ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - Aug-2009, صباحاً 09:45]ـ
http://www.saaid.net/feraq/sufyah/index.htm
ـ[شعيب عتيق]ــــــــ[21 - Aug-2009, صباحاً 10:08]ـ
أخي العزيز
عرفه بموقع صوفية حضرموت، وأفضل تهديه كتاب القبورية في اليمن للشيخ المعلم وهو حضرمي، والكتاب ممتاز
ـ[الفارابي التلميذ]ــــــــ[10 - Sep-2009, مساء 06:04]ـ
أخي الحبيب،
اعلم أنه ما اتخذ الصوفية مذهبا حتى أقنع أنها هي أهدى سبيلا الى الله. ولم يتأتى هذا الاعتقاد من وعظ المتوصفة له، بل من نقاشهم معه! فلقد ناقشوه في مذهبه وبينوا له أن الصوفية هي أحق أن تتبع. وبهذه الطريقة تمكنوا منه.
فان أردت ارجاعه الى الجادة، يجب عليك أن تناقشه، لا أن تعظه. وفرق ما بينهما أن لسان حال الواعظ يقول: أنا على الحق من دون شك، وأنت على الباطل من دون شك. ولسان حال المناقش يقول: قد أكون على حق، وقد تكون أنت على حق فدعنا نتناقش لنرى من هو على الحق.
وللأسف فان جل اخوتنا الذين يدعون للدين لا يجيدون الا الوعظ. لذا تراهم ينفرون الناس من دين الله، ومن ثم يتهمون عقول الناس وعقيدتهم. ولا يخطر لهم أن طريقتهم في التبليغ خاطئة.
عليك أن تصاحبه وتصادقه. ولا تفتح موضوع تصوفه كل مرة تراه فيها. فهذا يدعوه لأن يملك ويسأم كلامك. وليكن نقاشك معه عفويا ومن دون تكلف. وحاول قدر المستطاع أن لا تبدأ النقاش حتى يبدأه. واذا ناقشك في مسألة فأره أنك تعمل فكرك فيها قبل أن تجيبه، حتى وان كنت تعرف الاجابة من دون اعمال فكر. بل أجل الاجابة عن مسألته الى لقاء اخر وأعلمه أنك ستبحث في الأمر حتى تكون على بينة.
بهذه الطريقة، سيتشوق للقياك وللنقاش معك. ولا تكن فظا معه. ولا تكفر ولا تلعن أئمته، حتى وان استحقوا ذلك. واستبدل كلمة الكفر والشرك بالضلالة، والكافر والمشرك بالضال. بل لا يحسن بك أن تذكر هذه الألفاظ عند نقاشه.
واعلم أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. فقد يستمر نقاشك معه لأيام، وربما لأشهر وسنوات. فالصبر الصبر. ولا تجعل اعتناقه لهذه الطريقة الجديدة سببا لافساد الود بينكما. فاذا انقطعت المودة، انقطع أمل ارجاعه الى الدين الحق.
وتذكر قول شوقي:
ما الذي أضحك مني الظبيات العامرية
ألأني أنا شيعي وليلى أموية
اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[مرثد]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 08:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت أن أعلق بثلاث نقاط:
الاولى: أخوكم لا يوافق على نبز العامة من هؤلاء - أو حتى بعض علماءهم - بأهل الضلال؛ ذلك أن الله تعالى حينما ذكر الكافر اللعين فرعون، قال لأنبيائه: (فقولا له قولاً لينا).
وأحب أن أبين أننا بحاجة للحوار مع المخالف في هذه المسألة، العلم لأهل العلم عندهم، وبالعقل للعامة عندهم.
ولنتعلم أساليب الإقناع، ولننسى أقول السابقين، أن صاحب البدعة لا يتوب ... إلخ.
لكن لتصلح نيتنا وأسلوبنا كذلك.
النقطة الثانية:
التصوف كلمة مطاطة، بمعنى أنها تحمل أكثر من معنى (فهو مشرك لفظي عند بعضهم:)) فبعضهم يعمل الغلو (الذي لا يشك بجوازه صبي فضلاً عن عالم!)
وبعضهم يقول أنها عبارة عن الأحوال الروحية التي يمر بها المسلم (كالخوف والمحبة ... إلخ) وإنما جمعت في علم، كما جمعت بقية العلوم الأخرى
وبعضها من قبل الأخطاء البسيطة.
فيجب أن ندرك حجم المخالفة ليكون ردنا عنها بنفس القوة والمناسبة.
كذلك يجب أن نتنبه، أنه ليس كل من عادى أو لم يحب دعوة الشيخ ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب - عليهما رحمة الله- فهو ضال مضل، إنما المرجع إلى حب واتباع الكتاب والسنة (أقصد لا نعادي ونوالي عليهما ولا على فهمهما)
النقطة الأخيرة: رأيت إعلاناً عن موقع لشيخ صوفي، فقلت في نفسي، لا أستطيع أن أحكم عليه (خبط عشواء)، والأصل أنه مسلم.
ثم تصفحت موقعه: فقلتُ مسلمٌ متحمس (لتقسيمه الأوراد وشروط الطريقة كالمحافظة على الصلوات .. )
ثم ازددت تصفحاً، ووجدتُ أنه كان طالب عند شيخ طريقة، وبعد مددددة رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً وأوصاه .... إلخ
فقلتُ: لو أنه سكت عن مثل هذا الكذب، لربما صدقته (أو تغاضيت عن شيء مما قال).
نسأل الله تعالى لنا ولإخواننا الهداية، فهم إن شاء الله يريدون الله، دلهم الله عليه
ـ[خدّام الإسلام]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 09:04]ـ
يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 12:51]ـ
أسأل الله ان يرده عن الصوفيه
واللين والنقاش كما تفضل به أحد الاخوة فهو الافضل بإذن الله ..
وجزى الله خير الاجزاء أبن الرومية فقد أستفدت بما تفضل به(/)
صور من الصوفية / ابو العزايم جاد الكريم بكير ـ "مقال مهم جدا"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 12:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صور من الصوفية
ابو العزايم جاد الكريم بكير
المقدمة
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، سبحانه وأشهد أنه لا ند له ولا شريك وأنه بذاته فوق عرشه عال على جميع مخلوقاته ومخترعاته ومصنوعاته وأنه هو الذي خلق الخلق وأوجد هذا العالم من العدم وأنه ما خلق الملائكة والجن والإنس إلا ليعبدوه ويوحدوه ويمجدوه وأن السموات والأرض وما فيهما جميعاً كل له خاضع وأن الجميع وفق أمره، ورهن مشيئته، فما شاء كان وما لم يشأه لم يكن، وأثني عليه سبحانه وأصلي وأسلم على عبده ورسوله محمد الذي بعثه الله إماماً للناس وهادياً ومرشداً ومفرقاً بين الضلالة والهدى، والكفر والإيمان، والشرك والتوحيد {فَمَن يَكْفُرْ بِالْطَّاغوت ويؤْمِن بِاللهِ فقَدِ اسْتمسَك بالعُروَة الوُثقى لا انفصام له والله سميع عليم}.
وبعد:
فإن أعظم فتنة ابتلي بها المسلمون قديماً وحديثاً هي فتنة التصوف. هذه الفتنة التي تلبست للمسلمين برداء الطهر والعفة والزهد والإخلاص، وأبطنت كل أنواع الكفر والمروق والزندقة، وحملت كل الفلسفات الباطلة ومبادئ الإلحاد والزندقة. فأدخلتها إلى عقائد الإسلام وتراث المسلمين على حين غفلة منهم، فأفسدوا العقول والعقائد. ونشروا الخرافات والدجل والشعوذة، ودمروا الأخلاق، وأتوا على بنيان دولة الإسلام من القواعد إذ حارب المتصوفة العلم والجهاد والبصيرة في الدين، بل والزواج والعمل والكسب، فنصبوا للقرآن والسنة حرباً لا هوادة فيها، وحرفوا الناس عن تعليمها بكل سبيل زاعمين تارة أن القرآن والسنة علم أوراق وظواهر وأن علمهم الباطني علم أرواح وحقائق واطلاع على الغيب ومشاهدة وتارة أخرى زاعمين أن أورادهم وأذكارهم تفضل ما في القرآن والسنة آلاف بل عشرات الآلاف من المرات وتارة ثالثة واصفين كل علماء الشريعة بأنهم محجوبون مرتزقة ظاهريون جامدون، لم يتذوقوا الحقائق ولم يشاهدوا الغيب، واختص المتصوفة أنفسهم وهم بوجه عام من الزنادقة المبتدعين والكفار المستترين بأنهم أهل العلم اللدني، والحقيقة ..
واستطاعوا بذلك أن يدخلوا كل ما سطره الكفار والزنادقة إلى عقائد المسلمين وأول ذلك ما يسمى بعقيدة وحدة الوجود التي تنادي بأن الوجود كله وحدة واحدة فلا خالق ولا مخلوق، الكل عين واحدة، وحقيقة واحدة في زعمهم تعددت وجوداتها، وتغيرت صفاتها ولكنها شيء واحد فالجنة والنار، والرسل والشياطين، والمؤمنون والكفار، والطهارة والنجاسة، والشرك والتوحيد شيء واحد وذات واحدة، ولا فرق -بتاتاً- عندهم بين موسى وفرعون، وإبليس أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم وفضَّل شيخهم الأكبر كما يدعون فِرعون على موسى لأن فرعون علم الحقيقة التي يدعيها الصوفية -حيث قال (أنا ربكم الأعلى)!! وهكذا خرج المتصوفة على المسلمين بدين، هذه مبادئه دين يرى في إبليس مثالاً للفتوة والتوحيد. لأنه لم يرض أن يسجد إلا لله بزعمهم، وبفرعون إماماً لأهل الإيمان الصوفي .. لأنه عرف الحقيقة وأنه هو الله، والحال عندهم أنه ليس في الكون إلا الله .. دين لا يفرق بين خالق ومخلوق وشرك وتوحيد، وكفر وإيمان، وطهر وفجور .. وجنة ونار.
وفي الختام أسأل الله ثواب هذا العمل من عنده إنه هو السميع العليم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الأمين وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
صور من الصوفية
التصوف حركة دينية انتشرت في العالم الاسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو الى الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري. ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية. ولا شك ان ما يدعو اليه الصوفية من الزهد والورع والتوبة والرضا, انما هي أمور من الاسلام الذي يحث على التمسك بها والعمل من اجلها, ولكن الصوفية في ذلك يخالفون ما دعا اليه الاسلام حيث ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات مخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته, فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية. وقد تنوعت وتباينت آراء
(يُتْبَعُ)
(/)
الناس وتوجهاتهم نحو تلك الحركة لأن ظاهرها لا يدل على باطنها, ومن هنا تأتي اهمية طرحنا لهذا الموضوع الذي نجزم انه يستحق اكثر من ذلك لتشعبه وصعوبة الاحاطة باطرافه. فما هي الصوفية ولماذا سميت بهذا الاسم؟ وكيف نشأت؟ ما هي عقيدتهم؟ وما موقف اهل السنة والجماعة منهم؟
ـ يخلط الكثيرون بين الزهد والتصوف ومن هنا كان تأثر الكثيرين بالتصوف, فالزهد ليس معناه هجر المال والاولاد, وتعذيب النفس والبدن بالسهر الطويل والجوع الشديد والاعتزال في البيوت المظلمة والصمت الطويل, وعدم التزوج, لان اتخاذ مثل ذلك نمطا للحياة يعد سلوكا سلبيا يؤدي الى فساد التصور, واختلال التفكير الذي يترتب عليه الانطواء والبعد عن العمل الذي لا يستغني عنه اي عضو فعال في مجتمع ما, كما يؤدي بالأمة الى الضعف والتخلي عن الدور الحضاري الذي ينتظر منها.
من أين اشتق اسم الصوفية؟
لم يتفق الكتاب من المتصوفة وغيرهم في تحديد الأصل الذي يمكن ارجاع اشتقاق لفظ التصوف اليه, ولعل من ابرز ما ذكر عن مسمى التصوف ما يلي:
[الصُفة: حيث سموا بذلك نسبة الى اهل الصفة وكان لقبا اعطي لبعض فقراء المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لم تكن لهم بيوت يؤون اليها فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء فناء ملحق بالمسجد من اجلهم, وهذا يوضح ادعاء المتصوفة بربط التصوف بعصر النبي صلى الله عليه وسلم وانه أقر النواة الصوفية الأولى, مع العلم ان اهل الصفة ما كانوا منقطعين عن الناس لأجل الزهد الصوفي.
[الصفاء: ومعناها ان الصوفية صافية من الشرور وشهوات الدنيا, وهذا الاشتقاق غير صحيح لغويا فالنسبة الى الصفاء: صفوي او صفاوي او صفائي وليس صوفيا.
[الصف الأول: بعض الصوفية ينسبون انفسهم الى الصف الاول من المؤمنين في الصلاة, وهذا التعبير بعيد عن سلامة الاشتقاق اللغوي بالنسبة الى الصف: صفي لا صوفي.
[بني صوفة: بعضهم ينسبون الصوفية الى بني صوفة وهي قبيلة بدوية كانت تخدم الكعبة في الجاهلية.
[الصوف: وفي هذا يذهب غالب المتصوفة المتقدمين والمتأخرين الى ان الصوفي منسوب الى لبس الصوف, وحرص معظم الصوفية الى رد اسمهم الى هذا الاصل يفسر تشوفهم الى المبالغة في التقشف والرهبنة وتعذيب النفس والبدن باعتبار ذلك كله لونا من الوان التقرب الى الله. كما يرون ان لبس الصوف دأب الأنبياء عليهم السلام والصديقين وشعار المساكين المتنسكين.
نشأة الصوفية:
لا يعرف على وجه التحديد من بدأ التصوف في الاسلام ويقال بأن التصوف اول ما ظهر كان في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس, والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة, يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: "ان اول من عرف بالصوفي هو ابوهاشم الكوفي سنة 150هـ" وقد بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن الثالث وواصلت الصوفية انتشارها في بلاد فارس ثم العراق ومصر والمغرب, وظهرت من خلالها الطرق الصوفية.
العقيدة الصوفية:
تختلف العقيدة الصوفية عن عقيدة الكتاب والسنة في امور عديدة من اهمها: مصدر المعرفة الدينية, ففي الاسلام لا تثبت عقيدة إلا بقرآن وسنة لكن في التصوف تثبت العقيدة بالالهام والوحي المزعوم للأولياء والاتصال بالجن الذين يسمونهم الروحانيين, وبعروج الروح الى السماوات, وبالفناء في الله, وانجلاء مرآة القلب حتى يظهر الغيب كله للولي الصوفي حسب زعمهم, وبالكشف, وبربط القلب بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث يستمد العلوم منه. واما القرآن والسنة فإن للصوفية فيهما تفسيرا باطنيا حيث يسمونه احيانا تفسير الاشارة ومعاني الحروف فيزعمون ان لكل حرف في القرآن معنى لا يطلع عليه إلا الصوفي المتبحر, المكشوف عن قلبه.
عقيدة الصوفية في الله تعالى:
يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها "الحلول" الذي يعني ان يكون الصوفي الها وربا يعلم الغيب كله كما يعلمه الله سبحانه وتعالى حيث ان الهدف الصوفي هو الوصول الى مقام النبوة أولا ثم الترقي حتى يصل الفرد منهم في زعمهم الى مقام الألوهية والربوبية. البسطامي من اعلام القرن الثالث في التصوف ومن أئمة الصوفية يقول: "رفعني مرة فأقامني بين يديه, وقال لي: يا أبايزيد ان خلقي يحبون ان يروك, فقلت: زيني بوحدانيتك, وألبسني انانيتك, وارفعني الى احديتك ... " تعالى الله عما يقول علوا كبيرا , وتأكيد الصوفية على القول بالحلول
(يُتْبَعُ)
(/)
التي جعلتهم يتشبهون بصفات الله جعلهم يصلون في النهاية الى القول "بوحدة الوجود" التي تعني في العقيدة الصوفية انه ليس هناك موجود إلا الله سبحانه وتعالى فليس غيره في الكون, وما هذه الظواهر التي نراها إلا مظاهر لحقيقة واحدة هي الحقيقة الإلهية. ويؤمن الصوفية بهذه العقيدة حتى يومنا هذا.
عقيدة الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم:
يعتقد الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم عقائد شتى فمنهم من يزعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل الى مرتبتهم وحالهم, وانه كان جاهلا بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: "خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله" ومنهم من يعظم الرسول صلى الله عليه وسلم الى درجة الوصول الى الألوهية حيث يعتقد البعض من الصوفية ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وان السماوات والارض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وانه اول موجود وهو المستوي على عرش الله وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده.
عقيدة الصوفية في الاولياء:
يرى الصوفية ان الولي هو: "من يتولى الله سبحانه امره فلا يكله الى نفسه لحظة, ومن يتولى عبادة الله وطاعته, فعبارته تجري على التوالي من غير ان يتخللها عصيان" وحقيقة الولي عند الصوفية انه يسلب من جميع الصفات البشرية ويتحلى بالاخلاق الالهية ظاهرا وباطنا , ويصل الى المساواة مع الله سبحانه وتعالى حيث يعتقد الصوفية في الأولياء بأن لهم القدرة على انزال المطر وشفاء الأمراض واحياء الموتى وحفظ العالم من الدمار. ولا شك ان هناك آثارا خطيرة تترتب على هذه العقيدة من اهمها الوقوع في شرك الربوبية والعياذ بالله.
عقيدة الصوفية في الجنة والنار:
الصوفية يعتقدون ان طلب الجنة والفرار من النار ليس هدفا , فالله يعبد لذاته حيث يزعم المتصوفة ان العبادة الحقة هي ما كانت دون طلب العوض من الله وان يشهد فيها فعل الله لا فعل العبد, وان من شاهد فعله في الطاعة فقد جحد. والصوفية يعتقدون ان طلب الجنة منقصة عظيمة وانه لا يجوز للولي ان يسعى اليها ولا ان يطلبها ومن طلبها فهو ناقص, وانما الطلب عندهم والرغبة في الفناء (المزعوم) في الله, والاطلاع على الغيب والتعريف في الكون .. هذه جنة الصوفي المزعومة. واما النار فإن الصوفية يعتقدون ايضا ان الفرار منها لا يليق بالصوفي الكامل لان الخوف منها طبع العبيد وليس الاحرار.
وقد يظن المسلم في عصرنا الحاضر ان هذه العقيدة في الجنة والنار عقيدة سامية وهي ان يعبد الانسان الله لا طمعا في الجنة ولا خوفا من النار, ولكنها عقيدة غير صحيحة ومخالفة لعقيدة الكتاب والسنة.
الشريعة الصوفية في العبادات:
يعتقد الصوفية ان الصلاة والصوم والحج والزكاة عبادات العوام وأما هم فيسمون انفسهم الخاصة ولذلك فعباداتهم مخصوصة وان تشابهت ظاهرا. واذا كانت العبادات في الاسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع فإن العبادات في التصوف هدفها ربط القلب بالله تعالى للتلقي عنه مباشرة حسب زعمهم والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول صلى الله عليه وسلم والتخلق باخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون ويطلع على اسرار الخلق, ولا يهم في التصوف ان تخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة الاسلامية, فالحشيش والخمر واختلاط النساء بالرجال في الموالد وحلقات الذكر كل ذلك لا يهم لأن للولي شريعته تلقاها من الله مباشرة.
شريعة الصوفية في الحلال والحرام:
اهل وحدة الوجود في الصوفية لا شيء يحرم عندهم ولذلك كان منهم الزناة واللوطية ومنهم من اعتقد ان الله قد اسقط عنه التكاليف واحل له كل ما حرم على غيره.
شريعة الصوفية في الحكم والسياسة والحروب:
المنهج الصوفي يرى عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم اقام العباد فيما أراد.
منهج الصوفية في التربية:
لعل اخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها وذلك بادخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم الدخول الى علوم التصوف شيئا فشيئا ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج.
الخضر عليه السلام في الفكر الصوفي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قصة الخضر عليه السلام التي وردت في القرآن في سورة الكهف, حرف المتصوفة معانيها واهدافها ومراميها وجعلوها عمودا من اعمدة العقيدة (الصوفية) وجعلوا هذه القصة دليلا على ان هناك ظاهرا شرعيا, وحقيقة صوفية تخالف الظاهر وجعلوا انكار علماء الشريعة على علماء الحقيقة امرا مستغربا, وجعل الصوفية الخضر عليه السلام مصدرا للوحي والالهام والعقائد والتشريع, ونسبوا طائفة كبيرة من علومهم التي ابتدعوها الى الخضر وليس منهم صغير او كبير ممن دخل في طريقهم الا وادعى لقيا الخضر والأخذ عنه.
اذكار الصوفية:
الاذكار الشرعية حظيت بالبيان والتوضيح فلم يترك الرسول مجالا من مجالات الذكر الا وبين الصيغة التي يتعين على المسلم ذكرها, ولكن الصوفية خرقوا كل الضوابط والثوابت الشرعية فشرعوا من عندهم اذكارا وصلوات لم ترد في الشريعة الاسلامية وخير مثال على ذلك افضل ذكر ورد عن النبي "لا اله الا الله" فالصوفية يذكرون اسم الله مفردا بقولهم "الله الله الله" او مضمرا بقولهم "هو, هو, هو" وبعضهم فسر ذلك بقوله اخشى ان تقبض روحي وأنا اقول "لا إله .... " ومن الصلوات التي ابتدعها المتصوفة صلاة الفاتح التي تقول: "اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق, والخاتم لم سبق, وناصر الحق بالحق .... " الى آخره من ابتداع الصوفية, وهناك ورد اطلق عليه المتصوفة جوهرة الكمال وهي من أورادهم اللازمة التي لها حكم الفرض العيني ونصه "اللهم صلي وسلم على عين الرحمة الربانية, والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني, ونور الأكوان المتكونة .... " الى آخر الخزعبلات التي ليس امام اي مسلم الا أن يحوقل ويسترجع ويتعوذ من المكر "فاللهم لا تمكر بنا".
عبادة الله بالغناء بدعة يهودية:
في المجتمع الصوفي يتفشى ما يسمى بالسماع والتغني بالاشعار مع دق الطبول وهذا يقصد به الصوفية عبادة الله تعالى, ويتضح تأثر الصوفية به الا ان كثيرا من الذين بحثوا في هذا الجانب يؤكدون على ان الصوفية يتأثرون بالسماع من خلال الالحان والاشعار والطبول أكثر من تأثرهم بالقرآن يقول الشعراني: "وكان اذا سمع القرآن لا تقطر له دمعة, واذا سمع شعرا قامت قيامته" ..
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "ولو كان هذا ـ يقصد سماع الاشعارـ وضرب الدفوف كعبادة ـ مما يؤمر به ويستحب وتصلح به القلوب للمعبود لكان ذلك مما دلت الأدلة الشرعية عليه" ويضيف "انما عبادة المسلمين الركوع والسجود اما العبادة بالرقص وسماع الاغاني بدعة يهودية تسربت الى المنتسبين الى الاسلام".
مظاهر تقديس الاموات في الفكر الصوفي:
ان من ألوان تقديس الأموات والغلو فيهم ان يعتقد ـ وهذا ما يفعله المتصوفة ـ ان الميت وليا كان ام نبيا لابد ان يرجع الى الدنيا, وانه متى ما اراد ان يعود الى بيته عاد وكلم اهله وذويه, وتفقد اتباعه ومريديه, وربما اعطاهم اورادا الى غير ذلك مما يعبر عن عقيدة موغلة في الجهل بعيدة عن عقيدة الاسلام الصافية.
ومظاهر عقيدة الرجعة عند الصوفية تتمثل في اعتقادهم بامكان مقابلة الرسول بعد موته يقظة وانه صلى الله عليه وسلم يحضر بعض اجتماعات الصوفية وانه مازال يعطي بعض المعارف والتشريعات لمن يشاء من العباد.
ويوغل المتصوفة كثيرا في تقديس الاموات وهذا يتضح من خلال تقديس المشاهد والبناء على القبور وتجصيصها واتخاذها مساجد, وقد تساهل المسلمون في ذلك كثيرا حتى نجد انها عمت كثيرا من بلاد المسلمين دون وعي بنتائج ذلك والتي من اهمها: ان تقديس المشاهد والبناء على القبور صار شائعا وكأنه معلم من معالم الدين الاسلامي, وان تقديسها ذريعة الى الشرك, حيث ادى البناء على القبور وتعليتها وتزيينها الى اتخاذها معابد وشرعت لها مناسك كمناسك الحج, كذلك فان تقديس المشاهد اساءة للاسلام عند من لاعلم به بتعاليمه, فنجد ان وسائل الاعلام الحاقدة على الاسلام تنقل وتقدم هذا التقديس على انه صورة الاسلام!! وبالتالي ما الفرق بين عبدة الأوثان والصليبيين وهؤلاء؟ كما يضاف الى نتائج اتخاذ القبور وتقديس المشاهد هو انتشار البطالة في العالم الاسلامي بسبب العكوف على القبور واتخاذها مصدرا اقتصاديا.
الكرامات عند الصوفية:
(يُتْبَعُ)
(/)
ان اول انحراف صوفي يلقاه الباحث عندما يقرأ اي كتاب من كتب التراث الصوفي هو اعتمادهم الكلي على الخوارق, واهتمامهم في مناهجهم على المبالغة في نشر خوارق الشيوخ, وتركيزهم على اختلاق قصص خيالية, واساطير كثيرة بالية ليرفعوا بها ما للشيوخ والأولياء من مكانة ومنزلة في نفوس الاتباع, ويحملوهم على الاذعان لهم وتقديسهم وتعظيمهم لدرجة العبادة فكان من نتائج هذا الاهتمام ان حملوا شيوخهم على طرق كل باب بحثا عن الخوارق لعلمهم ان الصوفي كل ما كان اكثر خوارق واشد اتصافا بالمدهشات كان اعظم عند الناس في باب الولاية والقرب.
ومن الصور الحسية لاهتمام الصوفية بموضوع الكرامات: يقول السراج الطوسي في كتابه اللمع لاثبات الآيات والكرامات: "من زهد في الدنيا اربعين يوما صادقا من قلبه مخلصا في ذلك, ظهرت له الكرامات" ويذكر القشيري في رسالته على خوارق شيوخ الصوفية عندما سرد غرائب احوالهم وقدراتهم على التعرف, والصوفية يبادرون الى نسبة كل غريب صادر من شخص معروف او مجهول بانه كرامة ولي, ويعترفون انهم يعتمدون على الجن في كثير من خوارقهم حيث نقل عن الجنيد ان الجن كانت تؤنسه وتعينه في اسفاره وغيرها.
وانصار الفكر الصوفي لا يتصورون ولاية دون خوارق فقد ركبوا كل صعب وذلول وطرقوا كل باب مسدود, وذهبوا كل مذهب في سبيل نسج القصص واختلاق الروايات, وجمع الاساطير, ظنا منهم بان ذلك جالب للاحترام وموجب للتقديس عند الخاص والعام.
وسوف نستعرض بعضا من كرامات اولياء التصوف المعروفة في كتبهم, وذلك حتى يعلم القارئ الى اي مدى وصل الخيال والدجل بهؤلاء, وكيف ان الحرص على الجاه, وكسب تقديس الآخرين يمكن ان يقضي على الحياء والمروءة وكل القيم.
يتحدث الشعراني عن أحد الاولياء اذا شاوره انسان في شيء, قال: امهلني حتى اسأل جبريل, ثم يقول له بعد ساعة: افعل او لا تفعل حسب ما يقول له جبريل بزعمه! .. وعن ولي آخر يدعي ان الله لا يحدث شيئا في العالم الا بعد ان يعلمه بذلك على سبيل الاستئذان! .. وهناك ولي آخر من المجاذيب تبعه جماعة من الصبيان يضحكون عليه فقال: ياعزرائيل ان لم تقبض ارواحهم لأعزلنك من ديوان الملائكة, فأصبحوا موتى أجمعين! .. ومن قصصهم المستغربة التي لا تروج الا على الجهلة والمهووسين أن وليا من أوليائهم كان يختم القرآن 360 ألف ختمة في اليوم والليلة! وهذا الكلام لولا أن العقول قد خدرت فكريا وان النفوس قد مسخت وان القلوب قد طبع عليها بخاتم الجهل وقلة الحياء ما كان ليصدق فيدون في كتب الكرامات, فان اليوم والليلة زمن يمتد 24 ساعة اي 1440 دقيقة فاذن 360 الف ختمة ÷ 1440 دقيقة = 250 ختمة في كل دقيقة!! فأين العقول؟!
ومن أعجب كراماتهم المدونة ما يتعلق بحياتهم الخاصة فنجدهم مثلا يتحدثون عن ولي مكث اربعين سنة لم يأكل ولم يشرب, وآخر ينام سبع عشرة سنة! وآخر يقول لعصاه التي يتوكأ عليها: كوني انسانا, فتكون انسانا فيرسلها تقضي له الحوائج ثم تعود كما كانت! وأن أحد أوليائهم امر الشمس بالوقوف فوقفت, حتى قطع المرحلة الباقية من سفره, ثم امرها بالغروب, فغربت واظلم الليل في الحال!
وبالتأكيد اننا لم نقصد حشد ما ذكره هؤلاء في هذا المجال ولكن اردنا الاستشهاد بتلك الأمثلة للتدليل على المخازي التي ابتليت بها امة الاسلام وغزاها اعداؤها في عقر دارها بهذا الفكر الذي سرعان ما حول تلك العقلية الاسلامية الايجابية المبدعة الى عقلية خرافية خامدة مقهورة, فصار المسلمون يعيشون في احلك الظلم, الا من هداه الله للتمسك بالسنة وقليل ماهم.
ان من المعروف عند المسلمين ان الكرامة لا تكون معصية لله ولا مخالفة للشريعة ولكن اصحاب الفكر الصوفي فلا تنحصر كراماتهم في مجال الطاعات ولا تتقيد بالصالحات, فلا مانع عندهم ان تكون الكرامة خارقة لقواعد الشريعة الاسلامية هاتكة لحرمتها وهناك نماذج لذلك من اهمها: كرامة السرقة والتزوير يقول الدباغ: "ان الولي صاحب التصرف يمد يده الى جيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم, وذو الجيب لا يشعر" وكرامة الرقص مع الأجنبيات وكرامة مباشرة الاجنبيات والاطلاع على العورات, وكرامة التعري امام الناس ويذكر الشعراني في ترجمة شيخ اسمه ابراهيم العريان لأنه كان يطلع المنبر ويخطب عريانا! وكرامة اعلان الكفر على المنابر!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولولا انه يوجد في الأمة الاسلامية الى اليوم جماهير تدافع عن الفكر الصوفي وتدعو اليه بحماس لما عرضنا مثل هذه السخافات, ولعل الذي يقف على هذا يدرك قيمة هذا الفكر الذي حقه ان يدفن ولا ينشر!
ان التصوف عبر تاريخه الطويل هو انحراف عن منهج الله, انه خليط من الفلسفات والافكار البائدة, ولعل تغليب جانب العبادة عندهم ادى في كثير من الاوقات الى عدم الاهتمام بالعلم كما وصفهم به كبار النقاد كابن الجوزي, وهذا البعد عن العلم مع الحرص على العبادة ادى بهم الى ابتداع شعائر وطقوس هي عمدة من جاء بعدهم من اهل التصوف, وقد ادرك اعداء الاسلام ذلك فحاولوا أن يشوهوا الاسلام ويقضوا على صفاء عقيدة التوحيد, ويجعلوا المسلمين يركنون الى السلبية حتى لا تقوم لهم قائمة.
معنى الطريقة الصوفية:
على الرغم من صعوبة تحديد المراد بالطريقة والوصول لمفهوم موحد لجميع الطرق الصوفية الا اننا سنعرض بعضا من المعاني التي وردت حول الطريقة الصوفية فمنها ان الطريقة الصوفية تعني النسبة او الانتساب الى شيخ يزعم لنفسه الترقي في ميادين التصوف والوصول الى رتبة الشيخ المربي ويدعي لنفسه رتبة صوفية من مراتب الأولياء. كما انها تعنى: ان يختار جماعة من المريدين شيخا لهم يسلك بهم رياضة خاصة بهم على دعوى وزعم تصفية القلب لغاية الوصول الى معرفة الله.
كما وصفها الشيخ الجزائري بقوله انها تعني اتصال المريد بالشيخ وارتباطه به حيا أو ميتا وذلك بواسطة ورد من الأذكار يقوم به المريد بإذن من الشيخ أول النهار وآخره, ويلتزم به بموجب عقد بينه وبين الشيخ, وهذا العقد يعرف بالعهد, وصورته ان يتعهد الشيخ بان يخلص المريد من كل شدة ويخرجه من كل محنة متى ناداه مستعينا به, كما يشفع له يوم القيامة في دخول الجنة. ويتعهد المريد بان يلتزم بالورد وآدابه فلا يتركه مدى الحياة كما يلتزم بلزوم الطريقة وعدم استبدالها بغيرها من سائر الطرق.
والتصريح بضمان الجنة للمريد امر مشهور عندهم وهو اكبر من مجرد الشفاعة يوم القيامة. احد مشايخ الصوفية وهو الشيخ التيجاني يقول: وليس لأحد من الرجال ان يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلا أنا وحدي.
وهناك تنافس محموم بين الطرق الصوفية لجذب المريدين ولذلك فان كل طريقة تحاول ان يكون لها ذكر خاص تنفرد به عن سائر الطرق, وان يكون لهذا الذكر ميزة خاصة ولكل طريقة مشاعر خاصة من حيث لون العلم والخرقة وطريقة الذكر ونظام الخلوة, والطرق يتوارثها الابناء من الآباء وذلك ان الطريقة التي تستطيع جلب عدد كبير من المريدين والتابعين تصبح بعد مدة اقطاعية دينية تفد الوفود الى رئيسها او شيخها من كل ناحية, وتأتيه الصدقات والهبات والبركات من كل حدب وصوب وحيثما حل الشيخ في مكان ذبحت الطيور والخرفان واقيمت الموائد, ولذلك فإن أصحاب الطرق الصوفية اليوم يقاتلون عنها بالسيوف.
والطرق الصوفية وان اختلفت وتباينت فانها تتفق فيما يلي:
الاحتفال بدخول المريد في الطريقة بطقوس دقيقة مرسومة, وقد يتطلب بعض الطرق من المريد ان يمضي وقتا شاقا في الاستعداد للدخول.
التقيد بزي خاص, فلابد أن يكون هناك نوع خاص من الزي يمثل رمز أصحاب الطريقة الذي يلبسونه فيميزهم عن غيرهم.
اجتياز المريد مرحلة شاقة من الخلوة والصلاة والصيام وغير ذلك من الرياضات.
الاكثار من الذكر مع الاستعانة بالموسيقى والحركات البدنية المختلفة التي تساعد على الوجد والجذب.
الاعتقاد في القوى السرية الخارقة للعادة التي يكتسبها المريدون بالمجاهدات وهي القوى التي تمكنهم من أكل الجمر, والتأثير على الثعابين, والإخبار بالمغيبات.
احترام شيخ الطريقة الى درجة التقديس.
نشأة الطرق الصوفية:
وضع أبو سعيد محمد أحمد الميهي الصوفي الإيراني 430هـ أول هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بجعله متسلسلا عن طريق الوراثة, ويمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي, فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبدالقادر الجيلاني 561هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس الرفاعي 540هـ , وفي القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي أحد رؤوس الصوفية 638هـ , واستمرت الصوفية بعد ذلك في القرون التالية إذ انتشرت الفوضى واختلط الأمر على الصوفية لاختلاط افكار المدارس الصوفية وبدأت مرحلة الدراويش.
نماذج من الطرق الصوفية:
[الطريقة القادرية وتسمى الجيلانية: أسسها عبدالقادر الجيلاني المتوفى سنة 561هـ , يزعم اتباعه انه أخذ الخرقة والتصوف عن الحسن البصري عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهما, كما نسبوا إليه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب, وإحياء الموتى وتصرفه في الكون حيا أو ميتا , بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال التي منها: من استغاث بي في كربة كشفت عنه, ومن نادني في شدة فرجت عنه ومن توسل بي في حاجة قضيت له.
[الطريقة الرفاعية: تنسب إلى ابي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي ويطق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق, وجماعته يستخدمون السيوف ودخول النيران في اثبات الكرامات. قال عنهم الشيخ الألوسي "وأعظم الناس بلاء في هذا العصر على الدين والدولة مبتدعة الرفاعية, فلا تجد بدعة الا ومنهم مصدرها وعنهم موردها فذكرهم عبارة عن رقص وغناء وعبادة مشايخهم".
[البدوية: وتنسب الى احمد البدوي 634هـ ولد بفاس, حج ورحل الى العراق, واستقر في طنطا حتى وفاته, له فيها ضريح مقصود, حيث يقام له كغيره من اولياء الصوفية احتفال بمولده سنويا يمارس فيه الكثير من البدع والانحرافات العقدية من دعاء واستغاثة وتبرك وتوسل ما يؤدي الى الشرك المخرج من الملة, واتباع طريقته منتشرون في بعض محافظات مصر, ولهم فيها فروع كالبيومية والشناوية واولاد نوح والشعبية وشارتهم العمامة الحمراء.
[الطريقة الدسوقية: تنسب الى ابراهيم الدسوقي 676هـ المدفون بمدينة دسوق في مصر, يدعي المتصوفة انه احد الاقطاب الاربعة الذين يرجع اليهم تدبير الامور في هذا الكون.
[الطريقة الأكبرية: نسبة الى الشيخ محيي الدين بن عربي الملقب بالشيخ الأكبر 638هـ, وتقوم طريقته على عقيدة وحدة الوجود والصمت والعزلة والجوع والسهر, ولها ثلاث صفات: الصبر على البلاء, والشكر على الرخاء, والرضا بالقضاء.
[الطريقة الشاذلية: وهي طريقة صوفية تنسب الى ابي الحسن الشاذلي يؤمن اصحابها بجملة الافكار والمعتقدات الصوفية وان كانت تختلف في اسلوب سلوك المريد او السالك وطرق تربيته, اضافة الى اشتهارهم بالذكر المفرد "الله" او مضمرا "هـ", ويفضلون اكتساب العلوم عن طريق الذوق وهو تلقي الارواح للاسرار الطاهرة في الكرامات وخوارق العادات, كذلك معرفة الله تعالى معرفة يقينية ولا يحصل ذلك الا عن طريق الذوق او الكشف. كما ان من معتقداتهم السماع وهو سماع الاناشيد والاشعار التي قد تصل الى درجة الكفر والشرك كرفع الرسول الى مرتبة ليست موجودة في الكتاب والسنة.
[الطريقة البكداشية: كان الاتراك العثمانيون ينتمون الى هذه الطريقة, وهي لا تزال منتشرة في البانيا, كما انها اقرب الى التصوف الشيعي, وكان لهذه الطريقة اثر بارز في نشر الاسلام بين الاتراك والمغول.
[الطريقة المولوية: انشأها الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي 672هـ والمدفون بقونية, اصحابها يتميزون بادخال الرقص والايقاعات في حلقات الذكر, وقد انتشروا في تركيا وغرب آسيا, ولم يبق لهم في الايام الحاضرة الا بعض التكايا في تركيا وحلب وفي بعض اقطار المشرق.
[الطريقة النقشبندية: تنسب الى الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري الملقب بشاه نقشبند 791هـ وهي طريقة تشبه الطريقة الشاذلية, انتشرت في فارس وبلاد الهند.
[الطريقة الملامتية: مؤسسها ابوصالح حمدون بن عمار المعروف بالقصار 271هـ اباح بعضهم مخالفة النفس بغية جهادها ومحاربة نقائصها, وقد اظهر الغلاة منهم في تركيا حديثا بمظهر الاباحية والاستهتار وفعل كل امر دون مراعاة للأوامر والنواهي الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
[الطريقة التيجانية: طريقة صوفية يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية ويزيدون عليها الاعتقاد بامكانية مقابلة النبي مقابلة مادية واللقاء به لقاء حسيا في هذه الدنيا, وان الرسول قد خصهم بصلاة "الفاتح" التي تحتل لديهم مكانة عظيمة ـ وكنا قد عرضنا لهذه الصلاة أعلى الصفحة ـ هذه الطريقة اسسها ابو العباس احمد التيجاني 1230هـ , الذي ولد بالجزائر ويدعي انه التقى النبي لقاء حسيا ماديا وانه تعلم منه صلاة الفاتح وانها تعدل قراءة القرآن ستة آلاف مرة. ويلاحظ على اصحاب هذه الطريقة شدة تهويلهم للامور الصغيرة وتصغيرهم للامور العظيمة على حسب هواهم ما أدى الى ان يفشو التكاسل بينهم لما شاع بينهم من الأجر العظيم على اقل عمل يقومون به, ويرون ان لهم خصوصيات ترفعهم عن مقام الناس الآخرين من أهمها: ان تخفف عنهم سكرات الموت وان الله يظلهم في ظل عرشه وان لهم برزخا يستظلون به وحدهم. واهل هذه الطريقة كباقي الطرق الصوفية يجيزون التوسل بذات النبي , وقد بدأت هذه الطريقة في مدينة فاس وصار لها أتباع في السنغال ونيجيريا وشمال افريقيا ومصر والسودان.
[الطريقة الختمية: وهي طريقة صوفية تلتقي مع الطرق الصوفية الاخرى في كثير من المعتقدات مثل الغلو في شخص رسول الله وادعاء لقياه واخذ تعاليمهم واورادهم واذكارهم التي تميزوا بها, عنه مباشرة, هذا الى جانب ارتباط الطريقة بالفكر والمعتقد الشيعي واخذهم من ادب الشيعة وجدالهم. وقد اسس هذه الطريقة محمد عثمان الميرغني ويلقب بالختم اشارة الى انه خاتم الاولياء, ومنه اشتق اسم الطريقة الختمية, كما تسمى الطريقة الميرغنية ربطا لها بطريقة جد المؤسس عبدالله الميرغني المحجوب .. وقد بدأت هذه الطريقة من مكة والطائف, وارست لها قواعد في جنوب وغرب الجزيرة العربية, كما عبرت الى السودان ومصر, وتتركز قوة الطريقة من حيث الاتباع والنفوذ الآن في السودان .. وعلى هذا فان الطريقة الختمية طائفة صوفية تتمسك بمعتقدات الصوفية وأفكارهم وفلسفاتهم حيث تبنوا فكرة وحدة الوجود التي نادى بها ابن عربي وقالوا بفكرة النور المحمدي, واستخدموا مصطلحات الوحدة والتجلي والانبجاس والظهور والفيض وغيرها من المصطلحات الفلسفية الصوفية, واسبغوا على الرسول من الاوصاف ما لا ينبغي ان يكون الا لله تعالى, ويدعي مؤسس الطريقة بانه خاتم الأولياء وان مكانته تأتي بعد الرسول , والطريقة الختمية تهتم باقامة الاحتفالات الخاصة باحياء ذكر مولد النبي واقامة ليالي الذكر أو الحولية.
[الطريقة البريلوية: وهي فرقة صوفية نشأت في شبه القارة الهندية الباكستانية في مدينة بريلي بالهند ايام الاستعمار البريطاني وقد اشتهرت بمحبة وتقديس الانبياء والأولياء بعامة, والنبي بخاصة. مؤسس هذه الطريقة هو احمد رضا خان 340هـ ولقد سمى نفسه عبدالمصطفى! , ويعتقد أبناء هذه الطائفة بان الرسول لديه القدرة التي يتحكم بها في الكون, ولقد غالوا في نظرتهم إلى النبي حتى اوصلوه الى قريب من مرتبة الألوهية, يقول احمد رضا خان "اي يا محمد لا استطيع ان اقول لك الله, ولا استطيع ان افرق بينكما, فامرك الى الله هو اعلم بحقيقتك" كما ان هذه الطائفة لديها عقيدة الشهود حيث ان النبي في نظرهم حاضر وناظر لافعال العباد في كل زمان ومكان, كما انهم يشيدون القبور ويعمرونها ويتبركون بها, ويؤمنون بالاسقاط وهي صدقة تدفع عن الميت بمقدار ما ترك من صلاة او صيام او سائر العبادات وهي مقدار صدقة الفطر. وأعظم اعيادهم هو ذكرى المولد النبوي. وهم يكفرون المسلمين لأدنى سبب مثل الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق وشيخ الاسلام ابن تيمية والامام محمد بن عبدالوهاب.
أهم الشخصيات الصوفية:
سنحاول عرض أبرز الشخصيات الصوفية وأكثرها تأثيرا عبر العصور ـ وخصوصا الذين دعوا الى عقيدة الحلول والاتحاد فمن ابرزهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
* البسطامي (261هـ): هو ابو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي كان جده مجوسيا فاسلم, وهو اول من استخدم لفظ الفناء بمعناه الصوفي الذي يقصد منه الاتحاد بذات الله, يقول د. عبدالرحمن بدوي ـ صوفي معاصر ـ صاحب كتاب تاريخ التصوف الاسلامي: "لقد نصب الله الخلائق بين يدي ابي يزيد وها هي ذا تتحرق الى رؤياه في هذا المقام ... لكن لكي يمكنهم ان يروه كان عليه ان يطلب الى الله ان يزين أبا يزيد بوحدانيته ويلبسه انانيته ... " وعلى هذا فإن عقيدة البسطامي واضحة فهو اول من سعى في نشر عقيدة الاتحاد بين المسلمين.
* الحلاج (309هـ): هو الحسين بن منصور الحلاج, صوفي فيلسوف, تبرأ منه سائر الصوفية والعلماء لسوء سيرته ومروقه, وهو يدعي الحلول ومعناه حلول الإله فيه أي الله سبحانه وتعالى وتقدس عما يقول, واستمر الحلاج في نشر فكره الحلولي حتى استفحل امره فألقي القبض عليه لتتم مناظرته ومناقشته بحضره القضاة وبعد ان تيقن السلطان (المقتدر) امره امر بقتله.
* الغزالي (450 ـ 505هـ): ابو حامد محمد بن احمد الطوسي الملقب بحجة الاسلام, ولد بطوس من اقليم خرسان, نشأ في بيئة كثرت فيها الآراء والمذاهب مثل علم الكلام والفلسفة, والباطنية, والتصوف, وأورثه ذلك حيرة وشكا , ألف عددا من الكتب أهمها تهافت الفلاسفة والمنقذ من الضلال, واهمها على الاطلاق احياء علوم الدين, ويعد الغزالي رئيس مدرسة الكشف في المعرفة .. ومن جليل اعماله هدمه للفلسفة اليونانية وكشفه لفضائح الباطنية. وفي آخر حياته اقبل على حديث الرسول , وفي هذه المرحلة ألف كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" الذي ذم فيه علم الكلام وطريقته وانتصر لمذهب السلف, ويقال انه رجع عن القول بالكشف وادراك خصائص النبوة,.
* ابن الفارض (566 ـ 632): هو ابو حفص عمر بن علي الحموي الاصل المصري المولد, لقب بشرف الدين, وهو من الغلاة الموغلين في وحدة الوجود, يقول الشيخ الوكيل "ابن الفارض يزعم انه منذ القدم كان الله, ثم تلبس بصورة النفس .. الخ" ونص شيخ الاسلام ابن تيمية على ان ابن الفارض من اهل الالحاد القائلين بالحلول الاتحاد ووحدة الوجود ..
* ابن عربي (560 ـ 638هـ): وهو ابو بكر محيي الدين محمد بن علي بن عربي الحاتمي الطائي الاندلسي, الملقب بالشيخ الاكبر عند الصوفية, رئيس مدرسة وحدة الوجود, يعتبر نفسه خاتم الأولياء, استقر في دمشق حيث مات ودفن, وله فيها قبر يزار, طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على ان الانسان وحده من بين المخلوقات يمكن ان تتجلى فيه جميع الصفات الالهية اذ تيسر له الاستغراق في وحدانية الله, وهذا يوضح خطورة آرائه ولذلك فقد اتفق علماء الاسلام شرقا وغربا على ذم ابن عربي وآرائه والبعض منهم يحرم النظر في كتبه.
* ابن سبعين (614 ـ 669هـ): هو قطب الدين ابو محمد عبدالحق بن ابراهيم بن محمد بن سبعين الاشبيلي المرسي, احد الفلاسفة المتصوفة القائلين بوحدة الوجود التي يرى انها تعني ان وجود الحق هو الثابت بدءا , وانه مادة كل شيء, والخلق منبثق منه فائض عنه, ولذا يقول ابن تيمية: ان ابن سبعين وان قال بان الوجود واحد فهو يقول بالاتحاد والحلول من هذا الوجه, لان معنى كلامه ان الحق محل للخلق. ويرى ابن سبعين ان الله هو الوجود كله ولا شيء معه الا علمه, والكائنات هي عين علمه. يقول ابن تيمية "هذا من ابطل الباطل واعظم الكفر والضلال".
* العفيف التلسماني (610 ـ 690هـ): هو سليمان بن علي الكومي التلمساني, يلقب بعفيف الدين, يقول عنه الذهبي انه احد زنادقة الصوفية, ويقول ابن كثير "وقد نسب هذا الرجل الى عظائم في الاقوال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض وشهرته تغني عن الاطناب في ترجمته", ومن اقوال التلمساني الشنيعة التي توضح كفره الحوار الذي دار بينه وبين احد شيوخه قال: القرآن ليس فيه توحيد بل القرآن كله شرك, ومن اتبع القرآن لم يصل الى التوحيد" وكذلك فان من فكر التلمساني الفاسد ما حكاه شيخ الاسلام من ان الشيرازي قال لشيخه التلمساني ـ وقد مر بكلب اجرب ميت ـ فقال: هذا ايضا من ذات الله؟! فقال: وهل ثم خارج عنه!؟ قال ابن تيمية: هذا من اعظم الكفر. وعلى هذا فان الرجل يعد من رواد وحدة الوجود الكبار, ومن المصنفين المكثرين في تقرير هذه العقيدة الفاسدة ونشرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
* النابلسي (1050 ـ 1143هـ): هو عبدالغني بن اسماعيل الدمشقي النابلسي الحنفي النقشبندي القادري, آمن بالطريقة النقشبندية الذين يؤمنون بعقيدة الفناء ووحدة الوجود.
أقوال بعض الأئمة والعلماء في الصوفية:
* الامام الشافعي: ادرك بدايات التصوف وكان اكثر العلماء والائمة انكارا عليهم, وقد كان مما قاله في هذا الصدد "لو أن رجلا تصوف اول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق".
* الامام احمد بن حنبل: كان للصوفية بالمرصاد فقد قال فيما بدأ الحارث المحاسبي يتكلم فيه وهو الوساوس والخطرات قال احمد: ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون وحذر من مجالسة الحارث وقال لصاحب له: لا أرى لك ان تجالسه.
* الامام ابن الجوزي: كتب كتابا سماه "تلبيس ابليس" خص الصوفية بمعظم فصوله وبيَّن تلبيس الشيطان عليهم ما جعلهم يتخبطون في الظلمات.
* شيخ الإسلام بان تيمية: كان من أعظم الناس بيانا لحقيقة التصوف, وتتبعا لاقوال الزنادقة والملحدين وخاصة ابن عربي والتلمساني وابن سبعين, فتعقب اقوالهم وفضح باطنهم وحذر الامة من شرورهم وقد ذكرنا في هذا الجزء مقاطع مما قاله ابن تيمية.
بعض كبار الصوفية الذين هداهم الله للطريق القويم:
* الدكتور تقي الدين الهلالي: شيخ التوحيد في بلاد المغرب والذي كان صوفيا (تيجانيا) فأكرمه الله بدعوة التوحيد, يقول عن سبب خروجه من الطريقة التيجانية: "لقد كنت في غمرة عظيمة وضلال مبين وكنت أرى خروجي من الطريقة التيجانية كالخروج من الاسلام ولم يكن يخطر لي ببال ان اتزحزح عنها قيد شعرة, وجرت مناظرة حول ادعاء الشيخ التيجاني في انه رأي النبي يقظة, وقد ثبت بطلان ذلك "يمكن الرجوع للمناظرة بكاملها في كتاب (الفكر الصوفي ص 474) وكذلك يذكر انه اجتمع بالشيخ عبدالعزيز بن ادريس واوضح له بطلان الطريقة التيجانية".
* الشيخ عبدالرحمن الوكيل: وكيل جماعة انصار السنة بمصر, صاحب كتاب "هذه هي الصوفية" يقول "كانت لي بالتصوف صلة, وهي صلة العبرة بالمأساة, حيث كان يدرج بي الصبا في مدارجه السحرية وتستقبل النفس كل صروف الاقدار بالفرحة الطروب".
ويضيف "ألا فاسمعوها غير هيابة ولا وجلة, واصغوا الى هتاف الحق يهدر بالحق ان التصوف ادنأ وألام كيد ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسوله, انه قناع كل عدو صوفي للدين الحق, فتش فيه تجد برهمية وبوذية, وزرادشتية, ويهودية ونصرانية ووثنية جاهلية ... "
وبعد
ان ما نشاهده اليوم من الصوفية التي عمدت الى تدوين معتقداتها ومناهجها ومن ثم محاولة نشر تلك المعتقدات بشتى الوسائل وخصوصا في عصرنا الحاضر عصر المعلومات والاتصالات فما نشاهده من تكريس لتلك العقيدة والشريعة من خلال طقوسها التي تطالعنا بها الفضائيات وتعج بها الصحف والمجلات على انها من اصول العقيدة والتشريع الاسلامي ما قد يؤدي بالأمة الاسلامية الى التخلف والتقهقر وكيف لها ان تتقدم مع هذه الانحرافات العقدية .. والله من وراء القصد.
(3) الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة ـ عبدالرحمن عبدالخالق.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 12:39]ـ
الطريقة الرفاعية
تنسب الطريقة الرفاعية إلى أحمد الرفاعي بن سلطان علي، ويصل أتباعه نسبه إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق إلى علي بن أبي طالب. ولد أحمد الرفاعي في قرية (حسن) بالقرب من أم عبيدة بالعراق 512هـ وتوفي سنة 578هـ ودفن في قرية أم عبيدة.
ما نسب من كرامات للرفاعي:
1 - أشهر ما يعرف عنه زعم أتباعه أنه لما حج عام 555هـ ووقف أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، قال هذين البيتين:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
ويزعم أتباعه أن النبي خرج من قبره ومد له يده من بين حديد شباك القبر فقبلها الرفاعي .. (الطريقة الرفاعية ص133).
2 - وينسبون من كراماته أيضاً أنه إذا كان ألقى الدرس سمعه الأصم والسميع، والقريب والبعيد، وأن الله أحيا له الميت، وأقام له المقعدين، وقلب له الأعيان، وصرفه في الخلق (الطريقة الرفاعية ص134). ويذكرون كذلك أن الله أبرد لأتباعه النيران، وأزال لهم فاعلية السموم .. وألان لهم الحديد، وأذل لهم السباع والأفاعي، وأخضع لهم طغاة الجن، وصرفهم في العوالم، وأطلعهم على عجائب الأسرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - دعا الناس إليه وإلى طريقته بطرق شتى؛ من ذلك قوله: "إنكار العبد نعمة من موجبات السلب، أنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .. إن الله إذا وهب عبده نعمة ما استردها، شكر النعمة معرفة قدرها" (البرهان المؤيد ص28).
وقال أيضاً في بعض مواعظه ودروسه يمدح نفسه ويدعو إلى طريقته: "أي خاصة أي عامة فاض بحر الكرم (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). أنا مأوى المنقطعين، أنا مأوى كل شاة عرجاء انقطعت في الطريق. أنا شيخ العواجز أن شيخ من لا شيخ له فلا يتشيخ الشيطان على رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، عهد مني بالنيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، عهداً عاماً إلى يوم القيامة، العرش قبلة الهمم، والكعبة قبلة الجباه، وأحمد قبلة القلوب. قال لي حبيبي أنت وجه لا يخزيه الله في أتباعه أبداً (سلام عليك بما صبرتم فنعم عقبى الدار) هات يا منشد الفتح في حضرة المنجي. قل كيف شئت مجلس مأتم ومجلس فرح (يولج الليل في النهار) (ألا إلى الله تسير الأمور) (وكفى بالله ولياً) عليكم بتقوى الله لا تخرجوا من ساحة التوحيد، ربنا الله لا شريك له نعم الولي ونعم النصير والحمد لله رب العالمين" (المجالس الرفاعية ص112).
ولا يخفى هنا زعمه أن الرسول خاطبه وكلمه (قال لي حبيبي أنت وجه لا يخزيه الله في أتباعه أبداً).
وقال أيضاً في مقام آخر:
"صحبتنا ترياق مجرب، والبعد سم قاتل، أي محجوب تزعم أنك اكتفيت عنا بعلمك، ما الفائدة من علم بلا عمل، ما الفائدة من عمل بلا إخلاص، الإخلاص على حافة طريق الخطر، من ينهض بك إلى العمل. من يداويك من سم الرياء، من يدلك على الطريق الأمين بعد الإخلاص (أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) هكذا أنبأنا العليم الخبير، تظن أنك من أهل الذكر، لو كنت منهم ما كنت محجوباً عنهم لو كنت من أهل الذكر ما حرمت ثمرات الفكر، صدك حجابك، قطعك عملك. قال عليه الصلاة والسلام: (اللهم إني أعوذ بكم من علم لا ينفع)، لازم أبوابنا، أي محجوب فإن كل درجة وآونة تمضي لك في أبوابنا درجة وإنابة إلى الله تعالى، صحت إنابتنا إلى الله، قال تعالى: (واتبع سبل من أناب) أيها المتصوف لم هذه البطالة صر صوفياً حتى نقول لك أيها الصوفي" أ. هـ (البرهان المؤيد ص35).
وكان يقول أيضاً: "أيها البعيد عنا، الممقوت منا ما هذا يا مسكين، لو كان لنا فيك مقصد يشهد بحسن استعدادك وخالص حبك إلى الله وأهله اجتذبناك إلينا، وحسبناك إلينا. شئت وإلا .. لكن الحق يقال: حظك منعك، وعدم استعدادك قطعك، لو حسبناك منا ما تباعدت عنا، خذ مني يا أخي علم القلب، خذ مني علم الذوق، خذ مني علم الشوق. أين أنت مني يا أخا الحجاب اكشف لي قلبك .. " أ. هـ (البرهان المؤيد ص33).
وقال أيضاً في هذا المعنى:
"أقامنا الله أئمة الدعوة بالنيابة عن نبيه صلى الله عليه وسلم من اقتدى بنا مسلم، ومن أناب إلى الله بنا غنم، الحق يقال نحن أهل بيت ما أراد سلبنا سالب إلا سلب، ولا نبح علينا كلب إلا جرب، ولا هم على ضربنا ضارب إلا ضرب، ولا تعالى علينا حائط إلا وخرب"!! (البرهان المؤيد ص31).
ومع هذه الأقوال التي كان يذكر نفسه فيها على هذا النحو فقد نقلت عنه أقوال تناقضها حيث يقول:
"كل الفقراء رجال هذه الطائفة خير مني، أنا أحميد اللاش، أنا لاش اللاش" .. أ. هـ (البرهان المؤيد ص24).
بل يقول ما هو أبلغ من هذا أيضاً:
"أي سادة أنا لست بشيخ، لست بمقدم على هذا الجمع لست بواعظ، لست بمعلم، حشرت مع فرعون وهامان إن خطر لي أني شيخ على أحد من خلق الله برحمته فأكون كأحد المسلمين" أ. هـ (البرهان المؤيد ص23).
ويقول أيضاً في مجلس آخر:
"أيش أنا حتى أدعوك، ما مثلي إلا كمثل ناموسة على الحائط لا قدر لها، حشرت مع فرعون وهامان وقارون وأخذني ما أخذهم أن كان خطر لما في سري أني شيخ هذا الجمع، أو مقدمهم أو من يحكم عليهم، أو ثبت عندي أني فقير منهم، وكيف تدعوه نفسه إلى ذلك من هو لا شيء، ولا يصلح لشيء، ولا يعد بشيء" أ. هـ (البرهان المؤيد ص52).
ومع كل هذا التبري من الحول والطول فإن أحمد الرفاعي يناقض نفسه كثيراً حيث يزعم ضد ذلك تماماً فيقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وعدني رسول كرمه أن يأخذ بيد مريدي وحُبي ومن تمسك بي وبذريتي وخلفائي في مشارق الأرض ومغاربها إلى يوم القيامة عند انقطاع الحيل، بهذا جرت بيعة الروح لا يخلف الله وعده، لا تصح المكالمة لمخلوق مع الخالق بعد النبيين والمرسلين الذين كلمهم سبحانه وحياً أو من وراء حجاب، وإنما وعد إحسانه ينجلي إلى قلوب أوليائه وأحبابه بالرؤيا المنامية، والواسطة المحمدية والإلهام الصحيح الذي لا يخالف ظاهر الشريعة الأحمدية بحال من الأحوال وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" أ. هـ (البرهان المؤيد ص82،83).
قلت: كيف لا يكون هذا الوعد المزعوم مخالفاً لظاهر الشريعة وقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام طلب ما هو دون هذا الطلب لذريته فلم يعطه الله تبارك وتعالى حيث يقول الله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}.
فإذا كان الله سبحانه وتعالى لم يرض أن يعطي إبراهيم عهداً بأن يكون كل ذريته صالحين أئمة في الدين من بعده فكيف يعطي الرفاعي مثل هذا العهد المزعوم فانظر قوله: "وعدني رسول كرمه أن يأخذ بيد مريدي ومحبي ومن تمسك به وبذريتي وخلفائه في مشارق الأرض ومغاربها إلى يوم القيامة"!!
ثم ما يدريه أن الله قد أعطاه هذا الوعد: يقول الرفاعي إنه بالإلهام والرؤيا المنامية، هل مثل هذا العهد يعطي بإلهام وبرؤيا منامية؟ وما يدريه أنها رؤيا شيطانية .. وإلهام شيطاني .. وكيف تكون غير ذلك والقرآن بضد ذلك .. بل كيف تكون غير ذلك والرجل يزعم أنه ليس بشيخ وأنه يموت ويحشر مع فرعون وهامان وقارون إن قال إنه شيخ على أحد من الناس فأي كلام من كلامه يصدق؟
من أقوال أحمد الرفاعي:
وقد نسب صاحب طبقات الصوفية عبدالوهاب الشعراني طائفة من الأقوال لأحمد الرفاعي فيها أمور كثيرة من الباطل ولم أقرأ في كتب الطريقة الرفاعية المؤلفة ما ينفي هذه الأقوال وهاك بعضاً من هذه الأقوال:
" .. الكشف قوة جاذبية بخاصيتها نور عين البصيرة إلى فيض الغيب، فيتصل نورها به اتصال الشعاع بالزجاجة الصافية حال مقابلتها المنبع إلى فيضه، ثم يتقاذف نوره منعكساً بضوئه على صفاء القلب ثم يترقى ساطعاً إلى عالم الفصل فيتصل به اتصالاً معنوياً له أثر في استفاضة نور القلب على ساحة القلب، فيشرق نور العقل على إنسان عين السر، فيرى ما خفي عن الأبصار موضعه ودق عن الأفهام تصوره، واستتر عن الأغيار مرآه" .. أ. هـ (طبقات الشعراني ص141،142).
ونقل عنه أيضاً أنه قال:
وكان يقول: إذا صلح القلب صار مهبط الوحي والأسرار والأنوار والملائكة، ويقول أيضاً: إذا صلح القلب أخبرك بما وراءك وأمامك ونبهك على أمر لم تكن تعلمها بشيء دونه" .. أ. هـ (طبقات الشعراني ص141،142).
وهذه نصوص يزعم قائلها أن الصوفي يطلع على حقائق عينية وأسرار وقد بين سابقاً فساد هذا الاعتقاد.
وقال أيضاً: " .. إن العبد إذا تمكن من الأحوال بلغ محل القرب من الله تعالى وصارت همته خارقة للسبع السماوات، وصارت الأرضون كالخلخال برجله، وصار صفة من صفات الحق جل وعلا، لا يعجزه شيء وصار الحق تعالى يرضى لرضاه ويسخط لسخطه، قال: ويدل لما قلناه ما ورد في بعض الكتب الإلهية يقول الله عز وجل (يا بني آدم أطيعوني أطعكم، واختاروني أختركم، وارضوا عني أرض عنكم وأحبوني أحبكم وراقبوني أراقبكم وأجعلكم تقولون لشيء كن فيكون، يا بني آدم من حصلت له حصل له كل شيء ومن فته فاته كل شيء) " أ. هـ (طبقات الشعراني ص142).
ولا يخفى ما في هذا النص من الباطل لأن العبد مهما بلغ من منازل القرب مع الله يبقى عبداً محكوماً بسنن الله الكونية مفتقراً إلى الله عز وجل كما كان أحوال الرسل وأولياء الله الصادقين فلم تكن الأرض كالخلخال برجل أحدهم بل كانوا يجوعون، ويمرضون، ويتألمون، ويهزمون أحياناً، ويسبون ويشتمون، وقد يتوب لله على من يؤذيهم فيكونون مسلمين، كما فعل الله سبحانه بمن قتلوا أفضل أوليائه في أحد وقال رسول الله فيهم [كيف يفلح قوم شجو وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله عز وجل .. ] فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} (رواه البخاري).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما نقله الشعراني هنا عن الرفاعي، وما زعمه أن هذا مكتوب في بعض الكتب الإلهية فما هذه الكتب الإلهية؟ .. ولماذا نهتدي بغير هدي القرآن والسنة وقد نهينا عن ذلك، وهل أنزل الله في هذه الكتب الإلهية المزعومة: وأجعلكم تقولون للشيء كن فيكون .. وماذا بقي لله إذن إذا أصبح كل من أطاع الله إلهاً صغيراً يتصرف في الكون كما يتصرف الله .. ماذا بقي لله من دون صفاته .. لقد سلبوا منه كل صفاته وجعلوها لأنفسهم ولم يرضوا أن يكونوا عبيداً له سبحانه وتعالى كما أمرهم.
ومما يدلك على أن المتصوفة يريدون فعلاً الوصول إلى هذا، أعني سلب صفات الله عنه وإلباسها لأنفسهم حتى يكونوا عند الناس آلهة من دون الله، ما نقل هنا الشعراني أيضاً عن الرفاعي والله يعلم هل هذا النقل صحيح أم لا؟: "إذا أراد الله عز وجل أن يرقي العبد إلى مقامات الرجال يكلفه بأمر نفسه أولاً، فإذا أدب نفسه واستقامت معه كلفه بأهله، فإذا أحسن إليهم وأحسن عشرتهم، كلفهم بجيرانه وأهل محلته فإن هو أحسن إليهم وداراهم كلفه جهة من البلاد فإن هو داراهم وأحسن عشرتهم، وصلح سريرته مع الله كلفه ما بين السماء والأرض، فإن فيهم خلقاً لا يعلمه إلا الله تعالى، ثم لا يزال يرتفع من سماء إلى سماء حتى يصل إلى محل الغوث، ثم ترتفع صفته إلى أن يصير صفة من صفات الحق تبارك وتعالى، وأطلعه على غيبه حتى لا تنبت شجرة، ولا تخضر ورقة إلا بنظره وهناك يتكلم عن الله تعالى بكلام لا يسعه عقول الخلائق" (طبقات الشعراني ص143) أ. هـ.
قلت: فانظر كيف سيرتقي الصوفي إلى أن يكلفه الله أمر خلائق بين السماء والأرض. ولست أدري ماذا سيكلفه الله هناك .. ولكن صاحب هذا القول يزعم أنه سيكون صفة من صفات الحق والحق هنا يعني الله سبحانه وتعالى، يطلع على غيب الله فلا تنبت شجرة، ولا تخضر ورقة إلا بنظره .. باختصار يأخذ مكان الله سبحانه وتعالى، (راجع مراتب الأولياء في الفصل الخاص بذلك).
وهكذا يجعل الصوفية غوثهم المزعوم هو القائم في مقام الله يتصرف في هذا الكون أعلاه وأسفله فانظر الغاية التي يريد رجال التصوف أن يوصلوا الناس إليها إنها باختصار صرف الناس عن عبادة الواحد القهار إلى عبادة من يبولون ويتغوطون ويهرفون بما لا يعرفون، ويستمدون علومهم من الجن والشياطين، ويزعمون للناس أنها وحي من رب العالمين.
وعلى كل حال فتحقيقاً لهذه الأقوال أعني أن الولي قد يكلف بأمر الخلائق فإن الشعراني يزعم أيضاً أن الله قد كلف أحمد الرفاعي بالنظر في أمر الدواب والحيوانات .. ولذلك كان ينهي أصحابه عن قتل القمل فقد رأى بعض مريديه يقتل قملة فقال له: لا وأخذك الله شفيت غيظك بقتل قملة ..
وكذلك زعموا أن الرفاعي كان إذا لقي الكلاب والخنازير بدأهن بالسلام وكان يقول لهن أحياناً: أنعموا صباحاً (طبقات الشعراني ص143) .. أ. هـ.
وهكذا يظهر أثر التكليف الإلهي المزعوم برعايته الحيوانات فتكون النهاية عن قتل القمل، وإلقاء السلام على الخنازير والكلاب ..
قلت: ليس عندي ما أقوله في هذا المقامإلا أن أقول إنا لله وإنا إليه راجعون. التحية التي جعلها الله خاصة بالمسلم فقط وحرم الرسول إلقاءها إلا على مسلم ونهى بدء اليهود والنصارى بها علماً أنهم آدميون وقد يهتدون في مستقبل أيامهم هذه التحية التي قال فيها {فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} هانت على رجال التصوف فأعطوها هدية للكلاب والخنازير ..
أرأيت إلى المستنقع الذي يريد رجال التصوف إغراق المسلمين فيه .. ومع هذا كله فقد زعم الشعراني أيضاً أن الشيخ الرفاعي كان إذا تجلى الحق تعالى عليه بالتعظيم يذوب الرفاعي حتى يكون بقعة ماء ثم يتداركه اللطف فيجمد شيئاً فشيئاً حتى يرد إلى جسمه المعتاد (طبقات الشعراني ص143).
الشعائر الخاصة للطريقة الرفاعية:
وللطريقة الرفاعية مشاعر خاصة كشأن كل الطرق الصوفية وإليك أهم هذه الشعائر والعقائد ..
1 - من أهم ما يميز الطريقة الرفاعية هو التتلمذ لكل شيخ، بنقل الشعراني أيضاً عن الرفاعي أنه قال:
"من تمشيخ عليكم فتتلمذوا له، فإن مد يده لكم لتقبلوها فقبلوا رجله .. ومن تقدم عليكم فقدموه وكونوا آخر شعرة في الذنب، فإن الضربة الأولى تقع في الرأس" (الطبقات الكبرى ص141).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - تبنت الطريقة مذهب التفويض في الأسماء والصفات زاعمة أنه مذهب السلف، ولكن الرفاعيين مع ذلك يخالفون ذلك ويؤولون تأويل الأشاعرة فيزعمون أن الله لا يوصف بفوقية أو سفلية وليس في جهة من الجهات، ولا يثبتون ما أثبته الله لنفسه، وكذلك يقولون بوجوب القليد الفقهي .. (الطريقة الرفاعية ص42).
3 - ويجعلون السماع والمواجيد والتواجد من الصراخ وغيره مما درج عليه أهل التصوف ديناً ويكفرون من يقول ببدعية ذلك أو يعيبه. قالوا "وإن من أنكر ذلك فقد كفر، لأنه عاب خيراً أمر الله به، ومن عاب ما أمر الله به فهو كافر" (الطريقة الرفاعية ص64،78).
4 - أنكر أحمد الرفاعي ما قاله الحلاج ونفى أن يكون ولياً أو واصلاً حيث قال: "أي سادة تفرقت الطوائف شيعاً، وأحميد (يعني نفسه) بقي مع أهل الذل والانكسار والمسكنة والاضطرار، إياكم والكذب على الله (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً). ينقلون عن الحلاج أنه قال: أنا الحق. أخطأ بوهمه، لو كان على الحق ما قال أنا الحق، يذكرون له شعراً يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل، ما رآه رجلاً واصلاً أبداً، ما أراه شرب، ما أراه حضر، ما أراه سمع إلا رنة وطنيناً، فأخذهم الوهم من حال إلى حال، وما زاد قرباً ولم يزدد خوفاً فهو ممكور. إياكم والقول بهذه الأقاويل إن هي إلا أباطيل" .. أ. هـ (البرهان المؤيد ص26).
وهذه أقوال صريحة في رفض أقوال الحلاج الكفرية، والتمسك بالحق والحكم على قائلها بما حكم به أهل الإسلام جميعاً في عصره أنه كافر زنديق وأنه يستحق القتل والصلب الذي وقع له.
ويستطرد الرفاعي أيضاً مبيناً أن حال الأولياء الصادقين لا تكون كحال فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى .. وليست كذلك كحال نمرود الذي قال (أنا أحيي وأميت) فيقول:
"درج السلف على الحدود بلا تجاوز. بالله عليكم هل يتجاوز الحد إلا الجاهل وهل يدوس عنوة في الجب إلا الأعمى! ما هذا التطاول وذلك التطاول ساقط بالجوع. ساقط بالعطش. ساقط بالنوم. ساقط بالوجع. ساقط بالفاقة. ساقط بالهرم. ساقط بالعناء. أين هذا التطاول من صدمة صوت (لمن الملك اليوم). العبد متى تجاوز حده مع إخوانه يعد في الحضرة ناقصاً. التجاوز علم نقص ينشر على رأس صاحبه. يشهد عليه بالغفلة. يشهد عليه بالزهو. يشهد عليه بالحجاب. يتحدث القوم بالنعم لكن مع ملاحظة الحدود الشرعية. الحقوق الإلهية تطلبهم في كل قول وفعل. الولاية ليست بفرعونية. ولا بنمرودية قال فرعون أنا ربكم الأعلى. وقال قائد الأولياء وسيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم (لست بملك) نزع ثوب التعالي والإمرة والفوقية. كيف يتجرأ على ذلك العارفون: والله يقول {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} وصف الافتقار إلى الله وصف المؤمنين. قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا أنتم الفقراء إلى الله} هذا الذي أقوله علم القوم. تعلموا هذا العلم. فإن جذبات الرحمن في هذا الزمان قلت. اصرفوا الشكوى إلى الله في كل أمر. العاقل لا يشكو لا إلى ملك ولا إلى سلطان. العاقل كل أعماله لله" أ. هـ (البرهان المؤيد ص26).
وهذا كلام جيد جيداً في رفض دعاوي الصوفية وشطحهم ولكن أتباعه اليوم يخالفون هذا تماماً فيترضون على ابن عربي ومن على شاكلته ويطبعون أقوال هؤلاء جنباً إلى جنب مع أقوال الرفاعي .. ويعتذرون عما قاله الحلاج وغيره أنه من الشطح ولا يصرحون بما صرح لنا في إبعاد قائل هذه الأقوال من الدين. وبذلك يتناقضون على عاداتهم في قولهم أحياناً في رفض الدعوى والشطح، وفي نشرهم لهذه الدعاوي وترضيهم على فاعليها.
5 - ومن المشاعر الخاصة بالطريقة الرفاعية أيضاً الخلوة الأسبوعية السنوية وتبدأ عندهم في اليوم الحادي عشر من المحرم كل عام، ومن شروطها أن لا يأكل المريد طعاماً أخذ من ذي روح، ويذكر المريد في اليوم الأول لا إله إلا الله بعدد معلوم واليوم الثاني الله الله، والثالث وهاب وهاب، والرابع حي حي والخامس مجيد مجيد .. والسادس معطي معطي .. والسابع قدوس قدوس، وكل ذلك بعدد معلوم، وكذلك أن يقول المريد بعد كل صلاة من صلوات هذا الأسبوع (اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبه وسلم) يقول ذلك مائة مرة، وزعموا أن لهذه الخلوة فتوحات محمدية، وعنايات أحمدية لا تحصى وأن من فعلها شاهد من البراهين العظيمة وكأن له شأن عظيم (الطريقة الرفاعية ص115).
(يُتْبَعُ)
(/)
* ولا يخف أن هذه الخلوة في هذا الوقت المخصوص بدعة ضلالة وكل بدعة في النار كما قال صلى الله عليه وسلم وأنها تشريع جديد لم يأذن به الله ولا رسوله، وأن فيها مشابه لصيام النصارى الذين يصومون عن ذوات الأرواح، وأن فيها تقرباً من الرافضة حيث يخصص الحادي عشر من محرم من كل عام بذلك حيث تنتهي مشاعر الرافضة الخاصة ليدخل مشاعر الرفاعية ولعل ذلك السبب في قولهم إن الرفاعي تأتي منزلته بعد الأئمة الاثني عشر مباشرة (الطريقة الرفاعية ص127).
وأما تخصيصهم كل يوم بذكر خاص فهو بدعة، وأما ذكرهم الله بالاسم المفرد فقط الله، حي، مجيد فبدعة عظيمة ولم يرد ذكر الله بالاسم المفرد مطلقاً .. بل لا يذكر الله إلا بجملة مفيدة نحو (لا إله إلا الله) فهي جملة (وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، ونحو ذلك فكلها جمل تفيد معنى تعظيماً، فكل من ذكر الله باسم فرد من أسمائه فهو مبتدع، ولذلك لا يستغرب على هؤلاء المبتدعة أن يروا في خلواتهم هذه النيران الشيطانية التي يحسبونها أنواراً ملائكية رحمانية وما هي كذلك لأن الله لا يشرق نوره إلا في قلوب الصالحين المتبعين للحق من عباده.
6 - ومن مشاعر الطريقة الخاصة أيضاً جواز المحاضرة وربط الروح بأرواح من شاء استحضار روحه من كافر ومسلم (الطريقة الرفاعية ص120) وكذلك من مشاعرهم ما يسمى بالاستفاضة وهي ربط قلب المريد بقلب الشيخ طلباً لإفاضة العلم الباطني إليه، وهذه بدعة صوفية معلومة. ففي التربية الصوفية يطلب من المريد أن يستحضر روح شيخه عند الذكر ويتمثله أمامه ويطلب من شيخه أن يربط روحه بروح الرسول الذي يزعمون أنه يفيض العلوم والأسرار على قلوب شيوخ الصوفية. والحق أن هذه العملية عملية شيطانية لأن المريد الذي يغيب عقله بالذكر المبتدع الذي يذكره آلاف المرات وعشرات الآلاف حتى يكل عقله ودماغه وهو في كل ذلك يحاول استحضار صورة شيخه أمامه، وقد يكون هذا في ظلام دامس فإن هذا هو الوقت المناسب ليدخل الشيطان إليه زاعماً أنه هو شيخه وأنه يراه الآن، وأنه يربط الآن قلبه بقلب الرسول ليفيض عليه العلوم والأسرار الإلهية، ويبدأ الشيطان يلقي في قلوب هؤلاء وساوسه الإبليسية فيوهم الواحد منهم أنه الآن صاعد إلى السماء، وأن هذا هو عرش الله، وهذا هو كرسيه هذه هي الأرض، وأن قد أصبحت الحبيب والعظيم وصاحب الهمة وما إلى ذلك من هذا النفح الشيطاني حتى يتصور المسكين فعلاً أنه وصل إلى مكان القرب من الله، وأن السماوات قد أصبحت طوع أمره، والأرض أصبحت كالخلخال برجله، وأنه يستطيع أن يقول للشيء كن فيكون .. وهكذا يكون المريد الذي دخل الخلوة، وذكر هذه الأذكار المبتدعة، وقطع نفسه بالظلام على هذا النحو يعود بنفس أخرى وحال أخرى غير الحال التي دخل بها.
وهذا سر قولهم إن لهذه الخلوة أسراراً وبراهين عظيمة، ولو علموا أنهم يربطون قلوبهم بالشياطين لعرفوا الحق المبين وأنهم نهوا عن سلوك الطرق المعوجة لأنه لا توصل إلا إلى الهاوية والضلال المبين.
7 - وقد جعل الرفاعية الفضيلة العظمى والشرف الأسمى لهم على سائر الفرق ببركة الرفاعي فإن الله قد أبرد لأتباعه النيران، وأزال لهم فاعلية السموم، وألان لهم الحديد، وأذل لهم السباع والحيات والأفاعي، وأخضع لهم طغاة الجن (الطريقة الرفاعية ص134). ولذلك فإنهم في موالدهم ومؤتمراتهم العامة يأتون بمن يشعل النار ويدخلها إلى فمه، ومن ينفخ ناراً من فمه على هيئة التنين .. ومن يحمل الأفاعي ويلعب بها، ونحو ذلك من الشعبذات والخزعبلات التي لا يكاد يخلو منها قوم من أقوام أهل الشرك كالهنادك والفرس، وغيرهم (اقرأ الفصل الخاص بمناظرة ابن تيمية للبطائحية الرفاعية).
الرفاعية في طور جديد:
في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري تزعم الطريقة الرفاعية رجل يسمى محمد مهدي الصيادي الرفاعي، الذي رفع نفسه إلى مرتبة الغوثية الكبرى، ودعا الناس إلى طريقته واقتفاء أثره، وزعم أنه سالك سبيل جده مؤسس الطريقة الرفاعية، ولكنه جاء بما لم يسبقه أحد من الدعاوي في علو منزلته، والحق أنني لم أجد أجرأ منه على مدح نفسه وكذبه فيما نسبه إلى الله ورسوله من تعظيم نفسه إلا أحمد التجاني وابن عربي، وإليك بعضاً من نصوصه في هذا الصدد ..
1 - الدرة البيضاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
ألف كراسة صغيرة سماها (الدرة البيضاء) ملأها بالجهل والغباء، وبدأها للأسف بقوله "أمرني بكتابتها وإذاعتها حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم" (المجموعة النادرة ص8) وزعم في هذه الرسالة أن الله خلق الرسول من نوره (المجموعة النادرة ص15) فأشرك بالله سبحانه وتعالى. وأن على المسلم أن يشفق على الخلق كلهم فخالف أمر الله القائل {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} ومن جملة مزاعمه في هذه الكراسة دعوة الناس إلى الاستمداد وطلب الإغاثة والإعانة من الأنبياء والأولياء (المجموعة النادرة ص18) فدعا بذلك إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى، ودعا إلى العمل بأي رأي فقهي لأن اختلاف الأئمة رحمة (المجموعة النادرة ص23) ودافع عن ابن عربي واصفاً إياه بأنه العارف الشيخ محيي الدين ابن عربي طيب الله ثراه (المجموعة النادرة ص26). وزعم أن آل الرسول من أجزائه النورانية (المجموعة النادرة ص26) وبالتالي فهم أجزاء من الله حسب زعمه أن الرسول مخلوق من نور الله .. وقسم في هذه الرسالة الأولياء فجعل منهم المجاذيب وأهل الشطح والأميين .. وجعل نفسه في آخر هذه الكراسة أفضل الأولياء في زمنه على الإطلاق حيث يقول عن نفسه: "الاختصاص رحمة من الله تعالى للعبد لا بسعي ولا بعمل ولا برأي، ولا بِجَعْلٍ يختص الله برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم: هو عطاء رباني، ومنح صمداني، وفضل أسبغ في القدم، قبل أن تتعين النسم، والعناية قسم، فأهل الاختصاص جذبتهم يد المشيئة الربانية، بمحض الفضل والعناية الصمدانية، إلى أقصى المراتب العلية وهذا المنح الباهر، والفضل الوافر، هو اليوم حصتي، ومنصته منصتي، أقامني الله في هذه المنزلة إماماً، واختارني لرتبة هذه الخصوصية ختاماً، وكشف لي مخبآت الغيب باطلاع من كرمه، وجليل نعمه، ففهمت أسرار الرموز الفرقانية وسبرت خفايا دقائق البطون القرآنية، ولم تبرح تترقى همتي بكشف تلك الحجب اللطيفة، وبشق ديباجات هاتيك المحاضر الشريفة، فأنا اليوم ولربي الحمد والشكر، وله الإحسان والبر، كنز الفيوضات الطاهرة المحمدية، وسجل العلوم المقدسة النبوية، وهذه النوبة نوبتي، تتقلب في وراث منزلتي، وخدام قدمي إلى ما شاء الله، بهذا بشرت من صاحب الوعد الصادق، وقرأته في صحف الرموزات العلوية التي طفحت بدقائق الحقائق، سينشر علم ظهور حالي بعد هذا الخفاء في الأكوان ويبرز بروز الشمس من بطن ليل الطمس للعيان، وتعكف على بابي القلوب والأرواح، ويسري سر إرشادي في الجبال والأودية والبطاح ولم يمس شأن نهجي المبارك غبار دنيوي، ولم يرجع منه حرف إلى قصد نفساني بل كله لله" (المجموعة النادرة ص37) أ. هـ.
وبعد أن مدح نفسه بكل ما استطاع من نعوت يقول: "جاءت لي بذلك البشرى المحمدية الصحيحة والعناية النبوية الصريحة بوساطة روح سلطان الأولياء وزعيمهم وسيد منصتهم وكريمهم مولانا السيد أحمد الرفاعي الحسيني" أ. هـ منه بلفظه (المجموعة النادرة ص37).
2 - برقمة البلبل.
وتكاد تكون كل الوسائل التي ألفها هذا الصياد الرفاعي على هذا النحو ولكن في رسالة أخرى سماها (برقمة البلبل) أتى فيها بما لم يسبقه به أحد من الكذب، ولا أظن أن لاحقاً يستطيع مجاراته أيضاً في مثل هذا الكذب السمج حيث يقول في أول رسالته هذه أنه كان في سنة 1252هـ في مكة المكرمة في بيت الله الحرام، وأنه سمع بلبلاً يتكلم مع بلبل آخر وعلى حد تعبيره (يبرقم) بلغة فهمها لأنه زعم أن رجلاً من رجال الغيب كان قد علمه لغة البلابل، فزعم أن أحد البلبلين كان يتكلم مع صديقه فأخبره أن أولاد آدم كلهم مكرمون، وجميعهم مرحومون وأنه لا يجوز أن نحتقر ذرة واحدة منهم، وأن منهم أيضاً أولياء عارفين، وأن من هؤلاء الأولياء قسم يتصرفون في العالم؛ ومن جملة ما يتصرفون فيه الطير فيقول البلبل لصديقه (ومنهم المتصرفون في وفيك وفي عالم الأكوان والنائبون بإذن الله عن نبي الرحمن) ثم يستطرد الصيادي الرفاعي في هذيانه الصوفي فيزعم أن أحد البلابل قال لصديقه: إن هذا الرجل الملتحف بكسائه الرث المستقبل الكعبة (يعني نفسه) هو من آل الرسول وقد فهم لغتنا وعرف ما قلناه وهو نائب الرسول الآن في هذا الوقت، وهو عالم الزمان وشيخ الأوان .. فقال البلبل الآخر إذن تعال نتبرك به ونقبل قدميه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ويستطرد الصيادي الرفاعي قائلاً إن البلبلين جاءا إليه، وعكفا عليه، وسألاه الدعاء، وأنهما أخبراه بعد ذلك أنه إمام الدين، وسيد الأولياء وإن نوره لا يعدله نور، وإن مدده سيعم الأمصار والأقطار حيث تشب قلوب الحاسدين له بنار، وتنفلت عليه ألسنة الجاحدين (كذا .. ) ..
ويستطرد الصيادي قائلاً بأن البلبلين أخبراه أن الله قد كتب صحيفة منزلته ووضعها فوق مقام إبراهيم فقام الصيادي من فوره وأخذ الصحيفة وفرح بما وجد فيها حسب زعمه من إطناب الله في الثناء عليه، ومدحه له وتبشيره إياه بظهور طريقته وعلو شأنه. يقول الصيادي هذا:
"وقد طبت بالله تعالى حين قرأت ما في الصحيفة المباركة بشأني، وبشأن ظهور أمر طريقي، وكدت أطير سروراً لما امتن الله تعالى علي به من إطناب في الألقاب فيها ما نصه بلفظه: هذا غريب الغرباء أبو البراهين، وأحد آل طه ويس. خلف الأئمة الهادين. بقية أعيان العترة الطاهرين، سيف الرسالة المسلول على أهل الضلالة. المجدد الأكمل. الأشعث الأغبر. سنجنجل الحكمة والفراسة المحمدية. رافع ألوية الشريعة الطاهرة الأحمدية. باني مباني أحكام الطريقة المرضية الرفاعية. شيخ الأئمة. نور المدد المصطفوي الذي سيتجلى به الظلمة. الرفاعي الثاني. الإمام الأوحد الرباني. طلسم البرهان المحمدي الذي لا يدافع. معنى ناطقة البيان النبوي الذي لا ينازع. بحر الفتح. هادم الدعوى والشطح. الفتى ابن الفتى. محمد مهدي بهاء الدين. باب النبي صلى الله عليه وسلم في العصر. وجه علي في الدهر. الفقير الغني. الضعيف القوي. الخفي الظاهر. العاجز القادر. شمس الإفاضة المصطفوية للذرات كلها من التحق بها سلم ومن أبغضه عن جحد أو حسد ندم ومن آذى نوابه وأحبابه لم يقم. ولو التفت عليه المحافل، وسارت لأمره الكتائب، وصفت له الصفوف، ومرت لديه من قناطير الذهب المقنطرة الألوف. هذه آيه الله المخبأة في دفتر الغيب ينتفع بقراءة فحواها، والاندماج في ظل معناها، كل من لله في عناية، يصل به الله ويقطع، ويعطي ويمنع، ويرفع ويضع، هذا الزاهد الواجد، الآبد الماجد، هذا بركة الله في الكون. هذا الممهد هذا الموطد. هذا القائم لله، ولإعلاء كلمة الله، ولخدمة رسول الله، لا لغرض من أغراض الأكوان، ولا لعلو، ولا لغلو، ولا لتقدم، ولا لترفع، ولا لعظمة نفسانية، بل هو بحر مطمطم رباني، وكنز مطلسم سبحاني، أفيض له مددنا بواسطه (كذا والصواب: بوساطة)، جده سر الوجود وبارقة النظم الأول في كيانتي النسقين الطموس والشهود (محمد) صلى الله عليه وسلم هذا سيد عشاق رسول الله، وسيد محابيب الله اليوم في ملك الله عليه سلام الله ورضوان الله. وهناك غبت عني، وأخذت مني، وذبت معنى، وترقرقت مهنى، وانطمست بوجودي وظهرت بمجدي" انتهى منه بلفظه (برقة البلبل من المجموعة النادرة ص77 - 79).
ولا يكتفي الصيادي بهذا الكذب الأبلج على الله سبحانه وتعالى فإن الله لم يخاطب أحداً بمثل هذا الخطاب المزعوم، فخطاب الله لصفوة أوليائه وهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم لم يكن فيه عشر معشار هذا المدح بل كان عامته تأديباً وعتاباً؛ كمثل قوله لنوح: {يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} وذلك لمجرد قول نوح: {رب إن ابني من أهلي} وكذلك قوله لإبراهيم: {لا ينال عهدي الظالمين} عندما طلب إبراهيم أن يكون من ذريته أئمة .. وقوله لمحمد صلى الله عليه وسلم: {إنك لا تهدي من أحببت} وقوله سبحانه وتعالى: {ليس لك من الأمر شيء} وقوله: {عفا الله عنك لم أذنت لهم} وقوله: {عبس وتولىّ} وقوله: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} هذا بعض من خطاب الله في قرآنه لرسله فانظر كيف يزعم هذا الصيادي أن الله كتب في صحيفة له "هذا أبو البراهين، هذا سيف الرسالة المسلول على أهل الضلالة .. هذا الإمام الأوحد الرباني .. باني مباني الطريقة المرضية الرفاعية .. هذا شمس الإفاضة المصطفوية للذرات كلها .. " .. الخ، هذا الكفر والضلال وهذا الكذب الصريح .. ومثل هذا لو كان يسمى باللغة تجوزاً مدحاً فإن أسقط الساقطين ينزه أن يمدح غيره بمثل هذا الكلام فلو أن شاعراً متملقاً كاذباً قام يمدح رجلاً بمثل هذه الأوصاف لاستحق السقوط واللعنة، ولرمي بالتزلف والجهالة والمبالغة الممقوتة، ورفع الإنسان
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقير عن مكانته. فكيف يسوغ أن ينسب مثل هذا الكلام الحقير الذي يقع في آخر سلم المدح الممجوج فينسب إلى رب العباد سبحانه وتعالى؟ أيليق أن ينسب مثل هذا التزلف الحقير لله جل وعلا .. ؟
ولا يكتفي الصيادي بالكذب المكشوف هذا على رب العالمين فيكمل بعد ذلك كذبه على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فيقول أنه بعد أن قرأ هذه الرسالة (الربانية) التي كانت فوق مقام إبراهيم انجلى له مظهر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ناداه قائلاً:
"قد ملأناك علماً وفهماً ومدداً وقدره بهاء وعرفاناً ونوراً وحظاً كبيراً، ورفعنا لك منبراً لا يسقط، ووهبناك ناطقة تتدرج كتائب مددها في الأكوان فلا تسكت إلى يوم الدين، أنت هو القبول عندنا، المؤيد بنورنا، المبارك بعلمنا، المنصور بمددنا، نوالي من والاك، ونعادي من عاداك، ونصون بعون الله من حاماك، يرفع علمك من أفلاذ بيتنا حبيب لنا فأعد عليه نظر حنانك، وعلمه رقرقة قلبك وناطقة لسانك، ولا توافق أهل البدعة، ولا تلايم أرباب الدعوى، ولا تجنح بالقلب ولا باللسان إلى القول بالوحدة المطلقة، ولا تتعمق بالكلام على الذات والصفات، ولا تعمل الفكر في المتشابهات، خذ ما أخذ أجدادك الآل الطاهرين، وسر سير الصحابة، واتبع مناهج السلف، ووافق إماماً ترتضيه من أئمة المذاهب المتبعة اليوم، فالأربعة على حق ولا تقلد غير نبيك، وتحقق بالحب لله ولكتابه ولرسوله، ولا تشق العصا، ولا تجمع القلوب عليك بل اجمعها على الله، وعلى شريعة نبيك، وعليك بمشرب جدك السيد أحمد الرفاعي، واثبت على طريقته فإنها الطريقة المحمدية الحقة ..
واعلم أنك اليوم خاتمة الصديقين وشيخ الطريقة القويمة المحمدية ثم الأحمدية .. وأنت سيد الآل فمن دونهم وصل علي وسلم" أ. هـ منه بلفظه (البرقمة ص83).
ويزعم الصيادي أنه بعد أن سمع خطاب الرسول هذا غاب عن نفسه ستة أشهر كاملة، لا يصحو إلا أوقات الفروض فقط، وأنه شكر الله بعد ذلك إذ جاءته هذه النعمة الكبرى على يد طير صغير (برقمة البلبل ص82) .. فانظر إلى هذا الإسناد العجيب "حدثنا الصيادي حدثنا البلبل قال الله تعالى .. " فأين نضع هذا البلبل يا علماء الحديث وعلماء الأصول .. هل هو عدل ضابط، وهل الذي يحدث عن بلبل أيضاً يكون عدلاً ضابطاً .. وليتهم لم يقحموا اسم الله واسم رسوله في هذه الخرافات الممقوتة والمدح الكاذب لأنفسهم! وليتهم إذا أرادوا هذا العلو في الأرض وأكل أموال الناس بالباطل سلكوا غير هذا السبيل! فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
الطريقة الرفاعية والتشيع:
تلتقي الطريقة الرفاعية مع التشيع في أمور كثيرة أهمها ما يلي:
1 - جعل أحمد الرفاعي في المنزلة بعد الأئمة الاثني عشرة مباشرة:
بالرغم من أن الرفاعية ينسبون إمامهم أحمد الرفاعي إلى أنه من أولاد إبراهيم بن موسى الكاظمي بن جعفر الصادق بن محمد بن الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه (الطريقة الرفاعية ص129)، إلا أن الغريب حقاً أنهم يجعلون منزلته بعد منزلة الأئمة الاثني عشر مباشرة، وهذا لا شك مبني على قول الإمامية في أن الأئمة الاثني عشر هم وُرَّاثُ الدين، وأن إماميتهم بالنص، وجعل أحمد الرفاعي آتياً في المنزلة بعد الإمام الثاني عشر الذي يزعم الشيعة أنه ابن سنتين أو ثلاث أو خمس على خلاف بينهم وأنه دخل السرداب في سامراء سنة 206هـ وأنه مهدي آخر الزمان، وأنه سيخرج ليملأ الدنيا عدلاً .. لا شك أن قول الرفاعية في أحمد الرفاعي اعتراف منهم بهذه العقيدة التي يعتقد أهل السنة أنها من المفتريات والمكذوبات وأن الحسن العسكري لم ينجب أحداً، وأن هذا المهدي لا وجود له.
يقول الأستاذ محمد فهد الشقفة صاحب كتاب التصوف بين الحق والخلق: "لدى تصفحي مواضيع كتاب بوارق الحقائق للرواس وجدت نقاطاً تحتاج إلى بيان شاف -إن كان لها بيان شاف- .. وقد علقت عليه بملاحظات". ثم ذكر المؤلف من هذه الملاحظات ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الأولى -يذكر ناشر هذا الكتاب ومحققه في ذيل صحيفة 141 - 142 ناقلاً عن (روضة العرفان) لمؤلفها السيد محمود أبو الهدى خليفة الرواس قال فيها: (الأئمة الاثنا عشر) رضي الله تعالى عنهم أئمة آل بيت الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم، تشمل إمامتهم كثيراً من المعاني اختلف فيها الفرق- ثم بعد أن يذكر رأيين لفرقتين من الشيعة الاثني عشرية من هؤلاء الأئمة، يقول: وأشرف المذاهب فيهم، مذهب أهل الحق من رجال الله العارفين فإنهم يقولون: إن الأئمة الاثني عشر، هم أئمة العترة فكل واحد منهم إمام لآل في زمانه، وصاحب مرتبة الغوثية المعبر عنها بالقطبية الكبرى، وهم: 1 - سيدنا أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب) كرم الله وجهه، 2 - والإمام الجليل ولده أبو محمد (الحسن)، 3 - والإمام الشهيد (الحسين)، 4 - والإمام زين العابدين (علي)، 5 - والإمام (محمد الباقر)، 6 - والإمام (جعفر الصادق)، 7 - والإمام (موسى الكاظم)، 8 - والإمام (علي الرضا)، 9 - والإمام محمد (الجواد)، 10 - والإمام (علي الهادي)، 11 - والإمام (الحسن العسكري)، 12 - والإمام (محمد المهدي) المنتظر الحجة، رضي الله عنهم جميعاً.
الثانية- ويذكر أيضاً عن (روضة العرفان) بعد ما تقدم في ذيل الصحيفة 142 تحت عنوان (تحفة): أن بعض الأجلاء رأي الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام وسأله عن الإمام السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه، فقال له عليه الصلاة والسلام: هو ثالث عشر أئمة الهدي من أهل بيتي.
الثالثة- ويذكر الرواس في صحيفة 212 من هذا الكتاب (بوارق الحقائق) أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال له: تمسك بولدي (أحمد الرفاعي) تصل إلى الله فهو سيد أولياء أمتي بعد أولياء القرون الثلاثة وأعظمهم منزلة، ولا يجيء مثله إلى يوم القيامة غير سميك (المهدي) بن العسكري" أ. هـ (التصوف بين الحق والخلق ص196).
وهذه الملاحظات التي أوردها محمد فهد الشقفة نقلاً من كتاب بوارق الحقائق للرواس الرفاعي لا تحتاج إلى مزيد شرح وإيضاح أن العقيدة الرفاعية هي عين العقيدة الشيعية الإمامية حول الأئمة عموماً والإمام الغائب خصوصاً. وإن كان الصيادي قد زعم تارة أن أحمد الرفاعي يأتي في المنزلة بعد المهدي الغائب، وتارة يجعله مساوياً له ..
2 - إسناد الطريقة الرفاعية عن الإمام الغائب مهدي الشيعة المنتظر:
وقد جعل محمد الصيادي الرفاعي المتوفي سنة 1327هـ 1909م والذي يسمونه مجدد الطريقة الرفاعية، والرفاعي الثاني، أحد أسانيده المزعومة في الطريقة إلى المهدي الغائب منتظر الشيعة حيث يقول:
"لي أربعة أسانيد في المصافحة الأول عن ابن عمي السيد إبراهيم الرفاعي المفتي وسنده في المصافحة سنده في الإجازة إلى الإمام الأكبر سلطان الأولياء مولانا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه وهو صافح جده يوم مد اليد والقصة أشهر من أن تذكر. والثاني عن ابن عمي وشيخي السيد عبدالله الراوي الرفاعي وسنده أيضاً سند إجازته وهو يتصل بالإمام الكبير الرفاعي رضي الله عنه وعنا به وهو قد صافح جده عليه الصلاة والسلام. والثالث عن حجة الله الإمام المهدي ابن الإمام العسكري رضوان الله وسلامه عليهما في طيبة الطيبة تجاه المرقد الأشرف المصطفوي وقال صافحت رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لي بخير. قال شيخنا (رضي الله عنه) ثم دعا لي الإمام المهدي رضوان الله عليه بخير. قال والرابع عن الخضر عليه السلام صافحته سبعاً وثلاثين مرة آخر مرة منها في مقام الشيخ معروف الكرخي (رضي الله عنه) ببغداد عصر يوم جمعة فقال صافحت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي صافحت كفي هذه سرادقات عرش ربي عز وجل" انتهى (المجموعة النادرة ص230،231).
وهذا اعتراف صريح لعقيدة الشيعة في الأئمة الاثني عشر، وبالإمام الغائب المزعوم. فأي صلة أكبر من هذا بين الطريقة الرفاعية والتشيع.
3 - وحدة الشعار بين الرفاعية والشيعة:
وتلتقي الطريقة الرفاعية أيضاً في شعار واحد مع التشيع وهو السواد، ولبس العمامة السوداء .. يقول محمد مهدي الصيادي الرفاعي في كتاب قذلكة الحقيقة في أحكام الطريقة:
"المادة التاسعة عشرة في المائة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
لبس العمامة السوداء، ولبس العمامة البيضاء وكلاهما سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا كان زي إمامنا في طريقتنا السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وعنا به العمامة السوداء فهي خرقته المباركة"!! (الطريقة الرفاعية ص126).
فاختيار اللون الأسود ليكون الخرقة والشعار لا شك أنه توافق ظاهر آخر مع الشيعة الذين جعلوا هذا اللون شعاراً لهم.
4 - الخلوة الأسبوعية:
ومن مشاعر الطريقة الرفاعية الخاصة الخلوة الأسبوعية في كل عام، وابتداء دخلوها في اليوم الثاني من عاشوراء يعني الحادي عشر من محرم، وقد جعلوها شرطاً لكل من انتسب إلى هذه الطريقة، وطعامها خال من كل ذي روح (الطريقة الرفاعية ص115).
ولا شك أن هذا التوقيت السنوي ليس اختياره عبثاً، لأنه يأتي بعد المشاعر الخاصة للشيعة رأساً.
5 - ادعاء الاختصاص بالرحمة:
يدعي الصياد وهو المؤسس الثاني للطريقة الرفاعية أنه مختص برحمة الله، ووارث رسول الله، والمختار من الله الذي كشف له الغيب، وعرف أسرار الرموز القرآنية، وباطن القرآن، وأنه كنز الفيوضات المحمدية، وأنه إمام الوقت، والإمامية تظل فيه وفي أعقابه إلى يوم القيامة .. وهذه الدعاوي جميعاً هي من دعاوي الشيعة في أئمتهم وهذه بعض نصوص عباراته في ذلك:
يقول الصيادي الرفاعي:
"فأهل الاختصاص جذبتهم يد المشيئة الربانية، بمحض الفضل والعناية الصمدانية، إلى أقصى المراتب العلية، وهذا المنح الباهر، والفضل الوافر، هو يوم حصتي، ومنصته منصتي، أقامني الله في هذه المنزلة إماماً، واختارني لرتبة هذه الخصوصية ختاماً، وكشف لي مخبآت الغيب باطلاع من كرمه، وجليل نعمه، ففهمت أسرار الرموز الفرقانية، وسبرت خفايا دقائق البطون القرآنية ولم تبرح تترقى همتي بكشف تلك الحجب اللطيفة، وبشق ديباجات هاتيك المحاضر الشريفة، فأنا اليوم ولربي الحمد والشكر وله الإحسان والبر، كنز الفيوضات الطاهرة المحمدية، وسجل العلوم المقدسة النبوية، وهذه النوبة نوبتي، تتقلب في ورّاث منزلتي، وخدام قدمي إلى ما شاء الله، بهذا بشرت من صاحب الوعد الصادق، وقرأته في صحف الرموزات العلوية التي طفحت بفائق الحقائق، سينشر علم ظهور حالي بعد هذا الخفاء في الأكوان، ويبرز بروز الشمس من بطن ليل الطمس للعيان، وتعكف على بابي القلوب والأرواح، ويسري سر إرشادي في الجبال والأودية والبطاح، ولم يمسس شأن نهجي المبارك غبار دنيوي، ولم يرجع منه حرف إلى قصد نفساني، بل كله لله، على منهاج رسول الله، عليه صلوات الله، لا يعبأ معناه بحال من أحوال هذه الدنيا الدنية، ولا يلتفت قائد حاله إلى مظاهرها الزائلة المطوية، وقد تفرغ رجال وراثتي حال النبي في الأمة، وتقوم بأطوار السادة القادة الأئمة، ومن رجالي وجه مولاي علي أمير المؤمنين، صهر النبي الأمين، الأسد البطين، ليث العرين، ولي هذا الخط الذي سيبرز، وكأني أراه على يد عبد يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، من البيت الفاطمي، والفرع الأمدي، خزامي الفصيلة، خالدي القبيلة، يجدد المجد العلوي، ويرفع قواعد البيت الرفاعي، ويمهد فخار العنصر الصيادي، ينبلج شارق طالعه قرب متكين، فيقوم كما أنا حيرة للمفتونين، وجاذبة للموفقين، ويترعرع مجده في ساحة الظهور، فيرتقي إلى الشهباء، ثم إلى فروق، وبها تظهره لوامع بروق، وفي بحبوحة تلك الترقيات، وسمو هاتيك المنصات، فالمفتون قادح، والمأمون مادح ونور الله ساطع، وفي فضاء الوجودات لامع، وما النصر إلا من عند الله، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله، ويقبل عليه من ارتضيناه وأعناه، وأسعفناه بمدد واجتذبناه، ولا يزال الأمر منبلج المظهر، ولذكر الله أكبر" أ. هـ منه بلفظه.
ولا يخفى على القارئ اللبيب كلمات هذا الصيادي أن وارثه سيجدد المجد العلوي، وأنه من البيت الفاطمي .. فكلها عبارات تنبئ عن المقصد والمعتقد.
* ولعلنا لا نستغرب بعد ذلك ممن ترجم لهذا الصيادي الرفاعي بعد موته فقال عنه:
"قام السيد أبو الهدىرحمه الله مدة حياته الكريمة بأعمال جليلة نافعة ومآثر حميدة طيبة تبقى شافعة له عند ربه يوم اللقاء، وأعماله كانت منصبة على تعمير الأضرحة لآل البيت الكرام" (المجموعة النادرة ص37،38).(/)
دكتور عبد العزيز قاسم وتنحية السلفية.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 03:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
في كثير من مقالاته وحواراته يُؤكد الدكتور عبد العزيز قاسم ـ رئيس تحرير مجلة رؤى ( http://www.roaa.com.sa/roaa/pages/index.php) ـ أنه تربى تربية سلفية، وأنه أحد أفراد التوجه السلفي (الوهابي) في المملكة العربية السعودية.
ومَن يرقب عبد العزيز قاسم بعينين، أو يصغي إليه بأذنين، يعلم أن السلفية في واد وعبد العزيز قاسم في وادٍ آخر، وحين يلتقيان فمتنافرين يتناطحان وفي أحسن الأحوال لا يتعارفان!!.
فالمتتبع لأقواله وأفعاله يجد منه الرفض بل والتطاول على (السلفية) التي نعرفها، ويجده يسعى في إيجاد نسخة جديدة معدلة من السلفية، فيما يسمى بتحديث الخطاب الديني!
ويضيق المقام عن تقصي مواقف الدكتور عبد العزيز قاسم رئيس تحرير مجلة رؤى من السلفية، فقط إشارات أضعها بين يدي القارئ.
إننا أمام حالة من الرفض، بل والبغض، للتوجه السلفي الذي نعرفه، وإننا أمام حالة من الإصرار على تغير الوضع القائم ليتماشى مع متطلبات العصر، وإننا أمام حالة تحتمي ببعض العبارات الجميلة ترددها بين حين وآخر عن السلفية والسلفيين.
وقد علمنا الله أن الأقوال إذا خالفت الأفعال، فالقول قول الأفعال لا قول اللسان، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة: 11ـ12]
أرى قاسماً مراوغاً .. متلوناً، معادياً للسلفية، حاله كمن عناه الشاعر:
يعطيني من طرف اللسان حلاوة * * * ويروغ عني كما يروغ الثعلب ُ
تارة يقولون ـ هو وأضرابه ـ لا بد أن نقيم المستجدات ونزنها برؤية عصرية بعيدة عن الخطاب الديني المنغلق!، وتارة يقول لا بد من مواكبة تيار الحضارة الجارف وعدم التضييق على العباد ويجترون بعض نصوص التيسير ويحملونها على غير محملها الصحيح، وتارة يثربون على من تمسك بمنهج الرعيل الأول ويزعمون أن الاستمساك بورقة التحريم يلغي فرص استثمار المستجدات العولمية لصالح الدين!.
وكثيرا ما يصبون انتقاداتهم للخطاب الديني يستترون به لا يجرؤن على التصريح برفض وعداء وانتقاد السلفية!
محاولة هدم السلفية من الداخل:
يشبه قاسم في تعامله مع المنهج السلفي المفكر الحداثي محمد الجابري في تعامله مع العقل العربي، الجابري يقول العقل العربي بحاجة لإعادة تكوين، وقاسم يقول المنهج السلفي بحاجة لفك مداميكه وتغييره من الداخل!، يقول: نصلح هذا الخطاب الديني من داخله!
ولا تفسير لهذا إلا أنه محاولة لتنحية كبار العلماء الذين يقفون كحجر عثرة في طريق العصرانيين ومشاريعهم الانفتاحية!
إنه يستخدم خطاباً متدنياً حين يتحدث عن هؤلاء الرموز، فهو ينفر منهم ويصمهم بالانغلاق والجمود!، وهاك الدليل من كلامه: يقول: في مقال له بعنوان: " ( http://www.muhawer.net/forum/showthread.php?t=14815) الإصلاح من داخل التيار ( http://www.muhawer.net/forum/showthread.php?t=14815)"، (http://www.muhawer.net/forum/showthread.php?t=14815) وقد بدأه بقوله:
((ولازلت أردّد بأن أكبر خطأ يرتكبه معارضو هذا التيار هو مهاجمته من الخارج، ومنالغفلة، بل ومن الحماقة بمكان، التصوّر بأن الفرصة سانحة للقضاء على هذا التيارالمتجذّر في هذه الأرض مذ أكثر من ثلاثة قرون، وطمس أدبياته عبر مقالات سطحية ساذجةهنا أو هناك، أو حتى الزعيق واللطم في فضائيات ناعقة، لا تجيد سوى الصراخ، ما يزيدهذا التيار متانةً وتكاتفًا وتحوصلاً، في حين أن النهج الصحيح يتمثل في محاولةتوجيه بوصلة هذا التيار إلى طريق المعاصرة والوسطية،))
لا يخفى عليك أخي القارئ الكريم أن التيار الذي ظهر منذ ثلاثة قرون مواكبا لبداية ظهور الدولة السعودية بمراحلها الثلاث هو التيار الوهابي السلفي .. "دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" والتي كانت تجديداً لما كان
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه سلف الأمة، ولم تأت بجديد من عند نفسها، وما نعرفه أن العداء مع (الوهابية) هو عداء مع ما تركه لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، إذ لا وهابية ولا يحزنون، بل دعوة سلفية تبتغي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم. وإن الرافضين لها هم الكارهين لهذا النموذج.
وبرصد وتحليل تحركات قاسم على الساحة الفكرية نجد أنه يحاول مزاحمة العلماء الكبار بآخرين صغار -اقصد سنا وإلا فهم محترمين ومعتبرين لدينا جدا- من المنتسبين للتيار السلفي، فهو في مجموعته وبرنامجه يقدم شباباً مع وجود الكبار. وندعه هو يتحدث، يقول ردا على أحدهم في محاور حول سجال السينما: ( http://www.muhawer.net/forum/showthread.php?t=10212)
( وأنا معك كذلك بأن الزمن سيبدد كثيرا من آليات التفكير تلك وتحقق مواتهاوذلك مشاهد في دعاة انخلعوا عما كانوا عليه .. )
واضح لكل ذي لب وفهم أن الرجل يقصد بآلية التفكير .. تفكير علمائنا، أما الدعاة الذين انخلعوا عما كانوا عليه فأظنكم تعرفونهم جيدا.
ويقول لآخر في نفس المنتدى:
(وأجيبك يا عزيزي بأن التمتع بطول النفسوالتدرج في خطوات الإصلاح مسلك حكيم وفعال، والنوازل من حولنا تفك مداميك كل أي فكرمنغلق أو متردد، ولست بالطبع معك في وصف خطابنا الديني بالظلامي والرجعي، بل هوكأي فكر قابل للتطور والحداثة، ويتأكد ذلك في خطابنا الاسلامي.)
وأيضا يقول لآخر:
(صديقي الأنيق جنتل:
... شيئافشيئا بمحاولات الفضلاء أمثالكم وهم يستصحبون الحكمة والعقل والرفق، سيفك مداميككثير من الأفكار الصدئة، ولكن برفق .. أيها الأنيق.)
وليتكم تعلمون أي فكر يحمل "جنتل" هذا الذي أسبغ عليه د. عبدالعزيز وصف الفضيلة!!، وليس ذلك بغريب منه وقد ادعى أن الخاشقجي ينتمي للتيار الإسلامي المتطرف وأن الإسلاميين إنما ينقمون منه بعض الأفكار الإصلاحية الانفتاحية!!
كما أظنه لا يخفى القارئ الكريم مقصود قاسم بالأفكار الصدئة!!.
وهو ذكي لا يحب المواجهة التي لن يقوى ومن معه عليها، لكن الرفق والصبر والتدرج هو شعار د. قاسم وصحبه في سبيل التخلص من الأفكار الصدئة وموروثات الماضي.
وأختم هنا بأم البواقع واتهام قاسم للوهابية بالعمالة وذلك في ندوة بعنوان "تحولات الخطابات الثقافية السعودية .. رؤية إعلامية" ( http://www.adabihail.com/inf/news-action-show-id-205.htm) جمعته بصديقه قينان الغامدي، فقد جاء في خبر تلك الندوة: وعلق الدكتور عبدالعزيز قاسم على أن الوهابية كانت قبل الأخوان ووظفتها الدولة العثمانية ثم بريطانيا،
هذا حال قاسم، وبعض الكرام لا يزال يدور في حلقة احتواء وتأليف قاسم وأخذه بالرفق وعدم الإنكار عليه، أملاً في أن ينصلح حاله.
ألا إنني أهدي هذه النصوص ـ من كلام قاسم ويأتي ما هو أشد ـ لهؤلاء الكرام، كي يفيقوا، يكفي، أفي كل مرة نلدغ من ذات الجحر؟!!
ألا ومن أصر فليبعد عني فلستُ منه وليس مني.
عبدالعزيز قاسم .. والتبشير بالدعاة الجدد!!
قاسم يعلم تماما أن انخلاع* وتغيير من شابت لحاهم في الطلب من كبار العلماء عن منهجهم يكاد يكون مستحيلا، فلا يتوقع أبدا أن يجد لمشاريعه العصرانية التغريبية تأييدا من الفوزان مثلا أو المفتي أو اللحيدان أو غيرهم من الكبار، فلجأ للتواصل الإنساني مع بعض الصغار، يريد إحراجهم بتعامله الراقي والمؤدب، يريد منهم إن لم يقفوا محايدين من بعض القضايا، أو يكون إنكارهم لطيفا، وقد أثمر هذا مع بعض الفضلاء هنا في هذا الصرح الشامخ (بناء)، فتجد أحد الفضلاء بسبب الاتصال الإنساني بينه وبين عبد العزيز قاسم لا يستطيع أن ينكر عليه إلا بينه وبينه أو على استحياء؛ بل ربما يدافع عنه، ثم الأهم أنه يريد أن يجعلهم في الواجهة بدلا عن العلماء، فهولاء يؤمل فيهم الانخلاع كما انخلع غيرهم، أو على الأقل يسهل مزاحمتهم، أوْ ليس لهم في حس الناس ذاك الحب والتقدير!
في مقال "المولد النبوي أما آن لهذا الجدل أن يتوقف" يرد قاسم على أحدهم قائلا:
(أخي الواضح:
قلت حفظك الله (السؤال الكبير والذي يظهر في جميع المسائل المختلففيها هو:
لماذا لا يقبل معظم علماء السلفية اختلاف الآخرين معهم ويعذرونوهمفيما اختلفوا معهم فيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
في تصور اخيك المتواضع ان تيارا جديدا في داخل هؤلاء العلماء مختلف نوعا ما عنالباقين ممن يحملون الارث الماضي .. شيئا فشيئا تفك المداميك وتتحلل نحو خير الدينوالوطن.)
إذن هناك تيار جديد مختلف لا يحمل إرث الماضي الذي يحمله المنغلقون المترددون!!
قاسم يعول كثيرا على المنخلعين، ويأمل أن يتبعهم آخرون، يتواصل معهم إنسانيا، ومن يجد فيه غلظة على المخالف ورفض لفكرة العصرنة والتمييع كالشيخ الدويش والهبدان فإنه يحاول إسقاطه بطريقة أو بأخرى، وهو يتوق جدا لتغير البارزين ذوي الأقلام الحادة والردود العقلانية المؤصلة والموجعة كالشيخ بندر الشويقي والشيخ سعد بن ناصر الغامدي، وانظر ما يقول عن الشيخ الشويقي في سياق رده على أحدهم:
(وأخيرا لقد راهنت في هذا المنتدى على أن الشويقي مشروع مفكر واعد، هو وثلة منزملائه في التيار السلفي، وانه وابراهيم السكران طليعة واعدة، سيكون لهما شأن كبيرفي مستقبل الأيام بتجديد كثيرا من آليات ونمطيات التفكير والتعامل مع المستجداتللتيار السلفي المحلي، بدون أن يعني ذلك أنهم سيتنازلون عن الأصول والأركان العامةللفكر ..
وقد ردّ علي بعض الزملاء في (محاور) متهكمين إذاك .. غير أن الايام أثبتت شيئا مماذهبت اليه .. وسنرى ان شاء الله أخانا الحبيب بندر الشويقي، الذي توافر على هذهالعقلية الفذة، إلا أن تقوده إلى الطريق الصحيح والأقوم والأليق بها ان شاءالله)
ويصف العلماء والسائرين على نهج السلف الصالح من المستمسكين بنصوص الشرع وقواعده بدعاة العسر ويبشر في ذات الوقت بدعاة الوسط قائلا:
(قلت حفظك الله (لن يفهمون الا عندما - للأسف - يرون الأجيال القادمة تتفلت وتتحولالى أقصى اليسار ( ..
الرهان بدعاة الوسط، يعيدون الراية ممن دعاة العسرويتصدون للمجتمع كنماذج خلاقة تتعلق بها الأجيال، ويحولون دون أن تتحققرؤيتك .. وللأسف هي في الطريق لما تراه.)
قاسم وعقيدة الولاء والبراء وتقريب المخالف:
في ملحق الرسالة قبل عدة سنوات فتح د. قاسم الباب على مصرعيه للمخالفين سواء من الطوائف والفرق كالصوفية والشيعة أو ممن يحملون أفكاراً فلسفية غربية معاصرة كالليبراليين والحداثيين، في مكاشفاته تلك أخرج أولئك كي يبرروا كثيرا من طوامهم، ونادى بعدها بالتقريب مع الشيعة، بل وتبنى مشروع التقريب حتى أنه سافر للقطيف وزار مكتبة الصفار وأشاد بمشروع "ميثاق الشرف" ويتكئ على عبارات مجملة لبعض العلماء كحق الشيعة في العيش والمواطنة!!، وكأن بيننا من يطالب بإعدامهم أو حرمانهم من مقومات الحياة!!
والتقى الشيعة هناك ـ في القطيف ـ وحضر ندوة في منتدى الثلاثاء الشيعي وبشر الشيعة بدعاة جدد واعين سياسيا، متجردين عن الأساطير والأوهام –يقصد ما يتعلق بعقيدة الولاء والبراء التي تنص على مفارقة أهل البدع والأهواء والبراءة منهم!! -،
http://www.alwihdah.com/view.php?cat=2&id=419 (http://www.alwihdah.com/view.php?cat=2&id=419)
وكان يعرض في ملحق الرسالة كثيرا من القضايا والمسلمات يضعها على مقصلة النقد، يعرضها على جهال ومغرضين، وقام بنفس الدور في ملحق الدين الحياة، وفي قناة دليل –التي لا أشك ذرة أنها قامت لدعم فكر العصرانيين من الإسلاميين حاملي مشاريع التغريب-.
ويحتج قاسم على علمائنا لإنكارهم على المولد النبوي!!، ويصنفه ضمن الخلاف الفقهي، وتتعجب كثيرا وأنت ترى استماتة عجيبة منه في سبيل إدخال الاحتفال بالمولد ضمن الخلافيات السائغة!!
ويترحم على المالكي محيي عقيدة عمرة بن لحي.
ويزور الصوفية في معاقلهم "منتدى الروضة" "ومنتدى الوحدة" مبشرا بالتقارب مع الشيعة وغيرهم ومشيدا بحسن الصفار، ومؤيدا لفتوى محمود شلتوت بجوز التعبد بالمذهب الجعفري!!
كأنه عالم ألم بدقائق الخلاف مع الشيعة وبمسائل المذهب الجعفري!!.
ويدافع عن خاشقجي ويصفه بالانتماء للتيار الإسلامي المتطرف!!!!!!
ومن هنا تعلم أي اعتدال ينادي به قاسم!! فمادام الشأن أن خاشقجي إسلامي متطرف فقل على اعتدال ووسطية الدكتور ومن معه من العصرانيين السلام!!.
وقينان الغامدي صديق مقرب كما الشيخ بندر الشويقي والشيخ سعيد بن ناصر!!
ولا ننسى دفاعه عن المستر عبد الرحمن الراشد وتركي الحمد، وحمله على الشيخ الدويش في سبيلهما!
مع أننا لم نر له منذ ظهوره هجوما على ليبرالي واحد، بل هو دائما يجتهد في تلميعهم، ولا يعترف بتصنيفهم كليبراليين مع أنهم هم من صرح بانتمائهم لليبرالية!
ثم يقول عن نفسه أنه: سلفي وتربى تربية سلفية!!
أخيرا ليعلم من يعاتبني وهم ممن أحبهم وأقربهم أنه ليس بيني وبين قاسم عداوة شخصية، بل وددت والله أني بعيدة عن هذا، وأن قام له غيري.
والقضية مناقشة فكر "العصرانية" يريدون استبدال السلفية الأصيلة بها عبر طرح إعلامي منمق وتواصل إنساني مؤدب ومهذب.*
شذى صالح
=========
· لاحظ أنه يعبر بمصطلح الانخلاع وفرق بين التعبير بالتغير والانخلاع الذي يدل على خلع رداء ولبس آخر مغاير له.
· ولكن السلفية بإرثها الأصيل المستمد من الوحيين، وخطابها المتميز البعيد عن ميوعة العصرنة باقية ثابتة على المحجة البيضا حتى يأتي أمر الله، بل لعل في ظهور بدعة العصرانيين في هذا الوقت بالذات سبب في نهوض السلفية وعودتها وبقوة للساحة، والقضاء على فتنة وبدعة العصرنة، يقول ابن تيمية –رحمه الله-: (ومن أعظم أسباب ظهورالإيمان والدين , وبيان حقيقة أنباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من أهل الإفكالمبين؛ وذلك أن الحق إذا جُحد وعُورض بالشبهات , أقام الله -تعالى- مما يحقّ بهالحق , ويبطل به الباطل من الآيات والبينات بما يظهره من أدلة الحق)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 11:14]ـ
جزاكى الله خيرا
ويوجد تيار سلفى (سوى التيار السلفى الى اعتقد انه الاسلام فى انقى صوره) معاصر فعلا منغلق ويجب اقول يجب علينا ارغام اهله الى المراجعة أو كشفهم وملاحقتهم بكل السبل
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Aug-2009, صباحاً 12:33]ـ
/// بارك الله فيك .. أختنا الكريمة على هذا المقال.
/// للمدَّعين بوجود تيار أوتيارات سلفية منغلقة أومترددة! لنا أن نسألهم ما حدُّ الانغلاق عندهم؟ وما الوصف الذي يخرجون به عن الانغلاق المزعوم! الذي يعمم بطريقة هلامية، يضيع فيها الحق -إن كان ثم- ويسرح فيها الباطل ولا شك.
/// أخشى أن تكون الأدواء مستعصية على الشفاء عند بعض المرضى الذين يرون المرض عند غيرهم!
/// فمن زعم أنَّ هناك تيارًا منغقًا مترددًّا يحتاج إلى تفكيك من الداخل أومن الخارج؟! لمَ لا يحدِّد النقاط الدقيقة التي يصحُّ إطلاق الانغلاق عليها؟
/// لم لا يكون الداء عند من يزعم أن ثم انغلاقًا؟ داء التفكك والتهلهل! الذي يحتاج إلى شد وربط، وإعادة تأهيلٍ وصيانة دوريَّة للفكر والتحصيل العلمي أوحتى الثقافي!
/// والقضيَّة الأخرى .. هل كل انغلاقٍ مذمومٌ؟ قد يسمَّى التمسُّك بالثوابت انغلاقًا، كما يسمَّى التمسُّك بالأصول تخلفًا ورجعيَّة!
/// أمَّا أسلوب التهكُّم الذي تعالج به الأمور عند المنوَّرين! فما أحرى المنادين الزاعمين للإصلاح بتركه، إذ لا يخدم مصلحةً ولا يفكك انغلاقًا، وليس من يخالف الرامي بذاك أقل نصيبًا من أساليب التهكم والسخرية التي قد يتفنن فيها، فتصير القضية الكبرى في البحث عن أساليب التهكُّم!
/// أيضًا .. ثم دور .. من عدم احتواء الآخر ونبذه والانغلاق دونه =وصفه بالانغلاق.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Aug-2009, صباحاً 07:20]ـ
/// أردت البيان عن بعض ما أجمل في تعقيبي السابق، مما قد يساء فهمه، وقد راسلني بعض الأفاضل طلبًا للتوضيح.
/// وقد قصدتُ بتعقيبي السابق الرد على طريقة القاسم وغيره ممن ينهج أسلوبًا تهكميًا في رده على من خالفه بدعوى الإصلاح من الداخل، فلو كان صادقًا في إصلاحه وتنويره فما أحراه بترك مثل هذا التهكم بمن يسميهم بالمنغلقين؛ إذ التهكُّم لا يخدم الإصلاح المنشود، بل قد يشفي صدور قومٍ لحاجةٍ في وقتٍ ما.
/// وإلَّا فلِمَن خالفه أن يقابله في الرد عليه بالسخرية والتهكُّم، ولا يفقد مخالفُه أدوات التهكُّم المؤلم بالمتحَذْلِقين المتوالدين هذه الأيام، إلاَّ أن كرم النَّفس يمنع ذلك كثيرًا.
/// أمَّا القضيَّة الأخرى فهي زعمه أنَّ التيار المنغلق من السَّلفيين لا يحتوي الآخر ولا يقبله ولا يفتح معه بابًا للحوار ولا .. ولا ... ، فهل يفعله هو مع غيره؟
/// أليس الأحرى به أن يطبَّق ما ذمَّ الآخرين (المنغلقين) بتركه، من عدم احتواء الآخرين وقبولهم؟!
/// إذ من باب احتواء الآخرين التساهل في كلامه ومناقشته للتيار السَّلفي (المنغلق أوالمتردد!) بأسلوب أرقى من هذا، لا أن ينحَّيَه ويتهكَّم به بطريقة يقدر على أضعفاها من خالفه، وليست هذه الغاية المنشودة كما يُجَعْجَع عند دعاة (الإصلاح من الداخل)!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Aug-2009, مساء 03:36]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان فقد أجدت وأفدت
فعلا هؤلاء قد يسمون السلفيين منغلقين والسبب انه يحاربون الشيعة ولايسمحون بالتقارب ولدولة الشيعية قوة لايُستهان بها
وطبعا كلام من يصفنا بالانغلاق لذلك لايساور شيئا اذا عرض على المنهج العلمى
لكن يا اخوة
ثم أناس أكابر معاصرون سلفيون فعلا ينعتون بعض الاتجاهات السلفية بانها منغلقة وينتقدوهم فى أساليب دعوية خطيرة جدا
فلماذ لانناقش ونعلق ونوضح هذا الانتقاد (لعل المنتقدون لنا انتقادا غير منهجى يتوبوا وينتقدونا انتقادا منهجيا) فنكون بذلك رددناهم الى رشدهم
كما يقول العلماء فى تحريل سير الاخلاق الفطرية البغيضة كالحسد يُمكن ان يتحول الى غبطة لا أن نكتمه نهائيا)
وهذا ا اخوة هو عين نعتى لهؤلاء بالمنغلقين كما فى مشاركتى السابقة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 11:43]ـ
ثم أناس أكابر معاصرون سلفيون فعلا ينعتون بعض الاتجاهات السلفية بانها منغلقة وينتقدوهم فى أساليب دعوية خطيرة جدا
(يُتْبَعُ)
(/)
فلماذ لانناقش ونعلق ونوضح هذا الانتقاد (لعل المنتقدون لنا انتقادا غير منهجى يتوبوا وينتقدونا انتقادا منهجيا) فنكون بذلك رددناهم الى رشدهم
كما يقول العلماء فى تحريل سير الاخلاق الفطرية البغيضة كالحسد يُمكن ان يتحول الى غبطة لا أن نكتمه نهائيا)
وهذا ا اخوة هو عين نعتى لهؤلاء بالمنغلقين كما فى مشاركتى السابقة
/// الجواب عن سؤالك من جهتين، الأولى بما تقدَّم: وهو تحرير معنى الانغلاق! ما المقصود به في كلام هؤلاء؟ وهل هو وصفٌ دقيقٌ أم فيه بغيٌ وانغلاق؟!
/// الأمر الآخر أنَّ الانغلاق إن كان المقصود به: قطع الحوار مع المخالف وترك التواصل معه الجدلي معه بقصد دعوته وتقريب وجهات النَّظر و .. الخ، فهذا ليس خاصًّا ببعض التَّيَّارات السَّلفيَّة المدَّعى عليها ذاك الأمر؛ إذ الانغلاق (بل الإسكات والقمع والتجنِّي والإقصاء غير المبرَّر) للسلفيين موجود وبكثرةٍ ممَّن يتقصَّد مهاجمتهم في وسائل الإعلام بأنواعها .. فلم المزايدة؟!
/// الأمر الآخر أنَّ مقصود كثيرٍ من الناس المراوغين بقضيَّة ترك الانغلاق هو إتاحة الفرصة والمجال للتيارات الفاسدة المفسدة برفع عقيرتها ومحاولة ترويج بضاعتها الكاسدة والدعاية، والتي (قد) تجد لها سوقًا، فلكل ساقطة لاقطة ..
وعليه فوجهة نظر من يوصفون (بالانغلاق) ممَّن جرَّب أوخبَر هؤلاء أنَّهم كاذبون في دعوى الحوار، وأنَّهم مراوغون، لا صدق لهم فيه، بل مقصودهم الدعاية، ومآرب أخرى ..
/// كالرافضة تنادي أوتُنَادَى بعض ثعالبهم للحوار، ثم يتَّضح في عدد من جولات الحوار أنَّهم ما أرادوا الحقَّ ولا قصدوه، ولا طلبوه، ولن، ولا!
/// فلم الحوار إذن معهم؟
/// هذه وجهة نظر الطرف الآخر الموصوف بالانغلاق.
/// وأعلم رجلًا كان له باعٌ في مناظرة بعض أمثال هؤلاء، وحكى عمَّا يفعله هؤلاء من وراء الكواليس ممَّا يدلُّ على كذبهم، فأصابه إحباطٌ ويأسٌ من تضييع الجهد معهم مستقبلاً.
/// تبقى قضيَّةٌ واحدة هي وجهة نظر من يريد التواصل مع هؤلاء بالحوار العلني هو تجلية أمرهم وأفكارهم لمن قد يغرَّر بلامع كلامهم.
/// وحتى لا نوصف بالانغلاق فالأمر يسير في الوجهتين، ولكل حُجَّة وعذر.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Aug-2009, صباحاً 02:44]ـ
/// الجواب عن سؤالك من جهتين، الأولى بما تقدَّم: وهو تحرير معنى الانغلاق! ما المقصود به في كلام هؤلاء؟ وهل هو وصفٌ دقيقٌ أم فيه بغيٌ وانغلاق؟!
/// الأمر الآخر أنَّ الانغلاق إن كان المقصود به: قطع الحوار مع المخالف وترك التواصل معه الجدلي معه بقصد دعوته وتقريب وجهات النَّظر و .. الخ، فهذا ليس خاصًّا ببعض التَّيَّارات السَّلفيَّة المدَّعى عليها ذاك الأمر؛ إذ الانغلاق (بل الإسكات والقمع والتجنِّي والإقصاء غير المبرَّر) للسلفيين موجود وبكثرةٍ ممَّن يتقصَّد مهاجمتهم في وسائل الإعلام بأنواعها .. فلم المزايدة؟!
/// الأمر الآخر أنَّ مقصود كثيرٍ من الناس المراوغين بقضيَّة ترك الانغلاق هو إتاحة الفرصة والمجال للتيارات الفاسدة المفسدة برفع عقيرتها ومحاولة ترويج بضاعتها الكاسدة والدعاية، والتي (قد) تجد لها سوقًا، فلكل ساقطة لاقطة ..
وعليه فوجهة نظر من يوصفون (بالانغلاق) ممَّن جرَّب أوخبَر هؤلاء أنَّهم كاذبون في دعوى الحوار، وأنَّهم مراوغون، لا صدق لهم فيه، بل مقصودهم الدعاية، ومآرب أخرى ..
/// كالرافضة تنادي أوتُنَادَى بعض ثعالبهم للحوار، ثم يتَّضح في عدد من جولات الحوار أنَّهم ما أرادوا الحقَّ ولا قصدوه، ولا طلبوه، ولن، ولا!
/// فلم الحوار إذن معهم؟
/// هذه وجهة نظر الطرف الآخر الموصوف بالانغلاق.
/// وأعلم رجلًا كان له باعٌ في مناظرة بعض أمثال هؤلاء، وحكى عمَّا يفعله هؤلاء من وراء الكواليس ممَّا يدلُّ على كذبهم، فأصابه إحباطٌ ويأسٌ من تضييع الجهد معهم مستقبلاً.
/// تبقى قضيَّةٌ واحدة هي وجهة نظر من يريد التواصل مع هؤلاء بالحوار العلني هو تجلية أمرهم وأفكارهم لمن قد يغرَّر بلامع كلامهم.
/// وحتى لا نوصف بالانغلاق فالأمر يسير في الوجهتين، ولكل حُجَّة وعذر.
شكر الله لكم شيخنا وللأخ المرسي الشكر موصولا أيضا،
وأضيف أمرا آخر لبنود الانغلاق التي يثربون بها على السلفيين:
@ رفضهم -أي السلفيون- لمشاريع التغريب المقنعة برداء الاسلمة، فمثلا هم يعتبرون -ود. قاسم واحد منهم - أن رفض السينما نوع من التقوقع والإنغلاق، ويلبسون على الناس بقولهم لم لا يمسك أهل الدين والدعوة بزمام المبادرة ويسيرون السينما بالاتجاه الصحيح!!!!
وكأنها -السينما- مخترع جديد للتو ظهر وما زال الناس يتنافسون فيه!!
وهي في الحقيقة كما تعلمون -وهم كذلك يعلمون- قد وجهت منذ مبكر جدا، والممسك بزمامها منذ أكثر من قرن فساق الأمة!!!
وقل مثل هذا في مشروع المرأة الداعية صوتا وصورة، فهم يصنفون من يرفض ذلك منغلقا وقل مثله في نظائر هذه المشاريع التي تعارض نصوص وقواعد شرعية ثابتة وتفتح للفساد بابا عريضا.
ومن عجيب الأمر وغريبه أن بعض من لا يقبل نقد سين أو صاد .. يبرر لهم حتى قالوا أن السلفية سلفيتان سلفية العقيدة، وسلفية المنهج ويقصدون ما يسمى بالسلفي المعاصر أو العصري!!
وبعضهم يقول كن سلفيا في العقيدة عصريا في المنهج!!
وحقيقة لا أدري من أوحى لهم بهذا التقسيم العجيب .. لكنه التعصب عافانا الله والقراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 08:22]ـ
الله المستعان الأحزاب تغزونا من الغرب و التنظيمات تغزونا من الشرق
ثبت الله علماء السلف
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 01:21]ـ
كلامكما صحيح
ان اعداء الدعوة السلفية كثر لكن افتراءاتهم لاتثبت اذا عرضت على المنهج العلمى ول كانت ثبتت لكان نقدهم على العين والرأس
لكن يا اخوة لابد وأن ننظر لنقد أكابر السلفيين والذين ينتقدون السلفيين نقدالعيوب خطيرة ولها أثارها الخطيرة على مسيرة الصحوة ان لم يرجع اهلها عن تلك العيوب
يا اخوة هل ترون لو احد علماء أو أمراء السلف أتاه أتاه ليبصره ويعلمه ما لم يعلمه هل كان سيتضايق أم يتحاور معه؟ ألم يقل الشافعى ماناظرت احدا الا ووددت أن يظهر الحق على لسانه؟!
ألم يقل النبى (ص) (الدين النصيحة؟
من من الخلق سيستجيب ويأخذ بهذا الهدى ان لم يأخذ به اكابرنا
وهم هم الذين يعلموننا ويقولون لنا أن الحق اكبر من كل المشايخ وأن المنهج فوق الجميع وأن مامنا الا راد ومردود عليه
لكن الواقع اننا نجد هؤلاء العلماء معرضون عما يتوجه اليهم من نقد أكابر السلفيين وفى الوقت ذاته نجدهم يردون بالتفصيل على الجهمية والاشاعرة والطوائف الضالة؟
ـ[أبو فراس]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 02:51]ـ
الجميع بحول الله على نهج السلف والاختلاف بسيط
هناك من يرى الاستفادة من منجزات العصر وتطويعها لخدمة الدعوة الإسلامية واحتواء التيارات الأخرى وكسبها أو على الأقل تفادي شرها ويرى أن الفتوى تتغير بتغير العصر تبعا لباب الاجتهاد المفتوح ما دامت الثوابت راسخة وقوية لم يتعرض لها أحد وكل هذا اجتهاد في الرأي يجب أن يقابل بالاحترام والتقدير والرد عليه - إن خالفناه - بهدوء وروية فمن صدر عنهم هذا الرأي إخوة لنا في الدين والتوجه وليسوا علمانيين معادين للدين ثم إنهم ليسوا علماء بل مثقفين وإعلاميين حادبين على أمتهم ويرجون صلاحها وفلاحها وهذا ما نحسبهم عليه وحسابهم على الله
في المقابل من يخالفهم في آرائهم - مثلك أخت شذى والشيخ عدنان - لهم رأيهم القوي الذي تسنده نصوص شرعية ونظرة عميقة للواقع ومآلات الأمور وشواهد مما حصل في البلدان الأخرى
الذي يؤلمني فقط هو هذه الحدية والهجوم المتبادل بن الفريقين وأنصارهما - كما لاحظته في موقع بناء وهنا - وكأن النقاش بين عدوين وليس بين إخوة مختلفين في الطرح
د. محمد السعيدي يختلف مع د. قاسم في نفس المسائل التي تطرقت لها لكنه يبدي رأيه العلمي - وهو من هو في هذه المسائل - ولكنه لم يتعرض لشخصه أو يخرجه من دائرة السلفية بل كتب دفاعا عنه وذبا عن عرضه وهو - أي قاسم - صحفي طرح رأيا لنا الحق في قبوله أو رفضه وتصحيح أي خطأ يقع فيه وليس أن نجعله خصما للسلفية ومحاربا لها ونتفرغ - كما فعلت مؤخرا - للتحذير منه في كل منتدى وموقع نشارك فيه ونؤلب العامة عليه حتى وصل الأمر ببعضهم لتكفيره - كما جاء في رسالة أحدهم للشيخ عبد الله زقيل - أو الاعتقاد أنه ينفذ مخططا مرسوما لهدم السلفية من داخلها وغير ذلك مما يدخل في محاكمة النيات التي يأمرنا ديننا بتجنبها!
اعلمي أختي الكريمة أنني أوافقك الرأي في المسائل التي طرحتيها وخالفت فيها د. قاسم مثل قضايا السينما والمرأة الداعية والحوار مع الشيعة وغير ذلك وخلافي معك هو في أسلوبك في الرد على من تخالفينه لا غير وفي ذات الوقت أعترض على أوصاف الانغلاق ونحوها التي يطلقها الطرف الآخر
والنقطة الأهم إن نقد التيار السلفي - والمقصود به منهج دعاته وعلمائه في التعاطي مع مختلف المسائل - لا يعني بالضرورة نقد الفكر السلفي أو الدعوة السلفية نفسها ففرق بين الفكر - أيا كان - وبين منهج دعاته في تطبيقه وأحسب - تغليبا لحسن الظن - أن كل كلام د. قاسم وانتقاداته وملاحظاته يقصد بها أسلوب هؤلاء الدعاة وليس الفكر ذاته
أصلح الله أحوال الجميع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 12:18]ـ
الجميع بحول الله على نهج السلف والاختلاف بسيط
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك من يرى الاستفادة من منجزات العصر وتطويعها لخدمة الدعوة الإسلامية واحتواء التيارات الأخرى وكسبها أو على الأقل تفادي شرها ويرى أن الفتوى تتغير بتغير العصر تبعا لباب الاجتهاد المفتوح ما دامت الثوابت راسخة وقوية لم يتعرض لها أحد وكل هذا اجتهاد في الرأي يجب أن يقابل بالاحترام والتقدير والرد عليه - إن خالفناه - بهدوء وروية فمن صدر عنهم هذا الرأي إخوة لنا في الدين والتوجه وليسوا علمانيين معادين للدين ثم إنهم ليسوا علماء بل مثقفين وإعلاميين حادبين على أمتهم ويرجون صلاحها وفلاحها وهذا ما نحسبهم عليه وحسابهم على الله
في المقابل من يخالفهم في آرائهم - مثلك أخت شذى والشيخ عدنان - لهم رأيهم القوي الذي تسنده نصوص شرعية ونظرة عميقة للواقع ومآلات الأمور وشواهد مما حصل في البلدان الأخرى
الذي يؤلمني فقط هو هذه الحدية والهجوم المتبادل بن الفريقين وأنصارهما - كما لاحظته في موقع بناء وهنا - وكأن النقاش بين عدوين وليس بين إخوة مختلفين في الطرح
د. محمد السعيدي يختلف مع د. قاسم في نفس المسائل التي تطرقت لها لكنه يبدي رأيه العلمي - وهو من هو في هذه المسائل - ولكنه لم يتعرض لشخصه أو يخرجه من دائرة السلفية بل كتب دفاعا عنه وذبا عن عرضه وهو - أي قاسم - صحفي طرح رأيا لنا الحق في قبوله أو رفضه وتصحيح أي خطأ يقع فيه وليس أن نجعله خصما للسلفية ومحاربا لها ونتفرغ - كما فعلت مؤخرا - للتحذير منه في كل منتدى وموقع نشارك فيه ونؤلب العامة عليه حتى وصل الأمر ببعضهم لتكفيره - كما جاء في رسالة أحدهم للشيخ عبد الله زقيل - أو الاعتقاد أنه ينفذ مخططا مرسوما لهدم السلفية من داخلها وغير ذلك مما يدخل في محاكمة النيات التي يأمرنا ديننا بتجنبها!
اعلمي أختي الكريمة أنني أوافقك الرأي في المسائل التي طرحتيها وخالفت فيها د. قاسم مثل قضايا السينما والمرأة الداعية والحوار مع الشيعة وغير ذلك وخلافي معك هو في أسلوبك في الرد على من تخالفينه لا غير وفي ذات الوقت أعترض على أوصاف الانغلاق ونحوها التي يطلقها الطرف الآخر
والنقطة الأهم إن نقد التيار السلفي - والمقصود به منهج دعاته وعلمائه في التعاطي مع مختلف المسائل - لا يعني بالضرورة نقد الفكر السلفي أو الدعوة السلفية نفسها ففرق بين الفكر - أيا كان - وبين منهج دعاته في تطبيقه وأحسب - تغليبا لحسن الظن - أن كل كلام د. قاسم وانتقاداته وملاحظاته يقصد بها أسلوب هؤلاء الدعاة وليس الفكر ذاته
أصلح الله أحوال الجميع
شكرا لدفاعك عن الدكتور قاسم
والمنهج العلمى هو الذى يحدد ما ذا كان الخلاف بين اتجاهات ما بسيط أو عميق
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 03:59]ـ
الى من يرى بأن قاسم سلفي مارأيك بوصفه لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنها وهابية!!
هل يوجد سلفي يقول عن دعوة التوحيد وهابية!
و أيضاً شماتته بالسلفيين أمام الشيعة بقوله:" مكاشفات الصفار أحدثت صدمة بين السلفيين "
لماذا لم يقل "مكاشفات الصفار أحدثت صدمة بيننا نحن السلفيين "؟
كفوا عن الترقيع عباد الله
ـ[أبو فراس]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 11:12]ـ
أبا ممدوح
عبد العزيز قاسم حي يرزق وهو الأقدر على الدفاع عن نفسه لكن هناك فرق بين أسلوب الكتابة الصحفية وبين أسلوب الكتابة الشرعية أو الفكرية يعلمها من لديه الخلفية الكافية عن الإعلام
كما أن الفكر السلفي شيء والمدارس التي تنسب نفسها إليه شيء آخر بمعنى أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله شيء ومن ينتسب إليها شيء آخر فيحق لسلفيين آخرين نقدهم وتخطئتهم مثلما من حق العالم المجتهد نقد المذهب الحنفي علميا دون أن يعني ذلك الانتقاص من قدر الإمام أبي حنيفة رحمه الله فمن ينتسب للدعوة السلفية حاليا لهم اجتهاداتهم وأحكامهم على مسائل كثيرة مستحدثة مستندين إلى فهمهم للنصوص الشرعية وكلام أهل العلم وخاصة الإمام محمد بن عبد الوهاب وهذه الاجتهادات من حق الآخرين نقدها ويبقى الحكم في المسألة والفصل فيها لأهل العلم
وأذكر أن الخلاف هنا ليس على كون القاسم أخطأ أم لم يخطئ؟ فأنا أوافقكم أنه مخطئ لكن الخلاف هو أن بعض من يرد عليه - وهذا للأسف أسلوب شائع لدى كثير من الإخوة - يحاول إسقاطه وتحطيمه وتصويره في صورة العدو للسلفية وكيل التهم لشخصه حتى يكاد المرء يعتقد أنه بإزاء أدونيس أو سيد القمني وغيرهما من أعداء الإسلام وليس بإزاء صحفي مسلم له رأي طرحه انتقد فيه أسلوب بعض العلماء والدعاة في التعاطي مع قضايا العصر بأسلوب صحفي سواء أصاب أو أخطأ فيجب أن نثني على ما أصاب فيه ونبين له ما أخطأ فيه ونحافظ عليه كصحفي وإعلامي محسوب على التيار الإسلامي له حضوره اللافت وتأثيره الجيد في الساحة
أخيرا أنا لست عالما ولافقيها لأحكم على الرجل بل مسلم من عامة المسلمين ولم أر عالما أو داعية يحكم عليه بما حكمتم عليه بل وجدت العديد منهم يثنون عليه ويشاركون في برامجه ومجموعته البريدية وهم أولى عندي بالاتباع من أسماء مجهولة تكتب هنا أو هناك وتحاسب الناس وتحاكم نواياهم والله المستعان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 12:41]ـ
الأخ /أبو ممدوح -بارك الله فيك:
الشيخ محمد إسماعيل المقدم له كتاب اسمه (خواطر حول الوهابية) ...
طبعاً الكتاب يمدح دعوة الإمام -رحمه الله-،
فقد يكون تعبيره (أى عبد العزيز قاسم) بـ (الوهابية) لا يقصد به ذماً أو سخرية.
جزاكم الله خيراً.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 03:01]ـ
أبا فراس ..
ليس مايطرحه د. قاسم خلاف حول مسائل اجتهادية -مع أنه ليس من أهل الاجتهاد - وليس نقدا بناءً بعلم وعدل لغرض الإصلاح، بل هو إسقاط لحملة المنهج "العلماء"،
ما آلية التفكير التي يحملها هؤلاء العلماء والتي يبشر د. قاسم بأن الزمن سيبدد كثيرا منها ويحقق مواتها؟؟
وهل يكون غرض الناقد المصلح السلفي -بزعمه- زوال آلية تفكير المخالف –السلفي أيضا-؟؟
وهل رفض التقريب مع الشيعة وغيرهم من أهل البدع ومجالسة أهل الأهواء -التي يمارسها قاسم تحت مظلة المهنية الصحفية-تفكيرا منغلقا يفرح قاسم بقرب زواله وفك مداميكه؟؟.
أرجو ألا تقول خلاف في الآراء وحوار لأن ما نقرأه إقصاءً حد الرفض والإلغاء
ثم ما مقصوده بإرث الماضي؟؟
هذا المصطلح الذي لم نسمعه إلا من التغريبيين –ليبراليين وحداثيين-، يسمون نصوص الوحيين إرث الماضي، وتارة يطلقونه على فهم السلف الصالح للنصوص!
وبعدها تقول أن المقصود نقد منهج دعاة السلفية وتعاطيهم مع بعض المسائل؟!
وما رأيك بما نُقل عنه في خبر لقائه مع الشيعة ((وفي معرض تحليله لما وصفه بحتمية التقارب المذهبي أرجع قاسم تفاؤله لوجود طليعة من رجال الدين الواعين سياسيا وبروز المشتركات المذهبية مقابل الأساطير والأوهام التي غذتها الكراهية طويلا))
قاسم يرى التقارب أمرا حتميا يعني ليس اجتهادا من فضيلته قابلا للأخذ والرد بل حكما مقطوعا!!!
ويرى ما يدعو للافتراق والمنابذة عبارة عن أساطير وأوهام!!!!
ثم هل من النقد –كما تزعم- إحلال دعاة منفتحين أو منخلعين –كما عبر هو- مكان علماء يرى قاسم أنهم ذوي أفكار صدئة؟؟
ولتتضح لك حقيقة ما يرمي إليه قاسم وأنه من صميم منهج العصرانيين تأمل ما يقول الشيخ محمد العبدة وهو خبير بالمذاهب المعاصرة:
إنهم لا يهاجمون النصوص (قرآنا وسنة) ولكن يهاجمون العلماء الذين جمدوا على النصوص – بزعمهم – وتحت ضغط الواقع وباسم التجديد يشوشون مفاهيم الإسلام بإدخال الزيف على الصحيح،
نفس ما يصف به قاسم علماءنا جمود انغلاق آلية تفكير صدئة .. الخ.
ثم هل العمل الصحفي مبرر كافي لقاسم كي يظهر المخالفين وينشر شبهات الزائغين عبر الملاحق الصحفية؟؟
أيقبل سلفيا بهذا يا فاضل؟؟
والعجيب أنه في الوقت الذي يكيل التهم لحملة المنهج السفي يصف غيرهم بالاعتدال ويلتمس لهم العذر أنهم يقدمون أفكارا غصلاحية منفتحة!!
بل قال عن الصفار –وكلنا يعرف حقيقته- شيعي معتدل ويشد على يده ويؤازر وثيقته المقترحة!!،
وحملة المنهج السلفي يتمنى زوالهم وحلول آخرين منخلعين مكانهم!!
ثم تقول لا يعادي السلفية بل ينتقد من يحملها؟؟
ناهيك عن اتهامه للوهابية بأنها كانت موظفة من قبل الحكومة البريطانية يعني عميلة مأجورة -هذا ما فهمته وفهمه غيري-!
وهي فرية لم نسمعها إلا من أعداء السلفية.
وأما النيات فلم نحاكمها ولم ندع علم ما في الصدور كي نحاكمها، وإنما هو عرض لأقوال وفعال د. قاسم وحملها على ظاهرها.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 02:59]ـ
أين انتقد الدكتور قاسم المنهج السلفى؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 07:25]ـ
أسأل عما اذا كان اخرج كتابا او مقالات خاصة بنقد المنهج؟
ثم اريد ترجمة له لأعرف عمن نتحدث؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 04:51]ـ
^
^
مالك تحوم حول الحمى ولا تصرح بما لديك؟؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 08:33]ـ
لايتسع الوقت لقراءة الردود بقصد استخراج انتقاداته؟
نريد مكان انتقد فيه المنهج لننظر ثم بعد ذلك ان اردت قراءة الردود عليه فوقتها فقط أقرأ الردود عليه
وقد بحثت عن ترجمة له على النت فلم أجد
فليت احدكم يعطينى ترجمته(/)
أحداث غزة إفراط في السياسة والخيال والقوة والحزبية،،، الشيخ عبد المنعم الشحات
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 11:25]ـ
أحداث غزة إفراط في السياسة والخيال والقوة والحزبية
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمنذ أشهر قليلة تعرضت "غزة" لمأساة الغزو الإسرائيلي الغاشم إلا أن صمود أبنائها وتضحياتهم حولتها إلى رمز للعزة، ومنبع للفخر، ولكنهم أبوا إلا أن يحرمونا من ذلك الفخر؛ حينما انفجرت أحداث "مسجد ابن تيمية"؛ لتكون مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ حيث كان الصراع في هذه المرة إسلاميًا - إسلاميًا.
لقد ظن البعض أن "حركة حماس" بمجرد تشكيلها للحكومة في "غزة والضفة" -قبل الانفصال- سوف تطبق الشريعة الإسلامية؛ فلما لم تفعل حكم عليها بأنها عالمانية تتستر باسم الدين.
ومن المعلوم عن "حركة حماس" شأنها في ذلك شأن كل فصائل الإخوان في العالم الإسلامي، وشأن معظم الاتجاهات الإسلامية التي تقبل بالحل البرلماني لم تعلن أنها ستطبق الشريعة فور توليها الحكم، ولكن هذه الاتجاهات تتبنى حال وصولها للسلطة حل بطيئًا بزيادة الدعوة إلى الخير، وترغيب الناس في تطبيق الإسلام، وتنقية القوانين تدريجيًا مع إرجاء أو استبعاد صدور قوانين تلزم آحاد الناس بأداء الطاعات، أو اجتناب المنكرات؛ كتبرج النساء مثلاً.
وهذا التوجه يواجه نقدًا عنيفًا من قِبَل السلفيين فضلاً عن الاتجاهات الأخرى: كالتيار المسمى بـ"السلفية الجهادية" فضلاً عن الاتجاهات التكفيرية على اختلاف درجاتها.
وبالنسبة للسلفيين: فإنهم يعترضون على أن يتولى الإسلاميون بأنفسهم تنفيذ قوانين، بل وأحيانًا سن قوانين مخالفة للشريعة بدعوى "الضغوط الخارجية".
فإذا كان الإسلاميون إذا حكموا أجبروا على أن يحكموا بالقوانين الوضعية، فالواجب عليهم أن يعتزلوا ذلك المنكر، ولا تصح المصالح الجزئية التي تحصل من ذلك ذريعة لكي يتولى الإسلاميون تطبيق المناهج العالمانية؛ لا سيما مع ما في ذلك من فتنة للناس في دينهم، وإكساب هذه المبادئ الاحترام لدى العامة.
وتُظهر الإسلاميين وكأنهم لا يختلفون عن العالمانيين إلا في النكهة وطهارة اليد، والتي ربما تحلى بها بعض العالمانيين، بل إن الأمر يزداد خطورة حينما يضطر الإسلاميون بالإضافة إلى ذلك إلى التصريح بأنهم مخلصون للديمقراطية! وبجميع إفرازاتها! ولن ينقلبوا عليها مهما أتت به من منكرات!
وفى حالة "حماس" استندت في قضية من أهم ثوابتها: وهي عدم الاعتراف بشرعية الاستيلاء اليهودي على أراضي 48 رضيت فيه من حيث المبدأ إلى الاحتكام إلى الأغلبية.
اختارت "حماس" أن تستمر في إخلاصها للقانون الفلسطيني مما يعني أن "حماس" سارت على نفس درب التجربة التركية؛ والتي يغيب فيها حلم تطبيق الشريعة في العقل الباطن للقادة دون أن يسمحوا لأنفسهم حتى بالفضفضة عنه، وهم مع ذلك يمنون أنفسهم بالتدرج البطيء في إدراج بعض الإصلاحات التشريعية من خلال المظلة البرلمانية.
ولا ندري ما هي الدعوة التي يمكن لهؤلاء أن ينقلوها إلى الأجيال القادمة من أبنائهم وأتباعهم، وقد صار مجرد التصريح بأن الشرع يلزم الحاكم والمحكوم معًا بشريعته خروجًا على الخط الديمقراطي؟!
ومع وجود هذه الاعتراضات إلا أن تصاعد الخلاف بين حركتي "فتح" و"حماس"، ومحاولة "فتح" إقصاء "حماس" من السلطة من أجل تمرير اتفاقات سلام جديدة أكثر تنازلاً مع اليهود جعل جميع الإسلاميين يلتفون حول "حماس"، ويقبلون بقيادتها للمشهد الإسلامي في "فلسطين" لا سيما في "غزة".
ثم لما انفصلت "حماس" بـ"قطاع غزة" ظن الجميع أن "حماس" بعد تخلصها من عبأ الدستور الفلسطيني، ومن عبأ التداخل مع مؤسسة الرئاسة الفلسطينية التي يسيطر عليها "رئيس فتح"، أنها ستخطو خطوات أوسع في تطبيق الشريعة، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، وظلت "حماس" على إخلاصها للديمقراطية.
وهذا إفراط بالغ من "حماس" بالتمسك بثوابت الخط السياسي على حساب الثوابت الشرعية، حتى وهي منفردة تمامًا بالسلطة في "غزة".
وكأن الأعداء حينما سارعوا بادعاء أن "غزة" قد تحولت إلى "إمارة إسلامية" قد وجهوا تحذيرًا لـ"حماس" من تحويلها بالفعل إلى إمارة إسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتلقت حماس التهديد ووضعته نصب عينها رغم أن الأعداء شنوا عليها حربًا نتيجة عدم استجابتها لرسالة أخرى أكثر صراحة تطالبها بالاعتراف بـ"إسرائيل"، وكان يمكن للثمن الذي دفع لرفض الاعتراف بـ"إسرائيل" أن يكون هو أيضًا ثمن الإعلان للتطبيق الشامل للشرع، ولكن هذا لم يحدث للأسف الشديد، وكان هذا هو الإفراط الأول في المشهد الفلسطيني.
وكان الواجب على الدعاة السلفيين في "غزة" أن يستمروا في منهجهم الدعوي والتربوي، وأن يحيوا في الأمة معاني الولاء والبراء، ولزوم تحكيم شرع الله مع نصيحة إخوانهم في "حماس"، مستصحبين مسألة العذر بالتأويل، ومراعين المصالح والمفاسد التي يراعيها السلفيون مع الأنظمة التي تتبنى العالمانية شكلاً وموضوعًا، فمراعاتها مع الاتجاهات الإسلامية المتأولة من باب أولى.
إلا أن المشهد الفلسطيني لم يغب عنه إفراط من نوع آخر من قبل الشيخ "عبد اللطيف موسى" -رحمه الله- والذي كان محسوبًا على الاتجاه السلفي ثم صار محسوبًا على ما يعرف بالاتجاه السلفي الجهادي كما أفادت بذلك التقارير التي تحدثت عن الواقعة.
لقد أثارت حفيظة ذلك الداعية أن يوجد تيار إسلامي في سدة الحكم ومع ذلك لا يطبق أحكام الإسلام في القضاء، وفي غيره. فمتى يطبق الإسلام إذن؟!
ويبدو أن الشيخ المذكور قد دخل في حالة من التفكير والحزن تبعها أنه رأى رؤيا وهو أمر معتاد في مثل هذه الحالات تأولها -رحمه الله- بأنه سوف يطيح بضلالات "حماس".
ورغم أنه من الثوابت السلفية أن الرؤى لا تعتبر مصدرًا للتشريع كما أنها لا تعتبر مغنية لصاحبها عن الأخذ بالأسباب الشرعية والكونية في كل ما يقدم عليه، إلا أن حال البعض قد تصيبه حالة من الوقوع تحت سيطرة فكرة ما تغلق عليه تدبره.
وهنا يأتي دور الأتباع؛ إن الحركة الإسلامية بجميع طوائفها ينبغي أن تربي أتباعها على التأني في دراسة القرارات، والتعقل في النظر في الأمور، وعلى الشورى لا سيما في القرارات المصيرية حتى لا تقدم على عمل قد يكون نابعًا من حالة شخصية خاصة جدًا لشخص مهما بلغ من العلم والفضل.
بنى الشيخ على هذه الرؤيا؛ واتخذ قراره بإعلان "إمارة غزة الإسلامية" في "رفح"، وتحديدًا في مسجد "ابن تيمية"، ودعا المقاتلين من خارج "الإمارة" بأن يأتوا ليأخذوا التوجيهات العسكرية من المسجد.
وهو تصرف بعيد كل البعد عن الفقه لا سيما والمنكرات التي يريد إنكارها، والحدود التي يريد تطبيقها غالبًا إن لم يكن دائمًا ما ستكون خارج حدود المسجد الذي هو إمارته فضلاً عن الطعام والشراب وكل شيء.
وإذا كان البعض يعتبر تصرف "حماس" في الاستقلال بحكم "غزة" أشبه بذلك إلا أنه يبقى أنهم استطاعوا ولو بسلاح "الضعف" فرض الأمر الواقع على الأطراف الأقوى.
غالب الظن أنه حاول استنساخ التجربة مستخدمًا سلاح "الضعف" الذي استخدمته "حماس" إلا أنه فاته أن محاولة الاقتحام الإسرائيلية لـ"غزة" كان هناك موانع دونها بينما لم توجد لدى "حماس" موانع من هذا الاجتياح فالأخوة الإيمانية لم تشفع لهم عند "حماس"؛ لأنهم رأوا أن "جند الله" هم الذين بدأوا بتكفيرهم، ونسوا سلوك الصحابة -رضي الله عنهم- مع الخوارج الحقيقيين الذين خرجوا على أعدل الناس؛ لقد صبر "عثمان" -رضي الله عنه- على القتل ببشرى بشره بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ) (متفق عليه)، رغم أن الخوارج عليه كانوا من حثالة الناس، وما أنكروه عليه لم يخرج عن كونه إما أشياء غير منكرة، وإما أكاذيب.
ولم يشأ "عثمان" -رضي الله عنه- أن يدافع عنه من في المدينة من الصحابة -رضي الله عنهم- لعدم تكافؤ القوى، وأرسل في طلب مدد بحيث يمكنه السيطرة على الموقف بدون إراقة دماء، وإلا فيكفي دمه هو، وقد كان، وتأخر المدد حتى لقي ربه شهيدًا -رضي الله عنه وأرضاه-.
و"علي" -رضي الله عنه- لم يقاتل الخوارج حتى كانوا هم البادئين، وأما قتاله مع "معاوية" -رضي الله عنه- فكان فيه التشاور والمناظرة، ومحاولة إصلاح ذات البين، ثم لما حدث القتال لم يكن فيه إتباع المدبر، ولا الإجهاز على جريح.
وإذا لم تشفع لهؤلاء الإخوة أخوتهم الإيمانية فهلا شفع لهم "القانون" الذي تتمسك به "حماس" والذي هو سبب الخلاف بين الفريقين؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعيدًا عن الروايات المتناقضة حول البادئ، وحول ملابسات مقتل الشيخ "عبد اللطيف" نفسه؛ فإن "حماس" لم تتصرف في هذه الواقعة كسلطة مسئولة عن حماية رعاياها حتى وإن شطحوا، وإلا فإن السلطات في كل بلاد الدنيا تمتلك من التكتيكات التي يمكنها بها أن تجبر مجموعة متحصنة داخل مبنى، وليس معهم رهائن من غيرهم على الاستسلام دون وقوع خسائر في الأرواح حتى لو بدأوا بالقتال فتوجد لدى السلطات وسائل قتالية وقائية تستنزف ذخيرتهم حتى تفنى، ولكنه الإفراط مرة أخرى؛ ولكنه في هذه المرة إفراط في استخدام القوة بدون سند شرعي ولا قانوني.
إن من أخطر الأمور التي تواجه الحركات الجهادية كـ"حماس" و"جند الله": وجود السلاح في اليد مما يغري باستخدامه في مواطن قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في مثلها: (فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ وَلا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ) (رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وصححه الألباني).
وأما ردود الفعل فكانت -إلا ما رحم ربي- إفراط في الحزبية، والعصبية، واتخاذ المواقف المبدئية بناء على درجة القرب أو البعد الفكري والتنظيمي عن كل طرف، وكأن المعلقين قد فاتهم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ) (متفق عليه).
فإلى حماس: طالما أنكم ممكنين في "غزة" فأقيموا شرع الله تنعموا في الدنيا والآخرة، ولا يضركم تخذيل المخذلين؛ (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)، فإن أبيتم إلا الترخص بما تظنونه رخصة في ترك تحكيم الشريعة رغم تمكنكم خشية من غضب هذا أو ذاك، فلا أقل من الرفق مع من "يخرج" عليكم ظنًا منه أن هذا هو الواجب عليه، وتجنبوا دم المسلم فإن حرمته عند الله عظيمة، واعلموا أن دفع الصائل لا يجوز إلا بأهون ما يندفع به فإن تعدى ذلك فهو بغي في رد العدوان.
وأما هؤلاء الخارجون فنقول لهم: بقليل من التأمل في نصوص الشرع نجد أن الصبر مع استمرار الدعوة والبيان هو الواجب في مثل هذه الأحوال.
ونصيحة لمن بقى من جماعة "جند الله" بعد ما شاهدوا بأعينهم مقتل شيخهم وإخوانهم: أن هذا لا ينبغي أن يزيدهم إلا صبرًا؛ تقديمًا للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ولأنهم لا يستطيعون معرفة القاتل الحقيقي لإخوانهم، وهل بدأهم أم هم بدأوه ولا يغني هاهنا أن نقول إن فلانًا يستحيل أن يقدم على كذا .. أو يكون هو البادئ بكذا ...
وإن كانت النصيحة لحماس أيضًا: أن تبادر بكل شجاعة ومن منطلق مسئولية شرعية وقانونية -أن أبوا إلا الكلام عن القانون- بتحري الأمر ومعالجة آثاره؛ بدفع الديات، وتطبيق العقوبات، الشرعية على كل من يثبت تورطه في العدوان.
ولكل المعنيين بالشأن الإسلامي في العالم: ساهموا في إطفاء الفتن، وكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر.
نسأل الله -تعالى- أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها، وما بطن.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 04:01]ـ
وهذا موضوع مشابه لهذا:
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/4033/
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 02:12]ـ
تعليقى على مقال الاستاذ ممدوح
الذى حدث من حماس يضايق كل مسلم لا السلفيين فقط لأن الدم المسلم حرام
ودم السلفى والاخوانى وكل اتجاه اسلامى وكل مسلم متساو فى الحرمة اللهم الا اذا قُتل رجل لالشئ الا لتوجهه السلفى مثلا فهنا فقط يحق للسلفيين الاختصاص بمزيد من الغضب والوجد أما فى موضوع احداث رفح فلاأظن أحقية أو صحة كلام من يقول ان للسلفيين حق فى أن يجدوا ويحزنوا على جند الله أكثر وأزيد من وجدهم وحزنهم اذا ماكان المقتولون من أى اتجاه اسلامى أخر بل ولو كانوا مسلمين فقط
ثم ان حماس لم تقتل جند الله لأنهم سلفيون بل لأنهم تمردوا ولذلك لو كانوا أخرين من اى اتجاه اسلامى لفعلوا معهم ما فعلوه مع جند الله اللهم الا لاعتبارات مصلحية كخوف سوء عاقبة أو غضب حليف لحماس قوى (وهذه الاعتبارات تؤثر فى سلوك الانسان كما هو معروف وهو شئ طبيعى) فلااظن صحة عيب حماس لأخذهم مثل هذه الاعتبارات
ولاشك فلابد من تطبيق حكم الله فى ماحدث ومحاسبة الجناة
هذا رأى طالب مبتدى مثلى والله أعلم
ـ[بنت الأكرمين]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 06:29]ـ
الشيخ أبو النور المقدسي - رحمه الله - متهم بأنه تمرَّد على (حماس).
ومن يستمع إلى خطبته التي أعلن فيها الإمارةَ الإسلامية يجده قد قال فيها أنهم مستعدون أن يصبحوا خَدَماً عند حماس لو أنها طبقت الشريعة!
فهل أبو النور وجماعته متمردون ومثيرو شغب حقاً؟
* حماس من أول يوم بدأت في اختلاق الأكاذيب على حركة جند الله لتبرير فعلتها , فوصفتهم بأنهم تكفيريين.
وسمعنا خطبة الشيخ أبي النور الأخيرة , فوجدناه -وياللعجب- يصف رجال حماس بالإخوة!
* سؤال: هل ما زال البعض منخدعين بأن حماساً تفكر في تطبيق الشريعة حقاً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 06:54]ـ
كم مدة الشريط كاملا؟
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 10:21]ـ
نصف ساعة تقريبا(/)
تيسير عقيدة أهل السنة
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[21 - Aug-2009, صباحاً 03:37]ـ
موجز اعتقاد أهل السنة والجماعة
عن كتاب
مباحث في
عقيدة أهل السنة والجماعة
وموقف الحركات الإسلامية المعاصرة منها
الشيخ د. ناصر بن عبدالكريم العقل
الأستاذ المشارك بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
في كلية أصول الدين بالرياض
أولاً: قواعد عامة [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) :
1- مصادر عقيدة أهل السنة والجماعة:
نظراً لأن عقيدة أهل السنة والجماعة توقيفية، فهي تقوم على التسليم بما جاء عن الله وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - دون تحريف، ولا تأويل، ولا تعطيل، ولا تمثيل.
