا تجد مثلهم؛ لأن الرجل كان أنزه من أن يستغل التقلبات السياسية استغلالاً غير شريف، وأعقل من أن يفتح للسلطان باب انتهاك حرمة العلماء –ولو كانوا مضلين-لأن فطنته قادته إلا أن منجل السُلطان إذا أُعمل لا ينتهي إلا وقد حصد الجميع.
11 - شيخنا الكريم كم واحد من أهل مشورتك قد عرضت عليهم المقال قبل نشره؟
12 - شيخنا الكريم: المسائل التي عرضتها ليس فيها مسألة واحدة خارج نطاق الاجتهاد السائغ. وتقدير مجال سد الذرائع وتقييم الخلاف = كلاهما من موارد الاجتهاد.
13 - توسيع دائرة سد الذرائع والخطأ في تقييم الخلاف = ليس له حل إصلاحي سوى مواصلة التنبيه على المعايير الصحيحة من وجهة نظرك للبابين، ومواصلة تطبيق تلك المعايير على فروع المسائل،ويدور الخلاف ويختار ولي الأمر ما يراه من بينكم. وليست مقالتك هذه مؤدية لاهتداء العلماء الرسميين للحق الذي معك في تلك الأبواب. وليست هي بالتي ستجعل ولي الأمر يهرع لاجتهاداتك ويرى فيها الملجأ والملاذ.
14 - حفظنا عنك: السعي لتعضيد معاقد الاتفاق والائتلاف والحرص على وحدة الكلمة والعمل في نطاق القواسم المشتركة،مع التنبيه على الأخطاء برفق وحسن تأتي وأن مصلحة الائتلاف هي المقدمة. ولم نقرأ في مقالك حجة قوية تدعو لهجر هذا الأصل مع المشايخ الرسميين.
15 - لا يُنازعك أكثر الناس أن هناك نوع تقصير إصلاحي في العلماء الرسميين. لكن الواجب هو أن يعمل كل وفق طاقته وفي مجالاته وأن يُعذر إلى ربه، لا أن نوجه مسار المعركة إليهم لم لا تُصلحون ونحن أولى منكم بإدارة الدفة= فهذا إقامة لمعركة وتحريك جيش لإدراك مظنون ربما لا يحدث، ومثل ذلك نربأ بك أن تقع فيه.وإذا كان مثلك في موقعك الرسمي وتأثير جاهك ومكانتك يشكو من ضعف تأثيره الإصلاحي = فماذا يفعل أهل مصر والشام والمغرب؟؟!!
16 - قد لا ننازعك في صواب اتهامك للعلماء في المسائل التي ذكرتَها = ولكن طريق إزالة ذلك ليس بمقالة تقول فيها سأفاصلكم وأنبذ إليكم على سواء.
17 - شيخنا: لا ينبغي لمن كان يُداري قوماً أن يقول لهم كنتُ أداريكم إلا إذا كانت مداراته عن بغض واتقاء فحش، أما من دارى لتحصيل مصالح فإنه ولو بان له أن المصالح متوهمة = فإنه لا يقول كنتُ أداريكم؛ لأن المفاسد حينها تكون محققة.
الخلاصة:
الصدع بالحق هو إظهاره بالدلائل الشرعية والحجج المرعية في صورة تصل لمن تمكن من طلبها،وصورته ولغته مقيدة بسواغ الخلاف، ومصلحة وحدة الأمة وتكاتفها، وغلبة ظن حصول المصلحة باللغة المختارة، وليس من شرط المصلح أن يتحقق أمله الإصلاحي، وليس من شرط تحقق آماله أن يجري على يد السلطان، وإهدار حرمة المصلح واستعداء الناس عليه ليس غرضاً يسعى إليه المصلح ويقع فيما يعلم يقيناً أنه يجر عليه وقوعاً في عرضه، والعلماء الرسميون ليسوا من أهل الردة ولا المعتزلة ولا الأشاعرة ولا أهل العلمنة،بل دائرة الخلاف والإصلاح معهم أضيق بكثير مما يزيد من طلب الرفق والتلطف والحرص على وحدة الأمة وائتلافها وتأكيد معاقد الإجماع والحوار الدائم المتواصل بالحجة والبرهان والله يهي من يشاء وكل الأمور تجري بمشيئته هو يعلم خير الأمور حالاً ومآلاً، والإصلاح الديني والتعليمي ليست معاقده هي الاختلاط والعباءة ولا إثبات أخطاء دعوة الإمام المجدد،وليس في كل مسائلك مسألة ألصق بالإصلاح إلا مسألة الخطأ في تقييم الخلاف، وقد صنفتَ فيها كتاباً،وكنت تستمر على هذا، والواقع يشهد بتحسن تقبل الناس لفكرتك فيها رويداً رويداً، بل صاحب الفطنة ربما توصل مع وبالعلماء الرسميين حتى يكونوا هم دعاة فكرته في تقييم الخلاف؛ فهم أحوج الناس إليها أمام من يُخالفهم .. ولكن هذا باب من السياسة لعلك استعجلت فلم تُهد إليه.
شيخنا ..
يعلم الله أني أحبك وأراك صاحب منة علي، ولكنا نراك أخطأت، وقد علمتنا ألا نقلدك وأن من اجتهد فأخطأ خير ممن قلد فأصاب؟،فهاأنا ذا أجتهد وأخالفك = فهل ترى خلافي لك يسع، وأنه تبقى مودتنا ولو اختلفنا، وهل آمل منك بمراجعة لعلك تُفيد من تلميذك شيئاً.
اللهم أنت الحق اهدنا للحق ووفقنا له وأعنا على العمل به والصبر عليه ولا تجعل اللهم البأس بيننا في تحصيله شديد وارزقنا الرفق والحكمة إنه م يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 10:10]ـ
ملحوظة: لست من تلاميذ الشيخ المباشرين بل تتلمذت على كتبه ومحاضراته.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 05:49]ـ
[حوار مهم دار بين الدكتور/ حاتم العوني .. وأحد طلبة العلم .. ننبه: إلى أن كلام الشيخ بالأخضر .. وكلام الطالب بالأسود]
شيخنا الشريف أبا محمد حاتم بن عارف العوني ..
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد ..
وبعد: فأحببت أن أجعل الجواب أثناء خطابك الرزين الهادئ , حرصا على عدم التطويل.
فإني أحمد الله سبحانه إليك هو الموفق وهو الناصر والمعين ..
هذا هو رأيي في مقالتكم الأخيرة، وقد توقفتُ كثيراً في إرساله لكم؛وسبب التوقف هو إرادة الأناة في إدارة الأمر على جميع وجوهه، ثم بعض الرهبة من أن أعجل بخلافك خلافاً يُفسد ما بيننا (من جهتي على الأقل) من المحبة والمودة ..
ثم انتهى أمري إلى أن مثلكم ليس ممن يفرح بالموافقة المجردة أو تحزنه المخالفة المجردة، وليس مثلكم ممن يُحب من أصحابه وتلاميذه أن يكونوا تبع له من غير بحث واجتهاد مستقل ..
علم الله أني لا أريد إلا ذلك.
فإذا تقرر ما تقدم وانتهى تقديمي للطمع في سعة صدركم وسماحة نفسكم = أقول:
الفكرة الرئيسية للمقال تتركز في توصيف واقع العلماء الرسميين من جهة منهجهم الفقهي وما فيه من مواطن ضعف أدت إلى تأخر المملكة في مسيرة الإصلاح؛ لوقوف الآراء الفقهية المبنية على ذلكم المنهج عقبة كؤوداً في طريق الإصلاح بما تُحدثه من موجة متشددة لا يصح أن تكون منهجاً عاماً، ثم هي تؤدي مع المتغيرات الزمانية إلى ابتعاد القرار السياسي عن الجهة الدينية مما يُنذر بخطر وبيل ليس أقله إقصاء الحل الإسلامي واستبدال حلول لا دينية به وترون أن إرهاصات ذلك قد لاحت، وترون أن طرح منهج بديل يقم على أسس فقهية معتبرة أكثر ابتعاداً عن مواطن الضعف التي وصفتموها.وإن لم يكن بديلاً تاماً فلا بأس من إظهاره بقوة ليوازن ذلك المنهج الرسمي المُعَوِق. ثم مثلتم بمسائل ذكرتموها كأمثلة لطرحكم الفقهي المخالف لذلك المنهج العام والذي ترون أنه لو نُشر في الناس جعل منهجاً عاماً = لساعد على دوران عجلة الإصلاح وقلل من إمكانية ابتعاد القرار السياسي عن الحل الإسلامي.
إذا تقرر ذلك = فإني أرى أن مقالكم الأخير فيه خطأ يفوق ما فيه الصواب وتقرير ذلك في النقاط التالية:
1 - قولكم: ((وكنا نترفّقُ في عَرْضنا لاجتهاداتنا وفي اعتراضنا على فتاواهم؛ طمعًا في قبولها والاستفادة منها)).
قلت: الترفق ليس مجرد طريق يُلجيء إليه الطمع في القبول،بل هو مسلك لازم في تلك الأبواب لعدة أسباب:
1) أن الرفق مطلب شرعي لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه.
2) أن تلك الفتاوى الرسمية التي تُخالفونها = لا تخرج قطعاً عن كونها أقال سائغة يسعُ فيها الخلاف،ولا موضع لغير الرفق أصلاً مع هذا الجنس من الخلاف.
3) أن هؤلاء هم ليسوا من جنس علماء السلطة من أهل البدع والضلال بل هم إخوانك يجمعك معهم موارد الاتفاق في القطعيات جميعها، والهوة بينك وبينهم أضيق من الهوة بينك وبين أي فئة من فئات علماء الأرض = ولا داعي للرفق يفوق هذا.
4) مما يُثبته التاريخ ويُعضده الواقع: أن العلماء الرسميون وأولي الأمر والسلطان = لا يُجدي معهم الصدام فتيلاً ولاشيء أنفع معهم من الرفق والمدارة والسياسة واللين،ولو تحفظون موضعاً واحداً آتت فيه الغلظة أُكُلها = فأحب لو دللتمونا عليه.
للرفق وجوه وله درجات: فالفتوى التي تخالف الهيئة , دون تصريح بمخالفتها , ودون تتبع لاستدلالاتها بالنقض = رفق. والفتوى التي تصرح بالمخالفة , وتتبعُ الاستدلالات بالنقض , مع مراعاة أدب الاختلاف = رفق أيضا؛ إلا عند من يتعصب لها , أو عند مَن يظن مِن أعضاء الهيئة أنه لا يحق لأحد أن يخالفهم , كما حصل مع بيان الدبيان في شأن الأخذ من اللحية.
ونشر الفتوى المخالفة في موقع شبكي فيه من الرفق ما ليس في نشره في الفضائيات والصحف السيارة , والأخير ما زال رفقا.
فالذي أعلنت عن وجوب تحققه: الانتقال من درجة في الرفق إلى درجة أخرى.
كما أن أمثال الدبيان الذي أُوذي وظُلم , كان يجوز له أن يترك الرفق وينتصف ((إلا من ظُلم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قولكم: ((وكنا في مقابل ذلك الترفُّقِ نتقبّلُ من بعض المشايخ وطلبة العلم حُزْمةً من التصنيفات الجائرة لنا وللتُّهَمِ الجزاف التي كانت تُطلق علينا, وأرجو ألاّ نترك ذلك الترفُّقَ ولا هذا التقبُّلَ))
قلت: لم يعد للفعل المضارع الملون بالأحمر موضعاً فقد تركت الترفق بالفعل وبنص كلامك الآتي.
ما هو وجه ترك الرفق في المقال؛ فليس فيه إلا ما سبق وذكرته أنت:
1 - أني سأصرح بمخالفتهم.
2 - أن الهيئة أصبحت عاجزة عن كثير من الإصلاح , وحاجزا دون إصلاح غيرها.
3 - وأن ذلك راجع إلى أخطاء منهجية تجعل الخطأ يتكرر منهم.
أعترف أن المقال خرج عن سياق التعظيم السائد لها , وهذا ما يُوقع في النفس أنه ليس فيه رفق. ولكن مجرد الخروج عن ذلك السياق السائد لا يعني أن الرفق منزوع , كما لا يعني خروجا عن كل تعظيمٍ لهم.
والسؤال المهم: هل تحفظون موضعاً واحداً صُنفتم فيه تصنيفاً جائراً وألقيت عليكم تهماً جزافاً من قِبَل علماء الهيئة أو اللجنة؟
إن كان = فقد تمت لك سلامة العبارة.
وإن لم يكن وكانت تلك التهم من غيرهم وكان المسوغ لكم في عبارتكم أن هؤلاء المصنفون جارون في نفس مضمار العلماء الرسميين= لكان معيباً إجمال الكلام فالقاريء يرى أنكم تخاطبون جهات الإفتاء العليا لا يرى إلا أنكم تقصدونهم بلفظ المشايخ (المصنفين لكم والمتهمين)،وإذا كان لم يقع من قبل كبار العلماء شيء من ذلك = لم يعد للكلام في هذا السياق موضع.
التصنيف قد وقع من بعض أعضاء الهيئة شفويا , وفي مجالس عديدة , ومنهم من كان يحذِّر من هؤلاء الذين يخالفونهم , كما يُحذَّر من سلمان العودة , ويُرد عليه. ولولا أن زمن البيانات المؤثرة قد ذهب , لرأيت بيانا إقصائيا جديدا. وبذلك أصبح لهذا الكلام في هذا السياق موضع , كما أن صورة من صور التصنيف المكتوب قد وقعت , بردود مكتوبة من بعض تلامذتهم , ومع تقريظهم لذلك المكتوب , أو مع اطلاعهم عليه , دون إنكار لسوء أدب الكاتب , بل مع تأييده والثناء عليه.
3 - قلتم: ((ولكننا استمررنا بالتلطُّفِ في المخالفة إلى حدِّ العجز عن الإصلاح، وإلى حد ضعف التأثير)).
قلت: ليس صحيحاً، بل ربما كانت آراؤكم تكتسب أرضاً جديدة ولكن لا تشعرون، وغاية ما أخشاه أن تكونوا لا تعقلون الإصلاح إلا أن يتم على وجهه وأن يؤول أن يكون و رأي السلطان النافذ بحيث ترونه سارياً بأعينكم في الناس.
وآه إن كنتم تظنون ذلك ..
قولك: «ليس صحيحا» أكاد لا أفهمه , فعامة القرارت التي تجاوزت فيها الدولةُ رأيَ هيئة كبار العلماء إلى غيره , لم يكن لغيرهم من العلماء أي دور في محاولة ضبطه بأي ضبط شرعي , ولو كان ضبطا يخالف الهيئة. والسبب في ذلك: أن الهيئة في نظر التيار السائد هي الدين , وهي عند نفسها كذلك , وما يخالفها ليس دينا. فلسان حال الدولة يقول: فما دام أي إصلاح من خارج الهيئة ستنظر إليه الهيئة على أنه مخالف للشريعة , وبالتالي لن يكتسب شرعيته , فلا داعي لأخذ ضوابط له من غيرهم. ولو أخذت الدولة تلك الضوابط من علماء خارج الهيئة , ستجد الردود والتأزمات التي تُفقده أي استقرار ديني لدى الناس.
شيخنا المبارك ..
ليس كل مصلح يتم له أن يُعاونه سيف السلطان، وأشهر مصلح وأعظمه أثراً في التاريخ الإسلامي- في نظري- (شيخ الإسلام) لم يتم له ذلك إلا لسويعات وأيام وأُعقب من وراء ذلك ما تعلم،ومات وحرقت كتبه وشرد أصحابه، ثم أخرج الله لنشر كتبه وبعض أفكاره أناساً كانوا يوم مات هو في أصلاب آبائهم.
إذا ذهبنا إلى من عضده سيف السلطان كأحمد: هل تراه أدركه في حال تشبه أن تدرك مثلها؟
لا والله بل كان البون بينه وبين مخالفيه عظيماً في الاعتقاد والسنة والسيرة والسلوك والمهابة والمحبة (وليس كذلك البون بينك وبين مخالفيك) وهذا فارق مؤثر في نظر السلطان وحساب العامة.
وكان إصلاح المصلحين في مجالات ترجع إلى قطعيات يريدون رد الناس فيها إلى دينهم رداً جميلاً (وليست كذلك مجالات إصلاحك).
ثم لنر هل كان تحصيل معاونة السلطان بمثل تلك المجابهة العظيمة التي فعلتها أم حصل لأصحابه نتيجة لسيرهم الطويل على درب الإصلاح = فكافأهم الله مكافأة يكافيء المصلحين بها وربما منع منها آخرين كما مثلنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والاستثناء الوحيد هو دعوة الإمام المجدد والتي طلب فيها عون السلطان صراحاً،ويُقال فيها ما قيل آنفاً: العدو غير مخالفيك والزمان غير الزمان ..
ليس المقصود هو سيف السلطان , ولكن بيان وتقرير أن الاجتهاد الآتي من خارج الهيئة والمعارض للهيئة , هو أيضا اجتهاد شرعي , ما دام خلافه للهيئة سائغا. نريد أن يعرف الناس وأن تعرف الدولة ذلك؛ لكي لا تتعثر مسيرة الإصلاح باجتهاد واحد يعارض الإصلاح الشرعي اللآتي من خارج الهيئة.
4 - قلتم:
[ولكننا استمررنا بالتلطُّفِ في المخالفة إلى حدِّ العجز عن الإصلاح، وإلى حد ضعف التأثير، وكنا نسوّغ هذا العجز والضعف بعدة أمور، نال كلَّ واحدٍ منا نصيبٌ منها، وهي:
1 - إما مجاملة للمشايخ والتيار المتوقّفِ عند اجتهاداتهم فقط، وتطييبًا لخاطرهم على حساب الإصلاح الديني! وهذه معصية لا يجوز أن تستمر؛ لأن مصلحة الدين تستوجب عدم فعل ذلك.
2 - وإما رضوخًا لفكرةِ أنه لا داعي للفَتِّ في عضد المؤسسة الدينية الرسمية، وذلك من باب تقديمِ دَرْءِ مفسدةٍ أكبر بأخفّ. ولكن أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسد والمصالح كان منكوسًا.
3 - وإمّا من باب تحميل المؤسسة الدينية الرسمية مسؤوليةَ الإصلاح والتأثير, ولو برأيٍ فقهيٍّ مرجوحٍ صادرٍ منها (فالاجتماعُ على الرأي المرجوح خير من التفرق على الرأي الراجح) , ولو مع مبالغةٍ من المؤسسة الدينية الرسمية في استخدام قاعدة سدّ الذرائع (الصحيحة في أصلها) , ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها لحاجات المرحلة, ولو ... ! ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية؛ لأننا بذلك قد حمّلنا المؤسسةَ الدينية الرسمية فوق طاقتها, بسبب المبالغة في تقدير حجم التأثير المتوقَّعِ لها. ولذلك تجاوزها القرارُ السياسي, الذي لا يمكنه إلاّ أن يواكب الحَدَثَ وأن يتعايش مع الواقع, إن أمكنه ذلك بالمؤسسة الدينية (وهذا ما يتمناه) , أو بدونها (وهذا ما لا يتمناه).
4 - وإمّا أَخْذًا منا بنصائح الناصحين والمحبين, بتأخير بعض الآراء إلى وقتها المناسب. ولكننا أخطأنا في قبول تلك النصائح غير الموفَّقة, والتي لا تحدّد الزمنَ المناسب أبدًا, ولا تريد أن تحدّده؛ لأنها لا تريد إلاّ الاستمرار في الصمت. وقد تبيّنَ مؤخرًا أن الوقت المناسب إن لم يكن قد تجاوَزَنا, فهذا هو أوانُه المؤكّد والحاسم.
فهل آن أوانُ الصدع بالحق, والإعلان عن اجتهاداتنا الفقهية بالصوت المرتفع, وبالصوت المرتفع وحده؟
وهل آن الأوان لِنُشِيْعَ بين الناس أن الإصلاح الديني ليس محصورًا في المؤسسة الدينية الرسمية وحدها, بل قد يكون تَحَقُّقُ الإصلاح الديني في اجتهاداتٍ آتيةٍ من خارج المؤسسة الدينية الرسمية؛ لأن تلك الاجتهادات الآتية من خارجها قد تكون هي الأرجح, أوهي الأصلح لزمننا؟
لا أشك في أن هذين السؤالين التقريريين جوابهما هو: نعم, لقد آن الأوان, أو نرجو أن نستطيع إدراك أوانه الذي قد فات.]
قلت: وذا هو الخطأ المنطقي الأكبر في بناء المقال؛ذلك أن كل ذلك إنما يُساق في حالة كونكم كتمتم آرائكم ولم تُذيعوها بمرة،الآن أعد قراءة ما كتبتَ ستجده مُتسقاً مع حالة الكتمان هذه.
أظنك الآن قد عرفتَ وجهة نظري , التي لا تجعل ما سبق هو الخطأ المنطقي الأكبر في بناء المقال , أولا: لأن الذي كان يحصل سابقا ليس هو كتم الآراء , ولكن الذي كان يحصل: هو ذكر آراء ملغية عن ساحة الإصلاح؛ لأنها لا تمثل (الدين) الذي تمثله هيئة كبار العلماء. فكان من المهم لتكون تلك الآراء فاعلة أن نقول: آراء الهيئة آراء معتبرة؛ لكن ما يخالفها معتبر أيضا؛ إذا ما تحقق في رأي الهيئة ورأي من يخالفها شروط متحدة بينهما لاعتبار القول , ليس من بينها أن مجرد خروج القول من الهيئة يلزم منه اعتباره , وليس منها أن مجرد خروج القول عن رأي الهيئة يلزم منه عدم اعتباره. هذا التقرير كان لا بد من جعله واقعا عمليا , لا مجرد شعار يُكذِّبه الواقع العملي = أن نصرح بما صرحت به: أن أحكام الهيئة ليست هي أحكام الدين , وأنها اجتهاد في إدراك أحكام الدين , كالاجتهادات الآتية من خارجها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: أن هناك آراء أخرى (لي ولغيري) كنا لا نريد ذكرها؛ لأن مفسدتها ستكون أكبر من مصلحتها , بسبب ذلك التصور الخاطئ عن كل رأي يخالف الهيئة: فلن تجد آراؤنا تلك أي صدى في الإصلاح , ولن يقف الأمر عند ذلك , بل سوف يزداد إقصاؤنا وإبعادنا بالتهم والتصنيف؛ لمجرد أننا لم نوافق الهيئة.
فمثلاً:
أقول: إنما تكون مجاملاً ومطيباً وواقع في معصية لفعلك ما يتعارض مع مصلحة الدين = إن كنتَ كتمت آرائك ...
ولو كنتَ كتمت آرائك لصح بالفعل أنك أعملتَ فكرة عدم الفت في عضد المؤسسة الرسمية.
ولو كنت كتمت أقوالك = لكنت قد أعملت فكرة (الاجتماعُ على الرأي المرجوح خير من التفرق على الرأي الراجح) .. لكن الحال أنك لم تجتمع على المرجوح .. بل صرحت برأيك ..
إذاً: فقد أبديت ما ظهر لك أن تُبديه من آراء مخالفة للمؤسسة الرسمية ولم يمنعك أحد أن تنشر بقية آرائك إن كانت هناك بقية، ونشرت ذلك في المنتديات والمجالس والصحف، وربما بحكم موقعك السياسي = طرحتها على الجهة السياسية ونخبة الشورى= فأين الكتمان؟؟
هذه هي مشكلة المقال الرئيسية التي لا أجد لها حلاً ..
أرجو أن تكون قد عرفت الآن (بما سبق) وجهة نظري , والتي إن لم تكن حلا , فقد تكون عذرا لي فيما يسوغ فيه الاختلاف.
أنت يا شيخنا تكلمت بالفعل وصدعت بما عندك من الحق .. والصدع بالحق لا يُنافيه الترفق والتلطف ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد قيل له: اصدع بما تؤمر، فصدع وهو أرفق الناس، والآية وسياقها = نص في أن الصدع ضد الكتمان والإسرار بالدعوة،وليس هو مرادفاً لترك التلطف والرفق،وليس هو مرادفاً لرفع الصوت أعلى أو المجاهرة أعلى أو أي شيء مما لا أدري مما قد تفسر به الصدع ..
فالصدع ضد الكتمان وأنتَ لم تكتم .. فما غرض المقال؟؟
إذن غرض المقال: ليس هو مجرد ذكر رأي .. وكفى , بل ذكر رأي يعترف له قطاعٌ كبير من الناس , والهيئةُ ينبغي أن تكون هي أول الناس , أنه مادام قد تحققت فيه شروط اعتبار القول = فهو اجتهاد محترم , وهو لذلك يمكن أن يكون حلا إسلاميا.
تقول: ((فهل آن أوانُ الصدع بالحق, والإعلان عن اجتهاداتنا الفقهية بالصوت المرتفع, وبالصوت المرتفع وحده؟))
قلت: لا أفهم. ما معنى الصوت المرتفع؟؟
تؤلف كتباً في تلك المسائل؟
من منعك؟؟
وأي شيء في ذلك يمنع أن يكون مصحوباً بالرفق والتلطف؟؟
تُلقي محاضرات؟؟
من منعك؟؟
وأي شيء في ذلك يمنع أن يكون مصحوباً بالرفق والتلطف؟؟
أي طريقة أخرى من طرق الصوت العالي، من منعك منها؟؟
وأي شيء فيها سيُمنع أن يكون مصحوباً بالرفق والتلطف؟؟
أظن أن الإجابة عن كل ذلك قد اتضحت الآن.
أم الصوت العالي تريد بها التصريح الزائد بمخالفة المؤسسة الرسمية مباشرة والتصريح بأثر فتاوها على الإصلاح .. (برضه) لا إشكال في هذا ولم يكن فعل ذلك بحاجة لهذا المقال (المشكلة) وأؤكد: يُمكنك فعل هذا بالرفق والتلطف ولا تلزمك الشدة فيه أصلاً ولا تكاد تجدي، وحتى لو اشتددت لن يمنعك أحد وستكون تُناقش وتشتد في حزم مفرقة تُشيع أقوالك في الناس أكثر، بل وتجد في المسألة بعد المسألة من يوافقك فيها من الرسميين ولو واحد في كل مسألتين، وهكذا .. تُبين ما معك من الحق برفق وتلطف هو أنفذ من ضده .. أما هكذا بهذا المقال فقد أتيت بقارورة هشة جمعت فيها أمرك ثم ألقيتها بين أرجل خصومك ..
ليست المسألة مسألة موافقة في مسألة أو مسألتين , ولكنها في تعديل تصور عام عن الهيئة وما يخالفها؛ لكي لا يُلغى الاجتهاد المعتبر من قائمة الحلول الإسلامية , لمجرد أنه خالف الهيئة.
وبالمناسبة: لكي تعلم الفرق بين ما أرمي إليه وما ذهبتَ أنت إليه: فإني أوافقك في أنه قد يوافقني بعض أعضاء الهيئة في مسألة أو مسألتين , وهذا حصل فعلا؛ لكنهم هم أنفسهم لا يجرؤون على التصريح بذلك!!! أرأيت إلى حد بلغت سطوة التصور العام عن الهيئة , حتى نالت بعض أعضائها أنفسهم. ولا أريد أن أذكرك بما حصل للشيخ ابن منيع وغيره , ممن خالفوهم. ثم هل علمتَ الآن ما هو الفرق بين ما هو كائن وما أسعى إليه لكي يكون.
5 - ثم تقول: ((ولكي يكون هذا المقال بدايةَ الإصلاح, أودُّ ذِكْرَ بعض ملاحظاتي على المؤسسة الدينية الرسمية, ببيان بعض سياساتها المرجوحة شرعياً في اجتهادي))
يا شيخنا: هل تكون البداية تذكرة؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مادام هناك تذكرة فليست هذه هي البداية،وهذا هو ما أؤكده لك أنت بدأت الإصلاح منذ زمان، وأعلنتَ مخالفاتك منذ زمان، ويُمكن أن تؤكد عليها كيف شئت وأن تنبه وتصرح –إن رأيت- أكثر بمخالفيك ولكن بدون تلك المقدمة الساخنة التي تُذهل الناس عن الحق الذي معك، وأيضاً: لا يمتنع أن يكون كل ذلك بالرفق والتلطف.
هذه المقدمة الساخنة كانت مقدمة ضرورية , لكي لا يُقال لي ولغيري كلما خالفنا الهيئة: قولكم بالطل لأنكم خالفتم الهيئة , ولنصحح التصور العام عن الهيئة , على ما سبق بيانه , فيعلم الجميع أن الحل الإسلامي ليس محصورا في الهيئة.
6 - شيخنا: الرفق ليس طريقاً يفعله الرجل حيناً ويتركه حيناً بل هو سبيل لازم على الدوام وهو خير كله .. أما الشدة أحياناً فإنها لا تنافي الرفق ويكون الرفق مع الشدة وتلك مسالك تحتاج من المصلح لتأمل؛ كي لا يُضيع ثمراته.
وقد اجتهدت في ذلك , وأرجو أني وُفقت.
7 - شيخنا: بمقالك هذا لا أحسب إلا إنك ستخسر العلماء وطلبة العلم (السواد الأعظم منهم) ولن تكسب السلطة؛ لأن حكام المملكة أذكى من أن يقعوا في خطأ مصر بأن يأتوا بمؤسسة دينية يرفضها عامة المتدينين، والناس عندكم قد ارتبطوا بتلك الأسماء والسياسة لا تُحب المغامرة، ومن العقائد الأمنية الثابتة: أن الثابت المنغلق على أفكار دينية (غير ذات خطر عسكري) هو أفضل رجال الدولة الدينيين، لأن أصحاب الإصلاح والتفكير الحر؛ربما قادهم تفكيرهم الحر إلى أن يوصلهم تفكيرهم لقوائم العرش. ومن أدبيات السياسة في اختيار العلماء: أخذ المستكين الهاديء فهو طوع البنان ..
أما خسارة العلماء وطلبة العلم , فأنا أتوقع ذلك , وأتوقع أذى شديدا؛ لولا ظني بأن ما صدعت به هو الحل الوحيد لما ركبت هذه الأخطار.
وأما كسب السلطة: فلن أكسبها؛ إلا إذا أيدتني على أن ما أدعو إليه من أن تصحيح وضع الهيئة هو الحل الصحيح.
8 - وهبك كسبت الحكام،هل تظن أنك ستكسبهم للإصلاح الذي تريده. لا والله بل يكسبوك للإصلاح الذي يريدونه هم. حتى إذا استعصيت عليهم مرة استبدلت وأتوا بقوم آخرين.
ظني بالحكام أنهم خير من ذلك , وهذا ما يلزم كل مسلم تجاه كل مسلم (حاكما كان أو محكوما). فكل مسلم لا يترك حكمَ الإسلام في أمر؛ إلا وهو يعتقد أنه هو الحكم الإسلامي (فيكون متأولا) , أو يتركه معصية (يعلم أنها معصية) لكنها تحقق له مصلحة. فإذا أقنعته بأن هذه المعصية إن حققت له مصلحة فستحقق له مفسدة أكبر منها , فلا يُوجد عاقل سوف يصر على تلك المعصية؛ خاصة إذا كانت قرارا مثل القرارات العامة للحكام , وليست مجرد شهوة شخصية؛ لأن مفسدة القرار العام مفسدة عامة تُفسد على الحكام نظام حكمهم واستقرار دولهم. ولو أدركنا هذا تماما مع الحكام؛ لأحسنا بهم الظن الذي يستحقونه بمقتضى اعتقاد أنهم مسلمون (دون حاجة إلى زيادة مقتضيات أخرى).
9 - المصلحون عادة يؤذوا ويُحاربوا،لكن: لا يجمل بالعالم أبداً أن يطلب ذلك، وأن يفعل ما يعلم يقيناً أنه يؤدي إليه، بل متى استطاع تجنبه=فعل؛ كي لا يضر فكرته. والاستضعاف والإيذاء إذا أتى ممن هم من أهل السنة في الجملة = كان كشف دلالته على الإصلاح للعامة وطلبة العلم = عسر جداً وكان الرمي بالشذوذ وحب مخالفة أهل السنة = أقرب.
لا يطلب الأذى عاقل؛ إلا إذا ظن أن الواجب الديني لا يتحقق إلا به؛ كالجهاد في سبيل الله.
10 - اجتهادك في التوقيت ربما كان غير سائغ،والعالم العاقل لا يأتي في ذروة معركة الليبراليين مع العلماء في دفاعهم عن وجهة نظر شرعية سائغة –وإن خالفتها- فيسوق ما يفتُ عضدهم وإلا اتخذوك مطية واستكثروا بك وكثروا سوادهم. وبعد ذلك: فالتُهمة بالاستغلال غير الشريف للأحداث لطرح منهجك الفقهي والعلمي = حاضرة وهي أسرع قبولاًفي قلوب الناس، وقارن بموقف شيخ الإسلام لما عُرض عليه قتل خصومه من قبل السلطة، إنه حتى لم يقل اعزلهم بل قال له: إنك لا تجد مثلهم؛ لأن الرجل كان أنزه من أن يستغل التقلبات السياسية استغلالاً غير شريف، وأعقل من أن يفتح للسلطان باب انتهاك حرمة العلماء –ولو كانوا مضلين-لأن فطنته قادته إلا أن منجل السُلطان إذا أُعمل لا ينتهي إلا وقد حصد الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
هي موجة تغييير , وموجة التغيير إذا بدأت , ركبها المفسدون؛ ليفسدوا. وركبها المصلحون؛ لكي يصلحوا. والتخلّفُ عن ركوبها سيكون أثمن هدية للمفسدين؛ لأنهم سيستحوذون عليها , وستكون لهم وحدهم. وأكبر مشكلة عندما يكون أهل الصلاح لا يعرفون شيئا عن تلك الموجة , وما زالوا يعيشون على آثار موجة قد تبددت على صخرة الماضي منذ زمن. فلا ينتبهون؛ إلا والموجة الجديدة قد جرفتهم خارج ساحة التأثير.
وأما استغلال أهل الباطل لبعض المواقف فإنه لم ينته ولن ينتهي , وقد استغل الكفار والمنافقون والمبطلون (قديما وحديثا) آياتٍ وأحاديثَ لدعم باطلهم. فليس من الصحيح أن نسكت دائما عن الإصلاح بحجة الخوف من الاصطياد في الماء العكر. فالسكوت خوفا من ذلك له وقته , والإعراض عنه والمضيُّ في الإصلاح له وقته , وتقدير ذلك موضع اجتهاد. ومن الواجب خلال هذا التصحيح العلني أن نبين للجميع أننا وإن انتقدنا بعضنا , إلا أننا صفٌّ واحد تجاه من يعادينا جميعا. وأن نسعى بجد واجتهاد في إصلاح بيتنا من الداخل , لكي لا نترك مجالا للمتربصين.
11 - شيخنا الكريم كم واحد من أهل مشورتك قد عرضت عليهم المقال قبل نشره؟
عرضته على عدد كبير , وبعد تأمل طويل , وبعد استخارة ولجوء إلى الله تعالى.
12 - شيخنا الكريم: المسائل التي عرضتها ليس فيها مسألة واحدة خارج نطاق الاجتهاد السائغ. وتقدير مجال سد الذرائع وتقييم الخلاف = كلاهما من موارد الاجتهاد.
أولا: مصادرة الاختلاف السائغ ليس اختلافا سائغا.
ثانيا: المقصود من المقال هو أن تتعامل الهيئةُ والعلماءُ من خارجها وطلبةُ العلم مع الاجتهاد الذي يخالفها أنه اجتهاد سائغ , وأنه بذلك يستحق أن يكون حلا إسلاميا. فالمقال (في الدرجة الأولى) لم يأت إلا لتسويغ الاجتهاد الذي يخالف الهيئة إذا وُجدت فيه شروط تسويغ الاجتهاد الصادر من الهيئة نفسها , دون زيادة شرط موافقة الهيئة! ولم أقصد إسقاط الهيئة , وليس فيه عبارة واحدة تدل على ذلك؛ إلا بسوء الظن , أو لمن يظن أن مجرد تقرير ذلك الموقف من الهيئة إسقاط لها! وهو في الحقيقة إسقاط لها عن منزلة العصمة (التي يدل على وجودها ذلك التصور الذي دعاني لكتابة هذا المقال) , لتبقى على قمة أخرى , هي قمة أهل العلم حقا , وهي منزلة الاجتهاد , كاجتهاد غيرها من العلماء والهيئات والمجامع ودور الفتوى.
ثانيا: أن سد الذرائع والخلاف في مسائلها الجزئية ليس كله خلافا سائغا , وليس كله خلافا غير سائغ. فمن حرم ما أباح الله تعالى لوساوس خاصة به , لا لأدلة تفيد غلبة الظن (على أقل تقدير) تدل على أن ذلك الحلال ذريعة للحرام = سيكون سده للذريعة بتحريم الحلال خلافا غير سائغ؛ لأن تحريم الحلال لا يجوز بالوساوس. ومن سد ذريعة للحرام لكنه أدى إلى مفسدة عظيمة وبلاء كبير لا يخفى على عموم الناس أنه نتيجةٌ محتّمةٌ لسده تلك الذريعة = سيكون أيضا خلافه في سد الذريعة غير سائغ؛ لأنه صدر عن جهل بالواقع الذي يجيز له الحكم فيه.
13 - توسيع دائرة سد الذرائع والخطأ في تقييم الخلاف = ليس له حل إصلاحي سوى مواصلة التنبيه على المعايير الصحيحة من وجهة نظرك للبابين، ومواصلة تطبيق تلك المعايير على فروع المسائل،ويدور الخلاف ويختار ولي الأمر ما يراه من بينكم. وليست مقالتك هذه مؤدية لاهتداء العلماء الرسميين للحق الذي معك في تلك الأبواب. وليست هي بالتي ستجعل ولي الأمر يهرع لاجتهاداتك ويرى فيها الملجأ والملاذ.
لو كنت أسلم لك بهذا , لما كتبت المقال , فهو محل النزاع , ومناط الاختلاف. ولولا أن اجتهادي قادني إلى أن هذا المقال خطوة للإصلاح لما كتبته.
14 - حفظنا عنك: السعي لتعضيد معاقد الاتفاق والائتلاف والحرص على وحدة الكلمة والعمل في نطاق القواسم المشتركة،مع التنبيه على الأخطاء برفق وحسن تأتي وأن مصلحة الائتلاف هي المقدمة. ولم نقرأ في مقالك حجة قوية تدعو لهجر هذا الأصل مع المشايخ الرسميين.
لم أهجر هذا الأصل حتى في هذا المقال , لكني أعلنت (مثلا) أنه لا يحق لهم إلغاء الاختلاف السائغ ,
(يُتْبَعُ)
(/)
15 - لا يُنازعك أكثر الناس أن هناك نوع تقصير إصلاحي في العلماء الرسميين. لكن الواجب هو أن يعمل كل وفق طاقته وفي مجالاته وأن يُعذر إلى ربه، لا أن نوجه مسار المعركة إليهم لم لا تُصلحون ونحن أولى منكم بإدارة الدفة = فهذا إقامة لمعركة وتحريك جيش لإدراك مظنون ربما لا يحدث، ومثل ذلك نربأ بك أن تقع فيه.وإذا كان مثلك في موقعك الرسمي وتأثير جاهك ومكانتك يشكو من ضعف تأثيره الإصلاحي = فماذا يفعل أهل مصر والشام والمغرب؟؟!!
أظن أنني قد أجبت عن هذا ببيان المشكلة التي جاء المقال لكي يعالجها.
16 - قد لا ننازعك في صواب اتهامك للعلماء في المسائل التي ذكرتَها = ولكن طريق إزالة ذلك ليس بمقالة تقو فيها سأفاصلكم وأنبذ إليكم على سواء.
لم أنبذ إليهم على سواء , كل ما في الأمر هو أن يعلم الناس أن خلافهم ليس خلافا للإسلام , حتى لو أصروا على المخالفة والتشنيع على القول المعتبر. كما حصل في عدة قضايا , لا تخفى على متابع.
17 - شيخنا: لا ينبغي لمن كان يُداري قوماً أن يقول لهم كنتُ أداريكم إلا إذا كانت مداراته عن بغض واتقاء فحش، أما من دارى لتحصيل مصالح فإنه ولو بان له أن المصالح متوهمة = فإنه لا يقول كنتُ أداريكم؛ لأن المفاسد حينها تكون محققة.
إذا كان إعلان ترك المداراة هو الحل (كما حرصت على توضيحه) فلا بد منه. خاصة أنه تركُ مداراةٍ لا إلى عداوة , ولكن إلى إنصاف.
وما أشد حزننا أن يُضطر عالمٌ أو طالبُ علم أن يكون هو الذي يداري العلماء , خاصة فيما يسوغ الاختلاف فيه! كان الأولى بهم هم أن يُعَلِّموا الناسَ التسامح مع الاختلاف. وقصة ذلك الشاب الذي جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا , أكبر مثال لما يجب أن يكون عليه العلماء مع عموم الناس , فضلا عن علماء مثلهم أو طلبة العلم يريدون التعلم.
الخلاصة:
الصدع بالحق هو إطاره بالدلائل الشرعية والحجج المرعية في صورة تصل لمن تمكن من طلبها،وصورته ولغته مقيدة بسواغ الخلاف، ومصلحة وحدة الأمة وتكاتفها، وغلبة ظن حصول المصلحة باللغة المختارة، وليس من شرط المصلح أن يتحقق أمله الإصلاحي، وليس من شرط تحقق آماله أن يجري على يد السلطان، وإهدار حرمة المصلح واستعداء الناس عليه ليس غرضاً يسعى إليه المصلح ويقع فيما يعلم يقيناً أنه يجر عليه وقوعاً في عرضه، والعلماء الرسميون ليسوا من أهل الردة ولا المعتزلة ولا الأشاعرة ولا أهل العلمنة،بل دائرة الخلاف والإصلاح معهم أضيق بكثير مما يزيد من طلب الرفق والتلطف والحرص على وحدة الأمة وائتلافها وتأكيد معاقد الإجماع والحوار الدائم المتواصل بالحجة والبرهان والله يهي من يشاء وكل الأمور تجري بمشيئته هو يعلم خير الأمور حالاً ومآلاً، والإصلاح الديني والتعليمي ليست معاقده هي الاختلاط والعباءة ولا إثبات أخطاء دعوة الإمام المجدد،وليس في كل مسائلك مسألة ألصق بالإصلاح إلا مسألة الخطأ في تقييم الخلاف، وقد صنفتَ فيها كتاباً،وكنت تستمر على هذا، والواقع يشهد بتحسن تقبل الناس لفكرتك فيها رويداً رويداً، بل صاحب الفطنة ربما توصل مع وبالعلماء الرسميين حتى يكونوا هم دعاة فكرته في تقييم الخلاف؛ فهم أحوج الناس إليها أمام من يُخالفهم .. ولكن هذا باب من السياسة لعلك استعجلت فلم تُهد إليه.
كل ما ذكرته في هذه الفقرة أوافقك عليه , فمثلا قولك: (واستعداء الناس عليه ليس غرضاً يسعى إليه المصلح) أنا معك فيه , وليس من الاستعداء أن نقول: ليسوا هم وحدهم أهل الاجتهاد , ولا يحق لهم مصادرة الاجتهاد السائغ إذا خرج من غيرهم , ولا أن يُلزموا الناس باجتهادهم في مقابل اجتهاد سائغ لغيرهم. وقولك (والعلماء الرسميون ليسوا من أهل الردة ... ) حاشاهم من أن يكونوا عندي كذلك , ولا يقول هذا أحد , ولا أكثر العلمانيين , فلا داعي لنفيه عنهم في الرد على مقالي. إلى أن قلتَ (وفقك الله): (لعلك استعجلت فلم تُهد إليه) , هذا هو محل النزاع , فلو كنتُ أظن أنني لم أهتد إليه لما كتبتُه. كما أنني بعد أن بينتُ لك مقصود المقال الصريح (خلال توضيحاتي السابقة) الذي لم تهتد أنت إليه , , فأرجو أن تعترف لي: لا بأني مصيب , بل يكفيني أن تعترف بأني وإن أخطأت , فلم يكن ذلك عن عجلة , بل قد يكون بعد تعمق كبير , لكن عمق المسألة الذي لا يُستغرب معه الخطأ فيها هو الذي جعلني أخطئ.
شيخنا.
يعلم الله أني أحبك وأراك صاحب منة علي، ولكنا نراك أخطأت، وقد علمتنا ألا نقلدك وأن من اجتهد فأخطأ خير ممن قلد فأصاب؟،فهاأنا ذا أجتهد وأخالفك = فهل ترى خلافي لك يسع، وأنه تبقى مودتنا ولو اختلفنا، وهل آمل منك بمراجعة لعلك تُفيد من تلميذك شيئاً.
مع أني لا أعرفك , ومع أنك خالفتني. فأشهد الله أني أحببتك , دون سابق لقاء ولا معرفة. لما رأيته فيك فيك من عقل راجح وأدب وافر وعلم يدل على حلم. فمودتك بهذا الاختلاف زادت (علم الله) , وعندما أستشهد الله على ذلك أعلم تماما ثقل هذا الاستشهاد.
اللهم أنت الحق اهدنا للحق ووفقنا له وأعنا على العمل به والصبر عليه ولا تجعل اللهم البأس بيننا في تحصيله شديد وارزقنا الرفق والحكمة إنه م يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.
اللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناقل خير]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 05:51]ـ
بعد تلاقح الفقه المنكوس والليبرالية الشمطاء
(تعقيب على مقال حاتم العوني)
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد:
فقد قرأت ما كتبه حاتم العوني في مقالٍ بعنوان (سنصدع بالحق) في مجلة (أنباؤكم!) وقد رأيت من دلائل الفتنة بالذات، والفتنة بالملذات، والفتنة بالقنوات، الشيء العظيم، وكأنها ظلمات فوقها ظلمات ..
وهي فلتة من فلتاته - هداه الله - بعد عددٍ من المقالات والصيحات ..
وسبق أن كتبتُ مقالاً عنوانه " كشف المكر والتزييف في الموقف من دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب في كلام حاتم الشريف"، وهاهو اليوم يخرج بهذا المقال، ويؤكد ما سبق من أخطائه، وينادي فيه من وراء طرفٍ خفي إلى:
(1) مناصرة الليبرالية!
(2) اتهام كبار العلماء بالجمود، وإلحاق العنت بالأمة، والتقصير في الفتوى، بل وكتمان الحق!
(3) فتح أبواب كثيرة، هدماً منه لقاعدة (سد الذرائع).
(4) تقريب أهل الضلال، جهلاًً منه بالخلاف السائغ وغير السائغ.
(5) دعوته إلى الاختلاط.
(6) وتأنيث المحلات النسائية بإطلاق.
(7) تقريب الشيعة، والإذن لها بحقوقها!!!
(8) مراجعة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب في قضية التكفير، وربط التكفير بها!
فيقال:
روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة) قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة).
قال العوني: (سنصدع بالحق!!)
وهل كان علماؤنا على الباطل؟
وأي حقٍّ تصدع به يا عوني؟
أينك:
عن زنادقة العرب، وملاحدة السعودية الذين يكتبون في صحافتنا؟
أينك:
عن تقرير التوحيد، ونشر السنة في البلد الحرام؟
أينك:
عن حقوق المسلمين المضطهدين في مشارق ومغارب الحق الإسلامي؟
أين غيرتك وحميتك:
عن نزع حجاب المسلمات في غير بلد؟
أين صدعك بالحق:
عن المنكرات التي تهافت الناس فيها اليوم؟ بشتى أشكالها وألوانها؟
أين صدعك بالحق:
ضد عبّاد القبور والأضرحة - وهم عنك مرمى حجر! -. ونداء الرافضة لإحياء مزارات أئمة أهل البيت في البقيع؟
(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:85).
*****
لقد هاجم العوني هيئة كبار العلماء ووصفهم بـ (الإفتاء الرسمي) وأنهم يبالغون في تطبيق قاعدة (سد الذرائع).
فيقال:
إن الإفتاء الرسمي لم يكن من حثالة الناس، ولا من عموم الخرقى، ولا من المتسلقين إلى الشهرة عبر المجلات والقنوات الفضائية، وإنما أُسند الإفتاء الرسمي إلى خيار الأمة كأمثال الشيخ محمد بن إبراهيم وعبدالله بن حميد وعبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين وأمثالهم من أهل العلم والفضل رحمهم الله تعالى، وتنوّرت الأمة بفتاويهم وتوجيهاتهم، وساروا على ثاقب أنظارهم زمن انفجار المعلومات، واختلاط المفاهيم، وهم يوصون بما أوصى به الأسلاف من قبل، بل أوصى به الله تعالى ورسوله صلى الله تعالى.
فالله تعالى يقول: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية:18).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجذ).
وروى أبو نصر المروزي في "السنة" وغيره عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أنه قال: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم).
وفي رواية عند اللالكائي عنه قال: (إنّا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع وللن نضل ما أن تمسكنا بالأثر).
وروى الدارمي والآجري في "الشريعة" عن محمد بن سيرين أنه قال: (كانوا يرونه على الطريق ما دام على الأثر).
وروى اللالكائي عن شاذ بن يحي أنه قال: (ليس طريق أقصد إلى الجنة من طريق من سلك الآثار).
وروى أيضاً عن الأوزاعي قال: (ندور مع السنة حيث دارت).
وروى أيضاً عن سفيان الثوري قوله: (وجدت الأمر الإتباع).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى البخاري في "صحيحه" عن حذيفة رضي الله عنه قال: (اتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من قبلكم فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقاً بعيداً، وإن تركتموه يميناً أو شمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً).
وروى ابن وضّاح والدارمي وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (كيف أنتم إذا البستكم فتنة يربوا فيها الصغير ويهرم فيها الكبير إذا ترك منها شئ قيل: تركت السنة!! قيل: متى ذلك يا أبا عبدالرحمن؟ قال: ذلك إذا ذهب علماؤكم وكثرت جهالكم وكثرت قراؤكم وقلّت فقهاؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير دين الله).
ولم تكن فتاوى علمائنا التي استقر عليها حال المجتمع إلا عن أدلة الوحيين، ومقالات الأسلاف الأولين، ولم يأنف منها إلا الشُذاذ من الأفراد ..
واختيار ولي أمر المسلمين جملة من العلماء يرجع إليهم في مسائل الخلاف، أمرٌ تقتضيه ضرورة الحياة في سياسة كلّ دولة - مسلمة كانت أو كافرة-، ونحن معاشر المسلمين أولى بالائتلاف ونبذ الخلاف، وقد كان عامة الصحابة يستأمنون فتاوى كبار الصحابة، ويرضون بقضائهم، ولا يخالفونهم في شيءٍ مما اختاروه اجتهاداً، ولابن عباس مع عمر، وابن مسعود مع عثمان عبارات لا تُجهل، تدل على احترامهم لفتاوى العلماء، وطلبهم (مصلحة الوفاق) ونبذهم لـ (مفسدة الافتراق)، ولم يقل واحدٌ منهم قط (سأصدع بالحق) إلا مقابل منكر لا يجوز السكوت عليه، أما مسائل الخلاف فلم يكن الأمر منهم كذلك، كيف والأمور التي ينادي إليها العوني من مسائل مفارقة الحق، وهدم الشريعة، ومصادمة النصوص، من حيث يشعر أو لا يشعر!
ولكن مما يخشى منه أنه يبتغي العزة بغير الله! فغرّه سطوة الليبرالية اللعينة على الصحف مدحاً وذمّاً، مع سياسة التغريب الكاسحة على العالم العربي والإسلامي، فابتغى منهم الثناء والتمجيد والتلميع، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال العوني: (وكنا نترفّقُ في عَرْضنا لاجتهاداتنا وفياعتراضنا على فتاواهم؛ طمعًا في قبولها والاستفادة منها. وكنا في مقابل ذلكالترفُّقِ نتقبّلُ من بعض المشايخ وطلبة العلم حُزْمةً من التصنيفات الجائرة لناوللتُّهَمِ الجزاف التي كانت تُطلق علينا , وأرجو أن لا نترك ذالك الترفُّقَ ولاهذا التقبُّل، ولكننا استمررنا بالتلطُّفِ فيالمخالفة إلى حدِّ العجز عن الإصلاح، وإلى حد ضعف التأثير).
أقول: سيحاسب على هذا الكتمان إن كان عن أمرٍ حله وحرمته معلوم من الدين بالضرورة، والله تعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159) ولا يُعلم عن علمائنا في (الإفتاء الرسمي) كما تسميه من أفتى بما يخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة.
أو بباطلٍ ينتظر صدعك بالحق الذي عندك.
أما إن كانت مسألة محلها محل النظر والاختلاف، فلم يمانعك أحدٌ من طرحها، فما زال العلماء يختلفون، ويُغربون في المسائل، وبعضهم يردّ على بعض! ولكن:
*******
يقول العوني في أسباب سكوته عن بيان الحق المزعوم: (مجاملة للمشايخ والتيار المتوقّفِ عند اجتهاداتهم فقطوتطييبًا لخاطرهم على حساب الإصلاح الديني! وهذه معصية لا يجوز أن تستمر؛ لأنمصلحة الدين تستوجب عدم فعل ذلك).
فيقال: قد اعترف بالمداهنة في دين الله تعالى، وجاء بنفس مقولة الليبرالي من تسمية المسلمين المتبعين بـ (التيار)، وتسمية تمييع الدين ومخالفة سبيل السالفين من المهاجرين والأنصار بـ (الإصلاح الديني) وسيأتي لهذا في كلامه أشباهٌ ونظائر!
وهذا (التيار) قبلوا من يُرجى من الله قبولهم، واستأمنوا فتاويهم، ورضوا بدينهم وعلمهم، في مسائل الإجماع والاختلاف، فما شأنك وشأنهم؟
فاطرح رأيك الفقهي من غير نبز لمخالفك، وادعاء المعرفة بالاختلاف السائغ من عدمه، ولا تأخذك في بيان الحق لومة لائم.
******
ثم قال: (وإما رضوخًالفكرةِ أنه لا داعي للفَتِّ في عضد المؤسسة الدينية الرسمية، وذلك من باب تقديمِدَرْءِ مفسدةٍ أكبر بأخفّ. ولكن أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسدوالمصالح كان منكوسًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
فيقال: هذا الكلام وأمثاله، لا يستقيم إلا لطالب الشهرة، ومبتغي التمجيد الإعلامي! وإلا فالعاقل البصير يسعى إلى الابتعاد عن مخالفة ما استقام عليه أمر الناس، ويُرشد الناس إلى احترام رأي العلماء، كيف والواجب على مثله أن يتروى عن أدنى مسائل العلم وأجلاء العلماء بين ظهرانينا؟
لقد مرّ عبر التاريخ من كبار العلماء مَنْ إليهم مرجعية الفتوى، واحترمت الناس أقوالهم، ولا يخرجون غالباً عن رأيهم، من فقهاء الصحابة كعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وعائشة أم المؤمنين وزيد بن ثابت وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر رضي الله عنهم.
والفقهاء السبعة: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وأبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث وخارجة بن زيد وعبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعد وسليمان ابن يسار رحمهم الله.
ومن جاء بعدهم: كأبي حنيفة ومالك والثوري والليث والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق، رحمهم الله.
فكانت تجفُّ ألسنةُ الكثير من جهابذة العلماء عند بغية مخالفة عالمٍ منهم في مسألة (نظرية اجتهادية) وترجع إليهم الأمة عند اشتداد الخلاف، وتشعب المقالات.
ولا ضير؛ فبذلك يستقيم حال البلاد والعباد، وتروق سياسة الدولة، ومن خالفهم فقد فتّ عضد (الدولة) لا (الإفتاء الرسمي).
إن احترام رأي العلماء، وجمع الناس على فتوايهم في المسائل النظرية، ليس رأياً منكوساً يا عوني؛ بل الرأي المنكوس هو: الشرود عن السبيل، والشذوذ عن منهج الأكابر، في زمن غياب الرقابة، وتكلم الرويبضة! هكذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإلا فلو عارض عالمٌ من العلماء فتوى اللجنة الشرعية الرسمية بفتوى مخالفة في مسألة نظرية لم يكن هذا فتاً في عضدها، ولطالما وقع مثل هذا في مسائل عدّة، ولا يتوقف العالم عن الإفتاء، أو يسكت عن رأيه إلا إن أحدث رأيه فتنة وفرقة في الصف، فحينذاك فالكلام للسلطان، وبأمره يفصل النزاع، ولا يعني هذا رجوع كلِّ صاحب قولٍ عن قوله، وإنما يطلب من صاحب القول المرجوح الكف عن إشهاره مراعاة لمصلحة الاجتماع، وهذا لا يكون إلا من العالم الثقة، لا من المتسلقين على منابر الصحافة والقنوات الفضائية، يرومون بذلك مجاراة العلماء الأكابر.
******
ثم قال العوني عن بعض أسباب سكوته عن الحق: (وإما من باب تحميلالمؤسسة الدينية الرسمية مسؤوليةَ الإصلاح والتأثير , ولو برأيٍ فقهيٍّ مرجوحٍصادرٍ منها (فالاجتماعُ على الرأي المرجوح خير من التفرق على الرأي الراجح) , ولومع مبالغةٍ من المؤسسة الدينية الرسمية في استخدام قاعدة سدّ الذرائع (الصحيحة فيأصلها) , ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها لحاجات المرحلة ,ولو ... ! ولكن توالتخسائرنا الإصلاحية؛ لأننا بذلك قد حمّلنا المؤسسةَ الدينية الرسمية فوق طاقتها , بسبب المبالغة في تقدير حجم التأثير المتوقَّعِ لها. ولذلك تجاوزها القرارُالسياسي , الذي لا يمكنه إلا أن يواكب الحَدَثَ وأن يتعايش مع الواقع , إن أمكنهذلك بالمؤسسة الدينية (وهذا ما يتمناه) , أو بدونها (وهذا ما لا يتمناه) ... ).
قلت: هذا الكلام فيه أكثر من خلل:
من ذلك:
أن الإصلاح والتأثير ليسا مسؤولية أحد دون أحد، بل هو واجب الله تعالى على الجميع، من الحاكم والبطانة والعلماء والرعية حتى السوقة، فالدين دين الله تعالى على كلّ المكلفين، والله تعالى أمرنا بما أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى، وهذه سمة المؤمنين عامة، كما قال تعالى (وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71).
فالسعي إلى الإصلاح والتأثير:
ليس بسيف العلم الهزيل وحده!
بل يكون بقدوم كتائب التوحيد والسنة:
تحت لواء: قال الله، وقال محمد صلى الله عليه وسلم.
ودروع: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسهام: الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة، وغارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ على يد الظالم وأطره على الحق أطرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسيوف: رجالٍ (صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب:23).
السعي إلى الإصلاح والتغيير:
لا يكون بتمييع الثوابت، ونقض أساسات الدين، والانجراف خلف رغبات الغرب، وأذناب الغرب المستعربين من العلمانيين والليبراليين.
السعي إلى الإصلاح والتغيير:
إنما يكون في الحادث المتغير المستجد لا في الثوابت الخالدات التي مضت عليها القرون يتناقلها العلماء جيلاً بعد جيل.
عندما يداهم فكرك ما تظن أنه ضرورة من ضروريات الحياة، وحاجة من حاجات التقدم العصري، التفت بعينك إلى تلك المستجدات واعرضها في سوق الشريعة هل تسام وتباع تشترى أم لا؟
لا أن تلتفت إلى ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم وتساومه على قوله، وتبحث لقوافل الفكر الغربي عن مخارج تضرب قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم عرض الحائط، وتقول: افعلوا ما شئتم فأنتم الأعلون، وقولكم هو النافذ!
لقد سئم عامة المسلمين، بل وخاصة النساء والصبيان من سياسة التخاذل الذي يتربع على منابر الإعلام اليوم، ويسعى إلى تمرير كلّ ما يطبخه الغرب، مقدماً على الأطباق الليبرالية، بدعوى ضروريات الحياة المدنية، وعصرية المواجهة، و (إصلاح الخطاب الديني).
وهل كان كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فاسداً أو عرضة للفساد حتى يأتي أمثال هؤلاء فيصلحوه للناس؟
اتركوا كلام الله على ما هو عليه من جلالته وهيبته وإحكامه وبيانه.
واتركوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو وهيبته وإحكامه وبيانه.
واتركوا كلام أعرف الناس بمراد الله ومراد رسول الله كما هو بوضوحه ورصانته.
ثم انظروا إلى الناس كيف يدخلون في دين الله أفواجا.
ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (إن أخوف ما أخاف على أمتي: الأئمة المضلون) رواه الإمام أحمد.
******
ومن تجاوزات العوني في هذا الكلام:
زعمه أن هيئة كبار العلماء تبالغ في تطبيق قاعدة سد الذرائع!
فيقال: إن قاعدة سد الذرائع، قاعدة فقهية لا أصولية! والقواعد الفقهية: حصيلة النظر في ثلاث جهات (النص) و (الواقع) و (الأثر) وهذه الأنظار الثلاثة لا تتحقق إلا في عالم بلغ رتبة الاجتهاد في (جمع النصوص) ثم في (فقه الواقع) ثم في (دراسة أثر الحكم).
فهم عندما يتكلمون عن أمر بأنه لا يجوز، فإنما تكلموا بموجب (نص سابق) و (واقع متهافت مقبل على الانحراف)، و (أثرٍ متحقق بمقدمات سليمة).
وقد أثبتت الوقائع في قديم الزمان وحديثه هذا الكلام! وبذلك انتهجوا نهج النبي صلى الله عليه وسلم، فقد منع النبي صلى الله عليه وسلم أموراً عدة ومن جليل الحِكَمِ في ذلك سدّ الذرائع كمنعه من اتخاذ القبور مساجد، ومن اتخاذ قبره عيداً، ومن دفنه في غير مكان موته، وغير ذلك.
وقد رأى ابن مسعود جماعة يسبحون بالحصى! فقال: (والله إنكم على ملة أهدى من ملة محمد، أو أنكم مفتتحوا باب ضلالة!) فكانت نهايتهم قتال علي بن أبي طالب رضي الله عنهم مع الخوارج يوم النهروان!
وزماننا زمان فتن لا يميزها، ويعرف السبيل إلى النجاة منها إلا العلماء الراسخون، كما قال حذيفة رضي الله عنه عن أمثال هذه الفتن وأمثال أولئك العلماء: (فتن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل ذلك).
******
ومن فلتات هذا الكلام:
وصفه هيئة كبار العلماء بالفشل المتوالي في المسيرة الإصلاحية! وأن القرار السياسي -ويريد به الملك عبدالله ونظام الحكم- قد تجاوز هيئة كبار العلماء.
وهذا -إن حصل- إنما حصل لما ظهر من يُلبّسون على الراعي والرعية أمر دينهم، ويورثون الشكوك في المجتمعات، ويوردون عليهم متشابه الأدلة التي فُتنوا بها، وإلا فالراعي والرعية: يعترفون بجلالة العلماء ويستأمنون رأيهم، منذ قيام هذه الدولة إلى اليوم، وهو ما جاء في كلمة خادم الحرمين خلال افتتاح مكتب المفتي العام بمحافظة الطائف عام 1430هـ، فالخوف ليس من زلل السلطان، ولا من تقصير الرعية! وإنما الخوف من الأئمة المضلين الذين يلبسون على الناس أمر دينهم، ولا نراهم إلا من بني جلدتنا ويتكلمون بألستنا، في آخرين (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ) (التوبة:32).
*******
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال العوني: (فهلآن أوانُ الصدع بالحق , والإعلان عن اجتهاداتنا الفقهية بالصوت المرتفع, وبالصوتالمرتفع وحده).
فيقال: ومن منعك؟ تكلم لنرى محط قدمك بين زمر الناس، وأين هي عن منازل العلماء، بل منازل طلاب العلم.
فهات ما عندك، فقد سبقك إلى هذا الميدان البطولي حثالة الخلق من الممثلين والمغنيين والصحفيين، من الحليق والماجن والفاسق والملحد والمتردية والنطيحة حتى لم يبق أصلٌ من أصول الإسلام إلا وقد تكلموا فيه وناقضوه كما جمعته في كتابي (قمع النوابت من زعزعة الثوابت).
فتكلم وأرنا اجتهاداتك الفقهية؟
ماذا تريد؟
أتريد .... الدعوة إلى الاختلاط؟
فأنت مسبوق، فقد صدرت فتوى إبليس قبل قرون عدّة بذلك، وعقد على نفسه العهد بأن يكون ثالث المختلين من الرجال والنساء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما).
ويقوم بفتح باب العين والفرج، فحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: (على كل نفس من ابن آدم كتب حظ من الزنا أدرك ذلك لا محالة فالعين زناها النظر والرجل زناها المشي والأذن زناها الاستماع واليد زناها البطش واللسان زناه الكلام والقلب يتمنى ويشتهى ويصدق ذلك أو يكذبه الفرج).
تريد التقارب بين أهل السنة والتوحيد وأهل البدعة والشرك؟
تأخر مشروعك! فأنت مسبوق، فقد سبقك من لبس الحق بالباطل، فقال تعالى: (يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (آل عمران:71).
وقال تعالى: (وَلَا تَلْبِسُوا الحَقَّ بِالبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:42).
ويأبى الله تعالى أن يجمع بين أهل الحق والباطل، والله تعالى يقول: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الأنفال:39).
فالدين كله لله، لا يؤخذ إلا من كتاب الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقول: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ) (الممتحنة:4).
فرضينا بإبراهيم أسوة لنا بالبراءة من كلّ ملحد مرتاب، محادٍ لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أم تريد: التبرج والسفور وكشف المرأة وجهها؟
فأنت مسبوق من إبليس أيضاً، فقد سبقك في هذا المشروع، واستشرف كلّ امرأة متبرجة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب.
وسبقك إلى ذلك أهل الجاهلية الأولى الذين قال الله تعالى عن نسائهم: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب:33).
فلا تظن أنك في ميدان الباطل لوحدك، فلكل دين وارث ..
*******
ثم ذكر العوني ملاحظاته على هيئة كبار العلماء، فذكر منها:
(1) المبالغة في تطبيق قاعدة سد الذرائع، وسبق الكلام على ذلك.
(2) مصادرة الاختلاف السائغ، والتشنيع عليه! هكذا قال. وما أصاب، وأيم الله؛ فالاختلاف السائغ لا يصادر، كيف وأعضاء هيئة كبار العلماء يختلفون فيما بينهم في مسائل خلافية عدة، ولم يجبروا أحداً على قولٍ لا يراه، وربما كتب بتوقيعه: لا أوافق، أو كف عن التوقيع مراعاة للمصلحة، فهذا القول من العوني يريد به التهويل والتمويه، وإلا ففي حقيقة الأمر ليس المرام (الخلاف السائغ) بل (الخلاف الشاذ) الذي تُقرّ به البدع، وتُخالف به السنة ..
(3) أن هيئة كبار العلماء تخلط التقاليد بالدين! وضرب على ذلك بمثال وصفه بالمعضلة، وهو: عباءة الكتف!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من العجب، فالتقاليد كيفما كانت لا تخرج عن مظلة الدين، فإنها: إن كانت محرمة ظهر خلافها للدين، وإن كانت مباحة فهي من الدين، ولهذا ذكر العلماء المباح من الأحكام التكليفية الشرعية، بموجب (التخلية الشرعية) و (أصل البراءة) وهذا لم يكن إلا بخطاب شرعي سواء بالإقرار أو السكوت موافقة.
وعباءة الكتف من اللباس، واللباس من المباحات، ومع ذلك لم يخرج عن أصل ما أمر به الشرع من حيث:
(1) قدره، فأُمرت المرأة بلبس الساتر السابغ الطويل، وأُمر الرجل بعدم الصلاة في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء، وعدم الاحتباء به!
(2) ومن حيث لونه، فنهينا عن لبس المعصفر.
(3) ومن حيث نوعه، فنهينا عن لبس النجس، والمغصوب.
(4) ومن حيث هيئته، فنهينا عن التشبه بالكفار.
(5) ومن حيث القصد منه، فنهينا عن لبس ثوب الزور والكبر.
وغير ذلك مما هو مشهور في باب اللباس، فيلبس الرجل كيف شاء، وتلبس المرأة كيف شاءت؛ ولكن بالقيود والضوابط الشرعية التي ذكرها العلماء في كتب (اللباس والزينة).
وعباءة الكتف، أفتى بجوازها من هم أجلّ منك وأعرف بأحكام الشريعة ..
ومع ذلك فالقول بجوازها قول مرجوح، مخالف لصريح النصوص، وعمل نساء المسلمين من قبل، والحكمة المرجوة من وراء الحجاب، وتفصيل القول في ذلك يطول، ولكن المراد: أن شغبك على هيئة كبار العلماء، واتهامهم بالخلط بين التقاليد (العادية) والأمور (الشرعية) وذكرك لهذه المسألة، كلّ هذا يدل على خلل في مقالك .. والله المستعان.
******
ثم سرد بعض المسائل التي توهم أنه السابق في ميدانها، والفائز من فرسانها، وقد قال بها غيره الكثير، فذكر:
(1) مسألة الاختلاط، وأن منه الجائز ومنه الممنوع! وقال: (ولا أعلمطرحًا شرعيا سابقا لذلك الطرح فَصَّلَ في شأنِ الاختلاط ذلك التفصيل)، وهذا يكفي لنقض قوله، وهو حداثة تفصيله، إذ لم يطرح هذا التفصيل من قبل! فمن أي كتاب أو سنة أو أثر عن صاحب أو تابعي جاء به؟!
ومع ذلك؛ فعموم النصوص الشرعية، والمقاصد الحكمية: ترشد إلى المنع من الاختلاط بعيداً عن السفسطة، وليس المجال للكلام عن ذلك، وبعض ما تقدم يغني في هذا الباب.
(2) وتكلم عن قضية الطائفية! ونادى (بصوت مرتفع) كما يقول؛ إلى التقارب مع الشيعة، وسعد سعادة عارمة بصدور (تقرير لجنةحقوق الإنسان السعودية يطالب بإعطاء الشيعة حقوقهم، فأرجو أن لا تستمر الممانعة).
وكأنها وافقت قوله! والقول قد قيل من قبل ولم يكن شيئاً مذكوراً، وهو قول مرفوض منقوض غير مقبول لا شرعاً ولا عقلاً.
بل القول به ضربٌ من الجنون، بل من المجون، وإلا فليست (الرافضة) هي الطائفة الوحيدة التي تبحث عن حقوقها.
فكلّ طائفة منحرفة عن السبيل تنادي بحقوقها، وتتواصى على ذلك كأسلافهم الذي قال الله عنهم: (وَانْطَلَقَ المَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ) (ص:6).
واليوم بين ظهرانينا طوائف عدة لو فتح المجال لهم لأفسدوا البلاد والعباد، من الرافضة والجهمية والقبورية والخوارج والليبرالية بل حتى أهل الشذوذ الجنسي وعبدة الفروج والشيطان! فهل يُنادى بحقوقهم؟!
إن الدين ليس دين أحدٍ من الناس، فالدين دين الله تعالى، ويجب أن يكون لله، وما سواه وجب علينا شرعاً نبذه والحذر منه ومن أهله، كما قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية:18)، وأوجب علينا البراءة منهم ومما يدعون من دون الله، وإعلان الكفر بهم، فقال: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ) (الممتحنة:4)، ونفى الله الإيمان عن الذين يوادون من حاد الله ورسوله، فقال: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ) (المجادلة:22).
فكيف بمودة من عَبَدَ المزارات وأئمة أهل البيت؟
وطَعَن في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وطَعَن في نقلة الوحي، وأمناء النبي صلى الله عليه وسلم على دينه وخبره؟
سبحان الله العظيم ما أشد وطأة الانحراف على البعض، حتى شرق بهم الدين، وانحرفوا عن السبيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
(3) ثم تكلم عن التكفير؛ وألصقه بدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وهي من أبعد الوجهات الدينية عن باب التكفير، ولئن ذكر الإمام محمد بن عبدالوهاب عشر نواقض يُنقض بها الدين، فقد ذكر ابن حجر الهيتمي في "الإعلام" مئات النواقض، وكذلك البدر الرشيد الحنفي، والقاسم بن صلاح الدين، وأبي المعالي مسعود الحنفي وغيرهم، فما بالك ودعوة الإمام حتى تُلصق بها تهمة التكفير؟
وقد ذكرتُ زيف ما ذكره العوني في مقالي المذكور آنفاً فليراجع.
******
ثم ختم العوني كلامه بأنه ذو صلاحية للصدع بالحق أمام العلماء! وكأن العلماء ظلمة أو فساقٌ يضطهدون الأمة، ويكبتون الحق! وعلى نفسها جنت ..
وعن نفسي المقصرة في هذا المقال: فأنا لا أعنيك بهذا الكلام، وإنما أعني من له حظٌ من التأمل والتفكر ليتأمل كيف هي سنة الله، وما يحدث به من تغيرات عبر الليالي والأيام، فيعرف ما كان يُنكر، ويُنكر ما كان يعرف، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء:227) ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية
عضو الجمعية العلمية السعودية لخدمة السنة وعلومها
الثلاثاء 1 ذو القعدة 1430هـ
(مُختصر)
ـ[الآجري]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 06:56]ـ
هدى الله العوني
وجزى الله الشيخ بدر خيراً
نعم ما كتب لولا تشنيع في مقاله لا يليق
ـ[الآجري]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 07:45]ـ
بعد أن قرأت تعقيبي لاحظت فيه جفاءاً غير مقصود
فكان الأولى أن أعدل بين الأخوين، فأقول: الشيخ العوني،كما قلت: الشيخ بدر.
وفق الله أشياخنا لكل خير وسدد على طريق الإصلاح خطاهم!
وأوصي طلبة العلم أن يروضوا أنفسهم على مثل هذه الاختلافات بين المشايخ، وأن لا يخرجوا الشخصنة في الردود والتجريح عن سياقها، بل أولى أن يهملوها، ويعتنوا بالمواقف العلمية والآراء.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 08:12]ـ
جزى الله الشيخ بدر خير الجزاء، وأما الشيخ حاتم فنسأل الله له الهداية وأن يكف قلمه عن العلماء ودعوات المصلحين ويوجهه لإعداء السنة.
ولي فقط سؤال حول مطالبته بحقوق الشيعة .. أي حقوق يقصد؟؟
لأن الشيعة يتمتعون بجميع حقوقهم كمواطنين .. أم ترى الشيخ يريد أن يُعطون حقوقهم الدينية ويجاهرون ببدعهم ولطمياتهم وسبهم الصحابة؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 08:29]ـ
رغم اني ارى ان مقال الشيخ حاتم لابد من الرد عليه
الا ان رد الشيخ بدر فيه تشنج واضح و محاولة للنيل من شخص الشيخ حاتم و الحط من مكانته العلميه
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 09:10]ـ
رغم اني ارى ان مقال الشيخ حاتم لابد من الرد عليه
الا ان رد الشيخ بدر فيه تشنج واضح و محاولة للنيل من شخص الشيخ حاتم و الحط من مكانته العلميه
ومقال الشيخ حاتم أليس متشنجا وفيه قسوة غير مبررة على هيئة كبار العلماء؟؟
(وإما رضوخًالفكرةِ أنه لا داعي للفَتِّ في عضد المؤسسة الدينية الرسمية، وذلك من باب تقديمِدَرْءِ مفسدةٍ أكبر بأخفّ. ولكن أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسدوالمصالح كان منكوسًا).
تذكرت هنا كلاما لشيخنا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- وهو يشرح باب المسح على الخفين في شرحه على الزاد -إلَّم أكن مخطئة- وكان له رأي في مسألة في المسح ويراها راجحة مع ان غالب أهل العلم يقولون بخلاف رأيه هو، لكنه امتنع عن نشر قوله، وكان يقول هذا الذي يترجح عندي ولكني لا أحب مخالفة العلماء الخلاف شر (أو كلاما قريبا من هذا)
والشاهد أن العلماء الحكماء ممن آتاهم الله العلم والتقوى كانوا لا يحبون الخروج على رأي عامة العلماء ويكرهون الخلاف، ويوقرون الكبار والسابقين بخلاف بعض طلاب العلم اليوم الذين صارت هيئة كبار العلماء مادتهم الدسمة.
فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 11:16]ـ
وأين مقال الدكتور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العربي]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 11:56]ـ
أظن الشيخ العوني يقصد الإصلاح " مع إني كنت أود أنه غير الأسلوب فقط " وأما الرأي فأنا أوافقه وفقه الله، وأما الشيخ بدر فوودت أنه لم يكتب بهذه الطريقة، ففيها شيء من الشدة التي تأباها النفوس المصلحة وفقه الله.
ـ[ابن فالح المدني]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 12:02]ـ
أين المقال، وأين جرى هذا الحوار؟؟
جزيتم خيرا ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 12:11]ـ
مناصرة الليبرالية
يكفي من البغي هذا .....
ـ[علي التمني]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 12:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاختلاف في النظر إلى الأمور بين أهل العلم وارد، وهو وارد في كل الطوائف والملل والنحل، ولكن هنالك في كل مذهب وملة خطوط واضحة المعالم لا يجوز الاختلاف عليها وإلا لا يبقى هناك رابط حقيقي وموئل يحترم لأهل المذهب والعقيدة الواحدة يصدر عنه - وهو عند المسلمين الكتاب والسنة ثم نهج القرون المفضلة - فما الذي يجمع أهل العقيدة الواحدة والمذهب الواحد إلا الموئلية العقدية التشريعية التي تجمعهم، وتجلعهم متجانسين مع بقاء هامش الاختلاف الإيجابي، والذي وقع فيه الشيخ حاتم العوني واضح في أنه اختلاف للإختلاف والخلاف، بقصد الإسقاط علماء أهل السنة والجماعة وهم يقومون بالذب عن صرح الأمة في مواجهة الطوائف المعادية للشرع والدين من مكفري الصحابة رضي الله عنهم وعلمانيين ليبراليين وأهل بدعة، الذين أعلنوها حربا صريحة على الإسلام وعلى تطبيق شريعة الله في هذه المرحلة، فكان لزاما على علماء أهل السنة وحاتم العوني يقول إنه منهم ومتخصص في العلم الشرعي السني أن يؤجلوا اختلافاتهم لمواجهة الخطر الكبر، وهذا ما يقول به علماء الأمة ومنهم شيخ الإسلام وغيره أيام غزو التتار لبلاد الإسلام، فكان على الشيخ حاتم أن يقدر كل تلك الأمور بقدرها ثم بعد ذلك ومن منطلق الحرص على المصلحة العامة للدين والبلاد والأمة أن يتختار طريقه فهل أنصف الشيخ حاتم دينه وأمته وبلاده بهذا الطرح الخطير؟
وإذا كان الشيخ حاتم يريد الحق ولا يريد الفرقة والتنازع المؤدي لذهاب الريح، فقد كان بإمكانه في أضعف الإيمان أن يطرح رؤيته للأمور التي طرحها في مقاله لنصدع بالحق - وهو تحقيق لصدع في جسد الأمة جديد - كان بامكانه أن يطرح رأيه دون أن يذكر علماء أهل السنة والجماعة في البلاد السعودية بالإسم والوصف الدقيق، الذي يعلم قبل غيره أو مثل غيره من طلبة العلم أنها مستهدفة من قبل الطوائف الضالة الثلاث: مكفري الصحابة والعلمانيين وأهل البدعة الذين لم يزيدوا الأمة عبر تاريخها إلا خبالا وضلالا و خيانات وإضعافا لها وتوهينا لها على كل صعيد، كان بإمكانه أن يطرح رؤاه التي يراها إصلاحية بعيدا عن تسمية علماء السعودية أهل السنة والجماعة بالإسم، وبهذا تصبح مقالته كآلاف المقالات قابلة للنقاش دون أن تعود بالضرر على البلاد، ودون أن تعطي المتربصين من أهل الزيغ والإلحااد والضلال ورقة قوية وكبيرة هي بحجم الشيخ حاتم العوني باعتباره من أهل البيت الكرام وباعتباره صاحب قلم سيال وعلم شرعي مشهود له به، وموقع رسمي كبير في مجلس الشورى السعودي.
علي التمني
أبها في 2/ 11/1430
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 12:38]ـ
وكان بإمكانه أن يراسلهم بما يراه خطأ (إن كان حقا ناصحا) وغاية المخلص أن يبلغ (ما عليك إلا البلاغ) لا أن يسبب فتنة ويصدع الصف.
والعجيب أن بعضهم إذا وجد ردا على الشيخ حاتم قال خاطبوه ناصحوه مباشرة لا تشهروا!!
ولم يعيبوا على الشيخ أنه صدع بباطله في المنتديات، بل يقولون بلغ ونصح!!.
كيل بمكيالين مقيت!!!
نسأل الله الثبات حتى الممات .. آمين
جزاكم الله خيرا يا شيخ.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 12:48]ـ
سؤال للشيخ حاتم العوني: من أكثر من سرّ بمقالتك ومن أكثر من حزن؟
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 12:58]ـ
وأين مقال الدكتور؟
هذا رابط المقال:
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-121437.htm
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 09:47]ـ
رد الشيخ بدر جاء كلاسيكيا جدا على النمط المعروف الذي مللنا منه و الذي لا يحق حقا ولا يبطل باطلا فتجد صاحب الموضوع الاصلي في واد و هذا الرد في واد آخر يلزمه بأبعد اللوازم التي يقطع هو ان صاحب الموضوع الاصلي لم تدر بخلده يوما ولا يظن في رجل في قامة الشريف حاتم العوني و عقليته قد قصد إليها (مناصرة الليبرالية و إرادة الاختلاط؟) ماهذا؟ أما آن لنا أن نغير من هذه النبرة التقليدية في الردود؟ و نرتقى بها إلى مستوى لائق فإن لم يكن كذلك فلنكف عن الردود ففائدة الردود و النقاشات العلمية هي تلاقح الأفكار و تبادل العلم والرؤى أما على هذا النمط فليس للنقاش كبير معنى سوى التهويل و التهويش (والتهجيص في بعض الأحيان) والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمداني]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 11:20]ـ
الدكتور حاتم الشريف
عباراته هي ذات عبارات الصحفيين (تيار ديني) (مؤسسه دينية)!
وبعيدا عن صوابه واحقيته التوقيت خطأ والمسائل التي اثارها مع سكوته التام عن رزايا المنافقين تدل على هدف قصر نظر د حاتم الشريف او انه متشرب قراءات مقالات واعمدة الصحفيين
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 11:22]ـ
أبو الأشبال
يبدو أنكم مللتم من كل ما ينتمي للسلف!!
الشيخ كتب بلغة علمية سلفية بعيدة عن اساليب الفكريين الغامضة والمليئة بالمصطلحات الغربية، وبعد أزمة الشثري وما نتج عنها يحق للشيخ ولغيره أن يتصور مؤازرة الشيخ حاتم لليبراليين (سواء قصد أو لم يقصد) فمقاله يصب في الجانب الذي يتبنونه، ولك أن تزور بعض منتدياتهم وترى كيف احتفوا بمقاله وعدوه نصرا مؤزرا.
ما رأيك بمقال أفرح العدو وآلم الصديق؟؟؟
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 11:57]ـ
الحمدلله وبعد .. فقد رأى مجلس المشرفين في هذا الموضوع ما يلي
1 - جمع كل مقال أورد أومناقشة لمقال الشيخ حاتم العوني سبق أويستقبل طرحه في مجلسنا المبارك
ونحن نأسف للإخوة الراغبين في إفراد مقالاتهم بأن ذلك غير مسموح به إداريا
إذ لا نرغب أن تمتلئ صفحة مجلس العقيدة بمواضيع مفردة في الرد على المقال المذكور
2 - نأسف لحذف كل رد أوتعقيب لا يحمل وصف الموضوعية في الطرح أوالمناقشة
3 - منع الإساءات بين الأعضاء المؤيدين والناقدين
وسنحذف آسفين كل تعقيب فيه أدنى إساءة ولو اشتمل على غيره
فنأمل منكم الرقي بالحوار وترك ما لا يتصل به مما تقدم ذكره
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 12:19]ـ
- أظنّ أنّ هذه الموضوعية هيَ التي أهلكتنا، فبقاء (بعض) التعليقات، و حذف (البعض) الآخر دليل الإنتقائيّة (وليست الموضوعية).
- وفقكَم الله.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 12:22]ـ
اطالب الأخت شذى الجنوب أن تعرب لنا عن وجه سلفية رد الشيخ بدر العتيبي و علميته بعيدا عن مقصدي انا و عما مللت منه و ما لم أمل بعد
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 12:23]ـ
- أظنّ أنّ هذه الموضوعية هيَ التي أهلكتنا، فبقاء (بعض) التعليقات، و حذف (البعض) الآخر دليل الإنتقائيّة (وليست الموضوعية).
- وفقكَم الله.
بارك الله فيك وسددك لقول الحق
محل هذا في مجلس الشكاوى
ولكن نقبله ههنا للمرة الأولى والأخيرة لبيان ما قد يساء فيه الظن
نحن نحذف ونحرر باجتهاد محض لا انتقائية
فمن رأى غير ذلك فليناقشنا في مجلس الشكاوى
والله يرعاكم للحق ويسددكم له
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 01:20]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أبي الفدا .. وبارك في علمك وعملك .. آمين
أليس هذا الكلام مبحثا علميا شرعيا تريد به تقرير اعتراضك الشرعي على الهيئة و"سياسيتها المرجوحة" في اجتهادك؟؟ فأين هذا الاجتهاد؟؟؟ نسمع جعجعة ولا نرى طحنا يا دكتور! أين التدليل وأين والتمثيل وأين وأين ... فإلى الله المشتكى!
للأسف هذا ديدن الشيخ يأتي بكلام عام عائم ولا يفند، في فتواه التي اتهم فيها بعض أئمة الدعوة بالجنوح للتكفير .. كان كلامه عائما بعيدا عن النقد العلمي وذكر الأمثلة والشواهد التي تثبت صحة دعواه .. والآن يكرر نفس الخطأ .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 08:28]ـ
لا أعرف كتابا للشيخ حاتم - وفقه الله - إلا و أثار ضجة حوله و أتى بما لم يأت به الأوائل، إنما نبهت على هذه الجزئية. لأني أرى هذا صار منهجا للشيخ حاتم والله أعلم وهو التفرد
الأمر الثاني: صيغة مقال الشيخ حاتم حماسية صحفية فلو كتبها بلغة أهل العلم وهل يفتى بما عليه العمل -وهو اختيار بعض أهل العلم- أو يفتى بما ترجح للمجتهد من دليل
الأمر الثالث:الشيخ تكلم بلغة الإجمال في هذا المقال، والإجمال يورث الإشكال، فلو فصل في النقد لكان حسنا
الأمر الرابع: الشيخ يرى أن هناك ارهاب فكري لمن خالف فتوى هيئة كبار العلماء، وهذا يا شيخنا حاتم سنة الله الكونية إذا خالفت المألوف و أتيت بما عليه خلاف الناس أنكر عليك عامة طلب العلم، فهو شيء لم تتفرد به هذه البلاد بل أظنها اقل البلاد في ذلك، فلو تأملت اختلاف اللجنة الدائمة مع فتاوى ابن عثيمين لرأيت اختلافا واضحا وهم جميعا من المؤسسة الرسمية كما تقول وكذلك الشيخ البسام وغيره من أهل العلم. بل أقرب مثال لذلك خروج فتوى تحريم الشماغ النسائي و أجازه الشيخ خالد المصلح ولم نر تشنيعا عليه.
الأمر الخامس: ما هو يا شيخ الإصلاح الذي تطالب به الهئية أو اللجنة الدائمة؟ استخدام البث التلفزيوني المباشر؟؟ هل رأيتهم حرموا الطب؟ أو حرموا العلوم العصرية النافعة؟ نحن نريد أن نعرف حدود الإصلاح: عرف لنا الإصلاح الذي تريده ما هو (الاختلاط) هذه مسألة فقهية بحتة في بعض أفرادها وفي بعضها إجماع على التحريم
فأرجو من شيخنا أن يجلي لنا صفة الإصلاح الذي عجزت عنه الهئية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 11:19]ـ
جواب للشيخ حاتم حول سؤال من موقع إسلام أون لاين ...
د. حاتم الشريف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نشكر لك تجاوبك ونرجو من حضرتك التداخل معنا في موضوع (مستقبل العلاقة بين السلطة السياسية والمؤسسة الدينية الرسمية في السعودية).
بعد حادثة إقالة عضو هيئة كبار العلماء د. سعد الشثري عقب تصريحه في موضوع الاختلاط داخل جامعة الملك عبدالله هل هذه الحادثة -والتي عدها بعضهم سابقة في تاريخ العلاقة بين الطرفين- تلميح للمؤسسة الدينية بتخفيف حدة الخطاب الديني أوتوجيهه للاقتصار على الأمور الشخصية والأخلاقية بعيداً عن السياسة وما يتعلق بها؟ أم أن هناك مؤشرات أخرى؟ وكيف تنظر لملامح مستقبل العلاقة بين الطرفين؟ وكيف يمكن أن تكون هناك اجتهادات للدفع بعملية "إصلاح ديني" معتبرة لدى الدولة والرأي العام من خارج المؤسسة الرسمية؟
شكرأ لك على تفضلك بالإجابة عليها مسبقاً.
الجواب:
إن المملكة العربية السعودية دولة قامت على الدين الإسلامي , والإسلام هو دستورها الوحيد , وهي تحتضن قبلة المسلمين والمسجد النبوي الشريف. ولذلك فلن يكون من بين ملامح المستقبل بين الحكومة والشرع إقصاء الشرع ونفيه عن المرجعية. وهذا الأمر هو ما تدل عليه كل قواعد الماضي والحاضر في تاريخ هذه الدولة , وهو ما لا يمكن حصولُ استقرارٍ لدولةٍ تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين إلا به.
المشكلة عندي هو في فهم وجه من وجوه العلاقة الشرعية بين الحاكم والهيئة الشرعية من العلماء , ولفهم هذه العلاقة باختصار , ألخصها في نقاط محدّدة:
1 - يعلم كل مُطّلِعٍ على فِقْهِ هذا الباب أن المسألة الشرعية إذا كان فيها خلاف معتبر فإنه يجوز لعوام المسلمين (فضلا عن الحكام) أن يأخذوا بأي قولٍ منها , وفق ضوابط معينة في التخيُّرِ من بين تلك الأقوال المعتبرة. وبالتالي: لا يجوز لعالمٍ أو هيئةٍ علميةٍ أن تُلزمَ الحاكم بقولها , ما دام القول الآخر ما زال ضمن دائرة الاختلاف المعتبر؛ إذ لا يمكن أن يكون لعوام المسلمين هذا الحق في الاختيار المنضبط , ثم لا يكون للحاكم هذا الحق.
2 - أهم ما يجب على الهيئات الشرعية والعلماء أن يبينوه للحكام في مسائل الاختلاف الفقهي: أن يميزوا لهم بين الأقوال المعتبرة وغير المعتبرة , بكل انضباط علمي في هذا التصنيف , دون إخفاء حقائق مهمة , ودون تصنيفٍ بلا ضوابطَ صحيحةٍ بين هذين النوعين من الاختلاف , كما يقع كثيرا. يفعل العلماء ذلك لكي يقولوا للحاكم: هذه أقوال معتبرة يجوز لك التخيُّرَ منها ما يحقق المصلحة , وفق ضوابط معينة لهذا التخيُّر. ثم يُتمِّمَ العلماءُ عطاءهم للحاكم بقولهم: وهذه أقوال غير معتبرة , فلا يجوز الإقدامُ عليها؛ إلا من باب الضرورات التي تبيح المحظورات , وعند تحقُّقِ شروط الاضطرار الشرعية , والتي تشمل صور الاضطرار السياسي المنطلقة من السياسة الشرعية.
3 - على الحاكم أن يسعى إلى عدم حصول انغلاق في هيئته الشرعية على رأيٍ واحدٍ واجتهادٍ واحد؛ لأن هذا سيضيِّقُ عليه الاطلاعَ على أقوالِ الاختلافِ المعتبر , والتي قد يكون تحقيقُ المصلحة العامة في أحدها دون الآخر. ولذلك كان من أهم وجوه إصلاح دَور الهيئات الشرعية هو تحقيقُ هذا التنوع الفقهي المنضبط فيها , لكي تكون قادرةً على استيعاب الأقوال المعتبرة في مسائل الشرع.
4 - يحق للهيئة الشرعية أن تنصح الحاكم بما تراه من الأقوال أرجحَ وأصوب (سواء كان هذا الترجيح باتفاق هذه الهيئة أو بأغلبية أعضائها) , ولكن لا بد أن يعترفوا له بوجود أقوال أخرى (إن وُجدت) هي أقوالٌ معتبرة , يحق له الاختيار منها ما يحقق المصلحة؛ لأن الحاكم لا كغيره من عوام المسلمين في احتياجه في سياسته وإدارته لشؤون البلاد للآراء المتعدّدة التي يختار منها أصلحَها في قيادة شأن البلاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - إذا اختار الحاكمُ من الأقوال المعتبرة ما يرى أنه يحقق المصلحة , فلا يحق للهيئة الشرعية أن تعترض عليه لأنه لم يأخذ بترجيحها هي (سواء كان ترجيحها باتفاق أعضائها أو بأغلبيتهم)؛ حيث إن ترجيحها واختيارها قولا من بين الأقوال المعتبرة لا يُلزم عمومَ المسلمين , فضلا عن الحاكم. إلا إذا ثبت أن اختيار الحاكم يحقق مفسدة ظاهرة (لا مجرد متوهمة) , فيحق للعلماء نصحه بتغيير اختياره , لا من جهة أنه خالف اختيارهم , ولكن من جهة أن المصلحة التي يسعى الحاكمُ إليها لا تَتَحقَّقُ باختياره. وإن كان الأصل في الأقوال المعتبرة: أنها ما كانت معتبرة؛ إلا وهي بعيدةٌ عن تحقيق مفاسدَ ظاهرةٍ غالبة.
6 - أما إذا اختار الحاكم بسبب الاضطرار قولا غير معتبر , فعليه واجبُ إقناع العلماء بأنه ما اختار هذا القول أو ما اتخذ هذا القرار إلا اضطرارًا , وينبغي أن يكون إقناعه لهم بذلك إقناعا حقيقيًّا , لا إكراهًا. وإلا فليعذر الحاكمُ العلماءَ إن ساءهم ذلك , وإن رأوا أن أمانة العلم تُلزمهم ببيان ذلك علانية للناس , إذا لم يؤدّ بيانُهم إلى فتنةٍ أكبر من فتنة اتخاذ القرار غير الشرعي , وإلى خروج وفساد عريض. كما أنه إذا ظهر للعلماء أن الحاكم متأوّلٌ في اختياره المخالف للشرع , وأنه كان يظن اختياره موافقًا للشرع , فعليهم من واجب الترفّق به , كما يجب هذا الترفُّق لكل متأول (حاكما أو محكوما) , بل حق الحاكم من ذلك الرفق أكبر , حتى يقنعوه برأيهم. وهذا يبيِّنُ ضرورة أن تكون علاقة الحاكم بالعلماء علاقة قوية مبنية على الثقة والمصارحة التامة , لكي يفهم العلماءُ الحاكم , ولكي يفهم الحاكمُ العلماءَ.
هذا هو التصور الصحيح لعلاقة العلماء بالحاكم , ولعلاقته بهم.
وبعرض هذا التصور على واقع علاقة الهيئة الشرعية في المملكة بالحاكم سنجد أن هناك جوانب قصور عديدة , وهناك وقائع عديدة , قريبة وبعيدة , تدل على هذا القصور. والمسؤول عن إصلاح هذه الجوانب من القصور: هم العلماءُ والحاكمُ معًا.
وهنا أنبّه إلى أن قاعدة هذه العلاقة الصحيحة السوية بين الحاكم والهيئة الشرعية وقِوامها على أمر مهم , وهو مدار عامة هذا التأصيل: ألا وهو التفريق بين الاختلاف المعتبر وغير المعتبر , والموقف من كل واحد منهما وطريقة التعامل معه ومنهج استثماره. وهذا ما كنت قد حرصت على بيانه بكل ما استطعت من جهد: في كتابي (اختلاف المفتين) , لكي لا تبقى هذه المسألةُ ضبابيةَ المعالم (كما هو واقع غالبا) , لتعاني بسبب ذلك قدرًا كبيرًا من النِّسبيّة وعدمَ القدرة على القطعية المطلوبة فيها , وهو الأمر الذي يُفقد هذه المسألةَ قُدرتَها على الاعتماد عليها في مثل هذا التأصيل المهم. ولذلك حرصت على بيانها في كتابي المذكور , لكي لا يبقى هناك عذر بعدم استثمارها في مثل هذا التأصيل المهم جدا.
وأحسب أني بهذا الجواب قد أعطيتك جوابا على أسئلتك كلها.
وأشترط أن ينشر هذا الكلام كاملا , شاكرا لك هذا التفاعل الحي مع الحدث.
4/ 11/1430هـ
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 11:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنها الورطات يا شيخ حاتم!!
