قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «حُكي عن بعض السوفسطائية أنه جعل جميع العقائد هي المؤثرة في الاعتقادات، ولم يجعل للأشياء حقائق ثابتة في نفسها يوافقها الاعتقاد تارة ويخالفها أخرى، بل جعل الحق في كل شيء ما اعتقده المعتقد، وجعل الحقائق تابعة للعقائد» (18).
يقول الدكتور علي سامي النشار: «نسبية كل شيء قال بها بروتاغوراس السوفسطائي حين أراد أن ينقد أصول المعرفة: "إن الإنسان هو مقياس وجود ما يوجد منها، ومقياس وجود ما لا يوجد" ثم أخذ بهذا الشُكَّاك بعد، فطبقوها على الحد كما طبقوها على نواحي العلم كله، فلم تعد حقيقة من حقائق العلم ثابتة أو مستقرة، بل كل شيء –كما يقول هرقليطس- في تغير مستمر» (19).
وقد أظهر أفلاطون هذا المبدأ، فقال: " تظهر الأشياء لي، كما توجد بالنسبة لي، وتظهر الأشياء للآخرين، كما توجد بالنسبة لهم " فالنسبية تقرر أنه لا يوجد هناك حقيقةٌ مطلقة، فما أعتقده فهو حقيقة بالنسبةِ لي، وما تعتقده هو الحقيقة بالنسبةِ لك، فليس هناك خطأ.
يقول الدكتور عمر الطباع عن السوفسطائيين: «وكانت هذه الجماعة تنكر وجود حقائق ثابتة، وتدعي أن الحقيقة نسبية» (20).
«لقد عبَّر بروتاغوراس زعيم السوفسطائيين عن فكرهم في كتابه: "عن الحقيقة" الذي فُقد ولم تصلنا منه إلا شذرات قليلة يبدأها بقوله: "إن الإنسان معيار أو مقياس الأشياء جميعاً" وفي هذه العبارة القصيرة تكمن الثَّورةُ الفكرية للسوفسطائيين في مختلف ميادين الفكر.
إنها تعني بالنسبة لنظريةِ المعرفة أنَّ الإنسانَ الفرد هو مقياسُ أو معيار الوجود، فإن قال عن شيءٍ إنه موجود فهو موجود بالنسبة له، وإن قال عن شيء إنه غير موجود فهو غير موجود بالنسبة له أيضاً، فالمعرفة هنا نسبية، أي تختلفُ من شخصٍ إلى آخر بحسب ما يقع في خبرةِ الإنسان الفرد الحسيَّة، فما أراه بحواسي فقط يكون هو الموجودُ بالنسبة لي، وما تراه أنتَ بحواسِّكَ يكون هو الموجود بالنسبة لك، وهكذا .. » (21).
* موقف العلماء من السوفسطائية.
لقد قسم علماءُ الإسلام السوفسطائيين - كما يقول الشيخ أحمد شاهين - إلى ثلاثةِ أقسام: «العِندية، والعنادية، واللاأدرية: فالعندية ترى أن حقائق الأشياء تابعة لعقائد المؤمنين بها؛ لأنهم أقيسة الحقائق. والعنادية تجزم بأن لا حقائق في الكون؛ لا في ذاتها ولا بالقياس إلى المؤمنين بها. وأما اللاأدرية فهي التي تتوقف عن الحكم في كل شيء؛ فهي لا تجزم بوجود ولا بعدم» (22).
ويقول الشيخ عبدالقادر بدران في حاشيته على "روضة الناظر": «وهم فرقٌ ثلاث: إحداهن اللاأدرية؛ سموا بذلك لأنهم يقولون لا نعرف ثبوت شيء من الموجودات ولا انتفاءه، بل نحن متوقفون في ذلك. الثانية: تسمى العنادية نسبة إلى العناد؛ لأنهم عاندوا فقالوا لا موجود أصلاً، وعمدتهم ضرب المذاهب بعضها ببعض، والقدح في كل مذهب بالإشكالات المتجهة عليه من غير أهله.
الثالثة: تسمى العندية نسبة إلى لفظ "عند"؛ لأنهم يقولون أحكام الأشياء تابعة لاعتقادات الناس، فكل من اعتقد شيئاً فهو في الحقيقة كما هو عنده وفي اعتقاده» (23).
لقد استشعر علماءُ الإسلام خطرَ هذه الفكرة السوفسطائية الفلسفية، والتي تَخلط الحقَّ بالباطل، وتزرع الشكَّ في عقائدِ المسلمين، وتساوي بين الإسلام وغيره من الديانات المحرَّفة والباطلة بدعوى التماس الحقيقة.
لا سيما وأنَّ هناك من المنحرفين من يَزرع هذه الفكرة وينشرها؛ وعلى رأسهم غُلاة المتصوِّفة أهل وحدة الوجود، ممن يقول قائلهم؛ وهو ابن عربي: " فإياك أن تتقيد بعقد مخصوص وتكفر بما سواه فيفوتك خير كثير، بل يفوتك الأمر على ما هو عليه، فكن في نفسك هيولى لصور المعتقدات كلها؛ فإن الله تعالى أوسع وأعظم من أن يحصره عقد دون عقد " (ابن عربي، سميح الزين، ص101) (24).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ردَّ عليهم الإمام ابن حزم - رحمه الله - في كتابه " الفصل في الملل والأهواء والنحل "، والمهم منه الرد على فرقة " العِندية " لكونها الفرقةُ التي يُقلِّدها دعاةُ النسبية. قال رحمه الله: «ويقال - وبالله التوفيق - لمن قال هي حقٌ عند من هي عنده حق، وهي باطلٌ عند من هي عنده باطل: إن الشيء لا يكون باعتقاد من اعتقد أنه حق، كما أنه لا يبطل باعتقاد من اعتقد أنه باطل، وإنما يكون الشيء حقاً بكونه موجوداً ثابتاً، سواء اعتُقد أنه حق، أو اعتقد أنه باطل. ولو كان غير هذا لكان معدوماً موجوداً في حال واحد في ذاته، وهذا عين المحال.
وإذا أقروا بأن الأشياء حق عند من هي عنده حق، فمن جملة تلك الأشياء التي تُعتَقد أنها حق عند من يعتقد أن الأشياء حق بطلانُ قولِ من قال إن الحقائق باطلة، وهم قد أقروا أن الأشياء حق عند من هي عنده حق. وبطلان قولهم من جملة تلك الأشياء، فقد أقروا بأن بطلان قولهم حق!!، مع أن هذه الأقوال لا سبيل إلى أن يعتقدها ذو عقل البتة، إذ حسُّه يشهد بخلافها. وإنما يمكن أن يلجأ إليها بعض المتنطِّعين على سبيل الشغب. وبالله تعالى التوفيق» (25).
وقال الموفَّق ابن قدامة - رحمه الله - رادَّاً على من نُقل عنه مثلَ هذا القول من العلماء: «وقول العنبري: "كل مجتهد مصيب". إن أراد أن ما اعتقده فهو على ما اعتقده، فمحال؛ إذ كيف يكون قدم العالم وحدوثه حقاً، وتصديق الرسول وتكذيبه، ووجود الشيء ونفيه، وهذه أمور ذاتية لا تتبع الاعتقاد، بل الاعتقاد يتبعها. فهذا شر من مذهب الجاحظ، بل شر من مذهب السوفسطائية؛ فإنهم نفوا حقائق الأشياء، وهذا أثبتها وجعلها تابعة للمعتقدات» (26).
وقال - أيضًا -: «قال بعض أهل العلم: هذا المذهب أوله سفسطة، وآخره زندقة؛ لأنه في الابتداء يجعل الشيء ونقيضه حقاً، وبالآخرة يخير المجتهدين بين النقيضين عند تعارض الدليلين، ويختار من المذاهب ما يروق لهواه» (27).
وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: «هذا المذهب أوله سفسطة وآخره زندقة؛ يعني: أن السفسطة جعل الحقائق تتبع العقائد كما قدمناه ... وأما كون آخره زندقة فلأنه يرفع الأمر والنهي والإيجاب والتحريم والوعيد في هذه الأحكام، ويبقى الإنسان إن شاء أن يوجب وإن شاء أن يحرم، وتستوي الاعتقادات والأفعال؛ وهذا كفر وزندقة» (28).
وقد تحدَّث عنهم الإمامُ ابن الجوزي - رحمه الله - في " تلبيس إبليس " قائلا: «قال النوبختي: قد زعمت فرقة من المتجاهلين أنه ليس للأشياء حقيقة واحدة في نفسها، بل حقيقتها عند كل قوم على حسب ما يعتقد فيها، فإن العسل يجده صاحب المرة الصفراء مراً، ويجده غيره حلواً. قالوا وكذلك العالم هو قديم عند من اعتقد قدمه، محدث عند من اعتقد حدوثه، واللون جسم عند من اعتقده جسماً، وعرض عند من اعتقده عرضاً. وهؤلاء من جنس السوفسطائية؛ فيقال لهم: أقولكم صحيح؟ فسيقولون: هو صحيح عندنا، باطل عند خصمنا. قلنا: دعواكم صحة قولكم مردودة، وإقراركم بأن مذهبكم عند خصمكم باطل شاهد عليكم! ومن شهد على قوله بالبطلان من وجه فقد كفى خصمه بتبيين فساد مذهبه» (29).
ويقول العلامة الشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله -: «أعظم الناس انحرافاً عنهما – أي الكتاب والسنّة - ملاحدة الفلاسفة، و زنادقة الدهريين، وهم أكبر أعداء الرسل، في كل زمان ومكان .. »، ثم بين رحمه الله أنهم أصّلوا أصولاً ووضعوا قواعد من عند أنفسهم زادت انحرافهم انحرافاً فقال: «أعظمها - أي هذه الأصول - أصلٌ خبيثٌ منقولٌ عن معلّمهم الأول (أرسطو) اليوناني المعروف بالإلحادِ والجحد لرَبِ العالمين والكفرِ به وبكتبه ورسله، وهذا الأصل الذي تفرع عنه ضلالهم: أنه من أراد الشروع في المعارف الإلهية، فليمحُ من قلبه جميع العلوم والاعتقادات، وليسع في إزالتها من قلبه، بحسب مقدوره، وليشك في الأشياء، ثم ليكتفِ بعقله، وخياله ورأيه» (30).
ثالثاً / " نسبية الحقيقة " في الفكر الليبرالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومبدأ " نسبية الحقيقة " في الفكر الليبرالي، قائمٌ على أساسها العَام الذي هو (الحرية)، فإنَّ إشكالية هذا الفكر قبول التلوُّن والتعدد الصوري، فهو قائم على عدم الجزم والقطع، وهذه مهمة الفيلسوف الليبرالي في حل المشكلات، يقول (رسل): «إن الفيلسوف الليبرالي لا يقول: هذا حق، بل يقول في مثل هذه الظروف: يبدو لي أن هذا الرأي أصح من غيره» (31).
ويعتقد الليبراليون أن توسيعَ الخلاف، والتعدديةُ في الآراءِ والأفكار ظاهرةٌ إيجابيةٌ تنمِّي الفِكَر، وتقوِّي الرأي، وتُظهر الإبداع. ومن لوازم حريةِ الفكر عندهم: اعتقاد عدم امتلاك (الحرية المطلقة)؛ لأن دعوى امتلاكِ هذه الحقائق يمنع من التفكير الحُر، فالإيمانُ المطلق الذي لا يعتريهِ أدنى شَكٍ لا يتوافق مع الفكر الليبرالي الذي لا يبني عقيدةً محددةً يقينية؛ لأن ذلك يُناقض حريةَ الفِكر والمناقشة حَسْبَ وجهةِ نظرهم (32).
يقول الكاتب يوسف أبا الخيل متحدثاً عن (مُسلَّمة) تفرضها الضرورة المنطقية: «ألا وهي مفهوم أو فلسفة (نسبية الحقيقة) التي تعني أن الحقيقة بما هي (كل مطلق متعال) فالفرد إزاءها لا يملك فيما يملكه من معارف ومعتقدات ومشارب وآراء واتجاهات فكرية إلا جزءاً من هذه الحقيقة الكلية التي تتعدد جزئياتها ومفرداتها بتعدد زوايا النظر للموضوع المراد بحثه، هذا الجزء من الحقيقة الذي يملكه الفرد قد يماثل أو يقل أو يزيد عما يملكه الآخر المختلف، ولكنه في النهاية يظل جزءاً يزيده ويثريه ولا يلغيه» (33).
ويقول محمد بن علي المحمود: «رفع الوصاية عن الفرد، ومنحه حريته، وتهيئة البيئة الحرة التي تطلق مكنونات طاقته الخلاقة من عقالها، كل ذلك تمنحه الليبرالية للمجتمع الليبرالي، مجتمعات وأفرادا» (34).
* أقوال بعض الكتَّاب الليبراليين حول " نسبية الحقيقة ".
يقول تركي الحمد: «لن تكون متقدماً أو صاحب أمل في التقدم؛ إذا قبلت الرأي على أنه حقيقة، والحقيقة على أنها مطلقة وليست نسبية» (من هنا يبدأ التغيير، تركي الحمد، ص 347).
ويقول الكاتب يوسف أبا الخيل في سياق حديثه عن السبيلِ الأمثل لمكافحةِ ما سمَّاهُ بـ" الرؤية الحادة الإقصائية ": « .. ولذا فمن أجل حصره في زاوية التعرية لأهدافه وما يتطلع إليه من إجهاض لأية بارقة أمل من التطور، فلا يجب إشعاره أننا نسعى لإحلال صوت إقصائي آخر بديل له، بل بدلاً من ذلك يجب أن تكون آلية الحراك التي نبشر بها تحمل مزيداً من إفساح المجال لكافة الآراء بما فيها صوت ذلك التيار ما دام ملتزماً بشروط الاجتماع البشري، التي يأتي على رأسها الإيمان بأن للآخرين ذات الحق التي له في إبداء الآراء والتماهي مع يترتب عليها من معتقدات، وما دام ملتزماً بإعطاء الفرصة للآخرين - وإن لم يكن مقتنعاً بذلك - ليدلوا بدلوهم في الشأن الاجتماعي كافة، وإشعاره أن زمن احتكار الحقيقة - بما فيها الحقيقة الدينية - قد ولى زمانه وليس ثمة طريق آخر إلا مشاركة الآخرين وفقاً لنسبية الحقيقة التي يمسك كل طرف بجزء من خيطها .. » (35).
ويقول أبا الخيل حول التسَامح بين الثقافتين الأوروبية والعربية: «تباين التأصيل الفلسفي لمفهوم التسامح بين الثقافتين الغربية والعربية كان له أثره الكبير على الواقع السوسيولوجي والأبستومولوجي بين الثقافتين، ومن ثم امتد أثره إلى جميع مناحي الحياة الأخرى لكل جانب.
فبفضلها استطاعت أوروبا أن تخرج من آحاديتها المظلمة وما ترتب عليها من أوضاع خاصة تلك الحروب الدينية المرعبة في القرنين السادس عشر والسابع عشر التي تسببت فيها الأورثوذكسية الكاثوليكية التي قامت على تسنين عقيدة واحدة لا يسمح لأحد كائنا من كان بالاتصال بالله تعالى خارج تعاليم أساقفتها إلى فضاء فلسفة عصر التنوير التي دشنت تأصيل مبدأ نسبية الحقيقة التي يقر فيها الفرد أنه لا يملك (إن ملك) إلا جزءا بسيطا من الحقيقة يماثل ربما ما يملكه الفرد الآخر أو يزيد أو ينقص ولكنه يظل نسبياً ومن ثم فقبول هذا الآخر لم يعد مجرد زخرف من القول أو مجرد مفردة كرم يتفضل بها فرد على آخر» (36).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول: «هذه النظرة الإقصائية تأتي بلا شك نتيجة حتمية لتربية طويلة على اعتبار قول وحيد ووسمه بالطابع الشمولي القاطع بحقيقته ويقينيته بلا اعتبار لأية أقوال أو مذاهب أخرى في المسألة المطروحة للبحث إلا باعتبارها ضالة عن الطريق السوي أو مبتدعة في حال التلطف مع أصحابها، لو أننا أشعنا في مرافئ ثقافتنا على اختلاف أنواعها مبدأ نسبية الحقيقة في الأقوال والأعمال والتخريجات والتفسيرات لما كانت هذه حال قطاع كبير ممن يقتاتون على ثقافتنا ويدعون الأحقية بتمثيلها» (37).
ويقول منتقداً (الثوابت) تحت مسمَّى (النظام المعرفي) داعياً إلى استحضار الشَكِّ أمام العقل الناقد بدعوى (نسبية الحقيقة): «يعرف النظام المعرفي (الإيبيستيمولوجيا) بأنه الطريقة أو الآلية أو النظام التي يستقي بها مجتمع ما أو لنقل ثقافة ما النظرة للكون والحياة والعلاقات الفيزيقية والميتافيزيقة بشكل عام.
ولكل ثقافة معينة نظام معرفي خاص بها، وتكاد أن توصف به الحضارة المؤسسة على تلك الثقافة، فيقال مثلاً للحضارة العربية بأنها (حضارة النص) بينما توصف الحضارة اليونانية بأنها (حضارة العقل) وهكذا، وعلى ذلك فإذا كانت الحضارة الإسلامية تتميز بأنها حضارة نص فذلك يعني أنها تعتمد في نظرتها للكون والحياة والعلاقات الإنسانية والاجتماعية على ما توفره النصوص الثقافية بشكل عام سواء الدينية منها أو ما أضيف إليها من مراكمات إنتاجية (تفسيرية وتأولية واجتهادية عامة)، وبالتالي فإن نظامها المعرفي يوفر نظرة نقلية تجاه مكونات الحياة، لكنه قد لا يلقي بالاً لما قد توجبه موجبات العقل تجاه موضوع معين إذا كان يستشف منها (نظرياً على الأقل) اختلافها مع النظرة التي تُستشف من النصوص.
في الحضارة اليونانية كان النظام المعرفي السائد فيها هو النظام البرهاني القائم على فحص مكونات الأمر المعروض للبحث، ومن ثم الحكم عليه أو فيه من زاوية عقلانية بحتة تعتمد النظر والتأمل ومقارنة الأشياء ببعضها وإعطاء رأي غير قاطع فيها باعتبار أن الفكر البشري قائم على الترجيح بين البدائل المتاحة مما يعطي فرصة مستمرة لعرض البديل المقترح على مشرحة النقد المستمرة بحيث يتم الاستغناء عنه عند ما يتقادم به الزمن، ويصبح غير قادر على مسايرة العصر، ميزة النظام المعرفي البرهاني أنه غير متقيد بمقيد ميتافيزيقي فهو يعمل وفق معطيات العقل، وبالتالي ففيه فرصة للخطأ والصواب، وبالتالي تتوفر المراجعة المستمرة التي تعتمد على نظام التغذية المرتدة للمعلومات ( back Feed ) ».
ثم يقول: « .. العنف ومن ثم التطرف ينتج غالباً من اعتقاد المجتمع عموماً (وهو ما يربى أفراده عليه بالطبع) بأنه مالك خطام الحقيقة المطلقة في نظرته للناس والكون والحياة عموماً، ومن ثم فلا يجد سبيلاً لأداء مهمته في الحياة سوى إجبار الناس المخالفين على عدم إهلاك أنفسهم وردهم لحياض الحقيقة المطلقة» (38).
ويقول كذلك: «إنَّ السلوك الثقافي المعاش يظل مشدوداً إلى التصنيف الثنائي المفصول بين حدوده بشكل حاد وكامل، سلوك يعتمد على تصنيف الرؤى والمعتقدات، بل وحتى وجهات النظر العابرة التي تتصل بالواقع المعاش سياسياً واقتصادياً واجتماعياً إلى ثنائية الحق والباطل، فالحق ما نحمله وندين به، والباطل ما يدين به أو يعتقد به مخالفنا، وتبعاً لذلك يتم تصنيف الناس إلى متبعين ومبتدعين، وإلى ملتزمين وغير ملتزمين، وإلى ضُلاَّل ومؤمنين، وإلى عقائد صحيحة وعقائد ضالة، ليصل الإنسان المبرمج على ثقافة القطع في الحلقة الأخيرة من سلسلة العنف والإقصاء إلى تصنيف الناس إلى مسلمين وكفار، ومن ثم الوصول إلى ما يترتب على تلك الحلقة الأخيرة من ضرورة التخلص من شوائب الكفر والضلال بما فيها ممثلوه ليبقى الإسلام الخالص المتماهي معه من قبل من تبرمجوا على تلك الثقافة حاضراً وفق رؤية خاصة وتخريج خاص للإسلام، لا على أنه الإسلام نفسه كما أنزله الله تعالى على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام» (39).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يستكمل أبا الخيل حديثَه داعياً إلى نشر ثقافة الشك، فيقول: «لذا لا بد للإنسان - ولا يتأتى ذلك له للأسف غالباً إلا في العيش في جو ثقافي فلسفي - أن يشك ولو مرة واحدة، وهذا الشك لا أعني به الشك المدمر، أو الشك الدوغمائي بطبيعته، أو الشك لمجرد الشك، بل إنه شك يجد له جذوراً من داخل المنظومة الإسلامية نفسها، إذ نجد أبا حامد الغزالي يقول وهو في أوج مرحلة من حياته الفلسفية: "من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر يبقى في العمى والضلال" كما كان يقول: "الشك أولى مراتب اليقين" إنه شك يأتي بالذات من مراعاة نسبية الحقيقة على المستوى الاجتماعي والثقافي بوجه عام، شك يعطي دفعاً للشاك أن لا يتحمس أو يتمعر وجهه أو تنتفخ أوداجه عندما يتعايش مع من يخالفه توجهاته، إذ إن هذا الشك يتيح لذلك الإنسان الشاك استحضار تساؤلات من قبيل: ولماذا لا تكون وجهة نظر فلان هي الصواب؟ أو لماذا لا تكون تلك الرؤية أو ذلك التأويل أو التفسير أو التخريج لذلك الفرد أو الجماعة أو الفرقة تحمل على الأقل شيئاً من الصحة في باطنها؟ ولماذا مثلاً لا تكون الرؤية التي أحملها أو تلك التي حُمِّلتها ليست قاطعة ويشوبها الشك وعدم اليقين؟ في مثل ذلك الجو الثقافي المشبع والمربى على نسبية الحقيقة - النظرية على الأقل - لا يملك الإنسان إلا أن يكون متسامحاً مع غيره؛ لأنه لا يحمل اليقين على قطعية ما تناهى إليه نظره، وما برمجته عليه ثقافته طوال عمره» (40).
ويقول عبدالله بن بجاد العتيبي مقرراً ذات المبدأ: «إذًا فلا بد كمنطلق لعملية التنوير والإصلاح أن يدخل الشك في آلية العقل العربي الإسلامي الحالي أن يشك في قضية جوهرية "هل هو قادر على العمل الآن؟ هل آلياته ومناهجه ومنظومته المعرفية صالحة للتعامل مع الزمن الراهن» (41).
أما إبراهيم البليهي فيرى أنَّ (نسبية الحقيقة) هي من الأمور البدهية، فيقول: «من البدهي أنه لا يوجد إنسان يمتلك كل الحقائق امتلاكاً كاملاً، وإنما يتمسك كل فرد بما يظنه كذلك فينتقي من النصوص والبراهين والمواقف والأحداث ما يُقنع به ذاته ويستمر على انتقائيته، حتى تضطره المواقف المغايرة الضاغطة في أن يعيد فحص أفكاره، فإذا وضع كل طرف أفكاره تحت مجاهر التحليل اقترب الجميع من لب الحقيقة تحت أضواء المكاشفة الاضطرارية المتبادلة» (42).
ويقول الكاتب يوسف أبا الخيل: «فإن المتعصب عندما يقوم بإدراك موضوع ما (رؤية عقدية مثلا) إدراكاً إيجابياً متعاطفاً معها فإنه لا يأخذها على أنها مجرد أحد المعطيات النسبية للحياة الإنسانية، أو أنها مجرد رأي ينضاف إلى آراء أخرى عديدة لكل منها الحق في خوض غمار تأويله الخاص لذلك الموضوع المثار، لا بل إنه حينما يدركها إدراكاً إيجابياً محباً فسينظر إليها باعتبارها حقيقة وحيدة كاملة ناصعة البيان دامغة الحجة لا تضاهيها حقيقة أخرى في تماهيها مع المطلق، أما عندما يدركها في جانبها السلبي (رؤى الآخرين المخالفة) فسيراها ثاويةً في أقصى يسار الحقيقة عارية من كل ما يمت إليها بصلة، متفاصلة مع كل ما يتصل بالخير أو الجمال أو الفاعلية أو الإبداع الإنساني مفاصلة نهائية لا رجعة فيها، ويترتب على تلك النظرة (اللاواعية) أنه سيعتبر كل من يشاركه الإدراك بجانبيه (الإيجابي تجاه رؤيته المذهبية والسلبي تجاه رؤى الآخرين) فهو السعيد سعادة لن يشقى بعدها أبدا، بنفس الوقت الذي يرى فيه كل من لا يشاركه إدراكه ذلك على أنه هالك لا محالة» (43).
ويقول - أيضاً -: «يأتي التعصب الديني كما المذهبي على رأس الأسباب التي تهوي بالإنسان سريعاً إلى مرحلة الوحشية البشرية التي تحدث عنها هوبز، إذ أن هذا التعصب يتخلق بداية في رحم آحادية الفكر الناتج من انعدام التعددية الفكرية والدينية، مما يؤدي إلى قناعة الإنسان بأن دينه أو مذهبه هو الوحيد المتوافر على كلية الحقيقة وما سواه من الأديان أو المذاهب فلا تمتلك ذرة يقين أو حقيقة، وهذه هي البذرة الأولى للعنف، أما سقيا هذه البذرة فيأتي من اليقين التام الذي يتوافر عليه الإنسان الآحادي جراء انعدام فضيلة "نسبية الحقيقة" بأن عليه واجب إدخال الآخرين في حمى يقين دينه أو مذهبه، ولكن لأن من يخالفونه دينه أو مذهبه كُثُر ولا طاقة له بالتالي بهدايتهم ولأن معظمهم مرتدون
(يُتْبَعُ)
(/)
عن الإسلام في نظره فلا عذر له عند ربه سوى إزهاق أرواحهم لزفهم إلى نار جهنم وبئس المصير» (44).
ويقول محمد المحمود: «تحرير وعي الأفراد ومن ثم إرادتهم كفيل بتحرير وعي الإنسان- المجتمعي. فضلا عن كوننا لا نمتلك تغيير المجتمعي إلا من خلال الفردي، أي خضوع لشروط الواقع، وخضوعا لشرط الصوابية النسبية التي نرتادها» (45).
* رابعاً / انتشار القول بالنسبية:
إنَّ هذه الفلسفة النسبية منتشرةٌ في الثقافةِ الليبرالية بشكلٍ عام، وفي الفكرِ الغربي المعَاصر تحديداً، وهي تظهر في رفضِ الإله، ورد الثوابت والأنظمة والقوانين، وإنكار الحقيقة المطلقة. وقد أدَّت هذه الفلسفةُ إلى انتشار الأمراض المعرفية، والأخلاقية، والسلوكية وغيرها.
فمبدأ: (كلُّ فرد على حق) أو (لا توجد حقيقة مطلقة) أو (هذا حق عندك وليس عندي) وعبارات أخرى غير منطقية تحمل ذات المعنى؛ المقصود منها تسويغُ أعمال الشر وإعطائها نوعاً من القبول الذاتي والاجتماعي، بدعوى الحرية التي يقوم عليها منهج الليبرالية.
ويمكن أن نتساءل: لماذا اكتسبت النسبيةُ مكانةً رفيعةً لدى بعض أربابَ المجتمع الحديث؟
إذا نظرنا إلى الوَاقع وجدنا أن هناك بعض العَوامل التي ساهمت في قبول النسبيةِ وانتشارها، ومنها:
1. النجاحُ العملي الذي زاد في اعتقاد فكرة أن الإجابات الحقيقية توجد في العِلم. لذا يعتقد البعض من الناس أن ما يقوله العلماء - مهما يكن ذلك القول - هو صحيح. وإذا لم يستطع العلم أن يجد جواباً لشيء ما فإنه ببساطة ستُكتشف الحقيقةُ لاحقاً. فالناس يؤمنون بالعِلم والمطلق فقط فيما نعرفه الآن. والذي ربما يكون غير حقيقي لاحقاً. وهذا يُقَوِّض الحقيقةَ المطلقة.
2. مع القَبول الواسع لنظريةِ التطور، فالإله أُزيح بعيداً خارجَ المنظومة الفكرية، وبدون اعتقادِ وجود الإله المقرِّر للحقيقة والباطل؛ فإن الإنسانَ سيكون بديلاً عن الإله ويقرر ما هو الحق وما هو الباطل.
3. مواجهة الثقافات المتنوعة والمتفاوتة، فهذه المواجهة تجعلنا أكثرُ انسجاماً وقبولاً لفكرة وجود أكثر من طريقٍ لعمل شيء ما. والإيمانُ بتعدد الثقافات لا يشترط ببطلان هذه الفكرة لكنه يعمل على تقويض أو إنكار الحقيقة المطلقة.
4. زيادةُ الفلاسفةُ النسبيين، وخصوصاً المنتمين إلى حركةِ العصر الجديد الذين يقولون: إنه لا يوجد حقيقَة مُطلقة، وأنَّ كل شيءٍ بإمكانه أن يخلق واقعه.
5. التحرُّر من القِيَم الأخلاقية، والقيودِ الاجتماعية، فالنسبية تُقرر مذهبَ: دعه يعمل ما يشاء. (46).
«وقد وجدتُ شبهةَ (نسبية الحق) هذه مؤثرة حتى في بعض الشباب المتدينين. قال لي أحدهم: إذا كنا نحن نرى أنفسنا على حق فهم أيضاً يرون أنهم على حق. قلت له: وماذا في هذا؟ إن الحق واحد، سواء كان متعلقاً بدين أو بدنيا؛ لأنه وصف لواقع ولا يمكن أن يكون الواقع على صفتين متضادتين» (47).
* خامساً / نقض القول بـ" نسبية الحقيقة ":
لا يمكن لأيِّ مجتمعٍ أن يعيشَ بلا حقائقَ مطلقة مشتركة بين أفراده، فبدون الحقيقةِ المُطلقة سيُنشأ الصِّراع، ويتولَّد النزاع، وتتَصادمُ الآراء، ويحدثُ الشَّرخ الاجتماعي، والتمزق الثقافي، وبالتالي سقوط المجتمع أو ضعفه على أقل الأحوال.
إن من الأمور الطبيعية حدوثُ اختلافٍ في تقييم الأمور وكيفيةِ التعامل معها، ولكن يظل هذا الاختلاف والتفاوت تحتَ مظلةٍ عامة متفق عليها، «فقد يختلف الآباء في تربية أبنائهم ولكنهم في الغالب يتجهون إلى نفس الهدف. فالحقيقة العامة متفق عليها ولكن الأساليب في التعامل مع هذه الحقيقة قد يختلف.
إن الحقائق المطلقة كثيرة جداً لا يستطيع العقل أن يردها وهي تشهد على زيف النسبية فمن ذلك أن الإنسان لا يوجد نفسه من العدم فهذه حقيقة مطلقة» (48).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن «هذه المقولات التي تقرّر بأنه لا أحد يحتكر الحقيقة ليست صواباً بإطلاق، ولا خطأً بإطلاق، بل فيها نسبة من الخطأ وأخرى من الصواب، إلا أن نسبةَ الخطأ فيها كافيةٌ لنقض أصل الإيمان؛ لأن أصول الإيمان مبنية على القطعية واليقين، فأنت إن لم تقطع يقيناً بصحة توحيدك لله فلست بمؤمن في شريعة الله، وأنت إن لم توقن يقيناً لا ظن فيه فضلاً عن الشك بأن الله فرد صمدٌ لا شريك له في ملكه وخلقه فلست بمؤمن في دين الله، وإن أنت لم توقن يقيناً لا تردد فيه بأن القرآن معصوم من التحريف والتبديل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والرسل، وأن الوحي قد انقطع بموته فلست بمؤمن في دين الله، وقلْ مثل ذلك فيما سوى هذا وذاك من أصول الدين وقطعياته» (49).
وإن القول بـ" نسبية الحقيقة " «يفضي إلى المساواة بين قطعيات الشريعة وظنياتها، ومن ثَمَّ تصبح أركان الإيمان مما يسع فيه الخلاف، فتخرج بذلك عن دائرة الثوابت القطعية، كما أن في العمل بإطلاقها منافاةً لمقتضى الإيمان؛ إذ مقتضاه التصديقُ التامُ، واليقينُ المطلق بأركان الإيمان وأصول العقيدة، وآيات القرآن تغذي في أهله الشعورَ بامتلاكهم للحقيقة المطلقة، وأنهم على الحق المبين إلى درجة اليقين، وأن غيرهم مبطلون يتبعون باطلاً؛ كقوله: " فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ " [النمل: 79]، " وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ " [فاطر: 31]، وقوله تعالى: " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [آل عمران: 85]، ولا يجوز لمثلِ هذه العقيدة المبنيَّة على اليقين المُطلق أن تخضع للمساوماتِ والمداهنات؛ فمجرد الشك بأنها هي الحق، أو أن غيرَها من ملل الكفر قد يكون هو الحق، أو هو حق مثلها؛ لهو خطرٌ يزلزل الإيمان من أصوله، " فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ " [يونس:94]» (50).
قال الإمام الشاطبي - رحمه الله - في موافقاته: «الشريعة كلها ترجع إلى قول واحد في فروعها وإن كثر الخلاف، كما أنها في أصولها كذلك. ولا يصلح فيها غير ذلك» (51).
وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: «الدليل أن الحق في جهة واحدة: الكتاب والسنّة والإجماع» (52).
وقد ذكر الإجماع على ذلك العلامة الشوكاني رحمه الله في كتابه إرشاد الفحول (53).
ولو لم يكن ثمةَ حقيقة مطلقة يمتلكها أحدٌ فيحتكر فيها الصواب؛ لكان أمرُ اللهِ بلزوم الحقِّ واتِّباعه عبثاً لا معنى له؛ لأنه على ضَوءِ هذا المبدأ حقٌ لا وجود له إلا في الذِّهن، وأما في الواقع فهو نسبيٌ يصح أن يكون حقاً في عقلٍ، باطلاً في عقل آخر!، والله تعالى يقول: " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " [الأنعام: 153] ولنتساءلْ: أين هذا الصراطُ المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه إذا كانت الحقيقة نسبية؟!، وأين هي تلك السبل الضالة التي حذرنا من اتباعها إذا كانت الحالة كذلك؟!.
ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: " فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [البقرة: 213]، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: «قال الربيع بن أنس: " فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ " أي: عند الاختلاف، أنهم كانوا على ما جاءت به الرسل عند الاختلاف» (54).
ثم إنه لو كانت الحقائقُ كلُّها نسبيةً، ليس فيها شيءٌ مطلقٌ لا يصح لأحدٍ أن يحتكر الصواب فيها؛ لما جاز أن يُهلِك اللهُ سبحانه الأممَ السابقة على تكذيب رُسلها؛ ولو كانت الحقائق كلها نسبيةً ليس فيها قطعيٌ يقينيٌ لما جاهد النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكفارَ على أصول الإيمان، ولعذرهم على مخالفتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
«ألم يأمر الله موسى ويحيى عليهما الصلاة والسلام أن يأخذا الكتاب بقوة، والذي لا يتحقق إلا بالتصديق اليقيني والإيمان القطعي بما فيه من الأحكام القطعية: " وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ " [الأعراف: 145]، " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ " [مريم: 12]» (55).
وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما: ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر)) قال الإمام ابن قدامة - رحمه الله - مبيناً هذا الحديث: «إن المجتهد يكلف إصابة الحكم، وإنما لكل مسألة حكم معين يعلمه الله، كلف بالمجتهد طلبه، فإن اجتهد فأصابه كان له أجران وإن أخطأه فله أجر على اجتهاده، وهو مخطئ، وإثم الخطأ محطوطٌ عنه» (56).
وقد بيَّن شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن الحقَّ في حقيقةِ الحال واحدٌ لا يتعدد، ولكن لذلك تفصيل، ملخصه: أن المجتهد في الأمور الاجتهادية الظنّية إن أخطأ حكم الله فهو مصيب من جهة ومخطئ من جهة أخرى، وله أجرٌ على اجتهاده كما نص عليه الحديث. فهو مصيب باجتهاده وبذله الوسع في الوصول للحكم الشرعي؛ وذلك لكونه بذل ما أمر الله به، فالحكم الذي وصل إليه باجتهاده وجب عليه فعله شرعاً، ولا يأثم بعدم موافقة حكم الله وذلك لاجتهاده، وإن كان هو في نفس الأمر مخطئ في إصابة حكم الله الذي يعلمه الله، والذي هو واحد في قول المجتهدين لا يتعدد. ومتى علم وتبين له من الشرع ما ينقض اجتهاده أثم بالإعراض عنه وعدم العمل به (57).
لذلك لابد من تخصيص عموم هذا المبدأ (نسبية الحقيقة) بأن يُستثنى من عمومه أصولُ الدين، وقطعياتُ الشريعة، وهي: كل ما جاء في الكتاب والسنة قطعيَ الثبوت قطعيَ الدلالة، مما لا يحتمل تأويلاً.
وتبقى المقولة بعد ذلك صحيحةً في ظنيَّات الشريعة مما يحتمل التأويل ويَسُوغ فيه الاجتهاد واختلف فيه العلماء، وهذه هي التي عناها الإمامُ الشافعي - رحمه الله - بقوله: " قولي صوابٌ يحتمل الخطأ، وقولُ غيري خطأٌ يحتمل الصواب ".
ومثل هذه الأمور الظنية لا تحتمل القطعية في التصويب والتخطئة، ولا يجوز أن يكفّر فيها المخالف، ولا أن يتهم بسببها في ديانته وأمانته، ولا يجوز أن يُستحل فيها عرضه، أو يُنتقصَ من كرامته وحقوقِه، فضلاً عن استحلال دمه.
وقد خالف بعضهم قولَ سلفِ الأمة فقالوا: إن الحق يتعدد، وهو تابع لاجتهاد المجتهد، فما أدَّى إليه اجتهادُه فهو الحقُّ في الأصول والفروع، وبعضُهم حَصَر تعدد الحق في الفروع دون الأصول.
وهذا القول نقضه أئمةُ الدين، وأعلام الملّة، وعلماء الشريعة، وردوه بالنصوص الشرعية، قال العلامة الشوكاني - رحمه الله -: «من قال إن كل مجتهد مصيب، وجعل الحق متعدداً بتعدد المجتهدين، فقد أخطأ خطأً بيناً، وخالف الصواب مخالفة ظاهرةً» (58).
وقال أيضاً - رحمه الله -: «وما أشنع ما قاله هؤلاء الجاعلون حكم الله متعدداً بتعدد المجتهدين، تابعاً لما يصدر عنهم من اجتهاد، فإن هذه المقالة مع كونها مخالفة للأدب مع الله عزّ وجلّ ومع شريعته المطهّرة؛ هي أيضاً صادرةٌ عن محض الرأي الذي لم يشهد له دليل، ولا عضدته شبهةٌ تقبلها العقول، وهي أيضاً مخالفة لإجماع الأمة، سلفها وخلفها» (59).
وقد ساق الشوكاني - رحمه الله - كلاماً للقاضي يردُّ فيه على مقالةٍ للعنبري والجاحظ، حيث نُقل عنهما القولُ بتعدد الحقِّ في الأصول والفروع: «إن أردتما بذلك مطابقة الاعتقاد للمعتقد؛ فقد خرجتما من حيّز العقلاء، وانخرطتما في سلك الأنعام، وإن أردتم الخروج من عهدة التكليف ونفي الحرج - كما نُقل عن الجاحظ - فالبراهين العقلية من الكتاب والسنّة والإجماع الخارجة عن حدِّ الحصر ترد هذه المقالة» (60).
وقال ابن قدامة - رحمه الله - راداً على ما ساقه الغزالي في المستصفى من قولِ الجاحظ برفع الإثم عمَّن اجتهد فأخطأ في الأصول: «أما ما ذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا، وكفر بالله تعالى» (61).
وهذا القول - أي القول بتعدد الحق - قولُ كثيرٍ من أهل الكلام وأهل البدع، وبهذا نعلم أن الحقَّ واحدٌ لا يتعدد في الأصول والفروع على ما سبق ذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً فإنَّ التسليم بمبدأ (نسبية الحقيقة)، وأن الحقيقةَ المطلقة لا يملكها أحدٌ، وأن الحقائق التي يؤمن بها البشر نسبيةٌ محتملةٌ للخطأ كاحتمالها للصواب على سواء، لهو تسليم يناقض أصول الدين الحنيف، وقواعد الشرع المطهر، وأدلة الوحي الكريم.
وبالنظر إلى مبدأ " نسبية الحقيقة " في الفكر الليبرالي نجده يَغرق في تناقضاتٍ عديدة، منها:
1. إذا كانت الحقيقةُ نسبيةٌّ؛ فإن عبارة "كل حقيقة نسبية" تعتبر عبارة مطلقة، والنسبيةُ ترفض المطلق، فالعبارة متناقضة في ذاتها، وعليه فإن مبدأ "كل حقيقة نسبية" باطل.
وكذا فإن القول بـ"نسبية الحقيقة" يرفضه الواقع، فهناك حقائق كثيرة مطلقة لا تحمل النسبية اتفاقاً، فالشمس محرقة، والسماء فوقنا، والإنسان ناطق نامي وغير ذلك من الحقائق التي يصعب حصرها.
2. أن ما كان حقاً لديك ليس حقاً لدي: فالحق لدي أن النسبية باطلة، فإذا قلت لي: لا، هذا ليس صحيحاً. فهذا يلغي المبدأ الذي قررتْه النسبية، وعليه فإن النسبية باطلة.
وإذا قلتَ: نعم. وأقررت بقولي، فالنسبية باطلة.
وإذا قلتَ: إن ذلك حقاً عندي فقط أن النسبية باطلة، فإن هذا يعني أنني أعتقد ببطلان النسبية، وإذا كان اعتقادي صحيحاً، فكيف يمكن أن تكون النسبية صحيحة.
3. أنه ما مِن أحد يستطيع أن يعرف أي شيء من غير شك: فإذا كان هذا صحيحاً، فإننا نعرف أننا لا نستطيع أن نعرف أي شيء من غير شك، فبالتالي معرفتنا هنا مطلقة وهذا دحض ذاتي.
4. النسبية لا تقدر على إنكار ما يتناقض مع الحقيقة ذاتها. فالنسبية تحمل التناقض الذاتي، فالكل لديه الحقيقة فلا ينبغي أن يكون هناك إقناع الآخرين بما تحمله أنت من أفكار ومعتقدات فما تراه حقيقة لا يحق لك أن تقنعهم حتى يروا أن ما لديك هو الحقيقة. (62)
ختاماً: يقول العلاَّمة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -: «كثر على ألسنةِ بعض الكتَّاب أنه لا تجوز تخطئة المخالف، وأنه يجب احترام الرأي الآخر، وأنه لا يجوز الجزم بأن الصواب مع أحد المختلفين دون الآخر.
وهذا القول ليس على إطلاقه؛ لأنه يلزم عليه أن جميع المخالفين لأهل السنة والجماعة على صواب ولا تجوز تخطئتهم، وهذا تضليل؛ لأنه يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم: ((وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قيل: مَن هي يا رسول الله؟ قال: هم مَن كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)).
ويلزم على هذا القول أيضاً أن المخالف للدليل في مسائل الاجتهاد لا يقال له مخطئ، ولا يُرَدُّ عليه، وهذا يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم: ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران. وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد))؛ فدل على أنَّ أحدَ المجتهدين المختلفين مخطئ، لكن له أجرًا على اجتهاده ولا يُتابع عليه؛ لأن اجتهاده خالف الدليل، وإنما يصحُّ اعتبار هذا القول، وهو عدم الجزم بتخطئة المخالف، في المسائل الاجتهادية التي لم يتبين فيها الدليل مع أحد المختلفين، وهو ما يعبر عنه بقولهم: " لا إنكار في مسائل الاجتهاد "، و " الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد "، وهذا من اختصاص أهل العلم وليس من حق المثقفين والمفكرين الذين ليس عندهم تخصص في معرفة مواضع الاجتهاد وقواعد الاستدلال أن يتكلموا ويكتبوا فيه.
ولو كان لا يُخَطَّأ أحدٌ من أصحاب الأقوال والمذاهبِ لكانت كتب الردود والمعارضات التي ردَّ بها العلماء على المخالفين كلها مرفوضة، ولما كان لقوله تعالى: " فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ " [النساء: 59] فائدة ولا مدلول؛ لأنه لا تجوز تخطئة المخالف، وهذا لازم باطل؛ فالملزوم باطل ... وقد ردّ الله - سبحانه وتعالى - على أهل الضلال في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، وشرع لنا الردّ عليهم؛ إحقاقاً للحق، وإزهاقاً للباطل. ولولا ذلك لشاع الضلال في الأرض، وخفي الحق، وصار المعروف منكراً، والمنكر معروفاً» (63).
وفقنا الله للحق، ووقانا شر الفتن، وجعلنا من عباده الصالحين، آمين.
المصدر: موقع الإسلام اليوم
****************************** *****************************
فهرس الحواشي
(1) سورة التين.
(2) وسيأتي بيان معناها.
(3) تاريخ الفكر الأوروبي الحديث ص 337، بواسطة: كتاب (حقيقة الليبرالية)، سليمان الخراشي.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) كتاب: (معركة الثوابت بين الإسلام والليبرالية) ص 32.
(5) انظر: المعجم الفلسفي 1/ 461، بواسطة: كتاب (حقيقة الليبرالية).
(6) انظر هذه التعريفات وغيرها في مقالة بعنوان: دعاة اللبرلة، للدكتور عبدالعزيز كامل. مجلة البيان، عدد: (219) ص 46.
(7) ( www.wikipedia.org (http://www.wikipedia.org/) ).
(8) موسوعة المورد العربية لمنير البعلبكي (2/ 1050).
(9) الموسوعة الميسرة للمعرفة والمذاهب المعاصرة، ص 78.
(10) مفهوم الحرية، عبدالله العروي، ص 39، بواسطة: كتاب (معركة الثوابت بين الإسلام والليبرالية).
(11) مقال على الشبكة بعنوان: نقض المذهب النسبي، مبارك عامر بقنة.
(12) من مقال بعنوان: (الحقيقة المطلقة) جريدة الجزيرة، د. عبدالله بن سعد العبيد، السبت 20 محرم 1430 هـ، العدد 13260.
(13) مقال على الشبكة بعنوان: الحقيقة النسبية .. أفيون العقيدة!، سامي بن عبدالعزيز الماجد.
(14) مقال على الشبكة بعنوان: نقض المذهب النسبي، مبارك عامر بقنة.
(15) مفهوم تجديد الدين، بسطامي سعيد، ص 214 - 215، بواسطة: كتاب (التطرف المسكوت عنه) للدكتور ناصر الحنيني.
(16) مجلة المجتمع، العدد 1337، بواسطة: مقال (ثقافة التلبيس9: قولهم بنسبية الحقيقة).
(17) السوفسطائية: مأخوذةٌ من السفسطة، وهي: قياس مركب من الوهميات، وهم طائفة من فلاسفة اليونان ممن ينكرون الحسيات والبدهيات، ومعناها باليوناني: (سوفا) اسم للعلم، و (اسطا) اسم للغلط، فسوفسطا: معناه علم الغلط، ومثَّلوا لإنكارهم الحسيات بَأنَّ الأحول قد يرى الواحد اثنين، والماشي يرى القمر ذاهبًا؛ وعليه فلا يجزم بَأنَّ أيهم يعرف حقاً وأيهم يريد باطلاً. انظر: التعريفات للجرجاني ص158، مجموع الفتاوى (2/ 98).
(18) الفتاوى 19/ 135.
(19) مناهج البحث عند مفكري الإسلام، ص 191، بواسطة: كتاب (التطرف المسكوت عنه).
(20) السلم في علم المنطق للأخضري، ص7.
(21) مدخل لقراءة الفكر الفلسفي عند اليونان، د. مصطفى النشار، ص70 - 71، بواسطة: كتاب (التطرف المسكوت عنه).
(22) السوفسطائيون في نظر العرب، مقال في مجلة الأزهر، م 21، ص 760 - 763، بواسطة: مقال (ثقافة التلبيس9: قولهم بنسبية الحقيقة).
(23) حاشية ابن بدران على روضة الناظر، ص 246 - 247، بواسطة: مقال (ثقافة التلبيس9: قولهم بنسبية الحقيقة).
(24) انظر: مقال (ثقافة التلبيس9: قولهم بنسبية الحقيقة).
(25) الفصل في الملل والأهواء والنحل1/ 17.
(26) روضة الناظر 3/ 981.
(27) روضة الناظر، 3/ 990.
(28) الفتاوى 19/ 144 - 145.
(29) تلبيس إبليس، ص41.
(30) الأدلة القواطع ص4، بواسطة: بحث على الشبكة بعنوان (التعددية الفكرية عند محمد بن علي المحمود) لصالح السويح.
(31) نقلاً عن: الفلسفة السياسية من أفلاطون إلى ماركس ص 93، بواسطة: كتاب (حقيقة الليبرالية).
(32) كتاب (حقيقة الليبرالية) ص56.
(33) من مقال له بعنوان: (سنة أولى حوار) جريدة الرياض، الاثنين 3 محرم 1425 هـ - 23 فبراير 2004م، العدد 13030.
(34) من مقال له بعنوان: (متطرفون في الزمن الليبرالي) جريدة الرياض، الخميس 14 جمادى الأولى 1428هـ - 31 مايو 2007م، العدد 14220.
(35) من مقال له بعنوان: (السبيل الأمثل لمكافحة التشدد) جريدة الرياض، الأحد 5 صفر 1427هـ - 5 مارس 2006 م، العدد 13768.
(36) من مقال له بعنوان: (التسامح بين الثقافتين الأوروبية والعربية) جريدة الرياض، الاثنين 8 صفر 1425هـ - 29 مارس 2004م، 1425العدد 13065.
(37) من مقال له بعنوان: (الاعتبار الإسلامي لغير المسلمين) جريدة الرياض، الأربعاء 23رمضان 1426هـ -26أكتوبر 2005م - العدد 13638.
(38) من مقال له بعنوان: (النظام المعرفي والهوية الثقافية) جريدة الرياض، الأحد 25 جمادى الآخرة 1426هـ - 31 يوليو 2005م، العدد 13551.
(39) من مقال له بعنوان: (لنشك حتى لا نقع في شر قطعياتنا) جريدة الرياض، الأحد 19 صفر 1427هـ - 19 مارس 2006م، العدد 13782.
(40) المصدر السابق.
(41) جريدة الوطن، العدد: 1727، بتاريخ: 22/ 6/2005 م.
(42) من مقال له بعنوان: (إنكار الانتقائية أحد منابع الجهل) جريدة الرياض، الأحد 26 صفر 1422هـ - 20 مايو 2001م، العدد 12018.
(يُتْبَعُ)
(/)
(43) من مقال له بعنوان: (سيكولوجية التعصب) جريدة الرياض، السبت 18 ذي القعدة 1427 هـ - 9 ديسمبر 2006م، العدد 14047.
(44) من مقال له بعنوان: (حالة الطبيعة الوحشية) جريدة الرياض، الأربعاء 10 شوال 1427هـ - 1 نوفمبر 2006م، العدد 14009.
(45) من مقال له بعنوان: (الإرادة الإنسانية .. المستقبل يصنعه الإنسان) جريدة الرياض، الخميس 9 ذي القعدة 1427هـ - 30 نوفمبر 2006م، العدد 14038.
(46) مقال: نقض المذهب النسبي، مبارك عامر بقنة، بتصرف.
(47) مقال بعنوان: (الحوار .. مجادلة جادة لا مداهنة) أ. د. جعفر شيخ إدريس، مجلة البيان العدد 190 جمادى الآخرة 1424هـ.
(48) المصدر السابق.
(49) انظر مقال على الشبكة بعنوان: (الحقيقة المطلقة)، سعود بن محمد الشويش.
(50) مقال: (الحقيقة النسبية .. أفيون العقيدة!)، سامي الماجد.
(51) الموافقات (5/ 59).
(52) روضة الناظر (3/ 982).
(53) إرشاد الفحول، ص 591، بواسطة: بحث (التعددية الفكرية عند محمد المحمود).
(54) تفسير ابن كثير (1/ 248).
(55) مقال: (الحقيقة المطلقة) للشويش.
(56) روضة الناظر (3/ 986).
(57) مجموع الفتاوى (20/ 20 - 33).
(58) إرشاد الفحول، ص590، بواسطة: بحث (التعددية الفكرية عند محمد المحمود).
(59) المرجع السابق، ص591.
(60) المرجع السابق، ص586.
(61) روضة الناظر (3/ 980).
(62) بتصرف من: مقال (نقض المذهب النسبي)، مبارك عامر بقنة.
(63) جريدة الجزيرة، العدد 11672.
****************************** ************************
فهرس المراجع
1. كتاب: (تفسير القرآن العظيم)، ابن كثير الدمشقي، المكتب الثقافي، ط1.
2. كتاب: (حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها)، سليمان بن صالح الخراشي.
3. كتاب: (معركة الثوابت بين الإسلام والليبرالية)، د. عبدالعزيز مصطفى كامل، من إصدار مجلة البيان.
4. مقال: (دعاة اللبرلة .. عقول محتلة، أم ولاءات مختلة؟) د. عبدالعزيز كامل، مجلة البيان عدد (219) ص 46.
5. موسوعة (المورد العربية)، منير البعلبكي.
6. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، بإشراف د. مانع الجهني، الناشر: دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع، ط4.
7. مقال على الشبكة بعنوان: (نقض المذهب النسبي)، مبارك عامر بقنة، موقع صيد الفوائد.
8. موقع جريدة الجزيرة.
9. موقع جريدة الرياض.
10. موقع جريدة الوطن.
11. مقال على الشبكة بعنوان: (الحقيقة النسبية .. أفيون العقيدة!)، سامي بن عبدالعزيز الماجد، موقع الإسلام اليوم.
12. النسخة الالكترونية من كتاب: (التطرف المسكوت عنه .. أصول الفكر العصراني " السعودية أنموذجاً ") د. ناصر بن يحيى الحنيني، الموقع الالكتروني للدكتور.
13. مقال بعنوان: (ثقافة التلبيس9: قولهم بنسبية الحقيقة)، سليمان الخراشي، موقع صيد الفوائد.
14. التعريفات، علي بن محمد الجرجاني، تحقيق وتعليق د. عبدالرحمن عميرة، دار عالم الكتب، ط1.
15. مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية قدّس الله روحه.
16. كتاب: (السلم في علم المنطق)، الصدر بن عبدالرحمن الأخضري، مكتبة المعارف، ط1.
17. كتاب: (الفصل في الملل والأهواء والنحل) ابن حزم الظاهري، دار إحياء التراث العربي، ط1.
18. كتاب: (روضة الناظر وجنة المناظر) ابن قدامة المقدسي، مكتبة الرشد ناشرون، ط7.
19. كتاب: (تلبيس إبليس) أبو الفرج ابن الجوزي، دار الكتب العلمية، ط1.
20. بحث على الشبكة بعنوان: (التعددية الفكرية عند محمد آل محمود)، صالح السويح.
21. مقال بعنوان: (الحوار .. مجادلة جادة لا مداهنة) أ. د. جعفر شيخ إدريس، مجلة البيان العدد (190) جمادى الآخرة 1424هـ.
22. مقال على الشبكة بعنوان: (الحقيقة المطلقة)، سعود بن محمد الشويش.
23. كتاب: (الموافقات) أبي إسحاق الشاطبي، دار ابن القيم ودار ابن عفان، ط1.
24. موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية ( www.wikipedia.org (http://www.wikipedia.org/) ).
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 07:22]ـ
بارك الله فيكم، وفي الأستاذ ياسر ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 08:36]ـ
وفيك بارك(/)
الاختلاف في الفروع الفقهية
ـ[بنت العراق]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 10:05]ـ
إن الاختلاف في الرأي واختيار البعض رأياً يخالف رأي الآخرين لم يكن وليد القرون المتأخرة بل كان وليد القرن الأول بل أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أقرا الاختلاف في الفروع بين أصحابه في عهده دون نكير، وإليكم بعض النماذج الدالة على ذلك.أ - اختلاف أبي بكر وعمر في شأن أسرى بدر فقد رأى أبو بكر الفداء ورأى عمر قتلهم، وأختار النبي _صلى الله عليه وسلم _رأي أبي بكر ولم ينكر على عمر ثم نزل القران الكريم معاتباً للنبي _صلى الله عليه وسلم _في ذلك (اختيار الفداء على القتل).ب-اختلاف الصحابة –رضي الله عنهم –في فهم المقصود من كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم-في غزوة بني قريظة، عندما قال: صلى الله عليه وسلم لا يََََََُصَلِي أحدٌ العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلي لم يرد منا ذلك فذكر للنبي _صلى الله عليه وسلم _ولم ينكر على أحدٍ منهم. ج- اختلاف عمر بن الخطاب وعمار بن ياسر _رضي الله عنهم _حينما أصبحا وقد جنبوا فلم يجدا الماء فلم يصلِ عمر وتمعك عمار بالتراب وصلى ثم اخبر النبي _صلى الله عليه وسلم_ثم قال عليه الصلاة والسلام "إنما يكفيك أن تضرب بيدك الأرض ثم تنفخ وتمسح بهُما وجهك وكفيك ".ولكن يحسن قبل ترك الكلام في هذا أن نسوق ما يدل على أن الله تعالى أقرا الاختلاف في الرأي بين نبيين من أنبيائه ولم يذم واحداً منهما وإن كان قد مدح أحدهما. قال تعالى: (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً) وذلك أن رجلين في زمان داود عليه السلام كان لأحدهما زرع وللآخر غنم فرعت الغنم الزرع فتحاكما إلى داود فحكم بالغنم لصاحب الزرع فلما خرجا قال لهما سليمان عليه السلام ما حكم بهِ داود فأخبراه بحكمه لصاحب الزرع بالغنم فقال لهما سيلمان عليه السلام بل الحكم أن يأخذ صاحب الزرع الغنم يستغلها حتى يخلف زرعه ويكون مثل القدر الذي رعته الغنم ويأخذ صاحب الغنم غنمه فكان حكم سليمان عليه السلام الأرجح ولذا مدح الله تعالى سليمان فقال سبحانه وتعالى:"ففهمناها سليمان" ولم يذم داود عليه السلام.وبعد هذا التقرير الإلهي للاختلاف في فهم الأحكام تقريراً من كتابه العزيز وتقريراً من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تطمئن النفس على أن الاختلاف في الرأي سنة كونية وسنة شرعية.وان المسائل الخلافية يجب أن تمر بردا وسلاماً لا جحيماً واستعاراً، والأمة الإسلامية بأمس الحاجة للوحدة وترك الخلاف لمواجهة تكالب أعداء الإسلام عليها والخلاف لا يُفسدْ للود قضية.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 04:30]ـ
الاختلاف في الرأي سنة كونية وسنة شرعيةبارك الله فيك، لعل الصواب هنا أن يقال: سنة كونية وابتلاء شرعي له أحكامه، لا أنه سنة شرعية، فالله لم يأمرنا بالاختلاف، ولم يشرعه لنا، بل ذمَّه في غير موضع من القرءان، إذ هو خلاف مقصد الشرع الأسمى،: الذي هو جمع الناس على صراط واحد مستقيم لا عوج فيه، وتوحيدهم على مراد الله منهم جميعا .. وذم الاختلاف في القرءان كثير كما في نحو قوله تعالى:
((وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [آل عمران: 105]
أما ما كان في نحو قوله جل وعلا: ((وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)) [يونس: 19]
ففيه تقرير لكون الخلاف سنة الكونية يبتلي الله بها العباد ثم يقضي فيما بينهم يوم القيامة، ولا يفهم منه ومما في نحوه من الآيات في كتاب الله مشروعية الخلاف نفسه!
فالله إنما أمرنا بتحري الصواب والاجتهاد في طلبه والاعتصام بحبل الله جميعا ولزوم سبيل المؤمنين، فإن اختلفنا فإما كنا صاحب أجرين وصاحب أجر واحد (للتفاوت الفطري في أفهام الناس ولزوم لحاق تلك السنة الكونية بنا مهما بذلنا واجتهدنا وأفرغنا الوسع في طلب الحق والصواب)، وإما كنا ما بين طائفتين، طائفة محقة والأخرى مبطلة، وكل مسألة بحسبها .. ولهذا الخلاف فقهه، الذي به توزن المسائل بوزنها الصحيح، فلا يبغي الناس في الخلاف ولا يظلم بعضهم بعضا ..(/)
بعد صراع مع المرض .. العلامة ابن جبرين في ذمة الله
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 11:25]ـ
الإسلام اليوم/ الرياض
انتقل إلى رحمة الله تعالى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين (عضو الإفتاء بالمملكة العربية السعودية سابقًا، وأحد أبرز كبار العلماء في العالم الإسلامي).
وعلمت شبكة "الإسلام اليوم" أنه سيتم الصلاة عليه ظهر غد الثلاثاء، الحادي والعشرين من شهر رجب، في جامع الإمام تركي بن عبدالله (الجامع الكبير) بمدينة الرياض.
وتوفي فضيلته إثر مرض عضال عانَى منه في الفترة الأخيرة، وتنقّل في علاجه بين الرياض وألمانيا، واستقرّت حالته الصحية إلى أن اقترب أجله، حيث انتكست حالته الصحية الليلة الماضية، وعلمت "الإسلام اليوم" أن الشيخ توفي في تمام الساعة الثانية من ظهر هذا اليوم الإثنين، العشرين من رجب لعام ثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة.
يذكر أنّ الشيخ ابن جبرين كان مفخرة من مفاخر علماء السنة, وعالمًا من أكابر علماء الزمن الحاضر، قصاصة من كلامه أو خطبة منه تقلب الدنيا ظهرًا على عقب, وتتلقفها القنوات الإخبارية مباشرة, وتسعى الصحافة لإبرازها والحديث عنها.
وولد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين سنة 1352هـ في إحدى قرى القويعية ونشأ في بلدة الرين وابتدأ بالتعلم في عام 1359هـ وحيث لم يكن هناك مدارس مستمرة تأخّر في إكمال الدراسة ولكنه أتقن القرآن وسنّه اثنا عشر عامًا وتعلم الكتابة وقواعد الإملاء البدائية ثُمّ ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367هـ وكان قد قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم ففي النحو على أبيه قرأ أول الآجرومية وكذا متن الرحبية في الفرائض وفي علم الحديث حفظ الأربعين النووية وبعضًا من عمدة الأحكام.
وبعد أن أكمل حفظ القرآن ابتدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جلّ القراءة عليه في كتب الحديث ابتداءً بـ «صحيح مسلم» ثم بـ «صحيح البخاري» ثم «مختصر سنن أبى داود» وبعض «سنن الترمذي» مع شرحه «تحفة الأحوذي».
وقرأ «سبل السلام شرح بلوغ المرام» كله وقرأ شرح ابن رجب على الأربعين المسمى «جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم»، وقرأ بعض «نيل الأوطار على منتقى الأخبار»، وقرأ «تفسير ابن جرير» وهو مليء بالأحاديث المسندة والآثار الموصولة، وكذا «تفسير ابن كثير» وقرأ كتاب «التوحيد الذي هو حق الله على العبيد» وأتقن حفظ أحاديثه وآثاره وأدلته، وقرأ بعض شروحه، وقرأ في الفقه الحنبلي «متن الزاد» حفظًا وقرأ معظم شرحه.
وتقلد الشيخ العديد من المناصب والأعمال أولها عندما بعث مع هيئة الدعاة إلى الحدود الشمالية للملكة أول عام 1380هـ، ثم في عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد باسم عضو إفتاء وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة وقسمة المسائل الفرضية وبحث فتاوى اللجنة الدائمة التي يناسب نشرها وقراءة البحوث المقدمة للمجلة فيما يصلح للنشر وما لا يصلح.
أما الأعمال الأخرى فقد تعيّن إمامًا في مسجد آل حماد بالرياض في شهر شوال عام 1389هـ حتى هدم المسجد وهدم الحي كله في عام 1397هـ وبعد عامين عيّن خطيبًا احتياطيًا يتولى الخطبة عند الحاجة.
وللشيخ العديد من المؤلفات، أولها البحث المقدم لنيل درجة الماجستير في عام 1390هـ «أخبار الآحاد في الحديث النبوي» وقد حصل على درجة الامتياز رغم أنه كتبه في مدة قصيرة ولم تتوفر لديه المراجع المطلوبة وقد طبع عام 1408هـ.
وفي عام 1391هـ قام بتدريس متن «لمعة الاعتقاد» لابن قُدامة لطلاب معهد إمام الدعوة العلمي وكتب عليها أسئلة وأجوبة مختصرة تتلاءم مع مقدرة أولئك الطلاب في المرحلة المتوسطة ومع ذلك فإنها مفيدة، لذلك رغب بعض الشباب القيام بطبعها فطبعت بعنوان (التعليقات على متن اللمعة) عام 1412هـ، وقام فيها الشيخ بتخريج الأحاديث التي استشهد بها ابن قدامة تخريجًا متوسطًا حسب مدارك التلاميذ. وفي عام 1399هـ سجل في كلية الشريعة لدرجة الدكتوراه واختار «تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي» وهو أشهر شروحه التي تبلغ الثلاثمائة بعد «المغني» لابن قدامة، ونوقشت الرسالة وطبعت في سبعة مجلدات كبار.
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 11:33]ـ
رحمه الله و أسكنه فسيح جناته
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 02:23]ـ
رحمه الله و أسكنه فسيح جناته
ان لله وأن اليه راجعون
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 12:15]ـ
رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه الله برحمته الواسعة فسيح جناته, إنه وحده سبحانه وتعالى وليُّ ذلك والقادر عليه.
و انا لله وانا اليه راجعون(/)
قصة الافك
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 01:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
وردت قصة الافك في سورة النور , وسورة النور هي سورة الحدود الشرعية, وأشهر قصة فيها هي قصة عصبة الافك التي حاكها المنافقون لعنهم الله تعالى بحق أم المؤمنين السيدة الطاهرة المطهرة عائشة بنت أبي بكرالصديق رضي الله عنهما وأحبّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم واقربهنّ اليه صلى الله عليه وسلم, لأنها الزوجة الوحيدة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بكرا, ولأنها ابنة الصديق صاحبه صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الهجرة الى المدينة المنورة بالغار.
وردت هذه القصة في الآيات الكريمات 11 - 21.
مدّت السيدة عائشة رضي الله عنه يدها الى عنقها تتلمس بحركة لا شعورية عقدا يزينه فلم تجده, واعتقدت أنه انسلّ من عنقها حيث كانت تقضي بعض شأنها بعيدا عن معسكر المسلمين الذين قد غادروا المكان لتوّهم عائدين من غزوة بني المصطلق , فذهبت الى حيث كانت لتتفقد العقد ظنا منها رضي الله عنها انها أنه لا يزال هناك متسع من الوقت عن الرحيل, فالقوم لا يزالون يستعدون لرفع الخيام وحزم امتعتهم, وقصدت رضي الله عنها المكان الذي كانت فيه لتجد العقد وقد تناثرت حباته هان وهناك, وما أن لملمت حباته وعادت حتى فوجئت بالقوم وقد رحلوا, وكان الظلام قد هبط وعمّ الأرض كلها , فشعرت بالخوف الشديد والرهبة والوحشة , فجلست في مكانها وجمعت عليها ثوبها واستسلمت لما يقضي الله عزوجل في أمرها, وهي تُعزي نفسها بأنّ القوم لا بدّ وان يكتشفوا غيابها من هودجها فيعودون اليها.
كان الظلام دامسا, ونسيم الصحراء القارس ليلا يسفعُ الوجوه سفعا, ويكاد يُجمّد الأطراف من شدة البرد, عدا عن عواء بعض الوحوش الشاردة الذي يرهب القلوب, فقضت رضي الله عنها بعض الوقت مستسلمة لقضاء الله وقدره تنتظر فرج الله سبحانه وتعالى.
ويسوق الله تبارك وتعالى اليها صحابيا جليلا كريما هو صفوان بن المعطل السلمي, رضي الله عنه وأرضاه, وكانت وظيفة هذا الصحابي الجليل أن يقوم بما عهد به اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تفقد جيش المسلمين بعد رحيله في كل مكان يكون الجيش معسكراً فيه, وكان رضي الله عنه ينظر دائما في الأماكن التي ينزل بها الجيش للراحة بعد الرحيل, فلعلهم تركوا شيئا وراءهم أو نسوا شيئا, وجلّ من لا ينسى , او لعلّ عدوهم يتبِّع أثرهم احتياطا وحرصا.
وبينما هو يقوم في مهمته اذ لمح شخصا مُلتفا في ثيابه, مستغرقا في نومه, فنزل رضي الله عنه عن ناقته واتجه نحوه يمشي على مهل وئيدا خشية أن يُفزعه أو يُخيفه, واذا يتبيّن له أنّ الشخص الملتف بثيابه لم يغادر أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها, وكانت المفاجأة المذهلة التي لم يستطع معها كتمان صرخة , فقال بصوت عال: انا لله وانا اليه راجعون , ظعينة رسول الله!!!!! صلى الله عليه وسلم, فاستفاقت رضي الله عنها مذعورة على ترجيعه وصوته, وخمّرت وجهها بجلبابها ولم تنبس ببنت شفة, فقال رضي الله عنه: ما خطبك؟ يرحمك الله!!!! فلم ترد عليه جوابا حياءً وخجلا, فالواقعة بحد ذاتها تعقد اللسان عن الكلام, عندها قدّم اليها راحلته فركبتها, واخذ بزمام الراحلة ومضى راجلا يطلب جيش المسلمين , وما التفت رضي الله عنه اليها قط, ولا حدثها حديثا يُسليها فيه أو يخفف عنها مصيبتها من همٍّ وغمٍّ أصابها, ولم يدرك رضي الله عنه القوم الا في اليوم الثاني وكان النهار قد انتصف مع حلول الظهيرة.
وما أن اجتمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى بادرها صلى الله عليه وسلم بالسؤال: ما خطبك وفيم تخلفت؟
أجابت رضي الله عنها: سمعتك ليلة الأمس تؤذن القوم بالرحيل, فذهبت لقضاء بعض شأني , ولما عدت الى رحلي تفقدت عقدي, فاذا هو قد انسلّ من عنقي , فذهبت في طلبه, ولما عدت وجدت القوم قد ارتحلوا, ما فيهم داع ولا مجيب, فتلفعت في ثيابي , ولزمت مكاني , لعلكم اذ تفقدونني فلا تجدونني تعودون في طلبي , ثم ضرب الله على أذني فنمت, وما استيقظت الا على صوت صفوان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصدّقها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم يخالجُهُ صلى الله عليه وسلم أدنى شك فيما قالت, انها ابنة الصديق في شرف منبتها, وطهارة عرقها وأصلها, انها ابنة صاحبه في الغار, وابنة رفيقه في الهجرة رضي الله عنهما.
لكن عصبة السوء وجماعة الافك والكذب والافتراء ما أن رأوها على الراحلة التي يُمسك صفوان بزمامها مقبلين من الصحراء حتى أطلقوا العنان لألسنتهم تنفث سمها الزعاف, وتبدي حقدها, وأخذوا يتخوضون الكذب , ويقعون في عرضها ويتهمونها في شرفها رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
وكان اللعين عبد الله بن أُبَيُّ بن سلول, رأس النفاق والشرك, وزعيم تلك العصابة الباغية, والذي حين رآها حتى قال مقالة السوء: والله ما نجت منه ولا نجا منها .... يقصد صفوان رضي الله عنه.
وانتشرت مقالة السوء بين النفوس الضعيفة وعلى ألسنتها انتشار النار في الهشيم, حتى أنّ مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه وسلم, وزيد بن رفاعة وحمنة بنت جحش رضي الله عنهم كانوا من أولئك النفر الذين تابعوا ابن أبي بن سلول في مقالته وأشاعوها بين الناس , يفيضون عليها ويزيدون ويُزيّنون به حتى بلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومسّ أذنيّ أبوها رضي الله عنه, وباتت حديث الصغير والكبير , القاصي والداني, وظلّ القوم في هرجٍ ومرجٍ , واتهامٍ ودفاعٍ , وشكٍ ويقينٍ , حتى بلغوا المدينة المنورة, وكل هذا والسيدة عائشة رضي الله عنها لا تعرف شيئا عن ذلك , وهي صاحبة الشأن والقصة, ولم يبلغها أيّ كلمة مما خاض فيه الناس.
ولحكمة جليلة لا يعلمها الا علام الغيوب, لم تمض أيام قليلة حتى داهمتها حمى شديدة ألزمتها الفراش, وترقبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلبا عطوفا, ووجها باسما, ويدا حانية, ومداعبة لطيفة كما عودها, الا انها لم تظفر بشيء من ذلك, الأمر الذي زاد في أساها وحزنها وعلتها, لم تكن لترى منه صلى الله عليه وسلم سوى نظرة قصيرة خاطفة, وسؤال فيه جفاء: كيف تيكم! دون أن يذكر صلى الله عليه وسلم حتى اسمها رضي الله عنها.
اشتد الكرب عليها رضي الله عنها اشتدادا عنيفا مدمرا, وكانت تساءل نفسها: ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرق لحالها! لا يرثي لمرضها! لا يجفل بشأنها! ولم تسأله في ذلك, ووما زاد أمرها سوءا عندما استأذنته صلى الله عليه وسلم بأن اتذهب الى بيت أبيها, فتمرضها أمها وتقوم على خدمتها, وعندما أذن لها صلى الله عليه وسلم زاد في تعجبها وتساؤلها وتفاقم همومها.
أقامت في أحضان أمها أم رومان رضي الله عنهن بضعا وعشرون ليلة واستعادت بعض عافيتها وهي لا زالت لا تدري شيئا عما يحدث خارج جدران الدار من زلزلة وعواصف هي محورها وسمعتها وشرفها وقطب رحاها.
ذات ليلة خرجت رضي الله عنها الى فسح المدينة بعيدا عن دار اهلها لقضاء حاجة ترافقها أم مسطح بن أثاثة رضي الله عنهم, وبينما هما تمضيان في طريقهنّ تعثرت أم مسطح رضي الله عنها وكادت أن تسقط ارضا, فقالت: تعس مسطح , فانتفضت أم المؤمنين رضي الله عنها وقالت لها: بئس لعمر الله ما قلت في رجل شهد بدرا, فقالت لها: أو مابلغك الخبر يا ابنة أبي بكر؟ أجابت رضي الله عنها: وما الخبر يا ام مسطح؟ فحدثتها بما كان وما تقوّل به ابنها مسطح وحسان بن ثابت وما أذاعه وأشاعه عبد الله بن سلول , وما تزيدّت فيه حمنة بنت جحش رضي الله عنها.
فنزل الخبر على قلبها الطاهر رضي الله عنها نزول الصاعقة, فأزبد وجهها وعلته حمرة الغضب , وارتجت أطرافها , ثم ما لبثت أن تماسكت وقالت: أكان هذا؟ أجابتها أم مسطح: نعم والله كان, فقالت رضي الله عنها: هيّا بنا نعود.
ودخلت رضي الله عنها الدار وانتحت احدى نواحيه واتكأت تبكي حسرة وألما وكمدا حتى لم يعد يرقأ لها دمع ولا تجف لها عبرة في لوعة وحرقة, واتتها امها تواسيها ولا تدري أنها قد بلغها خبر ما أسرته عنها وكتمته, فقالت لها رضي الله عنها: يغفر الله لك يا أماه, تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي من ذلك شيئا؟ أجابتها أمها رضي الله عنها: أي بنيّة! خففي عنك الشأن وهوّني! فو الله لقلما كذبت امرأة حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر الا اكثرن عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانقضى شهر, ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال في حيرة من أمرها, وريب من قصتها, ودوامة من الأوهام, تقض عليه مضجعه ومنامه, وتؤرق سهاده, وتبلبل يومه وشأنه, يتطلع الى الوحي, ويتشوق الى الرؤيا, عله يجد فيهما فرجا مما هو فيه من ضيق النفس وهمّ البال, ومخرجا من حالة القلق.
اذا كان هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم أفضل خلق الله تبارك وتعالى على الاطلاق يعيش لحظات قلق وترقب لأكثر من شهر من الزمن بساعاته ودقائقه وثوانيه, فما نحن فاعلين نحن المغموسين ذنوبا من رؤوسنا حتى أخمص قدمينا؟
وانقضى اليوم الأول بعد الشهر ولا ينزل وحي السملء عليه السلام ولم تتح الرؤيا له صلى الله عليه وسلم, فمال الى استشارة الأصحاب, واستفتاء الخلص, وسأل صلى الله عليه وسلم أول ما سأل أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش, وعلى الرغم من أنّ زينب هي أخت حمنة وضرة السيدة عائشة رضي الله عنهنّ, الا أنها شهدت فيها خيرا وقالت قولة الحق: أحمي وسمعي وبصري يا رسول الله, والله ما علمت عليها الا خيرا.
ثم سأل صلى الله عليه وسلم حبّه وابن حبّه أسامة بن زيد رضي الله عنهما, فقال: يا رسول الله! سل جاريتها بربرة تصدقك الخبر.
وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بربرة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت شيئا يريبك؟ فقالت: والذي بعثك بالحق ما رأيت منها أمرا أغمضه (أعابه) عليها قط, أكثر من أنها جارية حديثة السن, تنام على العجين فتأتي الداجن فتأكله.
هكذا استشار النبي صلى الله عليه وسلم من حولهو وبعد أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاستشارة والاستطلاع, ولم ير من أحد من يعيب الطاهرة المطهرة رضي الله عنها أو يؤذيها حتى بكلمة, خرج الى المسجد واعتلى المنبر مغضبا, وبعد أن حمد الله تبارك وتعالى وأثنى عليه, قال عليه الصلاة والسلام: أيها الناس! ما بال رجال يؤذونني في أهلي, ويقولون عليهم غير الحق, والله ما علمت منهم الا خيرا, وقد ذكروا رجلا ما علمت منه الا خيرا, وما يدخل بيتا من بيوتي الا وهو معي.
ثم ذهب عليه الصلاة والسلام الى عائشة في منزل أبيها فوجدها تبكي, ووجد عندها امرأة من الأنصار تبكي معها, وعندها أبواها رضي الله عنهم أجمعين, فسلم عليها ثم قال عليه الصلاة والسلام: يا عائشة! انه قد كان ما بلغك من قول الناس, فاتقي الله, فان كنت قد فارقت سوءا بما يقول الناس فتوبي الى الله يقبل التوبة من عباده.
ولم تجبه رضي الله عنها, بل التفتت الى أبيها وقالت: اجب عني رسول الله.
فقال رضي الله عنه: والله ما أدري ما أقول.
فالتفتت الى أمها وقالت: أجيبي عني رسول الله, فقالت أمها ما قاله أبوها رضي الله عنهم.
وحين لم ترى من أبويها قولا يدفع عنها التهمة ويمزق خيوط الشك والريبة التي نسجت حولها, نطقت وقالت: والله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في هذه الآيام, ثم أجهشت في البكاء وخنقت صوتها الدموع والعبرات, واردفت تقول: والله لا أتوب الى الله بما ذكرت أبدا, والله اني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس, والله يعلم اني لبريئة, لأقولنّ ما لم يكن, ولئن أنكرت ما يقول الناس لا تصدقوني, وعادت الى بكائها وحاولت أن تتذكر اسم يعقوب عليه السلام فلم تسعفها الذاكرة وهي في هذا الوضع المأساوي التي هي فيه فقالت: ولكني أقول لكم كما قال أبو يوسف: فصبر جميل , والله المستعان على ما تصفون
وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم, وسكت أبوها واجما, وتنهدت أم رومان رضي الله عنهم, وبينما هم على تلك الحال حتى تغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه حين نزول الوحي عليه السلام, فسجّي في ثوبه صلى الله عليه وسلم, ووضعت وسادة تحت رأسه صلى الله عليه وسلم, عندها علمت عائشة رضي الله عنها بأنّ الوحي سيفصل في أمرها, ويجلو غامض الشك عن قضيتها التي شغلت الناس مدة, وآذت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه أذى بليغا, فترقبت رابطة الجأش, مطمئنة النفس, واثقة بأنّ الله تعالى ومن فوق سبع سموات سيبرئها.
أما أبواها رضي الله عنهم ما كادا يحسان بنزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اضطرب قلبيهما ومادت الأرض تحت أقدامهما, مخافة أن يصدق الوحي حد\يث الناس بالسوء وتكون الكارثة والطامة الكبرى.
ثم سري عنه صلى الله عليه وسلم وقطرات العرق تنحدر من جبينه الطاهر الشريف مثل حبات اللؤلؤ فنزيده مهابة واشراقا, سري عنه وهو صلى الله عليه وسلم يبتسم وينظر الى زوجه رضي الله عنها ويقول: أبشري يل عائشة, لقد أنزل الله تعالى براءتك في قرآن يتلى بين الناس, ثم أخذ صلى الله عليه وسلم يقرأ آيات الله البينات:
انّ الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم, لا تحسبوه شرا لكم, بل هو خير لكم, لكل امرىء ما اكتسب من الاثم, والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ... ولما أتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة الآبات الكريمات انشرح صدر أبي بكر وتنفست أم رومان رضي الله عنهما الصعداء.
وأقسم ابو بكر رضي الله عنه ألا يصل بعد اليوم مسطح بن أثاثة فلا يعطيه كما كان يعطيه من قبل, ولا يكلمه لمقابلته الاحسان بالاساءة, فانزل الله تبارك وتعالى آيات بينات هي تتمة حديث الافك في سورة النور يحضّ على الصلة والبر والاحسان بقوله عزوجل: ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولوا القربي والمساكين والمهاجرين في سبيل الله, وليعفوا وليصفحوا , ألا تحبون أن يغفر الله لكم, والله غفور رحيم.
فقال أبو بكر رضي الله عنه: بلى أحبّ أن يغفر الله لي, وعاد الى سابق عهده من الخير والصلة وكفّر عن يمينه.
لاتنسونا من دعوةٍ خفيةٍ بظهر الغيب ولكم مثل أجرها ان شاء الله تعالى(/)
الشيخ عبد الله بن جبرين إنتقل إلى رحمة الله تعالى
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 02:11]ـ
إنتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ عبد الله بن جبرين اليوم الاثنين عن عمر ينهاز 77 سنة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، والشيخ عبدالله بن جبرين أحد كبار العلماء بالسعودية.
وأكد مكتب الشيخ (رحمه الله) نبأ وفاته الإثنين 20 رجب 1430هـ.
وجاء في بيان صحفي نشره المكتب على الموقع الرسمي للشيخ:
"إنا لله وإنا إليه راجعون .. بسم الله الرحمن الرحيم
"ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".
وتابع البيان: "انتقل إلى رحمة الله تعالى شيخنا وإمامنا ووالدنا الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن ابن جبرين في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الاثنين 20/ 7/1430هـ وسيصلى عليه ظهر غد الثلاثاء 21/ 7/1430هـ في جامع الإمام تركي بن عبدالله (الجامع الكبير) بالرياض. نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء وأن يجعله مع السفرة الكرام البررة في الفردوس الأعلى من الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه. وإنا لله وإنا إليه راجعون."(/)
من قصص القرآن الكريم - قصة الملكة بلقيس
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 04:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
قصة الملكة بلقيس (ملكة سبأ باليمن)
وردت هذه القصة الكريمة في الايات 21 - 43
النبي سليمان بن داوود عليهما الصلاة والسلام وهبه الله عزوجل الحكمة والملك الى جانب النبوة, وسخر الله تبارك وتعالى له كل من الانس والجن والريح والحيوان لخدمته, وعلمّهُ لغة الطيور أيضا.
ولقد أدرك سليمان عليه الصلاة والسلام أنّ كل هذا الملك الواسع العريض ما هو الا ابتلاء واختبار من الله تبارك وتعالى أيشكر أم يكفر, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم على لسان سليمان عليه الصلاة والسلام: هذا مِنْ فضلُ ربي ليبلوَني أأشكرُ أم أكفر
ذات يوم وسليمان عليه الصلاة والسلام وهو يسير بجنوده في السهول المحاذية للجبال حتى أدى على وادٍ من النمل, فقالت نملة لجمع من النمل: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم واختبئوا في جوف الارض حتى لا تدوسكم أقدام سليمان وجنوده, وما أن سمعها سليمان عليه الصلاة والسلام, حتى تبسم ضاحكا من قولها , وبكل تواضع الشاكرين الحامدين قال قوله تعالى: ربّ أوزعني أنْ أشكرً نعمتكَ التي أنعمتَ عليّ وعلى والديَّ وأنْ اعملَ صالحاً ترضاهُ وأدخلني برحمتكَ في عبادكَ الصالحين
ثمّ ما لبث عليه الصلاة والسلام أن تفقد الطير, وعندما لم يجد الهدهد بينها سأل أحد جنوده عنه:لماذا تخلف الهدهد من غير أن أعرف, وأخذ يتوعد الهدهد فقال: ان لم يُبيِّنَ لي عذره عن غيابه لأعذبنه أو لأذبحنه, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: فقال ماليَ لا أرى الهدهدَ أم كان من الغائبين * لأُعذِبَنَّهُ عذاباً شديداً لأو لأذبَحَنَّهُ , أوْ ليأتيَنِّي بسلطان مبين
وما انتهى سليمان عليه الصلاة والسلام من تهديده ووعيده للهدهد حتى حطّ الهدهد بين يديّ سليمان عليه الصلاة والسلام معانا له الولاء والطاعة, مبيناً له سبب غيابه بكل ذلَ واعتذار وانكسار, وكأنّ لسان حاله يقول: سيدي! لقد طفتُ في اللآفاق, ورفرفت بجناحيَّ فوق كلِّ بعيد فوق الأمصار, وعلمت أمراً تجهلَهُ وهو يهمكَ, وجدت أنّ هناك في سبأ في اليمن أمراً عجيباً, امرأةً تحكمُ البلاد والعباد, وتسيطر على مقدراتالأمور من الغنى والسلطان والنفوذ والجمال, وأما آية الآيات سيدي, فهو عرشها الذي تجلس عليه, لم أرى في الدنيا ملكاً له مثل عرشها, كله فخامةً وروعةً وجمالاً وأُبّهةً, والعجب العجيب من أم هذه الملكة ومن تحكمهم يا سيدي, أنهم يعبدون الشيطان, يعبدون الشمس من دون الله الملك المستحق وحده عزوجل للعبادة.
وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
اني وجدتُ امرأةً تملِكُهُمْ وأُتيتْ من كل شيء ولها عرشٌ عظيم , وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزيّنَ لهم الشيطان اعمالهُمْ فصدُّوا عن السبيل فهم لايهتدون
وما أن أنهى الهدهد كلامه حتى قبل سليمان عليه الصلاة والسلام اعتذاره مبررا سببا غيابه وقال له: لن أقبل عذرك حتى أتأكد مما تقول, ثم كتب سليمان عليه الصلاة والسلام رسالة الى ملكة سبأ, وكلف الهدهد بحملها وقال له: أوصلها اليها دون أن تشعر بك أو تراك أو يراك أحد من جنودها, وتوارى عن الانظار وانظر من بعيد ماذا يحدث من أمرهم, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
قال سننظرُ أصدقتَ أمْ كنتَ من الكاذبين * اذهب بكتاب هذا فألقِهِ اليهم ثم تولَّ عنهم فانظر ماذا يرجعون
حمل الهدهد الرسالة وطار بها محلقاً في الآفاق يقطع المسافة ما بين بيت المقدس بفلسطين وما بين سبأ باليمن, وأخذ يسابق الريح والسحاب, ثمّ حطّ عند نافذة مخدع الملكة, وتفقد الغرفة من الداخل وعندما لم يرى أحداً ألقى بالكتاب فوق السرير, ثم عاد الى مكانه الى النافذة يواري نفسه خلف ستائرها ليرقب ماذا سيحدث تماما كما أمره سيده عليه الصلاة والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أن اوت الملكة الى مخدعها وقد استعدت الى النوم حتى فوجئت بلفافة مطروحة على سريرها, وما أن فتحتها حتى قرأت ما فيها, وما كادت تأتِ على آخر جملة منها حتى تغيّرت معالم وجهها, وأخذت تتلفت يمنة ويسرة علها تجد اجابة لسؤالها: كيف وصلت الرسالة الى سريرها, وما أن لبثت أن هدأت ونامت وهي تكرر قراءة قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم.
ومع انبلاج ضوء الصباح حتى أوعزت الى كبرى وصيفاتها تملي عليها الأمر بأن تستدعي جميع أعضاء مجلس الحكم والشورى لعقد جلسة طائة في منهى الأهمية, وما أن اجتمع الجمع حتى جلست على عرشها ثم قصّت عليهم قصة الرسالة التي وجدتها على سريرها, ولأنذ الملكة تعلم قوة سليمان عليه الصلاة والسلام ونفوذه وسلطانه , وانه جادٌّ بتحذيره وانذاره, فقد جمعت مستشاريها لاتخاذ موقف موحد فيما بينهم, فقالت لهم: يا أيها الملأ! اني أعلم وبحكم خبرتي وتجربتي أنّ الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها , وانا لا اريد لبلدي أن يتعرض لمحنة قاسية على أيدي سليمان وجنوده, واني سأرسل له هدية من خلالها أختبر حقيقة نواياه, فوافقوها رأيها ومعالجتها للأمر, ثم جمعت ما قلّ حمله وارتفع ثمنه من الجواهر واللآليء وكل شيء نفيس, وبعثت بها الى سليمان عليه الصلاة والسلام, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
قالت يا أيها الملأ اني أُلقيَ اليَّ كتابٌ كريم * انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم * ألّا تعلوا عليَّ وأْتوني مسلمين * قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنتُ قاطعةً أمراً حتى تشهدون * قالوا نحنُ أولوا قوةٍ وأولوا بأسٍ شديد والأمرُ اليكِ فانظري ماذا تأمرين * قالت انّ الملوك اذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّةَ أهلها أذلّةً, وكذلك يفعلون * واني مرسلةٌ اليهم بهديّةٍ فناظرةٌ بمَ يرجِعُ المرسلين
تُرى ماذا سيكون وقْعُ الهدية على نفس سليمان عليه الصلاة والسلام فيما لو كان ملكا من ملوك الدنيا الطامعين في الحكم والسلطان والسيطرة والنفوذ والجاه؟ مؤكد أنه سيفرح بهدية الملكة وسيغضُّ الطرف عنها ويطوي الأمر وكأنه لم يكن, لكننا هنا مع نبي من أنبياء الله عزوجل, المترقي فوق ماديات الحياة والبشر, نبيٌّ سما فوق الذهب والفضة والجواهر وكل ما في الدنيا من نفيس.
وما أن بلغ رسل الملكة بيت المقدس حاملين هداياهم , دخلوا على سليمان عليه الصلاة والسلام فرحين مزهوين بها , وما أن قدموها اليه حتى قال عليه الصلاة والسلام لهم قوله تعالى:
أتمدوننِ بمالٍ فما آتانِ اللهُ خير ٌ مما آتاكم, بل أنتم بهديتكم تفرحون * ارجعْ اليهم فنأتينهم بجنودٍ لا قِبَلَ لهم بها ولنُخرِجَنَّهُمْ منها أذلةً وهم صاغرون
ثم قال عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: قال يا أيها الملأ أيُّكمْ يأتيني بعرشها قبل أنْ يأْتوني مسلمين * قال عفريتٌ من الجنِّ أنا آتيكَ به, قبلَ أنْ تقومَ من مقامكَ, واني عليه لقويٌّ أمين *
لكنّ سليمان عليه الصلاة والسلام يريد سرعةً أكبر من سرعة العفريت, وما أن أشاحً بوجهه عن العفريت حتى قام آخر عنده علم أوسع من علم العفريت وقال أنا أتيك به قبل أن ترمش عيونك, وما أن رىه سليمان عليه الصلاة والسلام أمامه حتى شكر الله عزوجل بكل ضراعة وايمان وخشوع على هذا الفضل الكبير الذي تفضّلَ به الله عزوجل عليه وأنعم عليه به, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
قال الذي عندهُ , علمً من الكتابِ أنا آتيكَ بهِو قبلَ أنْ يرتدَّ اليكَ طَرْفُكَ , فلما رآهُ مستقراً عندهُ, قال هذا من فضل ربي ليبلونيّ أأشكرُ أمْ أكفرُ, ومنْ شكرَ فانما يشكرُ لنفسه, ومن كفرَ فانّ ربي غنيٌّ كريم.
في هذه الأثناء وبعد أن ردّ سليمان عليه الصلاة والسلام هدية الملكة , كانت قد هيأت نفسها وجمعت كبراء حاشيتها, وغادرت مملكتها متوجهة الى بيت المقدس في موكب ملكي مهيب, رغبةً منها في السلم قبل أن ينفذ سليمان عليه الصلاة والسلام تهديده وتحذيره وانذاره لها ولشعبها, وما أن دخلت بيت المقدس معلنة ولاءها دون أن تدري ماذا حلّ بعرشها وأنه قد سبقها بالصول الى بيت المقدس بقدرة من أمره بين الكاف والنون, بقدرة عزيز مقتدر سبحانه وتعالى عما يشركون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أن علم سليمان عليه الصلاة والسلام بقدومها وأنها باتت على مشارف بيت المقدس حتى أمر جنوده باستقدام عرشها, وما أن دخلت على سليمان عليه الصلاة والسلام في مجلسه حتى قوبلت بالترحاب على عادة الملوك, وما أن استقر بها الجلوس حتى عرض عليها عرشها, فنظرت ناحية العرش نظرة استغراب وقالت: كأنه هو, ولاو أنها آمنت بالله العظيم لعلمت بأنّ قدرة الله تعالى لاحدّ لها ولكنه الجهل الذي يسيطر على أهل الكفر, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
قال نكِّروا لها عرشها ننظرُ أتهتدي أم تكونُ من الذين لا يهتدون * فلما جاءتْ قيلَ أهكذا عرشُكِ, قالت كأنه هو
وحُقَّ لسليمان عليه الصلاة والسلام أن يقول قول الله عزوجل:
وأُتينا العلمً منْ قبلها وكنا مسلمين * وصدّها ما كانتْ تعبُدُ من دون الله , انها كانت من قومٍ كافرين
ثمّ قام سليمان عليه الصلاة والسلام من مجلسه, وتبعته الملكة والحاضرون, واتجه الموكب الى قاعات القصر الداخلية الى وصلوا الصرحِ, وكان مكاناً فسيحاً رحباً, تحيط به الأروقة ذات الأعمدة, وقد آثر عليه الصلاة والسلام للملكة أن تتقدمه لحكمة الهية, وما أن وضعت قدمها على بلاط الصرح حتى كشفت عن ساقيها؟ لماذا؟ لأنها حين رأت انعكاس مقدمة الموكب والأعمدة على أرض الصرح ظنّت أنّ الأرض مبتلة بالماء كلجة مائية رائقة صافية, وعندما أدرك سليمان عليه الصلاة والسلام اعتقادها تبسم من فعلها وأخبرها بأنّ لا ماء في الصرح كما يُخيّلُ اليك , وانما أرضه مبلطة بالبللور الشفاف, هنا وأمام هذا المنظر البديع والذي هو من صنع البديع طأطات الملكة رأسها أمام كل هذا الملك والعلم الذي وهبه الله عزوجل لنبيه سليمان عليه الصلاة والسلام , وامام هذه القوة العظيمة التي منحت لسليمان عليه الصلاة والسلام لم تتوانى عن اقرارها بذنبها , واستغفرت الله تعالى وأسلمت لله ربّ العالمين, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تبارك وتعالى:
قيلَ لها ادخلي الصرح, فلما رأتْهُ لُجَّةً وكشفَتْ عن ساقيها, قالت انه صرْحٌ مُمَّرَّدٌ من قواريرَ, قالت ربّ اني ظلمتُ نفسي وأسلمتُ مع سليمان للهِ ربّ العالمين
وياليت نساء اليوم يحذون حذو هذه الملكة ويسلمن لله ربّ العالمين بكل جوارحهنّ , ويرتدين الحجاب ويلتزمن شرع الله عسى الله أن يرحمهنّ برحمته التي وسعت كل شيء.
وسيظل هذا المشهد من مشاهد معركة الايمان والكفر عبرة لكل من هم ظالمي أنفسهم, عسىاهم أن يتبيّنوا وينحققوا بأن النصر في النهاية للمؤمنيبن الذين أسلموا لله ربّ العالمين بقلوبهم قبل ألسنتهم, تحقيقا لقوله تبارك وتعالى في سورة الحج 40 - 41:
ولينصُرَنَّ اللهُ مَنْ ينصُرُهُ, انّ اللهَ لقويٌّ عزيزٌ * الذين لنْ مكّناهُم في الأرضِ اقاموا الصلاةَ وآتوُا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوْا عن المنكر , وللهِ عاقبةُ الأمورِ.
عسى الله أن يرحمنا برحمته التي وسعت كلّ شيء, وأكثر أقوال العلم أنّ رحمة الله عزّوجل في الدنيا هي لجميع خلقه مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم, بينما رحمته عزوجل في الآخرة لا ينالها الا: كلُّ تقيِّ, نقيٍّ, صالحٍ, مؤمنٌ بآيات الله تعالى , ومتبّعٌ لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, بكل ما جاء به القرآن الكريم من أوامرٍ ونواهٍ, وأن يكون من الذين يؤدون حق الله تعالى في ماله ان كان ذو مال , كما في قوله تعالى في سورة الاعراف 156 - 157:
وَرَح?مَتِى وَسِعَت? كُلَّ شَى?ءٍ? ? فَسَأَك?تُبُ?َا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤ?تُونَ ?لزَّ?َو?ةَ وَ?لَّذِينَ هُم بِـ?َايَـ?تِنَا يُؤ?مِنُونَ* ?لَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ?لرَّسُولَ ?لنَّبِىَّ ?ل?أُمِّىَّ ?لَّذِى يَجِدُونَهُ ? مَك?تُوبًا عِندَهُم? فِى ?لتَّو?رَ??ةِ وَ?ل?إِنجِيلِ يَأ?مُرُهُم بِ?ل?مَع?رُوفِ وَيَن??َ??هُم? عَنِ ?ل?مُن?َرِوَيُحِلُّ لَهُمُ ?لطَّيِّبَـ?تِ وَيُحَرِّمُ عَلَي?هِمُ ?ل?خَبَـ????ِثَ وَيَضَعُ عَن?هُم? إِص?رَهُم? وَ?ل?أَغ?لَـ?لَ ?لَّتِى كَانَت? عَلَي?هِم? ? فَ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِ? وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَ?تَّبَعُواْ ?لنُّورَ ?لَّذِى? أُنزِلَ مَعَهُ ?? ? أُوْلَـ????ِكَ هُمُ ?ل?مُف?لِحُونَ
وبقوله الله تبارك وتعالى الكريم يكون مسك الختام
سبحان ربك ربّ العزّةِ عمّا يصفون * وسلامٌ على المرسلين * والحمد لله رب العالمين(/)
استفسار عن انشقاق القمر؟؟
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 05:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الفضلاء
سؤالي هو
هل طلبت قريش من رسول الله http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif أن يشق لها القمر؟؟
أم أنه انشق أولاً بدون طلب؟؟
جزاكم الله خيرا"
والسلام عليكم
ـ[ياسين خان]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 06:39]ـ
قريش طلبت ان يبين لهم الرسول صلى الله عليه وسلم إنشقاق القمر
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 06:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أين الادلة الشرعية على كلامك أخينا الفاضل ..
بارك الله فيك
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 07:43]ـ
بارك الله فيك
هم لم يطلبوا منه أن يشق لهم القمر، ولكن طلبوا منه آية فأراهم انشقاق القمر، صلى الله عليه وسلم. والحديث بهذا المعنى في الصحيحين وغيرهما عن أنس رضي الله عنه (أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ) .. وهو بهذا اللفظ عند البخاري في "باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه و سلم آية فأراهم انشقاق القمر ". وهو مروي في الصحيحين وغيرهما بألفاظ أخرى عن جمع من الصحابة، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 12:08]ـ
الصحيح أن قريشا لم تطلب من رسول الله أن يريهم آية ثم أراهم إنشقاق القمر
بل الصحيح الثابت هو أنه كسف القمر فقالوا سحر محمد القمر فنزلت آية إقتربت الساعة وانشق القمر
أما ماورد من انشقاق القمر في زمن النبي وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوالصحابة شاهدوا ذلك فذلك لم يثبت
وقد كنت أخرجت أحاديث إنشقاق القمر على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160587
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 12:27]ـ
أخي الفاضل، هذا الكلام غير صحيح، ولم يذهب إليه أحد من السلف! وأنا أحزن والله عندما أرى بعض الأفاضل من طلبة الحديث يبذل الجهد الجهيد في تتبع بعض الروايات وطرق الحديث في بابة من الأبواب (عمليا كان أوعلميا) ليصل في النهاية إلى نتيجة لم يسبقه إليها أحد!!!! فإذا به يخرم إجماع أهل التفسير ولا يبالي، ويخرج بأن جميع من سبقه من الأئمة وأهل العلم من السلف والخلف كانوا واهمين إذ عملوا بمقتضى تلك النصوص وفاتهم أنها ضعيفة ولا تقوم بها الحجة!!
لم يخالف أحد من السلف ولا الخلف في أن الآية تقريرٌ لانشقاق وقع بالفعل، على وفق ما جاءت به تلك الأخبار التي اجتهدتَ في إسقاطها يا أخي الكريم! فالحجة ليست في تلك الروايات نفسها ولكن في إجماع السلف على قبول الخبر الذي جاءت به، فتأمل!
وقد كنتُ كتبتُ في موضوع مشابه في الملتقى هذا الجواب على أخ فاضل أراد الانتصار لمثل مذهبك:
إنا لله وإنا إليه راجعون!!
عجبت والله من أمر بعض إخواننا طلبة الحديث المنسوبين إلى طريقة السلف الصالح كيف يقدمون أوهامهم وظنونهم التي علقت في أذهانهم من أثر شبهات العلمانيين وأهل الباطل (وإن أنكروا ذلك)، ثم ينزل الواحد منهم على النصوص الشرعية التي تواتر معناها وأجمع المسلمون على صحته ونسبوا من ينكره (أعني حدث الانشقاق) إلى أهل الفلسفة والزيغ، في محاولة لإسقاطها جميعا وتخطئة جميع من ورثنا الدين عنهم من الصحابة والسلف في قولهم بأن القمر قد انشق في تلك الليلة على الحقيقة، وحمل القرءان على غير ظاهره بخلاف ما أجمع المسلمون على فهمه منه، يدعون أن الانشقاق في القرءان إنما أريد به الكسوف ... وينظرون في كلام وكالة ناسا والدكتور زغلول وهل القمر فيه صدع حقيقة كما يقال أم لا و .....
كل هذا لماذا يا عباد الله يا أفاضل طلبة العلم؟؟؟
حتى يخرج الواحد منكم عند مجادلته العلمانيين وأضرابهم بقوله - على خلاف سلف الأمة جميعا - أن حدث الإنشقاق باطل لم يقع ولا دليل في ديننا عليه؟؟
كل هذا لأنهم لا يتصورون أن يحدث هذا الحدث العظيم ولا يراه إلا ثلة من أهل قريش في ليلة من الليالي؟؟؟!! سبحان الله العظيم!!!
ماذا تركوا للعلمانيين الذين يقولون في جل معجزاتنا: لا تقبلها عقولنا ولا نتصورها، والعلم الحديث لا يدل عليها؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ماذا تركوا لأهل البدع الذين يقولون لا نقبل في أخبار العقائد إلا المتواتر، ولا نقبل حديث الآحاد؟؟؟
يا إخوان اتقوا الله في دينكم وفي سلفكم وراجعوا طريقتكم فما هذا بالطريق الرشيد!!