ولها مصدران أساسيان، هما:
أ – القرآن الكريم.
ب – ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والإجماع المعتبر في تقرير العقيدة مبنى على الكتاب والسنة أو أحدهما.
والفطرة والعقل السليم: رافدان مؤيدان لا يستقلان بتقرير تفصيلات العقيدة وأصول الدين، فهما يوافقان الكتاب والسنة ولا يعارضهما.
وإذا ورد ما يوهم التعارض بين النقل والعقل، اتهمنا عقولنا، فإن النقل الثابت مقدم ومُحَكّم في الدين، فتقديم عقول الناس وأرآئهم الناقصة على كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ضلال وتعسف.
2 - ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان من خبر الآحاد، وجب قبوله [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) .
3- ما اختلف فيه في أمور الدين فمردّه إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، (الكتاب والسنة) [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) كما فهمها الصحابة والتابعون، والتابعون لهم من أئمة الهدى المتبعين.
فالمرجع في فهم نصوص العقيدة الواردة في الكتاب والسنة هم الصحابة والتابعون، ومن اقتفى أثرهم من أئمة الهدى والدين، ولا عبرة بمن خالفهم، لأنه متبع غير سبيل المؤمنين.
4 - أصول الدين والعقيدة توقيفية (قد بينها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن والسنة):
- فإن كل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، كما صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم.
-فليس لأحد أن يحدث أمراً من أمور الدين، زاعماً أنه يجب التزامه أو اعتقاده، فإن الله - تعالى - أكمل الدين، وانقطع الوحي، وختمت النبوة، لقوله - تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [سورة المائدة، الآية: 3].
وقوله - صلى الله عليه وسلم-: " من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ " [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4) ، وهذا الحديث قاعدة من قواعد الدين، وأصل من أصول العقيدة.
- ومن اعتقد أنه يسعه الخروج عما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من شرع
ودين، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.
5 - يجب التزام الألفاظ الواردة من الكتاب والسنَّة في العقيدة، واجتناب الألفاظ
المحدثة التي ابتدعها المتكلمون والفلاسفة وسواهم، لأن العقيدة توقيفية، فهي مما لا يعلمه إلا الله - سبحانه.
6 - أمور العقيدة غيب، ومبناها على التسليم بما جاء عن الله تعالى، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً، ما عقلناه منها وما لم نعقله. فمن لم يُسلّم فيها لله - تعالى- ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، لم يَسْلَم دينه [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) .
- والتسليم لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم- يتمثل في التسليم بالكتاب والسنة [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) .
7 - لا يجوز الخوض والجدل والمراء في العقيدة ونصوصها لأنها غيب، إلا بقدر البيان وإقامة الحجة مع التزام منهج السلف في ذلك [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7) .
8 - لايجوز تأويل نصوص العقيدة [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8) ، ولا صرفها عن ظاهرها بغير دليل شرعي ثابت عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9).
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - من لوازم العقيدة العمل بالشريعة:
فالحكم بغير ما أنزل الله - تعالى - ينافي التوحيد والتسليم لله - تعالى - وللرسول - صلى الله عليه وسلم، فالتزام غير شرع الله - تعالى - والعدول المطلق عنه أو تجويز الحكم بغير ما أنزل الله - تعالى - كفر أكبر، أما العدول عن شرع الله في واقعة معينة لهوى أو إكراه مع التزام بشرع الله فهو كفر أصغر أو ظلم أو فسق!!
ثانياً: قواعد تفصيلية:
1 - عقيدتهم في أسماء الله وصفاته:
إثبات ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وما نفاه رسوله - صلى الله عليه وسلم- من غير تمثيل ولا تكليف، (و لا تشبيه)، ولا تحريف، (ولا تأويل)، ولا تعطيل. كما قال - تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [سورة الشورى، الآية: 11].
والله - تعالى - وصف نفسه ووصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه:
سميع، بصير، عالم، متكلم، حيّ، قدير، مريد، وأنه مستوعلى عرشه، فوق عباده، وأنه - تعالى: يرضى ويسخط، ويغضب ويحب ويكره، ويجئ وينزل، ويضحك ويعجب، كما يليق بجلاله وعظمته (مع الجزم بنفي التشبيه)، كما وصف نفسه - تعالى ووصفه رسوله - صلى الله عليه وسلم: بالنفس، والوجه، واليد، والعين، وغير ذلك مما جاء في القرآن وصحيح السنة، فأهل السنة يصفونه بما وصف نفسه ووصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10) ولا تأويل.
2 - عقيدتهم في مسائل الإيمان وسائر المغيبات:
ومن ذلك:
أولاً: من أصول أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11) ، ويشمل الإيمان بكل ما أخبر الله به في كتابه، أو أخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم - من أمور الغيب والشهادة جملة وتفصيلا، ومن ذلك:
(أ) الإيمان بالله تعالى وتوحيده بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12) .
( ب) الإيمان بالملائكة وأنهم عباد مُكرّمون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما
يُؤمرون، وأنهم موكلون بعبادة الله تعالى، ومنهم من له وظائف وأعمال أخرى، من إنزال الوحي، وكتابة الأعمال، والمقادير، وقبض الأرواح، ونصر المؤمنين، وتسيير
السحاب، وإنزال المطر، ومنهم حملة العرش [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13) . ... إلخ.
(جـ) الإيمان بالكتب المنزلة من الله تعالى إلى رسله هداية للعباد، ومنها:
الزبور، والتوراة، والإنجيل، والقرآن الكريم، وهو أكملها وناسخها [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14) .
( د) الإيمان بالأنبياء والمرسلين جميعاً، ومن جاء ذكره منهم في القرآن الكريم وصحيح السنة ; وجب الإيمان به على وجه الخصوص، وأنهم كلهم بلَغوا رسالات الله ودعوا إلى توحيده، وحذروا من الشرك [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15) .
{ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [سورة النحل، الآية: 36].
وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - هو أفضل الخلق وخاتم النبيين بعثه الله إلى الناس جميعاً، وبموته - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحي وأكمل الله الدين [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) .
( هـ) الإيمان باليوم الآخر وأن الموت حق، وبنعيم القبر وعذابه، والبعث والنفخ في الصور، والنشور والعرض، والحساب والجزاء، والصحف والميزان، والصراط والحوض، والجنة ونعيمها، والنار وعذابها [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17) . ... إلخ.
ويُؤمنون بالساعة وأشراطها، ومنها: خروج الدجال، ونزول عيسى- عليه السلام - وخروج المهدي، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18) ، وغير ذلك مما ثبت في الأخبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
(و) الإيمان بالقدر خيره وشره من الله - تعالى- وأن الله علم كل شيئ قبل أن يكون، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأنه - تعالى – ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه خالق كل شيئ، وقد قدر الأرزاق والآجال، والسعادة والشقاء، والهداية والضلال، وأنه - تعالى - فعّال لما يريد [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19) ، وأنه - تعالى - أخذ الميثاق على بني آدم وأشهدهم
على أنفسهم أنه ربهم [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20) .
ثانياً القرآن: من أصول أهل السنة: أن القرآن الكريم كلام الله مُنزل غير مخلوق،
وأن من زعم أنه مخلوق فقد كفر [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21) .
ثالثاً: الرؤية، وأن المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم من غير كيف ولا إحاطة [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22) .
رابعاً: الشفاعة، ويؤمنون بسائر الشفاعات التي ثبتت في القرآن والسنة بشروطها يوم القيامة، وأعظمها شفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - العظمى لخلائق يوم القيامة، وشفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر من أمته، وغير ذلك من الشفاعات له - صلى الله عليه وسلم - ولغيره من الملائكة والنبيين والمؤمنين وغيرهم، كما جاءت بذلك الآثار الصحيحة [23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23) .
خامساً: الإسراء والمعراج - الإسراء إلى بيت المقدس، والمعراج إلى السماء السابعة - وسدرة المنتهى، ثابت للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كما جاءت بذلك الآيات والأحاديث الثابتة [24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24) .
3 – عقيدتهم في بقية الأصول والأحكام الاعتقادية:
أولاً: من أصول الدين عند أهل السنة: حبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يكون أحبّ للمرء من نفسه و ولده، والناس أجمعين، ثم حب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وزوجاته أمهات المؤمنين، والترضي عنهم، وأنهم أفضل الأمة، والكف عما شجر بينهم، وأن بغضهم أو الطعن في أحد منهم ضلال ونفاق [25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25) .
وأفضلهم - رضي الله عنهم جميعاً - أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ، والعشرة
المبشرون بالجنة [26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26) .
كما يدين أهل السنة بحب آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويستوصون بهم
خيراً، ويرعون لهم حقوقهم، كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم [27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27) .
ثانياً: مجانبة أهل البدع والنفاق، والأهواء، وأهل الكلام، وبغضهم، والتحذير منهم، كالرافضة، والجهمية، والخوارج، والقدرية، وغلاة المرجئة، وغلاة الصوفية، والفلاسفة، وسائر الفرق والطوائف [28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28) ، التي جانبت السنة والجماعة [29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29) .
ثالثاً: لزوم الجماعة [30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30) ، الاجتماع والاعتصام بحبل الله، (القرآن والسنة)، فإن الفرقة عن أهل الحق شذوذ وهلكة وضلال [31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31) .
قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [سورة آل عمران، الآية: 103].
رابعاً: وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف، ما لم يأمروا بمعصية، ولا يجوز الخروج عليهم، وإن جاروا، إلا أن يرى منهم كفرٌ بواحٌ عليه من الله برهان [32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32) .
خامساً: وجوب النصيحة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم- ثم لأئمة المسلمين، (و هم ولاة الأمور من الأمراء والعلماء) وعامتهم [33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33) .
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: الجهاد مع الإمام - براً كان أو فاجراً، وهو (أي الجهاد) من شعائر الدين وذروة سنام الإسلام، وأنه قائم إلى يوم القيامة [34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn34) .
سابعاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الدين، ومن أعظم شعائر الإسلام، وهو واجب على الاستطاعة [35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn35) .
ثامناً: أحكام المسلمين وحقوقهم:
1 - من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وصلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأظه شعائر الإسلام، فهو مسلم له ما للمسلمين، وعليه ما عليهم، حرام الدم والمال والعرض، وحسابه على الله [36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn36) ، واختبار مجهول الحال، وإساءة الظن به، أو التوقف في إسلامه بدعة وتنطع في الدين.
2 - لايجوز تكفير أحد من أهل القبلة بذنب يرتكبه [37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn37) ، إلا من جاء تكفيره بالكتاب والسنة، وقامت عليه الحجة، وانتفت في حقه عوارض الإكراه، أو الجهل، أوالتأول. كما لا يجوز الشك في كفر من حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بكفره، من المشركين واليهود والنصارى وغيرهم.
3 - لانجزم لأحد بجنةٍ أو نار إلاّ من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم [38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn38) .
4 - ومرتكب الكبيرة في الدنيا فاسق وعاص، وفي الآخرة تحت مشيئة الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، ولا يُخلد في النار، ونرجو للمحسن، ونخاف على المسئ [39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn39) .
5 - الصلاة خلف أئمة المسلمين - برهم وفاجرهم - والجهاد معهم، والصلاة على من مات على الإسلام من أهل القبلة برهم وفاجرهم [40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn40).
6 - وجوب الحب في الله، والبغض في الله، ومن ذلك الولاء للمؤمنين الصالحين، والبراء من المشركين والكافرين والمنافقين، وكل مسلم له من الولاية بقدرما لديه من الإيمان والاتباع للرسول- صلى الله عليه وسلم-[41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn41) ، ومن البرآءة بقدر ما فيه من فسق ومعصية.
7 - كرامات الأولياء حق، وليس كل كرامة دليلاً على التوفيق والصلاح، إلاّ لمن كان على هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً.
وقد تكون الكرامة ابتلاء، وليس كل خارق يكون كرامة [42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn42) . والله أعلم.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - استنبطت هذه القواعد من خلال اطلاعي على بعض كتب الأئمة. ومن أهم الكتب التي أفدت منها في استقراء وتقرير هذه القواعد:
1 - كتاب الإيمان، للقاسم بن سلام، ت: 224.
2 - الرد على الزنادقة والجهمية، للإمام أحمد، ت: 241.
3 - كتاب الإيمان، للحافظ العدني، ت: 243.
4 - الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة، لابن قتيبة، ت: 276.
5 - السنة لابن أبي عاصم، ت: 287.
6 - الرد على الجهمية، والرد على المريسي، وكلاهما للدارمي، ت: 280.
7 - السنة، لعبدالله بن الإمام أحمد، ت: 290.
8 - الإبانة عن أصول الديانة للأشعري، ت: 324.
9 - الشريعة، للأجري، ت: 360.
10 - الشرح والإبانة، لابن بطة، ت: 387.
11 - عقيدة السلف أصحاب الحديث، لأبي إسماعيل الصابوني، ت: 449.
12 - ذم التأويل، لابن قدامة المقدسي، ت: 620.
13 - بعض كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ت: 728، وبخاصة: التدمرية، والواسطية، والحموية، ومجموع الفتاوى، المجلدات (1 - 9)، والعقل والنقل، ومنهاج السنة، ونقض التأسيس وغيرها.
14 - الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، لابن القيم، ت: 751.
15 - شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز، ت: 792.
16 - شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري في فتح الباري لابن حجر، ت: 852.
(يُتْبَعُ)
(/)
17 - شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان. وغيرها مماهو مثبت بالهوامش لاحقاً.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) - انظر: مختصر الصواعق المرسلة، لابن القيم، اختصار محمد بن الموصلي، 2/ 359 – 446.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) - انظر: الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، للبيهقي، ص 227.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) - أخرجه البخاري في الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، حديث / 2697. فتح الباري، 5/ 301. ومسلم، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور، حديث 1718.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) - انظر: شرح العقيدة الطحاوية، لأبي العز الحنفي، ص 143.
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) - انظر: شرح العقيدة الطحاوية، لأبي العز الحنفي، ص 140.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) - انظر: الشرح والإبانة، ص 123 - 127. وشرح العقيدة الطحاوية، ص 258. والشريعة، للآجري، ص 54 - 67.
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) - وهذا بخلاف النصوص الواردة في الأحكام، فإنه لا يجوز تأويلها أو صرفها عن ظاهرها إذا وجد المقتضى الشرعي لها، وبالشروط التي ذكرها أئمة الدين المعتبرون.
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) - انظر: الصواعق المرسلة، لابن القيم (المختصر) ص (10 - 90). وذم التأويل لموفق الدين بن قدامة المقدسي ت: 620.
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) - راجع السنة، لعبدالله بن الإمام أحمد، 1/ 264 – 307، حيث اشتمل على كثير من أقوال السلف في ذلك.
وانظر: الشرح والإبانة لابن بطة، ص 187 – 192، ص 213 – 218. وعقيدة السلف أصحاب الحديث، للإمام الصابوني، ص 4 – 7. والتدمرية، لابن تيمية، ص 7. والواسطية، لابن تيمية، بشرح محمد خليل هراس، ص 21 – 23. وشرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي، ص 162 – 366. وكتاب الأسماء والصفات، للبيهقي، ص 137 – 138. والتحف في مذهاب السلف، للشوكاني، المجلد الأول، الجزء الثاني، ص 84 – 96، من مجموعة الرسائل المنبرية. ورسالة في إثبات الاستواء والفوقية، لأبي محمد عبدالله الجويني، المجلد الأول، الجزء الأول ص 174 – 186 من مجموعة الرسائل المنبرية. والرد على الجهمية، للدارمي، ص 14. وذم التأويل، لابن قدامة المقدسي، ص 11. والفتوى الحموية الكبرى، لابن تيمية. وأقاويل الثقاة في تأويل الأسماء والصفات، لمرعي بن يوسف الكرمي.
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) - انظر: كتاب السنة، لعبدالله بن أحمد، 1/ 307، تحقيق د. محمد بن سعيد القحطاني. والشرح والإبانة لابن بطة، ص 176 - 177. والاعتقاد للبيهقي، ص 174. والإيمان لابن تيمية، ص 186 - 261. ولمعة الاعتقاد، للمقدسي، ص 28. والإبانة، للأشعري، ص67. وشرح العقيدة الطحاوية، ص 288. وعقيدة السلف، للصابوني، ص 67. وشرح السنة، للبغوي، 1/ 33.
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) - توحيد الأسماء والصفات يعني: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وتنزيهه من كل عيب ونقص.
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) - انظر: الشرح والإبانة، لابن بطة، ص 210. وشرح العقيدة الطحاوية، ص 243 – 248.
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) - انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ص 257.
(يُتْبَعُ)
(/)
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) - انظر: الشرح والإبانة، ص 211. وشرح العقيدة الطحاوية، ص 256 – 257.
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) - انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص 103 – 105. والاعتقاد، للبيهقي، ص 255 – 305.
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) - شرح العقيدة الطحاوية، ص 344 – 353، 369. وعقيدة السلف أصحاب الحديث، للصابوني، ص60، 61، 63. والشرح والإبانة، ص 197 – 208، 219 – 223.
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) - انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص 447. ولمعة الاعتقاد، ص 30، 31.
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19) - انظر: عقيدة السلف أصحاب الحديث، للصابوني، ص 75 – 82. والشرح والإبانة، ص 192. والإبانة، للأشعري، ص 56. وشرح العقيدة الطحاوية، ص 185.
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20)- انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ص 185. وتفسير ابن كثير، ص 227 – 229.
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21) - راجع: السنة لعبدالله بن الإمام أحمد، 1/ 132. ولمعة الاعتقاد، لمقدسي، ص 15 – 18.والاعتقاد، للبيهقي، ص 94 – 110. والشرح والإبانة، لابن بطة، ص 184 – 186. والإبانة، للأشعري، ص56. وشرح العقيدة الطحاوية، ص 107 – 109. وعقيدة السلف أصحاب الحديث، للصابوني، ص 7.
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22) - راجع: السنة، لعبدالله بن الإمام احمد، / 2291 – 264، فقد اشتمل على كثير من أقوال السلف في ذلك، تحقيق الدكتور محمد بن سعيد القحطاني. وانظر شرح العقيدة الطاوية، ص 56.
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23) - انظر: السنة، لابن أبي عاصم، 2/ 364. وشرح العقيدة الطحاوية، ص 174. والشريعة للآجري، ص 321 – 236. ولمعة الاعتقاد، ص 34. ومجموع الفتاوى، لابن تيمية، ص 1/ 116 – 117.
[24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24) - انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ص 168. والشريعة، للآجري، ص 481.
[25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25) - انظر: الإبانة، للأشعري، ص 59. ولمعة الاعتقاد، للمقدسي، ص 36. والشرح والإبانة لابن بطة، ص 159 – 170، 265 – 271. والوصية الكبرى في عقيدة الفرقة الناجية، لابن تيمية، ص 55 – 58. وشرح العقيدة الطحاوية، ص 414.
[26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref26) - انظر: الوصية الكبرى، لابن تيمية، ص 59 – 60. والشرح والإبانة لابن بطة، ص 257 – 261. والاعتقاد، للبيهقي، ص 317 – 323. والإبانة، للأشعري، ص 59. وعقيدة السلف، للصابوني، ص 86.
[27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref27) - انظر: الوصية الكبرى، لابن تيمية، ص 58 – 59. والاعتقاد، للبيهقي، ص 324 – 330. ولمعة الاعتقاد، ص 42.
[28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref28) - تدخل في ذلك المذاهب والفرق والاتجاهات الحديثة، كالشيوعية، والقاديانية، والبهائية، والبابية، وكذلك الاشتراكية، والعلمانية، والبعثية، وسائر القوميات التي تقوم على العصبية.
[29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref29) - انظر: الإبانة، للأشعري، ص 64. ولمعة الاعتقاد، ص 42 – 43. وعقيدة السلف أصحاب الحديث، للصابوني، ص 112. وشرح السنة للبغوي، ص 217 – 230.
(يُتْبَعُ)
(/)
[30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref30) - المقصود بالجماعة، أهل السنة، المتبعين للرسول- صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه والتابعين لهم وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة ومن سلك طريقهم إلى يوم الدين، اعتقاداً وقولاً وعملاً. راجع ص (9 – 15) من هذا البحث.
[31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref31) - انظر: شرح السنة، للبغوي، ص 189 – 209. والوصية الكبرى، لابن تيمية، ص 74. وشرح العقيدة الطحاوية، ص 458، ولاعتقاد للبيهقي، ص 242 – 246.
[32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref32) - انظر: شرح الطحاوية، ص 327 – 330. ولمعة الاعتقاد، ص 42. والإبانة، ص 64. والشرح والإبانة، ص 277 – 280. والاعتقاد، للبيقهي، ص 242 – 246. والشرح والإبانة، ص 281.
[33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref33) - انظر: فتح الباري، 1/ 137 – 140.
[34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref34) - انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ص 336. والعقيدة الواسطية بشرح محمد خليل هراس، ص 181. وعقيدة السلف أصحاب الحديث، ص 92 – 93.
[35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref35) - انظر: رسالة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابن تيمية، (مطبوع).
[36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref36) - انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ص 258.
[37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref37) - انظر: شرح الطحاوية، ص 258، 261 – 262. والإبانة، للأشعري، ص 57. ولمعة الاعتقاد، ص 39.
[38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref38) - انظر: الإبانة، للأشعري، ص 58. ولمعة الاعتقاد، ص 39.
[39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref39) - انظر: شرح الطحاوية، ص 317. والإبانة، للأشعري، ص58، ولمعة الاعتقاد، ص 39.
[40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref40) - انظر: شرح الطحاوية، ص 331 - 332. والإبانة للأشعري، ص 61 - 62. وعقيدة السلف أصحاب الحديث، الصابوني، ص 92.
[41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref41) - انظر: شرح الطحاوية، ص 331 – 332. وكتاب الإيمان، للحافظ العدني، ص 128. والشرح والإبانة، ص 274.
[42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref42) - انظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لابن تيمية، ص 159 – 188. والنبوات، لابن تيمية، ص 7 – 10. وشرح الطحاوية، ص 442 – 446.(/)
تعرف الماسونية في سطور
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[21 - Aug-2009, صباحاً 03:59]ـ
الماسونية
التعريف:
معنى كلمة الماسونية البناؤون الأحرار، وهي منظمة يهودية سرية إرهابية غامضة محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى الإِلحاد والإِباحية والفساد، جل أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم يوثقهم عهد بحفظ الأسرار ويقومون بما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
- أسسها هيرودس اكريبا (ت 44م) ملك الرومان بمساعدة مستشارَيه اليهوديَّيْنِ:
- حيرام أبيود: نائب الرئيس.
- موآب لامي: كاتم سر أول.
- ولقد قامت الماسونية منذ أيامها الأولى على المكر والتمويه والإِرهاب حيث اختاروا رموزاً وأسماء وإشارات للإِيهام والتخويف وسموا محفلهم (هيكل أو أورشليم) للإِيهام بأنه هيكل سليمان عليه السلام.
- قال الحاخام لاكويز: الماسونية يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها ... يهودية من البداية إلى النهاية.
أما تاريخ ظهورها فقد اختلف فيه لتكتمها الشديد والراجح أنها ظهرت سنة 43م وسميت (القوة الخفية) وهدفها التنكيل بالنصارى واغتيالهم وتشريدهم ومنع دينهم من الانتشار.
- كانت تسمى في عهد التأسيس (القوة الخفية) ومنذ بضعة قرون تسمت بالماسونية لتتخذ من نقابة البنائين الأحرار لافتة تعمل من خلالها ثم التصق بهم الاسم دون حقيقته.
- تلك هي المرحلة الأولى أما المرحلة الثانية للماسونية فتبدأ سنة 1770م عن طريق آدم وايزهاويت المسيحي الذي ألحد واستقطبته الماسونية بهدف السيطرة على العالم وانتهى المشروع سنة 1776م، ووضع أول محفل في هذه الفترة (المحفل النوراني) نسبة إلى الشيطان الذي يقدسونه.
- استطاعوا خداع ألفي رجل من كبار الساسة والمفكرين وأسسوا بهم المحفل الرئيسي المسمى بمحفل الشرق الأوسط، وفيه تم إخضاع هؤلاء الساسة لخدمة الماسونية، وأعلنوا شعارات براقة تخفي حقيقتهم فخدعوا كثيراً من المسلمين.
- آدم وايزهاويت مسيحي ألماني (ت 1830م) ألحد ووضع الخطة الحديثة للماسونية.
- ميرابو، كان أحد مشاهير قادة الثورة الفرنسية.
- مازيني الإِيطالي الذي أعاد الأمور إلى نصابها بعد موت وايزهاويت.
- الجنرال الأمريكي (البرت مايك) سرح من الجيش فصب حقده على الشعوب من خلال الماسونية، وهو واضع الخطط التدميرية منها موضع التنفيذ.
- ليوم بلوم الفرنسي المكلف بنشر الإِباحية أصدر كتاباً بعنوان (الزواج) لم يعرف أفحش منه.
- كودير لوس اليهودي صاحب كتاب (العلاقات الخطرة).
- ماتسيني جوزيبي (1805 - 1872م).
- ومن شخصياتهم كذلك: جان جاك روسو، فولتير، جرجي زيدان، كارل ماركس.
الأفكار والمعتقدات:
- يكفرون بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات ويعتبرون ذلك خزعبلات وخرافات.
- يعملون على تقويض الأديان.
- العمل على إسقاط الحكومات الشرعية وإلغاء أنظمة الحكم الوطنية في البلاد المختلفة والسيطرة عليها.
- إباحة الجنس واستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة.
- العمل على تقسيم غير اليهود إلى أمم منابذة تتصارع بشكل دائم.
- تسليح هذه الأطراف وتدبير حوادث لتشابكها.
- بث سموم النزاع داخل البلد الواحد وإحياء روح الأقليات الطائفية العنصرية.
- تهديم المبادئ الأخلاقية والفكرية والدينية ونشر الفوضى والانحلال والإِرهاب والإِلحاد.
- استعمال الرشوة بالمال والجنس مع الجميع وخاصة مع ذوي المناصب الحساسة لضمهم لخدمة الماسونية والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
- إحاطة الشخص الذي يقع في حبائلهم بالشباك من كل جانب لإِحكام السيطرة عليه وتسييره كما يريدون وهو ينفذ صاغراً كل أوامرهم.
- الشخص الذي يلبي رغبتهم في الانضمام إليهم يشترطون عليه التجرد من كل رابط ديني أو أخلاقي أو وطني ويجعل ولاءه خالصاً للماسونية.
- إذا تململ الشخص أو عارض في شيء تدبر له فضيحة كبرى وقد يكون مصيره القتل.
- كل شخص استفادوا منه ولم تعد لهم به حاجة يعملون على التخلص منه بأية وسيلة ممكنة.
- يسعون للسيطرة على رؤساء الدول لضمان تنفيذ أهدافهم التدميرية.
- السيطرة على الشخصيات البارزة في مختلف الاختصاصات لتكون أعمالهم متكاملة.
- السيطرة على أجهزة الدعاية والصحافة والنشر والإِعلام واستخدامها كسلاح فتاك شديد الفاعلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
- بث الأخبار المختلقة والأباطيل والدسائس الكاذبة حتى تصبح كأنها حقائق لتحويل عقول الجماهير وطمس الحقائق أمامهم.
- دعوة الشباب والشابات إلى الانغماس في الرذيلة وتوفير أسبابها لهم وإباحة الاتصال بالمحارم وتوهين العلاقات الزوجية وتحطيم الرباط الأسري.
- الدعوة إلى العقم الاختياري وتحديد النسل لدى المسلمين.
- السيطرة على المنظمات الدولية بترؤسها من قبل أحد الماسونيين كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ومنظمات الأرصاد الدولية، ومنظمات الطلبة والشباب والشابات في العالم.
- لهم درجات ثلاث:
أ) العُمْي الصغار: والمقصود بهم المبتدئون من الماسونيين.
ب) الماسونية الملوكية وهذه لا ينالها إلا من تنكر كلياً لدينه ووطنه وأمته وتجرد لليهودية
ومنها يقع الترشيح للدرجة الثالثة والثلاثين كتشرشل وبلفور.
ج) الماسونية الكونية وهي قمة الطبقات، وكل أفرادها يهود، وهم آحاد، وهم فوق
الأباطرة والملوك والرؤساء لأنهم يتحكمون فيهم، وكل زعماء الصهيونية من الماسونية
الكونية كهرتزل، وهم الذين يخططون للعالم لصالح اليهود.
- يتم قبول العضو الجديد في جو مرعب مخيف وغريب حيث يقاد إلى الرئيس معصوب العينين وما أن يؤدي يمين حفظ السر ويفتح عينيه حتى يفاجأ بسيوف مسلولة حول عنقه وبين يديه كتاب العهد القديم ومن حوله غرفة شبه مظلمة فيها جماجم بشرية وأدوات هندسية مصنوعة من خشب ... وكل ذلك لبث المهابة في نفس العضو الجديد.
- هي كما قال بعض المؤرخين: آلة صيد بيد اليهودية يصرعون بها الساسة ويخدعون عن طريقها الأمم والشعوب الجاهلة.
- والماسونية وراء عدد من الويلات التي أصابت الأمة الإِسلامية ووراء جل الثورات التي وقعت في العالم فكانوا وراء إلغاء الخلافة الإسلامية وعزل السلطان عبد الحميد، كما كانوا وراء الثورة الفرنسية والبلشفية والبريطانية.
- تشترط الماسونية على من يلتحق بها التخلي عن كل رابطة دينية أو وطنية أو عرقية ويسلم قياده لها وحدها.
- للحركة كثيرٌ من النشرات السرية وأقدم كتبهم كتاب (القوانين) تأليف د. جميس اندرسون اليهودي طبع سنة 1723م وكتاب (الوصايا القديمة) سنة 1734م نسخها داود كاسلي.
الجذور الفكرية والعقائدية:
جذور الماسونية يهودية صرفة من الناحية الفكرية ومن حيث الأهداف والوسائل وفلسفة التفكير، وهي بضاعة يهودية أولاً وآخراً.
الانتشار ومواقع النفوذ:
لم يعرف التاريخ منظمة سرية أقوى نفوذاً من الماسونية إذ:
- لها نفوذ واسع في العالم من خلال الزعماء الذي اصطادتهم فأصبحوا كالدمى في يدها خوفاً على أنفسهم وعلى كراسيهم.
- لها محافل في كل العالم تقريباً حيث تستقطب هذه المحافل الشخصيات في كل بلدٍ لضمان سيطرتها عليه.
- تسيطر على كل الجمعيات والمنظمات الدولية ومنظمات الشباب لتضمن سير العالم كما تريد ولتضمن أن يكون القرار دائماً بيدها.
- تسيطر على معظم وسائل الإِعلام ودور النشر والصحافة في العالم.
- بيدها أكثر موارد الاقتصاد ووسائل الإِنتاج في العالم.
- لهم عصابات إرهابية لتنفيذ العمليات الإِجرامية للتخلص من كل من يقف في طريقهم عن قصد أو عن غير قصد.
المهاريشية
التعريف:
المهاريشية نحلة هندوسية انتقلت إلى أمريكا وأورويا متخذة ثوباً عصرياً من الأفكار التي لم تخف حقيقتها الأصلية وهي تدعو إلى طقوس كهنوتية من التأمل التصاعدي (التجاوزي) بغية تحصيل السعادة الروحية، وهناك دلائل تشير إلى صلتها بالماسونية والصهيونية التي تسعى إلى تحطيم القيم والمثل الدينية وإشاعة الفوضى الفكرية والعقائدية والأخلاقية بين الناس.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
- مؤسسها فقير هندوسي لمع نجمه في الستينات واسمه مهاريشي - ماهيش - يوجي انتقل من الهند ليعيش في أمريكا ناشراً أفكاره بين الشباب الضائع الذي يبحث عن المتعة الروحية بعد أن أنهكته الحياة المادية الصاخبة.
- بقي في أمريكا مدة (13) سنة حيث التحق بركب نحلته الكثيرون، ومن ثم رحل لينشر فكرته في أوروبا وفي مختلف بلدان العالم.
- في عام (1981م) انتسب إلى هذه الفرقة ابن روكفلر عمدة نيويورك السابق وخصص لها جزءاً من أمواله يدفعها سنوياً لهذه الحركة، ومعروف انتماء هذه الأسرة اليهودية إلى الحركة الصهيونية والمؤسسات الماسونية.
الأفكار والمعتقدات:
(يُتْبَعُ)
(/)
- لا يؤمن أفراد هذه النحلة بالله سبحانه وتعالى، ولا يعرفون إلا (المهاريشي) آلهاً وسيداً للعالم.
- لا يؤمنون بدين من الأديان السماوية، ويكفرون بجميع العقائد والمذاهب، ولا يعرفون التزاماً بعقيدة إلا بالمهاريشية التي تمنحهم الطاقة الروحية - على حد زعمهم - وهم يرددون: لا رب .. لا دين.
- لا يؤمنون بشيء اسمه الآخرة أو الجنة أو النار أو الحساب .. ولا يهمهم أن يعرفوا مصيرهم بعد الموت لأنهم يقفون عند حدود متع الحياة الدنيا لا غير.
- حقيقتهم الإِلحاد، لكنهم يظهرون للناس أهدافاً براقة لتكون ستاراً يخفون بها تلك الحقيقة فمن ذلك أنهم يدعون إلى التحالف من أجل (المعرفة) أو (علم الذكاء الخلاق) ويفسرون ذلك على النحو التالي:
· · علم: من حيث دعوتهم إلى البحث المنهجي التجريبي.
· · الذكاء: من حيث الصفة الأساسية للوجود متمثلاً في هدف ونظام للتغيير.
· · الخلاق: من حيث الوسائل القوية القادرة على إحداث التغييرات في كل زمان ومكان.
- وهم يصلون إلى ذلك عن طريق (التأمل التجاوزي) الذي يأخذ بأيديهم - كما يعتقدون - إلى إدراك غير محدود.
- (التأملات التجاوزية) تتحقق عن طريق الاسترخاء، وإطلاق عنان الفكر والضمير والوجدان حتى يشعر الإِنسان براحة عميقة تنساب داخله، ويستمر في حالته الصامتة تلك حتى يجد حلاً لجميع العقبات والمشكلات التي تعترض طريقه، وليحقق بذلك السعادة المنشودة.
- يخضع المنتسب للتدريب على هذه التأملات التصاعدية خلال أربع جلسات موزعة على أربعة أيام، وكل جلسة مدتها نصف ساعة.
- ينطلق الشخص بعد ذلك ليمارس تأملاته بمفرده على أن لا تقل كل جلسة عن عشرين دقيقة صباحاً ومثلها مساءً كل يوم وبانتظام.
- من الممكن أن يقوموا بذلك بشكل جماعي، ومن الممكن أن يقوم به عمال في مصنع مما يعينهم على تجاوز إرهاقات العمل ويساعدهم على زيادة الإِنتاج.
- يحيطون تأملاتهم بجو من الطقوس الكهنوتية مما يجعلها جذابة للشباب الغربي الغارق في المادة والذي يبحث عما يلبي له أشواقه الروحية.
- ينطلقون في الشوارع يقرعون الطبول، وينشدون، دون إحساس بشيء اسمه الخجل أو العيب أو القيم، ويرسلون شعورهم ولحاهم، ولعل بعضهم يكون حليق الرأس على نحو شاذ، وهيئتهم رثة وسخة، كل ذلك جذباً للأنظار، وتعبيراً عن تحللهم من كل القيود.
- استعاض المهاريشي عن النبوة والوحي بتأملاته الذاتية، واستعاض عن الله بالراحة النفسية التي يجدها، وبذلك أسقطوا من اعتبارهم مدلولات النبوة والوحي والألوهية.
- يطلقون العنان لشبابهم وشاباتهم لممارسة كل أنواع الميول الجنسية الشاذة والمنحرفة إذ إن ذلك - كما يعتقدون - يحقق لهم أعلى مستوى من السعادة. وقد وجد بينهم ما يسمى بالبانكرز وما يسمى بالجنس الثالث.
- يدعون شبابهم إلى عدم العمل، وإلى ترك الدراسة، وإلى التخلي عن الارتباط بأرض أو وطن، فلا يوجد لديهم إلا عقيدة المهاريشي، فهي العمل وهي الدراسة وهي الأرض وهي الوطن.
- عدم إلزام النفس بأي قيد يحول بينها وبين ممارسة نوازعها الحيوانية الطبيعية.
- يحثون شبابهم على استخدام المخدرات كالماريجوانا والأفيون حتى تنطلق نفوسهم من عقالها سابحة في بحر من السعادة الموهومة.
- يلزمون أتباعهم بالطاعة العمياء للمهاريشي وعدم الخضوع إلاَّ له إذ إنه هو الوحيد الذي يمكنه أن يفعل أي شيء.
- يلخصون أهدافهم ومجالات عملهم بسبع نقاط براقة تضفي على حركتهم جواً من الروح العلمية الإِنسانية العالمية:
1 - تطوير إمكانات الفرد.
2 - تحسين الإنجازات الحكومية.
3 - تحقيق أعلى مستوى تعليمي.
4 - التخلص من كل المشكلات القديمة للجريمة والشر، ومن كل سلوك يؤدي إلى تعاسة الإِنسانية.
5 - زيادة الاستغلال الذكي للبيئة.
6 - تحقيق الطموحات الاقتصادية للفرد والمجتمع.
7 - إحراز هدف روحي للإِنسانية.
· · أما وسائلهم المعتمدة لتحقيق هذه الأفكار فهي:
1 - افتتاح الجامعات في الأرياف والمدن.
2 - نشر دراسات عن (علم الذكاء الخلاق) والدعوة إلى تطبيقها على المستوى الفردي والحكومي والتعليمي والاجتماعي وفي مختلف البيئات.
إيجاد تلفزيون ملون عالمي لبث التعاليم من عدة مراكز في العالم.
الجذور الفكرية والعقائدية:
- هي ديانة هندوسية مصبوغة بصبغة عصرية جديدة من الحرية والانطلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
- هي مزيج من اليوغا ومن الرياضات المعروفة عند الهندوس.
- خالطت معتقداتها طقوس صوفية بوذية هندية.
- تأثر مذهبهم بنظرية أفلوطين الإِسكندري في الفلسفة الإِشراقية.
- إن استشراف الحق عن طريق التأمل الذاتي نظرية قديمة في الفلسفة اليونانية وقد بعثت هذه النظرية من جديد على يد ماكس ميلر، وهربت سبنسر، وبرجسون، وديكارت، وجيفونس، وأوجست، وغيرهم.
- كان لفلسفة فرويد ونظريته في التحليل النفسي ولآرائه في الكبت وطرق التخلص منه النصيب الوافر في معتقدات هذه النحلة التي راحت تبحث عن سعادتها عن طريق الأرواء الجنسي بشتى صوره.
الانتشار ومواقع النفوذ:
- مؤسسها هندوسي لم يجد له مكاناً في الهند لمضايقة الهندوس له لخوفهم من استقطابه الأتباع بسبب اتباعه سياسة الانفتاح الجنسي.
- انتقل إلى أمريكا وأنشأ جامعة في كاليفورنيا، من ثم انتقل إلى أوروبا وصار له أتباع فيها، ورحل بحركته إلى أفريقيا ليقيم لها أرضية في ساليسبورغ، ووصلت دعوته إلى الخليج العربي ومصر يزرع الأتباع هنا وهناك ويتحرك فوق ثروة مالية هائلة.
- وهم يملكون إمكانيات مادية رهيبة تدعو إلى التساؤل والاستغراب، وتشير إلى الأيدي الصهيونية والماسونية التي تقف وراءها مستفيدة من تدميرها لأخلاق وقيم الأمم.
- في عام 1971م أنشأ زعيمهم جامعة كبيرة في كالفورنيا سماها جامعة المهاريش العالمية ويقول بأنه فعل ذلك بعد أن أحس بتقبل مذهبه في أكثر من (600) كلية وجامعة في أنحاء العالم.
- وفي عام 1974م أُعلن عن قيام الحكومة العالمية لعصر الانبثاق برئاسة مهاريشي ماهيشي - يوجي ومقرها سويسرا كما أن لهذه الدولة دستوراً ووزراء وأتباعاً وثروة طائلة واستثمارات في مختلف أنحاء العالم.
- في كانون الأول 1987م ادعوا بأن حكومتهم المهاريشية قد أرسلت إلى إسرائيل بعثة من (400) محافظ ليقيموا دورة هناك لثلاثمائة رجل حتى تجعل الشعب أكثر اجتماعية وأقل حدة وتوتراً.
- يعتبر عام 1987م عام السلام لديهم حيث إنهم قد أعلنوا أنه لن تقهر أمة في العالم بعد ذلك. وقد دعوا في ذلك العام إلى عقد مؤتمر في ساليسبورغ لتكوين نظام عدم القهر لأية أمة، كما أسس فيه المجلس النيابي لعصر الانبثاق.
- كتبهم ومطبوعاتهم تكتب بماء الذهب، وهم يمتلكون أكبر المصانع والعقارات في أوروبا، وقد اشتروا قصر برج مونتمور في بريطانيا لتأسيس عاصمتهم الجديدة هناك.
- يحرصون دائماً على اعتبار مؤسستهم مؤسسة خيرية معفاة من الضرائب على الرغم من غناهم الفاحش.
- يخدم مع المهاريشي سبعة آلاف خبير، ويشتري هذا المهاريشي، الفقير أصلاً، عشرات القصور الفارهة فمن أين له ذلك؟.
- إن اليهودية قد وجدت فيها خير وسيلة لنشر الانحلال والفوضى بين البشر فتبنتها ووقفت وراءها مسخرة لها الأموال والصحافة وعقدت لها المناقشات لطرح نظريتها والدعوة إليها.
- وصل بعضهم إلى دبي وعقدوا اجتماعاً في فندق حياة ريجنسي يدعون فيها علانية لمذهبهم وقد ألقي القبض على هؤلاء الأشخاص الأربعة الذين قدموا إليها بتأشيرة سياحية ثم أُبعدوا عن البلاد.
- وصل بعضهم إلى الكويت وتقدموا بطلب للحصول على ترخيص لهم باعتبارهم مؤسسة خيرية غير تجارية، وقد نشروا في الصحافة الكويتية أكثر من مقال وبث لهم التلفزيون الكويتي بعض المقابلات قبل أن تتضح أهدافهم الحقيقية.
- نظموا دورة لموظفي وزارة المواصلات في الكويت في فندق هيلتون وقد دعوا الموظفين أثناء الدورة إلى مراجعة مواريثهم العقائدية والفكرية.
- طُرد المهاريشي من ألمانيا بعد أن ظهر أثره السيء على الشباب.
- نشرت رابطة العالم الإِسلامي في مكة بياناً أوضحت فيه خطر هذا المذهب على الإِسلام والمسلمين مؤكدة ارتباطه بالدوائر الماسونية والصهيونية.(/)
هاهو هشام جعيط بعلمانيته الفاخرة امامكم-هنيئا للعلمانية برجالها الافذاذ
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[21 - Aug-2009, صباحاً 04:21]ـ
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية «سقوط أندري وجعيط»
طارق منينة-جريدة السبيل الاردنية
قراءات تاريخ النشر 20/ 08/2009 -
لم يطلق هشام جعيط (من مواليد 1935)، والذي هو أحد أبرز مفكري الحداثة والتنوير في العالم العربي بحسب تعريف العلماني شاكر النابلسي في مقاله (زيتونة مباركة من ارض الحداثة)، اسطورته الطائشة ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من انه تعلم لغات مختلفة في مكة ومنها اللغة السريانية (تاريخ الدعوة المحمدية ص 152 - 154)، ليتمكن كطالب من الدراسة اللاهوتية على يد قساوسة إفرائيم في سوريا يقول: "وقد يكون النبي استقر بالشام لمدد تطول أو تقصر، وتطول أكثر مما تقصر ( ... )، ذلك أن القرآن مفعم بمعرفة دقيقة للتراث المسيحي والتراث اليهودي، والمسيحي أكثر من اليهودي، وقد دلّل على ذلك "تور أندري" ... لابد إذن من معرفة متسعة بهذا التراث غير متيسرة إطلاقا في الجزيرة العربية وفي مكة " (ص 150، 166 - 172).
كما يشير جعيط الى المشترك بين فلهاوزن وتور أندري وهيرشفيلد اليهودي الحاقد وبلاشير وماسون، من الزعم بتأثير المسيحية على الرسول ويقول: "وهم محقون في ذلك" (ص163 وص165). هنا يكشف جعيط عن مصدر معلوماته بل افتراءاته، فقد أخذ فكرة تأثير المسيحية عموما من هؤلاء، وتاثير السورية منها من تور أندري. لكن جعيط جعل لفكرة أندري مسارا آخر اختلقه هو، فأندري قال ان المسيحية السورية ذهبت الى اسواق الحجاز، ومن خلالها اقتبس محمد وتأثر، لكن هشام جعيط وجد ان فكرة أندري في جعل الاسواق مصدر الوحي قد تكون هي اخر طلقة استشراقية يمكن ان تُطلق على الاسلام عن المصادر المزعومة، لا تتناسب مع تنوع المعلومات القرآنية ودقتها وسعتها، فما كان منه الا ان ذهب يخترع مسارا اخر لعله يسد خيبة الثغرة العلمانية المريبة المترددة في صدره، فاحتفظ بأصل فكرة أندري في مصدر التأثير الأولي -اي مسيحية سوريا وإفرائيم!! وعزل مؤقتا فكرة الاسواق ليجعلها فيما بعد ثانوية، فقال بعد أن فكر وقدر "من دون المسيحية الشرقية السورية لم يكن محمد ليظهر، والا فلا نرى كمؤرخين حلا للإشكال" (ص315)، وقال: "اذا المقام بالشام أمر ضروري" (ص151). يقول: "بالنسبة للمؤرخ الموضوعي لا يمكن الانفلات من اقرار هذا التأثير، وهو ليس بالتأثير السطحي وانما العميق المستبطن بقوة، وإلا عاد محمد غير ممكن في بلده وفي زمانه أو وجب على المؤرخ الاذعان والاقرار بألوهية القران مبدئيا ونهائيا والتوقف عن كل بحث" (ص 164)!
فإما الايمان بالوحي واما اختلاق الوقائع وتصديق الاستشراق الجاهل وصناعة خيال المضاهاة القائم على شرف جار من تخرصات الهوى، وإمعانا في عدم الرضا لتمكن الريب ومحاولة لخلق مزيد من الخرافة الحديثة عن الاسلام للتخلص منه، يقول لتور أندري لماذا هذا البخل على محمد بالتعلم في سوريا وبصورة مباشرة لا عن طريق اسواق!! ألأنه امي ام لأنه لا يمكن أن يرقي الى درجة معرفة اللاهوت المسيحي" بنفسه وبترجمة ذاتية!!! (انظر ص 151). وقال: "ان أندري لا يجسر أن يقرّ بتأثير واضح مباشر من المسيحية الشرقية علي القرآن" (ص 164). ومع ان جعيط قال ان هذا التأثيرالسوري "جد دقيق ودقيق جدا" (ص 174) وانه حدث "ببراعة فائقة" (ص 176)، قال ايضا مناقضا نفسه: "ان التأثير المباشر السوري ايضا يدخل في مجال التخمينات والافتراضات، وليس لنا اي شاهد على ذلك" (ص 174). وهنا كفانا جعيط عناء الرد عليه، فهو لم يأت بدليل على الزعم بتعلم الرسول لغات اجنبية، فضلا عن العربية، من مكة الا بإشارة سطرها على استحياء الى ان استاذ اللغات المكي هو غلام اعجمي، ثم قال انه كائنا من يكون المعلم المهم انه قد حدث تعلم!!!! (انظر ص 154) وكأنه يمكن لغلام يعمل في الحدادة تعليم لغات تؤهل لترجمة كتب مقدسة فيها من المصطلحات المعقدة ما فيها! ولم يقدم على صحة اسطورته الا اقتباسات اقتبسها هو من مخيال المستشرق أندري العلماني و"كيفية" علمانية من جرأة فارغة غارفة في صناعة الأساطير! فهل يا ترى هذه (الكيفية العلمانية) التي يتحدانا جابر عصفور بها هي آخر علميات العقلانية التنويريه العربية وعلى لسان كبارها وروادها -رواد النهضة! - بحيث يمكن القول ان هذه الاساطير العلمانية الملفقة من أفواهها الفارغة الموسومة بالرهق والريب، قادرة على إطفاء نور الحقيقة، ام ان الامر كما عرضه الوحي " بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ " (ق: 5) " وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ " (التوبة 45) ان موريس بوكاي يكشف هذا الدجل العلماني الممسوس بالأغاليط الاستشراقية، فيقول في كتابه (أصل الانسان) "أما بالنسبة للقرآن الكريم، فإن أفكارا مغلوطة وخاطئة كانت تتداول في بلادنا لمدة طويلة ولما تزل كذلك بصدد مضمونه وتاريخه، ومن الضروري جدا أن نستبق الامور بعرض المعطيات التي يعبر بها عن الانسان ... لا جرم بأن الثوابت المتعلقة بالإنسان والمستخرجة من آياته ستدهش غيري كما أدهشتني عندما اكتشفتها، فإن القرآن الكريم يتضمن في آياته المتعلقة بالانسان أشياء مذهلة، وبالتالى يصعب علي الفكر البشري تفسير وجودها في العصر الذي أبلغ فيه للناس، ونحن نعلم مدي مداركهم في ذلك العهد. وعندما نلاحظ بأن تطابقات ذات معنى كبير بين معطيات علمية مثبتة حكما وبين كتاب سماوي، يصبح من الضروري تمحيص الأحكام المتسرعة التي أخذت بعين الاعتبار تصورات مجردة أكثر منها وقائع" (ص13).
لنترك له الكلام عن (العلق) في القرآن بما يدحض الخيالات العلمانية.
w w w . a s s a b e e l . n e t
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7TS5ZVzt dB7JGPAhZCbD97hgMBWsMGG8vuAhbF KHtNOdq%2fnHOsRlx2k%2b14Mxix3c 6I2XsW1xZ5v7eTr6A%2bOkd8PK3BU9 wWSJd54pBnYBVtUA%3d
او من هنا ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/974/09-12-974.pdf
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 01:19]ـ
الاخ ابن الشاطئ جزاك الله كل خير وبارك فيك
و القول بان الرسول صلى الله عليه وسلم يقراء ويكتب تهمة قديمة جديدة
وقبل فترة انتشرت مقالة في منتديات الباطنية ان الرسول صلى الله عليه وسلم
كان اكبر تاجر دولي في قريش -هكذا قالوا بالنص- وانه مستحيل ان ينال هذه
المرتبة بدون ان يكون لديه سجلات حسابية!! وانه في رحلاته إلى الشام واليمن!!
كان يلتقي برجال الدين والفلاسفة والمفكرين هناك
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 10:16]ـ
بارك الله في تعقيبك اخي ماجد مسفر العتيبي وانك لتجد كثير من هذه الخرافات والاساطير اوردها الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه دفاع عن محمد صلي الله عليه وسلم فقد عرضها بصورة منظمة ودقيقة جدا وبتصفح كتابه موسوعة المستشرقين تجد من هذا كثير لكن مااستدعي عندي مزيد من التأول واحيانا الاستغراب هو ان كارين ارمسترونج المستشرقة التي تظهر احيانا في التلفزيون الغربي عرضت في مقدمة كتابها الاسلام في مرآة الغرب بعض ماعرضه الدكتور بدوي وكثير منه نقلته عن مكسيم رودنسون عن كتابه جاذبية الاسلام وهو عندي ايضا ورمت الغرب بالمرض الفاصامي لهذه الاساطير عن محمد رسول الله الا انها اخذت بالاساطير العلمانية الحديثة وايضا عن مكسيم رودنسون ومنتجمري واط في ارجاع التفسير للوحي والنبوة الي الحالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والشخصية مع مزيد من محاور اسطورية عن الرسول علمانية المظهر استشراقية المخبر!
عموما هكذا هو حال الغرب الان ورجالاته
كنت اظن ان كارين في طريقها الي الاسلام كما موريس بوكاي وقد يكون لكن كتاباتها الحديثة عن السطورة وغرفها من التفسير العلماني للتاريخ يجعلني اشك في ظني!
علي ان هذه المراة كانت راهبة وعندي قصتها باللغة الهولندية ترويها بنفسها وتركت الرهبة الا الادينية الا ان لها مواقف طيبة من النبي محمد فاقت اراء كثير من رجالات الغرب ولها ايضا وهذا من تناقضاتهم اراء تناقض هذا بالضبط كما نولدكه ورودنسون وواط وغيرهم
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 10:54]ـ
رد هذه الحجج وأمثالها من تهافتات صبيان المبشرين = شيخُ العربية أبو فهر، محمود شاكر -رحمه الله- الذي عجزت الأرحام أن تلد مثيله في الذب والدفاع عن بيضة الإسلام، وتجد ذلك في ردوده على صبي المبشرين -كما يحب أن يسميهم- وذلك في كتابه الماتع أباطيل وأسمار، فرحمه الله، وقدس روحه، وأنزل في عليين.
وإذا قرأتَ كتابه هذا؛ وجدتَ عقلا ثاقبًا ناقدًا، فتراه يورد الشبهة؛ حتى تقول من يستطيع ردها؟
فيكر عليها كر البطل، فلا يبقى فيها شيئًا، بل ويوضح تناقضات الصبيان من المبشرين ... اللهم ارزق الأمة أمثاله وأفضل، آمين.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 10:59]ـ
نعم اخي أبو الوليد التويجري وكان ذلك في زمان قل فيه العلم والرجال وكان للعلمانية سطوة كبيرة تهز النفوس ولقد قال عن نفسه والاوضاع (واثخنتني التجارب! وهلك رجال ونشأت رجال فرايت وسمعت ورضيت وسخطت وعلمت من أسرار الصراع مالم أكن اعلم) وهي كلمة دالة
ووصف العدو بقوله: (عدو خفي شديد النكاية لم يلفتني عن هول صراعه شيء)
فلله دره
-
هناك مجموعة من العلماء وضعت اعمالهم في كتاب مناهج المستشرقين علي نفس الجودة واظن ان هذا الكتاب كانه رد علي كتاب تراث الاسلام لمجموعة من المستشرقين منهم جب وهو صادر عن عالم المعرفة-الكتاب
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 01:36]ـ
صورة مع التحية للعلمانية والليبرالية العربية المفلسة!
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 12:20]ـ
طبعاً قناة العبرية الصهيوصليبية تحتفي كثيراً بأمثال هؤلاء السفهاء وتستضيفهم في جل برامجها
ألا لعنة الله على الظالمين
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم(/)
تهافت مقالات اليماني / الشيخ سمير بن خليل المالكي.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 02:18]ـ
تهافت مقالات اليماني
سمير بن خليل المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
تهافت مقالات اليماني
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على المخالفين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد، فقد ساءني مقال نجيب اليماني المنشور في صحيفة عكاظ بتاريخ 14/ 7/1430هـ بعنوان: من تفردات الإمام أحمد، حيث أتى الكاتب فيه – كعادته – بالعجائب.
وقد سبق أن رددت عليه في بحثين سابقين، الأول بعنوان: حواجز النساء في المساجد، والثاني بعنوان: لا نكاح إلا بولي.
وبينت فيهما طريقة نجيب اليماني الفجة في مقالاته التي يتناول فيها المسائل الشرعية، وأنه يحشر نفسه في زمرة الفقهاء مع أنه لا يحسن من الفقه إلا الثرثرة، ولا ناقة له ولا جمل في علم الفقه، ولا في علوم الشريعة كلها.
والكاتب لا يصلح أن يكتب في شيء أصلاً، ولا أدري ما الذي أعجب المسئولين في صحيفة عكاظ به وبمقالاته، حتى ينشروا له كل حين، ما يشينه ويشين الصحيفة معه.
والذي أعرفه أن الصحفي لابد أن يكون لديه ما يفيد الناس، من علم أو أدب أو شعر أو خبر.
وهناك كتّاب أعمدة دائمة في عكاظ وفي غيرها، لهم آراء وكتابات مميزة في فن معين، وربما يحصل من بعضهم تجاوزات وأخطاء – كعادة كل البشر – لكنهم مع ذلك كثيراً ما ينتفع بهم وبمقالاتهم، خاصة في بيان أحوال الناس وهمومهم ومعاشهم ومشكلاتهم.
لكن صاحبنا – اليماني – لا هو في العير ولا في النفير، فهو ضيف ثقيل بمعنى الكلمة، لا تكاد تعرف ما الذي يريده، فهو يتكلم لمجرد الكلام، ويعترض لقصد الاعتراض، ويخترع خصومة مع كل شيخ وكل عالم وكل داعية، ليحظى بمنزلة قد قصر عقله وعلمه عنها، فيريد أن يتسنمها بمداخلات ومناطحات لا حاجة إليها.
وكنت قد تلطفت مع الكاتب كثيراً في البحثين السابقين، لأن الكاتب لم يتواقح في مقاليه ولم يسئ الأدب مع خصومه الذين اخترع الخصومة معهم لحاجة في نفسه قضاها، لكنه في هذا المقال انفلت منه زمام الأدب وخطام الحياء، وأخذ ينطح يمنة ويسرة، يريد أن ينال من عالم مشهور وشيخ وقور، وهو الشيخ العالم عبدالله بن منيع، حفظه الله، وهو غني عن التعريف، وشهرته وعلمه وفضله سابق على مناصبه التي تقلدها في القضاء والإفتاء وفي غيرها من المناصب العليا.
أراد الكاتب المأفون أن ينال من الشيخ العلامة عبدالله بن منيع فاخترع معه خصومة، وجعلها مطية يصل بها إلى مبتغاه من الطعن واللمز والتنقص من قدر الشيخ.
وكل الذي قاله الشيخ الفاضل هو: أن النية شرط في صحة العبادة، ومنها رفع الحدث الأصغر والأكبر، حيث لابد من أن ينوي المحدث رفعها حتى تصح طهارته وصلاته.
وكذا نية صيام الفرض لابد من تبييتها من الليل.
وهذا الذي قاله الشيخ هو الموافق لدلالة النصوص من الكتاب والسنة وآثار الصحابة وهو قول جماهير أهل العلم قديماً وحديثاً.
فما هو الغريب في هذه الفتوى؟
وهب أن هناك من أفتى بخلافها، فماذا يضير الشيخ إن أفتى بما وافق الدليل ووافق قول الأئمة؟
وبحث النية ومتعلقاتها من أوضح المسائل وأشهرها، ولا يكاد يخلو كتاب في الفقه أو التفسير أو شرح الأحاديث من ذكرها.
وقد افتتح الإمام البخاري صحيحه بالحديث المشهور ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... )) الحديث.
قال الحافظ ابن حجر " قال النووي: النية القصد، وهي عزيمة القلب. وتعقبه الكرماني بأن عزيمة القلب قدر زائد على أصل القصد.
واختلف الفقهاء: هل هي ركن أم شرط؟ والمرجّح: أن إيجادها ذُكراً في أول العمل ركن، واستصحابها حكماً، بمعنى أن لا يأتي بمنافٍ شرعاً، شرط .... ".
ثم ذكر الحافظ أن معنى الحديث " لا عمل إلا بنية " وأنه ليس المراد نفي ذات العمل، بل المراد نفي الحكم كالصحة والكمال، ثم قال " لكن الحمل على نفي الصحة أولى ... ". إلى أن قال " وقال ابن دقيق العيد: الذين اشترطوا النية قدروا صحة الأعمال، والذين لم يشترطوها قدروا كمال الأعمال، ورجح الأول بأن الصحة أكثر لزوماً للحقيقة من الكمال، فالحمل عليها أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا الكلام إيهام أن بعض العلماء لا يرى باشتراط النية، وليس الخلاف بينهم في ذلك إلا في الوسائل، وأما المقاصد فلا اختلاف بينهم في اشتراط النية لها، ومن ثم خالف الحنفية في اشتراطها للوضوء، وخالف الأوزاعي في اشتراطها في التيمم أيضاً. نعم بين العلماء اختلاف في اقتران النية بأول العمل، كما هو معروف في مبسوطات الفقه " اهـ. انظر فتح الباري [1/ 13 – 14].
وقد أخرج البخاري في صحيحه حديث الأعمال بالنيات في كتاب الإيمان أيضاً، وبوب له بقوله " باب ما جاء إن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرئ ما نوى، فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والأحكام.
وقال الله تعالى {قل كل يعمل على شاكلته} على نيته ... " ثم ذكر الحديث.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح [1/ 135] في شرح هذا الباب ((قوله " باب ما جاء " أي: باب بيان ما ورد دالاً على أن الأعمال الشرعية معتبرة بالنية والحسبة ... ))
إلى أن قال ((قوله " والوضوء "، أشار به إلى خلاف من لم يشترط فيه النية، كما نقل عن الأوزاعي وأبي حنيفة وغيرهما، وحجتهم أنه ليس عبادة مستقلة، بل وسيلة إلى عبادة، كالصلاة.
ونوقضوا بالتيمم، فإنه وسيلة، وقد اشترط الحنفية فيه النية.
واستدل الجمهور على اشتراط النية في الوضوء بالأدلة الصحيحة المصرحة بوعد الثواب عليه، فلا بد من قصد يميزه عن غيره ليحصل الثواب الموعود ... )) اهـ.
قلت: أفاد كلام الحافظ أن اشتراط النية في العبادات، ومنها الوضوء، هو القول الراجح الموافق لحديث " إنما الأعمال بالنيات "، وقد استدل به الجمهور، ومنهم البخاري أيضاً، وخالفهم الأوزاعي وأبو حنيفة وغيرهما.
قال الشيرازي في المهذب ((أما الطهارة عن الحدث من الوضوء والغسل والتيمم فلا يصح شيء منها إلا بالنية لقوله صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى "، ولأنها عبادة محضة طريقها الأفعال فلم تصح من غير نية كالصلاة)).
قال النووي في الشرح ((فرع: قد ذكرنا أن النية شرط في صحة الوضوء والغسل والتيمم، وهذا مذهبنا، وبه قال الزهري وربيعة شيخ مالك ومالك والليث بن سعد وأحمد بن حنبل وإسحق وأبو ثور وأبو عبيد وداود.
قال صاحب الحاوي: وهو قول جمهور أهل الحجاز.
وذهبت طائفة إلى أنه يصح الوضوء والغسل والتيمم بلا نية. حكاه ابن المنذر عن الأوزاعي والحسن بن صالح، وحكاه أصحابنا عنهما وعن زفر.
وقال أبو حنيفة وسفيان الثوري يصح الوضوء والغسل بلا نية، ولا يصح التيمم إلا بالنية، وهي رواية عن الأوزاعي ... )) اهـ باختصار.
انظر المجموع شرح المهذب [1/ 311 – 313].
وذكر خليل في مختصره فرائض الوضوء، ومنها " نية رفع الحدث " قال في الشرح ((هذه هي الفريضة السابعة، وكان حقها التقديم كما فعل ابن الحاجب وابن عرفة وغيرهما، وإنما أخرها المصنف لطول الكلام عليها.
والمذهب أنها فرض في الوضوء. قال في التوضيح: لقوله تعالى {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} وقوله عليه الصلاة والسلام " إنما الأعمال بالنيات " .. )) اهـ. انظر مواهب الجليل في شرح مختصر خليل [1/ 331 – 332].
ومن هنا تعلم أن اشتراط النية في العبادات، ومنها الوضوء والغسل هو قول الجمهور، وليس من مفردات الإمام أحمد ولا غيره، كما زعم الكاتب.
ولنرجع إلى مقال اليماني.
فقد قال " والنية مختلف فيها بين المذاهب، ولذا فإنه من الأكمل والأجمل والأقرب إلى الأمانة العلمية في المسائل الخلافية أن يتعرض الشيخ المنيع إلى أقوال المذاهب الأخرى في المسألة، ولا يخفي ولا يستبد بمذهبه دون المذاهب الأخرى، ففي هذا تضييق على الناس، فضلاً عن أن كتمان العلم أمر قبيح مذموم في الإسلام فالاعتراف بأقوال المخالفين من المذاهب الأخرى فضيلة عظيمة وخلق كريم محمود ... " الخ.
قلت: من أين لهذا المتعالم المتفيقه، أن المفتي لابد له أن يسرد للناس كل المذاهب والأقوال في المسألة؟
ومن قال له بأن من كتم ذكر الأقوال الأخرى، حتى لو كانت ضعيفة تخالف النصوص، أنه يعد كاتماً للعلم! مستبداً بمذهبه! بعيداً عن الأمانة العلمية؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلك أخي القارئ على ذكر من كلام هذا الكاتب في مسألة حواجز النساء في المساجد حين حكم عليها أولاً بأنها بدعة، وبأن صلاة الرجال خلف صفوف النساء باطلة، حتى مع ارتفاع صفوف النساء عليها في الأدوار العليا، كما حكم ببطلان صلاة النساء خلف الحواجز بدون دليل شرعي، لأن الإمام لم ينو أن يؤمهن لعدم رؤيته لهن.
ولم ينقل لنا الأستاذ الفقيه اليماني (حفظه الله ورعاه)! الأقوال الأخرى والمذاهب المخالفة لرأيه وفتواه، فهل نقول إذاً: إنه خان الأمانة العلمية، واستبد برأيه، وأخفى الحق، وضيق على الناس، وأتى أمراً قبيحاً بكتمانه للعلم؟!!.
وفعل الكاتب مثل ذلك في مقاله الآخر، في مسألة نكاح المرأة بغير ولي، وهذا ديدنه في كل مقالاته.
وليت الكاتب توقف عند هذا الحد في اللمز والطعن في الشيخ المنيع، بل كرر سخافاته وأباطيله في بقية مقاله المتهافت.
فقد قال بعد ذلك " وما قاله الشيخ المنيع من عدم صحة الطهارة من غير نية، فهذا عند المذهب الحنبلي وحده، وفيه تضييق ومشقة على الناس، لا سيما في أوقات شدة الزحام من الحج والعمرة، والتي أصبحت على مدار العام. بل إن في المذاهب الأخرى تصح بعض العبادات، مثل الطواف، بلا طهارة أصلاً، ناهيك عن اشتراط النية في رفعها ... " الخ ما قاله.
قلت: كذب الكاتب – كعادته – في دعواه أن اشتراط النية للطهارة من مفردات المذهب الحنبلي، بل هو قول جمهور الأئمة والعلماء في المذاهب الأخرى، كما تقدم بيانه.
وليس غريباً على الكاتب أن يكذب، ولا أن يتبجح بالكذب ويفضح نفسه على الملأ.
وليس عجيباً كذلك أن يخلط بين المسائل، فما دخل مسألة النية في الطهارة بمسألة الزحام في الحج والعمرة؟
وأين المشقة والتضييق على الناس في مسألة النية و معلوم أن محلها القلب ولا تحتاج إلى مشقة عمل؟
وليت شعري هل يحتاج الحاج والمعتمر إلى مكان مخصص حتى ينوي فيه الطهارة؟
لكن الكاتب – كعادته – مولع بالثرثرة، ومحبة الظهور، والتعالم، مع فرط جهله وسفه عقله وتعصبه لرأيه.
قال ابن القيم: وتعرّ من ثوبين من يلبسهما يلقى الردى بمذلة وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه ثوب التعصب بئست الثوبان
قلت: والجهل المركب أشد خطراً على صاحبه من الجهل البسيط، لأنه يجهل الأمر ويجهل أنه يجهله، فيظن نفسه عالماً خبيراً بالأمور، وهو – في الواقع – على النقيض من ذلك.
ومن ابتلي بمثل هذا الداء لا يكاد يشفى منه، لأنه لا يعترف بمرضه، فكيف يحرص على شفائه، بخلاف الجاهل البسيط الذي يرجى شفاؤه بالسؤال، كما ورد في الحديث المشهور " إنما شفاء العي السؤال " رواه أبو داود [336].
وقد ضرب أهل العلم قديماً لهذا النوع من الجهل، مثلاً بالحكيم توما، وكان يدعي الحكمة والمعرفة، وهو بخلاف ذلك، فقالوا:
قال حمار الحكيم توما لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب
ولنرجع إلى مقال " الحكيم " اليماني، حيث قال " فالواجب على شيخنا المنيع، وعلمائنا الأفاضل، الانفتاح على كافة أقوال أهل العلم، وعدم التقوقع والتحيز وضيق الأفق في معالجة المسائل الفقهية، لا سيما التي يكون فيها تيسير للناس ورحمة " اهـ.
قلت: حسبنا الله ونعم الوكيل، أهذا كلام يصدر من عاقل؟
وكيف بالله، ينشر مثل هذا السفه والسخف على الملأ، وفي صحيفة من أشهر الصحف وأوسعها انتشاراً؟
كلام لا يمت إلى العلم ولا إلى الأدب بصلة، وليس فيه إلا اللمز والطعن والتسفيه بالشيخ العالم المنيع، بل وبكل العلماء، لأنه لم يستثن أحداً، ووصفهم كلهم بتلك الأوصاف المشينة التي لا تنطبق إلا على الكاتب وأمثاله من السفهاء الذين خلعوا عنهم رداء الحياء، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " رواه البخاري [10/ 434].
وقال الشاعر:
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير و لا الدنيا إذا ذهب الحياء
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء
فائدة
لا يشترط للمفتي أن يذكر في فتواه غير مذهبه ورأيه الذي يدين الله به، ولا يلزمه أن يذكر الخلاف وأقوال المذاهب الأخرى، ولا أن يذكر حجته ودليله في المسألة، ولو ذكره فلا بأس.
وانظر إن شئت كلام النووي في مقدمة كتابه " المجموع شرح المهذب "، في آداب الفتوى والمفتي [1/ 40 – 54].
وفرق كبير بين كلام العالم في المسألة وفتواه فيها، وبين التصنيف والتأليف في مسائل الفقه، خاصة المصنفات المطولة التي تناقش المذاهب، كالمغني والمجموع وفتح القدير ومواهب الجليل وغيرها، فإنها معنية بذكر المذاهب وأدلتها.
ولم يزل الفقهاء والعلماء من عصر الصحابة إلى يومنا هذا، يذكرون القول الراجح عندهم دون سرد بقية الأقوال وأدلتها، ولم يعب عليهم أحد سوى اليماني، لجهله بآداب العلم والفتوى. ومن هنا تعلم أن ماجاء في مقال الكاتب – أصلحه الله وهداه – من طعن ولمز وسوء أدب، لا يقتصر على شيخ بعينه، بل يتعدى إلى كل المفتين والعلماء على مر العصور.
وحري بمن كان هذا مبلغ جهله وسفهه، أن يحجر عليه قلمه ولسانه، لا أن ينشر على الملأ هذيانه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب / سمير بن خليل المالكي المكي الحسني
تاريخ 18/ 7/1430هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهلالي]ــــــــ[23 - Aug-2009, صباحاً 03:21]ـ
جزى الله خيراً الشيخ سميراً وأعلى به منار الحق.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 07:55]ـ
اللهم آمين
بارك الله فيك
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 01:35]ـ
جزى الله الشيخ سمير خير الجزاء وذب الله عن وجهه النار، وثمة سؤال مهم يفرض نفسه:
هل يمكن لأحد أن يقوم بعمل ما بلا نية؟؟
أليس المرء عندما يقوم ويتجه لدورات المياه ويحدث ثم يتوضأ أليس هو يقصد رفع الحدث؟؟
وعندما يتناول السحور إليس ينوي الصوم؟؟
بل قد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه من المحال أن يوجد عمل بلا نية!.
فأين عقل يماني هذا؟؟(/)
الاختلاط .. النتائج والآثار / الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 02:35]ـ
الاختلاط .. النتائج والآثار
الشيخ / إبراهيم بن محمد الحقيل
السبت 13 محرم 1430 الموافق 10 يناير 2009
عدد القراء: 450
نشر في مجلة الجندى المسلم العدد 133
الاختلاط معارض للفطرة السويّة:
إنّ عزل الرجال عن النساء، واختصاصهنّ بأعمال المنزل وحضانة الأطفال، واختصاص الرجال بالعمل والاكتساب متوائم مع الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، وسارت عليها البشريّة طوال تاريخها في الشرق والغرب، وعند سائر الأمم، قبل أن تأتي الحضارة المعاصرة بضلال الاختلاط، ومن قرأ تواريخ الحضارات والأمم السالفة أيقن بحقيقة ذلك.
ونزلت شرائع الله تعالى على أنبيائه ورسله -عليهم السلام- بما يوافق هذه الفطرة، وقد أجمعت الشرائع كلّها على حفظ النسل من الاختلاط، وعلى حفظ المجتمعات من الفساد والانحلال؛ ولذا كان الزنا محرّماً على لسان كلّ المرسلين -عليهم السلام-، ويجمع كلّ العقلاء من البشر على أنّ الاختلاط أكبر سبب للزنا، كما يجمع البشر على أنّ الزنا سبب للأمراض والطواعين التي تفتك بالناس، والواقع يدلّ على هذه الحقائق. ولا يُماري في شيء من ذلك إلا جاهل أو مكابر، فمن دعا للاختلاط ورضيه فهو يدعو للزنى وانتشار الفواحش، وهو يدعو كذلك لنشر الطاعون في الناس، وإهلاكهم به، شاء ذلك أم أبى؛ إذ إنّ هذه الأمراض الخبيثة هي نَتَاج دعوته الخبيثة.
وإن تعجب -أيها القارئ- فعجب لأناس يدعون للاختلاط، وينشرون الرذيلة في الناس، ثم يحذرون من انتشار مرض الإيدز، ويعقدون المؤتمرات والندوات لمكافحته، فهل هم صادقون في تحذيرهم؟ وهل يعقلون ما يقولون وما يفعلون؟ وهل هم إلا كمن يسقي الإنسان سُمّاً ثم يصيح به محذراً إياه أن يموت مما سقاه؟!
إنه لن تجدي المؤتمرات والندوات والتوعية الصحية والاجتماعية في التخفيف من الأمراض المستعصية، الناجمة عن الممارسات الجنسية المحرمة إذا كان المفسدون يخلطون بين الرجال والنساء، ويوسعون دائرة الاختلاط يوماً بعد يوم؛ وينشرون في إعلامهم ما يسعّر الشهوات، ويدعو إلى الرذيلة؛ ولذا نوصيهم أن لا يكذبوا على الناس ويخدعوهم، ويحذّروهم من انتشار الإيدز؛ لأنّهم أكبر سبب من أسبابه حين شرعوا للاختلاط، وأفسدوا الإعلام، وفرضوا على الناس آراءهم الفكريّة الشهوانيّة.
يقول العلامة "ابن القيّم" -رحمه الله تعالى-: «ولا ريب أنّ تمكين النساء من اختلاطهنّ بالرجال أصلُ كلّ بلية وشرّ، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامّة، كما أنّه من أسباب فساد أمور العامّة والخاصّة .. وهو من أسباب الموت العامّ والطواعين المهلكة. ولمّا اختلط البغايا بعسكر موسى -عليه السلام-، وفشت فيهم الفاحشة أرسل الله تعالى عليهم الطاعون فمات في يوم واحد سبعون ألفاً، والقصّة مشهورة في كتب التفسير، فمن أعظم أسباب الموت العام: كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهنّ بالرجال، والمشي بينهم متبرّجات متجمّلات».اهـ (11).
وكلام "ابن القيّم" -رحمه الله تعالى- لا يعجب أهل الشرّ والفساد، ودعاة الرذيلة والانحلال؛ لأنّهم مستعبدون في أفكارهم لما يمليه عليهم أهل الحضارة المعاصرة، ومشربون بحب كتابات الغربيين، فلا بأس من نقل شيء من أقوال الغربيين من باب قول الله تعالى: [وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ] الأنعام:55
أقوال نساء الغرب في الاختلاط:
إنّ المفسدين يزعمون أنّهم بمشاريعهم التغريبيّة التخريبيّة يَنْصُرون المرأة ويدافعون عن حقوقها في الاختلاط والفساد، ولكنّهم كاذبون أو جاهلون، وسأنقل بعض أقوال النساء الغربيّات حتّى نعرف رأيهنّ في الاختلاط وقد جربنه، وسبقن نساء العالمين إليه، ولسن متّهمات بأنهنّ مؤدلجات أو متطرّفات، أو يعشن عصور الظلام والحريم كما يقول المنافقون والمنافقات:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - تقول الصحفيّة الأمريكيّة "هيليان ستانبري": «أنصحكم بأن تتمسّكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيّدوا حرّية الفتاة، بل ارجعوا لعصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحيّة وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا .. امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكيّ مجتمعًا مليئًا بكلّ صور الإباحيّة والخلاعة، إنّ ضحايا الاختلاط يملأون السجون، إنّ الاختلاط في المجتمع الأمريكيّ والأوروبيّ قد هدّد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق».
2 - تقول كاتبة أخرى: «إنّه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال».
3 - في بريطانيا حذّرت الكاتبة الإنجليزيّة: الليدي كوك من أخطار وأضرار اختلاط النساء بالرجال فقالت: «على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا»، وقالت: «علموهنَّ الابتعاد عن الرجال».
فهل يبقى لدعاة الاختلاط والفساد قول وقد عارضوا شريعة الله تعالى، وخالفوا الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وكذّبوا على الناس فزوروا الحقائق، وأخفوا النتائج المخزية للاختلاط في البلاد التي اكتوت بذلك.
حمى الله تعالى بلادنا وبلاد المسلمين من المفسدين والمفسدات، والمنافقين والمنافقات، وردّهم على أعقابهم خاسرين، إنّه سميع قريب.
كمال الشريعة ويسرها:
من رحمة الله تعالى بعباده رفعه الحرج عنهم، وتكليفهم بما يطيقون، والتخفيف عنهم فيما يرهقهم ويشقّ عليهم، والأدلة في القرآن على ذلك كثيرة جداً، منها:
1 - قول الله تعالى: [لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا] البقرة:286
2 - قوله سبحانه: [وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ] الحج:78
3 - لمّا ذكر سبحانه التخفيف في أحكام الصيام قال عزّ من قائل: [يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ] البقرة:185
4 - في شرعيّة التيمّم عند عدم الماء قال تعالى: [مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] المائدة:6
5 - وصف رسوله -عليه الصلاة والسلام- بأنّه: [يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ] الأعراف:157
ومن مظاهر الرحمة واليسر في شريعة الله تعالى: أن كُلف العباد بما يطيقون من الواجبات، وخُفف عنهم ما لا يطيقون، وهذا المظهر من مظاهر التخفيف بَيِّنٌ واضح لكل من يقرأ القرآن، ويعرف الأحكام.
وثمة مظهر آخر للتيسير يغفُل عنه أكثر الناس وهو لا يقل أهمية عن الأول، وهو أن الله تعالى لما حرم المحرمات على العباد أوصد سبلها، ومنع وسائلها، وسدَّ الطرق المفضية إليها؛ رحمة بالعباد، وعوناً لهم؛ وذلك لئلا توجد في نفوسهم دواعيها، وقد حرمت عليهم فيرهقهم الامتناع عنها.
فالزنا حرَّمه الله تعالى في كل شرائع الرسل عليهم السلام؛ لما فيه من انتهاك العرض، وتدمير النسل، والشرائع الربانية جاءت بحفظ الضرورات التي منها العرض والنسل.
ولما كان من فطرة الإنسان وجِبِلَّتِه التي خلقه الله تعالى عليها ميل كل جنس من الرجال والنساء للجنس الآخر، ومحبته له، والأنس به، وتمني معاشرته؛ فإن الشرائع الربانية نظمت ذلك بالزواج، وحرمت السفاح، وأوصدت الطرق المسببة للزنا، فأمرت الشريعة السمحة بغض البصر، ومنعت الخلوة بالنساء، وسفرهن بلا محارم، كما منعت سفورهن وتبرجهن واختلاطهن بالرجال.
ولو كانت هذه الأسباب والوسائل مباحة مع تحريم ما تُفضي إليه من الزنا لكان في ذلك من الرهق والعُسر والمشقة على العباد ما لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكان حالهم كحال الجائع الذي يوضع أمامه ما لذَّ من الطعام ثم يقال له: لا تأكل!!
والجائع يصبر عن الطعام إذا كان لا يراه ولا يَشْتَمُه، ولكن إذا رآه أو اشتمه لم يصبر عنه، والرجل يصبر عن المرأة في حال غيابها وتسترها، ولكنه لا يصبر عنها في حال سفورها وتبرجها واختلاطها به، واستعراضها أمامه.
وحيثما كَثُر الاختلاط والعُري والتفسخ في بلد من البلدان؛ مرضت القلوب، وفسدت الأخلاق، وازداد السعار الجنسي، وانتشرت جرائم الزنا والاغتصاب وأنواع الشذوذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أُوصدت أبواب الفتنة والشر والفساد، وفصل النساء عن الرجال؛ صلحت القلوب، واستقامت الأخلاق، وانتشر في الناس الطهر والعفاف، والواقع يشهد لتلك الحقائق.
من مفاسد الاختلاط:
إن اختلاط النساء بالرجال هو البوابة التي ما فتحتها أمة من الأمم إلا ولجت إليها الجرائم الأخلاقية، وانتشر فيها الشذوذ الجنسي، وصارت عرضة للطاعون والأوبئة الفتاكة.
إن الاختلاط يفتح أنواعاً من البلاء والشرور على الناس منها:
1 - أن حياء المرأة الذي لا زينة لها إلا به يَضْعُف شيئاً شيئاً كلما اقتربت من الرجال، وعاملتهم وخالطتهم .. وما قيمة المرأة بلا حياء؟!
تكلم الواحد منهم وتضاحكه وتمازحه أشد مما تفعل ذات المحرم مع محارمها، وما كانت بجاحتها وجرأتها إلا بسبب قلة حيائها.
2 - أن المرأة تعتني بحجابها لئلا يراها من لا يحل لهم رؤيتها من الرجال، فإذا كانت تقيم الساعات الطوال أمامهم، وتعايشهم في أماكنهم ومقرات أعمالهم فإنها تتخفف من حجابها الشيء بعد الشيء؛ لأنها ألفتهم، ولا تراهم في منزلة من لا تعرفهم من الرجال.
ومع كثرة المخالطة لا ترى حرجاً في إلقاء حجابها أمامهم بحجة الزمالة، وقدم المعرفة، وثقتها بأخلاقهم، وغير ذلك من الحجج الواهية التي يزينها الشيطان لها، وتعصي بها ربها الذي أمرها بالحجاب في قوله عز وجل: [وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ] النور:31
3 - أن المرأة تعتني بزينتها، ويهمها شكلها ومظهرها، وتضعف أمام المادحين لها، فإذا اختلطت بالرجال أبدت لهم ما يثنون به عليها، وتنافست هي وزميلاتها في هذا المجال، حتى يخيل لبعض من يراهن أنهن في دور عروض الأزياء، من كثرة أصباغهن، وعُري ملابسهن، فيقعن في ما نهى الله تعالى عنه بقوله عز وجل: [وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا] النور:31
4 - لضعف المرأة أمام عواطفها, فإنها قد تعلق في مجال عملها برجل لجمال خلقته، أو حسن معاملته، أو قوة نفوذه، وهو لا يحل لها لأنها ذات زوج، أو لا تستطيع الوصول إليه، وقد وقع ذلك لكثير من النساء، ولا سيما من لها مشاكل مع زوجها أو أهلها، فتفضي بمن أعجبت به بمشاكلها لحلها وتقديم المشورة لها، حتى تُفتن به، ويُفتن هو بها.
فتكون بين نارين: إما أن تشبع عواطفها ورغباتها بما حرم الله تعالى عليها، أو تكبت مشاعرها فتشقى بها.
5 - لا تسلم المرأة العاملة في مجالات مختلطة من الخلوة بزميل أو مدير لأي ظرف كان؛ فتقع بذلك في مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إلا مع ذِي مَحْرَمٍ) (12).
6 - أن الاختلاط خطر على المرأة؛ إذ قد تتعرض للإغراء والإغواء والمراودة والابتزاز، وقد يصل ذلك إلى التحرش والاعتداء بالقول أو بالفعل من زملائها أو أساتذتها أو رؤسائها، ولا سِيَّما إذا كانت ذات جمال، وكانت درجاتها وترقياتها بأيديهم، ولا دين يردعهم، ولا خلق يمنعهم.
وفي الدول التي تقدمت في الاختلاط، وزاحمت المرأة فيها الرجال تكثر الفضائح والمشكلات بين العاملين والعاملات، والطلاب والطالبات. حتى وصلت نسبة الاعتداءات والتحرشات إلى تسعين في المئة في بعض البلاد الغربية.
وكم من فتاة عفيفة تركت دراستها، أو غيرت تخصصها، أو نقلت وظيفتها؛ لما تلقاه من ابتزاز في عرضها وعفافها؟!
7 - أن الاختلاط سبب للعزوف عن الزواج؛ لأن الرجل إذا قدر على إرواء غريزته بغير زواج ولا نفقة ولا بيت ولا مسئوليات فلماذا يتزوج؟!
وعزوف الشباب عن الزواج في المجتمعات المختلطة من أَبْيَنِ الدلائل على ذلك، وفي البلاد الغربية أرقام مخيفة في ذلك.
8 - أن الاختلاط من أكبر أسباب الخيانات الزوجية، وهو يوقد نار الخصام والجدال بين الزوجين؛ فلا الرجل يقنع بزوجته وهو في كل صباح يجالس الجميلات ويمازحهن. ولا المرأة تقنع بزوجها وهي ترى من زملائها من هم أجمل خِلقة، وأرقى تعاملاً من زوجها، ولا بد أن تقع المقارنة من الزوجين، كل واحد منهما يقارن الآخر بما يراه في عمله.
9 - أن الاختلاط سبب لكساد المرأة، وعزوف الرجال عنها، وعدم رغبتهم فيها؛ لأن غيرتهم تمنعهم من قبول امرأة تعامل الرجال وتحادثهم وتجالسهم، فالرجل السَّوِي يريدها له وحده ولا يريد أن يشاركه فيها أحد.
وعزوف الشباب عن الزواج بالعاملات في المجالات الطبية المختلطة دليل على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلما توسعت دائرة الاختلاط زادت الشكوك بين الزوجين، فهو يشك فيها مع زملائها، وهي تشك فيه مع زميلاته، فيكثر الخصام بين الزوجين، وفي كثير من الأحيان يؤدي هذا الخصام إلى الطلاق.
10 - أن الاختلاط سبب لانشغال كل جنس بالآخر عن العمل أو الدراسة؛ فهو أبداً يفكر فيه، ويكرس عقله وجهده في كيفية الوصول إليه، وقد أثبتت كثير من الدراسات الحديثة أن من أهم أسباب ضعف التحصيل الدراسي في المدارس المختلطة انشغال كل جنس بالجنس الآخر.
يقول أحد الأطباء الغربيين: «عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان تُفرز بعض الغدد هرمونات تتسرب في الدم إلى أن تصل إلى الدماغ فتخدره فلا يصبح قادراً على التفكير والتركيز الصافي».
والغرائز الجنسية تتحرك بشكل أكبر حين يجتمع الرجال بالنساء في مكان واحد.
فَعُلم بذلك أن الاختلاط داء وبيل، وشر مستطير، لا يفتح على أمة من الأمم إلا أصاب دينها وأخلاقها في مقتل، وكان سبباً لانتشار الرذائل والفواحش التي تنتج أولاد الحرام، وتسبب كثرة الإجهاض، وتنشر الطواعين والأمراض، وتفكك روابط الأسر، وتوجد الشكوك بين الزوجين.
والمفسدون في الأرض من المنافقين والشهوانيين يسعون جهدهم في توسيع مجالات الاختلاط في البلاد؛ فبعد أن فرضوه واقعاً في كليات الطب والمستشفيات والمراكز الصحية، ثم في البنوك وكثير من الشركات والمؤسسات؛ يريدون توسيعه في مجالات أخرى، ويعقدون المؤتمرات والمنتديات المختلطة لا لشيء إلا لتكريس هذه الصورة المنحرفة في أذهان الناس، والتقرب إلى الدول المستكبرة بالجهر بمعصية الله تعالى، وتعدي حدوده، وانتهاك حرماته. وَوَدَّ المفسدون في الأرض لو اجتاحت حُمَّى الاختلاط كل المجالات حتى تصل إلى المدارس والجامعات!!
وما يصيحون به في صحفهم وفضائياتهم يشي بما في نفوسهم نحو البلاد والعباد من محاولة الفساد والإفساد، وفرض المناهج الغربية المنحرفة على المجتمع، وقسر الناس عليها بالقوة والإرهاب، ولن يستكينوا أو يتوقفوا عن فسادهم وإفسادهم حتى يروا الحرائر العفيفات يبذلن أعراضهن بالمجان وبأبخس الأثمان.
ومن حق الناس أن يغاروا على نسائهم وبناتهم، وأن يقفوا في وجوههم، وينكروا على المفسدين خطواتهم المستفزة التي هي من خطوات الشيطان، ولا سيما أنهم في كل يوم يأتون بقارعة جديدة، ويجسون نبض الناس بخطوة يقدمون عليها في باب الاختلاط.
فإذا لم ينكر الناس عليهم كل منكر في حينه تقدموا خطوة أخرى، وهكذا .. حتى يصلوا إلى مرادهم من إفساد البلاد والعباد، وخلط النساء بالرجال.
مجربو الاختلاط يحذرون منه:
يرى المتبصر أن العالم بشرقه وغربه قد تجرع آلام الاختلاط ومفاسده، وأثبتت الدراسات تلو الدراسات أن عزل النساء عن الرجال، والطلاب عن الطالبات، خير للنساء وللرجال وللمجتمع بأسره، ونادى كثير من الباحثين والباحثات في الدول التي شرعت للاختلاط بعزل النساء عن الرجال، وقام بعض الزعماء وأصحاب القرار في البلاد الغربية بخطوات عملية في هذا السبيل، إلا أن كثيراً من بني قومنا لا زالوا متخلفين، يعيشون بعقليات ما قبل مئة سنة من الآن، حين اجتاحت موجات الاختلاط كثيراً من الدول، وقامت كثير من الحركات التحررية النسوية بالمطالبة به وتشريعه، ولما بانت لهم أضراره بعد قرن رجع كثير من مفكريهم إلى مقاومته، والمطالبة بإلغائه (13)، وتغير العالم ولم يتغير بنو قومنا، فهم أحق بوصف التخلف والرجعية من غيرهم.
شبهة وردها:
لقد افترى المنافقون والشهوانيون فرية صدقوها ثم نشروها فانطلت على بعض الناس، وهذه الفرية هي قولهم: إن عزل الرجال عن النساء سبَّبَ سُعاراً جنسياً في المجتمعات المنغلقة فأصبح الرجل لا يرى في المرأة إلا المعاني الجنسية، بخلاف المجتمعات المنفتحة المتحررة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، وتتعرى النساء كما يحلو لهن، وتصاحب المرأة فيها من تشاء لا يوجد فيها هذا السُعَارُ لأن الرجل قد تعود على المرأة وألفها. هكذا يقولون!!
والسؤال هنا: إذا كان الأمر كما يقول المفترون فلماذا يكثر اغتصاب النساء بل الأطفال في المجتمعات المنحلة؟ أليس الوصول إلى المرأة سهلاً؟ فالبغايا يملأن الحانات والخمارات، وينتظرن زبائنهن على نواصي الطرقات؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس الحصول على المتعة في بلادهم أسهل من شراء الخبز؟! فما على الرجل إلا أن يصادق من تعجبه فيأخذ منها ما يريد!! إذن فلماذا يكثر الاغتصاب في بلادهم؟! حتى إن الواحدة من نسائهم لا تخلو حقيبة يدها من سلاح تدافع به عن نفسها، وترد عدوان المعتدين عليها، ولماذا تظهر الفضائح تلو الفضائح للسياسيين وأصحاب النفوذ في بلادهم بتحرشاتهم بنساء يعملن عندهم، أو يتدربن في مكاتبهم؟!
بل لماذا يكثر الشذوذ والزواج الِمْثِلي وأنواع التقليعات الجنسية التي تأباها الحيوانات ويرضاها بشرهم؟
أليسوا غير معقدين ولا مكبوتين جنسياً كما يقول بنو قومنا! ومن قرأ أرقام الاغتصاب والشذوذ علم أن مجتمعاتهم تسير إلى الهاوية، وسبب ذلك هو الاختلاط، ولو قال المنافقون والشهوانيون غير ذلك.
وكل الدراسات الاجتماعية، والإحصاءات الجادة في كل البلاد التي ينتشر فيها الاختلاط سواء كانت بلاداً غربية أم شرقية، وسواء كانت بلاداً مسلمة أم غير مسلمة تجمع على حقيقة مفادها: أن خلط الرجال بالنساء شر على الرجال والنساء والمجتمع بأسره، ويخلف كثيراً من المشكلات والأمراض الجنسية والاجتماعية التي تستعصي على العلاج.
فمتى يترك الكذابون كذبهم، ويتوقفون عن افترائهم، ويقلعون عن إفسادهم، ويقفون موقف صدق مع أنفسهم، ونصح لمجتمعهم وأمتهم فيسألون أنفسهم: لماذا ينشرون الفساد والاختلاط في بلاد حُفظت منه طيلة العقود الماضية، وقد غرقت أكثر البلدان في مصيبته، وتجرعت مرارته، ورأى القريب والبعيد ما خلفه الاختلاط فيها من آثار سلبية، ومشكلات كثيرة مستعصية؟ ولم يعد ذلك خافياً على أحد فهل هم ناصحون غافلون؟ أم فاسدون مفسدون؟ أم هم أُجَرَاء حاقدون على مجتمعاتهم، لهم مهمة محددة في إفساد البلاد والعباد بأجر يقبضونه من منظمات مشبوهة، ودول متنفذة طامعة في المنطقة، لها مشاريعها وخططها؟!
فليردعهم دينهم عن إفساد نسائنا وبناتنا وأخواتنا المسلمات، فإن لم يكن لهم دين فلتردعهم الوطنية التي يزعمونها ويتغنون بها في كل وقت وحين؛ فإن الناصح لوطنه لا يورده المهالك، واختلاط النساء بالرجال هو أوسع باب يقود إلى فساد الناس وهلاكهم.
وإلى متى يقف العقلاء والحكماء والصالحون، وأولو النصح لبلادهم وولاتهم، وأهل الغيرة على نسائهم وبناتهم مواقف المتفرجين السلبيين؟! الذين يتربصون وينتظرون حتى تنزل القوارع بمجتمعاتهم، ويتمكن أهل الفساد والإفساد من بيوتهم ونسائهم؟! فلا هم ينكرون عليهم، ولا يناصحونهم، ولا يحولون بينهم وبين إفسادهم، ولا يبينون للناس خطر الاختلاط وقد فتك بكثير من الدول التي انتشر فيها.
أسال الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يستر على نسائهم وبناتهم، وأن يكبت الكافرين والمنافقين والمفسدين، إنه سميع قريب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
11 - الطرق الحكمية (407)
12 - رواه البخاري (4935) ومسلم (1341).
13 - وقد منحت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش مدراء المدارس العامة في البلاد، حق فصل الصفوف بين الجنسين، الأمر الذي يعتبر أكبر تعديل يطال النظام التربوي منذ عقود عديدة.
وسيتم بموجب القرار، إيلاء مدراء المدارس حق تقرير ما إذا كانت من الأفضل فصل الصفوف التعليمية على أساس جنسي أو إبقائها موحدة، وذلك بحسب المادة المراد تعليمها أو بموجب معايير إدارية خاصة.
وقالت وزيرة التربية الأمريكية مارغريت سبيلنغ، إن القرار يأتي انسجاماً مع حق كل طلاب الولايات المتحدة في الحصول على تعليم جيد من جهة، وحق الهيئات التعليمية بامتلاك الوسائل التي تكفل تحقيق هذا الهدف من جهة أخرى.
واستندت الدوائر التربوية الأمريكية في موقفها على معطيات، أمنتها تقارير إحصائية، تظهر حصول الطلاب في الصفوف غير المختلطة على علامات أعلى من نظرائهم في الصفوف المختلطة، خاصة في مادتي الرياضيات واللغات الأجنبية (المصدر قناة السي إن إن)(/)
مامعنى نسبية الفهم الإنساني للإسلام
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 02:56]ـ
قرأت أن بن تيمية كان يرى بنسبية الفهم الإنساني للإسلام
فما معنى الجملة؟(/)
(بلايا بوزا) .. أول مؤلف في بيان حال محمد عبده - (هدية)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 05:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الدكتور فهد الرومي – حفظه الله – في مقدمة رسالته الفذة " منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير " (ص 9): (رأيت أن أتناول في دراستي هذه إحدى تلك المدارس في تفسير القرآن الكريم، فاخترت " منهج المدرسة العقلية في التفسير "؛ لكونه أهم وأخطر المناهج المذكورة؛ لكونها تعطي العقل مرتبة تضاهي مرتبة الوحي إن لم تتجاوزه، وفي هذا خطر عظيم آثرت أن أبدأ بكشفه، ولكون رجال هذه المدرسة ممن لا تحوم حولهم الشبهات عند بعض الناس، وعند بعض العلماء أيضًا، ولا يقبلون فيهم نقدًا أو عتابًا؛ فأحببت أن أكشف حقيقتهم ما استطعت).
قلت: والمآخذ على هذه المدرسة، وخدمتها للمشاريع التغريبية، وماوجدته من الغرب من حفاوة وتلميع وتسليط للأضواء، كُتب عنها كثيرًا – ولله الحمد -، انظر على سبيل المثال:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/22.htm (http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/22.htm)
ومن تلك الكتابات: مؤلَّف الشيخ الصوفي محمد الجنبيهي (المتوفى عام 1346هـ وله ترجمة مختصرة في الأعلام 6/ 73): " بلايا بوزا " ..
ومن المعلوم: أن أهل السنة يدورون مع الحق، ويأخذونه من الموافق والمخالف، ومنهجهم من المذاهب والأعيان: رد باطلهم، والاستفادة من صوابهم، وهذا ــ كما قال ابن القيم ــ رحمه الله ــ في «بدائع الفوائد» (2/ 165): «بيِّنٌ بحمد الله عند أهل العلم والإيمان، مستقر في فِطَرهم، ثابتٌ في قلوبهم، يشهدون انحراف المنحرفين في الطرفين، وهم لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، بل هم إلى الله ورسوله متحيزون، وإلى محض سنته منتسبون، يدينون دين الحق أنى توجهت ركائبه، ويستقرون معه حيث استقرت مضاربه، لا تستفزهم بداوات آراء المختلفين، ولا تزلزلهم شبهات المبطلين، فهم الحكام على أرباب المقالات، والمميزون لما فيها من الحق والشبهات، يردون على كلٍ باطلَه، ويوافقونه فيما معه من الحق، فهم في الحق سِلْمُه، وفي الباطل حَرْبُه، لا يميلون مع طائفة على طائفة، ولا يجحدون حقها لما قالته من باطل سواه، بل هم ممتثلون قول الله تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى? ".
ولهذا: فلا مانع أن نستفيد مما عند مدرسة الأفغاني ومحمد عبده العقلية من ردود على خرافات أهل التصوف؛ كما في مقالات المنفلوطي أو أشعار حافظ أو غيرها.
وفي المقابل نستفيد مما عند المتصوفة من الرد على تجاوزات أصحاب المدرسة العقلية؛ سواء في إنكارهم للمعجزات، أو تأويلهم لما يظنونه معارضاً للعقل، أو تساهلاتهم الفقهية والسلوكية؛ كردود الصوفي النبهاني على الأفغاني وعبده، ورد الصوفي الآخر يوسف الدِجوي ــ أحد علماء الأزهر ــ على تأويلات محمد رشيد رضا ــ رحمه الله ــ «صواعق من نار على صاحب المنار».
ومن ذلك: كتاب الشيخ الجنبيهي السابق «بلايا بوزا»، الذي رد به على محمد عبده ثم على طه حسين، خاصة والجنبيهي قد التقى الأفغاني وصحب تلميذه عبده، فهو يعرفهما عن قُرب، وأظنه أول من نبه كتابيًّا إلى خطورة هذه المدرسة العقلية، وقد نقل عنه: الدكتور محمد محمد حسين – رحمه الله - في كتبه، لاسيما: «الإسلام والحضارة الغربية»، ثم تبعه من جاء بعده؛ كالدكتور الرومي في رسالته السابقة.
وقد تعبتُ كثيرًا في الحصول على كتاب الجنبيهي السابق؛ إلى أن يسّره الله بواسطة أحد الفضلاء المصريين – جزاه الله خيرًا -، وهاهو هدية مني للإخوة الكرام؛ لمن أراد الاطلاع عليه.
ومن أراد إعادة طبعه؛ فليُنبه على مافي (ص 39 و 46 و 52 و 55 وهوأهمها).
والله الموفق ..
بلايا بوزا
http://kabah.info/uploaders/norh/poza.pdf (http://kabah.info/uploaders/norh/poza.pdf)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 05:36]ـ
بارك الله فيك
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 09:36]ـ
جزيت خيرا يا شيخ سليمان على هذه الهدية
وكتاب محمد محمد حسين مهم للغاية لانه يرصد تاريخ هؤلاء ويحدد منبع الشر فيهم ..
وسبحان الله كانه يتكلم عن يومنا هذا ..
اعيد طبع الاسلام والحضارة الغربية عن طريق ورثة المؤلف طبعة مكتبة ابن تيمية , لكن الطبعة مليئة بالاخطاء المطبعية .. !!(/)
العقيدة الإسلامية بين جمال القرآن وتقسيمات علم الكلام.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 05:45]ـ
العقيدة الإسلامية بين جمال القرآن وتقسيمات علم الكلام
العدد: 5 (أكتوبر - ديسمبر) 2006
http://www.hiramagazine.com/images/noktacizgi.jpg أ. د. فريد الأنصاري http://www.hiramagazine.com/images/yildiz.gif (http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=101&ISSUE=1#alt)/ دراسات إسلامية
http://www.hiramagazine.com/images/yazarhakkinda.gif (http://www.hiramagazine.com/author_show.php?Y_ID=8)http://www.hiramagazine.com/images/mail_write.png (http://java******<b></b>:popUpArkadas('sendtofrend.php ?id=archives_show.php?ID=101&ISSUE=1');)http://www.hiramagazine.com/images/print.png (http://www.hiramagazine.com/print.php?ID=101) تمت قراءة هذه المقالة 2195 مرة
http://www.hiramagazine.com/images/konular/5/540.jpg
كلمة البدء في الإسلام هي "لا إله إلا الله"، وهي كلمةُ سِرٍّ، سر في غاية اللطافة والبهاء. نعم، كل المسلمين يقولونها، ولكن القليل منهم هم الذين يتذوقونها حقا؛ ذلك أن انصرافهم إلى التصورات الكلامية في مجال العقيدة قد صرفهم عن فضاءاتها الجميلة ومواجيدها الجليلة.
الإسلام عقيدة تربوية في الأساس
إن عقيدة الإسلام لم تكن في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية إلا لمسة تربوية ذات أثر روحي عميق على الوجدان والسلوك. وقد كان المسلمون عندما يتلقونها بعباراتها القرآنية الجليلة، يتفاعلون معها تفاعلا عجيبا؛ إذ يتحولون بسرعة وبعمق كبير من بشر عاديين، مرتبطين بعلائق التراب، إلى خلائق سماوية تنافس الملائكة في السماء، وما هم إلا بشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق. ولذلك حقق الله بهم المعجزات في الحضارة والتاريخ. إن الكيمياء الوحيدة التي كانوا يتفاعلون بها هي "لا إله إلا الله"، لكن ليس كما صورها علم الكلام بشتى مدارسه ومذاهبه، وإنما كما عرضها القرآن آيات بينات ومحكمات.
إن التقسيمات الكلامية للعقيدة الإسلامية التي أملتها ضرورة حجاجية حينا، وضرورة تعليمية حينا آخر، ليست ذات جدوى في عالم التربية الإيمانية؛ لخلوها من روحها الرباني وسرها التعبدي، الذي لا تجده إلا في كلمات القرآن وأحرفه: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول "الم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" (رواه الترمذي). ثم إن التعبير عن حقيقة الذات الإلهية لا يكون على كمال صدقه، جلالا وجمالا، إلا إذا كان بما عبر الله به عن ذاته سبحانه وصفاته. وما كان للنسبي المحدود أن يحيط وصفا وعلما بالمطلق غير المحدود. ومن هنا كان التوقيف في مجال التعبير العقدي في الإسلام.
تفعيل العقيدة
كثير من الناس يتكلم في العقيدة اليوم ولكن قليلا منهم يتفاعل معها؛ لأن العلم الجدلي ما كان له أن يؤتي ثمارا قلبية، وهو قد أنتج أساسا لإشباع رغبات العقل المماري، لا لإشباع حاجات القلب الساري. وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخاطب بالعقيدة الإيمانية العقول، خطابا ينفذ من خلالها إلى القلوب، حيث تستقر بذرة، تنبت جنات وأشجارا.
إن السر الذي تتضمنه عقيدة "لا إله إلا الله" والذي به غيرت مجرى التاريخ مرات ومرات والذي به صنعت الشخصيات التاريخية العظيمة في الإسلام، إنما يكمن في "جمالها". الجمال، ذلك الشيء الذي لا يدرك إلا بحاسة القلب. إنه إحساسُ: "كم هو جميل أن يكون المرء مسلما! ". ودون هذا الإدراك اللطيف للدين، إدراكات أخرى من أشكال التدين، لا تغني من الحق شيئا. لقد ضاع صفاء الدين وجماله السماوي في غبار التأويلات ورسوم التقسيمات. وقد ذم قوم "الكلامَ"، لكنهم لم يدركوا أنهم في خضم الصراع المذهبي ردوا وقسموا "فتكلموا"، وسقط عنهم بذلك بهاء الدين وجماله وهم لا يشعرون. أو -على الأقل- لم يترك ذلك في الأتباع لمسات الجمال، وأذواق الصفاء في السلوك الذي يصنفون به على أنهم "مسلمون". فكانت التصورات في واد، والتصرفات في واد آخر. وذلك لعمري هو الخسران المبين.
إن القرآن الكريم والسنة النبوية يقولان لنا حقيقة جليلة عظيمة، لم يستطع أن يوصلها إلينا علم الكلام: هي أن عقيدتنا جميلة.
عقيدة جمالية
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكم هو مؤسف حقا أن يضيع هذا المعنى من تدين كثير من المسلمين اليوم، فلا يرون في الدين إلا خشونة وحزونة. هذا التخشب في الأقوال والفعال، الذي سيطر على تدين كثير من الناس اليوم؛ إنما كان لأسباب سياسية واجتماعية مختلفة، ليس هذا مجال بيانها. ولا يجوز أبدا أن تكون مسوغا للانحراف عن بهاء الدين وجماله. وإنما أنزله الله ليكون جميلا، تتذوقه القلوب، وتتعلق به الأنفس؛ فلا تستطيع منه فكاكا، فتُسْلِمُ -بجذبه الخفي وإغرائه البهي- لله رب العالمين.
"لا إله إلا الله" -إذ يقولها العبد مستشعرا دلالتها اللطيفة– كلمة "قلبية" مدارها على وصف حال، والاعتراف بذوق صفات الكمال والجلال. إنها تعبير عن الخضوع الوجداني التام لله. نعم، قلت "الوجداني" لأنها -ببساطة- كذلك وردت في سياقها القرآني الأصيل.
ولو تأملت هذه العبارة العظيمة في اللغة، لوجدتها تقوم على لفظتين أساسيتين، هما مدار الإسلام كله: "الله" و "الإله".
فأما كلمة: "الله" فهو لفظ الجلال، الاسم العَلَم على الذات الإلهية، الاسم الجامع لكل الأسماء الحسنى والصفات الإلهية العُلَى. ولفظ "الله" فرد في اللغة، فلا يجمع ولا يتعدد.
وأما كلمة "الإله" فهو لفظُ وصفٍ، يدل على معنى شعوري قلبي؛ ولذلك فهو يتعدد، إذ يجمع على "آلهة". وأما باقي العبارات في "لا إله إلا الله" فهي "لا" النافية، و"إلا" الحاصرة، تقومان بدور البناء والتركيب اللغوي؛ للنفي والإثبات، الذي يربط نوع العلاقة في قلب المؤمن بين الوصف "إله" والاسم "الله". وحقيقة تلك العلاقة هي ما يهمنا في هذا البحث. إنها علاقة تملأ الوجدان بما يفيض به قلب العبد المعبّر بها حقا وصدقا من الاعتقاد والشعور تجاه مولاه جلّ علاه.
ذلك أن كلمة "إله" في أصل الاستعمال اللغوي كلمة قلبية وجدانية، كما ذكرنا. أعني أنها لفظ من الألفاظ الدالة على أحوال القلب كالحب والبغض والفرح والحزن والأسى والشوق والرغبة والرهبة ... إلخ. أصلها قول العرب: "ألِهَ الفَصيلُ - يَألَهُ - ألَهاً" إذا ناح شوقا إلى أمه. والفصيل ابن الناقة إذا فطم، وفصل عن الرضاع، يحبس في الخيمة وتترك أمه في المرعى، حتى إذا طال به الحال ذكر أمه وأخذه الشوق والحنين إليها -وهو آنئذ حديث عهد بالفطام- فناح وأرغى رغاء أشبه ما يكون بالبكاء، فيقولون: "ألِهَ الفصيلُ" فأمه إذن ههنا هي "إلهه" بالمعنى اللغوي، أي ما يَشُوقُه. ومنه قول الشاعر: "ألِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقّفٌ"
جاء في اللسان: اسم "الله": تفرد سبحانه بهذا الاسم، لا يشركه فيه غيره، فإذا قيل: "الإله" انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأصنام. وإذا قلت "الله" لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى. وقيل في اسم الباري سبحانه: إنه مأخوذ من ألِهَ - يَأْلَهُ: إذا تحيَّرَ، لأن العقول تَأْلَهُ في عظمته. وأَلِهَ يَألَهُ ألَهاً: أي تحيَّرَ، وأصله وَلِهَ يَوْله وَلَهاً. وقد أَلِهْتُ على فلان: أي اشتد جزعي عليه مثل وَلِهْتُ. وقيل: هو مأخوذ مِن ألِهَ يَألَهُ إلى كذا، أي: لجأ إليه؛ لأنه سبحانه الْمَفْزَعُ الذي يُلْجَأُ إليه في كل أمر" (1). إذ "الإله" في هذا السياق اللغوي هو: ما يَشُوقُ القلب، ويأخذ بمجامع الوجدان، إلى درجة الانقياد له والخضوع. قال عز وجل: ?أفَرَأيْتَ مَن اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ? (الجاثية:22).
والراجح فعلا أن "ألِهَ" هو من "وَلِه" ومنه اشتق الاسم العلم "الله"؛ لأن مدار كلا المادتين على معاني القلب، فأبدلت من الواو همزة. قال الراغب الأصفهاني: "ألَه فلانٌ - يأله: عَبَدَ. وقيل: أصله وِلاه، فأبدل من الواو همزة، وتسميته بذلك لكون كل مخلوق والِهاً نحوه، إما بالتسخير فقط كالجمادات وال*****ات، وإما بالتسخير والإرادة كبعض الناس، ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء: الله محبوب الأشياء كلها" (2).
و"الوَلَهُ": هو الجنون الحاصل بسبب الحب الشديد، أو الحزن الشديد، يقال: امرأة وَلُوهٌ: إذا أحبت حتى جنت، أو إذا ثكلت؛ فحزنت حتى جنت. قال ابن منظور: "الْوَلَهُ: الحزن. وقيل هو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد، أو الحزن أو الخوف. والوله: ذهاب العقل لفقدان الحبيب وناقة مِيلاهٌ: هي التي فقدت ولدها فهي تَلِهُ إليه. يقال: وَلَهَتْ إليه تَلِهُ أي تحنّ إليه وناقة وَالِهٌ: إذا اشتد وجدها على ولدها" (3).
عقيدة حب ووجدان
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا فأنت ترى أن مدار المادتين "أله" و"وله" هو على معان قلبية، ترجع في مجملها إلى التعلق الوجداني والامتلاء بالحب، فيكون قول المؤمن "لا إله إلا الله" تعبيرا عما يجده في قلبه من تعلق بربه تعالى، أي لا محبوب إلا الله، ولا مرهوب إلا الله، ولا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله. إنه أشبه ما يكون بذلك الفصيل الصغير الذي ناح شوقا إلى أمه، إذْ أحس بألم الفراق ووحشة البعد. إن المسلم إذ "يشهد" ألا إله إلا الله، يقر شاهدا على قلبه أنه لا يتعلق إلا بالله رغبةً ورهبةً وشوقاً ومحبةً. وتلك لعمري "شهادة" عظيمة وخطيرة، لأنها إقرار واعتراف بشعور، لا يدري أحد مصداق ما فيه من الصدق إلا الله، ثم الشاهد نفسه، ومعاني القلب لا تحد بعبارات ولا تحصرها إشارات. ومن هنا كانت شهادة "ألا إله إلا الله" من اللطافة بمكان، بحيث لا تدرك على تمام حقيقتها إلا ذوقا.
قال ابن القيم رحمه الله: "إن محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر، ولا نسبة لسائر المحابّ إليها، وهي حقيقة لا إله إلا الله! " (4) إلى أن يقول في نص نفيس تشد إليه الرحال: "فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان، ولتعطلت منازل السير إلى الله. فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل. فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه. ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها، بل هي حقيقة الإخلاص، بل هي نفس الإسلام. فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله. فمن لا محبة له لا إسلام له البتة، بل هي حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله. فإن "الإله" هو الذي يألهه العباد حبا وذلا، وخوفا ورجاء، وتعظيما وطاعة له، بمعنى "مألوه": وهو الذي تألهه القلوب. أي تحبه وتذل له فالمحبة حقيقة العبودية" (5).
معنى الإسلام
ذلك أن معنى "الإسلام" هو الخضوع لله رب العالمين، والاستسلام لأمره تعالى. إنه الاعتراف الوجداني، أي التعبير العملي عن الشعور الحقيقي الذي يلامس القلب، عندما يدرك العبد و"يجد" أنه "عبد" لسيد هذا العالم العظي.! وحقيقة كون المسلم عبدا هي الحقيقة التي تغيب عن أكثر المسلمين، فيحدث بسبب ذلك الانحراف بشتى ألوانه وأشكاله.
إن "العبد" مسلوب الإرادة. ليس بالمعنى الكلامي ولكن بالمعنى الوجداني، أعني أن تجد الشعور بأنك أيها المسلم مِلْكٌ لله الواحد القهار، تدور في فلك العبودية والخدمة كما تدور الكواكب في الأفلاك. ?لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ? (الزمر:60). وتلك هي مدارات اللفظ (عبد) في اللغة. إنها لا تخرج عن معاني الذلة والخضوع والخنوع والانقياد، كما تنقاد الأنعام المذللة لمالكيها رغبةً ورهبةً، انقياداً لا تشنّج فيه ولا تَفَلُّت.
والعبد لا يكون إلا في باب الخدمة بين يدي مولاه، واقفا على العتبة ينتظر الأمر والنهي بشوق المحب، ليبادر إلى التنفيذ دون سؤال: علامَ ولِمَهْ؟ ?لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ? (الأنبياء:23). إنه الرب المحبوب الأعظم، المرغوب المرهوب، رب الكون والخلق أجمعين. يُمكنك أن تُعَرِّفَ عقيدة الإسلام في نهاية المطاف، فتقول إنها ميثاق المحبة بين الله وعباده،! أو هي دستور السلام.
وحينما نقول "المحبة" فهي بمفهومها القرآني الجامع المانع، لا ما ذهبت إليه طوائف من الغلاة من هذا الاتجاه أو ذاك، ممن قالوا بها فأبطلوا كل منازل الإيمان من خوف ورجاء. فانتهى بهم الأمر إلى دعاوى عريضة يتشدقون بها، ما أنزل الله بها من سلطان. كلا، بل لا تقوم المحبة بقلب العبد الصادق إلا على جناحي الخوف والرجاء، وما تفرع عن ذلك من معاني الرَّغَبِ والرَّهَبِ. والقرآن العظيم والسنة النبوية واضحان في هذا غاية الوضوح. ولا يزيغ عنهما إلا جاهل أو صاحب هوى. والمحب الحقيقي الصادق يخاف من الحرمان، ويخشى من العقوبة؛ بقدر ما يرجو ويشتاق. فإذا جرد المحبة عن الخوف والرجاء كان من الكاذبين.! كيف ورب العالمين يقول عن صفوة من أنبيائه ورسله: ?إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ? (الأنبياء:90). كيف وهذا محمد رسول الله صلى الله عله وسلم سيد الأولين والآخرين يعلنها في الأمة: "أمَا والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له. [وفيه قال:] فمن رغب عن سنتي فليس مني" (متفق عليه). ألا وإن أي انحراف عن هذه السبيل لا يكون إلا جهلا بالدين أو زيغا من الضلال المبين.
فعلى هذا الوِزَانِ إذن نقول إن عقيدة الإسلام قائمة على المحبة، بل إنها ميثاق المحبة. وبذلك المعنى كانت تفيض بأنوار الجمال ومباهج الجلال. فليس عبثا أن يقول النبي صلى الله عله وسلم: "إن الله تعالى قد حرم على النار من قال "لا إله إلا الله" يبتغي بذلك وجه الله" (متفق عليه). أكلمة واحدة تتلفظ بها فتدخل الجنة؟ نعم، ولكنْ، إنها ليست بكلمة ولا كلمات، إنها توجه قلبي وميل وجداني، إنها مسألة "حب". وإن من أحب الله أحبه الله. إنها حقيقة جميلة وعظيمة. وإن عدم إدراكها ذوقا ووجدانا قد كان سببا في تضييع معاني الدين، وانحراف كثير من الناس عن منهاجه المستقيم.
____________________
الهوامش
(1) لسان العرب: مادة "أله".
(2) المفردات في غريب القرآن: مادة "أله".
(3) لسان العرب: مادة "وله".
(4) مدارج السالكين لابن القيم، 3/ 18.
(5) مدارج السالكين: 3/ 26.
--------------------------------
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Aug-2009, صباحاً 11:43]ـ
مرحبا بك وعودا حميدا اخى
عليك بشريط (عقيدتنا جميلة) للشيخ محمد اسماعيل المقدم يشرح فيه مقال جمالية التوحيد وميثاق المحبة للشيخ الانصارى
والشيخ استحسن لو ان عنوان المقال غُير الى عقيدتنا جميلة
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Aug-2009, مساء 12:32]ـ
طب و الله دي مفجأة!!
يا أخي العزيز .. أخرج لنا من مكنونات ما تعرفه عن أمثال هذه المواد النافعة الطيبة ... و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[22 - Aug-2009, مساء 12:39]ـ
مرحبا بك وعودا حميدا اخى
عليك بشريط (عقيدتنا جميلة) للشيخ محمد اسماعيل المقدم يشرح فيه مقال جمالية التوحيد وميثاق المحبة للشيخ الانصارى
والشيخ استحسن لو ان عنوان المقال غُير الى عقيدتنا جميلة
رابط المحاضرة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=51927
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Aug-2009, مساء 06:03]ـ
وخذ مفاجأة أخرى
الشيخ تكلم فى المقال عن الفرق بين قرائته الاولى أيام تدينه الشكلى لشرح كتاب التوحيد للشيخ محمد عبد الوهاب وبين قرائته الثانية له أيام تدينه الحقيقى
وتكلم أيضا فى المقال عن قصة شخصية (والشيخ المقدم يشيد بهذا الموضع فى المقال أية اشادة) وقعت له وهو فى الكلية عن هؤلاء الملتزمين طلبة العلم الذين يردون ضلالات الجماعات والعلماء ويقول عنهم انه اكتسبوا من أخلاق المحامى أكثر مما اكتسبوا من اخلاق الداعية المسلم
وطبعا مع تعليقات الشيخ
ويحضرنى هنا أثر عن الحسن البصرى ويروى مرفوعا للنى لكنه لايصح مرفوعا لكنه يصح عن الحسن
ومعناه انه ثم اناس ظنوا أنفسهم حماة لهذا الدين فظلوا يتكلمون على عباد الله الصالحين
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Aug-2009, صباحاً 11:44]ـ
رابط المحاضرة:
http://www.islamway.com/?iw_s=lesson&iw_a=view&lesson_id=51927
بارك الله فيكم أخي العزيز أبا حاتم ...
وخذ مفاجأة أخرى
و بارك الله فيكم أخي العزيز خالد ... بس!
بس و الله أنت مقصر في التعريف:):)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Aug-2009, مساء 12:54]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز أبا حاتم ...
و بارك الله فيكم أخي العزيز خالد ... بس!
بس و الله أنت مقصر في التعريف:):)
التعريف بمشايخ اسكندرية؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 10:19]ـ
التعريف بمشايخ اسكندرية؟
أولا سامحني عزيزي على انقطاعي المفاجيء الطويل ... هي أسفار ذات عبر في مفاوز الحياة!؟!
....
نعم أخي الكريم التعريف بمشايخ اسكندرية.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 11:39]ـ
وقد ذم قوم "الكلامَ"، لكنهم لم يدركوا أنهم في خضم الصراع المذهبي ردوا وقسموا "فتكلموا"، وسقط عنهم بذلك بهاء الدين وجماله وهم لا يشعرون.
هذا الكلام لا يصح وفيه تعريض سيء ببعض الأكابر بصرف النظر عن قصد الكاتب ونيته
والرد عليه يسير والتطويل فيه ممكن
لكن أقول باختصار:من أمثل وسائل الذب عن حياض الإسلام استعمال أسلوب الخصم
كما استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق مثلا
فلما كان ثم فلاسفة ومعتزلة وأشاعرة وصوفية وغيرهم جاءوا بأصول غريبة عن الإسلام الذي أنزله الله تعالى
وأصلوا لأنفسهم أصولا أجنبية عن حقيقة الرسالة المحمدية
(إذ ليس الإشكال في التقسيمات المعتبرة التي دل عليها الاستقراء لنصوص الشرع ولم ينكر هذه التقسيمات المستنبطة من الاستقراء أحد عاقل فضلا عن علماء السنة)
أقول لما ظهر هؤلاء انتدب لهم جماعة من الأكابر من أئمة أهل السنة في كل زمان ومكان
فردوا عليهم وفندوا حججهم وأبطلوها وهدموا أسسها من قواعدها فليس غريبا والحال هذه أن يستعملوا لغتهم ويقاتلوا بأسلحتهم بل هو مقتضى التدافع الفطري والشرعي
ومن أبرز هؤلاء الإمام المجدد ابن تيمية رحمه الله تعالى
والله الموفق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 09:00]ـ
هنا تعريف بالشيخ محمد اسماعيل
والموضوع متجدد
هنا
مما كُتب عن الشيخ محمد اسماعيل المقدم ( http://elmorsykhalid.blogspot.com/2009/11/blog-post_04.html)(/)
المفهوم الأمريكي للاعتدال الإسلامي
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 08:35]ـ
ملخص
أصدرت مؤسسةراند الأمريكية Corporation RAND مؤخراً تقريراً بعنوان (بناء شبكات مسلمة معتدلة)، يقدم توصيات محددة وعملية للحكومة الأمريكية أن تعتمد على الخبرات السابقة أثناءالحرب الباردة في مواجهة المد الفكري الشيوعي، وأن تستفيد من تلك الخبرات في مواجهةالتيار الإسلامي المعاصر.
يوصي التقرير أن تدعم الإدارة الأمريكية قيامشبكات وجماعات تمثل التيار العلماني والليبرالي والعصراني في العالم الإسلامي؛ لكيتتصدى تلك الشبكات والجماعات لأفكار وأطروحات التيارات الإسلامية التي يصنفهاالتقرير بالمجمل بأنها (تيارات متطرفة). كما يؤكد التقرير على الحاجة لأن يكونمفهوم الاعتدال ومواصفاته مفاهيم أمريكية غربية، وليست مفاهيم إسلامية، وأن يكونهناك اختبار للاعتدال بالمفهوم الأمريكي يتم من خلاله تحديد من تعمل معهم الإدارةالأمريكية وتدعمهم في مقابل من تحاربهم وتحاول تحجيم نجاحاتهم.
يقدم هذاالمقال قراءة مختصرة لهذا التقرير، مع التركيز تحديداً على الجزء الخاص بتعريفالاعتدال من وجهة النظر الأمريكية، وكيفية إقامة تلك الشبكات المعتدلة بالمفهومالأمريكي. كما يتضمن المقال مجموعة من التوصيات حول الآليات العملية للتعامل مع مثلهذه التقارير، قبل أن تتحول توصياتها إلى سياسات أمريكية عامة تستخدم لتحجيم أواحتواء نهضة الأمة الإسلامية.
مقدمة
تسعى المراكز الفكرية الأمريكية المهتمةبالشرق الأوسط إلى تقديم العديد من التوصيات للإدارة الأمريكية لتوجيه المعركةالفكرية مع العالم الإسلامي. وتبرز مؤسسة راند Corporation RAND، وهي أكبر مركزفكري في العالم، كأحد أهم المؤسسات الفكرية الأمريكية المؤثرة على صناعة القرار فيالإدارة الأمريكية الحالية، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.
وقد أصدرتمؤسسة راند مؤخراً تقريراً في نهاية شهر مارس من عام 2007م (ربيع الأول 1428هـ) بعنوان (بناء شبكات مسلمة معتدلة) Building Moderate Muslim Networks، وهو تقريرمتمم لسلسلة التقارير التي بدأ هذا المركز الفكري الهام والمؤثر في إصدارها لتحديدالأطر الفكرية للمواجهة مع العالم الإسلامي في الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر.
يقدم التقرير توصيات محددة وعملية للحكومة الأمريكية:
• أنتعتمد على الخبرات السابقة أثناء الحرب الباردة في مواجهة المد الفكريالشيوعي.
• وأن تستفيد من تلك الخبرات في مواجهة التيار الإسلامي المعاصر عنطريق دعم قيام شبكات وجماعات تمثل التيار العلماني والليبرالي والعصراني في العالمالإسلامي؛ لكي تتصدى تلك الشبكات والجماعات لأفكار وأطروحات التيارات الإسلاميةالتي يصنفها التقرير بالمجمل بأنها (تيارات متطرفة).
• كما يؤكد التقريرعلى الحاجة لأن يكون مفهوم الاعتدال ومواصفاته مفاهيم أمريكية غربية، وليست مفاهيمإسلامية.
وقبل أن نتعرض لمحتوى ذلك التقرير وأهم ما ورد فيه من أفكار، فلعلهمن المهم إلقاء نظرة على التقارير السابقة لهذه المؤسسة الفكرية، وملاحظة العلاقةبين ما تطرحه من أفكار ورؤى، وما يتحول منها إلى سياسات عامة تتبناها الإدارةالأمريكية، وتفرضها على العالم الإسلامي والعربي.
تقارير سابقة
اهتمت مؤسسة راند بما يسمى بالخطرالإسلامي منذ أكثر من ثمانية أعوام، وصدر عنها العديد من الدراسات التي لا يتسعالمقام لعرضها، ولكننا نعرض فقط هنا أهم هذه التقارير، وأكثرها تأثيراً على الإدارةالأمريكية.
* وقد أصدرت مؤسسة راند كتاباً في عام 1999م، أي: قبل أحداثسبتمبر بعامين بعنوان (مواجهة الإرهاب الجديد)، وهو من إعداد مجموعة منالخبراء الأمريكيين، وصدر الكتاب في 153 صفحة، وهو خلاصة أفكار وأبحاث أهم خبراء (الإرهاب) في الولايات المتحدة، سواء في دوائر البحث والأكاديميات، أو دوائرالسياسة والاستراتيجيات، من أمثال: إيان ليسر، و بروس هوفمان، و ديفد رونفلت، وجون أركويلا، و مايكل زانيني؛ كما يذكر مركز كمبريدج بوك ريفيو الذي قام بإعدادقراءة متزنة لهذا التقرير.
(يُتْبَعُ)
(/)
حاول الكتاب أن يجيب عن سؤال عمّا إذا كان (الإرهاب الجديد) يشكل خطراً استراتيجياً على الولايات المتحدة تحديداً أم لا؟ وأشار الكتاب إلى أن خطر الإرهاب الجديد سيتركز في منطقة الشرق الأوسط، وسيهددمصالح كل من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.
* وبعد أحداثسبتمبر قامت مؤسسة راند في عام 2004م بإصدار تقرير بعنوان (العالم المسلم بعد 11/ 9) في أكثر من 500 صفحة لبحث التفاعلات والديناميات المؤدية إلى حدوثالتغيرات (الدينية - السياسية) التي يشهدها المسرح الإسلامي الراهن بهدف إمدادصانعي السياسة الأمريكية برؤية شاملة عن الأحداث والتوجهات الواقعة حالياً فيالعالم الإسلامي.
قدم البحث في محوره الأول - كما تذكر باحثة متخصصة فيالعلوم السياسية - خريطة شاملة للتوجهات الأيديولوجية في المناطق المختلفة فيالعالم الإسلامي، مشيراً إلى أن المسلمين لا يختلفون فقط في الرؤى الدينية، بليختلفون أيضاً في الرؤى السياسية والاجتماعية، مثل: الحكومة، والقانون، وحقوقالإنسان، وحقوق المرأة، والتعليم. وتذكر الباحثة أن البحث يصنع مساواة مفتعلة بينالإسلام (المعتدل) وبين (العَلْمانية)، ويقسم العالم الإسلامي تقسيماً قسرياً؛حيث يتم مثلاً تعريف منطقة معينة في العالم المسلم في كونها (سلفية)، وأخرى (راديكالية)، وثالثة (معتدلة).
وتناول الجزء الثاني من البحث الخلافاتالقائمة بين المسلمين بعضهم مع بعض، مع تركيزه على خلافين أساسيين هما (الخلافالسني - الشيعي) و (الخلاف العربي - غير العربي)؛ حيث يخلص إلى أن الولاياتالمتحدة يجب أن تثبت ولاءها للشيعة العراقية لصدِّ المد الشيعي الإيراني رغم صعوبةذلك [1].
* أما في فبراير من عام 2005م فقد صدر لمؤسسة راند تقرير بعنوان (الإسلام المدني الديمقراطي: الشركاء والموارد والاستراتيجيات)، ويرىالتقرير - كما ينقل أحد الباحثين [2]- أنه لا يمكن إحداث الإصلاح المطلوب من دونفهم طبيعة الإسلام في المنطقة؛ الذي يقف سداً منيعاً أمام محاولات التغيير، وأنّالحل يكمن في النظر إلى المسلمين عبر أربع فئات، هي:
• مسلمين أصوليين.
• مسلمين تقليديين.
• مسلمين حداثيين.
• ومسلمين علمانيين.
أما فيمايتعلّق بالأصوليين فتقول (راند): يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم، وأفضلهمهو ميّتهم لأنّهم يعادون الديمقراطية والغرب، ويتمسكون بما يسمى الجهاد وبالتفسيرالدقيق للقرآن، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية، ويجب الحذر منهم لأنّهملا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم، وهم ذوو تمكُّن فيالحجّة والمجادلة. ويدخل في هذا الباب السلفيون السنة، وأتباع تنظيم القاعدةوالموالون لهم والمتعاطفون معهم، و (الوهّابيون)، كما يقول التقرير.
وفيمايتعلق بالتقليديين تقول (راند): يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليينويجب دعمهم وتثقيفهم؛ ليشككوا بمبادئ الأصوليين وليصلوا إلى مستواهم في الحجّةوالمجادلة، وفي هذا الإطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية ومن ثم الشيعية (يقول ابنخلدون: لولا التشيع لما كان التصوف)، ويجب دعم ونشر الفتاوى (الحنفية) لتقف فيمقابل (الحنبلية) التي ترتكز عليها (الوهابية) وأفكار القاعدة وغيرها، معالتشديد على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء التقليديين.
وأوصى التقرير بأهميةأن (ندعم التقليديين ضدّ الأصوليين لنظهر لجموع المسلمين والمتدينين وللشبابوالنساء من المسلمين في الغرب ما يلي عن الأصوليين:
• دحض نظريتهم عن الإسلاموعن تفوقه وقدرته.
• إظهار علاقات واتصالات مشبوهة لهم وغير قانونية.
• التوعية عن العواقب الوخيمة لأعمال العنف التي يتخذونها.
• إظهار هشاشة قدرتهمفي الحكم وتخلّفهم.
• تغذية عوامل الفرقة بينهم.
• دفع الصحفيين للبحث عنجميع المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وفسادهم ونفاقهم وسوء أدبهم وقلّةإيمانهم.
• وتجنب إظهار أي بادرة احترام لهم ولأعمالهم أو إظهارهم كأبطال وإنماكجبناء ومخبولين وقتلة ومجرمين؛ كي لا يجتذبوا أحداً للتعاطف معهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
* أمافي العام الماضي فقد صدر لمؤسسة راند دراسة بعنوان (ما بعد القاعدة)، وهيتقع في مجلدين: الأول حول حركة الجهاد العالمية، والثاني عن الحلقات الخارجيةلعالم الإرهاب. تبحث الدراسة في أربعة مباحث رئيسة:
المبحث الأولعنالقاعدة: العقيدة، والاستراتيجية، والتكتيك، والتمويل، والعمليات، وتغير الأشخاص، والمستقبل المحتمل.
أماالمبحث الثانيفهو عن الجماعات الجهادية التيتبنت نظرة القاعدة العالمية، والتي ليست مرتبطة رسمياً بتنظيمالقاعدة.
والمبحث الثالثحول الجماعات الإرهابية الإسلامية وغيرالإسلامية والتي ليس لها أي صلات معروفة بالقاعدة، ولكنها تهدد المصالح الأمريكيةوالأصدقاء والحلفاء؛ كحماس وحزب الله، وغيرهما.
أماالمبحث الأخيرفهو عن الرابطة بين الإرهاب والجريمة المنظمة، ويتضمن ذلك طرق استعمال الإرهابيينللمنظمات الإجرامية في تمويل نشاطاته.
أشرف على إعداد تلك الدراسة (أنجلراباسا)، وهو معد الدراسة التي سيتناولها هذا المقال أيضاً. تدعو الدراسة الولاياتالمتحدة الأمريكية إلى توسيع الجهود بشكل كبير لتقويض الدعم للقاعدة وخاصة من داخلالدول الإسلامية، وتقول: إن نجاح مكافحة القاعدة (الجهاد العالمي) يتم من خلالمهاجمة العقيدة الجهادية العالمية، وقطع الصلات بين الجماعات الجهادية، وتعزيزقدرات دول المواجهة إلى مواجهة تهديدات الحركات الجهادية.
كما يقول التقرير: (إن العقيدة الجهادية تواصل الانتشار وتلقى مزيداً من القبول في العالم الإسلامي، وهذا سينتج إرهابيين أكثر يجددون صفوف القاعدة، وإذا تم الطعن في هذه العقيدةومصداقيتها فإن القاعدة ستنزوي وتموت). يؤكد التقرير أن طرق مكافحة الإرهابالتقليدية لا تكفي لهزيمة القاعدة، ويجب فهم أن الصراع مع القاعدة صراع سياسيوعقدي، وفي هذا يقول راباسا: " الحركة الجهادية العالمية حركة أيديولوجية متطرفة .. والحرب عليها في أبسط مستوى يكون بحرب الأفكار "، والهدف من ذلك كما يقولالتقرير هو منع القاعدة من استغلال الخطاب الإسلامي والخطاب السياسي والذي استخدمتهبكل براعة.
يرى التقرير أن تقويض العقيدة الجهادية العالمية من الخارج أمرصعب؛ فالقاعدة قد عبأت المسلمين ضد الغرب، لكن ليس كل الجماعات الجهادية تتفق معالقاعدة في النظرة العالمية؛ ولهذا السبب تدعو الدراسة الولايات المتحدة إلى قطعالصلة بين الجهاد العالمي والجهاد المحلي، وذلك بنشر وتأكيد الاختلافات بين حركةالجهاد العالمية (القاعدة)، وبين حركات الجهاد المحلية التي لا تهدد الغرب. ومنالمهم تأكيد وإبراز أن الدولة الإسلامية التي تسعى القاعدة إلى إقامتها ستستبعدالتيارات الإسلامية الأخرى، وبالإضافة إلى ذلك فإن الولايات المتحدة ستسعى إلىالقضاء على الجماعات الإرهابية، وتعزيز قدرات الحكومات الحليفة والصديقة للتعامل معالتهديدات الإرهابية، لكن بصفة استشارية بتوفير مجال جمع البيانات والتحليلوالتقرير.
* تقرير راند لعام 2007م: أصدرت مؤسسة راند مؤخراً تقريراً فينهاية شهر مارس من عام 2007م (ربيع الأول 1428هـ) بعنوان (بناء شبكات مسلمةمعتدلة) Building Moderate Muslim Networks ، وهو تقرير متمم لسلسلة التقاريرالتي بدأ هذا المركز الفكري والمؤثر في إصدارها؛ لتحديد الأطر الفكرية للمواجهة معالعالم الإسلامي في الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر.
الجديد في تقرير هذاالعام أنه يقدم توصيات محددة وعملية للحكومة الأمريكية:
• أن تعتمد علىالخبرات السابقة أثناء الحرب الباردة في مواجهة المد الفكري الشيوعي، وأن تستفيد منتلك الخبرات في مواجهة التيار الإسلامي المعاصر.
• كما يوصي التقرير أن تدعمالإدارة الأمريكية قيام شبكات وجماعات تمثل التيار العلماني والليبرالي والعصرانيفي العالم الإسلامي؛ لكي تتصدى تلك الشبكات والجماعات لأفكار وأطروحات التياراتالإسلامية التي يصنفها التقرير بالمجمل بأنها (تيارات متطرفة).
• كما يؤكدالتقرير على الحاجة لأن يكون مفهوم الاعتدال ومواصفاته مفاهيم أمريكية غربية، وليستمفاهيم إسلامية، وأن يكون هناك اختبار للاعتدال بالمفهوم الأمريكي يتم من خلالهتحديد من تعمل معهم الإدارة الأمريكية وتدعمهم في مقابل من تحاربهم وتحاول تحجيمنجاحاتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقدم هذا المقال قراءة لهذا التقرير، وتحديداً الجزء الخاص في ذلكالتقرير والمتعلق بتعريف الاعتدال من وجهة النظر الإسلامية.
أعدَّ الدراسةمجموعة من الخبراء الأمريكيين العاملين بالمركز، ومن أبرزهم (أنجل راباسا)؛ وهوباحث أكاديمي، عَمِل سابقاً في عدد من المناصب الهامة في كل من وزارة الخارجيةالأمريكية و وزارة الدفاع، وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد الأمريكية، ويجيد التحدث بأربع لغات غير اللغة الإنجليزية، وهي: الفرنسية، الإيطالية، اليونانية والإسبانية، وله عدد من الكتب والدراسات حول العالمالإسلامي.
يحاول التقرير - الذي صدر في 217 صفحة، وقُسِّم إلى مقدمة وتسعةفصول، وملخص للتقرير - أن ينقل طبيعة المواجهة الفكرية من مواجهة بين الإسلاموالغرب؛ لكي تصبح مواجهة من نوع آخر بين العالم الغربي من ناحية والعالم المسلم منناحية أخرى، على غرار الحرب الباردة التي كانت بين معسكرين شرقي وغربي.
يؤكدالتقرير أن الصراع هو صراع أفكار إضافة إلى الصراع العسكري أو الأمني، وأن حسمالمعركة مع الإرهاب لن يتم فقط على الساحات الأمنية أو العسكرية، ولكن الأهم أنيهزم الفكر الإسلامي - الذي يصفه التقرير بالمتطرف - في ساحة الأفكارأيضاً.
يرى التقرير أن هذا الصراع الفطري يحتاج إلى الاستفادة من التجاربالسابقة، ومن أهمها تجربة الصراع الفكري مع التيار الشيوعي خلال فترة الحربالباردة، ويوصي التقرير الولايات المتحدة أن تستفيد من تلك التجارب، وتبحث في أسبابنجاحها وما يمكن أن يتكرر ويستخدم مرة أخرى من وسائل وأدوات وخطط وبرامج في إدارةالصراع مع التيار الإسلامي، و يعقد التقرير مقارنة بين المعركة الفكرية مع التيارالشيوعي، وبين المواجهة الحالية مع العالم الإسلامي، ويفرد لذلك فصلاً كاملاً فيالدراسة.
كما يرى التقرير أهمية استعادة تفسيرات الإسلام من أيدي التيارالإسلامي وتصحيحها! حتى تتماشى وتتناسب تلك التفسيرات مع واقع العالم اليوموتتماشى مع القوانين والتشريعات الدولية في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسانوقضايا المرأة.
ويركز التقرير كذلك على أهمية إيجاد تعريف واضح ومحددللاعتدال الإسلامي، وأن يصاغ هذا التعريف من قِبَل الغرب، وأن يصبح هذا التعريف هوالأداة والوسيلة لتحديد المعتدلين في العالم المسلم من أدعياء الاعتدال الذي لايتوافق مع التعريف الأمريكي والغربي له.
كما يؤكد التقرير أن هذا التعريفللاعتدال هو من أهم ما يمكن أن يساهم به التقرير في خدمة السياسة الأمريكية، وأنعلى أمريكا أن تدعم فقط الأفراد والمؤسسات التي تندرج تحت مفهوم الاعتدال بالتفسيرالأمريكي له، والمقدم في هذا التقرير.
يوصي التقرير أن تهتم الولاياتالمتحدة الأمريكية بصناعة ودعم شبكة من التيار العلماني والليبرالي والعصراني ممنتنطبق عليهم شروط الاعتدال الإسلامي بالمفهوم الأمريكي، وأن تُستخدم هذه الشبكة فيمواجهة التيار الإسلامي الذي يرى التقرير أنه لا يجب التعاون معه أو دعمه بأي شكلمن الأشكال، رغم ادعاء بعض فئات هذا التيار أنها معتدلة، وأنها تدعو للتعايشوالحوار وتنبذ العنف، و ينصح بعدم التعاون مع كل فئات التيار الإسلامي، وأن يرتكزبناء شبكة التيار المعتدل على التيارات العلمانية والليبرالية والعصرانيةفقط.
ويجعل التقرير من المفهوم الجديد المقترح للاعتدال من وجهة النظرالأمريكية أحد أهم نتائج التقرير؛ ولذلك فإننا سنركز في هذا المقال على هذا المفهومالخاص بالاعتدال الأمريكي، رغم أن التقرير يحوي العديد من القضايا الهامة الأخرىالتي يجب دراستها وتحديد سبل التعامل معها، ونأمل أن يحدث ذلك في المستقبل القريبومن خلال مقالات ودراسات أخرى.
ما مفهوم الاعتدالالأمريكي؟
تشير الدراسة إلى أن نقطة البدء الرئيسة التي يجب علىالولايات المتحدة العناية بها في بناء شبكات من المسلمين المعتدلين تكمن في تعريفوتحديد هوية هؤلاء المسلمين، وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلى أنه يمكن التغلب علىصعوبة تحديد ماهية هؤلاء المعتدلين من خلال اللجوء إلى التصنيفات التي وضعتها بعضالدراسات السابقة التي قام بها بعض باحثي معهد (راند). ولهذا الغرض فقد وضعتالدراسة بعض الملامح الرئيسة التي يمكن من خلالها تحديد ماهية الإسلاميينالمعتدلين، أهمها ما يلي [3]:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - القبول بالديمقراطية: يعتبر قبولقِيَم الديمقراطية الغربية مؤشراً مهماً على التعرف على المعتدلين؛ فبعض المسلمينيقبل بالنسخة الغربية للديمقراطية، في حين أن بعضهم الآخر يقبل منها ما يتواءم معالمبادئ الإسلامية؛ خصوصاً مبدأ (الشورى) ويرونه مرادفاً للديمقراطي، كما أنالإيمان بالديمقراطية يعني في المقابل رفض فكرة الدولة الإسلامية.
2 - القبول بالمصادر غير المذهبية في تشريع القوانين: وهنا تشير الدراسة إلى أنأحد الفروق الرئيسة بين الإسلاميين المتطرفين والمعتدلين هو الموقف من مسألة تطبيقالشريعة. تؤكد الدراسة أن التفسيرات التقليدية للشريعة لا تتناسب مع مبادئالديمقراطية، ولا تحترم حقوق الإنسان، وتدلل الدراسة على ذلك من خلال مقال للكاتبالسوداني (عبد الله بن نعيم) قال فيه بأن الرجال والنساء والمؤمنين وغير المؤمنينلا يمتلكون حقوقاً متساوية في الشريعة الإسلامية.
3 - احترام حقوق النساءوالأقليات الدينية: وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلى أن المعتدلين أكثر قبولاًبالنساء والأقليات المختلفة دينياً، ويرون بأن الأوضاع التمييزية للنساء والأقلياتفي القرآن يجب إعادة النظر فيها؛ نظراً لاختلاف الظروف الراهنة عن تلك التي كانتموجودة إبَّان عصر النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
4 - نبذ الإرهابوالعنف غير المشروع: تؤكد الدراسة هنا على أن الإسلاميين المعتدلين يؤمنون كماهو الحال في معظم الأديان بفكرة (الحرب العادلة)، ولكن يجب تحديد الموقف مناستخدام العنف ومتى يكون مشروعاً أو غير مشروع.
اختبار الاعتدال
يضع التقرير في الفصل الخامسمجموعة من الأسئلة التي يعدّها مقياساً للاعتدال، وأن الإجابة عن هذه الأسئلة تحددما إذا كان الفرد أو الجماعة يمكن أن يوصف بالاعتدال أم لا، و يحذر التقرير أنالتيار الإسلامي يدعي في بعض الأحيان أنه تيار معتدل ولكن وفق تفسير خاص بهللاعتدال، وأن وجود قائمة من الأسئلة المختارة والمتفق عليها يمكن أن يحل هذهالمشكلة، ويكشف للإدارة الأمريكية حقيقة نوايا الأفراد والجماعات من التيارالإسلامي ممّن يدَّعون الاعتدال أو يطالبون أن يعاملوا معاملة المعتدلين، وهو مايجب أن يقتصر - حسب رؤية التقرير - على من يجتازون اختبار الاعتدال.
يضعالتقرير 11 سؤالاً تشكِّل في مجملها المحددات الرئيسة لوصف الاعتدال المقترح أنتتبناه الإدارة الأمريكية. وهذه الأسئلة وردت بالتقرير، و هذه الأسئلةهي:
1. هل يتقبّل الفرد أو الجماعة العنف أو يمارسه؟ و إذا لم يتقبل أو يدعمالعنف الآن؛ فهل مارسه أو تقبّله في الماضي؟
2. هل تؤيد الديمقراطية؟ وإنكان كذلك؛ فهل يتم تعريف الديمقراطية بمعناها الواسع من حيث ارتباطها بحقوقالأفراد؟
3. هل تؤيد حقوق الإنسان المتفق عليها دولياً؟
4. هل هناكأية استثناءات في ذلك (مثال: ما يتعلق بحرية الدين)؟
5. هل تؤمن بأنتبديل الأديان من الحقوق الفردية؟
6. هل تؤمن أن على الدولة أن تفرض تطبيقالشريعة في الجزء الخاص بالتشريعات الجنائية؟
7. هل تؤمن أن على الدولة أنتفرض تطبيق الشريعة في الجزء الخاص بالتشريعات المدنية؟ وهل تؤمن بوجوب وجود خياراتلا تستند للشريعة بالنسبة لمن يفضِّلون الرجوع إلى القوانين المدنية ضمن نظام تشريععلماني؟
8. هل تؤمن بوجوب أن يحصل أعضاء الأقليات الدينية على حقوق كحقوقالمسلمين تماماً؟
9. هل تؤمن بإمكانية أن يتولى أحد الأفراد من الأقلياتالدينية مناصب سياسية عليا في دولة ذات أغلبية مسلمة؟
10. هل تؤمن بحق أعضاءالأقليات الدينية في بناء وإدارة دور العبادة الخاصة بدينهم (كنائس أو معابديهودية) في دول ذات أغلبية مسلمة؟
11. هل تقبل بنظام تشريع يقوم على مبادئتشريعية غير مذهبية؟
إن من يقرأ هذه اللائحة من الأسئلة يدرك على الفور أنتعريف الاعتدال بالمفهوم الأمريكي لا يعبر إلا عن المصالح الأمريكية الهادفة إلىتحويل المسلمين بعيداً عن الإسلام تحت دعوى الاعتدال العالمي. إننا أمام محاولةلإعادة تعريف مفهوم الاعتدال داخل المجتمع المسلم بحيث لا يستند التعريف من الآنفصاعداً إلى مبادئ الوسطية والتراحم التي حثت عليها الشريعة، وإنما أن تتحول هذهالمبادئ إلى مجموعة من المسلَّمات الغربية التي تُقدَّم للعالم على أنها مبادئدولية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المتوقع لاحقاً في حال إقرار هذه التوجهات ودفعها في الساحاتالفكرية الدولية؛ أن تُمنَع شعوب العالم من رفضها أو حتى الاعتراض عليها بدعوى أنذلك سيكون اعتراضاً على حقوق الإنسان الدولية أو الشرائع العالمية، كما حدث من قبلفيما يتعلق بما يسمى حقوق الإنسان؛ التي أصبحت مؤخراً حقوقاً للشواذ وحقوقاًلمخالفة الأخلاق والقيم والعادات.
ومن الملفت للنظر أن التقرير يؤكد أهميةاستخراج النصوص الشرعية من التراث الإسلامي والتي يمكن أن تدعم هذه اللائحةوتؤكدها، وأن يُستخدَم الدعاة الجدد (أو الدعاة من الشباب كما أسماهم التقرير) لتحقيق ذلك والقيام بهذا الدور. ويوصي التقرير أن تكون الدعوة للاعتدال بعيداً عنالمساجد، وأن تُستخدَم البرامج التلفازية والشخصيات ذات القبول الإعلامي والجماهيريمن أجل تحقيق ذلك.
كما يوصي التقرير أن يُستخدم التيار التقليدي والصوفي فيمواجهة الإسلام السلفي. وقد تم تعريف التيار التقليدي في هذا التقرير أنه: التيارالذي يصلي في الأضرحة بخلاف ما تدعو إليه الوهابية ويميل إلى التمذهب، وعدمالاجتهاد، والميل نحو التصوف. يؤكد التقرير أن من مصلحة الغرب إيجاد أرضية تفاهممشتركة مع التيار الصوفي والتقليدي من أجل التصدي للتيار الإسلامي.
ويؤكدالتقرير على أهمية الاعتناء الأمريكي بالتعاون مع المعتدلين - وفق المفهوم الذيقدمته الدراسة - من العالم المسلم، مع التركيز على الفئات التالية:
• المفكرين والأكاديميين من التحرريين والعَلْمانيين.
• الدعاة الجددالمعتدلين.
• القيادات الشعبية الفاعلة.
• الحركات النسائية المطالبة بعدمالمساواة.
• الصحفيين والكُتّاب والمفكرين.
ويرى التقرير أن علىالولايات المتحدة أن تحدد من يندرج تحت مفهوم الاعتدال الأمريكي من هذه الفئاتالسابقة، وأن يتم مساعدة ودعم المؤسسات القائمة لهذه الفئة، وأن تساهم الولاياتالمتحدة بدور قيادي في تكوين مؤسسات أخرى تدعم التيار المعتدل حسب المفهومالأمريكي، وأن تساهم في تشجيع تكوين بيئة ثقافية وفكرية واجتماعية تدعم وتسهل وتشجعقيام المزيد من هذه المؤسسات التي تخدم المصالح الأمريكية وتواجه التيارالإسلامي.
ويوصي التقرير أيضاً بأهمية التركيز على الأطراف في الصراع معالتيار الإسلامي والبعد عن المركز؛ لصعوبة تحقيق انتصارات حقيقية في هذه المرحلة، وأن يتم عكس مسار الأفكار الحالي والذي يتحرك من المركز نحو الأطراف. يؤكد التقريرعلى أهمية استخدام الترجمة والآلة الإعلامية من أجل تحويل مسار الأفكار لتكون منالأطراف نحو المركز، أو من الدول الإسلامية التي يعتقد معدّو التقرير أنها أكثراعتدالاً وانفتاحاً إلى المركز الذي يحدده التقرير بالعالم العربي.
كما يقدمالتقرير العديد من النماذج للجهات والأشخاص الذين يمكن أن يوصفوا بالاعتدال، ومنيمكن دعمهم أو مساندتهم لتحقيق أهدافهم. ومن المحزن أن من ضمن الأمثلة التي يقدمهاالتقرير في هذا الشأن مجلة تصدر في جنوب شرق آسيا أدارت حواراً خيالياً مع نبيالإسلام - صلى الله عليه وسلم -، ومثال آخر لإمرأة من باكستان تعيش في النرويج، وتعمل في مجال الكوميديا المسرحية، وتدخل إلى المسرح وهي ترتدي البرقع، وترويالنكات عن الإسلام والمرأة المسلمة، ثم تخلع البرقع على المسرح ليظهر تحته فستانسهرة، ويرى التقرير أن هذا ضمن الاعتدال الواجب دعمه والتشجيع عليه. كما يذكرالتقرير نموذجاً آخر وهو موقع سعودي يتحدث عن أحاديث الشهادة وينكر صحتها، ولذلك لايرى الحاجة للالتزام بها.
مقترحات للتعامل معالتقرير، وما يتعلق بالاعتدال
إن هذا المقال المختصر هو مقدمةللتعريف بهذا التقرير الهام، وهناك الكثير من القضايا الأخرى التي أثارها التقرير، والتي يجب أن تتم دراستها وتحديد سبل مواجهتها والتعامل معها في دراسات وأبحاث أخرىكما أسلفنا. ولكننا نوصي - فيما يتعلق بموضوع التقرير بالعموم؛ وإعادة تعريفالاعتدال بالمفهوم الأمريكي بالخصوص - بالأمور التالية:
• ترجمة التقرير، وإتاحته في أسرع وقت ممكن لصُنّاع القرار في العالم العربي والإسلامي من العلماءوالمفكرين والسياسيين، والتعاون من أجل فهم ما يعنيه هذا التقرير، وما يقدمه منتوصيات للإدارة الأمريكية.
(يُتْبَعُ)
(/)
• إعداد ردٍّ علمي يتناسب مع الطرح الذي قدمهالتقرير فيما يتعلق بمفاهيم الاعتدال، والتحذير من اختطاف المصطلح من قِبَل أنصارالتحرر والعَلْمانية والليبرالية في العالم العربي والغربي على حد سواء. نرى أهميةأن يؤكد العلماء والدعاة والمفكرون على مفاهيم الاعتدال الحقة التي دعا إليهاالإسلام، وتوّجتها وسطية الأمة المسلمة، وحثَّت عليها الشرائع السماوية، وليسالتشريعات العَلْمانية الموجهة سياسياً لقمع الآخر، وإفساد العقول، ومحاربة الأديان.
• نؤكد على أهمية التعريف بالتقرير وما تضمنه من أفكار، والدقة في ترجمةالمعاني الواردة فيه، وتفسير أسباب رغبة الإعلام الغربي في عدم الإعلان بوضوح عنصدور هذا التقرير؛ وهل هذا بسبب ما تضمنه من جرأة ومقترحات عملية، أم بسبب أنالتقرير يقدم خريطة واضحة المعالم بالأسماء الشخصية وأسماء المؤسسات التي توصف منقِبَل معدِّي التقرير أنها (معتدلة) وفق التعريف الأمريكي المقترح للاعتدال؟
• بيان أن المواجهة الفكرية مع الغرب قد بدأت من قِبَل الغرب، وأن المراكزالفكرية تقوم بحشد الآراء والتوجهات والموارد من أجل هذه المواجهة، سواء قبلنا بذلكأو استمر بعض منا في الدعوة فقط إلى التعايش والحوار. إن الأمة الإسلامية بأكملهاتواجه حرباً فكرية بدأت وتمَّ حشد الأنصار لها، ولا بد أن يكون رد الفعل من قِبَلالأمة بجميع فئاتها متناسباً مع الخطر، وموحداً في مواجهة خصم يوحد فئاته، وأنتلتزم الأمة المسلمة في هذه المواجهة بالضوابط الشرعية التي تحكم العلاقة مع الخصوموالمنافسين والأعداء أيضاً.
• الحث على حماية أطراف الأمة الإسلامية إضافةإلى حماية مركزها، وهو ما لا يجب أن يترك لأنصار الهجوم على أطراف الأمة كما يذكرالتقرير ويؤكد في أكثر من مكان.
• نوصي أن يكون الإعلام المتزن والجاد هوأحد أسلحة المواجهة الفكرية المضادة للدفاع عن حقوق الأمة المسلمة، وأن يبتعد ماأمكن عن الخطاب العاطفي غير العملي، مع عدم التقليل من دور العاطفة المتزنةوالمنضبطة شرعاً في تحفيز الهمم وتقوية العزائم والدفاع الصادق عن مصالح وحقوقالأمة.
• نوصي عموم المسلمين أن الولاء الحق لهذه الأمة في المرحلة القادمةيقتضي الدفاع عن الإسلام في مواجهة الحملات الهادفة إلى المساس به. ونوصي أنصارالتيار الإسلامي ومحبيه أن الولاء الحق للإسلام في المرحلة القادمة يقتضي مواجهةالغرب فكرياً وحضارياً وثقافياً وغير ذلك؛ للدفاع عن أمتنا وحماية مصالحهاوحقوقها.
د. باسم خفاجي *
نقلا عن مجلة البيان
* مدير وحدة الدراسات والأبحاث في المركز العربي للدراسات الإنسانيةالقاهرة.
[1] مركز (راند): الإسلام (المعتدل) هو الحل لأمريكا، مركز (راند) بواشنطن، قراءة وترجمة: شيرين حامد فهمي، باحثة وأستاذة بكلية الاقتصاد والعلومالسياسية بجامعة القاهرة، 25 مارس 2005م.
[2] للإسلاميين فقط: احذروا منأن يستغلّكم الأمريكيون في الحوار والتقارب المزعوم، علي حسن باكير، موقع مجلةالعصر، 27 أبريل 2005م.
[3] وصفة أمريكية جديدة لبناء شبكات الإسلاميينالمعتدلين، تقرير واشنطن، خليل العناني، 7 أبريل 2007م.(/)
براءةُ منهج السلفِ و السلفيين مِنَ الغُلُوِّ في التكفير .. التفسيق .. التبديع .. التفجير
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[22 - Aug-2009, صباحاً 02:23]ـ
براءةُ منهج السلفِ و السلفيين
مِنَ الغُلُوِّ في التكفير .. التفسيق .. التبديع .. التفجير!!
الحمد لله الذي من اعتصم بحبل رجائه وفقه وهداه، ومن لجأ إليه حفظه ووقاه، ومن تواضع له رفعه وحماه، نحمده سبحانه على كل حال .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله إلى خلقه بالتوحيد، وأوصاه بتقواه، وعن طاعة الكفار والمنافقين حذره ونهاه .. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه -الذين عضوا على سنته بالنواجذ، وتمسكوا بهداه -وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد ..
قال الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) (المائدة:77).
وقال الله ?: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (هود:111،112).
و قال رسول الله ? " وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِى الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِى الدِّينِ " (رواه النسائي و صححه الألباني)
وقال شيخ الإسلام بن تيمية- رحمه الله -: (-وهذا نصٌ-عامٌ في جميع أنواع الغلو في الاعتقاد و الأعمال) اهـ بتصرف.
و قَالَ أيضاً ?: " أَلاَ هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ .. أَلاَ هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ .. أَلاَ هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ!! " (رواه أبو داود و صححه الألباني).
قال الإمام النووي-رحمه الله -: أي الْمُتعمقون الغالون الْمُجاوزون الحدود في أقوالهم و أفعالهم!!) اهـ.
فهذه النصوص الشرعية يستفاد منها: النهي عن الغلو؛ لأن الاعتداء: هو مجاوزة الحد الشرعي، وهذا معنى الغلو، وكذا الطغيان!! فنصوص الشريعة من الكتاب و السنة تأمر بالاعتدال و التوسط و الاستقامة .. و تنهى عن الغلو .. و التعدي .. و الطغيان!!.
ونذّكر بحرمة دم المسلم قبل أن نغفل .. أو نَنْسَّى أو نُنَسَّى!!
قام النبي ? في حجة الوداع في يوم النحر، في ذلك المشهد المهيب محذراً أمته من التهاون في شأن تلك الكلمة الطيبة قائلاً: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا يَوْمٌ حَرَامٌ! قَالَ فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ! قَالَ فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا شَهْرٌ حَرَامٌ! قَالَ فَإِنَّ دِمَائَكُمْ ..
وَأَمْوَالَكُمْ .. وَأَعْرَاضَكُمْ .. عَلَيْكُمْ حَرَامٌ! كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا!! فَأَعَادَهَا مِرَارًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ
هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ" .. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَوَصِيَّتُهُ إِلَى أُمَّتِهِ!! فَلْيُبْلِغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ..
لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (رواه البخاري).
وعن ابن عمر-رضي الله عنهما-قال: بينما النبي ? يطوف بالكعبة قال:"مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ .. وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا" (السلسلة الصحيحة3420).
وعن أبي بَكْرَةَ -رضي الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ِ? يَقُولُ " إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِى النَّارِ " فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ .. فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟! قَالَ " إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ " (رواه البخاري).
أتدري ماذا يقول المقتول بين يدي ربه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم يا أخا الإسلام .. أن للمقتول كلمة يقولها تحت عرش الرحمن!! فعن ابن عباس أنه سئل عمن قتل مؤمناً متعمداً ثم تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى؟! قال: " وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ!! قال: سمعت نبيكم ? يَقُولُ: " رَجُلٌ قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا يَجِيءُ -المقتول - يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذًا قَاتِلَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ بِيَسَارِهِ وَآخِذً رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ شِمَالِهِ!! تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا فِي قُبُلِ الْعَرْش .. يَقُولُ يَا رَبِّ سَلْ عَبْدَكَ فِيمَ قَتَلَنِي؟! " فَذَكَرُوا لِابْنِ عَبَّاسٍ التَّوْبَةَ فَتَلَا قوله تعالى: ? وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً? قَالَ: مَا نُسِخَتْ مُنْذُ نَزَلَتْ وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ!!.
و نحن .. لا نقول ذلك إرضاءً لأي أحد أو مداهنةً لأي أحد .. أو مجاراةً لأي أحد أو .. أو .. .
بل نقول ذلك كله،لأن هذا هو ديننا الذي ندين الله به -من قبلُ ومن بعدُ!! -الذي نهانا عن التشدد في الدين والغلو فيه!!.
و أمرنا بتعظيم حرمة دماء المسلمين .. ولأنه دين الله ? الذي أنزله على قلب نبينا الأمين ?الذي وصفه ربه ?بقوله: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128).
و قال رسول الله?: " إِنِّى لَمْ أُبْعَثْ بِالْيَهُودِيَّةِ وَلاَ بِالنَّصْرَانِيَّةِ وَلَكِنِّى بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ " (رواه أحمد و صححه الألباني).
فهذا هو هدي نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذا هو ديننا العظيم، وسبيلنا القويم، القائم على العلم والبصيرة
قال الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:110).
نعم هذه هي دعوتنا .. القائمة على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل: 125).
فمنهاجنا قائمٌ على السُنَةِِ .. التي قال عنها رسولنا الكريم: " قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ!! لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِى إِلاَّ هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا!! فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِى، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ!! " (رواه بن ماجه و صححه الألباني).
ومنهاجنا قائمٌ على الوسطية التي هي ميزان الاعتدال -فلا غلو .. ولا مداهنة!! .. لا إفراط .. ولا تفريط!! ولا تهوين .. ولا تهويل!! –
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا ً) (البقرة: 143).
لقد سمعنا و قرأنا في بعض وسائل الإعلام!! من يلصق و يزج باسم السلف و السلفيين!! في بعض من المخالفات .. و التجاوزات ..
التي تحدث في بلادنا الحبيبة فلسطين .. وهي لا شك مخالفات .. و انحرافات فكرية ناتجة عن خطأٍ في الفهم والتصور والسلوك!!
ونحن عندما نذّّكر بمثل هذه الكلمات، و تلك المعالم الواضحات، لا يخفى علينا السبب الحقيقي في و جود هذا الفكر المنحرف .. و هذا السلوك المنحرف أيضاً .. و الكل يعلم جيداً أن هذا الفكر المنحرف نحاربه .. ونحذر منه منذ زمنٍ بعيد، وكم أوذينا!! و اتهمنا!! من قبل البعض!! لمحاربتنا لهذا الفكر المنحرف الضال!! - والله المستعان-.
ولكنَّ هذا الفكر المنحرف الضال لا يحارب بالقمع و البطش و الاعتقال .. بل يحارب بالعلم الشرعي و الحجة الدامغة .. و الحوار البناء
(يُتْبَعُ)
(/)
فهي والله كلها انحرافات فكرية .. و مخالفات لمنهج خير البرية الذي كان عليه النبي الأمين ? و أصحابه الميامين الذين نصر الله بهم هذا الدين، وليست من الدعوة السلفية المباركة في شيء، بل ليست من الدين الحنيف في شيء .. والله يشهد أن أتباع منهج السلف من هذه الأفعال و الأعمال براء!! – وكفى بالله شهيدا -.
فالكل يعلم مَنْ نحن .. و ما هي دعوتنا التي ندعو الناس إليها .. و الكل يعلم أننا لسنا من أصحاب هذا الفكر المنحرف .. و الكل يعلم أننا أصحاب دعوةٍ بيضاءَ نقيةٍ .. -لا شرقيةٍ و لا غربيةٍ – و تاريخنا يشهد لنا .. أنه ليس من منهاجنا لا التكفير و لا التخوين!!
و لا القتل ولا التفجير .. و لا الإفساد في الأرض!! – نسال الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن!! -.
و الكل يعلم أننا لسنا من أصحاب السياسة!! و لا علاقة لنا بتلك السياسة القائمة على الكذب و النفاق! – لا نعني بذلك السياسة
الشرعية القائمة على الكتاب و السنة و فهم السلف الصالح! -نسأل الله أن يعجل بخلاص هذه الأمة .. -
و الكل يعلم أننا و منذ اليوم الأول الذي وقعت فيه الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني المسلم– قبل عدة سنوات و ما تبعها من أحداث مؤسفة و مؤلمة .. بل و مُخجلةُ!! – أصدرنا عدة بيانات و منشورات نُحْرّم القتال بين المسلمين بين أبناء الدين الواحد .. و الوطن الواحد .. والجرح الواحد!! و لكنَّ الفتن كما قال السلف:" تُعمي .. و تُصمْ .. فلا أذن تسمع و لا عين تبصر! "– نسأل الله العافية –.
أما يكفينا -أيها العقلاء!! -ما نحياه من ظلمٍ .. و بطشٍ .. وحصارٍ من الاحتلال، حتى يقتل بعضنا بعضا .. و يظلم بعضنا
بعضا .. و يبغي بعضنا على بعض!! حتى بيوت الله لم تسلم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا!! -و لا حول ولا قوة إلا بالله -
ما لكم .. أين عقولكم .. أيها المسلمون!! أليس فيكم رجلٌ رشيد؟!.
و الكل يعلم أننا كغيرنا من البشر نصيب تارةً .. و نخطئ تارةً، و لكن العبرة بسلامة المنهج .. فالمنهج السلفي يرفض هذا التصرف
و السلوك كما هو معلوم للجميع!! -فإن وقع خطأٌ هنا .. أو هناك من بعض مِمْنْ يَنْسِبُونَ أنفسهم لهذه الدعوة المباركة!! –
فلا يعني هذا -بأي حال من الأحوال- أن يُجعلَ مِنَ السلفيين و الدعوة السلفية! كبشاً للفداء!! – أو غير ذلك!!! -.
فنرجوا من الجميع عدم الزجِّ باسم الدعوة السلفية في مثل هذه الفتن!! -و الكل يعلم أننا لا ناقة لنا في تلك الأحداث ولا جمل! –
وليتوقف الزجِّ باسم الدعوة السلفية المباركة – وتشويه صورتها و رميها بالتكفيرِ!! .. والتشدد .. والبعد عن الوسطية!! –
و إننا نطالب الجميع بالوقوف عند مسؤولياته!! و عدم ترويج الإشاعات .. و الافتراءات .. و المزايدات على هذه الدعوة المباركة .. وعلى أبنائها الصادقين المخلصين – والله حسيبهم و لا نزكي على الله أحد -.
و انطلاقاً مما سبق ذكره فإننا ندعو جميع العقلاء و الحكماء من كافة الجهات و الهيئات إلى التحلي بالمرونة و الصبر و الدفع بالتي هي أحسن حتى لا تغرق السفينة!! و ما أحداث الجزائر .. ولبنان .. و العراق عنا ببعيد فاعتبروا يا أولو الألباب!!
قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق: 37).
هذه هي دعوتنا التي ندعو الناس إليها جميعا، الرجوع إلى القرآن العظيم، والسنة النبوية الصحيحة، وفهمها على النهج الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم، عملاً بقول ربنا جل شأنه:) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ( .. إنها " التصفية والتربية " .. تصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره وأنواعه، وتحذيرهم من البدع والمحدثات، والأفكار الدخيلة الباطلة، التي شوهت صفاء الإسلام، وحالت دون تقدم المسلمين .. وتربية المسلمين على دينهم الحق، ودعوتهم إلى العمل بأحكامه، والتحلي بفضائله وآدابه،التي تكفل لهم رضوان الله، وتحقق لهم السعادة والمجد في الدنيا والآخرة ..
وهذا كله لا يكون إلا عن طريق إحياء المنهج العلمي الإسلامي الصحيح في ضوء الكتاب والسنة وعلى منهاج سلف الأمة، على أيدي العلماء الربانيين لأمره?:) وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (، ونحن بمنهجنا هذا نسعى نحو استئناف حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، وإنشاء مجتمع رباني، يُطبق فيه حُكم الله ? و تقدم فيه الحلول الإسلامية الواقعية للمشكلات العصرية.
وانطلاقا ًمن قول نبينا ?:" الدِّينُ النَّصِيحَةُ " فإنا ندعوا المسلمين جميعاً إلى إزالة الشتات الفكري .. والتعصب الحزبي، الذي سيطر على عقول كثير من المسلمين، وأَبعد هم عن صفاء الأخوة الإسلامية النقية الصادقة التي أمر الله ? بها بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، وقول رسولنا الكريم?: " وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا " وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم إنا نبرأ إليك من كل قولٍ أو فعل يخالف هدي نبيك الكريم، و يوجب سخطك و عقابك اللهم آمين ..
إخوانكم في الدعوة السلفية في مساجد قطاع غزة – فلسطين
الغزي الأثري يقول::
ملاحظة::
أرجوا أن يثبت الموضوع للنفي التهم الملقاة على السلفيين في غزة مما حدث في رفح ...