بقلم / ناصر العلي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد اطلعت على مقال الشيخ حاتم بن عارف الشريف، المعنون بـ "سنصدع بالحق"، والمنشور في بعض المواقع والمنتديات بشبكة الإنترنت. فألفيت فكرته تدور حول نعْيِه لحال المؤسسة الدينية الرسمية والتيار الديني السائد. وقدآن أوانه في الصدع بالحق الذي يراه, والإعلان عن اجتهاداته الفقهية بالصوت المرتفع ولو خالف فتاوى المؤسسة الدينية الرسمية. ولي وقفات مع هذه الورطات:
(1) إن صدعه بالحق لم يكن في وجه المؤسسة الدينية الرسمية فحسب، بل هو في حقيقة الأمر في وجوه كثيرين من العلماء وطلبة العلم؛ لأن كثيراً مما أفتت به المؤسسة الرسمية يدين به عدد كبير من العلماء وطلبة علم غير الرسميين. ثم إن هذه المؤسسة قد ضمت علماء كبار دان العالم الإسلامي لهم بعلمهم وفضلهم، وانتشرت فتاواهم في الآفاق، كابن باز وابن عثيمين وابن قعود وعفيفي والفوزان وغيرهم. فإن لم يكن هؤلاء محل التقدير والاحترام – ولو بالصوت المنخفض – فمن به أولى؟!. ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)).
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) إن المآخذ التي أوردها الشيخ حاتم على المؤسسة الدينية اعتقاداً منه أنها أعاقت "الإصلاح"، وما أثاره حولها من تساؤلات، لا يبدو لي أنها إصلاحية كما اجتهد:
· فسَدُّ الذرائع - وهو حسم المواد المفضية إلى المفسدة - قد أخذ به علماء المؤسسة الرسمية في فتاواهم بالشروط المعتبرة تبعاً لجمهرة علماء الأمة قديماً وحديثاً، وقد أقام الإمام ابن القيم رحمه الله لهذا الأصل تسعة وتسعين شاهداً من الكتاب والسنة، ولكن تحقيق مناط هذا الأصل في الوقائع النازلة مما يسوغ فيه الاجتهاد. ثم إن العلماء أعرف بواقع الضغوط الدولية ومؤامرات المنظمات الحقوقية وتوصيات المؤسسات البحثية كتقرير "راند" والمطالبات الليبرالية مما يجعل المبالغة في سد الذرائع له ما يبرره، هذا على القول بالتسليم بالمبالغة أصلاً. فهل يُلام العلماء إذا سعوا إلى خير الأمة في وقت طغيان التبرج والانحلال تقليلاً للرذيلة والفاحشة. وهل من اللائق وصم العلماء بالمبالغة في الأخذ بهذا الأصل؟. إن هذا الاتهام للعلماء لا يصدر إلا من الذين ملؤا دنيا الصحافة والفضائيات ضجيجًا بأن العلماء أوصياء على المجتمع!!.
· وأما الاختلاف السائغ، فلم نرَ أحدا من أهل العلم أنكر أو شنَّع على من عمل بأحد القولين مجتهدا أو متأولا، وقد جرى العمل بهذه القاعدة قديما وحديثا، والأمثلة على ذلك تجلُّ عن الانحصار، وما الاختلاف بين المعاصرين من داخل المؤسسة الرسمية إلا مثالا على ذلك (كالاختلاف بين ابن باز وابن عثيمين في فتاواهما).
أما الاختلاف غير السائغ فهو مجال الإنكار، فحينها يمكن أن يحكم عليه العلماء بالشذوذ (وتشذيذ الفتوى موجود قديماً)، وتفصيل هذا معلوم مشهور.
فليس كل خلاف جاء معتبرا ... إلا خلافا له حظٌ من النظر
يبقى هنا اختلاف وجهات النظر في سائغية الاختلاف من عدمها.
· أما الأعراف والعوائد، فإن لم تكن معارضة لأحكام الشريعة، وكانت حسنةً متسقة مع مقاصدها، فإنها معتبرة، فالعادة محكَّمةٌ، وشواهد الكتاب والسنة ناطقةٌ بذلك. ولكن الليبراليين (الإصلاحيين) يسعون حثيثاً لطمس معالم الدين وأحكامه تحت شعار "هذه عادات وتقاليد لم يأت بها الدين".
(3) لقد مثَّل الشيخ حاتم بأربعة أمثلة كان صوته فيها مرفوعا مسموعا، وهي:
· مسألة الاختلاط وحالاته: لقد نفى علمه بسبق أحدٍ إلى تناوله (طرحه) الشرعي، والواقع أن عددًا من أهل العلم والباحثين - كالشيخ د. لطف الله خوجه، له أبحاث ومقالات محررة منشورة في الإنترنت منذ سنوات، منها:"قولي في الاختلاط" و"المجروح" وغيرهما – قد سبقوا الشيخ حاتما في تحرير صور الاختلاط، وفرقوا بين الاختلاط الواقع للضرورة أو كان عابراً، وما كان منه مقصودا ومستديماً ... إلخ. وكانت إجابات العلماء تنطلق بحسب الصورة المستفتى عنها، ويمكن الرجوع إلى فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله (10/ 35 - 43) وموقع الشيخين العثيمين، والفوزان في الإنترنت، وغيرهم.
· مسألة تأنيث المحلات النسائية بالضوابط الشرعية: ليس صحيحاً – كما ذكر الشيخ - أن الصوت العام كان رافضاً ممانعاً، بل قد نادى بالتأنيث كثيرون، ومنهم هيئة رسمية كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن أصحاب القرار أرادوا التأنيث بلا ضوابط، حينها سيكون الصوت العام والخاص رافضا وممانعا ..
· مسألة الطائفية: يكفي فيها موقف الشيخ القرضاوي – أخيراً - الصارخ المنذر المحذر من خطر الشيعة، فكان الواجب على الشيخ حاتم أن يوجه نداءه إلى الرافضة، فهم الذين يمارسون الطائفية كما في العراق وإيران، بل وفي التاريخ كله.
· مسألة التكفير ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: هناك ردود وكشف للشبهات المثارة حولها، منها: رد الشيخ بندر الشويقي، والشيخ سليمان الخراشي، بل والشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف وهو متخصص في دراسته العليا عن هذه الدعوة المباركة، وفنّد فيها دعاوى المناوئين لها. وقبل بضع سنين نبه بعض الأفاضل من طلبة العلم إلى إعادة النظر في بعض فتاوى "الدرر السنية" بأسلوب محترم ليس فيه استفزاز أو انفعال، وظلّ مقدّرا ومحترما من الجميع، بغض النظر عن صوابية وجهة النظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأمثلة تؤكّد بوضوح - ما ذكرته سلفاً - أن خصومة الشيخ إنما هي مع عامة العلماء وطلبة العلم، وليست مع المؤسسة الرسمية فحسب؛ لأن بعضها مما لم تتكلم فيها المؤسسة.
(4) يرى الشيخ حاتم أن مجاملة المشايخ وتطييب خواطرهم على حساب الإصلاح الديني معصية لا يجوز أن تستمر. أقول: نعم، لا يجوز الاستمرار في العصيان، ويرى أن السكوت خطيئة لا تجوز، ولا أظن أن الشيخ كان ساكتاً من قبل عن بعض فتاوى المؤسسة الرسمية، ولا أعتقد أن أحداً نصحه بالسكوت والمجاملة، بل لا أعلم أن أحداً من أهل العلم الثقات الأثبات سكتوا مجاملةً للمؤسسة الرسمية. فأيّ عالمٍ معتبر مشتهر بعلمه قد يخالف في بعض فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء. فما الحاجة إلى هذا القول إذن؟!
(5) جاء في مقال الشيخ عبارة: "ولذلك تجاوزها القرار السياسي الذي لا يمكنه إلا أن يواكب الحدث ويتعايش مع الواقع". والسؤال هنا: هل كان تجاوز القرار السياسي للمؤسسة الدينية مصيباً في كل الأحوال؟. نعم القرار السياسي تجاوز المؤسسة في فرض التأمين وفي توسعة المسعى وفي الاختلاط المحرم وفي مسلسل طاش وفي بعض قضايا المرأة والإعلام والاقتصاد (الربا) ... إلخ. فمن كان أهدى سبيلاً؟.
ثم أحقًّا أن المؤسسة الدينية الرسمية كانت ومازالت تعوِّق مسيرة الإصلاح المنشود (المزعوم)؟!
(6) أشار الشيخ إلى قضايا ملحّة كثيرة، ومنها ما يتعلق بالمرأة! ثم ذكر قوله بعد ذلك: " ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية". والسؤال هنا: لماذا يبدأ المشروع الإصلاحي وينتهي بالمرأة دائما؟ ألا يتناغم هذا الطرح مع ذلك الطرح الليبرالي، بل مع الأهداف الغربية؟ وما هي الخسائر التي مُنِي بها الإصلاح والإصلاحيون من جراء ذلك، وخصوصاً فيما يتعلق المرأة.
(7) ما من شك أن القضايا التي أثارها الشيخ حاتم تعتبر مما يتصل بالشأن العام، وهي قضايا شائكة ومتشابكة، فلا أرى أنه يكفي فيها أن يرفع الشيخ وحده عقيرته بإعلان رأيه فيها، ثم يصرّ بصوابيته، ومرجوحية رأي هيئة كبار العلماء أو أغلبية أعضاء مجمع فقهي. وآمل ألا يُحْدِث هذا الصنيع تشويشًا وبلبلةً في صفوف الناس.
(8) ذكر الشيخ أن تقريراً للجنة حقوق الإنسان السعودية خرج مطالباً بإعطاء الشيعة حقوقهم.
أتساءل: ما حقوقهم؟ أحقوقُ المواطنة؟! إنها مكفولةٌ لهم، فإن وقع تقصير عليهم، فغيرهم وقع عليه ذلك.
آلحقوق الدينية؟ وهل من الشريعة – لا حقوق الإنسان – السماح لهم بالمجاهرة ببدعتهم؟ ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين))، فإذا كان ينكر على المجاهر بالمعصية، فكيف بالمبتدع؟!. وفرقٌ بين الذميِّ والبدعيِّ.
أم حقوقهم السياسية؟ هل من الكياسة والسياسة أن يتسنموا مناصب ذات حساسية في الدولة؟! ما تاريخ الوزير ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي والبرامكة والفاطميين والصفويين وما يحدث الآن في العراق عنا ببعيد.
(9) وددتُ لو أن مقال الشيخ خلا من التعبيرات الموحية بالاعتداد بالنفس، حتى تنجو النفس من حظوظها، ولئلا يساء الظن بالشيخ من جرائها. من الأمثلة على ذلك قوله: " ولا أعلم طرحًا شرعيا سابقا لذلك الطرح فَصَّلَ في شأنِ الاختلاط ذلك التفصيل"، "كانت لنا فيها وجهاتُ نظرٍ مخالِفَةٍ لتوجُّهِ الإفتاء ... وكنا نترفّقُ في عَرْضنا لاجتهاداتنا ... وكنا في مقابل ذلك الترفُّقِ نتقبّلُ ... وكنا نبرر هذا ... "، " ولو أنهم راجعوا أنفسهم قبل هذا"، " وبما لا أعرف طريقةً هي أقوى منها في الدفاع عنها, وأَدْعَى لبقاء أثرها الطيب؛ لأنها الإنصاف والعدل"، "ومازلت أصرِّحُ بفتاواي فيها لكل سائل, وأناقش كل معترض" ... إلخ.
(10) وددت لو أن الشيخ ترفَّق في بعض عباراته القاسية مع إخوانه، لربما طبيعة صدعه بالحق اقتضت هذه الحِدَّة، لهذا تكررت كلمة "الصدع" في مقاله ست مرات حتى تصدَّعت رؤوس إخوانه المشايخ، ومن عباراته أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
"أثبتت الأيام أن تقدير أصحاب هذا التبرير للمفاسد والمصالح كان منكوسًا"، "ولو مع ضعف إدراك بعض أعضائها (المؤسسة) "، "ولكننا أخطأنا في قبول تلك النصائح غير الموفَّقة"، "ولا وجلاً من بَغْيِ هجومٍ متوَّقع يقصد الإسقاطَ وتشويهَ السمعة"، "إلى غير ذلك من صنوف الفجور في الخصومة"، "فأصبح بعضُ من كان ينكر تلك الفتوى يتبجح الآن بالتفصيل". عجباً لأمر الشيخ! لم يعدْ لديه وقتٌ لمجاملة إخوانه ومخاطبتهم بكلمة رقيقة حكيمة؛ لأنها ستعرقل مسيرته الإصلاحية، التي مُنِيَتْ بخسائر متلاحقة!!.
(11) يمكن للقارئ أن يلاحظ اللغة التي تحدث بها الشيخ، لا تكاد تفترق في بعض عباراتها عن لغة الصحفيين الليبراليين. وهذه عباراته: "عاداتنا التي مزجناها بالدين"، " خلط التقاليد والأعراف بالدين"، " ولكن توالت خسائرنا الإصلاحية"، " ولذلك تجاوزها القرارُ السياسي, الذي لا يمكنه إلا أن يواكب الحَدَثَ وأن يتعايش مع الواقع"، " وهل آن الأوان لِنُشِيْعَ بين الناس أن الإصلاح الديني ليس محصورًا في المؤسسة الدينية الرسمية وحدها"، " المبالغة في سد الذرائع , بسبب خوفٍ على المجتمع ,وهو ما يُسمّيه البعض وصايةً عليه"، " مصادرة الاختلاف السائغ , والتشنيع عليه"، " وأنه ما كان لصوت الإصلاح أن ينخفض"، "وأدركوا متغيرات العصر"، " لتراثنا البشري غير المعصوم"، " والتيار الديني السائد". هذه العبارات بقطع النظر عن مصداقيتها في سياقاتها المذكورة، لكنها كثيرة الدوران على ألسنة الليبراليين (الإصلاحيين!). طبعا الحق أحق أن يُتبع، وقد يَجْري الحق على لسان العدو، وقد يحصل التوافق على فكرة بين الخصوم، لكن الشأن هنا التنبيه على الوقوع في فخ "كلمة حق أريد بها باطل"، والحذر من مجاراة من قال الله فيهم: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} (محمد:30).
(12) ختم الشيخ مقاله: بأن فضيلة الصدع بالحق لا تنحصر في الصدع به أمام الحاكم, بل من الصدع بالحق أيضا الصدعُ بالحق أمام العلماء والتيار الديني السائد.
أما الصدع بالحق علناً بصوت مسموع مرفوع أمام العلماء والتيار الديني السائد فقد رأيناه في هذا المقال. فهل سيتحفنا الشيخ ذات مرة بممارسة فضيلة الصدع بالحق أمام الحاكم ولاسيما أنه عضو في الشورى؟
ثم ما المعايير الدقيقة التي يمكن بها التفريق بين حالتي: الصدع بالحق والتشغيب بالباطل؟
وهل حقُّ الصدع بالحق متاحٌ لكل أحدٍ أو أنه خاص بمن يمتلك مؤهلاته وأدواته وأساليبه؟
وهل جرَّب الشيخ إصلاح المؤسسة الدينية الرسمية بالاتصال بها رئيسا وأعضاء، فخاطبهم بصوت منخفض قبل أن يجأر به في مقال "الصدع بالحق"؟. تُرى لو كان الشيخ عضوا في هذه المؤسسة الرسمية أكان سيرضى بلهجة وأسلوب مقال حاتمٍ آخر ينتقد مؤسسته؟! أسئلة تتطلب المراجعة ومحاسبة النفس.
* ختاماً:
~ صدق الشيخ حاتم حينما صدّر مقاله بأنه - ومن معه – "قلة قليلة"، فهم كذلك، وسيبقون كذلك؛ لأن وجهات نظرهم مخالفة للاتجاه الديني السائد المساند للمؤسسة الدينية الرسمية، طالما كانت هذه المؤسسة تنطلق في فتاواها ورؤاها من معين الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، آخذةً في اعتبارها رعاية المصالح العامة للعباد والبلاد.
~ كثيرا ما يَنْعَتُ الشيخ نفسَه وفكره وطرحه بـ "الوسطية والاعتدال"، أو ينعتُه طلابه ومحبُّوه بذلك. فأين هذه السمة في مقاله المنفعل مع علماء ومشايخ خالفوه أو خالفهم في اجتهادات فقهية؟!. هل هذه صفحةٌ مشرقةٌ وأنموذجٌ صادقٌ لكيفية التعامل مع "الآخر" بمنهجٍ وسطيٍّ متَّزن؟!. هل الضجر والتبرم من نهج علماء أجلاء نصّبهم وليُّ الأمر في مؤسسة دينية رسمية مما يتَّسق مع الاتصاف بالعدل والإنصاف وسماحة النفس ورحابة الصدر؟!.
~ وددت لو أن الشيخ اشتغل بمناقشة المسائل المثارة من الناحية العلمية الموضوعية فحسب، بدلا من أسلوب الاستفزاز والإثارة. ليته تجافى عن مواجهة المؤسسة الدينية الرسمية والتيار الديني السائد، فهناك من سيكفونه المئونة. وفي تقديري أن الليبراليين (الإصلاحيين) - ومعهم الرافضة والمبتدعة - لن يجدوا أفضل من أطروحة الشيخ هذه للانقضاض بل والإجهاز على المؤسسة الدينية الرسمية برمّتها وأتباعها المحافظين؟!
ولهذا، كان الأولى بالشيخ إعمال النظر في "مآلات الأمور"، فإنه من الفقه المقاصدي المعتبر.
~ وكنت أتمنى لو أن الشيخ حاتماً هدأ قليلا، وصبر كثيرا على خفض صوته احتراما لعلماء أجلَّاء، منهم من قضى نحبه، ومنهم من تقدمت بهم السن في العلم والفضل. ولكنها الورطات، التي نسأل الله السلامة منها، وأن يثبتنا على الحق، وألا يجعل مصيبتنا في ديننا، وأن يهدي عباده لما اختُلف فيه من الحق بإذنه. وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 01:37]ـ
لأبي فهر تعقيبا على ما نقله عن الشيخ حاتم ..
وهل وضع الحاكم هذه الهيئة ووثق بها لتفتيه بما ترجح لديها، أو لتفتح معه دروسا في الخلافيات والمعتبر وغير المعتبر من الآراء؟؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 01:58]ـ
بارك الله في الفضلاء
شذى الجنوب - عبدالعزيز بن إبراهيم - سليمان بن أحمد - عبدالله الحازمي - الشيخ علي التمني - الشيخ أبوالفداء - الشيخ بدر العتيبي - الشيخ الآجري - محمد الجروان - العربي - ماجد العتيبي - الحمداني - العرب - أبوعبدالرحمن بن ناصر - الشيخ ناصر العلي
- وهدى الله الشيخ حاتم العوني، ووفقه إلى أن (يصدع) بالحق تجاه المنافقين وأهل البدع - وبعضهم على رمية حجر منه -، لا أن يكون عونًا لهم - في زمن انتفاشتهم - على علماء أهل السنة ..
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 02:03]ـ
لأخي ناصر العلي: ماذا تقصد بالإحترام؟ أفكلما خالف (عالم) (علماء) قلنا يجب أن نحترمهم لأنهم (أكثر تجربة)!!!!
إذا كان كما قلتُ فليتكم طلبتم ممن لم يبلغ الثمانين بعدُ أن يعتزل (مائدة العلوم) ...
وكما قلتُ:
الشيخ حاتم من أهل العلم ... هذا ما لا شك فيه ...
وأصل الفكرة التي يطرحها صحيحة -بارك الله فيه-، وجزاه الله خيرا ...
وكل مصلح لا بد وأن ينال كثيرامن (عدم التفهم) وقليلا من (الإنصاف) ...
والإجتهاد ليس منحصرا فيمن بلغ (الثمانين من العمر) ...
وليتذكر الإخوة:
أن الشيخ لا يدعو إلى الإنقلا ب على سعادة (المفتي) ..
ولا يدعو إلى مناصرة (الليبرالي) ..
لكنه يرى وضع أمة قد تأزم لدرجة لا يطيقها صاحب فكر حر .. ونظر ثاقب .. ورغبة في الإنعتاق.
إن المواقف العاطفية من قبيل:
ينبغي أن نتحد ..
ينبغي أن نحترم العلماء ..
ينبغي أن .. وينبغي أن ..
كلام جميل ... لكن الغالب أن يُتجاوز به القدر المعقول إلى اللامعقول ..
ولذلك لم يكن العامة وأنصاف العامة-يوما- صانعو مجد ولا حضارة.
إذ العواطف غالبة، والسطحية ظاهرة.
--------------
قسم البروفيسور جاسم السلطان المثقفين إلى أقسام:
1 - قسم يكون مثقفا حتى إذا حدثت أزمة انقلب (عاميا) وتجد ذلك واضحا في لهجته وعواطفه وصراخه وو ..
2 - قسم يكون مثقفا قبل الأزمة وبعد الأزمة .. وهؤلاء ينصفون المدعي والمدعى عليه ..
والثالث نيسيته ..
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 02:17]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
بغض النظر عن الإتجاه الحماسي للمقال و التوقيت الغير مناسب له و بعض مخالفات الشيخ في إتجاهاته, ما كتبه الشيخ حق في فكرته الإجمالية إلا أنه أخطأ طريقة العرض و ذلك لأن الشريعة مؤصلة لا تبنى وجهات النظر فيها على العواطف و إنما على الأدلة الشرعية أما كلام الشيخ فظاهر أنه نابع من قلبه و تغلب عليه الحماسة و هي أكثر ما أضر بالعالم الإسلامي اليوم فلم يعد العامة يفرقون بين التأصيل العلمي و بين الدليل الشرعي , كان على الشيخ أن لا يطلق كلاما عاما و أن لا يعرضه على العامة و إنما كان عليه أن يوضح وجهة نظره بالدليل الشرعي و أن يوجهه إلى العلماء و طلبة العلم فهذا هو المطلوب.
كون بعض المؤسسات الدينية صادرت حق الخلاف المستساغ ليس جديدا بل عرف هذا من القدم لكن ليكن لنا عبرة في شيوخنا الكبار كالشافعي في مصر و ابن حزم في الأندلس و كالشيخ الألباني رحمه الله من المعاصرين الذي حطم مصادرة بعضهم اليوم بقوة الحجة و الدليل في العديد من كتبه فالإحتجاج بسد الذرائع لكسر الخلاف لا يصمد أمام وضوح الدليل.
كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول للناس: توشك أن تسقط عليكم حجارة من السماء، أقول لكم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر!
إذن المطلوب اليوم التأصيل الشرعي و مقارعة الحجة بالحجة فالمسألة ليست مسألة رجال و إنما مسألة أدلة شرعية.
لذلك لا بد أن يجتهد العلماء في إبراز الأدلة الشرعية في المسائل الخلافية و هذا لا يكون إلا بإعادة إسترجاع علوم جميع المذاهب و إحياء ثراتهم , الهدف ليس التقليد المذهبي إنما إبراز هذا الثرات ففيه من الأدلة القوية ما ينسف قول كل من صادر المسائل الخلافية فإذا إنتشرت كتب المتقدمين و أعيد الإعتبار لعلمهم ظهر الخلاف الفقهي البناء.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن أغلب الشباب اليوم يطلع على قول واحد في المسألة فيظن أنه الحق و من جهل شيئا عاداه و ما هذا إلا لإجترار نفس الأدلة في المسائل دون البحث ظنا منهم أن المسألة لا تدور إلا عليها فيصادرون المذهب المخالف بجهلهم لأدلته و قوتها بل يتلقون أدلة المذهب المخالف من نفس الشيخ و هل يصلح أن يكون القاضي و المدعي واحدا؟ لابد من طلب أدلة كل مذهب من كتبه و فهمها على وجهها الصحيح.
لا بد من تعويد الجيل الجديد على التأصيل الفقهي و فقه الدليل و لا يكون ذلك إلا بدراسة الفقه المقارن و تعويد الطلاب على النظر في كتب السلف و على نقد فتاوي شيوخهم فليس كل تصور شيخ في فهم دليل هو الحق, قال بن حزم في الإحكام في أصول الأحكام في إبطال التقليد عن قتادة قال: من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه. اهـ
فما يوجد على الساحة اليوم تقليد مذهبي معاصر.
وقال ابن حزم رحمه الله: (فنحن نسألهم أن يعطونا في الأعصار الثلاثة المحمودة رجلاً واحداً قلَّد عالماً كان قبله فأخذ بقوله كله ولم يخالفه في شيء، فإن وجدوه -ء ولن يجدوه والله أبداً لأنه لم يكن قط فيهم - فلهم متعلَّق على سبيل المسامحة، وإن لم يجدوه فليوقنوا أنهم أحدثوا بدعة في دين الله تعالى لم يسبقهم إليها أحد - إلى أن قال - نسأل الله أن يثبتنا عليه - أي الأمر الأول الذي كان عليه السلف - وأن لا يعدل بنا عنه، وأن يتوب على من تورط في هذه الكبيرة من إخواننا المسلمين، وأن يفيء بهم إلى منهاج سلفهم الصالح).
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من نصب إماماً فأوجب طاعته مطلقاً اعتقاداً أو حالاً فقد ضل في ذلك ......... وكذلك من دعا إلى اتباع إمام من أئمة العلم في كل ما قاله وأمر به ونهى عنه مطلقا).
وقال ابن القيم رحمه الله: (وأما هدي الصحابة رضي الله عنهم فمن المعلوم بالضرورة أنه لم يكن فيهم شخص واحد يقلد رجلاً واحداً في جميع أقواله ويخالف من عداه من الصحابة بحيث لايرد من أقواله شيئاً، ولا يقبل من أقوالهم شيئاً، وهذا من أعظم البدع وأقبح الحوادث)
ما الفائدة من الخروج من تقليد الائمة الاربعة لتقليد غيرهم! لو كان الامر بالرجال لكان تقليد الاعلم أفضل و لا اعلم اعلم ممن وصلنا فقهه من الائمة الاربعة رحمهم الله لكن الامر بالدليل و الحق يقال أنه لو كان هناك نص يحسم الخلاف لما اختلف فيه السلف و الخلف بل و عجبي ممن يدعي الخلاف منته بقول في مسألة قد قال بخلافه جمهور علماء المسلمين عامة و جمهور السلف خاصة. فليس كل قول اشتهر بالصحيح ما لم يكن إجماعا.
الخلاف الفقهي المستساغ لا يحدده اجتهاد شخص واحد أو مدرسة واحدة و إنما تحدده الأدلة الشرعية فمتى أصلنا المسائل و ذكرنا الأدلة فالأدلة تنطق بنفسها و طالب العلم المتمرن يفرق بين الخلاف المستساغ و الغير مستساغ بمجرد النظر في هذه الأدلة إلا أن المشكلة هي في جمعها و دراستها بالتصور الصحيح لا سماع بعضها من أصحاب مذهب واحد و التسليم بتصورهم كأنه زبدة الخلاف فيها فكل قول يعرض على كتاب الله و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام قال تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول. اهـ و فهم الدليل يحتاج دليلا فيرد ما اختلف فيه من فهم الأدلة إلى ما أجتمع عليه العلماء في غيرها حتى نحاكم مجمل النصوص إلى مفسرها.
و أختم الكلام بهذه القصة المعبرة:
قال محمد بن الحسن الحجوي رحم الله في كتابه الفكر السامي: وعن عبد الوارث بن سعد قال: قدمت مكة فوجدت فيها أبا حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة فسألت أبا حنيفة قلت: ما تقول في رجل باع بيعاً وشرط شرطاً؟ قال: البيع باطل والشرط باطل.
ثم أتيت ابن أبي ليلى فسألته؟ فقال: البيع جائز والشرط باطل.
ثم أتيت ابن شبرمة فسألته؟ فقال: البيع جائز والشرط جائز.
فقلت: يا سبحان الله ثلاثة من فقهاء العراق اختلفوا علي في مسألة واحدة فأتيت أبا حنيفة فأخبرته فقال: لا أدري ما قالا حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع وشرط البيع باطل والشرط باطل.
ثم أتيت ابن أبي ليلى فأخبرته فقال: لا أدري ما قالا حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أشتري بريرة فأعتقها البيع جائز والشرط باطل.
ثم أتيت ابن شبرمة فأخبرته فقال: لا أدري ما قالا حدثني مسعر بن كدام عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة وشرط حملنا إلى المدينة. البيع جائز والشرط جائز.
أما مالك فقد عرف الأحاديث كلها و عمل بجميعها و قسم البيع و الشرط إلى أقسام ثلاثة: شرط يناقض المقصود كشرط العتق فيحذف.
و شرط لا تأثير له كرهن أو حميل فيجوز. و شرط حرام كبيع جارية بشرط أنها مغنية فيبطل البيع كل، و غيره لم يمعن النظر و لا حرر المناط. اهـ
أسأل الله أن يرزقنا فهم السلف و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 02:36]ـ
لأبي فهر تعقيبا على ما نقله عن الشيخ حاتم ..
وهل وضع الحاكم هذه الهيئة ووثق بها لتفتيه بما ترجح لديها، أو لتفتح معه دروسا في الخلافيات والمعتبر وغير المعتبر من الآراء؟؟
الشيخ حاتم يقول إن الذي حركه أن الحاكم لم يعد يأخذ بما تفتيه به الهيئة وهذا ظهر في المسائل الحساسة الأخيرة .. فبدلاً من أن يبتعد عنهم الحاكم لحل غير إسلامي = لم لا يظهروا له أنه حتى لو خالفهم فله مندوحة في الخلاف الفقهي المعتبر ..
تلك وجهة نظره ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 02:49]ـ
http://www.shms.com.sa/html/story.php?id=75965
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 04:03]ـ
الشيخ حاتم يقول إن الذي حركه أن الحاكم لم يعد يأخذ بما تفتيه به الهيئة وهذا ظهر في المسائل الحساسة الأخيرة .. فبدلاً من أن يبتعد عنهم الحاكم لحل غير إسلامي = لم لا يظهروا له أنه حتى لو خالفهم فله مندوحة في الخلاف الفقهي المعتبر ..
تلك وجهة نظره ..
شكر الله لك ..
ولكن هل ثمة ضمانات بالتزام الحاكم بالحل الإسلامي الذي قد يبدو مقبولا؟؟
هل تدري ما الذي سيحدث؟؟
الذي سيحدث أنهم سيلبسون الباطل لباس الحق بحجة أن فلان أفتاهم!
سيشرعنون المحرم لأن هناك من يقول بكذا وكذا وإن كانت التطبيق مختلف تماما عما أُفتي به!!!
وإليك مثال:
الربا في بعض البلاد العربية مشرعن، وغالب الناس يتعاطونه لأنهم يظنونه فوائد بسبب الفتوى!
لأنهم في تلك البلاد قدموا له حلا إسلاميا فشرعنه الحاكم!!
الربا هنا موجود وله صروح لكن الجميع يعلم أن العلماء على التحريم إجماعا.
فلا يُقدِم عليه إلا من ضعف إيمانه وقل ورعه.
وثمة أمر آخر ..
هل كل ما خالف فيه الحاكم سنجد له مندوحة في خلاف فقهي حتى لو كان قولا شاذا؟؟
وهل الأصل في الفتيا إبراء الذمة أو البقاء قريبا من الحاكم؟؟
وأخيرا أليس هذا فتح لباب الزندقة باتباع الرخص؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 05:26]ـ
ولكن هل ثمة ضمانات بالتزام الحاكم بالحل الإسلامي الذي قد يبدو مقبولا؟؟ بارك الله فيكم .. الخطر يكمن في التشويش على ولي الأمر (وهو رجل عامي بالاصطلاح الشرعي، واجبه تقليد الأعلم والأوثق عنده)، وهذا الأعلم والأوثق عنده هو في حالتنا هذه = تلك الجماعة من العلماء التي جعل منها هيئة علمية رسمية للإفتاء في البلد! فإن لم يكونوا هم الأوثق عنده، وإن لم يكن هؤلاء هم من يجب عليه الصدور عن كلامهم في قراره السياسي (تقليدا كما هو واجب العامي)، فما وجه "رسمية" تلك الهيئة إذن، وما صفتها عنده أصلا؟؟
المسألة مآلها النظر في طبيعة العلاقة الشرعية بين أهل الحل والعقد من العلماء وولي الأمر!
فولي الأمر واجبه تقليد هؤلاء، ما داموا هم الأعلم والأوثق عنده!
أما أن يفتح بعض علمائنا من خارج تلك الهيئة هذا الباب أمامه (بالطعن فيها وفي صلاحيتها للقيام بما جُعلت من أجله) ليتخير ولي الأمر بعد ذلك من نزاع المتنازعين في تلك المسائل ما يشاء من الفتاوى دون تقيد بكلام كبار العلماء عنده وبما يصدر عنهم، ويُسَوَّغُ له ذلك بدعوى أن هذا اجتهاد وذاك اجتهاد (وهو كذلك) والخلاف سائغ (وقد يكون كذلك أيضا) فبأي الأقوال أخذ فقد أدى ما عليه = هذا - بمجرده - إفساد للراعي والرعية، وفتح لذرائع لا يحلُّ فتحها!
أترون لو أن رجلا عاميا أراد أن يستفتي في مسألة ما، فقيل له اسأل أوثق أهل العلم عندك، فسمع منهم فتواهم، ثم سمع بعد ذلك في التلفاز أو في الصحف كلام غيرهم من العلماء بخلاف ما أفتاه به ذلك العالم الأوثق عنده، أفيكون له أن يترك فتوى من أفتاه إلى غيرها، وهو مقلد محض ليس من أهل الاجتهاد والنظر؟ كلا ولا شك!
هذا ما ينبغي تنبيه الشيخ - وفقه الله - إليه في هذه المسألة، والله من وراء القصد.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 06:02]ـ
لله درك شيخنا أباالفداء!
قرّبت النُجعة - بارك الله فيك -!
(يُتْبَعُ)
(/)
(الخطر يكمن في التشويش على ولي الأمر (وهو رجل عامي بالاصطلاح الشرعي، واجبه تقليد الأعلم والأوثق عنده)، وهذا الأعلم والأوثق عنده هو في حالتنا هذه = تلك الجماعة من العلماء التي جعل منها هيئة علمية رسمية للإفتاء في البلد! فإن لم يكونوا هم الأوثق عنده، وإن لم يكن هؤلاء هم من يجب عليه الصدور عن كلامهم في قراره السياسي (تقليدا كما هو واجب العامي)، فما وجه "رسمية" تلك الهيئة إذن، وما صفتها عنده أصلا؟؟) ..
ولم يحجر أحدٌ على د / حاتم، ولا غيره، أن يصدع برأيه، في زمنٍ صدع فيه " الجميع " - حتى السفلة - بآرائهم، و (قد علم كلُ أناسٍ مشربهم)، فلماذا التمظهر بهذه " المظلومية "! هداه الله.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 06:16]ـ
بارك الله فيكم .. الخطر يكمن في التشويش على ولي الأمر (وهو رجل عامي بالاصطلاح الشرعي، واجبه تقليد الأعلم والأوثق عنده)، وهذا الأعلم والأوثق عنده هو في حالتنا هذه = تلك الجماعة من العلماء التي جعل منها هيئة علمية رسمية للإفتاء في البلد! فإن لم يكونوا هم الأوثق عنده، وإن لم يكن هؤلاء هم من يجب عليه الصدور عن كلامهم في قراره السياسي (تقليدا كما هو واجب العامي)، فما وجه "رسمية" تلك الهيئة إذن، وما صفتها عنده أصلا؟؟
المسألة مآلها النظر في طبيعة العلاقة الشرعية بين أهل الحل والعقد من العلماء وولي الأمر!
فولي الأمر واجبه تقليد هؤلاء، ما داموا هم الأعلم والأوثق عنده!
أما أن يفتح بعض علمائنا من خارج تلك الهيئة هذا الباب أمامه (بالطعن فيها وفي صلاحيتها للقيام بما جُعلت من أجله) ليتخير ولي الأمر بعد ذلك من نزاع المتنازعين في تلك المسائل ما يشاء من الفتاوى دون تقيد بكلام كبار العلماء عنده وبما يصدر عنهم، ويُسَوَّغُ له ذلك بدعوى أن هذا اجتهاد وذاك اجتهاد (وهو كذلك) والخلاف سائغ (وقد يكون كذلك أيضا) فبأي الأقوال أخذ فقد أدى ما عليه = هذا - بمجرده - إفساد للراعي والرعية، وفتح لذرائع لا يحلُّ فتحها!
أترون لو أن رجلا عاميا أراد أن يستفتي في مسألة ما، فقيل له اسأل أوثق أهل العلم عندك، فسمع منهم فتواهم، ثم سمع بعد ذلك في التلفاز أو في الصحف كلام غيرهم من العلماء بخلاف ما أفتاه به ذلك العالم الأوثق عنده، أفيكون له أن يترك فتوى من أفتاه إلى غيرها، وهو مقلد محض ليس من أهل الاجتهاد والنظر؟ كلا ولا شك!
هذا ما ينبغي تنبيه الشيخ - وفقه الله - إليه في هذه المسألة، والله من وراء القصد.
جزاك الله خيرا يا شيخ ونفع بك، وبارك في علمك وعملك.
وأما قولي:
ولكن هل ثمة ضمانات بالتزام الحاكم بالحل الإسلامي الذي قد يبدو مقبولا؟؟
هو من باب الإلزام فحسب، لأنهم أكثروا على العلماء .. وأنهم لا يقدمون حلولا بديلة ولا يركبون موجة الإصلاح والتغيير بزعمهم.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 08:53]ـ
[نقاش واضح يجلي بعض الأمور في المقال لكل منصف]
يقول الشيخ: جاء في صفحتي في الفيس بوك هذا النقد:
فضيلة الشيخ د. حاتم: ألحظ أنك ذكرت هنا أموراً سميتها معاصي! مستفيداً من قاعدة سد الذرائع وبعض القواعد الفقهية التي أوصلتك إلى الحكم بأن هذه الأعمال هي معاصي!!
ثم أيضاً: قررت أن الصدع واجب شرعي يجب علينا القيام به مستفيداً من عدة قواعد شرعية أوصلتك إلى ما تريد القول به!! ...
ولا أعني مخالفتك في إصدار الحكم؛ إلا أني أقول: ألا تعذر الذين كانوا يرون آراء لم ترق لك بأنهم استخدموا أدوات التوصل إلى الأحكام نفسها التي استخدمتها بل وبطرق أوضح وأقرب إلى الدليل والمقاصد الشرعية مما تبدي أنت!! ـ من وجهة نظر شخصية على الأقل ـ
يا دكتور حاتم:لا أحد يمانع أو يتضايق من أن تبدي رأيك الفقهي والسياسي والشرعي والاقتصادي أيضاً طالما أنك ترى أنك تملك أدوات الاجتهاد .. وأنا أرى أنك كذلك .. لكن لماذا تشوش على كثير من طرحك المفيد بتلك المقدمات العنيفة التي أرى أنها تفسد أكثر مما تصلح!!
خصوصاً أن الوضع الآن قد تغير وأصبح كل من له رأي يستطيع أن يبوح به دون الحاجة إلى هذه التعبئة التي نراها .. فما كان لمقدمتك داعٍ خصوصاً أن الوضع أصبح يتيح لك حرية إبداء الرأي ويعطيك الأولوية طالما أنك مجتهد وتملك أدوات الاجتهاد كما أوضحت!! (فما وجه الصدع بعد أن سهل القول!!) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أضف لهذا أن ما تقوله أنت في هذا المقال لا ألاحظ فيه قضية إبداء رأي شرعي؛ بقدر ما فيها نوع من القسوة في غير محلها!!
دكتور حاتم: أقترح عليك مستقبلاً أن تكون أبعد عن الحساسية في الطرح واستباق الظن أن الناس كلهم سيقفون في وجهك وأنك لن تبالي بهم فقد تعودت منهم على الإساءة!
أحيانا أشعر وأنا أقرا بعض مقالاتك الثائرة أنك أنت الوحيد الذي سينقذ العالم والآخرين لا يمكن أن يكون لهم دور في إنقاذ المجتمع من زلاته!!
كثيرون هم من يمارسون النقد والتصحيح وربما مخالفة المشهور والذائع لكنهم لم يستخدموا هذا الأسلوب الاستعلائي لنسف الآخرين وإحلال النفس محلهم!!
ما أقوله ليس اعتراضاً على مشاركتك في موجة التغيير وليس انتقاداً لرأي فقهي وليس مصاردة لرأي أيضاً! ففقد خاض هذا المجال من هو أهل وقدم ما لديه من الدليل الشرعي وحاوره من هم أهل بدليلهم الشرعي مع حفاظهم على جو الود والتعاون للوصول إلى الحق؛ ما أنتقده هنا هو الأسلوب في طرح هذه المقدمة!!
شيخنا وفقك الله تقول أن المستفيدين من تخلف المصلحين عن موجة التغيير هم المفسدين وهي أكبر هدية لهم؛ فهل ترى هذه القسوة في الطرح وهذه المقدمة لنسف المؤسسة الدينية وتهميشها ومحاولة إبعادها: ستخدم المصلحين أم هي تصب في مصلحة المفسدين.؟!
الجواب
الحق أنك لم تلحظ مقصودي , ولذلك أحلتك للحوار , فأنت تقول مثلا: (يا دكتور حاتم:لا أحد يمانع أو يتضايق من أن تبدي رأيك الفقهي والسياسي والشرعي والاقتصادي أيضاً طالما أنك ترى أنك تملك أدوات الاجتهاد ... ) , هذا نفس الكلام الذي بينت أنه ليس هو المطلوب ولا المقصود من المقال. حيث إن المقصود هو بيان أن الهيئة لا يحق لها أن تلغي الاجتهاد السائغ لمجرد أنها لم توافق عليه , ولا أن تشوش عليه عند الناس , فيظنون أن هذا الاجتهاد لا يجوز اتباعه. لأن هذا الأمر لن يجعل لهذا الاجتهاد المعتبر استقراره الديني الذي تنشده الدولة , والذي هو أحد دواعي الاستقرار الأمني والنفسي والفكري لدى الناس.
هذا ما كانت تمارسه الهيئة , كما في أقرب مثال من ذلك: قضية المسعى , والتي خالف فيها بعض أعضاء الهيئة , وهي قضية يسوغ فيها الاختلاف (بلا شك) , ومع ذلك رأينا جميعا ماذا حدث من بلبلة وتأزّم نفسي , وما زال حتى اليوم الحرج عند الناس من السعي في توسعة المسعى.
وتخيل لو أن الدولة أخذت بقول معتبر متعلق بجواز كشف المرأة وجهها (ولا ننسى أن موضوع المرأة والاختلاط هو سبب المشكلة الأخيرة , ولذلك أضرب به المثل) , وهو قول جماهير أهل العلم , حتى بعض كبار أئمة الحنابلة , وأخذت به الدولة على أنه حل إسلامي. ماذا تتوقع من الهيئة وطلبة العلم المقلدين لهم والخطباء والدعاة سيفعلون؟ هل سيعترفون أنه حل إسلامي؟ مع أن كونه قولا معتبرا يجعله حلا إسلاميا راجحا أو مرجوحا , ولا يصح تصويره على أنه خرق لتعاليم الإسلام. مما سيؤدي إلى التأزم وعدم الاستقرار الديني لذلك الرأي.
وإذا تكرر ذلك من العلماء , وهو ما حصل فعلا , فستضطر الدولة لتحقيق ما ترى فيه المصلحة , متأولة أن تحقيق المصلحة العامة هو الدين , دون أن تضطر إلى الاستفادة من ضوابط شرعية تحقق المصلحة العامة التي تريدها ولا توقع في المفسدة الشرعية التي ستُحقق مفسدةً عامة أيضا.
وها نحن بالأمس قرأنا كلنا كلام الشيخ القرضاوي في عدد من الصحف السعودية حول الاختلاط , فهذه محاولة لإحداث الاستقرار الديني , والذي نتمنى أن يكون مضبوطا بالشرع , لا مطلقا , سواء وافقت عليه هيئة كبار العلماء أو لم توافق.
فالمطلوب: ليس هو أن تسمح لي الهيئة بطرح اجتهاداتي أو اجتهاد غيري , لكن أن تتعامل معه على أنه حل إسلامي ولو كان عندها رأيا مرجوحا , ما دام رأيا معتبرا , وعليها أن تقرر ذلك للناس , لكي يكون له لاستقرار الديني المطلوب.
وأما مقدمتي الحماسية (كما عبر البعض) فهي لا بد أن تكون كذلك , لأن الموضوع حماسي؛ يريد أن يصحح وضعا للهيئة مر الزمن وهي عليه. وليس من الممكن أن تطالب المجاهد أن يبتسم , إلا في صورة شعرية خيالية من نمط قول عنترة:
فوددت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو فعلت ذلك لما غيّر المقال شيئا , ولما حصل معه هذا التفاعل , الذي هو جزء من الحل فيما أرجو , ولا يلزم أن يكون هذا التفاعل علامةً على أنه جزء من المشكلة. إلى أن تستقر الأمور بالإصلاح الذي ينشده كل مسلم.
ثم تقول يا أخي: (الطرح وهذه المقدمة لنسف المؤسسة الدينية وتهميشها ومحاولة إبعادها: ستخدم المصلحين أم هي تصب في مصلحة المفسدين.؟!) , هذا أكبر دليل أنك مازلت محتاجا لإعادة قراءة المقال والحوار: نسف!! سبحانك اللهم.
وجاء في صفحتي في الفيس بوك هذا النقد أيضا:
يا شيخنا! ربما كان السبب أن لهجة المقال كان فيها ما يشبه التعالي, ولأن الكلمات المذكورة ليست جديدة, بل هي مسبوقة! وكذلك يا شيخنا الوقت الذي نزل فيه المقال, قد جاء وكثير من الأنفس مشحونة بقضايا الجامعة.
حفظكم الله ونفع بكم.
والجواب
ليس من التعالي أن تذكّر بنصائحك المعلنة التي لم يأخذوا بها , فأدت إلى خسائر إصلاحية. لتستدل بنصائحك تلك على خطأ منهج غيرك.
كما أنه ليس من حقي أن أضرب أمثلة من كلام غيري ونصائحه , ممن قد لا يقبل أن أزج به في هذه المعركة معي , لأنه يخاف الأذى منها.
وليس من أغراض المقال إثبات السبق العلمي كما تظن , وإن كان هذا حقا مشروعا , كقول سعد بن أبي وقاص: (إني لأول رجل رمى بسهم في سبيل الله) (متفق عليه) , خاصة عند وقوع دواعي ذكره. وإنما التذكير بها كان من قبيل قول مؤمن آل فرعون: (فستذكرون ما أقول لكم).
فلئن كانت عبارة مؤمن آل فرعون , وعبارة سعد بن أبي وقاص = نرجسية , فهي نرجسية محمودة , ما دام الغرض منها الإصلاح , لا تعظيم الذات.
وبالمناسبة: ففي الصحيحين أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أُنزلت , ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت , ولو كنت أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه)) , يفول هذا وكان في زمنه أمثال عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين ....
وإذا كانت المطالبة بعدم إلغاء الخلاف المعتبر (التي طالبتُ بها الهيئة) نرجسية وتعالي , فماذا نقول عمن يريد أن يلغي الاختلاف المعتبر؟!! وليس المهم ماذا سنقول عنه , ولكن المهم ماذا سيكون أثره في تخسير الإصلاح وتأخيره.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 09:02]ـ
حذف تعقيبك هذا #الإشراف# ونرجو منك بيان موضع اتهام النيَّة أوالتهجم الشخصي للشيخ حاتم (في مجلس الشكاوى) ليحرر كما نأمل عدم اتهام الإشراف بهذه الطريقة العلنية والتي تتضمن طعنًا في الإدارة لا يرضى مثله أحد #
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 09:54]ـ
تأملوا يافضلاء ماذا نقل لنا الأخ أبوحاتم ..
(وإذا تكرر ذلك من العلماء , وهو ما حصل فعلا , فستضطر الدولة لتحقيق ما ترى فيه المصلحة , متأولة أن تحقيق المصلحة العامة هو الدين , دون أن تضطر إلى الاستفادة من ضوابط شرعية تحقق المصلحة العامة التي تريدها ولا توقع في المفسدة الشرعية التي ستُحقق مفسدةً عامة أيضا)!!
فالمطلوب أن يفتي (العلماء) بما تراه (الدولة) - لا أدري مَن؟ هل هي الملك أو فلان أو علان ... -
وإلا أصبحت فتواهم حرجًا ينافي المصلحة!!! - ولا أدري مَن الذي يُحدد المصلحة؟؟ -
وإذن .. ما الداعي لأن تضعهم الدولة هيئة يُرجع لها في المسائل الشرعية؟
لقد عكس الدكتور القضية ..
فبدلاً من أن يُطالب الدولة أن تأخذ برأي العلماء في المسائل الشرعية - وهي التي وسدتهم لهذا الأمر - ..
أصبح اللوم والتقريع ينصب عليهم .. !
ثم قوله: (فالمطلوب: ليس هو أن تسمح لي الهيئة بطرح اجتهاداتي أو اجتهاد غيري , لكن أن تتعامل معه على أنه حل إسلامي ولو كان عندها رأيا مرجوحا)!
ولماذا أصبحت اجتهاداتك - وأنت لست متخصصًا في الفقه - (حلولاً) .. واجتهادات كبار العلماء (تُسبب الحرج) .. ؟
(ولاحظ أن كشف الوجه قد يُصبح من المصالح).
هداه الله، ورده إلى سابق عهده: متخصصًا في علم الحديث، نفع الله به، قبل أن يُقحم نفسه في أمورٍ لا قِبل له بها ..
ـ[التبريزي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 11:38]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الصدع بالحق جميلٌ حقا، لكن أليس هناك ما هو أولى من المرأة التي بدأن تتطاول الآن خلف مشجعيها بصور مقززة تحمل في ثناياها التحدي والتمرد؟ وأليس لو كان الصدع قبل هذه الهجمة الشرسة كان أولى لو كان حقا؟
نريد من الشيخ حاتم أن يخبرنا عن برنامجه الإصلاحي في الصدع بالحق مستقبلا لنرى أين يقف ... !!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 12:18]ـ
يا شيخ حاتم سامحك الله، ما معنى قولك "لا يحق لها أن تلغي الاجتهاد السائغ"؟ ما معنى إلغاء الاجتهاد الذي لا توافق الهيئة عليه؟؟ إن كنت تقصد بذلك أنها ليس لها أن تطالب ولي الأمر بالأخذ باجتهادها دون غيرها – مع الإقرار بأن اجتهاد مخالفيهم عندهم خطأ يحتمل الصواب – فقد ألغيت عنها وظيفتها إذن وجردتها من صفتها جملة واحدة!!
يا شيخ حاتم أنت تخلط بين صنفين من المسائل تفتي فيهما الهيئة الرسمية:
/// صنف المسائل التي يستفتي فيها ولي الأمر بصفته حاكما للبلاد، حتى يدير أمور الرعية بناءا على ذلك،
/// وصنف المسائل التي يستفتي فيها عامة الناس مما لا دخل له بالمصلحة العامة للبلاد ولا بالولايات ولا بسير النظام العام فيها.
فأما ما كان من الصنف الأول، ففتاواهم فيه واجبة الاتباع لولي الأمر بالنظر إلى حاله وصفتهم عنده، فهو يقضي بها في الشؤون والمصالح العامة ويسوس الناس بها، ولا يسوغ له الخروج عنها لأنه ليس أهلا للاستقلال بالنظر وموازنة الأقوال، وهم المقدمون عنده في ذلك! فأصول وقواعد العلم هي التي توجب عليه طاعة كبار أهل العلم عنده، كما توجب علينا نحن طاعته فيما قلدهم فيه من أحكام في القضايا العامة والكف عن منازعة هؤلاء العلماء فيها وإن اعتقدنا خلاف أحكامهم (ما دام الخلاف يسعها)، إذ حكمهم حينئذ يرفع فيها النزاع!! وليس سبب هذا الأمر كون الهيئة إقصائية أو متعسفة مع المخالف أو تفرض على العلماء وطلبة العلم تقليدها أو ما إلى ذلك!!
فلا يحق للمخالفين في أمثال تلك المسائل العامة الخلافية – وإن كانوا أعلم وأفقه فيها من علماء الهيئة الرسمية، وإن كان الصواب في الحقيقة من نصيبهم – أن يبادروا إلى ولي الأمر ليعرضوا عليه فتاواهم تلك، متجاوزين بذلك أهل الإفتاء الرسميين، يطالبونه بالأخذ بما عندهم – من باب النصح - لأنه الأصلح والأحسن في نظرهم (مع كون الخلاف يسع هذا وذاك)!! فهذا رجل عامي يا شيخ حاتم، واجبه أن يقلد من هم أوثق عنده – وهم أولئك القوم الذين أسند إليهم تلك المناصب – ولا يملك آلة التمييز بين الصالح والفاسد من الأقوال في مسائل الخلاف، فلا يسعه الترجيح ولا الموازنة بين ما تفتونه به أنتم وما يفتيه به علماؤه الرسميون، (وهم عنده أوثق وأعلم منكم وإلا ما جعلهم هم في ذلك المكان ابتداءا)!! فأي مصلحة تراد من مثل هذا وأي نصح لله أو "صدع بالحق" يكون فيه؟؟
جميل أنكم قد استشهدتم بمسألة المسعى الجديد، فهذا وأيم الله أقرب مثال تلوح فيه آثار تلك الفتنة كما لا يظهر في غيره! وأنا أسألكم: ما معنى تجاوز ولي الأمر لفتوى علماء الهيئة الرسمية في تلك المسألة الخطيرة وأخذه بفتوى غيرهم إلا أن يكون مؤشرا على اهتزاز ثقته في علمائها وعلى أنه صار يقدم غيرهم عليهم في العلم والفضل، ومن ثم يستجيز الأخذ بفتوى غيرهم من العلماء؟؟؟ بالله ماذا يبقى للقب "كبار العلماء" الذي أسبغه عليهم من قيمة إذن بعد ذلك، وأنتم تجيزون له أن يتجاوز فتاواهم على هذا النحو؟؟؟ وما الذي أثمر تلك الثمرة – التي تُسقط اعتبار الهيئة أصلا عنده كرجل عامي - إلا أن يكون ذلك النخر الإعلامي الخبيث: التساهل في نشر النزاع العلمي في تلك المسألة الدقيقة – للغاية - على مسامع العامة في كل مكان، والزعم – من باب التصريح بالاجتهاد المخالف - بأن الهيئة الرسمية فاقدة لفقه الواقع وكذا وكذا .. من دون مراعاة لفتنة ولا لغير ذلك، في الصحف والفضائيات والمنتديات وغيرها، ومن ثم تزيين مجاوزة فتاوى الهيئة الرسمية فيها وتسويغها لولاة الأمر ولكل أحد بدعوى صحافية عقيمة – قد سئمناها من أصحابها - وهي مقولة حق يراد بها باطل، مفادها أن "الاجتهاد ليس حكرا على هؤلاء"؟؟؟
هذه البلبلة في تلك المسألة الخطيرة لم تقع عند العامة – فضلا عن ولي الأمر نفسه – إلا بسبب تلك الفتنة: فتنة منازعة الأمر أهله ومناقضة فتاوى تلك الهيئة هكذا على الملأ وفي كل مكان!! ووالله ما كان هكذا دأب أسلافنا ولا أكابر علمائنا فيما سلف من القرون، فإنا لله وإنا إليه راجعون!!
يا شيخ حاتم أنتم تتكلمون عن الصدع بالحق وما تصفونه بالحل الإسلامي وكأن هناك داءا عضالا نزل بالأمة في زماننا هذا كما لم يكن من قبل، أدى بكم اجتهادكم إزاءه إلى القول بأنه لا حل سوى أن تكشف النساء وجوههن في الأماكن العامة (مثلا)، أو أن يُسمح فيها باختلاط كان من قبل ممنوعا على ما مضى عليه العمل بفتوى الهيئة!!!
تريد منا أن نعترف بأن كشف وجوه النساء في الأماكن العامة قد يكون = حلا إسلاميا، فبين لنا بالله عليك ببيان واضح لا لبس فيه = ما هي تلك المشكلة التي ترون أن مثل هذه الفتيا قد تقدم حلا إسلاميا لها؟؟؟؟
ما أعظمه من مغنم لأعدائك وأعدائنا يا شيخ ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!
حاولت أن أفهم مرادكم من عبارة "الاستقرار الديني" ولكن خانني فهمي، إذ لم أقف عليها من قبل حقيقة .. فما معناها؟ إن كان المراد بها صيانة الناس من الفتنة والوقوع في الحرج، فكيف يوصف ما نشره الشيخ فلان والشيخ فلان معارضا به ما يلزم ولي الأمر العمل به في الأماكن العامة فيما يتعلق بالحجاب بناءا على فتوى الهيئة = بأنه "استقرار ديني"؟؟؟
سبحان الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 12:36]ـ
شكر الله للشيخ ابي الفداء ولشيخنا الكريم سليمان الخراشي ..
ويمكن أن نقول الآن بعد رد الشيخ أبي الفدا:
أن ولي الأمر هو الذي ألغى الاجتهاد السائغ لفلان وعلان (كالشيخ حاتم وغيره) لأنه لم يعينهم في الافتاء الرسمي (هيئة كبار العلماء).
فكيف نحمل العلماء ذنب غيرهم؟؟
ثم إن الواجب على الجميع الوقوف عند اجتهاد من عينهم ولي الأمر وخصصهم للفتيا.
وللمظلومين المهضومين أن يخاطبوا ولي الأمر ويطلبوا منه أن يعينهم في الافتاء الرسمي بدلا عن هؤلاء الواقفين عند اجتهاداتهم!
هؤلاء الذين يفتون ولي الأمر بالذي يرونه راجحا ويعتقدونه حقا، ولا يقولون له إن لم يعجبك هذا القول الذي نعتقده صوابا فثم أقوال أخرى في مذاهب مختلفة سنعرضها عليك ولك أن تتخير منها ما تشاء!!
لكم هو عجيب عصرنا هذا فقد كان الصحابة ومن بعدهم السلف الصالح يتدافعون الفتيا، واليوم صاروا يتهافتون للتصدر للفتيا وفي قضايا يشيب لها رأس الوليد!!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 01:06]ـ
لو تكرمتم علىّ ايها الفضلا ء هنا بعض النقاط الهامة في نظري:
-الصرامة وعدم قبول للطرف
الآخر وضرب اجتهاداته في عرض الحائط
يكون في فلك الثوابت والقطعيات
-أما عداها فالاختلاف فيه واسع ولذا قرر اهل العلم قاعدة
(لاانكار في مسائل الاجتهاد) وهي التي لهادليل ومسألة تستأهل النظر
ولصاحبها فيه قول من السلف
أنأتي بعد ذلك نثرب على قول يدور في فلك الفرعيات
لاأدعو قبول القول الاخر ان كنا نخالفه لكني ادعو لتفهمه.
-ديننا علمنا ان ليس هناك مؤسسات او هيئات او اشخاص
فوق مظلة النقد وكل يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب القير
فلم الغضب من البعض اما وسعت صدورهم نقد علمائنا
الكبار الذين نحبهم ونشهد الله على ذلك
فما المانع؟؟؟
- وعمليا دارنا العزيزة (الافتاء) بعض الاقوال التي فيها خلاف
سلف نعذرهم في تمسكهم بقول معين ولكن هل نستطيع اعذارهم
في تشنيع قول سبق به طائفة من السلف!!!.
-تعودنا ان ننقض على الجديد من غير وعي منافي كثير من الاحيان
سوا انه غير مألوف ولم نسمع به من قبل
-فالمسائل التي تدور وتحوم حول الفرعيات وعليها دليل لاتثريب على قائلها
ولاتعنيف وهذا منهج سلفي.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 02:07]ـ
تكرر أكثر من مرة ملحظ لنقد مقال الشيخ حاتم بأن مقاله سر الليبراليين و أحزن الإسلاميين
و لو طرد الناقدون هذا الملحظ في النقد لاضطروا التزاما به أن ينتقدوا أناسا كبارا كبارا بعضهم ممن يتصدى الاخوة الان للدفاع عنهم ضد نقد الشيخ حاتم أفتوا فتاوي لم تفرح الأعداء فحسب بل صبت في مصالح محورية للاستعمار الغربي على ديار المسلمين
و الأمثلة كثيرة بادية لمن أراد أن ينظر إليها بعين الإنصاف
فإما ان يعمموا النقد فيشملوهم به
و إما أن يكفوا عن النقد من هذا الجانب و بالله التوفيق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 02:20]ـ
أن ولي الأمر هو الذي ألغى الاجتهاد السائغ لفلان وعلان (كالشيخ حاتم وغيره) لأنه لم يعينهم في الافتاء الرسمي (هيئة كبار العلماء).
هذا كلام لا وزن له .. ولا يملك ولي الأمر ولا غيره أن يُلغي الاجتهاد السائغ إلا في القضاء في المسائل المعينة .. بين متخاصمين .. وقد قرر شيخ الإسلام هذا كثيراً ..
ثم إن الواجب على الجميع الوقوف عند اجتهاد من عينهم ولي الأمر وخصصهم للفتيا.
وهذا أيضاً كلام لا وزن له .. ولا دليل على هذا (الواجب) بل هو باطل محض ولا يوافق عليه حتى من أعرفهم من علماء اللجنة وغيرهم ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 02:26]ـ
فأما ما كان من الصنف الأول، ففتاواهم فيه واجبة الاتباع لولي الأمر بالنظر إلى حاله وصفتهم عنده، فهو يقضي بها في الشؤون والمصالح العامة ويسوس الناس بها، ولا يسوغ له الخروج عنها لأنه ليس أهلا للاستقلال بالنظر وموازنة الأقوال، وهم المقدمون عنده في ذلك! فأصول وقواعد العلم هي التي توجب عليه طاعة كبار أهل العلم عنده، كما توجب علينا نحن طاعته فيما قلدهم فيه من أحكام في القضايا العامة والكف عن منازعة هؤلاء العلماء فيها وإن اعتقدنا خلاف أحكامهم (ما دام الخلاف يسعها)، إذ حكمهم حينئذ يرفع فيها النزاع!! وليس سبب هذا الأمر كون الهيئة إقصائية أو متعسفة مع المخالف أو تفرض على العلماء وطلبة العلم تقليدها أو ما إلى ذلك!!
كل هذا تقرير غير صحيح ولا دليل عليه ..
وحكم اللجنة وغيرها لا يرفع النزاع .. لا بالنسبة للأمة ولا بالنسبة للحاكم .. وله أن يختار من أقوال غيرهم وكونه مقلد غير قادر على التمييز (مبالغة شديدة) خاصة مع وجود مستشاريه وبعضهم من أهل العلم والفقه في الجملة وقد يُشيرون عليه بقول غير اللجنة (وقد وقع هذا فعلاً) ..
والذي أقصده: أن خطأ الشيخ ليس من هذه الجهة التي يُقررها بعض إخواننا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 07:00]ـ
كل هذا تقرير غير صحيح ولا دليل عليه ..
وحكم اللجنة وغيرها لا يرفع النزاع .. لا بالنسبة للأمة ولا بالنسبة للحاكم .. وله أن يختار من أقوال غيرهم وكونه مقلد غير قادر على التمييز (مبالغة شديدة) خاصة مع وجود مستشاريه وبعضهم من أهل العلم والفقه في الجملة وقد يُشيرون عليه بقول غير اللجنة (وقد وقع هذا فعلاً).بل دليله هو دليل وجوب تقليد العامي لأوثق أهل العلم عنده .. والنزاع الذي يرتفع بحكم الحاكم هو ما كان متعلقا بأمر عام من أمور البلاد وإن كان تعبديا، ومثاله: لو أن أوثق أهل العلم عند ولي الأمر المقلد أفتوه بوجوب ستر المرأة لوجهها خارج بيتها، فأمر بناءا على ذلك بمنع النساء من كشف وجوههن في الأماكن العامة، لم يكن لأحد من أهل العلم أن ينازعه في هذا أو يفتيهن بجواز مخالفته في ذلك حتى وإن كان مذهبهم بخلافه، إذ تسري ههنا قاعدة أن حكم الحاكم يرفع النزاع ..
ومثاله كذلك مسألة قيادة المرأة للسيارة .. فلو أن أوثق أهل العلم عنده أفتوه بحرمة قيادة المرأة للسيارة، وحكم بذلك في البلاد، لم يكن لامرأة أن تخالف ذلك بدعوى أن هذه الفتيا عندها مرجوحة وليس له أن يمنعها من شيء هي ترى مشروعيته ..
وكذلك في مسألة إغلاق المتاجر والمحلات في أوقات الصلوات الخمس .. لو أن كبار العلماء عند ولي الأمر أفتوه بأن صلاة الجماعة في المسجد واجبة، كما هو مذهب الحنابلة ومن ثم فإنه يحرم عليه أن يسمح لتلك المتاجر بالعمل في وقت جماعة المسجد، فأمر بإغلاقها، أيحل إذن لعالم أن يفتي بعض الرعية بأن المسألة خلافية وأن قول الجمهور إنها سنة مؤكدة، وعليه فمن رأى أن يفتح متجره في وقت تلك الجماعة الأولى (على أن يصلي بعد ذلك منفردا أو في جماعة لاحقة أو مع العمال في متجره) فله ذلك؟؟
والله لا يبقى إذن لولي الأمر من سلطان على الرعية ولا يستقيم للبلاد حكم شرعي أصلا!!
وأنا أسألك، لو كنت أنت من ولاة الأمر، وكنت دون منزلة الاجتهاد والنظر، واتخذت ممن هم أعلم الناس في البلاد في نظرك لجنة خصصتها للإفتاء ولتعرض عليها ما يستجد من النوازل العامة لتفتيك في أمرها، ثم بعد أن عرضت عليهم وأفتوك، جاءك من أهل العلم من يقولون: هذه الفتيا لا تصح والمسألة فيها نزاع والأمر أوسع من هذا وهم يضيقونه لفساد منهجهم وضيق عطنهم وجلهلم بالواقع وكذا، وأنت دون تحقيق النظر فيها (كما نجزم بأنه الحال في مسألة دقيقة وخطيرة كمسألة توسعة المسعى)، أفيكون لك أن تخالف اللجنة لقول هذا أو ذاك من العلماء؟ فمن الذي جعل الأمر على هذا النحو المطرد عند ولاة الأمر إن لم يكن هؤلاء الذين يريدون تحريره من تقليد من هم أوثق وأعلم عنده من غيرهم لمجرد أنهم يخالفونهم في مسائل هم يقرون بأنها خلافية؟؟؟؟
وكيف يقال إن له أن "يختار من أقوال غيرهم"؟ على أي أساس يختار، ويقال إن له أن يترك كلام هذه الهيئة التي أسسها ممن يراهم كبار العلماء في البلد، واستعملها للنظر في المسائل الشرعية وليستصدر منها الفتاوى في مثل هذه المسائل التي يرفع فيها حكمه نزاع المتنازعين؟؟ وكيف يقال إن له أن ينزل عن كلام هؤلاء - الذين استعملهم أصلا بغرض استفتائهم - إلى كلام قوم ليسوا عنده من أكابر أهل العلم ولكن "بعضهم من أهل العلم والفقه في الجملة"؟؟ من الذي له أن يُسوغ لولي الأمر المقلد مثل هذا العمل؟؟
نعم هذا وقع فعلا، ولكن هل يصح شرعا يا أبا فهر؟؟ هل يقال للعامي لا عليك بمن تراهم أعلم الناس في البلد، واختر ما شئت من الأقوال، ما دام أن لديك مستشارين "بعضهم من أهل العلم والفقه في الجملة"؟؟؟؟
إن كان الشيخ حاتم ومن معه يرون أنهم أصلح للبلاد والعباد من تلك الهيئة فليتقدموا لولي الأمر بطلب أن يستعملهم في مكانها، وهذا جائز لهم كما طلب يوسف من العزيز أن يستعمله على خزائن الأرض لما رأى من نفسه أنه يصلحها، فإن فعل ولي الأمر ذلك، وصار الشيخ حاتم هو أكبر أهل العلم في نظره، فليُصلح حينئذ ما يراه بما يراه في مسائل الخلاف التي ذكرها .. أما هذا المسلك فلا هو من النصيحة ولا من الإصلاح!
وتقول ليس هذا ما نعترض من أجله على كلام الشيخ حاتم، بل هو والله أساس الاعتراض لو تأملت! إذ المسائل التي ثار من أجلها الشيخ حاتم ورفع عقيرته بها ضد الهيئة في مقاله ذاك كلها مسائل خلافية واجب الحاكم فيها الأخذ بكلام من هم أعلم عنده، فإن حكم فيها بقول دون قول أخذا باجتهاد هؤلاء، لزم العمل به وترك النزاع .. فإن كان الشيخ حاتم يرى اتساع الأمر لهذا الخلاف ونحوه فلماذا يريد منازعة الهيئة فيه والتشويش على ولاة الأمر بمثل هذا المقال، وفي هذا التوقيت بالذات، وما المصلحة المرجوة من هذا؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 07:43]ـ
بل دليله هو دليل وجوب تقليد العامي لأوثق أهل العلم عنده ..
بل دل الدليل على أنه لا يجب تقليد الأعلم. ومن حجج القول بعدم وجوب تقليد الأعلم (إإجماع الصحابة على جواز سؤال العامة للفاضل والمفضول، فكانوا يقرون العامي في سؤاله للمفضول، ويقرون المفضول في إفتائه للعامي، ولم يمنعوا العامة من سؤال غير أبي بكر وعمر، أو سؤال غير الخلفاء الراشدين.) من كتاب الشيخ الراجحي (التقليد) وهو اختيار العلامة الراجحي كما في كتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 08:00]ـ
بارك الله فيكم،
فكانوا يقرون العامي في سؤاله للمفضول هو مفضول عندهم لا عند المستفتي العامي .. ولو أنك رجل عامي وجاءك عالم يقول لك إن هذا المفتي - الذي هو أهل للإفتاء بشهادة أهل الشأن - الذي تستفتيه أنت، أقل علما من فلان وأن عليك أن تستفتي فلانا بدلا منه، فهل لك حينئذ أن تتحول عمن تثق فيه وفي علمه إلى من يزكيه لك ذلك العالم؟
نعم الفاضل يُستفتى ويفتي والمفضول كذلك، ولم يقل أحد بأن واجب الأمة كلها ألا تستفتي إلا أعلمها (وهم أصلا يختلفون في تعيين الأعلم والأوثق عند كل منهم بطبيعة الحال، وقلما يجتمعون على رجل واحد أنه إمام زمانه، وحتى مع اجتماعهم عليه فإنه قد لا يكون الوصول إليه ميسورا في كل حال، فيكون التكليف بقدر الاستطاعة) ولكن عندما نتكلم عن العامي ومن يلزمه استفتاؤه، فلا سبيل عند العامي لترجيح أولى الأقوال بالتقليد - إذ هو واجبه - إلا أن تكون خارجة عن الأوثق والأعلم عنده هو، فأن لم يجد هذا فمن يليه عنده، هذا هو تكليفه عملا بقوله تعالى ((فاسألوا أهل الذكر))، والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 08:02]ـ
بل دليله هو دليل وجوب تقليد العامي لأوثق أهل العلم عنده
1 - ليس هذا واجباً ولا دليل على وجوبه بل كل من يجوز له التقليد = يجوز له تقليد من يطمئن لفتياه بقطع النظر عن منزلته ..
2 - دعوى كون الحاكم (في مسألتنا على الأقل) لا يجوز له مطلق الاجتهاد = لا دليل عليها.
.. والنزاع الذي يرتفع بحكم الحاكم هو ما كان متعلقا بأمر عام من أمور البلاد وإن كان تعبديا.
خطأ ولا دليل على هذا. ولا يرتفع النزاع بذلك بل النزاع يبقى ..
ومثاله: لو أن أوثق أهل العلم عند ولي الأمر المقلد أفتوه بوجوب ستر المرأة لوجهها خارج بيتها، فأمر بناءا على ذلك بمنع النساء من كشف وجوههن في الأماكن العامة، لم يكن لأحد من أهل العلم أن ينازعه في هذا أو يفتيهن بجواز مخالفته في ذلك حتى وإن كان مذهبهم بخلافه، إذ تسري ههنا قاعدة أن حكم الحاكم يرفع النزاع ..
دعوى لا دليل عليها ولا يجوز للحاكم الحجر على فتوى المفتين بخلاف قوله .. والقاعدة المذكورة لا دليل على تعميمها؛لذا اختار شيخ الإسلام اختصاصها بالقاضي بين المتخاصمين .. أما غير ذلك فلا دليل على إعمالها .. وأنت هنا تخلط بين اختيار الحاكم لقول في مسألة خلافية وبين إصدار الحاكم لقرار مصلحي .. فلو اختار الحاكم وجوب تغطية الوجه = لم يجز له منع الناس من الإفتاء بخلافه .. ولا مطلق من كشفت وجهها .. وهذا بخلاف ما إذا أصدر قراراً بمنع كشف الوجه في الأماكن العامة = فهذا قرار مصلحي لا صلة له بالخلاف الفقهي الأول؛لأنه من باب تقييد المباح (كشف الوجه) وليس من باب (اختيار إيجاب تغطية الوجه)؛ولذا قد يُصدر الحاكم هذا القرار المصلحي وإن كان يقول بعدم وجوب تغطية الوجه. فالمفتون هاهنا لا يمنعون من الفتيا بأن كشف الوجه مستحب ولا حتى من تبيين وجهة نظرهم في خطأ القرار المصلحي .. ولكن يُمنع الناس من مخالفة القرار المصلحي إن كان الإمام عادلاً .. ولذا كان الصواب عدم جواز طاعة هذا القرار المصلحي إن كان هو من باب إباحة ما يعتقد الرجل حرمته .. ولو كان حكمه يرفع الخلاف لما بقيت تلك الحرمة ..
أفيكون لك أن تخالف اللجنة لقول هذا أو ذاك من العلماء؟
نعم. يجوز لي ذلك إن اطمئننت لقولهم.
من الذي له أن يُسوغ لولي الأمر المقلد مثل هذا العمل؟؟
عدم الدليل المانع .. والواجب استفتاء مجتهد غير معين.ممن يجوز استفتاؤه في الجملة
هل يقال للعامي لا عليك بمن تراهم أعلم الناس في البلد، واختر ما شئت من الأقوال، ما دام أن لديك مستشارين "بعضهم من أهل العلم والفقه في الجملة"؟؟؟؟
نعم. فتقليد الأعلم ليس شرطاً ولا دليل على اشتراطه ..
نقولات:
قال شيخ الإسلام – رحمه الله – في المجموع (3/ 238): والأمة إذا تنازعت ـ في معنى آية، أو حديث، أو حكم خبري، أو طلبي ـ لم يكن صحة أحد القولين، وفساد الآخر ثابتًا بمجرد حكم حاكم، فإنه إنما ينفذ حكمه في الأمور المعينة دون العامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو جاز هذا لجاز أن يحكم حاكم بأن قوله تعالى: " يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ " [البقرة: 228] هو الحيض والأطهار، ويكون هذا حكمًا يلزم جميع الناس قوله،
أو يحكم بأن اللمس في قوله تعالى: " أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء " [المائدة: 6] هو الوطء، والمباشرة فيما دونه،
أو بأن الذي بيده عقدة النكاح هو: الزوج، أو الأب، والسيد وهذا لا يقوله أحد.
وكذلك الناس إذا تنازعوا في قوله: " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " [طه: 5] فقال: هو استواؤه بنفسه وذاته فوق العرش، ومعنى الاستواء معلوم، ولكن كيفيته مجهولة. وقال قوم: ليس فوق العرش رب، ولا هناك شيء أصلا، ولكن معنى الآية: أنه قدر على العرش، ونحو ذلك. لم يكن حكم الحاكم لصحة أحد القولين وفساد الآخر مما فيه فائدة.
ولو كان كذلك لكان من ينصر القول الآخر يحكم بصحته إذ يقول: وكذلك باب العبادات، مثل كون مس الذكر ينقض أو لا، وكون العصر يستحب تعجيلها أو تأخيرها، والفجر يقنت فيه دائمًا أو لا، أو يقنت عند النوازل ونحو ذلك. اهـ
وقد قال في المجموع (35/ 376): فالشرع الذي يجب على كل مسلم أن يتبعه، ويجب على ولاة الأمر نصره والجهاد عليه هو الكتاب والسنة، وأما حكم الحاكم فذاك يقال له قضاء القاضي؛ ليس هو الشرع الذي فرض الله على جميع الخلق طاعته؛ بل القاضي العالم العادل يصيب تارة ويخطئ أخرى ...
ثم قال (35/ 378): وقد فرض الله على ولاة أمر المسلمين اتباع الشرع الذي هو الكتاب والسنة، وإذا تنازع بعض المسلمين في شيءٍ من مسائل الدين – ولو كان المنازع من آحاد طلبة العلم – لم يكن لولاة الأمور أن يلزموه باتباع حكم حاكم؛ بل عليهم أن يبينوا له الحق كما يبين الحق للجاهل المتعلم؛ فإن تبين له الحق الذي بعث الله به رسوله وظهر وعانده بعد هذا استحق العقاب.
وأما من يقول: إن الذي قلته هو قولي، أو قول طائفة من العلماء المسلمين؛ وقد قلته اجتهاداً أو تقليداً، فهذا باتفاق المسلمين لا تجوز عقوبته، ولو كان أخطأ خطأ مخالفاً للكتاب والسنة، ولو عوقب هذا لعوقب جميع المسلمين ... إلخ كلامه – رحمه الله –.
ثم قال (35/ 387): وولي الأمر إن عرف ما جاء به الكتاب والسنة حكم بين الناس به،
وإن لم يعرفه وأمكنه أن يعلم ما يقول هذا وما يقول هذا حتى يعرف الحق حكم به،
وإن لم يمكنه لا هذا ولا هذا ترك المسلمين على ما هم عليه كل يعبد الله على حسب اجتهاده، وليس له أن يلزم أحدًا بقبول قول غيره وإن كان حاكمًا.
وإذا خرج ولاة الأمور عن هذا فقد حكموا بغير ما أنزل الله، ووقع بأسهم بينهم قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: " ما حكم قوم بغير ما أنزل الله إلا وقع بأسهم بينهم "، وهذا من أعظم أسباب تغيير الدول كما قد جري مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا ...
وقال – رحمه الله – في المجموع (30/ 79): وسئل رحمه الله عمن ولي أمرا من أمور المسلمين ومذهبه لا يجوز [شركة الأبدان] فهل يجوز له منع الناس؟.
فأجاب: ليس له منع الناس من مثل ذلك ولا من نظائره مما يسوغ فيه الاجتهاد، وليس معه بالمنع نص من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا ما هو في معنى ذلك؛ لاسيما وأكثر العلماء على جواز مثل ذلك وهو مما يعمل به عامة المسلمين في عامة الأمصار.
وهذا كما أن الحاكم ليس له أن ينقض حكم غيره في مثل هذه المسائل، ولا للعالم والمفتي أن يلزم الناس باتباعه في مثل هذه المسائل؛ ولهذا لما استشار الرشيد مالكا أن يحمل الناس على [موطئه] في مثل هذه المسائل منعه من ذلك. وقال: إن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تفرقوا في الأمصار وقد أخذ كل قوم من العلم ما بلغهم. وصنف رجل كتابا في الاختلاف فقال أحمد: لا تسمه [كتاب الاختلاف] ولكن سمه [كتاب السنة] (1). ولهذا كان بعض العلماء يقول: إجماعهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة. وكان عمر بن عبد العزيز يقول: ما يسرني أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يختلفوا؛ لأنهم إذا اجتمعوا على قول فخالفهم رجل كان ضالا، وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول هذا ورجل بقول هذا كان في الأمر سعة. وكذلك قال غير مالك من الأئمة: ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه.
ولهذا قال العلماء المصنفون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب الشافعي وغيره: إن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها؛ ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية، فمن تبين له صحة أحد القولين تبعه، ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه.
ونظائر هذه المسائل كثيرة)).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 08:20]ـ
وجهة نظري أن الأزمة متشعبة ولها أسباب كثيرة ... هيئة كبار العلماء - وإن كان لا يستبعد عليها الخطأ - قامت بدورها، ونشرت العلم، لا الحاكم ولا بطانته يجهلون ما يجب عليهم من الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله في كل شيء، ولكن هناك تخاذل وبلادة تجاه دين الله والعمل بشريعته، وإقرار الربا على نطاق واسع مثال على ماذكرت لك أيها القاريء من البلادة ورقة الديانة، ولو صلح الراعي ومن حوله لصلحت أحوال البلاد واستقام عامة العباد لأن الرسول (ص) قد حمّله المسؤولية: "الإمام راع ومسئول عن رعيته". والأمر الآخر أن ينصّب الحاكم أعضاء يقومون بالحق ويمحّضون النصيحة له ولغيره ثم يعزلهم إذا سمع منهم ما يكره فهذا مثال أوضح على قلة الرأي وضعف البصيرة، فزمام الأمر صلاح الحاكم ومن يشور عليه علماء و غير العلماء، وما يجب عليه معرفته من أساسيات السياسة الشرعية لا تحتاج إلى فتوى ولا طلب علم، هي أصول معروفة مشهورة: العدالة، رجاحة العقل، العدل، التواضع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 08:44]ـ
وأما من يقول: إن الذي قلته هو قولي، أو قول طائفة من العلماء المسلمين؛ وقد قلته اجتهاداً أو تقليداً، فهذا باتفاق المسلمين لا تجوز عقوبته، ولو كان أخطأ خطأ مخالفاً للكتاب والسنة، ولو عوقب هذا لعوقب جميع المسلمين ... إلخ كلامه – رحمه الله –.
ثم قال (35/ 387): وولي الأمر إن عرف ما جاء به الكتاب والسنة حكم بين الناس به،
وإن لم يعرفه وأمكنه أن يعلم ما يقول هذا وما يقول هذا حتى يعرف الحق حكم به،
وإن لم يمكنه لا هذا ولا هذا ترك المسلمين على ما هم عليه كل يعبد الله على حسب اجتهاده، وليس له أن يلزم أحدًا بقبول قول غيره وإن كان حاكمًا.
وإذا خرج ولاة الأمور عن هذا فقد حكموا بغير ما أنزل الله، ووقع بأسهم بينهم قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: " ما حكم قوم بغير ما أنزل الله إلا وقع بأسهم بينهم "، وهذا من أعظم أسباب تغيير الدول كما قد جري مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا ...
أسعدت صباحي بهذا النقل المتين، أسعدك الله بطاعته.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 08:51]ـ
أسعد الله أيامك بطاعته ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 08:56]ـ
ليس هذا واجباً ولا دليل على وجوبه بل من يجوز له التقليد = يجوز له تقليد من يطمئن لفتياه بقطع النظر عن منزلته
لو فتحت هذا الباب بلا قيد يا أبا فهر، لجَوَّزت به أن يستفتي العامي رجلا ليس مشهودا له بالعلم أصلا، بل ربما كان مشهودا عليه بالضلالة عند العلماء، وذلك لمجرد أنه يطمئن لفتياه!! هذا كلام لا ينضبط! بل يلزمه تقليد الأوثق عنده وتحري ذلك ما استطاع! فإن استوى في تلك المنزلة عنده جماعة من المفتين المشهود لهم بالأهلية، ووجد بينهم خلافا فحينئذ يقال إن واجبه الأخذ بما تطمئن إليه نفسه من تلك الأقوال، إذ كلها تخرج ممن هم مشتكرون في كونهم الأعلم والأوثق عنده (أهل الذكر)، فتأمل.
وفي حالتنا هذه فأنه يصف من هم أوثق عنده بصفة كبار العلماء ويجعل منهم هيئة مخصوصة، فإن كان في غيرهم من هم عنده في تلك المنزلة كهؤلاء، ويجوز له تقليدهم كذلك، فلماذا يجعل هؤلاء "هيئة كبار العلماء" التي يرجع إليها رسميا في الاستفتاء، ولا يضم إليهم أولئك؟؟
دعوى كون الحاكم (في مسألتنا على الأقل) لا يجوز له مطلق الاجتهاد = لا دليل عليها
لم أقل إنه لا يجوز له الاجتهاد مطلقا، ولكن حكمه حكم العامي، فيلحق به في ذلك!
خطأ ولا دليل على هذا. ولا يرتفع النزاع بذلك بل النزاع يبقى ..
لو راجعت كلامي في المشاركات الآنفة لتبين لك ما أقصده في صنف المسائل التي يرتفع فيها النزاع بحكم الحاكم .. فأنت تقول:
لا يجوز للحاكم الحجر على فتوى المفتين بخلاف قوله
وأنا لم أقل بأنه يحجر أو لا يحجر، ولكن قلت إنه أصدر حكما أمضاه على البلاد، وكان مستنده في ذلك فتيا معينة في مسألة خلافية تدعو حاجة المسلمين ومصلحتهم إلى أن يفصل ولي الأمر فيها ويُمضي فيها قرارا عاما، فإن هو أصدر هذا القرار استنادا إلى فتيا من يثق فيه، فهل للمفتين بعد ذلك أن يفتوا الناس بمخالفته في ذلك، بدعوى أنه ليس له الحجر على فتاواهم؟؟
والقاعدة المذكورة لا دليل على تعميمها
وهل رأيتني أقول بتعميمها - هكذا - يا أخي الكريم؟ راجع الكلام بتروِ بارك الله فيك.
لذا اختار شيخ الإسلام اختصاصها بالقاضي بين المتخاصمين .. أما غير ذلك فلا دليل على إعمالها
ليس إعمالها مقصورا على القضاء وفقط، بل كل حكم في الأمور العامة - وتأمل هذا القيد - اقتضته المصلحة الشرعية الراجحة عند ولي الأمر وكان سائغا في بابه فإن القاعدة تعمل فيه من باب ترجح المفسدة عنده بمخالفة ذلك، وهو حينئذ تجب طاعته في أمره ذاك استصحابا لأصل طاعة ولي الأمر ..
والذي أرمي إليه من هذا كله يا أبا فهر حتى لا يتشعب بنا الكلام ويتوه في بنيات الطريق، أن الشيخ حاتم وفقه الله أغفل هذا المعنى تماما عندما هم بكتابة تلك المقالة، وترجحت عنده مصلحة هي في الحقيقة مفسدة لهذه الاعتبارات وغيرها مما تقدم ذكره، ومما ذكرته أنت في جوابك عليه!!
وأنت هنا تخلط بين اختيار الحاكم لقول في مسألة خلافية وبين إصدار الحاكم لقرار مصلحي
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل يُصدر الحاكم قراره المصلحي إلا بناءا على اختيار فقهي في مسألة خلافية؟؟؟ أنا كلامي كله يدور حول تلك القرارات المصلحية ومرجعية الحاكم العلمية فيها!! فأنت تريد أن تُوافق الشيخ حاتم على إخراج جملة من المسائل منها (كما يصطلح الشيخ عليه بقضايا المرأة مثلا) مع أنه من الواضح جدا أنها تدخل فيها!!
وهذا بخلاف ما إذا أصدر قراراً بمنع كشف الوجه في الأماكن العامة = فهذا قرار مصلحي لا صلة له بالخلاف الفقهي الأول
القصد أيها الفاضل أن وجود هذا النزاع بين الفقهاء – وهو باق لا يزول ما دامت السماوات والأرض – ينبغي ألا يكون له تأثير بعد صدور هذا القرار المصلحي العام على امتثال الناس لأمر الحاكم في هذا! وحينئذ يبقى السؤال = ما المصلحة المترجحة والحال كذلك من نشر هذه المنازعة على العامة على هذا النحو، إلا فتح الباب للمفسدين للنيل من الهيئة وللحط عليها بدعوى أنها تحجر على المخالفين "إصلاحهم" وما إلى ذلك؟؟
لأنه من باب تقييد المباح (كشف الوجه) وليس من باب (اختيار إيجاب تغطية الوجه)
هذا إن كان عنده مباحا أصلا، ولكنه قد أفتاه من أفتاه بأنه ليس كذلك!!! وأنا أسألك: على التسليم بأنه كما تقول، وكان تقييد المباح هو مآل عمل ولي الأمر بفتوى من استفتاهم في هذه المسألة، فلماذا يريد الشيخ حاتم خلع الناس من هذا القيد الذي وضعه الحاكم عليهم، معتضدا في ذلك بكون المسألة فيها خلاف؟!!!
ولذا قد يُصدر الحاكم هذا القرار المصلحي وإن كان يقول بعدم وجوب تغطية الوجه
هذا يقال له سد الذرائع كما تعلم، والحكم عند القائل به يتحول إلى الوجوب عند ترجح الفتنة بترك ذلك، فانتبه لهذا بارك الله فيك.
فالمفتون هاهنا لا يمنعون من الفتيا بأن كشف الوجه مستحب ولا حتى من تبيين وجهة نظرهم في خطأ القرار المصلحي
كشف الوجه مستحب؟؟ عجيب هذا الكلام! أما تبيين وجهة نظرهم في خطأ القرار المصلحي (ومن ثم إظهار مخالفتهم لمن أفتى به) فيؤول بنا إلى ما تكلمنا فيه آنفا.
والحمد لله وحده.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 09:04]ـ
يا أبا فهر، كلامي ليس فيه مخالفة لشيء مما نقلته عن شيخ الإسلام قطّ، وما ذكره من أمثلة على الأحكام التي لا دخل لحكم الحاكم فيها = هو عين ما أقول به، فأنا لم أقل بدخول حكم الحاكم في شيء من هذا!!
كما أنه ليس فيما نقلت - بالمناسبة - تقرير ما جعلته مذهبه من أن الحكم الرافع للنزاع لا يكون إلا في القضاء وفقط!!
وأما قوله رحمه الله:
وإذا تنازع بعض المسلمين في شيءٍ من مسائل الدين – ولو كان المنازع من آحاد طلبة العلم – لم يكن لولاة الأمور أن يلزموه باتباع حكم حاكم؛ بل عليهم أن يبينوا له الحق كما يبين الحق للجاهل المتعلم؛ فإن تبين له الحق الذي بعث الله به رسوله وظهر وعانده بعد هذا استحق العقاب.
وأما من يقول: إن الذي قلته هو قولي، أو قول طائفة من العلماء المسلمين؛ وقد قلته اجتهاداً أو تقليداً، فهذا باتفاق المسلمين لا تجوز عقوبته، ولو كان أخطأ خطأ مخالفاً للكتاب والسنة، ولو عوقب هذا لعوقب جميع المسلمينفالكلام فيه في حالة التنازع والمفاصلة وإقامة الحجة، وليس في تقرير وجود - أو عدم - جملة من المسائل التي يلزم الناس طاعة ولي الأمر فيها على اجتهاده وإن خالفهم، فهذا تقرير من شيخ الإسلام بأن هذا المخالف لا تجوز عقوبته - بعد محاججته - لكونه معذورا بتأويل أو تقليد، وهذا لا نزاع فيه على أي حال.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 09:38]ـ
لو فتحت هذا الباب بلا قيد يا أبا فهر، لجَوَّزت به أن يستفتي العامي رجلا ليس مشهودا له بالعلم أصلا، بل ربما كان مشهودا عليه بالضلالة عند العلماء، وذلك لمجرد أنه يطمئن لفتياه!! هذا كلام لا ينضبط!
كلامنا عن من تطمئن له نفسه من المجتهدين المعتبرين .. وهذا واضح لا يرد غيره أصلاً؛ فكل هذا لا داعي له منك ..
بل يلزمه تقليد الأوثق عنده وتحري ذلك ما استطاع!
دفع بالصدر من غير حجة ..
فإن استوى في تلك المنزلة عنده جماعة من المفتين المشهود لهم بالأهلية، ووجد بينهم خلافا فحينئذ يقال إن واجبه الأخذ بما تطمئن إليه نفسه من تلك الأقوال، إذ كلها تخرج ممن هم مشتكرون في كونهم الأعلم والأوثق عنده (أهل الذكر)، فتأمل.
قيد لا دليل عليه .. وما زلنا في الخطابة به من غير حجة!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حالتنا هذه فأنه يصف من هم أوثق عنده بصفة كبار العلماء ويجعل منهم هيئة مخصوصة، فإن كان في غيرهم من هم عنده في تلك المنزلة كهؤلاء، ويجوز له تقليدهم كذلك، فلماذا يجعل هؤلاء "هيئة كبار العلماء" التي يرجع إليها رسميا في الاستفتاء، ولا يضم إليهم أولئك؟؟
كونهم كبار العلماء؛لا يعني حصر الفتوى فيهم لا من جهة الشرع ولا من جهة الواقع، بل يكون خارج الهيئة من هو أكبر من بعض من فيها بالاتفاق
لم أقل إنه لا يجوز له الاجتهاد مطلقا، ولكن حكمه حكم العامي، فيلحق به في ذلك!
العامي قد يجتهد بحسبه .. ولا يخلو مكلف من قدر من الاجتهاد والقدرة على عقل الأدلة ..
لو راجعت كلامي في المشاركات الآنفة لتبين لك ما أقصده في صنف المسائل التي يرتفع فيها النزاع بحكم الحاكم .. فأنت تقول:
وأنا لم أقل بأنه يحجر أو لا يحجر، ولكن قلت إنه أصدر حكما أمضاه على البلاد، وكان مستنده في ذلك فتيا معينة في مسألة خلافية تدعو حاجة المسلمين ومصلحتهم إلى أن يفصل ولي الأمر فيها ويُمضي فيها قرارا عاما، فإن هو أصدر هذا القرار استنادا إلى فتيا من يثق فيه، فهل للمفتين بعد ذلك أن يفتوا الناس بمخالفته في ذلك، بدعوى أنه ليس له الحجر على فتاواهم؟؟
نعم لهم المخالفة في الفتوى وضد ذلك هو الحجر .. ولا يجوز له فعله ..
.
ليس إعمالها مقصورا على القضاء وفقط
بل مقصور عليه على الراجح عندي وهو اختيار الشيخ ..
بل كل حكم في أمور العامة اقتضته المصلحة الشرعية الراجحة عند ولي الأمر وكان سائغا في بابه فإن القاعدة تعمل فيه من باب ترجح المفسدة بمخالفة ذلك، وهذا يكون في كل مسألة من تلك المسائل بحسبها.
هذا فتح باب شر عظيم .. وهو أعظم من الباب الذي حرككم لدعواكم ..
والذي أرمي إليه من هذا كله يا أبا فهر حتى لا يتشعب بنا الكلام ويتوه في بنيات الطريق، أن الشيخ حاتم وفقه الله أغفل هذا المعنى تماما عندما هم بكتابة تلك المقالة، وترجحت عنده مصلحة هي في الحقيقة مفسدة لهذه الاعتبارات وغيرها مما تقدم ذكره!!
له مندوحة في إغفاله لأنه معنى باطل ..
وهل يُصدر الحاكم قراره المصلحي إلا بناءا على اختيار فقهي في مسألة خلافية؟؟؟
نعم يحدث ذلك .. بل أغلب قرارات عمر المصلحية لم يبنها على خلاف فقهي .. ويُلزم بتغطية الوجه من يرى جواز كشفه .. وهذا كثير ..
أنا كلامي كله يدور حول تلك القرارات المصلحية ومرجعية الحاكم العلمية فيها!!
كلامك في منع الفتوى الفقهية لا في الاتزام بالقرار العملي .. وهذا غير ذاك .. كما أن الإلزام العملي يجوز في تقييد المباح والمستحب لا في فعل المحرم .. وهذا أخص ..
القصد أيها الفاضل أن وجود هذا النزاع بين الفقهاء – وهو باق لا يزول ما دامت السماوات والأرض – ينبغي ألا يكون له تأثير بعد صدور هذا القرار المصلحي العام على امتثال الناس لأمر الحاكم في هذا! وحينئذ يبقى السؤال = ما المصلحة المترجحة والحال كذلك من نشر هذه المنازعة على العامة على هذا النحو، إلا فتح الباب للمفسدين للنيل من الهيئة وللحط عليها بدعوى أنها تحجر على المخالفين "إصلاحهم" وما إلى ذلك؟؟
هذا باب آخر .. وله أحكام .. وإلا لقعد شيخ الإسلام في بيته وكفى نفسه شر السجن!
هذا يقال له سد الذرائع كما تعلم، والحكم عند القائل به يتحول إلى الوجوب عند ترجح الفتنة بترك ذلك، فانتبه لهذا بارك الله فيك.
عند القائل به!
كشف الوجه مستحب؟؟ عجيب هذا الكلام! أما تبيين وجهة نظرهم في خطأ القرار المصلحي (ومن ثم إظهار مخالفتهم لمن أفتى به) فيؤول بنا إلى ما تكلمنا فيه آنفا.
الواب: تغطية الوجه وهو ظاهر بأدنى تأمل لا يحتاج للعجب يا مولانا ..
والحمد لله وحده.