لا تفتحوا علينا مثل هذه الأبواب!
من من أئمة السلف أنكر حادثة شق القمر هكذا جملة، مخالفا بذلك ظاهر القرءان والمنصوص عليه من الصحابة دون نكير من أحدهم أو مخالفة، بعلة أنه ربما لم يرها بعينه منهم إلا ابن مسعود وحده؟؟؟ حتى لو كان هذا صحيحا ولم يرها أحد منهم ولا حتى ابن مسعود نفسه، فكيف تركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم متفقين على هذا الفهم لآية ((انشق القمر)) ولم يبين لهم أن شيئا من هذا لم يقع؟؟؟ وكيف لم يرد إلينا نص واحد مرفوع ولا موقوف يُحمل به هذا اللفظ في الآية على خلاف ظاهره؟؟
يا إخوان ليس هذا منهجنا والله!
تقولون لماذا لم يرها الناس جميعا في أصقاع الأرض ولا رأينا الشعراء تكلموا بها ولا المؤرخين ولا كذا ولا كذا!!
وأقول الاحتمالات لا تنحصر!!
فخذ عندك بعضها لعل الله يزيل به الشبهة:
1 - يحتمل ألا يكون الأمر قد استغرق أكثر من ثوان أو دقائق معدودة (وهو المتصور في مثل هذه المعجزة، لا أن القمر بقي طوال الليل منشقا، فهذا بعيد جدا!!)، فلم يطل به الوقت حتى يراه الناس جميعا ويتناقلوا الخبر به تواترا في كل البلاد!!
2 - يحتمل أن يكون قد رآه بعض آحاد الفلكيين في مراصدهم ومناظرهم الفلكية في بلاد أخرى في تلك الليلة على هذا النحو ولكنهم كذَّبوا أعينهم لشدة غرابته وخاف الواحد منهم أن يحدث به قومه فيكذبوه!!
3 - يحتمل أن يكون قد غُم على بعض البلاد التي شاركت الجزيرة العربية في ذلك الشطر من الليل في تلك الساعة، وخفي عليهم لهذا السبب!
4 - يحتمل أن يكون قد رآه من رآه من أهالي تلك البلاد - وهناك من مؤرخي الهنود من تكلم به بالفعل - ولكنهم لم يعتنوا بنقله وتوثيقه لأنه لم تكن له دلالة عقدية في دينهم!
5 - يحتمل ويحتمل ويحتمل ...
فلو قلنا يا عباد الله أنه ربما لم يره أحدٌ من الخلق أصلا في تلك الليلة إلا من أراد الله لهم أن يروه، فهل هذا ممتنع عقلا؟؟
تقولون وما الحكمة، ونقول مع أنه لا يلزم من القبول والتسليم معرفة الحكمة - كما تعلمون - إلا أنه من الممكن أن يقال بأنه لم يُرد الله تعالى أن يهلك أهل الجزيرة جميعا بجعل هذا الأمر مرئيا مشاهدا لهم كلهم، ذلك أنهم لو رأوه ثم كفروا من بعد ذلك لأهلكهم الله بهذا! فالله تعالى يقول: ((وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) [الإسراء: 59] قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "قال سنيد عن حماد بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير قال: قال المشركون يا محمد إنك تزعم أنه كان قبلك أنبياء فمنهم من سخرت له الريح ومنهم من كان يحيي الموتى فإن سرك أن نؤمن بك ونصدقك فادع ربك أن يكون لنا الصفا ذهبا فأوحى الله إليه " أني قد سمعت الذي قالوا فإن شئت أن نفعل الذي قالوا فإن لم يؤمنوا نزل العذاب فإنه ليس بعد نزول الآية مناظرة وإن شئت أن نستأني بقومك استأنيت بهم قال " يا رب استأن بهم " وكذا قال قتادة وابن جريج وغيرهما وروى الإمام أحمد حدثنا عثمان بن محمد حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي الجبال عنهم فيزدرعوا فقيل له إن شئت أن نستأني بهم وإن شئت أن يأتيهم الذي سألوا فإن كفروا هلكوا كما أهلكت من كان قبلهم من الأمم قال " لا بل استأن بهم " وأنزل الله تعالى " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " الآية ورواه النسائي من حديث جرير به وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران بن حكيم عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك قال " وتفعلون "؟ قالوا نعم قال فدعا فأتاه جبريل فقال إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت لهم أبواب التوبة والرحمة فقال " بل باب التوبة والرحمة ""
انتهى.
فلهذا اقتدت حكمة الرب جل وعلا ألا تكون رؤية الآيات على يد النبي عليه السلام عامة لكل أهل الجزيرة حتى لا يهلك أكثرهم بتكذيبها، فكانت الآيات والمعجزات لا يراها إلا من كان حاضرا لها منهم وإن عظُمت، وفي حالتنا هذه فقد جاء بعض المشركين يتحدونه عليه السلام بآية عظيمة فأراهم هم دون غيرهم ما به تقوم الحجة عليهم .. فتأمل!
وقد شهد الناس معجزات أكبر من هذا أو مثله على أيدي المرسلين وقالوا عنها هذا سحر وكفروا بها، فلا يقال هذه معجزة لو رآها الناس لآمنوا جميعا ولابد! بل لو صح هذا للزم منه ألا يروها جميعا، إذ أن الحكمة الربانية قد اقتضت أن تجري الأحداث في مكة والمدينة على نحو ما جرى لا على نحو غيره، ولو آمنوا جميعا من فورهم بسببها لكان غير ما كان، ولما ابتلى الله المؤمنين ولما زلزل قلوبهم في المشاهد والغزوات ولما خرج لنا ذلك الجيل الرباني الذي اصطُنع الإيمان في قلبه اصطناعا، فحفظ الله به الدين والبيضة وأسس به أمة راسخة الأقطار إلى قيام الساعة، والله أعلم وأحكم.
وختاما أقول: لو افترضنا يا عباد الله يا أهل السنة والأثر، أننا ليس لنا في هذا الحدث لا نص قرءاني ولا تواتر معنوي بلا خارم ولا مخالف من السلف، وليس لنا إلا خبر صحيح عن صحابي واحد، فهل تردون خبر الواحد - أو تتلمسون السبل إلى إسقاط سنده من غير سلف لكم في هذا - من أجل هذه الظنون العقلية؟؟؟
أربأ بكم عن هذا، والله المستعان،
والحمد لله أولا وآخرا.
رابط الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109442
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 02:04]ـ
ثم يا أخي لو سلمتُ لك - تنزلا - بصحة هذا الكلام
بل الصحيح الثابت هو أنه كسف القمر فقالوا سحر محمد القمر فنزلت آية إقتربت الساعة وانشق القمر
فماذا نصنع بحديث أنس في الصحيحين؟؟؟ كيف نجمع بينه وبين هذا الكلام؟؟
هل طلبوا منه آية فأراهم الانشقاق كما هو منصوص هنا، أم رأوا الكسوف فقالوا إنه من سحر محمد، فنزلت الآية؟؟ ولو كان كما تقول فما علاقة الآية بهذا الحدث أصلا؟؟ فإن كان المراد انشقاقه يوم القيامة، فما علاقة الآية بذلك الكسوف وما وجه كون ذلك الحدث سببا لنزولها؟؟؟ ولا أدري كيف يجمع صاحب هذا القول بينه وما في قوله تعالى ((وجُمع الشمس والقمر)) وفي الحديث الصحيح أنهما يكوران ويقذفان في النار يوم القيامة؟؟؟؟ فهل يكور القمر أم ينشق يوم القيامة؟؟؟
فلنلزم سبيل الأولين يا أخي الكريم، وفقك الله، ولا داعي لمثل هذا المسلك.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 04:18]ـ
ما تتحدث عنه يا أبا الفداء شيء وما أتحدث عنه أنا شيء آخر
أنا لاتكلم عن وقوع الحدث وأن ذلك ممكن أو غير ممكن
وأنا لا أخالفك في أنه من الممكن ولم أنكر وقوعه أبدا في كلامي السابق لأنه قد يكون وقع فعلا وشاهده بعض الصحابة بل قد يكون شاهده أكثر من ألف من الصحابة بأعينهم
وإنما أنا أتحدث من ناحية حديثية بحتة تتعلق فقط بثبوث وصحة تلك الأسانيد أو عدم صحتها وعدم سلا متها من شذوذ أو علة.
أما بالنسبة لأسئلتك فلو قرأت التخريج جيدا فسوف تجد لأكثر أسألتك جوابا شافيا إن شاء الله.
وليتك نقلت هذا الموضوع إلى قسم التخريج ودراسة الأسانيد.
وجزاك الله خيرا وأحسن الله إليك.
.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 08:59]ـ
وفقك الله وسدد خطاك ..
أنا لا أعترض على تخريجك للنصوص وحكمك على الأسانيد، أجزل الله لك المثوبة، وإنما على ما انتهيتَ إليه من نتيجة لهذا التخريج ..
فالمفسرون لم يقل منهم أحد بأن حادثة الانشقاق كانت كسوفا (على نحو ما نفهمه نحن من معنى الكسوف)!
فسؤالي لك وفقك الله هو: كيف أنت من إجماع أهل التفسير؟ أليس إجماعُ أهل تلك الصنعة حجةً على اجتهادك فيما رجحته بشأن حدث الانشقاق؟
قال ابن كثير رحمه الله تحت آية الانشقاق:
"وَانْشَقَّ الْقَمَر " قَدْ كَانَ هَذَا فِي زَمَان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي الْأَحَادِيث الْمُتَوَاتِرَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ " خَمْس قَدْ مَضَيْنَ الرُّوم وَالدُّخَان وَاللِّزَام وَالْبَطْشَة وَالْقَمَر " وَهَذَا أَمْر مُتَّفَق عَلَيْهِ بَيْن الْعُلَمَاء أَيْ اِنْشِقَاق الْقَمَر قَدْ وَقَعَ فِي زَمَان النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ كَانَ إِحْدَى الْمُعْجِزَات الْبَاهِرَات"
فهل كانت تلك المعجزة الباهرة "كسوفا" بمعنى احتجاب الضوء كما يألفه الناس من معنى الخسف والكسوف؟؟ فمن من المفسرين قال بذلك، وما وجه الإعجاز فيها أصلا إن كانت كذلك؟؟
/// الكسوف الذي ورد عن ابن عباس وغيره اللفظ به فيما صححته أنت من روايات، ليس المراد به ما نصطلح نحن عليه بالكسوف، فالعرب ما كانت تقول "كسف القمر"، وإنما (خسف الفمر) وهو الأصح عندهم .. وهذه المخالفة اللفظية في هذا المقام دليل على أن المراد خلاف المألوف مما يرون من الخسوف .. فأصل معنى الكسف التقطيع والتمزيق، والكسفة من الشيء هي المزقة منه أو القطعة منه، ولهذا جاء لفظ ابن عباس - وهو من أئمة هذا اللسان رضي الله عنه - بهذه اللفظة فيما خرجته من روايته، ولا يعني بها أن القمر قد انحجب الضوء عنه بسبب وقوع ظل الأرض عليه (كما نفهم في الدارج على ألسنتنا في هذا الزمان من معنى قول القائل "خسف القمر")، وإنما يعني ما اتفقت عليه الأمة (وهو مروي عنه أيضا في رواية أخرى ضعفتها أنت) أنه انشق على الحقيقة.
وانظر إن شئت في المعاجم وكتب اللغة في معنى كلمة (كسف)، بارك الله فيك.
فالكسوف هنا في تلك الروايات إنما هو بمعنى التقطع حقيقة، أي الانشقاق والانفلاق، على المعنى الذي اتفقت الأمة عليه، لا على نحو ما فهمت أنت، فتنبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// أنت وصلت من تخريجك إلى أن الذي حصل لم يكن إلا كسوفا رآه المشركون فقالوا إن محمدا سحرنا، وهذا ما قدمتَ به في أول تعقيب لك في هذه الصفحة! وقد سقتُ إليك من الصحيحين ما يدل دلالة واضحة على أنهم طلبوا منه أن يريهم آية فأراهم ما أراهم، صلى الله عليه وسلم! وذكرتُ لك أنه لم يقل أحدٌ من المفسرين بمثل ما تقول في تفسير الانشقاق (إذ تفرق بين معنى الانشقاق الحقيقي ومعنى الكسف على هذا النحو) .. فمن سلفك في نفي أن يكون المشركون قد طلبوا من النبي عليه السلام أن يريهم شيئا أصلا (مع أنه ظاهر جلي فيما في الصحيحين)؟؟!! قول ابن عباس "كُسِفَ الْقَمَر عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا سَحَرَ الْقَمَر فَنَزَلَتْ " اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر" لا يُفهم منه أنهم لم يطلبوا منه آية في الابتداء كما هو ظاهر ما في الصحيحين وغيرهما!
لو كان ما ظهر لهم في السماء حينئذ - حين طلبوا منه هذا الطلب - لا يزيد على كونه كسوفا مما يراه الناس عادة (وتشرع فيه عبادة مخصوصة كما هو معلوم)، فما وجه ذكره في القرءان في هذا المقام على أنه حدث فريد لا يتكرر ويُعد من علامات اقتراب الساعة؟؟
بل انشق القمر على الحقيقة إلى شقين متمايزين، وعلى غير مثال سابق رآه الناس، وكانت آية كبرى من علامات الساعة، كما اتفق المفسرون عبر القرون بلا مخالف!
////// والذي أقصده بتنبيهي الذي نقلته إليك من الملتقى أن الباحث في علم الحديث ينبغي أن يتوخى اتفاقات وإجماعات أهل العلوم الأخرى حتى لا ينتهي به اجتهاده فيما يخرج به من تصحيح وتضعيف للروايات إلى خرق إجماع أو إلى الإتيان بقول ليس له فيه سلف قطّ! فخروج الباحث بما لا سلف له فيه في أمثال هذه المسائل = دليل على خطإه في مأخذه من النصوص! وأنت تعلم أن صحة الروايات وضعفها من جهة الإسناد ليست هي الطريق الوحيد لمعرفة حجية المعاني المأخوذة منها من عدمها! وإلا فكم من مسألة أطبق العلماء فيها على العمل بحديث ضعيف!
هذا ما أردتُ التنبيه عليه، وشكر الله لك جهدك المبارك.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 11:36]ـ
بارك الله فيك أبو الفداء وأحسن الله إليك
ملاحظة:
قلت حفظك الله
فالعرب ما كانت تقول "كسف القمر"، وإنما (خسف القمر) وهو الأصح عندهم
أقول:
كلا هما صحيح وإن كان الأجود ما قلت
قال الشيخ سليمان العلوان
يقال للشمس كسفت وللقمر خسف ويجوز العكس صحت بذلك الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك غير واحد من أهل اللغة.
ثم استشهد بحديث البخاري ومسلم
"إِنَّ اَلشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اَللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ,
أقول:وفي تاج العروس قال:
خسف المكان، يخسف، خسوفا: ذهب في الأرض، نقله الجوهري. قال: و خسف القمر: مثل كسف. أو كسف للشمس، وخسف للقمر، قال ثعلب: هذا أجود الكلام. أو الخسوف: إذا ذهب بعضهما، والكسوف كلهما، قاله أبو حاتم
نقلت حفظك االله
عن ابن كثير رحمه الله
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ " خَمْس قَدْ مَضَيْنَ الرُّوم وَالدُّخَان وَاللِّزَام وَالْبَطْشَة وَالْقَمَر " وَهَذَا أَمْر مُتَّفَق عَلَيْهِ بَيْن الْعُلَمَاء أَيْ اِنْشِقَاق الْقَمَر قَدْ وَقَعَ فِي زَمَان النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ كَانَ إِحْدَى الْمُعْجِزَات الْبَاهِرَات
فهل اتفق العلماء على أن الدخان والبطشة قد مضت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
لعلك تعلم أنهم لم يتفقوا على أن ذلك حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو اجتهاد من ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه
قلت حفظك الله:
وإلا فكم من مسألة أطبق العلماء فيها على العمل بحديث ضعيف!
أعلم أنك قلت ذلك تنزلا
ولكن لا أعلم مسألة واحدة من المسا ئل الغيبة التي لامجال فيها للإجتهاد أطبق العلماء عليها ولادليل لها غيرحديث ضعيف.
فهل تكرمت علي ببعضها جزاك الله.
واعلم حفظك الله أن سؤالي استفهامي وليس استنكاري يعلم الله
.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 03:47]ـ
وفقك الله وسدد خطاك ..
تقول:
كلا هما صحيح وإن كان الأجود ما قلت
قلتُ هذا ما نبهتُ عليه بقولي " (خسف القمر) هو الأصح عندهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
/// والذي أقصده - بارك الله فيك - أن إماما من أئمة التفسير ولسان العرب كابن عباس رضي الله عنه لا يُحمل كلامُه في الأصل إلا على الأبلغ والأصوب والأقوم من الكلام، والأشهر على ألسنة العرب، ما لم تدل قرينة أخرى على خلاف ذلك! والنصوص التي يُفهم منها أن الكسف هنا المراد به شق وفلق حقيقي (لا كالذي نراه نحن في المألوف عندنا) = مستفيضة وإن كان جُلها في درجة الضعيف.
/// دعك من قولي بأن مخالفة المعتاد هنا من استعمال العرب لكلمة خسف في حق القمر تدل على أن المراد من الكسف المزق والفلق، فالذي أستدل به على هذا المعنى بالأساس إنما هو إجماع الأمة عليه في تلك الحادثة بلا مخالف! فتلك النصوص الضعيفة وإن كانت ليست بحجة في ذاتها إلا أن الأمة مجمعة على معناها، ولم يقل بخلافه أحد!! وعليه يكون حمل معنى كلمة (كسف) فيما أوردتَ من النصوص، والله أعلم.
/// أقول إيتني بقرينة تفيد حمل لفظة (كسف) هنا على خلاف المعنى المستفيض في النصوص الأخرى وأنا أسلم لك بأن في المسألة خلافا! ولكن أين؟؟؟ هذا خروج على ما انعقد من فهم السلف (بل والخلف كذلك) بلا دليل!
/// لعلي لم أوفق في إدخال أثر ابن مسعود فيما نقلته من كلام ابن كثير، فإنما أردت من النقل تقرير ابن كثير لاتفاق العلماء على أن حادثة الانشقاق قد وقعت (وأنت لا تخالف في ذلك) وعلى أنها كانت من "المعجزات الباهرات" (ولازم كلامك يشكل على هذا المعنى كما أسلفتُ، إذ ليس يوصف به ذلك الكسوف أو الخسوف الذي يراه الناس مرارا وتكرارا (وإن كان في ذاته آية يخوف الله بها عباده)!!).
/// المعجزة خرق للعادة، والخسوف أو الكسوف على المعنى المشهور لا يعد خرقا للعادة، إذ هذا الجنس من الحوادث مألوف للناس، فما وجه وصف هذا الحدث بالمعجزة إن كان المراد من لفظة (كسف) ما تذهب إليه؟؟؟ بل ما وجه دعواهم أنه من سحره لهم إن كان ما رأوه - دون أن يطلبوا منه أن يريهم آية - لا يزيد على كونه خسوفا مما يراه الناس؟
/// ما ذكرته في الاتفاق على الأخذ بالضعيف لا أقصد به العمل في المسائل العملية بالضعيف عندما لا يكون في الباب سواه (ولعلي لم أحسن تحرير مرادي فأرجو المعذرة)، وإنما أقصد إجماع الأمة على معنى لا نجد له من الأثر إلا ما في نص ضعيف السند .. والإجماع كما تعلم لا يقع في المسائل العملية وحسب وإنما في الخبريات كذلك وفي سائر أبواب العلم، ما كان منها اجتهاديا وما لم يكن كذلك .. فكوننا لا نجد من أهل التفسير ولا من علماء السلف والخلف من حمل معنى هذا الانشقاق على خلاف الانشقاق الحقيقي = هذا في ذاته حجة على بطلان ما يخالفه، وعلى صحة المعنى الذي استفاضت به تلك النصوص الضعيفة .. إذ لم يقل أحد بأن الانشقاق في هذه الواقعة فيما جاءنا من نصوصها المراد به هذا الكسوف الذي نعتاده (الذي هو بمعنى احتجاب الضوء) حتى وإن كان يصح أحيانا في اللغة أن يقال لهذا الخسوف الذي نألفه للقمر: (كسوف) .. والله أعلم.(/)
«تَوضيحٌ وبَيَان من الشَّيْخِ عَبدِ اللَّهِ الغُنَيْمَانِ ـ وفَّقهُ اللَّهُ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 01:15]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«تَوضيحٌ وبَيَان من الشَّيْخِ عَبدِ اللَّهِ الغُنَيْمَانِ
ـ وفَّقهُ اللَّهُ تعالى ـ»
في المرفقات.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 01:17]ـ
توضيح وبيان
من الشيخ عبدالله الغنيمان
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وآله وصحبه وبعد:
ففي سنة أربع وعشرين وأربعمائة وألف حضر عندي شباب من دولة الكويت، فسئلوا أسئلة عامة في
التحاكم والقيام للمخلوق على وجه التعظيم والذل والخضوع، وعن تشريع القوانين والمشاركة في ذلك، وعن
الصلاة خلف من فعل ذلك، وعن الطواف على القبر ونحوه وغير ذلك.
فأجبتهم جواباً عاماً بدون تفصيل، ثم أخذوا هذه الأسئلة مع الجواب، وذهبوا يطبقونها على أناس معينين
ويحكمون عليهم بالكفر والخروج من الإسلام، وينسبون ذلك إلى المجيب على الأسئلة، وهذا أمر عظيم وخطر،
وهو مسلك الخوارج الذين يكفرون بالكبائر، وأنا أبرأ من ذلك، ولا أحل لأحد ينسب إليَّ تكفير من يتحاكم إلى
القوانين أو يشارك في سن القوانين بلا تفصيل، كما فعل المشار إليهم، فقد أقدموا على أمر لا يجوز لطالب علم أن
يفعله، فهم مخطئون في ذلك وآثمون، وفرق بين الحكم العام والحكم على معين: فالمعيّن لابد من التفصيل فيه،
والنظر إلى علة ذلك وسببه، ولابد من معرفة الحامل لذلك، ثم إقامة الدليل وإزالة الشبهة، ولهذا جاءت تفسيرات
الصحابة وغيرهم بالتفصيل في قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} فقالوا: كفر دون
كفر، وقالوا: ليس هو الكفر بالله واليوم الآخر، فالذي يتحاكم إلى غير شرع الله تعالى من أجل الدنيا أو لغرض من
الأغراض وهو يرى أنه عاصٍ في ذلك ويعتقد وجوب الحكم بشرع الله؛ لا يكون بذلك كافراً الكفرَ المخرج من
الدين الإسلامي، ومثل ذلك من يشارك في سن القانون.
روى ابن جرير بسنده عن ابن عباس: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: هي به كفر،
وليس كفراً بالله وملائكته ورسله.
313) من طريق سفيان عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس /2) «المستدرك» ورواه الحاكم في
قال: إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
. «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»: الكافرون} كفر دون كفر، ثم قال
. «صدوق له أوهام»: وهشام قال الحافظ، «صحيح»: وقال الذهبي
وقال ابن جرير أخبرنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال
سئل ابن عباس عن قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال هي به كفر.
ـ[ابوالبراء]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 01:22]ـ
جزاك الله خير
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 01:28]ـ
قال ابن طاووس: ليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسوله.
وروى ابن جرير بسنده عن عطاء في قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، {ومن لم يحكم
بم أنزل الله فأولئك هم الظالمون}، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} قال: كفر دون كفر، وفسق
دون فسق، وظلم دون ظلم.
وروى عن طاووس: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: ليس بكفر ينقل عن الملة.
وقال ابن عباس وطاووس: ليس بكفر ينقل عن الملة، بل إذا فعله؛ فهو به كفر، وليس كمن»: وقال البغوي
كفر بالله واليوم الآخر.
وقال عطاء: هو كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق.
وسئل عبدالعزيز بن يحيى الكناني عن هذه الآيات، فقال: إنها تقع على جميع ما أنزل الله، لا على بعضه، فكل
من لم يحكم بجميع ما أنزل الله؛ فهو كافر ظالم فاسق، وأما من حكم بما أنزل الله من التوحيد وترك ثم لم يحكم
بجميع ما أنزل الله من الشرائع؛ لم يستوجب حكم هذه الآيات.
وقال عكرمة: معناه ومن لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به؛ فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم به؛ فهو ظالم فاسق.
انتهى «وقال العلماء: هذا إذا رد نص حكم الله عيانا عمدا، فأما من خفي عليه أو أخطأ في تأويله فلا
. (61/ 3)
المسألة الحادية عشرة قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} اختلف فيه: وقال ابن العربي:
«المفسرون، فمنهم من قال: الكافرون والظالمون والفاسقون كله لليهود. ومنهم من قال: الكافرون للمشركين،
والظالمون لليهود، والفاسقون للنصارى، وبه أقول؛ لأنه ظاهر الآيات، وهو اختيار ابن عباس وجابر بن زيد
وابن أبي زائدة، وابن شبرمة.
وقال طاووس وغيره: ليس بكفر ينقل عن الملة ولكنه كفر دون كفر.
وهذا يختلف إن حكم بما عنده على أنه من عند الله، فهو تبديل يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية؛ فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين» انتهى [«أحكام القرآن» (2/ 624، 625)].
وقال القرطبي: قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، والظالمون، والفاسقون، نزلت كلها في الكفار ثبت ذلك في صحيح مسلم [رقم (1700).] من حديث البراء وعلى هذا المعظُم [يعني معظم المفسرين] فأما المسلم فلا يكفر وإن ارتكب كبيرة، وقيل فيه إضمار أي ومن لم يحكم أنزل الله رداً للقرآن وجحداً لقول الرسول (ص) فهو كافر قاله ابن عباس ومجاهد فالآية عامة على هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 01:37]ـ
قال ابن مسعود والحسن هي عامة في كل من لم يحكم بما أنزل الله من المسلمين واليهود والكفار أي معتقدا ذلك ومستحلا له فأما من فعل ذلك وهو معتقدا أنه راكبُ محرمٍ فهو من فساق المسلمين وأمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، انتهى المقصود منه تفسير القرطبي. [(6/ 19)].
وقسم الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله الحكم بغير ما أنزل الله إلى قسمين قسم مخرج من الملة وهو ستة أقسام
أحدها أن يجحد حكم الله وينكره والثاني ألا يجحده ولا ينكره ولكن اعتقد أن حكم غير الله هو أحسن منه،
والثالث أن يعتقد أن حكم غير الله تعالى مثل حكم الله، والرابع أن يعتقد جواز حكم غير الله، والخامس أن يجعل محاكم لعموم الناس يلزمهم بحكمها تستمد أحكامها من القوانين الوضعية، السادس ما يحكُ م به كثير من رؤساء العشائر والقبائل يسمونها سلومهم وهذه كلها تخرج من الملة.
والثاني ما لا يخرجه من الملة وهو أن يحمله حب الدنيا على الحكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده بأنه مرتكب ذنبا كبيرا فهذا كفر دون كفر ولا يخرج من الملة.
وقالت لجنة الفتوى في المملكة العربية السعودية الفتوى رقم (5741) جواب سؤال [من لم يحكم بما أنزل الله هل هو مسلم أم كافر كفراً أكبر؟]
«الحمد لله قال الله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) وقال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وقال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) لكن إن استحل ذلك واعتقده جائزا فهو كفر أكبر وظلم أكبر وفسق أكبر يخرج من الملة، أما إن فعل ذلك من أجل رشوة أو مقصداً آخر وهو يعتقد تحريم ذلك فإنه آثم يعتبر كافراً كفراً أصغر وظالم ظلما أصغر وفاسقا فسقا أصغر لا يخرجه من الملة كما وضح ذلك أهل العلم في تفسير الآيات.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ليس لأحد أن يحكم بغير ما أنزل الله بل هذا منكر عظيم وجريمة شنيعة.
أما كونه كفراً مخرجاً من الملة، فهذا محل التفصيل عند أهل العلم، فمن فعل الحكم بغير ما أنزل الله يستجيزه ويرى أنه لا بأس به، أو يرى أنه مثل حكم الله، أو يرى أشنع من ذلك أن الشريعة لا تناسب اليوم وأن القوانين أنسب منها وأصلح هذا كله كفر أكبر على جميع الأحوال الثلاثة.
ومن زعم أن حكم غير الله أحسن من حكمه أو مثل حكمه في أي وقت كان أو أنه يجوز الحكم بغير ما أنزل الله ولو قال أن الشريعة أفضل وأحسن ففي هذه الأحوال الثلاث يكون قائل ذلك كافراً، وهكذا معتقد ذلك، من اعتقد أن حكم غير الله جائز أو مماثل لحكم الله أو أفضل من حكم الله فهو مرتد عند جميع أهل الإسلام.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 01:47]ـ
أما من فعل ذلك لغرض من الأغراض وهو يعلم أنه مخطئ وأنه مجرم ولكن فعل ذلك لغرض الرشوة أو مجاملة قوم أو لأسباب أخرى الله يعلم من قلبه أنه ينكر هذا وأنه يرى أنه باطل وأنه معصية هذا لا يكفر بذلك يكون عاصياً ويكون كافراً كفراً دون كفر وظالما ظلما دون ظلم وفاسقا دون فسق كما قال ابن عباس ومجاهد بن جبر وجماعة آخرون وهو معروف عند أهل العلم وإن أطلق من أطلق كفره فمراده كفر دون كفر، انتهى فتاوى نور على الدرب (4/ 127).
وبهذا يتبين خطأ هؤلاء الذين سجلوا ذلك الجواب المجمل وصاروا ينشرونه بين الناس ويحكمون عليهم بموجب ذلك الجواب الخطأ حيث لم يفصل ويبين ففعلوا منكراً عظيما حيث حكموا على أناس معينين بالكفر فسلكوا بذلك مسلك الخوارج ونسبوا التكفير إلى المجيب بجواب عام مجمل، شأن أهل الفتن ولذلك فإني أعلن أني راجع عن ذلك الجواب المجمل ولا أحل لأحد أن ينسب ذلك إلي كما فعل هؤلاء الذين خالفوا قاعدة أهل السنة في أن الحكم العام لا يطبق على معين، فمثلاً أهل السنة يقولون الشرك بالله تعالى كفر يخرج من الدين ولكن إذا وقع من معين فلا يحكم عليه بأنه خرج من الإسلام حتى يبين له أن فعله شرك يخرج فاعله أن يكون مسلما وتزال عنه الشبه التي يتعلق بها فإذا عرف ذلك وأصرَّ على فعله بعد ذلك هناك يحكم عليه.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى: وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول صلى الله عليه وسلم ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره. انتهى الدرر السنية (1/ 102).
وقال أيضا: وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على [قبر] عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله، انتهى الدرر (1/ 104).
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: القسم الثالث أشياء تكون غامضة فهذه لا يكفُر الشخص فيها ولو بعد ما أقيمت عليه الأدلة سواء كانت في الفروع أوالأصول ومن أمثلة ذلك الرجل الذي أوصى أهله أن يحرقوه إذا مات. انتهى الفتاوى (1/ 74).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع يقال هي كفر قولا يطلق كما دل على ذلك الدلائل الشرعية فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه. انتهى مجموع الفتاوى (35/ 165).
قاله وكتبه
عبدُ اللَّهِ بْنُ مُحمَّدٍ الغُنَيْمَانُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 01:55]ـ
الأخ الغالي / أبا البراء ـ حَفِظَهُ اللّهُ تَعَالَى ـ:
شَكَرَ اللَّهُ لكُم مروركُم،وتشريفكُم.
أَخُوكُم المحبّ
سَلمانُ بنُ عَبدِ القَادِر أبُو زَيْدٍ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ،آمِين.
ـ[الموحده]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 04:51]ـ
الاستاذ الفاضل سلمان نقولات جميله وطيبه بارك الله فيكم جميعا ولكن اسمح لي استاذي تلك النقولات لا تناسب هذا الواقع لان ابن عباس وطاووس رحم الله الجميع لم يكن حال واقعهم كحال هذا الواقع والناظر في أصل المساله تجد انه واقع يحكم في كل قضاياه بحكم الله الا مسأله غلبه هواه او دنيا فعدل عن حكم الله فيها اي في تلك المسأله فكيف ننقل الواقع باسره الي حكام غيروا بل بدلو وشرعوا شرعا مخالف لشرع الله وعطلوا الحدود ونحو كتاب الله عن الحياه واقصروه في المساجد فقط ولم يعد كتاب حكم وتشريع بل هو كتاب عباده وكأن العباده في نظرهم هي الصلاه فقط فهل كلام ابن عباس رضي الله عنه يناسب من كان هذا حاله؟؟؟؟؟؟
وايضا العلم بالدليل والواقع وحال المستفتي من لوازم الفتي فهل المستفتي والواقع شبيه بفتوي ابن عباس حتي تطبق بحذافيرها ها هنا؟؟؟؟
قال ابن مسعود والحسن هي عامة في كل من لم يحكم بما أنزل الله من المسلمين واليهود والكفار أي معتقدا ذلك ومستحلا له فأما من فعل ذلك وهو معتقدا أنه راكبُ محرمٍ فهو من فساق المسلمين وأمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، انتهى المقصود منه تفسير القرطبي. [(6/ 19)].
ابن مسعود وهنا وغيره تيكلم عن واقع المسلمين الذي يحكمهم خلفاء راشدون وليس واقع احلو ما حرم الله جمله وتفصيلا ولم يعد لله في حكمهم شيئ الا المواريث احلو كل ما حرم الله وحرموا ما احله فهل تنطبق عليهم تلك المقاله
وقسم الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله الحكم بغير ما أنزل الله إلى قسمين قسم مخرج من الملة وهو ستة أقسام
أحدها أن يجحد حكم الله وينكره والثاني ألا يجحده ولا ينكره ولكن اعتقد أن حكم غير الله هو أحسن منه،
والثالث أن يعتقد أن حكم غير الله تعالى مثل حكم الله، والرابع أن يعتقد جواز حكم غير الله، والخامس أن يجعل محاكم لعموم الناس يلزمهم بحكمها تستمد أحكامها من القوانين الوضعية،
لم تو جد في تلك المجتمعات الا تلك المحاكم ولم يعد للمحاكم الشرعيه وجود وعندهم ان الدستور والقانون مقدم علي كتاب الله بل ان كتاب الله غير موجود اصلا ولا فرعايه
السادس ما يحكُ م به كثير من رؤساء العشائر والقبائل يسمونها سلومهم وهذه كلها تخرج من الملة.
والثاني ما لا يخرجه من الملة وهو أن يحمله حب الدنيا على الحكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده بأنه مرتكب ذنبا كبيرا فهذا كفر دون كفر ولا يخرج من الملة.
هل هذه الشيخ يقصد بها علي العموم ام في قضيه من القضايا ارجو مراجعه رساله تحكيم القوانين الوضعيه كامله ففيها ما يشفي الصدور
وقالت لجنة الفتوى في المملكة العربية السعودية الفتوى رقم (5741) جواب سؤال [من لم يحكم بما أنزل الله هل هو مسلم أم كافر كفراً أكبر؟]
«الحمد لله قال الله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) وقال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وقال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) لكن إن استحل ذلك واعتقده جائزا فهو كفر أكبر وظلم أكبر وفسق أكبر يخرج من الملة،
أما إن فعل ذلك من أجل رشوة أو مقصداً آخر وهو يعتقد تحريم ذلك فإنه آثم يعتبر كافراً كفراً أصغر وظالم ظلما أصغر وفاسقا فسقا أصغر لا يخرجه من الملة كما وضح ذلك أهل العلم في تفسير الآيات.
هل الذي يحلل الخمور والزني والربي ويصدر قانونا بذلك ويحارب من قال بحرمته ويعتقل من قال ان الربا حرام وينصب علماء سوء يجادل عن هذا القانون باسم الاسلام اليس هذا دليل استحلال ام ماذا وهل الرشوه تكون في كل القضايا ام في قضيه بعينها انهم يجعلون شرع الطاغوت شرعا متبعا فيهم وفي بنيهم واستصدروا القوانين والفوا الكتب فيها وانشاوا المدارس والكليات لتدريس هذا الكفر كل هذا وليس دليلا علي الاستحسان والاستحلال؟؟؟؟؟
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ليس لأحد أن يحكم بغير ما أنزل الله بل هذا منكر عظيم وجريمة شنيعة.
أما كونه كفراً مخرجاً من الملة، فهذا محل التفصيل عند أهل العلم، فمن فعل الحكم بغير ما أنزل الله يستجيزه ويرى أنه لا بأس به، أو يرى أنه مثل حكم الله، أو يرى أشنع من ذلك أن الشريعة لا تناسب اليوم وأن القوانين أنسب منها وأصلح هذا كله كفر أكبر على جميع الأحوال الثلاثة.
الحمد لله هذه حاله اؤلائك الحكام تماما حتي ان بعضهم قالها الشريعه لا تناسب هذا الزمان ومن زعم أن حكم غير الله أحسن من حكمه أو مثل حكمه في أي وقت كان أو أنه يجوز الحكم بغير ما أنزل الله ولو قال أن الشريعة أفضل وأحسن ففي هذه الأحوال الثلاث يكون قائل ذلك كافراً، وهكذا معتقد ذلك، من اعتقد أن حكم غير الله جائز أو مماثل لحكم الله أو أفضل من حكم الله فهو مرتد عند جميع أهل الإسلام.
الكلام الذي بالخط الاحمر كلامي انا وليس مشاركه الشيخ سلمان حفظه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[19 - Jul-2009, مساء 12:03]ـ
قد بحّت أصوات الناصحين بمثل ما قال الشيخ الغنيمان سدده الله.
فرحم الله أئمة الدين الثلاثة في هذا العصر وجزاهم عنا خيراً.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[20 - Jul-2009, صباحاً 04:18]ـ
رحم الله من فقه في دينه
وفهم واقعه من غير افراط ولاتفريط.
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[20 - Jul-2009, صباحاً 09:36]ـ
قد بحّت أصوات الناصحين بمثل ما قال الشيخ الغنيمان سدده الله.
فرحم الله أئمة الدين الثلاثة في هذا العصر وجزاهم عنا خيراً.
صدقت والله: ((حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))
حفظ الله الشيخ عبدالله الغنيمان.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[20 - Jul-2009, مساء 09:02]ـ
الحق كله في منهج السلف
وان سمي بغير ذلك
فلا يغير في الحقيقة شيئا.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[20 - Jul-2009, مساء 09:22]ـ
الاستاذ الفاضل سلمان نقولات جميله وطيبه بارك الله فيكم جميعا ولكن اسمح لي استاذي تلك النقولات لا تناسب هذا الواقع لان ابن عباس وطاووس رحم الله الجميع لم يكن حال واقعهم كحال هذا الواقع والناظر في أصل المساله تجد انه واقع يحكم في كل قضاياه بحكم الله الا مسأله غلبه هواه او دنيا فعدل عن حكم الله فيها اي في تلك المسأله فكيف ننقل الواقع باسره الي حكام غيروا بل بدلو وشرعوا شرعا مخالف لشرع الله وعطلوا الحدود ونحو كتاب الله عن الحياه واقصروه في المساجد فقط ولم يعد كتاب حكم وتشريع بل هو كتاب عباده وكأن العباده في نظرهم هي الصلاه فقط فهل كلام ابن عباس رضي الله عنه يناسب من كان هذا حاله؟؟؟؟؟؟
وايضا العلم بالدليل والواقع وحال المستفتي من لوازم الفتي فهل المستفتي والواقع شبيه بفتوي ابن عباس حتي تطبق بحذافيرها ها هنا؟؟؟؟
الكلام الذي بالخط الاحمر كلامي انا وليس مشاركه الشيخ سلمان حفظه الله
ورب البيت الحرام إن كلامكم لفي الصميم ...
وعل العموم توحيد الحاكمية فيه كلام كثير ...
يرجع في هذا الى كتاب الشيخ عبد الله القرني (ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة)
فقد تطرق الشيخ لهذه المسألة ...
ـ[عبد الله الشريف]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 04:38]ـ
1 هل الشيخ هو القائل بهاته الأقوال؟! فأرجو من الإخوة التثبت والإتصال بالشيخ.
2 كلام الشيخ المشهور عنه غير هذا البيان والكلام مبثوت في كتبه وأشرطته.
من ذلك على سبيل المثال:
جاء في لقاء الشيخ العلامة عبدالله بن محمد الغنيمان مع مجلة السمو:
س5/ كيف يفرق بين المسائل التي يعذر فيها الجاهل، والتي لا يعذر في أحكام التكفير؟
ج5/ التفريق بين الأمور التي يعذر فيها الإنسان في باب التكفير، والتي لا يعذر فيها، لا يخفى أمرها، لأن التي لا يعذر فيها تلك الأمور الظاهرة الجليلة التي جاءت فيها النصوص أو الأمور التي عرفت بالضرورة من دين الله لا سيما إذا كان في بلاد المسلمين، فلا يعذر الإنسان إن جهل أن الربا حرام، أو يجهل أن الخمر حرام، أو الزنا وما أشبه ذلك من الأمور الواضحة، أما التي مبناها على الفهم وعلى الاستنتاج من النصوص، فهذه تبنى على أن الإنسان مكلف بأن يبذل جهده وطاقته، فإن بذل ولم يستطع الوصول إلى حق فهو معذور.
وخلاصة الأمر أن الأمور التي لا يعذر فيها،هي الواضحة، التي قد علمت من دين الإسلام بالضرورة، ويكون الواقع فيها في بلاد المسلمين، والتي لا يعذر فيها، هي الأمور التي يكون فيها خفاء، ويكون إذا اجتهد قد لا يدركها مثال هذه يعذر فيها.
س6/ وهل يعذر في عبادة غير الله تعالى، مثل عباد القبور هل يعدون مسلمين ويعذرون بجهلهم؟
ج6/ إن كان في إفراد الله بالعبادة، ونبذ الشرك، لا يعذر الإنسان بجهله، لأن هذا هو أصل الرسالة، ويجب أن نعلم أن الحجة لا يشترط أن تقام، بأن يأتي من يبلغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإنسان في بيته، من أعرض عن تعلم التوحيد الذي هو أصل الإسلام، ولم يلتفت به، فهو غير معذور، وهذا لا يعني أنه يحكم عليه بالقتل، بل يجب أن يدعى إلى الإسلام أولاً، فإن أبى يرجع إلى دين الإسلام، يقتل بحد الردة، والحدود التي يقيمها السلطان.
وجاء أيضا في لقاء موقع البشائر مع سماحة الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان:
(يُتْبَعُ)
(/)
س: تارك الحكم بما أنزل الله إذا جعل القضاء عامة بالقوانين الوضعية هل يكفر؟ وهل يفرق بينه وبين من يقضي بالشرع ثم يحكم في بعض القضايا بما يخالف الشرع لهوى أو رشوة ونحو ذلك؟
ج: أي نعم، التفرقة واجبة، فرق بين من نبذ حكم الله جل وعلا واطرحه واستعاض به حكم القوانين وحكم الرجال, فإن هذا يكون كفراً مخرجاً من الملة الإسلامية، وأما من كان ملتزماً بالدين الإسلامي إلا أنه عاص ظالم بحيث أنه يتبع هواه في بعض الأحكام ويتبع مصلحة دنيوية مع إقراره بأنه ظالم في هذا، فإن هذا لا يكون كفراً مخرجاً من الملة.
ومن يرى أن الحكم بالقوانين مثل الحكم في الشرع ويستحله فإنه يكفر أيضاً كفراً مخرجاً من الملة، ولو في قضية واحدة.
س: هل تصح حكاية إجماع السلف على عدم تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله مطلقاً؟
ج: لا تصح حكاية إجماع السلف على هذا، وهو مع ذلك خلاف الأدلة، فالنصوص من كتاب الله وحديث رسوله صلى الله تبين أن من يحكم بغير ما أنزل الله مطلقاً أنه يكفر، والله تعالى يقسم ويقول: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً} , {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً} .. ومعلوم أن هذا مثل ما قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أن هذا التفضيل من هؤلاء تفضيل لسبيل الكفار على سبيل المؤمنين، ليس عن عقيدة فيعلمون يقيناً أن سبيل المؤمنين أفضل وأهدى ومع ذلك لعنهم الله بذلك.
س: ما الفرق بين بلوغ الحجة وفهم الحجة؟ وأيهما يشترط في إقامة الحجة؟
ج: البلوغ يعني من بلغه كتاب الله وبلغه أن لله رسولاً قامت عليه الحجة، وأما فهمها فليس شرطاً، ولا أحد اشترط ذلك.
والفرق واضح فإن الله تعالى أخبرنا أن الكفار منهم من هو كما قال جل وعلا عميٌ وصمٌ وبكمُ، وأن مثله مثل الذي ينادي البهائم، لا يسمعون إلا النداء والصوت.
وأخبر أنه ذرأ لجهنم كثيراً من الناس لهم قلوب لا يفقهون بها، وأخبر أنهم أضل من الأنعام وقال جل وعلا: {قالوا لا نفقه كثيرا مما تقول}، ومع ذلك كما جاء في صحيح مسلم: (والله لا يسمع بي أحمر ولا أبيض ثم لا يؤمن بي إلا أقحمه الله جهنم) .. فجعل مجرد السماع يكفي , ثم إذا سمع عليه أن يتفهم و عليه أن يطلب بنفسه.
ـ[عبد الله الشريف]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 04:44]ـ
وأنقل لكم رد الشيخ محمد الحصم على العنبري في الحكم بغير ما أنزل الله بتقريظ الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان –حفظه الله- الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذه -بحمد الله- الطبعة الثانية لكتاب "الرد على العنبري"، وقد زدت فيها بعض الزيادات المهمة، فأضفت أقوالاً أخرى لبعض العلماء حول تحكيم القوانين الوضعية، كما أضفت ردوداً أخرى حول بعض القضايا التي أثارها العنبري كما في تفسير قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً}، وقوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}.
وفي مسألة التفريق بين الكفر المعرف باللام والكفر المنكر في الإثبات، وغير ذلك.
وقد قمت بقراءة الكتاب على صاحب الفضيلة العلامة الشيخ عبدالله ابن محمد الغنيمان -حفظه الله ورعاه- وطلبت من إبداء رأيه فيه، فتفضل مشكوراً بتقريضه ( http://www.salafi.net/issues/bnguniman.html)، فأسأل الله سبحانه أن يجزيه خير الجزاء، وأن يبارك فيه وفي علمه.
وعرضت الكتاب أيضاً على فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان -وفقه الله-، فتفضل بقراءته، وإبداء بعض التصحيح والتعليق عليه، فجزاه الله خيراً وبارك فيه وفي علمه.
والله المسؤول أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يجعله خالصاً لوجهه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد الله رب العالمين.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا رد موجز ومناقشة سريعة لكتاب "الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التكفير" لمؤلفه خالد بن علي العنبري، فقد خاض هذا الكاتب -هداه الله- بما لا يحسن، وقرر ما لا يعلم، واختلق أقوالاً على أناس لم تخطر ببالهم، وأساء فهماً بأقوال آخرين، وزعم أن الحكم بغير ما أنزل الله لا يكون كفراً إلا بالإستحلال كسائر المعاصي، فلم يفرق بين صورة وصورة، فلم يفرق بين المشرع وغيره، بل عمم القول على ذلك، بل تجرأ وزعم الإجماع على ذلك، وهذا غاية في الإستخفاف بالعقول اضطر الكاتب معها إلى الكذب والتدليس وإغفال بعض الأقوال وبتر بعضها كما سيظهر.
أضف إلى ذلك ما ابتلي به هذا المسكين من الثناء على نفسه وبحثه، فنسأل الله العافية، فخذ مثلاً قوله عن كتابه (10): "ولا أحسب أن في الكتب المعاصرة من نسج على منواله في التجرد والموضوعية، والوقوف على النصوص القرآنية والحديثية بفهم سلف الأمة وأئمة أهل السنة"، وخذ أيضاً قوله (19): "لا ينبغي لمؤمن أن يخوض في مسائل التكفير من قبل أن يقف على أصوله، ويتحقق من شروطه وضوابطه، وإلا أورد نفسه المهالك والآثام وباء بغضب الرحمن، وذلك أن مسائل التكفير من أعظم مسائل الدين وأكثرها دقة لا يتمكن إلا الأكابر من أهل العلم الواسع والفهم الثاقب. وهذه أهم أصوله وضوابطه وشروطه: .. ".
إلى غير هذه من العبارات التي يشير بها الكاتب إلى سعة علمه واطلاعه، وكأنه بهذا يخاطب عمياً صماً لا يفهمون الخطاب ولا يدركون مواطن الخلل، ولقد أحسن القائل:
ودعوة المرء تطفي نور بهجته
هذا بحق فكيف المدعي زللا
فنسأل الله العافية.
ولم أقصد في هذا الرد تتبع كل ما في كتاب العنبري من أخطاء والرد عليها، وإنما اقتصرت على أهم مسألة تطرق لها الكاتب وهي مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، وإلا فهناك مسائل أخطأ الكاتب في تقريرها وتناقض فيها كما في كلامه على كفر العمل وزعمه أنه لا يخرج من الملة إلا إذا دل الجحود والتكذيب أو الاستخفاف والاستهانة والعناد (قال الشيخ سليمان بن علوان -حفظه الله-: "وهذا مذهب غلاة المرجئة والجهمية كما تراه مبينا في كتب أئمة أهل السنة، كالسنة للخلال، والإبانة لابن بطة، ومؤلفات ابن تيمية، وغيرها كثير. ومن قبل قد كتب بعضهم كتابا أسماه "إحكام التقرير لأحكام مسألة التكفير"، فخاض بما لا يحسن، وقرر ما لا يعلم، وزعم أن تارك جنس العمل لا يكفر، فخالف بذلك الكتاب والسنة وما عليه أئمة السلف، والعجيب أنه نسب ما في كتابه من محض الآراء ومذاهب أهل الإرجاء إلى أئمة السلف حتى كاد ينقل الإجماع عليه، فانتدب لرد أباطيله وكشف تلبيساته وبيان جهله في هذه المسألة الكبيرة مجموعة من طلبه العلم، كما أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -حفظه الله- بيانا في خطورة هذا الكتاب وتحريم بيعه وشرائه لما يشمل من العقائد الفاسدة، وتقرير مذهب المرجئة ولبس الحق بالباطل") وغير هذه من المسائل.
وقبل الشروع في الرد لا بد أن أبين أموراً ثلاثة:
* الأول: إن منهج السلف أن من كفر أحداً من هذه الأمة وهو مجتهد في تكفيره ومستدل بالنصوص وبأقوال أهل العلم فإنه مأجور على كل حال، وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله- في كتاب (الإتحاف في الرد على الصحاف) (30): "وأما إن كان المكفر لأحد من هذه الأمة يستند في تكفيره له إلى نص وبرهان من كتاب الله وسنة نبيه، وقد رأى كفراً بواحاً كالشرك بالله وعبادة ما سواه، والإستهزاء به تعالى أو بآياته أو رسله أو تكذيبهم أو كراهة ما أنزل الله من الهدى ودين الحق، أو جحود الحق أو جحد صفات الله تعالى ونعوت جلاله ونحو ذلك، فالمكفر بهذا وأمثاله مصيب مأجور، مطيع لله ورسوله" ا. هـ.
فإذا عرفت هذا عرفت ضلال من يحكم على مخالفه في هذه المسألة بأنه خارجي أو تكفيري أو مبتدع، ويفسد بين شباب الأمة ويثير الفتن ويعقد الولاء والبراء على ذلك، بل بعضهم لا يفتأ يذكر ذلك حتى على صفحات الجرائد، ثم يزعم بعد ذلك ظلماً وجوراً وبهتاناً أنه على منهج السلف والسلف ومنهجهم منه براء، كما قال الشاعر:
راحت مشرقة ورحت مغربا
فمتى لقاء مشرق ومغرب
(يُتْبَعُ)
(/)
* الأمر الثاني: على التسليم منا جدلاً للعنبري ومن يقول بقوله بأن الحاكم بالقوانين الوضعية لا يكفر إلا بالاستحلال، فهل فعلاً هؤلاء الحكام لا يستحلونها أو لا يرون أنها أفضل من حكم الله؟ .. هذا ما لا يسلم له بحال، كيف وهذه تصريحاتهم تملأ وسائل الإعلام ثناء على هذه القوانين الكافرة الظالمة وتنزيهاً لها، وكونها كفيلة بنشر العدل والأمن بين الناس، بل يصرحون أنهم يؤمنون بهذه الديمقراطية إيماناً لا يتزعزع، بل يؤمنون بها شرعة ومنهاجاً، فهذا ظاهر أحوالهم وأقوالهم فهل نتكلف ونشق عن بطونهم أم نأخذهم على هذا الظاهر، وهذا ما أمرنا به؟
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين -حفظه الله-: "هؤلاء الذين يقولون لا بد من الاعتقاد نرى أنهم أخطأوا، وذلك لأنا إذا رأينا إنساناً يعمل عملا وهو لم يكره عليه، ولم يهدد بالقتل بل يعمله وهو مسرور به راض به منشرح الصدر له فإننا نحكم بأنه استحله، وأنه رآه أصلح وأحسن من غيره، فنحكم عليه بما يظهر لنا من فعله.
وأما إذا قال لنا جهرة أو خفية إنني غير مستحل له إنني أعمل به وأعتقد أنه لا يجوز ومع ذلك يطبقه ويميل إليه ويفضله على غيره ويعمل به علنا وجهرا فلا نصدقه في قوله إنه غير موقن به، بل نقول قد حكمت به واطمأننت إليه وعملت به عملا ظاهرا، فلا يقبل كلامك في أنك غير مستحل له، نحكم عليك بالظاهر أنك مستحل له ظاهراً، وأما القلوب فليس لنا أن نفتشها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [إني لن أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق عن بطونهم].
أي فنحن نحكم عليه بما ظهر منه، فمن أظهر لنا خيراً أحببناه على ذلك الخير، ومن أظهر لنا شراً عاملناه بموجب ذلك الشر.
الحاصل أن الذين يعملون به نحكم عليهم بأنهم مستحلون له لأنهم منشرحو الصدور له مطمئنون إليه، فهم من أهله نحكم عليهم بما يعملونه ظاهرا وباطنا فلا عبرة بكلامهم في أنهم ليسوا بمستحلين له، فالاستحلال هو العمل به ظاهرا وقد حصل منهم" (من شريط "أقوال العلماء في من بدل الشرع").
قلت: إن القول بأن هؤلاء المستبدلين للقوانين الوضعية بكتاب الله لا يستحلونها ولا يرون أنها أفضل من حكم الله مكابرة عجيبة ومجادلة بالباطل إذ كيف يعتقدون بأن شريعة الله تجمع خيري الدنيا والآخرة، وأن في تحكيمها العدل والأمن والنصر والنجاة، وفي تركها الدمار والهلاك، ثم يتركونها إلى غيرها من قوانين البشر؟.
* الأمر الثالث: مسألة الحاكمية من المسائل التي أخذت حقها من البحث، وألف فيها ما لا مزيد عليه وأقوال أهل العلم فيها واضحة وفي متناول الجميع، وأنا على يقين تام أن من تجرد للحق فلا بد أن يوفق إليه، ولم أكتب هذا الرد إلا بعد أن طلب مني ذلك، وبعد أن رأيت تأثر البعض بهذا الكتاب وتبجحهم بأنه لم يرد عليه أحد، فكتبت هذا الرد مستعيناً بالله متوكلاً عليه من غير توسع في ذكر الأدلة وأقوال العلماء لأن شبه العنبري هي شبه أسلافه فليس له إلا الصياغة والتهويل، ومن أراد الاستزادة فليراجع ما ألف في هذه المسألة.
والله الموفق وهو الهادي وآخر دعواي: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، واهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، والحمد لله رب العالمين.
كتبه محمد بن عبدالله الحصم
الكويت - الدوحة 15/ 11/1418هـ
تحقيق معنى قول السلف كفر دون كفر
ذكر العنبري في قاعدته الأولى وقرر في كتابه أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر إلا إذا جحد حكم الله، أو استحل الحكم بغير ما أنزل الله، واستدل على ذلك بقول ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره في تفسير قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} (المائدة:44).
من أنه ليس كمن كفر بالله واليوم الآخر، وأنه كفر دون كفر، ثم نزل هذا الحكم في قاعدته الثانية على من حكم بالقوانين الوضعية ثم زعم بعد ذلك في مطلبه العزيز إجماع السلف والخلف من أهل السنة على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والرد عليه أن نقول: إن تفسير ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره من السلف هو الحق الذي لا مرية فيه (قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان -حفظه الله- في التبيان (38): "وما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما - من قوله (كفر دون كفر) فلا يثبت عنه، فقد رواه الحاكم في مستدركه (2/ 313) من طريق هشان بن حجير عن طاوس عن ابن عباس به، وهشام ضعفه أحمد ويحي. وقد خولف فيه أيضاً فرواه عبدالرزاق في تفسيره عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال "هي كفر". وهذا هو المحفوظ عن ابن عباس أي أن الآية على إطلاقها، وإطلاق الآية يدل على أن المراد بالكفر هو الأكبر، إذ كيف يقال بإسلام من نحى الشرع واعتاض عنه بآراء اليهود والنصارى وأشباههم. فهذا مع كونه تبديلا للدين المنزل هو إعراض أيضا عن الشرع المطهر، وهذا كفر آخر مستقل. وأما ما رواه ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس: أنه قال (ليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وبكذا وبكذا) فليس مراده أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر. ومن فهم هذا فعليه الدليل وإقامة البرهان على زعمه، والظاهر من كلامه أنه يعني أن الكفر الأكبر مراتب متفاوتة بعضها أشد من بعض، فكفر من كفر بالله وملائكته واليوم الآخر أشد من كفر الحاكم بغير ما أنزل الله. ونحن نقول أيضا: إن كفر الحاكم بغير ما أنزل الله أخف من كفر بالله وملائكته .. ولا يعني هذا أن الحاكم مسلم ,ان كفره كفر اصغر، كلا بل هو خارج عن الدين لتنحيته الشرع، وقد نقل ابن كثير الإجماع على هذا، فانظر البداية والنهاية (13/ 119))، وهو عقيدة أهل السنة والجماعة، ولكن تنزيله على من شرع من دون الله فجعل الحلال حراماً، والحرام حلالاً، وأوجب ما لم يوجبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما هو الحال في القوانين الوضعية لا شك أنه خطأ وسوء فهم.
وذلك أن الحكم بغير ما أنزل الله له صور كثيرة، فمنها ما يكون شركاً ومنها ما يكون معصية، وضابط ذلك أنه إن كان فيه شرك كالتشريع من دون الله، وتحريم الحلال أو تحليل الحرام، فإنه يكون كفراً أكبر مخرجاً عن ملة الإسلام، وأما إن كان الحكم بغير ما أنزل الله مجرد معصية كعدم تطبيق حكم من أحكام الله، أو التقصير في إنفاذ حد من حدود الله على مستحقه، أو التعدي والجور بعقاب من لا يستحق العقاب فإنه كفر دون كفر لا يكفر فاعله إلا أن يستحله وذلك كالمستحل لسائر المعاصي.
فحمل قول ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره وتعميمه على جميع هذه الصور بما فيها الصور الشركية باطل من وجوه:
* أولاً: إن معرفة دين الإسلام، ومعرفة التوحيد الذي جاءت به الرسل يأبى ذلك، فالتوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بما اختص به، والله سبحانه وتعالى قد اختص بأشياء منها العبادة ومنها الخلق والرزق والتدبير، ومنها الحكم والتشريع أيضاً، ولا يخالف العنبري في كون التشريع حقاً خالصاً لله تعالى، فإن تقرر ذلك أعني كون إفراد الله سبحانه بالتشريع من التوحيد، فإن ترك العمل به يكون كفراً، كما قرر ذلك شيخ الإسلام المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- حيث قال في أواخر كشف الشبهات: "لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما" ا. هـ.
وترك العمل بالتوحيد هو العمل بضده وهو الشرك الأكبر الذي هو مساواة العبد غير الله بالله فيما اختص به الله، فمن صرف شيئاً اختص الله به لغيره فقد أشرك شركاً أكبر، كالذي يعبد غير الله، أو يدعي على الغيب من دون الله، أو يشرع من دون الله، وهذه قاعدة مضطردة لا استثناء فيها، بل قد ذكر الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- أن الإشراك في العبادة والإشراك في الحكم لهما نفس الحكم، ولا فرق بينهما حيث قال في أضوائه: "فالإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته" (أضواء البيان (7/ 162)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: "الإشراك بالله في حكمه والإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد لا فرق بينهما البتة، فالذي يتبع نظاما غير نظام الله، أو غير ما شرعه الله، وقانونا مخالفا لشرع الله من وضع البشر معرضا عن نور السماء الذي أنزل الله على لسان رسوله .. من كان يفعل هذا ومن كان يعبد الصنم ويسجد للوثن لا فرق بينهما البتة بوجه من الوجوه فهما واحد وكلاهما مشرك بالله، هذا اشرك به في عبادته وهذا أشرك به في حكمه كلهما سواء" (أشرطة الشيخ في تفسير براءة عند قوله تعالى {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً .. }).
فهذا كلام الإمام الشنقيطي -رحمه الله- واضح جداً في الحكم بالشرك على المتبع لنظام وتشريع غير تشريع الله، لا كما يزعم العنبري أن إطلاق الحكم بالشرك على من نازع الله في تشريعه لا يستقيم على أصول أهل السنة، بل إن قوله هو الذي لا يستقيم على أصول أهل السنة، إذ كيف يكون التشريع حقاً خالصاً لله ثم لا يكون مشركاً من صرفه لغيره؟!
إذن فمعرفة أصل الإسلام وهو التوحيد، ومعرفة ما يضاده وهو الشرك يأبى هذا التعميم من العنبري وأمثاله لقول ابن عباس -رضي الله عنهما-، فيجب حمل قوله على ما لا يخالف هذا الأصل الأصيل والركن الركين، وذلك بحمله على الانحرافات الجزئية لا التشريعات العامة.
* ثانياً: أن العلماء قد أجمعوا على كفر من بدل الشرع وحكم بشريعة غير شريعة الإسلام، قال العلامة ابن كثير -رحمه الله-: "فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟! من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين" (البداية والنهاية 13/ 128).
فابن كثير -رحمه الله- يذكر أن من حكم بشريعة منسوخة كفر بالإجماع، فمن باب أولى من حكم بشريعة ليس لها أصل وغير مستمدة من السماء كما هو الحال في الياسق، وكذلك القوانين الوضعية.
ولا يسعف العنبري صرخات الاستغاثة التي أطلقها في فصله الأخير وما نسجه من سخافات لتكذيب هذا الإجماع، حيث زعم أنه خاص بالتتار، فكلام ابن كثير بين أيدينا وهو أوضح من شمس النهار، فهو يقول: "فمن ترك"، "ومن" من صيغ العموم كما هو معلوم، وإنما ضرب ابن كثير رحمه الله مثلاً بالتتار بعد ذكر الحكم العام، فكيف وبأي لغة يزعم العنبري أن كلامه خاص بالتتار؟!.
فإن أبى العنبري إلا هذا الفهم السقيم فهل كفر الحاكم بالشرائع المنسوخة خاص بالتتار أيضاً؟ ولماذا لم ينص ابن كثير -رحمه الله- على هذا التخصيص ويطلق العمومات على غير وجهها؟
ثم إن تلبس التتار بنواقض أخرى غير هذا الناقض لا يصلح تقيداً لهذا الناقض، وأنه لا يكفر المستبدل للشريعة إلا إن تلبس بمثل ما تلبس به التتار من نواقض، فلا ندري ما وجه الربط وهذا التقييد!، فقد يتلبس الشخص بأكثر من ناقض، ويجتمع فيه أكثر من مكفر، ولو أردنا أن نجمع ما في أصحاب هذه القوانين من نواقض لقلنا:
1. إنهم يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى، لقولهم إنه لا تمييز بين المواطنين بسبب الجنس أو اللون أو اللغة أو الدين.
2. وإنهم يسوغون الكفر، لقولهم إن حرية الاعتقاد مطلقة، وأن الدولة تقوم بحماية شعائر الأديان.
3. وإنهم يحلون الربا، ويحلون الزنا، ويحرمون الجهاد.
4. وإنهم يثنون على هذه القوانين ويمدحونها ليل نهار، ويصفونها بأنها عادلة نزيهة، والله جل وعلا يقول إنها ظالمة.
وكل هذه بمفردها ناقض من نواقض الإسلام، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، فكون التتار أكفر منهم ليس دليلاً على عدم كفرهم!.
وممن نقل الإجماع أيضاً الإمام إسحق بن راهويه، كما نقله عنه ابن عبدالبر في التمهيد (4/ 226) حيث قال: "وقد أجمع العلماء أن من سب الله عز وجل أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئاً أنزله الله، أو قتل نبياً من أنبياء الله، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر".
فما هي يا عنبري صورة دفع شيء أنزله الله مع الإقرار به وأنت تزعم أنه لا يكفر إلا إذا جحد واستحل؟، لا شك أن هذه الصورة تتمثل بأن يرده فيقول: الربا ليس بحرام وهو مقر بحرمته، أو يجعل عقوبة الزنا السجن أو الغرامة المالية، وهو مقر بأنه الرجم أو الجلد، بخلاف من حكم بشريعة الله ثم لم يرجم الزاني المحصن لكونه قريباً له مثلاً، فهو لم يدفع حكم الله وإنما لم يطبقه في هذه الواقعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وممن نقل الإجماع أيضاً الشيخ عمر الأشقر -حفظه الله- حيث قال: "ومن خلال هذا التفصيل يتبين لنا أن صنفين من الناس وقعا في الكفر الذي لا شك فيه:
- الأول: الذين شرعوا غير ما أنزل الله، وهؤلاء هم الذين وضعوا القوانين المخالفة لشرع الله حيث يلزمون بها العباد، والإجماع على كفرهم لا شك" (الشريعة الإلهية (179)).
وممن نقل الإجماع أيضاً الشيخ محمود شاكر -رحمه الله- حيث يقول في تعليقه على الطبري (تفسير الطبري 10/ 348): "فلم يكن سؤالهم -يعني سؤال الإباضية لأبي مجلز عن تفسير الآية- عما احتج به مبتدعة زماننا من القضاء في الأموال والأعراض والدماء بقانون مخالف لشريعة أهل الإسلام، ولا في إصدار قانون ملزم لأهل الإسلام بالاحتكام إلى حكم غير حكم الله في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فهذا الفعل إعراض عن حكم الله، ورغبة عن دينه، وإيثار أحكام الكفر على حكم الله سبحانه وتعالى، وهذا كفر لا يشك أحد من أهل القبلة على اختلافهم، في تكفير القائل به والداعي إليه" ا. هـ.
فهذا كلامه صريح رحمه الله في حكم هذه القوانين، ولا عبرة بمناورة العنبري في كتابه (130 - 131) حيث جعل المخالفين له يستدلون بكلام الشيخ على من يقول بقوله، وإنما نحن نستدل به على أهل القوانين أنفسهم، وأما من يقول بقول العنبري من العلماء المعاصرين فعلى الرأس والعين، وكل يؤخذ من قوله ويرد، وأما إن كان من يستدل بأثر أبي مجلز يريد بذلك نصرة السلطان، أو تسويغ الحكم بهذه القوانين فحكمهم كما ذكر الشيخ محمود شاكر -رحمه الله-.
ولم يجرؤ العنبري على ذكر كلام الشيخ محمود كاملاً في كتابه، لأن فيه ما يرد عليه وعلى أمثاله، وأوهم أننا نستدل به للتشنيع على مخالفينا فقط!.
وبعد هذا التحقيق للإجماع نقول: إن الإجماع يخصص كتاب الله، ويخصص سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فمن باب أولى أن يخصص به قول الصحابي (قال الشيخ سليمان بن ناصر بن العلوان -حفظه الله-: هذا إذا صح الإسناد إليه مع أننا نرى ضعفه كما سبق بيانه)، وإنما ينزل قول الصحابي، أو غيره من العلماء على ما لا يخالف الإجماع الذي نقله الأئمة، وذلك بحمله على الصور التي تقدم ذكرها، وأما من خالف من العلماء المعاصرين فالإجماع الذي سبقهم حجة عليهم، والحق أحق أن يتبع.
* ثالثاً: إننا نستخلص من كلام السلف في قولهم كفر دون كفر أنهم يريدون به الانحرافات الجزئية في التطبيق، وهذا واضح في أثر أبي مجلز -رحمه الله- عندما ناقش النفر الإباضية فقالوا له: أرأيت قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} {فأولئك هو الظالمون} {فأولئك هم الفاسقون} أحق هو؟ قال: نعم، فقالوا: فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ فقال: هو دينهم الذي يدينون به، وبه يقولون، وإليه يدعون، فإن هم تركوا شيئاً منه عرفوا أنهم قد أصابوا ذنباً.
والشاهد من قوله: "هو دينهم الذي يدينون به"، ومعلوم أن القانون والحكم دين كما قال جل وعلا في سورة يوسف: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} (يوسف:76)، والمقصود بدين الملك حكمه وقانونه. قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي لم يكن له أخذه في حكم ملك مصر" (تفسير ابن كثير 2/ 467)، وقال القاسمي في تفسيره: "ويستدل به على جواز تسمية قوانين ملل الكفر ديناً" (محاسن التأويل 4/ 386).
فعلم أن قول أبي مجلز -رحمه الله-: "هو دينهم الذي يدينون به" أي حكمهم الذي يحكمون به، لأن الضمير في قوله "هو" يعود على الحكم بما أنزل الله. وعلمنا أن المقصود بقوله الانحرافات الجزئية لا التشريعات العامة.
وأيضاً قوله: "فإن هم تركوا شيئاً منه" يعلم منه أنه لا يمكن أن ينزل على من لا يطبق من الشريعة إلا ما جرى به العرف والعادة كأحكام الطلاق والنكاح وغيرها.
ويستأنس لهذا أن السلف لم يكن معروفاً في عصرهم هذا الاستبدال الشبه كامل لشريعة الله سبحانه، وإنما وجد في عصرهم الانحرافات والتجاوزات في تطبيق الأحكام.
فيجب أن يعلم في حق من تقال هذه الكلمة "كفر دون كفر"، وأن السلف أرادوا بها الرد على الخوارج الذي كفروا الأئمة بمجرد الظلم والجور مع التزامهم بالشريعة، واعترافهم بالذنب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال هذه الأوجه التي ذكرت يتبين لنا أن قول السلف "كفر دون كفر" حق، ولكن يجب أن ينزل على ما لا يخالف أصل الدين أو يخالف الإجماع، أو يخالف مراد السلف من هذه العبارة.
قال الشيخ بن جبرين -حفظه الله-: "وروي عن ابن عباس أنه قال: "كفر دون كفر" "وظلم دون ظلم" "وفسق دون فسق" ولعل ابن عباس رأى هذا فيمن حكم مرة واحدة في جميع أحكامه، أو في رجل مسلم يحكم بالشريعة لكن زينت له نفسه أن يحكم بغير الشرع لكن غير منتقص للشرع" (فوائد من شرح كتاب التوحيد (105)).
تحقيق قول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة
لقد شغب العنبري وأمثاله على شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- زاعمين أنه لا فرق عنده بين القضايا المعينة والتشريع العام، والحق أن كلام شيخ الإسلام رحمه الله واضح وصريح في التفريق بينهما.
وقبل أن أبين ذلك لا بد أن نعلم أنه لا بد من الجمع بين أقوال شيخ الإسلام جميعها والتوفيق بينها، وإجراء أصول فهم الكلام عليها من تقديم المنطوق على المفهوم والمبين على الجمل، ونحو ذلك، وأي فهم يخالف هذه الأصول فهو فهم خاطئ ومردود.
ولقد فهم العنبري أن شيخ الإسلام لا يكفر إلا من استحل الحكم بغير شريعة الله، أو لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، واستدل بقوله رحمه الله في منهاج السنة (5/ 130): "ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر" إلى أن قال: "فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار وإلا كانوا جهالاً".
واستدل بقوله كما في الفتاوى (3/ 267): "والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء، وفي مثل هذا نزل قوله على أحد القولين: {ومن يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} أي هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله" ا. هـ.
فشيخ الإسلام -رحمه الله- في هذين الموضعين نص على أن من استحل الحكم بغير ما أنزل الله، أو لم يعتقد وجوبه، أو حلل الحرام، أو حرم الحلال، أو بدل الشرع مستحلاً كفر، وهذا أمر متفق عليه، ولكن ليس في كلامه أن من فعل هذا من غير استحلال أنه لا يكفر، فهؤلاء فهموا من كلام شيخ الإسلام أنه لا فرق عنده بين القضايا المعينة والتشريعات العامة، وأن حكمها عنده واحد، وهو أن فاعلها لا يكفر إلا بالاستحلال، وهذا الفهم خاطئ ومردود لأنه معارض لنصوص صريحة لشيخ الإسلام، فقد قال رحمه الله: "فإن الحاكم إذا كان ديناً لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار، وإن كان عالماً لكنه حكم بخلاف الحق الذي يعلمه كان من أهل النار، وإذا حكم بلا عدل ولا علم كان أولى أن يكون من أهل النار.
وهذا إذا حكم في قضية معينة لشخص، وأما إذا حكم حكماً عاماً في دين المسلمين، فجعل الحق باطلاً، والباطل حقاً، والسنة بدعة، والبدعة سنة، والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً، ونهى عما أمر الله به ورسوله، وأمر بما نهى الله عنه ورسوله فهذا لون آخر يحكم فيه رب العالمين وإله المرسلين مالك يوم الدين" (35/ 388) ا. هـ.
فهذا كلام شيخ الإسلام صريح في التفريق بين القضية المعينة والتشريع العام، فمن فهم غير هذا فهو مخطئ وكلامه مردود، فيجب تقديم هذا المنطوق على ما قد يفهم من كلامه في المواضع الأخرى.
وفرق شيخ الإسلام أيضاً في موضع آخر حيث يقول في المنهاج (5/ 131): "فمن لم يلتزم بحكم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن، وأما من كان ملتزماً لحكم الله باطناً لكنه عصى واتبع هواه فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة".
فانظر كيف جعل الذي بمنزلة غيره من العصاة هو الذي يلتزم حكم الله باطناً وظاهراً فهل محكموا القوانين الوضعية ملتزمون بحكم الله ظاهراً حتى يقال إنهم كالعصاة وإن عملهم معصية لا يكفرون إلا باستحلالها؟!.
بل إليك هذا النص الصريح من شيخ الإسلام في حكم المشرعين حيث يقول في رسالته التسعينية: "والإيجاب والتحريم ليس إلا لله ولرسوله، فمن عاقب على فعل أو ترك بغير أمر الله ورسوله وشرع ذلك ديناً فقد جعل لله نداً ولرسوله نظيراً بمنزلة المشركين الذين جعلوا لله نداً، أو بمنزلة المرتدين الذين آمنوا بمسيلمة الكذاب وهو ممن قيل فيه: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} " أ. هـ (أنظر الفتاوى الكبرى 6/ 339).
فانظر كيف جعلهم بمنزلة المرتدين والمشركين، ولم يفصل ويفرق بين ما استحل ولم يستحل وبهذا نعلم ويتبين لنا قول شيخ الإسلام في هذه القضية.
ولم يتطرق العنبري بطبيعة الحال لكلام شيخ الإسلام في الفتاوى في تفريقه بين القضية المعينة والتشريع العام لأنه غير قابل للتأويل والمهاترة علماً بأن المؤلفين الذين رد عليهم العنبري في كتابه جعلوا هذا القول من شيخ الإسلام عمدة كلامهم وقولهم.
ومما يستدل به العنبري (79) من كلام شيخ الإسلام ما جاء في الفتاوى (28/ 343) حيث قال رحمه الله: "واما المعاصي التي ليس فيها حد مقدر ولا كفارة كالذي يقبل الصبي والمرأة الأجنبية، أو يباشر بلا جماع، أو يأكل ما لا يحل كالدم والميتة .. أو يشهد الزور، أو يلقن شهادة الزور، أو يرتشي في حكمه، أو يحكم بغير ما أنزل الله أو يعتدي على رعيته، أو يتعزى بعزاء الجاهلية، أو يلبي داعي الجاهلية، إلى غير ذلك من المحرمات".
هكذا نقله العنبري مبتورا فقطع المبتدأ عن خبره، ولو أكمل لتبين من المقصود بالذي يحكم بغير ما أنزل الله وأن المقصود به القاضي حيث قال شيخ الإسلام بعد ذلك: "فهؤلاء يعاقبون تعزيراً وتنكيلاً وتأديباً، بقدر ما يراه الوالي على حسب كثرة الذنب في الناس وقلته" فمن يا ترى الذي يعاقب ويعزر ويؤدب بقدر ما يراه الوالي؟!. ومن المعلوم أيضا أن القاضي لا يملك تغيير الأحكام وتبديلها وإنما عمله هو التطبيق فقط.
ومن هذا المثال تعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية أو غيره من العلماء قد يطلق القول بأن الحكم بغير ما أنزل الله معصية ولكنه يريد به الخلل في التطبيق لا تغيير الشرع وتبديله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الشريف]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 04:46]ـ
بعض أقوال العلماء في التفريق بين القضايا المعينة والتشريع العام
لقد أتعب العنبري نفسه في محاولة إقناع القراء بأن القول بالتفريق بين القضية المعينة والتشريع العام قول لا أصل له، ولم يقل به أحد من أهل العلم، وسوف أذكر في هذا الفصل بعض أقوالهم الصريحة في ذلك، ليقف القارئ على شدة استغفال العنبري للقراء، أو سعة جهله بأقوال العلماء.
* أولاً: شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وقد تقدم قوله.
* ثانياً: العلامة ابن القيم -رحمه الله- ففي كلامه ما يشير إلى هذا التفريق حيث قال في مدارج السالكين (1/ 337): "والصحيح أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة وعدل عنه عصياناً مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا كبر أصغر، وإن اعتقد أنه غير واجب وأنه مخير فيه مع تيقنه بأنه حكم الله فهذا كفر أكبر، وإن جهله وأخطأه فهذا مخطئ له حكم المخطئين" ا. هـ.
فتأمل قوله "في هذه الواقعة" فإنه يشير إلى أنه المقصود بهذا الحكم الانحراف في التطبيق لا التشريع العام الذي يندرج فيه جميع القضايا والوقائع، فالمشرع لا يشرع لواقعة واحدة أو اثنتين وإنما يشرع تشريعاً عاماً ملزماً في جميع القضايا.
وأما قول ابن القيم -رحمه الله- في كتاب الصلاة: "وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعاً" وقوله في نفس الكتاب: "ومنه ما لا يضاد الإيمان كالحكم بغير ما أنزل الله .. " ونحو ذلك، فقد بين ابن القيم -رحمه الله- في نفس الكتاب أن المقصود به ذلك الحاكم المطبق للشريعة الملتزم بها حيث قال: "وإذا حكم بغير ما أنزل الله، أو فعل ما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم كفراً، وهو ملتزم للإسلام وشرائعه فقد قام به كفر وإسلام" (الصلاة ()) ا. هـ.
فهذا كلامه واضح، فهل يقال لمن يحكم بالقوانين الوضعية الفرنسية والبريطانية أنه ملتزم للإسلام وشرائعه؟! أم يقال أنه متجرد عن الإسلام منحل عن شرائعه؟!
* ثالثاً: العلامة ابن أبي العز الحنفي شارح العقيدة الطحاوية، ففي كلامه ما يشير إلى التفريق بين القضية المعينة والتشريع العام، حيث قال: "وهنا أمر يجب التفطن له وهو: أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة وقد يكون معصية كبيرة أو صغيرة، ويكون كفراً إما مجازياً وإما كفراً أصغر على القولين المذكورين، وذلك بحسب حال الحاكم فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله فهذا كفر أكبر، وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله وعلمه في هذه الواقعة وعدل عنه مع اعترافه أنه مستحق للعقوبة فهذا عاص ويسمى كافراً كفراً مجازياً أو كفراً أصغر" (شرح الطحاوية 323 - 324) ا. هـ.
والشاهد منه قوله "في هذه الواقعة" فهو يشير إلى الفرق بين القضايا المعينة والتشريع العام كما تقدم من قول ابن القيم، فلو كان الحكم واحداً ولا فرق بين المشرع تشريعاً عاماً وبين الحاكم في قضية معينة لما كان لقول ابن القيم وقول شارح الطحاوية "في هذه الواقعة" فائدة، وكلامهما يصان عن ذلك.
وأما العنبري فيريد أن تصاغ عبارات العلماء على مزاجه حيث يقول في كتابه (128): "ولو أراد ما زعموه لقال مثلاً: وعلمه في واقعة واحدة وعدل عنه، أو قال: علمه في واقعة معينة".
فانظر إلى هذا التحكم العجيب، ثم نقول للعنبري قد نص شيخ الإسلام على القضية المعينة كما مضى، ونص الشيخ ابن جبرين على المرة الواحدة كما مضى، ونص عليها الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ ابن عثيمين كما سيأتي، فهل ستسلم بذلك فينتقض مطلبك العزيز؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
* رابعاً: الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم -رحمه الله- قال في رسالته المشهورة تحكيم القوانين: "وأما القسم الثاني من قسمي كفر الحاكم بغير ما أنزل الله وهو الذي لا يخرج من الملة فقد تقدم تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقول الله عز وجل {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قد شمل ذلك القسم وذلك في قوله رضي الله عنه في الآية: "كفر دون كفر" وقوله أيضاً: "ليس بالكفر الذي يذهبون إليه"، وذلك أن تحمله شهوته على الحكم في القضية بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن حكم الله هو الحق واعترافه على نفسه بالخطأ ومجانبة الهدى، وهذا وإن لم يخرجه كفره عن الملة فإنه معصية عظمى أكبر من الكبائر .. " (تحكيم القوانين (7)).
وقال كما في الفتاوى (12/ 280): "وأما الذي قيل فيه كفر دون كفر إذا حاكم إلى غير الله مع اعتقاد أنه عاص وأن حكم الله هو الحق فهذا الذي يصدر منه المرة ونحوها، أما الذي جعل قوانين بترتيب وتخضيع فهو كفر وإن قالوا أخطأنا وحكم الشرع أعدل، ففرق بين المقرر والمثبت والمرجع، جعلوه هو المرجع فهذا كفر ناقل عن الملة" ا. هـ.
وقال أيضاً: "عبادة الطاعة أقسام: إن أقر على نفسه أنه عاص ومذنب وآثر شهوته فهو كسائر المعاصي في أنه لا يصل إلى الكفر.
أما إن كان لا يدري فهذا فيه تفصيل، إن كان أخلد إلى أرض البطالة فهذا ملوم، الواجب سؤال أهل الذكر إذا لم يعلم، وإذا علم أنه خلاف قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس مذنباً فهذا شرك أكبر مثل القوانين الوضعية المتخذة في المحاكم من هذا الباب، جعلوه مثل الرسول تكتب به الصكوك أن الحق لفلان والحق لفلان، والقانون الذي جاء من فرنسا يجعل مثل رسول الله، فإذا كان هذا لو كان العلماء فكيف الذي جاء من الشياطين وأمريكا وفرنسا؟
وإذا كان من باب الحكم فهو أعظم، ما فيه حكم إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فمن اتخذ مطاعاً مع الله فقد أشرك في الرسالة والألوهية، وهذان الواحد منهما كفر، بخلاف المسألة الواحدة فإنها ليست مثل الذي مصمم ومحكم فإن هذا مرتد وهو أغلظ كفراً من اليهودي والنصراني" (الفتاوى 12/ 280) ا. هـ.
بل قال رحمه الله: "فلعلك أن تقول لو قال من حكم القانون أنا اعتقد أنه باطل فهذا لا أثر له بل هو عزل للشرع كما لو قال الواحد: أنا أعبد الأوثان وأعتقد أنها باطل" (الفتاوى 6/ 189) ا. هـ.
فانظر إلى هذا الكلام ما أصرحه وما أوضحه، فنعوذ بالله من عمي البصر والبصيرة، وأما ما زعمه العنبري من أن الشيخ ابن جبرين حدثه أن للشيخ ابن إبراهيم فتوى أخرى غير هذه، فقد أنكر الشيخ هذه الدعوى وكذبها في ورقة مكتوبة ( http://www.salafi.net/issues/ansjbren.html) بخطه حفظه الله، فنعوذ بالله من الخزي ومن سيء الأخلاق.
ثم أطلعني بعض الأخوة على فتوى للشيخ محمد بن ابراهيم -رحمه الله- وأخبرني أنهم يستدلون بها على أن الشيخ لا يكفر من حكم بالقوانين حتى يستحل، والفتوى في (1/ 80) ومما جاء فيها: "والتي من حكم بها أو حاكم إليها معتقدا صحة ذلك وجوازه فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، وإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملة".
والجواب على هذا من وجهين:
الأول: أن يجمع بينها وبين الفتاوى السابقة، والجمع بين ذلك سهل وواضح، فما أطلقه هنا قيده في الفتاوى الأخرى السابقة، وبالمسألة الواحدة وبالمرة ونحوها.
فيقال: وإن فعل ذلك "في القضية" أو "في المرة ونحوها" أو "في المسألة الواحدة" بدون اعتقاد ذلك وجوازه فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملة.
أما "المصمم المحكم" أو "من جعل قوانين بترتيب وتخضيع" أو "جعل لها مراجع ومستندات ومحاكم مفتحة الأبواب" فهذا "أغلظ كفرا من اليهودي والنصراني"، "وإن قالوا أخطأنا وحكم الشرع أعدل" "ولو قال أنا أعتقد أنه باطل" "فأي كفر فوق هذا الكفر".
الثاني: إن عجزوا عن هذا الجمع الواضح، وأوجبوا التعارض بين هذه الفتاوى فلا أقل من الترجيح، وفتاوى الشيخ في كون القوانين كفرا أكبر سواء استحلها أو لم يستحلها أكثر، وهو المشهور عنه، وهو الذي ينسبه إليه تلاميذه كالشيخ ابن باز والشيخ ابن جبرين -حفظهما الله- فلا يترك كله إلى هذه الفتوى مع سهولة الجمع كما تقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
* خامساً: الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -حفظه الله- وقد نص على التفريق في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه، واقتصر على بعضها للاختصار.
قال حفظه الله في فقه العبادات (60) مجيباً على السؤال عن صفة الحكم بغير ما أنزل الله: "الحكم بغير ما أنزل الله ينقسم إلى قسمين:
- القسم الأول: أن يبطل حكم الله ليحل محله حكم آخر طاغوتي، بحيث يلغي الحكم بالشريعة بين الناس، ويجعل بدله حكم آخر من وضع البشر كالذين ينحون الأحكام الشرعية في المعاملة بين الناس، ويحلون محلها القوانين الوضعية، فهذا لا شك أنه استبدال بشريعة الله سبحانه وتعالى غيرها، وهو كفر مخرج عن الملة، لأن هذا جعل نفسه بمنزلة الخالق حيث شرع لعباد الله ما لم يأذن به الله تعالى ذلك شركاً في قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله} (الشورى:21).
- القسم الثاني: أن تبقى أحكام الله عز وجل على ما هي عليه، وتكون السلطة لها، ويكون الحكم منوطاً بها، ولكن يأتي حاكم من الحكام فيحكم بغير ما تقتضيه هذه الأحكام، أي يحكم بغير ما أنزل الله، فهذا له ثلاث حالات .. الخ".
فانظر كيف فصل الشيخ في القسم الثاني ولم يفصل في القسم الأول.
وبمثل هذا الوضوح، وبمثل هذه الصراحة جوابه عن سؤال في هذا الموضوع ونص السؤال:
هل هناك فرق بين المسألة المعينة التي يحكم فيها القاضي وبين المسائل التي تعتبر تشريعاً عاماً؟
فأجاب فضيلته: "نعم هناك فرق، فإن المسائل التي تعتبر تشريعاً عاماً لا يتأتى فيها التقسيم السابق، وإنما هي من القسم الأول فقط، لأن هذا المشرع تشريعاً يخالف الإسلام إنما شرعه لاعتقاده أنه أصلح من الإسلام وأنفع للعباد كما سبقت الإشارة إليه" (مجموع فتاوى ورسائل الشيخ 2/ 144).
ولقد كذب العنبري على الشيخ ابن عثيمين كما كذب على الشيخ ابن جبرين فزعم أن الشيخ وافق الشيخ الألباني في شريط فتنة التكفير مع أن الشيخ قد نص في نفس الشريط على مخالفة الشيخ الألباني في اشتراط الاعتقاد فقال: " .. ولكننا قد نخالفه في مسألة أنه لا يحكم بكفرهم إلا إذا اعتقدوا حل ذلك، هذه المسألة تحتاج إلى نظر لأننا نقول: من اعتقد حل ذلك حتى لو حكم بحكم الله وهو يعتقد أن حكم غير الله أولى فهو كافر كفر عقيدة.
لكن كلامنا على العمل، وفي ظني أنه لا يمكن لأحد أن يطبق قانوناً مخالفاً للشرع يحكم فيه بعباد الله إلا وهو يستحله ويعتقد أنه خير من قانون الشرع، هذا هو الظاهر، وإلا فما الذي حمله على ذلك؟ قد يكون الذي يحمله على ذلك خوف من أناس آخرين أقوى منه إذا لم يطبقه فيكون هنا مداهناً لهم، فحينئذ نقول هذا كافر كالمداهن في بقية المعاصي" (هذا الشريط موجود ومتداول ومطبوع أيضاً وعليه هذا التعليق) ا. هـ.
فكيف يزعم العنبري أنه قد وافق الشيخ الألباني؟ أليس هذا هو الكذب الصريح.
* سادساً: فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله حيث قال في كتاب التوحيد (39):
"قال الله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، في هذه الآية الكريمة أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر، وهذا الكفر تارة يكون كفراً أكبر ينقل عن الملة، وتارة يكون كفراً أصغر لا يخرج عن الملة، وذلك بحسب حال الحاكم فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب وأنه مخير فيه، أو استهان بحكم الله واعتقد أن غيره من القوانين والنظم الوضعية أحسن منه وأنه لا يصلح لهذا الزمان وأراد بالحكم بغير ما أنزل الله استرضاء الكفار والمنافقين فهذا كفر أكبر.
وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله وعلمه في هذه الواقعة وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا عاص ويسمى كافراً كفراً أصغر، وإن جهل حكم الله فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأه فهذا مخطئ له أجر على اجتهاده وخطؤه مغفور. وهذا في الحكم في القضية الخاصة، وأما الحكم في القضايا العامة فإنه يختلف .. الخ".
فهذا كلامه -وفقه الله- من أوضح ما يكون في التفريق بين القضية الخاصة والقضايا العامة، ثم استدل لهذا التفريق بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكلام الشيخ محمد بن إبراهيم كما نستدل به من أقوالهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
* سابعاً: فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان -حفظه الله- حيث سئل: تارك الحكم بما أنزل الله إذا جعل القضاء عامة بالقوانين الوضعية هل يكفر؟ وهل يفرق بينه وبين من يقضي بالشرع ثم يحكم في بعض القضايا بما يخالف الشرع لهوى أو رشوة ونحو ذلك؟
فأجاب فضيلته: أي نعم التفرقة واجبة، فرق بين من نبذ حكم الله جل وعلا وأطرحه واستعاض به حكم القوانين وحكم الرجال فإن يكون كفراً مخرجا من الملة الإسلامية، وأما من كان ملتزما بالدين الإسلامي إلا أنه عاص ظالم بحيث أنه يتبع هواه في بعض الأحكام ويتبع مصلحة دنيوية مع إقراره بأنه ظالم في هذا فإن هذا لا يكون كفرا مخرجا من الملة. ومن يرى الحكم بالقوانين مثل الحكم في الشرع ويستحله فإنه يكفر أيضا كفرا مخرجا من الملة ولو في قضية واحدة" (مجلة المشكاة العدد (4) ص (247)).
* ثامنا: فضيلة الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي -رحمه الله- حيث قال في رسالة الحكم بغير ما أنزل الله (شبهات حول السنة ورسالة الحكم بغير ما أنزل الله (63 - 65)) حالات الحاكمين بغير ما أنزل الله:
الأولى: من لم يبذل جهده في ذلك، ولم يسأل أهل العلم، وعبد الله على غير بصيرة أو حكم بين الناس في خصومة، فهو آثم ضال، مستحق العذاب إن لم يتب ويتغمده الله برحمته، قال الله تعالى: {ولا تقف ما ليس به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنده مسؤولا}.
الثانية: وكذا من علم الحق ورضي بحكم الله، لكن غلبه هواه أحيانا فعمل في نفسه، أو حكم بين الناس -في بعض المسائل أو القضايا- على خلاف ما علمه من الشرع لعصبية أو لرشوة -مثلا- فهو آثم، لكنه غير كافر كفرا يخرج من الإسلام، إذا كان معترفا بأنه أساء، ولم ينتقص شرع الله، ولم يسيء الظن به، بل يحز في نفسه ما صدر منه، ويرى أن الخير والصلاح في العمل بحكم الله تعالى.
روى الحاكم عن بريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: [قاضيان في النار، وقاض في الجنة: قاض عرف الحق فقضى به، فهو في الجنة، وقاض عرف الحق فجار متعمدا أو قضى بغير علم، فهما في النار}.
الثالثة: من كان منتسبا للإسلام، عالما بأحكامه، ثم وضع للناس أحكاما، وهيأ لهم نظما، ليعملوا بها ويتحاكموا إليها، وهو يعلم أنها تخالف أحكام الإسلام، فهو كافر، خارج، من ملة الإسلام.
وكذا الحكم فيمن أمر بتشكيل لجنة أو لجان لذلك، ومن أمر الناس بالتحاكم إلى تلك النظم والقوانين أو حملهم على التحاكم إليها وهو يعلم أنها مخالفة لشريعة الإسلام.
وكذا من يتولى الحكم بها، وطبقها في القضايا، ومن أطاعهم في التحاكم إليها باختياره، مع علمه بمخالفتها للإسلام.
فجميع هؤلاء شركاء في الإعراض عن حكم الله.
لكن بعضهم يضع تشريعا يضاهي به تشريع الإسلام ويناقضه على علم منه وبينه.
وبعضهم بالأمر بتطبيقه، أو حمل الأمة على العمل به، أو ولي الحكم به بين الناس أو نفذ الحكم بمقتضاه.
وبعضهم بطاعة الولاة والرضا بما شرعوا لهم ما لم يأذن به الله ولم ينزل به سلطانا.
فكلهم قد اتبع هواه بغير هدى من الله، وصدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه، وكانوا شركاء في الزيغ، والإلحاد، والكفر، والطغيان ولا ينفعهم علمهم بشرع الله، واعتقادهم ما فيه، مع إعراضهم عنه، وتجافيهم لأحكامه، بتشريع من عند أنفسهم، وتطبيقه، والتحاكم إليه، كما لم ينفع إبليس علمه بالحق، واعتقاده اياه، مع إعراضه عنه، وعدم الاستسلام والانقياد إليه".
وإلى هنا أكون قد نقلت بعض أقوال العلماء المتقدمين والمتأخرين الصريحة في التفريق بين الحكم في الواقعة المعينة وبين التشريع العام في جميع القضايا والوقائع فلا أدري كيف فات هذا على "المتعمق في البحث، الممعن في الفحص، صاحب المطلب العزيز الفريد (خالد بن علي العنبري) ".
ـ[عبد الله الشريف]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 04:49]ـ
بعض أقوال العلماء المتقدمين والمتأخرين في القوانين الوضعية وحكامها
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا الفصل أذكر بعض أقوال أهل العلم في حكمهم على التشريعات العامة والقوانين الوضعية حيث ذكروا لها حكماً من غير تفصيل فيها، وإنما التفصيل في غيرها أعني الانحرافات والتجاوزات في التطبيق، وقد مر معنا طائفة من أقوال شيخ الإسلام وابن القيم وشارح الطحاوية، والشيخ محمد ابن إبراهيم، والشيخ العثيمين، والشيخ الفوزان، والشيخ الغنيمان، والشيخ عبدالرزاق عفيفي، وإليك الأقوال الأخرى:
* أولاً: الحافظ ابن كثير -رحمه الله- وقد مر معنا نقله للإجماع في تكفير المستبدلين للشريعة، وقال أيضاً في تفسيره قوله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون} (المائدة:50): "ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر، وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيز خان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير" (تفسير ابن كثير 2/ 64).
* ثانياً: العلامة الشنقيطي -رحمه الله-، وقد ذكر هذه القوانين وحكمها في تفسيره في أكثر من موضع منها قوله: "وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله على بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم" (أضواء البيان 4/ 92).
وقد تقدم قوله: "والإشراك بالله في حكمه، والإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد لا فرق بينهما البتة فالذي يتبع نظاماً غير نظام الله أو غير ما شرعه الله، وقانونا مخالفا لشرع الله من وضع البشر معرضا عن نور السماء الذي أنزل الله على لسان رسوله .. ، من كان يفعل هذا هو ومن كان يعبد الصنم ويسجد للوثن لا فرق بينهما البتة بوجه من الوجوه فهما واحد وكلاهما مشرك بالله: هذا أشرم بع في عباداته، وهذا أشرك به في حكمه، والإشراك به في عبادته والإشراك به في حكمه كلهما سواء" (أشرطة الشيخ من تفسير قوله تعالى: {اتخذوا أخبارهم ورهبانهم أرباباً .. }).
وهذه النصوص الخاصة والصريحة من الشيخ في القوانين الوضعية تقضي على ما قد يفهم من النصوص الأخرى كما في قوله في الأضواء (7/ 162): "الدين هو ما شرعه الله، فكل تشريع من غيره باطل، والعمل به بدل تشريع الله عند من يعتقد أنه مثله أو خير منه كفر بواح لا نزاع فيه".
وقوله أيضا (2/ 104): " {ومن لم يحكم بما أنزل الله} معارضة للرسل وإبطالا لأحكام الله فظلمه وفسقه وكفره كلها مخرج عن الملة، {ومن لم يحكم بما أنزل الله} معتقدا أنه مرتكب حراما فاعل قبيحا، فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج عن الملة".
فأما الأول فنص على أن من اعتقد كون القوانين مثل أو خيرا من حكم الله أنه يكفر بلا نزاع وهذا لا إشكال فيه، أما ما قد يفهم منه أنه إن لم يعتقد كون القوانين مثل أو خيرا من حكم الله أنه لا يكفر فهذا الفهم مدفوع بما تقدم، لأن الشيخ -رحمه الله- جعل المتبع للقوانين كالعابد للصنم والساجد للوثن سواء بسواء،. ولا فرق بينها ولا حتى بوجه من الوجوه، ومن المعلوم أن العابد للوثن والساجد للصنم كافر استحل أو لم يستحل جحد أو لم يجحد. فكذلك القوانين إذا.
وإنما ينص بعض العلماء عند ذكره للقوانين على الاستحلال لأن هذا العمل يعتبر استحلالا، أو أن الظاهر أن فاعله مستحل. كما تقدم من كلام الشيخ ابن جبرين والشيخ ابن عثيمين -حفظهما الله- فهي كاشفة لا مقيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما النقل الثاني (2/ 104) فالقوانين داخلة في القسم الأول لأنها معارضة للرسل وإبطال لأحكام الله. وأما قوله في القسم الثاني أنه "إن كان معتقدا أنه مرتكب حراما فاعل قبيحا، فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج عن الملة" فهذا عام في الحكم بغير ما أنزل الله ويتخصص بما تقدم حيث خص فيها القوانين الوضعية، وإنما يحمل القول العام على القضايا المعينة لا التشريعات العامة، وبهذا يستقيم الاستدلال بكلام الشيخ ولا يتناقض.
* ثالثا: العلامة الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله- قال في تعليقه على فتح المجيد (243): "ويدخل في ذلك بلا شك -يعني معنى الطاغوت- الحكم بالقوانين الأجنبية عن الإسلام وشرائعه من كل ما وضعه الإنسان ليحكم به في الدماء والفروج والأموال، وليبطل بها شرائع الله من إقامة الحدود، وتحريم الربا والزنا والخمر ونحو ذلك، مما أخذت هذه القوانين تحللها وتحرمها بنفوذها ومنفذيها، والقوانين نفسها طواغيت، وواضعوها ومروجوها طواغيت، وأمثالها من كل كتاب وضعه العقل البشري ليصرف عن الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إما قصداً أو عن غير قصد من واضعه فهو طاغوت".
وقال في نفس الكتاب (348) معلقاً على قول ابن كثير الذي تقدم: "ومثل هذا وشر منه من اتخذ من كلام الفرنجة قوانين يتحاكم إليها في الدماء والفروج والأموال ويقدمها على ما علم وتبين له من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو بلا شك كافر مرتد إذا أصر عليها ولم يرجع إلى الحكم بما أنزل الله، ولا ينفعه أي اسم تسمى به ولا أي عمل من ظواهر أعمال الصلاة والصيام ونحوها".
* رابعاً: العلامة الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- قال في عمدة التفسير (4/ 173 - 174) معلقاً على قول ابن كثير الذي تقدم: "أفرأيتم هذا الوصف القوي من الحافظ ابن كثير -في القرن الثامن- لذاك القانون الوضعي الذي صنعه عدو الإسلام جنكيز خان! ألستم ترونه يصف حال المسلمين في هذا العصر في القرن الرابع عشر! إلا في فرق واحد أشرنا إليه آنفاً: أن ذلك كان في طبقة خاصة من الحكام أتى عليها الزمان سريعاً فاندمجت في الأمة الإسلامية وزال أثر ما صنعت، ثم كان المسلمون الآن أسوأ حالاً وأشد ظلماً منهم لأن أكثر الأمم الإسلامية الآن تكادتندمج في هذه القوانين المخالفة للشريعة والتي هي أشبه شيء بذاك الياسق .. ".
إلى أن قال: "إن الأمر في هذه القوانين الوضعية واضح وضوح الشمس هي كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداورة، ولا عذر لأحد ممن ينتسب للإسلام كائناً من كان في العمل بها، أو الخضوع لها، أو إقرارها، فليحذر امرؤ نفسه وكل امرئ حسيب نفسه" ا. هـ.
* خامسا: العلامة ابن قاسم رحمه الله قال في حاشية الأصول الثلاثة (96): "كمن يحكم بقوانين الجاهلية والقوانين الدولية، بل جميع من حكم بغير ما أنزل الله سواء كان بالقوانين أو بشيء مخترع وهو ليس من الشرع أو بلحوظ في الحكم فهو طاغوت من أكبر الطواغيت".
فهذه بعض أقوال العلماء في القوانين الوضعية، ومن أراد الاستزادة فليراجع ما ألف في هذا الموضوع ككتاب "الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية" للشيخ عمر الأشقر، ورسالة "إن الله هو الحكم" للشيخ محمد بن شاكر الشريف، ورسالة "حكم الله وما ينافيه" للشيخ عبدالعزيز ابن محمد العبداللطيف وغيرها، والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
بيان معنى القضية المعينة ومعنى التشريع العام
وهنا لا بد من بيان معنى القضية المعينة ومعنى التشريع العام، لأن كثيراً من الناس ومنهم العنبري يظن أن معنى الحكم بغير ما أنزل الله في القضية المعينة أنه تبديل حكم واحد من أحكام الله فقط، وأن معنى التشريع العام هو الاستبدال الكامل للشريعة، وهذا فهم مغلوط.
فالمقصود بالقضية المعينة هو عدم تطبيق حكم الله فيها، وليس تبديل الحكم، فمثلاً هو يحكم بالشرع ويرجم الزاني المحصن ويجلد البكر، ولكنه لم يرجم فلاناً من الناس بعد أن ثبت زناه إما لرشوة أو لكون الزاني قريباً له، وذلك كأن يطعن في عدالة الشهود، ونحو ذلك.