والحمد لله قد طبعت ووزعت في جميع أنحاء غزة منها الآلاف ...(/)
يا ليت قومي يعلمون .. رسالة في الديمقراطية والمشاركة في المجالس النيابية
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[22 - Aug-2009, صباحاً 10:12]ـ
يا ليت قومي يعلمون .. رسالة في الديمقراطية والمشاركة في المجالس النيابية
خالد بن صالح الغيص ( http://www.shareah.com/index.php?/authors/view/id/462/s/1/)
20 - 8 - 2009
موقع لواء الشريعه
لقد كتبت عدة مقالات تتكلم عن ضرورة رفض المشاركة في الانتخابات، ورفض تنظيم حياة المسلمين على أساس فكرة الديمقراطية والمجالس النيابية، لأنه- نحن كمسلمين- لدينا دين وشريعة أنزلها ربنا تعالى لتنظيم حياة المسلمين ولسنا بحاجة الى شريعة سواها.
ولكن للأسف أُسيء فهم تلك المقالات ولم تصل الرسالة للقارئ كما أريد، مع أن العبارات كانت سهلة وواضحة - في ظني - ولكن هناك من شرّق وغرّب ودار حول الموضوع ولم يفهم ما أريد، لذا رأيت اعادة تلخيص تلك المقالات في هذه الرسالة الموجزة بحيث تكون أكثر وضوحا واستدلالا وأضع النقاط على الحروف، معذرة إلى الله ولعل قومي يتقون ويعلمون خطأ المشاركة في الانتخابات والمجالس النيابية وخطأ تطبيق الديمقراطية في حياة المسلمين. وسأتناول في رسالتي هذه مسألتين أساسيتين أرجو من القارئ أن يميز بينهما وأن لا يخلط بينهما وأن لا يتسرع في الحكم قبل التأمل في مدلولهما، وأن ينتقل من المقدّمات والمسلّمات حتى يصل بعون الله إلى النتيجة المطلوبة وإذا كان هناك نقاش فليكن أولا في المقدّمات والمسلّمات المتفق عليها حتى تسقط النتيجة تلقائيا عند تفنيد المقدّمات والمسلّمات، لا أن أرفض النتيجة بحجج بعيدة عن الموضوع، فمن باب إحسان الظن بالآخرين فإن كل مسلم يرجو الله والدار الآخرة يبحث عن الحقيقة، (وحتى يكون نقاشنا منطقيا ومؤسسا على حقائق نتفق عليها نحن كمسلمين) فالمسألتان هما:-
- المسألة الأولى: هي أن الديمقراطية والمشاركة في الانتخابات والمجالس النيابية هي فكرة غربية وُلدت من عقول رجال كفروا بالله العظيم وكفروا بنبوة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – ولا يدينون بشريعة رب العالمين.
- المسألة الثانية هي: بعد رفض الديمقراطية وأنها ليست من الدين هل يجوز المشاركة في الانتخابات والمجالس النيابية من باب المصلحة، ومن باب دفع أعظم المفسدتين بتحمل أدناهما، أو بمعنى آخر هل مصلحة المشاركة تفوق المفسدة أم العكس؟ فأرجو من القارئ أن لا ينتقل إلى المسألة الثانية إلا بعد المناقشة والاتفاق في المسألة الأولى، حتى يكون النقاش موضوعيا. البحث الأول: المسألة الأولى:- وهي أن الديمقراطية والمشاركة في الانتخابات والمجالس النيابية هي فكرة غربية وُلدت من عقول رجال كفروا بالله العظيم وبنبوة رسولنا الكريم ولا يدينون بشريعة رب العالمين، وخرجت من أفكار أناس سئموا التسلط الكنسي والقيصري واستعاضوا بدلا منه الالحاد والعلمانية ونادوا بقدسية حرية الإنسان بدلا من قدسية الأديان، وأحيوا فكرة الديمقراطية اليونانية القديمة وطوروها حتى وصلت إلى ما نراه ونسمع عنه في يومنا هذا من نظام الديمقراطية الذي يؤمنون به ويسعون إلى نشره والدعوة إليه ولو بالقوة العسكرية، أي كما أن المسلمين يجاهدون في سبيل الله فإن الغرب يجاهد في سبيل الديمقراطية "الطاغوت الجديد".
والديمقراطية مفهومها باختصار: حكم الشعب للشعب وهذا المفهوم مضاد لديننا وشريعة ربنا والذي يجعل الدين والدنيا كلها لله كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) سورة الانعام.
هذه هي حقيقة الديمقراطية والمجالس النيابية التي يطالبوننا بالمشاركة فيها التي لا التقاء بينها وبين شريعة ربنا تعالى، فكيف يكون هناك لقاء بين فكرة أصلها اجتهاد بشري يخطئ ويصيب، وخطؤه هو الغالب، وبين تشريع رب العالمين، قال تعالى: أَلَايَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) سورة القلم. ولقد أعلن إبليس – عليه لعنة الله – العداوة لآدم وذريته من بعده وأعلن الحرب عليهم وأقسم بعزة ربنا ليصدن الناس عن دين الله وشريعته وليغوينهم أجمعين إلا عباد الله المخلصين كما جاء في الآيات، ورد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى عليه فقال: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) سورة طه. فالقضية إذن إما اتباع لهدى شريعة الرحمن أو اتباع لشرائع الشيطان المختلفة، فعلى من يطرح موضوع الديمقراطية والمشاركة في المجالس النيابية على العامة أن يطرحها بحقيقتها التي نعرفها نحن كمسلمين وأن يجليها من منظور أصول وقواعد الدين، حتى لا يزين الباطل من حيث لا يشعر.
ولقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ليدعوا الناس إلى دين ربهم والكفر والإعراض عما سواه ولن يصلح حال الناس إلا بذلك، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – بعث إلى العرب وكانوا في زمانه لا يؤمنون بالله ولا بدينه وينتشر فيهم الفساد بجميع صوره، ومع هذا عندما دخل منهم في دين الله من دخل وآمن بالله وحده وكفر بما يعبد من دون الله وأسلم وانقاد لله تعالى تغير حال الناس وانتشر دين الله في جزيرة العرب في سنوات قليلة، ولو كان الشأن أن النبي – صلى الله عليه وسلم – داهن الناس – وحاشاه – صلى الله عليه وسلم ووافقهم على ما هم عليه حتى يقبلوا دينه لما تغير الحال قال تعالى:" وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) القلم، فدين الله جاء ليغير حال الناس إلى ما يريده الله منهم لا أن يوافق ما عليه الناس كما جاء في حديث هرقل عند البخاري عندما سأل أبا سفيان عن النبي عليه السلام: قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ.اهـ.
ولنكن صادقين مع انفسنا، كم من واقع سيء عاشته الأمة خلال تاريخها الطويل لم يتغير إلى ما يحبه الله ويرضاه إلا بعد ثبات العلماء الربانيين ومن معهم على دينهم، وما نصر الله الأمة في كل ما أصابها من طامات في تاريخها الطويل إلا بعد ثبات طائفة منهم على دينها.
وهذه سنة الله في خلقه – في الأوليين والأخرين – ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا، قال تعالى: فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) سورة البقرة، فمن ظن أنه باستطاعته أن ينصر دين الله وأن يعيد الناس إلى دينهم من خلال سلوك طريق الديمقراطية والمشاركة في المجالس النيابية ثم يغير واقع الناس شيئا فشيئا من خلال أسلمة القوانين – كما يصفونها – فقد أخطأ، فهل يظن بفعله هذا أن شياطين الإنس والجن سيتركونه يفكر ويقدر كما يشاء حتى يقلب عليهم الطاولة، كلا، سينقلبون عليه قبل أن ينقلب عليهم، إن لم يكن بقوة داخلية منهم كما حدث في بعض بلدان المسلمين، فمن قوة خارجية كما حدث في البعض الآخر، فالديمقراطية والمجالس النيابية في حقيقتها في أغلب الدول العربية والإسلامية لعبة يلهون بها الشعوب المغلوب على أمرها حتى يتبجحون في المحافل الدولية أن عندنا ديمقراطية ومجالس نيابية فإذا شعروا بالخطر منها قلبوا الدنيا بمن فيها، فلا نكون نحن المسلمين عونا لهم – ونحن لا نشعر – في إلهاء الشعوب وفي تثبيت أركان ملكهم حتى إذا تحقق لهم ما يريدون منا تركونا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنكن صادقين مع أنفسنا – مرة أخرى – كم مضى على الاسلاميين وهم يشاركون في الديمقراطية والمجالس النيابية؟ عقود طويلة (نحن في الكويت كانت أول مشاركة منذ عام 1401 هـ)، فهل تغير الحال إلى واقع يحبه الله ويرضاه؟ هل تهيأت الأجواء لتطبيق الشريعة الاسلامية؟ أم أن الجماعات الإسلامية غرقت في واقع الناس، فقد كانت الجماعات الإسلامية ترفع شعار " القرآن دستورنا " والآن أصبح البعض منها يعرف بـ " الحركة الدستورية " أي شعارهم حماية الدستور بحجة أنه مكسب شعبي يجب المحافظة عليه حتى نحقق مراد الله؟!
وكان شباب الدعوة الاسلامية ينادون بتطبيق الشريعة، واليوم الذي يحمي ويعزز المؤسسات القانونية التي تحكم بغير ما أنزل الله كوزارات عدل كما يسمونها، وغيرها في بعض الدول الاسلامية – كمدراء كبار ووكلاء وزارة – هم شباب الدعوة الاسلامية بعد أن درسوا القانون الوضعي – الذي يكفرون به – والتحقوا بكليات الحقوق بحجة التغلغل في تلك المؤسسات حتى يتم التغيير شيئا فشيئا، فمع مرور الزمن إذا بهم يصطدمون بالواقع ويتركون أو ينسون الهدف الذي من أجله سلكوا هذا السبيل – إلا من رحمه الله – وبدؤوا ينافسون الناس في نيل المناصب الإدارية العالية في وزارات العدل – كما يسمونها – التي تحكم بغير ما أنزل الله، وأصبح الآن بعض شباب الدعوة الاسلامية والدعاة هم بعض المستشارين القانونيين والإداريين الكبار في المجالس النيابية في بعض الدول الإسلامية، من غير انتخاب بل هم سعوا لنيل هذه المناصب بحجة نصر دين الله فإذا بهم يعززون وينصرون القانون الوضعي – الذي كفروا به – من حيث لا يشعرون.
وكان أهل الدعوة الاسلامية من مشايخ وطلبة علم قبل المشاركة في لعبة الديمقراطية والمجالس النيابية لهم أكبر التقدير والاحترام في قلوب الناس وكان لهم تأثير لدى أصحاب القرار في بعض الدول الاسلامية والآن بعد سنوات طويلة من المشاركة إذا بهم يسقطون من أعين الناس – إلا من رحم الله – وأصبح بعض أصحاب القرار في بعض الدول الاسلامية ينظر إليهم نظرة الشك والريبة ولا يأخذ بمشورتهم ولا برأيهم – بالعموم – لأنه يعتبرهم نداً له على السلطة والملك، وخسر بذلك أهل الدعوة الاسلامية.
ناهيك عن واقع الناس الذين ازدادوا بعداً عن دين الله وشرعه والواقع يشهد على ذلك ولا يجادل في ذلك إلا جاهل، هذه هي الديمقراطية والمشاركة في المجالس النيابية التي يريدون منا أن نشاركهم فيها، فإذا كان الله تعالى نهانا أن نتبع أهواء اليهود والنصارى وهم متمسكون بدينهم المحرّف فهل نتبعهم وهم قد كفروا به قال تعالى: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) سورة الجاثية، فلابد من تدارك الأمر والرجوع عن أخطاء الماضي، والاعتراف بالخطأ خير من التمادي فيه، فلن يتغير واقعنا وواقع الناس إلى ما يحبه الله ويرضاه إلا بسلوك سبيل النبي – صلى الله عليه وسلم – في الدعوة والاصلاح، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) سورة الرعد، ولن يصلح حال آخر الأمة إلا بما صلح به أولها، وأن أي سبيل غير سبيل النبي صلى الله عليه وسلم هو في حقيقته شر وان ظهر للبعض أن فيه خير، فما فيه من خير مغمور بما فيه من شر، ولشيخ الاسلام ابن تيمية كلام فريد في موضوع تغيير حال الناس عند كلامه على مسألة من قصد منع جماعة يجتمعون على قصد الكبائر من قتل وقطع طريق وغير ذلك ثم إن شيخاً من المشائخ المعروفين بالخير واتباع السنة قصد منع المذكورين من ذلك فلم يمكنه إلا أن يقيم لهم سماعا يجتمعون فيه بهذه النية، وهو دف بلا صلاصل، وغناء المغني بشعر مباح بغير شبابة، فلما فعل هذا تاب منهم جماعة وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات،فهل يباح فعل هذا السماع
(يُتْبَعُ)
(/)
لهذا الشيخ على هذا الوجه، ولما يترتب عليه من مصالح مع أنه لا يمكن دعوتهم إلا بهذا؟؟. أجاب رحمه الله: بعد ذكره مقدمة في أهمية التمسك بالكتاب والسنة: إذا عرف هذا فمعلوم أن ما يهدي الله به الضالين ويرشد به الغاوين ويتوب به على العاصين، لابد أن يكون فيما بعث الله به رسوله من الكتاب والسنة، وإلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفي في ذلك، لكان دين الرسول ناقصًا، محتاجًا تتمة. وينبغي أن يعلم أن الأعمال الصالحة أمر الله بها أمر إيجاب أو استحباب، والأعمال الفاسدة نهى الله عنها. ...... وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقربًا إلى الله، ولم يشرعه الله ورسوله، فإنه لابد أن يكون ضرره أعظم من نفعه، و إلا فلو كان نفعه أعظم غالبًا على ضرره لم يهمله الشارع، فإنه صلى الله عليه وسلم حكيم، لا يهمل مصالح الدين، ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين. إذا تبين هذا فنقول للسائل: إن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعون على الكبائر، فلم يمكنه ذلك إلا بما ذكره من الطريق البدعي، يدل أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها تتوب العصاة، أو عاجز عنها، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين كانوا يدعون من هو شر من هؤلاء من أهل الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية، التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية. انتهى من الفتاوى (11 - 623) بتصرف.
متى يرجع المصلحون من هذه الأمة ممن شارك في المجالس النيابية إلى رشدهم؟ هل يحتاج الأمر إلى سنوات؟ كما حدث في السابق عندما تبنى بعض أبناء المسلمين المذهب الاشتراكي الشيوعي وبدؤوا ينادون به وان الاشتراكية من الدين، وبدؤوا يأخذون من نصوص الكتاب والسنة ما يؤيدون به فكرتهم كحديث النبي صلى الله عليه وسلم «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِى ثَلاَثٍ فِى الْكَلإِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ» رواه ابوداود وصححه الالباني، فقالوا الاشتراكية من الدين، وهكذا سنوات وسنوات حتى اكتشف الناس أن الشيوعية والاشتراكية خدعة شيطانية رفضها أصحابها ورفضها بعدهم من شاركهم بها من أبناء هذه الأمة، فهل يحتاج الأمر بان نسير بنفس التجربة فننادي بالديمقراطية والمجالس النيابية ونبحث في نصوص الكتاب والسنة ما نؤيد به فكرتنا حتى نكتشف بعد حين أن الديمقراطية والمجالس النيابية خدعة غربية أرادوا بها صد المسلمين عن الالتزام بدينهم، وكم نحتاج إلى ذلك من وقت؟، وأخشى أن توصف بعض الجماعات الاسلامية التي سلكت سبيل الديمقراطية والمجالس النيابية بأن فيها دخن لأنهم يهدون بغير هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه:" فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ «نَعَمْ». قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ». قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ».رواه البخاري، فلنتدبر هذا الحديث جيداً.
وبعد هذا العرض لحال الديمقراطية والمشاركة في المجالس النيابية وما يؤول إليه حال الناس عند سلوك هذا السبيل للإصلاح والتغيير أظنك أيها القارئ توافقني الرأي بخطأ من سلك هذا السبيل، ولكن قد يقول قائل أنا سلكت هذا السبيل وشاركت في الديمقراطية والمجالس النيابية من باب دفع أعظم المفسدتين بتحمل أدناهما، فأقول هذه هي المسألة التي سأتطرق لها في البحث الثاني من رسالتي هذه، وهذا أوان البحث فيها ولكن قبل ذلك أذكر:- بخطأ من سلك طريق الديمقراطية والمشاركة في المجالس النيابية لتغير حال الناس، وأنها ليست مقصدا ولا وسيلة شريفة يبيحها ديننا ويجعلها من المباحات التي من شاء شارك فيها ومن شاء تركها كما يدعيه البعض وجعلها في مصاف العلم الديني الذي لا يضره انحراف من تعلمه. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
البحث الثاني: المسألة الثانية
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي: بعد رفض الديمقراطية، هل يجوز المشاركة في الانتخابات والمجالس النيابية من باب دفع أعظم المفسدتين بتحمل أدناهما، أو بمعنى آخر هل مصلحة المشاركة تفوق المفسدة؟ أم العكس؟ أعتقد أننا كمسلمين عندما نتكلم عن المصلحة فنقصد بها المصلحة الشرعية التي اعتبرتها الشريعة الإسلامية وألغت ما سواها. وهذه المصلحة الشرعية قد ضُبطت قواعدها وأصولها كما فهم ذلك علماؤنا من كتاب ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وهدي سلفنا الصالح، فليست المصلحة الشرعية متروكة لعقولنا وأهوائنا نتحكم بها بما نراه، فقد تقتضي المصلحة الشرعية إزهاق النفوس كما في الجهاد في سبيل الله وهذا على خلاف ما يهواه البشر.
لذا كان لزاما علينا أن نتقيد بضوابط الشرع وقواعده في تحديد المصالح والمفاسد، وهذا مجاله كتب أصول الفقه وغيرها لمن أراد الاستفادة. ولكن حتى أقرب الصورة للفهم سأضرب مثلاً بحادثة وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة وكانت سبباً لنزول سورة عبس وتولى، يقول الشيخ الدكتور ابراهيم صالح الدحيم رحمه الله نقلاً من مجلة البيان عدد 256 يقول: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – مشغولا بدعوة رجل من كبراء قريش، فجاءه عبدالله بن أم مكتوم الأعمى – رضي الله عنه – فجعل يقول: يا رسول الله! علمني مما علمك الله! فأعرض عنه – صلى الله عليه وسلم – وأقبل على ذلك السيد الكافر رجاء إسلامه، فنزل العتاب الرباني الشديد من فوق سبع سماوات: عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) سورة عبس. سبحان الله! ماذا فعل الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -؟ لقد رام مصلحة كبيرة للإسلام والمسلمين وقدمها على مصلحة صغرى، لقد حرص على هداية ذلك العظيم من عظماء قريش لأن في هدايته نفعا عظيما للمسلمين وتقوية لهم ودفعا للأذى عنهم في زمن اشتدت فيه كربتهم وضاقت حيلتهم.
وأما هذا الرجل الأعمى الضعيف فلا يضيره ولا يضر الإسلام قليلا حتى يتفرغ النبي – صلى الله عليه وسلم – لتعليمه فهو رجل مسلم مؤمن ولا ضرر في الإعراض عنه لذلك الهدف النبيل ... هكذا يبدو للناظر، ولكن ليس الأمر كذلك في ميزان السماء.
إن الحرص على هداية الناس ولا سيما الأكابر ومن يرجى بإسلامه أو هدايته نفع كبير للإسلام والمسلمين من أعظم واجبات الدين ومهماته وتقديم المصالح الكبرى العامة على المصالح الصغرى الخاصة أمر جاءت الشريعة بتقريره وتأكيده ولكن يشترط ألا يترتب على ذلك الإخلال بفريضة من فرائض الدين أو انتهاك شيء من حدوده فإن الشريعة كلها مبنية على تحقيق المصالح ودرء المفاسد.
ما أحوجنا إلى تدبر هذه الآيات الكريمة في مقدمة سورة (عبس) في هذا الوقت الذي انتشر فيه ما يسمى بفقه التيسير الذي يتضمن في كثير من الأحيان تقديم المصلحة على النص، والبحث عن الرخص والأقوال الضعيفة التي تتوافق مع ظروف الناس اليوم وترغبهم في الدين (زعموا).
ونحن نحسن الظن بكثير من أصحاب هذه الدعاوى ولكن الغاية لا تبرر الوسيلة. لقد كان لهذا المنهج الفقهي آثار سلبية تمثلت في مظاهر منها: الاستخفاف بكثير من المحرمات والتقصير في الواجبات وعدم إنكار بعض المنكرات ولا سيما إذا وافقت هوى في النفس وضعفا في الدين والورع وأخطر من ذلك أنها ربما مهدت لتقبل الفكر الإرجائي الذي انبعث من جديد.
وهنا أؤكد على بعض المعالم المهمة التي لا تخفى على القارئ الكريم وهي:
1 - أن هذه الشريعة المحمدية مبنية على اليسر والسماحة (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج:78 فليست بحاجة ألبته إلى من يزيدها يسرا وسهولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ينبغي أن يعرض دين الله كما نزل من عند الله (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) الكهف مع مراعاة التدرج في الدعوة.
3 - كل مصلحة تعارض نصا من الكتاب أو السنة أو الاجماع فهي مصلحة ملغاة لا اعتبار لها وكل مصلحة متحققة لا تترك لأجل مصلحة متوهمة والشرع أدرى بمصالح العباد من العقل.
4 - أن هذه الشريعة السمحة صالحة لكل زمان ومكان لا حرج فيها ولا عنت يستطيع المسلمون في هذا الزمن الالتزام بحدودها وإظهار شعائرها في أغلب البلدان.
5 - من قواعد الشريعة المجمع عليها أن الضرورات تبيح المحظورات فإذا اضطر الإنسان لترك واجب أو فعل محرم جاز له ذلك ولكن الضرورة تقدر بقدرها وزمانها ومكانها ولا يترخص بها جميع الناس.
6 - لم نر لهذا التساهل والترخص أثرا واضحا في دعوة غير المسلمين أو توبة بعض المذنبين بل ثبت أن الكفار وأهل الكبائر من المسلمين يزدرون من يداهن في دينه. هذه وقفة سريعة حول هذه الآية الكريمة. انتهى بتصرف.
نعم كما ذكر الشيخ رحمه الله فليست المصلحة كما نظن نحن ونعتقد بل المصلحة الشرعية موزونة بميزان السماء، يقول الأخ أحمد بوادي في مقاله " المصلحة الشرعية، ضوابط أصولية، أم نزوات وأهواه نفوس " نقلا من الشبكة العنكبوتية يقول: فهذه بعض الأمثلة التي تدل على العمل بالمصلحة الشرعية مع الأخذ بالشروط التي ذكرناها عن أهل العلم ومناسبتها لها، مع عدم الإخلال بأصول الشريعة الإسلامية وعدم مخالفتها للأدلة الشرعية إلا ما كان منها في حفظ أمر ضروري على حساب تحسيني، وليس إهمال ضروري على حساب حاجي أو تحسيني، وكون هذه المصالح حقيقية لا وهمية وغير مبنية على أصول فاسدة. انتهى بتصرف.
والآن نأتي إلى ما ذكره من يرى جواز المشاركة لانه يرى ان المصالح قد فاقت المفاسد، فهم يقولون كما قال أحدهم: (لعل الاخ خالد قد هاله ما وقع من انحرافات لبعض الدعاة الذين دخلوا المجال السياسي ومجالس الامة، وهذه نتألم منها جميعا، ولكن الانحراف في التطبيق وفي الاشخاص لا يعني ابدا تحريم المقاصد والوسائل الشريفة، فقد ينحرف العالم الديني بسبب المال او الوجاهة ولكننا لا نحرّم العلم الديني.
ثانيا: لم يقل أحد بأن المجالس والانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لنشر الدين والاخلاق في المجتمع، بل هي وسيلة من الوسائل متى ما قام بها البعض سقطت عن الآخرين ولا شك ان ما ذكره الاخ خالد من اتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الاختلاط بالناس وتوصيل الدعوة اليهم من اهم الامور كذلك، وما الذي يمنع من ان يتفرغ اناس لكل وسيلة من الوسائل لكي يحدث التكامل، بل ان النائب في البرلمان يستطيع ان يحقق اعظم الاحتكاك بالناس ونفعهم وكسب مودتهم مالا يستطيعه غيره.
ثالثا: لا شك ان المجالس النيابية من الولايات العامة التي تحقق التشريع للناس والرقابة على المجتمع من موقع سلطة وهي من اهم الوسائل لنشر الدين، وهذا يوسف عليه السلام قد طلب وشارك في حكومة كافرة، وكان وزيرا للمالية، ولم يمنعه ذلك من الدعوة الفردية، فكيف ونحن في بلد مسلم اهله محبون لله ولو جلس الصالحون في بيوتهم وتركوا الناس وشأنهم لتسلط عليهم من لا يخاف الله تعالى فيهم، وقد يشرع لهم في ايام ما يهدم جميع ما يبنيه الصالحون في اعوام.
وما طالبنا به في المقال كان فقط ان نعطي صوتنا لمن نراه الأكفأ والأصلح لنقطع الطريق على من هو أسوأ منه لكننا لا نمنع من أراد الدخول في المجالس لتحقيق تلك المصالح، او ليس ذلك هو عين ما استدل به الاخ خالد بقوله (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
رابعا: نحن لا نخالف الأخ خالد من أن الديموقراطية والانتخابات هي نتاج للفكر الغربي، ونحن لا ندعو إلى اعتناقها على حساب الشريعة الاسلامية وثوابت الامة بل ندعو إلى الاستفادة من الخير الذي فيها لتحقيق الخير الذي ننشده جميعا، وهل لو اعتزلنا هذا النظام سنكون بمنأى عن تشريعاته ونتائجه على مجتمعنا من خير أو شر؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسا: لا أدري لماذا يغض الاخ خالد النظر عن الخير الكثير الذي تحقق لمجتمعنا من دخول الدعاة إلى المجلس، حتى البنوك الاسلامية التي استدل بها قد كانت بعد فضل الله من تشريعات المجلس، وكذلك شركات التأمين الاسلامية وبيت الزكاة والجمعيات الخيرية، وتجريم الخمور واعدام تجار المخدرات وتحريم عقوق الوالدين وأسلمة القانون المدني، واقرار قانون الاحوال الشخصية على نهج اسلامي، وغيرها الكثير، فلماذا نمنع الخير عن الناس بحجة الخوف من بعض الانحرافات المتوقعة في تلك المجالس واتمنى ان يقرأ الاخ خالد ماكتبه شيخ الاسلام ابن تيمية في تولي الولايات العامة والسعي لتكثير الخير حتى وان وقع من الداعية بعض المخالفات التي لا يستطيع ردها.
سادسا: العلماء الكبار الذين اجازوا الدخول إلى المجالس والانتخابات والمشاركة فيها امثال الشيخ بن باز والشيخ بن عثيمين رحمهما الله لم يكونوا غافلين عن تلك الامور وفوائدها العظيمة على المسلمين التي ترجح مفاسدها، وغير صحيح ان الوضع قد تبدل وان المفاسد قد فاقت المصالح، واين هم اهل العلم المعتبرون الذين افتوا بان الوضع قد تبدل؟! لقد شاهدنا كيف ساهم عزوف كثير من اهل الخير عن المشاركة في انتخابات 2009 كيف انقلبت موازين الانتخابات، فأرجو ان اكون قد اوضحت بعضا مما طرحه الاخ خالد، وان يكون سعينا جميعا نحو التكامل والتعاون لتحقيق غايتنا في ارضاء الله تعالى وتطبيق شرعه في مجتمعنا. انتهى نقلا من موقع جريدة الراي الكويتية الالكتروني.
هذا أعظم ما يستدلون به في ترجيح مصلحة المشاركة في الديمقراطية والمجالس النيابية على المفاسد، فأقول- بعد التوكل على الله والاستعانة به وحده لا شريك له- في الرد على ذلك وتبيان أن المفاسد قد فاقت تلك المصالح المظنونة:-
مما ينبغي معرفته أنه ليس الخلاف في هل يوجد في الديمقراطية والمشاركة في المجالس النيابية بعض النفع أم لا؟ حتى تأتي الإجابة بذكر بعض النفع الموجود، بل الخلاف هو في المصالح والمفاسد أيهما أغلب؟ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى صفحة (11/ 623):" والعمل اذا اشتمل على مصلحة ومفسدة فان الشارع حكيم، فان غلبت مصلحته على مفسدته شرعه وإن غلبت مفسدته على مصلحته لم يشرعه بل نهى عنه كما قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) البقرة وقال تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا " البقرة 219، ولهذا حرمهما الله تعالى بعد ذلك، وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقربا إلى الله ولم يشرعه الله ورسوله فانه لابد أن يكون ضرره أعظم من نفعه وإلا فلو كان نفعه أعظم غالبا على ضرره لم يهمله الشارع فانه حكيم لا يهمل مصالح الدين ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين. انتهى بتصرف.
فالموضوع اذاً الذي نحن بصدده هو هل المشاركة في الديمقراطية والمجالس النيابية المصلحة والمنفعة تغلب المفسدة أم لا؟ فمجال تعارض المصالح مع المفاسد وتعارض الخير مع الشر هو المجال الذي اختلط على بعض الناس، وتفرق فيه البعض الأخر، وهو المجال الذي تميز فيه الناس، يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في فتاويه (20 - 54):" فهذا باب آخر يدخل فى سعة الدين ورفع الحرج الذي قد تختلف فيه الشرائع بخلاف الباب الأول فان جنسه مما لا يمكن اختلاف الشرائع فيه وان اختلفت فى أعيانه بل ذلك ثابت في العقل كما يقال ليس العاقل الذى يعلم الخير من الشر إنما العاقل الذى يعلم خير الخيرين وشر الشرين وينشد ... ان اللبيب اذا بدى من جسمه ... مرضان مختلفان داوى الأخطرا " انتهى بتصرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فانا أرى أن ما تحقق من بعض نفع فهو يسير وقليل إذا قُورن بالفساد الكبير الذي حصل على الإسلام والمسلمين، فما تحقق من نفع كما ذكر الكاتب فهو: اما نفع يسير جعلوه كالطعم ليجروا به الدعاة الى الله ليشاركوهم في ديمقراطيتهم التي يدّعون فيعززون بذلك ملكهم، لأن ملكهم سيهتز وسيفقد المصداقية عندما تكون نسبة المشاركة الشعبية ضئيلة بخروج الاسلاميين (ان صحت التسمية) فكان لابد من وجود بعض النفع (الذي لايضرهم) حتى يغروا به عباد الله فيجرونهم للمشاركة، أو نفع كان ببركة الدعوة الإسلامية التي كانت موجودة بقوة (قبل ضعفها بسبب المشاركة بالديمقراطية والمجالس النيابية) فالمصارف الإسلامية (كما هو عندنا نحن في الكويت) الكل يعلم أن أول مصرف إسلامي كان قد أُنشأ في فترة تعطيل الحياة البرلمانية في الكويت في أواخر فترة السبعينات الميلادية أي بقرار من صاحب القرار في تلك الفترة ولم يتحقق بسبب دخول الدعاة إلى المجالس النيابية كما يقررون ذلك ويدلسون به على الناس، حتى المصارف الإسلامية الأخرى التي أنشئت في قترة وجود الحياة البرلمانية فان سبب نشأتها كان سبباً اقتصادياً بحتاً كما يعرف ذلك من تتبع الأوضاع الاقتصادية في البلد ولم يكن لدخول الدعاة إلى المجالس النيابية إلا بعض القرارات التنظيمية التي كانت ممكن أن تكون من صاحب القرار نفسه رعاية منه للوضع الاقتصادي للبلد من غير دخول الدعاة إلى المجالس النيابية، ولو فرض أن صاحب القرار لم يقم بواجبه فهنالك وسائل شرعية أخرى شرعها الله من الزيارة والنصح والإرشاد وغيرها، فكل ما ذكر من قرارات وقوانين كانت ممكن أن تحصل من غير دخول الدعاة إلى المجالس النيابية، فلماذا نعتقد أن ذلك لا يكون إلا بالمطالبة والمنازعة والمعارضة في المجالس النيابية، فهذا الاعتقاد هو الذي جعل صاحب القرار يعارض الدعاة ويعاديهم وينظر إليهم بنظر الريبة والشك ويتحالف مع الاخرين ضدهم، وبدأ الدعاة في المجالس النيابية يكونون جبهة معارضة مما أظهرهم بمظهر من يريد السلطة والتسلط على الناس مما أضعف تأثيرهم لدى عامة الناس فأدى إلى ضعف الدعوة الإسلامية عموماً، ويدل على ذلك الانتخابات الأخيرة في الكويت حيث أظهرت النتائج تقهقر الدعاة إلى المراكز الأخيرة وسقوط آخرين منهم وفوز أربع نسوة لأول مرة في تاريخ الكويت وارتفاع عدد مقاعد الشيعة إلى تسعة مقاعد، وليس الأمر كما يشاع أن تقهقر الدعاة كان بسبب إحجام كثير من الخيرين عن الانتخاب لان نسبة المشاركة في الانتخابات هي نفسها تقريباً في الانتخابات السابقة، ولكن هناك من يريد أن يلقي اللوم على الآخرين بسبب خسارته ولغة الأرقام أكبر شاهد على ذلك.
فكان لابد من وقفة ومراجعة لمعرفة أن الخلل كان في أصل الفكرة- فكرة المشاركة- لأنها تخالف الهدي النبوي في الإصلاح والدعوة والتغيير، وكان مطلوبا من المسلم الثبات على دينه وشرع ربه وعدم مشاركة الآخرين في مذاهبهم وأفكارهم طلبا لتغيير حال الناس وإصلاح الأمة، وعدم استعجال الأمور فان نصر الله يحتاج إلى الصبر والتؤدة، فعندما وعد الله تعالى بني إسرائيل بالنصر على فرعون كان هذا النصر بعد سنوات طويلة كما في سورة القصص. والله سبحانه لم يكلفنا - خصوصا في وقت الاستضعاف - فوق ما نطيق وان نتكلف مالم يأمرنا به، فمن سمات عهد الاستضعاف المكي ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام على الحق والتمسك والصدع به وإعلان البراءة من الباطل وأهله، حتى منّ الله على نبيه بالنصر المبين فحكم وساد الجزيرة العربية، وأغلب الدعاة المعاصرين يحكمون على حالنا أنه زمن استضعاف فما بالهم إذن يتجشمون الصعاب ولمّا يصلب عودهم؟ وذا قيل للبعض جاهد مع من يجاهد قال نحن نعيش زمن الاستضعاف فلم يحن وقت الجهاد بعد، وإذا قيل له اثبت على الحق فأنت في زمن الاستضعاف كما كان أوائل هذه الأمة يثبتون ويصبرون ويخالفون الباطل وأهله قال: لا، لابد من المشاركة في الحياة البرلمانية.
اخوكم المحب ابو البراء الغزي
ـ[أكليل]ــــــــ[23 - Aug-2009, صباحاً 06:15]ـ
مشكور ابو البراء على هذا الموضوع القيم وصدقت في كل ماقلت لسنا بحاجة لديمقراطية
لقد أبدلنا الله سبحانه وتعالى بالشورى.
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[23 - Aug-2009, مساء 01:07]ـ
اياكم و الديمقراطيه فيذبح الاخ اخوه
ـ[رهج السنابك]ــــــــ[27 - Sep-2009, صباحاً 07:55]ـ
صدقتم بارك الله فيكم
الديموقراطيه دين آخر
تعتمد علي حكم الشعب لنفسه ودين الله يقول ((إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه))
وصدق من قال أنها صنم هذا العصر(/)
ما الفرق بين الكفرين؟
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[23 - Aug-2009, مساء 01:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين الكفر العملي
والكفر بالعمل؟
هل العملي الاصغر وبالعمل الاكبر؟؟
أحسن الله اليكم
ـ[أبو عيسى المغربي]ــــــــ[23 - Aug-2009, مساء 04:30]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الكفر العملي فيه ما هو اصغر و فيه ما هو اكبر
اما الكفر بالعمل هو كفر اكبر(/)
حمل برنامج تاريخ العقيدة للشيخ العلامة سفر الحوالي حفظه الله
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 03:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
برنامج تاريخ العقيده يعرض على قناة المجد العلميه
ويقدمه الشيخ الدكتور سفر الحوالي
الحلقة الأولى
http://rapidshare.com/files/27076663...3qedh_Ep01.avi
الحلقة الثانيه
http://rapidshare.com/files/27076860...3qedh_Ep02.avi
أو
على أجزاء
http://www.*******.com/watch?v=uilEsz1MFE4
http://www.*******.com/watch?v=_8f9IBthwvE
http://www.*******.com/watch?v=xEJe-g9r-CE
http://www.*******.com/watch?v=Nd1COFi2g38
وهناك نقص في الجزء الثالث من الحلقة الأولى
من عنده تتمة أو نزله كاملا فليشاركنا
وفق الله الجميع للخير والهدى
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 04:48]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النفائس، ونأمل تزويدنا بالحلقات التالية أيضًا.
وبالنسبة لروابط هاتين الحلقتين فلم نقدر على التحميل منهما.
أما الروابط الأخيرة ليست ظاهرة الأحرف.
وأما روابط الرابيدشير فمحذوفة:
Error
The file could not be found. Please check the download link.
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 05:46]ـ
أخي عدنان
روابط الرابيدشير كانت تعمل في البداية ثم حذفت لا أعلم لما
وأما الروابط الأخرى فهي في اليوتيوب وأظن أنكم منعتم ذلك
وأتمنى من الأخوة المشاركة ورفع الملفات بانتظام حيث أنني لا أجيد ذلك
أما قناة المجد في تعاملها وتصويرها لبرنامج الشيخ فهو سيء جدا جدا فلا صوت جيد ولا صورة قريبة في ظل التقنيات الجديدة
ولو صورها أجهل مصور لكان أفضل من تصويرها الحالي
لكن إلى الله المشتكى
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 05:56]ـ
شارة البرنامج فيديوا جودة عالية وبرابط مباشر
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_..._Beginning.avi
شارة البرنامج صوت mp3 وبرابط مباشر
http://www.shawati.cc/uploads/Alnas_tfrq.mp3
ونشكر للأخ Darkness Styles من منتدى المعالى قهو صاحب الموضوع ونقلته هنا للفائدة
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 02:00]ـ
الحلقة الأولى: تاريخ العقيدة
رفعت الأجزاء الخمسة التي على يوتيوب على موقع ميديا فاير
الحجم: 100 ميجا تقريبا
هنا ( http://www.mediafire.com/?sharekey=645f702b9606fd3dd101 4a7a667fa2b4c07108bb9ff0b6acc9 5965eaa7bc68bc)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 02:10]ـ
وقد رُفِعت الحلقة الأولى هنا بصغتين صوتية وأخرى مرئية:
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=13532
وهذه الحلقة الثانية: الكون والإنسان في القرآن الكريم
http://fancyfile.com/sites/default/files/Tare5_Al3qedh_Ep02.avi
وهذه الحلقة الثالثة: تطبيقات حول نشأة الحضارة
http://fancyfile.com/sites/default/files/Tare5_Al3qedh_Ep03.avi
منقول من منتديات المعالي:
http://forum.ma3ali.net/t619553.html
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 02:51]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله
ـ[طارق جابر]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 07:00]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 01:15]ـ
/// لعلمكم أن هذه الحلقات قديمة , قد صورت قبل مرض الشيخ -حفظه الله- , ولم تعرض على قناة المجد لبعض الأسباب.
/// ثم هي الآن بين أيديكم , والحمدلله ..
ـ[معارج]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 02:44]ـ
حفظ الله إمام العقيدة الحوالي
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[26 - Aug-2009, صباحاً 12:48]ـ
الحلقة الأولى:
البحث عن الحقيقة
رابط مباشر:
http://fancyfile.com/sites/default/f...3qedh_Ep01.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://fancyfile.com/sites/default/f...3qedh_Ep01.mp3
----
الحلقة الثانية:
الكون والإنسان في القرآن الكريم
رابط مباشر:
http://fancyfile.com/sites/default/f...3qedh_Ep02.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://fancyfile.com/sites/default/f...3qedh_Ep02.mp3
----
الحلقة الثالثة:
تطبيقات حول نشأة الحضارة
أعتذر لكم عن خطأ خارج عن إرداتي بخصوص الحلقة فقد تم قطع الحلقة
من قناة المجد العلمية قبل أن ينتهي البرنامح بـ 51 ثانية في وقت العرض الأصلي بين المغرب والعشاء
وللتأكد فقط سجلت البرنامج اليوم في وقت الإعادة الظهر وقد تم عرض الحلقة كاملة ..
من أراد تحميل الجزء الناقص فقط 51 ثانية فعلى هذا الرابط المباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/51Sec_For_Ep03.avi
من أراد تحميل الحلقة الثالثة كاملة فعلى هذا الرابط المباشر:
http://fancyfile.com/sites/default/f...p03_PROPER.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://fancyfile.com/sites/default/f...3qedh_Ep03.mp3
----
الحلقة الرابعة:
التاريخ وما قبل التاريخ
رابط مباشر:
http://fancyfile.com/sites/default/f...3qedh_Ep04.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://fancyfile.com/sites/default/f...3qedh_Ep04.mp3
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 02:30]ـ
بارك الله فيكم
الحلقة الرابعة:
التاريخ وما قبل التاريخ
رابط مباشر:
http://fancyfile.com/sites/default/f...3qedh_ep04.avi
هذا الرابط لا يعمل
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 02:34]ـ
بارك الله فيكم
هذا الرابط لا يعمل
ينظر:
http://www.mediafire.com/download.php?mezjxnq0qmb
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 02:42]ـ
ينظر:
http://www.mediafire.com/download.php?mezjxnq0qmb
جزاك الله خيرا، جاري التحميل
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 02:25]ـ
الحلقة الخامسة:
نشأة الحضارة
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep05.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_...3qedh_Ep05.mp3
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 03:23]ـ
بارك الله فيكم على هذا الجهد المبارك.
وأرجو أن يخرج هذا الموضوع في كتاب لأهميته، وعل الشيخ -شفاه الله- ينظر فيه؛ فيزيده تحريرًا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 07:58]ـ
أخي عدنان
روابط الرابيدشير كانت تعمل في البداية ثم حذفت لا أعلم لما
وأما الروابط الأخرى فهي في اليوتيوب وأظن أنكم منعتم ذلك
وأتمنى من الأخوة المشاركة ورفع الملفات بانتظام حيث أنني لا أجيد ذلك
أما قناة المجد في تعاملها وتصويرها لبرنامج الشيخ فهو سيء جدا جدا فلا صوت جيد ولا صورة قريبة في ظل التقنيات الجديدة
ولو صورها أجهل مصور لكان أفضل من تصويرها الحالي
لكن إلى الله المشتكى
هل صوت باقى الشرايط كصوت الشريط الاول أم أفضل؟
كذلك فعل المصورون منع شرايط كثيرة من تفسير الشيخ المقدم المفرغ والى الله المشتكى
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:03]ـ
الحلقة السادسة:
نشأة الحضارة في المنظور الإسلامي
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep06.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_...3qedh_Ep06.mp3
رابط آخر:
http://www.mediafire.com/download.php?ijtki5ydktt
رابط صوتي إضافي
http://www.mediafire.com/download.php?wj1jxoa04mu
---
الحلقة السابعة:
أصل الحضارة
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep07.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_...3qedh_Ep07.mp3
---
الحلقة الثامنة:
حادثة الطوفان
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep08.avi
الحلقة صوتيا mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_...3qedh_Ep08.mp3
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 05:29]ـ
الحلقة التاسعة:
التقويم وحساب الزمن
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep09.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_...3qedh_Ep09.mp3
ـ[أبو البندري]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 01:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يسعدني التواجد معكم في هذا المنتدى, واسمحوا لي بأن تكون أول مشاركة لي بوضع رابط متابعة حلقات برنامج تاريخ العقيدة, والذي يُذاع على قناة المجد العلمية ..
http://liveislam.net/archive.php?sid=&tid=4 (http://liveislam.net/archive.php?sid=&tid=4)
بالإمكان القيام بتنزيل الحلقات أو مشاهدتها كاملة دون الحاجة لتنزيلها على الحاسب ..
أبو البندري
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 04:53]ـ
الحلقة العاشرة
التقويم في المنهج الإسلامي
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep10.avi
الحلقة صوتيا mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_...3qedh_Ep10.mp3
---
الحلقة الحادية عشر
الإنسان العملاق
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep11.avi
الحلقة صوتيا mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_...3qedh_Ep11.mp3
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 03:02]ـ
الحلقة الثانية عشر
الحضارة في بلاد اليمن
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep12.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_...3qedh_Ep12.mp3
ـ[أم تميم]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 05:50]ـ
كَتَبَ الله ُ أجركُم
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 01:48]ـ
شكرا لما أسدل لي الدعاء وشارك معنا
بارك الله في الجميع
الحلقة الثالثة عشر
ثبوت النبوة
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep13.avi
الحلقة صوتياً
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_...3qedh_Ep13.mp3
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 09:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أخي أنت أخطأت بنقل الحلقات
فالرابط لا تصلح معه طريقة نسخ ولصق
بل ضع السهم على الرابط ثم كلك يمين ثم نسخ اختصار
الرابط الذي أتيت به أنت سليم لكن ناقص فلم تنسخ الرابط بالكامل
أنظر في الرابط فراغ ... ؟
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 01:17]ـ
شكرا لك يابن تيمية الكبير
الرابط الأول المباشر بالصوت والصورة وهو سليم
لكن الصوتي كما قلت يا أخي الغالي كلامك صحيح
يمكن لمن يريد الحلقة صوتيا
الذهاب إلى موقع البث المباشر
http://liveislam.net/archive.php?sid=&tid=4
لأن تصحيحها ليس بيدي لانتهاء فترة التعديل
لعل الله أن ييسر لأحد المشرفين التصحيح والترتيب
بارك الله في الجميع وعذرا على الخطأ
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 05:41]ـ
الحلقة الرابعة عشر
مناهج فكرية في مسألة النبوة
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep14.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep14.m p3
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 11:39]ـ
بارك الله في الشيخ و في ناقل الدروس
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[06 - Sep-2009, صباحاً 02:39]ـ
الحلقة الخامسة عشر
مقام النبوة في الفكر الكتابي المحرف
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep15.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep15.m p3
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[06 - Sep-2009, مساء 06:04]ـ
و مع برنامج
تاريخ العقيدة
العلامة النحرير
د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي -حفظة الله من كل سوء ورعاه-
الحلقة الأولى
البحث عن الحقيقة
الجودة العالية ( http://ia311018.us.archive.org/3/items/all-islamic-408/al7awaly-1.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia311018.us.archive.org/3/items/all-islamic-408/al7awaly-1.RM)
رابط صوت ( http://ia311018.us.archive.org/3/items/all-islamic-408/al7awaly-1.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia311018.us.archive.org/3/items/all-islamic-408/al7awaly-1_512kb.mp4)
---------------------------
الحلقة الثانية
الكون والإنسان في القرآن الكريم
الجودة العالية ( http://ia311019.us.archive.org/1/items/all-islamic-413/al7awaly-2.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia311019.us.archive.org/1/items/all-islamic-413/al7awaly-2.RM)
رابط صوت ( http://ia311019.us.archive.org/1/items/all-islamic-413/al7awaly-2.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia311018.us.archive.org/1/items/all-islamic-413/al7awaly-2_512kb.mp4)
الحلقة الثالثة
تطبيقات حول نشأة الحضارة
الجودة العالية ( http://ia311020.us.archive.org/0/items/all-islamic-415/al7awaly-3.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia311020.us.archive.org/0/items/all-islamic-415/al7awaly-3.RM)
رابط صوت ( http://ia311021.us.archive.org/0/items/all-islamic-415/al7awaly-3.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia311020.us.archive.org/0/items/all-islamic-415/al7awaly-3_512kb.mp4)
الحلقة الرابعة
التاريخ وما قبل التاريخ
الجودة العالية ( http://ia311020.us.archive.org/3/items/all-islamic-416/al7awaly-4.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia311020.us.archive.org/3/items/all-islamic-416/al7awaly-4.RM)
رابط صوت ( http://ia311020.us.archive.org/3/items/all-islamic-416/al7awaly-4.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia311020.us.archive.org/3/items/all-islamic-416/al7awaly-4_512kb.mp4)
الحلقة الخامسة
نشأة الحضارة
الجودة العالية ( http://ia311016.us.archive.org/1/items/all-islamic-422/al7awaly-5.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia311016.us.archive.org/1/items/all-islamic-422/al7awaly-5.RM)
رابط صوت ( http://ia311016.us.archive.org/1/items/all-islamic-422/al7awaly-5.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia311017.us.archive.org/1/items/all-islamic-422/al7awaly-5_512kb.mp4)
الحلقة السادسة
نشأة الحضارة في المنظور الإسلامي
الجودة العالية ( http://ia311016.us.archive.org/1/items/all-islamic-422/al7awaly-6.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia311016.us.archive.org/1/items/all-islamic-422/al7awaly-6.RM)
رابط صوت ( http://ia311016.us.archive.org/1/items/all-islamic-422/al7awaly-6.mp3)
(يُتْبَعُ)
(/)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia311017.us.archive.org/1/items/all-islamic-422/al7awaly-6_512kb.mp4)
الحلقة السابعة
أصل الحضارة
الجودة العالية ( http://ia311018.us.archive.org/3/items/all-islamic-429/al7awaly-7.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia311018.us.archive.org/3/items/all-islamic-429/al7awaly-7.RM)
رابط صوت ( http://ia311018.us.archive.org/3/items/all-islamic-429/al7awaly-7.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia311018.us.archive.org/3/items/all-islamic-429/al7awaly-7_512kb.mp4)
الحلقة الثامنة
حادثة الطوفان
الجودة العالية ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-9.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-9.RM)
رابط صوت ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-9.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-9_512kb.mp4)
الحلقة التاسعة
التقويم وحساب الزمن
الجودة العالية ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-11.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-11.RM)
رابط صوت ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-11.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-11_512kb.mp4)
الحلقة العاشرة
التقويم في المنهج الإسلامي
الجودة العالية ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-10.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-10.RM)
رابط صوت ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-10.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-10_512kb.mp4)
الحلقة الحادية عشرة
الإنسان العملاق
الجودة العالية ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-12.AVI)
الجودة المتوسطة ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-12.RM)
رابط صوت ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-12.mp3)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://ia301526.us.archive.org/3/items/all-islamic-442/al7awaly-12_512kb.mp4)
----------------
منقول من هنا:
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ( http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=128096)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 03:17]ـ
الحلقة السادسة عشر
أنبياء بني إسرائل في الوحي المحرف
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep16.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep16.m p3
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[09 - Sep-2009, مساء 11:12]ـ
الحلقة السابعة عشر:
سليمان عليه السلام في الوحي المحرف
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep17.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep17.m p3
الحلقة الثامنة عشر:
نبوءات تحدث عنها الأنبياء
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep18.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep18.m p3
الحلقة التاسعة عشر
الخليل إبراهيم عليه السلام
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep19.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep19.m p3
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2009, صباحاً 03:07]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله في المشرفين على تثبتهم للموضوع
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 11:26]ـ
الحلقة العشرون:
إبراهيم عليه السلام في مصادر المعرفة الثلاثة
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep20.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep20.m p3
الحلقة الحادية والعشرون:
بين إبراهيم عليه السلام وملكي صادق
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep21.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep21.m p3
الحلقة الثانية والعشرون:
حادثة إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep22.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep22.m p3
الحلقة الثالثة والعشرون:
رحلات إبراهيم عليه السلام
رابط مباشر:
http://www.shawati.cc/uploads/Tare5_Al3qedh_Ep23.avi
الحلقة صوتياً mp3
http://www.shawati.cc/uploads/Audio_for_Tare5_Al3qedh_Ep23.m p3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 11:31]ـ
وبهذا يكون انتهى البرنامج
نسأل الله لشيخنا الشفاء والعافية
واشكر الجميع على التواصل
والشكر أولا لأخينا Darkness Styles عضو منتدى المعالى
بارك الله في الجميع وسدد خطاكم
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 04:39]ـ
http://www.archive.org/details/all-islamic-442(/)
الحوار الصريح قبل التراويح
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 04:42]ـ
برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" على قناة المستقلة يناقش في سنته الثامنة موضوعين جديدين:
الأول عن التجديد والتوحيد
وعنوان حلقاته:
العقيدة والسياسة في الرؤية الإسلامية، حوار الصوفية والسلفية والإخوان المسلمين.
والموضوع الثاني المرشح للمناقشة: الميثاق الإسلامي للعدل والشورى وحقوق الإنسان
برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" لرمضان هذا العام انطلق أمس يوم السبت في الثامنة بتوقيت غرينتش على الهواء مباشرة.
وأسئلة البرنامج هذا العام في النقاش الأول هي:
هل مازالت هناك حاجة للحديث عن التوحيد والحث عليه والتذكير به وسط المسلمين؟ هل يوجد مسلم على وجه الأرض لا يعرف معنى التوحيد؟
ما معنى التوحيد؟ وما معنى الشرك؟ ألم ينته الشرك في العقود الهجرية الأولى من تاريخ الإسلام؟
هل يوجد مبرر شرعي لاعتراض بعض العلماء المعاصرين على بناء المساجد على القبور، والتمسح بالقبور، وتقبيلها، وصرف النذور لساكنيها، ومخاطبتهم بالدعاء؟
هل الاهتمام بالتوحيد أولوية من أولويات المسلمين في هذا العصر، أم عنوان لتنطع البعض وغربتهم عن زمانهم؟
أيهما أفضل للعلماء والدعاة: هل هو الاهتمام أولا بأمر التوحيد والتحذير من الشرك والتكلم في القبور ودعاء الموتى والأولياء؟
أم هو الاهتمام أولا بالحديث عن الخلافة، أو بيان شعار "الإسلام هو الحل"، أو الدفاع عن الإمامة؟
أليست أمور السياسة: الخلافة، أو الإمامة، أو خوض الإنتخابات، تحت راية "الإسلام هو الحل"، أليست هذه الأمور أهم وأجدى من تكرار الحديث عن التوحيد، مع وضوح أمره وانتفاء الخطر عليه؟
أم أن التوحيد أساس كل شيء، وأعظم وأهم ما يطلبه الخالق من عباده، وقلة الاهتمام به هو سبب فشل أو انحراف أكثر الحركات السياسية والاتجاهات الإسلامية المعاصرة؟
وهناك جولات مسجلة في أرض مصر يقوم بها الكاتب والشاعر والجامعي المصري الدكتور محمد مصطفى أبو شوارب يتجول في عدد من الأضرحة المصرية والتي أقيمت عليها مساجد، ويسأل زوارها عن اعتقادهم فيها. في حلقات تسبق إذاعة برنامج الحوار الصريح بعد التراويح.
وفي المحور الثاني من محاور "" لهذا العام نناقش فرص الاتفاق على ميثاق إسلامي للعدل والشورى وحقوق الإنسان.
http://www.almustakillah.com/index.p...d=169&Itemid=1 (http://www.almustakillah.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=169&Itemid=1)
وسيكون لقاء أعضاء الملتقى هنا للتعليق على حلقات البرنامج حلقة حلقة -إن شاء الله تعالى-
علما بأن البرنامج استضاف أربعة شخصيات في حلقته الأولى أمس وهذه الشخصيات تمثل الاتجاهات المعنية بالنقاش
فقد شارك في الحلقة الأولى في الاستديو عالمان
أحدهما أرتيري هو الدكتور/ جلال الدين صالح، الأستاذ بجامعة نايف للعلوم الأمنية
والثاني الدكتور/ عبد الرحيم ملازادة (أبو المنتصر البلوشي) الباحث في الشؤون الإيرانية.
إيراني من علماء السنة
وشارك عبر الهاتف من مصر الشيخ/ عبد الباعث الكتاني شيخ أحد الطرق الصوفية في مصر ممثلا عن الصوفية
والشيخ /جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر ممثلا لفكر الإخوان المسلمين
فمن لديه تعقيب أو ملاحظات فليسجلها هنا في هذا الموضوع.
ـ[ابن رجب الحنبلي]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 04:53]ـ
حبذا لو شارك طلاب العلم في البرنامج عن طريق الهاتف أو الفاكس أو الإيميل ..
علما أن المحاور الصوفي ألقى شبها عن الإمام أحمد فيما يتعلق بتقبيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم , ناقلا ذلك من كلام الذهبي رحمه الله تعالى, ولكن الإخوة المحاورين من أهل السنة لم يردوا على ذلك
هل من أحد عنده رد على كلام الذهبي حتى نرسله للدكتور الهاشمي على الفاكس أو الإيميل(/)
التعليقات النقدية على اختيارات وآراء "د. لطف الله خوجة" حول الصوفية (1)
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 03:02]ـ
التعليقات النقدية على اختيارات وآراء "د. لطف الله خوجة" حول الصوفية (1)
* ابتدأ نقاش حول الصوفية (ماهيتها وأصلها وأنواعها) في مجموعة د. عبدالعزيز قاسم، وقد تجاذبت الآراء حول مسألة: هل لدينا فكرة صوفية واحدة أو صوفيات؟
ورأيتُ نشر هذا التعليق النقدي في هذا المنتدى تعميمًا للفائدة، وطلبًا للنقد والتمحيص، فبالمدارسة تُصقل الآراء وتكمل التصورات، وتلقح الأفكار.
أبدأ –أولاً- بشكري جميع الأخوة الذين أبدوا ملاحظاتهم الشخصية حول الحوار، و نزولاً عند رغبتهم –بل أمرهم- في مواصلة حوار التصوُّف، سوف أعرضُ ما لديَّ لجميعِ المتابعين، بعيداً عن الجدل الثنائي الذي صاحبه ما لم أكن أحبِّذه.
ولأنَّ محورَ النقاش لم يكن من الواضحات عند البعض –كما توهمتُ خطئًا- ويحتاج إلى مزيد توضيحٍ وتدليل؛ فبإذن الله سأشرع في وضع تعليقاتي النقدية على الفكرة التي طرحها أخونا الفاضل د. لطف الله في رؤيته لأصل التصوف ونشأته.
[عرض رأي د. لطف الله خوجة]
أودُّ –أولاً- أن أنبِّه إلى أني سبق أن اطلعت على رأي أخي د. لطف الله في أبحاثه ومقالاته العلمية. وأزعمُ أن لديَّ تصوراً كاملاً لرأيه قبل تلك المجاذبات الأخيرة. وحين أثير الموضوع ضمن هذه المجموعة رجوتُ أن يكون ثمة مجالٌ لمناقشة رأيه الذي لا أحسبه وُفِّق فيه للصواب.
وقبل الدخول في التفاصيل نحتاج لتوضيح نقطة الخلاف:
فالمشهور بين أهل العلمِ أن التصوف بدأ بين المسلمين بصورة نزوعٍ نحو المبالغة في التقشف والتزهد والانصراف عن الدنيا، ثم دخلت فيه صورٌ من البدع التي بدأت صغيرةً، ثم لم تزل تكبر حتى تمادى كثيرٌ من المتصوفة، فوقعوا في (التصوف الفلسفي) الذي هو أخطر مراتب التصوف.
هذا هو المشهور في كلام العلماء. وأما بعض الباحثين فمن رأيهم أن التصوفَ فكرةٌ واحدةٌ لا اعتدال فيها، كانت موجودةً لدى الأمم السابقة، ثم دخلت على المسلمين، فمنهم من أخذ بها كاملةً، ومنهم من أخذ بعضاً وترك بعضاً. فمن وصل إلى التصوف الغالي، فهو الصوفي حقيقيةً. و أما من لم يصل، فلم يفهم التصوف ولم يحقِّقْه، ولا يُطلق عليه الاسم إلا مجازًا. وعليه فليس هناك صوفية معتدلة وصوفية غالية. فالصوفية كلها فكرة واحدة متطرفة أجنبية عن البيئة الإسلامية.
وهو الرأي هو الذي تبناه أخونا د. لطف الله خوجه في أبحاثه ومقالاته العلمية المنشورة. وحين أقول إنه تبنى ذلك القولَ أو تأثر به، فلست أرى في ذلك أي مذمةٍ أو لمزاً له ما دامَ أخذ رأي هؤلاء عن قناعةٍ بأدلته، فالأفكار والتصورات تنسب لأول من قال بها، و لا عيبَ بعد ذلك أن يؤيدها المتأخر ويأخذ بها. لكن يبقى الشأن في قيمتها العلمية.
[عرض أدلة د. لطف الله خوجة]
يرى أخونا د. لطف الله أنَّ هناك أربع مسائل هي موضع التحرير، وبِفَصلِ القولِ فيها بالأدلة البرهانيَّة؛ يُفصَل القول في القضيَّة الأساس وهي: "فكرة التصوف: هل فيها اعتدال، أو كلها فكرة فلسفية لا اعتدال فيها".
وأولى تلك المسائل –في نظر د. لطف الله- مسألة: " تحقيق نسبة التصوف إلى أيِّ شيءٍ، هل هو إلى الصوف أم إلى كلمة (سوفيا) الفلسفيَّة؟ "
يقول د. لطف الله: (من قال بالتصوف المعتدل، سواء من المتصوفة أو من غيرهم، فإنه استند إلى نسبة التصوف إلى الصوف .. وأما من قال بأن التصوف فلسفي، ليس فيه اعتدال، فإنه استند إلى إنكار نسبة التصوف إلى الصوف).
ثم قال بلغة واضحة لا لبس فيها: (هذا موضع التحرير، فمن ثبت دليله فقوله هو الحق، لا من بطل دليله).
ففي رأي د. لطف الله أن تحرير اشتقاق كلمة (صوفية) هو موضع التحرير. فإن ثبت أن الكلمة مشتقة من لفظ أجنبي، فهي فكرة أجنبية، وإن ثبت أنها مشتقة من لبس (الصوف) فلا.
ما هي الأدلة [البرهانيَّة] التي اعتمد عليها الأخ د. لطف الله في إثبات رأيه؟
شرع د. لطف الله في رفض أغلب المعاني التي يُنسَب إليها التصوف، ثم ضيقَ الخيارات لتنحصر بين خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما القول بأن التصوف من الصوف أم من كلمة أجنبيَّة؟ وانتخب الرأي القائل بعدم "اشتقاق الكلمة" ومن ثم فإنَّها ترجع للكلمة اليونانية "سوفيا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم سلكَ منهجًا قائمًا على ثنائية "النقض" و"التأسيس"، أي نقض الآراء المخالفة له، فإذا ما سَلِمَ له النقض كما يعتقد، قام بتأسيسِ رأيه الذي يرى أنه الصحيح والصواب، فالنقض اشتمل على أربعة أدلة –تقريبًا، ودليل الإثبات اشتمل على ثلاث عشرة دليلاً أو نقطة تقريبًا. ونحن هنا سوف نعرض للنقض أولاً ثم التأسيس، منوعين بين التفصيل و الإيجاز حسب الحاجة.
الطريق الأول [النقض]: يمكن أن نلخصه تحت اسم [البرهان القشيري].
اجتهد د. لطف الله في نفي أن تكون كلمة (الصوفية) مشتقة من لبس (الصوف)، وقد أسَّسَ برهانه على دعوى أن المتصوفة لم يشتهروا بلبس الصوف، وعمدته نصٌ قاله إمام التصوف "عبدالكريم القشيري" في كتابه الشهير "الرسالة" حيث زعم أنَّ الصوفية لم يختصوا بلبس الصوف لمحاولة تبرير زعمه أن اللفظة غير مشتقة.
ومدار أدلة الأخ خوجة على أربعة، كما يلي:
(1) النص: قال القشيري: (القوم –أي المتصوفة- لم يختصوا بلبس الصوف).
قال الأخ لطف الله: (عدم الاختصاص يعني انتفاء النسبة ما بين التصوف والصوف).
ويقول أيضًا: (إذن النتيجة المهمة هنا: أن القوم لم يختصوا بلبس الصوف).
وقال: (وهذه شهادة خطيرة، فيها نقض لقول من ادعى أن الصوفية اشتهروا بلباس الصوف، شهد بها إمام عارف من أئمة الصوفية المتقدمين).
وقال: (كان علة ذلك، كما ذكر القشيري: أن القوم لم يختصوا ولم يشتهروا به).
وقال فزاد: (فالصوفية لم يُعرفوا بهذا اللباس، لا قديما ولا حديثاً).
وقال عنهم أنهم: (أعرضوا عن لبسه، فلم يتميزوا به).
كل هذه النتائج ولَّدها د. لطف الله من ذلك النص الصغير الذي ذكر فيه القشيري أن الصوفية "لم يختصوا بلبس الصوف".
(2) سلامة الدليل [البرهاني-القشيري] من المعارضة والرد:
بعد أن شيَّد الأخ لطف الله بنيان برهانه على ذلك النص العابرِ، واستنبط منه تلك النتائج الكبار، زاد في التأكيد والتثبيت، فذكر أن هذا النص قد سلم من الرد والمعارضة، ولذا فهو حقيقة مسلم بها ودليلٌ برهانيٌ!
يقول الأخ د. لطف الله: (ومما يعطي الشهادة قيمة أكبر، أنا لم نسمع بإمامٍ صوفيٍّ انبرى للرد عليه وإبطال زعمه هذا، فسكوتهم دليل موافقتهم له، ويبعد أن يكونوا غير مطلعين على كتابه، بل يستحيل، فكتابه "الرسالة" من أشهر كتب التصوف، فمن الذي لا يعرفه من الصوفية؟!).
وقال: (وهذه شهادة مهمة كونها صادرةً من إمامٍ متفقٍ عليه. وكونه لم يرد أحد كلامه هذا، ولم يعارضه أحد، لا من معاصريه، ولا من أتى بعده، فهل يعقل أن يكذب في شهادته، أو يخطئ، ثم يسكت عنه جميعهم، من أولهم إلى آخرهم، مع ظهور المسألة، وعدم خفائها؟).
وزاد، فقال: (لم يعترض أحد من المتصوفة بإنكار على هذا التقرير، لا من المعاصرين لهما، ولا من اللاحقين. أفلا يدل هذا على إقرارهم وتسليمهم بهذا التقرير؟).
(3) الدليل [العاضد] من كلام إمام الصوفية الهجويري:
بعد أن أقام د. لطف الله أساس برهانه على نص القشيري، وَجَدَ ما يَشُدُ من أزره ويعضده، وهو كلام الهجويري في كتابه "كشف المحجوب".
قال لطف الله: (بل سايره على هذا الرأي، ووافقه: إمام آخر معاصر له هو الهجويري).
وقال: (الهجويري كذلك أنكر النسبة إلى الصوف).
(4) دليل خلو تعريفات الصوفية من الصوف:
ثم عضد د. لطف الله رأيه بأن تراث الصوفية حتى منتصف القرن الخامس يكاد يخلو من ذكر الصوف. يقول لطف الله: (المتتبع والدارس تعريفات المتصوفة الأولين، المؤسسين، منذ بداية التصوف، وحتى منتصف القرن الخامس يلحظ خلوَّها من ذكر الصوف، إلا تعريفا يتيماً أو تعريفين من بين حوالي ثمانين تعريفاً، .. فلو كانت النسبة صحيحةً، فلم أعرضوا عن ذكره في هذه التعريفات؟!).
[التعليقات النقديَّة على أدلة د. لطف الله النقضيَّة]
ما ذكرتُهُ هو لبُّ وزبدة أدلة الأخ لطف الله، وهو قد طالب –سابقًا ومرارًا- بالأدلة البرهانية وترك الأدلة الخطابية. ولذا فنحن هنا لتقييم مدى كونها أدلةً فضلاً عن كونها برهانيَّةً.
(1) تقييم البرهان الأول:
أرتكزَ الدليل الأول والأهم –عند الأخ لطف الله- في إنكار النسبة الشهيرة بين التصوف والصوف، على النص السابق الذي قاله القشيري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه استنتج د. لطف الله: انتفاء النسبة ما بين التصوف والصوف، وأن الصوفية لم يشتهروا بلبس الصوفِ، بل لم يُعرفوا بهذا اللباس، لا قديماً ولا حديثًا. ثم ذكر أن هذه شهادة خطيرة –حسب تعبير لطف الله- تنقض قول من ادعى أن الصوفية اشتهروا بلباس الصوف.
وللتعليق على الدليل الأول أقول:
أولاً: القشيري لم يقل: إن الصوفية (لم يشتهروا بلبس الصوف) أو إن الصوفية (لم يُعرفوا بهذا اللباس)، بل قالَ إنهم (لم يختصوا بلبس الصوف). وفرقٌ كبيرٌ بين التعبيرين. فالصوفية كانوا معروفين مشهورين بلباس الصوف منذ القدم. لكن القشيري يريد أن يقولَ إن لبس الصوف ليس خاصاً بهم. بل هو لباسٌ يشاركهم فيه غيرهم. فمن الخطأ أن يأتي الأخ لطف الله ليجعل عبارة القشيري دالةً على أن الصوفية "لم يشتهروا بلبس الصوف". ومقام القشيري في التصوف يبعد معه أن يجهل شهرة الصوفية بذلك.
قد يتصف فرد أو طائفة بصفة ويشتهر بها، حتى مع مشاركة غيره فيها. لكن شهرته بها تكون لمعنى خاصٍ استوجب ذلك، كما هو الحال بالنسبة للصوفية، إذ كانوا يلبسون الصوف هم وغيرهم. لكنهم اشتهروا به، لتعبدهم بلبسه، و لملازمتهم له عمداً بقصد التقشف وخشونة العيش.
ثانياً: لو فُرض أن القشيري أراد المعنى الذي قصده د. لطف الله. فإن انفراده بهذا الرأي بلا دليلٍ فهذا يكفي لعدم قبوله، وردِّه عليه، لأنَّ قوله المنفرد يقابل قول أغلب أئمة الصوفية وغيرهم، حيث قرروا خلاف ذلك، والعدول عن المشهور والمستفيض والمقرر إلى رأي فردٍ بلا دليل؛ تحكم لا يجوز.
ولأن الواضحات لم تعد واضحات، فسوف أسوق القليل من الكثير من تقريرات كبار أئمة الصوفية قبل القشيري وبعده، وتقريرات غيرهم من المؤرخين والعلماء المراقبين حال الصوفية في عصورهم.
[1] السابقون على القشيري.
أول مصدر يُطالعنا هنا هو أعظم وأقدم سفر لتأريخ التصوف، وهو كتاب (اللمع) لأبي نصر السراج الطوسي (378هـ).
قال شيخ الصوفية المعاصر (عبدالحليم محمود): (السراج الطوسي أعظم مؤرخ صوفي في تاريخنا قديمه وحديثه، هو بحق أكبر المؤلفين الصوفيين، وأستاذهم جميعًا بلا استثناء، هو الكتاب الأم في تاريخ التصوف الإسلامي، هو أقدم مرجع صوفي إسلامي، وهو فوق هذا أكبر هذه المراجع وأوثقها وأغزرها مادة، وأنقاها جوهرًا ولفظًا، ومن مادته الخصبة اقتبس كافة من أرخ للتصوف).
وبعد هذا الثناء الوافر، أنقلُ ما قاله هذا الإمام الصوفي، قال تحت باب اسمه (الكشف عن اسم الصوفية، ولم سموا بهذا الاسم، ولم نسبوا إلى هذه اللبسة).
فكما تلاحظ من عنوان الباب يظهر رأي إمامِ الصوفية هذا.
ثم نكمل معه، حيث يقول: (نسبتهم إلى ظاهر اللبسة، لأن لبسة الصوف دأب الأنبياء عليهم السلام وشعار الأولياء والأصفياء، ويكثر في ذلك الروايات والأخبار).
ثم قال: (الصوفية عندي، والله أعلم، نُسبوا إلى ظاهر اللباس .. لأن لبس الصوف كان دأب الأنبياء عليهم السلام والصديقين وشعار المساكين المتنسكين).
أما المصدر الثاني فهو كتاب (التعرف لمذهب أهل التصوف) لأبي بكر الكلاباذي (380هـ). فقد قال: (ومن لبسهم وزيهم سُموا صوفيَّة). وقال: (الصوف لباس الأنبياء وزي الأولياء). ثم ساق الروايات في فضل لباس الصوف.
وقال الخطيب البغدادي في تاريخه: (أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري بالري قال سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن سعيد السرخسي ببخارى يقول سئل أبو علي الروذباري (322 هـ) –صاحب الجنيد- فقيل له: من الصوفي؟ فقال: من لبس الصوف على الصفا).
وقال الحكيم الترمذي) 360هـ (في (النوادر):) فعلى هذا المثال عَامَلت متزهدة زماننا، سَمِعَت أنه مضى في السلف الصالح من الصحابة والتابعين قوم اجتزوا بالدون من الحال فلبسوا الصوف والخلقان و أكلوا النخالة وامتنعوا من الشهوات .. فخلف من بعدهم خلف اتبعوهم فيما ابتدعوه وهم غير صادقين فيها فأقبلوا على لبس الصوف والخلقان وأكل النخالة والخبز المتكرج يريدون بذلك إظهار الزهد وقلوبهم مشحونة بشهوات الدنيا).
ونقل الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي (360هـ) في (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) عن ابن المبارك وكذا في (تاريخ بغداد) أنه قال يعاتب أحد العباد:
أيها القارئ الذي لبس الصوف ... وأمسى يعد في الزهاد
الزم الثغر والتواضع فيه ... ليس بغداد منزل العباد
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك ذكر عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو محمد الأنصاري (369هـ) في كتابه، أنه سمع أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي من الصوفية الكبار، أنه قال: (سُمِيت الصوفية باسم الصوفية لأنهم قوم عملوا بحقائق الدين وحققوا العمل للآخرة بالزهد في الدنيا والتقلل، وكان لباسهم الصوف من إحدى تلك الحقائق فكان ظاهرًا ففارقوا به الناس فسموا به).
وذكر أبو نعيم الأصبهاني في (الحلية) أنَّ لباس الصوف هو اختيار الصوفية.
بل إن القشيري نفسه قال: (قال أبو سليمان الداراني: الصوف علم من أعلام الزهد)!!
[2] المعاصرون للقشيري.
وممن احتج بهم الأخ لطف الله الإمام الصوفي الهجويري، ويا ليته –وهو المختصص خمسة عشر عامًا في التصوف- قلَّبَ كتاب (كشف المحجوب) قليلاً، لوجد أنه بعد صفحاتٍ يسيرة عقدَ بابًا كاملاً بعنوان: (باب في لبس المرقعة).
قال فيه: (اعلم أن لبس المرقعة شعار المتصوف، ولبس المرقعات سنة، ومن هنا قال الرسول عليه السلام: "عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة الإيمان").
ثم شرع في إيراد الروايات والآثار التي تحث وتخص لباس الصوف بالأجر والثناء ومزيد الفضل. ثم ساق أسماء مشاهير أولياء وأئمة الصوفية الذين لبسوا الصوف.
قال: (أمر داود الطائي رحمه الله بلبس الصوف، وكان من الصوفية المحققين).
وقال: (كان الشيخ محمد بن خنيف رضي الله عنه يرتدي لمدة عشرين عامًا ثوبًا من الصوف الغليظ ويعتكف).
ثم عقدَ فصلاً تحدث عن تصوف زمانه؛ فقال فيه: (فصل: وأما ترك عادة هذه الطائفة فلا يكون شرطًا في طريقتهم، وقلة ارتدائهم ثياب الصوف الآن له معنيان .. إلخ).
[3] اللاحقون للقشيري.
قال السهروردي (632هـ) في (عوارف المعارف): (نُسبوا إلى ظاهر اللبسة، وكان ذلك أبين في الإشارة إليهم وأدعى إلى حصر وصفهم، لأن لبس الصوف كان غالبًا على المتقدمين من سلفهم .. فالقول بأنهم سموا صوفية للبسهم الصوف أليق وأقرب إلى التواضع .. ولم يزل لبس الصوف اختيار الصالحين والزهاد والمتقشفين والعباد).
وأنشد عبد الغني النابلسي في (ديوانه):
واجعل معاشك من خبز الشعير ومن ... ماء وإن لم يكن عذبا فتغترف
وخرقة الصوف طول العمر تلبسها ... مع صاحب أو صحاب أنت تأتلف
وقال عبد الرؤوف المناوي قي (فيض القدير): (وقد أمر الشارع بالتوسط بين التفريط والإفراط حتى في العبادة وفيه رد على من تحرى من الصوفية لبس الصوف دائما ومنع نفسه من غيره وألزمها زيا واحدا وعمد إلى رسوم وأوضاع وهيئات ويرى الخروج عنها منكرا).
[4] من غير الصوفية.
قال ابن خلدون عن الصوفية: (وهم في الغالب مختصون بلبسه لما كانوا عليه من مخالفه الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصوف فلما اختص هؤلاء بمذهب الزهد و الانفراد عن الخلق و الإقبال على العبادة اختصوا بمآخذ مدركة لهم).
وهو رأي ابن تيمية.
وقال ابن القيم في (الزاد): (وذكر الشيخ أبو إسحاق الأصبهاني بإسناد صحيح عن جابر بن أيوب قال: دخل الصلت بن راشد على محمد بن سيرين وعليه جبة صوف وإزار صوف وعمامة صوف، فاشمأز منه محمد وقال: أظن أن أقواما يلبسون الصوف ويقولون قد لبسه عيسى ابن مريم .. ومقصود ابن سيرين بهذا أن أقواما يرون أن لبس الصوف دائما أفضل من غيره فيتحرونه ويمنعون أنفسهم من غيره).
وقال بدر الدين العينى الحنفي في (معانى الأخيار): (الصوفى: نسبة إلى لبس الصوف، منهم الطائفة التي تسمى بالصوفية، وأكثرهم أهل بدع وضلال).
وقال الشيخ علي بن سلطان محمد القاري في (مرقاة المفاتيح): (وأما أكثر طوائف الصوفية فاختاروا لبس الصوف).
فهذه جملة يسيرة -من كثير- من أقوال أئمة الصوفية وغيرهم تبين أن لباس الصوف كان شعارًا ورمزًا للصوفية. فلماذا يرفض د. لطف الله كل هذا ويُتمسك بنص القشيري فقط، ثم يبني عليه أن الصوفية لم يشتهروا ولم يُعرفوا بلبس الصوف قديماً ولا حديثاً؟
ثالثاً: أنَّ الأخذَ بقولِ صوفيٍ واحدٍ، ثم تحميله ما لا يحتمل، لا يُعتبرُ دليلاً فضلاً أن يكون برهانيًا، فضلاً أن يكون ناقضًا لحقائقَ مشهورة مقررة، فأين منهجية البحث العلمي؟
ألم يرد الأخ لطف الله قول الكلاباذي في اختياره أحد معاني التصوف، والسبب كما قال لطف الله: (هذا قول يحتاج إلى دليل، ولم يستند إلى شيء، ولم أره لغيره).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبنفس المنطق: فإنَّ قولَ القشيري –حسب فهم د. لطف الله- قول يحتاج إلى دليل، ولم يستند إلى شيء، ولم أره لغيره، بل خالفه الصوفية في ذلك.
فلماذا قبل أخونا د. لطف الله كلام القشيري ورفض كلام الكلاباذي؟! وتتضح خطورة هذا الانتقاء حين نعلم أن د. لطف الله سيبني عليه أن الصوفية فكرة فلسفية واحدة واردة من خارج البيئة الإسلامية.
رابعاً: إذا سلمنا –جدلاً- بصحة قول القشيري وهو: "إنَّ الصوفية لم يختصوا بلبس الصوف"، فمن أين للدكتور لطف الله أنهم اعرضوا عن لبسه؟ وأنهم لم يُعرفوا بهذا اللباس، لا قديما ولا حديثًا؟ فهذا المعنى زائدٌ جدًا على ما قاله القشيريُ، فأين الدليل البرهاني هنا؟!
خامساً: قال د. لطف الله: (التصوف فكرة ونحلة .. وبناء على هذا: إن أردنا التعرف على دين أو نحلة أو فكرة ما .. لا يصح أن نلجأ إلى المنتسبين فنعتمدهم مصدرًا).
يريد لطف الله بهذا الكلام أن المنتسب الذي لم يحقق معنى التصوف، لا يصلح أن يكون مصدراً لتعريفهِ وفهم معناه. وعليه فقد كان من المفترض ألا يصح الاستدلالُ بكلام القشيري والهجويري كمصدرٍ معتمدٍ يشرح معنى التصوف، إلا في حالة واحدةٍ، وهي ما إذا كان الدكتور يرى أن القشيري والهجويري متحققين بالتصوف الفلسفي –الذي هو عنده غير معتدل وزندقة ومضاد للإسلام-!!.
سادساً: كلام القشيري –لو سُلمت دلالته- فهناك إشارات قد تحمل كلامه على أنه يتحدثُ عما غلب ووقع فيه زُهَّادُ عصره، ومتصوفة زمانه، حيث لُبِسَ التصوف للدنيا والشهوات، فلم يَعد مختصًا على الصوفية الحقة كما يراها هو.
فقد جاء ما نصه في رسالته: (هذه رسالة كتبها .. القشيري .. إلى جماعة الصوفية ببلدان الإسلام في سنة 437هـ .. اعلموا رحمكم الله، أنَّ المحققين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم ولم يبق في زماننا هذا من هذه الطائفة إلا أثرهم .. حصلت الفترة في هذه الطريقة، لا بل اندرست الطريقة بالحقيقة، مضى الشيوخ الذين كان بهم اهتداء).
فهنا يُقرر -حسبَ رأيه هو- أنَّ الطريقة الصوفية اندرست، فإن كانت شهادة على غير عصره فقد ردها أهل ذلك العصر، وإن كان شهادة على عصره، فقد بررها أحد أئمة الصوفية المعاصرين زمانه، وهو الهجويري.
قال الهجويري: (وقلة ارتدائهم ثياب الصوف الآن، له معنيان، أحدهما: أن الأصواف تشعثت والأنعام انتقلت في الغارات من مكان إلى مكان. والثاني: أنَّ طائفة من أصحاب البدع اتخذوا رداء الصوف شعارًا لهم، ومخالفة شعار أهل البدع سنة ولو مخالفة للسنة).
فالهجويري –الذي احتج به لطف الله- يؤكد أنَّ الأصلَ في الصوفيّة لبس الصوف، وأنه شعارهم وعادتهم المعروفة، لكنهم في عصره أخذوا في التقلل منه بسبب ما ذكره.
ومن هنا نتساءل: كيف يمكن أن يرد –باحثٌ أكاديميٌ متخصصٌ في التصوف- جميعَ تلك الدلالاتِ التي تثبت أنَّ الصوف شعارَ الصوفية، لأجل نصٍ واحدٍ يتيمٍ ذي دلالةٍ محتملةٍ؟
فهل وقف الأخ لطف الله على تلك النصوصِ وتجاهلها وتمسك بنص القشيري وحده؟ أو أنه لم يقف عليها أصلاً –رغم كثرتها وشهرتها-.
سؤال يضع علامات تعجب كبرى، أياً كان جوابه.
(2) تقييم الدليل الثاني:
لعل الأخ لطف الله استشعر ضعف دليله فحاولَ تدعيمه وتقويته بدعوى أنه لم يسمع بإمام صوفي، لا من معاصريه، ولا من أتى بعده، انبرى للرد على كلام القشيري وإبطال قوله. فالجميع –في رأيه- سكتوا موافقين للقشيري، فهل يعقل أن يكذب القشيري في شهادته، أو يخطئ، ثم يسكت عنه جميعهم، من أولهم إلى آخرهم، مع ظهور المسألة، وعدم خفائها؟ بل –يواصل الأخ لطف الله-: لم يعترض أحد من المتصوفة بإنكار على هذا التقرير، لا من المعاصرين لهما، ولا من اللاحقين. أفلا يدل هذا على إقرارهم وتسليمهم بهذا التقرير؟
وللتعليق على هذا الدليل؛ أقول:
لأنَّ في المدارسة فوائد، فأول فائدة هنا تظهر هي: أن هذا الدليل قويٌ جدًا بنبرته الواثقة وخطابيَّته القوية فقط لا غيرَ. أما مضمونه فلا أساس له من الصحة ألبتة، فكلام أخي الدكتور لطف لله لم يقم على أساس دراسةٍ ومعرفةٍ بمحتويات بطون كتب الصوفية، وخبرةٍ في مصادرهم، بل هو مجرد تخميناتٍ وافتراضاتٍ لم تقم على استقراء حقيقيٍّ، يدعمه منطق البحث العلمي إطلاقًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وآمل ألا يقول أخي الدكتور لطف الله أني -بكلامي هذا- لم أحترم تخصصه في دراسة التصوف. لأن الاحترامَ شيءٌ يجب ألا يقدم على الحقيقة العلمية القريبة الواضحة التي لا يتعب الباحث في الوقوف عليها.
فحين يكون هناك نص في (الرسالة القشيرية)، ويريد باحثٌ ما أن يتتبع موقف العلماء منه. فمن أقرب المراجع التي كان المفترض -من المبتدئ فضلاً عن المتخصص- أن يراجعها؛ شروح الرسالة القشيرية نفسها. هذا من البديهيات.
ففي حين يزعم أخونا د. لطف الله أن أحداً لم يعترض على كلام القشيري، نجد في (شرح الرسالة القشيرية) للشيخ الصوفي زكريا الأنصاري تعليقاً لا أدري كيف فات د. لطف الله الوقوف عليه.
فحين قال القشيري: (لكن القوم لم يختصوا بلبس الصوف). تعقبه الأنصاري فقال: (لكن هذا لا يضر، لأن الحكم للغالب، والغالب عليهم لبسه، والاكتفاء به، وإنما اختاروا لبسه لأنه أرفق بهم ولأنه لباس الأنبياء والصالحين).
وحينما قال القشيري: (أشهر من أن يُحتاج في تعيينهم إلى قياس لفظ واشتقاق) تعقبه معترضًا فقال: (وأنت خبير بأن شهرتهم لا تغني عن بيان اشتقاق اسمهم).
وممن تعقب القشيري أيضًا من أئمة الصوفية علي الهروي البسطامي (875هـ) في كتابه المخطوط (حل الرموز و مفاتيح الكنوز في شرح رسالة السهروردي) فبعد أن عرض الآراء في نسبة التصوف، ذكر مقولة القشيري (أن الصوفية لم يختصوا بلبس الصوف) فتعقبها وأورد عليه أن الصوف لباس الأنبياء والأولياء والمتصوفة وساق الروايات.
ومن المعاصرين: قال الشيخ الصوفي صلاح الدين التيجاني في (الكنز) بعد ذكره كلامًا للقشيري، قال: (أما اشتقاقها فالصحيح لغويًا أنها نسبة إلى الصوف، وذلك أنَّ هؤلاء الزهاد والعباد كانوا يلبسون الصوف، إذ كان من علامة الزهد آنذاك).
وقال الصوفي المعاصر –شيخ مشايخ الطريقة الغنيمية- أبو الوفا الغنيمي التفتازاني رادًا كلام القشيري بعد عرضه: (والأصوب أن يُقال: إن اشتقاق كلمة صوفي هو من الصوف، فيقال: تصوف الرجل إذا لبس الصوف، وكان الصوف شعارًا للعباد والزهاد لأول نشأة الزهد، وكثير من الصوفية أنفسهم يذهبون إلى هذا الرأي).
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف جزمَ أخونا د. لطف الله وأطلق القول بأنه: لم يسمع بإمام صوفي، لا من معاصري القشيري، ولا من أتى بعده، انبرى للرد على كلامه، وأنهم سكتوا موافقين ومقرين له، وأنه لم يعترض أحد من المتصوفة بإنكار على هذا التقرير، لا من المعاصرين لهما، ولا من اللاحقين؟
مثل هذا المنهج من أخينا د. لطف الله هو ما كنت أرغب في مناقشته معه. فقد رأيت في كلامه مجازفاتٍ وإطلاقاتٍ كبيرةً تفتقر للحد الأدنى من التحقيق والتحرير. ثم تأتي البلية حين تجعل هذه الإطلاقات مقدماتٍ لنتائج وأحكام تشتمل على ما ينافي العدل و الإنصاف.
والله أعلم ..
عايض بن سعد الدوسري
(يتبع بإذن الله الحلقة الثانية).
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 02:51]ـ
جميل يا شيخ عايض، ولكن لم لا نجمع بين القولين -أقصد قولك وقول الشيخ لطف الله-؛ فتكون أصل الفكرة أجنبية فلسفية ثم طرأت عليها أمور أخرى كالتقشف ولبس الصوف وووالخ، فمعلوم أن كل فكرة دخيلة على الإسلام لا تبقى على حالها بل كثيرا ما يلبس الشيطان على الآخذ بها ليكسوها لباس يخيل لهم أنها من الدين لتجمل في أنظارهم ويزيد تعلقهم بها ولا يستوحشون منها.
فيكون الحاصل أن فكرة التصوف وأصولها الفلسفية مأخوذة من الأمم السابقة، ثم طرأت عليها بعض الأمور توهم المتصوفة أنها من الدين كالتقشف.
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 04:11]ـ
الأخت الفاضلة شذى الجنوب .. وفقها الله
أشكر لك مداخلتك، ولا يمنع ما قلته وتفضلت به من الجمع بين القولين إذا ثبت ذلك علميًا وتاريخيًا فالقصد تحقيق ما ثبت، فإن كان لديك أدلة على هذا الأمر فسأكون بها حفيًا وجذلاً.
وعلى أي حال كان اشتقاق التصوف، فلا خلاف أن المتأخر منه استمد أفكاره وأصوله الفلسفية من الأمم السابقة.
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 07:33]ـ
من باب الأمانة العلمية وتنوع الفائدة، أضع بين أيديكم جواب ورد أخي الفاضل الدكتور لطف الله على ما قلتُه في تعليقي النقدي الأول:
[جواب الأخ د. لطف الله خوجة على التعليق النقدي الأول]
(يُتْبَعُ)
(/)
ما كنت أظن أن تذكيري الأخ عايض بتخصصي، وسنوات دراستي التصوف، سيكون محل همز ولمز من جديد ..
هذا هو العدل والإنصاف الذي يذكرنا به الأخ في ختام حديثه، أنعم به عدلا وإنصافا؛ سخرية، وعدم احترام من هو أكبر منك سنا؟.
هذا مع كونه باحثا، وأحسن من يقدر التخصص الباحثون، لكن هذه حالة عجيبة غريبة.
حسنا فرغنا من هذا .. فكل ممكن فهو كائن، فلنلج في الموضوع:
الأمر مختلط .. وفرق بين الباحث الفاحص، وبين من آلته وعدته الجمع فحسب، وقد قيل عن بعضهم: أنه كحاطب ليل؛ يعني يجمع الحطب والحية .. ولا أرى الأخ عايض إلا من هؤلاء، في مسألتنا هذه لا أكثر .. وسأشرح:
في التراث الصوفي أشياء كثيرة متناقضة تناقضا جليا ظاهرا، يعرفها من قرأ ونظر ..
فيه تجد من يقول عن التصوف: إنه حقيقة الإسلام. وفيه أقوال وأحوال ومواقف تضاد الإسلام وتناقض.
فيه من ينسب التصوف إلى الصوف. وفيه من ينفي هذه النسبة.
فيه من يقول هو الزهد. وفيه من يقول ليس هو الزهد.
فيه من يقول هو الحلول، وفيه من ينزهه عن ذاك.
عندما ينظر الناظر في هذه المتناقضات، كيف يحلها ويفك طلسماتها؟.
لو أخذ رأيا وهدم نقيضه، هكذا بمجرد أنه رأي في التصوف، فما قوله بأحق ممن عكس ..
فمن يقول: التصوف هو النسبة إلى الصوف. ويكون دليله في ذلك شهادات وأقوال المتصوفة، فليس قوله بأحق بالصواب ممن يقول: ليس له علاقة بالصوف. ويستشهد بأقوال المتصوفة على ذلك.
فكلاهما يستند إلى شهادات من داخل التصوف .. والذي يضرب هذا بهذا، فيرجح أحدهما على الأخر، فهو يضرب في المسألة بغير علم ولا هدى ..
لكن الطريق والمنهج أن ينظر فيما يؤيد هذا أو هذا، مما يرجحه؛ ينظر صدق وثبوت أحد الرأيين في نفسه، ثم ينظر فيما يشهد له من خارج الدليل نفسه؛ بشرط أن يكون صحيحا عقلا وواقعا.
لنأخذ المثال على هذا ..
القشيري قال: "والقوم لم يختصوا بلبس الصوف".
كلامه واضح، أي لم ينفردوا، فالاختصاص هو الانفراد، وفي اللغة: اختص بالأمر: انفرد به. وإذا انفرد قوم بأمر، فقد اشتهروا به قطعا، وإذا لم يختصوا به، لم يشتهروا به، فثمة علاقة لازمة بين الشهرة والاختصاص، من أنكرها فهو يجادل في الواضحات.
ومعنى عدم الاختصاص؛ أي لم يكن علامة عليهم، وليس لازما، ولا هم مقيدون به، بل منهم من قد يلبسه، ومنهم من لا يلبسه .. ومن ثم فهم غير مشتهرين به.
هذا كلامه، وبمثله أفاد ابن تيمية رحمه الله تعالى.
إذن كلام القشيري واضح، في إنكار النسبة والاختصاص والاشتهار .. لا مجال لتحريفه وتأويله، إلا لمن لا يدرك دلالة الألفاظ، أو له غرض في التأويل، أو يتعصب لرأيه بغير وعي.
القشيري لم ينفرد بهذا القول، إنما وافقه الهجويري، وهما قطبان؛ القشيري قطب صوفية العرب، والهجويري قطب الفرس .. فكلاهما في ميزان الحقيقة الصوفية ثقيل .. ليس كقول أحدهم.
قولهما في إنكار النسبة يقابله قول من يثبت النسبة .. كيف نرجح؟.
قلنا: الترجيح يكون طريق الدليل في نفسه، وبأدلة خارجية.
أما الدليل في نفسه:
فقد ثبت عمومه في نفي الاختصاص بما سبق.
وهو لا ينفي لبس بعض الصوفية للصوف، فنفي الاختصاص لا ينفي اتخاذ بعضهم للباس؛ لكن لبس بعضهم للصوف، لا يخصهم به.
وهو كلام في مقام التقرير للمذهب، وليس كما فهم الأخ عايض؛ أنه في مقام الإنكار على تغير أحوال المتصوفة، حيث يقول: "كلام القشيري - لو سلمت دلالته - فهناك إشارات قد تحمل كلامه على أنه يتحدث عما غلب ووقع فيه زاهد عصره .. ".
فإن القشيري انتهى من تقريع الخارجين عن طريق التصوف في أول كتابه، ثم بدأ يكتب أصول وقواعد التصوف، حتى جاء إلى بيان معنى التصوف، بعد منتصف كتابه، فبين معنى التصوف، فقال ما قال، والسياق يدل بوضوح أنه كان في مقام التقرير لأصول المذهب.
فدلالة كلامه واضحة على النفي، من إمام عاش في القرن الرابع والخامس؛ أي في بدايات التصوف، فهو يحكي حالا رآه وعرفه ..
والقشيري لم ير في إنكار النسبة بأسا، ولا ضررا بمعنى التصوف الذي يريده، وهكذا فهم الآخرون لذا كفوا عن نقده والرد عليه.
أما قول من يثبت النسبة، فيلاحظ عليه أنه يقول: نسبوا إلى ظاهر اللبسة، وأنه لبس الأنبياء والصالحين والاولياء والأصفياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان من هم المتصوفة نسبة كل شيء في التصوف إلى الإسلام، فمن ذلك قولهم في الصوف أنه لباس الأنبياء - وفيه نظر- ولباسهم .. لكن هل تقبل دعاواهم هكذا، من غير ما يؤكد؟.
إن قولهم محل الشك، لإنكار القشيري والهجويري ذلك، فلا مصلحة لهما من الإنكار، وهما عالمان بحالهم .. وهو من قبيل وشهد شاهد من أهلها.
قد تكون شهادة الخصوم مجروحة، لكن شهادة الأصحاب الأوفياء المخلصين الصادقين مقبولة.
هاهم يدعون أن علمهم مقيد بالكتاب والسنة، والأخ عايض يقر أن التصوف بدعة، فأين تقيدهم هذا؟.
كذلك دعواهم أنهم نسبوا إلى الصوف، أيكفي فيه أنهم قالوا، أم يحتاج إلى ما يثبت تلك الدعاوى ...
خصوصا وأن الصوفية إلى اليوم ليس لهم همّ في لبس الصوف، بل ولا يعرفون به .. وإلا فاتني منهم من يلبسه ..
لو فرضنا أن الإثبات في الوضوح يضاهي النفي، فيقال: دليل واضح قابل دليلا واضحا .. فما العمل؟.
هنا نلجأ إلى الأدلة الخارجية ..
فإذا جاءنا من يحتج بابن خلدون بأنه نسبهم إلى الصوف، كان لنا أن نحاجه بابن تيمية أن طريقتهم ليست مقيدة بلبس الصوف.
لكن لدينا أدلة أخرى مرجحة، وعديدة .. ليس دليلا "يتيما" كما ادعى الأخ الدوسري ..
منها دليل كبير ومهم، يستوجب من الباحث التوقف، وهو تعريفات الصوفية للتصوف، فإنه في أكثر مائتي تعريف لم يوجد إلا تعريف أو تعريفان ينسبان التصوف إلى الصوف .. لكن أكثر التعريفات واشهرها تنسبهم إلى الصفاء ..
الأخ الدوسري مر على هذا الدليل، ثم صال وجال فيما يظنه حجة وبرهانا لرأيه، مسقطا لرأيي .. وتلك طريقة في البحث فيها انتصار للذات، وليس فيها انتصار للعلم.
عندما يعرف المتصوفة التصوف بالصفاء، فهم يتكلمون على التصوف في مقام التعريف به، وتقرير حقيقته، وإعراضهم عن ذكر الصوف هنا، يكشف عن حقيقة أن الصوف ليس أصيلا في التصوف، ولو ادعوا ذلك، وما أكثر دعاوى المتصوفة.
هناك أدلة خارجية أخرى:
- ماهية التصوف.
- علاقة التصوف بالفلسفة.
- علاقة التصوف بالسحر.
- أحوال وأقوال المتصوفة الأوائل.
كل هذه تؤكد عدم علاقة التصوف بالصوف .. ولا شك أن نفي علاقة التصوف بالصوف هو أحد الأدلة على أجنبية التصوف، وليس الدليل الوحيد.
الأخ شنع علي في قولي إن أحدا لم يرد على القشيري، فأتى بما ظنه صالحا، فأوله كلام الانصاري قال: "لكن هذا لا يضر، لأن الحكم للغالبن والغلب عليهم لبسه، والاكتفاء به .. ".
حسنا .. هل هذا يعد ردا، أو إنكارا، كذلك ما جاء به عن الهروي أنه ساق الروايات في لباس الأنبياء، وذكر من المعاصرين التيجاني والتفتازاني ..
الأخ لا يدرك معنى الرد، فهذه المناوشات في نظره ردود .. ؟!! ..
أقول: مثل ذلك الكلام من القشيري، يتعبر ناقضا لفكرة أن التصوف هو الزهد في الإسلام؛ فسكوتهم عنه دليل موافقة، ولو كان الأمر عندهم خطأ وخطيرا، لانبروا بردود مفصلة، لا أقل من فصل في كتاب، إن لم يكن كتابا مستقلا، يكشف به زيف كلام القشيري، لكنهم سكتوا، وتعليقاتهم تلك تعليقات وجلة وعلى الاستحياء في سطرين أو ثلاث، لا تعتبر نقدا ولا نقضا.
ما أعنيه:
أن الصوفية كانوا يدركون التصوف ليس هو الزهد، لذا لم يهتموا كثيرا بنقض كلام القشيري، حتى جاء الاخ عايض الدوسري فخصصه بنقد، لم يسبق إليه .. ولم يفرح به إلا من له غرض ترويج التصوف.
لدي ما أقوله أكثر، وفي كلام الأخ الدوسري كثير من التجاوزات، يفطن إليها القارئ، لا أريد تتبعها والسلام.
لطف الله خوجه – مكة المكرمة
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 02:01]ـ
تتمة التعليقات النقدية -2
تلافياً لما وقع في مبدأ بحثنا مع أخي الفاضل د. لطف الله، سوف أعرض عن جميع الانتقادات الجانبية ذات الطابع الشخصي، وسوف أحصر كلامي في المسألة العلمية وحدها غاضاً الطرفَ عن كل ما لا علاقة له بالجانب العلمي المحض. فذاك خير لي ولأخي د. لطف الله وفقه الله. فتوقفي في المرةِ الأولى كان بسبب تلك المناوشات الشخصية التي تفسد الجو العلمي. وحيث طلب الإخوة –وعلى رأسهم د. عبدالعزيز قاسم- العودة للمباحثة، فليكن الكلام محصوراً فقط في الجانب العلمي وحده. وإن رغب الإخوة في المجموعة أو أخي الدكتور لطف الله في إقفال هذه المباحثة نهائياً، فلا مانع لدي. -
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرتُ في التعليق الأول رأي د. لطف الله وأدلته، وأجبتُ عن اثنين من أدلته التي رآهما دليلين نقضيِّين، وقد تبيَّن أنهم ليسا كذلك، والبقية ستلحق بإذن الله.
ولعل من الجدير بالتنويه أنَّ المسألة التي قادت د. لطف –وفقه الله- إلى التزام هذا الرأي غير الصائب، هي خطؤه حين فرض التلازم بين إسلامية التصوف إذا كان مُشتقًا من الصوف، ونفي إسلاميته إذا لم يكن كذلك.
يقول د. لطف الله: (من قال بأن التصوف فلسفي، ليس فيه اعتدال، فإنه استند إلى إنكار نسبة التصوف إلى الصوف).
وهذا الكلام غير صحيحٍ ألبتة، فالأخ د. لطف الله –وفقه الله- أحسبه يعلم علمًا جيدًا أنَّ من العلماء والباحثين المعروفين من يرى أنَّ التصوف لا اعتدال فيه، وكله تطرفٌ وغلوٌ، ومع ذلك يوافقون على أن اشتقاقَه من الصوف، وكذلك بالعكس فمن الصوفية من لا يرى أنه مشتقٌ من الصوف لكنه لا يراهُ أجنبياً، بل إسلامياً محضاً. فإحدى أهم منابع الخطأ في كلام أخي د. لطف الله هو فرض هذا التلازم المتوهَّم.
وقد قال "د. أحمد محمود صبحي" عن الذي يرى هذا التلازم: (فترجيح اعتقاده إنما يرجع في الغالب إلى فكرة مسبقة لا إلى ما يؤدي إليه البحث الموضوعي المحايد).
وقد بينتُ في التعليق النقدي الأول أنَّ مستند د. لطف الله الأعظم هو نصُّ القشيري الذي ذكر فيه أن الصوفيةَ (لم يختصوا بلبس الصوف)، وقد بينتُ خطأ استدلاله به وتحميله للنص مالا يحتمل، ثم بينتُ كذلك بالنصوص العديدة عن المتصوفة وغيرهم خطأ ما ذهب له د. خوجة استنادًا على ذلكم النص اليتيم المحتمل.
وقبل أن أشرعَ في التعليق الثاني على تقريرات أخي د. لطف الله، أنبه إلى بعض الخلل الذي بدا لي في تعليقه الأخير. فالقشيريُّ حين قال: (لم يختصوا بلبس الصوف) جاء د. لطف الله واستنبط من هذه الكلمة أنهم: (لم يشتهرو بلبس الصوف، ولم يُعرفوا بهذا اللباس، لا قديما ولا حديثاً، وأعرضوا عن لبسه، ولم يتميزوا به).
وقد ذكرتُ أن هذا التفسير من أخي الدكتور تفسير خاطئ لكلام القشيري. فنفي الاختصاص لا يعني نفي الشهرة. فالصوفية اشتهروا بلبس الصوف. لكنهم لم يختصوا به. فغيرهم يلبسه أيضاً. لكن سبب شهرة الصوفية بلبسه أنهم يفعلونه قصداً و تعبداً ويعتبرونه سنةً وقربةً، فلذلك صار الغالب عليهم. ولذلك اشتهروا به. وليس من شرط شهرة الأعيان بالشيءٍ ألا يشاركهم أحد فيه، لم يقل أحدٌ بذلك.
ولولا منازعةُ أخي د. لطف الله في هذه النقطة، لما احتجت إلى سوقِ نصوص الصوفية وغير الصوفية التي تبين أن لبس الصوف من شعارات التصوف المعروفة. فقد نصَّ أعلام وأئمة المذهب على هذا المعنى، ونصوصُهم فيه أكثر من أن تحصر. فأبو نصر السراج نصَّ أنَّ لبس الصوف هو دأبُهم وظاهر لبسهم، وأبو بكرٍ الكلاباذي نصَّ أنَّ الصوف زيهم ولبسهم وسموا صوفية لذلك، وأبو علي الروذباري قال إنَّ الصوفي من لبس الصوف، وكذا الحكيم الترمذي بيَّن شهرة لباسهم الصوف، وكذا أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي من الصوفية الكبار، نصَّ أن لباس الصوف إحدى حقائق التصوف، وأنَّه ظاهرٌ عليهم ففارقوا به الناس فسموا به، وذكر أبو نعيم الأصبهاني أنَّ لباس الصوف هو اختيار الصوفية، ونصَّ أبو سليمان الداراني على أنَّ لبس الصوف علم من أعلم الزهد، وكذلك نصَّ السهروردي على أنَّ الصوف هو الغالب عليهم، وكذا عبدالغني النابلسي، .. إلى آخر هذه الأقوال الكثير.
بل إنَّ القشيري نفسه حينما ذكر الأقوال المشهورة في أصل التصوف وردها بسبب عدم استقامة الاشتقاق اللغوي، ثم لما جاء إلى قولِ من قال: "إن التصوف من الصوف" قال: (فذلك وجهٌ) وفي نسخة أخرى من "الرسالة القشيرية" قال: (ولذلك وجهٌ). وعلق عليه الشارح زكريا الأنصاري: (ولذلك وجه سائغ). فالقشيري وإن لم يوافق على أن اشتقاق التصوف من لبس الصوف، إلا أنه لم يجزم بالنفي، بل ذكر أن لتلك النسبة وجهاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنه حين لم يوافق على اشتقاق لفظة التصوف من لبس الصوف، لم يفعل ذلك لأجل أنه يرى اللفظة لفظةً أجنبيةً كما هو مذهب أخي د. لطف الله. بل لأنه يرى أن (هذه الطائفة أشهر من أن يحتاج في تعيينهم إلى قياسٍ واستحقاقِ اشتقاقٍ). وأنتَ ترى أن هذا كلام لا طائل من تحته و لا محصل منه، وهو كلامٌ تهويليٌ ليس بعلمي، ولذا تعقبه الشارح الأنصاري فقال: (أنتَ خبير بأن شهرتهم لا تغني عن بيان اشتقاق اسمهم).
يبقى بعد هذا التعليقُ على قوله: إن (القوم لم يختصوا بلبس الصوف). وقد سبقَ أن بينتُ أن نفي الاختصاصِ لا يستلزم نفي الاشتقاقِ. إذ الكلامُ هنا عن الشهرةِ و السمة الغالبة على الصوفية، وليس عن ميزةٍ اختصوا بها دون سائر الناسِ. لأجل هذا تعقبه الأنصاري فقال: (هذا لا يضر، لأن الحكم للغالب، والغالب عليهم لبسه، والاكتفاء به، وإنما اختاروا لبسه). وتعقبه علي الهروي البسطامي حيث وافقه على تضعيف جميعِ الاشتقاقات العربية غير كلمة (الصوف)، ثم رد عليه في مسألة الاختصاص، وتعقبه شيخ مشايخ الطريقة الغنيمية أبو الوفا الغنيمي التفتازاني، وتعقب هذا القول –أيضًا- صلاح الدين التيجاني.
وليس هؤلاء فقط هم من تعقب القشيري، لكني ذكرتهم على سبيل المثال، فابن خلدون المؤرخ لم يقل ما نقلتُه عنه سابقًا إلا ردًا على القشيري.
قال ابن خلدون: (قال القشيري رحمه الله: وكذلك من الصوف لأنهم لم يختصوا بلبسه). قال معترضًا عليه: (هم في الغالب مختصون بلبسه لما كانوا عليه من مخالفه الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصوف فلما اختص هؤلاء بمذهب الزهد و الانفراد عن الخلق و الإقبال على العبادة اختصوا بمآخذ مدركة لهم).
وكذلك أبو الفضل كمال الدين جعفر الأدفوي (747هـ) في كتابه (الموفي بمعرفة التصوف من الصوفي) فقد قال: (التصوف: وهو عبارة عن قصد طريق طائفة مخصوصة سُموا بالصوفية يُتَلَبَّسُ بها، فقيل فيه: إنه من باب تَفَّعُّل، إذا دخل في الفعل، كقولك: تقمص، إذا لبس القميص .. قال بعضهم: "نسبةٌ إلى لبس الصوف". وهذا صحيحٌ من حيث اللغة، واعترض القشيري عليه "بأن القوم لم يختصوا بلبس الصوف". ويجاب: بأنه الغالب).
وكذا الشيخ الصوفي سعيد محمد بن محمد الخادمي (1156هـ) في كتابه (بريقة محمودية) حيث إنه بعد إيراد قول القشيري أورد عليه قول من اعترض عليه من الصوفية، وأورد رواياتهم وآثارهم الدالة على أن الصوف هو لبسهم الذي به عُرفوا وبه اشتهروا.
وكذلك تعقب الصوفي المعاصر محمد إبراهيم محمد سالم في كتابه (كفاية المنصف في فهم التصوف) قول من نفى الاشتقاق من الصوف، ودلل على ذلك: (لاختيارهم لباس الصوف) وهذا هو الشاهد.
بل إن الصوفية الذين وافقوا القشيري في أن لفظة (تصوف) ليست مشتقة، لم يذهبوا إلى ما ذهب إلى الأخ د. لطف الله من "أن الصوفية لم يُعرفوا ولم يشتهروا بلباس الصوف"، مع أنه يحتج بهم في الأولى ولا يحتج بهم في الثانية، فهل هذا إلا تحكم وتناقض؟!
فقد احتج د. لطف الله بالإمام الهجويري في "مسألة عدم الاشتقاق" ووصفه بأنه قطب التصوف الفارسي، وأنه في ميزان الحقيقة الصوفية ثقيل. لكن –كما ترون- فإن الأخ د. لطف الله –وفقه الله- لم يعر هذا القطب الصوفي الثقيل أي ثقل –ولو بوزن الريشة- حين قرر في بابٍ كاملٍ أن عادة الصوفية وشعارهم لبس مرقعات الصوف، ولم يُبالي بهذا القطب الصوفي الثقيل، لأنه يُخالف رأيه هنا!
وكذلك نجد الإمام الصوفي مصطفى العروسي في كتابه (نتائج الأفكار القدسية في بيان معاني شرح الرسالة القشيرية) مع أنه لا يخالف القشيري في مسألة "عدم الاشتقاق" إلا أنه يرى أنَّ الصفا ولبس الصوف معاني "لا يخلو عنها الصوفي باعتبار رسمه وحاله".
فالذي خفي على أخي د. خوجة أن الذين ينازعون في اشتقاق التصوف من الصوف –وهم قلةٌ ولا دليلَ معهم إلا التهويل، وسيجري بيانه بإذن الله- لا يُنازعون في أن الصوفية عرفوا واشتهروا بلبس الصوف، وأن هذه هي عادة أغلبهم وظاهر حال أكثرهم.
هذه مجرد أمثلة قليلة أسوقها هنا خشية الإطالة والملل. وعدم معرفة وسماع د. لطف هذه النصوص أفضل من معرفته إياها، لأن لازم الأخير أشنع.
وبعد ما ذكرنا –في التعليق الأول- معنى قول القشيري في الاختصاص وقول أئمة الصوفية: بم أجاب د. لطف الله وفقه الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال -وهو لا يزالُ يصرُّ أن دليله من الواضحات-: (القشيري كلامه واضح، أي لم ينفردوا، فالاختصاص هو الانفراد، وفي اللغة: اختص بالأمر: انفرد به. وإذا انفرد قوم بأمر، فقد اشتهروا به قطعا، وإذا لم يختصوا به، لم يشتهروا به، فثمة علاقة لازمة بين الشهرة والاختصاص، من أنكرها فهو يجادل في الواضحات).
أقول: مثل هذا الكلام هو ما عنيته حين ذكرتُ أن في كلام أخي الدكتور إطلاقات غير محررة وغير علمية، فقد أوجب –سابقًا- التلازم بين نسبة التصوف للصوف وبين إسلاميته ومن عدم ذلك عدم الإسلامية، كما سبقَ أن أطلقَ أن أحداً لم يتعقَّب القشيريَّ فيما ذكره. وكل هذا غلط ينافي الحقيقة العلمية.
وهاهو هنا يقرر الملازمة بين (الشهرة) و (الاختصاص)، ففي رأيه أن من لم يختص بشيءٍ، فلا يمكن أن يشتهر به. و هو كلامٌ يبلغ الغاية في الغرابة والعجب!!
حسناً .. فلنتأمل في هذه الأمثلة:
عنترة اشتهر بالشجاعة، فهل اختص بها دون سائر البشر؟ حاتم اشتهر بالكرم، فهل اختص به دون سائر الخلق؟ إياس اشتهر بالذكاء، فهل اختص به دون سائر الناس؟ د. لطف الله اشتهر ببحثه في التصوف، فهل اختص بذلك دون سائر الناس؟
كل هؤلاء اشتهروا بخصالٍ عرفوا بها، وإن كان غيرهم يشاركهم فيها. فكذلك حين يقال: "إن الصوفية اشتهروا بلباس الصوف"، فلا يلزم من هذا أن يكونوا مختصين به كما توهم أخونا الدكتور لطف الله. فحين يقول القشيري" "إن الصوفية لم يختصوا بلبس الصوف"، فلا يصلح أن يستنبط من كلامه "أنهم لم يشتهروا به ولا عرفوا به وأعرضوا عن لبسه، فلم يتميزوا به". خاصةً مع تقريرات علماء كثيرين جداً ذكروا شهرة الصوفية بلبس الصوف، وهذا الأمر ليس فيه خفاء حيث إن لباس الصوف ظاهرة يشاهدها الصوفي وغير الصوفي.
لقد كان عمدة كلام أخي د. لطف الله –وفقه الله- أن أحداً لم يتعقب القشيري وأنهم وافقوه على رأيه. وقد نقلت نصوصا عديدة –سابقًا ولاحقًا- في تعقبهم له، لكن د. لطف الله من رأيه أن تلك التعقيبات التي ذكرتُها لا تعدو أن تكونَ مناوشاتٍ وتعليقاتٍ وَجِلةً على استحياء لا ترتقي لمستوى النقد!!
حسناً؛ إن سلمنا جدلاً بذلك: فالمناوشة والتعليق الوَجِل، هل يصلح أن يكون دليلاً على قولك: "إنهم سكتوا ووافقوا على قوله"؟ هنا مشكلةُ فهمٍ ومنهجٍ. فالانتقاد الوجل الذي يأتي على استحياء، هل من الأنسب تصنيفه في خانة الموافقة أو المعارضة؟!
مشكلة منهجية أخرى: عند أخي د. لطف الله: فهو ينقل عن القشيري والهجويري إنكار نسبة التصوف إلى الصوف. ثم يقول: (لا مصلحة لهما من الإنكار، وهما عالمان بحالهم .. وهو من قبيل وشهد شاهد من أهلها).
حسناً؛ ماذا عن الآخرين الذين نسبوا التصوف إلى لبس الصوف؟ أليسوا عالمين بالتصوف؟ وهل لهم مصلحة في ذلك؟ وخصوصاً أن الذين ذكروا هذا علماء من داخل الدائرة الصوفية ومن خارجها مثل ابن تيمية وابن خلدون وغيرهم كثير.
مشكلة منهجية ثالثة: كنت أفهم من كلام د. لطف الله، أن التصوف فكرة واحدة غالية ليس فيها اعتدال. وأن من لم يصل لحد التصوف الغالي، فهو لم يتحقق بالتصوف، ولم يعرفه على حقيقته. لكني رأيته حين أراد أن يستدل بكلام القشيري والهجويري قال: (هما قطبان: القشيري قطب صوفية العرب، والهجويري قطب الفرس .. فكلاهما في ميزان الحقيقة الصوفية ثقيل .. ليس كقول أحدهم).
فنحن الآن نحتاج لمعرفة رأي د. لطف الله في مدى إحاطة هذين الإمامين الصوفيين بمعنى التصوف وحقيقته، حتى نعتمد كلامهما أو نسقطه. فإن كانا يعرفانه وهما لم يتحققا بالتصوف الفلسفي، فكلام لطف الله في تقرير أن التصوف لا اعتدال فيه كلام خاطئ. وإن كانا غير محققين له، فكيف يصح الاعتماد على كلامهما وجعله حجةً قاطعةً لأنهما قطبان في التصوف؟!!(/)
الفوائد العوالي من تاريخ العقيدة للشيخ الحوالي
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 03:43]ـ
هذه بعض الفوائد دونتها أثناء متابعتي لبرنامج (تاريخ العقيدة) للشيخ الدكتور سفر الحوالي والذي يبث عبر القناة العلمية في قناة المجد، ولهذا أحببت التنبه لأمور:
1ـ أني أسجل فوائدي أثناء سماعي للبرنامج، ولهذا يفوتني الكثير.
2ـ بعض الأسماء والأعلام الذي يذكرهم الشيخ قد لا أحسن كتابتها ولا أستطيع إعادتها بالطبع.
3ـ هي فوائد دونتها لنفسي، فأحببت أن يستفيد منها من لا يشاهد برنامج الشيخ.
4ـ بعض الألفاظ ليست لفظ الشيخ تحديدا وإنما بصياغتي، وهذا نادر.
5ـ البرنامج يبث بعد صلاة المغرب، ويعاد في الساعة الثانية والنصف ظهر الغد.
سائلا الله أن يغفر لوالدينا جميعا وأن ينفعنا بالعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد.
فوائد الدرس الثاني (الأحد 2/ 9/1430هـ).
1ـ في التاريخ يوجد لدينا معالم واضحة في أوله (تاريخ آدم ونوح)، ومعالم واضحة في آخره (موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام) وما بين ذلك يحتاج إلى تفصيل.
2ـ يوجد في منتصف الفترة بين القديم والحديث فجوة لا يعلمها إلا الله، كما سيأتي
3ـ سواء بدأنا من أول التاريخ أو من آخره سيكون الأمر واضحا لنا بحمد الله.
4ـ خلق الله السموات والأرض في ستة أيام، وهي ليست كأيامنا لأن الشمس لم تخلق بعد، فلا يعلم مقدراها إلا الله.
5ـ خلق الله آدم وعاش ألف سنة، وجاء في الحديث أن آدم أعطى داود أربعين سنة، فعلى هذا يكون آدم عاش (960) سنة والله أعلم.
6ـ ثم هناك فترة معروفة كما جاء عن ابن عباس وهي:
أن الناس مكثوا على التوحيد عشرة قرون ثم فشا فيهم الشرك.
وهنا:
أ ـ لا نعلم مقدار تلك القرون لأننا لا نعرف أعمارهم إلا أننا نجزم أن أعمارهم طويلة.
ب ـ تذكر كتب التاريخ الأسطوري أنه في هذه الفترة عشرة ملوك، ونحن لا نجزم بذلك إلا أن الذي نجزم به ما صح عن ابن عباس أنهم عشرة قرون.
ج ـ ونجزم أنهم كانوا على التوحيد.
د ـ ثم جاءت قرون نستطيع أن نسميها (قرون الانحراف) وهي الفترة التي وقع فيها الشرك، لكننا: لا نعلم كم كان ذلك؟
هـ ـ ثم بعث الله نوح عليه السلام ليعلم الناس التوحيد، وهذا بنص القرآن وهو يبطل ما عند أهل الكتاب من أن (انختون) هو الذي علم الناس التوحيد بل هو نوح.
و ـ فترة الشرك التي في تلك الفترة بينها الحديث الصحيح عن ابن عباس، وبين لنا كيفية بداية الشرك وأنه عن طريق التصوير والنحت لصور (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) وأنهم كانوا رجال صالحين فلما ماتوا صوروا على هيئتهم تماثيل تعظيما لهم وإجلالا لهم، فمرت القرون حتى عبدت تلك الصور من دون الله.
ز ـ هذا يدل على قدم التصوير والنحت، وانه موغل في القدم.
ح ـ ما لدينا من صور ورسومات لتلك التماثيل تكشف حقيقة أولئك المصورين فقد بينت الرسومات أنهم على هيئة:
ـ رجل خاشع واضع يديه بعضهما على بعض: وهي هئية الصلاة التي لا يشارك غير المسلمين فيها أحد.
ـ وبعضهم على هيئة رجل محرم: ومعلوم أن جميع الأنبياء من آدم إلى محمد عليهم السلام حجوا للبيت الحرام.
والصور كانت تبين أن كان لهم لحى، وغير ذلك مما يبين حقيقة مهمة وهي:
أن تلك الأمم كانت على التوحيد الخالص لله.
ط ـ ثم بعث الله نوحا إلى قومه يدعوهم إلى توحيد الله لما فشا فيهم الشرك، ولا ندري كم كان عمر نوح عليه السلام، إلا أن المؤكد لدينا أن عمره في الدعوة (950) سنة ولا ندري كم لبث قبل ذلك، وكم لبث بعد أن أنجاه الله والمؤمنون من الغرق.
7ـ وهنا مفارقة عجيبة بين التوراة والقرآن، وهي:
ـ أن التوراة تبين أن إبراهيم ولد في حياة نوح عليهم السلام.
ـ والقرآن يبين أن إبراهيم بعد نوح بقرون طويلة، وأن بعد نوح قوم عاد ونبيهم هود، وهذا الترتيب هو صريح القرآن لقوله (من بعد قوم نوح)، ثم قوم ثمود ونبيهم صالح، وكل هذه الأمم الله أعلم كم لبثوا لكنها آماد طويلة ثم بعد ذلك يأتي إبراهيم بعدهم بكثير فكيف يقال أنه ولد في حياة نوح.
(يُتْبَعُ)
(/)
9ـ ثم بعد نوح تأتي أمة عاد، ومن مجموع الدراسات التي سيفصلها الشيخ في الأيام القادمة أن حضارة عاد حضارة قديمة ولهم دولة هائلة ومنشآت ضخمة، ويبين أن جزء من تاريخ البشرية تحت مسمى (عاد الأولى) وهي إرم ذات العماد.
10ـ ويؤيد ذلك أشكال وأجسام عاد الأولى، فقد كانوا أقرب إلى زمن آدم ولهذا فهم قريبون منه في الخلقة، فقد ثبت في الحديث الصحيح أن آدم طوله (60) ذراعا كالنخلة كما جاء في بعض الروايات.
وكذلك (شامبليون) الذي فك رموز حجر رشيد قال: بأن هذه الأحجار بناها قوم طول الواحد منهم (100) قدم، أي أكثر من (30) مترا، فهم قوم عظام في الخلقة.
11ـ الذي ينبغي معرفته أن عاد كانت تسكن جزيرة العرب كما قال الله (إذا أنذر قومه بالأحقاف) وهي جزيرة العرب، فليست عاد في بلاد ما بين النهرين ولا مصر ولا غيرها، ويمكن أن حضارتهم وصلت لتلك البلدان لأنها حضارة عظيمة لكن مقرها كان في جزيرة العرب في القسم الجنوبي منها.
12ـ وقد اكتشف في الأزمنة المتأخرة حجارة مكتوب عليها (أشهد ألا إله إلا الله وأن هودا نبي الله) وقد ذكر الطبري والسيوطي في الدر المنثور شيئا من ذلك،وأصبح لله محسوسا مشاهدا.
13ـ بعدما أهلك الله الكافرين من قوم عاد وبقي المؤمنون، عاشوا ما شاء الله أن يعيشوا، ثم ابتاعا لسنة الله في الخلق فشا فيهم الشرك ثم بعث الله نبيه صالح، ولا ندري كم المدة التي استغرقت ذلك، ثم آمن من آمن وكفر من كفر فأهلك الله الكافرين.
14ـ ثم بعد ذلك أمم أخرى لا نعلمها الله يعلمها، وهذه فجوة في التاريخ بين التاريخ القديم الواضح البين، وبين التاريخ الحديث الذي يبدأ منذ نزول التوراة، وهذه الفجوة لأجل أن نسدها فإننا نحاول الجمع بين آيتين من كتاب الله هما:
ـ قوله في سورة إبراهيم (والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله).
ـ قوله في الفرقان (وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا).
فهنا قرون كثيرة بين ثمود في أول التاريخ وأصحاب الرس في نهاية التاريخ القديم فيما بعد ذلك.
15ـ قال ابن مسعود: كذب النسابون لقوله (والذين من بعده لا يعلمهم إلا الله) فعلى هذا كل سلاسل النسب التي تربط النبي صلى الله عليه وسلم بآدم فهي كاذبة ولا بد لوجود قرون لا يعلمها إلا الله لا يمكن معرفتها.
وزاد ابن عباس: بين معدّ بن عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون.
ونحن لا نعلم عن أعمار هؤلاء الثلاثين جيلا، لكن من المعروف أن أعمارهم كانت طويلة، فإذا قلنا بأن متوسط العمر ما بين (20 - 30) سنة وأعمرهم أطول من ذلك بكثير فعلى هذا تصل الفترة المجهولة إلى ألف سنة والله أعلم.
16ـ ثم بعد هذه الفجوة يأتي أصحاب الرس، وأصحاب الرس لا نعلم حقيقتهم ولا مدتهم لكنهم بعد تلك الفترة.
17ـ مما يمكن أن نسد به تلك الفترة والفجوة المجهولة ما يلي:
ـ قوم تبع من الممكن أن نضعهم في هذه الفترة.
ـ ذو القرنين من الممكن أن نضعهم في هذه الفترة أيضا.
18ـ ثم تأتي بعد ذلك أمم بينها الله في كتابه وفصلها وهي:
_ قوم إبراهيم وقوم لوط، وهما أمتان متعاصرتان لقول الملائكة ضيف إبراهيم (إنا أرسلنا إلى قوم لوط).
19ـ ثم تأتي بعدهم أمة مدين وهم قريبون من إبراهيم في الفترة الزمنية.
20ـ ثم أحقاب لا يعلمها إلا الله في مدة لبث هذه الأمم.
21ـ ثم تأتي حادثة فرعون وتجبره وتكبره ثم بعث الله موسى عليه السلام في القصة التي فصلها القرآن كثيرا.
22ـ مما ينبغي معرفته أن قصة الطوفان ليست هي حادثة الجليد الذي غطى معظم الأرض، فالطوفان مما أجمعت عليه أمم الأرض جميعا واشتهر وانتشر لأنه عم الأرض كلها وتفجرت الأرض، حتى الملاحدة يقرون بهذا الاشتراك بين الأمم في حادثة الطوفان ويقولون: هذا مما اشتركت الأمم في الضلال به.
23ـ عصر الجليد يمتد ما بين (8000) إلى (10000) سنة قبل الميلاد.
24ـ إذا قسمنا التاريخ إلى:
ـ تاريخ قديم.
ـ وتاريخ حديث يبدأ منذ نزول التوراة، فإن الاكتشافات الأخيرة للآثار الفرعونية تدل على أنه لم يكتشف إلا أول التاريخ القديم أما ما قبل ذلك فهناك دهور وعصور وأمم لا يعلمها إلا الله.
25ـ من بعد نزول التوراة لم يعذب الله الأمم بالهلاك العام، وإنما ينصر الله المؤمنين ويهزم الكافرين والحرب بينهما سجال، والغلبة في النهاية ليدن الله.
26ـ في سورة القصص (ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى) فهذا يدل على أن موسى من القرون المتأخرة وما قبله هم القرون الأولى، فهذا يعطينا مؤشرا في انقسام التاريخ إلى القرون الأولى، والقرون المتأخرة.
أخوكم / عقيل الشمري
ـ[أبوياسر المسعودي]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 03:52]ـ
جميل أخي عقيل ..
فوائد رائعة ..
لعل أشاهد البرنامج في إعادته ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 04:00]ـ
بارك الله فيكم.
ينظر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39752
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 01:48]ـ
نحن متابعون
جزاك الله خيرا
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 04:25]ـ
متى يبث البرنامج؟
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 01:37]ـ
جميل أخي عقيل ..
فوائد رائعة ..
لعل أشاهد البرنامج في إعادته ..
جزاك الله خيرا ... أبا ياسر
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 01:38]ـ
بارك الله فيكم.
ينظر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39752
وفيك بارك ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 01:39]ـ
نحن متابعون
جزاك الله خيرا
سأجمعها جميعا ...
شكر الله لك
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 01:40]ـ
متى يبث البرنامج؟
أقرأ ...
المقدمة .. وستعرف ...
شكر لمتابعتك ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 01:40]ـ
الدرس الثالث 3/ 9/1430هـ
1ـ حقيقة نشأة الإنسانية أو البشرية أو الخليقة، هناك ثلاثة مناهج:
أ ـ ما جاء في كتب أهل الكتاب.
ب ـ ما اكتشفه العلم اللاديني الحديث من خلال النقوش والحفريات وغيرها.
ج ـ منهج الوحي والاستنباط منه، وهو منهج علماء المسلمين.
2ـ علماء المسلمين الذين كتبوا في هذه القضية أحيانا:
ـ يعتمدون على النقل من أهل الكتاب، فإن فعلوا ذلك فإننا نراهم يخطئون.
ـ وأحيانا يستنبطون من الوحي الصادق، ولهذا نراهم يصيبون الحق لأن الوحي معصوم
ـ وأحيانا يعملون عقولهم واجتهاداتهم فهنا قد يصيبون وقد يخطئون.
3ـ كان علماء الغرب يشيدون بعلماء المسلمين حينما يذكرون الخلاف ومع ذلك لا يتسبب ذلك بعنف أو اقتتال أو ثورة أو فتنة كما كان يحدث في الخلافات عندهم.
4ـ نلاحظ أن علماء الغرب يصابون بالدهشة لما يكتشفون شيئا من التاريخ فمثلا:
صاحب كتاب " الحضارة تبدأ من سومر " ويقصد بها العراق، وكتاب " انتصار الحضارة " يصابون بالدهشة وهذا نتيجة لأن هذا الاكتشاف مسبوق بخواء.
لأن حضارتهم جاءت من الزاوية التي حشرهم فيها اليونان، فلم يكونوا ينظرون إلا من خلالها.
5ـ في هذه الدراسات ليست القضية دراسة تواريخ أمم، وإنما عندنا قضيتين:
الأولى: تصحيح عقائد، وبيان ذلك:
إذا كان أصل البشرية على التوحيد، وأن الله أنزل الكتب مع النبيين ليحكموا فيها بين الناس، فهذا مناقض لما يقررونه من أن هناك عصر همجي حجري لا يعرف الناس فيه شيئا وأن الفكر البشري تطور شيئا فشيئا على أيدي بعضهم البعض، وبعضهم ينكر الأنبياء وبعضهم يثبتهم، فنلاحظ التناقض بين النظرتين.
الثانية: إثبات العناية الربانية وبيان ذلك:
أن رحمة الله بالبشر هل تقتضي أن يخلقهم ويتركهم سدى لا يؤمرون ولا ينهون أم أنها تقتضي أنه سبحانه علمهم وارسل إليهم الرسل حتى تعلموا وعرفوا؟
فإذا كنا مؤمنين بالله وبرسوله هل نصدق النظريات الحديثة التي تقول بأن:
الإنسان بدأ همجيا بدائيا لا يعرف شيئا وبعد عشرات ألوف السنين تعلم الحروف الأبجدية ثم الكتابة ثم تطور الفكر شيئا فشيئا حتى وصل إلى الحال المعاصر!!!
أم نصدق الحقيقة القرآنية في خلق الإنسان وتعليم الله له وإرسال الرسل.
6ـ ومن المكتشفات الحديثة أن الزراعة والقمح التي قيل أنها في بلاد الرافدين ومصر اكتشفوا من خلال الدراسات أن أصلها في بلاد الجزيرة، فيوجد القمح في البر، وهذا يؤيد أن الحضارة أصلها بلاد الجزيرة.
فقد خلق الله الزرع وعلم الإنسان وآدم الزراعة ومكنه منها، وهكذا حتى تعلم الإنسان أموره كلها على هذا النحو، فالله الذي علم الإنسان.
7ـ ما تقوله النظريات الغربية من وجود أم همجية وحجرية لا يدل على أنه أصل البشرية، وإنما قد تنحط أمة من الأمم من النور إلى الظلمات، ومن العلم إلى الجهل، ومن التوحيد إلى الشرك، ومن اللباس والستر إلى العُري وهكذا، المهم أنه ليس هذا هو أصل البشرية.
8ـ أهل الكتاب في تقريرهم هذه الأمور انحطوا إلى كلام الوثنيين، أما علماء الإسلام فرفعوا الوثنين حتى ارتقوا إلى معرفة الوحي والاستنارة به، ولم ينحطوا إلى كلام الوثنيين كما حدث مع علماء أهل الكتاب.
9ـ ذكر الشيخ نموذج من كلام الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية عن عمر الدنيا:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ: " كره ابن جرير وغيره وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة وكان بينهما عشرة قرون كما قال الحافظ أبو حاتم بن حبان في صحيحه حدثنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا محمد بن عبدالملك بن زنجويه حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام سمعت أبا سلام سمعت أبا أمامة أن رجلا قال يا رسول الله أنبي كان آدم قال نعم مكلم قال فكم كان بينه وبين نوح قال عشرة قرون قلت وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام فإن كان المراد بالقرن مائة سنة كما هو المتبادر عند كثير من الناس فبينهما ألف سنة لا محالة لكن لا ينفى أن يكون أكثر باعتبار ما قيد به ابن عباس بالإسلام اذ قد يكون بينهما قرون أخر متأخرة لم يكونوا على الإسلام لكن حديث أبي أمامة يدل على الحصر في عشرة قرون وزادنا ابن عباس أنهم كلهم كانوا على الإسلام وهذا يرد قول من زعم من أهل التواريخ وغيرهم من أهل الكتاب أن قابيل وبنيه عبدوا النار والله أعلم ".
فعلق الشيخ سفر على نقل ابن كثير عن أهل الكتاب وذكره أها (146) سنة فيما بين موت آم وولادة نوح، بينما لما اعتمد على النقل الصحيح تبين أن الأمر أطول من ذلك.
وهذا يعطينا الفرق بين منهج النقل عن علماء أهل الكتاب وبين منهج الاستنباط من النصوص الشرعية.
10 ـ قول الإمام أحمد: ثلاثة ليس لها إسناد وذكر منها التفسير، المراد أنه إذا ثبت ولو عن صحابي واشتهر عنه وليس هناك نص يبطله فهو مقبول،ويعمل به.
11ـ ذكر الشيخ سفر نموذج آخر لعالم من علماء المسلمين وهو المقريزي في تاريخه عن مصر، والمقصود بيان منهج الاستنباط عند المقريزي.
12ـ ذكر الشيخ نموذج ثالث وهو البقاعي في كتابه نظم الدرر.
13ـ كتاب نظم الدرر يتميز بأمرين:
أ ـ أظهر التناسق بين آيات القرآن العزيز.
ب ـ نقله عن علماء أهل الكتاب، وهذا الأمر أخذ عليه، إلا أنه في زماننا المعاصر أفادنا ذلك كثير، وبيان ذلك:
ـ أنا نستطيع أن نقارن بين ما نقله عن كتب الأناجيل في عصره وبين الأناجيل في عصرنا، لنعرف مقدار الانحراف والتحريف، وهذا مفيد للمتخصصين في دراسات الملل.
_ أنه لما يقارن يأتي بمنهج استقلالي فريد، فيقارن بين النصين، وهذا مفيد أيضا.
14ـ كتاب معاصر بعنوان " الماضي الحي " لمؤلفه الأمريكي ومترجم،عن حضارة سومر وهي العراق، لم يستطع أن يجمع بين قضيتين وهما:
قصر عمر الحضارة، فحضارة سومر تصل (3000) سنة وقد تزيد إلى (7000) سنة، فالبشرية على رأيه لا تعرف الحضارة قبل هذه التواريخ، فلما ذكر حضارة الصين ذكر أنها قبل (500000) سنة، وهذا تناقض عجيب جدا.
ولو أنهم جعلوا بداية الناس على التوحيد والمعرفة برهم وإرسال الرسل لسلموا من هذا التناقض الكبير جدا، ولانحلت مشاكل كثيرة.
15ـ المسعودي لما تكلم عن ملوك بابل وجعل أولهم النمرود بن كنعان، وعددهم وجعل حكم الواحد منهم يصل إلى (60) سنة وهي فترة معقولة، ونلاحظ الفرق علماء الكتاب يجعلون بعض الفترات تصل إلى (6000) سنة، وهي أرقام لا يمكن التصديق بها قطعا.
والغريب أن المسعودي ينقل عن كتبهم فهل يعقل أن من كتب منهم في هذه القضية لم يطلع على كتب أهل ملته ممن تقدم؟!.
16ـ المهم أن مصادر علماء المسلمين في الكتابة عن قضية النشأة تتنوع، فمنها الوحي ومنها الاستباط ومنها إعمال العقل ومنها النقل عن أهل الكتاب ويتفاوتون بينهم في ذلك، حتى النقوش اعتمد عليها أهل الإسلام ففي تاريخ ابن عساكر ذكر لذلك وترجمة لعبارات النقوش.
وكون علماء المسلمين أحيانا لا يعرفون بعض النقوش أو يظنون أنها رسومات حيوانات ولا يعرفوا أنها لغات هذا لا يحط من قدرهم ولا يجعلنا ننال منهم.
17ـ ذكر الشيخ كلام ابن حزم في عمر الدنيا وبداية الخليقة، وبين أن ابن حزم يتميز بالنقد، وابن حزم هو الذي تسرب نقده للعهد القديم إلى أوربا
18ـ نقل الشيخ عن دائرة المعارف في تاريخ الخليقة، وهو باللغة الإنجليزية
(يُتْبَعُ)
(/)
فنلاحظ أنهم رسموا رسومات من اليسار تبدأ ب (ثلاثة بليون سنة) وهي أول الحياة البدائية الهمجية الحجرية ثم يتطور البشر شيئا فشيئا إلى ما قبل (10000) سنة فنلاحظ في الرسم وجود رجل وامرأة عراة وعندهم نار يشوون عليها، وكأنهم إلى ما قبل عشرة آلاف سنة لا يعرفون شيئا ومنذ هذا التاريخ بدأ الإنسان يتعلم ويكتشف ويتطور وعرف النار وهكذا.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 05:48]ـ
الدرس الرابع 4/ 9/1430هـ
1ـ تنقسم العلوم إلى: علمي وأدبي أو طبيعي.
على هذا التقسيم يكون كل ما ليس علمي تجريبي فإنه يكون من التاريخ، فجميع البحوث النظرية تاريخية، ومن هنا تقوى العلاقة بين دراسة التاريخ ومعرفة علم العقائد لأنها تعتبر عندهم من الدراسات التاريخية.
2ـ هذا التقسيم يبين أهمية التاريخ في الدراسات المعاصرة لأنه يجعل التاريخ ينبني عليه جميع العلوم ما عدا العلوم العلمية التجريبية.
3ـ ينقسم التاريخ حسب تقسيمهم إلى:
أ ـ ما قبل التاريخ.
ب ـ ما بعد التاريخ.
واختلفوا في الحد الفاصل بين الفترتين، ويقول محمد غلاب في كتابه " الجغرافيا التاريخية ": اتفق العلماء على أن الكتابة هي الحد الفاصل بين فترة ما قبل التاريخ وما بعد التاريخ، فعلى يعتبر الحد معرفة الكتابة ولو كانت بشكلها البدائي ثم تطورت مع الوقت.
لكن:
إذا جعلنا الكتابة حد فاصل فهناك مجتمعات إلى اليوم لا تعرف الكتابة فهل هذا يعنى أن العصر الحجري وما قبل التاريخ امتد على عمق ما بعد التاريخ؟! فلا شك أن هذا الحد إشكالية ويبين أن الحد غير دقيق.
4ـ يتكلم العلماء على الدين في فترة ما قبل التاريخ:
وهذا أيضا من الإشكاليات التي لم يتفقوا عليها بناء على مصادر المعرفة التي من خلالها يحاولوا الوصول إلى الدين في تلك الفترة.
لكن هنا إشكالية أخرى في ذلك:
فإذا كان ما بعد التاريخ وهو العصر الذي عرفت فيه الكتابة نلاحظ أن الكتب السماوية دخلها التحريف والتبديل فكيف يكون الحال في العصر الذي لم تعرف فيه الكتابة، وهذا يزيد الأمر تعقيدا عندهم.
5ـ يقرر العلماء وسيلتان للمعرفة في العصر ما قبل التاريخ الذي لم تعرف فيه الكتابة وهما:
الوسيلة الأولى: من خلال الأداة التي كان يستخدمها.
فمن خلال استخدامه الحجر ثم النحاس وهكذا شيئا فشيئا حتى تطورت آلاته وبالتالي تطور فكره.
الوسيلة الثانية: من خلال طريقة العيش أو الإنتاج الغذائي: فإذا كان يصيد فهذا يل على وسائل وفكر معين، وطريقة معينة، وإذا كان يعتمد على الزراعة فهذا يدل على فكر معين وطريقة معينة، وهكذا.
لكن:
هذه نظرة مادية فكيف نأخذ فكر إنسان وحضارته عن طريق الأداة التي كان يستخدمها، فهذا أبعد ما يكون عن معرفة حقيقة الفكر.
أي أنهم في نظرياتهم يبعدون الروح ويتعاملون مع الجسد، فيستبعدون الروح وأن الروح بحاجة لمعرفة الله والفطرة السليمة فلا يتركه الله هكذا لا يعرف شيئا ولا يشبع روحه وحاجته الفطرية هذا لا يمكن.
6ـ وهناك أيضا إشكالية أخرى على النظريات التي يذكرها علماء الأحياء والجيولوجيا ذكرها الباحث محمد غلاب وهي:
أن مدار مقياس الحضارة فيما قبل التاريخ هو الإنسان، فمن خلال الإنسان نتعرف على التاريخ، ومن خلال التاريخ نتعرف على حضارة وفكر الإنسان، وهذا دور!!
7ـ محمد غلاب صاحب كتاب " الجغرافيا التاريخية " باحث ومدقق لكن فكره منحرف.
8ـ لم يوجد في كل الرسومات القديمة الأعضاء التناسلية وهي إما أنها تطمس أو لا تكتب أصلا، وهذا دليل لنا على أن أصل البشرية كان على الفطرة وعدم الفحش والتفحش والعري والبعد عن البذاءة.
9ـ وهناك وسائل يمكن من خلالها التعرف على أمور التدين عند تلك الأمم فيما قبل التاريخ فمثلا: الشعائر الجنائزية وهي وضع القبور واتجاهها وما يوضع مع الميت وغير ذلك يعتبر وسيلة لكشف التدين في تلك الفترة.
10ـ هناك نظريتان انتشرتا حتى في الجامعات والكليات، وهما:
النظرية الأولى: التطور العضوي: وهي المعروفة بنظرية دارون في النشؤ والارتقاء، وأن الإنسان من أصل حيواني ....
وهذه النظرية لم تكن يوما في محل الحقيقة حتى في زمانها، وهناك من اعترض عليها وشكك فيها، وكلما تقدم الزمن تبين بطلانها أكثر، وعلم الوراثة والجينات تؤكد أن البشرية من أصل واحد وهو آدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
النظرية الثانية: وهي نظرية أوقست كنت عالم فرنسي وهي:
أن البشرية مرت بثلاثة مراحل:
- مرحلة السحر والخرافة، وهذا حينما كان الإنسان في الغابة والبراري في العصر الحجري والهمجي.
- مرحلة التدين واتباع الدين، وهذا في العصور الوسطى.
- مرحلة العقل والاعتماد عليه، وهذا في العصر الحديث كما يزعمون.
وهذه النظرية راجت بشكل كبير جدا وللأسف حتى في كثير من الجامعات والكليات.
وينبغي أن نعلم أن هذه النظريات ليست محل إجماع حتى عند المدارس الغربية أنفسها وبينها اختلافات كثيرة وتناقضات ونحن نستفيد من هذه الاختلافات في إضعاف بعضها البعض.
11ـ العصر الحجري سمي بذلك:
لأن الآلة المعتمد في تلك الفترة هي الحجر، فكان الإنسان يعتمد على الحجر بشكل كبير، وإذا أطلق العصر الحجري فإنه يرادف الغباء والبلادة وبساطة الحياة وعدم المعرفة وغير ذلك، ثم عرف الإنسان النحاس وهكذا شيئا فشيئا حتى تطور الفكر البشري.
وهذا كله غير صحيح: فلا يعقل أن الإنسان الذي علمه الله الأسماء كلها ألا يعرف إلا الحجر، فالبشر منذ الأصل على الفطرة ويرسل الله لهم رسل يعلمونهم.
فالخلاصة أن مصطلح العصر الحجري مصطلح غامض ليس له دلالته على الحقيقة وجميع ما ذكر في هذا العصر لم يقدم عليه برهان علمي.
12ـ هناك منهجان ينبغي معرفتهما:
المنهج الأول: البنيوية
وهي فلسفة حديثة ظهرت في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، وقد اجتاحت أكثر أوربا، وهي تقوم:
على النظر للأمور على أنها بنية واحدة كلية، ليست تراكيب مفردة.
فهي تجعل المشاعر والتفكير والحاسة السادسة لدى الإنسان الذي يعيش في الغابة أكبر منها عند الإنسان الذي يعيش في الحضارة، وهذا انقلاب فكري.
فمثلا:
أ ـ الفلكلور الشعبي: لا يدرس على أنه أدب شعبي وإنما له دلالته القوية.
ب ـ الأسطورة: بعدما كانت خرافة أصبحت الأسطورة لها أبعادها ودلالتها العميقة وأنها تعبر عن أشياء أخرى، فالأدوات التي ذكرت في القصة لما اختيرت بالذات؟ ولماذا كانت بهذا الشكل؟ وهكذا فكل شيء في الأسطورة له دلالته الخاصة، وعلى هذا أصبحت الأسطورة أعمق من كلام أرسطو نفسه.
المنهج الثاني: الانتربولوجيا:
وهي انه عندما تُدرس أحوال الشعوب وجد أن المسألة أعمق بكثير مما كان يظن لأن النفس البشرية لها أغوار ومطامع وشهوات وأور خفية ليس من السهل التعرف عليها.
13ـ ذكر الشيخ سفر عن كتاب " قصة الحضارة " ديورانت أنه إذا تجرد عن التقليد فإنه يأتي بالفطرة البشرية، وضرب على هذا مثالا من كتابه حينما تكلم عن زينة المرأة وبين في آخر ما كتبه عن ذلك أن المرأة هي المرأة في جميع العصور، فهذا يبين لنا أن الإنسان هو الإنسان لم يكن همجيا بدائيا أو حيوانيا كما يقول بعضهم ثم تطور مع الأيام، وحتى في القرآن الكريم يذكر الله الإنسان باسم الإنسان لأنه هو بمشاعره وإحساسه وحاجته لمعرفته لربه وافتقاره إليه وهكذا.
أخوكم / عقيل الشمري
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 01:32]ـ
واصل يا اخ عقيل واصل
جزاك الله خيرا
ـ[أبو حسن الشمري]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 02:41]ـ
نقرأ ونستفيد ونعمم الفائدة
فلك منا الدعاء
فجزاك الله خيرا
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 02:48]ـ
الدرس الخامس 5/ 9/1430هـ
1ـ نشأة الحضارة هناك يتم تناولها من خلال ثلاثة مناهج، وهي:
المنهج الأول: منهج الوحي المحرف.
المنهج الثاني: منهج الوحي المعصوم.
المنهج الثالث: منهج العلم البشري اللاديني أو المنهج التطويري، وهذا بيانها:
2ـ المنهج التطويري:
وهو الذي يقوم على نظريتي التطور (دارون – أوقست)، فقد مضى نظرة هذه النظرية وأساسها، وهم يفترضون عدة أمور:
- لا يفترضون أن الله خالق، قد لا ينفون لكن لا يفترضون ذلك.
- لا يفترضون أن الإنسان مكون من روح وجسد، والروح لها غذاءها وحاجتها لمعرفة ربها وباريها.
وهذه الافتراضات بناء على المعركة الطويلة بين العلم والدين، أو قائمة على النظريات اليونانية التي تصور الإله على أنه محدود التصرف والفعل.
وملخص النظرية:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الإنسان بدأ همجيا بدائيا في تعامله مع البيئة، وكان ساذجا لا يملك إلا يديه للدفاع عن نفسه، وكان يعتمد على الثمر المتساقط على الأرض من الأشجار، وعلى الرعي والصيد واستمر هذا مراحل طويلة تنقسم إلى ثلاثة (القديمة – والوسطى – والحديثة).
وفي الواقع:
هذا لا يقوم على حقائق، ومن المعلوم أن انحطاط الإنسان إلى الرعي والعري والجهل لا بد أن يكون مسبوقا بعصر الرقي والحضارة والعلم، فعصر الشرك قبله عصر توحيد ولا بد، وهكذا بقية مراحل الانحطاط، فهذه المجتمعات التي انحطت إلى الجهل كانت مسبوقة بمجتمعات حضارة، وهذا مشاهد حتى في الحياة اليوم.
3ـ كلام محمد غلاب غريب وعجيب لم يقل به إلا المتعصبون في بداية النظرية الدارونية حيث جعل تطور الآلات التي استعملها الإنسان هو الذي أدى إلى تطور البينة الخَلْقِية لدى الإنسان، فمثلا:
معرفة الإنسان للنار أدى إلى تطور الفك السفلي، ومعرفته لبعض الأدوات أدت إلى تطور الجمجمة، وهكذا!!
4ـ ينبغي أن نعلم:
أن هناك مشاكل وظروف بيئية خاصة أدت إلى وجود معركة بين الدارونية والقائلين بالخلق، ومن ذلك:
أن الدين النصراني قبل التحريف: يقر بآدم وما حدث له عليه السلام.
وبعد التحريف الذي قام به بولس: صار يعتقد بخطئية آدم، وأن المسيح صلب حتى يتحمل الخطايا عن بني آدم، ولهذا يرون أي شيء يمس بداية الخلق انتهاك لهذه العقيدة التي لا يكون النصراني نصرانيا حتى يعتقدها.
ولهذا كثير من العلماء الذين تحرروا من الكنيسة بقي عندهم التعصب للنظرية ولو كانت ضعيفة لأنه لا بديل عنها، فاتضح أنه شيء نفسي لا قناعة، وهذا هو الهوى والتعصب الذي حذرنا الله منه، فلم يستطيعوا أن يغيروا شيئا ألفوه.
5ـ في الحقيقة أن هناك في نظرية دارون حلقة مفقودة وهي:
مرحلة الانتقال من القرد إلى الإنسان، هذه الفجوة كانت مطعن لخصوم الدارونية.
فذهب عالمان في بلدة (بلتاداون) وهي من قرى بريطانيا، وعثرا على جمجة تعتبر بداية التحول من القرد إلى الإنسان، وسجلا هذا الاكتشاف وفرحوا به، وكان البعض تساوره الشكوك حتى مع هذا الاكتشاف، فلما تقدم العلم قليلا واكتشفت التحاليل أجري فحص على الجمجمة التي اكتشفت فوجدوا أنها جمجمة مزورة، فعرف ذلك (بكذبة بلتاداون)!! وهذا قبل مائة سنة.
6ـ قاعدة من القواعد الهامة:
الزمن يزيد الحق بيانا، ويزيد الباطل زهوقا، ولهذا كلما تقدم الزمن اكتشف العالم بطلان نظرية دارون.
7ـ أمران كان لهما دور في إبطال النظرية الداروينة:
الأول: من حيث الشكل
فقد اكتشفت قبور عمالقة في التاريخ، إما عن طريق المقابر أو عن طريق الثلوج، وهؤلاء العمالقة أشكال ضخمة جدا، فكيف يكون البشر بهذه الهيئة إذا قلنا بالنظرية الدارونية!!.
الثاني: من حيث المضمون وقد مضى بيان ذلك.
8ـ الحضارة واللغة أيضا لهما دور في إبطال النظريات الباطلة في نشأة الخلق والحضارة، فالإنسان يتميز:
باللغة والكتابة، وهاتان الميزتان لا يشارك الإنسان غيره فيهما، وهي تدل على أن الإنسان صاحب حضارة ورقي لأن اللغة تقوم على:
أ ـ المخالطة
ب ـ قابلية النطق والفكر والفهم، وهذا لا يمكن أن يكون الإنسان إنسانا إلا به.
وممن تبنى هذه المدرسة (نعوم تشومسكي).
والمخالفون يردون عليه بأنه يهودي يقر بالتوراة، وهو كذلك.
وكذلك هناك أشياء من مميزات البشر فمثلا:
- الأسرة: فالإنسان يكون أسرة بخلاف بقية الحيوانات.
- الدولة: فالإنسان يكون له دولة بخلاف غيره.
- الفن وممارسته: يعتبر من خصائص الإنسان.
- الشعور بالمعبود والحاجة له: من خصائص الإنسان.
- التطلع والتطور للأمام وتطوير الذات: فالقرود مهما تقدم الزمن نجد أنها لم تغير طريقة تسلقها الأشجار وطريقة أكلها ومأكولاتها، وكذلك الحيات وغيرها، بخلاف الإنسان في تطويره لذاته.
فإذا كان الإنسان ناطق ويعتبر بذلك مختلف عن الحيوانات فإذا كان كاتبا فهو أعقد من أي حيوان آخر من حيث المشاعر والأحاسيس والفطرة.
وهنا يقول أهل الإيمان أن الله رحيم ودود لطيف بعباده خلق خلقه وعلمهم ما لا يعلمون ومكنهم ويسر لهم الأمور لأجل أن يعبدوه ويتألهوا له ويحبوه.
9ـ منهج الدين المحرف في نشأة الحضارة:
يقوم على تعمد تجهيل الله للإنسان، وهذا هو الذي أدى إلى الصراع بين العلم والدين
(وقد قرأ الشيخ من الإنجيل) ثم قال:
نلاحظ أن الله تعمد تجهيل الإنسان ولا يريد تعليمه، بل لا يريد أن يعرف الخير والشر، بل أشد من ذلك أن الشيطان المتمثل في الحية عندهم هو الذي علم آدم الشجرة التي عرف من خلالها أنه كان عاريا، فصار الفضل للشيطان، وصار تحرر الإنسان على يد الشيطان.
فعرف الإنسان الخير عن طريق التمرد على الله، وهذا له ارتباط بالنظرية اليونانية المعروفة (برومي ثوس) الذي سرق النار حيث زعموا أن الإله لم يرد أن يعطي النار للإنسان لأنه يعلم أنه إذا عرف النار فقد تطور فكره وتطورت حياته، فقام برومي ثوس بسرقة النار فغضبت على الإلهة!!!.
ولهذا يعتبرون كل اكتشاف في الطبيعة قهر للطبيعة وليس منّة من الله ومنحة ربانية وفضل من الله هدى الله الإنسان إليه بفضله سبحانه وتعالى.
أخوكم / عقيل الشمري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 07:30]ـ
بارك الله فيك و ادعو الله ان يعجل بالشفاء لهذا الجبل الاشم اسد العقيدة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 11:34]ـ
بارك الله فيك و ادعو الله ان يعجل بالشفاء لهذا الجبل الاشم اسد العقيدة
نقل أحد الإخوة قول الصهيونى توماس فريدمان قوله (أننا لايخيفنا أمثال المتطرفون ولكن يخيفنا أمثال سفر الحوالى)
ـ[كاتب]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 02:22]ـ
هذا الموقع يعرض الحلقات كاملة لبرنامج الشيخ د. سفر الحوالي تاريخ العقيدة
http://www.almoso3h.com/program/index/id/64 (http://www.almoso3h.com/program/index/id/64)
وهذه مقامة قديمة كتبتها تعريفاً بكتب الشيخ وتراثه الذي يجهله الكثير من الناس
http://kaaatib.maktoobblog.com/409000 (http://kaaatib.maktoobblog.com/409000)
محبكم كاتب
http://kaaatib.maktoobblog.com/ (http://kaaatib.maktoobblog.com/)
شكر الله للشيخ عقيل هذا الجهد المبارك
جعله الله في ميزان حسانته يوم يلقاه
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 05:00]ـ
الدرس السادس 6/ 9/1430هـ
1ـ المنهج الإسلامي في نظرته لنشأة الحضارة: يقوم على ما يلي:
أ ـ أن الله امتن سبحانه بخلق آدم.
ب ـ وامتن أنه هيأ الأرض بجميع ما فيها من النعم وجعلها صالحة لآدم وذريته.
ج ـ سخر الله لآدم وذريته كل المخلوقات من الليل والنهار والنجوم والبحار والأشجار، فمن خلال الليل صار يعرف السنين والحساب، ويعرف الأوقات والمواسم، ويستفيد من الأنهار والأشجار والزراعة وغيرها.
د ـ امتن الله على آدم أنه خلقه بيده، والله خالق كل شيء لكنه خص آدم بأن خلقه بيده.
هـ ـ امتن الله على آدم أنه نفخ فيه من روحه، والروح كلها لله لكن الإضافة هنا إضافة تشريف لخاصيتها وتميزها.
و ـ ومن أعظم منن الله على آدم أن أمر الملائكة بالسجود لآدم،وهذا يدل على فضله
ز ـ ومن أجل منة الله على آدم أن علمه الأسماء كلها، فأعطاه لغة التخاطب ومعرفة المسميات، ولو لم يحدث ذلك لم يختلف آدم عن الحيوانات أبدا، ولم يتعلم، لأن اللغة لها خاصية عجيبة جدا في الارتقاء والتطور وإمكانية العيش، وهذا فارق بعيد له.
ويدل لذلك حديث (مر على أولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم فإنها تحيتك وتحية ابنائك من بعدك، فسلم عليهم فردوا عليه وزادوا ورحمة الله).
وهذه الزيادة من الملائكة إقرار منهم بتكريم الله لآدم ولهذا زادوا الرحمة له.
ح ـ وكان آدم نبيا مكلما كما جاء عند ابن حبان، أي كلمه الله ويتكلم.
ط ـ لا نعلم هل يعلم آدم الكتابة لكن بالتأكيد أن الله علم بالقلم وأن ذرية آدم من بعده عرفت الكتابة بتعليم الله لها.
ي ـ من أعظم المنن أن الله قال (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر) وهذه تمثل نقلة قوية جدا في الحضارة أن يركب البحر ويسير في البر ويذلل الله له الوسائل.
ك ـ ومن المنن أن الله رزقه من الطيبات وأباح له أكلها والتلذذ بها.
ل ـ ومن أعظم منة الله على آدم أن علمه كلمات يقولهن فتاب الله عليه وقبل توبته.
2ـ الخطيئة التي فعلها آدم:
النسبة للمناهج الثلاثة:
- المنهج اللاديني: لا يؤمن بها.
- المنهج المحرف (أهل الكتاب): بعدما حرف بولس دين النصرانية جعلوا آدم حينما ارتكب الخطيئة استحق العقوبة الدائمة من النكد ولعن الخطيئة، حتى رأى الله أن يخلص البشرية بأن يفديهم بابنه الوحيد وهو المسيح تعالى الله عما يقولون.
- المنهج المعصوم: أن الشيطان زين لآدم الوقوع في المعصية فلما وقع فيها آدم وعرف أنه عصى ربه، تاب وندم، فعلمه الله كلمات يقولهن فتاب الله عليه، فأنزله الله إلى الأرض ابتلاء واختبارا له ولذريته، وليس لأنه لم يتب عليه، بل قد قبل الله توبته.
3ـ من أين أخذ بولس هذه العقيدة؟ في قتل المسيح تكفيرا عن الخطيئة.
هناك عقيدة وثنية قديمة جدا وهي التقرب إلى الله بقتل الابن، حتى أصبحت مذمة على بني إسرائيل وأكثر من نبي عاتب بني إسرائيل على هذه العادة المقيتة.
4ـ قصة هاروت وماروت
جوهر القضية:
أن الملائكة لما رأت خطايا بني آدم استغربت وتعجبت كيف يعصى الله؟ كيف يقدر البشر على معصية الله؟
وفعلا هذا أمر عجيب أن الإنسان ينعم الله عليه ومع ذلك يعصي ربه.
فقال الله للملائكة: اختاروا ملَكين وركب فيهم الشهوات التي ركبت في بني آدم،من حب الدنيا وحب الشهوات، وامتحنهم بثلاثة أمور (الزنا – القتل – الخمر) فاختاروا الخمر على ظن أنه أخفها ضررا وهذا من خصائص بني آدم وهو الجهل، فعندما شربوا الخمر قتلوا وزنوا.
فثبت للملائكة فعلا أنه لا لوم على بني آدم في الوقوع في المعاصي ابتداء وإنما اللوم على بني آدم إذا أصروا على المعصية.
5ـ نقارن بين آيتين:
قول الملائكة (ويستغفرون للذين آمنوا) وقولهم في الآية الأخرى (ويستغفرون لمن في الأرض)
فالفرق أن الملائكة كانت تستغفر للذين آمنوا على وجه التحديد، وبعدما عرفوا ما ركبه الله في بني آدم من الشهوات والقابلية صاروا يستغفرون لمن في الأرض جميعا، لأنهم عباد أطهار يريدون أن يغفر الله لمن في الأرض جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 05:25]ـ
ماشاء الله بارك الله
جزاك الله خيرا أخي عقيل
وأتمنى لو تُفرغ وتهذب وتعرض على الشيخ وتطبع
والشيخ لن يرفض هذا
فمن لها؟؟
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 02:32]ـ
أحسنت أخي: ضياء ..
وفكرة رائعة ...
ولعل الله ييسر لها أحد طلاب الشيخ المقربين منه لعرض الفكرة ... وعندها سنسمع
الخبر الذي نطلق عليه مسمى:
(الفصل الأصيل فيما اقترحه الضياء وأيده عقيل)!!
شكرا لك ,,,,أخي الكريم ... وننتظر لعل الله يحدث أمرا ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 03:26]ـ
الدرس السابع 7/ 9/1430هـ
كانت حلقة اليوم عن مهد الحضارة الإنسانية، أو منشأ البشرية والبيئة الجغرافية التي بدأت فيها النشأة البشرية، وبدأ الشيخ كلامه بتقرير أصل:
1ـ عند أهل الإسلام: لا يوجد في هذا الموضوع أي إشكالية بحمد الله، ولا ينبني عليه أي أثر لأن الأرض كلها أرض الله، والبشر كلهم خلق الله، فإذا كان السبق فيها للمؤمنين فالقضية واضحة بحمد الله، وإن كان السبق للكافرين فهذه سنة الله وهذا أدعى لإقامة الحجة عليهم.
2ـ نجد في القرآن أن الأمم المكذبة يمكن الله لهم في الأرض استدراجا.
3ـ موضوع مهد الحضارة وما يتعلق به يتم تناوله من قبل منهجين:
المنهج المعرفي المجرد:
ير ى ضرورة معرفة أين نشأت الحضارة؟ وكيف تم ذلك؟ وما أول مكتشف حضاري؟ وكيف انتقلت؟ وكيف بدأت الكتابة؟ وكيف انتشرت؟
وقد تنفق أموال وأعمار على هذه الأمور التي هي قليلة الفائدة.
المنهج الإسلامي:
ليست هذه الأمور بذات أهمية لأن الأرض والخلق كلهم لله سبحانه.
4ـ علماء الغرب لما عرفوا التاريخ على يد (هيردوت) المسمى (أبو التاريخ) والتاريخ في الحقيقة ليس له (أب) لأنه أعمق من هيردوت نفسه، لما زار هيردوت بلاد العراق
ومصر والشام اندهشوا مما رأى وكتب، وبدأ يطرح سؤالا مفاده: من أين بدأت هذه الحضارات؟ وكيف انتشرت؟
5ـ جاء تحليل آخر لكشف هذه القضية وهو اللغة، وهي أعظم ما يمكن أن تكتشف من خلاله الأشياء كما مضى بيانه، فكانت اللغة هي المفتاح لفهم التاريخ، فلما عرفت بعض الرموز وسهل فكها عن طريق تحليل الكتابة تبين لهم مفاجآت كبيرة جدا وهي أن الدلالات اللغوية تبين أن جزيرة العرب هي مهد المنبع لتلك الحضارات.
وأرض الجزيرة ما زالت بكرا على منهجهم في الاكتشافات إلا أن البحوث والدراسات الحديثة كلها أصبحت تبين أن أرض الجزيرة هي مهد تلك الحضارات، ومنها تمت الهجرة إلى الشام والعراق.
6ـ كانت أعظم اللغات التي اكتشفت عن طريق الدراسات هي باللغة السامية كما يقولون، وهنا سؤال: لماذا قالوا: اللغة السامية؟
هم يقصدون سام بن نوح، وهو الجد الأبعد، ومعلوم أن الإنسان عندنا إما أن ينتسب لقبيلته أو للعرب فلماذا ذكروا سام وهو الجد الأبعد؟
لأن التاريخ التوراتي يفصل بني إسرائيل عن جميع البشر، ويجعل المقابل لهم بنو إسماعيل فحتى لا تنسب اللغات إلى العرب سواء العرب القديمة وهم عاد وثمود وغيرهم، أو العرب الحديثة وهم إسماعيل ومن بعده، حتى لا تنسب اللغة للعرب جاءوا بالجد الأبعد الذي يجمعهم جميعا وهو سام بن نوح لأنه فيه يلتقي العرب واليهود.
7ـ العرب يقسمون التاريخ إلى:
العرب الحديثة: وهم من بعد إسماعيل، وهو أول من فتق لسانه بالعربية كما جاء في الحديث، وهي العربية المبينة الحديثة.
والعرب القديمة: وهم عاد وثمود، وكانت لغاتهم عربية، وطبيعي جدا أنها لما هاجرت واختلطت بالأمم غيرها تأثرت لغتها، واختلفت لهجاتها، ومنها:
السريانية و المصرية القديمة والآشورية وغيرها وكلها لغات عربية لكن تختلف اللهجات
8ـ اللغة العبرية هي فرع عن اللغة العربية القديمة، وهم يقولون اللغة السامية حتى لا ينسب للعرب.
9ـ الشيخ سفر يقترح بدل لفظ (السامية) أن يقال: العربية القديمة، ويقترح أحد الباحثين في كتاب (العراق في التاريخ) أن يستبدل السامية بالجزيري أو الجزري، نسبة للجزيرة العربية لأنها أصل اللغات والحضارات.
10ـ سؤال: كيف كانت الجزيرة مهد الحضارات وهي صحراء جرداء؟
الجواب يأتي من قوله صلى الله عليه وسلم " كانت جزيرة العرب مروجا وأنهارا " وكان بقية الأرض خاصة الجزء الأوربي مغطى بطبقة من الجليد قبل الميلاد 8000 إلى 10000 سنة، وكانت أفضل البيئات الملائمة للعيش هي الجزيرة العربية وما جاروها من بلاد العراق والشام سواء اعتبرنا فلسطين والشام الجزء الشمالي للجزيرة أو لا.
11ـ أكد الباحث (أحمد ... ) الكاتب بجريدة الحياة له بحوث في هذا الشأن:
أكد أن الكتابات التي عثر عليها تؤكد أن أهلها هاجروا من جزيرة العرب.
12ـ وفي الواقع هذا الأمر واضح فجميع الحضارات كان منشأها بلاد الجزيرة، ومن ذلك:
- عاد عاشوا في الأحقاف: والأحقاف من بلاد الجزيرة وإن اختلف في مكان تحديدها
- ثمود: وهي أوضح حيث عاشوا في بلاد الجزيرة في شمالها.
- مدين: كذلك في الجزيرة.
- وإبراهيم وإسماعيل عندما بنيا الكعبة وهي في الجزيرة قطعا.
- وعربية إبراهيم ثابتة إما من كونه آرميا، وهي نسبة لأرم ذات العماد، وهي عاد الأولى، أو من كونه خاطب جرهم وهم عرب قطعا.
- وأخيرا بعثة محمد: عليه السلام وهو في مكة.
- وكذلك أكده الباحث عباس محمود العقاد.
- وأكده الباحث محمد عزة دروزة في كتابه (الجنس العربي).
- وكذلك الباحثين المصريين أكدوا أن كثير من الألفاظ من المصرية القديمة أصلها عربي خاصة فيما يتعلق بالمعبودات، مثل:
(حروس) على هيئة صقر، وإضافة السين من اللغة اليونانية، وهي (حر) والصقر يسمى حرا إلى الآن في اللغة العربية الحديثة فضلا عن القديمة
وكذلك (تمثال آخر يسمى بس) وهو على صورة قط، وكلمة بس تطلق إلى الآن على القط في اللغة الحديثة فضلا عن القديمة.
- ومما يستأنس به من خصائص الجزيرة أن شكلها الجغرافي على هيئة قلب، فكأنها قلب العالم.
- وكذلك خصائصها الجغرافية وهي محمية من جميع جهاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:35]ـ
جزاك الله خيرا أخي عقيل
وننتظر
السراج المنير لفوائد الشيخ الحوالي بقلم العقيل
:)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 08:16]ـ
الدرس الثامن 8/ 9/1430هـ
الكلام في هذه الحلقة عن حقيقة الطوفان
1ـ الطوفان مما أجمعت عليه أمم الأرض، حتى تلك الأمم التي ليس بينها تقارب، وقد ذكر أصحاب كتاب (قاموس الآلهة والأساطير) الذي ألفه ثلاثة من الألمان قالوا فيه: أن حادثة الطوفان توجد في أساطير وحضارات كل الشعوب).
2ـ مع هذا الإجماع إلا أنه في القرن الثامن عشر الميلادي والمسمى قرن التنوير وتقدم مراكز الدراسات اختلفت الآراء في هذه الحادثة، ويمكن للإنسان مع تقدم العلم واتساع المعرفة أن يتوصل من خلال المقارنة إلى الحقيقة في هذه القضية.
3ـ المناهج التي تناولت حادثة الطوفان هي:
المنهج الأول: المنهج اللاديني
وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين:
أ ـ قسم ينكرون هذه الحادثة: وهؤلاء الذين غلو في إنكار الأديان، وهم لا ينكرون أن الماء يغطي معظم الأرض في العصر ما قبل الكاريبي، ولا ينكرون حادثة الجليد الذي يغطي مساحات واسعة من الأرض، وإنما ينكرون حادثة الطوفان.
وحجتهم: ترجع في النهاية إلى عدم العلم بهذه الحادثة.
لكن: عدم العلم ليس علما بالعدم.