قال شيخ الإسلام في المجموع (35/ 372): وليس المراد بالشرع اللازم لجميع الخلق (حكم الحاكم) ولو كان أفضلَ أهل زمانه!؛ بل حكم الحاكم العالم العادل يُلزمُ قوماً معينين تحاكموا إليه في قضيةٍ معينة، لا يُلزم جميع الخلق ... .
وقال – رحمه الله – في الفتاوى (35/ 360): وأما باليد والقهر، فليس له أن يحكم إلا في المعينة التي يتحاكم فيها إليه مثل: ميت مات، وقد تنازع ورثته في قسم تركته، فيقسمها بينهم إذا تحاكموا إليه، وإذا حكم هنا بأحد قولي العلماء ألزم الخصم بحكمه، ولم يكن له أن يقول: أنا لا أرضى حتى يحكم بالقول الآخر.
وكذلك إذا تحاكم إليه اثنان في دعوى يدعيها أحدهما، فصل بينهما كما أمر الله ورسوله، وألزم المحكوم عليه بما حكم به، وليس له أن يقول: أنت حكمت عليَّ بالقول الذي لا أختاره، فإن الحاكم عليه أن يجتهد، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر "، وقد يخص الله بعض الأنبياء والعلماء والحكام بعلم دون غيره، كما قال تعالى: " وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا " [الأنبياء: 78، 79])).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 10:03]ـ
سبحان الله!! أي حجة تطلب بعد قول الله تعالى: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))؟؟؟
وهل يجوز للعامي أن يسأل من لا يثق في علمه يا أبا فهر؟؟؟؟
فإن كانت الناس عنده على منازل في العلم - وهو مقلد محض - ويمكنه الوصول إلى العالم الكبير المشهود له بالتمكن، كما إلى طالب العلم الصغير، فكيف يقدم فتيا طالب العلم الصغير على فتيا العالم الكبير، وهو غير مؤهل للموازنة بين القولين؟؟؟ أليس واجبه - بمفهوم الآية - تحري من هم أكثر أهلية عند الاستفتاء؟؟؟
أي حجة تريد على هذا المعنى الجلي، بارك الله فيك؟
له مندوحة في إغفاله لأنه معنى باطلفمن الذي يدفع الآن بالصدر ويتكلم بالخطابة؟
نعم يحدث ذلك .. بل أغلب قرارات عمر المصلحية لم يبنها على خلاف فقهي .. ويُلزم بتغطية الوجه من يرى جواز كشفه .. وهذا كثير .. هذا مداره استبيان ما تصطلح عليه أنت بأنه قرار مصلحي، فمن الواضح أنك تخالفني في هذا الاصطلاح نفسه.
كلامك في منع الفتوى الفقهية لا في الالتزام بالقرار العملي .. وهذا غير ذاك .. كما أن الإلزام العملي يجوز في تقييد المباح والمستحب لا في فعل المحرم .. وهذا أخص .. المحرم في نظر من يا أخي؟؟ ما تراه أنت محرما قد يراه ولي الأمر خلاف ذلك، والمصلحة العامة (السياسية أو نحوها) تدعو إلى إمضاء أحد القولين وترك الآخر، فكيف يستقيم للبلاد سلطان مع بقاء النزاع منشورا بين الناس رغم حكم الحاكم بأحد القولين؟؟ وأين مراعاة المصلحة الشرعية في إفتاء الرعية بما يخالفه؟؟؟
هذا باب آخر .. وله أحكام .. وإلا لقعد شيخ الإسلام في بيته وكفى نفسه شر السجن! وهل سجن شيخ الإسلام لإفتائه بقول أخذ ولي الأمر بخلافه في مسألة الخلاف فيها معتبر؟ هل سجن لأنه هاجم علماء السلطان على أمور خلافية أو لأنه أراد أن يسقطهم بذلك؟؟ هل سجن لأنه طلب من الحاكم عزل هؤلاء المفتين والأخذ بفتواه هو في مسائل ككشف الوجه وعباية الكتف؟؟
عند القائل به! أفهم من هذا أنك لا تقول بسد الذرائع أصلا؟
--------
نعم حكم الحاكم في القضايا الشرعية لا يلزم جميع الخلق كما ذكر شيخ الإسلام فيما نقلت عنه، ولكن رعيته تحتكم إليه فيما يأمر به من أمور تنظيمية وسياسية وغيرها مما تجري به أمور الولاية على تلك الرعية، والأصل أنه تلزمهم طاعته في ذلك إلا إن حكم بمنكر أو بمفسدة ظاهرة،
وهو راعيهم في أمور دينهم قبل أمور دنياهم، ولو أطردنا فهمك هذا لكلام شيخ الإسلام لما جاز لولي الأمر أن يتخذ رجالا للحسبة، يأمرون الناس بالمعروف - باجتهادهم - ويلزمونهم بترك ما هو منكر في اجتهادهم أيضا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 10:17]ـ
سبحان الله!! أي حجة تطلب بعد قول الله تعالى: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))؟؟؟
الدليل أخص من الدعوى، وإنما يُستدل بهذا على من يُجوز تقليد الجهال لا علينا ..
وهل يجوز للعامي أن يسأل من لا يثق في علمه يا أبا فهر؟؟؟؟
لا. لا يجوز وليست هذه هي مسألتنا ..
فإن كانت الناس عنده على منازل في العلم - وهو مقلد محض - ويمكنه الوصول إلى العالم وإلى طالب العلم، فكيف يقدم فتيا طالب العلم على فتيا العالم وهو غير مؤهل للموازنة بين القولين؟؟؟
يجوز له تقليد كل من يجوز له الاجتهاد والفتيا في المسألة محل البحث .. ومادام كل منهم يتكلم بالحجة وكل منهم قد يدرك الحق ويخطئه أخوه = بطل منعه من تقليد أحدهم ..
أي حجة تريد على هذا المعنى الجلي، بارك الله فيك؟؟
حجة صحيحة ..
فهل لهم أن يفتوا الناس بمخالفة ولي الأمر فيما يرى هو أن المفسدة راجحة في مخالفته فيه، وقد علموا أن العمل قد جرى في البلد - من قبل عمال ولي الأمر - على ما أفتى به مخالفوهم، هكذا دونما اعتبار لا لفتنة ولا لمصالح ومفاسد ولا .... ؟؟
الفتنة والمصالح شيء .. وجواز الفتوى وتحريمها شيء آخر .. فالفتنة قد توجد حتى في القول الذي اختار ولي الأمر وأمضاه على الناس والأمثلة موجودة ..
فمن الذي يدفع الآن بالصدر ويتكلم بالخطابة؟
لستٌ أنا ..
هذا مداره استبيان ما تصطلح عليه أنت بأنه قرار مصلحي، فمن الواضح أنك تخالفني في هذا الاصطلاح نفسه.
المحرم في نظر من يا أخي؟؟ ما تراه أنت محرم قد يراه ولي الأمر خلاف ذلك، والمصلحة العامة (السياسية أو نحوها) تدعو إلى إمضاء أحد القولين وترك الآخر، فكيف يستقيم للبلاد سلطان مع بقاء النزاع منشورا بين الناس رغم حكم الحاكم بأحد القولين؟؟ وأين مراعاة المصلحة الشرعية في إفتاء الرعية بما يخالفه؟؟؟
المحرم في نظر من اختار قولاً يخالف ولي الأمر ..
بمعنى: لو ألزم ولي الأمر بكشف الوجه = لم يجز طاعته لمن يرى حرمة ذلك ..
وهل سجن شيخ الإسلام لإفتائه بقول أخذ ولي الأمر بخلافه في مسألة الخلاف فيها معتبر؟
نعم ..
أفهم من هذا أنك لا تقول بسد الذرائع أصلا؟
وهل نتكلم عن مذاهبي الأصولية؟؟!!
--------
نعم حكم الحاكم في القضايا الشرعية لا يلزم جميع الخلق كما ذكر شيخ الإسلام فيما نقلت عنه، ولكن رعيته تحتكم إليه فيما يأمر به من أمور تنظيمية وسياسية وغيرها مما تجري به أمور الولاية على تلك الرعية، والأصل أنه تلزمهم طاعته في ذلك إلا إن حكم بمنكر أو بمفسدة ظاهرة ..
خطابة لا حجة عليها .. وتكرار للقول من غير سوق حجته ..
وهو راعيهم في أمور دينهم قبل أمور دنياهم، ولو أطردنا فهمك هذا لكلام شيخ الإسلام لما جاز لولي الأمر أن يتخذ رجالا للحسبة، يأمرون الناس بالمعروف - باجتهادهم - ويلزمونهم بترك ما هو منكر في اجتهادهم أيضا.
إذا كان اجتهاد غير سائغاً = فليس هو من مواضع الحسبة .. والحسبة تكون في الاجتهاد غير السائغ وفي القرارات المصلحية فيما لا دليل فيه أو في تقييد المباحات ..
بارك الله فيك .. ونحن متفقان على أن خطأ مقالة الشيخ أكثر من صوابه وإنما حوارنا في تحديد مواضع الخطأ؛ وهذا تنبيه كي لا يضيع هذا الأصل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 10:46]ـ
الدليل أخص من الدعوىبل الذي يخصصه هو الذي يلزمه الدليل ..
ويبدو أن خلافك معي في هذه كخلافك معي في مطلق القول بقاعدة سد الذرائع، فلا داعي لمواصلة الكلام فيه، والله المستعان.
وأنا أسألك: ألا ترى أن إنكار المنكر إن ترتب عليه منكر أكبر، فإنه يحرم حينئذ؟
هل هذا أصل توافقني عليه أم هو عندك من الخطابة بلا حجة؟
هذا يقال مثله في نشر الفتيا التي قد تسبب الفتنة أو قد توقع الناس في صدام مع ولي الأمر حتى وإن كان حكمه الذي ترده الفتيا باطلا والحق في ذلك مع هذا المفتي، فكيف بمسائل الخلاف السائغ التي لكل قائل فيها سلفه من صدر الأمة، وما ليس بمنكر من الحكم ..
والأصل أنه تلزمهم طاعته في ذلك إلا إن حكم بمنكر أو بمفسدة ظاهرةخطابة لا حجة عليها .. وتكرار للقول من غير سوق حجته .. حجته قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء: 59]
هذا أصل هنا، فهل أحتاج الآن إلى التدليل على أصل طاعة ولي الأمر أيضا؟
إذا كان اجتهاد غير سائغاً = فليس هو من مواضع الحسبة .. والحسبة تكون في الاجتهاد غير السائغ وفي القرارات المصلحية فيما لا دليل فيه أو في تقييد المباحات .. ما دليلك على هذا الكلام؟
ثم أنت تدري أن أكثر مسائل الفروع وقع الخلاف فيها، فهل يلزم ولي الأمر أن يترك جميع ما وقع فيه الخلاف من المسائل فلا يحكم فيه لا بحسبة ولا بغيره، ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر قط لمجرد أنه وقع فيه خلاف "سائغ" هل هو منكر أم ليس بمنكر؟؟ ما دليل هذا التقعيد العجيب؟
ليس هكذا يا أخي الفاضل، ولو كان كذلك لما كان للسلطان الشرعي وجود أصلا إلا في إطار المحكمة الشرعية وفقط! فهل هذا ما كان عليه حال الخلفاء الراشدين؟؟
لو ألزم ولي الأمر بكشف الوجه = لم يجز طاعته لمن يرى حرمة ذلك .. نعم صحيح، وهذا محل اجتهاد تختلف فيه أنظار أهل النظر ولا شك، فمن رأى أن ولي الأمر قد عصى بمثل هذا وأمر بمنكر، فليزن المصالح والمفاسد بميزانها الصحيح وليقدر الأمر عند الفتيا بقدره، ومن رأى أن هذا حكم سائغ في مسألة خلافية فليمتنع عن بيان مذهبه في مشي النساء في الطريق والأماكن العامة سافرات الوجوه، إذ مفسدة المخالفة بالإفتاء أو نشر الفتيا هنا قد تكون أرجح من مفسدة السكوت أو الإحالة على غيره من المفتين!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 11:45]ـ
بل الذي يخصصه هو الذي يلزمه الدليل ..
أحسنتَ ..
وأنتَ تُخصص أهل الذكر المأمور باستفتائهم بطبقة معينة منهم،وتمنع ولي الأمر من استفتاء من هم من أهل الذكر باتفاق = فما دليلك؟
وأنا أسألك: ألا ترى أن إنكار المنكر إن ترتب عليه منكر أكبر، فإنه يحرم حينئذ؟
نعم. وإنما الشأن في تحقيق المناطات.
هذا يقال مثله في نشر الفتيا التي قد تسبب الفتنة أو قد توقع الناس في صدام مع ولي الأمر حتى وإن كان حكمه الذي ترده الفتيا باطلا والحق في ذلك مع هذا المفتي، فكيف بمسائل الخلاف السائغ التي لكل قائل فيها سلفه من صدر الأمة، وما ليس بمنكر من الحكم ..
لا زال هذا كلاماً عاماً مرسلاً ودخوله تحت القاعدة يحتاج لتحقيق المناطات .. فما يندرج تحتها عندك لا يندرج تحتها عندي .. وتقدير ذلك باب واسع لا مجال فيه للمصادرة على الآخرين بمجرد دعواه ..
حجته قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء: 59]
هذا أصل هنا، فهل أحتاج الآن إلى التدليل على أصل طاعة ولي الأمر أيضا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما الطاعة في المعروف .. وإلزامه بترك ما أنا عليه مما أظنه حقاً ليس من المعروف .. فإن الانتقال عما أنا عليه مما أظنه حكماً لله من غير دليل شرعي = حرام. ولا طاعة له في معصية .. ومنعه لي من الفتيا بما أراه حق وأراه دين الله أمر لي بكتمان ما آتاني الله من العلم وهو حرام .. كما أن إلزامه لي بالعمل بما أراه معصية = حرام .. فلم يبق لولي الأمر سوى القوانين الإجرائية فيما لا نص فيه وتقييد العمل بالمستحبات والمباحات ..
ما دليلك على هذا الكلام؟
الحسبة التي هي فوق النصيحة والمجادلة بالتي هي أحسن والتي هي من جنس العقوبة = لا تجوز في مسائل الخلاف السائغ وهذا مما لم يختلف فيه أهل العلم .. وقد نقل شيخ الإسلام الاتفاق عليه ..
ثم أنت تدري أن أكثر مسائل الفروع وقع الخلاف فيها، فهل يلزم ولي الأمر أن يترك جميع ما وقع فيه الخلاف من المسائل فلا يحكم فيه لا بحسبة ولا بغيره، ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر قط لمجرد أنه وقع فيه خلاف "سائغ" هل هو منكر أم ليس بمنكر؟؟ ما دليل هذا التقعيد العجيب؟
ليس عجيباً بل هو محل اتفاق .. ولعل الإشكال في خلطك بين الحسبة الجنائية التي يفرضها ولي الأمر .. وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو مجرد النصيحة باللسان .. فالأخير لا يُنازعك أحد في إجراءه في جنس مسائل الخلاف ..
ليس هكذا يا أخي الفاضل، ولو كان كذلك لما كان للسلطان الشرعي وجود أصلا إلا في إطار المحكمة الشرعية وفقط! فهل هذا ما كان عليه حال الخلفاء الراشدين؟؟
تهويل لا موضع له .. وحصر لوظائف ولي الأمر فيما لا يُحصر في أصلاً ..
نعم صحيح، وهذا محل اجتهاد تختلف فيه أنظار أهل النظر ولا شك، فمن رأى أن ولي الأمر قد عصى بمثل هذا وأمر بمنكر، فليزن المصالح والمفاسد بميزانها الصحيح وليقدر الأمر عند الفتيا بقدره، ومن رأى أن هذا حكم سائغ في مسألة خلافية فليمتنع عن بيان مذهبه في مشي النساء في الطريق والأماكن العامة سافرات الوجوه، إذ مفسدة المخالفة بالإفتاء أو نشر الفتيا هنا قد تكون أرجح من مفسدة السكوت أو الإحالة على غيره من المفتين!
المفسدة مسألة أخرى وهي ترد حتى في بيان الحق المجمع عليه الذي لا يجوز كتمه = فتبيح كتمه .. كلامنا عن تحريم مطلق الفتيا بخلاف ما قرره ولي الأمر وهذا لا دليل عليه .. بل هو حرام لتضييعه للميثاق الذي أخذه الله على العلماء ..
الحمد لله وحده ..
ـ[صالح المطيري]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 12:58]ـ
[ليس من التعالي أن تذكّر بنصائحك المعلنة التي لم يأخذوا بها , فأدت إلى خسائر إصلاحية. .
اختلاط مشروط بضوابط!
وإلغاء للتكفير إلا بشروط لا تتوفر إلا فيمن صرح بكفره!
وموافقة ضمنية لاختصار الحجاب وإلغاء النقاب باعتباره حلاً إسلامياً!
لا أظن الشيخ - أتى بجدبد - فكثير هم الذين سبقوه في هذا المجال (من كل طيف)! باختصار كثير من الأمور الشرعية وتمرير بعض الممنوعات بشرط " موافقتها للضوابط الشرعية!! "
لا أظن أن المشكلة بين الهيئة والشيخ مشكلة فقهية! فالجميع قد يتفق على الضوابط والقيود، لكن الإشكال في واقع التنفيذ!!
وهل يتصور الشيخ أنه أتى بحلول سحرية! حتى يعبر بعبارته الرنانة (ليس من التعالي أن تذكّر بنصائحك المعلنة التي لم يأخذوا بها , فأدت إلى خسائر إصلاحية).
ما هي إلا قيود وضوابط واضحة مكرورة، أو توسع في مسائل باعتبار أن فيها أقوال معتبرة!!
هذه حلوله وأقواله!!
فما الجديد؟؟!!
وما دام الشيخ قد كتب مقالات وكتبا في تبيين آرائه فهل هو بحاجة إلى (الصدع بالحق) من جديد؟؟ أم هي وسيلة للتذكير بما قيل؟!
لا أفهم سبباً واضحاً لهذه المقالة لاسيما وأن آراءه معروفة منشورة مشتهرة!!!
وسؤال أخير للشيخ حاتم وفقه الله:
ما هي الخسائر الإصلاحية التي خسرناها بعد أن تركت الهيئة آراءك؟
... ؟
ـ[محمد بن عبدالله العيد]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 01:55]ـ
ما هكذا تورد الإبل يا د/ حاتم العوني
مقالك الذي ذكرت فيه أنه آن الأوان بالصدع بالحق وأنه لا يسعك ومن يسعى للإصلاح السكوت على اجتهادات المؤسسة الدينية التي ضيقت على الأمة ومصالحها في قاعدة (سد الذرائع)
وما علمنا أن هؤلاء العلماء في فتاواهم لم تتضمن شروط هذه القاعدة التي لم يفقهها إلا فضيلتكم.!
يا دكتور \حاتم
من قرأ سير العلماء والفقهاء على كيف كان تأدبهم مع من هو أفضل منهم من أهل العلم. نعم لا تُعتقد العصمة لأحد من البشر غير الأنبياء في أمور التشريع فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن كيف يكون الرد .. ؟
وهل طالب الحق إذا أراده يكون هذا سبيله .. ؟
كما أنه من قرأ سير العلماء السابقين في مؤلفاتهم أنهم لا يمتنون على أنفسهم أو يزكونها بأنهم كتبوا بحثاً لم يسبق احدٌ منهم لمثله كما ذكرت .. ؟
وليس أمثالكم يكون صاحب فتل للعضلات أو كأنه مصارع في حلبه حيث أنه لا يسعك السكوت كما زعمت وهل هؤلاء العلماء الذين شابت لحاهم وأعمارهم في العلم والتعليم لدين الله على خطأ في هذه القاعدة الفقهية التي لم يعرف شروطها إلا أنتم .. ؟؟
فلا تزكوا أنفسكم هو اعلم بمن اتقى ..
عموماً يقول سبحانه: {فسئلوا أهل اذكر إن كنتم لا تعلمون}
ويقول سبحانه: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}
فخذ ما لديك من إشكالات وناقش أهل العلم ومن يطلب الحق يوفق إليه ..
وأخيراً وأنت تنتسب إلى البيت الشريف تأمل سير آبائك وأجدادك كيف كانوا مع من هم أفقه منهم تأمل سيرة حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما كيف كان يجلس عند أبواب أهل العلم ينتظرهم حتى ليسألهم عن حديث وكيف كان أدبه ..
وفقنا الله وإياك للحق وثبتنا عليه ورزقنا الإخلاص في القول والفعل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 03:57]ـ
وأنتَ تُخصص أهل الذكر المأمور باستفتائهم بطبقة معينة منهم،وتمنع ولي الأمر من استفتاء من هم من أهل الذكر باتفاق = فما دليلك؟
لا والله يا أخي ليس هذا ما أقوله والله المستعان!
قد بينت بوضوح أن كل مكلف يختلف عن غيره فيمن يراهم أعلم أهل الذكر وأوثقهم وأجدرهم بالاستفتاء والسؤال عنده .. ولا أطالب الناس جميعا بالاجتماع على شخص رجل واحد من أهل العلم في هذا! فأين من كلامي ما فهمت منه هذه المطالبة؟؟؟
إنما الكلام في ولي الأمر وسلطانه الشرعي، في ضوء واجبه كمقلد.
فهو مطالب بتحري الأوثق عنده والأكثر أهلية للسؤال، كغيره من المكلفين، (وهذا يكون من قبل أن ينشئ في نفسه أي تصور شرعي للمسألة، فهو ليس أهلا للاستقلال بالنظر، ولم يعرف عنه طلب للعلم ولا اشتغال به) .. فما أدري والله ما الإشكال عندك في قبول هذا المعنى؟؟
إن كان هذا العامي قد قدم فلانا في الاستفتاء بصفة عامة (يعني يلجأ إليه في السؤال عما لا يعلم) لأنه في حدود علمه = أكثر أهل الذكر أهلية لأن يأخذ منه الفتوى، فبأي وجه يؤخره ويقدم عليه كلام غيره في السؤال في مسألة من المسائل وهو لم يقدمه من قبل إلا لأنه الأعلم عنده والأولى بأن يُسأل ويستفتى؟؟ هل ترجح عنده أن هذا الأخير أعلم في هذا الباب من مفتيه الأول؟ فإن كان ذلك كذلك فبأي شيء ترجح؟ وما صفة تلك الهيئة الرسمية عنده إذن؟ إن صح ذلك، فليُنزل على المفتي الثاني ذات الصفة التي أنزلها على مفتيه الأول، وليدخله فيمن يخصهم بلقب كبار العلماء أو هيئة الإفتاء الرسمي للبلاد (التي ما جعلها إلا لتوجيه القرار السياسي) حتى تتسع دائرة النقاش الشرعي فيما بين أهل الحل والعقد بصفة رسمية، وتتحقق المصلحة الشرعية بذلك، ويجتمع الناس ولو على القول المرجوح، دفعا لتلك الفتن السوداء التي حاقت بهم .. وإلا فلا معنى لتخصيص تلك الهيئة بأي صفة من الصفات إذن!
هذا هو وجه الكلام يا أبا فهر فتأمله بارك الله فيك!
أما كونه له حظ من النظر في الأدلة وموازنة الأقوال فلا ننفيه عن أي واحد من العامة، ولكن أخذ الأقوال عن "العلماء" للموازنة بينها عند اختلافها، يبقى في حقه محصورا على أهل الذكر (العلماء) عنده المقدمين على غيرهم، بوصفه مقلدا على طبقة من طبقات التقليد كشأن العامة وأشباههم، إلا إن كان مجتهدا مطلقا فلا يحتاج إلى الاستفتاء وإنما إلى المشورة فهذا شأن آخر.
هذا ما أقوله ..
أما أن تفهم من كلامي أني أُلزم الخلق جميعا باستفتاء فلان من العلماء تعيينا دون غيره ففهم مغلوط للكلام ولا يلزمني، والله المستعان!
(ملحوظة: إن كنت لا تزال ترى هذا الكلام من الخطابة العرية عن التدليل، فتجاوزه إلى غيره بارك الله فيك فقد أعياني هذا الجدال والله المستعان .. )
لا زال هذا كلاماً عاماً مرسلاً ودخوله تحت القاعدة يحتاج لتحقيق المناطات ..
فأنزله إذن على ما نتكلم فيه من مقال الشيخ العوني يتبين لك وجه الكلام.
فما يندرج تحتها عندك لا يندرج تحتها عندي .. وتقدير ذلك باب واسع لا مجال فيه للمصادرة على الآخرين بمجرد دعواه ..
أنا لم أقل بأنه يلزم أن توافقني على جميع ما أدخله فيها أو أخرجه منها ..
إنما الشأن فيما تكلم فيه الشيخ من مسائل تحديدا!!
إنما الطاعة في المعروف .. وإلزامه بترك ما أنا عليه مما أظنه حقاً ليس من المعروف ..
في هذا تفصيل ضروري، وإلا فما وجه قوله تعالى: ((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ))؟
فإن الانتقال عما أنا عليه مما أظنه حكماً لله من غير دليل شرعي = حرام.
ليس العامي المقلد المحض كالعالم في ذلك، فلا تخلط بارك الله فيك.
ولا طاعة له في معصية .. ومنعه لي من الفتيا بما أراه حق وأراه دين الله أمر لي بكتمان ما آتاني الله من العلم وهو حرام ..
لم أتكلم عن منعه هو لك من هذا وإنما عن امتناعك أنت تقديرا للمفسدة الراجحة ..
أما هو فمن حقه شرعا - بل واجبه، صيانة للرعية - إن رأى باجتهاد من يقلده أن إفتاءك بما تفتي به الناس يؤدي إلى مفسدة شرعية أو فتنة بين الناس = أن يمنعك منه!!
كما أن إلزامه لي بالعمل بما أراه معصية = حرام ..
((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ))
فلم يبق لولي الأمر سوى القوانين الإجرائية فيما لا نص فيه وتقييد العمل بالمستحبات والمباحات ..
أول واجب على ولي الأمر إصلاح دين رعيته والاجتهاد في تحصيل المصالح في هذا ودرء المفاسد، قبل تحقيق المصالح الدنيوية وهذا لن تجد عالما يخالف فيه!
الحسبة التي هي فوق النصيحة والمجادلة بالتي هي أحسن والتي هي من جنس العقوبة = لا تجوز في مسائل الخلاف السائغ وهذا مما لم يختلف فيه أهل العلم .. وقد نقل شيخ الإسلام الاتفاق عليه ..
أنا ما ألزمتك بهذا الإلزام وما ذكرت الحسبة إلا لأنك الآن تقول: "فلم يبق لولي الأمر سوى القوانين الإجرائية فيما لا نص فيه وتقييد العمل بالمستحبات والمباحات" .. فأين الحسبة وأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح دين الناس في هذا الذي حصرت فيه وظيفته؟؟؟
ولعل الإشكال في خلطك بين الحسبة الجنائية التي يفرضها ولي الأمر .. وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو مجرد النصيحة باللسان .. فالأخير لا يُنازعك أحد في إجراءه في جنس مسائل الخلاف ..
فأين محل "درة عمر" عندك، أهي من الحسبة الجنائية أم من تأديب الناس والنهي عن المنكر وتغييره باليد (الذي هو واجب المسلم عند الاستطاعة وأمن الفتنة)؟ وهل كان عمر يتحرى ألا يغير من المنكرات إلا ما تحقق عنده الإجماع على أنه منكر أو فساد؟؟؟
---------------------------
أرجو من الفاضل أبي فهر أن يعينني على التقيد بموضوع هذه الصفحة حتى لا يطول بنا المقام بلا طائل.
لندع كل ما تقدم الجدال فيه ولننظر الآن في كلام الشيخ حاتم تحديدا وما تعرض له من المسائل في مقالته .. وواجب ولي الأمر فيها
وضابط المصلحة والمفسدة
فهذا أرجى لأن نخرج من هذا النقاش بثمرة
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 07:31]ـ
بارك الله فيكم،
هو مفضول عندهم لا عند المستفتي العامي .. ... بقوله تعالى ((فاسألوا أهل الذكر))، والله أعلم.
غير صحيح بارك الله فيك بل هو مفضول عند المستفتي و قد كان الجميع في خلافة عمر يقرون أنه أعلم الصحابة حتى المستفتي وقد كان يفتي من هو دون عمر في المنزلة ولم ينكر ذلك
والآية حجة عليك وليست لك، فإن الله أمر بسؤال كل من تحقق فيه وصف العلم، ولم يقيده بأمر زائد و هو الأعلم. وهو أيضا اختيار ابن عثيمين أنه لا يجب سؤال الأعلم عند المستفتي بل الأولى كما في "كتاب العلم"
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 07:40]ـ
قد كان الجميع في خلافة عمر يقرون أنه أعلم الصحابةليس هذا صحيحا، بارك الله فيك، والأمر فيه واسع على أي حال.
ولا إشكال في استفتاء المفضول في العلم من حيث المشروعية، وأنا لم أقل بمنع ذلك .. ولكن الشأن عند اختلاف الفتيا واختلاف المجتهدين ..
فهذا الإشكال يقع فيه العامي المقلد عند وقوع الاختلاف بين الفاضل والمفضول في العلم (عنده) في الفتيا، وبلوغ العلم بوجود ذلك الخلاف إليه، وعجزه في نفسه عن الترجيح فيه، فأي القولين يقدم حينئذ، قول الفاضل أم قول المفضول في العلم عنده؟
وكذا عندما تجتمع جماعة كبيرة ممن هم الأعلم عنده على الفتيا بقول ما، فهل له - مع كونه دون حد النظر في المسألة - أن يترك ذلك القول إلى قول المفضول الواحد عنده؟ وإن كانت جماعة من الفضلاء في العلم عنده على قول وجماعة أخرى من المفضولين على قول مخالف، فكيف يرجح هذا المقلد المحض بين القولين؟
فإن الله أمر بسؤال كل من تحقق فيه وصف العلم، ولم يقيده بأمر زائد و هو الأعلمهذا صحيح ولم أقل بخلافه، ولكن زيادة العلم ورسوخ القدم فيه، وشهادة أهل الصنعة لصاحبه بذلك، هي من المرجحات التي قد لا يجد المقلد سواها، فيلزمه حينئذ - تحقيقا منه لقصد أهل الذكر عند السؤال، ولتمام ذلك المقصد على الوجه الذي يرجو به ذلك المقلد براءة الذمة - العمل بها عند اختلاف المفتين، والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 05:26]ـ
أرجو من الفاضل أبي فهر أن يعينني على التقيد بموضوع هذه الصفحة حتى لا يطول بنا المقام بلا طائل.
لندع كل ما تقدم الجدال فيه ولننظر الآن في كلام الشيخ حاتم تحديدا وما تعرض له من المسائل في مقالته .. وواجب ولي الأمر فيها
وضابط المصلحة والمفسدة
فهذا أرجى لأن نخرج من هذا النقاش بثمرة
والله الموفق.
بارك الله فيك ..
لا أرى أن هذه الجهة التي تبحث فيها هي من جهات خطأ الشيخ، بل إدخال هذه الجهة هي -عندي- تضخيم للأمور ومحاولة لإدخال كلام الشيخ من باب لم يفتحه أحد أصلاً، وهو نفس الباب الذي يحاول فتحه دعاة (توحيد الفتوى) وهو باب شر عظيم جداً ما فُتح في دولة إلا قوضت أركانها ..
وإذاً: فلا يجوز الحكم على مقالة الشيخ بالخطأ من جهة أن فتوى اللجنة ملزم للحاكم وله أن يُجريها على الناس فلا يُفتي أحد بخلافها .. لأن الأولى غير صحيحة والثانية لم يفعلها الحاكم سوى مرة واحدة فلم نحاول تصويرها كآلية لكل فتوى تفتيها اللجنة للحاكم؛ رغم أن الحاكم لم يُجرها كآلية أصلاً ..
وبالتالي: فكون اجتهاد اللجنة غير ملزم لا للحاكم ولا غيره وحتى إذا جعله هو ملزماً لا وللناس = فلا يجوز له ذلك (إلا في حدود ضيقة بيناها .. وأنه يجوز للحاكم أن يأخذ برأي مجتهدين معتبرين خارج اللجنة = هذا الكلام في الجملة من مواضع إصابة الشيخ حاتم. بل هو (عندي) موضع لا ينبغي أن يُنازع فيه سلفي .. وإلا رددناها على أعقابها مملوكية عثمانية مذهبية إقصائية خربة نتننة ..
أما مواضع خطأه فقد بينتها في ردي .. وأهمها: أن اللجنة وعلمائها لم يمنعوا أحداً من إبداء رأيه (غالباً) يعني يا أبا الفداء: كلامك هو أعظم معين للشيخ حاتم؛لأنه سيقول،انظروا: ما حذرت منه ليس متوهماً بل هو واقع ويدور في أذهان بعض طلبة العلم. فنحن نجعل من مواضع خطأ الشيخ أنه ظن سوءاً باللجنة وأنت تأتي لهذا الظن السيء فتجعله مشروعاً للجنة ..
عموماً سأتوقف هنا فقد قلت ما عندي في هذا الباب ..
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 07:22]ـ
سامحك الله .. هنا يظهر إلزامك لي بما لم أقل به، إذ تقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو نفس الباب الذي يحاول فتحه دعاة (توحيد الفتوى) وهو باب شر عظيم جداً ما فُتح في دولة إلا قوضت أركانها .. فهل دعوتُ أنا إلى "توحيد الفتوى"؟ وهل هذا هو لازم حرص ولي الأمر العامي على تقليد أعلم العلماء عنده، وجمعهم في هيئة رسمية بوصفهم "كبار العلماء"؟؟ من الذي قال هذا؟
فلا يجوز الحكم على مقالة الشيخ بالخطأ من جهة أن فتوى اللجنة ملزم للحاكم وله أن يُجريها على الناس فلا يُفتي أحد بخلافهاوهذا أيضا إطلاق لم أقل به، وقد قيدت الأمر بقيود المصلحة الشرعية العامة.
فالعالم الذي يسأله المستفتي سؤالا كهذا: "ما حكم ما فعلته الدولة في كذا وكذا؟ " ويجيبه المفتي (أصاب في ذلك أم أخطأ) وهو يعلم أن جوابه فتنة، فهل من فقه السنة أن يجيب هذا السائل، أم أن يأمره بالاشتغال بما ينفعه ولا يسأل في أمور لا ينبني عليها عمل عنده، وتأتي دراستها في فقه السياسة الشرعية (مثلا)؟ وإن أفتى الرجل وهمَّ بنشر تلك الفتيا في الناس، فهل لولي الأمر أن يمنع نشرها لرجحان المفسدة عنده بذلك؟ نعم له ذلك! ولا يقال هذا حجر على الفتيا، كما لا يقال عند منعه نشر كتاب يثير الفتنة = هذا حجر على "الفكر"! فتأمل بارك الله فيك.
فلم نحاول تصويرها كآلية لكل فتوى تفتيها اللجنة للحاكم؛ رغم أن الحاكم لم يُجرها كآلية أصلاًليس هذا إلا بالنظر إلى الصفة الاعتبارية لتلك اللجنة عنده، واستصداره الفتيا منها بوصفها تجمع "كبار العلماء" في نظره.
فلا يجوز له ذلك (إلا في حدود ضيقة بيناهاصحيح .. وهذه الحدود هي ما نتناقش الآن فيه، وإلا فهذا الأصل لا أخالفك فيه! أتفق معك على فساد قول من يقول بأن العامي (حاكما كان أو محكوما) يلزمه الأخذ بفتيا من يفتيه (ممن هو من أهل الذكر عنده) في جميع الأحوال، وأيما كان حال ذلك العامي!
وأنه يجوز للحاكم أن يأخذ برأي مجتهدين معتبرين خارج اللجنة صحيح أيضا، ولكن يبقى السؤال: لماذا استعمل هذه اللجنة للفتيا ووصفها "بكبار العلماء" ولماذا لا يجمع فيها أولئك الذين يراهم أكثر أهلية من أعضائها للفتيا في نوازل بعينها، وأولى بأن يقلد فتواهم فيها؟ وإلا فما صفتها عنده أصلا؟ هل المطلوب من ولي الأمر أن يلغيها حتى لا يتقيد "الإصلاح" عنده بما تفتيه به؟؟؟
وإلا رددناها على أعقابها مملوكية عثمانية مذهبية إقصائية خربة نتننة ..
سامحك الله يا أبا فهر، أفسدت رائحة الموضوع (ابتسامة)
نعوذ بالله من الخراب والنتن.
فنحن نجعل من مواضع خطأ الشيخ أنه ظن سوءاً باللجنة وأنت تأتي لهذا الظن السيء فتجعله مشروعاً للجنةليس كذلك والله، فأنا لم أقل بأن اللجنة تقصي مخالفيها (كما يدعي الشيخ)، فأعد تأمل ما كتبتُه بروية بارك الله فيك. غاية قولي أنه ينبغي أن يتنبه العلماء من خارج اللجنة إلى الفتنة والمفسدة التي يجلبها مثل هذا الطعن فيها في هذه الأحوال التي نحن فيها، على الراعي كما على الرعية، والله المستعان.
دعنا ننظر في المسائل التي أعلن الشيخ أن تلك اللجنة ما عادت فتاواها تصلح لزماننا فيها .. فمنها ما أجمله بقوله (قضايا المرأة)! فعندما تفتي اللجنة ولي الأمر بأنه ليس له التوقيع على اتفاقية كذا - مثلا - التي تتعلق بشؤون المرأة وتطالب بها إحدى هيئات الأمم المتحدة (مثلا) واحتاج ولي الأمر لعرض سائر ملابسات الأمر وتفاصيل الوثيقة وسائر ما يتعلق بها من أحوال سياسية وما إلى ذلك، على أكابر أهل العلم في نظره حتى يفتوه فيها، فرجع إلى تلك الهيئة التي هي عنده تحمل تلك الصفة وعرض عليها الأمر فأفتته، فهل يصح لعالم من خارج تلك اللجنة والحال كذلك أن يشغب على هذه الفتيا في الإعلام ونحوه، يقول هذه اللجنة لم تعد تفهم الواقع ولم تعد تصلح، ولا يلزم ولي الأمر الأخذ بكلامها؟؟ وإذا سأله الناس في ذلك قال "الإصلاح ليس مقصورا عليها"؟؟ عن أي إصلاح يتكلم؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل ملابسات مسألة المسعى تجد الشيء نفسه .. لا إشكال في أن تخالف باجتهادك من قدمهم ولي الأمر ليفتوه في أمره، ولكن كيف تكون صيغة المخالفة، هل يصح جعلها في فتيا تنشر للناس؟ وما ضوابط التصريح بتلك المخالفة، وأين مراعاة الفتنة، وإلى من تتوجه أنت بهذه المخالفة ومن تخاطب بها، وما ميزانك للمصالح والمفاسد فيها، وما تقديرك لواجب ولي الأمر في تلك المسألة تحديدا .. كل هذه ضوابط علمية لا يغفلها المجتهد وإلا أفسد من حيث يريد الإصلاح!!!
وتأمل كمثال فتيا الشيخ حاتم بشأن الدعوة الوهابية .. هل هذا مقامها وهل بمثل هذا يكون خطاب المخالفة، حتى وإن كان فيها مصيبا؟؟؟ لو أني أملك سلطانا في البلاد لمنعت نشرها لما يترتب على نشرها من مفاسد قد رأيناها بالفعل! فهل أكون بذلك من أهل الحجر على اجتهادات المخالفين أو هل أكون موافقا للذين يطالبون بتوحيد الفتوى؟؟؟
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 11:12]ـ
جواب الشيح/ حاتم على سائل في "الفيس بوك" أورد عليه ردا من الدكتور محمد التركي
شيخنا الفاضل يشكر لكم سعة صدركم وتقبلكم الكريم للنقد الهادف ومحاولة الاستفادة منه ..
ويشكر لكم أيضاً هذا التواصل والحوار والتوضيح ... أنقل لكم رداً لأحد المحبين .. أتمنى الاطلاع عليه، والإجابة على التساؤل الأهم الذي في آخر الرد.
ولكم جزيل الشكر، ومن الله عظيم الأجر
أحب أن أعلق على مقال فضيلة الشيخ الدكتور / حاتم الشريف العوني، والذي عنونه بـ (سنصدع بالحق)، وسيكون ذلك على شكل نقاط. والحقيقة ما كنت لأرد على فضيلته لولا أنه توقع الرد والنقد؛ وكذلك لأنه نقد منهجاً لبعض العلماء ففتح للآخرين أن ينتقدوا ما لا يرونه في منهجه.
الأولى: ذكر في معظم مقاله ما يوحي بعظمة الأنا عنده، وأنا والله أنزهه عن هذه كونه من العلماء الأفذاذ الذين يُرجى لهم قبول واسع بين شرائح المجتمع. إلا أن مثل هذه اللغة لا يستسيغها قارئ عادي فضلاً عن مخالف أو محايد؛ ولذا كان الأجدر به أن يتكلم متحدثاً بالأصالة عن نفسه بلا نيابة عن غيره؛ لأنه _ لو فرضنا وجود مجموعة معه يؤيدونه في توجهه _ لما ساغ أن يكتب اسمه فحسب، ولكان الأولى به أن يكون هذا المقال بياناً يوقع عليه مجموعة من العلماء الذين يرون رأيه ويتوجهون توجهه الجديد؛ كما هو معمول به في كثير من البيانات التي لا يصدر من هيئة كبار العلماء في بعض الأمور بيان ولا فتوى فيقوم علماء بإصدار بيان بذلك.
الثانية: ذكر فضيلته _ وفقه الله _ أن الإصلاح الديني ليس حِكراً على أحد وليس منوطاً بهيئة كبار العلماء التي ربما يفوق هذا الإصلاح قدراتها أو لا ترغب به حالياً!، وقرر هو أن يقوم بهذا الإصلاح مع مجموعة من مؤيديه بعد تردد طويل وتأخُّرٍ ندم عليه!. وأقول له: هل ترى أن الإصلاح الديني والأمور المجتمعية يستطيع أو يَحسُن أن يقوم بها أفراد أو مجموعات صغيرة؟ أم لا بد من أن يقوم بهذا الأمر من يملك الزمام وعنده القدرة السياسية والشرعية للقيام بذلك ولو تأخر؟! ثم ألا تعتقد أن ما تحدثت عنه من عمل المرأة وموضوع سد الذرائع وغيرها هو مختص بالسياسة الشرعية التي لها أهلها الذين يملكون حلها وعقدها؟! إذا كان ذلك كذلك فلا أقل من أن تقوم بإبداء النصح لهم وإعطائهم المشورة، فإن هم قبلوا فالحمد لله، وإن لم يقبلوا _ كحالك معهم _ صار الأولى أن تمارس ذلك بنفسك وتفتي به من ترى حتى لو تعرضت لمضايقات وضغوطات كما وصفت، لا أن تصرّح بأنك ستفعل ذلك وستقوم بذاك!. صاحبك الذي تعمل بجواره (سلمان العودة) ينهج أقوى من النهج الذي (سوف) تبدأ به وتعرّض لما لم تتعرض له ووجد أتباعاً كثيرون وألفى قبولاً واسعاً مع شدة المعارضين وقوة الواشين، ولكن لا يزال مشروعه مقبولاً؛ لأنه لم يقل (سوف) و (سـ) بل بدأ وأثمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فضيلة الشيخ: مقالك لغته يَفهَم منها أي واحد أنك ستبدأ المواجهة؛ وذلك حينما ذكرتَ في مقدمته خلفيات ومبررات مشروعك؛ مما يثير عدم الاطمئنان والتردد والارتباك وعدم الفاعلية، لماذا؟ لأنهم يرونك تهاجم هيئة كبار العلماء وتعارضها وتصرّح بذلك علانية، وهذا لا يخفى على مثلك أمر مهول ودونه مشكلة ومعضلة؛ حيث المجتمع بأسره سيقف بوجهك وسيتوجس منك على الأقل لقيمة الهيئة عندهم ولو سَدّتْ عليهم الذرائع ولو فعلتْ ما فلعتْ! التصريح بالمخالفة أو بأنك ستخالفهم أمر غير سائغ وعلامة على فشل المشروع؛ لأن غيرك خالفهم صراحة ولم يتعرض لانتقادات ومنهم من هو في هيئة كبار العلماء وكثير خارجها، ولم يقل أحد عنهم شيئاً، والأمثلة كثيرة على ذلك؛ واختلاف الآراء الفقهية واضح بين كثير من العلماء داخل الهيئة وخارجها (القصر في السفر، طلاق الغضبان، الرمي قبل الزوال، الحجاب، النقاب، السفر بلا محرم ... إلخ).
الثالثة: لو أنك لم تُدرج في مقالك موضوع الإمام محمد بن عبدالوهاب لكان أقوى وأبلغ، أما وقد وضعت ذلك وكتبته فإنك تعلم حساسية هذا الأمر، وكان الأجدر بفضيلتكم حفظ هذا الموضوع حتى يكون هناك انفتاح شعبي كبير عليه؛ لأنه لا داعي ولا مسوّغ لذكره أبداً، وليس يصب في شأن الإصلاح الديني أبداً، ولا أعتقد أنه سيقف في وجه الإصلاح الديني. وأكرر ما قلته سابقاً بأن اللغة ربما تحول دون القبول؛ فالناس كلهم عن بكرة أبيهم يقدسون ذاك الرجل مع علمهم بأنه بشر يخطئ لكنهم لا يقبلون أن يتحدث شيخ بمعرِض الافتخار والتمثيل قائلاً: (نشرتُ فتوى صريحة أقيِّمُ فيها دعوةَ الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله))!
الرابعة: فضيلة ُالصدع بالحق أمام الحاكم لم نرَ مثالاً لها طيلة حياة شهرتك، وأما فضيلة الصدع أمام هيئة كبار العلماء فقد رأينا لها أمثلة كثيرة ولعل هذا لن يكون آخرها!، فهل لمكانتكم الوظيفية دخل بذلك؟! أم أنه حصل شيء منه لكنه تمّ سراً ولم يُفصح عنه اتباعاً لمنهج السلف؟!
أسأل الله أن ينفعنا بما علّمنا وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأن يجمع قلوبنا على الحق، وأن يوحد صفنا، ويجعل كلامنا في رضاه، وأن يصلح الراعي والرعية.
محمد التركي ـ بريدة
والجواب
أنا أتمنى منك أو من الدكتور محمد التركي أن تخبراني (ولو سرا): ما هي الطريقة التي ترون أنها ستحقق الإصلاح من الصدع بالحق أمام الدولة , لكي أقوم بها؟
(وهذا السؤال هو من جنس سؤاله , ولا أرتضي أسلوبه , ولكنه سؤال على سؤال! وإلا فالجواب المنصف هو أن أقول):
عليك أن لا تقودك التصورات الخاطئة إلى أن تنسى حقيقة ثابتة , وهي: أن الصدع بالحق ليس هو المقصود بحد ذاته؛ لأن الصدع وسيلة وليس غاية , وإنما المقصود هو تحقيق الإصلاح. وهذا هو الذي كنت قد مارسته مع هيئة كبار العلماء , فالغرض الإصلاح؛ وإلا فإن ما يمكن الصدع به في نقدها أكثر من هذا المقال المختصر. لكن لما كان الغرض هو الإعلان عن رفض بعض الأخطاء المنهجية لديهم , التي عوّقت الإصلاح؛ لأن هذا الإعلان بحد ذاته هو بوابة المشروع الإصلاحي = فقد اكتفيت بهذا النقد. ولم يكن الغرض التشهير ولا الإسقاط؛ إلا عن منزلة العصمة , التي كانت تجعل كل اجتهاد خارج من غير الهيئة اجتهادا مرفوضا ولا يمثل حلا إسلاميا.
ومع ذلك: فنقد الحكومة وبيان أخطائها وأخطاء أجهزتها , بغرض التصحيح , فهذا ما لأجله وضعتني الدولة في مجلس الشورى , وأنا أمارسه. وتنشر الصحف بعضه , من حين لآخر. لكن لأن الحكومة غير مقدسة , ولا يغضب لعدم وصفها بالتقديس أحد , لا يُنتبه لذلك. أما هيئة كبار العلماء , فلا يجوز أن نصرح بنقدها؛ لأنها فوق النقد.
فالذي مارسته مع الهيئة , هو ما مارسته مع الدولة: وهو النقد الذي يُصلح ولا يفسد , والسعي في الإصلاح الممكن , وترك الإصلاح الذي لا يمكن , إلى أن يصبح ممكنا (بإذن الله). ولست ثائرا بلا مشروع إصلاحي ممكن , كما يريد بعض الثائرين بينهم وبين أنفسهم فقط من الجبناء الذين لا مشروع لهم؛ إلا مشروعا يعجزون عن التصريح به فضلا عن السعي إلى تحقيقه , كما أنني لست ثائرا غرضه الثورة فقط باسم الصدع بالحق لكي يُفسد ويثير الفتن.
ولو افترضنا أني عجزت عن الصدع بالحق أمام الدولة للإصلاح , لكني كنت قادرا على الإصلاح بالصدع أمام الهيئة , على ما سينالني جراءه من أذى وعداوة واتهامات باطلة (كما وقعت بواكيره حتى الآن): فهل ستكون الحكمة في ترك الإصلاحَين.
وأذكّرك بأن هذا المنهج هو نفسه الذي تقوم هيئة كبار العلماء , من النصيحة لولي الأمر (على منهج السلف) , ومن السعي للإصلاح الذي تقدر عليه , وترك ما لا تقدر عليه من الصدع بالحق الذي تريده مني ومنها. وهذا من الصواب الكثير الذي لدى الهيئة؛ لأنه الحكمة والعقل؛ لأن الذي تَرَكَ ما يقدر عليه إلى ما لا يقدر عليه: فقد ترك كل شي , وفشل في أداء كل شي.
وأذكّرك أيضا بأن وجود ذلك الجمهور الواسع من المتدينين الذي لن يفهم موقفي (وأنت والدكتور حتى الآن منهم) , والذين أشار الدكتور إليهم أيضا , يجعل في الصدع بالحق أمام الهيئة أيضا أمرا صعبا جدا , يجبن عنه كثير من المصلحين. قد يكون أصعب من الصدع أمام الحاكم؛ فلأن يُسجن المرء أو يُؤذى في جسده في بعض الأحيان أحب له من يُؤذى في اتهامه في ديانته , ومن أن يكون مؤذوه من أهل الدين المتأولين. ومع ذلك فما قررت هذا الموقف الذي يجبن دونه كثيرون , إلا لظني أن العاقبة ستكون لمن أراد الإصلاح , وما توفيقي إلا بالله , عليه توكلت وإليه أنيب.
وأرجو أخيرا: أن تعيد قراءة مقالي والأجوبة للعديد من الحوارات التي دارت حوله , لتجد فيها الجواب عن كل ما لم يتضح لك ولا للدكتور وفقكما الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 11:24]ـ
صحيح أيضا، ولكن يبقى السؤال: لماذا استعمل هذه اللجنة للفتيا ووصفها "بكبار العلماء" ولماذا لا يجمع فيها أولئك الذين يراهم أكثر أهلية من أعضائها للفتيا في نوازل بعينها، وأولى بأن يقلد فتواهم فيها؟ وإلا فما صفتها عنده أصلا؟ هل المطلوب من ولي الأمر أن يلغيها حتى لا يتقيد "الإصلاح" عنده بما تفتيه به؟؟؟
هناك علماء يعرض عليهم أن يكونوا أعضاء من هيئة كبار العلماء أو اللجنة الدائمة فيرفضون، وقد بلغني أن الشيخ ابن باز عرض على الشيخ العباد ثلاث مرات ذلك وكان يرفض ومنهم الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم، وغيرهم من أهل العلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 12:45]ـ
هناك علماء يعرض عليهم أن يكونوا أعضاء من هيئة كبار العلماء أو اللجنة الدائمة فيرفضون، وقد بلغني أن الشيخ ابن باز عرض على الشيخ العباد ثلاث مرات ذلك وكان يرفض ومنهم الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم، وغيرهم من أهل العلم.
بارك الله فيك، إن صح هذا عن الشيخ ابن باز، فهو آية على دقة نظره وحرصه على النصح للمسلمين رحمه الله، فاجتماع هؤلاء الأكابر - الذين يجلُّهم ويعظمهم الراعي والرعية على السواء - تحت تلك المظلة الرسمية الواحدة لإفتاء ولي الأمر فيما يعرضه عليهم من النوازل ونحوها = هذا أجمع لأمر البلاد وأرجى لانتفاع الرعاة فيها بعلمائها، وهو أدفع للفتن في زمان فوضى الإعلام والنشر وبث الأفكار والمعتقدات الذي صار بلاؤنا اليوم به كما لم يكن في تاريخ الأمة من قبل، والله المستعان.
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 01:10]ـ
وقفة مع معضلة " الأنا " في مقال الشيخ الشريف حاتم .. وفقه الله:
قرأت المقال، فلم أرَ ما رآه الإخوة من هذه " الأنا " التي يتحدثون عنها، فأساليب الناس في الخطاب تختلف، وقد يبدو رجلاً في موقف " متواضعاً "، فيقول له خصومه: إنه زهد الثعالب، وقد يبدي الإنسان قوة في رأيه ووثوقية فيه، فيقول له خصومه: غرور وكبر، وقد يذكر الإنسان لنفسه مواقفاً تدلل على صحة فكرته فيقال له: تضخمت ذاته وعظمت!
إنها ليست مشكلة " علمية ثقافية "، بل هي مشكلة " أخلاقية سلوكية "، لأن الذين يركزون على هذا الأمر يقولونه في سياق خلاف لا في سياق موافقة، ومعنى ذلك هو " تضعيف فكرة الخصم بالضرب على الوتر الأخلاقي "، والعجيب أن لا فائدة في هذا الكلام إلا تصعيداً للخلاف، وضرباً للقائل من تحت الحزام، وهذا لا شك ينبي عن مشكلة " أخلاقية " تحتاج إلى طريقتنا في إدراة الخصام والخلاف في مسائلنا الفكرية والعلمية ..
وهب أن بعض المتكلمين يعاني من هذه المشكلة، أوليس ثلاثة أرباع الأخلاف في التغافل، وهل يليق بالإنسان أن يصرح بكل ما تختلج به نفسه تجاه الآخرين من سلوك أو طريقة لا يرونها مناسبة؟ أن الفرق بين " الصراحة " و " البجاحة " شعرة رقيقة لا يدركها الكثير، فهو يقول كل ما يخطر بباله حتى لو لم يكن ثمة فائدة إلا إيغار الصدور والحط من المقابل والنكاية به بسبب رأي نخالفه، أو قول لم يرق لنا.
وقفة مع " الموقف من العلماء بين التنظير والتطبيق ":
نسقط دائما في " التطبيق " ونبدع في " التنظير " في مسائل كثيرة، ومن ضمنها " الموقف من العلماء "، فإن المقرر في الفكر السلفي ومقرراته أن العلماء لا يقدسون، ولا يقدمون على النص، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا صح الحديث فهو مذهبي، وغيرها مما تواطئت عليه نصوص السلف والخلف من علماء أهل السنة، ولو جلس أي طالب علم سلفي مبتدئ في أي مجلس أو منبر لأصل هذا بأوضح عبارة، وأسهل إشارة، ولعله يبتدئ بقول الله تعالى: (إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)، وأتى بحديث عدي بن حاتم رضي الله عنه، وقول أبي العالية رحمه الله في شناعة أن يقول أحد: (هؤلاء علماؤنا فما كانوا عليه كنا عليه)، وهذا هو معنى اتخاذهم أحباراً ورهباناً من دون الله، ثم إذا أراد الإنسان أن يطبق هذا المعنى عملياً انقلب الجميع على تنظيراتهم، ووقعوا فيما يحذرون منه، حتى لو كان القائل يقدم مجموعة من المدائح للعلماء، فما سبب هذا الفصام النكد بين التنظير والتطبيق؟
إن هذا الانفصام بين التنظير والتطبيق ليس في هذه القضية فقط، بل في قضايا كثيرة، مثل قضية " الإنكار في مسائل الخلاف "، فالتنظير فيها يطرب القارئ، ويسعد النفس، ثم إذا الشخص ينقلب على كل هذا حين يرى خلافا له في مسألة ليست من مسائل الأصول الكبرى، ولا من محطات الإجماع القطعية، فيفاصل الخصوم مفاصلة الكافرين، ويسقط هيبتهم، ويسف في الكلام معهم، وكأن التنظير في المسألة لم يمر في خلده، وهذا يدل على أن تطبيق ما يقرره الإنسان في مسائل الشرع نظرياً يحتاج شجاعة وجرأة مثل جرأة اختيار القول إذا ثبت له صحته وقربه من الدليل ..
هذه دعوة للتفكر. وخاطرة في الحدث ...
شكر الله للجميع!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 01:43]ـ
وقفة مع معضلة " الأنا " في مقال الشيخ الشريف حاتم .. وفقه الله:
قرأت المقال، فلم أرَ ما رآه الإخوة من هذه " الأنا " التي يتحدثون عنها، فأساليب الناس في الخطاب تختلف، وقد يبدو رجلاً في موقف " متواضعاً "، فيقول له خصومه: إنه زهد الثعالب، وقد يبدي الإنسان قوة في رأيه ووثوقية فيه، فيقول له خصومه: غرور وكبر، وقد يذكر الإنسان لنفسه مواقفاً تدلل على صحة فكرته فيقال له: تضخمت ذاته وعظمت!
إنها ليست مشكلة " علمية ثقافية "، بل هي مشكلة " أخلاقية سلوكية "، لأن الذين يركزون على هذا الأمر يقولونه في سياق خلاف لا في سياق موافقة، ومعنى ذلك هو " تضعيف فكرة الخصم بالضرب على الوتر الأخلاقي "، والعجيب أن لا فائدة في هذا الكلام إلا تصعيداً للخلاف، وضرباً للقائل من تحت الحزام، وهذا لا شك ينبي عن مشكلة " أخلاقية " تحتاج إلى طريقتنا في إدراة الخصام والخلاف في مسائلنا الفكرية والعلمية ..
وهب أن بعض المتكلمين يعاني من هذه المشكلة، أوليس ثلاثة أرباع الأخلاف في التغافل، وهل يليق بالإنسان أن يصرح بكل ما تختلج به نفسه تجاه الآخرين من سلوك أو طريقة لا يرونها مناسبة؟ أن الفرق بين " الصراحة " و " البجاحة " شعرة رقيقة لا يدركها الكثير، فهو يقول كل ما يخطر بباله حتى لو لم يكن ثمة فائدة إلا إيغار الصدور والحط من المقابل والنكاية به بسبب رأي نخالفه، أو قول لم يرق لنا.
وقفة مع " الموقف من العلماء بين التنظير والتطبيق ":
نسقط دائما في " التطبيق " ونبدع في " التنظير " في مسائل كثيرة، ومن ضمنها " الموقف من العلماء "، فإن المقرر في الفكر السلفي ومقرراته أن العلماء لا يقدسون، ولا يقدمون على النص، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا صح الحديث فهو مذهبي، وغيرها مما تواطئت عليه نصوص السلف والخلف من علماء أهل السنة، ولو جلس أي طالب علم سلفي مبتدئ في أي مجلس أو منبر لأصل هذا بأوضح عبارة، وأسهل إشارة، ولعله يبتدئ بقول الله تعالى: (إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)، وأتى بحديث عدي بن حاتم رضي الله عنه، وقول أبي العالية رحمه الله في شناعة أن يقول أحد: (هؤلاء علماؤنا فما كانوا عليه كنا عليه)، وهذا هو معنى اتخاذهم أحباراً ورهباناً من دون الله، ثم إذا أراد الإنسان أن يطبق هذا المعنى عملياً انقلب الجميع على تنظيراتهم، ووقعوا فيما يحذرون منه، حتى لو كان القائل يقدم مجموعة من المدائح للعلماء، فما سبب هذا الفصام النكد بين التنظير والتطبيق؟
إن هذا الانفصام بين التنظير والتطبيق ليس في هذه القضية فقط، بل في قضايا كثيرة، مثل قضية " الإنكار في مسائل الخلاف "، فالتنظير فيها يطرب القارئ، ويسعد النفس، ثم إذا الشخص ينقلب على كل هذا حين يرى خلافا له في مسألة ليست من مسائل الأصول الكبرى، ولا من محطات الإجماع القطعية، فيفاصل الخصوم مفاصلة الكافرين، ويسقط هيبتهم، ويسف في الكلام معهم، وكأن التنظير في المسألة لم يمر في خلده، وهذا يدل على أن تطبيق ما يقرره الإنسان في مسائل الشرع نظرياً يحتاج شجاعة وجرأة مثل جرأة اختيار القول إذا ثبت له صحته وقربه من الدليل ..
هذه دعوة للتفكر. وخاطرة في الحدث ...
شكر الله للجميع!
بارك الله فيك. عندما يكون المقام مقام رد علمي بين طلبة علم، فإن الإجمال المبهم المشتمل على تعريض بظهور سوء الخلق و"البجاحة" وما إلى ذلك في كلام بعضهم = ليس بالمسلك الحسن .. فليتك تتفضل مشكورا بتعيين المواضع التي وقع فيها هذا "الانفصام بين التنظير والتطبيق" على حد قولك، فضلا عما وقعت فيه "البجاحة"، وفي أي الردود تحديدا كان ذلك، حتى ينتبه إخوانك المشرفون إلى موضع الخلل فيعالجوه، وجزاكم الله خيرا.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 02:47]ـ
صاحب الرد رقم: 93
إن لغة الأنا واضحة لكل منصف في كلام حاتم الشريف وهذا باجماع من قرا حتى ممن لا شان لهم بما يدور في الساحة الدعوية، ولكن في بعض الأحيان يكون الشخص مبتلى بنفس الداء فلا يراه داءً لا في نفسه ولا في غيره، فصاحب العلة لا يراها في نفسه ولا في سواه ممن ابتلي بها.
انك تبرر وتقول: وقد يبدي الإنسان قوة في رأيه ووثوقية فيه، فيقول له خصومه: غرور وكبر، فبالله عليك قل لنا أين قوة الرأي والوثوقيه في خطاب الشريف؟؟
ومسألة التقديس تهمة ليبرالية!
هل قال أحد لا تخالفوا العلماء؟ .. لا تجتهدوا؟ .. لكن من الذي يخالف العلماء وكيف وفيم ومتى يصدع بخلافهم؟
القضية ليست في مسألة اجتهادية المجتهد فيها يدور بين الأجر والأجرين بل القضية والبلاء أن من يخالف ويُعلن خلافه لا يُعلم هل هو أهل للاجتهاد أم لا؟
والأمر الأهم أن ما يُخالف فيه ويُنظِّر له كحل إسلامي هو فتح باب فتنة حذر منها غير علمائنا كالشيخ الطنطاوي وغيره من الناصحين.
البلاء أن من يخالف ويدعي الصدع بالحق يتبنى القضايا نفسها التي يتبناها التغريبيون، فما تظن طلاب العلم فاعلين؟ هل تريدهم أن يباركوا هذا الصدع؟
والذي زاد الطين بلة أن التوقيت يجعل الشك يقينا في حقهم، فلم لم يصدعوا بالحق إلا عندما آل أمر العلماء إلى ما آل إليه؟
وأما الانكار في مسائل الخلاف ومحاولة التشنيع منك يقابلها الانتقاء المبني على الهوى واتباع الرخص!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 03:12]ـ
بارك الله فيك. عندما يكون المقام مقام رد علمي بين طلبة علم، فإن الإجمال المبهم المشتمل على تعريض بظهور سوء الخلق و"البجاحة" وما إلى ذلك في كلام بعضهم = ليس بالمسلك الحسن .. فليتك تتفضل مشكورا بتعيين المواضع التي وقع فيها هذا "الانفصام بين التنظير والتطبيق" على حد قولك، فضلا عما وقعت فيه "البجاحة"، وفي أي الردود تحديدا كان ذلك، حتى ينتبه إخوانك المشرفون إلى موضع الخلل فيعالجوه، وجزاكم الله خيرا.
بارك الله فيك ..
هي خاطرة من خلال متابعة الردود على الموضوع في كثير من المواقع، وفي مجموعة قاسم، وفي موقع الإسلام اليوم، وفي غيرها ..
ولك الشكر!
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 11:31]ـ
وقفة مع معضلة " الأنا " في مقال الشيخ الشريف حاتم .. وفقه الله:
قرأت المقال، فلم أرَ ما رآه الإخوة من هذه " الأنا " التي يتحدثون عنها، فأساليب الناس في الخطاب تختلف، وقد يبدو رجلاً في موقف " متواضعاً "، فيقول له خصومه: إنه زهد الثعالب، وقد يبدي الإنسان قوة في رأيه ووثوقية فيه، فيقول له خصومه: غرور وكبر، وقد يذكر الإنسان لنفسه مواقفاً تدلل على صحة فكرته فيقال له: تضخمت ذاته وعظمت!
مدح النفس يسوغ بشرطه ..
قال الامام ابن عبد البرـ رحمه الله ـ:
ومن أدب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه، وترك الفخر بما يحسنه إلا أن يضطر إلى ذلك كما اضطر يوسف عليه السلام حين قال: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}؛ وذلك أنه لم يكن بحضرته من يعرف حقه فيثني عليه بما هو فيه ويعطيه بقسطه، ورأى هو أن ذلك المقعد لا يقعده غيره من أهل وقته إلا قصر عما يجب لله عز وجل من القيام به من حقوقه، فلم يسعه إلا السعي في ظهور الحق بما أمكنه، فإذا كان ذلك فجائز للعالم حينئذٍ الثناء على نفسه، والتنبيه على موضعه، فيكون حينئذٍ تحدث بنعمة ربه عنده على وجه الشكر لها.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث صدقات النبي? حين تنازع فيه العباس وعلي: ((والله لقد كنت فيها بارًا تابعًا للحق، صادقًا)) ولم يكن ذلك تزكية لنفسه رضي الله عنه. وأفضح ما يكون للمرء دعواه بما لا يقوم به، وقد عاب العلماء ذلك قديمًا وحديثًا. (جامع بيان العلم 1/ 576)
& بهذا يتضح أن للمسألة أصل في الشرع، وعليه لا يصح ألبتة القول بالحرمة وعدم الجواز مطلقا لمدح النفس، بل إن ذلك متوقف على تحقيق المصلحة ودرء المفسدة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
أنا أعلم أن أقواما كذبوا علي وقالوا للسلطان أشياء وتكلمت بكلام احتجت إليه؛ مثل أن قلت: من قام بالإسلام أوقات الحاجة غيري؟
ومن الذي أوضح دلائله وبينه؟ وجاهد أعداءه وأقامه لما مال؟ حين تخلى عنه كل أحد؛ ولا أحد ينطق بحجته ولا أحد يجاهد عنه وقمت مظهرًا لحجته مجاهدًا عنه مرغبًا فيه؟ (الفتاوى 3/ 163)
هذه النقولات عن العلماء تبين أن العالم إذا احتاج إلى مدح نفسه، أو كتابه، أو معلومة أتى بها، أو مسألة ما حقق القول فيها = يجوز له ذلك بشرطه، وهو أن يكون صادقا فيما يقول، مُحقًا فيما ادعاه من التجديد وغيره، وحتى يقبل كلام هذا العالم ينبغي ألا يُشم منه رائحة الإطراء الزائد لنفسه عن حد المعقول، لأن ذلك مما تمجُّه الأسماع، وتنفر منه الطباع، ولا ترضى به العقول، وقد يسبب رد الحق من ضعاف النفوس، فيجعلون ذلك سبيلا للتصنيف والتجريح لصاحب ذاك القول، ويتفننون في إصدار الأحكام عليه مثل قولهم: معجب بنفسه .. لايقدر العلماء .. فيه غرور .. هل قيل لا بن تيمية أنت معجب بنفسك؟!!
وهل كان ابن القيم حين أثنى على كتابه لم يؤلف أحد من المتقدمين مثل هذا الكتاب مغرورا؟
إذا رد العالم قول عالم آخر ببراهين واضحة وأدلة بيّنة، فإن هذا لا يعني الحط من قدره لا من قريب ولا من بعيد، لأن الحق أحق أن يتبع، ولا يُتسارع في الرد على هذا العالم، لأنه فلان، أو علان قبل النظر في الأدلة والبراهين القائمة بهذا القول الذي أتى به، لأن الدليل والبرهان هو المعيار الصحيح في رد الأقوال من عدمه، قال الله تعالى: {قل هاتوا برها نكم إن كنتم صادقين}
(يُتْبَعُ)
(/)
& وقد يثني الإنسان على نفسه أحيانا من باب التحدث بنعمة الله، كما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه حين قال: (ولقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحداً أعلم مني لرحلت إليه).
وقال ابن حجر في فتح الباري (11/ 291) في شرحه لقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله …): (قال ابن الجوزي: إن قيل كيف ساغ لسعد أن يمدح نفسه ومن شأن المؤمن ترك ذلك لثبوت النهي عنه؟ فالجواب أن ذلك ساغ له لما عيره الجهال بأنه لا يحسن الصلاة! فاضطر إلى ذكر فضله. والمدحة إذا خلت عن البغي والاستطالة، وكان مقصود قائلها إظهار الحق وشكر نعمة الله لم يكره، كما لو قال القائل: إني لحافظ لكتاب الله، عالم بتفسيره، وبالفقه في الدين، قاصداً إظهار الشكر، أو تعريف ما عنده ليستفاد، ولو لم يقل ذلك لم يعلم حاله.
ولهذا قال علي: (سلوني عن كتاب الله)، وساق _ يعني ابن الجوزي _ في ذلك أخباراً وآثاراً عن الصحابة والتابعين تؤيد ذلك.
& وقد يمدح نفسه بسبب أنه كتب مسألة وفيها بيانٌ لخطأ من أخطأ فيها من أهل العلم قبله، وأراد بذلك أن يبين مدى ثقته بما حرره وأصله.
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ وهو يُثني على أحد كتبه: "جلاء الأ فهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام" وهو كتاب فرد في معناه لم يسبق إلى مثله في كثرة فوائده وغزارتها، بينا فيه الأحاديث الواردة في الصلاة والسلام عليه، وصحيحها من حسنها، ومعلولها وبينا ما في معلولها من العلل بيانًا شافيًا، ثم أسرار هذا الدعاء وشرفه وما اشتمل عليه من الحكم والفوائد، ثم مواطن الصلاة ومحالها، ثم الكلام في مقدار الواجب منها، واختلاف أهل العلم فيه، وترجيح الراجح، وتزييف المزيف، ومخبر الكتاب فوق وصفه (زاد المعاد1/ 85)
وقال ابن رجب - رحمه الله - في "الفرق بين النصيحة والتعيير" (33): (وأما بيان خطأِ من أخطأ من العلماء قبله، إذا تأدب في الخطاب، وأحسن الرد والجواب، فلا حرج عليه، ولا لوم يتوجه إليه. وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه).
& وقد يُثني العالم على نفسه لمصلحة يراها هو ليس بالضرورة أن تظهر لي أو لك. وهذا وقع من ابن الجوزى كثيراً وخاصة في كتابين له ((صيد الخاطر)) و ((لفتة الكبد إلى نصيحة الولد)).
& نخلص مما سبق أن الضابط في مدح النفس الضرورة والحاجة، كأن لا يعرف مثلاً فيضطر بذكر محاسنه للناس حتى يعرف وهذا ما ذكره القرطبي رحمه الله في تفسيره عند قوله تعالى: {اجعلني على خزائن الأرض إن حفيظ عليم}
& في مثل هذا الموضوع لا بد من تعزيز مبدأ حسن الظن بالآخرين، وحمل كلامهم على الصواب مهما أمكن، فلا تعجل في الحكم على الناس، ولا تتشوف إلى تصنيف كل حديث، فالتريّث مبدأ الحكماء .. والتأني خلق العظماء .. فاصبروا فإن البر ليس بالإيضاع!
& أما تشهي الإنسان بذكر محاسنه في كل مجلس، ونشر فضائله في كل نادٍ، بلا مبرر ولا ثمت حاجة أو ضرورة؛ أمر مذموم عقلا وشرعا، وممجوج عرفا وطبعا.
فمن الناس من إذا تكلم عن العلم أوهم الناس بأنه حجة العصر، وإذا تحدث عن الشجاعة ظننته الهزبر، أو الكرم غرّك بقوله حتى حسبته حاتمي العصر. حديثه مختصر بين عندي .. ولي .. وقلت .. وكتبت .. وفعلت .. الخ
والشيخ/ حاتم .. ليس من هذا النوع .. حاشاه أن يكون كذلك .. بل فيه من التواضع والحلم ما لا يصدقه إلا من جالسه وعرفه ..
مع ما جمعه من شرف العلم والنسب .. ووفرة العقل .. وهكذا النبلاء في كل ملة ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 04:58]ـ
بارك الله فيك ..
هي خاطرة من خلال متابعة الردود على الموضوع في كثير من المواقع، وفي مجموعة قاسم، وفي موقع الإسلام اليوم، وفي غيرها ..
للاستزادة أنظر للرد أعلاه ..
ولك الشكر!
صرح برأيك، وحدد قوة الرأي والوثوقية في خطاب الشريف!
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 05:48]ـ
فاصدع بما تؤمر
(دروس من صدعه صلى الله عليه وسلم بالحق)
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أمر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر الجليل الثقيل: فقال تعالى ((فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين – إنا كفيناك المستهزئين)). فقام صلى الله عليه وسلم بهذا الواجب العظيم من واجبات الدعوة الرسالية , وهو (الصدع بالحق) , والذي يختلف عن مجرد (ذِكْرِ الحق) الذي قد يكون سرًّا. مما يبيّن أحد أهمّ الفروق بين (الصدع بالحق) و (ذكره).
كما أن كل من له أدنى ذائقةٍ عربيةٍ يعرف أن هناك فرقًا بين هذين أمرين , وهما: (ذكر الحق) , و (الصدع به). ولا يخفى أن الثاني هو الذي جاء في هذا الأمر الإلهي لنبيه صلى الله عليه وسلم.
ولكي أوضح الفرق اللغوي بين هذين التركيبين , فإني أقول: الصدع لغةً في الأمور المادية هو الشَّقُّ في الأجسام الصلبة (كصدع الزجاجة) , ولذلك فهو كذلك في الأمور المعنوية: فلا يُقال صَدَعَ إلا بمعنى شَقَّ الشيءَ الملتئمَ الصُّلْبَ. والملتئم: قد يكون ركاما من الأفكار المتوارثة التي يُسقط عنها التقادُمُ استحقاقَ المحاكمة البرهانية العقلية , حتى يأتي الصدع بالحق فيُسقط قدسية التقادم عنها , ويسمح للعقول بمحاكمتها. وقد يكون ذلك الملتئم مكوّناتٍ لتصورات مجتمعية أو مبادئ عقائديّة , كما مع مشركي العرب , فيأتي الصدع: صدمةً تدعو لتحريك العقول إلى مناقشة ذلك الركام ودراسة تلك المكونات.
وبهذا يتبيّن الفرق اللغوي بين (الصدع بالحق) و (ذكر الحق) , وأن الصدع لا يكون صدعا حتى يكون فيه من القوة ما يفرّقه عن مجرد الذِّكر , ويكون قادرا على إحداث تلك الصدمة التي تشق خندقا بين التفكير وأغشيةِ التقليد والإلْفِ والتسليم الأعمى.
ومن هنا: سوف نقف مع موقف نبوي من مواقف البطولة والشجاعة والثقة بالله تعالى , إنه موقف من مواقف الصدع بالحق المفصلية في تاريخ البشرية:
لقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم في قريش مُعْلِنًا على الصَّفَا , فَجَعَلَ يُنَادِي: يا بَنِي فِهْرٍ , يا بَنِي عَدِيٍّ , لِبُطُونِ قُرَيْشٍ؛ حتى اجْتَمَعُوا. فقال صلى الله عليه وسلم: ((أَرَأَيتَكم لو أَخْبَرتُكُم أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي , تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عليكم , أَكُنْتُم مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نعم , ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلا صِدْقًا. فقال صلى الله عليه وسلم: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بين يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ!! فقال أبو لَهَبٍ: تَبًّا لك سَائِرَ اليومِ! أَلِهذا جَمَعْتَنَا؟! فَنَزَلَتْ ((تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ - ما أَغْنَى عنه مَالُهُ وما كَسَبَ)).
لقد صدع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف بالحق , والذي تُؤخذ منه دروس عدة , سنحاول استنطاقَ بعضها من هذا الحَدَث الجليل:
الدرس الأول: أن الصدع بالحق لابد لكي يكون صدعا أن يجمع شروطا مهمة , وهي:
1 - أن يخلو من التطويل الذي يعارض كونه صدمة سريعة تؤدي مقصودها في إيقاظ سُبات التفكير في العقول.
2 - أن لا تضيّعه المجاملات التي تخفِّفُ صدمتَه المقصودةَ أصالةً , فلا يصح غالبًا في سياق هذه الصدمة المقصودة أن تتضمّن مثلا: القواسمَ المشتركة , أو تعديد المحاسن الحقيقية الموجودة فعلا لدى المقصودين بالصدمة؛ لأن ذكر ذلك لن يحقق تلك الصدمة المقصودة. هذا .. مع أن ذِكْرَ القواسم المشتركة وتلك المحاسن الموجودة سوف يظهر بعد ذلك في الخطاب الإصلاحي. كقوله صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك -: ((إنما بُعثت لأتمم المكارم)) , أي: أتمم المكارم الموجودة عند عرب الجاهلية وغيرهم.
3 - أن يكون صريحا ومباشرًا إلى آخر حدٍّ يحقق ذلك المقصود.
وعلى هذا: فانتقاد الصدع بالحق بأنه كان حماسيا أو قاسيا؛ لمجرد أنه التزم بشروط كونه صدعا , انتقادٌ خاطئ؛ لأن هذا الانتقاد لا يريد في الحقيقة صدعًا بالحق , وإنما يريد ذِكرًا للحق , وبين (الصدع بالحق) و (ذِكْرِ الحق) من العموم والخصوص والفرقِ ما بيّناه سابقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدرس الثاني: لقد قدّمَ صَدْعَه صلى الله عليه وسلم بتذكيرهم بصفته التي تقتضي قبول خبره , وهي أنه صادق أمين. فسألهم عما لو كان قد أخبرهم خبرا لا يُوجد في قرائن الأحوال ما يدل على صدقه؛ إلا مجرد إخباره , هل كانوا سيصدقونه؟ فقالوا: نعم؛ لأنهم كانوا يعترفون له بالصدق والأمانة. ليمهّد لهم بذلك قبولَ خبره الجديد , والذي لم يشاهدوا له شيئًا يدل على صدقه حتى الآن؛ إلا مجرد إخباره. فكان تذكيره صلى الله عليه وسلم بصدقه لا لغرض التفاخر , ولكن بغرض التذكير بموجبات قبول خبره. نعم .. هو جعلهم هم من يعترف له بذلك؛ لأنه لم يكن بعد قد جابههم بالخلاف , وإلا فإنهم بعد تصريحه بخلافهم جابهوه بالتكذيب والوصف بالجنون وكل أنواع النقائص التي يمكنهم وصفه بها؛ إلا قليلا منهم من غير أهل البهت والمكابرة.
الدرس الثالث: أن الصدع بالحق ليس هو خطة الإصلاح , ولا هو مشروعه الكامل , ولكنه بوّابةُ الإصلاح , وهو بيانه الافتتاحي القصير.
وأن الصدع بالحق ليس هو التغيير ذاته , لكنه دعوة للتغيير.
إنه يأتي على هيئة إعلان (إعلان فقط) عن حقبة جديدة , وليس هو الحقبة نفسها , لكنه عنوان من عناوينها العريضة , وقد يكون أكبر عناوينها. فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما صدع في هذه القصة بالحق , اكتفى بقوله: ((إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بين يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)) , ولم يوضح معالم خطته الإصلاحية في هذا الصدع , ولم يذكر بناءه الإصلاحي التي أمضى في إنشائه وإتمامه بعد ذلك الصدع ثلاثةً وعشرين عاما , هي سنوات البعثة المحمدية المباركة. بل لقد اكتفى صلى الله عليه وسلم بهذه الرسالة الصادعة: ((إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بين يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ))!!
الدرس الرابع: أن أسهل طريقة وأقدم خطة لمهاجمة الصدع بالحق: هي الاستخفاف به , ومحاولة الالتفاف على مقصوده في إثارة العقول للتفكير وفي دفعها دفعا إلى المناقشة والتمحيص , من خلال وصفها بأنها دعوة تافهة , ليست سوى فُقّاعاتِ إصلاحٍ خاوية.
ألا ترى كيف قابل أبو لهب صَدْعَ النبي صلى الله عليه وسلم بالحق بقوله: ((: تَبًّا لك سَائِرَ الْيَوْمِ! ألهذا جَمَعْتَنَا؟!)). فهو يقول: أجمعتَنا لمجرد أن تقول لنا: ((إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بين يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ))؟!! أين هي الخطة الإصلاحية؟! أين هي البراهين الدالة على صحة الدعوى؟! لماذا لم تحدثنا عن أمورنا المصيرية: تجاراتنا ورحلة الشتاء والصيف وأحلافنا مع القبائل وحروب الفرس والروم على حدود أراضينا وعن مشكلة الشرق الأوسط والأدنى والشمال والجنوب؟!! لماذا لم تذكر لنا كيف نواجه مشكلة المياه العالمية؟!! ... إنها قائمة طويلة من المشكلات , كان ينبغي على هذا المصلح (وهو قائد المصلحين صلى الله عليه وسلم) أن يُضمِّنها صدعَه بالحق من أول لحظة!! ولذلك فكان عليه أن يتلو علينا القرآن كاملا من أول يوم , وأن يفسره لنا بوحي السنة ساعة صدعه بالحق؛ لأن القرآن الكريم والسنة الشريفة هما المتضمّنان لخطته الإصلاحية التي عرفناها من خلال متابعتنا لسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم.
هذه هي الخطة اللهبية التي كاد بها أبو لهب الصدعَ النبوي بالحق!! وهذا الكيد لم يكن ليمرَّ دون دفاعٍ رباني. فلقد استحق أبو لهب بجدارةٍ كاملةٍ أن يُنزل الله تعالى جوابًا عليه , هي سورة كاملة , تصف جهوده وجهود زوجه في الصد عن الحق الذي صدع به النبي صلى الله عليه وسلم , فهنيئًا لأبي لهب دورَه البارز في محاربة الصدع النبوي بالحق , بتلك الحجة اللهبية التي استحق بها نارا ذات لهب!!
الدرس الخامس: أنه من النتائج المتوقعة من أي صدع بالحق: علو صوت المستهزئين , ولذلك قال تعالى ((فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين – إنا كفيناك المستهزئين)). فلن يصدع مصلحٌ بالحق إلا وتعالت عقبه مباشرة أصواتُ السخرية. فهي سنة من سنن الإصلاح , وتاريخ المصلحين الذي يكرر نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي بعض الأحيان تكون من علامات الصدق في الإصلاح علاماتٌ قد يظنها البعض دليلا على عدم الصدق , مثل ذلك السؤال الذي سأله هرقل لأبي سفيان , عندما سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((فَأَشْرَافُ الناس يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟)) , فردّ أبو سفيان , ولعله كان يظن جوابه سيكون ضد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم , قائلا: ((بَلْ ضُعَفَاؤُهُم)). غير أن المدقق سيعلم: أن السخرية هي الأسلوب الأمثل للهجوم على الصدع بالحق , من أجل إبطال مفعوله القوي في إيقاظ التفكير؛ لأن السخرية دعوة إلى تخدير العقول (دون تعقل) لتعود إلى سباتها الذي كانت فيه , والذي جاء الصدع بالحق ليوقظها منه , لكي تتحرك نحو النقد والتمحيص. إذن فليس هناك وسيلة لإعادة العقول إلى سجن التقليد والتبعية , وإلى جُبّ التقاليد والعادات , وإلى قيود الإلف والمسلّمات الموهومة؛ إلا أن نلغي التفكير في دعوة الصدع بالحق بالسخرية منها؛ وكأنها شيءٌ لا يستحقُّ التفكيرَ أصلا!!
الدرس السادس: لا يخفى على متأمل كم هو مقدار الأثر الكبير للإلف والقناعات القديمة الراسخة بالتقليد والتوارث والضغط المجتمعي على قدرة العقل في رؤية وإدراك الآراء والأفكار والحقائق التي تنقدها وتُبطلها , فضلا عن فهم هذه الآراء والأفكار والحقائق , فضلا عن مناقشتها ودراستها. إنه من الطبيعي إذن أن تكون أول ردّة فعل تجاه الصدع بالحق هي عدم الفهم , ومن الطبيعي أن تكون النتيجة الأولية للصدع بالحق ظاهرُها خسارةٌ كبيرة؛ لأن الناس لن يكونوا قادرين على استيعاب صدمته. فإذا قدّر الله تعالى لتلك الدعوة بالنجاح , فستبدأ في استقطاب العقول الأكثر قدرة على التحرّر , تدريجيا , حتى تستوي تلك الدعوة على سوقها وتؤتي ثمارها.
وهذا هو ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم في صدعه بالحق: فالغالبية العظمى لم يفهموا دعوته من أول يوم , وسخروا منها , وكان عمُّه أبو لهب أوّلَهم. فلم يكن عدمُ فهمهم دليلا على خطأ ذلك الصدع , ولا دليلا على خطأٍ في أسلوبه , ولا خطأٍ في توقيته؛ لأن سوء الفهم إحدى السُنن المتكرّرة للصدع بالحق , ولأن سوءَ الفهم نتيجةٌ متوقَّعَةٌ له , وينبغي أن يكون ذلك واضحا عند الصادع بالحق قبل قيامه بواجبه؛ وإلا فسوف يُصاب بصدمة كبيرة , تُفقده الثقة بنفسه وبقدرته على البلاغ.
هذه بعض دروس صَدْعِه صلى الله عليه وسلم بالحق , سوف يقتبس من حكمتها من أراد السير على طريق المصلحين على هدى وبصيرة.
9/ 11/1430
الشريف حاتم بن عارف العوني
ـ[العرب]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 06:51]ـ
إنه يأتي على هيئة إعلان (إعلان فقط) عن حقبة جديدة , وليس هو الحقبة نفسها , لكنه عنوان من عناوينها العريضة , وقد يكون أكبر عناوينها. فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما صدع في هذه القصة بالحق , اكتفى بقوله: ((إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بين يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)) , ولم يوضح معالم خطته الإصلاحية في هذا الصدع
يشبه الدكتور حاتم إعلانه بإعلان النبي صلى الله عليه وسلم ..
عجب لا ينقضي
ما أشد الفرق بين من صدع في مواجهة علماء على قضية عباية الكتف وسفور، في زمن تحتدم المعركة مع المنافقين حول ثوابت وبين من يصدع في وجه الوثنية
القرآن والسنة تارة يكون مضلة في تمادي الانسان في الهوى
حمى الله الشيخ حاتم من ذلك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 07:53]ـ
أخي الكريم: أباحاتم الأنصاري ..
هي " زلة " من الشيخ حاتم - هداه الله -، تستوجب الطي، ونُصح محبيه قبل شانئيه .. لعله يفيئ .. لا أن يُعان، ولو بنشر مقالاته ..
فـ" انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا " ..
وفقك الله، ونفع بك ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 08:02]ـ
في رأيي أنّ الخلاف بين أصحاب الحقّ خلاف مع حفظ المودة و أخوّة العقيدة و الإيمان / أما الخلاف مع المنافقين و العلمانيين فهوَ يمسك سيف هيئة كبار العلماء ضدهم في الدفاع عن الهيئة (معَ وجود الخلاف) و لا شك!
أعان الله على سلوكِ طريق الحق و الإيمان.
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 08:12]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله
الى من يدافع عن الشيخ حاتم حفظه الله
أين الحق الذي في كلامه
دعوا عنكم الدفاع لمجرد الدفاع عن الشيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن دافعوا عن الحق الذي اتى به الشيخ حاتم أو ادفعوا الباطل الذي اتى به
ستكتب شهادتُهم ويُسألون
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 11:46]ـ
(دروس من صدعه صلى الله عليه وسلم بالحق)
ما من أحد ممن خالفوا الحق وخرجوا (ولو قليلا) عن منهج السلف الصالح إلا ومعه دليل (بل ربما أدلة) يستدل بها على مخالفته، حتى الخوارج والشيعة والمرجئة والمعطلة بجميع فئاتهم .. كلهم لو سألته عن مذهبه أتاك بدليل من الكتاب أو السنة، لكنها أدلة إما مجملة ولها ما يوضحها من نصوص اخرى، أو مبهمة وثم ما يبين إبهامها من نصوص أخرى، وإما مطلقة وثم ما يقيدها من نصوص اخرى .. الخ
ولا أعني عياذا بالله أن الشيخ حاتم مماثل لهم في الضلال، لكنه شابههم في مخالفة طريقة السلف في النصح، ثم صنع كغيره بحثا في النصوص ليجد ضالته في نصوص مجملة.
ولو عرض مشاريعه الإصلاحية وحلوله الإسلامية على نصوص الوحي وقواعد الشرع وأصوله بتجرد لعرف عظم الخطأ الذي وقع فيه.
بل لو عرض صدعه الذي صدع به على نصوص الوحي وقواعد الشرع لعرف عظم الجناية التي ارتكبها في حق جماعة المسلمين، لأنه خالف مقصد (الاجتماع) وهو من أعظم مقاصد الشريعة،
ولو أنه سلك سبيل السلف الصالح في الإصلاح وقدم نصيحته لهيئة كبار العلماء، وترك عنه شبهات الغوغاء، لكفاه أنه في ذلك متبعا لا مبتدعا، ولو أنه عض على حديث النبي (ص) في الحث والحرص على الاجتماع وترك ما يوقد أوار الفرقة والخلاف لكان خيرا له وللمسلمين.
فإن قيل هو قد نصح ولم يستجب له! قلنا يسعه ما وسع الصحابة الذين سكتوا عن كثير من المصالح درءا لمفسدة الفرقة والاختلاف، بل يسعه قول الله عز وجل لنبي الأمة (فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلاّ البلاغ)، يقال هذا للنبي (ص) رغم أن من اختلف معهم كفار مشركون!
أليس المقصود براءة الذمة؟؟
ومن بلغ ونصح فقد برئت ذمته (إن كان يقصد ذلك)
وأما إثارة الفتنة والخلاف التي تغم المؤمنين وتُضعف صفهم، وتفرح المنافقين وتقوي صفهم فليست من النصح ولا هي من مسلك السلف الصالح في شيء.
يقول (ص) ((الجماعة رحمة والفرقة عذاب))، قال الشيخ صالح آل الشيخ:
(الفرقة بجميع أنواعها – في الأفكار , أو في الأقوال , أو في الأعمال – عذاب يعذِّب الله جلَّ وعلا به مَن خالف أمره وذهب إلى غير هداه. (ا. هـ
وكان عثمانُ (ص) يُصلي في الناس بمنى أربعاً، والسنة أن يُصلي قصراً، مع ذلك ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول: سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يصليركعتين لا غير.
قيل له: يا عبد الله بن مسعود تقول هذا وأنت تصلي مع عثمان بنعفان أربع ركعات! لماذا؟! قال: يا هذا الخلاف شر الخلاف شر .. الخلاف شر.
رواهأبو داود بإسناد قوي.
وهنا مبحث نافع في ضرر الاختلاف في الدين للشيخ صالح آل الشيخ من محاضرة بعنوان: (المصالح العليا للأمة وضرورة المحافظة عليها)
[من علامات التفرق في الدين: عدم الرجوع إلى أهل الاختصاص]
كيف يكون الترفق في الدين؟ أن لا يرجع الناس إلى أهل الاختصاص في اختصاصهم، مثلا يأتي أناس في جهة ويقولون: نحن إذا اختلفنا لا تذهبوا إلى قاضي البلد بعضنا يحكم لبعض، هذا يحصل مفسدة كبيرة لأن فيه إحداث للفرقة في هذا الأمر، إذا جاء أحد وقال: إن الناس: العلماء، أو ولي الأمر الإمام، الجهات، هؤلاء قصروا في الدين فيجب أن نستقل نحن بالمحافظة على مصلحة الدين هذا ظاهره حسن أنه يريدون المحافظة على المصلحة لكن حقيقته باطل شرعا من جهتين:
الجهة الأولى: أنه ليس من اختصاصهم ولا مما تعبدهم الله جل وعلا به أن يحفظوا ويحافظوا على المصالح العامة، هم ذمتهم بريئة لأنهم غير منوط بهم المحافظة على المصالح العامة، مصلحة الفتيا مصلحة أهل العلم مصلحة القضاء مصلحة الأخلاق العامة مصلحة الأمة العامة، هذه منوطة بأهلها، فليس للأفراد أن ينصبوا أنفسهم في ذلك وهذا يتحقق به الفساد.
الأمر الثاني: أنهم إذا فعلوا ذلك فإنه يكون عندهم افتئات وانشقاق على الصف وبالتالي فيكون لهم فرقة على الجماعة وذهاب إلى الشذوذ والإنفراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام ولي الأمر أو أهل القضاء أهل الفتيا أو الوزير في وزارته أو الرئيس في رئاسته إلى آخره، قد يكون عنده نقص في بعض المسائل، أو قد يرى المصلحة في شيء ويكون عند بعض الرعية رأي آخر في ذلك، فكيف يبديه له، هنا الرعية غير مناط بها أن تجعل نفسها هي المدركة للمصالح والمحافظة على المصالح العليا المصالح المتوسطة والمصالح الفردية ربما تخاطب بها بحسب الحال لكن المصالح العليا، لا.
[مشاركة الفرد في تحقيق المصالح العليا تكون بالنصيحة والبيان]
فإذن كيف يشارك الناس في تحقيق المصالح العليا بمبدأ المشورة، بمبدأ النصيحة، بمبدأ إعطاء الأمر والبيان في هذا، فالمشاركة مطلوبة، فليس معنى أن يكون المناط بالجهات هم أهل رعاية المصلحة معناه أن لا يشارك في ذلك، المطلوب أن يشاركوا لكن بحسب الطريقة الشرعية.
ولهذا قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في الحديث الصحيح «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة» ثلاثا قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة الناس وعامتهم» لماذا النصيحة لأئمة المسلمين؟ أئمة المسلمين: إمام المسجد في مسجده، وولي الأمر الإمام في إمامته العظمى، كل بحسب الحال، فهنا يأتي مبدأ النصيحة مبدأ النصيحة يكون بخلقه وبكلماته؛ لأنه يكون محقق المصلحة فتلفت نظره إلى شيء ربما لم يكن ملتفتا إليه.
[بعض المخالفات الناتجة عن الافتئات عن أولي الأمر]
لكن لو لم يحصل ذلك؛ بل حصل افتئات جاءت جهة وقالت: نحن الأدرى بمصالح الأمة ونريد الإصلاح. بدون الرجوع إلى صاحب المصلحة الذين أناطه بها الشرع بقوله «والإمام راع ومسؤول عن رعيته» قولها: نحن المؤهلون لذلك فا يحصل فيه عدة مخالفات شرعية:
أولا: أنه معصية لله جل وعلا ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما الله جل وعلا فقوله ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ? [النساء:59]، وفي قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «من أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني».
فهنا المصلحة متحققة بهذه الرعاية، له أن يسعى في المصالح والإصلاح؛ لكن في قناة صاحب الاختصاص شرعا وهو الإمام أو نائبه أو الجهات المختصة.
المفسدة الثانية من أن الناس هو الذين يلون هذا الأمر: أن فيه منازعة الأمر لأهله وشق عصى الطاعة.
المفسدة الثالثة: أنها مخالفة لهدي السلف وهدي السلف هو الأكمل.
المفسدة الرابعة: أن فيها غرس لبذور الفتنة والاختلاف، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول «الجماعة رحمة والفرقة عذاب» رواه الإمام أحمد وغيره بإسناد جيد الجماعة رحمة والفرقة عذاب، وجاء في الأثر عن أحد الصحابة -أظنه ابن مسعود أو غيره- يقول: فوالله لما تخشون في الجماعة أحب إلي مما ترجون في. ما تخشون في الجماعة؛ يعني الأشياء التي لا تحبونها مع بقاء الجماعة والاجتماع والائتلاف أحب إلي -وهو الصحابي المشهود له- قال: أحب إلي مما ترجون في الفرقة، لماذا؟ لأن كل ما فيها أحلام لا تتحقق، لما يأتي واحد يقول: لا، هذه فرقة بسيطة ما تضر لو يحصل، لابد نقول كذا، الحق نعمل كذا، الحق أن نفعل هذا، الحق أن ننكر المنكر بالطريقة هذه، الحق أن نقتل بهذه الطريقة، الحق أن نفعل بهذه، هذه أشياء متوهمة لا تحقق مصلحة، والتاريخ لمن قرأه شاهد من أوله إلى يومنا الحاضر،
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 02:09]ـ
حوار جديد مع الشيخ في جريدة الرياض:
http://www.alriyadh.com/2009/10/29/article470212.html
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 03:04]ـ
اقتبست هذا من لقاء الشيخ في صحيفة الرياض (ويبدو أن احتفاء الصحف بالشيخ حاتم سينطلق من صحيفة الرياض)
فمثلا: معارضة تعليم البنات التي وقعت سابقا , بحجة سد الذرائع: ألم يكن من الممكن وضع ضوابط تمنع من الحرام , بدلا من تحريم الحلال؟! لا شك أن هذا كان من الممكن , بل هذا هو الواقع المشاهد اليوم. وأمثلة ذلك عديدة , تلك التي لا تتوفر فيها شروط استخدام (سد الذرائع) في محلها , فيقع الخطأ في استعمال هذا الأصل الجليل المتفق عليه , وتكون سببا في إساءة الظن فيه وفي العلماء.