وأما التشريع العام فهو تبديل حكم الله ولو في حد من الحدود، أو مسألة من المسائل، ووضع حكم آخر وتشريع آخر تنتظم فيه جميع القضايا، كأن يكون حكم الزاني السجن أو الغرامة المالية ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما كفر من بدل ولو حكماً واحداً من الشرع، لأن المشرع من دون الله إنما كفر لكونه أشرك بالله ونازعه في حق من حقوقه الخالصة، ويستوي في ذلك تبديله لحكم واحد أو أكثر كمن ذبح لغير الله يكفر ولو فعله مرة واحدة غير أن الكفر دركات، وبعض الكفر أشد من بعض وبعض الناس أكفر من بعض، قال تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر} (التوبة:37).
ونتج عن هذا الفهم الخاطئ لمعنى القضية المعينة أنهم يقولون: إن قولكم في قضية معينة لا ضابط له، فلو حكم بأكثر من قضية متى يكون كافراً؟ وهم في هذا قد جمعوا بين سوء الفهم لأقوال مخالفيهم وبين مذهب آخر غريب وهو أنهم يريدون حداً عددياً للمعاصي يكفر به الإنسان، والمعصية عند أهل السنة والجماعة لا يكفر فاعلها وإن تكررت منه، فليس هناك عدد معين من الزنا يكفر به الزاني، وكذا السارق وكذا شارب الخمر، وكذلك أيضاً عدم تطبيق حكم الله في قضية معينة معصية وليس كفراً، فسواء فعله مرة أو مرتين أو أكثر ما لم يستحل ذلك. ولقد تجاوز العنبري حدوده، وأمعن في بهتانه حيث ألزمنا بتكفير حكام بني أمية وبني العباس، بل معاوية -رضي الله عنه- والرد عليه أن نقول:
أولاً: تقدم أن مقصودنا من القضية المعينة هو استبدال الحكم لا الانحرافات والتجاوزات في التطبيق، فلا يلزمنا هذا اللازم السخيف الظالم، فبنو أمية وبنو العباس لم يبدلوا حكماً من أحكام الله، ولم يشرعوا من دون الله، إنما كان يقع من بعضهم تجاوزات في القضاء والمحاكمات.
ثانياً: زعم العنبري أن معاوية رضي الله عنه وهو الصحابي الجليل، وخال المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين، قد جار في حكمه وظلم، وأنه لما عهد لابنه يزيد أنه بهذا قد جعل الحكم موروثاً، وهذا طعن في هذا الصحابي الجليل واتهام له، وأنه ممن لم يحكم بما أنزل الله على مذهبه الباطل.
ونحن ولله الحمد نبرئ معاوية -رضي الله عنه- مما يتهمه به العنبري والروافض ومن أخذ مأخذهم وتأثر بشبهاتهم، ونقول إن عهد معاوية لابنه يزيد بالخلافة مع وجود الصحابة ومن هو خير من يزيد له اعتبارات سياسية وأمنية، وأنه فعل ما يسوغ له من العهد، وما أدى به إليه اجتهاده حيث كان الوضع مضطرباً فلا بد من ولاية قوية قادرة على القضاء على ما قد يحدث من اختلاف لا سيماً وأن جيش الإسلام إذ ذاك وهو جيش الشام لم يكن يقبل بغير بني أمية والله أعلم (قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان -حفظه الله-: "والذي يظهر في فعل معاوية -رضي الله عنه- أنه فعله اجتهادا، والمجتهد لا يخلو من الأجر والأجرين، على أن هذا العمل ليس حكما بغير ما أنزل الله، إذ أنه لم يغير حكم الله في الخلافة، ولم يجعل هذا شرعا للناس، ولهذا لم يقل أحد من أئمة السلف في القديم والحديث عن معاوية بأنه حكم بغير ما أنزل الله. والله أعلم").
فعلى العنبري أن يسارع في رجوعه عن اتهام معاوية -رضي الله عنه- وأن يتبرأ من هذا الكلام، وأيضاً فليخبرنا كيف فهم من عهد معاوية -رضي الله عنه- لابنه يزيد أنه قد جعل الحكم موروثاً؟!.
أهم ما أورده العنبري من شبه والرد عليها
سوف أذكر في هذا الفصل أهم الشبه التي يوردها العنبري حول هذه القضية، ولم أقصد تتبع كل ما في كتاب العنبري من أخطاء وزلات فالكاتب ملئ بذلك وإنما أقتصر على أهمها خشية الإطالة ..
* أولاً: ذكر العنبري في كتابه (93) أن المبتدع والمشرع للقوانين مثلان لا يختلفان، وما يقال في هذا يقال في هذا، وذكر أن الحق الذي لا معدل عنه ولا محيص أن ينزل الحاكم بغير ما أنزل رب العالمين منزلة المبتدع في الدين.
والجواب على هذه الشبهة أن نقول:
يا عنبري .. قد جعلت البدعة قسمين: مكفرة تخرج صاحبها عن الإسلام، وغير مكفرة، فأخبرنا عن تشريع القوانين الوضعية من أي القسمين هو؟
وأخبرنا عن جملة ذكرتها في كتابك نقلتها عن الشاطبي رحمه الله ما معناها؟ وهذه الجملة هي قوله: "وهذا إن كان مقصوداً للمبتدع فهو كفر بالشريعة والشارع، وإن كان غير مقصود فهو ضلال مبين" ا. هـ، فما هو هذا الشيء الذي إن كان مقصوداً للمبتدع كفر؟.
وسأجيب عن هذين السؤالين:
أما السؤال الأول وهو: هل تشريع القوانين الوضعية له حكم البدعة المكفرة أو غير المكفرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب: أنه من البدع المكفرة ولا شك التي تخرج صاحبها عن الإسلام، وقد ذكر العنبري تعريفاً للبدعة المكفرة نقله عن الشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله- من كتاب أعلام السنة المنشورة ولكنه تعريف مختصر وهو: "من أنكر أمراً مجمعاً عليه متواتراً في الشرع معلوماً من الدين بالضرورة لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله" ا. هـ، ثم زعم العنبري أنه لا ينطبق على الحاكم بغير ما أنزل الله إلا إذا جحد واستحل.
وسأذكر تعريفاً أوسع من هذا للبدعة وللشيخ الحكمي نفسه ثم ننظر هل ينطبق على مشرع القوانين، أم أن تشريع القوانين سوف يكون بدعة غير مكفرة كما يوهم العنبري؟.
قال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- في معارج القبول (1228 - 1229): "فضابط البدعة المكفرة من أنكر أمراً مجمعاً عليه متواتراً من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة: من جحود مفروض، أو فرض ما لم يفرض، أو إحلال محرم، أو تحريم حلال، أو اعتقاد ما ينزه الله ورسوله وكتابه عنه من نفي وإثبات، لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله صلى الله عليه وسلم كبدعة الجهمية .. ".
إلى أن قال: "ولكن هؤلاء منهم من علم أن عين قصده هدم قواعد الدين وتشكيك أهله فيه فهذا مقطوع بكفره، بل هو أجنبي عن الدين من أعدى عدو له، وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليهم وإلزامهم بها".
وأما القسم الثاني: البدع التي ليست بمكفرة وهي ما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشيء مما أرسل الله به رسله كبدع المروانية التي أنكرها عليهم فضلاء الصحابة .. الخ.
فهذا التقسيم من الشيخ الحكمي -رحمه الله-، وهذا التفصيل في البدع المكفرة يبين لنا في أي موضع سوف نضع المشرعين للقوانين وبأي حكم سوف نحكم عليهم، فهل القوانين الوضعية إلا إحلال محرم أو تحريم حلال أو فرض ما لم يفرض؟!
وأما الجواب عن السؤال الثاني فأقول: إن العلماء لم يطلقوا القول بتكفير المبتدع وإن كان مشرعاً لأنه لم يقصد التشريع ومحاداة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما قد يكون له قصد حسن، وهو غالباً متأول مستدل بأن البدع تنقسم إلى حسنة وسيئة -كما يزعم-، ولهذا القصد وهذا التأويل لم يطلق العلماء القول بتكفير المبتدع، وهذا هو معنى قول الشاطبي الآنف الذي ذكره العنبري وهو لا يعرف معناه.
فالإمام الشاطبي -رحمه الله- يذكر أن المبتدع معاند للشرع ومشاق له ومستدرك عليه، وأن هذا الشقاق والعناد والاستدراك إن كان مقصوداً للمبتدع لكان كفراً بالشريعة والشارع، وذلك لأن معاندة الشرع ومشاقاته والاستدراك عليه كفر أكبر.
وإن كان غير مقصود كأن يكون فعله بتأويل فاسد أو برأي غالط فهو ضلال مبين وليس كفراً لوجود المانع وهو التأويل والشبهة.
ولزيادة البيان حول هذا إليك ما قال الشاطبي -رحمه الله- في الاعتصام (2/ 544): "إن كل بدعة وإن قلت فهي تشريع زائد أو ناقص، أو تغيير للأصل الصحيح، وكل ذلك قد يكون على الإنفراد، وقد يكون ملحقاً بما هو مشروع فيكون قادحاً في المشروع، ولو فعل أحد مثل هذا في نفس الشريعة عامداً لكفر، إذ الزيادة والنقصان فيها أو التغيير قل أو كثر كفر، فلا فرق بين ما قل منه وما كثر، فمن فعل ذلك بتأويل فاسد أو برأي غالط رآه، أو ألحقه بالمشروع إذا لم تكفره لم يكن في حكمه فرق بين ما قل منه وما كثر" ا. هـ.
فانظر إلى هذا التوضيح البديع من العلامة الشاطبي -رحمه الله-، ونظراً لأهمية معرفة قصد المبتدع فقد نص عليه الشاطبي في تعريف البدعة حيث قال: "طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه".
فهل يكون للمشرع نفس هذا الحكم مع اختلاف المقصد؟! .. فالمبتدع غالباً يقصد التقرب إلى الله والتعبد له، وأما المشرع المستبدل للشريعة فليس له هذا القصد وبهذا تزول هذه الشبهة ونعرف ما هو الفرق بين المبتدع والمشرع، وهل التشريع بالمعنى الذي عليه القوانين الوضعية من البدع المكفرة أمر لا؟ -إن قلنا أن المشرع مبتدع-.
* ثانياً: ومما يستدل به العنبري وأمثاله قصة النجاشي -رحمه الله- فزعم العنبري أن النجاشي قد حكم بغير ما أنزل الله ولم يكفره النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه يقول: يلزم من قولكم تكفير هذا العبد الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب عن هذه الشبهة أن نقول: نحن لا نكفر النجاشي -رحمه الله-، ولكن هل تحكمون عليه أنتم أنه ظالم فاسق؟ .. فهذا يلزم من استدلالكم به علينا، فأنتم تقولون أن الحاكم بغير ما أنزل الله ظالم وفاسق، فهل النجاشي كذلك؟ .. فإما أن تلتزموا بهذا أو تبرئونه من الظلم والفسق كما نبرئه نحن من الكفر لأنه معذور بذلك، ووجه ذلك من أمور:
-الأمر الأول: أن النجاشي كان عاجزاً عن إقامة حكم الله في الحبشة، وتكليفه بهذا وهو خارج عن طاقته ووسعه مخالف لشريعة الله التي رفعت التكليف إن كان لا يطاق قال تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} (البقرة:288)، والعنبري نفسه قد نقل قول شيخ الإسلام في كون النجاشي عاجزاً عن إقامة حكم الله، قال ابن تيمية رحمه الله: "ونحن نعلم قطعاً أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن .. والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن فإن قومه لا يقرون على ذلك" (منهاج السنة 5/ 112 - 113) ا. هـ.
فكيف يقاس من هذه حالة على من أكثر شعبة مسلمون، ويطالبونه ليل نهار بتطبيق الشريعة وقد توفرت لديه كافة الإمكانيات؟ .. لا شك أنه قياس ظالم جائر.
-الأمر الثاني: إن النجاشي -رحمه الله- كان في بيئة بعيدة عن العلم وهذا أمر معلوم، وأهل السنة والجماعة يعذرون من كان في بيئة بعيدة عن العلم كالنجاشي في أمور لا يعذرون بها الإنسان الذي يعيش في الإسلام وبين العلماء، فلم يبلغ النجاشي الكثير من الأحكام، فلم تبلغه مثلاً سورة المائدة التي حكم الله فيها على الحاكمين بغير شريعته بالكفر والفسق والظلم لأنها نزلت بالسنة العاشرة من الهجرة فهي آخر سورة نزلت من القرآن، والنجاشي قد توفي قبل فتح مكة (البداية والنهاية 4/ 276)، فكيف يقاس النجاشي -رحمه الله- بمن يطالبه العلماء ليل نهار بتطبيق الشريعة ويبينون له وجوب تطبيقها، وعظم جرم مخالفتها؟ .. لا شك أنه قياس ظالم جائر.
-الأمر الثالث: أن النجاشي -رحمه الله- توفي قبل اكتمال الشريعة، وأيضاً لم يبلغه من الأحكام الشيء الذي يستطيع به أن يفصل بين الناس في دماءهم وأعراضهم وأموالهم، فبأي شريعة كان سيحكم بها الناس لو قلنا أنه قادر على تطبيقها؟
إذا عرفت هذا عرفت سذاجة وسماجة هذا القياس بين النجاشي وبين أقوام بين أيديهم شريعة شاملة كاملة، لا شك أنه قياس ظالم جائر.
-الأمر الرابع: أن النجاشي -رحمه الله- قد قام بكل ما أمره الله جل وعلا، فقد أوى المؤمنين وصدع بالتوحيد، وبين صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وبعث رسالة يبين فيها أنه مستعد أن يهاجر ويترك ملكه وما هو فيه ويأتي للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا معلوم من كتب السيرة، ومن رسالته التي بعثها لنبي صلى الله عليه وسلم.
أفيقاس هذا الرجل الصالح المقبل على الله الناصر لدين الله المتجرد عن دنياه بهؤلاء المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، المنغمسين في ظلمات الجهل والهوى؟ .. لا شك أنه قياس ظالم جائر.
ومن هذه الأمور التي ذكرت يتبين لك بشاعة وشناعة هذه الشبهة، وإلى هنا أكون قد بنيت أهم الشبهة الذي ذكرها العنبري وبنى عليها قوله، وألف عليها كتابه:
* الأولى في مطلبه العزيز وزعمه الإجماع على أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر إلا إذا جحد واستحل سواء في ذلك المشرع وغيره، فبينت أن ما نقله من أقوال أهل العلم ينزل على القضايا الخاصة لا التشريعات العامة، وأن التشريع العام واستبدال الشرع كفر أكبر بالإجماع.
* والثانية في زعمه أن المشرع والمبتدع مثلان لا يختلفان.
* والثالثة في زعمه أن النجاشي -رحمه الله- كان يحكم بغير ما أنزل الله في العهد النبوي، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكفره مستدلاً بذلك على عدم تكفير أرباب القوانين وحكامها موهماً أن لهما نفس الحكم.
* ثالثاً: ومما تعرض له العنبري في كتابه (103) تفسير قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} (النساء:6).
ولما لم يجد العنبري في تفسير هذه الآية ما يخدم مذهبه قال إنه "لا إشكال فيها فهي تصف حال المنافقين إزاء حكم الشريعة الغراء".
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقول للعنبري: نعم هي تصف حال المنافقين تجاه الشريعة حيث يريدون أن يتحاكموا إلى غيرها من حكم الطاغوت، ولكن أليس فيها تكفير لهم بهذا وتكذيب لما زعموه من الإيمان بسبب هذه الإرادة، وانهم لم يكفروا بالطاغوت؟.
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-: "فمن خالف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم بأن حكم بين الناس بغير ما أنزل الله، أو طلب ذلك اتباعا لما يهواه ويريده فقد خلع ربقة الإسلام والإيمان من عنقه، وإن زعم أنه مؤمن، فإن الله تعالى أنكر على من أراد ذلك، وأكذبهم في زعمهم الإيمان لما في ضمن قوله {يزعمون} من نفي إيمانهم، فإن {يزعمون} إنما يقال غالبا لمن ادعى دعوى هو فيها كاذب لمخالفته لموجبها وعمله بما ينافيها، يحقق هذا قوله: {وقد أمروا أن يكفروا به} لأن الكفر بالطاغوت ركن التوحيد، كما في آية البقرة، فإن لم يحصل هذا الركن لم يكن موحدا، والتوحيد هو أساس الإيمان الذي تصلح به جميع الأعمال وتفسد بعدمه. كما أن ذلك بين في قوله تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}. وذلك أن التحاكم إلى الطاغوت إيمان به" (فتح المجيد (345)).
وقال العلامة الشوكاني في تفسيره (فتح القدير (1/ 722)): "قوله: {ألم تر إلى الذين يزعمون} فيه تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حال هؤلاء الذين ادعوا لأنفسهم أنهم جمعوا بين الإيمان بما أنزل على رسول الله وهو القرآن، وما أنزل على من قبله من الأنبياء، فجاءوا بما ينقض عليهم هذه الدعوى ويبطلها من أصلها، ويوضح أنهم ليسوا على شيء من ذلك أصلا وهو إرادتهم التحاكم إلى الطاغوت وقد أمروا فيما أنزل على رسول الله وعلى من قبله أن يكفروا به".
وقال العلامة الشنقيطي -رحمه الله-: ومن أوضح الأدلة في هذا: أن الله جل وعلا في سورة النساء بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب، وذلك في قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون .. } .. الآية" (أضواء البيان (4/ 91)).
وقال الشيخ محمد بن ابراهيم -رحمه الله-: "وقد نفى الله الإيمان عن من أراد التحاكم إلى غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من المنافقين، كما قال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا}.
فإن قوله عز وجل {يزعمون} تكذيب لهم فيما ادعوه من الإيمان، فإنه لا يجتمع التحاكم إلى غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مع الإيمان في قلب عبد أصلا، بل أحدهما ينافي الآخر، والطاغوت مشتق من الطغيان وهو: مجاوزة الحد.
فكل من حكم بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو حاكم إلى غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقد حكم بالطاغوت وحاكم إليه .. فمن حكم بخلافه أو حاكم إلى خلافه فقد طغى وجاوز حده حكما أو تحكيما فصار بذلك طاغوتا لتجاوزه حده" (تحكيم القوانين (3)).
* رابعاً: ومما تعرض له العنبري أيضا (105) قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً} (النساء:65). حيث زعم أن الآية لا تدل على نفي الأيمان وإنما تنفي كماله، وذكر أنه لم يجد من المفسرين من تجاسر على القول بنفي أصل الإيمان، وذلك لأن سبب نزول الآية يأباه. (سبب نزول الآية ما جاء في الصحيحين من قصة تخاصم الزبير ورجل من الأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه قال الأنصاري لما حكم بينهما النبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله أن كان ابن عمتك" وانظر البخاري (2359) ومسلم (2357)).
والجواب على ذلك: أما أنه لم يقل به أحد فليس بصحيح، فقد قال أبو محمد ابن حزم -رحمه الله- في الفصل (3/ 195): "فنص تعالى وأقسم بنفسه أنه لا يكون مؤمنا إلا بتحكيم النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما عنّ، ثم يسلم بقلبه ولا يجد في نفسه حرجا مما قضى فصح أن التحكيم شيء غير التسليم بالقلب، وأنه هو الإيمان الذي لا إيمان لمن لم يأت به".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: "فهذا هو النص الذي لا يحتمل تأويلا ولا جاء نص يخرجه عن ظاهره أصلا، ولا جاء برهان بتخصيصه في بعض وجوه الإيمان" (الفصل (3/ 249)).
وقال الشيخ محمد بن ابراهيم -رحمه الله- مستدلا على كون تحكيم القانون اللعين من الكفر الأكبر المستبين: "وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عمن لم يحكموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم نفيا مؤكداً بتكرار أداة النفي وبالقسم" (تحكيم القوانين (1)).
وأما أن سبب نزول الآية يأباه فليس بصحيح أيضا، لأنه ليس فيه أن الأنصاري أصر على اعتراضه ولم يتب حتى يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحكم عليه بالردة فلا يستقيم القول بأن النفي في الآية لكمال الإيمان إلا مع تقدير أن هذا الصحابي -الأنصاري - والذي يجزم العنبري بكونه بدرياً - أصر على اعتراضه على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتب منه، وهل يظن هذا بأحد من الصحابة فضلا أن يكون من البدريين، أم يظن الصحابي وخاصة بعد نزول الآية أنه تاب ورضي بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال ابن حزم -رحمه الله-: "حتى إذا بين الله تعالى أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم وجب أن من وقف على هذا قديما وحديثا وإلى يوم القيامة فأبى وعند فهو كافر وليس في الآية أن أولئك عندوا بعد نزول هذه الآية" (المحلى (11/ 202)).
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (5/ 44): "ويحتمل أنه لم يكن منافقا ولكن صدر منه بادرة النفس كما وقع لغيره ممن صحت توبته، وقوى هذا شارح "المصابيح" التوربشتي ووهى ما عداه".
* خامساً: ومن الأمور العجيبة عند العنبري هذا، ما ذكره في كتابه (112) في تفسير قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} (الشورى:21) حيث ذكر أن للمفسرين في هذه الآية قولين كليهما لا يساعد العصريين على ما ذهبوا إليه، ثم ذكر أنه ظل يتعجب زماناً من أين انتزع المعاصرون من الآية أن كل من شرع أو حكم بغير ما أنزل الله فهو مشرك، وبعد هذا التعجب ذكر أنه وقف على تفسير ثالث لهذه الآية، ذكره أبو حيان ثم أعقبه بقول القرطبي، وذلك أنه نحوه.
فبالله عليك يا عنبري أتعبك البحث في تفسير هذه الآية، وظللت زماناً تتعجب وأنت لم تقرأ تفسير القرطبي لها فأين بحثت إذاً؟!.
وعلى كل فلو أمعن العنبري النظر في التفاسير التي نقلها، وخاصة ما نقله عن ابن كثير لعلم أنه يهرف بما لا يعرف، ولن أناقشه في نقولاته وما ذكر من الأقوال، ولكن أريح نفسي وأريحه، وأريح القراء باستدلال بعض العلماء المتقدمين والمتأخرين لهذه الآية على كفر المشرعين ومن هؤلاء:
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في رسالته التسعينية المطبوعة في الفتاوى الكبرى، وقد تقدم ذكره وأعيد هنا حيث قال: "والإيجاب والتحريم ليس إلا لله ولرسوله، فمن عاقب على فعل أو ترك بغير أمر الله ورسوله وشرع ذلك ديناً فقد جعل لله نداً ولرسوله نظيراً بمنزلة المشركين الذين جعلوا لله نداً، أو بمنزلة المرتدين الذين آمنوا بمسيلمة الكذاب وهو ممن قيل فيه: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} " (الفتاوى الكبرى (6/ 339)).
2 - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -حفظه الله- وقد تقدم قوله وأعيده هنا، قال في فقه العبادات (60): "القسم الأول؛ أن يبطل حكم الله ليحل محله حكم آخر طاغوتي، بحيث يلغي الحكم بالشريعة بين الناس، ويجعل بدله حكم آخر من وضع البشر كالذين ينحون الأحكام الشرعية في المعاملة بين الناس، ويحلون محلها القوانين الوضعية، فهذا لا شك أنه استبدال بشريعة الله سبحانه وتعالى غيرها، وهو كفر مخرج عن الملة، لأن هذا جعل نفسه بمنزلة الخالق حيث شرع لعباد الله ما لم يأذن به الله تعالى ذلك شركاً في قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله} ا. هـ.
وأقول:
وكم من معيب قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
* سادساً: ومن مغالطات العنبري أيضاً ما قاله في تفسير قوله تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} حيث نقل (119) تفسير سيد قطب رحمه الله لها حيث يقول: "إن من أطاع بشراً في شريعة من عند نفسه ولو في جزئية صغيرة فإنما هو مشرك، وإن كان في الأصل مسلماً ثم فعلها فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضاً مهما بقي بعد ذلك يقول: أشهد أن لا إله إلا الله بلسانه بينما هو يتلقى من غير الله ويطيع غير الله".
ثم قال العنبري: "والحق أن مثل هذا التفسير الحروري الخارجي كان سبباً في انحراف كثير من الشباب وتجاسرهم على تكفير المجتمعات المسلمة، ألا فليحذر الذين يقرأون في الظلال من مثل هذه الانحرافات الخطيرة المدمرة".
فأقول: رحم الله سيداً ما كان أغيره على الدين .. وأقول للعنبري: هل تجرؤ أن تقول عن الشيخ الشنقيطي مثلما قلت في تفسير سيد قطب، وقد كان كلامه أشد حيث يقول: "أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته" وحيث جعلهم كمن يعبد الصنم ويسجد للوثن؟ فدع عنك هذه الجرأة يا عنبري واعرف قدر نفسك.
وأقول أيضاً: لم يفرق العنبري بين الطاعة في التشريع والطاعة في المعصية، فهناك فرق بين من يطيع غير الله في التشريع فيحلل الزنا والربا، وبين من يطيع غير الله في الفعل والمعصية كأن يزني ويرابي طاعة لغير الله، فالأول شرك وكفر وعليه ينزل قول الشيخ الشنقيطي، وقول سيد قطب -رحمهما الله- ومن هؤلاء أصحاب القوانين الوضعية حيث أخذوا قوانين الغرب فحللوا ما حللت، وحرموا وما حرمت، وطبقوها على الناس وألزموهم بها.
والثاني – أعني الطاعة في الفعل معصية وليس بكفر حتى يستحله، وهذا القسم هو ما يتحدث عنه ابن العربي كما نقل كلامه العنبري حيث يقول -رحمه الله-: "إنما يكون المؤمن بطاعة المشرك مشركا إذا أطاعه في اعتقاده الذي هو محل الكفر والإيمان، فإذا أطاعه في الفعل وعقده سليم مستمر على التوحيد والتصديق فهو عاص فافهموا ذلك في كل موضع". (أحكام القرآن (2/ 752)).
فتأمل قوله: "إذا أطاعه في الفعل" فهل له نفس حكم من أطاعهم في الفعل والقول والتحكيم، وطبق ذلك على العباد وألزمهم به، وعاقب المخالف له؟!
وأما الطاعة في نفس التحليل والتحريم فهذا شرك ولا ريب قال العلامة الشنقيطي -رحمه الله- في تفسير الآية: "فهو قسم من الله جل وعلا أقسم به على أن من اتبع الشيطان في تحليل الميتة أنه مشرك وهذا الشرك مخرج من الملة بإجماع المسلمين". (أضواء البيان (3/ 400)).
وهذا المعنى واضح أيضاً من كلام القرطبي الذي ذكره العنبري حيث يقول: "دلت الآية على أن من استحل شيئاً مما أحل الله صار به مشركاً، وقد حرم سبحانه الميتة نصاً، فإذا قبل تحليلها من غيره فقد أشرك".
وأيضاً هذا المعنى واضح من قول الزجاج الذي ذكره العنبري حيث يقول في قوله تعالى: " {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} دليل على أن كل من أحل شيئاً مما حرم الله تعالى أو حرم شيئاً مما أحل الله تعالى فهو مشرك وإنما سمي مشركاً لأنه أثبت حاكماً سوى الله تعالى وهذا هو الشرك".
فلا شك أن طاعة غير الله فيما يخالف شرع الله معصية لا يكفر فاعلها إلا بالاستحلال، أما تحليل الحرام وتحريم الحلال شرك أكبر وكفر بالله لا يشترط له الاستحلال. قال العلامة ابن حزم -رحمه الله-: "فمن أحل ما حرم الله تعالى وهو عالم بأن الله تعالى حرمه فهو كافر بذلك الفعل نفسه" (الفصل (3/ 204)).
* سابعاً: ذكر العنبري في كتابه (134) قول شيخ الإسلام: "معلوم بالاضطرار من دين المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر".
ثم قال العنبري: "وهو صريح الدلالة على كفر من استباح فقط ففي المصباح المنير: ساغ فعل الشيء بمعنى الإباحة وتعدى بالتضعيف فيقال سوغته أي أبحته" ا. هـ.
والجواب على ذلك أن نقول: إن المسائل الشرعية لا تبحث بهذه الطريقة وكلام أهل العلم لا يفسر بهذه الطريقة.
ثم إن الإباحة ليست الاستحلال القلبي كما يوهم العنبري فالإباحة هي الإعلان والإذن بالشيء، تقول: أباح الرجل ماله بمعنى أذن في الأخذ والترك، والمباح في الشرع هو المأذون فيه حيث لم يتعلق به أمر ولا نهي لذاته.
وعليه فمعنى سوغ اتباع غير دين الإسلام أي أباحه بمعنى أذن فيه. ولا يلزم من الإباحة الاستحلال، فهذا العنبري يقرر في كتابه أن من أباح ما حرم الله لا يكفر حتى يستحل.
ثم هل يريد العنبري أن يقول: إن من فتح باب الردة على مصراعيه وأذن لمن يشاء أن يكفر، وأن يدعو لكفره، وأذن ببناء الكنائس والمشاهد في بلاد المسلمين، ودافع عن أهلها وساوى بينهم وبين الموحدين في جميع الحقوق، وأعطاهم مطلق الحرية .. هل يريد العنبري أن يقول: إن هذا لا يكفر حتى يعتقد بقلبه حل ذلك وجوازه؟! .. فما هو الكفر بالطاغوت إذن، وما هي ملة إبراهيم وما دين محمد صلى الله عليه وسلم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الشريف]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 04:51]ـ
تتمة
ـ[عبد الله الشريف]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 04:53]ـ
[ quote= عبد الله الشريف;256404] ثامناً: قال العنبري في كتابه (144): "واعترض بعضهم بأن ثمة فرقا بين الكفر المعرف باللام كما في قوله صلى الله عليه وسلم: [ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة] وبين كفر منكر في الإثبات"، ثم قال: "والجواب أن هذه القاعدة لم يدل عليها كتاب ولا سنة ولا قول أحد من متقدمي الأمة".
والرد عليه: أن هذه القاعدة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الاقتضاء (1/ 208)، وكثيراً ما يستدل بها أهل العلم كالشيخ ابن عثيمين -حفظه الله- كما في رسالته في تكفير تارك الصلاة، وكذلك في القول المفيد (2/ 216)، ولم نسمع من ينكر هذه القاعدة أو ينتقدها، فليخبرنا العنبري قبل كل شيء مَن مِن العلماء يخالف شيخ الإسلام بهذا حتى يتضح عندنا أن في المسألة خلافا .. فلن نترك ما قرره شيخ الإسلام بناء على استقرائه لأدلة الكتاب والسنة لقول العنبري.
وأما قول العنبري أن هذه القاعدة لا دليل عليها فباطل، بل الأدلة كلها تؤكد ما قرره شيخ الإسلام -رحمه الله-.
فخذ مثلا من القسم الأول (المعرف باللام):
- ما رواه البخاري في صحيحه (16) عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار].
- وما رواه البخاري أيضا (1589) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد قدوم مكة: [منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر].
- وما رواه مسلم في صحيحه (86) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [الإيمان يمان والكفر قبل المشرق .. ] الحديث.
وخذ من القسم الثاني:
- ما رواه البخاري في صحيحه (6766) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر].
- وما رواه البخاري في صحيحه (48) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [سباب المسلم فسوق وقتاله كفر].
- وما رواه مسلم في صحيحه (121) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت].
فهذه بعض الأمثلة على القسمين تبين ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فما جاء معرفا باللام فالمقصود به الكفر الأكبر، وما جاء منكراً في الإثبات فالمقصود به الكفر الأصغر.
وأما استدلال العنبري لنقض هذه القاعدة بقول امرأة ثابت بن قيس "ولكني أكره الكفر في الإسلام" وقول ابن عباس -رضي اللهعنهما- عن الرجل يأتي المرأة في دبرها؟ فقال: "ذلك الكفر"، فالجواب: أنه ليس من الإشكال أو النقض على القاعدة التي ذكرها شيخ الإسلام أن يخرج بعض النصوص بقرينة أو بدليل آخر إذا كانت النصوص عامة منسجمة مع هذه القاعدة، فمعنى كلامه -رحمه الله- أن الأصل في لفظ "الكفر" في الكتاب والسنة أنه إن عرف باللام فالمراد به الكفر الأكبر، وإن كان منكرا في الإثبات فالمراد به الكفر الأصغر.
وأما قول امرأة ثابت "ولكني أكره الكفر في الإسلام" ففيه قرينة تدل على أن المراد بالكفر هنا الأصغر لا الأكبر، وذلك من قولها "في الإسلام" حيث قيدت هذا الكفر بكونه في الإسلام فدل على أن الكفر الغير مخرج من الإسلام، لأن الكفر الأكبر لا يكون في الإسلام ولا يجتمع معه أبدا بل أحدهما ينافي الآخر. وعليه فلا يكون في الحديث دليل للعنبري.
وأما استدلاله بقول ابن عباس -رضي الله عنهما- فلا يستقيم، لأن المقصود بكلام الشيخ ما جاء في الأدلة من الكتاب والسنة، فلا يدخل فيه كلام الصحابة ولا غيرهم، وإنما بينت أن قول امرأة ثابت لا يشكل على ما ذكره شيخ الإسلام لئلا يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها على هذا الإطلاق، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد هذا فكتاب العنبري مليء بمثل هذه الأخطاء والمغالطات، واكتفي بهذا الحد من الرد عليه ففيه الكفاية إن شاء الله تعالى لمن تجرد للحق وإليك فصلاً أخيراً في بيان بعض الشبه الأخرى حول هذه القضية وتصحيح بعض المفاهيم والله المستعان.
بيان بعض الشبه حول هذا الموضوع والرد عليها
* أولاً: قول السلف: "ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله".
كثير من الناس يستدل بهذه القاعدة على عدم تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله لأن الحكم بغير شريعة الله أو الحكم بالقوانين الوضعية ذنب، وأهل السنة لا يكفرون بالذنب إلا بالاستحلال، وهؤلاء لم يفهموا مراد السلف من هذه المقولة وهو البراءة من مذهب الخوارج الذين يكفرون بكل ذنب بل إن بعضهم قد سحب هذه القاعدة على الشرك الأكبر والمكفرات كسب الرب، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم والسجود للصنم ونحو ذلك، وسأورد بعض أقوال السلف والعلماء في أن المقصود بها الذنوب دون الشرك والمكفرات التي يكفر بمجرد ارتكابها، ثم اذكر بعض المكفرات التي نصوا على كفر مرتكبها وإن لم يستحل.
- قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الإيمان: "باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك".
- وقال العلامة السفاريني -رحمه الله- في لوامع الأنوار (367 - 368): "والمراد أن الإنسان لا يخرج من الإيمان بملابسته وإتيانه بموبقات الذنوب التي هي أكبر من الكبائر و "أل" في الذنب للجنس والاستغراق فيشمل كل الذنوب والعصيان دون الشرك بالله تعالى والكفر به بأي نوع من أنواع المكفرات فإن ذلك يخرجه من الدين بيقين".
- وقال الشيخ حافظ الحكمي: "والثالثة: أن فاسق أهل الملة الإسلامية لا يكفر بذنب دون الشرك ولوازمه إلا إذا استحله" (معارج القبول (1004)).
- وقال رحمه الله: "ولا نكفر بالمعاصي التي قدمنا ذكرها وأنها لا توجب كفراً والمراد بها الكبائر التي ليست بشرك ولا تستلزمه ولا تنافي اعتقاد القلب ولا عمله" (معارج القبول (1039)).
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر، وأما الأعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها، ونحن إذا قلنا: أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب، فإنما نريد به المعاصي كالزنا والشرب، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور" (الفتاوى (7/ 302)).
- وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن في كتابه (تحفة الطالب والجليس (41 - 42)): "ومن أعرض عن كلام أهل العلم ورأى أن من صلى أو قال لا إله إلا الله فهو من أهل القبلة وإن ظهر منه من الشرك والترك لدين الله ما ظهر فقد نادى على نفسه بالجهالة والضلالة، وكشف عن حاصله من العلم والدين بهذه المقالة، وقد أنكر الإمام أحمد -رحمه الله- قول القائل: لا نكفر أهل القبلة وهذا يزعم -يعني ابن جرجيس- أنه على مذهب الإمام أحمد.
ومقصود من قالها إنما هو البراءة من مذهب الخوارج الذين يكفرون بمجرد الذنوب، وهذا وضع كلامهم في غير موضعه وأزال بهجته لأنه تأوله في أهل الشرك، ودعاء الصالحين، فالتبس عليه الأمر، ولم يعرف مراد من قال هذا من السلف، وهذا الفهم الفاسد مردود بكتاب الله ورسوله وبإجماع أهل العلم.
وقد عقد الفقهاء من أرباب المذاهب باباً مستقلاً في هذه المسألة، وذكروا حكم المرتد من أهل القبلة من المكفرات أشياء كثيرة دون ما نحن فيه، وجزموا بأن العصمة بالتزام الإسلام ومبانيه ودعائمه العظام لا بمجرد القول أو الصلاة مع الإصرار على المنافي، وهذا يعرفه صغار الطلبة، وهو مذكور في المختصرات من كتب الحنابلة وغيرهم، فهذا لم يعرف ما عرفه صبيان المدارس والمكاتب فالدعوى عريضة والعجز ظاهر" ا. هـ.
- وقال الشيخ -رحمه الله- في (الإتحاف في الرد على الصحاف): "وبقي قسم خامس وهم الذين يكفرون بما دون الشرك من الذنوب كالسرقة والزنا وشرب الخمر، وهؤلاء هم الخوارج وهم عند أهل السنة ضلال مبتدعة قاتلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الحديث قد صح بالأمر بقتالهم والترغيب فيه، وفيه [أنهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد غلط كثير من المشركين في هذه الأعصار وظنوا أن من كفر من تلفظ بالشهادتين فهو من الخوارج وليس كذلك، بل التلفظ بالشهادتين لا يكون مانعاً من التكفير إلا لمن عرف معناهما، وعمل بمقتضاهما وأخلص العبادة لله ولم يشرك به سواه فهذا تنفعه الشهادتان" (الإتحاف (32 - 33)).
فهذه بعض الأقوال لأهل العلم في كون هذه القاعدة وهي أنه لا يكفر بالذنب إلا بعد الاستحلال لا تنطبق على الشرك الأكبر والكفر بالله سبحانه وتعالى، وقد تقدم في أول الكتاب أن التشريع من دون الله شرك أكبر، وعليه فلا يستقيم الاستدلال بهذه القاعدة في هذا المجال، وإليك أمثلة لأقوال وأعمال نص السلف على تكفير قائلها أو مرتكبها بالخروج عن الإسلام وإن لم يستحل:
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً وباطناً سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل" (الصارم المسلول (512)).
- وروى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 849) عن أبي ثور -رحمه الله- أنه قال: "ولو قال المسيح هو الله، وجحد أمر الإسلام، وقال لم يعتقد قلبي على شيء من ذلك أنه كافر بإظهار ذلك وليس بمؤمن".
- وقال ابن نجيم في البحر الرايق (5/ 134): "إن من تكلم بكلمة الكفر هازلاً أو لاعباً كفر عند الكل ولا اعتبار باعتقاده".
- وذكر الإمام محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 93) عن اسحق بن راهويه أنه قال: "ومما أجمعوا على تكفيره وحكموا عليه كما حكموا على الجاحد، فالمؤمن الذي آمن بالله تعالى ومما جاء من عنده ثم قتل نبياً أو أعان على قتله ويقول قتل الأنبياء محرم فهو كافر".
- وقال ابن قدامة رحمه الله في المغني (10/ 106): "قال أصحابنا: ويكفر الساحر بتعلمه وتعليمه وفعله سواء اعتقد تحريمه أو إباحته".
- وروى الخلال بسنده إلى الحميدي قال: "وأخبرت أن قوما يقولون: إن من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج، ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت، أو يصلي مسند ظهره، مستدبرا القبلة حتى يموت فهو مؤمن، ما لم يكن جاحدا إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه، إذ كان يقر الفروض واستقبال القبلة، فقلت: هذا الكفر الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفعل المسلمين" (السنة للخلال (3/ 586)).
- وقال عبدالله بن الإمام أحمد -رحمهما الله- في كتاب السنة: "حدثنا سويد بن سعيد الهروي قال: سألنا سفيان عيينة عن الإرجاء فقال: يقولون الإيمان قول، ونحن نقول الإيمان قول وعمل، والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصرا بقلبه على ترك الفرائض وسموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم، وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمدا من غير جهل ولا عذر هو كفر.
وبيان ذلك في أمر آدم صلوات الله وسلامه عليه وإبليس وعلماء اليهود، أنا آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة وحرمها عليه فأكل منها متعمدا ليكون ملكا أو يكون من الخالدين فسمي عاصيا من غير كفر.
وأما إبليس لعنه الله فإنه فرض عليه سجدة واحدة فجحدها متعمدا فسمي كافرا.
وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي رسول كما يعرفون أبناءهم، وأقروا به باللسان، ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عز وجل كفارا، فركوب المحارم مثل ذنب آدم عليه السلام وغيره من الأنبياء، وأما ترك الفرائض جحودا فهو كفر إبليس لعنه الله، وتركهم على معرفة من غير جحود فهو كفر مثل كفر علماء اليهود. والله أعلم" (السنة (1/ 347)).
فهذه بعض الأمثلة في كون الاستحلال أو الاعتقاد لا يكون في المكفرات والشرك، وإنما هو في المعاصي كالزنا وشرب الخمر وأكل الربا. ومن أراد الاستزادة فليراجع ما ألف في حكم المرتد من كل مذهب، وما ألف في الإيمان لا سيما كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
* ثانياً: من الشبه التي يثيرها كثير من الناس مسألة تكفير المعين، فإذا ما بين لأحدهم أن الحكم بهذه القوانين الشيطانية كفر وردة، ثم لم يستطع رد هذه الأدلة وهذه الأقوال قال: لكننا لا نكفر المعين، أو أن هناك فرقاً بين الإطلاق والتعيين ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب عن هذا أن نقول: نحن نعلم والحمد لله أن هناك فرقاً بين الإطلاق والتعيين، وأن الشخص المعين لا يكفر إلا إن قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها، وبعد أن تتوفر فيه شروط التكفير وتنتفي موانعه، ولكن اعلموا أنتم أن القول بعدم تكفير المعين مطلقاً بدعة، وأن الشخص المعين إن قامت عليه الحجة وتوفرت في حقه شروط التكفير وانتفت موانعه أنه يجب تكفيره، وإلا لم يقم حد الردة على أحد في الإسلام، وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم.
وقد ألف الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- رسالة في هذا الموضوع وهي "مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد" ومما قال -رحمه الله-: "وأنا أذكر لفظه الذي احتجوا به على زيفهم، قال -رحمه الله- -يعني شيخ الإسلام-: "أنا من أعظم الناس نهياً أن ينسب معين إلى تكفير أو تبديع أو تفسيق أو معصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة، وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى" انتهى كلامه. وهذه صفة كلامه في المسألة في كل موضع وقفنا عليه من كلامه لا يذكر عدم تكفير المعين إلا ويصله بما يزيل الأشكال أن المراد بالتوقف عن تكفيره قبل أن تبلغه الحجة، وأما إذا بلغته حكم عليه بما تقتضيه تلك المسألة من تكفير أو تفسيق أو معصية" (عقيدة الموحدين (54)).
وقال بعده بقليل: "على أن الذي نعتقده وندين الله به ونرجو أن يثبتنا عليه أنه لو غلط هو أو أجل منه في هذه المسألة، وهي مسألة المسلم إذا أشرك بالله بعد بلوغ الحجة، أو المسلم الذي يفضل هذا على الموحدين، أو يزعم أنه على حق، أو غير ذلك من الكفر الصريح الظاهر الذي بينه الله ورسوله، وبينه علماء الأمة، أنا نؤمن بما جاءنا عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من تكفيره ولو غلط من غلط. فكيف والحمد لله ونحن لا نعلم عن واحد من العلماء خلافاً لهذه المسألة" (عقيدة الموحدين (55)).
وقال في نفس الرسالة أيضاً (عقيدة الموحدين (70)): "ولم يسمع أحد من الأولين والآخرين أن أحداً أنكر شيئاً من ذلك، أو استشكل لأجل ادعائهم الملة، أو لأجل قول لا إله إلا الله، أو لأجل إظهار شيء من أركان الإسلام إلا ما سمعنا من هؤلاء الملاعين في هذه الأزمان من إقرارهم أن هذا هو الشرك ولكن من فعله أو حسنه أو كان مع أهله، أو ذم التوحيد، أو حارب أهله لأجله، أو أبغضهم لأجله أنه لا يكفر لأنه يقول لا إله إلا الله، أو لأنه يؤدي أركان الإسلام الخمسة، ويستدلون بأن النبي صلى الله عليه وسلم -سماها الإسلام- هذا لم يسمع قط إلا من هؤلاء الملحدين الجاهلين الظالمين، فإن ظفروا بحرف واحد من أهل العلم أو أحد منهم يستدلون به على قولهم الفاحش الأحمق فليذكروه، ولكن الأمر كما قال اليميني في قصيدته:
أقاويل لا تعزى إلى عالم فلا
تساوي فلساً إن رجعت إلى نقض
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -حفظه الله-: هل يجوز إطلاق الكفر على الشخص المعين إذا ارتكب مكفراً؟ فأجاب قائلاً:
"إذا تمت شروط التكفير في حقه جاز إطلاق الكفر عليه بعينه، ولو لم نقل بذلك ما انطبق وصف الردة على أحد، فيعامل معاملة المرتد في الدنيا، هذا باعتبار أحكام الدنيا، أما أحكام الآخرة فتذكر على العموم لا على الخصوص" (مجموع فتاوى ورسائل الشيخ (2/ 125)).
وبعد هذا فإننا نقول: ائتونا بشرط مفقود أو مانع موجود.
* ثالثاً: كذلك من الأمور التي يوردونها قضية التسلسل في التكفير، فيقولون إن تكفير الحاكم بغير شريعة الله يلزم منه تكفير الوزراء، وتكفير الجيش والشرطة وتكفير الموظفين بل وتكفير عامة الناس .. وهلم جراً.
والجواب: أن هذه اللوازم لا تلزمنا لأننا لم نكفر المشرع إلا لكونه ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام، فهل كل هؤلاء ارتكبوا ناقضاً من النواقض؟ .. إن من أشرك بالله أو كفر به فإنه يكفر بعد إقامة الحجة عليه سواء كان حاكماً أو وزيراً أو عاملاً أو خادماً أو كائناً من كان، فمن حرم الحلال، أو حلل الحرام أو شرع ما لم يأذن به الله فإنه يكفر ولو كان من عامة الناس.
وهكذا من رضى بهذا التشريع وهذا الحكم لا شك في كفره أيضاً كائناً من كان.
ونقول أيضاً أننا لا نكفر بالله باللازم، فلازم المذهب ليس بمذهب إلا أن يلتزمه صاحب المذهب، ونقول كما قال الحافظ ابن حجر: "أن الذي يحكم عليه بالكفر من كان الكفر صريح قوله، وكذا من كان لازم قوله وعرض عليه فالتزمه، أما من لم يلتزمه وناضل عنه، فإنه لا يكون كافراً، ولو كان اللازم كفراً" (فتح المغيث (2/ 69)).
ولو سلمنا لكم جدلاً أنه يلزم من عمل بعض ذكرتم الرضا بهذه القوانين الوضعية لقلنا لا نكفره إلا إذا التزم هذا على أننا لا نسلم في الكثير من هذه اللوازم.
فقضية التسلسل في التكفير ما هي إلا شبهة يردون بها الحق، وهب أن بعض الناس تسلسل في تكفيره فما الذي يضرنا أصلاً إن كنا نبرؤ من ذلك كما نبرؤ من الغلو في الإرجاء وسائر الأهواء المضلة؟
* رابعاً: ومن المفاهيم التي يجب أن تصحح القول بأنه ثمرة التكفير أعني تكفير الحاكم الجائر المبدل لأحكام الله هي الخروج، والخروج أمر غير وارد لنقص أسبابه، فما الفائدة إذاً من التكفير؟
والجواب: نعم إن الخروج على الحاكم إذا ظهر منه الكفر البواح والتغيير بالشرع واجب مع القدرة، قال القاضي عياض: "فلو طرأ عليه كفر وتغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين خلعه ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك" (شرح مسلم للنووي (12/ 229)).
وقال النووي بعد نقله لكلام القاضي عياض السابق: "وحجة الجمهور أن قيامهم للحجاج ليس بمجرد الفسق بل لما غير من الشرع، وظاهر من الكفر".
والشاهد من كلامهما أنهما ذكرا تغيير الشرع من موجبات الخروج وذلك إن وجدت القوة والقدرة الكافية لإزالته وأمنت الفتنة، ولم يترتب على الخروج مفسدة أعظم، ولكن أين الأحكام الأخرى المتعلقة في حكم المرتد، والتي ذكرها أهل العلم وقرروها في كتب الفقه من انتفاء ولايته، وتحريم ذبيحته، وتحريم تزويجه، ومنع التوارث بينهم وبين المسلمين، وغير ذلك وأعظم هذه الأحكام وأكبرها وأهمها أنه طاغوت بل من رؤوس الطواغيت يجب الكفر به وبتشريعه والتبري منه وبغضه.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.(/)
مَن يضمد لنا جراح السيف والقلم؟! للدكتورياسر برهامي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 02:31]ـ
كاتب المقال: د/ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإلى القائمة التاريخية الطويلة من آلام المسلمين وجراحهم تأتي جراح جديدة حسية ومعنوية؛ لتذكر بالجراح القديمة من الحروب الصليبية وحروب التتار وسقوط الأندلس، وضحايا المسلمين في البلاد الإسلامية التي احتلها الروس والشيوعيون، وسقوط الخلافة، واحتلال فلسطين وأفغانستان والعراق، وفي كل جرح منها ملايين من المسلمين بين قتيل وجريح وأسير، وآلام كثيرة نتألم حين تذكُّرِها، وكأننا نريد الهروب من الذكرى -وإن كان نافعًا لنا أن نتذكر- لنعرف من أين وصلنا إلى واقعنا الأليم؛ لنأخذ من ذلك العبر والعظات.
تأتي حادثة مقتل الأخت الطبيبة المسلمة "مروة" في ألمانيا على يد صليبي حاقد، وجرح زوجها على أيدي قوات الشرطة الألمانية التي تحمي "الحريات"!! نعم حريات القتل والاعتداء على المسلمين، وانتهاك حقوقهم وحرماتهم- تأتي لتكشف حقيقة مشاعر الغرب تجاه الإسلام، وكيف ربى نظامهم التعليمي والإعلامي والثقافي والاجتماعي أبناء مجتمعاتهم على عداوة حاقدة للإسلام والمسلمين؟!
فثماني عشرة طعنة في جسد "مروة" كم تأخذ من الوقت حتى تتم الجريمة أمام أعين الناظرين والساكتين، أو قُل المعجبين والموافقين؟!
ثم إذا تحرك الزوج للدفاع الشرعي -بكل المقاييس- عن زوجته تتلقاه رصاصات الإرهاب الحقيقي من رجال الشرطة!!
والعجب أن أناسًا منتسبين للإسلام بادروا بمجرد وقوع الجريمة إلى نفي الخلفية الدينية للحادث، والقول بأنه حادث فردي في دفاع عن جريمة مجتمع، بل ثقافة وحضارة بأسرها، وهم أنفسهم لا يحسنون مثل هذا الدفاع؛ فقد بات من غير الممكن نفي الخلفية الدينية، أو على الأصح التعصب الصليبي الحاقد على الإسلام وأهله لدى مجتمعات بأسرها، وكأن هؤلاء المدافعين لا يحتملون أن يحقق المسلمون في هذه المجتمعات أيَّ مكاسب لتغيير أوضاعهم، ونيل بعض حقوقهم في المحافظة على دينهم وهويتهم دون القبول بالنظرة الدونية التي يعامَلون بها تحت المصطلحات التي يروج لها من ينتسب إلى الإسلام أكثر من الكافرين، مثل "الإرهاب" و"التطرف" ونحوها، والتي هي في حقيقتها ألصق بهذه المجتمعات والأنظمة العالمية التي تكره الإسلام والمسلمين أشد الكراهية.
ثم تأتي أحداث "تركستان الشرقية"؛ التي نسيها المسلمون رازحةً تحت الاحتلال الصيني الذي قتل في احتلال هذه البلاد خمسة ملايين مسلم في نفس توقيت احتلال فلسطين تقريبًا 1949م؛ لإخضاع هذه الشعوب المسلمة بأهوال يشيب لها الولدان؛ للهيمنة الصينية الشيوعية، أتت هذه الأحداث لتعيد لنا ذكرى الشعوب المسلمة التي تقاسي الأهوال لمحاولة الحفاظ على الدين والهوية الإسلامية، وهي لم تفقد بعد ولاءها لدينها وأمتها رغم نسيان الأمة لها، فلا يتحدث أحد عن قضيتهم، ولا يطالب بمقاطعة للبضائع الصينية -مثلاً- حتى يتوقفوا عن قتلهم، رغم أن أعداد المسلمين الذين قُتِلوا في هذا الإقليم عبر تاريخ صراعه مع الصين أضعاف مَن قتلهم اليهود في فلسطين، ولا يفكر أحد في وسيلة لدعمهم ولو معنوية، حتى لو بكلمة!!
لم يسمع من دولة إسلامية واحدة -عدا تركيا- حتى الإدانة والشجب لهذه الأحداث التي تمثِّل بالفعل إبادة جماعية للمسلمين، وما هذا إلا لموت الإحساس بالجسد الواحد وفقدان الانتماء والولاء للأمة، وكم تسمع من عوام المسلمين قَبْلَ مسئوليهم: "وما شأننا نحن؟! هذه صراعات عِرقية!! " كما روَّج لها الإعلام الغربي، وكل هذا بسبب التربية المدمِّرة على تعظيمِ الشهوات، ونمطِ الحياة الذي يظن صاحبه -رغم ما به من شقاء- أن تفاهاته في اللهث وراء الكرة والمغنيين والأفلام والمسلسلات -"التركية أيضًا"- هي الطريقة المثلى؛ التي يريد أن يذهب بها المتطرفون!!
ويأتي جرح آخر معنوي: يتمثل في منح جائزة الدولة التقديرية -في بلد الأزهر! - لكاتب مرتد يطعن في الإسلام وفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- صراحة لا تلميحًا؛ حيث يقول "سيد القمني" في كتابه "الحزب الهاشمي": "إن دين محمد هو مشروع طائفي اخترعه عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي"!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول أيضًا: "إن محمدًا قد وفر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة بعد أن خدع والدها، وغيَّبه عن الوعي بأن سقاه الخمر"!!
وهذا الجرح ينكأ جراحًا معنوية أُخَر مماثلة على نفس الطريق، كان منها تلقيب من يقول أن الشعر الجاهلي أفصح من القرآن بـ"عميد الأدب العربي"!!
ومنح جائزةَ "نوبل" في الأدب لمن يقول بـ"نظرية موت الإله في عصر العلم" -أي عدم الحاجة إلى الاعتقاد في وجوده- ويسخر من الأنبياء واحدًا تلو الآخر، ويطعن فيهم!
وغير ذلك من الأمثلة التي يحاول فيها العلمانيون تجرئة الناس على الطعن في الإسلام والقرآن والنبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى الردة الصريحة، وذلك في حماية مناصبهم الرسمية ومنزلتهم لدى ذوي النفوذ.
في حين تسكت المؤسسات الرسمية الدينية تمامًا عن هذا الكفر يتكلم بعض الأفاضل من شيوخ الأزهر كمفتي مصر السابق الشيخ "نصر فريد واصل" -حفظه الله-، و"جبهة علماء الأزهر" -جزاهم الله خيرًا-، فهل القضية لا تعني أيضًا شيوخ المؤسسات الرسمية كما لا تعنيهم قضية الحجاب في فرنسا وغيرها حتى يقول قائلهم: "وأنا مالي؟! هو أنا رئيس فرنسا؟! بلده هو حر فيها يعمل فيها اللِّي هو عايزه"!!!
كل هذه الجراح تحتاج منا إلى وقفة؛ لننظر كيف نسير: (أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ) (التوبة:126):
1 - إن هذه الفتن المتكاثرة هي للتمحيص: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (الأنفال:37)؛ فكم من مشاركٍ وموافقٍ وراضٍ عن مثل هذه الضلالات؛ ليلحقه الله بأصحابها: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) (الأنعام:55).
2 - إن الكفر والنفاق قد اجتمعا على حرب الإسلام علانية لا سرًّا؛ فلابد أن ينظر كل واحد إلى أي الفريقين ينتمي: إلى أهل الإسلام أم إلى أهل الكفر والنفاق؟! فالأمر لا يحتمل مداهنة، أو مراعاة لمصالح وهمية، أو تمييعًا للمواقف واستمرارًا للتبعية لأعداء الإسلام وموالاتهم.
3 - إن هذه الجراح هي ثمرة مُرَّة لبُعد أجيال وقرون من أبناء الأمة عن دينهم وشريعتهم، ولن تُداوَى هذه الجراح إلا بعودة صادقة، وتوبة نصوح من عامة أبناء الأمة إلى الله -تعالى- حتى يغير الله ما بنا.
4 - إن تربية أجيال المسلمين على الفهم الدقيق لقضايا الإسلام وحقائق الإيمان -التي من أهمها وأعظمها الولاء والبراء، والتي يدركها الأعداء أكثر مما يدركها للأسف كثير من المنتسبين للإسلام، بل إلى الدعوة والعلم والمشيخة- من أعظم ما تُداوَى به هذه الجراح النازفة؛ لأن هذه التربية هي ميزان القوة الحقيقي على مَرِّ العصور، وإن سنة المدافعة بين الناس ليست بالتي تُحسَب فيها الأمور بالقوة المادية وحدها، أو بالمساحات التي يتحرك فيها المشاركون في الصراع في سنوات معدودة؛ بل إن القوة الكبرى لأصحاب القيم والمناهج هو ثباتهم على عقيدتهم ومواقفهم مهما كان ضعفهم المادي، أو قلة المساحة التي يتحركون فيها، أو ضَعف الأنصار الذين ينصرون قضيتهم.
5 - ثم لابد من الاهتمام الأكيد بالصلة بالله -تعالى-: من خلال العبادات، والذكر، وتلاوة القرآن، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والعمرة، والنفقة في سبيل الله، وكثرة الدعاء، وكثرة السجود؛ فإنها من أعظم أسباب مداواة الجرح، بل هي سبب النصر الأول: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ؟!) (رواه البخاري).
6 - إن كثرة هذه الفتن والمصائب هي علامة حياة للأمة؛ فلو كانت قد ماتت كما مات غيرها من الأمم، ورضيت بمبادئ أعدائها، وخضعت لهم مختارة راضية؛ لما واجهت ما تواجهه اليوم من محاولات مستميتة لصرفها عن دينها.
7 - إن الباطل مضمحلٌّ بذاته، زاهقٌ بأصل خلقته طالما جاء الحق: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (الإسراء:81)؛ فلنحذر من اليأس والقنوط، ولنصبر على طريقنا ومنهجنا، ولنثبت على ديننا متوكلين على الله مقلِّب القلوب والأبصار، (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) (الأعراف:89).
فاللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، هازم الأحزاب، سريع الحساب، اهزم الكافرين والمنافقين، وزلزلهم، وانصرنا عليهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 03:06]ـ
أحسنت نقلا بارك الله فيك!
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 05:06]ـ
جزاك الله خيرا(/)
حقائق مثيرة عن شهيدة الحجاب
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 02:32]ـ
حقائق مثيرة عن شهيدة الحجاب .. السلطات الألمانية شرّحت الجثة دون علم أهلها وتحفظت على مصحفها لإدانتها بالإرهاب
http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=18881 (http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=18881)(/)
شخصنة المنهج في الوسط الإسلامي
ـ[ابوعبد]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 06:37]ـ
مافتئ الإتجاه الإسلامي المعاصر من تحذيره للأتباع من خطر التقليد والجمود على الأراء الشخصية على أنه بوابة للتخلف الحضاري والديني وتقهقر إلى الوراء على جميع المستويات،
وهذا التحذير مبثوث في أدبيات هذا الاتجاه، يلحظه كل من كان عنده ولو نزر قليل من المتابعة
ولكن من يسبر نهج هذا التحذير بعين واعية وعقلية متأملة يدرك بأنه يكاد ينحصر في الحيز المقالي فقط وقد يتعدى في أحيان قليلة وعلى نطاق ضيق إلى بعض المسائل العلمية، ولم يستطع هذا التحذير أن يفرض نفسه على الخطاب الإسلامي المعاصر كأسلوب منهجي له في تعامله مع المعطيات التي تتيح له النهوض والقيام بمشروعه الكبير
مما ساهمت هذه المنهجية بصناعة أجيال مأسور إلى منهجية رموز كانت للنواحي السياسية والاستعدادات النفسية والتقلبات التاريخية والتكوينات البيئية في مراحل متقدمة أدوار فاعلة في صياغة وتكوين المنهجية لديهم،
فلم تستطع هذه الأجيال الصاعدة والمتطلعة إلى المستقبل بعقلية واعية، وهدف ضارب في العمق أن تتجاوز هذه المنهجية التي رسمها لهم هؤلاء الرواد
وإن كانت هناك نوع من المحاولة من قبل الاتباع لتجاوز هذا السياج المفروض عليهم يصنف مباشرة على أنه ارتقاء على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولايعني هذا إلغاء دور الأشخاص في التكوينات المنهجية ولكن إلغاء شخصنة المنهج لأناس كانت هناك ظروف أملت عليهم صياغة هذه المنهجية
مما يغلق الأبواب أمام المنافذ العقلية لتسبح في فضاء الإبداع تحت قبعة الشريعة السماوية.
http://www.alsakher.com/vb2/images/misc/progress.gif(/)
قلنا وقالوا وأنت الحكم!!
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 09:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
تأملت مشاركاتي في المنتديات التي تهتم بالتصوف فوجدها ربت على 13000 مشاركة غالبها في التصوف والصوفية فسألتني نفسي هذا السؤال: هل الخلاف مع الصوفية يستحق أن تقضي هذا الوقت الثمين من عمرك في نقاش التصوف والصوفية على صفحات الانترنت؟؟
فأجبتها وقلت: إن خلافنا مع الصوفية هو أعظم الخلاف بل قد يكون خلاف أديان وليس مذاهب!! يا نفس هذه أقوالنا وهذه أقوالهم فاحكمي يا نفس هل الكتابة عن التصوف والصوفية تستحق كل هذا الوقت أم لا، وهل تكفي الكتابة على صفحات الانترنت أم لا؟؟!!
قلنا وقالوا وأنت الحكم
قلنا: إن الله عز وجل خالق كل شيء والدليل قوله تعالى: ((ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)) [الأنعام: 102].
قالوا والعياذ بالله: ((الله عين كل شيء)) كما قال الشيخ الأكبر والكبريب الأحمر ابن عربي: ((فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء)) [فصوص الحكم ص 192 ط دار الكتاب العربي تحقيق أبو العلا عفيفي]، وكما قال العارف بالله عبد الكريم الجيلي: (((لا إله) يعبد ويقصد في السماوات والأرض (إلا هو) لأنه عين كل شيء)) [الإسفار عن رسالة الأنوار ص 51، ط 1 دار الكتب العلمية 2004 تحقيق د. عاصم إبراهيم الكيالي]
ونظم ابن عربي:
الحق عين الخلق إن كنت ذا عين والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فما ترى سوى عين شيء واحد فيه بالكل
[المعرفة ص 87 ط دار التكوين 2003 تحقيق محمد أمين أبو جوهر]
قلنا: إن الله تعالى في السماء مستو على العرش كما قال تعالى: ((أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ)) [الملك: 16] وقوله: ((الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً)) [الفرقان: 59]
قالوا: إن الله في كل مكان كما قال العارف بالله عبد الغني النابلسي قال: (( ... ولكن موجود في كل مكان)) [رسالة مسائل في التوحيد والتصوف ص 80، ط 1 دار الافاق العربية 2003 تحقيق سعيد عبد الفتاح]
قلنا: أن الله تعالى إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون وهذه من خصائصه كما قال تعالى: ((إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)) [النحل: 40]، وقوله: ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) [يس: 82]
قالوا: إن الولي يقول للشيء كن فيكون، كما حكي ذلك عن ممشاد الدينوري قال: ((تركت قولي للشيء كن فيكون منذ عشرين سنة أدباً مع الله عز وجل)) [طبقات الشعراني ص 147، دار الكتب العلمية ط 1، 1418 – 1997، تحقيق خليل منصور]، وكما قال علي ابن الاستاذ الأعظم قال: ((وأقول للشيء كن فيكون)) [المشرع الروي ص 211/ 2، المطبعة العامرة ط 2، سنة 1319]، وكما جاء في الغوثية المنسوبة إلى عبد القادر الجيلاني أن الله عز وجل قال له: ((الفقير له أمر في كل شيء إذا قال لشيء كن فيكون)) [الفيوضات الربانية ص 6، المكتبة الأزهرية للتراث ط 1، 1420 – 2000]
قلنا: إن العلوم الخمسة لا يعلمها إلا الله عز وجل لقوله: ((إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) [لقمان: 34] ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متى يجيء المطر)) [رواه البخاري ح 992]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: إن هذه العلوم لم يختص بها الله عز وجل وحده بل الأنبياء والأقطاب والغوث يعلمونها كم قال العارف بالله عبد العزيز الدباغ قال ابن المبارك تلميذ الدباغ: ((فيلزم أن يعلم أرباب هذا الكشف بالساعة ومتى تقوم وقد قال تعالى: {إن الله عند علم الساعة وينزل الغيث}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((في خمس لا يعلمنهن إلا الله تعالى)).
فقال رضي الله عنه: إنما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ظهر له في الوقت وإلا هو صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه شيء من الخمس المذكورة في الآية الشريفة، وكيف يخفى عليه ذلك والقطاب السبعة من أمته الشريفة يعلمونها، وهم دون الغوث، فكيف بالغوث، فكيف بسيد الأولين والآخرين الذي هو سبب كل شيء ومنه كل شيء؟؟)) [الابريز ص 534، المكتبة الوقفية]
قلنا: إن الذي ينجينا في ظلمات البر والبحر هو الله عز وجل قوله تعالى: ((قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64))) [الأنعام]، وقال تعالى: ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)) [النمل: 62]
قالوا: إن الولي ينجي في ظلمات البر والبحر كما قال يوسف النبهاني في ترجمة الشيخ غياث: (( ... ومن كراماته أنه كانت تجار اليمن وغيرهم يستغيثون في شداد البحر، ومضايق البر، فيجدون بركة الاستغاثة به، وينذرون له أشياء يرسلون بها إليه إذا تم غرضهم)) [جامع كرامات الأولياء ص 357/ 2، دار الكتب العلمية – بيروت ط 1، سنة 1417 – 1996، تحقيق الشيخ عبد الوارث محمد علي].
قلنا: الولي هو كل مؤمن تقي لقوله تعالى: ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63))) [سورة يونس]
قالوا: الولي عندي قد يكون يتشوش من قول المؤذن الله أكبر: كما فعل الشعراني عندما جعل إبراهيم بن عصيفير ضمن الأولياء في كتابه الطبقات وقال: ((وكان يتشوش من قول المؤذن الله أكبر فيرجمه، ويقول: عليك يا كلب نحن كفرنا يا مسلمين حتى تكبروا علينا)) وقال أيضا: ((كان أكثر نومه في الكنيسة، ويقول النصارى لا يسرقون النعال في الكنيسة بخلاف المسلمين، وكان رضي الله عنه يقول: أنا ما عندي من يصوم حقيقة إلا من لا يأكل اللحم الضاني أيام الصوم كالنصارى، وأما المسلمون الذين يأكلون اللحم الضاني، والدجاج أيام الصوم فصومهم عندي باطل)) [ص 476، دار الكتب العلمية – بيروت ط 1، سنة 1418 – 1997، تحقيق خليل المنصور].
قلنا: الساحر لا يفلح حيث أتى لقوله تعالى: ((إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)) [طه: 69]، وذم الله تعالى السحر حيث قال: ((وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ)) [البقرة: 102]
قالوا: السحر من علوم الأولياء كما قال الشيخ الأكبر ابن عربي في كتابه الشهير الفتوحات قال: ((ومنهم الساحرون السحر بالإطلاق صفة مذمومة وحظ الأولياء منها ما أطلعهم الله عليه من علم الحروف وهو علم الأولياء فيتعلمون ما أودع الله في الحروف والأسماء من الخواص العجيبة التي تنفعل عنها الأشياء لهم في عالم الحقيقة والخيال فهو وان كان مذموماً بالإطلاق فهو محمود بالتقييد وهو من باب الكرامات وهو عين السحر عند العلماء فقد كانت سحرة موسى مازال عنهم علم السحر مع كونهم آمنوا برب موسى وهرون ودخلوا في دين الله وآثروا الآخرة على الدنيا ورضوا بعذاب الله على يد فرعون مع كونهم يعلمون السحر ويسمى عندنا علم السيمياء مشتق من السمة وهي العلامة أي علم العلامات التي نصبت على ما تعطيه من الانفعالات من جمع حروف وتركيب أسماء وكلمات .... الخ)) [ص 201 – 202/ 3، دار الكتبة العلمية – بيروت ط 2، سنة 1427 – 2006، تحقيق أحمد شمس الدين]
فبعد هذا الخلاف يا نفس تلومينني على وقتي الذي قضيته في التصوف والصوفية؟؟!!
أيها القارئ الكريم قلنا وقالوا فاحكم بيننا هل خلافنا يستحق الخلاف أم لا، وهل خلفنا مع الصوفية خلاف تنوع أم خلاف تضاد، وهل عقائدهم التي اختلفنا معهم بها توافق الاسلام والفطرة أو تهدمها؟؟!!
قلنا وقالوا وأنت الحكم
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
=============
أبو عثمان
التصوف ( http://almjhol.com/showthread.php?t=998) العالم المجهول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرتشائي]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 01:39]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبو عثمان_1 .. !!
كما عهدناك موضوع رائع .. !!
كتب الله لك الاجر .. !(/)
مذاكرة لمتن (نواقض الإسلام)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 03:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:
فنظرًا لأهمية هذا المتن، و بخاصة في أيامنا الأخيرة، حيث أصبحت الصحف تنشر مقالاتٍ لأصحاب الأفكار الخاطئة، و تلك المقالات مليئة بالكفريات، و الله أعلم بنوايا أصحابها، فبعضهم جاهل لا يعلم، و بعضهم يعلم و لكنه أخرج ما في قلبه، و هناك من العوام من لا يدري فيُكرر كلامهم، جاهلا أن في كلام أؤلئك الكُتّاب كفرا و ردة عن الإسلام، نسأل الله أن يثبتنا على دينه إلى أن نلقاه.
فمن أجل ذلك كلِّه، حرصتُ على أن أدرسَ هذا المتن، و إني هنا أطلب المساعدة من الإخوة، لأجل أن يُعين بعضنا بعضا في المذاكرة.
و سأذكر هنا ما توصلتُ إليه من فوائدَ أراها مهمةً يجب أن تُفهم و تُحفظََ و تُقيد، و نسألكم التصويب و الإفادة، بارك الله فيكم.
ملاحظة: ما كان باللون الأحمر فهو من المتن.
*- أهمية هذه الرسالة:
معرفة هذه النواقض من الأهمية بمكان، و قد جاء أن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – كان يقول: " كان الناس يسألون رسول الله – صلى الله عليه و سلم – عن الخير، و كنتُ أسألُه عن الشرِّ مخافةَ أن أقعَ فيه ".
و يقول الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: " يوشَكُ أن تُنقضَ عُرى الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ".
و يقول الشاعر:
عرفتُ الشرَّ لا للشرِّ لكن لتوقيهِ ... ومن لا يعرف الشرَّ من الناس يقعْ فيهِ
(بسم الله الرحمن الرحيم: اعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض):
*- الكلام عن البسملة:
1 - وردت في البسملة أحاديثٌ قولية، منها حديث " كلُّ أمرٍ ذي بال لا يُبدأُ فيهِ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر " و في رواية: " أجذم " و في رواية: " أقطع "، و المعنى: إن كلَّ أمرٍ ذي شأن و حال يُهتم به شرعا لا يُبدأ فيه بالبسملة فهو ناقص البركة.
وجمهور أهل العلم يُضعِّفون هذا الحديث، ومنهم الإمام الألباني – رحمه الله -، و صححه بعض أهل العلم كالإمام النووي – رحمه الله -.
و من كثرة الاستشهاد به فكأن الأمة تلقته بالقَبول.
2 - دلَّ على البداءة بالبسملة أمران:
الأول: كتاب الله – عزَّ وجلَّ -، فهو مبدوءٌ بالبسملة.
الثاني: سنة النبي – صلى الله عليه و سلم – الفعلية، حيث كان يبدأُ كتبَه و رسائلَه بالبسملة، فعن أبي سفيان – رضي الله عنه – أنه قال: " كتب النبي – صلى الله عليه و سلم – إلى هرقل: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم) ".
3 - ابتدأَ المصنف – رحمه الله – رسالتَه بالبسملة للتبرك و الاستعانة.
4 - اقتصر المصنِّف – رحمه الله – على البسملة لأنها من أبلغ الثناء و الذكر.
5 - إعرابُ البسملة:
- بسم: جارٌّ ومجرور، متعلِّقان بمحذوف يُقدَّرُ فعلا مضارعا مؤخَّرًا مناسبا للمقام للأسباب التالية:
أولا: يُقدَّرُ فعلا لأن الأصل في العمل الأفعال.
ثانيا: يُقدر مضارعا لأنه يدل على الاستمرار و التجدد.
ثالثا: يُقدَّر مؤخرًا لحصول فائدتين:
الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله – سبحانه و تعالى -.
الثانية: إفادة الحصر، لأن تقديم المتعلِّق يُفيد الحصر.
و القاعدة في متعلق الجار و المجرور أنه يُقدَّرُ مقدما، و لكن في البسملة يُقدَّر مؤخَّرا لحصول الفائدتين السابق ذكرهما.
رابعا: يُقدَّرً مناسبا للمقام لأنه أدل على المراد.
- لفظ الجلالة (الله): هو الاسم المفرد العلم الدال على جميع الأسماء الحسنى و الصفات العلى، فكل الأسماء الحسنى تُنسب إليه، فلا نقول الله من أسماء الملك، و لكن نقول الملك من أسماء الله .. فهو الاسم الذي تتبعه بقية الأسماء. قال – تعالى -: " و لله الأسماء الحسنى ".
و هو مشتق من الإله، و الإله هو المعبود الذي يستحق وحده أن يُفرد بالعبادة و الأُلوهية.
وقد سئل سيبويه عن لفظ ((الله)) فقال: " أعرف المعارف غنيٌ عن التعريف ".
وهو مضافٌ إليه مجرور و علامة جرِّه الكسرة الظاهرة على آخره.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الرحمن: اِسمٌ من أسماء الله المختصة به، ولا يُطلق على غيره، و معناه: ذو الرحمة الواسعة.
وهو على وزن فعلان الذي يدل على الامتلاء بهذه الصفة، مثل غضبان و عطشان و جوعان و نعسان.
وهو نعت مجرور و علامة جرِّه الكسرة الظاهرة على آخره.
- الرحيم: يُطلق على الله – عزَّ وجلَّ -، و يُطلق على غيره، و معناه: الموصل رحمتَه إلى من يشاء من عباده.
وهو على وزن فعيل، و هو من صيغ المبالغة.
وهو نعتٌ مجرور و علامة جرِّه الكسرة الظاهرة على آخره.
*- الفرق بين الرحمن و الرحيم:
- قال ابن القيم – رحمه الله -: " الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و الرحيم دالٌّ على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف، و الثاني للفعل، فالأول دالٌّ على أن الرحمة صفته، و الثاني دالٌّ أنه يرحم خلقه برحمته، و إذا أردتَّ فهمَ هذا فتأمل قولَه – تبارك و تعالى -: " وكان بالمؤمنين رحيما "، ولم يجيءَ قطُّ: رحمن بهم. فعُلِمَ أن رحمن هو الموصوف بالرحمة، و رحيم هو الراحم برحمته ".
- قال عبد الله بن المبارك: " الرحمن الذي إذا سئل أعطى، و الرحيم إذا لم يُسأل يغضب ".
6 - ذكر الإمام القرطبي سبعا و عشرين مسألة في البسملة و ذلك في كتابه (الجامع لأحكام القرآن الكريم).
7 - من اللطائف أن البسملة قد حوت على طرق الجر الثلاثة، و هي:
أ- الجرُّ بحرف الجر (بسم).
ب- الجرُّ بالإضافة (الله).
ج- الجرُّ بالتبعية (الرحمن الرحيم).
*- الكلام عن العلم:
1 - اِعلم: فعل أمرٍ من العلم، مجزوم و علامة جزمه السكون الظاهر على آخره.
2 - من تعاريف العلم:
أولا: هو حكم الذهن الجازم المطابق للواقع، و هو تعريف العقيدة الصحيحة، و قد ذكره الشيخ ابن قاسم في حاشية الأصول الثلاثة.
ثانيا: هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما، و قد ذكره الشيخ ابن عثيمين في شرحه المطبوع على الأصول الثلاثة.
ثالثا: هو إدراك المعاني، و قد ذكره الشيخ أحمد الحازمي في شرحه الصوتي على الأصول الثلاثة.
3 - كلمة اِعلم يُؤتى بها عند ذكر الأشياء المهمة التي ينبغي على المتعلِّم أن يُصغيَ إليها و يعتنيَ بها، و معناها: أي كن متهيئا و متفهما لما سيُلقى إليك من العلوم.
*- فائدة: مراتب الإدراك ستٌّ:
الأولى: العلم: و هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما.
الثانية: الجهل البسيط: و هو عدم الإدراك بالكلية.
الثالثة: الجهل المركب: و هو إدراك الشيء على وجهٍ يُخالف ما هو عليه.
الرابعة: الوهم: و هو إدراك الشيء مع احتمال ضدِّ راجحٍ.
الخامسة: الشك: و هو إدراك الشيء مع احتمال ضدٍّ مساوٍ.
السادسة: الظنٌّ: و هو إدراك الشيء مع احتمال ضدٍّ مرجوح.
*- الكلام عن (النواقض):
1 - النواقض جمع ناقض، و هو المبطل و المفسد، متى طرأ على الشيء أفسده، و أبطله، مثل نواقض الوضوء التي من فعلها بطل وضوءه، و لزمه إعادته، ومثلُه نواقض الإسلام إذا فعلها العبد فسد و بطل إسلامه.
2 - نواقض الإسلام التي ذكرها المصنِّف عشرة، و النواقض أكثر من ذلك، و لكن هذه العشرة هي أخطرها، و أعظمها، و أكثرها وقوعا، و كثير من نواقض الإسلام يرجع إلى هذه النواقض العشرة، و قد اتفق العلماء على هذه النواقض العشرة.
3 - العلماء يُبوبون في كتب الفقه بابا يُسمونه (باب حكم المرتد)، يُبينون فيه هذه النواقض، و قد أوصل بعض العلماء نواقض الإسلام إلى أربعة مئة ناقض، و أوسع من كتب في ذلك هم علماء الحنفية.
4 - إذا دلَّ الدليل على شيء أنه ناقض، فلا مدخل للاستحلال في لزومه، فارتكاب هذه النواقض كفرٌ و إن لم يستحلها، و أما ارتكاب الزنا و غيره من سائر المحرمات فلا يكون كفرا إلا بالاستحلال، فهذه المحرمات ليست بنواقض، بل الناقض استحلالها، فمن استحلَّها و لو لم يرتكبها فقد كفر.
5 - تعريف الردة و المرتد:
- الرِّدة: هي الرجوع عن دين الإسلام.
- المرتد: هو الذي رجع عن دين الإسلام، و بدَّل دينَه.
- لا يُسمى من خرج عن اليهودية مرتدًّا، إذ إنَّه كافر أصلي.
6 - أصول الردة:
أولا: قول الكفر: كأن يسبَّ الله.
ثانيا: فعل الكفر: كأن يذبح لغير الله، و إن لم يتلفظ.
ثالثا: اعتقاد الكفر: كأن يعتقد أن الصلاة ليست واجبة، و إن أدّاها.
رابعا: الشك بالدين: كأن لم يكن جازما بصحة ما جاءت به الرسل.
- الشك يكون فيه تردد، و لكن الاعتقاد جزم.
- الوساوس مختلفة عن الشك، فهي لا تضر، وعلى صاحبها الاستعاذة.
- المرجئة لا يُكفرون إلا بالاعتقاد.
- نقل الكفر على سبيل الإخبار لا يكون كفرا، و لكن إن كان على سبيل التندر و الضحك فإنه أمرٌ خطير.
7 - المرتدُّ تُطبق عليه بعض الأحكام، منها:
أولا: يُفرَّق بينه و بين زوجته المسلمة، لقول الله – عزَّ وجلَّ -: " لا هنَّ حل لهم ولا هم يحلون لهنَّ "، فلا تبقى المسلمة في عصمة الكافر.
ثانيا: لا يُزوَّج المسلمات، لقوله – تعالى -: " ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ".
ثالثا: إذا مات على كفره فإنَّه لا يُصلَّى عليه، ولا يُغسَّل، و لا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يُدعى له بالرحمة.
رابعا: لا يدخل مكة، لقوله – تعالى -: " يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ".
خامسا: لا يرث، و لا يُورَث، فمالُه لبيت مال المسلمين إلا إن كان له ولدٌ كافرٌ فإنه يرثه.
سادسا: يُقتل حدًّا إن لم يتب.
البقية في أقرب فرصة - إن شاء الله -.
و جزاكم الله خيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 06:52]ـ
تصويب:
1 - اِعلم: فعل أمرٍ من العلم، مبني على السكون (و ليس مجزوما).(/)
القصه الكامله للمصلوب وما حدث معه
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 04:12]ـ
هذه هى المرة الاولى التى عرفت فيها ان برنابا كان احد التلاميذ وسبحان رب العزة فان الفقرات التى جئت به فى بحثك ما هى الا مصدقا لما نحن عليه الان فلهذا جعله عباد الخشبة غير قانونى لانه ينسف زعمهم وزعم بولسهم الكذاب الذى جعل لهم دينا ممزوجا من بين الديانات الوثنية لكى يتوافق مع هوى قسطنطين صاحب المجمع الذى منه اعلن فكرة تاليه المسيح وبدأ يطارد لعنه الله الموحدين الذين اقتفوا اثر المسيح الحق
وللمعلومة فهذا القسطنطين لم يتعمد الا فى نهاية حياته او على فراش الموت كما ذكرت كتب تاريخهم كما ان هناك اراء تقول بانه لم يعتنق تلك الديانه التى وضعها من الاصل
فهنيئا لهم الخشية التى يعبدونها التى ستوقد عليهم باذن رب العالمين فى جهنم وبئس المصير
اتعلمون لماذا اصبح انجسل برنابا ابوكريفا او غير قانونى لاجل ذلك اقرا يا مسلم واقرا يا عبد الصليب
برنابا {208:8 - 17} 1 إذا كُنت أفعل الإثم وبخوني يُحببكم الله لأنكم تكونون عاملين بحسب إرادته 2 ولكن إذا لم يقدر أحد أن يوبخني على خطيئه فذلك أنكم لستم أبناء إبراهيم كما تدعون أنفسكم 3 ولا أنتم مُتحدون بذلك الرأس الذي كان إبراهيم مُتحداً به 4 لعمرُ الله إن إبراهيم أحبَ الله بحيث أنه لم يكتف بتحطيم الأصنام الباطله تحطيماً ولا بهجر أبيه وأُمه ولكنه كان يُريدُ أن يذبح إبنه طاعةً لله 5 أجابَ رئيس الكهنه: إنما أسألك هذا ولا أطلُب قتلك فقُل لنا من كان إبن إبراهيم هذا؟ 6 أجاب يسوع: إن غيرةَ شرفك يا الله تؤججني ولا أقدر أن أسكُت 7 الحقَ أقول إن إبن إبراهيم هو إسماعيل الذي يجبُ أن يأتي من سُلالته مسيا الموعود به إبراهيم أن تتبارك كُل قبائل الأرض به 8 فلما سمع هذا رئيس الكهنه حنق وصرخ: لنرجُم هذا الفاجر لأنه إسماعيلي وقد جدف على موسى وعلى شريعة الله 9 فأخذ من ثُم كُل من الكتبه والفريسيين مع شيوخ الشعب حجارة ليرجموا يسوع فاختفى عن أعيُنهم وخرج من الهيكل 10 ثُم إنهم من شدة رغبتهم في قتل يسوع أعماهم الحنقُ والبغضاءُ فضرب بعضهم بعضاً حتى مات الف رجل ودنسوا الهيكل المُقدس 11 أما التلاميذ والمؤمنون الذين رأوا يسوع خارجاً من الهيكل (لأنه لم يكُن مُحتجباً عنهم) فتبعوه إلى بيت سمعان 12 فجاء من ثم نيقوديموس إلى هُناك وأشار على يسوع ان يخرُج من أوُرشليم إلى ما وراء جدول قدرون قائلاً: يا سيد إن لي بُستاناً وبيتاً وراءَ جدول قدرون 13 فأضرع إليك إذاً أن تذهب إلى هُناك مع بعض تلاميذك 14 وأن تبقى هُناك إلى أن يزول حقد الكهنه 15 لأني أُقدم لك كُل ما يلزم 16 وأنتم يا جمهور التلاميذ إمكثوا هُنا في بيت سمعان وفي بيتي لأن الله يعول الجميع 17 ففعل يسوعُ هكذا ورغب في أن يكون معه الذين دُعوا أولاً رُسلاً فقط.
وفي برنابا {139: 1 - 10} " أما يسوع فوجده الذي يكتب ويعقوب ويوحنا. فقالوا وهُم باكون. يا مُعلم لماذا هربت منا؟. فلقد طلبناك ونحنُ حزانى بل إن التلاميذ كُلهم طلبوك باكين. فأجاب يسوع: إنما هربت لأني علمت أن جيشاً من الشياطين يُهيء لي ما سترونه بعد بُرهةٍ وجيزه. فسيقوم على رؤساء الكهنه وشيوخ الشعب وسيطلبون أمراً من الحاكم الروماني بقتلي. لأنهم يخافون أن أغتصب مُلك إسرائيل. علاوةً على هذا فإن واحداً من تلاميذي يبيعُني ويُسلمني كما بيع يوسف إلى مصر. ولكن الله العادل سيوثقه كما يقول النبي داود: من نصب فخاً لأخيه وقع فيه. ولكن الله سيُخلصني من أيديهم وينقُلني من العالم .... "
وورد في إنجيل برنابا {112: 1 - 22} " وبعدَ أن قال يسوع هذا قال: يجب عليكُم أن تطلبوا ثمار الحقل التي بها قوامُ حياتنا منذُ ثمانية أيام لم نأكُل خُبزاً. فلذلك أُصلي إلى إلاهُنا وأنتظركُم مع برنابا. فأنصرف التلاميذ والرُسل كُلهم أربعه أربعه وسته سته وأنطلقوا في الطريق حسب كلمة يسوع. وبقي مع يسوع الذي يكتُب (تلميذه برنابا). فقال يسوع باكياً: يا برنابا يجب أن أُكاشفك بأسرارٍ عظيمه يجب عليك مُكاشفة العالم بها بعد إنصرافي منه. فأجاب الكاتبُ باكياً وقال: إسمح لي بالبُكاء يا مُعلم ولغيري لأننا خُطاة. وأنت يامن هو طاهر ونبيُ الله لا يُحسن بك أن تُكثر من البُكاء. أجاب يسوع:
(يُتْبَعُ)
(/)
صدقني يا برنابا إنني لا أقدر أن أبكي قدرَ ما يجبُ علي. لأنه لو لم يَدعُني الناس إلاهاً لكُنتُ عاينت هُنا الله كما يُعاينُ في الجنه ولكنتُ أمِنّتُ خشية يوم الدين. بيدَ أن الله يعلمُ أني بريءٌ لأنهُ لم يخطر لي في بال أن أُحسَبَ أكثر من عبدٍ فقير. بل أقولُ لك أنني لو لم أُدعَ إلاهاً لكنتُ حُملتُ إلى الجنة عندما أنصرفُ من العالم أما الآن فلا أذهبُ إلى هُناك حتى الدينونه. فترى إذاً إذا كان يحقُ لي البُكاء. فاعلم يا برنابا أنهُ لأجل هذا يجبُ علي التحفظ وسيبيعني أحدُ تلاميذي بثلاثين قطعه من نُقود. وعليه فإني على يقين من أن من يبيعني يُقتل بإسمي. لأن الله سيُصعُدني من الأرض. وسيُغيرُ منظر الخائن حتى يظنهُ كُلُ احدٍ إياي. ومع ذلك فإنهُ لما يموتُ شر ميته أمكثُ في ذلك العار زمناً طويلاً في العالم. ولكن متى جاء مُحمدٌ رسولُ الله المُقدس تُزال عني هذه الوصمه. وسيفعلُ اللهُ هذا لأني إعترفتُ بحقيقةِ مِسيا الذي سيُعطيني هذا الجزاء أي أن أعرفَ أني حيٌ وأني بريءٌ من وصمةِ تلك الميته. فأجاب من يكتُب: يا مُعلم قُل لي من هو ذلك التعيس لأني وددتُ لو أميته خنقاً. أجاب يسوع: صه فأن الله هكذا يريد فهو يقدر أن يفعل غير ذلك. ولكن متى حلت هذه النازله بأمي فقل لها الحق كي تتعزى. حينئذٍ أجاب من يكتب: إني لفاعلٌ ذلك يا معلم إن شاء الله "
ارئيتم لماذا يهاجم انجيل برنابا لانه نسف زعمهم وكشف زيف معتقدهم ولربما قال عباد الصليب عن هذا الانجيل الذى رفض فى مجمع نقية ثم اختفى بعد ان حرم الاطلاع عليه وتم حظره وتحريمة ثم عاد فى الظهور فى 1709 والحق يابى ان يضئ فلربما قالوا هو من تاليف المسلمين ولكن يفضحهم العلم الحديث بعد ان اكد ان مخطوتات هذا الانجيل يرجع عصرها لقبل ظهور الاسلام
للاطلاع على نجيل برنابا كاملا
http://www.ebnmaryam.com/vb/attachme...1&d=1161055901 (http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=29 02&stc=1&d=1161055901)
نسال الله لهم الهداية والرجوع الى دين الله الذى ارتضى
منقول على منتديات أتباع المرسلين ..
ولم أجد اسما" للناقل , وأنما رأى الاخوه هناك
للامانة فقط
الباقى فى المرفقات
والسلام عليكم(/)
فلنبك خلافة ضائعه لم نحافظ عليها
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 01:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في الذكرى الثامنة والثمانين لهدم دولة الخلافة عام 1342هجري
فَلنَبكِ خِلافةً ضائِعةً ... لَم نُحافِظ عليها كَالرِّجال
الحمد لله معز المؤمنين وناصر المستضعفين ومخزي الكافرين, يعز من يشاء ويذل من يشاء, بيده الخير وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بنصره فقال تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ?لْمُؤْمِنينَ} الروم47. وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، قائد المجاهدين وقدوة العاملين، بشّر أمته بنصر هذا الدين بقوله في الحديث الذي رواه داود بن أبي هند عن أبي عثمان عن سعد بن أبي وقاص قال: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك) رواه مسلم. فصلاة الله وسلامه على الهادي البشير وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين – وبعد:
كم كنت أتمنى من مقامي هذا أن أتحدث وإياكم عن ليلة النصر التي سبقت يوم إعلان قيام دولة الخلافة,,,
وكم كنت أتمنى أن نشاطر بعضنا بعضاً هذه الفرحة, لنطوي معاً حقبة من الزمان كانت الأسوأ والأمرّ في تاريخ المسلمين, وذلك بتعطيلهم الحكم بما أنزل الله ... ويبقى الأمر في التمني, وما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
لكني اليوم أود أن أتحدث إليكم عن أنفسكم!! نعم, عن أنفسكم يا من آمنتم بالله رباً وبالإسلام دينا, وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً. فاسمعوا مني هذا القول واعقلوه.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا)) الاحزاب70
أخي المسلم: هي نفسك وأنت أعلم الناس بها، سلها، وظني بها أنها لن تَصدُقُك، ولكنك أخي إن حاسبت نفسك عرفت أدواءها, وإن عرفت الداء سهل الدواء.
أخي في الله: ألا ترى ما في النفس من قسوة وغفلة؟ كسولة إذا دُعيت إلى الفروض والطاعات، نشيطة إذا همّت إلى المعاصي والشهوات! لا الوعيد يخيفها، ولا الوعد يُصلحها.
أخي في الله: مالنا إذا دعينا إلى العمل لإقامة تاج الفروض وحامية الحدود اثاقلنا إلى الأرض, أرضينا بالحياة الدنيا من الآخرة!! فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.
مالنا لم نُحافظ على ظل الله في الأرض الذي يأوي اليه كل ضعيف وملهوف, الذي لا يُستغنى عنه طرفة عين, كيف لا وهو أقوى الأسباب التي بها يصلح أمور خلقه و عباده, ففيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد التي بها قوام الخلق, ما يشبه أن يكون ظل الله في الأرض, فإذا صلح ذو السلطان صلحت أمور الناس, وإذا فسد فسدت بحسب فساده, كما قال إبن تيمية رحمه الله في كتابه الفتاوى الكبرى, شارحاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده) رواه البزار وابن حبان عن أنس بن مالك ورواه عنه الديلمي _ فيض القدير شرح الجامع الصغير
ما لنا لا نبكي خلافة ضائعة لم نُحافظ عليها كالرجال!! وحق لنا ولكم البكاء كالنساء, بل العويل والنواح.
فعندما أسمع صرخات الأيامى والنساء في جنبات الأرض تدوي وآمعتصماااه،، ولا ناصر أو مجيب، أبكي خلافة ضائعة لم نُحافظ عليها كالرجال!!
عندما أرى قهر الرجال، يتآمر عليهم حكامهم، يبيعونهم بثمنٍ بخس دراهم معدودة، يصرخون واغوثااااه, ولا مغيث, أبكي خلافة ضائعة لم نُحافظ عليها كالرجال!!
عندما أرى الحرائر المغتصبات يحملن في أحشائهن نطف الروس المذرة, أبكي خلافة ضائعة لم نُحافظ عليها كالرجال!!
عندما أسمع صليل السيوف تبقر بطون الحوامل في الجزائر وكوسوفا والشيشان ولا من مغيث, أبكي خلافة ضائعة لم نُحافظ عليها كالرجال!!
لما رأيت الأطفال يُرمَون من فوق المآذن والقِباب، وقد جُدِعَت أنوفهم وقُطّعت آذانهم واجتثت حلاقيمهم، ولا من يد حامية أو ناصرة, بكيت خلافة ضائعة لم نُحافظ عليها كالرجال!!
أنظروا للسماء فوقكم, بودها لو تتبرأ من صمتكم وغفلتكم, فأمسكت ماءها، ولو ملكت أمرها لحبست هواءها!!!
أفلا نبكي خلافة ضائعة لم نُحافظ عليها كالرجال!!
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما أرى العلماء ورثة الأنبياء على المنابر يصدوا عن سبيل الله بعلم وبغير علم، لسان حالهم يقول: (( ... يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خليلا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا)) الفرقان29
أفلا نبكي خلافة ضائعة لم نُحافظ عليها كالرجال؟! كما بكى من قبلُ أبو عبد الله الصغير آخر ملوك الأندلس حين سلّم المدينة لملك قشتالة راغماً في الثاني من ربيع الأول سنة 897 هـ، لتنتهي بذلك آخر الحواضر الإسلامية في الأندلس، فقد خرج وأسرته ليستقروا في البشرات حاكماً باسم فرديناند وتحت حمايته، وغادر غرف القصر وأبهاءه وهو يحتبس الزفرات في صدره، وسار بركب حزين. وعلى ضفة نهر شنيل التقى مع فرديناند وقدم إليه أبو عبد الله مفاتيح الحمراء قائلاً: " إن هذه المفاتيح هي الأثر الأخير لدولة العرب في إسبانية، ولقد أصبحْت أيها الملك سيد تراثنا وديارنا وأشخاصنا، وهكذا قضى الله، فكن في ظفرك رحيماً عادلاً". ولما أشرف على غرناطة وقف على صخرة سُميت فيما بعد: "زفرة العربي الأخيرة", ثم أجهش بالبكاء حسرة ولوعة، فصاحت به أمه عائشةُ الحرة: (أجل، فلتبك كالنساء ملكاً ضائعا لم تستطع أن تحافظ عليه كالرجال). كتاب "نهاية الأندلس" لعبد الله عنان رحمه الله ص184و186
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم, ادعو الله وأنتم موقنون بالاجابة فيا فوز المستغفرين, استغفروا الله ...
الحمد لله وكفى .. والصلاة والسلام على نبيه المصطفى .. وعلى آله وصحبه ومن بهديهم اقتدى واهتدى .. أما بعد أيها الناس:
قضيةٌ عَظُمَتْ والناسُ رَاقِدَةٌ ... وَدَاؤُها مُعْضِلٌ والمعتدِيْ أَشِرُ
ما لي لا زلت أرى وجوهاً ليست منخرطة في العمل مع العاملين لإعزاز هذا الدين بإقامة خلافة المسلمين الراشدة الثانية على منهاج النبوة؟ لقد آن أوان المفاصلة ورب الكعبة، فاعقدوا العزم على التغيير، وكونوا من العاملين، وانزعوا عن أعطافكم رداء السكوت والخنوع، وانظروا أي سوادٍ تكثِّرون!! فإنكم آتون ربكم فرادى, فماذا ستجيبونه حين يسألكم عن سكوتكم وخنوعكم؟!!
فما ظنكم بمن يُؤخذ بناصيته ويقاد، وفؤاده مضطرب، ولبه حائر، وفرائصه ترتعد، وجوارحه تنتفض، ولونه متغير، ولسانه وشفتاه قد نشَفا، وقد عضّ على يديه، وضاقت عليه أرض المحشر كأضيق من سَمّ الخِياط، مملوء بالرعب والخجل من علّام الغيوب, وقد أتي يتخطى رقاب الناس ويخترق الصفوف، وقد رفعت الخلائق إليه بصرها حتى انتهِيَ به إلى عرش الرحمن، فرموه من أيديهم، وناداه الواحد الديان, فدنى بقلب محزون خائف وجل، وطرف خاشع ذليل، وفؤاده متحطم متكسر، وأعطي كتابه الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
فكم من حكم بما أنزل الله عُطّل وهو ساكت عنه فتذكّره,,,
وكم من منكر رآه فلم ينكره. وهل عمل لإيجاد من يتفقد شؤون أمته، فيكون لليتيم أباً، ولابن السبيل مطعماً وهادياً، وللمسكين راعياً، وللضعيف قوةً وسنداً، وللمظلوم ناصراً ومنصفاً، يضرب على يد الظالم، يحمي الثغور، ويقيم الحدود؟!!
وكم من صرخة "وا معتصماه" خرجت من أفواه نساء المسلمين في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان والشيشان فكان عنها أعمى وأصم,,,
وكم من أعراضٍ انتهكت تحت سمعه وبصره فلم يفكر في نصرتها وقال لا أسمع لا أرى لا أتكلم,,,
وكم من الحدود تعطلت منذ ضياع الخلافة؟!
يا الله ... إن كنا سنُسأل عن كل حدٍ أزيل عن وجه الأرض، فأي أرض ستقلنا, وأي سماء ستظلنا؟؟
أترانا سنُسأل عمّن مات على غير الإسلام في أي بقعةِ من بقاع الأرض الشاسعة؟؟؟
فيا ليت شعري بأي قدم نقف بين يدي الله، وبأي لسان نجيب، وبأي قلب نعقل ما يقول، وبأي يد نتناول كتابنا، بل وبأي عين ننظر لرب العالمين.
(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ً لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) مريم 95
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا عمرُ بن عبد العزيز تَرِدُ إليه رسالةٌ من مِصَرَ بعثت بها إمرأة سوداء مسكينة تُسمى فرْتُونَةُ السوداء, مولاةُ ذي أَصبح, تذكر فيها أن لها حائطاً قصيراً وأنه يُقتَحُم عليها منه فيُسرَقُ دجَاجُها فكتب عمر رضي الله عنه فورا الى عامله في مصر أيوب بن شرحبيل رضي الله عنه ما يلي: ((من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى ابن شرحبيل أما بعد: فإن فرتوتة مولاة ذي أصبح كتبت إلي تذكر قِصَر حائطها وأنه يُسرَقُ منه دجاجها وتسأل تحصينه لها فإذا جاءك كتابي هذا فأركب أنت بنفسك إليه حتى تحصنه لها)) , ثم كتب عمر بن عبد العزيز إلى المرأة رداً على رسالتها ((بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمرَ أمير المؤمنين إلى فرتونة السوداء مولاةَ ذي أصبح بلغني كتابك وما ذكرت من قصر حائطك وأنه يدخل عليك فيه فيُسرق دجاجك فقد كتبت لك كتاباً إلى أيوب بن شرحبيل آمُرَه أن يبني لك ذلك حتى يحصنه لك مما تخافين إن شاء الله والسلام)). البداية والنهاية
يا الله ... تاقت أنفسنا للعيش في ظل مثل هؤلاء الخلفاء ولو للحظات ... خليفة يخاف يوماً عبوساً قمطريراً, يخاف يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار, خليفة تُدوّي فعاله في الأرض قبل كلماته, خليفة يسوقنا إلى جنة عرضها السموات والأرض زمراً زمراً.
أفلا نبكي بعد كل هذا!!! فلا تلوموني إن جفت الدموع أن بكيت خلافة ضائعة لم نُحافظ عليها كالرجال ...
فالأمر جِدّ لا هزل, الأمر جِدّ لا هزل ... وهو يحتاج منا أن نصل ليلنا بنهارنا, لنُبريء الذمّة فتُكشفُ الغُمّة. ويكفينا تمني وتسويف, فإن طول الأمل جالب الأسقام وداء النيام, وهو حِبالة من حِبالات إبليس اللعين يقذفها في طريق إبن آدم فيأسره بها! ليتحكم بعدها في أمره كما يشاء والعياذ بالله.
قال الحسن البصري رحمه الله: (إن قوماً ألهتهم أمانيّ المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة, يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي, وكذب, لو أحسن الظن لأحسن العمل). وقال عون بن عبد الله رحمه الله: (كم من مستقبل يوماً لا يستكمله! ومنتظر غداً لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره، لأبغضتم الأمل وغروره).
أيها الناس: لقد طال التصاقكم بالأرض, فارفعوا أبصاركم إلى السماء, وازداد انهماككم في متاع الدنيا فالتفتوا إلى نعيم الأخرة, واجعلوا من دموعكم على خلافتكم الضائعة باعثاً للعمل والجدّ وتجديداً للعزيمة والإيمان, وليكن العمل مع العاملين لإقامة دولة الخلافة هو المَركِب الذي يحملكم إلى عزّ الدنيا والأخرة, وأجيبوا دعوة ربكم لكم, إذ قال: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ). آل عمران133
فاللهمَّ أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا, وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا, وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا, واجعل الحياة زيادة لنا في كُلِّ خير , واجعل الموت راحة لنا من كُلِّ شر ... اللهمَّ إنَّك تعلمُ ذنُوبنا فاغفرها, وتعلم عُيوبنا فاسترها ... وتعلم حاجاتنا فاقضها يا قاضي الحاجات ... اللهمَّ يا غنيُّ يا حميد, ويا مبدِئُ يا مُعيدُ, ياغفورُ يا ودودُ, ويا ذا العرش المجيدُ, يا فعَّال لما تُريدُ, اجمع على الحقِّ كلمة المسلمين, وألّف بين قلوب عبادك المؤمنين ... اللهمَّ أصلح ذات بينهم, وانزع الغلَّ والحسد والبغضاء من قلوبهم ... اللهمَّ اجعل ولايتنا فيمن خافك واتَّقاك, واتَّبَعَ في الحقِّ رضاك ... اللهمَّ اجعلنا من عبادك الصَّالحين, وأوليائك المفلحين, وجُندك المنصُورين.