ب ـ قسم آخر يشككون فيها: فهم لا يملكون المقدرة على الإنكار، ولكنهم يشككون في وقوعها.
وحجتهم: ما يوجد في التوراة من ثغرات في تناولها لهذه الحادثة، وما عند الأمم والحضارات من أساطير وصلت حد التناقض.
4ـ المنهج الثاني: المنهج المحرف
وهو الذي ذكر في سفر التكوين، الذي أيدته دائرة المعارف بقوة، وأثبتوا أن كل ما في التوراة فهو وحي!
ثم قرأ الشيخ من دائرة المعارف: في الفصل الخامس: الطوفان قديم العهد، وهناك دلائل على فجوات بين الأجيال المذكورة .... ).
والخطأ هنا في كلامهم:
- اعتبارهم الفترات بعد نوح أجيال، فيكتبون عن فلان وتاريخ مولده ووفاته وحياته وهكذا، بينما القرآن يعتبرهم أمم وقرون طويلة، ولقولهم أنهم أجيال وقعوا في التناقض.
- اعتبارهم أن عمر نوح حين الطوفان 600 سنة، وعمره حينما مات آدم 220سنة، بل أشد من ذلك يقولون: أن عمر إبراهيم حين مات نوح 58 سنة!!.
- هذا الذي جعلهم يقعون في التناقض ووجود دلائل على فجوات بين الأجيال.
- ومن الأخطاء قولهم بأن الطوفان والعقوبة وقعت على بابل، وهذا من التناقض الكبير لأن بابل كانت قبل 24 قرن قبل الميلاد، أما الحضارة البابلية المعروفة التي اكتشفت فكانت قبل الميلاد بقرنين تقريبا.
- ومن الأخطاء الكبيرة أنهم قرروا أن الطوفان قبل الميلاد بـ 7000 سنة، وقد سبق وأن قرروا أن عمر الخليقة وبداية الخلق قبل 4000 سنة قبل الميلاد!!.
وهذا التناقض قرره الطبيب موريس بيكاي في كتابه (دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة).
5ـ نسخ التوراة هي:
العبرانية واليونانية والسامرية، وبينها اختلافات كثيرة.
6ـ مع الأسف أن بعض علماء المسلمين نقلوا عن علماء أهل الكتاب بعض التفاصيل عن الطوفان مما ليس عليه دليل، والخطأ ينبغي إنكاره وتصحيحه عند الجميع.
7ـ قارن الشيخ رشيد رضا بين القرآن والتوراة وبقية الأديان في قضية الطوفان، فكانت النتائج منها:
- أن الملل لم تتفق على اسم الرجل الذي نجا، وإلا التوراة والقرآن فقد ذكرتا أنه نوح
- قدماء الفرس ذكروا أن العذاب أول ما بدأ كان من تنور العجوز، وكلمة تنور لم ترد حسب المصادر إلا في عند الفرس القدماء، فكانت صحيحة لموافقة القرآن لها.
8ـ الغالب أن أي شيء يأتي في القرآن وليس عادة القرآن التفصيل، فتكون الحكمة في ذكرها أنها جاءت للرد على تحريفات الأمم، ومن ذلك:
كلمة (تنور) التي وردت في قصة نوح، مع أنه ليس لها تأثير في العبرة إلا أنها يرد بها على من حرف ذلك من الأمم.
9ـ من الطرائف التي قيلت في مكان استقرار سفينة نوح، قيل:
- الهنود يقولون: أنها جبال الهملايا.
- التوراة تقول: أنها جبال أررات في أرمينا.
حكم القرآن أنها (الجودي) فليست الهملايا ولا غيرها، ثم من غير المعقول أن تكو جبال الهملايا ولا أررات لأن الهملايا تصل إلى ارتفاع (8000م) وأررات تصل (5000م) فما الحكمة من أن يصل الماء إلى أعلى قمة الجبال، أدنى من ذلك بكثير يغطي الأرض.
10ـ كانت هناك ظاهرة في طباعة الكتب الدينية أول ما بدأت عند الكنيسة أنه تضيف رسومات وأشكال وجداول للتوضيح، وأصبحوا يتفنون في ذلك، وقد لا حظ الدكتور بكاي أنه في الطبعات الأخيرة للتوراة اختفت هذه الرسومات والتوضيحات والأشجار من التوراة، لأنهم رأوا أنها تثير التكذيب أكثر من كونها توضح وتبين.
11ـ عرض الشيخ على الشاشة نسخة للتوراة طبعت عام 1884م وقد أرفق فعلا فيها قائمة من التواريخ والسلاسل والرسومات، بينما لا يوجد ذلك في الطبعات الأخيرة.
12ـ لماذا يقل الكلام على الطوفان عند المصريين؟
يستظهر الشيخ أنه لوجود النيل، وكونه يفيض في فترات كثيرة، وكذلك فاض في عهد فرعون وقبله وبعده، ولهذا نتيجة لتتابع هذا الماء جعل المصريين لا يعتبر الطوفان عندهم حادثة هائلة كما حدث عند غيرهم من الأمم، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معارج]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 12:53]ـ
جدير بالتنويه أن الشيخ لم يسم برنامجه بهذا الاسم"تاريخ العقيدة" ولم يرتضه اسماً وإنما هو من تصرف القناة
وشكر الله للأخ الشمري على جهده الكريم الذي أسأل الله أن يثقل به موازينه
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 01:33]ـ
الدرس التاسع 9/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن التقويم وحساب الزمن
1ـ الشعور بالزمن من خصائص الإنسان التي لا يشاركه فيها غيره.
2ـ تعجب العلماء المعاصرون: كيف استطاعت البشرية في الزمن السحيق معرفة الزمن؟ وكيف عرفوا تقسيم اليوم إلى 24 ساعة، والساعة إلى 60 دقيقة، والدقيقة إلى 60 ثانية، من الذي علمهم مع أن العلوم كانت بدائية؟!
ونحن نتعجب إذا نظرنا لتلك العصور بالنظرة المعاصرة بأنها عصور بدائية همجية لا تعلم شيئا، أما إذا نظرنا لها على أنها عصور على التوحيد، وأرسل الله إليهم رسلا يعلمونهم أمور دينهم ودنياهم فإننا لا نستغرب.
3ـ الحاجة لتعليم الزمن ترجع إلى ضبط أمور الدين وأمور الدنيا، فأمور الدين كالصلاة والحج والصيام وغيرها، وأمور الدنيا كالزراعة وغيرها.
4ـ إشكالية يجب التنبه لها، وهي:
أن السنة الشمسية (365يوما) لا تطابق السنة القمرية (360يوما) ومن هنا نشأت إشكالات هي في الواقع من صنع البشر حينما ينصرفون عن الوحي المعصوم إلى اجتهادات البشر.
وجوابا على هذه الإشكالية رأت الأمم أنه لا بد من نقص أو زيادة، وكل أمة تحاول أخذ أفضل التقاويم وأسلمها من الخطأ، ولا زال الخطأ مستمرا إلى زماننا، فمثلا:
- المصريون: اعتمدوا على السنة الشمسية (12شهرا)، والشهر (30يوما) وأضافوا (5أيام) أعياد لتصبح السنة (365يوما).
- البابليون: اعتمدوا التقويم القمري (355يوما) واضافوا أعياد وأكباس لتصبح (360).
- الرومان: عدلوا أكثر من مرة، ومن أغرب التعديلات أنهم وجدوا الفرق بين السنتين 11 يوما أو قريبا من ذلك فحاولوا إيجاد طريقة كالآتي:
جعلوا سنة قمرية (355) وسنة (377يوما) ثم رجعوا إلى السنة الأولى (355) ثم التي بعدها جعلوها (378) فلم يرجعوا إلى السنة الثالثة، وهكذا أنواع من التخبطات.
5ـ تبين دائرة المعارف أن اليهود على التقويم البابلي والذي يعتمد على السنة القمرية، وفي الحقيقة أن الفضل ليس للحضارة البابلية في اكتشاف هذا التقويم وإنما للأنبياء الذين علموا بني إسرائيل هذا التقويم، فقد كانت الأنبياء في بني إسرائيل كثير فكانوا يعلمونهم ذلك عن طريق الوحي المعصوم.
6ـ الخلاصة أن: التقويم بالشهر القمري هو من ميراث النبوة.
7ـ ولد المسيح قبل التاريخ الذي اعتمدواه مولدا له بخمس سنوات وهذا باعترافهم أيضا، فنحن في سنة (2005) المفترض أننا في (2010).
8ـ تعديل الباب القروبري للتقويم الكنسي:
أعلنت الكنيسة زيادة (10أيام) في آخر القرن السادس عشر، وعتمدته الكنيسة الفرنسية أيضا، فخرج الدين النصراني من الأشهر القمرية الكتابية الأصلية إلى الأشهر الشمسية الرومانية الوثنية.
9ـ أوربا الشرقية (اليونان) بقيت بفارق (15يوما) ولم يعدلوا حتى قامت الثورة الروسية فأرادوا إلغاء الدين، وكانت في 25نوفنبر فلما أضافوا الخمسة عشر يوما صارت الثورة في أكتوبر، فكيف يصنعوا الآن الثورة في نوفنبر والتاريخ في أكتوبر!!
ثم وضعوا نظام خاص بالثورة أرخوا به، وهم في ذلك قلدوا الثورة الفرنسية، ثم وجدوا أنه لا يصلح فألغي فأبقيت الكنيسة على التقويم الكنيسة الجديد، والدولة على التقويم الغربي فصار في الدولة أكثر من تقويم.
10ـ في السنة العاشرة للهجرة استدار الزمان كهيئته يوم خلقه الله، والسنة 12 شهرا ثم جاء قوله تعالى (يسألونك عن الأهلة ... ) وقوله صلى الله عليه وسلم (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ... ).
11ـ معنى قوله (لا نكتب ولا نحسب) أي لا نعتمد على الحساب بل نعتمد على الأمور الظاهرة التي يعرفها ويراها الجميع وهو رؤية الهلال.
12ـ من أكبر الأخطاء أن الثورة الليبية أرادات أن تسمي الشهور على غرار الثورة الفرنسية فسموا: شهر الماء، وشهر ناصر نسبة لجمال عبد الناصر، وهذا من التقليد لسبيل الكافرين.
13ـ كانون وآب من الأشهر العربية القديمة، ومعلوم أن الكانون الموقد، والآب هو الخصب والمرعى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 01:37]ـ
الدرس العاشر 10/ 9/1430هـ
1ـ العالم مهما ابتعد عن التدين فإن التدين يظل راسخا في وجدان البشرية ومشاعرهم، ومن ذلك:
- شعائر النكاح مهما ابتعدت الأمة عن الدين إلا أن شعائر النكاح تبقى على التدين
- شعائر الجنائز مهما ابتعدت الأمة عن الدين إلا أن شعائر الجنائز تبقى على التدين.
2ـ من الطرائف أنه لما حكم (لينيين) في الثورة الشيوعية جاء أحدهم يريد أن يلقي كلمة أمامه وأمام حرس الثورة، فقال: لا أجد أحسن من وصفك بأن أقول:كأنك المسيح وحولك الحواريين! فنكس لينيين رأسه لأن الثورة الشيوعية عدوة التدين.
3ـ أخطأت الكنيسة في تقويمها من عدة جهات:
- أنها جعلته من مولد المسيح، بينما المسيح ولد قبل هذا التاريخ باعترافهم.
- جعلت يوم (25) ... عيد بينما هو في الأصل عيد وثني من الأمم التي قبلها.
- تحويل الشهور من القمرية إلى التقويم الشمسي.
- خطأ حتى من ناحية منطقية لأن (سبتمنبر) مأخوذ من يوم السبت، والسبت هو السابع، فكان المفترض أن يكون (سبتمنبر) هو الشهر السابع وهو الآن الشهر التاسع!!.
- حتى أسماء الشهور مأخوذ من أسماء أباطرة وقياسرة وأعياد أوثان، فمثلا:
(فبراير) شعيرة رومانية قديمة.
و (أغسطس) على اسم الأمبراطور أغسطس الذي ولد المسيح في عهده.
و (يوليو) وهو قيصر.
فمع هذه الأخطاء يراد أن يعمم هذا التقويم الميلادي على جميع البلدان.
4ـ أما الأمة الإسلامية في التقويم فهي بين إصابة عين الحقيقة وبين عفو من الله، وهذا غاية التيسير لهذه الأمة بحمد الله.
5ـ لم يختلف المسلمون بحمد الله في شهر رمضان بأن اكتشفوا بأنهم صاموا في غير رمضان، أو حجوا في غير ذي الحجة، أما النصارى فقد حولوا شهر الصيام إلى الربيع، ولهذا يتحسرون أحيانا أن الأعياد تأتي في وقت الشتاء ووجود الثلوج مما لا يمكنهم فعل الاحتفالات والتعري.
6ـ المسيح عليه السلام لم يبعث لجميع الناس وإنما خاص لبني إسرائيل، وهو يقول للمرأة الفينيقية: إني لم أبعث إلا لخراف بني إسرائيل الضالة.
7ـ الشريعة التي كان عليها اليهود لم ينقضها المسيح، ولهذا قال: ما جئت لأنقض الناموس.
8ـ في الحديث في البخاري عن هرقل قول الراوي: وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم ليس المراد: التنجيم، لأن التنجيم لا يمكن معه معرفة الحق، ولا ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما المراد انه كان يعرف النجوم، فكان يعرف من خلال الكتاب أنه في وقت ظهور النجم الفلاني أو التقاء النجم الفلاني بالنجم الفلاني سيكون ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر في النجوم فعرف العلامة.
لأن الأمم القديمة يؤرخون بالأحداث، فالفرس يؤرخون بالأحداث الفارسية، وهكذا بقية الملل، أما التاريخ النبوي فلا يؤرخ بهذه الأحداث لأنهم مشركون، ولأن كثيرا منها أعياد شركية، أما التاريخ النبوي فيؤرخ بالعلامات كظهور نجم فلاني أو غيره، فلما ظهر النجم الفلاني عرف هرقل أن نبي العرب قد ظهر، وهذا يستعمله الفلاحون كثيرا يستدلون بالعلامات وظهور النجوم بأمور في شأن الزراعة.
9ـ بولس الذي خرب دين النصرانية هو الذي حارب الاختتان، وهو الذي حارب التنظف والاغتسال، وليس من أصل دين النصراينة.
10ـ بالنسبة لتواريخ الأمم كالآتي:
- اليهود: نحن في عام (خمسة آلاف وسبعمائة ... ) وذلك اعتمادا على تاريخ بدأ الخليقة.
- القربري: نحن في عام (2005).
- الصين: نحن في عام 2556 بناء على مولد الملك (كفوش)
- الهنود: نحن في عام 1925.
- الحبشة: نحن في عام 1721.
ومن النكت في العالم الغربي أن الإنسان إذا سأل عن تاريخ مولده يقول: في أي التاريخين تريد: القروبري أو الحبشي!!
11ـ من الطرائف يقول الشيخ: أن اليابانيين يعتقدون أن الأمبراطور هو الله تعالى الله عن قولهم، وأنه كان في السماء ثم أهبط إلى الأرض؟!! ومن أساطيرهم أن المبراطور إذا مات فإنه تدفن معه أدواته.
فيقول الشيخ أنه ألتقى بوفد إعلامي وسأل رئيس الوفد الإعلامي عن هذه القضية فقال: نعم صحيح هو الله، يقول الشيخ فقلت له: الأمبراطور عندكم هو الذي وقع واستسلم للخضوع لأمريكا، فهل الله يوقع ويخضع لأحد، وقارنت بينه وبين المقاومة العراقية وأنها لم تستسلم وهذا الفرق بين الإسلام وغيره.
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 05:20]ـ
1ـ العالم مهما ابتعد عن التدين فإن التدين يظل راسخا في وجدان البشرية ومشاعرهم، ومن ذلك:
- شعائر النكاح مهما ابتعدت الأمة عن الدين إلا أن شعائر النكاح تبقى على التدين
- شعائر الجنائز مهما ابتعدت الأمة عن الدين إلا أن شعائر الجنائز تبقى على التدين.
هل تبقى على التدين أو بقيت (قد يكون في أغلب الحضارات)
فعبارة تبقى تحتاج تأكد
ـ[أكليل]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 06:31]ـ
اخي ابا عقيل شكر الله لك جهدك
وريح الله بالك وأعطاك منالك
لقد ارحتني من عناء الكتابة
ماعلي الا قرآة ماسطرته بعد السماع ليرسخ في الذاكرة
فغفر الله لك ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 03:17]ـ
شكر الله للأخوة جميعا ....
وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتي وحسنات والدي رحمه الله
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 02:18]ـ
الدرس الثاني عشر 12/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن حضارة اليمن
1ـ من الحقائق التي ينبغي الاتفاق عليها هي أن أصل الحضارة البشرية واحد، وأنها كلها ترجع إلى أسرة واحدة كما ترجع إلى أب وأم واحدة.
2ـ المنهج القرآني يعطي إشارات، ويترك تفاصيل الأمور للاجتهادات البشرية.
3ـ الحضارة في بلاد اليمن لا تزال مهملة مقارنة بالاهتمام بالحضارات الأخرى.
4ـ الفجوة الكبيرة في التاريخ ما بين نوح ومن بعده إلى إبراهيم عليهم السلام يسدها الحضارة اليمنية.
5ـ الحضارة اليمنية تميزت بأمرين هما: القدم والتميز.
أما القدم فواضح وأما التميز فيشمل الرقي والسمو وهي التي يجمعها قولنا (الحكمة) ومما يدل على الحكمة اليمنية ما يلي:
أ ـ العهد القديم (التوراة): ففي سفر أيوب في المجادلة حول القضاء والقدر نجد أن الحكمة في هذا السفر حكمة يمنية، والأسماء التي وردت أسماء يمنية.
ب ـ إنجيل متى فيه: أن المسيح كان يقول: أن ملكة سبأ طلبت الحكمة من سليمان عليه السلام، واليهود لم يطلبوها من موسى، وهو أكثر حكمة من سليمان.
ج ـ الإسلام ففي الحديث: الحكمة يمنية والدين يمان.
فاتفقت الأديان الثلاثة على أن الحكمة يمنية.
6ـ أول ناطحات سحاب بنيت هي في اليمن، وأكبر السدود التي عرفتها البشرية هي في اليمن.
7ـ ذو القرنين الأقرب أنه من ملوك اليمن وكان رجلا صالحا وفتح الأرض.
8ـ عاشت الحضارة اليمنية حضارة تواصل مع الحضارات الأخرى كما قال الله (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة).
9ـ وكذلك مما تسد به الفجوة الكبيرة في التاريخ حادثة الأخدود وهي في اليمن.
10ـ فيمكن لنا أن نجمع التاريخ من مجموعة أشياء منها:
ما ذكره القرآن، وما ثبتت صحته من السنة، وما تؤكده الدلائل من الآثار، وما ذكره العرب في شعرهم وتاريخهم، فيجتمع لنا تاريخ منه اليقين ومنه الظن، ومنه ما يقبله العقل ومنها ما يرده، وهكذا يجتمع التاريخ أصلا.
11ـ قال صاحب كتاب (تاريخ العلم): لقد سبق للعرب أن سادوا العالم في مرحلتين من التاريخ، وقبل اليونان ب2000 سنة ولا يمتنع أن تجتمع هذه الشعوب وتقود العالم مرة ثالثة.
12ـ التاريخ اليوناني ابتدأ في القرن السادس قبل الميلاد، وهنا يظهر لنا شيئا عجيبا أن يعظم التاريخ الذي نشأ قبل الميلاد بستة قرون، ويهمل التاريخ الذي قيل أنه نشأ في الألف السادسة قبل الميلاد.
13ـ بين الشيخ أن الحضارة الفرعونية كانت خارجة من الجزيرة العربية، وكانت أسماء الفراعنة القدماء تدل على أ، أصولهم عربية ففرعون موسى قيل إن اسمه الوليد.
وبين الباحث المصري (كمال أحمد) أن أصل اللغة المصرية القديمة هي العربية، ونتيجة للمخالطة طرأ عليها تغير في ألفاظها.
14ـ أحد علماء لآثار الذين بحثوا في اليمن وجد كتابات قديمة، فوجد (إلي) وهي اسم علي، واسم علي عربية أصيل، فهو حرفها إلى (إلي) وهي بالعبرية تعني الله، وهذا غير صحيح لأن (إل) عربية أصيلة تعني الله، كما قال أبو بكر (هذا الكلام لا يخرج من إل).
15ـ المسيح لغته العبرية وهي فرع عن العربية.
16ـ إبراهيم لغته العربية كما قرره الأستاذ العقاد.
17ـ تاريخ اليمن تاريخ موثق ومكتوب وقد ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق وسيرة ابن هشام كثير من النقول التي تفيد وجود نقوش وكتابات عربية قديمة.
18ـ بلاد التبت الغالب أنهم حمير، وقد انتشروا شرقا إلى الصين، وغربا إلى أفريقيا وجميع ذلك كان يحكم في قاعدته في اليمن.
19ـ حتى اليونان هناك من يقول بأن أصولهم من قحطان.
20ـ هناك ظاهرة أشيعت وهي: أن التوراة نزلت في اليمن؟
جاءت هذه الشائعة لأن الأسماء التي في التوراة تشابه الأسماء اليمنية، وفي الحقيقة لم تنزل التوراة في اليمن لكن لما هاجرت القبائل اليمنية من اليمن إلى العراق والشام كانت تسمي الأماكن بأسماء مدنها وأسمائها العربية، فمثلا:
صنعاء في اليمن، وهناك صنعاء في الشام، ونجران في اليمن وهناك نجران في الشام.
ـ[مكاوي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 10:50]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
باك الله فيك يا عقيل ..
أين ملخص الدرس الحادي عشر .. ؟
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 05:27]ـ
الدرس الثالث عشر 13/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن ظاهرة النبوات
1ـ ظاهرة النبوة لا تخضع للتقديرات البشرية إلا عند من أقر بأن الله خلق الخلق على الخير والصلاح والفطرة السوية، وأنه خلق هذا الكون ومن أجل مخلوقاته هذا الإنسان الذي كرمه الله وأن يجعله على نور وهدى.
2ـ جاءت ظاهرة النبوة لعلاج الانحراف الذي طرأ على البشرية من الشرك، وهذا ثابت في القرآن والتوراة وغيرهما، وإن كانت أوضح في القرآن الكريم، وكان أولهم نوحا عليه السلام وهو الأب الثاني للبشرية حيث أغرقت الأرض بالطوفان.
3ـ لم يدع الله البشرية في أي عصر من العصور من غير هدى ونور، لكن الناس ينحرفون ويضلون بتأثير الإنس والجن والطواغيت والجبارين، حتى أصبح الناس أحيانا لا يفرقون بين الأنبياء وأهل الشعوذة والسحر والدجل والكهانة والذين يطلبون الملك.
إلى أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزته الوحي من الله وهي التي لا تقبل تكذيبا، وأصبحت معرفة الإنسان تتجدد مع الأيام وهذا أعلى أنواع المعارف البشرية إضافة للدلائل الحسية التي تشهد بصدقه أيضا.
4ـ جعل الله للأنبياء من الصفات الخلقية والخُلقية ما يبهر العقول مما يجعل الناس يحكمون بصدقهم حتى قال الله عن المكذبين (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم).
فمعهم من الصفات بحيث لا يشتبه به أحد من الخلق، فهم:
أرحم الناس، وأصدق الناس، وأعدل الناس، وأبر الناس، وأطهرهم، وأبعدهم عن حظوظ النفس، وأرحمهم على الناس والحيوان وغير ذلك.
فمن أراد أن يشابههم في جميع ذلك فلن يستطيع إلا في بعضها، وحتى هذا البعض لن يكون مثلهم فيها، فكيف بمن يعاديهم.
5ـ وعلى هذا لا حاجة فيما خاض فيه الفلاسفة من أهل الكلام بقولهم: هل تختلط المعجزات بالدجالين والمشعوذين؟ وقد سماها الله آيات وبراهين ولم يسمها معجزات.
6ـ الأنبياء جميعا دعوا إلى نبذ كل عبادة ما سوى الله، وعلى هذا كل هذا الركام الهائل من الأصنام في بابل وسومر والشرق والغرب والصين والهند وغيرها كلها انحطاط للعقل البشري إلى أدنى من العقل البهيمي.
7ـ على البشرية أن تجهد في الرقي وتعلم علوم الأنبياء، ومن أشد الجرائم تحريف كلام الأنبياء.
8ـ ومن الانحطاط الذي تمارسه البشرية أن يحط من مقام الأنبياء إلى تسميتهم حكماء
9ـ العالم الشرقي: من ضمن شخصياتهم بوذا.
والعالم الغربي: من شخصياتهم سقراط، يقال أنه كان ينبذ الأصنام وعبادتها.
وبغض النظر عن ثبوت النبوة لأنها لا تثبت إلا بالوحي أو التواتر عند قومه، لكن بالتأكيد أن أقوالهم كان من آثار النبوة، لأن النبوة تنبذ الأصنام.
10ـ ما الذي أتى به هؤلاء الفلاسفة؟ كما قال العلماء:
أ ـ علوم الطبيعة: وهي أفضل علومهم مع العلم أن المسلمون تجاوزوهم في ذلك كثيرا، ثم جاء العلم الحديث وتقدم كثيرا، فلم يعد هناك حاجة لكلامهم.
ب ـ العلوم الإلهية: فيما يتعلق بالله وعلوم الآخرة والفكر الذي ينتج تلك العلوم فهم لا يعرفون شيئا وقد انتشرت عبادة الأوثان والسحر والشعوذة وغير ذلك.
11ـ هل صحيح أن الفلسفة نقلت الناس إلى الدليل العقلي والاستنباط؟
في الواقع أن فلاسفة اليونان مدارس شتى، ولا يتفقون على منهج واحد يجمعهم، وأفضل علومهم الطبيعة ولا حاجة لها مع تقدم العلم، وقد انحطوا إلى الشرك والسحر والشعوذة وعبادة الأضرحة.
12ـ يقول الماديون: أن أعظم انجاز للفلسفة أنها أنكرت الغيب. فهل هذا صحيح؟
في الحقيقة هذا لا يوجد أبدا عند الفلاسفة أنهم أنكروا الغيب، وإنما فسروا نشأة الكون تفسيرا ماديا يفترض عدم وجود الله، ولا يقرون بما في التوراة، فاعتقد الفلاسفة التنويريون في عصرنا أنهم ينكرون الغيب بينما هذا لم يحدث أبدا.
13ـ كثير من المصطلحات اليونانية نستطيع أن نرجعها لأصولها العربية إما عن طريق العبرية التي هي فرع عن العربية أو غير ذلك.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 05:29]ـ
شكرا الأخ مكاوي ...
الدرس الحادي عشر 11/ 9/1430هـ
حلقة اليوم عن الإنسان القديم الضخم العملاق
1ـ سبب إيراد هذا الموضوع لأمرين:
- الأمر الأول: لأن هذا الموضوع من مواضيع التاريخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الأمر الثاني: لأن هذا الأمر سيغير نظرتنا للتاريخ، فإذا نظرنا:
من خلال نظرتي (التطور بقسميها العضوي والفكري) فنجد أن الإنسان ما هو إلا مرحلة من مراحل التطور من القرد إلى بداية التحول إلى الإنسان وهكذا.
وإذا ثبت أنه أطول وأعظم وأشد قوة وأجساما فإن هذا ينقض نظريتي التطور.
2ـ أقدم المصادر التي ذكرت العمالقة هي التوراة وشروحها، وقد ذكروا العمالقة:
- صوروهم على هيئة كبيرة، ثم أضافوا لها خرافات وأساطير، وحصروهم في (عمليق بن ... ).
وفي الحقيقة أن القوم الجبارين الذين رفض اليهود دخول بيت المقدس هم الذين حُصر فيهم مفهوم العماليق عند اليهود، ثم أخذت الخرافة مداها.
وقد جعل اليهود (جاليوت) وهو جالوت من العماليق ليعظموا قتل داود له لأنه قتله، ففي بعض الأفلام يصورون جالوت على أنه رجل ضخم جدا، وداود على هيئة رجل صغير يضربه بالمقلاع فيصيبه الحجر فيموت، وهذا كله من خرافاتهم وتصوراتهم الذهنية.
3ـ لما نقدت التوراة في القرن السادس عشر والسابع عشر نفوا ذلك، ووافق ذلك نظريتي التطور فكان من السهل الإيمان بهذه النظريتين، وغضوا الطرف عن الدلائل التي تؤكد ضخم الإنسان القديم كما سيأتي بيانه.
4ـ من الحقائق التي عند الأمم وجميع الشعوب:
أن أباءنا كانوا ضخام الأجسام، وهناك دلائل وعلامات تؤكد ذلك منها:
أ ـ وجود مقابر ضخمة تدل على ضخامة من بداخلها.
ب ـ وجود آثار كبيرة جدا لا يمكن بناءها إلا عن طريق أناس عمالقة.
ج ـ وجود هياكل بشرية ضخمة.
د ـ بعدما هدأت المعركة حول تطور الإنسان وبداية خلقته اكتشف الغرب جثث تصل إلى 100 قدم (33م)، وقبور تصل إلى 50م.
5ـ القرآن يؤكد أن الذين قبلنا أكثر قوة وأشد وأقوى، ابتداء من آدم عليه السلام فقد كان طوله 60ذراعا ثم قوم نوح، ثم عاد الذي زادهم الله بسطة في الجسم (وزادكم في الخلق بسطة) وقال الله عنهم (التي لم يخلق مثلها في البلاد) وشبه هلاكهم فقال (كأنهم أعجاز نخل خاوية) وهذا يدل على ضخامتهم.
فلا يحتاج المؤمن إلى إثبات وأبحاث وآثار لأن هذا يقين.
6ـ نقل الشيخ عن المقريزي في الخطط:
أنه عثر على جمجمة وضعت على عجلة يجرها ثور، وعثر على ضرس عند قصاب يزن به وزنه 8 أرطال، وذكر أن أعمدة الأسكندرية بناها قوم عاد.
7ـ نقل الذهبي عن عبد الله بن المبارك في السير 8/ 417 أنهم عثرو على نابان وزن أحدهما منوان، والمنو الواحد يزن كيلوين إلا ربع فقال ابن المبارك:
أتيت بسنين قد رمتا * من الحصن لما أثاروا الدفينا
على وزن منوين إحداهما * تقل به الكف شيئا رزينا
ثلاثون سنان على قدرها * تباركت يا أحسن الخالقينا
فماذا يقوم لافواهها * وما كان يملا تلك البطونا
إذا ما تذكرت أجسامهم * تصاغرت النفس حتى تهونا
وكل على ذاك ذاق الردى * فبادوا جميعا فهم هامدونا
8ـ وكذلك دايرنت في كتابه قصة الحضارة: يذكر عن مدينة يكترا أن مساحتها 22ميلا وهي ترجع على قبل 9000 سنة قبل الميلاد.
9ـ الأهرام هي من أعظم الآثار ولم تنقض عجائبها، وهي من أسرار اكتشاف اللغات والكتابات والعقائد، وتدل أحصائية عملت أن عشرة ملايين أمريكي يعتقدون بأسرار غيبية للأهرامات.
10ـ يرجح الشيخ أن الذين بنوها هم قوم عاد لأنهم أعظم أجساما، ومما يستأنس به كلام (محمد سمير عطا) حيث ذكر أنه لا يمكن أن يكون الذي بناها الفراعنة وهم مثلنا في الشكل تقريبا، ثم إن الرمال غطت أجزاء كبيرة منها، وبقيت منها أجزاء هي التي سجل عليها الفراعنة أسماءهم عليها، وما اكتشف بعد ذلك كان يخلو من الأسماء.
ـ[أكليل]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 06:38]ـ
بارك الله فيك
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 10:06]ـ
الدرس الرابع عشر 14/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة إكمال لظاهرة الأنبياء والمناهج الفكرية فيها
1ـ الفلسفة اليونانية تنقسم إلى نوعين:
أ ـ الفكر المنتمي لأفلاطون ومن معه: وهو الفكر القائم على الاستنباط عن طريق الكشف والعرفان والوجدان أي منبع داخلي، وتسمى نظرية العرفان، وتسمى (القنوصية) وتسمى الشرفية، والإشراقية وهي مأخوذة من الشرق وليس من الإشراق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب ـ الفكر المنتمي لأرسطو ومن معه: وهو الفكر القائم على الاستدلال العقلي البرهاني، ثم وضع عليه علم المنطق بعد ذلك، ثم تطور إلى أن وصل إلى العقل الجامد، وهو الذي أدى إلى الثورة التي حدثت، ثم وصل إلى اللامعقول.
2ـ التأثر الذي حصل في التاريخ الإسلامي وبالذات في قضية النبوة وهي من أهم الأمور لأن أمر الغيب كلها مأخوذة عن الأنبياء نتج عنه ألوان من الخطأ والابتعاد عن منهج القرآن الواضح البين الذي لا يستحق التعقيد الذي صورت به النبوة في تلك المناهج، ففي القرآن:
الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس، وأعطاهم آيات وبراهين، وهو أكرم الخلق وأبرهم وأكرمهم وأزكاهم إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن أن يشاركهم فيها أحد.
3ـ الأنبياء بشر، ومقتضى ذلك أنهم يخطئون ويذنبون لكن لا يقرون على الخطأ ويتوبون من ذنوبهم ويقبل الله توبتهم ويرفعهم بعد الذنب مراتب، أما في المناهج الأخرى فإما:
أ ـ إما أنه لا يتصور منهم الخطأ: لأنه إذا وقع الخطأ في جانب فينتقل الخطأ في الجوانب الأخرى من النبوة، وهذا مبني على تصور عقلي كما في منطق الرياضيات.
ب ـ العرفانية الوجدانية: لم يعرفوا الفرق بين الوحي والإلهام والكشف، وترتب عليه خطأ في منزلة النبوة والولي، وبعضهم جعل الولي أرفع من النبي، ووصل بهم الأمر إلى أن النبوة مكتسبة يمكن أن تنال، فصارت قضية النبوة قضية غامضة مشوشة.
4ـ الشيخ (محمد عبده) في كتابه (رسالة التوحيد) وقع في شيء من الخطأ في تعريف الوحي حيث قال: عرفان يجده الإنسان في نفسه مع أنه من الله ...
وهذا أقرب للمدرسة القنوصية، مع أن الشيخ رحمه الله معروف أنه من المدرسة العقلية المحضة، حتى أنه قال عن نفسه: إنه كنس كل لما تعلمه في الأزهر.
ولعله تأثر ببعض النظريات المادية مثل نظرية (كنت) وغيرها.
5ـ اتجاه آخر خطأ في النبوة وهم القوميون العرب:
فقد تأثروا بالصراع العربي الإسرائيلي فاخذوا يكتبون عن بني إسرائيل وكأنهم أمة عدو وحشية معتدية دائما، فأثر هذا حتى في نظرتهم لأنبياء بني إسرائيل مثل موسى وسليمان وداود وغيرهم عليهم السلام، وأن كل ما ذكر في التوراة فهو خطأ ومأخوذ من شريعة حامورابي وغير ذلك.
مع أن بني إسرائيل المؤمنون منهم هم جزء من تاريخ الإسلام والإيمان، فنحن لا نفرق بين نبي وآخر.
6ـ اليهودية والنصرانية هي انحراف وقع بعد الأنبياء الكرام، ولهذا إذا جاء في القرآن مدح فإنه لا يأتي بوصفهم اليهودية وإنما مثل (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[06 - Sep-2009, صباحاً 02:45]ـ
الدرس الخامس عشر 15/ 9/1430هـ
1ـ كثير من النظريات المادية المعاصرة كانت نتيجة للجهل والتحريف الذي أصاب الكتب على أيدي أتباعها من قبل الأحبار والرهبان، بمعنى أن التحريف جاء من قبل رجال أهل الكتاب لأنهم أنزلوا الأنبياء إلى درجة الكهنوت بدلا من أن يرتقوا بأنفسهم إلى درجة الإتباع الكامل.
2ـ هناك مثالان من أمثلة التحريف والحط من منزلة النبوة عند أهل الكتاب:
المثال الأول: نوح عليه السلام.
في سفر التكوين: (أن نوحا كان أول فلاح وغرس كرما ثم شرب الخمر وتعرى، فجاء حام وسام ويافث وحاولا أن يسترا أبيهما، فأخذا لباسا ومشى القهقرى إلى الوراء حتى لا يريا عورة أبيهما، فلما أفاق نوح قال: ملعون كنعان عبدا ذليلا يكون لإخوته، تبارك الرب سام ويكون كنعان عبدا لسام)
والعجيب:
أن جميع شراح الكتاب لم ينفوه ولم يستنكروه حتى من الشراح العرب، بل يجعلون ذلك من مآثر الكتاب المقدس لأنه يذكر ما يفعله أهل الصلاح كما يذكر صلاحهم.
ونحن نقول بأن الحقيقة لها قدر والخرافة لها قدر، والأنبياء في مقامات عالية.
وهنا لفتة: لماذا كنعان ملعون في القصة؟
السبب لأن الشعوب المخالفة لليهود وبالذات الكنعانيون صاروا بعد ذلك أعداء لبني إسرائيل، فما ذكر هنا يعتبر تمهيدا للعنتهم، وأن الذين يقاتلونهم على يد يوشع بن نون أن معهم الحق، وأن الله وعدهم أرض الكنعانيين.
المثال الثاني: لوط عليه السلام
يقول في سفر التكوين: (صعد لوط من صومعر، واتخذ من المغارة بيتا له، ومعه ابنتاه الكبرى والصغرى، فقالت الكبرى: أبونا شاخ وليس في الأرض رجل يدخل، فهلم نسق أبانا خمرا ونضطجع معه نحيي لنا نسلا ... فأتت الكبرى منه بمؤاب، وأتت الصغرى بالعمانيين) وهم الذين سكنوا عمان عاصمة الأردن بعد ذلك.
والعجيب قول الشراح في هذا الكلام:
قال أحدهم: المفسرين يلقون العذر لابنتي لوط لظنهما أنهما ظنتا عدم وجود رجال في العالم كما حدث في الطوفان، فكيف يأتي المسيح بعد ذلك، فاتخذتا هذا الرأي.
وهذا رأي يغني عرضه عن رده.
ولكن لماذا يذكر هذا مع لوط؟
السبب لأنه ابن أخ إبراهيم عليه السلام كما زعموا، فيريدون أن يبينوا أن جميع الشعوب مدنسة وأنها لا تنتمي لإبراهيم عليه السلام إلا هم فهم شعب الله المختار، وأنهم أولى بالتكريم الذي وعد لذرية إبراهيم عليه السلام.
3ـ كل ما جاء في العهد القديم والجديد من البشارة برسول يأتي يفدي الناس وينقذهم وغير ذلك من الأخبار فالمراد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكنهم حرفوها.
4ـ وهذا الحط من منزلة الأنبياء والنظرة الشعوبية لدى اليهود تدل على النفسية اليهودية التي كبتت في القرون الماضية وأنه لم يسلم من نظرتهم وتدنيسهم حتى أنبياء الله الكرام، ونحن نستثني المؤمنون الذين آمنوا بموسى ثم عيسى ثم محمد عليهم السلام.
5ـ الحنفية ملة إبراهيم تشمل ثلاثة أمور:
أ ـ أمور العقيدة: ويشمل توحيد الله والبراءة من كل معبود سوى الله.
ب ـ المحرمات: وهي التي لا تليق بالأنبياء كنكاح الأمهات والبنات والأخوات، وقد ذكرها العلماء في تفسيرهم للحنيف.
ج ـ أمور الفطرة: كالختان وغيرها.
وعلى هذا من ينسب لإبراهيم أنه تزوج أخته سارة فهذا لا يليق بالأنبياء جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 02:53]ـ
الدرس السادس عشر: أعتذر عنه لأني سافرت ولم أحضر الحلقة ولعل الله ييسرها لي.
الدرس السابع عشر 17/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن سليمان عليه السلام
1ـ سليمان عليه السلام من الأنبياء الذين شوهت سمعتهم من قبل أهل الكتاب، ومن ذلك:
أ ـ أنه حاول قتل إخوانه ليستأثر بالملك ولا سيما أخاه (أدونيا)، وهذا يحدث بأي بلاط ملك من ملوك الدنيا.
ب ـ في كتاب قاموس الآلهة يقولون عن سليمان عليه السلام: ابن الملك داود، وهو أعظم الملوك، ملك 40 سنة.
فهم يعتبرونه مجرد ملك من الملوك، حتى بناء بيت المقدس يعتبرونه من أمور الأبهة والعظمة والتفاخر بالبناء، ولا يتكلمون عن مضمونه من عبادة الله سبحانه.
2ـ وعلى هذا فإننا نجد:
أن سيرة سليمان عليه السلام مشبعة بتفكير الأحبار والرهبان وهي النفسية الجشعة المتعطشة للدنيا والملك والتجارة والأبنية والخيول، حتى شبهوه برمسيس الثاني وهو فرعون في البناء وعظمة الجنود.
3ـ في القرآن والشريعة الإسلامية هناك مثالان للنفوس الإيمانية لا تخلو النفس الإيمانية بأحدهما:
وهو إما غني شاكر أو فقير صابر، أي إما زاهد في الدنيا راض بقدر الله، أو أوتي حظه منها فيسخره بطاعة الله، وللمؤمنين مثالان هما: سليمان عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك أتباعهما في الصحابة الكرام كأمثال أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
4ـ حادثة قدوم ملكة سبأ على سليمان مما يدل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرآن وحي وبيان ذلك من خلال:
أن أتباع سليمان عليه السلام ينسبون له ما لا يليق، فلو قال إنسان ما يقوله أعداؤه في صاحبهم لم يكن ظالما، فجاء القرآن ورفع نبيهم وبين نبوته وعظمة جنوه ودعوته إلى التوحيد مما يدل على أن القرآن وحي من الله.
5ـ حتى ملك سليمان عليه السلام كان أوسع مما ذكروا، فقد ذكروا أنه من الفرات إلى سيناء، والظاهر في القرآن أنه أوسع من ذلك حيث شمل الجزيرة العرب.
وهنا ننبه إلى خطأ القوميين العرب:
الذين نفوا أن يصل ملكه للجزيرة خوفا من أن يقال إن اليهود وصولها، ونحن نقول ما كان إبراهيم وسليمان وأنبياء الله يهودا ولا نصارى، والأرض أرض الله والملك ملك الله، والله يورث أنبياءه ما يشاء من أرضه.
6ـ نسب لسليمان نشيد الإنشاد: وهو من أفحش الكلام فيه الغزل المكشوف كما في كتاب (الحب في التوراة) بينما في القرآن فيه من الألفاظ الراقية والسمو في ذكر قصة يوسف عليه السلام وذكر الحيض وغير ذلك.
ونجد شراح الكتب بعضهم يبرر ذلك كما يلي:
أ ـ يقولون: إن هذا العشق الشهواني هو رمز للعلاقة بين الله والكنيسة، كما في الأشعار التي يرددها الصوفية وغير ذلك.
ب ـ وبعضهم قال: إن هذا من عظمة الكتاب المقدس الذي يذكر سلبيان الأنبياء كما يذكر صلاحهم وزهدهم.
7ـ من أعظم الإشكاليات التي وردت في قصة سليمان عندهم هو ما جاء في قصة موته انطلاقا من نظرته للنساء وعشقه لهن، حيث يصرحون أنه في الفترة الأخيرة بدأ تعدد الزوجات ثم أحب الأجنبيات ومن جملتهن بنات الملوك كملك عمون وصيدا وغيرها، فكان يملك 700 امرأة و300 أمة، فأملن قلبه إلى الآلهة حتى بنى في بيته أصناما لهن فغضب الرب عليه وهدده بتمزيق ملكه.
وهنا يجب أن نقرر قاعدة:
القضايا إن كانت من القطعيات فإننا لا ننظر على الروايات الكتابية ولا غير الكتابية، مثل القضايا التي تتعلق بعصمة الأنبياء عليهم السلام.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[09 - Sep-2009, صباحاً 04:12]ـ
الدرس الثامن عشر 18/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن أبرز النبوءات التي تحدث عنها الأنبياء عليهم لسلام
1ـ الخبر العظيم والحدث الذي هز الأرض هو نزول القرآن وبعثة محمد عليه السلام بشيرا ونذيرا إلى جميع العالمين حتى أهل الكتاب منهم، والأنس والجن.
2ـ المذاهب الثلاثة في النظرة إلى وجود مخلص سوف يأتي للبشرية:
المذهب المادي العلماني:
في الجملة هو يرفض مثل هذه الأمور والأخبار ويعتبرها تعويض نفسي للشعوب المضطهدة ليخرجوا من ضيق الواقع إلى رحابة الأمل.
مذهب الوحي المحرف:
كانت الفكرة واضحة عند بني إسرائيل حتى دائرة المعارف تعترف بوجود شخص مخلص سوف يأتي منقذا للبشرية، لكن حرف ما بعد ذلك بأن قالوا:
(يُتْبَعُ)
(/)
مخلص لبني إسرائيل فضيقوا ما وسع الله فكأن الدين قومي وقبلي.
العجيب حتى عند شعوب الصين والهند والشعوب الإيرانية المجوسية تؤمن بهذه الفكرة حتى عند الشعوب التي لم تضطهد ولعل هذا من بقايا علم موروث.
3ـ هذا المخلص تؤمن الأديان أنه رجل حقيقي ويقيم مملكة الله في أرضه، ويقيم مملكة حقيقية على الأرض، ويقيم العدل في كل شيء، وهذا يدل على أن له شريعة.
4ـ من أشهر أنبياء بني إسرائيل (أشياع):
فكان في مرحلة اضطهد فيها وأتباعه فكان يعزي أصحابه بأن نبياً سوف يخلص أصحابه، وسوف يكون مسيح (بالسين) ومشيح (بالشين) وبينهما فرق.
فالمشيح أو المسيه هو الملك الذي سوف يحكم، والمشيح (بالشين) هو الذي يكون بين يديه، ولهذا في الإنجيل قالوا للمسيح: أأنت المسيه.
ولهذا كانت التهمة التي اتهموها به عند الرومان - وكانوا يتقربون لهم – أنه الملك الذي سوف يحكم ويزيل مملكتهم، وذلك تحريضا لهم على قتله عليه السلام.
فالتبس عليهم المسيح بالمشيح أو المسيه، وكذلك هناك شخصية ثالثة وهو ابن الإنسان.
فأنكر النصارى كل ذلك، وأنكروا نبوة محمد عليه السلام، وعلى هذا يأتي إشكال إذن لماذا لم يخلص عيسى البشرية ولماذا لم يحكم ويقم مملكة الله في أرضه؟
فكان النصارى يجيبون على ذلك بأن أولوا وحرفوا الأخبار فقالوا:
المراد تخليص روحي للبشرية من الخطيئة الأصلية، والمراد يقيم مملكة الله في قلوب عباده فهي مملكة روحية لا حقيقية، فعلى هذا:
الاضطهاد روحي، والخلاص روحي، والمملكة روحية.
5ـ في الأخبار أن النبي الذي يملك سوف يقيم مدينة الله، فأين هي؟ وما المقصود بها؟
المنهج المادي: يرفض ذلك في الجملة.
المنهج المحرف:
أما اليهود:
حرفوا كل ما يتعلق بمدينة الله إلى أنها أروشليم أو القدس، أو جبل بيت صهيون.
والنصارى:
طائفة منهم أقروا بما أقر به اليهود.
وطائفة رفضوا ذلك وقالوا هي رمزية، وهي مدينة في السماء تكون حين ينزل عيسى ’خر الزمن، وتكون في الأرض الجديدة وفي السماء الجديدة.
والغريب أنهم يذكرون من صفتها أنها كذا وكذا وهيئتها ويذكرون تعظيمها والذبح عندها، ومع ذلك يقولون إنها رمزية.
مع أن الصفات التي ذكروها تنطبق على مكة هذه البلدة العظيمة التي حرمها الله وهي حقيقية فلم التأويل؟ فهم يقولون لما لم تكن هي بيت المقدس إذن هي في السماء، فيقال لهم: لم لا تكون هي مكة، وتبقى الأخبار التي وردت فيها على حقيقتها دون تأويل أو تحريف؟!.
6ـ صاحب كتاب (دم إبراهيم) كاتر يقول: نحن جميعا – أي نحن وهم - من دم إبراهيم، ونحن نقول: نحن جميعا يجب أن نكون على عقيدة إبراهيم عليه السلام.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[10 - Sep-2009, صباحاً 03:54]ـ
الدرس التاسع عشر 19/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن إبراهيم الخليل عليه السلام.
1ـ إبراهيم عليه السلام مما اتفقت عليه أهل الملل الثلاثة.
2ـ المدة بينه وبين نوح:
القرآن بين هذه القضية فذكر أن بعد آدم نوحا ثم عاد ثم ثمود ثم إبراهيم، وعلى هذا بينه وبين نوح أمم كثيرة، وآمادها وأعمارها لا يعلمها إلا الله، وكذلك بينهم قرون قال الله عنها (لا يعلمها إلا الله).
والعلماء يتكلمون عن نسبه ويجعلون نوحا أبيه العاشر، ويأخذون ذلك من التوراة وهذا غير معقول لأن بينهم آماد طويلة جدا، والتوراة لم تذكر عاد ولا ثمود ولا الأمم التي لا يعلمها إلا الله.
3ـ نسبه:
هو من نسل عابر ومن قوم أرم، ويتكلم الآرامية وتسمى السريانية نسبة لسوريا، وعلى هذا فإبراهيم من بقية العرب البائدة القديمة، ويؤيد ذلك أنه أتى لجزيرة العرب، وبنى الكعبة، وتخاطب مع العرب حولها، وكذلك مع زوجات إسماعيل وهم من العرب المستحدثة فإن إسماعيل أول من فتق لسانه بالعربية.
4ـ كتاب (إبراهيم أبو الأنبياء) للعقاد يقول عن المستشرقين: أنهم يكتبون لإثبات دين وإنكار دين وليس لإثبات التاريخ.
5ـ في التوارة:
ذكرت إبراهيم وأنه رجل راعي غنم وينتقل، وفيها إشارات إلى أن الله يكلمه، لكن تكليم الله له لأجل أن يخبره أن أبناءه سيرثون الأرض، ثم يجعلون ذلك كله محصورا في ذرية إسحاق، وجاءوا بعد ذلك بلقب السامية تخلصا من نسب العرب.
بينما نجد في القرآن ذكر الله قصته في أكثر من سورة وفيها عبر عظيمة فذكر محاجة الملك الطاغي له، وذكر مجادلته لقومه وتحطيم الأصنام والضيوف ومحاولة إحراقه، وكونه أمة في التوحيد، وغير ذلك من المواقف الإيمانية العظيمة، حتى أن القرآن ذكر اسم أبيه آزر.
ثم اختار الله من ذريته محمد صلى الله عليه وسلم عند البيت الذي بناه إبراهيم وفي البلد الذي أتى إليه أباه، وهو أشبه الناس به خلقا وخلق، وأمر نبينا محمد أن يقتدي به.
6ـ عصر الخليل عليه السلام:
الظاهر ومن خلال التاريخ والآثار أنه في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو قريب من حامورابي المعروف، وجاء إبراهيم بين عصرين من التوحيد كما يلي:
عصر التوحيد الأول: من آدم إلى بعثة نوح عليه السلام.
عصر التوحيد الأخير: من بعثة محمد إلى قيام الساعة.
عصر التوحيد الثاني: في الفترة التي اشتدت فيها الوثنية حتى أصبح في كل قرية وعند كل قوم صنم يخصهم، فبعث الله إبراهيم أمة لوحده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرب]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 06:48]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فارس الشمري]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 01:01]ـ
أسأل الله أن يوفقك أخي الشيخ عقيل بن سالم الشمري على هذا الجهد الرائع الذي أتحفتنا به.
وقد استفدت منه كثيرا، حيث لم يتسن لي متابعة الحلقات ..
والأمل أن نراك قريباً في زيارة قريبة لمنطقتكم .. فا أمثالكم من الإخوة الأفاضل قربهم مصدر فخر وعز. بحفظ الله ورعايته.
وفق الله جميع الأخوة لما يحب ويرضى. ورزقنا الله وإياهم العلم النافع والعمل الصالح
ـ[عبدالعزيز الأحمد]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 12:55]ـ
جزاكم الله عنا خير الجزاء وأحسن إليكم
أسأل الله العلي العظيم أن يشافي ويعافي شيخ العقيدة العلامة سفر الحوالي
وأن لايحرمنا من علم هذا الشيخ الراسخ
ـ[المقدسى]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 12:24]ـ
بارك الله فيكم علي هذه الدرر المنتقاة من كلام شبخنا سفر الحوالى حفظه الله.
ـ[الذاب عن حماة الأسلام]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 06:03]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[عبدالله عمران]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 09:53]ـ
بارك الله فيك أخي عقيل ونفعك الله بما تعلم
ـ[معترك النظر]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 10:08]ـ
أحسن الله إليكم وجزاكم خير الجزاء
هلا أكرمنا أحد الإخوة بجمع هذه الفوائد وترتيبها وتنسيقها في ملف وورد وله جزيل الشكر
ـ[حسام68]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 09:44]ـ
أحبتي في الله
هل من فرغ المحاضرات على ملف وورد؟
فهي قيمة جداً
همتكم شباب بارك الله فيكم ففيها درر ونوادر،،،(/)
المعالم الرئيسة لمنهج التغيير الشرعي
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 11:39]ـ
المعالم الرئيسة لمنهج التغيير الشرعي
الشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل ( http://www.shareah.com/index.php?/authors/view/id/415/s/1/)
22 - 8 - 2009
إن عدم الانتباه لسنن الله عز وجل في التغيير مع العوائق الشديدة التي تواجه الدعاة إلى الله عز وجل في طريقهم قد يؤدي ذلك كله ببعض الطيبين ـ وقد أدَّى ـ إلى اليأس والإحباط، حتى ألقى بيديه ينتظر خارقة ينصر الله به دينه، كما أدى ذلك بالبعض الآخر إلى أن يظن الحل يكمن في التنازل للأعداء، والرضا بالحلول الوسط، فدخل في تحالفات؛ ليحقق بذلك بعض المكاسب للدعوة، أو يدفع بعض المفاسد عنها.
وفي المقابل نشأ فريق آخر يرى المواجهة واستعجال النصر ولكن قبل أوانه, كل ذلك والله أعلم نشأ من الضغوط الشديدة من العوائق الخارجية والداخلية, وإغفال سنن الله عز وجل في التغيير.
والحل لواقعنا المرير هو المنهج الصحيح في التغيير، والذي يكمن في منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم, وباستقراء معالم هذا المنهج الكريم يتبين أن أهمها ما يلي:
1 ـ الانطلاق في الدعوة إلى الله عز وجل من أصلين عظيمين أمر الله عز وجل نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن ينطلق بهما، وهذان الأصلان مذكوران في سورة مكية، حيث يقول الله عز وجل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
فقد حددت هذه الآية الكريمة صفات الدعوة الصالحة المقبولة عند الله عز وجل، وأنها هي التي ترتكز على هذين الأصلين العظيمين وهما:
الأصل الأول: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}، والمراد من ذلك الدعوة إلى التوحيد بادئ ذي بدء، والموالاة والمعاداة على أساسه، والإخلاص والصدق في الدعوة، وأن المراد منها وجه الله عز وجل، وإخلاص العبادة له وتوحيده، وأنه لا يدعو إلى شيء إلا إلى الله عز وجل، لا إلى شخص، أو حزب، أو راية، أو أي غرض من أغراض الدنيا، والمراد من هذا الأصل سلامة القصد.
الأصل الثاني: {عَلَى بَصِيرَةٍ}؛ أي أن تكون الدعوة على بصيرة وعلم ودليل واتباع لرسول الله، والمراد من هذا الأصل سلامة الفهم.
فإذا انطلقت الدعوة إلى الله عز وجل من قصد سليم وفهم سديد؛ فهذه هي الدعوة الموفقة الموافقة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم.
إذًا فعلينا أن نعيد النظر في مقاصدنا وفهومنا، إذ إن نصر الله عز وجل لا ينزل إلا على قوم قد صحت مقاصدهم فأخلصوا لله دعوتهم وعبوديتهم، وصحت فهومهم بالسير على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، عقيدة وعبادة وسلوكًا، أما إذا تأخر نصر الله تعالى؛ فهذا دليل على خلل في القصد أو خلل في الفهم, وعندئذ يجب تلافي هذا الخلل والانسجام مع سنن الله عز وجل في التغيير: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
2 ـ إيمان بالله عز وجل وبوعده الذي لا يتخلف، وأن نصره تعالى لعباده المؤمنين آتٍ لا محالة، وأن نوقن بذلك كما نرى الشمس في رابعة النهار، وهذا ما كان يربي نبي الله عليه أصحابه وهم في حالة استضعاف وإيذاء، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لخباب بن الأرت عندما جاءه يشكو إليه أذى المشركين ويطلب نصر الله تعالى: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيجعل نصفين, ويمشط بأمشاط الحديد من دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه, والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب علي غنمه، ولكنكم تستعجلون) [رواه البخاري، (6943)].
3 ـ السعي إلى توحيد صفوف أهل السنة، ورأب الصدع، وتأليف القلوب، وتحقيق معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) [متفق عليه، رواه البخاري، (6011)، ومسلم، (6051)].
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا, وشبك بين أصابعه) [متفق عليه، رواه البخاري، (481)، ومسلم، (6750)]، فهل هذه المعاني العظيمة متحققة الآن بين الدعاة المؤمنين, أم أن الحاصل هو الفرقة والاختلاف؟! إن الله عز وجل قد حذرنا من التنازع والتفرق، وأخبرنا أن الفشل والهزيمة وتغلب الأعداء ثمرة حتمية للتنازع، فقال عز وجل: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]، فكيف نرجو نصرًا ونحن بهذه الحالة؟!
إن الواجب على كل مؤمن صادق مخلص أن يسعى جاهدًا للوحدة والائتلاف، ويكره وينبذ الفرقة والاختلاف، وإن لم يستطع جمع الكلمة فلا أقل من أن يكفَّ شره ولا يفرق، فمن استطاع أن يجمع فليفعل، ومن لم يستطع فلا يفرق فهذا منه خير.
كما يجب على الدعاة المخلصين المتبعين للسنة أن يتعاونوا بينهم، وأن يتركوا التلاوم والنقد فيما يسعه الاختلاف، وأن يقدر كل منهم الآخر، ويذكر له خيره وجهده، وأن يكمل بعضهم بعضًا، لا أن يضاد بعضهم بعضًا، ويُسفِّه بعضهم البعض الآخر، ويحتقر جهده، ويسيء الظن به، فهذا كله من الشيطان الذي لا يفتأ يسعى للتحريش والتفريق بين المؤمنين.
4 ـ التربية الجادة للنفوس، وإحياء السلوك الإسلامي وأخلاق السلف الفاضلة, والقضاء على الرواسب والأخلاق الرديئة, وهذا يحتاج إلى صبر طويل وجهد كبير.
5 ـ التركيز على الجانب العبادي وتكثيفه كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربي عليه أصحابه في مكة من صلاة الليل والذكر وغيره، والتربية على الزهد في الدنيا، وإنشاء همِّ الآخرة، وانتظار موعود الله عز وجل فيها.
6 ـ توطين النفوس على الصبر على البلاء، والنَفَس الطويل وعدم العجلة في ذلك؛ حتى يتم صقلها وتمحيصها, وأن تُربى على الانطلاق من الشريعة وقواعدها لا من ردود الفعل والعواطف الملتهبة، وهذا يحتاج إلى تربية طويلة, وصبر جميل, ودعوة هادئة مستمرة، يتم فيها إبلاغ الناس بدين الله عز وجل، وتهيئة الأوضاع للتغيير المنشود, كما هو الحال في العهد المكي الذي ظهرت فيه هذه المعاني بوضوح وجلاء.
7 ـ توسيع نطاق الدعوة إلى الله عز وجل، والبلاغ العام لكافة الطبقات، وإقامة الحجة وتعرية الباطل باللسان والبيان.
8 ـ إعداد النفوس للجهاد في سبيل الله عز وجل، والذي هو ذروة سنام هذا الدين، وهو ثمرة الفهم الصحيح والقصد الصحيح والصبر الطويل في التربية عليهما، فلابد من الاستعداد والإعداد له، فنحن نوقن تمام اليقين أنه لا يرفع عن المسلمين ما هم فيه من ذلة ومهانة إلا أن تحيا معاني الجهاد في نفوسهم، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلَّط الله عليكم ذلَّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) [رواه أبو داود (3464)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (11)].
فحياة المسلمين وعزهم وشرفهم في الجهاد في سبيل الله عز وجل، فوق أنه واجب شرعي لتبليغ دين الله عز وجل، والقضاء على الفساد في الأرض، وتعبيد الناس لربهم سبحانه، قال تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]، وقال سبحانه: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251]، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم، (1910)].
إن المتأمل في أحوالنا اليوم، وطريقة تفكيرنا ومعيشتنا وتعاملاتنا، لَيرى عدم المصداقية الكافية عندنا في إعداد النفس للجهاد وتحديث النفس بالغزو على جميع المستويات إلا من رحم الله تعالى، فمجرد نظرة سريعة إلى اهتماماتنا، وما يشغل قلوبنا نرى أنها ليست اهتمامات مجاهدين, وأسلوب معيشتنا مما يشتمل عليه من الترف والترهل وحب الدعة والراحة والركون إلى الدنيا وكراهية الموت، كل هذا لا يتفق مع حقيقة تحديث النفس بالغزو وإعدادها للجهاد.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 05:58]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
أسئلة في الرسالة التدمرية بتحقيق محمد السعوي
ـ[أبو سالم الحنبلي]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 03:11]ـ
قال شيخ الاسلام ص8: والله سبحانه وتعالي بعث رسله بأثبات مفصل ونفي مجمل. ثم استدل شيخ الاسلام بعد ذلك بعدد من الايات , وكان مما استدل به قوله تعالي: "لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد " وقوله تعالي: "ولم تكن له صاحبة " وقوله تعالي: "ولم يكن له شريك في الملك " السؤال: أليس هذا من باب النفي المفصل؟
ـ[أبو سالم الحنبلي]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 08:14]ـ
ارجو الرد بالله عليكم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 08:18]ـ
قال شيخ الاسلام ص8: والله سبحانه وتعالي بعث رسله بأثبات مفصل ونفي مجمل. ثم استدل شيخ الاسلام بعد ذلك بعدد من الايات , وكان مما استدل به قوله تعالي: "لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد " وقوله تعالي: "ولم تكن له صاحبة " وقوله تعالي: "ولم يكن له شريك في الملك " السؤال: أليس هذا من باب النفي المفصل؟
/// ليس المقصود من عدم ورود النفي المفصل في كتاب الله بكثرة أنَّه لا يرد منه شيءٌ مطلقًا، بل المقصود قلَّته بالنسبة إلى المجمل منه.
/// فورود النفي المفصل لا ريب ولا شك فيه، ولكنَّه قليل بالنسبة إلى المجمل منه.
/// هذا من جهة، ومن جهة أخرى قد تدخل الآيات المذكورة في قول الشيخ عقب ذكر المسألة وقبل سرد أدلتها: "ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل".
/// وإن كانت الآية الأولى وهي قوله: (لم يلد ولم يولد) نفي مفصل، ولكن الآية التي بعدها، وهي قوله: (ولم يكن له كفوًا أحد) نفي مجمل.
/// وأمَّا الآية الثانية وهي التي فيها: (ولم يكن له شريك في الملك) فهو داخل فيما تقدم ذكره، مع أنَّ الآية بسياقها التام الذي ذكره الشيخ فيه الإثبات المفصل.
والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 08:58]ـ
أسباب تفصيل النفي والتنزيه وعدم إجماله:
السبب الأول: تكذيب ما ادعاه المفترون في حق الله تعالى:
ومثاله: تنزيه الله تعالى عن أن يكون له ولد:
قال تعالى:: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قوله بأفواههم يضائهون قول اللذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون)
فرد الله تبارك وتعالى شبهتهم مفصلا في التنزيه:
كما في الحديث الذي رواه البخاري (4482) من حديثْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((قَالَ: قَالَ اللَّه: ُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا))
السبب الثاني: دفع توهم نقص في صفة من صفات الله تعالى:
ومثاله: قوله تعالى: ((ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب))
ومثال ثاني: ما رواه البخاري ومسلم من حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ))
السبب الثالث: توضيح صفة من صفات الله تعالى وتوكيد معناها
ومثاله: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث بِي هُرَيْرَةَ قال: كان رسول الله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: ((ُ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ
الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ ا
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ)).
فهذا التفصيل الذي تراه من النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif إنما كان لإشباع توضيح الصفة وبيان معناها
السبب الرابع: تقرير كمال العزة والغنى لله تعالى:
ومثاله: ما رواه مسلم من حديث أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا
عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي
أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ
تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ
وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى
أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ
قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ
الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا
فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ))
السبب الخامس: التهديد:
ومثاله: قوله تعالى: ((وما الله بغافل عما تعملون))
فأنت ترى أن علة التفصيل هنا هي تهديد المخاطب ببيان أن الله لا يغفل سبحانه.
مستفاد من ((التسبيح في الكتاب والسنة)) لمحمد إسحاق كندو
ـ[أبو سالم الحنبلي]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 01:49]ـ
جزاكما الله خيرا. أما بالنسبة لقوله تعالي: "ولم يكن له كفوا أحد " فهي بالفعل من باب النفي المجمل.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 02:44]ـ
لا أخي الكريم؛ ليس من باب (النفي المفصل)، بل كلام الشيخ على إطلاقه وفي مكانه. وسأخبرك كيف ذاك رحمك الله:
الحق الذي لا شك فيه = وصفه تعالى بما وصف به نفسه ووصفته رسله به إثباتاً ونفياً، بإثبات ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله، ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله؛ وبيان هذا الإثبات وهذا النفي = أنه من نوع الإثبات المفصل، والنفي المجمل.
أي: إثبات ما يستحقه سبحانه من صفات الكمال على وجه التفصيل، ونفي ما لا يصلح له سبحانه على وجه الإجمال.
والمراد بالإجمال = التعميم والإطلاق.
والمراد بالتفصيل = التعيين والتخصيص.
وما ذكره رحمه الله من الأدلة التي أشكلت عليك إنما هو من باب (النفي المجمل) رحمك الله، حيث اشتملت هذه الآيات على نفي الكفو والند والسمي والمثل؛ وهي معاني متقاربة، فكلها تطلق على الشبيه والنظير ونحو ذلك.
فنفي الكفو والمثل والسمي والند نفي مجمل، ووجه الإجمال فيها:
أن نفيها جاء مطلقاً غير مقيد بشيء، فتضمنت نفي الند عن الله في كل شيء، ونفي جميع النقائص الثابتة للمخلوق.
والله تعالى أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 02:50]ـ
أبا عصام .. بارك الله فيك
نفي الولد والوالد والصاحبة ليس من النفي المجمل، ونفي الشريك في الملك ليس من النفي المجمل، وهو محل سؤال الأخ، وهو إشكال في محلَّه تقدَّم الجواب عليه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 05:46]ـ
وفيك بارك يا شيخ (عدنان) ..
لكن أخي الحبيب؛ الشيخ رحمه الله عندما ذكر نفي الولد والوالد والشريك = إنما ذكرها ضمناً مع محل الشاهد من الإستدلال.
وهذا له مفهوم مهمٌ جدا في استدلال الشيخ؛ بيانه:
أن قوله تعالى: {لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد} = الشاهد قوله: {ولم يكن له كفواً أحد}.
وقوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده .. } إلى أن قال: { .. ولم يكن له شريك في الملك} = الشاهد في هذه الآية: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}، فتبارك يتضمن اثبات الخير والبركة له سبحانه وتعالى؛ وأنه ذو البركة التي لا نهاية لها، ويتضمن تنزيهه تعالى عن النقائص والعيوب، ولهذا قال المفسرون: تبارك يعني: تعالى وتقدس؛ وبهذا الاعتبار تكون الجملة دالة على نفي مجمل.
وهذا وغيره عام في تنزيهه تعالى عن كل ما يصفه به الجاهلون والمفترون والمشركون من الولد أو الصاحبة أو الشريك أو غير ذلك من النقائص والعيوب.
فكان ذكر هذه التفصيلات = تفريعٌ عن الإجمالات.
فالإستشهاد كله أصلاً في الإستدلال منصباً على شواهد الإجمال. فتأمل
وبعبارة أخرى: يمكن أن يكون في الآية الواحدة تفصيل وإجمال، لكن المراد الأول = الإجمال.
والله تعالى أعلم(/)
قصيدة في الذب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ـ[الورقات]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 03:39]ـ
قصيدة في: مناقب أم المؤمنين الصديقة عائشة رضي اللهعنها
لـ موسى بن محمد بن عبدالله الواعظ الأندلسي
الصِّدِّيقةُ بنت الصِّدِّيق, حبيبةُ الحبيب, وإلفُهُ القريب, الطَّيِّبةُ زوجُ الطَّيِّب، والطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ والطَّيِّبونَ للطَّيِّبات، المُبَرَّأةُ مِن فوقِ سبع سماوات، لم يتزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم بِكْراً غيرها, ولم ينزل عليه الوحيُ في لِحافِ امرأةٍ سواها, ولم يَكُنْ في أزواجِهِ مَن هي أحبُّ إليه منها.
ومِن فضلها أنَّه لا تُعلَمُ امرأةٌ في الدُّنيا هي أعلمُ بشرعِ الله منها, حُبُّها قُربةٌ, وبُغْضُها ضلالٌ, وسَبُّها فُجورٌ, وقَذْفُها كُفْرٌ, وقد أجمع العلماء على كفرِ مَن قَذَفَها بعد براءتها؛ لأنَّه مُكَذِّبٌ للقرآن.
مَن رَضِيَها أُمًّا له فهو مؤمن, ومَن لم يرضها فليس بمؤمن, وصَدَقَ الله إذ يقول:
((النَّبيُّ أَوْلَى بالمؤمنينَ مِن أَنفُسِهِمْ وأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ))
وهذه قصيدة بلسانها أبي عمران موسى بن محمد بن عبدالله الواعظ الأندلسي – رحمه الله –
ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّال شَّانِي
إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِه ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي
يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّد ٍفالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي
وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي
زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي
وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ (1)
وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
واللهُ خَفَّرَنِي (2) وعَظَّمَ حُرْمَتِي وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي
واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي (3)
إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي
واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي
أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِه فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني
مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟
وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ
وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّد ٍفالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي
والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي
وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَد ٍوحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ
ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى (4) بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ
وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَزُ هداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ
وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ
وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ
قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ
سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ
واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَة ٍمِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ
إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِه فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ
وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّد ٍبِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ (5)
طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ
هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُل هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!
حَصِرَتْ (6) صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ
حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ
أَكْرِمْ بِأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَ فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ
نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ
اللهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ
فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ
جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ
وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!
مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي
وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ (7) بِمُبْغِضِي فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ
إنِّي لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لِطَيِّب ٍونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ
إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَى حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ
اللهُ حَبَّبَنِي لِقَلْبِ نَبِيِّهِ وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي
واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِي
واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي
يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ (8)
صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ
إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ
خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ
صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ
(1) القمران: أبو بكر وعمر, وهما ضجيعا النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) خفرني: حماني وأجارني.
(3) في قوله تعالى: ((سبحانك هذا بهتان عظيم)).
(4) الكوى: جمع كُوَّة, والكوة: الخرق في الجدار يدخل منه الهواء أو الضوء.
(5) الأختان: كل مَن كان مِن قِبَلِ المرأة, كأبيها وأخيها.
(6) حصرت: ضاقت صدورهم.
(7) ألظ: لَزِمَه ولم يفارقه.
(8) قوله يا من يلوذ بأهل بيت محمد, يبدو أنه يخاطب بها الرافضة
ـ[الورقات]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 03:44]ـ
(عذرا، لا أدري ما حصل في المقدمة!)
شرح بعض أبيات هذه القصيدة
كتب ابن بهيج الأندلسي رحمه الله في ذكر فضائل أم المؤمنين عائشة فقال:
ما شان أم المؤمنين وشاني ***** هدي المحب لها وضل الشاني
قوله ما شان أم المؤمنين وشاني: يقصد التعجب من عظيم شأنها والفارق الضخم بينها وبينه في القدر والمنزلة وبالتالي فلا يمكن له انتقادها أو انتقاصها حتى لا يقال له كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لابن صياد: اخسأ فلن تعدو قدرك. كما روى ذلك البخاري في صحيحه فابن بهيج قد عرف قدره ولم يتعداه وعرف حدوده وحفظها
والشاني: أي المنتقص والمعيب لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
والشين هو العيب والنقص.
إني أقول مبينا عن فضلها ***** ومترجما عن قولها بلساني
مترجما: أي مفسرا وموضحا فابن بهيج سرد القصيدة فتظن منها أن المتكلم هو أم المؤمنين ولكنه الشاعر يدافع عنها بلسانه.
يا مبغضي لا تأت قبر محمد ***** فالبيت بيتي والمكان مكاني
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك لأن كثير من الروافض الذين يسمون أنفسهم بالشيعة يحرصون على زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم نسوا أنه مدفون في بيت زوجه أم المؤمنين عائشة وأنهم إذا كانوا ينتقصون ويعيبون في صاحبة البيت والمكان فلا أهلا بهم ولا مرحبا وكأن الله عز وجل أبى أن يجعل لمن يكرهها في رسول الله نصيب ولا حتى يكن لهم نصيب في قبره صلى الله عليه وسلم ولا تنس أخي القارئ أن الروافض يشتهرون بمخالفة السنة - أقصد سنة رسول الله - في كثير من الأمور بل يخالفونه في صفة الصلاة وفي الأذان وغير ذلك من كثير الأمور فلا لهم نصيب في سنته ولا في محبة زوجاته ولا أصحابه ولا حتى قبره ونعوذ بالله من الخذلان!
إني خصصت على نساء محمد ***** بصفات بر ٍ تحتهن معاني
وسبقتهن إلى الفضائل كلها ***** فالسبق سبقي والعنان عناني
العنان هو السحاب
في السباق يرتفع الغبار مع التسابق فلعله يقصد أنها سبقتهن وأن سحابة الغبار المتكونة إنما هي بسبب سرعتها في السبق
أو لعله يقصد أنها هي التي وصلت للمرتبة العالية فصار من يسابقها يطمح إليها ويضع ما وصلت إليه أمام ناظريه لعله يساويها فكأنها فوقهم كالسحاب
والله أعلم
مرض النبي ومات بين ترائبي ***** فاليوم يومي والزمان زماني
من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم مات في حجرة أم المؤمنين عائشة وأنه مات بين سحرها ونحرها كما قالت أي بين رقبتها وصدرها رضي الله عنها فالسحر بفتح السين وسكون الحاء هي الرئة وموضعها بالصدر
وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عائشة في بيتها ودفن فيه كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها
والترائب هي الصدر وقيل الترقوة
وفي هذا البيت فائدة فيمكن لك أخي القارئ استنباط ما قامت به أم المؤمنين من تمريض للنبي صلى الله عليه وسلم ومن اهتمام بشأنه وتلبية احتياجاته في فترة مرضه بأبي هو وأمي وكيف كانت قريبة منه لا تغفل عنه
فداها أبي وأمي كيف لا وهي التي خدمت رسول الله؟ رضي الله عنها
فليخسأ من يعاديها فلن يعدو قدره حقا وإنما هو كالذبابة تقول للجبل الشامخ اثبت واصبر وتحمل فإني سأضربك بجناحي!
زوجي رسول الله لم أر غيره ***** الله زوجني به وحباني
حباني: أي أعطاني
والقصد أنها لم تتزوج قبله ولا بعده
وأتاه جبريل الأمين بصورتي ***** فأحبني المختار حين رآني
المختار: يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم لاختيار الله له
والبيت عليه دليل من الحديث فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: رأيتك في المنام يجيء بك المَلَك في سرقة من حرير فقال لي هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت هي. فقلت: إن يك هذا من عند الله يمضه
أنا بكره العذراء عندي سره ***** وضجيعه في منزلي قمران
ضجيعه في منزلي قمران: يقصد بالقمرين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما ضجيعا النبي في بيت عائشة
لأن حجرة عائشة مدفون فيها النبي صلى الله عليه وسلم وبجواره أبو بكر وعمر.
وتكلم الله العظيم بحجتي ***** وبراءتي في محكم القرآن
وذلك في حادثة الإفك التي اتهم فيها المنافقون أم المؤمنين عائشة فدافع الله عنها وأنزل القرآن ببراءتها
راجع سورة النور.
والله خفرني وعظم حرمتي ***** وعلى لسان نبيه براني
خفرني: أي أجارني وحماني من اتهام الناس لي ومن ظلمهم
وعظم حرمتي: لأن التعرض لأم المؤمنين واتهامها بالباطل حرام بنص القرآن لقول الله عز وجل
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. سورة النور آية 23
وفي هذا فضل لها على الناس إذ صبرت على الأذى فنتج عن ذلك تشريع يجعل لكل مسلمة حرمة وصيانة لا يخوض في عرضها الخائضون من المنافقين ومن محبي إشاعة الفواحش بين الناس فبفضل الله عليها جعلها الله سببا في صيانة النساء ويمتد فضلها على الرجال أيضا لأن الرجل لا يحب سماع وصف أهله بالسوء سواء كانت أمه أو زوجته أو أخته أو ابنته ولو حصل بالتالي هذا في دولة مسلمة فإن المتعرض للمرأة يتم معاقبته وفقا للشريعة
صدق والله من وصف أمنا أم المؤمنين بأنها أمرها مبارك كله لا تأتي إلا بخير للناس
والحمد لله
وقول الشاعر: وعلى لسان نبيه براني
(يُتْبَعُ)
(/)
لما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة! احمدي الله فقد برأك الله
وضحك النبي صلى الله عليه وسلم لما علم أن الله برأها لمحبته أن يعلم أنها بريئة وإن أغاظ ذلك الروافض فليموتوا بغيظهم.
والله في القرآن قد لعن الذي ***** بعد البراءة بالقبيح رماني
لقول الرحمن سبحانه وتعالى في سورة النور
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
والله وبخ من أراد تنقصي ***** إفكا وسبح نفسه في شاني
والتوبيخ والعتاب أتى في سورة النور واضحا صريحا إذ قال الله عز وجل:
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)
وفي الآية السادسة عشرة تسبيح الله عز وجل نفسه في شأن عائشة
والإفك: هو الكذب المقلوب وقلب الحقائق بوصف المؤمنة بأنها كذا وكذا ووصف الصادق بأنه كاذب ووصف المؤمن بالفجور
ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله قال من سب أبا بكر أو عمر يؤدبه الحاكم
ومن سب عائشة ورماها بالفاحشة فقد كفر. اهـ
وذلك لأنه كفر بالآيات التي وصفت أم المؤمنين بالإحصان والإيمان والبراءة من الزنا
ألم تسمع قول الله عز وجل:
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23).
منقول
http://sa7aba.blogspot.com/2008/02/blog-post_18.html
ـ[الورقات]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 03:52]ـ
القصيدة مسموعة
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 05:33]ـ
جزاكم الله خيرا
القصيدة راااااائعة
رضي الله عن أم المؤمنين الطاهرة المطهرة
و قاتل الله مبغضيها
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 03:07]ـ
أروع ما قيل عن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق عليهما السلام
قصيدة عن أم المؤمنين يتحدث فيها ابن بهيج الأندلسى على لسان الصديقة عائشة رضى الله عنها وهى تحاج وتفاخر الرافضة
إلي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها
نهدي هذه القصيدة التي دبجها ونمقها الأديب الأريب موسى بن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسانها.
وهذه والله يا أماه هي أقل ما نقدمه لكِ يا زوجة رسولنا المصطفى المختار
ويا ابنة صاحب الغار، وأم الصحابة الأخيار وجميع أهل الإسلام الأبرار، فنسأل الله جل في علاه وتبارك في عالي سماه أن يتقبلها مني خالصة لوجهه ويجزي ابن بهيج بكل حرف خير الجزاء
وحق أن يُقال فيها بلا فخر ولا كبر
قِفْ واستمع قولاً عظيم الشاني…… في مدح زوج المصطفى العدنان
والآن إلي هذه الملحة الكبرى
ما شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني …هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إِنِّي أَقُولُ مُبيِّناً عَنْ فَضْلِها ……. ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَاني
يا مُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ …… فالبَيْتُ بَيْتي والمَكانُ مَكاني
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ…… بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني
(يُتْبَعُ)
(/)
وَسَبَقْتُهُنَّ إلي الفَضَائِلِ كُلِّها….فالسَّبقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبي….فالْيَوْم يَوْمي والزَّمانُ زَماني
زَوْجي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ…….اللهُ زَوَّجني بهِ وحَبَاني
وأتاه جبريل الأمين بصورتي ..... فأحبني المختار حين رآنى
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ……وضَجيعُهُ في مَنْزلي قَمَرانِ
وتَكلم اللهُ العظيمُ بحُجَّتي………وبَرَاءَتِي في مُحكمِ القُرآنِ
واللهُ خَفَّرَني وعَظَّمَ حُرْمَتي……… وعلى لِسَانِ نبِيِّهِ بَرَّاني
والله في القرآن قد لعن الذي .... بعد البراءة بالقبيح رمانى
واللهُ وبَّخَ منْ أراد تَنقُّصي…….إفْكاً وسَبَّحَ نفسهُ في شاني
إني لَمُحْصَنةُ الإزارِ بَرِيئَةُ……….ودليلُ حُسنِ طَهارتي إحْصاني
واللهُ أحصنَني بخاتِمِ رُسْلِهِ………….وأذلَّ أهلَ الإفْكِ والبُهتانِ
وسَمِعْتُ وَحيَ الله عِندَ مُحمدٍ…….من جِبْرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني
أَوْحى إليهِ وكُنتَ تَحتَ ثِيابِهِ…………فَحَنى عليَّ بِثَوْبهِ وخبَّاني
مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتي……. ومُحَمَّدٌ في حِجْره رَبَّاني؟
وأخذتُ عن أبوي دينَ محمدٍ….وهُما على الإسلامِ مُصطَحِبانيِ
وأبي أقامَ الدِّين بَعْدَ مُحمدٍ……فالنَّصْلُ نصلي والسِّنان سِناني
والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي…. حَسبي بهذا مَفْخَراً وكَفاني
وأنا ابْنَةُ الصِّديقِ صاحبِ أحمدٍ….وحَبيبهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نصرَ النبيَّ بمالهِ وفِعاله……………وخُروجهِ مَعَهُ من الأوطانِ
ثانيه في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى…….بِردائهِ أكرِم بِهِ منْ ثانِ
وجفا الغِنى حتى تَخلل بالعبا……….زُهداُ وأذعانَ أيَّما إذعانِ
وتخللتْ مَعَهُ ملائكةُ السما………وأتتهُ بُشرى اللهِ بالرضوانِ
وهو الذي لم يخشَ لَومةً لائمٍ…………في قتلِ أهلِ البَغْيِ والعُدوانِ
قتلَ الأُلى مَنَعوا الزكاة بكُفْرهم………… وأذل أهلَ الكُفر والطُّغيانِ
سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابةَ للهدى……هو شَيْخُهُم في الفضلِ والإحسانِ
واللهِ ما استبَقُوا لنيلِ فضيلةٍ……….مَثلَ استباقِ الخيل يومَ رهانِ
إلا وطارَ أبي إلي عليائِها………………. فمكانُه منها أجلُّ مكانِ
ويلٌ لِعبدٍ خانَ آلَ مُحمدٍ……………. بعَداوةِ الأزواجِ والأختانِ
طُُوبى لمن والى جماعةَ صحبهِ…… ويكون مِن أحبابه الحسنانِ
بينَ الصحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ………… لا تستحيلُ بنزغَةِ الشيطانِ
هُمْ كالأَصابعِ في اليدينِ تواصُلاً… هل يستوي كَفٌ بغير بَنانِ؟
حصرتْ صُدورُ الكافرين بوالدي……وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغانِ
حُبُّ البتولِ وبعلها لم يختلِفْ………مِن مِلَّة الإسلامِ فيه اثنانِ
أكرم بأربعةٍ أئمةِ شرعنا…………….فهُمُ لبيتِ الدينِ كالأركانِ
نُسجتْ مودتهم سدىٍ في لُحمةٍ……فبناؤها من أثبتِ البُنيانِ
اللهُ ألفَ بين وُدِّ قلوبهم………………….ليغيظَ كُلَّ مُنافق طعانِ
رُحماء بينهمُ صفت أخلاقُهُمْ………وخلت قُلُوبهمُ من الشنآن
فدُخولهم بين الأحبة كُلفةٌ……….وسبابهم سببٌ إلي الحرمان
جمع الإلهُ المسلمين على أبي……واستُبدلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد اللهُ نُصرة عبده……………….من ذا يُطيقُ لهُ على خذلانِ
من حبني فليجتنب من سبني……إن كانَ صان محبتي ورعاني
وإذا محبي قد ألظَّ بمُبغضي……فكلاهما في البُغض مُستويانِ
إني لطيبةُ خُلقتُ لطيب…………ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّسوان
إني لأمُ المؤمنين فمن أبى……حُبي فسوف يبُوءُ بالخسران
اللهُ حببني لِقلبِ نبيه……….وإلي الصراطِ المستقيمِ هداني
واللهُ يُكرمُ من أراد كرامتي………ويُهين ربي من أراد هواني
واللهَ أسألُهُ زيادة فضله…………….وحَمِدْتُهُ شكراً لِما أولاني
يا من يلوذُ بأهل بيت مُحمد……… يرجو بذلك رحمةَ الرحمان
صل أمهاتِ المؤمنين ولا تَحُدْ………عنَّا فتُسلب حُلت الإيمان
إني لصادقة المقالِ كريمةٌ……….أي والذي ذلتْ له الثقلانِ
خُذها إليكَ فإنما هي روضةٌ…………محفوفة بالروح والريحان
صلَّى الإلهُ على النبي وآله…………فبهمْ تُشمُّ أزاهرُ البُستانِ
**********
هذه القصيدة نشرت على ملتقى أهل الحديث لكن بها سقط حيث سقطت أبيات بكاملها بها وتحريف في الكتابة وتم الإصلاح
وهذا رابط للقصيدة بصوت شيخنا محمد بن إسماعيل المقدم
http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=3721
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 04:55]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أروع ما قيل عن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق عليهما السلام
قصيدة عن أم المؤمنين يتحدث فيها ابن بهيج الأندلسى على لسان الصديقة عائشة رضى الله عنها وهى تحاج وتفاخر الرافضة
إلي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها
نهدي هذه القصيدة التي دبجها ونمقها الأديب الأريب موسى بن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسانها.
وهذه والله يا أماه هي أقل ما نقدمه لكِ يا زوجة رسولنا المصطفى المختار
ويا ابنة صاحب الغار، وأم الصحابة الأخيار وجميع أهل الإسلام الأبرار، فنسأل الله جل في علاه وتبارك في عالي سماه أن يتقبلها مني خالصة لوجهه ويجزي ابن بهيج بكل حرف خير الجزاء
وحق أن يُقال فيها بلا فخر ولا كبر
قِفْ واستمع قولاً عظيم الشاني…… في مدح زوج المصطفى العدنان
والآن إلي هذه الملحة الكبرى
ما شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني …هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إِنِّي أَقُولُ مُبيِّناً عَنْ فَضْلِها ……. ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَاني
يا مُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ …… فالبَيْتُ بَيْتي والمَكانُ مَكاني
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ…… بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُنَّ إلي الفَضَائِلِ كُلِّها….فالسَّبقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبي….فالْيَوْم يَوْمي والزَّمانُ زَماني
زَوْجي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ…….اللهُ زَوَّجني بهِ وحَبَاني
وأتاه جبريل الأمين بصورتي ..... فأحبني المختار حين رآنى
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ……وضَجيعُهُ في مَنْزلي قَمَرانِ
وتَكلم اللهُ العظيمُ بحُجَّتي………وبَرَاءَتِي في مُحكمِ القُرآنِ
واللهُ خَفَّرَني وعَظَّمَ حُرْمَتي……… وعلى لِسَانِ نبِيِّهِ بَرَّاني
والله في القرآن قد لعن الذي .... بعد البراءة بالقبيح رمانى
واللهُ وبَّخَ منْ أراد تَنقُّصي…….إفْكاً وسَبَّحَ نفسهُ في شاني
إني لَمُحْصَنةُ الإزارِ بَرِيئَةُ……….ودليلُ حُسنِ طَهارتي إحْصاني
واللهُ أحصنَني بخاتِمِ رُسْلِهِ………….وأذلَّ أهلَ الإفْكِ والبُهتانِ
وسَمِعْتُ وَحيَ الله عِندَ مُحمدٍ…….من جِبْرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني
أَوْحى إليهِ وكُنتَ تَحتَ ثِيابِهِ…………فَحَنى عليَّ بِثَوْبهِ وخبَّاني
مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتي……. ومُحَمَّدٌ في حِجْره رَبَّاني؟
وأخذتُ عن أبوي دينَ محمدٍ….وهُما على الإسلامِ مُصطَحِبانيِ
وأبي أقامَ الدِّين بَعْدَ مُحمدٍ……فالنَّصْلُ نصلي والسِّنان سِناني
والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي…. حَسبي بهذا مَفْخَراً وكَفاني
وأنا ابْنَةُ الصِّديقِ صاحبِ أحمدٍ….وحَبيبهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نصرَ النبيَّ بمالهِ وفِعاله……………وخُروجهِ مَعَهُ من الأوطانِ
ثانيه في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى…….بِردائهِ أكرِم بِهِ منْ ثانِ
وجفا الغِنى حتى تَخلل بالعبا……….زُهداُ وأذعانَ أيَّما إذعانِ
وتخللتْ مَعَهُ ملائكةُ السما………وأتتهُ بُشرى اللهِ بالرضوانِ
وهو الذي لم يخشَ لَومةً لائمٍ…………في قتلِ أهلِ البَغْيِ والعُدوانِ
قتلَ الأُلى مَنَعوا الزكاة بكُفْرهم………… وأذل أهلَ الكُفر والطُّغيانِ
سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابةَ للهدى……هو شَيْخُهُم في الفضلِ والإحسانِ
واللهِ ما استبَقُوا لنيلِ فضيلةٍ……….مَثلَ استباقِ الخيل يومَ رهانِ
إلا وطارَ أبي إلي عليائِها………………. فمكانُه منها أجلُّ مكانِ
ويلٌ لِعبدٍ خانَ آلَ مُحمدٍ……………. بعَداوةِ الأزواجِ والأختانِ
طُُوبى لمن والى جماعةَ صحبهِ…… ويكون مِن أحبابه الحسنانِ
بينَ الصحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ………… لا تستحيلُ بنزغَةِ الشيطانِ
هُمْ كالأَصابعِ في اليدينِ تواصُلاً… هل يستوي كَفٌ بغير بَنانِ؟
حصرتْ صُدورُ الكافرين بوالدي……وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغانِ
حُبُّ البتولِ وبعلها لم يختلِفْ………مِن مِلَّة الإسلامِ فيه اثنانِ
أكرم بأربعةٍ أئمةِ شرعنا…………….فهُمُ لبيتِ الدينِ كالأركانِ
نُسجتْ مودتهم سدىٍ في لُحمةٍ……فبناؤها من أثبتِ البُنيانِ
اللهُ ألفَ بين وُدِّ قلوبهم………………….ليغيظَ كُلَّ مُنافق طعانِ
رُحماء بينهمُ صفت أخلاقُهُمْ………وخلت قُلُوبهمُ من الشنآن
فدُخولهم بين الأحبة كُلفةٌ……….وسبابهم سببٌ إلي الحرمان
جمع الإلهُ المسلمين على أبي……واستُبدلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد اللهُ نُصرة عبده……………….من ذا يُطيقُ لهُ على خذلانِ
من حبني فليجتنب من سبني……إن كانَ صان محبتي ورعاني
وإذا محبي قد ألظَّ بمُبغضي……فكلاهما في البُغض مُستويانِ
إني لطيبةُ خُلقتُ لطيب…………ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّسوان
إني لأمُ المؤمنين فمن أبى……حُبي فسوف يبُوءُ بالخسران
اللهُ حببني لِقلبِ نبيه……….وإلي الصراطِ المستقيمِ هداني
واللهُ يُكرمُ من أراد كرامتي………ويُهين ربي من أراد هواني
واللهَ أسألُهُ زيادة فضله…………….وحَمِدْتُهُ شكراً لِما أولاني
يا من يلوذُ بأهل بيت مُحمد……… يرجو بذلك رحمةَ الرحمان
صل أمهاتِ المؤمنين ولا تَحُدْ………عنَّا فتُسلب حُلت الإيمان
إني لصادقة المقالِ كريمةٌ……….أي والذي ذلتْ له الثقلانِ
خُذها إليكَ فإنما هي روضةٌ…………محفوفة بالروح والريحان
صلَّى الإلهُ على النبي وآله…………فبهمْ تُشمُّ أزاهرُ البُستانِ
**********
هذه القصيدة نشرت على ملتقى أهل الحديث لكن بها سقط حيث سقطت أبيات بكاملها بها وتحريف في الكتابة وتم الإصلاح
وهذا رابط للقصيدة بصوت شيخنا محمد بن إسماعيل المقدم
http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=3721 (http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=3721)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 04:56]ـ
يقول أخونا نور الدين الحميدي الإدريسي:
مما طال فيه الكلام حول هذه القصيدة، هو تحديد صاحبها، و قد قال لنا الشيخ الدكتور عبد اللطيف الجيلاني - حفظه الله - فائدة حول صاحب القصيدة ضلت عني و أنسيتها .. ، و لعلني أراجعه فيها إن شاء الله.
و ما أود التنبيه إليه أن شيخ شيخنا العلامة الأديب عبد الله كنون - رحمه الله - أول من حقق هذه القصيدة و طبعها و نشرها بالمغرب، ضمن مجموع من القصائد الفريدة كقصيدة (أنجم السياسة) و (الشقراطسية) و غيرهما، و قد صدر هذا المجموع عن دار الثقافة بالدار البيضاء، سنة 1410 هـ.
و نسب الشيخ عبد الله كنون هذه القصيدة في مناقب عائشة الصديقة - رضي الله عنها- للواعظ الأندلسي أبي عمران موسى بن محمد بن عبد الله الواعظ الأندلسي، معتمدا في ذلك على النسخ المخطوطة التي وقف عليها، و هي أربعة نسخ .. ،
و أورد أخي الفاضل بعض الاختلافات بين النص الذي حققه العلامة كنون، و بين ما نقلته:
فقوله:
إِنِّي أَقُولُ مُبيِّناً عَنْ فَضْلِها ……. ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَاني
و عندي في النص المحقق:
إني أقول منبها عن فضلها ...
و عن هنا بمعنى على (كما بينه المحقق) .. ، و هو الصحيح، إذ (مبينا) و فعله (بين) لا يحتاج أن يعدى بعن .. ، بخلاف (نبه) .. ،فهو يعدى بعن .. ، و هذا أفصح و أبين .. ،
وأخذتُ عن أبوي دينَ محمدٍ ..
و عندي:
و اخذت من أبوي دين محمد ..
و مثل هذا لا يضر .. ،
و قو له:
وجفا الغِنى حتى تَخلل بالعبا ...
عندي:
و جنى العنا حتى تخلل بالعبا ...
و قوله:
إلا وطارَ أبي إلي عليائِها ..
عندي:
إلا و صار أبي إلى عليائها ..
و قوله:
حصرتْ صُدورُ الكافرين بوالدي ...
و عندي:
حصرت قلوب الكافرين بوالدي ...
و هذا البيت ساقط في النسخة عندي: أكرم بأربعةٍ أئمةِ شرعنا…………….فهُمُ لبيتِ الدينِ كالأركانِ
و قوله:
اللهُ ألفَ بين وُدِّ قلوبهم ....
عندي:
و الله ألف بين ود قلوبهم ..
و هذا لا يضر معنى و وزنا .. ،
و قوله:
يا من يلوذُ بأهل بيت مُحمد ....
و عندي:
يا من يلوذ ببيت آل محمد ..
و الله المعين.
ـ[أبو رضا المغربي]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 06:39]ـ
السلام عليكم
هذه القصيدة هي لأبي الحسن علي بن عبد الغني الحصري الضرير المتوفى سنة 488 هـ-1095 م. توجد منها نسخة خطية بالخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم 13681 ضمن مجموع من 8ب إلى12ب في حمس ورقات. وهي من بحر الكامل
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 07:32]ـ
ومن هنا بصوت طه الفهد:
http://www.almtoon.com/uploads/taha/omulmomenen.mp3
ـ[نبض الإيمان]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 10:52]ـ
أروع ما قيل عن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق عليهما السلام
قصيدة عن أم المؤمنين يتحدث فيها ابن بهيج الأندلسى على لسان الصديقة عائشة رضى الله عنها وهى تحاج وتفاخر الرافضة
إلي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها
نهدي هذه القصيدة التي دبجها ونمقها الأديب الأريب موسى بن بهيج الأندلسي رحمه الله على لسانها.
وهذه والله يا أماه هي أقل ما نقدمه لكِ يا زوجة رسولنا المصطفى المختار
ويا ابنة صاحب الغار، وأم الصحابة الأخيار وجميع أهل الإسلام الأبرار، فنسأل الله جل في علاه وتبارك في عالي سماه أن يتقبلها مني خالصة لوجهه ويجزي ابن بهيج بكل حرف خير الجزاء
وحق أن يُقال فيها بلا فخر ولا كبر
قِفْ واستمع قولاً عظيم الشاني…… في مدح زوج المصطفى العدنان
والآن إلي هذه الملحة الكبرى
ما شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني …هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إِنِّي أَقُولُ مُبيِّناً عَنْ فَضْلِها ……. ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَاني
يا مُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ …… فالبَيْتُ بَيْتي والمَكانُ مَكاني
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ…… بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُنَّ إلي الفَضَائِلِ كُلِّها….فالسَّبقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبي….فالْيَوْم يَوْمي والزَّمانُ زَماني
زَوْجي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ…….اللهُ زَوَّجني بهِ وحَبَاني
(يُتْبَعُ)
(/)
وأتاه جبريل الأمين بصورتي ..... فأحبني المختار حين رآنى
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ……وضَجيعُهُ في مَنْزلي قَمَرانِ
وتَكلم اللهُ العظيمُ بحُجَّتي………وبَرَاءَتِي في مُحكمِ القُرآنِ
واللهُ خَفَّرَني وعَظَّمَ حُرْمَتي……… وعلى لِسَانِ نبِيِّهِ بَرَّاني
والله في القرآن قد لعن الذي .... بعد البراءة بالقبيح رمانى
واللهُ وبَّخَ منْ أراد تَنقُّصي…….إفْكاً وسَبَّحَ نفسهُ في شاني
إني لَمُحْصَنةُ الإزارِ بَرِيئَةُ……….ودليلُ حُسنِ طَهارتي إحْصاني
واللهُ أحصنَني بخاتِمِ رُسْلِهِ………….وأذلَّ أهلَ الإفْكِ والبُهتانِ
وسَمِعْتُ وَحيَ الله عِندَ مُحمدٍ…….من جِبْرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني
أَوْحى إليهِ وكُنتَ تَحتَ ثِيابِهِ…………فَحَنى عليَّ بِثَوْبهِ وخبَّاني
مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتي……. ومُحَمَّدٌ في حِجْره رَبَّاني؟
وأخذتُ عن أبوي دينَ محمدٍ….وهُما على الإسلامِ مُصطَحِبانيِ
وأبي أقامَ الدِّين بَعْدَ مُحمدٍ……فالنَّصْلُ نصلي والسِّنان سِناني
والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي…. حَسبي بهذا مَفْخَراً وكَفاني
وأنا ابْنَةُ الصِّديقِ صاحبِ أحمدٍ….وحَبيبهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نصرَ النبيَّ بمالهِ وفِعاله……………وخُروجهِ مَعَهُ من الأوطانِ
ثانيه في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى…….بِردائهِ أكرِم بِهِ منْ ثانِ
وجفا الغِنى حتى تَخلل بالعبا……….زُهداُ وأذعانَ أيَّما إذعانِ
وتخللتْ مَعَهُ ملائكةُ السما………وأتتهُ بُشرى اللهِ بالرضوانِ
وهو الذي لم يخشَ لَومةً لائمٍ…………في قتلِ أهلِ البَغْيِ والعُدوانِ
قتلَ الأُلى مَنَعوا الزكاة بكُفْرهم………… وأذل أهلَ الكُفر والطُّغيانِ
سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابةَ للهدى……هو شَيْخُهُم في الفضلِ والإحسانِ
واللهِ ما استبَقُوا لنيلِ فضيلةٍ……….مَثلَ استباقِ الخيل يومَ رهانِ
إلا وطارَ أبي إلي عليائِها………………. فمكانُه منها أجلُّ مكانِ
ويلٌ لِعبدٍ خانَ آلَ مُحمدٍ……………. بعَداوةِ الأزواجِ والأختانِ
طُُوبى لمن والى جماعةَ صحبهِ…… ويكون مِن أحبابه الحسنانِ
بينَ الصحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ………… لا تستحيلُ بنزغَةِ الشيطانِ
هُمْ كالأَصابعِ في اليدينِ تواصُلاً… هل يستوي كَفٌ بغير بَنانِ؟
حصرتْ صُدورُ الكافرين بوالدي……وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغانِ
حُبُّ البتولِ وبعلها لم يختلِفْ………مِن مِلَّة الإسلامِ فيه اثنانِ
أكرم بأربعةٍ أئمةِ شرعنا…………….فهُمُ لبيتِ الدينِ كالأركانِ
نُسجتْ مودتهم سدىٍ في لُحمةٍ……فبناؤها من أثبتِ البُنيانِ
اللهُ ألفَ بين وُدِّ قلوبهم………………….ليغيظَ كُلَّ مُنافق طعانِ
رُحماء بينهمُ صفت أخلاقُهُمْ………وخلت قُلُوبهمُ من الشنآن
فدُخولهم بين الأحبة كُلفةٌ……….وسبابهم سببٌ إلي الحرمان
جمع الإلهُ المسلمين على أبي……واستُبدلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد اللهُ نُصرة عبده……………….من ذا يُطيقُ لهُ على خذلانِ
من حبني فليجتنب من سبني……إن كانَ صان محبتي ورعاني
وإذا محبي قد ألظَّ بمُبغضي……فكلاهما في البُغض مُستويانِ
إني لطيبةُ خُلقتُ لطيب…………ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّسوان
إني لأمُ المؤمنين فمن أبى……حُبي فسوف يبُوءُ بالخسران
اللهُ حببني لِقلبِ نبيه……….وإلي الصراطِ المستقيمِ هداني
واللهُ يُكرمُ من أراد كرامتي………ويُهين ربي من أراد هواني
واللهَ أسألُهُ زيادة فضله…………….وحَمِدْتُهُ شكراً لِما أولاني
يا من يلوذُ بأهل بيت مُحمد……… يرجو بذلك رحمةَ الرحمان
صل أمهاتِ المؤمنين ولا تَحُدْ………عنَّا فتُسلب حُلت الإيمان
إني لصادقة المقالِ كريمةٌ……….أي والذي ذلتْ له الثقلانِ
خُذها إليكَ فإنما هي روضةٌ…………محفوفة بالروح والريحان
صلَّى الإلهُ على النبي وآله…………فبهمْ تُشمُّ أزاهرُ البُستانِ
**********
هذه القصيدة نشرت على ملتقى أهل الحديث لكن بها سقط حيث سقطت أبيات بكاملها بها وتحريف في الكتابة وتم الإصلاح
وهذا رابط للقصيدة بصوت شيخنا محمد بن إسماعيل المقدم
http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=3721
رضي الله عن أمّنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق وزوجة حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم
وأهلك الله من تكلم فيها أو لعنها
وجزى الله موسى بن بهيج خير الجزاء ورحمه رحمة واسعة ..
ولأول مرة أقرأ أن جبريل نزل بصورة عائشة رضي الله عنها .. فهل هذا صحيح؟
ـ[الورقات]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 02:12]ـ
أخي الكريم نبض الإيمان بارك الله فيك
لعلك فهمت أنه نزل متشكلا على صورة عائشة رضي الله عنها؟ فإن فهمت هذا فليس هذا المقصود ولم يحصل أن جاء جبريل متشكلا على صورة عائشة رضي الله عنها أبدا، ولكن مراد الناظم رحمه الله في الأبيات هو قصة مجيء جبريل بعائشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الحلم (رآها مع جبريل في رؤية) قبل زواجه بها فتزوجها.
هذه القصة موجوده في كتب السير فلعلك تراجعها فيها وأنا كتبتها من الذاكرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجية الفردوس الأعلى]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 02:17]ـ
قصيدة رااائعة .. بوركت
ـ[الحُميدي]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 10:02]ـ
السلام عليكم
هذه القصيدة هي لأبي الحسن علي بن عبد الغني الحصري الضرير المتوفى سنة 488 هـ-1095 م. توجد منها نسخة خطية بالخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم 13681 ضمن مجموع من 8ب إلى12ب في حمس ورقات. وهي من بحر الكامل
أخي بارك الله فيك .. ، من البعيد ان تكون هذه القصيدة لأبي الحسن الحصري و لا تشتهر عنه .. ،
و القصيدة كما كنت أشرت سابقا هي للواعظ الأندلسي، كما أثبته العلامة عبد الله كنون - رحمه الله - في تحقيقه لها مع مجموعة من القصائد، و قد طبع بدار الثقافة بالدار البيضاء .. ، و على إحدى النسخ التي اعتمد عليها الشيخ - رحمه الله - سماع الشيخ المرتضى الزبيدي (صاحب تاج العروس) بسنده إلى ناظمها الواعظ الأندلسي، و هذا حجة تقطع بثبوتها للواعظ الأندلسي .. ،
و قد نظمها صاحبها للأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي، أحد القواد في عهد الدولة الفاطمية بمصر، و قد مع تشيعه يميل إلى اهل السنة .. ، فلما وصلته هذه القصيدة في مدح عائشة رضي الله عنه، أجزل العطاء لصاحبها .. ،
و قد اعيد طبع القصيدة، بتحقيق: نظام يعقوبي،و قد صدر عن دار البشائر، سنة: 2005م.
و يتبين من خلال هذه الطبعة أن الواعظ الأندلسي هو نفسه ابن بهيج الأندلسي .. ،
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 02:10]ـ
جزاك الله خيرا(/)
مؤامرة الخُمس ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 04:54]ـ
مؤامرة الخمس
أو
المقدِّمات الخَمس الشنيعة .. لاستحلال الخُمس من قِبل مراجع الشيعة
من محاسن الشرع الشريف أنَّه جاء بتحديد الحقوق الواجبة في الاموال بكلِّ وضوح و دقَّة، و ذلك حتى لا تدخل فيها الأهواء و لا يتعلَّل بتأويلها الظَّلَمة من الأمراء.
فمثلا:
بالنسبة لتحديد نسبة الزكاة:
في النقدين و عروض التجارة: ربع العشر.
و في الخارج من الارض ان كان بسقيٍ:نصف العشر
و ان كان عثرياً ـ على المطر ـ: العشر
و لا تجب في غير مدَّخر، فلا تجب في الخضروات و الفواكه مثلاً.
بينما تجب في الحبوب و التمور و غيرها ..
و كذلك متى تجب الزكاة؟
حيث تجب بمرور الحول أي السنة ..
أمَّا في زكاة بهيمة الانهام .... فهناك تفصيل خاص بالنسبة لكل نوع!!
==================== ===================
و بالنسبة لمصارف الزكاة فقد نصَّت آية و اضحة في كتاب الله عز و جل على جميع مصارف الزكاة الثمانية.
قال تعالى " {انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} سورة التوبة - سورة 9 - آية 60
وحتى زكاة الفطر على يُسرها حدَّدها الشرع الشريف بكلِّ دقَّة،فيخرج المسلم القادر عن كل نفسٍ يعولها صاعاً واحداً من قوت بلده قبيل صلاة العيد أو قبله بيومين.
و لذلك فإنَّ الخلاف في العبادات المالية نادر، و في أمور فرعية جداً.
فإذا أدَّى المسلم الزكاة الواجبة عليه فلا يجب غيرها إلا أن يتطوَّع و يتصدَّق.
و لذلك قال جمهور العلماء (لا حق في المال سوى الزكاة).
==================== ==================== =
إلاَّ أنَّ شياطين الإنس من سدنة التشيع احتالوا على اجتياح اموال اتباعهم بمقدِّمات خمس ظاهرة التكلف ـ و لكن على قلوبٍ أقفالُها ـ،و تلك المقدِّمات كما يلي:
1ـ أن الخمس حق واجب في المكاسب
و هذا كذبٌ واضح بيِّن لأن الآية الكريمة التي ذُكِر فيها الخمس تتحدث عن الفيء بكلَّ وضوح.
و الفيء هو ما يغنمه المسلمون من أعدائهم دون حرب
قال تعالى " {واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير} سورة الأنفال - آية 41
ـ ثم زاد جشع السادة المزعومين فصاروا يأخذون الخمس من كل شيء
حتى على المال الثابت المستعمل كالبيوت والأثاث والأواني الخ.
2ـ ثم حصر السدنةُ الخمسَ في أهل البيت خاصَّة.
و هذا دجلٌ بيِّنٌ، فقد ذكرت الآية سهم أولي القربى مع عِدَّة مصارف أُخَر، و هم اليتامى و المساكين و ابن السبيل.
و مراجع الشيعة يتناسون نتلك المصارف بالكلية و يجتاحون اموال اتباعهم باسم "سهم أولي القربى" مع أن الله عز و جل ذكر تلك المصارف كلَّها في آية احدة.
3ـ جعل المراجع من أخذ الخمس فضيلة لا منقصة
بينما أنَّه يُشرع لمستحقِّ الزكاة أن يتعفَّف عنها ما استطاع الى ذلك سبيلا، فكيف بالخُمسِ المزعوم.
قال تعالى " {للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس الحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم} سورة البقرة - سورة 2 - آية 273
وقد قام في الذهن و الفطرة استقباح أخذ المال من الغير على وجه الاستعطاء، فكيف تُوصم به قرابة النبي عليه الصلاة و السلام
يقول الشاعر الشيعي البارع أحمد الصافي النجفي في ذم الشحاذين باسم الخمس:
عجبت لقوم شحذهم باسم دينهم
وكيف يسوغ الشحذ للرجل الشهم
لئن كان تحصيل العلوم مسوغاً
لذاك فإن الجهل خير من العلم
وهل كان في عهد النبي عصابة
يعيشون من مال الأنام بذا الاسم
لئن أوجب الله الزكاة فلم تكن
لتعطي بذل بل لتؤخذ بالرغم
أتانا بها أبناء ساسان حرفة
ولم تكُ في أبناء يعرب من قِدم
4ـ أن تلك الأعاجم ادعت السيادة لكلِّ من هبَّ ودبَّ.
كالخوئي الأرمني النصراني الأصل.
و السيستاني مجهول الأب.
يقول حسين الموسوي في كتابه القيم: "لله ثم للتاريخ":
(يُتْبَعُ)
(/)
(ويحسن بنا أن ننبه إلى أن الفقهاء والمراجع الدينية يزعمون أنهم من أهل البيت فترى أحدهم يروي لك سلسلة نسبه إلى الكاظم. اعلم أنه يستحيل أن يكون هذا الكم الهائل من فقهاء العراق وإيران وسورية ولبنان ودول الخليج والهند وباكستان وغيرها من أهل البيت، ومن أحصى فقهاء العراق وجد أن من المحال أن يكون عددهم الذي لا يحصى من أهل البيت، فكيف إذا ما أحصينا فقهاء البلاد الأخرى ومجتهديها؟ لا شك أن عددهم يبلغ أضعافاً مضاعفة، فهل يمكن أن يكون هؤلاء جميعاً من أهل البيت؟؟
وفوق ذلك إن شجرة الأنساب تباع وتشترى في الحوزة، فمن أراد الحصول على شرف النسبة لأهل البيت فما عليه إلا أن يأتي بأخته أو امرأته إذا كانت جميلة إلى أحد السادة ليتمتع بها، أو أن يأتيه بمبلغ من المال وسيحصل بإحدى الطريقتين على شرف النسبة.
وهذا أمر معروف في الحوزة.
لذلك أقول: لا يغرنكم ما يصنعه بعض السادة والمؤلفين عندما يضع أحدهم شجرة نسبه في الصفحة الأولى من كتابه ليخدع البسطاء والمساكين كي يبعثوا له أخماس مكاسبهم) "لله ثم للتاريخ" / ص 84.
http://www.boostupload.com/files/image_459_vente.JPG
http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=347 5 (http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=3475)
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=758 98 (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=75898)
5 ـ و لكي يكتمل مسلسل الدجل و الاستغفال، يدَّعي بعض اولئك السادة المزعومين أنهم إنما يأخذون تلك الخموس ليؤدوها الى الفقراء
وهذا استغفال فجٌّ لعباد الله:
إذ أنَّ السيد حينما يتقاضى الخمس يتقاضاه باسم الامام، فيقول: اعطني حق جدِّي، أو يدَّعي بكلِّ صفاقة وجهٍ أحقيَّته هو: فيقول: اعطني حقي.
ويعلم القريب من تلك السادة و البعيد أنَّ تلك الاموال لا تتجاوز جيوب أولئك العيارين إلاَّ إلى أرصدتهم، و لا يحتاج هذا الامر الى تدليل، فهذا أمره يشهد به أتباعهم قبل غيرهم، إذ لا يزالون يرون حروب الخموس قائمة بين سادتهم على قدمٍ و ساق.
http://www.hewarona.com/vb/qoafel-ram/images/misc/progress.gif
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 04:21]ـ
........................
ـ[التبريزي]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 11:34]ـ
لماذا يرفض بعض العلماء الحوار حول المهدي؟
بقلم: أحمد الكاتب
يتساءل كثير من الناس باستغراب شديد عن أسباب الحملة الشعواء التي شنها بعض رجال الدين وأساتذة الحوزة في قم ضدي، ورفضهم للبحث في موضوع وجود الامام الثاني عشر (محمد بن الحسن العسكري) برغم أهمية البحث على صعيد الفكر السياسي الداخلي والعلاقات الشيعية السنية، وإغلاقهم لباب الاجتهاد في أمر أساسي يشكل القاعدة لكثير من الأحكام الفقهية ويؤثر سلبا او إيجابا في الحياة العامة، في حين يفترض بالعلماء والمجتهدين ومراجع الدين المبادرة الى بحث هكذا مواضيع او الاستماع لرأي مجتهد جديد او مناقشته على الأقل و رد أدلته، والمحافظة على عقائد الناس، أما ان يفضلوا الصمت المطلق والتهرب من المناقشة فهو لا يليق بخلق العلماء والمجتهدين، الا اذا كان في الأمر سر لا يريدون البوح به، وهنا علينا ان نعرف ماهو ذلك السر؟
لقد كتبت الى أحد أساتذة الحوزة العلمية في قم، من الذين يعدون أنفسهم للمرجعية العليا في المستقبل، أتوسل اليه ان يلقي نظرة على كتابي (تطور الفكر السياسي الشيعي) قبل الطبع بسنوات،وقلت له بصراحة: اني سوف اعتبر سكوته وعدم رده دليلا على موافقته على ما جاء في الكتاب من آراء، ثم التقيت به في المسجد الحرام عند بيت الله المعظم وسألته اذا كان يملك أي دليل مضاد لما توصلت اليه او أي شيء يثبت ولادة ووجود (الامام المهدي) فلم يقل شيئا. وبعد ذلك سمعته يهاجمني شخصيا في خطاب له ويتهرب من مناقشة الموضوع ويكتفي بالتأكيد على ان المهدي المنتظر يجمع على ظهوره السنة والشيعة،ويأتي بأحاديث من كتب أهل السنة تثبت ظهوره في المستقبل، ولا يرد على النقطة الأساسية التي اطرحها وهي ولادة (محمد بن الحسن العسكري) في القرن الثالث الهجري واستمرار حياته الى اليوم والى المستقبل، وهذه قضية اخرى غير قضية ظهور المهدي العامة التي توجد حتى لدى الأديان الأخرى من غير المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظرا لحواراتي الطويلة مع هذا الأستاذ الحوزوي المرشح للمرجعية الدينية في المستقبل، أكاد اجزم بأنه لا يؤمن شخصيا بوجود وولادة (الامام محمد بن الحسن العسكري) لقصور الأدلة الشرعية العقلية والنقلية والتاريخية، وهو يعرف ذلك جيدا، ومع ذلك فانه يخالف نفسه في الظاهر ويجاري الناس والأجواء المحيطة به الى حد الهجوم الشخصي عليَ والتشكيك في إيماني وديني، وحسابه على الله.
وقفت كثيرا أتأمل أفكر في اللغز الذي يكمن في شخصية"رجل الدين" هذا، الذي يحلم بالتجديد والإصلاح، لماذا يحارب التجديد والإصلاح؟ او على الأقل: لماذا يرفض سلوك طريق التجديد والإصلاح؟ لماذا يتخلى هكذا عن روح العلم والاجتهاد؟ هل هو الخوف؟ أم الطمع؟ أم ماذا؟
يوجد في الحوزات العلمية أساتذة وفقهاء كثيرون، ولكن ليس كل واحد منهم يصبح مرجعا دينيا، ويموت الكثير منهم دون ان يسمع بهم أحد .. وذلك لأن المرجعية تشبه الزعامة السياسية لا يصل اليها من لا يسلك طريقها ويمتلك أدواتها – عادة – وفيها نوع من التنافس والصراع الذي يحتدم أحيانا ويخف أحيانا اخرى، وكل أستاذ او فقيه يفكر بأن يصبح مرجعا او مرجعا أعلى لا بد ان يؤسس مدارس ويجمع طلبة خاصين ويؤلف حاشية من المريدين ويوزع رواتب شهرية، وهذا يقتضي منه ان يحصل أموال من الناس، والناس لا يعطون المال الا بصعوبة ولمن ينسجم معهم ومع أفكارهم، وهذا يتطلب من المرجع الديني او العامل من اجل المرجعية ان ينسجم مع الناس ويتخلى عن أفكاره الإصلاحية ويتجنب توجيه النقد الحاد لأفكارهم وممارساتهم و "عقائدهم" وعاداتهم والخرافات الشائعة بينهم، الا بالقدر الذي يجلب له المصلحة والشعبية والمال.
وكلما تقدم الأستاذ في طريق المرجعية أصبحت له حاشية ووكلاء وطلبة، وخدم وحشم ومنافسون ألداء، كلما تخلى الأستاذ - المرجع عن أفكاره الإصلاحية وآرائه الخاصة وتجنب لغة الحق والباطل والصواب والخطأ، ليتحدث بلغة المصلحة العامة والممكن و " مالا يدرك كله لا يترك جله" الى ان يصبح تابعا ومقلدا لعوام الناس في أساطيرهم وحكاياتهم الشعبية وخرافاتهم المغلفة باسم الدين، ولا يجرؤ على محاربة بدعة او نقد أي انحراف في الامة، مع انه المسؤول الأول عن هداية الناس وتعليمهم أحكام الله .. فترى مثلا أحد المراجع يدافع بشدة عن عادة نقل الموتى من أقاصي بلاد فارس الى مقبرة السلام بالنجف او يشجع على ضرب الرؤوس بالسيوف في عاشوراء وما شابه من الأمور التي يحرمها العلماء المحققون، وذلك مراعاة لعواطف الجماهير وكسبا لودهم.
وقد عانى السيد هبة الدين الشهرستاني أحد أبرز علماء العراق المصلحين في بداية هذا القرن، من انقلاب دور رجال الدين وتقاعسهم عن أداء أدوارهم الإرشادية والتوعوية وقيامهم بمحاربة الحركة الإصلاحية، وتحدث في مجلة (العلم) عن تخلي بعض العلماء عن علمهم وتقليدهم للعوام والجهال طمعا بمالهم.
ومن المعروف ان المؤسسة الدينية السنية – عادة ما - تكون تابعة ماليا لأجهزة الحكومات، وهو ما يفقدها في الغالب استقلاليتها أمام الحكام، مع وجود علماء أحرار يجاهرون بكلمة الحق من دون هيبة او طمع، كما ان من المعروف ان المؤسسات الدينية الشيعية نمت بعيدا عن الحكم وفي أوساط الشعب وقدمت علماء أحرارا كثيرين يخلصون لدينهم ولا يراعون اية مصلحة خاصة، ولكن الارتباط العام بالجماهير والاعتماد عليهم في الرزق أدى الى نشوء نوع من التبعية والتقليد لهم.
وعندما كان العلماء او "رجال الدين" يتحلون بالزهد في الدنيا ويرضون بالكفاف ويعيشون على الخبز والملح ولا يفكرون بالزعامة او كانوا يعملون بأيديهم ويكسبون قوتهم بعرق جبينهم كانوا أكثر حرية في قول الحق ومحاربة الباطل، ولكنهم عندما انهمكوا او ينهمكون في ملذات الدنيا وشراء الدور والقصور والسيارات الفخمة ويحلمون ويعملون من اجل الزعامة السياسية والدينية فانهم يضطرون الى استخراج أموال طائلة من الشعب لكي تدير عجلة مرجعيتهم، ويضطرون مرة اخرى الى مداهنة الناس ومجاراتهم وتجنب ما يزعجهم، وقد يلعب الشيطان في عبهم –كما يقولون – فيصور لهم تنازلاتهم ومداهناتهم تلك في خدمة الاسلام والمسلمين، لأنهم يريدون ان يرتقوا ويمتلكوا القوة ويصبحوا مراجع أعلين حتى يقوموا بالإصلاح المطلوب بعد ذلك، او يبرر لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيطان إحجامهم عن قول الحق بأنه يضر بالمصلحة العامة وقد يقطع بعض الأموال الشعبية عنهم، وهذا ما يؤدي الى جوع بعض العوائل الفقيرة التي ينفقون عليها، او تعطيل بعض المؤسسات الاسلامية العاملة، او صعود منافسيهم "الأشرار" او "غير الأكفاء" على سدة المرجعية والهيمنة على المجتمع .. وما الى ذلك من التبريرات التي يحلو لهم قبولها او اختراعها وإقناع الشيطان بها.
أعود الى ذلك الأستاذ الفقيه الحالم بالمرجعية العليا فأجده يأخذ الخمس من جماعات من الناس استطاع ان يقنعها عبر تلامذته الذين بثهم في البلاد وجعل منهم وكلاء يدعون الى تقليده واعطاء الخمس والزكاة له على اعتبار انه نائب او وكيل عن (الامام المهدي) وهو يأخذ قسما من المال (الخمس) ويعطي قسما منه لتلامذته (الوكلاء) ويقوم بتوزيع المال على مؤسساته الخيرية ومشاريعه الإعلامية وطبع كتبه وصوره المباركة.
ان الصحفيين واصحاب الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون – عادة - يسعون الى كسب القراء والمشاهدين من أجل الحصول على أكبر قدر من الإعلانات لتغطية نفقاتهم وربما يقومون بالدعاية لمصلحة زعيم او حزب سياسي او دولة أجنبية ولا يلتزمون بالحق والباطل بقدر ما يلتزمون بتحقيق رضا المشاهدين والقراء وعدم إزعاجهم، ولكن الصحفيين والإعلاميين لا يقولون انهم يمارسون عملا دينيا بل يعلنون انهم يقومون بعمل تجاري إعلامي، ومع انهم مسؤولون أمام الله لو قاموا بخيانة مبادئهم او ساهموا في تضليل الناس، الا انهم ليسوا كرجال الدين الذين يدعون حراسة الدين والمحافظة عليه والدعوة الى الله ثم يخونون الناس والله في عملهم فيبيعونهم خرافات وأساطير باسم الدين، وهذا من أشد انواع الغش والتدليس.
تحدثت مرة مع أحد "رجال الدين" بإسهاب عن موضوع وجود المهدي وشرحت له بالتفصيل كل الأدلة المتوافرة وناقشتها بدقة .. فسكت طويلا وبدأ يتأملني، فتوقعت منه ان يعلن موقفه المؤيد او يرد علي بشيء، ولكنه قال بشيء من العتاب والحسرة:
-نحن نجلس على سفرة صاحب الزمان (الامام المهدي) ونأكل من (خمسه) فهل تريد ان تطوي هذه السفرة؟
- عندها عرفت ما هو السر الذي يكمن وراء محاربة بعض رجال الدين ورفضهم لبحث موضوع الامام المهدي بالمرة، او طرحه للنقاش في وسائل الإعلام العامة.
فهل عرفتم السر؟
http://alkatib.co.uk/r5.htm
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[09 - Oct-2009, صباحاً 04:52]ـ
مؤامرة الخمس
أو
المقدِّمات الخَمس الشنيعة .. لاستحلال الخُمس من قِبل مراجع الشيعة
من محاسن الشرع الشريف أنَّه جاء بتحديد الحقوق الواجبة في الاموال بكلِّ وضوح و دقَّة، و ذلك حتى لا تدخل فيها الأهواء و لا يتعلَّل بتأويلها الظَّلَمة من الأمراء.
فمثلا:
بالنسبة لتحديد نسبة الزكاة:
في النقدين و عروض التجارة: ربع العشر.
و في الخارج من الارض ان كان بسقيٍ:نصف العشر
و ان كان عثرياً ـ على المطر ـ: العشر
و لا تجب في غير مدَّخر، فلا تجب في الخضروات و الفواكه مثلاً.
بينما تجب في الحبوب و التمور و غيرها ..
و كذلك متى تجب الزكاة؟
حيث تجب بمرور الحول أي السنة ..
أمَّا في زكاة بهيمة الانهام .... فهناك تفصيل خاص بالنسبة لكل نوع!!
==================== ===================
و بالنسبة لمصارف الزكاة فقد نصَّت آية و اضحة في كتاب الله عز و جل على جميع مصارف الزكاة الثمانية.
قال تعالى " {انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} سورة التوبة - سورة 9 - آية 60
وحتى زكاة الفطر على يُسرها حدَّدها الشرع الشريف بكلِّ دقَّة،فيخرج المسلم القادر عن كل نفسٍ يعولها صاعاً واحداً من قوت بلده قبيل صلاة العيد أو قبله بيومين.
و لذلك فإنَّ الخلاف في العبادات المالية نادر، و في أمور فرعية جداً.
فإذا أدَّى المسلم الزكاة الواجبة عليه فلا يجب غيرها إلا أن يتطوَّع و يتصدَّق.
و لذلك قال جمهور العلماء (لا حق في المال سوى الزكاة).
==================== ==================== =
إلاَّ أنَّ شياطين الإنس من سدنة التشيع احتالوا على اجتياح اموال اتباعهم بمقدِّمات خمس ظاهرة التكلف ـ و لكن على قلوبٍ أقفالُها ـ،و تلك المقدِّمات كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ أن الخمس حق واجب في المكاسب
و هذا كذبٌ واضح بيِّن لأن الآية الكريمة التي ذُكِر فيها الخمس تتحدث عن الفيء بكلَّ وضوح.
و الفيء هو ما يغنمه المسلمون من أعدائهم دون حرب
قال تعالى " {واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير} سورة الأنفال - آية 41
ـ ثم زاد جشع السادة المزعومين فصاروا يأخذون الخمس من كل شيء
حتى على المال الثابت المستعمل كالبيوت والأثاث والأواني الخ.
2ـ ثم حصر السدنةُ الخمسَ في أهل البيت خاصَّة.
و هذا دجلٌ بيِّنٌ، فقد ذكرت الآية سهم أولي القربى مع عِدَّة مصارف أُخَر، و هم اليتامى و المساكين و ابن السبيل.
و مراجع الشيعة يتناسون نتلك المصارف بالكلية و يجتاحون اموال اتباعهم باسم "سهم أولي القربى" مع أن الله عز و جل ذكر تلك المصارف كلَّها في آية احدة.
3ـ جعل المراجع من أخذ الخمس فضيلة لا منقصة
بينما أنَّه يُشرع لمستحقِّ الزكاة أن يتعفَّف عنها ما استطاع الى ذلك سبيلا، فكيف بالخُمسِ المزعوم.
قال تعالى " {للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس الحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم} سورة البقرة - سورة 2 - آية 273
وقد قام في الذهن و الفطرة استقباح أخذ المال من الغير على وجه الاستعطاء، فكيف تُوصم به قرابة النبي عليه الصلاة و السلام
يقول الشاعر الشيعي البارع أحمد الصافي النجفي في ذم الشحاذين باسم الخمس:
عجبت لقوم شحذهم باسم دينهم
وكيف يسوغ الشحذ للرجل الشهم
لئن كان تحصيل العلوم مسوغاً
لذاك فإن الجهل خير من العلم
وهل كان في عهد النبي عصابة
يعيشون من مال الأنام بذا الاسم
لئن أوجب الله الزكاة فلم تكن
لتعطي بذل بل لتؤخذ بالرغم
أتانا بها أبناء ساسان حرفة
ولم تكُ في أبناء يعرب من قِدم
4ـ أن تلك الأعاجم ادعت السيادة لكلِّ من هبَّ ودبَّ.
كالخوئي الأرمني النصراني الأصل
هات دليلك أنه نصرانى ,وانا واقسم بالله سوف أكون سوبر وهابى؟؟
.
و السيستاني مجهول الأب
يا أخى اتقى الله فى علماء المسلمين .. والله عارا" هذا الكلام أن تصف عالم يلتف حولة الملايين أنه ابن زنا .. عارا" عليك هذا الكلام .. ؟؟؟
.
يقول حسين الموسوي في كتابه القيم: "لله ثم للتاريخ":
(ويحسن بنا أن ننبه إلى أن الفقهاء والمراجع الدينية يزعمون أنهم من أهل البيت فترى أحدهم يروي لك سلسلة نسبه إلى الكاظم. اعلم أنه يستحيل أن يكون هذا الكم الهائل من فقهاء العراق وإيران وسورية ولبنان ودول الخليج والهند وباكستان وغيرها من أهل البيت، ومن أحصى فقهاء العراق وجد أن من المحال أن يكون عددهم الذي لا يحصى من أهل البيت، فكيف إذا ما أحصينا فقهاء البلاد الأخرى ومجتهديها؟ لا شك أن عددهم يبلغ أضعافاً مضاعفة، فهل يمكن أن يكون هؤلاء جميعاً من أهل البيت؟؟
وفوق ذلك إن شجرة الأنساب تباع وتشترى في الحوزة، فمن أراد الحصول على شرف النسبة لأهل البيت فما عليه إلا أن يأتي بأخته أو امرأته إذا كانت جميلة إلى أحد السادة ليتمتع بها، أو أن يأتيه بمبلغ من المال وسيحصل بإحدى الطريقتين على شرف النسبة.
وهذا أمر معروف في الحوزة.
لذلك أقول: لا يغرنكم ما يصنعه بعض السادة والمؤلفين عندما يضع أحدهم شجرة نسبه في الصفحة الأولى من كتابه ليخدع البسطاء والمساكين كي يبعثوا له أخماس مكاسبهم) "لله ثم للتاريخ" / ص 84.
http://www.boostupload.com/files/image_459_vente.JPG
http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=347 5 (http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=3475)
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=758 98 (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=75898)
5 ـ و لكي يكتمل مسلسل الدجل و الاستغفال، يدَّعي بعض اولئك السادة المزعومين أنهم إنما يأخذون تلك الخموس ليؤدوها الى الفقراء
وهذا استغفال فجٌّ لعباد الله:
إذ أنَّ السيد حينما يتقاضى الخمس يتقاضاه باسم الامام، فيقول: اعطني حق جدِّي، أو يدَّعي بكلِّ صفاقة وجهٍ أحقيَّته هو: فيقول: اعطني حقي.
ويعلم القريب من تلك السادة و البعيد أنَّ تلك الاموال لا تتجاوز جيوب أولئك العيارين إلاَّ إلى أرصدتهم، و لا يحتاج هذا الامر الى تدليل، فهذا أمره يشهد به أتباعهم قبل غيرهم، إذ لا يزالون يرون حروب الخموس قائمة بين سادتهم على قدمٍ و ساق.
http://www.hewarona.com/vb/qoafel-ram/images/misc/progress.gif
كتاب لله ثم لتاريخ تاليف من هذا الكتاب بالله عليك من قام بتاليفة .. حسين الموسوى .. راجع أخى من كتب هذا الكتاب المضلل الذى تدعون أنه تأليف هذا الشهيد رحمه الله؟؟
ولو تريد أدلة تعالى لموضوعى على هذا الرابط ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42114 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42114)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - Oct-2009, مساء 01:21]ـ
QUOTE= خالد عبد المعطى كروم;280668]
كتاب لله ثم لتاريخ تاليف من هذا الكتاب بالله عليك من قام بتاليفة .. حسين الموسوى .. راجع أخى من كتب هذا الكتاب المضلل الذى تدعون أنه تأليف هذا الشهيد رحمه الله؟؟
ولو تريد أدلة تعالى لموضوعى على هذا الرابط ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42114 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=42114)
[/QUOTE]
الحقيقة أن هذا الكتاب ألَّفوة السنَّة "الوهابية"
عِدَّة مرَّات.
فقد نشرت المواقع الشيعية جزءاً ثانياً
من كتاب "لله ثم للتاريخ
بعد ان استبصر الكاتب ودخل في مذهب الإمامية.
يقول فيه حسين الموسوي:
الاسم: حسين ونسبي يرجع للإمام موسى الكاظم رضوان الله عليه لذلك اخترت اسم حسين الموسوي.
المواليد: العراق – بغداد – الأعظمية.
المذهب سابقاً: من أهل السنة والجماعة على مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
الدراسة: درست في المملكة العربية السعودية -جامعة الإمام محمّد بن سعود- كُلية أصول الدين قسم الحديث.
المؤلفات: قمت بتأليف الجزء الأول من كتاب (لله ثم للتاريخ) وذلك بطلب من الشيخ أبو؟ عبد الرحمن وبتحريض ودعم من النظام العراقي بطلب من قصي صدام حسين، مدعياً بأنني عالم مجتهد شيعي وذلك بحجة هدم عقيدة الشيعة وإيقاف المد الشيعي في العالم, كما وقمت بوضع ادعاءات على كثير من علماء الشيعة زوراً وبهتاناً.
ثم ألَّفت الجزء الثاني من كتاب لله ثم للتاريخ بعد أن هداني الله لطريق الصواب لعلي أكفِّر به عن ذنبي بما افتريت به على الطائفة الشيعية وعلمائها في الجزء الأول، وقد أنشأت هذا الموقع لأكشف به الحقيقة بعد عذاب الضمير الذي مررت به، وما رجائي إلا أن يغفر لي الله وأن يتقبل هذا العمل من عبده الفقير.
.......
سيد حسين الموسوي
==========================
2ـ بينما كانت بعض المواقع قد ذكرت انه عاد الى مذهب الامامية أي انه لم يستبصر
بل كان امامياً ثم طرأعليه تغير عقَدي ثم عاد الى مذهبه
-----------------------------
-------------------------------------------------
3ـ في حين أن المرجع الديني الراحل آية الله السيد حسين بحر العلوم - العراق
المتوفى بنهاية ربيع الأول 1422 هـ الموافق 22 حزيران
2001
حزيران كان قد أصدر فتوى في تكفير حسين الموسوي واسقاط درجاته
العلمية من الحوزة جرَّاء تأليفه لكتاب (لله ثم للتاريخ)!!!
==============================
4ـ أما عن المرة الأخيرة التي ألف فيها الوهابية هذا الكتاب:
فإليك هذا الخبر
عن مجلة "الحدث " اللبنانية
2008م
فضيحة الوهابية التي اشترت مؤلف كتاب لله ثم للتاريخ
القبض على طالب ألف كتابا ونسبه لأحد الأئمة
ادعت النيابة العامة الإستثنافية في بيروت على الطالب في إحدى الجامعات في بيروت السوري الموقوف مهند ك بجرم اثارة النعرات الطائفية من خلال وضع كتاب بعنوان ((لله ثم للتاريخ كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار)) ونسب تأليفه للسيد حسين الموسوي من علماء النجف الأشرف ووضع اسمه على غلافه وضمنه تهجم على ائمة الشيعة وذما لهم وقد اوقف الطالب المذكور الذي طبع آلاف النسخ من هذا الكتاب لدى احدى المطابع في بيروت وأحيل إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت الذي باشر استجوابه.
لاحظ: طالب جامعي؟؟؟؟
مع أن المرجع الديني الراحل آية الله السيد حسين بحر العلوم - العراق
المتوفى بنهاية ربيع الأول 1422 هـ الموافق 22 حزيران
2001
حزيران كان قد أصدر فتوى في تكفير حسين الموسوي واسقاط درجاته
العلمية من الحوزة جرَّاء تأليفه لكتاب (لله ثم للتاريخ) قبل عام 2001!!!
أمَّا طالب خايب ... !!!
و لا يزال البحثُ جارياً عن مؤلِّفين جُدد
كنت حانسى:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد عبد المعطى كروم [/ I];279895]
... نعم انا شيعيى الان , فما الضير فى ذلك , .....
و هذا هو المطلوب
بارك الله فيك
فقد اختصرتَ الوقت
... و الجهد ..
وفقك الله لما يُحبُّ و يرضى
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - Mar-2010, صباحاً 12:31]ـ
للتذكير(/)
بمناسبة مناقشة أفكاره: ماذا قال أبناء الشيخ حمود التويجري عنه؟! مع كتاب مهم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 05:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة إعلان الدكتور محمد الهاشمي – وفقه الله – صاحب قناة المستقلة عن نيته في الأيام القادمة مناقشة فكر مفتي مصر: الصوفي " علي جمعه " – هداه الله -، وهو الساعي بنشاط إلى ترميم مذهب التصوف، والمتعاطف مع الشيعة، والمعادي لأهل السنة، فقد أحببت أن أذكر موجزًا لما قاله لي أبناء الشيخ حمود التويجري – رحمه الله – عنه، بحكم علاقته السابقة بوالدهم لما كان في السعودية، ليعرف القراء بعض الحقائق عنه.وقد استأذنتهم في نشره؛ فرحبوا، وأضع رابطًا لكتاب مهم يُناقش أفكاره؛ ليستفيد منه الدكتور محمد الهاشمي وغيره.
1 - بدأت علاقة الشيخ حمود التويجري – رحمه الله – بعلي جمعه بواسطة أحد أقارب الشيخ الذين كانوا يعملون في السفارة السعودية بمصر.
2 - كان علي جمعه حريصًا على لقاء الشيخ!
3 - كان يبعث له بالرسائل من هناك.
4 - ختم علي جمعه إحدى رسائله للشيخ بقوله تعالى: (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) ويقصد مصر!
5 - جاء للسعودية، وعمل في جامعة الإمام. (أظنه محاسبًا).
6 - كان يتردد كثيرًا على الشيخ حمود، متظاهرًا أمامه بالسنة والحرص عليها.
7 - كان من رفقائه: المبتدع الآخر: محمود سعيد ممدوح. الذي كان مثله يتظاهر بالسنة! (انظر رد الشيخ الألباني عليه في مقدمة كتابه آداب الزفاف).
8 - تم القبض على علي جمعه قبل حادثة جهيمان بتهمة الانتماء لحزب التحرير!
9 - بقي في السجن حوالي 7 أشهر. (لعل هذه الحادثة من أسباب نقمته).
10 - شفع له الشيخان: ابن باز وحمود التويجري – رحمهما الله – عند السلطات السعودية. (تأمل هذا الموقف النبيل ممن يسميهم الوهابية وكيف قابله فيما بعد، واتق شر من أحسنت إليه).
11 - عندما ذهب لمصر مر بأزمة مالية كان للشيخ عبدالله بن حمود التويجري سبب – بعد الله – في كشفها.
12 - لم يستنكر منه أبناء الشيخ حمود عندما كان يتردد على والدهم سوى ذكره لشيخه الغماري " الصوفي "، وكان عندما يناقشونه يدعي أنه يستفيد منه في الحديث فقط!
13 - استغرب أبناء الشيخ موقف علي جمعة الأخير ممن يسميهم " الوهابية "، واختلفت توقعاتهم حول أسبابه.
- أما عن أفكار علي جمعه؛ فيجد القارئ على الرابط التالي كتابًا مهمًا للأستاذ المصري: إبراهيم أبو شادي – حفظه الله -، ناقش فيه تلك الأفكار، بالدليل والحجة والبرهان، سماه: " الرد العلمي على شبهات في العقيدة والتصوف ":
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39669
- أسأل الله أن يهدي علي جمعه للحق، وأن يوفق أهل السنة في مصر للتصدي لفتنته، وتحذير الناس من بدعه، وتنبيه الحاكم إلى خطورة أفكاره دينيًا وسياسيًا على دولة مصر؛ حيث التعاطف مع أعدائها الروافض، وتأزيم العلاقة مع دول السنة، وعلى رأسها السعودية.
- وأسأل الله أن يوفق " جماعة الإخوان " بمصر وغيرها إلى أن تكون لهم جهود ملموسة في مجال الاهتمام بأمر التوحيد، ونشره، والتحذير مما يضاده، وأن لا تستغرق السياسة أوقاتهم وطاقاتهم؛ فيُضيعوا أهم الواجبات لأجلها.
والله الموفق ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 08:31]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ وبارك في علمك .. آمين.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 07:28]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 06:57]ـ
علي جمعة (تمسكن حتى تمكَّن) هداه الله لمنهج أهل السنة ..
جزاك الله خيرًا ..
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 07:53]ـ
علي جمعة (تمسكن حتى تمكَّن) هداه الله لمنهج أهل السنة ..
جزاك الله خيرًا ..
قاعدة: تمسكن حتى تتمكن، هي القاعدة العامة عند كثير منهم!، فالدنيا مقصد، و ما أشد فتنة الدنيا، (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء)، و (فتنة أمتى في المال) و قد أصبحت هذه المعاني في هذه الأحاديث حقيقة واقعة ماثلة للعيان، فبين عشية و ضحاها! من ضال إلى ولي، و من ولي إلى ضال - وكلامي هنا عام-، كل ذلك بسبب فتنة المال، التي تجعل بعضهم يبيع مبادئه، وعقيدته، ودينه!
فاللهم الثبات حتى الممات.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 11:03]ـ
أصلحه الله فقد بليتُ -مرات- بمطالعة بعض المقاطع المرئية له فرأيتُ التهكم بأهل السنة والتلبيس القبيح على أتباعه ما يؤسف له.
__
وجزاك الله خيرا.(/)
من رسائل الدعوة للتوحيد رسالة الشيخ ربيع المدخلي للشيخ عبدالله السعدي
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 01:06]ـ
من خلال جمعي لجهود وسيرة شيخنا داعية التوحيد في منطقة الجنوب عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي رحمه الله (1318 - 1425هـ)، وقعت بين يدي بعض المراسلات القديمة وهي بين شيخنا وبعض العلماء والدعاة والأعيان ممن لهم غيرة على التوحيد، ومن بين تلك المراسلات ماكان بين شيخنا عبدالله بن سعدي الغامدي وشيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي، وهذه الرسائل تتعلق بالتوحيد والدعوة إليه في بلاد اليمن.
هذا ومن بين تلك الرسائل التي أرسلها شيخنا ربيع المدخلي لشيخنا عبدالله السعدي ما يلي:
(بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة المكرم الداعي إلى الله والمجاهد في سبيله الشيخ عبدالله بن سعدي الغامدي حفظه الله ووفقه وسدد خطاه.
وبعد:
فأخبركم عن رحلتي إلى اليمن هي في الواقع صعبة جداً حيث أني لم أجد غير أسبوع ذهاباً وإياباً ولكن بحمد الله تمكنا من أداء بعض الواجب لأن هدفي الاتصال ببعض العلماء وفعلاً اتصلت بهم أولهم الفقيه قاسم اتصلت به وعنده عدة من التلاميذ فافتتحنا المذاكرة معه أولاً في توحيد الأسماء والصفات في الصواعق المرسلة شرعنا فيه من الساعة الثانية ليلاً إلى الساعة الثامنة نتتبع المواضع المهمة حتى تجلى لهم أنا على السنة.
ولم يقفوا فيه على أي مغمز بل وجدوه صواعقاً تردي كل معارض ولم يجدوا شيئاً من الأمور التي بهت بها شيح الإسلام ابن تيمية وأتباعه رغم توقعهم على أن يعثروا على شيء من التشبيه والتجسيم بل أطلقت لهم العنان في مطالعة كل ماتقع عليه أعينهم من كتب الشيخ وأتباعه وأنهم مهما حاولوا فلن يجدوا شيئاً من تلك الافتراءات التي يلصقها الدجالون بالشيخ وأتباعه.
فارتضوا تلك الطريقة وأعلنوا لي كل سرور واغتباط وحلفوا لي أن هذا ما ندين الله به وأن هذا هوالحق وطريقة السلف الصالح وأن ما يذهب إليه الأشعرية وغيرهم من تأويل الاستواء بالاستيلاء بل التأويل في كل الصفات باطل وأنهم يؤمنون بالاستواء والنزول والمجيء كما أخبر الله عن نفسه وأخبر عنه رسوله عليه السلام، وقالوا لي والله لانقول هذا تملقاً ولا خوفاً ولا رياءً وفي اليوم الثاني قرأنا في فتح المجيد وكانت قد سبقت لهم فيه مطالعة واعترفوا أن هذا حق وأن الناس الذين يتعلقون بالأولياء والمعابد ضالون وأن الأشياء التي يتعاطونها عند تلك المعابد شرك غير أنهم لايصرحون بخروجهم من الملة فلم أشدد عليهم عند هذا الموقف بل رأيت هذا منهم حسناً بالنسبة لهم لأنهم لم يسبق لنا بهم اتصال قبل هذه المرة.
وشجعناهم على المطالعة وعلى تدبر الأدلة من الكتاب والسنة وإنا لنطمع أن يتجلى لهم كل الحق ومهما كان فإنا نعتبر هذا منهم خطوة جيدة.
وبعد هذا توجهنا إلى الجبيرية بعد أن حرضناهم على التدريس في كتاب التوحيد وغيره من كتب التوحيد فلبوا هذا الطلب.
غير أنهم يخشون أن يلاحظ عليهم من الناحية السياسية متأثرين بمنع مدارس الشيخ عبد الله أيام أن فتح بعض المدارس هناك وقامت تلك المعارضة ضدهم إلا إن حصلت لهم استطاعة وأمنوا المعارضة فسيفعلون ذلك إلا أن الطالب النبيل علي بن محمد وهان قد صرح بأنه سيدرس وسيدعو الناس إلى التوحيد بكل صراحة في منطقة الحشابرة فسرنا موقفه جداً.
نعم وصلنا الجبيرية لدى أولاد الفقيه يوسف فقهاء تلك القرية وجرت المناقشة بالطريقة الأولى أعني تتبع المواطن المهمة من الصواعق والحموية بعد أن جزعوا من الإقدام عليها لتأثرهم بكتب الدجالين الذين ينسبون إلى الشيخ وأتباعه التجسيم والتشبيه فأكدت لهم أنهم مهما حاولوا فلن يجدوا غير الحق من الكتاب والسنة وتفنيد الشبه الباطلة بكل مناقشة وكل حجة عقلية ونقلية وأنهم أشد الناس على المشبهة والمعطلة.
وأقدموا على المطالعة فيهما فلم يجدوا شيئاً مما نسبه أولائك الدجالون وأظهروا الدهش كيف ينسب إليهم هذه الأشياء مثل ابن بطوطة وأضرابه ممن كانوا يحسنون بهم الظن فتأكدوا أنا على الحق ولم يبدوا أي معارضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتناولوا عقيدة الغزالي لأنقدها فتكلمت بما بدا لي من النقد ومن جملتها إنكار كون الله يتكلم بحرف وصوت فقلت بل يتكلم بحرف وصوت وذكرت لهم الأدلة على ذلك فتحيروا قليلاً ثم قال أحدهم أما كون الله يتكلم بصوت فهو حديث موجود في البخاري فانقطعوا عند ذلك.
وأفادوا أنهم لن يزيدوا أن يصفو الله إلا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وعندهم كتب كثيرة من كتب أهل السنة لاسيما ابن تيمية وابن القيم كانت محبوسة عندهم في زاوية الإهمال.كما وأفادوا الآن أنهم سيدرسونها ليستثمروها.
كما أظهروا أنا على الحق في توحيد العبادة والتزموا بأن يدرسوا في التوحيد هذا ما ظهر لي من الجميع فقبلت منهم ووكلت سرائرهم إلى الله مرجحاً فيهم جانب الصدق.
أما العوام فاتصلت بحوالي ثلاث قرى من قراهم وأنصحهم شفاهاً كما أقرأ عليهم نصيحة المسلمين فيظهروا البشرى والموافقة.
وفي الواقع لوحصلت موافقة من الحكومة في نشر مدارس التوحيد لوجدنا من الناس كل إقبال ونرجو الله أن يحقق لنا هذا الأمل. ولابد إن شاء الله من التسبب عند الإمام وادعو الله معنا أن يوفقه لتحقيق وتنفيذ رغبتنا.
ملحوظة: الأخ علي محمد وهان السابق ذكره قد كتب إليكم كتاباً لأجل التعرف بكم ويطلب كتباً صالحة للدعوة والتدريس كما أني حينما رأيت تصميمه على التدريس والدعوة ونشاطه أخبرته أنه لابد من أن يتسبب لك الشيخ في مكافئة تستعين بها على أداء هذه المهمة.
نسأل الله لنا ولكم كل توفيق ونجاح في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأبلغوا سلامنا جميع الأصدقاء والمحبين
الطالب ربيع هادي عمير
1379 هـ)
وهذه رسالة أخرى من الشيخ ربيع إلى الشيخ عبدالله السعدي:
(من ربيع بن هادي عمير وقادري بن أحمد الأهدل إلى فضيلة شيخنا العلامة الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة فضيلة الشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي حفظكم الله تعالى آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:
فنحمد إليك الله الذي لاإله إلا هو ونسأله أن يوفقنا وإياك لما فيه الخير والصلاح وأن يجعل لنا ولك ولجميع عباده المخلصين النصرة والعز والغلبة على أعداء الدين آمين.
بعد التحية يافضيلة الشيخ: قد سبق إليك التنويه أم لا وعلى كل حال فالتفصيل إليك في هذا الكتاب بناء على أنك قد عرفت حالة اليمن الدينية وكيف الأمر عندهم.
لذلك اتفقنا على أن نلتمس لنا أسباباً توصلنا إلى مقصدنا وهو إنقاذ الناس من ضلالهم فما رأينا أحسن من أن نتأهب للوصول إلى الإمام ابن حميد الدين ونؤدي أمامه ما نستطيع من النصيحة والتذكرة بحق الله ثم بحق الرعية ونطلب منه المناصرة والمعاونة على هدم القباب المعبودة.
وأن يقرر بعض نسخ التوحيد التي لابن الأمير والشوكاني والمقبلي في جميع المدارس ونخبره بجميع المشاكل الشركية الموجودة.
وصرف جميع أنواع العبادة لغير الله نرجو الله عز وجل أن يوفقه لتنفيذ ذلك والقيام بواجب التوحيد إن ربنا على كل شيء قدير.
هذا ما اتفقنا عليه فشجعونا وأكثروا لنا من الدعوات الصالحة.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1379هـ)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 07:04]ـ
منذ عقود والشيخ ربيع داعية إلى التوحيد ..
بارك الله في علم الشيخ، ونفع به، ووفقه لكل خير، وأمد في عمره على الطاعة ..
وجزاك الله خيرًا.
ـ[أبو السمح]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 04:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك ياأبا عبد المحسن
فشيخنا ربيع من دعاة التوحيد المنافحين عنه فجزاه الله خيرا على جهوده
ولكننا نطمع منك بأن تتحفنا بصورة الخطاب والله يرعاك(/)
(المسيح عليه السلام بين الحقِّ والباطل) باكورة مؤلفاتي ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[26 - Aug-2009, مساء 11:27]ـ
///رسالة مختصرة أردتُ من خلالها أظهار المفارقات الدينية حول المسيح عليه السلام وإظهار الأبعاد الدينية تجاه ذلك النبي الكريم (ص)
حاولتُ أن أتجنب الطرح الأكاديمي الذي يلقي بظلاله على انسيابية الطرح ومرونته ...
حاولت أن أتجاوز إشكالية (لمن أكتب؟؟) ولعلي وفقت في ذلك ...
أخوكم على أتمِّ الأستعداد لتلقي مقترحاتكم وإفاداتكم وتصويباتكم ...
تقبلوا شكري ...
ـ[أبوالعمار]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 10:46]ـ
جعلها ربي في ميزان أعمالك
نفع الله بك وبارك فيك
ـ[الخلدي]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 10:57]ـ
السلام عليكم
يا أخي لم يحالفك التوفيق في العنوان
المسيح (عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) وليس (بين الحق والباطل)
أنا لا أشك في حسن مقصدك لكن عليك صياغة العنوان مرة أخرى(/)
حكم تدريس الرجل البنات (فتاوى الألباني و ابن باز و العثيمين)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 12:00]ـ
من فتاوى الإمام الألباني - رحمه الله -
هل يشترط لإلقاء درس للنساء أن يكون حاجز بيننا وبينهن.؟
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=4418
الموقع الرسمي لفضيلته: رقم الشريط: 494 / رقم الفتوى: 6
أجزت تدريس الرجل العلوم الشرعية للنساء بشروط فما هو الدليل؟
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=1730
الموقع الرسمي لفضيلته: رقم الشريط: 211 / رقم الفتوى: 2
ما حكم تدريس رجل امرأة أجنبية بمحضر أمها.؟
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=4996
الموقع الرسمي لفضيلته: رقم الشريط: 594 / رقم الفتوى: 10
هل يجوز للمعلم تعليم البنات بغير ستار.؟
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=6276
الموقع الرسمي لفضيلته: رقم الشريط: 736 / رقم الفتوى: 7
ما حكم تدريس البنات في هذا الزمن؟
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=1811
الموقع الرسمي لفضيلته: رقم الشريط: 216 / رقم الفتوى: 10
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=1812
الموقع الرسمي لفضيلته: رقم الشريط: 217 / رقم الفتوى: 1
هل يجوز للرجل الكفيف أن يدرس البنات في المدرسة؟
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=836
الموقع الرسمي لفضيلته: رقم الشريط: 093 / رقم الفتوى: 3
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 12:00]ـ
من فتاوى العلامة سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله -
هل يجوز للرجل أن يدرّس البنات الصغار دون السابعة؟
الجواب:
لا حرج في ذلك؛ لأنهن لسن من أهل العورة
لكن جعلهن عند النساء أولى وأحوط
لأنه قد يفضي إلى التساهل، قد يوجد فيهن من تجاوز السبع، أو وصل إلى التسع
فالذي ينبغي سد هذا الباب، وأن لا يتولى تدريس البنات إلا النساء وإن كن صغارا
حتى لا يتوسل بذلك إلى تدنيس الكبيرات والفتنة
وهكذا الصغار من الرجال يتولى تدريسهم رجال، ولا يتساهل في ذلك مع النساء؛ لأنه إذا فتح الباب تساهل الناس في هذا الأمر
فالأولاد الصغار يدرسهم الرجال كالكبار، والبنات الصغيرات يدرسهن النساء كالكبيرات سداً للباب، وحسماً لأسباب الفتنة.
الموقع الرسمي لفضيلته: نور على الدرب:حكم تدريس المدرس للبنات الصغار دون السابعة
http://www.binbaz.org.sa/mat/10571
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 12:01]ـ
كم تدريس مكفوف البصر من الرجال للبنات؟
الجواب:
" لا حرج في ذلك أن يدرس مكفوف البصر للنساء، أو من طريق الآلة التي تسمعهم، ولا يرى من وراءها من النساء ...
المقدم: هل هذا الحكم لكل كفيف أم لنوع خاص من الأكفاء؟
الشيخ: لمن لديه علم، ولا يخشى منه الشر
أما من لا علم لديه، أو معروف بأسباب الفتنة والشر، أو يفتن به النساء، فلا ينبغي أن يكون معلماً لهن
ينبغي لولي الأمر أو لولي المرأة أن يراعي هذه الأمور، وأن لا يتولى ذلك إلا من لا تخشى منه فتنة
المقدم: إذاً رغم أن الحكم كما تفضلتم بالجواز لكن له شروط لابد من مراعاة ما قد يخشى منه
تتفضلون بإعادتها لأهمية الموضوع يا شيخ عبد العزيز؟
الشيخ: كون المكفوف يعلم المرأة هذا لا بأس به بشرط
عدم الخلوة، وبشرط آخر وهو أن يكون ممن يعرف بالعلم والفضل، والسيرة الحميدة، وعدم تعاطيه أسباب الفتنة
أما إذا كان يخشى من شره لضعف إيمانه، أو لجهله، أو لأسباب أخرى، فنبغي أن لا يولى ذلك.
الموقع الرسمي لفضيلته: نور على الدرب: حكم تدريس مكفوف البصر من الرجال للبنات
http://www.binbaz.org.sa/mat/10664
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 12:02]ـ
من فتاوى العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -
السؤال:
يقوم بتحفيظ القرآن ودروس دينية لبعض البنات وأعمارهن الثالثة عشر في منزله فهل في ذلك شيء
يقول مع العلم بأنني بمثابة مدرس لهن حيث أقوم بتدريسهن في هذا نرجو إفادة؟
الجواب:
الذي أرجو من هذا الشخص أن يلقي دروساً على زوجته أو على أخته أو من عنده في البيت من محارمه
ثم تلقي هذه المرأة الدروس التي ألقاها عليها على هؤلاء النساء اللاتي يحرمن إلى بيته
وأما أن يتولى هو تدريسهن وهم في هذه السن فإني أخشى عليه من الفتنة لأن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم
وبإمكانه إذا كان يخاف أن لا تقوم أخته أو زوجته أو من عنده في البيت من محارمه أن لا تقوم بالواجب
فبإمكانه أن يلقى الدرس عن طريق التسجيل ثم تباشر هذه المرأة من محارمه تقديمه لهؤلاء الطالبات
ففي هذا حصول الفائدة والابتعاد عن المحظور والفتنة
وإذا حصل منهن سؤال فليكن عندهن آلة تسجيل تسجل هذا السؤال من الطالبات
ثم يجيب عنه الرجل في مكانٍ آخر ويعاد إليهم.
الموقع الرسمي لفضيلته: مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): متفرقه
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7891.shtml
حكم تدريس الرجل الأعمى للنساء؟
http://www.ibnothaimeen.com/all/soun...le_15494.shtml (http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_15494.shtml)
الموقع الرسمي لفضيلته: المكتبة الصوتية: الفتاوى و اللقاءات: سلسلة لقاء الباب المفتوح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 06:51]ـ
جزاك الله خيرًا، وبارك فيك، نقل طيب، ..
لو كان العنوان: أحكام ... لكان أفضل، لاختلاف الأحكام في الفتاوى المبثوثة ..(/)
الرد على من يقول: يا سلفيون الكل يذمكم
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 01:17]ـ
الرد على من يقول: يا سلفيون الكل يذمكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
لا شك أننا في زمن انقلب فيه المفاهيم واختلت فيه الموازين ,زمن اشتدت فيه غربة الإسلام فعم الجهل وقل العلم وغلب السفهاء وقل العلماء وغدا المعروف منكرا والمنكر معروفا وأصبحت السنة بدعة والبدعة سنة, ونشأ على ذلك الصغير وهرم عليه الكبير فكثرت بذلك الفتن وانتشرت المحن فاختلط الحابل بالنابل فلم يعرف الصاعد من النازل ولم يسلم من هذه الفتن والأهوال والمحن إلا طائفة من البشر لقبهم النبي صلى الله عليه وسلم بالغرباء فطوبى لك أيها السلفي الغريب.
فأنت أيها السلفي غريب في عقيدتك
غريب في أخلاقك
غريب في مظهرك
غريب في ليلك ونهار.
وقد اقتضت حكمة الله تعالى عز وجل أن كان لهؤلاء الغرباء-جعلنا الله بمنه ورحمته منهم- أعداء وللأعداء أتباع يشيعون ضدهم التهم والأراجيف ويختلقون الكذب والأباطيل فوجد إبليس منهم ضالته فجندهم لخدمته فذاك شيوعي حاقد وهذا رافضي مائق وهذا إعلامي ناهق والآخر صوفي محترق وغيرهم كثير ممن أبو إلا أن يكونوا في جند إبليس وهواة التدليس والتلبيس الذين جعلوا المعتدل متشدد والمتشدد معتدل ,وسو بين الضحية والجلاد , و بيننا وبينهم يوم الميعاد.
فالدَّعوة السَّلفية المباركة كَثُر مناوئوها وتسلَّط مخالفُوها واجتمعت كلمة معارضيها من أهل القبلة وغيرهم على رميها عن قوس واحدة، وأطلقُوا العَنان لألسنتهم وأقلامهم، فلَم يدَعوا عيبًا ولا سبَّةً ولا منقصَةً ولا شيئًا يَشين ولا يزين إلاَّ وألصقوه بالسَّلفية والسَّلفيِّين، حتَّى أوهموا السُّذَّجَ من النَّاس أنَّ هذه الدَّعوة المباركة هي سبب كلِّ مصيبةٍ وبليَّةٍ لحقَت بالأمَّة الإسلاميَّة.
كما قد قال الله تعالى:
?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون? [الأنعام:112]، وقال تعالى: ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا? [الفرقان:31].
وقال تعالى: ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا? [الفرقان:31].
فمهما تمسك العبد بما جاء بهم الأنبياء إلا وأصابه من البلاء قدر ما تمسك به من السنة, والمتأمل لتاريخ السلفيين عبر العصور ليعلم أنهم أهل الحق وحماته وهم جند الله وخاصته فكم صبروا أمام الفتن وكم وقفوا ضد المجن (ولن تجد لسنة الله تبديلا)
وليس هذا بمُستغرب؛ فدعوة الحقِّ عبر جميع العصور تجابَه بالعداء السَّافر والمعارضَة الشَّديدة من أصحاب الشُّبهات وأتباع الشَّهوات وأسارى الهوى؛ لأنَّها بالنِّسبة لهم خطر داهم يقضُّ مضاجعهم ويزيل عروشهم ويكسر شوكتهم؛ لأنَّها تفكُّ قلوبَ الناس وتحرِّر عقولهم من أسر الهوى وفتنة الشبهة والخرافة، وتأخذ بها إلى أفُق التَّوحيد والعبودية لله ربِّ العالمين ورَحابة الاتِّباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون سواه.
لهذا لن أستغرب عندما يطلع علينا حاقد من هنا ويستشهد بكلام الأكثرية المشاع قائلا: يا سلفيون كل الناس تذمكم.
أو مغرر به من هناك فيقول: لو سألت أي إنسان عامي عن السلفيين لقال لك أنهم متشددون ويسبون الناس ويبدعون و .. و .....
فجوابا عليه وعلى غيره ممن لم يعرفوا نور الوحي ولم يتشربوه بسبب تلك الدعايات و التضليلات أقول وبالله وحده أصول وأجول:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن استدلال هؤلاء الإعلاميون وبعض أبواقهم الحزبيين ومن كان على طريقتهم يسير أو على شاكلتهم يطير بآراء العامة والرعاع لهو أقوى دليل على إفلاس القوم فقد عجز هؤلاء أن يأتوا بدليل واحد على فساد النهج السلفي القويم فالتجأو إلى التشويه والتنفير حتى صدقهم الكثير من العوام وتبعهم بذلك الهوام أهل الفتن والطوام فرجعوا إلى أرائهم واستدلوا بأقوالهم فبهم يستدلون وإليهم يعودون وكأنهم لا يعلمون أن الإستدلال بالكثرة لهو سبيل الأمم في استدلالهم على أنبيائهم وأصحاب أنبيائهم بكثرة أموالهم وأولادهم وضعف أهل الحق، فقال قوم نوح له {ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} وقال قوم صالح فيما أخبرنا الله عنهم بقوله {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنا بالذي أمنتم به كافرون} وقال قوم نبينا صلى الله عليه وسلم {وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين} وقال الله عز وجل {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا} فأنظر أيها القارئ اللبيب والعاقل الرشيد إلى سلف هؤلاء القوم فقد قيل: فلكل قوم سلف.
ولا شك أن أهل السنة هم أقل الناس وأشدهم غربة ولا يصح الإستشهاد بالكثرة للإطاحة بهم أو السخرية منهم لأن فيه غفلة عن النصوص الكثيرة الموضحة والمبينة أن أهل الحق قلة دائماً:
فقد قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}
وقال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
وقال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}
وقال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
وقال تعالى يقول: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورً}
فكل هذه النصوص وغيرها كثير تذم رأي الأكثرية واتباع أكثر الناس بل الداخلون النار أكثر بكثير من أهل الجنة ....
والمحصلون لأعلى رتب الأعمال القلبية والجوارحية السابقون السابقون أقل بكثير من غيرهم ..
والقائمون على نصرة الحق إلى قيام الساعة طائفة قليلة .....
والفرقة الناجية واحدة من ثلاثة وسبعين فرقة ....
فكيف بعد كل هذا سولت لهم أنفسهم أن يستغلوا غربة أهل السنة السلفيين وقلتهم ليؤنبوا عليهم عامة الناس وكثرتهم ,إن هذا التأنيب أو ذاك التشويه لأقوى دليل على صدق المنهج السلفي وأنه هو الحق بلا منازع فأصحابه وأهله هم أهل الله وخاصته ولئن لكان رعاع الإعلاميين أو جهلة الحزبيين أو غيرهم من المنحرفين عن الصراط المستقيم قد وصفوه بما وصفهم به مكذبي الرسل والأنبياء فإن الكتاب والسنة وكلام أئمة الهدى عبر العصور قد تناولتهم بالمدح والثناء ووعدتهم بالرفعة والعلاء
وها نحنُ نرشقُ شكَّ المترتبِ ببضعة عشرَ سهماً؛ لتنداحَ سبيل المؤمنينَ عن شجرةِ اليقينِ، فنجني من أعلاها المغدقِ حلاوةَ الإيمانِ، ونتقلَّبَ تحتَ أسفلها المورقِ في أفوافِ روح وريحان.
قالَ تعالى: (والسابقونَ الأولونَ من المهاجرينَ والأنصار والَّذينَ اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنّاتٍ تجري مِن تحتَها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً ذلكَ الفوزُ العظيمُ)] التوبةُ: 100 [.
فوجه الدلالة أن ربنا عز وجل قد أثنى على السلف الصالح وعلى من اتبعهم بإحسان من السلفين ووعدهم بالجنات والفوز العظيم.
ومنها قولُه صلى الله عليه وسلم (في وصفِ منهجِ الفرقةِ الناجيةِ والطائفةِ المنصورةِ:
(ما أنا عليه اليومَ وأصحابي).
فإن قيلَ: ليسَ من شكٍ أنَّ فهمَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم وفهمَ أصحابِه من بعدِه هو المنهجُ الّذي
لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفِه، لكن ما الدَّليلُ على أنَّ المنهجَ السَّلفيَّ هو فهمُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
قلتُ: الجوابُ من وجهينِ:
أ - إنَّ المفاهيمَ المذكورةَ آنفاً متأخَّرةٌ عن عهدِ النُّبوّةِ والخلافةِ الرَّاشدةِ، ولا يُنسبُ السَّابقُ للاحقَّ بل العكس، فتبيّنَ أنَّ الطائفةَ الَّتي لم تسلك هذا السُّبلَ، ولم تتبّع هذه الطُّرق، هي الباقيةُ على الأصلِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب - لسنا نجدُ في فرقِ الأُمّةِ من هم على موافقةِ الصحابةِ رضي اللهُ عنهم غيرَ أهلِ السنّةِ والجماعةِ من أتباعِ السَّلفِ الصالحِ أهلِ الحديثِ، دونَ سائرِ الفرقِ:
فأمَّا المعتزلةُ، فكيفَ يَكونونَ موافقينَ للصَّحابةِ وقد طعنَ رؤوسُهم في جِلّةِ الصحابةِ، وأسقطوا عدالتَهم، ونسبوهم إلى الضلالِ كواصلِ بنِ عطاءٍ الَّذي قالَ: (لو شهدَ عليٌّ، وطلحةُ، والزُّبيرُ على باقةِ بَقلٍ لم أحكم بشهَادَتِهم).
وأمّا الخوارجُ؛ فقد مَرقوا من الدينِ، وشذّوا عن جماعةِ المسلمينَ؛ فمن ضروريّاتِ مذهبِهم أن يَكفَّروا عليّاً وابنيه، وابنُ عبّاسٍ وعثمان، وطلحة، وعائشة، ومعاوية، ولا يَكونُ على سمتِ الصحابةِ من اتَّخذَهم غَرضاً وكفَّرهم.
وأمَّا الصوفيّةُ؛ فَسَخِروا من ميراثِ الأنبياءِ، وأسقطوا نَقَلَةَ الكتابِ والسنّةِ، ووصفوهم بالأمواتِ، فقال كبيرُهم: (أنتم تأخذونَ عِلمَكم؛ ميّت عن ميّت، ونحنُ نأخذُ علمنا عن الحيّ الّذي لا يموت) ولذلك يقولون – فضّت أفواههم، معارضين إسنادَ أهل الحديث -:
(حدَّثني قلبي عن ربّي).
وأمَّا الشيعةُ؛ فقد زعمت أنَّ الصحابةَ رضوانُاللهِ عليهم ارتدّوا بعدَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سوى نفرٍ قليلٍ.
فهذا الكشيُّ – أحدُ أئمتِهم – يَروي في "رجالهِ" (ص12و13) عن أبي جعفرٍ أنه قالَ:
"كانَ الناسُ أهلَ ردَّة بعدَ النبيَّ إلا ثلاثة".
فقلتُ: من الثلاثةُ؟
فقال: المقدادُ بن الأسودِ، وأبوذرًّ الغِفاريّ، وسلمان الفارسيّ".
ويروي (ص13) عن أبي جعفرٍ أنّه قال:
"المهاجرونَ والأنصارُ ذهبوا إلا ثلاثة".
وها هو الخُمينيُّ – آيتهم في هذا العصرِ – يَطعنُ ويلعنُ الشيخين أبا بكرٍ وعمرَ في كتابِه "كشف الأسرارِ" (ص131) فيقولُ: "فإنَّ الشيخين ... ومن هنا نَجدُ أنفسنا مضطرّينَ على إيرادِ شواهدَ من مُخالفتِهما الصريحةِ للقرآنِ لنثبتَ بأنهما كانا يُخالفانِ ذلكَ".