لا جديد الشيخ يردد شبهات الليبراليين!!
مع أن بعض طلاب العلم قد ردوا على هذه الشبهة ووضحوا أن اعتراض العلماء على تعليم البنات (في ذلك الوقت) كانت له أسبابه الواقعية والمنطقية جدا، ثم تعامل ولي الأمر مع هذه الأسباب بإيجابية، وتم حلها جميعا فوافق بعدها العلماء على تعليم البنات بضوابط تضمن سلامة التعليم من الدواخل التي كانوا يخشونها.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 12:20]ـ
[ quote= شذى الجنوب;287941] اقتبست هذا من لقاء الشيخ في صحيفة الرياض (ويبدو أن احتفاء الصحف بالشيخ حاتم سينطلق من صحيفة الرياض)
لا جديد الشيخ يردد شبهات الليبراليين!!
ماذا تقصدين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 09:27]ـ
ونحن أيضاً، سنصدعُ بالحقِّ
السيد / علوي بن عبد القادر السَّقَّاف
المشرف على موقع الدرر السنية
saggaf@dorar.net
12/11/1430 هـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه.
أمَّا بعد:
فقد عاشت هذه البلاد منذ عقودٍ خَلَتْ على منهج أصيل، أسَّسَه علماؤها وغيرُهم من العلماء الوافدين إليها من أنحاء العالم، وترسَّخ هذا المنهج، وضُبطت أصولُه وقواعدُه على منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد والاستدلال، ونشأت الأجيال وتربت الأمة عليه، وارتضاه الناس، حيث جمع شملهم، ووحَّد كلمتهم من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، ووجد له أنصاراً ومحبين في شرق العالم وغربه، حيث وافق الفطرة، ودعا للإسلام النقي من شوب المحدثات. وترسَّخ خلال هذه الفترة في نفوس الناس ضرورةُ التقيُّد بالدليل الصحيح وعدم التعصب لمذهب معين رغم وجود الدراسة الفقهية الحنبلية والاسترشاد بها في القضاء وغيره.
وظهر بعد الجيل الأول من العلماء جيل آخر أخذ منهم، وسلك مسلكهم، فكانوا خيرَ خلفٍ لخير سلف، أعانوا مشايخهم على رفع الجهل عن الأمة بالعلم والتعليم والدعوة والإصلاح، ومع تحري منهجهم للدليل، وقيامهم بالدعوة على أسس منهج السلف في العقيدة، ودعوتهم الناس إلى نبذ العصبيات إلا أن ذلك لا يعني قبول جميع الأطراف لدعوتهم بل كانت هناك أعداد قليلة غير راضية عن هذا المسلك متهمةً إياه بالتشدد تارة، وبالجمود تارة أخرى، لكن لم يكن لهم تأثيرٌ يُذكر، حيث صدَّقت أفعالُ العلماء أقوالَهم، وظهر للقاصي والداني نُصحهم، وصحة منهجهم.
وخلال تلك الفترة جَدَّتْ أحداث، ونزلت بالأمة نوازل، اختلفت فيها الآراء والاجتهادات في مسائل معدودة، لكن لم يُنْقَضْ فيها أصلٌ، ولم يُشَنَّع فيها على عالم، واجتمعت كلمة الجميع ولم تختلف إلا ما ندر. وحفظ الصغارُ قَدْرَ الكبار، واستفادوا من علمهم وتجاربهم، واستفاد الكبارُ في المقابل من اطلاع الصغار وتخصصهم، ورغم حدوثِ متغيراتٍ عالميةٍ وعربيةٍ ومحليةٍ في تلك الفترة، ووفودِ أفكارٍ ومعتقداتٍ إلحاديةٍ كالشيوعيةِ والقوميةِ والبعثيةِ والحداثيةِ، وانفتاحِ المجتمع على المجتمعات الغربية وتطورِ وسائل الإعلام، إلا أنَّ المجتمع كان متمسكاً بدينه، وملتفًّا حول علمائه، وكان لعلمائه هيبةٌ ووقارٌ لدى الكبير والصغير، دون تقديس أو ادعاء عصمة، وخلال هذه الفترة حُرِّرت مسائل، وأُلفت كتبٌ، وأُعدت رسائل جامعية في شتى العلوم: العقدية، والأصولية، والفقهية، حتى أصبحت هذه البلاد وعلماؤها وطلاب العلم والدعاة فيها محط الأنظار، وقدوة للأمصار، في سلامة المنهج، وقوة التمسك بالدليل.
واستمر هذا الحال ثلاثة عقود أو أكثر، وكانت اللحمة الدينية والسياسية على وفاق واتساق، مما أفرح الصديق وأغاظ العدو، وهذا كله لا يعني عدم وجود أخطاء، وتجاوزات، واختلافات، ومفارقات، لكنها لم تكن لتشق الصف وتفرِّق الأمة، ولم يكن يتطلب الأمر أن يُسعى لتقويض ما تسميه بعض الجهات المشبوهة ومقلِّدوها بالمؤسسة الدينية.
ثم حدثت في السنوات الأخيرة أحداثٌ عالميةٌ ومحليةٌ لا تخفى على أحد، ووقعت على إثرها ضغوطٌ عالمية ظهرت آثارها وتسارعت بشكلٍ كبير لكثرةِ قنواتِ الاتصالِ وسرعتها، غيَّرت من قناعاتِ وتوجهاتِ عددٍ من الخطباء والدعاة وطلاب العلم، بل وبعضٍ ممن يحسبون على العلماء!.
كان هؤلاء في بدء الأمر يعرضون ما عندهم بمداورة والتواء ولحنٍ في القول، وبصوت منخفض، وعلى استحياء، وفي مجالس خاصة، ثم تطور الأمرُ فأصبح بعضهم يُصرِّح بما عنده ولكن في مجالس خاصة أيضاً. وكان عددٌ من الدعاة وطلاب العلم يبلغهم ذلك، فتارة ينفونه عنهم حُسْنَ ظنٍّ بإخوانهم، وتارة يتوقفون، وأخرى ينصحون. ثم تطور الأمرُ أكثر، فأصبح بعضُ أؤلئك يصرِّح في حواراتٍ صحفية، أو فتاوى فضائية، أو مقالاتٍ (إلكترونية)، كلُّ ذلك كان يحصل والعلماء وطلاب العلم كانوا يغلِّبون حسن الظن بهم، ويؤمِّلون أوبتهم، ويطمعون في عودتهم. ورغم قلَّتهم -كما يعبرون هم عن أنفسهم- إلا أن تأثيرهم قد زاد، وما ذاك إلا لأن وسائل الإعلام قد فتحت لهم أبوابَها وقنواتِها، ولأن ما يطرحونه مما تستهويه الأنفس. ونسوا قول الله عزَّ وجلّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
{فَأَمَّاالزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}
فطفق العلماء وطلاب العلم يتهامسون فيما بينهم: أما آن الأوان أن نصدع بالحق ونبين أخطاءهم حتى لا يغتر بهم العامة؟
وكانت طائفة من أهل الثبات على المنهج تدعو إلى الرويَّة حفاظاً على وحدة الصف ولمِّ الشمل، لكن القوم استفحل أمرُهم، وتجاوز الخلاف معهم المسائل الفقهية المبنية على التيسير غير المنضبط بضوابط الشرع: كالقول بجواز الأخذ من اللحية بلا قيد، وجواز إسبال الثياب، وعدم وجوب الصلاة جماعة في المسجد، وجواز سماع بعض آلات المعازف كالطبل وغيره -وهي مسائل وإن قيل بها إلا أنها مرجوحة-، وكالقول بجواز الاحتفال بأعياد الميلاد والأوطان، بل وبمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقضايا متعلقة بالمرأة كالحجاب والنقاب والعباءة واختلاط الرجال بالنساء ... إلخ. تجاوز الأمرُ ذلك كلَّه إلى قضايا عقدية ومنهجية: كمسائل في نواقض الإيمان، والولاء والبراء، والتسامح مع المبتدع، وجعل الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة، والدعوة إلى فتح الذرائع، وغير ذلك مما يناقض أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة والاستدلال، كلُّ ذلك ضمن إطار ما يزعمونه من تجديد الخطاب الديني، وركوب موجة الإصلاح والتغيير بحجة استغلالهما قبل أن يستغلهما المُفسدون، وكأن الإصلاح والتغيير لا يكونان إلا بمسايرة الواقع، ومخالفة الشرع، والانفلات من التدين، وهذا عين ما يزعمه دعاة التحرير.
بل تطور الأمرُ عند بعضهم، فطالت كتاباتهم، وبلغت سهامهم الدعوة السلفية، ودعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب وأتباعه، وأثاروا الشكوك حولها، وتجرأ بعضهم على كبار علماء هذه البلاد ولمزوهم.
وظلَّ السؤال يعيدُ نفسه: هل آن الأوان لنصدع بالحق ونبين خطأ إخواننا هؤلاء أم نظل ساكتين حتى تغرق السفينة، وتنهدم الصروح الشامخة التي بُنيت عبر عقود؟
والذي يراه الآن كثيرٌ من العلماء وطلاب العلم والدعاة أنه قد آن الأوان -إن لم يكن قد فات-، وأن عليهم أن يتداركوا الأمر ويفنِّدوا شبهاتِ هؤلاء الإخوة علناً كما نشروها علناً، وأن يصدعوا بالحق كما صدعوا هم بما يظنونه حقاً، فحديثهم عن كبار العلماء والمؤسسة الدينية وتأثيرها إنما ينصب على مدرسة الإمامين ابن باز وابن عثيمين –رحمهما الله- ومن سار على طريقتهما من العلماء وطلاب العلم والدعاة، وقد كانت طريقة هدى ورشاد، من غير ادعاء العصمة لهم من الخطأ.
لذلك وجب الصدع بالحق في وجه هذا التيار نصيحة لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم، وبياناً للدليل، ولمأخذه عند أهل النظر من أهل الرسوخ من العلماء وطلاب العلم، وحفاظاً على مكتسبات الأمة خلال هذه العقود، لكن ينبغي أن يكون ذلك برفقٍ وعدلٍ وعلمٍ دون تعصُّبٍ لأحد، وألا يشغلنا الردُّ عليهم عن الردِّ على أهل الباطل الصرف من المبتدعة والعلمانيين والليبراليين كما شُغِلوا هم -وللأسف- عن ذلك.
فيا علماء المسلمين، ويا طلاب العلم ابروا أقلامكم، وجهزوا صحائفكم، فإن كلمة الحق لا بد لها من سامع، وإن مقاومة الأخطاء المتكررة بالعلم، والبيان، وإقامة الحجة، عهدٌ عهده الله إليكم، فإن لم يكن الآن وقت ذلك فبالله عليكم متى يكون؟!
قال الإمام أحمد: إذا سكتُّ أنا، وسكتَّ أنت، فمتى يتبيَّن الحق.
أسال الله عزَّ وجلَّ أن يثبتنا على دينه وسنة نبيه، وأن يردَّ إخواننا هؤلاء إلى الحق ردًّا جميلاً، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 10:27]ـ
أحسن الله إليكم يا شيخ سليمان، وجزى الله الشيخ علوي خيرا .. ولي تعقب على قوله حفظه الله:
لكن القوم استفحل أمرُهم، وتجاوز الخلاف معهم المسائل الفقهية المبنية على التيسير غير المنضبط بضوابط الشرع: كالقول بجواز الأخذ من اللحية بلا قيد، وجواز إسبال الثياب، وعدم وجوب الصلاة جماعة في المسجد، وجواز سماع بعض آلات المعازف كالطبل وغيره -وهي مسائل وإن قيل بها إلا أنها مرجوحة-، وكالقول بجواز الاحتفال بأعياد الميلاد والأوطان، بل وبمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقضايا متعلقة بالمرأة كالحجاب والنقاب والعباءة واختلاط الرجال بالنساء ... إلخ
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشيخ وفقه الله جمع في هذا النص جملة من المسائل التي لا يخفى أن منها ما يسوغ الخلاف فيه وهو قديم معتبر، فمرجوحية تلك الأقوال عند جملة من العلماء لا يلزم منها - بمجردها - اتهام القائلين ببعضها بأنهم متمعيون أو دعاة تتبع للرخص أو نحو ذلك، وإنما الشأن فيمن كان ديدنهم وهجيراهم في وسائل الإعلام العامة (لا في حِلَق الدرس العلمي الخاصة حيث سبر الأدلة والأقوال وموازنتها فيما بين أهل الصناعة) في ظل تلك الفتن التي لا تخفى على لبيب منسوب إلى العلم = الانتصار لتلك الأقوال جميعا مع الزعم - تصريحا وإيماءا - بأن اجتماع علماء البلاد (الرسميين) على خلافها جميعا إنما هو آية على تشدد وجمود عندهم، وتخلف عن واقع العصر ولوازمه، صار يلزم تغييره و"الصدع بالحق" في وجهه وما إلى ذلك ..
فالشيخ جمع في عبارته تلك بين جملة من المسائل نحن ننكر على إخواننا - بالأصالة - جمعهم لها جميعا في سلة واحدة = سلة التيسير الذي هو روح الشريعة وكذا (على قولهم)، وقولهم بأن من تشدد المتشددين إنكارهم على القائلين بها جميعا، وقولهم إن الخلاف سائغ فيها جميعا (هكذا في سلة واحدة) .. وهذا من تلبيسهم على الخلق، فليست تلك المسائل على السواء كما لا يخفى!
والشيخ وفقه الله قرر في سياق المقال أن أئمة العلم في البلاد ليسوا من أهل التعصب المذهبي، كما في قوله:
وترسَّخ خلال هذه الفترة في نفوس الناس ضرورةُ التقيُّد بالدليل الصحيح وعدم التعصب لمذهب معين رغم وجود الدراسة الفقهية الحنبلية
فلا نحمل عبارته في جمع تلك الجملة من المسائل التي مثل بها إلا على أن المراد من ذلك افتتان البعض بالطرق العصرانية الحداثية التي كادوا بها أن يكونوا من جملة أتباع الرخص في عموم أمرهم، وانقلب حالهم وتغير قولهم في سائر تلك المسائل العلمية المذكورة فصاروا إلى تفريط وحور على وهاء في الاستدلال من بعد أن كانوا على الجادة، نسأل الله العافية. غير أن الشيخ لم يوفق إلى حسن التحرير في بيان هذا المعنى.
فمناط الاستنكار ليس مطلق تمذهب بعض العلماء ببعض تلك الأقوال ولا كونها كما يقول الشيخ من (التيسير غير المنضبط بضوابط الشرع)، فمن تلك المسائل التي ذكرها ما ليس كذلك ولا شك، كالقول بعدم وجوب صلاة الجماعة مثلا (وهو مذهب الجمهور) أو القول بجواز الإسبال بغير خيلاء ونحوه .. إنما مناط الاستنكار هو طريقة بعض إخواننا - هداهم الله - في إثارة تلك الخلافات المذهبية وعرضها وتوقيت "صدعهم" بذلك العرض، واختيارهم لتلك القنوات الفكرية التي صارت أطروحاتهم "الجريئة" تلك تصل إلى الناس من خلالها على أنها من "الصدع بالحق" وعلى أنها من جملة ما آن أوان التصريح به من بعد كتمان وخوف وما إلى ذلك مما يزعمون .. !! فالعجب كل العجب من كونهم - وهم علماء وطلبة علم فضلاء - يغفلون عن لازم هذا المسلك منهم، هداهم الله!! وكل عاقل من أهل العلم يدري أن سبيل أعداء الدعوة في البلاد إنما هو تلبيس الباطل ثوب الحق، وإطلاق الإجمالات المبهمة (من الإصلاح والتجديد وفقه الواقع وما إلى ذلك) التي يأتي إخواننا - على حسن نية من أكثرهم - فيقدمون لها مدادا سيالا وشوكة بارزة ما كان يحلم بها هؤلاء الأعداء أصلا لجهلهم وإفلاسهم العلمي!!
فالمسألة - في أكثرها - مسألة فقه دعوة وفقه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر بالأساس، يتجلى فيها بوضوح قصور إخواننا هؤلاء عن فهم ما يدندن حوله الأكثرون منهم، فيما يصطلحون عليه بفقه الواقع و"معايشة الأحداث" وما إلى ذلك!!
وإلا فقد كان ولم يزل في المملكة وغيرها من أهل العلم من يقولون ببعض تلك الأقوال التي جمعها الشيخ، ولكنهم كانوا ولا يزالون يراعون سد الذرائع ويراعون المصلحة الشرعية ودرء المفاسد، ويراعون أحوال ولاة الأمر، ويرون بجلاء حقيقة تلك القوى التي تقتات على تلك النزاعات بالذات لتفتن بها العامة ولتُسقط مهابة أكابر أهل العلم في أعين الرعاة والرعية، فإذا هم يقدرون الأمر بمقداره ولا يتكلمون إلا بحساب، نسأل الله أن يبصرنا بالحق وأن يرشد إخواننا إلى الصواب ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 10:29]ـ
وتجاوز الخلاف معهم المسائل الفقهية المبنية على التيسير غير المنضبط بضوابط الشرع: كالقول بجواز الأخذ من اللحية بلا قيد، وجواز إسبال الثياب، وعدم وجوب الصلاة جماعة في المسجد، وجواز سماع بعض آلات المعازف كالطبل وغيره -وهي مسائل وإن قيل بها إلا أنها مرجوحة-، وكالقول بجواز الاحتفال بأعياد الميلاد والأوطان، بل وبمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقضايا متعلقة بالمرأة كالحجاب والنقاب والعباءة واختلاط الرجال بالنساء ... إلخ.
الله المستعان!!
إسبال الثياب وعدم وجوب صلاة الجماعة = يُسمى أقوالاً مبنية على التيسير غير المنضبط!!!
ما هذا؟؟!!
يا أبا مصعب: مثل هذه المقالات تضر الحق الذي معكم .. وتُقوي بعضاً من وجهات مخالفكم ..
كنتُ قد عزمتُ على عدم المشاركة في هذا الموضوع ثانية ومازلتُ على عزمي لكن هذا شيء مغيظ جداً .. وجوب صلاة الجماعة = يوضع هنا!!!
هذا كلام خالي من أدنى قدر من تحقيق مراتب الخلاف ..
رحم الله الأئمة فبهم تُدفع الفتن حقاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 10:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كفى صدْعًا للحق يا شيخ حاتم!!
بقلم / ناصر العلي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
فهذه جملة من الملاحظات المنهجية على مقال الشيخ حاتم " فاصدع بما تؤمر (دروس من صدعه صلى الله عليه وسلم بالحق) " المؤرخ بتاريخ 9/ 11/1430هـ، والذي جاء تكريساً وتأكيداً لمقاله الأول "سنصدع بالحق" المؤرخ بتاريخ 1/ 11/1430هـ.
(1) إن من معاني الصدع - كما ذكر أهل اللغة وذكر الشيخ بعضه- الشق والتفريق والقطع والفصل.
لكن هناك معانٍ أخر ذكرها أهل اللغة والتفسير وبخصوص قول الله تعالى: {فاصدع بما تؤمر}، منها: أَظْهِرْهُ وبيِّنه وأعلِنْه واجهرْ به وتكلمْ به وصرّحْ به، وامضِ لما تؤمر ... إلخ. قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: [صَدَع بالحقِّ، إِذا تكلَّمَ به جهاراً. قال سبحانه لنبيِّه عليه السلام: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}]. وقال القرطبي في تفسيره: [قوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) أي بالذي تؤمر به، أي: بلغ رسالة الله جميع الخلق لتقوم الحجة عليهم]، وقال محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره: [قوله تعالى: فاصدع بما تؤمر. أي: فاجهر به وأظهره، من قولهم: صدع بالحجة; إذا تكلم بها جهارا، كقولك: صرح بها. وهذه الآية الكريمة أمر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم بتبليغ ما أمر به علنا في غير خفاء ولا مواربة. وأوضح هذا المعنى في مواضع كثيرة ... ].
والملاحظة المنهجية هنا:
لماذا أغضى الشيخ حاتم عن هذه المعاني لكلمة "الصدع"، فإنه يأتي أيضاً بمعنى "ذكر الحق" والتصريح به جهاراً؟، لماذا حرص على إجلاء أصل معنى "الصدع"، وأنه الشق والتفريق والقوة والصدمة ... إلخ؟
لعلّ واحدا من الأسباب الظاهرة - من خلال هذين المقالين - إصرار الشيخ حاتم على انتهاج لغة القوة والقسوة وعلو الصوت والمصادمة للمشايخ والعلماء والتيار الديني السائد.
فإذا كان الصدع - عند الشيخ حاتم - فيه معنى: القوة والشق والصدمة. وأن الأمر المصدوع (موضوع الصدع) هو: قدسية التقادم، والتصورات المجتمعية، والمبادئ العقدية كمشركي العرب، وركام الأفكار المتوارثة، وأغشية التقليد والإلْف والتسليم الأعمى، وقيود المسلَّمات الموهومة، فهل هذه المعاني (الصدع والمصدوع) لائقة في حق علماء المؤسسة الدينية الرسمية، والتيار الديني السائد؟
وإذا كانت ذائقية الشيخ العربية أوحت له بهذه المعاني القاسية تجاه إخوانه، فلماذا لم تسعفه ذائقيته الإسلامية وأخوة الدين بالمعاني الأخر لكلمة "الصدع"؟!.
(2) ربط الشيخ حاتم بين آية سورة الحجر {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين}، وبين موقف النبي صلى الله عليه وسلّم على الصفا حينما نادى في قبائل قريش ليعلن دعوته جهاراً بالتوحيد.
والملاحظة المنهجية هنا:
أن جلَّ علماء التفسير وأسباب النزول وأهل السير إنما ذكروا أن آية الشعراء {وأنذر عشيرتك الأقربين} هي التي دفعت النبي صلى الله عليه وسلم بالوقوف على الصفا، ونقل الدعوة من مرحلة السرية إلى مرحلة الجهرية. وهكذا جاءت الرواية الصحيحة في كتب الحديث، كما في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: "يا صباحاه! " ... الحديث.
أما آية {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} فقد ذكر كثيرٌ من المفسرين – كالطبري والبغوي والقرطبي وابن كثير وغيرهم: أن خمسة نفر كانوا رؤساء المستهزئين من قريش لما تمادَوا في الشرّ، وأكثروا برسول الله صلى الله عليه وسلم الاستهزاء، أنزل اللَّه تعالى {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}.وذكر القصة البيهقي في سننه الكبرى وصححها الذهبي في المهذب في اختصار سنن البيهقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم لقد أورد الطبري رواية في تفسيره بسنده، ونقلها عنه آخرون: أن موسى بن عبيدة روى عن أخيه عبد الله ابن عبيدة أنه قال: مازال النبيّ صلى الله عليه وسلم مستخفيا حتى نزلت: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) فخرج هو وأصحابه. لكن موسى بن عبيدة ضعيف كما في التقريب لابن حجر. ثم على تقدير صحة الرواية، ليس فيها أنه بدأ بالصدع بالحق على الصفا بموجب هذه الآية، بل بدأ بموجب آية: {وأنذر عشيرتك الأقربين}.
(3) لب مقال الشيخ حاتم وفكرته الرئيسة دارت حول معنى الصدع وقد أجبتُ عنه، وحول موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع مشركي قريش وصدعه بالحق. ودروس الشيخ التي استقاها من هذا الموقف النبوي صلى الله عليه وسلم تَشِيْ بتنزيل هذه الحادثة على موقف الشيخ مع مخالفيه. ويمكن اشتمام رائحة هذا التنزيل للحادثة في طيّات عباراته، كقوله: "فهي سنة من سنن الإصلاح, وتاريخ المصلحين الذي يكرر نفسه"، وعبارة: " فانتقاد الصدع بالحق بأنهكان حماسيا أو قاسيا؛ لمجرد أنه التزم بشروط كونه صدعا, انتقادٌ خاطئ؛ لأن هذاالانتقاد لا يريد في الحقيقة صدعًا بالحق, وإنما يريد ذِكرًا للحق"، وعبارة: " فلم يكن عدمُ فهمهم دليلاعلى خطأ ذلك الصدع , ولا دليلا على خطأٍ في أسلوبه , ولا خطأٍ في توقيته؛ لأن سوءالفهم إحدى السُنن المتكرّرة للصدع بالحق"، وعبارة: " هذه بعض دروس صَدْعِه صلى الله عليه وسلم بالحق, سوف يقتبس من حكمتها من أراد السير على طريق المصلحين على هدى وبصيرة" وغيرها من العبارات.
والملاحظة المنهجية هنا:
أن تنزيل موقف النبي صلى الله عليه وسلم في صدعه بالحق على الصفا مع المشركين بموقف الشيخ حاتم - عفا الله عنا عنه - مع مخالفيه تصرف غير سائغ ولا لائق. وأرجو ألا يفهم من مقاله هذ "فاصدع بما تؤمر" أنه في موقفٍ كموقف النبي صلى الله عليه وسلم والمرسلين، وأن موقف الرادّين على مقاله "سنصدع بالحق" أنهم في موقف كموقف أبي لهب والمشركين.
إن هذا التطويع للحادثة على هذا النحو مصيبة كبرى ومفسدة عظمى، فليس صحيحا أن يكيِّف الشيخ مقاله السابق "سنصدع بالحق" بانطباق مواصفات الصدع بالحق على مقاله؛ حتى يضفي عليه مسحة شرعية، ليتقبله الناس. وليس مستساغاً لحالتنا هذه أن يخلع الشيخ على نفسه صفات الصادق الأمين المصلح البطل الشجاع، وأن يكون الرادّون عليه بمواصفات المشركين المكابرين الساخرين المستخفين المستهزئين الجاهلين اللَّهَبِيِّين (أصحاب الحجة اللهبية).
نعم،كان من الممكن جدًّا أن يصدع الشيخ حاتم في وجوه المتعصبة والمقلدة العميان للأشخاص بلا دليلٍ صالح أو مسوّغٍ جائز، أمَّا أن يكون الصدع متّجهاً نحو علماء المؤسسة المشهود لهم بالخير والعلم والفضل فهذا أمر غريب!!.
لقد أذكرني هذا الموقف بموقف من إذا أراد أن ينعى على متعصبة المذاهب تقليدهم الأعمى للأئمة الأربعة، راح يُوَجِّهُ صدعه بالحق في وجوه الأئمة أنفسهم، ويكيل الاتهامات عليهم، مع أن اللائمة ليست على الأئمة، إذ نصوص أقوالهم صريحة في النهي عن تقليدهم من غير أن يُعرف دليلهم!! (سأل الجدارُ المسمارَ: لِمَ تشُقُّني؟ قال المسمار: سلْ من يدُقُّني!!).
فلماذا صدع الشيخ حاتم في وجوه المشايخ العلماء الفضلاء التابعين للمؤسسة الرسمية كابن باز وابن عثيمين والفوزان وابن غديان واللحيدان والقائمة تطول؟ هل وجد منهم ما يستدعي صدعهم وصدمهم وشقَّهم؟
هل كانوا – معاذ الله – كحال مشركي العرب، أو من ذوي الأعراف الفاسدة البالية أو من ذوي العقول المتحجرة غير الفاقهة؟! إن هذا لشيء عجاب.
(4) إن شروط الصدع بالحق كما استوحاها الشيخ حاتم من حادثة الصفا: أن يكون قصيراً، صريحا (قاسياً)، بلا مجاملة أو ذكر قواسم مشتركة.
والملاحظة هي:
على فرض التسليم بهذه الشروط المستنبطة، هل امتثال هذه الشروط مع المؤسسة الدينية والتيار الديني السائد هو الأهدى والأجدى والأحكم والأسلم؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الخلافات والمؤاخذات التي أثارها الشيخ حاتم بغية إصلاح المؤسسة الدينية -كما يظنّ- تستوجب منه طول النفس والصبر، والحوار والتشاور، وتقدير الطرف الآخر (العلماء)، والبحث عن القواسم المشتركة لتتم عملية التغيير إلى الأصلح، وإلا فلن يتمّ شيءٌ مما أمّله الشيخ بمجرد "قلْ كلمتك وامشِ"، وبـ"فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين".
(5) لقد قدّم النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهو يصدع بالحق على المشركين على أنه الصادق الأمين تمهيداً لقبول خبره الجديد، وأقرُّوا له بذلك، كما ذكر الشيخ في مقاله.
والسؤال هنا:
بِمَ قدّم الشيخ نفسه للعلماء وللأمة؟. هل ما قدَّمه من أطروحات فكرية أو اجتهادات فقهية ستكون محل القبول والتسليم من الطرف الآخر؟.
أم أنه سيظلّ يعيش – والأعمار بيد الله – سنواتٍ عديدةً مُعلنًا بالصدع بالحق واقفاً على بوابة الإصلاح؟.
ويتضح هذا بالملاحظة التالية.
(6) إن الصدع بالحق – كما يعتقد الشيخ – مجرد إعلان عن حقبة جديدة وليس الحقبةَ نفسَها، إنما هو دعوة للتغيير وليس التغيير ذاته، إنما هو بوابة الإصلاح وليس خطة الإصلاح.
والصواب الذي أعتقده: أن الصدع بالحق هو الإصلاح ذاته والتغيير نفسه والحقبة الجديدة بعينها. فإن النبي صلى الله عليه وسلم ظلّ يدعو قومه ثلاث سنين سِرًّا، حتى نزل قول الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، فبدأ صدعه وجهره بالحق على الصفا، وبقي صادعا بالحق في كل منتدى بدعوة التوحيد، فإن التوحيد هو الإصلاح نفسه، ولن يستقيم أو يصح أيّ مشروع إصلاحي إلا به. وهكذا ظلَّ رسول الهدى صلى الله عليه وسلم عشر سنين في مكة حتى هاجر إلى المدينة.
أكان يقدّم النبي صلى الله عليه وسلم طيلة هذه المدة إعلانات عن دعوة التوحيد، ويقف على بوابات الإصلاح، ويدعو إلى التغيير لا التغيير نفسه؟!
إن المعهود من الناس عندما يتنافس المرشحون في الانتخابات أن يطالبوهم بالخطط والمشاريع الإصلاحية، وإلا سقطوا إذا كان الأمر لا يعدو كونه مجرد دعايات وإعلانات.
ثم لو كان الأمر مجرد إعلانٍ وبوابةٍ لَمَا واجهته قريش ونابذته العداء منذ اللحظة الأولى لصدعه بالحق. ويتضح هذا بالملاحظة التالية.
(7) إن الشيخ خلط بين فترتي الدعوة في سريتها وجهرها، وذكر بأن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يوضح معالم خطته الإصلاحية في هذا الصدع, وأنه لم يذكر بناءه الإصلاحي الذي أمضى فيه بعد ذلك الصدع ثلاثةً وعشرين عاما، هي سنوات البعثة المحمدية المباركة، بل لقد اكتفى بهذه الرسالة الصادعة: "إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بين يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ". وذكر في آخر مقاله بأن الغالبية العظمى لم يفهموا دعوة النبي صلى الله عليه من أول يوم, وكان عمُّه أبو لهب أوّلَهم. فلم يكن عدمُ فهمهم دليلا على خطأ ذلك الصدع, ولا دليلا على خطأٍ في أسلوبه, ولا خطأٍ في توقيته؛ لأن سوء الفهم إحدى السُنن المتكرّرة للصدع بالحق.
أقول: سبحان الله العظيم! إني أتعجب من فهم الشيخ وتناقضه في هذه الفقرة. وأبتدئ بتصحيح خطأٍ - لعله سبق قلم - ألا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمضى عشرين سنة بعد الصدع والجهر بالدعوة، وليس ثلاثةً وعشرين عاما. ثم يا تُرى إلى ماذا كان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم قبل الصدع بالحق إبان دعوته السريّة ثلاث سنوات؟ ألم تكن هي دعوة التوحيد: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}. {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}؟.
وهل يجوز أن يوصف أفصح من نطق بالضاد بلسان عربيٍّ مبين أنه لم يوضح معالم خطته في هذا الصدع؟، وهنا يجيء التناقض، إذ كيف يُثَرَّب على أبي لهبٍ والغالبية العظمى عدمُ فهمهم دعوة النبي صلى الله عليه من أول يوم, إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يوضح معالم خطته؟. إنهم إذا لم يفهموا الدعوة حقًّا لم تقم عليهم الحجة الرسالية!، ومع ذلك تبت يدا أبي لهب وتب. والنبي صلى الله عليه وسلم بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة ونصح الأمة بكل معالم خطته الإصلاحية المعلومة المفهومة السهلة التي كان يفهمها الأعرابي البسيط، والمرأة، والصبي، والعبد، والحر، والملك الأعجمي، والسيّد القرشي {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}.
إن الذي أوقع الشيخ حاتم في هذه الورطات هي محاولته ليّ ذراع حادثة صدع النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ليتوافق مع حيثيات مقاله: "سنصدع بالحق". فلا حول ولا قوة إلا بالله.
(8) كنتُ أتوقع - كما توقع غيري - أن يخفض الشيخ حاتم صوته، ويخفف لهجته تجاه إخوانه بل مشايخه العلماء لاسيما بعد أن صدع إخوانه بالحق أيضاً محذرين الشيخ من الورطات التي تورّط فيها، فإذا به يزداد حِدّةً وضراوة وصدعا وصدما. لماذا افتعال معركة في غير ميدانها الصحيح؟!
(9) كان من الممكن جدًّا أن يكون للمقال رونقه وبهاؤه لو أنه جاء قبل مقاله السابق:"سنصدع بالحق"، وسنفهم حينئذٍ من مقاله مباشرةً بلا عناء - انطلاقا من الموقف النبوي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي لهب ومشركي قريش - أن الصدع بالحق يتحتم أن يكون في وجوه المشركين والمنافقين والبدعيين (الصوفية والرافضة والزيدية) والمجاهرين بالفسق، والعلمانيين والليبراليين ... إلخ. فهؤلاء المنحرفون المهاجمون للتوحيد والسنة والشريعة والمستَخِفِّون بها هم الأخطر والأجدر بالردع والصدع والصدم والكدم، حينئذٍ يتحقق الائتساء والإقتداء بموقف النبي صلى الله عليه وسلم في صدعه!!
(10) ذكَّرنا الشيخ حاتم - رضي الله عنه - بهدي النبي صلى الله في صدعه بالحق مع المشركين والكافرين المحاربين للدعوة، فهل له أن يذكرنا - رحمه الله - بمواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وأتباعه، بل مع الأعراب الجفاة، بل مع بعض الكفار؟
ألم يكن صلى الله عليه وسلم رؤوفا حليما معهم؟ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}.وقال سبحانه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
مرة أخرى نذكر أخانا الشيخ حاتماً بضرورة مراجعة موقفه، والاهتداء بآيات الوحي الحكيم وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في كيفية التعامل مع أهل العلم والذكر من أهل السنة والجماعة.
قال تعالى {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}، وقال سبحانه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} وقال صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه)) رواه الإمام أحمد وغيره. والله أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 01:22]ـ
بارك الله فيك أخي أبافهر ..
ابقَ على عزمك! فالخبر ليس كالمعاينة ..
فـ" وجهتك " .. غير وجهة القوم ..
فلا تُكثّر سوادهم .. و" انصر أخاك ... " .. ونصره يكون بكفه عن أن يكون " قنطرة " لغيره، ممن لا " يُصلون "!
وأما " ضوابطه " و " شروطه " .. إلخ، فسيقولون له: بلها واشرب ميتها!
ورحم الله علاّمة مصر أحمد شاكر ..
هنا: http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/23.htm (http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/23.htm)
فمن لي بـ " مصري ٍ " يفري فريه؟
وفقك الله، واستعملك في طاعته، وأقر بك أهل الإصلاح ..
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 01:52]ـ
الله المستعان!!
إسبال الثياب وعدم وجوب صلاة الجماعة = يُسمى أقوالاً مبنية على التيسير غير المنضبط!!!
ما هذا؟؟!!
يا أبا مصعب: مثل هذه المقالات تضر الحق الذي معكم .. وتُقوي بعضاً من وجهات مخالفكم ..
..
رحم الله الأئمة فبهم تُدفع الفتن حقاً ..
رحمك الله يا أبا فهر ووفقك.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 10:44]ـ
بارك الله فيك أخي أبافهر ..
ابقَ على عزمك! فالخبر ليس كالمعاينة ..
فـ" وجهتك " .. غير وجهة القوم ..
فلا تُكثّر سوادهم .. و" انصر أخاك ... " .. ونصره يكون بكفه عن أن يكون " قنطرة " لغيره، ممن لا " يُصلون "!
وأما " ضوابطه " و " شروطه " .. إلخ، فسيقولون له: بلها واشرب ميتها!
ورحم الله علاّمة مصر أحمد شاكر ..
هنا: http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/mm/23.htm (http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/mm/23.htm)
فمن لي بـ " مصري ٍ " يفري فريه؟
وفقك الله، واستعملك في طاعته، وأقر بك أهل الإصلاح ..
الأولى أن ننتصر للعلماء الذين هم جمهور أهل العلم و الذين أدخلهم الشيخ علوي السقاف في مقاله وجعل قولهم تيسيرا غير منضبط. فلا نرد على العلمانين بخطأ وهذا ما جعل الشيخ حاتم الشريف يكتب مقاله مثل هذه المسائل التي هي قول الجمهور والأدلة عليها وهي راجحة ومع ذلك جُعلت علامة لتمييع الدين وتيسيره.
والشيخ العلامة أحمد شاكر لم تمنعه مواجهة العلمانين من قول الحق فيها - وإن نادى بها العلمانيون - كمسألة كشف وجه المرأة و أنه ليس بعورة. فقال رحمه الله (فلا يجوز لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن يظهر منها غير وجهها وكفيها، ولا يجوز لرجل يؤمن بالله واليوم والآخر أن يأذن لامرأة له عليها سلطان بغير هذا) (جمهرة المقالات 2/ 621)(/)
(المقامة النفاقية) مقامة أدبية في وصف المنافقين
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 06:10]ـ
(المقامة النفاقية) مقامة أدبية في وصف المنافقين
موسى بن سليمان السويداء
هذه المقامة هي عبارة عن كلام مسجوع كتبه العلامة أبو عبدالله الزرعي , المعروف بابن القيم الجوزية , في كتابه) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين) يصف به أهل النفاق - لا كثرهم الله - , مقتبساً جملةً كبيرة من الكتاب والسنة والنبوية.
فأحببت أن انقله واعرضه بأسلوب جديد , كمقامه أدبية تقريباً للفائدة , وذلك لاشتمله على فوائد علمية تبين أعمالهم وأوصافهم وأخلاقهم. لاسيما أن سجع ابن القيم يفوق في موضوعه وترصيفه , سجع بعض من كتب في فن المقامات , كالسيوطي وغيره.
والآن نبقى مع المقامة النفاقية:
حدثنا أبو عبد الله الزرعي مسلم من أهل العلم , عمّا لقيهُ من أهل النفاق في الحرب والسلم , فقال لنا وهو حزين يعتصر الألم فؤاده , وقد تعجب من خبثهم الذي هو فوق العادة:
(( .. فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه؟! وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟! وكم من علم له قد طمسوه؟! وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه؟! وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها؟! وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها؟!.
فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية , ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية. ويزعمون أنهم بذلك مصلحون {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ}. {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}. اتفقوا على مفارقة الوحي فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} ولأجل ذلك {اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}.
درست معالم الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها , ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها , وأفلت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحيونها , وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها , لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله , ولم يرفعوا به رأسا , ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأسا. خلعوا نصوص الوحي عن سلطنة الحقيقة , وعزلوها عن ولاية اليقين وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة؛ فلا يزال يخرج عليها منهم كمين بعد كمين. نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام؛ فقابلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والإكرام , وتلقوها من بعيد , ولكن بالدفع في الصدور منها والأعجاز. وقالوا: " ما لك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل الاجتياز. أعدوا لدفعها أصناف العدد وضروب القوانين " وقالوا لما حلت بساحتهم: " ما لنا ولظواهر لفظية لا تفيدنا شيئا من اليقين؟ " وعوامهم قالوا: " حسبنا ما وجدنا عليه خلفنا من المتأخرين فإنهم أعلم بها من السلف الماضين , وأقوم بطرائق الحجج والبراهين. وأولئك غلبت عليهم السذاجة وسلامة الصدور , ولم يتفرغوا لتمهيد قواعد النظر , ولكن صرفوا هممهم إلى فعل المأمور وترك المحظور. فطريقة المتأخرين: أعلم وأحكم , وطريقة السلف الماضين أجهل لكنها أسلم! " (1).
أنزلوا نصوص السنة والقرآن , منزلة الخليفة في هذا الزمان , اسمه على السكة (2) وفي الخطبة فوق المنابر مرفوع , والحكم النافذ لغيره فحكمه غير مقبول ولا مسموع (3).
لبسوا ثياب أهل الإيمان , على قلوب أهل الزيغ والخسران , والغل والكفران؛ فالظواهر ظواهر الأنصار , والبواطن قد تحيزت إلى الكفار , فألسنتهم ألسنة المسالمين , وقلوبهم قلوب المحاربين. ويقولون {آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}.
رأس مالهم الخديعة والمكر , وبضاعتهم الكذب والختر , وعندهم العقل المعيشي أن الفريقين عنهم راضون , وهم بينهم آمنون: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
قد نهكت أمراض الشبهات والشهوات قلوبهم فأهلكتها , وغلبت القصود السيئة على إراداتهم ونياتهم فأفسدتها؛ ففسادهم قد ترامى إلى الهلاك فعجز عنه الأطباء العارفون {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}. من علقت مخالب شكوكهم بأديم إيمانه مزقته كل تمزيق، ومن تعلق شررُ فتنتهم بقلبه ألقاه في عذاب الحريق , ومن دخلت شبهات تلبيسهم في مسامعه حال بين قلبه وبين التصديق , ففسادهم في الأرض كثير , وأكثر الناس عنه غافلون {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ}.
المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحب ظواهر مبخوس حظه من المعقول , والدائر مع النصوص عندهم كحمار يحمل أسفارا فهمه في حمل المنقول , وبضاعة تاجر الوحي لديهم كاسدة , وما هو عندهم بمقبول. وأهل الإتباع عندهم سفهاء فهم في خلواتهم ومجالسهم بهم يتطيرون {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ}.
لكل منهم وجهان , وجه يلقى به المؤمنين , ووجه ينقلب به إلى إخوانه من الملحدين. وله لسانان: أحدهما يقبله بظاهره المسلمون , والآخر يترجم به عن سره المكنون {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.
قد أعرضوا عن الكتاب والسنة استهزاءً بأهلهما واستحقاراً , وأبوا أن ينقادوا لحكم الوحيين , فرحا بما عندهم من العلم الذي لا ينفع الاستكثار منه أشراً واستكباراً! فتراهم أبدا بالمتمسكين بصريح الوحى يستهزئون {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.
خرجوا في طلب التجارة البائرة في بحار الظلمات؛ فركبوا مراكب الشبه والشكوك تجري بهم في موج الخيالات؛ فلعبت بسفنهم الريح العاصف فألقتها بين سفن الهالكين {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}.
أضاءت لهم نار الإيمان فأبصروا في ضوئها مواقع الهدى والضلال , ثم طفىء ذلك النور وبقيت ناراً تأجج ذات لهب واشتعال. فهم بتلك النار معذبون , وفي تلك الظلمات يعمهون {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ}.
أسماع قلوبهم قد أثقلها الوقر فهي لا تسمع منادي الإيمان. وعيون بصائرهم عليها غشاوة العمى فهي لا تبصر حقائق القرآن. وألسنتهم بها خرس عن الحق فهم به لا ينطقون {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ}.
صاب عليهم صيب الوحي , وفيه حياة القلوب والأرواح؛ فلم يسمعوا منه إلا رعد التهديد والوعيد والتكاليف التي وظعت عليهم في المساء والصياح , فجعلوا أصابعهم في آذانهم , واستغشوا ثيابهم , وجدوا في الهرب والطلب في آثارهم والصياح , فنودي عليهم على رءوس الأشهاد وكشفت حالهم للمستبصرين , وضرب لهم مثلان بحسب حال الطائفتين , منهم: المناظرين والمقلدين. فقيل {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}.
ضعفت أبصار بصائرهم عن احتمال ما في الصيب من بروق أنواره وضياء معانيه , وعجزت أسماعهم عن تلقي وعوده وعيده وأوامره ونواهيه؛ فقاموا عند ذلك حيارى في أودية التيه؛ لا ينتفع بسمعه السامع ولا يهتدي ببصره البصير {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
لهم علامات يعرفون بها مبينة في السنة والقرآن , بادية لمن تدبرها من أهل بصائر الإيمان , قام بهم والله الرياء وهو أقبح مقام قامه الإنسان , وقعد بهم الكسل عما أمروا به من أوامر الرحمن , فأصبح الإخلاص عليهم لذلك ثقيلا {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً}.
أحدهم كالشاة العائرة بين الغنمين تيعر إلى هذه مرة , وإلى هذه مرة , ولا تستقر مع إحدى الفئتين , فهم واقفون بين الجمعين ينظرون , أيهم أقوى وأعز قبيلا {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً}.
يتربصون الدوائر بأهل السنة والقرآن. فإن كان لهم فتح من الله قالوا: ألم تكن معكم؟ وأقسموا على ذلك بالله جهد أيمانهم. وان كان لأعداء الكتاب والسنة من النصرة نصيب قالوا: ألم تعلموا أن عقد الإخاء بيننا محكم وان النسب بيننا قريب؟ فيا من يريد معرفتهم! خذ صفتهم من كلام رب العالمين فلا تحتاج بعده دليلاً {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}.
يعجب السامع قول أحدهم لحلاوته ولينه , ويشهد الله على ما في قلبه من كذبه ومينه! فتراه عند الحق نائماً وفي الباطل على الأقدام. فخذ وصفهم من قول القدوس السلام {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}.
أوامرهم التي يأمرون بها أتباعهم متضمنة لفساد البلاد والعباد , ونواهيهم عما فيه صلاحهم في المعاش والمعاد , وأحدهم تلقاه بين جماعة أهل الإيمان في الصلاة والذكر والزهد والاجتهاد {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}.
فهم جنس بعضه يشبه بعضا. يأمرون بالمنكر بعد أن يفعلوه , وينهون عن المعروف بعد أن يتركوه , ويبخلون بالمال في سبيل الله ومرضاته أن ينفقوه. كم ذكرهم الله بنعمه فأعرضوا عن ذكره ونسوه؟ وكم كشف حالهم لعباده المؤمنين ليتجنبوه؟ فاسمعوا أيها المؤمنون {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. إن حاكمتهم إلى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين , وإن دعوتهم إلى حكم كتاب الله وسنة رسوله رأيتهم عنه معرضين , فلو شهدت حقائقهم لرأيت بينها وبين الهدى أمدا بعيدا , ورأيتها معرضة عن الوحي إعراضا شديدا {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً}.
فكيف لهم بالفلاح والهدى؟ بعد ما أصيبوا في عقولهم وأديانهم وأنى لهم التخلص من الضلال والردى! وقد أشترا الكفر بإيمانهم فما أخسر تجارتهم البائرة! وقد استبدلوا بالرحيق المختوم حريقاً {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً}.
نشب زقوم الشبه والشكوك في قلوبهم فلا يجدون له مسيغاً {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً}.
(يُتْبَعُ)
(/)
تباًّ لهم , ما أبعدهم عن حقيقة الإيمان! وما أكذب دعواهم للتحقيق والعرفان. فالقوم في شأن وأتباع الرسول في شأن! لقد أقسم الله جل جلاله في كتابه بنفسه المقدسة قسما عظيما يعرف مضمونه أولو البصائر. فقلوبهم منه على حذر إجلالا له وتعظيماً , فقال تعالى تحذيرا لأوليائه وتنبيها على حال هؤلاء وتفهيماً {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}. تسبق يمين أحدهم كلامه من غير أن يعترض عليه , لعلمه أن قلوب أهل الإيمان لا تطمئن إليه؛ فيتبرأ بيمينه من سوء الظن به وكشف ما لديه. وكذلك أهل الريبة يكذبون , ويحلفون ليحسب السامع أنهم صادقون {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
تباًّ لهم , برزوا إلى البيداء مع ركب الإيمان. فلما رأوا طول الطريق وبعد الشقة نكصوا على أعقابهم ورجعوا , وظنوا أنهم يتمتعون بطيب العيش ولذة المنام في ديارهم فما متعوا به ولا بتلك الهجعة انتفعوا. فما هو إلا أن صاح بهم الصائح فقاموا عن موائد أطعمتهم والقوم جياع ما شبعوا. فكيف حالهم عند اللقاء؟ وقد عرفوا ثم أنكروا , وعموا بعد ما عاينوا الحق وأبصروا {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ}.
أحسن الناس أجساماً , وأخلبهم لساناً , وألطفهم بياناً , وأخبثهم قلوباً , وأضعفهم جناناً؛ فهم كالخشب المسندة التى لا ثمر لها. قد قلعت من مغارسها فتساندت إلى حائط يقيمها , لئلا يطأها السالكون {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
يؤخرون الصلاة عن وقتها الأول إلى شرق الموتى (4)؛ فالصبح عند طلوع الشمس والعصر عند الغروب , وينقرونها نقر الغراب؛ إذ هي صلاة الأبدان لا صلاة القلوب. ويلتفتون فيها التفات الثعلب , إذ يتيقن أنه مطرود مطلوب. ولا يشهدون الجماعة بل إن صلى أحدهم ففي البيت أو الدكان! وإذا خاصم فجر , وإذا عاهد غدر , وإذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا ائتمن خان. هذه معاملتهم للخلق , وتلك معاملتهم للخالق. فخذ وصفهم من أول المطففين وآخر والسماء والطارق , فلا ينبئك عن أوصافهم مثل خبير {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} فما أكثرهم! وهم الأقلون وما أجبرهم! وهم الأذلون وما أجهلهم! وهم المتعالمون وما أغرهم بالله! إذ هم بعظمته جاهلون {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ}.
إن أصاب أهل الكتاب والسنة عافية ونصر وظهور ساءهم ذلك وغمهم! وإن أصابهم ابتلاء من الله وامتحان يمحص به ذنوبهم ويكفر به عنهم سيئاتهم أفرحهم ذلك وسرهم! وهذا يحقق إرثهم وإرث من عداهم , ولا يستوي من موروثه الرسول ومن موروثهم المنافقون {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ، قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} وقال تعالى في شأن السلفين المختلفين , والحق لا يندفع بمكابرة أهل الزيغ والتخليط {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
كره الله طاعاتهم لخبث قلوبهم وفساد نياتهم فثبطهم عنها وأقعدهم , وأبغض قربهم منه وجواره , لميلهم إلى أعدائه؛ فطردهم عنه وأبعدهم. وأعرضوا عن وحيه فأعرض عنهم , وأشقاهم وما أسعدهم. وحكم عليهم بحكم عدل لا مطمع لهم في الفلاح بعده , إلا أن يكونوا من التائبين فقال تعالى {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} ثم ذكر حكمته في تثبيطهم وإقعادهم , وطردهم عن بابه وإبعادهم , وأن ذلك من لطفه بأوليائه وإسعادهم , فقال وهو أحكم الحاكمين {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.
ثقلت عليهم النصوص فكرهوها , وأعياهم حملها فألقوها عن أكتافهم ووضعوها , وتفلتت منهم السنن أن يحفظوها فأهملوها , وصالت عليهم نصوص الكتاب والسنة فوضعوا لها قوانين ردوها بها ودفعوها. ولقد هتك الله أستارهم , وكشف أسرارهم , وضرب لعباده أمثالهم؛ واعلم أنه كلما انقرض منهم طوائف خلفهم أمثالهم , فذكر أوصافهم لأوليائه ليكونوا منها على حذر. وبينها لهم. فقال {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}.
هذا شأن من ثقلت عليه النصوص , فرآها حائلة بينه وبين بدعته وهواه؛ فهي في وجهه كالبنيان المرصوص , فباعها بمحصل من الكلام الباطل , واستبدل منها بالفصوص , فأعقبهم ذلك أن أفسد عليهم إعلانهم وإسرارهم {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ، فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}.
أسروا سرائر النفاق فأظهرها الله على صفحات الوجوه منهم , وفلتات اللسان , ووسمهم لأجلها بسيماء لا يخفون بها على أهل البصائر والإيمان , وظنوا أنهم إذ كتموا كفرهم وأظهروا إيمانهم راجوا على الصيارف والنقاد! كيف؟ والناقد البصير قد كشفها لكم {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ، وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}.
فكيف إذا جمعوا ليوم التلاق , وتجلى الله - جل جلاله - للعباد وقد كشف عن ساق؟ ودعوا إلى السجود فلا يستطيعون {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ}.
أم كيف بهم إذا حشروا إلى جسر جهنم؟ وهو أدق من الشعرة , وأحد من الحسام , وهو دحض مزلة , مظلم لا يقطعه أحد إلا بنور يبصر به مواطيء الأقدام؛ فقُسمت بين الناس الأنوار وهم على قدر تفاوتها في المرور والذهاب , وأعطوا نوراً ظاهراً مع أهل الإسلام. كما كانوا بينهم في هذه الدار يأتون بالصلاة والزكاة والحج والصيام. فلما توسطوا الجسر عصفت على أنوارهم أهوية النفاق؛ فأطفأت ما بأيديهم من المصابيح؛ فوقفوا حيارى لا يستطيعون المرور؛ فضرب بينهم وبين أهل الإيمان بسور له باب. ولكن قد حيل بين القوم وبين المفاتيح , باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة , وما يليهم من قبلهم العذاب والنقمة , ينادون من تقدمهم من وفد الإيمان , ومشاعل الركب تلوح على بعد كالنجوم. تبدو لناظر الإنسان {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} لنتمكن في هذا المضيق من العبور؛ فقد طفئت أنوارنا , ولا جواز اليوم إلا بمصباح من النور {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً} حيث قسمت الأنوار. فهيهات الوقوف لأحد في مثل هذا المضمار! كيف نلتمس الوقوف في هذا المضيق؟ فهل يلوي اليوم أحد على أحد في هذا الطريق؟ وهل يلتفت اليوم رفيق إلى رفيق؟ فذكروهم باجتماعهم معهم وصحبتهم لهم في هذه الدار كما يذكر الغريب صاحب الوطن بصحبته له في الأسفار {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} نصوم كما تصومون ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ونصلي كما تصلون , ونقرأ كما تقرؤون , ونتصدق كما تصدقون , ونحج كما تحجون؟ فما الذي فرق بيننا اليوم حتى انفردتم دوننا بالمرور؟ {قَالُوا بَلَى} ولكنكم كانت ظواهركم معنا وبواطنكم مع كل ملحد , وكل ظلوم كفور {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ، فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
لا تستطل أوصاف القوم؛ فالمتروك - والله - أكثر من المذكور. كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم , لكثرتهم على ظهر الأرض وفي أجواف القبور. فلا خلت بقاع الأرض منهم لئلا يستوحش المؤمنون في الطرقات , وتتعطل بهم أسباب المعايش , وتخطفهم الوحوش والسباع في الفلوات. سمع حذيفة - رضي الله عنه - رجلا يقول: اللهم أهلك المنافقين فقال: " يا ابن أخي لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك ".
تالله لقد قطع خوف النفاق قلوب السابقين الأولين لعلمهم بدقة وجله وتفاصيله وجمله. ساءت ظنونهم بنفوسهم حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين. قال عمر بن الخطاب لحذيفة - رضي الله عنهما -: " يا حذيفة , نشدتك بالله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم؟ قال: لا , ولا أزكي بعدك أحدا " وقال ابن أبي مليكة: " أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه , ما منهم أحد يقول إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل " ذكره البخاري. وذكر عن الحسن البصري: " ما أمنه إلا منافق وما خافه إلا مؤمن " ولقد ذكر عن بعض الصحابة أنه كان يقول في دعائه: " اللهم إني أعوذ بك من خشوع النفاق. قيل وما خشوع النفاق؟ قال أن يرى البدن خاشعاً والقلب ليس بخاشع ".
تالله لقد ملئت قلوب القوم إيماناً ويقيناً , وخوفهم من النفاق شديد , وهمهم لذلك ثقيل , وسواهم كثير منهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم؛ وهم يدعون أن إيمانهم كإيمان جبريل وميكائيل!.
زرع النفاق ينبت على ساقيتين: ساقية الكذب , وساقية الرياء. ومخرجهما من عينين: عين ضعف البصيرة , وعين ضعف العزيمة. فإذا تمت هذه الأركان الأربع: استحكم نبات النفاق وبنيانه؛ ولكنه بمدارج السيول على شفا جرف هار؛ فإذا شاهدوا سيل الحقائق يوم تبلى السرائر , وكشف المستور , وبعثرما في القبور , وحصل ما في الصدور , تبين حينئذ لمن كانت بضاعته النفاق , أن حواصله التي حصلها كانت كالسراب {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
قلوبهم عن الخيرات لاهية , وأجسادهم إليها ساعية , والفاحشة في فجاجهم فاشية. وإذا سمعوا الحق كانت قلوبهم عن سماعه قاسية. وإذا حضروا الباطل وشهدوا الزور انفتحت أبصار قلوبهم وكانت آذانهم واعية.
فهذه - والله - أمارات النفاق. فاحذرها أيها الرجل قبل أن تنزل بك القاضية. إذا عاهدوا لم يفوا , وإن وعدوا أخلفوا , وإن قالوا لم ينصفوا , وإن دعوا إلى الطاعة وقفوا , وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدفوا , وإذا دعتهم أهواؤهم إلى أغراضهم أسرعوا إليها وانصرفوا! فذرهم وما اختاروا لأنفسهم من الهوان , والخزي والخسران. فلا تثق بعهودهم , ولا تطمئن إلى وعودهم , فإنهم فيها كاذبون , وهم لما سواها مخالفون {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ، فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ، فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ} .. )) (5).
---------------------------------
1/ هذا الكلام يشير به إلى أهل التأويل " الأشاعرة " في تعاملهم مع نصوص الوحيين.
2/ السكة: الحديدة التي تطبع عليها الدراهم ثم قيل للدراهم المضروبة سكة لأنها ضربت بها. غريب الحديث للخطابي.
3/ المعنى أنهم يحملون الكتاب والسنة ولا يعملون بنصوصها حق العمل وهو إجراء آيات وأحاديث الصفات على ظاهرها كما كان عليه السلف في العقيدة.
4/ نقل المحقق: أن هذا الكلام عبارة عن أثر مروي في صحيح مسلم عن ابن مسعود – رضي الله عنه -.
5/ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين , ج1 ص607 , تأليف / أبي عبدالله محمد بن قيم الجوزية , دار طيبة , تحقيق /عبد العزيز الجليل.(/)
الأسباب الحقيقية لاستهداف الجمعيات الخيرية الإسلامية د. محمد مورو ....... هام جدا جدا
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 10:34]ـ
الأسباب الحقيقية لاستهداف الجمعيات الخيرية الإسلامية
د. محمد مورو
المتتبع للإجراءات الأمريكية، ومن ثم الغربية، وما تفرض على بعض الحكومات العربية والإسلامية أن تتخذه حيال الجمعيات الخيرية الإسلامية؛ يكتشف للوهلة الأولى أن المسألة عميقة جداً واستراتيجية، وليست مجرد رد فعل طارئ يأخذ مداه ثم يهدأ ويسكن، وسوف يتأكد من أن الحرب على الجمعيات الخيرية الإسلامية هي حرب عالمية على الإسلام ديناً وحضارة وقيماً وسلوكاً وجهاداً.
ولعل من المفيد هنا أن ننقل عن فضيلة الشيخ (صالح الحصين) استقراء نقله بدوره عن باحثٍ وضع فرضية مبدئية وأدخلها في حاسبه الشخصي، وظل يرصد الأحداث وتصريحات السياسيين التي لها صلة بهذه الفرضية، وكان يدهشه أن الوقائع ظلت تؤيد فرضيته؛ لقد بنى هذه الفرضية في شكل هرم قسّمه إلى ثلاثة أقسام، ثم كتب على ثلثه الأعلى الجهاد، وعلى ثلثه الأوسط المؤسسات الخيرية والمؤسسات المالية، وعلى قاعدته القيم والمبادئ، وقد افترض أن الغارة على الإسلام في صراع الحضارات سوف يكون هدفها الأول الجهاد، وهدفها الأخير القيم والمبادئ، مروراً بالمؤسسات الخيرية والمالية.
فهل تلك الفرضية التي افترضها هذا الباحث من الدقة والذكاء بحيث تلخص المسألة كلها: حقيقتها، أهدافها، آلياتها؟.
قبل أن نسهب في شرح ذلك يجب أن نضع بعض الملاحظات حول الحرب الأمريكية والغربية على الجمعيات الخيرية ..
- أن خطاب العولمة المزعومة وخطاب قادة الفكر والسياسيين في الغرب؛ بل حتى مشروعات ومبادرات الإصلاح المزعوم التي يتقدم بها الرؤساء والباحثون، ومراكز الأبحاث ودوائر وزارات الخارجية ... الخ، وآخرها مبادرة الشرق الأوسط الكبير؛ كلها أكدت ضرورة دعم ما يسمى بالمجتمع المدني - غير الحكومي - باعتباره إحدى ركائز الديمقراطية وأحد أهم بنود الأجندة العالمية حالياً، وبديهي أن من يدعم المجتمع المدني لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يمنع هو هذا المجتمع المدني أو يصادر جمعيات خيرية هي إحدى خصائص هذا المجتمع المدني المزعوم، أو يدعو الحكومات العربية والإسلامية إلى بسط سيطرتها على تلك الجمعيات .. إنه تناقض صارخ، وازدواج معايير واضح، وهذا يكشف حقيقة الأجندة الأمريكية الغربية بخصوص هذا المجتمع المدني المزعوم؛ فالمطلوب دعم الجمعيات والهيئات والمؤسسات غير الحكومية التي تعمل وفق الخطط والبرامج الغربية، والتي تتلقى تمويلاً من الجهات الغربية، أي التي تعمل في إطار خدمة المشروع (الأمريكي - الصهيوني) بوعي أو بدون وعي؛ أما من يعمل مستقلاً في التمويل، مستقلاً في الأهداف، غير منضبط تماماً على نغمة الأجندة الأمريكية فهو مرفوض ومتهم بالإرهاب، وسوف تصدر القرارات بمنعه ومصادرته وهكذا فإن الحرب الأمريكية الغربية على الجمعيات الأهلية الخيرية الإسلامية كشفت ضمن ما كشفت عن نفاق أمريكي وغربي واضح.
- ليس المطلوب إذاً جمعيات تساعد الفقراء، أو تعين المحتاجين أو تحفر الآبار في إفريقيا وآسيا، أو تساعد ضحايا العدوان الصهيوني على الفلسطينيين، أو تبني المساجد أو ترعى الأيتام؛ بل المطلوب جمعيات تهدم القيم عن طريق تحريض المرأة على الخروج على تعاليم الإسلام، أو التمهيد للقبول بالكيان الصهيوني بدعوى القبول بالآخر، أو الترويج للقيم الأمريكية بدعوى أنها قيم عالمية ..
وهكذا فإن أول أهداف الحرب على الجمعيات الخيرية الإسلامية هو منع امتداد المجتمع الأهلي الصحيح وإزاحته ليحل محله المجتمع الأهلي المزيف والعميل.
هذا بالطبع لخدمة المشروع الأمريكي، وهو أيضاً إحساس داخلي عميق بخطورة المجتمع الأهلي الإسلامي مُمثلاً في الجمعيات الخيرية، لأن آلية العدوان الأمريكي قادرة على السيطرة على كل ما هو حكومي ومعروف ومبرمج، أما العمل الأهلي فهو الأكثر صعوبة والأقدر على الاستمرار وخلق حالة من المقاومة أو الصمود أو الرفض، وتحقيق نوع من المناعة للمجتمعات ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- أن استخدام عنوان الإرهاب كذريعة للحرب على الجمعيات الخيرية الإسلامية أمر لم يكن لينطلي على أحد؛ فالكلمة نفسها تستخدم بمناسبة وبدون مناسبة لوصف كل مناهض لأمريكا وإسرائيل؛ بل أصبحت الكلمة والتهمة تستخدم من قبل كل من يريد استعداء أمريكا وإسرائيل والغرب، على جماعة أو دولة أو فرد لترهيب خصومه أو إسكاتهم، وبديهي فإن الحرب على الإرهاب لا علاقة لها بالعمل الخيري أساساً، ويمكن محاسبة كل فرد أو مجموعة على الأخطاء-لو كان الاتهام صحيحاً- دون المساس بالفكرة أو العمل الخيري عموماً. على كل حال؛ فإن ما لاحظناه حول استخدام كلمة الإرهاب بطريقة فجة وممجوجة ومزدوجة المعايير ومنافقة هو في حد ذاته دليل على تهافت التهمة الموجهة للجمعيات الخيرية الإسلامية.
- يربط البعض عادة بين الحرب على الجمعيات الإسلامية أو الإسلام أو المظاهر الإسلامية وبين أحداث 11 سبتمبر 2001، وهو ربط غير صحيح من وجهة نظرنا؛ فلا علاقة سببية بين الاثنين؛ بل يمكن القول إن الحادث قد استُخدم كذريعة أو تبرير أو مناسبة لتصعيد الهجوم على المظاهر الإسلامية، والحقيقة أن هناك وجداناً صليبياً غربياً معروفاً، يمثل الظاهرة الرئيسة في التاريخ الغربي كله، وقد تخفت حدته أحياناً بسبب وجود تناقضات ثانوية (كالتناقض السابق بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا)، ولكن ما إن يتم حل هذه التناقضات الثانوية حتى يبرز التناقض الأساسي والجوهري، وهكذا فإن الحرب على الإسلام والظواهر الإسلامية لم تتوقف منذ ظهور الإسلام وحتى اليوم، وهذه طبيعة الصراع الإسلامي/ الشيطاني، ولكن المناسبة الأكبر لتسارع وتيرة هذه الحرب هو سقوط الاتحاد السوفييتي السابق والمنظومة الشيوعية وليس أحداث 11 سبتمبر.
- أن من المعروف في قواعد مناهضة أية فكرة أو حركة ضرورة ضرب حلقاتها الوسيطة باعتبارها الرابط بين الجذر والثمار المرجوة؛ لأن من المستحيل عملياً اقتلاع الجذور، أو أن ذلك صعب جداً. أما قطع الساق فهو الطريق الأسهل لمنع ظهور الثمار، وهكذا ووفقاً لفرضية الباحث المذكور سابقاً بأن الجمعيات الخيرية هي الحلقة الوسيطة بين القيمة والجهاد؛ فإن ضرب الإسلام يقتضي ضرب تلك الحلقة الوسيطة.
- وهل من المفيد هنا انطلاقاً من النقطة السابقة أن نبحث عن الأسباب العامة والخاصة الاستراتيجية والتكتيكية لضرب الجمعيات الخيرية الإسلامية، فهي تأتي في الصراع الحضاري الممتد في التاريخ والجغرافيا بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية؛ أي في إطار الصراع بين فكرة التوحيد والعدل والحرية واللا عنصرية والتسامح، وبين العنف والقهر والنهب والوثنية والعنصرية والظلم وازدواج المعايير، وهي تأتي في محاولة فرض قبول الرأسمالية على العالم، وذلك أنه بعد انهيار الشيوعية وثبوت فشلها نظرياً وفلسفياً وتطبيقياً؛ فإن المنظومة الإسلامية هي الوحيدة المرشحة لمناهضة الرأسمالية؛ ليس بالنسبة للمسلمين فقط؛ بل بالنسبة لكل سكان العالم المتضررين من الرأسمالية، لأن الإسلام يمتلك خطاباً عالمياً وإنسانياً، ويمتلك خطاباً منحازاً للمستضعفين والفقراء، وينصفهم ولا يظلمهم، ويمتلك خطاباً غير عنصري، وهو بهذه المثالية يمكن أن يكون إيديولوجية للمستضعفين في العالم، والراغبين في مناهضة العولمة والرأسمالية، بالإضافة إلى كونه ديناً، ومنظومة قيمية للمسلمين تَحُول دون خضوعهم أو قبولهم بالانصياع للقيمة الغربية والأمريكية، وهكذا فهو الأساس الصحيح لظهور الرفض والمقاومة، وعدم الانصياع وتعطيل مشروع الهيمنة (الأمريكي – الصهيوني) على العالم، وبالتالي فإن ضرب وتصفية الجمعيات الخيرية الإسلامية هو نوع من الحرب الاستباقية على الدور الإسلامي المتوقع، وهو نوع من الحرب الدعائية الإعلامية غير المباشرة، فبدلاً من أن تقوم تلك الجمعيات بتزويد المجتمعات الإسلامية بقدر أكبر من القدرة على الاستمرار والصمود، ونشر القيم الإسلامية، وبدلاً من أن يتم الحديث عن الإسلام باعتباره يرعى اليتيم، ويساعد الفقير، ويُبقي بئر الماء، ويساعد على التعليم؛ يتم الحديث عنه فقط - زوراً - بلفظ الإرهاب والعنف والبربرية؛ وبالتالي تنجح الحملة العالمية الأمريكية الصهيونية في تشويه صورة الإسلام وحصاره.
بالإضافة إلى ذلك فإن العمل الخيري الإسلامي هو نوع من المانع الضروري لشل قدرة جماعات التنصير والتغريب عن العمل، والتي تخدع الناس وتحاول شراء وجدانهم بالمساعدات، ومن المعروف أن هناك علاقة جدلية بين التنصير والاستعمار فكلاهما يخدم الآخر، وكل منهما يؤدي إلى الآخر، وبالتالي فإن إزاحة العوائق من أمام المنصَّرين هدف أمريكي استعماري صهيوني مباشر واستراتيجي، وفي هذا الصدد؛ فإن الحرب على الجمعيات الخيرية تصبح ضرورية لنجاح مخطط التنصير.
بالطبع فإن العمل الخيري الإسلامي تقع فيه أخطاء ولكن الأخطاء يمكن إدراكها ومعرفتها وحلها ولن يخلو عمل بشري من الأخطاء قط، ونزعم أن العمل الخيري الإسلامي هو الأفضل من حيث شفافيته، ولكن الأخطاء فيه نادرة بالنسبة للجمعيات الخيرية اليهودية أو المسيحية، ورغم كل الفضائح والجرائم التي ارتكبتها الجمعيات المسيحية واليهودية؛ فإن أحداً لم يطالب بإلغائها أو تصفيتها وهكذا فإن تهافت مبررات الحرب على الجمعيات الخيرية الإسلامية تُبَيّن أن المسألة حرب على الإسلام تأخذ أشكالاً متعددة؛ منها الحرب على الجمعيات الخيرية الإسلامية!.
http://www.almoslim.net/node/119180 (http://www.almoslim.net/node/119180)(/)
دمج الصفوف الأولية عمل غير صالح وخطوة لها ما بعدها، فنأمل إلغاءه
ـ[علي التمني]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 06:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أجد أي مبرر تربوي أو مصلحي في دمج طلاب الصفوف الأولية الذكور مع الطالبات في مدارس البنات في بلادنا حفظها الله وأدام أمنها وخيرها.
وهذه الخطوة التي اتخذتها الوزارة والتي ستطبق مبدئيا في بعض المدارس الخاصة، لا نجد لها أي سند من مصلحة أو فائدة، بل كل المؤشرات تدل على أنها إجراء خاطئ، وقفزة في الظلام، غير مبالية بمصالح البلاد وحقائق منهجها وسياساتها وأسسها.
إن فصل النساء عن الرجال في التعليم والعمل في هذه البلاد نعمة من الله تعالى ومنحة لم تذق طعمها بلدان إسلامية كثيرة ابتليت بتراث الاستعمار الذي غرس غرسات شوهاء وترك بصمات شلاء في تلك البلدان، وأهلها يغبطون هذه البلاد وأهلها ان هيأ لها هذه النعم العظيمة ومنها عدم خلط الطلاب بالطالبات في التعليم وكذا النساء والرجال في التعليم والعمل.
إن تجرية هذه البلاد العظيمة في التعليم حرية بأن تجد طريقها إلى بلدان إسلامية كثيرة، وكان الحرى بالوزارة ألا تجحد هذه النعمة وهذا التوفيق لتستبدل به الذي أسوأ، وها هي بلدان إسلامية كثيرة تجاهد نفسها للتخلص من إرث الاستعمار والتغريب لتعود بالتعليم والعمل إلى جادة الصواب وطريقة وهدي الإسلام.
وإننا لنسأل وزارة التربية والتعليم أين الخلل الذ اكتشفته حتى تعالجه بهذه الخطوة المؤلمة؟ إن تعليمنا كان يسير سيرا حسنا في هذه الناحية، ولم تظهر أبدا مشكلة من فصل الذكور عن الإناث في التعليم، بل ستظهر هذه المشكلات إذا لم يلغ هذا القرار والإجراء المتعسف غير المسؤول، وكان على الوزارة ألا تضيف لمشكلات التعليم في بلادنا مشكلة جدديدة، فمشكلات التعليم في بلادنا كثيرة وخطيرة، وكان الحرى بالوزارة أن تحل القائم منها وأن تواجه هذا الضعف الواضح في مخمخرجات التعليم في بلادنا - ومناقشة قضايا التعليم ليست خاصة بالوزارة بل هو واجب كل سعودي لأن الجميع في سفينة واحدة - أو تسعى للتقليل من اخطارها، لا أن تضيف مشكلة، بل طامة جديدة.
إن الذي نعلمه جميعا هو أن الجهات المشرفة على قطاعات البلاد المختلفة لا تبحث عن المتاعب، بل تبحث عن الحلول، وتبحث عن النجاحات، أما دمع الذكور بالإناث في التعليم فهو بحث عن المتاعب للبلاد بصورة عامة وليس للتعليم فحسب، والذي نأمله من الوزارة أن تلغي هذا القرار والإجراء المنافي لأسس البلاد ولسياسة التعليم فيها ولقرارات ولاة الأمر وفقهم الله وسددهم في هذا الشأن.
علي التمني
أبها في 29/ 10/1430
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 06:48]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو فهد الأحمد]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 11:09]ـ
الوزارة تقول لايوجد اختلاط والأمر لايعدو الأمر كونه تدريس معلمة لطلاب!!!(/)
عبدالقادر الجيلاني والصوفية .. للإمام / عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين (رحمه الله)
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 08:02]ـ
الفتوى
(1118)
موضوع الفتوى
عبد القادر الجيلاني والصوفية
السؤال
س: هل الشيخ عبد القادر الجيلاني من غلاة الصوفية؟ أم أنه وَلِيٌّ صالحٌ، وزهده معتدل كما يقال؟
الاجابة
كان الشيخ عبد القادر من المعتدلين في التصوف، وحصل له كرامات كما حصلت لغيره. ولكن الصوفية بعده غلوا فيه، وكذبوا عليه، وحكوا عنه قصصا لا أساس لها من الصحة، حتى عبدوه مع الله، واعتقدوا فيه أنه يعلم الغيب، وأنه يتصرف في الكون، وأنه يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، زين لهم الشيطان سوء أعمالهم وأفسد عليهم توحيدهم، وعلينا أن نرجع إلى ترجمة الشيخ في كتب المؤرخين كابن كثير والذهبي لنجد فيها القول الصحيح في حق هذا الشيخ، والله أعلم.
عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 11:55]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله الشيخ وغفر له
ترجمة عبد القادر الجيلاني بين الحقيقة والوهم ( http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=101)
حقيقة الطريقة القادرية!!! وعقيدة الشيخ عبد القادر الجيلاني السلفية ( http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1167)
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 11:55]ـ
بارك الله فيك .. أنا من الأعضاء في الموقع المذكور
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 03:01]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم،،،
يشرّفنا تواجدكم المبارك
ـ[عاشق الدين]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 07:13]ـ
جزاكم الله كل خير على هذ التوضيح: والله إن المغالات والبدع التي نسمعها ونراها ليشيب منها الرأس حسبنا الله ونعم الوكيل(/)
?•? حوارٌ مفتوح مع د. عبدالكريم بكار ??
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 11:05]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
في ليلة مختلفة يلفّها الألق ? ?
و في خطوٍ فريدٍ نحو السماء , تغمر النجوم أولى محطّاته
بين غرفة http://room.ma3ali.name/upload/up_down/1769936680Untitled-15.jpg الصوتية ووطن القرّاء يمتدّ حبل التعاون في استقبالِ ضيفٍ مختلفٍ بكل المقاييس
ليصحبنا واياكم في فضاءات الفكرِ الشاسعة ? ?
جادت السُحب في لقاءِ المفكر الإسلامي المعروف ? ?
د. عبد الكريم بكار
- د. عبد الكريم بن محمد الحسن بكار أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي،
حيث يسعى إلى تقديم طرح مؤصل ومجدد لمختلف القضايا ..
ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة والفكر والتربية والعمل الدعوي ..
وللدكتور بكار حوالي ثلاثين كتاباً في هذا المجال، لقي الكثير منها رواجاً واسعاً
في مختلف دول العالم العربي، كما قدم
د. بكار للمكتبة الصوتية أكثر من مائة ساعة صوتية مسجلة
ومنشورة في مكتبات التسجيلات الصوتية ||
? ?
في لقائنا المفتوح هذا، نعرج على أهم سمات القدوة .. وحديثٍ عن الأمّة وأملها وننتقل بين هذا العبق وذاك
لنسد الفراغ ونمحو الضبابية التي يعيشها الشباب اليوم
يدير الدفّة الفاضل: إحساس
مع هذا وأكثر نكون على الموعد يوم السبت 5 - 11 - 1430 هـ في تمام الساعة 9:30 م
يستمر اللقاء قرابة الساعة بعدها سيكون المجال مفتوحًا لأسئلتكم في هذا الموضوع ..
على الموعد ننتظركم!
وبتشريفكم و حضوركم نسعد ُ .. ونسعد
http://forum.ma3ali.net/t647296.html(/)
العالمون والمتعالمون! لفضيلة الشيخ /ناصر العمر
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 05:53]ـ
أ. د. ناصر العمر | 2/ 11/1430
موقع المسلم
إن المسؤولية على أهل العلم عظيمة وواجبهم تجاه الأمة كبير
ولاسيما في هذه الأزمان التي قبض فيها كثير من العلم بموت
أهله، وتصدر فيها رؤوس جهال ضلوا وأضلوا، وهؤلاء واجب
على أولي الأمر من العلماء والأمراء التصدي لهم، قال الإمام
ابن القيم: "من أفتى الناس وليس بأهل للفتوى فهو آثم عاص
ومن أقره من ولاة الأمور على ذلك فهو آثم أيضاً، قال أبو الفرج
ابن الجوزي رحمه الله: ويلزم ولي الأمر منعهم كما فعل بنو
أمية، وهؤلاء بمنزلة من يدل الركب وليس له علم بالطريق،
وبمنزلة الأعمى الذي يرشد الناس إلى القبلة، وبمنزلة من لا
معرفة له بالطب وهو يطب الناس، بل هو أسوأ حالا من هؤلاء
كلهم، وإذا تعين على ولي الأمر منع من لم يحسن التطبب من
مداواة المرضى، فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة ولم يتفقه في الدين!
وكان شيخنا رضي الله عنه، شديد الإنكار على هؤلاء، فسمعته
يقول: قال لي بعض هؤلاء، أجُعلت محتسباً على الفتوى! فقلت
له: يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب! " (1).
إننا لا ندعو إلى إضفاء هالة من الإلهية على أحد من البشر، (مَا
كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ
كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ
تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ
الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 79 - 80].
بل لا ندعي العصمة من الخطأ لأحد من بني آدم فكلهم خطاء،
ولعله ليس في أهل الإسلام من يدعي العصمة لأفراد العلماء،
حتى الشيعة الإثني عشرية إنما يقولون بعصمة الأئمة ولا إمام
لهم مذ غاب منتظرهم في السرداب، وقد يتوجه لديهم قول
بعصمة الفقيه صاحب الولاية خاصة على قول من يرى ولاية الفقيه منهم.
وقد أبى الله العصمة إلاّ لكتابه –كما قال الشافعي- لكن لايعني
ذلك أن يفتح المجال لكل جاهل ودعي حتى يجادل الربانيين
الذين يعلمون الكتاب ويدرسونه، ولو قام في دنيا الناس اليوم
صحفي يهدم أركان نظرية فيثاغورث في حساب المثلثات، أو
ينتقد آينشتاين في النظرية النسبية، أو يقترح علاجاً لمرض
عضال خلاف ما قالت الأطباء، أو يحذر مما نصح به المختصون
أفلا ينبغي أن يضرب بيد من حديد على يده المفسدة؟ فكيف
يسوغ إذاً أن يقبل تنظير جاهل أو مثقف أو طويلب علم ورده
على المختصين من أهل الشريعة، أليس إفساد أديان الناس أشد خطراً من إفساد دنياهم؟
بلى وربي. دخل مالك –إمام المسلمين- على ربيعة فوجده يبكي
فقال: ما يبكيك وارتاع لبكائه. فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟
قال: لا ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر
عظيم! قال ربيعة: وبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من
السُرَّاق.
إي والله: ظهر في الإسلام أمر عظيم، قال ابن الصلاح [ت:
643] في أدب المفتي بعد أن نقل هذا الخبر: "رحم الله ربيعة
كيف لو أدرك زماننا؟ " (2)، وأقول: رحمهم الله كيف لو رأوا
صحافتنا وكم المتعالمين الوالغين في الدين.
لقد بكى ربيعة وارتاع مالك وتوجع ابن الصلاح وتحرك نحو
الإنكار حركة إيجابية ابن تيمية وهذا ينبغي أن نكون.
لقد اجتهد ونظر في الدين طلاب علم مبتدئون فقاد بعضَهم
التنظيرُ إلى الافتيات على العلماء ومن ثم التفجير في بلاد
إسلامية وتكفير للمسلمين باسم الإصلاح، فكان جزاؤهم أن
ضربوا على أيديهم بيد من حديد، وكذلك ينبغي أن يضرب هؤلاء
المبتدئون الذين شَطُّوا جهة اليسار كما ضرب من شط جهة
اليمين فجميعهم مفسدون وإن قالوا: (إنما نحن مصلحون)!
أولئك يبعثون أفكاراً خارجية فيقتلون ويدمرون، وهؤلاء يبعثون
أفكاراً غربية فيروجون للإفساد بل يفسدون ويحاربون أحكام الله
وشريعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله تعالى: (إِنَّمَا
جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن
يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ
مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
وعوداً على ما سلف لقد علمت الدولُ والمجتمعات أهمية وجود
مرجعية تعنى بنتاج التخصصات المختلفة، فلا دواء ينزل
الأسواق ما لم يجز من وزارة الصحة، ولابناء ينشأ ما لم تجز
خرطه هيئة معمارية مختصة، فكيف يؤذن إذاً لشرذمة من
الجهلة بالكتابة في أمور الدين، بل وفي الرد على من يفترض
أن يكونوا نظاراً شرعيين حاكمين على أمثالهم من المتغولين على الشريعة.
... ومن نظر اليوم في واقع كثير من بلاد الإسلام لمس أثر
غياب أهل العلم –أو تغييبهم- وتصدر الجهال أو تصديرهم،
ولتدارك آثار ذلك فلابد من تفعيل دور العلماء وإظهار نجوم السماء لتستدل بهم الأمة في سيرها.
ولابد كذلك من أن يعي قادة السفينة مكان أولئك، فيتوجهون
بتوجيههم ويلتزمون إشاراتهم، ويحمون مكانتهم، حتى يصل
الناس إلى بر السلامة وشاطئ الأمان.
وهذا يتطلب من أهل العلم مبادرة وبذلاً وعملاً، وكذلك من
العقلاء الراغبين في النجاة الحادبين على الأمم والمجتمعات
المدركين لمحل أهل العلم من سائر الناس (*).
________________
(1) إعلام الموقعين 4/ 217.
(2) ينظر أدب المفتي ص20.
(*) أصل هذه المقالة جزء من بحث قدم للتقرير الارتيادي للبيان عام 1427هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 12:45]ـ
أحسن الله اليك على هدا الموضوع المهم فقد تطاولت ألسن الجهال في جميع أنحاء العالم على محاربة الفهم الصحيح لديننا الا سلامي الحنيف ولا غرو فهدا نوع من الا ستعمار القديم الجديد ان صح التعبير والسلام عليكم(/)
أخطر آليات تحقيق الأماني الراندية (رؤية استشرافية)
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 03:15]ـ
أخطر آليات تحقيق الأماني الراندية (رؤية استشرافية)
د. سعد بن مطر العتيبي
أخطر آليات تحقيق الأماني الراندية
(محاولة استشرافية حاذرة نشرت في3 رجب1428، الموافق 17 - 6 - 2007 ويبدو أن كثيرا مما جاء فيها قد تحقق أو يتحقق الآن على نحو واضح)
(1/ 2)
مما لا ينبغي الاختلاف فيه أن من واجبنا الإسلامي الوطني أن نعرف ما يُراد لنا، وما يقال عنَّا، وما يُفترى علينا، لنشكر المنصِف ونُفنِّد افتراء المفتري، بيانا للحق وزيادة توضيح له، ونأخذ الحذر قبل وقوع الخطر امتثالا لقول الباري جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم).
وقبل الدخول في هذه المحاولة الاستشرافية الحاذرة أُنبِّه إلى مقولة لتشالز يوست ( Charles yost) جاء فيه: " الدرس الذي تعلمناه من حرب فيتنام: أن مقدرة الدول الكبرى على التدخل في الدول الأخرى بشكل فعّال قد تناقص وتضاءل في الزمان والمكان والتاريخ.ويمكن أن يتم تدخل دولة كبرى في حرب مع دولة أخرى عن طريق دولة حليفها لها، وحتى إن فعلت ذلك ستكتشف لاحقاً أن ثمن التدخل يزيد كثيراً عن الفائدة المتوخاة ... ".
ولكن يبدو أن اليمينيين الذين يحكمون أمريكا حاليا يحتاجون إلى فيتنام أخرى ليتعلموا الدرس مرّة أخرى، وهذا ما ظهرت بوادره في حروبهم التي أعلنوها بنشوة، وسخّروا مؤسساتهم البحثية في مجاراتها مهما كانت النتائج، وقد صرخ الأمريكان أنفسهم: لقد تحول العراق إلى فيتنام جديدة!!
1) ودخولاً في المراد: يُعدّ استبعاد البعد الديني - في الدراسة المستقبلية لعالمنا العربي والإسلامي، مظهراً من مظاهر الدراسات الاستشراقية الحديثة أو ما يُعبّر عنه بمدرسة المستشرقين الجدد، وقد أنصتُّ ليلةً لمحاضرةٍ كاملة من أحد هؤلاء المستشرقين، صرّح في بدايتها بأنَّه استبعد (البعد الديني) من دراسته لما يعرف بالإسلام السياسي؟! وهو موضوع محاضرته؛ فأي موضوعية يمكن أن يقنعنا بها هذا المستشرق! وقد بيّنت له في مداخلتي عليه، بأن تصريحه إفصاح عن خطأ منهجي، كشف لنا فيما بعد سرّ امتلاء محاضرته بالخلط والخبط! الذي كان محلّ تندّر الحضور بعد ذلك، وتتالت عليه المداخلات من عددٍ من الإخوة والأخوات تنتقد هذا الاستبعاد المستهجن للبعد الديني في دراسة الموضوعات والظواهر الإسلامية.
ويبدو أن (الرانديين)، لا يوافقون المستشرقين الجدد في نظرتهم هذه، ولاسيما أنهم يخدمون ما يُعرف بالمحافظين الجدد .. ولكنَّهم فكّروا وقدّروا، مستبطنين رؤية صمويل هنتجتون في صدام الحضارات! وأظنّ تقارير راند الأخيرة تشهد لما أقول، فإنَّها حملت على عاتقها محاولة إبعاد الدين لا استبعاد البعد الديني .. ويكفينا لتبيّن خطورة تقاريرها التي تتبنى هذه السياسة ما نعلمه من أنها إحدى المؤسسات المعنية بالدراسات المستقبلية والخطط الاستراتيجية الأمريكية، ومع أنَّ مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنَّ لها مكتبا فاعلاً في دولة عربية مجاورة.
ويتجلى خطرها أكثر وأكثر في استهداف تقريرها السابق تغيير الإسلام ذاته، إذ كان عنوان ذلك التقرير: (الإسلام الديمقراطي المدني: الشركاء والمصادر والاستراتيجياّت)، وقالت المشرفة على التقرير شاريل بينارد ( Cheryl Benard زوجة خليل زلماي)! مُلمِحَة إلى صعوبة المهمّة: "إنَّ تحويل ديانة عَالَم بكامله ليس بالأمر السهل. إذا كانت عملية بناء أمّة مهمّة خطيرة، فإنَّ بناء الدِّين مسألة أكثر خطورة وتعقيداً منها "
2) وعوداً على بدء، فإنَّ من المهم في علم الدراسات المستقبلية: الاهتمام بالمعلومة المؤثِّرة، حتى كان من قواعد هذا العلم قول بعض المختصين: (اصدقني في المعلومة أصدقك في التنبؤ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمَّا كانت معلومات راند حديث نفس عدائي في حرف مكتوب، صادر ممن يعلن عداوتنا، ويكشف سوء رؤيته لنا، فينبغي أن نقرأ التقرير قراءة استشرافية جادة، لا تَغفل عن المنطلق الأيديلوجي والبعد الثقافي والإسقاط التاريخي الذي ينتهجه الرانديون في وضع استراتيجيتهم ضدنا. وبالعودة لتقرير راند السابق (الإسلام الديمقراطي المدني) نجد الآلية الأخطر لتحقيق مرامي التقرير مُعلنة في العنوان كما نجد تفاصيلها في صفحاته؛ وفي مقابلة أجراها معها موقع Muslim Wakeup أكَّدت شاريل بينارد ذاتها: ضرورة دعم الحداثيين والمفكرين الذين يخدمون أهداف التقرير ومشاركتهم مشاركة فعالة، وذكرت أن هذا الدعم لا يلزم أن يكون علنياً وعلى الملأ! وحتى لو أدى هذا الدعم إلى اتهامهم بالعمالة للغرب فلا بأس؛ لأنهم مصنفين من قبل الأصوليين كأدوات للغرب على أية حال؛ لذلك فإنَّ دعمهم - على الأقل - يجعل ميدان الصراع بين الفريقين متوازنا نوعاً ما!
وإذا كان هذا قول شيريل فليصدقوها أو ليكذبوها!
3) وفي التقرير الأخير (بناء شبكات إسلامية معتدلة) جاء التصريح بإسقاط مرحلة تاريخية قريبة على فكرته التصادمية مع الإسلام وأمة الإسلام كدرس من دروس الحرب الباردة، بغية إقناع أصحاب القرار برؤيته عبر التذكير بنشوة آثار تلك الحرب ضد السوفييت، منضما بذلك إلى من يعتبرون الإسلام العدو الجديد، وهو ما لم يكتف التقرير بالإشارة إليه بوصفه دينا يحول دون الرضوخ للأمركة، والقبول بالدمقرطة المغرية بزخرف القول، دون وضعها في ميزان عدله - فحسب، وإنَّما صرّح به في ثناياه.
وهذا ما صار أمراً مكشوفا يُعلنه المفكّرون الغربيون الأحرار من التبعية للمحافظين الجدد، وللسياسة الخارجية الأمريكية، وهذا ما أكَّده Michel Bugnon -Mordont في كتابه (أمريكا المستبدة) إذ يقول: "أدركت الولايات المتحدة أن التنوع السياسي والجغرافي والتاريخي في العادات والتقاليد والمعتقدات والقوانين والثقافات يشكل حواجز و روادع إنسانية وأخلاقية أمام انتشارها فكان لابد من وضع خطط تفرض الرأي الواحد وتمحو هوية الآخرين"، وأكتفي بإيراد هذا النص، الذي يكشف لنا بعض خلفيات وضع الخطط الاستراتيجية للسياسة الأمريكية، التي تُعد مؤسسة (راند) من أهم جهات تنظيرها إن لم تكن الأهم.
4) ما أحب التركيز عليه في قراءة التقرير قراءة استشرافية، هو: لب الفكرة الراندية المتمثلة في وضع استرتيجية لتبديل الدين وتغيير أحكام شريعة رب العالمين.
ولمَّا كان القوم لهم تجربة ناجحة في تبديل دينهم المحرّف، فإنَّ من عبر التاريخ أنّ نضع خلفيتهم تلك أمام أعيننا ونحن نقرأ أفكارهم. ذلك أن علم الاستشراف يقوم على منهجيات تعتمد أمورا منها: وضع المشاهد المستقبلية (السيناريوهات) في ضوء أنماط المشاهد الماضية، وبتعبير آخر: الإفادة من التجارب الناجحة في الماضي في وضع الاستراتيجيات للمستقبل.
والتجربة الخطيرة التي لا أظنها تغيب عن المنظرين الغربيين من الليبراليين على وجه الخصوص، هي تلك الوثيقة الكنسية أو (المدونة البابوية) التي وضعتها الكنيسة الغربية لها ولأتباعها متخلية بها عن ثوابتها، وما كانت تقضي به لنفسها من حقوق وما تضعه من واجبات، لتحظر عليهم ما كان واجبا في ديانتها، وتحجِّر عليهم ما كان واسعا في نظرها، وتمنح فيه خصومها من اللادينيين مكاسب هائلة تتمثل في تخليها لهم عن الشؤون السياسية والعلمية وحتى الدينية تحت مسمى (المدنية).
وبغض النظر عن كيفية وقوع هذه التنازلات، إلا أنها وقعت! سواء كان ذلك نتيجة اختراق المجالس الكنسية من غير المتدينين بدينها، أو كان نتيجة ضغوط هائلة تمثلت في أكوام من الاتهامات الخطيرة حول ظلمها وجورها وفسادها وضعتها في موقف الدفاع الذي أدى إلى تخريب بيتها بيدها فانهارت مبادؤها التي كانت ترتسمها على مرّ حقبها التاريخية بجرة أقلام القساوسة والكهنة.
وأمَّا رؤى المشهد المستقبلي لهذا النموذج التاريخي في تحقيق الأماني الراندية، فهو ما سيكون مدار الحلقة الثانية من هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.
--------------------------------------------------------------------------------
(2/ 2)
(يُتْبَعُ)
(/)
في الحلقة الماضية أشرت إلى أنّ علم (استشراف المستقبل) يقوم على منهجيات تعتمد أموراً كثيرة، منها: وضع المشاهد المستقبلية (السيناريوهات) في ضوء أنماط المشاهد الماضية، وبتعبير آخر: الإفادة من التجارب التاريخية الناجحة في وضع استراتيجيات مستقبلية مشابهة.
كما أشرتُ إلى التجربة التاريخية الخطيرة التي لا أظنها تغيب عن المنظرين الغربيين من الليبراليين على وجه الخصوص، ألا وهي تلك الوثيقة الكنسية أو (المدونة البابوية) التي وضعتها الكنيسة الغربية لها ولأتباعها متخلية بها عن ثوابتها، وما كانت تقضي به لنفسها من حقوق وما تضعه عن نفسها وأتباعها من واجبات، لتحظر عليهم ما كان واجبا في ديانتها، وتحجِّر عليهم ما كان واسعا في نظرها، وتمنح فيه خصومها من اللادينيين مكاسب هائلة تتمثل في تخليها لهم عن الشؤون السياسية والعلمية وحتى الدينية تحت مسمى (المدنية).
ومن أهم فوائد علم الاستشراف (الدراسات المستقبلية): أنه يُعنى بكشف المشكلات المتوقعة قبل حدوثها، ليتم التهيؤ لمواجهة تلك المشاكل، ببذل الجهود البحثية ووضع التراتيب والخطط والسياسات المضادة، لمنع وقوع تلك المشكلات في بداياتها أو الحد من آثارها بعد تقدّم خطواتها؛ وهذا ما يطلق عليه بعض الباحثين: (وظيفة الإنذار المبكر).
وإذا حاولنا استشراف المشهد المستقبلي للنموذج التاريخي المشار إليه في تحقيق الأماني الراندية، وهو ما لم يصرح به التقرير المعلن لمؤسسة راند، فإننا سنصل إلى نتائج تستوجب الحذر، بل الحذر الشديد، خشية أن نقع ضحايا لخطط معلنة!