حُمَّ الأمر, وجاء النصر, فعلينا لا يُنصرون.
منقول(/)
التاريخ الإسلامي ومحاولات التشويه
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 01:57]ـ
التاريخ الإسلامي ومحاولات التشويه:
لم يسلم التاريخ الإسلامي من عمليات التشويه والتحريف ومحاولة إخراج الأحداث عن سياقها الصحيح وإعطائها تفسيرات أخرى بعيدة كل البعد عن الواقع فلقد انتشرت حركة الوضع والكذب-مع نهاية عصر الصحابة رضوان الله عليهم- انتشار النار في الهشيم واستطاعت التسلل إلى جميع الفروع العلمية في جميع التخصصات
دون استثناء تغذيها الصراعات السياسية وتمدها الخلافات المذهبية فصار لكل حزب وفرقة وضاعوهم ونظارهم الذين يخترعون الأحاديث ويلفقون الحكايات نصرة للانتماءات أو خبافيما تجود به أيادي الملوك والأمراء بل حتى عن سذاجة وحسن نيّة ورغم هذا فقد اجتهد المخلصون من أبناء الإسلام في تصفية التراث وتنقية السنة من أيدي العابثين وخرج الإمام مالك رحمه الله بموطئه على الدنيا معلنا بلسان الحال بداية عصر جديد اصطلح عليه فيما بعد ب (عصر الدوين)
وفي هذا يقول العلامة الشيخ محمد الخضر حسين المتوفى سنة 1377 هـ - رحمه الله تعالى -: (صلاح الأُمة في صلاح أَعمالها, وصلاح أَعمالها في صحة علومها, وصحة علومها أَن يكون رجالها أُمناء فيما يروون أَو يصفون, فمن تحدث في العلم بغير أَمانة فقد مس العلم بقرحة, ووضع في سبيل فلاح الأُمة حجر عثرة. لا تخلو الطوائف المنتمية إَلى العلوم من أَشخاص لا يطلبون العلم ليتحلوا بأَسنى فضيلة, أَو لينفعوا الناس بما عرفوا من حكمة, وأَمثال هؤلاء لا تجد الأَمانة في نفوسهم مستقراً, فلا يتحرجون أَن يرووا ما لم يسمعوا, أَو يصفوا ما لم يعملوا, وهذا ما كان يدعو جهابذة أَهل العلم إِلى نقد الرجال, وتمييز من يسرف في القول ممن يصوغه على قدر ما يعلم, حتى أَصبح العلماء على بصيرة من قيمة ما يقرؤونه فلا تخفى عليهم منزلته, من القطع بصدقه أَو كذبه, أَو رجحان أَحدهما على الآخر, أَو احتمالهما على السواء) اهـ
ومع دخول المسلمين في غفوتهم الطويلة وتسلم المسيحية الشمالية .. 1 زمام القيادة لأسباب يطول شرحها حاولت تلك الطبقة الخبيثة من أبناء الاستعمار المتخفية تحت قناع الثقافة والأدب السطو على التراث الفكري والعلمي لأمة الإسلام وإعادة صياغته بمناهج جديدة ملؤها الغش والخديعة والتلبيس والتدليس وبدأت عملية التزييف الكبرى التي تلقاها المستلبون من أبناء هذه الأمة على أنها حقائق لا تقبل النقاش متترسين بدعاوى العلم والتحقيق ولزوم الموضوعية والحياد مع أن الغالب على أعمالهم هو الشد من أزر أساتذتهم والتمكين لغارتم على التراث ولهذه الاهرة الخطيرة العديد من الأسباب والدوافع وإن كانت لغاية واحدة وهي محو أي أثر لتلك اليقضة التي بدأت مع أمثال الجبرتي وابن عبد الوهاب والزبيدي والشوكاني وأمثالهم:
1 - : الخلافات السياسية و الانحرافات الفكرية المذهبية و الأمراض النفسية.
2 - إفساد الدين و الطعن فيه و في علمائه
3 - حب التظاهر بسعة العلم و كثرة الشيوخ و المرويات
4 - استمالة العوام و تجميعهم إشباعا للرغبات و الأهواء
5 - الطعن في بعض الأعلام أو مدحهم لأسباب مذهبية أو شخصية أو هما معا
6 - طلب المال و الجاه باستخدام الكذب ... 2
ولبيان الآثار الخطيرة لهذه الظاهرة نكتفي بهذا المثال الذي ساقه الدكتورخالد كبير علال في كتابه الماتع مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه حيث جعل من تاريخ الطبري نموذجا عمليا لبيان حجم الكارثة فقال:
(( .... فبخصوص المصنفات التاريخية نأخذ كتاب تاريخ الأمم و الملوك لابن جرير الطبري (ت310ه)، كنموذج للإطلاع على مدى احتوائه على روايات كبار الكذابين.
أولهم محمد بن السائب الكلبي، عثرتُ له على 12 رواية. و ثانيهم هشام محمد بن الكلبي، عثرتُ له على 55 رواية.و ثالثهم محمد بن عمر الواقدي، أحصيتُ له أكثر من 440 رواية، و كثيرا ما ورد ذكره باسم: محمد بن عمر. و رابعهم سيف بن عمر التميمي، أحصيتُ له أكثر من 700 رواية. و خامسهم أبو مخنف لوط بن يحيى، عثرت له على أكثر من 612 رواية. و سادسهم الهيثم بن عدي، أحصيت له 16. و آخرهم محمد بن إسحاق بن سيار –هو متهم بالكذب –عثرتُ له على أكثر من 164 رواية.
(يُتْبَعُ)
(/)
و بذلك يكون مجموع ما رواه هؤلاء الكذابون: 1999 رواية تضمنها تاريخ الطبري، و هو عدد كبير رواه سبعة من كبار الأخباريين الكذابين.و ليتبين الأمر أكثر نقارن ما لي هؤلاء في تاريخ الطبري، مع ما لخمسة من كبار الأخباريين الثقات من روايات في نفس الكتاب، و هم: الزبير بن بكار عثرتُ له على 08 روايات، و محمد بن سعد أحصيت له 164 رواية، و موسى بن عقبة عثرتُ له على 07 روايات،و خليفة خياط عثرتُ له على رواية واحدة فقط، و وهب بن منبه أحصيتُ له 46 رواية. و بذلك يصل مجموع ما أحصيته لهم في تاريخ الطبري: 209 روايات مقابل 1999 رواية لأولئك الكذابين السبعة.و و إذا أخذنا ما رواه خمسة من كبارهم – مقابل الخمسة الثقات – و هم: محمد الكلبي، و هشام الكلبي، و أبو مخنف لوط، و محمد الواقدي، و سيف بن عمر، يصل المجموع إلى 1818 رواية في تاريخ الطبري، مقابل 209 روايات للثقات، و هذا فارق كبير جدا، يدل بقوة على أن هذا الكتاب قسم كبير منه رواه الكذابون، و هذا يفقده – بلا شك – كثيرا من الثقة،و يَنقص من قيمته العلمية. مع العلم أن ابن جرير الطبري قد اعترف في مقدمة تاريخه أنه يروي عن كل الرواة على اختلاف مذاهبهم و أهوائهم، دون نقد و لا تمحيص مع الالتزام بذكر رواياتهم مسندة إليهم ... )) انتهى ص 51 - 52 .. 3 ثم عقب حفظه الله بقوله: ((و مما زاد الأمر خطورة أن معظم المؤرخين – إن لم يكونوا كلهم – الذين جاؤوا من بعد الطبري قد نقلوا عنه الكثير مما رواه عن القرون الثلاثة الأولى، وقد نقلوه –في الغالب – دون إسناد كما هو حال ابن الجوزي في منتظمه، و ابن الأثير في كامله، و أبو الفدا في مختصره،و ابن كثير في بدايته. و بذلك الفعل اختلطت روايات الكذابين بروايات الثقات،و أصبح من المستحيل-في كثير من الأحيان- التمييز بينها دون الرجوع إلي تاريخ الطبري، الذي هو بدوره ميزها و لم يحققها كما سبق و أن بيّنا ذلك)) انتهى ص 52 ... 4
وبهذا يتبين وبما لا يدع مجالا للشك أن الطريقة التي يتعاطى بها البعض مثل تلك المواضيع الدقيقة لا تسمح إلا بإثارة الشكوك حول شخصياتنا التاريخية ومنجزاتها الحضارية دون أن يكلف نفسه عناء البحث والتحقيق وتدقيق النقول وتمحيص الأقوال والإعتماد على الوثائق المعتبرة في مثل هذا المجال فهي بذلك خالية من روح البحث العلمي الصحيح لا تسمح بتفكيك المعطيات المترسبة وإعادة بنائها بناء صحيحا يلزم فيه الباحث العدل والإنصاف فتكون أحكامه دقيقة ومتزنة أما والحال كما كرته آنفا فيمكنني القول وكلي ثقة فيما أقول بأن أحكام هذا البعض وأقواله تخلو من روح البحث العلمي النزيه بل لا تعدوا كونها أحكاما إعتباطية مسرفة في الذاتية وقصر النظر وآسف على الإطالة ..
.............................. .............................. ..
1 - المصطلح للعلامة اللغوي أبي فهر محمود شاكر في كتابه رساله فى الطريق الى ثقافتنا
2 - الدكتورخالد كبير علال في كتابه الماتع مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه
ـ[عبدالحي الكتاني]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 11:30]ـ
تشكر اخي الكريم على هذه المعلومات و هل لك ان تدلنا عن المكتبة التي يباع فيها متاب الاستاذ خالد كبير علال في مدينة الجزائر تشكر
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 11:53]ـ
نعم ليس بغريب فأن لم يكن هذا هدفهم ماهو هدفهم إذا!!!
لاأتم الله لهم مقصد ولاهدف إلا وأظهر عكس ماهم يطمحون فيه
بوركتم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 11:14]ـ
تشكر اخي الكريم على هذه المعلومات و هل لك ان تدلنا عن المكتبة التي يباع فيها متاب الاستاذ خالد كبير علال في مدينة الجزائر تشكر
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
أخي الكريم: أما عن كتب الدكتور حفظه الله فهي منشورة على موقعه وإليك عنوانه:
http://kabirallal.googlepages.com/ كتب د. خالدكبيرعلال
أما عن الدار التي تنشر كتبه فهي دار الإمام مالك
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 11:18]ـ
نعم ليس بغريب فأن لم يكن هذا هدفهم ماهو هدفهم إذا!!!
لاأتم الله لهم مقصد ولاهدف إلا وأظهر عكس ماهم يطمحون فيه
بوركتم
وفيك بارك الله أخي الكريم ...(/)
اختصاركتاب خيانات الشيعة عبر التاريخ الإسلامي
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 02:03]ـ
[اختصار] كتاب خيانات الشيعة عبر التاريخ الإسلامي
خيانات الشيعة
لأم أيمن الجزائرية
هذا الكتيب مختصر لكتاب "خيانات الشيعة عبر التاريخ الإسلامي" سائلين الله عز وجل الإخلاص في القول والعمل وأن يكتبنا عنده من جنوده الذابين عن دينه بفضله وكرمه ومنه.
خيانات البويهيين
• البويهيون ينتسبون إلى رجل من الديلم يقال له بويه كنيته أبو شجاع كان أولاده ثلاثة
1. أبو الحسن علي ولقب عماد الدولة.
2. و أبو علي الحسن ولقب بركن الدولة.
3. و أبو الحسين أحمد ولقب بمعز الدولة.
• كانوا قوادًا في جيش ابن كالي صاحب إقليم الديلم عندما خرج على الخلافة العباسية فاستولى على عدة أقاليم كأصبهان وأرَّجان وشيراز وغيرها فعظم شأن بني بويه حتى صارت لهم أمور الديلم وما والاه من الأقاليم.
• كان خليفة الوقت الراضي بالله محمد بن المقتدر العباسي وزيره شيعي أبو علي محمد بن علي بن مقلة أخذ يخطط ويدبر لإزالته والتمكين لبني بويه المتشيعين.
• أخذ يكتب للبويهيين يطمعهم في بغداد ويصف لهم الحال الذي عليه الخليفة من الضعف حتى قدم معز الدولة إلى بغداد واستولى عليها سنة 334هـ.
• لما ملك معز الدولة بغداد خلع الخليفة ونهبوا دار الخلافة حتى لم يبق شيء وأقام الفضل بن المقتدر العباسي خليفة ولم يجعل له أمرًا ولا نهيًا ولا مكنه من إقامة وزير بل صارت الوزارة إلى معز الدولة وشنع على بني العباس بأنهم غصبوا الخلافة وأخذوها من مستحقيها وأراد معز الدولة إبطال دعوة بني العباس وإقامة دعوة المعز لدين الله الفاطمي وبعث نوابه فتسلموا العراق ولم يبق بيد الخليفة منه شيء البتة إلا ما أقطعه مما لا يقوم ببعض حاجته.
• في سنة 352هـ أمر البويهيون بإغلاق الأسواق في العاشر من المحرم وعطلوا البيع ونصبوا القباب في الأسواق وعلقت عليها المسوح وخرج النساء منتشرات الشعور يلطمن في الأسواق وأقيمت النائحة على الحسين وتكرر طيلة حكم الديالمة ببغداد والتي استمرت نحو مائة وثلاث سنين وأصبحت تقليدًا دينيًا عند الجعفرية الإمامية الاثنى عشرية ولم يمكن لأهل السنة منعه لكثرة الشيعة وظهورهم والسلطان معهم.
• كذلك ابتدع معز الدولة الاحتفال بعيد الغدير فأمر في العاشر من ذي الحجة بإظهار الزينة في بغداد وفتح الأسواق بالليل كما في الأعياد وأن تضرب الدبابات والبوقات وأن تشعل النيران في أبواب الأمراء وعند الشرط.
• وفي الآونة التي كان يلهو فيها البويهيون ويلعبون ويضعفون سلطان السُّنة كان الروم ينتهكون الديار الإسلامية.
• في سنة 353هـ عملت الرافضة عزاء الحسين فاقتتل الروافض وأهل السنة قتالاً شديدًا وانتهبت الأموال في نفس العام جاء ملك الروم نقفور إلى طرطوس وأذنة والمصيصة وقتل من أهلها نحو خمسة عشر ألفا وعاث فيها الفساد.
• في سنة 354هـ في عاشر محرم عملت الشيعة مأتمهم وبدعتهم وخرجت النساء نائحات سافرات واقتتلوا مع أهل السنة قتالاً شديدًا.
• في شهر رجب منها جاء ملك الروم بجيش كثيف إلى المصيصة فأخذها قسرًا وقتل من أهلها خلقًا واستاق بقيتهم معه أسارى وكانوا قريبًا من مائتي ألف إنسان ثم جاء إلى طرسوس فسأل أهلها منه الأمان فأمنهم بالجلاء عنها والانتقال منها واتخذ مسجدها الأعظم اصطبلا لخيوله وحرق المنبر ونقل قناديله إلى كنائس بلده وتنصر بعض أهلها معه لعنه الله.
• في عاشر المحرم من سنة 361هـ عملت الروافض بدعتهم وفي المحرم منها أغارت الروم على الجزيرة وديار بكر فقتلوا خلقًا من أهل الرها وصاروا في البلاد يقتلون ويأسرون ويغنمون إلى أن وصلوا نصيبين ففعلوا ذلك ولم يغني عن تلك النواحي متوليها شيئًا ولا دافع عنهم ولا له قوة عند ذلك ذهب أهل الجزيرة إلى بغداد وأرادوا أن يدخلوا على الخليفة المطيع لله وغيره يستنصرونه ويستصرخونه فرثى لهم أهل بغداد وجاءوا معهم إلى الخليفة فلم يمكنهم ذلك وكان بختيار بن معز الدولة البويهي الشيعي الرافضي مشغولاً بالصيد ذهبت الرسل إليه فبعث الحاجب يستنفر الناس فتجهز خلق من العامة ولكن وقعت فتنة شديدة بين الروافض وأهل السنة وأحرق أهل السنة دور الروافض في الكرخ وقالوا: الشر كله منكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
• أرسل بختيار البويهي إلى الخليفة يطلب منه أموالاً يستعين بها على هذا الغزوة فبعث إليه يقول: لو كان الخراج يجيء إلي لدفعت منه ما يحتاج المسلمون إليه لأن الخليفة كان في غاية الضعف وأما أنا فليس عندي شيء أرسله إليك فترددت الرسل بينهما وأغلظ بختيار للخليفة في الكلام وتهدده فاحتاج الخليفة أن يحصل شيئًا فباع بعض ثياب بدنه وشيئًا من أثاث بيته ونقض بعض سقوف داره وحصل له أربعمائة درهم فصرفها بختيار في مصالح نفسه وأبطل تلك الغزوة فنقم الناس للخليفة وساءهم ما فعل به ابن بويه الرافضي من أخذه مال الخليفة وتركه الجهاد، فلا جزاه الله خيرًا .. ".
خيانات الوزير ابن العلقمي الشيعي في دخول التتار بغداد
• في سنة 642هـ استوزر الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين أبا طالب محمد بن علي بن محمد العلقمي على نفسه وعلى أهل بغداد الذي لم يعصم المستعصم في وزارته فلم يكن وزير صدق هو الذي أعان على المسلمين في قضية هولاكو قبحه الله وإياهم. (البداية والنهاية (13/ 164 (.
• استهلت السنة 656هـ وجنود التتار نازلت بغداد صحبة الأميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار هولاكو خان وجاءت إليهم أمداد صاحب الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه خوفًا على نفسه من التتار ومصانعة لهم قبحهم الله تعالى.
• أحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب .. وكان قدوم هولاكو خان بجنوده كلها نحو مائتي ألف مقاتل وهو شديد الحنق على الخليفة بسبب أن هولاكو خان لما كان أول بروزه من همدان متوجهًا إلى العراق أشار الوزير ابن العلقمي على الخليفة بأن يبعث إليه بهدايا سَنِيَة ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم فخذل الخليفة عن ذلك دويداره الصغير أيبك
وقالوا: إن الوزير إنما يريد بهذا مصانعة ملك التتار بما يبعثه إليه من الأموال وأشاروا بأن يبعث بشيء يسير فأرسل شيئًا من الهدايا فاحتقرها هولاكو خان وأرسل إلى الخليفة يطلب منه دويداره المذكور وسليمان شاه فلم يبعثهما إليه ولا بالا به حتى أزف قدومه ووصل بغداد بجنوده الكثير الكافرة الفاجرة ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بغداد في غاية الضعف ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس وهم بقية الجيش، فكلهم كانوا قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله، وذلك كله من آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي، وذلك أنه لما كان في السنة الماضية كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة، حتى نهبت دور قرابات الوزير، فاشتد حنقه على ذلك، فكان هذا مما أهاجه على أن دبر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الأوقات، ولهذا كان أول من برز إلى التتار – أي ابن العلقمي –
فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع به السلطان هولاكو خان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسًا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت، وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدي هولاكو فسأله عن أشياء كثيرة، فيقال إنه اضطرب كلام الخليفة من هو ما رأى من الإهانة والجبروت، ثم عاد إلى بغداد في صحبته خوجة نصير الدين الطوسي والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فأحضر من دار الخلافة شيئًا كثيرًا من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفسية، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وقال الوزير متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتل الخليفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
• لما عاد الخليفة إلى السلطان هولاكو أمر بقتله ويقال: إن الذي أشار بقتله هو الوزير ابن العلقمي والمولى الطوسي وكان النصير عند هولاكو قد استصحبه في خدمته لما فتح قلاع الألموت وانتزعها من أيدي الإسماعيلية وكان وزيرًا لشمس الشموس ولأبيه قبله علاء الدين بن جلال الدين وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك فقتلوه رفسًا وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش وقني الوسخ وكمنوا أيامًا لا يظهرون وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار ثم يدخلون عليهم فيهربون إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة وفي المساجد والجوامع والربط ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانًا بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم عادت بغداد بعدما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس وهم في خوف وجوع وذلة وقلة كان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبًا من مائة ألف مقاتل منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر والأكاسر فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبقى سوى عشرة آلاف ثم كاتب التتار وطمعهم في البلاد وسهل عليهم ذلك وحكى لهم حقيقة الحال وضعف الرجال طمعًا منه أن يزيل السنة بالكلية وأن يظهر البدعة الرافضة ويقيم خليفة من الفاطميين ويبيد العلماء والمفتين. (البداية والنهاية (13/ 200ـ 202. (
• كان ابن العلقمي الرافضي الخائن شديد الحنق على العلماء من أهل السنة حتى أنه كان يتشفى بقتلهم ومن أبرزهم في ذلك الوقت الشيخ محي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي وهو وأولاده الثلاثة "عبد الله وعبد الرحمن وعبد الكريم" وأكابر الدولة واحدًا واحدًا وكان الرجل يستدعي به من دار الخلافة فيذهب به إلى مقبرة الغلال فيذبح كما تذبح الشاة ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الخليفة صدر الدين علي بن النيار وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد وأراد الوزير ابن العلقمي قبحه الله ولعنه أن يعطل المساجد والمدارس ببغداد ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم وعَلَمهم بها وعليها. (البداية والنهاية (13/ 203 (.
• اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الواقعة فقيل ثمانمائة ألف وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس فإنا لله وإنا إليه راجعون. (السابق (13/ 202. (
• القتلى في الطرقات كالتلال سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد وتغير الهواء حصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون فإنا لله وإنا إليه راجعون. (السابق (13/ 203).
• الآن في إيران المعاصرة يمنع السنة هناك من بناء المساجد في المدن الكبيرة ويمنع طبع كتبهم والإفتاء لهم بمذهبهم.
• أهل السنة ممنوعون من العمل في الإدارات الحكومية حيث لا يوظف منهم ولو من حملة شهادات الدكتوراه لا بالوظائف المهمة ولا غير المهمة ناهيك عن القلة القليلة الباقية من النظام السابق في الإدارات الحكومية وذلك بعد تطهير واسع بعد الثورة. (موقف أهل السنة في إيران (ص11.
يتبع ..
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 09:39]ـ
خيانات نصير الدين الطوسي
• كان معاصرًا للوزير ابن العلقمي وكان شيعيًّا رافضيًّا خبيثًا مثله تعددت خياناته.
• نصير الدين الطوسي وزر لأصحاب قلاع الألموت من الإسماعيلية ثم وزر لهولاكو وكان معه في واقعة بغداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
• كان النصير وزيرًا لشمس الشموس ولأبيه قبله علاء الدين بن جلال الدين وكانوا ينسبون إلى نزار بن المستنصر العبيدي وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة في واقعة بغداد 656هـ هون عليه الوزير الطوسي ذلك فقتلوه رفسا وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه وأشار الطوسي بقتل جماعة كبيرة من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء وأولي الحل والعقد مع الخليفة.
• الملاعين يمتدحون ما فعله الطوسي من الخيانة ويترحمون عليه ويرونه نصرًا حقيقيًّا للإسلام.
• يقول علامتهم محمد باقر الموسى في روضات الجنات في ترجمة الطوسي (1/ 300، 301. (
" هو المحقق المتكلم الحكيم المتجبر الجليل ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي جنكيز خان من عظماء سلاطين التتارية وأتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان مؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد وقطع دابر سلسلة البغي والفساد وإخماد دائرة الجور والإلباس بإبداد دائرة ملك بني العباس وإيقاع القتل العام في أتباع أولئك الطغاة إلى أن سال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار فانهار بها في ماء دجلة ومنها إلى نار جهنم دار البوار ومحل الأشقياء والأشرار".
• امتدح الخميني نصر الدين الطوسي وبارك خيانته واعتبرها نصرًا حقيقيًّا للإسلام قال في كتابه الحكومة الإسلامية:
"وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدًا منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله".
• في سنة 657هـ عمل نصير الدين الطوسي الرصد بمدينة مراغة ونقل إليها شيئًا كثيرًا من كتب الأوقاف التي كانت ببغداد وعمل دارًا للحكمة ورتب فيها الفلاسفة ورتب لكل واحد في اليوم والليلة ثلاثة دراهم".
• وقال الشيخ محب الدين الخطيب:
" النصير الطوسي. جاء في طليعة موكب السفاح هولاكو وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين والمسلمات أطفالاً وشيوخًا ورضي بتغريق كتب العلم الإسلامية في دجلة حتى بقيت مياهها تجري سوداء أيامًا وليالي من مداد الكتب المخطوطة التي ذهب بها نفائس التراث الإسلامي من تاريخ وأدب ولغة وشعر وحكمة، فضلاً عن العلوم الشرعية ومصنفات أئمة السلف من الرعيل الأول التي كانت لا تزال موجودة بكثرة إلى ذلك الحين، وقد تلف مع ما تلف من أمثالها في تلك الكارثة الثقافية التي لم يسبق لها نظير".
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
يتبع ..(/)
الفتن التي جرت في عهد الصحابة من خلال الأحاديث النبوية
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 03:54]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:
وجوب الإمساك عما شجر بين الصحابة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " كان بين خالد بن الوليد وبين عبدالرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم:" من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" رواه الطبراني وحسنه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا" رواه الطبراني وصححه الألباني.
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية" (ج 4 / ص 219):
"ولهذا كان من مذاهب أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة
فإنه قد ثبتت فضائلهم ووجبت موالاتهم ومحبتهم وما وقع منه ما يكون لهم فيه عذر يخفى على الإنسان ومنه ما تاب صاحبه منه ومنه ما يكن مغفورا فالخوض فيما شجر يوقع في نفوس كثير من الناس بغضا وذما ويكون هو في ذلك مخطئا بل عاصيا فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك كما جرى لأكثر من تكلم في ذلك فإنهم تكلموا بكلام لا يحبه الله ولا رسوله إما من ذم من لا يستحق الذم وإما من مدح أمور لا تستحق المدح".
وقال رحمه الله في "منهاج السنة النبوية " (ج 6 / ص 118):
"والمقصود أن الفتن التي بين الأمة والذنوب التي لها بعد الصحابة أكثر وأعظم ومع هذا فمكفرات الذنوب موجودة لهم وأما الصحابة فجمهورهم وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة
قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا أبي حدثنا إسماعيل يعني ابن علية حدثنا أيوب يعني السختياني عن محمد بن سيرين قال هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف فما حضرها منهم مائة بل لم يبلغوا ثلاثين وهذا الإسناد من أصح إسناد على وجه الأرض ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقة ومراسيله من أصح المراسيل
وقال عبد الله حدثنا أبي حدثنا اسماعيل حدثنا منصور بن عبد الرحمن قال قال الشعبي لم يشهد الجمل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير علي وعمار وطلحة والزبير فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب.
وقال عبد الله بن أحمد حدثنا أبي حدثنا أمية بن خالد قال قيل لشعبة إن أبا شيبة روى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا فقال كذب والله لقد ذاكرت الحكم بذلك وذاكرناه في بيته فما وجدناه شهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت.
قلت هذا النفي يدل على قلة من حضرها وقد قيل إنه حضرها سهل بن حنيف وأبو أيوب وكلام ابن سيرين مقارب فما يكاد يذكر مائة واحد.
وقد روى ابن بطة عن بكير بن الأشج قال إما إن رجالا من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم"انتهى كلامه.
قال الشيخ عثمان الخميس في كتابه "حقبة من التاريخ" ص 189: "الصَّحَابَةُ الَّذِينَ شَهِدُوا «الْجَمَلَ»، أَوْ «صِفِّينَ» هُمْ: عَلِيٌّ، الزُّبَيْرُ، طَلْحَةُ، عَائِشَةُ، ابْنُ الزُّبَيْرِ، الْحَسَنُ، الْحُسَيْنُ، عَمَّارٌ، ابْنُ عبَّاسٍ، مُعَاوِيَةُ، عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، الْقَعْقَاعُ ابْنُ عَمْرٍو، جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، أَبُو قَتَادَةَ، أَبُو الْهَيْثَمِ بْن التَّيِّهَانِ، سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، فُضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالَّذِينَ امْتَنَعُوا وَلَمْ يُشَارِكُوا هُمْ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، مُحمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَبُو هُرَيْرَةَ، زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَبُو بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ، الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ، أُهْبَانُ بْنُ صَيْفِيٍّ، سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، بَلْ جُلُّ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ"انتهى.
وقال شيخ الإسلام تغمده الله برحمته في "منهاج السنة النبوية" (ج 6 / ص 155):
"والثاني أن الخلاف ما زال بين بني آدم من زمن نوح واختلاف الناس قبل المسلمين أعظم بكثير من اختلاف المسلمين".
وقال أيضا رحمه الله في "منهاج السنة النبوية" (ج 6 / ص 116):
" والصحابة رضي الله عنهم كانوا أقل فتنا من سائر من بعدهم فإنه كلما تأخر العصر عن النبوة كثر التفرق والخلاف".
قتل عثمان مظلوما
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يا عثمان إنه لعل الله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم " رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب وصححه الألباني.
عن ابن عمر قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقال:" يقتل فيها هذا مظلوما لعثمان"
رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عمر. وحسن الألباني إسناده.
عن أبي الأشعث الصنعاني:" أن خطباء قامت بالشام وفيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام آخرهم رجل يقال له مرة بن كعب فقال لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت وذكر الفتن فقربها فمر رجل مقنع في ثوب فقال هذا يومئذ على الهدى فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان قال فأقبلت عليه بوجهه فقلت هذا قال نعم" رواه الترمذي وقال:هذا حديث حسن صحيح. وصححه الألباني.
علي والزبير
عن إسماعيل بن أبي حازم قال: قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا و أنت في سقيفة قوم من الأنصار فقال لك رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أتحبه فقلت: و ما يمنعني؟ قال: إنك ستخرج عليه و تقاتله و أنت ظالم" قال فرجع الزبير" أخرجه الحاكم و قال الذهبي في قي التلخيص: الحديث فيه نظر وقد صححه الألباني لطرقه في " السلسلة الصحيحة " 6/ 339 رقم 2659.
عن زر بن حبيش قال استأذن ابن جرموز على علي رضي الله عنه وأنا عنده فقال علي رضي الله عنه: "بشر قاتل ابن صفية بالنار" ثم قال علي رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "إن لكل نبي حواري وحواري الزبير" رواه أحمد وقال الأرنؤوط:إسناده حسن. وصحح إسناده الحافظ في الفتح.
معركة الجمل
عن قيس بن أبي حازم أن عائشة رضي الله عنها قالت لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت:" ما أظنني إلا راجعة إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنا: " أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب" فقال لها الزبير ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس" رواه أحمد وصححه الألباني والأرنؤوط.
وأما ما يذكره البعض أنه حينئذ شهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب، وخمسون رجلًا إليهما، وكانت أول شهادة زور دارت في الإسلام فهو من الأكاذيب.
عن أبى رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب:" إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر قال أنا يا رسول الله قال نعم قال أنا قال نعم قال فأنا أشقاهم يا رسول الله قال لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها" رواه أحمد وقال الأرنؤوط في تحقيق المسند: إسناده ضعيف الفضيل بن سليمان النميري عنده مناكير انتهى. وحسن إسناده الحافظ في الفتح.
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية في " - (ج 6 / ص 173):
(يُتْبَعُ)
(/)
"وأما الحرب التي كانت بين طلحة والزبير وبين علي فكان كل منهما يقاتل عن نفسه ظانا أنه يدفع صول غيره عليه لم يكن لعلي غرض في قتالهم ولا لهم غرض في قتاله بل كانوا قبل قدوم على يطلبون قتله عثمان وكان للقتلة من قبائلهم من يدفع عنهم فلم يتمكنوا منهم فلما قدم علي وعرفوه مقصودهم عرفهم أن هذا أيضا رأيه لكن لا يتمكن حتى ينتظم الأمر فلما علم بعض القتلة ذلك حمل على أحد العسكرين فظن الآخرون أنهم بدأوا بالقتال فوقع القتال بقصد أهل الفتنة لا بقصد السابقين الأولين ثم وقع قتال على الملك".
عمار قتلته الفئة الباغية أي الخارجة عن طاعة الإمام
قال صلى الله عليه وسلم: " وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ " رواه البخاري.
قال الحافظ في فتح الباري (ج 2 / ص 178):
"فَإِنْ قِيلَ كَانَ قَتْله بِصِفِّينَ وَهُوَ مَعَ عَلِيّ وَاَلَّذِينَ قَتَلُوهُ مَعَ مُعَاوِيَة وَكَانَ مَعَهُ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة فَكَيْف يَجُوز عَلَيْهِمْ الدُّعَاء إِلَى النَّار؟ فَالْجَوَاب أَنَّهُمْ كَانُوا ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى الْجَنَّة، وَهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا لَوْم عَلَيْهِمْ فِي اِتِّبَاع ظُنُونهمْ، فَالْمُرَاد بِالدُّعَاءِ إِلَى الْجَنَّة الدُّعَاء إِلَى سَبَبهَا وَهُوَ طَاعَة الْإِمَام، وَكَذَلِكَ كَانَ عَمَّار يَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَة عَلِيّ وَهُوَ الْإِمَام الْوَاجِب الطَّاعَة إِذْ ذَاكَ، وَكَانُوا هُمْ يَدْعُونَ إِلَى خِلَاف ذَلِكَ لَكِنَّهُمْ مَعْذُورُونَ لِلتَّأْوِيلِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُمْ".
قاتل عمار في النار
عن أبي غادية قال قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله قال إنما قال قاتله وسالبه " رواه أحمد وقال الأرنؤوط: إسناده قوي. وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 2008.
طائفة علي أولى بالحق
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ " رواه مسلم.
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية " (ج 1 / ص 279):
"والمنصوص عن أحمد وأئمة السلف أنه لا يذم أحد منهم وأن عليا أولى بالحق من غيره أما تصويب القتال فليس هو قول أئمة السنة بل هم يقولون إن تركه كان أولى".
حكم الخارجي الذي قتل عليا
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين (قلنا بلى يا رسول الله) قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضر بك يا علي على هذه يعني قرنه حتى تبتل هذه من الدم يعني لحيته " أخرجه الحاكم وصححه الألباني.
قال الشيخ عثمان الخميس في " حقبة من التاريخ" (ص198):
" فَطَعَنَ ابْنُ مُلْجِمٍ عَلِيًّا، وَهُوَ خَارِجٌ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ بِخِنْجَرٍ قَدْ سَمَّهُ أُسْبُوعًا، وَقَالَ عَلِيٌّ لَمَّا طُعِنَ إِنْ أَنَا شُفِيْتُ فَأَنَا حَجِيجُهُ، وَإِنْ أَنَا مِتُّ فَاقْتُلَاه بي (يُخَاطِبُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ).
فَقَالَ ابْنُ مُلْجِمٍ: لَا وَاللهِ فِإِني سَمَمْتُهُ جُمُعَةً (يُرِيدُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ).
فَلَمَّا مَاتَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَاءُوا فَقَطَعُوا يَدَيِ ابْنِ مُلْجِمٍ وَسَمَلُوا عَينَيْهِ وَهُوَ ثَابِتٌ لَمْ يَجْزَعْ، فَلَمَّا أَرَادُوا قَطْعَ لِسَانِهِ خَافَ قَالُوا: الْآنَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ فَتْرةً لَا أَذْكُرُ اللهَ فِيهَا!.
سُبْحانَ اللهِ!! هَذَا هُوَ الضَّلَالُ الْمُبِينُ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ، يَسْتَبِيحُ دَمَ وَلِيٍّ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ ثُمَّ يَخْشَى أَنْ تَمُرَّ عَلَيْهِ لَحْظَةٌ لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا! "انتهى.
ثناء الرسول على الحسن في موقفه من الفتنة
قال النبي صلى الله عليه و سلم " ابني هذا [يعني الحسن] سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " رواه البخاري.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في "منهاج السنة النبوية " - (ج 4 / ص 264)
(يُتْبَعُ)
(/)
"وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد وأن من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بقوله إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ولم يثن على أحد لا بقتال في فتنة ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة في الصحيح كلها تدل على هذا كما في صحيح البخاري من حديث الحسن البصري سمعت أبا بكرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيد وحقق ما أشار إليه من أن الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين
وهذا يبين أن الإصلاح بين الطائفتين كان محبوبا ممدوحا يحبه الله ورسوله وأن ما فعله الحسن من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان القتال واجبا أو مستحبا لم يثن النبي صلى الله عليه وسلم على أحد بترك واجب أو مستحب ولهذا لم يثن النبي صلى الله عليه وسلم على أحد بما جرى من القتال يوم الجمل وصفين فضلا عما جرى في المدينة يوم الحرة وما جرى بمكة في حصار ابن الزبير وما جرى في فتنة ابن الأشعث وابن المهلب وغير ذلك من الفتن ولكن تواتر عنه أنه أمر بقتال الخوارج المارقين الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنهروان بعد خروجهم عليه بحروراء فهؤلاء استفاضت السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بقتالهم ولما قاتلهم علي رضي الله عنه فرح بقتالهم وروى الحديث فيهم واتفق الصحابة على قتال هؤلاء وكذلك أئمة أهل العلم بعدهم لم يكن هذا القتال عندهم كقتال أهل الجمل وصفين وغيرهما مما لم يأت فيه نص ولا إجماع ولا حمده أفاضل الداخلين فيه بل ندموا عليه ورجعوا عنه"انتهى كلامه.
قتل الحسين ظلما
قال صلى الله عليه وسلم " قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات "رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
و في "صحيح ابن حبان" - (ج 15 / ص 142) عن ثابت عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه و سلم فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه و سلم: (احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد) فبين هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه و سلم وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك: أتحبه؟ قال: (نعم) قال: أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: (نعم) فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها
قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء "
قال شعيب الأرنؤوط: حديث حسن وقال عنه في تحقيق المسند: إسناده ضعيف.
قال الشيخ عثمان الخميس في "حقبة من التاريخ " (ص 257): "النَّاسُ فِي قَتْلِ الْحُسَيْنِ عَلَى ثَلَاثِ طَوَائِفَ:
الطَّائِفَةُ الْأُولَى: يَرَونَ أَنَّ الْحُسَيْنَ قُتِلَ بِحَقٍّ وَأَنَّه كَانَ خَارِجًا عَلَى الْإِمَامِ وَأَرَادَ أَن يَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ، وَقَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَاءَكُم وَأَمْرُكُم عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ " [صَحِيح مُسلِم: كِتَاب الْإِمارة، بَاب حُكمِ مَن فَرَّقَ أَمرَ الْمُسلِمينَ وَهُوَ مُجتَمِعٌ حَدِيث رقم (1852)].، وَالْحُسَيْنُ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمينَ وَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَائِنًا مَنْ كَانَ " اقْتُلُوهُ فَكَانَ قَتْلُهُ صَحِيحًا، وَهَذَا قَوْلُ النَّاصِبَةِ, الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ وَعَنْ أَبِيهِ.
الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ: قَالُوا: هُوَ الْإِمَامُ الَّذِي تَجِبُ طَاعَتُهُ، وَكَانَ يَجِبُ أَنْ يُسَلَّمَ إِلَيْهِ الْأَمْرُ. وَهُوَ قَوْلُ الشِّيعَةِ.
الطَّائِفَةُ الثَّالِثَةُ: وَهُم أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ قَالُوا: قُتِلَ مَظْلُومًا، وَلَمْ يَكُنْ مُتَوَلِّيًا لِلْأَمْرِ أَي: لَمْ يَكُنْ إِمَامًا، وَلَا قُتِلَ خَارِجِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَلْ قُتِلَ مَظْلُومًا شَهِيدًا، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
" الْحسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ " [أخرجه الترمذي].
وَذَلِكَ أَنَّهُ أَرَادَ الرُّجُوعَ أَوِ الذَّهَابَ إِلَى يَزِيدَ فِي الشَّامِ وَلَكِنَّهُم مَنَعُوهُ حَتَّى يَسْتَأْسِرَ لِابْنِ زِيَادٍ"انتهى
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com(/)
التذكرة بتحقيق التوحيد
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 06:21]ـ
التذكرة بتحقيق التوحيد)
الحمدلله المستحق للعبادة، والحمدلله الذي له كمال المحبة وغاية الذل.
إخواني: أوصيكم ونفسي بتحقيق توحيد الله، ولا يتم لنا تحقيق التوحيد إلا باجتناب الشرك والبدع والمعاصي.
وليعلم الموحد فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، وأن من حققه دخل الجنة بغيرحساب ولاعذاب. وإذا علم فضل التوحيد وثواب من حققه، عليه بالدعاء إلى شهادة أن لاإله إلا الله، وبعد معرفة فضله وثوابه والدعوة إليه عليه الحذر والخوف الشديد من الوقوع في الشرك فقد خافه الأنبياء والصحابة والعلماء والدعاة،ولا أدل على ذلك من قول إبراهيم عليه السلام: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام). والحذر الحذر من أن يحارب الموحد دعاة الشرك وليس معه سلاح العلم والحجة، فغالب دعاة الشرك معهم حجج وشبهات تشبه الحق وتلتبس به جعلها الله فتنة لكل مفتون.
وليعلم الموحد أن بدعوته لتحقيق التوحيد تزداد أذيته بين الناس ويصبح غريباً بين أهله ومجتمعه، بل بين أقرب قريب إليه، كل ذلك امتحان من الله. وليحذر الموحد من ضياع عمره في ملح العلم فضلاً عن كثرة الجدال في مسائل لاطائل من تحتها، ويترك الأمر الذي خلق له وهوتوحيد الله فيغفل عن تحقيقه والدعوة إليه.
وعلى الموحد أن يعرف شبهات دعاة الشرك للرد عليها فغالب شبهاتهم متكررة أخذها مبتدع عن مبتدع ولا جديد كما سطر ذلك أئمتنا من أهل التوحيد.
وليحذر الموحد من مصاحبة أهل البدع والمعاصي فمصاحبتهم تضعف تحقيق التوحيد.
وعلى الموحد أن يعرف نعمة ما أنعم الله عليه من التوحيد وتحقيقه، ولا يغتر بنفسه من عدم الوقوع في الشرك فعليه أن يدعوا الله بالثبات على دينه , وإذا نظر لأهل الشرك والبدع والمعاصي فلا ينظر إليهم بعين الكبر والعجب، بل ينظر إليهم بعين الرحمة وطلب الهداية فقد يكون مثلهم.
وختاماً على الموحد أن يقرأ كثيراً في جهود وسير أئمة التوحيد، لتكون عوناً له في دعوته وتسلية لغربته.
جعلنا الله من أئمة التوحيد وختم لنا بالتوحيد، وحشرنا في زمرة المنعم عليهم، آمين ...
كتبه الفير إلى الله رياض بن عبدالمحسن بن سعيد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 03:26]ـ
اللهم اجعلنا من اهل التوحيد الكامل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 12:00]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل: رياض ..
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 03:09]ـ
أحسن الله إليكم وكم نحن في حاجة للتذكير بالتوحيد ليل نهار في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها.(/)
تم إستضافة الشيخ الدكتورعبد الله الغامدي بمنتديات صوفيه حضرموت .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 07:03]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
يسر إدارة " منتديات صوفيه حضرموت " أن تتقدم لكافة الأعضاء والعاملين فيها ببشرى انضمام فضيلة الشيخ الدكتور:
عبد الله بن أحمد آل غنيم الغامدي.
إلى فريق العمل في هذه المنتديات المباركة
وإننا بهذه المناسبة لنتوجه بوافر الشكر والتقدير لفضيلة الشيخ الدكتور على قبوله دعوتنا بالانضمام معنا, شاكرين له جهوده المباركة , سائلين الله تعالى أن يمدّ في عمره ويبارك في وقته لنصرة دينه, وأن يوفقنا وإيّاه لخدمة هذا الدين العظيم وأهله, وأن يجعل ما يبذله من جهد ووقت في ذلك سبباً لنيل رضوانه سبحانه وبلوغ كرامته.
وأن يجزي الشيخ عنا خير الجزاء وأن يبارك له في علمه وعمله.
ترحيب بفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل غنيم الغامدي - حفظه الله -
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1306 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1306)
سيرة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل غنيم الغامدي - حفظه الله -
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1303 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1303)
منتدى الدكتور عبدالله بن أحمد آل غنيم الغامدي
http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=70 (http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=70)
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 07:19]ـ
أنا ما أعلم لماذا رفعت هذه المعلومات في هذا المنتدى!!
لا تتعب نفسك لرفع هذه المواضيع هنا, فمنهج هذا المنتدى سني, وليس صوفي.
ابقى معنا علك أن تستفيد, وإذا كنت من محبين المناظرات فهنا بغيتك بإذن الله.
وفقك الله وأخذ بيدك.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 07:32]ـ
موقع صوفية حضرموت سني يا اخي ..
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 07:41]ـ
موقع سني و إسمه صوفي؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 09:06]ـ
موقع صوفية حضرموت سني يا اخي ..
هذه مصيبة,
وهل عقمت لغتنا عن أسامي اخرى؟؟؟؟؟؟؟
ألن يلتبس على العوام الآن؟؟؟
الله المستعان.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 09:14]ـ
هذه مصيبة,
وهل عقمت لغتنا عن أسامي اخرى؟؟؟؟؟؟؟
ألن يلتبس على العوام الآن؟؟؟
الله المستعان.
هو مليئ بالفوائد لكن إسمه مخيف ربما هو مصيدة للصوفية (إبتسامة)
ـ[أشجعي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 09:18]ـ
هو مليئ بالفوائد لكن إسمه مخيف ربما هو مصيدة للصوفية (إبتسامة)
لم يخطر ببالي ما خطر ببالك,
"مصيدة للصوفية"
فعلاً جميل.
(طلعت خطير يا عبد الكريم وأنا مش عارف):)
ـ[القرتشائي]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 02:58]ـ
بارك الله فيكم جميعا
أخواني الموقع سمي بهذا الأسم لان يستهدف صوفية حضرموت بشكل خاص والصوفية بشكل عام ومن خلال تجربتنا بشبكة الإنترنت المواقع التي اسمها سني وتحارب التصوف لايدخلها الصوفية إلا نادرا جدا ولهذا اخترنا هذا الاسم صوفية حضرموت لنسلط الضوء عليها ونكشف حقيقتها للعالم فأكثر أهل السنة لايعلم ان صوفية حضرموت هي الأساس في تفريخ التصوف في العالم الإسلامي وغيرها من البلدان والحمدلله اكثر زوار الموقع من الصوفية
نتمنى دعم المنتدى بالتسجيل به والمشاركة فيه
كتب الله لكم الأجر
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 03:09]ـ
بورك لكم في اغاضة ابليس (ابتسامة)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 06:42]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم خير الجزاء
http://www.mazameer.com/vb/images/smilies/x20.gif(/)
تم إستضافة الشيخ الدكتور لطف الله خوجه بمنتديات صوفيه حضرموت .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 07:05]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
يسر إدارة " منتديات صوفيه حضرموت " أن تتقدم لكافة الأعضاء والعاملين فيها ببشرى انضمام فضيلة الشيخ الدكتور:
لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه.
كما إننا نتوجه بوافر الشكر والتقدير لفضيلة الشيخ الدكتور على قبوله دعوتنا بالانضمام, شاكرين له جهوده المباركة , سائلين الله تعالى أن يمدّ في عمره ويبارك في وقته لنصرة دينه, وأن يوفقنا وإيّاه لخدمة هذا الدين العظيم وأهله, وأن يجعل ما يبذله من جهد ووقت في ذلك سبباً لنيل رضوانه سبحانه وبلوغ كرامته.
وأن يجزي الشيخ عنا خير الجزاء وأن يبارك له في علمه وعمله.
ترحيب بفضيلة الشيخ الدكتور لطف الله خوجه - حفظه الله - ( http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1307)
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1307 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1307)
سيرة فضيلة الشيخ الدكتور لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه - حفظه الله -
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1305 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1305)
منتدى الدكتور لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=69 (http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=69)
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 06:47]ـ
بوركتم أخي
وشكر الله لكم وبارك فيكم وغفر لكم ونفع بكم وزادكم من فضله
http://www.mazameer.com/vb/images/smilies/x20.gif(/)
هل حديث: (لعن اللَّه النامصة) خاص بمن تريد الفجور؟ (للعلَّامة الْبَرَّاك)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 01:11]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئِلَ صَاحِبُ الفَضِيْلَةِ العَلاَّمَةُ عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ البَرَّاك ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كتب أحدهم في جريدة الرياض أن حديث (لعن الله النامصة) خاص بمن تريد الفجور، ولا يشمل من تريد التزين لزوجها، وعزا هذا الرأي لبعض الفقهاء، فهل هذا القول صحيح؟
فأجاب ـ رَفَعَ اللَّهُ قَدرهُ ـ:
الحمد لله؛ إن هذا القول مبني على رأي شاذ لبعض الفقهاء، مخالف لما عليه جمهور العلماء، ومخالف قبل ذلك لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة؛ فإن أحاديث لعن النامصة ومن ذُكر معها مطلقةٌ لا يجوز تقييدها إلا بدليل يجب المصير إليه، ولو كان المراد بالنامصة الملعونة هي التي تفعل ذلك للزنا لشمل اللعن كل من تكتحل أو تمتشط أو تحمر وجهها للزنا، وليُقرأ في الموضوع الرد الذي كتبه الشيخ عبد الرحمن السديس، فإنه قد وفى المقام حقه بذكر روايات في الصحيحين وغيرهما، وبين أن سياق الأحاديث وماذكر فيها من تعليل اللعن بتغيير خلق الله يأبى هذا التقييد والتأويل، الذي لا مستند له إلا محض الرأي، ومن المعلوم أنه لا يجوز رد النصوص بآراء الرجال، فإذا تعارض الرأي والنص وجب اطراح الرأي، قال عمر رضي الله عنه: (اتهموا الرأي في الدين) فالرأي هو المتهم والنص هو المحكم (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)
فجزى الله الشيخ عبد الرحمن خيرا.
وأيضا فإن الذي نشر الفتوى الشاذة قد أقر على نفسه في مقال آخر بأنه ليس من أهل الفتوى، فرد على نفسه بنفسه، فلا يفرحن بالشاذ من الآراء أتباعُ الأهواء من الرجال والنساء، والله أعلم.
قَالَهُ عبدُ الرَّحمن بْنُ نَاصِرٍ البَرَّاك
وَكَتَبَهُ عبدُ المُحْسِنِ العَسْكر في 20 رجب 1430.
رقم الفتوى: 33069.
المصدر: موقع شيخِنا.
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=33069&catid=&Itemid=35
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 01:19]ـ
للفائدة:
ردّ الشَّيْخِ الفَاضِلِ عبد الرَّحْمَن بْنِ صَالِحٍ السُّدَيْس
ـ جزاه اللَّهُ خَيرًا،ونفع به ـ:
الرد على مقال: هل النامصة ملعونة؟
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35977
ـ[أم مها]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 02:32]ـ
اشتهرت هذه الفتوى الان ونجد الكثير من العلماء او الفقهاء يفتون بجواز النمص لسبب
التزين للزوج وان الحديث مقيد بالغرر فان الحديث كان له سبب ومنهم من اجاز النمص
ان كانت المسلمية مغطية لوجهها ومنهم من اباح على العموم .. ابتليت حتى بعض الملتزمات
بهذا الداء بحجة الخلاف في المسالة ولا انكار في مختلف فيه .. اسال الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا
اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ولا يابسهما علينا فنضل.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 02:35]ـ
جَزَاكُنَّ اللَّهُ خَيْرًا،وبَارَكَ فِيكُنَّ.(/)
حقائق حول الموت , أن للموت لسكرات!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 03:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمته الله تعالى وبركاته ..
الموت!! وما أدرك ما الموت .. لا نحس به ولا نستطيع التعرف عليه سوى عندما نتجرعة ..
فالناس يرونه كل يوم، لا يخفى على أحد، ولا يمكن أن يتجاهله أحد. إنه الحقيقة التي سلم بها كل مخلوق، وأيقن بها كل إنسان، جعله الله فاصلا بين حياتين،الحياة الدنيا والحياة الآخرة، فالمؤمن ينتقل به من تعب الدنيا ونصبها إلى راحة الآخرة ونعيمها، والكافر ينتقل به من متع الدنيا ولذاتها إلى ضيق الآخرة وشقائها.
ولكن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ذكر لنا بعض ما فيه من العذاب والنعيم ..
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بالإكثار من ذكر الموت فقال: (أكثروا ذكر هاذم اللذات) رواه الترمذي وصححه. وهاذم اللذات أي: قاطعها ...
قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} (البقرة:281) وقوله أيضاً: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} (آل عمران:185).
فهل من رأى أخر لشيوخنا أن يضيفون بعض اللمسات التى تتحدث عن هذا (الموت)
وجزكم الله خيرا"
والسلام عليكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 06:29]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24456
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 09:17]ـ
جزكمالله خيرا"
والسلام عليكم
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 03:21]ـ
بكاء الصالحين عند موتهم خوفاً من الله تعالى
قال بعضهم: دخلنا على عطاء السلمي نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقلنا له: كيف ترى حالك? فقال: "الموت في عنقي، والقبر بين يدي، والقيامة موقفي، وجسر جهنم طريقي، ولا أدري ما يفعل بي" .. ثم بكى بكاءً شديداً حتى غمي عليه، فلما أفاق، قال: "اللهم ارحمني وارحم وحشتي في القبر، ومصرعي عند الموت، وارحم مقامي بين يديك يا أرحم الراحمين".
وقيل: إن محمد بن المنكدر بكى بكاءً شديداً عند موته، فقيل له: ما يبكيك? فرفع طرفه إلى السماء، وقال: "اللهم إنك أمرتني ونهيتني فعصيت، فإن غفرت فقد مننت، وإن عاقبت فما ظلمت".
وبكى أبو هريرة رضي الله عنه عند الموت، فتقيل له: ما يبكيك? فقال:"لبعد سفري، وقلة حيلتي".
وبكى عمر رضي الله عنه عند الموت، فقيل له: ما يبكيك? فقال: أخاف أن أكون قد أتيت بذنب أحسبه هيناً وهو عند الله عظيم.
وكان بعضهم يبكي ليلاً ونهاراً، فقيل له في ذلك، فقال: "أخاف أن يكون الله تعالى رآني على معصية، فيقول: مر عني فإني غضبان عليك".
وبكى الحسن رضي الله عنه بكاء شريداً، فقيل له: يا أبا سعيد ما يبكيك? فقال: خوفاً من أن يطرحني في النار ولا يبالي. عذاب أهل النار
وقال عليه الصلاة والسلام: "أن أهل النار ليبكون في النار حتى تجري دموعهم كالأودية، فلو أن السفن ألقيت فيها لجرت" وقال صلى الله عليه وسلم: "ما في جهنم من غل ولا قيد ولا سلسلة إلا وعليها إسم صاحبها في النار".
وفى الحديث قدسي: "قال الله عز وجل: وعزتي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي"
وقرأ الفضيل رضي الله عنه قوله تعالى: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها" .. )
فبكى، وقال: "والله ما طمعوا في الخروج، وإن الأيدي لموثوقة، والأرجل لمقيدة، وكلما رفعهم لهيبها يصيرون في أعلاها، فزدهم الزبانية بمقامع من حديد إلى أسفلها". فنعوذ بالله منها.
وحكي عن الحسن البصري رضي الله عنه: أنه ذكر النار يوماً فبكى، وقال:"يخرج من النار رجل بعد ألف عام، ثم غلب عليه البكاء ثم قال: يا ليتني أكون ذلك الرجل".
وسئل بعضهم عن الطامة الكبرى? فبكى، وقال: "هي الساعة التي تدفع فيها لخزنة جهنم" وذكر الناس يوماً جهنم، فذكر لهم ما أعده الله فيها لأهلها، وبكى وقال:"فإذا ألفحتهم النار لفحة واحدة، فلا تدع لحماً ولا جلداً إلا ألفته في العراقيب وتبقى العظام بيضاء تلوح".(/)
صفة العجب لله تعالى
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 08:29]ـ
هل الله يعجب ومامراد النبي (ص) عندما قال في الحديث إن الله عجب منكما فما وجه هذا العجب وبارك الله فيكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 11:53]ـ
نعم .. الله عزوجل قد وصف نفسه بالعجب وعلى لسان رسوله (ص) في غير ما حديث صحيحٍ .. وهو الذي عليه أهل السُّنَّة والجماعة من وصفه تعالى بالعجب على ما يليق بجلاله وعظمته، لا يشبه عجبه عجب المخلوقين كما لا يشبه سمعه سمع المخلوقين وذاته ذات المخلوقين.
ووجه التعجُّب في الحديث ظاهر؛ فإنَّ ذاك الصحابي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - آثر هو وزوجته ضيفهم، وتظاهرا بالأكل معه لئلَّا يدخل عليه الحرج ..
ولله سبحانه وتعالى أن يعجب ممَّا شاء كيف شاء.
والقاعدة أنَّه إن لم يتبيَّن للمرء وجه فعل الله الشيء أن لا يعترض عليه بـ (لِمَ؟)، ولا يسأل عمَّا غاب عن كيفيَّة الصِّفة بـ (كيف؟).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 01:31]ـ
بارك الله فيكم
((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))
سورة الشورى - - الآية 11
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 03:26]ـ
هناك قراءة سبعية في قوله تعالى بل عجبت ويسخرون بضم التاء في عجبت وهذا يدل على ان الله يعجب وعجبه سبحانه كما يليق بجلاله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير(/)
صوم رجب بين الاتباع والابتداع
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 08:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
صوم رجب بين الاتباع والابتداع
لقد تضاربت الفتاوى بشأن صيام شهر رجب، فمن قائل بأهمية الصيام فيه وفضله على غيره من الشهور، ومن قائل بمنع الصيام فيه، وأن الصيام فيه بدعة، فما القول الفصل في هذا؟
شهر رجب واحد من شهور السنة، وصيام النافلة في جميع شهور السنة مشروع إلا في رمضان والعيدين وأيام التشريق، ويوم الجمعة، فأما شهر رمضان فلأنه ليس محلا للتطوع، وأما غيره فلما صح من النهي عن صيام النافلة فيه.
أما شهر رجب فلم يصح في فضل صيامه شيء فهو كغيره من سائر الشهور.
ومع أن صيام النافلة مشروع فيما عدا هذه المواضع إلا أنه يكون في بعضها أوكد من بعض، وتتأكد المشروعية في بعض هذه الأيام حتى يصير الصيام سنة وهديا ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من ذلك صيام الاثنين والخميس، فصيام أثانين وأخمسة السنة كلها – ومنها شهر رجب- سنة ثابتة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإن كان صيام الإثنين أثبت من يوم الخميس ما لم يقصد الصائم بصيامه إياها تعظيم شهر رجب.
فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين فقال: (فيه ولدتُ، وفيه أُنزل عليَّ) رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنه قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صوم الاثنين والخميس) رواه الترمذي، وغيره، وصححه الشيخ الألباني.
ومن ذلك صيام الأيام البيض من كل شهر، فعن أبي أبا ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صمتَ شيئا من الشهر فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة) رواه الترمذي وغيره، وصححه الشيخ الألباني).
بل أصل صيام ثلاثة أيام من كل شهر سنة ثابتة سواء أكانت من أول الشهر أو من وسطه، أو من آخره، فعن معاذة العدوية أنها سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم. فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم. رواه مسلم.
ومن ذلك صيام يوم، وإفطار يوم، ففي صحيحي البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام وأحب الصيام إلى الله صيام داود وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما".
فصيام هذه المواضع سُنةٌ من كل شهرٍ، سواء في ذلك رجب وغيره إلا في المواضع التي ذكرنا النهي عن التطوع فيها.
وسواء في ذلك الصيام لمن كانت له في ذلك عادة أو لمن لم تكن له عادة، أو تطوع بهذا الصيام بنية تدريب نفسه على الصيام بين يدي شهر رمضان.
ويبقى السؤال: ما حكم الإكثار من الصيام في شهر رجب بنية اعتقاد أفضلية الصيام فيه عن غيره من الشهور؟
والجواب أنه لو صح حديث (صم من الحرم واترك) لكان حاسما لكل نزاع، وكان كافيا في إثبات فضل الصيام في شهر رجب كواحد من الأشهر الحرم، ولكن الحديث ضعيف، رواه أبو داود وغيره من حديث المجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها، والحديث فيه اضطراب يوجب تضعيفه، وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر، وصرح الشيخ الألباني فيه بالتضعيف.
ولذلك قال الإمام ابن القيم:ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سردا (أي رجب وشعبان ورمضان) كما يفعله بعض الناس ولا صام رجبا قط ولا استحب صيامه.
وقال الحافظ ابن حجر في تبين العجب بما ورد في فضل رجب: لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ وكذلك رويناه عن غيره.انتهى.
وفي صحيح مسلم أن عثمان بن حكيم الأنصاري قال: " سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب؟ ونحن يومئذ في رجب فقال سمعت ابن عباس رضي الله عنها يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم"
قال الإمام النووي:
الظاهر أن مراد سعيد بن جبير بهذا الاستدلال أنه لا نهى عنه ولا ندب فيه لعينه، بل له حكم باقي الشهور، ولم يثبت في صوم رجب نهى ولا ندب لعينه، ولكن أصل الصوم مندوب إليه. انتهى.
وعلى ذلك فالصيام في شهر رجب مشروع فيه كله كغيره من الشهور، وبعضه أوكد من بعض، كأيام الإثنين والخميس فيه، وكأيام البيض منه، إلا أن الصيام فيه ليس بأفضل مما في غيره من الشهور، فليس للصيام فيه فضل على غيره.
ومن صامه معظما إياه، أو اعتقد أن صيامه أفضل من غيره كان مبتدعا، معظما له من عند نفسه، دون أن يكون له سند في ذلك من كتاب أو سنة.
ولذلك فإن سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- كان ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية.صححه الشيخ الألباني في الإرواء.
والله أعلم.
منقول ........
http://www.islamonline.net/servlet/S...AAskTheScholar (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1124199917168&pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar%2FFatwaA%2FFatwaAA skTheScholar)(/)
ومضات على طريق علماء الاسلام (البتَّاني)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 11:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
البتَّاني
هو ابن عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني المعروف باسم البتاني، ولد في حران، وتوفي في العراق، وهو ينتمي إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث للهجرة. وهو من أعظم فلكيي العالم، إذ وضع في هذا الميدان نظريات مهمة، كما له نظريات في علمي الجبر وحساب المثلثات
اشتهر البتاني برصد الكواكب وأجرام السماء. وعلى الرغم من عدم توافر الآلات الدقيقة كالتي نستخدمها اليوم فقد تمكن من جمع أرصاد ما زالت محل إعجاب العلماء وتقديرهم
وقد ترك عدة مؤلفات في علوم الفلك، والجغرافيا. وله جداوله الفلكية المشهورة التي تعتبر من أصح الزيج التي وصلتنا من العصور الوسطى. وفي عام 1899 م طبع بمدينة روما كتاب الزيح الصابي للبتاني، بعد أن حققه كارلو نللينو عن النسخة المحفوظة بمكتبة الاسكوريال بإسبانيا. ويضم الكتاب أكثر من ستين موضوعاً أهمها: تقسيم دائرة الفلك وضرب الأجزاء بعضها في بعض وتجذيرها وقسمتها بعضها على بعض، معرفة أقدار أوتار أجزاء الدائرة، مقدار ميل فلك البروج عن فلك معدل النهار وتجزئة هذا الميل، معرفة أقدار ما يطلع من فلك معدل النهار، معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك، معرفة أوقات تحاويل السنين الكائنة عند عودة الشمس إلى الموضع الذي كانت فيه أصلاً، معرفة حركات سائر الكواكب بالرصد ورسم مواضع ما يحتاج إليه منها في الجداول في الطول والعرض
عرف البتاني قانون تناسب الجيوب، واستخدم معادلات المثلثات الكرية الأساسية. كما أدخل اصطلاح جيب التمام، واستخدم الخطوط المماسة للأقواس، واستعان بها في حساب الأرباع الشمسية، وأطلق عليها اسم (الظل الممدود) الذي يعرف باسم (خط التماس). وتمكن البتاني في إيجاد الحل الرياضي السليم لكثير من العمليات والمسائل التي حلها اليونانيون هندسياً من قبل، مثل تعيين قيم الزوايا بطرق جبرية
ومن أهم منجزاته الفلكية أنه أصلح قيم الاعتدالين الصيفي والشتوي، وعين قيمة ميل فلك البروج على فلك معدل النهار (أي ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى سبحها من حول الشمس). ووجد أنه يساوي 35َ 23ْ (23 درجة و 35 دقيقة)، والقيمة السليمة المعروفة اليوم هي 23 درجة
وقاس البتاني طول السنة الشمسية، وأخطأ في مقياسها بمقدار دقيقتين و 22 ثانية فقط. كما رصد حالات عديدة من كسوف الشمس وخسوف القمر
منهجه العلمي:
تتضح منهجية البتاني من خلال أقواله وما ذكره في مؤلفاته عن طريقة عمله وتفكيره، فيقول: "طالما أطلت النظر في هذا العلم وأدمنت الفكر فيه، ووقفت على اختلاف الكتب الموضوعة لحركات النجوم، وما تهيأ لبعض واضعيها من خلل وما اجتمع في حركات النجوم على طول الزمان .. "،" إنَّ علم الفلك من العلوم الأساسية المفيدة، إذ يمكن بواسطته أن يعرف الإنسان أشياءً مهمة يحتاج إلى معرفتها واستغلالها بما يعود عليه بالنفع والفائدة .. "، "إنَّ أهم مقومات التقدم في علم الفلك هو التبحُّر في نظرياته ونقدها، وجمع الأرصاد الوفيرة، والعمل على إتقان تلك الأرصاد .. "، " .. ذلك لأن الحركات السماوية لا تحاط بها معرفة مستقصاة حقيقية إلا بتمادي العصور والتدقيق في الرصد .. "، " .. وإنَّ الذي يكون فيها من تقصير الإنسان في طبيعته عن بلوغ حقائق الأشياء في الأفعال كما يبلغها في القوة، يكون يسيراً غير محسوس عند الاجتهاد والتحرز، لا سيما في المدد الطوال، وقد يعين الطبع وتسعد الهمة وصدق النظر وإعمال الفكر والصبر على الأشياء وإن عسر إدراكها، وقد يعوق من ذلك قلة الصبر ومحبة الفخر والحظوة عند ملوك الناس بإدراك ما لا يمكن إدراكه عن الحقيقة في سرعة، أو إدراك ما ليس من طبيعته أن يدركه الناس .. "، وكثيراً ما استشهد البتاني بآيات القرآن الكريم.
أهم منجزاته:
ترك البتاني عدة مؤلفات في علوم الفلك والجغرافيا، وأهمها على الإطلاق "كتاب الزيج الصابي" الذي يعتبر من أصلح الزيج التي وصلتنا من العصور الوسطى.
(يُتْبَعُ)
(/)
البتاني هو أول من أدخل مصطلح الجيب ( Sinus)، والعارفون بعلم المثلثات ( Trigonometrie) يدركون جيداً أهمية هذا الإنجاز، ويرون فيه ابتكاراً ساهم كثيراً في فهم علم المثلثات، وتقول العالمة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب": إنَّ مصطلح الجيب قد دخل إلى رياضيات كل شعوب العالم بعد ترجمة كتاب البتاني. هو من أوجد مصطلح جيب التمام ( Cosinus)، وهو من استخدم الخطوط المماسة للأقواس ( Tangentes)، وظلال التمام ( Cotangentes)، والقواطع ( Secantes)، وقواطع التمام ( Cosecante)، وأدخلها في حساب الأرباع الشمسية وفي قياس الزوايا والمثلثات، كما أوجد العلاقات فيما بينها ونظَّم جداول هامة بهذه العلاقات.
البتاني هو من استنبط القانون الأساسي لاستخراج مساحة المثلثات الكروية.
واستطاعت عبقرية هذا العالم أن تحلَّ بعض العمليات الحسابية وبعض النظريات بطرق جبرية وليس بطرق هندسية، كما كان يحلّها من سبقه من العلماء العرب واليونانيين، مثل تعيين قيم الزوايا بطرق جبرية، وكان هذا ابتكاراً أضيف إلى الكثير من الإضافات التي أدخلها العرب في علم المثلثات، وإليهم يعود تأسيس هذا العلم الهام.
وعلى صعيد الإنجازات الفلكية فقد أصلح قيمة الاعتدالين الصيفي والشتوي، وكذلك حدَّد قيمة ميلان فلك البروج على فلك معدل النهار، (أي: ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى سباحتها حول الشمس)، ووجد أنه يساوي 23 درجة و35 دقيقة، وتبين حديثاً أنه أصاب في رصده إلى حدِّ دقيقة واحدة، وكذلك حدَّد طول السنة الشمسية رغم بدائية الآلات التي استخدمها فكانت نتائجه 365 يوما و5 ساعات و46 دقيقة و24 ثانية، وأخطأ بالنسبة للحسابات الحديثة بدقيقتين و22 ثانية فقط.
حقق البتاني مواقع كثير من النجوم وصحَّح بعض حركات القمر والكواكب السيارة، وخالف بطليموس بثبات الأوج الشمسي، وأقام الدليل على تبعيته لحركة المبادرة الاعتدالية، واستنتج من ذلك أنَّ معادلة الزمن تتغيَّر ببطء شديد على مر الأجيال، وأثبت على عكس ما ذهب إليه بطليموس بتغيّر القطر الزاوي الظاهري للشمس واحتمال حدوث الكسوف الحلقي، وعن أحوال خسوف القمر، ويعترف " نللينو" "بأن البتاني استنبط نظرية جديدة تشف عن كثير من الحذق وسعة الحيلة لبيان الأحوال التي يرى فيها القمر عند ولادته .. "، ونجد أن العالم كوبرنيكوس يستشهد كثيراً بأعمال البتاني في كتابه الشهير سنة 1530 وكذلك بأعمال العالم العربي الزرقالي.
اعتمد دنثورن سنة 1794 بتحديد تسارع القمر في حركته خلال قرن من الزمن، على نتائج أرصاد البتاني في الكسوف والخسوف (التي أجراها في الرقة وأنطاكية).
سجَّل البتاني بكتابه الشهير "الزيج الصابي" (يوجد نسخة منه في مكتبة الأسكوريال في إسبانيا ونسخة في مكتبة الفاتيكان) جداول تتعلق بحركة الأجرام التي اكتشفها بنفسه، كما يذكر الكواكب الثابتة حتى سنة 249 هجرية، ويقول "نللينو" رأيه في هذا الكتاب:" .. في هذا الزيج توجد أرصاد البتاني التي كان لها أثر كبير في علم الفلك وفي علم المثلثات الكروي، وبقي هذا الكتاب مرجعاً للفلكيين في أوروبا خلال القرون الوسطى وأوائل عصر النهضة.
ويصف العالم "بال" أعمال البتاني بقوله: إنَّ الزيج الصابي من أنفس الكتب، فقد وفِّق البتاني في بحثه عن حركة الشمس توفيقاً عجيباً.
ترجم الكتاب إلى اللاتينية "تيفوك" في القرن الثاني عشر باسم "علم النجوم"، ثم ترجم وطبع عدة مرات وبعدة لغات.
خاتمة: من خلال هذه العجالة السريعة نستطيع القول بأنّ البتاني علمٌ من أعلام الحضارة العربية الإسلامية الذين قدَّموا للبشرية نتاج عبقريتهم التي لا تقدَّر بثمن، والعالمة الألمانية "هونكه" من العلماء الذين قدَّروا مساهمات العلماء العرب في مسيرة الحضارة الإنسانية، وتقول بهذا الخصوص: "إنَّ الغرب بالتأكيد أخذ عن العرب أسس علم الفلك، وما يؤكد هذا الكلام الاستمرار باستعمال أسماء النجوم كما سمَّاها العرب وكذلك وجود أكثر من 160 مصطلحاً فلكياً باللغة العربية يستعملها الغربيون في علم الهيئة اليوم، نذكر منها: الثور ( Altaur)، الجدي ( Algedi)، الذنب ( Denab )، آخر النهر ( Acarnar)، الفرقدان ( Farcadin)، قلب الأسد ( Kalbehsit )، قلب العقرب ( Kalbolacrab)، الكوكب ( Kochab)، رأس الجوزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
( Rasalgeuse)، المركب ( Markab)، التنين ( Etanin )، الخابور ( Alchabor)، الدبة ( Dubhe)، الطائر ( Altair)، الفرس ( Alpherath)، الغراب ( Algorab)، الكور ( Alkor)، فم الحوت ( Famlhaut)، الواقع ( Wega)، بطن الحوت ( Baten-Kaitos)، رأس الغول ( Algol).
والتاريخ يؤكد بأن البتاني من الذين ساهموا في وضع أسس علم المثلثات الحديثة وعملوا على توسيع فهمها، ولا شك أن إيجاده لقيم الزوايا بطرق جبرية يبرهن على خصوبة قريحته، وعلى فهمه الواسع لبحوث الهندسة والجبر والمثلثات فهماً أنتج تلك الإبداعات العظيمة، والبتاني من أهم علماء العرب الذين طوروا علم الفلك ونقلوه من علم ممزوج بالخرافة والأوهام إلى علم يستخدم المنهج العلمي في سبيل تحقيق غرضه.
الموقع الاصلي:
http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=6712 (http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=6712)
بسم الله
أبو عبد الله البتاني (264 - 317هـ)
عالم رياضيات عربي عمل بالرياضيات وكافة العلوم.
ولد بتان من نواحي حران وقد عرفه الفرنجة باسم Albategni وقد عرف عندهم برصد الكواكب وقد عرفت أرصاده بدقتها كما اعترف له " هالي " الفلكي المشهور.
عكف البتاني على دراسة مؤلفات بطليموس وأصبح من البارزين في علم الهيئة. وخالف بطليموس في بعض آرائه وبين أسباب ذلك. ثم أدخل " الجيب " واستخدمه بدلاً من الوتر الذي استخدمه بطليموس. وضع البتاني ولأول مرة الجداول الرياضية لنظير الحماس. كما عرف معادلات المثلثات الكروية الأساسية.
من مؤلفاته القيمة:
- زيجة المغروف باسم زيج الصابي وهو أصح الأزياج.
- شرح أربع مقالات لبطليموس.
- كتاب تعديل الكواكب.
الموقع الاصلي
http://www.kmb.host.sk/sci.htm (http://www.kmb.host.sk/sci.htm)
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن ملكا
هو أبو البركات أوحد الزمان هبة الله بن علي بن ملكا، أو ملكان، اشتهر بالطب، توفي سنة 547 هجرية.
هو البركات أوحد الزمان هبة الله بن على بن ملْكا، أو مَلْكان، نسبة إلى بلد في العراق، فيها كان مولده، طبيب عالم مشهور من يهود العراق في أوائل القرن السادس الهجري. أسلم في أواخر حياته. وكانت وفاته في حدود السنة 547 هـ.
من آثار ابن ملكا (كتاب العبر) الذي طبع، وقد تناول ثلاثة أقسام: هي المنطق، والطبيعيات، والحكمة الإلهية. ومنها (مقالة في سبب ظهور الكواكب ليلاً واختفائها نهاراً)، كما له (اختصار التشريح)، (كتاب الأقراباذين)، (رسالة في العقل وماهيته).
الموقع الاصلي:
http://www.alnoor.info/Scientists/48.asp (http://www.alnoor.info/Scientists/48.asp)
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن البيطار
هو أبو محمد ضياء الدين عبد الله بن أحمد بن البيطار، المالقي الأندلسي، وهو طبيب وعشاب، ويعتبر من أشهر علماء النبات عند العرب. ولد في أواخر القرن السادس الهجري، ودرس على أبي العباس النباتي الأندلسي، الذي كان يعشب، أي يجمع النباتات لدرسها وتصنيفها، في منطقة اشبيلية
سافر ابن البيطار، وهو في أول شبابه، إلى المغرب، فجاب مراكش والجزائر وتونس، معشباً ودارساً وقيل أن تجاوز إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الروم، آخذاً من علماء النبات فيها. واستقر به الحال في مصر، متصلاً بخدمة الملك الأيوبي الكامل الذي عينه (رئيساً على سائر العشابين وأصحاب البسطات) كما يقول ابن أبى أصيبعة، وكان يعتمد علليه في الأدوية المفردة والحشائش. ثم خدم ابنه الملك الصالح نجم الدين صاحب دمشق
من دمشق كان ابن البيطار يقوم بجولات في مناطق الشام والأناضول، فيعشب ويدرس. وفي هذه الفترة اتصل به ابن أبي أصيبعة صاحب (طبقات الأطباء)، فشاهد معه كثيراً من النبات في أماكنه بظاهر دمشق، وقرأ معه تفاسير أدوية كتاب ديسقوريدس. قال ابن أبي أصيبعة: (فكنت آخذ من غزارة علمه ودرايته شيئاً كثيراً. وكان لا يذكر دواء إلا ويعين في أي مكان هو من كتاب ديسقوريدس وجالينوس، وفي أي عدد هو من الأدوية المذكورة في تلك المقالة)
وقد توفي ابن البيطار بدمشق سنة 646 هـ، تاركاً مصنفات أهمها: كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، وهو معروف بمفردات ابن البيطار، وقد سماه ابن أبي أصيبعة (كاتب الجامع في الأدوية المفردة)، وهو مجموعة من العلاجات البسيطة المستمدة من عناصر الطبيعة، وقد ترجم وطبع. كما له كتاب المغني في الأدوية المفردة، يتناول فيه الأعضاء واحداً واحداً، ويذكر طريقة معالجتها بالعقاقير. كما ترك ابن البيطار مؤلفات أخرى، أهمها كتاب الأفعال الغريبة، والخواص العجيبة، والإبانة والإعلام على ما في المنهاج من الخلل والأوهام
ومن صفات ابن البيطار، كما جاء على لسان ابن أبي أصيبعة، أنه كان صاحب أخلاق سامية، ومروءة كاملة، وعلم غزير. وكان لابن البيطار قوة ذاكرة عجيبة، وقد أعانته ذاكرته القوية على تصنيف الأدوية التي قرأ عنها، واستخلص من النباتات العقاقير المتنوعة فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا طبقها، بعد تحقيقات طويلة. وعنه يقول ماكس مايرهوف: (أنه أعظم كاتب عربي ظهر في علم النبات)
الموقع الاصلي
http://muslimscience.8m.com/olma/7.htm (http://muslimscience.8m.com/olma/7.htm)(/)
ومضات على طريق علماء الاسلام (ابن النفيس)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 11:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن النفيس
هو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم المعروف بابن النفيس، وأحياناً بالقرْشي نسبة إلى قَرْش، في ما وراء النهر، ومنها أصله. وهو طبيب وعالم وفيلسوف، ولد بدمشق سنة 607 هـ وتوفي بالقاهرة سنة 687 هـ
درس الطب في دمشق على مشاهير العلماء، وخصوصاً على مهذّب الدين الدخوار. ثم نزل مصر ومارس الطب في المستشفى الناصري، ثم في المستشفى المنصوري الذي أنشأه السلطان قلاوون. وأصبح عميد أطباء هذا المستشفى، وطبيب السلطان بيبرس، وكان يحضر مجلسه في داره جماعة من الأمراء وأكابر الأطباء
قيل في وصفه أنه كان شيخاً طويلاً، أسيل الخدين، نحيفاً، ذا مروءة. وكان قد ابتنى داراً بالقاهرة، وفرشها بالرخام حتى ايوانها. ولم يكن متزوجاً فأوقف داره وكتبه وكل ما له على البيمارستان المنصوري
وكان معاصراً لمؤرخ الطب الشهير ابن أبي أصيبعة، صاحب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء)، ودرس معه الطب على ابن دخوار، ثم مارسا في الناصري سنوات. ولكن ابن أبي أصيبعة لم يأت في كتابه على ذكر ابن النفيس، ويقال أن سبب هذا التجاهل هو خلاف حصل بينهما. غير أن لابن النفيس ذكراً في كثير من كتب التراجم، أهمها كتاب (شذرات الذهب) للعماد الحنبلي، و (حسن المحاضرة) للسيوطي، فضلاً عن كتب المستشرقين أمثال بروكلمن ومايرهوف وجورج سارطون وسواهم.
لم تقتصر شهرة ابن النفيس على الطب، بل كان يعد من كبار علماء عصره في اللغة، والفلسفة، والفقه، والحديث. وله كتب في غير المواضيع الطبية، منها: الرسالة الكاملية في السيرة النبوية، وكتاب فاضل بن ناطق، الذي جارى في كتاب (حي بن يقضان) لابن طفيل، ولكن بطريقة لاهوتية لا فلسفية
أما في الطب فكان يعد من مشاهير عصره، وله مصنفات عديدة اتصف فيها بالجرأة وحرية الرأي، إذا كان، خلافاً لعلماء عصره، يناقض أقوال ابن سينا وجالينوس عندما يظهر خطأها. أمّا كتبه فأهمها: المهذّب في الكحالة (أي في طب العيون)، المختار في الأغذية، شرح فصول أبقراط، شرح تقدمة المعرفة، شرح مسائل حنين بن اسحق، شرح الهداية، الموجز في الطب (وهو موجز لكتاب القانون لابن سينا)، شرح قانون ابن سينا، بغية الفِطن من علم البدن، شرح تشريح القانون الذي بيّن أن ابن النفيس قد سبق علماء الطب إلى معرفة هذا الموضوع الخطير من الفيزيولوجيا بحيث أنه وصف الدوران الرئوي قروناً قبل عصر النهضة
الموقع الاصلي:
http://muslimscience.8m.com/olma/51.htm (http://muslimscience.8m.com/olma/51.htm)
الدكتور/ سليمان قطاية
فرنسا
كان كتاب " القانون " لابن سينا يعتبر كتاباً مدرسياً يعتمده كل الأساتذة في دارس الطب العربية الكثيرة التى كانت منتشرة في أرجاء الأمبراطورية الإسلامية. وكانت المدارس هذه في البيمارستانات.
ورغم أن الكثيرين اعترضوا على هذا الكتاب وانتقدوه كما فعل ابن زهر الذي كان يفضل الأرجوزة عليه، أو عبد اللطيف البغدادي الذي كان يعتبره عبثاً استطاع التخلص منه. بل أيضاً الطبيب السويسري باراسيلزس Paracelse (1493- 1541) براكلسوس الذي أحرقه، مع كتب أخرى، في مدينة بال في سويسرا حيث كان يدرس الطب، فكان جزاؤه طرده من جامعتها.
أقول: رغم كل الانتقادات فقد ظل الكتاب يتمتع بمكانة عالية ويدرس حتى القرن الثامن عشر، إذ كانت آخر كلية ... تعتمده كلية مدينة " توفان " في بلجيكا، بل لا يزال حتى الآن يقرأ ويطبق في الشد من قبل الأطباء الذين يزاولون هناك ما يسمى بالطب اليونانى.
ورغم أن القانون كتاب معجزة استطاعت عبقرية ابن سينا أن تسكب كل المعلومات الطبية في ذلك الزمان في قالب منطقي راح إلا أنه لا شك كتاب معقد صعب على الطالب المبتديء. فكان لا بد للأساتذة أن يشرحوا غوامضه، ويكشفوا صعوباته. لذا فقد كثرت مختصرات وموجزات وشروح القانون.
لذا فقد كثرت مختصرات وموجزات وشروح القانون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما اشتهر ابن النفيس (1211 - 1288 م) كعالم وأستاذ اضطر هو أيضاً أن يشرح القانون وأن يكتب موجزاً له. شرح الكليات، ثم شرح التشريح. ويقوله في ذلك (1) "وقد رتبناه (أي شرح الكليات) على ترتيب القانون، إلا في فني التشريح الأقراباذين فإنا رأينا أن نجمع الكلام في التشريح في كتاب واحد. ونرتبه بعد الكلام في مباحث بقية الكتاب الأول من كتب القانون، والمعروف الكليات.
وهكذا فقد تناول ابن النفيس بالشرح ما جاء في الكتاب الأول والثالث من كتاب القانون والسبب أن ابن سينا قسم التشريح إلى قسمين:
الأول: ما يمكننا تسميته بالتشريح العام أي: الهيكل العظمي، العضلات، الأعصاب ... الخ.
الثائي: التشريح الخاص. أي تشريح كل عضو على حدة، وذلك قبل الخوض في سرد ووصف أمراض هذا العضو.
وهكذا كان كتاب " شرح تصريح القانون " لابن النفيس وهو أيضاً مقسم إلى قسمين الأول: يتناسب من شرح ما جاء في الكتاب الأول من القانون والثاني: ما جاء في الكتاب الثالث من القانون.
والواقع أن الكتاب نقد وتعليق على ما جاء من معلومات تشريحية في كتاب القانون وهو نقد موجه إلى كل من جالينوس وابن سينا بل لكل من كتب في التشريح قبل ابن النفيس إذ أنه ينتقد المشرحين أحياناً دون أن يذكر أسماءهم.
نعتمد أن ابن سينا لم يمارس التشريح إلا لماماً في حين يحتوي كتاب "شرح التشريح ". على الكثير من المعلومات الجديدة، بالإضافة إلى النقد العلمي الموضوعي الصحيح، لشيء الذي يدل على أن ابن النفيس قد مارس التشريح.
والغريب والجدير بالذكر أيضاً أنه يقول (2) " إن جملة عضلات البدن خمسمائة وتسع وعشرون عضلة، وتفصيلها تعرفه مما قلناه في كتابنا الذي نعمله في الطب مع استقصاء الكلام فى هيئات العضلات ومنافعها وأوتارها ومبادئها وكذلك نستقصي هناك الكلام في جميع فن التشريح كما ينبغي. فإن كلامنا فيه، في هذا الكتاب أكثره موجز ".
إذن: فله كلام مفصل في التشريح في كتاب آخر لعله كتاب " الشامل " الذي يقال إنه ألفه في بضع مئات من الأجزاء والمبيض منها ثمانون حينما وافته المنية. كذلك فإن بعض أجزائه موجود في مكتبة جامعة كامبريدج بإنجلترا بخط يده تنتظر الباحث العالم لينفض عنها الغبار ويقدم للعالم ثمرة عبقرية هذا العالم العربي المسلم.
والواقع: إن الحديث عن كتاب شرح التشريح طويل وطويل جداً، ولقد أنهيت تحقيقه، وأنا في صدد تأليف كتاب برمته عنه.
لذلك: اختصر موضوعي، لسبب ضيق الوقت، على مناقشة فكرة هامة ألا وهى: هل شرح ابن النفيس جثة الإنسان أم لا؟ لقد اتخذ الجواب على هذا السؤال وجهات نظر ثلاثة:
الأولى: تنكر قيام ابن النفيس، والعلماء العرب المسلمين بأي عمل تشريحي كان.
الثائية: تقول إنه شرح، ولكن شرح الحيوان فقط كما فعل جالينوس.
والثالثة: تقول إن ابن النفيس شرح جثة الإنسان.
من المدافعين عن وجهة النظر الأولى: المستشرق ماكس مايرهوف (1874 - 1945): إذ يقول (3) " كانت الشريعة الإسلامية في أول ظهورها تبيح دراسة العلوم إطلاقاً، ويمكننا القول منذ أن ظهر المعلم الديني الشهير الغزالي (1111م). فصاعداً حل الاضطهاد الديني لهذه الدراسات محل السماح بها بزعم أنها تؤدي إلى الشك في الاعتقاد بأصل العالم بوجود الخلاق".
ولكنه يعود فيعترف بأنه " وإن لم يكن هذا الموقف كافياً لمنع ظهور علماء مفكرين أحرار، فمما لا شك فيه، أنها كانت عاملاً مهما جداً في خنق أصوات أولئك المفكرين ".
يؤكد مايرهوف إذن في كلمته هذه:
ا- أن الشريعة الإسلامية نفسها لم تمنع دراسة العلوم إطلاقاً. والحقيقة أنه لا يوجد في مصدري الشريعة الإسلامية: أي القرآن والسنة ما يمنع تشريح جثة الإنسان بقصد علمي.
2 - إن السبب الهام في نقد الدراسات العلمية هو ظهور الغزالي وتعاليمه. صحيح أن الغزالي أصدر كتاب" تهافت الفلاسفة " ولكن الحرية التي كان يتمتع بها العلماء جعلت ابن رشد يرد عليه مباشرة في كتابه " تهافت التهافت " ابن رشد (1126 ــ 1198) الذي كان فيلسوفاً وطبيباً أيضاً، وهو الذي يقول في كتابه فصل المقال (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
" إن الموجودات إنما تدل على الصانع لمعرفة صنعها وأنه كلما كانت المعرفة بصنعها أتم، كانت المعرفة بالصانع أتم. وكان الشرع قد ندب إلى اعتبار الموجودات وحث عام ذلك، فبين أن ما يدل عليه هذا الاسم إما واجب بالشرع، وإما مندوب إليه ".
والمعروف قول ابن رشد " من زاول التشريح ازداد- إيماناً ".
3 - ورغم ذلك، على ما يقول مايرهوف، فلم تمنع تعاليم الغزالي من ظهور علماء مفكرين أحرار ... أمثال ابن النفيس.
والواقع أن فكرة تحريم تشريح الجثة الإنسانية فكرة شعبية عامية نابعة عن الاحترام الشديد للأجداد وللموتى ولا علاقة لها بالدين الحنيف، الشيء الذي نجده في مناقشة جرت بين كلوت بك ( Kloot Bek) طبيب محمد علي الكبير، الذي أنشأ مدرسة أبي زعبل الطبية فأراد تشريح الجثث لتعليم التشريح للطلاب، فاعترض عليه البعض. فذهب إلى أكبر علماء الدين في ذلك الوقت الشيخ العروسي. وقد سجل كلوت بك المناقشة التى جرت بينهما في مذكراته، ويتبين بوضوح أن سبب منع تشريح الجثث هو الخوف من إثارة عواطف العامة إذ يقول (5) " وأعتقد أنني رأيت في تردده (أي تردد الشيخ) الخوف من الاصطدام بمعتقدات قديمة أكثر من شكه في فكر مقتنع نصف اقتناع. والذي أكد لي هذه الفكرة، أنني توصلت إلى الحصول على موافقته الخفية لتدريس التشريح، ولكنه أخذ مني عهداً بأن لا أفعل ذلك إلا باحتراس وسرية).
وأجد شخصياً، تماثلاً غريباً، وتطابقاً شديداً ما بين موقف الشيخ العروسي وموقف ابن النفيس، فهما يوافقان على تشريح الجثة إنما " باحتراس وسرية " وذلك " خيفة الاصطدام بمعتقدات قديمة".
وهذا هو السبب الذي جعل ابن النفيس يقول في مقدمة كتابه شرح التشريح " وقد صدنا عن مباشرة التشريح وازع الشريعة، وما في أخلاقنا من رحمة " (2).
والمعروف أن المؤلف يكتب مقدمة كتابه بعد الانتهاء من تأليفه. ولربما لاحظ ابن النفيس أن ما جاء في كتابه كان دليلاً على مزاولته التشريح، فوجد أنه من الأفضل والأنسب أن ينفى عنه التهمة من البداية فكتب هذه الجملة، خاصة أن القلائل هم الذي سيقرؤون الكلام برمته، ولأن النسخ منه قليلة.
ولقد استند ما يرهوف وشاخت وغيرهما على هذه الجملة لنفي قيام ابن النفيس بالتشريح إطلاقاً.
إلا أن قراءة الكتاب تنفي ما جاء في هذه الجملة فلذلك عندما قرأ ما يرهوف الصفحات التي وصف فيها ابن النفيس تشريح القلب ودوران الدم في الرئتين لم تواته الجرأة للاعتراف بل قال بأن هذا الاكتشاف جاء نتيجة " فرضية سعيدة " (6) Heurouse Hypothese رأي افتراضي نظري تطابق مع الحقيقة صدفة. وقال شاخت Schacht إنه وصل إليها عن طريق الاستنتاج المجرد (7) أي عن طريق المناقشة النظرية فحسب.
ولنعد الآن إلى كلام ابن النفيس في تشريح القلب " ولكن ليس بينهما (أي بين بطيني القلب) منفذ، فإن جرم القلب هناك سميك ليس فيه منفذ ظاهر كما ظن جماعة، ولا منفذ غير ظاهر، يصلح لنفوذ الدم كما ظن جالينوس، فإن مسام القلب هناك مستحصفة وجرمه غليظ " (2).
ولا أريد الاسترسال فيما جاء في الكتاب عن القللب وتشريحه فهو معروف جداً واذكر هنا كلمة لثارل ليشتانتيلر أستاذ تاريخ الطب في لوزان وهامبورغ " لا يمكن لأحد أن يصف هذا الوصف إلا إذا وضع اصبعه ضمن تجاويف القلب " (8).
وفي المقطع التالي يكشف ابن النفيس عن نفسه إذ يقول " وقولهم (أي من سبقه من الأطباء والمشرحين) أنهم شرحوا وأبصروا الأمر على ما ذكروه مما لا يوقع عندي ظناً، فضلاً عن جزم. فكثيراً ما رأيت الأمر على خلاف ما ادعوا أنهم صادفوه بالتشريح الذي يدعون أنه تكرر لهم كثيراً (2).
فهو هنا يؤكد جازماً على أنه رأى الأمر على " خلاف " ما قالوه في التشريح (وأعتقد أن كلمة تشريح هنا تعني تسليخا ( Dissection) .
هنا ينبري الفريق الثاني من الباحثين أمثال الزميل الدكتور الأستاذ/ عبد الكريم شحادة، أو الدكتور أمين أسعد خير الله، فيقول: إن ابن النفيس قد شرح، ولكن شرح الحيوان فقط (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان جالينوس قد قام بهذا العمل ووضع كتبه في التشريح حسبما وجد عند الحيوان فيقول (9) " إن هيئة أبدان الحيوان التي يمكن أن نتعرف على أعضائها بالتشريح معرفة صحيحة ترى كأنها قريبة من هيئة بدن الإنسان على أن منها ما يسبق الظن إليه بأن طبعه بعيد عن طبع الناس بكثير بمنزلة أنواع الطيور وأنواع الأسماك والحيات والدود والزنابير والبق ".
أي أنه إذاً شرح الحيوانات القريبة الشبه من الإنسان أيضاً. لذلك نرى جالينوس يؤكد أن ما يصفه من تشريح هو إنساني فيقول (10) " من أجل الإنسان، لأنه من أجله كتبنا هذا الكتاب، هدفنا شرح بنيته .. ويقول أيضاً (10) أما الإنسان الذي من أجله كان هدف مقالتنا هذه وأيضاً (10) "وقد نتحدث ذات يوم عن الحيوانات الأخرى. أما الإنسان الذي كرسنا كتابنا هذا له " والكتاب المقصود هو منافع الأعضاء الذي ترجمه حنين بن إسحاق. ويقول في الكتاب نفسه (11). "ليس في نيتي أن أشرح عدد الفصوص (الرئات) الموجودة عند كل الحيوانات لأنني في الواقع لم أذكر إطلاقاً بنية أي عضو من أعضائها (أي الحيوانات) إلا في حالات الضرورة. وكنقطة انطلاق لشرح أعضاء الإنسان. وإذا لم توافنا المنية فسوف نتعرض ذات يوم لبنية الحيوانات مع تشريح دقيق لكل جزء من أجزائها، وكما نعرضه الآن بالنسبة لبنية الإنسان ".
وكمثل على مزاولة ابن النفيس تشريح الحيوان نقده لجالينوس ولابن سينا فيما يتعلق بوجود عظم في القلب.
يقول جالينوس (12) " إن العظم الذي يعتقد البعض أنه موجود فقط في الحيوانات الكبيرة وليس عند كل الحيوان، هو موجود عند الأخرى أيضاً. رغم أنه في بعض الأحيان ليس عظماء تاماً بل أقرب إلى الغضروف".
ويكرر ابن سينا هذا القول (13) فيضيف " وقد وجد في قلب الحيوانات الكبيرة الجثة عظم، خصوصاً في الثيران، وهذا العظم مائل إلى الغفروفية وأكبره وأعظمه مع زيادة صلابة هو ما يوجد في قلب الفيل ".
وكان جالينوس قد ذكر قلب الفيل فقال (14) " ذبح فيل عظيم في روما، منذ فترة ليست بالبعيدة، واجتمع عدد كبير من الأطباء حوله ليدرسوا تشريح هذا الحيوان، وليعرفوا فيما إذا كان القلب ذا رأس أو رأسين، جوف أو جوفين أو ثلاثة. وكنت قبل تشريحه أؤكد لهم أنهم سيجدون التشريح نفسه الموجود عند الحيوانات التي تتنفس الهواء الشيء الذي برهن عليه التشريح. ووجدت أيضاً وبسهولة عظم القلب ".
إلا أن ابن النفيس يرد على الاثنين ويكذبهما فيقول (2) " إن هذا الكلام لا يصح. وذلك لأن أسفل القلب ليس البتة عظم يلاقيه لأن موضعه في محيط الصدر وليس هناك البتة عظم وإنما العظام في محيط الصدر لا عند موضع القلب ".
ظن إذن المدافعون عن فكرة تشريح ابن النفيس للحيوان أن هذا المقطع ربما يؤكد فكرتهم.
ولكن إذا عدنا إلى الحقيقة: فالواقع أنه لا يوجد ما يشبه العظم في قلوب الحيوان إلا في حالات شاذة اعتبرت خطأ قاعدة. وهكذا يقول كوفيير Cuvier (15) أكبر علماء الحيوان الفرنسيين " إلا أن هذا العظم لا يوجد عند كل أفراد الحيوان من الجنس نفسه، ومن النوع نفسه فهو ليس إلا شذوذ عضوياً عن قاعدة "!!؟
أما الفريق الثالث، وأنا منهم، والدكتور حداد أيضاً، فهو يعتقد أن ابن النفيس شرح جثة الإنسان.
وكتاب لشرح التشريح مليء بالأمثلة، نقتطف منها البعض للدلالة، ليس للحصر.
يقول جالينوس (16) " يصل الدم إلى الدماغ نفسه في القسم الذي يسميه البعض الدماغ المقدم عبر الأم الجافية التي تقسم الدماغ إلى قسمين متساويين في الخط المتوسط ".
ويرد ابن النفيس على هذا القول (2) " إن الروح الحيواني ينفذ أولاً إلى البطين المؤخر ثم ينفذ بعد ذلك إلى البطينين الآخرين، وهيئة التشريح تصدق ذلك، وتكذب قولهم فإن نفوذ الشرايين إلى داخل القحف معلوم أنه لا يكون من البطين المقدم " وهذا صحيح كل الصحة.
مثل آخر: كان القدماء يعتبرون الأعصاب القحافية سبعة ويبدأونها بالعصب البصري، إذ كانوا لا يعتبرون العصب الشمي عصباً بل جزءاً من الدماغ. وكان الزوج الخامس بالنسبة لهم هو في الواقع مجمل العصب الوجهي (حسب الترقيم الحديث) مع العصب السحجي (الثامن) أي أن هذين العصبين كانا بالنسبة للقدماء عصباً واحداً هو الزوج الخامس.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الزوج السادس فهو مجمل الأعصاب الثلاثة: اللساني البلعومي (التاسع) اللهوي (العاشر) والشوكي (الحادي عشر) والثلاثة تشكل عصباً واحداً هو الزوج بالنسبة للقدماء.
يقول ابن سينا (17) " وأما الزوج السادس فإنه ينبت من مؤخر الدماغ متصلاً بالخامس مشدوداً معه بأغشية وأربطة كأنهما عصبة واحدة، ويخرج الثقب الذي في منتهى الدرز اللامي، وقد انقسم قبل الخروج ثلاثة أجزاء، ثلاثتها تخرج من ذلك الثقب معاً ".
وإذا فسرنا هذا الكلام إلى اللغة العلمية المعاصرة كان معناه: إن العصب التاسع والعاشر والحادي عشر تنبت من المحور العصبي وهي مرتبطة مع العصب السابع والثامن بأغشية وأربطة كأنها كلها أي مجمل الأعصاب الخمسة عصب واحد، يخرج من الثقبة الخلفية الممزقة بعد أن ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
ينتقد ابن النفيس هذا الكلام فيقول (2) 9 قوله: (أي قول ابن سينا) متصلاً بالخامس مشدوداً معه بأغشية وأربطة، إني إلى الآن لا أعرف لهذا الاتصال حكمة، بل لم أتحقق من صحته: فإن منشأ هذا الزوج خلف منشأ الخامس، ومخرجه خلف مخارجه، فلم يتقدم حتى يرتبط بالخامس ثم يتأخر يخرج ".
وهو نقد صحيح كل الصحة.
ولنلاحظ قوله " لم أتحقق من صحته " أي أنه بحث وفتش فلم يجد هذا الكلام صحيحاً. أو بكلمة أخرى: إنه شرح تلك المنطقة فاكتشف خطأ ابن سينا وجالينوس.
ولا أعتقد أن الوصف هذا يمكن أن ينطبق على دماغ الخروف، كما يطرأ لبعض على الاعتقاد بأن ابن النفيس شرحه ولم يشرح جثة الإنسان.
مثال آخر:
يقول جالينوس (18) في تشريح الأقنية الصفراوية " ... سترى (عند التسليخ القناة التي تجري من حويصل الصفراء إلى بداية الأثنى عشر تحت البواب بقليل، وفي بعض الحيوان سترى النقطة التي تتضخم فيها نهاية المعى الدقيق حول البواب ... وفي الوقت نفسه سترى قناة صغيرة تذهب أسفل مع الوريد الذاهب إلى الاثني عشر يتجه إلى الأسفل ... ).
ويكرر ابن سينا فيضيف " .. وهذا المجرى (أي القناة الصفراوية) تتصل أكثر شعبه بالاثني عشر وربما اتصل شىء صغير منه بأسفل المعدة، وربما وقع الأمر بالضد، فصار الأكبر المتصل بالوعاء الأغلظ بأسفل المعدة والأصغر إلى الاثني عشري.
وإذا عدنا إلى كتاب اندريا فيزاليوس (19) (1514 - 1064) Vesalius A. الذي يعتبره الغرب مؤسس علم التشريح لوجدناه يقع في الخطأ نفسه.
كذلك فعل ليوناردو فنشى يخا رسومه (20) (1452 - 1519)
كرروا كلهم ما قاله جالينوس، إلا أنهم وقعوا جميعاً في الخطأ ... ما عدا ابن النفيس الذي يقول " منتقداً جالينوس الذي ادعى أن (2) " المرارة ينفذ منها إلى الأمعاء مجرى آخر تنفذ منه الصفراء إلى تجاويف الأمعاء. وهذا لا محالة باطل، فإن المرارة شاهدناها مراراً ولم نجد فيها ما ينفذ لا إلى المعدة ولا إلى الأمعاء ".
وكلامه هذا هو الحق. لقد صحح ابن النفيس خطأ جالينوس قبل المشرحين الغربيين بعدة قرون.
مثل آخر أيضاً: التقاطع الصليبي للعصب النوري.
يقول جالينوس (21) في وصفه " العصبة (أي العصب البصري) التي منشؤها من الجانب الأيمن من الدماغ تصير إلى العين اليمنى. والعصبة التي منشؤها من الجانب الأيسر من الدماغ تصير إلى العين اليسرى ... ".
ولكن ابن النفيس بعد أن يستعرض كلامه يعلق عليه بقوله " وفي الحقيقة إنه لشيء كذلك "21) بل " ينفذ إلى العضو الذي إليه على غير الاستقامة ".
الخلاصة
إن ما ذكرته من أمثلة ليس إلا غيضاً من فيض. وكتاب شرح التشريح مليء بالانتقادات والملاحظات والمشاهدات في تشريح كل أعضاء الجسم تقريباً: العظام، والعضلات، والأحشاء، وأعضاء الحواس ... الخ.
وكل مثل ضربته يستحق وحده دراسة مفصلة واسعة والذي نستطيع أن نقوله ونؤكده.