وقالَ (ص137): " ... وأغمضَ عينيه، وفي أُذنيه كلماتُ ابنِ الخطابِ القائمة على الفرية، والنابعة من أعمالِ الكفرِ والزندقةِ، والمُخالفةِ لآياتٍ وردَ ذكرها في القرآنِ الكريمِ".
وأمّا المرجئةُ، فيَزعمونَ أنَّ إيمانَ المنافقين الَّذينَ مردوا على النفاقِ كإيمانِ السَّابقينَ الأولين من المهاجرينَ والأنصارِ.
فكيفَ يَكونُ هؤلاءِ موافقينَ للصحابةِ رضي اللهُ عنهم وهم:
أ – يَكفرونَ خيارَهم.
ب – لا يَقبلونَ شيئاً ممّا رووا عن رسولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام في العقائدِ والأحكامِ.
ج – يتبعونَ نفاياتِ حضارةِ الرومانِ وفلسفةِ اليونانِ.
وبالجُملةِ؛ فهذه الفرقُ تُريدُ إبطالَ شهودِنا على الكتابِ والسّنَةِ وجرحَهم؛ فهم بالجرحِ أولى، وهم زنادقة.
وبذلكَ يتبيَّن أنَّ الفهمَ السَّلفيَّ هو منهجُ الفرقةِ النّاجيةِ والطائفةِ المنصورةِ في الفهمِ والتَّلقَّي والاستدلال.
والمقتدونَ بالصحابةِ رضي اللهُ عنهم مَن يعملُ بالروايةِ الصحيحةِ الثابتةِ في أحكامِهم وسيِرهم وفهمهم، وذلكَ سنةُ أهلِ الحديثِ دونَ ذوي البدعِ والأهواءِ، فصحَّ بصحةِ
ما عرضنا، وقوة إذ ذكرنا تحقيق نجاتِهم لحكمِ الرَّسولِ عليه الصلاة والسلام بنجاةِ المقتدينَ بسنته وسنةِ الخلفاءِ الرّاشدينَ المهديينَ من بعدِه.
وإن إن مَن يدرس أحوال السابقين واللاحقين من الفِرق المنتسبة إلى أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويدرُس مناهجَهم وعقائدهم وأفكارَهم بإنصاف وفهم وتجرُّد يجد أنّ أهلَ الحديث (السلفيين) هم أشدُّ الناس اتباعًا وطاعةً وتعلُّقًا وارتباطًا بما جاءهم به نبيُّهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتابًا وسنّة، في عقائدهم، وعباداتهم، ومعاملاتهم، ودعوتهم، واستدلالهم، واحتجاجهم؛ وهم على غاية من الثقة والطمأنينة بأن هذا هو المنهج الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه الطريقُ السليم، والصراطُ المستقيم؛ وما عدا ذلك من المناهج والسبل فأمرٌ لم يشرعه الله ولم يرضَ به، ولا يؤدِّي إلاّ إلى الهلاك والعطب.
وإليك أخي القارى شهادات الأئئمة العدول الصادقين لهم بأنهم على الصراط المستقيم والحق الواضح المبين
شهادة ابن قتيبة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ألف فقيه الأدباء وأديب الفقهاء الإمام أبو عبد الله بن مسلم بن قتيبة (المتوفى سنة 276ه) كتابًا سماه ((تأويل مختلف الحديث)) دفاعًا عن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن حملتها وناقليها وحفاظها أهل الحديث.
قال رحمه الله في هذا الكتاب (فأما أصحاب الحديث فإنهم التمسوا الحق من وجهته، وتتبعوه من مظانه، وتقرّبوا من الله تعالى باتباعهم سنن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطلبهم لآثاره وأخباره برًّا وبحرًا وشرقًا وغربًا، يرحل الواحدُ منهم راجلاً مقويًّا في طلب الخبر الواحد أو السنة الواحدة حتى يأخذها من الناقل لها مشافهة ..... ).
شهادة الإمام ابن حبان:
قال الإمام الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد التميمي (المتوفى سنة 354ه) في مقدمة ((صحيحه)) ـ انظر: ((الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان)):: ((في قوله ـ صلى الله عليه وسلم: ((فعليكم بسنتي)) عند ذكره الاختلاف الذي يكون في أمته بيان واضح، أن من واظب على السنن وقال بها، ولم يعرج على غيرها من الآراء من الفرقة الناجية في القيامة ـ جعلنا الله منهم بمنه)).
ثم قال في (1/ 151): ((كتاب العلم: ذكر إثبات النصرة لأصحاب الحديث إلى قيام الساعة))، ثم أورد حديث معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة)) ().
شهادة الإمام الرامهرزي:
وقال الإمام أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاّد الرامهرمزي (المتوفى سنة 360ه) في مقدمة كتابه ((المحدِّث الفاصل)) ((اعترضت طائفةٌ ممن يشنأ الحديث ويبغض أهله فقالوا بتنقص أصحاب الحديث والإزراء بهم، وأسرفوا في ذمهم والتقوّل عليهم، وقد شرّف الله الحديث وفضّل أهلَه، وأعلى منزلته، وحكمه على كل نحلة، وقدّمه على كل علم، ورفع من ذكر من حمله وعني به؛ فهم بيضة الدين، ومنار الحجة، وكيف لا يستوجبون الفضيلة، ولا يستحقون الرتبة الرفيعة، وهم الذين حفظوا على الأمة هذا الدين، وأخبروا عن أنباء التنزيل، وأثبتوا ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وما عظمه الله عز وجل به من شأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنقلوا شرائعه ودوّنوا مشاهده، وصنفوا أعلامه ودلائله، وحقّقوا مناقب عترته، ومآثر آبائه وعشيرته، وجاءوا بسير الأنبياء، ومقامات الأولياء، وأخبار الشهداء والصديقين، وعبروا عن جميع فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفره وحضره، وظعنه وإقامته، وسائر أحواله من منامٍ ويقظة، وإشارة وتصريح وصمت ونطق، ونهوض وقعود، ومأكل ومشرب، وملبس ومركب، وما كان سبيله في حال الرضا والسخط والإنكار والقبول، حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها، والنخاعة من فيه أين كان وجهتها، وما كان يقوله عند كل فعل يحدثه ويفعله، وعند كل موقف ومشهد يشهده، تعظيمًا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعرفة بأقدار ما ذكر عنه، وأسند إليه؛ فمن عرف للإسلام حقّه وأوجب للرسول حرمته أكبر أن يحتقر من عظم الله شأنه، وأعلى مكانه، وأظهر حجته، وأبان فضيلته، ولم يرتق بطعنه إلى حزب الرسول وأتباع الوحى وأوعية الدين ونقلة الأحكام والقرآن الذين ذكرهم الله عز وجل في التنزيل فقال: {والذين اتبعوهم بإحسان} فإنك إذا أردت التوصل إلى معرفة هذا القرن لم يذكرهم لك إلا راو للحديث متحقق به أو داخل في حيز أهله، ومَن سوى ذلك فربك بهم أعلم)).
شهادة الإمام النيسابوري:
وقال الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (المتوفى سنة 405ه) في مقدم كتابه: ((معرفة علوم الحديث)) فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت، ومعرفة الناس بأصول السنن قلّت مع إمعانهم في كتابة الأخبار، وكثرة طلبها على الإهمال والإغفال دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف، يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث، مما يحتاج إليه طلبة الأخبار المواظبون على كتابة الآثار ....
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر، حدثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: سمعت أبي يحدِّث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((لا يزال ناسٌ من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الآدمي بمكة يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول ـ وسُئل عن معنى هذا الحديث ـ فقال: (إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري مَن هم).
قال أبو عبد الله: وفي مثل هذا قيل: مَن أَمَّر السنّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحق؛ فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر؛ أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث.
ومَن أحقُّ بهذا التأويل من قوم سلكوا محجّة الصالحين، واتبعوا آثار السلف من الماضين، ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله أجمعين ـ من قومٍ آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطار، وتنعموا بالبؤس في الأسفار، مع مساكنة العلم والأخبار، وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار؛ قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية، وتوابع ذلك من البدع والأهواء، والمقاييس والآراء والزيغ؛ جعلوا المساجد بيوتهم، وأساطينها تكاهم، وبواريها فرشهم.
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين، ثنا عمر بن حفص بن غياث قال: سمعت أبي ـ وقيل له: ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه ـ قال: هم خيرُ أهل الدنيا.
وحدثني أبو بكر محمد بن جعفر المزكي، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق قال: سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: (إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس؛ يقيم أحدهم ببابي وقد كتب عني، فلو شاء أن يرجع ويقول: حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل إلا أنّهم لا يكذبون).
ثم نقل الأثار التالية:
سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول: سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه يقول: (ليس شيء أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناد).
قال أبو عبد الله: وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا: كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلاّ بعين الحقارة، ويسميها الحشوية)) ا. ه.
أقول: هذه الكراهية والبغضاء والحقد الأرعن ما زال أهل البدع والزيغ يتوارثونه جيلاً بعد جيل إلى يومنا هذا؛ فأشدّ أعدائهم هم أهل الحديث والسنة والتوحيد، والحديث بقال الله قال رسول الله، خصوصًا فيما يتعلّق بتوحيد الله، وردع البدع أشدّ عليهم من وقع السهام وقرع السيوف وصوت القنابل والمدافع.
شهادة الخطيب البغدادي:
وألّف الإمام الكبير أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (المتوفى سنة 463ه) كتاب أسماه: ((شرف أصحاب الحديث)) قال في مقدمته بعد أن ذكر أقوال العلماء في ذم الرأي
وقد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة وهدم بهم كل بدعة شنيعة؛ فهم أمناء الله من خليقته، والواسطة بين النبي وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة؛ وكلُّ فئة تتحيّز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيًا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث فإن الكتاب عدتهم والسنة حجتهم والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يتلفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته، إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع؛ ومنهم كلّ عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلته، ومخصوص بفضيلته، وقارئ متقن، وخطيب محسن؛ وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم السبيل المستقيم، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذهبهم لا يتجاسر؛ من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذله الله، ولا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالشر إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير)
شهادة شيخ الإسلام ابن تيمية:
وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية ـ رحمه الله: (المتوفى 728ه) في ((فتاواه)): (4/ 9 - 11):
(يُتْبَعُ)
(/)
((من المعلوم: أن أهل الحديث يشاركون كل طائفة فيما يتحلون به من صفات الكمال، ويمتازون عنهم بما ليس عندهم؛ فإن المنازع لهم لا بد أن يذكر فيما يخالفهم فيه طريقًا أخرى، مثل المعقول، والقياس، والرأي، والكلام، والنظر، والاستدلال، والمحاجة، والمجادلة، والمكاشفة، والمخاطبة، والوجد، والذوق، ونحو ذلك؛ وكل هذه الطرق لأهل الحديث صفوتها وخلاصتها؛ فهم أكمل الناس عقلاً، وأعدلهم قياسًا، وأصوبهم رأيًا، وأسدّهم كلامًا، وأصحهم نظرًا، وأهداهم استدلالاً، وأقومهم جدلاً، وأتمهم فراسة، وأصدقهم إلهامًا، وأحدهم بصراً ومكاشفة وأصوبهم سمعاً ومخاطبةً، وأعظمهم وأحسنهم وجدًا وذوقًا؛ وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم، ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل.))
شهادة الإمام ابن القيم:
قال شيخ الإسلام إبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت751هـ) في قصيدة العديمة النظير الموسومة بـ ((الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية)) (ص:320 - 321)، مادحاً أهل الحديث وذامّاً من يبغضهم ويذمهم:
((فصل: في أنَّ أهل الحديث هم أنصار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وخاصّته ولا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر:
يا مبغضاً أهل الحديث وشاتماً**أبشر بعقد ولاية الشيطان
أوَ ما علمت بأنَّهم أنصار ديـ**ـن الله والإيمان والقرآن
أوَ ما علمت بأنَّ أنصار الرسو**ل هُمُ بلا شكٍّ ولا نكران
هل يبغض الأنصار عبدٌ مؤمنٌ**أو مُدركٌ لروائح الإيمان
شهد الرسول بذاك وهي شهادةٌ**من أصدق الثَّقلين بالبرهان
أوَ ما علمت بأنَّ خزرج دينه**والأوس هم أبداً بكلِّ مكان
ما ذنبهم إذ خالفوك لقوله**ما خالفوه لأجل قول فلان
لو وافقوك وخالفوه كنت تشـ**ـهد أنَّهم حقاً أولوا إيمان
لمَّا تحيزتم إلى الأشياخ وانْـ**ـحازوا إلى المبعوث بالقرآن
نسبوا إليه دون كلِّ مقالةٍ**أو حالةٍ أو قائلٍ ومكان
هذا انتساب إولي الفرق نسبةً**من أربعٍ معلومة التبيان
فلذا غضبتم حينما انتسبوا إلى** غير الرسول بنسبة الإحسان
فوضعتمُ لهمُ من الألقاب ما**تستقبحون وذا من العدوان
هم يشهدونكم على بطلانها**أفتشهدونهمُ على البطلان
ما ضرَّهم والله بغضكمُ لهم**إذ وافقوا حقَّاً رضى الرحمن
يا من يعاديهم لأجل مآكلٍ**ومناصب ورياسةِ الإخوان
تهنيك هاتيك العداوة كم بها**من حسرة ومذلّةٍ وهوان)).
شهادة الشيخ عبد القادر الجيلاني:
و قال الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه "الغُنية": أما الفرقة الناجية فهي أهل السنة و الجماعة، و أهل السنة لا اسم لهم إلا اسم واحد و هو أصحاب الحديث.
شهادة العربي التبسي:
قال رحمه الله في معرض الرد على بعض الطرقيين: ((أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد وأحدثوا تحريفا ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة وما نقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم)) (المقالات1/ 115).
شهادة الإمام ابن باديس
قال في رسالته المباركة: ((العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية)) (ص17 دار البعث ط1 سنة 1406 هـ):
القرآن هو كتاب الإسلام، السنّة القولية والفعلية -الصحيحة- تفسير وبيان للقرآن، سلوك السلف الصالح –الصحابة والتابعين وأتباع التابعين- تطبيق صحيح لهدي الإسلام.
فهم أئمة السلف الصالح أصدق الفهوم لحقائق الإسلام ونصوص الكتاب والسنّة. اهـ
وقال رحمه الله مؤيدا للطيب العقبي في مباهلته للطرقيين تحت عنوان سيهزم الجمع ويولون الدبر"
حياك الله وأيدك ـ يا سيف السنة وعلم الموحدين ـ وجزاك الله أحسن جزاء عن نفسك وعن دينك وعن إخوانك السلفيين المصلحين، ها نحن كلنا معك في موقفك صفا واحدا ندعوا دعوتك ونباهل مباهلتك ونؤازرك لله وبالله.
فليقدم إلينا الحلوليون وشيخهم ومن لف لفهم وكثر سوادهم في اليوم الموعود والمكان المعين لهم، وليبادروا بإعلان ذلك في جريدتهم، إن كانوا صادقين، فإن لم يفعلوا ـ وأحسب أنم لن يفعلوا ـ فقد حقت عليهم كلمة العذاب وكانوا من الظالمين والحمد لله رب العالمين2".
شهادة البشير الإبراهيمي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله (اذكر ان لكم بالجانب الغربي من وطن العروبة ومنابت الاسلام ومجرى سوابق المجاهدين الاولين لاخوانا في العروبة وهي رحم قوية وفي الاسلام وهو سب مرعي وفي ذلك المعنى الخاص من الاسلام وهو السلفية
التي جاهدتم وجاهد اسلافكم الابرار في سبيل تثبيتها في الارض ولقد لقوا من عنت الاستعمار وجبروته ما اهمهم واهم كل مسلم حقيقي يعلم ان الاسلام رحم شابكة بين بنيه اينما كانوا وان اقل واجباته النجدة في حينها والتناصر لقوته"5/ 221 رسالة الى الشيخ محمد ابن ابراهيم)
شهادة العلامة فقيه الجزائر أحمد حماني
قال الشيخ أحمد حماني رحمه الله: «الشيخ أبو يعلى الزواوي إمام مسجد سيدي رمضان بالقصبة من عاصمة الجزائر علامة من كبار العلماء الأحرار، محقق، شجاع، سلفي العقيدة، طيب السريرة حميد السيرة، بليغ القلم سليم النية، غر كريم»
شهادة الطيب العقبي
قال رحمه الله (أيها السائل عن معتقدي **** يبتغي مني ما يحوي الفؤاد
إنني لست ببدعي ولا **** خارجي دأبه طول العناد
يحدث البدعة في أقوامه **** فتعم الرض نجداً ووهاد
ليس يرضى الله من ذي بدعة **** عملا إلا إذا تاب وهاد
لست ممّن يرتضي في دينه **** ما يقول الناس زيدٌ وزياد
بل أنا متبع نهج الألى **** صدعوا بالحق في طرق الرشاد
حجتي القرآن فيما قلته **** ليس لي إلا على ذاك استناد
وكذا ما سنّه خير الورى **** عدتي وهو سلاحي والعتاد
وبذا أدعوا إلى الله ولي **** أجر مشكور على ذاك الجهاد
منكمو لاأسأل الأجر و لا**** ابتغي شكركم بله الوداد
مذهبي شرع النبي المصطفى**** واعتقادي سلفيٌ ذو سداد
خطتي علم وفكر نظر **** في شؤون الكون بحث واجتهاد
وطريق الحق عندي واحد **** مشربي مشرب قرب لا ابتعاد)
شهادة الإمام المؤرّخ الكبير الشيخ العلامة مبارك بن محمد الميلي:
قال في مقال له بعنوان ((المصلحون و المرجفون)): من أين فهمتم إنكارنا الولاية الثابة بالكتاب الذي دعوناكم و لا نزال ندعوكم إلىطرح ما يخالفه؟ و في أيّ جملة رأيتم عدم الإعتراف بالكرامة، و هي عقيدة السلف ونحن سلفيّون نرجو أن نلقى الله كذلك" ((جريدة المنتقد/ العدد 14)).
شهادة الإمام ابن باز
سُئل الشيخ عبد العزيز بن باز عن الفرقة الناجية فقال: هم السلفيون، و كل من مشى على طريقة السلف الصالح (الرسول و صحابته).
شهادة الإمام الألباني
قال رحمه الله (وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه. . . ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: (أنا سلفي) ". [مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ90] (التحفة المهدية ص 34).
شهادة العلامة بن العثيمين:
قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى " فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي ".
شرح العقيدة الواسطية (1/ 45) (التحفة المهدية ص 26).
وقال في شرح العقيدة السفارينية الشريط الأول ما نصه: "من هم أهل الأثر؟ هم الذين اتبعوا الأثار، اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف.
شهادة الشيخ صالح الفوزان:
قال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان (التحذير من البدع) الشريط الثاني، وذلك جواباً على سؤال نصه:
"فضيلة الشيخ. هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟.
قال في الجواب: السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً، وإنما هم جماعة، جماعة على السنة وعلى الدين، هم أهل السنة والجماعة، قال صلى الله عليه وسلم: (لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم)، وقال صلى الله عليه وسلم: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا من هي يارسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) انتهى.
فهذا قليل من كثير في حال أهل الحديث السلفيين وواقعهم وما قيل من مدح بحق وشهادة بصدق؛ نقلتُ هذا لمن كان على نهجهم في اتباع الكتاب والسنة ليزداد إيمانًا وثباتًا، ولمن خدع من المنتسبين إلى السنة بمغالطات وتلبيسات الجهمية والمرجئة وغيرهما من الفرق الضالة فوقع في شيء من التعطيل والتأويل الجهمي أو التخريف الصوفي، أو وقع في مزالق الإرجاء، أو سقط في أفخاخ الحزبية ليعود إلى أصله ويأوي إلى عرينه، فيلزم عرين أهل الحديث السلفيين، ويكون في ركبهم ويتبع حاديهم.
أهل الحديث همو أهل النبي وإن
لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
...
دين النبي محمد أخبار
نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله
فالرأيُ ليلٌ والحديث نهار
ولربما غلط الفتى سبل الهدى
والشمس بازغة لها أنوار
{ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا. ذلك الفضلُ من الله وكفى بالله عليمًا} [النساء: 69 ـ 70].
وهذه الشبهة قد تكلمنا عنها بالإستقصاء حتى يتبين أنها من القول الهراء فهاتو برهانكم إن كنتم صادقين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وجمعه:
أخوكم جمال البليدي-ستر الله عيوبه-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 05:56]ـ
الذين يذمون السلفية يذمون تضييق المفهوم، وليس الأصل العام فالأصل هو معتقد أهل السنة والجماعة أما التحزب إلى فئة معينة وشيوخ معدودين فهذا مرفوض، وحصر السلفية في فقه علماء معدودين من أفتى بخلافه فهو ضال فهذا هو المؤاخذ على السلفيين حيث هناك فئة لا تقبل خلافا إلا خلاف رؤوسها فقط بل هذا هو الطاغي على الأتباع الذين يسمون أنفسهم بالسبفيين، وانظر أخي إلى فتوى العلماء في ذلك
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
يستفاد يُستفاد من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي .. " أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة؛ لا تنتمِ إلى حزب.
هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان: خوارج، معتزلة، جهمية، شيعة بل رافضة ..
ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون، وسلفيون، وتبليغيون، وما أشبه ذلك.
كل هذه الفرق اجعلها على اليسار، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين ".
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين) ..
الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح، لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون) .. انتبهوا للفَرْق!!
هناك طريق سلف، وهناك حزب يُسمى (السلفيون) .. المطلوب إيش؟ اتباع السلف.
لماذا؟ لأن الإخوة السلفيين، هم أقرب الفرق للصواب، لا شك .. لكن مشكلتهم كغيرهم، أن بعض هذه الفرق يُضلل بعضاً، ويُبدّعهم، ويُفسّقهم ..
نحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة ..
الواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون بيننا كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله، فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء، و الآراء، ولا إلى فلان أو فلان.
كلٌّ يخطيء ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة، ولكن العصمة في دين الإسلام.
فهذا الحديث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلى سلوك طريق يسلم فيه الإنسان، لا ينتمي إلى أي فرقة؛ إلا إلى طريق السلف الصالح، بل سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والخلفاء الراشدين المهديين.
العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
المرجع للاستماع صوتياً: http://www.IslamGold.com (http://www.islamgold.com/)
وجاء في فتاوى ابن باز
س 7: إذا يا شيخنا الكريم، الذي يقول: بأن هذه الجماعات الإسلامية من الفرق التي تدعو إلى جهنم والتي أمر النبي باعتزالها فهمه على كلامكم غير صحيح؟
ج 7: الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة، بل هو من الفرق الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل ومن هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) وفي لفظ: " هي الجماعة ".
والمعنى: أن الفرقة الناجية: هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. من توحيد الله، وطاعة أوامره وترك نواهيه، والاستقامة على ذلك قولا وعملا وعقيدة، هم أهل الحق وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد، يكون منهم في الجزيرة العربية، ويكون منهم في الشام، ويكون منهم في أمريكا، ويكون منهم في مصر، ويكون منهم في دول أفريقيا، ويكون منهم في آسيا، فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم، فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله، والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة وإن كانوا في جهات كثيرة، ولكن في آخر الزمان يقلون جدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحاصل: أن الضابط هو استقامتهم على الحق، فإذا وجد إنسان أو جماعة تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتدعو إلى توحيد الله واتباع شريعته فهؤلاء هم الجماعة، وهم من الفرقة الناجية، وأما من دعا إلى غير كتاب الله، أو إلى غير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ليس من الجماعة، بل من الفرق الضالة الهالكة، وإنما الفرقة الناجية: دعاة الكتاب والسنة، وإن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة، فلا يضر كون هذه تسمى: أنصار السنة، وهذه تسمى: الإخوان المسلمين، وهده تسمى: كذا، المهم عقيدتهم وعملهم، فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله والإخلاص له واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وعقيدة فالأسماء لا تضرهم، لكن عليهم أن يتقوا الله، وأن يصدقوا في ذلك، وإذا تسمى بعضهم بـ: أنصار السنة، وتسمى بعضهم بـ: السلفيين، أو بالإخوان المسلمين، أو تسمى بعضهم بـ: جماعة كذا، لا يضر إذا جاء الصدق، واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة وتحكيمهما والاستقامة عليهما عقيدة وقولا وعملا، وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله.
والمقصود: أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة، أو بما أوجب الله، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن، حتى ينصاعوا إلى الحق، وحتى يقبلوه، وحتى لا ينفروا منه، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا فيما بينهم، وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو.
س: هل تعتبر قيام جماعات إسلامية في البلدان الإسلامية لاحتضان الشباب وتربيتهم على الإسلام من إيجابيات هذا العصر؟
جـ: وجود هذه الجماعات الإسلامية فيه خير للمسلمين، ولكن عليها أن تجتهد في إيضاح الحق مع دليله وأن لا تتنافر مع بعضها، وأن تجتهد بالتعاون فيما بينها، وأن تحب إحداهما الأخرى، وتنصح لها وتنشر محاسنها، وتحرص على ترك ما يشوش بينها وبين غيرها، ولا مانع أن تكون هناك جماعات إذا كانت تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وجاء في فتاوى الشيخ الألباني نقلا عن الرد الوجيز للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
ثانياً: موقف الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله من جماعات الدعوة:
ونموذج آخر: هذا شيخنا ناصر الدين الألباني حفظه الله يقول في وجوب تعاون الجماعات الإسلامية، وتضافر جهودها:
1) "هؤلاء جمعيات أعتقد أن وجودهم ضروري لأن جماعة واحدة منهم لا تستطيع أن تقوم بكل واجب يفرضه الإسلام على الجماعة الإسلامية وإنما هذه الجماعات يجب أن تقوم كل منها بواجبها " ولكن بشرط واحد وهو أن يكونوا جميعاً في دائرة واحدة متفقون على الأسس وعلى القواعد التي ينبغي أن ينطلقوا منها ليتفاهموا ويتقاربوا "
ويقول والدنا ناصر الدين أيضاً -حفظه الله -: "أنا على يقين لا السلفيون وحدهم يستطيعون ولا الإخوان المسلمين وحدهم يستطيعون ولا .. ولا .. عد ما شئت من جماعات وأحزاب ولكن هذه الجماعات إذا توحدت في دائرة واحدة وتعاونوا كل منهم في حدود اختصاصه فحينئذ أو فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وعلى ذلك نحن ماضون لا نعادي طائفة أو جماعة من الجماعات الإسلامية إطلاقاً لأن كل جماعة كما صرحت آنفاً تكمل النقص الذي يوجد عند الجماعة الأخرى هكذا اعتقد أن تكون علاقة الجماعات الإسلامية بعضها مع بعض والذي نراه مع الأسف خلاف هذا الواجب الذي ينبغي أن تجتمع الجماعات عليه"
3) ويقول أيضاً: "الآن الحرب بين الإسلام وبين العلمانية ففي هذا الوضع ينبغي للرجل المسلم الغيور على الإسلام أن يتأنى في سبيل بيان موقفه من بعض الجماعات الإسلامية التي عندها انحراف قليل أو كثير عن الإسلام ما ينبغي الدخول في هذه التفاصيل ما دام هذه الجماعات الإسلامية كلها ضد الهجمة الشرسة العلمانية بأن يقول هؤلاء من الإسلاميين على الحق وهؤلاء منحرفين قليلاً عن الحق وهؤلاء منحرفين كثيراً عن الحق .. وهذا ليس الآن مجاله بارك الله فيك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن جبهتان إسلامية فيها (كذا) وفيها (كذا) وفيها (كذا) وجبهة أخرى ما فيها (كذا) و (كذا) كلهم جبهة الكفر والضلال كلهم يجتمعون على المحاربة للإسلام"
وجاء في فتاوى الشبكة الإسلامية
سؤالي من فضلكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة" فقالوا: من هي يا رسول الله؟ قال "ما أنا عليه وأصحابي" هل منهج أو مذهب السلفية من ضمن تلك الأقسام والحنفي والحنبلي والشافعي؟ لم أفهم أفيدوني. أثابكم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليست السلفية من الفرق التي انقسمت إليها أمة محمد صلى الله عليها وسلم، حيث إن السلفية يقصد بها اتباع السلف الصالح فيما كانوا عليه من نهج إسلامي صحيح، والسلف الصالح يقصد بهم الصحابة الكرام وتابعوهم ومن تبعهم بإحسان، لأن النبي صلى الله عليه سلم خص قرنه وقرنين بعده بالخيرية فقال صلى الله عليه وسلم "إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - ثم قال عمران راوي الحديث: فلا أدري بعد قرنيه قرنين أو ثلاثة - ثم يكون بعد ذلك قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن" أخرجاه في الصحيحين. و قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) [آل عمران: 110] فعن الضحاك: هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم. فأتباع هؤلاء هم الفرقة الناجية إن شاء الله تعالى، لأنه جل وعلا قد زكى صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وليس مجرد الانتساب إليهم أو انتحال اسم بعينه كالسلفية أو السلف ونحوها من الدعاوى كاف، فالعبرة بحقائق الأشياء لا بأسمائها، والمعيار في ذلك موافقة الكتابة والسنة.
كما أن الحنفية أو الشافعية أو الحنبلية أو المالكية لا تدخل تحت الفرق، لأن هذه مذاهب فقهية اتفقت في النهج ولكنها اختلفت في الفروع، والمنتسب إلى هذه المذاهب على سبيل نجاة ما لم ينحرف عن معتقد أهل السنة والجماعة وينتمي إلى مناهج الفرق الهالكة.
والضابط الذي يحكم به على منهج فرقةٍ ما هو: متابعتها أو خروجها عن منهج السلف الصالح في الأصول والعقائد، يقول الشاطبي رحمه الله في الاعتصام: "وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة، لا في جزء من الجزئيات، إذ الجزء والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعا، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية" ثم قال: "مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات، فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة…."الخ. ومن تأمل حال الفرق المنحرفة وجدها تخالف أهل السنة في معنى أو عدة معان كلية، واعتبر ذلك بحال الخوارج والمرجئة والمعتزلة، والرافضة وغلاة المتصوفة وغيرهم من الانحراف، فالقول بكفر مرتكب الكبيرة، أو أن العمل ليس من الإيمان، أو حصر الكفر في التكذيب والجحود، أو نفي الصفات، أو الطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أو تسويغ عبادة المقبورين، أو القول بوحدة الوجود، كل ذلك يعد من الأصول والمعاني الكلية المخالفة لمنهج الفرقة الناجية. هدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم.
والله أعلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو من حضرتكم إفادتي بمعلومات حول السلفيين، منهاجهم في العمل وموقفهم من الآخرين من الجماعات الإسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسلفية نسبة إلى السلف الصالح، وهم أهل القرون الثلاثة المفضلة، كما جاء في الحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
فمن سار على نهجهم واقتفى أثرهم، فهو سلفي.
وعماد المنهج السلفي هو لزوم الطريقة التي كان عليها الصحابة من التمسك بالكتاب والسنة علما وعملا، وفهما وتطبيقا، وهذا المنهج باقٍ إلى يوم القيامة، يصح الانتساب إليه، أما من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي، مثل: الخوارج، والروافض، والمعتزلة، والمرجئة، والجبرية، وسائر الفرق الضالة، فهو خارج من السلفية، بل خارج عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عليه السلام: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. متفق عليه.
وأشهر الحركات السلفية الإصلاحية الحديثة: حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فقد دعت إلى تنقية مفهوم التوحيد، وحاربت الشرك ووسائله ودعاته، وتصدت لشطحات الطرق الصوفية، وقضت على البدع والخرافات، وأحيت فريضة الجهاد.
وهناك جمعية أهل الحديث، وهي من أقدم الجمعيات والجماعات الإسلامية في شبه القارة الهندية، ومن مقاصدها: تصفية الإسلام من البدع والخرافات، واتباع منهج السلف الصالح في العلم والعمل، ونبذ التعصب المذهبي.
وهناك جماعة أنصار السنة المحمدية، قامت في مصر أولا، ثم انتشرت في غيرها على أساس التوحيد الخالص والسنة الصحيحة وتطهير الاعتقاد ونبذ البدع والخرافات شرطا لعودة الخلافة، والنهوض بالأمة الإسلامية.
من خلال ما تقدم من تعريف للدعوة السلفية، ندرك أهمية المقاصد التي ترمي إليها، فهي تدعو إلى الإسلام الصافي النقي من أدران الشرك والخرافات والبدع والمنكرات، وتعزز في شخصية المسلم مفهوم الولاء والبراء ونبذ التعصب للأشخاص والأسماء وللافتات
وأما موقف الجماعة السلفية من الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة الإسلامية: فلا يعدو موقف المسلم من المسلم من حيث كونهم في خندق واحد، فهم كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، وهم يقبلون الحق من محسنهم، ويتجاوزون عن مسيئهم، ويسعون إلى تأليف القلوب وجمع الكلمة وإخراج الأمة من الحزبيات الضيقة والولاءات المحدودة، إلى فضاء الإسلام وسعته وشموله على قاعدة: يوالى الرجل ويحب على قدر دينه، ويعادى ويبغض على قدر معصيته.
والله أعلم.
هل يجوز الدخول في جماعات الدعوة الإسلامية والحركات الإسلامية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن العمل الجماعي نوع من التعاون والتناصر والتآخي على الحق، ولذا فهو مشروع مرغب فيه لعموم الأدلة الدالة على فضيلة الجماعة والاتفاق والتعاون. ما لم يتخذ ذلك ذريعة إلى التحزب والتعصب للأسماء والشعارات، أو رفض الحق وإنكاره حين يأتي من خارج جماعته. وإذا كانت الجماعة المذكورة تتبنى منهج أهل السنة والجماعة في المعتقد والفكر والسلوك والمنهج جاز لك التعاون معها ومناصرتها وتأييدها في ما عندها من الحق. وينبغي أن يكون معلوماً أن الحق لا يعرف بالرجال، وأن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم. وأما غيره فإن طاعته مقيدة بطاعة الله ورسوله. كما ينبغي للمسلم أن يوطن نفسه على قبول الحق من كل من جاء به، مهما كان شأنه أو انتماؤه. وننصح كل من يتعاون مع هذه الجماعات أن يكون واضحاً صريحاً في منهجه، يبين لإخوانه أنّ ولاءه للحق، وأنّ عمله مع مجموعة ما، لا يعني براءته أو كرهه لغيرها، بل كل مؤمن يوالى، ويحب على قدر طاعته ودينه من أي طائفة كان. وأما عقد الولاء على اسم أو شعار أو شخص فهذا من فعل أهل البدع، ومن زعم أنه يجب مبايعته أو مبايعة طائفته، ونزّل أحاديث البيعة في ذلك فهو مبتدع مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة، فإن البيعة المذكورة في الأحاديث إنما هي للإمام العام الذي يجتمع عليه الناس، وليكن معلوماً أيضاً أن هذه الجماعات وإن كان قصد أصحابها نصرة الحق والدعوة إلى الالتزام بالإسلام إلا أنها ليست على قدم سواء في سلامة المنهج وشموله لجوانب الإسلام المختلفة. والإسلام ليس محصوراً في شيء منها ... وقصارى أمرها أن تكون طرائق في الدعوة وفهم الإسلام، والإسلام حاكم عليها، وأكثر المسلمين لا يتبعون أياً من هذه الجماعات وفيهم العلماء والدعاة والمجاهدون. فيجب أن نفقه أسباب نشأة هذه الجماعات، وأن نضعها في إطارها الطبيعي، وألا تنقلب الوسائل إلى غايات تفضي إلى نقيض المقصود. ومع ذلك فالذي نراه- والله أعلم- أن الجماعات الإسلامية التي تنتسب للدعوة والعمل الإسلامي في تنام وازدياد مستمر، ولذا فإننا ننصح بالاكتفاء بالموجود، وتكوين جماعة إسلامية إضافية لا يتناسب مع ما يدعو إليه الكثير من الغيورين من لمّ الشمل ووحدة الصف وتضافر الجهود ما أمكن.
والله تعالى أعلم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 06:53]ـ
أخي عبد الجليل: لمعرفة رأي عالم من العلماء لا بد من جمع أقواله المتفرقة ومحاولة فهمها في سياقها وإلا نكون قد اقترفنا جريمة كبرى في حق الحقيقة وقدمنا صورة مشوهة للواقع وعليه فالنقول التي نقلتها لا تمثل -قطعا- رأي أولئك العلماء بل هي علاج لظاهرة مرضية بدأ شرها يستفحل - حينها- فجاء الجواب كعلاج ظرفي لمرحلة معينة
وعودا على مقدمتك أقول: ليس فتح الباب وتوسيع المجال بأقل شرا من غلقه وتضييقه بل الحقُ أن الحقَ هو في مراعات العدل والانصاف عند الحكم على الآخر خصوصا اذا كان هذا الآخر هو السلفي المتلبس ببعض المخالفات مع الرفق به وتوجيهه بالتي هي أحسن للتي هي أقوم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 07:27]ـ
الأخ عبد الجليل كلامنا يدور عن السلفين (=من كان على نهج السلف الصالح) وليس عن أدعياء السلفية إذ لكل منهج أدعياء.
ولا ينبغي الخلط في المصطلحات, والعبرة بالحقائق لا بالدعاوي فهذا فرعون ادعى الربوبية وما هو إلا طاغوت وهذا مسيلمة الكذاب ادعى النبوة فهل يقال له نبي؟!!!!!.
فلا يستقيم قولك ((فهذا هو المؤاخذ على السلفيين حيث هناك فئة لا تقبل خلافا إلا خلاف رؤوسها فقط بل هذا هو الطاغي على الأتباع الذين يسمون أنفسهم بالسبفيين)) إذ تسميتك لهم بالسلفيين بمجرد أنه يتسمون بذلك ليس من التدقيق والإنصاف في شيء وإلا يلزمك أن تسمي النصارى واليهود أبناء الله لأنهم يتسمون بذلك!!
وكلام العلامة ابن عثيمين يدور عن أدعياء السلفية من المتحزبين إلى أشخاص غير معصومين يوالون ويعادون عليهم.
هذا ولك مني فائق التقدير والإحترام فلا أقصد إلا توضيح أمر في غاية الخطورة وهو (تسمية المسميات بحقائقها).
وصح فطورك
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 08:44]ـ
حبذا يا إخوان لو قرأتم هذين الكتابين " ترشيد العمل الإسلامي " و " جماعة المسلمين " كلاهما للصاوي وغيرها
يحمل من المكتبة الوقفية ( http://www.waqfeya.com/search.php)
أما بخصوص كلامي السابق فهو واضح
فابن عثيمين يقول: " ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون، وسلفيون، وتبليغيون، وما أشبه ذلك.
كل هذه الفرق اجعلها على اليسار، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين ".
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين) ..
الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح، لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون) .. انتبهوا للفَرْق!!
هناك طريق سلف، وهناك حزب يُسمى (السلفيون) .. المطلوب إيش؟ اتباع السلف."
وابن باز يقول " فلا يضر كون هذه تسمى: أنصار السنة، وهذه تسمى: الإخوان المسلمين، وهده تسمى: كذا، المهم عقيدتهم وعملهم، فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله والإخلاص له واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وعقيدة فالأسماء لا تضرهم، لكن عليهم أن يتقوا الله، وأن يصدقوا في ذلك، وإذا تسمى بعضهم بـ: أنصار السنة، وتسمى بعضهم بـ: السلفيين، أو بالإخوان المسلمين، أو تسمى بعضهم بـ: جماعة كذا، لا يضر إذا جاء الصدق، واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة وتحكيمهما والاستقامة عليهما عقيدة وقولا وعملا، وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله."
فأي شيء أوضح من هذا، فالتجني هو أن يأتي من يفصل في أقوال الشيوخ أنه لم يعني هذا أو ذاك فالمنطوق هو عربي ولسنا عجم حتى تفصل يا أخي هذا التفصيل، وهو تفصيل يذكرني بالصوفية حينما تواجههم بأقوال متبوعيهم يقولون هناك ظاهر وباطن، وأنت لم تفهم ... وغيرها من الشماعات التي يعلقون عليها مخالفاتهم.
بل سأزيدك فتوى اللجنة الدائمة:
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية ما يلي:
وجود هذه الجماعات الإسلامية فيه خير للمسلمين، ولكن عليها أن تجتهد في إيضاح الحق مع دليله وأن لا تتنافر مع بعضها وأن تجتهد بالتعاون فيما بينها، وأن تحب إحداهما الأخرى، وتنصح لها وتنشر محاسنها وتحرص على ترك ما يشوش بينها وبين غيرها، ولا مانع أن تكون هناك جماعات إذا كانت تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وعليهم أن يترسموا طريق الحق ويطلبوه، وأن يسألوا أهل العلم فيما أشكل عليهم، وأن يتعاونوا مع الجماعات فيما ينفع المسلمين بالأدلة الشرعية، لا بالعنف ولا بالسخرية، ولكن بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن، وأن يكون السلف الصالح قدوتهم والحق دليلهم، وأن يهتموا بالعقيدة الصحيحة التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.
وكل من هذه الفرق فيها حق وباطل، وخطأ وصواب، وبعضها أقرب إلى الحق والصواب وأكثر خير وأعمُّ نفعاً من بعض، فعليك أن تتعاون مع كل منها على ما معها من الحق وتنصح لها فيما تراه خطأ، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن كل من هذه الجماعات تدخل في الفرقة الناجية، إلا من أتى منهم بمكفر يخرج عن أصل الإيمان، لكنهم تتفاوت درجاتهم قوةً وضعفاً بقدر إصابتهم للحق وعملهم به وخطئهم في فهم الأدلة والعمل. فأهداهم أسعدهم بالدليل فهماً وعملاً. فاعرف وجهات نظرهم، وكن مع أتبعهم للحق وألزمهم له، ولا تبخس الآخرين إخوتهم في الإسلام، فترد عليهم ما أصابوا فيه من الحق، بل اتبع الحق حيثما كان ولو ظهر على لسان من يخالفك في بعض المسائل، فالحق رائد المؤمن، وقوة الدليل من الكتاب والسنة هي الفيصل بين الحق والباطل. أ.هـ
وهذه فتوى ابن باز مقتطفة من الرد الوجيز لعبد الرحمن عبد الخالق
وهذه نماذج من أقوال الشيخ وفتاويه ورسائله ودفاعه عن جماعة التبليغ:
1) كان الشيخ عبدالعزيز حفظه الله قد أصدر مجموعة من الفتاوى في هذه الجماعة، وأراد هؤلاء المحاربون لكل عمل إسلامي أن يلبسوا على الناس، فادعوا أن الشيخ تراجع عن موقفه في تأييد جماعة التبليغ، والنصح لهم، فقال الشيخ بعد سؤاله هل تراجع عن فتاويه السابقة؟
“فأخبركم أنني لا زلت على رأيي في الجماعة المذكورة فيما كتبته عنهم قديماً وحديثاً من الكتابات الكثيرة، وما كتبه سلفي شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ قدس الله روحه ونور ضريحه، وما كتبه غيرنا من العلماء وأيده جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وجلالة الملك فهد وفقه الله فيما كتبه إلي لأنهم قد نفع الله بهم جمعاً غفيراً فالواجب شكرهم على عملهم وتشجيعهم وتنبيههم على ما قد يخفى عليهم وذلك من باب التعاون على البر والتقوى والتناصح بين المسلمين إلا أني أنصحهم وجميع المسلمين لا سيما الشباب أن لا يسافر منهم إلى بلاد الكفار إلا أهل العلم والبصيرة لما في ذلك من الخطر العظيم على كل من ليس له علم بالشريعة الإسلامية والعقيدة الصحيحة التي بعث الله بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ودرج عليها سلف الأمة أمَّا ما نسبه المعارضون لهم عني من الرجوع عن رأيي فيهم فهو كذب علي بل إني نصحتهم ووبختهم على عملهم. وقلت لهم فيما قلت متمثلاً بقول الشاعر:
أو سدوا المكان الذي سدوا أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم
وحرضتهم على كثرة الاجتماع بهم، والخروج معهم، وأوضحت لهم ما فيه من الفوائد، وطلبت منهم أن يتهموا الرأي، وينظروا في العواقب وبينت لهم ما في شقاقهم وخلافهم من الشر العظيم، وسوء العواقب في الدنيا والآخرة وأن ذلك من الشيطان .. أعاذنا الله منه ليصرف الناس عن الدعوة إلى الله، ويشغلهم عنها بفساد ذات البين، وكثرة القيل والقال .. هذا ما أدين الله به وأعتقده، وأسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويمنحنا الثبات عليه، والباطل باطلاً ويمن علينا اجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل أنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الذي بعث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" (فتوى بتاريخ 27/ 1/1407)
2) وقال أيضاً حفظه الله:
"الجماعات التي تدعو إلى الله كثيرة ومتنوعة، وقد سبق السؤال من بعض الإخوان عن جماعة التبليغ، وهي جماعة من الهند والباكستان وغيرها يتجولون في بلدان الدنيا في أوروبا، وأفريقيا، وأمريكا، وآسيا، وفي كل مكان، ولهم نشاط في الدعوة ونشاط في البلاغ، ولهذا سمو جماعة التبليغ، يبلغون الإسلام، ويبلغون دعوة الله عز وجل، والناس فيهم بين قادح ومادح كما تقدم، فمنهم من جهل أمرهم فذمهم، ومنهم من عرف أمرهم فمدحهم، وأثنى عليهم، ومنهم من توسط في ذلك، والذي قلنا فيما تقدم هو الذي نقوله الآن ليسوا بكاملين، عندهم نقص وعندهم غلط، وعند رؤسائهم القدامى بعض الأغلاط، وبعض البدع، ولكن هؤلاء الأخيرون في الأغلب ليس عندهم شيء من ذلك، وإن كان عند رؤسائهم الأقدمين، لكن هؤلاء الذين يتجولون الآن ينشدون توجيه الناس إلى الإسلام وترغيبهم في الآخرة، وتزهيدهم في الدنيا وتشجيعهم على طاعة الله ورسوله، وقد تأثر بهم الجم الغفير يصحبهم الفساق والعصاة، فيرجعون بعد ذلك عباداً أخياراً قد تأثروا بهذه الدعوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو الذي علمنا منهم، وقد صحبهم جم غفير من إخواننا، وعرفوا ذلك، وعندهم بعض النقص، والجهل كما سبق وفيهم جهال يريدون الخير فإذا صحبهم أهل العلم والبصيرة وأهل العقائد الطيبة نبهوهم على بعض الأغلاط وساعدوهم على الخير، وصارت الدعوة أكثر نفعاً وأكمل بلاغاً، أما ما صدر من اللجنة الدائمة لدينا في الرئاسة منذ سنين فقد خفي عليهم بعض أمورهم فصدر في الفتوى شيء غير مناسب، وليس العمل عليها بل العمل على ما ذكرنا آنفاً، وإن الواجب على أهل العلم هو التعاون معهم على البر والتقوى وإصلاح ما قد يغلطون فيه، وهكذا غيرهم مثل جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في الباكستان والهند وغيرهما، كلهم عنده نقص، والواجب التعاون على البر والتقوى والتعاون على ما ينفع المسلمين، والنقص يجب على أهل العلم أن يتعاونوا على إزالته والتنبيه عليه حتى تكون الدعوة من الإخوان جميعاً متقاربة ومتعاونة ومتساندة، حتى ينفع الله بهم الجميع، فإذا اضطربت واختلفت أوجبت التنفير والشكوك والبلبلة فالواجب على كل من لديه علم وغيرة إسلامية من أهل العلم أن يساعد في الخير وأن ينبه على الخطأ من جماعة التبليغ ومن غير جماعة التبليغ، هذا هو الذي نعتقده في هذا كله في جميع الجماعات، ما كان عندها من خطأ نبهت عليه وبين لها خطؤها، وما كان من صواب شكرت عليه، وشجعت على التزامه ونشره بين الناس حتى تستقيم الدعوة إلى الله من جميع الجماعات الإسلامية، ونسأل الله التوفيق وصلاح النية والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه" (فتوى بتاريخ 15/ 4/1407هـ)
) وهذه كذلك موعظة بليغة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وجهها لبعض طلبة العلم الذي سعي بكل قوته أن يستصدر فتوى من الشيخ عبدالعزيز بن باز بتبديع جماعة التبليغ، وقطع نشاطهم وإغلاق مساجد الله في وجوههم ..
علماً أن هذا الطالب كان عاملاً معهم لمدة ثماني سنوات، ودافع عنهم يوم كان معهم بكل ما أوتي من قوة، وكتب للشيخ ابن باز الرسائل الكثيرة في تزكيتهم، وحث الشيخ على تأييدهم، ثم بعد أن انقلب عليهم أراد من الشيخ عبدالعزيز بن باز أن يفتي بتبديعهم ومنعهم فكتب له الشيخ موعظته البليغة هذه قائلاً:
"سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد،،
فقد وصلني كتابك المؤرخ (3/ 3/1408هـ) ومشفوعاته: كتابك لفضيلة الشيخ أبي بكر الجزائري، وفضيلة الشيخ يوسف الملاحي، وما أرفقت بهما واطلعت عليها كلها، ولا أكتمك سراً إذا قلت إني لم أرتح لها، ولم ينشرح لها صدري، لأن هذه الطريقة التي سلكت لا تفيد الدعوة شيئاً لأنها تهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح وضرها أقرب من نفعها، ولم يعد ضررها إلا على الدعوة وعلى إخوانك في الله من خيرة المشايخ وطلبة العلم نشأوا على التوحيد والعقيدة الصحيحة علماً وتعليماً ودعوة وإرشاداً، وقد استغلها من لا بصيرة له في مناصبتهم العداء، وتكفير بعضهم لهم، واستباحة بعضهم لدمائهم والعياذ بالله مع الوشاية بهم، واستعداء المسؤولين عليهم، وتهويل أمرهم عندهم، وتخويفهم منهم، ورميهم بالعظائم، وإلصاق التهم بهم مما هم برءاء منه حتى حصل على الدعوة والدعاة من الضرر ما الله به عليم.
أما ما أقمتم الدنيا وأقعدتموها من أجلهم فينطبق عليكم قول الشاعر:
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل وناطح صخرة يوماً ليوهنها
لكونهم بمنأى عنكم في بلادهم سائرين في دعوتهم في حماية من دولتهم لاحترامها لهم لأنك ذكرت في بعض كتاباتك لنا أن رئيس الحكومة يحضر اجتماعاتهم، ويشجعهم كما َذكَرَ لنا هذه الأيام بعض أبنائنا المتخرجين من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية ممن شاركهم في الدعوة سنين طويلة أن مركزهم في راولبندي مفتوح 24 ساعة، وجماعات تخرج في سبيل الله، وجماعات ترجع فما دام الأمر هكذا فلن تخضعهم كتاباتك، وكتابات أمثالك المشتملة على الفظاظة والغلظة، والسب والشتم، بل إن هذه الكتابات ستكون سبباً في نفرتهم من الحق، وبعدهم عنه لقول الله سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، وإن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، ولا على ما سواه] والله سبحانه وتعالى نهى عن سب الكفار إذا كان يفضي إلى سب الله، فكيف بسب المسلمين إذا كان يفضي إلى تنفيرهم من الحق وبعدهم عنه، وعن الداعين إليه، فالواجب أن تسعوا في الإصلاح لا في الإفساد، وأن تخالطوهم وتنبهوهم على ما قد يقع من بعضهم من الخطأ بالرفق واللين، لا بالعنف والقسوة .. أما تشديدك في إنكار البيعة على التوبة فقد اقترحت على قادتهم لما اجتمعت بهم في موسم الحج الماضي بمكة، وحصل بيني وبينهم من التفاهم ما نرجو فيه الفائدة أن يكون عهد بدل بيعه فقبلوا ذلك، ولعلهم تعلقوا بما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جزء 28 من صفحة 21 من الفتاوى من عدم إنكار ذلك.
وكذلك تشديدك النكير عليهم في إبقائهم أحد الدعاة في المسجد للدعاء لهم ولعل قصدهم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حين بقي في العريش يوم بدر مع الصديق يناشد ربه النصر حتى سقط رداؤه عن منكبيه فرده الصديق، وقال يا رسول الله بعض مناشدتك ربك فإن الله منجز لك ما وعدك، ولا يوجب هذا العمل هذا التشنيع الفظيع هدانا الله وإياك، وقد تمنيت أنك قبلت نصيحتي المتكررة لك، وما أشرت به عليك سابقاً ولاحقاً في كتبي المرفق بعضها، مع بعض صور مما صدر منك في الموضوع لأني كتبتها عن بصيرة وتأنٍّ ونظر في العواقب، وموازنة بين جلب المصالح، ودفع المضار، وخبرة تامة بهم لتكرر اجتماعي بهم في مكة والمدينة والرياض مع ما استفدته من ثقات المشايخ الذين سافروا إليهم وحضروا اجتماعاتهم واطلعوا عليها عن كثب وأعجبوا بها، وكنت نصحتك بما نصحت له محمود استنبولي لما تهجم عليهم على غير بصيرة كحال أكثر من شن عليهم الغارة في هذا الوقت بدافع الجهل والهوى نعوذ بالله من ذلك وقد قلت في رسالتك المذكورة لمحمود: (وصلتني رسالة منك حول جماعة التبليغ ويؤسفني أن ينهج أحد الدعاة إلى الله هذا المنهج المخالف لشرع الله في سب أقرانه في الدعوة إلى الله وشتمهم وتضليلهم واتهامهم بتنفيذ مخططات أعداء الله في الكيد للإسلام والمسلمين، كل ما في الأمر أن جماعة التبليغ نهجت في الدعوة إلى الله منهجاً أخطأت -فيما نرى- في بعض جوانب منه ونرى من الواجب أن ننبههم على هذا الخطأ، كما نرى من الواجب الاعتراف بما في منهجهم من صواب وليت أخي يخرج معهم ليتعلم منهم اللين بدل القسوة والدعاء للمسلمين بدل الدعاء عليهم والجدل بالتي هي أحسن بدل الجهر بالسوء وكلنا محتاج لتفقد نفسه وتصحيح منهجه والرجوع إلى الله وإلى سنة رسوله في طاعة الله والدعوة إليه).
انتهى كتابك بحروفه، وقد كتبته بعد اختلافك معهم في الرأي، ولكن الله أنطقك بالحق فالحمد لله على ذلك، وإليك رسالتك المذكورة مع شكرنا لك عليها برفقه.
وربما اغتر بكتاباتك القاسية -ثقة بك- من لم يخالطهم في عمره، ولم يخرج معهم، ولم يعرف عنهم شيئاً إلا من كلامك فيكون عليك وزرك، ومثل أوزار من انخدع بما كتبت إلى يوم القيامة.
فاتهم الرأي يا بني واعلم أن الله عند لسان كل قائل، وقلبه، وأن الله سيحاسب الإنسان عما يلفظ به أو يعمله، والجأ إلى ربك، واضرع إليه أن لا يجعلك سبباً في الصد عن سبيله وأذية المسلمين، وأسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك لما هو الأحب إليه من نفع لعباده وأن يختم لي ولك بالخاتمة الحسنة إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
يقول شيخ الإسلام (28/ 212):"
فَإِذَا تَعَذَّرَ إقَامَةُ الْوَاجِبَاتِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْجِهَادِ وَغَيْرِ ذَلِكَ إلَّا بِمَنْ فِيهِ بِدْعَةٌ مَضَرَّتُهَا دُونَ مَضَرَّةِ تَرْكِ ذَلِكَ الْوَاجِبِ: كَانَ تَحْصِيلُ مَصْلَحَةِ الْوَاجِبِ مَعَ مَفْسَدَةٍ مَرْجُوحَةٍ مَعَهُ خَيْرًا مِنْ الْعَكْسِ. وَلِهَذَا كَانَ الْكَلَامُ فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ فِيهِ تَفْصِيلٌ."
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وأما رأس الحزب فإنه رأس الطائفة التي تتحزب؛ أي تصير حزبًا، فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وإن كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا؛ مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق وبالباطل، والإعراض عمن لم يدخل في حزبهم، سواء كان على الحق أو الباطل، فهذا من التفرق الذي ذمه الله تعالى ورسوله؛ فإن الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف، ونهيا عن الفُرقة والاختلاف، وأمرا بالتعاون على البر والتقوى، ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان) [مجموع الفتاوى: 11/ 92]
بل سأزيدكم يا إخوان مسائل أفتى بها ابن تيمية جعلها الأدعياء معقد ولاء وبراء
بعض المسائل المختلف فيها التي هي من مسائل الإجتهاد
قراءة آية الكرسي دبر الصلاة
يقول شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى 2/ 213:"وَأَمَّا إذَا قَرَأَ الْإِمَامُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي نَفْسِهِ أَوْ قَرَأَهَا أَحَدُ الْمَأْمُومِينَ فَهَذَا لَا بَأْسَ بِهِ إذْ قِرَاءَتُهَا عَمَلٌ صَالِحٌ وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ تَغْيِيرٌ لِشَعَائِرِ الْإِسْلَامِ كَمَا لَوْ كَانَ لَهُ وِرْدٌ مِنْ الْقُرْآنِ وَالدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ عَقِيبَ الصَّلَاةِ. وَأَمَّا الَّذِي ثَبَتَ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الذِّكْرِ عَقِيبَ الصَّلَاةِ"
عدد ركعات قيام رمضان
جاء في الفتاوى الكبرى 2/ 250" تَنَازُعُ الْعُلَمَاءِ فِي مِقْدَارِ الْقِيَامِ فِي رَمَضَانَ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ أبي بْنَ كَعْبٍ كَانَ يَقُومُ بِالنَّاسِ عِشْرِينَ رَكْعَةً فِي قِيَامِ رَمَضَانَ وَيُوتِرُ بِثَلَاثِ. فَرَأَى كَثِيرٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ السُّنَّةُ؛ لِأَنَّهُ أَقَامَهُ بَيْن الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَلَمْ يُنْكِرْهُ مُنْكِرٌ. وَاسْتَحَبَّ آخَرُونَ: تِسْعَةً وَثَلَاثِينَ رَكْعَةً؛ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ عَمَلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الْقَدِيمِ. وَقَالَ طَائِفَةٌ: قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا غَيْرِهِ عَلَى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً} وَاضْطَرَبَ قَوْمٌ فِي هَذَا الْأَصْلِ لَمَّا ظَنُّوهُ مِنْ مُعَارَضَةِ الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ لِمَا ثَبَتَ مِنْ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَعَمَلِ الْمُسْلِمِينَ. وَالصَّوَابُ أَنَّ ذَلِكَ جَمِيعَهُ حَسَنٌ كَمَا قَدْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْإِمَامُ أَحْمَد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَنَّهُ لَا يتوقت فِي قِيَامِ رَمَضَانَ عَدَدٌ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُوَقِّتْ فِيهَا عَدَدًا وَحِينَئِذٍ فَيَكُونُ تَكْثِيرُ الرَّكَعَاتِ وَتَقْلِيلُهَا بِحَسَبِ طُولِ الْقِيَامِ وَقِصَرِهِ."
القنوت في الصبح
جاء في الفتاوى الكبرى 2/ 245: " وَسُئِلَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
عَنْ قُنُوتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ كَانَ فِي الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ؟ أَوْ الصُّبْحِ؟ وَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ الصَّحَابَةِ؟.
فَأَجَابَ:
أَمَّا الْقُنُوتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ. فَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ فِي النَّوَازِلِ. قَنَتَ مَرَّةً شَهْرًا يَدْعُو عَلَى قَوْمٍ مِنْ الْكُفَّارِ قَتَلُوا طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِهِ ثُمَّ تَرَكَهُ وَقَنَتَ مَرَّةً أُخْرَى يَدْعُو لِأَقْوَامِ مِنْ أَصْحَابِهِ كَانُوا مَأْسُورِينَ عِنْدَ أَقْوَامٍ يَمْنَعُونَهُمْ مِنْ الْهِجْرَةِ إلَيْهِ. وَكَذَلِكَ خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ بَعْدَهُ كَانُوا يَقْنُتُونَ نَحْوَ هَذَا الْقُنُوتِ فَمَا كَانَ يُدَاوِمُ عَلَيْهِ وَمَا كَانَ يَدَعُهُ بِالْكُلِّيَّةِ وَلِلْعُلَمَاءِ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: قِيلَ: إنَّ الْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهِ سُنَّةٌ. وَقِيلَ: الْقُنُوتُ مَنْسُوخٌ. وَأَنَّهُ كُلُّهُ بِدْعَةٌ. وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ: وَهُوَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الصَّحِيحُ أَنَّهُ يُسَنُّ عِنْدَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ كَمَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ. وَأَمَّا الْقُنُوتُ فِي الْوِتْرِ فَهُوَ جَائِزٌ وَلَيْسَ بِلَازِمِ فَمِنْ أَصْحَابِهِ مَنْ لَمْ يَقْنُتْ وَمِنْهُمْ مَنْ قَنَتَ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ وَمِنْهُمْ مَنْ قَنَتَ السَّنَةَ كُلَّهَا. وَالْعُلَمَاءُ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَحِبُّ الْأَوَّلَ كَمَالِكِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَحِبُّ الثَّانِيَ كَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد فِي رِوَايَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَحِبُّ الثَّالِثَ كَأَبِي حَنِيفَةَ وَالْإِمَامِ أَحْمَد فِي رِوَايَةٍ وَالْجَمِيعُ جَائِزٌ. فَمَنْ فَعَلَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَلَا لَوْمَ عَلَيْهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ."
وقال في مكان آخر من الفتاوى الكبرى 2/ 252: "وَلِهَذَا يَنْبَغِي لِلْمَأْمُومِ أَنْ يَتْبَعَ إمَامَهُ فِيمَا يَسُوغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ فَإِذَا قَنَتَ قَنَتَ مَعَهُ وَإِنْ تَرَكَ الْقُنُوتَ لَمْ يَقْنُتْ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ} وَقَالَ: {لَا تَخْتَلِفُوا عَلَى أَئِمَّتِكُمْ}. وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: {يُصَلُّونَ لَكُمْ فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ وَلَهُمْ وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ}. أَلَا تَرَى أَنَّ الْإِمَامَ لَوْ قَرَأَ فِي الْأَخِيرَتَيْنِ بِسُورَةِ مَعَ الْفَاتِحَةِ وَطَوَّلَهُمَا عَلَى الْأُولَيَيْنِ: لَوَجَبَتْ مُتَابَعَتُهُ فِي ذَلِكَ. فَأَمَّا مُسَابَقَةُ الْإِمَامِ فَإِنَّهَا لَا تَجُوزُ. فَإِذَا قَنَتَ لَمْ يَكُنْ لِلْمَأْمُومِ أَنْ يُسَابِقَهُ: فَلَا بُدَّ مِنْ مُتَابَعَتِهِ وَلِهَذَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَدْ أَنْكَرَ عَلَى عُثْمَانَ التَّرْبِيعَ بِمِنَى ثُمَّ إنَّهُ صَلَّى خَلْفَهُ أَرْبَعًا. فَقِيلَ لَهُ: فِي ذَلِكَ فَقَالَ: الْخِلَافُ شَرٌّ. وَكَذَلِكَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ لَمَّا سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ وَقْتِ الرَّمْيِ فَأَخْبَرَهُ ثُمَّ قَالَ: افْعَلْ كَمَا يَفْعَلُ إمَامُك وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. "
رشوة العمل لدفع الظلم
يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى 29/ 142 - 143:" وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاءُ: يَجُوزُ رِشْوَةُ الْعَامِلِ لِدَفْعِ الظُّلْمِ لَا لِمَنْعِ الْحَقِّ وَإِرْشَاؤُهُ حَرَامٌ فِيهِمَا وَكَذَلِكَ الْأَسِيرُ وَالْعَبْدُ الْمُعْتَقُ"
المعاملات الغير الجائزة
يقول في مجموع الفتاوى 29/ 146 - 147:" وَهَكَذَا مَنْ عَامَلَ مُعَامَلَةً يَعْتَقِدُ جَوَازَهَا فِي مَذْهَبِهِ وَقَبَضَ الْمَالَ جَازَ لِغَيْرِهِ أَنْ يَشْتَرِيَ ذَلِكَ الْمَالَ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ لَا يَرَى جَوَازَ تِلْكَ الْمُعَامَلَةِ. فَإِذَا قُدِّرَ أَنَّ الْوَظَائِفَ قَدْ فَعَلَهَا مَنْ يَعْتَقِدُ جَوَازَهَا؛ لِإِفْتَاءِ بَعْضِ النَّاسِ لَهُ بِذَلِكَ أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ اعْتِقَادَ أَخْذِ هَذَا الْمَالِ وَصَرْفَهُ فِي الْجِهَادِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْمَصَالِحِ جَائِزٌ جَازَ لِغَيْرِهِ أَنْ يَشْتَرِيَ ذَلِكَ الْمَالَ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ لَا يَعْتَقِدُ جَوَازَ أَصْلِ الْقَبْضِ."
المعاملات الربوية
يقول في مجموع الفتاوى 29/ 226 - 227:"وَهَكَذَا كُلُّ عَقْدٍ اعْتَقَدَ الْمُسْلِمُ صِحَّتَهُ بِتَأْوِيلٍ مِنْ اجْتِهَادٍ أَوْ تَقْرِيرٍ: مِثْلُ الْمُعَامَلَاتِ الرِّبَوِيَّةِ الَّتِي يُبِيحُهَا مُجَوِّزُو الْحِيَلِ. وَمِثْلُ بَيْعِ النَّبِيذِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ عِنْدَ مَنْ يَعْتَقِدُ صِحَّتَهُ. وَمِثْلُ بُيُوعِ الْغَرَرِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا عِنْدَ مَنْ يُجَوِّزُ بَعْضَهَا؛ فَإِنَّ هَذِهِ الْعُقُودَ إذَا حَصَلَ فِيهَا التَّقَابُضُ مَعَ اعْتِقَادِ الصِّحَّةِ لَمْ تُنْقَضْ بَعْدَ ذَلِكَ؛ لَا بِحُكْمِ وَلَا بِرُجُوعٍ عَنْ ذَلِكَ الِاجْتِهَادِ. وَأَمَّا إذَا تَحَاكَمَ الْمُتَعَاقِدَانِ إلَى مَنْ يَعْلَمُ بُطْلَانَهَا قَبْلَ التَّقَابُضِ أَوْ اسْتَفْتَيَاهُ إذَا تَبَيَّنَ لَهُمَا الْخَطَأُ فَرَجَعَ عَنْ الرَّأْيِ الْأَوَّلِ فَمَا كَانَ قَدْ
(يُتْبَعُ)
(/)
قُبِضَ بِالِاعْتِقَادِ الْأَوَّلِ أُمْضِيَ. وَإِذَا كَانَ قَدْ بَقِيَ فِي الذِّمَّةِ رَأْسُ الْمَالِ وَزِيَادَةٌ رِبَوِيَّةٌ: أُسْقِطَتْ الزِّيَادَةُ وَرَجَعَ إلَى رَأْسِ الْمَالِ. وَلَمْ يَجِبْ عَلَى الْقَابِضِ رَدُّ مَا قَبَضَهُ قَبْلَ ذَلِكَ بِالِاعْتِقَادِ الْأَوَّلِ كَأَهْلِ الذِّمَّةِ وَأَوْلَى لِأَنَّ ذَلِكَ الِاعْتِقَادَ بَاطِلٌ قَطْعًا "
لباس الكفار
يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى 17/ 487 - 488:" وَهَذَا كَمَا أَنَّ الْكُفَّارَ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى إذَا لَبِسُوا ثَوْبَ الْغِيَارِ مِنْ أَصْفَرَ وَأَزْرَقَ نُهِيَ عَنْ لِبَاسِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّشَبُّهِ بِهِمْ وَإِنْ كَانَ لَوْ خَلَا عَنْ ذَلِكَ لَمْ يُكْرَهْ وَفِي بِلَادٍ لَا يَلْبَسُ هَذِهِ الْمَلَابِسَ عِنْدَهُمْ إلَّا الْكُفَّارُ فَنُهِيَ عَنْ لُبْسِهَا وَاَلَّذِينَ اعْتَادُوا ذَلِكَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ لَا مَفْسَدَةَ عِنْدِهِمْ فِي لُبْسِهَا.
وَلِهَذَا كَرِهَ أَحْمَد وَغَيْرُهُ لِبَاسَ السَّوَادِ لِمَا كَانَ فِي لِبَاسِهِ تَشَبُّهٌ بِمَنْ يَظْلِمُ أَوْ يُعِينُ عَلَى الظُّلْمِ وَكَرِهَ بَيْعَهُ لِمَنْ يَسْتَعِينُ بِلُبْسِهِ عَلَى الظُّلْمِ فَأَمَّا إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَفْسَدَةٌ لَمْ يُنْهَ عَنْهُ. "
التحلي بالذهب
مجموع الفتاوى 25/ 40:" وَأَمَّا بَابُ اللِّبَاسِ: فَإِنَّ لِبَاسَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ يُبَاحُ لِلنِّسَاءِ بِالِاتِّفَاقِ وَيُبَاحُ لِلرَّجُلِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ "
ويراجع في هذه المسألة رسالة الشيخ مصطفى العدوي فإنها أحسن ما ألف في الموضوع واسمها " المؤنق في إباحة تحلي النساء بالذهب المحلق وغير المحلق "
السؤال في المسجد
مجموع الفتاوى 22/ 206:" وَسُئِلَ:
عَنْ السُّؤَالِ فِي الْجَامِعِ: هَلْ هُوَ حَلَالٌ؟ أَمْ حَرَامٌ؟ أَوْ مَكْرُوهٌ؟ وَأَنَّ تَرْكَهُ أَوْجَبُ مِنْ فِعْلِهِ؟.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَصْلُ السُّؤَالِ مُحَرَّمٌ فِي الْمَسْجِدِ وَخَارِجَ الْمَسْجِدِ إلَّا لِضَرُورَةِ فَإِنْ كَانَ بِهِ ضَرُورَةٌ وَسَأَلَ فِي الْمَسْجِدِ وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا بِتَخَطِّيهِ رِقَابَ النَّاسِ وَلَا غَيْرِ تَخَطِّيهِ وَلَمْ يَكْذِبْ فِيمَا يَرْوِيهِ وَيَذْكُرُ مِنْ حَالِهِ وَلَمْ يَجْهَرْ جَهْرًا يَضُرُّ النَّاسَ مِثْلَ أَنْ يَسْأَلَ وَالْخَطِيبُ يَخْطُبُ أَوْ وَهُمْ يَسْمَعُونَ عِلْمًا يَشْغَلُهُمْ بِهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ جَازَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ."
استقبال القبلة
في مجموع الفتاوى 22/ 207:" {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} إلَى قَوْلِهِ {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} وَشَطْرُهُ: نَحْوُهُ وَتِلْقَاؤُهُ كَمَا قَالَ: أَقِيمِي أُمَّ زنباع أَقِيمِي صُدُورَ الْعِيسِ شَطْرَ بَنِي تَمِيمِ وَقَالَ: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} و " الوجهة " هِيَ الْجِهَةُ كَمَا فِي عِدَةٍ وَزِنَةٍ. أَصْلُهَا: وعدة وَوِزْنَةٌ. فَالْقِبْلَةُ هِيَ الَّتِي تُسْتَقْبَلُ والوجهة هِيَ الَّتِي يُوَلِّيهَا. وَهُوَ سُبْحَانَهُ أَمَرَهُ بِأَنْ يُوَلِّيَ وَجْهَهُ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ و " {الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} " هُوَ الْحَرَمُ كُلُّهُ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} وَلَيْسَ ذَلِكَ مُخْتَصًّا بِالْكَعْبَةِ وَهَذَا يُحَقِّقُ الْأَثَرَ الْمَرْوِيَّ: " الْكَعْبَةُ قِبْلَةُ الْمَسْجِدِ وَالْمَسْجِدُ قِبْلَةُ مَكَّةَ وَمَكَّةُ قِبْلَةُ الْحَرَمِ وَالْحَرَمُ قِبْلَةُ الْأَرْضِ " وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنَّهُ صَلَّى فِي قِبْلَةِ الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ: هَذِهِ الْقِبْلَةُ}. وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ: " {لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَا بَوْلٍ؛ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا؛ وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا} " فَنَهَى عَنْ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ بِغَائِطِ أَوْ بَوْلٍ وَأَمَرَ بِاسْتِقْبَالِهَا فِي الصَّلَاةِ فَالْقِبْلَةُ الَّتِي نَهَى عَنْ اسْتِقْبَالِهَا وَاسْتِدْبَارِهَا بِالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ هِيَ الْقِبْلَةُ الَّتِي أَمَرَ الْمُصَلِّيَ بِاسْتِقْبَالِهَا فِي الصَّلَاةِ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ} " قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَهَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ: مِثْلُ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِمْ. وَلَا يُعْرَفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ نِزَاعٌ؛ وَهَكَذَا نَصَّ عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الْمَذَاهِبِ الْمَتْبُوعَةِ وَكَلَامُهُمْ فِي ذَلِكَ مَعْرُوفٌ. وَقَدْ حَكَى مُتَأَخِّرُو الْفُقَهَاءِ فِي ذَلِكَ قَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ. وَقَدْ تَأَمَّلْت نُصُوصَ أَحْمَد فِي هَذَا الْبَابِ فَوَجَدْتهَا مُتَّفِقَةً لَا اخْتِلَافَ فِيهَا وَكَذَلِكَ يَذْكُرُ الِاخْتِلَافَ فِي مَذْهَبِ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَهُوَ عِنْدَ التَّحْقِيقِ لَيْسَ بِخِلَافِ؛ بَلْ مَنْ قَالَ: يَجْتَهِدُ أَنْ يُصَلِّيَ إلَى عَيْنِ الْكَعْبَةِ أَوْ فَرْضُهُ اسْتِقْبَالُ عَيْنِ الْكَعْبَةِ بِحَسَبِ اجْتِهَادِهِ فَقَدْ أَصَابَ. وَمَنْ قَالَ: يَجْتَهِدُ أَنْ يُصَلِّيَ إلَى جِهَةِ الْكَعْبَةِ أَوْ فَرْضُهُ اسْتِقْبَالُ الْقِبْلَةِ فَقَدْ أَصَابَ. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مَنْ شَاهَدَ الْكَعْبَةَ فَإِنَّهُ يُصَلِّي إلَيْهَا. وَمُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ كُلَّمَا قَرُبَ الْمُصَلُّونَ إلَيْهَا كَانَ صَفُّهُمْ أَقْصَرَ مِنْ الْبَعِيدِينَ عَنْهَا. وَهَذَا شَأْنُ كُلِّ مَا يُسْتَقْبَلُ. فَالصَّفُّ الْقَرِيبُ مِنْهَا لَا يَزِيدُ طُولُهُ عَلَى قَدْرِ الْكَعْبَةِ. وَلَوْ زَادَ لَكَانَ الزَّائِدُ مُصَلِّيًا إلَى غَيْرِ الْكَعْبَةِ. وَالصَّفُّ الَّذِي خَلْفَهُ يَكُونُ أَطْوَلَ مِنْهُ وَهَلُمَّ جَرَّا. فَإِذَا كَانَتْ الصُّفُوفُ تَحْتَ سَقَائِفِ الْمَسْجِدِ كَانَتْ مُنْحَنِيَةً بِقَدْرِ مَا يَسْتَقْبِلُونَ الْكَعْبَةَ وَهُمْ يُصَلُّونَ إلَيْهَا وَإِلَى جِهَتِهَا أَيْضًا فَإِذَا بَعُدَ النَّاسُ عَنْهَا كَانُوا مُصَلِّينَ إلَى جِهَتِهَا وَهُمْ مُصَلُّونَ إلَيْهَا أَيْضًا وَلَوْ كَانَ الصَّفُّ طَوِيلًا يَزِيدُ طُولُهُ عَلَى قَدْرِ الْكَعْبَةِ صَحَّتْ صَلَاتُهُمْ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ الصَّفُّ مُسْتَقِيمًا حَيْثُ لَمْ يُشَاهِدُوهَا. وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ لَوْ سَارَ مِنْ الصُّفُوفِ عَلَى خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ إلَيْهَا لَكَانَ مَا يَزِيدُ عَلَى قَدْرِهَا خَارِجًا عَنْ مَسَافَتِهَا. فَمَنْ تَوَهَّمَ أَنَّ الْفَرْضَ أَنْ يَقْصِدَ الْمُصَلِّي الصَّلَاةَ فِي مَكَانٍ لَوْ سَارَ عَلَى خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ وَصَلَ إلَى عَيْنِ الْكَعْبَةِ فَقَدْ أَخْطَأَ. وَمَنْ فَسَّرَ وُجُوبَ الصَّلَاةِ إلَى الْعَيْنِ بِهَذَا وَأَوْجَبَ هَذَا فَقَدَ أَخْطَأَ وَإِنْ كَانَ هَذَا قَدْ قَالَهُ قَائِلٌ مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ فَهَذَا الْقَوْلُ خَطَأٌ خَالَفَ نَصَّ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعَ السَّلَفِ؛ بَلْ وَإِجْمَاعَ الْأُمَّةِ. فَإِنَّ الْأُمَّةَ مُتَّفِقَةٌ عَلَى صِحَّةِ صَلَاةِ الصَّفِّ الْمُسْتَطِيلِ الَّذِي يَزِيدُ طُولُهُ عَلَى سَمْتِ الْكَعْبَةِ بِأَضْعَافِ مُضَاعَفَةٍ وَإِنْ كَانَ الصَّفُّ مُسْتَقِيمًا لَا انْحِنَاءَ فِيهِ وَلَا تَقَوُّسَ. فَإِنْ قِيلَ: مَعَ الْبُعْدِ لَا يُحْتَاجُ إلَى الِانْحِنَاءِ وَالتَّقَوُّسِ كَمَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ فِي الْقُرْبِ كَمَا أَنَّ النَّاسَ إذَا اسْتَقْبَلُوا الْهِلَالَ أَوْ الشَّمْسَ أَوْ جَبَلًا مِنْ الْجِبَالِ فَإِنَّهُمْ يَسْتَقْبِلُونَهُ مَعَ كَثْرَتِهِمْ وَتَفَرُّقِهِمْ وَلَوْ كَانَ قَرِيبًا لَمْ يَسْتَقْبِلُوهُ التَّقَوُّسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالِانْحِنَاءِ فِي الْبُعْدِ إذَا كَانَ الْمَقْصُودُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا خَطٌّ مُسْتَقِيمٌ بِحَيْثُ لَوْ مَشَى إلَيْهِ لَوَصَلَ إلَيْهَا؛ لَكِنْ يَكُونُ التَّقَوُّسُ شَيْئًا يَسِيرًا جِدًّا كَمَا قِيلَ إنَّهُ إذَا قُدِّرَ الصَّفُّ مِيلًا وَهُوَ مَثَلًا فِي الشَّامِ كَانَ الِانْحِنَاءُ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ بِقَدْرِ شَعِيرَةٍ؛ فَإِنَّ هَذَا ذَكَرَهُ بَعْضُ مَنْ نَصَّ [عَلَى] (1) وُجُوبِ اسْتِقْبَالِ الْعَيْنِ وَقَالَ: إنَّ مِثْلَ هَذَا التَّقَوُّسِ الْيَسِيرِ يُعْفَى عَنْهُ. فَيُقَالُ لَهُ: فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِنَا: إنَّ الْوَاجِبَ اسْتِقْبَالُ الْجِهَةِ وَهُوَ الْعَفْوُ عَنْ وُجُوبِ تَحَرِّي مِثْلِ هَذَا التَّقَوُّسِ وَالِانْحِنَاءِ فَصَارَ النِّزَاعُ لَفْظِيًّا لَا حَقِيقَةَ لَهُ. فَالْمَقْصُودُ أَنَّ مَنْ صَلَّى إلَى جِهَتِهَا فَهُوَ مُصَلٍّ إلَى عَيْنِهَا وَإِنْ كَانَ لَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَحَرَّى مِثْلَ هَذَا. وَلَا يُقَالُ لِمَنْ صَلَّى كَذَلِكَ أَنَّهُ مُخْطِئٌ فِي الْبَاطِنِ مَعْفُوٌّ عَنْهُ؛ بَلْ هَذَا مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا وَهَذَا هُوَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ؛ وَلِهَذَا لَمَّا بَنَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَاجِدَ الْأَمْصَارِ كَانَ فِي بَعْضِهَا مَا لَوْ خَرَجَ مِنْهُ خَطٌّ مُسْتَقِيمٌ إلَى الْكَعْبَةِ لَكَانَ مُنْحَرِفًا وَكَانَتْ صَلَاةُ الْمُسْلِمِينَ فِيهِ جَائِزَةٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ.
وَبِهَذَا يَظْهَرُ حَقِيقَةُ قَوْلِ مَنْ قَالَ: إنَّ مَنْ قَرُبَ مِنْهَا أَوْ مِنْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَكُونُ إلَّا عَلَى خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ لِأَنَّهُ لَا يُقِرُّ عَلَى خَطَأٍ. فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ اعْتَقَدُوا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الْقِبْلَةِ تَكُونُ خَطَأً وَإِنَّمَا تَكُونُ خَطَأً لَوْ كَانَ الْفَرْضُ أَنْ يَتَحَرَّى اسْتِقْبَالَ خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ بَيْنَ وَسَطِ أَنْفِهِ وَبَيْنَهَا؛ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ بَلْ قَدْ تَقَدَّمَ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِخِلَافِ ذَلِكَ. وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ بَعْضِهِمْ إذَا وَقَفَ النَّاسُ يَوْمَ الْعَاشِرِ خَطَأً أَجْزَأَهُمْ فَالصَّوَابُ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا وَلَا خَطَأَ فِي ذَلِكَ؛ بَلْ يَوْمُ عَرَفَةَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يَعْرِفُ فِيهِ النَّاسُ وَالْهِلَالُ إنَّمَا يَكُونُ هِلَالًا إذَا اسْتَهَلَّهُ النَّاسُ وَإِذَا طَلَعَ وَلَمْ يَسْتَهِلُّوهُ فَلَيْسَ بِهِلَالِ؛ مَعَ أَنَّ النِّزَاعَ فِي الْهِلَالِ مَشْهُورٌ هَلْ هُوَ اسْمٌ لِمَا يَطْلُعُ وَإِنْ لَمْ يُسْتَهَلَّ بِهِ؟ أَوْ لِمَا يُسْتَهَلُّ بِهِ؟ وَفِيهِ قَوْلَانِ مَعْرُوفَانِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ؛ بِخِلَافِ النِّزَاعِ فِي اسْتِقْبَالِ الْكَعْبَةِ. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ قِيلَ بِأَنَّ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَتَحَرَّى أَنْ يَكُونَ بَيْنَ وَسَطِ أَنْفِهِ وَجَبْهَتِهِ وَبَيْنَهَا خَطٌّ مُسْتَقِيمٌ قِيلَ فَلَا بُدَّ مِنْ طَرِيقٍ يُعْلَمُ بِهَا ذَلِكَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُوجِبْ شَيْئًا إلَّا وَقَدْ نَصَبَ عَلَى الْعِلْمِ بِهِ دَلِيلًا وَمَعْلُومٌ أَنَّ طَرِيقَ الْعِلْمِ بِذَلِكَ لَا يَعْرِفُهُ إلَّا خَاصَّةُ النَّاسِ مَعَ اخْتِلَافِهِمْ فِيهِ وَمَعَ كَثْرَةِ الْخَطَأِ فِي ذَلِكَ وَوُجُوبُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ عَامٌّ"
ويقول في موضع آخر:" وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْمُصَلِّي اسْتِقْبَالَ الْقِبْلَةِ فِي الْجُمْلَةِ فَالْمَأْمُورُ بِهِ الِاسْتِقْبَالُ لِلْقِبْلَةِ وَتَوْلِيَةُ الْوَجْهِ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَيُنْظَرُ هَلْ الِاسْتِقْبَالُ وَتَوْلِيَةُ الْوَجْهِ مِنْ شَرْطِهِ أَنْ يَكُونَ وَسَطَ وَجْهِهِ مُسْتَقْبِلًا لَهَا - كَوَسَطِ الْأَنْفِ وَمَا يُحَاذِيهِ مِنْ الْجَبْهَةِ وَالذَّقَنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. أَوْ يَكُونَ الشَّخْصُ مُسْتَقْبِلًا لِمَا يَسْتَقْبِلُهُ إذَا وَجَّهَ إلَيْهِ وَجْهَهُ وَإِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمْ يُحَاذِهِ بِوَسَطِ وَجْهِهِ. فَهَذَا أَصْلُ الْمَسْأَلَةِ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ النَّاسَ قَدْ سُنَّ لَهُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا الْخَطِيبَ بِوُجُوهِهِمْ وَنُهُوا عَنْ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ بِغَائِطِ أَوْ بَوْلٍ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُشْتَرَطْ فِيهِ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِقْبَالُ بِوَسَطِ الْوَجْهِ وَالْبَدَنِ؛ بَلْ لَوْ كَانَ مُنْحَرِفًا انْحِرَافًا يَسِيرًا لَمْ يَقْدَحْ ذَلِكَ فِي الِاسْتِقْبَالِ. وَالِاسْمُ إنْ كَانَ لَهُ حَدٌّ فِي الشَّرْعِ رُجِعَ إلَيْهِ وَإِلَّا رُجِعَ إلَى حَدِّهِ فِي اللُّغَةِ وَالْعُرْفِ وَالِاسْتِقْبَالُ هُنَا دَلَّ عَلَيْهِ الشَّرْعُ وَاللُّغَةُ وَالْعُرْفُ. وَأَمَّا الشَّارِعُ فَقَالَ: {مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ} وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ وَالشَّامِ وَنَحْوِهِمَا إذَا جَعَلَ الْمَشْرِقَ عَنْ يَسَارِهِ وَالْمَغْرِبَ عَنْ يَمِينِهِ فَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ لِلْكَعْبَةِ بِبَدَنِهِ؛ بِحَيْثُ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ وَجْهِهِ خَطٌّ مُسْتَقِيمٌ إلَى الْكَعْبَةِ وَمِنْ صَدْرِهِ وَبَطْنِهِ؛ لَكِنْ قَدْ لَا يَكُونُ ذَلِكَ الْخَطُّ مِنْ وَسَطِ وَجْهِهِ وَصَدْرِهِ. فَعُلِمَ أَنَّ الِاسْتِقْبَالَ بِالْوَجْهِ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَخْتَصَّ بِوَسَطِهِ فَقَطْ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. "
التفرق سبب تسلط الكفار على المسلمين
جاء في مجموع الفتاوى 22/ 153:" فَالْوَاجِبُ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ مُوَالَاةُ الْمُؤْمِنِينَ وَعُلَمَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْ يَقْصِدَ الْحَقَّ وَيَتَّبِعَهُ حَيْثُ وَجَدَهُ وَيَعْلَمَ أَنَّ مَنْ اجْتَهَدَ مِنْهُمْ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَمَنْ اجْتَهَدَ مِنْهُمْ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ لِاجْتِهَادِهِ وَخَطَؤُهُ مَغْفُورٌ لَهُ. وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَّبِعُوا إمَامَهُمْ إذَا فَعَلَ مَا يَسُوغُ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ} وَسَوَاءٌ رَفَعَ يَدَيْهِ أَوْ لَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ لَا يَقْدَحُ ذَلِكَ فِي صَلَاتِهِمْ وَلَا يُبْطِلُهَا لَا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ وَلَا الشَّافِعِيِّ وَلَا مَالِكٍ وَلَا أَحْمَد. وَلَوْ رَفَعَ الْإِمَامُ دُونَ الْمَأْمُومِ أَوْ الْمَأْمُومُ دُونَ الْإِمَامِ لَمْ يَقْدَحْ ذَلِكَ فِي صَلَاةِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَلَوْ رَفَعَ الرَّجُلُ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ دُونَ بَعْضٍ لَمْ يَقْدَحْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِهِ وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَتَّخِذَ قَوْلَ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ شِعَارًا يُوجِبُ اتِّبَاعَهُ وَيَنْهَى عَنْ غَيْرِهِ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ؛ بَلْ كُلُّ مَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ فَهُوَ وَاسِعٌ: مِثْلُ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ. فَقَدَ
ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنَّهُ أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ}. وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ {أَنَّهُ عَلَّمَ أَبَا مَحْذُورَةَ الْإِقَامَةَ شَفْعًا شَفْعًا كَالْأَذَانِ} فَمَنْ شَفَعَ الْإِقَامَةَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ أَفْرَدَهَا فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ أَوْجَبَ هَذَا دُونَ هَذَا فَهُوَ مُخْطِئٌ ضَالٌّ وَمَنْ وَالَى مَنْ يَفْعَلُ هَذَا دُونَ هَذَا بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ فَهُوَ مُخْطِئٌ ضَالٌّ. وَبِلَادُ الشَّرْقِ مِنْ أَسْبَابِ تَسْلِيطِ اللَّهِ التتر عَلَيْهَا كَثْرَةُ التَّفَرُّقِ وَالْفِتَنِ بَيْنَهُمْ فِي الْمَذَاهِبِ وَغَيْرِهَا حَتَّى تَجِدَ الْمُنْتَسِبَ إلَى الشَّافِعِيِّ يَتَعَصَّبُ لِمَذْهَبِهِ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ حَتَّى يَخْرُجَ عَنْ الدِّينِ وَالْمُنْتَسِبَ إلَى أَبِي حَنِيفَةَ يَتَعَصَّبُ لِمَذْهَبِهِ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ حَتَّى يَخْرُجَ عَنْ الدِّينِ وَالْمُنْتَسِبَ إلَى أَحْمَد يَتَعَصَّبُ لِمَذْهَبِهِ عَلَى مَذْهَبِ هَذَا أَوْ هَذَا. وَفِي الْمَغْرِبِ تَجِدُ الْمُنْتَسِبَ إلَى مَالِكٍ يَتَعَصَّبُ لِمَذْهَبِهِ عَلَى هَذَا أَوْ هَذَا. وَكُلُّ هَذَا مِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
التَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافِ الَّذِي نَهَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَنْهُ. وَكُلُّ هَؤُلَاءِ الْمُتَعَصِّبِينَ بِالْبَاطِلِ الْمُتَّبِعِينَ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ الْمُتَّبِعِينَ لِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ مُسْتَحِقُّونَ لِلذَّمِّ وَالْعِقَابِ. وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ لَا تَحْتَمِلُ هَذِهِ الْفُتْيَا لِبَسْطِهِ؛ فَإِنَّ الِاعْتِصَامَ بِالْجَمَاعَةِ والائتلاف مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَالْفَرْعُ الْمُتَنَازَعُ فِيهِ مِنْ الْفُرُوعِ الْخَفِيَّةِ فَكَيْفَ يَقْدَحُ فِي الْأَصْلِ بِحِفْظِ الْفَرْعِ وَجُمْهُورُ الْمُتَعَصِّبِينَ لَا يَعْرِفُونَ مِنْ الْكِتَابِ
وَالسُّنَّةِ إلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ بَلْ يَتَمَسَّكُونَ بِأَحَادِيثَ ضَعِيفَةٍ أَوْ آرَاءٍ فَاسِدَةٍ أَوْ حِكَايَاتٍ عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ وَالشُّيُوخِ قَدْ تَكُونُ صِدْقًا وَقَدْ تَكُونُ كَذِبًا وَإِنْ كَانَتْ صِدْقًا فَلَيْسَ صَاحِبُهَا مَعْصُومًا يَتَمَسَّكُونَ بِنَقْلِ غَيْرِ مُصَدَّقٍ عَنْ قَائِلٍ غَيْرِ مَعْصُومٍ وَيَدَّعُونَ النَّقْلَ الْمُصَدَّقَ عَنْ الْقَائِلِ الْمَعْصُومِ وَهُوَ مَا نَقَلَهُ الثِّقَاتُ الأثبات مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَدَوَّنُوهُ فِي الْكُتُبِ الصِّحَاحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَإِنَّ النَّاقِلِينَ لِذَلِكَ مُصَدَّقُونَ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ وَالْمَنْقُولَ عَنْهُ مَعْصُومٌ لَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى قَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ طَاعَتَهُ وَاتِّبَاعَهُ. قَالَ تَعَالَى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} وَقَالَ تَعَالَى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. وَاَللَّهُ تَعَالَى يُوَفِّقُنَا وَسَائِرَ إخْوَانِنَا الْمُؤْمِنِينَ لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ مِنْ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَالْهُدَى وَالنِّيَّةِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ. "
سفر المرأة مع الرفقة الآمنة
جاء في الاختيارات الفقهية ص 381:" وتحج كل امرأة آمنة مع عدم محرم ... وقال هذا متوجه في كل سفر طاعة "
الصلاة على الميت في المقبرة
جاء في الاختيارات الفقهية ص 360:" يصلي على القبر إلى شهر وهو مذهب أحمد "
وقال أيضا 28/ 51:" و إني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسوق ولا بمعصية "
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 01:08]ـ
1 - الأخ الفاضل عبد الجليل بارك الله فيك كلامنا لا يدور عن مسألة تعدد الجماعات ففي المسألة تفصيل والفتاوى التي نقلتها في المسألة ليست على إطلاقها كما تظن فكما قال الأخ العاصمي ((لمعرفة رأي عالم من العلماء لا بد من جمع أقواله المتفرقة ومحاولة فهمها في سياقها وإلا نكون قد اقترفنا جريمة كبرى في حق الحقيقة)).
وأحسن فتوى مفصلة قرأتها هي كلام الإمام الألباني رحمه الله وإليك نصها:
سؤال: ماهو حكم الشرع في تعدد هده الجماعات والأحزاب والتنظيمات الإسلامية مع أنها مختلفة فيما بينها في مناهجها وأساليبها ودعواتها وعقائدها، والأسس التي قامت عليها وخاصة أن جماعة الحق واحدة كما دل الحديث على ذلك؟ الجواب: لنا كلمات كثيرة وعديدة حول الجواب عن هذا السؤال؛ ولذلك فنوجز الكلام فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول: لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم، أن التحزب والتكتل في جماعات مختلفة الأفكار أولاً والمناهج والأساليب ثانياً، فليس من الإسلام في شئ،بل ذلك مما نهى عنه ربنا عزوجل في أكثر من آية في القرآن الكريم منها قوله تعالى: {ولا تَكونُوا مِن المشركِين من الذِيْنَ فَرَّقُوا دِينَهُم وكَانُوا شِيَعَاً كل حِزب بِما لَدَيهم فَرحُون}. فربنا عزوجل يقول: {وَلَو شَاءَ رَبُكَ لجَعلَ النَّاسَ أمةً وَاحِدة وَلا يَزَالُونَ مختَلِفِين إلا مَن رَحِمَ رَبُك} فالله تبارك وتعالى استثنى من هذا الخلاف الذي لا بد منه كونياً وليس شرعياً، استثنى من هذا الاختلاف الطائفة المرحومة حين قال {إلا مَن رَحِم رَبُك}
ولا شك ولا ريب أن أي جماعة يريدون بحرص بالغ وإخلاص لله عزوجل في أن يكونوا من الأمة المرحومة المستثناة من هذا الخلاف الكوني، إن ذلك لا سبيل للوصول إليه ولتحقيقه عملياً في المجتمع الإسلامي إلا بالرجوع إلى الكتاب وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وإلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم.
ولقد أوضح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنهج والطريق السليم في غير ما حديث صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه خط ذات يوم على الأرض خطاً مستقيماً وخط حوله خطوطاً قصيرة عن جانبي الخط المستقيم ثم قرأ قوله تبارك وتعالى {وأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقيمَاً فَاتبَّعُوهُ وَلا تَّتبعوا السُبُلَ فَتَفَرَقَ بكم عَن سَبِيله} ومر بأصبعه على الخط المستقيم، وقال هذا صراط الله، وهذه طرق عن جوانب الخط المستقيم، قال عليه السلام: (وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه).
لا شك أن هذه الطرق القصيرة هي التي تمثل الأحزاب والجماعات العديدة. ولذلك فالواجب على كل مسلم حريض على أن يكون حقاً من الفرقة الناجية أن ينطلق سالكاً الطريق المستقيم، وأن لا يأخذ يميناً ويساراً، وليس هناك حزب ناجح إلا حزب الله تبارك وتعالى الذي حدثنا عنه القرآن الكريم {ألا إنَّ حِزْبَ الله هُم المفلِحُون}.
فإذاً، كل حزب ليس هو حزب الله فإنما هو من حزب الشيطان وليس من حزب الرحمن، ولا شك ولا ريب أن السلوك على الصراط المستقيم يتطلب معرفة هذا الصراط المستقيم معرفة صحيحة، ولا يكون ذلك بمجرد التكتل والتحزب الأعمى على كلمة هي كلمة الإٍسلام الحق لكنهم لا يفقهون من هذا الإسلام كما أنزل الله تبارك وتعالى على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم -.
لهذا كان من علامة الفرقة الناجية التي صرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بها حينما سئل عنها فقال: هي ما أنا عليه وأصحابي.
فإذاً هذا الحديث يشعر الباحث الحريص على معرفة صراط الله المستقيم أنه يجب أن يكون على علم بأمرين اثنين هامين جداً.
الأول: ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم -
والآخر: ما كان عليه أصحابه عليه الصلاة والسلام. ذلك لأن الصحابة الكرام هم الذين نقلوا إلينا أولا هديه - صلى الله عليه وسلم - وسنته، وثانياً: هم الذين أحسنوا تطبيق هذه السنة تطبيقاً عملياً، فلا يمكننا والحالة هذه ان نعرف معرفة صحيحة سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بطريق أصحابه ... فالشاهد من هذا وذاك أن فهم الإسلام فهماً صحيحاً لا سبيل إلا بمعرفة سير الصحابة وتطبيقهم لهذا الإسلام العظيم الذي تلقوه عنه - صلى الله عليه وسلم - إما بقوله وإما بفعله وإما بتقريره.
لذلك نعتقد جازمين أن كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الإساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة واسعة جداً محيطة بكل أحكام الإسلام كبيرها وصغيرها أصولها وفروعها، فليست هذه الجماعة من الفرقة الناجية من التي تسير على الصراط المستقيم الذي أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح.
وإذا فرضنا أن هناك جماعات متفرقة في البلاد الإسلامية على هذا المنهج، فهذه ليست أحزاباً، وإنما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها واحد، فتفرقهم في البلاد ليس تفرقاً فكرياً عقديا منهجياً، وإنما هو تفرق بتفرقهم في البلاد بخلاف الجماعات والأحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حزب بما لديهم فرحون.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأحزاب لا نعتقد أنها على الصراط المستقيم بل نجزم بأنها على تلك الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه.
ولعل في هذا جواباً لما سبق))
[انظر ص (106ـ114) من كتاب (فتاوى الشيخ الألباني) لعكاشة عبدالمنان الطيبي. الطبعة الأولى. مكتبة التراث الإٍسلامي]
فأتأمل يارعاك الله ما سطرته لك باللون الأحمر ففيه تفصيل لما نقلت أنت من فتاوى ..
2 - .أما مسألة تقويم جماعة الإخوان أو التبليغ فالقاعدة تقول: من علم حجة على من لم يعلم .. فالعبرة بالحجة والدليل فالناظر لجماعة الإخوان يجد أن دعوة صوفية أشعرية سياسية لا علاقة لها بالسلفية هذا والجرح المفسر مقدم على التعديل فللعلماء الذين استشهدت بهم أقوال أخرى في تبديع هذه الجماعات المحدثة المخالفة لنهج السلف الصالح وهذا نموذج فقط:
إخوان والتبليغ من الثنتين والسبعين فرقة الضالة
سئل العلامة ابن باز- رحمه الله تعالى -:
أحسن الله إليك، حديث النبي –- - صلى الله عليه وسلم - -- في افتراق الأمم: قوله: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة)).
فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع.
وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة.
هل هاتين الفرقتين تدخل ... ؟
فأجاب - غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته -:
تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله (أمتي) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامة على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟
فأجاب:
نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين.
[ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف وهي في شريط مسجّل سنة (1419)]
إستمع للفتوى من هنا:
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/hezbeh/InsideFriq.rm
3- وأما ما يتعلق بفتوى العلامة العثيمين فهي جد واضحة إذ أنه لا يتكلم عن السلفيين بل عن حزب يسمى بالسلفيين أي عن أدعياء السلفية لا عن السلفيين كما هو واضح في قوله ((الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح، لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون) .. انتبهوا للفَرْق!!)) فتدبر كلامه جيدا وإلا فهو الذي قال كذلك ((فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي ".
شرح العقيدة الواسطية (1/ 45) (التحفة المهدية ص 26).
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 03:18]ـ
لنعرف من تقصد بالسلفية
هل الشيخ ابن جبرين رحمه الله سلفي؟
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 03:21]ـ
لنعرف من تقصد بالسلفية
هل الشيخ ابن جبرين رحمه الله سلفي؟
السلفية ما كان عليه السلف الصالح فهي أمر معلوم لفظا ومعنا إذ الألفاظ قوالب معاني.
ولا شك أن الشيخ ابن جبرين رحمه على العقيدة السلفية فهو سلفي .. ثم إن السلفية منهج معصوم بخلاف المنتسبين إليها فكل يؤخذ من قوله ويرد.
ثم:
من هو هذا جمال البليدي حتى تسأله عن العالم الفلاني أو غيره فلست حتى (طويلب علم) فليس مثلي من يخوض في تقويم الرجال!
ـ[حسين الدعجم]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 06:06]ـ
ذب الله عن وجهك النار كما ذببت عن أهل السنة والجماعة
اشهد بالله أن اهل السلف عالمهم وطالبهم وعاميهم هم اعلام كل زمان وافاضل التاريخ لله درهم
ـ[التبريزي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 07:22]ـ
السلفية قول وفعل يسبقهما اعتقاد صحيح، والسلفية هي معتقد أهل السنة والجماعة، لكن أين الإشكال اليوم؟
الإشكال أن أدعياء السلفية اليوم كُثر!! وعند مراجعة حال بعض الطوائف التي تدعي أنها هي التي تطبق السلفية الصحيحة، تجد أن بينها وبين اتباع السلف بعد المشرقين!! ونتيجة لسلوك هؤلاء مسالك تخالف الكتاب والسنة وادعاؤهم السلفية زورا وبهتانا، صار البعض ينتقد السلفية بسبب هؤلاء، بل إنك تجد الطائفة الواحدة من ادعياء السلفية قد انقسمت على نفسها بنفسها، تضلل بعضها بعضا وتفسق بعضها بعضا، والموفق من وفقه الله إلى اتباع الحق ..
أما شرح أن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث، فليس من المعقول تفسير قول من قال بذلك بحصرهم في علماء الحديث، وإنما قالوا أهل الحديث لأن علماء أهل السنة والجماعة من التابعين وتابعيهم كانوا يتميزون بعلم الحديث رواية ودراية وتمسكا بنصوص الحديث الشريف بخلاف الطوائف الأخرى المنحرفة، ولذلك فالطبيب والمهندس والخباز والنجار والمحامي والفلاح يستطيع كلٌ منهم أن يكون سلفيا من الطائفة المنصورة حتى لو لم يعرف شيئا من مصطلح علم الحديث!!، يقول الإمام النووي رحمه الله (والذي يطعن فيه بعض ادعياء السلفية) في شرحه لحديث الطائفة المنصورة: (ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين؛ منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهّاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 10:48]ـ
هذه حقيقة!! لا غبار عليها.
السلفيون يذمهم الجميع.
وللأسف من يتبع المنهج السلفي بحق طالته الكراهية لعدم تمييز الناس بين الصحيح والسقيم.
لماذا؟!
لأن من يستحل دماء المسلمين ويقتلهم يقول: أنا السلفي!!
ومن يقول بقول المرجئة في مسائل الإيمان يقول: أنا السلفي!!
ومن شغله الشاغل الطعن في عباد الله عز وجل وظلمهم يقول أنا السلفي!!
ومن انغمس في الحزبيات وملك الهوى قلبه وفؤاده يقول أنا السلفي!!
وطوائف كثيرة من أهل الضلال دخلت في هذا المسمى، وهذا حق ولا تكلف.
لا داعي للترقيع على حساب الحق.
كان هذا المسمى صافيًا نقيًا من أهل البدع.
فأصبح الآن مختلطًا بأهل البدع والضلال.
فلا تمييز، وهذا بسبب دخول أهل البدع فيه.
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 11:26]ـ
الأخوة الأفاضل ... من الواضح أنكم متفقون ولكن سوء الفهم بينكم أدى إلى اختلاف الرأي ..
الخلاصة أن " السلفية " منهج ومعتقد صحيح ولكن المشكلة فقط في الذين يدعون السلفية وهم في الحقيقة يسيئون إليها ببعض الممارسات الخاطئة نسأل الله أن يصلح حالنا وحالهم ..
أما بالنسبة إلى الفرق الضالة الأخرى فهي عندما تطلق لفظ السلفية فهم يقصدون جميع أهل السنة وإذا أطلقلوا لفظ الوهابية فهم يقصدون أهل السنة وخاصةً في بلاد الحرمين .. وهم بهذه الألفاظ يقصدون الإساءة بل يتعمدونها لإلصاق التهم لاشك في ذلك ..
.............................. ......
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء "
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 11:32]ـ
الأخوة الأفاضل ... من الواضح أنكم متفقون ولكن سوء الفهم بينكم أدى إلى اختلاف الرأي ..
الخلاصة أن " السلفية " منهج ومعتقد صحيح ولكن المشكلة فقط في الذين يدعون السلفية وهم في الحقيقة يسيئون إليها ببعض الممارسات الخاطئة نسأل الله أن يصلح حالنا وحالهم ..
أما بالنسبة إلى الفرق الضالة الأخرى فهي عندما تطلق لفظ السلفية فهم يقصدون جميع أهل السنة وإذا أطلقلوا لفظ الوهابية فهم يقصدون أهل السنة وخاصةً في بلاد الحرمين .. وهم بهذه الألفاظ يقصدون الإساءة بل يتعمدونها لإلصاق التهم لاشك في ذلك ..
.............................. ......
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء "
أحسنت يا أخي الكريم، أحسن الله تعالى إليك وبارك فيك.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 11:59]ـ
سمانا الله عز وجل مسلمين: ((هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس)) الحج 78.
((وقال إنني من المسلمين)). [فصلت: 33]. ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين – لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)). [الأنعام: 163]. ((فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين)). [يونس]. ((إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين)). [النمل: 91].
هذا هو الاسم الذي سماك الله به، وأمرك بأن تكون من المسلمين، لا تخترع لنفسك شيئا، ولا تزد على ذلك حرفا.
فهذه المسميات لا معنى لها أصلاً، ولا يظهر لنا من هو الذي على الحق في عقيدته أو عبادته .. فقل: مسلمون، وإن أردت التفريق بين أهل الحق، وأهل الباطل، فقل: مسلمون على بدعة .. وبالنسبة لمسمى (السلفية) فحتى الأشعري يقول أنا سلفي، بل الصوفي أيضاً، وصارت هذه المصطلحات لا تميز بين إسلام صحيح، من إسلام باطل .. فلنترك كل هذه الاصطلاحات الحادثة، ونرجع إلى الأمر الأول، فليس عندنا إلا إسلام صحيح كما أنزله الله تعالى بلا زيادة ############ .. وإسلام لحقته البدعة والتحريف والتأويل، في عقيدة، أو فقه، أو أخلاق أو عبادة .. والله الموفق ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 05:46]ـ
أخي الكريم الفاضل:
1 - هل تدافع عن السلفية أم السلفيين؟ فعنوان المقال يشير للثانية و خلال المقال تحاول الكلام عن الأولى؟
2 - تحوّلت السفية اليوم - في أفهام معظم السلفيين - إلى مسائل علمية دقيقة و غير دقيقة قد يحرم معرفة الكثير منها لغير ضرورة .. ! و مع ذلك فواقع السلفيين يوجب معرفتها! بحيث لو رأيت داعية لا يعرف إلا فطرة الصحابة و مصطلحاتهم و يؤثر في الناس و لا ينتمي للقوم و يستشهد مثلا بالحديث الضعيف في المواطن الصالحة للاعتبار لأخرجه السلفيون - لا تأتني بفتاوى بعض العلماء بل جئني بحال السلفيين و حكمهم أي بحال اللحمة التي تجعل الكل يهاجم - لأخرجه السلفيون من أهل السنة و الجماعة!
هذا الإمام ابن تيمية نفسه يجيز الانتماء للطريقة الصوفية و ينكر الامتحان عليها .. ثم تنظر فترى معظم السلفيين قد جعلوا الصوفية فرقة يهاجمون كل من يشم منه ريح التصوف و إن كانوا في السلفية الصحابية أقرب لقول نبيهم صلى الله عليه و سلم: " ما أنا عليه و أصحابي " و أقرب لعقائد عجائز نيسابور في الفطرة!
مثلا كنت أعرض وجهات النظر الواقعية و الفقهية الدقيقة لحال التبليغ و " فقههم " الشمولي الدقيق العميق فيما يظهر للناس غفلة و حتى رضى بوجود حتى الشركيين بينهم على غير التصور الذي أفتى من أفتى بانحرافاتهم الخطيرة .. فماذا حدث؟
بعد توضح الصورة بالتدريج لم يتحمل " بعض السلفيين " اهتزاز صورة علمائه بظهور قلة معرفته بالجماعة فراح يهدد الموقع ..
ثم جاءني رسالة تأمر بالتوقف عن السلسلة لأنها ترويج ل " الفكر الصوفي " .. !
و هذا متى؟
عندما وعدتهم بحلقة:
" حتى لو كان المقدمون صوفية .. فالجهد غير صوفي "
و المسائل تطول و تطول ... !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 07:33]ـ
يقول الدكتور إبراهيم الجرهم إمام مسجد الشهيد عبدالله عزام في الأردن:
الذي يتنقص الآخرين ويهاجم أهل التبليغ مابين الفينة والأخرى هؤلاء ليسوا سلفية .. !! بل أفضل مايطلق عليهم لفظ "تلفية"
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 08:08]ـ
إلى مسائل علمية دقيقة و غير دقيقة قد يحرم معرفة الكثير منها لغير ضرورة
؟!
معظم السلفيين قد جعلوا الصوفية فرقة يهاجمون كل من يشم منه ريح التصوف
؟!
بمناسبة هذه الأخيرة
- أكثر ما يؤرق بعض الإخوة، هو ذكر التصوف عند بعض الأئمة كابن تيمية، ويفرح بذلك المبتدعة ظنا منهم أن هذا يُلزم أهل السنة والجماعة السكوت عنهم في دعواهم للطرقية.
- وما يسبب أحيانا إلتباس أكبر هو كيف خلع ابن القيم عباءة التصوف على يد شيخ الإسلام، ثم يكون للتصوف ذكر عند شيخ الإسلام نفسه ... وكيف يوافق على أن يتعلم أحد هذا العلم، وهو هو الذي قد ناظر أصحاب الطرق؟
/// الواقع شىء، وما يتحدث عنه الأئمة فشىء آخر.
الواقع المُشاهد في الطرق الصوفية إنما يدل على أن أصحاب الطرق الصوفية هم أبعد ما يكون عن الكتاب والسنة، وهو على نقيض ما تحدث عنه (بعض) الأئمة.
وأما المضمون ... وهو الأهم فهو العلم الخاص بأعمال القلوب.
وله مسميات أخرى اصطلاحية كثيرة، وليست متحجرة على اصطلاح التصوف الذي يرتع فيه أصحاب البدع.
فلا يتشدق أحد بهذه الهلوسة الفكرية بإدعاء أنه على منهج السلف.
فلا كان النبي (ص) يدعو إلى الصوفية ولا الطرقية، ولا أحد من الصحابة، ولا أحد من التابعين.
/// ادخل على موقع مثل طريق الإسلام وحمل منه دروس تتكلم عن الرجاء أو المحبة أو الإخلاص أو غير ذلك من أعمال القلوب، من كلام أحد رجال أهل السنة والجماعة كالشيخ محمد صالح المنجد، أو الشيخ سفر الحوالي، أو الشيخ محمد حسين يعقوب أو غيرهم كثير.
ولك الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=62
وانظر في أقول أي منهم وبين كلام أي من يدعي التصوف، شتان!
فإن كنت تقصد العلم نفسه ... فالحمد لله الذي كفانا إياه برجال أصحاب معتقد سليم وفهم صحيح من الكتاب والسنة.
وإن كنت تقصد شيء آخر ... كالطرقية ونحوها، فهذا أصبح شعار أهل البدع لا أصحاب المعتقد السليم.
فما الذي تدعو إليه؟
ـ[أسامة]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 08:34]ـ
ويهاجم أهل التبليغ مابين الفينة والأخرى هؤلاء ليسوا سلفية .. !! بل أفضل مايطلق عليهم لفظ "تلفية"
العبرة ليست بالمسمى ولكن بما هم عليه ... أيوافق الكتاب والسنة أم لا.
ونظرًا لأن لهم أخطاء كبيرة ... ولا يمكن السكوت عليها. فقد تكلم في حالهم غير واحد من أهل العلم، كالشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ ابن باز، والشيخ العثيمين، والشيخ الألباني، والشيخ الفوزان، والشيخ عبدالرزاق عفيفي ... وغيرهم من أكابر أهل العلم ... المعاصرين لخروج هذه الجماعة.
- ولا يجوز التهكم والتنابز بالألقاب مثل "التلفية" فهذا حرام.
فلا ينكر على من ينكر المنكر .... بل إنكار المنكر واجب، سواء كان من أهل العلم أم من طلابه أو من عامة الناس، سواء كان سلفيًا أو غير ذلك.
لأن إنكار المنكر في هذه الأمة بجميع فرقها دون تمييز أحدهم دون الآخر.
- لا يخلو الخير من أي جماعة من الجماعات، ولكن العبرة ليست بالخير الذي معهم، فهو مع غيرهم أيضًا فهم فيه سواء، بل بالبدع التي هم عليها ... فالبراءة للدين من البدع أولى من تحصيل بعض الخير الذي يمكن تحصيله باتباع آثار السلف.
- يكثر في أصحاب هذه الدعوة من ليس لهم حظ جيد في دراسة العلم الشرعي وخاصة علم العقيدة، ومن يخطو خطوات جيدة في طلب العلم الشرعي سرعان ما يخلع عباءتهم. والحمد لله رب العالمين.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 10:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أعتذر للإخوة الكرام عن انعدام مشاركاتي في النت بشكل العام وفي المنتدى بشكل خاص وذلك لأسباب شخصية قد تطول كثيرا.
وحسب مشاركات الإخوة أقول:
كلامي عن السلفيين وليس عن أدعياء السلفية ,فعلينا أن نضع النقاط على الحروف ونسمي الأسماء بسمياتها فليس كل من ادعى دعوة يصدق في دعواه.
فهذا فرعون ادعى الربوبية وما هو إلا طاغية ومسيلمة ادعى النبوة وما هو إلا كذاب.
فتسمية غير السلفيين كقاتلي المسلمين وناهشي لحوم أهل العلم من جنس تسمية الأوثان آلهة ومسيلمة الكذاب نبيا.
فعندما نقول نبي فلا نقصد إطلاقا أدعياء النبوة الكذابين بل نقصد الأنبياء الصادقين عليهم السلام وكذلك لما نقول السلفيين.
والله أعلم.
ـ[أشجعي]ــــــــ[14 - Feb-2010, مساء 11:47]ـ
هذه حقيقة!! لا غبار عليها.
السلفيون يذمهم الجميع.
وللأسف من يتبع المنهج السلفي بحق طالته الكراهية لعدم تمييز الناس بين الصحيح والسقيم.
لماذا؟!
لأن من يستحل دماء المسلمين ويقتلهم يقول: أنا السلفي!!
ومن يقول بقول المرجئة في مسائل الإيمان يقول: أنا السلفي!!
ومن شغله الشاغل الطعن في عباد الله عز وجل وظلمهم يقول أنا السلفي!!
ومن انغمس في الحزبيات وملك الهوى قلبه وفؤاده يقول أنا السلفي!!
وطوائف كثيرة من أهل الضلال دخلت في هذا المسمى، وهذا حق ولا تكلف.
لا داعي للترقيع على حساب الحق.
كان هذا المسمى صافيًا نقيًا من أهل البدع.
فأصبح الآن مختلطًا بأهل البدع والضلال.
فلا تمييز، وهذا بسبب دخول أهل البدع فيه.
جزاك الله خيرا
بالضبط,
أصبح الكل ينتسب ويستظل تحت هذه المظلة
أمثال التكفيريين والمرجئة ,
كالذي يستظل بمظلة الاسلام فيحلل كل شيء بعد إضافته كلمة ...... الإسلامي أو ( .... ) إسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطير الحنون]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 12:59]ـ
السلام عليكم
قال شيخ الاسلام: " لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق. فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا. فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا: فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنا وظاهرا. وإن كان موافقا له في الظاهر فقط دون الباطن: فهو بمنزلة المنافق. فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله. فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم ".
الجزء 4 / صفحة 149.
مجموع الفتاوى
المؤلف: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني.
المحقق: أنور الباز - عامر الجزار
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 05:08]ـ
اللهم اجعلنا على هدي السلف الصالح(/)
متى تذكر عيب الغالط على الشريعة .. ؟
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 01:36]ـ
ما احسن ان نكون اولى بالشفافية من غيرنا ..
لا بأن نطالب بها الناس فإذا وقعنا في الشراك ظهر ان بعضا منا من ابعد الناس عن ذلك.
وقد حضر في الخاطر كلام لابن الجوزي , يذكر فيه جوابا لتساؤل البعض عن توقيت اظهار عيب الواحد منا اذا نُسب هذا الواحد الى الشريعة وطلابها.
فأحببت ان اعرضه متوخيا جوابا من احبابنا لطريقة سليمة لاظهار ما نسب للشريعة مما ليس فيها.
خاصة اذا وقع هذا الخطأ المنسوب لواحد من المعاصرين ممن لا نختلف معهم في اصول الدين , بل في مسائل معاصرة.
قد ارى انا او يرى غيري ان في اختياره لهذا القول ما قد يجر على الامة فتنة شمطاء عمياء , يفيق الناس منها اذا ولت مدبرة تاركة ما تعجز المحابر عن تنقيطة وتفقيطه.
ارجو ان يكون في هذا الموضوع صراحة نحتاجها كثيرا , حتى نقفز بها مما نوصم به من تضارب في الاقوال والآراء.
وقد تنوعنا .. حتى صرنا سلفيين وسروريين وغير ذلك.
نعم .. قد يكون في الصراحة ما يجرح.
لكن لو نظرنا الى موضع الجرح لوجدنا انه سيكون اغلظ من ذي قبل ..
هذا كلام ابن الجوزي رحمه الله في تلبيس ابليس .. ارجو من الاخوة انزال كلامه على الواقع بطريقة علمية سلسلة نستفيد منها جميعا
اللهم وفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك ..
قال ابن الجوزي رحمه الله:
والله يعلم أننا لم نقصد ببيان غلط الغالط إلا تنزيه الشريعة والغيرة عليها من الدخل , وما علينا من القائل والفاعل وإنما نؤدي بذلك أمانة العلم.
وما زال العلماء يبين كل واحد منهم غلط صاحبه.
قصدا لبيان الحق.
لا لإظهار عيب الغالط.
ولا اعتبار بقول جاهل يقول: كيف يرد على فلان الزاهد المتبرك به لأن الانقياد إنما يكون إلى ما جاءت به الشريعة لا إلى الأشخاص.
وقد يكون الرجل من الأولياء وأهل الجنة وله غلطات فلا تمنع منزلته بيان زلله.
واعلم أن من نظر إلى تعظيم شخص ولم ينظر بالدليل إلى ما صدر عنه كان كمن ينظر إلى ما جرى على يد المسيح صلوات الله عليه من الأمور الخارقة ولم ينظر إليه فادعى فيه الالهية ..
انتهى كلامه رحمه الله.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 01:38]ـ
رسالتك وصلت:)
شكرا لك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 02:03]ـ
الغالطون في الشرع مراتب كل يعامل بما يستحق منهم المجتهد و منهم المتأول و منهم صاحب الشبهة و كل هذه على قسمين سائغ و غير سائغ فتصير ستة أعذار:
فإذا قال شخص بمسألة فإما أن تكون:
1 - عن اجتهاد سائغ فلا ينكر عليه
2 - أو غير سائغ فينكر عليه
3 - فإن كان له تأويل سائغ فلا يبدع
4 - و إن كان غير سائغ يبدع
5 - فإن كان له شبهة سائغة فلا يكفر
6 - فإن كانت غير سائغة فيكفر
هذا تحصل لي من مجموع كلام العلماء و ليس من عندي.
ـ[جذيل]ــــــــ[19 - Feb-2010, مساء 11:43]ـ
الامل الراحل
من صاحب النقب
شكرا لمروركما
ـ[أحمد بن فتحى السخاوى]ــــــــ[20 - Feb-2010, صباحاً 12:25]ـ
:
فإذا قال شخص بمسألة فإما أن تكون:
1 - عن اجتهاد سائغ فلا ينكر عليه
2 - أو غير سائغ فينكر عليه
3 - فإن كان له تأويل سائغ فلا يبدع
4 - و إن كان غير سائغ يبدع
5 - فإن كان له شبهة سائغة فلا يكفر
6 - فإن كانت غير سائغة فيكفر
هذا تحصل لي من مجموع كلام العلماء و ليس من عندي.
أرجو منك ذكر أمثلة على ماقلت مع التعقيب بكلام العلماء
بارك الله فيك(/)
العلو عند الصوفية!!
ـ[علي الزيود]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 09:21]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد
قال الحافظ ابن حجر: وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي, فبادر بالجواب: هو كافر. اهـ. [لسان الميزان4/ 318].
قال العز بن عبد السلام: 'هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا' [سير أعلام النبلاء 23/ 48].
انظر الى كلامه في العلو - ابن عربي -: أيضاً: 'ومن أسمائه العلي: على من، وما ثم إلا هو، فهو العلي لذاته أو عن ماذا؟! وما هو إلا هو، فعلوه لنفسه، ومن حيث الوجود فهو عين الموجودات, فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليس إلا هو'. [الفصوص 76].(/)
أزمة الفجوة بين الوعي العقيدي والوعي السياسي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 01:09]ـ
المصريون
* محمد سعد عبد الحفيظ *: بتاريخ 25 - 8 - 2009
أكد عبود وطارق الزمر القياديان الجهاديان المحبوسان على ذمة قضية أغتيال الرئيس السادات في الحلقة الاولى من وثيقة " البديل الثالث بين الاستبداد والاستسلام أن عنف الحركات الاسلامية في العقود الاخيرة جاء كرد فعل على ما وصفاه تجاوزات السلطة،وأشارا أن اغلاق منافذ التعبير السياسي كان سبباً في لجوء الشباب إلى العنف.
وشدد آل الزمر في الوثيقة التي حصلت " الشروق " على اوراقها من اسرتهما على أن المراجعات لا تعني مصالحة النظام فالخلاف على تطبيق الشريعة قائم.
وحدد القياديان الجهاديان في حلقة اليوم ثلاث شروط لإنجاح المراجعات،ابرزها العمل على ايجاد آلية لمحاسبة الرؤساء وعزلهم عند الاقتضاء.
البيئة اللازمة لنجاح المراجعات
لا يمكن أن تؤتي المراجعات ثمارها وتحقق الأهداف المرجوة منها دون توافر ثلاث شروط:
أولاً: الإفراج عن جميع المعتقلين والسجناء السياسيين، فى إطار مصالحة وطنية، تجتث جذور الفتنة، وتمنع أسباب الاقتتال الداخلى فلا يخفى على أحد أن ملف السجون المصرية لا يزال شاهدا على قسوة السلطات وخروجها على القانون والدستور والمعاهدات والمواثيق الدولية التى وقعتها فى مجال حقوق الإنسان.
ثانيا: لابد من فتح كل الأبواب وإزالة كل الحواجز وتفكيك كل القيود التى تحول بين الشباب وبين العمل العام. دون اضطهاد أو تمييز.
ثالثا: إتاحة الفرصة أمام التغيير السلمى للسلطة، والعمل على إيجاد آلية لمحاسبة الرؤساء وعزلهم عند الاقتضاء، فهذا سبيل لا ينبغى إغفاله لإزالة أسباب الاحتقان والتوتر السياسى، فضلا عن أنه الطريق الذى يسمح بالنمو الطبيعى المتوازن للمجتمع وقواه الفاعلة.
مبادرة جديدة لمعالجة آثار صراع التسعينيات
في هذا الاطار فقد دعينا إلى إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى العفو عن كل الذين شاركوا فى جرائم التعذيب فى السجون المصرية، خلال السنوات الماضية، فى إطار مصالحة وطنية تتضمن العفو والإفراج عن كل المعتقلين والسجناء السياسيين، وتعويض الآلاف الذين تعرضوا للتعذيب، وتعويض أسر الضحايا والمظلومين الذين قتلوا أثناءه .. وذلك استنادا إلى أن الله تعالى قد فتح باب التوبة لمن أراد أن يتوب عن هذه الجريمة (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) .. كما أن توبتهم أحب إلينا من عذابهم.
ومن الضروري الاسراع بإنهاء ملف التعذيب داخليًا. قبل أن تستخدمه القوى الدولية فى ظروف معينة تتيح لها التدخل السافر فى شئون بلادنا، خاصة بعد أن أصبحت مطاردة المعذبين ظاهرة عالمية. كما أصبح التعذيب ضمن الجرائم التى تنظرها المحكمة الجنائية الدولية .. وبالإمكان ملاحقة مرتكبيها فى العديد من دول العالم من خلال «الاختصاص الجنائى الدولى»،فضلاً عن أن الامم المتحدة أنشأت مجلسًا لحقوق الإنسان يوازى مجلس الأمن، فى إطار تعاظم التدخل الدولى من خلال القانون الدولى الإنسانى.
ولا يجب أن نغفل التطورات التى يشهدها عالم اليوم بشأن المنظمات غير الحكومية المهتمة بحقوق الإنسان، حيث أصبحت مطاردة ضباط ومسئولي التعذيب جزءًا مهمًا من جهود الشرطة فى العديد من دول العالم، فتمت ملاحقة وزير الخارجية التونسى فى سويسرا على خلفية اتهامات بالتعذيب مارسها وهو ضابط شرطة، بل إن رؤساء العالم لم يسلموا من هذه الملاحقة كما رأينا فى رئيس شيلى السابق بينوشيه، ورئيس تشاد السابق حسين حبرى، فضلاً عن الرئيس العراقى السابق صدام حسين.
وما يجرى اليوم بشأن رئيس السودان عمر البشير. يدل على أن مسيرة الملاحقة متصاعدة، وأن ازدواجية المعايير الغربية لن تقدم وسيلة للتدخل فى شئون العالم العربى والإسلامى. وذلك حسب خطتها المرسومة، ووفق التوقيتات التى لن تتأخر بلادنا عنها كثيراً .. فضلاً عن أن تهديد أمن السودان ووحدته بالشكل الجارى، إنما يوجه أول ما يوجه إلى دور مصر العربى وأمنها القومى، ويوسع من دائرة نفوذ المشروع الإسرائيلى بالمنطقة.
كيف يمكن إنهاء الصراع المسلح
هناك عدة شروط لإنهاء الصراع المسلح داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وقطع الطريق على عمليات التعبئة المتصاعدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ــ العمل على تحكيم الشريعة الإسلامية فى شتى مجالات الحياة، وعدم الوقوف عند النصوص الدستورية، التى لم توضع إلا ذرًا للرماد فى العيون، فطريق الشريعة هو الطريق إلى مرضاة الله تعالى، وإعادة بناء الأمة، والدفع بها نحو محور الفاعلية فى الحياة الإنسانية، وأن كل المناهج الوضعية التى تم تطبيقها أو تجريبها فى منطقتنا، لم تحقق أيًا من الشعارات التى رفعتها، وأصبحت الأمة فى ظلها فى ذيل الأمم، تتسول فى كل مكان ومجال.
2 ــ إلغاء جميع القوانين الاستثنائية والمقيدة للحريات العامة، والإفراج عن جميع المعتقلين والسجناء السياسيين، وإتاحة الفرصة الكاملة للشعوب لممارسة حقها فى إدارة دفة التحولات المهمة التى تمر بها منطقتنا، فلا سبيل للنهضة الشاملة إلا بإطلاق إرادة الشعوب، فلم تكن هزائم الخمسين عامًا الماضية، إلا نتاجًا طبيعيًا لإقصاء الجماهير عن المشاركة، وإبعادها عن القرارات المصيرية، وعلى هذا يصبح من الحتم فتح الباب أمام جميع القوى السياسية لتشارك فى صياغة المستقبل والنهوض بالأمة، وذلك حتى يمكن تجاوز حالة الإنسداد السياسى التى باتت تتحكم فى مجتمعاتنا.
3 ــ إنهاء حالة الصدام مع فصائل التيار الإسلامى، والتى تحرض عليه الولايات المتحدة الأمريكية، والتى لن تؤدى إلا إلى المزيد من الضعف العام الذى تعانيه بلادنا ومجتمعاتنا، فضلاً عن أن هذا الصدام قد أصبح ذريعة لتشويه صورة الإسلام والمجتمعات الإسلامية أمام العالم، وسببًا من أسباب التدخل الخارجى فى عصر التحولات الدولية الكبرى.
4ــ وضع حد لمسيرة التبعية واستنزاف الثروات وتجويع الشعوب، والعمل على إيقاف مخططات تهميش منطقتنا، وإخراجها من نطاق الفاعلية على الساحة الدولية، فى الوقت الذى يمتلك فيه العالم الإسلامى 70? من موارد الطاقة العالمية و40? من المواد الخام، فإن حصته من التجارة العالمية لم تتجاوز بعد حاجز الـ6?.
5 ــ إعادة بناء الموقف العربى والإسلامى، فى إطار رؤية متكاملة للتحديات المحيطة، والعمل على سيادة نهج الوفاق والتضامن والتكامل على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، فلم يعد هناك مجال للاستسلام للمخططات التى تسعى لإعادة رسم خريطة المنطقة وصياغة مستقبلها.
6ــ العمل على دعم وتطوير المؤسسات الجامعة بالعالم العربى والإسلامى، بما يحقق طموحات الأمة وآمالها، والتحالف مع الجهود الساعية إلى إصلاح نظام الأمم المتحدة، بما يكفل مصالح الشعوب المستضعفة والأمم المهمشة.
8ــ أن المعالجة الصحيحة لموجات العمليات العشوائية لا تتم بغير الإدراك الكامل لأهمية فتح الباب واسعًا أمام كل وسائل التعبير، والتوقف بلا رجعة عن كل صور وأشكال التمييز والاضطهاد، وإعطاء الفرصة لعلماء وقادة الصحوة الإسلامية لمعالجة هذه الظواهر، فى بيئة غير مستفزة.
وذلك فى إطار إدراك أن فتح الباب أمام النمو الطبيعى للتيار الإسلامى سيساهم إلى حد كبير فى تطوير مجتمعاتنا، والعمل على استقرارها، والنهوض بها فى مواجهة جميع التحديات والأخطار الخارجية.
فالصحوة الإسلامية يجب أن ينظر إليها باعتبارها أبرز مظاهر حيوية الأمة، وهى الاستجابة الصحيحة التى يمكن أن نواجه بها تحديات القرن العشرين الجسام.
في حين أن التحرك المنظم الساعى إلى إجهاضها وتصفيتها، بدلاً من تطويرها وتوظيفها هو تحرك يسير فى اتجاه مضاد لحركة التاريخ، كما أنه يدل على جناية كبرى بحق مستقبل البلاد والأجيال القادمة، كما يدل على خلل استراتيجى فادح.
9 ــ أن النظم السياسية الحاكمة بالعالم الإسلامى تقف اليوم أمام فرصة تاريخية للحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية والأمن القومى، وذلك بالتوافق مع جميع القوى السياسية (الإسلامية والوطنية)، وبناء مشروع جديد للمقاومة يقف بالأمة عند الحد الأدنى للصمود أمام الاجتياحات والتحديات المحيطة والمحدقة،والبديل لذلك هو تعريض أمن البلاد واستقرارها لأكبر الأخطار التى لا يمكن تصورها أو توقعها، فالسيناريوهات الموضوعة بالفعل لمنطقتنا تدور بين أمرين أحلاهما مر:
* إما الاندماج فى منظومة الإمبراطورية الأمريكية، والعمل على تكريس المشروع الإسرائيلى بالمنطقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وإما التفكيك والتفتيت بتكرار نموذج الصومال، والذى يجرى تعميمه اليوم فى لبنان والسودان والعراق، وهو ما يصب أيضًا فى مشروع الإمبراطورية الأمريكية، والقيادة الإقليمية لإسرائيل الكبرى.
10ــ والبرغم من ضرورة التزام السلطة بعقيدة التوحيد وأحكام الشريعة، إلا أن تخلف هذا الالتزام لا يعنى ضرورة الصدام، بل تقوم الدعوة باختيار أنسب وأنجح السبل والوسائل لتحقيق أقصى انتشار ممكن، ولاسيما وقد أصبحت حجة الإسلام هى السلاح الأمضى فى مواجهة كل الخصوم.
أن مصلحة الدعوة قد تقتضى العمل على تحييد السلطة وعدم الدخول فى صدام معها، وهو ما يلحظه كل من تعامل مع هدى المرسلين وكذا التراث الفقهى الذى تركه لنا علماء الأمة الثقات، فلابد من تغليب المصلحة على المفسدة ودراسة المآلات قبل الدخول فى أى قرار.
أن توسيع مجال الدعوة فى هذا العصر، قد أصبح هو التحدى الحقيقى الذى يجب أن تطرحه الصحوة الإسلامية، وذلك فى ظل تصاعد طوفان العولمة الثقافية الطاغى .. والذى لم يسلم منه بيت .. وفى ظل سيادة المنطق المادى الإلحادى الذى شوه نفسية الإنسان ودمر مكوناتها الرئيسية .. فضلاً عن اتساع رقعة الظلم السياسى والاجتماعى، التى تجعل الإنسان فى أقرب موقع من فطرته.
الواجبات الملقاة على عاتق الحركات الإسلامية
بناء على ما سبق فلابد من القيام بعدة واجبات تضع الصحوة فى موقع متميز، تستطيع من خلاله أن تقول كلمتها للعالم .. وأن تواجه المستجدات الكبرى التى شهدها القرن الجديد. وأن تظل فى قلب الأحداث متحدية عمليات عزلها قسريًا عن حركة المجتمعات .. وأهم هذه الواجبات:
بناء وصياغة نظرية عامة لحركة التيار الإسلامى والصحوة الإسلامية المعاصرة، فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة، وذلك فى ضوء دراسة مستوعبة لمجمل أداء التيار على مدى الثمانين عاما الماضية، فلم يعد من المنطقى التعامل بالقطعة!! مع قضية من أعقد وأخطر قضايا التنظير السياسى .. والنظرية المأمولة هى النظرية التى تضع الأهداف بدقة، وتحدد الأساليب والوسائل باحتراف، وترتب الأولويات بصورة تضع حدا لفوضى الأداء، وتبدع حلولا للمشكلات والمعضلات المعاصرة، وتنتج تصورا للتشكيلات والتنظيمات اللازمة لإنجاز الواجبات.
ضرورة إعادة النظر فى مشاريعها وخططها العملية، والارتفاع إلى مستوى المسئولية الملقاة على عاتقها، كحركات مجددة لدعوة الإسلام، داعية لإصلاح العالم، وذلك فى ضوء قراءة متعمقة للفقه السياسى الإسلامى، ونظرات مستوعبة للتحولات الكبرى التى يشهدها واقعنا المعاصر، على جميع المستويات المحلية والاقليمية والدولية.
أهمية إعادة صياغة مشروع النهضة الإسلامية المرجوة، فى ضوء الواقع الجديد الذى شهد تغييرات جذرية وحاسمة على كل الأصعدة، مع التأكيد على أن استيعاب وهضم الواقع الدولى الجديد، قد أصبح مدخلا رئيسيا للتعامل مع الخريطة السياسية المعاصرة، كما يجب التنبه إلى أنه إذا كانت الصحوة الإسلامية قد أنجزت قدرا غير يسير من أهدافها خلال القرن العشرين. فإن أهدافا أهم لاتزال تنتظرها على أعتاب القرن الحادى والعشرين.
وجوب بناء تصور شامل يحدد طبيعة العلاقة مع الحضارة الغربية ــ الحضارة الغالبة ــ وأسلوب التعامل مع كل معطياتها وإنجازاتها وإفرازاتها المعاصرة، ولاسيما ما يمثل تحديا للنهضة الإسلامية المنشودة، ومعوقا لحضور الأمة الإسلامية وفاعليتها.
وجوب إعادة الاعتبار لعلماء الأمة، والعمل على أن يكونوا فى مواقع الريادة، فهم ورثة الأنبياء، وأولى الناس بترشيد وتسديد وتصويب مسارات الصحوة واتجاهاتها.
كما ينبغى الارتفاع إلى مستوى التحديات الخارجية التى تحاصر أمتنا، وذلك بالعمل على تبنى مناهج وأساليب عمل تحصن المجتمعات وتحميها. والحذر من الاستجابة للمعارك الهامشية والمفتعلة، حتى لا تستدرج الصحوة بعيدا عن أهدافها الرئيسية.
لابد من الدراسة العلمية الوافية للتطبيقات الإسلامية المعاصرة على مستوى الدولة، فى السعودية وباكستان وماليزيا وإيران والسودان والإمارات وأفغانستان وتركيا والصومال ونيجيريا وإندونيسيا والوقوف على نقاط القوة والضعف فيها، وذلك فى إطار بناء نموذج للدولة الإسلامية المعاصرة، القادرة على التعامل مع المعطيات الجديدة، والتحولات الحاسمة فى تاريخ العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لابد من بناء تصور جديد للعلاقة بين التيار الإسلامى والسلطات الحاكمة فى العالم العربى والإسلامى، وذلك فى ضوء الواقع الجديد، وعلى أساس فقه المصالح وقواعد الضرورة.
التأكيد على ضرورة التفاعل الإسلامى مع معطيات الواقع المعاصر، وذلك بتبنى أساليب ووسائل قادرة على تحقيق أكبر قدر ممكن من المصالح والأهداف الإسلامية العليا. وهو ما يقتضى أسلوب العمل المؤسسى: الدعوى والتعليمى والتربوى والسياسى والاجتماعى، كما لابد من التأهل للتعامل مع ظاهرة المنظمات غير الحكومية، التى يتنامى دورها فى العالم والاستفادة من قواعد عملها التى تجاوزت حدود الدولة القطرية، التى تترسخ فى ظل التحولات الدولية الجارفة .. كما يجب التعاطى الإيجابى مع ثورة الاتصالات العالمية، التى توفر مناخا أنسب لتبليغ القول، وتوصيل حجة الإسلام، فلم تعد الفضائيات والانترنت حكرا على نشر المادية والإباحية، بل يمكن توظيفها للدفاع عن الإسلام وقضاياه، ونشر الفضيلة والذود عنها.
صياغة خطاب إسلامى معاصر، يتوجه للعالم من حولنا: يزيل الشبهات التى تتردد اليوم بقوة حول الإسلام، ويحذر العالم من استمرار تحكم الفلسفات المادية والعلمانية، التى تؤذن بدمار شامل.
بناء خطاب إسلامى وقائى، ردا على الحرب الاستباقية أو الوقائية الموجهة للعالم الإسلامى، والعمل على كشف حجم الزيف والعدوان والعنصرية فى تلك الحرب، وعدم الاستسلام لمخططات تغيير المناهج فى التعليم والإعلام والثقافة، فضلا عن إعادة بناء النظم السياسية وفق رؤية الغرب العلمانية.
العمل الجاد على معالجة ظواهر الغلو وإفرازاتها على الساحة الإسلامية، من خلال قواعد الفقه الإسلامى الأصيل، وتنمية الوعى بفقه الواقع، والتأكيد على أن أخطاء وتجاوزات الآخرين، لا تبرر تجاوز الفقه الصحيح فى التعامل معهم .. وقد أصبح من أهم الظواهر التى تؤرق المخططين لمستقبل التيار الإسلامى: تنامى الوعى العقيدى وتقزم الوعى السياسى، وهو ما ينعكس سلبا على الممارسات الإسلامية داخل مجتمعاتنا أو فى التعامل مع الآخر العقيدى.
ومن أهم هذه الآثار السلبية فى التعامل مع الآخر:
1 ـ الاعتقاد بوجوب الحرب على كل غير المسلمين، على أساس أن الكفر وحده يوجب الحرب.
2 ـ أن تكون الحرب على هؤلاء جميعا فى وقت واحد، وهذا هو الشكل الوحيد الذى يحقق عقيدة البراء، كما أن الكفر كله ملة واحدة.
3 ـ عدم إعطاء أية مساحة لتحييد بعض هؤلاء أو حتى من يكون منهم له رأى حسن بالإسلام. برغم أن هذا الفصام بين ما هو عقيدى وما هو سياسى، هو عرض لقلة الفقه وفقدان التعامل الصحيح مع السيرة النبوية، فالعقيدة الصحيحة لا تستدعى إطلاقا إهمال الحسابات العملية والإدارة السياسية للصراع، فالرسول «صلى الله عليه وسلم» لم يفتح جبهتين فى وقت واحد طوال حياته، كما أن السلف الصالح لم يروا جواز أن يلقى المسلم بنفسه على صفوف الأعداء إلا إذا غلب على ظنه إحداث النكاية، كما أنهم كانوا يرون أن عدم الأخذ بالأسباب قادح فى الإيمان.
وعلى ذلك فيجب العمل على بناء جسور للتفاهم والتكامل مع جميع القوى السياسية، فى إطار حماية مجتمعاتنا من الاختراقات الخارجية، وتجفيف منابع الاستبداد والقضاء على الفساد، فذلك هو السبيل الواجب لإخراج شعوبنا من مستنقع الإذلال والقهر والتجويع والفقر.
وكذلك العمل على تفعيل الخطاب الإسلامى الجماهيرى، الذى يخرج الجماهير من سلبيتها، كى تشارك وتخوض معاركها المصيرية، فالتيار الإسلامى ليس بديلا عن الجماهير، وإنما هو طليعة لها.
لذا فأن التفاعل النشط مع الحركات والاتجاهات العالمية المناهضة «للعولمة» و «القطبية الأحادية»، فى إطار بناء عالم أفضل تسوده العدالة، والعمل على إنقاذ الشعوب المستضعفة من المظالم المتوقعة فى ظلهما، وذلك فى إطار قواعد الفقه الإسلامى المستقرة،سيكون ركيزة لعودة الصحوة الاسلامية.
* نقلا عن صحيفة الشروق.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 01:31]ـ
أخي خالد: ألا ترى بأن العنوان في واد والموضوع في واد آخر .. فجل الفقرات هي حديث عن أفق جديد للعلاقة بين السلطة والحركات الاسلامية ومحاولة لعرض إطار منهجي عام لتسلم الاسلاميين الحكم فهو من هذه الحيثية طرح مثالي غير واقعي لم يراعي متغيرات الوضع الدولي والحقيقة الموضوعية للشعوب الاسلامية كما أنه لم يأخذ بعين الاعتبار وزن التيارات المناوئة وهذه الفجوة بين المثالية والواقع هي الأزمة الحقيقية التي تعاني منها بعض قيادات الاسلاميين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 05:35]ـ
لم أتأمل فى نقدك وسأتأمله فيما بعد ونتحاور
لكن اقول الان ان العنوان هو من وضع الجريدة فانا ناقل فقط
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 05:36]ـ
1 ـ الاعتقاد بوجوب الحرب على كل غير المسلمين، على أساس أن الكفر وحده يوجب الحرب.
هل يصح له هذا الانتقاد وما هى علة قتال الكفار وقد ثبت فى الحديث قاتلوا مَنْ كفر بالله
وبحثت فى النت فوجدت احد الباحثين يقول
واوضح الباحث راشد بن محمد بن عساكر ان الشيخ ابن تيمية خلص في رسالته المهمة والواضحة الى ان قتال الكفار وجهادهم لا لأجل الكفر ذاته وانما هو الدفاع عن الدين، اي ان الاسلام في اصله دفاعي وليس هجوميا. وتساءل الباحث لماذا اخفي هذا الكتاب ولماذا الضجة حوله في الاوساط الدينية في الرياض قبل اكثر من نصف قرن. وجاءت تأكيدات الباحث ابن عساكر رغم ان علماء ومحققين رفضوا نسبة رسالة القتال الى ابن تيمية واشاروا فيها الى ان اعرف الناس بكتب ابن تيمية وهو تلميذه المحقق ابن القيم لم يذكرها ضمن مؤلفات شيخ الاسلام، كما رفض هذه الرسالة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم جامع فتاوى ابن تيمية ولم يدخلها ضمن الفتاوى، اذ قال: «ولم اضع
فهل كلامه صحيح مع ان الصواب ان فى الاسلام جهاد دفع وجهاد طلب لا دفع فقط كما يقول البعض(/)
ما الفرق بين (قبول الخبر) و (تصديقه) في مسألة الإيمان؟
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 04:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كنت أستمع لشرح الشيخ سيد العربى على كتاب الإيمان فذكر هذا المخطط:
خبر/أمر>>>قبول>>>تصديق>>>أعمال قلب>>عمل الجوارح/عمل اللسان.
فما الفرق بين القبول والتصديق؟ ما القدر الزائد الذى يحمله التصديق؟
ـ[ابو ربا]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 07:03]ـ
الايمان ليس مجرد تصديق فقط بل لابد من امر اخر وهو عمل القلب الذي يتضمن الحب والانقياد والقبول وذلك لان التصديق انما يعرض للخبر فقط فاما الامر فليس فيه تصديق من حيث هو امر وكلام الله تعالى خبر وامر
فالخبر يستوجب تصديق المخبر والامر يستوجب الانقياد له والاستسلام وهو عمل في القلب جماعه الخضوع والانقياد للامر وان لم يفعل المامور به
فاذا قوبل الخبر بالتصديق والامر بالانقياد فقد حصل اصل الايمان في القلب وهو الطمانينة والاقرار فان اشتقاقه من الامن والذي هو القرار والطمانينة وذلك انما يحصل اذا استقر في القلب التصديق والانقياد. الصارم المسلول ص 519بتصرف يسير
قلت: كلام الله خبر وامر الاول يقابل بالتصديق والثاني بالانقياد والتسليم فالايمان المتعلق بالقلب قائم على اصلين
الاول: التصديق بالحق واعتقاده
والثاني:محبة الحق وارادته
فالاول اصل القلب وهو قوله والثاني اصل العمل وهو عمل القلب واما قول اللسان وعمل الجوارح فواضح وهما فرع الاصلين وبدونهما لايمكن حصولهما الا من منافق
ـ[ابو ربا]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 07:06]ـ
عمل اللسان هل هذا الاطلاق صحيح؟ فيه خلاف عده بعضهم انه خلاف لفظي وانا لم اراجع هذا وانما كان مرورا
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 04:17]ـ
جزاك الله خيراً،
كنت أسأل عن المرحلة التى تسبق التصديق وهى قبول الخبر، أليس القبول هو التصديق؟.
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 01:01]ـ
ابن القيم رحمه الله في (الفوائد:): "الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته، فلا ينفع ظاهر لا باطن له وإن حقن به الدماء وعصم به المال والذرية.(/)
لا تحديد في الإسلام لبدء سن الزواج ولا لانتهائه للشيخ عبد المحسن العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 04:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((لا تحديد في الإسلام لبدء سن الزواج ولا لانتهائه))
وفي المقال إشارة لرسالة الشيخ ((العدلُ في شريعةِ الإسلام وليس في الدِّيمقراطية المزعومَة))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif (http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif) doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/aladl.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif (http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif) pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/aladl.pdf)
لتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif (http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif) doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/zawag.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif (http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif) pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/zawag.pdf)
وللاستزادة كثيرا ينظر
ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184344)
ـ[ابو ربا]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 06:12]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 10:50]ـ
جزيت خيرا(/)
تاريخ الارتباط الغربي بالخليج العربي وأهدافه ودور العلماء في مقاومته
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 06:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم يا إخوان موضوع نفيس من مواضيع الشيخ حامد العلي حفظه الله وأيده بنصره وجعل كيد شانئيه في نحورهم.
الموضوع يبين مكيدة العالم الغربي بالأمة الإسلامية و محاولته الاستيلاء عليها خيراتها وثقافتها، فالواجب علينا يا إخوان أن نعي حجم المكيدة و سبل كشفها، فاقرؤوا هذا الموضوع أثابكم الله
تاريخ الارتباط الغربي بالخليج العربي وأهدافه ودور العلماء في مقاومته
بقلم: حامد بن عبد الله العلي
) ولاتهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) آل عمران 139ــ142
) يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) النساء72
الحمد لله أشهد أن لا إله إلا هو وحده لاشريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسله اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فهذا مقال خاص لموقع (الإسلام اليوم) الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ العلامة سلمان بن فهد العودة وفقه الله وجميع الاخوة القائمين على الموقع.
هدف المقال: إلقاء الضوء على تاريخ الارتباط الغربي بالخليج العربي وأهدافه، وطبيعة المشهد الراهن، والدور المتوقع من العلماء والحركة الإسلامية في ضوء ذلك كله.
ولنبدأ بنبذة نستذكر فيها التاريخ.
فجوة الانسحاب البريطاني من الخليج
بقيت بريطانيا طيلة 150 سنة متواصلة القوة السياسية والعسكرية الحاكمة التي تسير شؤون إقليم الخليج، حتى انسحبت من إقليم الخليج كله عام 1971م، واقترن بذلك ميلاد ثلاث دول جديدة هي البحرين والإمارات وقطر، وحصول عمان على الاستقلال، وهنا برز ما يسمى النظام الإقليمي الخليجي.
غير أن هذا الانسحاب البريطاني أدى إلى اهتمام القوتين العظميين بملء فراغ القوة الناتج عن الغياب البريطاني، ولاسيما في ظل وجود الثروة النفطية التي جعلت النظام الخليجي عرضة للاحتواء والاختراق، في وقت كانت دوله ما زالت في طور بناء نفسها، بل لعل بعضها لم يبدأ بعد في تأسيس مؤسسات الدولة.
وقد نتج عن ذلك وقوع النظام الإقليمي الخليجي بين تأثير السيطرة من جانب القوى الدولية، وانكفاء كل دولة على نفسها ساعية لتأسيس كياناتها الصغيرة، وبناء مؤسساتها، وظهرت مشاكل الحدود والخلافات الداخلية، مما أضعف قدرتها على بناء أمنها الجماعي ذاتيا، وأبقى هذا النظام الإقليمي عرضة للتدخلا ت الخارجية المستمرة، إلى اليوم وفي المنظور القريب.
الولايات المتحدة تملأ الفراغ بمبدأ نيكسون:
كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول مرشح لمل ء الفراغ إثر الانسحاب البريطاني من الخليج، لما بينها وبريطانيا من تحالف استراتيجي، غير أن الولايات المتحدة آثرت أولا العمل بمبدأ نيكسون، الذي أعلن في عام 1969م، وقد أطلقه بعد أن عزمت بريطانيا على الانسحاب من الخليج قبل أن تنسحب فعليا، وينطلق هذا المبدأ مما يسمى عملية (الفتنمة) أي تمكين الأنظمة الصديقة لتحمل على عاتقها دورا رئيسا في قمع المتمردين، وتخفيف العبء على الولايات المتحدة الأمريكية، كما انسحبت أمريكا من الحرب الفيتنامية لتدعم الحلفاء في سايغون وجعل الحرب بين طرفيها الفيتناميين في الشمال والجنوب دون تدخل عسكري أمريكي مباشر في تلك الحرب.
سياسة عدم التدخل المباشر:
وهكذا استقر الرأي الأمريكي على عدم الحلول كبديل مباشر لبريطانيا، وارتكز هذا التوجه الجديد على مبدأ وضعه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط (جوزيف سيسكو) واستند ذلك الإطار إلى بضعة مبادئ رئيسية أهمها:
1ـ الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وذلك للتخفيف من حساسية الرأي العام الأمريكي التي فجرتها الحرب الفيتنامية.
2ـ تقديم الدعم اللازم للدول الصديقة لتعزيز مجهوداتها في مجالات الأمن.
أول مواجهة مع الغرب:
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أنه بعدما عايش هذا النظام الوليد، أعني النظام الإقليمي للخليج، الارتفاع المثير لاسعار النفط عام 1973م، بعد أن اتخذت الدول العربية المصدرة للنفط، قرارا بحظر النفط عن الدول الغربية التي ساندت ووقفت إلى جانب الكيان الصهيوني في حرب أكتوبر 73م، ثم اتخذت قرارا آخر بأن تخفض الدول العربية المصدرة للنفط إنتاجها بنسبة 5 بالمائة شهريا لتضغط أمريكا على الكيان الصهيوني، لإجباره على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
ثم لما حدثت بعد ذلك عدة قفزات في أسعار النفط، وأصبحت منظمة الدول الدول المصدرة للنفط أوبك هي الفاعل الرئيس في تسعير النفط، مما أدخلها في صراع مع الشركات النفطية الاحتكارية الغربية، ثم انتقل إلى صراع بين الدول المنتجة للنفط والدول الرأسمالية الغربية وعلى رأسها أمريكا.
دفع ذلك كله أمريكا إلى الانزعاج من هذه التطورات، والنظر إلى الدول النفطية الصديقة في الخليج على أنها من مصادر تهديد مصالحها الحيوية النفطية.
تطورات عالمية تدفع الآلة العسكرية الامريكية إلى الخليج
ثم جاءت المرحلة التالية التي أعقبت قرارات الحظر النفطي، وتمثلت في التطورات التي أخذت تضغط على صانع القرار الأمريكي للتخلي ولو جزئيا عن الحذر الأكثر من اللازم ـ كما وصف ـ بخصوص عدم التورط العسكري الأمريكي المباشر، وضرورة التحرك لحماية المصالح الأمريكية النفطية التي تواجه تهديدات خطيرة إقليمية ومن الاتحاد السوفيتي.
فبعد سقوط نظام الشاه، أصيبت أمريكا بخسائر جسيمة بفقدان نظام حليف، والظهور في صورة عدم القدرة على حماية حلفاءها، وكان ذلك في صالح الاتحاد السوفيتي الذي كان يأمل أن يؤدي سقوط نظام الشاه إلى إصابة أمريكا في مقتل، بعد ذلك جاء التدخل السوفيتي في أفغانستان، فضاعف من التخوف الأمريكي في الخليج.
إضافة إلى توالي تغيرات دولية صبت في مصلحة الاتحاد السوفيتي من باكستان إلى أثيوبيا، حتى وصل الأمر إلى قيام نظام اليمن الجنوبي المؤيد للاتحاد السوفيتي، وكذلك نظام منغستو هيلا مريام في أثيوبيا، وامتلاك العراق زمام المبادرة للقيادة العربية والضغط على دول الخليج ضد مصر والسياسة الأمريكية عقب توقيع مصر اتفاقية مع الكيان الصهيوني، وأيضا شهدت العلاقات العراقية السوفيتية تطورات إيجابية.
ولمواجهة هذه التطورات التي حدثت تباعا، والتي تعدها الولايات المتحدة الأمريكية أخطارا جسيمة تهدد مصالحها الإستراتيجية بشكل مباشر، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تعدل من سياستها السابقة وأنماط علاقاتها الإقليمية وذلك بالعمل على جهتين:
الأولى: السعي لاعادة امتلاك السيطرة على القرار النفطي في السوق العالمية، بل لقد تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع النفط العربي كملكية أمريكية مطلقة، وقد عبر وليام سايمون وزير الخزانة الأمريكية آنذاك عن ذلك بقوله
Those people do not own oil thy only sit on it ، هؤلاء الناس لا يملكون النفط إنهم فقط يجلسون عليه، كتاب (النفط والوحدة العربية) عبدالفضيل ص 188
الثانية: التلويح بالتدخل العسكري المباشر لحماية أمن النفط، ووصل الأمر إلى التهديد باحتلال آبار النفط العربية، حتى قال الرئيس الأمريكي (لايمكن السماح لاحد بإملاء القرارات، وتقرير مصائر الدول من خلال استخدام النفط والتلاعب بأسعاره) كتاب الدور الاستراتيجي لأمريكا في منطقة الخليج حتى منتصف الثمانينات ص 116 أحمد عبد الرزاق شكاره
وقال جيمس شليزنغر وزير الدفاع آنذاك (إن الدول العربية تواجه مخاطر تنام في ضغوط الرأي العام الأمريكي باستخدام القوة ضدها إذا ما استمرت في حظر النفط) أمن الخليج وتحديات الصراع الدولي ص 41
مبدأ كارتر
وقد أدت هذه التطورات إلى بلورة ما يسمى بمبدأ كارتر الذي ينص على: (إن أية محاولة تقوم بها أية قوة خارجية للسيطرة على الخليج الفارسي ستعتبر عدوانا على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية وسوف تستخدم كل الوسائل الضرورية للرد عليها بما في ذلك القوة العسكرية) قوة الانتشار السريع والتدخل العسكري الأمريكي في الخليج جيفري ريكورد ص 13.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمصالح الحيوية التي تدفع الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل العسكري لحمايتها من أي عدوان خارجي حددها وزير الدفاع الأمريكي هارولد براون في خطاب له أمام مجلس العلاقات الخارجية بتاريخ 6/ 3/1980م، بأنها تشمل (تأمين الوصول إلى النفط ومقاومة التوسع السوفياتي، وتدعيم الاستقرار في المنطقة، ودفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وضمان أمل إسرائيل) الصراع على الخليج العربي، النعيمي ص 71
في عهد بوش، اوسع انتشار عسكري أمريكي في الخليج:
جاء بوش بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية وبروز العراق قوة إقليمية ذات قدرات متطورة، وتزامن مع انحسار الدور السوفيتي على مستوى دعم حركات التحرر في المنطقة، فوضعت استراتيجية جديدة تبرر التدخل في الخليج تقوم على أمرين:
الأول: ضمان إمدادات النفط.
الثاني: مواجهة ما وصف بأية تهديدات إقليمية في المنطقة.
وأرسل بوش رسالة إلى مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في بغداد مايو 1990م، وقد تضمنت تلك الرسالة المعالم التالية:
1ـ أن الولايات المتحدة الأمريكية لإنزال ملتزمة بالمحافظة على حرية الملاحة في المياه الدولية بما في ذلك مياه الخليج
2ـ الولايات المتحدة تعمل أيضا على تأمين حرية تدفق النفط عبر مضيق هرمز وكذلك تأمين استقرار وأمن الدول الصديقة.
3ـ إننا نوى الاحتفاظ بوجودنا البحري في الخليج في المستقبل المنظور، وهذا الوجود يلقى المساندة من أصدقائنا في المنطقة
4ـ أن وجودنا في الخليج لا يشكل تهديدا لأحد ويجب أن لايتنظر أي دولة من دول الخليج إلى هذا الوجود على أنه مصدر تهديد وسنشعر بالقلق إذا ما أدى أي قرار من قرارات قمة بغداد إلى تقليص وجودنا في الخليج أو تقليص المساندة التي نتلقاها لهذا الوجود جريدة القبس الكويتية 27/ 5/1990م
وفي عهد بوش استخدمت أمريكا لاول مرة القوة العسكرية، ولكن تحت غطاء الأمم المتحدة، لحماية مصالحها الاستراتيجية في الخليج، وبذلك عززت وجودها العسكري، وارتبط بمعاهدات أمنية، وتكثف وانتشر بصورة كبيرة لم يسبق لها مثيل، وقد كان ذلك فرصة تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية للتفرد المطلق بالهيمنة على منطقة الخليج والاستفراد بها واستبعاد القوى العالمية عن التأثير، وقد كان هذا يشكل هدفا استراتيجيا حيويا لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، ولم تزل تسعى لتحقيقه، منذ انسحاب بريطانيا، غير أنها لم تتوفر لها الفرصة المناسبة، في ضوء الحرب الباردة، وحقبة الصراع مع الاتحاد السوفيتي، كما توفرت دراماتيكيا بعد انحسار قوة الاتحاد السوفيتي، وقيام النظام العراقي بغزو الكويت.
عهد كلنتون والاحتواء المزدوج:
في عهد كلنتون، وضعت إدارة الرئيس كلنتون مجموعة من السياسات المتكاملة فيما بينها للحفاظ على مصالح أمريكا الإستراتيجية في الخليج كما ذكرناها سابقا، على ضوء فهم حديث لمصادر التهديد الجديدة في الخليج وتقوم على مبدأين:
1ـ إعطاء الأولوية لاستخدام القوة العسكرية.
2ـ الاحتواء المزدوج للعراق وإيران.
والهدف المباشر لهذه السياسة كما يوضحه عدد من الاستراتيجيين الأمريكيين هو أن للولايات المتحدة مصلحة كبرى في منع ظهور أية قوة تحمل نزعة سيطرة إقليمية في أي بقعة من العالم، ولاسيما إذا كانت قوة قادرة على تهديد الاستقرار العالمي ـ أي خضوعة لزعامة أمريكا ـ عبر استخدام القوة.
وكان أول من استخدم هذا المصطلح (الاحتواء المزدوج) (مارتن إندك) عندما كان يعمل مستشارا للأمن القومي لشؤون الشرق الأدنى في الولاية الأولى للرئيس كلنتون بجانب أنطوني ليك.
وقد اعتبر هذا المبدأ تغير حاسم عن سياسة توازن القوى التي سبق أن اعتمدت عليها واشنطن في عقدي السبعينات والثمانينات للحفاظ على المصالح الأمريكية، وذلك بدعم الدولتين المتصارعتين تباعا، أي دعم أحدهما لموازنة الأخرى مثل دعم إيران في عقد السبعينات، ثم التحول إلى دعم الأخرى ضد الأولى مثل دعم العراق في سنوات الحرب العراقية الإيرانية ضد إيران.
عهد بوش الابن:
مما سبق يتبين أن الارتباط الغربي بالخليج مر بثلاث مراحل رئيسة:
المرحلة الأولى: الاحتلال البريطاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
المرحلة الثانية: الانسحاب البريطاني، واستبداله بالتدخل الأمريكي غير المباشر، دون أن تحظى أمريكا بالتفرد المطلق بالتأثير على الخليج.
المرحلة الثالثة: التفرد الأمريكي وتكثيف وجوده العسكري في الخليج.
وتبين أيضا أن اتجاه هذا الارتباط يتحول باضطراد إلى هيمنة شاملة، وأن أمريكا غير عازمة على الانسحاب من المنطقة مطلقا، بل إلى التطلع نحو تدخل أكثر في شؤون الخليج الداخلية، ومما يعزز هذا الاستنتاج أن في عهد بوش الابن، تبنت الإدارة الأمريكية لاول مرة المطالبة بل الضغط لتغيير المناهج التعليمية في الخليج، والرقابة على أموال الجمعيات الخيرية، وتقوم الإدارة الأمريكية بدور ثقافي مركز للتأثير على المجتمعات الخليجية، ومن الأمثلة على ذلك إثارة موضوع حقوق المرأة الخليجية وحقوق الإنسان، انطلاقا من النظرة الغربية، وتكرار التلويح بضرورة التغيير نحو الديمقراطية الغربية في الخليج ... إلخ.
وتدعم الولايات المتحدة النخب الخليجية المتحمسة للثقافة الغربية، وتسعى بوسائل متعددة للقيام بنفس الدور الثقافي الذي كانت بريطانيا تقوم به في مصر إبان الاحتلال البريطاني لمصر.
وقد استغلت تهديد النظام العراقي لدول الخليج بعد حرب الخليج الثانية، كما تستغل الآن ما تطلق عليه (الحرب على الإرهاب الدولي) بعد حوادث التفجير في 11سبتمبر، لزيادة الاستلحاق السياسي بالغرب، وذلك بهدف تحقيق أهداف الوجود الأمريكي في منطقة الخليج، وهي:
1ـ ضمان أمن الكيان الصهيوني.
2 ـ السيطرة على حقول البترول ومنع تحويله إلى سلاح ضد الغرب.
3ـ إحداث أكبر قدر من التغريب الثقافي في المجتمعات الخليجية.
وتستعمل في سبيل تحقيق هذه الأهداف وسائل متعددة أهمها:
1ـ إبقاء النظام الإقليمي الخليجي في حاجة مستمرة إلى الحماية الغربية.
2ـ الحيلولة دون نجاح مشاريع الوحدة أو التقارب الخليجية.
3ـ تكثيف دور المؤثرات الإعلامية الثقافية الغربية على المجتمعات الخليجية.
4ـ تشجيع دور النخب الخليجية المتغربة للقيام بدور تحسين الأهداف الغربية و إلباسها لبوس المصالح المتبادلة، والانفتاح الثقافي، والتفاعل الحضاري .. إلخ.
دور العلماء و الحركة الاسلامية
وفي ظل هذه الأحوال العصيبة التي تمر بها منطقة الخليج، فالواجب على العلماء والدعاة أن يرتبوا أولياتهم وفق المرحلة الراهنة بما يلي:
1ـ تشجيع عوامل التعاون بين مختلف فصائل الدعوة الإسلامية ورموزها وتوجيهها نحو التنسيق المستمر، و تهميش الخلافات الجانبية، لمواجهة الخطر المشترك.
2ـ التركيز على مواجهة الهجمة الإعلامية الغربية بهجمة مضادة شاملة تكشف عوارها وتلقي الضوء على مكامن الخطر فيها.
3ـ إشاعة مفاهيم الاعتزاز بالانتماء الإسلامي، والتميز الثقافي المتمثل في تحكيم الشريعة الإسلامية في كل شؤون الحياة، والدفاع عن مفاهيم الولاء والبراء والجهاد والوحدة الإسلامية، ومحاربة المفاهيم الغربية المضادة.
4ـ العمل على دفع مشاريع التقارب و الوحدة الخليجية باتجاه التنفيذ السريع بهدف تحقيق الاستقلال التام عن التبعية السياسية للأجنبي.
5ـ مد جسور التفاهم وبناء الثقة مع الأنظمة الحاكمة لمنع الصدام الداخلي الذي من شأنه أن يخدم أهداف الحملة الغربية، مع المطالبة بتولي الأنظمة بالتعاون مع قيادات الحركة الإسلامية مسؤولية حماية الهوية والثقافة الإسلامية من محاولات الاستلاب الحضارية، وذلك بوضع خطط شاملة لحماية التعليم الإسلامي، والثقافة الإسلامية من أي تدخل أجنبي، وزيادة مساحتها في المؤسسات الرسمية في دول الخليج.
6ـ المطالبة برفع الحظر عن حرية الكلمة الناقدة المسؤولة بل وتشجيعها، وحماية الحقوق العامة، ومنع الظلم والتعسف في استعمال السلطة
ولاريب أن جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء وقادة الحركة الإسلامية ورموزها، تحتم عليهم التحرك السريع، المنظم والمدروس لمقاومة خطط الهيمنة الغربية على الخليج، والحيلولة دون بلوغها أهدافها.
قال الحق سبحانه (وجاهدوا في الله حق جهاده) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) رواه أحمد وأبوداود من حديث أنس رضي الله عنه، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
فتوى للشيخ سليمان الرحيلي عن حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سئل الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي - حفظه الله - بعد إحدى الدروس:
يذكر هذا السائل أن إمام المسجد مبتدع، فكيف نصلي خلفه؟ أم نصلي فرادى؟
فأجاب:
وصفُ الإمام بكونه مبتدعًا، هذا يحتاج إلى تحقيق؛ لأنا نجد من بعض الناس التساهلَ في الوصف، فيُوصف بعض الناس بكونه مبتدعًا ولو لم يستحق هذا، فأنا لا أستطيع أن أفتي في هذه القضية بعينها حتى أتحقق؛ لكني أقول كامًا عامًا:
الإمام المبتدع لا يخلو من حالين:
الحال الأولى: أن تكون بدعته كفرية يكفَّر بها، كأن يستغيث بالأولياء أو يذبح لهم، أو نحو ذلك، فهذه بدعة كفرية، فلا يجوز أن يُصلَّى خلفه، ولا تصح الصلاة خلفه.
[الحال الثانية:] أما إذا كانت البدعة ليست كفرية فلا تخرجه من الإسلام، كبدعة إقامة المولد ونحو هذا، ففي هذه الحال، إذا وُجد إمام على السنة، فالصلاة مع الإمام السني أكمل وأولى، وينبغي أن يُفعل ذلك، ولكن تصح الصلاة خلف الإمام المبتدع، وقد اتفق الأئمة الأربعة على صحة الصلاة خلف أهل الأهواء إلا الخطابية، والخطابية فرقة كفَّرهم العلماء ببدعتهم، وإذا لم يكن ثَمَّ إمام إلا المبتدع فترك الصلاة خلفه بدعة، كما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، فإذا كان عندنا في الحي في بلدنا إمام مبتدع، ولا يوجد غيره فإنه يجب أن نصلي خلفه، وقد صلَّى الصحابة والسلف خلف الحجَّاج وهو مبتدع، لذلك قرَّر شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - أن ترك الصلاة خلف المبتدع ترك الجمعة والجماعة خلف المبتدع يعني بمعنى ألا تُقام فيصلي في بيته بدعة قبيحة.
أ. هـ.
من شرح الأصول الثلاثة في درسه في المسجد النبوي في موسم حج 1429 - 1430 هـ.
للاستماع إلى الفتوى عند الدقيقة 47 من هذا الجزء من شرح ثلاثة الاصول،
http://www.4shared.com/file/115280464/768abae3/18_.html"]http://www.4shared.com/file/115280464/768abae3/18_.html[/URL
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد ..(/)
أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي يعرفه اليهود ولا يعرفه أبناء الصحوة الإسلامية
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 06:53]ـ
محمود شيت خطاب
محمود شيت خطاب (1919 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1919) – 1998 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1998) م) ولد بمدينة الموصل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5 %D9%84)، ونشأ نشأة إسلامية ملتزمة، هو رجل عسكري، درس العسكرية في العراق ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7 %D9%82) وبريطانيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7 %D9%86%D9%8A%D8%A7)، وشارك في حرب عام 1948م، وتلقد مناصب وزارية عدة، وشارك في عضوية لجان عربية وإسلامية عديدة، وله العديد من المؤلفات العسكرية واللغوية والفكرية.