وفي بيان المشهد التاريخي، سأبدأ بعرض بعض مواد تلك الوثيقة البابوية والتنازلات الكنسية، التي وضعها المتدينون النصارى لغير المتدينين، وإن شئت فقل: قدَّمها الكنسيون للملحدين دون مقابل! وعنونها خبيرُ الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية أستاذُنا د. محمد بريش بـ (الاستبداد الديني! أو كشف اللثام عن المدونة البابوية للمحظور من الفكر والكلام – حفريات معرفية في جذور صراع الكنيسة مع العلمانية.
(لم يجانب أستاذنا الحقيقة في عنوان دراسته، فقد جاءت المادة (19) من تلك الوثيقة بتنازل كبير يمنح السلطة غير الدينية تحديد حقوق الكنيسة، وهذا نص ما جاء في المدونة البابوية!: " الكنيسة ليست مجتمعا صحيحا ومثالياً كامل الحريّة، وليست لها حقوق خاصّة ودائمة ومخوّلة لها من طرف مؤسسها المقدس، بل من حق السلطة المدنية أن تحدد ما هي حقوق الكنيسة، وفي أي حدود يمكنها ممارسة تلك الحقوق ".
وجاءت المادة (31) بتنازل عن سلطتها في جانب الأحكام المدنية والجنائية، ونصه: " إن المنتدى أو المحكمة الكنسية للأحكام الدنيوية لرجال الدين، سواء على الصعيد المدني أو الجنائي، يلزم أن تلغى كليّة، وحتى بدون استشارة الكرسي البابوي، ودون أي اعتبار لاحتجاجاته ". بل منحت السلطة المدنية حق التدخل في القضايا التي تتعلق بالدين والتوجه الروحي! كما في المادة (43) ونصها: " يحق للسلطة المدنية التدخل في القضايا التي تتعلق بالدين والأخلاق والتوجه الروحي، ومن ثم فإنه يمكنها الحكم على الأوامر والتوجيهات الصادرة عن قساوسة الكنيسة ".
وفي المادة (53) ألغت المدونة الكنسية القوانين التي تحمي ميثاق المجموعات الدينية، وتعطي الحكومة الحق في مساندة من يتخلون عن دينهم!: " يلزم إلغاء القوانين التي تحمي ميثاق المجموعات الدينية وحقوقها ووظائفها. يمكن للحكومة المدنية أن تساند كل أولئك الذين يرغبون في التخلي عن الحالة الدينية التي اعتنقوها ومخالفة عهودهم الرسمية، وفي نفس الوقت يمكنها -أي الحكومة المدنية- أن تحل كل هذه المجموعات الدينية، وكذلك الكنائس الجامعية، ومكاسبها البسيطة في حق الإشراف، وإخضاع ممتلكاتها ومداخلها لإدارة وقوة السلطة المدنية ". وفي المادة (55) حققت المدونة البابوية أمنية العلمانيين، بقولها: " يجب فصل الدين عن الدولة، وفصل الدولة عن الكنيسة "!
ومن هنا يمكننا أن نبدأ قراءة استشرافية لتقرير راند المعنون بـ " بناء شبكات مسلمة معتدلة " Building Moderate Muslim Networks . وذلك في نقاط تقتصر على الإشارات:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: لنفترض كيفية وقوع تلك التنازلات: - ربما كانت نتيجة اختراق للمجالس الكنسية ممن يتظاهرون بالدين! - أو نتيجة تغييرات تربوية وسلوكية طرأت على بعض القيادات الدينية نتيجة تأثرها بنظريات فلسفية مُخترِقة عالقة، أو تصرفات كنسية متناقضة، أو اضطهاد داخلي، ونحو ذلك من المؤثِّرات .. - أو نتيجة ضغوط هائلة تمثلت في أكوام من الاتهامات الخطيرة حول ظلم الكنيسة واستبدادها وفسادها وتشويه سمعتها، لوضعها في موقف الدفاع، حتى أخذت تدافع بتنازل تلو تنازل، ويضغطون علميا (والتصرفات الكنسية الاستبدادية وغيرها قابلة للنقد العلمي ولا شك وهو ما لا يصح إسقاطه على الإسلام)، ويضغطون إعلاميا، حتى أدى ذلك في نهاية المطاف إلى انهيار أهم مبادئ الكنيسة (المحرّفة) التي كانت ترتسمها على مرّ حقبها التاريخية، بأقلام القساوسة والكهنة نتيجة هذه الضغوط وإشغالها بالدفاع الذي يضطرها للتنازل، ثم إقناعها بفشل مبادئها السائدة آنذاك وتنازلها عنها بإصدار المدونة آنفة الذكر .. - وربما كانت هذه المدونة صنيع فئة أكثر حضوراً، وأقوى أثراً وتأثيراً من الفئة المحافظة داخل الكنيسة، في حين كان المحافظون صوتا خافتا عاجزا، تمّ تجاوزه بقوة الخروج إلى الواقع بعد صنع قيادات بديلة.
ثانياً: لنقرأ لبّ تلك التنازلات في المشهد التاريخي: مما يمكن ملاحظته عند محاولة قراءة ذلك المشهد التاريخي: أنَّ الدين لم يُستبعد تماما، كأثر من آثار التنازلات الكنسية، وإنّما جُسِّد في شعارات وطقوس ووظائف تابعة فارغة من معاني السيادة والتمكين، ليحقق أغراض السياسيين اللادينيين في هدوء واطمئنان! وهذا الأمر ذاته تحقق في الحالة الأوربية المعاصرة، فلا زلنا نجد النص على الدِّين في دساتير عدد من الدول [1]! وهو أمر يطول الحديث فيه وفي دلالاته.
ومع ذلك فقد كان للمدونة البابوية أثر ظاهر في تغيير مناهج التعليم، فكان من أُولى الخطوات التي نتجت عن التنازل الكنسي في المجال التعليمي: استبعاد ما يتعلق بذم اليهود في مناهج التعليم الأوربية! - كما كان لتلك المدونة أثر أكبر في الجانب (التقنيني) والقضائي، فقد تم إلغاء كل ما كان للكنيسة من ذلك، بنص الماد (31) السابق ذكره، بل أعطت المدونة الكنسية للعلمانيين حقا بالتدخل في القضايا الدينية والخلقية والروحية! وهو ما نصت عليه المادة (43).
وأمَّا حرية الخروج على الدين والتجديف الإلحادي فهذا لب المادة (53) من تلك المدونة التي صنعها رجال الدين! - وأمَّا لبّ العلمانية في الناحية السياسية فهو ما نصت عليه المادة (55) التي أوجب فيها (رجال الدين) فصل الدين عن الدولة والدولة عن الدين! وإذا عدنا إلى واقع أمتنا، واستكملنا نظرتنا إليها بوضعها في مشهد (راندي) مستقبلي متواضع التحليل، فإنَّنا سنجد من خطوات الواقع ما يعطي مشهدا للمستقبل - ما لم نُغير ما بأنفسنا - وذلك في جهتين:
الأولى: من جهة ظهور الدعوات التي يطمح الرانديون في تحقيقها، وسأقتصر على أوضح أصولها:
1) ظهور الدعوات المناقضة للإسلام، كالفكر العلماني والليبرالي وإن بلبوس إسلامي، مستغلة الانحراف الفكري، لفئة من المحسوبين على أهل العلم والدعوة، منذ قرن، كما في كتاب (الإسلام وأصول الحكم، المنسوب لعلي عبد الرازق).
2) ظهور الدعوات التي تطالب بتغيير مناهج التعليم في البلاد الإسلامية ظهورا خطِرا، كما نشهد المناداة الإعلامية بتغيير المناهج في جميع بلاد الإسلام دون استثناء، ولم تخل تلك الدعوات من الإشارة إلى مراعاة الآخر، وإن كان الآخر ذلك الصهيوني المحتل لفلسطين.
3) ظهور التحريفات في الدين وتأويل النصوص من عدد من الكتّاب ممن يحسبون على أمة الإسلام، ممن بلغت بهم الجرأة أو الجهل أو الانهزامية حدّ المجاهرة بإحياء الدعوى القاديانية المنادية بإباحة الردة عن الإسلام، وعدم تجريم فاعلها، بلْه معاقبته، وذلك ضمن مقولات باطلة منها: نفيهم لمشروعية عقوبة المرتد، مع أنها دعوى قاديانية المنشأ، باطلة بطلان الديانة القاديانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يقرأ تاريخ القاديانية في الهند يجدها مشهدا تاريخيا من مشاهد تمرير المشروع الغربي، إذ هي صنيعة الحاقدين من المستشرقين وعملاء الجيش الإنجليزي، وما أشبه الليلة بالبارحة، فتلك الهجمة الفكرية تسببت في ظهور فتاوى من بعض علماء الهند تضمنت تنازلات من أخطرها جعل جهاد المحتل أمراً غير مشروع!
وللفائدة أُحيل إلى كلام مؤصّل في الردّ على فكرة تطبيع الردّة تلك الفكرة الخطِرة، وتفنيد قوي لشبهات المنقادين لها، وهو للشيخ الدكتور / يوسف القرضاوي سلمه الله، أُلخِّصُه في قوله: " أجمع فقهاء الإسلام على عقوبة المرتد، وإن اختلفوا في تحديدها، وجمهورهم على أنها القتل وهو رأي المذاهب الأربعة بل الثمانية ".
الثانية: من جهة الآليات التي يُتوقع لجوء منفذي المؤامرة الراندية، في ضوء المشهد التاريخي للمدونة البابوية:
1) جمع شمل شتات ذوي الأفكار المنحرفة والسعي في التنسيق بينهم في صور متعدِّدة، من مثل: المنتديات والمؤسسات الفكرية العامة في ظاهرها، واللقاءات الشخصية والاستقطابية، والإبراز الإعلامي لأشخاص مغمورين أو منحرفين معروفين، وكذا التنظيمات التي تتخذ من (مؤسسات المجتمع المدني) شعارا، ومن (الليبرالية) مسارا، ومن (المنح الأجنبية) زادا للخيانة.
2) التنقّص من الشخصيات العلمية والدعوية، الحقيقية كأفراد العلماء الربانيين، والاعتبارية كهيئات الإفتاء ولجانه المعتبرة؛ وذلك ابتغاء كسر جلال العلم وتحطيم محدِّدات المنهج، وفتح الطريق للمشروع الأجنبي!
3) السعي في اختراق المجامع الفقهية والمجالس والروابط العلمية الإسلامية القائمة، وتكوين أكثرية مطلقة، ولو كانوا من الإداريين، ليظهر أثرها في القرارات التي تتطلب تصويتا.
4) الضغط على المسلمين دولاً أو جمعيات أو مجامع فقهية أو مجالس إفتاء أو تجمعات إسلامية، أو كلِّ ذلك؛ لاستصدار بيانات ومواثيق متخاذلة تضع من المصلحة الملغية أو المتوهمة مستندا لتنازلاتها، ثم تمرير مضامينها بشكل ما.
5) إيجاد مجامع أو مجالس أو روابط من المنحرفين فكريا ممن ينسبون للعلم الشرعي أو الدعوة الإسلامية، وتلقيبهم بألقاب العلم والفتوى والفكر الإسلامي والخبرة إلخ .. ! ولا سيما في حال فشل محاولات الاختراق للمجامع الفقهية والمجالس الإفتائية القائمة.
6) استهداف إصدار بيان من علماء مسلمين ينتمون إلى مجمع فقهي يتبع منظومة الدول الإسلامية، تُقدّم فيه تنازلات، على نمط المدونة البابوية: تنازلات عن المناهج التعليمية المحافظة وعن القضاء الشرعي حتى في الأسرة والأحوال الشخصية، وعن الوقوف في وجه المرتدين بل وفتح المجال للردة الجماعية أمام إرساليات المنصرين، ويُبقى فيه على مسمى الدِّين على النحو الوارد في تقرير راند 23 م، وربما يسمح بذكر الإسلام في بعض الدساتير الإسلامية، وما تمثيلية (الدستور العراقي) عنا ببعيد.
7) استصدار قرارات من المجامع أو المجالس أو الروابط أو الجمعيات العلمية تخدم الأهداف الراندية.
8) فرض مقتضيات البيان والقرارات المجمعية على الدول الإسلامية التي تمتنع عن تطبيقه، وذلك من خلال آليات ما يُعرف بـ (الشرعية الدولية) كميثاق الأمم المتحدة، سلماً بالفصل الخامس وحربا بالفصل السابع، بحجة حماية حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية ونحو ذلك من شعارات القوم. ولقد رأينا بوادر ذلك، وهو ما حمل على كتابة هذه الرؤية الاستشرفية الحاذرة، مع علمي بأنها دون التحقيق المطلوب ..
هذه بعض الآليات الراندية المتوقعة لتحقيق تلك الأماني الخطيرة الخائبة بإذن الله تعالى، وهي آليات غير إقليمية؛ ولا شك أن ثمة آليات تخص كل بلد على حدة، ربما تمتطي الطابور الخامس، وتتستر بالنفاق السياسي والدبلوماسية الغدّارة، فلا عجب أن ترى علماني فكرٍ يسعى لفتح كلية شرعية! أو ليبرالي أدلجةٍ يطمح إلى الخطابة من منبر جامع عريق! وإننا لنناشد علماء الإسلام في المجامع الفقهية والتجمعات العلمية أن تقف وقفة الحامي لحمى الإسلام الذائد عن حياض الشريعة.
كما نناشد قادة الأمة الإسلامية أن يأخذوا كل الاحتمالات في الاعتبار، ويقفوا بكل ما أوتوا من قوة في وجه كل محاولة لتغيير الدين أو التنقّص من ثوابته، أو تشويه نقائه، فإنهم مسؤولون أمام الله تعالى أولاً ثم أمام شعوبهم، وتاريخ أمتهم ثانياً. وليس ذلك عسيرا، فقد وقفت الدول الإسلامية الجادة، في إبطال بعض المؤتمرات الدولية المُغرضة، وقفة تشكر عليها. وختاما أود التنبيه إلى أمر مهم.
ولا يسعني تجاوز التنبيه عليه في طرح موضوعٍ بخطورة هذا الموضوع، ألا وهو: أهمية البعد عن تصنيف الأشخاص والأعيان، والمؤسسات الدعوية، والعلماء والدعاة وغيرهم، ضمن آليات المخططات الأجنبية دون برهان ودليل، فكم اتهم أشخاص بما لم يخطر لهم على بال، وبين يدي بعض المقالات والرسائل التي يسعى في نشرها بعض أهل الغيرة، تجاوزت الحد في التخمين، حتى نالت من بعض خيار المسلمين.
وإن مما يريب اللبيب، وجود أسماء وطنية عرفت بشرفها، في طيات تقارير أجنبية مُعلنة، كما لا يُستبعد انطلاق تلك الرسائل والمقالات من جهات مغرضة أو أشخاص مغرضين، وصدق الله العظيم: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، وإني لشاكر للإخوة الذين يتثبتون فيما يردهم من رسائل وما يقفون عليه من مقالات؛ حذرا من أن يصيبوا قوما بجهالة.
كفى الله المسلمين كيد الكائدين وجعل مكائد الأعداء وبالا عليهم، وسببا من أسباب نضج الصحوة الإسلامية العارمة، ووفق ولاة أمور المسلمين لتحمّل مسؤولياتهم الكبيرة، وسياسة دنياهم بالإسلام عقيدة وشريعة؛ إنه على كل شيء قدير.
نشر بتاريخ 21 - 10 - 2009(/)
التسلل إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا!!!
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 03:27]ـ
التسلل إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا!!!
د. سعد بن مطر العتيبي
(نشرت في 3 شعبان 1427 الموافق 26 - 8 - 2006، وقد تحقق بعض نتائج هذا التسلل اليوم للأسف الشديد)
(1/ 3)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أما بعد:
فقبل بضع سنوات، تفتقت عبقرية! الحاخام اليهودي الكبير / موشيه فيشر رئيس مدرسة هيكل التوارة في القدس وقاضي محكمة الحاخامية عن فتوى! عنونتها صحيفة معاريف بـ: "الخنازير لحماية الباصات"! وافق على إصدارها هذا الحاخام، وهي فتوى يسمح خلالها لليهود باستخدام أكياس نايلون مليئة بدهن الخنزير يجري، تعليقها في الحافلات والمتاجر والقاعات، وذلك لردع أي استشهادي من الوصول للجنة!!. وقال هذا الحاخام: "إنَّ الله لن يسمح لهؤلاء الاستشهاديين بدخول باب الجنة؛ لأنهم تدنَّسوا بدهن الخنزير"!!
هذه الفتوى الساذجة - وإن أردت دِقّة في التعبير فقُل: الاقتراح السخيف! - لأحد كبار الحاخامات اليهود من ذوي المناصب الكبيرة في الكيان الصهيوني!، عرضت على عدد من الفلسطينيين، فعلّق عليها أحدهم بقوله بعد ضحك كاد أن لا يتوقف: "إنَّ كل خنازير الأرض لن تنجي الصهاينة من غضبنا" .. وعلّق عليها مجاهد فلسطيني آخر بعد شروعه في الضحك، إثر طرح أحد المراسلين للسؤال عليه حول رأيه فيها: "إسمع، حتى لو وضع اليهود جلد شارون في الباصات، فإنَّ هذا لن يردعنا عن مواصلة نضالنا"!!
تذكرت هذا الطرح الحاخامي الساذج اليائس، بعد أن بدأتُ في استعراض بعض المقالات المستميتة في إيقاف مسيرة الصحوة الإسلامية التي يقودها علماء الأمة وقادتها المسلمون، والتي تعاضد في تنميتها، ولاة أمرنا من الأمراء والعلماء المخلصين، على بصيرة من نور الوحي الذي أبى الله عز وجل إلا أن يتمه ولو كره من كره! وكفى تأكيدا لذلك النص على ضمان المسيرة الإسلامية في حكم الكتاب والسنة في (النظام الأساسي للحكم)، ثم في معاهدة خادم الحرمين الشريفين اللهَ عزّ وجل على أن يجعل القرآن الكريم دستوره .. وفي ضوء هذا التقدم الذي لن يقهر إن شاء الله تعالى، أحببت أن أقدم بالمقترح الصهيوني البليد؛ لما فيه من دلالات لا تخفى على ذي لبّ، سنرى منها - إن شاء الله تعالى - في حلقات هذا المقال ما يُبكِي الفَرِح ويضحِك الحزين!
1) فإنَّ مما بليت به أمتنا في هذا العصر إشغالها بعدد من المُصَدَّرين أو المتصدِّرين للإعلام بصفة ظاهرة مستمرّة، وإشغالها بتقلّبات بعض المنتسبين للعلم واضطرابات بعض المنسوبين له إعلاميا في أحايين منتقاة أو عفوية، أو على ما جرت به الرياح وإن لم تشته السفن! واللهم {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} .. ولقد كنت - كغيري من طلبة العلم - أتابع بعض ما يلفت الانتباه من المقالات، والطرح الإعلامي المضمَّن نصوصاً شرعية ونقولاً إسلامية! يريبك فيه - أوّل ما يريبك - أنَّه طرح حاسر الرأس، صادر من غير مختص! بل هو صادر من عوامّ في عرف علماء الأصول؛ وتجد فيها ما يزيدك ريبة في دراية كاتبها أو طارحها بما يطرح، وتزداد ريبة فوق الريبة حين تجد الكاتب قد وضع على رأسه عمامة العالِم، وحاول أن يضع فوقها قبعة الإفرنجي! فتحدّث في مسائل أكبر مما تحتهما، ومهما حاول القوم الخداع فلحن القول يُعرِّفهم للعالمين، بل حتى لو حاول بعضهم الظهور الإعلامي بلحية إرشيفية أو نحوها!
وما عليك للتأكّد، إلا أن تقرأ لأحدهم تعالماً، ثم تشاهد له حوارا مباشراً، وحينها ستردد: (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه). كنت أتابع ذلك، وربما كتبت مقالا حين لا يسع الصبر على حجم الاستغفال، وخطورة المآل .. ولكن السير مستمرٌّ في ذات الاتجاه على نحو مريبٍ، وقد كفانا مؤنة الحديث عن خطورته أبو عبد الله، فضيلة الشيخ /د. سعد البريك - حفظه الله - في مقولاته ومقالاته .. والحقّ أنَّ هذه المسيرة التنظيرية الحثيثة المتناغمة من جمعٍ غير مختصٍ، تدعو للتوقّف والتأمّل!!
(يُتْبَعُ)
(/)
2) وبعد استعادةٍ لبعض المقالات من بداياتها، والنظر فيها بعد وضعها في سلّة واحدة، وجدت أمامي عملية يمكن وصفها بمحاولة تسلل مشبوهة - ومكشوفة أحياناً - إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا!! في سبيل الانتقال إلى المرحلة التي وصفها الله عز وجل بقوله: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}. تلك المرحلة التي لا زالت محاولاتها الفاشلة تتالى بين رسالة نابليون بونابرت وتفاعلات تقرير راند 22م؛ وقد تحدثت عن شيء من ذلك في مقال نشر في موقع القلم، بعنوان: (مسلسل الخَوَر اللعين: ومحالة النيل من الدِّين). وهاهي الفكرة مستمرّة في فرض نفسها بأنفاسٍ من غير أهلها، أُرجِّح أنَّ بعضهم لا يعرف عن الأمر أكثر مما تعرفه العامّة عنه؛ فمن محاولات إقناع الأمّة بفصل الدين عن الدولة في الإسلام! إلى محاولةِ إقناعنا بإعادة تشكيل العقل العربي. ومنها إلى محاولة استغفالنا بتأويل النص الشرعي تأويلاً يعود على معناه بالبطلان، ثم المحاولات التي لا تكلّ في طرْق موضوع الحريّة التي يراد منها الانطلاق لنقد الدِّين (الإسلام) ذاته عند بعضهم، بل وعدم التثريب على من شاء التحوّل عنه والعياذ بالله! بزعم الحرية الدينية! كما صرح بعضهم بذلك في بعض المنتديات التي تولت إغلاقها الجهات المسؤولة بحمد الله.
ومحاولة الولوج إلى ذلك من بوابة نقد التكفير بإطلاق، والحديث عن (المكفّراتية) [وهو مصطلح سبق إليه بعض الإسلاميين في نقد الفكر التكفيري المنحرف]، و استقطاب كتّاب يخدمون الفكرة عن جهل، وأخيراً إلى الولوج في نقد العلماء الشرعيين، حملة العلوم الشرعيّة المؤهلين تأهيلاً شرعيّاً والتنقّص منهم مع سبق الإصرار، والردّ عليهم بجهل وسوء أدب، والتعالم عليهم أحياناً بأساليب ممجوجة تستجلب الرِّقّة لحال المسيء لنفسه بالتعالم، إلى درجةٍ ينسب فيها بعضُهم - في صحف سيّارة - بعضَ آيات القرآن الكريم التي يحفظها عامّة المسلمين، إلى غير مواضعها من كتاب الله عز وجل!!
وفي خضم هذا المكر الكبّار الذي لا يماري عاقل في أنَّه وراء الكثير من ذلك، ولا سيما مع وجود تقارير إفرنجية تتحدث عن هذا الطرح وعن (شركاء)! سواء علم بعض هؤلاء الكتّاب العرب أو لم يعلموا - تذكّرتُ رسالةً بُعِثَت إلى أهل مصر، وتذكرت منها الجملة التالية: "يا أيها المصريون: قد يقولون لكم إنني ما نزلت في هذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح! فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين!: إنني ما قدمت إليكم إلا لكيما أخلِّص دِيْنَكُم وحقَّكم من يد الظالمين، وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه و تعالى! وأحترم نبيه محمد! والقرآن العظيم! ". (من نص الرسالة في: مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس، للجبرتي [ت1241هـ] اختصار د. محمد بن حسن بن عقيل موسى الشريف:61، دار الأندلس الخضراء).
أما صاحب الرسالة فهو المجرم الحقود السفاح الفرنسي نابليون بونابرت عليه من الله ما يستحق!! إنها رسالة دجل كاذبة لجأ فيها نابليون إلى النفاق عندما وجد المجتمع المصري متحصناً بعقيدة الولاء والبراء .. وعُدْ - إن رمت تفنيدها - للكتاب المحال إليه ولا تنس مقدمة محققه التي تستحق أن تفرد. ومن هنا، رأيت أن أتحدّث عن عدد من المسائل المطروحة - إن شاء الله تعالى - بأسلوب علميّ، أُبيِّن فيه بعض مغالطات التسلل إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا على نحو موجز، يوضح الفكرة، ويكشف المحاولة، ويُبين طريقة الاستهداف، ويصحح المغالطة.
--------------------------------------------------------------------------------
(2/ 3)
كثيرة هي المسائل التي يطرقها القوم في محاولاتهم التسلّلَ إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا، غير أنِّي سأشير - إن شاء الله تعالى - إلى بعض القضايا، التي يمكن وصفها بالإرهاصات، وأقف عند ما يتعلق منها بموضوعنا الأساس، لأنَّ مسيرة التسلل - التي تكرر فشلها في دولٍ مجاورة على مدى عقود - بدأت تتسارع في تهورٍ ظاهرٍ؛ لتصل إلى موضوعات خطيرة جداً، فيما يمكن وصفه بإحراق المراحل (العقلانية)، في سبيل الوصول لما يسمى بـ (الدولة المدنية)!! بمفهومها الغربي.
وأحب أن أنبِّه بداية بالقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ قراءة محاولات التسلل إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا لا يمكن أن تكون شاملة من خلال النظر في كتابات بعض الصحفيين أو اللقاءات ببعض رموز القوم في وسائل إعلام بلادنا فحسب، بل لا بد أن تمتد النظرة إلى أصولها في منتدياتهم المشبوهة، التي دافع بعضهم عن بعضها في صحافتنا عندما تم حجبها رسمياً، لجرأتها على ثوابت الشريعة، ومكونات الوطنية الإسلامية، وتهجمها على الحكم الإسلامي في المملكة؛ وكذلك ما وقفت عليه بنفسي من لقاءات إعلامية مرئية ومسموعة في وسائل إعلام غير محلية.
فمن الارهاصات بين يدي المطمح الكبير ما يلي:
أ) انكار المؤامرات على الإسلام والمسلمين، وعلى الشريعة الإسلامية؛ لأهداف تختلف من شخص لآخر:
منها: دفع تهمة الخيانة ممن ينفذ أجندة أجنبية معارضة، وهي التهمة التي ينفر منها الأحرار في كل العالم.
ومنها: إشعار الأمَّة بأنَّ محاولات التسلل - في صورة مقال أو قصيدة أو مشهد تمثيلي أو رواية أو (كاريكاتير) أو غيرها - ليست سوى فكر إصلاحي من الداخل، لا علاقة له بالأجنبي، وأنه ليس فكراً مستورداً، وأنهم لا ينقصهم إبداع ...
ويبدو أن هذا الهدف الأخير بات مكشوفاً مع محاولة التغطية، واعترفوا بفشلهم في تمريره، فانحدروا في تطبيع استيراد الفكر، وتجاوزوا ذلك إلى تطبيع السرقات الفكرية، وما رسومات (الكاريكاتير) التي اعترفت بها بعض الصحف عنا ببعيد!!
ب) محاولة تفسير النصوص الشرعية على غير وجهها، والتستر وراء بعض الأقوال المرجوحة، ونماذجها كثيرة جدا، ومن ذلك فيما يخص موضوعنا: مدلول (أولي الأمر)، إذ سوّقوا تفسيراً بقصره على الحكَّام التنفيذيين، دون وعي لشرط المشروعية عند القائلين به؛ ويتبين لنا أثر ذلك بصفته خطوة من خطوات التسلل لإقصاء الشرعية الإسلامية العليا حين نعلم أن هذا القول يمكن الإفادة منه - مؤقتاً - في ترويج فكرة الدولة المدنية، التي تقوم في طرحها على عزل الحاكِم عن العالِم .. وهو من أقدم الارهاصات لموضوعنا.
ج) النقد الجائر لجميع السلطات في المملكة العربية السعودية، التي هي أفضل نموذج للدولة الإسلامية في هذا العصر، وكثيرا ما يبدأ هذا النقد - الذي يتحدّر في أسلوبه، في الوقت الذي يرقى فيه إلى نوع من تصفية الحساب مع الوطن وقياداته ومؤسساته - في وسائل إعلامية من وراء الحدود ثم يتسلل فيما بعد ولو تحت شعار الدعوة لإصلاح وطني .. ولم يقتصر الأمر على السلطات التنفيذية، ولا التنظيمية، بل قفزوا قفزة العَدَّاءِ الأخيرة في (ماراثون) التسلل، إلى السلطة القضائية، بخطوة مشدودة لتحقيق فوزٍ في تسللٍ لم يخف على العامّة فضلاً عن غيرهم.
وقد كتبت في هذا الموقع عن حملة إعلامية على المحاكم الشرعية من هذا النوع، كانت متناغمة في التوقيت والوجهة حول قضية واحدة. ولم يكتف القوم بذلك، بل أخذوا يتباكون تباكي الصبي أمام والديه، إذ قدّموا عرائض تدعي انتهاك حقوق الإنسان والحريات، إلى جهات أجنبية!! محاولين تدويل بعض القضايا التي كانت تسير في طريقها النظامي الشرعي إجراءً وقضاءً، معلنين بذلك تناقضا صارخاً بين دعاوى الوطنية التي لا يفترون من تردادها في الوقت الذي يخسرون ودادها. وهذا أمر سنكشف جذوره — إن شاء الله تعالى - بنصوص من أجندة أجنبية سابقة، لا زالت سريّة منذ ما يزيد على قرن ونصف من الزمان .. ولكن الانبهار يحجب الاعتبار، فلا يلتفت المصاب به للتاريخ، ليحذر أن يكون ريشة في مهب الريح!!
د) النيل من العلماء حملةِ علوم الشريعة، وأوعية حفظ نصوصها ومعانيها، وأهل تحقيق مناطات أحكامها في الوقائع ..
وهذا لهم فيه طرائق منها:
- التنقّص من قدر العلماء، بالسخرية منهم، وإشباع الروح الرديئة من ذمِّهم بالكذب والزور والتحقير، ففي الوقت الذي ينتقدون فيه أهل العلم ببيان الحكم الشرعي لجميع شؤون الحياة، وتدخلهم في كل المجالات (كما هي حقيقة شمول الإسلام للأحكام) - حتى إخراج قوائم شركات نقية وغير نقية مزعجة لهم - نجدهم يصفونهم بعلماء الحيض والنفاس! ولا يخفى ما فيه من محاولة التنقّص التضليلية من العالم الشرعي، وما فيه احتقارهم هم للمرأة، التي يتظاهرون بالدفاع عنها! مع الغفلة عن حقيقة لا تنكر: أنَّ في العالَم متخصصون تخصصا
(يُتْبَعُ)
(/)
حقيقياً في أمراض النساء التي منها الحيض! والتوليد الذي يعرفون صلة النفاس به!! وأحياناً نجد التنقّص من العالم بالتهكم من علمه بحجة عدم فهم ما يقول وحيرتهم فيه! فهلا سكتوا إذْ قصرت أذهانهم عن فهم عبارات العلماء، ولو من باب: (إذا ابتليتم فاستتروا)؟ ..
ومن آخر ذلك ما قرأته لبعضهم من سفاهة ممجوجة، تطاول فيها على الشيخ الجليل العلامة الدكتور/ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء المعروف عالمياً، بصنوف من قلّة الأدب، في انغلاق ذهني فاضح، ممزوج بنشوة صبيانية حمقاء، وكأنهم في مجتمع لا يحظى العلماء فيه بتقدير الناس لهم: شعبا وقيادة، تقديراً متأصِّلاً في نفوس إسلامية أبيّة .. اللهم اهد ضال المسلمين.
- محاولة بعض الكتّاب مساواة نفسه بالعالم دون حياء! ومخاطبته مخاطبة الندّ للندّ! وهذا غاية الجهل والسفه! فمن أسفه من جاهل يقول للعالم المشهود له بالعلم والديانة: لي رأيي ولك رأيك! ثم يشن حملة سفهٍ على رأي العالِم، ليمرِّر جهله هو باسم الرأي! سفهاً بغير علم! {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}؟!
- وصف علماء الإسلام برجال الدين! والمؤسسات الشرعية، بالمؤسسات الدينية! والأحكام الشرعية بالأحكام الكهنوتية! وإطلاق وصف رجال الكهنوت بل وإطلاق وصف القساوسة على علماء الإسلام! فأي تكفيرٍ يمارسه هؤلاء لعلماء الإسلام ومرجعياته الشرعية! هل هناك تكفير واستهانة بأهل العلم أشدّ من وصف العالم الشرعي بالأوصاف الكنسية ..
ولا تعجب، فالقوم أعجز من أن يفقهوا ما يقولون، إنَّهم (رواديد) يلحِّنون كلماتِ غيرهم أمامَنا .. إنّهم لا يأتون بشيء من عندهم، بل وأجزم أنّ كثيراً منهم لا يعرف من أين يُؤتَى له بما يؤتى له به!! وهذا ما ستراه موثقاً في الأسطر القادمة إن شاء الله تعالى.
رجل الدين مصطلح أجنبي عن ديننا: عقيدة وشريعة، ورجل الدين يشبه في معناه الإفرنجي ما يعرف في تاريخنا بالقصّاص، وعوام الوعّاظ .. أما علماء الشريعة فهم من يجمعون صفات منها: معرفة علوم الإسلام عقيدة وشريعة، وهم في حقيقة الأمر: علماء ربانيون وبالتعبير المعاصر هم أيضاً رجال قانون .. فنقْلً هؤلاء الكتاب لهذه المصطلحات وإسقاطها على علماء الشريعة نقلٌ مفضوح، يمكن تقريبه بصنيع الطالب البليد الذي يغش في الامتحان بنقل كل ما في ورقة زميله بما في ذلك اسم هذا الزميل!
هـ) الاعتذار للمخالفين في الملة، والسعي في تجاوز حكم الردة .. ولعلكم تستذكرون الطرح المتكرر لمسألة عقوبة المرتد، والدندنة حولها، ومحاولة التهوين من شأنها، والتشكيك في وجوبها، وإثارة بعض الآراء الشاذة حولها.
و) السخرية من الأحكام الشرعية القضائية، كعقوبة الجلد .. وقد تحدثت عن ذلك في المقال الذي أشرت إليه سابقا حول الحملة على المحاكم الشرعية، وذكرت فيه وجود هذه العقوبة في قوانين الإفرنج من الأمريكيين والإنجليز.
ز) القدح في الجهات التعليمية والتربوية، بدءا من الحديث عن مناهج التعليم وتقليص المواد الشرعية وكتابة تقرير حولها تفيد منها الجهات الأجنبية، وانتهاء بالتشويش على الجامعات الإسلامية، والكليات الشرعية، والمعاهد العلمية، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وحلقات تحفيظه!! والتوجّع من النوادي الصيفية التي لا يخفى أثرها في بناء الشخصية الإسلامية الوسطية.
ح) الاستماتة في محاربة الجهات الرقابية الشرعية على السلوك، وتصحيحه، ولعلّ المثل البارز في ذلك: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورجال الحسبة، حتى إنهم ليتنادون لكتابة عرائض في المطالبة بإلغاء هذه المؤسسة التي هي جزء من مشروعية الدولة، ومؤسسة دستورية منصوص عليها في النظام الأساسي بالحكم بوصفها واجبا من الواجبات المتفرعة عن مقاصد الخلافة الإسلامية. وسيأتي التعريج على هذا الموضوع في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعودا على بدء: كان القوم في بدايات التسلل نحو نقد الشرعية الإسلامية العليا، يقدِّمون مقالاتهم بالثناء على الإسلام ووصف شريعته بأوصاف من مثل (شريعتنا السمحة)، مع نقدٍ للإسلام بطريقة غير مباشرة، تظهر في طيات الولولة من المسلمين وما آلت إليه حالهم من تشويه الإسلام!
كنَّا نسمع ونقرأ كثيراً جملة (شريعتنا السمحة)! ولكن تبين لنا أنها كلمة حق كان يراد بها التسلل إلى الباطل! ولذلك: قلّ وجودها في مقالاتهم المتخوفة بينما انعدم في المتهورة! تظاهر جُلّ القوم بذلك كلِّه حيناً من الدّهر؛ على أمل صرف النظر عن نواياهم، والوصول إلى أهدافهم في تجاوز التقيّد بحكم الكتاب والسنّة، إلى الارتماء في أحضان الفكر الغربي بخلفياته المعادية للأمة الإسلامية، وتجاوز الحكم بشريعة الله عز وجل إلى الحكم بالقوانين الوضعية البشرية، التي تُقصِي الدين عن الحياة!
أبى الله إلا أن يكشف الفكرَ المنحرف على حقيقته، فلم يَعُد ينطلي على متابعٍ، ما استُحدِث من مصطلحات التملّص من سوء الطويّة، إذ وجدنا طرحا ينتقد بعض مصادر الشريعة كالسنة والإجماع! كما وجدناهم يحاولون التسلل إلى وصف إسلامي بنقده من خلال وصف (إسلاموي) كمخرج طواريء!! هذا المصطلح النكرة النشاز في بنائه ومعناه، وأظنه من مستوردات القوم كالعادة، فقد قرأته في أول ترجمة عربية وقفت عليها لكتاب (صدام الحضارات) لصموئيل هنتنغتون قبل بضع سنوات ..
لقد أفصح القوم عن نظرتهم القاصرة للإسلام الذي ينقصهم معرفته على حقيقته، فضلاً عن العلم به، وصار الإسلام العظيم عند هؤلاء رجعية وظلامية وتخلفاً!! يذكرون ذلك كلّه عندما يتسترون تحت الأسماء المستعارة .. وإن أتى مغلفاً تغليفاً مزوقاً أو رديئا في المقالات التي توقع بأسماء حقيقية ..
وها نحن اليوم نقرأ لهؤلاء نقداً صريحاً للإسلام ذاته، من خلال نقد المصطلحات الشرعية النصيّة، وليس المصطلحات الفقهية التي هي آراء علماء - قابلة لنقدها من المؤهلين شرعياً لذلك - فحسب! كما نقرأ دفاعاً عن هؤلاء من قوم لا زالوا بين بين تَحْدُوا مسيرتهم المصالح الآنية، ينتظرون كفّة النصر للميل إليها .. ويأملون اللحظة التي يرددون فيها أمنية أسلافهم في التنكر للأمة: (ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين)!
بل وصلت بهم الجرأة إلى وصف الإسلام بالفشل! ونقد أحكامه نقداً سخيفاً، يؤكِّد خواءً ثقافياً، وضحالة علميّة، لا تليق بطالب فاشل في مدرسة نائية .. ليتهم تعلموا الإسلام ولو على طريقة المستشرقين الذين يحترمون أنفسهم، فيعبِّرون عن حقيقة الإسلام، وهم الذين عاشوا في كنف ثقافة البلاد التي يعدها كتاب التفرنج بيننا مثلاً يطمحون إليه ..
بل لم يعد القوم يستحون حتى من ترديد مصطلحات أعداء الملّة والدولة، من جهلة الأمم الشعوب التي خدعها الاستعمار حيناً من الدهر، أعني بذلك تكرار مصطلح (الوهابية) في إعلام بلادنا!! هذا المصطلح الذي كان رائجاً في الهند أيام الإمبرياليين الإنجليز كإجراء وقائي، للتنفير من الدعوة الإصلاحية في نجد، التي كانت تدعوا لجهاد الأعداء، والتي لم تكن تقبل الخنوع لأي محتل، كل ذلك حين كانت بريطانيا العظمى التي قرأنا عنها في التاريخ ..
ولو أنّ هؤلاء المتسللين المكشوفين تعلموا الإسلام على حقيقته من غير تلقين أجنبي بشكل أو بآخر، ولو في دورات مبسطة على نحو ما يجري في مكاتب توعية الجاليات؛ لعلموا مقدار جهلهم بالإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا .. وهل من سبيل إلى ذلك ما لم يدرك هؤلاء حقيقة جهلهم وظلمهم لأنفسهم، فلو أدرك هؤلاء هذه الحقيقة لتعلموا ووجدوا من الحقائق التي يصعب تجاهلها ما يوصلهم إلى مستوى المنصفين من الغربيين الكثر، أمثال المؤرِّخ الإنجليزي الكبير مستر ويلز، الذي لخّص قناعته في الإسلام في قوله:
" إنَّ الديانة الحقّة التي وجدتها تسير مع المدنيّة كيفما سارت، هو الدين الإسلامي .. ولو طلب مني تحديد تعريف الإسلام في عبارة واحدة، لقلت: الإسلام هو المدنية المرتقبة "!! وهو هنا يتكلم عن المدنية بمفهومها الحضاري الواسع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أو هنري دي شامبون الذي يقول: " نحن الغربيين مدينون للشعوب الإسلامية بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة، وحسبها أنها كانت مثال الكمال البشري في مدة ثمانية قرون، بينما كنّا يومئذٍ مثال الهمجية "!!
أمَّا أن يبلغ علمهم بعظمة الشريعة حداً يجعلهم يشعرون بتخلف القوانين الغربية، بإيجابية الباحث المتعمِّق وشفافية المبهور بما يقف عليه من حقائق، فأمر مشكوك فيه، اللهم إلا أن يصل أحدٌ منهم بعد وقفة جادة مع الذات تعلماً ومراجعةً تصحيحيّة، إلى مستوى عميد كلية الحقوق بجامعة فينا، البرفيسور شيرل، الذي أعلن في مؤتمر الحقوق عام 1927م أمام نخبة من القانونيين الكبار:
" إن تشريع محمد صلى الله عليه وسلم سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي سنة "!!!
--------------------------------------------------------------------------------
(3/ 3)
في الحلقة الماضية تم استعراض عدد من إرهاصات التسلل إلى الشرعية الإسلامية العليا. وأظن القاريء الكريم مُنَتَبِّه إلى أنَّ بعضها هو في حدّ ذاته محاولة للتسلل، وإن كانت لا ترتبط ضرورة بالمشروعية العليا بشكل مباشر، وإنَّما تمهِّد له، وتحاوِل استباق الاعتراض الشرعي بما يشبه الطَّرح المشروع، كما تحاول التشويش على ما قد يقف في طريقها من اعتراضات يُبديها بعض علماء الأمَّة ومفكريها؛ فإنكار المؤامرات على الإسلام والمسلمين، وعلى الشريعة الإسلامية، ومحاولة تفسير النصوص الشرعية على غير وجهها، والتستر وراء بعض الأقوال المرجوحة، والنقد الجائر لجميع السلطات: التنفيذية، والتنظيمية، والقضائية، والنيل من علماء الشريعة بما في ذلك وصف علماء الإسلام برجال الدين والكهنوت! والمؤسساتِ الشرعية بالمؤسسات الدينية! والأحكام الشرعية بالأحكام الكهنوتية! واستعمال عبارات من مثل: (الإسلام الأرثوذكسي) وإطلاق وصف القساوسة على علماء الإسلام! كل هذه المحاولات لا تخرج عن الإطار العام الذي أشرت إليه بغض النظر عن مدى وعي منفذيها بخطورة ما ينفِّذون.
وقد أشرت إلى أن جميع هذه الأساليب ليست من ابتكارات القوم، لأنَّهم أقل شأنا من أن يوصفوا بالإبداع، وغاية أمرهم التسويق الساذج أو المأجور لبضاعة وافدة، وإنَّما يقتصر جهدهم على التلقي ثم الأداء، وحيث قلت: "إنّهم لا يأتون بشيء من عندهم، بل وأجزم أنّ كثيراً منهم لا يعرف من أين يُؤتَى له بما يؤتى له به!! وهذا ما ستراه موثقاً في الأسطر القادمة إن شاء الله تعالى"؛ فإني أفي هنا بما وعدت، مكتفياً بـ:
- الإشارة إلى وثيقتين.
- وإلى محاولة تاريخية، تكشف بعض ما أقول في إيجاز.
وقبل أن أنتقل إلى الوثيقتين أقول: ينبغي أن نعلم أنَّنا في العالم العربي لسنا أمام منظِّرين، بقدر ما نحن أمام مروِّجين منبهرين إلى حدّ التهور، أو مخدوعين إلى حدّ الذوبان .. مقلِّدين إلى دركاتٍ عميقة من الانهزام النفسي. وليس هذا في الفكر فحسب! فقد جاء في وصف المؤرخ الشيخ عبدالرحمن الجبرتي (ت/1241هـ) لمجرمي الحملة الفرنسية أتباع نابليون ما نصّه: " ... خالَفوا النصارى والمسلمين، ولم يتمسكوا من الأديان بدين ... وعقيدتهم السالكون فيها تحكيم العقل، وما تستحسنه النفوس بحسب الشهوات ... ويحلقون لحاهم وشواربهم معاً، ومنهم من يبقي شعره لعارضيه فقط، ولا يحلقون رؤوسهم ... "، " ... وقد أشرت إلى بعض صور انهزاميتهم في مقالات سابقة، كتأريخهم للحوادث الإسلامية بالتاريخ الإفرنجي النصراني! وهذا ما لا تكاد تخلو منه مقالاتهم، حتى صار من علاماتهم".
-الوثيقتين:
إنَّ الهجوم المتناغم على ثوابت الشريعة والنيل من علمائها، جاء -في الجملة- وليد أجندة أجنبية، وحفيد منهج علماني متطرِّف حمل على الاستبداد الكنسي النصراني ومفهوم رجل الدِّين في الفكر النصراني الأوربي وما يعرف بالحكم الثيوقراطي المزعوم، وكان من ثمار هذه الحملة وثيقتين:
الوثيقة الأولى (وهي عبارة عن خلفية تاريخية) / المدونة البابوية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي تجمع أخطاء الكنيسة وتستدرك عليها، وهي مدونة غريبة النشأة، عجيبة البنود! صدرت بعد مطالبة مؤدّبة! من (اللادينيين واليهود واللاأدرية) الذين اخترقوا المجمع الكنسي باسم الأب والابن وروح القدس!!! وصاروا من قياداته، ومما جاء في هذه المطالبة الجملة التالية: "ولنطلب حالاً من أبينا المقدّس حضرة البابا أن يمدنا بدستور يحدد مختلف الأخطاء المتعلقة بالكنيسة والسلطة الملكية ... من المنفعة الكبرى أن تُقَدَّم تلك الأخطاء في لائحة ... "! وقد صدرت هذه اللائحة وتحقق هذا الطلب بعد اثني عشر عاما، ولا زالت هذه اللائحة محلّ سريّة إلى اليوم، ولم يكشف عنها الفاتيكان رغم مرور أكثر من قرن ونصف، وذلك لما فيها من فضائح اختراق المجالس الكنسية ومزيد تحريف الديانة النصرانية المحرّفة أصلاً. وكان من نتائج العمل بها: حذف ما يتعارض معها في مناهج التعليم الأوربية! ومن ذلك ما يتعلق بنقد اليهود! على ما ذكر الدكتور محمد بريش سلمه الله. وسوف أُفرد بعض البنود المتعلقة بالسلطة المدنية في هذه المدونة في فقرة تالية مخصصة لبيان جذور طرح بعض الكتاب لما يعرف بـ (الدولة المدنية) التي هي نهاية مطاف محاولات التسلل إلى الشرعية العليا.
الوثيقة الثانية (وهي عبارة عن أجندة حالية) / تقرير راند 2002م:
لقد جاء لتغيير الدين بالطرح النفاقي! وقد أشرت إلى خلاصتها في موضوع بعنوان: (مسلسل الخَوَر اللعين والنيل من الدين). ولعلي أختصر حقيقة هذا التسلل إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا -وأدواته في هذا التقرير- بذكر جزء من مقابلة أجراها موقع Muslim Wakeup مع مؤلفة تقرير راند: شيريل بينارد، إذْ أكدت ضرورة دعم الحداثيين والمفكرين الذين يخدمون أهداف التقرير ومشاركتهم مشاركة فعالة، وذكرت أن هذا الدعم لا يلزم أن يكون علنياً وعلى الملأ! وحتى لو أدى هذا الدعم إلى اتهامهم بالعمالة للغرب فلا بأس؛ لأنهم مصنفين من قبل الأصوليين كأدوات للغرب على أية حال؛ لذلك فإنَّ دعمهم -على الأقل- يجعل ميدان الصراع بين الفريقين متوازنا نوعاً ما! وإذا كان هذا قول شيريل فليصدقوها أو ليكذبوها!
-أما المحاولة التاريخية فيمكن تلخيصها بالقول:
إن النيل من الشريعة وعلماء الشريعة حالة ليست جديدة على عالمنا الإسلامي، بل هي تجربة متكررة تُبرِق للمخدوعين آمالاً، ولكنها -بحمد الله- لا تمطر .. ففي مصر، منذ نابليون بونابرت وحتى جهود تقليص دور الأزهر، نجد المنهج ذاته يتكرر، ومنهج إقصاء الدين بالتحايل عليه مرّ به الأزهر في مراحل، من أشهرها ما يعرف بتغييرات عام 1961م، وكان كما يقول الأستاذ عبد الحيلم عويس: "امتدادا طبيعياً لمنهج الحملة الفرنسية على مصر، وهو المنهج الذي يقوم على ترك الأزهر يموت تلقائياً ويتجاوزه الزمان، بينما تقوم حوله مؤسسات تغريبية حديثة تشلّ فاعليته وتجعل أبناءه في مؤخرة الصفوف ... لجأ الاستعمار الإنجليزي إلى استخدام أجهزة الإعلام في التنفير والسخرية من طالب الأزهر وأستاذه، وراحوا يفرقون في المدارس بين مدرسي الدين واللغة وبين مدرسي المواد الأخرى تفرقة مرسومة، الهدف منها هو التنفير من التعليم الديني ومحاصرته".
وعوداً على بدء: فإنَّ المطالبات بدولة مدنيَّة -على النمط والمدلول الغربي الذي يجعلها في مقابل الدولة الدينية- هو كما أشرت من قبلُ: نهاية مطاف محاولات التسلل إلى الشرعية الإسلامية، بكل ما يحتاجه ذلك من مقدمات وممهدات، وحلول (امبريالية). وإذا عدنا إلى المدونة (البابوية) المشار إليها آنفا، فإننا نجد فيها عدداً كثيرا من البنود المتعلقة بتحييد الكنيسة (النصرانية) عن الحياة: قوانينها وقضائها بل وسلوكها! ومما جاء فيها ما يلي:
"19 - الكنيسة ليست مجتمعا صحيحا ومثالياً كامل الحريّة، وليست لها حقوق خاصّة ودائمة ومخوّلة لها من طرف مؤسسها المقدس، بل من حق السلطة المدنية أن تحدد ما هي حقوق الكنيسة، وفي أي حدود يمكنها ممارسة تلك الحقوق.
13 - إن حصانة الكنيسة والشخصيات الكنسية تشتق أصولها من القانون المدني.
31 - إن المنتدى أو المحكمة الكنسية للأحكام الدنيوية لرجال الدين، سواء على الصعيد المدني أو الجنائي، يلزم أن تلغى كليّة، وحتى بدون استشارة الكرسي البابوي، ودون أي اعتبار لاحتجاجاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
33 - ليس للسلطة القضائية الكنسية وحدها الحق الخاص والطبيعي في توجيه التعليم بالمدارس اللاهوتية.
36 - إن تعريف المجمع الوطني لا يقبل أي مناقشة، والإدارة المدنية يمكن أن تتمسك وتقف عند نتائجه.
39 - الدولة هي الأصل، والمصدر لكافة القوانين، وتتمتع بقانون لا تحتويه أية حدود.
41 - إن السلطة المدنية -حتى لو كانت ممارسة من طرف حاكم كافر- لها قوة غير مباشرة مضادة للقضايا المقدّسة، ومن ثم فليس لها فقط براءة اعتماد القوانين، بل كذلك حق اسنئنافها والتعسف فيها.
42 - في حال تعارض القوانين الصادرة عن كل من السلطتين (المدنية والكنسية) فإن الترجيح هو للقانون المدني.
43 - يحق للسلطة المدنية التدخل في القضايا التي تتعلق بالدين والأخلاق والتوجه الروحي، ومن ثم فإنه يمكنها الحكم على الأوامر والتوجيهات الصادرة عن قساوسة الكنيسة.
45 - إدارة المدارس العمومية التي تشرف على إعداد ناشئة بلد مسيحي باستثناء -وفي حد معين- المدارس الكنسية، يمكن ويجب أن تكون كليّة من اختصاص السلطة المدنية ومخولة لها، بحيث لا يعترف لأي سلطة أخرى بالتدخل في مناهج المدارس وترتيب الدراسات ومنح الشهادات وإقرار تعيين الأساتذة.
49 - يمكن للسلطة المدنية أن تمنع الاتصال الحر والأخوي بين الكرسي الرسولي والأساقفة والمخلصين.
53 - يلزم إلغاء القوانين التي تحمي ميثاق المجموعات الدينية وحقوقها ووظائفها. يمكن للحكومة المدنية أن تساند كل أولئك الذين يرغبون في التخلي عن الحالة الدينية التي اعتنقوها ومخالفة عهودهم الرسمية، وفي نفس الوقت يمكنها -أي الحكومة المدنية- أن تحل كل هذه المجموعات الدينية، وكذلك الكنائس الجامعية، ومكاسبها البسيطة في حق الإشراف، وإخضاع ممتلكاتها ومداخلها لإدارة وقوة السلطة المدنية.
55 - يجب فصل الكنيسة عن الدولة، وفصل الدولة عن الكنيسة.
56 - لا تحتاج القوانين القانونية الأخلاقية إلى مصادقة قدسية، وليس هناك حاجة على الإطلاق أن تطابق القوانين الإنسانية قانون الطبيعة، أو أن تتلقى من الله قوة النفوذ والوجوب. [قلت: نعوذ بالله من الجرأة على الله وما أحلم الله بخلقه].
57 - إن علوم الفلسفة والأخلاق، وكذلك القوانين المدنية، يمكن أن تسحب من سلطان السلطة الدينية والكنسية.
62 - ينبغي أن يعلن ويحترم ما يدعى بمبدأ عدم التدخل.
63 - يسمح برفض طاعة الأمراء الشرعيين وكذلك الثورة عليهم.
64 - بقدر ما يكون انتهاك الميثاق الأقدس أكثر عاراً من أي عمل إجرامي ومخالف للقانون الأبدي، ليس فقط لا ينبغي أن يلام على فعله، ولكن يعتبر مباحاً ومستحقاً للمدح والتنويه الكبيرين حين يكون ذلك في سبيل حب الوطن! ".
وبخصوص الفقرة الأخيرة -وفي أجواء الشغب الذي شاهدناه بمناسبة اليوم الوطني- لا أدري أي وطن يمكن أن يحبه من ينتهك مواثيقه ويشرِّع رمي قوانينه في البحر بتأثّر خارجي؟! ولا سيما إذا علمنا أن الوطنية الحقيقية في الاصطلاح السياسي لا تنفك عن خصلتين: 1 - حب الوطن. 2 - والدفاع عنه ضد العدوان الخارجي، فكريا كان أو عسكريا.
ولست أشك أن بعض المسلَّلِين العرب، لا يعلم شيئاً عن الخلفية التي سبق الحديث عنها، لأنه ليس سوى مردِّد لمصطلحات يسمع بها أو يتلقنها من الآخرين في لقاءات متنوعة، ولكن ما عذر من علم حقيقة الأمر -الآن أو قبل- ثم بقي على قناعات غيره دون تمحيص؟! وهذا التسلل القديم يشهد به كتّاب غربيون مشهورون.
أكتفي بالاستشهاد بقول واحدٍ منهم بلغ به اليأس من جدوى التسلل التغريبي مبلغاً لم يستطع كتمانه، أعني المنظِّر اليميني/ صموئيل هنتنغتون، إذْ قال في كتابه (صدام الحضارات)، الذي كان أصله تقريراً إلى جهات سياسية: "جماعات المعارضة الديمقراطية اللبرالية وُجدت في معظم المجتمعات الإسلامية، ولكنها كانت -عادة- مقتصرة على عدد محدود من المثقفين وآخرين من ذوي الأصول أو العلاقات الغربية، مع استثناءات عرضية فقط؛ فاللبراليون الديموقراطيون كانوا غير قادرين على تحقيق دعم شعبي مستمر في المجتمعات الإسلامية" ويضيف -وتأملها جيداً-: "بل وحتى اللبرالية ذات المنحى الإسلامي، أخفقت في بناء قواعد لها في كل مجتمع مسلم، واحداً تلو الآخر ... إنَّ الإخفاق العام للديمقراطية اللبرالية في أن تثبت وجودها في المجتمعات الإسلامية، هو ظاهرة مستمرة، ومتكرّرة، لمدة قرن من
(يُتْبَعُ)
(/)
الزمان بالكامل، بداية مع أواخر القرن التاسع عشر".
ومن يرد فهم الطريقة التي يحاول أعداء الشريعة ومن خُدِع بهم التسللَ منها إلى نقد الشريعة الإسلامية فسيجدها واضحة في مثالها المحتذى، وهو الطريقة العلمانية الغربية في نقد الحكم النصراني الأوربي! صحيح أنه لا مقارنة بين الإسلام والنصرانية، ولكن كيف يفقه هذه الحقيقة من يردِّد أقاويل غيره دون تمحيص! وكيف يقدر على التمحيص العلمي من يفتقد أدواته! لقد كان المثقفون المصريون وكذا اليمنيون الذين تأثروا بالفكر الماركسي مثلاً، أكثر وعياً بالفكر الذي كانوا يحملونه، وكان لهم حظ من التأهيل الفكري للبحث عن الحقيقة، وهذا من أهم أسباب رجوع عدد منهم إلى الإسلام؛ بخلاف الماركسيين الخليجيين الذين تحولوا إلى فكر بديل، يمكننا أن نطلق عليه (الفكر الليبراكسي)، فهم يُفخفخون بالليبرالية، ولكن الفكر الليبرالي لا يتحمّل مجاملتهم، لذلك يلفظهم لفظ النواة. وقد تحدثت في مقال سابق عن ما وصفه أ. د. الركن بـ: (الهجرة إلى اللبرالية بعد سقوط أم الشيوعية). وذلك في كتابه القيم: "إيديولوجية الحرباء" الذي يسجل نماذج إعلامية متنوعة من محاولات التسلل.
لقد قرأنا لهم كتابات عن أهداف سياسية صريحة في منتدياتهم:
فمرَّة ينفون وجود دستور للمملكة العربية السعودية! ومرة يطالبون بدستور للمملكة العربية السعودية!!!
في الوقت الذي لا يستطيعون فيه إنكار وجود النظام الأساسي للحكم، الذي يعد أول تدوين متكامل لدستور المملكة العربية السعودية ..
إذاً فبماذا يطالبون؟ وإلام يتوجه نفيهم وإنكارهم؟!
لقد أجبت كتاباتهم، وأجاب أحد منظِّريهم في برنامج فضائي لقناة أجنبية:
(بأنهم يريدون دستوراً لا يوجد فيه أدبيات وخطاب ديني) كما يقول!
الجدير بالذكر: إنَّ الدولة الإسلامية ليست مدنية ولا دينية بالمفهوم الغربي الذي يروِّج له القوم، فهم يؤسسون على قناعات فاسدة أصلاً، وسأتمم إن شاء الله تعالى بموضوع مستقل، عن الدولة الإسلامية بين مفهومي (الدولة الدينية) و (الدولة المدنية).
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. وصل اللهم وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله.
نشر بتاريخ 22 - 10 - 2009(/)
بدعة الأحتفال بالمولد النبوي
ـ[متيم الشافعي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 04:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما بحثت عن موضوع البدعة في موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة
وجدت هذا النص
فمن البدع الحسنة التي أحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم:
جمع المصحف بين الدفتين بإشارة عمر على أبي بكر خوف ضياعه رضي الله عنهما.
اجتماع الناس على صلاة التراويح برأي عمر رضي الله عنه.
زيادة عثمان رضي الله عنه أذاناً ثانياً يوم الجمعة. رواه البخاري
جمع عثمان للقرآن على الترتيب الذي عليه المسلمون حتى اليوم.
نقط يحيى بن يعمر المصاحف. رواه أبو داود السجستاني.
وضع أبي الأسود الدُّؤَليّ قواعد النحو بعد استشارة علي كرم الله وجهه.
الجهر بالصلاة على النبي بعد الأذان.
الاحتفال بالمناسبات الدينية كالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وكل العلماء أقروا ما بيناه وبالنسبة للمولد فقد أقره الحافظ بن حجر والحافظ السيوطي والحافظ العراقي
وهو شيء حسن حتى ابن تيمية قال في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: (فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
فما تعليقكم على ماخط باللون الاحمر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 10:53]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36921(/)
ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟ -مقال-
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 04:26]ـ
ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟
سيد أحمد مهدي
هذه الشريعة "عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها" [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) ، هكذا دون تردد سطر ابن القيم رحمه الله تعالى هذه الكلمات بثقة العالم الرباني الموقن بحكمة الله تعالى وكمال دين الإسلام، قد يقولها سواه كثير، لكن ما إن تتعارض الشريعة مع القضايا التي صارت مسلمة في الثقافة الغربية ومؤسساتها التي فُرضَت على العالم، حتى يصبح الإسلام في قفص الاتهام، يحتاج إلى من يدافع عنه ويؤول نصوصه وتاريخه لتتلاءم مع ميثاق حقوق الإنسان، وميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ الثورة الفرنسية ....
قال أحدهم: "إذا أردت أن تُصدَّق كذبتك فأكثر تردادها"، لقد انبهرنا بالثقافة الغربية وهيمنتها إلى حد صدقنا فيه بعض الكذبات من كثرة ما رددت علينا، وصرنا نتصور بعض القضايا بمفاهيم غير إسلامية، ثم نناقشها على ذلك الأساس.
ابتدع الكفار لحماية ثقافتهم وأفكارهم أنبازا يقذفون بها من حاد عن صفهم، صار بعضنا اليوم في البلاد الإسلامية يخشى أن يقذف بها إذا تكلم بالحق: معاد للسامية (لمن يعادي اليهود)،كاره للمثليين (لمن يتبرأ من عمل قوم لوط)،جنسي (لمن يرى قوامة الرجل على امرأة)، عنصري واستعبادي (لمن يسلّم بمشروعية الاسترقاق).
أثار أعداء ديننا شبهة إقرار شريعتنا للرق للطعن في الإسلام، فانبرى العلماء والمفكرون للرد على شبهات المبطلين، وإن كان معظمهم أفلح في إظهار الفارق بين "رقنا" و"رقهم"،فإن جمهور من تكلم في قضية الرق خلص إلى أن الإسلام عمل على إلغاء الرق وإعدامه، وأن ما نعيشه في العصور المتأخرة من منع الاسترقاق إنما هو من بركة الإسلام وأن تلك نعمة ينبغي أن نشكرها.
والحق أن إلغاء الرق من المصائب العظيمة التي مني بها المسلمون بسبب ابتعادهم عن شريعة ربهم و تقاعسهم عن نصرة دينه سبحانه وتعالى، وانقطع بانقطاع الرق سبل كثيرة من سبل الخير في الدنيا والآخرة على المسلمين، نعم ... لقد خسر المسلمون بإلغاء الرق نعما كثيرة اقتضتها حكمة الله تعالى في تشريع هذا النظام المحكم العادل.
ولك أن تسأل-أيها القارئ الكريم-:ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟ اذكر لنا شيئا من ذلك مصداقا لدعواك!
سأعدد لك -أيها القارئ الكريم- في هذا المقال -إن شاء الله تعالى- شيئا مما وقفتُ عليه من النعم التي حُرمتها أنا وأنت وكل مسلم بسبب إلغاء الرق، هذه المصيبة التي ينبغي أن نحتسب أجرها عند الله تعالى، فأقول:
خسر المسلمون بإلغاء الرق ...
.... سبيلا من سبل الدعوة إلى الله تعالى
خير لك من حمر النعم ... من الدنيا وما فيها .. أن يهدي الله تعالى بك رجلا ... أن يعتقه من الخلود في النار بسببك، هذا هو حلم كل مسلم.
كان استرقاق المسلمين الكفار من أعظم سبل الدعوة إلى الإسلام وإنقاذ الناس من الكفر، ذلك أن الكافر إذا أُسر وعاش بين ظهراني المسلمين ورأى حسن معاملتهم فإنه لا يلبث أن يقتنع بهذا الدين العظيم فيسلم، وإن لم يسلم هو أسلمت ذريته التي تنشأ في بيئة إسلامية، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، فإن عددا لا يحصيهم إلا الله تعالى من الرقيق دخلوا في الإسلام ثم صاروا أو صار أبناؤهم وأحفادهم علماء وملوكا ومجاهدين يدافعون عن الإسلام وينصرونه، فسبحان مقلب القلوب، وسبحان من يخرج الحي من الميت، قال الشنقيطي:"ومن المعلوم أن كثيرا من أجلاء علماء المسلمين ومحدثيهم الكبار كانوا أرقاء مملوكين، أو أبناء أرقاء مملوكين، فهذا محمد بن سيرين كان أبوه سيرين عبدا لأنس بن مالك، وهذا مكحول كان عبدا لامرأة من هذيل فأعتقته، ومثل هذا أكثر من أن يحصى كما هو معلوم" [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الجيش الإنكشاري سيف الدولة العثمانية المسلط على أعداء الدين، كان أصله من سبي النصارى من الغلمان الذين أنشئوا على حب الإسلام والجهاد في سبيل الله سبحانه [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)، وقامت دولة المماليك في مصر والشام التي دفع الله بها كيد المغول والصليبيين، وكان أسلافهم من الرقيق والسبي. [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
... سبيلا من سبل الأجر
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ" [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) ، لقد كان إعتاق الرقيق مكرمة في الجاهلية والإسلام، وكان المسلمون يهرعون إلى الإعتاق إذا ألمت بهم المصائب وحلت بهم النوائب ورأوا آيات العذاب، فعَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قَالَتْ:" لَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ" [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)، وكثيرا ما نقرأ في كتب التاريخ أن فلانا من الملوك أو الأغنياء ألم به مرض أو مصاب فأعتق جميع غلمانه، أما في مواسم الخير فكان سلفنا يتسارعون إلى إعتاق العبيد في العشر الأواخر من رمضان وفي يوم عرفة عند الموقف عسى أن يعتق الكريم جل جلاله رقابهم من النار.
كأني بك أيها القارئ الكريم الراغب في رحمة الله تحترق شوقا لأن تعتق نسمة مؤمنة، وترى الفرح والسرور على وجه ذلك العتيق، وتسمعه يلهج لك بالدعاء أن:"أَعتَقَ الله من أعتقني! " لكن أنّا لنا ذلك، فقد ألغي الرق فإنا لله وإنا إليه راجعون، إن الأجر الذي حرمناه بانقطاع هذا السبيل من سبل الخير لمن أعظم المصائب المترتبة على إلغاء الرق.
... سبيلا من سبل الاستعفاف والإعفاف
صار الزواج معضلة من معضلات العصر بين شباب المسلمين، لأن قسمة قضاء الوطر في عصرنا ثنائية: زواج أو زنا! وكانت قسمة أسلافنا ثلاثية: زواج أو زنا أو ... تسري! قال تعالى مبينا صفات المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)} (المؤمنون 5 - 6)،َوقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (النساء 25).
والكلفة في الحالتين: التسري بملك اليمين أو نكاح الأمة، أقل وأيسر من نكاح الحرة، فلعلك ترث أمة أو تُوهبها أو تدخر لتشتريها كما تدخر لشراء الثلاجة والسيارة! بخلاف الحرة التي لا يُتوصل إليها إلا بالوسائل العظيمة والأموال الجزيلة ثم تشترط عليك الشروط الكثيرة .. أما الأمة فأنت سيدها تأتمر بأمرك وتنتهي بنهيك ...
تخيل أيها القارئ الكريم أننا لا نزال ننعم بنعمة الرق، أليس في ذلك سبيل إحصان لجحافل العزاب في مجتمعاتنا؟ أليس نكون كُفينا آفات العزوبة من تهتك أخلاقي وأمراض نفسية، بل ... وعمليات انتحارية! لكن كان أمر الله قدرا مقدورا وما أصابنا فبما كسبت أيدينا.
ثم لعلك تقول:هاهي ذي فائدة الرق في إحصان الرجل، فما فائدته في إحصان المرأة؟
فأقول:هب أن المسلمين استعادوا قوتهم وغزوا أقواما من الكفار وسجنوا رجالهم أو قتلوهم، فما يُفعل بنسائهم من ينفق عليهن ... من يحميهن ... من يحصنهن ويعفهن؟ قال صاحب الظلال:"على أنه يحسن ألا ننسى أن هؤلاء الأسيرات المسترقات لهن مطالب فطرية لا بد أن يحسب حسابها في حياتهن ولا يمكن إغفالها في نظام واقعي يراعي فطرة الإنسان وواقعه، فإما أن تتم تلبية هذه المطالب عن طريق الزواج وإما أن تتم عن طريق تسري السيد ما دام نظام الاسترقاق قائماً كي لا ينشرن في المجتمع حالة من الانحلال الخلقي والفوضى الجنسية لا ضابط لها حين يلبين حاجتهن الفطرية عن طريق البغاء أو المخادنة كما كانت الحال في الجاهلية." [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
(يُتْبَعُ)
(/)
تالله إن السبي رحمة للبشر -كفارا ومسلمين- لو كانوا يعلمون، فتأمل كيف تكون المرأة امرأة كافر محارب للإسلام، ثم يقتل زوجها في الحرب فتقع في سهم رجل من المسلمين، فيتسراها، فتصير من حريمه يصونها ويحصنها ويحفظها ويحرم ديننا -الذي ذم الدياثة- عليه أن يفرط في عرضها. قال الشيخ الطاهر ابن عاشور:" وألحق التسري بالنكاح في صحة النسب الناشئ عنه لأن السيد إذا اتخذ أمته سرية له حاطها من حراسته بأقوى مما يحوط به إماء الخدمة بدافع مركب من الجبلة والعادة، فإذا صارت أم ولد له صارت لها أحكام خاصة " [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
... سبيلا من سبل التفرغ للعبادة
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" الْعَبْدُ إِذَا نَصَحَ سَيِّدَهُ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ" [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9) ، في هذا الحديث وفي نظائره حِكَم لمن تأمل، فإن الله تعالى خلقنا في هذه الدنيا لعبادته، والعزيمة شغل كل وقت الحياة بعبادته تعالى، لكن من رحمته سبحانه رخص لنا وخفف علينا ووضع عنا الآصار والأغلال، ثم مع ذلك جعل الأجر العميم في أمور نفعلها لمعاشنا كالأكل والنوم وقضاء الوطر من الأزواج والفرح بالذرية إذا نوينا بها طاعة الله، وجعل تعالى لمن بلي بنوع شغل زائدٍ أجرُه في ذلك الشغل إن أحسن فيه، أليس جعل جنة المرأة في طاعة زوجها لما كانت وظيفتها الاشتغال بطاعته وخدمته، وجعل سبحانه مضاعفة الأجر للعبد في حسن خدمة سيده لما كانت تلك وظيفته، فهذا العبد المشغول صباحا ومساء بخدمة سيده لو لم يُجعل ثوابه في ذلك عظيما لأرهق ولشق عليه أن يؤدي وظيفة العبد ثم يعبد عبادة السيد، لذلك فُرِّغ لعبادته وهي حسن الخدمة للسيد، فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى!
لكن همة ساداتنا من السلف الذي ابتلوا بالرق تفوق الجبال، قال سيدنا أبو العالية: "كنا عبيدا مملوكين، منا من يؤدي الضرائب، ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلمونا أن نختم كل جمعة، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا". [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
ثم إنك قد تعجب من كثرة صلاة سلفنا وكثرة صيامهم وتفرغهم للعبادة والتلاوة والذكر والتسبيح بما لا نستطيع معشار عشره، فنحن يلزمنا الذهاب صباحا إلى الدوام، فنكدح ثمانية ساعات ثم نعود مرهقين إلى بيوتنا فنرتمي على فرشنا صرعى أخي الموت! نعم ... قد بورك لسلفنا في أوقاتهم، ومن هذه البركة أن سخر الله تعالى لهم الغلمان والعبيد الذين يكفونهم المهنة وأشغال البيت، فاعجب من حكمة الله في تشريع الرق ... ثم اعجب ... ثم اعجب ...
وإليك هذه القصة عن أسماء رضي الله عنه لترى كيف يعتق العبد حرا لمّا يكفيه مؤنة الشغل، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ:" تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ، قَالَتْ فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ وَأَسُوسُهُ وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ وَأَعْلِفُهُ وَأَسْتَقِي الْمَاءَ وَأَخْرُزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ ..... وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ ..... حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَتْنِي". [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
... سبيلا من سبل الرزق
(يُتْبَعُ)
(/)
رأينا قبلُ أن الله تعالى سخر لسلفنا العبيد والغلمان والإماء يكفونهم أمر المهنة وكثير من أمور الاسترزاق، فهذا سبيل رزق حرمناه بإلغاء الرق، بل كانت تجارة الرقيق النافقة يوم كانت سوق الجهاد قائمة من أعظم دعائم الاقتصاد الإسلامي، فهذه مدينة الجزائر -حرسها الله- أيام الجهاد في أوائل العهد العثماني كان قائمةُ اقتصادها على الغنائم والسبي مما يناله المجاهدون في غزوهم البحري.
ثم إن شرعنا أوجب الإنفاق على الرقيق وإطعامهم وكسوتهم، لا يُطعمون فضلة الطعام ولا يُكسون بالي الثياب، بل تطعمه مما تطعم وتكسوه مما تلبس، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ". [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
فكون العبد رقيقا باب من أبواب الرزق لطائفة من الناس خرقى أو سذج لا يحسنون الاسترزاق، أو لا تتاح لهم فرص العمل، فالعبد في الغالب غريب عن أهل البلد، وكان هو أو آباؤه كفارا محاربين للإسلام،فمن كان ليوظفه لو كان حرا؟ لذلك نص بعض العلماء على رجحان عدم إجزاء عتق من لا يقوم على نفسه في الكفارات، قال الشيخ السعدي: " الحكمة تقتضي أن لا يجزئ عتق المعيب في الكفارة؛ لأن المقصود بالعتق نفع العتيق، وملكه منافع نفسه، فإذا كان يضيع بعتقه، وبقاؤه في الرق أنفع له فإنه لا يجزئ عتقه، مع أن في قوله: (تحرير رقبة) ما يدل على ذلك؛ فإن التحرير: تخليص من استحقت منافعه لغيره أن تكون له، فإذا لم يكن فيه منافع لم يتصور وجود التحرير. فتأمل ذلك فإنه واضح." [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)
... سبيلا من سبل إكرام المسلمين ومعاقبة الكافرين
قال الشنقيطي رحمه الله:" وسبب الملك بالرق: هو الكُفر، ومحاربة الله ورسوله، فإذا أقدر الله المسلمين المجاهدين الباذلين مهجهم وأموالهم، وجميع قواهم، وما أعطاهم الله لِتكون كلمة الله هي العليا على الكفار ـ جعلهم ملكاً لهم بالسبي. إلا إذا اختار الإمام المن أو الفداء. لما في ذلك من المصلحة على المسلمين، وهذا الحكم من أعدل الأحكام وأوضحها وأظهرها حكمة، وذلك أن الله جلَّ وعلا خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه، ويمتثلوا أوامره ويجتنبوا نواهيه ...... وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ...... وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة ليشكروه, .... فتمرد الكفار على ربهم وطغوا وعتوا، وأعلنوا الحرب على رسله لئلا تكون كلمته هي العليا، واستعملوا جميع المواهب التي أنعم عليهم بها في محاربته، وارتكاب ما يسخطه، ومعاداته ومعاداة أوليائه القائمين بأمره. وهذا أكبر جريمة يتصورها الإنسان.
فعاقبهم الحكم العدل اللطيف الخبير جلَّ وعلا ـ عقوبة شديدة تُناسب جريمتهم. فسلبهم التصرف، ووضعهم من مقام الإنسانية إلى مقام أسفل منه كمقام الحيوانات، فأجاز بيعهم وشِراءهم، وغير ذلك من التصرفات المالية، مع أنه لم يسلبهم حقوق الإنسانية سلباً كلياً. فأوجب على مالكيهم الرفق والإحسان إليهم، وأن يطعموهم مما يطعمون، ويكسوهم مما يلبسون، ولا يكلفوهم من العمل ما لا يطيقون، وإن كلفوهم أعانوهم." [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)
... سبيلا من سبل علو الهمة في المروءة
لو تساوى الناس في الغنى والفقر، والرفعة والوضاعة، والصحة والمرض، لاختل ناموس الحياة ولما احتاج بعضهم إلى بعض، ولما ميزوا بين الحسن والقبيح، فإن الضد يظهر حسنه الضد، لذلك رفع الله سبحانه وتعالى عباده بعضهم فوق بعض درجات ليفتن بعضهم ببعض، وليتخذ بعضهم بعضا سخريا، ومن ذلك أن خلق تعالى أناسا وسخرهم ليكونوا عبيدا وخلق أناسا وسخرهم ليكونوا أحرارا وفرق الله سبحانه وتعالى بينهم كونا وشرعا، قال ابن قيم رحمه الله تعالى:" أما جلد قاذف الحر دون العبد فتفريق لشرعه بين ما فرق الله بينهما بقدره، فما جعل الله سبحانه العبد كالحر من كل وجه لا قدرا ولا شرعا، وقد ضرب الله سبحانه لعباده الأمثال التي أخبر فيها بالتفاوت بين الحر والعبد، وأنهم لا يرضون أن تساويهم عبيدهم في
(يُتْبَعُ)
(/)
أرزاقهم، فالله سبحانه وتعالى فضل بعض خلقه على بعض، وفضل الأحرار على العبيد في الملك وأسبابه والقدرة على التصرف، وجعل العبد مملوكا والحر مالكا، ولا يستوي المالك والمملوك، وأما التسوية بينهما على أحكام الثواب والعقاب فذلك موجب العدل والإحسان، فإنه يوم الجزاء لا يبقى هناك عبد ولا حر ولا مالك ولا مملوك" [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)
وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور رحمه الله:" لفظ الحرية في اللغة العربية كان يطلق على السلامة من النقائص التي كانوا يعتبرونها من صفات العبيد" [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) لذلك جاء في كلام العرب وأشعارهم وأمثالهم ما يدل على هذا المعنى كقولهم: وعد الحر دين عليه، وتجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.
فهذه الحقيقة الواقعة كانت حافزا للأحرار أن يُعلُوا همتهم في المروءة فلا يشابهوا الأخلاق التي تفشو في العبيد فيُعيَّروا بذلك، وكانت حافزا للعبيد أيضا أن يسموا إلى الحرية بالمكاتبة فجاء ديننا بالحث عليها، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} (النور 33).
ثم ألغي الرق، وحرر العبيد من الاسترقاق وبعضهم لمّا يحرر بعد من مساوئ الأخلاق التي كانت مستساغة في حقهم أو متجاوز عنها أيام كونهم رقيقا، ثم اختلط الأحرار والمحررون وامتزجت أخلاقهم فضاعت الكثير من خصال المروءة لانعدام الحافز لتحصيلها.
... سبيلا من سبل التخفيف في التكاليف
كما فضل الله تعالى الناس بعضهم على بعض في المروءة، فقد جعلهم سبحانه درجات في منازل العبادة والتكليف كل حسب مقدرته، لذلك سلط الله تعالى برحمته البلاء على عباده بقدر إيمانهم، ونحن نعلم أن الرق سببه الكفر، فالمسلم من الرقيق إما أن يكون حديثا عهد به أو منحدرا من أسرة قريبة عهد به ترسخت فيها بعض العادات، ثم إن العبد في مشغلة غالبا عن تعلم أمور الدين، وذلك من أسباب التجاوز والتخفيف، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجاوز عن كثير من أفاعيل الأعراب التي لو فعلها حر لاستحق عليها العقوبة الموجعة.
من أجل ذلك خفف الله سبحانه وتعالى برحمته على الرقيق في تنصيف الحد وسقوط الجمعة والزكاة ... ، وتنصيف العدة على الإماء، وخُفف على الإماء في أمور الحجاب والستر.
قال ابن القيم في بيان حكمةجعل حد الرقيق على النصف من حد الحر: "فلا ريب أن الشارع فرق بين الحر والعبد في أحكام وسوى بينهما في أحكام فسوى بينهما في الإيمان والإسلام ووجوب العبادات البدنية كالطهارة والصلاة والصوم لاستوائهما في سببهما، وفرق بينهما في العبادات المالية كالحج والزكاة والتكفير بالمال لافتراقهما في سببهما، وأما الحدود فلما كان وقوع المعصية من الحر أقبح من وقوعها من العبد من جهة كمال نعمة الله تعالى عليه بالحرية، وأن جعله مالكا لا مملوكا ولم يجعله تحت قهر غيره وتصرفه فيه، ومن جهة تمكنه بأسباب القدرة من الاستغناء عن المعصية بما عوض الله عنها من المباحات، فقابل النعمة التامة بضدها واستعمل القدرة في المعصية فاستحق من العقوبة أكثر مما يستحقه من هو أخفض منه رتبة وأنقص منزلة، فإن الرجل كلما كانت نعمة الله عليه أتم كانت عقوبته إذا ارتكب الجرائم أتم ...... فإن العبد كلما كملت نعمة الله عليه ينبغي له أن تكون طاعته له أكمل وشكره له أتم ومعصيته له أقبح وشدة العقوبة تابعة لقبح المعصية، ولهذا كان أشد الناس عذابا يوم القيامة عالما لم ينفعه الله بعلمه، فإن نعمة الله عليه بالعلم أعظم من نعمته على الجاهل، وصدور المعصية منه أقبح من صدورها من الجاهل، ولا يستوي عند الملوك والرؤساء من عصاهم من خواصهم وحشمهم ومن هو قريب منهم ومن عصاهم من الأطراف والبعداء، فجعل حد العبد أخف من حد الحر جمعا بين حكمة الزجر وحكمة نقصه، ولهذا كان على النصف منه في النكاح والطلاق والعدة، إظهارا لشرف الحرية وخطرها وإعطاء لكل مرتبة حقها من الأمر كما أعطاها حقها من القدر، ولا تنتقض هذه الحكمة بإعطاء العبد في الآخرة أجرين بل هذا محض الحكمة، فإن العبد كان عليه في الدنيا حقان حق لله وحق لسيده، فأعطي بإزاء قيامه بكل حق أجرا، فاتفقت حكمة الشرع والقدر
(يُتْبَعُ)
(/)
والجزاء والحمد لله رب العالمين." [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)
خاتمة
إن من تمعن في نصوص الكتاب والسنة ونظر في كتب الفقه و التاريخ والأدب ليستخلص أضعاف ما ذكرته من حِكم الرق ومنافعه التي حرمناها في زماننا هذا، وكان القصد من هذا المقال أولا أن نصحح مفاهيمنا على ضوء النصوص الشرعية، ولا نبالي إن نخر الكفار،فإن الكافر مهما عظم شأنه عند قومه أقل وأذل من أن يعبأ برأيه ويسمع لقوله في مثل هذه القضايا التي كفانا ديننا العظيم معالجتها، ثم أن نسعى إلى تحصيل نعم الله تعالى التي حرمناها بشؤم ذنوبنا بالعودة إلى تطبيق شرعه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:"إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ " [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18).
نسأل الله تعالى الهداية والسداد.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) أعلام الموقعين- ابن قيم الجوزية-ت عصام الصبايطي 1425 - 2004 المجلد 2 الجزء 3 ص3.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) أضواء البيان-محمد الأمين الشنقيطي-دار الفكر-1415 - 1995 7/ 250.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) انظر تاريخ الدولة العثمانية –شكيب أرسلان-ت حسن السماحي سويدان-دار ابن كثير /دار التربية-ط1 - 1422 - 2001 ص 58 وما بعدها.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) انظر التاريخ الإسلامي –محمود شاكر-المكتب الإسلامي-ط4 - 1411 - 1991 (7/ 21 - 22).
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) متفق عليه واللفظ للبخاري.
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) البخاري كتاب الجمعة باب من أحب العتاقة في كسوف الشمس.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) في ظلال القرآن-سيد قطب-دار إحياء التراث الإسلامي -ط4 - 1386 - 1967 2/ 248
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) مقاصد الشريعة الإسلامية-محمد الطاهر بن عاشور- ضمن "محمد الطاهر بن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة"-محمد الحبيب بن الخوجة –طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر 436 - 437
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) متفق عليه
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) سير أعلام النبلاء –ترجمة أبي العالية
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) متفق عليه وأوردته هنا باختصار
[12] متفق عليه
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان-عبد الرحمن بن ناصر السعدي-ت. عبد الرحمن بن معلا اللويحق-دار ابن حزم-ط1 - 1424 - 2003 ص173
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) أضواء البيان 3/ 29 - 30 باختصار
[15] أعلام الموقعين المجلد1 الجزء2 ص361
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) أصول النظام الاجتماعي في الإسلام - محمد الطاهر بن عاشور –دار سحنون /دار السلام ط2 - 1427 - 2006 وأورد رحمه الله تعالى على ذلك شواهد من الحديث النبوي وأشعار العرب ص 151 - 152
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) انظر أعلام الموقعين المجلد1 الجزء2 ص394 - 395
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) أبو داود وصححه الألباني في الصحيحة رقم 11
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 12:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
تنبيه: لقد تم نقل هذا الموضوع لمناقشته إلى منتديات ومواقع عديدة،من هذه المنتديات والمواقع من لا أرتضي منهجه ولا أوافق على طريقه، فليعلم أني ما وضعت هذا الموضوع إلا في ملتقى أهل الحديث و المجلس العلمي لموقع الألوكة، أما ما وجد في غيرهما من المنتديات والمواقع فهو منقول من أحدهما من غير علمي ولا موافقتي، ولا تلزمني تعليقات وتحليلات أي مناقش للموضوع ومعقب عليه.
والله تعالى الموفق.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[10 - Feb-2010, مساء 01:11]ـ
روح الاسلام تقود الى الغاء الر ق
فقد ضيق المداخل ووسع المخارج
و ما يدريك لو كان الر ق باقيا
ان تكون انت او احب الناس لك ارقاء
والاسباب اجلى من الشمس
لكن المقال اختلطت فيه الا مور
والان يو جد رق لكن بصورة حديثة جدا جدا (مودرن)
وماالرق الابيض عنا ببعيد
حتى خرجت مصطلحات الا تجار بالبشر ووضعت قوانين لمكافحتها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 05:15]ـ
صدقت .. فهذا ليس من المندوب او الواجب الذي يقال فيه خسر و لم يخسر .. كقول القائل ماذا خسر المسلمون من الغاء شرب الشاي و جني الثمار وغيرها مما قد تكون ايضا من ثمرات الحروب المباحة ... فلنعش عالمنا(/)
هذا سبب الثبات وضده يكون النكوص: فالناكصون ليسوا فلانا وعلانا فحسب ....
ـ[علي التمني]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 12:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصبر على طاعة الله
يقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (28).
يقول السعدي في تفسيره: أمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وغيره أسوته في الأوامر والنواهي أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين {الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.
{وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك. {تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فإن هذا ضار غير نافع ... فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية، ولهذا قال: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره. {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} أي: صار تبعا لهواه، حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه، كما قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم} الآية. {وَكَانَ أَمْرُهُ} أي: مصالح دينه ودنياه {فُرُطًا} أي: ضائعة معطلة. فهذا قد نهى الله عن طاعته، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به ... والصبر المذكور في هذه الآية هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام. وفي الآية، استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار، لأن الله مدحهم بفعله، وكل فعل مدح الله فاعله، دل ذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه أ. هـ.
عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً مُنْتِنَةً)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَليَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)) رواه أَبُو داود والترمذي بإسناد صحيح، وَقالَ الترمذي: ((حديث حسن)).
قال عدي بن زيد:
عَنْ الْمَرْءِ لا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ ... فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ ... وَلا تَصْحَبْ الأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي
ملحوظة: جاءني أعلاه بالبريد
--------
إضافة:
ومن أسباب نكوص بعض الذين كانوا دعاة إلى الله يوما ثم انقلبوا دعاة إلى عقيدة الحرية عوضا عن عقيدة الإسلام، ومن هؤلاء من لا يزال يصف نفسه بالدعوة إلى الله، اما الذين نكصوا واعتنقوا عقيدة الليبرالية والإنسانية فهم معلومون للكافة، من أسباب النكوص:
1 - إهمال قراءة كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والنهل منهما آناء الليل وأطراف النهار والصدور عنهما، وكذا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير الصحابة الكرام ليعرف هؤلاء الحق جليا صريحا، والنهل من علم علماء الإسلام الأثبات سلفا وخلفا، ليعرف هؤلاء الحق وتتشربه قلوبهم، ثم معنى الثبات والعزة وأنها لله ولرسوله وللمؤمنين.
2 - الانكباب على قراءة كتب الملاحدة والمشككين من والملاحدة العلمانيين الليبراليين أصحاب عقيدة الحرية مما أورث لدى هؤلاء التأثر بهم والإعجاب بهم خاصة وأن الحرية مطلب فطري للإنسان، لكن هؤلاء المتأثرين بعقدية الحرية أخذوها من هؤلاء ولم يأخذوها من دين الله وضمن دين الله تعالى بشموله وكماله وتمامه.
3 - مجالسة القنوات الفضائية المنحرفة سواء كانت إخبارية أو غيرها، والإخبارية ذات الطابع الإخباري الثقافي أخطر لما فيها من الجاذبية ولأنها مصممة من الألف إلى الياء على نهج غير إسلامي فلا بد من التأثر بها، وهي كالجزيرة والعربية تأتي بمن يشكك في دين الله ويسبه جهارا نهارا، أفلا يؤدي هذا مع طول المجالسة إلى قسوة القلب وتشرب القلب لفتنها نكتة نكنة، أو نقطة نقطة؟.
4 - مجالسة منافقي العصر بدعوى ومحاروتهم، وقيام المودة والتلطف بينهم، هذا يجعل ما هم عليه من النفاق والعلمنة قريبا من قلوب أولئك الذين كانوا يوما دعاة إلى الله ثم انقلبوا اليوم إلى دعاة محبة لهؤلاء المنافقين ومودة.
5 - الاستهانة بحدود الله في النظر والسماع.
6 - والاستهانة بالأمر الله بموادة المؤمنين وبغض وتجنب المنافقين العلمانيين ومن في حكمهم، وقد قيل: كثرة الإمساس تذهب بالإحساس.
7 - الابتعاد عن الصالحين من أهل الدعوة والتأليف والكتابة، وأعظم من ذلك التشبه بالمنافقين العلمانيين والسير على خطاهم في وصف أهل الدعوة والصلاح والثبات على الحق بأنهم متطرفون متشددون، وهذه والله عين الفتنة.
والله الهادي المثبت على الحق.
علي التمني
أبها في 4/ 11/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 11:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... وأخشى بارك الله في قلمك أن نجد أنفسنا يوما ممن صرف الله قلوبهم عن الحق جزاء انصرافهم عن الجهر بمسببات خذلان الدين ومواجهة مسببيها بالصوره التي تسترعي انباههم باننا حساب صعب تجاوزه في حساباتهم
ـ[الحافظة]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 01:06]ـ
جزاكم الله خيرااا
اللهم قنا الفتن ماظهر منها وما بطن وثبتنا على الحق وتوفنا وأنت راض عنا(/)
السيد يسين والبنية والمرحلة والعولمة والمذهب الكوني العلماني
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 12:27]ـ
الكتاب-جريدة الاهرام المصرية
44880
السنة 133 - العدد
2009
اكتوبر
22
3 من ذى القعدة 1430 هـ
الخميس
( http://www.ahram.org.eg/advsys/a.aspx?ZoneID=9&Task=Click&Mode=HTML&SiteID=1&PageID=24009)
البحث عن التقدم العربي!
بقلم:السيد يسين
منذ عصر النهضة العربية الأولي التي يمكن ان يكون علمها البارز هو الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي والمشكلة التي يواجهها المجتمع العربي هي كيف يمكن ان نقضي علي التخلف السائد ونكتسب اسباب التقدم؟
اجيال عربية تتابعت من المفكرين والمثقفين العرب الذين ينتمون إلي المشرق والمغرب معا , وكل جيل حاول بطريقته ان يجيب علي هذا السؤال المحوري.
هناك جيل اضطر لكي يجيب علي السؤال في ظل احتلال الدول الغربية لعديد من البلاد العربية , والذي تجاوز الاحتلال إلي الاستعمار الاستيطاني لكل من الجزائر وفلسطين , ومعني ذلك قيود متعددة كانت مفروضة علي المفكر العربي في هذا الزمن , بحكم الوجود الفعلي للاستعمار الأوروبي بما يتضمنه ذلك من تقييد لحرية التفكير وحرية التعبير , واضطهاد للقوي السياسية العربية الحية التي كانت تسعي إلي تحرير أوطانها وملاحقة للمفكرين العرب الاحرار الذين حاولوا تأسيس بنية معرفية , تستفيد من المنجزات الفكرية الغربية , ولكنها تطمح في نفس الوقت إلي صياغة نظرية عربية مستقلة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة , احتراما للخصوصية الثقافية للمجتمع العربي , واخذا في الاعتبار المرحلة التاريخية التي يمر بها.
وجاء جيل اخر من المفكرين العرب بعد نهاية الاحتلال الأوروبي في عديد من البلاد العربية وحصولها علي الاستقلال , وقد حاول اعضاء هذا الجيل , الذي برز علي وجه الخصوص في الخمسينيات من القرن العشرين الاجتهاد والبحث عن التقدم في مناخ ثقافي مختلف تماما عن ذلك الذي ساد في العقود السابقة.
كانت السمة السائدة بعد الاستعمار هي مرحلة التحرر الوطني التي فتحت افاقا واسعة امام العقل في عديد من البلاد العربية والافريقية والاسيوية ودول أمريكا اللاتينية , لكي يجتهد ويصوغ نظرية عن التقدم , ليست تقليدا فجا بالضرورة للنظرية الغربية.
كان عصر الاستقلال يزخر بأفكار التحرر والاستقلال والاشتراكية والعدالة الاجتماعية بشكل عام , كما كان يزخر بالأفكار القومية في العالم العربي بشكل خاص , مما جعل سنوات الخمسينيات والستينيات في العالم العربي تمثل عصر القومية العربية المزدهرة , الذي شهد أول محاولة للوحدة العربية التي تمت بين مصر وسوريا , وفي نفس الوقت انطلقت العقول العربية المتحررة تستكشف افاق وابعاد ومشكلات الحداثة الغربية , في العلم , والادب والفن , سعيا وراء التقدم.
ونتيجة للاستيعاب العربي لتجليات الحداثة في عديد من المجالات , ظهرت ابداعات عربية بارزة في الادب وخصوصا في مجال الرواية والقصة القصيرة , التي ابتدعت لنفسها تقاليدها العربية الخالصة , مما جعلها تنجح في عرض وتحليل الواقع العربي بشكل متفرد , وليس تقليدا للنماذج الغربية.
ولذلك لم يكن غريبا ان يتوج هذا الابداع العربي في مجال الرواية بمنح جائزة نوبل في الاداب للروائي المصري العظيم نجيب محفوظ , اعترافا من نقاد العالم بحقيقة بسيطة وان كانت بالغة الأهمية , هي ان مفتاح الوصول إلي العالمية هو التركيز علي المحلية.
هذا التوجيه المهم كان يدعونا في المجتمع العربي ان نبدع ونبتكر لتحويل الواقع المتخلف إلي افق متقدم , بناء علي تنمية القدرات الوطنية التي من حقها ان تنهل من المنجزات الفكرية والعلمية العالمية , ولكن بشرط ان تكيفها مع ظروف الواقع العربي , وتوجد بالتالي نظرياتها المستقلة التي لاتنفصل عن العالم , ولكنها في نفس الوقت لاتغترب عن الواقع العربي.
وهذا التوجيه المهم تبنته حركة العولمة حين صاغت الشعار الشهير فكر كونيا ونفذ محليا.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعبارة اخري عليك كصانع قرار سياسي أومفكر أوباحث , ان تأخذ التطورات العالمية في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة في اعتبارك , ولكن عليك من بعد ان تركز علي أوضاعك المحلية , ومعني ذلك ان النظرة العالمية شرط للتصدي للمشكلات المتعددة ولكنه شرط غير كاف , اذ لابد من النزول من بعد إلي مستوي المحلي , حتي تكون الحلول المقترحة ناجعة وغير معلقة في الهواء.
اذن تميز عصر مابعد الاستعمار بالسعي إلي التقدم في كل المجالات , غير ان النظرة التقيمية الفاحصة لاحوال العالم العربي , تؤكد انه مع كل المحاولات التي بذلت من قبل النخب السياسية العربية الحاكمة , وعن طريق المفكرين والباحثين العرب في مختلف التخصصات , فان التخلف في المجتمع العربي مازال سائدا , والدليل علي ذلك مؤشرات كمية وكيفية متعددة.