ا- أن ابن النفيس قد شرح جثة الإنسان إنما خفية خيفة غضب العامة، لذا وضعت في سيناريو الفيلم عن ابن النفيس مشهداً يؤكد ذلك.
2 - إن ما قدم حتى الآن من بحوث حول ما اكتشفه ابن النفيس في التشريح اقتصر على الدورة الدموية الصغرى والواقع أن له اكتشافات كثيرة أخرى: كالأقنية الصفراوية، والمريء، والمعدة ... الخ.
3 - إن كتاب شرح التشريح، كما قال ابن النفيس نفسه، مختصر موجز لآرائه ويجب أن تستمر البحوث للكشف عن مؤلفاته الأخرى وتحقيقها ونشرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - أعتقد أدن عبقرية ابن النفيس إن لم تكن متفوقة على عبقرية ابن سينا والرازى، فهي لا تقل عنهما أو ربما جاوزتهما في ميدان الاكتشاف والإبداع. ويبدو أن ابن النفيس قال: والله لولا علمي أن كتبي ستقرأ ألفي سنة بعد مماتي لما كتبتها " وأظن أنه لم يخطيء لأننا سنظل فترة طويلة نعمل على دراسة آثاره ومؤلفاته ونجد فيها الجديد والجدي دوماً.
المر ا جع
أ- اسكندر: البير زكي- دليل المخطوطات الطبية العربية في معهد الويلكم (بالإنجليزية) ص: 397.
2 - ابن النفيس: علاء الدين- شرح التشريح- النسخة المحققة د. سلمان قطاية- ص: 296.
3 - جمهرة من المستشرقين تحت إشراف سيرتوماس ارنولد: تراث الإسلام- دار الطليعة بيروت- 1972 - ص: 483.
4 - ابن رشد: فلسفة ابن رشد- دار الآفاق الجديدة- بيروت 978 1. ص: 13 - 4 1.
5 - كلوت بك: أنطوان- مذكرات- تحت إشراف- جاج تاجر- القاهرة 1948 ص: 71 - 72
6 ــ CHEHADE ABDUL KARIM, IBN An- Nafis paris 1952 p. 44
7 ــ شاخت وبوزورت: تراث الإسلام- ترجمة: د: محمد زهير الجهوري عالم المعرفة- الكويت- القسم الأول- ص: 84 - 86.
8 ــ
C. LICHTENTEILER. Histoire de la Meoucine- Flammarions- Paris 1979- XQ Conference.
10 ــ جالينوس: منافع الأعضاء- ترجمة حنين بن إسحاق- المكتبة بباريس مخطوطة رقم: 2853 - المقالة الرابعة عشر.
11 - جالينوس. منافع المقالة السادسة.
2 1 -
Galen. On Anatomical Orocedures- The Wellcome Institute- London- 1956 - Book VII-P.186 13- ابن سينا: الحسيني بن عبد الله- القانون- طبعة بولاق أوفست بغداد- بلا تاريخ- ج 2 - صح: 262.
14 - المصدر رقم (10): المقالة السادسة.
5 1 - CUVIER. Legons dAbatomic Comparee, Tome VI- P.292
6 1- المصدر رقم Book IX- Chapter II- P. 229.:
17- المصدر رقم (13) ج ا- ص: 56.
8 1 - المصدر رقم (2 1) Book VI- P,764
9 1- 2- VESALIUS. Andrea- DE HUMANI CORPORI FABRICA IV Edition, P.336. DEVINCI, Leonard- Dessins Anatomiques- Presentation, P Huard- Dacosta- Paris _ P.305
21- جالينوس: كتاب التشريح لجالينوس- ترجمة حنين بن اسحاق محطوطة المكتبة الوطنية بباريس رقم: 2851 المقالة العاشرة
الموقع الاصلي
http://www.islamset.com/arabic/aisc/nafis/KTAYH.html (http://www.islamset.com/arabic/aisc/nafis/KTAYH.html)
http://www.copts.net/forum/images/misc/progress.gif
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 11:57]ـ
ابن النفيس .. مكتشف الدورة الدموية
د. عبد الحفيظ الحداد
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد .. فإن مسيرة الحضارة في تاريخنا الإسلامي قد بلغت شأوا عظيماً وحققت إنجازات باهرة وسطع في سمائها نجوم لا زالت قوافل العلماء تهتدي بمعارفهم ومختلف الشعوب تنتفع بخبراتهم.
ومن تلك الشخصيات الفذة ابن النفيس الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة للأسباب التالية:
1. تقديم صورة عملية لالتزام المسلمين بالمنهجية العلمية القائمة على التحقيق والضبط والجدية والإنصاف.
2. تقديم برهان من واقع تاريخنا المجيد على خطأ ما يتوهمه البعض من أنه بعد صدر الخلافة العباسية (لا يوجد عالم واحد من المسلمين قد تميز بالتمكن في مجال من مجالات العلوم الكونية)، وفارس برهاننا هنا طبيب عظيم من أعيان القرن السابع الهجري.
3. تنبيه المسلمين للحذر من تصديق أكاذيب وافتراءات الأعداء الذين يتنكرون للواقع ويعملون على طمس الحقائق والوقائع ومن ذلك أنهم ينسبون اكتشاف الدورة الدموية للانكليزي هارفي أو للإسباني سافيتوس مع أن مكتشفها هو طبيبنا المسلم ابن النفيس.
4. البرهنة الواقعية على أن العلماء المسلمين لم يتوقفوا عند حد قراءة علوم غيرهم وتمثل معارفهم بل إنهم أبدعوا أشياء جديدة وابتكروا أموراً عديدة في كل تخصص فأثروا بذلك مسيرة المعرفة الإنسانية ودفعوها في اتجاه سعادة البشرية جمعاء.
5. وسنرى في شخصية ابن النفيس البرهان على إمكانية محافظة الإنسان على تنفيذ مستلزمات التدين في أداء عملي متسق بدون إفراط ولا تفريط.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن هو ابن النفيس الذي نترجم له في هذه الصفحات؟ وما هي ميزاته؟ وما أبرز نشاطاته؟ وهل كان له منهج متميز. وهل خلف لنا آثاراً علمية رفد بها مسيرة تراثنا الخالد؟ هذا ما نجد الإجابة عليه في هذه الأسطر، وبالله التوفيق.
أولاً: نشأته ومعالم شخصيته
هو أبو الحسن علاء الدين ابن أبي الحزم المعروف بابن النفيس القرشي، طبيب عربي مسلم وفيلسوف وفقيه ولغوي، ولد عام 607هـ في دمشق وتوفي بالقاهرة 687هـ، ولقد نشأت في دمشق ودرس الطب على يد مهذب الدين الدخوار أشهر أطباء عصره وكذلك تتلمذ على عمران الإسرائيلي ومارس الطب ببراعة ونجاح ثم حضر إلى القاهرة زمن الملك الكامل الأيوبي والقاهرة آنئذ مركز العلوم والفنون وبلد إشعاع فكري، فمارس الطب هناك، ثم إن السلطان بيبرس اختاره طبيباً خاصاً له فأصبح عميداً للمستشفى المنصوري، بل عميداً للأطباء في مصر، مع مزاولته مداواة المرضى في داره الفارهة والتي كان يقال عنها: لا مثيل لها، بل إن هذه الدار بما فيها وقفها على البيمارستان المنصوري.
كان ابن النفيس رجلاً طويل القامة نحيل الجسم جم الذكاء واسع المعرفة متضلعاً في مختلف العلوم مستقيماً في كل الشؤون عاش قرابة ثمانين سنة قضاها في طاعة الله مؤدياً أمانة دينه حكيماً في مزاولة مهنة الطب، ثم إنه عرف بطول البال ولين الجانب وعزف عن الزواج لكي يتفرغ للعلم وأهله، ولقد كان باحثاً من الطراز الممتاز ألف في الطب كما ألف في علوم أخرى مثل المنطق والفلسفة واللغة والبيان والحديث وأصول الفقه، وكان واثقاً من نفسه متمكناً في ما يقول، واضح العبارة سهل الأسلوب، وكان يتمتع بشجاعة أدبية، مع حسن سيرة وطيب عشرة، حاضر البديهة يغلب عليه الهدوء مع الاتزان، والتنزه عما لا يليق والحكمة في التصرفات، يروى أنه مرض في آخر عمره فوصف له النبيذ فرفض أن يأخذه قائلاً: (لا ألقى الله وفي بطني شيء من الخمر).
ثانياً: منهجه العلمي والمسلكي:
لقد تميز ابن النفس بأصالة الرأس واستقلال الفكر واعتماد المنهج التجريبي في إثبات الحقائق العلمية: من رصد، ومشاهدة، ومقارنة، وملاحظة، وإجراء تجارب، كما أنه كان يؤمن بحرية القول وضرورة الاجتهاد، وكان لا يتردد في نقد أخطاء كبار الأطباء السابقين كجالينوس وابن سينا وغيرهم، كما كانت طريقته في العلاج تعتمد على تنظيم الغذاء أكثر من استخدام الأدوية، ثم إنه كان يفضل الأدوية المفردة على المركبة ولذلك يقول الدكتور محمد أمين فرشوخ: (وابن النفيس كان يخضع أبحاثه لمنهج علمي واضح، فقد درس أعمال من سبقه من العلماء والأطباء قبل أن يحكم على غير السليم منها ويعتمد الجيد لبناء نظريات جديدة، وقد اهتم بالظواهر والعوامل المؤثرة في جسم الإنسان أكثر من اهتمامه بالطب العلاجي، لذلك يمكننا اعتباره عالماً محققاً، بل كان رائداً في علم وظائف الأعضاء، مع تسجيلنا إنجازاته التي سبق بها عصره، كما أنه كان الأول فيمن كتب في أصول الفقه وعلم الطب.
ثالثاً: بعض صفات ومآثر ابن النفيس في الطب
- كانت طريقته في معالجة المرضى تعتمد على تنظيم الغذاء أكثر من الاعتماد على الأدوية والعقاقير.
- كان ذا أفق رحيب علمياً، وتفكير شامل ونشاط مستمر في التجارب.
- ويذكر الدكتور عامر النجار عنه ما يؤكد أنه: (كان عالماً بالتشريح حاذقاً بهذا الفن على الرغم من أنهم زعم أنه لم يمارس التشريح بوازع الشريعة والرحمة – فكتاباته العلمية الدقيقة عن التشريح تؤكد دقته به).
- وأما عن غزارة علمه فتحدثنا الدكتورة زيغريد هونكة فتقول: (ويروي الرواة أنه كان كتب كتبه دون الرجوع إلى أي مرجع وكأنه سيل عرم متدفق، وبينما كان مرة في أحد حمامات القاهرة التي بلغت عدداً جاوز 1200 وهو منهمك في دلك جسمه بصابون زيت الزيتون النقي إذ به يخرج فجأة من حوض الحمام إلى القاعة الخارجية ويطلب ورقاً وريشة وحبراً ويبدأ في كتابة رسالته عن النبض حتى إذا ما انتهى منها رجع ثانية إلى الحمام وكأن شيئاً لم يحدث.
- كان يحفظ كتاب القانون لابن سينا عن ظهر قلب، ولذلك كان يلقي المحاضرات عن جالينوس وعن ابن سينا دون أي سابق تحضير، ولقد قال بخصوص كتبه التي ألفها: (لو لم أكن واثقاً من أن كتبي ستعيش بعدي مدة عشرة آلاف سنة لما كتبتها).
(يُتْبَعُ)
(/)
- نبوغه في فن المداواة من خلال جدارة ومهارة مسلكية منقطعة النظير حتى قيل عنه بأنه كان موسوعة في المعرفة تمشي على قدمين.
- أصالة تفكيره حيث كان يخضع ما يقرؤه للنظرة النقدية الممحصة.
- بل إنه كسر طوق التقيد بالطرق الموروثة عن السابقين ودعا إلى التحرر من هيمنة الأفكار التي ظهر فسادها في الوقت الذي كان غيره يرهب من انتقادها أو مخالفتها.
- أمانته العلمية وإنصافه وعدم تنكره لفضل العلماء الآخرين وقد كان يقول بصدد مخالفته لابن سينا: (خالفناه في أشياء يسيرة ظننا أنها من أغاليط النساخ).
- جمعه بين مختلف العلوم بشكل منسجم لا تفاوت فيه.
رابعاً: اكتشاف ابن النفيس للدورة الدموية
لقد تتبع ابن النفيس مسار الدم في العروق ولاحظ سريانه في الجسد لذلك فإنه قد استطاع – ولأول مرة في التاريخ – وصف الدورة الدموية فكان بذلك هو المكتشف الأول لها قبل سيرفيتوس الأسباني وهارفي الانكليزي، ولقد أثبت ابن النفيس أن الدم ينقى في الرئتين، فقد اهتدى إلى أن تجاه الدم ثابت وأنه يمر من التجويف القلبي الأيمن إلى الرئة حيث يخالط الهواء، ومن الرئة عن طريق الشريان الوريدي – الوريد الرئوي – إلى التجويف الأيسر، فالدم يأتي غليظاً من الكبد إلى التجويف الأيمن حيث يلطف ثم يمر من الشريان الوريدي إلى الرئة حيث ينقسم إلى قسمين: قسم رقيق يصفى في مسام الشريان الرئوي. وقسم غليظ يتبقى في الرئة عن طريق القصبة الهوائية ويدخل الشريان الوريدي – الوريد الرئوي – عبر جدارها النحيف ثم يصل الدم الرقيق المخلوط بالهواء إلى التجويف الأيسر حيث تتكون الروح التي ترج منه إلى الأورطة فالشرايين فالأنسجة، وأما غذاء القلب فيكون عن طريق أوعية خاصة تمر في صميم عضلة القلب.
خامساً: قصة فضح الفرية التي تنسب اكتشاف الدورة الدموية لهارفي وغيره
من المؤسف أن يردد بعض كتاب المسلمين والمنتسبين للعربة كذب أعدائنا حيث يذكرون أن هارفي الانجليزي أو سيرفيتوس الإسباني قد اكتشفا الدورة الدموية حيث إن هذا الكذب قد استمر قروناً ثلاثة إلى أن قبض الله من يفضح الكذب ويصحح الخطأ.
ها هو الطالب المصري محي الدين التطاوي قد جاء إلى مدينة فرايبورغ في ألمانيا ليدرس الطب هناك وأثناء متابعته مسيرة أبحاثه اكتشف مخطوطة لابن النفيس تثبت بدون شك أن سيرفيتوس وهارفي قد استقوا المعلومات التي نحلوها لأنفسهم وظهر للعالم على أنهم قد اكتشفوا الدورة الدموية، لذلك فقد اطلع الطبيب أساتذته على اكتشافه هذا مظهراً لهم النصوص من واقع مخطوطة ابن النفيس وهم بدورهم أرسلوا تلك النصوص العربية المقتبسة من كتاب ابن النفس – بعد أن أخرجوا من مكتبة الدولة كل المخطوطات القديمة وأشبعوها بحثاً وتنقيحاً ومقارنة – إلى زميلهم المستشرق الألماني مايرهوف نزيل القاهرة يسألونه عن رأيه في ادعاء الطبيب المصري، وأذهل الاكتشاف مايرهوف فأبلغ زملاءه بصحة ما ذهب إليه تلميذهم التطاوي وأرسل بالخبر إلى المؤرخ الكبير، سار ثم على جناح السرعة فأدرجه في نهاية كتابه الذي كان يعده وهو مقدمة في تاريخ العلم ثم أثبته في الطبعة الثانية من كتاب دائرة المعارف الإسلامية فتأكد الحق، وهو أن ابن النفيس هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى. ثم إنه قد أثبت مؤرخ الطب الفرنسي بي ني وتلميذه الدكتور عبد الكريم شحادة أن سيرفيتوس قد اطلع على ترجمة كلام ابن النفيس فأفاد منها وتكلم عنها دون أن يذكر أنه استقاها من كلام ابن النفيس. وكذلك فعل هارفي عندما نقل عنه هذا الاكتشاف، ولكن لم يشر إلى مصدره الذي هو ابن النفيس.
فكم من فارق بين أمانة المسلمين عندما نقلوا علوم غيرهم فلم ينتحلوا لأنفسهم المعلومات التي استقوها وبين خيانة الذين كانوا يعبون الحقائق العلمية التي خلفها أجدادنا ثم ينسبونها إلى أنفسهم وكفى بها خيانة).
إن مستشرقة أوربية قامت بتكذيب ذلك حيث قالت عن ابن النفيس إنه: (أول من نفذ ببصره إلى أخطاء جالينوس ونقدها ثم جاء بنظرية الدورة الدموية. لم يكن مارفيتوس الأسباني ولا هارفي الانكليزي بل كان رجلاً عربياً أصيلاً من القرن الثالث عشر الميلادي، وهو ابن النفيس الذي وصل إلى هذا الاكتشاف العظيم في تاريخ الإنسانية وتاريخ الطب قبل هارفي بأربعمائة عام، وقبل سارفيتوس بثلاثمائة عام).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المدهش جداً أن مجلة عربية تصدر في بلد عربي مسلم ويدعي القائمون عليها أنهم يلتزمون الموضوعية وينشدون التقدم يم ينشرون في مجلتهم صدى أكاذيب أعدائنا فيساهمون بذلك في طمس معالم الحق وترويج الهراء والإفك ويا للأسف.
سادساً: أهم أعمال ومنجزات ابن النفيس
1 - معرفة تركيب الرئة والأعوية الشعرية وشرح حقيقة الحويصلات الرئوية على الوجه الصحيح.
2 - فهم وظائف الرئتين والأوعية الدموية التي بين القلب والرئتين وبذلك خالف فهم ابن سينا، ومن قبله أرسطو، كما يؤكد ذلك د. عبد الله الدفاع.
3 - اكتشاف الدورة الدموية الصغرى وباكتشافها قضى على خطأ جالينوس السابق في هذه القضية.
4 - فهم وظائف الشرايين الإكليلية وتصحيح الخطأ الذي مفاده أن تغذية القلب من البطين الأيمن وبالتالي فهو أول من اكتشف الدورة الدموية في الشرايين الإكليلية وبذلك صحح خطأ آخر كان سائداً من (أن أوردة الرئة فيها هباب وهو رأي جالينوس).
5 - شرح حقيقة تجدد الدم بالهواء من الرئتين خلافا لما كان سائداً من رأس جالينوس في هذه القضية.
6 - كشفه الاتصال بين أوردة الرئتين وشرايينها حيث إن ذلك يكمل رسم صورة الدورة الدموية ضمن الرئة.
7 - وكما أشرنا في الفقرة (5) فإنه قد سبق إلى تصحيح خطأ جالينوس فقرر أن الشرايين في الرئة تحتوي الدم وليس فيها هباب.
8 - اكتشف غلظ جدران أوردة الرئتين بشكل اكثر من شرايينهما.
9 - جزمه بعدم وجود فتحة بين البطينين في اقلب خلافاً لرأي جالينوس.
وملاحظة التدرج بالمداواة من المفرد إلى المركب عند الاقتضاء.
11 - فهم علاقة العين بالدماغ وأنها (ألة للبصر وليست باصرة).
سابعاً: أهم مؤلفات ابن النفيس
(علماً بأن الدكاترة فروخ وحلاق في كتابهم: تاريخ العلوم عند العرب أوصلوها لـ24 مؤلفا). إلا أننا نكتفي بالقول:
لعل أهم مؤلفات ابن النفيس تلك الموسوعة التي بدأ بتأليفها في علوم الطب وكان من المتوقع أن تبلغ ثلاثمائة جزء. ولكن المنية عاجلته ولم يتم منها إلا كتابة ثمانين جزءاً فقط، وكما ذكر د. عبد الحليم المنتصر فإن اسم هذا الكتاب – الموسوعة – هو: (الشامل)، والجزء الذي أنجزه منه وبيضه ثمانون سفراً، هو الأن وقف بالبيمارستان المنصوري في القاهرة).
ونشير هنا إلى أن أهم مؤلفات ابن النفيس هي:
1 - الشامل في الطب والموجود منه ثمانون جزءاً.
2 - شرح القانون وهو عدة أسفار، والمقصود بالقانون كتاب ابن سينا.
3 - موجز القانون وهو اختصار لكتاب ابن سينا (القانون).
4 - كتاب شرح تقدمة المعارف، وكتاب التقدمة هو لأبقراط.
5 - كتاب تشريح القانون، وفيه وصف للرئة.
هذا وعلى الله القصد، والحمد لله رب العالمين.
الموقع الاصلي
http://www.nooran.org/O/10/10-9.htm (http://www.nooran.org/O/10/10-9.htm)
http://www.copts.net/forum/images/misc/progress.gif(/)
بالفيديو: فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد العريفي .. يكشف حقيقة صوفية حضرموت .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 04:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/alarefe_2.gif
حلقة مميزة من برنامج ضع بصمتك الذي بث في قناة اقرأ للشيخ الدكتور / محمد بن عبدالرحمن العريفي
وعنوان الحلقة ((التوحيد)) والتي كانت يوم الجمعة الموافق 21/ 4/1430هـ
تحدث فيها عن التوحيد وسلط الضوء على دعاء الأموات وغيرها من الأمور التي تنحر التوحيد
ونقل لنا مشاهد حية للحال المزري التي وصلت إليه صوفية حضرموت وكيفية تعليم عوام المسلمين على الشرك بالله والتعلق بأصحاب القبور وبناء التوابيت وغيرها من البدع والخرافات
ونحن بموقع صوفية حضرموت نهدي لكم هذه الحلقة المميزة
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/alarefe.jpg
ويُكثر الصوفية من كتابة المناقب والكرامات لمشايخهم، والفائدة من ذلك أنه يقوي اعتقاد العامة في هؤلاء المشايخ، فتكثر الزيارات لقبورهم، وتكثر القرابين التي تُقرب لأصحاب المشاهد، والمستفيد الأول من هذه القرابين هم السدنة، وغالباً ما يكون هؤلاء السدنة من أحفاد المترجم له أو من أقاربهم، فيتقاسمون هذه القرابين بينهم، وأحياناً يحصل اختلافات في تقسيمها، فيتنازعون ويتلاعنون ويتعاركون ويتحاكمون إلى غيرهم في ذلك، وصدق الله حيث يقول: {يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله} [التوبة: 34] .. !!
شاهدوا الصور لتعلموا ان التوابيت والأضرحة لم تعمل إلا لأكل اموال الناس بالباطل
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/alarefe_3.jpg
..:: لمشاهدة الحلقة على موقع مشاهد:: ..
http://www.mashahd.net/images/logo-ar.gif
http://www.mashahd.net/playlist.php?plid=603
..:: لتحميل الحلقة كاملة حجم الحلقة 101 م:: ..
رابط مباشر من سيرفر الموقع
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/imovie.gif (http://www.soufia-h.com/soufia-h/video/alarefe.wmv)
http://www.soufia-h.com/soufia-h/video/vo1/alarefe.wmv
روابط اخرى للتحميل
روابط مباشرة
http://www.archive.org/download/alar...-h/alarefe.wmv
http://ia301521.us.archive.org/0/ite...-h/alarefe.wmv (http://ia301521.us.archive.org/0/items/alarefe_soufia-h/alarefe.wmv)
روابط أخرى
http://ifile.it/y4krfz9
http://openfile.ru/272154/
http://gettyfile.ru/290239/
http://gettyfile.ru/290240/
http://gettyfile.ru/290243/
http://gettyfile.ru/290245/
http://gettyfile.ru/290246/
http://gettyfile.ru/290248/
http://gettyfile.ru/290250/
http://gettyfile.ru/290252/
http://gettyfile.ru/290255/
http://gettyfile.ru/290258/
http://gettyfile.ru/290265/
http://gettyfile.ru/290270/
http://gettyfile.ru/290276/http://www.axifile.com/?2044473
http://www.badongo.com/vid/1102052
http://depositfiles.com/files/ofvs0n2uk
http://depositfiles.com/files/20q1q865f
http://gettyfile.ru/290279/
http://depositfiles.com/files/7xlaviegb
http://depositfiles.com/files/i9uakembx
http://depositfiles.com/files/lkvxgkiii
http://depositfiles.com/files/rj07ftwjq
http://depositfiles.com/files/qb3ee90cq
http://depositfiles.com/files/bi5cvfckx
http://depositfiles.com/files/3qzq4obwa
http://depositfiles.com/files/aa4db2utj
http://depositfiles.com/files/gfmga9szs
http://depositfiles.com/files/l7db0z30c
http://depositfiles.com/files/akgwv10lm
http://depositfiles.com/files/6s4qefjo5
http://depositfiles.com/files/ldshg7gjc
http://www.fileflyer.com/view/y5Js1Ak
http://www.fileflyer.com/view/5ILEJCh
http://www.fileflyer.com/view/5xlc8A8
http://www.fileflyer.com/view/O8tm9Bq
http://www.fileflyer.com/view/yD54VAE
http://www.fileflyer.com/view/DOPFjAb
http://www.fileflyer.com/view/PgAGXBg
http://www.fileflyer.com/view/zMswZAQ
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.fileflyer.com/view/G1AutAq
http://www.fileflyer.com/view/MWUYhAE
http://www.fileflyer.com/view/iBeKwAV
http://www.fileflyer.com/view/mVsZPAj
http://www.fileflyer.com/view/mVsZPAj
http://www.fileflyer.com/view/pH89JC7
http://www.fileflyer.com/view/5NZlDBW
http://www.fileflyer.com/view/WD2oJCQ
http://www.fileflyer.com/view/BKbisAO
http://www.fileflyer.com/view/XTyeVBk
http://www.fileflyer.com/view/lYQVUBF
http://www.fileflyer.com/view/60DhBCc
http://www.fileflyer.com/view/1xnCtBS
http://www.fileflyer.com/view/rx4X9A3
http://www.fileflyer.com/view/156UAA2
http://www.fileflyer.com/view/KPz5tBC
http://www.fileflyer.com/view/uLigRAm
http://www.fileflyer.com/view/fNxryAc
http://www.fileflyer.com/view/4OrkKAz
http://www.fileflyer.com/view/CG9lfAd
http://www.fileflyer.com/view/FjMg4Ag
http://www.fileflyer.com/view/2FYYZAM
http://www.fileflyer.com/view/XIKcGAe
http://www.fileflyer.com/view/mb7lJBA
http://www.fileflyer.com/view/8HaxeBC
http://www.fileflyer.com/view/bYsgwAR
http://www.fileflyer.com/view/8V6tQCT
http://www.files.to/get/646723/fi3ozuowq7
http://www.files.to/get/646724/og055lsyf6
http://www.files.to/get/646731/i3rn33sgzg
http://www.files.to/get/646733/kaiy6el837
http://www.files.to/get/646732/a4t20ul9zr
http://www.files.to/get/646736/22rzjhq7oq
http://www.files.to/get/646739/2fyxykuujl
http://www.files.to/get/646741/ut9e6w8aiv
http://www.files.to/get/646745/kw1g6pa9x3
http://www.files.to/get/646790/ki59nworl9
http://www.files.to/get/646794/hfddu8kxsr
http://www.files.to/get/646795/5vxchhrbr8
http://www.files.to/get/646797/luc429r5z5
http://www.files.to/get/646800/tgsesm2t2p
http://www.files.to/get/646805/1rsqvshn3y
http://www.files.to/get/646808/b0leyepdes
http://www.files.to/get/646812/4uwr1qhjtu
http://www.files.to/get/646809/v9w2s4qkg5
http://www.files.to/get/646811/sd9qr6rta8
http://www.files.to/get/646812/4uwr1qhjtu
http://www.load.to/VGk39CSJdK/alarefe.wmv
http://www.zshare.net/video/5927190766a36454/
http://www.zshare.net/video/59259922c698fbd7/
http://www.zshare.net/video/5927068452002278/
http://www.zshare.net/video/5927069980f820a5/
http://www.zshare.net/video/59270712b9d3846f/
http://www.zshare.net/video/59270742947db530/
http://www.zshare.net/video/592707982624bf2b/
http://www.zshare.net/video/59270891c55347ab/
http://www.zshare.net/video/59270997bc376510/
http://www.zshare.net/video/592710184658e3b5/
http://www.zshare.net/video/592710864627e87f/
http://www.zshare.net/video/592712085f5d86da/
http://www.zshare.net/video/59271287dada6a4f/
http://www.zshare.net/video/59271315d4285e2c/
http://www.zshare.net/video/592714466deedf08/
http://www.zshare.net/video/59271464f67ae87f/
http://www.zshare.net/video/592714893c812502/
http://www.zshare.net/video/59271515b8ff11cf/
http://www.zshare.net/video/592715354ccfbc3f/
http://www.zshare.net/video/5927156800b19185/
http://www.zshare.net/video/5927158661b58d9b/
http://www.zshare.net/video/59271882eae87966/
http://www.zshare.net/video/59271617ad0fbba6/
http://www.zshare.net/video/592716925f43c1ed/
http://www.zshare.net/video/5927166174078b8d/
http://www.egoshare.com/download.php?id=EB0236975
http://www.egoshare.com/download.php?id=C5F7C3398
http://www.egoshare.com/download.php?id=B3DE782D34
http://www.egoshare.com/download.php?id=E472F8C036
http://www.egoshare.com/download.php?id=E60525D925
http://www.egoshare.com/download.php?id=223D7E3C36
http://www.egoshare.com/download.php?id=13CEF16127
http://www.egoshare.com/download.php?id=B553E9B83
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.egoshare.com/download.php?id=21069D2E25
http://www.egoshare.com/download.php?id=35AF203A31
http://www.egoshare.com/download.php?id=14271CFE30
http://www.egoshare.com/download.php?id=E3B05EE534
http://www.egoshare.com/download.php?id=A51CB88631
http://www.egoshare.com/download.php?id=6DEEAE8A19
http://www.egoshare.com/download.php?id=0C68D0838
http://www.egoshare.com/download.php?id=F6EB80FF8
http://www.egoshare.com/download.php?id=6101924436
http://www.egoshare.com/download.php?id=5CA5DB5C3
http://www.egoshare.com/download.php?id=E7DE743834
http://www.egoshare.com/download.php?id=831F8E5924
http://www.uploadstube.de/download.php?file=626492
http://www.uploadstube.de/download.php?file=830648
http://share-now.net/files/185550-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185551-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185552-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185553-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185556-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185554-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185558-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185557-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185559-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185560-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185561-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185562-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185563-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185565-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185564-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185566-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185568-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185569-alarefe.wmv.html
http://share-now.net/files/185555-alarefe.wmv.html
http://www.filefactory.com/file/agd9g2c/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9g30/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9g5h/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9g4c/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9g48/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9hbf/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9g6e/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9g94/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9hb4/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9g7f/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9hc1/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9g8h/n/alarefe_wmv
http://www.filefactory.com/file/agd9hc6/n/alarefe_wmv
http://rapidshare.com/files/226440690/alarefe.wmv.html
http://rapidshare.com/files/226465403/alarefe.wmv.html
http://www.2shared.com/file/5516733/...3/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516733/867de3a3/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516737/...a/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516737/811027ba/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516743/...4/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516743/c93c7564/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516752/...3/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516752/a72074b3/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516757/...c/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516757/d74a803c/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516768/...e/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516768/6cd8ce6e/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516780/...2/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516780/fc806bd2/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516785/...d/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516785/8cea9f5d/alarefe.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.2shared.com/file/5516799/...7/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516799/9c47e237/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516806/...2/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516806/d66603d2/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516815/...9/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516815/56746329/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516821/...3/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516821/7a34f4f3/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516825/...a/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516825/7d5930ea/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516828/...7/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516828/3e84c57/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516834/...d/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516834/1345313d/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516838/...6/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516838/1af37d16/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516847/...0/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516847/c50df640/alarefe.html)
http://www.2shared.com/file/5516859/...6/alarefe.html (http://www.2shared.com/file/5516859/3baeea06/alarefe.html)
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=119595
http://g.zhubajie.com/urllink.php?id...iuiw6k3itskwh z (http://g.zhubajie.com/urllink.php?id=4991519kuiuiw6k 3itskwhz)
http://www.filesend.net/download.php...923f9ebb570ad3 (http://www.filesend.net/download.php?f=7a4738bc3cac92f 687923f9ebb570ad3)
http://www.filesend.net/download.php...0e5646ae1cc37a (http://www.filesend.net/download.php?f=7d66e7ccad14bb2 4d50e5646ae1cc37a)
http://www.filesend.net/download.php...4518657a453a33 (http://www.filesend.net/download.php?f=6ba6529af82dd6c 2e74518657a453a33)
http://www.filesend.net/download.php...6dc0d488e888ed (http://www.filesend.net/download.php?f=24419dfb4735f78 03a6dc0d488e888ed)
http://www.filesend.net/download.php...dc47ac9e32b221 (http://www.filesend.net/download.php?f=626dc4b8a5fb205 ebcdc47ac9e32b221)
http://www.filesend.net/download.php...f580b60ab55b1b (http://www.filesend.net/download.php?f=0af16e4adf6819a 7e1f580b60ab55b1b)
http://www.filesend.net/download.php...ca20b9352eba49 (http://www.filesend.net/download.php?f=be361a1eb5e52dd 4bbca20b9352eba49)
http://www.filesend.net/download.php...63323ee955400a (http://www.filesend.net/download.php?f=edd942ed618152b 25263323ee955400a)
http://www.filesend.net/download.php...9ebdc81e4731a0 (http://www.filesend.net/download.php?f=4102199a2a2b5be 1639ebdc81e4731a0)
http://www.filesend.net/download.php...0af3c07b203ca6 (http://www.filesend.net/download.php?f=06a57d4f2dea6c0 6c10af3c07b203ca6)
http://www.filesend.net/download.php...a9450394041740 (http://www.filesend.net/download.php?f=c70bbc1d54da951 55ba9450394041740)
http://www.filesend.net/download.php...63f3f6c41c4092 (http://www.filesend.net/download.php?f=9430de639f9ad93 f2063f3f6c41c4092)
----------------------------------------------
جودة mp4
http://www.archive.org/download/alar...refe_512kb.mp4
http://ia301521.us.archive.org/0/ite...refe_512kb.mp4 (http://ia301521.us.archive.org/0/items/alarefe_soufia-h/alarefe_512kb.mp4)
----------------------------------------------
جودة ogv
http://www.archive.org/download/alar...-h/alarefe.ogv
http://ia301521.us.archive.org/0/ite...-h/alarefe.ogv (http://ia301521.us.archive.org/0/items/alarefe_soufia-h/alarefe.ogv)
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
نكشف الحقائق الغائبة للباحثين عن الحقيقة
حقوق النسخ لكل مسلم بشرط ذكر المصدر(/)
شاهد بالفيديو: ضلالات وشركيات الشيخ الصوفي/ عبدالقادر السقاف .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 04:50]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
شاهد بالفيديو ضلالات وشركيات الشيخ الصوفي عبدالقادر السقاف
http://ia301520.us.archive.org/3/items/skaaf-soufia-h/skaaf.gif?cnt=0
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
قد يتعجب البعض من كلام عوام صوفية حضرموت ومن غلوهم في الأموات وأعطاهم كل شيء من الخلق والتصرف بالكون وغيرها الكثير من الخزعبلات الفاضية والضلالات الشركية .. !!
وقد يقولوا هذه تصرفات فردية لعوام الصوفية .. أما علمائهم فينكرون ما يفعله هؤلاء العوام عند القبور وغيرها .. !!
وأقول لا تتعجبوا من كلام المتصوفة لو عرفتم من هم مشايخهم الذين تتلمذوا على أيديهم لزال عنكم العجب .. !!
شاهدو المقطع .. فالمقطع ليس لصوفي عامي أو داعية صوفي متحمس .. !!
بل المقطع لشيخ يعتبرة صوفية حضرموت وصوفية الحجاز قطب من الأقطاب وهو الشيخ الصوفي "عبدالقادر السقاف" ولكي تعلموا مدى ضلال هذا الرجل شاهدوا المقطع المرئي وهو يستغيث ببعض الأموات ويطلب منهم الشفاء والرزق ويقول أن علمائه كانوا يطلعون على اللوح المحفوظ وغيرها الكثير من الطوام والشركات .. وهذا العبارات أطلقها أمام حشد كبير بمقبرة من مقابر تريم وعلى رأس هؤلاء المتواجدين علي الجفري وعمر بن حفيظ .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. !!
يقول "عبد القادر السقاف" بالمقطع ((ونحن جينا مستمدين طالبين راجين أن يقبلونا على ضعفنا وأن لايردونا وان تتحقق قواعد لا إله إلا الله عندنا كما تحققت، عندكم، عندهم أربطوا أنفسكم بهاو أجعلوها عدة ودخيرة واجعلوها طريقة لكم تنجون بها وتتصلون بهؤلاء السادة كم من واحد يتصل بأهل البرازخ وهو جالس في مكانه وفي منزله)) .. !!
ولبيان فساد ماتقدم اقرأ قوله تعالى {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} فاطر22 .. !!
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الأعراف194 .. !!
ويقول أيضأ "عبد القادر السقاف" ((جينا قاصدين وجينا مستمدين ولنا عطايا ولا نشهد لنا طريق غيرهم ولا نشهد لنا مدد إلا بواسطتهم ولا نريد من احد مدد إلا إن كان بواسطة أهل هذه الضرائح وبواسطة هؤلاء الرجال الكبار سادتنا ورجالنا وأئمتنا)) .. !!
وأقول أين هم من الله سبحانه وتعالى القائل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة186 .. !!
ويقول أيضا بالمقطع: ((كنا نشاهد رجال وندرس ونحضر مع رجال وكنا نحضر في الأخير مع الحبيب علوي بن عبدالله الشهاب بن شهاب الدين وكأن الأشياء تتمثل أمامه أمور الغيب كأنه يقرأها قراءة واحد يقرأ سطر سطر سطر سطر والسبب في ذلك نور البصيرة، نوروا بصائركم بلا إله إلا الله واحيوا قلوبكم بذكر بلا إله إلا الله واستغنوا بذكر لا إله إلا الله، حضرنا مع الحبيب عبدالله بن عمر حضرنا مع الحبيب عبدالله بن عيدروس حضرنا مع الحبيب عبدالله بن علوي الحبشي حضرنا مع سيدي الوالد حضرنا مع الحبيب حسين بن عبدالله الحبشي حضرنا مع رجال كبار حضرنا مع الحبيب عبدالله بن شيخ مع الحبيب عبدالباري بن شيخ، وكلهم يشاهدون ويقرؤون ويعرفون ويكتبون ويمّلون من خزائن الغيب ويستمدون من الغيب الأعلى)) .. !!
ولبيان فساد ماتقدم اقرا قوله تعالى {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} الأنعام59 .. !!
وقال تعالى {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} النمل65 .. !!
هذا هو حال هذا الشيخ الصوفي ونعوذ بالله من هذا الضلال، هذا بعض ما قاله بالمقطع ومن أراد الزيادة يشاهد المقطع المرفق .. !!
والسؤال المهم لو كان هذا هو معتقد مشايخهم وأقطابهم فما بال العامة منهم ومن طلبوا العلم على أيديهم .. !!
(يُتْبَعُ)
(/)
نسأل الله الهداية لصوفية حضرموت .. !!
:: لمشاهدة المقطع::
.... :: لتحميل المقطع:: ..
:: روابط مباشرة::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/video/vo1/skaaf.wmv (http://www.soufia-h.com/soufia-h/video/vo1/skaaf.wmv)
http://www.archive.org/download/skaa...ia-h/skaaf.wmv (http://www.archive.org/download/skaaf-soufia-h/skaaf.wmv)
http://ia301521.us.archive.org/3/ite...ia-h/skaaf.wmv (http://ia301521.us.archive.org/3/items/skaaf-soufia-h/skaaf.wmv)
http://www.archive.org/download/saka...amot/skaaf.wmv (http://www.archive.org/download/sakaf-hadramot/skaaf.wmv)
http://ia301543.us.archive.org/2/ite...amot/skaaf.wmv (http://ia301543.us.archive.org/2/items/sakaf-hadramot/skaaf.wmv)
http://www.archive.org/download/soufia-sakaf/skaaf.wmv (http://www.archive.org/download/soufia-sakaf/skaaf.wmv)
http://ia301538.us.archive.org/3/ite...akaf/skaaf.wmv (http://ia301538.us.archive.org/3/items/soufia-sakaf/skaaf.wmv)
http://www.archive.org/download/hadr...ia-h/skaaf.wmv (http://www.archive.org/download/hadramot-sakaf-soufia-h/skaaf.wmv)
http://ia301519.us.archive.org/0/ite...ia-h/skaaf.wmv (http://ia301519.us.archive.org/0/items/hadramot-sakaf-soufia-h/skaaf.wmv)
http://www.archive.org/download/souf...akaf/skaaf.wmv (http://www.archive.org/download/soufia-h-hadramot-sakaf/skaaf.wmv)
http://ia301530.us.archive.org/2/ite...akaf/skaaf.wmv (http://ia301530.us.archive.org/2/items/soufia-h-hadramot-sakaf/skaaf.wmv)
http://www.archive.org/download/souf...akaf/skaaf.wmv (http://www.archive.org/download/soufia-hadramot-sakaf/skaaf.wmv)
http://ia301531.us.archive.org/3/ite...akaf/skaaf.wmv (http://ia301531.us.archive.org/3/items/soufia-hadramot-sakaf/skaaf.wmv)
http://www.archive.org/download/souf...af-h/skaaf.wmv (http://www.archive.org/download/soufia-sakaf-h/skaaf.wmv)
http://ia301536.us.archive.org/2/ite...af-h/skaaf.wmv (http://ia301536.us.archive.org/2/items/soufia-sakaf-h/skaaf.wmv)
:: روابط غير مباشرة::
http://ia301520.us.archive.org/3/items/skaaf-soufia-h/skaaf.gif?cnt=0
http://www.2shared.com/file/6376387/d1c5a8d/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376387/d1c5a8d/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376415/379f966d/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376415/379f966d/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376420/6cd83121/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376420/6cd83121/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376444/3def52be/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376444/3def52be/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376455/53f35369/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376455/53f35369/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376457/bdfd3245/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376457/bdfd3245/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376471/66a8f5f2/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376471/66a8f5f2/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376475/61c531eb/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376475/61c531eb/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376482/7839b887/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376482/7839b887/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376489/efeb610f/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376489/efeb610f/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376498/81f760d8/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376498/81f760d8/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376508/51f7b1a6/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376508/51f7b1a6/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376653/b9142232/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376653/b9142232/skaaf.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.2shared.com/file/6376664/c5de452/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376664/c5de452/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376670/122b110a/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376670/122b110a/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376678/1cf09938/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376678/1cf09938/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376680/95b30dc5/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376680/95b30dc5/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376682/7bbd6ce9/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376682/7bbd6ce9/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376694/8bc5f89d/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376694/8bc5f89d/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376709/2574555e/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376709/2574555e/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376728/6045074a/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376728/6045074a/skaaf.html)
http://www.2shared.com/file/6376773/8ae02a87/skaaf.html (http://www.2shared.com/file/6376773/8ae02a87/skaaf.html)
http://www.zshare.net/video/615998061c28b077 (http://www.zshare.net/video/615998061c28b077)
http://www.zshare.net/video/61599829a5a5ac23 (http://www.zshare.net/video/61599829a5a5ac23)
http://www.zshare.net/video/615998398e7f7478 (http://www.zshare.net/video/615998398e7f7478)
http://www.zshare.net/video/61599866512c9792 (http://www.zshare.net/video/61599866512c9792)
http://www.zshare.net/video/615998958c0f396e (http://www.zshare.net/video/615998958c0f396e)
http://www.zshare.net/video/615999079c3237f9 (http://www.zshare.net/video/615999079c3237f9)
http://www.zshare.net/video/61599928d491774e (http://www.zshare.net/video/61599928d491774e)
http://www.zshare.net/video/6159996834d53a0a (http://www.zshare.net/video/6159996834d53a0a)
http://www.zshare.net/video/615999827d13a966 (http://www.zshare.net/video/615999827d13a966)
http://www.zshare.net/video/616000002946604f (http://www.zshare.net/video/616000002946604f)
http://www.zshare.net/video/61600024c85596a4 (http://www.zshare.net/video/61600024c85596a4)
http://www.zshare.net/video/61600038bdb3e3c3 (http://www.zshare.net/video/61600038bdb3e3c3)
http://www.zshare.net/video/61600052d5f950e8 (http://www.zshare.net/video/61600052d5f950e8)
http://www.zshare.net/video/616000652967dd49 (http://www.zshare.net/video/616000652967dd49)
http://www.zshare.net/video/616000831f5c1f42 (http://www.zshare.net/video/616000831f5c1f42)
http://www.zshare.net/video/616001098d820b11 (http://www.zshare.net/video/616001098d820b11)
http://www.zshare.net/video/6160014157f40daa (http://www.zshare.net/video/6160014157f40daa)
http://www.fileflyer.com/view/xoqQFAy (http://www.fileflyer.com/view/xoqQFAy)
http://www.fileflyer.com/view/nciBgBn (http://www.fileflyer.com/view/nciBgBn)
http://www.fileflyer.com/view/l5O1rAb (http://www.fileflyer.com/view/l5O1rAb)
http://www.fileflyer.com/view/zB8haBB (http://www.fileflyer.com/view/zB8haBB)
http://www.fileflyer.com/view/lOdclBy (http://www.fileflyer.com/view/lOdclBy)
http://www.fileflyer.com/view/0qM3EBt (http://www.fileflyer.com/view/0qM3EBt)
http://www.fileflyer.com/view/m5Z8LAI (http://www.fileflyer.com/view/m5Z8LAI)
http://www.fileflyer.com/view/YOPAUAW (http://www.fileflyer.com/view/YOPAUAW)
http://www.fileflyer.com/view/G7FyYAe (http://www.fileflyer.com/view/G7FyYAe)
http://www.fileflyer.com/view/eGoVtAo (http://www.fileflyer.com/view/eGoVtAo)
http://www.fileflyer.com/view/ZZeLfBP (http://www.fileflyer.com/view/ZZeLfBP)
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.fileflyer.com/view/z2VcqAZ (http://www.fileflyer.com/view/z2VcqAZ)
http://www.fileflyer.com/view/MayldB7 (http://www.fileflyer.com/view/MayldB7)
http://www.fileflyer.com/view/9qOEDAK (http://www.fileflyer.com/view/9qOEDAK)
http://www.fileflyer.com/view/B6GI7AF (http://www.fileflyer.com/view/B6GI7AF)
http://www.files.to/get/711536/w3enw7igkq (http://www.files.to/get/711536/w3enw7igkq)
http://www.files.to/get/711538/0ereaa674f (http://www.files.to/get/711538/0ereaa674f)
http://www.fileflyer.com/view/KS5gSCX (http://www.fileflyer.com/view/KS5gSCX)
http://gettyfile.ru/326582/ (http://gettyfile.ru/326582/)
http://gettyfile.ru/326584/ (http://gettyfile.ru/326584/)
http://gettyfile.ru/326587/ (http://gettyfile.ru/326587/)
http://gettyfile.ru/326589/ (http://gettyfile.ru/326589/)
http://gettyfile.ru/326590/ (http://gettyfile.ru/326590/)
http://gettyfile.ru/326591/ (http://gettyfile.ru/326591/)
http://gettyfile.ru/326592/ (http://gettyfile.ru/326592/)
http://gettyfile.ru/326559/ (http://gettyfile.ru/326559/)
http://www.sendspace.com/file/zm7i4w (http://www.sendspace.com/file/zm7i4w)
http://www.sendspace.com/file/velj2y (http://www.sendspace.com/file/velj2y)
http://www.sendspace.com/file/s7muc0 (http://www.sendspace.com/file/s7muc0)
http://www.sendspace.com/file/z6vjgo (http://www.sendspace.com/file/z6vjgo)
http://www.sendspace.com/file/gsy1fg (http://www.sendspace.com/file/gsy1fg)
http://www.sendspace.com/file/wzn167 (http://www.sendspace.com/file/wzn167)
http://www.sendspace.com/file/4kykrm (http://www.sendspace.com/file/4kykrm)
http://www.sendspace.com/file/yikf76 (http://www.sendspace.com/file/yikf76)
http://www.sendspace.com/file/30ludy (http://www.sendspace.com/file/30ludy)
http://www.sendspace.com/file/pznx7e (http://www.sendspace.com/file/pznx7e)
http://www.sendspace.com/file/ncbse1 (http://www.sendspace.com/file/ncbse1)
http://www.sendspace.com/file/sg0eo6 (http://www.sendspace.com/file/sg0eo6)
http://depositfiles.com/files/ec9iuefuc (http://depositfiles.com/files/ec9iuefuc)
http://depositfiles.com/files/dgrz27ojx (http://depositfiles.com/files/dgrz27ojx)
http://depositfiles.com/files/l58kxswis (http://depositfiles.com/files/l58kxswis)
http://depositfiles.com/files/n070vw77v (http://depositfiles.com/files/n070vw77v)
http://depositfiles.com/files/fy8zjrqaw (http://depositfiles.com/files/fy8zjrqaw)
http://depositfiles.com/files/i0g6i2y3y (http://depositfiles.com/files/i0g6i2y3y)
http://depositfiles.com/files/sv2dymfpe (http://depositfiles.com/files/sv2dymfpe)
http://depositfiles.com/files/633xcyhxt (http://depositfiles.com/files/633xcyhxt)
http://depositfiles.com/files/y1dm4l7fo (http://depositfiles.com/files/y1dm4l7fo)
http://depositfiles.com/files/ljcjkobv9 (http://depositfiles.com/files/ljcjkobv9)
http://depositfiles.com/files/yt9dldzg7 (http://depositfiles.com/files/yt9dldzg7)
http://depositfiles.com/files/x4qnu7qe8 (http://depositfiles.com/files/x4qnu7qe8)
http://depositfiles.com/files/p64sepd8j (http://depositfiles.com/files/p64sepd8j)
http://depositfiles.com/files/dhvwieazo (http://depositfiles.com/files/dhvwieazo)
http://flyupload.flyupload.com/?fid=582896450 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=582896450)
http://www.load.to/yyyxu82Ki3/skaaf.wmv (http://www.load.to/yyyxu82Ki3/skaaf.wmv)
http://www.badongo.com/vid/1151939 (http://www.badongo.com/vid/1151939)
http://filebeam.com/8e76f5fd7386dc2a483524230dfce7 86 (http://filebeam.com/8e76f5fd7386dc2a483524230dfce7 86)
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.rapidspread.com/file.jsp?id=pkwgflwzrq (http://www.rapidspread.com/file.jsp?id=pkwgflwzrq)
http://ia301520.us.archive.org/3/items/skaaf-soufia-h/skaaf.gif?cnt=0
روابط بصيغة MPEG4
http://www.archive.org/download/skaa...kaaf_512kb.mp4 (http://www.archive.org/download/skaaf-soufia-h/skaaf_512kb.mp4)
http://ia301521.us.archive.org/3/ite...kaaf_512kb.mp4 (http://ia301521.us.archive.org/3/items/skaaf-soufia-h/skaaf_512kb.mp4)
http://www.archive.org/download/saka...kaaf_512kb.mp4 (http://www.archive.org/download/sakaf-hadramot/skaaf_512kb.mp4)
http://ia301543.us.archive.org/2/ite...kaaf_512kb.mp4 (http://ia301543.us.archive.org/2/items/sakaf-hadramot/skaaf_512kb.mp4)
http://www.archive.org/download/souf...kaaf_512kb.mp4 (http://www.archive.org/download/soufia-sakaf/skaaf_512kb.mp4)
http://ia301538.us.archive.org/3/ite...kaaf_512kb.mp4 (http://ia301538.us.archive.org/3/items/soufia-sakaf/skaaf_512kb.mp4)
http://www.archive.org/download/hadr...kaaf_512kb.mp4 (http://www.archive.org/download/hadramot-sakaf-soufia-h/skaaf_512kb.mp4)
http://ia301519.us.archive.org/0/ite...kaaf_512kb.mp4 (http://ia301519.us.archive.org/0/items/hadramot-sakaf-soufia-h/skaaf_512kb.mp4)
http://www.archive.org/download/souf...kaaf_512kb.mp4 (http://www.archive.org/download/soufia-h-hadramot-sakaf/skaaf_512kb.mp4)
http://ia301530.us.archive.org/2/ite...kaaf_512kb.mp4 (http://ia301530.us.archive.org/2/items/soufia-h-hadramot-sakaf/skaaf_512kb.mp4)
http://www.archive.org/download/souf...kaaf_512kb.mp4 (http://www.archive.org/download/soufia-hadramot-sakaf/skaaf_512kb.mp4)
http://ia301531.us.archive.org/3/ite...kaaf_512kb.mp4 (http://ia301531.us.archive.org/3/items/soufia-hadramot-sakaf/skaaf_512kb.mp4)
http://www.archive.org/download/souf...kaaf_512kb.mp4 (http://www.archive.org/download/soufia-sakaf-h/skaaf_512kb.mp4)
http://ia301536.us.archive.org/2/ite...kaaf_512kb.mp4 (http://ia301536.us.archive.org/2/items/soufia-sakaf-h/skaaf_512kb.mp4)
:: روابط بصيغة Ogg Video ::
http://www.archive.org/download/skaa...ia-h/skaaf.ogv (http://www.archive.org/download/skaaf-soufia-h/skaaf.ogv)
http://ia301521.us.archive.org/3/ite...ia-h/skaaf.ogv (http://ia301521.us.archive.org/3/items/skaaf-soufia-h/skaaf.ogv)
http://www.archive.org/download/saka...amot/skaaf.ogv (http://www.archive.org/download/sakaf-hadramot/skaaf.ogv)
http://ia301543.us.archive.org/2/ite...amot/skaaf.ogv (http://ia301543.us.archive.org/2/items/sakaf-hadramot/skaaf.ogv)
http://www.archive.org/download/soufia-sakaf/skaaf.ogv (http://www.archive.org/download/soufia-sakaf/skaaf.ogv)
http://ia301538.us.archive.org/3/ite...akaf/skaaf.ogv (http://ia301538.us.archive.org/3/items/soufia-sakaf/skaaf.ogv)
http://www.archive.org/download/hadr...ia-h/skaaf.ogv (http://www.archive.org/download/hadramot-sakaf-soufia-h/skaaf.ogv)
http://ia301519.us.archive.org/0/ite...ia-h/skaaf.ogv (http://ia301519.us.archive.org/0/items/hadramot-sakaf-soufia-h/skaaf.ogv)
http://www.archive.org/download/souf...akaf/skaaf.ogv (http://www.archive.org/download/soufia-h-hadramot-sakaf/skaaf.ogv)
http://ia301530.us.archive.org/2/ite...akaf/skaaf.ogv (http://ia301530.us.archive.org/2/items/soufia-h-hadramot-sakaf/skaaf.ogv)
http://www.archive.org/download/souf...akaf/skaaf.ogv (http://www.archive.org/download/soufia-hadramot-sakaf/skaaf.ogv)
http://ia301531.us.archive.org/3/ite...akaf/skaaf.ogv (http://ia301531.us.archive.org/3/items/soufia-hadramot-sakaf/skaaf.ogv)
http://www.archive.org/download/souf...af-h/skaaf.ogv (http://www.archive.org/download/soufia-sakaf-h/skaaf.ogv)
http://ia301536.us.archive.org/2/ite...af-h/skaaf.ogv (http://ia301536.us.archive.org/2/items/soufia-sakaf-h/skaaf.ogv)
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
نكشف الحقائق الغائبة للباحثين عن الحقيقة
حقوق النسخ لكل مسلم بشرط ذكر المصدر
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 05:47]ـ
بارك الله فيك.
والعجيب يا أخي أنهم من شدة تلبيس الشيطان عليهم، يحرصون على حشر كلمة "لا إله إلا الله" مرارا وتكرارا في وسط تلك الطوام المهلكات التي يتكلمون بها، لأن فطرتهم في أعماق قلوبهم تعي أن أعمالهم ليست لله وحده، وأن توجههم وخضوعهم وتعبدهم وتذللهم وخوفهم وطمعهم ومحبتهم = حقيقة كل ذلك عندهم ليست لله أصلا بل لغيره، بدعوى الوساطة والشفاعة وأنه لا سبيل إلى الله إلا في أصحاب القبور وشفاعة أصحاب القبور .. !!
وإن حدثتهم قالوا لك - من فرط تلبيس الشيطان عليهم - "لسنا بمشركين، كيف ونحن لا نكاد نفارق "لا إله إلا الله" نصدع بها في كل مناسبة"؟!
والله إن لم يكن هذا من الشرك، فليس في الأرض مشركون!!
نسأل الله العافية من الشرك وأهله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو بردة]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 09:47]ـ
جزاكم الله خيرا
تكرار كلمة التوحيد (لا اله الا الله) إنما هو تمويه للعوام(/)
قصص سورة الكهف
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 08:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
تناولت سورة الكهف أربعة قصص قرآنية سنتناولها جميعا تباعاً ان شاء الله بسردٍ قِصصي لم يسبق لشبكة انترنت أن تناولتها من قبل, وسنبدأ بعون الله تعالى بقصةِ مَنْ لأجلهم سميت هذه السورة بسورة الكهف , وهم أهل الكهف.
أولا- قصة أهل الكهف
الايات الكريمات التي تناولت قصة أهل الكهف محصورة ما بين الآيات 10 - 26
مِن المسلَّمِ به أنَّ حادثة أصحاب الكهف طبقاً لمعلومات المؤرخون, كانت قد وقعت في القرون بعد رفع المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام الى السماء, ولكن لم يذكر المؤرخون أو يحددون السنة التي وقعت فيها الحادثة.
وكل ما قصّه علينا القرآن الكريم أنّ أهل الكهف ناموا في الكهف 309 سنوات كما في قوله تعالى 25 - 26
ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا* قل الله أعلم بما لبثوا , له غيب السموات والأرض
نعم لا أحد يعلم المدة التي قضاها هؤلاء الفتية وهم نيام الا الله عزوجل, علاّم الغيوب.
وأيّا كانت المدة التي لبثوا فيها في الكهف, فالعبرة ليست في المدة التي ناموا فيها, واما في قدرة الله تعالى أنه قادر على احياء الموتى متى شاء, وقد احيا الله عزوجل أهل الكهف بعدما أماتهم كل تلك السنوات الطويلة, فسبحان الله الملك الذي يُحْيي ويُميتُ وهو على كل شيءٍ قدير.
انّ الصراع بين الحق والباطل, بين الايمان والكفر, صورة تكررت منذ أن بعث آدم عليه الصلاة وستبقى الى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.
أنّ قصة أهل الكهف واحدة من صور الصراع بين الحق والباطل, والايمان والكفر, الا أنها تميّزت تفاصيلها ونتئجها بتجلي القدرة الالهية للعيان, فربطت بين المعجزة الربانية في دنيا البشر, وبين حقيقة البعث والنشور.
وقعت أحداث هذه القصة في احدى المدن التي سبق لأهلها الايمان بالله ربا الها واحدا لا شريك له, الا أنّ دواعي الانحراف انتشرت رويدا رويدا بين أهل هذه المدينة حتى تمكّن الشيطان من السيطرة على أهلها فزاغ الناس عن أمر الله عزوجل, وتفشّت بينهم عوامل الضلال, وكان حاكم المدينة على رأس هؤلاء الضالين ممعناً في الطغيان, مغرقاً نفسه ومن معه من حاشيته وأعوانه في الفجور والعصيان, الأمر الذي عمّ فيه الفساد في كافة أرجاء المعمورة, ليتبط المجتمع كله في دياجير الظلام, ونُصبت الأصنام والتماثيل والأوثان في كل مكان, لتكون المدينة كلها شاهدة على طغيان الشيطان وغوايته, ومهما
استبدّ الطغيان والفساد في مدينة ما, ولقد اقتضت سنة الله عزوجل في خلقه أنه مهما تفشت عوامل الفساد والجهالة في بلد ما, فلا بدّ للحق أن ينتصر, بعبادٍ مخلصين لله عزوجل في عبادتهم فيقاومون هذا الفساد, وشاءت قدرة الله تعالى أن تكون هناك مجموعة من الناس من أهل البلد يقاومون هذا الفساد بكافة صورة, فقاموا على الحق وتشبثوا فيه, لجل ذلك لم يجرفهم تيار فتنة الشيطان الذي جرف غيرهم في تيار الضلالة ليستقر بهم في واد سحيق.
من هذه المجموعة المؤمنة هناك ثلة من الشبان أمدّهم الله عزوجل بالجرأة والشجاعة, وصدّعت لأمر الله تعالى وتصدّت للباطل, فزادهم الله تعالى ايمانا على ايمانهم وثبّت قلوبهم واكتفتهم الرحمة الالهية , فقاموا في وجه الطغيان والكفر لا يخشون في الله لومة لائم, ذلك انّ من يخشى الله عزوجل وحده لا يُخيفه أهل الأرض جميعا, ومن يتوكل على الله تعالى حقّ توكله فهو حسبه ومولاه ومعينه, وهؤلاء الفتية ارتبطت قلوبهم وتعلقت بالحق سبحانه وتعالى , واعلنوها رايةًعاليةً خفاقةً أن لا اله الا الله وحده لا شريك له, كما في قوله تعالى:
فقالواربنا ربّ السموات والأرض لن ندعوا من دونه الها, لقد قلنا اذاً شططا
ولم يكتف أهل الكهف باعلان الوحدانية لله عزوجل فيما بينهم, بل راحوا ينشرون اعلانهم في كل أنحاء المعمورة, وعندما أدرك حاكم البلدة الطاغية أنّ هؤلاء الفتية يهددون حكمه ونفوذه وسلطانه , فأرسل أعوانه ليحيطوا بهم ويهددونهم ان لم يكفوا عما هم فيه فسيحولون حياتهم ومعيشتهم الى جحيم, عندها أطلق الفتيان صك البراءة من قومهم, ونفضوا أيديهم من افتراء الكذب على الله عزوجل, وقالوا قوله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاء قومُنا اتخذوا من دونهِ آلهةً, لولا يأتونَ عليهِمْ بسلطانٍ بيّنٍ, فمن أظلمُ ممّنْ افترى على اللهِ كذبا
وعند ذلك لم يجدوا بُداً من اعتزال قومهم ومجتمعهم فراراً بدينهم, وهروباً من بطش الطاغية الحاكم وأعوانه بهم, فألهمهم الله تبارك وتعالى الى الجوء الى مكان لن يصل اليهم فيه أحد, فلجئوا الى كهف في سفح جبل قريب من مدينتهم, وفيما بعد لحق بهم كلبهم ليحرسهم
وما أن دخلوا الكهف حتى شعروا بشيء من الأمن والأمان والطمأنينة, وغشيتهم السكينة, وتنزلت عليهم رحمات الله عزوجل, فاتخذوا أماكنهم وافترشوا الأرض, واتخذ كلبهم مكاناُ له عند باب الكهف وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
واذ اعتزلتموهم وما يعبدون الا الله فأْووا الى الكهف ينشرْ لكمْ ربكُمْ من رحمتهِ, ويُهَيُّ لكمْ من أمركمْ مِرفقا * وترى الشمس اذا طلعت تزواوَرُ عن كهفهم ذات اليمين , واذا غربت تقرضُهُمْ ذاتَ الشمالِ وهمْ في فجوةٍ منهُ, ذلك مِن آياتِ اللهِ, مَن يهدِ اللهُ فهو المهتدِ, ومَن يُضللُ فلنْ تجدَ لهَ وليّا مُرشدا* وتحسبُهُمْ أيقاظاً وهمْ رُقود, ونقلبهم ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمالِ , وكلبُهُمْ باسطً ذراعيهِ بالوصيدِ لو اطَّلعتَ عليهم لوليت منهم فرارا ولمُلئْتَ منهم رُعباً
انّ كل من يسمع بكهف داخل جبل يُخيّل له أنه مغارة تأوي اليه السباع والزواحف السامة والثعابين من كل شكل ولون, هذا عدا عن الظلام الذي يُخيّم على المكان فيبعث في النفس الخوف والقلق والرهبة, الا أنّ هذا الكهف كان على عكس الكهوف تماما, كهف استنار بنور الايمان بالله تبارك وتعالى, نعم لقد اكتنفته رحمة الله تبارك وتعالى, فأبعد عن أصحابه كل خوف ورهبة وقلق , واوى كل حشرة وزاحفة الى جحره والتزمه بأمر من الله سبحانه وتعالى, فقبع كل شيء مكانه لا يحرك ساكنا.
ومع الهدوء التام الذي خيّم على الكهف شعر الفتية بالراحة بعد التعب, والاطمئنان بعد الرهب, فما أن دخل عليهم المساء وحلًّ الليل بظلامه على الكهف وأهله, حتى تسلل النوم الى عيونهم فغشّها ليستسلموا للكرى وينامون نوما عميقا وعيونهم شاخصة الى الأمام يحسبهم الناظر اليهم أنهم أيقاظاً وليسوا نيامو واشرقت شمس اليوم التالي وأضاءت بنورها الأرض, وتحرّكَ كلّ حيٍّ الى مسعاه عدا هؤلاء الفتية الذين ظلوا على نومتهم تكتنفهم رحمة الله عزوجل.
انّ سُنَّةَ الله تبارك وتعالى في خلقهِ ثابتة لا تتبدّل ولا تتغيّر, والشمس احدى مخلوقات الله عزوجل تتبع خط سير معيّن محدد لا تحيد عنه, انه تقدير العزيز العليم وتدبيره سبحانه وتعالى, وكانت الشمس بالنسبة لأهل الكهف وبأمره سبحانه وتعالى اذا طلعت وأشرقت واقتربت من باب الكهف كانت تميل عن باب الكهف , وأيضا عند الغروب كانت كذلك الا من شيء بسيط تمسهم فيه فلا تؤذيهم ولا تؤثر فيهم.
ان المكان الذي اتخذه أهل كمرقد لهم كان بمثابة الجب الذي حضنهم بحبٍّ وحنان وكأنه حجر الأم , وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم:
وهم في فجوةٍ منه
انّ المؤمن دائما وأبداً في كنف الله عزوجل ورعايته, لا يخاف ولا يحزن, لا يضطربُ ولا يستسلم, ذلك أنّ من يخاف الله تعالى وحده ويخشاه لا يُخيفه زمان ولا مكان ولا مخلوق, أما الكافر ولأنه لا يخاف الله عزوجل ولا يخشاه فكل شيءٍ يُخيفه حتى البعوضة ان شاركته فراشه.
وتتوالى الأيام تلو الأخرى على أهل الكهف ولهم لا يزالون على رقدتهم ونومتهم وعيونهم مفتوحة , وحدقاتهم متسعة, وأبصارهم مثصضوَّبةً في جهة واحدة كأنها السهام , لا يهتز جفن ولا يرتعش له جفن, وقد طالت لحاهم وشعورهم وأظافرهم, وتبدلت ألوان وجوههم لتميل نحو الاصفرار قليلا, وكذلك كان حال كلبهم, ولو قدّر لأحدنا أن يبلغ الكهف ويطّلعَ على حالهم لامتلأ قلبه رعباً لمرآهمو ولما استاطاع الوقوف لحظة واحدة من تقلبهم يمنة ويسرة دون أدنى شعور أو احساس منهم بذلك, مشهدا لو صادفناه لفررنا منه خوفا وهلعا ورعبا الى مكان أكثر أمناً وطمأنينةً, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
واذ اعتزلتموهم وما يعبدون الا الله فأْووا الى الكهف ينشرْ لكمْ ربكُمْ من رحمتهِ, ويُهَيُّ لكمْ من أمركمْ مِرفقا * وترى الشمس اذا طلعت تزواوَرُ عن كهفهم ذات اليمين , واذا غربت تقرضُهُمْ ذاتَ الشمالِ وهمْ في فجوةٍ منهُ, ذلك مِن آياتِ اللهِ, مَن يهدِ اللهُ فهو المهتدِ, ومَن يُضللُ فلنْ تجدَ لهَ وليّا مُرشدا* وتحسبُهُمْ أيقاظاً وهمْ رُقود, ونقلبهم ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمالِ , وكلبُهُمْ باسطً ذراعيهِ بالوصيدِ لو اطَّلعتَ عليهم لوليت منهم فرارا ولمُلئْتَ منهم رُعبا
وتعاقبت عشرات السنين على أهل الكهف وهم على ذا الحال, ماتت أجيال وولدت أجيال, وزالت معالم وقامت أخرى, وتقوضّت عروش وقام غيرها, وعندما أراد الله عزوجل احياءهم نفخ فيهم الله عزوجل فيهم نسمة الحياة فعادت اليهم أرواحهم وقاموا من رقدتهم الطويلة وهم يحسبون أنهم لم يناموا الا يوماً او جزءاً من اليوم, فهذا يتثاءب, وذاك يتمطى, وذلك يتثاقل, ثم تساءل أحدهم: تُرانا كم لبثتم نياماً؟
فأجابوا أ: لبثنا يوما, ثم عندما نظروا للشمس فوجدها وهي تستعد للغروب , فقالوا: أو بعض يوم, ولم يوقنوا أنهم لبثوا زمناً الا بعدما تحسسوا لحاهم وشعورهم ورأوا أظافرهم وقد طالت عن المعتاد , فأرجئوا العلم الى الله عزوجل فوالوا: وحده الله يعلم كم لبثنا.
انّ أول شعور جسماني أحسوا به هو الجوع , ولكن ماذا يأكلون وهم في كهف معزول عن العالم؟ تذكروا سبب وجودهم في هذا الكهف وأنه ما أخرجهم من المدينة الى الكهف الا ذلك الحاكم الطاغية وأعوانه المفسدون, فراحوا يفكرون بطريقة يحضرون فيها الطعام, وفي النهاية أجمعوا على أن يذهب واحدا منهم الى البدة ليحضر لهم الطعام, واختاروا واحدا منهم أمدوه بالقطع النقدية اللازمة وقالوا: لا تدخل البلدة الا متخفياً ملثماً, وخذ الحيطة والحذر أن يعرفك أحد, وابتعد ما أمكنك عن أعوان الحاكم, لأنك ان وقعت في قبضتهم وصلنا الينا جميعا, وأنت تعلم اذا وقعنا في قبضتهم لم يفلتونا من العذاب أو الرجم أو الحبس في سبيل أن يردونا عن ديننا ان استطاعوا ويدخلونا في ملتهم, وفي كلا الحالتين نحن في خسران, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم عنه بقوله تعالى:
وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم, قال قائل منهم كم لبثتم, قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم, قالوا: ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بوَرِقكُم هذه الى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزقٍ منهُ وليتطلفْ ولا يُشعرَنَّ بكم أحداً* انهم انْ يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا اذاً أبدا
وما أن دخل رسول الفتية المدينة حتى فوجىء بكل شيء حوله, لا يعرف أحدا من الناس الذين تركهم , ولا حتى لباسهم عاد مألوفا له, لا البلدة هي البلدة التي يعرفها ولا حتى الناس من حوله, فشعر باحساس غريب جعل الناس من حوله أيضا ينظرون اليه نظرة غريبة مريبة, ووجد نفسه غريباً وكأنه من عالم غير عالمه, فسعى في شوارع المدينة مذهولاً وقد نسي وصايا رفاقه له وتحذيراتهم, وراح يتنقل من مكان الى آخر بذهول أفقده صوابه, حتى اذا أتى بائع الطعام وأخرج النقود الفضية وقدّمها له استغرب البائع القطع النقدية فصاح وصرخ حتى تجمهر الناس من حوله, فلما كلموا الفتى وجدوه لا يفقه شيئا من لغتهم, وعندما كلمهم وجدهم لم يفهموا شيئا من لغته أيضا, وبدأ التجاذب والشد بينه وبينهم, حتى اذا وجد الفرصة سانحة للفرار منهم هرب, وراح يركض باتجاه الكهف, وركض الناس خلفه, وشاع خبر الفتى في البلدة فتراكض الناس كلها وراءه كبارا وصغارا, رجالا ونساءا, شيباً وسبّاناً, حتى اذا وصل الخبر الى الحاكم ارسل بعضا من جنده ليستطلعوا الأمر, وما أن وصل الى رفاقه حتى كاد الناس يدخلون الغار , عندهاحقّت كلمة الله عزوجل عليهم وتوفاهم جميعا الى رحمته تعالى, فماوا ومات سرّهم معهم.
وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى
وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أنّ وعد الله حق وأنّ الساعة لا ريب فيها اذا يتنازعون بينهم أمرهم, فقالوا ابنوا عليهم بنيانا, ربُهُمْ اعلمً بهم, قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذنَّ عليهم مسجدا
وبقوله تعالى نكون قد أتينا على مسك الختام, الى أن نلتقي مع القصة الثانية والتي تناولت صاحب الجنتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون * وسلامٌ على المرسلين * والحمد لله ربّ العالمين
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 09:36]ـ
ثانيا- - قصة صاحب الجنتين
وردت هذه القصة القرآنية ما بين الآيات 32 - 44
ولكي نُسهل على القاريء الكريم فهم هذه القصة القرآنية فانني سألجأ الى تسميى الرجلين اللذين تناولتهما هذه القصة, ولنطلق على الرجل الصالح, صالح اسما , وعلى الآخر عبد الله اسماً.
كان صالح وعبد الله جارين متجاورين في المسكن والعمل, وكان صالحاً رجلاً فقيراً , شحيح الدخل, قليل المال, قانعاً بما قسمه الله عزوجل له من رزق, آمن بالله رباً الها واحدا لا شريك له.
بينما عبد الله رزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب, فكانت له دارا كبيرة مزودة بكل نفيس وغالٍ أطغوه عن طريق الحق حتى نسي ذكر الله عزوجل,
بركونه الى الدنيا وايثارها على الآخرة , فانغمس في طريق الشيطان وعبد الأوثان والأصنام من دون الله.
وكان له أرضاً خصبةً خيّرةً, قد أودعَ الله عزوجل فيها ذروة العطاء, قسّمها الى حديقيتين يتدفق فيهما الماء الرقراق لتسقي وتغذي أصول أشجاهما من كل الثمرات التي رزقه الله عزوجل اياها, فما زادته الا طغياناً وكفراً بأنعم الله تعالى غروراً وتكبُراً على خلق الله تعالى.
ذات يومٍ وعند مدخل الحديقيتين كان عبد الله قد التقى بجاره صالح , فراح عبد الله يحادثه في أمر الكسب تارة متعالياً عليه, ثم يتطرّق الى أمر الاسلام ورسوله تارةً أخرى ساخراً هازئاً.
ثم نظر عبد الله الى من حولاه من الولد والخدم , ومدّ بصره الى حديقتيه وما تحملان من ثمار وزروعٍ وبهجة, فجاشت نفسه الشريرة بحبِّ الدنيا ونعيمها وزخرفها وزينتها, ثم قال لصالح:
ألا ترى بأمّ عينيك يا صالح النعيم الذي اتمرغ به؟ ثمّ دعاه للدخول الى الحديقتين وقتال له: أنظر يا صالح الى هذه الأشجار والثمار التي لا أظنها أن تفنى , أو لا زلتَ تظنُّ أنّ الساعة قائمة كما تدّعي, وعلى أية حال حتى لو جاءت على حدّ زعمك ورُدّدت الى ربّي سأكون أوفر حظاً منك, فكل شيء من حولي يؤهلني لأكون كذلك.
فأجابه صالح بهدوء الواثق برحمة الله عزوجل: يا عبد الله! اتق الله ولا تنسى أبداً ممَّ خُلقت؟ خلقت من ترابٍ ثمَّ من نطفةٍ كما خلق الله عزوجل السموات والأرض ومن فيهنّ, فأنت لست الا أحد مخلوقات مالك الملك الذي أحسن كل شيءٍ خلَقهُ , وخلق الانسان من طين, وتذكر بأنّ الله عزّ وجلّ هو من أنبت لك كل هذه الثمار , اما أنا فو الله لا تغرني حياتك الدنيا التي تعيشها ولا أموالك وثمارك التي تتنعم بها, فمآلها الى الزوال كما نحن.
أحمده تعالى أن هداني الى سبيله سبيل الحق, فآمنت بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمدِ رسول الله صلى الله عليه نبيا ورسولا, فالقناعة يا عبد الله كنز لا يفنى, وكلنا في هذه الدنيا عابري سبيل, وما الدنيا التي نعيشها الا جسر نعبر منه على الآخرة, فلنتزوّد من ممَرِّنا لمقرِّنا وخير الزاد تقوى الله عزوجل.
فهزَّ عبد الله رأسه شاخراً بما يقوله صالح, ثمّ شمخ بأنفه , وهمّ بالذهاب بعد موعظة صالح التي لم يقتنع بها, الا أنّ عبد الله استوقفه قائلا له: على رسلك يا عبد الله , لا تذهب قبل أن أُكملَ حديثي كما فسحت لك المجال لتكمل حديثك معي, انه من تمام الشكر للمنعم المتفضلُ سبحانه وتعالى أن تقول عند معاينة نعمة ما أنعم الله بها عليك: ما شاء الله, ذلك أنّ النعم لا تدوم الا بشكر نعم الله عزوجل, وتذكر أنّ زرعك وأشجارك وثمارك هذه كلها هي من توفيق الله عزوجل ومشيئته وحده من غير لا حولٍ منك ولا قوة, فان كنت تفخر عليّ بكثرة مالك وأولادك , فانما هذا استدؤاج من الله تعالى , ليختبرك ان كنت ستشكر أم تكفر, فكفاك وهما وغروراً, فالله تعالى قادر على أن يزيل عنك كل هذه النعم بأمره الكائن ما بين الكاف والنون, وتذكر أنذ الذي اعطاك كل هذه النعم قادرٌ على أن يسابها منك بلمح البصر, وقادر على أن يُعطيَني خيراً ممّا أنت فيه , فاتق الله ولا تكفر, اسمه نصيحتي وعد الى الله عزوجل تائبا, ثم غادره وانصرف.
وقد عبّر القرآن الكريم عن هذا بقوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَ?ضرب لَهُم مثلا رجلين جعلنا لأحَدِهِمَا جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا * كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا, وفجّرنا خلالهما نهرا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لصاحبهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَاأَكثَرُ مِنكَ مالاً وأعزُّ نفَرا * ودخلَ جنتهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هذه أبدا * وما أَظُنُّ ?لسَّاعَةَ قائمةً, ولئن رُّدِدتُّ إِلَى? رَبِّى لَأَجِدَنَّ خيراً منها منقلبا * قال لهُ صَاحِبُهُ وهو يحاوره, اكفرت بِ?لَّذِى خَلَقَكَ مِن تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا* لكنا هُوَ ?للَّهُ رَبِّى ولا أُشركُ بربي أحدا* ولولا اذ جَنَّتَكَ قلت مَا شاء ?للَّهُ لا قُوَّةَ الا بالله إِن تَرَنِ أنا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلدا * فَعَسَى? رَبِّي أَن يُؤتيَنِ خَيراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرسِلَ عَلَيها حُسبَانًا مِّنَ ?لسَّمَاءِ فَتُصحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَويُصبِحَ مَاؤُهَا غَورًا فَلَن تستطبع له طلبا
وما أن غادر صالح جاره عبد الله الذي لم ينصت لنصائح جاره حتى تلبدّت السماء بالغيوم السوداء, لتهبّ ريحٌ عاصف قلعت كل شجر من جذوره ثم تلقي به بعيداً, تبعتها هطول المطار الغزيرة التي أغرقت الأرض بالماء , نظر عبد الله الى البساتين من حوله ووقف مذهولا لما يرى, فقط بستانيه اللذين أُصيبا بالمطر والريح, بينما البساتين من حوله لم تمسسها قطرة ماء واحدة على الاطلاق, ودون أدنى شعور منه راح يركض هنا وهناك كالمعتوه الذي أصابته لوثة عصبيّة, ودموعه تنحدر على وجنتيه مدراراً على رزقه وأرضه التي غدت خاوية على عروشها , ثمّ وبعد أن هدأت العاصفة وتوقف هطول المطر كانت كل الأشجار قد تحولت الى حطب وعيدان متناثرة هنا وهناك, فوقف مبهوتا مذهولا ثم قال: يا ليتني لم أشرك بري أحدا.
في هذه الأثناء كان صالح قد مرّ بجاره عبد الله وكان قد حال تبدّل من حالٍ الى حال فقال: هل آمنت الآن يا عبد الله بأنّ الله حق؟
وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلَى? مَا أَنفَقَ فِيها وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى? عُرُوشِها وَيَقُولُ يَـ?لَيتَنِى لَم أُشرِك بِرَبِّى أَحَدًا * وَلَم تَكُن له فئةٌ ينصرونهُ مِن دُونِ ?للَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا * هُنَالِكَ ?لوَلَـ?يَةُ لِلَّهِ ?لحَقِّ هُوَ خَير ثَوَابًا وَخَيرٌ عُقبا
وبقوله تعالى نكون قد أتينا على مسك الختام
والى أن نلتقي مع القصة الثالثة: موسى والعبد الصالح عليهما السلام, نترككم برهاية المولى عزوجل, نعم المولى ونعم النصير.
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 10:36]ـ
ثالثا- قصة موسى والعبد الصالح عليهما السلام
وردت هذه القصة القرآنية ما بين الآيات الكريمات 60 - 82
كان لنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام أسلوباً مميزاً في الوعظ والارشاد وضرب الأمثال , ولأنه استحوذ على مشاعر الناس وعقولهم وجذبهم اليه فقد أنصتوا اليه وقد فُتنوا بعلمه الفيّاض.
وذات يوم وقف عليه الصلاة والسلام خطيباً في بني اسرائل , يحضهم على الايمان بالله عزوجل , ويحثهم على طاعته , ويدعوهم الى التمسّك بشريعته سبحانه وتعالى.
فلما انتهى من حديثه اليهم سأله بعضهم: من أعلم الناس يا موسى؟
فأجاب على الفور: أنا, دون أن يُعلق الأمر الى المشيئة الالهية.
وكانت الأنا , هذه الكلمة سببا في عتاب الله عزوجل له عليها, اذ يجب علينا نحن كعباد لله أن نردّ كلّ أمرٍ اليه سبحانه وتعالى العالم بكل شيء.
بعد ذلك أوحى الله عزوجل الى موسى عليه الصلاة والسلام أنّ عبداً من عبادي عند مجمع البحرين , قد آتيناه منا علماً واسعاً , وطلب منه عزوجل أن يقصده ويتعلم منه ما يجهله من العلم الفيّاض الذي وهبه الله تعالى له وخصّهُ به.
عندها استشعر موسى عليه الصلاة والسلام بالخطأ الكبير الذي ارتكبه ندم على على ما فرّط في جنب الله, ثم عزم على لقاء هذا العبد الصالح استجابةً لأمر الله عزوجل , وتكفيراً لذنبه, واكتسابا للعلم والمعرفة.
ولكي يستدل موسى عليه الصلاة والسلام على مكان لقاءه بالعبد الصالح سأل الله عزوجل أن يهديه الى علامة توصله اليه, فقيل له: احمل معك سمكة كبيرة, ضعها في مكتل (قُفّة) وحيث تفقد السمكة تلتقي بالعبد الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
نفذ موسى أمر ربه عزوجل واصطحب معه ابن خالته يوشع بن نون عليهما الصلاة والسلام كرفيقا وأنيساً له في رحلته الايمانية, وانطلق نحو مجمع البحرين الكائن عند الطرف الغربي الجنوبي من سيناء على أكثر أقوال أهل العلم.
لم يكن الطريق مفروشا بالورد والرياحين كما نظن, بل كان طريقا صحراوياً وعراً شاقاً لا يخلو من كثبان الرمال المقرونة بحرارة الشمس الللاهبة.
وتمتد المسافات شاسعة فينال التعب من يوشع عليه الصلاة والسلام ويرهقه الجهد لدرجة أنه لم يعد يقوى على متابعة المسير, فذكر ما يعانيه لموسى عليه الصلاة والسلام, فاستشعر منه موسى عليه الصلاة والسلام أنه يطلب منه العودة أو صرف النظر عن متابعة السير والسعي, الا أنّ موسى عليه الصلاة والسلام ما هو الا عبدٌ مأمورٌ برحلته هذه, ولا بدّ من بلوغ الهدف وتحقيق الغاية التي خرج لأجلها, فقال لفتاه: لن يصرفني عن بلوغ الهدف وتحقيق الغاية شيءٌ في الدنيا, ولا بدّ لنا من الوصول الى المكان المنشود ولقاء العبد الصالح تنفيذا لأمر الله عزوجل, حتى وان اقتضى الأمر مني سنوات عديدة.
وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:
واذ قال موسى لفتاه لا أبرحُ حتى أبلغَ مجمعَ البحرينِ أو أمضيَ حُقُبا
وتابعا سيرهما حتى اذا أتيا على اذا أشرفا على الوصول الى المكان المنشود بدأت نسمات البحر الرطبة تهبُّ ناعمةً , فتخفف عن موسى وفتاه علهما الصلاة والسلام من وطأة القيظ ولهيب الحرارة, وما أن وصلا مجمع البحرين جلسا ليستريحا قليلا, وما أن استظلا بصخرة كبيرة, حتى استسلم موسى عليه الصلاة والسلام للقيلولة لكسر التعب الذي لقيه من سفره , على عكس يوشع عليه الصلاة والسلام الذي ما أن وصل الى الشاطىء حتى استعاد نشاطه, فجلس ينظر هنا وهناك يتأمل قدرة الله عزوجل في كل شيء من حوله, وفي غفلةٍ منه تقفز السمة من المكتل ومع موجةٍ قادمة تسللت السمكة الى عرض البحروهو ينظر اليها جفلاً في حيرة وعجب لم تمكنه في أن يفعل شيئا
وما أن افاق من قيلولته حتى كان قد استعاد نشاطه, عندها طلب من رفيق رحلته أن يتابعا سيرهما حتى يبلغا مقصدهما, فلبى يوشع طلب موسى عليهما الصلاة والسلام دون أن يذكر له شيئا عما رأى من السمكة, وكيف قفزت ودخلت في البحر.
ولما قطعا شوطاً كبيراً في المسير وجدا واحة خضراء فاستحسن موسى أن يجلسا تحت شجرة وارفة الظلال ليتناولا طعام الغداء, عندها تذكر يوشع عليه الصلاة والسلام وتنبّه من ذهوله لتنزاح عن بصره وبصيرته غشاوة الشيطان الذي أنساه ما كان من أمر السمكة , فقال لموسى عليه الصلاة والسلام: لقد تذكرت أن اخبرك ما حدث, عندما كنا عند الصخرة, لقد قفزت السمكة وبفقدرة قادر عليم من المكتل بقدرة لتسلل مع الموج الى عرض البحر, ولا شكّ أنه الشيطان من أنساني أن أخبرك هذا.
فالتمس موسى ليوشع عليهما الصلاة والسلام العذر وقال: لقد كان فقداننا للسمكة غاية مقصدنا, وآية وعدنا مع الرجل الصالح, هيّا بنا فلا بدّ لنا من العودة حيث كنا.
وما أن بلغ موسى وفتاه عليهما الصلاة والسلام الصخرة حتى وجدا عندها رجلا مهيباً يُضيُ وجهه اشراقاً , وتشعُّ عيناه بالتقوى, وتكسوه سيماء الصلاح, انه عبدٌ من عباد الله الصالحين ملأ الباري عزوجل قلبه رحمة , ومن لدنهُ سبحانه وتعالى آاتاه علماً , وما أن رآه موسى عليه الصلاة والسلام حتى تاقت نفسه الى مصاحبته ومرافقته, ليتعلم منه ما يجهله, وليستزيد من المعرفة الحقيقية, لذا نجد موسى يطلب من العبد الصالح عليهما السلام ذلك, فما كان منه الا أن قال: يا موسى! انّ مرافقتي ومصاحبتي للتعلم واكتساب العلم تتكلب طاقةً كبيرةً من الصبر وهي فوق احتمالك وقدرتك ولن تستطيعها, اذ كيف ستصبر على أمور قد تدرك ظاهرها ولكنك لن تدرك حكمة خفاياها.
لم يتقاعس موسى عليه الصلاة والسلام من اجابته بل ربط صبره على طلب العلم بمشيئة الله تعالى, ثم تعهد مشترطا على نفسه ألا يعصيه في أي أمرٍ يتلقاه منه مهما كان فيه من المشقة والغموض.
(يُتْبَعُ)
(/)
روى ابن جرير رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما, أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: سأل موسى عليه السلام ربّه عزوجل فقال: أي ربّ! أيُّ عبادك أحبُّ اليك؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني, قال: فأيُّ عبادك أقضى؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبِّعُ الهوى, قال: أي ربّ أيُّ عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس الى علمه عسى أن يصيب كلمة تهديه الى هدى أو تردُّهُ عن ردى, قال: أي ربّ! هل في أرشك أحد أعلم مني؟ قال: نعم, قال: فمن هو؟ قال: الخضر, قال: وأين أطلبه؟ قال: على الساحل عند الصخرة التي ينفلت عندها الحوت, قال: فخرج موسى يطلبه حتى كان ما ذكر الله وانتهى موسى اليه عند الصخرة, فسلم كل منهما على صاحبه, فقال له موسى: اني أحب أن أصحبك, قال: انك لن تطيق صحبتي, قال: بلى, قال: فانّ صحبتي: فلا تسألني عن شيءٍ حتى أُحدِثَ لكَ منهُ ذكرا, قال: فسار به في البحر حتى انتهى الى مجمع البحرين, وليس في الارض مكان أكثر ماءٍ منه, قال: وبعث الله الخطاف (طيراً) , فجعل يستقي منه بمنقاره, فقال لموسى: كم ترى هذا الخطاف وزأ من هذا الماء؟ قال: ما أقلّ ما رزأ, قال: يا موسى! فانّ علمي وعلمك في علم الله كقدر ما استقى هذا الخطاف من هذا الماء, وكان موسى قد حدّث نفسه أنه ليس أحد أعلم منه أو تكلم به, فمن ثمّ أمر أن يأتي الخضر ... وذكر تمام الحديث في خرق السفينة, وقتل الغلام, واصلاح الجدار, وتفسير ذلك.
بعدما وافق موسى على شروط الخضر عليهما السلام انطلقا, وبينما موسى والخضر ويوشع بن نون عليهم السلام على الشاطىء , اذ مرّت بهم سفينة تمخر عباب البحر, فأشار الخضر عليه السلام لربانها, فمال اليهم وسألهم عن حاجتهم, فقال الخضر عليه السلام: نريدُ أن تنقلنا معك الى شاطىء البر الثاني, فرحّبَب بهم ونقلهم دون أن يأخذ منهم أجرا , اذ كانت لهربان السفينة بالخضر عليه السلام سابق معرفة, وله به صلة, لهذا لم يأخذ منهم أجرا, وسارت السفينة تشق الماء , وبينما موسى والخضر عليهما السلام يتحادثان وهما جالسين عند أحد جوانبها, اذ شاهدا عصفوراً طائراً قد هوى على صفحة الماء, فنقر نقرةً ثم وقف على حافة المركب, فقال له: يا موسى! انّ علمي وعلمك ما هو الا كنقرة هذا الطائر من الماء الى جانب علم الله عزوجل.
ولما اقترب الخضر وموسى عليهما السلام من مكان نزولهما , كانت السفينة قد دنت من الشاطىء لترسو, عندها عمد الخضر عليه السلام الى حديدة نزع فيها لوحا من ألواح السفينة فبدأ الماء يتدفق الى قلبها, لم يتمالك موسى عليهى السلام نفسه حتى قال: كيف تفعل هذا وتلحق الضرر باناس أكرمونا وحملونا من غير أجر, انك لتأتي منكرا من الفعل, فالتفت اليه الخضر عليهما السلام , وقال: لقدأخبرتك يا موسى من قبل وقلت لك بأنك لن تستطيع صبرا على ما سوف ترى مني, ولكنك عاهدتني بأن ك ستكون أكثر صبرا, فأين وفاؤك؟
فاعتذر له موسى عليه السلام وقال: لا تؤاخذني بما نسيت, وارجو ألا تقرهقني بأمور من العلم لا طاقة لي بها ولا قدرة لي عليها, فاحتملها الخضر عليه السلام, ثم نزلا عند الشاطىء, واتجها نحو قريةٍ ساحلية, ولما اقتربا منها وجدا مجمعة من الاولاد يلعبون ويمرحون, فاقترب الخضر عليه السلام من أحدهم وأمسكه ثم جذبه اليه جذبة قوية جعل كل الاولاد من حوله يفرون من أمامه, ثم وضع الخضر عليه السلام كلتا يديه حول عنق الغلام وشدّ عليه بقوة حتى أرداه قتيلا, وعندما لم يطق موسى عليه السلام على جريمةٍ تُرتكبُ أما عينيه, قال محتداً غاضباً: كيف تقتل نفساً بريئة طاهرة بغير ذنب جنته؟
فنظر اليه الخضر عليه السلام وقال: ما حيلتي معك وقد أعلمتك من قبل أنك لن تستطيع معي صبرا على ما ترى, فأطرق موسى عليه السلام قليلا ثم قال: لن أسألك بعد هذا عن شيءٍ أبداًو ولئن فعلت فلا تصاحبني, فقال له الخضر عليه السلام: قد بلغت من لدني عذرا .. يا موسى!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومضوا باتجاه القرية, وكان الجوع قد نال من ثلاثتهم عليهم السلام, فسأل الخضر عليه السلام بعض أهل بيوتات القرية عن طعامٍ يسدُون به رمقهم, الا أنه لم يجد استجابة من أحد, فخرجوا منها ليقصدوا بستانا في احدى ضواحيها وقد وقع بعض حائطه, فراح الخضر عليه السلام يعيد الحجارة المتداعية الى مواضعها, ورصّها فوق بعضها حتى أكمل بناء الحائط وأقامه كان كان, فعل الخضر كل ذلك وموسى عليهما السلام في ذهول وعجب, ولم يستطع السكوت فقال: لو أردت لنلت على ما فعلت أجرا؟
وعندما لم يُطق موسى عليه السلام سكوتا وصبرا, وكذلك الخضر عليه السلام لم يستطع تحمُّل ظواهر علوم البشر, وسطحية تفكيرهم ومقاييس وموازين أعمالهم وتصرفاتهم , فقال لموسى عليهما السلام: يا موسى! هذا حدُّ المصاحبة, وهذ نهاية المرافقة, وليسلك كل منا طريقه وسبيله, ولن أتركك تمضي دون أن أخبرك بتأويل وتفسير ما لم تُطِق عليه صبرا, ولتعلم كم هي علوم الناس من الضآلة والضحالة الى جنب علم الله عزوجل الذي ليس له حد ولا نهاية.
أما السفينة التي خرقتها فقد كانت لجماعة من الناس مساكين, وهي مصدر رزقهم وعاشهم, فأردتُ أن أحدث فيها عيبا وأفسد صلاحيتها للعمل حتى لا يأخذها منهم ملك البلاد الطاغية, انه يُصادر كل مركوب وراكب, ويستولي على أموال الناس ومتاعهم ظلما وغصبا وقهرا.
وأما الغلام الذي قتلته فقد كان مولودا لأبوين مؤمنين صالحين , وكان ينتظر منه أن يرهقهما ويُشقيهما بكفره وانحرافه وسوء سلوكه, فأراد ربك سبحانه وتعالى أن يُعوَّضهما خيرا من هذا الولد بغلام آخر أكثر عطف عليهما ورحمة بهما وبرا لهما.
وأما الجدار الذي بنيته , فقد كان ملكاً لولدين من أهل القرية, وكان تحت هذا الجدار كنز لهذين اليتيمين, ولأنّ كان أبوهما رجلا صالحاً , لإاراد الله تعالى أن يشبا ويكبرا ثم يستخرجا هذا الكنز.
وأخيرا يا موسى: اريدك أن تعلم بأنّ كل تصرف تصرفته كان بأمر الله عزوجل وعلمه سبحانه وتعالى, وليس لي فيه يد الا التنفيذ, غفر الله لك يا أخي والسلام عليك.
ثم مضى الخضر عليه السلام في سبيله, وعاد موسى عليه السلام أدراجه من حيث أتى, وقد استفاد درساً عظيماً من مصاحبة هذا الخضر عليهم الصلاة والسلام.
وصدق الله العظيم القائل
وما أُتيتُم منَ العلمِ الا قليلاً
وبهذا القول الكريم يكون مسك الختام, على أمل أن نلتقي معكم قريبا ان شاء الله ,مع القصة الرابعة والأخيرة من هذه السورة العظيمة ألاوهي:
قصة ذي القرنين.
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 07:39]ـ
رابعا: قصة ذو القرنين مع يأجوج مأجوج
وردت هذه القصة القرآنية ما بين الآيات الكريمات 83 - 98 من هذه السورة العظيمة
من هو ذو القرنين؟
لا أحد يعلم يقينا وتحديدا من هو ذو القرنين. وكل ما نعمله عنه ما أخبرنا القرآن الكريم عنه على أنه ملك صالح , ىمن بالله ربا الها واحدا لا شريك له, وآمن بالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله تبارك وتعالى له في الأرض، وقوّى ملكه.
وقد ذكر الدكتور علي الصابوني في تفسيرة صفوة التفاسير أنّ ذو القرنين هو الاسكندر المقدوني , ولا ندري من أين استدلّ هذا الاستدلال علما بأنّ القرآن الكريم أخبرنا عنه بأنه ملك صالح , وايضا ذكره لنا النبي صلى الله عليه وسلم على أنه الخليفة الواثق في دولته.
كان ذو القرنين حاكما صالحاً قد مكّن الله سبحانه وتعالى له في الأرض أسباب الحكم والقوة والسلطان , ويسّر له أسباب الحكم والفتح وأسباب العمران والبنيان بالعدل وقوة البأس, وكذلك هيأ له الله عزوجل أسباب العمران والبنيان بالحزم والفهم, فساد البلاد, وساس العباد, ولأنه أحسنَ السيرة في الرعيّة, فقد نال حبّ الجميع وتعلقوا به وأطاعوه.
لقد كان من شأنه ان خرج من دائرة حدود بلاده وأقطار حكمه, يسيح في الأرض بأمر الله عزوجل شرقا وغربا على رأس جيش قوي , كبير العدد يسدُّ الأفق كالجراد المنتشر, يقيم العدل في أرض البشر , وليرفع عن كاهل الناس أثقال الظلم ووطأة الشرور البشرية.
هكذا دوما عباد الله الصالحين يكونون في كل زمان ومكان يلتزمون أوامر الله سبحانه وتعالى , ولا يبغون في الأرض الفساد.
(يُتْبَعُ)
(/)
سلك ذي القرنين طريقه الى المغرب, ومضى الى ما هو مُيسَّر له, حتى بلغ مغرب الشمس عند المحيط الاطلسي والذي أطلق عليه العرب بحر الظلمات, وكل اعتقادهم أنّ اليابسة تنتهي عنده.
توقف ذي القرنين بجنده عند مصب أحد الانهار حيث تكثر الاعشاب ويتجمع حولها الطين اللزج والذي هو الحمأ, هذا عدا البرك الكثيرة من حولها وكأنها عيون ماء.
هناك وقد أحاط بقبائل كثيرة ,اقوم مختلفة الأجناس والالوان واللغات وقد اضطربت لديهم مفاهيم الحياة, بعضهم مؤمن بالله ربا, وبعضهم كافر جاحد, ولأنّ مقاصده الاصلاح والهداية دوما, نجده وقد دخل ديار هؤلاء الناس راغبا في الخير, فاعلن دستوره على الملأ من حوله ونشره فيهم, وأيضا هم أدركوا بما شاهدوه من قوته ونفوذه وأنه قادرٌ بأمر الله على تحقيق ما أذاع بأنذ للمعتدين الظالمين المتجاوزين لحدود الله عزوجل عذاب دنيوي قبل الآخرة التي هي معادهم ومردهم, وسيقفون بين يدي ملك الملوك رب العالمين فيعذبهم عذابا أليما لا نظير له فيما يعرف البشر, وأما المؤمنون الصالحون فلهم الجزاء الأوفى والمعاملة الحسنة الطيبة الكريمة والمعوزنة والتيسير في الدنيا وفي الآخرة جنات الخلد بما صبروا وآمنوا بالله ربا لا شريك له.
هذا هو ميزان العدل الالهي, فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فانّ الجحيم هي المأوى* وأما من خاف مقام ربه , ونهى النفس عن الهوى * فانّ الجنة هي المأوى
وأيضا قوله تعالى في سورة طه: ومن أعرض عن ذكري فانّ له معيشةً ضنكا, ونحشرثهُ يوم القيامة أعمى * قال ربّ لمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيراً * قال كذلك أتتكَ آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى.
هذا هو الدستور الالهي لجميع خلقه , لذا كان هذا الدستور أثره في ضبط احوال هؤلاء الناس, وتقويم سلوكهم , وردهم الى جادة الصواب, واستقتمة سبيلهم, انه الأثر العظيم الذي تركه ذي القرنين متغلغلا في صميم حياتهم.
والدستور هو القانون الأساسي الذي يضبط سلوك الافراد والجماعت في كل مجتمع, ينظم لهم طريقة عيشهم, ويحدد ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات, وعادة المؤمن الصالح يجد الكرامة والتيسير والجزاء الحسن عند الحاكم, والمعتدي الظالم يجب أن يلقى العذاب ةالايذاء.
وحين يجد المحسن في الجماعة جزاء احسانه حسنا, ومكانا كريما وعونا وتيسيرا, ويجد المعتدي جزاءَ افساده عقوبةً واهانةً وجفوةً, عنئذ يجد الناس ما يُحفزَّهُم على الاصلاح والانتاج, ويشجعهم على الاستقامة والبذل.
أما حين يضطرب ميزان الحكم في البلاد وتميل كفة الظلم على العدل فاننا نجد المعتدون المفسدون هم المقربون عند الحاكم الظالم, واذ نجد العالملون الصالحون هو المنبوذون المبعدون, اذا كان المر كذلك فانّ السلطة في يد الحاكم الظالم تنقلبالى سوط عذاب وأداة ارهاب, ويصير نظام الجماعة الى الفوضى والانهيار, ولعلّ هذه الصورة تتكرر في كل زمان ومكان الى أن تقوم الساعة.
لم يباشر ذي القرنين حربا ولا خاض معركة, ولم يرق دماءً زكية, بل اكتفى بالاعلان اصلاحاً, وما أسرع ما استجاب له الناس والتفوا من حوله.
انّ جيشا عظيما قويا كهذا, وحاكما عدلا صالحا كذي القرنين جدير به ألا يتوقف عن زحفه لكسر شوكة الظلم في الأرض, ليعم الأرض كلها بالعدل والسلام والمحبة والاخاء, ليعم الأرض بالخير والعطاء والفضل العميم من صاحب الفضل على عباده جميعا تبارك وتعالى.
ولقد كان من أمره عزوجل لذي القرنين أن يكون اداة اصلاح ورائد خير في دنيا الناس.
وبينما هو في أقصى المغرب نراه يشد الرحال الى المشرق متتبعا سببا جديدا, ثم يمضي على رأس جنده وقومه مستعينا بالله متوكلا عليه حق توكله, ويسير بجيشة العرمرم يطوي الليالي والايام, ويجتاز الفيافي والقفار, لا تعوقه جبال ولا سهوب ولا قيعان ولا وديان, حتى اذا بلغ مشرق القارة الافريقية يجدها أرضا مكشوفة لا تحجبها عن الشمس مرتفعات ولا أشجار, تطلع الشمس على القوم حينتطلع بلا ساتر, فيوطد فيهم دعائم الايمان والنظام, وينسق لهم وسائل وأسباب الحياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كان ذو القرنين في رحلته بين قرني الشمس, الى المغرب ثم الى المشرق, وقد مرّ على أقوام ومدن وقبائل وعشائر كثيرة ففتح في تلك الديار القلوب والعقول, لا يببغي من استخدام القوة والسعي في الأرض استعماراً ولا علوا فيها , وانما يقصد الهداية والخير وصلاح أمر العباد في الدنيا والآخرة,
لجل ذلك فقد أنجز مهمته الاصلاحية في الغرب والشرق بنجاح, ثم عاد الى قاعدة ملكه في اليمن والانتصارات العظيمة تحوطه, فيتواضع لله عزوجل الذي وفقه لهذا وأيده به ومنحه هذه البركة, دون تكبر منه أو تجبر, ودون أن يداخله الزهو والعجب في قرارة نفسه, هكذا دوما صفات الرجل الصالح المؤمن تكون ويجب أن تكون .. كما في قوله تعالى في سورة القصص 83
تلك الدارُ الآخرةُ نجلُعها للذينَ لا يُريدونَ عُلُواً في الأرضِ ولا فساداً , والعاقبةُ للمتقينَ
ولقد شاء الله عزوجل لعمر بن عبد العزير رحمه الله حسن الخاتمة أن يختم حياته وهو يردد هذه الآية الكريمة.