حياته
ونشأ خطاب في أسرة تعمل في التجارة، وقد كفلته جدته التي كان لها دور الكبير في زرع مبادئ الإسلام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85) في نفسه منذ صغره. ودرس في حلقات الكتاتيب في المساجد فتعلم التجويد والكتابة ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، رغب بعد تخرجه بدراسة الحقوق، ولكن القدر قاده للالتحاق الكلية العسكرية عام 1937م، وتخرج منها برتبة ملازم في سلاح الفرسان، ويقال بأن آمر السرية وجه إلى بضعة اسئلة حين انضم إلى مجموعته: أتشرب الخمر؟ أتلعب القمار؟ أتلهو مع النساء؟ ولما نفى خطاب كل ذلك، أجاب آمر السرية: إن انضمامك إلى سريتي نكبة علي!.
أرسل خطاب في دورة إلي بريطانيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7 %D9%86%D9%8A%D8%A7) لمدة سنتين فتم ترفيعه إلى رتبة لواء ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1) أركان حرب. شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF_%D8%B 9%D8%A7%D9%84%D9%8A_%D8%A7%D9% 84%D9%83%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9% 86%D9%8A) سنة 1941م، واعتقل أيام عبد الكريم قاسم ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%8 4%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85_%D9% 82%D8%A7%D8%B3%D9%85) وناله تعذيب شديد وأصابته كسور كثيرة. عمل في سلك التدريس في الكليات العسكرية في العراق ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7 %D9%82) ومصر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1)، وكان من فراسته ودقة دراسته للعدو الصهيوني، أنه حدد اليوم الذي تعتزم فيه إسرائيل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6 %D9%8A%D9%84) أن تضرب ضربتها وهو يوم 5 حزيران 1967م، ونشر هذا التوقع في جريدة "العرب" الصادرة في بغداء يوم 1 حزيران 1967م، حتى أن المؤلف الإسرائيلي صاحب كتاب "الحرب بين العرب وإسرائيل" أثنى على عبقرية شيت خطاب ووصفه بأنه أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي، لكن لا يوجد من يستفيد منه.
اختير خطاب رئيسا للجنة توحيد المصطلحات العسكرية ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%84%D8%AC%D 9%86%D8%A9_%D8%AA%D9%88%D8%AD% D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85 %D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7 %D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B 3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1) في الجيوش العربية، فدعا لوضع معجم عسكري موحد، وصدر المعجم في أربعة أجزاء، بثلاث لغات هي: العربية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8 %D9%8A%D8%A9) والإنجليزية والفرنسية. كما ألف كتاب "المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D 9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D 8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9_ %D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%8 2%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9% 84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85&action=edit&redlink=1)"، وقد شارك في عضوية كثير من المجامع العلمية واللغوية والمؤسسات الإسلامية وتولى عددا من الحقائب الوزارية، فكان:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ عضو المجمع العلمي العراقي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%85 %D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8 4%D9%85%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8% B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A).
ـ عضو مجمع اللغة العربية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9 _%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A 8%D9%8A%D8%A9) بالقاهرة.
ـ رئيس لجنة توحيد المصطلحات العسكرية ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%84%D8%AC%D 9%86%D8%A9_%D8%AA%D9%88%D8%AD% D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85 %D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7 %D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B 3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1) للجيوش العربية في جامعة الدول العربية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9 _%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%8 4_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8% A8%D9%8A%D8%A9).
ـ عضوا مؤسسا لرابطة العالم الإسلامي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B7%D8%A9 _%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%8 4%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8% B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A) بمكة المكرمة.
ـ عضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D 9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3_%D8%A7% D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89_ %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84 %D9%85%D9%8A_%D9%84%D9%84%D9%8 5%D8%B3%D8%A7%D8%AC%D8%AF&action=edit&redlink=1) بمكة المكرمة.
ـ وتقلد مناصب وزارية لعدة مرات.
وهو إلى جانب ذلك يكتب الشعر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1 )، وله فيه إسهام طيب، وإن كان مقلا فيه.
زار الكويت أواخر سنة 1969م وألقى سلسلة من المحاضرات منها "إرادة القتال" وعبر عن قناعته بأن الحكومات العربية غير جادة في محاربة إسرائيل، وتحدث عن الاضطهاد الذي يمارس ضد الشعوب، وتصرف الحكام في مقدرات البلاد وفق أهوائهم ونزواتهم، وابتعادهم عن التعبئة الإيمانية للجنود، فكانت الأغاني الوطنية القومية هي زاد الجنود، وصور الزعيم والممثلين والممثلات والمغنين والمغنيات هي سلاحهم، من هنا كانت الهزيمة الكبرى وضياع المقدسات، وانتهاك الحرمات. في وجهة نظره.
مؤلفاته
له أكثر من مائة وعشرين كتابا منها:
الرسول ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88 %D9%84) القائد، الوجيز في العسكرية الإسرائيلية، حقيقة إسرائيل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6 %D9%8A%D9%84) دراسات في الوحدة العسكرية العربية، أهداف إسرائيل التوسعية في البلاد العربية، طريق النصر في معركة الثأر، الأيام الحاسمة قبل معركة المصير وبعدها، بين العقيدة والقيادة، الإسلام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85) والنصر عدالة السماء تدابير القدر، تاريخ جيش النبي، دروس عسكرية في السيرة النبوية، غزوة بدر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A 8%D8%AF%D8%B1) الكبرى، العسكرية العربية الإسلامية، المصطلحات العسكرية في القرآن ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2 %D9%86) الكريم، الصديق القائد، الفاروق القائد، عمرو بن العاص ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A 8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8% A7%D8%B5)، خالد بن الوليد ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A 8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9% 84%D9%8A%D8%AF) المخزومي، قادة فتح المغرب ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1 %D8%A8) العربي، قادة فتح مصر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1)، القتال في الإسلام، جيش النبي، العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة التصور الصهيوني للتفتيت الطائفي، التدريب الفردي ليلا، القضايا الإدارية في الميدان، تعريف المصطلحات العسكرية وتوحيدها المجمع العسكري الموحد، الشورى في المواثيق والمعاهدات النبوية ومضات من نور المصطفى، قادة فتح الجزيرة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A %D8%B1%D8%A9)، قادة فتح فارس
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3)، إرادة القتال في الجهاد الإسلامي، الشورى العسكرية النبوية، قادة النبي، قادة فتح السند وأفغانستان، قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر، قادة الفتح الإسلامي في بلاد أرمينيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86 %D9%8A%D8%A7)، سفراء النبي صلى الله عليه وسلم، عقبة بن نافع ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%82%D8%A8%D8%A9_%D8%A 8%D9%86_%D9%86%D8%A7%D9%81%D8% B9) الفهري، قادة فتح بلاد الشام، قادة فتح بلاد الروم، قادة فتح بلاد الأندلس، الرسالة العسكرية للمسجد، دروس في الكتمان، أسباب انتصار الرسول القائد، التوجيه المعنوي للحرب، الرقيب العتيد، اليوم الموعود، أقباس روحانية، نفحات روحانية، السفارات النبوية، أسرار الحرب العالمية الثانية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8 _%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%8 4%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9% 84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8% A9)، الأمثال العسكرية في كتاب "مجمع الأمثال"،أهمية توحيد المصطلحات العسكرية. وله عدد كبير من الأبحاث والمقالات المنشورة في معظم الصحف والمجلات العربية والإسلامية.
حمل بعضا من مؤلفاته من هنا
http://ahmedbn221.blogspot.com/2008/12/blog-post_3556.html
مقتطفات من شعره
قال في رثاء جدته:
أجهدت نفسك فاستريحي قليلا ... قد كان عبئك في الحياة ثقيلا
نزلت عليك مصائب الدنيا ولو ... نزلت على جبل لخر مهيلا
وجد القنوط إلى الرجال سبيله ... وإليك لم يجد القنوط سبيلا
ولرب فرد في سمو فعاله ... وعلوه خلقا يعادل جيلا
معركة جنين وقال بعد استرداد قواته لمدينة جنين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%86) من الصهاينة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D8%A7 %D9%8A%D9%86%D8%A9)، وقبل أنصراف قواته إلى العراق ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7 %D9%82) بعد الهدنة:
هذي قبور الخالدين وقد قضوا ... شهداء حتى ينقذوا الأوطانا
المخلصون تسربلوا بقبورهم ... والخائنون تسنموا البنيانا
لا تعذلوا جيش العراق وأهله ... بلواكم ليست سوى بلوانا
أجنين يا بلد الكرام تجلدي ... ما ضاع حق ضرجته دمانا
من أقواله
"لما ذهبت للدراسة في الكلية العسكرية بلندن ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86)، سألني عميد الكلية: لماذا قدمت؟
قلت: لتجديد معلوماتي العسكرية، ولتلقي أي جديد في العلم.
فعقب العميد علي كلامي: بل قدمت لتتعلم مغازلة الفتيات.
فكظمت غيظي وقلت في نفسي: إن هذا لا يلقي كلامه جزافا وإنما يحكم علي بما شاهده في سواي. ولما ذهبت إلى السكن المخصص لي، وجدت فراشا وفتاة تعمل على ترتيب غرفة نومي، فأنتظرت في البهو دون أن أعيرها أهتماما، حتى إذا خرجت تسألني:
هل لديك توجيهات؟
قلت: شيء واحد هو أن تحضري لأداء مهمتك حين لا أكون موجودا".
ويروي أيضا فيقول:
"بعد تخرجي ضابطا سنة 1937 م، كان من تقاليد الجيش أن تولم وليمة للضباط الجدد، وشهدت الحفلة مع زملائي، فجاء قائد الكتيبة وقد ملأ كأسا من الخمر، وأمرني أن أبدأ حياتي بشرب الخمر، وكان الليل قد أرخى سدوله، وكانت السماء صافية تتلألأ فيها النجوم ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%88 %D9%85)، وكان قائد الكتيبة برتبة عقيد يحمل على كتفيه رتبته العسكرية وهي بحساب النجوم اثنتا عشرة نجمة، فقلت له:
إني أطيعك في أوامرك العسكرية، وأطيع الله في أوامره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنك تحمل على كتفيك اثنتي عشرة نجمة، فانظر إلى سماء الله لترى كم تحمل من النجوم.
فبهت القائد وردد: السماء ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7 %D8%A1).. السماء .. نجوم السماء!
ومضى غضبان أسفا، وشعرت بأن موقفي هذا ليس مصاولة بيني وبين القائد، ولكنها مباراة بين إرادته بشرا، وبين إرادة الله خالق البشر".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول: "إن الدعوة التي تبناها المبشرون وعملاء الاستعمار ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA %D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1) وأذنابهم في إبعاد الدين الإسلامي عن الحياة، دعوة مريبة، هدفها إبعاد العرب عن الناحية المعنوية في حياتهم فالعرب جسم الإسلام وروحه، ولا بقاء للجسم بدون روح.
إن قوى هائلة تعمل على تحطيم هذا الجيل، وتفتيت قدراته وكانت قبل مقصورة على العدو الخارجي، أما اليوم فقد وجدت لها مرتكزات، لا تحصى في الداخل وإن ارتباط مستقبل هذا الجيل صعودا أو هبوطا بمدى التزامه هداية الإسلام، أو إعراضه عنه. إن المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى قادة كخالد والمثنى وغيرهم إلا أن حاجتهم إلى العلماء العاملين أمس وأشد.
هناك أزمة ثقة بين الشيوخ والشباب .. ومرد ذلك إلى فقدان عنصر القدوة الصالحة في معظم الذين يعدون في الشيوخ ويظنون أن كل ما عليهم هو أن يحسنوا عرض الموعظة السطحية ولو كان سلوكهم الشخصي أبعد ما يكون عما يدعون إليه."
مواقفه
كان للواء الركن محمود خطاب موقف مجيد في الدفاع عن اللغة العربية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9 _%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A 8%D9%8A%D8%A9)، ومحاربة الدعوة إلى اللهجة العامية الدارجة، والشعر الحر وأن الشعر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1 ) الموزون المقفى هو من دعائم اللغة العربية، كما حارب الدعوة لكتابة العربية بالأحرف اللاتينية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA %D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9)، ورحب بالجانب العلمي من الحضارة الغربية، ورفض ما عداه من المبادئ والأخلاق والعادات والسلوك الغربي الذي أنحدر إلى الحضيض في العلاقات الجنسية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3 ) والإباحية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%A7 %D8%AD%D9%8A%D8%A9) وغيرها من المبادئ المادية وما تتركه من آثار على إنسانية الإنسان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3 %D8%A7%D9%86) وروحه وسلوكه. وقد كانت الصهيونية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D9%8A %D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9) أعدى أعدائه، ومحور تفكيره وهمومه، وكان يرى أن العلاج لها هو الجهاد، فإسرائيل لا تفهم غير لغة القوة وهي الطريق لتحرير فلسطين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A %D9%86)، وسحق إسرائيل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6 %D9%8A%D9%84) العنصرية.
وأن الإسلام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85) هو الحل لسائر القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية للأمة الإسلامية، ونحن أمة أعزنا الله بالإسلام، فإذا طلبنا العزة بغيره أذلنا الله، وأن الوحدة قدر والقدر أقوى من البشر، ويجب العمل للوحدة من أجل العزة والمجد، ومن أجل القضاء على إسرائيل.
تجربته في فلسطين
في هذه الاستراحة نتحدث عن سيرة رجل عراقيٍّ شهير من خيرة الرجال، وعن بطل مجاهد بسيفه وقلمه، لم يتوانَ عن الجهاد يوماً بكليهما، إنَّه اللواء الركن محمود شيت خطاب - رحمه الله - القائد الشهير، والوزير المعتذر عن منصبه في سبيل التأليف والتصنيف، واللغوي في أكثر من دارة ومجمع، والعضو في أكثر من مؤتمر ومنتدى، والمحاضِر في أكثر من جامعة وكلية.
ولندع كلَّ الأوسمة التي توشَّح بها، ولنسلط الضوء على وسامه الفلسطيني.
وما علاقة عراقيٍّ مثل هذا الرجل المقدام بفلسطينَ التي قد تجلب المتاعب لمن يبحث عن منصب أو حظوة في هذا العالم الظالم؟
كان يرابطُ قبل ستين عاماً في فلسطين - بالتحديد في مدينة جنين - يرابط في حقولها الواسعة، وفي أزقَّتها الضيقة، وفي مساجدها العتيقة، ويحضر مجالسها العامرة، لقد عقد روابط صداقة متينة مع أهلها، حتَّى صار واحداً منهم، وصاروا لهم إخوة.
ولكن من هُوَ؟ وما الذي أوصله إلى جنين؟
أما كيف وصل إلى فلسطين؛ فهاكم كُتُبَ مَن كتبَ عنهُ، فاقرؤوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
نقلوا عنه قوله: كنتُ طالباً في كلية الأركان، فلمَّا تخرَّجت عام 1948م، قدَّمت طلباً إلى وزارة الدفاع العراقية أن أتطوعَ في فلسطينَ، فأُرسلت إليها ضابط ركن، للواء الرابع في مدينة جنين الفلسطينية، وبقيتُ هناك قدر عامٍ، حتى عدت مع الجيش العراقي [1].
فالمتخرج الجديد من كلية الأركان والقيادة العراقية - والحاصل على شهادة الماجستير منها بتقدير جيد جدّاً - لم يصطبر على ما حلَّ بفلسطين من احتلال وانتهاك، فها هو يقدم طلبه عن طيب خاطر؛ للالتحاق بأرض المعركة، ليشهدَ الحرب هناك، ويكون بعدها عليها شهيدًا، وسرعان ما نال سؤله؛ فتحققت أمنيته في جهاد من لا يرعون إلاًّ ولا ذمةً ..
ولم تكن تلك بداية علاقته بالفلسطينيين في ذلك التاريخ؛ بل بدأت علاقته بهم قبل أن يكمل عامه العشرين؛ يقول: "وكنتُ أعرف قسماً من الفلسطينيين قبل عام 1948، فقد كنت على اتصال وثيق بالمجاهدين الفلسطينيين منذ عام 1938، حين كان الشهيدان البطلان: العقيد الركن صلاح الدين الصباغ، والعقيد الركن محمد فهمي سعيد، يمدَّان الثورة الفلسطينية بالسلاح والعتاد سرًّا، وكنت يومها أسلمُ السِّلاح والعتادَ لهؤلاء المجاهدين الفلسطينيين في منطقة "أبي غريب" من ضواحي بغداد [2].
حيِّيت يا محمود من شابٍّ نشأ في طاعة الله، جعلتَ قادة الفتح الإسلامي نبراسًا لك منذ صغرك، فها أنت تخاطر بنفسك وتنقل السلاح للمجاهدين الفلسطينيين وأنت ابن تسعة عشر عامًا، لقد اكتشفتُ سرًّا في حياتك الحافلة بالعطاء!!
الآن عرفت أنَّ وَلَعَكَ بقادة الأمة كتابةً قد سبقه ولعٌ بمحاكاتهم في سلوكهم وجهادهم، لقد عرفتُ لمَ كان اهتمامك بقادة فتح العراق والجزيرة، وقادة فتح الأندلس وبلاد الشام ومصر والمغرب، وبالفاروق، وبسيف الله المسلول، وقبلهم بالرسول القائد - عليه الصلاة والسلام - وكأن لسانك يقول منذ نعومة أظفارك:
فَتَشَبَّهُوا إِنْ لَم تَكُونُوا مِثلَهُم إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالكِرَامِ فَلاحُ
وهذا ما ترجمتَه على أرض الواقع في حياتك كلها، ولا يسعنا في هذه العجالة إلا أن نسلط الضوء على سَنَةٍ - فقط - من حياتك، قضيتَها بين أهلك وأحبائك في فلسطين، وبالتحديد في جنين.
جهاده في جنين:
اشتُهر عند الشعب الفلسطيني أنَّ الجيشَ العراقيَّ لم يدافع عن فلسطينَ كما يجب، بل خابَ ظنُّه فيه، وأنه كلما راجع الوجهاءُ وأهلُ الحلِّ والعقد قيادةَ الجيش من أجل قتال اليهود، أو صدِّ هجومهم، كانت العبارة المشهورة: "ماكو أوامر"، التي ما زالت تتردَّد إلى يومنا هذا، إذ أصبحت جزءًا من ثقافتنا الشعبية، وتعني أن أوامر الدفاع عن فلسطين لم تصل بعد من قيادة الجيش في بغداد، ولكن يبدو أن اللواء محمود شيت خطاب لم تكن تعنيه أوامر قيادته في بغداد؛ فهو يتصرف من حسِّه الديني والوطني، يقول:
"وكان أهل جنين منسجمين إلى أبعد الحدود مع الجيش العراقي؛ لأن هذا الجيش أعاد جنين إلى العرب في ذلك الوقت، وانتصر فوجٌ واحدٌ، بلغ تعداده (822) ضابطاً وجندياً على عشرة آلاف صهيوني، كانت خسائرهم في تلك المعركة أكثر من تعداد الجنود العراقيين، بينما خسائر العراقيين 30 شهيداً، مع أن المعركة (تصادفية)، ولم يكن أيٌّ من المنتسبين إلى الجيش العراقي قد سمع بـ (جنين)، أو يعرف حتى مكانها! ولا توجد لديهم خرائط؛ بل إن الهجوم كان ليلاً، ومع ذلك انتصر العراقيون" [3].
ويكمل المرحوم محمود شيت خطاب حديثه:
"ومن الذكريات التي ما زالت عالقة، أن قتلى الصهاينة كان بينهم ابنة "ابن جوريون"، فكان يأتي مع الضباط الصهاينة، برفقة ممثلي الهدنة، ويتوسل بإلحاح شديدٍ؛ ليأخذ جثة ابنته" [4].
ومن خلال حديث الأستاذ المرحوم؛ نجد إصرار "ابن جوريون" - رئيس وزراء ما سمِّي بإسرائيل - على تسلُّم جثة ابنته، مع قبول الشروط المهينة التي فرضها الجيشُ العراقيُّ والمقاتلون الفلسطينيون بحقهم، فقد وافق المذكور أن ينسحب إلى منطقة بعمق 12كم، تمتد من جنين إلى أم الفحم من أجل استعادة جثة ابنته فقط، في حين لم يطالب بجثث الصهاينة الآخرين!!
هذه هي الأخلاق اليهودية التي أوصلته إلى قمة هرم السلطة في دولة الكيان الصهيوني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونستشفُّ من حديثه أن الوطني والمخلص يستطيع أن يتحايل ويلتف على القرارات السياسية من أجل وطنه، أو من أجل المبادئ التي يؤمن بها؛ فليس هناك أبيض وأسود في السياسة إلا عند ضعاف النفوس، يقول:
"وكانت هناك تعليماتٌ بعدم التعرُّض للعدو الصهيوني، إلا بأوامر صريحة، ولكنني استطعتُ أن أتَّفق مع اثني عشر فلسطينياً، منهم المرحوم فوزي الجرَّار، نتواعد تحت القنطرة ليلاً؛ لنهاجم إحدى القرى .. وحدثَ أن هاجمْنا قرية "فقوعة" بعد منتصف الليل؛ فوجدنا الصهاينة نائمين، وما كادوا يحسُّون بالحركة ووقع الأقدام؛ حتى هربوا تاركينَ سيارةَ الجيب وأسلحتهم، وتجهيزاتهم في تلكَ القرية، وبعد ذلك عدنا بالسيارة والتجهيزات قبل شروق الشَّمس بساعتين، وأوينا إلى فُرُشنا، كأنَّ شيئاً لم يحدث!! وهذا مثالٌ واحدٌ تكرَّر مرارًا" [5].
أيُّ جبنٍ هذا من قِبَل اليهود؟! وأيُّ خوفٍ ذاقوه تلك الليلة، من أبطال لو تُركت لهم الحرية في المقاومة؛ لما حلَّ بنا ما نحن فيه اليوم؟!.
علاقته بأهل جنين:
لا شكَّ أنَّ أيَّ مسؤول عسكري – أو غير عسكري - يتمتع بالصفات التي ذكرناها؛ لابُدَّ أن تكون علاقته مع أهل البلد التي يعمل بها من أفضل العلاقات، لاسيما إذا كان البلد ينتمي للدين والثقافة التي ينتمي إليها المسؤول؛ فعلاقة محمود شيت خطاب بأهل جنين كانت من أقوى العلاقات، فبعد سنة قضاها هناك؛ صار كأنه من أهل البلد، يستشيرونه في أمورهم، ويدعونه إلى حفلاتهم، ويحضر أفراحهم، وقبلها أتراحهم، يتناول الطعام معهم، وما إلى ذلك من أواصر المحبة والصداقة، يقول في تقديمه لكتاب صالح مسعود أبو بصير "جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن":
"لم أكن غريباً عن أهل فلسطين عندما قدمتها مع الجيش العراقي الذي استقر في المثلث العربي: (نابلس – طولكرم – جنين)؛ ولكنني بعد مكوثي فيها سنةً كاملةً؛ ازددت علماً بها، فربطتني بأهلها – خاصةً أهل جنين الكرام – روابط من الصداقة، والثقة المتبادلة، والحب الصادق، تلك الروابط التي لا تزداد مع الأيام إلا قوةً ومتانةً، فكنتُ أتَّصلُ بهم بالرسائل، وأرعى أولادهم من التلاميذ والطلاب، الذين يدرسون في مدارس العراق ومعاهده وجامعاته.
كانت رسائلهم تردني تباعاً - كل يوم تقريباً - قبل نكبة 5 حزيران (يونيو) 1967، وكان أكثرهم يحلُّ ضيفاً بداري ببغداد كلما زاروا العراق، وكان أولادهم ولا يزالون أولادي، يزوروني وأزورهم، ويعرضون عليَّ مشاكلهم كلما حزبهم أمرٌ من الأمور، فإذا غابوا عني مدة من الزمن، فتَّشت عنهم في مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم؛ أسائلهم عن دروسهم، وأتسقَّط أخبار أهلهم، فأفرح لفرحهم، وأحزن لحزنهم، وما أكثر أحزانهم وأقل أفراحهم اليوم!
ذكرتُ ذلك لأني أريد أن أنبه على ما طوَّقني به وطوَّق به أهلُ جنين الأكارم كلَّ العراقيين، من فضلٍ لا يُنسى أبداً.
كان أهل جنين يرعون العراقيين رعايةً لا توصف: بيوتهم مفتوحة للجميع، يتلقونهم بالأحضان، ويغدقون عليهم من كرمهم وأريحيتهم، فكانوا بحقٍّ أهلهم بعد أهلهم، وقد أنسوهم - بما بذلوه من كرم ولطف - أنهم بعيدون عن وطنهم، وأشعروهم بأنهم بين ذويهم الأقربين.
أذكرُ أنني كنت أتناول الطعام في منازلهم أكثر مما كنت أتناوله في مطعم الضباط، وقد تدخلوا حتى في أيسر شؤوني الإدارية، وكنت إذا مرضتُ عادوني، وإذا غبتُ عنهم سألوا عني. لقد كانوا أهلي، وكانت جنين بلدي، ولا أزال حتى اليوم أتحسَّر على تلك الأيام التي قضيتها بين أهلي - أهل جنين - وفي بلدي جنين. وما يُقال عني، يُقال عن العراقيين الآخرين.
تلك هي لمحاتٌ من إنسانية أهل فلسطين، ممثَّلة بأهل جنين؛ فماذا عن جهادهم الذي لمسته فيهم يوم كنتُ مع الجيش العراقي في الأرض المقدسة؟
منذ حللتُ أرضَ فلسطين، كانت أفواج الفلسطينيين تتقاطر على المقرَّات العسكرية؛ تطالب بالسلاح وبالتدريب العسكري، وبإلقاء مهمَّات عسكرية على عاتقها للنهوض بها. وكانت إسرائيل قد احتلَّت جنين في شهر حزيران (يونيو) 1948، فاستطاع الجيش العراقي طرد الصهاينة من جنين بمعاونة المتطوعين الفلسطينيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جرت معاركُ طاحنةٌ بين جيش إسرائيل والجيش العراقي؛ لاستعادة قرية عارة، وقرية عرعرة، وقرية صندلة من قرى جنين، وكان للمتطوعين الفلسطينيين أثرٌ أيّ أثر في انتصار الجيش العراقي على القوات الإسرائيلية، وإعاده هذه القرى وغيرها إلى العرب.
وكان للمتطوعين الفلسطينيين جهادٌ مشكورٌ في منطقة طولكرم، وفي المناطق الفلسطينية الأخرى، وكان لجماعة (الجهاد المقدس) جهادٌ عظيمٌ في منطقة القدس، إذا نسيه الناس؛ فلن ينساه ربُّ الناس، وكان للشهيد عبد القادر الحسيني - رضوان الله عليه - جهادٌ عظيمٌ في منطقة القدس، حتى قدَّم حياته الغالية في معركة القسطل ... " [6].
ويقول في موضعٍ آخر: "بلغت علاقتي بهم حدًّا أنَّ الذي كان يريد أن يتزوج فتاة من فتيات آل جنين؛ يسألني أن أذهب لأبيها، ولم يحدث أن أحدًا من الآباء ردَّني خائبًا، والسرُّ في ذلك أن علاقتي بهؤلاء المقربين نشأت في المسجد، فصداقة المسجد لها نكهةٌ خاصةٌ، ووفاءٌ خاصٌّ، وثقةٌ بغير حدود، وما زلتُ إلى اليوم تصلني رسائلُ من أولاد جنين المقيمين في فرنسا وأسبانيا، يطلبون العون، فلا أتأخر عنهم أبدًا" [7].
شيت خطاب شاعراً:
غريبٌ أمر هذا الضابط؛ فمع مهماته العسكرية والقتالية، كان كاتباً ومؤلِّفاً، كما عُرف بقَرْض الشعر، وقد بلغت مؤلفاته نحو 126 كتاب، وله نحو 320 بحث، كما قرض العديد من القصائد الشعرية، وكيف لا يكون على درجة من الثقافة وهو الذي يقول:
"كنتُ أحمل وأصحب معي - طَوال أيام عملي في العسكرية - أربعةَ كتبٍ ترافقني في حلِّي وترحالي، وهي: القرآن الكريم، والمنتقى في أخبار المصطفى لابن تيمية، ووحي القلم للرافعي، والقاموس المحيط للفيروزآبادي" [8].
فإذا كانت هذه عُدَّة الضابط مع سلاحه؛ فحريٌّ به أن يكون أديباً وشاعراً، في عصر عزَّ فيه الشعر والأدب في ضباطنا الأجلاء، أصحاب الأوسمة المفتخرة، وهي ذخيرة القادة المخلصين من قادة الفتح الإسلامي الأماجد، أمثال: خالد بن الوليد، وأبي عبيدة بن الجرَّاح، ومحمد بن القاسم، وصلاح الدين، ونور الدين الشهيد، ومحمد الفاتح، وعمر المختار، وغيرهم ممَّن غيروا خريطة العالم نحو الحضارة والرقيِّ.
يقول: "رأيتُ من واجبي أن أودِّع أهل جنين بشيء من القول يستحقونه؛ فعكفت في غرفتي وأنا في غاية التأثر من جرَّاء العودة للعراق، لفراق من أحبُّ من أهل جنين، وخوفاً عليهم من العدو الصهيوني، الذي كان يُرى بالعين المجرَّدة.
في ذلك الجو من الانفراد والتأثر، انطلق قلمي في شعرٍ، أتذكر منه اليوم أبياتٍ فيها:
هَذِي قُبُورُ الْخَالِدِينَ وَقَدْ قَضَوا شُهَداءَ حَتَّى يُنْقِذُوا الأَوْطَانَا
قَدْ صَاوَلُوا الْعُدْوَانَ حَتَّى اسْتُشْهِدُوا مَاتُوا بِسَاحَاتِ الْوَغَى شُجْعَانَا
أَجِنِينُ يَا بَلَدَ الْكِرَامِ تَجَلَّدِي مَا ضَاعَ حَقٌّ ضَرَّجَتْهُ دِمَانَا
إِنِّي لأَشْهَدُ أَنَّ أَهْلَكِ قَاوَمُوا غَزْوَ الْيَهُودِ وَصَاوَلُوا الْعُدْوانَا
المُخْلِصُونَ تَسَرْبَلُوا بِقُبُورِهِم وَالْخَائِنُونَ تَسَنَّمُوا الْبُنْيَانَا
لاَ تَعْذِلُوا جَيْشَ الْعِرَاقِ وَأَهْلَهُ بَلْوَاكُمُ لَيْسَتْ سِوىَ بَلْوَانَا
إِنَّ السِّنَانَ يَكُونُ عِنْدَ مُكَبَّلٍ بِالْقَيْدِ فِي رِجْلَيْهِ لَيْسَ سِنَانَا
فَإِذَا نُكِبْتَ فَلَسْتَ أَوَّلَ صَارِمٍ بَهَظَتْهُ أَعْبَاءُ الْجِهَادِ فَلانَا
مَرْجُ ابْنِ عَامِرَ خَضَّبَتْهُ دِمَاؤنَا أَيَصِيرُ مِلْكاً لِلْيَهُودِ مُهَانَا؟
وَهُوَ الْخُلُودُ لِمَنْ يَمُوتُ مُجَاهِداً لَيْسَ الْخُلُودُ لِمَنْ يَعِيشُ جَبَانَا " [9]
خطاب يتوقع حرب 1976م:
وكان من فراسته ودقة دراسته للعدو الصهيوني؛ أنه حدد اليوم الذي تعتزم فيه إسرائيل شن حربها يوم 5/ 6/1967، ونشر توقُّعه في جريدة "العرب"، الصادرة في بغداد يوم 1/ 6/1967، تحت عنوان: (حربٌ أو لا حرب)، قال فيه: "إن نفير إسرائيل سيكتمل يوم الخامس من يونيو/ حزيران سنة 1967م؛ فتكون إسرائيل جاهزة للحرب في هذا اليوم، وستهاجم إسرائيل العرب في هذا اليوم حتماً"، ولكن لا مجيب!!
ثم قال بعد أن حدثت المأساة: "وقد صدَّقت الأحداثُ ما توقعته، ولستُ نبيّاً، ولكنَّ الفنَّ العسكري أصبح علماً له قواعد وأسس، إليها استندتُ في كل ما كتبته من مقالات".
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى إن المؤلف الإسرائيلي صاحب كتاب "الحرب بين العرب وإسرائيل" أثنى على عبقرية محمود شيت خطاب، ووصفه بأنه أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي، لكن لا يوجد من يستفيد منه.
هذه لمحةٌ خاطفةٌ عن سيرة الرجل في فلسطين، بيد أن حياته مملوءة بالجدِّ والعطاء في فلسطين وغيرها، واكتفينا بتسليط الضوء على فلسطين؛ علَّ هذه السيرة العطرة تعيد الثقة بين الشعبَيْن الكريمَيْن إلى ما كانت عليه.
قالوا عنه
يقول الدكتور يوسف إبراهيم السلوم:
"زرته بالمستشفى العسكري بالرياض ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7 %D8%B6) عام 1410هـ قبل وبعد العملية التي أجريت له في القلب، ولمست منه الشجاعة الأدبية والإيمان القوي، والرضاء بالقدر، وصبره على الآلام، مع كبر سنه، ورغم ذلك كانت حقيبته لا تخلو من بعض المؤلفات الجديدة له، وتفضل مشكورا بإهدائي بعض النسخ منها، كان يتحدث مع زواره بروح عالية، فازددت تعلقا به، ومحاولة معرفة المزيد من سيرته و حياته، وكنت أتابع ما يصدر له من كتب ومؤلفات وبحوث ومقالات، فأجد فيها المعين لي في حياتي العسكرية لتأصيل العلوم والثقافة العسكرية حتى أصبحت مدرسة متميزة".
ويقول الأديب عبد الله الطنطاوي:
"عاش اللواء خطاب عصرا متفجرا من أعنف العصور، وكان نصيب العراق كبيرا من الحرائق والمعاول بعد فلسطين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A %D9%86) الذبيحة وكان اللواء خطاب شاهد القرن على تلك الكوارث والمآسي التي اجتاحت العراق ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7 %D9%82) والشعوب العربية والإسلامية، فكان ميلاد إسرائيل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6 %D9%8A%D9%84)، ثم شهد هزيمة الأنظمة العربية في حرب حزيران ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%AD%D8%B 2%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86)/ يونيو سنة 1967 م.
عاش محمود شيت خطاب عصره بكل ما فيه، وناله الكثير مما فيه وعاه بعقله وذكاء قلبه، وأسهم في إطفاء بعض الحرائق."
تكريمه
وفي حفل تكريمه ألقى الشاعر وليد الأعظمي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF_%D8%A 7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%8 5%D9%8A) هذه القصيدة:
اليوم أنشد في تكريم " محمود " شعرا يعبر عن حب وتمجيد
أشدو به بين أهل الفضل مبتهجا ولا ابتهاجي في عرس وفي عيد
هذا سروري لم أنعم به زمنا مما أكابد من هم وتسهيد
موكل بهموم الناس أحملها وقرا على كاهلي المكسور أو جيدي
وفاته
في صباح اليوم الثالث عشر من شهر ديسمبر سنة 1998 م كان اللواء خطاب يجلس على كرسي عتيق تحت درج منزله، وجاءت ابنته تودعه قبل أن تغادر المنزل إلى الجامعة، طلب منها أن تجلس إلى جانبه لتقرأ سورة يس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D9%8 A%D8%B3) فجلست وجاءت زوجته وجلست وقرأت البنت سورة يس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D9%8 A%D8%B3)، وكان يقرأ معها، فأحس بجفاف في حلقه بعد الانتهاء من قراءة السورة، فطلب من زوجته أن تأتيه بكاس من الشراب، وأسرعت الزوجة إلى المطبخ وهي تسمع زوجها يردد: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله. وكررها مرارا ثم سكت، وأبنته تنظر إليه وتردد معه شهادة الحق، فأسرعت زوجته إليه لتراه كالنائم، قد أسلم الروح لبارئها. رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وجزاه الله ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) عن الإسلام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84 %D8%A7%D9%85) والمسلمين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84 %D9%85%D9%8A%D9%86) كل خير.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[02 - Oct-2009, مساء 11:40]ـ
(و كان من فراسته ودقة دراسته للعدو الصهيوني، أنه حدد اليوم الذي تعتزم فيه إسرائيل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6 %D9%8A%D9%84) أن تضرب ضربتها و هو يوم 5 حزيران 1967م، و نشر هذا التوقع في جريدة "العرب" الصادرة في بغداء يوم 1 حزيران 1967م)
ليت أحدا يجد هذا العدد و يصور لنا المقال الذي حوى هذا التوقع!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Oct-2009, صباحاً 04:49]ـ
(ابتسامة) بعض او قل جل ابناء الصحوة بتبعون من يقول لهم لاتنشغلوا الا بالعلم الشرعى (بمعناه وتقسيمه الاصطلاحى
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[03 - Oct-2009, صباحاً 05:02]ـ
إن قوى هائلة تعمل على تحطيم هذا الجيل، وتفتيت قدراته وكانت قبل مقصورة على العدو الخارجي، أما اليوم فقد وجدت لها مرتكزات، لا تحصى في الداخل وإن ارتباط مستقبل هذا الجيل صعودا أو هبوطا بمدى التزامه هداية الإسلام، أو إعراضه عنه. إن المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى قادة كخالد والمثنى وغيرهم إلا أن حاجتهم إلى العلماء العاملين أمس وأشد.
هناك أزمة ثقة بين الشيوخ والشباب .. ومرد ذلك إلى فقدان عنصر القدوة الصالحة في معظم الذين يعدون في الشيوخ ويظنون أن كل ما عليهم هو أن يحسنوا عرض الموعظة السطحية ولو كان سلوكهم الشخصي أبعد ما يكون عما يدعون إليه."
هذا الرجل كنز يسيل اللعاب ... كم نحتاج منه بعد .. جزاك الله خيرا و آتاك من الخير العميم ..(/)
الإسلام في الصين
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 07:02]ـ
كثيرة هي الأزمات التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية في وقتنا الحاضر، ولا نكاد نُغلِق ملفًا حتى نفتح آخر، بل لعلنا نفتح عشرات الملفات في آنٍ واحد، فالقضية ملتهبة في فلسطين والعراق والسودان والصومال وأفغانستان والشيشان .. وهي كذلك ملتهبة في الصين وفي ألمانيا وفي فرنسا وفي الدنمارك .. قضايانا كثيرة .. وأزماتنا شديدة .. وقد يدفع هذا بعض المسلمين إلى أن يقولوا: اتسع الخرق على الراقع. بمعنى أنه لم يعُدْ هناك أمل في الإصلاح، ولم تعد هناك فرصة للقيام .. وهذا الإحباط في حقيقة الأمر لا معنى له في الإسلام، بل نؤمن أن الله بيده مقاليد السموات والأرض، وأنه لو رأى منا صلاحًا واستقامة لأنزل علينا نصره المبين بالطريقة التي يريد، وفي الوقت الذي يراه. كما أن دراسة التاريخ أثبتتْ لنا أن مع الصبر نصرًا، وأن مع العسر يسرًا، وأن أنوار الفجر لا تأتي إلا بعد أحلك ساعات الليل.
آثرت أن أبدأ بهذه المقدمة لكي لا يتسرب اليأس إلى قلوب المسلمين ونحن نفتح مأساة جديدة من المآسي العديدة التي تتعرض لها أمتنا الآن، وهي مأساة المسلمين في منطقة التركستان الشرقية، وتعرُّض الشعب الإسلامي هناك -وهو المعروف بشعب الإيجور- لاضطهاد عرقي كبير من السلطات الصينية، وليست هذه هي المرة الأولى التي نتحدث فيها عن أزمة المسلمين في الصين، فقد تناولنا مشكلة المسلمين في التبت -وهي إحدى المقاطعات الصينية- في مقال سابق تحت عنوان "قصة التبت" ( http://www.islamstory.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D9%85%D8%B 3%D9%84%D9%85%D9%8A_%D8%A7%D9% 84%D8%AA%D8%A8%D8%AA)، ويبدو أننا لن نُغلِق هذه الملفات سريعًا؛ لأن المشكلة عميقة الجذور.
جذور القصة
http://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image003.jpg تركستان الشرقية ولكي نفهم القصة بوضوح لا بد من العودة إلى أصولها، ولا بد من البحث في جذورها، ثم لا بد أيضًا من ربط ما يحدث في إقليم التركستان بما حدث في إقليم التبت، وبما يحدث في بقية أقاليم الصين؛ لذلك وجدت أنه من المفيد قبل أن نخوض في قصة الإيجور وعلاقتهم بالتركستان، لا بد من شرح قصة الإسلام في الصين بشكل عام. كما لا بد أن نأخذ فكرة -ولو يسيرة- عن أرض التركستان المجاورة للصين، وعن طبيعة شعبها وأرضها.
التركستان كلمة مكوَّنة من مقطعين وهما "الترك" و"ستان"، وهذا يعني أنها أرض الترك، والأتراك من الشعوب الصفراء أبناء يافث بن نوح u، وهم من الشعوب الإسلامية الأصيلة التي دخلت في الإسلام مبكرًا، بل ظهر منهم من حمل الراية الإسلامية وقاد العالم الإسلامي كله في أكثر من مرحلة من مراحل التاريخ.
الخلط بين العثمانيين والأتراك
ويخلط كثير من الناس بين كلمة "الأتراك" وكلمة "العثمانيين"، فيعتقد أنهما مترادفتان، ولكن الحقيقة أن كل العثمانيين أتراك، ولكن العكس ليس صحيحًا؛ فهناك الكثير من الأتراك ليسوا عثمانيين، وما العثمانيون إلا فرع محدود من قبائل الأتراك العظيمة، والتي ظهر منها رموز خالدة في تاريخنا، أمثال ألب أرسلان السلجوقي، وعماد الدين زنكي، ونور الدين محمود، وأحمد بن طولون، وغيرهم وغيرهم.
فالأتراك هم الشعوب التي تعيش في منطقة وسط آسيا وجبال القوقاز وحول بحر قزوين، وقد هاجر بعضها إلى أماكن بعيدة، كالعثمانيين الذين هاجروا إلى آسيا الصغرى (تركيا الآن)، ولكن الجميع ما زال يحتفظ بجذوره التركية الأصيلة، ولعل هذا يوضِّح لنا تفاعل الشعب التركي -على وجه الخصوص- مع قضية المسلمين في الصين؛ وذلك لاتفاق الجذور العرقية معهم، فضلاً عن العاطفة الإسلامية المتزايدة في تركيا في ظل وجود الزعيم الإسلامي الموفَّق أردوجان ( http://www.islamstory.com/%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%AC %D8%A7%D9%86_%D8%B9%D9%85%D9%8 4%D8%A7%D9%82_%D9%81%D9%8A_%D8 %B2%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D 9%84%D8%A3%D9%82%D8%B2%D8%A7%D 9%85).
(يُتْبَعُ)
(/)
يُقسِّم المؤرخون أرض الترك إلى قسمين كبيرين هما التركستان الشرقية (وهي الواقعة داخل الأراضي الصينية الآن)، والتركستان الغربية وهي مساحات شاسعة جدًّا من الأرض تضم بين طياتها الآن عدة دول هي كازاخستان وأوزبكستان والتركمنستان وقيرغيزستان وطاجكستان، وأجزاء من أفغانستان، وكذلك أجزاء من إيران، إضافةً إلى الشيشان وداغستان الواقعتيْن تحت الاحتلال الروسي.
دخول الإسلام تركستان
وقد وصل الإسلام قديمًا جدًّا في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما إلى التركستان الغربية، ودخلت هذه الشعوب في دين الله أفواجًا، ومن التركستان الغربية انتقلت قوافل الدعاة والتجار إلى منطقة التركستان الشرقية، وكذلك إلى الصين، ودخل عدد من هؤلاء في الدين الإسلامي.
وفي عهد الخلافة الأموية وصل عدد البَعثات الإسلامية المرسلة إلى الصين إلى 16 بعثة تدعوهم إلى الله U، ثم حدث التطور النوعي والنقلة الهائلة عندما وصلت جيوش المسلمين الفاتحين بقيادة القائد المسلم الفذّ قتيبة بن مسلم الباهليّ إلى التركستان الشرقية، ليفتحها بإذن الله، ويدخل عاصمتها كاشغر، وليتعرف أهل البلاد -وهم من الإيجور الأتراك- على الإسلام من قرب، ثم يسارعوا في الدخول إلى دين الله؛ لتصبح منطقة التركستان الشرقية إقليمًا إسلاميًّا خالصًا، وكان هذا الفتح العظيم في سنة 96هـ/ 714م في أواخر أيام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.
ومن هذا الإقليم المسلم بدأت قوافل الدعاة تتحرك في المنطقة، فدخلت جنوبًا إلى إقليم التبت، وبدأ أهل التبت يتعرفون على الإسلام ويعتنقونه، بل أرسلوا إلى والي خراسان الجرَّاح بن عبد الله في زمن الخليفة الأمويّ العظيم عمر بن عبد العزيز يطلبون إرسال الفقهاء إلى التبت لتعليمهم الإسلام.
ومن إقليم التركستان الشرقية كذلك انتقلت وفود الدعاة إلى الصين؛ مما زاد من عدد المسلمين في داخل الصين، إضافةً إلى 12 بعثة إسلامية أرسلتهم الخلافة العباسية؛ مما أدى إلى تعريف الناس بالإسلام بشكل أكبر.
والجدير بالذكر أنه في هذه المراحل الأولى كان يتعايش المسلمون في المجتمع الصيني أو في التبت مع البوذيين والديانات الأخرى بشكل سلميّ دون مشاكل دينية أو سياسية، كما كان يُحسِن المسلمون في إقليم التركستان الشرقية إلى الأعداد الكبيرة من الوثنيين الذين كانوا يعيشون معهم في نفس الإقليم من منطلق القاعدة الإسلامية الأصيلة "لا إكراه في الدين".
إسلام ستوق بغراخان وانتشار الإسلام
وفي سنة 323هـ/ 943م حدثت طفرة هائلة في إقليم التركستان الشرقية عندما أسلم "ستوق بغراخان خاقان" زعيم القبيلة القراخانية الإيجورية التركية، وبإسلام هذا الرجل العظيم دخلت في الإسلام أكثر من مائتي ألف عائلة تركية، مما يعني أكثر من مليون إنسان في لحظة واحدة! وهو يُذكِّرنا بموقف الصحابي الجليل سعد بن معاذ t عندما أسلمت الأوس بإسلامه.
http://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image004.jpg دولة التركستان الشرقيةقويت بذلك دولة التركستان الشرقية جدًّا، وبدأت في الارتقاء الحضاري المتميز، وزاد الأمر قوة في عهد حفيد ستوق، وهو هارون بغراخان، الذي تلقب بشهاب الدولة، وكذلك بظهير الدعوة، وقد أوقف خُمس الأراضي الزراعية لإنشاء المدارس لتعليم الإسلام، وأكثر من ذلك فقد كتب اللغة التركستانية -وكذلك اللهجة الإيجورية- بالحروف العربية، وكان هذا تقدمًا عظيمًا في تمسك أهل التركستان بالإسلام، حيث أصبحت قراءة القرآن والأحاديث النبوية والمراجع الإسلامية متيسرة لهم بشكل أكبر.
وفي سنة 435هـ/ 1043م استطاع الإيجوريون إقناع عشرة آلاف عائلة من عائلات القرغيز الأتراك بدخول الإسلام، وكانت إضافةً قوية جدًّا لدولة التركستان، وكانت دولة التركستان في ذلك الوقت تخطب للخليفة العباسي القادر بالله على منابر المساجد، وضربوا العملة باسمه، مع أنه لم يكن له سيطرة فعليَّة على البلاد، ولكنهم كانوا يفعلون ذلك من منطلق إسلامي، ورغبة في توحيد الصف المسلم.
الاجتياح التتري
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image005.jpg الاجتياح التتري ظل الأمر كذلك حتى ابتُلِي العالم بمصيبة كبرى وهي الطاغية المغولي جنكيز خان سنة 603هـ/ 1206م، وقد توسع بسرعة رهيبة في البلاد المحيطة، وذلك انطلاقًا من منغوليا، وقد تلقت التركستان الشرقية الصدمة التترية الأولى، وحدثت فيها عدة مذابح، ودخلت بسرعة في سلطان التتار، خاصةً أن العالم الإسلامي بشكل عام كان يعاني من الضعف الشديد.
وعندما مات جنكيز خان حدثت بعض الصراعات بين أتباعه، وانتهى الأمر إلى تقسيم مملكة التتار الواسعة إلى أجزاء عدة، وما يهمنا الآن من هذه الأجزاء جزآن؛ أما الجزء الأول فهو الذي يضم منغوليا والتركستان الشرقية، وكان على رأسه "أريق بوقا"، وهو من أسرة أوكيتاي المغولي، وهذا الجزء يضم دولة التركستان الشرقية بكاملها، وقد تحسنت علاقة التتر بالمسلمين مع مرور الوقت، بل وصل الأمر إلى أن اعتنق أحد زعمائهم وهو "طرما تشيبرين" الإسلام، وبالتالي دخلت أعداد كبيرة من المغول في دين الإسلام، وهو من العجائب في التاريخ حيث يدخل المحتلون القاهرون في دين المستضعفين المهزومين، وهذه عظمة الإسلام وقوة حجته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون! وكان هذا التحول إلى الإسلام في سنة 722هـ/ 1322م.
وبالمناسبة فهذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها المغول إلى الإسلام، فقد دخل قبل ذلك أحد زعمائهم الكبار وهو بركة خان إلى الإسلام، وأسلمت معه قبيلته المعروفة بالقبيلة الذهبية، وكانوا يعيشون في منطقة القوقاز في وسط آسيا.
مسلمو الصين وأسرتا قوبيلاي < H2 align=right>http://www.islamstory.com/uploads/Image/image006(2).jpg
قوبيلاي
ومنغ</ H2> أما الجزء الثاني الذي له علاقة بقصتنا فهو منطقة الصين، حيث دخلت في حكم قوبيلاي بن تولوي المغولي، الذي جعل عاصمته في مدينة خان باليغ الصينية، والتي صارت بكين بعد ذلك. ومن العجيب أن هذه الدولة كانت تقدِّر المسلمين جدًّا وتحترمهم، مع أن جيوش التتار ذبحت قبل ذلك ملايين المسلمين في البلاد الإسلامية، لكن أسرة قوبيلاي في الصين كانت تتعامل مع المسلمين الصينيين أرقى معاملة لما تميزوا به من الكفاءة والأمانة وحسن الأخلاق والقدرة على الإدارة؛ مما دفع أسرة قوبيلاي إلى استخدام المسلمين في الولايات العامة وفي المناصب الكبرى، ولم يكن بالضرورة أن يستخدموا المسلمين من أبناء الصين، بل كانوا يستعملون أيضًا المسلمين القادمين من التركستان الشرقية أو الغربية، ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن القادة المسلمين كانوا يحكمون 8 ولايات من أصل 12 ولاية تتكون منها الصين آنذاك! ومن أشهر المسلمين نفوذًا في هذه الحقبة "شمس الدين عمر" الذي ترقى من كونه ضابطًا بالجيش المغولي الحاكم للصين إلى حاكم عسكري لمدينة تاي يوان، ثم مدينة بنيانغ، ثم صار قاضيًا في مدينة بكين، ثم حاكمًا لمدينة بكين العاصمة! وقد اهتم هذا الحاكم المسلم بإنشاء عدد كبير من المدارس والمعاهد الدينية في الصين، ولعل أكثر المساجد الموجودة الآن في الصين قد أسِّست في "العهد المغولي"، وذلك في ظل المكانة المرموقة التي كان يتمتع بها المسلمون.
ظلت أسرة قوبيلاي المغولية تحكم الصين حتى سنة 770هـ/ 1368م حين سقطت هذه الأسرة على يد أسرة صينية شهيرة هي "أسرة منغ"، والذي امتد نفوذها خارج الصين ليصل إلى تركستان الشرقية، التي كانت في حوزة المغول من أسرة أوكيتاي.
وعلى الرغم من التغير الاستراتيجي الكبير الذي حدث بانتقال الحكم من المغول إلى الصينيين إلا أن وضع المسلمين في دولة الصين، وكذلك في دولة التركستان الشرقية ظل متميزًا؛ حيث سارت أسرة منغ على نفس طريق أسرة قوبيلاي المغولية، وقدَّموا المسلمين البارزين علميًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا إلى المراكز المرموقة في الدولة، وظل هذا الوضع إلى سنة 1052هـ/ 1642م.
اضطهاد المسلمين في عهد المانشوريين
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن في سنة 1052هـ/ 1642م سقطت دولة منغ لتقوم مكانها دولة صينية جديدة تحت قيادة عائلة مانشو Manchu، وهي المعروفة بالأسرة المانشورية، لتمارس أسلوبًا جديدًا في التعامل مع المسلمين، وهو أسلوب الصدام والصراع؛ فقد خشي المانشوريون من نفوذ المسلمين، فبدءوا في اضطهادهم وقمعهم، وزاد الأمر خطورة عند اكتشاف محاولة لإعادة أحد أمراء أسرة منغ إلى الحكم بمساعدة المسلمين، وذلك في سنة 1058هـ/ 1648م؛ مما أدى إلى تصعيد خطير من الأسرة المانشورية، وقامت بقتل خمسة آلاف مسلم، وامتد هذا التوتر وبشكل أكبر إلى ولاية كانسو، وهي إحدى الولايات القريبة من التركستان الشرقية، والتي تتميز بكثرة إسلامية.
حاولت أسرة مانشو عدة مرات أن تحتل إقليم التركستان الشرقية، الذي عاد إسلاميًّا صِرفًا بعد إسلام المغول، ليضم بين جنباته المسلمين من المغول والإيجور الأتراك، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل في البداية، إلى أن نجحت الأسرة المانشورية في احتلال التركستان الشرقية سنة 1172هـ/ 1759م، وقد دام هذا الاحتلال عدة عشرات من السنين، ولكن تحرر لفترة قصيرة ليقيم الأتراك حكمًا إسلاميًّا هناك لمدة 13 سنة، ولكن سقط مجددًا تحت الاحتلال الصيني، وذلك بمساعدة الإنجليز، وهذا في سنة 1292هـ/ 1876م، وقد قامت الأسرة المانشورية فورًا بتغيير اسم التركستان الشرقية إلى إقليم "سنكيانج" أي المقاطعة الجديدة؛ في محاولةٍ لطمس الهوية الإسلامية، ومحو التاريخ العربي لهذا الإقليم.
ولقد قامت الأسرة المانشورية بإجراءات قمعية كبيرة جدًّا في إقليم التركستان الشرقية، وعيَّنتْ حاكمًا مسلمًا عميلاً لها على الإقليم كان أشد ضراوةً على السكان من الصينيين أنفسهم، لكنها في نفس الوقت لم تمارس هذا الضغط بشكل عنيف في الصين نفسها، بل حاولت تهدئة الأمور مع المسلمين، ولكن دون أن تسمح لهم بحرية كبيرة في التعريف بدينهم، ولقد حاول السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله -الخليفة العثماني المشهور- أن يُجرِي علاقات مع المسلمين في الصين، وأرسل لهم عدة بَعثات دينية، ولكن هذه البعثات قوبلت بالمقاومة من الحكومة الصينية؛ مما قلَّص من أعمالها ونتائجها.
الحكم الجمهوري والاعتراف بالمسلمين
http://www.islamstory.com/uploads/Image/Flag_of_the_Republic_of_China. jpg العلم الصيني القديم والاعتراف بالمسلمين ثم سقطت الدولة المانشورية في سنة 1329هـ/ 1911م، وساعد المسلمون في سقوطها ليقوم الحكم الجمهوري في الصين، وقد اعترف الحكم الجمهوري في الصين منذ أيامه الأولى بأن المسلمين هم أحد العناصر الرئيسية في دولة الصين، وأن الصين مكوَّنة من خمسة عناصر رئيسية هم الصينيون (وأصولهم قبيلة الهان)، والمانشوريون، والمغول، والمسلمون (ومعظمهم من قبيلة الهوي الصينية)، والتبت. وكان العَلَمُ الصيني مكوَّنًا من خمسة ألوان؛ للدلالة على هذه الأعراق الخمسة، وهي الأحمر والأزرق والأصفر والأبيض والأسود، وكان المسلمون يمثَّلون باللون الأبيض. وهدأت بذلك أوضاع المسلمين كثيرًا في الصين باستثناء التركستان الشرقية التي خشي الجمهوريون من إعطاء مساحة حرية له فينفصلون على الدولة الصينية، ومن ثَمَّ كانت الحرية الدينية للصينيين من قبائل "الهوي" أو المهاجرين، ولكنها ليست للإيجوريين الأتراك في التركستان الشرقية.
استقلال تركستان الشرقية
ثم دخلت الصين في حرب كبيرة جدًّا مع اليابان انتهت بدخول اليابان إلى بكين عاصمة الصين 1325هـ/ 1933م، وقام اليابانيون بعِدَّة مذابح ضد الصينيين، لكنهم -في نفس الوقت- أعطوا مساحة حرية كبيرة للمسلمين؛ لإحداث شيء من التوازن في المنطقة. ولقد استغل الأتراك في التركستان الشرقية الفرصة وقاموا بحركة تحرُّر من الصينيين، ونجحوا في ذلك بالفعل، وأعلنوا دولة التركستان الشرقية المسلمة في سنة 1352هـ/ 1933م، ولكن بعد عام واحد اتحدتْ الحكومة الجمهورية في الصين مع روسيا ليدخلا معًا إلى التركستان الشرقية ليُعِيدا احتلال التركستان الشرقية لصالح الصين، وذلك في سنة 1353هـ/ 1934م، على الرغم من وجود الاحتلال الياباني في الصين، ولقد قام الصينيون بإعدام رئيس دولة التركستان "خوجانياز"، وكذلك رئيس الوزراء "داملا"، إضافةً إلى عشرة آلاف مسلم آخرين.
الاحتلال الشيوعي لتركستان
http://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image008.jpg ماو تسي تونجقامت الحرب العالمية الثانية سنة 1358هـ/ 1939م، وانتهت سنة 1364هـ/ 1945م، وقد هُزمت فيها اليابان، وبالتالي خرجت من الصين، ولكن قامت في نفس الوقت الثورة الشيوعية في الصين بقيادة "ماو تسي تونج"، وحدثت بعض التداعيات المؤثِّرة؛ فقد انسحب الجمهوريون الذين كانوا يحكمون الصين أمام الشيوعيين الجدد، وتوجّهوا إلى تايوان واستقلوا بها عن الصين، وتلقوا الدعم الكامل من العالم الغربي، وأيضًا حاول الروس التوسُّع في إقليم التركستان الشرقية على حساب الصين، وتحالفوا مع بعض القوى الإسلامية هناك، وسيطروا بالفعل على شمال إقليم التركستان الشرقية، إلا أن ماو تسي تونج دخل بقواته التركستان الشرقية في سنة 1369هـ/ 1949م؛ لينهي بشكل قاطع كل المحاولات الإسلامية أو الروسية، وليضم إقليم التركستان الشرقية أو ما يسمونه بإقليم سنكيانج إلى الصين.
هذه هي قصة الإسلام في الصين في القرون الماضية، وقد وصل الشيوعيون بكل جبروتهم إلى الحكم هناك، وكان لهم وسائل كثيرة لتثبيت أقدامهم في الدولة، خاصةً في الإقليم المسلم إقليم التركستان الشرقية.
تُرى ما هي وسائل الشيوعيين في طمس الهويَّة الإسلامية في إقليم التركستان؟ وماذا فعلوا مع الإيجوريين الأتراك سكان هذا الإقليم الكبير؟ ولماذا تتمسك الصين بهذا الإقليم إلى هذه الدرجة؟ وماذا فعل الإيجوريون للخلاص من هذا الاحتلال البغيض؟ وما هو دورنا كمسلمين في هذه القضية الخطيرة؟ هذا ما سنعرفه بإذن الله في المقال القادم.
وأسأل الله U أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
د. راغب السرجاني(/)
الإعلام اليهودي وقيادة أمريكا!!
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 07:09]ـ
الإعلام اليهودي وقيادة أمريكا!! بقلم د. راغب السرجاني
لا شيء أقوى أثرًا في تحريك الشعوب وتوجيه السياسات من تغيير الفكر! والإنسان قد يتحول من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال لمعلومة يعرفها، أو لكلمات يقرؤها، أو لخطبة يسمعها، وهذا التحول قد يكون إيجابيًّا، وقد يكون سلبيًّا؛ تبعًا للكلمات التي يتلقاها. ولقد تحوَّل العرب الجفاة الغلاظ إلى بناة حضارة، وقادة إنسانية عندما سمعوا كلمات القرآن الكريم، وعلى النقيض من ذلك، فإن قوم فرعون ليتبعونه في جهنم لأنهم سمعوا لكلماته، ولم يلتفتوا إلى كلام النبي الكريم موسى عليه السلام.
ولقد أدرك اليهود قيمة التغيير الفكري في تحريك الشعوب، فعملوا على استعمال هذه السياسة في كل تاريخهم، وما أكثر الشائعات الباطلة، والتعليقات المزوَّرة التي حاربوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته منذ الأيام الأولى لدعوة الإسلام! وما زال اليهود إلى زماننا الآن يستخدمون نفس السياسة، وإن كان خطرهم قد أصبح أشدَّ، وأثرهم صار أعمق؛ وذلك لقوة الآلة الإعلامية في زماننا من ناحية، ومن ناحية أخرى لغياب الإعلام المضاد الذي يصحِّح المفاهيم، ويردُّ على الإشاعات والأباطيل.
ولقد بدا أثر الإعلام اليهودي واضحًا جدًّا في الضغط على أمريكا لتغيِّر من سياساتها، وتحوِّل من مسارها تبعًا لرغبات اليهود، حتى لو كان هذا التحوُّل في كثير من الأحايين ضد المصلحة الأمريكية ذاتها!
والذي يُراجع تاريخ اليهود في أمريكا يجد أن اهتمامهم بالإعلام كان كبيرًا جدًّا، وذلك منذ الأيام الأولى لهم في هذا البلد الجديد؛ فقد هاجر اليهود إلى أمريكا للمرة الأولى في أعداد قليلة من إسبانيا والبرتغال، وذلك بعد اكتشاف أمريكا وتعرض اليهود للاضطهاد فيهما بعد سقوط الأندلس الإسلامية! فقد كان الصليبيون الأسبان والبرتغال يضطهدون كل المخالفين لهم في العقيدة، سواء كان من المسلمين أو اليهود. ثم كانت الهجرة الثانية من ألمانيا بعد عام 1840م، وأخيرًا كانت الهجرة الرئيسية لهم من أوربا الشرقية بعد عام 1880م، وهذه الهجرة الأخيرة هي الهجرة التي خططت للسيطرة على الأمور في أمريكا، وكانت هذه السيطرة عن طريق عدة أمور، يأتي في مقدمتها الإعلام ثم المال ثم الدين.
لقد هاجر اليهود إلى أمريكا ومعهم أموال ضخمة لكونهم يعشقون التجارة ويهتمون بالكنز، ولكنهم لم يركزوا اهتمامهم على المشاريع التجارية فقط، إنما اهتموا اهتمامًا كبيرًا بالإعلام.
لم ينظر اليهود إلى صحيفة صغيرة ينشئونها أو وسيلة بدائية من وسائل الإعلام، بل توجهوا إلى أوسع الجرائد الأمريكية انتشارًا، وهي جريدة النيويورك تايمز، التي بدأت عملها في سنة 1851م، ولكنها كانت تعاني من بعض المشاكل المالية في أواخر القرن التاسع عشر، فعرض اليهوديُّ النشط أدولف أوكس ( Adolf Ochs) شراء الصحيفة الشهيرة، وتم له ذلك بالفعل، وصارت جريدة النيويورك تايمز من هذه اللحظة وإلى الآن جريدة يهودية صِرفة! أما صحيفة الواشنطن بوست فهي الجريدة التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا في السياسة الأمريكية، وهي التي يحرص على قراءتها يوميًّا كبار الموظفين في الحكومة الأمريكية، وهي صاحبة التأثير المباشر في الانتخابات الأمريكية، سواء الخاصة بالرئاسة أو بالكونجرس أو بالمحليات.
وكانت هذه الجريدة تُدار من خلال أسرة ماكلين mclean المحافظة، والتي لم تكن تسير بشكل واضح مع قضايا اليهود؛ مما دفع المعلنين اليهود إلى سحب إعلاناتهم من الواشنطن بوست وتوجيهها إلى صحف واشنطن الأخرى، وهذا أدى -مع مرور الوقت- إلى إفلاس الواشنطن بوست نتيجة منافسة الصحف الأخرى، وكان ذلك سنة 1954م، فتقدم اليهودي يوجين ماير ( Eugene Meyer) لشراء الصحيفة بمبلغ زهيد نسبيًّا، وتم له ما أراد، وعادت الإعلانات اليهودية إلى الصحيفة الشهيرة، وصارت بذلك أقوى الصحف السياسية في أمريكا صحيفة يهودية.
وما ذكرناه عن صحيفتي نيويورك تايمز والواشنطن بوست ينطبق على صحيفة وول ستريت ( Wall Street Journal)، التي تعدّ أكثر صحيفة يومية تجارية توزيعًا في أمريكا، حيث تُوزَّع أكثر من مليوني نسخة يوميًّا، وهي مملوكة لليهودي بيتر كان ( Peter Kann).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أكثر المجلات الأمريكية توزيعًا فهي مجلات التايم والنيوزويك والنيوز آند وورلد ريبورت، وكلها مجلات يهودية.
وليس الاهتمام اليهودي بالإعلام عن طريقة الصحافة فقط، ولكنهم أيضًا يهتمون بكل وسائل الإعلام الأخرى، فهم يسيطرون بشكل كامل على ثلاث شبكات تليفزيونية تنتج الأكثرية الساحقة من مواد التسلية الأمريكية، وتمثل المصدر الرئيسي للأنباء للأمريكيين، وهذه الشبكات هي NBC و CBC و ABC. ولا يخفى على أي متابع لهذه القنوات الصبغة اليهودية الواضحة.
أما في مجال نشر الكتب فاليهود يملكون الشركة الثانية على مستوى أمريكا، وهي شركة سيمون وشاستر ( simon & schuster)، ويملكون كذلك الشركة الثالثة، واسمها تايم وارنر تريد جروب ( Time warner tread group). كما أنهم يسيطرون على عدة مواقع مهمة في الشركة الأولى على مستوى أمريكا، وهي شركة راندوم هاوس ( Random House).
أما مجال إنتاج الأفلام فيقع تحت سيطرة يهودية شبه تامة، وليس عجيبًا أن تجد معظم أسماء الشركات الشهيرة في هذا المجال شركات يهودية صِرفة. ويكفي أن نعلم أن أكبر تجمُّع في العالم الآن هو شركة (والت ديزني) التي تملك تليفزيون والت ديزني، وتليفزيون تاتش ستون، وكذلك تليفزيون بوينا فيستا، إضافة إلى شبكة الكوابل الخاصة بها التي يشترك بها أكثر من 20 مليون مشترك .. وهذه الشركة (والت ديزني) يرأس مجلسها التنفيذي اليهودي ميشيل إيزنر ( Michael Eisner).
أما ثاني أكبر تجمع إعلامي فهو تجمع تايم وارنر، والتي يعدّ فرعها الشهير Hbo هو أكبر شركة تليفزيونية على مستوى أمريكا والعالم، وهذا التجمع يُدار بمجلس إدارة يجلس على قمته اليهودي جيرالد ليفين ( Gerard Levin).
وتعتبر هوليوود -وهي مدينة السينما الأولى في العالم- مدينة يهودية خالصة، والجميع يعلم ذلك، ولقد قال قبل ذلك الممثل الأمريكي العالمي مارلون براندو سنة 1996م: "إن هوليوود يديرها اليهود، ويملكها اليهود، يظهرون دائمًا مرحين لطفاء محبين كرماء، في الوقت الذي يفضحون فيه أية مجموعة عرقية أخرى". ولقد دفع مارلون براندو ثمن هذه الجرأة، حيث شنت المجموعات اليهودية عليه حربًا شديدة، بل قالوا في تصريح صحفي مباشر أنهم لن يسمحوا له بالعمل في السينما مرة ثانية! وكاد مارلون براندو أن يهلك لولا أنه ركع أمام إمبراطور السينما اليهودي ويسينتال ( Wiesenthal) الذي قَبِل منه اعتذاره، على ألاّ يفعل هذا الجرم ثانية [/ URL]!!
إن ما ذكرناه من أمثلة لا يمثل إلا قليل القليل من معلومات هائلة كثيرة، وهذه الوسائل الإعلامية المؤثرة تغيِّر تمامًا من الرأي العام الأمريكي، وتبرز اليهود دائمًا في صورة طيبة جميلة، وتبرز أعداءهم في صورة إرهابية مقيتة. كما أن هذه الوسائل الإعلامية تؤثر بشكل مباشر على انتخابات الرئاسة وغيرها من الانتخابات، ولقد دفع الرئيس الأمريكي السابق نيكسون كرسيه ثمنًا لهجمة صحفية شرسة من جريدة الواشنطن بوست اليهودية الأمريكية.
والسؤال الذي يجب أن نجيب عليه بصراحة: إذا كان هذا هو جهد اليهود، فأين المسلمون؟!
هل يمكن أن يقول أحد: إن اليهود يملكون المال؛ ولذلك فعلوا كل ذلك؟ إن الرد على مثل هذا التحليل الساذج، أن نقول: وهل لا يمتلك المسلمون المال؟ إن الأموال العربية والإسلامية أكثر من أن تُحصى، ولقد شاهدنا جميعًا رئيس الوزراء البريطاني منذ أسابيع وهو يدور على الدول الخليجية يطلب منها المعونة لإنقاذ العالم من الأزمة المالية الطاحنة!!
إن القضية ليست قضية مال ..
إنما القضية في الحقيقة هي قضية فكر!!
إننا كثيرًا ما نصرخ بأعلى أصواتنا، ولكن داخل غرفة مغلقة!!
وبينما يتحدث اليهود في وسائل إعلام تخاطب البلايين، وتصل إلى كل مكان في العالم من أقصاه إلى أقصاه، نجد أن المسلمين لا يخاطبون إلا أنفسهم، ولا يشرحون قضاياهم إلا لأبنائهم!!
أيها الأمة العظيمة أمة الإسلام، أليس من أدوار العلماء والدعاة أن يلفتوا أنظار الأمة إلى أهمية هذا المجال الخطير؟ وإلى مدى تأثيره؟!
أليس من مهمة الساسة المسلمين أن يوجِّهوا طاقات دولهم إلى إنشاء إعلام منافس يردُّ على أباطيل اليهود وأكاذيبهم؟!
أليس من اهتمامات الاقتصاديين الإسلاميين أن يُنشِئوا القنوات الفضائية، والمجلات الاحترافية، ومواقع الإنترنت المتمكِّنة التي تحمل أخبارنا بألسنتنا إلى العالم أجمع؟!
أليس من مهمة المسلمين الذين يتقنون اللغات الأجنبية أن يحوِّلوا كل حقائقنا إلى لغات العالم حتى يفهم الجميع قضيتنا بدلاً من التنافس غير المفهوم بين قنوات وجرائد كلها يتكلم اللغة العربية فقط؟!
أليس من مهمة الجاليات المسلمة في البلاد الغربية أن يردوا على هذا الإعلام اليهودي الجبّار بإعلام إسلامي مضاد، وأن يُدخِلوا الإعلام في بؤرة اهتمامهم بدلاً من هذا الإهمال غير المقبول؟!
إنني أعلم أن القضية ليست سهلة، وأن الطريق صعب وطويل، ولكني في ذات الوقت على يقين أنه إذا كان اليهود قد نجحوا فيه، فالمسلمون على النجاح أقدر، ولكن لا بد من بداية جادَّة.
يوم نستطيع أن نجيب على الأسئلة السابقة، سوف يتغير حالنا تغيرًا جذريًّا بإذن الله. وليس من الحكمة ولا الصواب أن نكتفي بلوم اليهود على كذبهم وتزويرهم، بينما يحترف أصحاب الحق السكوت!!
ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين!
( http://www.islamstory.com/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84 %d8%a7%d9%85_%d8%a7%d9%84%d9%8 a%d9%87%d9%88%d8%af%d9%8a_%d9% 88%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8% a9_%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9 %83%d8%a7#_ftn2) ديفيد ديوك: الصحوة .. النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، ترجمة د. إبراهيم الشهابي، دار الفكر- دمشق، الطبعة الأولى 2002م، ص179.
[ URL="http://www.islamstory.com/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84 %d8%a7%d9%85_%d8%a7%d9%84%d9%8 a%d9%87%d9%88%d8%af%d9%8a_%d9% 88%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8% a9_%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9 %83%d8%a7#_ftnref2"] المصدر السابق نفسه، ص200.(/)
لم يجدوا بدا من أن ينصفوا الإسلام: فقالوا ....
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 07:21]ـ
تفضلوا يا إخوان على هذا الرابط لتروا إنصاف الغرب تجاه الإسلام
من هنا ( http://www.islamstory.com/pagination.php?type=articles&cat_id=176)(/)
عندما نهون على إخواننا
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 09:22]ـ
ولي عهد البحرين يدعو لتطبيع إعلامي مع إسرائيل
إفتكار البنداري - وكالات
دعا ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة العرب، حكاما وشعوبا، إلى تشجيع الشعب الإسرائيلي على قبول السلام عبر التواصل المباشر معه، وإظهار الرغبة "الحقيقية والمخلصة" في تقديم سلام "عادل" لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، على حد تعبيره. واعتبر الأمير سلمان في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الجمعة 17 - 7 - 2009 أن وسائل الإعلام الإسرائيلية هي "النافذة الأولى" التي يمكن أن يتحدث الحكام العرب إلى الشعب الإسرائيلي من خلالها عبر الإدلاء بأحاديث لصحفييها، وشرح المنافع التي ستعود على الإسرائيليين إذا ما حل السلام، وعلى رأسها الاغتراف من خيرات السوق الخليجية المشتركة، والتي وصفها بأنها "الجائزة الكبرى والمتلألئة" للقبول بالسلام.
وفي رأي ولي العهد البحريني فإن العرب "لم يفعلوا ما يكفي لتوضيح وجهة نظرهم للشعب الإسرائيلي .. وغلطتنا الكبرى أننا افترضنا أن السلام كالمصباح يمكن إضاءته بكبسة (ضغطة) زر، ولكن الحقيقة أن السلام عملية تحتاج إلى التواصل الدائم مع كل أطراف المشكلة بصبر؛ ونحن كعرب لم نفعل ما فيه الكفاية للتواصل بشكل مباشر مع الشعب الإسرائيلي (أحد أهم الأطراف) "، على حد وصفه.
وأضاف: أظن أن للإسرائيلي عذره إذا فكر في أن كل مسلم يكرهه؛ لأن صوت المسلمين الذين يكرهونه هو الصوت الوحيد الذي يقدمه له الإعلام، وذلك مثلما أن للعربي عذره في أن يظن أن كل إسرائيلي يريد أن يحطم كل فلسطيني.
ومضي يقول: "بشكل أساسي نحن لم نفعل واجبنا الكافي لكي نظهر للإسرائيليين كيف أن مبادرتنا للسلام يمكن أن تكون جزءا من سلام عادل بين أنداد".
ولم يعلق مسئول رسمي إسرائيلي حتى صباح اليوم السبت على مقالة ولي العهد البحريني.
"الجائزة الكبرى"
وأرجع الأمير سلمان سبب نشر مقالته في هذا التوقيت بأنه "في مصلحتنا أن نتحدث الآن بصوت عال لسببين؛ الأول أننا سنكون جميعا أكثر أمنا عندما نعلو فوق الأصوات التي تنادي بالكراهية، والثاني أن السلام يجلب وراءه الرخاء".
وفي هذا الاتجاه اعتبر أنه إذا زال التهديد بالموت والدمار الذي يشيعه شبح الحروب مع إسرائيل "فإن الطريق سيكون مفتوحا أمام جميع دول المنطقة (وفيها إسرائيل) للاستفادة الكبيرة من المشاريع الضخمة التي تزخر بها السوق الخليجية، والتي يصل حجمها إلى تريليون دولار".
وأضاف: إنها الجائزة الكبرى والمتلألئة لتحقيق العدالة للفلسطينيين بدون أن يكون في هذا ظلم للإسرائيليين، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، رأى الأمير سلمان أنه في حالة ما حل السلام على المنطقة فستنطلق بالتالي عملية التطبيع في مجال التجارة، والتجارة ستفتح أبواب التطبيع والتواصل في كل المجالات الأخرى بين شعوبنا.
وبرر ذلك بأنه: "عندما نضع أموالا في يد الناس، ونعطيهم الأمان على أرواحهم، فإن هذا سيدفعهم إلى التلاحم، ورفض أي بادرة لتجدد الصراع؛ خوفا على مصالحهم ومشاريعهم، ويوما بعد يوم سيقرب تواصلهم في البيع والشراء بين ثقافاتهم، وستخلق المصالح المالية أجواء من الثقة".
واستطرد قائلا: "الشعبان (الفلسطيني والإسرائيلي) في الأرض المقدس ليس قدرهما أن يكونا أعداء، بل إنني أرى أن ما يمكن أن يوحدهما غدا أكثر مما يفرقهما اليوم .. ولكن كلا منهما يحتاج إلى مساعدة من أصدقائه (الدول الوسيطة) لدفع خطوات التقريب بينهما عبر تسوية مناسبة".
وعن هذه "التسوية المناسبة" اعتبر الأمير البحريني أن المبادرة العربية للسلام التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز "جهد حقيقي وصادق لتطبيع العلاقات بين العرب ككل وإسرائيل، وحل عادل لمعاناة الفلسطينيين".
وتنص المبادرة التي تم إعلانها في القمة العربية ببيروت عام 2002 على أن تلتزم الدول العربية كافة بالتطبيع الشامل مع إسرائيل في مقابل التزام الأخيرة بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
ونشر ولي عهد البحرين مقاله بعد يومين من دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الدول العربية إلى المبادرة باتخاذ "تدابير ملموسة" للتطبيع مع إسرائيل؛ تعزيزا لفرص إحلال السلام في الشرق الأوسط.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما نشر المقال بعد نحو أسبوعين من أول زيارة يقوم بها وفد دبلوماسى بحريني رسمي إلى إسرائيل لتسلم 5 مواطنين بحرينيين كانت السلطات الإسرائيلية اعتقلتهم من على متن سفينة "روح الإنسانية" التي كانت متوجهة لفك الحصار على قطاع غزة.
"النافذة الأولى"
وأضاف ولي العهد البحريني مخاطبا كلا من العرب والإسرائيليين: "يجب أن نتوقف عن لعبة انتظار كل طرف لما سيقدمه الطرف الآخر، يجب أن نكون أكبر من ذلك، على الجميع أن يتحركوا في وقت واحد".
"وأولى خطوات هذا التحرك –بحسب الأمير سلمان- هو التواصل والمصالحة على المستوى الإنساني، و"هذا سيحدث فقط إذا ما تناقشنا كشعوب حول القضايا التي تقسمنا، وأن نبين نحن العرب للإسرائيليين المكاسب التي ستتدفق عليهم حال تحقيق السلام؛ فبسبب أننا لم نفعل هذا من قبل بقيت حالة السلام الموقع بين الأردن ومصر وإسرائيل باردة".
ورأى الأمير أن "أولى نوافذنا للوصول إلى الشعب الإسرائيلي هي وسائل إعلامه الداخلية .. يجب أن نفعل هذا .. الآن".
ولا تعترف البحرين رسميا بإسرائيل، إلا أنه يوجد اتصالات سياسية بين الجانبين وسط معارضة شعبية شديدة في البحرين، ومنها اللقاء الذي تم بين وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد ووزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك تسيبي ليفني في الأمم المتحدة عام 2007، وفي العام التالي له التقاها في نيويورك العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما قابل الرئيسي الإسرائيلي شيمون بيريز.
وفي أكتوبر الماضي دعا الأمير خالد إلى تأسيس تجمع شرق أوسطي يضم إضافة إلى الدول العربية كلا من إسرائيل وإيران وتركيا باعتباره "السبيل الوحيد لحل المشاكل القائمة بين دول المنطقة".
وفي بادرة ذات مغزى عينت البحرين اليهودية هدى نونو سفيرة لها في واشنطن، في خطوة غير مسبوقة عربيا، وقال المسئولون وقتها إنها خطوة "تؤكد أن البحرين لا تفرق بين الرجل والمرأة، أو بين مواطنيها من أبناء الديانات المختلفة في تولي المناصب المهمة، خاصة بعد أن أثبتت هدى كفاءة".
ترحيب أمريكي
ولقي المقال ترحيبا لافتا من واشنطن، عبرت عنه على لسان فيليب كراولي، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، والذي نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية قوله: "إنها مبادرة مهمة .. نحن نرحب بها جدا جدا".
وسبق أن وجه الرئيس المصري محمد حسني مبارك دعوة مشابهة للدول العربية للقيام بمبادرات تجاه إسرائيل تؤكد رغبتهم في إحلال السلام.
وفي مقالة له بصحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي أشاد مبارك بجهود نظيره الأمريكي باراك أوباما في الضغط على كل الأطراف لإحياء عملية السلام، مطالبا العرب بأن يقدموا خطواتهم نحو السلام إذا ما قابلتها إسرائيل بخطوات مماثلة.
ـ[أبو عمر الفهيدي]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 12:46]ـ
صدق الله وكذب المموهون
((إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون)) إن مما لمسه الموافق والمخالف والمعتدل والمجانف انه ما كان أعداء الله اظهر عداوة للمسلمين منهم في هذه الأيام ولا أقبح ولا أوقح ((قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم اكبر)) ووالله ما يريدون من أمة الإسلام ما هو دون الانسلاخ من دين الإسلام ولن يرضيهم إلا أن نقول ـ ونعوذ بالله أن نقول ـ إن الله ثالث ثلاثة ,أو عزير ابن الله , أو المسيح ابن الله , أو يد الله مغلولة, أو إن الله فقير – لا يريدون ما هو دون هذه الغاية وإن تعددت الوسائل إليها وتدرجت , إن تشك في ذلك
فأقسم بالجبار بأنك خالط وما يوقظ المخلوط شيئ كصفعتي وما لك فيما تدعى أي حجة وأنت إذا عير بأذن طويلة
لما؟ لأن الله يقول ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) ويقول ((ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)) ويقول ((ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم)) ويقول ((ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)) ((ومن أصدق من الله قيلا ــ ومن أصدق من الله حديثا)) لا جديد ولا مفاجأة فيما يحدث , فالمعركة مستمرة دائمة ما توقفت منذ بعثة رسول الله r ولن تتوقف إلى قيام الساعة ,ما طلعت شمس ولا غربت إلا وهم يخططون ,ويمكرون, ويدبرون, وعلى القرآن والنبي r الأمة يحسدون, وعلى كون مد حضارتهم بأرض الإسلام ينقمون
(يُتْبَعُ)
(/)
((قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ((
فالمعركة شاملة لكل الميادين , ليست احتلال أرض كفلسطين أو العراق أو غيرها فقط.
بل هي معركة في كل ميدان , هدفها طمس هوية المسلم , فما زالوا بلؤمهم ومكرهم يمكرون ليصرفوا هذه الأمة عن قرآنها حتى لا تأخذ منه أسلحتها الماضية , وعدتها الواقية. إن خصومنا لا ينقمون منا إلا الإيمان , ليست المعركة سياسية, ولا اقتصادية, ولا عنصرية , ولو كانت كذلك لسهل وقفها , لكنها معركة عقيدة , إما كفر وإما إيمان , إما جاهلية وإما إسلام , لقد عرض على رسول الله r المال والحكم والمتاع في مقابل أن يدهن ويدع معركة العقيدة ولو أجابهم r ـ حاشاه r أن يجبيهم ـ إلى شىء مما أردوا ما بقيت بينهم وبينه معركة على الإطلاق , إنها قضية عقيدة ومعركة عقيدة , وهذا ما يجب أن يستيقنه المؤمنون حيث ما واجهوا عدوا لهم , فإنه لا يعاديهم ولا ينقم منهم إلا أنهم يؤمنوا بالله العزيز الحميد. ووالله ما صبر المؤمنون وثبتوا إلا ورأوا بأم أعينهم انهيار تماسك أهل الباطل، فلا يهولن المسلم ما يراه من لجلجة أهل الباطل فان الله قال ((تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ((
قد يحاول الأعداء أن يرفعوا للمعركة راية غير راية العقيدة , كل ذلك ليموهوا على المؤمنين حقيقة المعركة , ويطفأوا في أرواحهم شعلة العقيدة , فمن واجبنا نحن المسلمين ألا نخدع , وأن ندرك أن هذا التمويه لغرض مبيت مقيد.
والصليبية الصهيونية العالمية بقيادة أمريكا هي رأس أعداء الإسلام في ماضيه كله وفى حاضره , لم يكتب تاريخها أن جاورته فأحسنت , أو عاملته فصدقت , أو قدرت عليه فعفت أو عفت , أو حكمت فعدلت , بل يدل الواقع على أن الإسلام ما جنى منها إلا الكيد له بعيدا والإضرار به قريبا , ويجرى علينا حكم المجانين إن تصورنا أن حاضرها يخالف من ماضيها , أو أن آتيها خير من حاضرها , لأن ما نقوله نحن جعلته هي ذاتيا لا يتخلف ولا يرد.
إنها شر والشر لا يأتي بخير
إنها شوك ولا يجنى من الشوك العنب
قد قلنا فيها بما نعرف , وشهدنا بما نعلم , فان كان فيها غير ما عرفناه فسلوا عن العسل من ذاق طعمه أما نحن فذقنا الحنظل فوصفنا الحنظل.
ف الذي يريد أن يغير راية المعركة إنما يريد أن يخدعنا عن سلاح النصر الحقيقي في المعركة , ونحن نشهد نموذجا من تمويه الراية في محاولة الصليبية الصهيونية العالمية اليوم أن تخدعنا عن حقيقة المعركة وأن تزعم أن الحرب الصليبية إنما هي لنشر الحرية والسلام في العالم الإسلامي, وإسقاط الأنظمة المستبدة.وما تقوم به اليوم في العراق شاهد حين تعلن أنها جاءت لتحقيق الحرية , بينما هي تقمع الشعب المسلم ,وتحطم استقلاله, وتمارس إذلاله , وتعمر بالخراب دياره ,فكانت كمسيلمة الكذاب تفل في بئر عذبة فصارت ملحا أجاجا, ونضب ماءها فصارت يبابا , ومسح رأس طفل فصار أصلعا.
فدع عنك أوهام الضلالة وانتبه ورابط على منهاج ذكر وسنة
وحسبك منهم فى جرائم حربهم خروجهم باسم الحروب الصليبية
وحسبك منهم فى جرائم حكمهم حرابة دين الله فى كل دولة
وحسبك منهم فى جرائم غزوهم ابادة شيخ بل وانثى وطفلة
وحسبك منهم فى زمان معاصر صناعة الاف الدمار المبيدة
فلم يعرف التاريخ جرما كجرمهم ولاغادرا يسعى بكل اذية
فهذا قليل من كثير لو انني تتبعته لاحتجت مليون صفحة
قال الله ـ واذا قال الله بطل كل قول وقائل ـ ((ود كثير من أهل لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ((
وصدق الله وكذب المموهون. علي بن عبد الخالق القرني(/)
بين فطرة مصطفى محمود وتركيبة يوسف ابالخيل .. !
ـ[جذيل]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 12:45]ـ
عصرانية وخرافية لا تجتمع .. !!
سبب هذا المقال مكتبة الشيخ سليمان الخراشي رعاه الله ووفقه.
بعد تحميلها والاطلاع عليها من سريع
قرأت فيها مقالا لطيفا ظريفا رائعا يتكلم فيه عن استحالة ان يجتمع فكر العصرانية ودين الصوفية الخرافية.
وذكر مثالا على ذلك ما جرى للمسكين يوسف ابالخيل رده الله الى رشده
حينما استسهل فكرة التوسل بالقبور والتشكيك في المنع منها ..
وهاهنا محوران:
الاول ابن ابالخيل هذا ..
وقد ذكروا ان والده رحمه الله كان معروفا بالقصيم انه من اهل العبادة والصلاح والزهد حتى سماه بعضهم بـ (ابو ركعة) ..
بل اسرة ابالخيل معروفة هناك بعظيم الشمائل الخلقية والدين والخير ..
والشاذ لا حكم له ..
فخرج هذا المسكين يهرول خلف سراب العصرانية مستسهلا مالم يقدر عليه من يدفعه خلف هذا الفكر ..
له مقال قرأته منذ فترة يتكلم فيه عن الحكم بما انزل الله ..
لخبط فيه ما شاء الله ان يلخبط ..
حتى جاء بما يضحك منه من لا يعرف الضحك.
واظرف من مقاله هذا ما نقله الشيخ الخراشي من استسهالة مسألة التوسل بالقبور ..
فتذكرت بعدها ما جرى لمصطفى محمود.
وهذا المحور الثاني
وسبحان الله .. كيف كان العقل عند مصطفى محمود سببا لتحوله من التخريف ..
وكيف كان العقل عند ابا الخيل سببا للهرولة وراء الخرافيين
مر مصطفى محمود بمرحلة شبه الحادية ..
يتكلم عن نفسه مصطفى فيذكر ان سبب ما مر به انه من اهل طنطا ..
واهل طنطا مهووسون بالطواف والتوسل على قبر البدوي وغيره ..
وكان صغيرا حينما كان يرى ما يخالف الفطرة البشرية ..
فكان يذكر ان معظم ما مر به من مراحل الشكوك كان من تلك المظاهر الشاذة التي كان يطالعها عند زوار ضريح البدوي ..
ولسان حاله ان هذا ليس بدين الاسلام الذي ترمو اليه فطرتي ..
فجال في خاطره اجتيال المحتار ..
احقا هذا هو الاسلام .. ؟
لا والف لا ..
فانتقل منه الى ما يظن انه هو الاسلام الحقيقي ..
بسبب تلك الخرافات .. !
ومن ثم يسر الله ان يلتقي الاستاذ محمد المجذوب , وقد تكلم عنه في كتاب علماء ومفكرون عرفتهم حتى اسهب في الكلام عن رجعته الى الحق ..
ففرق بنفسك اخي الكريم ..
بين شخص ولد في بلد التوحيد وقد نبذ الخير طواعية ..
وبين رجل نشأ في بلد يطوف فيه الجهلة على القبور والأضرحة ..
وقارن بين العقلين ..
تجد ان بين المقدمتين والنتيجة ما يدل على ان هذا المسكين يحتاج الى علاج ..
فهل من راق .. ؟
نسأل الله له الشفاء والهداية انه ولي كريم ..(/)
زينب ورحومة ونجلاء الإمام وشبهات الارتداد عن الإسلام! أحدث ماكتبه دكتور إبراهيم عوض
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 01:48]ـ
زينب ورحومة ونجلاء الإمام
وشبهات الارتداد عن الإسلام!
د. إبراهيم عوض
Ibrahim_awad9@yahoo.comhttp://awad.phpnet.us/
هذه ثلاث حكايات عن ثلاثة أشخاص مصريين مسلمين ارتدوا عن دين التوحيدإلى النصرانية دين التثليث والتجسيد، والحكايتان الأخيرتان هما حكايتان حديثتان جدا، والرجل والمرأة اللذان تتعلقان بهما لا يزالان مرتدين، أما الحكاية الثالثة فقد عادت صاحبتها إلى دين الحق مرة أخرى وتابت وأبدت ندمها وقصت أمرها بكثير من التفصيل ملقية بذلك ضوءا قويا على بعض خبايا عملية التنصير. ومعروف أنها حكاية قديمة بعض الشىء، إذ وقعت أحداثها منذ عدة سنوات.
وأدخل للتو فى الموضوع وأتناول أول ما أتناول موضوع نجلاء الإمام، التى لها قصة مع الآية الخامسة من سورة "التوبة". فما حكاية هذه الآية؟ وما صلتها بتلك المرأة؟ تعالوا لنرى معا. تقول الآية المذكورة: "فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، وهى الآية التى شاهدتُ، فى مقطع على المشباك مأخوذ من لقاء بإحدى القنوات التلفازية، نجلاء الإمام المتنصرة فى الآونة الأخيرة ترفعها فى وجه الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الاوقاف لشؤون الدعوة، تتحداه بها على اعتبار أن فيها ما يخجل الإسلام والمسلمين. فتحداها الشيخ الكريم أن تقرأ الآية قراءة صحيحة من المصحف الذى كان تحمله فى يدها وكانت تلوّح به فى وجهه على سبيل التحدى. وقد أراد الشيخ الجليل، من خلال هذا التحدى المضادّ، أن يقول لها إنك لست صاحبة هذه الشبهة، فأنت لا تفهمين القرآن ولا تقرئينه، ولا تعرفين كيف تنطقين الآية مجرد نطق دون أن تخطئى فيها أخطاء لا تليق.
وهنا وجدتُ نجلاء الإمام ترتبك ولا تجيب على تحدى الشيخ إلا بالامتناع عن قراءة الآية بعدما كانت تمسك بالمصحف وتلوح به فى وجه فضيلته ووجوه المشاهدين متحدية كالنمرة الشرسة. والعجيب أن اللقطة التى يبثها الموقع النصرانى مدعيا أنها دليل على أن علماء المسلمين يهربون من المواجهة بعدما انتشر التنوير وأصبح المسلم والمسلمة يستطيعان معرفة الحقيقة التى كانت مغيبة عنهما قبل ذلك قرونا، فلم يعودا ينصاعان لكلام المشايخ وصارا قادريْن على الحكم الصحيح على النصرانية والإسلام وتفضيل الأخيرة بطبيعة الحال، هذه اللقطة ترينا على العكس من ذلك أن نجلاء الإمام هى التى نكصت وتقهقرت. ورغم أن اللقطة القصيرة التى بثها الموقع المذكور لم تقل لنا ماذا كانت نجلاء تريد قوله للشيخ الكريم فإن من السهل تماما معرفة هذا الذى كانت تريد قوله طبقا لما لقنوها إياه قبل حضورها إلى الأستوديو.
تريد نجلاء الإمام أن تقول إن الإسلام يقتل مخالفيه من الباب للطاق، إلا إذ دخلوا فيه واعتنقوه خلافا لما تقتنع به ضمائرهم. ألا يقول القرآن: "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد"، اللهم إلا "إن تابوا وأقاموا الصلاة وآتَوُا الزكاة". وهل هناك دليل أسطع من هذا وأشد برهانا على صحة ما قالوه لها من أن دين محمد إنما يعتمد فى انتشاره على السيف؟ وهى، لو أنها كانت تفهم ونظرت إلى الآية التى عقب ذلك مباشرة، لما قالت ما قالت. لكنه عمى القلب والترديد الببغائى لما يلقى إليها فتقوله كما حفّظوها إياه دون تبصر أو فهم. ونص الآية التالية هو: "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) ". وواضح أن كل ما يريده الإسلام ممن يرفضونه هو أن يسمعوا دعوته، ثم فليرتكنوا بعد هذا إلى ضمائرهم. ذلك أنهم هم الذين سوف يحاسَبون على أعمالهم لا نحن، وليس لنا من ثم أى حق فى اقتحام ضمائرهم عليهم ولا إكراههم على ما لا يريدون اعتناقه حتى لو كانوا يؤمنون بصدق الإسلام فيما بينهم وبين أنفسهم ككثير ممن يؤمنون بأنه هو الدين الحق، إلا أن
(يُتْبَعُ)
(/)
الخوف أو الطمع أو العناد أو العصبية تمنعهم من إعلان ما يؤمنون به. والآية صريحة الدلالة على أن من واجب المسلم إجارة المشرك عندما يأتى إليه ويستجير به، وأنه لا يجوز له اهتبال الفرصة والضغط عليه بأى وجه بغية اعتناقه للإسلام، بل عليه أن يتركه لما يريد، مع حراسته فى طريق العودة إلى بلده أو على الأقل: إلى المكان الذى يأمن على نفسه فيه. فهل يُعْقَل أن دينا يطلب من أتباعه هذا يمكن أن يفكر مجرد تفكير فى قتل مخالفيه لا لشىء إلا ليكرههم على اعتناقه؟ إذن فماذا نصنع مع الآية التى شهرتها نجلاء الإمام فى وجه الشيخ ووجوه المشاهدين؟
يستلزم الأمر أن نقرأ صدر سورة "التوبة" كله كى تتضح الصورة فى شموليتها وتُفْهَم حق فهمها، وبخاصة إذا ألممنا بالظروف التى نزل فيها ذلك النص، الذى يقول: "بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذه الآيات يتبين لنا أن الإعلان الموجود فى النص خاص بالمشركين الذين كانت بينهم وبين المسلمين عهود، وليس عاما لكل المشركين. ولهذا دلالته. فلو كان الأمر مبدأ إسلاميا فى قتل المخالفين ما لم يُسْلِموا لما خصص القرآن الكلام للمشركين الذين كانت بينهم وبين المسلمين معاهدات. ورغم هذا أيضا فلم يسارع الإسلام إلى الأمر بقتل أولئك المشركين، بل أعطاهم مهلة أربعة أشهر يستطيعون التحرك فيها بكل حرية قبل أن يؤاخَذوا. ولو كان الأمر أمر مبدإ بإكراه غير المؤمنين بمحمد على الدخول فى دينه أو يُقْتَلوا لما كان هناك معنى لإعطائهم تلك المهلة، إذ ما دام واجبا عليهم، شاؤُوا أم أَبَوْا، أن يعتنقوا الإسلام فخير البر عاجله. وليست هناك أى ضرورة، بل ليس هناك أى معنى، لإمهالهم هذه الشهور الأربعة. أليس كذلك؟
ثم إن الآية السابقة على الآية الخامسة تقول: "إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) ". أى أن الإسلام لا يسوى بين المشركين جميعا عاطلا مع باطل، بل يقول إن من كانت بينهم وبين المسلمين عهود فوَفَّوْا بها ولم ينقضوها فلا بد من إتمام عهودهم إلى نهاية مدتها. ومعنى هذا بكل وضوح أن المشركين الأولين الذين حكم القرآن بقتلهم هم طائفة أخرى لم تحترم العهود بل نقضتها وخاست فيها. والوقع أن تلك الطائفة من المشركين قد فجرت فى سلوكها تجاه المسلمين فكانوا يقتلون كل من ساقته الأقدار إلى قبضة أيديهم دون أن يَرْعَوْا فيهم إِلاًّ ولا ذمة، كما كانوا يمدون أيديهم بالتعاون إلى من ليس بينهم وبين المسلمين عهود فيعينونهم عليهم ويحاربونهم معهم غادرين على هذا النحو الخسيس بالاتفاقيات التى كانت بينهم وبين الرسول وأصحابه. فهل كان على المسلمين أن يسكتوا على هذا الغدر وتلك الخيانة؟ لقد كان الإسلام أنبل من كل ما يتوقعه الإنسان، إذ رغم كل هذه الاستفزازات التى كان يرتكبها أولئك المجرمون فإنه لم يسارع بالمناداة بمعاملتهم نفس المعاملة التى يعاملون بها المسلمين، بل أعطاهم فترة إمهال: أربعة شهور كاملة. فأى نبل هذا؟ لكن على من تتلو مزاميرك يا داود؟ إنك لتتلوها على قوم أغبياء ذوى قلوبٍ عمياءَ وضمائرَ غُلْفٍ.
ولقد تكرر هذا التوضيح أكثر من مرة فى تلك الآيات: "كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) "، "كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) "، "لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) "، "وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) "، "أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) ". فماذا يريد الإنسان أكثر من هذا؟ أَلاَ إن هذا لكرمٌ بالغٌ لا نظير له فى أى مكان فى العالم؟ ومع هذا كله لم يحدث أن قتل المسلمون أحدا من المشركين الذين نزلت الآية فى حقهم. بل إنه فى فتح مكة بعد ذلك بقليل عفا الرسول عن مشركيها الذين طالموا أذاقوه الأذى وأنزلوا بالمسلمين العذاب وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول سيد قطب رحمه الله تعقيبا على تلك الآيات: "كان قد تبين من الواقع العملي مرحلةً بعد مرحلة، وتجربةً بعد تجربة، أنه لا يمكن التعايش بين منهجين للحياة بينهما هذا الاختلاف الجذري العميق، البعيد المدى، الشامل لكل جزئية من جزئيات الاعتقاد والتصور، والخلق والسلوك، والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والإنساني، وهو الاختلاف الذي لا بد أن ينشأ من اختلاف الاعتقاد والتصور: منهجين للحياة أحدهما يقوم على عبودية العباد لله وحده بلا شريك، والآخر يقوم على عبودية البشر للبشر، وللآلهة المدَّعاة، وللأرباب المتفرقة. ثم يقع بينهما التصادم في كل خطوة من خطوات الحياة لأن كل خطوة من خطوات الحياة في أحد المنهجين لا بد أن تكون مختلفة مع الأخرى ومتصادمة معها تماما في مثل هذين المنهجين، وفي مثل هذين النظامين. إنها لم تكن فلتة عارضة أن تقف قريش تلك الوقفة العنيدة لدعوة أنْ "لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" في مكة ولا أن تحاربها هذه الحرب الجائرة في المدينة.
ولم تكن فلتة عارضة أن يقف اليهود في المدينة كذلك لهذه الحركة وأن يجمعهم مع المشركين معسكر واحد، وهم من أهل الكتاب، وأن يؤلب اليهودُ وتؤلب قريشٌ قبائلَ العرب في الجزيرة في غزوة الأحزاب لاستئصال شأفة ذلك الخطر الذي يتهدد الجميع بمجرد قيام الدولة في المدينة على أساس هذه العقيدة، وإقامة نظامها وفق ذلك المنهج الرباني المتفرد! وكذلك سنعلم بعد قليل أنها لم تكن فلتة عابرة أن يقف النصارى، وهم من أهل الكتاب كذلك، لهذه الدعوة ولهذه الحركة، سواء في اليمن أم في الشام أم فيما وراء اليمن ووراء الشام إلى آخر الزمان! إنها طبائع الأشياء. إنها أولا طبيعة المنهج الإسلامي التي يعرفها جيدا ويستشعرها بالفطرة أصحاب المناهج الأخرى! طبيعة الإصرار على إقامة مملكة الله في الأرض، وإخراج الناس كافة من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، وتحطيم الحواجز المادية التي تحول بين "الناس كافة" وبين حرية الاختيار الحقيقية. ثم إنها ثانيا طبيعة التعارض بين منهجين للحياة لا التقاء بينهما في كبيرة ولا صغيرة، وحرص أصحاب المناهج الأرضية على سحق المنهج الرباني الذي يتهدد وجودهم ومناهجهم وأوضاعهم قبل أن يسحقهم! فهي حتمية لا اختيار فيها في الحقيقة لهؤلاء ولا هؤلاء!
وكانت هذه الحتمية تفعل فعلها على مدى الزمن وعلى مدى التجارب، وتتجلى في صور شتى تؤكد وتعمق ضرورة الخطوة النهائية الأخيرة التي أعلنت في هذه السورة. ولم تكن الأسباب القريبة المباشرة التي تذكرها بعض الروايات إلا حلقات في سلسلة طويلة ممتدة على مدى السيرة النبوية الشريفة، وعلى مدى الحركة الإسلامية منذ أيامها الأولى. وبهذه السعة في النظرة إلى الجذور الأصيلة للموقف وإلى تحركاته المستمرة يمكن فهم هذه الخطوة الأخيرة. وذلك مع عدم إغفال الأسباب القريبة المباشرة، لأنها بدورها لا تعدو أن تكون حلقات في تلك السلسلة الطويلة ... وذكر الإمام الطبري بعد استعراضه الأقوال في تفسير مطلع السورة: وأَوْلَى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: لأجل الذي جعله الله لأهل العهد من المشركين وأذن لهم بالسياحة فيه بقوله: "فسيحوا في الأرض أربعة أشهر" إنما هو لأهل العهد الذين ظاهروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقضوا عهدهم قبل انقضاء مدته. فأما الذين لم ينقضوا عهدهم ولم يظاهروا عليه فإن الله جل ثناؤه أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بإتمام العهد بينه وبينهم إلى مدته بقوله: "إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم، إن الله يحب المتقين" ... ".
وفى "تفسير المنار" نقرأ للشيخ رشيد رضا غفر الله له: "من المشهور القطعي الذي لا خلاف فيه أن الله تعالى بعث محمدا رسوله وخاتم النبيين بالإسلام الذي أكمل به الدين، وجعل آيته الكبرى هذا القرآن المعجز للبشر من وجوه كثيرة ذكرنا كلياتها في تفسير (2: 3 ص190 ص228 ج 1)، وأقام بناء الدعوة إليه على أساس البراهين العقلية والعلمية المقنعة والملزمة، ومنع الإكراه فيه والحمل عليه بالقوة، كما بيناه في تفسير (2: 256 ص26 ص40 ج 3)، فقاومه المشركون، وفتنوا المؤمنين بالتعذيب والاضطهاد لصدهم عنه، وصدوه (ص) عن تبليغه للناس بالقوة. ولم يكن أحد ممن اتبعه يأمن
(يُتْبَعُ)
(/)
على نفسه من القتل أو التعذيب إلا بتأمين حليف أو قريب. فهاجر من هاجر منهم المرة بعد المرة، ثم اشتد إيذاؤهم للرسول (ص) حتى ائتمروا بحبسه الدائم أو نفيه أو قتله علنا في دار الندوة، ورجحوا في آخر الأمر قتله، فأمره الله تعالى بالهجرة كما تقدم في تفسير (الأنفال/ 30): "وإذ يمكر بك الذين كفروا" (ص650 ج 9). فهاجر (ص)، وصار يتبعه مَنْ قَدَرَ على الهجرة من أصحابه إلى حيث وجدوا من مهاجَرهم بالمدينة المنورة أنصارا لله ولرسوله يحبون من هاجر إليهم، ويؤثرونهم على أنفسهم.
وكانت الحال بينهم وبين مشركي مكة وغيرهم من العرب حال حرب بالطبع ومقتضى العرف العام في ذلك العصر. وعاهد (ص) أهل الكتاب من يهود المدينة وما حولها على السلم والتعاون، فخانوا وغدروا ونقضوا عهودهم له بما كانوا يوالون المشركين ويظاهرونهم كلما حاربوه كما تقدم بيان ذلك كله في تفسير سورة "الأنفال" من هذا الجزء (ص1547 1556). وقد عاهد (ص) المشركين في الحديبية على السلم والأمان عشر سنين بشروطٍ تساهَل معهم فيها منتهى التساهل، عن قوة وعزة، لا عن ضعف وذلة، ولكن حبا بالسلم ونشر دينه بالإقناع والحجة. ودخلت خُزَاعة في عهده (ص)، كما دخلت بنو بكر في عهد قريش،. ثم عدا هؤلاء على أولئك، وأعانتهم قريش بالسلاح فنقضوا عهدهم. فكان ذلك سبب عودة الحرب العامة معهم وفتحه (ص) لمكة، الذي خضد شوكة الشرك وأذل أهله. ولكنهم ما زالوا يحاربونه حيث قدروا، وثبت بالتجربة لهم في حالَيْ قوتهم وضعفهم أنهم لا عهود لهم، ولا يؤمَن نقضهم وانتقاضهم، وكما يأتي قريبا في قوله تعالى من هذه السورة/ 7: "كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله" إلى قوله في آخر آية 12: "فقاتلوا أئمة الكفر، إنهم لا أَيْمان لهم لعلهم ينتهون". أي لا عهود لهم يَرْعَوْنها ويَفُون بها. والمراد أنه لا يمكن أن يعيش المسلمون معهم بحكم المعاهدات المرعية، فيأمن كل منهم شر الآخر وعدوانه مع بقائهم على شركهم الذي ليس له شرع يُدَان به، فيجب الوفاء بالعهد بإيجابه. كيف وقد سبقهم إلى الغدر ونقض الميثاق من كانوا أجدر بالوفاء وهم أهل الكتاب؟. هذا هو الأصل الشرعي الذي بُنِيَ عليه ما جاءت به هذه السورة من نبذ عهودهم المطلقة، وإتمام مدة عهدهم المؤقتة لمن استقام عليها. وأما حكمة ذلك فهي محو بقية الشرك من جزيرة العرب بالقوة، وجعلها خالصة للمسلمين، مع مراعاة الأصول السابقة في قوله تعالى (البقرة/ 190): "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم" وقوله (الأنفال/ 61): "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" بقدر الإمكان، وإن قال الجمهور بنسخ هذه الآية بآية السيف من هذه السورة ونبذ عهود الشرك ".
ويرى الأستاذ محمد عِزّة دَرْوَزَة صاحب "التفسير الحديث" أن السبب فى نزول هذه الآيات هو نقض بعض المشركين لعهودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الذين لم ينقضوا عهودهم، سواء كانت مؤقتة أو مؤبدة، فقد جاءت السورة بالمحافظة عليها، وأنه حتى إذا انقضت عهودهم فإنه يجوز أن تعقد معهم معاهدات جديدة، وأن هذه الآيات هي الأصل الذي يقيد عموم الآيات الأخيرة في هذه السورة. وفي ذلك يقول في شرح قوله تعالى: "إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين* فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم, إن الله غفور رحيم": "وفي الآيتين وما قبلهما صور من السيرة النبوية في أواخر العهد المدني حيث ينطوي فيهما أنه كان بين المسلمين والمشركين عهود سلم بعد الفتح المكي ربما كانت ممتدة إلى ما قبله، وأن من المشركين من ظلوا أوفياء لعهودهم، ومنهم من نقض أو ظهرت منه علائم النقض والغدر. ولقد نبهنا قَبْلُ على أن أهل التأويل والمفسرين يسمون الآية الثانية من الآيتين اللتين نحن في صددهما: آية السيف، ويعتبرونها ناسخة لكل آية فيها أمر بالتسامح والتساهل مع المشركين وإمهالهم والإغضاء والصفح والإعراض عنهم، وتوجب قتالهم إطلاقا. وبعضهم يستثني المعاهدين منهم إلى مدتهم، وبعضهم لا يستثنيهم ولا يجوّز قبول غير الإسلام منهم بعد نزولها. ونبهنا على ما في ذلك من غلو ومناقضة للتقريرات القرآنية
(يُتْبَعُ)
(/)
المتضمنة لأحكامٍ مُحْكَمَةٍ بعدم قتال غير الأعداء وترك المسالمين والموادّين وبِرّهم والإقساط إليهم. ولقد كرر المفسرون أقوالهم ورواياتهم عن قدماء أهل التأويل في مناسبة هذه الآية، فروى ابن كثير عن ابن عباس أن الآية أمرت النبي صلى الله عليه وسلم بأن يضع السيف في من عاهدهم حتى يدخلوا في الإسلام، وأن ينقض ما كان سمى لهم من عهد وميثاق ...
والآية، كما هو واضح من فحواها وسياقها، هي في صدد قتال المشركين المعاهدين الناقضين لعهدهم وَحَسْب بحيث يسوغ القول إن اعتبارها "آية سيف" وجعلها شاملة لكل مشرك إطلاقا تحميل لها بما لا يتحمله هذا السياق والفحوى، وكذلك الأمر في اعتبارها ناسخة للتقريرات المنطوية في آيات عديدة والتي عليها طابع المبدأ المحكم العام، مثل عدم الإكراه في الدين والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن والحث على البر والإقساط لمن لا يقاتل المسلمين ولا يخرجونهم من ديارهم على ما نبهنا عليه في مناسبات عديدة سابقة. ويأتي بعد قليل آية فيها أمر صريح للمسلمين بالاستقامة على عهدهم مع المشركين الذين عاهدوهم عند المسجد الحرام ما استقاموا لهم، وفي هذه الآية دليل قوي على وجاهة ما نقرره إن شاء الله".
وبالمناسبة فليست آيات سورة"التوبة" هى وحدها التى تناولت موضوع التفرقة بين مشركين يَفُون بما بينهم وبين المسلمين من معاهدات واتفاقيات وبين مشركين آخرين لا يُؤْمَن جانبهم لجريان الغدر والخيانة فى عروقهم ودمائهم. قال تعالى فى سورة "النساء": "فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولائِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91) ". لقد ميزت الآيات بشكل لا يحتمل تأويلاً ولا لَبْسًا بين من يلتزم بشروط العهد الذى بينه وبين المسلمين وبين من يشغب على العهود ويرفع السلاح على المسلمين خيانةً وغدرًا يريد قتلهم والقضاء عليهم وعلى دينهم دون أن يكون قد فَرَط منهم أى شىء يمكن التعلل به فى تبرير هذه الخيانة وذلك الغدر.
ومعروف أن القرآن يقرر على نحو قاطع أنه لا إكراه فى الدين، وأنه من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر، وينهى المسلمين عن قتال من لم يَعْتَدِ عليهم أو يقاتلهم، ويأمرهم أن يجنحوا للسلام متى ما جنح عدوهم له، وينفى أن يكون لهم أى سبيل على المشركين الذين لا يمدون إليهم أيديهم بالأذى. بل إنه ليبارك معاملتهم لمن لا يؤذيهم أو يقاتلهم معاملة بر وإقساط: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة/ 256)، "وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" (الكهف/ 29)، "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (البقرة/ 190)، "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" (البقرة/ 194)، "فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً" (النساء/ 90)، "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ" (الأنفال/ 61 - 62)، "عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ* لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (الممتحنة/ 7 - 9).
لكن الأوغاد يسيئون الأدبَ مع سيدنا رسول الله، إذ يتهمونه بالقتل وسفك الدماء والمجىء بدين يقوم على إكراه الناس على اعتناقه برهبة السيف وتهديم بيوت عبادتهم، وفى نفس الوقت نراهم يزعمون أن دين النصرانية يقوم على المحبة والسلام! وأَوَّلَ كلِّ شىء لا بد أن نلفت الأبصار إلى أن المسيح عليه السلام لم يكن، حين ترك الدنيا، قد مضى عليه فى النبوة أكثر من ثلاث سنوات ليس إلا، ومن ثم لا يمكن التحجج بأنه لم يشرع لأتباعه قتال من يعتدون عليهم. كما أنه لم يكن يعيش فى دولة مستقلة، فضلا عن أن يكون هو الحاكم فيها مثلما هو الحال مع الرسول محمد عليه السلام. وإذن فقياس الوضعين أحدهما على الآخر خطأ أبلق وأبله معا. وهذا لو أن السيد المسيح، حسبما تحكى قصةَ حياته الأناجيلُ التى بين أيدينا، كان فعلا وديعا متسامحا دائما مثلما يحب النصارى أن يعتقدوا ويعتقد الآخرون معهم. فما أكثر الشتائم واللعنات التى كان يرمى بها فى وجوه اليهود بل فى وجوه تلاميذه أيضا، من مثل قوله لأحد اليهود: "يا مُرَائى" (متى/ 7/ 5)، وقوله لتلاميذه ينصحهم ألا يهتموا بمن لا يستطيعون فهم دعوته مشبها إياهم بالخنازير الغبية، وكأن دين الله يصح إغلاقه فى وجه أحد: "لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تلقوا جواهركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وترجع فتمزّقكم" (متى/ 7/ 6)، وقوله لبعض الفَرّيسيّين: "يا أولاد الأفاعى" (متى/ 12/ 3)، وقوله لأهل كورزين وصيدا: "الويل لك يا كورزين! الويل لك يا بيت صيدا! " (متى/ 11/ 21، ولوقا/ 10/ 13)، وقوله لمن طلبوا منه آية: "الجيل الشرّير الفاسق يطلب آية" (متى/ 12/ 38، و16/ 4)، وقوله عن غير الإسرائيليين ممن يريدون أن يستمعوا لدعوته ليهتدوا بها إنهم كلاب لا تستحق الشفقة: "ليس حسنا أن يؤخَذ خبز البنين ويُلْقَى للكلاب" (متى/ 15/ 26)، وقوله لبطرس أقرب تلاميذه إليه: "اذهب خلفى يا شيطان" (متى/ 16/ 23، ومرقس/ 8/ 33)، وقوله لحوارييه يشتمهم ويبكتهم ويتهمهم بالغفلة والغباء: "أحتى الآن لا تفهمون ولا تعقلون؟ أَوَحَتَّى الآن قلوبكم عمياء؟ * لكم أعين، أفلا تبصرون؟ ولكم آذان، أفلا تسمعون ولا تذكرون؟ " (مرقس/ 8/ 17)، وقوله لبعض الفَرِّيسِيّين سابًّا مهددًا: "أيها الجهال ... ويل لكم أيها الفريسيون" (لوقا/ 11/ 39 – 50)، وقوله عن فَرِّيسِىّ آخر: "هذا الثعلب" (لوقا/ 13/ 32). ولا ينبغى فى هذا السياق أن نهمل ما صنعه مع الباعة فى الهيكل حين قلب لهم موائدهم وكراسيّهم وسبّهم وساقهم أمامه حتى أخرجهم من المعبد (مرقس/ 12/ 15 – 17)، وكذلك قوله لحوارييه: "أتظنون أنى جئت لأُلْقِى على الأرض َسلاما؟ لم آت لألقى سلاما لكنْ سيفا* أتيتُ لأفرِّق الإنسان عن أبيه، والابنة عن أمها، والكَنَّة عن حماتها" (متى/ 10/ 34 – 35)، وقوله أيضا فى نفس المعنى: "إنى جئت لألقى على الأرض نارا، وما أريد إلا اضطرامها" (لوقا/ 12/ 44).
(يُتْبَعُ)
(/)
من هذا يتبين أن الصورة الوديعة تمام الوداعة التى يرسمها النصارى للسيد المسيح ليست حقيقية، بل هى من مبالغاتهم التى اشتهروا بها. ولست أقول هذا حَطًّا من شأنه عليه السلام، فهو نبىٌّ كريم لا يكمل إيماننا نحن المسلمين إلا به، لكنى أريد أن أقول إن الطبيعة الإنسانية لا يمكن أن تتحمل السماحة والصبر إلى أبد الآبدين، ولا بد أن تأتى على أحلم الحلماء أوقات يضيق منه الصدر ويثور على المجرمين. كل ذلك رغم أن المسيح عليه السلام لم ينفق فى الدعوة ومخالطة الناس فى ميدانها إلا سنواتٍ ثلاثًا لا غير. بل إن النصارى، فى السِّيَر التى ألفوها عنه وأطلقوا عليها: "أناجيل"، قد نسبوا إليه بعض التصرفات التى أقلّ ما توصف به أنها تصرفات جافية تفتقر إلى اللياقة تجاه أمه عليها السلام: من ذلك أنه، بينما كان يعظ فى أحد البيوت ذات يوم، أُخْبِر أن أمه وإخوته بالخارج يريدون أن يَرَوْه ولا يستطيعون أن يصلوا إليه من الزحام، فما كان منه إلا أن أجابهم قائلا فى استنكار ونفور: "إن أمى وإخوتى هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها" (لوقا/ 8/ 19 – 20)، وحين دعت له امرأة بأنْ "طُوبَى للبطن الذى حملك، وللثديين اللذين رضعتَهما" ردَّ فى جفاء: "بل طوبى لمن يسمع كلمة الله ويعمل بها" (لوقا/ 11/ 27– 28). وليس لهذا من معنى، فضلا عن الخشونة التى لا يصح سلوكها تجاه من حَمَلتْنا وربَّتْنا، إلا أنها لم تكن هى ولا إخوته ممن يسمعون كلمة الله ويعملون بها!
وفى مناسبة أخرى كان هو وأمه فى عرس فى قانا الجليل، وفرغت الخمر فنبهته إلى ذلك، فأجابها فى غلظة: "ما لى ولك يا امرأة؟ " (يوحنا/ 2/ 1 - 3). لكأن مؤلفى الأناجيل قد تعمدوا أن يشوهوا سيرته وصورته! لكننا بطبيعة الحال لا نصدّق بشىء من ذلك، فقرآننا يؤكد أنه عليه السلام كان بَرًّا بوالدته غاية البِرّ (مريم/ 32). على أن المسألة لا تنتهى هنا وحسب، بل إنهم ليصورونه، عقب مقتل النبى يحيى قريبه اللصيق، كما لو كان بلا قلب أو مشاعر، إذ نراه بعد علمه بمقتل هذا النبى الكريم تلك القِتْلة المأساوية المعروفة يأخذ أتباعه ويمضى بهم خارج المدينة ليمارسوا حياتهم ويأكلوا كما كانوا يفعلون من قبل، وكأن شيئا لم يقع (متى/ 14/ 12 وما بعدها، ومرقس/ 6/ 28 وما بعدها)، وهو ما يدل على تحجر الإحساس، أستغفر الله! كذلك كان سائرا ذات مرة فى الطريق فجاع، ورأى شجرة تين هناك، فدنا إليها لعله يجد فيها تينا يأكله، فلما لم يجد فيها ثمرا دعا عليها ألا تثمر إلى الأبد فلا يأكل أحد منها شيئا، فيبست التينة لوقتها، وكان هذا فى رأيه برهانا على قوة الإيمان (متى/ 21/ 19 وما بعدها، ومرقس/ 11/ 12 وما بعدها). وإن الإنسان ليتساءل: كيف يمكن أن يُعَدّ هذا برهانا على قوة الإيمان؟ وما ذنب التينة يا ترى؟ وما الفائدة التى تعود على الناس أو الحياة من اليبوسة التى أصابتها؟ ألم يكن هناك برهان آخر أكثر نفعًا ومعقوليةً يمكن أن يقوم به السيد المسيح الذى يضرب النصارى به الأمثال فى الحِلْم والوداعة؟ ثم إن هذا التصرف من السيد المسيح يناقض ما أراده من المثل الذى ضربه فى موقف آخر عن التينة، وخلاصته أن رجلا كانت له شجرة تين مغروسة فى كَرْمِهِ ظلت لا تثمر ثلاث سنين، فطلب من الكَرّام أن يقلعها ليستفيد من مساحة الأرض التى تشغلها، لكن الكرّام استسمحه أن يتركها هذه السنة أيضا على أن يقطعها العام القادم إذا لم تثمر، فأجابه صاحب الأرض إلى طِلْبته (لوقا/ 13/ 6– 9). ومغزى المثل أن الله يعطى الفرصة للعاصين مرة واثنتين وثلاثا قبل أن يأخذهم بذنوبهم. فلماذا لم يطبق المسيح عليه السلام هذا المبدأ مع التينة، التى ليس لها مع ذلك عقل الإنسان ولا إرادته؟ خلاصة القول إننا لو قارنّاه برسولنا الكريم، عليه وعلى ابن مريم السلام، لوجدنا أن النبى محمدا كان أحلم وأطول بالا وأوسع صدرا، وظل هكذا، لا ثلاث سنوات فقط مثله، بل ثلاثة وعشرين عاما!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما فى حالة الرسول محمد بعد الهجرة إلى المدينة فقد كانت هناك دولة سرعان ما وجدت نفسها منغمسةً فى حروب مع هذا ومع ذاك، شأنها فى ذلك شأن ما يحدث للدول فى كل مكان وزمان ما دمنا نعيش فى دنيا البشر لا فى دنيا الملائكة. أما حكاية "من لطمك على خدك الأيمن فحَوِّل له الآخر" فهذا كلام غير قابل للتطبيق، ولا يترتب عليه إلا خراب المجتمعات والدول، وفوز الذئاب والكلاب من البشر بكل شىء، وذهاب الناس الطيبين فى ستين داهية غير مأسوف عليهم من أحد! ثم أين هذا الصنف من الناس الذى تضربه على خده الأيمن فيدير لك الأيسر لتَحِنّ عليه بما لذّ وطاب من الصفع والإهانة؟ أَرُونِى واحدا يفعل ذلك! بل إن المسيح نفسه لم يفعل هذا! حتى الصَّلْب، الذى يزعمون أنه عليه السلام إنما أُرْسِل إلى الأرض ليتحمله فداءً للبشر الخُطَاة، ظل يسوّف فيه ويحاول تجنبه ما أمكن، وعندما وقع أخيرا فى أيدى الجنود وأخذوا يعتدون عليه بالشتم والضرب كان يعترض على ما يوجهونه إليه من أذى. بل إنه، وهو فوق الصليب، أخذ يجأر إلى ربه كى يزيح عنه تلك الكأس المرة. وهذا كله قد سجَّله مؤلفو الأناجيل أنفسهم!
ثم تعالَوْا بنا إلى واقع الحياة، فماذا نجد؟ لننظرْ إلى الحروب التى خاضها النصارى وتلك التى خاضها المسلمون ونقارن بينهما. وأول ما يلفت النظر بطبيعة الحال أن النصارى قد خاضوا الحروب وقاتلوا وقَتَلوا ولم يديروا خدهم لا اليمين ولا الشمال لأحد، اللهم إلا كِبْرًا وبَطَرًا وتجبُّرا. ومع هذا فإنهم ما زالوا سادرين فى سخفهم وسماجتهم ومحاضرتهم لنا عن التسامح والمسكنة والتواضع وإدارة خدك الأيسر لمن يصفعك على أخيه الأيمن وترك إزارك له أيضا إذا أخذ منك رداءك. لقد أبادوا أمما من على وجه الأرض فلم تبق لها من باقية: حدث هذا فى أمريكا على يد الأوربيين الذين هاجروا إليها فى مطالع العصور الحديثة وظلوا يشنون الغارات على الهنود الحمر أصحاب البلاد وينشرون بينهم الأوبئة التى لم يكن لهم بها عهد حتى أفنَوْهم عن بَكْرَة أبيهم تقريبا، وذلك بمباركة القساوسة الناطقين باسم المسيح وحاملى رسالة التواضع والمحبة والتسامح وإدارة الخد الأيسر، والتنازل عن الرداء والإزار معا وسير صاحبهما عاريًا حافيًا كما ولدته أمه! وحدث هذا أيضا فى أستراليا نحو ذلك الوقت! ولقد ناب المسلمين والعرب من هذه المحبة جانب، إذ بعد أن انتصر فرديناند وإيزابلا على بنى الأحمر فى شبه جزيرة أيبريا وأصبحت الأندلس نصرانية، رأينا هذين الملكين ينقلبان على المسلمين الذين بَقُوا فى بلادهم لم يغادروها مع من غادرها، فيغدران بهم ويُثْخِنان فيهم تقتيلا وتنصيرا، ضاربَيْنِ عُرْضَ الجدار بالمعاهدات التى تكفل للمسلمين الأمان والحرية الدينية والاحتفاظ بممتلكاتهم لا تُمَسّ، حتى لم يعد هناك بعد فترة وجيزة فى تلك البلاد مخلوق يوحّد الله. والبركة فى محاكم التفتيش التى أقامها خلفاء السيد المسيح ناشرو دعوة التسامح والتواضع والمحبة على الورق وفى عالم الدعاية الكاذبة الفاجرة لا غير، أما فى دنيا الواقع فإنها لا تسمن ولا تغنى من جوع أو قتل أو حرق أو سلخ أو تكسير للعظام أو سَمْل للعيون أو تغريق فى البحر أو مصادرة للأملاك أو ... أو ... أو ... ! فانظر إلى ما فعله المسلمون حين فتحوا تلك البلاد تدرك الفرق بين النفاق النصرانى المتشدق زورا وبهتانا بالمبادئ الخلقية الورقية التى لم تعرف السبيل يوما إلى التطبيق على الأرض، وبين المثالية الإسلامية الواقعية التى لا تعرف هذه الشقشقات اللفظية، لكنها لا تنزل أبدا إلى هذا الدرْك الأسفل من القسوة والتوحش مهما خالفت عن أمر دينها ولم تلتزم به كما يحدث فى دنيا البشر أحيانا! إن المسلمين متَّهَمون دائما بأنهم نشروا دينهم بالسيف، مع أنه لم يثبت قط أنهم أكرهوا شعبا على ترك دينه كما فعل النصارى فى كثير من الدول التى احتلوها مما ذكرنا منه أمثلة ثلاثة ليس إلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأَدَعُ هنا الحديث لرجل غربى هو الصحفى فنسينزو أوليفيتى، الذى لم تَرُقْ له مفتريات الزعيم الأنجليكانى باتريك سُوكْدِيو ضد الإسلام فى مقال له بصحيفة "السِّبِكْتِيتَرْ" البريطانية فى 30 يوليه 2005م، فكتب يرد عليه فى مقال عنوانه: "القول بأن الإسلام المعتدل خرافة هو الخرافة" ننقل منه الفقرات التالية: "فى مقال نُشِر مؤخرًا فى مجلة "السِّبِكْتِيتَرْ" البريطانية يهاجم الزعيم الأنجليكانى باتريك سوكْدِيو المسلمين ودينهم هجوما عنيفا. ترى هل يَثْبُت ما كتبه المؤلف فى ذلك المقال على محك التمحيص؟ الواقع أن مقالة باتريك سوكديو: "خرافة الإسلام المعتدل" فى "السبكتيتر" اللندنية بتاريخ 30 يونيه 2005م تعكس اتجاها خطيرا فى الحرب على الإرهاب، إذ تحت ستار الرغبة فى تعريف الغربيين بالإسلام نجده ينشر نفس التضليل الذى تقوم عليه الكتابات العدائية لذلك الدين على مدار أكثر من ألف عام، وهذا من شأنه أن يكون أداة مباشرة فى يد أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوى وغيرهما، لأنه يشجع فكرة "صراع الحضارات" التى يرغبون فى دوامها على نحوٍ جِدِّ مَقِيت. وإنه لمن المهم جدا أن نعرف الإسلام على نحو أفضل مما نعرفه الآن وأن نكافح وباء التطرف بكل ما فى أيدينا من إمكانات. بيد أن سوكْدِيو وأمثاله يفسدون القضية بطريقتهم التى يَسْعَوْن من ورائها إلى خدمة أغراضهم هم، وذلك من خلال تحويل الحرب على الإرهاب إلى إشعال حرب دينية على الإسلام ذاته.
ويتضح انحياز سوكْدِيو منذ البداية، فهو يزعم أن الإرهابيين يمثلون الإسلام حقا، إذ يقول: "ينبغى علينا أن نصدقهم إذا قالوا إنهم يفعلون ذلك باسم الإسلام. أليس من الغطرسة الشديدة والتنكر التام لليبرالية أن ننكر عليهم الحق فى تعريف أنفسهم بأنفسهم؟ ". أما فى باقى المقالة فهو يبذل جهدا مكثفا لإنكار حق التعريف الذاتى على سائر المسلمين الآخرين الذين يقولون إنهم يرفضون التفاسير المتطرفة للإسلام. والحقيقة أن 5% فحسب من المسلمين هم الذين يمكن تصنيفهم على أنهم أصوليون، وأن 1.,. % فقط من هؤلاء الخمسة فى المائة يُبْدُون قدرا من الميل نحو ممارسة الإرهاب أو "العنف الدينى". إنها إذن "قمة التنكر للّيبرالية" أن نعرّف نحو المليار وثلث المليار من المسلمين بأنهم إرهابيون رغم أنهم لا صلة بينهم وبين "العنف الدينى" بأى حال، لمجرد أخطاء يرتكبها هامش ضئيل لا يزيد عن 005,. %. وعلى أكثر تقدير فإن واحدا فقط من كل 200000 مسلم يمكن اتهامه بالإرهاب. أى أن كل ما هنالك من إرهابيين فى العالم لا يزيدون عن 65 ألفا ليس إلا، وهو تقريبا نفس عدد القتلة الطُّلَقاء فى الولايات المتحدة وحدها، فضلا عن أكثر من 200 ألف قاتل أمريكى فى العام الواحد فى أمة تعدادها لا يتجاوز 300 مليون نسمة.
ويدعى سوكْدِيو أن على المسلمين "الالتزام بالصدق والإقرار بالعنف الذى يصبغ تاريخهم". ومع ذلك فحين نأخذ فى الاعتبار أن معظم الكتب التى تتحدث عن اعتداءات المسلمين قد كُتِبت بأقلامٍ مسلمةٍ كان من الصعب القول بأن المسلمين بوجه عام قد اختاروا تجاهل الفظائع التى ارتكبوها فى الماضى. وبطبيعة الحال هناك مسلمون ينكرون بعضا من ذلك الماضى، بالضبط مثلما أن هناك بريطانيين لا يزالون ينكرون فظائع الحقبة الاستعمارية، ومثلما أن هناك أمريكيين ينكرون المجازر التى اجترحوها فى حق سكان أمريكا الأصليين، ومثلما أن هناك ألمانًا ينكرون المحرقة التى قضت على ستة ملايين يهودى. إلا أن الحقيقة المرة مع ذلك كله تقول إن الحضارة النصرانية قد ارتكبت من الفظائع ما يزيد كثيرا جدا على ما ارتكبته الحضارة الإسلامية، حتى لو وضعنا فى الحسبان التعداد الأكبر الذى بلغه أصحابها والعمر الأطول الذى استغرقه تاريخها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحق أنه لا وجود فى أى مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامى لمثل ذلك المبدإ الذى كان ينادى به القديس أوغسطين، وهو: "عليكم أن تنصِّروهم قَسْرًا وإكراهًا". بل إن القرآن ليقول العكس من ذلك تماما كما فى الآية السادسة والخمسين بعد المائتين من سورة "البقرة"، ونصها: "لا إكراه فى الدين". لقد أدت فكرة أوغسطين المرعبة التى توجب إكراه الجميع على "التطابق" مع "العقيدة النصرانية الصحيحة" إلى قرون من سفك الدماء الذى ليس له فى تاريخ البشرية نظير. أجل، لقد عانى النصارى أثناء سلطان الحضارة النصرانية أكثر مما عانَوْا تحت سلطان الرومان قبل مجىء النصرانية أو أى سلطان آخر طوال التاريخ. لقد تجرع الملايين غصص التعذيب وذُبِحوا ذبحا باسم النصرانية أثناء البدع الآريوسية والدوناتية والألبيجينية، ودعنا من محاكم التفتيش المختلفة أو الحروب الصليبية التى كانت الجيوش الأوربية تقول فيها وهى تجزر رقاب المسلمين والنصارى معا: "اقتلوهم عن بَكْرة أبيهم، ولسوف يميز الله من يخصّونه ممن لا يخصّونه". وغَنِىٌّ عن القول أن هذه الاعتداءات التى قام بها النصارى، بل كل الاعتداءات النصرانية على مدار التاريخ، لا صلة بينها على الإطلاق وبين السيد المسيح أو حتى بينها وبين الأناجيل كما نعرفها. أجل لا يوجد مسلم واحد يمكن أن يؤاخذ السيد المسيح (الكلمة التى صارت جسدا بالنسبة للنصارى والمسلمين جميعا)، فكيف إذن تواتى سوكْدِيو نفسُه على محاسبة القرآن (كلمة الله التى صارت كتابا بالنسبة للمسلمين) على الاعتداءات الإسلامية (التى تقلّ كثيرا جدا عن نظيرتها النصرانية)؟
والواقع أن ذلك العنف الأعمى الذى لا يعرف التمييز لا يقتصر البتة على "عصور الظلام" فى أوربا أو على فترة واحدة من التاريخ النصرانى دون سواها، فحركات الإصلاح الدينى والحركات المضادة لها قد دفعت كلتاهما بالمجازر التى ارتكبها النصارى بعضهم فى حق بعضهم إلى آمادٍ قياسيةٍ غير مسبوقة، إذ تمت إبادة ثلثى النصارى فى أوربا خلال تلك الفترة. ثم لا ينبغى أن ننسى الحروب النابليونية من 1792 إلى 1815م، ولا تجارة الرقيق الأفريقى التى حصدت أرواح عشرة ملايين إنسان، أو الغزو الاستعمارى المتلاحق، فضلا عن الحروب والبرامج والثورات والإبادات الأخرى. إن أعداد السكان الأصليين الذين أبيدوا فى شمال أمريكا ووسطها وجنوبها لترتفع إلى رقم العشرين مليونا فى خلال ثلاثة أجيال لا غير.
وبالإضافة إلى ألوان التخريب والعنف الأوربى فى الماضى، أخذت الحضارة الغربية الحروب مرة أخرى إلى مسافاتٍ لم تعرفها البشرية من قبل حتى إن أحد الإحصاءات المتحفظة ليصل بعدد المقتولين قتلا وحشيا فى القرن العشرين إلى أكثر من مائتين وخمسين مليونا يتحمل المسلمون منها وِزْر أقل من عشرة ملايين ليس إلا، على حين يُسْأَل النصارى أو المنتمون إلى النصرانية عن مائتى مليون من ذلك العدد. و يعود معظم أعداد هؤلاء القتلى إلى الحرب العالمية الأولى (20 مليونا، 90 % منها على الأقل تمت على أيدى "نصارى") والحرب العالمية الثانية (90 مليونا، 50 % منها على الأقل تمت على أيدى "نصارى"، أما الباقى فقد وقع أغلبه فى الشرق الأقصى). وبالتأمل فى ذلك التاريخ المرعب يجب علينا نحن الأوربيين جميعا أن نعى تماما الحقيقة الساطعة التى تؤكد أن الحضارة الإسلامية أقل بما لا يقاس من ناحية القسوة والوحشية من الحضارة النصرانية. ترى هل كانت المحرقة التى راح ضحيتها 6 ملايين يهودى من صنع حضارة المسلمين؟
وفى القرن العشرين وحده نجد أن الغربيين والنصارى قد ارتكبوا من جرائم القتل أضعاف ما وقع من الدول الإسلامية عشرين مرة على أقل تقدير. ولقد تسببنا نحن الغربيين فى هذا القرن الذى لم يشهد التاريخ مثله دموية فى إيقاع الإصابات بين المدنيين بما لا يقاس به ما صنعه المسلمون على مدار تاريخهم جميعا: انظر إلى إزهاق أرواح 900000 رواندى عامى 1992م و1995م فى بلدٍ أكثر من 90% من سكانه نصارى، أو انظر إلى إبادة أكثر من 300000 مسلم، وكذلك الاغتصاب المنظم لأكثر من 100000 امرأة مسلمة فى البوسنة، على يد نصارى الصرب. فهذه الحقائق البشعة تقول بلغة الأرقام والإحصاءات التى لا تعرف الكذب إن الحضارة النصرانية هى أشد حضارات التاريخ عنفا ودموية، وإنها مسؤولة عن إزهاق مئات الملايين من
(يُتْبَعُ)
(/)
الأرواح.
لقد كان إنتاج الأسلحة النووية واستعمالها كفيلا فى حد ذاته بأن يجعل الغرب يتوارى خجلا أمام باقى شعوب العالم: فأمريكا هى التى صنعت الأسلحة النووية، وأمريكا هى الدولة الوحيدة التى استخدمت الأسلحة النووية، والدول الغربية هى التى تسعى إلى الحفاظ على احتكار الأسلحة النووية. وعلى هذا الأساس فليس لنا الحق بتاتا فى الاعتراض على حيازة الدول الأخرى لهذه الأسلحة إلا إذا أثبتنا أننا متجهون إلى التخلص منها تماما.
ولا بد من القول بأن الإسلام، رغم اشتماله على مفهوم الحرب المشروعة دفاعا عن النفس (كما هو الحال فى النصرانية، وكذلك البوذية)، لا مكان فى ثقافته (أو فى أية ثقافة أخرى من الثقافات الموجودة الآن) لإمكانية تحويل العنف إلى مثلٍ أعلى أو جعله وثنا معبودا كما فعلت الثقافة الغربية. إن الغربيين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ناس مسالمون، بيد أن الرقة والسموّ اللذين يطبعان الأناجيل بطابعهما، وكذلك الطبيعة المحبة للسلام التى تتسم بها الديموقراطية، ليس لها فى الحقيقة أى انعكاس فى الثقافة الغربية الشعبية إلا على سبيل الندرة. بل على العكس نرى الاتجاه التام لتلك الثقافة، متمثلا فى أفلام هوليوود وبرامج التلفاز الغربية وألعاب الفيديو والموسيقى الشعبية والمسابقات الرياضية، ينحو منحى تمجيد العنف وتزيينه. ومن ثم فإن المعدلات النسبية لجرائم القتل (وبخاصة القتل العشوائى والقتل المسلسل) فى العالم الغربى (وبالذات فى الولايات المتحدة الأمريكية، بل حتى فى أوربا كلها بصفة عامة) أعلى من مثيلاتها فى العالم الإسلامى فى البلاد التى لا يوجد فيها حروب طائفية، وذلك على الرغم من أن الغرب يتمتع بثروة أضخم كثيرا. ترى هل قرعت سمعَ سوكْدِيو يومًا الكلماتُ التالية من إنجيل متى؟:
"7 1 لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،2لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! ".
ومثل معظم الكتابات الجدلية المعادية للإسلام يشكل باقى مقالة سوكْدِيو خليطا من الحقائق والأوهام. فعلى سبيل المثال يزعم سوكْدِيو أن كثيرا من الآيات القرآنية التى تدعو إلى السلم قد نسختها الآيات التى نزلت بعدها. صحيح أن كثيرا من علماء المسلمين يقولون إن الآيات اللاحقة تنسخ الآيات السابقة، غير أن نطاق النسخ يختلف من عالِمٍ إلى آخَرَ اختلافا بعيدا: فبعض العلماء يرى أن الآيات المنسوخة لا تتجاوز خمس آيات، على حين يرى علماء آخرون أن عدد المنسوخ يتجاوز 150 آية. وعلى ذلك فزَعْم سوكْدِيو بأنه "متى وُجِد تعارض فى الآيات القرآنية كان اللاحق منها ناسخا للسابق" هو تبسيطٌ مُخِلّ. ذلك أن الادعاء بتأخر الآيات الداعية إلى السلم جميعها عن الآيات المحبّذة للحرب وانتساخها بها هو، بكل بساطةٍ، ادعاء زائف. فمثلا هناك آيات نزلت فى العامين الأخيرين من حياة محمد (عليه السلام) تنهى المسلمين عن الانتقام ممن أخرجوهم من بيوتهم: "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة/ 2)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" (المائدة/ 8).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الصعوبة بمكان أن يتخيل الواحد منا رسالة أقوى من هذه الرسالة فى الدعوة إلى العدل والعفو والتصالح. وفضلا عن ذلك فكثير من علماء المسلمين يستشهدون بالآيات المبكرة التى تحض على السلام فى دعوتهم للشباب المسلم إلى نبذ تطرف المتطرفين، فهل يُؤْثِر سوكْدِيو أن يُصِيخ الشباب المسلم السمعَ لأولئك الذين يفسرون له تلك الآيات على أنها قد تم نسخها كما يقول؟
ومن اللافت للنظر أن سوكْدِيو، شأنه شأن من يفسرون القرآن من المتطرفين، يسىء الاستشهاد بالآيات القرآنية باقتطاعها عن سياقها الذى وردت فيه، قائلا إن الآيتين التاسعة والخمسين والستين من سورة "الأنفال" تحضان على الإرهاب، رغم أن الآية الأخيرة لا تدعو فى واقع الأمر إلى شىء من هذا، بل تشكل مع الآية التى تعقبها كلا واحدا، ونصها: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا". وبالمناسبة فهذه الآية هى أيضا من الآيات المتأخرة فى النزول. وفى هذا السياق نجد الآية الستين تأمر المسلمين بألا يقفوا موقفا سلبيا تجاه تهديدات عدوهم، ثم تأتى الآية الحادية والستون لرسم حدود هذا الأمر فى الواقع العملى. وعلى هذا فليس فى الآية على الإطلاق أية دعوة إلى الإرهاب. ولربما لو كان سوكْدِيو يلمّ بالعربية إلمامًا جيدًا لكان فهمه للقرآن أفضل، لكنه يفتقر إلى مثل هذا الإلمام المطلوب، وهو ما يجعل من الصعب علينا الاقتناع بما يقوله عن الإسلام وتعاليمه مهما يكن المنصب الذى يشغله أو اللقب الذى يتحلى به.
ويمضى سوكْدِيو قائلا إن الإنسان يمكنه الاختيار بين الآيات التى تحبّذ العنف وتلك التى تدعو إلى السلام. وهذا صحيح، إلا أنه سيكون فى هذه الحالة متسرعا تسرعا شديدا فى القول بأن القرآن يرحب بالعنف أكثر مما يرحب العهد القديم (كما هو الحال مثلا فى سفر "اللاويين" أو سفر "يوشع"). فإذا قلنا إن القرآن يحبذ العنف، فما القول إذن فى نصوص العهد القديم التى تأمر أمرا صريحا بالقتل وإبادة البشر؟ ففى الفقرة رقم 17 من الأصحاح الحادى والثلاثين من سفر "العدد" يقول موسى بشأن الأسرى المديانيين الذين قتل بنو إسرائيل أقاربهم: "فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا". كما أن الفقرات 1 - 9 من الأصحاح الخامس عشر من سفر صموئيل الأول تحكى لنا قصة النبى صموئيل حين أمر الملكَ شاول بمحو العمالقة من الوجود على النحو التالى: "3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا". أما النبى محمد فقد نهى أتباعه عن مثل هذا التطرف قائلا كما جاء فى تفسير ابن كثير للآيات 190 - 193 من سورة "البقرة: " اغزوا فى سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الوليد ولا أصحاب الصوامع"، ومثله ما ورد فى "المغازى" للواقدى (3/ 117 - 118): "اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة، ولا تمنَّوْا لقاء العدو".
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 02:00]ـ
تابع:
ثم جاء بولس، الذى قلب كيان النصرانية رأسًا على عقب، فقال فى رسالته الأولى إلى أهل كورِنْتُس (7/ 1– 2): "أما من جهة ما كتبتم به إلىَّ فحسَنٌ للرجل ألا يَمَسّ امرأة* ولكن لسبب الزنى فلتكن لكل واحدٍ امرأته، وليكن لكل واحدةٍ رجلها "، وإن فُهِمَ من حديثٍ آخَرَ له أن هذا الحظر إنما هو خاصّ بالشمامسة (تيموتاوس/ 1/ 12). وهذا كلام يدل أقوى دلالة على أن هذا الرجل لم يكن يتمتع بأى فهم للطبيعة البشرية: فالإنسان لا يتزوج فقط من أجل ألا يقع فى الزنى، بل لأن الحياة لا يمكن أن تستمر إلا عن طريق لقاء الذكر والأنثى، كما أن الحب وممارسة الجنس يشكلان متعةً من أحلى متع الحياة الإنسانية وأعمقها، متعةً ينبغى على المؤمن أن يشكر المولى عليها لا أن ينظر إليها على أنها بلوى أقصى ما يمكنه تجاهها هو الصبر عليها فى مضض وتأفف. ولو أن نصائح بولس قد أُخِذ بها لكان فيها نهاية الحياة! إن هذه النصائح المتطرفة إنما تنبع فى الحقيقة من النظرة الدونيّة التى تنظر بها النصرانية إلى المرأة والجسد الإنسانى، وهذه النظرة قد ورثتها الكنيسة
(يُتْبَعُ)
(/)
من العهد العتيق وما يقوله عن قصة الخلق وخروج آدم من الجنة بسبب إغراء حواء له بعصيان النهى الإلهى عن الأكل من الشجرة واستحقاق المرأة من ثَمّ ابتلاء الله لها بعبء الحمل والولادة وإيقاع العداوة بينها وبين الرجل (تكوين/ 3/ 6– 24)، وهو ما يختلف فيه الإسلام عن النصرانية اختلافًا جِذْرِيًّا، إذ عندنا أن الذنب الذى أخرج أبوينا من الجنة هو ذنبهما جميعا لا ذنب حواء فقط، كما أن العلاقة بين الرجل والمرأة هى علاقة السكن والمودة والرحمة كما يقول القرآن المجيد (الروم/ 21) لا علاقة العداوة والبغضاء.
ولقد كانت النتيجة، وهنا وجه المفارقة، هو هذا السعار الجنسى الذى اشتهرت به أمم الغرب بعد أن لم تعد تطيق قيود النصرانية التى تعمل على وَأْد التطلعات والغرائز البشرية. ذلك أن غرائز البشر وتطلعاتهم لا يمكن تجاهلها، فضلا عن قهرها أو إلغائها كما يحاول الأغبياء. لكن من الممكن، ومن المطلوب أيضا، ترويضها والسمو بها إلى أقصى قدر ممكن، وهذا ما يفعله الإسلام. ولقد كان رجال الدين النصارى على رأس المنفلتين من هذه القيود الخانقة، وفضائحهم معروفة للقاصى والدانى فى كل العصور. وهذا أحد الأسباب التى جعلت الأوربيين يكرهونهم ويرَوْن فيهم مثالا للنفاق البغيض! وما فضائح باباوات روما فى العصور الوسطى واصطحاب بعضهم لعشيقاتهم معهم فى جولاتهم فى أرجاء أوربا لمباركة جموع المؤمنين، ولا الصلات الجنسية الحرام التى كانت بين بعض آخر منهم وبين أخواتهم بمجهولةٍ لمن عنده أدنى فكرة عن أحوال رجال الدين هناك قبل عصر النهضة الذى تخلص فيه الأوربيون من قيود النصرانية المُعْنِتَة.
وحتى فى موضوع الطلاق لا يعدو الكلام أن يكون عبارات شاعرية ساذجة لا دلالة لها على شىء فى الواقع والحقيقة، إذ ما معنى أن ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان؟ إن الزواج إنما هو اختيار إنسانى قام أيضا بتوثيقه كائن إنسانى، فشأنه إذن كشأن أى شىء آخر من شؤون الحياة. فلماذا أُفْرِد وحده بهذا الوضع دون سائر الأمور الإنسانية؟ أما إن قيل إن الله هو فى الحقيقة خالق كل شىء، فإن الرد هو أنه لا مُشَاحّة فى هذا، لكننا ضد إفراد الزواج بذلك الحكم، ونرى أن هذا الوضع ينطبق أيضا على عملية الطلاق، مَثَله مثَل أى شىء آخر. ثم ما الحكمة فى أن يُعْنِت الله سبحانه وتعالى عبادَه فلا يرضى أن يرحمهم من قيود الزواج إذا ثبت أنه لا أمل فى أن يجلب لطرفيه السعادة؟ إن كثيرا من البلاد النصرانية قد انتهت إلى أنْ تضرب بهذه الأحكام عُرْض الحائط، إذ وجدت أنها لا تؤدى إلا إلى التعاسة والشقاء. وفى بعض البلاد يُقْدِم الزوج أو الزوجة فى حالات كثيرة إلى ترك النصرانية جملةً والدخول فى الإسلام، الذى يجدانه أوفق للطبيعة الإنسانية. فإلى متى هذا الخنوع لبعض الألفاظ الشاعرية التى قد تدغدغ العواطف فى مجال التفاخر الكاذب بمثالية أخلاق دينٍ ما، لكنها لا تجلب للمتمسكين بها إلا العَنَت والإحباط؟
إن كثيرا من الأزواج فى المجتمعات النصرانية هم فى الواقع مطلَّقون، لكنْ طلاقًا غير رسمى، وهم يسمونه: "انفصالا". وفى هذه الأثناء التى قد تطول سنين، كثيرا ما يصعب على الزوج والزوجة، تحت ضغط الغرائز، أن يمتنعا عن ممارسة الجنس فى الحرام، فلماذا كل هذا الإعنات؟ وحَتَّامَ يستمر هذا العناد والنفاق؟ إن الطلاق شديد البغض إلى الله كما قال صادقا سيدنا رسول الله، لكن الظروف قد تضطر الواحد منا إلى فعل ما هو بغيض تجنبا لما هو أفدح وأنكى. ومن هنا كان الطلاق عندنا حلالا رغم كونه بغيضا، أى أن المسلم لا يُقْدِم عليه إلا إذا سُدَّت فى وجهه جميع السبل الأخرى حسبما يعرف كل من له أدنى إلمام بالشريعة الإسلامية.
* * *
والآن إلى محمد رحومة، عميد كلية الدراسات العربية بالمنيا سابقا، أو "البلبوص رقم 2" على ما سوف يتضح للقارئ بعد قليل. وبالمناسبة فقد قرأت تعليقا بتاريخ 26/ 8/ 2009م على مقال محمود سلطان: "مصطفى الفقي والضمير الوطني! " بجريدة "المصريون" الضوئية بعنوان "الدكتور محمد رحومة لم يكن أستاذا ولم يكن عميدا" يؤكد أن رحومة لم يكن عميدا بل لم يكن أستاذا أصلا، بل أستاذا مساعدا ليس إلا، ولم يتول من المناصب الإدارية فى كلية الدراسات العربية بجامعة المنيا إلا الوكالة فحسب. كتب هذا أحد أساتذة الكلية نفسها، وهو د. محمود
(يُتْبَعُ)
(/)
مسعود، الذى أرفق بتعليقه رقم هاتفه المحمول. وهذا نص التعليق: "الإخوة الأعزاء في جريدة" المصريين"، الدكتور محمد رحومة لم يكن أستاذا ولم يكن عميدا لدار العلوم الحالية (الدراسات العربية سابقا). إنما كان أستاذا مساعدا للنقد الأدبي وقائما بأعمال وكيل تلك الكلية مدة قصيرة، ورئيس مركز سوزان مبارك للفنون والآداب بجامعة المنيا. أخوكم د. محمود مسعود عضو هيئة التدريس بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم- جامعة المنيا. تلفون 0112533587".
وقد تصادف أن قرأتُ صبيحة اليوم (الأحد 23/ 8/ 2009م) بصحيفة "الرؤية" بتاريخ السبت 25/ 10/ 2008م فى نسختها المشباكية تحقيقا لأحمد يوسف عن "الانتقام الألكترونى" جاء فيه قوله: "ويحلل الدكتور مصري حنورة، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الكويت سابقا، ظاهرة الانتقام عبر الشبكة قائلا: ما المانع من الانتقام الإلكتروني طالما أن مواقع الانترنت أصبحت غير خاضعة للسيطرة؟ هذا وباء وطاعون غير قابل للسيطرة عليه، وبدأ مع بث رسائل "القاعدة" للانتقام من العالم. ويضيف الدكتور حنورة أن الانتقام الإلكتروني أضحى في أشكال استفزازية تمس بالثوابت، موضحا ذلك بقوله: لابد من ذكر قصة شهيرة تواترت منذ أقل من شهر بقيام شخص يدعى محمد رحومة، وهو أستاذ سابق في الفقه الإسلامي بكلية الدراسات الإسلامية بالمنيا، ببث موقع إنترنت من أميركا يسب الإسلام والمسلمين ويتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم. وجاء هذا الموقف بعد اتهامه بالاختلاس وفصله من عمله، فتنصر وهاجر لأميركا وانتقم من طرده من كليته بمحاولة خدش دينه، ولكن زوجته (التى فسخ عقدها شرعا) ردت عليه عبر الإنترنت لتوضح للعالم طبائعه: اختلاس، سرقة، زنى". وهذا هو رابط التحقيق المذكور: www.arrouiah.com/files/1224872140546814500.pdf (http://www.arrouiah.com/files/1224872140546814500.pdf).
أما مواقع الأقباط المهجريين فتتحدث عن زوجة أمريكية دخلت الإسلام عن طريق الخداع، ثم تبين لها أنه دين ضلال فارتدت هى وأولادها مع الزوج. إلا أن مقالا منشورا فى مجلة "أقلام الثقافية" الضوئية بتارخ 26/ 8/ 2009م يؤكد أن هذا كلام مُفَبْرَك، إذ نقرأ فيه تحت عنوان "وكسب النصارى مزورا مختلسا إلى دينهم" ما نَصُّه: "وتَكْذِب مواقع النصارى أيضا فيما يتعلق بزوجته، والتى كانت أصلا مسيحية أمريكية، بادعاء مفضوح بأنها عادت إلى دينها الأول، وهو الذى لم يحدث مطلقا".
ثم صادفتُ أيضا بعد ذلك بيوم تعليقا فى عدد السبت 22 أغسطس 2009م من جريدة "اليوم السابع" على مقال لجمال جرجس المزاحم عنوانه: "رحومة مؤسسها، ونجلاء الإمام رئيسة فرع مصر: "حرَّرَنى يسوع" أول مؤسسة تنصير "علنية" فى مصر"، وهو التعليق رقم 18، وكاتبه "واحد من الناس"، ونصه: "الأخ محمد رحومة ده كان مدرس لغة عربية، وكان بني ادم متسلق وبيلعب على كل الاجنحة. الباشا عمل دراسات عليا وبعدين راح اشتغل في كلية الدراسات العربية في جامعة المنيا، وتقريبا وصل لمنصب وكيل الكلية لأنهم عددهم قليل. الأخ رحومة مسك مركز سوزان مبارك للفنون والآداب، وبعدين قام بتبديد ميزانية المركز، وبعدين اتهم بالاختلاس. اتعملت له قضية كبيرة وهرب على أمريكا قبل ما ياخد حكم". كذلك نبّأنى أحد الأساتذة الجامعيين الكبار المتخصصين فى ميدان الأدب والنقد أنه سمع برحومة قبل إعلانه التنصر، وباستيلائه على مبلغ كبير من المال وهروبه إلى أمريكا. ولم يكن صديقى، حسبما أخبرنى، يتصور وقتها أن اللص سوف يعالج مسألة الاختلاس بالارتداد عن الإسلام.
وقد استمعت، بعد هذا بعدة ساعات فى أحد المواقع القبطية المهجرية، إلى تسجيل صوتى (لا صورة فيه) لمحمد رحومة أو لمن يُفْتَرَض أنه محمد رحومة (ذلك أنه لا توجد صورة كما قلت)، وكان يتكلم بالعامية، وكان الصوت متلجلجا عاليا شديد الانفعال. ولفت نظرى تأكيده أنه ليس له فضل فى التنصر، فهو لم يختر المسيح بإرادته، بل المسيح هو الذى اختاره. ثم تحدث عن رؤيا سمع فيها صوتا قويا يدعوه إلى القيام والتبشير، وما أكثر الرُّؤَى فى حياته وفى حياة أمثاله من المرتدين عن الإسلام! ومعنى هذا أنه لم يستخدم عقله فى التحول من دين التوحيد إلى دين التثليث، وهذا أمر طبيعى جدا، إذ الإيمان عند النصارى لا صلة بينه وبين العقل. وقد نقلت
(يُتْبَعُ)
(/)
كلامه هو، ولم آت بشىء من عندى. كما تكلم عن المرشدين الروحيين له فى دينه الجديد، وكأنه رجل عامى يحتاج إلى من يوجهه ويرشده، وليس أستاذا جامعيا. بل لقد ذكر فى هذا السياق أحدَ الفراشين فى الكنيسة بجلباب وشبشب بوصفه واحدا من أولئك المرشدين الروحيين الذين استفاد منهم، مما يدل على مدى التدهور النفسى والفكرى والعقيدى الذى تدهوره الرجل. وفى هذا السياق أعلن مدحه وتمجيده للمجرم زكريا بطرس قائلا إن الله قد أرسله لِدَكّ معاقل الكفر والطغيان. كذلك يقر بأنه، فى حياته الإسلامية، لم يكن متدينا فى يوم من الأيام، بالإضافة إلى ارتكابه الزنا الذى يستظرف كأى حشاش مسطول فيقول إنه كان يتبع فيه قوله تعالى: "وما ملكت أيمانكم"، فى الوقت الذى يزعم أنه كان كثير الصلاة وقراءة القرآن أيضا! وقد تطرق إلى واقعةٍ اتُّهِم فيها بالاعتداء على عِرْض فتاة منقبة، وهو ما يذكرنا بما قاله عنه الدكتور مصرى حنورة فى هذا الصدد.
ومما أقر به أيضا أنه كان يمنع الطالبات المنقبات من دخول الكلية خوفا أن تكون الواحدة منهن شابا إرهابيا يحمل متفجرات فى ثيابه كما يقول. ويقول عن السعوديين، الذين اشتغل فى بلادهم فترة، إن الغالبية العظمى منهم يكرهون أنفسهم كراهية بشعة، وإنهم شر ناس على وجه الأرض، داعيا لهم أن يهديهم الله إلى النصرانية. بل نسب إلى أحد الأمراء أو الشيوخ السعوديين قوله له على سبيل الإنكار والاستنكار إن ماء زمزم هو ماء مجارٍ، فكيف يغتسل به أو يشربه؟ وهو فى ذلك كذاب أشر، إذ إن هذا الكلام لا يمكن أن يقوله إنسان، فضلا عن أين يكون هذا الإنسان سعوديا يعرف أن ماء زمزم هو ماء طاهر نظيف لطيف المذاق لا علاقة له بماء المجارى بتاتا، ذلك الماء الذى يشرب منه عقل رحومة وأشباهه المعاتيه ممن يتخذون من فراشى الكنائس مرشدين روحيين لهم، فضلا عن أن يكون هذا القائل أميرا أو شيخا سعوديا. فرحومة يكذب هنا كذبا رخيصا. والعجيب أنه، فى مقالاته النقدية التى تعرض فيها لكتابات السعوديين حين كان معارا إلى السعودية، كان يقول عن هؤلاء الناس غير ذلك.
ومن ضلاله وعمى قلبه وضميره أنه يتخذ جانب الأمريكان ضد المسلمين. كيف لا، والكذاب القرارىّ يقول إنه قد رآهم وسمعهم، وهو فى أمريكا، يدعون عقب تفجير البرجين فى الحادى والعشرين من سبتمبر 2001م لأسامة بن لادن، وقد ملأ قلوبهم شعور المحبة للرجل الذى هدم برجيهم وقتل منهم عدة آلاف (يا سلام على هذه الحنية الأمريكية الملائكية التى لم يذكرها أحد قط سوى هذا الكذاب المنافق)، فى الوقت الذى كان المسلمون يدعون على الأمريكان أن يشتت الله شملهم وييتم أطفالهم؟ وهذا الكلام لا يصدر إلا عن شيطان لئيم. ترى هل عرف ذلك الخبيث على سبيل اليقين أن ابن لادن أو أى مسلم آخر هو الذى دمر البرجين؟ إن هناك لغطا كثيرا وكثيفا حتى بين الأمريكان أنفسهم يقول إن بوش وعصابته هم الذين تَوَلَّوْا كِبْر هذه المؤامرة حتى يتخذوها ذريعة للهجوم الشامل على العالم الإسلامى. ثم فلنفترض أن المسلمين هم الذين فعلوها، فماذا تكون تلك الفعلة إزاء الجرائم الوحشية المتلتلة التى اجترحها وما زال يجترحها الأمريكان فى حق العرب والمسلمين؟
نعم ماذا تكون لقاء اغتصاب فلسطين وإعطائها لليهود أيها الوغد؟ نعم ماذا تكون فى مقابل مئات الآلاف الذين قتلهم الأمريكان بالنووى وبالحصار والتجويع فى العراق، فضلا عن تدميرهم لذلك البلد وإعادته مئات السنين إلى الوراء؟ نعم ماذا تكون تلك الفعلة بالنسبة إلى الاستنزاف الاقتصادى الذى تقوم به أمريكا لبلاد العروبة والإسلام؟ نعم ماذا تكون تلك الفعلة مقارنة بانحياز أمريكا ضد مصالح الشعوب العربية والإسلامية، ووقوفها إلى جانب حكامها الجهلة المتخلفين الساديين الفاشلين الذين لا يعرفون سوى لغة السرقة والسجن والقتل والتنكيل بها؟ أوتدرى أيها القارئ لم تفعل أمريكا ذلك؟ إنها تفعله تمهيدا للمجىء الثانى للمسيح واستعجالا له. أى أن المسيح، الذين يصدعون لنا أدمغتنا بأنه هو ودينه رمز السلام والمحبة لا يمكن أن يهل على العالم من جديد إلا إذا دمَّروا المسلمون تدميرا لا يُبْقِى منهم دَيَّارًا. لعنة الله عليكَ وعلى أمريكا فى يوم واحد أيها الخنزير!
(يُتْبَعُ)
(/)
لكننى أعود وأقول إن شعوبنا تستحق ذلك وأكثر. ذلك أنها شعوب بليدة عاجزة ذليلة تستعذب ضرب الحذاء على وجهها وتستزيده، ولا تفكر ولو مرة واحدة فى الثورة لكرامتها وحقوقها، على حين لا يتردد أى فرد فيها أن يقتل أخاه المواطن من أجل رغيف عيش بشلن حقير مثله. إنها أمة تافهة سخيفة لم تر الدنيا لها، فى هذا الطور الحالى من أطوار تاريخها، مثيلا فى ذلتها ورضاها بالهوان وتراميها على حذاء مهينيها ومعذبيها فى الداخل والخارج تلعقه وتتبرك به. صحيح أن حكامها بوجه عام هم أغبى وأضل وأفشل حكام على وجه البسيطة، لكنها هى أيضا أغبى وأضل وأفشل وأذل شعوب على وجه البسيطة. وكما تكونوا يُوَلَّ عليكم، ولا عزاء للخانعين الجبناء! وما محمد رحومة ونجلاء الإمام وأشباههما إلا البثور التى تظهر على جسدها العليل. ولو كانت أمة قويّة عفيّة ما كان لهذه البثور القبيحة النتنة أن تظهر على جسدها!
وهنا ينبغى أن نشير إلى ما قاله هذا البلبوص الحقير فى حق الطلاب الذين كان يتعامل معهم يوم كان عميدا أو وكيلا للدراسات العربية فى المنيا، إذ ذكر أنه بوغت بأخلاقهم البشعة رغم أنه كان يعاملهم بوصفه أبا روحيا لهم، فقد وجدهم سيئى الأخلاق والتصرفات إلى حد شنيع، وهو ما أصابه بالصدمة وجعله ينفر من الإسلام والمسلمين. والحق أن هذا كلامُ أفاقٍ خسيسٍ، إذ يريد الوغد أن يُفْهِمنا أنه كان يعيش قبل ذلك فى قمقمٍ عيشة الملائكة الأطهار، فهو رجل لا يقارف الرذيلة ولا يعرف شيئا عن طبائع الناس من حوله، وهو الزناوى الخلبوص حسب اعترافه هو، والجاهز لأداء ما يريده المسؤولون منه مهما تكن قذارة ما يُرَاد ودَنَسُه، وإلا فلم اختاروه دون سائر الأساتيذ فى كليته ليكون عميدا أو وكيلا، ثم اختير مرة أخرى ليكون مشرفا على مركز سوزان مبارك رغم أنه كان من أصغر الأساتذة سنا حسبما قال هو نفسه، إن لم يكن أصغرهم بإطلاق؟ ثم هل يجوز أن نصدق كلام ذلك الزانى النصاب سارق مئات الآلاف من الجنيهات؟ وعلى أية حال ما دخل ذلك بنفوره من الإسلام؟ إن الإسلام ليَدِينُ المنتسبين إليه قبل غيره. وإننى لأكرر دائما أنه لو بُعِث النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى أمة المسلمين الآن فلن يسلم من أذى الكثيرين منهم، إذ سوف يجد أشياء كثيرة تسير على عكس ما كان يقول، وعبثا سوف يحاول ردهم إلى السبيل المستقيمة. ذلك أن صلابة أمخاخهم وسخافة عقولهم وحبهم لما مردوا عليه من هوان وذل وقلة أدب وكراهيتهم للعمل والإتقان والإبداع والنظافة والجمال والاستقلال بالرأى سوف تدفعهم إلى مخالفته والسخرية منه، فإن لم يَرْعَوِ فربما تتحرج الأمور ويتآمرون عليه تآمرا من العيار الثقيل. ولسوف تدخل القوى الكبرى على الخط وتعمل بمعاونة الحكام المحليين على وضع العراقيل فى طريقه صلى الله عليه وسلم، بل على ما هو أفظع من ذلك.
ولو كان بلبوصنا رقم 2 يتمتع بشىء من العقل لعرف أن تخلف الشعوب العربية والإسلامية، بما فيها الشعب المصرى، إنما سببه إهمالهم لمبادئ دينهم رغم تمسكهم بالشكليات وغرامهم بها غراما قاتلا مما لا ينفع شَرْوَى نَقِيرٍ فى مضمار الحضارة والتقدم ما داموا قد تركوا العلم والعمل والإتقان وأَضْحَوْا نافدى الصبر لا طاقة لهم على أى عمل كريم يحتاج إلى تعب وطول نفس، وانحطت أذواقهم فلا يضيقون بقبح أو تشويه، ولعرف كذلك أن ما يشاهده فى أمريكا، التى كثرت أسفاره إليها منذ وقت بعيد، من نظافة ونظام وجمال وإقبال على العمل والإبداع واقتحام لمصاعب الحياة وطموحٍ إلى المعالى والسيادة وشَرَهٍ إلى شهوات الدنيا: الطيب منها والخبيث على السواء، إنما يرجع إلى ترك الأمريكان النصرانية ومبادئها، تلك المبادئ التى توجب على من يتبعها أن يزهد فى الدنيا والمال والنساء والطعام والشراب والسيادة، وأن ينزوى بعيدا عن تيارات الحياة. ذلك أن مملكة المسيح، الذى يقول البلبوص رقم 2 إنه يؤمن به ربًّا، ليست من هذا العالم، وأن الغَنِىّ لا يمكنه، طبقا لما فى الأناجيل، أن يدخل ملكوت السماوات إلا إن استطاع الجمل أن يمر من سَمّ الخِيَاط، أى من ثَقْب الإبرة، وهذا هو المستحيل بعينه، وأنه أحرى بالشخص أن يفقأ عينيه بدلا من أن ينظر إلى امرأة ... إلى آخر ما نعرف جميعا عن النصرانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والطريف أن كل ما يباهينا به البلبوص رقم 2 مما يراه فى أمريكا موجود فى ديننا: فالنظافة عندنا من الإيمان، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، والله جميل يحب الجمال، والساعى على رزقه أفضل ألف مرة ممن يظل يعبد الله طول اليوم منتظرا أن يقوم بحاجته غيره، والإيمان دون عمل لا يصح ولا يُقْبَل، وإن الله يحب إذاعمل أحدنا عملا أن يتقنه، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه، ولا يجوز إكراه المرأة، ثيبا كانت أو بكرا، على الاقتران بمن لا تحب تحت أى ظرف من الظروف، وطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة من المهد إلى اللحد، وفضل العالم على العابد كفضل البدر على سائر الكواكب، ولا يمكن أن يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وإنما أهلك الأمم من قبلنا أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ... إلى آخره إن كان لذلك من آخر.