وقد سبق لنا حين تحدثنا من قبل عن أهمية صياغة رؤية عربية للعولمة ان قررنا ان غياب السياسة العلمية المتكاملة احد الاسباب الكامنة وراء التخلف العربي , وذلك لان اسباب التقدم لايمكن التماسها من خلال استيراد النظريات الجاهزة التي صيغت في البيئات الاجنبية , والتي قد لاتصلح للتطبيق عندنا.
والواقع ان هذه الصياغة قد تؤدي إلي معان لم نقصدها علي الاطلاق , وهي اننا كعرب لاينبغي ان نعتمد علي النظريات الجاهزة التي صيغت في البيئات الاجنبية.
اذ لابد من التفرقة الدقيقة هنا بين النظريات العلمية الخالصة التي تصاغ في إطار العلوم الطبيعية مثل الكيمياء والطبيعة والاحياء , وتلك التي تصاغ في إطار العلوم الاجتماعية والانسانية.
النظريات العلمية من الفئة الأولي لامجال للتحفظ بشأنها لان القانون العلمي بحكم التعريف ـ اذا كان قانونا ثبتت صحته علميا ـ بنطبق في كل مكان فقانون الجاذبية ـ علي سبيل المثال ـ لايختلف تطبيقه من بلد إلي آخر.
غير ان النظريات العلمية الاجتماعية تحتاج إلي رؤية نقدية بصيرة للبحث في مناسبة تطبيقها في المجتمع العربي , لان عديدا من هذه النظريات تختلط فيها الايديولوجية بالعلم.
بعبارة اخري تصاغ نظريات اقتصادية معينة لخدمة النظام الرأسمالي اساسا , وهي بالتالي لاتتسم بالعمومية التي تكفل لها التطبيق في كل المجتمعات , علي العكس فان تطبيقها في مجتمع كالمجتمع العربي قد يكون له اضرار سياسية واجتماعية لاحدود لها.
ولنضرب مثالا علي ذلك بسياسة التكيف الهيكلي التي فرضها كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي علي الدول النامية , كأنها هي النظرية الاقتصادية الوحيدة التي تكفل اصلاح الاقتصاد والمساعدة علي النمو , فقد ادي تطبيقها الفعلي إلي اثار بالغة السلبية تمثلت في التضحية باصول الدولة من خلال برامج غير مدروسة للخصخصة ادت إلي تبديدها لصالح مجموعة من المستثمرين ـ وتم ـ في عديد من الحالات ـ تسريح آلاف العمال أو إحالتهم إلي المعاش المبكر , مما فاقم من مشكلة البطالة , وساعد علي تزايد دوائر الفقر في البلاد العربية , التي اضطرت للخضوع إلي توجيهات المؤسسات الدولية.
ومن هنا يمكن القول انه اذا كانت العولمة عملية تاريخية تتضمن بعض الجوانب الايجابية , إلا فإنه ينبغي قراءة عديد من النظريات والمفاهيم النابعة منها بطريقة نقدية , تسمح لصانعي القرار السياسي في المجتمع العربي , باتخاذ القرار الصحيح النابع من فهم عميق لتغيرات المجتمع العالمي , من ناحية , وتحليل دقيق للواقع العربي من ناحية أخري.
وإذا كان غياب السياسة العلمية المتكاملة هو ـ كما قررنا ـ احد الاسباب الكامنة وراء التخلف العربي , فليس هناك من طريق لاكتساب اسباب التقدم سوي بالبحث عن الاسباب التي عوقت صياغة هذه السياسة والتطبيق الفعال للاستراتيجيات التي تتضمنها , ليس ذلك فقط بل والبحث عن اسباب عدم وجود مشروعات لتوطين التكنولوجيا في العالم العربي.
وقد سبق لي ان عالجت موضوع السياسات العلمية في الوطن العربي عديدا من المرات , تقديرا لأهمية البحث العلمي في اكتساب اسباب التقدم.
وكانت أول محاولة فكرية شاملة لي في دراسة بعنوان مستقبل البحث العلمي في الوطن العربي نشرت في كتابي الزمن العربي والمستقبل العالمي القاهرة دار المستقبل العربي عام 1998.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان قد سبق لي ان نشرت دراسة متكاملة عن الايديولوجية والتكنولوجيا في مجلة الكاتب عام 1969 حاولت فيها مبكرا ان أؤ صل لمولد الثورة العلمية والتكنولوجية وتحديد اثارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وقد ضمنتها من بعد كتابي الحوار الحضاري في عصر العولمة القاهرة نهضة مصر الطبعة الثانية 2002.
في المحاولة الأولي لتشخيص الوضع الراهن لمشكلة البحث العلمي في الوطن العربي ركزت علي ثلاثة مداخل اساسية وهي مدخل سوسيولوجيا العلم (الدراسة الاجتماعية للعلم كنسق اجتماعي) , ومدخل السياسة العلمية واخيرا مدخل المشروع النهضوي.
ومدخل سيولوجيا العلم هو الذي يساعدنا في الاجابة علي اسئلة مهمة , من ابرزها ضعف الانتاج العلمي للباحثين العرب كما وكيفا , وانقطاع الصلة بين اتخاذ القرار والبحث العلمي , والاعتماد اساسا علي نقل التكنولوجيا من البلاد المتقدمة , وهجرة العقول العلمية العربية.
اما مدخل السياسة العلمية التي اصبحت الآن مبحثا علميا مستقلا له خبراؤه ومنظروه , فهي تتعلق اساسا باستراتيجية وتكتيك البحث العلمي في بلد معين , بمعني انها هي التي تحدد اهداف البحث العلمي , ووسائل تحقيق هذه الأهداف وأهم من ذلك كله تحديد اولويات البحث العلمي , واقامة التوازن المطلوب بين البحوث الاساسية والبحوث التطبيقية , وهي التي تضع خطة انشاء المراكز العلمية , وتحدد نوعية تأهيل الباحثين وتدريبهم , وتعقد الصلة بينهم وبين صانع القرار السياسي من ناحية والقطاعات الصناعية والانتاجية من ناحية أخري.
كانت هذه هي المداخل الاساسية التي اقترحناها لدراسة مشكلة تحليل الوضع الراهن للبحث العلمي العربي , والتي تشير إلي عدم ادراك النخب السياسية العربية الحاكمة لاهمية ترسيخ قواعد البحث العلمي في المجتمع العربي لاكتساب اسباب التقدم من ناحية , وتقصير نخبة الباحثين العلميين العرب من ناحية أخري في السعي المنهجي لاقناع صانعي القرار بأهمية المشروع العلمي العربي.
غير ان هناك اجتهادات جديدة في هذا الموضوع تذهب إلي ان المشكلة لا تكمن في اتجاهات النخب السياسية العربية الحاكمة ولا في تقصير العلماء العرب , وانما في كون رؤية العالم السائدة في المجتمع العربي تتناقض مع المفهوم المعاصر للعلم كما يمارس في المجتمعات المتقدمة , وان هذا هو سر التخلف العربي في مجال العلم.
إلي اي حد تصدق هذه النظرية؟ ونحن تحتاج إلي قراءة لها نعرض فيها لدعاواها الرئيسية , قبل ان نتناولها بالتحليل النقدي.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 12:36]ـ
قال (__للمفكرين العرب الاحرار الذين حاولوا تأسيس بنية معرفية, تستفيد من المنجزات الفكرية الغربية, ولكنها تطمح في نفس الوقت إلي صياغة نظرية عربية مستقلة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة, احتراما للخصوصية الثقافية للمجتمع العربي, واخذا في الاعتبار المرحلة التاريخية التي يمر بها.)
-بنية معرفية
-والمرحلة
-فهو ايضا مثل الجابري في المرحلة للنقد وغيره اي البناء البطيء المتواصل
السيد يسين كان لعمر طويل علي راس مؤسسة الاهرام الاستراتيجية
كان
وكلامه هنا يبدو انه ليس عليه مشكلة كبيرة اقصد للقاريء العادي الذي لايعرف خلفية السيد يسين ومذهبه الفكري والفلسفي وتبنيه لنظريات في علم الاجتماع
عشان كده لابد من (مساند) يوضح مايضمره هنا ومن كلامه هو وايضا من كلام غيره
لابد تعرف اولا من هو يسين ثم ثانيا ماهي البنية المعرفية التي يتكلم عنها ثم -وقوله بعمل اعتبار للمرحلة التاريخية يعتمد علي معرفتك به وكتبه وموقفه من النقد العلماني وبيئته في عالمنا
وقد قال هو نفسه انه انتقل من الماركسية الي المذهب الكوني وهو ان كل شيء نسبي
يعني مع اركون والجابري وغيرهم من وجه
وله نظرية في علم الاجتماع لانه اصلا استاذ اجتماع
وكلامه في الاهرام مغطي لكن العلمانيين يفهمونه
ولذلك فالسلسلة فاضحة-سلسلة انهيار شرفات الاستشراق- لو استمرت وكمان ناصرة للاسلام واهل الاسلام
قال (ولكن بشرط ان تكيفها مع ظروف الواقع العربي, وتوجد بالتالي نظرياتها المستقلة التي لاتنفصل عن العالم, ولكنها في نفس الوقت لاتغترب عن الواقع العربي.
وهذا التوجيه المهم تبنته حركة العولمة حين صاغت الشعار الشهير فكر كونيا ونفذ محليا.)
في كتابي اقطاب العلمانية الجزء الاول قلت انه عولمي يحمل فكرا كونيا علمانيا وهاهو الامس يؤكد هذا فهومازال في هذا المربع
متابعة التطور في فكر المؤلف المفكر مهم
-هناك من ينتقل من معسكر الي معسكر كما انتقل الماركسيون اكثرهم الي المعسكر الحداثي
السيد يسين ينتقل الي نظريات جديدة في علم الاجتماع بعد انتقاله من الماركسية الي الفلسفة الكونية المرتبطة طبعا بالعولمة
---
تعليق سريع كتبته في حوار مع احد الاخوة علي الماسنجر(/)
قول الشيخ العثيمين في مسألة " العذر بالجهل "!
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 05:31]ـ
قول الشيخ العثيمين في مسألة " العذر بالجهل "
-
ما قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " العذر بالجهل " في الشرك الأكبر؟ فقد سمعت وقرأت له قولين مختلفين، فقد ردَّ على سائل في " نور على الدرب " عندما سأله عن مسلمين يعبدون القبور قائلاً: هذا جهل من السائل تسميته لهم بمسلمين، وقولٌ آخر يقول فيه يبقى لهم حكم الإسلام لجهلهم، وعدم وجود من ينبههم. فهل للشيخ قولان أحدهما قديم والآخر جديد تبين له الحق فيه؟ وأي القولين هو الصحيح الذي تدعمه الأدلة الشرعية؟
الحمد لله
لم نستطع الوقوف على كلام الشيخ العثيمين رحمه الله الذي أشار السائل إلى وجوده في فتاوى " نور على الدرب "، ووقفنا على كلامه في أكثر كتبه المطبوعة، وفتاواه الصوتية، ولم نجد تعارضاً ولا تناقضاً في كلامه، وليس هناك تراجع عن شيء قاله.
ويمكننا تلخيص كلام الشيخ رحمه الله في مسألة العذر بالجهل في النقاط التالية:
1. الأصل عند الشيخ رحمه الله هو العذر بالجهل، بل يرى أنه لا يستطيع أحد أن يأتي بدليل على أن الجاهل ليس بمعذور، ويرى أنه " لولا العذر بالجهل: لم يكن للرسل فائدة، ولكان الناس يُلزمون بمقتضى الفطرة، ولا حاجة لإرسال الرسل! ".
2. لا فرق في العذر بالجهل بين مسائل الاعتقاد ومسائل العمل.
3. لا فرق في العذر بالجهل بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية؛ لأن الظهور والخفاء أمرٌ نسبي يختلف من بيئة لأخرى، ومن شخص لآخر.
4. الكفر المخرج من الملة قد يكون بالاعتقاد أو القول أو الفعل أو الترك، والشيخ لا يخالف في كون ذلك مخرجاً من الملة، ولكن الخلاف في تنزيل وصف الكفر على الشخص المعيَّن، فقد يكون معذوراً فلا يكون كافراً.
5. لا يكون الشخص الفاعل للكفر كافراً إذا كان جاهلاً، ولا يعلم حكم الشرع في فعله، أو سأل أحد العلماء فأفتاه بجواز فعله.
ويكون كافراً إذا أقيمت عليه الحجة، وأزيل عنه الوهم والإشكال.
6. ليس كل من يدَّعي الجهل يُقبل منه، فقد يكون عنده تفريط في التعلم، وتهاون في السؤال، وقد يكون فيه عناد لا يقبل الحق ولا يسعى لطلبه: فكل هؤلاء غير معذورين عند الشيخ رحمه الله، ويسستثنى من حال المقصِّرين: إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل محرم، وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً.
7. الجاهل من الكفار الأصليين: تطبَّق عليه أحكام الكفر في الدنيا وأمره إلى الله في الآخرة، والصحيح أنه يُمتحن.
والجاهل من المنتسبين للإسلام ممن وقعوا في الكفر المخرج من الملة: تطبَّق عليهم أحكام الإسلام في الظاهر، وأمرهم إلى الله في الآخرة.
8. ذكر الشيخ رحمه الله نصوصاً من القرآن والسنَّة وكلام أهل العلم على ما رجَّح في هذه المسألة، وبيَّن أن هذا هو مذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، خلافاً لمن فهم عنه غير ذلك.
وإلى ذكر تفصيل ما لخصناه من كلام الشيخ رحمه الله، وقد نختصر فيما ننقله، ومن أراد الفائدة مكتملة فليرجع إلى ما نحيله عليه.
1. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن العذر بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة؟
فأجاب:
الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية، وربما يكون اختلافاً لفظيّاً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين، أي: إن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضي في حقه وانتفاء المانع أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات، أو وجود بعض الموانع.
وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين:
الأول: أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام، أو لا يدين بشيء، ولم يكن يخطر بباله أن ديناً يخالف ما هو عليه: فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا، وأما في الآخرة: فأمره إلى الله تعالى، والقول الراجح: أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله عز وجل، والله أعلم بما كانوا عاملين، لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب لقوله تعالى: (ولا يظلم ربك أحداً).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما قلنا: تُجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا - وهي أحكام الكفر -: لأنه لا يدين بالإسلام، فلا يمكن أن يُعطى حكمه، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة: لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه: " طريق الهجرتين " عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة.
النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام، ولكنه عاش على هذا المكفِّر، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبَّهه أحدٌ على ذلك: فهذا تُجرى عليه أحكام الإسلام ظاهراً، أما في الآخرة: فأمره إلى الله عز وجل، وقد دلَّ على ذلك الكتاب، والسنَّة، وأقوال أهل العلم.
فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وقوله: (وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون). وقوله: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) وقوله: (وما أرسلنا رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) وقوله: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) وقوله: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين. أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة).
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان.
وأما السنة: ففي صحيح مسلم1/ 134 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني: أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار).
وأما كلام أهل العلم: فقال في " المغني " (8/ 131): " فإن كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام، والناشئ بغير دار الإسلام، أو بادية بعيدة عن الأمصار وأهل العلم: لم يحكم بكفره "، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " (3/ 229) مجموع ابن قاسم: " إني دائماً - ومن جالسني يعلم ذلك مني - من أعظم الناس نهياً عن أن يُنسب معيَّن إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة، وفاسقاً أخرى، وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله تعالى قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر، ولا بفسق، ولا بمعصية "
إلى أن قال: " وكنت أبيِّن أن ما نُقل عن السلف والأئمَّة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا: فهو أيضاً حقٌّ، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين ".
إلى أن قال: " والتكفير هو من الوعيد، فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرجل قد يكون حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً ".
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (1/ 56) من " الدرر السنية ": " وأما التكفير: فأنا أكفِّر مَن عرف دين الرسول، ثم بعدما عرفه سبَّه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره ". وفي (ص 66): " وأما الكذب والبهتان فقولهم: إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل؟! ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان هذا مقتضى نصوص الكتاب، والسنة، وكلام أهل العلم فهو مقتضى حكمة الله تعالى، ولطفه، ورأفته، فلن يعذب أحداً حتى يعذر إليه، والعقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله تعالى من الحقوق، ولو كانت تستقل بذلك لم تتوقف الحجة على إرسال الرسل.
فالأصل فيمن ينتسب للإسلام: بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي .... .
فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين:
الأمر الأول: دلالة الكتاب والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب.
الأمر الثاني: انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه، وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)، فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له، ولكن هل يشترط أن يكون عالماً بما يترتب على مخالفته من كفر أو غيره أو يكفي أن يكون عالماً بالمخالفة وإن كان جاهلاً بما يترتب عليها؟.
الجواب: الظاهر الثاني؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة؛ ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلاً بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالماً ما زنى. .. .
والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، والاعتبار، وأقوال أهل العلم.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (2 / جواب السؤال 224).
2. وسئل الشيخ رحمه الله:
قرأنا لك جواباً عن " العذر بالجهل " فيما يكفر، ولكن نجد في كتاب " كشف الشبهات " للشيخ محمد بن عبد الوهاب عدم العذر بالجهل، وكذلك في كتاب " التوحيد " له، مع أنك ذكرت في جوابك أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذلك ابن تيمية في " الفتاوى "، وابن قدامة في " المغني "، نرجو التوضيح.
فأجاب:
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قد ذكر في رسائله أنه لا يكفِّر أحداً مع الجهل، وإذا كان قد ذكر في " كشف الشبهات " أنه لا عذر بالجهل: فيحمَل على أن المراد بذلك الجهل الذي كان من صاحبه تفريط في عدم التعلم، مثل أن يعرف أن هناك شيئاً يخالِف ما هو عليه، ولكن يفرِّط، ويتهاون: فحينئذٍ لا يُعذر بالجهل.
" دروس وفتاوى الحرم المكي " (عام 1411هـ، شريط 9، وجه أ).
3. وسئل الشيخ رحمه الله هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد؟
فأجاب:
العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) حتى قال عز وجل: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)؛ ولقوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)؛ ولقوله تعالى: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون)؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار)، والنصوص في هذا كثيرة، فمن كان جاهلاً: فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين، ولكن يجب أن نعلم أن من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد، أي: إنه يُذكر له الحق، ولكنه لا يبحث عنه، ولا يتبعه، بل يكون على ما كان عليه أشياخه، ومن يعظمهم، ويتبعهم، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور؛ لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحق، وهذا الذي يعظم من يعظم من متبوعيه شأنه شأن من قال الله عنهم: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون)، وفي الآية الثانية: (وإنا على آثارهم مقتدون)، فالمهم: أن الجهل الذي يُعذر به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق، ولا يذكر له: هو رافع للإثم، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله، ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمَّداً رسول الله: فإنه يعتبر منهم، وإن كان لا ينتسب
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى المسلمين: فإن حكمه حكم أهل الدين الذي ينتسب إليه في الدنيا، وأما في الآخرة: فإن شأنه شأن أهل الفترة، يكون أمره إلى الله عز وجل يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم: أنهم يمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار، ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة، واختلاط الناس بعضهم ببعض، وغالباً ما يكون الكفر عن عناد.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (2 / جواب السؤال رقم 222).
4. وسئل الشيخ رحمه الله:
ما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم؟.
فأجاب:
وأما العذر بالجهل: فهذا مقتضى عموم النصوص، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل، قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء/ 15، وقال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) النساء/ 165، ولولا العذر بالجهل: لم يكن للرسل فائدة، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم: كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي: أنه قد يتيسر له أن يتعلم؛ لكن لا يهتم، أو يقال له: هذا حرام؛ ولكن لا يهتم، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية، ويأثم بذلك، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول: هذا يأثم، وهو لم تبلغه الرسالة: هذا بعيد، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة، والرب عز وجل يقول: (إن رحمتي سبقت غضبي) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال: " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم ".
" لقاءات الباب المفتوح " (33 / السؤال رقم 12).
5. وقال الشيخ رحمه الله:
ولكن يبقى النظر إذا فرَّط الإنسان في طلب الحق، بأن كان متهاوناً، ورأى ما عليه الناس ففعله دون أن يبحث: فهذا قد يكون آثماً، بل هو آثم بالتقصير في طلب الحق، وقد يكون غير معذور في هذه الحال، وقد يكون معذوراً إذا كان لم يطرأ على باله أن هذا الفعل مخالفة، وليس عنده من ينبهه من العلماء، ففي هذه الحال يكون معذوراً، ولهذا كان القول الراجح: أنه لو عاش أحدٌ في البادية بعيداً عن المدن، وكان لا يصوم رمضان ظنّاً منه أنه ليس بواجب، أو كان يجامع زوجته في رمضان ظنّاً منه أن الجماع حلال: فإنه ليس عليه قضاء؛ لأنه جاهل، ومن شرط التكليف بالشريعة أن تبلغ المكلف فيعلمها.
فالخلاصة إذاً: أن الإنسان يعذر بالجهل، لكن لا يعذر في تقصيره في طلب الحق.
" لقاءات الباب المفتوح " (39 / السؤال رقم 3).
6. وسئل الشيخ رحمه الله:
ما رأي فضيلتكم بمن يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم يذبح لغير الله، فهل يكون مسلماً؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام؟.
الشيخ:
الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له: مشرك شركاً أكبر، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله "، ولا صلاة، ولا غيرها، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة، لا يدرون عن هذا الحكم، فهذا معذور بالجهل، لكن يعلَّم، كمن يعيش في بلاد بعيدة يذبحون لغير الله، ويذبحون للقبور، ويذبحون للأولياء، وليس عندهم في هذا بأس، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام: فهذا يُعذر بجهله، أما إنسان يقال له: هذا كفر، فيقول: لا، ولا أترك الذبح للولي: فهذا قامت عليه الحجة، فيكون كافراً.
السائل:
فإذا نُصح وقيل له: إن هذا شرك، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " و " كافر "؟.
الشيخ:
نعم، مشرك، كافر، مرتد، يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.
السائل:
وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية؟.
الشيخ:
(يُتْبَعُ)
(/)
الخفية تُبيَّن، مثل هذه المسألة، لو فرضنا أنه يقول: أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء، ولا أعلم أن هذا حرام: فهذه تكون خفية؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ.
السائل:
وكيف أقيم الحجة عليه؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه؟.
الشيخ:
الحجة عليه ما جاء في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) الأنعام/ 162، 163، وقال تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) الكوثر/ 1، 2، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة، ومن صرف عبادة لغير الله: فهو مشرك ....
فإذا بلغت الحجة وقيل له: هذا الفعل الذي تفعله شرك، فَفَعَلَه: لم يُعذر.
السائل:
إذن يعرَّف؟.
الشيخ:
نعم، لا بدَّ أن يُعرَّف.
السائل:
هناك شبهة وهي أنه يقال: إن فعله شرك وهو ليس بمشرك! فكيف نرد؟.
الشيخ:
هذا صحيح، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة، أليس الذي قال: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) قال كفراً؟ ومع ذلك لم يكفر؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لا في قلبه، وقلبه مطمئن بالإيمان؟ والعلماء الذين يقولون: " كلمة كفر دون صاحبها "، هذا إذا لم تقم عليه الحجة، ولم نعلم عن حاله، أما إذا علمنا عن حاله: فما الذي يبقى؟ نقول: لا يكفر؟ معناه: لا أحد يكون كافراً؟ أي: لا يبقى أحد يكفر، حتى المصلي الذي لا يصلي نقول: لا يكفر؟ حتى ابن تيمية يقول: إذا بلغته الحجة: قامت عليه الحجة ... ولا يكفي مجرد بلوغ الحجة حتى يفهمها؛ لأنه لو فرضنا أن إنساناً أعجميّاً وقرأنا عليه القرآن صباحا ومساء لكن لا يدري ما معناها: فهل قامت عليه الحجة؟ قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) إبراهيم/4.
" لقاءات الباب المفتوح " (48 / السؤال رقم 15):
ونرجو أن يكون الأمر قد وضح، وأن تكون قد تبيَّنتَ حقيقة كلام الشيخ العثيمين رحمه الله، وأنه يرى أن الأصل هو العذر بالجهل، ويتأكد هذا في حال من يسلم حديثاً، أو من يعيش بعيداً عن أماكن العلم، أو من يعيش بين قوم لم يخطر ببالهم أنهم يخالفون الشرع، وهم في الواقع واقعون بأفعالهم في الشرك الأكبر.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/111362(/)
الوسطيون الجانب الأخطر في هذه المرحلة.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 06:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة:
كلما اشتد الخلاف بين طرفين وامتد برز بينهما ثالث، ما يقال عنهم وسطيون (وليسوا كذلك بل هم رماديون مذبذبون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء). والانحرافات الفكرية تأتي في الغالب ممن يُسمون بالوسطيين.
قديماً نشب الخلاف بين طرفين في قضية الإيمان، فجاء أهل الكلام كوسط بين الجهميين وأهل السنة، ولاقى مذهبهم قبولاً من عامة الناس والسلطان بعد ذلك، واستقر مذهبهم حيناً من الدهر.
وإمام الأشاعرة جاء بنهج يظنه وسطا بين المعتزلة وأهل السنة (أهل الحديث وكانوا يسمونهم الحشوية والمجسمة والمشبهة كما يسمون علماءنا اليوم بالجمودية والمتشددة وبعضهم وصلت به القحة أن يسميهم بالظلامية).
واشتد الخلاف بين أتباع المسيح عليه السلام، وبين الوثنيين الداخلين في النصرانية، وعقدت المجامع (المقدسة) مرات، فكان الحل في استدعاء (بولس ـ شاول) كوسط بين هؤلاء وأولئك، وقبل عامة المثقفين هذا الدين الجديد كوسط إلى أن جاء الإسلام ودخل فيه المخلصون منهم.
وهو أمر طبعي، فالناس تمل من العراك، وعامة الناس مع كل وسط، ترى فيه (اعتدال).
ولكن هل كل من ادعى الوسطية والاعتدال محق في دعواه؟؟
وهؤلاء القاعدين في كل مرة بين الحق والباطل أيحملون مشعلا يهتدي به السائرون؟؟
وهل هم حقيقون بأن يمسكوا بدفة القيادة ويكونوا من المتبوعين؟؟
والأهم من ذلك كله .. ما الخطر الذي يشكله هؤلاء الرماديون على الساحة الفكرية السعودية عموما وعلى قضية الهجوم الليبرالي المتكرر على العلماء وعلى السلفية؟؟
الوسطية الشرعية والوسطية الفكرية:
لقد أثنى الله تعالى على أمة الإجابة بكونها أمة وسطا وذلك في قوله: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس .. الآية)) أي أنهم بين طرفين متناقضين كلاهما باطل (ما يُسمى غلو وجفاء أو إفراط وتفريط)، فالوسطية الصحيحة الممدوحة شرعا هي ما كانت بين باطلين.
أما الوسطية التي تعارف عليها أهل الفكر والثقافة فليس لها حد معلوم، وكل فئة من الفكريين تدعيها ولكن ..
كلّ يدّعي وصلا بليلى،،،وليلى لا تقرّ لهم بذاكَا.
ويغلب إطلاقها في هذا الوقت بالذات على من اختاروا القعود في المنتصف بين الحق والباطل .. محايدون .. يخطِّئون الطرفين (طرف الحق وطرف الباطل)، ولا يجرؤون على قول الحق بلغة صريحة وواضحة، وإنما يتكلمون بلغة مجمجمة هلامية يغلب عليها الغموض لا تتضح للمتلقي ولا يدري ما يقولون ولا ما يريدون!
يريدون الحفاظ على مكانهم في المنتصف بدعوى الاحتواء، وهمهم في الجمع بين الأطراف المتضادة، فخلطوا بين الأبيض والأسود وشكلوا لونا رماديا هو مزيج من باطلٍ وحقٍّ!؛
فهم وسط (بمفهومهم) وكل وسط بين حق وباطل حتما هو باطل، فلا يتمحض الخير، ولا يتمحض الشر.
والباطل لا يغني عنه أن به شيء يعرفه أهل الحق. فهو باطل وإن تلبس بشيء من الحق.
تحولات عجيبة!
بعض هؤلاء كانت لهم صولة في أوج الصحوة، وكانوا أصحابَ نفسٍ ينبضُ حماسةً، وإن كانوا يميلون للثورة والتهييج في كثير من خطاباتهم، ثم بعد ظروف السجن وإحداثيات وتوابع الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ثم سقوط بغداد عام 2003 بدلوا جلودهم ولبسوا جلوداً أخرى!!،
فمن مسوح الجهاد ومخالفة كبار العلماء، إلى مسوح أخرى ناعمة الملمس .. مسالمة ومتسامحة للغاية، ولم يبق من ماضيهم سوى إصرارهم على مخالفة الكبار الراسخين.
ولأنهم اختاروا نقيض ما كانوا عليه، ولم يسيروا بخطوات هادئة، ولم يتلمسوا الطريق ويدققوا في لوحاته الإرشادية؛ ضلوا السبيل ولم يهتدوا للمكان الصحيح الذي كان ينبغي أن يحطوا رحالهم عنده ويلزموه، بل تجاوزوه بمسافات بعيدة ليصلوا إلى مكانٍ بعيد، تعالَوا (من التعالي) عن الكبار وتركوا غرزهم.
وهاهم اليوم يقترفون كمًّا كبيرا من التناقضات، ويأتون بالعجائب والغرائب .. حتى صُدم فيهم كثيرٌ من اتباعهم، وبعضهم نكص على عقبيه (للأسف الشديد) [1] ( http://by109w.bay109.mail.live.com/mail/RteFrame_15.1.3023.1012.html?p f=pf#_ftn1). والبعض الآخر لا زالوا يعانون من داء التبعية المطلقة لا يمتلكون عقولهم .. ولا يزنون الأمور بميزان الشرع .. نسوا أن الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا خطورتهم:
الغالب أن الوسطيين مرحلة مؤقتة لا تستمر. فلا يرضى بهم هؤلاء ولا أولئك.
يُركلون بعد أن يمتطيهم أهل الباطل، فليسوا إلا مركبا للعلمانيين في كل عصر ومصر والتأريخ يشهد على ذلك،
في كل قضية يخرجون ليتكلموا بصوتٍ نشازٍ يخلخل الصف، أو أنهم يصمتون ولو كان منهجهم الصمت عند الفتن كعلماء كبار ينتهجون ذلك لعذرناهم، لكنهم يكثرون الثرثرة في قنوات توجتهم وصحف خصصت لهم أعمدة.
وتكمن خطورتهم أنهم محسوبين على الصف السلفي، مع أنهم وخصوصا في الآونة الأخيرة يظهرون جنوحا عجيبا لدعاة التغريب (الليبراليين)، يوافقونهم في كثير من مشاريعهم الإصلاحية (بزعمهم)؛ حتى قال كبير المرفوضين بالأمس إن فلاناً ـ من الصحويين ـ يطالب بما كنت أطالب به بالأمس.
أضحى بين الفريقين مشتركات يتقاطعون فيها وينادون بها، ليشكلوا فريقا إصلاحيا بزعمهم ..
وأنا هنا (على ضعفي وقلة بضاعتي) سأسرد بعضا من تلك المشتركات ليس كلها .. أهمها وحسب .. وهذا السرد ليس تخمينا ولا توهما، بل استقراءً لأطروحات الفريقين (الليبراليين والوسطيين)
أول هذه المشتركات: تمييع قضية الولاء والبراء، فالفريقان يكثران من الدندنة على مصطلحي "التسامح" و"التعايش" وكلاهما من "المشترك لفظي" الذي يحتمل معاني متعددة منها صحيحة وأخرى فاسدة، وعندما تنظر في سائر مقالاتهم لتعرف أي المعاني يريدون تجد ذلك في طرحهم .. فأحدهم يكتب مقالا يؤصل فيه "للمحبة الفطرية" لكنه يجتزئ النص .. ويطبق طريقة أهل الأهواء (اعتقد ثم استدل)
وآخر يكتب مقالا يمتدح باريس وأهل باريس .. شبيها بـ (تخليص الإبريز في تلخيص باريز) للطهطاوي!
فتعرف أي تعايش وأي تسامح يريده الوسطيون!
والفريقان يعملان على تكريس مفهوم المواطنة؛ فيحشرونها في كل قضية .. وينادون بالأخوة الوطنية مع الشيعة وغيرهم، ولا يتحدثون عن شيء من المفاصلة مع المخالف!
فالوطنية المزعومة هي القضية التي يقومون بالتجميع عليها الآن، ويلبسون بقولهم نتعايش لأننا أبناء وطن واحد، ننصر الوطن، وهذا الكلام كذب، أو هو وسيلة للسيطرة، فلا يوجد من يكره الخير لبلده، من السلفيين ولا من غيرهم، وإنما كلّ يسعى لتحصيل المنفعة تبعاً لرؤى مستقلة. فهذا يرى استنساخ الغرب في بلده، وهذا يرى الحفاظ على قيمه، وأن يعبد الله.
والحقيقة أن السلفيين لا يعارضون حب الوطن ولا ينكرونه بل هو جبلة، لكنهم يجعلونه تبعا للعقيدة، فليس من المعقول أن يُحب لأجل "الوطن" من يدعو للتحرر من شرائع الدين وتنحية الشريعة، ولا من يسب الصحابة، ولا من يقترف المحدثات.
ولا يعني هذا أن يُحاربوا أو يُتعرض لهم بأذى، بل لهم حق المعايشة السلمية وهي موجودة من قبل بدون تقريب ومحبة وطلب ود، ومطالبة بحقوق لا ندري ما هي!!
وثانيها: الحمل على هيئة كبار العلماء أو التنقص منها ولمزها، أما فريق الليبراليين فلا يخفاكم ما يسطرونه من سم زعاف ينالون فيه من مقام العلماء، ولكن الغالب أن عامة الناس لا يثقون بهم .. ولا يرون رأيهم، لكن البلاء يأتي من هؤلاء الوسطيين الذين يتقنعون بقناع السلفية، فهم ولغرض في نفوسهم يريدون صرف الناس عن العلماء، أو أنهم يريدون صرفهم إليهم هم.
أحدهم يقول: أنه لا بد من إعادة تأهيل الخطاب الديني [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) لأن رؤيته محلية!
وآخر يقول: أنه ليس للمؤسسة الدينية الرسمية دور في الإصلاح!!
وثالث يكتب مقالا يسميه الصدع بالحق [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) وهو في حقيقته صدع بالباطل، ملأه تجنيا وظلما للإفتاء الرسمي (على حد قوله [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)) وفي وقت حرج .. في وقت تكالب فيه الناعقون والبطالون على هيئة كبار العلماء، ولا يبالي أن يكون في صفهم.
وكلهم يجتمعون على ما يُسمى مراعاة ظروف المرحلة أو متطلبات العصر أو المتغيرات (تعددت المصطلحات والتوجه واحد)!!
يريدون إزاحة العلماء الكبار المستمسكون بالمنهج ليحلوا مكانهم!!
يريدون التغيير الذي لا نعرف ما هو، ولا نحسبهم يعرفونه!!
هو التغيير الذي يلبس الاختلاط لباس الشرعية!!
هو التغيير الذي يبارك صناعة السينما ويعدها قربة إلى الله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
هو التغيير الذي يقرب الفساق والمغنيين ويصدرهم وينال من الصلحاء ويبعدهم!!
هو التغيير الذي يعطي المرأة حقوقها المزعومة التي طالما دندن عليها دعاة التحرر والانفلات وحضر الوسطيون ليكونوا لهم مطية في ذلك يصلوا لغاياتهم!!
هو التغيير الذي سينال به الشيعة حقوقا لا ندري ما هي، ولعلهم يريدون أن يشارك الشيعة في الحكم!، أو أن يجهروا بلطمياتهم وحسينياتهم وسبهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
هو التغيير الذي يفتح الباب على مصرعيه للاجتهاد بدعوى وجود الخلاف وعدم مشروعية أطر ال ناس على رأي واحد!!
إن علماءنا ليسوا مرضيين لا عند الليبراليين ولا عند الوسطيين (العصرانيين) لأنهم باقون على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لصحابته ومن سار على نهجهم (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي عضوا عليها بالنوجذ)، إذن المخرج والمنجى عند حدوث المتغيرات وعند اختلاف الأمور عما كانت عليه؛ الاستمساك بسنة النبي – عليه الصلاة والسلام- وسنة خلفائه الراشدين، لا كما يدعي هؤلاء وينادون بالتغيير مراعاةً لظروف العصر ومتطلباته ومستجدات الوقت ووو ... الخ من هذه الهراءات.
والله تعالى يقول: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية:18.
فالعبرة بالثبات على الحق لا السير في ركاب الناعقين بالتغيير والانفتاح .. والتي هي في الغالب محض هوى.
أما ثالث المشتركات: المبالغة في الاهتمام بما يسمى بالحضارة المادية والتقدم المدني [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)، والتشنيع [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) على من يرى منع شيء منها، أو من يبدي تحفظا على مشروع أو منتج حضاري درءا لمفاسد متحققة.
والحقيقة أن التعاطي مع الحضارات المادية المختلفة ليس ممنوعا بإطلاق، ولكنه كغيره من كل الأشياء محكوم بشرع الله تعالى، وذلك تبعا لشمولية مفهوم العبودية التي لا يخرج عنها شيء.
وكل منتج حضاري مادي وافد وغير وافد يتعامل معه بقاعدة المصالح والمفاسد، وهذا الأمر (للأسف) يزعج الطرفين (وخصوصا الطرف الليبرالي)، أما الوسطيون فمناط القضية عندهم (قضية التعاطي مع الحضارات) تتلخص في القناعة التي وصلوا إليها مؤخرا وتشبعت بها عقولهم وأُشرِبتها قلوبهم من أن سبب تخلف المسلمين ممارسة الفلترة الدينية لكل ما يفد إلينا!!
كنا نسمع من الليبراليين خطابا قاسيا واتهامات جائرة لأهل العلم الذي يقومون بالفحص المستمر لكل منتج مشبوه يأتي من هنا أو من هناك .. واليوم نسمع نفس التهم تكال لهؤلاء العلماء من الوسطيين الذين تبدلت أحوالهم تبعا لإحداثيات الحادي عشر من سبتمبر، وصاروا يُمرْكِِزُون الحضارة المادية والحياة المدنية، وينسون أو يتناسون قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) !
حتى بلغ بهم أن أصدر أحدُهم فتوى بإثمية التقاعس عن المنافسة في مجالات الحضارة المادية!، وآخر يطالب بإقامة دولة مدنية وتطبيق الديمقراطية في السعودية (وبلا تحفظ) وهو يعلم أن قيام الدولة المدنية وتطبيق الديمقراطية يعني سحب بساط الحكم –ولو تدريجيا- من تحت أقدام ولاة الأمر من آل سعود [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)! وهذا سيؤدي (وبلا شك) إلى تنحية الشرعية!!
ثالث يكتب مقالا عن "العلمانية الدينية" مصطلح مخترع أخرق ليس له محددات سوى أنه أراد لمز العلماء الذين تخصصوا في علوم الشريعة ولم يتخوضوا فيما لا يحسنونه من علوم الدنيا!!
ويحتفى بمقاله في منتديات الليبراليين ويُثبت لعدة أيام!
وألفت النظر هنا أن الأمة لم تحصل على شيء من التقدم التقني في الأماكن التي مكن فيها لليبرالية العلمانية على ظهر الوسطية الدينية. ومصر والمغرب والشام وتركيا والعراق شاهد عيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
المشترك الرابع: دندنة الفريقين على الخلافيات والتيسير وفتح باب الاجتهاد، وكل هذه المصطلحات التي يكثرون طرقها في أطروحاتهم يريدون بها تمييع الشريعة، وإغراق أمة التوحيد في الرخص، وهذا بلا شك سيؤدي لمحو الشريعة أو تفريغها من لبها وغايتها، فالله تعالى جعل التكاليف الشرعية ابتلاء وتمحيص وفي ذلك يقول: (لنبلوكم أيكم أحسن عملا)، والعبث بالشرائع التكليفية وفتح باب الزندقة باتباع الرخص والنظر في كل خلاف، بحجة أنه خلاف سائغ يلغي أو يُضعف سنة الابتلاء.
ورغم ما يشكله هؤلاء الوسطيون أو العصرانيون من خطورة وإيذاء وخلخلة للصف، ونشر لشذوذيات تفرح العدو وتؤلم الصديق، إلا أننا لا نشك أنهم كأسلافهم مرحلة مؤقتة .. تنتهي بأسرع مما بدأت، ليذهب الزبد جفاء.
ويبقى العلماء الناصحون الذين همهم الأكبر منذ نشأة الدولة السعودية أن تتحقق العبودية لله، وينتشر الحق، والدعوة، والعلم، والعمل الصالح.
وليست لهم مقاصد أخرى (حزبية أو سلطوية أو دنيوية أو .. ) كما هو شأن أساطين الوسطيين العصرانيين اليوم!! ولهذا طُرح لهم القبول ولله الحمد، بخلاف أولئك اللاهثين خلف السراب، ممن ضاعت أعمارهم خلف الأوهام، ولو كان على حساب إضاعة الدين الصحيح، ولهذا لن تجد لهم حماسًا في الدعوة لتوحيد رب العالمين أو التحذير من البدع والشركيات أو الدوران مع الدليل الشرعي الصحيح.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) صاروا يسمون هيئة كبار العلماء (الخطاب الديني، أو المؤسسة الدينية) يقلدون أهل الحداثة حتى يقال عنهم تجديديون ومواكبون ومثقفون!
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) ومن خيبة الآمال أني وجدت هذا المقال منشورا في منتدى مشبوه شعاره الحرية والعدالة، يتقدمه مقال لمحمد شحرور ويليه مقال ليوسف أبا الخيل، وكل المقالات المنشورة لذوي الانحرافات العقدية والفكرية!!!!
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) في هذه التسمية مشابهة لليبراليين والفكريين الذين لا يسمونها باسمها الحقيقي (هيئة كبار العلماء) تجنبا لذكر أنهم كبار العلماء وتبرما بذلك، وهذا قد شابه أولئك في هذا الأمر؛ فتأمل كيف تشابهت قلوبهم!!!
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) الأستاذ إبراهيم السكران في بحثه الموسم بـ (مآلات الخطاب المدني) أرجع ظاهرة الانقلاب المعياري لدى البعض إلى ((المغالاة في قيمة المدنية والحضارة)). وقد يكون هذا السبب صحيحا عند البعض، لكني أظنه بالنسبة لآخرين ليس إلا واحدا من الأسباب في حزمة أخرى غاية في الأهمية، وأظن "التجميع والكسب الجماهيري"-عبر عنه أحد البارزين "بحفظ الاجتماع" وعده سادس الضرورات!!! - يمثل المحور الرئيس لحالة التغير العجيبة عندهم، بل لا أظن الماديات وغيرها مما يدندن عليه القوم إلا وسائل لتحقيق الهدف الأهم.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) كتب أحدهم مقلا في صحيفة الشرق الأوسط وصف فيه المعارضين لجامعة الملك عبدالله بالجهلة والأغبياء!
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) وأنا هنا لا أقصد زهد التبذل وترك المصالح الدنيوية والعمل بأسبابها، وإنما قصدت الإغراق في الدنيويات وجعلها مناط النصر والتميكن والسيادة، مع إهمال الأخرويات.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) والعجيب أنهم يدعون الولاء والوطنية.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 06:31]ـ
أحسنت هنا موضوع في المسألة نفسها http://www.islamlightvb.net/vb/showthread.php?t=544
و المشترك بين الإصلاحيين الليبراليين و الإسلاميين لا شك أنه هو الديموقراطية التي تدار من مكاتب لندن كما يدار إصلاحيوا إيران من هناك لإسقاط الثورة الخمينية فالديموقراطيين لا يفرقون بين ثورة الخميني و ثورة الوهابية و يعتبرونها وجهان لعملة واحدة و طريقة إسقاطها واحدة و لكن بعد الفراغ من إيران
ـ[دكتور استفهام]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 03:27]ـ
الرد على فقرة: توطئة:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان من معالم أهل السنة والجماعة أنهم " وسط " بين طرفين، ففي باب الأسماء والصفات، كانوا وسط بين (النفاة) المعطلة، والمشبهين (المجسمة)، وفي باب الإيمان كانوا وسطاً بين (المرجئة) و (الخوارج)،وهم في مسائل آل البيت هم وسط بين (الرافضة) الذين الذين يقدسونهم ويعبدونهم، وبين (الناصبة) الذين يكرهونهم ويعادونهم .. في باب القدر فهم وسط بين (القدرية النقاة) و بين (الجبرية)، وفي باب الايمان بالمسيح كانوا وسطا بين (اليهود) الذين كفروا المسيح وراموا قتله، و (النصارى) جعلوه ابنا لله .. فحتى تسلم الأخت شذى الجنوب من هذا المعيار الدقيق جعلت الوسطية هي من شعار أهل الكلام، ولا أدري أين موقع أهل السنة في ذلك، هل هم من أهل الإفراط؟ أم من أهل التفريط؟؟
حتى في المذاهب الوضعية المعاصرة فأهل الإسلام وسط بين (الشيوعية) و (الرأسمالية) فألأولى ترتكز المشاعية الاشتراكية، والثانية تقوم على الليبرالية الحرة، وغيرها من المسائل التي تدل على مفهوم " التوسط " بين طرفي الغلو والافراط والتفريط هي سمة لأهل السنة وشعارا لهم، بل هي ميزة لأهل الإسلام في المسائل الخارج إطار الإسلام = الأديان!
ولذلك، فالحكم على المسألة ليست في " دعوى " الوسطية التي يرددها البعض، بل هي في " الدليل والبرهان " على الوسطية، والامتثال للدليل الشرعي، وقوة الحجة في بيان الفكرة، وموافقة القواعد والأصول الشريعة، دون أن يكون الحكم هو في " نقطة بين طرفين " دائما، وإن كان أهل السنة يعتبرون نقطة بين وسطين في سائر المسائل التي أثيرت في مسائل الاعتقاد.
ولذلك لا يكفي في بيان " ضلال " أو " إنحراف " أن ننظر إلى " وسطية " الفكرة بين فكرتين حتى يقال بأن هذه علامة انحراف، لان الوسطية إن كان معناها في الشريعة هي النقطة بين باطلين، فإن البعض يجعل الحق باطلا، ثم يجعله نقطه في مسألة أخرى ويرى أنه وسطي، فمن الذي يحدد الباطلين، ومن الذي يحدد النقطة الوسط؟ وهل يمكن لأحد ان يأتي ويقول بأنه وسطي، سواء إدعى أنه وسطي، أو يدعي أنه يخالف الوسطيين؟؟ ولذلك فالهجائية العامة هذه لا تغني من الحق شيئا إذا خلت من البرهان، فما يراه فلان حق يراه غيره باطلا، وما يراه خطأ يراه غيره صواب .. واحتكار الحقيقة في المسائل الفقهية والفكرية وجعل الإنسان نفسه حاكما على الآخرين لا يصح ولا ينبغي ...
الرد على تعريف الوسطية: (الفقرة الثانية (
تعريف الأمة الوسط بأنها " أمة بين باطلين " هذا تعريف خاطئ في أصله، فالوسط ليس دائما مسألة " رياضية "، بل معنى الوسط: عدولا خيارا، فكل أمر عدل وخير فهو وسط، وبيان خيرية القول والاجتهاد مرجعة إلى الوحي، وليس المسألة " نقطة بين طرفين، لان في المسائل ماهو خطأ محض، وهذا محل إجماع، وفيها ماهو صواب محض، وهو محل إجماع، وفيها ماهو بين ذلك، فلا يستطيع أي إنسان في أي مسألة اجتهادية أن يجعل قوله هو " الوسط " بي القولين الباطلين، لان مسائل الاجتهاد لا تدخل أصلا في مجال الحق والباطل، بل هي دائرة بين طرفي " الخطأ والصواب "، وقد ينقلب هذا فينتقل من قول الصواب إلى قول الخطأ بناء على تغير الاجتهاد ..
الأخت شذى تتهم هؤلاء الوسطيين بأن وسطيتهم ليس لها حد معلوم، ثم تجد أن تعريفها لهم ليس له حد معلوم، فهم عندها " شريين " بس لم تبين لم ..
- فهي تراهم هم الذين " يقعدون " بين الحق والباطل، دون أن تأتي بالدليل على هذا الحق وهذا الباطل.
- محايدون .. ولم تبين معنى الحياد.
- يخطئون الطرفين، وهذا من أعجب الأمور، فكل من أختار قول يخطئ غيره .. ولا يمكن ان يتبنى رأي إلا وهو يخطئ غيره، وإلا لم يكن له قول .. ثم ماذا التناقض العجيب، فهم قبل قليل: محايدون، ثم إذا هم يخطئون الطرفين؟ هل هذه وسطية أم هلامية؟
- لا يجرؤون على قول الحق بلغة صريحة واضحة، وهذا مع كونها لم تدلل عليه، فهي كذلك عندها المسائل على طول الخط (حق - باطل)، يعني ما فيه بين بين، ما فيه خطأ وصواب، ما فيه (الله أعلم) كل شي حق وباطل، ولو كانت أحكام الشريعة بهذه المثابة لما عرفنا فقه الفقهاء ولا أقوال الأئمة .. ولا اعذار المعتذرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
- تقول شذى بنت صالح: (فهم وسط (بمفهومهم) وكل وسط بين حق وباطل حتما هو باطل، فلا يتمحض الخير، ولا يتمحض الشر. والباطل لا يغني عنه أن به شيء يعرفه أهل الحق. فهو باطل وإن تلبس بشيء من الحق.)، وهذا متوافق مع ثنائية الحق / الباطل، وكأن الحق والباطل معاني لا تقبل التجزئة، مع أن أهل الفقه والأصول والعلم يدركون أن هذه الحدية ليست فقهية، بل هي نظرة متطرفة وغالية في المسائل الشرعية، لأن أحيانا الحق يكون بفعل الأمر ولو كان فيه بعض الباطل، وأحيانا يفعل الباطل إن كانت مفسدته أقل من غيره من باطل أكبر، وهي ما يسميه أهل العلم (فعل المفسدة الدنيا في سبيل درء مفسدة كبرى)، فهي مفسدة ويكون فعلها حقا، ولذلك فغن هذا الكلام هو أشبه بالخطابة الصحفية لا الكلام العلمي، لأن العلم ليس له أحكام قطعية، فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك الحق في سبيل مصلحة عامة، وفعل ما ظاهره الدنية في الدين في سبيل تحقيق ماهو أعلى منه.
الرد على فترة " تحولات عجيبة ":
من الكلام هذا يبدو أن المقصد من الكلام واضح وبين، ولكني سأقف مع هذه الفقرة عدة نقاط:
1 - أن جعل الأشخاص محور ما يأتي الإنسان وما يذر، وما يعتقد وما يفعل خلل شرعي، فلم يجعل الله تعالى أحدا من البشر حاكما على تصرفات الناس، أو جعله محورا للحق والباطل، فإلهاء الناس بالخلاف حول مناهج الأفراد، وخاصة أولئك الذين ليسوا أئمة متبوعين " هو خيانة للأمة التي تحتاج إلى أناس ينظرون للحق والحقيقية بعيدا عن الانتصار لفلان، أو شتم فلان، حتى يخيل إلي الإنسان المتابع أن بعض الناس كأنه خلق لتتبع فلان ومدح علان، فهو يعيش في " الفرد " ولا يستطيع أن يخرج عنه، فأصبح فلان وعلان هاجسا للبعض، ونسوا في خضم ذلك مناقشة المسائل من أدلتها، ونسوا الانتصار للحق المسلوب الذي يعبث به أصل الباطل، ثم يجعلون ذلك الداعية أو فلان العالم هو محور حياتهم وهجيراهم في صباحهم ومسائهم، وأخيرا يكتشف أن كل تلك المسائل التي قاتل عليها سنوات طويلة هي مسائل اجتهادية وأسهل مما يتصور، فيا لضيعة الأعمار حين تعيش في ظل فلان، أو خلف فلان .. والله المستعان.
2 - التغير ليس مذموما، فقد يكتشف الإنسان أن طريقته خاطئة، أو منهجه منحرف، إن كنا ننتقد عليه هيجانه في فترة، فلماذا نسخط على اعتداله في فترة لاحقه، ولماذا نجعل فترته السابقة ميدانا للمساومة، أليس هذا يدل على أننا لا يمكن أن نعيش إلا على مشكلات الناس، وأخطائهم، ولا نحسن في الحياة إلا تتبع فلان والضرب تحت الحزام لعلان، ثم تمضي الحياة وكل في موقعه .. إن هذا لهو الخسران المبين.
3 - أن " ميزان الشرع " ليس دعوى عريضة، أو مانشيت صحفي يتغنى به البعض، بل هو منهج يسمو على هذه الطرائق، فالميزان الشرعي يعني مناقشة الموضوعات وترك الأحكام على الإرادات والنوايا، وميزان الشرع يعني تحقيق المناط وتنقيحه، وميزان الشرع يعني وضوح المسألة التي يعترض عليها الإنسان تجاه فلان أو علان، ودراستها والجدة فيها، لأن " ميزان الشرع " كل يدعيها، فحتى المبطلون والتكفيريون، وأهل الأغراض يدعون أنهم يسيرون وفق " ميزان الشرع "، ولذلك تجد البعض ممن يدعي سيره على ميزان الشرع أبعد ما يكون عن قواعد الشرع، بل هو واقع بأشد ما ينتقد خصومه من التبعية للرجال، والانتصار للبعض بالباطل، وتحكيم الرجال فيما تحكم فيه الشريعة.
ـ[الآجري]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 05:33]ـ
عفواً: الأخت أرادت الكلام في شخص معين، فغلب على موضوعها توصيفه، والكلام بعموم لا فائدة منه - بنظري - فكأنها تقول: ذلك الداعية النشيط هو الأخطر في المرحلة!
ولكني لا أقرأ نقداً موضوعياً من ركائزه: بيان المواقف التي خالف فيها هؤلاء مسائل الشرع مخالفة تستدعي الضلال، وربط هذه المخالفة بأصول طرائقهم - التي ستكون أيضاً مخالفة من باب أولى -
ـ[علي التمني]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 04:32]ـ
بسم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32))
نسأل الله تعالى الثبات حتى نلقاه.
ومسألة النكوص على العقب مسألة قديمة، ولا يستثنى منها عصر ولا مصر، وليس غريبا أن نجد أناسا كانوا يوما ملأ العين والسمع في ثباتهم ودعوتهم وسلامة طريقتهم، ليس غريبا أن نجدهم اليوم وقد صاروا من أخطر ادوات العلمانية والنفاق في عصرنا هذا، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في سجوده ويكثر (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
وليست هذه دعوى، بل هي حقائق لا ينكرها إلا أعمى القلب قال تعالى (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
والوسطيون هم مثل غيرهم اختاروا لوصف منهجهم المبدل المنحرف عن جادة الكتاب والسنة لفظا جميلا محبوبا تألفه القلوب وهو الوسطية - وهم أحرار في هذا، والألفاظ على الطريق من شاء التقط ما شاء، فالقبيح يستيطع أن يسمي نفسه جميلا، والكاذب يستطيع أن يسمي نفسه صادقا، وهكذا - وهم في هذا لا يشذون عن أصحاب كل نحلة فاسدة ومنهج منحرف: فالماركسيون سموا أنفسهم تقدميين، ومنذا الذي لا يحب التقدم ولا يحب هذا اللفظ المحبوب، ومثل الوسطيين اختار العلمانيون لفظ التنويريين، وهو لفظ محبب جميل، تحبه النفس، فهل التقدميون كانوا تقدميين أم كانوا ملاحدة مجرمين؟ وهل التنويريون كانوا أهل نور أم أهل ظلام وإلحاد؟.
وفي المقابل كان التقدميون يصفون أهل الإسلام بالرجعيين، ويصف التنويريون الملاحدة اهل الإسلام بالظلاميين،، وهكذا كما كان الكفار يصفون نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه كذاب وساحر وشاعر ووووو
والوسطيون اليوم يصفون المسلمين القائمين بالكتاب والسنة ولا يحيدون عنها بأنهم: متشجنجون متشددون ضيقو أفق متعصبون مقدسون للأشخاص إقصائيون حشويون متزمتون ..... إلخ هذه الأسطوانة الشقية التي سيعلمون يوم لا ينفع مال ولا بنون أنهم كانوا يوسعون على أنفسهم مساحة المساءلة والحساب والعقاب، وأن فصاحتهم هذه في الدنيا ستنقلب عليهم وبالا يوم القيامة (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) وقال (وهل يكب الناس على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم).
إن الوسطيين اليوم صاروا فعلا من اخطر وألد الأعداء للإسلام وهم مسلمون (ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) كما كان الخوارج من أخطر أعدائه وهم مسلمون، وهم بهذا يصطفون في صف العلمانيين واليهود والغرب ضد الإسلام وأهله، ويصطفون في صف مكفري الصحابة رضي الله عنهم ضد الإسلام وأهله، وفي صف البدعة وأهلها ضد الإسلام وأهله:
فالوسطيون اليوم لا شغل لهم إلا نصرة الغرب الصليبي والعلمانية الحاقدة الكافرة ضد الإسلام وأهله، وهل غادر الشعرا من متردم:
أثار الغرب والعلمانيون الليبراليون مسألة تحرير المرأة وسعوا لإفسادها فأثارها الوسطيون في الوقت نفسه؟؟؟؟؟؟؟
أثار الغرب والليبراليون العلمانيون الغبار على علماء أهل السنة والجماعة فأثارها الوسطيون؟؟؟؟؟
غزا مكفرو الصحابة بيروت ودخلوا بيوت أهل السنة والجماعة أتباع الصحابة رضي الله عنهم وعهاثوا فيها قتلا وفسادا فأيدهم الوسطيون؟؟؟؟؟
هاجم العلمانيون العلماء (الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى مثالا) فهاجمهم الوسطيون وفي الوقت نفسه؟؟؟؟؟
(كل هذا والوسطيون يقولوان إنهم دعاة إسلام)؟
هاجم العلمانيون الليبراليون أحكام الإسلام فأحبهم الوسطيون واحتفوا بهم وقدموهم في كل محفل ومن فوق كل منبر لهم؟؟؟؟؟؟؟
زكى الوسطيون الليبراليين العلمانيين ووصفوهم بالاعتدال (وهي تزكية للنحلة الليبرالية الكافرة ذاتها وللعلمانية الكافرة ذاتها).!!! َ
قام الدعاة إلى الله بمواجهة العلمانيين الليبراليين فزجرهم الوسطيون وجهّلوهم ووبخوهم (فما السر ياترى)؟؟.
قال تعالى (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
أبها في 5/ 11/1430
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 03:32]ـ
تقول الاخت الكريمة: ....
وهؤلاء القاعدين في كل مرة بين الحق والباطل أيحملون مشعلا يهتدي به السائرون؟؟
وهل هم حقيقون بأن يمسكوا بدفة القيادة ويكونوا من المتبوعين؟؟
==============
ثم أتاهم الركل ..... إلخ
بعد ان يقالوا ... أو تنتهي مدة صلاحيتهم ... أو تجربتهم أو عمرهم الافتراضي ... !!!!!
أُوافق الاخت في البعض دون التعميم
كما قال الاخ الآجري وفقه الله ...
مع ملاحظة أن المحسن المجتهد الذي يراعي:
تغير الأحكام ....
نقول له: معنى قاعدة: لا ينكر تغيّر الأحكام بتغير الأزمان ...
وهل يتغير الحكم بتغير النية ... فمن أخذ عقول الناس ينوي أمرا حسنا ... وإن كان في اختيار لأهون الشرين .. ولا أدافع عن أحد لكن هذا حكم؟ فهو يختلف عمن ينوي الشهرة ... في ذلك أو تنمية الأتباع أو كثرتهم ..
ثم في نظري أن القضية إن خذلت في نفس الشخص فهس فتنة ... له ولغيره ان سلك مسلكه ... ولجّأه الله لنفسه وهواه والشيطان عياذا بالله ...
وكان فيه حديث: ((
من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء)) أخرجه مسلم2/ 704 برقم 1017
وفضلاً راجعوا أول الحديث من وصف الراوي لوجه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي قبل ان يقول الحديث ... (
حتى ...... رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم يتهلل كأنه مُذْهَبَةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ... الحديث
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 03:43]ـ
لا أدري عمن تتحدثين إن كنت تقصدين شخصا بعينه ... وهل الموضوع مقصود له أو منقول؟
لكن القضية متشعبة ولها فروع
منها: ما يدخل في سدّ الذريعة ومنها ما يدخل في المصلحةومنها ما يكون متعلّقا بدوران العلة مع سببها وجودا وعدما
وللتوضيح: هناك من يكتب في المجال الدعوي وهو ينقل لكنه يعلم لمن يقلد ...
من ذلك ما قرأته لأحد الكتاب عن غياب دور التمكين .. فقلت في نفسي: هو لا يعلم شيئا مهما وهو الاستخلاف للجماعة والأمة المسلمة .. (والجماعة: جماعة الحق .. ولو كنت وحدك)
قضية أخرى: هل المقاصد تغيّر أحكام التصرفات
شخصيا أبحث حاليا هذا الأمر ....
والله الموفق
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 11:53]ـ
أحسنت هنا موضوع في المسألة نفسها http://www.islamlightvb.net/vb/showthread.php?t=544
و المشترك بين الإصلاحيين الليبراليين و الإسلاميين لا شك أنه هو الديموقراطية التي تدار من مكاتب لندن كما يدار إصلاحيوا إيران من هناك لإسقاط الثورة الخمينية فالديموقراطيين لا يفرقون بين ثورة الخميني و ثورة الوهابية و يعتبرونها وجهان لعملة واحدة و طريقة إسقاطها واحدة و لكن بعد الفراغ من إيران
جزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 06:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في مقالي هذا قررتُ أمورا واضحة كالشمس في رابعة النهار .. منها:
1 - عند احتدام الخلاف بين طرفين يمثل طرف الباطل، والآخر يمثل الحق يظهر طرفٌ آخر ليكون وسطا، أهل هذا الموقع المتوسط بين الحق والباطل يريدون الظهور بمظهر المنفتح المعتدل المتفهم المتسامح الحريص على مصالح الأمة ووحدتها .. يطلبون بذلك رضى جهات عديدة، ولو كان ذلك على حساب الثوابت .. ولو كان ذلك تفريطا في تحكيم الشريعة.
وضربت لهؤلاء الوسطيين أمثلة على مر الدهر
ومن تلك الأمثلة قولي: فجاء أهل الكلام كوسط بين الجهميين وأهل السنة، وتأملوا قولي كـ هي واضح الدلالة أنه للتمثيل فحسب .. ولم أقصد ولا دار بخلدي أنهم حقا وسطا بالمعنى الشرعي الصحيح المحمود في القرآن والمثني على أهله، ويؤكد ذلك أني قررت أن وسطية أهل الكلام أتت بين الجهمية (وهم طرف الباطل) وبين أهل السنة وهم أهل الحق.
لكن يأبى الدكتور استفهام إلا أن يغالط ويحور كلامي وهي عادة ليست بالجديدة عليه –هداه الله- في حواراته مع من يخالفه!!
2 - فرقت في مقالي بين الوسطية الحقيقية الممدوحة وأنها تقع بين باطلين كالأمثلة التي ذكرها الدكتور استفهام، بين الأخرى الدَّعية على الوسطية
3 - ضربتُ أمثلة من واقع مدعي الوسطية من الفكريين، وكما يقال بالمثال يتضح المقال.
4 - وضعت ضابطا مهما يُعرف به هؤلاء دل عليه استقراء الواقع؛ تقاطعهم مع أهل الباطل (الليبراليين ومن لف لفهم) في مسائل تثار بين الفينة والأخرى يريدون دك المنهج السلفي بها ليتم لهم التحول إلى الاعتدال ويحققوا روح التسامح التي يدندن عليها الفريقان!!
ملاحظات عامة على طريقة (دكتور استفهام) في المناقشة:
في رد (دكتور استفهام)، وفي كل ردوده
عدد من الملاحظات الأساسية لا تخطئها عين:
أولها: أنه يتجنى على من يناقشه، ويُقوله ما لم يقل، حتى يخيل لك أنه يرد على موضوع آخر أو قرأ كلاما غير الذي قيل!!.
ثانيها: لا تكاد تصل إلى شيء تمسكه بيدك أو يثبت في رأسك مما يكتب (دكتور استفهام). فإما غموض لا ترى معه شيء، وإما لف ودوران كمن يأكل زيله برأسه.
ثالثها: أنه يمسك بطرف في الكلام يحسب أنه وجد ما يشغب به ويدع ما لا يوافقه ويتعامى عنه!!
على سبيل المثال هنا .. يتعامى عن ما قررته من أن الانحراف يأتي من تيار الوسط. وأن الوسط يتنقل حتى يرتحل إلى حيث لا نريد. كانت الأمثلة على ذلك، مع أن هذه المسألة هي الأبرز في الطرح لكنها تجاهلها تماما .. !!
رابعها: استعمال استفهام جمل مستفزة لمن يحاوره، ويستعمل صيغ التقليل من شأن من يرد عليه، والتعظيم لما يتكلم به، مثل (هذا الكلام أشبه بالخطابة الصحفية)، وكثيرا ما يتهم المحوار بالتكفير وأحيانا بالجهل .. الخ
خامسها: كثرة ترديد الدكتور- هداه الله لعبارة احتكار الحقيقة وامتلاك الحقيقة .. الخ ثم محاولة نسف الفكرة تحت بند نفي امتلاك الحقيقة (التي يبدو أنه لا يمتلكها سواه!!) وكأنه في الطريق للقول بنسبية الحقيقة وما إلى ذلك من تراهات الفلاسفة،
هؤلاء الفلاسفة الذين أخذ عنهم (دكتور استفهام) هذه المصطلحات المشبوهة يشككون الآن في كثير من المسلمات بدعوى نسبية الحقيقية .. وأن لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة! (نسأل الله الثبات على الأمر حتى الممات).
سادسها: التسلح بقاعدة (لا إنكار في مسائل الاجتهاد أو الخلاف السائغ) وهي قاعدة صحيحة لكنهم أعملوها بطريقة سيئة ومشينة، بحيث أصبحوا يتترسون بها في سبيل تضييع الدين وتمييعه،
والفرق شاسع بين إعمال القاعدة في مسألة أو اثنتين أو ثلاثة، وبين من يتخذها شعارا له، ويسلك منهج الترخص والانتقاء، فيبحث في كل مسألة اجتهادية عن الأيسر في مذاهب الفقهاء؛ لإيجاد رخصة ينقض بها حكما ثم يسمون هذه الرخصة حلا إسلاميا إمعانا في التلبيس والتضليل!!.
ثم ألفت نظر من يقرأ إلى ضبابية (دكتور استفهام)، ودخوله وخروجه، ونقضه لكلامه هو قبل أن ينقض كلام غيره، وبُعده عن المسألة محل النقاش بتفريعات أقرب للاستعراض منها لمناقشة الحقائق، كأنه يطلب المشاكسة من أجل المشاكسة وليس رداً علمياً يستهدف الحقيقة! ويطول النقاش مع (دكتور استفهام) ويخرج عن هدفه .. ولا ينتهي، حتى أنه داخل مع أحدهم في مسألة فرعية أكثر من خمسين مداخلة.
ولذا أدعوه (دكتور استفهام) لمناظرة مستقلة، يعرض ماعنده بوضوح بعيدا عن الضبابية وأرد عليه نقطة نقطة. على أن تكون عدد المداخلات محددة.
وأطرح مداخلة كل ثلاثة أيام على الأقل لكثرة شواغلي.
شغلني الله وإياكم بطاعته.
أنتظر رده بالموافقة، وتحديد عدد المداخلات، ويبدأ هو بالطرح مباشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسد الجوف]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 04:26]ـ
يريدون إزاحة العلماء الكبار المستمسكون بالمنهج ليحلوا مكانهم!!
يريدون التغيير الذي لا نعرف ما هو، ولا نحسبهم يعرفونه!!
هو التغيير الذي يلبس الاختلاط لباس الشرعية!!
هو التغيير الذي يبارك صناعة السينما ويعدها قربة إلى الله!!
هو التغيير الذي يقرب الفساق والمغنيين ويصدرهم وينال من الصلحاء ويبعدهم!!
هو التغيير الذي يعطي المرأة حقوقها المزعومة التي طالما دندن عليها دعاة التحرر والانفلات وحضر الوسطيون ليكونوا لهم مطية في ذلك يصلوا لغاياتهم!!
هو التغيير الذي سينال به الشيعة حقوقا لا ندري ما هي، ولعلهم يريدون أن يشارك الشيعة في الحكم!، أو أن يجهروا بلطمياتهم وحسينياتهم وسبهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
اذا كانت هذه هي الوسطية في نظرهم فلا نريدها.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 02:36]ـ
المقال في مجمله طيب أسأل الله أن يجزيك عليه خيرا الجزاء
لكن ثم ثلاثة تعقيبات أتمنى أن ينشرح صدرك لها انشراحه للهواء النقي
شبيها بـ (تخليص الإبريز في تلخيص باريز) للطهطاوي!
هذه مبالغة
لا نقره على مقاله لكن تشبيهه بكتاب رفاعة باطل
وإن كانوا يميلون للثورة والتهييج في كثير من خطاباتهم
بل علماء الصحوة الذين برزوا أوضح ما يكون آنذاك في مثلّث (سفر-ناصر-سلمان)
هم أقرب تمثيل لحقيقة الإسلام الحي النابض الذي يجمع بين الحكمة والجرأة في الحق وبين سلامة العقيدة وصحة المنهج وقد ثبت من المذكورين اثنان وتغير الثالث , هدى الله الجميع
وأخيرا:
انتقاد هيئة كبار العلماء ليس عيبا يُسقَط به الرجل
ولا أعني ما يصدر عن ليبراليين وأشباههم من الأنعام -بل هم أضل-
وأرجو ألا تتحول نظرتنا إليهم ككيان مقدس على طريقة نظر الشيعة لآياتهم العظمى
هم كغيرهم يصيبون ويخطئون وقد يسكتون حيث يجب الكلام وغير ذلك
والساحة فيه علماء مثلهم وخير منهم
وأما الليبراليون من الذين يملؤون جرائدنا كفراً
فأمرهم يسير لو كانت هنالك غيرة على الدين أو إرادة واعية عند المسؤولين
إذ لو كتب أحدهم عُشر عشر ما يكتبه عن الله في مسؤول كبير
لكان مصيره غيابة الجب وهذا في جميع الدول العربية
أما حين يتعلق الأمر بالله ودينه وأهله فحرية تعبير!
وما قيل عن الليبراليين يقال عن الجامعة المختلطة اختلاطاً يشبه
النموذج الغربي (ومن ذهب إليها عرف صحة كلامي) حتى ليخيل أنك في أحد ضواحي لوس أنجلوس
وقد قال عثمان:إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 02:47]ـ
عفواً: الأخت أرادت الكلام في شخص معين، فغلب على موضوعها توصيفه، والكلام بعموم لا فائدة منه - بنظري - فكأنها تقول: ذلك الداعية النشيط هو الأخطر في المرحلة!
ولكني لا أقرأ نقداً موضوعياً من ركائزه: بيان المواقف التي خالف فيها هؤلاء مسائل الشرع مخالفة تستدعي الضلال، وربط هذه المخالفة بأصول طرائقهم - التي ستكون أيضاً مخالفة من باب أولى -
انا اتكلم عن منهج جديد لا عن شخص بعينه!
منهج جديد يتوسط بين الحق والباطل .. سيكون مركبا تحمل عليه أفكار التغريبيين.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 03:31]ـ
الشيخ الفاضل علي التمني ..
شكر الله لك هذه الإضافة القيمة ونفع بعلمك شيخنا.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 03:38]ـ
نعم / بارك الله فيكَ أستاذنا ..
بل علماء الصحوة الذين برزوا أوضح ما يكون آنذاك في مثلّث (سفر-ناصر-سلمان) هم أقرب تمثيل لحقيقة الإسلام الحي النابض الذي يجمع بين الحكمة والجرأة في الحق وبين سلامة العقيدة وصحة المنهج وقد ثبت من المذكورين اثنان وتغير الثالث , هدى الله الجميع
بل تغير اثنان، وثبتَ الثالث / و لا أكونُ مُحايداً للإنصاف بقولي: أنّ الشيخ الدكتور الإمام العلامة سفر بن عبد الرحمن الحوالي هوَ مجدد القرن الخامس عشر (و ليسَ هوَ البوطي، كما يدعي الطعان / مع علمي بالأصل: أنّ المجددين يتعددون)!
و لكنْ هُناك ملحوظة:
حنى نُنصف الخلق، فالشيخ سلمان ليسَ خلفياً - كما يزعم البعض -، بل هوَ سلفي، و لكنهُ يرى (التدرج في الدعوة و في تطبيق حُكم الله) و هذا هوَ أُسّ القضايا التي يعتمد عليها، و هوَ أمرٌ اجتهادي.
ثُمّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصحوة الإسلامية هيَ أفضل ما أنتجَ الإسلامُ في هذا العصر من طُرق الدعوة و العلم و الإيمان، و في الإنصاف كذلك، و سأضرب لإنصاف الحوالي أمثلة لأنّه من المعلوم أنه هوَ قائد الصحوة بلا منازع:
الشيخ سفر رجل ثابت في غاية الثبات و متغير في نفسِ الوقتِ، مُحافظ على منهجه حفظاً عجيباً .. :
- الشيخ سفر يذكر: الدكتور أحمد الريسوني بخير (في ساعة حوار، في قناة المجد)، بل و كانا في اتفاق على (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) .. / هذا الريسوني الذي لم يستسغهُ الكثير من السلفيين!
- قبلَ هذا / الشيخُ سفر يذكر الإمام ابن حزم - رحمهُ الله -، و يصفهُ بـ (الإمام العظيم)، و معلوم ما هوَ اعتقاد ابن حرم في (الأسماء و الصفات)؟! / في تاريخ العقيدة.
- الشيخ سفر يذكر ثابت ابن قرّة (ابن الصابي) و يصف رسائلهُ بالمُفيدة / في تاريخ العقيدة، و من المعروف أنّ ثابت ابن قرّة لهُ رسالة في (فنّ الموسيقى) / لا يعني هذا أن الشيخ يمدح هذه الرسالة بل كان يقصد رسائل لهُ في (علم الفلك) و لكنّ المقصود الإنصاف! ..
- في الحملة العالمية لمقاومة العدوان مجموعة من العلماء و المفكرين و المثقفين (رئيسهم الشيخ الحوالي) منهم: د. محمد الأحمري (و معروف موقف السلفيين منه) / د. عبد الله النفيسي / بل و في المؤتمر الأخير للحملة زارهُم رئيس وزراء تركيا طيب أردوغان (و معلوم موقف السلفيين منهُ) ..
- الشيخُ سفر يمتدح المُفكر نعوم تشومسكي / و معلومٌ من هوَ؟!
- الشيخُ سفر يذكُر الدكتور إدوار سعيد بخير (مع حفظ وجود كفرهِ) / فكيف بأهل الحق من المسملين؟!
فالقليل من الإنصاف .. أيُها الإخوة ..
و تشبيه بعض الإسلاميين بالليبراليين في أي موقف من المواقف أو رأي من الآراء ظلمٌ فادح و بغي تامّ، و مقال الأُخت هُلامي لا يوضح شيئاً يَدخُل فيه البعض ظلماً و يبقى فيه البعض حقاً و حقيقةً، و الإجمال في موضع التفصيل مضلل / و الله المُستعان.
ـ[جذيل]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 04:08]ـ
- الشيخ سفر يذكر: الدكتور أحمد الريسوني بخير (في ساعة حوار، في قناة المجد)، بل و كانا في اتفاق على (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) .. / هذا الريسوني الذي لم يستسغهُ الكثير من السلفيين!
- قبلَ هذا / الشيخُ سفر يذكر الإمام ابن حزم - رحمهُ الله -، و يصفهُ بـ (الإمام العظيم)، و معلوم ما هوَ اعتقاد ابن حرم في (الأسماء و الصفات)؟! / في تاريخ العقيدة.
- الشيخ سفر يذكر ثابت ابن قرّة (ابن الصابي) و يصف رسائلهُ بالمُفيدة / في تاريخ العقيدة، و من المعروف أنّ ثابت ابن قرّة لهُ رسالة في (فنّ الموسيقى) / لا يعني هذا أن الشيخ يمدح هذه الرسالة بل كان يقصد رسائل لهُ في (علم الفلك) و لكنّ المقصود الإنصاف! ..
- في الحملة العالمية لمقاومة العدوان مجموعة من العلماء و المفكرين و المثقفين (رئيسهم الشيخ الحوالي) منهم: د. محمد الأحمري (و معروف موقف السلفيين منه) / د. عبد الله النفيسي / بل و في المؤتمر الأخير للحملة زارهُم رئيس وزراء تركيا طيب أردوغان (و معلوم موقف السلفيين منهُ) ..
- الشيخُ سفر يمتدح المُفكر نعوم تشومسكي / و معلومٌ من هوَ؟!
- الشيخُ سفر يذكُر الدكتور إدوار سعيد بخير (مع حفظ وجود كفرهِ) / فكيف بأهل الحق من المسملين؟!
الاخ الكريم
لابد ان تنتبه الى كلام اهل العلم المجمل حول بعض الشخصيات , والفرق بينه وبين الكلام الخاص , وهذا ما سوف تجده في شرح العقيدة الطحاوية للشيخ سفر اثناء كلامه على شخصيات معاصرة كثيرة.
ولعلك لو اطلعت على كلام الشيخ الحوالي عن محمد عمارة في كتابه العلمانية , وكونه وضعه من ضمن اعضاء الحملة العالمية لمقاومة العدوان لتبين لك ذلك.
ونظرة عاجلة في كتاب الذهبي ميزان الاعتدال - على سبيل المثل - ستجد فيها ثناءه على جهمية ومعتزلة كفرهم اهل السنة , ولو القيت نظرة عابرة على سيرة ابن ابي دواد في سير اعلام النبلاء وثناء الذهبي لتبين لك ذلك وقد كفره الامام احمد.
بل في سيرة الامام ابو حنيفة ستجد بونا شاسعا بين كلام اهل الحديث فيه وكلام اصحاب السيرة ..
ولعل كلام الشيخ الحوالي عن نعومي تشومسكي ما يوضح المقصود وانه قصد شيئا محددا ..
عفر الله للجميع.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 04:14]ـ
و أنا - وللهِ الحمد - لا أُنازع في كل ما ذكرت / و عنيتُ الإنصافَ فقط، و اللهُ المستعان.
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 04:23]ـ
مثل هذه الردود لا تضر المنتَقد ولا تنفع الناقد , أقول هذا بعيداً عن رأيي في الموضوع برمته
هذا الأسلوب الفج في اتهام النيات , وإسقاط المخالف , وتقديس آرائنا لا يشّيد بناءً , ولا يبني جسوراً , ولا يحقق مكسباً , فضلاً عن تخفف صاحبه من ضوابط النقد القائم على العلم والعدل ...
على الإخوة الذين يوافقون الأخت الكريمة بشكل مطلق في المقال أن يتأملوا في حصاد الناقدين لتلك الرموز منذ 2001, بعد ثمانية أعوام من القصف المتواصل , أين يقف الناقدون , وما هي ثمار " أسلوبهم" و" منهجيتهم" التي استهدفت أولئك , وأين يقف المنتَقدون , ما أسباب تنامي تاثيرهم وقبول شرائح واسعة منهم في المجتمع؟؟
ملحوظة هامة: لست (هنا) في مجال تصويب أو تخطئة أي طرف؟؟
ولكن هذا النزيف الحاد كيفاً وكماً من طرف (الجهة الناقدة) ... ألا يتطلب مراجعة منهجيتنا في الدعوة , طبيعة خطابنا الدعوي , ودراسة أسباب غياب أو ضعف المشاريع الإعلامية من قنوات فضائية والمواقع الجامعة لكل شرائح المجتمع ولا تختص بالمتدينين!!!
ما أسهل أن نعزو هذا التراجع والنزيف الحاد (لغربة الدين)
وما أسهل أن نعزوه (لقلة ديانة المخالفين)
ولكن الأصعب ألا نفترض في خطابنا ومنهجنا القداسة والعصمة ومن ثم نسعى للمراجعة والتصحيح ..
تحية أخيرة لكافة الإخوة والأخوات ...
وتحية خاصة لأخي العزيز / طالب الإيمان
ِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 04:37]ـ
على الإخوة الذين يوافقون الأخت الكريمة بشكل مطلق في المقال أن يتأملوا في حصاد الناقدين لتلك الرموز منذ 2001, بعد ثمانية أعوام من القصف المتواصل , أين يقف الناقدون , وما هي ثمار " أسلوبهم" و" منهجيتهم" التي استهدفت أولئك , وأين يقف المنتَقدون , ما أسباب تنامي تاثيرهم وقبول شرائح واسعة منهم في المجتمع؟؟
ِ
الاخ العزيز التميمي
اذا اردت الجواب عن هذا التساؤل فسوف تجده في مكانة من تعني عند كثير من اهل العلم , أما عامة الناس او اصحاب الاهواء فلا اظنك تقول برأيهم ومنطلقاتهم , وما يقصدون من ثنائهم على من اردت.
اما تنامي تأثيرهم وقبول شرائحهم في المجتمع فهذا ضرب من الخيال لو تسمح لي , وارجو ان تنتبه الى أن الثورات الاعلامية اشبه ما تكون بالاحلام عند البحث عن حقيقتها ..
وفقك الله.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 05:04]ـ
الحبيب طالب الإيمان جعلني الله وإياك من طلابه الساعين في النهل من معين العلم بما يرقّي في مدراج هذا الإيمان ..
أقِر أن الشيخ سفر ثابت ثباتاً عجيباً مع كونه في مجمله شخصا نادر المثال
لكني لا أتفق معك في خروج الشيخ ناصر العمر عن حقيقة الثبات مع العلم أني أجالسه وأعرفه
فلا تعوزه شجاعة ولا ينقصه حكمة ولا بعد نظر مع تواضع جمّ وهناك خفايا لو يصرح بها الشيخ ناصر العمر لعلمت أنه ثابت كما عرفناه وخذ هذا السر من أخيك (ولا تخبر به أحداً لأن السر إذا أفشي في موقعين إلكترونيين لم يعد سراً)
اعتاد الشيخ ناصر العمر من قديم إذا أقدم على أمر جلل أن يتصل بالشيخ سفر ويستشيره
والرجلان مستاءان من صديقهما القديم وراسلاه في ذلك
غاية ما هنالك أنه-أعني العمر- غير التكتيك ولم يغير الفِكر ولا المنهج كما وقع مع الشيخ سلمان
حيث تغير الأخير (وهو يقر بذلك ويضرب عليه مثلا بتغير مذهب الشافعي بين القديم والجديد!)
تغيراً واضحاً حتى بات يستحيي من بعض ما كان يعد من ممادحه
والإنصاف الذي ذكرته عن الشيخ أبي عبدالرحمان الحوالي لا يختص به بل هو -والحق يقال- مما اشتهر به
علماء السلفية النبلاء الربانيون ,وكثير من طلبة العلم ولا أظنني بحاجة إلى تمثيل
وأما الاختلاط فلا إخال أحداً أشرب الشرع وعرف مقاصده يشك في كونه محرّماً
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 06:15]ـ
تقول الاخت الكريمة: ....
وهؤلاء القاعدين في كل مرة بين الحق والباطل أيحملون مشعلا يهتدي به السائرون؟؟
وهل هم حقيقون بأن يمسكوا بدفة القيادة ويكونوا من المتبوعين؟؟
==============
ثم أتاهم الركل ..... إلخ
بعد ان يقالوا ... أو تنتهي مدة صلاحيتهم ... أو تجربتهم أو عمرهم الافتراضي ... !!!!!
أُوافق الاخت في البعض دون التعميم
كما قال الاخ الآجري وفقه الله ...
مع ملاحظة أن المحسن المجتهد الذي يراعي:
تغير الأحكام ....
نقول له: معنى قاعدة: لا ينكر تغيّر الأحكام بتغير الأزمان ...
وهل يتغير الحكم بتغير النية ... فمن أخذ عقول الناس ينوي أمرا حسنا ... وإن كان في اختيار لأهون الشرين .. ولا أدافع عن أحد لكن هذا حكم؟ فهو يختلف عمن ينوي الشهرة ... في ذلك أو تنمية الأتباع أو كثرتهم ..
ثم في نظري أن القضية إن خذلت في نفس الشخص فهس فتنة ... له ولغيره ان سلك مسلكه ... ولجّأه الله لنفسه وهواه والشيطان عياذا بالله ...
وكان فيه حديث: ((
من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء)) أخرجه مسلم2/ 704 برقم 1017
وفضلاً راجعوا أول الحديث من وصف الراوي لوجه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي قبل ان يقول الحديث ... (
حتى ...... رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم يتهلل كأنه مُذْهَبَةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ... الحديث
والله الموفق
القضية او التجربة تعاد هنا .. مجرد إعادة فحسب .. مع أن النتائج السابقة كانت وخيمة جدا.
كررنا هذا الكلام كثيرا ولا نجد جوابا .. !!
العصرانية أو دعاة الوسطية أو التنويرية .. تجربة سابقة فاشلة أضاعت الدين والدنيا في بلاد عربية ليست بالبعيدة.
قضية أخرى: هل المقاصد تغيّر أحكام التصرفات
انظر هنا في كلام الأخ ابن عبدالهادي تجد الجواب:
وأما الاختلاط فلا إخال أحداً أشرب الشرع وعرف مقاصده يشك في كونه محرّماً
مع أن القضية ليست اختلاطا وحسب!، بل منهج جديد يؤسلم كل المستجدات.
ـ[علي التمني]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 10:05]ـ
بسم الله
وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا
وكما قلت في رد سابق: الألفاظ على الطريق ويستطيع كل أحد أن يلتقط منها ما شاء، وان يجعلها لا فتة لفضاعته،،،،،،،،،،، والعبرة بالمضمون والمعنى والبضاعة لا بـ " اللافتة " وكذا الوسطية، ليس ملكا لأحد لينازعهم فيه، فالكل في زمننا هذا وسطي: الليبرالي عدو الإسلام وكذا العلماني، وكذا الوسطي المتلبرل ذو اللحية القصيرة أو الطويلة، الذي ركب سفينة المهاجمين للعلماء والدعوة والثبات على الدليل الرباني الذي نسيه الوسطيون يوم اكتشفوا دليلهم الخاص.
الوسطيون: دليلهم "فكرهم" الذي هو في الواقع بقايا المائدة العلمانية،، والله المستعان.
في 10/ 11/1430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 10:49]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اسمحوا لي على هذا المداخلة والتي قد تكون صريحة
الأخت شذى وفقها الله
متأثرة بالكتب الفكرية فطريقتها هي طريقة الكتب الفكرية وليست طريقة أهل العلم الشرعي وما ضاع من ضاع إلا بسبب الكتب الفكرية
أولا: هي ذمت الوسطية وكان من اللازم عليها أن تبين أن هؤلاء بعيدون عن الوسطية فمن خصائص هذه الأمة أنه وسط بين الأمم ومن خصائص أهل السنة أنهم وسط بين الفرق. والمعتزلة تسموا بأهل التوحيد والأشاعرة تسموا بأهل السنة. ولم نسمع من علمائنا ذما لهذين الاسمين بل بينوا أنه لا علاقة لهم بهذا الأسم وكان من اللازم عليها أن لا تنجر خلف ذم هذا الإسم. ولابد من بيان الألفاظ الصحيحة في الشرع
ثانيا: المقال فيه إجمال. والإجمال يورث الإشكال وقد ذم ابن القيم - رحمه الله -
ثالثا: لا ندري ما هي النقمة على الوسطيين الآن؟ هل بسبب ترخصهم في بعض الأمور أم بسبب مسائل عقدية
رابعا: ........... # ........ #
...................... # حرر الباقي# الإشراف#
أنني أريد أن أبين مسألة مهمة أن إنكار المعاصي واجب شرعي، ولكن لا يكن ذلك من انطلاق عاطفي، بل يجب علينا أن نهتم بالتوحيد ونشره والانكار عليهم في مسائل التوحيد والعقيدة ولا نحابي أحدا لأنه وافقنا في جزئية الحكم بما أنزل الله ونجعله مجددا. وأن ننزل الخلاف الفقهي موضعه. ومن أغرب ما يكون في هؤلاء المنكرين على الوسطيين أمر لاحظته. وهو من أفتى بجواز كشف المرأة لوجهه. قاموا عليه بحجة أن الفتوى في هذه البلاد عليه وأن العمل عليه وأن هذا تفريق للصف، فهم مؤيدون لتوحيد الفتوى. وإذإ جاءت تقنين القضاء بالمسائل الشرعية أنكروا ذلك وقالوا لا يجوز أن نجعل القاضي يحكم بقول واحد .. ولا أدري ما الفرق بين الأمرين
و جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 12:03]ـ
أسد الجوف
شاكرة مرورك .. بارك الله فيك
المقال في مجمله طيب أسأل الله أن يجزيك عليه خيرا الجزاء
لكن ثم ثلاثة تعقيبات أتمنى أن ينشرح صدرك لها انشراحه للهواء النقي
هذه مبالغة
لا نقره على مقاله لكن تشبيهه بكتاب رفاعة باطل
فرق بين يشبه وبين يماثل!
بل علماء الصحوة الذين برزوا أوضح ما يكون آنذاك في مثلّث (سفر-ناصر-سلمان)
هم أقرب تمثيل لحقيقة الإسلام الحي النابض الذي يجمع بين الحكمة والجرأة في الحق وبين سلامة العقيدة وصحة المنهج وقد ثبت من المذكورين اثنان وتغير الثالث , هدى الله الجميع
مع احترامي للجميع وأين علماءنا الكبار؟؟
الذين مات منهم مات وهو على العهد لم يتبدل ولم يتغير!
والباقون نسأل الله لنا ولهم الثبات باقون على منهج السلف لا يبدلون.
وأخيرا:
انتقاد هيئة كبار العلماء ليس عيبا يُسقَط به الرجل
ولا أعني ما يصدر عن ليبراليين وأشباههم من الأنعام -بل هم أضل-
وأرجو ألا تتحول نظرتنا إليهم ككيان مقدس على طريقة نظر الشيعة لآياتهم العظمى
هم كغيرهم يصيبون ويخطئون وقد يسكتون حيث يجب الكلام وغير ذلك
والساحة فيه علماء مثلهم وخير منهم
لم يأتي في كلامي ما يدل على طلب التقديس!
لكن للنقد اصول وآداب، عندما يقول أحدهم في لقاء في قناة مغرضة أن الإفتاء الرسمي بحاجة لإعادة تأهيل! ماذا تسميه؟؟
الليبراليون لم ولن يزعجهم شيء أكبر من وجود هيئة كبار علماء قوية لها مكانتها واحترامها عند الراعي والراعية، وعندما يأتي هؤلاء (بقصد أو بغير قصد) ليحطوا عليها ويرموها عن قوس واحدة فأعتقد جازمة غير مستريبة أنهم يحققون لليبراليين وغيرهم من المغرضين مآربهم.
وأما الليبراليون من الذين يملؤون جرائدنا كفراً
فأمرهم يسير لو كانت هنالك غيرة على الدين أو إرادة واعية عند المسؤولين
إذ لو كتب أحدهم عُشر عشر ما يكتبه عن الله في مسؤول كبير
لكان مصيره غيابة الجب وهذا في جميع الدول العربية
أما حين يتعلق الأمر بالله ودينه وأهله فحرية تعبير!
وما قيل عن الليبراليين يقال عن الجامعة المختلطة اختلاطاً يشبه
النموذج الغربي (ومن ذهب إليها عرف صحة كلامي) حتى ليخيل أنك في أحد ضواحي لوس أنجلوس
وقد قال عثمان:إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن
شاكرة مرورك .. بارك الله فيك
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 12:12]ـ
عبدالرحيم التميمي
على الإخوة الذين يوافقون الأخت الكريمة بشكل مطلق في المقال أن يتأملوا في حصاد الناقدين لتلك الرموز منذ 2001, بعد ثمانية أعوام من القصف المتواصل , أين يقف الناقدون , وما هي ثمار " أسلوبهم" و" منهجيتهم" التي استهدفت أولئك , وأين يقف المنتَقدون , ما أسباب تنامي تاثيرهم وقبول شرائح واسعة منهم في المجتمع؟؟
وهل العبرة بكثرة الأتباع؟؟
أليست الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك؟؟
جذيل
شاكرة مرورك بارك الله في علمك.
الشيخ علي التمني
شاكرة مرورك وإثراءك.
رجائي ألا يتحول النقاش لفلان وفلان!
لنبقى في دائرة الحوار حول منهجية لا أفراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:38]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اسمحوا لي على هذا المداخلة والتي قد تكون صريحة
الأخت شذى وفقها الله
متأثرة بالكتب الفكرية فطريقتها هي طريقة الكتب الفكرية وليست طريقة أهل العلم الشرعي وما ضاع من ضاع إلا بسبب الكتب الفكرية
أولا: هي ذمت الوسطية وكان من اللازم عليها أن تبين أن هؤلاء بعيدون عن الوسطية فمن خصائص هذه الأمة أنه وسط بين الأمم ومن خصائص أهل السنة أنهم وسط بين الفرق. والمعتزلة تسموا بأهل التوحيد والأشاعرة تسموا بأهل السنة. ولم نسمع من علمائنا ذما لهذين الاسمين بل بينوا أنه لا علاقة لهم بهذا الأسم وكان من اللازم عليها أن لا تنجر خلف ذم هذا الإسم. ولابد من بيان الألفاظ الصحيحة في الشرع
يكفيني هذا من ردك يتضح لي وللقراء أنك لم تقرأ المقال!!
فقد قلت في ثنايا كلامي:
الوسطية الشرعية والوسطية الفكرية:
لقد أثنى الله تعالى على أمة الإجابة بكونها أمة وسطا وذلك في قوله: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس .. الآية)) أي أنهم بين طرفين متناقضين كلاهما باطل (ما يُسمى غلو وجفاء أو إفراط وتفريط)، فالوسطية الصحيحة الممدوحة شرعا هي ما كانت بين باطلين.
والمقال ليس فيه إجمال، بل هو غاية في الوضوح!
بدليل أن البعض وجد نفسه فيه على طريقة (كادالمريب) فلم يدع موقعا طرحت فيه مقالي إلا رد عليَّ فيه!!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 07:17]ـ
### حرره الإشراف ... يا أخانا إن لم تجد كلاما علميا تشارك به فلا تشارك، هداك الله!!! ###
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 09:38]ـ
أمر لاحظته. وهو من أفتى بجواز كشف المرأة لوجهه. قاموا عليه بحجة أن الفتوى في هذه البلاد عليه وأن العمل عليه وأن هذا تفريق للصف، فهم مؤيدون لتوحيد الفتوى و جزاكم الله خيرا جميعا
هذه دائرة الإفتاء في الأردن تقول إن المسألة فيها إجماع و ليس نحن فقط فهل توحد الفتوى على الإجماع أم لا؟ و هل مخالفة الإجماع شق للصفوف أو لا؟
"الموضوع: هل علي حرج إذا خلعت النقاب؟
رقم الفتوى: 272
التاريخ: 28/ 05/2009
التصنيف: اللباس والزينة والصور
الكلمات المفتاحية: نقاب. خمار. تغطية الوجه.
السؤال
أرتدي النقاب بناء على طلب زوجي منذ فترة، هل علي إثم إذا أردت أن أخلعه؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:
وقع الإجماع العملي عند المسلمين في القديم على أن نساءهم لا يخرجن إلى الملإ وهن كاشفات الوجوه، بل لا يخرجن إلا بالتزام الحجاب الكامل الذي لا يبدو معه شيء من بدن المرأة.
يقول الإمام الغزالي رحمه الله: " لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه، والنساء يخرجن متنقبات " انتهى. " إحياء علوم الدين " (6/ 159)
ونقل الإمام النووي رحمه الله عن إمام الحرمين الجويني: " اتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات " انتهى. " روضة الطالبين " (5/ 366).
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: " لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب " انتهى. " فتح الباري " (9/ 235)
وهذا ما نفتي به ونختاره لجميع النساء المسلمات، وذلك لقوة الأدلة التي تدل على ذلك، ومنها:
أولاً: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الأحزاب/59.
وأكثر المفسرين على أن معنى الآية الأمر بتغطية الوجه. يمكن مراجعة ذلك في " تفسير القرآن العظيم " للحافظ ابن كثير (6/ 481 - 482)
ثانياً: قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) النور/31.
وقد روى البخاري في صحيحه (رقم/4759) عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) أَخَذْنَ أُزْرَهُنَّ فَشَقَّقْنَهَا مِنْ قِبَلِ الْحَوَاشِي فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " (فاختمرن) أي: غطين وجوههن، وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر، وهو التقنع " انتهى. " فتح الباري " (13/ 270)
ثالثا: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ) رواه البخاري (رقم/1838) وهذا يعني أن الأصل في حال المرأة غير المحرمة أنها منتقبة.