وفي طريقه اليمن , وقبل وصوله الى بلده أرض الوطن تأتيه الأنباء بانّ بلاد ما بين السدين تتعرّضُ للفتن والمظالم, وانّ اهلها بسطاء ضعفاء لا يقدرون على مواجهة الدخلاء على بلادهم , فيعدُّ العدة لنصرتهم وانقاذهم ورد الشر والأذى عنهم, ويقرر مواصلة الجهاد في سبيل الله عزوجل.
بلاد ما بين السدين تقع في الشرق الأقصى في أواسط القارة الأسيوية واتي تضم في عالم اليوم (اليابان والصين والفيلبين وتايلند وهونغ كونغ وفيتنام وما حولهم) وهذه القارة كان يسكنها بعض القبائل البدائية الذين يعيشون على الفطرة, وكانت موجات من شعوب يأجوج ومأجوج تتدفق بين الحين والآخرعلى بلاد ما بين السدين من خلال ممر جبلي, فتعيث في الأرض الفساد, وتسفك الدماء أنهاراً, وتسلب وتنهب وتترك الناس بعضهم يموج في بعض من افزع, وعلينا ألا ننسى أبداً أن ظهور يأجوج ومأجوج من علامات الساعة, وكما ورد في الحديث أنهم سيمرون على بحيرة طبريا في فلسطين ويشربونها عن بكرة أبيها حتى تجف تماما لكثرة عددهم والذين وصفهم القرآن الكريم بقوله تبارك وتعالى
حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون
ولقد تكرر لأهل ما بين السدين مرارا, ولم يكونوا بقادرين على دفع هذا الذى عنه وصرف هذا البلاء, حتى عندما وافاهم ذو القرنين الى دياره في جحافله, ظنوه في البداية من طراز يأجوج ومأجوج, ففزعوا منهم الى الجبال يعتصمون بها مخلفين وراءهم زروعه وثمارهم ودورهم تماماً كما حدث لأهل فلسطين عندما احتلت ارضهم عام 1948.
طمأنهم ذو القرنين وطلب منهم العودة الى ديارهم وزروعهم, وأبدى لهم كل معاني الفضل والاحسان, وشرح لهم انهم جاء لانقاذهم ورد كيد المعتدين عليهم ومعونتهم لا لارهابهم, وطلب منهم أن يقيم لهم حاجزا يسُدُّ على يأجوج ومأجوج المنافذ, وعندما لمسوا منه صدقه توسموا به خيرا واطمأنوا اليه واستبشروا, وعرضوا عليه اجراً مادياً لقاء معونته لهم, وهذا ان دلّ على شيء فانما يدلُّ على سلامة الفطرة وسذاجة التفكير, فتبسّم ذو القرنين من عرضهم ثم قال: انّ القوة التي منحني الله عزوجل اياها, والسلطان الذي أمدني الله عزوجل فيه, وما مكنني فيه من الاصلاح, وما هيأه لي من أسباب القوة لأعظم الأجر, واني لأرنو الى رضوانه في الآخرة, انه خير من الدنيا وما فيها, يا قوم! انْ أجريَ وثوابيَ وجزائيَ الا على الله ربّ العالمين.
بدأ ذو القرنين يفكّر من أين يبدأ في انشاء هذا السد الذي سيفصل يأجوج ومأجوج عنهم, وبعد تفكير عميث رأى أنّ أيسر الطرق لاقامة هذا السد, هو ردم الممر الفاصل بين الجبلين الشاهقين, وكل ما يحتاجه من القوم أن يساعدوه على انجاز عمله ما استطاعوا الى ذلك سبير, فجمعوا له وبناء على طلبه قطع الحديد, ثم كوّموها في الممر الفاصل بين الجبلين ,ليصبح الجبلين وكأنهما جبل واحد , حتى اذا حاذى بين رؤوس الجبلين طولا وعرضا طلب منهم أن يؤجّجوا عليه النار وينفخوا فيه لتسخين الحديد وصهره, فلما توهج واشتد وعلا منه اللهب الإرغ عليه النحاس المذاب فتماسك بعضه ببعض, وما أن برد الحديد والنحاس حتى بدا الجبلين كأنهما قطعة واحدة, ناعمة الملس لا تستقر فوقه قدم ولا تستطيع يدٌ ان تثحدثَ فيه نقرةً او فتحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كانت هذه الفكرة المذهلة التي أيّد الله عزوجل بها ذو القرنين مانعا لأهل القرية من أذى يأجوج وماجوج الذين كانوا ينغصّون عليهم معيشتهم بين الفينة والأخرى, ولما انتهى ذو القرنين من مهمته نظر الى العمل الضخم الذي أنجزه فذكر الله عزوجل وشكره رادا العمل الصالح اليه سبحانه وتعالى أن وفقه اليه, وتبرأ من قوته الى قوة الله تبارك وتعالى, وفوّض الأمر اليه, وعاد من حيث أتى ظافراً منتصراً حامدا شاكرا لأنعم الله عليه.
وقبل أن انهي البحث أودّ ان أذكر للقراء الكرام الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص ما مقام به ذو القرنين بيأجوج ومأجوج
روى عن ابن جرير رحمه الله من حديث قتادة رضي الله عنه أنّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! اني رأيت سدّ يأجوج ومأجوج؟ فقال عليه الصلاة والسلام: انعته لي, فقال: هو كالبرد المُحبَّر, طريقة سوداء وطريقة حمراء, قال عليه الصلاة والسلام: قد رأيته, وقد بعث الخليفة الواثق في دولته بعض أمرئه وجهز معه جيشا سرية لينظروا الى السد ويعاينوه وينعتونه له اذا رجعوا, فتوصلوا من بلاد الى بلاد, ومن ملك الى ملك, حتى وصلوا اليه, ورأوْا بناءه من الحديد ومن النحاس , وذكروا أنهم رأوْا فيه باباً عظيماً, وعليه أقفال عظيمة, ورأوْا بقيّة اللبن والعمل في برج هناك, وأنذ عنده حرسا من الملوك التاخمة له, وأنه عالٍ منيفٍ شاهقٍ, لا يُستطاع, ولا من حوله من الجبال, ثم رجعوا الى بلاهم وكانت غيبتهم أكثر من سنتين, وشاهدوا أهوالاً وعجائب, ثم قال تعالى: وما اسطاعوا أن يظهروهُ وما استطاعوا له نقباً * قال هذا رحمةٌ من ربي, فاذا جاءَ وعدُ ربي حعلهُ دكَّاء, وكان وعدُ ربي حقا* وتركنا بعضهم يومئذِ يموجُ في بعضٍ , ونفخَ في الصور فجمعناهمٍ جمعا.
وروى الامام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يأجوج ومأجوج ليحفرون السدَّ كلّ يومٍ , حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا, فيعودون اليه كأشدَّ ما كان, حتى اذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم الى الناس, حفروا , حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي كان عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا ان شاء الله, فيستثني فيعودون اليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشقون المياه, ويتحصّنُ الناس منهم في حصونهم, فيرمون بسهامهم الى السماء, فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء, فيبعث الله عليهم نغفاً في رقابهم فيقتلهم بها.
وروى الترمذي وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: والذي نفس محمد بيده! انّ دوابّ الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودماءهم.
وروى الامام أحمد عن أم المؤمنين السيدة زينب بن جحش رضي الله عنها أنها قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه وهو محمر وجهه وهو يقول: لا اله الا الله, ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب, فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا, وحلّق بأُصبعيه والسبابة والابهام, قلت يا رسول الله: أنُهلكُ وفينا الصالحون؟ قال عليه الصلاة والسلام: نعم أذا كثُرَ الخبث (أي اذا كثر الزنا والخمر , وما أكثرهما في زماننا هذا)
الى هنا نأتي وبفضل الله عزوجل وتوفيقه الى دراستنا لجميع قصص سورة الكهف, على أمل أن نلتقي بكم ان شاء الله مع قصص قرآنية أخرى من الكتاب الكريم, فالى ذلك الوقت أترككم برعاية المولى عزوجل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا تنسونا من دعوة خفية بظهر القلب هي كل رصيدنا من هذه الدنيا الفانية, ولكم مثلها ان شاء الله تعالى من منطلق قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: الدال على الخير كفاعله أو كما قال صلوات ربي وسلامه عليه.(/)
فى مصر جائزة للشيطان سيد القمني!!!
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 09:24]ـ
مصر التي مكث بها الإمام الشافعي ينشر العلم ودُفِنَ على أرضها.
مصر التي جلس الإمام ابن حجر العسقلاني في الجامع الأزهر سنوات يعلم الناس ويشرح صحيح البخاري.
مصر التي خرج منها الإمام السيوطي وعلّم الناس تفسير القرآن.
مصر التي أخرجت الإمام الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية.
مصر التي أخرجت الآلاف من العلماء في كل صنف ونوع من العلوم الشرعية، وظل الأزهر منارة للعلم الشرعي فيها حتى وقت قريب.
الآن مصر يخرج منها كل ناعق يهاجم الإسلام ويعبث كيفما شاء بقواعد العلم الشرعي ليضلل الناس، والأخطر أن الدولة تحتفي بهؤلاء الشرذمة من الضآلين المضلين.
ومؤخراً ظهر من هؤلاء من يدعي أنه كاتب (سيد القمني)، فماذا كتب؟!، لقد كتب الشيطان بقلمه كل كذب وحقد وإفك على الإسلام ونبيه الكريم، وهي كتابات أجمع كل علماء الإسلام من علماء الأزهر على رفضها تمامًا؛ لمخالفتها وعدائها الصريح للإسلام دين الدولة والشعب.
وتقرب سيد القمني إلى كل عدو للإسلام من الشيوعيين الملاحدة، إلى اليبراليين الضآلين، إلى قساوسة النصارى وكنائسهم، إلى الأمريكان، لم يترك قبلة للضلال إلا وتقرب إليها وطفحت كتبه بكل شره.
لكن مصر حدثت فيها مصيبة فى أواخر شهر يونيو؛ فقد صدر قرار من المجلس الأعلى للثقافة بمنح سيد القمني جائزة الدولة التقديرية.
وانتقد كل غيور على دينه في مصر بل والعالم العربي والإسلامي هذا القرار الخبيث الذي يشجع كل حاقد على معاداة الإسلام ويعطي جائزة لمن برع في سب الله ورسوله الكريم، إنها مصيبة في مصر البلد الإسلامي، حسبنا الله ونعم الوكيل.
وأذكر هنا في مقالي نذر يسير مما طفحت به كتبه من أمثلة توضح مدى العداء للإسلام، ومن تلك الكتابات لسيد القمني التي تنوعت من اتهام للإسلام، إلى اتهام النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى اتهام القرآن الكريم، حتى إلى اتهام السيدة مريم!!
ففي كتابه (الحزب الهاشمي)، الذي اعتُبر عملًا يستحق عليه جائزة الدولة التقديرية: "إنَّ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- مشروع طائفي، اخترعه عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي على وفق النموذج اليهودي "الإسرائيلي"، لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل"، الكلام واضح لا خفاء فيه ولا لبس، الإسلام دين طائفي اخترعه عبد المطلب ليسود بني هاشم!!
وفي جزء آخر يقول: "إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- قد وفَّر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة -رضي الله عنها-، بعد أن خدع والدها وغيَّبه عن الوعي بأن أسقاه الخمر"!!، تشكيك واتهام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالباطل بكل وضوح.
ومن أقواله الأخرى من كتاب (الأسطورة والتراث)، سيد القمني، ص (362 - 364): "القرآن لا يعتَد بالحقيقة، وإنما باللحظة الراهنة، فيتقرب إلى اليهود ويجاملهم حين يكون المسلمون بحاجة لهم، ثم يهاجمهم ويُنَكِّل بهم حين يقوى المسلمون"!!.
وفي أحاديث صحفية كثيرة يتهم القرآن أنه متناقض، وأنه يحتاج إعادة ترتيب، وأنه نص تاريخي يجب وضعه موضع المساءلة الإصلاحية النقدية!!
والأخطر ما قاله في السيدة مريم التي برأها القرآن الكريم، وبراءتها معلومة من الدين بالضرورة، ومما قال عنها في المرجع السابق، ص (179) عن مريم عليها السلام: "كانت مريم منذورة للبغاء المقدس والعهر مع الآلهة، فبين الآلهة والجنس علاقة وطيدة ... لا يمكن أن تنجب بدون رجل يأتيها ـ كما تعتقد بعض المجتمعات المتخلفة شبه البدائية ـ وكما تعتقد بعض الديانات الكبرى القائمة إلى الآن"!!!، واضح من الكلام أنه اتهام دنيء للسيدة الطاهرة مريم عليها السلام.
وفي كتابه (أهل الدين والديمقراطية) يتهم الإسلام بالظلم؛ لعدم المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وفي ص (318) من الكتاب يقول: "العقيدة الإسلامية مليئة بالأساطير، كيف يمكن تنقيتها من كل هذه الشوائب؟ ".
وفي كتابه (عفاريت التراث) يتهجم على الصحابة عثمان بن عفان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، ويقول: "إن فتوحاتهم لم تكن إلا من أجل المال".
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقيقية أن الباحث في كتب سيد القمني لا يجد أي فكر ولا مثقال ذرة للبحث الاجتماعي تستحق الرد أو القراءة والاهتمام، إنما يجد مقلد ركيك للمستشرقين الحاقدين على الإسلام، ومن تبعهم من الأرذلين، ولولا حصوله على تلك الجائزة ما كتبت عنه حرف.
لكن الملفت هو موالاته للأمريكان وأتباعهم، فلا يخفى أن المليونير النصراني "ساويرس" ينفق عليه ويموله، فهو يمدح "بول بريمر" ويقول: أنه "بفتحه للعراق أفضل من الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر)، صدق الله {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [سورة آل عمران: 118].
من الواضح أن الأمريكان لهم مصلحة في تمويل مثل هذا الأفاك؛ لمحاولة فتنة المسلمين وتشكيكهم في دينهم، وأشد الناس فرحًا بسيد القمني وأمثاله المحتلون الصهاينة في "تل أبيب" فهم الذين منحوه الجائزة قبل أن تُمنح وتُعلن في القاهرة.
ومن أعجب ما رأيت في تتبعي لسيد القمني، هو ادعاؤه أنه حاصل على الدكتوراه؛ فظللت أبحث وأسأل من أي جامعة حصل على الدكتوراه، وما هو موضوعها؛ فلم أجد إجابة مطلقًا، بل أكد لي أحد أصحاب دور النشر أنه لم يحصل على الدكتوراه مطلقًا، فلماذا الادعاء الزائف بتقديم اسمه بلقب دكتور إلا إذا كان ذلك للتغرير بالجهال؟!
وتبقى عدة نقاط هامة؛ الأولى: أنه للمرة الثانية يصر وزير الثقافة المصري على أن يصدم الشعب المصري المسلم في اختيار جائزة الدولة، في العام الماضي اختار حلمي سالم، المشهور بحبه للعدو الصهيوني ويفخر بأنه من المُطَبِّعين، وكان مما كتبه استهزاء بالله، فقد شبَّه الله سبحانه وتعالى بعسكري المرور، وأنه يزغط البط!!
وهذا العام اختار سيد القمني الذي قدمنا لنذر يسير من تبجحه وحقده على الإسلام، فلمصلحة من؟!، هل كي يرضى اليهود والنصارى، ويوافقوا على تعيينه في منصب مدير "اليونسكو" على حساب الإسلام؟!، وحتى متى يبقى الإسلام مطية لكل خسيس يريد أن يبيع دينه في سوق النخاسة؟!
النقطة الثانية: من الواضح تغلل الشيوعيين في المجلس الأعلى للثقافة، ولكن أين الدولة المصرية؟!، إن الموافقة على هذه الجائزة معناه رضاء الدولة وموافقتها على ما جاء في كتب هذا الأفاك، وهو أمر ليس بالهين اليسير، فهل ذلك كي تنال الدولة رضا الأمريكان على حرية التعبير بالكفر في بلد الإسلام؟!
لا أعتقد أن الأمريكان أنفسهم يعطون جائزة دولتهم لمن يجهر بالحقد والعداء للنصرانية ولنبيها عيسى عليه السلام وللسيدة مريم.
النقطة الثالثة: ذلك الاحتفاء الغريب المريب من كل أعداء الإسلام من الملحدين والعلمانيين والنصارى بفوز سيد القمني بالجائزة؛ يدل على نشوتهم بنصر حققوه في بلد الإسلام، ولكن مما يحزن أن الكثير من أهل الإسلام في غفلة عن هؤلاء الحاقدين وأساليبهم، ويزداد الحزن لتفرق العلماء والمثقفين المسلمين، وعدم وقوفهم صفًّا واحدًا ضد هؤلاء الموتورين الحاقدين.
أتمنى أن لا ينتهي الأمر إلا بسحب تلك الجائزة من ذلك الأفاك، وتوضيح زيف افترائه على الإسلام وضلاله؛ كي يهوي في قعر وادي النسيان هو وضلاله.
وأخيرًا، إن كتابات وهرطقة سيد القمني لا تستحق أية جائزة مطلقًا، إلا من "تل أبيب"، لا من القاهرة، حصن الإسلام وبلد الأزهر الشريف، الذي يفخر بعلمائه في مصر والعالم كله.
ومهما كتب سيد القمني، وعشماوي، ونصر أبو زيد، وسلمان رشدي، وغيرهم فلن يستطيعوا أن ينالوا من الإسلام أبدًا، والله أبدًا، وصدق الله القائل في كتابه الكريم: {يُرِيدُونَ ليُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفوَاهِهِم وَاللهُ مُتِمُ نُورهُ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُوُن} [الصف: 8].
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
elsharia5@hotmail.com (elsharia5@hotmail.com)
منقول من موقع إسلام واي
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 09:28]ـ
كتب محمد جلال القصاص وفقه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
كان سيد القمني، أو كان غير سيد القمني، في كل عام، ومع كل جائزة تمنح ـ في الداخل أو الخارج ـ يثور الناس، لوجود من هو أفضل، ولظهور بعض الخلفيات غير السوية في تحديد صاحب الجائزة .. المحلية أو الدولية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك علينا أن ننشر ثقافة بين الناس مفادها أن تلك الجوائز لها معايير أخرى، وتتحرك لأهداف أخرى؛ فلا هي للأكفأ، ولا هي لإثراء الفكر الإسلام (أو العربي)، ولا هي لتشجيع المجتهدين من المفكرين أو التقنين. وعلينا في ذات الوقت أن نقيم بديلاً نتعارف عليه فيما بيننا، وليكن من خلال هذه المنابر الحرة المحايدة، هم يكرمون والصحف المستقلة ذات التوجهات السوية تكرم هي الأخرى، والقيمة المالية لا تعني الكثير، ولا حاجة في وجودها. أصبح هذا الطلب ملحاً الآن، فلا ندري بعد سيد القمني من سيأتي؟!!
سيد القمني حالة غريبة جداً في الفكر المعاصر، أقرب للكوميدية، بل للبلطجة الفكرية، سينمائي، يبحث عن الأضواء، بعد أحداث سبتمبر أعلن أنه مهدد بالقتل من قبل الإرهاب، ولما لم يلتف إليه أحد عاد من جديد. عاد يحمل زكريا بطرس إلينا، أو عاد بطرس على ظهر القمني!!
عاد بطرس يمتطي القمني، ويقول أتكلم من كتب (المسلمين)!!
وبطرس يكذب، وبطرس يخدع النصارى والمسلمين؛ فالقمني لا يؤمن بالله ولا برسوله!!
سيد القمني لا يرى قداسة لشيء في ديننا؛ فعنده لا مقدس من ديننا، وعنده المخلوق (المادة) وجِدَ قبل الخالق!!، وهذه من بديهيات الماركسية، ما يقال عنه (أولية المادة)، وعنده أن الإسلام من إفرازات الجاهلية، وعنده كم كبير من الكذب والدجل على كتب المسلمين. يكذب على ابن كثير وغير ابن كثير، يكذب ولا يستحي، ويحمل القمني على ظهره غير قليل من سخافات المستشرقين التي لم تعد تجد من يقرأها في بلادهم.
وسيد القمني يهتم به من يحاولون الطعن في الدين من النصارى والملحدين، ولذا تجد كتبه منتشرة في المواقع النصرانية والمنتديات الإلحادية.
سيد القمني ليس منا .. لا نعرفه.
سيد القمني لا يملك سوى الفظاعة في الطرح والمواقف.
لا تجد سيد القمني منفرداً أبدا؛ فدائماً هناك من يستعمله لشيءٍ آخر.
وزارة الثقافة أرادت أن تنال منصباً عالمياً (في شخص الوزير الحالي) فركبت القمني وصولاً إلى هذه الغاية، ومن قبل ترجمت عدداً من كتب من لا خلاق لهم وصولاً إلى هذه الغاية، وهذا هو السياق الحقيقي لإعطاء القمني جائزة الدولة.
وزكريا بطرس والنصارى عموماً أرادوا الطعن في الدين وسيدِ المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ فركبوا سيد القمني (وغيره) وصولاً لهذه الغاية.
فلا تظلموا سيد القمني.
ولا تنظروا لسيد القمني منفرداً، بل حين تراه تأمل جيداً على ظهره فلا بد أنك سترى آخر يمتطيه.
إن هناك من يصنع القمني ليمتطيه، وسل عن من يكرمه، وعن من ينشر له ويبرزه وستعرف صدق قولي.
على أن خطورة القمني ليست داخلية كما يتوهم البعض، أبداً؛ فكلنا نعرف أنه دجال، وكلنا لا يقبل قوله، ولكنها خارجية.
يُسَوَّق القمني (وأشباه القمني) في الخارج أو في الداخل بين الآخرين، على أنه حاصل على جائزة الدولة التقديرية، وبالتالي قوله الحق، ثم بعد ذلك ينشر على الناس أفكاره. وأحسب أن هذا هو الهدف الرئيسي.
لذا أعود لما بدأت علينا أن نقيم موازين أخرى، ومنابر أخرى نرفع عليها الطيبين ممن جاهدوا وصبروا.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 01:36]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
بارك الله فيك
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 03:27]ـ
دار الإفتاء المصرية في فتوى تاريخية: نصوص كفرية وكلام دنيء جدير بالتجريم لا التكريم
كتب: جمال سلطان (المصريون): بتاريخ 20 - 7 - 2009
في لهجة حاسمة وخطاب شديد الوضوح نددت دار الإفتاء المصرية بمنح جوائز من مال المسلمين لمن يطعنون في دين الإسلام واعتبرت أن أمثال هؤلاء ـ أيا كان اسمهم ـ كانوا جديرين بالتجريم وليس التكريم، على افتراءاتهم وادعاءاتهم التي وصفتها بالكلام الدنيء والممجوج، واعتبرت أن من منحوه الجائزة ضامنون شرعا بإعادتها إلى المال العام، وكانت المصريون قد تسلمت أمس نص الفتوى الرسمية التي أصدرتها دار الإفتاء المصرية فيما يتعلق بالجدل الذي دار عقب إعلان جوائز الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية والتي حصل عليها سيد محمود القمني، حيث أرسل الآلاف من المواطنين رسائل بالفاكس والبريد الالكتروني وعبر الهاتف يسألون فضيلة المفتي رأيه في القضية، وكان نص السؤال كما سجلته الفتوى الرسمية كالتالي (اطلعنا على الإيميل الوارد بتاريخ 9/ 7/2009 المقيد
(يُتْبَعُ)
(/)
برقم 1262 لسنة 2009 والمتضمن: ما حكم الشرع في منح جائزة مالية ووسام رفيع لشخص تهجم في كتبه المنشورة الشائعة على نبي الإسلام ووصفه بالمزور ووصف دين الإسلام بأنه دين مزور، وأن الوحي والنبوة اختراع اخترعه عبد المطلب لكي يتمكن من انتزاع الهيمنة على قريش ومكة من الأمويين وأن عبد المطلب استعان باليهود لتمرير حكاية النبوة ـ على حد تعبيره ـ، فهل يجوز أن تقوم لجنة بمنح مثل هذا الشخص وسام تقديريا تكريما له ورفعا من شأنه وترويجا لكلامه وأفكاره بين البشر وجائزة من أموال المسلمين رغم علمها بما كتب في كتبه على النحو السابق ذكره، وهي مطبوعة ومنشورة ومتداولة، وإذا كان ذلك غير جائز فمن الذي يضمن قيمة هذه الجائزة المهدرة من المال العام؟) وكان جواب دار الإفتاء المصرية ـ بعد تمهيد قرآني يبين عظم مقام النبي ـ كالتالي (قد أجمع المسلمون أن من سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو طعن في دين الإسلام فهو خارج من ملة الإسلام والمسلمين، مستوجب للمؤاخذة في الدنيا والعذاب في الآخرة، كما نصت المادة "98 ـ و" من قانون العقوبات على تجريم كل من حقر أو ازدرى أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها، أو أضر بالوحدة الوطنية، أو السلام الاجتماعي، أما بخصوص ما ذكر في واقعة السؤال: فإن هذه النصوص التي نقلها مقدم الفتوى ـ أيا كان قائلها ـ هي نصوص كفرية تخرج قائلها من ملة الإسلام إذا كان مسلما، وتعد من الجرائم التي نصت عليها المادة سالفة الذكر من قانون العقوبات، وإذا ثبت صدور مثل هذا الكلام الدنئ والباطل الممجوج من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم، ويجب أن تتخذ ضده كافة الإجراءات القانونية العقابية التي تكف شره عن المجتمع والناس وتجعله عبرة وأمثولة لغيره من السفهاء الذين سول لهم الشيطان أعمالهم وزين لهم باطلهم، قال تعالي "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا". واللجنة التي اختارت له الجائزة إن كانت تعلم بما قاله من المنشور في كتبه الشائعة فهي ضامنة لقيمة الجائزة التي أخذت من أموال المسلمين.والله سبحانه وتعالى أعلم) انتهى النص الحرفي للفتوى.
جدير بالذكر أن مفتي الجمهورية الأسبق فضيلة الدكتور نصر فريد واصل كان قد أصدر فتوى شرعية وبيانا قويا ـ نشرته المصريون ـ فيما يتعلق بقضية سيد القمني والمجلس الأعلى للثقافة استنكر فيه بشدة منح جائزة الدولة التقديرية لسيد القمني، وطالب في تصريح لـ "المصريون" بضرورة ملاحقة ومقاضاة القائمين على هذه الجائزة وعلى رأسهم فاروق حسني ومسئولي الوزارة من أجل إجبارهم على سحب منح الجائزة لرجل قال إنه "سخر حياته وجهوده للنيل من الإسلام وإنكار نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم" مطالبا بهبّة شعبية لدعم هذه الدعوى.
واعتبر العالم الجليل أن منح الجائزة للقمني- الذي يصف الإسلام بأنه دين مزور اخترعه بني هاشم للسيطرة السياسية على قريش ومكة- يمثل عدوانا على الدستور المصري ومخالفة للمادة 2 من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريح وعلى هوية مصر الإسلامية.
وانتقد واصل بشدة منح القمني مبلغ 200 ألف جنيه قيمة الجائزة، علاوة على مكافأة شهرية من أموال المسلمين ودافعي الضرائب، مشددًا على أن هذه الأموال يجب أن تستخدم في خدمة الإسلام كهوية وعقيدة للمصريين، وليس إنفاقها على من وصفهم بـ "أصحاب التيارات المنحرفة والشيوعيين واليساريين".
وأكد أن هذا الأمر يعتبر إهدارا للمال العام، وأنه يجب استعادة قيمة الجائزة في أقرب فرصة واستخدامها فيما ينفع الأمة، وليس خدمة أصحاب الفكر المنحرف والضال من أمثال القمني، على حد وصف واصل
ـ[فوزى محمد أمين ملطان]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 11:29]ـ
بارك الله فى دار الافتاء وفي العالم الجليل نصر فريد واصل على جهرهم بالحق والزود عنه
ودمتم للإسلام
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 06:34]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[تعارف]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 01:23]ـ
ايام يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق يُخون فيها الامين ويُؤتمن فيها الخائن
بأبى هو وأمى لقد رأينا هذا الزمن
حسبنا الله ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 10:49]ـ
المصريون .. وقناة ساويرس!
جمال سلطان (المصريون): بتاريخ 23 - 7 - 2009أمس حاولت إحدى قنوات ساويرس الفضائية عمل احتفالية بسيد القمني، غير أن توتر مقدمة البرنامج اللافت كان يشير إلى الرسالة المطلوبة منها بوضوح، فلا يوجد أحد يجري مداخلة ينتقد فيها القمني إلا وشوشرت هي بنفسها عليه، ويظل المسكين يتكلم وهي تتكلم حتى لا يفهم من كلامه أحد شيئا، وهي إهانة لها كمقدمة برامج جديدة، ولكن من الواضح أن "المعلم ساويرس" كان ينتظر التقرير، وفريق العمل في البرنامج يدركون ذلك، عندما أخبرني صديق عن الحلقة قبل ربع ساعة جلست أنتظرها وأتابعها، وكنت أضحك عندما بدأ سيد القمني يتكلم كواعظ ديني ويسرد تبجيله للنبي الكريم بأفخم الكلمات، تحول القمني إلى شخصية متدينة وديعة ومثيرة للشفقة، ويتحدث عن احتياجه للجائزة لأنه مسؤول عن أسرة وخلافه كما يستدر عطف المشاهد بالحديث عن "زوج أخته" الذي توفي، وهو أمر لا علاقة له بالبرنامج ولا المشاهدين، كما يشتكي من أن حملة صحيفة المصريون عليه وفتوى دار الإفتاء جعلت قسما من أهله يتبرأون منه، ولذلك احتاج الأمر إلى أن يؤكد لهم على الهواء أنه ما زال يشهد أن لا إله إلا الله، ولم أتوقف عند هجومه على صحيفة المصريون وعلى شخصي وشخص أخي الأستاذ محمود سلطان ووصفنا بالأخطبوط وأننا "إخوانجية قراري" حسب بلاغته التقليدية، غير أن ما ساءني أن تدعي مقدمة البرنامج بكل بجاحة أنها تحاول الاتصال بي بدون فائدة لأني مغلق هواتفي، وكان من لطف الله أن الصديق جمال عبد الرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين في الصالة الخارجية للاستديو ينتظر دخوله بعد القمني، لأن القمني خاف من مواجهته وطلب أن يكون وحده، اتصل علي واندهش لأن هاتفي مفتوح واستغرب ما تقوله المذيعة، فطلبت منه أن يطلب هو منها على الهواء الاتصال بي وإعطائها رقمي، وقد كان، وارتبكت المذيعة ارتباكا شديدا من وقع الفضيحة، والمهم أنها طوال الحلقة تسأل الضيوف عن "نصوص" القمني التي نتهمه بها، وبطبيعة الحال، مثل هذه البرامج القصيرة لا تسمح باستعراض رؤى فكرية على هذا القدر من الخطورة تحتاج لمساحة وقت كافية، ولكني جهزت لها عدة نصوص، وقلت لها: سأسمعك كلام القمني ونصوصه الحرفية، وما إن بدأت أقرأ كلماته المسيئة للذات الإلهية حتى قطعوا الهاتف علي، وادعت أن هناك مشكلة في الاتصال، كانت مسرحية سخيفة، لا تجرؤ عليها بكل هذا السفور قناة محترمة، مقدمة البرنامج استدعت فريدة النقاش وجمال فهمي من أجل إدانتي بسبب طلبي للفتوى من دار الإفتاء المصرية، وطبعا اعتبرتها فريدة النقاش ضد ميثاق الشرف الصحفي وهو ما رده عليها جمال عبد الرحيم مؤكدا أن هذا حق أي مواطن، ولا يتعارض أبدا مع ميثاق الشرف الصحفي، وأننا لجأنا إلى الجهة المختصة بالدولة ذاتها، وطبعا الست فريدة محروق دمها لأن القضاء سحب الجائزة من حلمي سالم نائبها في مجلة أدب ونقد، وأما الزميل جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين فكان فجا مفتقرا لأبسط أصول اللياقة وهو يسبني أنا وشقيقي ويشتم جريدة المصريون، دفاعا عن سيد القمني وفاروق حسني، صحيح أن "حظيرة" فاروق واسعة، لكن ليس إلى هذا الحد الذي يتنكر فيه عضو مجلس نقابة لمسؤوليته تجاه زميله ويدعي أنه لا يعرفني، وللأمانة فإنه لا يشرفني بالمرة معرفة جمال فهمي، وهو ـ بالمقياس المهني ـ حالة هامشية في دنيا الصحافة، لكن، إذا كنت لا تعرفني يا جمال ولا تعرف إن كنت عضوا بنقابة الصحفيين، لماذا كنت تصدع رأسي بإيميلاتك أثناء الانتخابات، وأما حديثه عن الشرف الصحفي فكان ينبغي لمثله أن ينأى عن الحديث عنه، لأننا والحمد لله، لا نركب الشيروكي من أحمد قذاف الدم، ولم نخون المناضلين المعتقلين عندما يأتمنونا على مذكراتهم للنشر فنبيعها لأجهزة الأمن، وعلى كل حال، ما ينكشف لنا كل يوم من اتساع رقعة الظلام الذي بسطه فاروق حسني وعصابته على الحياة الثقافية في مصر يزيدنا إصرارا على المضي في حملتنا، وسوف نفاجئهم في الأيام المقبلة ـ بعون الله ـ بما لم يكن في حسبانهم.
هامش:
كل التحية للنقابي الوطني الشريف الأستاذ جمال عبد الرحيم، الذي عرضوا عليه استلام مكافأته المالية بعد الحلقة، وبعد أن استلمها القمني، فرفض جمال عبد الرحيم بمروءة وقال لهم على مسمع من الجميع: أنا لا آخذ فلوس من ساويرس
gamal@almesryoon.com
ـ[د على رمضان عبد المجيد]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 12:14]ـ
الأخوة الكرام هذا رابط لجزء من محاضرة يرد فيها الشيخ أبو إسحاق الحوينى على العلمانى الأفاك القمنى الذى منحته وزارة الثقافة المصرية جائزة الدولة التقديرته على كذبه واتهاماته للنبى والاسلام والسيدة البتول وهذا هو الرابط:
http://ia350628.us.archive.org/1/items/islamway_310/alheweny-alqomny.WMV
و شكرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 10:46]ـ
{وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ?لْكِتَابِ آمِنُواْ بِ?لَّذِي? أُنْزِلَ عَلَى ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ ?لنَّهَارِ وَ?كْفُرُو?اْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} آل عمران 72
قال الشيخ المقدم ان هذا اسلوب قديم ومازال اهل الباطل فى كل الازمان تتحد أساليبهم فى حرب الاسلام لكن تختلف الوسائل
فى عصرنا مثلا يهتمون بسلمان رشدى حتى انه يخرج له رئيس أمريكا ليستقبله ومن هذا سلمان حتى يُعامل هكذا؟! الا لأنه أمن وجه النهار وكفر أخره
والان سيد القمنى
ولاتنسوا ان المسلمين اليوم يعيشون فى زمن الجهل فاذا شُككوا شكوا
والشيخ الحوينى يجكى ايام ما صرح احد الممثلين فى احدى المسلسلات بنفى عذاب القبر فقال الشيخ أن التليفونات نزلت على الشيخ تترى من مشاهدى المسلسل ليتأكدوا من الشيخ عن صحة نفى الممثل لعذاب القبر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولاشك فان لهؤلاء الاثر الكبير فى زمن الجهل وكما قال المتنبى
وإذا ما خلا الجبان بأرض ........... طلب الطعن وحده والنزالا
يعنى الجبان لايطلب النزال الا اذا كان فى صحراء يعلم أنه لااحد هناك يستطيع نزاله(/)
ضابط التشبه بالكفار، وحكم لُبس البنطال والكرفتة (سليمان الرحيلي)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 11:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سئل الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي - حفظه الله - بعد إحدى الدروس:
ما هو الضابط في التشبه بالكفار؟
فأجاب:
الضابط للتشبه بالكفار (أن يفعل الإنسان فعلًا لا يفعله إلا الكفار لا بمقتضى الإنسانية)، انتبهوا لهذه الضوابط، (لا يفعله إلا الكفار) فيُخرج ما يفعله الكفار وغيرهم، فإذا كان هذا الفعل يفعله الكفار وغيرهم؛ فإنه لا يكون تشبهًا، ومن ذلك - فيما يظهر لي أنا والله أعلم - لبس السروايل أو ما يسمى في هذه الأيام بالبناطيل للرجال - إذا لم يكن البنطال ضيقًا ولا شفافًا - فإن لبسه ليس تشبهًا، لأن هذا لا يختص به الكفار، بل يلبسه الكفار وغير الكفار من القديم، وكان يسمى قديما عند العرب بالسراويل.
وأقول: (مالا يفعله إلا الكفار بغير مقتضى الإنسانية) فإذا كان يفعلونه بمقتضى الإنسانية فإنه لا بأس أن نأخذه عنهم، مثلًا: السيارات، السيارات اختُرعت عند الكفار، ويركبون السيارات بمقتضى حاجة الإنسان إلى ركوبها، فنأخذ عنهم السيارات، ونركب السيارات، هذا بمقتضى الإنسانية، هذا ليس من باب التشبه، لكن إذا كان الفعل لا يفعله إلا الكفار، ويفعلونه بغير مقتضى الإنسانية، مثل بعض الألبسة الخاصة بهم، يمثِّل العلماء بطاقية اليهود مثلا، أو في الألبسة - أنا فيما يظهر لي والله أعلم - أن ما يسمى بالكرفتة من هذا الباب، من الألبسة الخاصة بالكفار التي يفعلها الكفار، بل قرأت في بعض الكتب التي تؤرخ لهم أن هذه الكرفتة إنما هي مكان الصليب، حيث كانوا يضعون في رقابهم صليبًا كبيرًا من خشب أو نحوه، فلما تمدنوا وثقل عليهم ذلك وضعوا ما يسمى بالفوونكا أو نحوها التي تكون لها وردة طويلة ثم حبل من أسفل، ثم طوروه إلى ما سموه بالكرفتة، ويشترطون أن يكون لها عُقَد جانبية وحبل في الوسط يقوم هذا مقام الصليب عندهم،
فأنا - يظهر لي والله أعلم - أنه لا يجوز للمسلمين أن يلبسوها.
أ. هـ
من شرح الأصول الثلاثة في درسه في المسجد النبوي في موسم حج 1429 - 1430 هـ.
للاستماع إلى الفتوى عند الدقيقة 48 بعد تحميل هذا الجزء من شرح ثلاثة الأصول
http://www.archive.org/download/sharh_al-osool_ath-thalaathah/sharh-3-osoul_16.rm"]http://www.archive.org/download/sharh_al-osool_ath-thalaathah/sharh-3-osoul_16.rm[/URL
والشيخ سليمان - حفظه الله - أصولي مدقق بارع، وفقيه محقق ماتع، وهو عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 11:41]ـ
حفظ الله الشيخ الفقيه سليمان الرحيلي فما إستمعت لشرح من شروحه إلا وازددت إعجابا به
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 05:53]ـ
جزاك الله خيرا، ونفع بك ..
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 12:04]ـ
يجب التحقق من هذه القصة المشهورة حول تاريخ ربطة العنق ...
ـ[المسروحي]ــــــــ[27 - Jul-2009, صباحاً 08:09]ـ
يعني هل الشيخ الرحيلي يرى تحريم لبس الكرفتة؟
ـ[خالد صالح الغرابي]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 05:37]ـ
كلام الشيخ سليمان حفظه الله مأصل وهو الذي تطمئن إليه النفس فجزاه الله خيرا.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 06:20]ـ
الكرافاتا ليس اصلها صليب كما قال الشيخ انما اصلها من كرواتيا و هي بلد كان اهلها لما يذهب الرجال المحاربون تعلق نساؤهم حول اعناقهم مناديل و منها جاءت الكرافاتا نسبة لكرواتيا و الله أعلم.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 06:33]ـ
حفظ الله الشيخ الفقيه سليمان الرحيلي فما إستمعت لشرح من شروحه إلا وازددت إعجابا به
حفظ الله الشيخ وبارك في علمه، أشكرك على مرورك، وكذا السلفية النجدية.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 06:35]ـ
يجب التحقق من هذه القصة المشهورة حول تاريخ ربطة العنق ...
أشكرك، وأرجو أن ينبري لها رجل ليحقق هذه المسالة، وكلام الشيخ مبني على قراءته لكتاب يؤرخ لهم.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 06:36]ـ
يعني هل الشيخ الرحيلي يرى تحريم لبس الكرفتة؟
نعم، تأمَّل آخر سطر في الفتوى المفرَّغة، جزاك الله خيرًا، وبارك فيك.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 06:37]ـ
كلام الشيخ سليمان حفظه الله مأصل وهو الذي تطمئن إليه النفس فجزاه الله خيرا.
بورك فيك، وأشير إلى أنه ذكرَ مثل هذا قبل سنوات في شرحه لكتاب الصيام من منار السبيل في مسجد ذي النورين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 06:39]ـ
الكرافاتا ليس اصلها صليب كما قال الشيخ انما اصلها من كرواتيا و هي بلد كان اهلها لما يذهب الرجال المحاربون تعلق نساؤهم حول اعناقهم مناديل و منها جاءت الكرافاتا نسبة لكرواتيا و الله أعلم.
يجدر التحقق من ذلك، وفي كلٍ فإن الحكم يكون هو التحريم، فإن كلا السببين - إن صحَّا - يدلان على اختصاصها بالكفار.
ـ[دارقطني]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 10:21]ـ
يا إخواني! رحمني الله وإياكم، وغفر الله للشيخ، فليس من شرط الثقة ألا يخطيء، وهذا رأي الشيخ وهو مبني على الظن، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال، وأما كون " رباط العنق " كان في الأصل كذا وكذا فلسنا مطالبين بالتنقيب عنه لا سيما مع بعد المسافة وسقوط الإسناد الصحيح في مثل هذه المسألة، وأما ما ذكر من أن الأصل كان جريًا على مشابهة الصليب فإن السيف وهو من الآت الحرب المعروفة لدى الفريقين من عرب وروم ومعلوم وجه الشبه بين مقبضه وبين الصليب (في بعض صوره)، مع الفارق في الصورتين؛ فإن ربطة العنق لم تبق على شكل من أشكال الصلبان باتفاق العارفين لها. وهذه الفنايل الداخلية التي يلبسها عموم الناس خاصة منزوعة الأكمام (ذوات الحمالات) لا نشك أن أصلها مأخوذ عنهم، ومع هذا لسنا مطالبين بالبحث عن أصلها: لماذا كان هذا الشكل بالذات؟
وجملة القول: أن ما صار من لباس المسلمين _ وكان في أصله من لباس الكفار _ فهو جائز ما لم يخالف شرعنا من إظهار العورات أو تحجيمها ... وقد لبس النبي صلى الله عليه وسلم جبة رومية ضيقة الكمين كما في الصحيحين من حديث المغيرة (لكن وصفها بأنها رومية ليس فيهما _ نعم عند مسلم " شامية " وإنما هو في بعض السنن _ النسائي والترمذي بإسناد صحيح).
ولكن الإشكال إذا كان ثوبًا خاصًّا بهم، كأن إذا رأيت صاحبه عرفت أنه مكسيكي أوإيطالي أو أمريكي مثلاً، يعني الأزياء الوطنية الخاصة والمعروفة بكل قطر من هذه الأقطار، فهذا هو محل التحريم.
وأما تحريم من حرمها من أهل العلم أو توقف في جوازها فغاية ما استدل به هو التشبه وهذا مبني على النية، وإن كان يصعب الآن الجزم بالتشبه لا سيما مع وجود هذا العدد الكاثر من سواد الدول الإسلامية وهم يلبسونها شبابًا وشيبانًا!
والبعض ممن حرم ما ذكر أثرًا و لاشبيها به (!!) وإنما سخر وتهكم فقط واصفًا إياها بأنها حبل أو مخنقة أو غُل .....
بقي أن أشير هنا إلى ما أفتى به أعضاء اللجنة الدائمة بالمملكة من جواز لبس هذا الشيء، فتوى رقم 4257
ورحم الله سفيان _ هو الثوري _ عندما قال: " إنما العلم الرخصة من ثقة، وأما التشديد فيحسنه كل أحد ".
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 10:31]ـ
يجدر التحقق من ذلك، وفي كلٍ فإن الحكم يكون هو التحريم، فإن كلا السببين - إن صحَّا - يدلان على اختصاصها بالكفار.
تفضل ان كنت تتقن الفرنسية هنا شرح كامل عن أصلها و فيه ما نقلته و الله أعلم
http://fr.wikipedia.org/wiki/Cravate
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 10:35]ـ
جزاك الله خيرًا أيها الحبيب الدارقطني، على إثراءك للموضوع.
وقولك
بقي أن أشير هنا إلى ما أفتى به أعضاء اللجنة الدائمة بالمملكة من جواز لبس هذا الشيء، فتوى رقم 4257
ورحم الله سفيان _ هو الثوري _ عندما قال: " إنما العلم الرخصة من ثقة، وأما التشديد فيحسنه كل أحد ".
لا يعني أن كل من حرَّم فهو متشدد، ولا يتنزَّل على مسألتنا، وليس رأي الشيخ فيها أو رأي من حرَّمها من قبيل التشدد، وهي مسألة يسوغ فيها الخلاف، ولا سيما وأن الشيخ مجتهد.
بوركتَ.
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[18 - Jan-2010, صباحاً 09:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المسلم الحاذق يعلم بأن الاستعمار الحاقد على بلاد المسلمين هو من نشر ارتداء ربطة العنق بين المقلدين من ضعفاء المسلمين في بلاد الشام والرافدين والسند والهند وأرض الكنانة والمغرب العربي، وما ربطة العنق إلا رسن يضعه المرء على عنقه إعلانا لذله وهوانه وتقليده الأعمى للكفرة واليهود والنصارى وليس في إرتدائه فائدة البتة.
وعلينا أن نتمعن قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الذي رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه والحديث في صحيح البخاري: " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن "
وربطة العنق من صلب زي ولباس اليهود والنصارى خاصة قساوستهم ورهبانهم وحواخيمهم ورجالات دياناتهم، وانتشارها بين ضعفة المسلمين من أهل الصغار لا يدل على انتفاء التشبه، فإن من نظر لحال الكفرة في عصرنا الحاضر وجد التزامهم بارتداء ربطة العنق في أعيادهم واحتفالاتهم واجتماعاتهم الدينية خاصة، ثم ارتدؤها بصفة رسمية بين المتكبرين من رجالات الدولة وأساتذة جامعاتهم ومعاهدهم وكبار تجارهم، وهذا يوضح خصوصية ربطة العنق بالكفار واليهود والنصارى ومن شابهمهم في الضلالة.
وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم والذي رواه الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما والحديث (حسن) في صحيح الجامع بتحقيق الألباني رحمه الله تعالى "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود و لا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، و تسليم النصارى الإشارة بالأكف"
والناظر في هذا الحديث يرى تدقيق الرسول صلى الله عليه وسلم وشدة تحذيره من التشبه باليهود والنصارى، وعلى المسلم المعتز بدينه أن يتجنب تقليدهم بكل وسعه، والحلال بين والحرام بين، وعندنا من الملابس المباحة ما يكفينا عن ارتداء زي أحفاد القردة والخنازير والنصارى.
والله أسأل أن يرفع راية الإسلام وأن يعز أهله، وأن يرفع ذل وهوان المتقاعسين والمقلدين من أصحاب النفوس الضعيفة، وأن يهديهم وإيانا سبل الرشاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ياسر الجهني]ــــــــ[22 - Jan-2010, مساء 05:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير يا أبا ناصر المدني وأرجو تفيدنا بهذه السلسلة القيمة من علماء السنة في المدينة كشيخنا السحيمي والمدخلي والرحيلي والبخاري والعلامة الفهامة الجابري وفق الله الجميع.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[23 - Jan-2010, صباحاً 03:18]ـ
جزاكم الله خيرا ..(/)
ولي صوفي يتحول إلى امرأة تراود الرجال عن نفسها .. ((وثيقة)) .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 01:35]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
جاء في كتاب الإبريز في قصة عبد العزيز الدباغ مع شيخه عبد الله البرناوي:
((فقال: وقعت لي معه حكايات، فمن أغربها أنه تصور لي ذات يوم على صورة امرأة وجعلت تراودني عن نفسها وألحت علي غاية الإلحاح، وذلك أني كنت في جزائر ابن عامر فلقيتني امرأة ملحفة ملثمة مطيبة بيضاء نقية من أحسن النساء، فقالت: يا سيدي أني أريد أن أخلو بك وأتحدث معك فهربت مصاريني منها وأسرعت في الفرار عنها حتى قلت إني إنجليت عنها في الناس، فبينما أنا في الرصيف فإذا هي واقعة معي تراودني ففرت منها مسرعاً حتى بلغت الشراطين وقلت مابقي لها طمع فثقلت مشيتي، وإذا بها واقفة معى تراودني ففرت منها حتى بلغت الشماعين فإذا بها واقفة معي ففرت منها حتى بلغت شرقي مسجد القرويين فقلت نجوت منها وإذا بها واقفة معي، ففرت منها حتى بلغت الصفارين فقلت نجوت منها وإذا بها واقفة معي ففرت منها حتى بلغت الشماعين مرة أخرى فقلت نجوت منها وإذا بها واقفة معي ففرت منها حتى بلغت مسجد القرويين فدخلت فقلت الآن نجوت، فلما وصلت الثريا الكبرى فإذا بها واقفة معي فغلبني الحال، وكدت أصيح حتى يجتمع الناس علي وعليها فإذا بها انقلبت ورجعت سيدي عبد الله البرناوي وقال: فعلت هذا بك وأردت أن أختبرك لما أعلم من كثرة ميل الشرفاء إلى النساء فوجدتك كما أحب والحمد لله وفرح بذلك غاية الفرح)) [ص 16 - 17]
:: شاهد الوثيقة::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/alebreez/16-17.jpg
التشبه بالنساء فالأصل فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المخنثين من الرجال - يعني المتشبهين بالنساء – والمترجلات من النساء - يعني المتشبهات بالرجال-"أخرجه أحمد في المسند [1878]، والبخاري في كتاب اللباس باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت [5436]، وأبو داود [4282] في باب الأدب، والترمذي [2706] في باب الأدب - كلهم عن ابن عباس رضي الله عنهما.، وفي لفظ "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل"أخرجه أبو داود [2575] كتاب اللباس، وأحمد في المسند [7958]، كلاهما عن أبي هريرة .. !!
ولكن الصوفية يعتبرون التشبة بالنساء ومراوده الرجال من الكرامات والله المستعان .. !!
نسأل الله السلامة والعافية .. !!
اللهم اهدي الصوفية للرجوع للكتاب والسنة .. !!
المصدر
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=766
ـ[المهذّب]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 03:56]ـ
سبحان الله الباطل ضعيف ..
لا يلبث حتى تكشف أستاره ..
ويأبى الله إلا أن يحق الحق ويبطل الباطل ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 01:24]ـ
و لكن ألم يفكر هذا "الولي"
فيما لو أجاب الدباغ إلى ما عُرِض عليه
فماذا كان سيكون موقفه؟؟؟
ـ[سامر الجبوري]ــــــــ[19 - Jul-2009, مساء 03:44]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا ً أخي الكريم القرتشائي
لا عجب و ليس غريبا ً على القوم فهذه نقطة في بحر عجائبهم و فظائعهم التي ما أنزل الله بها من سلطان ... و بعضها يصل إلى الهلوسة و الجنون و يسمونها كرامات و ما هي إلا ضلال و هيسيتريا ودجل و خزعبلات ... هداهم الله.
و الله المستعان
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 06:45]ـ
حفظكم الله ورعاكم
وبارك فيكم وغفر لكم. . .
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 03:16]ـ
نأمل اخي مزيدا من الفضح لهم بوركت.
ـ[عارف يماني]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 05:58]ـ
يمكن هذا الولي قد " وصل " ورفع عنه القلم.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 09:19]ـ
بارك الله فيكم احسنتم.
القصة فيها كذب واضح , مثل هذه القصص لا يصدقها الا الغوغاء من الناس.
من مثل عامة الصوفية , وعامة الروافض , وعامة اهل الضلال والاهواء.
ولذلك فإن شيوخ الضلال يكثرون من رواية مثل هذه القصص عند هؤلاء الغوغاء.
فالمؤمن كيس فطن.
ـ[عبد العزيز سالم]ــــــــ[15 - Jan-2010, مساء 10:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى امابعد:- اعلم يا اخي المتجني في التعميم على جميع الصوفيه ان الامام ابن تيميه قد اثنى على الصادقين منهم امثال عبد القادر الجيلاني وغيره ممن صدقوا الله تعالى في القول والعمل ورأيت في مقدمة ابن خلدون انه اثنى عليهم وجالسهم وقال فيهم هم قوم ابصروا واقصروا وذكر انهم من اهل السنة والجماعه والله سبحانه اعلم وعليك ارجوع الي مقدمة ابن خلدون هذا للامانة العلميه فقط
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[16 - Jan-2010, صباحاً 01:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى امابعد:- اعلم يا اخي المتجني في التعميم على جميع الصوفيه ان الامام ابن تيميه قد اثنى على الصادقين منهم امثال عبد القادر الجيلاني وغيره ممن صدقوا الله تعالى في القول والعمل ورأيت في مقدمة ابن خلدون انه اثنى عليهم وجالسهم وقال فيهم هم قوم ابصروا واقصروا وذكر انهم من اهل السنة والجماعه والله سبحانه اعلم وعليك ارجوع الي مقدمة ابن خلدون هذا للامانة العلميه فقط
أخي أهل السنة يعطون لكل ذي حق حقه, فإن كان إنسان يدعو إلى الخرافة نقول إنسان خرافي و إن كان عابدا زاهدا نقول عابد زاهد. فالشيخ عبد القادر الجيلاني و كذلك الجنيد رحمة الله على الجميع كل أهل السنة و الجماعة يثنون عليهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[16 - Jan-2010, صباحاً 02:04]ـ
اين علماء مصر و خاصة علماء الا زهرعندما طبعت كثير من الكتب مشحونة بالعجائب
مما شوه واساء
اين مو اقف هؤلاء العلماء الذين طبعت في بلادهم هذه الكتب اول ما طبعت على مراى من عيو نهم
ثم انتشرت من عندهم وكثير منها كذب و افتراء على علماء ابرار
وتشويه لمنهج تزكية النفس و تهذيب الروح وعالم الا حسان في السير في طريق التقوى(/)
القرآن وأميّة بن أبى الصلت: أيهما أخذ من الآخر .. للرد على الزنديق سيد القمنى!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 05:45]ـ
القرآن وأميّة بن أبى الصلت: أيهما أخذ من الآخر؟
د. إبراهيم عوض
أمية بن أبى الصلت شاعر مخضرم من قبيلة ثقيف، التى كانت تسكن الطائف. وكان أبوه أيضا شاعرا، كما كانت له أخت تُسَمَّى: "الفارعة"، وبنتان وعدة أبناء بعضهم شعراء، وأخٌ اسمه "هذيل" أُسِر وقُتِل مشركا فى حصار الطائف.
وهو من الحنفاء الذين ثاروا على عبادة الأصنام وآمنوا بالله الواحد واليوم الآخر، وأزعجهم التردِّى الخلقى الذى كان شائعا فى الجزيرة العربية، وتطلعوا إلى نبى يُبْعَث من بين العرب، بل إنه هو بالذات كان يرجو أن يكون ذلك النبى. وكان أمية يخالط رجال الدين ويقرأ كتبهم ويقتبس منها فى أشعاره.
وكان رجل أسفار وتجارة، كما كان يمدح بعض كبار القوم كعبد الله بن جدعان وينال عطاياهم وينادمهم على الخمر، وإن قيل إنه قد حرَّمها بعد ذلك على نفسه. وتُجْمِع المصادر على أنه مات كافرا حَسَدًا منه وبَغْيًا، إذ ما إن بلغه مبعث النبى محمد حتى ترك الطائف فارًّا إلى اليمن ومعه بنتاه اللتان تركهما هناك، وأخذ يجول فى أرجاء الجزيرة ما بين اليمن والبحرين ومكة والشام والمدينة والطائف.
وتذكر لنا الروايات مع ذلك أنه وفد على النبى ذات مرة وهو لا يزال فى أم القرى واستمع منه إلى سورة "يس" وأبدى تصديقه به مؤكدا لمن سأله من المشركين أنه على الحق. بَيْدَ أن حقده الدفين منعه من أن يعلن دخوله فى الإسلام رسميا وبصورة نهائية رغم أنه، كما جاء فى إحدى الروايات، كان قد اعتزم أن يذهب إلى المدينة للقاء الرسول مرة أخرى وإعلان دخوله فى الدين الجديد، لكن الكفار خذّلوه وأثاروا نار حقده على محمد من خلال تذكيره بأنه قتل أقاربه فى بدر ورماهم فى القليب، فما كان منه إلا أن عاد أدراجه بعد أن شقّ هدومه وبكى وعقر ناقته مثلما يصنع الجاهليون.
ثم لم يكتف بهذا، بل رثى هؤلاء القتلى وأخذ يحرض المشركين على الثأر لهم منضمًّا بذلك إلى جبهة الشرك والوثنية ضد الإسلام، وظل هكذا حتى لقى حتفه على خلاف فى السنة التى مات فيها ما بين الثانية للهجرة إلى التاسعة منها قبل فتح النبى الطائف بقليل، وهو الأرجح (شعراء النصرانية قبل الإسلام/ ط2/ دار المشرق/ بيروت/219 وما بعدها، ود. جواد على/ المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ ط2/ دار العلم للملايين/ 1978م/ 6/ 478 - 500، وبهجة عبد الغفور الحديثى/ أمية بن أبى الصلت- حياته وشعره/ مطبوعات وزارة الإعلام/ بغداد/ 1975م/ 46 فصاعدا. وله تراجم فى "طبقات الشعراء"، و"الشعر والشعراء"، و"الأغانى" وغيرها).
ولأمية ديوان شعر يختلط فيه الشعر الصحيح النسبة له بالشعر المنسوب له ولغيره بالشعر الذى لا يبعث على الاطمئنان إلى أنه من نظمه، وهذا القسم الأخير هو الغالب. وأكثر شعر الديوان فى المسائل الدينية: تأمّلاً فى الكون ودلالته على ربوبية الله، ووصفًا للملائكة وعكوفهم على تسبيح ربهم والعمل على مرضاته، وإخبارًا عن اليوم الآخر وما فيه من حساب وثواب وعقاب، وحكايةً لقصص الأنبياء مع أقوامهم، إلى جانب أشعاره فى مدح عبد الله بن جدعان والفخر بنفسه وقبيلته وما إلى ذلك.
ومن الشعر الدينى المنسو ب إليه ما يقترب اقترابا شديدا من القرآن الكريم معنًى ولفظًا وكأننا بإزاء شاعرٍ وَضَع القرآنَ بين يديه وجَهَدَ فى نظم آياته شعرا. ومن هذه الأشعار الشواهد التالية:
لك الحمد والنعماء والمُلْك ربنا * فلا شىء أعلى منك جَدًّا وأَمْجَدُ
مليكٌ على عرش السماء مهيمنٌ * لعزّته تَعْنُو الجباه وتسجدُ
مليك السماوات الشِّدَاد وأرضها * وليس بشىء فوقنا يتأودُ
تسبِّحه الطير الكوامن فى الخفا * وإذ هى فى جو السماء تَصَعَّدُ
ومن خوف ربى سبّح الرعدُ حمده* وسبّحه الأشجار والوحش أُبَّدُ
من الحقد نيران العداوة بيننا * لأن قال ربى للملائكة: اسجدوا
لآدم لمّا كمّل الله خلقه * فخَرُّوا له طوعًا سجودا وكدّدوا
وقال عَدُوُّ الله للكِبْر والشَّقا: * لطينٍ على نار السموم فسوَّدوا
فأَخْرَجَه العصيان من خير منزلٍ * فذاك الذى فى سالف الدهر يحقدُ
* * *
ويوم موعدهم أن يُحْشَروا زُمَرًا * يوم التغابن إذ لاينفع الحَذَرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
مستوسقين مع الداعى كأنهمو * رِجْل الجراد زفتْه الريح تنتشرُ
وأُبْرِزوا بصعيدٍ مستوٍ جُرُزٍ * وأُنْزِل العرش والميزان والزُّبُرُ
وحوسبوا بالذى لم يُحْصِه أحدٌ * منهم، وفى مثل ذاك اليوم مُعْتبَرُ
فمنهمو فَرِحُ راضٍ بمبعثه * وآخرون عَصَوْا، مأواهم السَّقَرُ
يقول خُزّانها: ما كان عندكمو؟ * ألم يكن جاءكم من ربكم نُذُرُ؟
قالوا: بلى، فأطعنا سادةً بَطِروا * وغرَّنا طولُ هذا العيشِ والعُمُرُ
قالوا: امكثوا فى عذاب الله، ما لكمو* إلا السلاسل والأغلال والسُّعُرُ
فذاك محبسهم لا يبرحون به * طول المقام، وإن ضجّوا وإن صبروا
وآخرون على الأعراف قد طمعوا * بجنةٍ حفّها الرُّمّان والخُضَرُ
يُسْقَوْن فيها بكأسٍ لذةٍ أُنُفٍ * صفراء لا ثرقبٌ فيها ولا سَكَرُ
مِزاجها سلسبيلُ ماؤها غَدِقٌ * عذب المذاقة لا مِلْحٌ ولا كدرُ
وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها * ولا البصير كأعمى ما له بَصَرُ
فاسْتَخْبِرِ الناسَ عما أنت جاهلهُ * إذا عَمِيتَ، فقد يجلو العمى الخبرُ
كأَيِّنْ خلتْ فيهمو من أمّةٍ ظَلَمَتْ * قد كان جاءهمو من قبلهم نُذُرُ
فصدِّقوا بلقاء الله ربِّكمو * ولا يصُدَّنَّكم عن ذكره البَطَرُ
* * *
<>قال: ربى، إنى دعوتك فى ا لفـ*ــجر، فاصْلِحْ علىَّ اعتمالى
إننى زاردُ الحديد على النـ*ــ اس دروعًا سوابغ الأذيالِ
لا أرى من يُعِينُنِى فى حياتى * غير نفسى إلا بنى إسْرالِ
وقد ظنت طوائف المبشرين ممن فقدوا رشدهم وحياءهم أن بمستطاعهم الإجلاب على الإسلام ورسوله وكتابه بالباطل فأخذوا يزعمون أن القرآن مسروق من شعر أمية بن أبى الصلت لهذه المشابهات. والواقع أن عددا من كبار دارسى الأدب الجاهلى، من المستشرقين قبل العرب والمسلمين، قد رَأَوْا عكس هذا الذى يزعمه المبشرون، إذ قالوا بأن هذه الأشعار التى تُنْسَب لأمية مما يتشابه مع ما ورد فى القرآن عن خلق الكون والسماوات والأرض، وعن العالم الآخر وما فيه من حساب وثواب وعقاب وجنة ونار، وعن الأنبياء السابقين وأقوامهم وما إلى ذلك، هى أشعار منحولة عليه.
قال ذلك على سبيل المثال تور أندريه وبروكلمان وبراو من المستشرقين، ود. طه حسين والشيخ محمد عرفة ود. عمر فروخ ود. شوقى ضيف ود. جواد على وبهجة الحديثى من العلماء العرب، وإن كان من المستشرقين مع ذلك من يدعى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أخذ بعض قرآنه من شعر هذا المتحنّف كالمستشرق الفرنسى كليمان هوار، ومنهم من قال إن الرسول وورقة قد استمدا كلاهما من مصدر واحد.
وإلى القارئ تفصيلا بهذا: فالمستشرق الألمانى كارل بروكلمان يؤكد أن أكثر ما يُرْوَى من شعر أمية هو فى الواقع منحول عليه، ماعدا مرثيته فى قتلى المشركين ببدر، وأنه إذا كان كليمن هوار المستشرق الفرنسى قد زعم أن شعره كان مصدرا من مصادر القرآن، فإن الحق ما قال تور أندريه من أن الأشعار التى نظر إليها هوار فى اتهامه هذا إنما هى نَظْمٌ جَمَع القُصَّاصُ فيه ما استخرجه المفسرون من مواد القصص القرآنى، وأن هذه الأشعار لا بد أن تكون قد نُحِلَتْ لأمية منذ عهد مبكر لا يتجاوز القرن الأول للهجرة، فقد سماه الأصمعى: "شاعر الآخرة"، كما أراد محمد بن داود الأنطاكى أن يفتتح القسم الثانى فى الدِّينِيّات من كتابه "الزهرة" بأشعار أمية (كارل بروكلمان/ تاريخ الأدب العربى/ ترجمة د. عبد الحليم النجار/ ط4/ دار المعارف/ 1/ 113).
يريد بروكلمان أن يقول: لولا أنه كان هناك شعر يدور حول الموضوعات الدينية التى ذكرناها قبلا منسوب لأمية منذ ذلك الوقت المبكر لما أطلق عليه الأصمعى هذه التسمية ولما فكر الأنطاكى أن يورد له أشعارا دينية فى كتابه المذكور. ويقول المستشرق براو كاتب مادة "أمية بن أبى الصلت" بالطبعة الأولى من "دائرة المعارف الإسلامية"، تعليقا على اتهام هوار للقرآن بأنه قد استمد بعض مواده من أشعار أمية، إن صحة القصائد المنسوبة لهذا الشاعر أمر مشكوك فيه، شأنها شأن أشعار الجاهليين بوجه عام، وإن القول بأن محمدا قد اقتبس شيئا من قصائد أمية هو زعم بعيد الاحتمال لسبب بسيط، هو أن أمية كان على معرفة أوسع بالأساطير التى نحن بصددها،
(يُتْبَعُ)
(/)
كما كانت أساطيره تختلف فى تفصيلاتها عما ورد فى القرآن. ثم أضاف أنه، وإن استبعد أن يكون أمية قد اقتبس شيئا من القرآن، لا يرى ذلك أمرا مستحيلا. وهو يعلل التشابه بين أشعار أمية وما جاء فى القرآن الكريم بالقول بأنه قد انتشرت فى أيام البعثة وقبلها بقليل نزعات فكرية شبيهة بآراء الحنفاء استهوت الكثيرين من أهل المدن كمكّة والطائف، وغذّتها ونشّطتها كلٌّ من تفاسير اليهود للتوراة وأساطير المسلمين. ثم يخبرنا براو بما توصَّل إليه تور أندريه من أنه ليس فى قصائد أمية الدينية ما هو صحيح النسبة إليه، وأن هذا اللون من شعره هو من انتحال المفسرين (دائرة المعارف الإسلامية/ الترجمة العربية/ 4/ 463 - 464).
وعند طه حسين أن "هذا الشعر الذى يضاف إلى أمية بن أبى الصلت وإلى غيره من المتحنفين الذين عاصروا النبى (ص) وجاؤوا قبله إنما نُحِلَ نَحْلاً. نحله المسلمون ليثبتوا أن للإسلام قُدْمَةً وسابقةً فى البلاد" (فى الأدب الجاهلى/ دار المعارف/ 1958م/ 145). ويرى الشيخ محمد عرفة أنه لو كانت هناك مشابهةٌ فعلا بين شعر أمية والقرآن الكريم لقال المشركون، الذين تحداهم الرسول بأن يأتوا بآية من مثله، إن أمية قد سبق أن قال فى شعره ما أورده هو فى القرآن زاعمًا أنه من لدن الله. لكنهم لم يقولوا هذا، بل اتهموه بأنه إنما يعلّمه عبد أعجمى فى مكة.
كذلك يؤكد أن شعر أمية لا يشبه فى نسيجه شعر الجاهلية القوى المحكم، إذ هو شعر بيِّن الصنعة والضعف على غرار شعر المولَّدين. ومن هنا كان هذا الشعر المنسوب لذلك المتحنف الطائفى هو شعر منحول عليه ومنسوب زورا إليه (من تعليق الشيخ محمد عرفة على مادة "أمية بن أبى الصلت" فى "دائرة المعارف الإسلامية"/ 4/ 465).
أما د. عمر فروخ فيؤكد أن القسم الأوفر من شعر أمية قد ضاع، وأنه لم يثبت له على سبيل القطع سوى قصيدته فى رثاء قتلى بدر من المشركين. وبالمثل نراه يؤكد أن كثيرا من الشعر الدينى المنسوب لذلك الشاعر هو شعر ضعيف النسج لا رونق له (د. عمر فروخ/ تاريخ الأدب العربى/ ط5/ دار العلم للملايين/ 1948م/ 1/ 217 - 218).
ويرى د. شوقى ضيف أن المعانى التى يتضمنها شعر أمية مستمدة من القرآن بصورة واضحة، إلا أنه لا يرتب على ذلك أن يكون أمية قد تأثر بالقرآن، بل يؤكد أن الشعر الذى يحمل اسمه هو شعر ركيك مصنوعٌ نَظَمَه بعضُ القُصّاص والوُعّاظ فى عصور متأخرة عن الجاهلية. وردًّا على دعوى هوار بأن القرآن قد استمد بعض مادته من أشعار أمية يقول الأستاذ الدكتور إن ذلك المستشرق لا علم له بالعربية وأساليب الجاهليين، وإلا لتبين له أنها أشعار منحولةٌ بيِّنة النحل، ولما وقع فى هذا الحكم الخاطئ (د. شوقى ضيف/ العصر الجاهلى/ ط10/ دار المعارف/ 395 - 396).
ويؤكد د. جواد على فى كتابه "المفصل فى تاريخ العرب" أن بعض أشعار أمية الدينية مدسوسة عليه، ومن ثَمّ لا يمكن أن يكون أميّة قد اقتبس شيئا من القرآن، وإلا لقام النبى عليه الصلاة والسلام والمسلمون بفضحه. وعلى هذا فهو أيضا يرى أن شعره الذى يوافق فيه القرآنَ إنما صُنِع بعد الإسلام صنعا لأنه ليس موجودا فى التوراة ولا فى الإنجيل ولا غيرهما من الكتب الدينية، اللهم إلا القرآن الكريم، وأن أكثره قد وُضِع فى عهد الحجاج تقربا إليه، وبخاصة أن شعره الدينى يختلف عن شعره المَدْحِىّ والرثائى وغيره، إذ يقترب من أسلوب الفقهاء والمتصوفة ونُسّاك النصارى، كما تكررت إشارات الرواة إلى أن هذا الشعر أو ذاك مما يُعْزَى له قد نُسِب لغيره من الشعراء.
ثم إنه قد مدح الرسول عليه السلام، كما أن فى الشعر المنسوب له ما يدل على أنه قد آمن به، فكيف يتسق هذا مع رثائه لقتلى بدر من المشركين؟ (المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 491 - 496). أما بهجة عبد الغفور الحديثى فإنه يقسم شعر أمية الدينى إلى قسمين: قسم يظهر عليه أثر الحنيفية وكتب اليهود والنصارى، وقسم يظهر عليه أثر القرآن. وهو يميل إلى أن يكون القسم الأول له كما يظهر من أسلوبه ومعانيه، أما الثانى فمنحول عليه بدليل ما يبدو عليه من ركاكة لغته وضعف صياغته، ومن أسلوبه المستمد من القرآن (أمية بن أبى الصلت- حياته وشعره/ 127).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بحثت عن طريق المشباك (النِّتّ) فى كتب الأحاديث النبوية الشريفة عن روايات تذكر شيئا من شعر أمية فلم أجد إلا ثلاثة أبيات له فى مُسْنَد أحمد يتحدث فيها عن الشمس وعرش الله بما لم يأت شىء منه فى القرآن، وأن الرسول عليه السلام قد صدّقه فيها، وهذا نصها:
رجلٌ وثورٌ تحت رجْل يمينه * والنسر لليسرى، وليثٌ مُرْصَدُ
والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراءَ يصبح لونها يتورّدُ
تأبَى فلا تبدو لنا فى رِسْلها * إلا مُعَذَّبَةً وإلا تُجْلَدُ
كما جاء أيضا فى مُسْنَدَىْ ابن ماجة وأحمد أن الشريد بن الصامت قد أنشد النبىَّ ذات مرة مائة بيت من شعر أمية، وكان كلما انتهى من إنشاد بيتٍ قال النبى عليه الصلاة والسلام: "هِيهْ"، يستحثه على الاستمرار فى الإنشاد، ثم عقّب صلى الله عليه وسلم فى النهاية قائلا: "كاد أن يُسْلِم"، وفى رواية أخرى فى مسند أحمد أن النبى لم يعلّق فى نهاية الإنشاد بشىء، بل سكت فسكت الشريد بدوره.
وهذا كل ماهنالك، فلم نعرف من الحديث ما هى الأبيات التى أنشدها الصحابى الكريم على مسامع رسول الله، ولا مدى مشابهتها للقرآن. على أن هاهنا نقطة لا بد من تجليتها قبل الانتقال إلى شىء آخر، إذ لا أظن الصحابى الجليل قد قصد عدد المائة تحديدا، فليس من المعقول أنه كان يعدّ الأبيات التى كان ينشدها على مسامع النبى أوّلاً بأوّل وهو يتلوها. ذلك أمر غير متخيَّل، والأرجح بل الصواب الذى لا أستطيع أن أفكر فى غيره أنه أراد الإشارة إلى أنه قد أنشد سيّدَ الأنبياء عددا غير قليل من الأبيات.
كذلك رجعتُ إلى تخريجات القصائد المشابهة للقرآن الكريم التى قام بها بهجة الحديثى فى رسالته عن أمية، فلفت انتباهى أن هذه القصائد، أو على الأقل الأبيات التى يوجد فيها ذلك التشابه، لم تَرِدْ فى أىٍّ من كتب الأدب واللغة والتاريخ والتفسير المعتبرة ككتاب "جمهرة أشعار العرب" لأبى زيد القرشى، أو "طبقات الشعراء" لابن سلام، أو "الشعر والشعراء" لابن قتيبة، أو "الأغانى" للأصفهانى، أو "تاريخ الرسل والملوك" أو "جامع البيان فى تفسير القرآن" للطبرى مثلا. بل إن كثيرا من هذه الأشعار لم تَرِدْ فى طبعة الديوان الأولى، فضلا عن أن بعضها قد نُسِب فى ذات الوقت إلى غيره من الشعراء.
ونقطة أخرى مهمة جدا: لماذا لم يُثِرْ علماؤنا المتقدمون قضية التشابه بين شعر أمية والقرآن الكريم باستثناء محمد بن داود الأنطاكى، الذى كان يردّ، فيما يبدو، على من اتهم القرآن بالأخذ عن أمية بأن ذلك غير صحيح لأنه عليه السلام لا يمكن أن يستعين فى كتابه بشعر رجل أقر بنبوته وصدّق بدعوته، وأنه لو كان صحيحا رغم ذلك لسارع أمية إلى اتهام الرسول بالسرقة من شعره، وبذلك تسقط دعوته صلى الله عليه وسلم بأيسر مجهود وأقلّه؟ (الزهرة/ تحقيق د. إبراهيم السامرائى ود. نور حمود القيسى/ ط2/ مكتبة المنار/ الزرقاء/ 1406هـ- 1985م/ 2/ 503).
لقد كان ابن داود الأنطاكى من أهل القرن الثالث الهجرى، فى حين أن صاحب "الأغانى" قد جاء بعده بقرن، فكيف اطمأن المتقدم وشكّ المتأخر، أو فلنقل: كيف أورد المتقدمُ الشعرَ المنسوب لأمية، بينما لم يورده الأصفهانى، الذى جاء بعده بقرن كما قلنا؟ والأحرى أن يكون الوضع بالعكس حيث يكون المتقدم أقرب زمنا إلى صاحب الشعر فيستطيع من ثم أن يحسم الحكم فى مسألة نسبة الشعر إليه، على الأقل قبل تراكم الروايات وازدياد صعوبة غربلتها وإصدار حكم بشأنها.
بَيْدَ أن مثل هذا الوضع لا غرابة فيه، فعندنا مثلا ابن إسحاق وابن هشام اللذان اشتركا فى كتابة "سيرة رسول الله": تأليفًا بالنسبة لابن إسحاق، ومراجعةً وتعليقًا وتنقيةً بالنسبة لابن هشام، وجاء الأول قبل الثانى بزمن غير قصير كما هو معروف، ومع هذا لم يمنع ابنَ هشام تأخُّرُ زمنه عن النظر فى السيرة التى كتبها سَلَفُه وإجالة قلمه فيما يرى أنه لا بد من تغييره أو تصحيحه أو التعليق عليه بما يرى أنه الصواب أو الأقرب للحق، مثلما فعل عندما أنكر على ابن إسحاق مثلا إيراد أشعار لآدم وثمود والجن، بل لأفراد من قريش ذاتها ممن قال إن أهل العلم لا يعرفون لهم شعرًا أصلا أو ينكرون ما ينسب إليهم من شعر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمسألة بَعْدُ هى مسألة اختلاف فى شخصية الباحث ما بين مطمئنٍ يقبل ما يُرْوَى له ومدقِّقٍ لا يقبل إلا بعد تمحيص وتقليب ... وهكذا. ومعروف أن ابن سلام وابن قتيبة وأبا الفرج الأصفهانى هم من النقاد ومؤرخى الأدب القدماء المشهود لهم بالتمحيص والتنقيب وعدم قبول أى شىء على علاته، بينما لا يزيد ما فعله ابن داود الأنطاكى فى كتابه "الزهرة" عن جمع الأشعار وتنسيقها، إلا حين يعلّق بكلمة هنا أو هناك تدور عادةً على شرح لفظة صعبة أو تحليل جانب من جوانب عاطفة الحب التى ألف كتابه عنها.
إن هذا كله من شأنه أن يعضّد القول الذى سمعنا كبار دارسى الأدب العربى من مستشرقين وعرب يرددونه من أن القصائد التى تتشابه مع القرآن من الشعر المنسوب لأمية هى فى الواقع قصائد منحولة. ولقد نبهنى هذا الاكتشاف إلى ما أحسست به عند مراجعتى لديوان أمية مؤخرا من أنى لا أستطيع أن أتذكر قراءتى لأىٍّ من هذه الأشعار فى الكتب التى أومأتُ إليها لِتَوِّى. وهذا هو السبب فى أننى قد استبدّ بى الاستغراب أثناء مطالعتى لذلك النوع من قصائد أمية حين فكرت فى الكتابة عن هذه القضية بالرغم من كثرة ما قرأت عن الرجل من قبل فى "الأغانى" و"طبقات الشعراء" و"الشعر والشعراء" مثلا، وكذلك فى كتب تاريخ الأدب العربى التى ألفها باحثون معاصرون ممن تكلموا فى هذه القضية، لكنهم لم يوردوا شيئا من الأشعار محل الخلاف والمناقشة مكتفين بالكلام النظرى فيها.
وبالمثل كان الانطباع الذى شعرتُ به بمجرد قراءة تلك الأشعار هو أنها أقرب إلى النظم الذى وضع صاحبُه أمام عينيه آياتِ القرآن الكريم وأخذ يجتهد فى تضمينها ما ينظم من أبيات: فالكلام مهلهل وغير مستوٍ، وفيه فجوات يملؤها الناظم بما يكمّل البيت بأى طريقة والسلام، على عكس شعر أمية فى رثاء قتلى المشركين ببدر مثلا أو مدائحه لعبد الله بن جدعان.
وغنى عن القول ألاّ وجه لمقارنة هذا الشعر بأسلوب القرآن وما يتسم به من فحولة وجلال وشدة أسر وسحر ينفذ إلى القلوب نفوذا غلابا قاهرا، وهو ما يجعل القول بتأثر شعر أمية بالقرآن لا العكس هو ما يمليه المنطق وتَهَشّ له العقول والضمائر إذا صحَّت نسبة هذه الأشعار له. ومع ذلك كله فلسوف أسلك الطريق الصعب فأفترض أن تلك الأشعار محلَّ الخلاف هى أشعار صحيحة قالها أمية فعلا، وأن الأحداث التى رافقت نظم هذه القصائد هى بالتالى أحداث صحيحة وقعت هى أيضا.
والآن لو تتبعنا أهم الأحداث فى حياة المصطفى وأمية مما يتصل بهذه القضية فماذا نجد؟ أول كل شىء أن شاعرنا كان، كما جاء فى الروايات التى تحدثت عنه، يتوقع أن يكون هو النبى المنتظر، وأنه حين علم أن النبوة تجاوزته لم يستطع صبرا على المُقام بالطائف على مقربة من الرجل الذى كان حُكْم القدر أن ينزل عليه وحى السماء، فأخذ ابنتيه وهرب إلى اليمن. ومعنى ذلك أنه هو الذى كان مشغولا بمحمد لا العكس.
وهذا أحرى أن يجعله متنبها لكل ما يتعلق بمحمد، وعلى رأسه القرآن، الذى كان يتمنى بخلع الضرس بل بِفَقْءِ العين أن يكون هو النبى الذى يتلقاه ويبلغه للناس، حرصا منه على الشهرة والسمعة والمكانة بين قومه، جاهلا فى غمرة حماقته وحسده الأسود العقيم أنه سبحانه وتعالى "أعلم حيث يجعل رسالته". ومن المنطقى جدا، كما أومأنا، القول بأنه لم يستطع أن يتجاهل الرسول رغم غيظه، بل قل: بسبب غيظه من عدم اختياره هو نبيا للعرب، وأنه كان يتصيد الآيات والسُّوَر التى تنزل على الرسول ويضعها نصب عينيه وهو يَنْظِم شعره، جَرْيًا على المثل الشعبى القائل: "إن فاتك المِيرِىّ تمرَّغْ فى ترابه".
إنه "عبده مشتاق" الجاهلى، الذى يمكن أن نرى فيه رائدا لنظيره فى كاريكاتير جريدة "الأخبار" القاهرية، مع بعض التلوينات المختلفة هنا وهناك تبعا لاختلاف طبيعة الدور الذى يريد كل من هذين العبدين أن يؤديه والظروف التى يتحرك فى نطاقها! ولقد فاتته النبوة، فليضمّن نصوصَ وحيها إذن شعره، فهذا أفضل من أن "يخرج من المولد بلا حمّص"! وهو حين يصنع هذا إنما كان يجرى على عادته قبل سطوع بدر الإسلام من العكوف على الكتب الدينية السابقة والاقتباس منها فيما يَنْظِم من أشعار.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو إذن لا يفترع طريقا جديدا حين يقتبس من القرآن، بل يستمر فى سبيله القديم. والطبع غلاب كما يقولون! ولا أدرى فى الواقع لماذا، بدلا من هذا الهروب غير المجدى من الطائف، لم يواجه محمدا ويقول له فى وجهه إنه قد سبقه فى شعره إلى ما يقوله هو فى قرآنه، وإن هذا دليل على أنه ليس نبيا حقيقيا، ومن ثم فهو أفضل منه، على الأقل من ناحية العلم والحكمة.
ألم يكن هذا هو ما يقتضيه المنطق لو كان عند أمية ذلك الدليل القاهر الذى يلوّح به بعض المستشرقين ويتابعهم عليه، فى غباءٍ لا يليق بمن عنده مسكة من عقل، مبشّرو آخر الزمان، ومن خلفهم ذيول المسلمين الذين فقدوا كل معنى من معانى الكرامة والرجولة؟ ومن الواضح أن الرجل كان يحب الظهور بمظهر العالم الحكيم، هذا الوصف الذى وصفه به خطأً بعض من ترجموا له من القدماء، إذ لو كانت الحكمة من صفاته حقا لما ترك الحسدَ يطوّحه ويقلقله فى بلاد العرب جنوبا وشمالا وشرقا وغربا كراهيةَ أن يكون على مقربة من الرجل الذى آثرته السماء عليه فى مسألة النبوة (وإن ذكرتْ بعضُ الروايات، حسبما رأينا، أنه وفد عليه فى مكة واستمع إلى ما تلاه عليه من قرآن وقال كلاما طيبا فى حقه)، ولأَقْبَلَ بدلا من ذلك عليه بجْمْع قلبه وإخلاصه ما دام يرى أنه على الحق كما يشير إلى ذلك الشعر الذى يتحدث فيه، قبل البعثة النبوية، عن حاجة البلاد لنبى يأخذ بيدها فى طريق الهداية، وكذلك القصيدة التى قالها فى مدحه عليه الصلاة والسلام والدين الذى أتى به.
بَيْدَ أنه، لحَِظّه التعيس، لم يحزم أمره، وظل مترددا يقترب بقلبه حينًا بعد حينٍ من الدين الجديد، لكنه سرعان ما تثور به عقارب الحقد فيبتعد عنه ... إلى أن أقبل أخيرا فى نوبة قوية بعض الشىء من نوبات يقظته الخلقية والروحية ليعلن إسلامه رسميا، فوقفت قريش فى طريقه وأخبرته بأن المسلمين قتلوا عُتْبة وشَيْبة ابنى ربيعة وغيرهما من رجالات الطائف ممن كانوا يمتّون إليه بواشجة القرابة، فما كان منه إلا أن لوى عِنَان فرسه مبتعدا عن طريق النور والسعادة حاكما بذلك على نفسه ببؤس المصير إلى الأبد، وهو ما يدل بأجلى بيان على أنه لم يحزم أمره يوما، وهذه هى مشكلته المزمنة مع نفسه، فأين الحكمة هنا إذن؟
أما العلم فإن نصيبه منه لا يخرج، فيما هو واضح، عن نقل النصوص والقصص من كتب الأمم السابقة إلى شعره دون الانتفاع الحق بها، فهو إذن كالحمار يحمل أسفارا، وإلا فلماذا لم يستفد بها فى اتّباع الحق الذى كان يؤمن به فى أعماق قلبه، وفضّل عليه الانحياز إلى الوثنية ممثلةً فى أقاربه الذين رثاهم ومجَّدهم حين سقطوا وهم يحاربون تحت رايتها ضد التوحيد، وزاد فشقّ جيوبه عليهم وبكى وجدع أنف ناقته كما كان يفعل أهل الجاهلية الجهلاء حسبما ذكرت كتب السيرة وتاريخ الأدب (د. جواد على/ المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 479)، وهو الذى طالما صدّع أدمغتنا من قبل بالحديث عن الحنيفية؟ ولْنقارن بين موقفه هذا وموقف النبى عليه السلام حين أسلم وَحْشِىّ قاتل عمه الغالى وأخيه من الرضاع حمزة بن عبد المطلب، وكذلك هندٌ آكلة الأكباد ومدبّرة مقتله المأساوى رضى الله عنه.
لقد قَبِلهما النبى فى دينه، وكأن شيئا لم يكن، رغم الجرح الغائر الذى خلّفه موت سيد الشهداء فى قلبه، وذلك نزولا على مبدئه العظيم القائل بأن "الإسلام يَجُبّ ما قبله".
أو لماذا لم يقم هو بالدعوة إلى ما كان يؤمن به (حسبما نقرأ فى الشعر المنسوب إليه)، ولو فى أضيق نطاق بين قومه فى الطائف فقط ما دام ادعاء النبوة سهلا إلى هذا الحد كما فعل محمد، الذى لم يكن قارئا كاتبا مثله؟ فانظر وقارن يتبين لك الفرق بين النبوة والحسد الذى يأكل قلب صاحبه أكلاً فلا يتركه يهنأ بحياته أبدا!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المحطة الثانية التى نحب أن نقف عندها فهى ذهاب رسول الله إلى الطائف حين شعر أن مكة تستعصى على دعوته بغباء غريب ما عدا القليلين الذين دخلوا فى دعوته رغم التضييق والعنت الشديد والأذى المتواصل، فحَسِبَ أن الطائف قد تكون أحسن استقبالا للدين الجديد، لكن أهلها للأسف لم يكونوا أفضل حالا من قومه فى مكة. ترى لو كان أمية قد سبق القرآن إلى تناول الموضوعات التى نقرؤها فى ذلك الكتاب بنفس الألفاظ والعبارات فى كثير من الأحيان، ومن ثم أخذ محمد بعض قرآنه من شعره، أكان يفكر مجرد تفكير فى السفر إلى بلد ذلك الشاعر معرضا نفسه للسخرية والاتهام من جانب أهلها بدلا من إقبالهم عليه ودخولهم فى دينه؟
إنه إذن لـ"كالمستجير من الرمضاء بالنار" كما جاء فى أمثال العرب، أو كمن "جاء يُكَحِّلها فأعماها" كما يقول المثل الشعبى! ولم يكن الرسول يوما بالشخص الذى يمكن أن يقع فى مثل هذا التصرف الأخرق العجيب، بل لم يتهمه أحد من أَعْدَى أعدائه بشىء من ذلك قط! ثم فلنفترض بعد هذا أنه قد ارتكب هذا التصرف الأحمق (وأستغفر الله العظيم على هذا التعبير الذى اقترفتُه لأكون فى غاية السماحة مع "الأنعام" الذين لهم قلوب لكن لا يعقلون بها، ولهم أعين لكن لا يبصرون بها، ولهم آذان لكن لا يسمعون بها!)،
فكيف فات الطائفيين الأمرُ فلم يجابهوه ويجبهوه بهذه السرقة التى كانت كفيلة بقصم ظهر الدعوة التى أتى بها بدلا من إغرائهم صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم بمطاردته بالحجارة فى شوارع المدينة حتى أخرجوه منها منتهكين بتصرفهم الوحشىّ هذا ما توجبه التقاليد العربية الراسخة القاضية بإكرام الضيف الوافد، واضطروه إلى اللجوء إلى بستانٍ لعُتْبة وشَيْبة ابنى ربيعة حيث قابل هناك خادمهما عداس، الذى قدّم له قِطْفا من العنب يتقوّت به ويزيل عن نفسه التعب، ثم أقبل عليه فى حب وإجلال حين رآه يسمّى الله قبل الطعام وعرف شيئا من دينه على ما هو معروف لقارئى السيرة النبوية؟
ثم هناك قدوم أمية على النبى ومدحه إياه بقصيدة يقرّه فيها على دعوته ويثنى عليه ويصدّق به. ويبدو أن ذلك كان بتأثير الأسئلة التى من المؤكد أنها كانت توجَّه له ممن حوله، إذ لا بد أن يثور فى أذهانهم التساؤل عن السبب، يا ترى، الذى يمنعه من الإيمان بمحمد ما دام يردد ما يقوله تقريبا ويضمّن شعره بعض ما جاء فى قرآنه! أقول هذا رغم أن فى نفسى من صحة هذه القصيدة شيئا للأسباب التى سأذكرها من فورى، لكننى قلتُه على الشرط الذى وضعتُه حين بينتُ أنه لكى نقبل أشعار أمية التى تشابه القرآن الكريم لا بد أن نقبل معها الأحداث التى صاحبتها حسبما أوردتها الروايات. على أية حال هأنذا أورد جُلّ أبيات القصيدة أولا، ثم ننظر فيها بعد ذلك:
لك الحمد والمنّ رب العبا * د. أنت المليك وأنت الحَكَمْ
ودِنْ دين ربك حتى التُّقَى * واجتنبنّ الهوى والضَّجَمْ
محمدًا ارْسَلَه بالهدى * فعاش غنيا ولم يُهْتَضَمْ
عطاءً من الله أُعْطِيتَه * وخصَّ به الله أهل الحرمْ
وقد علموا أنه خيرهم * وفى بيتهم ذى الندى والكرمْ
نبىُّ هدًى صادقٌ طيبٌ * رحيمٌ رءوف بوصل الرَّحِمْ
به ختم الله من قبله * ومن بعده من نبىٍّ ختمْ
يموت كما مات من قد مضى* يُرَدّ إلى الله بارى النَّسَمْ
مع الأنبيا فى جِنَان الخلو * دِ، هُمُو أهلها غير حلّ القَسَمْ
وقدّس فينا بحب الصلاة * جميعا، وعلّم خطّ القلمْ
كتابًا من الله نقرا به * فمن يعتريه فقدْمًا أَثِمْ
(أمية بن أبى الصلت- حياته وشعره" لبهجة عبد الغفور الحديثى/ 260 - 264)
وقد رفض د. جواد على هذه القصيدة على أساس أن ما فيها من إيمان قوى بالنبى ودينه يتناقض مع ما نعرفه من تردد أمية بالنسبة للإسلام وافتقار قلبه إلى الإيمان العميق، وأنه يشير فيها إلى وفاة الرسول التى لم تقع إلا بعد موت أمية أوّلا (المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 497 - 498). لكن بهجة الحديثى لا يشك فى القصيدة، بل يرى أنها تمثل خطرة من الخطرات التى كانت تنتاب أمية، فالمعروف أنه لم يكفر بالرسول تكذيبا بل حسدا، إذ كان فى دخيلة نفسه مصدِّقا بما جاء به، بل همّ أن يعلن إسلامه فعلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن الأنطاكى، الذى كان يعيش فى القرن الثالث الهجرى، قد أكد أنها موجودة فى شعره ومفهومة عند أهل الخبرة به (أمية بن أبى الصلت/ 78 - 79). والحق أن الحجة الأخيرة تكاد تكون العقبة الوحيدة التى تمنعنى من القطع بزيف هذه القصيدة رغم ما فيها مما يدابر المنطق: فهى تتحدث عن اختتام النبوة بمحمد عليه السلام، وهى قضية لم تكن قد طُرِحَت بعد، لأن القصيدة لا بد أن تكون قد سبقت غزوة بدر على آخر تقدير حيث حسم أمية أمره بعد تلك الغزوة وشقَّ جيوبه وعقر ناقته وتراجع نهائيا عن الدخول فى الإسلام، على حين أن الإشارة إلى أن نبوة محمد هى خاتمة النبوات قد وردت فى سورة "الأحزاب"التى نزلت بعد ذلك بزمن طويل على ما هو معروف.
أما ما جاء فى القصيدة من ذكر موت النبى فلا يعنى بالضرورة أنه قد مات فعلا، إذ الكلام يحتمل هذا، كما يحتمل أنه سيموت كسائر البشر حسبما جاء فى قوله تعالى: "إنك ميتٌ، وإنهم ميتون" (الزُّمَر/ 30)، إذ أتى الفعلُ الدالّ على الموت فى القصيدة فى صيغة المضارع لا الماضى كما لا بد أن يكون القارئ قد لاحظ، رغم أن فى ذكر الموت فى حد ذاته فى هذا السياق كثيرا من الغرابة والخروج على مقتضيات المديح.
كذلك فوصف الرسول بأنه "رحيم رءوف" هو صَدًى لوصفه فى القرآن فى الآية قبل الأخيرة من سورة "التوبة" بهاتين الصفتين، وإن جاءتا فى القصيدتين بعكس ترتيبهما فى السورة، والآية المذكورة تنتمى لمرحلة زمنية متأخرة عن تاريخ نظم القصيدة. كذلك ففى القصيدة صَدًى لقول رسول الله فى حديث أبى هريرة: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيَلِج النار إلا تحلَّة القسم"، والمقصود الإشارة إلى قوله تعالى فى الآية 71 من سورة "مريم": "وإنْ منكم إلا وارِدُها. كان على ربك حتما مقضيًّا"، ومعروف أن أبا هريرة إنما أسلم فى المدينة فى السنة السابعة للهجرة، أى بعد نظم أمية قصيدته بأعوام، فكيف يمكن أن يتأثر أمية بحديث كهذا لم يكن قد قيل إلا بعد ذلك ببضع سنوات؟
وأنا هنا، كما يلاحظ القارئ، أنطلق من أن القصيدة هى التى تأثرت بالقرآن لا العكس ما دام أمية قالها فى مدح النبى والتصديق بدعوته، إذ معنى هذا أنه لم يكن يرى فى القرآن أى أثر لشعره، وإلا ما فكر فى مدحه عليه السلام بتاتًا، بل فى هجائه وفَضْحه. ثم إن فى النظم هَنَاتٍ لا يقع فيها جاهلىٌّ عادة: فقد جاءت كل من كلمتى "أرسله" و"الأنبياء" فى القصيدة بهمزة، وهو ما يحدث اضطرابا فى موسيقى البيتين اللذين وردت الكلمتان فيهما، إلا إذا حذفنا الهمزتين كما فعلت أنا هنا، فعندئذ نشعر على الفور أننا بإزاء شعر إسلامى صوفى مما يصعب انتماؤه للعصر الأموى أو حتى بدايات العباسى.
لكن هل يمكن أن يكون هذا قد فات ابن داود الأنطاكى؟ تلك هى المعضلة. إلا أننا لو استحضرنا فى المقابل أن كبار مؤرخى الأدب ونقاده فى تلك الفترة، وهم العلماء الذين شغلتهم قضية الانتحال فى الشعر الجاهلى والمخضرم كابن سلام وابن قتيبة والجاحظ وأبى الفرج وابن هشام، لم يَرْوُوا شيئا من هذا الشعر لأمية، لوجدنا أنها ليست بالمعضلة التى تستعصى على الحل. وأيا ما يكن الأمر فكما قلت: إن من يريد منا أن نقبل نسبة الأشعار محل الدراسة لأمية فلا بد أن يقبل معها الأحداث المصاحبة لها فى الروايات التى أوردتْها لنا.
ومما تقوله الروايات عن النبى وأمية أيضا ذلك اللقاء الذى تم بينه صلى الله عليه وسلم وفارعة أخت الشاعر حينما جاءته عند دخوله الطائف فى السنة التاسعة للهجرة وحكت له قصة أخيها وأنشدته من شعره بناءً على طلبه، وما عقَّب به عليه السلام قائلا: "يا فارعة، إن مَثَل أخيك كمَثَل من آتاه الله آياته فانسلخ منها" (ابن حجر/ الإصابة فى معرفة الصحابة/ مطبعة مصطفى محمد/ القاهرة/ 1939م/ 4/ 363، والاستيعاب فى معرفة الأصحاب/ مطبعة مصطفى محمد/ القاهرة/ 1939م/ 4/ 379).
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يعقل أنه صلى الله عليه وسلم يسعى إلى فتح ملفّ أمية ويقول فيه هذه الكلمة القارصة، وعلى مسمع من أخته، وفى أشد اللحظات على أهل الطائف وطأةً لأنها لحظة انكسار وانهزام، لو كان قد استمد شيئا من قرآنه من شعر الرجل؟ إنه فى هذه الحالة كمن يمد يده فى جحر الثعابين والعقارب معرِّضا نفسه لخطر الهلاك الوَحِىّ دونما أدنى داع، ومعاذَ الذكاء المحمدى أن يفوته عليه السلام ما ينتظره من الخطر فيقدم على التصرف بمثل هذا التهور! ونفس الشىء نقوله عن موقفه من الشريد بن الصامت، إذ لماذا يشجعه صلى الله علي وسلم على الاستمرار فى إنشاد الشعر الذى من شأنه أن يفضح دعواه لو كان أمية قد قاله فعلا قبل القرآن، واستمد هو قرآنه منه؟ بل لماذا ينشد سويد أمامه شعر أمية أصلا لو كان متطابقا مع القرآن هذا التطابق الذى يدل على استمداده منه؟ بل كيف لم يتنبه لهذا التشابه ولم يختلج على الأقل ضميره بالشكوك والوساوس؟
ولنفترض بعد ذلك كله أنه صلى الله عليه وسلم قد أقدم على هذا التصرف الخاطئ فى الحالين، فكيف لم يصدر عن الطرف الآخر أى شىء يُلْمِح إلى أسبقية شعر أمية على القرآن أو حتى إلى مجرد المشابهة بين النصين ولو على سبيل فلتات اللسان؟
وعندنا من الثقفيين، غير فارعة أخت شاعرنا، كنانة بن عبد ياليل، وكان رئيس ثقيف فى زمانه، واشترك مع أبى عامر الراهب العدو اللدود للإسلام فى التآمر على الدين الجديد وصاحبه، ولم يتركا سبيلا إلا وسلكاه لبلوغ هذه الغاية حتى إنهما ذهبا إلى قيصر للاستعانة به ضد الإسلام. ولما فشلا بقى أبو عامر فى الشام، وعاد ابن عبد ياليل بعد تطواف هنا وهناك وأعلن إسلامه.
ويقال إنه كان من بين المرتدين، ثم رجع إلى الإسلام مرة أخرى. والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن لو كان الرسول قد أخذ شيئا من شعر أمية هو: كيف سكت مِثْلُ كنانة فلم يتخذ من هذا الأمر سلاحا يوجهه إلى قلب الإسلام فى مقتل فيريح نفسه وقومه والعرب جميعا من هذا البلاء الذى أرَّقهم وأزعجهم بدلا من الضرب فى الآفاق والاستعانة بمن يساوى ومن لا يساوى؟ أليس هذا هو ما كان ينبغى أن يمليه المنطق على مثل ذلك الزعيم القبلى؟ لكنه لم يفعل، فعلام يدل هذا؟ أيعقل أن يكون بيده ذلك السلاح الحاسم ولا يفكر فى استخدامه على طول ما حارب الإسلام وكثرة ما تآمر ضده؟ (ابن حجر/ الإصابة فى معرفة الصحابة/ 2/ 496، و3/ 305).
وكان عروة بن مسعود الثقفى قد بكَّر بالدخول فى الإسلام قبل قومه بزمن، فأراد من حبه لهم أن يهديهم الله على يديه، فاستأذن الرسولَ عليه السلام أن يأتيهم فيدعوهم إلى الدخول فى دين التوحيد، لكنه صلى الله عليه وسلم حذره من أنهم سيقتلونه. إلا أنه لم يكن يتصور أنهم يمكن أن يعادوه ويتأبَّوْا عليه اعتقادا منه أنهم يحبونه ويكرمونه أشد الإكرام، فعاود الاستئذان، والرسول يحذره، ثم أذن له فى الثالثة ليذهب إليهم ويلقى المصير الذى حاول الرسول أن يجنبه إياه، إذ ما إن بدأ يدعوهم إلى الإسلام حتى اجتمعوا إليه من كل جانب ورَمَوْه بالنبل فقتلوه، رضى الله عنه (أبو نعيم الأصفهانى/ دلائل النبوة/ ط2/ حيدر أباد الدكن/ 1950م/ 467).
أولو كان الرسول قد أخذ قرآنه من أمية ابن الطائف التى طال استعصاؤها على الإسلام إلى وقت متأخر، أكان عروة يدخل فى دينه مخالفا قومه بهذه البساطة؟ بل أكان الرسول يرضى أن يذهب إليهم هذا المندفع الذى لا يفكر فى العواقب، ومعروف أن أول ماسيجيبونه به هو: أوقد نسيت أن الرسول الذى تدعونا إلى الإيمان بدينه ليس سوى سارق لشعر شاعرنا، أخذه وزعم أنه قرآن يُوحَى إليه من السماء؟ وحتى لو لم يفكر أى منهما فى تلك النتيجة التى لا يمكن أن يتجه الذهن إلى أى شىء غيرها، أكانت ثقيف تدع تلك الفرصة السانحة دون أن تتهكم بعروة على غفلته وتحمسه لدين يقوم على هَبْش النصوص الشعرية من الشعراء الآخرين والزعم بأنه وحى من عند رب العالين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك أيضا من مشاهير الثقفيين الشاعر أبو محجن، الذى كان مدمنا للشراب، وكان يتأرجح بين عشقه المتوله للخمر وتحرجه الدينى، وإن كان للعشق الغلبة فى بداية أمره حتى لقد حُدَّ فيها مرارا، ونفاه عمر إلى إحدى الجزر ... إلى أن جاءت حرب القادسية، وقصته فيها معروفة، إذ كان ساعتها فى القيد فى بيت سعد بن أبى وقاص (قائد المسلمين فى تلك المعركة) بسبب الخمر انتظارا لإيقاع الحدّ عليه، فأخذ يلحّ على امرأة سعد من وراء زوجها أن تحل وثاقه كى يستطيع المشاركة فى الجهاد فى سبيل الله، ولها عليه عهد الله أن يعود من تلقاء نفسه بعد المعركة فيضع رجليه فى القيد كرة ثانية، حتى نجح فى إقناعها فأطلقته فحارب وأبلى فى الحرب بلاء حسنا وانتصر المسلمون، فكان عند كلمته وعاد فوضع رجليه فى القيد، ثم أعلن توبته النهائية عن أم الخبائث بعد أن أبدى سعد إعجابه به ووعده أنه لن يحده أبدا، إذ صرَّح قائلا إنه يستطيع الآن أن يقلع عنها دون الخوف من أن يقول أحد عنه إنه تركها خشية العقاب. ولا يزال ديوانه يمتلئ بالأشعار التى يتغزل فيها فى بنت الكَرْم متمردا على تحريمها فى دين محمد.