وإنى لأتحداه هو أوغيره أن يأتى من الأناجيل بأى شىء يشبه هذه الدرر الحضارية النفيسة. فالحق أنه ليس فى الأناجيل إلا موعظة الجبل التى تنادى أنْ أحبوا اعداءكم، باركوا لاعنيكم، إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، مما لا يطبقه ولا يمكن أن يطبقه أى نصرانى أو غير نصرانى لتعارضه التام مع الطبيعة البشرية ومقتضيات الحضارة. أما النظافة والعمل مثلا فالأناجيل تصور السيد المسيح عليه السلام كارها لهما لا يطيقهما. لقد رأى عليه السلام اليهود يهتمون بغسل أيديهم قبل الطعام فعاب عليهم ذلك وعده نفاقا. كما أنه طلب من حوارييه أن يتركوا عملهم ويتبعوه حيث يمضى. أما من أين يأكلون فالحقول مفتوحة لهم يغيرون عليها متى جاعوا كالجراد المجتاح، أو ينتظرون أكلة فى هذا البيت أو ذاك. وهذا ما تقوله الأناجيل لا أنا. أما العلم فانْسَ هذا الموضوع واطرحه من ذهنك تَفُزْ وتَسْلَمْ. وبالنسبة إلى موضوع الأمراض والعلاج والتداوى فكل ما قدمه المسيح هو أنه ساعد بعض المرضى على الشفاء. ونحن لا ننكر أن هذه معجزة، لكن السؤال من الناحية الحضارية لا الاعتقادية هو: ولكن ماذا بعد مغادرة عيسى عليه السلام للدنيا؟ من سيشفى المرضى يا ترى؟ وهذا لو كان عيسى، أثناء وجوده على الأرض، يشفى كل الناس من كل الأمراض، وهو ما لم يحدث. أما النبى الأعظم فقد وضع القاعدة الذهبية، وهى أن لكل داء دواء، وحث الناس أن يبحثوا عن العلاج ويتحرَّوُا الدواء اللازم للتعافى من المرض. وهذا هو دور المصلح الذى يستمر مفعول توجيهه العلمى والأخلاقى والحضارى إلى أبد الآبدين.
ومعلوم أن النصارى فى أوربا لم يعرفوا التحضر إلا يوم تركوا النصرانية (المحرفة طبعا) وثاروا عليها وعلى كُبُولها التى كانت تقيدهم وتتعس حياتهم أيام كانوا أقذارا جهالا كسالى مرضى تعشش فى رؤوسهم الخرافات، وتمتلئ بيوتهم وشوراعهم بالقاذورات، ولا يستحمون إلا من العام للعام إن استحموا، ويئنون تحت وطأة رجال الكنيسة والملوك على السواء ولا يَرَوْن فى الآفاق بريق أمل. ولهذا حين ثار الفرنسيون مثلا على هذه الأوضاع الكريهة المستبشعة كان شعارهم: اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس! ولولا احتكاك النصارى بالمسلمين فلربما كانوا لا يزالون فى غطيطهم الثقيل، ذلك الاحتكاك الذى أطلعهم على لون من الحياة يختلف تماما عما كانوا يعيشونه من حياة آسنة منتنة. إلا أن المشكلة هى فى أن المسلمين كانوا فى ذلك الوقت قد بدأوا ينحدرون على السفح مبتعدين عن قمة الإسلام الشماء وظلوا فى انحدارهم مستمرين حتى وصلوا إلى ما هم فيه الآن، على حين تقدمت أوربا وظلت تتقدم، ونحن محلك سر.
أما بلبوصنا رقم 2 فقد ضرب الجهلُ والنفاقُ على عقله فهو يردد كلام المتخلفين ثم يظن أنه يحسن صنعا! والداهية الكبرى أن أستاذ جامعيا ينخبل فى عقله فيترك الوحدانية ويذهب إلى الاعتقاد، صدقا كان هذا الاعتقاد كما يزعم، أو كذبا ونفاقا فى الحقيقة، بأن الله قد ترك ألوهيته ونزل ليموت على الصليب وعرَّض نفسه للمهانة والشتائم والضرب على يد الأوباش من مخلوقاته، لا لشىء إلا ليسامح هؤلاء الأوباشَ أنفسهم على ما اجترحته أيديهم! خيبة الله عليك أيها البلبوص!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو يكرر ما قاله سيد القمنى (البلبوص رقم 1) فى تهديداته للمسؤولين فى مصر، قائلا إنه إذا تعرض له أحد فلسوف يصنع مثل القمنى، أى سيخلع هو أيضا "بلبوصا" (بنص الكلمة التى استخدمها بلبوصنا الجديد). ومما قاله أيضا أن السيدة حرم الرئيس هى التى عينته مديرا لمركز سوزان مبارك للفنون والآداب بجامعة المنيا لكى يحاربَ الإرهاب ويُرَقِّىَ الشباب بتعليمهم الفنون. وهو يتهور هنا داعيا لها بكل وقاحة وغباء أن يهديها الله إلى النصرانية، قائلا إنها "ست عظيمة"، وخسارة أن تبقى على ما هى عليه. وهذا كلام يتسم بالغشم وعدم التبصر، وبخاصة إذا سمعناه يقول إنه قد تولى عمادة (أم وكالة؟) كلية الدراسات العربية بالمنيا فى سن صغيرة نسبيا، وهو ما يعنى أن هناك من كان يدفعه إلى مناصب الصدارة والتأثير، إذ المعروف أن المناصب الجامعية لا تذهب إلى من يشغلونها بالانتخاب ولا اعتمادا على رضا الأساتيذ، بل على الاختيار من فوق! فكيف اختير مثله لمثل ذلك المنصب؟ كذلك يتحدث عن الله قائلا إنه كان يسأله دائما عن السر وراء أسفاره المتعددة والمتباعدة بحثا عن الهداية: ما الحكاية بالضبط؟ هل تضحك علىّ يا رب؟ ألم تقل لى: تعال إلى أمريكا، وأنا أهديك؟ فهأنذا قد أتيت إلى أمريكا، فلماذا لم تهدنى؟ وبدلا من ذلك تأخذنى هنا وهناك ثم لا أجد فى النهاية شيئا؟ (ألم تجد إلا أمريكا تبحث عن الهداية فيها يا كذاب، يا مفترى؟). ثم يصف البكاش صوتا لقسيس مصرى سمعه على الهاتف فى أمريكا، التى سافر إليها بحثا عن المسيح هناك (يا كبدى عليك!)، بأنه قد شعر أن هذا الصوت ليس صوت قسيس، بل هو صوت الله نفسه بحنانه واهتمامه به! وهنا آمن بالمسيح، الذى قُتِل من أجله وأصابه رشاش دمه كما يقول، وأخذه فى حضنه وجرى كثيرا حتى وصل إلى البيت ونام معه بعدما تغطى بالملاءة رغم حرارة الجو آنذاك، وإن فاته أن يقول لنا ماذا كان يصنع تحت الملاءة. كما يؤكد أنه سوف يأتى اليوم الذى يقوم فيه هو ونجلاء الإمام، مَثَله الأعلى، بتعميد المصريين فى نهر النيل ذاته. إن شاء الله سوف يعمّدهم بماء المجارى! وللعجب العاجب نرى هذا الذى يعلن فى كل مكان أنه يخطط لتنصير الملايين من المصريين يتباكى فى هذا الشريط تباكِىَ الثعالب قائلا إنه لا يريد من الآخرين شيئا سوى أن يتركوه يعيش مع الدين الذى أحب واختار، فهو لا يريد تنصير أحد. وهذا دليل على كذبه وخداعه ونفاقه وعلى أن دموعه التى يذرفها إنما هى دموع التماسيح. الحق أن من يستمع إلى الرجل فى هذا التسجيل ويرى توتر صوته وتشوش فكره واضطراب كلامه وشدة انفعاله وحَزْقه العنيف وإعلانه المستمر دون أدنى داع، ككل من على رأسه بطحة، أنه لم يذهب إلى أمريكا من أجل الدولارات، يتبين له على الفور أنه ليس فى حالة فكرية أو نفسية سليمة!
وبعد، فقد كنت قد انتهيت من هذا المقال تماما يوم الاثنين 24 أغسطس 2009م، ومع هذا كنت أحس أننى سوف أقع على أشياء أعضد بها ما جاء فيه عن هذا الوغد. ولذلك لم أبادر إلى نشره، بل أخذت أسأل هنا وهناك عن شىء جديد عنه، لكن دون أن أقع على ما يشفى فضولى العلمى ... إلى أن اتصل بى الآن (الساعة الواحدة صباح الأربعاء 26 أغسطس) أحد الأصدقاء لافتا نظرى إلى ما نشرته جريدة "المصريون" الضوئية فى صدر عددها لذلك اليوم عن البلبوص رقم2. فإلى القارئ ما نشرته تلك الصحيفة عن بلبوصنا الجديد: "كشفت مصادر لصيقة بأسرة المتنصر محمد رحومة العميد السابق لكلية الدراسات العربية – جامعة المنيا أبعادا خطيرة عن عملية تحوله من الإسلام إلى المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية فرارا من حكم قضائي أدانه بالسرقة والاختلاس والتزوير من جامعة المنيا. وكان رحومة، الذي يحيط نفسه بهالة مزعومة عن صلته بدوائر رسمية عليا نافذة، وصلته بحرم رئيس الجمهورية حيث كان يشغل منصب المدير السابق لمركز سوزان مبارك للفنون والآداب بجامعة المنيا، حيث استغل تلك الهالة في ممارسة عمليات فساد واسعة كان أهمها ما يتعلق بالحفل الذي نظمه في جامعة المنيا لصالح ضحايا الأورام، حيث شارك فيه العديد من الفنانين المعروفين بشكل تطوعي إسهاما منهم في دعم المشروع الخيري، خاصة وأنه كان ينتسب إلى رعاية ودعم السيدة سوزان مبارك، غير أن رحومة قام بتزوير إيصالات وشيكات تفيد أنه دفع لهؤلاء الفنانين
(يُتْبَعُ)
(/)
حقوقا عن مشاركتهم في الحفل الخيري وصلت إلى مئات الآلاف من الجنيهات قام باختلاسها وتحويلها إلى حساباته البنكية. وكاد الأمر يمر لولا أن شخصية بالجامعة على صلة بأحد الفنانين المشاركين اطلع على إيصال من هذه الإيصالات فعاتب الفنان على ذلك بوصف العمل تطوعيا ولا يليق أن يتقاضى عليه مثل هذا الأجر الباهظ، فنفى الفنان المشار إليه صحة الإيصال وتقدم بشكوى إلى إدارة الجامعة يتهم فيه منظم الحفل بالتزوير. فقامت الجامعة بفتح تحقيق في الموضوع انتهى إلى إحالة الملف كله إلى النيابة العامة التي أثبتت تحقيقاتها عملية تزوير واسعة في واقعة حفل ضحايا الأورام واستيلاء محمد رحومة على مئات الآلاف من الجنيهات، فحولت النيابة ملف القضية إلى محكمة الجنايات.
في هذه الأثناء، وقبل النطق بالحكم في القضية، عندما استشعر رحومة أن وثائق الإدانة دامغة وأن مصيره السجن المؤكد، طلب من الجامعة تصريحا بالسفر إلى ألمانيا بدعوى المشاركة في مؤتمر علمي، ومن هناك تواصل مع منظمات حقوقية أمريكية زعم لها أنه مضطهد دينيا لأنه تحول من الإسلام إلى المسيحية وأنه يبحث عن اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحمايته من الاضطهاد الديني، وهو ما تم بالفعل حيث سافر إلى هناك وحصل على الجنسية الأمريكية بدعم من منظمات تنصيرية نافذة ورعاية من بعض قيادات أقباط المهجر بعد أن أعلن هناك تنصره، ثم حاول استقدام أسرته من مصر فرفضت زوجته وابنته بعد أن علموا بإعلانه التحول عن الإسلام، بينما سافر ابنه الصغير الطالب بالثانوية العامة وقتها إلى هناك حيث قام بتنصيره وألحقه بعد ذلك بالجيش الأمريكي كجندي عامل. الجدير بالذكر أن محكمة جنايات المنيا قضت في واقعة التزوير والاختلاس بالسجن الغيابي على محمد رحومة عشرين عاما عن مجموع القضايا التي قدمته النيابة بها إلى المحكمة".
لكن موقع "الأقباط الأحرار" نشر فى ذات الليلة هذا البيان: "سخر الدكتور محمد رحومة من الخبر الذى نشرته جريدة "المصريون" الإلكترونية التى إشتهرت بفبركة العديد من الأخبار التى تخص الكنيسة والأقباط، وكان آخرها الخبر الذى نشرته على صفحتها الأولى اليوم تلصق تهما بالدكتور محمد رحومة. وفى إتصال هاتفى مع الأقباط الأحرار نفى الدكتور رحومة ما نشرته هذه الجريدة وأعلن تحديه لأن يكون هناك قضية لما أسمته الصحيفة بحفل معهد الأورام بمحافظة المنيا. وأضاف بأن ما ورد به ليس الا أكاذيب. وقد أدلى لنا ببيان يقول فيه: "هذا الخبر ليس إلا فبركة، والدليل أنى عدت الى مصر يوم 16 أكتوبر عام 2001 ومكثت بها فترة قصيرة ثم سافرت مرة أخرى الى خارج مصر حين تعذر إظهار إيمانى المسيحى وحرص الأصدقاء المسيحيين علىَّ فخرجت رسميا للمشاركة فى مؤتمر عن مقارنة الأديان فى واشنطن فى 15 نوفمبر عام 2001 ودفعت الجامعة حينها تكاليف السفر والإقامة، وكل ذلك بالوثائق تحت يدى. أما عن الخبر فهو ليس إلا فبركات إشترك فيها المتأسلمون مع أمن الدولة مع أسرتى التى تنكرت لى بعد تحولى للمسيحية".
ومع هذا فلا بد أن ننبه إلى أن تلك التهمة مصلتة على رقبة البلبوص رقم 2 منذ وقت طويل كما رأينا من كلام د. مصرى حنورة فى صحيفة "الرؤية" قبل أن يعلن رحومة ارتداده عن الإسلام، وجاء ذكر التهمة عَرَضًا وعلى نحو خاطف! كما أن موقع "نادى مستشارى هيئة قضايا الدولة: kdaiaeldwlaclub" قد نشر الخبر الذى نشرته "المصريون"، ووقع عليه المستشار عمرو الملاح بقوله: "مشكور، ويُنْقَل إلى قسم الحوادث" (يقصد قسم الحوادث بالموقع). وهذا هو الرابط: http://kdaiaeldwlaclub.com/ip/index....10778&hl= رحومة ( http://kdaiaeldwlaclub.com/ip/index.php?showtopic=10778&hl= رحومة).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل أن نغادر ملف البلبوص الجديد لا بد من الإشارة إلى التظاهرة التى استقبل بها الأقباط المهجريون الخونة رئيس البلاد أمام البيت الأبيض يطلبون الحرية لنصارى مصر، وكأن أحدا يستطيع أن يدوس لهم على طرف مهما تجبروا وقذفوا رجال الشرطة بالطوب وجرّحوهم وأهانوا كبار الضباط وهتفوا فى الكاتدرائية لشارون أن يأتى ويحتل مصر وينقذهم، ومهما وضع الرهبان أيديهم عنوة وتجبرا واغتصابا على ما يشاؤون من أراضى الدولة واستعملوا الاسلحة النارية كأفراد العصابات وقتلوا المسلمين لهذا الغرض بدم بارد، وكأنهم لا يسيطرون على الجانب الأكبر من اقتصاديات "المحروسة" الموكوسة المنكوسة رغم أنهم لا يمثلون إلا ستة فى المائة من إجمالى السكان على أكبر تقدير، وكأن أحدا فى الدولة مهما كان مركزه ستطيع أن يقترب من كنائسهم أو يفكر فى دخولها، فضلا عن إغلاقها لأى سبب، فى حين تُغْلَق المساجد بأمر الحكومة المسلمة السنية بمجرد الانتهاء من صلاة الفرض، وكأن فى السجون عشرات الآلاف منهم كالمسلمين المتدينين لا يسأل عنهم ولا فيهم أحد، أو كأن للمسلمين مثلهم بابا أو حتى ماما ينظر إلى الحكومة نظرة نارية تيبّس مفاصلها وتخرس لسانها وتُشِلّ يدها فلا تستطيع حَرَاكًا ولا تَرْجِع قَوْلاً ولا تقدر أن ترفع عينيها من الأرض.
لقد ظهر قرب نهاية الشريط الذى سجل تلك التظاهرة وبثته بعض المواضع القبطية المهجرية ظهورا متفقا عليه مسبقا، إذ كان يتحدث وقتها فى المحمول، وكان صوته من الوضوح للمصور البعيد عنه والذى ركز مصوِّرته عليه خلال تلك المكالمة الطويلة (التى يفترض أنها مكالمة خاصة) بحيث سمعناه وكأنه واقف بجوارنا، وليس من تلك المسافة البعيدة التى تفصله عن المصور. ولو كان المنظر عفويا، وكان هناك شخص على الطرف الآخر فعلا، لسمعنا أيضا من يهاتفه، إذ المعروف أن أجهزة المحمول شديدة الحساسية بحيث يسمع جارُ المتحدث (كما فى حالتنا هذه) الشخص الذى معه على الطرف الآخر. لكنْ من الواضح أن من رتبوا له هذا المنظر، أو قل: هذه المنظرة، قد قصدوا أن يُسْمِعونا ما سيقوله هذا البلبوص الجديد، الذى كان حريصا أشد الحرص على أن يؤكد أنه يحترم رئيس الجمهورية ويحب بلده (بلده التى سرقها وهرب بالفلوس التى اختلسها من عَرَق أبنائها المساكين الجبناء الأذلاء الخانعين الذين يستحقون كل ما يجرى وسيجرى عليهم، والقادم مذهل أكثر!) وأنه لا علاقة له بموضوع التظاهرة، إذ إن له شأنا وغرضا مختلفا، ألا وهو المطالبة بالحرية للمتنصرين والشيعة والبهائيين. وقد كرر هذا المعنى مرات وبصوت واضح ومسموع جدا بما يدل على أنهم ركّبوا فى عروة قميصة لاقط صوت لهذا الغرض. وصلت الرسالة أيها البلبوص بِشَرْطَة! لكنك برغم ذلك ممثل فاشل!
* * *
وأخيرا نصل إلى حالة زينب، وهى مختلفة عن الحالتين السابقتين لأن صاحبتها، بعد أن ارتدت عن الإسلام، وكان ذلك منذ عدة أعوام، عادت مرة أخرى إلى رحابه الطاهرة كما هو معروف. إلا أن فى قصتها عِبَرًا كثيرة، وأهمها أن المسلمين، بما فيهم طلاب الجامعة، لا يقرأون ولا يبالون بتغذية عقولهم الثخينة، ولا يهتمون من الدنيا إلا بالطعام والشراب والتناسل، شأنهم فى ذلك شأن العجماوات، اللهم إلا القليلين الذين لا يقاس عليهم ولا ترتقى بهم أمة لقلة عددهم وضعف تأثيرهم على سائر شعوبهم، أولئك الذين يسهل التأثير عليهم من قِبَل المبشرين المتخلفين مثلهم بخرافاتهم البلهاء التى لا تقنع قطة، لكنها تقنع الجهال الذين تخلصوا من أمخاخهم ووضعوا مكانها فردة حذاء قديم. ولنقرأ هذه الفقرات التى ليس لى من فضل فيها سوى أننى وجدتها فى أحد المواقع المشباكية فنقلتها لكم وأنا فى منتهى القرف. وهى بعنوان "بعد رحلة تنصير دامت أكثر من 188 يوما زينب تعود للإسلام من جديد": "أول فصول الحكاية بدأ في 13 ديسمبر 2004 عندما نشر الزميل مصطفي بكري تفاصيل مثيرة حملت عنوان "وقائع تنصير فتاة مسلم"، وروي قصة زينب الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة حلوان والتي فوجئت أسرتها بخطابها بعد أن تركت المنزل لتخبرهم بأنها تنصرت ولن تعود، كان في الفصل الثاني من الحكاية استغاثات الأب لكي تعود ابنته التي تأكد أنها وقعت فريسة لحملات التنصير التي يقوم بها القمص زكريا بطرس بين الشباب المسلم عبر الانترنت. ثم نشرنا
(يُتْبَعُ)
(/)
الخطاب الذي اعتقد الأب أن ابنته أرسلته من خارج مصر وأنها قد سافرت بالفعل. لم ييأس الأب، وكان لديه شعور قوي أن ابنته ستعود. وبعد مرور عدة أشهر وتحديدا في الثامن من مايو الماضي فوجئنا باتصال هاتفي بالجريدة من شخص رفض الافصاح عن هويته يخبرنا بأن زينب قد عادت لأسرتها وأنه ينتظر أن تنشر الجريدة حقيقة غيابها وأين كانت!
الغريب أن هذا الشخص اتصل في نفس الوقت والساعة التي عادت فيها زينب لأسرتها، وهذا ما عرفناه عندما اتصلنا بالأب لنتأكد من الخبر، وتعجب، فقد كان علي وشك الاتصال بنا لإخبارنا بعودتها بكامل إرادتها، مؤكدا أن ابنته عادت مشوشة وغير مستقرة، وفي رأسها العديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابات لها، كما نبحث نحن عن إجابات لأسئلة كثيرة حول غياب زينب وكيف تم تنصيرها، وتفاصيل الفترة التي غابت فيها، وكيف عادت، ولماذا. أشار الأب إلى أنه لن يضغط عليها للإجابة عن هذه الأسئلة إلا بعد أن تستقر حالتها وتجد إجابات عن تساؤلاتها الحائرة حتي تستطيع أن تقول الحقيقة كاملة. احترمنا رغبته وسألناه عن تفاصيل اللقاء الأول وكيف استقبل ابنته بعد هذه الفترة، فقال: إنها عادت فلم تجد أحدا في المنزل وانتظرت عند أحد الجيران. وعندما اتصلوا به لإخباره بعودتها لم يصدق وأسرع إلي الجار لتقع عيناه مرة أخري علي ابنته، وقد اختلطت بداخله العديد من المشاعر المتناقضة، فزينب هي أقرب أبنائه إليه، ولكن ما حدث أقوي من احتمال أي أب. ولكن بمجرد أن وقعت عيناه عليها وجدها ترتجف خوفا ورعبا من رد فعله وتتشبث بيد والدتها التي وصلت قبله، ففتح ذراعيه لها لترتمي في حضنه وتبكي بشدة.
تابعنا أخبار زينب يوميا عن طريق الأب خلال تلك الفترة. عرفنا تفاصيل الجلسات التي التقت فيها زينب مع مجموعة من الشباب المتخصصين في الرد علي الافتراءات التي يحاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي لتشويش الشباب عبر الانترنت، والذين جندوا أنفسهم للرد علي كل الأسئلة التي طرحتها زينب. وعرفنا كذلك الكثير من المعلومات عن فترة غيابها، ولكننا لم نبادر بالنشر منتظرين أن تستقر حالتها وتجد كل الإجابات عن تساؤلاتها ... حتي اتصل بنا والدها صباح الخميس قبل الماضي الموافق 6 يونية ليخبرنا أن زينب قد نطقت بالشهادة بمحض إرادتها، وقامت بأداء صلاة الفجر وأنها ترغب في الكشف عن تفاصيل غيابها. وقد حدد لنا موعدا للقائها والحوار معها. وقبل أن يحل هذا الموعد فوجئنا وفوجئت زينب ووالدها بموضوع منشور علي أحد مواقع الإنترنت يشير إلي أن زينب قد عادت من أجل تنصير أسرتها، ويحوي معلومات خاطئة ومشوهة عنها، فبادرت زينب بسرعة بزيارة الجريدة لتعلن أنها تريد أن يعرف الناس الحقيقة الكاملة على صفحات "الأسبوع" وعلى لسانها لتكشف العديد من الحقائق حول الأسباب التي أدت إلي اختفائها، وتفاصيل ما يجري في جامعة حلوان من عمليات تنصير منظمة ومكثفة، ودور زكريا بطرس وأعوانه بالخارج وبعض القساوسة في مصر في اللعب بعقول الشباب والفتيات بما يهدد باشعال نيران الفتنة في أي لحظة. وتفاصيل أخري كشفت عنها زينب في حوارها لـ"الأسبوع".
تركنا زينب تتحدث، وقد كانت أكثر منا حرصا علي تسجيل كل كلمة تقولها. بدت واثقة من نفسها ومن كل كلمة تنطق بها. أكدت أنها تريد أن تنقل تجربتها لكل من يضعون أقدامهم علي بداية الطريق الذي مشت فيه، وكل من يمرون بنفس الضغوط والظروف التي مرت بها. بدأت حديثها قائلة: كنت أعيش حياة عادية داخل أسرة ملتزمة دينيا، أمارس بعض الأنشطة في المساجد من حولي حيث كنت أقوم بتحفيظ القرآن للأطفال وشرح بعض الدروس لأخواتي المسلمات. وكنت وقتها أعتمد على شريحة معينة وعدد محدود من المشايخ وأئمة المساجد من حولي في استقاء المعلومات الدينية وتوصيلها للأخوات. كانت تقف أمامي بعض الأسئلة التي لا أجد لها إجابات عندي، وكنت وقتها قد تعرفت علي اثنتين من زميلاتي بجامعة حلوان وهما ريهام وهبة. وعرفت فيما بعد أنهما متنصرتان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما كنت أتحدث معهما عن الأسئلة التي كانت تقف أمامي بدأتا تطرحان المزيد من الأسئلة التي تزيد من حيرتي وش****. وكانت معظمها عن أمور غيبية وحول شخص الرسول الكريم والسنن النبوية. لجأت من جديد إلى أئمة المساجد فلم أجد لديهم إجابات مقنعة، بل ومنهم من نهرني واتهمني بالشرك والكفر، وأنه لا يصح أن اسأل مثل هذه الأسئلة. ازدادت علامات الاستفهام في رأسي. في الوقت نفسه عرفتني ريهام وهبة علي 3 شباب و4 فتيات في الجامعة عرفت أيضا فيما بعد أنهم متنصرون. حكوا لي عن مواقف مشابهة وطرحوا عليّ المزيد من الأسئلة التي طلبوا مني أن أسأل المشايخ عن إجابات لها.
سألناها: هل حاولت أن تطرحي هذه الأسئلة علي أحد من العلماء المتخصصين؟ أشارت إلي أنها اكتفت بالعدد المحدود الذي تعرفه من المشايخ وأئمة المساجد. واسترسلت قائلة: كنت في ذلك الوقت أقوم بزيارات لصديقتي هبة في منزلها، وفي إحدي المرات فوجئت بوجود أحد القساوسة وعرفت بعد ذلك أن أسرتها بأكملها قد تنصرت. بادرت هبة وأخبرت القس عني وعن حيرتي والأسئلة الكثيرة بداخلي. تحدث معي هذا القس، وهو راع لإحدي الكنائس القبطية عن الدين المسيحي وأعطاني مجموعة من الكتب. كنت أستمع إليه في البداية لأجادله وأناقشه لأثبت أنني الأقوي في الحجة. وبعد أن كنت قد انقطعت عن المساجد والمشايخ الذين عرفتهم عدت لأسألهم من جديد عما يقوله هذا القس، فنصحني أحدهم بالابتعاد عن الحديث في هذه الأمور والجدال حول الدين اتقاء لما يمكن أن يحدث من فتنة طائفية قائلا: "لكم دينكم ولي ديني". ولكنني وقتها لم أكن علي استعداد لقبول هذه النصيحة، واعتبرت أن هذا يعد انسحابا وتساءلت: لماذا يدعو هذا القس لدينه بكل هذه الجرأة دون أن يخشى شيئا؟ ولماذا نكتفي نحن المسلمين بالانسحاب من النقاش حول الاديان؟ وتعلق زينب قائلة: اعتبرتُ بفهمي المحدود والعاجز وقتها أن هذا الاختلاف يمثل ضعفا في العقيدة، وخاصة أن أحد هؤلاء المشايخ كان قد رفض مقابلتي بعد طرح هذه الأسئلة عليه قائلا: إن فكري شاذ، وإنه لن يضيع وقته معي. وفي الوقت نفسه كنت أجد هذا القس وقد فرَّغ نفسه تماما لمقابلتي، وأصبح يزور منزل هبة مرات عديدة تصل إلي أربع مرات في الأسبوع لمقابلتي ونصحي باعتناق المسيحية. وكنت وقتها قد عرفت أن زملائي التسعة قد تنصروا.
تستكمل زينب حديثها قائلة: وقتها ازداد الصراع بداخلي وساورني شك في وجود الله. تغيرت ملامحها وهي تتذكر هذه الفترة، وأضافت: كان خطئي أنني تكتمت الأمر عن أسرتي ولم ألجأ إلي أهل العلم والدين، وبعدها توقفت تماما عن الاستماع للمشايخ أو مقابلة هذا القس. وفي ذلك الوقت كان عدد من أصدقائي المتنصرين قد سافروا للخارج فاتصلت بي صديقتي ريهام تليفونيا من كندا لتحدثني عن حياتها الجديدة بعد أن سافرت وكيف أنها تعمل وتقوم بالتدريس في الجامعة كما أنها تلقي بعض الدروس علي أحد مواقع الشات علي الانترنت. وطلبت مني أن أدخل علي هذا الموقع للاتصال بها والتحدث معها.
وتضيف زينب: وقتها لم أكن أعرف استخدام برنامج "البال توك" جيدا، فطلبت من أحد أصدقائي أن يعلمني استخدامه. وبالفعل دخلت على " Room" بعنوان "إن كان الله معنا فمن علينا"، وأخري بعنوان "هل كان محمد أشرف الخلق؟ ". وهي غرف تنصيرية، وفيها يأتون بأحاديث وروايات عن الرسول الكريم لم أكن أسمع عنها من قبل ويأتون بتفسيرات وشروح محرفة لها. كان تركيزي واهتمامي هو أن أتاكد من وجود هذه الأحاديث أم لا، وعندما أتأكد من ذلك لا أبحث عن التفسيرات الحقيقية لها، وأكتفي بسماع التفسيرات التي يطرحونها على هذه المواقع فقط.
وتكمل زينب حديثها لتقول: 'دخلت علي برنامج باسم " Boosy 1882: بوسي 1982"، وجاء الدور عليَّ في الحديث فوجدت نفسي أقول: إنني أحب الله وأشتاق إليه، ولكنني لا أعرف أين هو وأين أجده وأين الحقيقة. وهنا يهتز جسد زينب وصوتها وهي تتذكر هذه اللحظات وتلك الكلمات لتقول: كنت بالفعل أعبر عما بداخلي من حيرة ورغبة في الوصول للحقيقة، فبكيت أثناء حديثي. ووقتها حدثتني الفتاة المسئولة عن الغرفة لتقول لي إن اسمها فرحة، وتخبرني بأنها تشعر بما أشعر به الآن، وأنها كانت مسلمة ولكنها تنصرت حينما عرفت أن الرب يقول: ائتوا إليَّ أيها المتعبون وأنا أريحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتكمل زينب حديثها لتقول: أخذت فرحة تتودد إليَّ في الحديث وتحدثني عن شعورها بالارتياح وتستخدم عبارات مثل "يسوع يحبك"، "لا تقلقي فيسوع يناديك". وهنا وجدت نفسي أرد عليها بقوة قائلة: ليس معني حديثي معك وبكائي أنني قد أصبحت مسيحية. فردت فرحة بكل ثقة ورقة ونعومة: أنا أريد فقط أن أكون صديقتك ونتحدث معا: وإما أن أقنعك بالحقيقة أو تقنعيني فيكون لك الأجر والثواب. توقفت زينب قليلا ثم عادت تقول والحسرة تملأ صوتها: للأسف وقتها رأيت كلامها منطقيا، وفي الوقت نفسه كنت أنا في منتهي السلبية لم أتحرك أو أحاول البحث عن إجابات لأسئلتي وحيرتي بطريقة صحيحة، وتركت نفسي أتلقي كل ما يريدون أن يبثوه في نفسي من شكوك. وللأسف أيضا أنني لم أكن متمكنة في البحث علي برنامج البال توك الذي عرفت فيما بعد أن هناك العديد من الغرف الإسلامية التي تردّ علي كل الافتراءات والادعاءات وتظهر ضعف من رأيتهم أقوياء في لحظة ضعفي، فلم أكن استطيع التعامل سوي مع هذه الغرف التنصيرية التي عرفتها.
وعن علاقتها بناهد متولي قالت زينب إنها كانت تتصل بها وتتحدث معها عن المسيحية وتشجعها علي اعتناق المسيحية واستمرت فترة حتى كان آخر اتصال سمعتْ خلاله صوت إذاعة القرآن الكريم فعنّفتها ولم تتصل من يومها. وتكمل زينب تفاصيل المؤامرة: فوجئت بعد هذا الاتصال بسيل من الاتصالات الدولية عبر الانترنت من أمريكا وغيرها من الدول من أشخاص لا أعرفهم يشجعونني علي الدخول في المسيحية بادعاء أنهم كانوا مسلمين وتنصروا بعد أن وصلوا للحقيقة. وبدأت ريهام في الاتصال بي علي النت. ووقتها أيضا عرفوني علي زعيمهم القمص زكريا بطرس، الذي يقيم في أمريكا وبدأ يتحدث معي باستمرار. كان عنده من الاستعداد والوقت ما يجعله يتصل بي في أي وقت ولفترات طويلة. وكنت أدخل علي النت باسم منى. وجدت منه اهتماما غير عادي وأخذ يزودني بشحنات مكثفة من الكراهية للإسلام والمسلمين، مدعيا أنه يأتي بهذه المعلومات من كتب السنة والقرآن، وأنه لا يستطيع أن يتحداه أو يقف أمامه أي شيخ من مشايخ المسلمين. وأصابني الضعف بعد كل هذا الحصار الفكري الذي استسلمت له فقررت أن أعتنق المسيحية وغيرت اسمي إلى " mona loves yasso3: منى تحب المسيح".
وتكمل وقد تغيرت ملامح وجهها لتقول: في هذا الوقت كنت قد تعرفت عن طريق النت علي فتاة أصبحت من الصديقات المقربات لي وأطلقت علي نفسها اسم "بنت السامرية"، وعرفت أنها طالبة بجامعة حلوان أيضا. وكانت تتصل بي علي تليفون المنزل والمحمول ولكني لم أتقابل معها. وكانت دائما تتحدث معي عن كيفية اعتناقها للمسيحية وأنها تركت بيت أسرتها وأنها بذلك تستطيع أن تتعايش أكثر مع المسيح. وأخذت تقنعني بضرورة تركي للمنزل حتي أحتفظ بالمسيح ولا أفقده وأستطيع أن استكمل الطقوس المسيحية وأزور الكنائس كما أريد.
وتستطرد لتقول: مؤخرا عرفت أن هذه الفتاة هي أسماء، التي نشرتم قصتها والتي أخبرت والدتها بعد أن تركت المنزل أنها تنصرت وتقوم بتنصير الفتيات المسلمات. كانت تشجعني وتعدني بأنها ستوفر لي المكان الذي أعيش فيه، وكان تعلقي بأسرتي ووالدي يمنعني من اتخاذ هذه الخطوة، ولكن استمرار حديثي معها وما دبرته مع باقي المجموعة من الإلحاح عليَّ لدفعي لترك المنزل حتي أنهم كانوا يستشهدون بآيات من الانجيل لتشجيعي علي هذه الخطوة مثل "من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني".
واتخذت القرار في نوفمبر 2004، ودون أن أخبر أحدا بهذه الخطوة قبل أن أقوم بها. وبمجرد خروجي اتصلتُ ببنت السامرية لأخبرها أنني تركت المنزل وأريد أن أعيش معها فقالت لي إن ظروفها لا تسمح في الوقت الحالي باستضافتي. فاتصلت بأحد خدام الكنيسة الذي كنت قد تعرفت عليه أيضا من خلال النت، فاستأجر لي شقة بحلوان لأعيش بها بمفردي لفترة حيث إنني خرجت وبحوزتي مبلغ كبير من المال. اتصلت بمعارفي من القساوسة الذين كنت قد تعرفت عليهم وتلقيت منهم الاهتمام والرعاية المادية والمعنوية، وتبادلت معهم الزيارات هم وأسرهم في منازلهم وفي الكنائس. وتعرفت من خلالهم علي عدد من الفتيات المتنصرات. ونصحني أحد الآباء الكهنة أنا ومجموعة من هؤلاء الفتيات، وعددهن أربع، باستئجار شقة كبيرة نعيش فيها سويا. وكنت أقمت فترة عند أحد القساوسة. وبالفعل استأجرنا شقة في
(يُتْبَعُ)
(/)
المقطم. وكان هؤلاء القساوسة وزوجاتهم يزوروننا باستمرار للحديث في الدين والصلاة.
سألنا زينب عن فكرة السفر للخارج، وهل شجعها أحد عليها؟ فأكدت أن الفكرة كانت مرفوضة بالنسبة لها علي الرغم من أن كثيرا من أصدقائنا الذين سافروا أكدوا لها أن الحياة في مصر غير آمنة وأن حياتهم بالخارج أفضل. وتقول: كنت أرى أن السفر هروب، وأنني تركت المنزل لأبحث عن الله. وإن كانت هناك بعض الصعاب فلابد أن أتحملها.
فسألناها عن الخطاب الذي وصل لوالدها بخط يدها من الخارج،
فأجابت أنها كانت تريد أن تتصل بأسرتها بأي شكل لتطمئنهم عليها. ولكن لصعوبة ذلك ولخوفها من أن يكتشف والدها مكانها قررت أن ترسل الخطاب إلي إحدى صديقاتها في فرنسا داخل مظروفين لتقوم هذه الصديقة بإرسال الخطاب من الخارج لوالدها.
وتكمل زينب: كنت عن طريق البال توك قد تعرفت علي سيدة مسيحية اسمها شيرين وقابلتها أكثر من مرة هي وزوجها. وكانت هي حلقة الوصل بيني وبين زكريا بطرس والمجموعة بالخارج حيث لم يكن بإمكاني الاتصال بهم فلم يكن لدي كمبيوتر أو موبايل. وقد أعطتني شيرين أسماء بعض الآباء الكهنة الذين سيقدمون لي المساعدة، وبعدها انشغلت عني. وكانت جريدة "الأسبوع"وقتها قد نشرت موضوعا عني فامتنعتُ عن الاتصال بأحد منهم حتي لا ينكشف أمري. وفي يوم شم النسيم ذهبت مع صديقاتي إلي أديرة وادي النطرون، وهناك قمت بدق الصليب في دير مارجرجس الخطاطبة.
أما عن التعميد فتقول زينب: نصحني أحد المعاونين لزكريا بطرس بالتوجه إلي أحد القساوسة من آباء الكنيسة الإنجيلية والذي قام بتعميد عدد من الفتيات المتنصرات من صديقاتي وغيرهن، وله نشاط واضح في التنصير. وهو قمص بكنيسة مشهورة بوسط القاهرة واسمه (م. ع). ولكن ولأنني ذهبت إليه وطلبت مقابلته بمفردي رفض مقابلتي لشكه في أنني مدسوسة عليه من الأمن. وبعدها عرفتني زميلاتي بأحد القساوسة المشهورين بالكنيسة الأرثوذكسية (الكاتدرائية)، وهو القمص (م. ي). وقد قام بتعميد عدد منهن، وهو الذي أطلق عليَّ اسم كريستينا وأخذ يعطيني الدروس والكتب. وكان علي وشك تعميدي، وأعطاني موعدا لذلك، ولكن في ذلك الوقت تم القبض علي أحد أصدقائي المتنصرين وزوجته فتراجعت تماما عن مقابلته.
وعندما سألنا زينب عن إحساسها بأسرتها خلال تلك الفترة تنهدت وامتلأت عيناها بالدموع وقالت: كان يملؤني الحنين والشوق لأبي وأمي وإخوتي، وفكرت في الرجوع أكثر من مرة، ولكن حديث صديقاتي حول حد الردة وأن أهلي سوف يقتلونني إذا ما عدت إليهم كان يمنعني.
ظل هذا الصراع بداخلي حتي توفي العم ميخائيل، وهو رجل مسن قعيد كنت قد تعرفت عليه في الكنيسة وارتبطت به بشدة، فشعرت بهزة نفسية جعلتني أفكر في مصيره بعد الموت وهل سنتقابل معا في الآخرة؟ وأين؟ وإذا مت أنا أيضا هل أكون قد متُّ علي الحق أم أنني ضللت الطريق؟ ومن ناحية أخري ذكرني بأسرتي. ماذا لو توفي والدي لا قدر الله، وأنا بعيدة عنه وهو غير راض عني؟ وماذا لو حدث مكروه لأحد أفراد أسرتي؟ وماذا لو لقيت حتفي دون أن يروني أو يعرفوا مصيري؟ كل هذه التساؤلات أخذت تتصارع داخلي. بدأت أفكر: هل سرت في الطريق الصحيح؟ وأخذت هذه الأسئلة تلح عليَّ حتي قررت أن أعود لأسرتي وتوقعت أن أجد ردود فعل عنيفة تجاهي، بل وتوقعت أن يقتلني والدي وأن يكون يوم عودتي هو آخر يوم في عمري. ولكن ظل لديَّ الأمل في أن تتاح لي الفرصة وأن يسعني صدر أبي وأهلي.
وتكمل قائلة: لم أخبر أحدا ممن حولي باعتزامي العودة. جمعت أشيائي في الثامن من مايو الماضي. توجهت إلي منزل أسرتي وأنا أكاد أسمع دقات قلبي تعلو وتعلو خوفا واشتياقا. ذهبت لمنزلي فلم أجد أحدا، وانتظرت عند أحد جيراننا الذين أرتبط بهم ارتباطا قويا. انتظرت حتى اتصل جارنا بوالدي ليخبره بعودتي. مرت علي هذه اللحظات كالجبال، وعندما وقعت عيناي على أبي ارتعد جسدي كله. وهنا توقفت زينب وارتعشت الكلمات علي لسانها وانهمرت دموعها وقالت: فوجئت بأبي يفتح ذراعيه لي ويتجه نحوي، فانطلقت إليه احتضنه بشده وأبكي. كانت لحظة حاسمة في حياتي أعطتني القوة والثقة والشجاعة وشعرت أنني استرد جزءا من نفسي التي افتقدتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبصوت يحمل الكثير من الخشوع والإحساس بالندم تكمل: تنامى بداخلي إحساس بأن الله الغفور الرحيم لا يريد لي أن أهلك أو أضيع بفعل هؤلاء الأشرار الذين يتلاعبون بالكلمات. وجدت كل أفراد أسرتي يتعاملون معي بحب واشتياق. اتسع لي صدر والدي عندما أخبرته بأنني تائهة ومشوشة، ولديَّ الكثير من الأسئلة التي تملأ رأسي. لم يضغط عليَّ والدي لمعرفة أي تفاصيل. وخلال هذه الفترة سخَّر لي الله مجموعة من الشباب المسلم علي دراية كبيرة بالدين وبالمداخل التي يتلاعب بها هؤلاء الشياطين، وعرفت أن هذه المجموعة تخصصت في الرد علي الافتراءات التي ينسبها زكريا بطرس وأمثاله للإسلام وللرسول من خلال عدد من الغرف الإسلامية علي البال توك والتي لم يكن لديَّ علم بوجودها في البداية، وتخيلت أن أسئلتي ليس لها إجابات. تعجبتُ، فقد كانت سنهم قريبة من سني: أكبرهم لا يكبرني سوي بسبع سنوات. جلسوا معي كثيرا وأجابوا علي العديد من الأسئلة التي دارت في ذهني حتى قبل أن أطرحها.
وتتوقف زينب لتقول: وقوف هؤلاء الشباب بجانبي خلال هذه الفترة ذكرني بقول رسولنا الكريم: "مثل المسلمين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". وقد كنت جزءا من هذا الجسد فجند لي الله هؤلاء الشباب دون أن أكون قد عرفتهم من قبل ودون أن يكون بيننا أية مصالح سوي الحب والأخوة في الله.
وتضيف: وقوفهم معي جعلني أشعر وأرى كيف أن المجتمع الإسلامي مجتمع جميل يعلمنا قيما جميلة إذا احتفظنا بها وطبقناها. وقد وفر لي هؤلاء الشباب الكثير من الكتب عن الإسلام والمسيحية كي يكون لي مطلق الاختيار. رأيت صورة لم أكن قد رأيتها قبل أن أسير في الطريق الذي مشيت فيه. فاجأتني شجاعتهم وحماسهم وجرأتهم لمناظرة زكريا بطرس أمامي لإثبات مدي ضعفه وخداعه. وكنت قد اتصلت به فور عودتي لإخباره بأنني قد عدت، فلم يرد بأي تعليق. بعدها اتصلت به مرة أخرى لأعرض عليه أن أحد أقاربي يريد أن يناظره أمامي. وبالفعل تحدد يوم المناظرة علي البال توك وكنت قد عرفت أنه كثيرا ما كان يتهرب من هذه المناظرات، وهذا ما حدث فعلا خلال هذه المناظرة.
وتصف زكريا بطرس لتقول: حاول الاختفاء مثل الحرباء التي تتلون لتختفي عن الأنظار. لقد كنت أعتبره الأب الروحي لي، وقد كنت أفهم نبرة صوته، فهرب من مناقشة العديد من النقاط التي استغل ضعفي فيها ليثبت قوة حجته. اختلفت لهجته تماما، وأصابه الارتباك والعصبية وامتنع عن الرد. صرخت فيه قائلة: إنك قد خذلتني، وعليك أن ترد. فأين حججك الآن؟ وتقول زينب إنها عادت تسأل هؤلاء الشباب: لماذا لا يقومون وباستمرار بدخول هذه الغرف للرد علي زكريا؟ فقالوا: هذه نسميها: "غرف المراحيض" لأنها تهدف فقط إلى سب الإسلام والرسول وغرس الكراهية ويمتنع عن دخولها حتى أغلبية المسيحيين.
بعدها فضلت أن أخلو بنفسي حتى أبحث بداخلي عن زينب وأجلس لمحاسبتها. شعرت بالخجل من نفسي أمام الله، فبأي ثمن بخس فرطت في ديني ودنياي؟ شعرت أنني لم أفهم ديني الفهم الصحيح وأنني اخترت الطريق السهل وتركت نفسي لمن يتلاعب بي بلا إرادة.
وبعد هذه الأيام الثلاثة قررت أن أنفض الغبار الذي علق بقلبي وأن أكون زينب المسلمة إسلاما صحيحا. كنت أرتعد عندما أتذكر قول الله تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" (النساء/ 116)، ولكني في نفس الوقت كنت أتذكر آية رائعة تفتح الباب أمامي، وهي قوله تعالي: "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله" (الزمر/ 53) وآيات أخري من القرآن تقول: "يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقَاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون" (آل عمران/ 102). وتسيل الدموع من عيني زينب لتقول: وجدت قلبي يركض ركضا ويدفعني دفعا أن أصلي وأسجد لله رب العالمين الواحد الأحد وأبكي بكل خلايا جسدي وكياني لعله يغفر لي. وتستطرد قائلة: ولكنني مع ذلك أشعر أنني عدت أقوي بكثير مما كنت عليه من قبل، وأنني قد خرجت من هذه التجربة المريرة بفوائد كثيرة أهمها أنني لا بد وأن أرد الدَّيْن وأن أمد يدي لمن يسيرون في بداية الطريق الذي مشيت فيه".
ـ[العادل محمد]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 03:58]ـ
بارك الله فيكم وأود أن أقول أن الآية التوبة رقم خمسة تتعلق بوضع استثنائي خاص بمشركي الجزيرة الذين كانوا حربا لا تكل على الإسلام والمسلمين وليست حكما عاما للبشرية كلها ودليلي على ذلك ما يلي:
الهدف من الآية هو حماية قلب الدولة الإسلامية وقاعدتها الأساسية من هؤلاء الكافرين وغدرهم ونقضهم للعهود والمواثيق وخروجهم على مقتضى الأخلاق، وجاءت حروب الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد الحكمة من النص القرآني في قتال المشركين.
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهي التطبيق العملي للقرآن تدل على الرحمة البالغة التي اتسم بها هذا الدين في تعامله مع العدو، فدد سرايا النبي صلى الله عليهو وسلم وغزواته كانت 53 غزوة وسرية كان قتلى المشركين فيها 429 قتيلا على مدى عشر سنوات أي بمعدل 43 قتيلا في السنة وهو عدد لا يقارن مطلقا بحصيلة الحروب المذكورة في العهد القديم أحد الكتابين اللذين يؤمن بهما النصارى إذا كان الأمر فيها بالقضاء على كافة مظاهر الحياة وبالقتل لمجرد القتل حتى الحمير والبهائم، ولا يساوي أيضا الأمر النبوي لجيوشه وللمسلمين من بعده: بأن لا تغلوا، ولا تغدروا، وتحرقوا، ولا تقطعوا شجرا، ولا تقتلوا وليدا، ولا إمرأة ولا شيخا، ولا عابدا متعبدا في صومعته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 04:56]ـ
وخلال هذه الفترة سخَّر لي الله مجموعة من الشباب المسلم علي دراية كبيرة بالدين وبالمداخل التي يتلاعب بها هؤلاء الشياطين، وعرفت أن هذه المجموعة تخصصت في الرد علي الافتراءات التي ينسبها زكريا بطرس وأمثاله للإسلام وللرسول من خلال عدد من الغرف الإسلامية علي البال توك والتي لم يكن لديَّ علم بوجودها في البداية، وتخيلت أن أسئلتي ليس لها إجابات. تعجبتُ، فقد كانت سنهم قريبة من سني: أكبرهم لا يكبرني سوي بسبع سنوات. جلسوا معي كثيرا وأجابوا علي العديد من الأسئلة التي دارت في ذهني حتى قبل أن أطرحها.
وتتوقف زينب لتقول: وقوف هؤلاء الشباب بجانبي خلال هذه الفترة ذكرني بقول رسولنا الكريم: "مثل المسلمين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". وقد كنت جزءا من هذا الجسد فجند لي الله هؤلاء الشباب دون أن أكون قد عرفتهم من قبل ودون أن يكون بيننا أية مصالح سوي الحب والأخوة في الله.
وتضيف: وقوفهم معي جعلني أشعر وأرى كيف أن المجتمع الإسلامي مجتمع جميل يعلمنا قيما جميلة إذا احتفظنا بها وطبقناها. وقد وفر لي هؤلاء الشباب الكثير من الكتب عن الإسلام والمسيحية كي يكون لي مطلق الاختيار. رأيت صورة لم أكن قد رأيتها قبل أن أسير في الطريق الذي مشيت فيه. فاجأتني شجاعتهم وحماسهم وجرأتهم لمناظرة زكريا بطرس أمامي لإثبات مدي ضعفه وخداعه. وكنت قد اتصلت به فور عودتي لإخباره بأنني قد عدت، فلم يرد بأي تعليق. بعدها اتصلت به مرة أخرى لأعرض عليه أن أحد أقاربي يريد أن يناظره أمامي. وبالفعل تحدد يوم المناظرة علي البال توك وكنت قد عرفت أنه كثيرا ما كان يتهرب من هذه المناظرات، وهذا ما حدث فعلا خلال هذه المناظرة.
اعتقد ان التكريم واجب لهؤلاء الفتية المجهولين الذين آمنوا بربهم و قليلا ما يكرمون على صفحات النت على عملهم الدؤوب ... اسأل الله ان يقيهم الفساد المستشري و ينفي عنهم من ليس منهم آمين
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 07:37]ـ
الرد على شبهة آية السيف
لفضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
أولا لابد من التقريب بين الآية والحديث فالآية هي قوله تعالى في سورة التوبة 5
فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم
وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن هم فعلو ذلك عصمو مني دمائهم وأموالهم وحسابهم على الله إلا بحق الإسلام
وهذا عام , أي الأصل قتالهم إلا أن يُسلموا فإن أسلموا فليسوا من أهل الحرب والقتال
يعني يا شيخ هل هذا معناه إجبارهم على الإسلام؟
الجواب: كلا. إن أبَوْا الإسلام فعليهم دفع الجزية كما في قوله تعالى في سورة التوبة 29
قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولاباليوم الآخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
وكما أنّ هذه الآيه عامة , أيضا فهذا الحديث هو من الأحاديث النادرة المخصصة بالقرآن , والذي خصصه قول الله تعالى بهذه الآية الكريمة
فإن أبو الإسلام فيدفعون الجزية خضوعا لحكم الإسلام فليس المقصد إجبارهم على إعتناق الإسلام بل إجبارهم على الرضوخ لحكم الإسلام. ونقاتلهم حتى لاتكون فتنة أو كفر ظاهر
على هذا يا شيخنا هذا حال أهل الكتاب في أن يدفعون الجزية, فماذا عن حال الهندوس والبوذيين ومن في حكمهم؟
الجواب: تؤخذ منهم الجزية لأنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ الجزية من مجوس هجر
ـ[أبو صهيب المصري]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 08:01]ـ
اعتقد ان التكريم واجب لهؤلاء الفتية المجهولين الذين آمنوا بربهم و قليلا ما يكرمون على صفحات النت على عملهم الدؤوب ... اسأل الله ان يقيهم الفساد المستشري و ينفي عنهم من ليس منهم آمين
جزى الله هؤلاء الشباب خير الجزاء ..
http://www.alarabiya.net/articles/2005/06/12/13900.html
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 03:33]ـ
هل رتب الوالد مع هؤلاء الشيوخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- نعم .. بدأ يتصل بأناس من جيراننا أو أناس من أهلي أو آخرين لا نعرفهم. جلست مع شيوخ كثيرين وللأسف قلبي انفطر من الوضع.
- ماذا تريدين أن تقولي؟
- أنت لست أمام مسلمة عندها شكوك، بل امام واحدة ضاعت من الدين الإسلامي، ورغم ذلك حصلت بعض المواقف، فأحد الشيوخ كان صديقا لوالدي، وعندما اتصل به ليجلس معي في جلسة استتابة، عبر عن استعداده للحضور ولكنه طلب مقابلا ماديا. شيخ آخر معروف جدا ذهبت إلى بيته، قابلني بشكل عادي وسألني " قولي لي ما الذي جعلك تذهبين للمسيحية؟ " .. أجبته " كانت عندي شكوك في الإسلام" فوجئت به يرفع صوته ويشتمني قائلا إن الإسلام يرفض خبثه، والإسلام برئ منك، وكلمات مثل " انت عديمة التربية والإحترام".
أنت أمامك واحدة تقول لك انها تركت الاسلام بسبب بعض الشكوك، لقد نهرني بعض أهل العلم الإسلامي ولم يجيبوني قبل أن أذهب للمسيحية، فهل تأتي أنت الآن وتفعل معي مثلما فعلوا؟ ....
- هل كل ذلك الذي وجدته عند عودتك؟
- لا .. وجدت أناسا ما شاء الله عليهم، مسلمين ملتزمين، عندهم استعداد للحوار العاقل الهادف. قالوا لي: اسألي ما تريدين ونحن سنجيبك. شريحة تتكلم بعقل ومنطق وتأتي بالإجابات من بطون الكتب. حزنت أنني لم أقابلهم قبل أن أتنصر،
وهذا يحتاج ايضا الى وقفة نقدية صارمة مع أنفسنا ... نفتقد التراحم بيننا و نفتقد التآلف و القدرة على استيعاب و تفهم اخيك بين من يسمون انفسهم شيوخا فما بال من دونهم؟؟ العقلية التي يربي عليها بعض مراكز التعليم تنتج شيوخا مفتقدين للذكاء و حسن سياسة العلم و بث روح التماسك و الأخذ بعين الاعتبار لحمة الأمة حين تنتقد و تهاجم البدع و الشهوات ... و ما اعتقد ان تسليط الله علينا موجة العلمانيين الأخيرة الا بسبب انتشار الغرور و القسوة و الاغترار بالرأي و قلة المرحمة بين كثير من طلبة العلم و الشيوخ ... و في المقابل ترى شبابا ممن ملأت قلوبهم الرحمة بمن ضل و الشعور العميق بالانتماء للحق .. شبابا حافظوا على رقة قلوبهم و ارتباطها بسبب الوجود قلبا و قالبا لا نزكيهم على الله ... يعطون من النتائج ما لايعطيه من هو أعلم منهم ... و ما نعتها النبي صلى الله عليه و سلم بأنها حالقة الدين الا لأنها تقضي على فاعلية الحق الذي تمسكه بيدك و تديل خصمك عليك و ان كان ما بيديه من أبطل الباطل و ما بيدك من اوضح الحق(/)
«هولوكست» الجهاد حماس والركن السابع من الإيمان
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 10:10]ـ
«هولوكست» الجهاد
حماس و «الركن السابع» من الإيمان!
د. أكرم حجازي
21/ 8/2009
الفرق بين البحث المؤصل والتحليل الموثق بأسانيده من جهة ورص الكلام، من جهة أخرى، على عواهنه بلا ضابط أو سند يوثقه ويدلل عليه كالفرق بين الضياء والظلام. لا يمكن أن يستويان. فالأول جلي واضح وضوح الشمس والثاني من قبيل الحشو والجهل المدقع إن لم يكن من الافتراء بعينه. هناك موضوع واحد لما جرى في مسجد ابن تيمية، وهو المذبحة ....
• مذبحة ارتكبت بدم بارد واستمرت وما زالت وقائعها جارية حتى اللحظة، وتكررت في غير زمان سابق.
• مذبحة ارتكبت عن سبق إصرار وترصد، واتخذ قرارها على أعلى المستويات السياسية في حماس من إسماعيل هنية فما دونه.
فهل يقتضي منا الإنصاف أن نصمت ونبرر وندفن رؤوسنا بالرمال بينما ثمة العشرات من الناس أزهقت أرواحهم ومثلهم جرحوا ومئات اعتقلوا وغيرهم أعدموا في سيارات الإسعاف والمستشقيات والمعتقلات وكأننا في ساحة حرب مع اليهود؟ هل هذا هو الإنصاف والعدل؟ وهل يكون الانتصار للحق والحقيقة فتنة وتحيزا؟ بينما الكذب والدجل والفجور والتباكي والنفاق هو الفعل الأولى والأوجب بالاقتداء بحجة دفن الفتنة؟ بأي عقل هذا؟ وبأي شرع يصح؟
كل ما فعلناه، كالعادة، أننا قمنا بالرصد والتقصي والتدقيق في كل كلمة وتصريح وإعلان وبيان وصورة وفعل وتسجيل. وأتينا بها دلائل ثابتة قاطعة من مصادرها بالذات دون أن نمسها إلا من التعليق عليها. فمن كان لديه ردّ على أي موضوع بحث أو نص فليفعل، إن استطاع دون تردد، لكن بنفس المنطق الملتزم بشروط المنهج في التقصي والبحث والنقد، وعبر الأسانيد والوثائق، وليس عبر الاتهامات الممجوجة التي حذرنا منها، وتلقينا منها، كما ونوعا، ما يفيض عن حاجة الشياطين حين تعزم على التحضير لفتنة ما. والعجيب أن أحدا من هؤلاء لا يتوقف للحظة عند الآلة الإعلامية الضخمة لحماس والإخوان المسلمين وكذا المساندة لهما وهي تسوق الأكاذيب بما تنوء من حمله الجبال، بينما يتربص هؤلاء بمجرد مقالة لكاتب أو تصريح فيه نوع من الإنصاف والحقيقة أو حتى النقد والنصح حتى ينفثوا ما في جعبهم من سموم وخواء وجهل مدقع.
مهما كانت الأسباب والمبررات، فلن نخوض في نقاشات فكرية عقيمة مع أحد على أي منبر كان. لكن حين يكون لزاما علينا أن ننتصر للحق والحقيقة فسنفعل دون تردد بقطع النظر عن هوية الظالم والمظلوم. فالعدل هو الأمر الرباني للمسلمين كافة في تعاملهم مع أنفسهم وغيرهم من الملل الأخرى. فلسنا أخفياء ولا نكرات. ولم نعتد التواري ولا النفاق فيما قلنا ونقول، وكنا صرحاء مع الجميع بلا استثناء. أما الجريمة فقد هزت الأمة في مشارقها ومغاربها، ومن يدافع عنها أو يبرر لها بغير حق فقد ظلم نفسه وخدع الأمة.
لذا فإننا نكرر القول أن موضوع البحث، فقط لا غير وبدون أي تعمية أو تخبيص أو تمييع أو تضليل، هو مذبحة مسجد ابن تيمية ولا شيء غيره. ولا يعنينا في هذا السياق المبدئي للمذبحة من هم أطرافها؟ وما هي خلفياتهم الأيديولوجية؟ أو ما هي خلفيات الصراع؟ لأننا لو قبلنا بهذا الطرح فسيكون لكل من امتلك ناصية السلطة والقوة الحق في استباحة الدماء على أدنى سبب وحجة، وهو ما لا يمكن أن نقبله أو ندافع عنه. ومثلما وقفنا ضد جماعة دايتون وأزلامه في غزة، زمن دحلان ورجاله، سيكون لزاما علينا أن نقف ضد من يفتك بالأنفس تعذيبا وقتلا، ويستبيح الدماء ويسترخص إهراقها من أية جهة كانت بغير مبرر شرعي أو حتى قانوني قاطع لا لبس فيه من عصبيات حزبية أو أيديولوجيات أو مصالح سياسية أو رؤى قاصرة وغيرها. لذا فإننا نتساءل بملء الفم: من الذي يأخذ القانون والشرع بيده في غزة؟
• الذين يكسرون الأرجل ويتلفونها بوحشية في الساحات العامة؟ ويكبرون عليها؟
• الذين يطلقون النار على الركب ويبترون الساقين؟
• الذين يسحلون خصومهم ويعدمونهم في الشوارع؟
• الذين يدفعون بآلاف المقاتلين لملاحقة فرد ثم يرتكبون مجزرة؟
• الذين يطلقون النار على أرجل النساء؟
• الذين يعدمون المعتقلين في المعتقلات والجرحى في المستشفيات وسيارات الإسعاف؟
• الذين يمارسون التعذيب الوحشي في السجون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
• الذين هدموا البيوت على رأس ساكنيها؟
• الذين يمنعون الصلاة على الضحايا في المساجد؟ وكأنهم خارج الملة؟
• الذين يمنعون أهالي الضحايا من إقامة بيوت العزاء؟ ويصادرون أحزان الناس؟
• الذين ينتهكون حرمة البيوت والمساجد بالقصف والتدمير ورفع الأعلام التنظيمية على مآذنها وكأنها حررت من اليهود؟
• الذين يتسلطون على رقاب الناس والعباد؟
• الذين يضيقون على الناس حياتهم؟
• الذين أشاعوا الرعب بين الناس لدرجة ابتلاعهم السم الزعاف من الممارسات «الحمساوية» خشية أن يقتلوا أو يفقدوا بعضا من أعضائهم؟
هذه ومثلها الكثير من الممارسات ليست اتهامات ولا تلفيقات ولا شكوك ولا افتراءات ولا فتن. بل هي سياسات ممنهجة وحقائق دامغة ووقائع ثابتة تنذر بانفجار اجتماعي دموي في غزة إذا ما واصلت حماس التعامل مع المجتمع وكأنه خصم أو مخالف. فهل هذه الممارسات من ضمن الوقائع التي نص عليها القانون والدستور وأقسمت حماس على احترامهما؟ وهل الذين قبلوا بهذه الممارسات وبرروها سياسيا وإعلاميا وشرعيا أمام العالم أجمع اتخذوا قراراتهم طبقا للقانون؟ وهل صدر قرار موثق من محكمة ما، ولو في واقعة واحدة، يجيز لهؤلاء ارتكاب جرائمهم؟ وهل هؤلاء الذين نفذوا هذه الجرائم قيّمون على القانون؟ من الذي يأخذ القانون بيده في غزة ويخرج عن المجتمع والشرع؟ من الذي اتهم الآخر، زورا وبهتانا، بتكفير المجتمع واستباحة دماءهم؟
على هذا الأساس رفضنا جريمة سحل سميح المدهون وإعدامه بوحشية ونشر الواقعة على تلفزيون الأقصى عدة مرات، ورفضنا المذبحة التي تعرضت لها عائلة حلّس في الشجاعية بصورة أجبرتهم على الفرار باتجاه العدو، ورفضنا سياسة تكسير الأرجل، ورفضنا التفنن في بتر الساقين عبر غضروف الركبة، ورفضنا التعذيب ومداهمات البيوت والاعتقالات الجماعية التي تنفذها حماس في غزة .. تلك الممارسات التي تذكر بزمن الاحتلال، ورفضنا السيطرة على المساجد بالقوة، ورفضنا سياسات البطش والإقصاء والاستعلاء والعنصرية التي تمارسها حماس مع غيرها .. رفضنا كل ذلك وأكثر.
وليعلم كل من يحاول، جاهدا أن يحشرنا، ظلما وزورا أو جهلا ورياء، بخانة الاتهامات المألوفة، أننا لن نقبل بطمس الحقيقة عبر جرّنا إلى الاختيار القسري بين باطل وباطل أو مجرم ومجرم. فالدماء التي أهرقت ليست من هذا الصنف ولا ذاك، وليس من العدل أو الأخلاق أو المسؤولية إدانة أصحابها وسفكها دون دليل أو حكم محكمة، أو المتاجرة بها، أو استرخاصها، في كل مرة، بحجة دفع الفتنة أو مكافحة الفلتان المزعوم. فالذي يتبجح بالقانون والأمن عليه أن يفهم أننا وغيرنا نفهم أن للقانون أدواته ومؤسساته ورجاله وشروطه وليس بلطجياته. وهنا، وكي تتبين له الحقيقة موثقة ناصعة لا غبار عليها وبلسان القوم أنفسهم، أحيل القارئ إلى مقالتنا السابقة عن حماس وشهادات الزور. فقط؛ ليعرف القارئ عن أي قانون تتحدث حماس؟ وكيف يطبق؟ وبأية وسائل؟ وهل هو قانون المحاكم والشرع؟ أم هو قانون السلاح والكذب والتشويه؟
إذن الموضوع، للمرة الألف، ارتكاب جريمة متعمدة عن سبق إصرار وترصد لا علاقة لها بـ «غلو» ولا بـ «تصلب» أو «قلة فهم» لا من قريب ولا من بعيد. أما وقائع الوساطة التي قادها مشايخ ألوية الناصر صلاح الدين فهي تثبت بالقطع أنه كان بالإمكان تفادي ما حصل. إلا أن حماس هي من أوقفت الوساطة، وهذا قول الألوية في بيانهم (15/ 8/2009) حتى لا يبقى أحد يحتج بمبررات واهية من نوع أن جماعة «جند أنصار الله» رفضت وساطة الألوية. فلنقرأ ما قاله البيان:
«ثانياً: رغم ما أبدته حركة حماس من تجاوب في بادئ الأمر معنا كوسطاء لحل الأزمة إلا أننا نعتقد أنه كان بالإمكان إعطاء الوسطاء فرصة أكبر حتى لا تنزف و تسفك هذه الدماء المسلمة».
فلماذا لم تعط الألوية وغيرها الفرصة؟ أم أن الوساطة أوقفتها حماس لأنها كانت مجرد خدعة لذر الرماد في العيون حتى يسهل الزعم، فيما بعد، بأنها سعت إلى تجنب سفك الدماء؟ أما الوساطات الأخرى من الخارج فالحقيقة الكاملة عند المرقعين خاصة ممن رفضوا التدخل أو ممن تعمدوا التهرب من المسؤولية لغاية في أنفسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
كل الذين استمعوا لتسجيلات وقائع المذبحة تأكدوا من كل الملابسات التي تتعلق بحقيقة ما جرى سواء فيما يتعلق بتفجير المنزل على رأس الشيخ أبو النور المقدسي أو بقصف المسجد أو بمصير المدنيين أو بإعدامات الأسرى والمعتقلين والجرحى. ولأنه من السهل الطعن بتسجيلات أجهزة اللاسلكي التابعة لـ «كتائب القسام» إلا أنها الحقيقة فيما جرى ويجري من جريمة ما تزال وقائعها سارية المفعول. وأيا يكن، فإن الطعن في المصادر لا يبرئ مجرما، ولا يخفي جريمة. وحتى تقرير منظمة العفو الدولية «أمنستي» الذي صدر في 21/ 8/2009 ووثق بعض وقائع المذبحة سيتعرض هو الآخر للطعن والتشكيك رغم أن بعض محتوياته جرى تناقلها منذ اليوم الثاني للمذبحة على لسان الشهود وتوافقت، في عدة مضامين، حتى مع التسجيلات فيما يتعلق بأخطر الانتهاكات والإعدامات والاستخفاف بالمدنيين. فهذه مؤسسة دولية تحظى ببعض المصداقية وليست مؤسسة «الضمير» الموالية لفتح.
ولأن التقرير ما زال «موضع تحقق» من «الأمنستي» فقد امتنعت «فيوليت داغر» رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان من التعليق عليه بانتظار التحقق من كل ما جاء فيه. لكنها أفضت بما هو أخطر من ذلك في تصريح مقتضب لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء قالت فيه: «لدينا معلومات خطيرة وحساسة ونحن بصدد التحقيق فيها ... ومن السابق لأوانه إعطاء أية تفاصيل».
ومن باب الإطلاع والمعاينة نورد بعض ما ورد في التقرير الأولي لـ «الأمنستي» من خفايا وأرقام مفزعة. حيث جاء فيه بأنه:
«أصيب في الأحداث 286 منهم 75 من حماس 43 من جند أنصار الله، جميعهم اعتقلوا رغم إصابتهم، ولا يعرف مصيرهم، منهم 66 تم اقتحام منازلهم وإطلاق أعيره نارية على ركبهم من الخلف من قبل حماس، و102 أصيبوا جراء القصف العشوائي بقذائف الهاون والـ «آر بي جي» من قبل حماس في المنطقة المحيطة بالاشتباكات».
وأضاف التقرير بأن:
«الشرطة منعت الصحافيين أو أي شخص من الاقتراب من أي مستشفى في القطاع لمدة 48 بعد الاشتباكات»، وأنه: «لم يُسمح بالصلاة على أي من قتلى جند أنصار الله، وسمح فقط لـ 5 من عائلة كل مقتول بالدفن، كما تم منع إقامة أي بيت عزاء».
ووفق التقرير فإن المسجد:
«قصف بـ 25 قذيفة هاون»، وأن: «الذين كانوا في سيارات الإسعاف قد خرجوا من مخابئهم بعد أن تم ترتيب اتفاق وساطة عن طريق الصليب الأحمر بتسليم أنفسهم إلا أنهم أعدموا».
ووثق التقرير قائمة غير حصرية بأسماء 28 شخصا قضوا في تلك الأحداث الدامية، وظروف مقتلهم أو «إعدامهم بشكل وحشي». ومنهم من تم إعدامه: «في سيارات الإسعاف الحكومية وسيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر، ومنهم من قضى من المارة، أو نتيجة إطلاق النار العشوائي أو بقذائف الهاون، أو نتيجة الاشتباكات، أو أعدم مباشرة بعد أن سلم نفسه، أو برميه بالرصاص داخل المستشفى، أو بتفجير».
الأمر المثير في تقرير «الأمنستي» أنه يطابق روايات شهود العيان وبعض المعلومات التي نشرتها مصادر سلفية من غزة سبق لها وأطلقت صيحة فزع تجاه المعتقلين والأسرى وجهتها كـ: «نداء لمن يهمه الامر» وخصت فيه بالذكر أهالي المعتقلين في 20/ 8/2009 بأن: «أدركوا أبناءكم قبل أن يقتلوا بدم بارد»، وأشار «النداء» إلى مجموعة من الأفراد بعضهم تم إعدامه والبعض الآخر مجهول المصير. ومن بين القائمة المهددة بالتصفية كل من:
• أحمد محمد رشدي المبيض - رفح - تل السلطان، تمت تصفيته بالفعل.
• الشيخ حسين الجعيثني - الوسطى - النصيرات: وهو حالياً محتجز تحت تعذيب شديد.
• الشيخ يوسف شراب – خانيونس. وتقول بعض الأنباء أنه تم نقله إلى المستشفى لخطورة حالته بعد التعذيب الشديد الذي تلقاه على أيدي أجهزة الأمن التابعة لحماس، وإطلاق النار على ركبه مما تسبب ببترها.
• أحمد يوسف شبات - بيت حانون.
• محمود أبو عودة - بيت حانون.
• عدنان أبو جبر - الوسطى – البريج.
• بلال أبو جري – النصيرات.
• الشيخ خالد عسقول - خانيونس.
• محمد يحيى جبريل - النصيرات: وهو الشاب المسلح الذي كان يقف أمام الشيخ بوجهه في الخطبة دون لثام.
• بالإضافة إلى ثلاثة آخرين على الأقل لم يتيسر الحصول على أسمائهم بعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأورد «النداء» قائمة بأسماء القتلى الذين قضوا خلال وقائع المذبحة لافتا الانتباه إلى أن أي اسم لضحية جديدة خارج القائمة سيعني أنها أعدمت من بين المعتقلين أو ممن يجري اعتقالهم في حملات الاعتقال المتواصلة. أما قائمة الضحايا فتشمل كل من:
• أحمد السبع.
• أيمن أبو سبلة
• إيهاب القطروسي
• جهاد دوحان
• خالد بنات (السوري)
• رائد البلعاوي
• رائد أبو عريبان
• رفعت نظام أبو سليم
• رفيق أبو شبيكة
• شيماء جابر العالول
• عبد الرحمن موسى
• عبد اللطيف موسى
• عبد الله مصطفى عوض الله (أعدم في سيارة الإسعاف)
• محمد الناطور (أبو جعفر)
• محمد إبراهيم كلاب
• محمد عبد الله غنيم
• محمود أبو ندى
• محمود صلاح أبو ندى
• محمود مصطفي مقداد
• يسرى حسين بكير
• أحمد جرهول (حماس)
• أحمد محمد جودة (حماس)
• محمد الشمالي (حماس)
• مصطفى اللوقة (حماس)
بالأمس دمر مخيم نهر البارد بعد أن تبرأت حماس من «فتح الإسلام» باعتبارها جماعة غير فلسطينية!!!! كما ورد على لسان أسامة حمدان ممثل «حماس» في بيروت آنذاك، ولم تأخذ بعين الاعتبار أن الذي يسلِّم مخيما بائسا لقتلة الجيش اللبناني وحزب الله لا يستطيع أن يستنكف عن تسليم أي مخيم آخر أو حي أو جماعة كلما دعت المصالح أو الحاجة. والحقيقة أننا رأينا بعد جريمة مخيم نهر البارد بحق «فتح الإسلام» وبحق سكانه جاء الدور على «حي الصبرة» فارتكبت جريمة جديدة ضحاياها هذه المرة فلسطينيون!!! والجماعة فلسطينية!!! ثم مذبحة «عائلة حلّس» في غزة، واليوم مذبحة «المسجد الأبيض». وكل هؤلاء، حسب علمنا، فلسطينيون، إلا إنْ رأت حماس غير ذلك.
والسؤال:
كم حي ستهاجم حماس؟ وكم جماعة ستقتل؟ وكم أسيرا أو جريحا ستعدم؟ وكم مخالفا ستزهق روحه أو تبتر ساقيه؟ أو يقتل؟ وكم مخيما سيهدم بعد؟ وكم مسجدا سيهاجَم؟ وكم بيتا سينسف على رأس ساكنيه؟ حتى الآن لا ندري. ولا ندري ماذا حلّ بمصير المعتقلين من ذبح وتعذيب على الطريقة المجوسية؟
كل دولة فيها آلاف السلفيين إن لم يكن عشرات الآلاف. وهم معروفون بأطروحاتهم العقدية ابتداء من الحكام بوصفهم «طواغيت» وانتهاء بالدولة ومؤسساتها، بل أن بعضهم نأى بنفسه عن محاكم الدول ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وبات لهم محاكم شرعية يحتكمون إليها في خصوماتهم الداخلية. فهل سمع أحد أنهم هددوا الدول التي يعيشون بها؟ وهل سمع أحد أو رأى حملات الاستئصال والتشويه والاستفزاز ضدهم؟ فلماذا يحق لحماس ما لا يحق لغيرها؟ لماذا يبيت نقد حماس أو التحذير من وحشيتها كمن مسّ «الهولوكست الصهيوني» المزعوم، حتى صار المنتقد لها أو المخالف، أو حتى الخصم كحال المنتقد لليهود في الغرب: «معادي للسامية»؟ هل بات جهاد حماس «مظلمة» مضروبة على الضحايا والناس والأمة؟ أم أن حماس أصبحت «الركن السابع من الإيمان» حتى تصبح من المحرمات وفوق النقد والتحذير؟
ما لكم كيف تحكمون؟
ثمة معتقلون بخطر شديد يتربصهم الموت والعَوَق من كل جانب على أيدي حماس. دماؤهم ومصيرهم في رقابكم. فمن ينقذ هؤلاء من مصير غامض؟ وما ذنب الذين قضوا إعداما بعد اعتقالهم أو إصابتهم؟ ما علاقة هذه الجرائم بالفتن؟ و «التصلب»؟ و «الغلو»؟ ما علاقتها؟ هل تنتظرون حتى تفتك بهم حماس وبغيرهم؟ متى تستفيقوا أيها المرقعون بحق الله؟ هل أنتم جهلة أم شركاء في الجريمة؟ أم أن علينا أن نتعايش معها، كل حين، طالما أن جهاد حماس منزّه لا يأتيه الباطل من تحته ولا من فوقه ولا من بين يديه؟
</ i> نقلا من الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة
ـ[البتيري]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 12:12]ـ
اخي ابا رغد،
اراك اعتمدت في كلامك على تقارير لمنظمات غربية،
واعذرني فاني لا ارى الوضع في غزة الى هذه الدرجة من المبالغة.
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 09:57]ـ
حفظكم الله و بارك فيكما
ولكن ماذا لو كان التقرير صحيحا؟؟؟
انها معضله يجب ان تحل رحم الله علماء المسلمين
فلا بواكي لهم
ابو البراء الغزي
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 02:30]ـ
اللهم وحد بين صفوف المجاهدين فى غزة وانصرهم على أعدائهم من اليهود الملاعين والمنافقين الخائنين(/)
تصحيح تسمية الله بالمحسن والرد على من ضعف ذلك
ـ[زياني]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 08:13]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد سمعت يوما شيخنا عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد حفظهما الله تعالى، يذكر أنه صنف رسالة لطيفة في تسمية ربنا تبارك وتعالى بالمحسن، ثم صنف بعض الإخوة رسالة يتعقب فيها من سمى الله بالمحسن، مضعفا أحاديث الباب، فاستعنت الله تعالى على جمع أحاديث الباب وذكر الأدلة على ثبوت هذا الإسم لربنا جل في علاه، وهي ثلاثة أدلة:
الدليل الأول: حديث شداد بن أوس رضي الله عنه، فقد أعله الأخ الفاضل بأمور، أنا ذاكرها بعون الله تعالى باختصار:
فمن ذلك قوله أن الإمام أحمد (4/ 123 ... ) وأبو بكر (6/ 433) ومسلم (13/ 113) والنسائي في الكبرى (3/ 64 .. ) والترمذي (1413) وابن ماجة (3170) وابن حبان (13/ 199) وابن الجارود (839) وعلي بن الجعد (1262) والبغوي في السنة (2777) والطحاوي في مشكله (4643) والبيهقي في السنن (9/ 280) والطبراني في معاجمه كلهم قد خرجوه من حديث شداد بن أوس مرفوعا:" إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، وذكر أسانيدهم، من غير أن يذكر أحد منهم زيادة: "إن الله محسن"، إلا عبد الرزاق وحده في رواية الدبري عنه، وقد أطنب المذكور في ذكر من خرج الحديث ليوهم كثرة من رواه بغير الزيادة، بجنب قلة من خرج الحديث بالزيادة، وما هكذا يُعِلّ جهابذة أهل الحديث، فإن هذا الأمر عندهم مظانه علم التخريج، الذي يتم فيه تتبع من خرج الحديث من بطون الكتب والأجزاء والمرويات، وهو أول طرق جمع الحديث، ومن ثم تأتي الطريق الثانية وهي معرفة رجال الحديث ومن ثم بيان مدار الحديث وذكر مواطن الاتفاق فيه والاختلاف، ومن هنا يبدأ علم التعليل ومعرفة الزيادات من غيرها، فأقول:
إن المتتبع لطرق هذا الحديث يجد بأنها ترجع بأسرها إلى طريق واحد وهو طريق أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وهو حديث غريب صحيح لم يروه عن أبي الأشعث إلا أبوقلابة، ولا عن أبي قلابة إلا أيوب السختياني وخالد الحذاء، ثم رواه الناس عنهما، وأما متابعة عاصم الأحول لهما فهي وهم لا شك فيه كما سيأتي، فإن الحديث محفوظ مشتهر من طريق أيوب وخالد كلاهما عن أبي قلابة عن أبي الأشعث به، ثم اختلفا فيه، فذكر زيادة:"إن الله محسن"، أيوب بن أبي تميمة السختياني في الأصح عنه، ولم يذكرها خالد الحذاء في أكثر الطرق عنه، وأيوب السختياني أوثق، وهو أضبط من خالد الحذاء، ولأنه لم يختلف عليه في الحديث، وبهذا التقرير والبيان، يظهر الجواب للعيان، عن شبهة إيراد كثرة المخرجين، من قلة الذاكرين، لتلكم الزيادة، فإنما الحديث يرجع إلى رجلين فقط، ذكر الزيادة أحفظهما وأوثقهما:
أما عن طريق خالد الحذاء، فقد حدث به عنه كل من الثوري وهشيم واسماعيل بن علية ويزيد بن زريع وحفص بن غياث ومنصور وعبد الوهاب بن عبد المجيد والأعمش وخالد بن عبد الله وشعبة ووهب كلهم من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة بذاك الإسناد والمتن، لكن اختلف على شعبة بن الحجاج ومنصور ووهب وغيرهم في حديثهم عن خالد:
أما عن الإختلاف على شعبة فقد روى الحديث عنه الحفاظ من أصحابه كمحمد بن جعفر غندر وأبي داود الطيالسي وعلي بن الجعد وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ومسلم بن إبراهيم وعلي بن سهل البزار كلهم عن شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس به كما رواه الحفاظ أيضا عن خالد الحذاء، وخالف كل هؤلاء في الإسناد شبابة بن سوار في رواية بن أَبِي الْحَارِثِ عنه، فقال الطبراني في الكبير حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْعَبَّاسِ الأَخْرَمُ الأَصْبَهَانِي ثنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بن سَوَّار حَدَّثَنَا شُعْبَة عَن عَاصِمٍ الأَحْوَل عَنْ أَبِي قِلابَة عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ عَنْ شَدَّادِ به، فجعله من حديث شعبة عن عاصم الأحول عن أبي قلابة بدل ما قاله الحفاظ عن شعبة عن خالد الحذاء، وهذه الرواية غريبة من حديث شعبة، وهي وهم لا شك فيها لمخالفة شبابة سائر من ذكرنا من أصحاب شعبة، ولسائر الناس ممن رواه عن خالد الحذاء، والوهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فيها من شبابة والله أعلم، فقد حدث له نفس الشيء في حديث آخر عن شعبة، فقال قال أبو عيسى الترمذي في علله:"ورب حديث يروى من أوجه كثيرة، وإنما يستغرب لحال الإسناد .. "، ثم مثل بما خرج من طريق شبابة بن سوار نا شعبة عن بكير بن عطاء عن عبدالرحمن بن يعمر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الدباء والمزفت"، ثم قال: هذا حديث غريب من قبل إسناده، لا نعلم أحداً حدث به عن شعبة غير شبابة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت"، وكذا استغرب رواية شبابة ابن المديني، وقال يعقوب بن شيبة: وهذا حديث لم يبلغني أن أحدا رواه عن شعبة غير شبابة"، وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي: وحديث شبابة إنما يستغرب لأنه تفرد به عن شعبة، وقد روى شعبة وسفيان والثوري بهذا الإسناد عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: الحج عرفة"، قال: فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد"، ونفس الشيء يقال عن حديث شبابة السابق فإنه محفوظ من حديث خالد الحذاء، وهذا جنس من العللِ خفيةٌ يخطئ فيها من يزعم أنها من المتابعات، بينما هي علة ووهم بيّن، فإذ الأمر كذلك فقد رجع الحديث إلى رواية خالد الحذاء والسختياني فقط وبالله تعالى نتأيد، وأمر آخر وهو أن ابن العباس الأخرم فإنه وإن كان ثقة، فقد كان اختلط، فلعل الطبراني قد أخذ عنه هذه الرواية بعد الإختلاط، والله أعلم.
أما عن الإختلاف على منصور في حديثه عن خالد الحذاء، فقد رواه عنه كل من جرير وزائدة وإسرائيل واختلفوا عليه،
فرواه مسلم من طريق جَرِير عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ به، كما روى الناس عن خالد الحذاء، وكذلك هي رواية زائدة، وخالفهما إسرائيل فرواه عن منصور عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن أبي الأشعث به، فزاد في الإسناد أبا أسماء،
قال البيهقي في شعبه: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا أبو الحسين بن ماتي ثنا أحمد بن حازم أنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن أبي الأشعث الصغاني عن شداد بن أوس فذكره، قال البيهقي: كذا قال إسرائيل، وخالفه جرير فرواه عن منصور نحو رواية الثوري وغيره عن خالد"، وقال أبو عوانة حدثنا عمار بن رجاء وأبو أمية قالا: ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن منصور عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء" ـ قال: كذا قال، وهو خطأ يقوله أبو عوانة ـ عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، وقال أبو عوانة حدثنا الصغاني وجعفر بن محمد الصائغ وأبو العباس الفضل بن العباس الحلبي قالوا: ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا منصور عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل كتب الإحسان على كل شيء ... ".
وقد خرج الطبراني ما قد يوافق رواية إسرائيل، فقال حدثنا عبد الله بن الحسين المصيصي ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ذبحتم فأحسنوا ... "، والوهم والمخالفة في هذا الحديث بينة، والصواب رواية من رواه عن قتادة عن أنس كما سيأتي.
أما عن الاختلاف في حديث وهب عن خالد:
فقد قال الطبراني (7/ 275) ثنَا أَحْمَدُ بن دَاوُدَ الْمَكِّي ثنَا سَهْلُ بن بَكَّار حَدَّثَنَا وَهْب عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاء عَنْ أَبِي قِلابَة عَنْ أَبِي الأَشْعَث عَنْ شَدَّاد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ... ، فجعله من حديث خالد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الطبراني مرة أخرى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن دَاوُدَ الْمَكِّي حَدَّثَنَا سَهْلُ بن بَكَّار حَدَّثَنَا وَهْب حَدَّثَنَا أَيُّوب عَنْ أَبِي قلابَة عَن أَبِي الأَشْعَث عَنْ شَدَّادِ به. فجعله من حديث أيوب، ووهب لا أدري من هو إلا أن يكون وهيب بن خالد الثقة المشهور فالله أعلم, وإن لم يكن هو فوهب مجهول مضطرب في حديثه، وقد كًُرِر وهب مرتين مما يبعد دعوى التصحيف والله أعلم, وقد يكون الوهم من سهل بن بكار، فقد قال عنه الحافظ: ثقة ربما وهم، وإن كان حفظه فقد روى الحديث على الوجهين والله أعلم.
ومن الإختلاف على خالد ما ذكره ابن رجب في شرح الحديث من جامعه قال:"وفي رواية لأبي إسحاق الفزاري في كتاب السير عن خالدٍ عن أبي قِلابة عن النَّبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله كتبَ الإحسّانَ على كلِّ شيءٍ"، أو قال على كلِّ خلقٍ"، قال ابن رجب:" هكذا خرَّجها مرسلةً وبالشكّ في: كُلِّ شيء، أو: كلِّ خلق".
ومن الاختلاف أيضا على خالد الحذاء، أنه قد حدث بالحديث عنه كل من الثوري وهشيم واسماعيل بن علية ويزيد بن زريع وحفص بن غياث ومنصور والأعمش وخالد بن عبد الله وشعبة ووهب كلهم من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة به، من غير زيادة:"إن الله محسن"، ورواها إسحاق بن راهويه عن عبد الوهاب بن عبد المجيد عن خالد الحذاء، لكن اختلف عليه أيضا في ذكرها، فروى الحديث مسلم في الصحيح عن إسحاق عن عبد الوهاب عن خالد به، لم يذكر الزيادة، وكذلك هي رواية الشافعي وابن المثنى عن عبد الوهاب، وخالف مسلما أحمد بن سلمة الحافظ فروى الزيادة عن إسحاق الحنظلي عن عبد الوهاب بها، خرج روايته البيهقي (9/ 280) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن ابراهيم أنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله محسان كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبح أحدكم فليحسن ذبحته، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، قال البيهقي:"رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق الحنظلي"، وأحمد بن سلمة النيسابوري حافظ حجة كبير كان صاحبا للإمام مسلم ورفيقا له في الرحلة، وصنف المستخرج الصحيح على مسلم، فعل هذا الحديث منه والله أعلم، وهذا الإختلاف الكثير على خالد فيه إشعار بأنه حدّث بالحديث في مجالس متفرقة على صور شتى، فحدث كل واحد بما سمع، والله أعلم.
وقد أعل المذكورُ الحديثَ بالطعن في حفظ إمام كبير من أئمة الحديث، وهو أبو عبد الله الحاكم، فقال عنه:"إمام في الحديث لكنه كثير الغلط ظاهر السقط، كما سيظهر من كلام الأئمة"، ثم نقل عن الزيلعي قوله في نصب الراية (1/ 342):" قال ابن دحية في كتابه العلم المشهور: ويجب على أهل الحديث أن يتحفظوا من قول الحاكم أبي عبد الله فإنه كثير الغلط ظاهر السقط وقد غفل عن ذلك كثير ممن جاء بعده وقلده في ذلك"، وهذا والله عين الخلط والتدليس، فإن أبا عبد الله بن البيع ثقة حافظ كبير بإجماع المسلمين، لم يتكلم في حفظه أحد منهم، بل جعلوه المقدم عليهم في الحفظ، وكذا قدمه شيخه الدارقطني على الإمام ابن منده في الحفظ، فقال السلمي: سألت الدارقطني: أيهما أحفظ: ابن مندة أو ابن البيع؟ فقال: ابن البيع أتقن حفظا"، وقال ابن طاهر: سألت سعد بن علي الحافظ عن أربعة تعاصروا: أيهم أحفظ؟ قال: من؟ قلت: الدار قطني، وعبد الغني، وابن مندة، والحاكم، فقال: أما الدار قطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن مندة فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا"، وقال ابن الصلاح في مقدمته: "سبعة من الحفاظ أحسنوا التصنيف، وعظم الانتفاع بتصانيفهم في أعصارنا، وذكر منهم الحاكم، وقال الذهبي في السير: الإمام الحافظ الناقد العلامة شيخ المحدثين"، فجعله رأسا وشيخا للمحدثين، وقال ابن خلكان:" هو إمام أهل الحديث في عصره، والمؤلف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها، كان عالما عارفا واسع العلم"، وهكذا أثنى على حفظه جميع الأئمة، حتى طعن في حفظه الصغار والله المستعان، وقد كان يلزم من طعنهم في هذا الإمام تضعيف جميع أحاديث المستدرك بتلكم العلة الواهية التي ذكروا، وكذا صنعوا مع مصنف
(يُتْبَعُ)
(/)
عبد الرزاق بدعوى تفرد الدبري به، وهذا والله عين الطعن في مصنفات أهل الإسلام، ومن ثم إبطالها بهذه الدعاوي العرية التي سنبين بعون الله زيفها، فأما ما نقله المذكور عن الزيلعي وابن دحية فهو عين البتر والتخليط، فإن القوم إنما تكلموا في تصحيح الحاكم وتساهله، لا في حفظه وإتقانه، وبنقل كلام الزيلعي كاملا يتبين البتر والخلط، قال الزيلعي:" ... وهذه العلة راحت على كثير ممن استدرك على الصحيحين فتتساهلوا في استدراكهم ومن أكثرهم تساهلا الحاكم أبو عبد الله في كتابه المستدرك فإنه يقول: هذا حديث على شرط الشيخين أو أحدهما وفيه هذه العلة إذ لا يلزم من كون الراوي محتجا به في الصحيح أنه إذا وجد في أي حديث كان ذلك الحديث على شرطه لما بيناه، بل الحاكم كثيرا ما يجيء إلى حديث لم يخرج لغالب رواته في الصحيح كحديث روي عن عكرمة عن ابن عباس فيقول فيه: هذا حديث على شرط البخاري، يعني لكون البخاري أخرج لعكرمة، وهذا أيضا تساهل وكثيرا ما يخرج حديثا بعض رجاله للبخاري وبعضهم لمسلم فيقول: هذا على شرط الشيخين وهذا أيضا تساهل وربما جاء إلى حديث فيه رجل قد أخرج له صاحبا الصحيح عن شيخ معين لضبطه حديثه وخصوصيته به ولم يخرجا حديثه عن غيره لضعفه فيه أو لعدم ضبطه حديثه أو لكونه غير مشهور بالرواية عنه أو لغير ذلك فيخرجه هو عن غير ذلك الشيخ ثم يقول: هذا على شرط الشيخين أو البخاري، أو مسلم وهذا أيضا تساهل لأن صاحبي الصحيح لم يحتجا به إلا في شيخ معين لا في غيره، فلا يكون على شرطهما وهذا كما أخرج البخاري ومسلم حديث خالد بن مخلد القطواني عن سليمان بن بلال وغيره ولم يخرجا حديثه عن عبد الله بن المثنى فإن خالدا غير معروف بالرواية عن ابن المثنى، فإذا قال قائل في حديث يرويه خالد بن مخلد عن ابن المثنى: هذا على شرط البخاري ومسلم كان متساهلا"، قال: وكثيرا ما يجيء إلى حديث فيه رجل ضعيف أو متهم بالكذب وغالب رجاله رجال الصحيح فيقول: هذا على شرط الشيخين أو البخاري أو مسلم وهذا أيضا تساهل فاحش ومن تأمل كتابه المستدرك تبين له ما ذكرناه، قال ابن دحية في كتابه العلم المشهور: ويجب على أهل الحديث أن يتحفظوا من قول الحاكم أبي عبد الله فإنه كثير الغلط ظاهر السقط وقد غفل عن ذلك كثير ممن جاء بعده وقلده في ذلك"، وهذا والله كلام بيّن ظاهر محله، وفرق كبير بين الطعن في حفظ الرجل، وبين الكلام على تساهله في التصحيح، كما هو الفرق بين السماء والأرض بل أبين من ذلك، وهذا أمر ظاهر جدا، فقد تكلم في تصحيح الحاكم كثير من الأئمة كما هو معروف في جميع كتب المصطلح، وسبب تساهله كما ذكر ابن حجر وغيره أنه سود كتاب المستدرك في آخر عمره، ثم راجع الشطر الأول منه، ولم يتسن له مراجعة باقيه لأن المنية عجلته، ثم ذكر الحافظ أن الشطر الأول من الكتاب لم يحدث له فيه ذلك التساهل لكونه نقح كتابه وهذبه، أما عن حفظ الحاكم فهو إمام حافظ كبير مجتمع عليه لا يحل لأحد أيا كان أن يطعن في حفظه ويخالف سبيل المؤمنين والله المستعان.
وقد روى أيضا زيادة أن الله محسن، أيوب السختياني عن أبي قلابة ولم يختلف عليه في حديثه، فقد حدّث به عنه كل من معمر وحماد بن زيد:
أما رواية معمر عن أيوب فخرجها عبد الرزاق في مصنفه (4/ 492) عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتين قال:" إن الله محسن يحب الإحسان إلى كل شئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، ومن طريقه خرجه الطبراني عن الدبري عن عبد الرزاق به،
وقد أعل المذكور الحديث بعلل منها:
أن الحافظ عبد الرزاق كان قد عمي واختلط، والدبري ممن أخذ عنه بعد الإختلاط وقد تفرد بالزيادة، وأن عبد الرزاق يخطئ في حديث معمر كما نقل عن الدارقطني، وكل ما ذكر ليس بشيء كما سنبين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما القول عن تفرد الدبري عن عبد الرزاق وأنه أخذ عنه بعد الإختلاط والدبري كان صغيرا آنذاك، فلا يضر أصلا، لأنه على أقل الأحوال أن يكون الدبري قد أخذ كتاب المصنف عن عبد الرزاق إجازة كما ذكر الحفاظ، ومن المعلوم أن الإجازة أحد طرق التحمل الصحيحة باتفاق أهل الحديث، بل قدمها بعضهم على السماع لأن السمع عندهم قد يخون، أما الإجازة فهي أن يدفع الشيخ للتلميذ كتابه ويقول له: إروه عني، ومن المعلوم أن الشيخ ـ وهو هنا عبد الرزاق ـ من الحفاظ الأثبات الجامعين بين ضبط الصدر وضبط الكتاب، ولا نعلم عن أحد من المسلمين تكلم عن ضبط كتاب عبد الرزاق، بل كلهم قد أجمعوا أنه إذا حدث من كتابه فهو من أكبر الأثبات، وكذلك حفظ الصدر، إلا ما حدث له بعد الإختلاط، وبيقين يدري كل ذي عقل سليم أن مصنف عبد الرزاق كتاب مكتوب كتبه عبد الرزاق بيده وراجعه وعارضه وصححه وغير ذلك مما يدخل في ضبط الكتاب، ثم أملى كتابه على تلاميذه وأجازه لآخرين، فإذ الأمر كذلك فإن العبرة بما هو موجود في الكتاب من غير النظر إلى راويه بعد أن تحققنا بالإجماع أن المصنف من تصنيف عبد الرزاق، وهذا الحديث منه، وعليه فمن طعن في أي حديث من أحاديث المصنف بهذه الدعوى العرية، فقد فتح على نفسه بابا من الشر عظيما، فإن الأمة قد تلقت هذا الكتاب بالقبول، واعتنت به، وجعلوه مصدرا أساسيا في حفظ أقوال وأفعال السلف الطيب من صحابة وتابعين ومن بعدهم من أصحاب القرون المفضلة، وفيه كذلك جملة كبيرة من الأحاديث والتفسير وغير ذلك، فمن طعن في شيء منه بهذه الدعوى العريّة، فليطعن في كل المصنف لأنه عنده عن رجل واحد، وما يقال عن أي حديث فيه يقال عن الآخر أيضا، ومن ثم إبطال أهم مصدر من مصادر حِفظ مذاهب السلف والذي قال عنه الذهبي:" هو خزانة العلم"، والله المستعان،
ثم فيما نقله المعارض عن الدارقطني قوله:"عبد الرزاق يخطئ عن معمر في أحاديث لم تكن في الكتاب"، لأكبر دليل على ما قلناه لا ما ادعاه، فقد قيد الخطأ بما ليس في الكتاب، وحديث الباب موجود في كتاب المصنف، يؤيد صحة ذلك ما نقله ابن رجب في شرح العلل عن الإمام أحمد قال: "حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين، كان يتعاهد كتبه وينظر فيها يعني في اليمن"، نعم تكلم الناس في روايات عبد الرزاق بعد الإختلاط، مما ليس موجودا في الكتاب، فكانوا حينئذ يقدمون ما في الكتاب على ما في الحفظ, فقال الإمام أحمد في رواية إسحاق بن هانئ:" عبد الرزاق لا يعبأ بحديث من سمع منه وقد ذهب بصره، كان يلقن أحاديث باطلة، وقد حدث عن الزهري أحاديث كتبناها من أصل كتابه وهو ينظر، جاؤوا بخلافها"، فانظر رحمك الله كيف قدم ما في أصل الكتاب، وأعل ما خالفه، وذكر الأثرم أيضاً أن أحمد وذكر له حديث:" النار جبار"، فقال: هذا باطل، ليس من هذا شئ، ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني أحمد بن شبويه، قال:» هؤلاء سمعوا بعدما عمي، كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتابه، وقد أسندوا عنه أحاديث في كتبه كان يلقنها بعدما عمي"، فتأمل جيدا يا رعاك الله، كيف أعل الحديث بأمرين، أحدهما كون ابن شبوية روى عنه بعد الاختلاط، والثاني: أن الحديث ليس في كتاب عبد الرزاق"، وقال عبد الله وسمعت يحيى بن معين يقول:" ما كتبت عن عبد الرزاق حديثاً قط إلا من كتابه، لا والله ما كتبت عنه حديثاً قط إلا من كتابه"، أما قبل الإختلاط فقد كان الرجل من الحفاظ، قال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق؟ فقال: لا"، وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد ابن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر؟ قال: نعم، قيل له فمن أثبت في ابن جريج عبد الرزاق أو محمد بن بكر البرساني؟ قال: عبد الرزاق، وعمي عبد الرزاق وكان يلقن"، وقال البخاري:" ما حدث عنه عبد الرزاق في كتابه فهو أصح"، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عبد الرزاق بن همام من لم يكتب عنه من كتاب ففيه نظر، ومن كتب عنه بآخرة حدث عنه بأحاديث مناكير"، على أن بعض الحفاظ ذكروا أن عبد الرزاق لما تغير لم يحدث إلا من كتابه، فقال السخاوي (3/ 341):" قال الحاكم: قلت للدارقطني: أيدخل في الصحيح حديث عبد الرزاق؟ قال: إي والله، قال: وكأنهم لم يبالوا بتغير عبد الرزاق لكونه إنما حدثه من كتبه لا من حفظه"، ولم يكتف
(يُتْبَعُ)
(/)
المعارض بالطعن في أبي عبد الله الحاكم ومصنف عبد الرزاق حتى بدّع إماما من أئمة المسلمين وهو ابن حزم الظاهري، وليس هذا مجال الذب عنه، فعسى أن أفرد بحثا في الذب عنه.
ثم طعن المذكور في رواية عبد الرزاق عن معمر، وقد مضى عن الأئمة أنها من أصح الروايات، وقال حنبل: سمعت أبا عبدالله (أحمد بن حنبل) يقول: إذا اختلف أصحاب معمر، فالحديث لعبد الرزاق"، وقال ابن معين: كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف"، وكذا قال غيرهما من الحفاظ، والله المستعان.
وبقي أمر آخر ننبه عليه، وهو زعمه أنّ الدبري قد تفرد برواية كتاب المصنف عن عبد الرزاق فليس كذلك البتة، فقد روى المصنف عنه أيضا محمد بن علي النجار الصنعاني، ومحمد بن عبد الله السكري ومحمد بن يوسف الحذاقي كما ذكر ابن خير الأشبيلي في فهرسته.
وقد وقعت هذه الروايات لحافظنا ابن عبد البر النمري، فإنه يروي عنهم من طرقهم في التمهيد وغيره، وكذلك وقعت له رواية الدبري، فإنه لما ذكرها في التمهيد (8/ 15) قال:" وبهذا الإسناد عندنا مصنف عبدالرزاق ولنا والحمد لله فيه إسنادان غير هذا مذكوران في موضعهما، قال: فقد بان بما ذكرنا من رواية الثقات عن ابن شهاب لهذا الحديث ... ".
وكذلك وقعت رواية الدبري للحافظ ابن حزم من رواية ابن الأعرابي عن الدبري به، ويحتج بها، ولم يتكلم عليها البتة، ومثله العقيلي وغيره، وهو كتاب مشهور بين المسلمين تلقوه بالقبول والله المستعان.
وقد ذكرنا آنفا أن رواية الدبري عن عبد الرزاق وإن كان سمعها منه في صغره، فهي أيضا إجازة صحيحة، وإنما يهم الدبري على عبد الرزاق خارج المصنف، أما في نفس المصنف فالعبرة بما في الكتاب كما مر، ولم يقع له الوهم فيه إلا من جانب التصحيف، قال ابن خير الإشبيلي في الفهرسة: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري وكان يستصغر في عبد الرزاق، وكان العقيلي يصحح روايته عن عبد الرزاق وأدخله في كتاب صحيح الحديث الذي ألف، قال: وقرأت بخط الحكم أمير المؤمنين: نا أحمد بن مطرف بن عبد الرحمن المشاط نا أبو عثمان سعيد بن عثمان الأعناقي قال: رحل ابن السكري محمد بن عبد الله إلى صنعاء اليمن فامتحن أصحاب عبد الرزاق من بقي منهم، فألفى أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري أفضلهم، فسأله عن مصنف عبد الرزاق كيف رواه؟ فقال: كان أبي إبراهيم بن عباد القارئ للديوان على عبد الرزاق وحضرت السماع حتى انقضى، وكان إذا مضى حديث يستحسن أصحاب الحديث إسناده قالوا له: يا أبا بكر، حدثنا، فكان يقرؤه لنا، وكان أبي يعلم على ذلك الحديث، فقال له السكري: أقرأه يا أبا يعقوب، فقرأه عليهم، فلم يرد عليه السكري شيئا من تصحيف ولا غيره إنما أسمع حتى فرغ بقراءته، فقال له السكري يا أبا يعقوب: لا تقرئ هذا المصنف لأحد إلا كما قرأته لنا، ولا تقبل تلقين أحد، فما كان مقيدا فاقرأه كما كان، وما لم يكن مقيدا فاقرأه كما بقي، وقال السكري: إذا استفتحت الكتاب فقل: قرأنا على عبد الرزاق وإذا جاء الحديث الذي حدثكم به وقرأه فقل: نا عبد الرزاق". ثم إن الدبري إنما حدثت له الأوهام في المصنف من قبيل التصحيف فقط، أما أصل الكتاب فموجود ومن غير روايته، وقد جمع تصحيفات الدبري ابن مفرج القرطبي في رسالة أسماها: إصلاح الحروف التي كان إسحاق بن إبراهيم الدبري يصحفها في مصنف عبد الرزاق"، وإنما أكثرت شيئا في هذا الباب انتصارا للسلف، ولقطع دابر التكلم عن أحاديث المصنف أو المستدرك أو غيرهما بهذه الدعاوي الباطلة، ولتبيين قيمة كتب عبد الرزاق التي تلقتها الأمة بالقبول، وأنه لم يطعن في كتابه أحد.
هذا عن عبد الرزاق أما عن شيخه معمر فهو أيضا ثقة إمام، إنما حدث له الوهم في البصرة، وهنا قد حدث باليمن، وشيخه عبد الرزاق اليمني من أوثق الناس فيه كما مر من كلام أحمد وابن معين وغيرهما, أما رواية معمر عن أيوب فهي صحيحة على شرط البخاري ومسلم، فقد خرجا له بهذا الإسناد كثيرا، ولم يتفرد بالحديث فقد تابعه عليه حماد بن زيد متابعة تامة:
(يُتْبَعُ)
(/)
خرج متابعته إسماعيل بن إسحاق القاضي في جزء أحاديث أيوب (61) قال: حدثنا يحيى الحماني حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله محسن فأحسنوا وإذا قتلتم فأحسنوا قتلتكم وإذا ذبحتم فليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، وهذا حديث صحيح كل رجاله ثقات إلا يحيى الحماني فمختلف فيه وهو صدوق على أقل الأحوال، وقد كان أول من صنف مسندا، وأثنى عليه ابن عيينة، فذكر الخطيب عن القعنبي قال: رأيت رجلا طويلا شابا في مجلس ابن عيينة فقال ابن عيينة: من يسأل لأهل الكوفة؟ ثم قال: أين ابن الحماني؟ فقام، فقال: من أنت فانتسب له، فقال: نعم كان أبوك جليسنا عند مسعر، فجعل يسأل"، وقال أحمد حدثنا الرمادي حدثنا إبراهيم بن بشار قال رأيت عند سفيان بن عيينة جماعة من البصريين يتذاكرون الحديث قال فتحرك سفيان للكوفيه فسمعته يقول: أين أصحابنا الكوفيون أين بن آدم أين ابن عبد الحميد الحماني"، وقال أبو حاتم الرازي: سألت يحيى بن معين عن الحماني؟ فأجمل القول فيه، وقال عثمان الدارمي" سمعت يحيى بن معين يقول ابن الجعابي صدوق مشهور بالكوفة مثل ابن الحماني"، وقال ابن منيع: كنا على باب يحيى بن عبد الحميد الحماني فجاء يحيى بن معين على بغلته فسأله أصحاب الحديث فأبى وقال جئت مسلما على أبي زكريا فدخل ثم خرج فسألوه عنه فقال ثقة ثقة"، وقال الدوري: لم يزل يحيى بن معين يقول: يحيى بن عبد الحميد ثقة حتى مات"، ثم إن إمام الجرح ابن معين قد اطلع على الكلام في يحيى ولم يره جارحا له، وهذا أحد أوجه الترجيح للموثقين، ذاك أن المعدّل إذا اطلع على أسباب الجرح وفندها كان قوله أولى، فقد قال الهمداني: سألت يحيى بن معين عن الحماني؟ فقال: ثقة، فقلت: يقولون فيه، فقال: يحسدونه هو والله الذي لا إله إلا هو ثقة"، وقال الدارمي: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن الحماني صدوق مشهور ما بالكوفة مثله، ما يقال فيه إلا من حسد"، ثم فسر الدارمي بأن الحماني كان شيخا لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، فيما شتم به ورُمي، فقال الدارمي: كان الحماني شيخا فيه غفلة لم يكن يقدر أن يصون نفسه كما يفعل أصحاب الحديث، وربما يجئ رجل فيشتمه وربما يلطمه"، على أن الحماني كان يدافع عن نفسه، ويتحدى بحفظه كل من تكلم فيه فكان يقول لأصحابه:"لا تسمعوا كلام أهل الكوفة فإنهم يحسدونني لأني أول من جمع المسند وقد تقدمتهم في غير شئ"، وقال أبو عبيد سمعت أبا داود يقول:" كان حافظا"، وقال الرمادي: هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة، وما يتكلمون فيه إلا من الحسد"، وقال محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى الحماني؟ فقال: هو ثقة، هو أكبر من هؤلاء كلهم فاكتب عنه"، وقال ابن عدي: لم أر في أحاديثه مناكير وأرجو أنه لا بأس به"، وقال الذهبي: كان من أعيان الحفاظ وليس بمتقن"، يعني أنه في درجة الصدوق عنده لذلك لما ذكره الذهبي في تاريخه وصفه بالحافظ، ثم خرج له حديثا من طريقه ثم حسنه، وقال ابن تغري بردي:" هو الحافظ الإمام أبو زكريا الكوفي؛ كان أحد الحفاظ الرحالين، وكان يحفظ عشرة آلاف حديث يسردها سرداً"، وقال عنه الحافظ ابن حجر:"حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث"، وذكره السيوطي في تذكرة الحفاظ، وقال الألباني في الصحيحة:" الحماني هو ثقة حافظ من رجال مسلم إلا أنهم
اتهموه بسرقة الحديث كما في التقريب"، ثم إن الحافظ ابن عدي قد استقرأ أحاديث الحماني فلم يجد فيها حديثا منكرا، وذكر أنه إنما تكلم فيه حسدا فقال ابن عدي:" وليحيى الحماني مسند صالح، ويقال أنه أول من صنف المسند، وذكر أن الذي تكلم فيه إنما تكلم من حسد"، ثم قال ابن عدي: ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير فاذكرها وأرجو أنه لا بأس به".
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذ قد ثبت ضبط الرجل وصدقه بيقين، فلا يقبل الجرح فيه إلا مفسرا، فنظرنا في قول من ضعفه، فوجدنا أن البخاري قال: يتكلمون فيه رماه أحمد وابن نمير"، وما ذكره البخاري عن ابن نمير لم يصح عنه، فقد قال ابن عدي: قال لنا ابن عبدان: قال ابن نمير: الحماني كذاب، قيل لعبدان: سمعته من ابن نمير؟ قال: لم أسمعه منه"، والصحيح عن ابن نمير هو التوثيق له، فقد قال مطين: سألت ابن نمير عن يحيى الحمانى فقال: هو أكبر من هؤلاء كلهم، فاكتب عنه "، وقال الخطيب نا ابن الفضل أنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى الحماني فقال: هو ثقة هو أكبر من هؤلاء كلهم فاكتب عنه", وقال ابن عدي: سمعت ابن سعيد سمعت الحضرمي يقول: سألت ابن نمير عن يحيى الحماني وها هنا علي بن حكيم ومنجاب وأصحابنا متوافرون، قال: هو أكبر من هؤلاء كلهم"، فقدمه على غيره من الثقات.
ثم نظرنا فيما رماه أحمد بن حنبل من تكذيب للحماني، فوجدنا أنه كذّبه لما قيل له إنه روى عنك الحديث الفلاني، فقال: كذب ما حدثته"، وليس فيه تكذيب له أيضا، فإن مثل هذا قد حدث لكثير من الثقات مع مشايخهم، والقول فيها قول المثبت، وهي مسألة من حدث ثم نسي، وقد خرجا في الصحيح أمثال هذه الروايات، على أن الإمام أحمد قد شك بعد ذلك وقال: ما أعلم أني حدثته ولا أدري، لعله على المذاكرة حفظه وأنكر أن يكون حدثه به"، ثم إن الإمام أحمد قد تراجع عن تكذيب الحماني لما راسله، فقال عبد الرحمن سمعت أبي يقول: كتب معي يحيى الحماني إلى أحمد بن حنبل، فقرأ أحمد كتابه، وسألته أن يكتب جوابه، فأبى، وقال: أقرئه السلام". فهذا تراجع عن هجره، ثم أمسك عن تكذيبه، كما قال الخطيب أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي حاتم محمد بن يعقوب الهروي أخبركم محمد بن عبد الرحمن السامي قال: وسئل أحمد بن محمد بن حنبل عن يحيى الحماني فسكت عنه فلم يقل شيئا"، وقال ابن عدي: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول ثنا الحضرمي من كتابه قال: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني قلت تعرفه؟ قال: وكيف لا أعرفه، قلت: هو ثقة، قال: أنتم أعلم بمشايخكم"، ثم وثقه بعد ذلك، فقد قال ابن حجر في اللسان: وثقه أحمد وضعفه الجمهور"،
ثم نظرنا فيما قاله محمد بن عبد الرحيم:" كنا إذا قعدنا إلى الحماني تبين لنا منه بلايا"، فوجدنا أن من بلاياه أقواله في التشيع إن صحت عنه، لا بلايا في حفظه، فقد ذكر أبو الشيخ الأصبهاني سمعت دلويه يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول:" مات معاوية على غير ملة الإسلام"، فقال دلويه: كذب عدو الله"، فإن صح عنه هذا فقد كذب فيه حقا، ولا يلزم منه التكذيب في حديثه، وقد اختلف أهل العلم في قبول رواية المبتدع، والأصح أنها تقبل، خاصة وأن حديث الباب ليس مما يناسب بدعة التشيع، هذا إن صح عنه هذا الكلام، وإلا فالأصل السلامة منه.
ثم نظرنا في قول من اتهمه بسرقة الحديث فوجدنا أن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قال: خلفت عند يحيى الحماني كتبا فيها أحاديث عن سليمان بن بلال وغيره، فرأيته قد خرج ذلك في الزيادات".
وليس في هذا طعن في ثقة الرجل البتة، فإن هذه مسألة معروفة عند أهل الحديث، وهي المناولة الغير مقرونة بإجازة، وهي أن يناول الشيخ التلميذ كتبه، من غير أن يأذن له بروايتها، وقد عدها جماعة من أهل الحديث طعنا في فاعلها، لكن صحح الأكثر جواز الرواية بها حتى ولو قال فيها أخبرني الشيخ، وقد فعل ذلك كثير من الحفاظ، من غير أن ينقص من عدالتهم شيئا، وليس هذا مجال بحثنا، فليرجع إلى كتب المصطلح لزيادة البسط فيها، وإنما ذكرت إشارات من ذلك ليعلم اللبيب سبب الطعن في هذا الحافظ الكبير، ومن ذلك أن اسماعيل بن موسى نسيب السدي قال: جاءني يحيى الحمانى وسألني عن أحاديث عن شريك، فذهب فرواها عن شريك"، وقال: هو كذاب"، وليس في هذا دليل على كذب الرجل، فإنه قد يكون سمع من شريك، ثم أراد أن يتثبت أكثر من حديثه ليحفظها جيدا، فحصل له ذلك، حتى قدمه أبوحاتم وغيره على غيره من الثقات في شريك، فقال علي بن حكيم وذكر يحيى الحماني، قال:" ما رأيت أحدا أحفظ لحديث شريك منه"، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: لم أر أحدا من المحدثين ممن يحفط يأتي بالحديث على لفظ واحد سوى يحيى الحماني
(يُتْبَعُ)
(/)
في شريك"، ثم قال: سئل أبي عنه فقال: لين". ووجه الجمع بين قوليه أن الحماني في درجة الصدوق عند أبي حاتم، وهو من المتشددين في التعديل، وخلاصة القول في الحماني أنه ثقة حافظ أو صدوق، ليس له البتة حديث منكر يُلمز به كما قال ابن عدي:" لم أر في أحاديثه مناكير وأرجو أنه لا بأس به"، فصح هذا الحديث، وقد توبع عليه الحماني متابعة تامة:
فقال أبوعوانة في مستخرجه: حدثنا يوسف القاضي ثنا سليمان ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن شداد عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله"، وإن كان أبو عوانة قد عطف هذه الرواية على رواية خالد الحذاء، ثم قال بمثله، فلا يلزم منه أن يكون بمثل نفس الألفاظ كما هو معروف عند المحدثين، بل يكفي التماثل في أصل الحديث ومعناه، واللفظ المنطوق الصريح يقدم على الإحالة يقينا، وقد جاء منطوقا في متابعة الإمام ابن مغلس لأبي عوانة:
فقال الحافظ عبد الحق الإشبيلي في الأحكام (1/ 222):" اسْمه محسان سُبْحَانَهُ"، ثم قال:" روى أَبُو مُحَمَّد بن حزم قَال: كتب إِلَيّ أَبُو المرجى الْحسين بن زروان الْمصْرِي ثنَا أَبُو الْحسن الرَّحبِي ثَنَا أَبُو مُسلم الْكَاتِب ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن عبد الله ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُغلس ثَنَا يُوسُف بن يَعْقُوب ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب الواشحي ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ عن أبي قلَابَة عَن شَدَّاد بن أَوْس قَال: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:"إِن الله محسان، فَأحْسنُوا ... " وَذكر بَاقِي الحَدِيث"، وقد احتج به عبد الحق الإشبيلي، ولم يتعقبه ابن القطان الفاسي، فهو منهما تصحيح للحديث، وكذا صححه ابن حزم فقال في المحلى:" فإنما تؤخذ (الأسماء) من نص القرآن، ومما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بلغ إحصاؤنا منها إلى ما نذكر، وهى: ... وذكر منها المحسان"، وإن لم يوجد الحديث في المحلى، فربما قد ذكره في المجلى المفقود، والمحلى مختصر منه، على كل فقد صحح ابن حزم حديث التسمية بالمحسان، وهو الذي ذكر أنه لا يجوز تسمية الله إلا بما سمى به نفسه في كتابه، أو بما سماه به نبيه فيما صح عنه، وهذا من ابن حزم توثيق ضمني لشيخه ولرجال الإسناد المذكورين، وقد خرج أيضا في المحلى شيئا من هذه النسخة وصححها واحتج بها في غير ما موضع، فمن ذلك قوله (10/ 12) كتب به إلي أبو المرجى على بن عبد الله بن زرواز نا أبو الحسن محمد بن حمزة الرحبى نا أبو مسلم الكاتب نا أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن المغلس قال نا عبد الله بن احمد بن حنبل فذكر حديث الرضعات العشر المحرمة من طريق ابن إسحاق ثم قال: وهذا إسناد صحيح إلا انه لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما، أحدهما أن يكون ابن اسحاق وهم فيه لأنه قد روى هذا الخبر عن الزهري من هو أحفظ من ابن اسحق وهو ابن جريج فقال فيه: أرضعيه خمس رضعات على ما نورده بعد هذا .. أو يكون محفوظا فتكون رواية ابن اسحق صحيحة ورواية ابن جريج صحيحة فيكونان خبرين اثنين ... "، وانظر أيضا (11/ 304) وغير ذلك، وأبو المرجى هو على بن عبد الله بن زرواز أو ذروان ويسمى أيضا الحسين بن عبد الله، وقد صحح له تلميذه ابن حزم واحتج به كما مضى وهو أعرف الناس به، وكذلك احتج بالرحبي وهو أبو الحسن محمد بن حمزة الرحبى، وكذا احتج بأبي مسلم الكاتب صاحب كتاب الأمالي، واسمه محمد بن أحمد بن علي بن حسين البغدادي نزيل مصر، قال عنه ابن الجزري:" معمر مسند عالي السند"، وقال الحافظ أبو عمرو الداني:" كتبنا عنه كثيرا"، وقال الذهبي في السير:" الشيخ العالم المقرئ المسند الرحلة"، قال:" وتفرد في الدنيا، وكان خاتمة من حدث عن البغوي، وابن أبي داود على لين فيه"، وقد ذكر ابن القطان وغيره أن اللين فيه إنما في بعض سماعاته من البغوي خاصة، وقال الخطيب: قال لي الصوري: بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جياد، قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي؟ فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي"، فقدمه على ابن الجندي، وجعله ابن الجوزي من الأكابر، وأما أبوالحسن عبد الله بن أحمد بن المغلس الظاهري، فقال عنه الذهبي: هو العلامة أبو الحسن عبد الله بن أحمد ابن محمد بن المغلِّس البغدادي الفقيه، أحد علماء الظّاهر، له مصنفات كثيرة، وخرّج له عدّة أصحاب، تفقه على محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
بن داود الظاهري"، وقال أيضا:"وكان ثقة إماماً واسع العلم كبير المحل"، وقال الخطيب وابن الجوزي: كان ثقة فاضلا فهما"، وأما يوسُف بن يَعْقُوب فهو القاضي، قال عنه الذهبي:" الإمام الحافظ الفقيه الكبير الثقة القاضي"، وسُلَيْمَان بن حَرْب ثقة مشهور، فصح الحديث وله شاهد صحيح آخر من حديث أنس كما سيأتي:
فإن قال قائل: قد خرج أبوعوانة الحديث في مستخرجه من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل، كتب الإحسان على كل شيء ... "، بغير الزيادة، ثم عطف عليه الروايات التي من طريق أيوب السختياني وقال بمثله، فقال: حدثنا يونس ثنا ابن عيينة عن أيوب عن أبي قلابة بنحوه"، ثم قال: حدثنا يوسف القاضي ثنا سليمان ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن شداد عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله"، قيل له: قد ذكر أبوعوانة الحديث بالإحالة، ولا يلزم منها التماثل في نفس الألفاظ، بل يكفي التماثل في أصل الحديث، هذا أمر، والأمر الثاني أن اللفظ المنطوق الصريح مقدم على الإحالة والرواية بالمعنى بإجماع أهل العلم، والأمر الثالث أن الإحالة جنس من أجناس العلل الخفية كما ذكر الحفاظ، وكم من الأحاديث التي رُويت بالإحالة تبين بجمع الطرق والألفاظ أنها قد تتغاير نوعا ما، وهذا أمر معلوم عند العلماء، تراهم ينتقدون بعض الأحاديث المحالة بتبيينهم أنها ليست بنفس الألفاظ، والتمثيل لهذا الأمر يطول وإنما نكتفي بالإشارة إليه ليلا يقلب زاعمٌ الأمر، فيقدم الإحالة على اللفظ المنطوق، والله المستعان، وقد جاء الحديث منطوقا أيضا في شاهد أنس بن مالك رضي الله عنه:
الحديث الثاني: وهو حديث أنس رضي الله عنه:
قال الطبراني حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي نا عثمان بن طالوت نا محمد بن بلال نا عمران القطان عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا، فإن الله عز وجل محسن يحب الإحسان»، قال: لم يرو هذين الحديثين عن قتادة إلا عمران القطان، تفرد بهما محمد بن بلال"، وكذلك رواه ابن أبي عاصم عن ابن طالوت به، وخرجه ابن عدي عن ابن مكرم ثنا علي ثنا محمد ثنا عمران القطان به، ورواه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الفضل الجوهري ثنا أبي ثنا أبي ثنا سليمان بن داود المنقري ثنا محمد بن بلال به، وهذا خبر صحيح من حديث محمد بن بلال، وكل رجاله ثقات، فقد قال الهيثمي:"رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات"، وقال الألباني في الصحيحة:"وهذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير محمد بن بلال وهو البصري الكندي، وقال ابن عدي:" أرجو أنه لا بأس به، وقال الحافظ:" صدوق يغرب"، وكذلك حسنه الذهبي في الميزان فإنه قال من ترجمة محمد بن بلال:" وساق له ابن عدى أحاديث حسنة"، وحديث الباب قد ساقه ابن عدي، ومحمد بن بلال من أهل الصدق وكان من أروى الناس عن عمران القطان وأوثقهم فيه، فقد قال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: ما سمعت إلا خيرا"، ووثقه ابن حبان والهيثمي، وقال أبو أحمد بن عدي:" يغرب عن عمران، وروى عن غير عمران أحاديث غرائب وليس حديثه بالكثير وأرجو أنه لا بأس به"، وكذا قال ابن حجر:" صدوق يغرب"، يعنيان أنه يتفرد عن عمران بأحاديث، وليس التفرد بطعن في الراوي البتة، لأنه كان من ألزم الناس لعمران، ولأنه صدوق عندهما، فقد قال أحمد بن سنان: سمعت محمد بن بلال راوية عمران القطان"، وقال الذهبي:"وهو معروف عن عمران القطان"، وقال أيضا: صدوق، غلط في حديث كما يغلط الناس"، وحسن أحاديثه فقال:"وساق له ابن عدى أحاديث حسنة"، بينما ذكره العقيلي في الضعفاء وقال يهم في حديثه كثيرا"، والعقيلي من المتشددين، والعبرة بقول الجمهور، وأما عمران القطان فقد وثقه أحمد وعفان وابن حبان والهيثمي وابن شاهين وقال:"أبو العوام عمران القطان من أخص الناس بقتادة"، وأحسن الثناء عليه يحيى القطان، وأما ما ذكره الفلاس قال:" كان عبد الرحمن يحدث عن عمران القطان وكان يحيى لا يحدث عنه"، وكذا ما ذكره الدوري عن يحيى بن معين قال:" عمران القطان ليس بشيء لم يرو عنه يحيى بن سعيد"، فإن يحيى القطان لم يحدث عنه لكونه خارجيا، ومع ذلك فقد أثنى عليه، وقال ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه"، وقال المنذري:
(يُتْبَعُ)
(/)
صدوق، وقال ابن حجر في التقريب: "صدوق يهم، بينما قال في مقدمة الفتح: صدوق"، وصحح له الترمذي فقال عن حديث رواه من طريق عمران القطان عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع" قيل يا رسول الله أو يطيق ذلك؟ قال يعطى قوة مائة"، قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس، إلا من حديث عمران القطان"، وصحح له في غير ما موضع، وكذلك احتج به ابن خزيمة في صحيحه وقد ذكر أنه لا يروي إلا عن الثقات، وصحح له الحاكم وقال عن حديث له: هذا حديث صحيح الإسناد غير أن الشيخين لم يخرجا عمران القطان وليس لهما حجة في تركه فإنه مستقيم الحديث"، وقال أيضا: أما مسلم فإنه لم يخرج في كتابه عن عمران القطان، إلا أنه صدوق في روايته وقد احتج به البخاري في الجامع الصحيح"، وقال الألباني في الإرواء (2/ 311):" وفي عمران القطان كلام يسير لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن"، بينما ضعفه ابن معين والنسائي وأبوداود بسبب خارجيته، ولنفس الشيء تركه يحيى القطان مع حسن الثناء عليه، فقد قال عمرو بن علي:" كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه وكان يحيى لا يحدث عنه وقد ذكره يحيى يوما فأحسن الثناء عليه"، فثبت بكلام أكثر الأئمة صدق الرجل، وليس الجرح بالبدعة قادح في الضبط، فصح الحديث خاصة مع شاهده السابق من حديث شداد.
وهكذا روى الحديث عمران القطان عن قتادة عن أنس، وخالفه سعيد بن بشير وفيه لين فجعله من حديث قتادة عن أبي قلابة به، ووهم فيه وهما شديدا فيه: فقال الطبراني حدثنا عبد الله بن الحسين المصيصي ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ذبحتم فأحسنوا .. "، وإنما هذا محفوظ من حديث أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد كما رواه الحفاظ، فاختلط حديث شداد مع حديث أنس على هذا الراوي فأدخل إسناد حديث في حديث آخر، والله وحده الموفق للصواب.
الحديث الثالث: حديث سمرة رضي الله عنه:
قال ابن عدي (6/ 2419) ثنا محمد بن أحمد بن الحسين الأهوزاي ثنا جعفر بن محمد بن حبيب ثنا عبد الله بن رشيد ثنا مجاعة بن الزبير أبو عبيدة عن الحسن عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله عز وجل محسن فأحسنوا فإذا قتل أحدكم فليكرم قاتله وإذا ذبح فليحد شفرته وليرح ذبيحته"، وليس هذا مما يعتبر به والله أعلم، وفي الحديث الأول والثاني كفاية والله الهادي إلى الصواب.
كتبه أبوعيسى الزياني الجزائري
ـ[زياني]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 04:19]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد سمعت يوما شيخنا عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد حفظهما الله تعالى، يذكر أنه صنف رسالة لطيفة في تسمية ربنا تبارك وتعالى بالمحسن، وصنف بعض الإخوة رسالةً يتعقب فيها من سمى الله بالمحسن، مُضَعفا أحاديث الباب، عندها استعنت الله تعالى على جمع أحاديث الباب، وذكر الأدلة على ثبوت هذا الإسم لربنا جل في علاه، وهي ثلاثة أدلة:
الحديث الأول: حديث شداد بن أوس رضي الله عنه: فقد أعله الأخ الفاضل بأمور، أنا ذاكرها بعون الله تعالى باختصار:
فمن ذلك قوله أن الإمام أحمد (4/ 123 ... ) وأبو بكر (6/ 433) ومسلم (13/ 113) والنسائي في الكبرى (3/ 64 .. ) والترمذي (1413) وابن ماجة (3170) وابن حبان (13/ 199) وابن الجارود (839) وعلي بن الجعد (1262) والبغوي في السنة (2777) والطحاوي في مشكله (4643) والبيهقي في السنن (9/ 280) والطبراني في معاجمه، كلهم قد خرجوا الحديثَ من حديث شداد بن أوس مرفوعا:" إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، وذكر أسانيدهم، من غير أن يذكر أحد منهم زيادة: "إن الله محسن"، إلا عبد الرزاق وحده في رواية الدبري عنه، وقد أطنب المذكور في ذكر من خرج الحديث لِيُوهِمَ غيره بتعليلِ الزيادةِ بهذه العلة الباردة، وهي كثرةُ من خرج الحديث بغير ذكرها، بجنب قلة من خرج الحديث بالزيادة، وما هكذا يُعِلّ جهابذة أهل الحديث، فإن هذا الأمرَ عندهم مظانه علم التخريج، الذي يتم فيه تتبع من خرج الحديث من بطون الكتب والأجزاء والمرويات، وهو أول طرق جمع الحديث، ومن ثَمَّ تأتي الطريق
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية وهي معرفة رجال الحديث، ومن ثَمَّ بيان مدار الحديث وذكر مواطن الاتفاق فيه والاختلاف، ومن ههنا يبدأ علم التعليل ومعرفة الزيادات من غيرها، فأقول:
إن المتتبع لطرق هذا الحديث يجد بأنها راجعةٌ بأسرها إلى طريق واحد وهو طريق أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وهو حديث غريب صحيح لم يروه عن أبي الأشعث إلا أبوقلابة، ولا عن أبي قلابة إلا أيوب السختياني وخالد الحذاء، ثم رواه الناس عنهما، وأما متابعة عاصم الأحول لهما فهي وهم لا شك فيه كما سيأتي، فإن الحديث محفوظ مشتهر من طريق أيوب وخالد كلاهما عن أبي قلابة عن أبي الأشعث به، ثم اختلفا فيه، فذكر زيادة:"إن الله محسن"، أيوب بن أبي تميمة السختياني في الأصح عنه، ولم يذكرها خالد الحذاء في أكثر الطرق عنه، وأيوب السختياني أوثق، وهو أضبط من خالد الحذاء، يؤكد ذلك أنه لم يختلف عليه في حديثه هذا، بخلاف خالد فقد اختلف عنه، وبهذا التقرير والبيان، يظهر الجواب للعيان، عن شبهة إيراد كثرة المخرجين، من قلة الذاكرين لتلكم الزيادة، فإنما الحديث يرجع إلى رجلين فقط، ذكر الزيادة أحفظهما وأوثقهما:
أما عن روايةِ خالد الحذاء، فقد حدث بها عنه كل من الثوري وهشيم واسماعيل بن علية ويزيد بن زريع وحفص بن غياث ومنصور وعبد الوهاب بن عبد المجيد والأعمش وخالد بن عبد الله وشعبة ووهب كلهم من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة بذاك الإسناد والمتن، لكن اختلف على شعبة بن الحجاج ومنصور ووهب وغيرهم في حديثهم عن خالد:
أما عن الإختلاف على شعبة عن خالد: فقد روى الحديث عنه الحفاظ من أصحابه كمحمد بن جعفر غندر وأبي داود الطيالسي وعلي بن الجعد وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ومسلم بن إبراهيم وعلي بن سهل البزار كلهم عن شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس به، كما رواه الحفاظ أيضا عن خالد الحذاء، وخالف كل هؤلاء في الإسناد شبابة بن سوار في رواية ابن أَبِي الْحَارِثِ عنه، فقال الطبراني في الكبير حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْعَبَّاسِ الأَخْرَمُ الأَصْبَهَانِي ثنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بن سَوَّار حَدَّثَنَا شُعْبَة عَن عَاصِمٍ الأَحْوَل عَنْ أَبِي قِلابَة عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ عَنْ شَدَّادِ به، فجعله من حديث شعبة عن عاصم الأحول عن أبي قلابة بدل ما قاله الحفاظ عن شعبة عن خالد الحذاء، وهذه الرواية غريبة وشاذّة من حديث شعبة، وهي وهم لا شك فيها لمخالفة شبابةَ سائرَ الرواة عن شعبة، ولسائر الناس ممن رواه عن خالد الحذاء، والوهم فيها من شبابة ظاهر، فقد حدث له نفس الشيء في حديث آخر عن شعبة، فقال قال أبو عيسى الترمذي في علله:"ورب حديث يروى من أوجه كثيرة، وإنما يستغرب لحال الإسناد .. "، ثم مثل بما خرج من طريق شبابة بن سوار نا شعبة عن بكير بن عطاء عن عبدالرحمن بن يعمر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الدباء والمزفت"، ثم قال: هذا حديث غريب من قبل إسناده، لا نعلم أحداً حدث به عن شعبة غير شبابة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت"، وكذا استغرب رواية شبابة ابن المديني، وقال يعقوب بن شيبة: وهذا حديث لم يبلغني أن أحدا رواه عن شعبة غير شبابة"، وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي: وحديث شبابة إنما يستغرب لأنه تفرد به عن شعبة، وقد روى شعبة وسفيان والثوري بهذا الإسناد عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: الحج عرفة"، قال: فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد"، ونفس الشيء بل هو أولى أن يُقال عن حديث شبابة السابق فإنه محفوظ من حديث خالد الحذاء التي ذكرنا، وهذا جنسٌ من العللِ خفيةٌ يخطئ فيها من يزعم أنها من المتابعات، بينما هي علة ووهمٌ بيّنان، فإذ الأمر كذلك فقد رجع الحديث إلى رواية خالد الحذاء والسختياني فقط وبالله تعالى نتأيد، وأمر آخر وهو أن ابن العباس الأخرم فإنه وإن كان ثقة، فقد كان اختلط، فلعل الطبراني قد أخذ عنه هذه الرواية بعد الإختلاط، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن الإختلاف على منصور في حديثه عن خالد الحذاء: فقد رواه عنه كل من جرير وزائدة وإسرائيل واختلفوا عليه،
فرواه مسلم من طريق جَرِير عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ به، كما روى الناس عن خالد الحذاء، وكذلك هي رواية زائدة، وخالفهما إسرائيل فرواه عن منصور عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن أبي الأشعث به، فزاد في الإسناد أبا أسماء:
قال البيهقي في شعبه: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا أبو الحسين بن ماتي ثنا أحمد بن حازم أنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن أبي الأشعث الصغاني عن شداد بن أوس فذكره، قال البيهقي: كذا قال إسرائيل، وخالفه جرير فرواه عن منصور نحو رواية الثوري وغيره عن خالد"، وقال أبو عوانة حدثنا عمار بن رجاء وأبو أمية قالا: ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن منصور عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء" ـ قال: كذا قال، وهو خطأ يقوله أبو عوانة ـ عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، وقال أبو عوانة حدثنا الصغاني وجعفر بن محمد الصائغ وأبو العباس الفضل بن العباس الحلبي قالوا: ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا منصور عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل كتب الإحسان على كل شيء ... ".
وقد خرج الطبراني ما قد يوافق رواية إسرائيل، فقال حدثنا عبد الله بن الحسين المصيصي ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ذبحتم فأحسنوا ... "، والوهم والمخالفة في هذا الحديث بَيِّنَان، لأن الصواب روايةُ من رواه عن قتادة عن أنس كما سيأتي.
أما عن الاختلاف في حديث وهب عن خالد: فقد قال الطبراني (7/ 275) ثنَا أحْمَدُ بن دَاوُدَ الْمَكِّي ثنَا سَهْلُ بن بَكَّار حَدَّثَنَا وَهْب عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاء عَنْ أَبِي قِلابَة عَنْ أَبِي الأَشْعَث عَنْ شَدَّاد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ... ، فجعله من حديث خالد.
وقال الطبراني مرة أخرى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن دَاوُدَ الْمَكِّي حَدَّثَنَا سَهْلُ بن بَكَّار حَدَّثَنَا وَهْب حَدَّثَنَا أَيُّوب عَنْ أَبِي قلابَة عَن أَبِي الأَشْعَث عَنْ شَدَّادِ به. فجعله من حديث أيوب، ووهبٌ لا أدري من هو، إلا أن يكون وهيب بن خالد الثقة المشهور فالله أعلم, وإن لم يكن هو فوهب مجهول مضطرب في حديثه، وقد كًُرِر وهب مرتين مما يبعد دعوى التصحيف والله أعلم, وقد يكون الوهم من سهل بن بكار، فقد قال عنه الحافظ: ثقة ربما وهم، ولئن كان حفظه فقد روى الحديث على الوجهين، والوهم من وهب والله أعلم.
ومن الإختلاف على خالد ما ذكره ابن رجب في شرح الحديث من جامعه قال:"وفي رواية لأبي إسحاق الفزاري في كتاب السير عن خالدٍ عن أبي قِلابة عن النَّبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله كتبَ الإحسّانَ على كلِّ شيءٍ"، أو قال على كلِّ خلقٍ"، قال ابن رجب:" هكذا خرَّجها مرسلةً وبالشكّ في: كُلِّ شيء، أو: كلِّ خلق".
ومن الاختلاف أيضا على خالد الحذاء: أنه قد حدث بالحديث عنه كل من الثوري وهشيم واسماعيل بن علية ويزيد بن زريع وحفص بن غياث ومنصور والأعمش وخالد بن عبد الله وشعبة ووهب كلهم من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة به، من غير زيادة:" إن الله محسن"، ورواها إسحاق بن راهويه عن عبد الوهاب بن عبد المجيد عن خالد الحذاء، لكن اختلف عليه أيضا في ذكرها، فروى الحديث مسلم في الصحيح عن إسحاق عن عبد الوهاب عن خالد به، لم يذكر الزيادة، وكذلك هي رواية الشافعي وابن المثنى عن عبد الوهاب، وخالف مسلمًا أحمدُ بن سلمة الحافظ فروى الزيادة عن إسحاق الحنظلي عن عبد الوهاب بها كما في:
(يُتْبَعُ)
(/)
الطريق الأولى في إثبات زيادة المحسن: قال البيهقي (9/ 280): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن ابراهيم أنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله محسان كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبح أحدكم فليحسن ذبحته، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، هذا حديث كل رجاله أئمة ثقات، وأحمد بن سلمة النيسابوري حافظ حجة كبير كان صاحبا للإمام مسلم ورفيقا له في الرحلة، وصنف المستخرج الصحيح على مسلم، فعل هذا الحديث منه والله أعلم، وهذا الإختلاف الكثير على خالد فيه إشعار بأنه حدّث بالحديث في مجالس متفرقة على صور شتى، فحدث كل واحد بما سمع، والله أعلم، إلا أنّ الأخ المذكورَ قد أعلَّ الحديثَ بطعنه في حفظ إمام كبير من أئمة الحديث، وهو أبو عبد الله الحاكم، فقال عنه:"إمام في الحديث لكنه كثير الغلط ظاهر السقط، كما سيظهر من كلام الأئمة"، ثم نقل عن الزيلعي ما يُثبتُ عدم معرفته بكيفية التعليل، حيث نقل عنه قوله في نصب الراية (1/ 342):" قال ابن دحية في كتابه العلم المشهور: ويجب على أهل الحديث أن يتحفظوا من قول الحاكم أبي عبد الله فإنه كثير الغلط ظاهر السقط وقد غفل عن ذلك كثير ممن جاء بعده وقلده في ذلك"، وهذا والله عيْنُ الخلْط والتدليس، فإن أبا عبد الله بن البيع ثقة حافظ كبير بإجماع المسلمين، لم يتكلم في حفظه أحد منهم، بل جعلوه المقدم عليهم في الحفظ، وكذلك قدمه شيخه الدارقطني على الإمام ابن منده في الحفظ، فقال السلمي: سألت الدارقطني: أيهما أحفظ: ابن مندة أو ابن البيع؟ فقال: ابن البيع أتقن حفظا"، وقال ابن طاهر: سألت سعد بن علي الحافظ عن أربعة تعاصروا: أيهم أحفظ؟ قال: من؟ قلت: الدار قطني، وعبد الغني، وابن مندة، والحاكم، فقال: أما الدار قطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن مندة فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا"، وقال ابن الصلاح في مقدمته: "سبعة من الحفاظ أحسنوا التصنيف، وعظم الانتفاع بتصانيفهم في أعصارنا، وذكر منهم الحاكم، وقال الذهبي في السير: الإمام الحافظ الناقد العلامة شيخ المحدثين"، فجعله رأسا وشيخا للمحدثين، وقال ابن خلكان:" هو إمام أهل الحديث في عصره، والمؤلف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها، كان عالما عارفا واسع العلم"، وهكذا أثنى على حفظه جميع الأئمة، حتى طعن في حفظه الصغار والله المستعان، وقد كان يلزم مِنْ طعنهم في هذا الإمام تضعيفُ جميع أحاديث المستدركِ بتلكم العلة الواهية التي ذكروا، وكذلك صنعوا مع مصنف عبد الرزاق بدعوى تفرد الدبري به، وهذا والله عين الطعن في مصنفات أهل الإسلام، ومن ثم إبطالها بهذه الدعاوي العرية التي سنبين بعون الله زيفها، فأما ما نقله المذكور عن الزيلعي وابن دحية فهو عين البتر والتخليط، فإن القوم إنما تكلموا في تصحيح الحاكم وتساهله، لا في حفظه وإتقانه، وبنقل كلام الزيلعي كاملا يتبين البتر والخلط، قال الزيلعي:" ... وهذه العلة راحت على كثير ممن استدرك على الصحيحين فتتساهلوا في استدراكهم ومن أكثرهم تساهلا الحاكم أبو عبد الله في كتابه المستدرك فإنه يقول: هذا حديث على شرط الشيخين أو أحدهما وفيه هذه العلة إذ لا يلزم من كون الراوي محتجا به في الصحيح أنه إذا وجد في أي حديث كان ذلك الحديث على شرطه لما بيناه، بل الحاكم كثيرا ما يجيء إلى حديث لم يخرج لغالب رواته في الصحيح كحديث روي عن عكرمة عن ابن عباس فيقول فيه: هذا حديث على شرط البخاري، يعني لكون البخاري أخرج لعكرمة، وهذا أيضا تساهل وكثيرا ما يخرج حديثا بعض رجاله للبخاري وبعضهم لمسلم فيقول: هذا على شرط الشيخين وهذا أيضا تساهل وربما جاء إلى حديث فيه رجل قد أخرج له صاحبا الصحيح عن شيخ معين لضبطه حديثه وخصوصيته به ولم يخرجا حديثه عن غيره لضعفه فيه أو لعدم ضبطه حديثه أو لكونه غير مشهور بالرواية عنه أو لغير ذلك فيخرجه هو عن غير ذلك الشيخ ثم يقول: هذا على شرط الشيخين أو البخاري، أو مسلم وهذا أيضا تساهل لأن صاحبي الصحيح لم يحتجا به إلا في شيخ معين لا في غيره، فلا يكون على شرطهما وهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أخرج البخاري ومسلم حديث خالد بن مخلد القطواني عن سليمان بن بلال وغيره ولم يخرجا حديثه عن عبد الله بن المثنى فإن خالدا غير معروف بالرواية عن ابن المثنى، فإذا قال قائل في حديث يرويه خالد بن مخلد عن ابن المثنى: هذا على شرط البخاري ومسلم كان متساهلا"، قال: وكثيرا ما يجيء إلى حديث فيه رجل ضعيف أو متهم بالكذب وغالب رجاله رجال الصحيح فيقول: هذا على شرط الشيخين أو البخاري أو مسلم وهذا أيضا تساهل فاحش ومن تأمل كتابه المستدرك تبين له ما ذكرناه، قال ابن دحية في كتابه العلم المشهور: ويجب على أهل الحديث أن يتحفظوا من قول الحاكم أبي عبد الله فإنه كثير الغلط ظاهر السقط وقد غفل عن ذلك كثير ممن جاء بعده وقلده في ذلك"، وهذا والله كلام بيّن ظاهر محله، وفرق كبير بين الطعن في حفظ الرجل، وبين الكلام على تساهله في التصحيح، كما هو الفرق بين السماء والأرض بل أبين من ذلك، وهذا أمر ظاهر جدا، فقد تكلم في تصحيح الحاكم كثير من الأئمة كما هو معروف في جميع كتب المصطلح، وسبب تساهله كما ذكر ابن حجر وغيره أنه سود كتاب المستدرك في آخر عمره، ثم راجع الشطر الأول منه، ولم يتسن له مراجعة باقيه لأن المنية عجلته، ثم ذكر الحافظ أن الشطر الأول من الكتاب لم يحدث له فيه ذلك التساهل لكونه نقح كتابه وهذبه، أما عن حفظ الحاكم فهو إمام حافظ كبير مجتمع عليه لا يحل لأحد أيا كان أن يطعن في حفظه ويخالف سبيل المؤمنين والله المستعان، فإذ قد اختلف في حديث خالد، فإنه لم يُختلف في حديث أيوب وهو الأحفظ كما في:
الطريق الثانية: وهي رواية أيوب السختياني عن أبي قلابة بزيادة أن الله محسن: فقد حدّث بها عنه كل من معمر وحماد بن زيد:
أما رواية معمر عن أيوب فخرجها عبد الرزاق في مصنفه (4/ 492) عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتين قال:" إن الله محسن يحب الإحسان إلى كل شئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، ومن طريقه خرجه الطبراني عن الدبري عن عبد الرزاق به، وهو حديث صحيح متصل وأبو قلابة ثقة يرسل عمن لم يدركهم، وبعضهم كالذهبي يُسمي هذا تدليسا فإنه قال عنه:" ثقة في نفسه إلا أنه مدلس عمن لم يلحقهم"، والصواب أن هذا إرسالا خفيا، وأن أبا قلابة لم يكن مُدلِسا، بل مُرْسِلا عمن لم يدركهم، فقال عنه أبو حاتم وهو الأعلم به:"ولا يعرف له تدليس"، وقد أدرك وسمع كثيرا من أبي الأشعث فاتصل الحديث وصح، إلا أن المذكور قد أعلّ الحديث بعلل خلاصتها:
أن الحافظ عبد الرزاق كان قد عمي واختلط، والدبري ممن أخذ عنه بعد الإختلاط وقد تفرد بالزيادة، وأن عبد الرزاق يخطئ في حديث معمر كما نقل عن الدارقطني، وكل ما ذكر باطلٌ ليس بشيء لأمور:
أحدها: دعواه تفرّد الدبري عن عبد الرزاق بالحديث وأنه أخذ عنه بعد الإختلاط والجواب أن الدبري وإن كان صغيرا آنذاك، فلا يضر تحمله أصلا، لأنه على أقل الأحوال أن يكون الدبري قد أخذ كتاب المصنف عن عبد الرزاق إجازة كما ذكر الحفاظ، ومن المعلوم أن الإجازة أحد طرق التحمل الصحيحة باتفاق أهل الحديث، بل قدمها بعضهم على السماع لأن السمع عندهم قد يخون، أما الإجازة فهي أن يدفع الشيخ للتلميذ كتابه ويقول له: إروه عني، كما هو الشأن في المصنف.
والثاني: إطلاقه القول بأن الدبري يهم في حديث عبد الرزاق، فليس بصحيح لأن الدبري يهم على عبد الرزاق خارج المصنف، أما في نفس المصنف فالعبرة بما في الكتاب، ولم يقع له الوهم فيه إلا من جانب التصحيف، قال ابن خير الإشبيلي في الفهرسة: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري وكان يستصغر في عبد الرزاق، وكان العقيلي يصحح روايته عن عبد الرزاق وأدخله في كتاب صحيح الحديث الذي ألف، قال: وقرأت بخط الحكم أمير المؤمنين: نا أحمد بن مطرف بن عبد الرحمن المشاط نا أبو عثمان سعيد بن عثمان الأعناقي قال: رحل ابن السكري محمد بن عبد الله إلى صنعاء اليمن فامتحن أصحاب عبد الرزاق من بقي منهم، فألفى أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري أفضلهم، فسأله عن مصنف عبد الرزاق كيف رواه؟ فقال: كان أبي إبراهيم بن عباد القارئ للديوان على عبد الرزاق وحضرت السماع حتى انقضى، وكان إذا مضى حديث يستحسن
(يُتْبَعُ)
(/)
أصحاب الحديث إسناده قالوا له: يا أبا بكر، حدثنا، فكان يقرؤه لنا، وكان أبي يعلم على ذلك الحديث، فقال له السكري: أقرأه يا أبا يعقوب، فقرأه عليهم، فلم يرد عليه السكري شيئا من تصحيف ولا غيره إنما أسمع حتى فرغ بقراءته، فقال له السكري يا أبا يعقوب: لا تقرئ هذا المصنف لأحد إلا كما قرأته لنا، ولا تقبل تلقين أحد، فما كان مقيدا فاقرأه كما كان، وما لم يكن مقيدا فاقرأه كما بقي، وقال السكري: إذا استفتحت الكتاب فقل: قرأنا على عبد الرزاق وإذا جاء الحديث الذي حدثكم به وقرأه فقل: نا عبد الرزاق". ثم إن الدبري إنما حدثت له الأوهام في المصنف من قبيل التصحيف فقط، أما أصل الكتاب فموجود ومن غير روايته، وقد جمع تصحيفات الدبري ابن مفرج القرطبي في رسالة أسماها: إصلاح الحروف التي كان إسحاق بن إبراهيم الدبري يصحفها في مصنف عبد الرزاق"،
والأمر الثالث: زعمه أنّ الدبري قد تفرد برواية كتاب المصنف عن عبد الرزاق فليس كذلك البتة، فقد روى المصنف عنه أيضا محمد بن علي النجار الصنعاني، ومحمد بن عبد الله السكري ومحمد بن يوسف الحذاقي كما ذكر ابن خير الأشبيلي في فهرسته، وقد وقعت هذه الروايات لحافظنا ابن عبد البر، فإنه يروي عنهم من طرقهم في التمهيد وغيره، وكذلك وقعت له رواية الدبري، فإنه لما ذكرها في التمهيد (8/ 15) قال:" وبهذا الإسناد عندنا مصنف عبدالرزاق ولنا والحمد لله فيه إسنادان غير هذا مذكوران في موضعهما، قال: فقد بان بما ذكرنا من رواية الثقات عن ابن شهاب لهذا الحديث ... "، وكذلك وقعت رواية الدبري للحافظ ابن حزم من رواية ابن الأعرابي عن الدبري به، ويحتج بها، ولم يتكلم عليها البتة، ومثله العقيلي وغيره، وهو كتاب مشهور بين المسلمين تلقوه بالقبول والله المستعان.
والأمر الرابع: نعم تكلم الناس في روايات عبد الرزاق بعد الإختلاط، لكن مما ليس موجودا في الكتاب، فكانوا حينئذ يقدمون ما في الكتاب على ما في الحفظ, فقال الإمام أحمد في رواية إسحاق بن هانئ:" عبد الرزاق لا يعبأ بحديث من سمع منه وقد ذهب بصره، كان يلقن أحاديث باطلة، وقد حدث عن الزهري أحاديث كتبناها من أصل كتابه وهو ينظر، جاؤوا بخلافها"، فانظر رحمك الله كيف قدم ما في أصل الكتاب، وأعل ما خالفه، وذكر الأثرم أيضاً أن أحمد وذكر له حديث:"النار جبار"، فقال: هذا باطل، ليس من هذا شئ، ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني أحمد بن شبويه، قال:» هؤلاء سمعوا بعدما عمي، كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتابه، وقد أسندوا عنه أحاديث في كتبه كان يلقنها بعدما عمي"، فتأمل جيدا يا رعاك الله، كيف أعل الحديث بأمرين، أحدهما كون ابن شبوية روى عنه بعد الاختلاط، والثاني: أن الحديث ليس في كتاب عبد الرزاق"، وقال عبد الله وسمعت يحيى بن معين يقول:" ما كتبت عن عبد الرزاق حديثاً قط إلا من كتابه، لا والله ما كتبت عنه حديثاً قط إلا من كتابه"، أما قبل الإختلاط فقد كان الرجل من الحفاظ، قال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق؟ فقال: لا"، وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد ابن حنبل: من أثبت في ابن جريج عبد الرزاق أو محمد بن بكر البرساني؟ قال: عبد الرزاق، وعمي عبد الرزاق وكان يلقن"، وقال البخاري:" ما حدث عنه عبد الرزاق في كتابه فهو أصح"، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عبد الرزاق بن همام من لم يكتب عنه من كتاب ففيه نظر، ومن كتب عنه بآخرة حدث عنه بأحاديث مناكير"، على أن بعض الحفاظ ذكروا أن عبد الرزاق لما تغير لم يحدث إلا من كتابه، فقال السخاوي (3/ 341):" قال الحاكم: قلت للدارقطني: أيدخل في الصحيح حديث عبد الرزاق؟ قال: إي والله، قال: وكأنهم لم يبالوا بتغير عبد الرزاق لكونه إنما حدثه من كتبه لا من حفظه"،
(يُتْبَعُ)
(/)
والأمر الخامس: طعنه في حفظ عبد الرزاق، ويجاب عنه بأنه من الحفاظ الأثبات الجامعين بين ضبط الصدر وضبط الكتاب، وهذا الحديث من كتابه، ولا نعلم عن أحد من المسلمين طعن في ضبط كتاب عبد الرزاق، بل كلهم قد أجمعوا على أنه إذا حدث من كتابه فهو من أكبر الأثبات، وكذلك هو في حفظ الصدر كما بينا، إلا ما حدث له بعد الإختلاط، وبيقين يدري كل ذي عقل سليم أن مصنف عبد الرزاق كتابٌ مكتوبٌ كتبه عبد الرزاق بيده وراجعه وعارضه وصححه وغير ذلك مما يدخل في ضبط الكتاب، ثم أملى كتابه على تلاميذه وأجازه لآخرين، فإذ الأمر كذلك فإن العبرة بما هو موجود في الكتاب من غير النظر إلى راويه بعد أن تحقّقنا بالإجماع أن المصنف من تصنيف عبد الرزاق، الذي رواه عنه جماعة كما ذكرنا، وهذا الحديث منه.
والأمر السادس: أنّ منْ طعن في أي حديث من أحاديث المصنف بهذه الدعوى العرية، فقد فتح على نفسه بابا من الشر عظيما في الطعن في السنة، كما فتحه على نفسه في كتاب المُستدرك، فإن الأمة قد تلقت كتابيهما بالقبول، واعتنت بالمصنف، وجعلوه مصدرا أساسيا في حفظ أقوال وأفعال السلف الطيب من صحابة وتابعين ومن بعدهم من أصحاب القرون المفضلة، وفيه كذلك جملة كبيرة من الأحاديث والتفسير وغير ذلك، فمن طعن في شيء منه بهذه الدعوى العريّة، فليطعن في كل المصنف، لأن ما يقال عن أي حديث فيه، يقال عن الآخر أيضا، ومن ثم إبطال أهم مصدر من مصادر حِفظ مذاهب السلف والذي قال عنه الذهبي:" هو خزانة العلم"، والله المستعان، وإنما أكثرت شيئا في هذا الباب انتصارا للسلف، ولقطع دابر التكلم عن أحاديث المصنف أو المستدرك أو غيرهما بهذه الدعاوي الباطلة، ولتستبين قيمة كتب عبد الرزاق والحاكم التي تلقتها الأمة بالقبول، على أن المعارض لم يكتف بالطعن في الحاكم ومصنف عبد الرزاق حتى بدّع إماما من أئمة المسلمين وهو ابن حزم الظاهري، وليس هذا مجال الذب عنه، فعسى أن أفرد بحثا في الذب عنه.
الأمر السابع: أن فيما نقله المعارض عن الدارقطني قوله:" عبد الرزاق يخطئ عن معمر في أحاديث لم تكن في الكتاب"، لأكبر دليل على عدم انتباهه، وصِحَّةِ ما قلناه لا ما ادعاه، فقد قيد الخطأ بما ليس في الكتاب، وحديث الباب موجود في كتاب المصنف، ثم أن كلام الدارقطني مُعارض بما نقله ابن رجب في شرح العلل عن الإمام أحمد قال: "حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين، كان يتعاهد كتبه وينظر فيها يعني في اليمن"، وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر؟ قال: نعم، وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله (أحمد بن حنبل) يقول: إذا اختلف أصحاب معمر، فالحديث لعبد الرزاق"، وقال ابن معين: كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف"، وكذا قال غيرهما من الحفاظ، والله المستعان.
الأمر الثامن: أما عن شيخه معمر فهو أيضا ثقة إمام، إنما حدث له الوهم في البصرة، وهنا قد حدث باليمن، وشيخه عبد الرزاق اليمني من أوثق الناس فيه كما مر من كلام أحمد وابن معين وغيرهما, أما رواية معمر عن أيوب فهي صحيحة على شرط البخاري ومسلم، فقد خرجا له بهذا الإسناد كثيرا، ولم يتفرد بالحديث فقد تابعه عليه حماد بن زيد متابعة تامة كما في:
الطريق الثالثة: قال إسماعيل بن إسحاق القاضي في جزء أحاديث أيوب (61): ثنا يحيى الحماني ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله محسن فأحسنوا وإذا قتلتم فأحسنوا قتلتكم وإذا ذبحتم فليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، وهذا حديث صحيح كل رجاله ثقات إلا يحيى الحماني فمختلف فيه وهو صدوق على أقل الأحوال، وقد كان أول من صنف مسندا، وأثنى عليه ابن عيينة، فذكر الخطيب عن القعنبي قال: رأيت رجلا طويلا شابا في مجلس ابن عيينة فقال ابن عيينة: من يسأل لأهل الكوفة؟ ثم قال: أين ابن الحماني؟ فقام، فقال: من أنت فانتسب له، فقال: نعم كان أبوك جليسنا عند مسعر، فجعل يسأل"، وقال أحمد حدثنا الرمادي حدثنا إبراهيم بن بشار قال رأيت عند سفيان بن عيينة جماعة من البصريين يتذاكرون الحديث قال فتحرك سفيان للكوفيه فسمعته يقول: أين أصحابنا الكوفيون أين بن آدم أين ابن عبد الحميد الحماني"، وقال أبو حاتم الرازي: سألت يحيى بن معين
(يُتْبَعُ)
(/)
عن الحماني؟ فأجمل القول فيه، وقال عثمان الدارمي سمعت يحيى بن معين يقول ابن الجعابي صدوق مشهور بالكوفة مثل ابن الحماني"، وقال ابن منيع: كنا على باب يحيى بن عبد الحميد الحماني فجاء يحيى بن معين على بغلته فسأله أصحاب الحديث فأبى وقال جئت مسلما على أبي زكريا فدخل ثم خرج فسألوه عنه فقال ثقة ثقة"، وقال الدوري: لم يزل يحيى بن معين يقول: يحيى بن عبد الحميد ثقة حتى مات"، ثم إن إمام الجرح ابن معين قد اطلع على الكلام في يحيى ولم يره جرحا له، وهذا أحد أوجه الترجيح للموثقين، ذلك أن المعدّل إذا اطلع على أسباب الجرح وفندها كان قوله أولى، فقد قال الهمداني: سألت يحيى بن معين عن الحماني؟ فقال: ثقة، فقلت: يقولون فيه، فقال: يحسدونه هو والله الذي لا إله إلا هو ثقة"، وقال الدارمي: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن الحماني صدوق مشهور ما بالكوفة مثله، ما يقال فيه إلا من حسد"، ثم فسر الدارمي بأن الحماني كان شيخا لا يستطيع أن يدافع عن نفسه فيما شتم به ورُمي، فقال الدارمي: كان الحماني شيخا فيه غفلة لم يكن يقدر أن يصون نفسه كما يفعل أصحاب الحديث، وربما يجئ رجل فيشتمه وربما يلطمه"، على أن الحماني كان يدافع عن نفسه، ويتحدى بحفظه كل من تكلم فيه فكان يقول لأصحابه:" لا تسمعوا كلام أهل الكوفة فإنهم يحسدونني لأني أول من جمع المسند وقد تقدمتهم في غير شئ"، وقال أبو عبيد سمعت أبا داود يقول:" كان حافظا"، وقال الرمادي: هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة، وما يتكلمون فيه إلا من الحسد"، وقال محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى الحماني؟ فقال: هو ثقة، هو أكبر من هؤلاء كلهم فاكتب عنه"، وقال ابن عدي: لا بأس به"، وقال الذهبي: كان من أعيان الحفاظ وليس بمتقن"، يعني أنه في درجة الصدوق عنده لذلك لما ذكره الذهبي في تاريخه وصفه بالحافظ، ثم خرج له حديثا من طريقه ثم حسنه، وقال ابن تغري بردي:" هو الحافظ الإمام أبو زكريا الكوفي؛ كان أحد الحفاظ الرحالين، وكان يحفظ عشرة آلاف حديث يسردها سرداً"، وقال عنه الحافظ ابن حجر:"حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث"، وذكره السيوطي في تذكرة الحفاظ، وقال الألباني في الصحيحة:" الحماني هو ثقة حافظ من رجال مسلم إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث كما في التقريب"، ثم إن الحافظ ابن عدي قد استقرأ أحاديث الحماني فلم يجد فيها حديثا منكرا، وذكر أنه إنما تكلم فيه حسدا فقال ابن عدي:" وليحيى الحماني مسند صالح، ويقال أنه أول من صنف المسند، وذكر أن الذي تكلم فيه إنما تكلم من حسد"، ثم قال ابن عدي: ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير فاذكرها وأرجو أنه لا بأس به".
فإذ قد ثبت ضبط الرجل وصدقه بيقين، فلا يقبل الجرح فيه إلا مفسرا، فنظرنا في قول من ضعفه، فوجدنا أن البخاري قال: يتكلمون فيه رماه أحمد وابن نمير"، وما ذكره البخاري عن ابن نمير لم يصح عنه، فقد قال ابن عدي: قال لنا ابن عبدان: قال ابن نمير: الحماني كذاب، قيل لعبدان: سمعته من ابن نمير؟ قال: لم أسمعه منه"، والصحيح عن ابن نمير هو التوثيق له، فقد قال مطين: سألت ابن نمير عن يحيى الحمانى فقال: هو أكبر من هؤلاء كلهم، فاكتب عنه "، وقال الخطيب نا ابن الفضل أنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى الحماني فقال: هو ثقة هو أكبر من هؤلاء كلهم فاكتب عنه", وقال ابن عدي: سمعت ابن سعيد سمعت الحضرمي يقول: سألت ابن نمير عن يحيى الحماني وها هنا علي بن حكيم ومنجاب وأصحابنا متوافرون، قال: هو أكبر من هؤلاء كلهم"، فقدمه على غيره من الثقات.
ثم نظرنا فيما رماه أحمد بن حنبل من تكذيب للحماني، فوجدنا أنه كذّبه لما قيل له إنه روى عنك الحديث الفلاني، فقال: كذب ما حدثته"، وليس فيه تكذيب له أيضا، فإن مثل هذا قد حدث لكثير من الثقات مع مشايخهم، والقول فيها قول المثبت، وهي مسألة من حدث ثم نسي، وقد خرجا في الصحيح أمثال هذه الروايات، على أن الإمام أحمد قد شك بعد ذلك وقال: ما أعلم أني حدثته ولا أدري، لعله على المذاكرة حفظه وأنكر أن يكون حدثه به"، ثم إن الإمام أحمد قد تراجع عن تكذيب الحماني لما راسله، فقال عبد الرحمن سمعت أبي يقول: كتب معي يحيى الحماني إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
أحمد بن حنبل، فقرأ أحمد كتابه، وسألته أن يكتب جوابه، فأبى، وقال: أقرئه السلام". فهذا تراجع عن هجره، ثم أمسك عن تكذيبه، كما قال الخطيب أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي حاتم محمد بن يعقوب الهروي أخبركم محمد بن عبد الرحمن السامي قال: وسئل أحمد بن محمد بن حنبل عن يحيى الحماني فسكت عنه فلم يقل شيئا"، وقال ابن عدي: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول ثنا الحضرمي من كتابه قال: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني قلت تعرفه؟ قال: وكيف لا أعرفه، قلت: هو ثقة، قال: أنتم أعلم بمشايخكم"، ثم وثقه بعد ذلك، فقد قال ابن حجر في اللسان: وثقه أحمد وضعفه الجمهور"، وقد مر توثيقه عن الجمهور.
ثم نظرنا فيما قاله محمد بن عبد الرحيم:" كنا إذا قعدنا إلى الحماني تبين لنا منه بلايا"، فوجدنا أن من بلاياه أقواله في التشيع إن صحت عنه، لا بلايا في حفظه، فقد ذكر أبو الشيخ الأصبهاني سمعت دلويه يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول:" مات معاوية على غير ملة الإسلام"، فقال دلويه: كذب عدو الله"، فإن صح عنه هذا فقد كذب فيه حقا، ولا يلزم منه التكذيب في حديثه، وقد اختلف أهل العلم في قبول رواية المبتدع، والأصح أنها تقبل، خاصة وأن حديث الباب ليس مما يناسب بدعة التشيع، هذا إن صح عنه هذا الكلام، وإلا فالأصل السلامة منه.