ونصوص أئمة الشافعية في كتبهم تدل على وجوب تغطية وجه المرأة أمام الأجانب.
يقول الشيخ الشرواني في حاشيته على تحفة المحتاج (2/ 112): " قال الزيادي في شرح المحرر: لها - أي للمرأة - عورات: عورة في الصلاة، وهو ما تقدم - أي كل بدنها ما سوى الوجه والكفين -، وعورة بالنسبة لنظر الأجانب إليها: جميع بدنها حتى الوجه والكفين على المعتمد ... " انتهى.
ثم أكثر نصوص فقهاء المذاهب الأربعة على وجوب تغطية وجه المرأة أمام الأجانب عند فساد الزمان ووجود الفتنة.
لذلك نوصي الأخت الكريمة بالمحافظة على نقابها وعدم كشف وجهها، خاصة وأن الذي أمرها بتغطية وجهها هو زوجها، فإن للزوج ولاية على زوجته فيما لا معصية لله تعالى فيه، والغيرة على الزوجة من علامات الإيمان، وتدل على المودة، وعدم التفات الزوج إلى غير زوجته، كما أن من اعتادت تغطية وجهها بين الناس لا يليق بمثلها - وهي المؤمنة الملتزمة - أن تنقض التزامها وتكشف ما كان مستورا عن الناس، ونحن في زمن غربة الإسلام، حيث يضاعف أجر الملتزم بأحكام الشريعة الإسلامية.
والله تعالى أعلم. "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 11:52]ـ
المتوقفون بين الحق والباطل هم الأخطر في هذه المرحلة!
فكيف بمن هم قائدون للباطل ولكن في قالب أهل العلم؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 01:41]ـ
هذه دائرة الإفتاء في الأردن تقول إن المسألة فيها إجماع و ليس نحن فقط فهل توحد الفتوى على الإجماع أم لا؟ و هل مخالفة الإجماع شق للصفوف أو لا؟
"
بارك الله فيكم. كلامي هنا عن كشف الوجه ليس عن هذه الجزئيىة والترجيح فيها، فهي مسألة معلومة بين أهل العلم. والإجماع الذي نقلته هناك إجماع عكسه. وجريان العمل على شيء لا يدل على صحته، والمشهور عند الحنابلة أن الإقامة خارج المسجد هذا هو المذهب وجرى العمل على أنها داخل المسجد
والمشايخ الكبار كابن إبراهيم وغيره يقرون بإن هناك خلافا بين أهل العلم في "كشف الوجه " ويرجحون تحريم كشف الوجه.
وأعود فأقول دعنا نفرع بمسألة أخرى هي شاذة عند أهل العلم. وهي تحريم الذهب المحلق. فلو كان الإفتاء على هذه المسألة ثم منع من الافتاء بخلافها و أن من أفتى بخلافها فهو مفسد. هذا هو توحيد الفتوى = توحيد تقنين الشريعة. لا فرق بين الأمرين. فمن أقر بينه وبين الله أن المسألة خلافية بين أهل العلم وفيها راجح و مرجوح لا يجوز له أن يلزم الناس بقول واحد. ولو كان هذا الرجل هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ولو قرأنا سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ن فكم عقدت لهم المجالس التأديبية بسبب مخالفتهم لجمهور أهل العلم في مسائل فقهية كان الراجح مع ابن تيمية وابن القيم ولهما سلف، ولذلك صار الأسمري يردد بين تلاميذه ويقرر أن من خرج عن المذاهب الأربعة يعزر كما عزر ابن تيمية. ولذلك إما أن يكون تأصيل مسائل الخلاف صحيحا من باب واحد أو لا يكون.
والألباني إمام من أئمة الدنيا جعله البعض مساويا لقاسم أمين فلا فرق بين الألباني وقاسم أمين وهذا والله من الظلم والجور. فهذا القائل لم يعرف كلام قاسم أمين ولا كلام الألباني
وأهل النفاق موجودن من زمان النبي صلى الله عليه وسلم إلى خروج الدجال نسأل الله السلامة فلا تغير الأحكام الشرعية بسببهم. بل بعض الصحابة دافع عن بعض المنافقين ولم يصنف أنه منافق بسبب ذلك فنهم من كان يحسن ببعضهم المنافقين بحسب ما ظهر له من حال المنافقين
وتسمية الأشياء بغير اسمها كأن أجعل عنوانا عن الوسطيين وهم منه براء، وإن تسموا به
فهل لي أن أكتب عن المعتزلة مقالا (أهل العدل والتوحيد الجانب الأخطر)
ثم أبين في ثنايا المقال أنني قصدت المعتزلة ولم أقصد أهل السنة والجماعة؟
ومرادي بالنقد المفصل
بيان أخطائهم العقدية في باب كذا وتوثيق أقوالهم ونقض أدلتهم
بيان خطئهم في باب ما شذوا فيه من الفقه
بيان خطئهم في ما باب ما أصلوا من الأصول
وهذا يكون تحذيرا لمن تبعهم وأحسن بهم الظن. والله أعلم بالصواب
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 03:44]ـ
والمشايخ الكبار كابن إبراهيم وغيره يقرون بإن هناك خلافا بين أهل العلم في "كشف الوجه " ويرجحون تحريم كشف الوجه.
و فيك يبارك لكن الشيخ ابن إبراهيم لا يقر بأن خروج المرأة من بيتها سافرة الوجه فيه خلاف و لذلك أنهى عقد الشيخ الألباني لما خالف في هذه المسألة و لو كان يرى أن فيها خلاف ما أنهى عقده أما عن توحيد الفتوى و كذلك تقنين الأحكام فالعلماء ينكرونه إنما يحجرون على المفتي الذي يأتي بالتأويلات الفاسدة للكتاب و السنة لا الأقوال المرجوحة
أما أنه يوجد نقل إجماع بعكسه! فهذا سوء فهم أنزهك عنه و إنما هذا الذي فهمت أنه عكسه مما ينسب للقاضي عياض هو عند الحاجة و ليس عاماً مثل هذا لإجماع فهو يخصصه و لا يناقضه
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 04:10]ـ
و فيك يبارك لكن الشيخ ابن إبراهيم لا يقر بأن خروج المرأة من بيتها سافرة الوجه فيه خلاف و لذلك أنهى عقد الشيخ الألباني لما خالف في هذه المسألة و لو كان يرى أن فيها خلاف ما أنهى عقده أما عن توحيد الفتوى و كذلك تقنين الأحكام فالعلماء ينكرونه إنما يحجرون على المفتي الذي يأتي بالتأويلات الفاسدة للكتاب و السنة لا الأقوال المرجوحة
أما أنه يوجد نقل إجماع بعكسه! فهذا سوء فهم أنزهك عنه و إنما هذا الذي فهمت أنه عكسه مما ينسب للقاضي عياض هو عند الحاجة و ليس عاماً مثل هذا لإجماع فهو يخصصه و لا يناقضه
وقد أبعد الشيخ ابن باز إلى الخرج لما كان يفتي بالدليل ويخالف ما عليه العمل. وهذا مذهب معروف للشيخ ابن إبراهيم، أنه لا يرى أن تفتي بالدليل الراجح عندك وتخالف ما عليه العمل. وقد ذكر هذه المنهجية للشيخ ابن إبراهيم حفيده الشيخ صالح ال الشيخ
أما مسألة: كشف الوجه، فعلك تراجع الكلام عليها في ملتقى أهل الحديث فهناك مناقشات لهذا الإجماع الذي حكاه إمام الحرمين وكل من جاء بعده تابعه عليه. فلا أظن هذا موضع البحث فيها
و جزاكم الله خيرا فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 05:27]ـ
وقد أبعد الشيخ ابن باز إلى الخرج لما كان يفتي بالدليل ويخالف ما عليه العمل. وهذا مذهب معروف للشيخ ابن إبراهيم، أنه لا يرى أن تفتي بالدليل الراجح عندك وتخالف ما عليه العمل. وقد ذكر هذه المنهجية للشيخ ابن إبراهيم حفيده الشيخ صالح ال الشيخ
أبعده من أين؟ هل تعلم أن الخرج 80 كلم عن الرياض فقط و قد عينه قاضياً في الخرج هل تعني أنه أراد أن يعزله عن الفتيا فعينه قاضياً! يحكم على الناس بما يعتقد؟ فالفتوى غير ملزمة و حكم القاضي ملزم ما هذا الإبعاد؟ أما الإجماع فأنا الذي كتبته في ملتقى أهل الحديث في موضوع الإجماع على تحريم خروج النساء من بيوتهن سافرات الوجوه و لم يرد أحد إلا بمثل ردك أن هناك إجماع بالعكس و قلت له ليس بالعكس و إنما هو يخصص الإجماع الذي نقلته و جزاك الله خيراً كذلك
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 01:08]ـ
مقالي هنا لا علاقة له لا بالشيخ الألباني رحمه الله فهو إمام من أئمة أهل السنة في هذا العصر ولا بالشيخ ابن باز ولا الشيخ ابن محمد بن إبراهيم -رحمهما الله- .. لكن الظاهر أن الأخ أبا عبدالرحمن بن ناصر دخل خصيصا لأجل التشغيب والتشعيب.
حسبنا الله ونعم الوكيل.(/)
هل الشيخْ سفر سيُخرج (تاريخ العقيدة) في كتاب؟!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 10:52]ـ
أتمنى، من يملك الجواب أن يُخبرنا؟!
علماً أن الموضوع لم ينتهي!، بل هُناك نقصٌ كبير في الحلقات التي عُرضت في رمضان.
شفا اللهُ شيخنا سفر الحوالي، و أُستاذهُ محمد قطب.
و اللهُ الموفق.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 03:41]ـ
لا ..
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 06:27]ـ
ابن عبد الهادي كيف عرفت ذلك اخي الفاضل
واتمنى ان يقوم بعض الاخوة بتفريغ الاشرطة
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 07:02]ـ
أخي الحبيب أبا قتادة
الشيخ المبجل العالم الرباني سفر الحوالي يهضم نفسه كثيراً فقد كلمه غير واحد للعناية بالكتاب وإخراجه .. إلخ
فقال لهم:اشتغلوا بما ينفعكم .. !
وحدثني ابنه أنه لن يفعل ذلك لأنه مشغول بأمور أهم تتعلق بأحوال الأمة
وهو وإن لم يكن له نتاج بعد مرضه إلا قليلاً لكنه متابع نهم ويتواصل مع أهل المناطق الساخنة
والمجاهدين وغير ذلك, جزاه الله عن أمته خيراً
والله أعلم
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 08:28]ـ
و كيف؟!
#حُرر# الإشراف#
فالشيخُ لهُ: الجواب الصحيح (المُحقق و المترجم) و هُما - كما علمنا - في طور الصفّ!، ثُم هوَ قال في أكثرِ من تصريح: أنّه استطاع بعدَ مرضهِ تأليف الكتب التي أراد أن يؤلفها قبل المرض و لم يستطع - شفاهُ الله -، و للتأكيد فقد علمتُ أنّهُ يعكفُ على تأليف (مُعجم المصلطحات العقائدية و الفكرية و الفلسفية)
أتمنى أن توثقَ معلوماتك
باركك اللهُ.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 09:00]ـ
سبحان الله وبحمده
#حُرر# الإشراف#
ماهذا أصلحك الله؟
#حُرر# الإشراف#
وما علاقة ما قلته أنت بجوابي؟ وهل نفيت أنا نيته لإتمام الجواب الصحيح؟
ولتعلم أني قريب من الشيخ قرباً يخولني للكلام بما سمعت
والله المستعان
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 07:17]ـ
الأخ ابن عبد الهادي: وفقه الله.
كيف هي حال الشيخ؟
وهل زيارته متيسرة؟
ـ[جذيل]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 07:26]ـ
كتاب الاشاعرة الكبير الفه بعد مرضه.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 10:56]ـ
قد قلتُ:
وهو وإن لم يكن له نتاج بعد مرضه إلا قليلاً
لو كان الشيخ معافىً لأنتج في الفترة السابقة أموراً كثيرة كان يتمناها والحمدلله على كل حال
يسر الله لنا وله ولادة نفائسه تترى
أخي أبا الوليد لعلي أخبرك على الخاص
والله يرضى عنك
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 11:09]ـ
- الشيخُ ألّف (منهج الأشاعرة الكبير) قبلَ مرضهِ كما هوَ معلوم.
- و إن كان تأليفهُ بعد المرض، لكان إخراج (تاريخ العقيدة) في كتابٍ أولى من تأليف (منهج الأشاعرة)، لقلةِ الكتابات الإسلاميّة في (مقارنة الثقافات) و شقائقهِا من العلوم كـ (علم الإنسان = الأنثربولوجيا) و (تاريخهِ) و (أصلهِ)!، و الشيخُ أدرى بما يفعل، و لنا في الترجيح رأي.
- و إنْ كنتَ قريب من الشيخ، فأخبرني: هل تصريحاته في شأن (الكتب التي لم يستطع تأليفها و يَكتبها الآن كـ (الصراع العربي الإسرائيلي)) يعتبرُ قليلاً؟! (آتنى بالتفصيل و لا تقطع و تفصل)
- وفقكَ اللهُ.(/)
لا للبرقع نعم للتمويل الإسلامي .. جدل يتصاعد بفرنسا
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 11:18]ـ
لا للبرقع نعم للتمويل الإسلامي .. جدل يتصاعد بفرنسا
هادي يحمد ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1256033905429&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout# ... 1)
باريس- تواصل الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) عقد جلسات استماع لممثلين عن هيئات فرنسية وعن الأقلية المسلمة للتعبير عن آرائهم بشأن مسعى الحكومة لحظر ارتداء البرقع (النقاب) في الحياة العامة، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة بنفس الدأب لتصديق المجلس الدستوري على تعديلات قانونية تسمح بإدخال نظام المعاملات الإسلامية في الاقتصاد الفرنسي.
ففي إحدى قاعات البرلمان تقوم اللجنة البرلمانية المكلفة بقضية البرقع هذه الأيام بسلسة لقاءات استمعت خلالها إلى العديد من مسئولي الأقلية المسلمة، منهم محمد الموساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي قال في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين. نت" إنه تم استدعاؤه أمام اللجنة لطرح وجهة نظر المجلس.
وتقوم وجهة النظر هذه -بحسب الموساوي- على محورين أساسيين، الأول هو أن النقاب بإجماع جمهور الفقهاء ليس بواجب شرعي إلا عند القلة القليلة من العلماء.
وفي نفس الوقت يركز المحور الثاني على "أن هذا لا يعني تجريم من يرتدين النقاب، أو اعتبارهن خارجات عن القانون"، بحسب الموساوي الذي أشار إلى أن مرتديات النقاب لا يشكلن إلا نسبة قليلة من المجتمع المسلم في فرنسا.
وبدلا من الاهتمام بقضية لا تخص سوى هذه النسبة القليلة: "دعوت اللجنة البرلمانية إلى الاهتمام بالقضايا الحقيقية التي تقلق مسلمي فرنسا، خاصة مسألة تنامي الإسلاموفوبيا (التخويف من الإسلام)، وظاهرة العنف الموجه ضد المحجبات، ورموز الإسلام بشكل عام"، بحد قوله.
وإضافة إلى ممثلي الأقلية المسلمة، فقد علت أصوات فرنسية أخرى أمام اللجنة البرلمانية تدعوها إلى عدم سن قانون يمنع النقاب في الفضاء العام، ومنها الباحث الاجتماعي، جون بوبرو، والذي كان عضوا في لجنة "برنار ستازي" التي سنت قانون منع الحجاب في المدارس الحكومية عام 2003، وفحرات خوشرفار الباحث المتخصص في الإسلاميات، وجون ميشال كونت، رئيس رابطة التعليم الفرنسية.
وقد رأى ثلاثتهم أثناء الاستماع إليهم من قبل اللجنة أن قانونا يمنع النقاب "من شأنه أن يكرس الشعور بمعاداة المسلمين بفرنسا"، وأنه "إجراء ليس له جدوى"، ودعا ثلاثتهم إلى تمكين المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية للحد من هذه الظاهرة.
ومن المنتظر أن تصدر اللجنة البرلمانية المكلفة بالبحث في مسألة النقاب توصياتها في شهر يناير القادم.
التمويل الإسلامي
ومن المفارقات أن جلسات الاستماع التي تقوم بها اللجنة البرلمانية حول قضية النقاب تدور في الوقت الذي قام فيه البرلمان بإجراء آخر مررت فيه الحكومة الفرنسية قانونا يتيح التعامل بقوانين الشريعة الإسلامية في خصوص التعاملات المالية في البنوك الفرنسية.
وعلى الرغم من رفض "المجلس الدستوري" الفرنسي (أعلى هيئة تراقب القوانين بفرنسا) يوم 7 أكتوبر لتنقيحات قانونية تسمح باعتماد بعض قوانين المعاملات المالية الإسلامية فإن "كريستين لاجارد" وزيرة الاقتصاد الفرنسية ومن ورائها الحكومة مازالت مصرة على تمرير القانون الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي يوم 18 سبتمبر 2009 بفضل أصوات غالبية حزب التجمع من أجل الحركة الشعبية الحاكم الذي يسيطر على الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان).
وعلق محمد النوري رئيس "المجلس الفرنسي للمالية الإسلامية" في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين. نت" على ملف القانون الفرنسي المتعلق بإدخال تعديلات قانونية تسمح بإدماج النظام المالي الإسلامي قائلا: "المجلس الدستوري الفرنسي لم يرفض القانون من حيث المضمون بل رفضه من حيث الشكل".
وأضاف النوري أن "الاتجاه العام في وزارة الاقتصاد الفرنسية بقيادة كريستين لاجارد، هو إعادة طرح مشروع القانون الخاص بالمالية قريبا في شكل آخر لأن رفض المجلس الدستوري كان مبنيا على أن القانون المقدم إليه كان ضمن قانون مالي آخر يتعلق بتمويل المؤسسات الصغرى".
وحول المفارقة الفرنسية تجاه إمكانية سن قانون يمنع النقاب وآخر يبيح التعامل المالي الإسلامي في البنوك الفرنسية قال محمد النوري: "إن الحكومة الفرنسية فطنت إلى أن ركوب قطار المالية الإسلامية أمر لا بد منه، وأن المصلحة الاقتصادية تقتضي الانخراط وإدماج هذا الشكل من التعامل المالي لا من أجل جلب الاستثمارات العربية والخليجية فقط ولكن لأن التعامل المالي الإسلامي أثبت نجاعته وفاعليته في الأزمة المالية الحالية".
ويضيف النوري أن "جلب المستثمرين العرب والخليجيين وإعادة التوازن المالي وضخ أموال من أجل تقليص العجز في الدورة المالية الفرنسية التي بلغت 97 مليارا العام الفارط، دفع الحكومة الفرنسية إلى التفكير جديا في بدائل المعاملات الإسلامية التي يمكن أن تعيد الروح للنظام البنكي والمالي الفرنسي".
ويسعى "البنك الوطني القطري" الإسلامي أن يكون أول بنك إسلامي يفتح أبوابه بالعاصمة الفرنسية باريس.
وبحسب التقديرات الفرنسية فإن إدخال تعديلات قانونية من أجل إدماج النظام المالي الإسلامي من شأنه أن يدخل حوالي 120 مليار دولار إلى الدورة البنكية بفرنسا بفضل الاستثمارات المتوقعة من البلدان الخليجية التي توجه إلى حد الآن استثماراتها إلى بلدان أوروبية، خاصة بريطانيا.
مراسل شبكة إسلام أون لاين. نت في فرنسا.(/)
أي الشروح أفضل بالنسبة للعقيدة الواسطية؟
ـ[متبعة الأثر]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 07:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أي الشروح أفضل بالنسبة للعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام إبن تيمية؟ سواء كانت شروح صوتية (واضحة من حيث الصوت) أو مقروأة؟
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 07:06]ـ
- شرح الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.
- شرح الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله. (التنبيهات السنية).
ـ[أبو عبدالله السلفي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 01:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من الشرح المتوسعة شرح الشيخ صالح آل الشيخ
ويبدو لي أنه آخر ما خرج مطبوعا معتنى به باسم (اللآلىء البهية في شرح العقيدة الواسطية) بعناية عادل رفاعي
في مجلدين نشر دار العاصمة
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 06:27]ـ
شرح الشيخ الهراس -رحمه الله - لا يعدله شيء لا سيما الطبعة التي بتحقيق علوي السقاف -حفظه الله- ...
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 06:32]ـ
مما لا شكَّ فيه أن شرح الشيخ العثيمين لا يضارعه شرحٌ
و يوجد شرح صوتي لشيخي / الشيخ السيد بن سعد الدين الغباشي حفظه الله تعالى، والشرح مكتمل بخمسة عشر شريطًا، والرابط بتوقيعي.
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 11:58]ـ
شرح الشيخ الهراس -رحمه الله - لا يعدله شيء لا سيما الطبعة التي بتحقيق علوي السقاف -حفظه الله- ...
كما قال اخي
واوصى به الشيخ ذياب الغامدي
وعليكي بتحقيق الشيخ علوي السقاف الطبعة الاخيرة التي بها تعليقات الشيخ العثيميين رحمه الله فإنها نفيسة اظنها السادسة
والكتاب من الأصول فينبغي ان تقرأي أو تسمعي اكثر من شرح اذا أمكن من الشروح التي اوصى بها العلماء
شرح العثيمين أو البراك او الغنيمان او الرشيد
وأحرصي على حفظ المتن
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 12:02]ـ
شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، ممتاز وواضح.
ـ[صالح صولا]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 01:35]ـ
أفضل شروح الواسطية:
1 - التنبيهات السنية عبدالعزيز الرشيد رحمه الله قال عنه الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للواسطية:
هذه الرسالة لها شروح كثيرةٌ كما هو معلوم، هذه العقيدة المباركة لها شروحٌ كثيرة، ومن أعظمها نفعاً وأدقها لفظاً:
الشرح المسمى بـ (التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية) للشيخ العلامة عبدالعزيز ابن رشيد رحمه الله تعالى. فإن هذا الشرح من أنفس شروح هذه العقيدة الواسطية. فقد بين من مسائل هذه العقيدة ومن ألفاظها ما يكفي طالب العلم في هذا الباب أعني باب الاعتقاد. لأنه ذكر فيها من العلم الواسع الغزير ما لو اكتفى به طالب علم في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة لكفاه. ولهذا أحض – من أراد شرحاً لهذه العقيدة – على هذا الكتاب. ألا وهو (التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية) للشيخ ابن رشيد رحمه الله تعالى.)
2 - شرح الشيخ ابن عثيمين
3 - شرح الواسطية من كلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله للشيخ خالد المصلح
وقد نصح الشيخ حامد العلي بهذه الكتب كأفضل شروح للواسطية
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 04:13]ـ
يااخوان بارك الله فيكم هل
من احد يضع لنا كتاب الرشيد
لتحميله مأجورين.
ـ[متبعة الأثر]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 02:38]ـ
جزاكم الله خيراً إخوتي الكرام على ردودكم التي استفدت منها الكثير و لله الحمد.
جزيتم الجنة.
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 02:54]ـ
كل شرح من الشروح فيه فائدة قد لا تكون في غيره ...
فلن أقول بأن هذا أحسن ... بل أقول ...
اجعل لك أحد الشروح المطبوعة كتابك الأم تدرسه، وليكن التنبيهات السنية أو شرح الشيخ العثيمين - رحمه الله - ثم اجعل على هامشه مجموع الفوائد التي تقف عليها في الشروح الأخرى.
فينتهي عندك محصلة ضخمة من الفوائد.
وهذا خير لطالب العلم حال علو همته ... زادكم الله من فضله وبارك لكم في علمكم وعملكم.
ـ[متبعة الأثر]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 03:07]ـ
اللهم آمين بارك الله فيكم أخ أسامة
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 12:57]ـ
شرح الشيخ الهراس -رحمه الله - لا يعدله شيء لا سيما الطبعة التي بتحقيق علوي السقاف -حفظه الله- ...
نفعنا الله بما نقول ونسمع ونقرأ ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 01:47]ـ
كل الشروح ممتازة وأفضلها (التنبيهات السنية)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 07:14]ـ
ما رأيكم في كتاب الفوائد السنيه على العقيده الواسطيه للشيخ عبدالله القصير
ـ[الليث بن سعد]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 08:40]ـ
شرح ابن عثيمين و ابن هراس رحمهما الله
وشرح الشيخ صالح ال الشيخ الصوتى(/)
العلمانية في ثوب جديد
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 10:18]ـ
السلعمانيّة!!
حامد بن عبدالله العلي
من أعجب الحالات الفريدة في التاريخ، (التوليفة) المثيرة للدهشة بين (العلمانية) و (السلفية)، في نظام سياسي مع بساطة تركيبته السياسية، إستطاع أن يوظّّف، أو يحيَّد، فالنتيجة واحدة ـ بقدرة قادر ـ صورة سلفيّة صارمة من (التديَّن الفردي والإجتماعي) ـ أي الذي لايخرج عن دائرة الإهتمامات الفردية والإجتماعية ـ لأهداف النظام الغربي الدولي الذي تبلور مع أوائل ومنتصف القرن الماضي!
كيف مرَّت هذه الخديعة على علماء ذوي جلالة في العلم، والتقوى، ثم كيف بقي هذه التكوين الهجين الجامع بين (الصرامة الإجتماعية السلفيّة)، و (الممارسة السياسية العلمانية)، ليولّد منهما: (السلعمانية)، ويمرّ بسلاسة عجيبة، عبر عقود! حتى الغرب كان فيها راضيا ـ في تعجّب ـ عنها؟!
ثم كيف أستطاع أثناء زمن مروره، أن يوسِّع دائرة الفكرة العلمانية في النظام السياسي، ونظام الدولة، ويبني مؤسساته على هذه الفكرة، ثم يرسلها لتتمدَّد بحرية وراحة في تلك البيئة الصارمة؟! كما تمدَّد النيتو إلى حدود روسيا! قاضمةً في تمددّها شيئا فشيئا الحالة الإسلامية، والتي كان محدوداً أصلا، ثم يحاصرها، فيعزلها، ويسلب منها بقية وسائل التأثير التي كانت ضعيفة أصلا ً، وهي طيلة هذا الزمن ترى وكأنها لاتبصر، وتسمع وكأنها لاتعي؟!
وقد وصل (القضم) الآن إلى سلخ حتّى (التديّن الإجتماعي)، حتى ضاقت بـ (الشيوخ الغيارى) هذه الأيام الأرض بما رحبت، فرضوا بمقالات متناثرة يتململون بها من حالهم، واستنكارات متفرّقة، على قضايا ثانوية، وما هي إلاَّ نفثات صدور تمارس خداع النفس بأنها قد حقّقت شيئا، فلا هي تُسمن، ولا تُغني من جوع!
وإنّه ـ حقاً ـ لأمرٌ يبعث على الحيرة، و الإندهاش، أعني كيف أنَّه قد صار المشروع الحضاري لأمّتنا ـ في فهم البعض ـ أنَّ الدنيا تقوم، ثمّ لاتقعد، على قيادة المرأة للسيارة، بينما الأمّة بأسرها تقودها وزيرة خارجية أمريكا ـ منذ مادلين أولبرت، إلى هيلاري كلنتون! ـ تقودها لتقويض حضارتنا برمّتها، فيمرُّ ذلك على (الشيوخ الغيارى) بصمت كصُمات ليل الصحراء الهادىء!
وتُضرم نارُ الحرب على الإختلاط في التعليم، بينما الخلط بين مفاهيم الأمّة العظمى، أعني إستقلالها، وقيامها بأهداف حضارتها، وبدورها العالمي الهادف لإستعلاء الإسلام، الخلط بين هذه المفاهيم، والأصول العظيمة، التي تقوم عليها حضارتنا، وبين مفاهيم الجاهلية الغربية، بإستحقارها لنا، وغزوها الثقافي، والأخلاقي، لأمّتنا، وأطماعه المادية المفعمة بالروح الصهيوصليبية،
تضرم نار الحرب على الإختلاط في التعليم، بينما ذلك الخلط لم يزل قائماً على قدم وساق، في نظام (ولي الأمر) على شتّى المستويات منذ عقود، وهو يمرُّ بجانب وقار هيبة الشيوخ كأنّ شيئا لم يكن!
وتدقُّ نواقيس الخطر على القول بجواز كشف المرأة لوجهها، بينما الأمّة مكشوفة العورات كلّها أمام المستعمر الجديد، و النظام الغربي، يعبث فيها كما يشاء، يقيم قواعده العسكرية، ومؤسساته التغريبية، وتدخلاته الداخليّة، حتى في مناهجنا الثقافية، فلايثير هذا غيرة الرجال، ولا يحرك فحولتهم؟!
ولاريب .. لا ننكر هنا التصدي لكلّ مفردات مشروع إفساد المرأة، بل ندعو إليه، ونحضُّ عليه، ونعلم أهدافه الخبيثة، فليس هذا هو المقصود بما تقدم من علامات التعجب، معاذ الله، وإنِّما هو التعجُّب من هذا الدم الذي يفور هنا، مالَهُ ـ قاتله الله ـ يصير في حالة تجمّد القطب الشمالي في تلك الأصول العظام، والمباني الضخام، التي يقوم عليها الإسلام؟!
تُرى هل كان العيب في الفهم للإسلام، أم كان الجهل في ذلك الوقت بحقيقة النظام الدولي الغربي، وأهدافه الخطيرة، وموقع منطقة الخليج منه، ودورها المرسوم فيه، الذي هو تسخير طاقاتها لتحجيم دور الإسلام الحضاري، ومنعه من العودة كما كان إبّان (الخلافة العثمانية) قبل سقوطها، وتوظيف النظام الدولي الغربي لفكرة (الدولة القطرية) كبديل للنظام الإسلامي العالمي، تلك الفكرة التي مزَّقت الأمّة، وأذلّتها لذلك النظام.
(يُتْبَعُ)
(/)
أم كانت غفلة الصالحين الذين فرحوا بما أوتوا من المؤسسات الدينيّة المحصورة التأثير، فظنُّوها (الفتح الأعظم)، الذي تحقّق على يد (وليّ الأمر) (إمام المسلمين)!، بينما لم يكن الأمر سوى توظيف للدين في بيئة (تشاكله)، لإشغالهم ـ إلى حين ـ عن مخطط عالمي يُبني على حطام حضارتهم، ويستقي وقوده من ثرواتها، ويحقق أحلامه العالمية على حساب مستقبلها، وآمالها،
أم كانوا يعلمون غير أنهم كانوا في حال العذر بالعجز، لا الجهل.
وهل هم أفاقوا الآن؟! أم لازال كثيرٌ منهم في سباتهم، أم أنهم يخشون الإفاقة، هروبا من صدمة الحقيقة؟!
ذلك أنّه من المحال أن يطلع أيُّ باحث على رسالة الإسلام، دون أن يرى حقيقة ناصعة، ساطعة كالشمس في رابعة النهار، وهي أنَّ حضارته تقوم على ثلاثة أركان عظام:
1ـ أنّه جاء بحضارة تجعل التحرُّر من جميع أشكال التبعيّة للغير مكوّنها الحضاري الأعظم، وذلك يشمل كلّ أنواع التبعية، السياسية، والإقتصادية،والثقافية، والتشريعية، حتى جعلت رسالة الإسلام تلك (التبعية) بالمعنى العصري، (الموالاة للكافرين) بالمعنى الشرعي، مروقاً من الإيمان (ومن يتولهّم منكم فإنّه منهم).
وحتّى التوحيد، عنوان الإسلام، إنمّا هو تحرير الإنسان من التبعيّة لغير الله تعالى، فلايُعبد غيره، ولا يُتحاكم لسواه، ولا يخُضع لغير شريعته.
ولعمري لا أستطيع أن أفهم حتى اليوم، حلّ التناقض بين أنَّ الفكر القومي، وهو أبعد ما يكون عن نصوص الوحي، يقوم على هذه الفكرة الإسلامية أصلا، (التحرُّر من التبعيّة للغير)، لكن بمنطلق (عروبي) حتى وقف في كثيرٍ من الأحيان دون إسلام الأمّة (العربية) للعدوّ الغربي، بتضحيات لاتُنكر،
بينما ترفض هذه الفكرة عمليّا (السلعمانية) المتخصّصة في علوم الشريعة! حتى لقد نظّرت لتلك (التبعيّة) بفتاوى أثارت سخرية الساخرين، إذ خرّجتها تحت حكم المعاهدين والمستأمنين و أهل الذمّة! في أحكام الشريعة، والمفارقة أن هذه الأبواب الثلاثة، أصلا تابعة لباب الجهاد الذي يحاربونه؟!!
2ـ أنَّ الإسلام لايعترف أصلاً بنظام سياسيّ يقوم على (الرابطة الترابية للدولة القطرية بالفكرة الأوربية)، فهو يربط النظام السياسي بالعقيدة رأساً، فالعقيدة وحدها هي الأساس الذي يقوم عليه، وتقسيمه هو: (دار الإسلام)، (دار الكفر)، ولهذا فالرابطة الإسلامية، هي وحدها (جنسيّة دولته)، ولهذا يجعل المفارق لها حينئذٍ (خلع ربقة الإسلام من عنقه) و (مات ميتةً جاهلية) كما ورد في الحديث.
ولا وزن فيه لأيّ نظام لايخضع لإستقلال الإرادة التشريعية للأمّة ـ السيادة للشريعة وحدها ـ (والله يحكم لامعقّب لحكمه) (ولايشرك في حُكمه أحداً)، في كلِّ شؤون الحياة، وعلى رأسها الشأن السياسي، الذي يدخل تحته الخطوط الرئيسة لرسالة الإسلام: إستقلال الأمّة، وتنفيذ رسالتها العالمية، و الموالاة بين أبناءها في كلّ العالم، ونصرة المسلمين في الأرض، والجهاد لتحقيق تفوقه الحضاري العالمي.
وهذا المكوِّن الثاني جاء ليحفظ الأمَّة من توظيفها لأطماع أيّ نظام دولي، يبدأ بتمزيقها إلى روابط أخرى، ترابية، وعنصرية ,,,إلخ، ليضعفها، ويذهب ريحها، ويفشل دورها الحضاري العالمي.
3 ـ أنَّ الأمّة هي الأصل الأصيل في هذه الحضارة، والنظام السياسي ليس سوى أداة يجب أن تكون طيّعة بيدها، ولهذا جاءت النصوص تخاطبها مباشرة، (كنتم خير أمّة أخرجت للناس)، (وكذلك جعلناكم أمّة وسطا) (ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير) ونظائرها كثيرٌ في نصوص الوحيين،
وليس في القرآن آية تتعلق بهذا الشأن إلاّ وهي توجّه الخطاب للأمّة، وأنَّها بُعثت لتؤدّي دور القيادة العالميّة، ولاعذر لها أن تتخلَّى عن هذه الفريضة العظمى، وعليها أن تختار نظاما سياسيا ليؤدّي هذا الدور، فإنْ فشل ـ وأعظم الفشل أن يسخّر الأمّة لغيرها بل هي الخيانة العظمى ـ فالأمّة مكلّفة بإزاحته، وهذه الفريضة من أعظم الفرائض، وأوجب الواجبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنظامُ السياسيُّ الذي يحيط بالأمّة اليوم، إنما يتحرّك ضد أهدافها، ويسخّر حتّى دينها لغيرها، وبقاؤهُ يعني بقاءها في دوامة التبعيّة، ولا خلاص لها إلاّ بأن تعيد بناء نظامٍ سياسيّ، لاينفصم فيه الدين عن الدولة، ولا الشريعة عن الحكم، وليس فيه (جلالة) ولا (عظمة) ولا (فخامة) إلاّ للأمّة المستعلية بحضارتها، نظام سياسيّ ليس فيه سلطة لا تخضع لرقابة الأمّة ومحاسبتها، وليس فيه زعيم فوق إرادتها، وليس فيه حاكم لاينزل عليه حكم الشريعة، كما ينزل على آحاد رعيته سواء بسواء.
ولو كنا قد وضعنا هذا الأصول الإسلامية العظيمة، كما وضعها القرآن، في سلّم أولوياتنا، لم يصل حالنا إلى أن نستجدي حاكما مارقاً مفسداً ليسمح بالنقاب، أو ليمنع الإختلاط .. إلخ!!
وبناء على هذا، فلا مناص من القول أنَّ كثيرا من التديّن المنتشر في الوسط الصحوي، من شيوخ العلوم الشرعية إلى آحاد أفراده المقبلين على الهدى، يحتاج إلى إنطلاق في آفاق جديدة، تخرجه من دائرة ردود الفعل المكرورة الذي يدور فيها، ويعيدها كلّ ما مضى عقد، أو عقدان، ثم يخرج منها تائهاً، منكسر الجناح، مثل قضية الحجاب، والنقاب، والإختلاط، والجدل حول فروع فقهية، ربما تختارها الأنظمة السياسية، وتشغلهم بها، لتُبقِي المشروع الإسلامي يحمل هذه العناوين فحسب، لتظهره ـ وهي تملك وسائل الإعلام ـ في صورة المتخلف الذي (لايفهم من الإسلام إلاَّ التضييق على المرأة) .. إلخ
آفاق جديدة ترفعه إلى مستوى أعلى موقع من المنافسة، يمكّنهُ من إجهاض هذه الهجومات المكرورة التابعة للمؤامرة الكبرى، و أشباهها، إجهاضها في مهدها، وفرض نهجه الإسلامي من ذلك الموقع.
ثم يرفعه إلى ما هو أعلى ليكون هو الدولة التي تعيد للأمّة دورها كما بينته في هذا المقال، فيحسم القضايا الثانوية، ويتفرغ لأداء دوره الحضاري: إقامة العدل في العالم، وحماية البشرية من طواغيت الكفر، و الإستبداد، والظلم، والفساد.
وواللّه إنَّ العجب لاينقضي من فهم مثل حركة طالبان ـ وأكثر أتباعها مقاتلون عاديون بعيدون عن هذا الكم الهائل من الإنشغال بالتثقيف الشرعي الذي ينتشر في بلادنا ـ فهمهم لخطورة ترك المشروع العالمي الغربي يعيث في الأرض فساداً، وضرورة وضع المقاومة الشاملة لمخططة على سلّم الأولويات الإسلامية،
وأنَّ فرضية السعي لإعادة إستقلال إرادة الأمة الإسلامية، وتوحيدها، وإلتفافها حول راية الجهاد، لتتحرر من التبعيَّة، من أعظم الفرائض الإسلامية،
بينما يجادل في هذه الحقائق الإيمانية الكبرى (دكاترة) شريعة، ودعاة مشهورون، حتى إني حاورت أحدهم فأصرَّ على أنَّ النظام العربي (قال: ولاة أمرنا حفظهم الله) يؤدّون عن الأمة كلَّ ما ذكرته ـ وقد ذكرت له مختصر ما في هذا المقال ـ فلا حاجة للإنشغال بذلك، وحتى العلاقات مع المشروع الغربي هم يرون في ذلك المصلحة، و (لكن المشكلة في هذا الحماس الذي ضيَّع الشباب)!!
نسأل الله السلامة، هذا أحد نماذج مذهب (السلعمانية) التي بُذرت بذورها قبل عقود، لكي تقطف الأمّة اليوم ثمارها المرَّة!
والله المستعان وعليه توكلنا هو حسبنا فنعم المولى ونعم النصير
http://www.h-alali.net/m_open.php?id=d32a3bfa-c030-11de-9281-327ddad1862a (http://www.h-alali.net/m_open.php?id=d32a3bfa-c030-11de-9281-327ddad1862a)(/)
ماذا قال مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عن الاختلاط
ـ[علي التمني]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 12:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عن الاختلاط ما نصه في برنامج "مع سماحة المفتي": (ننصح المسلمين جميعا أخواتنا وإخواننا المسلمين في جميع أرجاء ديار العالم الإسلامي أن نقول: إن الاختلاط في التعليم وفي ميادين العمل من الجرائم الخطيرة والمنكرات العظيمة ومن وسائل فتح الشر على مصراعيه وانتزاع الحياء وضعف الإيمان وقلة المروءة، فننصح بأنها هذه الجريمة النكراء في العالم الغربي الذي غرب النساء وجردهن من أخلاقهن بدأ الآن يعود إلى أن يصحح أوضاعه وأخطاءه، فلماذا العالم الإسلامي يتواصل في أخذ ما ترك وما استهجن في تطبيقه على تعليمه، يجب على المسلمين أن ينكروا هذا الأمر ويعلموا أن الاختلاط والدعوة إليه والمناداة به والدفاع عنه أن ذلك نفاق وحرب على الله ورسوله)
ـ[إمام محمود]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 03:39]ـ
لا فض الله فاه، جزاه الله عن الاسلام والمسلمين خيرا
ـ[علي التمني]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 02:24]ـ
بسم الله
وفي كلام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية ومفتيها العام ما يرد على الذين يريدون نشر الفساد في الأرض من خلال الاختلاط، وعلى الذين يكذبون ويغشون الأمة بقولهم إن الاختلاط ليس حراما وليس بابا للشر وبيئة للفساد، والأمر واضح وجلي لكل ذي أمانة ونصح.
وجزاك الله خيرا أخانا إمام محمود
في 18/ 11/1430
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 02:38]ـ
جزاك الله خيراُ
ـ[نسيم الأندلس]ــــــــ[12 - Nov-2009, صباحاً 02:00]ـ
السلاام عليكم ورحمة لله وبركاتهـ
جزاك الله خير
إن الاختلاط في التعليم وفي ميادين العمل من الجرائم الخطيرة والمنكرات العظيمة
الجميع يعلم مايترتب على الاختلاط من مفاسد عظيمة ولا شك بأنها ستكون على مرأى من أعيننا خلال بضع سنوات قادمة
ولكن الان أصبح هذا من مواكبة التطور فحتى نكون دولة متطورة من المحتم علينا أن نتشبه بالغرب الذين نستورد منهم كل تلك الثقافات بل حتى الطلاب مستوردون من الغرب حيث نسبة الطلاب السعوديين قليلة جدآ مقارنة بالأجانب ..
للأسف نضع الغرب أمامنا لنستمد منهم الخطأ وهو المحرم في شرعنا ونقول لماذا لانتقدم؟؟!!
فهويتنا ستذوب داخل هوية أمريكا والله المستعان
فنحن الان ابتدأنا بالرجوع للوراء وهذه الخطوة الأولى في الرجوع حيث سيليها انحدار ...
والدفاع عنه أن ذلك نفاق وحرب على الله ورسوله
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[12 - Nov-2009, صباحاً 10:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عن الاختلاط ما نصه في برنامج "مع سماحة المفتي": (ننصح المسلمين جميعا أخواتنا وإخواننا المسلمين في جميع أرجاء ديار العالم الإسلامي أن نقول: إن الاختلاط في التعليم وفي ميادين العمل من الجرائم الخطيرة والمنكرات العظيمة ومن وسائل فتح الشر على مصراعيه وانتزاع الحياء وضعف الإيمان وقلة المروءة، فننصح بأنها هذه الجريمة النكراء في العالم الغربي الذي غرب النساء وجردهن من أخلاقهن بدأ الآن يعود إلى أن يصحح أوضاعه وأخطاءه، فلماذا العالم الإسلامي يتواصل في أخذ ما ترك وما استهجن في تطبيقه على تعليمه، يجب على المسلمين أن ينكروا هذا الأمر ويعلموا أن الاختلاط والدعوة إليه والمناداة به والدفاع عنه أن ذلك نفاق وحرب على الله ورسوله)
جزيت خيرا ياشيخنا الفاضل ولكن .......
الا ترى ان ولي الامر اولى بالنصيحة فلو ان عليه ادنى ضرر من الاختلاط لمنعه مهما كانت النتائج .....
لماذا دائما ننصح العاصي فقط ولا ننصح من اذن له بالمعصية؟!
ـ[علي التمني]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 04:43]ـ
بسم الله
أبا الخطاب السنحاني
جزاك الله خيرا
ـ[علي التمني]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 10:57]ـ
يرفع
ـ[محمد النويصر]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 04:01]ـ
لكن يستوقف هنا سؤال
لماذا لا يسير على نهج إبن باز وإبن عثيمين رحمة الله عليهم،ويتم قولها للملك، بدلا من قولها لأهل العلم او على شاشة التلفاز
لأن لايوجد الا قلة قليلة من يجهل خطر الإختلاط، والواجب عليه كمفتي الذهاب والنص والإستنكار على ولي الامر
وإعلامه انه طريق النهايه إذا استمر بث الأفكار العلمانية بهذه الطريقة
جزاه الله خيرا ونفع به ..
ـ[محمد بن سعود]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 04:44]ـ
لماذا لا يسير على نهج إبن باز وإبن عثيمين رحمة الله عليهم،ويتم قولها للملك، بدلا من قولها لأهل العلم او على شاشة التلفاز
لأن لايوجد الا قلة قليلة من يجهل خطر الإختلاط، والواجب عليه كمفتي الذهاب والنص والإستنكار على ولي الامر
/// الحمد لله، نهج سماحة المفتي هو نهج من قبله، ولعلك تراجع فتاوي: نور على الدرب، ومجموع فتاوي ورسائل الشيخ ابن باز، وكذا مؤلفات وفتاوي الشيخ ابن عثيمين .. فستجد: تحريم الإختلاط، وتحريم الأسباب المؤدية إليه.
وهو سئل، وواجب عليه تبيين حكم الله تعالى. هذه واحدة.
الثانية: والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ــ وفقه الله تعالى ــ من أنصح العلماء للأمراء، وهذا بشهادة كثير من المشايخ المعروفين بالحسبة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 08:33]ـ
لكن يستوقف هنا سؤال
لماذا لا يسير على نهج إبن باز وإبن عثيمين رحمة الله عليهم،ويتم قولها للملك، بدلا من قولها لأهل العلم او على شاشة التلفاز
لأن لايوجد الا قلة قليلة من يجهل خطر الإختلاط، والواجب عليه كمفتي الذهاب والنص والإستنكار على ولي الامر
وإعلامه انه طريق النهايه إذا استمر بث الأفكار العلمانية بهذه الطريقة
جزاه الله خيرا ونفع به ..
كيف عرفت أنه لا يناصح الملك؟؟
هل الملك أخبرك أن الشيخ عندما يزوره لا يناصحه؟؟
أم أنك تريد فضيحة؟؟
الحركيون لا يرون النصيحة لولي الأمر نصيحة إلا إذا جهر بها الناصح ونشرها في المواقع!!
الشيخ بين الحكم على الملأ ولم يكتم أو يداهن أو يقول بخلاف الحق.
ومثله في النصيحة لولي الأمر الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله .. فعلى سبيل المثال كان الربا موجود من عهد الشيخين ومجاهر به لكنهم لم يصدروا بيانات ضد ولي الأمر ولا ألقوا خطبا يعيرون فيها ولي الأمر، وفي الوقت ذاته لم يكتموا الحق بل كانوا يفتون بعظم جرم الربا وأنه من كبائر الذنوب.
الشيخ علي وفقك الله ..
أعتذر عن هذا الدخول وأشكرك جزيل الشكر على هذا النقل المفيد لكلام الشيخ حفظه الله ونفع بكم جميعا.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 02:01]ـ
لكن يستوقف هنا سؤال
لماذا لا يسير على نهج إبن باز وإبن عثيمين رحمة الله عليهم،ويتم قولها للملك، بدلا من قولها لأهل العلم او على شاشة التلفاز
لأن لايوجد الا قلة قليلة من يجهل خطر الإختلاط، والواجب عليه كمفتي الذهاب والنص والإستنكار على ولي الامر
وإعلامه انه طريق النهايه إذا استمر بث الأفكار العلمانية بهذه الطريقة
جزاه الله خيرا ونفع به ..
أو يفعل ما فعله آباؤه من قبله، فيوصي ولاة الأمور ـ هكذا بالعموم ـ بأن يمنعوا الناس من اقتراف هذا الجرم العظيم والأخذ على يد من يدعو إليه.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 03:36]ـ
حفظ الله سماحة الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ.
أوصى و نصح بين الحق بدليله و كشف خطورة الاختلاط و حذر عن خطر مخالفة الشرع و تحكيم الهوى على الدين.
لكن ....
لا حياة لمن تنادي ....
تأملوا في هذه الايات:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها و ما بطن(/)
الرد على "المخلِّطين"!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Oct-2009, صباحاً 10:27]ـ
لاشك أن دعاة الاختلاط بشتى مذاهبهم ومشاربهم و اختلاف مآربهم أجلبوا خيلهم وجِلَهم في السنوات الاخيرة في تزيين الاختلاط و تحسينه و الدعوة اليه، بل و محاولة تأصيل اباحته عن طريق ليِّ اعناق النصوص الشرعية الواضحة البيِّنة في هذه المسألة.
ولذلك فنحتاج الى تأصيل انواع الاختلاط و أشكاله حتى نقضي على الاشكالات التي يحاول بعض المخلِّطين أن يزرعها في طريق الاحكام الشرعية الثابتة.
الاختلاط نوعان:
1ـ نوع لا يتهيَّأ التحرز منه:
مثل الاختلاط في الطواف
او في الطرق العامة.
فهذا يُدفع فيه اختلاط الرجال بالنساء قدرَ المستطاع كما فعل النبي عليه الصلاة و السلام وصحابته من بعده.
1ـ الاختلاط في الطواف:
أمَّا ما ورد من الآثار في مدافعة اختلاط الرجال بالنساء في الطواف، فيقول د. الشريف حاتم بن عارف العوني حفظه الله:
(أما أن يحتجّ أحدٌ بطواف النساء حول الكعبة مع الرجال، لتجويز صُوَرٍ من الاختلاط المحرّم، أو لإنكار تحريم الاختلاط جملةً وتفصيلا، دون استحضار تلك النصوص القرآنية والمعاني والاحتياطات النبوية، فهو مخطئ بذلك خطأً جسيمًا. ولا يقع أحدٌ في مثل هذا الخطأ الكبير؛ إلا لجهله الشديد بالنصوص القرآنية، وبتلك السنن النبوية، وبهاتيك الاحتياطاتِ المؤيَّدةِ بوحي الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم. فإن لم يكن الجهل هو سبب ذلك الخطأ، فهو الهوى، الذي غيّبَ عنه تلك الحقائق الكبرى الواضحة، حتى أصبح لا يرى إلا ما يريد أن يرى، وإن كان فيما لا يريد أن يرى: الشمسُ في رابعة النهار!
هل يمكن أن يُلغي طوافُ النساء مع الرجال حول الكعبة تلك الأدلةَ كلها؟! وبأي حقٍّ أقدّمُ هذا الدليلَ الفريد (لو كان دليلا) على تلك الأدلة الكثيرة التي لم أذكر إلا طرفًا يسيرًا منها آنفًا. إذ من أراد الحقَّ: رجّح الأقوى على الأضعف من الأدلة، وقدّم الأكثر على الأقل منها؛ إن أراد الترجيح. أو إن أراد أن يفهم الأدلة التي الأصل فيها عدم التناقض (كأدلة الوحي)، فعليه أن يجمع بين الأدلة بما لا يجعلها متهاترةً متكاذبة. أما أن يأخذ بدليلٍ (يظنه دليلا) ويترك خلف ظهره أدلةً عديدة، ويحتجَّ بما تنقضه الحججُ الكثيرة = فهذا منهج أهل الجهالة (كما سبق)، أو منهج الذين أخبر الله تعالى عنهم، فقال تعالى: "فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ " [آل عمران: 7]، وقال تعالى: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" [البقرة:85].
وكيف يتصوّر عاقل أن الوحي الذي شرع تلك الاحتياطات كلها يُغفل موضوع تنظيم الطواف بالصورة التي تصوّرها هو منه؛ لأن ذلك يعني التناقض والخلل، والذي لا تقبل القوانينُ الوضعية البشرية أن يُنسَبَ إليها مثلُه، فضلا عن التشريع الإلهي الكامل، كما سبق.
فلو افترضنا أن طواف النساء مع الرجال لم يرد فيه ما يوضح حقيقته التي لا تتناقض مع بقية الأدلة، كان الواجب علينا أن نفهمه نحن بما لا يُوجب ذلك التناقض.
لكن الواقع أن طواف النساء مع الرجال قد ورد فيه ما يُوضّحُ صورته التي تأتلف مع بقية الأدلة الواردة في الموضوع، فلا تتناقض معه. بل سترى كيف أن طواف النساء مع الرجال بعد بيان صورته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبأمره صلى الله عليه وسلم سيصبح دليلا على تحريم ما أراد أن يبيحه ذلك الذي احتجّ به لتجويز الاختلاط، وأنه على النقيض مما أراد منه تماما!!
فقد جاء في صحيح الإمام البخاري، في كتاب الحج منه، وفي باب طَوَافِ النِّسَاءِ مع الرِّجَالِ، ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
"قال ابن جُرَيْجٍ: أخبرني عَطَاءٌ، إِذْ مَنَعَ بن هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مع الرِّجَالِ. قال: كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ، وقد طَافَ نِسَاءُ النبي صلى الله عليه وسلم مع الرِّجَالِ. قلت أَبَعْدَ الْحِجَابِ، أو قَبْلُ؟ قال إِي لَعَمْرِي، لقد أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الْحِجَابِ. قلت: كَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ؟ قال: لم يَكُنَّ يُخَالِطْنَ، كانت عَائِشَةُ رضي الله عنها تَطُوفُ حَجْرَةً من الرِّجَالِ لَا تُخَالِطُهُمْ. فقالت امْرَأَةٌ انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قالت: عَنْكِ، وَأَبَتْ. وكن يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بِاللَّيْلِ، فَيَطُفْنَ مع الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُنَّ كُنَّ إذا دَخَلْنَ الْبَيْتَ قُمْنَ حتى يَدْخُلْنَ، وَأُخْرِجَ الرِّجَالُ.
ثم أورد أيضًا حديثَ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: شَكَوْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي. فقال: طُوفِي من وَرَاءِ الناس , وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ. فَطُفْتُ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ يُصَلِّي إلى جَنْبِ الْبَيْتِ وهو يَقْرَأُ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ".
والحديثان واضحان:
أما الأول: فيدل على أن النساء كنّ يطفن مع الرجال في وقت واحد، لكن كنَّ يطفن غير مخالطات للرجال، في دائرة أبعد عن الكعبة. ومعنى حَجرة: أي معتزلة في ناحية.
وأما الثاني فقد دل على أمر النبي صلى الله عليه وسلم زوجه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها بذلك، حيث قال لها: "طُوفِي من وَرَاءِ الناس".
وهذا ما فهمه شُراحُ صحيح الإمام البخاري، كعلي بن خلف الشهير بابن بطال المالكي المذهب في شرح صحيح البخاري (4/ 298 - 300)، وابن حجر الشافعي المذهب في شرحه فتح الباري (3/ 480 - 482 رقم1618 - 1619)، وبدر الدين العيني الحنفي المذهب في شرحه عمدة القاري (9/ 260 - 162).
وقد جاء في أخبار مكة للفاكهي (1/ 252): عن فقيه الكوفة الأكبر في زمن التابعين إبراهيم النخعي (ت96هـ)،وهو شيخُ شيخِ الإمام أبي حنيفة، أنه قال: "نهى عمر رضي الله عنه أن يطوف الرجال مع النساء".
وهذا تطبيقٌ عملي للسنة النبوية في طواف النساء، كان إبراهيم النخعي ينسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وبذلك يتبيّن أن طواف النساء مع الرجال حول الكعبة المشرفة لم يكن كهيئته اليوم، ليحتجّ به ذلك المحتج على ما أراد. بل ننتهي بأنه حجةٌ على عدم جواز الاختلاط، حتى في ذلك المكان الطاهر المقدس، وحتى في ذلك الجيل الطاهر المفضَّل، جيل الصحابة رضي الله عنهم، وفي حضرة أفضل الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم، وأثناء أداء عبادة من أشرف العبادات، تُغيِّبُ الشعورَ بالفتنة في استحضار جلال البيت وجلال ربّ البيت عز وجل) انتهى
.ّ
2ـ و أمَّا ورد في مدافعة الاختلاط في الطرق العامَّة:
فقد قال ابو داود: حدثنا عبد الله بن مسلمة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15020) حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16379) عن أبي اليمان عن شداد بن أبي عمرو بن حماس عن أبيه عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=45) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=55&ID=9142#docu)
قال الشيخ محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله:
(وهو خارج أي: النبي صلى الله عليه وسلم أنتحققن بسكون الحاء المهملة وضم القاف الأولى قال في النهاية هو أن يركبن حقها وهو وسطها يقال سقط على حاق القفاوحقه، انتهى وقال الطيبي: "أي ابعدن عن الطريق وفاء فاختلط مسبب عن محذوف أي يقول كيت وكيت فاختلطوا فقال للنساء" انتهى
والمعنى أن ليس لهن أن يذهبن في وسط الطريق بحافات جمع حافة وهي الناحية ثوبها أي المرأة من لصوقها أي المرأة به بالجداروالحديث سكت عنه المنذري) انتهى.
قال الامام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ـ في رسالة الحجاب ـ:
(إن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض. وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلّم، ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلّم:
(استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق. عليكن بحافات الطريق»
ـ قلت: (أخرجه أبو داوود أبواب السلام باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق 5272، و الحديث حسَّنه ابن حجر، و قد سكت عنه ابوداود [وقد قال ابوداود في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]) ـ.
فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق به من لصوقها. ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَرِهِنَّ}.) انتهى.
2ـ و أمَّا النوع الثاني من المخالطة فهو ما يمكن الاحتراز منه:
فهذا الباب قد جاءت الشريعة الاسلامية بإقفاله قطعاً، و النصوص في ذلك متواترة متوافرة،و لا يشك فيه إلاَّ جاهل أو مكابر،و هذا من الشريعة أشهر من أن يُذكر و أظهر من أن يُنكر، بل جاء الفصل بين الجنسين حتى بين الاطفال في المضاجع ـ إذا كان احدهم لعشر سنين ـ كما هو معلوم لكل أحد، و سيأتي الحديث عن هذا النوع قريبا ان شاء الله، و الله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 03:07]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ..
وكفانا الله شر التخليط وأهله ..
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 03:14]ـ
دعوة الإختلاط بالنسبة للدول هي في كافة الدول باستثناء المملكة وفي بعض الدول، والضغط سيستمر على المملكة إلى يستطيعوا أن يفعلوا شيئا وصدق الله حين قال:
وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ
والقتال في يومنا قتال فكري
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 09:49]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ..
وكفانا الله شر التخليط وأهله ..
اللهم آمين.
وفقكم الله شيخنا الفاضل ابا مصعب.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 09:50]ـ
دعوة الإختلاط بالنسبة للدول هي في كافة الدول باستثناء المملكة وفي بعض الدول، والضغط سيستمر على المملكة إلى يستطيعوا أن يفعلوا شيئا وصدق الله حين قال:
وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ
والقتال في يومنا قتال فكري
صدقتم بارك الله فيكم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 09:45]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخ محمد على ردك انت والشيخ أياد القيسي
والمخلطين اكثرهم إن لم يكن كلهم لا يريدون إلا في قلوبهم حقاً كان ام باطل
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 01:22]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم(/)
بمؤامرة (عَلمانية) (عصرانية) .. تم تطبيع (الاختلاط) في البلاد المصرية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 04:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بقيادةٍ من عميد العَلمانيين العرب " طه حسين "، وبمؤازرة من أحمد لطفي السيد، أحد أبرز تلاميذ الشيخ!! محمد عبده .. تم " تطبيع " الاختلاط في البلاد المصرية، برعاية غربية، ووسط موقف سلبي من الحكومة المصرية، التي لم تُحرك ساكنًا تجاه ما سماه طه حسين بـ (المؤامرة) .. !
يقول طه في كلمته أثناء الاحتفال بتكريم أولى خريجات الجامعة في فبراير 1932م: (أظن أن موقفي الآن - ولست من الرجال الرسميين - يسمح لي بأن أكشف لحضراتكم عن مؤامرة خطيرة جداً حدثت منذ أعوام، وكان قوامها جماعة من الجامعيين، فقد ائتمر الجامعيون، وقرروا فيما بينهم أن يخدعوا الحكومة، وأن يختلسوا منها حقاً اختلاساً لا ينبئونها به ولا يشاورونها فيه، وهو الإذن للفتيات بالتعليم العالي في الجامعة المصرية، وأؤكد لكم أيها السادة أنه لولا هذه المؤامرة التي اشترك فيها الجامعيون، وبنوع خاص أحمد لطفي السيد باشا وعلي إبراهيم باشا وهذا الذي يتحدث إليكم، لولا هذه المؤامرة التي دبرناها سراً في غرفة محكمة الإغلاقلما أتيح لنا ولا للاتحاد النسائي أن أقدم إليكم الآن محامية مصرية وأديبات مصريات .. إلخ كلامه) الذي تجده هنا: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/89.htm (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/89.htm)
كان بإمكان طه ومَن معه أن يصلوا إلى العلم النافع للفتيات، دون المرور بـ " الاختلاط "، لو كانوا جادين، وصادقين .. لاسيما وقد تواصى معهم العلماء والحكماء في مصر بالنُصح وتقديم البدائل. (ومَن رجع لمجلات وصحف ذلك العصر وجد كمًا كبيرًا من ذلك، ليت أحد طلبة العلم بمصر يجمعه)
ولكن المفاهيم كانت مقلوبة عند طه ومَن معه، فأصبحت الوسيلة هي الغاية، لاسيما وهناك مَن يرعى هذا الأمر، ويتعجله، ممن يقبعون خلف الكواليس، " أعني الحكومة البريطانية المحتلة لأرض مصر ذاك الوقت "، ومن عادة هؤلاء الكفرة أنهم يدعمون كل مشروع تغريبي يُفسد بلاد المسلمين، ويلهي أبناءها بالشهوات، وهم على استعداد لبذل المليارات في سبيل هذا. وفي المقابل: يقفون لبلاد المسلمين بالمرصاد إن هي أرادت التقدم والتطور النافع.
ليس موقف " العَلماني " طه حسين بالغريب؛ لأن الله قد أخبرنا أن المنافقين هم إخوان الكافرين، فقال: (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا .. )، وأخبر أن مصيرهم واحد، فقال: (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعًا) ..
ولكنّ الغريب، والملفت للنظر: موقف خريج مدرسة الشيخ! محمد عبده، الذي اشترك معهم في مؤامرة الاختلاط! وهو يعلم فسادها، ومقاصد القوم منها. فماالسبب؟ هل هو تشابه القلوب؟ أو مرضها بالشهوات الخفية والمقاصد الدنيوية؟ (هذه المسألة تحتاج إلى تأمل وبحث عن أسبابها؛ لأنها تتكرر بين حين وآخر).
وأنقل هنا مقالاً لأحد علماء الأزهر في ذلك الوقت، يرد فيه على شبهات طه حسين، عميد العَلمانيين، الذين لا زالوا على طريقته إلى يومنا هذا، يُرددون ما ردده، برعاية غربية ترقب الأحداث، وتُوجه الطابور الخامس البئيس .. من خلف الكواليس!
لمقاصد:
1 - أن يعلم المسلم أن " المؤامرة " متشابهة، مُخرجها واحد، مع تغيير المكان والشخوص ..
2 - أن يُكمل فضلاء مصر ماقام به أسلافهم، فلا يرضخون لتطبيع الفساد، بل يواصلون الإنكار، والنُصح، وتقديم البدائل الشرعية، إلى أن يستقيم الوضع. وأن لا يُثبطهم أهل التخذيل والراكنين. (ومثله يُقال لأهل البلاد الأخرى التي طُبِّع فيها الاختلاط).
3 - أن يأخذ أهل السعودية – حكومة وشعبًا – العبرة مما حصل في البلاد الأخرى، فيدعوهم هذا للوقوف صفًا واحدًا أمام أي اختراق تغريبي، ستطال عاقبته الدينية والدنيوية الجميع. ثم النهاية: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ..
الرد على الدكتور طه حسين حول مذكرة طلبة وطالبات كلية الحقوق بالجامعة المصرية بشأن التعليم الديني واختلاط الجنسين
للشيخ / محمد إسماعيل عبد رب النبي
من علماء الأزهر
(يُتْبَعُ)
(/)
حضرة الصديق الكريم والأستاذ المحترم رئيس تحرير مجلة الفتح الغراء: قرأت بجريدة المصري رأي الدكتور طه حسين في شأن المذكرة المقدمة من طلبة وطالبات كلية الحقوق بالجامعة المصرية إلى سعادة مدير الجامعة يطلبون فيها: التعليم الديني، وفصل الفتيات عن الفتيان في الدراسة، وتمييز الجامعيين عن سواهم بزي مخصوص أو شارة. وكل من سمع أو اطلع على تلك المذكرة فقد ابتهج وأُعجب بالروح الديني الذي دب في أولئك الطلبة والطالبات، ولكن الدكتور طه حسين قد اهتاجته تلك المذكرة، وكبر عليه أن يجرؤ أولئك على تقديمها إلى سعادة مدير الجامعة، ثم هاله تأييد رجال الأزهر -وعلى رأسهم فضيلة الأستاذ الأكبر - لإخوانهم الجامعيين؛ ولو أن الدكتور قد قصر كلامه على ما جاء بتلك المذكرة لما رددنا عليه بكلمة واحدة. أما وقد تعرض للناحية الدينية ورجال الأزهر؛ فليسمع إذن رد رجال الأزهر عليه:
يقول الدكتور طه حسين: "أنا لا أعلم في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم نصاً يحرم اجتماع الفتيان والفتيات حول أستاذ يعلمهم العلم والأدب والفن"!!
فيا أهل المنطق ويا أرباب العقول السليمة، إذا لم يعرف الدكتور ذلك النص فهل معناه أنه غير موجود، وهل يلزم من عدم معرفة الدليل على شيء عدم وجوده:
وإذا لم تر الهلال فسلم
لأناس رأوه بالأبصار
ومن قال إن الدكتور طه عالم من علماء الدين، أو فقيه من فقهاء المسلمين، حتى يُقام لرأيه وزن في الشئون الدينية؟
وبعد؛ فنحن نتولى تعريف الدكتور ما جهله، حتى يعلم أنه تطفل وتدخل فيما لا يُحسن الكلام فيه:
أولاً: نحب أن نعرّف الدكتور أن الأدلة الشرعية ليست محصورة في الكتاب والسنة فقط، ولا مقصورة عليهما فحسب، بل الأدلة الشرعية المتفق عليها أربعة: الكتاب، والسنة الصحيحة، والإجماع، والقياس الصحيح. ومن لا يعرف ذلك فهو داخل تحت قوله الله تعالى: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله، له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق).
ثانياً: إن مما امتاز به الإسلام في قواعده العامة أنه جعل درء المفاسد أساساً للأمور الأدبية والشرعية. فاختلاط الجنسين –وهو ينبوع المفاسد ومصدر الشرور- محرم بهذه القاعدة الشرعية.
ثالثاً: إن كل خطاب يوجه إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هو موجه لنساء المؤمنين، مالم يقم دليل خاص على التخصيص. وعلى ذلك فاستمع لما جاء في القرآن الكريم متعلقاً بموضوع الاختلاط المحرم، قال الله تعالى: (وقرن في بيوتكن)، وقال: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهرك لقلوبكم وقلوبهن)، وقال: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)، وهذه الآيات واضحة المعنى دالة على تحريم الاختلاط –اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات- مطلقاً؛ إذ الأمر بالشيء نهي عن ضده، ولا تنسَ أن العبرة بعموم اللفظ.
رابعاً: قد أمر الله الرجال بغض أبصارهم عن النساء الأجنبيات وعما لا يحل النظر إليه، كما أمر النساء بغض أبصارهن عن الرجال الأجانب مع بيان الحكمة في ذلك، فقال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى له إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ... الآية)، وهل يجتمع غض البصر عن النساء الأجنبيات مع الاختلاط بهن؟
وإذا حرم النظر إلى الأجنبيات درءاً للمفاسد، فلأن يحرم الاختلاط من باب أولى، لأنه أشد خطراً من النظر إليهن. فثبت تحريم الاختلاط بالقياس الأولوي.
خامساً: قد ثبت تحريم الاختلاط بالأحاديث الصحيحة، وإليك بعضها:
روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك. فوعدهن يوماً لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن.
روى البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إياكم والدخول على النساء" قال رجل من الأنصار: "أفرأيت الحمو"، قال: "الحمو الموت".
(يُتْبَعُ)
(/)
أما حكمة التشريع في تحريم الاختلاط فهي أن الشريعة الإسلامية تريد للمرأة المسلمة أن تحيا حياة الطهر والعفاف والصيانة والفضيلة، وفي تحريم النظر والاختلاط ضمان لذلك أي ضمان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، وهل يجتمع أمن الفتنة مع الاختلاط؟ اللهم لا! والرجل يُدرك بفطرته السلمية أن النساء فتنة وشأنهن الإغراء، وأن من قارب الفتنة وباشر أسبابها يوشك أن يقع فيها، كالراعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه، كما يدرك بطريق الوجدان بل المشاهدة أن للشباب نزوات، وأن لقوّته جموحاً عن جادة الحكمة، إلا من عصم ربك. فما بال الدكتور طه يجهل أو يتجاهل حكم الطبيعة البشرية –وحكمها قاهر، وسلطانها حاكم مستبد-، وما باله يتملق الشباب، ويريد أن يصورهم لأنفسهم ملائكة معصومين مطهرين، فيقول لهم: "أنا حَسَن الظن جداً بأخلاق الشباب المصريين فتياناً وفتيات الخ"!! والواقع أن الشباب، لاسيما شباب الجامعة المصرية، أعرف بنفسه وبحكم الطبيعة من حضرة الدكتور طه، (وصاحب الدار أدرى)، على أن في تقديم هؤلاء الطلبة النجباء مذكرتهم لنفس الجامعة المصرية لأبلغ رد وأنصع برهان ينقض رأي الدكتور، ويدل على أن بين إحساس حضرة الدكتور وإحساسهم ما بين الليل والنهار!
وإن في دقة إحساس هؤلاء الغيورين على دينهم ومروءتهم وشدة شعورهم الحي بما يتعرضون له بهذا الاختلاط من أضرار وأخطار، ما يغني عن إحساس الدكتور وحسن ظنه في هذه الناحية.
ومن فلسفة الدكتور طه التي لا يفهمها سواه - أنه لا يؤمن بخطر شيء كالاختلاط- إلا إذا وقع بالفعل! اللهم حوالينا ولا علينا، ولو كان الدكتور يُدرك مبلغ ما تتركه النظرة من الأثر في النفس لرحم هؤلاء الطلبة، وكان عوناً لهم على ملتمسهم العادل ومطلبهم النبيل.
لكن الدكتور يصادم شعورهم، وحرية آرائهم، ويُسخف مطالبهم، وفي الوقت نفسه يدعي أنه "حسن الظن بأخلاقهم وأنهم قوم راشدون"! قل غير هذا يا دكتور، واحترم عقول السامعين والقراء، حقاً إن البلاء موكل بالمنطق!
على أننا نحمد الله تعالى إذ سخّر للدكتور طه فيلسوفاً صديقاً له، هو الدكتور منصور فهمي، أشار في معرض الرد على الدكتور طه في جريدة المصري (14 مارس) إلى أنه فصل طالباً من الكلية بعد تحقيق دقيق يتعلق بهذه الناحية، (ناحية الاختلاط)، ثم أشار بل صرح بأنه أنشأ بالفعل فصولاً خاصة للفتيات، وأن الدكتور طه هو الذي ناقش في ذلك، وانتقد وألح في إلغاء هذه الفصول!! ولكن الدكتور منصور فهمي تمسك برأيه وأبقى هذه الفصول بالفعل قبل مبارحة الجامعة، وقد جبهه الدكتور منصور ورماه علناً وفي صراحة بأنه (يُنكر الحقائق). ومن أراد أن يعرف الدكتور طه حسين ويدرس نفسيته وعقليته وخلقه، فليفكر معي في هذه الجملة التي قالها للدكتور منصور فهمي مفاخراً:
"إني إذا آمنت بشيء عاندت فيه الناس جميعاً"!!
أبعد هذا الغرور غرور؟!.
إهابة
للكاتبة الإسلامية عزيزة عباس عصفور
رحمها الله
كتاب يحكي كيف واجهت المرأة المسلمة في مصر حركة التغريب
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=6&book=4237 (http://www.saaid.net/book/open.php?cat=6&book=4237)
( الرجل والثوب الضيّق) علاج التغريبيين لعمل المرأة
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/161.htm (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/161.htm)
نبذة عن أحمد لطفي السيد
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1346 (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1346)
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 06:12]ـ
وفقك الله ياشيخ سليمان و بارك فيكم وفي جهودكم
اخوكم
ابو البراء الغزي
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 07:29]ـ
شكر الله سعيك شيخنا على هذه الفوائد والعبر
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 08:06]ـ
شيخنا ابو مصعب جزاك الله كل خير وبارك فيكم
اليوم انتهيت من إعادة قراءة كتاب العلامة بكر ابو زيد رحمه الله (حراسة الفضيلة) وسبحان الله وجدت جميع ما يحذّر منه الشيخ والذي وصفه في مصر وغيرها من البلدان قد غزا بلاد الحرمين حماها الله إلا الشيء اليسير وربما تأخر في الطريق ولا ادري ماذا نفعل وكيف نتصرف ونحن نرى ونتوقع ماذا سوف يحدث, ومن ما فجعني هو كلامه ان أول خطوات الاختلاط و التغريب كان ابتعاث الطلاب للدراسة في الغرب على يد محمد علي باشا ولا اعتقد ان عدد من ارسلهم يساوي عدد شبابنا المبتعثين الان والعجيب ان رأس دعاة التغريب كان الشيخ رفاعة الطهطاوي المرشد الديني للمبتعثين!!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 10:32]ـ
كل هذا من وراء رأس الديموقراطيين سواء تسموا ليبراليين أو إسلاميين معلوم مذهب الديموقراطيين في حقوق المرأة المزعومة
ـ[الآجري]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 10:38]ـ
بارككم الله شيخنا الفاضل
أعتقد أن مهمة خلق وعي وتنميته وتحفيزه ضد هذه المؤامرات بمتناول أيدي الكتاب فلا يقصروا فيها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 11:41]ـ
بارك الله فيكم شيخ سليمان ..
المؤسف الآن، أنّا نسمع ممن نحسن الظن بهم، بأنهم سوف شجعون بناتهم على للالتحاق بالجامعة المختلطة بحجة ثقتهم ببناتهم! أما الغيرة فلا وجود لها.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 11:59]ـ
الله المستعان
يمكرون بالليل والنهار وهم لايسأمون
قال تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) ( http://www.aleppos.net/forum/archive/index.php/t-1546.html)
بارك الله فيكم وزادكم علما وعملا خالصاً لله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 03:30]ـ
بارك الله فيكم جميعًا
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 06:40]ـ
هناك اشياء تحدث لك سكرا وإن لم تكن خمرا ..
هذا ما فهمت من كلام لابن تيمية في الاستقامة.
وهو ما تبادر الى ذهني وانا اقرأ كتاب (عودة الحجاب) لمحمد المقدم , لازلت حتى الان وانا في صدمة , ليس لان قضية الحجاب في مصر وبداياتها كانت خافية علي , ولكن الذي يبدو ان اعادة القراءة عن القضية مرة اخرى هو السبب , وذلك ان الامر بات يقع في بلدنا شيئا فشيئا.
ما صدمت به امر مهم في الحقيقة للغاية , ونحتاج الى وعيه والانتباه له اكثر من غيره ..
وله متعلق قوي بموضوع الاخ العزيز ابو مصعب الخراشي وذلك أن:
سبب تحول محمد عبده الى موضوع تحرير المراة وإعانته لقاسم أمين على كتابه - انه كان منفيا فحينما رضي عنه , استقطبته امرأ يقال لها نازلي فاضل على ما اظن , ففتحت له ديوانها وجعلته يقول ما يرى انها تحب ان يقوله ... !!
وهذا يعني انه لم يكن متهيئا لتبعات ما عرض نفسه عليه وهو الابتلاء ..
الامر الاخر , وهو شبيه جدا بما حدث لمحمد عبده , وهو ان قاسم امين في اول امره كان متمسكا بالمنع من اخراج المراة وتحريرها , وقد كتب متحرر كتابا يطالب باخراج المرأة , فرد عليه قاسم امين , وقد تسبب له هذا الرد بأن يواجه شدة من تلك المراة (نازلي فاضل) , هذه الشدة جعلته يتحول الى الجهة المقابلة , ومنها الف كتابه تحرير المراة ... !!
فنلحظ ان محمد عبدة وقاسم امين كانا يمنعان من بعض القضايا التي يحوم حولها المتحررون , فلما لم يستطيعوا الصمود على ذلك حدث منهم ما حدث ... !
ولعل ما نراه اليوم من فلول العصرانيين ممن كان له تدين او طلب للعلم او غير ذلك , حينما تحولوا الى الجهة المقابلة .. كان السبب في ذلك مشابها لما حدث لقاسم امين وشيخه.
ولله في خلقه شئون .. !
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 08:03]ـ
الاخ جذيل صدقني ان ما حدث في مصر في السابق يطبق الان في مجتمعنا ونحن نتفرج
وهناك نازلي فاضل ورفاعة طهطاوي وسعد زغلول وقاسم امين ومحمد عبده ... ألخ احياء يمشون بيننا
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 09:40]ـ
الاخ جذيل صدقني ان ما حدث في مصر في السابق يطبق الان في مجتمعنا ونحن نتفرج
وهناك نازلي فاضل ورفاعة طهطاوي وسعد زغلول وقاسم امين ومحمد عبده ... ألخ احياء يمشون بيننا
وهل يُحارب الإسلام في مصر وحدها؟ أم في المملكة وحدها؟ انظر في الواقع المرير في ماليزيا حاليا .. ما بين مدعي النبوة وبين الحركات ضد الإسلاميين والإسلام لعلمنة البلد الإسلامي الكبير.
مسلمي اندونيسيا وكيف يتم التنصير في القرى الفاجعة البعيدة.
مسلمي روسيا رغم أن عددهم مساوٍ لعدد المسلمين في الأردن.
حال مسلمي القوقاز وأغلبهم لا يعلمون عدد الركعات في اليوم والليلة ...
وغير ذلك كثير ...
الإسلام يحارب في كل مكان ... ولن ينتهي الصراع ... فهو ليس صراع محدود ... بل صراع عقيدة ووجود.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 11:43]ـ
الاخ جذيل صدقني ان ما حدث في مصر في السابق يطبق الان في مجتمعنا ونحن نتفرج
وهناك نازلي فاضل ورفاعة طهطاوي وسعد زغلول وقاسم امين ومحمد عبده ... ألخ احياء يمشون بيننا
صدقت والله ولولا أن قانون المنتدى لا يسمح لسميتهم لك فردا فردا.
وللعلم توجد الآن صوالين أدبية لبعض النسوة من علية القوم على غرار صالون نازلي فاضل،
وقد أخبرتني صديقة لي من جدة أن إحداهن تفتح في بيتها صالونا ويأتيهنا داعيات صوفيات وأحباش،
وتقول أن إحدى الداعيات من الأحباش لم تدع محرما إلا تحيلت عليه بحيلة وأحلته لهن (حلول إسلامية عصرية!!).
وتقسم أنهن قبل عدة أعوام قد أحضرن (عمرو خالد) يحاضرن لهن ويضاحكهن ويلقي عليهن النكات الطريفة!!
ويعلمهن الدين الإسلامي المتسامح اليسير!!
ـ[الجرهام]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 05:55]ـ
بارك الله بعلمك أيها الشيخ النبيل ..
سليمان الخراشي
و لا حرمك مولاك أجر ما تقوم به من الجهاد و المدافعة ..
في زمن صار فيه الصمت سمةً لكثير من سُلاك منهج السلامة ..
ثبت الله على الحق خطاك .. و أعطاك خيراً مما أتاك ..
ـ[الشيخ سليم]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 04:57]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
ايها الاخوه الافاضل ان الاسلام يحارب منذ ولادته وبدايه دعوته ويالا الاسف انه اصبح يحارب ايضا من شيوخه وارباب العلم وما يجري هنا او هناك بدعوي التقدم والازدهار الحضاري ما هو في الحقيقه الا حرب اخري اعلامها هم اصحاب التحديث والتطوير والخطاب الديني والاجتهاد وهي في الحقيقه عبارات حق يراد بها باطل ولاكن الي متي هذا الوضع وسوف يصل بنا الي اين الي مسخ وخساره الدنيا والاخره وانه خسران مبين
سلمنا الله واياكم
سليم الجناني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كوير التميمي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 10:53]ـ
مما يعجبني في طرح الشيخ الفاضل سليمان أمور، من أهمها:
1 ـ أنه دقيق في توثيقه،وهو فرع عن الميزة الثانية.
2 ـ سعة اطلاعه على كتابات القوم.
فأسأل الله تعالى ان يزيده بصيرة وعلماً، وأن يثيبه ثواب المنافحين عن حياض الشريعة.
ـ[عبد الله الصالح]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 11:26]ـ
جزاك الله خيرا أبا مصعب
فنلحظ ان محمد عبدة وقاسم امين
كانا يمنعان من بعض القضايا التي يحوم حولها المتحررون ,
فلما لم يستطيعوا الصمود على ذلك حدث منهم ما حدث ... !
ولعل ما نراه اليوم من فلول العصرانيين
ممن كان له تدين او طلب للعلم او غير ذلك ,
حينما تحولوا الى الجهة المقابلة ..
كان السبب في ذلك مشابها لما حدث لقاسم امين وشيخه.
ولله في خلقه شئون .. !
أحسنت
ـ[جذيل]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 11:13]ـ
جزيت خيرا.(/)
تريم الوجه الآخر ـ علي مبارك ملص
ـ[المعنى]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 04:38]ـ
تريم الوجه الآخر ـ علي مبارك ملص تريم الوجه الوجه الآخر بسم الله الرحمن الرحيملا يشك احد اليوم في أثر الصوفية في أنحاء كثيرة من عالمنا الإسلامي كما لا ينكر أيضا ما دخل على التصوف من الأخطاء التي تشوش العقيدة وتعكر صفوها ولسنا بصدد النقاش حول الجانب الفلسفي للتصوف ولا سبب نشأة التسمية فما نحب إن نقف عنده هو ما تحمله الصوفية من وجه داخل هذه المدينة العريقة وما تنقله من وجه آخر خارجها حتى التبس على كثير من الناس أمرها ولم يظهر لهم حقيقتها وفما يحرص عليه الدعاة الذين ينتسبون لهذه المدرسة (مدرسة التصوف بحضرموت) ابتداء بمؤسسيها قبل ما يزيد على خمسمائة سنة ومرورا بأقطابها ومجدديها ووصولا إلى دعاتها اليوم الذين يتباكون في وسائل الإعلام على الحال الذي آلت إليه الأمة المحمدية داعين إلى ذر التراب على العيون على كثير مما يدور في أروقة وأزقة مدينة تريم من الأخطاء العقدية وما يدار في مساجدها وأضرحتها وقبورها وعاداتها وتقاليدها التي لا يشك من له مسكة من معرفة بالعقيدة الصحيحة أنها تخالف صراحة الأبجديات الأولية للعقيدة الإسلامية ولسنا بصدد ضرب الأمثلة على هذا الأمر لأن دعاة التصوف هم يعرفون ويبرون أكثر من غيرهم هذه الأخطاء ويريدون من الآخرين التماس الأعذار لهم فيما يفعلون وما يبررون تحت شعارات التقارب بين المسلمين ونبذ الفرقة والخلاف بينهم ونحن لا نتخذ هذا توقيتا لصرف المسلمين عن التقارب بينهم والتماس الأعذار للمخالفين منهم وإنما المقصود هو أن ينبني هذا التقارب على أسس صحيحة وصريحة للنقاش المفتوح والصريح لكثير من الأخطاء عند كل الأطراف لا أن يكون هذا التقارب مجرد زخم إعلامي تغطيه حفلات التصافح والأضواء على الشاشات ويقبع وراءه خلاف عميق في أسس بناء الدعوة الإسلامية الصحيحة ومع علمي الأكيد أن إثارة مثل هذه الموضوعات سترتفع به عقيرة كثير من المحبين للتصوف والمتأثرين بأقوال دعاته بالاتهام لبعض المخالفين وتشريك المسلمين إلا أن الحق أحق أن يبان ولكي يقف القارئ على المقصود من الأسطر أضع له الموضوع على صورة أسئلة أرجوا أن ينقلها إلى أولئك الدعاة الذين ينتمون إلى مدرسة التصوف الحضرمية عموما وتريم خصوصا ليحيروا له جوابا على ما تحمله هذا الدعوة من وجه آخر يغطي به دعاتها في كثير من المجالس والمحافل ذلك الوجه الذي يعني - ولا شك- الوجه الحقيقي لهذه الدعوة منذ تأسست لهذه المدينة إلى يومنا هذا ماذا يعني؟ 1ـ أن يعتقد كثير من الناس بهذه المدينة بأن موضع حذا أو ركن مسجدا وتجصيص قبر أو ترابه أو المرور عليه كما يعبر عنه بالعامية في تريم (شرقعة) بأن في ذلك بركة والتماس للمنفعة مع سكوت وحضور ومباركة من أولئك المتباكين على موائد وطاولات الإعلام مبررين ذلك بأنه اعتقاد عوام وتصرفات جهال 2ـ قرع الطبول والمزامير في أنفس ليالي شهر رمضان وفي أوقات معينة ومساجد مخصوصة وبتسميات مميزة مع التمايل والخشوع والدندنة والدموع وتعانق نغايم الطبول مع الكلام المعسول ونصر جملة القول وفتح جملة المقول وذهاب العقول بما يدعى بالحضرات وتنزيل البركات في جو يتخلله فوح البخور تمزجه روائح غليان البن وأعواد الزنجبيل في تشجع للحضور وإمعانا في القبول وعلى مثل ذلك تصرف النذور وتوقف الأوقاف على حضرة المحضار أو السقاف3ـ أن يعتقد العوام أن زيارة القبور في ليالي الحضرات ليس من المستحبات لأن أرواح الأموات محشورة في الحضرات بمجرد أن يقول منادي الحضرة (سماعا أطلعوا) فهذا يعني النفير لأرواح أهل القبور ثم يتلوها السماع وعلى وقع الإيقاع وأصوات الشبابات تحضر الأرواح فيجتمع الأحياء بالأموات في مهرجان روحاني مهيب تعبقه نصائح الحبيب و الأشعار وما تحمله من معاني الشطحات والأسرار وتغطيه الأنوار التي يرجو جميع الحاضرين أن يكون لهم منها أوفر النصيب4ـ أن يستنفر الناس في أوائل شهر شعبان في كل عام لحمل أمتعتهم وتهيئة أنفسهم لزيارة قبر موهوم جاءت به المنامات ويعتمد على المكاشفات وتعطل الأعمال والمدارس وذلك في وقت مخصوص من كل عام بل أكثر من هذا تألف المؤلفات على صحة ما يدور ويستدل على ذلك بجواز زيارة القبور في ذلك المكان يجتمع الناس ويكون لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
بذلك الاجتماع رجاء القبول وحيثما يعودون منها يهنئ بعضهم بعضا وكأنما خرجوا من عبادة جليلة أو فرحة مهيبة5ـ أن توجه الجنائز بمسيال الفريط (مقبرة تريم) في آخر لحظة يكون فيها الميت في إقبال من الآخرة وفي أمس الحاجة إلى الرحمة فيتوجه برأسه إلى القبلة في مقام صامت ومهيب يكسر صمته صيحة (حول يا حول) في نداء عجيب ليس للقريب المجيب وإنما لحول وما أدراك ما حول يتقدم هذا الموقف الجنائزي المهيب أهل الفضيلة من الدعاة البارزين والفقهاء المتقين دون نكير ولا عرق جبين على حماية جناب التوحيد راجين بذلك الفعل وتلك الصيحات نزول الرحمات والأمطار وتوفيق المحمول وإغاثة الحضور.6ـ ماذا يعني ما كتب على شواهد قبور الأولياء والصالحين من كلام وشعارات يضاهي فيها رب الأرباب ويعدل فيها برب السماوات والأراضين وشعر تقشعر منه الجلود خوفا من نقمة المعبود وما يحدث عند تلك المشاهد من تلاوة القرآن ليعتقد القارئ فيها أن تلاوته أفضل من تلاوته في مسجد الكريم المنان ويشعر فيها أنه اقرب إلى الجنان وأبعد عن النيران في تصور خاطئ لأفضلية تلاوة القرآن7ـ أن يبقى إلى يومنا هذا التلاعب بعقول العوام من وجود بعض ملامح الأوهام لوجود سارية في بعض مساجد تريم مكتوب عليها (السارية التي ردت على المصلي) يقصد به الإمام فأين المأمومين وأين إذا الذين هم لربهم يرهبون لا يكون هذا إلا استخفاف بالعقول ومحافظة على المنقول ولو كان يخالف العقول8ـ الاهتمام غير المسبوق بتشييد القباب والمزارات وانبعاث ما اندرس منها ووضع الإمكانيات الهائلة لطبع كثير من كتب التراجم والمناقب مع ما فيها من غث وسمين وتدخل في خصوصيات رب العالمين كإحياء الأموات والقدرة على التصرف والمكاشفات وتنميق الأناشيد التي تخالف ألفاظها والعبارات ما تعرف عليها من العلوم في الدين من الضرورات كقولهم (تريم يالغناء والنور ذا نورك ذا الا عمر محضار نور على دورك) ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور9ـ الاجتماع في الخامس عشر من شهر شعبان بما يسمى عند أهل تريم بالشعبانية مجتمعين رجال ونساء حول المقابر يطوفون ويتزاحمون حتى الاحتكاك بالمناكب والأكتاف في فرحة بهيجة بأن وفقهم الله الى إتمام مناسك الزيارة زائرين ومبشرين أهل المقابر بأعظم البشائر10ـ محاربة السنة وتشجيع البدعة وذلك بإغلاق المساجد كمسجد الأبرار الذي أغلق خمس سنوات في وجه المصلين وبإيعاز من الدعاة المخلصين إلى ذوي السلطة والمتنفذين لا لشئ إلا انه يقع في حرمة دار المصطفى المصون ولا تزال إلى وقت قريب تقام فيه جماعتين في وقت واحد وتثار فيه المشاكل. وكذا طرد الشباب من مسجد درويش ومحاربة حلقات التحفيظ والاستحواذ على المساجد ورمي كتب التوحيد في شوارع عيدي وفيها كلام الله تعالى بحجة أنها كما يقولون زعموا (باطاسة) وهو اسم لحلوى ملونة عند أهل تريم كثير الحلوة وعديمة الفائدة وهذا ماتم من حملة شعوا على الشباب الملتزمين في صيف 1994م حين طلب دعاة التصوف ومفتي تريم من أعتى الشيوعيين والملحدين في زيارته لرباط تريم من اتخاذ موقف من هؤلاء الشباب ووعدهم أنهم على جناح حرب سيرونهم في هؤلاء الشباب ما تقر به أعينهم وما حرى من نزع المصاحف المصلين التي تستحوذ عليها المتصوفة وما صدرت من فتاوى تحرم الصلاة في مجدي الصديق والخير أوكل هذا يدعو إلى التقارب بين المسلمين أوليس للدعوة للتقارب في وسائل الإعلام أولى بها إخوانكم هؤلاء الذين يلونكم من الدعاة المخلصين فإذا أجاب هؤلاء الدعاة الغيورين على الدين فنرجوا منهم أن يراجعوا أولويات الدعوة إلى الدين الصحيح وأن الآخرين أولى بالمعروف وترى يا أخي أننا قد ضربنا الذكر صفحا عن كثير من التوسلات البدعية وما يدور في الموالد والحضرات وكثير من االعادات حتى لا يقول هؤلاء المتصوفوه أن هذه أمور خلافية لا يجوز أن تكون سببا للنفرة وزرع الفرقة بين المسلمين والا فإنها مكملة للوجه الآخر لهذه الدعوة التي نسأل الله تعالى أن يهدي دعاتها المعتدلين منهم والغالين على أن يقوموا مثنى وفرادا ثم يتفكروا في حالها وما هو مآلها وأن الدين النصيحة وخير ناصح من نصح نفسه وأهله ودعا قومه ومن له الحق عليه ثم إن عجبي لا يكاد يتناهي من بعض الناس حينما نطرح هذه الموضوعات فكأنها خطوط حمراء ترتفع العقائر بأن طرق هذه الموضوعات تفرق صف المسلمين وتعمق الخلاف بينهم وكأننا حنما نتناصح او نتناقش أو نتحاور إنما ندعوا إلى فرقة ... أبدا فهذه دعوة صريحة للناقش في إجابة واضحة على هذه التساؤلات ثم ننتقل إلى لم الشمل ووحدة الكلمة والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل(/)
بدون مقدمات لماذا يهاجم الصهاينة القدس؟ بقلم: خباب مروان الحمد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 05:01]ـ
بدون مقدمات:
لماذا يهاجم الصهاينة القدس؟
بقلم: خباب مروان الحمد
Khabab1403@hotmail.com
وبدون مقدِّمات للمقال كذلك، فمن المعلوم أنَّ المؤسّس لما يسمَّى بإسرائيل "ديفيد بن غوريون" قال:"لا قيمة لليهود بدون إسرائيل، ولا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل"، وعليه فالصهاينة يحاولون طمس معالم الهويَّة الإسلامية للقدس؛ وهنالك حملة قذرة في تهويد القدس ومن ذلك:
1) محاولة طرد السكان المقدسيين من أرض القدس وإخلاء دورهم، وبناء المغتصبات (المستوطنات) في القدس الشرقية إذ بنيت أكثر من 45 مغتصبة استيطانيَّة بعد احتلال القدس عام 1967م، وبلغ عدد سكَّان هذه المغتصبات لعام 2009 أكثر من ربع مليون نسمة!!
بل أكدت الدراسة التي أعدها مركز الأبحاث التطبيقية بالقدس "أريج" أن سلطات الكيان الصهيوني عززت المخطط الاستيطاني في الضفة الغربية من خلال تكثيف البناء العشوائي وفرض سياسات التضييق بحقِّ الفلسطينيين، لا سيما في مدينة القدس المحتلة.
فالمشروع يهدف إلى تهويد القدس، وجعلها رأس وقلب دولة "إسرائيل"، مقابل تخفيض عدد العرب إلى 12% عبر الإجراءات والممارسات العدوانية؛ مشيرًا إلى أن وتيرة الحركة "الاستيطانية" في القدس المحتلة آخذة في التسارع كردٍّ صهيوني على إعلانها عاصمة للثقافة العربية.
2) هدم بيوت الكثير من المقدسيين وجرف منازلهم، بأدنى الحجج وأتفه الأسباب، ففي ضمن خطة تهويد القدس قررت بلدية القدس المحتلة إخلاء 115 بيتًا بحي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بحجة أنها بُنيت بغير ترخيص.
وهنالك طرق وأحابيل من مكر يهود يفعلونها لإغراء المقدسيين على القبول بالتعويض لكي يستولوا اليهود على بيوتهم، فقد ذكرت مصادر صحفية أن مسئول ملف القدس الشرقية في مجلس بلدية القدس الصهيوني "يكير سيغب" التقى سكانًا من بلدة سلوان وعرض عليهم إمكانية إخلاء منازلهم طوعًا وتعويضهم بسكن بديل، لكنه عاد ونفى أن تكون هناك تعويضات وإنما هو مجرد حديث!!
ولهذا نجد أنَّ سكان حي البستان جنوب المسجد الأقصى أصبحوا اليوم في دائرة الخطر الحقيقي، خصوصًا بعد أن ألغت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الصهيونية المخطط الذي كان قد قدَّمه أهالي الحي، وقد جاء هذا الإلغاء نتيجة مصادقة اللجنة المذكورة على مخطط آخر لنفس المنطقة قامت بإعداده بلدية الاحتلال، وبموجب المخطط الجديد سيتم إزالة القسم الأكبر من حي البستان وتشريد سكانه البالغ عددهم 1500 مواطن، وتجريف الحي وتحويله إلى حدائق عامة؛ وذلك ضمن مخطط واسع يهدف إلى تهويد محيط المسجد الأقصى أو ما يُعرف بـ"الحوض المقدس.
3) تكثير النسل الصهيوني للإقامة في أرض القدس، ومحاولة التعرض للمقدسيين للكثير من الضغوط والمضايقات لثنيهم عن الثبات في أراضيهم، ولعلَّ خير ما يشهد على ذلك الأستاذ "خليل التفكجي"، مدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية، حيث يقول: "إسرائيل تستهدف من وراء هذه السياسة تقليص الوجود العربي إلى أقل من 22% من إجمالي سكان القدس الشرقية، ولضمان تنفيذ ذلك وضعت قانونين، الأول هو قانون المصادرات، وبموجبه صادرت مئات الدونمات من الأراضي"، وبحسب التفكجي، تفيد الإحصائيات الرسمية بأن عدد الوحدات السكنية المملوكة للفلسطينيين في القدس يبلغ الآن نحو 38 ألف وحدة مقابل 62 ألف وحدة لليهود.