بل إنه كان أحد الذين دافعوا عن الطائف أثناء حصار المسلمين لها عقب فتح مكة، وأصاب سهمه فيها ابنًا لأبى بكر (الزركلى/ الأعلام/ ط3/ 5/ 243، ودائرة المعارف الإسلامية/ الترجمة العربية/ 2/ 597 - 598، وديوان الشاعر، وبهجة عبد الغفور الحديثى/ أمية بن أبى الصلت/ 42 - 43). والسؤال هنا أيضا: كيف لم يتحدث مثل هذا الشاعر عن استعانة الرسول بشعر ابن قبيلته ولو فى نوبة من نوبات تهتكه وتمرده على تحريم الإسلام الصارم لأم الخبائث، أو فى شعره قبل دخوله فى الإسلام؟
ثم لدينا من الثقفيين أيضا الحجاج بن يوسف، الذى كان معلما للقرآن فى بداية حياته كأبيه لا يبتغى بذلك مالا، بل احتسابًا عند الله، ثم أصبح فيما بعد أحد عمال بنى أمية الكبار.
وهو الذى أدخل على نظام الكتابة العربية المزيد من الإتقان والضبط، إذ عهد إلى نصر بن عاصم بإعجام الخط، أى وَضْع النقاط للتمييز بين الأحرف المتشابهة كالباء والتاء والثاء، والجيم والحاء والخاء ... طلبًا لمزيد من الدقة والتسهيل فى قراءة القرآن، الذى يدَّعى بعض الرُّقَعاء أنه مقتبَس فى بعض مواضعه من شعر أمية. كما كان، رغم كل ما قيل عن قسوته أيام ولايته على العراق، من المداومين على قراءة القرآن. وكذلك كان يشجع بكل وسيلة على حِفْظه، ويُدْنِى منه حُفّاظه (أحمد صدقى العَمَد/ الحجاج بن يوسف الثقفى- حياته وآراؤه السياسية/ دار الثقافة/ بيروت/ 1975م/ 86 - 87، 96، 474، 477 - 478، وهزاع بن عيد الشّمّرى/ الحجاج بن يوسف الثقفى- وجه حضارى فى تاريخ الإسلام/ دار أمية/ الرياض/ 44).
والآن ألا يحق لنا أن نتساءل: ما الذى جعل الحجاج يتحمس لدين محمد كل هذا التحمس لو كان هناك ولو ذرة واحدة من الشك تحوم حول مصدر هذا الكتاب، وبخاصة أن المصدر فى هذه الحالة لن يكون شيئا آخر غير شعر ابن القبيلة التى يعتزى هو إليها؟ لا ليس ابن قبيلته فقط، بل هو ابن خالة جده الرابع لأمه: معتب بن مالك (انظر فى نَسَبه "الحجاج بن يوسف الثقفى- وجه حضارى فى تاريخ الإسلام" لهزاع بن عيد الشّمّرى/ 15).
ولا يظنَّنّ أحد أن شعر أمية لم يكن يهم الحجاج لانشغاله بالسياسة وما يتصل بها، فقد رُوِىَ عنه قوله: "ذهب قوم يعرفون شعر أمية، وكذلك اندراس الكلام" (د. جواد على/ المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 483)، أى أن نصوص الشعر والأدب إنما تضيع بذهاب من يحفظونها. وههنا نقطة مهمة جدا، ألا وهى أن شعر أمية قد ضاع، على أقلّ تقدير، ٍ جانبٌ كبير منه قبل الحجاج، فكيف وصلنا إذن كل هذا الشعر الذى يشابه القرآن إذا كان واحد من أقرب من تصله به رابطة الدم يشكو من ضياعه على هذا النحو؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأهم من ذلك كله دلالةً على ما نريد من أن القضية التى يثيرها الفارغون الجهّال من المبشرين ومَنْ لَفَّ لفَّهم من أبناء المسلمين الذين ختم الله على قلوبهم وعقولهم وأعينهم، فهم لا يفكرون ولا يستمعون إلا لكل مغرض ممن يريد أن يقضى عليهم وعلى أمتهم، إنما هى زوبعة فى كستبان لا أكثر، أن الفارعة أخت أمية، وأبناءه القاسم وأمية وربيعة ووَهْبًا، قد دخلوا مع ثقيف كلها فى الإسلام، وكان القاسم وأمية وربيعة يقولون الشعر، ولم يُؤْثَر عن أى منهم ولا من غيرهم ممن كان يمتّ بصلة نسب إلى أميّة أية كلمة تومئ مجرد إيماء إلى أن الرسول يمكن (يمكن فقط) أن يكون قد استفاد من شعر ذلك الشاعر على أى نحو من الأنحاء.
ودعك من أن مجرد اعتناقهم الإسلام هو فى حد ذاته برهان على تكذيبهم بأبيهم وانحيازهم إلى محمد، وهو ما ينقض ما يهرف به الأغبياء المحترقون حقدًا على دين محمد من أن القرآن هو فى بعض جوانبه اقتباس من شعر متحنّف الطائف. كما أن كثيرا من العرب قد ارتدّ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكان لكل قبيلة تعلاتها السخيفة التى تحاول أن تسوّغ بها هذه الردة، لكننا لم نسمع قطّ أن أحدا ممن ارتدّ قد فتح هذا الموضوع. بل إن قبيلة ثقيف قد هَمَّتْ بالارتداد، لولا أن عثمان بن العاص كرّه إليهم الإقدام على مثل ذلك التصرف الذى لا يليق، فما كان منهم إلا أن فاؤوا إلى رشدهم ولم يعودوا إليها، بل كان منهم كثيرون حاربوا المرتدّين بكل إخلاص.
وهنا أيضا لم نسمع أية نأمة حول الاستفادة المحمدية المزعومة من شعر أمية! ليس ذلك فحسب، فهناك، كما أشار د. جواد على (فى كتابه: "المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام"/ 6/ 493)، يوحنا الدمشقى مثلا، وهو من أوائل من كتب من النصارى مهاجما الإسلام، وكان معاصرا لدولة بنى أمية. أفلو كان لهذه الشبهة أىّ ظل من الحقيقة مهما ضَؤُل، أكان هذا الراهب المتعصب على الإسلام، والذى يريد أن يهدمه على رؤوس أصحابه ويثبت بكل وسيلة أن محمدا لم يكن نبيًّا صادقًا، يُفْلِت تلك السانحة الغالية ويسكت فلا يستخدم هذه الورقة الجاهزة والرابحة بكل يقين؟
بهذا تكون القضية قد ظهرت على وجهها الحقيقى: فلا أمية ولا أى واحد من أبنائه أو أقاربه أو قبيلته أو حتى من العرب، بل ولا من النصارى واليهود الذين عاصروا النبى أو جاؤوا بعده بقليل، قد أثار هذا الأمر على أى وضع. أليس لنا الحق بعدئذ فى أن نصف من يفتح هذا الموضوع الآن بالرقاعة والوقاحة؟
إن ذلك بمثابة رفع دعوى من غير ذى صفة، بل من شخص لا يستند إلى أى توكيل من أىٍّ من أصحاب الشأن رغم أن الظروف كلها من شأنها أن تدفع أصحاب الشأن هؤلاء إلى الكلام لو كان لتلك المزاعم أساسٌ أىّ أساس! خلاصة القول إنه ليس أمامنا فى هذه المسالة إلا أمران: فإما قلنا بزيف نسبة هذه الأشعار إلى أمية، وإما قلنا إنه قد نظمها تقليدا لما جاء فى القرآن.
لكن د. جواد على يرفض الاحتمال الثانى ولا يرى إلا احتمالا واحدا هو زيف الأشعار المعزوّة إلى أمية. ومن بين ما اعتمد عليه فى هذا الرأى أن النبى عليه السلام لم يتهم أمية بالأخذ منه (المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 491).
وأنا، وإن كنت أميل إلى رأى الأستاذ الدكتور، لا أستطيع أن أنبذ الرأى الآخر مائة فى المائة لعدم توفر دليل قاطع على صحته، ولكيلا أترك فرصة لأى جَعْجَاع يريد أن يُجْلِب على القرآن والرسول، فكان لا بد أن أسدّ هذه الثغرة. ومن هنا فإنى أجيب على الحجة التى ساقها د. جواد بالقول إن النبى عليه السلام أكبر من أن يقف عند هذه الأشياء، وبخاصة أنه قد نزل عليه القرآن كى يفيد منه الناسُ أيا كان نوع تلك الإفادة لا ليشمخ به عليهم. ثم إن القرآن ليس ملكا للرسول بل هو كتاب الله، فماذا كان يمكن للرسول أن يقول لأمية فى هذه الحالة، وبالذات إذا علمنا أن أمية لم يواجهه بل اكتفى بالازورار؟
وحتى هذا الازورار لم يكن كاملا، فقد جاء فى بعض الروايات أنه وفد عليه ذات مرة واستمع منه إلى سورة "يس"، وشهد له بالحق، وأنه، عند عودته من الشام، قد أخذ طريقه إلى المدينة ليعلن الدخول فى دين محمد لولا تحريض المشركين له بإثارة نقمته على الرسول جرّاء مقتل بعض أقاربه على يد المسلمين فى بدر حسبما جاء فى "الإصابة" لابن حجر و"مجمع البيان" للطَّبَرْسِىّ وغيرهما (د. جواد على/ المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 486).
أما إذا كان لا بد من أن يردّ عليه النبى رغم ذلك كله، أفلا يكفينا ما رُوِىَ عنه صلى الله عليه وسلم من قوله فيه: "آمن شعره، وكفر قلبه" أو "آمن لسانه، وكفر قلبه" (صحيح مسلم من كتاب "الشعر". وقد أورده الدكتور جواد نفسه فى "المفصّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام "/ 485)؟ إذ معنى "آمن شعره أو لسانه" أنه كان يأخذ ما جاء فى القرآن ويردّده فى شعره ترديد المؤمن به، لكن حسده له عليه السلام قد منعه أن يعلن ذلك بصفة رسمية ونهائية، وهذا معنى كفران قلبه.
أما الاحتمال الثالث الذى طرحه بعض المستشرقين، كالمستشرق الألمانى شولتس ناشر ديوان أمية، من أن النبى وأمية قد استقيا كلاهما من مصدر ثالث مشترك فهو احتمال ليس له رِجْلان يمشى عليهما، إذ أين ذلك المصدر المشترك؟ ولِمَ لَمْ يظهر طوال كل هاتيك القرون؟ وكيف وقع كل منهما عليه، وبينهما كل هذا البعد المكانى والنفسى؟ ثم لماذا هما وحدهما بالذات من دون العرب كلهم بل من دون العالم أجمع؟
* مفكر مصري واستاذ بجامعة عين شمس
Ibrahim_awad9@yahoo.com (Ibrahim_awad9@yahoo.com)
http://awad.phpnet.us/ (http://awad.phpnet.us/)
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9 (http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9)
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=279294 (http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=279294)(/)
الشيخ محمد بن عبدالوهاب لا يكفر المجتمعات!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 07:46]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلا يخفى على كثير منا أنه قد لبس على كثير من المسلمين، بل بعض طلبة العلم من أهل السنة أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب يكفر المجتمعات، ولرد هذه الشبهة ذكر الشيخ عبدالمحسن العباد - حفظه الله - في شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها للشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -، ذكرَ عدة نقولات للشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء الدعوة في أن الشيخ محمد لا يكفر بالعموم، ويعذر أولئك بالجهل، لذا سأنقلها إليكم هنا - إن شاء الله -.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: ((وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم)). الدرر السنية (1/ 66)،
وقال أيضاً: ((بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعدما نبين له الحجة على بطلان الشرك)). مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (3/ 34)،
وقال أيضاً: ((ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم، فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم: إني أقول: من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجيء عندي، فهذا أيضاً من البهتان، إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت، ولكن نكفر من أقرّ بدين الله ورسوله ثم عاداه وصدّ الناس عنه، وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنه دين المشركين وزينه للناس، فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلاّ رجلاً معانداً أو جاهلاً)). مجموع مؤلفات الشيخ (3/ 33).
وقال أيضاً: ((وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله)). مجموع مؤلفات الشيخ (3/ 14).
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتاب (منهاج التأسيس والتقديس ص: 98 - 99): ((والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها، قال في بعض رسائله: ((وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبّة الكواز، حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً)). وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال، فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور)).
وقال أيضاً رحمه الله في (مصباح الظلام ص: 499): ((فمن بلغته دعوة الرسل إلى توحيد الله ووجوب الإسلام له، وفقه أن الرسل جاءت بهذا لم يكن له عذر في مخالفتهم وترك عبادة الله، وهذا هو الذي يجزم بتكفيره إذا عبد غير الله، وجعل معه الأنداد والآلهة، والشيخ وغيره من المسلمين لا يتوقفون في هذا، وشيخنا رحمه الله قد قرّر هذا وبينه وفاقاً لعلماء الأمة واقتداء بهم ولم يكفر إلاّ بعد قيام الحجة وظهور الدليل حتى إنه رحمه الله توقف في تكفير الجاهل من عباد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه، وهذا هو المراد بقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول، فإذا حصل البيان الذي يفهمه المخاطب ويعقله فقد تبين له)).
وقال أيضاً في (مصباح الظلام ص: 516): ((وشيخنا رحمه الله لم يكفر أحدا ابتداء بمجرد فعله وشركه، بل يتوقف في ذلك حتى يعلم قيام الحجة التي يكفر تاركها، وهذا صريح في كلامه في غير موضع، ورسائله في ذلك معروفة)).
قال الشيخ عبدالمحسن العبَّاد بعد ذكر تلكم النقول في رسالته المذكورة آنفًا:
وإنما أفضت بذكر النقول عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في تقرير هذه المسألة، وهي أن تكفير المعين الذي وقع في الشرك في العبادة لجهله، إنما يكون بعد البيان له وإقامة الحجة، لا قبل ذلك، لأن من الجاهلين والحاقدين عليه وعلى دعوته، المبنية على الكتاب والسّنّة، وما كان عليه سلف الأمّة، من يشنع عليه وينفّر من دعوته، برميه بتكفير المسلمين، والتكفير بالعموم، وهو إنما يكفر من قامت عليه الحجة، وبانت له المحجة، ولأن نفراً يسيراً من طلبة العلم من أهل السّنّة فيما علمت يعيبون على من يقرّر ذلك وهو عيب لما قرّره شيخا الإسلام، ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما من أهل العلم، ومع ذلك فإن الخطأ في العفو في الأمور المشتبهة، خير من الخطأ في العقوبة، وهم في عيبهم القول الذي قرّره الشيخان والحرص على خلافه يفسحون المجال للمتربصين بأهل السّنّة الذين يصطادون في الماء العكر، فيردّدون صدى نعيق أعداء الإسلام والمسلمين، الذين يزعمون أن تطرف من ابتلي بالتفجير والتدمير، راجع إلى دراسة مناهج التعليم المبنية على كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل السّنّة، وهو بهت وزور ممن افتراه أو ردّده، فإن الذين ردّدوا هذا النعيق من أهل هذه البلاد، قد درسوا كما درس غيرهم هذه المناهج، ولم يحصل لهم ضرر منها بل حصل النفع العظيم منها لكل من شاء الله هدايته وتوفيقه، وإنما حصل التطرف من هؤلاء المتطرفين لفهومهم الخاطئة التي شذّوا بها وخرجوا عن جماعة المسلمين، وقدوتهم في ذلك الخوارج الذين شذّوا وخرجوا على الصحابة نتيجة لفهومهم الخاطئة، ولكل قوم وارث، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 04:16]ـ
بارك الله فيكم أخي أباناصر ..
ورحم الله الإمام المُجدد ..
http://saaid.net/monawein/index.htm
ـ[ابو مصعب البدري]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 11:17]ـ
قال الشيخ الامام
وأنا أخبركم عن نفسي والله الذي لا إله إلا هو لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا ذلك الوقت لا أعرف معنى لا إله إلا الله، ولا أعرف دين الإسلام قبل هذا الخير الذي من الله به. وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك، فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت أو زعم عن مشايخه أن أحداً عرف ذلك فقد كذب وافترى ولبس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه.
ـ[ابو مصعب البدري]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 11:20]ـ
واظن انكم تعلمون كلام الشيخ في التفرقة بين الشرك والكفر وانهم اذا ذكروا الشرك انما يعنون الوصف القائم بالمشرك
واذا ذكروا الكفر فانما يعنون به المترتب عليه في الدنيا والاخرة
وان اردتم المزيد زدنا
وهناك رسالة مستقلة للخضير في المسالة
ـ[ابو مصعب البدري]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 11:21]ـ
[من لم يكفر الذين يحكمون بغير ما أنزل الله]
وسئل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، عمن لم يكفر الدولة، ومن جرهم على المسلمين، واختار ولايتهم وأنه يلزمهم الجهاد معه; والآخر لا يرى ذلك كله، بل الدولة ومن جرهم بغاة، ولا يحل منهم إلا ما يحل من البغاة، وأن ما يغنم من الأعراب حرام؟
فأجاب: من لم يعرف كفر الدولة، ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين، لم يعرف معنى لا إله إلا الله،؛ فإن اعتقد مع ذلك: أن الدولة مسلمون، فهو أشد وأعظم، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله، وأشرك به; ومن جرهم وأعانهم على المسلمين، بأي إعانة، فهي ردة صريحة.
ومن لم ير الجهاد مع أئمة المسلمين، سواء كانوا أبرارا أو فجارا، فهو لم يعرف العقائد الإسلامية، إذا استقام الجهاد مع ذوي الإسلام، فلا يبطله عدل عادل ولا جور جائر؛ والمتكلم في هذه المباحث، إما جاهل فيجب تعليمه، أو خبيث اعتقاد، فتجب منافرته ومباعدته.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 02:03]ـ
[من لم يكفر الذين يحكمون بغير ما أنزل الله]
وسئل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، عمن لم يكفر الدولة، ومن جرهم على المسلمين، واختار ولايتهم وأنه يلزمهم الجهاد معه; والآخر لا يرى ذلك كله، بل الدولة ومن جرهم بغاة، ولا يحل منهم إلا ما يحل من البغاة، وأن ما يغنم من الأعراب حرام؟
فأجاب: من لم يعرف كفر الدولة، ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين، لم يعرف معنى لا إله إلا الله،؛ فإن اعتقد مع ذلك: أن الدولة مسلمون، فهو أشد وأعظم، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله، وأشرك به; ومن جرهم وأعانهم على المسلمين، بأي إعانة، فهي ردة صريحة.
ومن لم ير الجهاد مع أئمة المسلمين، سواء كانوا أبرارا أو فجارا، فهو لم يعرف العقائد الإسلامية، إذا استقام الجهاد مع ذوي الإسلام، فلا يبطله عدل عادل ولا جور جائر؛ والمتكلم في هذه المباحث، إما جاهل فيجب تعليمه، أو خبيث اعتقاد، فتجب منافرته ومباعدته.
ما مناسبةُ كلامه؟!
ومَن يريد؟!
وأظن كلامه هذا لمّا استنصر عبدالله على أخيه سعود بجنود الترك -أليس كذلك-؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 02:42]ـ
قال الشيخ الامام
وأنا أخبركم عن نفسي والله الذي لا إله إلا هو لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا ذلك الوقت لا أعرف معنى لا إله إلا الله، ولا أعرف دين الإسلام قبل هذا الخير الذي من الله به. وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك، فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت أو زعم عن مشايخه أن أحداً عرف ذلك فقد كذب وافترى ولبس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه.
جزاكم الله خيرا.
والملاحظ مما قمتُ بتلوينه: أن الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ يتكلم عن نفسِه وعن علماء العارض فقط، ولم يعمِّم هذا الوصف على الجميع.(/)
موقفنا من الشيعة.
ـ[أم مها]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 04:50]ـ
تاريخ الإضافة:7 - 5 - 2009 http://www.islamstory.com/uploads/Image/Mokfna_Min_AlShi3a.jpg
يتفنَّن بعض الإعلاميين في إيهام المسلمين أن قاصمة الظهر هي فتح ملفِّ الشيعة، على أساس أن المسلمين سُنَّة وشيعة، وأن الحديث عن هذه المشكلة سيقسِّم الأمّة الإسلامية إلى نصفين.
وهذا الكلام خطأ من وجهين ..
أما الأول فهو أن الشيعة لا يمثلون من كيان الأمة الإسلامية إلا 11% فقط (150 مليونًا على مستوى العالم)، ومن الظلم البيِّن للأمة الإسلامية أن تتنازل عن ثوابتها من أجل الحفاظ على بقاء هذا العدد القليل داخل الكيان المسلم دون أن يُطالب هؤلاء الشيعة بالالتزام بضوابط الأمة الإسلامية العَقَدِيَّة والأخلاقية والتاريخية والسياسية.
وأما الوجه الثاني فهو ما ذكرناه في مقالنا السابق "خطر الشيعة ( http://www.islamstory.com/article.php?id=5696)" من أن الفتنة ليست نائمة ونحن نحاول إيقاظها، ولكن واقع الأمر أنّ الفتنة مشتعلة، بل شديدة الاشتعال، وآثارها تغلي في أكثر من بقعة من بقاع العالم الإسلامي، وفي مقدمتها العراق، فما الذي يجب أن نفعله ونحن نشاهد هذا النزيف المستمر لدماء المسلمين السُّنَّة هناك، وهذا التضييع السافر لمقدّرات دولة كبيرة، وهذا الإعداد الواضح لتهديد بلاد أخرى قريبة وبعيدة من دولة إيران الشيعية؟!
إننا نتكلم لنفهم جذور المشكلة، ومِن ثَم يمكن عندها أن نطرح حلولاً منطقية، أما بدون دراية للنشأة والجذور والمفاهيم والمناهج والأهداف والطموحات، فكيف لنا أن نتبرع برأي لحل المشكلة؟ ..
ولقد أبرزنا في مقالنا السابق طرفًا من خطر الشيعة المعاصرين على حاضر الأمة الإسلامية، وذكرنا على وجه التحديد خمسة أمور خطيرة يكفي كل واحد منها كمبرر لفتح هذا الملف، وبقوة .. وهذه الأمور الخمسة هي:
أولاً: الهجوم المستمر من الشيعة على الصحابة، حتى صار هذا الأمر وكأنه هو الأساس في الدين عندهم، وهو بغض ظاهرٌ جليٌّ تجاوز الحدود، حتى إننا في موقعنا الإلكتروني نتلقى بشكل دائم تعليقات تفيض بالكراهية والجحود من الشيعة على المقالات الخاصة بـ "أبي بكر وعمر وعثمان"، وعلى المقالات الخاصة بعموم الصحابة، فمجرَّد رؤية اسم صحابي يمثِّل للشيعة حساسية كبيرة، وردَّ فعلٍ عنيف، فكيف السكوت على مثل هذا التجني؟! وذكرنا أن السكوت عن هذه الرذائل هو تضييع للدين لا يجوز لنا أن نفعله.
ثانيًا: خطر التشيُّع في بلاد العالم الإسلامي، سواء التشيع المباشر وتغيير العقيدة، أم انتشار الفكر الشيعي دون معرفة أن هذا يعني التشيع.
ثالثًا: إزهاق أرواح الآلاف المؤلفة من أهل السُّنَّة في العراق.
رابعًا: التهديد المباشر بالسيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية على دولة العراق، وخدمة المصالح الأمريكية بهذا التوجُّه.
خامسًا: التهديد المباشر لدول المنطقة غير العراق، وذكرنا أمثلة من تهديد الشيعة للإمارات والبحرين والسعودية، ولا ندري هل المصلحة هي السكوت حتى تضيع هذه البلاد؟ أم الحركة الإيجابية السريعة لحفظ أمنها وأمانها؟
كانت هذه أمور خمسة فصَّلنا في الحديث عنها في مقالنا السابق "خطر الشيعة ( http://www.islamstory.com/article.php?id=5696)"، وندعو القُرَّاء إلى قراءة هذا المقال بشيء من التركيز لخطورته، كما ندعوهم إلى قراءة المقاليْن السابقيْن له، وهما "أصول الشيعة ( http://www.islamstory.com/article.php?id=5457)" و"سيطرة الشيعة ( http://www.islamstory.com/article.php?id=5471)"؛ حتى نأخذ فكرة كاملة عن الموضوع.
لكن هل هذه الأمور الخمسة هي كل شيء؟!
والإجابة المؤسفة: لا!
فخطورة الشيعة أكبرُ من ذلك، ومراجعةُ التاريخ تثبت أن تدهور الأوضاع قد يكون أبعدَ من التخيُّل، فلقد احتل العُبيديُّون الشيعة الإسماعيلية مصر، وظلوا أكثر من مائتي سنة متصلة، وهو شيء لم يكن أكثر المتشائمين يتوقعه، لكنه حدث كما نعلم، ومن هنا كان التنبيه على هذه الخطورة أمرًا لازمًا وحتميًّا.
ولنكمل الآن معًا ما ذكرناه من أخطارٍ للشيعة في زماننا المعاصر ..
سادسًا: التقارب الإيراني السوري وخطورته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
يظهر لنا بوضوح التقارب الشديد بين إيران وسوريا، ووجه الخطورة في ذلك هو الوضع الخطير الذي تعيشه سوريا، حيث تُحكم منذ ما يقرُب من أربعين سنة بالنُّصَيْريين (المعروفين بالعلويِّين)، وهم ينتمون إلى مؤسِّس مذهبهم أبي شعيب محمد بن نُصَير البصريّ (ت 270هـ)، الذي ادَّعَى النبوة، والذي ادعى أنّ عليًّا هو الله -تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا-.
ومع أن طائفة النُّصَيريين في سوريا لا تمثل أكثر من 10% من السكان إلا أنهم يسيطرون على الحكم تمامًا، ويفتحون المجال واسعًا للتشيُّع في الدولة، ومِن ثَم فاتصال ما يسمَّى بالهلال الشيعي من إيران إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان، يمثل حاجزًا خطيرًا في الأمة الإسلامية يعزل شرقها عن غربها، وينذر بتوسُّع قد لا نتخيل أبعاده.
أحمدي نجاد الرئيس الإيراني الشيعيسابعًا: هناك أمر خطير جدًّا يحتاج منا إلى وقفة حاسمة الآن، ولا يجوز لذلك أن نؤجِّل الحديث عن هذا الملف إلى وقت آخر، وهو فتنة المسلمين السُّنَّة برموز الشيعة الكبرى، وخاصة زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، ورئيس إيران أحمدي نجاد. وليس من جدال أن المواقف المعلنة من هذيْن الرمزين تمثِّل فتنة لكثير من المسلمين السُّنة، خاصةً في ظل غياب رموز موازية من زعماء الدول الإسلامية، والمحسوبين على السُّنة! ووجه الفتنة هو النجاح الذي حققه كل واحد منهما في قضيته، سواء في قضية حرب اليهود في حالة حزب الله، أو قضية بناء الدولة كما هي حالة الزعيم الإيراني. ومن هنا وجب علينا أن نلفت أنظار المسلمين السُّنَّة أن تحقيق النجاح في قضية من القضايا لا يعني صحة العقيدة، وسلامة المنهج، ومِن ثَم فلا يمكن أن نتغاضى عن كل شيء لكون الرجل قد حقق نجاحًا في أمرٍ ما، حتى لو كان عظيمًا، ولا ننسى أن الدولة العبيدية الشيعية الخبيثة قد حققت نجاحات عسكرية وسياسية أكبر من نجاحات إيران وحزب الله عشرات أو مئات المرات، ومع ذلك فنحن لا يمكن أن نتخذها قدوةً، بل إننا لا نتخذ زعيمًا علمانيًّا - ولو كان سُنِّيًّا - قدوةً ومثلاً؛ لأننا نؤمن أن القائد الإسلامي القدوة هو القائد الذي يحقق تكاملاً وتوازنًا وشمولاً في مجالات العقيدة والأخلاق والعلم والعمل، ويكون جهاده في سبيل الله، ونصرةً لدين الله الصحيح، وإرساءً للشريعة الإسلامية دون تحريف وتبديل.
ودعوني أوجِّه رسالة إلى الذين يحلمون بأن يحكُمُهم زعيمٌ شيعيٌ، ولو كان معتدلاً، أقول لهم: هل ستقبلون عندها الإيمان بالأئمة الاثني عشر الذين يدعون إليهم هؤلاء؟
وهل سنقبل عندها بالتخلي عن تاريخ الصحابة ومذاهبنا الفقهية وكتب السُّنة التي نثق بها؟ وهل نتوقع عند زعامة أحدهم أن تصبح مناهج التعليم على طريقتنا أم على طريقة الشيعة؟!
لقد أقام إسماعيل الصفويّ دولة قوية جدًّا في إيران، وبناها بشكل باهر من حيث الإدارة والتنظيم، ولكن ماذا فعل بهذه الدولة حين اكتملت معالمها؟! راجعوا مقال "سيطرة الشيعة ( http://www.islamstory.com/article.php?id=5471)" لتعلموا كيف استغلَّ قوته في ضرب الدولة العثمانية في ظهرها، وفي تشييع أهل العراق، وفي الاتحاد مع البرتغاليين ضد السُّنَّة العثمانيين.
إن الإسلام - يا إخواني وأخواتي - جملة واحدة .. لا يجوز لنا أن نأخذ منه جانبًا ونترك آخر .. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: 208]. فإذا أردنا أن نتخذ قدوة فلتكن متكاملة، وإنْ نقُص منها شيء فلا يمكن أن يكون هذا الشيء هو جانب العقيدة والمفاهيم، وإلاَّ فالعاقبة ستكون وخيمة، والضرر بالغًا.
ثامنًا: للأسف الشديد فإن روايات الشيعة قد تسرّبت بشكل شنيع في كتب التاريخ، ونحن إذا أردنا أن نقرأ التاريخ، ونستفيد به، فإنّه يلزمنا أن ننقحه مما أصابه من تزوير وتحريف، وهذه مهمَّة ضرورية، وواجب أساسي، وإلاّ ضاعت من بين أيدينا ثرواتٌ هائلة، بل وشوّهت سيرُ خيرِ النّاس، وأفضلُ القرون، وبداية الطريق أن نفهم خطورة الشيعة على كتب التاريخ، ومِن ثَم تنقية هذه الكتب من رواياتهم المزوَّرة، ثم استنباط الدروس والعِبَر بعد التأكُّد من صحة الروايات .. ولكي أنبّه على خطورة هذا الأمور فإنني قمتُ بإحصاء الروايات الواردة في شرح قصة موقعة صفين في تاريخ الطبري فوجدتها 113 رواية، ثم صُعقت
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما وجدت أن 99 رواية منها عبارة عن روايات شيعية حاقدة لا تهدف إلا لتشويه الصحابة، وهذه الروايات هي التي يتناقلها الشيعة، وكذلك المتأثرون بأفكارهم من جهلة الإعلاميين المحسوبين على السُّنَّة، وحُجَّتهم بأن الروايات موجودة في تاريخ الطبري، وهو من علماء السُّنة الأفذاذ، لكنهم لا ينظرون إلى السند الذي ذكره الطبري، وحتى لو نظروا إليه فهم لا يعرفون هذه الأسماء ولا يدرون عنها شيئًا؛ ومن ثَمَّ وجب تنقية كتب التاريخ من روايات الشيعة حتى يقرأ الناسُ تاريخ الأمّة من مصادره الصحيحة.
تاسعًا: لا ينظر كثيرٌ من الناس إلى الواجب الذي علينا تجاه الشيعة! فهل من الحكمة أن نترك مائة وخمسين مليونًا من البشر يعتقدون هذه الاعتقادات الفاسدة دون أن ننبههم إلى خطورة ما هم عليه من أفكار ومعتقدات؟!
ألا يحتاج هؤلاء إلى تعليم وتوضيح وأمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر؟! ألن يكون هناك سؤال لنا يوم القيامة مِنْ ربِّ العالمين عن موقفنا عندما رأينا من يدين بالمعتقدات التي أشرنا إلى بعضها في مقال "أصول الشيعة ( http://www.islamstory.com/article.php?id=5457)"؟!
لقد أرسل إلينا بعض الشيعة تعليقات على هذه المقالات يتوجهون فيها إلى الله بأن يعاقبني بأن يحشرني مع أبي بكر وعمر!! ومع سعادتي بأنّ هناك من يتمنى لي أن أُحشر مع أبي بكر وعمر إلا أنني كنت حزينًا جدًّا عليهم حيث جعلوا من أنفسهم أعداءً لهذيْن العملاقيْن الجبلين اللذين اصطفاهما ربُّ العالمين لصحبة سيد المرسلين r.. إنني أشعر أنه من ألزم واجبات الدعاة والعلماء أن يشرحوا لهؤلاء خطورة ما هم عليه، فلا شكَّ أن فيهم المنصف الذي إنْ وصلت إليه المعلومةُ الصحيحة فإنه سيقبل الحق مهما واجه من صعوبات.
عاشرًا: مَن يدافع عن السُّنَّة المساكين الذين يعيشون في إيران الآن؟!
هل تدرون ما عددهم؟! إنهم يصلون إلى عشرين مليونًا! أي يمثلون ما يقرب من 30% من السكان، ومع ذلك فليس هناك وزير واحد منهم في الحكومة الإيرانية، وعددهم في البرلمان أقل من 10%، ويجاهد مليون سُنِّي في العاصمة طهران لإنشاء مسجد واحد لهم لكنهم فشلوا في ذلك حتى الآن، فضلاً عن القمع المباشر لكل المطالبين بالحقوق، وقد وصل القمع إلى تدمير المساجد السُّنِّية، ومن أشهر هذه الحوادث تدمير مسجد الشيخ فيض في خراسان سنة 1994م/ 1414هـ[1] ( http://www.islamstory.com/%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81%D9%86 %D8%A7_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9% 84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9#_ft n1)، ثم تدمير المسجد الجامع بولاية بلوشستان مع قتل أكثر من مائتي شابٍّ من السُّنة اعتصموا بالمسجد احتجاجًا على تدمير مسجد الشيخ فيض [2] ( http://www.islamstory.com/%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81%D9%86 %D8%A7_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9% 84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9#_ft n2).
وغنيٌّ عن الذكر والبيان أن مناهج التعليم التي يدْرُسها عشرون مليونًا من السُّنَّة في إيران لا تتوافق مع عقائد السُّنة ومبادئهم، إنما هي على أفكار الشيعة وبدعهم.
إنها - للأسف الشديد - أزمة كبيرة يعيشها السُّنة في إيران، وكلنا يرى أنهم لا بواكي لهم، فهل نسكت جميعًا عن مشاكلهم ومشاكل السُّنة في العراق، أم نتكلم لعلَّ الله U أن يوقظ قلبًا يستطيع أن يفعل شيئًا؟!
إن هذه هي بعض أخطار الشيعة التي تظهر لنا .. فتلك عشرة كاملة!
هل يرى إخواني وأخواتي أن من الحكمة أن نسكت؟!
هل يرى المتعقِّلون من المحللين أنّ أضرارَ الكلام أكبرُ من أضرار الواقع الذي نعيشه بالفعل، والذي عدَّدنا في هذا المقال والمقال الذي قبله، عشرة منها؟!
ومع ذلك فليس الهدف من وراء هذه المقالات أن نحمل سلاحًا، ونواجه به شيعة إيران أو العراق أو سوريا أو لبنان .. وليس الهدف من هذه المقالات أن نستنتج أن خطر الشيعة أكبر من خطر اليهود .. إنما نهدف من هذه المقالات أن نفهم الأوضاع على حقيقتها، وعندها يتفق العقلاء من أهل السُّنة على الموقف الأحْكَمَ والأنسب بعد معرفة الحقائق ..
إن الملايين ممّنْ يتطوع بإبداء الرأي في كثير من المشاكل المعقدة، لا يعرف شيئًا البتَّة عن القضية التي يتكلم فيها، إنما يتكلم من منطلق العاطفة فقط، ويسطِّر أحلامه على أنها حقائق سيتجه المخلصون إلى تطبيقها.
إذن بعد هذه المعلومات الدامية،
(يُتْبَعُ)
(/)
ما هو موقفنا من ملف الشيعة؟!
أولاً: يرى جمهور العلماء أن عموم الشيعة الاثني عشرية مسلمون، ولكنهم مسلمون منحرفون مبتدعون، ومِن ثَم فإنهم يُجرون عليهم أحكام الإسلام بشكل عام من حيث التزاوج والميراث والدفن والقضاء والطعام وسائر المعاملات، ومن ثَم أيضًا يُسمح لهم بالحج والعمرة ودخول الأراضي المقدسة المحرَّمة على غير المسلمين، لكن كل هذا لا يلغي شدة الانحراف الذي هم عليه، والذي يحتاج إلى إصلاح وتقويم، بل يحتاج إلى أحكام وقوانين، وهذا مجال أسهم فيه علماء الأمة بكثيرٍ من التفصيلات ليس المجال يسمح بشرحها.
ويرى جمهور العلماء أيضًا أن هناك من طوائف الشيعة من يَكْفُر، وعلى رأس هذه الطوائف مثلاً الإسماعيلية والنُّصَيرية وغير ذلك من المذاهب الملحدة.
ثانيًا: بناء على هذا الانحراف الشديد الذي تعانيه المناهج الشيعية فإننا نستطيع أن نقطع باستحالة التقريب العقائدي والفقهي بينهم وبين المسلمين السُّنة؛ فالشيعةُ ليست مذهبًا من المذاهب كما يعتقد البعض، إنما هي انحراف عن الطريق المستقيم، وأيُّ تقريبٍ بين الطريق المستقيم وبين الانحراف ما هو إلا انحراف أيضًا ولكن بدرجة أقل، وهذا ليس مقبولاً البتَّة في الشريعة الإسلامية، وهل يعني التقريب أن نقبل بسبِّ بعض الصحابة دون غيرهم؟ وهل يعني التقريب الإيمان ببعض الأئمة الاثني عشر دون غيرهم؟ وهل يعني التقريب الأخذ عن البخاري ومسلم وترك الترمذي وأبي داود؟ وهل يعني التقريب أن نحلَّ زواج المتعة في بعض الظروف؟ وهل يعني التقريب التغاضي عن اضطهاد بعض السُّنة في إيران والعراق ولبنان وسوريا، وعدم التغاضي عن اضطهاد آخرين؟
إن الطريق - يا إخواني وأخواتي - مسدودٌ مسدود!!
وأيُّ محاولات للتقريب العقائدي والفقهي بين الشيعة والسُّنة ما هي إلا محاولات لتبديل الدين وتحريفه، وهذا ما لا ينبغي أن نسعى إليه .. وليراجع الجميع مواقف العلماء الذين سعوا إلى التقريب في فترة من فترات حياتهم ثم اكتشفوا استحالة ذلك مع كثرة المحاولات، ولعلَّنا نخص بالذكر هنا العلاَّمة السوري الكبير الدكتور مصطفى السباعي ( http://www.islamstory.com/article.php?id=1227) رحمه الله، والذي أعلن في كتابه "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي" فشل كل هذه المحاولات، بل قال بالحرف الواحد: " ... كأن المقصود من دعوة التقريب، هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة!! " [3] ( http://www.islamstory.com/%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81%D9%86 %D8%A7_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9% 84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9#_ft n3)، كما سار في نفس الطريق ووصل إلى نفس النتيجة العلاّمة الجليل الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله.
ثالثًا: لا ينبغي أن نقف عند مرحلة الإنكار على عقائد الشيعة ومناهجهم، بل ينبغي أن نحصِّن أهل السُّنة بالعلم النافع الذي يحفظهم من السقوط في هاوية المعتقدات الفاسدة، وعلى العلماء والدعاة أن ينشطوا بشكل كبير في تعريف أهل السنة بدينهم الصحيح، وقصة الرسول r والصحابة الأجِلاَّء، كما ينبغي أن نستفيد من التراث التاريخي الهائل الذي تمتلكه الأمة، وليعلم الجميع أن الأمّة التي لا تُحسن قراءة تاريخها لن تستطيعَ صياغة مستقبلها.
رابعًا: لا بُدَّ أيضًا ألاّ نخجل أو نخاف من طرح الشُّبهات التي يثيرها الشيعة هنا وهناك، ولا ينبغي لنا أن نضع رءوسنا في التراب ظنًّا منا أنّ السكوت عن الكلام في ملف الشيعة سيخرسُ الألسنة، بل لا بُدَّ أن نتكلم فيه وبشجاعة؛ فالمسألة مسألة عقيدة، والقضية قضية تقويم انحراف، وتعديل سلوك، ومن هنا فيجب علينا طرح القضايا التاريخية المعقَّدة التي يَلِجُ فيها الشيعة بضراوة، وأن نشرح هذه القضايا من منظورنا الإسلامي الصحيح. كما يجب توضيح حُبِّ أهل السُّنَّة لآل البيت، وتقديرهم لهم، وأن الوهم الذي يسيطر به الشيعة على أذهان الناس من كونهم يعظِّمون أهل البيت بشكل أكبر هو وهمٌ كاذب، وإلاّ فكيف يرضى آل بيت رسول الله r بتحريف منهج رسول الله r؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسًا: ينبغي أيضًا أن نتوجَّه إلى الشيعة بالدعوة الصادقة والنصيحة المخلصة، أن يعودوا إلى التحقيق العلمي النزيه ليقرءوا تاريخهم وعقائدهم؛ ليتبيَّنُوا أن سند الروايات عندهم في غاية الضعف والانقطاع، وأن الكثير من مناهجهم وأفكارهم قد وُضعت في القرن الثالث الهجري، ولم يكن لها أصلٌ قبل ذلك. ونحن على يقين أن المخلص منهم سيهديه الله U إلى الطريق القويم، وما ذلك على الله بعزيز.
سادسًا: على الدول العربية والإسلامية، بل على الجاليات المسلمة في البلاد الغربية، أن تَحْذَرَ حذرًا شديدًا من خطورة التشيُّع الذي ينمو بشكل متزايد. وكما وضّحنا فإن هذا التشيُّع هو انحراف عن جادَّة الصواب، ومن هنا كان ينبغي الانتباه الشديد لهذا الأمر، خاصةً في البلاد التي تتعرض للتشيُّع بشكل مكثف مثل البحرين والإمارات والسعودية والأردن.
سابعًا: على المسلمين السُّنة في نقاط التَّماسّ في العراق وإيران ولبنان أن يأخذوا حذرهم، وأن يوحِّدوا كلمتهم، وأن يتواصلوا مع إخوانهم من أهل السُّنة في العالم الإسلامي، وأن يتكاتفوا في حماية أنفسهم من المخاطر التي يتعرضون لها، وأن ينشطوا في الجانب الإعلامي الذي يشرح حالتهم، ويبيِّن أوضاعهم، ويسهِّل مساعدتهم.
ثامنًا: لا نمانع من إمكانية التعايش السلمي بين السنة والشيعة، وعدم تعدي طرف على طرف، بل عدم الدخول في المناطق الملتهبة من الصراع الفكري والعَقَديّ، على أن يكون هذا متبادلاً بين الطرفين، ولا يكون هذا يعني إعطاء كل الحقوق للشيعة في العراق مع تهميش السُّنة، سواءٌ في العراق أو إيران.
تاسعًا: التقارب السياسي بين بعض الجماعات السياسية السنية والشيعية في بعض الأمور أمر وارد، ولكن مع الحذر الشديد من حدوث انهيار التقارب كما هو المعتاد في التاريخ لمثل هذه العَلاقات، كما ينبغي الحذر التام من أي تنازل عن مبدأ عقائدي أو شرعي في سبيل هذا التقارب، وليكن هذا التقارب مشروطًا بظروف خاصَّة، ومصالح مشتركة معينة، ولا يكون مطلقًا حتى لا يُحدِث بلبلة في الصف، واضطرابًا في الفهم.
عاشرًا: دعوة إلى حكام المسلمين أن يكونوا على قدر المسئولية الضخمة الملقاة على عاتقهم، فإنَّ المسلمين السُّنة ما لجئوا إلى دعاوى التقريب، وما انبهروا بالأمثلة الشيعية إلا لغياب الحكّام المسلمين عن الساحة .. ولقد رأينا مدى التعاطف السُّنِّي مع أردوجان في موقفه من اليهود، ومن رئيس وزراء الدنمارك؛ للدلالة على احتياج الشارع السُّني لرمزٍ يقفون وراءه، فأسأل الله U أن يريكم الحق حقًّا ويرزقكم اتّباعه، وأن يريكم الباطل باطلاً ويرزقكم اجتنابه.
كانت هذه هي النقطة العاشرة في رؤيتنا لهذا الملف الخطير، فتلك عشرة كاملة ..
وأنا على يقين أن هناك العشرات والمئات، بل الآلاف، من الأسئلة التي لم نتمكن من الإشارة لها في هذه المقالات العاجلة، ولكننا نهدف إلى فتح الأبواب فقط، وتوضيح الرؤية، أما التفصيل والشرح والاستقصاء والحصر، فإننا نحتاج إلى دراسات وبحوث، نسأل الله أن يوفِّق علماء المسلمين إلى القيام بها، وتبيينها لعموم الناس {حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39].
حَفِظَ الله أمة الإسلام من كلّ سُوءٍ، وأنار طريقها المستقيم، ورزقها من الخير كله عاجله وآجله ... ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
الدكتور راغب السرجاني.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 05:23]ـ
بارك الله بك وبالدكتور راغب ..
وصدق:
(وأيُّ محاولات للتقريب العقائدي والفقهي بين الشيعة والسُّنة ما هي إلا محاولات لتبديل الدين وتحريفه، وهذا ما لا ينبغي أن نسعى إليه .. وليراجع الجميع مواقف العلماء الذين سعوا إلى التقريب في فترة من فترات حياتهم ثم اكتشفوا استحالة ذلك مع كثرة المحاولات، ولعلَّنا نخص بالذكر هنا العلاَّمة السوري الكبير الدكتور مصطفى السباعي ( http://www.islamstory.com/article.php?id=1227) رحمه الله، والذي أعلن في كتابه "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي" فشل كل هذه المحاولات، بل قال بالحرف الواحد: " ... كأن المقصود من دعوة التقريب، هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة!! ") ..
ـ[حارث البديع]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 09:17]ـ
بارك الله فيك
ومااكثرالداعين للتقريب وسيعضون اصابع الندم.
ـ[أم مها]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 12:53]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور الطيب والدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله له نفس هذه
النظرة فقد بلغ المد الشيعي الى مصر!(/)
د. محمد سليماني: هوية الجزائر العربية والإسلامية تتآكل ومصالحة بوتفليقة عرجاء
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 08:18]ـ
المصدر:
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3748/
د. محمد سليماني: هوية الجزائر العربية والإسلامية تتآكل ومصالحة بوتفليقة عرجاء
13 - 7 - 2009
أجرى الحوار: عبد الرحمن أبو عوف
اتهم الدكتور محمد سليماني، الأكاديمي الجزائري وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة روما الإيطالية، أطرافًا نافذة في السلطة الجزائرية بدعم الأنشطة التنصيرية، ووضع العراقيل أمام أية معالجة صارمة من الدولة لهذا المد المشبوه، مدللًا على ذلك بقيام عشرات من الصحف الجزائرية بالدفاع عن إحدى الجزائريات المتورطات في توزيع الإنجيل، رافضة إنزال عقوبات قانونية عليها، وعلى مئات الجزائريين الذين حولوا منازلهم لكنائس.
مشيرًا إلى أن الخطر الأكبر من نشاط المنظمات يعود إلى الامتيازات التي تقدمها، سواء أكانت أموالًا، أو منحًا للدراسة والسفر والعمل في أوروبا، مستغلة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الجزائر منذ 1992م.
وحذر الأكاديمي الجزائري البارز ـ في حوار له مع "لواء الشريعة" إبان زيارته للقاهرة على هامش مشاركته في مؤتمر "الأزهر والغرب" الذي نظمته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر ـ من استمرار تعاطي الدولة الجزائرية بشكل متراخٍ مع المد التنصيري، لاسيما أن أعدادًا من الجزائريين قد تنصرت، خصوصًا في مناطق البربر، لافتًا إلى إمكانية استغلال قوى معادية للجزائر لهذا الملف؛ للتدخل في شئون الجزائر بذريعة حماية الأقليات.
ولفت الدكتور سليماني لتراجع مسيرة العربية والتعريب في الجزائر، وتعرضها لانتكاسة كبيرة، وتراجعًا ملحوظًا بفضل سيطرة التيار "الفرانكوفيلي" وإقصاء الإسلاميين والعروبيين من مفاصل الدولة الجزائرية، بشكل وضع قانون التعريب قيد الأضابير.
بل إن الأمر تجاوز ذلك بضرب الوزراء عرض الحائط بقانون التعريب، لدرجة أنهم يتحدثون داخل مجلس الوزراء بالفرنسية، ويدلون بتصريحات بالفرنسية، دون الخشية من مواجهة أية عواقب.
ووصف أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة روما المصالحة التي يتبناها الرئيس بوتفليقة بالعرجاء، والتي لن تصل بالمركب الجزائري لبر الأمان قبل تطبيق النمط الجنوب إفريقي لها، والدائر في فلك "المكاشفة قبل المصالحة"، بمعنى أن يعرف الجزائريون من يقف وراء المذابح التي أهدرت دماء أكثر من 200 ألف جزائري، فضلًا عن ضرورة إعادة الاعتبار للجبهة الإسلامية للإنقاذ، وبدون ذلك ستبقى المصالحة حبرًا على ورق.
التفاصيل الكاملة للحوار مع الأكاديمي الجزائري البارز في السطور التالية:
* تُعد مشكلة التنصير من المشاكل الكبيرة التي تؤرق الساحة الجزائرية، لدرجة أن هناك من يتخوف على هوية الجزائر من هذا المد؟
* بالفعل هذه المشكلة تحولت لعقدة العقد في الجزائر، حيث غزت الساحة الجزائرية، خلال السنوات الأخيرة مئات من المنظمات التنصيرية، وفي مقدمتها البروتستانتية، خصوصًا الأمريكية منها، وفي عهد بوش والمحافظين الجدد بالذات، حيث تستغل هذه المنظمات زحف العديد من الشركات متعددة الجنسيات للعمل في مجالي النفط والغاز.
ومن الأمور الخطيرة أن التنصير في الجزائر لا يتم بشكل مباشر، حيث تصطحب الشركات الكبرى العاملة في المدن الجزائرية أو في المناطق النائية جيوشًا من المنصريين السريين؛ لعدم استفزاز الشعب الجزائري، مما يضفي على أعمالها طابعًا سريًّا يزيد من خطورة وتفاقم المشكلة، التي تهدد بقوة هوية الجزائر العربية الإسلامية.
ومما يجعل الأمر أكثر خطورة، أن أغلب المنظمات التنصيرية العاملة في الجزائر، تنحدر من خلفية بروتستانتية، غزت الجزائر بشكل وبائي، وعلى رأسها الكنيسة المعمدانية الجنوبية، والكنيسة الإصلاحية، وجمعية "وبنيامين فرانكلين"، ومجلس الكنيسة المسيحية الأمريكية، وجمعية تنصير الكنيسة الإنجيلية، والنصرة العالمية البروتستانتية، ومنظمتي "ميرسي كوريس" و"ميرسي ستوبس"، وغيرها من مئات المنظمات التنصيرية الساعية بقوة لاستعادة مجد المسيح في منطقة المغرب العربي بحسب زعمهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
* علام تستند هذه المنظمات في عملها في الجزائر؟ وما موقف الدولة من تهديد التنصير لهوية الشعب الجزائري في وقت يعلن عن تنصر الآلاف في مناطق القبائل؟
* هناك أمر أرغب في تأكيده، وهو أن غزو المنظمات البروتستانتية قد تزامن مع غروب شمس المنظمات الكاثوليكية التي عملت في الجزائر لعقود طويلة، فالأخيرة لم تعد لديها الإمكانات لمنافسة نظيرتها البروتستانتية، التي تتمتع بإمكانات مالية رهيبة، وكوادر مدربة، ومؤلفات وكتيبات وشروح للإنجيل بأحجام مختلفة وبالعامية الجزائرية وبالعربية الفصحى، لا تتوافر لنا نحن المسلمين فيما يتعلق بالقرآن، ونجحت هذه المنظمات في إغراء جزائريين للعمل معها؛ حتى لا تواجههم صعوبات أمنية، والاحتكاك مع الأجهزة الأمنية.
وليست قصة الجزائرية "حبيبة قويدري"، التي أُلقي القبض عليها وهي توزع الأناجيل، فما كان من السلطات الجزائرية إلا تقديمها للمحاكمة استنادًا لكون التنصير بالمسيحية محظورًا في الجزائر، وهنا قامت القيامة، حيث هب عرابو التغريب عن بكرة أبيهم، ورددوا اسطوانات مشروخة، من عينة أن القبض على "قويدري" مخالف للدستور الجزائري الحافظ لحرية المعتقد، وبل ووصل الأمر ببعضهم للتركيز على انتقاد تقرير الخارجية الأمريكية فيما يخص سجل الجزائر فيما يتعلق بالحريات الدينية.
* كأنك تشير لوجود مناصرين للمد التنصيري في الجزائر قد يشغلون مناصب رفيعة المستوى في الدولة الجزائرية؟
* من الأسف أن أنصار التيار "الفرانكوفيلي" وليس "الفرانكفوني"، وهنا أحب أن أشير أن قد تكون إسلاميًّا و"فرانكوفونيًّا" مثل مالك بن نبي مثلًا، فالأخير كان يعترف بتفكيره ولغته الفرنسية، غير أنه ذو طابع إسلامي، وفي إطار هوية الجزائر، أما أن تكون "فرانكوفيليًّا" فهو أن يكون تفكيرك وهويتك ناجمًا عن تشبعك بالحضارة الفرنسية التغريبية، وهنا تكمن الخطورة؛ فأصحاب التيار الأخير لا يجدون حرجًا في إزالة القيود أمام المنصرين، والسماح لهم في العمل بالمدن الجزائرية، في إطار مسعى تسويق النظام عالميًّا، وإظهاره في صورة المتسامح أمام العالم.
وقد لعب هؤلاء دورًا مهمًّا في إيجاد بعض الثغرات، فيما يتعلق بحماية من يعلن تنصره، ورفع القيود عن بناء الكنائس بشكل قانوني، وهؤلاء سيصلون بالجزائر لأعتاب الكارثة في ظل تجاهلهم لتنامي أعداد المتنصرين، وتجاوزهم لثلاثة آلاف في مدينة "تيزي أوزو" وحدها، وارتفعت أعداد الكنائس إلى 25 كنيسة، 24 منها غير مرخصة ومسجلة كبيوت لجزائريين، رغم أن القانون يحظر ذلك، وقد تحول المدافعون عن إعطاء الحرية للمنصرين لطابور خامس يسعى لتخريب الهوية الإسلامية للشعب الجزائري عربًا وبرابرة.
* أين الدولة الجزائرية من هذه المخاطر المهددة لهوية الجزائر، وتقييمك لتعاطيها مع الملف التنصيري؟
* رغم أن قوانين الدولة تحظر الأنشطة التنصيرية، وهناك قيود مفروضة، وحظر على تحويل منازل الجزائريين لكنائس؛ إلا أنها لا تحظر الارتداد عن الدين، ولا تطبق حدة الردة على المتنصرين، وهذا أمر خطير جدًّا، لاسيما أن المعالجة الأمنية لن تكون كافية وحدها، لاسيما أن هناك أطرافًا نافذة في السلطة الجزائرية تدعم هذه الأنشطة، وتضع العراقيل أمام معالجة صارمة من الدولة.
فيكفي أن عشرات من الصحف الجزائرية قد انبرت للدفاع عن الجزائرية المتورطة في توزيع الإنجيل، رافضة إنزال عقوبات قانونية عليها وعلى مئات الجزائريين الذين حولوا منازلهم إلى كنائس، وكذلك قيام بعض القساوسة باستغلال مؤسسات الدولة في أعمال تنصيرية، ولعل الخطورة الأكبر تعود إلى الامتيازات التي تقدمها الإرساليات التنصيرية، حيث تقدم أموالًا ومنحًا للدراسة والسفر والعمل في أوروبا، مستغلة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الجزائر منذ 1992م.
وأقول بملء الفم: إذا استمرت المواجهة القاصرة من قِبل الدولة تجاه التنصير وإرسالياته؛ فإننا سنفاجأ بكارثة تقتلع جذور الإسلام من الجزائر ذات يوم، وأبواب جهنم تنفتح على الجزائر بحجة حماية الأقليات، وندخل في دوامة لا يعلم أحد إلى أين تقود الجزائر.
* من الهم التنصيري ننتقل إلى قضية أكثر شجنًا، وتتمثل في المصير المظلم التي آلت إليه مسيرة التعريب والعربية في الجزائر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
* لقد أُصيبت مسيرة العربية والتعريب في الجزائر بانتكاسة كبيرة، وتراجعًا ملحوظًا، بفضل سيطرة التيار "الفرانكوفيلي"، وإقصاء الإسلاميين والعروبيين عن مفاصل الدولة الجزائرية؛ فقد أسهم نفوذ هذه التيارات في وضع قانون التعريب قيد الأضابير، ولم يعد نافذًا، ومنذ الأيام الأخيرة لنظام الرئيس الجزائري "الشاذلي بن جديد"، ومسيرة التعريب تنتقل من السيئ للأسوأ، لدرجة أن الوزراء الجزائريين حاليًا يتحدثون داخل مجلس الوزراء بالفرنسية، ويدلون بتصريحات بالفرنسية بعد كل اجتماع، رغم أن قانون التعريب يرفض ذلك.
وفي ظل هذه الأجواء استمرت الفرنسية اللغة الأولى في المؤسسات والمدارس والدواوين رغم أن العربية موجودة في المؤسسات؛ لأن الإقبال على الفرنسية وربط الحصول على وظائف بإجادتها قد أعاد العربية إلى المرتبة الثانية، وضاعت جهود لإقالة العربية من عثرتها منذ عهود "بومدين" و"الشاذلي بن جديد".
في هذا الإطار فإني غير متفائل بمستقبل العربية في بلد المليون شهيد، ما مدام نفوذ حزب "فرنسا" يتزايد بهذه الطريقة، فيما يتم إبعاد جميع عرابي التعريب عن المناصب المهمة، وركنهم على الرف، والتصميم على ازدراء العربية وعدم إنزالها ما تستحق.
* أقدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منذ مدة على إلغاء المقررات الشرعية من مرحلة البكالوريا، فكيف نظرت إلى مثل هذه الخطوة؟
* الرئيس بوتفليقة يتبنى استراتيجية توافقية بين جميع التيارات، فهو يسعى لإرضاء حزب فرنسا والبربر والإسلاميين في وقت واحد، وهو بذلك محكوم بالتحالف الفضفاض الذي يحكم الجزائر، ولقد سعى الرئيس بوتفليقة من وراء إلغاء ما يطلق عليه البكالوريا الإسلامية التي تدمج فيها العلوم الشرعية بنظيرتها المدنية، وهذه البكالوريا كانت من أفضل المقاصد التعليمية التي يقبل عليها الجزائريون، غير أن الرئيس بوتفليقة أراد من هذه الخطوة استرضاء التيار "الفرانكوفيلي"، وكذلك الانسجام مع المزاج العالمي المعادي للتعليم الديني الإسلامي، رغم أهمية وجود نوع من التوازن داخل الجزائر بين مختلف التيارات، وعدم الانتصار لتيار دون الآخر، لاسيما إذا كان هذا التيار يخالف هوية الجزائر وعروبتها، ويسير في درب المستعمر السابق وزمرته.
* لقد مثَّلت خطوة إلغاء البكالوريا الإسلامية إرضاء لحزب فرنسا، فبماذا أرضى بوتفليقة به الإسلاميين؟
* كانت هناك مساعٍ لفرنسة التعليم في الجزائر بشكل عام، وإعادة نمط مدراس البعثات الفرنسية للجزائر مرة أخرى، وتعميمه على مستوى الولايات الجزائرية، ولكن هبَّة الإسلاميين والوطنيين أوقفت هذا العبث.
حيث شن كبير المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله هجومًا شرسًا على هذا النوع من التعليم، بعنوان "الحاج ديكارت الجزائري"، انطلاقًا من إطلاق اسم معاهد "ديكارت" على هذا النوع من التعليم، حذر فيها من مخاطر هذا التعليم على هوية الأم الجزائرية، وهنا رفضت الحكومة الجزائرية هذا المشروع، وأجهضت التجربة العبثية في مهدها.
وكذلك حاول الرئيس بوتفليقة إرضاء حلفائه الإسلاميين من خلال الموافقة على ما أطلق عليه قافلة فارس القرآن الكريم، رغم محاولات "الفرانكفوفيليين" إهالة التراب على هذه القافلة وإلغائها.
* من هذا الملف المهم ننتقل لملف أكثر أهمية، ألا وهو المصالحة الجزائرية التي يتبناها الرئيس بوتفليقة تحت مسميات مختلفة منذ وصوله للسلطة؟
* رغم أن هذه المصالحة قد حققت بعض الأهداف، وأوقفت شلال الدماء في الساحة الجزائرية، وأطلقت سراح آلاف الجزائريين من السجن، وانخرطت فيها أعداد كبيرة من المسلحين باستثناء بعض المقاتلين الموالين للقاعدة؛ إلا أنها تبقى مصالحة عرجاء، لن تصل بالمركب الجزائري لبر الأمان، ولن تنجح هذا المصالحة قبل تطبيق النمط الجنوب الإفريقي لها، والدائر في فلك "المكاشفة قبل المصالحة".
بمعنى أن يعرف الجزائريون من يقف وراء المذابح التي أهدرت دماء أكثر من 200 ألف جزائري منذ قيام الجيش بإلغاء الانتخابات البرلمانية، التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وتحديد من خاضوا في دماء الجزائريين واستفادوا من ذلك في تكريس نفوذهم وتعظيم مكاسبهم، وبعدها يتم العفو عنهم وبدء صفحة جديدة في تاريخ الجزائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
* كأنك تشير إلى جهات بعينها تورطت في المذابح التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الجزائريين لأكثر من عقد من الزمن؟
* بدون مواربة، لقد استطاعت جهات نافذة في المؤسسة العسكرية الجزائرية اختراق الجماعات الإسلامية الجزائرية، وشراء ولائها بالمال وأشياء أخرى؛ للتورط في المذابح التي جرت في الجزائر في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وإلصاقها بالإسلاميين.
فضلًا عن تورط مليشيات عسكرية في مذابح وإلصاق هذا الإجرام بالجبهة الإسلامية للإنقاذ لصالح بعض كبار الجنرالات ـ وهم معروفون لجميع الجزائريين، وينتمون لحزب فرنسا في الجزائر، وتولوا أرفع المناصب في الجيش الجزائري ـ للتغطية في فضائحهم وانحرافاتهم المالية من الخزائن الجزائرية؛ ومن ثَم فلا يبدو أن هناك فرصًا لنجاح المصالحة إلا بتطبيق نظام المكاشفة قبل المصالحة، وبعدها يتم العفو عمن ارتكبوا هذه المذابح، وإعادة الاعتبار للجبهة الإسلامية وتبرئتها من تحمل مسئولية دماء الجزائريين، وإطلاق سراح آلاف الجزائريين القابعين في سجون الجزائر.
* تراجع الدور العروبي للجزائر في الفترة الأخيرة، حيث ركز نظام بوتفليقة على توثيق صلة الجزائر مع القوى الغربية، فيما حكم التوتر علاقات الجزائر بالعيد من جيرانه العرب؟
* ما ذهبت إليه صحيح، فقد ركزت النخبة المسيطرة على الحكم في الجزائر على توثيق صلات الجزائر بفرنسا، ومارست ضغوطًا لانضمام الجزائر للمنظمة "الفرانكفونية" الدولية، وتم تفعيل العلاقات الأمريكية الجزائرية، وتوقيع اتفاقات أمنية أغضبت الجيران.
لكنني أعتقد أن الساسة في الجزائر قد تنبهوا لهذا الخطر، وبدأوا في إعادة تمتين علاقات الجزائر بأشقائها العرب، والسعي لتطويق التداعيات السلبية للفترة الماضية، وأظن أن زيارة الرئيس بوتفليقة الأخيرة للقاهرة، وعقده لقاء مع مبارك بحضور القذافي، تأتي في هذا، رغم اعتقادي بأن استعادة الدور العروبي للجزائر يحتاج لجهود مضنية وأوقات أطول.(/)
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 08:29]ـ
المدارج (1/ 378 - 380).
قال الله تعالى: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان: اية 70].
هذا من أعظم البشارة للتائبين إذا اقترن بتوبتهم إيمان وعمل صالح، وهو حقيقة التوبة.
قال ابن عباس: "ما رأيت النبي فرح بشيء قط، فرحه بهذه الآية لما أنزلت، وفرحه بنزول: (بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً) [الفتح: اية 12].
واختلف أهل العلم في صفة هذا التبديل، وهل هو في الدنيا، أو في الآخرة؟ على قولين:
ـ القول الأول: يبدل الله سيئاتهم حسنات في الدنيا؛ قاله ابن عباس وأصحابه: هو تبديلهم بقبائح أعمالهم محاسنها، فبدلهم بالشرك إيمانا، وبالزنا عفة وإحصانا، وبالكذب صدقا، وبالخيانة أمانة، فعلى هذا معنى الآية: أن صفاتهم القبيحة وأعمالهم السيئة عوضها صفات جميلة وأعمالا صالحة، كما يبدل المريض بالمرض صحة، والمبتلى ببلائه عافية.
ـ القول الثاني: تبديل الله سيئاتهم التي عملوها بحسنات يوم القيامة، فيعطيهم مكان كل سيئة حسنة؛ قاله سعيد بن المسيب وغيره من التابعين.
قال ابن قيم (جامعا بين القولين):
• قاعدة: أن الذنب لا بد له من أثر، وأثره يرتفع:
بالتوبة تارة.
وبالحسنات الماحية تارة.
وبالمصائب المكفرة تارة.
وبدخول النار ليتخلص من أثره تارة.
وكذلك إذا اشتد أثره ولم تقو تلك الأمور على محوه، فلا بد إذا من دخول النار، لأن الجنة لا يكون فيها ذرة من الخبيث، ولا يدخلها إلا من طاب من كل وجه، فإذا بقي عليه شيء من خبث الذنوب، أدخل كير الامتحان ليتخلص ذهب إيمانه من خبثه، فيصلح حينئذ لدار الملك.
ـ إذا علم هذا فزوال موجب الذنب وأثره:
تارة يكون بالتوبة النصوح وهي أقوى الأسباب.
وتارة يكون باستيفاء الحق منه وتطهيره في النار، فإذا تطهر بالنار وزال أثر الوسخ والخبث عنه، أعطي مكان كل سيئة حسنة، فإذا تطهر بالتوبة النصوح وزال عنه بها أثر وسخ الذنوب وخبثها، كان أولى بأن يعطى مكان كل سيئة حسنة، لأن إزالة التوبة لهذا الوسخ والخبث أعظم من إزالة النار وأحب إلى الله، وإزالة النار بدل منها وهي الأصل، فهي أولى بالتبديل مما بعد الدخول.
• تأملات في الآية:
* في الآية: أن التائب قد بدل كل سيئة حسنه بندمه عليها، إذ هو توبة تلك السيئة، والندم توبة، والتوبة من كل ذنب حسنة، فصار كل ذنب عمله زائلا بالتوبة التي حلت محله، وهي حسنة، فصار له مكان كل سيئة حسنة بهذا الاعتبار، فتأمله فإنه من ألطف الوجوه.
وعلى هذا، فقد تكون هذه الحسنة مساوية في القدر لتلك السيئة، وقد تكون دونها، وقد تكون فوقها .. وهذا بحسب نصح هذه التوبة، وصدق التائب فيها وما يقترن بها من عمل القلب الذي تزيد مصلحته ونفعه على مفسدة تلك السيئة .. وهذا من أسرار مسائل التوبة ولطائفها.
* وفي الآية: أن ذنب العارف بالله وبأمره قد يترتب عليه حسنات أكبر منه وأكثر وأعظم نفعا وأحب إلى الله من عصمته من ذلك الذنب، من ذل وانكسار وخشية وإنابة وندم وتدارك بمراغمة العدو بحسنة أو حسنات أعظم منه، حتى يقول الشيطان: يا ليتني لم أوقعه فيما أوقعته فيه! ويندم الشيطان على إيقاعه في الذنب كندامة فاعله على ارتكابه! لكن شتان ما بين الندمين، والله تعالى يحب من عبده مراغمة عدوه وغيظه، فيحصل من العبد مراغمة العدو بالتوبة والتدارك وحصول محبوب الله تعالى من التوبة وما يتبعها من زيادة الأعمال هنا: ما يوجب جعل مكان السيئة حسنة بل حسنات.
وتأمل قوله في الآية: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان: اية70]، ولم يقل مكان كل واحدة واحدة فهذا يجوز أن يبدل السيئة الواحدة بعدة حسنات بحسب حال المبدل.
فتبارك الله رب العالمين، وأجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، البر، اللطيف، المتودد إلى عباده بأنواع الإحسان وإيصاله إليهم من كل طريق بكل نوع، لا إله إلا هو، الرحمن الرحيم.(/)
قصة مريم بنت عمران عليها السلام
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 08:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
وردت قصة مريم عليها السلام كاملة في السورة التي سميت باسمها سورة
مريم, والايات الكريمات التي تناولت قصتها انحصرت ما بين 23 - 35
تنحدر السيدة البتول مريم عليها السلام من أبوين مؤمنين عمران وحنّة, , فأمها حنة وكانت عاقراً لا تنجب , أطفالا وأبوها عمران بن آثان.
مرت سنوات الحرمان على حنة وزوجها عمران , سنوات تراوحت بين الآلام والآمال, الآلام آلام الحرمان , فقد كانت تتألم أشد الألم كلما رأت طفلا تحتضنه أمه بين ذراعيها, وتغمره بعواطفها وحنانها, وكانت أحيناً كثيرة تبكي وأبصارها شاخصة الى السماء , الى الله تبارك وتعالى داعيةً مولاها عزوجل وجل وسائلة اياه بأن يرزقها الولد وقد بللت خديها بدموع الأمل والرجاء بأن يستجيب لدعاءها, هكذا والى هذا الحد من الرقة في العاطفة والأمل بالانجاب وصلت وبلغت.
وكما في الحديث فانّ الله عزوجل اذا أحبّ عبداً أحبّ دعاءه والحاحه في الدعاء, وكم أمضت حنة أم مريم من ليالٍ ساهرة تتعبّدُ وتتهجّدُ, تصلي بضراعة وشفاعةٍ, وتسألُ ربها عزوجل أن يمنّ عليها بالولد.
ولأنّ الله تبارك وتعالى حق ووعده الحق بأن يستجيب لدعوة المضطر اذا دعاه فقد استجاب لدعاءها, وتحمل حملها الأول, فتستقبل ما منّ الله عليها من نعمة الحمل استقبالا منقطع النظير أذهب عنها كل معاناتها من غمٍّ وهمٍّ, وملأت الفرحة جوانب قلبها قبل حياتها, لتشرق الابتسامة على وجهها في كل قسماته, في عينيها وعلى ثغرها ومنطوق لسانها الشاكر دوما لآلاء الله عزوجل وأنعمه فتخرُّ ساجدة لله تبارك وتعالى شكراً وعرفاناً, وحين رفعت رأسها قالت قول الله تبارك وتعالى:
ربّ اني نذرتُ لكَ ما في بطني مُحَرّراً فتقبّلْ مني انكَ أنتَ السميعُ العليمُ
نعم هكذا هو ديدنُ العباّد الزُهّاد الشاكرين لأنعم الله عزوجل , وقد كانت حنة عابدة متبتلة, وثيقة الصلة بالله عز وجل, شديدة الشفافية الروحانية, فلما استجاب الله سبحانه وتعالى لضراعتها بالحمل نذرت وليدها خادما للهيكل, شكراً لله على نعمه وعظيم فضله.
وتمرُّ أيام الحمل وشهوره والسعادة تغمر حياة حنة الأم الصابرة الشاكرة , والهناء يرفرف بجناحيه في أجواء الدار الذي يضم جنيناً ينمو في رحم أمه.
ولكن تشاء قدرة الله تبارك وتعالى أن يختار الى جواره زوجها عمران قبل أن يُكحّلَ عينيه برؤية باكورة انتاجه.
وكم تمّنت حنة أن يمُدّ الله تعالى في أجلها ليرى زوجها ثمرة زرعه , ولكنها مشيئة الله تبارك وتعالى ولا رادّ لقضاء الله عزوجل وقدره, ولا معقِّبَ لحكمه سبحانه وتعالى الأرأفُ على عباده من الأم على وليدها, ومع وفاة زوجها تنكفيء حنة على نفسها تُواسيها بما وهبها الله عزوجل من نعمة الحمل وحركة الجنين.
ويأتي أوان الوضع , ويشتد بها المخاض, ثم وضعت حملها وكان المولود على عكس ما تمنّت, كان أنثى, فأبدت بعض الأسف والعذر قائلةً قول الله تبارك وتعالى:
ربّ اني وضعْتُها أنثى واللهُ أعلمُ بما وضَعضتْ وليس الذكرُ كالأنثى , واني سميتُها مريمَ واني أُعيذُها بكَ وذُرّيتَها منَ الشيطانِ الرجيمِ
وهنا نتوقف عند هذه الآية الكريمة فقط لنوّضح أمراً مهماً أو خطئا مهماً يقع فيه الكثير من الناس, اذ للوهلة الأولى يعتقد بعض الناس أنّ قول حنّة بأنّ ليس الذكر والأنثى هو تفريق بين الذكر والأنثى, ولكن المعنى هنا على عكس ما يتصوّرُهُ البعض, فالمعنى هنا يُشيرُ الى أنّ الذكر عندما يكون في خدمة الهيكل يختلف كثيراً عن الأنثى لنفس السبب, فخدمة الذكر لأماكن العبادة ليس كخدمة الأنثى, اذ الذكر أجلدُ وأصبرُ من الأنثى على تحمُّل مشاق العناية بأماكن العبادة والتفرغ لشئونها ومهامها.
(يُتْبَعُ)
(/)
في المقابل حنّة لها أخت يُقالُ أنّ اسمها الياصبات , ومنهم من قال أنّ اسمها ايشاع, ولسنا هنا في معرض الاسم بقدر ما نحن في معرض أنّ اختها تكون زوجة النبي زكريا عليه الصلاة والسلام, وأيضا كانت عاقراً كأختها تماما لا تنجبُ أطفالا, وما أن وضعت الأم مولودتها مريم حتى وفّت بنذرها وحملتها في لفائفها الى الهيكل لخدمته, وكانت أمها وخالتها وزوج خالتها زكريا عليه الصلاة والسلام يتناوبون على خدمتها ورعايتها , وكان لزوج خالتها النصيب الأكبر في رعايتها اذ لم يكن ليفارقها من صباحٍ او مساء, لقد كان يرى فيها عوضاً عمّا فيه من حرمان الولد, ولله عزوجل في ذلك حكمة جليلة وحده سبحانه وتعالى يعلمها, وأيُّ حكمة, فالجمع الذي كان يلتف حول الطفلة مريم عليها السلام ويُغدِثُ عليها من عطفه وحنانه لم يكن سوى أدوات ووسائل سخرها الله عزوجل, لقوله تعالى:
فتقبّلها ربُّها بقبولٍ حسَنِ وأنبتها نباتاُ حسناً
وتمر الآيام تعقبها الشهور والسنون ومريم عليها السلام تنمو وتكبر وتتألق نوراً وتتوهجُ ضِياءً, ومنذ سنواتها الأولى ورجال الهيكل يتسابقون على خدمتها طاعةً لله عزوجل, كل يردُ أنْ يحظى بهذا الشرف العظيم, فقال زكريا عليه الصلاة والسلام: أنا زوج خالتها, وأنا أحقُّ برعايتها وكفالتها, فقالوا: لنقترعَ اذن, عندها ذهبوا الى نهرٍ جارٍ وألقوْا أقلامهم (وهي ألواح خشبية صغيرة تحمل اسم كل واحد من المقترعين) وتشاء قدرة الله تعالى أن تغرق جميع الأقلام عدا قلم زكريا عليه الصلاة والسلام, فما كان من المقترعين الا الاذعان للمشيئة الالهية, وبذلك حظيَ زكريا عليه الصلاة والسلام بكفالة ورعاية مريم عليها السلام, وهذا قوله سبحانه وتعالى: وكفّلها زكريا
عند ذلك وبعد أن وقع الاختيار على زكريا عليه الصلاة والسلام برعاية مريم عليها السلام ابتنى لها مكاناُ عالياً خاصاً بها داخل الهيكل لتتعبّد فيه وتتفرغ لعبادة الله عزوجل, واتخذ له سُلَّماً من خشبٍ يصعد عليه ليتفقدها ويرى احتياجاتها حتى اذا غادرها يطوي السلم ويؤؤويه في مكانه زيادةً منه عليه الصلاة والسلام في الحرص, وامعاناً منه في المحافظة عليها, حتى اذا اشتدَّ عودُها , ونضجت أنوثتها شأن أترابها, وتفتحت أكمام زهرة ايمانها بالله عزوجل يزداد حرص زكريا عليه الصلاة والسلام ورعايته لها, خاصةً بعدما دخل عليها ذات يومٍ ففوجىء عند دخوله عليها بوجود فاكهة شهية في غير أوانه فخاف عليها خوفا شديدا أن يكون من أحدٍ غيره من رجال الهيكل من الذين كانوا يتسابقون على خمتها ورعايتها, قد دخل عليها المحراب, فقال متسائلا اياها سؤالا مشوباً بالجوع قوله الله تعالى:
يا مريمَ أنّى لكِ هذا
فابتسمت البتول الطاهرة المطهرة مريم عليها السلام وقالت قوله تعالى:
هوَ من عندِ الله, انّ اللهَ يرزُقُ منْ يشاءُ بغيرِ حساب
عندها سكت زكريا عليه الصلاة والسلام سكوت المتحيِّرُ المتردِّدُ, ومع تكرار هذا المشهد له لأكثر من مرّةٍ, كما في قوله تعالى:
كلما دخلَ زكريا عليها المحرابَ وجَدَ عندَها رزقاً
فيُكرر لها عليه الصلاة والسلام نفس السؤال, ولا يحظى منها عليها السلام الا نفس الجواب, فوجدها زكريا عليه السلام فرصة وهو في أطهر مكان وأقدس بقعة, فأحسّ برهبة المكان في المحراب, والتجلي الدائم من الله تعالى, والعطاء غير المجذوذ, عندها تضرّع الى الله عزوجل وقال قوله تعالى:
ربّ اني وهَنض العظمُ مني واشتعَلَ الرأسُ شيباً ولم أكنْ بدعائك ربي شقيِّياً* واني خفتُ المواليَ من ورائي وكانتْ امرأتي عاقراً فهبْ لي من لدُنكَ وليّاً * يرثُني ويرثُ آلَ يعقوبَ , واجعله ربّ رضِّياً
فاستجاب الله عزوجل دعاءه وأوحى اليه:
يا زكريا انا نُبشرُّكَ بغلامٍ اسمُهُ يَحيي لم نجعلً لهُ من قبلُ سمّيّاً
وهنا تستوقفنا هذه الآية العظيمة لنُبيِّنَ للقراء الأعزاء بأنّ الله عزوجلّ من أطلقَ على يحَيي عليه الصلاة والسلام اسمه الذي لم يحمله انسانٌ قطٌّ قبله
وحين تلقى زكريا عليه الصلاة والسلام البشرى الغالية, تنبّهَ من سبحةِ النفس والروحِ في علياءِ الآمال والأمنيات, وراجعَ نفسَهُ فقال قوله تعالى:
قال ربّ أنّى يكونُ لي غُلامٌ وكانت امرأتي عاقراً وقدْ بلغت من الكِبَرِ عِتِيّاً
فيأتيه الجواب الالهي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال كذلِكَ قال ربّكَ هوَ عليّ هيّنٌ وقد خلقْتُكَ من قبلُ ولم تكُ شيئاً
فسقط عليه الصلاة والسلام الى الأرض في سجودِ طويلِ يُسبِّحُ بحمد الله وعيناه تفيضُ بالدمع فتبلل لحيته وكأنه في غشية, ثم رفع رأسه , وقال قوله تعالى: قالّ ربَ اجعل لي آية
اجعل لي علامة ليّ وللناس من أهلي ومواليَّ وأصحابي, فأوحى الله عزوجل اليه: قال آيتُكَ ألاَّ تُكَلِّمَ الناسَ ثلاثَ ليالٍ سوِّيّاً
كل هذا وزكريا عليه الصلاة والسلام لا يزال في المحراب, محراب مريم عليها السلام, ولما أخذ عليه الصلاة والسلام حظّهُ من الموقف الجليل خرج من المحراب على قومه يدعوهم بالاشارة الى تسبيح الله عزوجل بكرةً وعشيّة, شكراً لله عزوجل على ما أولاه من نعمة الولد.
فخرج على قومهِ , من المحرابِ فأوحى اليهمْ أنْ سبِّحوا بُكرةً وعشِيّاً
وتمتْ كلمة ُ ربّكَ صدقاً وعدلاً, فأصلح الله عزوجل لزكريا عليه الصلاة والسلام زوجَهُ فحملت ثم وضعت يَحيي عليه الصلاة والسلام الذي سمّاهُ الله عزوجل , والذي جاءَهُ الأمر منذ ولادته, كما في قوله تعالى:
يا يَحييَ خُذِ الكتابَ بقوّةٍ, وآتيناهُ الحكمَ صبيّاً * وحناناً من لدّنا وزكاةً, وكانَ تقيّاً* وبَرّاً بوالديْهِ ولمْ يكنْ جبّاراً عصيّاً* وسلامٌ عليهِ يومَ وُلِدَ ويومَ يموتُ ويومَ يُبْعثُ حيّاً
نعود الى البتول السيدة مريم عليها السلام والتي لا تزال في عزلتها في المحراب تؤدي فرض ربها عزوجل بالعبادة والخدمة, لا تأبه لشيءٍ من دنيا البشر, فما توفر لها من الرعاية الالهية من كل وجوهها يجعلها تسمو الى العلياء في رضوان الله عزوجل ورحابه الطاهر تفيض عليها رحمة الله عزوجل مقرونة باليمن والخير والبركات.
وذات يومٍ وهي تثحلّقُ في أجواء الروحانيات , وتسمو بعيدة عن كل عن الماديات , وكأنها طيفٌ من الأطياف مع ملائكة الرحمن عليهم من الله عزوجل أفضل الصلوات وأتم التسليم, وحالها بلسان رطب بالذكر والتسبيح لربّ كريم مجيد , وبقلب معلق بعليين, اذ اتاها جبريل عليه الصلاة والسلام بصورة بشرية, فتنبّهت على حركة من خلفها, فاذا هي بانسان من وراءها لم يسبق لها أن راته من قبل, ولا تعرف كيف اقتحم عليها خلوتها في محرابها, فاستعاذت بالله عزوجل منه حتى وان كان تقّيا صالحا, اذ على حسب مقياس مفهوم البشر المحدود أنه اذا اقتحم أحد خلوة امرأة فهو بلا شك ليس تقيا ولا صالحا, ولو أنها تدرك أنه ملك مرسل من الله عزوجل , لما استعاذت منه, ولكن ما يُدريها أنه كذلك عليه الصلاة والسلام:
أعوذ بالرحمن منك انْ كنت تقيّاً
فهدّأ جبريل عليه الصلاة والسلام من روعها وقال لها لا تخافين, ما أنا الا رسولٌ من عند الله عزوجل أرسلني اليك لأهبّ لك طفلاً سيكون له شأنٌ عظيم, كما في قوله تعالى:
انما أنا رسولُ ربّكِ لأهبَ لكِ غلاماً زكّيّاً
وما أن سمعت الاية الكريمة حتى ازداد خوفها واضطرابها وهلعها عن ذي قبل, وسألته: كيف هذا وأنا التي لا زلت بتولٌ عذراء ولم يلمسني بشر ولستُ معاذ الله بغيّاً؟ اذ الناموس في البشر وقانون الحياة يقضي على غير ما يخبرها به جبريل عليه الصلاة والسلام, كقوله تعالى:
أنى يكونُ لي ولدٌ ولم يمسَسْني بشرٌ ولم أكُ بغِيّأً
فأجابها عليه الصلاة والسلام , وأين الاستحالة بتحقيق أمر كهذا ,وأمره عزوجل بين الكاف والنون, واذا قضى أمراً وأراد شيئا ان يقول له كن فيكون, وما هذا الغلام الا علامة كبرى على درب الهداية للمؤمنين يسير, وعلى درب الرحمة للمعذبين في الأرض ليخلصهم من براثن الظلم والجهل ومن نير العبودية, الا لله وحده لا شريك له, وما ارادته سبحانه وتعالى في أمر كهذا الا أمراً محكومٌ بمشيئة الله عزوجل , ومكتوب في اللوح المحفوظ منذ الأزل, وهذا ما تجلى في قوله تعالى:
قال كذلِكِ قال ربُّكِ هوَ عليَّ هيِّنٌولنجعلَهُ آيةً للناسِ ورحةً منّا , وكان أمراً مقضِيّاً
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما أيقنت مريم عليها السلام بانّ جبريل عليه الصلاة والسلام ما هو الا رسول الله تعالى اليها حتى أذعنت عليها السلام لأمر الله عزوجل وقضاءه وارادته , وبعد أن ادى جبريل عليه السلام مهمته غابَ عنْ ناظريْها ليتركها في واقعِ جديدِ وأمر عتيد لم تحسَبُ له حساباً يوما ما, فطافت في ذهنها أفكارٌ شتى, ونازعتها الوساوس, واوجست في نفسها خيفة لم تهعدها من قبل, وهي تتخيّلُ ما يمكن أن ان يكون حالها, وماذا ستتقوّلُ الناس عنها, وهي العفيفة الطاهرة المطهرة, العابدة التقية الصالحة, هكذا يعرفها أهلها, وهكذا يعرفها الناس قاطبةً, وطالما أنها ستنجب طفلا ولم يسبق لها الزواج, اذن فلا بدّ أن تُتهم في عرضها, ولا بدّ أن يجُرح شرفها, ولا بدّ أن تُثلَمُ براءتها ثُلماً لا ينفعُ معه دفاعٌ ولا معارضةٌ , حتى ولا مكابرة, لقد بدت حائرة مترددة قلقة مضطربة, لا تستقر على حالٍ او وضعٍو تقومُ وتقعدُ, تمشي وتقفُ, تنظر الى أعلى ثم تطرق الى أسفل, عيناها زائغتان, ودموعها غزيرة مدرارةٌ حرّى, خاصّة كلما عادت بذهنها الى تذكر الواقعة, ولم يصرفها عن هذا الا تحلقها في أجواء الملأ الأعلى مترفعة عن حِطَّةُ الدنيا وماديّةُ الارض, وقد أسلمت أمرها الى الله عزوجل ومشيئته النافذة.
هكذا مرّت عليها أشهر الحمل في معاناة قاسية جدا لم تعد معها تطيق حتى نفسها, لم تعد تريد رؤية احداً من الناس أو حتى يروها, ولتحقيق ذلك فقد قرّرت الخروج من بيت المقدس الى مسقط رأسها في الناصرة لتعتزل عن الناس في بيت ريفي مدّعيّةً المرض والتعب كهروب من الناس الى الذات تنتظر قضاء الله عزجل.
وجاء اليوم الموعود, ويحين أوان الوضع, وتدنو اللحظة الحاسمة في اختيارها للأمر الجلل, وتخرج عليها السلام من بيتها ووحدتها تهيمُ على وجهها, لا تدري وجهتها وقد بلغتهمومها ووساوسها ذروتها, حتى اذا أوت على مكان مكانٍ مقفرٍ أجرد عند جذع نخلةٍ يابسةٍ اذ جاءها المخاض , وهي بحالة نفسية وجسدية يُرثى لها لم تستطع مع آلامها حراكاُ , مما اضطرت أن تبقى مكانها, فهوّنَ الله عزوجل عليها معاناتها بوضع طفلها عيسى عليه الصلاة والسلام, ونظرت اليه في اشفاقٍ وحنانأ, ويومها تمنت الموت على أن تقف هذا الموقف وتتهم بشرفها وبراءتها, وغاصت عيناها بالدموع وقد خرجت الثمرة من مكنون الرحم الى عالم الوجود, ونعم الثمرة هذه ونعم الحامل والمحمول, وسبحان الخلاق العظيم من أمره بين الكاف والنون, وقالت في أسىً وحسرةً قوله تعالى:
يا ليتني مِتُّ قبلَ هذا وكنتُ نسْياً منسِيّاً
وجاءها صوتً رقيقً لطيفً من أعلى , فسكن بعض ثورتها على ذاتها, وشعرت أنها في حمى حِصْنٍ وملاذٍ امين لا تتخلى عنها في الشدة, فناداها من تحتها ألا تحزني قدٍ جعلً ربكِ تحتكِ سرِّيّاً* وهُزّي اليكِ بجِذْعِ التنخلةِ تُساقطْ عليكِ رُطَباً جنِّنياً* فكلي واشربي وقّري عينا
فكان عليها هذا القول الكريم بردا وسلاماً هدّاَ من روعها وخوفها وقلقها , واطمأنت , وزادها اطمئناناً صوت الهاتف يقول:
واما تَريِنَّ أحداً من البشرِ فقولي اني نذرتُ للرحمنِ صوماً فلنْ أُكلّمَ اليومَ انسيّأً
وتلوذ عليها السلام بحمى الرحمن الذي اصطفاها على نساء العالمين, فطّهرها المولى عزوجل من الدنس, وبرّأها من الخطيئة والاتهام, ونشّأها على عينه سبحانه وتعالى آيةً من آيات القداسة,
حملت عليها السلام وليدها العظيم في لُفافته, وعادت الى قريتها في الناصرة, وأتت به قومها, وذاع الخبر وشاع , وبدأ المرجفون المتقوّلون يقولون: تعالوا انظروا الى مريم وقد سقطت في وحل الخطيئة والمعصية, سقطت من علياء الطهر والكرامة الى حضيض الدنس والرذيلة, وعلت أصواتهم لتكون ضجيجا, ثمّ واجههوها بالثورة عليها والانتقاص منها وازدراءها فقالوا لها: هل ما كان منك من الطهر والتبتل والقداسة ستاراً خادعاً زائغاً؟
وقال لها آحرون في شيء من الاشفاق: ما عرفنا أباك عمران الا مثالا للطهر والعفة فهو صاحب أصلابنا, وامك حنة لم تقل عن أبوك شأناً فقد كانت موضع تقديرنا واخترامنا, يا آسفاً عليك يا مريم, لقد ضيّعتِ أصالة الجذور الطيبة الكريمة في متاهات الهوى, وهذا ما تجلى في قوله تعالى:
يا مريمَ لقدْ جِئْتِ شيئاً فرّيَاً * يا أختً هارون ما كان أبوكِ امرأ سوءٍ وما كانتٍ أمُّكِ بغِيّاً
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما كانت تخشاه البتول العذراء عليها السلام, ولجل هذه الاتهامات كانت قد تمنّت الموت على أن تقف بين قومها موقفاً كهذا, ولكنها الآن أكثر صلابةً وقوةً بعدما اطمئنت على أنذ الله معها ولم يُسلمها لهؤلاء المتقولون, لذا نجدها وقد تحمّلت كل هذا الهجوم العنيف بصبرٍ وجلَدٍ, ولم تنبس ببنت شفة امتثالا لأمر الله عزوجل , بل كظمت غيظها, وطوت جناحها على سرها, ثمّ أشارت الى وليدها, وهنا ازداد الناقمون عليها ثورةً, والمستفسرون هياجاً واضطراباً, لاعتقادهم بأنها عليها السلام تسخر منهم وتستهزىء بهم, وتستصغر شأنهم, هم ينتظرون تبريرا منها وهي تشير لهم ب الى طفلٍ وليد فغي أسبوعه الثاني يمشي, لكنهم لم يلبثوا أن أخرسهم الله عزوجل وأبهتم عندما أنطق الله تعالى الطفل عيسى بن مريم عليهما السلام ليُبرأ أمه من التهم التي القاها عليها قومها, فقال قوله تعالى:
اني عبدُ الله آتانيَ الكتابَ وجعلني نبيّاً * وجعلني مباركاً أين ما كنتُ وأوصاني بالصلاةِ والزكاةِ ما دُمتُ حيّاً * وبرّاً بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقيّاً * والسلامُ عليّ يومَ وُلِدْتُ ويومَ أموتُ ويومَ أُبْعَثُ حيّاً
فأذعن اكثرهم لقول الله عزوجل لما فيه من دليل براءة مريم عليها السلام من التهم الني نسبت اليها ظلما وبهتانا وجهلا, واصغوا بقلوبهم وعقولهم الى الحجة الدامغة التي لا تقبلُ الجدل.
لكن قلة قليلة كفرت جهلاً وظلما, وركبت رؤوسها وظلت على ولاءها لشيطانها, ذلك مون يتهم مريم عليها السلام اليوم بالسوء ويتهمها بالزنا بعد تبرئتها يكون كفر بالقرآن الكريم, ومن يكفر بالقرآن فقد كفر.
انّ السيدة مريم قبل حملها بعيسى عليه الصلاة والسلام كانت مخطوبة لشابٍ اسمه يوسف النجار, ولقد وقف معها موقفاً مشرفاً خلال محنتها كلها ولم يتخلى عنها أبدا, بل كان يدافع عنها بكل ثقة مقتنعاً بما جُبِلت عليه, وما أُختيرت له, ظلّ وفيّاً لها ملازماً اياها.
وحين أعطى الحاكم الروماني هيرودوس أوامره بقتل جميع أطفال بني اسرائيل المولودين حديثا بناءً على مفادة أفاد بها الكهان والعرافون بميلاد طفل من سلالة داوود عليهما الصلاة والسلام يرثُ الملك, شأنه شأن فرعون مع موسى عليه الصلاة والسلام, عندها حمل يوسف النجار مريم وطفلها عليهما السلام فاراً بهما الى مصر, في مكان آمنٍ لا يصلهم اليه أحد وصفه القرآن الكريم بقوله: الى ربوةٍ ذاتِ قرارٍ ومَعينِ , فأقاموا بها زمناً, حتى اذا هدأ الطلب على المواليد وانتهى الأمر عادوا جميعا الى الناصرة.
وهناك في الناصرة عاشت مريم راعيةً لابنها عليهما السلام, حتى اذا بلغ من العمر اثني عشر عاماً سافرت به الى بيت المقدس لحضور احدى المناسبات الدينية, وكان وعيه عليه السلام أكبر من سنه بما آتاه الله عزوجل من الفهم والادراك, وبما وهبه من ذكاءٍ وقّادٍو وفصاحة لسانٍ وبيان كلام, لقد كان عليه السلام رجلا ناضجا في سن مبكرة, غير خاضع لنواميس البشر المتعارف عليه, ولم تأخذه مظاهر المدينة المقدسة, او تستحوذ عليه بما فيها من زحامٍ وعمرانٍ وحركةٍ ولهوٍ وزينة, ويومها انفلت عليه السلام من يد أمه وقصد الهيبكل ليجالس كبار الأحبار والعلماء وناقشهم وحاورهم, وقال أقوالاً لم يألفوها, فمال بعضهم اليه, وزجره أكثرهم, الا أنه أفحمهم جميعا وأعجزهم, وبعدما اقام عليهم الحجة عاد الى أمه التي لم تتوانى عن تعنيفه بفعلته تلك, فاستقبل تعنيفها له بكل أدب واحترام وتقدير, وأخبرها عما كان من شأنه في الهيكل, وحواره مع كبار العلماء, فنصحته بالتوقف عن مثل ذلك خشيةً عليه ورفقا به, لعلمها ما في نفوس الكهان والأحبار من غلوهم في المعتقد, لكنّه عليه السلام أبى الاذعان وأبى الا قول مقولة الحق.
وما أن بلغ الثلاثين من عمره الشريف حتى صدّعَ لأمر الله عزوجل, وحمل أعباء الرسالة, وانطلق يُبَشّرُ بالكلمة في كل مكان, لم يترك جمعاً الا أتاه, ولا نادياً الا ولجه, ولا قريةً الا ونزل بها, وتبعه بعض الناس من التلاميذ النجباء, فقهوا دعوته واستوعبوها, وأعانوه في اذاعتها في كل الأوساط, وقد أطلق الله عزوجل عليهم الحواريون.
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذه الأثناء شعر البعض من أحبار (علماء) اليهود بفقدان نفوذهم ومراكزهم, وزلزلة كيانهم ومواقعهم, الأمر الذي قادهم لأن يسعوا بالوشاية عند الحاكم الروماني بيلاطس, وأخذوا يشوهون صورته عليه السلام ويدّعون أنه ساحرٌ مشعوذ, واتهموه اتهامات ظالمة باطلة كأن قالوا له: انه يُبرىء الأعمى والاكمه والابرص , ويُحيي الموتى بالدجل والافتراء, ويسعى في الارض الفساد, لأجل ذلك لا بدّ من الخلاص منه والقضاء عليه قبل أن يستشري أمره ويستفحل شأنه.
لقد أيد الله عزوجل عيسى عليه السلام بأن جعله لا يستقر في مكان ولا يهدأ , يطوف في أنحاء البلاد شرثاً وغرباً مبشراً وداعياص الى عبادة الله الواحد القهار الها واحدا لا شريك له, وما أن أدرك أنه مطاردٌ وملاحقٌ من قبل السلطة الحكمة الظالمة حتى زاد من تنقله وتخفيه, ولكن كان هناك واحدا من حوارييه ويدعى يهوذا الأسخريوطي ضعيف الايمان, سقيم الوجدان, عليل الروح, فسعى الى الحاكم والأحبار, فدلهم على مكانه المتخفي فيه, ونال على تلك الوشاية والخيانة دراهم معدودة لا تسمن ولا تغني عن جوع, وثمناً لخيانته الدنيئة وبدلا من أن يمسك الجنود ببعيسى عليه السلام في مكان اختفاءه قبضوا على يهوذا نفسه, عندما ألقى الله عزوجل شبه عيسى عليه السلام على يهوذا الذي أذهلته المفاجأ وأخرسته عن الكلام, فما استطاع أن ينبس ببنت شفة, ورفع الله عزوجل عيسى عليه السلام اليه تحمله الملائكة وتتلقاه أيدي الرحمة.
وحُملَ يهوذا على أنه عيسى عليه السلام, وصلب عقاباً له, وسرَت الشائعة بصلب عيسى عليه السلام, وتناقلتها الألسن وسرت مسرى النار في الهشيم, لينفي القرآن الكريم مقالتهم الظالمة بقوله تعالى في سورة النساء 157 - 158:
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّهَ لهم, وانّ الذينَ اختلفوا فيه لفي شكٍّ منه ما لهم به من علمٍ الا اتباعَ الظنِّو وما قتلوهُ يقيناً * بل رفعه الله اليهِ , وكان اللهُ عزيزاً حكيماً
ونما أن نقل الخبر الى أمه مريم عليها السلام , حتى ردّدت مقالة ابنها بقوله تعالى: والسلام عليّ يومَ وُلِدْتُ ويومَ اموتُ ويومَ أُبْعَثُ حيّاً
ولم تلبث عليها السلام الا زمنا يسيرا بعد رفع ابنها عليه السلام حتى توفاها الله عزوجل.
وقد ورد في تفسير العلامة ابن كثير رحمه الله للآية التي تلت كلمة المسيح عليه السلام والتي ألقاها على أمه عليها السلام حين تكلم في المهد وبرأها من التهمة المنسوبة اليها, فقد أجمع علماء التاريخ من أهل الكتاب وغيرهم أجمعوا انّ قسطنطين أول من حرّف الانجيل وغيّر دين المسيح عليه السلام, واستبدلها لهم بكتب القوانين , وشرّعَ لهم أشياء ابتدعوها, وبنى لهم يومها الكنائس الكبرة في مملكته كلها المتمثلة يومئذ (ببلاد الشام والجزيرة العربية وبلاد الروم) وقد بلغ عدد الكنائس يومها حوالي 12 ألف كنيسة, وعلى الرغم من الايذاء الشديد والافتراء على الله عزوجل بأن وعموا له ولداً, سبحانه وتعالى عما يشركون, الا أنه سبحانه وتعالى بحلمه العظيبم أنظرهم الى يوم القيامة, فمن صفات الله عزوجل أنه سبحانه وتعالى لا يُعجّلَ العقوبة بمن عصاه, كما جاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا أحد أصبرُ على أذى سمعه من الله, انهم يجعلون له ولداً, وهو يرزقُهُم ويُعافيَهُم
وقد جاء في الحديث المتفق عليه من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ شَهِدَ أنْ لا الهَ الاّ الله وحدّهُ لا شريكَ له, وأنّ محمداً عبدُهُ ورسوله, وأنّ عيسى عبد الله ورسوله, وكلمتِهِ ألقاها الى مريمَ وروحٌ منه, وأنّ الجنةَ حقٌّ والنارٌ حقٌّ, أدخلَهُ الله الجنةَ على مل كانَ عليه من العمل,
أو كما قال عليه الصلاة والسلام
والكلمة التي ألقاها عيسى على أمه عليهما السلام , هي كن , بمعجزة الله عزوجل في حمل أمه به عليهما السلام من غير أب, وما انطاق الله عزوجل لعبده عيسى عليه السلام وهو لا يزال في المهد بكلمة العبودية وأنه عبد الله وورسوله, الا ليبرءَ امه مريم عليها السلام من التهم الباطلة التي نسبت اليها قديما وحديثا والتي وصلت بهم الى حد الاشراك بالله تعالى أن نسبوا اليه سبحانه وتعالى ولداً , تعالى الله عما يشركون ويصفون علوا كبيرا, ولعنوا في الدنيا والآخرة لعناً كبيراً.
قالَ اني عبدُ الله آتانيَ الكتابَ وجعلني نبيّاً
وبقوله تبارك وتعالى الكريم نكون قد أتينا على مسك الختام.(/)
خيانة ابن العلقمي لأهل السنة
ـ[فتاة التوحيد و السنة]ــــــــ[19 - Jul-2009, مساء 02:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خيانة ابن العلقمي للأهل السنة
الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ؛
ابْنُ العَلْقَمِيِّ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى سُقُوْطِ الدَّولَةِ العَبَّاسِيَّةِ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى مُوَالاَةِ الكُفَّارِ ... اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ عَصْرٌ أَو مِصْرٌ حَيْثمَا وُجِد الرَّافِضَّةُ ... اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ كِتَابٌ سُطِر فِيهِ التَّارِيْخُ الإِسلاَمِيُّ.
ذَلِكَ الرَّافضِيُّ الخَائِنُ يُدَافِعُ عَنْهُ بَنُو مِلَّتِهِ، وَيَنفُونَ عَنْهُ تُهْمَةَ الخِيَانَةِ كَالصَّفَّارِ، وَفِي المُقَابِلِ يُثْنِي بَعْضُهُمْ عَلَيْهَا وَيَعُدُّوْنَهَا مِنْ أَعْظَمِ المَنَاقِبِ لَهُ.
تَعَالَوْا مَعِي نَعِيْشُ تِلْكَ الخِيَانَة بِشَيْءٍ مِنَ الاختصَارِ، وَبِقَلَمِ الدُكتور نَاصِرٍ القِفَاري فِي " أُصُوْلِ مَذْهَبِ الشِّيْعَةِ ".