ثم نظرنا في قول من اتهمه بسرقة الحديث فوجدنا أن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قال: خلفت عند يحيى الحماني كتبا فيها أحاديث عن سليمان بن بلال وغيره، فرأيته قد خرج ذلك في الزيادات"، وليس في هذا طعن في ثقة الرجل البتة، فإن هذه مسألة معروفة عند أهل الحديث، وهي المناولة الغير مقرونة بإجازة، وهي أن يناول الشيخ التلميذ كتبه، من غير أن يأذن له بروايتها، وقد عدها جماعة من أهل الحديث طعنا في فاعلها، لكن صحح الأكثرون جواز الرواية بها حتى ولو قال فيها أخبرني الشيخ، وقد فعل ذلك كثير من الحفاظ، من غير أن ينقص من عدالتهم شيئا، وليس هذا مجال بحثنا، فليرجع فيه إلى كتب المصطلح لزيادة البسط في ذلك، وإنما ذكرت إشارات من ذلك ليعلم اللبيب سبب الطعن في هذا الحافظ الكبير، ومن ذلك أن اسماعيل بن موسى نسيب السدي قال: جاءني يحيى الحمانى وسألني عن أحاديث عن شريك، فذهب فرواها عن شريك"، وقال: هو كذاب"، وليس في هذا دليل على كذب الرجل، فإنه قد يكون سمعها من شريك، ثم أراد أن يتثبت أكثر من حديثه ليحفظها جيدا، فحصل له ذلك، حتى قدمه أبوحاتم وغيره على غيره من الثقات في شريك، فقال علي بن حكيم وذكر يحيى الحماني، قال: " ما رأيت أحدا أحفظ لحديث شريك منه"، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: لم أر أحدا من المحدثين ممن يحفط يأتي بالحديث على لفظ واحد سوى يحيى الحماني في شريك"، ثم قال: سئل أبي عنه فقال: لين". ووجه الجمع بين قوليه أن الحماني في درجة الصدوق عند أبي حاتم، وهو من المتشددين في التعديل، وخلاصة القول في الحماني أنه ثقة حافظ أو صدوق، ليس له البتة حديث منكر يُلمز به كما قال ابن عدي:" لم أر في أحاديثه مناكير وأرجو أنه لا بأس به"، فصح هذا الحديث، وقد توبع عليه الحماني متابعة تامة كما في:
الطريق الرابعة: قال أبوعوانة في مستخرجه الصحيح على مسلم: حدثنا يوسف القاضي ثنا سليمان ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن شداد عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله"، وإن كان أبو عوانة قد عطف هذه الرواية على رواية خالد الحذاء، ثم قال بمثله، فلا يلزم منه أن يكون بمثل نفس الألفاظ تماما كما هو معروف عند المحدثين، بل يكفي التماثل في أصل الحديث ومعناه، واللفظ المنطوق الصريح يقدم على الإحالة يقينا، على أن الإحالة جنس من أجناس العلل الخفية كما ذكر الحفاظ، وكم من الأحاديث التي رُويت بالإحالة تبين بجمع الطرق والألفاظ أنها قد تتغاير أحيانا قليلة، وهذا أمر معلوم عند العلماء، تراهم ينتقدون بعض الأحاديث المحالة بتبيينهم أنها ليست بنفس الألفاظ، والتمثيل لهذا الأمر يطول وإنما نكتفي بالإشارة إليه ليلا يقلب زاعمٌ الأمر، فيقدم الإحالة على اللفظ المنطوق، والله المستعان، وقد جاء الحديث منطوقا في متابعة الإمام ابن مغلس لأبي عوانة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال الحافظ عبد الحق الإشبيلي في الأحكام (1/ 222):" اسْمه محسان سُبْحَانَهُ"، ثم قال:" روى أَبُو مُحَمَّد بن حزم قَال: كتب إِلَيّ أَبُو المرجى الْحسين بن زروان الْمصْرِي ثنَا أَبُو الْحسن الرَّحبِي ثَنَا أَبُو مُسلم الْكَاتِب ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن عبد الله ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُغلس ثَنَا يُوسُف بن يَعْقُوب ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب الواشحي ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ عن أبي قلَابَة عَن شَدَّاد بن أَوْس قَال: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:"إِن الله محسان، فَأحْسنُوا ... " وَذكر بَاقِي الحَدِيث"، وقد احتج به عبد الحق الإشبيلي، ولم يتعقبه ابن القطان الفاسي، فهو منهما تصحيح للحديث، وكذلك صححه ابن حزم فقال في المحلى:" فإنما تؤخذ (الأسماء) من نص القرآن، ومما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بلغ إحصاؤنا منها إلى ما نذكر، وهى: ... وذكر منها المحسان"، وإن لم يوجد الحديث في المحلى، فربما قد ذكره في المجلى المفقود، والمحلى مختصر منه، وعلى كل فقد صحح ابن حزم حديث التسمية بالمحسان، وهو الذي ذكر أنه لا يجوز تسمية الله إلا بما سمى به نفسه في كتابه، أو بما سماه به نبيه فيما صح عنه، وهذا من ابن حزم توثيق ضمني لشيخه ولرجال الإسناد المذكورين، وقد خرج أيضا في المحلى شيئا من هذه النسخة وصححها واحتج بها في غير ما موضع، فمن ذلك قوله (10/ 12) كتب به إلي أبو المرجى على بن عبد الله بن زرواز نا أبو الحسن محمد بن حمزة الرحبى نا أبو مسلم الكاتب نا أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن المغلس قال نا عبد الله بن احمد بن حنبل فذكر حديث الرضعات العشر المحرمة من طريق ابن إسحاق ثم قال: وهذا إسناد صحيح ... "، وانظر أيضا (11/ 304) وغير ذلك، وأبو المرجى هو على بن عبد الله بن زرواز أو ذروان ويسمى أيضا الحسين بن عبد الله، وقد صحح له تلميذه ابن حزم واحتج به كما مضى وهو أعرف الناس به، وكذلك احتج بالرحبي وهو أبو الحسن محمد بن حمزة الرحبى، وكذا احتج بأبي مسلم الكاتب صاحب كتاب الأمالي، واسمه محمد بن أحمد بن علي بن حسين البغدادي نزيل مصر، قال عنه ابن الجزري:" معمر مسند عالي السند"، وقال الحافظ أبو عمرو الداني:" كتبنا عنه كثيرا"، وقال الذهبي في السير:" الشيخ العالم المقرئ المسند الرحلة"، قال:" وتفرد في الدنيا، وكان خاتمة من حدث عن البغوي، وابن أبي داود على لين فيه"، وقد ذكر ابن القطان وغيره أن اللين فيه إنما في بعض سماعاته من البغوي خاصة، وقال الخطيب: قال لي الصوري: بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جياد، قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي؟ فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي"، فقدمه على ابن الجندي، وجعله ابن الجوزي من الأكابر، وأما أبوالحسن عبد الله بن أحمد بن المغلس الظاهري، فقال عنه الذهبي: هو العلامة أبو الحسن عبد الله بن أحمد ابن محمد بن المغلِّس البغدادي الفقيه، أحد علماء الظّاهر، له مصنفات كثيرة، وخرّج له عدّة أصحاب، تفقه على محمد بن داود الظاهري"، وقال أيضا:"وكان ثقة إماماً واسع العلم كبير المحل"، وقال الخطيب وابن الجوزي: كان ثقة فاضلا فهما"، وأما يوسُف بن يَعْقُوب فهو القاضي، قال عنه الذهبي:" الإمام الحافظ الفقيه الكبير الثقة القاضي"، وسُلَيْمَان بن حَرْب ثقة مشهور، فصح الحديث وله شاهد صحيح آخر من حديث أنس كما في:
الحديث الثاني [وهو الطريق الخامسة لأحاديث الباب]: وهو حديث أنس رضي الله عنه: قال الطبراني في الأوسط 6/ 40 حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي نا عثمان بن طالوت نا محمد بن بلال نا عمران القطان عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا، فإن الله عز وجل محسن يحب الإحسان»، قال: لم يرو هذين الحديثين عن قتادة إلا عمران القطان، تفرد بهما محمد بن بلال"، وكذلك خرجه ابن أبي عاصم في الديات ص: 49 ثنا ابن طالوت به، وقد توبع ابن طالوت هذا:
(يُتْبَعُ)
(/)
فخرج الحديثَ ابنُ عدي عن ابن مكرم ثنا علي ثنا محمد ثنا عمران القطان به، ورواه أبو نعيم نا أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن الفضل الجوهري ثنا أبي ثنا أبي ثنا سليمان بن داود المنقري ثنا محمد بن بلال به، وهذا خبر صحيح من حديث محمد بن بلال، وكل رجاله ثقات، فقد قال الهيثمي (5/ 197): "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات"، وقال الألباني في الصحيحة (1/ 761) 464:"وهذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير محمد بن بلال وهو البصري الكندي، وقال ابن عدي:" أرجو أنه لا بأس به، وقال الحافظ:" صدوق يغرب"، وكذلك حسنه الذهبي في الميزان فإنه قال من ترجمة محمد بن بلال:" وساق له ابن عدى أحاديث حسنة"، وحديث الباب قد ساقه ابن عدي، ومحمد بن بلال من أهل الصدق وكان من أروى الناس عن عمران القطان وأوثقهم فيه، فقد قال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: ما سمعت إلا خيرا"، ووثقه ابن حبان والهيثمي، وقال أبو أحمد بن عدي:" يغرب عن عمران، وروى عن غير عمران أحاديث غرائب وليس حديثه بالكثير وأرجو أنه لا بأس به"، وكذا قال ابن حجر:" صدوق يغرب"، يعنيان أنه يتفرد عن عمران بأحاديث، وليس التفرد بطعن في الراوي البتة، لأنه كان من ألزم الناس لعمران، ولأنه صدوق عندهما، فقد قال أحمد بن سنان: سمعت محمد بن بلال راوية عمران القطان"، وقال الذهبي:"وهو معروف عن عمران القطان"، وقال أيضا: صدوق، غلط في حديث كما يغلط الناس"، وحسن أحاديثه فقال:"وساق له ابن عدى أحاديث حسنة"، بينما ذكره العقيلي في الضعفاء وقال يهم في حديثه كثيرا"، والعقيلي من المتشددين، والعبرة بقول الجمهور، وأما عمران القطان فقد وثقه أحمد وعفان وابن حبان والهيثمي وابن شاهين وقال:"أبو العوام عمران القطان من أخص الناس بقتادة"، وأحسن الثناء عليه يحيى القطان، وأما ما ذكره الفلاس قال:" كان عبد الرحمن يحدث عن عمران القطان وكان يحيى لا يحدث عنه"، وكذا ما ذكره الدوري عن يحيى بن معين قال:" عمران القطان ليس بشيء لم يرو عنه يحيى بن سعيد"، فإن يحيى القطان لم يحدث عنه لكونه خارجيا، ومع ذلك فقد أثنى عليه، وقال ابن عدي: وهو ممن يكتب حديثه"، وقال المنذري: صدوق، وقال ابن حجر في التقريب: "صدوق يهم، بينما قال في مقدمة الفتح: صدوق"، وصحح له الترمذي فقال عن حديث رواه من طريق عمران القطان عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع" قيل يا رسول الله أو يطيق ذلك؟ قال يعطى قوة مائة"، قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس، إلا من حديث عمران القطان"، وصحح له في غير ما موضع، وكذلك احتج به ابن خزيمة في صحيحه وقد ذكر أنه لا يروي إلا عن الثقات، وصحح له الحاكم وقال عن حديث له: هذا حديث صحيح الإسناد غير أن الشيخين لم يخرجا عمران القطان وليس لهما حجة في تركه فإنه مستقيم الحديث"، وقال أيضا: أما مسلم فإنه لم يخرج في كتابه عن عمران القطان، إلا أنه صدوق في روايته وقد احتج به البخاري في الجامع الصحيح"، وقال الألباني في الإرواء (2/ 311):" وفي عمران القطان كلام يسير لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن"، بينما ضعفه ابن معين والنسائي وأبوداود بسبب خارجيته، ولنفس الشيء تركه يحيى القطان مع حسن الثناء عليه، فقد قال عمرو بن علي:" كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه وكان يحيى لا يحدث عنه وقد ذكره يحيى يوما فأحسن الثناء عليه"، فثبت بكلام أكثر الأئمة صدق الرجل، وليس الجرح بالبدعة قادح في الضبط، فصح الحديث خاصة مع شاهده السابق من حديث شداد.
وهكذا روى الحديث عمران القطان عن قتادة عن أنس، وخالفه سعيد بن بشير وفيه لين فجعله من حديث قتادة عن أبي قلابة به، ووهم فيه وهما شديدا فيه: فقال الطبراني حدثنا عبد الله بن الحسين المصيصي ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ذبحتم فأحسنوا .. "، وإنما هذا محفوظ من حديث أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد كما رواه الحفاظ، فاختلط حديث شداد مع حديث أنس على هذا الراوي فأدخل إسناد حديث في حديث آخر، والله وحده الموفق للصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث الثالث وهو الطريق السادسة: حديث سمرة رضي الله عنه: قال ابن عدي (6/ 2419) ثنا محمد بن أحمد بن الحسين الأهوزاي ثنا جعفر بن محمد بن حبيب ثنا عبد الله بن رشيد ثنا مجاعة بن الزبير أبو عبيدة عن الحسن عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله عز وجل محسن فأحسنوا فإذا قتل أحدكم فليكرم قاتله وإذا ذبح فليحد شفرته وليرح ذبيحته"، وقد أُعلّ بجهالة ابن رشيد وشيخه وليس بجيد، لأنَّ آفته شيخ ابن عدي فقط فإنه قال عنه: ضعيف بين الضعف، وكذبه عبدان، أما جعفر بن محمد ثقة، وعبد الله بن رشيد قد ذكره ابن حبان في الثقات وقال:" مستقيم الحديث"، وقد ذكر المعلمي أن ابن حبان إذا صرح بتوثيق الرجل فيقبل منه لمعرفته به، وكذلك قال عنه السمعاني في الأنساب: 2/ 94 من باب جنديسابور قال:" كان بها جماعة من العلماء والمحدثين .. ثم ذكر ابن رشيد وقال: مستقيم الحديث"، وكذلك وثقه أبو عوانة، فقال في صحيحه من باب بيان عقاب الوالي الذي يلي أمر الناس حدثني جعفر بن محمد الجوزي ثنا عبد الله بن رشيد وكان ثقة، ثنا أبو عبيدة مجاعة بن الزبير العتكي عن الحسن ... فذكر حديثا، ثم قال أبو عوانة: ذكر شعبةُ مجاعةَ فقال: الصوام القوام، وقال ابن خراش: روايته عن الصغار ليس مما يعتبر به، أي أنه نزل عن الحسن إلى من هو دونه"، والحسن من الكبار فيعتبر بمجاعة عنه، ومجاعة قال عنه أحمد: لا بأس به، ووثقه ابن حبان وقال: روى عنه عبد الله بن رشيد وأهل بلده مستقيم الحديث عن الثقات"، وكذلك وثقه السمعاني في الموضع السابق، وقال الذهبي في السير: أَحَدُ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ ... وَذَكَرَهُ شُعْبَةُ مَرَّةً، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: الصَّوَّام القَوَّام"، واحتج به أبو عوانة في صحيحه، وقال ابن عدي: فأما بن رشيد وحاضر بن مطهر فعندهما عن مجاعة نسخة طويلة وعامة ما يرويانه وغيرهما من حديث مجاعة يحمل بعضها بعضا وهو ممن يحتمل ويكتب حديثه"، وقال الهيثمى (5/ 138): لا بأس به فى نفسه .. "، وقال الهيثمي أيضا (2/ 305): وثقه أحمد وضعفه الدارقطني"، ولم يضعفه غير الدارقطني فهو في مرتبة الصدوق، لذلك قال الألباني في الصحيحة1/ 612 هو حسن الحديث"، فعلة الحديث شيخ ابن عدي، والله الموفق للصواب.
وكتبه أبوعيسى الزياني الجزائري
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 12:16]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم الزياني ...
لي طلب منك آمل أن تكتب الموضوع على ملف وورد وتفصل السطر عن الذي يليه حتى يتسنى لنا أن نقرأه
لأني هربت مباشرة فور رؤيتي للأسطر ملتصقة ببعضها ...
جزاك الله خيرا.(/)
عقيدة الإمام مالك بن أنس رحمه الله
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 08:18]ـ
عقيدة الإمام مالك بن أنس رحمه الله
من كتاب: اعتقاد الأئمة الأربعة للدكتور محمد الخميس
أ – قوله رحمه الله في التوحيد
(1) اخرج الهروي عن الشافعي قال: سئل مالك عن الكلام والتوحيد , فقال مالك (محال أن يظن النبي صلى الله عليه وسلم , انه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد , والتوحيد ما قاله النبي صله الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله) ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)) فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد) ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2))
(2) وأخرج الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال (سألت مالكاً والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا أمروها فجاءت) ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3))
(3) وقال ابن عبدالبر (سئُل أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم يقول الله عزوجل (وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة) ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)) . وقال لقوم آخرين (كلاّ إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون) ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)) )([6] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6))
وأورد القاضي عياض في ترتيب المدارك ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)) عن ابن نافع ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)) وأشهب ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)) قالا: وأحدهم يزيد على الآخر يا أبا عبدالله (وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة) ينظرون إلى الله؟ قال: نعم يأعينهم هاتين , فقلت له: فإن قوماً يقولون لا ينظر إلى الله , إن ناظرة بمعنى منتظرة إلى الثواب قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام (رب أرني أنظر إليك) ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)) أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال (لن تراني) ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)) أي في الدنيا لأنها دار فناء , ولا ينظر ما يبقى بما يفنى , فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى وقال الله (كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون) ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12))
(4) وأخرج أبونعيم عن جعفر بن عبدالله قال (كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبدالله , الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟
فما وجد ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)) مال من شيء ما وجد من مسألته , فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في يده حتى علاه الرحضاء – يعني العرق – ثم رأسه ورمى العود وقال (الكيف منه غير معقول , والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج) ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14))
(5) وأخرج أبونعيم عن يحيي بن الربيع قال (كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال يا أبا عبدالله , ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)) فاقتلوه , فقال: يا أبا عبدالله إنما أحكي كلاماً سمعته , فقال: لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك , وعظم هذا القول) ([16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16))
(6) وأخرج ابن عبدالبر عن عبدالله بن نافع قال (كان مالك بن أنس يقول من قال القرآن مخلوق يوجع ضرباً ويحبس حتى يتوب) ([17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17))
(7) وأخرج أبو داوود عن عبدالله بن نافع قال (قال مالك: الله في السماء وعلمه في كل مكان) ([18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18))
ب – قوله رحمه الله في القدر:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) أخرج أبونعيم عن ابن وهب ([19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)) قال (سمعت مالكاً يقول لرجل: سألتني أمس عن القدر؟ قال: نعم , قال: إن الله تعالى يقول (ولو شئنا لآتينا كل نفسٍ هُداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين) ([20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)) فلا بد أن يكون ما قال الله تعالى) ([21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21))
(2) وقال القاضي عياض (سئُل الإمام مالك عن القدرية: مَن هم؟ قال: ما خلق المعاصي , وسئُل كذلك عن القدرية؟ قال: هم الذين يقولون إن الاستطاعة إليهم إن شاءوا أطاعوا وإن شاءوا عصوا) ([22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22))
(3) واخرج ابن أبي عاصم عن سعيد بن عبدالجبار قال (سمعت مالك بن أنس يقول: رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا – يعني القدرية -) ([23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23))
(4) وقال ابن عبدالبر (قال مالك: ما رأيت أحداً من أهل القدر إلا أهل سخافة وطيش وخفة) ([24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24))
(5) وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري , قال (سمعت مالك بن أنس يسأل عن تزويج القدري؟ فقرأ (ولعبد مؤمن خيرٌ من مُشرك) ([25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25)) ... )([26] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26))
(6) وقال القاضي عياض (قال مالك: لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو ([27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27)) ولا الخارجي ولا الرافضي) ([28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28))
(7) وقال القاضي عياض (سُئل مالك عن أهل القدر أنكف عن كلامهم؟ قال: نعم إذا كان بما هو عليه , وفي رواية أخرى قال: لا يصلي خلفهم ولا يقبل عنهم الحديث وإن وافيتموهم في ثغر فأخرجوهم منه) ([29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29))
ج – قوله رحمه الله في الإيمان:
(1) أخرج ابن عبدالبر عن عبدالرزاق بن همام قال (سمعت ابن جريج ([30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30)) وسفيان والثوري ومعمر بن راشد وسفيان بن عيينه ومالك بن أنس يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص) ([31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31))
(2) وأخرج أبونعيم عن عبدالله بن نافع قال (كان مالك بن أنس يقول: الإيمان قول وعمل) ([32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32))
(3) وأخرج ابن عبدالبر عن أشهب بن عبدالعزيز قال (قال مالك: فقام الناس يصلون نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً , ثم أُمروا بالبيت الحرام فقال الله تعالى (وما كانَ الله لِيُضيع إيمانكم) ([33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33)) أي صلاتكم إلى بيت المقدس , قال مالك: وإني لأذكر بهذه قول المرجئة: إن الصلاة ليست من الإيمان) ([34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn34))
د – قوله رحمه الله في الصحابة:
(1) أخرج أبونعيم عن عبدالله العنبري ([35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn35)) قال (قال مالك بن أنس: من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له حق في فيء المسلمين , ثم تلا قوله تعالى (والذينَ جاءوُا من بعدِهِم يَقولون رَبَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قُلوبنا غِلاً) ([36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn36)) . فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له في الفيء حق) ([37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn37))
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير ([38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn38)) قال (كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتَنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقرأ مالك هذه الآية (مُحمدٌ رسوُل الله والذين معهُ أشداء – حتى بلغ – يُعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار) ([39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn39)) . فقال مالك (من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية) ([40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn40))
(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبدالعزيز قال (كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه: يا أبا عبدالله فأشرف له مالك , ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه , فقال له الطالبي: إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله , إذا قدمت عليه فسألني , قلت له: مالك قال لي.
فقال له: قُل.
فقال: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
قال: أبوبكر , قال العلوي: ثم مَن؟ قال مالك: ثم عمر. قال العلوي: ثم مَن؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً , عثمان. قال العلوي: والله لا أجالسك أبداً. قال له مالك: فالخيار لك) ([41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn41))
هـ - نهيه رحمه الله عن الكلام والخصومات في الدين:
(1) أخرج ابن عبدالبر عن مصعب بن عبدالله الزبيري ([42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn42)) قال (كان مالك بن أنس يقول: الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه , نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك , ولا يحب الكلام إلا فيما تحته عمل , فأما الكلام في دين الله وفي الله عزوجل فالسكوت أَحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل) ([43] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn43))
(2) وأخرج أبو نعيم عن عبدالله بن نافع قال (سمعت مالكاً يقول: لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع – وذكر كلاماً – دخل الجنة) ([44] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn44))
(3) وأخرج الهروي عن إسحاق بن عيسى ([45] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn45)) قال (قال مالك: من طلب الدين بالكلام تزندق ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ومن طلب غريب الحديث كذب) ([46] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn46))
(4) وأخرج الخطيب أن إسحاق بن عيسى قال (سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين ويقول: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم) ([47] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn47))
(5) وأخرج الهروي عن عبدالرحمن بن مهدي قال (دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد و لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام , ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تلكموا في الأحكام والشرائع) ([48] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn48))
(6) وأخرج الهروي عن أشهب بن عبدالعزيز قال (سمعت مالكاً يقول: إيّاكم والبدع , قيل يا أبا عبدالله , وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعِلْمه وقدرته ولا يسكتون عمّا سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان) ([49] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn49))
(7) وأخرج أبو نعيم عن الشافعي قال (كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بيّنة من ربي وديني وأما أنت فشاكٌ فاذهب إلى شاكِّ فخاصمه) ([50] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn50))
(يُتْبَعُ)
(/)
(8) روى ابن عبدالبر عن محمد بن أحمد بن خويز منداد الخلاف: قال مالك لا تجوز الإجارات من كتابه الأهواء والبدع والتنجيم وذكر كتباً ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم وتفسخ إجازة في ذلك) ([51] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn51))
فهذه لمحات من موقف الإمام مالك وأقواله في التوحيد والصحابة والإيمان وعِلم الكلام وغيره.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) ) أخرجه البخاري كتاب الزكاة باب وجوب الزكاة (3/ 263) ح (1399) , ومسلم كتاب الإيمان باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله محمد رسول الله (1/ 51) ح (324) , والنسائي كتاب الزكاة باب مانع الزكاة (5/ 14) ح (2443) , جميعهم من طريق عبيدا لله بن عبيد اللجن عتبة بن مسعود عن أبى هريرة أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب على ما يقاتل المشركون (3/ 101) ح (2640) من طريق أبى صالح عن أبي هريرة
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) ) ذم الكلام (ق-210)
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) ) أخرج هذا الأثر الدارقطني في الصفات ص75 , والآجري في الشريعة ص314 والبيهقي في الاعتقاد ص118 , وابن عبدالبر في التمهيد 7/ 149
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) ) سورة القيامة 22
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) ) سورة المطففين 15
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) ) الانتقاء ص36
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) ) 2/42
[8] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) ) الذي يروي عن الإمام مالك باسم ابن نافع رجلان , أما الأول فهو عبدالله بن نافع بن ثابت الزبيري أبوبكر المدني قال عنه ابن حجر (صدوق مات سنة 216هـ) وأما الثاني فهو عبدالله بن نافع بن أبي نافع المخزومي مولاهم أبو محمد المدني قال عنه ابن حجر (ثقة صحيح الكتاب في حفظه لينّ مات سنة 206هـ وقيل بعدها)
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) ) هو أشهب بن عبدالعزيز بن داوود القيسي أبو عمر المصري قال عنه ابن حجر (ثقة فقيه مات سنة 204هـ) تقريب التهذيب 1/ 80 , وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 35
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) ) سورة الأعراف 143
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) ) سورة الأعراف 143
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) ) سورة المطففين 15
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) ) جاء في لسان العرب 3/ 446 (وجد عليه في الغضب يجد ويجدّ وجداً مَوْجِدَة ووجداناً وفي حديث الإيمان أني سائلك فلا تجد عليّ , أي لا تغضب من سؤالي)
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) ) الحلية 6/ 325 , 326 - وأخرجه أيضاً الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ص17 - 18 , من طريق جعفر بن عبدالله عن مالك وابن عبدالبر في التمهيد 7/ 151 من طريق عبدالله بن نافع عن مالك والبيهقي في الأسماء والصفات ص408 من طريق عبدالله بن وهب عن مالك قال الحافظ بن حجر في الفتح 13/ 406 – 407 إسناده جيد وصححه الذهبي في العلو ص103.
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) ) الزنديق: كلمة معربة عن الفارسية استعملها المسلمون أولا في الدلالة على القائلين بالأصلين النور والظلمة على مذهب المانوية وغيرهم ثم اتسع معناها عندهم فشمل الدهريين والملحدين وسائر أصحاب المعتقدات الضالة بل أطلق على المتشككين وكل متحرر عن أحكام الدين فكراً وعملا. انظر الموسوعة المُيسرة1/ 929 , وتاريخ الإلحاد لعبدالرحمن بدوي ص14 - 32
(يُتْبَعُ)
(/)
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) ) الحلية 6/ 325 واخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 249 , من طريق أبي محمد يحيى بن خلف عن مالك , وأورده القاضي عياض في ترتيب المدارك 2/ 44
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) ) الانتقاء ص35
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) ) رواه أبو داوود في مسائل الإمام أحمد ص263 , وأخرجه عبدالله بن أحمد في السنة ص11 الطبعة القديمة , وابن عبدالبر في التمهيد 7/ 138
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19) ) هو عبدالله بن وهب القرشي مولاهم المصري قال عنه ابن حجر (الفقيه ثقة حافظ عابد مات سنة197 هـ) تقريب التهذيب 1/ 460
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20) ) سورة السجدة 13
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21) ) الحلية 6/ 326
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22) ) ترتيب المدارك 2/ 48 , وانظر أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 701
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23) ) السنة لابن أبي عاصم 1/ 87 - 88 , وأخرجه أيضاً أبونعيم في الحلية 6/ 326
[24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24) ) الانتقاء ص34
[/ URL] [25] ) سورة البقرة 221
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25) [26] ) السنة لابن أبي عاصم 1/ 88 , الحلية 6/ 326
[27]) يدعو إلى بدعته
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref27) [28] ) ترتيب المدارك 2/ 47
[29]) ترتيب المدارك 2/ 47
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref30"] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref29) [30] ) هو عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج الرومي الأموي مولاهم المكي. قال عنه الذهبي (الإمام الحافظ فقيه الحرم أبو الوليد) مات سنة 150هـ تذكرة الحفاظ 1/ 169 , وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 10/ 400
[31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref31) ) الانتقاء ص34
[32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref32) ) الحلية 6/ 327
[33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref33) ) سورة البقرة 143
[34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref34) ) الانتقاء ص34
[35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref35) ) هو عبدالله بن سوار بن عبدالله العنبري البصري القاضي , قال عنه ابن حجر (ثقة مات سنة228هـ) وقيل غير ذلك. تقريب التهذيب 1/ 421 , وتهذيب التهذيب 5/ 248
[36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref36) ) سورة الحشر 10
[37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref37) ) الحلية 6/ 327
[38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref38) ) الذي تتلمذ على مالك وسمع منه من ولد الزبير بن العوام هو عبدالله بن نافع بن ثابت بت عبدالله بن الزبير بن العوام , وقد تقدم التعريف به , ومصعب بن عبدالله بن مصعب , وسيأتي التعريف به.
[39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref39) ) سورة الفتح 29
[40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref40) ) الحلية 6/ 327
[41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref41) ) ترتيب المدارك 2/ 44 - 45
[42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref42) ) هو مصعب بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير ابن العوام الأسدي المدني نزيل بغداد قال عنه ابن حجر (صدوق عالم بالنسب مات سنة 236هـ) تقريب التهذيب 2/ 252 , وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 162
[43] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref43) ) جامع بيان العلم وفضله ص415 , ط/ دار الكتب الإسلامية
[44] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref44) ) الحلية 6/ 325
[45] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref45) ) هو إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي قال عنه ابن حجر (صدوق مات سنة 214هـ) تقريب التهذيب 1/ 60 , انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 245
[46] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref46) ) ذم الكلام (ق –173 – أ)
[47] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref47) ) شرف أصحاب الحديث ص5
[48] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref48) ) ذم الكلام (ق173 –ب)
[49] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref49) ) ذم الكلام (ق173 – أ)
[50] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref50) ) الحلية 6/ 324
[51] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref51) ) جامع بيان العلم وفضله ص416 , 417 ط / دار الكتب الإسلامية(/)
محدث المغرب يثبت صفة العلو لله سبحانه و تعالى
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 10:09]ـ
مالك عن ابن شهاب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13283) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12031) وأبي عبد الله الأغر جميعا عن أبي هريرة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له ? ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu)
هذا حديث ثابت من جهة النقل صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته، رواه أكثر الرواة عن مالك هكذا، كما رواه يحيى، ومن رواة الموطأ من يرويه عن مالك عن ابن شهاب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13283) عن أبي عبد الله الأغر لا يذكر أبا سلمة وهو حديث منقول من طرق متواترة ووجوه كثيرة من أخبار العدول عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد روي عن الحنيني، عن مالك، عن الزهري، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12300) عن أبي عبيد مولى ابن عوف، عن أبي هريرة، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3) ولا يصح هذا الإسناد عن مالك وهو عندي وهم وإنما هو عن الأعرج ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13723) عن أبي هريرة، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3) وكذلك لا يصح فيه رواية عبد الله بن صالح عن مالك [ص: 129] عن الزهري، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12300) عن سعيد بن المسيب، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15990) عن أبي هريرة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3) وصوابه عن الزهري ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12300) عن الأعرج ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13723) وأبي سلمة جميعا، عن أبي هريرة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3) ورواه زيد بن يحيى بن عبيد الله الدمشقي، وروح بن عبادة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15903)، وإسحاق بن عيسى الطباع عن مالك عن الزهري، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12300) عن الأعرج ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13723)، عن أبي هريرة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3) وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش، والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقوله عز وجل ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقوله ثم استوى إلى السماء وهي دخان ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقوله إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقوله تبارك اسمه إليه يصعد الكلم الطيب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال جل ذكره سبح اسم ربك الأعلى ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وهذا من العلو [ص: 130] وكذلك قوله العلي العظيم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) و الكبير المتعال ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) و رفيع الدرجات ذو العرش ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) و يخافون ربهم من فوقهم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) والجهمي يزعم أنه أسفل، وقال جل ذكره يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقوله تعرج الملائكة والروح إليه ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال لعيسى إني متوفيك ورافعك إلي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال بل رفعه الله إليه ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال ليس له دافع من الله ذي المعارج ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) والعروج: هو الصعود. وأما قوله تعالى أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) فمعناه من على السماء، يعني: على العرش وقد يكون " في " بمعنى " على "، ألا ترى إلى قوله تعالى فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) أي على الأرض، وكذلك قوله: ولأصلبنكم في جذوع النخل ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وهذا كله يعضده قوله تعالى: تعرج الملائكة والروح إليه ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وما كان مثله مما تلونا من الآيات في هذا الباب [ص: 131] وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة، وأما ادعاؤهم المجاز في الاستواء، وقولهم في تأويل استوى: استولى فلا معنى له ظاهر في اللغة، ومعنى الاستيلاء في اللغة المغالبة، والله لا يغالبه ولا يعلوه أحد، وهو الواحد الصمد، ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز ; إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا إلا على ذلك، وإنما يوجه كلام الله عز وجل إلى الأشهر والأظهر من وجوهه ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم، ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ما ثبت شيء من العبارات، وجل الله عز وجل عن أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطباتها مما يصح معناه عند السامعين، والاستواء معلوم في اللغة ومفهوم، وهو العلو والارتفاع على الشيء، والاستقرار والتمكن فيه، قالأبو عبيدة في قوله تعالى: استوى قال: علا قال: وتقول
(يُتْبَعُ)
(/)
العرب: استويت فوق الدابة، واستويت فوق البيت، وقال غيره: استوى أي انتهى شبابه واستقر فلم يكن في شبابه مزيد قال أبو عمر: الاستواء الاستقرار في العلو، وبهذا خاطبنا الله عز وجل وقال لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال واستوت على الجودي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وقال الشاعر:
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى
[ص: 132] وهذا لا يجوز أن يتأول فيه أحد استولى ; لأن النجم لا يستولي، وقد ذكر النضر بن شميل ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15409) وكان ثقة مأمونا جليلا في علم الديانة واللغة ; قال: حدثني الخليل وحسبك بالخليل قال: أتيت أبا ربيعة الأعرابي، وكان من أعلم من رأيت فإذا هو على سطح فسلمنا فرد علينا السلام وقال: لنا استووا فبقينا متحيرين، ولم ندر ما قال؟ قال: فقال لنا أعرابي إلى جنبه: إنه أمركم أن ترتفعوا قال الخليل: هو من قول الله عز وجل ثم استوى إلى السماء وهي دخان ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) فصعدنا إليه فقال هل لكم في خبز فطير، ولبن هجير، وماء نمير، فقلنا: الساعة فارقناه فقال: سلاما، فلم ندر ما قال فقال الأعرابي: إنه سالمكم متاركة لا خير فيها ولا شر. قال الخليل: هو من قول الله عز وجل وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وأما نزع من نزع منهم بحديث يرويه عبد الله بن واقد الواسطي عن ابراهيم بن عبد الصمد عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11) في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) على جميع بريته ; فلا يخلو منه مكان ; فالجواب عن هذا أن هذا حديث منكر عن ابن عباس، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11) ونقلته مجهولون ضعفاء، فأما عبد الله بن داود الواسطي وعبد الوهاب بن مجاهد فضعيفان، وإبراهيم بن عبد الصمد مجهول لا يعرف، وهم لا يقبلون أخبار الآحاد العدول فكيف يسوغ لهم الاحتجاج بمثل هذا من [ص: 133] الحديث لو عقلوا أو أنصفوا؟ أما سمعوا الله عز وجل حيث يقول وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) فدل على أن موسى عليه السلام كان يقول: إلهي في السماء، وفرعون يظنه كاذبا.
فسبحان من لا يقدر الخلق قدره، ومن هو فوق العرش فرد موحد
مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه وتسجد
وهذا الشعر لأمية بن أبي الصلت ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12467)، وفيه يقول في وصف الملائكة
فمن إحدى قوائم عرشه ولولا إله الخلق كلوا وأبلدوا
قيام على الأقدام عانون تحته فرائصهم من شدة الخوف ترعد
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عمر: فإن احتجوا بقول الله عز وجل: وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وبقوله: وهو الله في السماوات وفي الأرض ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وبقوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) [ ص: 134] الآية وزعموا أن الله تبارك وتعالى في كل مكان بنفسه وذاته، تبارك وتعالى قيل لهم: لا خلاف بيننا وبينكم وبين سائر الأمة أنه ليس في الأرض دون السماء بذاته، فوجب حمل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجتمع عليه، وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء، وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض، وكذلك قال أهل العلم بالتفسير ; فظاهر التنزيل يشهد أنه على العرش والاختلاف في ذلك بيننا فقط، وأسعد الناس به من ساعده الظاهر، وأما قوله في الآية الأخرى: وفي الأرض إله ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) فالإجماع والاتفاق قد بين المراد بأنه معبود من أهل الأرض فتدبر هذا ; فإنه قاطع إن شاء الله، ومن الحجة أيضا في أنه عز وجل على العرش فوق السماوات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته ; لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - للأمة التي أراد مولاها عتقها: إن كانت مؤمنة فاختبرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن قال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء، ثم قال لها: من أنا؟ قالت: رسول الله قال: أعتقها فإنها مؤمنة فاكتفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها برفعها رأسها إلى السماء، واستغنى بذلك عما سواه أخبرنا عبيد بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن مسرور قال: حدثنا عيسى بن مسكين ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16751) قال: حدثنا محمد بن سنجر قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا الأوزاعي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13760) قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17298) عن هلال بن أبي ميمونة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17253) عن عطاء بن يسار ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16572) عن معاوية بن الحكم قال: [ص: 135] أطلقت غنيمة لي ترعاها جارية لي في ناحية أحد ; فوجدت الذئب قد أصاب شاة منها، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون فصككتها صكة، ثم انصرفت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فعظم علي قال: فقلت يا رسول الله فهلا أعتقها؟ قال: فأتني بها قال: فجئت بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: أين الله؟ فقالت: في السماء، فقال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: إنها مؤمنة فأعتقها ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) مختصر أنا اختصرته من حديثه الطويل من رواية الأوزاعي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13760)، وهو من حديث مالك أيضا، وسيأتي في موضعه من كتابنا إن شاء الله، وأما احتجاجهم لو كان في مكان لأشبه المخلوقات ; لأن ما أحاطت به الأمكنة واحتوته مخلوق فشيء لا يلزم، ولا معنى له لأنه عز وجل ليس كمثله شيء من خلقه، ولا يقاس بشيء من بريته لا يدرك بقياس، ولا يقاس بالناس لا إله إلا هو كان قبل كل شيء ;، ثم خلق الأمكنة والسماوات والأرض وما بينهما وهو الباقي بعد كل شيء، وخالق كل شيء لا شريك له، وقد قال المسلمون وكل ذي عقل أنه لا يعقل كائن لا في مكان منا، وما ليس في مكان فهو عدم، وقد صح في [ص: 136] المعقول، وثبت بالواضح من
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل أنه كان في الأزل لا في مكان، وليس بمعدوم فكيف يقاس على شيء من خلقه؟ أو يجري بينه وبينهم تمثيل أو تشبيه؟ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا الذي لا يبلغ من وصفه إلا إلى ما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه ورسوله أو اجتمعت عليه الأمة الحنيفية عنه فإن قال قائل منهم: إنا وصفنا ربنا أنه كان لا في مكان، ثم خلق الأماكن فصار في مكان، وفي ذلك إقرار منا بالتغيير والانتقال ; إذ زال عن صفته في الأزل، وصار في مكان دون مكان قيل له: وكذلك زعمت أنت أنه كان لا في مكان، وانتقل إلى صفة هي الكون في كل مكان فقد تغير عندك معبودك، وانتقل من لا مكان إلى كل مكان، وهذا لا ينفك منه ; لأنه إن زعم أنه في الأزل في كل مكان كما هو الآن ; فقد أوجب الأماكن والأشياء موجودة معه في أزله، وهذا فاسد ; فإن قيل فهل يجوز عندك أن ينتقل من لا مكان في الأزل إلى مكان قيل له: أما الانتقال وتغير الحال فلا سبيل إلى إطلاق ذلك عليه ; لأن كونه في الأزل لا يوجب مكانا وكذلك نقله لا يوجب مكانا، وليس في ذلك كالخلق ; لأن كون ما كونه يوجب مكانا من الخلق، ونقلته توجب مكانا، ويصير منتقلا من مكان إلى مكان، والله عز وجل ليس كذلك لأنه في كائن في مكان، وكذلك نقلته لا توجب مكانا، وهذا ما لا تقدر العقول على دفعه، ولكنا نقول: استوى من لا مكان إلى مكان ولا نقول: انتقل وإن كان المعنى في ذلك واحدا ألا ترى أنا نقول له عرش، ولا نقول له سرير ومعناهما واحد، ونقول هو الحكيم ولا نقول هو العاقل، ونقول خليل إبراهيم ولا [ص: 137] نقول صديق إبراهيم، وإن كان المعنى في ذلك كله واحدا لا نسميه ولا نصفه، ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له، ولا ندفع ما وصف به نفسه ; لأنه دفع للقرآن، وقد قال الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) وليس مجيئه حركة ولا زوالا ولا انتقالا ; لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا، فلما ثبت أنه ليس بجسم ولا جوهر ; لم يجب أن يكون مجيئه حركة ولا نقلة، ولو اعتبرت ذلك بقولهم: جاءت فلانا قيامته وجاءه الموت، وجاءه المرض وشبه ذلك مما هو موجود نازل به ولا مجيء لبان لك وبالله العصمة والتوفيق، فإن قال: إنه لا يكون مستويا على مكان إلا مقرونا بالتكييف قيل: قد يكون الاستواء واجبا، والتكييف مرتفع، وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء، ولو لزم هذا لزم التكييف في الأزل ; لأنه لا يكون كائن في لا مكان إلا مقرونا بالتكييف، وقد عقلنا وأدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا، ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح يوجب أن ليس لنا أرواح، وكذلك ليس جهلنا بكيفية على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه. أخبرنا عبد الوارث بن سفيان ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16502) قال: حدثنا قاسم بن أصبغ ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16802) قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخزاعي قال: حدثنا حماد بن سلمة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15744) عن يعلى بن عطاء ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17391) عن وكيع بن حرس عن عمه أبي رزين العقيلي قال: قلت يا رسول الله: أين كان ربنا تبارك وتعالى قبل أن يخلق السماء والأرض؟ قال: كان ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) [ ص: 138] قال أبو عمر: قال غيره في هذا الحديث: كان في عماء فوقه هواء، وتحته هواء، والهاء في قوله فوقه وتحته راجعة إلى العماء، وقال أبو عبيد: العماء هو الغمام، وهو ممدود، وقال ثعلب: هو عما مقصور أي في عما عن خلقه، والمقصود الظلم، ومن عمي عن شيء فقد أظلم عليه. أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16408) قال: حدثني أبي قال: حدثنا سريج بن النعمان ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15971) قال: حدثنا عبد الله بن نافع قال: قال مالك بن أنس ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16867) : الله عز وجل في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان قال: وقيل لمالك الرحمن على العرش استوى ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) كيف استوى؟ فقال مالك رحمه الله: استواؤه معقول وكيفيته مجهولة، وسؤالك عن هذا بدعة، وأراك رجل سوء. وقد روينا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15885) أنه قال في قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) مثل قول مالك هذا سواء، وأما احتجاجهم بقوله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية لأن علماء [ص: 139] الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية: هو على العرش وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله: ذكر سنيد عن مقاتل بن حيان ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17132) عن الضحاك بن مزاحم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14676) في قوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) الآية قال: هو على عرشه وعلمه معهم أين ما كانوا قال: وبلغني عن سفيان الثوري ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16004) مثله. قال سنيد: وحدثنا حماد بن زيد ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15743) عن عاصم بن بهدلة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16273) عن زر بن حبيش ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15916) عن ابن مسعود ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10) قال: الله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم قال سنيد: وحدثنا هشيم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17249) عن أبي بشر عن مجاهد ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16879) قال: إن بين العرش وبين الملائكة سبعين حجابا: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة وأخبرنا إبراهيم بن شاكر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثنا سعيد بن جبير ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15992)، وسعيد بن عثمان قالا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن صالح قال: حدثنا يزيد بن هارون ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17376) عن حماد بن سلمة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15744) عن عاصم بن بهدلة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16273) عن زر عن عبد الله بن مسعود ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10) قال: ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل سماء إلى الأخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة، والعرش على الماء، والله تبارك وتعالى على العرش يعلم أعمالكم. قال أبو عمر: لا أعلم في هذا الباب حديثا مرفوعا إلا حديث عبد الله بن عميرة، وهو حديث مشهور بهذا الإسناد ; رواه عن سماك جماعة منهم أبو خالد الدالاني، وعمر، وابن أبي عمرو بن أبي قيس، وشعيب بن أبي خالد، وابن أبي المقدام، وإبراهيم بن طهمان ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12377)، والوليد بن أبي ثور وهو حديث [ص: 140] كوفي أخبرنا عبد الله بن محمد بن بكر قال: حدثنا
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو داود وأنبأنا عبد الوارث حدثنا قاسم: حدثنا محمد بن إسماعيل ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070) قالا: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي البزار قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13669) عن العباس بن عبد المطلب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=18) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى سحابة مرت فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: السحاب قال: والمزن؟ قالوا: والمزن قال: والعنان؟ قالوا: نعم قال: كم ترون بينكم وبين السماء؟ قالوا: لا ندري، قال: بينكم وبينها إما واحدا أو اثنين أو ثلاثا وسبعين سنة، والسماء فوقها كذلك بينهما مثل ذلك حتى عد سبع سماوات، ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله فوق ذلك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu)، وفي رواية فروة بن أبي المغراء هذا الحديث عن الوليد بن أبي ثور قال في الأوعال: ما بين رءوسهم إلى أظلافهم مثل ذلك [ص: 141] يعني ما بين سماء إلى سماء، ثم فوقهم العرش ما بين أعلاه وأسفله مثل ذلك، ثم الله فوق ذلك. وفيه حديث جبير بن مطعم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=67) مرفوعا أيضا، وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16502) قال: حدثنا قاسم بن أصبغ ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16802) قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا يحيى بن معين ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17336) قال: حدثنا وهب بن جرير ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17282) قال: حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16903) يحدث عن يعقوب بن عتبة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17386) عن جبير بن مطعم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=67) عن أبيه عن جده قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال يا رسول الله: جهدت الأنفس، وضاع العيال، ونهكت الأموال ; فاستسق الله لنا ; فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ويحك! أتدري ما تقول؟ وسبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: ويحك! إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك وتدري ما الله؟ إن الله على عرشه على سماواته وأرضه لهكذا، وأشار بأصابعه الخمس مثل القبة، وأشار يحيى بن معين بأصابعه كهيئة القبة، وإنه ليئط أطيط الرحل [ص: 142] بالراكب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) أخبرني أبو القاسم خلف بن القاسم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15829) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن واضح قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11998) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12218) قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16599) قال: حدثنا عبد الله بن موسى الضبي قال: سألت سفيان الثوري ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16004) عن قوله تعالى وهو معكم أين ما كنتم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=167&idfrom=299&idto=612&bookid=78&startno=45#docu) قال: علمه قال علي بن الحسن ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15877) : وسمعت ابن المبارك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16418) يقول: إن كان بخراسان أحد من الأبدال فهو معدان. قال أبو داود: وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12218) قال: حدثنا يحيى بن موسى، وعلي بن الحسن بن شقيق ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16599) عن ابن المبارك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16418) قال: الرب تبارك وتعالى على السماء السابعة على العرش قيل له بحد ذلك؟ قال نعم: هو على العرش فوق سبع سماوات قال: وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12218) قال: حدثني محمد بن عمرو الكلابي قال: [ص: 143] سمعت وكيعا يقول: كفر بشر بن المريسي في صفته هذه قال: هو في كل شيء قيل له: وفي قلنسوتك هذه؟ قال: نعم قيل له: وفي جوف حمار؟ قال: نعم، وقال عبد الله بن المبارك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16418) : إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية.
التمهيد ج7 ص 128
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهلالي]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 05:24]ـ
أخي الفاضل:
رحم الله حافظ المغرب.
وجزيتَ خيراً على هذا النقل الطيّب.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 05:27]ـ
http://zagouri.y.googlepages.com/bar.bmp
((( حمل بالضغط هنا ( http://zagouri.y.googlepages.com/3akidaibn3abdelbar.rar))))
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 09:08]ـ
شكرا لك يا اخ جمال
لكن أود رؤيتك فى اى موضوع سوى الاسماء والصفات والمنهج السلفى:)(/)
هل تجوز هذه العبارة: "أسألك بحبّك لـ (عليّ)! "؟
ـ[الهلالي]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 11:39]ـ
إخواني الكرام:
سمعتُ أحد الفضلاء يقول هذه العبارة
في لحظة حماسٍ فهل هي جائزة؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 12:04]ـ
راجع هذا:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=124628&postcount=23
في هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=952(/)
هل الإمام البغوي رحمه الله مؤول في الصفات؟
ـ[الورقات]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:00]ـ
هل البغوي - صاحب التفسير - مؤول؟!
الذي كنت أعرفه وأظنه أنه ليس بمؤول، وأظن أني كنت قد سمعت غير واحد من المشايخ يقول أن الطبري وابن كثير والبغوي تفاسير على السنة - أي من حيث العقيدة -.
لكن .. قرأت قريبا تفسير سورة الكهف من تفسيره وعجبتُ له كيف أول الرحمة غير مرة! بل يُمكن أن أقول: أولها في السورة كلها من أولها إلى آخرها.
ورود " الرحمة " في سورة الكهف وتفسير البغوي رحمه الله لها:
1 - ((هب لنا من لدنك رحمة)) آية 10، قال البغوي: ومعنى الرحمة الهداية في الدين، وقيل الرزق.
2 - ((وربك الغفور ذو الرحمة)) آية 58 قال البغوي: ذو النعمة!
3 - ((ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك)) آية 82 قال البغوي: (رحمة) نعمة (من ربك).
4 - ((قال هذا رحمة من ربي)) آية 98 قال البغوي: رحمة أي: نعمة
وهناك آية خامسة فيها الرحمة ((ينشر لكم ربكم من رحمته)) لكن ما فسر الرحمة هنا بشيء رحمه الله.
ـ[سعد الشمري]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 06:14]ـ
هل البغوي - صاحب التفسير - مؤول؟!
الذي كنت أعرفه وأظنه أنه ليس بمؤول، وأظن أني كنت قد سمعت غير واحد من المشايخ يقول أن الطبري وابن كثير والبغوي تفاسير على السنة - أي من حيث العقيدة -.
لكن .. قرأت قريبا تفسير سورة الكهف من تفسيره وعجبتُ له كيف أول الرحمة غير مرة! بل يُمكن أن أقول: أولها في السورة كلها من أولها إلى آخرها.
ورود " الرحمة " في سورة الكهف وتفسير البغوي رحمه الله لها:
1 - ((هب لنا من لدنك رحمة)) آية 10، قال البغوي: ومعنى الرحمة الهداية في الدين، وقيل الرزق.
2 - ((وربك الغفور ذو الرحمة)) آية 58 قال البغوي: ذو النعمة!
3 - ((ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك)) آية 82 قال البغوي: (رحمة) نعمة (من ربك).
4 - ((قال هذا رحمة من ربي)) آية 98 قال البغوي: رحمة أي: نعمة
وهناك آية خامسة فيها الرحمة ((ينشر لكم ربكم من رحمته)) لكن ما فسر الرحمة هنا بشيء رحمه الله.
نفس الاشكال الذي طرحته أشكل علي قبل سنين حينما قرأت تأويل البغوي لصفة الغضب في في تفسير سورة الفاتحة فقد أولها على ما أذكر بإرادة الانتقام، فسألت الشيخ المفسر الدكتور محمد المديفر عن هذا الاشكال فقال حفظه الله ورعاه كما أتذكر:
" أن كتب التفسير ليست محلاً لتحرير مسائل الاعتقاد لكون بعض المفسرين ينقل من بعض، فالبغوي مثلاً أول في تفسيره قليلاً، وابن جرير أول الكرسي في تفسير آية الكرسي بالعلم، مع أنهم من أئمة اهل السنة وممن حرروا مسائل الاعتقاد تحريراً سلفياً واضحاً في كتبهم الأخرى، ولكن هذا يقع كتب التفسير كثيراً "
أخي عهدي بهذا السؤال والاجابة ما يقارب 13 سنة فلعلي نسيت بعض كلام الشيخ ولكنه ولله الحمد حي موجود ينهل الناس من علمه فيمكن الرجوع إليه.
محبك سعد الشمري
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 06:38]ـ
أن كتب التفسير ليست محلاً لتحرير مسائل الاعتقاد لكون بعض المفسرين ينقل من بعض، فالبغوي مثلاً أول في تفسيره قليلاً، وابن جرير أول الكرسي في تفسير آية الكرسي بالعلم، مع أنهم من أئمة اهل السنة وممن حرروا مسائل الاعتقاد تحريراً سلفياً واضحاً في كتبهم الأخرى، ولكن هذا يقع كتب التفسير كثيراً "
/// هذا الكلام يحتاج إلى إعادة نظر، فإنَّ العقيدة لا ينقلها المفسِّر إذا كانت مخالفة لعقيدته، فليحرَّر هذا الجانب .. هذا أولاً.
/// ثم إنَّ البغوي قد وقع منه التأويل في كتابه شرح السُّنَّة أيضًا.
/// أمَّا ما قيل من تتفسير الطبري للكرسي فليس هو بتأويل؛ فإنَّ الكرسي ليس من صفات الله على القول المشهور بأنه موضع القدمين، بل خلقٌ من خلقه استوى عليه، أمَّا ما جاء من تفسيره بمعنى العلم عن ابن عباس فالجواب عنه بما يلي:
• هذا التفسير (وليس تأويلاً) قد أورده ابن كثير من طريقي ابن أبي حاتم وابن جرير في تفسيرهما؛ كلاهما من طريق مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
• قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 148) عن جعفر هذا: ((ذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه، بل سكت.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن مندة: ليس هو بالقوي في سعيد بن جبير.
قلت روى هشيم عن مطرف عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض) قال: علمه.
قال ابن مندة: لم يتابع عليه.
قلت: قد روى عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره.
وروى أبو بكر الهذلي وغيره عن سعيد بن جبير من قوله قال: الكرسي موضع القدمين)) انتهى المقصود منه.
• قلت: وقد ساق ابن كثير المرويات التي أجملها الذهبي ههنا بشيءٍ من البسط؛ ثم قال أخيراً: ((والصحيح أنَّ الكرسي غير العرش، والعرش أكبر منه؛ كما دلت على ذلك الآثار والأخبار)).
• وفي لسان العرب (6/ 194): ((قال أبومنصور: الصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه عمار الذهبي [كذا! والصواب: الدهني] عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره.
قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها.
قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل)) انتهى.
• قلت: أبو منصور هذا هو الأزهري السلفي، صاحب تهذيب اللغة، وأكثر الروايات الصحيحة تدلُّ على أنَّ الكرسي هو موضع القدمين.
2 - ثانياً: تفسير الكرسي أنه العلم لو صحَّ من كلام ابن عباس – ولم يصحَّ– فإنَّ له أصلاً من كلام العرب.
فلا يسمَّى القول به تأويلاً باطلاً على هذا.
• قال ابن جرير في تفسيره (3/ 11): ((وأما الذي يدل على صحَّته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه أنه قال: هو علمه، وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره: (ولا يؤوده حفظهما) على أنَّ ذلك كذلك؛ فأخبر أنه لا يؤده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض.
وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما)؛ فأخبر تعالى ذكره أن علمه وسع كل شيء.
فكذلك قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض).
وأصل الكرسي العلم ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب: كراسة، ومنه: قول الراجز في صفة قانص:
..................... ••• حتى إذا ما احتازها تكرَّسا
يعني: علم، ومنه يقال للعلماء: الكراسي؛ لأنهم المعتمد عليهم، كما يقال: أوتاد الأرض؛ يعني بذلك: أنهم العلماء الذين تصلح بهم الأرض.
ومنه قول الشاعر:
يحف بهم بيض الوجوه وعصبة ••• كراسي بالأحداث حين تنوب
يعني بذلك: علماء بحوادث الأمور ونوازلها.
والعرب تسمي أصل كل شيء: الكرس؛ يقال منه: فلان كريم الكرس؛ أي: كريم الأرض.
قال العجاج:
قد علم القدوس مولى القدس ••• أن أبا العباس أولى نفس
بمعدن الملك الكريم الكرس
يعني بذلك: الكريم الأصل، ويروى:
في معدن العز الكريم الكرس
• وفي القاموس المحيط (1/ 735): ((والكرسي بالضم وبالكسر: السرير والعلم)).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 07:25]ـ
/// كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير: "فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة البغوي لكنه مختصر من تفسير الثعلبي وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التي فيه وحذف أشياء غير ذلك".
/// وقوله: "أسلمها" ليست فيه تزكية مطلقةٌ له.
/// ثم رأيت في كلام الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام ما يلي:
س5/ هذا سؤال مهم يقول ذكرت أن من مدارس تفسير أهل السنة تفسير الإمام البغوي، فما تعليلكم لاضطرابه في بعض آيات الصفات؟
ج/ هو لم يضطرب، ربما نقل تفسيرا ظاهره التأويل؛ لكن يحمل على أنه تفسير باللازم، وهذا ربما وقع في تفسير ابن كثير وتفاسير بعض أهل السنة فإنهم يذكرون المعنى المراد الذي يلزم من المعنى الأصلي، مثلا في قوله تعالى ?ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ? [فصلت:11]، يقول ?اسْتَوَى? بمعنى قصد، ومعلوم أن الاستواء في اللغة وفي تفاسير السلف لا يكون بمعنى القصد؛ لكن هنا فسروا استوى بمعنى قصد لأنه عُدي بـ?إِلَى? والتعدية بـ?إِلَى? أفادت أنّ ?اسْتَوَى? مضمّنة معنى فعل آخر يناسب التعدية بـ?إِلَى?، ?اسْتَوَى إِلَى? استوى معناها في اللغة في تفاسير السلف على، ?اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ? يعني استوى على السماء، فلم فسرت بالقصد هنا؟ فإن هذا التفسير لا يعد تأويلا لأنه تفسير باللازم لأن المعنى الأصلي معروف وإنما هذا المعنى الثاني؛ يعني لأن الكلمة استوى مثلا مضمنة مع المعنى الأصلي معنى قصَد،
(يُتْبَعُ)
(/)
فَهُم لم يذكروا المعنى الأصلي لظهروه، وإنما ذكروا المعنى الثاني لأنه هو الذي يُحتاج إليه؛ لأن التعدية بحرف (إلى) مثلا في هذا الموضوع يدل على أن المحتاج إليه لم عُديت بـ?إِلَى?، وهذا يسمى تفسير باللازم، والتفسير هذا لا ينفي المعنى الأول ولا يعد تأويلا، وإنما هو تفسير بلازم الإثبات.
فإذن يكون تفسير ?ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ? بقصد هذا تفسير باللازم.
والفرق بين التفسير باللازم والتفسير بالمطابقة هذا سيأتي إن شاء الله مفصلا في قاعدة شيخ الإسلام أو في المقدمة؛ وهو أن اللفظ له دلالات: دلالة بالمطابقة، ودلالة بالتضمن، ودلالة التزام، وهذا اللازم هو خارج عن اللفظ عن مطابقته وعما تضمنه ولكن قد يكون مضمنا إذا كان معدًّى بحرف يناسب الفعل الذي ضمن فيه مثل ?اسْتَوَى إِلَى? استوى إلى إذا كانت بمعنى على فهي تكون معداة بـ: على. يعني (على) التي هي حرف جر كما قال جل وعلا ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? [طه:5]، ?ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ? [الفرقان:59] استوى تعدى بـ (على)، ?فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ? [المؤمنون:28]، هذا بمعنى العلو، فإذا أُريد بأن يكون مع العلو معنى آخر ضُمِّن اللفظ الأول معنىً -معنى فعل آخر- ودُلّ عليه بتعديته بحرف جر يناسب المعنى الذي ليس بمطابقة اللفظ مثل هنا ?اسْتَوَى إِلَى? لما عدى بحرف الجر (إلى) علمنا أنه ضُمن معنى قصد.
وهذا التفسير فيه إثبات للمعنى الأول فيكون المعنى (على) على السماء قاصدا إلى السماء، فليس نفي للمعنى الأول فيكون تأويلا أو تحريفا للكلم عن مواضعه وإنما فيه إثبات للمعنى الأول وإثبات معنى ثان دل عليه المقام
وهذا له نظائر التضمين له نظائر مثلا في قوله جل وعلا في سورة الحج ?وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ? [الحج:25]، قال ?وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ? معلوم أن كلمة (أراد) تتعدى بنفسها يقال: أراد كذا، أراد الخير، أراد الشر، ?فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ? يعني من يرد الله هدايته، تتعدى بنفسها عدى أراد بحرف جر الذي هو الباء ?وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ? لو كانت أراد بمعنى أراد المعروف لكانت التعدية بدون الباء: ومن يريد فيه إلحادا بظلم؛ لكن لما عداه بالباء دلّنا على أن أراد مع معناها الأصلي ضُمنت معنى فعل آخر يناسب هذا الحرف الذي عُدي به والي يناسب الباء هو الهم؛ لأنه يقال همّ بكذا، ولهذا كثيرون من أهل التفسير يقولون إن معنى قوله ?وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ? يعني من هم فيه بإلحاد، وهذا من خصائص مكة كما قرره ابن القيم مفصلا في أول الهدي النبوي يعني أول زاد المعاد، وهذا له نظائر.
فإذن ليس كل ما يكون ظاهره -في تفسير البغوي أو غيره- يكون ظاهره ليس تفسيرا للصفة بما هو معناها مطابقة أنه يكون تأويلا ومخالفة لمنهج السلف، لا، أحيانا يكون تفسيرا باللازم.
وهذا من العلم المهم أن يعرف، ويأتي إن شاء الله التنبيه عليه في مواضعه". انتهى كلام الشيخ صالح نقلته من المكتبة الشاملة.
/// قلت: ويحتاج كلامه إلى تأمل.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 12:31]ـ
/// قد أفاد الأفاضل - أعلاه - بحمد الله.
/// ولا بأس من زيادة الفائدة:
فانظر مشكورًا: المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات للمغراوي (ص/587 - 604)، فقد ذكر عقيدة البغوي، وعَرَضَ بعض ما قاله البغوي، وعَلَّق عليه.
كـ: صفة الرحمة، صفة الغضب، صفة الإتيان ... وغيرها.
وذكر أن البغوي أوّل بعضها، وأثبت بعضها على الوجه الصواب.
ـ[سعد الشمري]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 12:34]ـ
الفاضل عدنان البخاري
شكر الله لك على التوضيح، استفدت منها كثيراً.
ـ[معارج]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 01:09]ـ
القول بالتأويل باللازم ليس ردا قوياً إلا إذا استفاض عن العالم أن منهجه مطرد في الاستقامة
على إمرار الصفات كما جاءت على جادة السلف ثم ندت منه عبارات قلائل يُظن أنه استعمل تأويل المتكلمين فيها
فيرد هذا للمحكم الذي عرف عنه إن كان يحتمل الرد أو يقال أخطأ إن كان لا يحتمل
ـ[الورقات]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 01:38]ـ
الإخوة الكرام:
سعد الشمري
عدنان البخاري
أبو الوليد التويجري
(يُتْبَعُ)
(/)
ِشكر الله لكم جيمعا قد أفادتني مشاركاتكم بارك الله فيكم.
وقد أشكل عليّ - أخي عدنان - بعض كلام الشيخ صالح، فالذي أعرفه أن التفسير باللازم هي طريقة أهل البدع، بل هي من أشهر طرقهم وأكثرها استعمالا عندهم! يفرون إليها من إثبات الصفات!
فلا أدري لعل البغوي في تفسير بعض هذه الآيات يوافق الجلالين في تأويلاتهم في تفسيرهم فلِما نتهمهم بالتأويل وندفع هذاالوصف عن البغوي - رحم الله الجميع -؟
سيجيب البعض فيقول: لأنهم في مصنفاتهم الأخرى نصروا وأظهروا عقيدتهم - سواء كانت سلفية أو أشعرية أو غيرها - فلذا نقول فلان سلفي العقيدة فلان أشعري العقيدة نظرا لعقيدته في جميع كتبه،
فيأتي السؤال: هل للبغوي كتاب مصنف في العقيدة يتضح فيه سلفيته في العقيدة؟
وأنا الآن في الحقيقة في عجب من إطلاق بعض (أو لعلي أقول كثير؟) من المشايخ على تفسير البغوي بأنه تفسير سلفي، الإطلاق الذي يُفهم أنه خلوٌ من التأويلات، وكان الأولى والذي ينبغي أن يُنبه على مثل هذا، ويقال على الأقل: " أن البغوي سلفي العقيدة لكن وقع منه ما يوهم التأويل في بعض الآيات ".
هذا أقل ما ينبغي أن يُقال ولا يطلق أنه سلفي هكذا، لأن هذا يوقع بعض المبتدئين - أمثالي - في إشكال، فأنا لما قرأت تفسيره للآيات هذه تعجبت! لأن الذي كنت أعرفه أن التفسير سلفي! ومعلوم أن تفسير الرحمة بالنعمة هو تفسير أهل البدع من الأشعرية وغيرهم، فتعجبت وربما غيري المبتدئين أو عوام الناس ممن ليس عنده حظٌ في علم العقيدة لا يتعجب وإنما يأخذ بهذا التفسير للرحمة على ما سمعه من أنه تفسير سلفي فلو سُئل عن الرحمة في الآية مثلا ((الغفور ذو الرحمة)) قال ذو النعمة وكذا الرحمة في غيرها وغير الرحمة من الصفات، ومن ثم قد تنتشر هذا التفسيرات - الغير سلفي للصفات - بين البعض، وهذه حقيقة لا تُستبعد وأنا لولا دروس العقيدة لما تنبهت أبدا ولا علمت أنا هذا من التأويل! لأنه من لوازم الصفة كما ذُكر أعلاه ولا يتضمن إنكارا لها صريحا.
والحقيقة أني وغيري لا يمكن أن نحكم على الإمام البغوي رحمه الله من خلال تفسير سورة الكهف فقط، فهذا جور، وإنما لو أردنا الحكم على عقيدة الإمام البغوي أو غيره فالذي ينبغي هو أن يُستقرأ تفسيره ومصنفاته كلها أو على الأقل كلامه فيها عن العقيدة ثم يُحكم عليه،
وأنا ما طرحت الموضوع لأحكم على عقيدة الإمام البغوي وإنما أردت تفسيرا لهذا الذي هز ثابتةً عندي.
وفق الله الجميع لطاعته
ـ[الورقات]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 01:39]ـ
/// قد أفاد الأفاضل - أعلاه - بحمد الله.
/// ولا بأس من زيادة الفائدة:
فانظر مشكورًا: المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات للمغراوي (ص/587 - 604)، فقد ذكر عقيدة البغوي، وعَرَضَ بعض ما قاله البغوي، وعَلَّق عليه.
كـ: صفة الرحمة، صفة الغضب، صفة الإتيان ... وغيرها.
وذكر أن البغوي أوّل بعضها، وأثبت بعضها على الوجه الصواب.
بارك الله فيك: هل المغراوي رحمه الله سلفي العقيدة؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 01:42]ـ
/// بارك الله في الإخوة ..
/// لستُ مؤيِّدًا لكلام الشيخ صالح، وقد قلتُ في آخر مشاركتي بعد إيراد كلامه:
/// قلت: ويحتاج كلامه إلى تأمل.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 01:45]ـ
/// الشيخ عبدالرحمن المغراوي سلفي العقيدة، وهو داعية معاصر، من مشاهير الدعاة في المغرب، وكانت له جهود كبيرة هناك.
/// وكتابه المحال إليه أعلاه أظنه رسالة نال بها درجة علمية.
ـ[الورقات]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 01:57]ـ
بارك الله فيك، الحقيقة ما انتبهت لقولك " يحتاج إلى تأمل " إلا الآن.
جزاه الله خير ورحمه حياً وميتاً
ـ[ابو ربا]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 02:14]ـ
البغوي ليس بمؤول وما ذكر في التفسير هو تفسير للفظ باللازم ويدل على ذلك ذمه للتاويل واقراره بمذهب السلف كما في كتابه شرح السنة (ج1 - ص170) بعد ذكره لجملة من الصفات الخبرية والاختيارية: (فهذه ونظائرها صفات الله تعالى ورد بها السمع يجب الايمان بها وامرارها على ظاهرها معرض فيها عن التاويل مجتنبا عن التشبيه) وقال ... ووكلوا العلم فيها الى الله عزوجل)
قلت: يتمسك بعض المفوضة بمثل هذا ويقولون انه رحمه الله تعالى مفوض وهذا مردودعليهم بقوله رحمه الله تعالى (يجب الايمان بها) فالايمان لا يكون الا بعد علم لان الايمان هنا يراد به تصديق الخبر والخبر لايمكن ان يصدق الا بعد معرفة المعنى والذيل لا يعرف المعني بماذا يؤمن
وكذلك بقوله امرارها على ظاهرها فظاهرها هو ما يفهم من دلالة الخطاب وما يقر في قلوب العامة والمفوض لا يثبت معنى معلوم لنا فعليه لا ظاهر لها عنده.
تبيه: الجواب عن ما في التفسير من تفسير اللفظ بدلالة الالتزام لا بالمطابقة هو ان السلف يريدون المعنى المقصود من الاية مما جعلهم يعرفون مقاصد الكتاب ومقصود الايه قد يفهم بدلالة الالتزام اكثر م دلالة المطابقة
ثانيا: لازم القول ليس بقول حتى يلتزمه القائل وهنا ذمه الامام مما يجعلنا ننفي عنه التاويل والله تعالى اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 02:23]ـ
/// الشيخ عبدالرحمن المغراوي سلفي العقيدة، وهو داعية معاصر، من مشاهير الدعاة في المغرب، وكانت له جهود كبيرة هناك.
/// وكتابه المحال إليه أعلاه أظنه رسالة نال بها درجة علمية.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=650
ـ[ابو ربا]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 03:31]ـ
تكملة:
مراد البغوي من رد العلم الى الله تعالى هو علم الكيفية وحقيقة الصفة
واما التفسير باللازم يذكره بعض السلف لانه ادل على المقصود من الاية ولهذا رأينا البغوي رحمه الله تعالى فسر الرحمة في مواطن باللازم وسكت في مواطن والسبب ان المراد من الاية يفهم اكثر بالتفسير باللازم فجنح اليه ولا تثريب لان لكل صفة اثر فهو ذكر اثرها ولم يرد التاويل لذمه له كما ذكرنا وسكت في مواطن لان المراد المعنى المطابق فامر الصفة على ظاهرها وهذا السكوت يدل على اثباته للصفة من غير تاويل لان المؤولة لا يسكتون عن التاويل لان الظاهر عندهم كفر.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 04:54]ـ
بارك الله فيكم ,وللفائدة:
قال الإمام البغوي ((والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عز وجل, وكذلك كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفات الله تعالى, كالنفس, والوجه, واليدين, وا لعين, والرجل, والإتيان, والمجيء, و النزول إلى السماء الدنيا, والإستواء على العرش والضحك والفرح .... )) ثم ساق الأدلة عليها ثم قال ((فهذه ونظائرها صفات لله تعالى, ورد بها السمع, يجب الإيمان بها ,وإمرارها على ظاهرها, معرضا عن التأويل, مجتنبا عن التشبيه, معتقدا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق, كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق, قال الله سبحانه وتعالى:"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير",وعلى هذا مضى سلف الأمة, وعلماء السنة, تلقوها جميعا بالقبول والتسليم, وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل, ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل)) ثم ساق آثار السلف (((شرح السنة'1/ 163 - 171)))).
نقلا عن كتاب (الأشاعرى في ميزان أهل السنة) للشيخ فيصل بن قاسم الجاسم
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 04:56]ـ
قلت: يتمسك بعض المفوضة بمثل هذا ويقولون انه رحمه الله تعالى مفوض وهذا مردودعليهم بقوله رحمه الله تعالى (يجب الايمان بها) فالايمان لا يكون الا بعد علم لان الايمان هنا يراد به تصديق الخبر والخبر لايمكن ان يصدق الا بعد معرفة المعنى والذيل لا يعرف المعني بماذا يؤمن
وكذلك بقوله امرارها على ظاهرها فظاهرها هو ما يفهم من دلالة الخطاب وما يقر في قلوب العامة والمفوض لا يثبت معنى معلوم لنا فعليه لا ظاهر لها عنده.
ثانيا: لازم القول ليس بقول حتى يلتزمه القائل وهنا ذمه الامام مما يجعلنا ننفي عنه التاويل والله تعالى اعلم
بارك الله فيك ومما يرد على هذا كذلك هو أن البغوي قد قال بهذه اللفظة التي أشرت إليها في تفسيره للإستواء بالعلو والإرتفاع فلو كان يقصد تفويض المعنى لما كان له يقول بتلك اللفظة التي يتسمك بها بعض المعطلة.
ـ[الورقات]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 09:41]ـ
الإخوة الكرام:
معارج
أبو ربا
جمال البليدي
أجدتم وأفدتم شكر الله لكم وبارك فيكم
ـ[الورقات]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 09:43]ـ
بارك الله فيك ومما يرد على هذا كذلك هو أن البغوي قد قال بهذه اللفظة التي أشرت إليها في تفسيره للإستواء بالعلو والإرتفاع فلو كان يقصد تفويض المعنى لما كان له يقول بتلك اللفظة التي يتسمك بها بعض المعطلة.
ماهي اللفظة المشار إليها بارك الله فيك؟ وفي تفسير أي سورة؟
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 01:18]ـ
ماهي اللفظة المشار إليها بارك الله فيك؟ وفي تفسير أي سورة؟
اللفظة هي قول البغوي ((ووكلوا العلم فيها الى الله عزوجل))).
فقد تمسك بهذه اللفظة بعض دعاة التفويض ونسبوا الإمام البغوي إليهم.
فكلا الأشاعرة (المؤولة والمفوضة) ينسبون البغوي إليهم فالمفوضة احتجوا بتلك اللفظة والمؤولة احتجوا بما أوردته أنت أعلاه.
أما الرد على احتجاج المفوضة بقول البغوي ((ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل) فيقال:
المراد بالعلم هو علم الكيفية وإلا لم يكن قوله ((وإمرارها على ظاهرها معنى) فإن إمرارها على الظاهر هو حملها على ما دل عليه اللفظ من المعنى المعروف في لغة العرب مع نفي التشبيه, وليس المراد بالظاهر: تنزيلها وكونها في القرآن, إذ لا ينكر هذا أحد.
ويقال أيضا: لو كان كذلك لم يقل ((إمرارها على ظاهرها) إذ يكون الظاهر مجهول غير معلوم فكيف يأمر بإمراره.
ويدل على هذا أنه قال بهذه اللفظة حتى في تفسيره للإستواء بالعلو والإرتفاع والإستقرار
قال البغوي في قوله تعالى ((ثم استوى إلى السماء)) ([االبقرة29]:قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: أي ارتفع إلى السماء)).
وقال في قوله تعالى (ثم استوى العرش)) [االأعراف54]:"قال الكلبي ومقاتل: استقر وقال أبو عبيدة: صعد. وأولت المعتزلة الإستواء بالإستيلاء, وأما أهل السنة فيقولون: الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف ,يجب على الرجل الإيمان به, ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل, وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله ((الرحمان على العرش استوى)) كيف استوى؟ فأطرق رأسه مليا ,وعلاه الرحضاء, ثم قال: الاستواء غير مجهول, والكيف غير معقول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة, وماأظنك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج.)).
أما الرد على احتجاج المؤولة فقد تقدم من مشاركة الإخوة وملخصه:
أن هناك فرق بين تفسير الصفة بالمعنى وبين تفسير الصفة بلازمها فإن رأيت أحدهم فسر الصفة باللازم وجب الرجوع إلى أصوله حتى نفهم كلامه فإن كان على أصول السنة فهذا ليس مؤول بخلاف إن كان من أهل الكلام الذين اتخذوا من التأويل أو التعطيل طريقا لهم.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الورقات]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 12:12]ـ
ماشاءالله أحسنت أخي جمال بارك الله فيك، أشكرك جدا على هذا التوضيح وأشكر الإخوة جميعا.
فكلا الأشاعرة (المؤولة والمفوضة) ينسبون البغوي إليهم فالمفوضة احتجوا بتلك اللفظة والمؤولة احتجوا بما أوردته أنت أعلاه.
هل نسب الأشاعرة - من المؤولة والمفوضة - البغوي إليهم في كتاب من كتبهم؟ فإن كان فمن الكاتب وما الكتاب؟(/)
تلخيص الوجوه الخمسين التي فند بها شيخ الإسلام قانون الملاحدة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:15]ـ
===== الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله =====
تابع لما في هذه المواضيع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15732
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33412
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:17]ـ
========== منقول ============
(7) وقد وضع الرازي وأمثاله قانونا فيما يزعمون من التعارض بين العقل والنقل، فقالوا: ” إذا تعارض العقل والنقل تعارض النقيضين: فإما أن يجمع بينهما أو يردا جميعا، وكلاهما محال؛ وإما أن يقدم النقل، وهو محال لأن العقل أصل النقل والقدح في أصل الشيء قدح فيه؛ وإما أن يقدم العقل وهو حق، ثم النقل إما أن يتأول وإما أن يفوض “. وقد يضم بعضهم إلى هذا القانون الزعم بأن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين وأن لا تفيد بغير طريق الاستدلال بصدق المخبر. فقد غلطوا في العقل والنقل جميعا، والعياذ بالله.
(8) ولما كان بيان مراد الرسول (ص) في هذه الأبواب لا يتم إلا بتقرير أن الأدلة السمعية قد تفيد اليقين والقطع، وبدفع المعارض العقلي لمدلولها: بينا في هذا الكتاب فساد ذلك القانون الفاسد الذي صدوا به الناس عن سبيل الله وعن فهم مراد الرسول وتصديقه فيما أخبر. إذ كان أي دليل أقيم علي بيان مراد الرسول لا ينفع إذا قدر أن المعارض العقلي القاطع ناقضه. وقد بسطنا الكلام على تقرير الأدلة السمعية وإفادتها بعضها القطع في موضعه قديما، فنتكلم في هذا الكتاب عن بيان انتفاء المعارض العقلي وإبطال قول من زعم تقديم الأدلة العقلية مطلقا. ونبين أن صريح العقل موافق لصحيح النقل، وأن الشرع قد أتى في نصوصه بالأقسية العقلية الصحيحة السليمة ما لا يقدر كثير من الفلاسفة والمتكلمين قدره، وأن نهاية ما يذكرونه من الأدلة العقلية قد جاء الشرع بخلاصته علي أحسن وجه. فإن الرسول (ص) قد بلغ البلاغ المبين، وبيانه للحق أكمل من بيان كل أحد.
(9) وفساد ذلك المعارض يعلم جملة وتفصيلا. أما الجملة، فإن من آمن بالله ورسوله إيمانا تاما وعلم مراد الرسول (ص) قطعا، تيقن ثبوت ما أخبر به وعلم أن ما عارض ذلك من الحجج: فهي حجج داحضة من جنس شبه السوفسطائية في معارضتهم الحقائق. وأما التفصيل، فعلم فساد تلك الحجج المعارضة من نفس صريح المعقول، وتمييز ما فيها من الحق والباطل في الألفاظ والمعاني، مع اعتبارها بما جاء به الشرع في ذلك الباب من المسائل والدلائل.
========== منقول ============
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:20]ـ
والجواب التفصيلي من وجوه:
· الوجه الأول
أن قوله (إذا تعارض العقل والنقل): إما أن يريد به القطعيين، فلا نسلم إمكان التعارض حينئذ؛ وإما أن يريد به الظنيين، فالمقدم هو الراجح مطلقا؛ وإما أن يريد به ما أحدهما قطعي، فالمقدم هو القطعي مطلقا، وإذا قدر أن العقلي هو القطعي كان تقديمه لكونه قطعيا لا لكونه عقليا. فعلم أن تقديم العقلي مطلقا خطأ، كما ان جعل جهة الترجيح كونه عقليا خطأ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:22]ـ
·الوجه الثاني
أن يقال: لا نسلم انحصار القسمة فيما ذكره من الأقسام الأربعة (وهي: تقديم العقلي مطلقا، أو السمعي مطلقا، أو الجمع بين النقيضين، أو رفع النقيضين)، إذ من الممكن أن يقال: يقدم العقلي تارة والسمعي أخرى. فأيهما كان قطعيا قدِّم. وإن كانا جميعا قطعيين فيمتنع التعارض، وإن كان ظنيين فالراجح هو المقدم. فدعوى انحصار القسمة في الأقسام الأربعة باطلة، بل هنا قسم ليس من هذه الأقسام، بل هو الحق الذي لا ريب فيه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:32]ـ
·الوجه الثالث
قوله (إن العقل أصل للنقل فالقدح فيه قدح فيهما) إما أن يريد به أنه أصل في ثبوته في نفس الأمر، أو أصل في علمنا بصحته. والأول لا يقوله عاقل، وإن ما هو ثابت في نفس الأمر هو ثابت سواء علمنا ثبوته أو لم نعلم، إذ عدم العلم ليس علما بالعدم، وعدم علمنا بالحقائق لا ينفى ثبوتها في أنفسها. فثبوت الرب تعالى وثبوت الرسالة وثبوت صدق الرسول وثبوت ما أخبر به في نفس الأمر ليس موقوفا على وجودنا فضلا عن عقولنا أو الأدلة التي نعلمها بعقولنا. فتبين أن العقل ليس أصلا لثبوت الشرع في نفسه، ولا معطيا له صفة لم تكن له، ولا مفيدا له صفة كمال، إذ العلم الخبري مطابق للمعلوم المستغني عن العلم.
وأما إن أراد أن العقل أصل في معرفتنا بالسمع ودليل لنا على صحته – وهذا هو الذي أراده – فيقال له: أتعني بـ (العقل) هنا (الغريزة التي فينا) أم (العلوم التي استفدناها بتلك الغريزة)؟ أم الأول فلم ترده ويمتنع أن تريده، لأن تلك الغريزة ليست علما يتصور أن يعارض المنقول، وهي شرط في كل العلوم والاعتقادات سمعيّها وعقليّها، وما كان شرطا في الشيء امتنع أن يكون منافيا له. وإن أردت بـ (العقل) هنا (المعرفة الحاصلة بالعقل)، فمن المعلوم أنه ليس كل ما يعرف بالعقل يكون أصلا لمعرفتنا بالسمع ودليلا على صحته، فإن المعارف العقلية أكثر من أن تحصر، والعلم بصحة السمع غايته أن يتوقف على ما به يعلم صدق الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإذن: لم تكن جميع المعقولات أصلا للنقل، لا بمعنى توقف العلم بالسمع عليها، ولا بمعنى الدلالة على صحته، ولا بغير ذلك. فإذا كان المعارض للسمع من المعقولات ما لا يتوقف العلم بصحة السمع عليه، لم يكن القدح فيه قدحا في أصل السمع، وهذا بين واضح. وليس القدح في بعض المعقولات قدح في جميعها – كما أنه ليس القدح في بعض السمعيات قدح في جميعها. والناس متفقون على أن ما يسمى (عقليات) منه حق ومنه باطل وليس نوعا واحدا متماثلا في الصحة أو الفساد. وما كان منه شرطا في العلم بالسمع وموجبا له، فهو لازم له لا يناقضه؛ وما كان منافيا مناقضا له، فإنه يمتنع أن يكون شرطا في صحته ملازما لثبوته. فثبت أنه لا يلزم من تقديم السمع على ما يقال إنه معقول في الجملة القدح في أصله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:36]ـ
فقد تبين بهذه الوجوه الثلاثة فساد المقدمات الثلاث التي بنو عليها تقديم آرائهم على كلام الله ورسوله.
فإن قيل: نحن إنما نقدم على السمع المعقولات التي علمنا بها صحة السمع؛ قيل: سنبين إن شاء الله أنه ليس فيما يعارض السمع شيء من المعقولات التي يتوقف السمع عليها، فإذن كل ما عارض السمع – مما يسمى معقولا – ليس أصلا للسمع. ثم إن كثيرا من متكلمة الإثبات أو أكثرهم كالأشعري في أحد قوليه وكثير من أصحابه أو أكثرهم كالجويني ومن بعده يقولون إن العلم بصدق الرسول عند ظهور المعجزات علم ضروري. والواضعون لهذا القانون – كأبي حامد والرازي وغيرهما – معترفون بأن العلم بصدق الرسول لا يتوقف على العقليات المعارضة له. فأبو حامد والشهرستاني وأبو القاسم الراغب وغيرهم يقولون: العلم بالصانع فطري ضروري، والرازي والآمدي وغيرهما من النظار يسلمون أن العلم بالصانع قد يحصل بالاضطرارح ومن جعل العلم بالصانع نظريا يعترف أكثرهم بأن من الطرق النظرية التي بها يعلم صدق الرسول ما لا يناقض شيئا من السمعيات. والرازي ممن يعترف بهذا كما في (نهاية العقول) في (مسألة التكفير) عند الكلام في (المسالة الثالثة).
والرازي ذكر أربعة طرق لمعرفة الصانع: طريق حدوث الأجسام، وطريق إمكانها، وطريق إمكان صفاتها، وطريق حدوث صفاتها؛ وقال إن الأخير لا تنفي كونه جسما بخلاف الثلاثة الأولى. فقد اعترف أنه يمكن العلم بالصانع وصدق رسوله قبل النظر في كونه جسما أو ليس بجسم. ثم يقال مع ذلك: إنه قد علم بالضطرار من دين الرسول والنقل المتواتر أنه دعا الخلق إلى الإيمان بالله ورسوله ولم يدع الناس بهذه الطرق، وقد آمن به المهاجرون والأنصار والمؤمنون بعدهم من غير أن يدعو أو يذكر هذه الطريق. وليس في القرآن والسنة ذكرها ولا ذكر كا يدل عليها؛ وإنما ابتدعت هذه الطريق بعد المائة الأولى وانقراض عصر أوساط التابعين. فكيف يقال إن تصديق الرسول موقوف عليها؟ وكيف يكون الإيمان بالرسول مستلزما لذلك؟!
ثم إن طريق (حدوث الأجسام) وطريق (إمكانها) وطريق (إمكان صفاتها)، هذه الطرق الثلاث طرق فاسدة عند جمهور العقلاء، بل هي فاسدة في نفس الأمر. وذلك أن الأولي مبنية على امتناع دوام كون الرب فاعلا ومتكلما بمشيئته، بل على كونه لم يزل قادرا على ذلك؛ والثانية – وهي التي ابتدعتها ابن سينا – مبنية على أن الموصوف [أو الجسم] ممكن [غير واجب] لكونه مركَّب [من الذات والصفات أو المادة والصورة أو من الجواهر المفردة]؛ وأما الثالثة فمبنية على تماثل الأجسام. وكل هذه الأشياء فاسدة عند جمهور العقلاء. ولو قدر صحتها علم أن أكثر العقلاء عرفوا الله وصدقوا رسوله بغير هذه الطريق. فلم يبق العلم بالسمع موقوفا على صحتها، فلا يكون القدح فيها قدح في أصل السمع. بل يسأتي إن شاء الله تفاصيل أن كل من أثبت ما أثبته الرسول ونفى ما نفاه كان أولى بالمعقول الصريح، كما كان أولى بالمنقول الصحيح؛ وأن من خالف صحيح المنقول فقد خالف أيضا صريح المعقول، وكان أولى بمن قال الله فيه: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}.
وللمنازع فيه مقامان: أحدهما: القول بأن هذه الطريقة هي طريقة إبراهيم الخليل في قوله {إني لا أحب الآفلين}. قالوا: الأفول هو الحركة، والحركة هي التغير، [والتغير حوادث، وهي لا تقوم إلا بالمحدَث]، فكل متغير محدَث. وهذا مما ذكره بشر المريسي وغيره كابن عقيل وأبي حامد والرازي. وقالوا أيضا: إن القرآن قد دل على أن الرب (أحد) وأنه (واحد) فمعناه: ما لا ينقسم، والجسم ينقسم. وقالوا أيضا: إن الله سبحانه قد قال: {ليس كمثله شيء}، فلو كان جسما لكان له مثل لأن الأجسام متماثلة.
والمقام الثاني – وهو مقام محققي النفاة وأئمتهم – أن يقولون: نحن نسلم أن الأنبياء لم يدعوا الناس بهذه الطريق ولا بينوا أنه ليس بجسم، لكن إذا كان العقل دل على النفي لم يمكن إبطال مدلول العقل، وإن كان كلام الأنبياء إنما يدل على الإثبات نصا أو ظاهرا. قالوا: لزم من ذلك أن الرسول أحال الناس في معرفة الله على العقل، فيُسلك في نصوص الأنبياء إما مسلك (التأويل) ويكون القصد بإنزال تلك النصوص التكليف باستخراج التأويلات، وإما مسلك (لتفويض) ويكون المقصود التعبد بالألفاظ وإن لم تُفهم معانيها. وهذا ذكره أئمتهم والمتأخرون منهم كأبي الحسين البصري وأبي المعالي الجويني والقاضي أبو يعلى. ويقول ملاحدة الفلاسفة والباطنية ونحوهم مثل ذلك في المعاد الجسماني، وقالوا: المقصود خطاب الجمهور بما يتخيلون به وإن كان لا حقيقة له. ثم إما أن يقال إن الأنبياء لم يعلموا ذلك، وإما أن يقال: علموه ولم يبينوه، بل أظهروا خلاف الحق للمصلحة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:52]ـ
### يتبع بإذن الله -- بارك الله لنا في أوقاتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Sep-2009, صباحاً 04:05]ـ
وللمنازع فيه مقامان: أحدهما: القول بأن هذه الطريقة هي طريقة إبراهيم الخليل في قوله {إني لا أحب الآفلين}. قالوا: الأفول هو الحركة، والحركة هي التغير، [والتغير حوادث، وهي لا تقوم إلا بالمحدَث]، فكل متغير محدَث. وهذا مما ذكره بشر المريسي وغيره كابن عقيل وأبي حامد والرازي. وقالوا أيضا: إن القرآن قد دل على أن الرب (أحد) وأنه (واحد) فمعناه: ما لا ينقسم، والجسم ينقسم، وأنه (صمد)، والصمد ما لا جوف له فلا يتخلله غيره والجسم يتخلله غيره. وقالوا أيضا: إن الله سبحانه قد قال: {ليس كمثله شيء}، فلو كان جسما لكان له مثل لأن الأجسام متماثلة.
فجواب المقام الأول من وجوه؛
أحدها: إن صح ما ذكرتم من دلالة السمع على صحة هذه الطريق ومدلولها، فحينئذ يكون السمع قد عارضه سمع آخر، فلا تحتاجون أن تبنوا دفع السمعيات المخالفة لكم على هذا القانون المبتدع الذي فتح لكل شخص أن يقدِّم رأيه على ما أنزل الله وبعث به رسله.
والوجه الثاني: أنه يعلم بالاضطرار أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع الناس بطريق الأعراض والأجسام ولا نفي الصفات أصلا – لا نصا ولا ظاهرا – ولا ذكر ما يفهم منه ذلك. بل علم الناس خاصتهم وعامتهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ذلك أظهر من علمهم بأنه لم يحج إلا حجة واحدة ولم يفرض صلاة إلا الصلوات الخمس وأنه لم يؤذن بمكة [وغير ذلك من مسائل الأحكام وأحداث السيرة]. فمن [ادعى عليه] الاستدلال بهذه الطريق أو إخبار الأمة بمثل قول نقاة الصفات، كان كذبه معلوما بالاضطرار لمن له أدنى خبرة بأحوال الرسل.
والوجه الثالث أن يقال: جميع ما ذكرتموه من دلالة أقوال الأنبياء على مثل قولكم لا دلالة في شيء منها من وجوه متعددة. وذلك معلوم يقينا. بل فيها ما يدل على نقيض قولكم. أما قصة إبراهيم الخليل عليه السلام، فقد علم باتفاق أهل اللغة والمفسرين أن (الأفول) ليس هو الحركة ولا التغير ولا الإمكان، بل هو الغياب والاحتجاب على ما هو المتواتر من لغة العرب. وإلا لكان قد قال ذلك من حين رآه بازغا، فإن القمر والشمس متحركين في بزوغهما. وأما تسمية الرب (أحدا) و (واحدا)، فليس في كلام العرب ولا عامة أهل اللغات أن الذات الموصوفة بالصفات لا تسمى (واحدا) أو (أحدا) في النفي والإثبات. بل المنقول بالمتواتر عكس ذلك. قال تعالى: {وإن كانت واحدة فلها النصف}، وقال: {وإن أحد من المشركين استجارك}، وقال: {ولا يظلم ربك أحدا}، وقال: {ذرني ومن خلقت وحيدا}، وكل هذا جسم حامل للأعراض. بل إن كان لفظ (الأحد) لا يقال على ما قامت به الصفات أو الأعراض، لم يكن قوله تعالى {ولم يكن كفوا أحد} نفيا لمكافأة الرب إلا عمن لا وجود له. وهل يكون في تبديل اللغة والقرآن أبلغ من هذا؟! وأما اسمه (الصمد)، فليس قول الصحابة (إنه الذي لا جوف له) ما يدل على أنه ليس بموصوف بالصفات، بل هو على إثبات الصفات أدل. وأما احتجاجهم بقولهم (الأجسام متماثلة)، فهذا إن كان حقا في العقل فليس في اللغة التي نزل بها القرآن إطلاق لفظ (المثل) أو (الكفء) على كل جسم. بل إنها تبين أن الإنسانين قد لا يكون أحدهما مثل الآخر كما في قوله تعالى {وإن تولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}. فكيف وهو باطل في العقل؟! فإنه يلزم أن يكون كل ما له قدر مماثل لكل ما له قدر، وكل ما له حقيقة مماثل لكل ما له حقيقة، وكل موصوف مماثل لكل موصوف، فيلزم أن يكون كل موجود مماثل لكل موجود، وهذا لا يقوله عاقل.
والوجه الرابع أن يقال: فهب أن بعض هذه النصوص قد يفهم منها مقدمة واحدة من مقدمات دليلكم، فتلك ليست كافية بالضرورة عند العقلاء. فلم يكن القرآن قد ذكر دليلكم، إلا أن تكون البواقي واضحات، ومعلوم أن كون الأجسام متماثلة وأنها تستلزم الأعراض الحادثة وأن الحوادث لا أول لها، هي من أخفى الأمور لو كان حقا، وهذا ليس في القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والوجه الخامس أن يقال: غاية ما يدل عليه السمع – إن دلَّ – أن الله ليس بجسم. وعلى التسليم بهذا النفي، فليس فيه دليل على صحة نفي الصفات أو الأسماء، بل ولا يدل على تنزيهه سبحانه عن شيء من النقائص، فإن من نفى شيئا من الصفات لكون إثباته تجسيما، [يلزمه ذلك فيما أثبته من الصفات، وإن نفى الصفات كلها يلزمه عين المحظور فيما أثبته من الأسماء.] وإن نفى الأسماء والصفات، فإما أن يكون مقرا بأن هذا العالم مفعول مصنوع له فعله صنعه، أو يقول بقدم العالم وعناه عن الصانع. فالأول يلزمه ما يلزم مثبتي الأسماء والصفات، والثاني أشد من ذلك إذ إنه إثبات واجب قديم هو جسم حامل للأعراض له أبعاض وأجزاء. فعلم أن هذا الاستدال على النفي بما يستلزم التجسيم لا يسمن ولا يغني من جوع.
والمقام الثاني – وهو مقام محققي النفاة وأئمتهم – أن يقولون: نحن نسلم أن الأنبياء لم يدعوا الناس بهذه الطريق ولا بينوا أنه ليس بجسم، لكن إذا كان العقل دل على النفي لم يمكن إبطال مدلول العقل، وإن كان كلام الأنبياء إنما يدل على الإثبات نصا أو ظاهرا. قالوا: لزم من ذلك أن الرسول أحال الناس في معرفة الله على العقل، فيُسلك في نصوص الأنبياء إما مسلك (التأويل) ويكون القصد بإنزال تلك النصوص التكليف باستخراج التأويلات، وإما مسلك (لتفويض) ويكون المقصود التعبد بالألفاظ وإن لم تُفهم معانيها. وهذا ذكره أئمتهم والمتأخرون منهم كأبي الحسين البصري وأبي المعالي الجويني والقاضي أبو يعلى. ويقول ملاحدة الفلاسفة والباطنية ونحوهم مثل ذلك في المعاد الجسماني، وقالوا: المقصود خطاب الجمهور بما يتخيلون به وإن كان لا حقيقة له. ثم إما أن يقال إن الأنبياء لم يعلموا ذلك، وإما أن يقال: علموه ولم يبينوه، بل أظهروا خلاف الحق للمصلحة.
وأما الجواب لأهل المقام الثاني، فمن وجوه؛
أحدها: أننا في هذا المقام مقصودنا أن العقل الذي به يعلم صحة السمع لا يستلزم النفي المناقض للسمع. فإذا قدر أن معقولكم خالف السمع لم يكن هذا المعقول أصلا في السمع عُرفت به صحته. فإن قلتم: نحن لا نعرف صحة السمع إلا بهذه الطريق، قيل لكم: أما شهادتكم على أنفسكم بهذا الضلال والجهل بطرق الأنبياء وأتباعهم، فلا تدل على أن الله وصدق الأنبياء لا يُعرف إلا بمعقولكم هذا المناقض للمنقول، إذ إنه نفيٌ لا يمكنكم معرفته، بل هو قول من كان من أجهل الناس وأضلهم وأبعدهم عن معرفة طرق العلم وأدلته وأسبابه.
والوجه الثاني أن يقال: بل صدق الرسول يعلم بطرق متعددة لا تحتاج إلى هذا النفي – كما أقر بذلك جمهور النظار. حتى إن حدوث العالم اعترف أكابر النظار من المسلمين – كالرازي وغيره – ومن غير المسلمين – كموسى بن ميمون صاحب (دلالة الحائربن) – أن العلم به لا يتوقف على الأدلة العقلية، بل اعترفوا بإمكان كونها سمعية بأن عرف صدق الرسول قبل العلم بهذه المسألة، ثم يعلم حدوث العلم بالسمع.
والوجه الثالث أن يقال: إذا كانت الرسل والأنبياء قد اتبعهم أمم لا يحصى عددهم إلا الله يخبرون أنهم علموا صدق الرسول يقينا لا ريب فيه، ولم يكونوا يعتمدون على هذه الطريق، فعلم أنهم لم يجتمعوا ويتواطئوا على هذا الإخبار الذي يخبرون به عن أنفسهم من أنهم حصل لهم علم يقيني بصدق الرسول من غير هذه الطريقة المستلزمة لنفي شيء من الصفات.
والوجه الرابع: أن نبين فساد هذه الأقوال المخالفة لنصوص الأنبياء وفساد طرقها التي جعلها براهين عقلية – كما سيأتي في موضعه إن شاء الله.
والوجه الخامس: أن نبين أن الأدلة العقلية الصحيحة البية التي لا ريب فيها، بل العلوم الفطرية الضرورية، توافق ما أخبرت به الرسل لا تخالفه، وأن الأدلة العقلية الصحيحة جميعها موافقة للسمع لا تخالف شيئا منه. وهذا – ولله الحمد – معلوم بالاعتبار فيما ذكره عامة الطوائف من نظار أهل النفي والإثبات، لا يذكرون دليلا عقليا في مسألة إلا والصحيح منه موافق لما أخبرت به الرسل لا مخالف. وبهذا يعلم أن المعقول الصريح ليس مخالفا للمنقول الصحيح على وجه التفصيل، وأن من خالف الأنبياء فليس لهم عقل ولا سمع كما أخبر الله عنهم بقوله تعالى: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}.(/)
بزوغ يهودية "إسرائيل" وأفول عروبة فلسطين؟ (مقال هام جدا)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 09:50]ـ
1. بزوغ يهودية "إسرائيل" وأفول عروبة فلسطين؟
سلمان أبو سته*
بينما تحتل أعمدة الصحف أخبار إيقاف الاستيطان أو استمراره، أو أخبار المنافسة على المراكز في مؤتمر "فتح" في بيت لحم، تنفذ الأن أكبر عملية صهيونية وأخطرها منذ النكبة عام 1948، وربما أخطر منها، وهي إزالة فلسطين حقاً وأرضاً من الوجود الفعلي.
والغريب أن هذا الهجوم الكاسح لم يثر اهتمام العالم العربي ولا القيادة الفلسطينية الغارقة في توزيع المناصب ومحاربة عدوها الفلسطيني "حماس".
لقد انتقلت القيادة الصهيونية في إسرائيل من مرحلة شعار يهودية الدولة إلى تطبيقه على أرض الواقع بشكل نهائي، فقد أقر الكنيست في 3/ 8/2009 في قراءته الثانية والثالثة مشروع بيع أراضي اللاجئين إلى أفراد وجهات يهودية فقط في أي بلد، وبذلك تنقطع العلاقة، حسب القانون الإسرائيلي، بين صاحب الأرض الفلسطيني وأرضه. وهو ما لم تجرؤ إسرائيل على القيام به، بشكل قانوني معلن، منذ عام 1948.
لقد أقيمت إسرائيل على مساحة 20,255 كيلومتر مربع عام 1948/ 1949، وهو الجزء الذي احتلته من فلسطين (78%) محدداً بخط الهدنة حسب اتفاقيات الهدنة مع أربع دول عربية عام 1949.
لقد اخترعت إسرائيل في ذلك الحين تشكيلات قانونية معقدة للاستفادة من هذه الأراضي من دون ملكيتها قانوناً، خوفاً من الشجب الدولي والمحاسبة في المحاكم الدولية.
وباستثناء 7% من مساحة إسرائيل أي (1,429,000) دونم هي ارض يهودية حسب سجلات الانتداب فإن 93% من مساحتها (18,826,000) دونم هي أراض فلسطينية عربية، على مدى قرون من الزمان، مثلها مثل أي أرض في سورية أو مصر، سواء كانت ملكاً خاصاً أو ملكاً عاماً أو أرض فضاء لاستعمال أهل البلاد، أو ماتحتويه الأرض من ماء وثروات معدنية.
على أرض الواقع قامت إسرائيل بعد 1948 بتدمير القرى وحرق المحاصيل وتسميم الآبار، ظناً منها أن هذا سيردع اللاجئين عن المطالبة بحقهم في العودة.
وفي الميدان السياسي أعلنت إسرائيل خلال الشهر الأول من إعلان الدولة أنها لن تقبل بعودة اللاجئين لأنهم سيهددون أمنها. لكن السؤال الأهم لإسرائيل: كيف يمكن الاستفادة من هذه الأراضي الفلسطينية الشاسعة وممتلكات الفلسطينيين الثمينة في 14 مدينة من دون شجب دولي قد يؤدي إلى عودة اللاجئين واستملاكهم أراضيهم مرة أخرى؟ استغرق حل هذا الإشكال السنوات العشر الأولى من عمر الدولة، وخلالها صدر قانون أملاك الغائبين عام 1950 بمن فيهم الغائبين الحاضرين (أي بعض الباقين في إسرائيل) الذي يضع كل هذه الأملاك تحت سلطة "الوصي على أملاك الغائبين"، والذي لايمكنه بيع هذه الأراضي.
وصدر قانون آخر عام 1950 وهو إنشاء "هيئة التطوير"، ومن مهماتها استلام الأراضي من الوصي، وتطويرها وتأجيرها واستعمالها، وأيضاً بيعها إلى جهات يهودية فقط.
قام بن غوريون بتحرك آخر عندما علم أن الوسيط الدولي الكونت برنادوت في تقريره النهائي سيوصي بعودة اللاجئين، وذلك بعقد اتفاق مع الصندوق القومي اليهودي، وهو منظمة عالمية، يقضي صورياً ببيع 2.5مليون دونم من أراضي اللاجئين من أخصب الأراضي وأهمها موقعاً على حدود خط الهدنة إلى هذا الصندوق، بحيث يستطيع بن غوريون الادعاء بأن هذه الأراضي ليست في حوزة دولة إسرائيل الوليدة، وبالتالي لا يمكن لإسرائيل أن تسلمها للّاجئين. وبالفعل تم اغتيال برنادوت وصدر القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين كما توقع بن غوريون، لكن إسرائيل نجحت في إفشال محادثات لوزان عام 1949/ 1950 التي كان غرضها تنفيذ القرار 194 وبذلك استمرت إسرائيل في السيطرة على أراضي اللاجئين.
انتهت الإشكالات القانونية عام 1960 عندما صدر "قانون إدارة أراضي إسرائيل" أو بالأصح (إدارة إسرائيل للأراضي) الذي يجمع كل الأراضي الفلسطينية التي استولت عليها إسرائيل مع اراضي الصندوق القومي اليهودي تحت إدارة واحدة مهمتها توزيع وتأجير هذه الأراضي لليهود، ولكن ليس من صلاحيتها بيع هذه الأراضي. وبذلك اصبح 19 مليون دونم تحت سيطرة هذه الإدارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
القانون الجديد الذي وافق عليه الكنيست هذا الشهر يخوّل دائرة الأراضي بيع الأراضي الواقعة في حوزتها إلى المستأجرين اليهود الحاليين. وبذلك يمكن لسكان الكيبوتس والموشاف، وهم الذين استولوا على أوسع االمساحات من أراضي اللاجئين القروية، أن يملكوها، ويحولوها إلى مراكز صناعية أو سياحية حيث إنهم فشلوا في الزراعة وعادوا إلى مهنهم في التجارة والمال.
وتتم الآن المفاوضات بين الصندوق القومي اليهودي ودائرة إسرائيل للأراضي لتبادل الاراضي بينهما، حيث إن الأخيرة تحتاج إلى أراض يملكها الصندوق في وسط البلاد لبناء مجمعات سكنية عليها، وتقايضها بأراضي اللاجئين في الجليل والنقب لكي يستوطن فيها مهاجرون جدد. وكلاهما بالطبع ليست له ملكية قانونية كاملة لكل هذه الأراضي. والأخطر من ذلك أنه إذا حاز الصندوق على أراضي اللاجئين هذه، فإنه بموجب قانونه الذي يقصر استعمال الأراضي على اليهود فقط، يحرم المواطنين الفلسطينيين من حق استخدام هذه الأراضي، بتطبيقه نظام التمييز العنصري ضد غير اليهود. وهي أصلاً أراضٍ غير يهودية. وعندما يتم تبادل الأراضي بين الطرفين بعد موافقة الكنيست فإن أول نتائجها هو نقل ملكية 90 ألف منزل إلى مستأجريها الحاليين لتصبح ملكاً خالصاً لهم.
بالطبع فان هذا الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وبيعها هو مخالف للقانون الدولي بشكل قاطع. كما انه مخالف لاتفاقية لاهاي عام 1907 باعتباره "عملية نهب"، ومخالف لاتفاقية جنيف الرابعة (المادة 147) التي تمنع "الاستيلاء الجماعي على الممتلكات". وهو أيضاً مخالف لأحكام محكمة نورمبرغ بعد الحرب العالمية الثانية التي صدرت في القضية رقم 10 والتي تشجب الاستيلاء الجماعي على الممتلكات في البلاد المحتلة.
وقد أصدرت الأمم المتحدة عدة قرارات في الأعوام 1996 - 1997 - 1998 وغيرها مثل قرار 52/ 62 بعنوان "ممتلكات اللاجئين والحق في الدخل منها"، الذي فرض على إسرائيل المحافظة على أراضي اللاجئين وتوثيقها وتقديم معلومات عنها، وأكد على حق اللاجئين في الحصول على الدخل المستوفى منها منذ عام 1948.
لقد بلغت إسرائيل مرحلة من تحدي القانون الدولي وحلفائها الاميركيين والأوروبيين الذين لم يحركوا ساكناً، إلى طرد أهالي القدس من بيوتهم تحت أنظار العالم كما حدث قبل اسبوعين، من دون أن نسمع شيئاً سوى همهمة الاستنكار.
ومن الغريب حقا أن تقرر إسرائيل علانية ضم الضفة الغربية من دون أن ينتبه أحد الى ذلك أو يعترض عليه، وهذا الضم ليس مجرد الاستيلاء على بقعة هنا أو هناك على رؤوس التلال لإقامة مستوطنات عليها.
لقد أصدر قاضي محكمة الرملة حكماً، كما جاء في جريدة "هآرتس" بتاريخ 2/ 8/2009، يقضي بتطبيق قانون أملاك الغائبين على الضفة الغربية نفسها، اي مصادرة الأرض الفلسطينية إذا اعتبرت إسرائيل مالك الأرض غائباً. وهو حكم مخالف لقرارات مجلس الأمن والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في تموز (يوليو) 2004 والذي يؤكد بشكل قاطع ان الضفة الغربية ارض محتلة ولا يجوز ضمها او الاستيلاء عليها.
يا للعجب! لم نسمع صوتاً عربياً او اجنبياً يشجب ذلك. بل ان إسرائيل أعلنت في جريدة فلسطينية مقدسية (القدس) بتاريخ 28/ 6/2009 نيتها تسجيل 139 ألف دونم من أراض شمال وغرب شاطئ البحر الميت لدولة إسرائيل، ما لم يعترض أحد ويثبت حقه (!). وبذلك تحرم دولة فلسطين المنتظرة من مياه البحر الميت وشواطئه وثرواته المعدنية وحدوده مع الأردن، باستيلاء إسرائيل رسمياً على مساحة كبيرة من غور الأردن.
كل هذا ولا أحد يدري، وإن درى لا يقول، وإن قال لا يفعل. هذا معناه أن قضية فلسطين كلها قد تلخصت في شعبها الذي يعيش في الشتات وفي أرضها التي كانت تحت الوصاية الإسرائيلية، وتصبح الآن قطعاً من الأرض يملكها يهود من مختلف بلاد العالم بموجب صكوك قانونية إسرائيلية.
لكن الحق يبقى دائماً، والمطلوب ممن يدافعون عنه أن يقوموا بواجبهم.
أول من دق ناقوس الخطر هو مؤسسة "عدالة"، المؤسسة القانونية للدفاع عن العرب في الداخل ومقرها الناصرة. فقد أرسلت في 22/ 6/2009 خطاباً إلى النائب العام في إسرائيل تحتج فيه على بيع أراضي اللاجئين بموجب بنود في القانون الدولي والإسرائيلي. كما أصدرت جمعية "اتجاه" ومقرها حيفا بياناً عاماً تشجب فيه قيام إسرائيل بتوزيع غنائم حرب 1948 على يهود العالم، ودعت إلى دعم عربي ودولي لمنع عملية النهب العلني هذه.
ولكن هناك الكثير مما يجب عمله ولم يتم. إن على الجامعة العربية أن تقدم مشروع قرار في جلسة الأمم المتحدة القادمة يقضي بوقف وإلغاء عمليات بيع أراضي اللاجئين فوراً وشجب هذه العمليات وإرسال بعثة تقصي الحقائق لمعرفة أوضاع أراضي اللاجئين وتسجيلها وتقدير المداخيل الفعلية من استغلالها لمدة 62 عاماً (وهو الأمر الذي دعا إليه خبير أراضي اللاجئين جارفس عام 1964)، واصدار قرار بوضع هذه الاراضي تحت الحماية الدولية.
وعلى القيادة الفلسطينية، بعد أن تفرغ من توزيع المناصب، أن تتخذ الإجراءات الدبلوماسية والفعلية اللازمة، وإلا فإنها لن تجد بعد سنوات قليلة أرضاً تقول إنها فلسطينية لكي تقيم عليها دولة أو سلطة.
أما الشعب الفلسطيني الذي بلغ تعداده 11 مليون نسمة في البلاد العربية والأجنبية فلن يتخلى عن حقه في وطنه رغم انه حرم حتى الآن من حقه في انتخاب مجلس وطني جديد يمثله خير تمثيل. وفي غياب هذا التمثيل لا شك ان الشعب الفلسطيني سينظم نفسه في تنظيمات تؤدي الى تمثيله والدفاع عن حقوقه. وسيقوم بفضح هذا النهب المنظم لمقدراته الوطنية. ولن تكون النتيجة في المدى الطويل إلا غياب الصهيونية وعودة عروبة فلسطين.
* رئيس ومؤسس هيئة أرض فلسطين - لندن
الحياة، 24/ 8/2009(/)
مارأيكم فى الجدال الدائر فى غزة بخصوص الزى الشرعى للطالبات
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 09:59]ـ
أول خبر
الحكومة المقالة تفرض على طالبات مدارس غزة ارتداء اللباس الشرعي
غزة - حامد جاد: فرضت حكومة حماس المقالة على الطالبات الدارسات في المرحلة الثانوية ارتداء الحجاب إذ طالبت إدارات "ناظرات" المدارس خلال طابور الصباح مع مطلع اليوم الأول للعام الدراسي الجديد أمس في مدارس غزة كافة الطالبات الالتزام بارتداء اللباس الشرعي "جلباب كحلي اللون" اعتبار من اليوم وذلك تنفيذا لقرار صدر عن وزارة التعليم في الحكومة المقالة.
وبالرغم من أن وزير التعليم في حكومة حماس محمد عسقول أكد أخيرا انه لن يتم إلزام طالبات المرحلة الثانوية بارتداء اللباس الشرعي إلا أن مدير التربية والتعليم في مدينة غزة محمود أبو حصيرة أعلن أمس انه سيتم إلزام الطالبات بارتداء الزي الفضفاض وان هناك قرارا من مديرية التعليم في غزة بتأنيث المدارس ما يعني منع توظيف مدرسين وإداريين ذكور في مدارس البنات في جميع المراحل.
وقال في تصريحات صحافية "مجتمعنا مسلم والإسلام يفرض علينا التفريق بين الأخ وأخته بعد سن السابعة فما بالك في المدرسة نحن عملنا على هذا الأساس وتوفير بديل للمعلمين بمعلمات".
الغد، الأردن، 24/ 8/2009
الثانى
جدل واسع بعد فرض الزي الشرعي و"التأنيث" في مدارس القطاع
غزة - أ ف ب: بدأ العام الدراسي الجديد أمس في قطاع غزة قبل أسبوع من بدئه في الضفة الغربية، وسط جدل في شأن إجراءات مديرية التعليم في الحكومة المقالة لفرض ارتداء الجلباب الذي وصفته بأنه "الزي الإسلامي الشرعي" على طالبات الثانوية و"تأنيث" المدارس. وقالت مسؤولة في إحدى مدارس غرب غزة لوكالة "فرانس برس" إن "الزي الشرعي إجباري على كل الطالبات، ويجب التزامه، وهذا ما أكدناه صباح اليوم (الأحد) على جميع الطالبات، ولن يسمح اعتباراً من غد لأي طالبة بدخول المدرسة من دون الزي الجديد". وأكدت أن "هناك قراراً شفوياً من مديرية التربية والتعليم في غزة بفرض الزي الشرعي على جميع الطالبات في المرحلة الثانوية من دون استثناء".
وأبلغت إدارة مدرسة احمد شوقي الطالبات صباح أمس أن من لا تلتزم ارتداء الزي الشرعي اعتباراً من غد ستفصل من المدرسة، بحسب ما قالت الطالبة رمين العدرة (16 سنة). ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر ابو سعدة أن بدء العام الدراسي في غزة قبل الضفة الغربية بأسبوع "هو بدء للانقسام السياسي ينعكس على موضوع التعليم في الضفة وغزة". وأكد أن "فرض هذه الأمور بالقوة على المواطنين سيكون له رد فعل سلبي تجاه حماس ونظام الحكم في قطاع غزة".
ووصفت موجهة تعمل في التربية والتعليم في غزة رفضت ذكر اسمها فرض الزي الشرعي بأنه "قرار خاطئ". وأضافت: "انه اغتصاب للحريات الشخصية. فرض الجلباب هو تعد على الحقوق الإنسانية والحريات الشخصية". وتابعت بتهكم: "نحن متخوفون من أن يفرضوا الجلباب على الطلاب (الذكور) ".
وقال المدرس أبو احمد (55 سنة) إن "قرار تأنيث المدارس هو قرار مجحف بالنسبة إلينا"، مضيفاً: "لا يوجد للقرار أي ايجابيات على الإطلاق، فهو تعسفي بالدرجة الأولى، وكله سيعود بالسلبيات على الطلاب".
وقال نقيب المعلمين في قطاع غزة وائل البلبيسي إن فرض الزي الشرعي "إذا لم يكن نابعاً من الداخل فهو غير مقبول لان الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر، وإذا فرض فرضاً فسيعمل ذلك من دون قناعات". وأوضح: "أنا ضد تعميم قرار تأنيث المدارس. إذا كانت هناك مشكلة مع بعض المدرسين فليتم نقل الذين عليهم شبهات مع إبقاء بقية المدرسين ... واعتقد أن هناك صعوبة في إيجاد بديل للمدرسين الذين تم نقلهم، خصوصاً في البداية".
الحياة، 24/ 8/2009
ـ[البتيري]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 04:36]ـ
قرار سليم مبارك ومسدد ان شاء الله تعالى.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 09:15]ـ
عند العلماء كل طائفة ممتنعة يجب عليها أن ترفع الشعائر و إلا كانت طائفة ممتنعة عن رفع الشعائر يجب قتالها
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 08:30]ـ
وهل المانعو يريدون منع الحجاب الشرعى المجمع على وجوبه ام يريدون منع الزى الموحد وهى ادى هيئات الحجاب الشرعى؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 07:10]ـ
رام الله ـ غزة ـ وليد عوض واشرف الهور: طالبت الجبهة الشعبية الفصيل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية الثلاثاء ابناء قطاع غزة بالتحرك شعبيا ضد قرار حكومة حماس في قطاع غزة فرض الزي الاسلامي على طالبات المدارس هناك وتأنيث مدارس البنات.
--------
رام الله - وليد عوض: دعا وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في رام الله أ. محمد أبو زيد إلى إبعاد المدارس والمؤسسات التربوية والجامعات عن التجاذبات السياسية، وإبقائها منابر للعلم والمعرفة، وعدم إغراق الطلبة في قضايا وأمور تبعدهم عن تحصيلهم العلمي والأكاديمي. وأوضح أبو زيد أن قضية فرض زي محدد من قبل الوزارة المقالة بغزة تعدّ انتهاكاً للحقوق والحريات الشخصية والعامة التي كفلتها كافة المواثيق الدولية ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإعلان حقوق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[01 - Sep-2009, مساء 01:12]ـ
غزة - http://www.alquds.com/files/alqudslogo2.gif من محسن افرنجي - أكد الدكتور يوسف إبراهيم وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة عدم وجود أي قرار حكومي بفرض زى رسمي على الطالبات، مفسرا ما حدث بأنه "اجتهاد من بعض مدراء المدارس البالغ عددهم 387 مديراً ومديرة، وتمت معالجتها" نافيا أيضا فرض عقوبات على المعلمين "المستنكفين".
وقال د. إبراهيم: "لا يوجد لدى الوزارة سياسة عقابية تجاه المعلمين وهي تنأي بهم من تداعيات حالة الانقسام السياسي، وقد تم الشروع في استقبال المعلمين المستنكفين الراغبين في العودة إلى مدارسهم".
تعليم غزة لا يوجد قرار في قضية الحجاب بمدارس القطاع وهناك ضجة مفتعلة
http://paltoday.com/arabic/News-56058.html
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[01 - Sep-2009, مساء 02:42]ـ
قرار فرض الزيّ الإسلامي على الطالبات الفلسطينيات هو في نفسه طيّب، لأنه انقياد لأمر الرب جلّ جلاله، و ليس للحاكم اختيار فيه إطلاقا، فالله يقول: "و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "، غير أن موقف بعض الجهات و بعض الطوائف من الشعب الرافض لهذا القرار: راجع إلى هشاشة القاعدة الإسلامية في النفوس، أعني: ضعف العقيدة الإسلامية و الجهل بالتوحيد و الوهَن الحاصل في قلوب كثير من المسلمين: كل ذلك أدّى إلى رفض مثل هذا القرار المفاجئ، و لا شك أن جهات ذات سيطرة على الرأي العام هالكة في اتباع الفكر الغربي الفاسد و التشبع بالعلمانية و الديمقراطية و الحزبية: ساعدت في تمييع القضية و استمراء معصية الرب جل جلاله، لتصور ذلك في (مقام الحرية الشخصية) و أن هذا القرار (خاطئ و اغتصاب للحريات الشخصية و تعدٍّ على الحقوق الإنسانية)، و هؤلاء المعارضون هم في الحقيقة من (أهل النفاق) لأنهم يفرحون عندما تفرض الدول الأوروبية نزع الحجاب على الطالبات المؤمنات، و يحزنون و يقلقون حينما يسمعون بأمر الله يطبق في الأرض، و حكم الله يقضى به بين العباد، و هذا عين النفاق، قال ربنا: " إن تصبكم حسنةٌ تسُؤْهم و إن تصبكم سيئةٌ يفرحوا بها "، فالله المستعان على أهل النفاق،،،
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Sep-2009, مساء 08:12]ـ
صحيح هؤلاء منافقين
أما الجهل وقلة التربية الاسلامية لاتؤدى الى رفض الحجاب ابدا لكن تؤدى مثلا لرفض تطبيق حد السرقة على السراق الصغار او منع التكاليف الباهظة على الكرة أو منع احدى الرقصات التى يقولون عليها لاتثير الشهوة وماالى غير ذلك
أما رفض الحجاب فلايتصور من مسلم فاسق
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 09:14]ـ
اللهم وفقهم لتطبيق الشريعة الاسلامية في كافات المجالات و اغفر لهم ما اقترفوه مع اخواننا جند انصار الله مؤخرا
نسأل الله ان لا تذهب تلك الدماء الزكية التي طالبت بتحكيم شرع الله سدى
لعلها أثمرت و ستثمر انشاء الله
فقد ضاق صدري مؤخرا من حماس حتى وصل للكراهية بما فعلوه
لكن اليوم طاب قلبي
هذا الخبر مبشر بالخير
يا رب اهدي حماس و مكنهم و اغفر زلتهم
و تقبل اخواننا جند انصار الله في الشهداء
ـ[معارج]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 07:36]ـ
أتوجه بالسؤال لفضيلة الشيخ الدكتور صالح الرقب عن هذا الموضوع
ـ[أم تميم]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 08:37]ـ
قرارٌ موفَّق ..
وخطوةٌ مبشرة بالخير ..
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 10:59]ـ
هل يعرف أن السلف كانوا يجبرون الناس على هذا؟!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 01:08]ـ
ومن الدكتور صالح؟
هل يعرف أن السلف كانوا يجبرون الناس على هذا؟!
ماذا تقصد بهذا تحديدا؟(/)
هل تجوز الصلاة بالمسجد النبوي في هذا المكان .. ؟؟؟؟؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 03:04]ـ
خلف قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه يوجد مكان للصلاة حيث أن القبور أمام المصلي (بينه وبين القبلة) فهل من أهل العلم من نبه إلى هذه المسألة الخطيرة .. ؟؟؟؟
ننتظر إتحاف الموضوع من الأحبة طلبة العلم .. ؟؟؟؟؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 04:55]ـ
سبعة عشر قارئاً، ولم يستطع أحد التعليق على الموضوع المثير للجدل ... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 05:14]ـ
رد الإمام الألباني رحمه الله على شبهة وجود القبر النبوي في المسجد النبوي
الكلام منقول: قال ناقله:
كثر الكلام من بعض الأخوة عن وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي مع تحريم النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الفعل وهذه نفسها هي حجه القبوريين فوجدت كلاماً للشيخ العلامة المحدث / محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – في كتابه (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) [ص84] فأحببت نقله لتعم الفائدة والحق أحق أن يتبع: قال الشيخ ((وأما الشبهة الثانية: وهى أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم قي مسجده كما هو مشاهد اليوم ولو كان حراماً لم يدفن فيه!
والجواب: أن هذا وأن كان هو المشاهد اليوم فأنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم فإنهم لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم دفنوه في حجرته التي كانت بجانب مسجده وكان يفصل بينهما جدار فيه باب، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى المسجد وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء ولا خلاف في ذلك بينهم والصحابة رضي الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه وسلم في الحجرة إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجداً كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيرة * (ص11 - 12) ولكن وقع بعدهم مالم يكن في حسبانهم! ذلك أن الوليد بن عبد الملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة فصار القبر بذلك في المسجد
ولم يكن في المدينة المنورة أحد من الصحابة حينذاك خلافاً من توهم بعضهم.
قال العلامة الحافظ محمد بن عبد الهادي في ((الصارم المنكي)) [ص 136 - 137]: وإنما أدخلت الحجرة النبوية في المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك بعد موت عامه الصحابة الذين كانوا بالمدينة وكان أخرهم جابر بن عبد الله وتوفي في خلافة عبد الملك فإنه توفي سنة ست وثمانين
والوليد تولى سنة ست وثمانين وتوفي سنة ست وتسعين فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك، وقد ذكر أبو زيد عمر بن أبي شبّة النميري في كتاب (أخبار المدينة) مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أن عمر بن عبد العزيز لما كان نائباً للوليد في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة وعمل سقفه بالساج وماء الذهب وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخلها في المسجد وأدخل القبر فيه.
يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما دخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وأن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لمسلم بعد أن يعرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه وهو مخالف لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه ولئن كان مضطراً إلى توسيع المسجد فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو رضي الله عنه بتوسيع المسجد من الجهات ولم يتعرض للحجرة بل قال ((إنه لا سبيل إليها)) فأشار إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئاً ما فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم. قال النووي في شرح مسلم (5/ 14): (ولما احتاجت الصحابة و التابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كثر المسلمون وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه، ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطاناً مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد فيصلي العوام ويودي إلى المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر). ونقل الحافظ ابن رجب في الفتح نحوه عن القرطبي كما في الكواكب وذكر ابن تيمية في الجواب الباهر: (أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سُد بابها، وبني عليها حائط آخر صيانة له صلى الله عليه وسلم أن يتخذ بيته عبداً وقبره وثناً). قلت: ومما يؤسف أن هذا البناء قد بني عليه منذ قرون – إن لم يكن أزيل – تلك القبة الخضراء العالية والسجف وغير ذلك مما لا يرضاه صاحب القبر نفسه صلى الله عليه وسلم، بل لقد رأيت حين زرت المسجد النبوي الكريم وتشرفت بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم سنة 1368هـ رأيت في أسفل حائط القبر الشمالي محراباً صغيراً ووراءه سدة مرتفعة عن أرض المسجد قليلاً، إشارة إلى أن هذا مكان خاص للصلاة وراء القبر* ؟ فعجبت حينئذ كيف ظلت هذه الظاهرة الوثنية قائمه حتى في عهد دوله التوحيد؟ أقول هذا مع الاعتراف بأنني لم أر أحداً يأتي ذلك المكان للصلاة فيه لشدة المراقبة من قبل الحراس الموكلين على منع الناس من أن يأتوا بما يخالف الشرع عند القبر الشريف ** فهذا مما تشكر عليه الدولة السعودية ولكن هذا لا يكفي ولا يشفي، وقد كنت قلت منذ ثلاث سنوات في كتابي (أحكام الجنائز وبدعها) [ص 208]: فالواجب الرجوع بالمسجد النبوي إلى عهده السابق وذلك بالفصل بينه وبين القبر النبوي بحائط يمتد من الشمال إلى الجنوب بحيث أن الداخل إلى المسجد لا يرى فيه أي مخالفة ترضي مؤسسه صلى الله عليه وسلم، اعتقد أن الواجب على الدولة السعودية إذا كانت تريد أن تكون حامية التوحيد حقاً، وقد سمعنا أنها أمرت بتوسيع المسجد مجدداً فلعلها تبني اقتراحنا هذا وتجعل الزيادة من الجهة الغربية وغيرها وتسد النقص الذي سيصيب سعه المسجد إذا نفذ الاقتراح أرجو أن يحقق الله ذلك على يدها ومن أولى بذلك منها؟).
ولكن المسجد وسع منذ سنتين تقريباً دون إرجاعه إلى ما كان عليه في عهد الصحابة، والله المستعان.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 10:59]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل، وسلمت يمينك
لكن نسخت هذه الجزئية من ردك (بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر).
بينما الآن يستقبل القبر فيصلى خلفه ... فماحكم من صلى في هذا المكان خاصة إذا علمنا أن هناك من يتعمد الصلاة في هذا المكان.
ـ[أبو همام الأزدي]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 07:12]ـ
صدقت أخي صالح هناك من يتعمد الصلاة في هذا الموضع، ويبدو لي أنهم من متصوفة المدينة وكما قلت الأمر خطير.
ـ[الرحالة]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 11:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إشكال في صلاة الفرض إذا إتصلت الصفوف ... وعليه الفتاوى، وقد سمعت أن العلامة حمود التويجري رحمه الله كان يشدد على هذا الأمر.
لكن الإشكال في جعل القبر بينه وبين القبلة في النوافل أو الفرائض متعمدا، فتجده يصلي وحده خلف القبر ... وهذه فتنة عظيمة .. وكم كنت أسمع من بعض أهل المدينة ... هذه المقول الخبيثة: " قبلتنا بشر وقبلتهم حجر"، .. عند تفضيل المدينة على مكة ...
وأفضل من كتب في ذلك العلامة الوادعي والألباني رحمهما الله ...
عبارة العلامة الألباني: "ولكن المسجد وسع منذ سنتين تقريباً دون إرجاعه إلى ما كان عليه في عهد الصحابة، والله المستعان".
غير موجوده في النسخة التي عندي ... لكن هذه التوسعة لم تكن في الحرم القديم وإنما خارج الحرم القديم، والحق أن تشكر الدولة السعودية حرسها الله على هذه التوسعة المباركة ...
أما إزالة ما إدخل فذلك جدا عسير، ... وكم من البدع التي هي أخف من ذلك أرادت الدولة وفقها الله أن تزيلها فلم تستطع، كالصفة وحروف الآيات وبعض الأسماء في الحصوة الثانية، خشية الفتنة وتهويل الإقدام على ذلك من المخرفيين والمتصوفة والمتأثرين لا كثرهم الله ...
بل هناك مساجد بالمدينة قديمة ليس له أثر أو فضل .. إلى الأن لم تهدم خاوية على عروشها .. تعطلت بسببها تنفيذ الطرق .. وبعضها تعطلت فيها الصلوات ...
وبين مد وجز ... اللهم إننا نسألك أن ترفع شعار السنة وأهلها، وأن تزين السنة والحق في نفوس المسلمين، وأن تزيل هذه البدع عن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم آمين(/)
كلمة ذهبية للإمام الذهبي في الحكم على الناس وتقييمهم .... !
ـ[العرب]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 05:20]ـ
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: 14/ 242 – 245: فما ينبغي لك يا فقيه أن تبادر إلى تكفير المسلم إلا ببرهان قطعي، كما لا يسوغ لك أن تعتقد العرفان والولاية فيمن قد تبرهن زَغَلُه، وانهتك باطنه وزندقته، فلا هذا ولا هذا، بل العدل أنَّ من رآه المسلمون صالحاً محسناً فهو كذلك، لأنهم شهداء الله في أرضه، إذ الأمة لا تجتمع على ضلالة، وأنَّ من رآه المسلمون فاجراً أو منافقاً أو مبطلاً فهو كذلك، وأنَّ من كان طائفة من الأمة تضلله، وطائفة من الأمة تثني عليه وتبجله، وطائفة ثالثة تقف فيه وتتورع من الحط عليه، فهو ممن ينبغي أن يُعرَض عنه، وأن يفوض أمره إلى الله، وأن يُستَغفر له في الجملة لأنَّ إسلامه أصليٌّ بيقين، وضلاله مشكوك فيه، فبهذا تستريح ويصفو قلبك من الغل للمؤمنين.
ثم اعلم أن أهل القبلة كلهم، مؤمنهم وفاسقهم، وسنيهم ومبتدعهم _ سوى الصحابة _ لم يجمعوا على مسلم بأنه سعيدٌ ناجٍ، ولم يجمعوا على مسلم بأنه شقيٌّ هالك، فهذا الصديق فرد الأمة قد علمت تفرقهم فيه، وكذلك عمر، وكذلك عثمان، وكذلك علي، وكذلك ابن الزبير، وكذلك الحجاج وكذلك، المأمون وكذلك، بشر المريسي، وكذلك أحمد بن حنبل، والشافعي، والبخاري، والنسائي، وهلم جراً من الأعيان في الخير والشر إلى يومك هذا، فما من إمام كامل في الخير إلا وثم أناس من جهلة المسلمين ومبتدعيهم يذمونه ويحطون عليه، وما من رأس في البدعة والتَّجهُّم والرَّفض إلا وله أناس ينتصرون له، ويذبون عنه، ويدينون بقوله بهوى وجهل، وإنما العبرة بقول جمهور الأمة الخالين من الهوى والجهل، المتصفين بالورع والعلم.
ـ[الباحث 1]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 07:26]ـ
جزاك الله خير الجزاء على النقل النفيس.
والله إنها كلمة جميلة تُكتب بماء الذهب.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Sep-2009, مساء 09:04]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الفارابي التلميذ]ــــــــ[08 - Sep-2009, مساء 10:31]ـ
"وإنما العبرة بقول جمهور الأمة الخالين من الهوى والجهل، المتصفين بالورع والعلم"
وأين هؤلاء الخالين من الهوى والجهل، المتصفين بالورع والعلم? لقد ذهبوا ولم يخلفوا!
واني كثيرا ما أستأنس بقول الشاعر في بني عم له يبغضهم وبغضونه:
مهلا بني عمنا مهلا موالينا ... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
لا تطمعوا أن تهِينونا ونكرمكم ... وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
مهلا بنى عمنا من نحت أثلتنا ... سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا
الله يعلم أنا لا نحبكم ... ولا نلومكم ان لم تحبونا
كل له نية فى بغض صاحبه ... بنعمة الله نقليكم وتقلونا
واتخذ من هذه الأبيات نهجا في تعاملي مع من لا يوافقني في الدين والعقيدة.(/)
وفي رمضان فساد إعلامي أيضا!! للشيخ المبارك خباب الحمد
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 10:01]ـ
وفي رمضان فساد إعلامي أيضا!!
بقلم: خباب بن مروان الحمد
Khabab1403@hotmail.com (Khabab1403@hotmail.com)
ما أن يبزغ هلال شهر رمضان؛ لا تنفك كثير من وسائل الإعلام المرئيَّة والمسموعة والمقروءة، بتقديم رصيدها الإعلامي الذي جمعته خلال عام كامل منذ أن انصرم شهر رمضان السابق، وهكذا في كل الأعوام، فحالة الإعداد والتجهيز والتحضير والتصوير والتقديم لأناس متخصصين في عرض المسلسلات والأفلام والمهرجانات تجري على قدم وساق لكل شهر رمضان قادم!!
تلك حالة مشاهدة يغنينا عنها الرصد والتتبع والاستقراء للكم الإعلامي المعروض الهائل، والذي يلاحظه أدنى مشاهد للقنوات الفضائية، حيث يتناوب كثير من فناني وفنانات الإعلام على تقديمها مع بدء شهر رمضان المبارك!
حقاً .. إنَّها حالة محمومة يتسابق فيها المفسدون بشتَّى أجناسهم وطبقاتهم؛ لتوظيف الناس وإشغالهم في هذا الشهر الكريم لمتابعة برامجهم الساقطة، مع دسِّ السمِّ في العسل حينا، بعلَّة أنَّ تلك البرامج اجتماعيَّة أو ترفيهيَّة أو تعرض فيها المسابقات والفوازير الرمضانيَّة!
ولعلِّي أستعرض شيئاً من هذا القبيل لعرض شيء مما لدى الإعلام العربي الذي يقدِّم علانية في شهر رمضان المبارك مقابلات مع بعض (قليلات الأدب والحياء) على فضائياتنا العربية:
ـ في إحدى القنوات والتي عرضت برنامجاً بعد الإفطار في شهر رمضان المبارك حيث يستضيف الممثلين والممثلات، استضاف في إحدى حلقاته إحدى الراقصات، فسألتها مقدمة البرنامج: كيف وصلت إلى ما وصلت له من مجد؟! فأجابت هذه الراقصة: أنا هربت من أسرتي وعمري 12 سنة ومارست حياتي! حتى وصلت وأصبحت فلانة صاحبة الشهرة والملايين!!
ثمَّ سألتها المذيعة: أنت تزوجت 3 مرات رسمياً و4 عرفياً؟ فقالت: لا بل 4 رسمياً و7 عرفياً!!
هكذا تقدم بعض فضائياتنا العربية قليلات الحياء والأدب والدين في شهر رمضان ليتحدثوا عن مجدهن الملطَّخ الذي مارسوا فيه حياتهن بكلِّ حريَّة!
ـ وفي برنامج آخر في شهر رمضان سئلت إحدى الفاسقات عن عدد مرَّات الزواج؟ فقالت أربع رسمياً أمَّا العرفي فلا أعرف له عدداً.
فسألوها لم كل هذا العدد؟ يبدو أنَّ العيب في الرجال؟! فقالت: لا العيب في نظام الزواج لأنَّه نظام بالٍ ومتخلِّف عفاه الزمن!! [مجلة البيان عدد 141: صـ 39]
ـ يقول الدكتور أحمد المجذوب أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة في ندوة له في مجلة البيان عدد 141 ص 36: (إحدى القنوات التي كانت تقدم إعلاناً للتعارف من أجل الجنس تبدأ من الثامنة حتى الحادية عشر ثمَّ تشفّر قبل رمضان بيومين، فتحت إرسالها لمدة (24) ساعة في اليوم بأفلام جنس صارخ طوال الشهر المبارك، وظل الإرسال حتى رابع أيام العيد ثمَّ شفِّرت مرة أخرى! ويبدو أنَّ البعض اشتكى فاعتذرت القناة بأنَّ آلة التشفير تعطَّلت ولكن مراسل "الاندبندنت" علَّق قائلاً: لقد كان أسلوباً فجَّاً أن تظهر هذه القناة قبل رمضان بيومين ثم تذيع على مدى اليوم كله موجهة للعالم الإسلامي خلال الشهر كله، وذلك طبعاً إفساد للشباب المسلم كي ينتهك حرمة الشهر الكريم!!
هذه نماذج مثيرة وجزء من كل، عرضتها لإيقاظ أصحاب القلوب بأنَّ وراء الأكمة ما وراءها، وأنَّ أرباب هذه القنوات والبرامج الفاضحة يريدون من ورائها أن يفرغوا رمضان من محتواه الحقيقي ويتحوَّل إلى موسم ومناسبة للأكل أو المسلسلات أو المسابقات التافهة، كما يقول الكاتب (فهمي هويدي) بأنَّ (هؤلاء يريدون من رمضان أن يكون موسم ومناسبة أشبه بالكريسماس الذي يفترض أنه احتفال بذكرى ميلاد المسيح وتحول إلى موسم للتبضع وحفلات اللهو واختفى كل ما هو ديني وهيمن الدنيوي فهم علمنوا مناسبة ميلاد عيسى ويريدون المضي من المسلمين على هذا النحو ذاته ليكون تراجع تدريجي للعقدي والإيماني في هذا الشهر وتصاعد مقابل لكل ما هو مسل وعبثي ودنيوي من خلال الإعلام العربي) ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الغريب أن نجد هناك فنَّانين وفنَّانات عرف عنهم الفسق وقلَّة الحياء، يعرضوا في رمضان برامج تراثيَّة دينيَّة فيقوموا بتمثيل دور الأنبياء أو الصحابة أو التابعين، ويدسوا السمَّ في العسل، مدَّعين أنَّهم يقوموا بدور توعوي رمضاني.
إنني أتساءل: ما الذي يريده أصحاب هذه البرامج الموبوءة بالعهر والتثني، والرقص والتغني؟
ولم نجوم الدراما يتسابقون للحاق بخريطة رمضان التلفزيونيَّة بأشكال عديدة من البرامج التي يبدو من ظاهرها أنَّها اجتماعية أو فوازيريَّة أو حواراتيَّة، وأمَّا بواطنها فإثارة للشهوات، وتهييج للغرائز، قاضين أوقاتهم لأجل ذلك ما بين التصوير والمونتاج، والمكياج والمكساج؟!
وما الفائدة من عرض قصص الحب والغزل في شهر رمضان الكريم المأمور بقضاء الوقت فيه بذكر الله وعبادته والتصدق فيه وإطعام الطعام للفقراء والمساكين وخدمتهم وقضاء حوائجهم؟
ولم تعرض تلك البرامج التراثيَّة بالصورة التي تشوِّه المجاهدين الأقدمين والعلماء الأسبقين؟
إني لا أفهم من ذلك إلاَّ ما أخبرنا عنه ربّ العزة والجلال حين قال ـ وقوله الحق والصدق ـ: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً).
لقد كان الفسقة الأقدمون يدارون الناس ويسايرونهم في شهر رمضان ولا يجرؤوا أن يبدوا ما لديهم من فساد، فهذا أبو نواس الشاعر الماجن كان يستحي من إظهار المعصية في شهر رمضان ويقول:
منع الصوم عقاراً وذوي اللهو فغارا
وبقينا في سجون الصوم للهم أسارى
غير أنَّا سنداري فيه ما ليس يدارى
وأمَّا فسَّاق هذا الزمن فإنَّهم لا يجاملون النَّاس، بل يبدون كلَّ ما لديهم من فسق ومجون، بل قد تجدهم يتحيَّنون فرصة قدوم شهر رمضان المبارك لصرف الناس عن العبادة، ويختارون أوقاتاً جديرة بصرف القلب والقالب فيها للعبادة والطاعة، فيختارون قبل وقت الإفطار وهو الوقت المشروع للعبادة والدعاء، ويختارون ما بعد صلاة المغرب، وكذا التراويح؛ وذلك لعرض ما لديهم من برامج إعلاميَّة مغرضة، كما أنَّ كثيراً منهم من يختار وقت صلاة الجمعة لبثِّ البرامج الخليعة والسيئة لصرف قلوب الشباب والناس عن طاعة الله وعبادته في هذا الوقت الجليل.
إنَّها دعوةلأصحاب هذه القنوات، ومنتجي هذه البرامج أن يعودوا إلى ربِّهم ويؤوبوا إلى بارئهم قبل أن يأتيهم الموت بغتة، فتقول نفس يا حسرتا على ما فرَّطت في جنب الله، ويا ويلتا على ما حملته من أوزاري وأوزار الذين أضللناهم بعلم وغير علم.
• دور الإعلام الإسلامي في شهر رمضان الكريم:
لا ريب أنَّ الإعلام هو السلطة الرابعة ولا أبالغ إن قلت إنَّ سلطته في هذا الزمن تعادل سلطة القوى والمنظومات السياسية، فالناس في هذا الزمن على دين إعلامهم، وما يبثّه الإعلام هو الشيء الذي ستجده مكرّساً في أخلاق الناس وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم ـ إلا ما رحم الله وقليل ماهم ـ.
وعبر الفضائيات الفاسدة التي يمرّر من خلالها هذا العفن الفنِّي، والتي تخلط في كثير من الأحيان العهر بالثقافة ينبغي أن نعترف نحن الإسلاميين بأنَّ هذه البرامج استقطبت واجتذبت الكثير والكثير من المشاهدين المسلمين.
وعليه فما أجدر الإسلاميين أن يكون لهم دور قوي واضح وحيوي ومثير في زمن تصارع القوى الإعلاميَّة، بتقديم البديل الإسلاميالجيد والجديد والمفيد في ساحات القوى الإعلاميَّة، كي يتقن فنَّ اقتياد المشاهدين، فنحن في عصر التأثير الثقافي والإعلامي ولا شك، والمهم أن يكون لدى الإسلاميين دور فعَّال في إدارة هذه الحقبة الزمنية الرمضانية بنوع من الرؤى والتصورات الإعلاميَّة الرشيدة الفاعلة والفعَّالة في عصر التواصل المعلوماتي والتأثير الفكري.
ومن الملامح الهامَّة، والومضات المتواضعة التي نستطيع أن نقدِّم من خلالها بديلاً منضبطاً، ونواجه بها الغزو الإفسادي الإعلامي:
ـ أهميَّة الثبات على منهج أهل السنَّة والجماعة وعدم التنازل تحت ضغط الواقع.
ـ محاولة تقديم البرامج المتميزة والجديدة الجادة غير المكررة فالتكرار وخصوصاً في الجانب الإعلامي يحرق الورقة التي تراهن عليها القناة أو البرامج الإعلامية الإسلاميَّة، في قيمة برامجها ذات الأهميَّة والتجديد المفيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع التنبيه على أهميَّة الابتكار والتجديد والإبداع التطويري للبرامج الإعلاميَة الإسلامية الهادفة، ومحاولة إضفاء الجديد عليها وتقديم البرامج الخاصَّة.
ـ الموضوعيَّة وإضفاء المنهجيَّة المنطقيَّة التي لا تنحرف مع الاتِّجاهات المنحرفة.
ـ المصداقيَّة وتقديم البرامج التي تعالج القضايا بعلمية وعملية بروح واقعيَّة.
ـ الإثارة والتشويق بنَفَسٍ إسلاميَّة مرنة ومتزنة ومنضبطة بمنهج أهل السنَّة والجماعة.
ـ استخدام أسلوب الترفيه المباح، واللهو الجائز، فكثير من النفوس ميَّالة بطبعها إلى الترفيه واللهو، فإن لم يكن في هذه القنوات الفضائيَّة ما يشغل هذه النفوس باللهو المباح، فإنَّ الناس سيقبلون على ما عداها من القنوات الفضائيَّة الفاسدة.
ولا ريب أنَّ الأولى في شهر رمضان الانشغال بالعبادة والطَّاعة، ولكنَّا ـ شئنا أم أبينا ـ فسنجد أنَّ هناك نفوساً ميَّالة بطبعها إلى الترفيه، فلئن نصرفها إلى اللهو المباح أفضل من الإقبال على الغير من فساد ساقط.
ـ تقديم المباح على الأقل، وتقديم ما يثري النفس ويثيرها لطاعة الله تعالى، بشكل يحفِّزها على ذلك ويدفها ويدفعها للابتعاد عن المعاصي، ورحم الله الإمام ابن تيميَّة إذ يقول: (وكذلك كل ما يعين على طاعة الله من تفكر أو صوت أو حركة أو مال أو أعوان أو غير ذلك، فهو محمود في حال إعانته على طاعة الله ومحابه ومراضيه، ولا يستدل بذلك على أنه في نفسه محمود على الإطلاق، ويحتج بذلك على أنه محمود إذا استعين به في طاعة الله، ولا يحتج على ما ليس من طاعة الله بل هو من البدع في الدين أو الفجور في الدنيا) (الاستقامة لابن تيمية:291).
ـ تغذية الذهن والفكر بما يزيد من رصيده المعرفي.
ـ تعرية الأفكار المنحرفة، واستقطاب المتخصصين ذوي المنهج العلمي النقدي الرفيع عن التهم والحدَّة في النقاش.
ـ تربية الناس على معالم الرقابة الذاتية، وتقوى الله في السر والعلن، وكما قال أحد المفكرين: حبَّذا أن نقدِّم في هذا الزمن التذكير بأهمية بناء المناعة على أسلوب المنع، وإشعار الناس بأهميَّة عبوديَّة المراقبة K فتربية النفس على صراع الشهوات، ومعاركة وسواس الشيطان، سيجد صاحبها من خلال ذلك ألم وقسوة، إلاَّ إنَّها ستكون مرارة يعقبها لذَّة وارتياح بال واطمئنان ضمير.
ـ محاولة فضح فساد القنوات المفسدة وتحذير رجال الأعمال والملاَّك من دعمها.
ـ بعث الرسائل الخاصَّة لأصحاب هذه القنوات ومموِّليها وتذكيرهم بالله، وأهميَّة الرجوع للحق، واستخدام أسلوب الرفق واللين فهو أحرى بهم وأولى وأنفع.
ـ تحذير فئة الشباب والفتيات من هذه القنوات وإعلامهم بمقاصد أصحابها، وأنَّ من أولوياتهم في ذلك محاولة صرف الشباب عن دين الصحيح لمتابعة ما يبث عبر هذه القنوات من شهوات وشبهات.
لعلَّ الله يجعل من وراء هذه الملامح الخير كلَّه، وأن يهدي في هذا الشهر الكريم ضال المسلمين، ويردهم إليه رداً جميلاً، إنه أعظم مأمول، وبالله التوفيق.(/)
كلام جديد للشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف في التفويض
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 11:56]ـ
مقال للشيخ رائع جدا بعنوان:
(التفويض .. الجهل والجفاء)
كلام رائع للشيخ - كعادته - فجزاه الله ألف خير ..(/)
بلغوا عني ولو آية
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 04:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
إخوتي في الإسلام احرصوا على نشر الإسلام بين غير المسلمين.
إخوتي لن تعدموا الوسائل لتنشروا دين الله
إخوتي احملوا هم الإسلام واحتسبواالأجر عند الله
إخوتي
لو تعرفون جار غير مسلم توددوا إليه لا تنفروا منه وحدثوه عن الإسلام حديث محب ولا تيأسوا وتذكروا قول الله تعالى {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الأعراف
إخوتي
توكلوا على الله وخذوا بأسباب الدعوة
اللهم تقبل منا صالح الأعمال
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Sep-2009, مساء 02:20]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 03:54]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاك(/)
هل يجوز القول لليهودي إسرائيلي وللنصراني مسيحي؟
ـ[ثابت]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 06:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما قامت حرب اليهود على غزة قام الكثيرون العامة يعلقون على الحرب ويقولون لدولة يهود الدولة إسرائيل.
بل هذا الخطأ يقع فيه طلاب العلم عفى الله عنا وعنهم.
قال بكر بن عبدالله أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية صـ 93 لم أنقل كلامه كاملاً فليراجع:
(فيها تحقيق بالغ بأن " يهود " انفصلوا بكفرهم عن بني إسرائيل زمن بني إسرائيل , كانفصال إبراهيم الخليل , عليه السلام , عن أبيه آزر , والكفر يقطع الموالاة بين المسلمين والكافرين , وكما في قصة نوح مع أبنه , ولهذا فإن الفضائل التي كانت لبني إسرائيل ليس ليهود منها شيء , ولهذا فإن إطلاق اسم بني إسرائيل على " يهود يكسبهم فضائل ويحجب عنهم رذائل , فيزول التمييز بين بني إسرائيل وبين " يهود " المغضوب عليهم , الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة.
وكما لا يجوز إبدال اسم " النصارى " بالمسيحيين نسبة إلى إتباع المسيح عليه السلام وهي تسمية حادثة لا وجود لها في التاريخ , ولا استعمالات العلماء , لأن النصارى بدَّلُوا دين المسيح وحرَّفوه , كما عمل يهود بدين موسى عليه السلام. وإنما سماهم الله " النصارى " لا " المسيحيين " (وما كانوا أولياءه إن أولياءه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون).
وهذا رابط الكتاب من الوقفية:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1617
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 10:40]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو ربا]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 12:41]ـ
في ذلك المحذور اخراج اليهود والنصارى من الذم الوارد في الكتاب والسنة
ـ[ثابت]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 07:44]ـ
أسأل الله أن يرزقني وإياك أخي ابو طلحة وأخي أبو ربا عقيدة سليمة من البدع والشرك.
في ذلك المحذور اخراج اليهود والنصارى من الذم الوارد في الكتاب والسنة
أخي المبارك أبو ربا فهمت من كلامك أنك غير مرتاح أو غير مقتنع بالجواب أن صح فهمي , فأخبرني أن كان كذلك وأسأل الله أن يجعلك أمام في السنة.
* فالكلام الشيخ لا يخرجهم من الذم لكن الشيخ فرق بين بني يهود وبني إسرائيل , لأننا إذا قلنا لهم إسرائليون ننسبهم أنهم أتباع لسرائليون الأمس (أعني بني إسرائيل) والله جلا جلاله فرق بينهم في القرآن.
*قال الشيخ ناصر العقل في كتابه الموجز في الأديان والمذاهب:
وتسمية اليهودية إلى بذلك نسبة إلى يهود , وهم أتباعها , وسموا يهوداً: نسبة إلى (يهوذا) ابن يعقوب الذي ينتمي إليه ينو إسرائيل الذين بعث فيهم موسى عليه السلام , فقلبت الذال دالا.
وقيل: نسبة إلى الهَودْ , وهو التوبة والرجوع وذلك نسبة إلى قول موسى لربه: (أنا هدنا إليك) أي تبنا ورجعنا إليك يا ربنا , وذلك أن بني إسرائيل حين غاب عنهم موسى عليه السلام وذهب لميقات ربه ..
وكان اليهود أيام موسى عليه السلام إنما يعرفون بـ (بني إسرائيل) ثم أطلق عليهم (يهود) فيما بعد.
.. وحين يسيمهم: (الذين هادوا) و (اليهود) لأنهم تسموا (باليهود) في عصورهم المتأخرة , وكذلك نجد في السنة المطهرة تسميتهم بـ (بني إسرائيل) و (اليهود) أيضاً.
.. إذا جاء ذكرهم مع النصارى سموا (أهل الكتاب) كتاباً من السماء وهو التوراة أولاً (على موسى) ثم الأنجيل ثانياَ (على عيسى) عليهما السلام ..
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله ونص السؤال:
س / شاع منذ زمن استخدام كلمة مسيحي , فهل الصحيح ـ يا سماحة الشيخ ـ أن يقال مسيحي أو نصراني؟ أفيدونا أثابكم الله.
ج /معنى مسيحي نسبة إلى المسيح ابن مريم عليه السلام , وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه وهو برىء منهم , وقد كذبوا فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله ولكن عبدالله وروسوله. فالأولى أن يقال لهم نصارى كما سماهم الله سبحانه وتعالى , قال تعالى (وقال اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء) الآية (المجلد: 5 , صـ 416).(/)
هذا العالم (الأحسائي) حذّره شيخه من السلفية .. فخالفه واعتنقها .. فكذبوا عليه!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - Sep-2009, مساء 11:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هو الشيخ العلامة أحمد بن حسن بن رشيد الأحسائي، (وُلد عام 1155هـ تقريبًا، وتوفي عام 1257هـ)، وتتلمذ على يد أحد كبار المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – السلفية، في الأحساء: محمد بن فيروز. بل قال صاحب " السبل الوابلة " (1/ 126 - 127): " رباه الشيخ محمد بن فيروز تربية بدنية و علمية، فأقرأه في أنواع العلوم النقلية و العقلية، فبرع في الكل؛ لما له من وفور الذكاء و الفهم و شدة الحرص و الإجتهاد، ففاق رفقاءه، حتى أن منهم من تتلمذ له بإشارة شيخه ".
وكان شيخه ابن فيروز يُحذره من دعوة التوحيد أشد الحذر، إلا أن الحذر لا يغني من القدَر! كما قال تعالى عن موسى عليه السلام الذي رباه فرعون على عينه: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزَنًا).
فلما دخلت جيوش الدولة السعودية الأحساء، وفرّ – أو أُبعد - منها ابن فيروز وتلاميذه إلى العراق، استأذن الشيخ أحمد شيخه في المجاورة في الحرمين الشريفين؛ فأذن له، وهذا من نعمة الله عليه؛ إذ اختار المجاورة في الحرم على مرافقة شيخه، ولعل " المفاصلة الشعورية " مع المناوئين للدعوة بدأت عنده منذ هذا الموقف الملفت، والله أعلم.
وقبل مفارقة شيخه أوصاه ابن فيروز– كما يقول ابن حميد – " بوصايا، منها قوله:
احذر تُصَب بعارض
من محقِ أهل العارض "!
يقصد أهل الدعوة السلفية (والعارض إقليم يشمل عدة مدن، منها: الدرعية).
إلا أن هذا التحذير لم يمنع الشيخ أحمد من التعرف على مبادئ الدعوة السلفية عندما دخلت مكة والمدينة في حكمها؛ فوفقه الله تعالى لاعتناقها، وقَبول الحق الذي جاءت به - ولله الحمد -.
وهذا مما لايرضاه المناوئون، إذ كيف يُربى على أعينهم؛ ثم تكون هذه خاتمة مطافه! ولهذا زعم أحدهم كذبًا وزورًا أنه إنما اعتنق دعوة التوحيد مصانعة وتُقية! يقول ابن حميد في " السحب الوابلة " (1/ 129): " فما أمكن الشيخ إلا المصانعة معهم، والمداراة لهم، والمداهنة خوفًا منهم، و رجاء نفع الناس عندهم بجاهه، فأقرأ كتبهم، وقام معهم؛ فبجّلوه و رأَسوه؛ لاحتياجهم الشديد إلى مثله، لتقدمه في العلوم، ومعرفته بمذهب الإمام أحمد .. ".
قلتُ: وهذا من أكاذيب ابن حميد، الذي أغاظه اعتناق العلامة ابن رشيد لمبادئ الدعوة السلفية، فحاول إيهام القراء بغير الحقيقة.
والعجيب أنه ناقض نفسه، فقال في نفس الترجمة متحدثًا عن خروج أنصار الدعوة من المدينة: " فلما انقضت مدتهم، وهربوا، هرب معهم، وتردد بينهم و بين الوزير إبراهيم باشا بن محمد علي باشا في الصُلح، فما تم له، ولامه إبراهيم باشا في الخروج معهم عن المدينة المنورة؛ فاعتذر بأعذار واهية، فعرض عليه أن يرده إلى المدينة كالمجبَر في الظاهر، وهو طيب النفس في الباطن، وإن نُسب إلى الغدر بإمساك الرسول؛ فأبى، وقال: لا أفارقهم إلا إذ انغلبوا؛ فأغضب الباشا ذلك، ولما أخذ بلادهم أمسكه وعذبه أنواع العذاب ".
ولهذا رد غير واحد من العلماء كذب ابن حميد.
فقال الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله – في ترجمة أحمد بن رشيد من كتابه " تراجم متأخري الحنابلة " (ص 49) تعليقًا على ماذكره ابن حميد: " هذا بعض ماذكره صاحب السبل الوابلة في ترجمته .. ولا شك أن هذا تحامل من المترجِم، وإلا فصاحب الترجمة قد تبين له صحة دعوة الشيخ، ولذا لم يُجب الباشا إلى طلبه، ولو كان كما ذكر عنه، أنه أظهر الموافقة ظاهرًا، وهو بضد ذلك، لكان يجيبه إلى طلبه، ويكون ذلك أحب ما إليه، ولترك مصانعة الإمام سعود ومن معه، ومداراتهم، ومداهنتهم، كما زعم؛ لأنه لا حاجة تدعو إلى ذلك، وهذا لا يُظن بصاحب الترجمة، بل قد شرح الله صدره للحق، ووافق ظاهرًا وباطنًا، فلهذا ناله ماناله من الأذى في الله، فرحمه الله ورضي عنه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الدكتور عبدالرحمن العثيمين في تعليقه على " السحب الوابلة " (1/ 130): " قال ابن بشر في عنوان المجد: " وكان الشيخ العالم القاضي أحمد بن رشيد الحنبلي، صاحب المدينة، في الدرعية عند عبدالله، فأمر عليه الباشا، وعُزر بالضرب، وقلعوا جميع أسنانه "، فهل يُعقل بعد هذا أن يبقى مُصانعًا؟! ".
قلت: ومما يؤكد كذب ابن حميد، ماقاله الشيخ البسام في ترجمته في " علماء نجد " (1/ 459): " ولما استولى الإمام سعود بن عبدالعزيز رحمه الله على المدينة، والشيخ المذكور فيها، فأكرمه الإمام سعود، كعادته في إكرام العلماء، وعينه قاضيًا فيها، فباشر قضاءها بعفة ونزاهة وقوة، وأخذ يُدرس العامة كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ويشرح لهم منها خالص التوحيد، ويُبين لهم عقيدة السلف، وصار له دور كبير في ذلك، حيث كان يُناظر المخالفين ويرد عليهم ".
ومما يؤكد كذب ابن حميد أيضًا: أن الشيخ أحمد بن رشيد لما نقله إبراهيم باشا إلى مصر بعد سقوط الدرعية، عُرضت عليه قبل وفاته بقليل – أي بعد سقوط الدرعية بأكثر من 20 سنة – رحلة النصراني فتح الله الصائغ الحلبي، الذي ادعى أنه زار الدرعية زمن الإمام سعود! فعلق عليها بقوله: " نظر فيها نظر فيها الفقير إلى مولاه العلي، أحمد بن رشيدٍ الحنبلي، فوجد صاحبها لم يصدق في شيء مما أخبر عنه، لا في وصف سعود، ولا كلامه ولا أفعاله، ولا صدق من جهة وصف الدرعية .. ولنا صاحب من أكبر أهل الدرعية، ابن للشيخ الوهابي، موجود الآن تحت سفرية أفندينا الخديوي، اسمه إبراهيم، ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، من المشايخ الركّع العبَّاد العلماء، لماعرضتُ عليه كلام هذا النصراني، رأى مثل ما رأيتُ، وكذَّبَه مثل ما كذبته ". انظر: " رحلة فتح الله الصايغ الحلبي "، تحقيق: الدكتور يوسف شلحد، الملحق (ص 290 – 291).
فقد وصف الشيخَ محمد بن عبدالوهاب بشيخ الإسلام! ولم يخشَ لومة لائم، وليس هو – أثناء مقامه بمصر - في حاجة للمصانعة أو للمداهنة!
توفي ابن رشيد وقد ناهز الثمانين أو جاوزها وهو مُمتع بحواسه، ما عدا ثقلاً قليلاً في سمعه، سنة 1257هـ، في مصر. رحمه الله رحمة واسعة، ووفق مَن نشّأَه قومه أو أهله على المعتقدات الباطلة أن يسير سيره، ويصدع بالحق، ولو خالفهم، ويحذر أن يقول كما قال مَن ذمهم الله: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) .. والله الهادي.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 05:00]ـ
جزاكم الله خير شيخنا العزيز.
ـ[أكليل]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 05:40]ـ
سبحان الله العظيم
ـ[أم تميم]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 12:29]ـ
رحمَهُ الله وغفَرَ له ..
باركَ الله فيكم شيخنا ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 04:59]ـ
وبارك فيكم جميعًا ..
ـ[الفارس]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 09:55]ـ
جزاكم الله خيرا .. ورحم الله العلامة ابن رشيد وجمعنا به في فردوسه ..
ويالله العجب كيف تقلع أضراس رجل، ويرمى آخر بمدفع فيتناثر لحمه قطعا! لنقاء العقيدة وسلامة الدين .. ونحن هنا نرى من يتنازل عن ثوابت ومبادئ، بالتأويل تارة، وبالتحايل أخرى وبالتراجع والنكوص أحيانا .. ثبتنا الله وإياكم على الحق!
..
ثمة ملاحظة شيخ سليمان لا يمكن أن يكون قد عاش فوق الثمانين عاما .. بل هي أكثر مع ما اوردته من تأريخ ولادته ثم وفاته ..
ـ[أبو أنس البرجس]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 01:07]ـ
شيخي الفاضل سليمان الخراشي
أشهد الله أني أحبك فيه
وأنا متابع كتاباتك في فضح المجرمين
وإلى الأمام وتذكر قول الإمام أحمد رحمه الله حين قال له محمد بن بندار الجرجاني للإمام: (إنه ليشتد علي أن أقول: فلان كذا وفلان كذا. فقال أحمد: إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم) مجموع الفتاوى 28/ 231
فوالله إنك بصرتنا بأشياء ما كنا نعرفها فجزاك الله الفردوس الأعلى من الجنه
وأنا أرجوك أن تستمر أنت وغيرك من المشائخ الفضلاء في هتك ستر المجرمين الزنادقه الذين يريدون الإسلام الأمريكي لا الإسلام الذي جاء به رسول رب العلمين صلى الله عليه وسلم
والله أسأل أن يقبض روحك ملك الموت وأنت ساجد لرب العالمين(/)
العبودية وصناعة الشجعان
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 01:23]ـ
العبودية وصناعة الشجعان
الشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل ( http://www.shareah.com/index.php?/authors/view/id/415/s/1/)
1 - 9 - 2009
الصادق مع الله عز وجل في عبادته واستعانته به سبحانه لا تراه إلا رابط الجأش شجاع القلب ثابتًا على مبدئه مستهينًا بالباطل وأهله، وكيف لا وهو يأوي إلى ربه القوي العزيز رب كل شيء ومليكه، يعبده ويستعينه، ويفوض أمره كله إليه.
ولقد قص الله تعالى علينا في كتابه الكريم خبر أنبيائه وصفوته من خلقه، وكيف كان ثباتهم وشجاعتهم وتحديهم لأقوامهم الذين يملكون العدد والعتاد، ومن ذلك ما ذكره سبحانه عن نبيه ورسوله نوح عليه السلام في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} [يونس: 71].
وكذلك قال عن هود عليه السلام لما قال له قومه: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 54 - 56].
وقال عن خاتم أنبيائه محمد عليه الصلاة والسلام: {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 195 - 196].
وأخبرنا سبحانه عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عندما تحزبت عليهم الأحزاب من فوقهم ومن أسفل منهم يوم الخندق، فقال: {وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].
وقال عنهم يوم أحد عندما خوفهم من خوفهم برجوع المشركين مرة أخرى لقتالهم، وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والجراحات فقال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 174].
والأمثلة في ذلك كثيرة وكثيرة، ولنرجع إلى ما علق به بعض المفسرين على قصة هود عليه السلام مع قومه، يقول القرطبي رحمه الله تعالى عن هذه القصة: (قوله: {فَكِيدُونِي جَمِيعًا} أي: أنتم وأوثانكم في عداوتي وضري {ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ} أي: لا تؤخرون، وهذا القول مع كثرة الأعداء يدلّ على كمال الثقة بنصر الله تعالى، وهو من أعلام النبوة أن يكون الرسول وحده يقول لقومه: {فَكِيدُونِي جَمِيعًا}، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش, وقال عليه السلام: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} الآية.
قوله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ} أي: رضيت بحكمه، ووثقت بنصره، {مَا مِنْ دَابَّةٍ} أي: نفس تدب على الأرض، وهو في موضع رفع بالابتداء {إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} أي: يصرفها كيف يشاء، ويمنعها مما يشاء، أي: فلا تصلون إلى ضري) [تفسير القرطبي، (9/ 52)].
ويعلق سيد قطب رحمه الله تعالى على هذه القصة بقوله: (وإن الإنسان ليدهش لرجل فرد يواجه قومًا غلاظًا شدادًا حمقى، يبلغ بهم الجهل أن يعتقدوا أن هذه المعبودات الزائفة تمس رجلًا فيهذي؛ ويروا في الدعوة إلى الله الواحد هذيانًا من أثر المس؛ يدهش لرجل يواجه هؤلاء القوم الواثقين بآلهتهم المفتراة هذه الثقة، فيسفه عقيدتهم ويقرعهم عليها ويؤنبهم، ثم يهيج ضراوتهم بالتحدي، لا يطلب مهلة ليستعد استعدادهم، ولا يدعهم يتريثون فيفثأ غضبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الإنسان ليدهش لرجل فرد يقتحم هذا الاقتحام على قوم غلاظ شداد، ولكن الدهشة تزول عندما يتدبر العوامل والأسباب.
إنه الإيمان والثقة والاطمئنان، الإيمان بالله، والثقة بوعده، والاطمئنان إلى نصره ... الإيمان الذي يخالط القلب، فإذا وعد الله بالنصر حقيقة ملموسة في هذا القلب لايشك فيها لحظة؛ لأنها ملء يديه، وملء قلبه الذي بين جنبيه، وليست وعدًا للمستقبل في ضمير الغيب، إنما هي حاضر واقع تتملاه العين والقلب {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [هود: 54].
إني أشهد الله على براءتي مما تشركون من دونه، واشهدوا أنتم شهادة تبرئني وتكون حجة عليكم: إنني عالنتكم بالبراءة مما تشركون من دون الله، ثم تجمَّعوا أنتم وهذه الآلهة التي تزعمون أن أحدها مسّني بسوء، تجمعوا أنتم وهي ـ جميعًا ـ ثم كيدوني بلا ريث ولا تمهل، فما أباليكم جميعًا، ولا أخشاكم شيئًا {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ} [هود: 56].
ومهما أنكرتم وكذبتم، فهذه الحقيقة قائمة، حقيقة ربوبية الله لي ولكم، فالله الواحد هو ربي وربكم، لأنه رب الجميع بلا تعدد ولا مشاركة: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56].
وهي صورة محسوسة للقهر والقدرة تصور القدرة آخذة بناصية كل دابة على هذه الأرض، بما فيها الدواب من الناس، والناصية أعلى الجبهة، فهو القهر والغلبة والهيمنة، في صورة حسية تناسب الموقف وتناسب غلظة القوم وشدتهم، وتناسب صلابة أجسامهم وبنيتهم، وتناسب غلظ حسهم ومشاعرهم ... وإلى جانبها تقرير استقامة السنة الإلهية في اتجاهها الذي لا يحيد: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56]، فهي القوة والاستقامة والتصميم) [في ظلال القرآن، سيد قطب، (4/ 240)].
وبعد هذه النقولات لنستمع إلى ما يقوله الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى عن أثر العبودية الخالصة والتوكل الصادق في طرد الخوف والهلع وجلب الشجاعة والثبات والإقدام، فيقول رحمه الله تعالى: (ولا تستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله ولو كنت وحدك، فإن الله معك وأنت بعينه وكلاءته وحفظه لك، وإنما امتحن يقينك وصبرك، وأعظم الأعوان لك على هذا بعد عون الله التجرد من الطمع والفزع.
فمتى تجردت منها هان عليك التحيز إلى الله ورسوله، وكنت دائمًا في الجانب الذي فيه الله ورسوله، ومتى قام بك الطمع والفزع فلا تطمع في هذا الأمر، ولا تحدث نفسك به، فإن قلت: فبأي شيء أستعين على التجرد من الطمع ومن الفزع؟ قلت: بالتوحيد والتوكل والثقة بالله وعلمك بأنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يذهب بالسيئات إلا هو، وأن الأمر كله لله، ليس لأحد مع الله شيء) [الفوائد، ابن القيم، ص (116)].
أما عن أثر العبادة والاستعانة في الثبات والسكينة وتحمل الشدائد ورد كيد الأعداء وشرورهم، فهذا أمر قد تكفل الله سبحانه به لمن صحت عبادته وصدق توكله وفوض أمره إلى مولاه سبحانه.
ولما كانت العبادة لا تقوم ولا تقبل إلا بالإخلاص لله عز وجل، والمتابعة للرسول لله، فإنه يمكننا القول بأن الثبات والطمأنينة وقوة العزيمة وإبطال كيد الكائدين لابد له من أمور ثلاثة:
1 - إخلاص الأمر لله عز وجل.
2 - أن يكون العمل حقًّا مشروعًا متبعًا فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.
3 - الاستعانة بالله عز وجل في ذلك والتوكل عليه والتبرؤ من الحول والقوة، والخلوص من العجب والكبر، والحذر من الاغترار بالنفس والأتباع.
وبالتأمل في الأمر الأول والثاني نجدهما يمثلان حقيقة العبودية لله سبحانه، بينما الأمر الثالث يمثل الاستعانة بالله عز وجل، فآل الأمر إلى قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وعن هذا الأثر العظيم للعبادة والاستعانة يحدثنا الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى، فيقول: (إذا قام العبد بالحق على غيره وعلى نفسه أولًا، وكان قيامه بالله ولله لم يقم له شيء، ولو كادته السموات والأرض والجبال لكفاه الله مؤنتها، وجعل له فرجًا ومخرجًا، وإنما يُؤتى العبدُ من تفريطه وتقصيره في هذه الأمور الثلاثة، أو في اثنين منها، أو في واحد، فمن كان قيامه في باطل لم يُنصر، وإن نُصر نصرًا عارضًا فلا عاقبة له وهو مذموم
(يُتْبَعُ)
(/)
مخذول.
وإن قام في حق لكن لم يقم فيه لله وإنما قام لطلب المَحْمَدة والشكور والجزاء من الخلق، أو التوصل إلى غرض دنيوي كان هو المقصود أولًا والقيام في الحق وسيلة إليه، فهذا لم تضمن له النصرة، فإن الله إنما ضمن النصرة لمن جاهد في سبيله، وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، لا لمن كان قيامه لنفسه ولهواه، فإنه ليس من المتقين ولا من المحسنين، وإن نُصر بحسب ما معه من الحق فإن الله لا ينصر إلا الحق، وإذا كانت الدولة لأهل الباطل، فبحسب ما معهم من الصبر.
والصبر منصور أبدًا، فإن كان صاحبه محقًّا كان منصورًا له العاقبة، وإن كان مُبطلًا لم يكن له عاقبة، وإذا قام العبد في الحق لله، ولكن قام بنفسه وقوته ولم يقم بالله مستعينًا به متوكلًا عليه مفوضًا إليه، بريًّا من الحول والقول إلا به، فله من الخذلان وضعف النصرة بحسب ما قام به من ذلك.
ونكتة المسألة: أن تجريد التوحيد في أمر الله لا يقوم له شيء البتة، وصاحبه مؤيد منصور ولو توالت عليه زُمر الأعداء) [إعلام الموقعين، ابن القيم، (2/ 178)].
ويقول الشيخ الدوسري رحمه الله تعالى: (صدق الاستعانة بالله يورث طمأنينة القلب، وسكون النفس؛ لأن ذلك من آثار صدق الإيمان وقوته، وإذا اطمأن قلب الإنسان وسكنت نفسه حصل له برد الراحة، وحلاوة اليقين، وسلم قلبه مما ينتاب قلب غيره من الخطرات الفاسدة، أو المفزعة أو المخذلة، فكان يستقبل الأهوال بشجاعة وثبات، لا يبالي بالخطوب إذا اعتدت، ولا يلويه شيطان الهوى والشهوات عن الإقدام على الأهوال، أو الثبات على الخطوب؛ لاستمداده العون من ربه الذي صدق معه في ضراعته باستعانته، فهو يرى نفسه موصولًا من الله بالمدد الروحي والمعنوي، ويؤمن بأن الله يفتح له كل مغلق فلا يعتوره اليأس، أو يتسرب إليه الجزع، ولا يصيبه شيء من الضعف أو الحيرة؛ لأنه في كنف الله وعزته ونوره، فهو من أهل هذه الآية: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا)
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/4173/ (http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/4173/)(/)