4) محاولة اختلاق اليهود لبعض القصص الكاذبة أو الأعمال التي يكون في ظاهرها نوع من العنف ضدَّهم، فيحاولوا أن يستغلِّوا هذه الأحداث لكي تأتي هذه الأمور في صالحهم.
5) تغاضي المجتمع الدولي عن الحالة الكارثيَّة في عملية التعديل الديمغرافي بإسكان اليهود أماكن الفلسطينيين التي كانت لهم أصالة، ونزع حقوقهم، دون أي إيقاف لهذه الجهود.
(يُتْبَعُ)
(/)
6) يحاول الصهاينة تحويل بعض جهات المسجد الأقصى والحيطان المحيطة به لأن تتحول إلى مكان للسياحة تدر أرباحاً هائلة على دولتهم المزعومة، ولديهم الآن خطَّة يسعون للقيام بها لما يسمونه بالحوض المقدس، والذي سيقام على أراضي سلوان؛ ومن الأهداف المعلَنة لهذا المشروع: تنمية مجال ما يسمَّى (الحوض التاريخي) المقدَّس لليهود؛ لاستيعاب و"جذب سياحي" لـ10 ملايين زائر، وتجنيد واستثمار نحو 2 مليار شيكل جديد في خطةٍ يتم تنفيذها لست سنوات، وتجنيد معظم "الشعب اليهودي" في حثِّ تنمية المشروع، أي الاعتراف الضمني بحقوق اليهود في الحوض المقدَّس الذي- حسب التعريف الصهيوني- يشمل (المسجد الأقصى المبارك).
7) سرقة بعض الحجار القديمة التاريخية والأثريَّة قرب باحة الأقصى، وقد أكّد ذلك مؤسسة الأقصى لوقف والتراث بأنَّ الافتتاح الرسمي لحديقة أثريَّة تهويديَّة في مبنى الكنيست تضم حجارة مسروقة من المسجد الأقصى المبارك وذلك بدعوى أنَّها حجارة تعود إلى المعبد اليهودي المزعوم، ما يدل على أنَّ هذه الجرائم الصهيونية التي ترتكب جهاراً نهاراً تتصاعد وتزداد يوماً بعد يوم في ظل السكوت العربي العجيب!!
وللعلم فقد صدرت عدَّة تقارير وكان من أواخرها التقرير الصادر عن مكتب تنسيق النشاطات الإنسانيَّة التابع للأمم المتحدة مؤخرا، والذي ذكر فيه بكل وضوح أنَّ ما يسمَّى بإسرائيل فإنَّها تمارس جريمة تطهير عرقي في القدس، وحسب تقرير الأمم المتحدة فإنَّه سوف يرحل على شكل تدريجي قرابة ستين ألف فلسطيني من مدينة القدس وتهدم منازلهم، وهذا يعد جريمة من جرائم القانون الدولي، حيث تصنف المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والفقرة 1 (د) من المادة 7 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الطرد القسري -سواء كان فرديا أو جماعيا- بأنه "جريمة ضد الإنسانية". بحسب وصف أحد المختصين في هذا المجال!!
• نشاطات صهيونيَّة تحت الأقصى!
كلنا يعلم مدى كيد الصهاينة وغلّهم من المسجد الأقصى، وعملهم على إفنائه وتدميره بشتى الوسائل، فتارة يعمدون إلى إحراقه، وحيناً يعملون على إقناع العالم كله أن المساحة المسمّاة بمسجد قبة الصخرة - والتي هي جزء من المسجد الأقصى - هي نفسها المسجد الأقصى؛ حتى يتركز اهتمامنا على حمايتها دون سائر أجزاء المسجد، والآن هم مستمرون في حفرياتهم تحت المسجد الأقصى بحجة البحث عن هيكلهم المزعوم، وهم للحقيقة قوم يحسنون صناعة الحدث، والتلاعب بالحدث، واستغلال الحدث كذلك، ولقد قال يوماً أحد المفكرين الإسلاميين كلمة لا زالت تقرقر في أذني وهي: أنَّه في السابق انتصر اليهود علينا مستغلين جهلنا واليوم ينتصرون علينا مستغلين عجزنا.
وهذا هو الواقع، فاليهود الآن مستمرون في الحفريات تحت المسجد الأقصى، وهم يستثمرون حالة العجز والخور والهوان التي يعيشها العالم العربي والإسلام، وهم قبالة ذلك يفعلون أفعالاً جبَّارة لكي يتهيأ المناخ المناسب والوقت المناسب لهدم المسجد الأقصى، وانهيار أساساته التحتية، ولعلَّ من أهمِّ النشاطات التي يقوم بها يهود الصهيونيَّة تجاه المسجد الأقصى ما يلي ذكره:
1) الحفريات العديدة تحت المسجد الأقصى المبارك، وهذه الحفريات في الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك، وتحتوي على أكثر من عشرة مواقع، ولعلَّ من أبرزها، نفق (سلسة الأجيال) وهو نفق افتتح في 22/ 6/2009م وذلك بعد أكثر من ست سنوات من الحفر، وكذلك هنالك (القاعة الهيروديانيّة)، وهنالك (القاعة الكبرى) ولها من أكبر القاعات والحفريات تحت الأقصى، وهنالك (بوابة وارين) وتقع أسفل باب القطانين، وهنالك (قاعة المياة) وهي عبارة عن نفق ضيق جدا، ويمتد من شمال باب الناظر وحتى المدرسة العمرية تقريبا.
ولقد كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" عن وجود 50 كنيسا يهوديا تطوق المسجد الأقصى المبارك وعدد آخر قيد الإنشاء، في مسعى من سلطات الاحتلال الإسرائيلية لإحداث تغييرات جذرية في محيط المسجد، تمهيدا لبناء "الهيكل الثالث" المزعوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2) بناء جسر على طريق باب المغاربة وقد صادقت المؤسسة الصهيونية على ذلك، حيث ارتكبوا جريمة هدمه في 7/ 2/2007م، وذلك لكي يكون هذا الجسر الحديدي المعلَّق بدلا من هذا الباب ولكي يكون ممرا يمكِّن عناصر العصابات الصهيونية من اقتحام المسجد الأقصى كما شاؤوا، ولكي تحظى النساء اليهوديات بمكان موازٍ لمكان الذكور في الساحة!!، وذلك حتى يكون هذا تمهيداً لمشروع أكثر خطورة يتعلق بمحاولة اقتسام الجزء الجنوبيّ الغربيّ من ساحات الأقصى، وتخصيصه لصلاة اليهود، عبر ربط الكنيس الموجود تحت حائط البراق، «قنطرة ويلسون»، بباب المغاربة، ليُصبح الجزء الجنوبيّ الغربيّ من ساحات المسجد الأقصى جزءاً لا يتجزأ من المدينة اليهوديّة تحت المسجد الأقصى، وحتى يفرض بالقوة مخططاً خطيراً يقضي بتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين والصهاينة، وقد دعا رئيس الدولة الصهيونية سابقا واسمه "موشيه كتساب" دعا إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، والسماح لليهود بإقامة شعائرهم الدينية داخل المسجد الأقصى وقال في تصريحات له للإذاعة الصهيونية مؤخراً: (إنّ دخول المسلمين واليهود إلى الحرم القدسي لا بد أن تتم في نهاية الأمر وفقاً لنظام متفق عليه بين الأطراف المعنية، يسمح لكافة المسلمين واليهود بأداء شعائرهم الدينية في هذا المكان المقدس على غرار الإجراءات المتبعة في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل) على حدِّ قوله.
3) تفريغ الأنفاق وقنوات المياه والآبار أسفل الحرم الشريف لإضعاف أساسات المسجدين من الجهة الجنوبية بحيث يسهل تدميرها من شدة أصوات الطائرات الحربية التي تمر فوقها أو بسبب هزة أرضية، وتزامن هذا مع إعلان بعض صحف الاحتلال في 13/ 4/2008م أنّ أحجار حائط البراق بدأت بالتفتّت، خصوصاً تلك الحجارة الواقعة في أعلى السور، أي أحجار مصلّى البراق، الذي يقع في أقصى الطرف الغربيّ للمسجد الأقصى، وهو ما يُمّهد لإغلاق مسجد البراق، ومنع المصلّين من الوصول إليه، وتحويله إلى كنيسٍ يهوديّ أو موقعٍ أثريّ متصلٍ بالمدينة اليهوديّة.
ومن باب أنَّ الشيء بالشيء فهنالك أكثر من 23 جماعة دينيَّة وعلمانيَّة صهيونيَّة، مرجعيتها الإيمان بمعتقدات الأساطير التلموديَّة الصهيونيَّة (الكاذبة) ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، ولهذا تقوم هذه الجماعات ببثِّ الخطط المناسبة لهدمه أو قصفه أو إثارة زلازل أرضيَّة مصطنعة تحته أو حرقه أو نسفه، على اختلاف بينهم في الطرق والأساليب لهدمه، ولكنَّ المقصد الواحد وهو تغييب وجود هذا المسجد الشريف، أضف إلى ذلك أنَّ هنالك 9 منظَّمات من الجماعات اليهوديَّة الصهيونية الغربيَّة في الخارج مهمَّتها مساندة ومساعدة المنظمات في داخل القدس لتحقيق الهدف من هدم الأقصى، وهذه المنظَّمات لها مهام عديدة وكل منظَّمة مختصَّة بقضيَّة خاصة فهنالك منظمات مهتمَّة بالتمويل وأخرى بالدعاية والإعلان وفنون التأثير لتأييد ما يقومون به داخل أمريكا، وثالثة تهتم بنشر ما تقول إنَّها حقائق تراثيَّة ودينيَّة متعلِّقة بتاريخ الهيكل المزعوم، وأخرى مختصَّة بالرسوم القانونيَّة، إلى غير ذلك من تخطيط كبير في خدمة إفكهم المبين، فأين هي مخطَّطات المسلمين من أهل الحل والعقد لمناصرة القدس الأسيف!!
• لماذا الحفر تحت الأقصى؟
اليهود الصهاينة صنعوا كذبة صلعاء صدَّقها الأوباش من اليهود، وهي أنَّ المسجد الأقصى بني على أنقاض هيكل سليمان ـ عليه الصلاة والسلام ـ، ولهذا فإنَّهم يريدون من خلال هذه الكذبة توجيه الرأي العام بأنَّ المسجد الأقصى ليس هذا مكانه، وأنَّ هيكل سليمان هو الأول، وحينما يقضون على المسجد الأقصى ويهدمونه (لا قدر الله) يضعون بناءً خاصا بهم معبِّرا عن هيكل سليمان، وهم في لوقت نفسه سيكسبون أمرين هما: هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أنَّ كلامهم زور وبهتان فإنَّ المسجد الأقصى بني بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، وكان المسجد الحرام هو المسجد الذي بني أولاً وتلاه بناءً المسجد الأقصى، فالأقدميَّة للمسجد الأقصى، والهيكل المقدس لدى اليهود ما هو إلاَّ أسطورة محشوَّة في رؤوس اليهود بناء على أساطير وخرافات كاذبة، فالذي يثبت بالدليل والبرهان أنَّ سليمان عليه الصلاة والسلام لم يبن هيكلاً بل بنى مسجداً للعبادة هو المسجد الأقصى أو أعاد بناء هذا المسجد وتأسيسه مرَّة أخرى، (وسواء أخذنا برأي من ذهب إلى أنّ الباني الأول للمسجد الأقصى بعض ولد آدم أو إبراهيم عليهما السلام، فإن بين ولد آدم، وسليمان عليه السلام آلاف السنين، وبين إبراهيم عليه السلام وسليمان عليه السلام ما يقرب من ألف سنة. فهذا يعني أن المسجد الأقصى وجد في جبل بيت المقدس، قبل أن تكون هناك قبيلة يهودا، أو يكون هناك يهود، وقبل أن يكون التاريخ اليهودي أصلاً، وأيضاً قبل بناء سليمان عليه السلام الهيكل كما يزعم اليهود، وهل من المعقول أو الجائز شرعاً أن يقوم نبي الله سليمان ببناء معبدٍ لله تعالى تحت المسجد القائم؟!) كما يقول الدكتور صالح الرقب في بحث له عن خرافة وجود الهيكل.
وعليه فلو كان اليهود أهل صدق لعلموا أنَّ الهيكل المقصود عندهم هو المسجد الأقصى المبارك وللزمهم الدخول في دين الإسلام، بدلاً من المطالبة بهدم الأقصى وبناء الهيكل!!
ثمَّ إنَّ اعتراف العدو اليهودي الصهيوني على ذلك هو خير شاهد، فلقد أعلن عالم آثار يهودي بأن الهدف من كل ما يجري هو إقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى، ويقول عالم آثار إسرائيلي من لجنة الداخلية التابعة للكنيست إن الحفريات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وهدم جسر خشبي عند باب المغاربة، وهدم غرفتين ملاصقتين لمسجد البراق الملاصق للمسجد الأقصى هدفها إقامة كنيس يهودي داخل الأقصى.
بل قال عالم الآثار (مئير بن دوف) إن إسرائيل بالغت بموضوع اللجوء إلى الحفريات وهدم جسر طريق باب المغاربة؛ لأنه كان بالإمكان إصلاح الأجزاء التي تضررت بالجسر بتكاليف بسيطة. وتابع يقول: "لكن من الواضح أن الهدف هو تحويل مسجد البراق إلى كنيس يهودي للمصليات اليهوديات؛ لأن ما يجري ليس مجرد ترميم، وإنما هناك مخطط لإقامة الكنيس داخل الحائط الغربي للحرم القدسي".
وهم لديهم عقيدة مسخ مزعومة تقول بأن من شروط عودة المسيح ووقوع معركة http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif هرمجدون) هو هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم بهيكل سليمان، حيث يعتقدون أنَّ الهيكل يقع تحت المسجد الأقصى.
وهنالك جماعات عديدة ترى هذا الأمر وقد ذكر أحد الكتَّاب الإسلاميين واسمه محمد مورو بأنَّ هذه الجماعات الصهيونية المتطرفة التي ترى ضرورة هدم الأقصى بأنَّها تتمتع http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif بنفوذٍ قويّ داخل الحزب الجمهوريّ في الولايات المتحدة، ويتعاطف معها بصورة ضخمة رموز اليمين الأمريكي المحافظ من " ديك تشيني " إلى " دونالد رامسفيلد " إلى الرئيس الأمريكي الأسبق " بوش " ذاته، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق " رونالد ريجان " يؤمن مباشرة بتلك العقيدة المزعومة، كما تمتلك تلك الجماعة قنواتٍ تلفزيونيّةً وإذاعيّة وصحفًا، ويتبعها عددٌ كبير من القساوسة أمثال " باث روبرتسون " والأب " جراهام " وغيرهما).
ولهذا بانت نيَّة المحتل الصهيوني حيث عكست تصريحات المسئولين الصهاينة بعد احتلال مدينة القدس مباشرتا أو بعد احتلالها بسنوات قليلة، رغبتهم في المضي قدما نحو السفر في " رحلة البحث عن الهيكل "، وقد نقلت صحيفة يدعوت احرونوت على لسان وزير الأديان الإسرائيلي آنذاك " زيرح فارهفيك " قوله: " أن وزارة الأديان الإسرائيلية تسعى بواسطة عمليات الحفريات التي تجريها للكشف الكامل عن حائط المبكى بهدف إعادة هذه الدرة الثمينة وهي عمليات تاريخية ومقدسة تهدف للكشف الكامل عن الحائط وهدم وإزالة المباني الملاصقة له رغم العراقيل التي كانت تقف في الطريق".
وحينما عاد أولمرت من مؤتمر انا بوليس استقبله المتطرفون اليهود بالورود ذلك انه لم يفرط في القدس من وجهة نظرهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع أنَّ اليهود قد نهوا عن الكذب بل قالت أسفارهم ذلك: لا تقل خبرا كاذباً، ولا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم. لا تتبع الكثيرين في فعل الشر ... ابتعد عن الكذب) وقد جاء هذا الكلام في سفر الخروج http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif23: 1 _ 6)، ورغم كل ذلك فقد قامت علاقة اليهود مع فلسطين والمسجد الأقصى على الكذب الصراح؛ فإنَّ هذه الكذبة التي أرادها مؤسسو دولة إسرائيل لكي يستخدموها في دعاويهم لجلب اليهود من أنحاء العالم، لم يثبت شيئاً منها، وقدر ما يحفر هؤلاء اليهود الصهاينة تحت الأقصى فلن يجدوا أيَّ شيء يثبت لهم ما يدَّعونه، ولقد نقل "ظفر الإسلام خان" عن الكاتب البريطاني (هيامسون) قوله بشأن حضارة اليهود http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif لم يوجد في فلسطين نقش واحد ينسب إلى المملكة العبرية، لقد فشلت اليهودية في أن تقدم أي أثر لداوود أوسليمان، أو أي نقش أو حجر أو حتى أي نصب تذكاري، ولهذا فإنَّ قضيتهم تفتقر إلى دليل مادي مسجل) كتاب الانتداب على فلسطين لظفر الإسلام خان ص48 ـ 49.
ولنفترض جدلاً (وهو لم ولن يحصل) أنَّ اليهود قد وجدوا شيئاً ممَّا يعبِّر عن تراثهم المزعوم، فإنَّ (الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) وهي نص آية قرآنيَّة في كتاب الله تعالى، والظالم لن ينال من عهد الله شيئاً بنص قوله تعالى http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif وإذا ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمَّهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين).
وإنَّنا مطمئنون على أنَّ كل ما يقوم به يهود الصهيونيَّة لن يعدو أن يكون فقاعة صابون أو سحابة صيف عن قليل ستنقشع، وأنَّ الباطل كلَّما انتفخ فإنَّه سيوضع على الأرض وتدوسه حقائق الحق، وإنَّ النصر آت لا ريب فيه وفقاً للآية القرآنية (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وجعلناكم أكثر نفيراً، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً). الإسراء.
• ما الذي يمنع إسرائيل من أن تقوم بعملية هدم الأقصى بشكل مباشر؟
لقد قال تعالى في محكم التنزيل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله).
يقول الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه: لولا أن الله عز وجل يدفع بمن في المساجد عمن ليس في المساجد، وبمن يغزو عمن لا يغزو؛ لأتاهم العذاب، وقالت فرقة: ولولا دفع الله العذاب بدعاء الفضلاء والأخيار، هذا من جهة ...
ومن جهة أخرى فالصهاينة في واقع الأمر مختلفون فيما بينهم في عملية الهدم فهنالك خلافات بين تياراتهم الدينية حيال ذلك، كما أنَّ هنالك خلافات بين العلمانيين الصهاينة واليهود المتطرفين (المتدينون)، وكذلك لا يزال التخوف منهم من الهبَّة الشعبيَّة العالمية العارمة حيال ذلك، سواء أكان ذلك في فلسطين أم خارجها، وإذا كان عدو الله (الحي الميت) شارون حينما دخل المسجد الأقصى انتفضت فلسطين وانتفضت الأمة بأجمعها فماذا سوف يحصل حينما يهدم الصهاينة المسجد الأقصى؟
وكذلك هنالك ضغوطات دوليَّة على الحكومة الصهيونية بعدم اقتراف هذه الحماقة التي ستسبب لها إحراجا أمام النظام الدولي والمنظومة العالمية، وبالطبع فهذا ليس حبَّاً بأهل فلسطين ولكنَّه تدجين للمسلمين عموماً، فالمقصد لا تهدموه الآن ولكن إذا واتتكم الفرصة فافعلوا ما تشاؤون، لكي تسنح الفرصة والأمور لصالح الكيان الصهيوني ...
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البيولوجي الأمريكي (جيمس جاننغ) -الذي يعيش في شيكاغو، وقد سبق أن أجرى دراسات بيولوجية في الأردن ومصر وفلسطين-: "كثير من الصهاينة الإسرائيليين يفضًلون المضي في المخطط خطوة .. خطوة. فإذا لم ينسفوا المسجد فإنّهم يتمنون أن ينظر إليهم كمعتدلين ... إنّ بعض قادة إسرائيل يختبرون الأجواء السياسية لبناء الهيكل إلى جانب المسجد. فإذا حققوا ذلك، فإنهم قد يعمدون لاحقاً إلى إزالة الحرم الشريف. إنها لعبة القوة السياسية) انظر كتاب: النبوءة والسياسة: غريس غالسل ص110
ولعلَّ الصهاينة كذلك لم يروا هذا الوقت هو لوقت المناسب للهدم فهم يحاولون التطبيع مع الكثير من الدول الإسلامية ويحاولون تطبيع وتهويد العلاقات العربية والإسلامية من المقدسيين مع اليهود الساكنين في القدس، فهم يريدون تهيئة الفرصة المواتية التي يشعرون فيها ضعف تمسك العالم العربي والإسلامي بقضية القدس والأقصى.
• واجب الأمَّة الإسلامية تجاه القدس.
في القدس قد نطق الحجر
لا مؤتمر لا مؤتمر
أنا لا أريد سوى عمر
على الأمَّة الإسلامية أن تعد نفسها إعداداً جيداً يليق بها لكي تسترد كرامتها، وتستدعي حدود مجدها، وألاَّ تنتظر أن يعمل لها أحد من أمم الشرق والغرب، أو أنها تفرح بتصريح من هنا، وخطاب من هنالك، فيكون حالها كما قال الشاعر:
يرجون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا
عليها أن تعرف عدوها جيداً وأن لا تثق به أو تحسن به الظن، ولو قرأنا كل تاريخ عتاولة الإجرام الصهيوني لوجدنا حقيقة الإرهاب لديهم، ولعلي أضرب مثلاً لذلك من مقال بعنوان (الإرهاب) حيث كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق شامير في جريدة (هازيت) التي كانت تصدرها حركة (ليحي) والتي كان يترأسها شامير آنذاك في شهر آب عام 1943م فقال: (لا يمكن استخدام الأخلاق اليهودية ولا الأعراف اليهودية كوسيلة لمنعنا من الإرهاب كوسيلة للحرب ... إننا بعيدون جدا عن الترددات الأخلاقية عندما نهتم بالنضال الوطني، فالإرهاب بالنسبة لنا، أولا وقبل كل شيء هو جزء من الحرب السياسية مناسب لظروفنا الآن) عن كتاب الغرب والإسلام وفلسطين، للمفكر الفلسطيني محمود النمورة ص247.
وهذا مناحم بيجن السفاح الكبير الذي حصل على جائزة نوبل!! الشخصيَّة التي قتلت النساء وصاحب الإبادات الجماعيَّة للبشر لتحقيق أغراضه السياسية المشؤومة، هذا الرجل الذي قال عنه ابن جوريون نفسه إنه يريد القضاء على جميع العرب لإنشاء دولة إسرائيل الكبرى، وفي ذات يوم وصف الفلسطينيين في خطاب ألقاه في الكنيست بأنَّهم وحوش تمشي على قدمين!!
نجده يقول في كتابه "الثورة": "ينبغي عليكم أيها الإسرائيليون أن لا تلينوا أبدا عندما تقتلون أعداءكم، ينبغي أن لا تأخذكم بهم رحمة حتى ندمر ما يسمى بالثقافة العربية التي سنبني على أنقاضها حضارتنا". ويقول أيضا " الفلسطينيون مجرد صراصير يجب سحقها".
ويقول بنيامين ناتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس":"لا نؤمن بوسيلة سوى القوة والعنف والإرهاب الدموي بأبشع أشكاله من أجل تحقيق أهدافنا وأفكارنا ومعتقداتنا في أرض إسرائيل الكاملة أو في الدولة اليهودية أو في إسرائيل قوية مهيمنة على المنطقة".
فالذي علينا أن نعرف عدونا جيدا، وأن نعرف قداسة فلسطين وأنَّها أرض محتلَّة، وأن نعلم خطر المنافقين، وأن ندرك خطر سبيل المجرمين وكيدهم ومكرهم للتلاعب بقضيتنا، ونكشف كل ما تعلمناه للآخرين لكي نكِّون وعياً راشدياً وتعبئة فكرية كبيرة، وبعدها نصنع ولو شيئاً يسيراً نلقى به الله تعالى حينما يخاطبنا http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين)، فإنَّ العمل ولو كان قليلاً خير من التكاسل والتباطؤ، ولقد قال القريشي في وفيات الأعيان: سيروا إلى الله عُرجاً و مكاسير؛ فإن انتظار الصحة بطالة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
من العيب والعار أن يشاهد لعالم العربي والإسلامي في فلسطين وخارجها صوراً مضيئة ومشرقة من صور نصرة المرأة لقضية فلسطين، وما نشهده من صور المقدسيات للمحافظة على المسجد الأقصى والدفاع عنه بأجسادهنَّ ليس إلاَّ دليلاً على أنَّها قادرة على صناعة الحدث، ويتحدَّث الشيخ رائد صلاح عن المواجهات التي دارت بين المقدسيين والصهاينة الذين يحاولون الدخول للأقصى فقال http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif ومن ضمن ما حدث خلال هذه المواجهات أن إحدى المسلمات تلقت ضربة قوية على رأسها أدت إلى موتها موتا سريراً استمر عشرة أيام، ثم أكرمها الله تعالى بالشهادة بعد ذلك، فهذا موقف نرى من خلاله موقف المرأة المسلمة في اتجاه نصرة المسجد الأقصى المبارك، كذلك لا ننسى مشهداً آخر عشناه عندما كانت هناك مظاهرة كبيرة جدا لمؤسسة "مسلمات من أجل الأقصى" باشتراك مسلمات القدس عندما خرجن بعد صلاة الظهر مباشرة في مظاهرة كبيرة زادت عن ألف وخمسمائة وقمنا يرددن ذاك النداء الذي بات على لسان كل مسلم وعربي وفلسطيني في العالم "بالروح بالدم نفديك يا أقصى " فقامت خيول عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمتهن من أجل تفريق المظاهرة، إلا أن المتظاهرات بقين في أماكنهن، أحطن بالخيول وأخذن يرددن في كل ثبات وكل صمود "بالروح بالدم نفديك يا أقصى).
فهل باتت نساء القدس، في دفاعهنَّ عن الأقصى وأسوار الأقصى أقوى من مدافع الدول العربيَّة؟
إنَّنا لا نريد أن نبقى على حالتنا المعهودة عنَّا بالانفعال حينما نرى جلاوزة الإجرام الصهيوني يتقدَّمون نحن الأقصى فنبدأ نهتف ونستصرخ ونصيح، ثم نخمد إن ابتعدوا قليلاً عن أسوار الأقصى، إنَّ الاعتياد على ذلك يسبب مرضاً؛ لأنَّ النفس إذا اعتادت أن تهبَّ وقت المجزرة، أو أن تكون كبعض رجال المطافئ الذين يطفئون الحريق فحسب دون الاهتمام، بذكر أساليب الوقاية والحماية ودون أن تستخدم أساليب أخرى، فإنَّ هذا يكون أمراً مزعجاً.
إنَّ من أخطر ما أصيب به المسلمون في كثير من أعمالهم أن معظمها صار [ردود أفعال] فما إن تشتعل في قلوبنا حتَّى تنقطع من جديد؛ لأننا غالباً نتحرك بلا هدف ولا تخطيط؛ فالأحداث تُسَيِّرُنا وتفرض نفسها علينا، وكثير منَّا لا يُكَيِّفُهَا حسب خطة عمل، أو يوظفها لصالحنا، لذا أضحت أفعالنا وقتية، وتحركاتنا آنية.
ولا شكَّ أنَّ هذا خلاف العمل المتكامل، وكثير من علماء الإدارة يوصون بكلمة قصيرة لكن معناها عميق وهي [ابدأ والنهاية في ذهنك].
إن النجاح الحقيقي أن يعرف الإنسان هدفه في الحياة، وهدفه من العمل الذي يريد تحقيقه، ثم يسعى لذلك مرتباً لكل مرحلة منهجيةً يسير عليها، ومعالم يستنير بها، فلا يكون حاله كحال كثير منَّا يعمل متحمساً في البداية ثم ينقطع في آخر الشوط، فلم يفلح ولم يصلح. وقد نهى الله عن ذلك بقوله: [ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا] النحل [92].
والعلاج هو الاستعانة بالله أولاً فلو توكل العبد على ربه وأحسن الظن به لاستطاع أن ينقل جبلاً من مكان إلى آخر كما يقول إمامنا ابن القيم الجوزية، فالقصد أن يكون لدى الشخص قوة وعزم وإرادة وتصميم وصبر ومصابرة ومثابرة لنيل ما يريد القيام به لنصرة قضية فلسطين ولن يخيِّب الله أمله.
إنَّ صلاح الدين الأيوبي لن يعود، ولكن سيكون هنالك أتباع لعمر بن الخطاب، ولصلاح الدين، وإذا هيأت الأمة نفسها وأعدَّت العدَّة سواء في داخل فلسطين أو خارجها، فإنَّ الله تعالى ناصر دينه ومظهر كلمته، فالمهم أن يكون هنالك رجال على مستوى الكلمة يكون همُّهم وهدفهم الله والدار الآخرة، (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب في القلوب والأبصار).
رجال يحبون الموت كما نحب الحياة، ولقد حدَّثنا التاريخ وكان من رجالاته الواقدي الذي قال عن فاتحي بيت المقدس http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif وقد بلغني أنَّ المسلمين باتوا تلك الليلة ـ ليلة الاتجاه لفتح القدس ـ كأنَّهم ينتظرون قادماً يقدم عليهم من شدَّة فرحهم بقتال أهل بيت المقدس، وكل أمير يريد أن يفتح على يديه، فيتمتع بالصلاة فيه، والنظر إلى آثار الأنبياء) من فتوح الشام للواقدي http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif1/216).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جدِّه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال "من سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه"رواه مسلم.
أنصح عموم القرَّاء الكرام أن يطالعوا عدداً من الكتب المهمَّة في هذا المجال ومنها كتاب: قبل أن يهدم الأقصى والذي نشر مؤخراً بعنوان http://forum.ma3ali.net/images/smilies/sad.gif قبل الكارثة ... نذير ونفير) للدكتور عبد العزيز مصطفى كامل ـ حفظه الله وفرَّج عنه ـ، وكتاب يا مسلمو العالم أفيقوا قبل أن يهدم الأقصى للدكتور صالح الرقب ـ جزاه الله خيرا ـ، وكتاب القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى للدكتور سفر الحوالي ـ حفظه الله وشفاه ـ، وكتاب عقيدة اليهود في الوعد بفلسطين للدكتور محمد آل عمر، فهذه الكتب من خيرة الكتب التي تحدَّث عن موضوع القدس ومخطَّطات اليهود نحوه.
وفي النهاية فإني أحب أن أوجه قولاً من القلب ليدخل كل قلب صادق يغار على دين الله وحرماته وشعائره، فأقول: ماذا أنت فاعل للقدس؟ ولنصرة القدس؟ وللدفاع عن القدس؟ ولنشر الوعي بين من تعرفهم عن القدس وعمليات تهود القدس والحفريات التي تحت المسجد الأقصى؟ وبماذا ستجيب ربَّك يوم القيامة حينما تسأل عن التفريط بحقوق الأمَّة ...
ومن جانب القدس أكتب لكم هذا المقال وأقول في النهاية: لا نريد أن تبقى قضية فلسطين مجرد أسئلة وأجوبة، فنحن نسمع الكثير من الردح والجرح والقدح بالعدو الصهيوني، ولكنَّ الفارق الرئيس أنَّ العدو يعمل لقضيته وإن كانت زوراً، والكثير من المسلمين ينظرون ويصيحون دون عمل كما قال الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله - في ثلاثينيات القرن الماضي: (ما دام الصهيونيون يقبضون على ناصية القوة والمال، والمسلمون يقبضون على ناصية الاحتجاج والأقوال، فيا ويل فلسطين من الذين يتكلمون ولا يعملون!)
ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد
ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد
ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 06:17]ـ
بارك الله فيكم اخي خالد
و بخصوص الشيخ المبارك خباب
اقول
اخي الحبيب رزقك الله الجنه ووفقك الله لكل خير
اخوكم
ابو البراء الغزي
ـ[ابا الريان النابلسي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 11:47]ـ
جزيت الجنه يا شيخنا الحبيب خباب
اما بالنسبه للاقصى هدم ام لم يهدم فبني اسرائيل لا محال ان نهايتهم قريبه جدا(/)
علماء السعودية والممانعة الذرائعية
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 06:32]ـ
علماء السعودية والممانعة الذرائعية
د. محمد السعيدي
: كاتب وباحث سعودي
شيء يسير من هذه الضغوط الدولية كفيل بأن يجعلنا نحذر من كل خطوة نحو التغيير ونرفع شعار سد الذرائع حتى نأمن مكر الأعداء. هذا لو لم يكن ثمة شيء سوى تلك الضغوط, فما بالنا ونحن نرى ما هو أسوأ وأنكى على الأمة من تلك التقارير. نرى إعلاما خبيثا موجها نحو بلادنا، لا تخفي التقارير تمويل بعض منه من مصادر سياسية أمريكية أو مصادر وطنية معروفة بتوجهها الأمريكي نحو التغريب .. ألا تسوغ لنا تلك الإرادة الجادة من هذا الإعلام الخبيث أن نظل سائرين على الحذر وعلى خط سد الذرائع؟
مع الفراغ من توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية تفرغ علماؤها للنظر إلى المسلمين من حولهم في كليات حياتهم وجزئياتها, وكان المشهد سيئا بقدر ما تحمله الكلمة من معنى فقد نجح الفكر التغريبي في تطبيق مشاريعه الوافدة على كثير من تفاصيل حياة المجتمعات العربية والإسلامية في السياسة والاقتصاد والأخلاق, وكانت المرأة من أشرف ما استطاع ذلك الفكر الوصول إليه وأشده تأثيرا في تغيير باقي مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية, فقد كانت المحرمات القطعية غير مستنكرة في تلك الأوساط، بدءا بالسفور الكامل، وانتهاء بامتهان البغاء وسيلة رسمية للتكسب، مرورا بالرقص والغناء والمخادنة.
هكذا كان المشهد مخيفا في أقرب الدول الإسلامية إلى المملكة في الخمسينات الهجرية والثلاثينات الميلادية, فلم يكن للعلماء إلا أن يرفعوا قاماتهم ليكونوا حصونا لمجتمعهم من أن يصيبه ما أصاب المجتمعات الأخرى.
وكان سياج المشتبهات من المباحات ومسائل الخلاف أول سياج اقتحمه التغريبيون في سبيل الوصول إلى ما وصلوا إليه من تغييرات, فمن أمثلة المباحات تعليم المرأة بالطريقة العصرية، فقد كان أول وسائل إخراجها في تلك البلاد, وأدركت بصيرة علمائنا ذلك، فكانت لهم في تعليم المرأة في السعودية وقفة مشهودة سدوا بها ذرائع الانحدار بالتعليم النسائي إلى ما لا يحمد دنيا وآخرة، لتصل المرأة بالتعليم عندنا إلى ما وصلت إليه من تقدم، دون أن يكون تعليمها قفصا يزج بها من خلاله في مهاوي التغريب والإفساد.
أما مسائل الخلاف، فقد بدأوا منها بكشف وجه المرأة والوطء على البرقع في ميدان التحرير ليصلوا من خلاله إلى كشف ما يقرب من العورة المغلظة دون تغير ولا نكير.
نعم إن المرأة في الحواضر الإسلامية المحيطة بنا كانت تلتزم غطاء الوجه التزاما يشبه ما تتميز به المرأة في بلادنا اليوم، وكان الهجوم عليه بحجة الخلاف فيه يطابق ما نقرأه وما نسمعه هذه الأيام.
قرأ العلماء الواقع من حولهم, ورأوا أن جزءا كبيرا من اللوم يقع على علماء تلك البلدان حيث كان فتح الباب أمام كل المباحات في أصلها دون النظر إلى مآلاتها منفذا لكثير من الشر الذي حاق بالمجتمع, وكان النظر إلى المباح من جهة ما يؤول إليه واجبا في ظل الظروف السياسية والفكرية التي كانت تطغى على معظم عواصم العالم الإسلامي, حيث لم تكن إذ ذاك أفكار تحرير المرأة تطرح ببراءة أو لرغبة حقيقة في تحريرها بل إن طرحها كان استدراجا واضحا للمجتمع لتزول خصوصيته الثقافية سعيا لاندماجه أخلاقيا مع المستعمر, لكن هذه الفكرة لم تكن مفهومة بوضوح فقد تجند طوعا أو غفلة لإخفائها علماء كبار كان لهم الكثير من الفضائل التي تؤهلهم لكي يسلم الناس إليهم قيادة الفكر من أمثال الشيخ محمد عبده الذي كان ردءا لقاسم أمين في كتابيه تحرير المرأة والمرأة الجديدة.
لم يكن بوسع العلماء أن يرتكبوا الخطأ نفسه فكان أن جعلوا قاعدة سد الذرائع كما يقال في حيز التنفيذ. كان العلماء يتمنون أن يعيشوا واقعا هادئا لا يخشون فيه من المباح ولا يحتاجون فيه لسد الذرائع, لكن و للأسف الواقع لم يكن هادئا, فظلت إرادة تغريب المجتمع ماثلة وتحتاج إلى قوة في مواجهتها, فالفكر التغريبي نزل ساحتنا وكان لأهله حظ من النفوذ في وقت مبكر من نشوء الدولة ومبكر جدا, والدول الغربية التي تستعمر الإخوة الجيران وتساند العدو المحتل تمارس ضغطا لم يكن خافيا على أولئك الرعيل من العلماء, وكان ازدياد الضغط يحتاج إلى مزيد من الممانعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم لقد نعمنا كثيرا بنتائج الممانعة الإيجابية التي أصل لها هؤلاء الرعيل رحمهم الله, فقد حازت المرأة قصب السبق في التعليم ووصلت بأسرع من أي بلد آخر إلى أعلى المناصب العلمية والعملية دون أن يتنازل المجتمع عن دينه ورؤيته وقيمه وأعرافه.
لقد كان حق هذه الممانعة الذرائعية أن تحظى منا اليوم بالثناء والتقدير والذكر الجميل لكونها هي وحدها ولا شئ آخر من حفظ لهذا المجتمع سماته الخاصة وجعله فريدا بين مجتمعات الشرق والغرب, ولم تكن أبدا حرية بأي نوع من الاستهجان وافتعال الثورة بل والتسفيه, لم تكن حرية بذلك وإن خالفناها في بعض رؤاها, أو خطأناها في بعض تطبيقاتها, بل كان حريا بنا أن نذكرها بخير ونعظم لها قدرها ونحفظ لها مكانها كما حفظت لنا مكاننا.
قلت قبل قليل: إن رعيل المملكة الأول من العلماء كانوا يتمنون أن يعيشوا واقعا هادئا لا يخشون فيه من المباح ولا يحتاجون فيه لسد الذرائع, فهل حصل هذا الواقع وتحققت أمنياتهم وصرنا آمنين من إرادات فرض التغيير الخارجية كي نبادر إلى إلقاء هذا القيد وننظر إلى كل المباحات والخلافيات بنظرة بريئة فلا نتجاوز الحكم عليها بغير أصلها الصحيح وهو البراءة.
الكل يذكر التقارير المتوالية والتي تندب حال المرأة السعودية وتطالب بتغييره من الكونجرس الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية ومؤسسة "راند"، التابعة لسلاح الجو الأمريكي ومن الرئاسة الفرنسية واليونسكو ومن هيئة حقوق الإنسان الدولية وهيئة حقوق الإنسان العربية وسيل لا ينقطع من التقارير الصحفية والتلفزيونية, الكل يقول: إنه قلق بشأن المرأة السعودية حتى بوش ورايس وساركوزي وبابا الفاتيكان يشعرون به, بل إنه قلق أصبح موضة لابد أن ينتهي به كل خطاب سياسي موجه للملكة من أي شخص كان , لكن هل هذا القلق مبعثه ظروف الفقر التي تعاني منها الكثيرات من السعوديات, هل مبعثه نكول كثير من الأولياء عن امتثال واجبهم الشرعي تجاه نفقة نسائهم وأطفالهم, هل مبعثه تقصير وزارة الشئون الاجتماعية في تحسين ظروف تقاضي النساء المحتاجات لاستحقاقاتهن؟
كل هذه الأمور لا تشير إليها تلك التقارير, إنما تشير فقط إلى سفرها دون محرم وقيادتها السيارة واختلاطها بالرجال وحقها في جسدها, كما تقدم معلومات مغلوطة عن واقع المرأة السعودية من حيث التعليم والعمل.
فلماذا إذا هذه التقارير؟
بالتأكيد ليست من باب الواجب الإنساني الذي لا تستحقه سوى المرأة السعودية؟ إنه قلق يبعث على القلق. هذه بلا شك هي مواصفات إرادة فرض تغيير أجنبية تراد بالمجتمع السعودي, وضغوط رهيبة من كل تلك الهيئات على القيادة السعودية كي تساهم في التسريع نحو هذا التغيير.
شيء يسير من هذه الضغوط الدولية كفيل بأن يجعلنا نحذر من كل خطوة نحو التغيير ونرفع شعار سد الذرائع حتى نأمن مكر الأعداء. هذا لو لم يكن ثمة شيء سوى تلك الضغوط, فما بالنا ونحن نرى ما هو أسوأ وأنكى على الأمة من تلك التقارير.
نرى إعلاما خبيثا موجها نحو بلادنا، لا تخفي التقارير تمويل بعض منه من مصادر سياسية أمريكية أو مصادر وطنية معروفة بتوجهها الأمريكي نحو التغريب, كل هذا الإعلام يسعى جادا في إشاعة الفاحشة في هذا المجتمع عبر برامج موجهة يتم الإعلام عن مواعيدها بقولهم بتوقيت السعودية, آه يا توقيت السعودية, أليس في هذا الكون مشاهدون سوى في السعودية أم إرادة التغيير موجهة للسعودية.
ألا تسوغ لنا تلك الإرادة الجادة من هذا الإعلام الخبيث أن نظل سائرين على الحذر وعلى خط سد الذرائع؟ وليس هذا وحسب, فقد شهد شهود عيان على سفارات أجنبية ومنظمات دولية بمحاولة استئجار أقلام لمحاربة المثل في السعودية، ورأينا أقلاما تتجند للإطاحة بالمؤسسات الدينية ورجالها، وقرأنا لكل ذلك مصاديق في توصيات التقارير الراندية وما شاكلها.
ثم يقال لنا: لماذا سد الذرائع؟
فلتجعلونا نعيش بأمان على أخلاقنا وأعراضنا، لا نخشى تغييرا من غير أنفسنا وبغير دافع من حاجاتنا المجتمعية, دعونا نعيش كذلك، ثم انظروا هل نقول بعدها بسد الذرائع.
موقع لجينيات ( lojainiat.com@gmail.com)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 07:55]ـ
وانا أقول ومع ذلك فلم نسلم من انحرافات خطيرة نراها في مجتمعنا تحزن كل محب وتسر كل عدو
و ود القوم لو ان تلك الانحرافات هي اضعاف اضعاف الواقع وان يميل المجتمع ميلاً عظيما
وفي جميع بلدان العالم المسلم منها والكافر فان القانون يحرم ويحلل وفق المصلحة العامة التي يراها المشرع
وهذا ضرب من ضروب سد الذرائع وإن اختلفت المسميات ومثال ذلك الدردشة الكتابية (الشات)
في امريكا واوربا يمنع القانون الدردشة من القُصر ومن يكتشف يعاقب العقاب الشديد مع انك لو تحدثت
مع قاصر في الشارع لم يكن عليك تثريب فيا ايها الليبراليين انك كان فيكم عاقل أليس هذا من باب سد الذرائع؟!!
اخي ابو البراء الغزي جزاك الله كل خير وجزا الله الشيخ محمد السعيد خير الجزاء على جهاده الفكري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 09:31]ـ
ثم يقال لنا: لماذا سد الذرائع؟
فلتجعلونا نعيش بأمان على أخلاقنا وأعراضنا، لا نخشى تغييرا من غير أنفسنا وبغير دافع من حاجاتنا المجتمعية, دعونا نعيش كذلك، ثم انظروا هل نقول بعدها بسد الذرائع
============================== ==
جزاك الله خير
وبالفعل الاعتبار الشرعي واقعي ..............(/)
كروية الأرض في نونية القحطاني
ـ[متيم الشافعي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 07:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول القحطاني في نونيته
كذب المهندس والمنجم مثله ... فهما لعلم الله مدعيان
الأرض عند كليهما كروية ... وهما بهذا القول مقترنان
والأرض عند أولي النهى لسطيحة ... بدليل صدق واضح القرآن
فالقحطاني يقول الارض سطيحة بدليل واضح من القران
والاقمار الصناعية في العصر الحالي اوضحت ان الارض كروية فكيف الجمع؟
ـ[الآجري]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 10:40]ـ
كيف الجمع بين ماذا؟
هل بلغ قول القحطاني عندك أن يكون دليلاً؟
حكى ابن تيمية الإجماع على كروية الأرض
ـ[متيم الشافعي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 11:09]ـ
أقصد أن القحطاني يقول الأرض سطيحة والأقمار الصناعية اثبتت كروية الارض
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 12:31]ـ
أخطأ القحطاني رحمه الله تعالى =هذا هو الجمع
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 10:47]ـ
انما يطلب الجمع في النصوص المعصومة من الكتاب والسنة وماسواهما فكل ياخذ من قوله ويرد ...
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 01:10]ـ
ثم إنّ القحطاني مطالب بالدليل الواضح من القرآن الذي ادعاه على سطحية الأرض.
وإذا عرفنا دليل القحطاني حينئذٍ نبحث عن الجمع.
أما إطلاقه القول هكذا بلا زمام ولا خطام فلا قيمة له خصوصاً في مقابل الإجماع الذي حكاه ابن تيمية رحمهما الله تعالى.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 01:31]ـ
اخي الكريم تقول: ثم إنّ القحطاني مطالب بالدليل الواضح من القرآن الذي ادعاه على سطحية الأرض.
اقول: دليله الاية الكريمة ((والى الأرض كيف سطحت))
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 01:34]ـ
اخي الكريم تقول: ثم إنّ القحطاني مطالب بالدليل الواضح من القرآن الذي ادعاه على سطحية الأرض.
اقول: دليله الاية الكريمة ((والى الأرض كيف سطحت))
/// نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على كروية الأرض، بل على كرويَّة الأفلاك .. والآية الدالة على تسطيح الأرض ليست دلالتها على امتداد الأرض ونفي كرويتها، بل على كونها ممدودة مبسوطة .. فلا تعارض بين كرويتها وبين تسطيحها ..
/// والمسألة قديمة مشهورة، ويكاد النزاع فيها أن يكون ضعيفا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 01:40]ـ
اخي عدنان انا احببت ان اقول للاخ انه يوجد عند القحطاني رحمه الله دليل على ذلك
وللفائدة هنا فتوى ف الموضوع
الإجماع على كروية الأرض
السؤال: هل هناك إجماع على كروية الأرض؟ وإذا كان فما هي الأدلة من القرآن أو السنة أن الأرض كروية أو بيضاوية؟
الجواب:
الحمد لله
حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على كروية الأرض، ومن ذلك:
ما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أبي الحسين ابن المنادي رحمه الله، حيث قال " وقال الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار في فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد: لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة ......
قال: وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة. قال: ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد، بل على المشرق قبل المغرب " انتهى من "مجموع الفتاوى" (25/ 195) باختصار.
وسئل رحمه الله: عن رجلين تنازعا في " كيفية السماء والأرض " هل هما " جسمان كريان "؟ فقال أحدهما كريان؛ وأنكر الآخر هذه المقالة وقال: ليس لها أصل وردها فما الصواب؟ فأجاب: " السموات مستديرة عند علماء المسلمين، وقد حكى إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من العلماء أئمة الإسلام: مثل أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي أحد الأعيان الكبار من الطبقة الثانية من أصحاب الإمام أحمد وله نحو أربعمائة مصنف، وحكى الإجماع على ذلك الإمام أبو محمد بن حزم وأبو الفرج بن الجوزي، وروى العلماء ذلك بالأسانيد المعروفة عن الصحابة والتابعين، وذكروا ذلك من كتاب الله وسنة رسوله، وبسطوا القول في ذلك بالدلائل السمعية، وإن كان قد أقيم على ذلك أيضا دلائل حسابية، ولا أعلم في علماء المسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
المعروفين من أنكر ذلك، إلا فرقة يسيرة من أهل الجدل لما ناظروا المنجمين قالوا على سبيل التجويز: يجوز أن تكون مربعة أو مسدسة أو غير ذلك، ولم ينفوا أن تكون مستديرة، لكن جوزوا ضد ذلك، وما علمت من قال إنها غير مستديرة - وجزم بذلك - إلا من لا يؤبه له من الجهال ... " انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/ 586).
وقال أبو محمد ابن حزم رحمه الله: " مطلب بيان كروية الأرض:
قال أبو محمد وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به، وذلك أنهم قالوا: إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية، والعامة تقول غير ذلك، وجوابنا وبالله تعالى التوفيق: أن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض، ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة، بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها ... " وساق جملة من الأدلة على ذلك "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/ 78).
ومن الأدلة على كروية الأرض:
قوله تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) الزمر/5.
وقد استدل ابن حزم وغيره بهذه الآية.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " الأرض كروية بدلالة القرآن، والواقع، وكلام أهل العلم، أما دلالة القرآن، فإن الله تعالى يقول: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ)، والتكوير جعل الشيء كالكور، مثل كور العمامة، ومن المعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض، وهذا يقتضي أن تكون الأرض كروية؛ لأنك إذا كورت شيئاً على شيء، وكانت الأرض هي التي يتكور عليها هذا الأمر لزم أن تكون الأرض التي يتكور عليها هذا الشيء كروية.
وأما دلالة الواقع فإن هذا قد ثبت، فإن الرجل إذا طار من جدة مثلاً متجهاً إلي الغرب خرج إلى جدة من الناحية الشرقية إذا كان على خط مستقيم، وهذا شيء لا يختلف فيه اثنان.
وأما كلام أهل العلم فإنهم ذكروا أنه لو مات رجل بالمشرق عند غروب الشمس، ومات آخر بالمغرب عند غروب الشمس، وبينهما مسافة، فإن من مات بالمغرب عند غروب الشمس يرث من مات بالمشرق عند غروب الشمس إذا كان من ورثته، فدل هذا على أن الأرض كروية، لأنها لو كانت الأرض سطحية لزم أن يكون غروب الشمس عنها من جميع الجهات في آن واحد، وإذا تقرر ذلك فإنه لا يمكن لأحد إنكاره، ولا يشكل على هذا قوله تعالى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ. وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ. وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) لأن الأرض كبيرة الحجم، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة، فهي بحسب النظر مسطحة سطحاً لا تجد فيها شيئاً يوجب القلق على السكون عليها، ولا ينافي ذلك أن تكون كروية، لأن جسمها كبير جداً، ولكن مع هذا ذكروا أنها ليست كروية متساوية الأطراف، بل إنها منبعجة نحو الشمال والجنوب، فهم يقولون: إنها بيضاوية، أي على شكل البيضة في انبعاجها شمالاً وجنوباً " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
وبهذا تعلم أن كون الأرض كروية، لا ينافي كونها كالبيضة، وإنما القول الباطل هو الزعم بأنها مسطحة كما كانت تعتقد الكنيسة، ولهذا كانت تلعن وتحرق من يقول بكرويتها من العلماء، وينظر: "العلمانية نشأتها وتطورها" (1/ 130).
والله أعلم.
موقع الإسلام سؤال وجواب
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 10:08]ـ
موضوع له صلة
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=286991#post28 6991(/)
ما سر الهجمات الصهيونيَّة الأثمة على المسجد الأقصى؟ (اقرأ وادعوك للمشاركة)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 08:46]ـ
بدون مقدمات:
لماذا يهاجم الصهاينة القدس؟
بقلم: خباب مروان الحمد
Khabab1403@hotmail.com (Khabab1403@hotmail.com)
وبدون مقدِّمات للمقال كذلك، فمن المعلوم أنَّ المؤسّس لما يسمَّى بإسرائيل "ديفيد بن غوريون" قال:"لا قيمة لليهود بدون إسرائيل، ولا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل"، وعليه فالصهاينة يحاولون طمس معالم الهويَّة الإسلامية للقدس؛ وهنالك حملة قذرة في تهويد القدس ومن ذلك:
1) محاولة طرد السكان المقدسيين من أرض القدس وإخلاء دورهم، وبناء المغتصبات (المستوطنات) في القدس الشرقية إذ بنيت أكثر من 45 مغتصبة استيطانيَّة بعد احتلال القدس عام 1967م، وبلغ عدد سكَّان هذه المغتصبات لعام 2009 أكثر من ربع مليون نسمة!!
بل أكدت الدراسة التي أعدها مركز الأبحاث التطبيقية بالقدس "أريج" أن سلطات الكيان الصهيوني عززت المخطط الاستيطاني في الضفة الغربية من خلال تكثيف البناء العشوائي وفرض سياسات التضييق بحقِّ الفلسطينيين، لا سيما في مدينة القدس المحتلة.
فالمشروع يهدف إلى تهويد القدس، وجعلها رأس وقلب دولة "إسرائيل"، مقابل تخفيض عدد العرب إلى 12% عبر الإجراءات والممارسات العدوانية؛ مشيرًا إلى أن وتيرة الحركة "الاستيطانية" في القدس المحتلة آخذة في التسارع كردٍّ صهيوني على إعلانها عاصمة للثقافة العربية.
2) هدم بيوت الكثير من المقدسيين وجرف منازلهم، بأدنى الحجج وأتفه الأسباب، ففي ضمن خطة تهويد القدس قررت بلدية القدس المحتلة إخلاء 115 بيتًا بحي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بحجة أنها بُنيت بغير ترخيص.
وهنالك طرق وأحابيل من مكر يهود يفعلونها لإغراء المقدسيين على القبول بالتعويض لكي يستولوا اليهود على بيوتهم، فقد ذكرت مصادر صحفية أن مسئول ملف القدس الشرقية في مجلس بلدية القدس الصهيوني "يكير سيغب" التقى سكانًا من بلدة سلوان وعرض عليهم إمكانية إخلاء منازلهم طوعًا وتعويضهم بسكن بديل، لكنه عاد ونفى أن تكون هناك تعويضات وإنما هو مجرد حديث!!
ولهذا نجد أنَّ سكان حي البستان جنوب المسجد الأقصى أصبحوا اليوم في دائرة الخطر الحقيقي، خصوصًا بعد أن ألغت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الصهيونية المخطط الذي كان قد قدَّمه أهالي الحي، وقد جاء هذا الإلغاء نتيجة مصادقة اللجنة المذكورة على مخطط آخر لنفس المنطقة قامت بإعداده بلدية الاحتلال، وبموجب المخطط الجديد سيتم إزالة القسم الأكبر من حي البستان وتشريد سكانه البالغ عددهم 1500 مواطن، وتجريف الحي وتحويله إلى حدائق عامة؛ وذلك ضمن مخطط واسع يهدف إلى تهويد محيط المسجد الأقصى أو ما يُعرف بـ"الحوض المقدس.
3) تكثير النسل الصهيوني للإقامة في أرض القدس، ومحاولة التعرض للمقدسيين للكثير من الضغوط والمضايقات لثنيهم عن الثبات في أراضيهم، ولعلَّ خير ما يشهد على ذلك الأستاذ "خليل التفكجي"، مدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية، حيث يقول: "إسرائيل تستهدف من وراء هذه السياسة تقليص الوجود العربي إلى أقل من 22% من إجمالي سكان القدس الشرقية، ولضمان تنفيذ ذلك وضعت قانونين، الأول هو قانون المصادرات، وبموجبه صادرت مئات الدونمات من الأراضي"، وبحسب التفكجي، تفيد الإحصائيات الرسمية بأن عدد الوحدات السكنية المملوكة للفلسطينيين في القدس يبلغ الآن نحو 38 ألف وحدة مقابل 62 ألف وحدة لليهود.
4) محاولة اختلاق اليهود لبعض القصص الكاذبة أو الأعمال التي يكون في ظاهرها نوع من العنف ضدَّهم، فيحاولوا أن يستغلِّوا هذه الأحداث لكي تأتي هذه الأمور في صالحهم.
5) تغاضي المجتمع الدولي عن الحالة الكارثيَّة في عملية التعديل الديمغرافي بإسكان اليهود أماكن الفلسطينيين التي كانت لهم أصالة، ونزع حقوقهم، دون أي إيقاف لهذه الجهود.
(يُتْبَعُ)
(/)
6) يحاول الصهاينة تحويل بعض جهات المسجد الأقصى والحيطان المحيطة به لأن تتحول إلى مكان للسياحة تدر أرباحاً هائلة على دولتهم المزعومة، ولديهم الآن خطَّة يسعون للقيام بها لما يسمونه بالحوض المقدس، والذي سيقام على أراضي سلوان؛ ومن الأهداف المعلَنة لهذا المشروع: تنمية مجال ما يسمَّى (الحوض التاريخي) المقدَّس لليهود؛ لاستيعاب و"جذب سياحي" لـ10 ملايين زائر، وتجنيد واستثمار نحو 2 مليار شيكل جديد في خطةٍ يتم تنفيذها لست سنوات، وتجنيد معظم "الشعب اليهودي" في حثِّ تنمية المشروع، أي الاعتراف الضمني بحقوق اليهود في الحوض المقدَّس الذي- حسب التعريف الصهيوني- يشمل (المسجد الأقصى المبارك).
7) سرقة بعض الحجار القديمة التاريخية والأثريَّة قرب باحة الأقصى، وقد أكّد ذلك مؤسسة الأقصى لوقف والتراث بأنَّ الافتتاح الرسمي لحديقة أثريَّة تهويديَّة في مبنى الكنيست تضم حجارة مسروقة من المسجد الأقصى المبارك وذلك بدعوى أنَّها حجارة تعود إلى المعبد اليهودي المزعوم، ما يدل على أنَّ هذه الجرائم الصهيونية التي ترتكب جهاراً نهاراً تتصاعد وتزداد يوماً بعد يوم في ظل السكوت العربي العجيب!!
وللعلم فقد صدرت عدَّة تقارير وكان من أواخرها التقرير الصادر عن مكتب تنسيق النشاطات الإنسانيَّة التابع للأمم المتحدة مؤخرا، والذي ذكر فيه بكل وضوح أنَّ ما يسمَّى بإسرائيل فإنَّها تمارس جريمة تطهير عرقي في القدس، وحسب تقرير الأمم المتحدة فإنَّه سوف يرحل على شكل تدريجي قرابة ستين ألف فلسطيني من مدينة القدس وتهدم منازلهم، وهذا يعد جريمة من جرائم القانون الدولي، حيث تصنف المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والفقرة 1 (د) من المادة 7 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الطرد القسري -سواء كان فرديا أو جماعيا- بأنه "جريمة ضد الإنسانية". بحسب وصف أحد المختصين في هذا المجال!!
· نشاطات صهيونيَّة تحت الأقصى!
كلنا يعلم مدى كيد الصهاينة وغلّهم من المسجد الأقصى، وعملهم على إفنائه وتدميره بشتى الوسائل، فتارة يعمدون إلى إحراقه، وحيناً يعملون على إقناع العالم كله أن المساحة المسمّاة بمسجد قبة الصخرة - والتي هي جزء من المسجد الأقصى - هي نفسها المسجد الأقصى؛ حتى يتركز اهتمامنا على حمايتها دون سائر أجزاء المسجد، والآن هم مستمرون في حفرياتهم تحت المسجد الأقصى بحجة البحث عن هيكلهم المزعوم، وهم للحقيقة قوم يحسنون صناعة الحدث، والتلاعب بالحدث، واستغلال الحدث كذلك، ولقد قال يوماً أحد المفكرين الإسلاميين كلمة لا زالت تقرقر في أذني وهي: أنَّه في السابق انتصر اليهود علينا مستغلين جهلنا واليوم ينتصرون علينا مستغلين عجزنا.
وهذا هو الواقع، فاليهود الآن مستمرون في الحفريات تحت المسجد الأقصى، وهم يستثمرون حالة العجز والخور والهوان التي يعيشها العالم العربي والإسلام، وهم قبالة ذلك يفعلون أفعالاً جبَّارة لكي يتهيأ المناخ المناسب والوقت المناسب لهدم المسجد الأقصى، وانهيار أساساته التحتية، ولعلَّ من أهمِّ النشاطات التي يقوم بها يهود الصهيونيَّة تجاه المسجد الأقصى ما يلي ذكره:
1) الحفريات العديدة تحت المسجد الأقصى المبارك، وهذه الحفريات في الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك، وتحتوي على أكثر من عشرة مواقع، ولعلَّ من أبرزها، نفق (سلسة الأجيال) وهو نفق افتتح في 22/ 6/2009م وذلك بعد أكثر من ست سنوات من الحفر، وكذلك هنالك (القاعة الهيروديانيّة)، وهنالك (القاعة الكبرى) ولها من أكبر القاعات والحفريات تحت الأقصى، وهنالك (بوابة وارين) وتقع أسفل باب القطانين، وهنالك (قاعة المياة) وهي عبارة عن نفق ضيق جدا، ويمتد من شمال باب الناظر وحتى المدرسة العمرية تقريبا.
ولقد كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" عن وجود 50 كنيسا يهوديا تطوق المسجد الأقصى المبارك وعدد آخر قيد الإنشاء، في مسعى من سلطات الاحتلال الإسرائيلية لإحداث تغييرات جذرية في محيط المسجد، تمهيدا لبناء "الهيكل الثالث" المزعوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2) بناء جسر على طريق باب المغاربة وقد صادقت المؤسسة الصهيونية على ذلك، حيث ارتكبوا جريمة هدمه في 7/ 2/2007م، وذلك لكي يكون هذا الجسر الحديدي المعلَّق بدلا من هذا الباب ولكي يكون ممرا يمكِّن عناصر العصابات الصهيونية من اقتحام المسجد الأقصى كما شاؤوا، ولكي تحظى النساء اليهوديات بمكان موازٍ لمكان الذكور في الساحة!!، وذلك حتى يكون هذا تمهيداً لمشروع أكثر خطورة يتعلق بمحاولة اقتسام الجزء الجنوبيّ الغربيّ من ساحات الأقصى، وتخصيصه لصلاة اليهود، عبر ربط الكنيس الموجود تحت حائط البراق، «قنطرة ويلسون»، بباب المغاربة، ليُصبح الجزء الجنوبيّ الغربيّ من ساحات المسجد الأقصى جزءاً لا يتجزأ من المدينة اليهوديّة تحت المسجد الأقصى، وحتى يفرض بالقوة مخططاً خطيراً يقضي بتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين والصهاينة، وقد دعا رئيس الدولة الصهيونية سابقا واسمه "موشيه كتساب" دعا إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، والسماح لليهود بإقامة شعائرهم الدينية داخل المسجد الأقصى وقال في تصريحات له للإذاعة الصهيونية مؤخراً: (إنّ دخول المسلمين واليهود إلى الحرم القدسي لا بد أن تتم في نهاية الأمر وفقاً لنظام متفق عليه بين الأطراف المعنية، يسمح لكافة المسلمين واليهود بأداء شعائرهم الدينية في هذا المكان المقدس على غرار الإجراءات المتبعة في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل) على حدِّ قوله.
3) تفريغ الأنفاق وقنوات المياه والآبار أسفل الحرم الشريف لإضعاف أساسات المسجدين من الجهة الجنوبية بحيث يسهل تدميرها من شدة أصوات الطائرات الحربية التي تمر فوقها أو بسبب هزة أرضية، وتزامن هذا مع إعلان بعض صحف الاحتلال في 13/ 4/2008م أنّ أحجار حائط البراق بدأت بالتفتّت، خصوصاً تلك الحجارة الواقعة في أعلى السور، أي أحجار مصلّى البراق، الذي يقع في أقصى الطرف الغربيّ للمسجد الأقصى، وهو ما يُمّهد لإغلاق مسجد البراق، ومنع المصلّين من الوصول إليه، وتحويله إلى كنيسٍ يهوديّ أو موقعٍ أثريّ متصلٍ بالمدينة اليهوديّة.
ومن باب أنَّ الشيء بالشيء فهنالك أكثر من 23 جماعة دينيَّة وعلمانيَّة صهيونيَّة، مرجعيتها الإيمان بمعتقدات الأساطير التلموديَّة الصهيونيَّة (الكاذبة) ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، ولهذا تقوم هذه الجماعات ببثِّ الخطط المناسبة لهدمه أو قصفه أو إثارة زلازل أرضيَّة مصطنعة تحته أو حرقه أو نسفه، على اختلاف بينهم في الطرق والأساليب لهدمه، ولكنَّ المقصد الواحد وهو تغييب وجود هذا المسجد الشريف، أضف إلى ذلك أنَّ هنالك 9 منظَّمات من الجماعات اليهوديَّة الصهيونية الغربيَّة في الخارج مهمَّتها مساندة ومساعدة المنظمات في داخل القدس لتحقيق الهدف من هدم الأقصى، وهذه المنظَّمات لها مهام عديدة وكل منظَّمة مختصَّة بقضيَّة خاصة فهنالك منظمات مهتمَّة بالتمويل وأخرى بالدعاية والإعلان وفنون التأثير لتأييد ما يقومون به داخل أمريكا، وثالثة تهتم بنشر ما تقول إنَّها حقائق تراثيَّة ودينيَّة متعلِّقة بتاريخ الهيكل المزعوم، وأخرى مختصَّة بالرسوم القانونيَّة، إلى غير ذلك من تخطيط كبير في خدمة إفكهم المبين، فأين هي مخطَّطات المسلمين من أهل الحل والعقد لمناصرة القدس الأسيف!!
· لماذا الحفر تحت الأقصى؟
اليهود الصهاينة صنعوا كذبة صلعاء صدَّقها الأوباش من اليهود، وهي أنَّ المسجد الأقصى بني على أنقاض هيكل سليمان ـ عليه الصلاة والسلام ـ، ولهذا فإنَّهم يريدون من خلال هذه الكذبة توجيه الرأي العام بأنَّ المسجد الأقصى ليس هذا مكانه، وأنَّ هيكل سليمان هو الأول، وحينما يقضون على المسجد الأقصى ويهدمونه (لا قدر الله) يضعون بناءً خاصا بهم معبِّرا عن هيكل سليمان، وهم في لوقت نفسه سيكسبون أمرين هما: هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أنَّ كلامهم زور وبهتان فإنَّ المسجد الأقصى بني بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، وكان المسجد الحرام هو المسجد الذي بني أولاً وتلاه بناءً المسجد الأقصى، فالأقدميَّة للمسجد الأقصى، والهيكل المقدس لدى اليهود ما هو إلاَّ أسطورة محشوَّة في رؤوس اليهود بناء على أساطير وخرافات كاذبة، فالذي يثبت بالدليل والبرهان أنَّ سليمان عليه الصلاة والسلام لم يبن هيكلاً بل بنى مسجداً للعبادة هو المسجد الأقصى أو أعاد بناء هذا المسجد وتأسيسه مرَّة أخرى، (وسواء أخذنا برأي من ذهب إلى أنّ الباني الأول للمسجد الأقصى بعض ولد آدم أو إبراهيم عليهما السلام، فإن بين ولد آدم، وسليمان عليه السلام آلاف السنين، وبين إبراهيم عليه السلام وسليمان عليه السلام ما يقرب من ألف سنة. فهذا يعني أن المسجد الأقصى وجد في جبل بيت المقدس، قبل أن تكون هناك قبيلة يهودا، أو يكون هناك يهود، وقبل أن يكون التاريخ اليهودي أصلاً، وأيضاً قبل بناء سليمان عليه السلام الهيكل كما يزعم اليهود، وهل من المعقول أو الجائز شرعاً أن يقوم نبي الله سليمان ببناء معبدٍ لله تعالى تحت المسجد القائم؟!) كما يقول الدكتور صالح الرقب في بحث له عن خرافة وجود الهيكل.
وعليه فلو كان اليهود أهل صدق لعلموا أنَّ الهيكل المقصود عندهم هو المسجد الأقصى المبارك وللزمهم الدخول في دين الإسلام، بدلاً من المطالبة بهدم الأقصى وبناء الهيكل!!
ثمَّ إنَّ اعتراف العدو اليهودي الصهيوني على ذلك هو خير شاهد، فلقد أعلن عالم آثار يهودي بأن الهدف من كل ما يجري هو إقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى، ويقول عالم آثار إسرائيلي من لجنة الداخلية التابعة للكنيست إن الحفريات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وهدم جسر خشبي عند باب المغاربة، وهدم غرفتين ملاصقتين لمسجد البراق الملاصق للمسجد الأقصى هدفها إقامة كنيس يهودي داخل الأقصى.
بل قال عالم الآثار (مئير بن دوف) إن إسرائيل بالغت بموضوع اللجوء إلى الحفريات وهدم جسر طريق باب المغاربة؛ لأنه كان بالإمكان إصلاح الأجزاء التي تضررت بالجسر بتكاليف بسيطة. وتابع يقول: "لكن من الواضح أن الهدف هو تحويل مسجد البراق إلى كنيس يهودي للمصليات اليهوديات؛ لأن ما يجري ليس مجرد ترميم، وإنما هناك مخطط لإقامة الكنيس داخل الحائط الغربي للحرم القدسي".
وهم لديهم عقيدة مسخ مزعومة تقول بأن من شروط عودة المسيح ووقوع معركة: (هرمجدون) هو هدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم بهيكل سليمان، حيث يعتقدون أنَّ الهيكل يقع تحت المسجد الأقصى.
وهنالك جماعات عديدة ترى هذا الأمر وقد ذكر أحد الكتَّاب الإسلاميين واسمه محمد مورو بأنَّ هذه الجماعات الصهيونية المتطرفة التي ترى ضرورة هدم الأقصى بأنَّها تتمتع: (بنفوذٍ قويّ داخل الحزب الجمهوريّ في الولايات المتحدة، ويتعاطف معها بصورة ضخمة رموز اليمين الأمريكي المحافظ من " ديك تشيني " إلى " دونالد رامسفيلد " إلى الرئيس الأمريكي الأسبق " بوش " ذاته، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق " رونالد ريجان " يؤمن مباشرة بتلك العقيدة المزعومة، كما تمتلك تلك الجماعة قنواتٍ تلفزيونيّةً وإذاعيّة وصحفًا، ويتبعها عددٌ كبير من القساوسة أمثال " باث روبرتسون " والأب " جراهام " وغيرهما).
ولهذا بانت نيَّة المحتل الصهيوني حيث عكست تصريحات المسئولين الصهاينة بعد احتلال مدينة القدس مباشرتا أو بعد احتلالها بسنوات قليلة، رغبتهم في المضي قدما نحو السفر في " رحلة البحث عن الهيكل "، وقد نقلت صحيفة يدعوت احرونوت على لسان وزير الأديان الإسرائيلي آنذاك " زيرح فارهفيك " قوله: " أن وزارة الأديان الإسرائيلية تسعى بواسطة عمليات الحفريات التي تجريها للكشف الكامل عن حائط المبكى بهدف إعادة هذه الدرة الثمينة وهي عمليات تاريخية ومقدسة تهدف للكشف الكامل عن الحائط وهدم وإزالة المباني الملاصقة له رغم العراقيل التي كانت تقف في الطريق".
وحينما عاد أولمرت من مؤتمر انا بوليس استقبله المتطرفون اليهود بالورود ذلك انه لم يفرط في القدس من وجهة نظرهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع أنَّ اليهود قد نهوا عن الكذب بل قالت أسفارهم ذلك: لا تقل خبرا كاذباً، ولا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم. لا تتبع الكثيرين في فعل الشر ... ابتعد عن الكذب) وقد جاء هذا الكلام في سفر الخروج: (23: 1 _ 6)، ورغم كل ذلك فقد قامت علاقة اليهود مع فلسطين والمسجد الأقصى على الكذب الصراح؛ فإنَّ هذه الكذبة التي أرادها مؤسسو دولة إسرائيل لكي يستخدموها في دعاويهم لجلب اليهود من أنحاء العالم، لم يثبت شيئاً منها، وقدر ما يحفر هؤلاء اليهود الصهاينة تحت الأقصى فلن يجدوا أيَّ شيء يثبت لهم ما يدَّعونه، ولقد نقل "ظفر الإسلام خان" عن الكاتب البريطاني (هيامسون) قوله بشأن حضارة اليهود: (لم يوجد في فلسطين نقش واحد ينسب إلى المملكة العبرية، لقد فشلت اليهودية في أن تقدم أي أثر لداوود أوسليمان، أو أي نقش أو حجر أو حتى أي نصب تذكاري، ولهذا فإنَّ قضيتهم تفتقر إلى دليل مادي مسجل) كتاب الانتداب على فلسطين لظفر الإسلام خان ص48 ـ 49.
ولنفترض جدلاً (وهو لم ولن يحصل) أنَّ اليهود قد وجدوا شيئاً ممَّا يعبِّر عن تراثهم المزعوم، فإنَّ (الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) وهي نص آية قرآنيَّة في كتاب الله تعالى، والظالم لن ينال من عهد الله شيئاً بنص قوله تعالى: (وإذا ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمَّهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين).
وإنَّنا مطمئنون على أنَّ كل ما يقوم به يهود الصهيونيَّة لن يعدو أن يكون فقاعة صابون أو سحابة صيف عن قليل ستنقشع، وأنَّ الباطل كلَّما انتفخ فإنَّه سيوضع على الأرض وتدوسه حقائق الحق، وإنَّ النصر آت لا ريب فيه وفقاً للآية القرآنية (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وجعلناكم أكثر نفيراً، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً). الإسراء.
· ما الذي يمنع إسرائيل من أن تقوم بعملية هدم الأقصى بشكل مباشر؟
لقد قال تعالى في محكم التنزيل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله).
يقول الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه: لولا أن الله عز وجل يدفع بمن في المساجد عمن ليس في المساجد، وبمن يغزو عمن لا يغزو؛ لأتاهم العذاب، وقالت فرقة: ولولا دفع الله العذاب بدعاء الفضلاء والأخيار، هذا من جهة ...
ومن جهة أخرى فالصهاينة في واقع الأمر مختلفون فيما بينهم في عملية الهدم فهنالك خلافات بين تياراتهم الدينية حيال ذلك، كما أنَّ هنالك خلافات بين العلمانيين الصهاينة واليهود المتطرفين (المتدينون)، وكذلك لا يزال التخوف منهم من الهبَّة الشعبيَّة العالمية العارمة حيال ذلك، سواء أكان ذلك في فلسطين أم خارجها، وإذا كان عدو الله (الحي الميت) شارون حينما دخل المسجد الأقصى انتفضت فلسطين وانتفضت الأمة بأجمعها فماذا سوف يحصل حينما يهدم الصهاينة المسجد الأقصى؟
وكذلك هنالك ضغوطات دوليَّة على الحكومة الصهيونية بعدم اقتراف هذه الحماقة التي ستسبب لها إحراجا أمام النظام الدولي والمنظومة العالمية، وبالطبع فهذا ليس حبَّاً بأهل فلسطين ولكنَّه تدجين للمسلمين عموماً، فالمقصد لا تهدموه الآن ولكن إذا واتتكم الفرصة فافعلوا ما تشاؤون، لكي تسنح الفرصة والأمور لصالح الكيان الصهيوني ...
قال البيولوجي الأمريكي (جيمس جاننغ) -الذي يعيش في شيكاغو، وقد سبق أن أجرى دراسات بيولوجية في الأردن ومصر وفلسطين-: "كثير من الصهاينة الإسرائيليين يفضًلون المضي في المخطط خطوة .. خطوة. فإذا لم ينسفوا المسجد فإنّهم يتمنون أن ينظر إليهم كمعتدلين ... إنّ بعض قادة إسرائيل يختبرون الأجواء السياسية لبناء الهيكل إلى جانب المسجد. فإذا حققوا ذلك، فإنهم قد يعمدون لاحقاً إلى إزالة الحرم الشريف. إنها لعبة القوة السياسية) انظر كتاب: النبوءة والسياسة: غريس غالسل ص110
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلَّ الصهاينة كذلك لم يروا هذا الوقت هو لوقت المناسب للهدم فهم يحاولون التطبيع مع الكثير من الدول الإسلامية ويحاولون تطبيع وتهويد العلاقات العربية والإسلامية من المقدسيين مع اليهود الساكنين في القدس، فهم يريدون تهيئة الفرصة المواتية التي يشعرون فيها ضعف تمسك العالم العربي والإسلامي بقضية القدس والأقصى.
· واجب الأمَّة الإسلامية تجاه القدس.
في القدس قد نطق الحجر
لا مؤتمر لا مؤتمر
أنا لا أريد سوى عمر
على الأمَّة الإسلامية أن تعد نفسها إعداداً جيداً يليق بها لكي تسترد كرامتها، وتستدعي حدود مجدها، وألاَّ تنتظر أن يعمل لها أحد من أمم الشرق والغرب، أو أنها تفرح بتصريح من هنا، وخطاب من هنالك، فيكون حالها كما قال الشاعر:
يرجون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا
عليها أن تعرف عدوها جيداً وأن لا تثق به أو تحسن به الظن، ولو قرأنا كل تاريخ عتاولة الإجرام الصهيوني لوجدنا حقيقة الإرهاب لديهم، ولعلي أضرب مثلاً لذلك من مقال بعنوان (الإرهاب) حيث كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق شامير في جريدة (هازيت) التي كانت تصدرها حركة (ليحي) والتي كان يترأسها شامير آنذاك في شهر آب عام 1943م فقال: (لا يمكن استخدام الأخلاق اليهودية ولا الأعراف اليهودية كوسيلة لمنعنا من الإرهاب كوسيلة للحرب ... إننا بعيدون جدا عن الترددات الأخلاقية عندما نهتم بالنضال الوطني، فالإرهاب بالنسبة لنا، أولا وقبل كل شيء هو جزء من الحرب السياسية مناسب لظروفنا الآن) عن كتاب الغرب والإسلام وفلسطين، للمفكر الفلسطيني محمود النمورة ص247.
وهذا مناحم بيجن السفاح الكبير الذي حصل على جائزة نوبل!! الشخصيَّة التي قتلت النساء وصاحب الإبادات الجماعيَّة للبشر لتحقيق أغراضه السياسية المشؤومة، هذا الرجل الذي قال عنه ابن جوريون نفسه إنه يريد القضاء على جميع العرب لإنشاء دولة إسرائيل الكبرى، وفي ذات يوم وصف الفلسطينيين في خطاب ألقاه في الكنيست بأنَّهم وحوش تمشي على قدمين!!
نجده يقول في كتابه "الثورة": "ينبغي عليكم أيها الإسرائيليون أن لا تلينوا أبدا عندما تقتلون أعداءكم، ينبغي أن لا تأخذكم بهم رحمة حتى ندمر ما يسمى بالثقافة العربية التي سنبني على أنقاضها حضارتنا". ويقول أيضا " الفلسطينيون مجرد صراصير يجب سحقها".
ويقول بنيامين ناتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس":"لا نؤمن بوسيلة سوى القوة والعنف والإرهاب الدموي بأبشع أشكاله من أجل تحقيق أهدافنا وأفكارنا ومعتقداتنا في أرض إسرائيل الكاملة أو في الدولة اليهودية أو في إسرائيل قوية مهيمنة على المنطقة".
فالذي علينا أن نعرف عدونا جيدا، وأن نعرف قداسة فلسطين وأنَّها أرض محتلَّة، وأن نعلم خطر المنافقين، وأن ندرك خطر سبيل المجرمين وكيدهم ومكرهم للتلاعب بقضيتنا، ونكشف كل ما تعلمناه للآخرين لكي نكِّون وعياً راشدياً وتعبئة فكرية كبيرة، وبعدها نصنع ولو شيئاً يسيراً نلقى به الله تعالى حينما يخاطبنا: (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين)، فإنَّ العمل ولو كان قليلاً خير من التكاسل والتباطؤ، ولقد قال القريشي في وفيات الأعيان: سيروا إلى الله عُرجاً و مكاسير؛ فإن انتظار الصحة بطالة!!
من العيب والعار أن يشاهد لعالم العربي والإسلامي في فلسطين وخارجها صوراً مضيئة ومشرقة من صور نصرة المرأة لقضية فلسطين، وما نشهده من صور المقدسيات للمحافظة على المسجد الأقصى والدفاع عنه بأجسادهنَّ ليس إلاَّ دليلاً على أنَّها قادرة على صناعة الحدث، ويتحدَّث الشيخ رائد صلاح عن المواجهات التي دارت بين المقدسيين والصهاينة الذين يحاولون الدخول للأقصى فقال: (ومن ضمن ما حدث خلال هذه المواجهات أن إحدى المسلمات تلقت ضربة قوية على رأسها أدت إلى موتها موتا سريراً استمر عشرة أيام، ثم أكرمها الله تعالى بالشهادة بعد ذلك، فهذا موقف نرى من خلاله موقف المرأة المسلمة في اتجاه نصرة المسجد الأقصى المبارك، كذلك لا ننسى مشهداً آخر عشناه عندما كانت هناك مظاهرة كبيرة جدا لمؤسسة "مسلمات من أجل الأقصى" باشتراك مسلمات القدس عندما خرجن بعد صلاة الظهر مباشرة في مظاهرة كبيرة زادت عن ألف وخمسمائة وقمنا يرددن ذاك النداء الذي بات على لسان كل مسلم وعربي وفلسطيني في العالم "بالروح بالدم نفديك يا
(يُتْبَعُ)
(/)
أقصى " فقامت خيول عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمتهن من أجل تفريق المظاهرة، إلا أن المتظاهرات بقين في أماكنهن، أحطن بالخيول وأخذن يرددن في كل ثبات وكل صمود "بالروح بالدم نفديك يا أقصى).
فهل باتت نساء القدس، في دفاعهنَّ عن الأقصى وأسوار الأقصى أقوى من مدافع الدول العربيَّة؟
إنَّنا لا نريد أن نبقى على حالتنا المعهودة عنَّا بالانفعال حينما نرى جلاوزة الإجرام الصهيوني يتقدَّمون نحن الأقصى فنبدأ نهتف ونستصرخ ونصيح، ثم نخمد إن ابتعدوا قليلاً عن أسوار الأقصى، إنَّ الاعتياد على ذلك يسبب مرضاً؛ لأنَّ النفس إذا اعتادت أن تهبَّ وقت المجزرة، أو أن تكون كبعض رجال المطافئ الذين يطفئون الحريق فحسب دون الاهتمام، بذكر أساليب الوقاية والحماية ودون أن تستخدم أساليب أخرى، فإنَّ هذا يكون أمراً مزعجاً.
إنَّ من أخطر ما أصيب به المسلمون في كثير من أعمالهم أن معظمها صار [ردود أفعال] فما إن تشتعل في قلوبنا حتَّى تنقطع من جديد؛ لأننا غالباً نتحرك بلا هدف ولا تخطيط؛ فالأحداث تُسَيِّرُنا وتفرض نفسها علينا، وكثير منَّا لا يُكَيِّفُهَا حسب خطة عمل، أو يوظفها لصالحنا، لذا أضحت أفعالنا وقتية، وتحركاتنا آنية.
ولا شكَّ أنَّ هذا خلاف العمل المتكامل، وكثير من علماء الإدارة يوصون بكلمة قصيرة لكن معناها عميق وهي [ابدأ والنهاية في ذهنك].
إن النجاح الحقيقي أن يعرف الإنسان هدفه في الحياة، وهدفه من العمل الذي يريد تحقيقه، ثم يسعى لذلك مرتباً لكل مرحلة منهجيةً يسير عليها، ومعالم يستنير بها، فلا يكون حاله كحال كثير منَّا يعمل متحمساً في البداية ثم ينقطع في آخر الشوط، فلم يفلح ولم يصلح. وقد نهى الله عن ذلك بقوله: [ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا] النحل [92].
والعلاج هو الاستعانة بالله أولاً فلو توكل العبد على ربه وأحسن الظن به لاستطاع أن ينقل جبلاً من مكان إلى آخر كما يقول إمامنا ابن القيم الجوزية، فالقصد أن يكون لدى الشخص قوة وعزم وإرادة وتصميم وصبر ومصابرة ومثابرة لنيل ما يريد القيام به لنصرة قضية فلسطين ولن يخيِّب الله أمله.
إنَّ صلاح الدين الأيوبي لن يعود، ولكن سيكون هنالك أتباع لعمر بن الخطاب، ولصلاح الدين، وإذا هيأت الأمة نفسها وأعدَّت العدَّة سواء في داخل فلسطين أو خارجها، فإنَّ الله تعالى ناصر دينه ومظهر كلمته، فالمهم أن يكون هنالك رجال على مستوى الكلمة يكون همُّهم وهدفهم الله والدار الآخرة، (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب في القلوب والأبصار).
رجال يحبون الموت كما نحب الحياة، ولقد حدَّثنا التاريخ وكان من رجالاته الواقدي الذي قال عن فاتحي بيت المقدس: (وقد بلغني أنَّ المسلمين باتوا تلك الليلة ـ ليلة الاتجاه لفتح القدس ـ كأنَّهم ينتظرون قادماً يقدم عليهم من شدَّة فرحهم بقتال أهل بيت المقدس، وكل أمير يريد أن يفتح على يديه، فيتمتع بالصلاة فيه، والنظر إلى آثار الأنبياء) من فتوح الشام للواقدي: (1/ 216).
وعن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جدِّه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال "من سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه"رواه مسلم.
أنصح عموم القرَّاء الكرام أن يطالعوا عدداً من الكتب المهمَّة في هذا المجال ومنها كتاب: قبل أن يهدم الأقصى والذي نشر مؤخراً بعنوان: (قبل الكارثة ... نذير ونفير) للدكتور عبد العزيز مصطفى كامل ـ حفظه الله وفرَّج عنه ـ، وكتاب يا مسلمو العالم أفيقوا قبل أن يهدم الأقصى للدكتور صالح الرقب ـ جزاه الله خيرا ـ، وكتاب القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى للدكتور سفر الحوالي ـ حفظه الله وشفاه ـ، وكتاب عقيدة اليهود في الوعد بفلسطين للدكتور محمد آل عمر، فهذه الكتب من خيرة الكتب التي تحدَّث عن موضوع القدس ومخطَّطات اليهود نحوه.
وفي النهاية فإني أحب أن أوجه قولاً من القلب ليدخل كل قلب صادق يغار على دين الله وحرماته وشعائره، فأقول: ماذا أنت فاعل للقدس؟ ولنصرة القدس؟ وللدفاع عن القدس؟ ولنشر الوعي بين من تعرفهم عن القدس وعمليات تهود القدس والحفريات التي تحت المسجد الأقصى؟ وبماذا ستجيب ربَّك يوم القيامة حينما تسأل عن التفريط بحقوق الأمَّة ...
ومن جانب القدس أكتب لكم هذا المقال وأقول في النهاية: لا نريد أن تبقى قضية فلسطين مجرد أسئلة وأجوبة، فنحن نسمع الكثير من الردح والجرح والقدح بالعدو الصهيوني، ولكنَّ الفارق الرئيس أنَّ العدو يعمل لقضيته وإن كانت زوراً، والكثير من المسلمين ينظرون ويصيحون دون عمل كما قال الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله - في ثلاثينيات القرن الماضي: (ما دام الصهيونيون يقبضون على ناصية القوة والمال، والمسلمون يقبضون على ناصية الاحتجاج والأقوال، فيا ويل فلسطين من الذين يتكلمون ولا يعملون!)
ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد
ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد
ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 01:09]ـ
وجدت شريط اسمه ماذا لو هدم المسد الاقصى فى موقع انا السلفى لكن للأسف بحثت عنه ولم أجده لأسمعه
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 12:25]ـ
اعجبني سرد هذه الوقائع للاحداث يا اخي الكاتب لكنك في كتابتك نسيت ان انقسام الفلسطينين المدبر اساسا من الاحتلال اعطى الصهاينة الفرصة الكاملة للانقضاض على الاقصي وما اعجبني اكثر ان معظم التواريخ المذكورة من انتهاك للمسجد الاقصى لا تتجاوز اربع سنوات اي عندما يشبت المقاومين المحافظين على الثوابت بقعد الحكم الزائل
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 04:21]ـ
شكراً لكم أخي الحبيب خالد المرسى
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 06:50]ـ
نفع الله بكم أخي الكريم أبو بشار الغزاوي
ـ[تركي القحطاني]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 10:03]ـ
نسخه من الموضوع للإيميل
والجسد يتعرض الى لدغ وعض ومخش
بارك الله فيك اخي خباب
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[24 - Mar-2010, صباحاً 07:37]ـ
بوركتم يا أستاذ تركي القحطاني
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 09:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
يقول الله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. فهم لن يوقفوا أعمالهم ضد المسلمين ومقدساته حتى قيام الساعة.
لعن الله اليهود والنصارى.
أسأل الله أن يحرر القدس من براكين اليهود، وأن يوحد الشعب الفلسطيني.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - Jun-2010, صباحاً 12:21]ـ
الاخ عبد الله الفقيه بارك الله فيك
ونقول للإخوة هل من مزيد؟
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 08:08]ـ
بارك الله فيك أخانا خباب ونفع بعلمك وعلى الرباط في بيت المقدس ثبتك
وأقول لإخواني الذين جعلوا الانقسام والاختلاف بين الشعب الفلسطيني سببا لما يتعرض له المسجد الأقصى
أن المسجد قد احتل قبل أن يكون هذا الانقسام
وكلمة التوحيد تكون قبل توحيد الكلمة
فكيف نطلب من الشعب الفلسطيني المسلم التوحّد مع الذين اتخذوا العلمانية أو الشيوعية دينا لهم!!!
لقد تبايعنا بالعينة وأخذنا أذناب البقر ورضينا بالزرع وتركنا الجهاد
اللهم استخدمنا في طاعتك ووفقنا لما تحب وترضى
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 11:08]ـ
قادم من بعيد
جزاكم الله خيرا على تعليقكم اللطيف(/)
هل ثبت عن الإمام أحمد جواز الحلف بالنبي؟
ـ[أبوندى شاذلى محمد الصعيدى]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 04:10]ـ
هل ثبت عن الآمام أحمد القول بجوز الحلف بالنبى صلى الله علية وسلم
وأنة ينعقد بة اليمين للانهوا ركن من أركان الآسلام
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 06:14]ـ
قال ابن قدامة في المغني (11/ 204):
فصل: ولا تنعقد اليمين بالحلف بمخلوق كالكعبة والأنبياء وسائر المخلوقات ولا تجب الكفارة بالحنث فيها هذا ظاهر كلام الخرقي وهو قول أكثر الفقهاء وقال أصحابنا الحلف برسول الله صلى الله عليه وسلم يمين موجبة للكفارة =
وروي عن أحمد أنه قال إذا حلف بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنث فعليه الكفارة=
قال أصحابنا: لأنه أحد شرطي الشهادة فالحلف به موجب للكفارة كالحلف باسم الله تعالى.
/// ووجه الأول قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت)).
-ولأنه حلف بغير الله فلم يوجب الكفارة كسائر الأنبياء.
- ولأنه مخلوق فلم تجب الكفارة بالحلف به كإبراهيم عليه السلام.
- ولأنه ليس بمنصوص عليه ولا في معنى المنصوص ولا يصح قياس اسم غير الله على اسمه لعدم الشبه وانتفاء المماثلة.
- وكلام أحمد في هذا يحمل على الاستحباب دون الإيجاب.
انتهى من المغني.
ورواية أحمد نص عليها في المبدع أنه من رواية أبي طالب عنه [المبدع 9/ 229].
وليس معنى كلام الإمام أحمد أن يجوِّز الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ونحوه ..(/)
شعارات الإصلاح الكاذبة!
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 07:32]ـ
شعارات الإصلاح الكاذبة!
في هذا العصر تُتداول الكثير من الشعارات والمصطلحات البراقة لإصلاح الواقع المُخزي لدول المسلمين، فتُعدُّ الخُطط، وتُصرفُ الأموال لتنفيذ المشاريع الإصلاحية؛ والنتيجةُ وهنًا على وهنٍ! ومن هُنا تجيء فلسفة مبدأ الإصلاح أهو من رأس الهرم أم قاعدته؟ هل طريق الإصلاح ينطلق من القادة أم الشعوب؟ وللإجابة على هذا التساؤل؛ فلنُفسح للتاريخ قليلاً!
في حين يَعمدُ ثلة من الناس إلى التقليل من أهمية أحداث ووقائع التاريخ للقياس عليها في واقع اليوم، إلا أنَّ التطرق لتلك العبر أمرٌ هامٌ للغاية، وليبقى الزمام مُطلقًا للقارئ في تحديد القرار. هيا للنظر إلى صورٍ من السياسة الإصلاحية للخليفة الراشد والمصلح الكبير عُمر بن عبدالعزيز الذي لم يحكم سوى سنتين ونصف!
صور من سياسة الإصلاحي عمر بن عبدالعزيز [1]
تولى عُمر بن عبدالعزيز الخلافة سنة 99 بعد ما ملأها خُلفاء بني أمية وولاتهم ظلمًا وجورًا، ونطاق حُكمه يُعادل ما يقرب من ثمانية عشرة دولة بالحدود السياسية المعروفة الآن، فبدأ حكم دولته وتأسيسها وتحصينها بالعدل:
http://www.shm3h.info/Rayed/Pic/General/Icon.png فكل رعيته بما فيهم أولاده الذين من صلبه في ميزانٍ واحد.
http://www.shm3h.info/Rayed/Pic/General/Icon.png وأول ما بدأ بنفسه وأهله وأولاد الخلفاء والولاة من قبله، فألغى جميع الامتيازات المخصصة لهم، ورد كُل ماصُرف لهم بغير وجه حق إلى بيت مال المسلمين، حتى عِقد زوجته -الذي أهداها إياه والدها الخليفة عبدالملك بن مروان- أعاده لبيت مال المسلمين لأنه من الامتيازات التي صُرفت بغير وجه حق.
http://www.shm3h.info/Rayed/Pic/General/Icon.png وعزل جميع الولاة والحكام الظالمين، ورد المظالم لأصحابها، ورفع الجور والظلم عن الناس.
http://www.shm3h.info/Rayed/Pic/General/Icon.png وحث الناس على الإبلاغ عن المظالم والتنبيه على المخالفات، ورَصَدَ المكافآت لمن يفعل ذلك، فكتب كتابًا ليُقرأ على الحجيج وفي المجامع والمحافل، جاء فيه: "أما بعد، فأيما رجل قدم علينا في رد مظلمة، أو أمر يُصلح به خاصًا أو عامًا من أمر الدين، فله ما بين مائة دينار إلى ثلاثمائة دينار".
فرحم الله عمر بن عبدالعزيز، إنَّما وُلي ثلاثين شهرًا، فما مات حتى صار الناس لا يجدون فقيرًا ليأخذ مال الزكاة!
السياسة الإصلاحية لعمر بن عبدالعزيز منهجًا للإصلاح في الإسلام
وهكذا غدت سياسة عمر بن عبدالعزيز الإصلاحية التجديدية "منارًا للعاملين على مجد الإسلام، فقد ترسم نور الدين زنكي خطوات عمر بن عبدالعزيز في عهده، فحقق نجاحًا كبيرًا للأمة في صراعها مع الصليبيين، وكان الفضل لله، ثم للشيخ أبي حفص عمر محمد الخضر –المتوفى عام 570هـ- والذي كان أحد شيوخ نور الدين زنكي، حيث كتب لنور الدين كتابه الجامع لسيرة عمر بن عبدالعزيز لكي يسير عليها نور الدين زنكي في خطواته وجهاده" [1].
كيف يستوي الإصلاح بدون تطبيق النظام العادل على الجميع؟!
لا يصح أن يدعو الأب أولاده إلى الصدق وهو يكذب، كما لا تستوي دعوة المدير موظفيه إلى الالتزام بمواعيد الدوام وهو لا يلتزم، ولا يتفق أن يحث مدير الخزانة العاملين على الأمانة وهو يسرق! كيف لنا إذًا بدعوة الناس إلى الانتظام والصلاح والمثالية ونحن خلاف ذلك؟! بل أضحى المثالي المنتظم في دولنا مهضوم الحقوق لا سبيل له إليها غير الضرب بقواعد الصلاح والمثالية عرض الحائط! وغدا أُناسٌ يتمنون العيش بعيدًا عن أوطان الظلم والجور، طلبًا لمواطن العدل! قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراك في أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم؛ ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام" [2].
والحمد لله رب العالمين
رائد بن عبدالله الغامدي
1430.11.06هـ
_____________________________
[1] الخليفة الراشد والمصلح الكبير عمر بن عبدالعزيز ومعالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة، د. علي الصلابي، المكتبة العصرية، صيدا- بيروت، الطبعة الأولى، 1427هـ.
[2] العدل والمساواة من أسباب بقاء الأمم ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubConte nt&ContentID=4926)، د. سفر الحوالي.(/)