مُؤَامَرَةُ ابْنِ العَلْقَمِيِّ الرَّافضِيِّ
وملخصُ الحادثةِ أن ابنَ العلقمي كان وزيراً للخليفةِ العباسي المستعصمِ، وكان الخليفةُ على مذهبِ أهلِ السنةِ، كما كان أبوهُ وجدهُ، ولكن كان فيه لينٌ وعدمُ تيقظٍ، فكان هذا الوزيرُ الرافضي يخططُ للقضاءِ على دولةِ الخلافةِ، وإبادةِ أهلِ السنةِ، وإقامةِ دولةٍ على مذهبِ الرافضةِ، فاستغل منصبهُ، وغفلةَ الخليفةِ لتنفيذِ مؤامراتهِ ضد دولةِ الخلافةِ، وكانت خيوطُ مؤامراتهِ تتمثلُ في ثلاثِ مراحلٍ:
المرحلةُ الأولى: إضعافُ الجيشِ، ومضايقةُ الناسِ .. حيثُ سعى في قطعِ أرزاقِ عسكرِ المسلمين، وضعفتهم:
قالَ ابنُ كثيرٍ: " وكان الوزيرُ ابنُ العلقمي يجتهدُ في صرفِ الجيوشِ، وإسقاطِ اسمهم من الديوانِ، فكانت العساكرُ في أخرِ أيامِ المستنصرِ قريباً من مائةِ ألفِ مقاتلٍ .. فلم يزلْ يجتهُد في تقليلهم، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف " [البداية والنهاية: 13/ 202].
المرحلةُ الثانيةُ: مكاتبةُ التتارِ: يقولُ ابنُ كثيرٍ: " ثم كاتب التتارَ، وأطمعهم في أخذِ البلادِ، وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقةَ الحالِ، وكشف لهم ضعفَ الرجالِ " [البداية والنهاية: 13/ 202].
المرحلةُ الثالثةُ: النهي عن قتالِ التتارِ، وتثبيط الخليفةِ والناسِ:
فقد نهى العامةَ عن قتالِهِم [منهاج السنة: 3/ 38] وأوهم الخليفةَ وحاشيتهُ أن ملكَ التتارِ يريدُ مصالحتهم، وأشار على الخليفةِ بالخروجِ إليهِ، والمثولِ بين يديهِ لتقع المصالحةُ على أن يكونَ نصفُ خراجِ العراقِ لهم، ونصفهُ للخليفةِ، فخرج الخليفةُ إليهِ في سبعمائةِ راكبٍ من القضاةِ والفقهاءِ والأمراءِ والأعيانِ .. فتم بهذهِ الحيلةِ قتلُ الخليفةِ ومن معهُ من قوادِ الأمةِ وطلائعها بدونِ أي جهدٍ من التترِ، وقد أشار أولئك الملأُ من الرافضةِ وغيرِهِم مِنْ المنافقين على هولاكو أن لا يصالحَ الخليفةَ، وقال الوزيرُ ابنُ العلقمي: متى وقع الصلحُ على المناصفةِ لا يستمرُ هذا إلا عاماً أو عامين، ثم يعودُ الأمرُ إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتلَ الخليفةِ، ويقال إن الذي أشار بقتلهِ الوزيرُ ابنُ العلقمي، ونصيرُ الدينِ الطوسي [وكان النصيرُ عند هولاكوا قد استصحبهُ في خدمتهُ لما فتح قلاعَ الألموت، وانتزعها من أيدي الإسماعيليةِ (ابن كثير/ البداية والنهاية: (13/ 201)]
ثم مالوا على البلدِ فقتلوا جميعَ من قدروا عليه من الرجالِ والنساءِ والولدان والمشايخِ والكهولِ والشبانِ، ولم ينج منهم أحدٌ سوى أهل الذمةِ من اليهودِ والنصارى، ومن التجأ إليهم، وإلى دار الوزيرِ ابنِ العلقمي الرافضي [البداية والنهاية: 13/ 201 - 202]
وقد قتلوا من المسلمين ما يقالُ إنهُ بضعةُ عشر ألفِ ألفِ إنسانٍ أو أكثر أو أقل، ولم يُر في الإسلامِ ملحمةٌ مثلَ ملحمةِ التركِ الكفارِ المسمين بالتترِ، وقتلوا الهاشميين، وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين، فهل يكونُ موالياً لآلِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم من يسلطُ الكفارَ على قتلهم وسبيهم وعلى سائرِ المسلمين؟ [منهاج السنة: 3/ 38]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقتل الخطباءُ والأئمةُ، وحملةُ القرآنِ، وتعطلت المساجدُ والجماعاتُ والجمعاتُ مدة شهورٍ ببغداد [البداية والنهاية: 13/ 203]
وكان هدفُ ابنِ العلقمي " أن يزيلَ السنةَ بالكليةِ وأن يظهرَ البدعةَ الرافضة، وأن يعطلَ المساجدَ والمدارسَ، وأن يبني للرافضةِ مدرسةً هائلةً ينشرون بها مذهبهم فلم يقدرهُ اللهُ على ذلك، بل أزال نعمتهُ عنه وقصف عمره بعد شهورٍ يسيرةٍ من هذه الحادثةِ، وأتبعه بولدهِ " [البداية والنهاية: 13/ 202 - 203].
فتأمل هذه الحادثةَ الكبرى والخيانةَ العظمى، واعتبر بطيبةِ بعضِ أهلِ السنةِ إلى حد الغفلةِ بتقريبِ أعدى أعدائهم، وعظيمَ حقدِ هؤلاءِ الروافضِ وغلهم على أهلِ السنةِ، فهذا الرافضي كان وزيراً للمستعصمِ أربعَ عشرةَ سنة، وقد حصل له من التعظيمِ والوجاهةِ ما لم يحصل لغيرهِ من الوزراءِ، فلم يجد هذا التسامحَ والتقديرَ في إزالةِ الحقدِ والغلِ الذي يحملهُ لأهلِ السنةِ، وقد كشف متأخروا الرافضةِ القناعَ عن قلوبهم، وباحوا بالسرِ المكنون فعدوا جريمةَ ابنِ العلقمي والنصيرِ الطوسي في قتل المسلمين من عظيمِ مناقبهما عندهم.
فقال الخميني في الإشادةِ بما حققهُ نصيرُ الطوسي: " .. ويشعرُ الناسُ (يعني شيعته) بالخسارةِ .. بفقدانِ الخواجةِ نصيرِ الدينِ الطوسي وأضرابهِ ممن قدم خدماتٍ جليلة للإسلامِ " [الحكومة الإسلامية: ص 128].
والخدماتُ التي يعني هنا هي ما كشفها الخوانساري من قبله في قولهِ في ترجمةِ النصيرِ الطوسي: " ومن جملةِ أمرهِ المشهورِ المعروفِ المنقولِ حكايةً استيزاره للسلطانِ المحتشمِ .. هولاكو خان .. ومجيئهِ في موكبِ السلطانِ المؤيدِ مع كمالِ الاستعدادِ إلى دارِ السلامِ بغداد لإرشادِ العبادِ وإصلاحِ البلادِ .. بإبادةِ ملكِ بني العباسِ، وإيقاعِ القتلِ العامِ من أتباعِ أولئك الطغام، إلى أن أسالَ من دمائهم الأقذار كأمثالِ الأنهارِ، فانهار بها في ماءِ دجلة، ومنها إلى نارِ جهنم دارِ البوارِ" [روضات الجنات: 6/ 300 - 301، وانظر أيضاً في ثناء الروافض على النصير الطوسي النوري الطبرسي / مستدرك الوسائل: 3/ 483، القمي / الكنى والألقاب: 1/ 356].
فهم يعدون تدبيرهُ لإيقاعِ القتلِ العامِ بالمسلمين، من أعظمِ مناقبهِ، وهذا القتلُ هو الطريقُ عندهم لإرشادِ العبادِ وإصلاحِ البلادِ، ويرون مصيرَ المسلمين الذي استشهدوا في هذهِ " الكارثة " إلى النارِ، ومعنى هذا أن هولاكو الوثني وهو الذي يصفه بالمؤيدِ، وجنده هم عندهم من أصحابِ الجنةِ؛ لأنهم شفوا غيظ هؤلاء الروافضِ من المسلمين، فانظر إلى عظيمِ هذا الحقدِ!! حتى صار قتلُ المسلمين من أغلى أمانيهم .. وصار الكفارُ عندهم أقربَ إليهم من أمةِ الإسلامِ.
هذه قصةُ ابنِ العلقمي أوردتها معظمُ كتبِ التاريخِ [وانظر أيضاً في قصة تآمره: ابن شاكر الكتبي / فوات الوفيات: 2/ 313، الذهبي / العبر: 5/ 225، السبكي / طبقات الشافعية: 8/ 262 - 263 وغيرها]، وأقرتها كتبُ الرافضةِ، وأشادت بها .. ومع ذلك فقد حاول الراوفضُ المعاصرين توهين القصةِ والطعنَ في ثبوتها، وحجتهُ أن الذين ذكروا الحادثةَ غير معاصرين للواقعةِ، وحينما جاء على من ذكر الحادثةَ من معاصريها مثل: أبي شامة شهابِ الدين عبدِ الرحمن بنِ إسماعيل (ت665 هـ) كان جوابُهُ عن ذلك بأنهُ وإن عاصرَ الحادثةَ معاصرةً زمانيةً، لكنه من دمشق فلم تتوفر فيه المعاصرةُ المكانيةُ [انظر: محمد الشيخ الساعدي / مؤيد الدين بن العلقمي وأسرار سقوط الدولة العباسية، وقد ساعدت جامعة بغداد على نشر الكتاب].
وهي محاولةٌ لردِ ما استفاض أمرُهُ عند المؤرخين، كمحاولتهم في إنكارِ وجودِ ابنِ سبأ، وقد بحثتُ في كتبِ التاريخِ فوجدتُ شهادةً هامةً لأحدِ كبارِ المؤرخين تتوفرُ فيه ثلاثُ صفاتٍ:
الأولى: أن الشيعةَ يعدونهُ من رجالهم.
والثانية: أنه من بغداد.
والثالثة: أنه متوفى سنة 674 هـ.
فهو شيعي بغدادي معاصرٌ للحادثةِ؛ ذلك هو الإمامُ الفقيهُ علي بنُ أنجب المعروف بابنِ الساعي الذي شهد بجريمةِ ابنِ العلقمي فقال: " ... وفي أيامهِ (يعني المستعصم) استولت التتارُ على بغداد، وقتلوا الخليفة، وبه انقضت الدولةُ العباسيةُ من أرض العراقِ، وسببهُ أن وزيرَ الخليفةِ مؤيدَ الدين ابنَ العلقمي كان رافضياً .. ثم ساق القصةَ [مختصر أخبار الخلفاء: ص 136 - 137]
وابنُ الساعي هذا ذكرهُ محسنُ الأمين من رجالِ الشيعةِ فقال: " علي بنُ أنجبٍ البغدادي المعروف بابنِ الساعي له أخبارُ الخلفاءِ ت 674 هـ " [أعيان الشيعة: 1/ 305].
ويكفي دلالة على صلة الروافض بنكبة المسلمين وتمني حصول أمثالها هذا التشفي الذي صدر على ألسنة شيوخهم المتأخرين والمعاصرين كالخوانساري، والخميني وأمثالهما.
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بنت الأكرمين]ــــــــ[19 - Jul-2009, مساء 02:55]ـ
وما أكثر أحفادَ ابن العلقمي في عصرنا هذا .... وينتسبون إلى أهل السنة!
ـ[لافي الخلف]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 12:45]ـ
ما أشبه الليلة بالبارحة!!!
وما حال أهل العراق منكم ببعيد
ـ[أبو الصادق]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 05:28]ـ
قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي " مِنْهَاجِ السُّنَّةِ " (3/ 243): " إِنَّ أَصلَ كُل فِتْنَةٍ وَبَلِيَّةٍ هُم الشِّيْعَةُ، وَمَنْ انْضَوَى إِلَيْهِمْ، وَكَثِيْرُ مِنْ السُّيُوْفِ الَّتِي فِي الإِسْلاَمِ، إِنَّمَا كَانَ مِنْ جِهَتِهِم، وَبِهِم تَسْتَرت الزّنَادقَةُ ".ا. هـ.
وَقَالَ أَيْضاً (4/ 110): " فَهُم يُوالُونَ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ الَّذِيْنَ يَعْرِفُ كُل أَحَدٍ مُعادَاتِهِم مِنَ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى وَالمُشْرِكِيْنَ، وَيُعَادُونَ أَوْلِيَاءَ اللهِ الَّذِيْنَ هُم خِيَارُ أَهْلِ الدِّيْنِ، وَسَادَاتِ المُتَّقِيْنَ ... وَكَذَلِكَ كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ الأَسبَابِ فِي اسْتيلاَءِ النَّصَارَى قَدِيْماً عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ حَتَّى اسْتَنْقَذَهُ المُسْلِمُوْنَ مِنْهُم ".ا. هـ.
و قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله: [وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره، تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم]. ((منهاج السنة النبوية)) (3/ 378)
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 08:52]ـ
سبحان الله ما اشبه عبد العزيز الحكيم الذي كان حلمه تقسيم العراق وزرع الفتن وابادة اهل السنة ونشر الشرك والوثنية وهو من سهل للاحتلال دخوله ليدنس ارض الرافدين وهو وووووالنتيجة ان الله لم يمهله بل عاجله باقسى عقوبة قبل عقوبة النار واللعنة البى يوم الدين اقول ما اشبه هذا بذاك - بالعلقمي-شكلا ومضمونا جسدا وروحا خلقا وخلقا وما ربك بظلام للعبيد وكم لقي لعنه الله من كرم وجود ومحبة ولقاء وود وترحاب وسماحة وسخاء من عوام اهل السنة وعلمائها وكم اغدقوا عليه من نعم وعطايا وكم فتحوا له اسرارهم وخفاياهم وكم ادخلوه الى بيوتهم ومضيفهم لكن انى للغادر ان يؤتمن وانى للخائن ان يحفظ له عهد وانى للفاجر ان يكشف له ستر!؟ لقد ذهب ذلك كله في نظر الخبيث الى هباء منثورا ففتك باهل السنة فتكا ولم يرع فيهم الا ولا ذمة حتى قام باحراق علمائها بتنور الزهرة - تنور يعد لقذف اهل السنة حتى يحترقوا حرقا - الله ياسامع الدعاء انزل عليه العذاب وصبه عليه صبا وكل من عاونه او شايعه او امده وارحم من مات من علمائنا واهلينا واخواننا وذوينا امين يارب العالمين.
ـ[أبو ياسر الجهني]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 09:32]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد كنت على إتصال مع أحد علماء القصيم فقلت له الموضوع فقال الحمدلله أن أسمع من شباننا وبناتنا مثل هذا الكلام قبل أن أموت أبشروا ياسلفين يااهل الحديث بالنصر وشكرا ياأختي على الموضوع.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 09:56]ـ
جزاك الله كل خير ... ،،،،،،،،،،،،
ـ[أبو مروان]ــــــــ[05 - Jan-2010, مساء 10:23]ـ
يا أهل السنة عامة والبلد الحرام خذوا حذركم، العدو متربص بكم، قد أنذروكم بحثالة الحوثيين وفي ذلكم تنبيه لكم، أعلنوها مدوية إننا برءاء من الشيعة ومن خرافاتهم، أنشروا العلم مستغلين في ذلك كل الوسائل المساعدة من قناة وكتاب وجريدة ومجلة ومقال وكلمة على المنبر ونصيحة للمغترين، اكشفوا خططهم وتآمرهم، أدحضوا شبهاتهم بالعلم، أهجروهم و أتباعهم. كف الله بأسهم، وجعل تدبيرهم عليهم. التاريخ يعيد نفسهم لو تمكنوا لحولوا القبلة وغيروا الملة نسأل الله أن يكفينا شبهاتهم ومكرهم.
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[06 - Jan-2010, مساء 04:52]ـ
اعوذ بالله
كان علقمي واحد فقط قوض الدوله
فما بالكم باليوم
هذا دليل على ان الخير كثير و النصر حليفكم
يا اهل السنه في هذا الزمان
الصبر والدعوه و الاخلاص و الجهاد
مفاتيح الفرج(/)
إلى مسؤولة الثفافة في الجزائر: إن المهرجان الإفريقي مظهر جاهلي فاسد وتبذير فاحش للمال
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[20 - Jul-2009, مساء 09:41]ـ
إلى مسؤولة الثفافة فيبلادنا: إن المهرجان الإفريقي مظهر جاهلي فاسد وتبذير فاحش للمال العام
الحمد لله القائل في كتابه العزيز: {ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانواإخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه كفورا}،والصلاة والسلام على من أرسله الله بالهداية بشيرا ونذيرا: {وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا}، ثم أما بعد: إن مظاهر الفساد الخلقي والإنحلال الديني التي برزت من خلال مهرجان الإفارقة المنعقد في الجزائر ليدل على قلة حياء المهرجين المغنين والراقصين المنحرفين الذين أطلقوا العنان لنزواتهم الشهوانية الشيطانية المتمثلة في صور مخزية للأجساد شبه عارية إلا ما ستر العورة الغليظة من خرقة يرقصون برقص ماجن في الشوارع بحركات مقاربة تماما للممارسة الجنسية، فأين رقابة مسؤولة الثقافة في بلادنا على هذه الفضائح الأخلاقية المخالفة لعقيدة الأمة الإسلامية الجزائرية ومنهجها وهويتها وثقافتها الإسلامية الأمازيغية العربية، وأما تبذير المال العام في هذا المهرجان وصرفه بإسراف مخل لغير مستحقيه فلا يمحوه إلا إصلاح ما أفسده القائمون على هذا المهرجان كالنفقة على الفقراء والمحتاجين والمتضررين والمسارعة إلى تزويج الشباب والقيام على شؤون العجزة و دور الرحمة، وفي الحقيقة نحن بحاجة إلى من يعلمنا العلم النافع ومعالم التقنية العصرية للحصول على التكنولوجية المتطورة الذي نتصدر بها الأمم لا إلى من يردينا بمجونه إلى دركة المتخلفين، والثقافة في الحقيقة ليست غناءا ورقصا! وإنما هي باب واسع للتعارف والتواصل بين الشعوب وفق قواعد ملتنا، وأما السهر إلى ساعات متأخرة من الليل على أنغام الرقص المهول والمسيقا الصاخبة المهيجة فهذا مما سبب إزعاجا لكثير من المحترمين المتأصلين الذين قاطعوا هذه المهزلة وهم أضعاف أضعاف من حضر! فأي ثقافة هذه التي نستقدم أهلها إلى بلادنا ليخدشوا بها حيائنا وأصالتنا؟ والأمة ليست بحاجة إلى مثل هؤلاء المهرجين البهرجيين ولا غيرهم من البهلوانيين الكرنفاليين وإنما هي بحاجة إلى مساجد ومدارس وجامعات وطعام ولباس ودواء ومسكن ومستشفيات ومستوصفات ومصانع .. ولهذا نطالب الدولة الجزائرية بأن تراجع حساباتها فيما يتعلق بمثل هذه البرامج المخلة بالحياء المعلنة بالفسوق والفحش المتمثلة في ثقافة العري وتبذير وإسراف مال الأمة، ونحن أبناء مساجد الجزائر العاصمة نطالب: محاسبة من تسبب في هذه البهرجة الفحشية والتبذير الماجن للمال العام والإعتداء الصريح على حرمة الإسلام والأمة الجزائرية المسلمة وشرفها النبيل، ونقول بكل حق: إذا فاضت عوائد النفظ والثروات ففقراء الجزائر الشرفاء أولى بها من غيرهم
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه: عبد الفتاح زراوي حمداش المشرف العام على موقع ميراث السنة
المصدر:
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=2243
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[20 - Jul-2009, مساء 10:35]ـ
أسأل الله أن يبارك لكم غيرتكم على الحق.
ونحن أبناء مساجد الجزائر العاصمة نطالب: محاسبة من تسبب في هذه البهرجة الفحشية والتبذير الماجن للمال العام والإعتداء الصريح على حرمة الإسلام
من يحاسب من؟!
اللاعب حْمِيدَا والرشام حْمِيدَا!
سامْعِينْ بِنا.
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 03:53]ـ
"فهل أسمعتَ" -إذ ناديتَ- حيا؟! ... أم الحيَّاتِ من رهط "المرادي"!!
....................
فرنسا بيَّضت ديدان كفر ... فهذا الدود ينخر في البلادِ
لمن تكتب البيانات؟!
هدى الله دعاة الجزائر(/)
قال الشيخ ابن سعدي: العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة إيمان وقد يكون أقرب إلى أحدهما؟
ـ[ولد محمد]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 01:02]ـ
قال الشيخ بن سعدي عند تفسير قوله تعالى:وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ( java******:AyatServices("/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nType=1&nSora=3&nAya=166"))(166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ( java******:AyatServices("/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nType=1&nSora=3&nAya=167"))(167) الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( java******:AyatServices("/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nType=1&nSora=3&nAya=168"))(168) .
وفي هذه الآيات دليل على أن العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة إيمان، وقد يكون إلى أحدهما أقرب منه إلى الأخرى.
فهل من شارح لكون العبد أقرب إلى الإيمان منه إلى الكفر والعكس
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:48]ـ
/// يعني أنَّ في قلبه من خصال الإيمان ومن خصال الكفر، ثم يغلب أحدهما على الآخر ..
/// قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله: " ... من نفى عنه الرسول اسم الإيمان أو الاسلام فلابد أن يكون قد ترك بعض الواجبات فيه وإن بقى بعضها ولهذا كان الصحابة والسلف يقولون إنه يكون فى العبد ايمان ونفاق ...
قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابى البخترى عن حذيفة قال: (القلوب أربعة، قلب أغلف، فذلك قلب الكافر، وقلب مصفح، وذلك قلب المنافق، وقلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن، وقلب فيه ايمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل شجرة يمدُّها ماء طيِّب، ومثل النفاق مثل قرحة يمدُّها قيح ودمٌ، فأيُّهما غَلَب عليه غَلَب.
وقد رُوِيَ مرفوعًا، وهو فى المسند مرفوعًا.
وهذا الذى قاله حذيفة يدلُّ عليه قوله تعالى: (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمان) فقد كان قبل ذلك فيهم نفاق مغلوب، فلمَّا كان يوم أحدٌ غلب نفاقهم فصاروا الى الكفر أقرب".
وقال رحمه الله أيضًا: " .. وقد يجتمع فى العبد نفاق وايمان، وكفر وايمان، فالإيمان المطلق عند هؤلاء ما كان صاحبه مستحقًّا للوعد بالجنة.
وطوائف اهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة والجهمية والمرجئة كراميهم وغير كراميهم يقولون إنه لا يجتمع فى العبد ايمان ونفاق ومنهم من يدعى الاجماع على ذلك وقد ذكر أبو الحسن فى بعض كتبه الإجماع على ذلك ومن هنا غلطوا فيه وخالفوا فيه الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان مع مخالفة صريح المعقول بل الخوارج والمعتزلة طردوا هذا الأصل الفاسد وقالوا لا يجتمع فى الشخص الواحد طاعة يستحق بها الثواب ومعصية يستحق بها العقاب ... ".
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:55]ـ
/// وقال رحمه الله أيضًا في الفرقان: "وذكر البخاري عن ابن أبي مليكة أنه قال: أدركتُ ثلاثين من أصحاب محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم كلهم يخاف النفاق على نفسه وقد قال الله تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين /// وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان}.
فقد جعل هؤلاء إلى الكفر أقرب منهم للإيمان؛ فعُلِمَ أنَّهم مخلِّطون، وكفرُهُم أقوى، وغيرهم يكون مخلِّطًا وإيمانُه أقوى .. ".
/// وقال رحمه الله أيضًا: "فقوله: (وليعلم الذين نافقوا) ظاهرٌ فيمن أحْدَث نفاقًا، وهو يتناول من لم ينافق قبلُ، ومن نافق ثمَّ جدَّدَ نفاقًا ثانيًا.
وقوله: (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان) يبيِّن أنَّهم لم يكونوا قبل ذلك أقرب منهم؛ بل إمَّا أنْ يتَسَاويَا، وإمَّا أن يكونوا للإيمان أقرب ...
وفى الجملة ففى الأخبار عمن نافق بعد إيمانه ما يطول ذكره هنا فأولئك كانوا مسلمين وكان معهم إيمان هو الضوء الذى ضرب الله به المثل فلو ماتوا قبل المحنة والنفاق ماتوا على هذا الاسلام الذى يثابون عليه ولم يكونوا من المؤمنين حقًّا، الذين امتحنوا فثبتوا على الإيمان، ولا من المنافقين حقًّا، الذين ارتدُّوا عن الإيمان بالمحنة.
وهذا حال كثير من المسلمين فى زماننا أو أكثرهم؛ اذا ابتُلُوا بالمِحَن التى يتَضَعْضَع فيها أهل الإيمان ينقص إيمانهم كثيرًا، وينافق أكثرهم، أو كثير منهم، ومنهم من يُظْهِر الرِّدَّة إذا كان العَدُو غالبًا .. وقد رأينا ورأى غيرنا من هذا ما فيه عبرة! وإذا كانت العافية أو كان المسلمون ظاهرين على عدوهم كانوا مسلمين، وهم مؤمنون بالرسول باطنًا وظاهرًا؛ لكن إيمانًا لا يثبت على المحنة .. ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد محمد]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 02:06]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وزادك الله علما وعملا وجعلك من العلماء الربانيين(/)
ما الفرق بين قول ابن كلَّاب و قول الأشعري في كلام الله؟
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 05:51]ـ
أرجو الإفادة, و جزاكم الله خيرا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 06:26]ـ
/// يوافق الأشاعرةُ الكلَّابيَّة في أفراد ما ذكروه من مذهبهم في كلام الله، غير قضيَّة فرعيَّة واحدة، وهي: أنَّ الكلاَّبيَّة زعمت أنَّ كلامه سبحانه معنى واحد في الأزل، فيصير أمرًا عند وجود المأمور ونحوه ..
/// وأمَّا الأشاعرة فقد خالفوهم في هذا فقالوا: إنَّه ليس معنىً واحدًا، بل منه ما هو أمرٌ أونهيٌ أوخبر .. الخ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 06:30]ـ
/// وفي مجموع فتاوى ابن تيمية (13/ 165): "والقول الثالث قول أبى محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري ومن اتبعه كالقلانسى وأبى الحسن الأشعرى وغيرهم =أنَّ كلام الله معنى قائم بذات الله هو الأمر بكل مأمور أمر الله به والخبر عن كل مخبر أخبر الله عنه أن عبر عنه بالعربية كان قرآنا وان عبر عنه بالعبرية كان توراة وان عبر عنه بالسريانية كان انجيلا.
والأمر والنهى والخبر ليست أنواعا له ينقسم الكلام اليها وإنما كلها صفات له إضافية، كما يوصف الشخص الواحد بانه ابن لزيد وعم لعمرو وخال لبكر.
والقائلون بهذا القول منهم من يقول: إنه معنى واحد فى الأزل، وانه فى الأزل أمر ونهى وخبر، كما يقوله الأشعري.
ومنهم من قال: بل يصير أمرًا ونهيًا عند وجود المأمور والمنهى.
ومنهم من يقول: هو عدِّة معان الأمر والنَّهي والخبر والاستخبار".
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 10:51]ـ
بوركتم شيخنا المبارك.
و ماذا عن قولهم إن مذهب ابن كلَّاب في القرآن أنه حكاية كلام الله, و إن مذهب الأشعري أنه عبارة عن كلام الله؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 01:01]ـ
/// نعم .. وفيك بارك الله وبك نفع .. فاتتني هذه القضيَّة وأُنسيتها.
/// والأمر كما تفضَّلت، فابن كلاب عبَّر عن هذا بلفظ الحكاية، فاستدرك عليه أبوالحسن الأشعري فاختار لفظ العبارة.
/// قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في بيان هذا: "واعلم أنَّ أصل القول بالعبارة أنَّ أبا محمد عبدالله بن سعيد بن كلَّاب هو أول من قال في الإسلام: إنَّ معنى القرآن كلام الله، وحروفُهُ ليست كلام الله.
فأخذ بنصف قول المعتزلة، ونصف قول أهل السنة والجماعة ...
وكان الناس قد تكلَّمُوا فيمن بَلَّغ كلام غيرهِ، هل يُقَال له: (حكاية عنه) أم لا، وأكثر المعتزلة قالوا: هو حكاية عنه، فقال ابن كلَّاب: القرآن العربي حكايةٌ عن كلام الله، ليس بكلام الله!
فجاء بعده أبوالحسن الأشعرى فسَلَك مسلَكَه في إثبات أكثر الصِّفات، وفي مسألة القرآن أيضًا، واستدرك عليه قولَه: (إنَّ هذا حكاية)، وقال: الحكاية إنَّما تكون مثل المحكي، فهذا يناسب قول المعتزلة، وإنَّما يناسب قولنا أنْ نقول: هو عبارة عن كلام الله؛ لأنَّ الكلام ليس من جنس العبارة .. ".
/// وبيَّن رحمه الله الفرق بينهما، بعد بيان معناهما، فقال: "العبارة عن كلام الغيب يُقَال لِمَن في نفسه معنىً ثم يعبِّر عنه غيرُه، كما يعبِّر عمَّا فى نفس الأخرس مَن فهِم مرَادَه.
/// والذين قالوا: القرآن عبارةٌ عن كلام الله قصدوا هذا. وهذا باطلٌ؛ القرآن العربيُّ تكلَّم الله به وجبريل بلَّغَه عنه.
/// وأمَّا الحكاية فيُرَاد بها ما يُمَاثِل الشَّيء، كما يُقَال: هذا يحاكي فلانًا، إذا كان يأتي بمثل قوله أوعمله؛ وهذا ممتنعٌ في القرآن؛ فإنَّ الله تعالى يقول: (قل لئن اجتمعت الإنس والجنُّ على أنْ يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله .. ) الآية، وقد يُقَال: (فلان حكى فلان عنه) أي: بلَّغَه عنه ونقله عنه، ويجيء في الحديث: (أنَّ النَّبي (ص) قال فيما يحكي عن ربِّه)، ويُقَال: (إنَّ النَّبي (ص) روى عن ربِّه، وحكى عن ربِّه) .. ".
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 06:14]ـ
فليتنبه بأن قول الأشعري في كلام الله تعالى هو قول ابن كلاب شيخه في هذا الطور، ولا فرق، إلا لفظيا في الحكاية والعبارة كما ذكر الأخ عدنان.
و أما الأولى فهو اختلاف وجهات نظر الكلابية في مثل هذه المسألة ومنهم الأشعري، وليس هو قولا خاصا بالأشعري، فليتنبه لهذا.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 06:17]ـ
/// وأمَّا الحكاية فيُرَاد بها ما يُمَاثِل الشَّيء، كما يُقَال: هذا يحاكي فلانًا، إذا كان يأتي بمثل قوله أوعمله؛ وهذا ممتنعٌ في القرآن؛ فإنَّ الله تعالى يقول: (قل لئن اجتمعت الإنس والجنُّ على أنْ يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله .. ) الآية، وقد يُقَال: (فلان حكى فلان عنه) أي: بلَّغَه عنه ونقله عنه، ويجيء في الحديث: (أنَّ النَّبي (ص) قال فيما يحكي عن ربِّه)، ويُقَال: (إنَّ النَّبي (ص) روى عن ربِّه، وحكى عن ربِّه) .. ".
هل هذا كلامك - أخي عدنان- أم كلام ابن تيمية؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 06:18]ـ
بل كلامه.
أما رأيت في آخر الكلام: .. ".
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 02:52]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل عدنان.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[23 - Jul-2009, صباحاً 11:23]ـ
/// يوافق الأشاعرةُ الكلَّابيَّة في أفراد ما ذكروه من مذهبهم في كلام الله، غير قضيَّة فرعيَّة واحدة، وهي: أنَّ الكلاَّبيَّة زعمت أنَّ كلامه سبحانه معنى واحد في الأزل، فيصير أمرًا عند وجود المأمور ونحوه ..
/// وأمَّا الأشاعرة فقد خالفوهم في هذا فقالوا: إنَّه ليس معنىً واحدًا، بل منه ما هو أمرٌ أونهيٌ أوخبر .. الخ ..............
وفي مجموع فتاوى ابن تيمية (13/ 165): "والقول الثالث قول أبى محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري ومن اتبعه كالقلانسى وأبى الحسن الأشعرى وغيرهم =أنَّ كلام الله معنى قائم بذات الله هو الأمر بكل مأمور أمر الله به والخبر عن كل مخبر أخبر الله عنه أن عبر عنه بالعربية كان قرآنا وان عبر عنه بالعبرية كان توراة وان عبر عنه بالسريانية كان انجيلا.
والأمر والنهى والخبر ليست أنواعا له ينقسم الكلام اليها وإنما كلها صفات له إضافية، كما يوصف الشخص الواحد بانه ابن لزيد وعم لعمرو وخال لبكر.
والقائلون بهذا القول منهم من يقول: إنه معنى واحد فى الأزل، وانه فى الأزل أمر ونهى وخبر، كما يقوله الأشعري.
ومنهم من قال: بل يصير أمرًا ونهيًا عند وجود المأمور والمنهى.
ومنهم من يقول: هو عدِّة معان الأمر والنَّهي والخبر والاستخبار".
هذا هو الذي نبهت عليه بقولي:
فليتنبه بأن قول الأشعري في كلام الله تعالى هو قول ابن كلاب شيخه في هذا الطور، ولا فرق، إلا لفظيا في الحكاية والعبارة كما ذكر الأخ عدنان.
و أما الأولى فهو اختلاف وجهات نظر الكلابية في مثل هذه المسألة ومنهم الأشعري، وليس هو قولا خاصا بالأشعري، فليتنبه لهذا.
لكن يبدو أن الأخ عدنانا لم ينتبه.
ـ[الواحدي]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 07:00]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذه بعض "التعقيبات" (مع ضرورة الاحتراز من استعمال هذه "العبارة" التي أصبحت "حكاية"/ابتسامة) على المسألة التي أثارها الفاضل خطاب القاهري، ثم أثراها مشكورًا الشيخ عدنان؛ جزاهما الله خير الجزاء:
1_ من الضروري التمييز بين الكلام عن كلام الله من حيث هو، والكلام عن طبيعة تلاوة القرآن أو كتابته. ومسألة الحكاية التي يقول بها أبو هاشم الجبائي ومن تبعه تتعلَّق بالقسم الثاني، لا الأوّل.
2_ استغربت نسبة شيخ الإسلام القولَ بالحكاية إلى ابن كلاَّب. فالأشعري، وهو أدرى الناس بمقالات ابن كُلاَّب، لا ينسب له هذا القول في "مقالات الإسلاميين"؛ بل يذكر أنه كان يقول بـ "العبارة". وهذا نص كلامه (2/ 233):
_ وهذا قول عبد الله بن كلاَّب:
قال عبد الله بن كلاَّب:
_ إنَّ الله سبحانه لم يزل متكلِّماً؛
_ وإنَّ كلام الله سبحانه: صفةٌ له، قائمة به؛
_ وإنّه قديم بكلامه، وإنَّ كلامه قائم به، كما أن العلم قائم به، والقدرة قائمة به، وهو قديم بعلمه وقدرته؛
_ وإنَّ الكلام: ليس بحروف ولا صوت؛ ولا ينقسم، ولا يتجزّأ، ولا يتبعّض، ولا يتغاير؛
_ وإنَّه معنى واحد بالله عز وجل؛ (أي: معنى قائم بالله)؛
_ وإنَّ الرسم هو: الحروف المتغايرة، وهو قراءة القرآن؛
_ وإنَّه خطأ أن يقال: "كلام الله هو هو" (أي: قراءتنا للقرآن هي القرآن)، أو "بعضه" أو "غيره"؛
_ وإنَّ العبارات عن كلام الله سبحانه تختلف وتتغاير، وكلام الله سبحانه ليس بمختلف ولا متغاير؛ كما أنّ ذكرنا لله عز وجل يختلف ويتغاير، والمذكور لا يختلف ولا يتغاير.
وإنَّما سُمِّي كلام الله سبحانه عربيًّا، لأنَّ الرسم الذي هو العبارة عنه -وهو قراءته- عربي. فسُمِّي عربيًّا لعلَّة، وكذلك سُمِّي عبرانيًّا لعلَّة، وهي أن الرسم الذي هو عبارة عنه عبراني. وكذلك سُمِّي أمرًا لعلَّة، وسُمِّي نهيًا لعلَّة، وخبراً لعلَّة. ولم يزل الله متكلِّمًا قبل أن يُسَمِّى كلامَه أمرًا، وقبل وجود العلة التي لها سُمِّي كلامه أمرًا.
( ... )
وزعم عبد الله بن كلاَّب وأنَّ ما نسمع التالين يتلونه هو: عبارة عن كلام الله عزَّ وجلَّ."
(يُتْبَعُ)
(/)
والأشعري يتفق معه في مسألة العبارة، ويتفق معه أيضًا في كون كلام الله معنى واحدًا، لكن يختلف معه (ومع القلانسي أيضًا) في أزليَّة الأمر والنهي والإخبار، لأنه يعتبرها من أوصاف الكلام الذي هو معنى واحد. لكن ردُّه على الكلاّبية في هذه المسألة، هو في ذاته ردٌّ على تمييزه بين الكلام من حيث هو معنى قائم بالنفس، ومن حيث هو عبارة عن ذلك المعنى؛ لأنَّ المعنى إذا كان قديمًا، كانت العبارة كذلك، تمامًا كما هو الحال بالنسبة للأمر والنهي والإخبار.
وقول ابن كلاَّب بإمكان وجود كلام أزلي ليس أمرا، ولا نهيا، ولا إخبارًا من باطل المقالات ...
3_ ويختلف الأشعريُّ أيضًا عن ابن كلاَّب في التمييز بين الغائب والشاهد فيما يتعلَّق بتعريفهما للكلام. فالأشعري يطبق نظرية الكلام النفسي على كلا العالَمَين؛ بينما لا يرى ابن كلاَّب مبرِّرًا لذلك بالنسبة للشاهد، ويعتبر أنَّ الكلام فيه هو الحروف والأصوات، لارتباطه بالمخارج.
3_ أوّل من قال بنظرية الحكاية فيما يتعلَّق بالقرآن متلوًّا هما الجعفران: جعفر بن حرب، وجعفر بن مبشِّر. ومذهبهما أنَّ القرآن مخلوق، خلقه الله في اللوح المحفوظ، وهو القرآن المحكي. أمّا ما يُقرأ، أو يُسمَع، أو يُحفظ؛ فهو حكاية عن القرآن، لا القرآن نفسه. ثم أخذ بمذهبهما أبو هاشم الجبَّائي في هذا الباب، لا في حقيقة كلام الله وماهيته.
4_ الأشعري يستخدم مصطلح "العبارة" ويريد به الحروف والأصوات (وأيضًا: الإشارة، والكتابة عند تعرُّضه لمفهوم الكلام بشكل مطلق، سواء كان منسوبًا لله أو للبشر). ويستخدم أيضًا مصطلح "الدلالة" مرادفًا لـ "العبارة". فالكلام، حسب مذهبه، هو "معنى قائم بالنفس". والقرآن، ألفاظه "دلالات على الكلام الأزلي". فالدلالة، بالنسبة له مخلوقة محدَثة، والمدلول قديم أزلي. وهذه هي نظريته في الكلام النفسي، التي لا تخلو من تناقض ...
5_ قسم من نظرية الأشعري حول الكلام النفسي أخذه عن ابن كلاَّب؛ لكنه يوافق أيضا ابن الراوندي في شيء من نظريته! إذ يشير البغدادي في "تفسير أسماء الله الحسنى" (وكذا النسفي في "تبصرة الأدلة) إلى أنه (ابن الراوندي) كان يرى أنَّ الكلام غير الحروف، وإنّما هو المعنى النفسي الذي يريد المتكلم التعبير عنه؛ فالمسموع ليس الكلام، بل الحروف الدالة عليه. (!!!) وهذا الكلام نجده أيضًا في "مقالات الإسلاميين" غير منسوب إلى ابن الراوندي ... وكان أبو عيسى الورّاق على مذهب ابن الراوندي في هذه المسألة.
6_ يجب التمييز بين الأشعري، والأشعرية، والأشاعرة؛ إذ كثيرًا ما يُنسب إلى الأشعري ما استقرَّ عليه المذهب (الأشعرية) أو ما قرّره أتباعه الذين اجتهدوا على أصوله (الأشاعرة). وفي هذا الباب يشير أبو القاسم الأنصاري في "الغنية" و"شرح الإرشاد" (الكتابان مخطوطان، وقد نقلتُ عن باحث أشار إلى هذه المسألة) إلى أنَّ للأشعري رسالة عنوانها: "أجوبة المسائل المصرية"، وأنه قرَّر فيها أنَّ الكلام هو على التحقيق المعنى القائم بنفس المتكلِّم والعبارة الدالة عليه معًا.
7_ بقي الآن أن نعرف المصدر الذي استقى منه شيخ الإسلام نسبته القول بالحكاية إلى ابن كلاَّب. وقد رأيت في ترجمة "سير أعلام النبلاء" نقلا للمحقق عن "الانتقاء" ابن عبد البر، وفيه ينسب القول بمذهب الحكاية إلى: داود، والبخاري، ومن في طبقتهم!! وهو لا ريب تسمُّحٌ في اللفظ ...
والله أعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 07:24]ـ
...
ثم وجدت (عن طريق "الشاملة") مصدرَ شيخ الإسلام يشير إليه في "درء تعارض العقل والنقل"، وهو أبو حامد الإسفراييني.
والصحيح -والله أعلم- أنّ الذي كان يقول بالحكاية هو القلانسي (تبعًا لما ذكره صاحب "تبصرة الأدلة")، لا ابن كلاَّب.
وباب البحث في المسألة مفتوح ...
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 08:14]ـ
أحسنت أخي الواحدي.
ـ[الواحدي]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 09:05]ـ
جزاك الله خيرًا أخي أبا أحمد؛ بل الإحسان كان منك ...
وفي هذا الباب يشير أبو القاسم الأنصاري في "الغنية" و"شرح الإرشاد" (الكتابان مخطوطان، وقد نقلتُ عن باحث أشار إلى هذه المسألة).
وقد اكتشفتُ الآن أنّ أخانا الفاضل: الدكتور مصطفى حسنين حقَّق قسم الإلهيات من "المغني". وإن هو تفضَّل بإثراء الموضوع نكن له من الشاكرين ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 11:40]ـ
/// بارك الله فيكم أخانا الواحدي، وأنا أتابع ما تفيدون به، دون أن أضيف؛ لأنِّي أبحث في الأمر من يومين .. وكم من أمر يتلقاه المرء ويردِّده دون تحقيق، وهو بحاجة إلى ذاك ..
/// شكر الله سعيكم وسدَّد أمركم وجزاكم خيرًا على هذه الإفادات القيِّمة.(/)
بدء استقبال البحوث في مجلة التأصيل للدراسات الفكرية المعاصرة
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 05:46]ـ
بدأت هيئة التحرير في
مجلة التأصيل للدراسات الفكرية المعاصرة
(وهي مجلة علمية محكمة)
باستقبال البحوث العلمية لتحكيمها،
على بريد المجلة
m.altaseel@gmail.com
وسوف يصدر العدد الأول في نهاية شهر ذو القعدة بإذن الله تعالى.
ولمزيد من المعلومات حول:
* مقدمة:
* اسم المجلة: مجلة التأصيل للدراسات الفكرية المعاصرة.
* أهداف المجلة:
* الإصدار: تصدر المجلة كل ستة أشهر "مؤقتاً".
* رئيس التحرير: د/ عبدالرحيم بن صمايل السلمي. (عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى.)
* مدير التحرير: د/ صالح بن درباش الزهراني. (عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى.)
* الهيئة الاستشارية: يسهم في تطوير المجلة وتحقيق أهدافها نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين، ممن لهم اهتمام وعناية وإسهام في القضايا العقدية والفكرية المعاصرة، وهم فيما يلي (بحسب الترتيب الأبجدي):
* المواد التي يُقبَل نشرها في المجلة:
* سياسة النشر:
* واجبات الباحثين وحقوهم:
* سياسة التحكيم:
راجع رابط موقع المجلة في مركز تأصيل
http://www.taseel.org/show.php?p=169
المراسلات تكون باسم رئيس التحرير على العنوان التالي:
- البريد الإكتروني الخاص بالمجلة: m.altaseel@gmail.com
- صندوق البريد: 18718 جدة 21425
المملكة العربية السعودية
-هاتف/96626288685 +
وناسوخ/96622718230 +
- رسائل sms على جوال رقم/ 966556629494 +
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:58]ـ
نسأل الله أن يحفظهم(/)
مُقَابلَة .... مع جدِّ الملاحِدَة؟؟؟
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نجري المقابلة مع جد الملاحدة في أجواء عاصفة في العالمين العربي والاسلامي-كما هو معلوم- ...
وقبل إجراء المقابلة ألفتُ عناية القراء إلى أن سيادة القرد رفض طلب المقابلة ابتداء متحجِّجا بأن ليس ثمة علاقة له بالبشر؟؟؟
ولكن وبعد سعي حثيث وإبلاغه بأن أناساً يعتقدونه جدا لهم ومُرجعين أصولهم التكوينية إليه رضخ حينها لطلبنا وما كاد يفعل إلا بعد سماعه ما سمع؟؟؟
فأراد إظهار الحقيقة وأنه قرد أبا عن جد .. وأن الإرجاع تزوير وبهتان
وإليكم المقابلة
السائل: من المعلوم أيها القرد أن في كل حوار يُبدأ بالسؤال التقليدي المعهود
البطاقة الشخصية ..
القرد: اسمي المتعارف عليه قرد بن قرد
العمر: منذ قديم الزمن،فلا أنا ولا جدودي نقدر أن نحصي أعمارنا مذ يوم خلقنا الله وإياكم-معشر البشر- إلى الآن
الحالة الاجتماعية: متزوج ولدي قرود
الكبير يهوى التعلق بالأشجار والصغير كثير الشجِار مع أخته وابنتي قد أتمت زفافه قبل شهور على ابني أخي ..
السائل: هناك أناس يا أستاذ قرد يرجعون الجنس البشري إليكم وأن البشر مروا بحالتكم فما رأيك حيال ما قيل؟؟
القرد: يؤسفني هذا الكلام،ويظهر لي أن أولئك الناس لديهم مشكلة مع رب العالمين-سبحانه وتعالى- ... حيث أن الشيطان دفعهم لهذا الأمر حرصا على كفرهم وإضلالهم ...
لا سيما أن الأصابع اليهودية هي التي أوجدت فكرة النشوء والتطور ..
السائل: معنى هذا أنك تنفي صلة البشر بالقرود نهائيا ..
القرد: نعم وأتحمل تبعات تصريحاتي ولو قطع عنا الموز ... ليكن،،، المهم عندي أن تظهر الحقيقة للبشر ...
بعد هذه الأسئلة حصلت جلبة دفعت القرد إلى الذهاب دون مراعاة شعورنا ودون أدنى وعي للإعياء الذي أصابنا جراء المكث معه
ولكن حسبنا أنه قرد
ولله الأمر من قبل ومن بعد
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 10:52]ـ
الاخ العطاب الحميري اضحك الله سنك وبارك فيك على هذا الموضوع الرائع
وكم نحن بحاجة إلى مثل هذه الاسلوب الساخر المفيد
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 04:52]ـ
بارك الله فيك أخي ماجد
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 11:42]ـ
///يرفع
ـ[عمار سليمان]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 05:59]ـ
اعطبالله افهامهم ما احطها الملاحدة شيدوا بنياناً من سخافة الفكرو ضححالة العقل صعب المنال على اهل العقول ان يقطحموه و ما هذا الا لمرض نفسي و أو انحطاط غربي نسئل الله السلامة من الخذلان ...
بوركت و القرد افهم و أعقل من اهل الالحاد ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 07:01]ـ
أضحك الله سنك أخي الحميري .. أرجو ألا يقطعوا عنه الموز! (ابتسامة)
وهم في الحقيقة لا يقولون إننا أحفاد القرد، ولكن يقولون إننا نحن والقردة بسائر أصنافها، أولاد عمومة واحدة، قبحهم الله.
وصدق أخونا عمار في قوله إن اقتحام غثاء الملاحدة من الصعوبة بمكان، ليس لأن حججهم مما يحار في إبطالها العقل، أو لأن شبهاتهم مما يصعب دفعه، ولكن لأنها تقوم - بأكملها - على جحد وقلب ضروريات العقل السوي نفسه! فإن كان من تحاوره لا يسلم بأن 1+1 = 2، بل شيد فلسفته بأكملها، بما فيها من نظريات تنسب إلى العلم الطبيعي، على ذاك الخلف العقلي المبين، فبأي عقل يُرد عليه؟ إن مجرد الاشتغال بمناقشة من هكذا حاله يعتبر قدحا في العقل وغضا من ثقل الحق وظهور حجته!
ـ[أمسمي]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 09:53]ـ
أضحك الله سنك أخي الحميري .. أرجو ألا يقطعوا عنه الموز! (ابتسامة)
وهم في الحقيقة لا يقولون إننا أحفاد القرد، ولكن يقولون إننا نحن والقردة بسائر أصنافها، أولاد عمومة واحدة، قبحهم الله.
وصدق أخونا عمار في قوله إن اقتحام غثاء الملاحدة من الصعوبة بمكان، ليس لأن حججهم مما يحار في إبطالها العقل، أو لأن شبهاتهم مما يصعب دفعه، ولكن لأنها تقوم - بأكملها - على جحد وقلب ضروريات العقل السوي نفسه! فإن كان من تحاوره لا يسلم بأن 1+1 = 2، بل شيد فلسفته بأكملها، بما فيها من نظريات تنسب إلى العلم الطبيعي، على ذاك الخلف العقلي المبين، فبأي عقل يُرد عليه؟ إن مجرد الاشتغال بمناقشة من هكذا حاله يعتبر قدحا في العقل وغضا من ثقل الحق وظهور حجته!
أحسنت جزاك الله خيرا(/)
اسرائيل تعبر بالقلق من تحول مواطنيها الى الأسلام ..
ـ[العز بن خلدون]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:55]ـ
الإسلام اليوم/ عبد الحليم العقيلي
كشفت مصادر صحفية إسرائيلية اليوم الثلاثاء أن حالة من القلق تسيطر علي قادة إسرائيل من جراء دخول مئات اليهود في الإسلام سنويا، مشيرة إلى أن مئات اليهود في إسرائيل يذهبون سنويا لمكتب وزارة العدل لتقديم طلبات لتغيير ديانتهم من اليهودية إلى الإسلام.
وأوضحت صحيفة "معاريف"الإسرائيلية أن هذه الظاهرة تنامت في الخمس سنوات الأخيرة، لافتة إلى أنه خلال العامين الماضيين تقدّم 306 أشخاص لوزارة العدل لتغيير ديانتهم، منهم 249 يريدون إعلان إسلامهم.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الأرقام تدل على أن ما يقرب من 100 يهودي يغيرون ديانتهم سنويا، مشيرة إلى أن عام 2008 شهد ارتفاعا في هذه النسبة، حيث وصلت إلى 142، لافتة إلى أنه ومنذ مطلع العام 2009 تم تقديم 32 طلب حتى الآن، منوهة إلى أن الأرقام غير مطمئنة وتدعوا للقلق.
ومن جانبه، قال أحد أعضاء جمعية "عائلة إسرائيل للأبد" إن الأعداد المُعلنة لا تدل على ما يجري على الأرض، حيث أن هناك المئات الذين غيّروا دينهم للإسلام ولم يبلغوا عن ذلك.
الاسلام اليوم
قلت: ان العقيدة الاسلامية استطاعت ان تلج بيوت يهود وقلوبهم والاستحواذ على طاقاتها من شباب وافراد وتجنيدها اسلاميا لم يكن على ظهر دباابة ولا عن قوة ولا عن رشاشات مسلطة على رؤوسهم فهذه بالنسبة لنا معطلة ولكنها العقيدة الصحيحة عندما تلامس اذان من يبحث عن الحق وتحاكي الفطرة السليمة تلك هي الدعوة ونشر الفكرة الاسلامية بالإقناع لا إخضاع كما تفعل يهود ووبني صليب ورغم دباباتها وقواتها لم تستطيع ان تبث الشبه في قلب المسلم فضلا على ان تجعلة يتنصر او يتهود.
واقول إن كان العربي عاجز على نصرة دينه نصرا حثيثااا او ربما حاول وعجز فهؤلاء بني الاسلام في اسرائيل ربما كانوا اجدر بها واقدر
ـ[المهذّب]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 02:58]ـ
الله أكبر .. ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون))
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 04:46]ـ
انا استغرب هذا الخبر جدا جدا ولا استطيع تصديقه
ـ[العز بن خلدون]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 01:56]ـ
اشكر للأخوين المرور
واقول للأخ الحبيب خالد ولما العجب وكانت قريش واهل مكة اشد كفرا ولكن لما جاءهم الحق اذعن اكثرهم واستسلم له(/)
هل تغير رأي الأستاذ (أنور الجندي) في المؤرخ (عبدالله عنان)؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 09:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- كانت البداية عندما نشر الأستاذ المؤرخ عبدالله عنان مقالاً في جريدة " السياسة الأسبوعية " بتاريخ 7 سبتمبر 1929م بعنوان " فلسطين بين اليهود والعرب "، زمن مأساة فلسطين واحتلالها من قِبل الإنجليز، تمهيدًا لتسليمها لليهود، حاول فيه أن يكون " حياديًا " " عقلانيًا "! كما يزعم، وكما هي وجهة الجريدة التي يكتب فيها وتتبع " حزب الأمة " الذي يمثل مدرسة تلاميذ محمد عبده؛ مما أداه إلى مدح جهود الحركة الصهيونية ذلك الوقت! وتحكيم العقل الموهوم في القضايا الشرعية الدينية.
- تولت صحيفة " الفتح " للشيخ المجاهد محب الدين الخطيب – رحمه الله – الرد على مقال عنان بعدد من المقالات، أبرزها مقال مَن رمز لنفسه بـ (ن) – ويقال إنه شكيب أرسلان -، وصدّرت به (العدد 165 و 166)، وعنوانه: (هل ماكتبه عبدالله عنان في قضية فلسطين هو جهل أو تجاهل؟). وهذه صورة حلقته الأولى:
http://www.shawati.cc/download.php?img=13645 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13645)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13646 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13646)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13647 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13647)
- اعتمد الأستاذ أنور الجندي – رحمه الله – على مقالات الفتح في كتابه القديم " الشعوبية في الأدب العربي الحديث "، فأدرج عبدالله عنان ضمن دعاة الشعوبية (ص 166 – 169)، ونبه – أيضًا – إلى مجاراته لدعاة تغريب المرأة في قضاياها المطروحة في ذلك الزمن. وأيضًا ذكر هذا في كتابه " مقدمات العلوم والمناهج " (4 538 – 540).
وهذه صورة ماكتبه الجندي – رحمه الله -:
http://www.shawati.cc/download.php?img=13648 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13648)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13649 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13649)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13650 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13650)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13651 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13651)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13652 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13652)
- ولكنه عاد في كتابه " مفكرون وأدباء من خلال آثارهم " (ص 253 – 259)، فكتب عن جهود عنان في التاريخ الأندلسي، ومدحه، وأطلق عليه: (مؤرخنا الإسلامي الكبير). ولم يتعرض لنقده. وهنا صورة ما كتب:
http://www.shawati.cc/download.php?img=13653 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13653)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13654 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13654)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13656 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13656)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13657 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13657)
http://www.shawati.cc/download.php?img=13658 (http://www.shawati.cc/download.php?img=13658)
- قلتُ: الذي أظنه أن الأستاذ الجندي علم بعد مرور السنين أن عبدالله عنان خاض فيما خاض فيه سابقًا عن جهل ومجاراة لمدرسة " حزب الأمة "، وأن محور حياته الفكرية وأبحاثه ومقالاته وكتبه هي في التاريخ (خاصة الأندلسي)، أما الفلتات السابقة فلا يُبنى عليها توجه معين له، على سوئها ووجوب الرد عليها، ولهذا أنصفه في كتابه " مفكرون وأدباء ".
(يُتْبَعُ)
(/)
-ويشهد لهذا: ماذكره الأستاذ عنان في " مذكراته " التي طبعتها دار الهلال المصرية، وأنتقي منها: قوله (ص 7 - 8): " أود أن أنوه قبل كل شيء بأن كل ما يصدر مني خلال هذه المذكرات من آراء وتعليقات، إنما يصدر مني أولاً كمصري، لم تكن له طوال حياته أي ميول أو أهواء سياسية خاصة، ولم يتصل مطلقاً بأي حزب أو أية طائفة سياسية، وقد عاش طول حياته مصرياً فقط، ينظر إلى سائر الأحداث والتقلبات بنظرته المصرية ليس غير. وثانياً كمؤرخ، ينظر إلى الحوادث ويحللها بمعياره وقوانينه التاريخية، وأنه بالرغم من اشتغاله بالصحافة فترة من الزمن لم يشأ أن يغمس قلمه قط في غمر المسائل السياسية الحزبية، وأنه حرص طول حياته على الابتعاد عن أي مؤثرات أو اتجاهات خاصة، ولبث يحمل قلمه حراً، منزها عن مثل هذه المؤثرات والاتجاهات، وهو ما كان دائماً وما يزال موضع فخره واعتزازه ".
وقوله (ص 12): " أكتب هذه الصفحات، وهي خاتمة ما يخطه قلمي، الذي خط الكثير خلال هذه الحياة الطويلة الحافلة وأنا على استعداد في كل لحظة إلى لقاء ربي، قرير العين، مغتبط النفس بما قدمته في حياتي، إلى وطني العزيز مصر، وإلى أمتي العربية العظيمة من ثمار تفكيري وبحوثي، راجياً أن تكون للخلف خير ذخر، ولكاتبها خير ذكرى ".
وقوله (ص 54 - 55): " وكنا سواء في المجتمع أو في الصحافة، نبدي أشد الإعجاب بمصطفى كمال قائد تركيا الحديثة ومنقذها، ولم نكن ندري يومئذ أن هذا الزعيم سوف يتنكر بعد ذلك، وبعد أن اشتد ساعده للإسلام والعالم الإسلامي واللغة العربية لغة القرآن، ويعمل جاهداً لمقاومة تراث الإسلام والعربية في تركيا، ويُصدر مختلف القوانين للحد من آثاره، ويأمر بإلغاء معظم الكلمات والأصول العربية التي استعارتها اللغة التركية واستبدالها بكلمات أوربية حيثما اتفق، وإلغاء الكتابة العربية للغة التركية، واستبدالها بحروف لاتينية، وإلغاء الأذان بالعربية، ثم إلغاء الشريعة الإسلامية، التي كانت تقوم في تركيا مدى عصور على أساس الفقه الحنفي، واستبدالها بتشريعات أوربية حديثة، ألغيت فيها سائر الاعتبارات الدينية، وسمح بمقتضاها للمرأة التركية المسلمة أن تتزوج بنصراني، بل لقد ذهبت العصبية الكمالية فيما بعد إلى محاولة إلغاء الصلاة الإسلامية كلية، واستبدالها بصلاة الوقوف بالأحذية في المسجد، ومتابعة الموسيقى على نحو ما يتبع في الكنيسة النصرانية، لولا ما أثارته هذه المحاولة الجريئة من السخط في سائر أنحاء العالم الإسلامي. والخلاصة أن الحركة الكمالية التي حيوناها في البداية بفيض حبنا وإعجابنا، انتهت بمختلف المحاولات إلى فصل تركيا عن العالم الإسلامي، ومخاصمة سائر الأمم الإسلامية، ومحاولة الاندماج في العالم الأوربي النصراني ".
قلت: رحم الله الأستاذين " الخطيب والجندي "، وجزاهما خير الجزاء عن جهادهما، ودفاعهما عن الإسلام وقضاياه، في زمن التيارات والأمواج العاتية التي مرت بالأمة؛ حيث أصبحت كتاباتهما عن الشخصيات والأحزاب التي ماجت بها أرض الإسلام منارة للسائلين، وعفى الله عن الأستاذ عنان خوضه وفلتاته، التي لم يتبقَ منها إلا جهوده التاريخية النافعة، والله الهادي.
- للفائدة: كتب الأستاذ عنان مقالاً في مجلة " الرسالة " شنّع فيه على أتاتورك وأنصاره بعنوان (حرب منظمة يُشهرها الكماليون على الإسلام) إلا أنه عمم الإساءة على جميع الأتراك! فقال: (إن الإسلام أقوى وأرسخ من أن يتأثر بمثل هذه الثورات العصبية الطارئة ... – إلى أن قال – ولن يضير الإسلام أن يُسقط من عداده تركيا الكمالية، وإذا كان الإسلام لم يعتز قط بتركيا يوم كانت دولة قوية شامخة، فكيف يحاول اليوم أن يعتز بهذه البقية الضئيلة من تركيات القديمة؟). فآذت هذه العبارة التي تحتها خط الشيخ مصطفى صبري – رحمه الله -؛ فجعلها مدخلاً لكتابه الشهير " موقف العقل .. " قائلاً (1/ 71 – 72): (إن لهذا الكتاب المعروض على نظر القارئ قصة تستحق الذكر هنا، وهي أني كنت قرأت مقالة نشرتها مجلة الرسالة قبل أكثر من عشر سنوات للأستاذ محمد عبدالله عنان ... ) إلخ رده على عنان في مقالته السابقة وفيما ذكره في كتابه " مصر الإسلامية " عن الأتراك. (موقف العقل .. ، 1/ 71 – 102).
- لعل الأستاذ محمد مبروك – الكاتب معنا في الألوكة - يُفيد بما عنده، بحكم تخصصه في تراث الأستاذ الجندي، فهو يحضر رسالة دكتوراة عنه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 10:24]ـ
الأمر أسهل من ذلك يا سيدنا ..
وعبد الله عنان مؤرخ بارع لا يُشق له غبار وهو من أجل علماء القرن المنصرم .. وليس في الأمر تغير .. بل رد أنور الجندي باطل عنان .. أما مقام عنان وعلمه فلا يُسقطه هذا الخطأ فلا جرم أقر به الأستاذ أنور ..
بارك الله فيكم ..
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 10:39]ـ
وفقكم الله يا شيخ سليمان ...
وزادكم من فضله
على الزعازع والأهوال والباسِ ... لو مادت الأرض يبقى الشامخ الراسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 10:51]ـ
الأخ الكريم: أبافهر: وبارك فيكم ..
قولكم: " وهو من أجل علماء القرن المنصرم "!
عالم بالتأريخ - الأندلسي خاصة -: نعم.
غيرها .. تحتاج بينة.
وأنت - كما عهدتك - أبو البينات ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 11:51]ـ
يا سيدنا يقال للرجل عالم وكفى .. أما في ماذا = فبحث خاص ..
والشيخ الألباني من أجل علماء القرن المنصرم .. وهو في بعض العلوم من عامة الطلبة وليس عالماً وعلى هذا فقس ..
أما بالتاريخ الأندلسي فقط .. فهذا خطأ وكتب الرجل أوسع من التاريخ الأندلسي بل له دراسات رائعة حول التاريخ المصري .. وغيره ككتابه في الجمعيات السرية ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 12:39]ـ
الأخ الكريم: العطاب: آمين، ولكم بمثل، نفع الله بجهودكم ..
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 01:53]ـ
أحسنت أيها الشيخ الجليل الداناج النطس، ما حللت لك مقالاً إلا وقرت عيني و سر لبي، وما مجت أذني كلمك ولا رفضته قريحتي بل إني أسر غاية السرور لاسيما في تلك المقالات التي تسلك فيها مسلك السلف في جرح أهل الكذب والسفاهة والهراء وتعديل أهل الصدق والعلم ممن لهم السبق في مضمار الخير ودروبه.
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 07:26]ـ
بارك الله فيكم
الذي تغير هو محمد عبد الله عنان!!!
لدي مجموعة من الحقائق تجيب عن تساؤلكم
1 - الحقيقة الأولى التي أبدأ بالإشارة إليهاهي أن الأستاذ أنور الجندي مر بمراحل فكرية متعددة تغيرت لديه عدد من المفاهيم وتكشفت لديه حقيقة كثير من الأعلام كانوا ملء السمع والبصر لفترة طويلة من القرن العشرين.
وقد أشار إلى ذلك في كتابه "شهادة العصر التاريخ" حيث ذكر أنه تغيرت لديه الكثير من المسلمات ووضحت الرؤية أمامه بمرور السنين يقول الجندي:
( ... فقد وقعت أخطاء كثيرة حول بعض الشخصيات التي كنّا نقيّمها في ظل المسلمات الضالة التي كانت مطروحة في ساحة الفكر الإسلامي والتي كان علينا من بعد تصحيحها وكشف زيفها، وكذلك شاركنا مع إخوة أبرار في تعرية هذه الزيوف من ذلك الموقف مع الدولة العثمانية والخلافة الإسلامية والسلطان عبد الحميد وجلينا الموقف المضبب حول مدحت ومصطفى كمال أتاتورك ومفهوم القومية العربية الذي طرحه أمثال ساطع الحصري وميشيل عفلق ومن مفاهيم الإقليمية المصرية التي طرحها سعد زغلول والأحزاب السياسية ومن بعض الشخصيات اللامعة.
وفي هذه المرحلة كانت لنا أخطاء في متابعة التيار الغالب سواء في فهم الشخصيات التاريخية (أمثال السلطان عبد الحميد أو مدحت، أو الشخصيات المعاصرة) (أمثال غاندي ونهرو) أو بالنسبة لأناس عرفناهم من أهل العصر (أمثال سعد زغلول ولطفي السيد) أم من العاملين في الصحافة وممن أسدوا
إلينا بعض الخدمات (أمثال زكي عبد القادر ومصطفى أمين) فقد اختلفت الوجهة.)
ثم يشير إلى حقيقة يتغافل عنها عدد من الكتاب وهي التراجع عن الخطأ بعدما تبين الصواب "على الكاتب المسلم أن يكشف ما أخطأ فيه إذا تبين له وجه الحق،ولقد كانت هناك جوانب من التاريخ خفيت علينا زمناً، ومن ثم فقد ضللنا الطريق بالنسبة لمجموعة من الأعلام فكتبنا عنهم سواء في موسوعة (الأعلام الألف) أو في مؤلفات أخرى. جاء الخطأ من نقص في المعلومات التي كانت بين أيدينا والتي كان النفوذ الأجنبي قد قدمها إلينا سواء في مناهج الدراسة أو في الثقافة وكانت أخطر ما هنالك كان خفي عنا من مخططات الشعوبية أو الماسونية أو بروتوكولات صهيون.
وهذه بعض الأخطاء التي تنبه إليها الأستاذ أنور الجندي تجاه شخصيات بعينها لعبت الشهرة وعدم التوثيق الصحيح لحيوات هؤلاء بالإضافة إلى عوامل أخرى على نشر تلك الصورة المغلوطة عن مشاهير ظلموا وشوه تاريخهم أو طمس بغير وجه حق أو نالوا شهرة ليسوا جديرين بها:
أولاً: كان الخطأ في تقدير شخصية السلطان عبد الحميد وما أثير حوله
من شبهات ولم تكن الصفحة الخاصة بموقفه من اليهودية العالمية قد كشفت به وخاصة ما يتعلق بالاتصالات التي جرت بينه وبين هرتزل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: ما يتصل بالعصر التركي الذي جاء بعد السلطان عبد الحميد وهو عصر الاتحاديين ودورهم الخطير في التسليم للصهيونية العالمية وإسقاط عبد الحميد وتقسيم طرابلس (الغرب) وإدخال الدولة العثمانية في الحرب العالمية دون وجه من وجوه الحاجة إلى ذلك.
ثالثاً: ما يتصل بالدور الذي قام به مصطفى كمال أتاتورك مكملاً لدور الاتحاديين وإسقاطه للخلافة الإسلامية وإلغائه للحروف العربية والشريعة الإسلامية.
وقد أثر هذا كله على عدة شخصيات: منها بعد شخصية السلطان
عبد الحميد شخصية (مدحت) الذي كان على رأس مخططات الماسونية وكنا نظن كما كان يطلقون عليه (أبي الأحرار).
رابعاً: ما يتصل بأعلامنا في الأدب والفكر الذين تابعوا التغريب
والنفوذ الأجنبي وكل ما يتصل بما قدموه من سموم وفي مقدمة هؤلاء طه
حسين وسلامة موسى وعلي عبد الرزاق ومحمود عزمي.
ومن هنا كانت شخصيات فرويد، وماركس ودوركايم من الشخصيات الموصومة التي كانت داخل إطار المؤامرة التلمودية الصهيونية لإفساد مفاهيمنا الإسلامية.
خامساً: ما يتصل بإحياء الفكر الوثني اليوناني والفكر الشعوبي الشرقي وإحياء أمثال الحلاج وابن عربي والسهروردي، وأبي نواس وبشار وغيرهم وكذلك شخصيات ابن المقفع وإخوان الصفا.
سادساً: ما يتصل بالتاريخ الوطني والقومي والشخصيات التي أعطيت مزيداً من الشهرة والبطولة الكاذبة أمثال سعد زغلول، لطفي السيد، قاسم أمين.
سابعاً: الشخصيات التي كانت من وجهة نظر السياسة الحزبية والنظرة الوطنية ذات أهمية بينما هي في موازين الإسلام لا تعد شيئاً من أمثال:
طلعت حرب الذي كان ضالعاً في طريق النظام الربوي أو مختار الذي كان يعمل في مجال التماثيل.
ثامناً: كل ما يتصل بالشخصيات الفرعونية والجاهلية أمثال أخناتون ورمسيس والإسكندر وتوت عنخ آمون.
تاسعاً: الشخصيات التي خدعت المسلمين في بلادها واغتصبت منها حركة النهضة أمثال غاندي في الهند والدور الذي قام به في سلب زعامة المسلمين للحركة الوطنية.
عاشراً: شخصيات أعطاها التغريب والماركسية قدراً أكبر من مكانها وحقها، وذلك تحليل آثارها التي لم يكن في طريق المفهوم الإسلامي أمثال رفاعة الطهطاوي والكواكبي.
حادي عشر: شخصيات أخذت طابع البطولة الوطنية بينما لم يكونوا إلا أعداء للإسلام ومحاربين له أمثال سوكارنو، عبد الناصر، ميشيل عفلق.
ثاني عشر: شخصيات كان لها دور عظيم في مجال العالم الإسلامي والحضارة الإسلامية سواء في مجال الطب أو الكيمياء ولكنهم كانوا في مجال الفلسفة معارضين للمفهوم الإسلامي أو خاضعين لمفهوم الفكر الباطني والإغريقي وتوابع له، أمثال ابن سينا والفارابي وابن رشد والكندي.
ثالث عشر: أسماء لمعت في مجال الصحافة وكانت في خدمة النفوذ الأجنبي أمثال شبلي شميل وفرح أنطون وجبرائيل نقلا وأنطون الجميل
وجرجي زيدان ويعقوب صروف.
ونحن نأسف كثيراً لما كتبناه عن السلطان عبد الحميد قبل أن نتبين دوره الحقيقي وقد وضعناه مرة في صف الطغاة ومرة في صف المستبدين ولم يكن
من ذلك من شيء.
كما نأسف لما التمسناه من إعجاب بشخصيات غربية ضالة لها أسماء
لامعة، ولكنها لم تكن إلا شطائر الصهيونية التلمودية والماسونية أمثال فرويد وداروين، وكرومويل، ونهرو، ومنزيني، ومارتن لوثر، وسافونارولا (وقد جاء ذلك في كتابنا "الأعلام الألف").
ويرجع هذا كله أساساً إلى المرحلة المضطربة التي جرفتنا قبل أن نتنبه
إلى تطبيق مفهوم الإسلام الصحيح في مجال التاريخ والتراجم) (كتاب شهادة العصر والتاريخ)
الحقيقة الثانية: تراجع بعض الكتاب عن آرائهم
عدد من الكتاب تراجع عن بعض آرائه بعدما سار في دروب التغريب والفلسفات والمناهج الغربية حينا من الدهر ومنهم الدكتور محمد حسين هيكل والدكتور منصور فهمي ومحمد عبد الله عنان فهؤلاء وغيرهم كانوا قد التمسوا العلم في أوروبا وظنوا في بادئ الأمر أن الغرب لديه الحلول السحرية للأزمة التي كان يعاني منها العالم العربي في تلك الفترة ونادوا بحلول تبتعد تماما عن المنهج الإسلامي لكن سرعان ما تكشفت لهم الحقيقة فعادوا مسرعين إلى المنهج الإسلامي وابتعدوا عما كانوا ينادون به من أفكار أو نظريات لا تتوافق والفكر الإسلامي لذا كان من الطبيعي أن تجد رأيين مختلفين للأستاذ أنور الجندي في
(يُتْبَعُ)
(/)
شخص واحد وقد امتدح أنور الجندي هذا المسلك من هؤلاء الكتاب والمفكرين الذين تراجعوا عن أفكارهم وغيروا من آرائهم وذكر ذلك في أكثر من موضع منها "موسوعة مقدمات العلوم والمناهج"
وتناول مراجعات محمد حسين هيكل ومنصور فهمي وزكي مبارك وغيرهم فيما سماه (مرحلة الانتقاض على حركة التغريب).ص402
وهنا نأتي إلى قضية جديدة كل الجدة وهي الصهيونية وموقف المفكرين المصريين منها:
فالصهيونية لم تكن تعد في نظر البعض خطر في ذلك الوقت ا-كما هو حادث الآن- لذا كانت هناك أصوات عربية تقف مع الدعوة لتعايش اليهود مع الفلسطينيين في وطن وواحد وهذه وجهة نظر تبناها أحد اليهود ودعا إليها في أوساط المفكرين العرب الذين تحمسوا لهذه النظرية.
فقد كان هناك من المفكرين اليهود الداعين إلى إقامة وطن لليهود مع الشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك أي عدوان على حقوق الفلسطينيين وقد تبنى اليهودي ماجنس الذي كان يؤمن بضرورة قيام كياني سياسي لليهود في فلسطين باتفاق مع العرب يأخذ شكل دولة ثنائية الهوية، يهودية عربية ... وهو ما جعله
يختلف مع أتباع الصهيونية السياسية في فلسطين من أمثال دافيد بن جوريون. وفي خضم هذا الاختلاف عمل ماجنس على تأسيس الجامعة العبرية كصرح ومنبر للمطالبين بحل يأخذ مصالح الفلسطينيين واليهود بعين الاعتبار ... وقد أخذ الاختلاف داخل الحركة الصهيونية في فلسطين مأخذ الجد عند بعض رجال الفكر والسياسة في مصر ... فكان أحمد لطفي السيد وعد من أتباعه من أمثال طه حسين والأستاذ محمد عبد الله عنان وغيرهم على وعي ومعرفة بالخلافات الصهيونية وكان من رأيهم دعم أفكار ماجنس الداعية لحل توافقي يهودي عربي ... وبالفعل ذهب وفد من مصري وشارك في افتتاح الجامعة العبرية عام 1925 شارك فيه الأستاذ أحمد لطفي السيد و طه حسين ... وبعد عودتهما تابع طه حسين عن طريق تلميذه إسرائيل ولفنسون الذي كان قد درس في دار العلوم وقدم رسالة الدكتوراه تحت إشراف طه حسين ... ثم انتقل للعمل في الجامعة العبرية وكان كثير ما يتواصل مع طه حسين وغيره من زملاء دراسته في القاهرة ... وتوالت زيارات بعض المفكرين المصريين الى فلسطين كنوع من دعم الجناح الصهيوني الثقافي والحل القائم على دوله لشعبين فزار الأستاذ المؤرخ والصحفي محمد عبد الله عنان فلسطين وكتب عدة مقالات بعد عودته في جريدة السياسة الأسبوعية عن انطباعاته عن تل أبيب وانبهاره بحركة التعمير والحداثة التي جلبها يهود أوربا إلى فلسطين .... وكانت السياسة من أوسع الجرائد المصرية انتشارا وكان يترأس تحريرها محمد حسين هيكل ... وفي ذات الوقت زار أيضا توفيق الحكيم المدن اليهودية الحديثة في فلسطين ... محمد
حسين هيكل سمح لرئيس تحرير جريده هاارتس الصهيونية بنشر بعض المقالات لتوضيح وجهة
نظر الصهيونية السياسية.
هكذا تبدو ملامح الصورة تتضح فالذي كتبه محمد عبدالله عنان وانتقده بشده أنور الجندي بشدة كانت هي تلك الكتابات التي تبنى فيها محمد عبد الله عنان تلك النظرية التي ظهر من بعد فسادها وأن الصهيونية ما هي إلا حركة استعمارية جديدة زرعت لتكون يدا للغرب في قلب العالم العربي والإسلامي وقد تنبه الكثيرون ممن كانوا يتبنون التسامح مع الصهيونية في بدايتها ورجعوا إلى الدفاع عن العروبة والإسلام في مواجهة الصهيونية.
الحقيقة الثالثة:
أن كتاب أنور الجندي مفكرون وأدباء من خلال آثارهم " هذا الكتاب قد صدر في عام1967م وهذا التاريخ يعد نهاية مرحلة الكتابات الأدبية والتوجه الكامل إلى الكتابة في الإسلاميات وتجريد القلم لتصحيح المفاهيم وكشف الشبهات وتصحيح الأخطاء وبيان حقيقة القمم والشوامخ وهي المرحلة التي سيعرف فيها أنور الجندي بكتاباته الغزيرة في مجال الفكر الإسلامي ومن خلال النظرة الإسلامية الجامعة بعد أن ظل عقدين من الزمن يشتغل بالتأريخ الأدبي والاجتماعي والصحافي لمصر والعالم العربي خلال مائة سنة بدءا من 1845حتى1945 وظهرت له في خلال هذه المرحلة موسوعته الأدبية الضخمة معالم الأدب العربي المعاصر وكثير من الكتابات وهو يشير إلى ذلك في بداية هذا الكتاب- مفكرون وأدباء من خلال آثارهم- فقد كان هذا الكتاب أول عمل بعد الموسوعة وقبل التوجه إلى الكتابات الإسلامية كما قلت سابقا. فهناك في الكتاب بعض الأمور احتاجت إلى المراجعة من أنور الجندي وقد قام بذلك فيما بعد كما أشرت في الحقيقة الأولى في بدء حديثي.
وعلى الرغم مما يحويه هذا الكتاب من متعة أدبية وحقائق جديد عن عدد من الكتاب والمفكرين إلا أن عيبا كبيرا يشوبه فالكتاب يقوم منهجه على تناول عمل واحد للكاتب أو المفكر وفي هذا قصور في الرؤية الشاملة لفكر الكاتب أو الأديب المتحدث عنه ففي هذاالكتاب نجد أنور الجندي تناول مجموعة من الكتاب والأدباء من خلال عمل واحد يرى أنه الأبرز واختصه بالحديث دون أن يربط أو يتتبع المراحل الفكرية لهؤلاء الكتاب والأدباء وشاهد على ذلك فصول الكتاب فنجده اختار كتاب تاريخ الأندلس لمحمد عبد الله عنان دون أن يتحدث عن باقي مؤلفاته وهكذا كل علم من الأعلام تجد أنور الجندي قد تناوله من خلال كتاب أو عمل أدبي واحد وإليك بعضا من عناوين تلك الفصول لتتبين لكم الصورة عن طبيعة هذا الكتاب والمنهج الذي سار عليه أنور الجندي في فصوله:
عمر الدسوقى - تطور الأدب العربي ......... 125
كامل السوافيرى - شعر فلسطين ......... 177
كامل كيلانى - أدب الطفل العربي ......... 185
محب الدين الخطيب - مجلة الفتح ......... 193
الدكتور محمد صبري - دراسات الشعر العربي المجهول ......... 207
محمد صبيح - دراسة القومية والتاريخ العربي ......... 225
محمد عبد الغنى حسن - أدب التراجم والترجمة ......... 233
محمد على دبوز - كتابة تاريخ المغرب الكبير ......... 247
محمد عبد الله عنان - الإسلام والأندلس ......... 253
الدكتور محمد محمد حسين - تطور الأدب ......... 261
الدكتور مصطفى الحفناوى - تاريخ قناة السويس ......... 267
هلال ناجى - الزهاوى وديوانه المفقود ......... 273
وديع فلسطين - قضايا الفكر العربي ......... 281
الدكتور يوسف عز الدين - الأديب العربي والثورة ......... 289
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 05:33]ـ
- أخانا الكريم الطيب: أباالطيب: بارك الله فيكم، وأشكر حسن ظنكم، وأستفيد من أمثالكم ..
-أستاذنا القدير: محمد: بارك الله في قلمكم وتوضيحكم وفوائدكم .. وننتظر رسالتكم التي أتمنى أن تعتنوا بطباعتها؛ لأن كثيرًا من دور النشر ستهتم بها - إن شاء الله -.
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 05:44]ـ
كتب الأستاذ أنور الجندي تحت عنوان محمد عبد الله عنان: التاريخ المدفون
"محمد عبد الله عنان واحد من مؤرخينا الذين غطت دراساتهم مرحلة ضخمة هامة من تاريخنا العربي والإسلامي وفق الإسلوب العلمي الحديث، وقد عني يتاريخ العرب ومعارك الإسلام وتاريخ مصر كما عني بدراسة جوانب متعددة من التاريخ العالمي الذي لم يكن معروفا في أدبنا العربي ..... "
وقد ذكر الأستاذ أنور الجندي -رحمه الله- أن محمد عبد الله عنان قد تأثر بالموجة التغريبية التي تعرضت لها مصر والدول العربية في الفترة من1930 - 1940 - يقول أنور الجندي:
ومحمدعبد الله عنان المؤرخ الذي دعا إلى القومية المصرية وكان متحمسا لها حتى وصف بأنه أبرز دعاتها الذين أقاموا دعوتهم على أساس الإشادة بأمجاد مصر التاريخية، كان إلى ذلك كاتبا سياسيا وصحافيا بارزا عمل مع هيكل والمازني وطه حسين في السياسة اليومية والأسبوعية وترجم من الفرنسية رسالة ابن خلدون التي قدمها طه حسين أطروحة للدكتوراة في جامعة باريس- السربون- ... "
.... ولاشك-الكلام للاستاذ أنور الجندي- أن عنان كان واقعا تحت تأثير الموجة التغريبية الضخمة التي مرت بالبلاد العربية في هذه الفترة 1930/ 1940 - والتي حمل لواءها هيكل في السياسة الأسبوعية وسلامة موسى في المجلة الجديدة، وكانت تهدف إلى بعث الدعوة إلى الفرعونية في مصر والأشورية في العراق والبربرية في المغرب وتغليب اللهجات المحلية على اللغة العربية الفصحى .. "
(موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر في المجلد الخاص بالنثر العربي المعاصر ص560 وما بعدها)(/)
موقف العلماء من نشر وسماع الشبهات -سواء كانت على هيئة حوارات، أو محاضرات، أو منتديات-
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 02:19]ـ
إن نشر وقراءة وسماع الشبهات والأفكار المنحرفة -سواء كانت على هيئة حوارات، أو محاضرات، أو منتديات، أو تمثيليات .. إلخ-، من غير إنكار ولا رد، إن كل ذلك مما يجب أن يمنع؛ لكي لا يتشرب القلب بالشبهات، ولكي يحفظ المسلم عمره من أن يضيع فيما لا ينفعه في الآخرة، ولكي لا يتحمل وزر غيره ممن يضلّون بسماعهم أو قراءتهم لما ينشر من الشبهات، قال تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل:25].
أما من كانت لديه القدرة على رد الشبهات، وتفنيد الباطل وفضحه للناس؛ فإن الأمر حينئذ يختلف، ويصبح في سماع الباطل مصلحة لمعرفة من وراءه، والرد عليه، وفضحه للناس وحمايتهم من خطره وشبهاته.
وقد حذر الله من حضور المجالس التي يخاض فيها بالباطل، فقال: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام:68].
وقد جعل الله المشارك في مجالس الباطل دون إنكار لما فيها من الأقوال الباطلة من ضمن أهل الباطل؛ وذلك في قوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} [النساء:140].
وإن مما يؤسف له اليوم تلك المواقف المتميّعة من بعض الدعاة تجاه الأقوال المبتدعة والأفكار المنحرفة؛ حيث مكنوا لأهل البدع والعلمنة أن يقولوا باطلهم في مجلاتهم، ومواقعهم الإسلامية في شبكة الإنترنت، أو في بيوتهم، ومنتدياتهم، وألقوا سمعهم إليهم بحجة الحرية الفكرية والنقاش الحر!! حتى أضحت تلك المنابر طريقاً للاختراق الثقافي العلماني والبدعي، وسلّماً لتزيين الباطل وتلميع رموزه ودعاته، وأخشى أن يكون أولئك ممّن قال الله فيهم: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ... } [الحشر:2].
ففي هذا مخالفة لكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنهج السلف الصالح رضي الله عنهم.
أما المخالفة للقرآن الكريم: فكما مر بنا في آية الأنعام، وآية النساء من النهي عن مجالسة الخائضين في الباطل، إلا أن يبين باطلهم وينكر عليهم، في حالة عدم القدرة على منعهم. أما أن تفتح لهم أبواب المجلات والمواقع والبيوت؛ فهذا منكر قد نهى الله عنه أشد النهي، يقول الشيخ السعدي رحمه الله عند قوله تعالى في سورة الأنعام: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ... } [الأنعام:68]، المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله. فأمر الله رسوله أصلاً، وأمته تبعاً، إذا رأوا من يخوض في آيات الله بشيء مما ذكر، بالإعراض عنهم، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل والاستمرار على ذلك، حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره. فإذا كان في كلام غيره، زال النهي المذكور. فإن كان مصلحة، كان مأموراً به، وإن كان غير ذلك، كان غير مفيد ولا مأمور به. وفي ذم الخوض بالباطل، حث على البحث، والنظر، والمناظرة بالحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: {وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ} أي: بأن جلست معهم، على وجه النسيان والغفلة: {فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} يشمل الخائضين بالباطل، وكل متكلم بمحرم، أو فاعل لمحرم، فإنه يحرم الجلوس والحضور عند حضور المنكر الذي لا يقدر على إزالته. هذا النهي والتحريم لمن جلس معهم، ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم، أو يسكت عنهم، وعن الإنكار، فإن استعمل تقوى الله تعالى، بأن كان يأمرهم بالخير، وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم، فيترتب على ذلك زواله وتخفيفه فهذا ليس عليه حرج ولا إثم، ولهذا قال: {وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأنعام:69]، أي: ولكن ليذكرهم، ويعظهم، لعلهم يتقون الله تعالى' [تفسير السعدي، 2/ 33].
ويقول الشيخ رشيد رضا رحمه الله عند هذه الآية:' ... وسبب هذا النهي أن الإقبال على الخائضين والقعود معهم أقل ما فيه أنه إقرار لهم على خوضهم، وإغراء بالتمادي فيه، وأكبره أنه رضاء به ومشاركة فيه. والمشاركة في الكفر والاستهزاء كفر ظاهر لا يقترفه باختياره إلا منافق مراءٍ، أو كافر مجاهر. وفي التأويل لنصر المذاهب أو الآراء، مزلقة في البدع واتباع الأهواء، وفتنته أشد من فتنة الأول، فإن أكثر الذين يخوضون في الجدل والمراء من أهل البدع وغيرهم تغشهم أنفسهم بأنهم ينصرون الحق، ويخدمون الشرع، ويؤيدون الأئمة المهتدين، ويخذلون المبتدعين المضلين. ولذلك حذر السلف الصالحون من مجالسة أهل الأهواء أشد مما حذروا من مجالسة الكفار؛ إذ لا يخشى على المؤمن من فتنة الكافر ما يخشى عليه من فتنة المبتدع؛ لأنه يحذر من الأول على ضعف شبهته، ما لا يحذر من الثاني وهو يجيئه من مأمنه' [تفسير المنار، 7/ 506، 507].
أما ما ورد في السُّنة من النهي عن سماع الباطل، والخوض في آيات الله عز وجل:
فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ فَقَالَ: «بِهَذَا أُمِرْتُمْ أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ إِنَّمَا ضَلَّتْ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هَاهُنَا فِي شَيْءٍ انْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ فَاعْمَلُوا بِهِ وَالَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»
رواه ابن ماجة وأحمد واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد.
فهذا نبي الله صلى الله عليه وسلم غضب أشد الغضب وأمرهم بالكف، ولم يفتح لهم باب الحوار والمناظرة بحجة حرية الحوار والفكر!! لأنه صلى الله عليه وسلم رحيم بأمته يخاف عليهم مما يكون سبباً في زيغهم وانحرافهم.
وأما ما جاء عن السلف رضي الله عنهم من التشديد على أهل البدع وعدم السماع منهم، أو إعطائهم المجال لطرح أفكارهم وآرائهم: فالروايات في ذلك كثيرة ومن أشهرها:
موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من صبيغ بن عِسْل: فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَجُلا يُقَالُ لَهُ صَبِيغٌ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ عَرَاجِينَ النَّخْلِ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ صَبِيغٌ فَأَخَذَ عُمَرُ عُرْجُونًا مِنْ تِلْكَ الْعَرَاجِينِ فَضَرَبَهُ وَقَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ فَجَعَلَ لَهُ ضَرْبًا حَتَّى دَمِيَ رَأْسُهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبُكَ قَدْ ذَهَبَ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ فِي رَأْسِي.
رواه الدارمي واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد.
فهذا هو فعل عمر رضي الله عنه مع الخائضين في الباطل المتبعين للشبهات؛ حيث لم يمكِّنهم من قول الباطل بحجة النقاش الحر وحرية التفكير!!
وكان الحسن رحمه الله يقول:' لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم'.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان ابن طاووس جالساً، فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم، فأدخل ابن طاووس أصبعيه في أذنيه، وقال لابنه: أيْ بنيَّ أدخل أصبعيك في أذنيك، واشدد لا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف.
وأختم هذه المواقف بكتاب أرسله سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز إلى الشيخ العلاَّمة محب الدين الخطيب رحمهما الله ينبهه فيه سماحته حول ملحوظة وردت في مقال نشر في المجلة التي كان يصدرها محب الدين الخطيب. فإليك نصَّها:
'من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم العلاَّمة الشيخ محب الدين الخطيب رئيس تحرير مجلة الأزهر الغراء وفقه الله آمين .. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد اطلعت على الكلمة المنشورة في مجلتكم الغراء عدد ربيع ثانٍ سنة 76 صفحة 354 للشيخ محمد الطنيخي مدير عام الوعظ والإرشاد للجمهورية المصرية؛ حيث يقول في آخرها ما نصه:'قد علمت أن الإيمان عند جمهور المحققين هو التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا التصديق هو مناط الأحكام الأخروية عند أكثرهم؛ لأنه هو المقصود من غير حاجة إلِى إقرار أو غيره؛ فمن صدق بقلبه، ولم يقر بلسانه، ولم يعمل بجوارحه كان مؤمناً شرعاً عند الله تعالى ومقره الجنة إن شاء الله' انتهى.
فاستغربت صدور هذا الكلام، ونشره في مجلتكم الغراء الحافلة بالمقالات العلمية، والأدبية النافعة من جهتين:
إحداهما: صدوره من شخصية كبيرة تمثل الوعظ والإرشاد في بلاد واسعة الأرجاء كثيرة السكان.
والجهة الثانية: نشره في مجلتكم، وسكوتكم عن التعليق عليه، وهو كلام كما لا يخفى فيه تفريط وإفراط؛ تفريط في جانب الدين، ودعوة إلى الانسلاخ من شرائعه، وعدم التقيد بأحكامه، وإفراط في الإرجاء يظن صاحبه أنه على هدى، ويزعم أنه بمجرد التصديق قد بلغ الذروة في الإيمان، حتى قال بعضهم: إن إيمانه كإيمان أبي بكر وعمر بناءً على هذا الأصل الفاسد، وهو أن الإيمان مجرد التصديق وأنه لا يتفاضل! ولا شك أن هذا خلاف ما دل عليه القرآن والسُّنَّة، وأجمع عليه سلف الأمة.
وقد كتبت في رد هذا الباطل كلمة مختصرة تصلكم بطيه، فأرجو نشرها في مجلتكم، وأرجو أن تلاحظوا ما ينشر في المجلة من المقالات التي يخشى من نشرها هدم الإسلام؛ فتريح الناس من شرها والرد عليها لأمرين:
أحدهما: أن نشر الباطل من غير تعليق عليه نوع من ترويجه والدعوة إليه.
والثاني: أنه قد يسمع الباطل من لا يسمع الرد عليه فيَغتَرُّ به، ويتَّبع قائله، وربما سمعها جميعاً فعشق الباطل وتمكن من قلبه، ولم يقوَ الردُّ على إزالة ذلك من قلبه؛ فيبقى الناشر للباطل شريكاً لقائله في إثم من ضل به .... ' [جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز ص 467]. وأقوال السلف ومواقفهم في هذا الشأن كثيرة ومعروفة.
فهل بعد كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومواقف سلفنا الصالح من كلام أو اجتهاد لمجتهد يرى فتح الباب لأهل الأهواء ليقولوا باطلهم بحرية، ثم يرد عليهم بعد ذلك من شاء؟!
ويا ليت أن الأمر اقتصر عندهم على سماع الباطل من مواقع أهل الفساد؛ إذن لكان الخطب أهون؛ ولكن المصيبة أن يفتح بعض الإسلاميين صحفهم ومجلاتهم، ومواقعهم، وبيوتهم ومنتدياتهم، ويدعون أهل الأهواء إليها ضيوفاً مكرمين. يتصدرون المجالس، والصفحات، ليقولوا فيها باطلهم، ويُعْطون من الوقت والكتابة ما لا يعطى لأهل الحق وأتباع السلف!!
إن فتح باب الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن لا تعني أن تفتح الأبواب مشرعة لكل فكر دخيل، ورأي سقيم يتطاول على عقيدة الأمة وثوابتها، ولا تعني التمكين له، والاحتفاء به، ونشره بين الخاصة والعامة، بل إن الواجب الشرعي يقتضي نصرة الحق، وردّ الباطل، وكشف زيوفه.
وعندما ننهى عن التمكين للعلمانيين والمبتدعة في منابرنا الإعلامية، فلا يعني هذا قمع المخالف والتسلط عليه-كما يزعم بعضهم-، ولا أن أهل الحق أضعف من أن يقيموا الحجة، وأجبن من أن يناظروا غيرهم-كما يزعم آخرون-؛ ولكن لا بد أن تحفظ الأمة بسياج من العلم والتقى يحميانها من شبهات أهل الأهواء، وأحابيل أهل الزيغ والضلال.
ومناظرة العلمانيين ورءوس المبتدعة لها وسائلها العلمية التي تحقق المقصود بعيداً عن فتنة العامة، وأنصاف المتعلمين الذين لا يقدرون هذه الأمور التقدير الصحيح، وصدق ابن مسعود رضي الله عنه بقوله:'مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً ' رواه مسلم.
وإنني أؤكد هنا أن الرأي الآخر الذي ينبغي أن تفتح له الأبواب، ويقدر أهله، هو الرأي الاجتهادي الذي يسوغ فيه الاختلاف عند علماء الأمة، وهو الرأي الذي يبنى على الدليل والبرهان، وينطلق من ثوابت الأمة، وقواعد الاستدلال العلمي، والحوار في هذه الدائرة هو الذي نص الأئمة على قبوله، وسعة الصدر عند وجوده، فما زال الأئمة يجتهدون ويخالف بعضهم بعضاً في مسائل عديدة، ويتحاورون محاورة علمية تثري العلوم وتحيي الملكات.
أما الرأي الآخر: الذي يتجاوز ثوابت الأمة، ويتمرد على أصولها وعقيدتها فحقه الهجر، ويجب الرد عليه وكشف انحرافاته. إن هذا الأمر خطير يجب الإقلاع عنه حتى لا يحمل فاعله وزر نفسه، ووزر من يضلهم بأقوال المبطلين بحجة:'الرأي والرأي الآخر! ' و'حرية الفكر' كما زعموا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1756
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 06:49]ـ
/// أخرج عبدالرزَّاق (11/ 359) ومن طريقه الحاكم في المستدرك -وصحَّحه- وأبونُعيم في الحلية عن حذيفة -وهو أخبر الصَّحابة بالفتن- قال: «إيَّاكم والفِتَن، لا يشخص إليهاأحدٌ، فواللهِ ما شخص فيها أحدٌ إلَّا نَسَفَتْه كما ينْسِفُ السَّيلُ الدَّمِن؛ إنَّها مشبِّهة مقبلةً، حتى يقول الجاهل: هذه تشبه، وتبين مدبرةً، فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم واكسروا سيوفكم». انتهى.
/// وينبغي للعاقل المحتاط لدينه أن يتجنَّب الخوض فيما لا يحسنه من الشُّبهات، أوالنَّظر في كتب البدع والزندقة إذا كان ضعيف بصيرة وعلم ومعرفة.
/// فإنَّ هذا أصلٌ عظيمٌ في الوقاية من غوائلها.
/// وتأمَّل ما حذَّر به رسول الله (ص) في حديث الدَّجَّال؛ حيث أخرج أحمد وأبوداود والحاكم -وصحَّحه- وغيرهم، عن عمران بن حصين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (ص): «من سمع بالدَّجَّال فلْيَنْأ عنه، فوالله إنَّ الرَّجل ليأتيه وهو يحسب أنَّه مؤمنٌ، فيتبعه بما يبعث به من الشُّبهات».
/// /// /// /// ///
/// التأنِّي ورد الفعل الأوَّلي تجاه الشُّبهات الفاتنات:
/// ورود الشُّبهة على قلب أوسمع الرَّاسخين في الإيمان والاعتقاد تمنعهم من العجلة في الافتنان بها، مهما كان قوَّة زخرفتها وتلوِّنها.
فيتمسَّك بالمحكم الذي قد رسخ في قلبه، ممَّا قد دلَّت عليه تواتر الأدلَّة وتظافرها، بل إجماع السَّلف وأتباعهم عليه.
إذ مِن أولى الرَّاسخات اعتقاد أنَّ الحق لا يخرج عمَّا كان عليه الأوائل -إن ثبَت أنَّه كذلك-، كما في بيت الشَّاعر (النَّاظم):
وكلُّ خيرٍ في اتِّباع مَن سَلَف /// /// /// وكلُّ شرٍّ في ابتداع مَن خلف
ومن اللَّطائف أنَّ البيت عينه من خواتيم منظومة الجوهرة الأشعريَّة؟! التي يردِّد أصحابها قضية (أسلم - وأحكم - وأعلم)!
/// فيستمسك الرَّاسخ في الإيمان بمدلول وصيَّة الرحمن المضمَّن في خبره: ((والرَّاسخون في العِلم يقولون: (آمنَّا به كلٌّ من عند ربِّنا) وما يتذكر إلَّا أولو الألباب)).
/// ولئن أخبر الله بموقف أولئك الرَّاسخين فيما قد يعرض في شيءٍ من آيات كتابه فقال: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ وأُخر متشابهات)، أيات كتابه السَّالمة من التناقض والخطأ والقصور في الإهام وغير ذلك من آفات الخطاب البشري = فكيف بتخليطات ووساوس فاسدي الأفكار من البشر، وزبالة المقالات التي تطفح الفينة والأخرى، من أناسٍ منطلق تفكيرهم الشك، والشك في كلِّ شيءٍ! وتوهُّم التناقض في كلِّ شيءٍ.
/// إنَّ الحذر من الانخداع -بَلْهَ التأثُّر بها- أولى، والرُّجوع للحصن الحصين، والخندق المنيع لصدِّ هذه الشُّبهات أحرى.
والتأثُّر بهذه الشُّبهات حتى يسري الشَّكُّ في القلوب هو اتبِّاعٌ لمنهج الزَّائغة قلوبهم الذين (يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)، وشرُّ النَّاس من تشرَّف للفتنة، ومن أعظم أبواب الفتن فتن الشُّبهات.
/// بل الفتن كلُّ الفتن هذا شأنها وحالها أنَّها: (إذا أقبلت شبَّهَت وإذا أدْبَرَت بيَّنَت).
/// وقد قال أبوعبدالله البخاري رحمه الله في صحيحه: باب الفتنة التي تموج كموج البحر، وقال ابن عيينة عن خَلَف بن حَوْشب: كانوا يستحبُّون أن يتمثَّلُوا بهذه الأبيات عند الفتن:
قال امرؤ القيس:
الحرب أول ما تكون فتيَّةً /// /// /// تسْعَى بزِينتها لكلِّ جَهُولِ
حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضِرامها /// /// /// ولَّت عجوزًا غير ذات حليلِ
شمطاء يُنْكَر لونها وتغيَّرت /// /// /// مكروهةً للشَّمِّ والتَّقبيلِ
/// إذا تبيَّن هذا، وأنَّ كلَّ صاحب شُبهةٍ يزيِّن شبهته ويبهرج (فتنته) فإيَّاكم والانخداع بالفِتَن! ثمَّ الاستعجال في الرَّدِّ عليها.
إذ التأنِّي في معالجة الرَّدِّ على الشُّبهات الجديدة عند من يسمعها -للمتأهِّل لها- شرطٌ للوقاية في الخطأ.
فكم سمعنا من الأفاضل من أنكر شيئًا أو أبطل صحَّته لعجلة وارتجال ردِّه قبل نضج الفكرة في ذهنه، والتأخُّر في الرَّدِّ لم كان هذا حاله ولو كان على الهواء مباشرةً! خيرٌ من العجلة الموقعة فيما لا يُحمد.
وليس المشروع في الرد مجرَّد الرَّد! فلن يكشف خبث الحديد إلاَّ بعد عرضه وامتحانه من أهله.
سبكناهُ ونحسبهُ لُجينًا /// /// /// فأبدى الكير عن خبث الحديد
/// من:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=240
ـ[لافي الخلف]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 07:40]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، وزيادة على ما تفضلت به أقول مستعينا بالله تعالى:
المشكلة والطامة الكبرى أن الترويج لأهل الباطل قد ساهم فيه أناس من أهل الخير والصلاح _ نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا _ فيمدح هؤلاء أهل الباطل ويفسحون لهم المجال يتكلمون بما يريدون حتى وإن كان مخالفا لمنهج أهل السنة والجماعة، متضمنا للشبه التي لا يستطيع عامة الناس ردها فتقع في قلوبهم، ثم تكون المصيبة باعتقاد هؤلاء الناس لهذه الشبه واتخاذها دينا صحيحا.
وأنت إذا نظرت إلى ما كان عليه سلف هذه الأمة رأيت عجبا عجابا في المحافظة على هذا الدين، وعدم ذكر الشبه، وأكبر دليل على ذلك كتبهم التي قرروا فيها المعتقد من غير ذكر للشبهات، وارجع إلى ما كتبه اللالكائي والآجري والإمام أحمد وغيرهم من العلماء، كل ذلك محافظة على دين العامة من الشبه والأباطيل.
و ما أحوجنا إلى هذا المنهج العظيم الذي يعظم العقيدة في قلوب الناس، ويؤصل المعتقد الصحيح في نفوسهم، ويجعلهم مطمئنين سعداء بهذا الدين العظيم.
وعلى كل داعية أو مصلح أو عالم أن لا يمدح أحدا إلا إذا تبين له صلاحه واستقامته على منهج أهل السنة والجماعة، لأنه إن مدح هذا الشخص وروج لشخصه ثم تعلق به الناس سيكون سببا في ضلال الناس وابتعادهم عن الحق.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضي(/)
رسالة إلى مظلوم
ـ[لافي الخلف]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 08:09]ـ
رسالة إلى مظلوم
إلى من شرده المجوس
إلى من قتله المجوس
إلى كل يتيم فقد أباه
إلى كل امرأة فقدت زوجها
إلى كل مظلوم، طرد من بيته، شرد، عذب، فارق أهله، أحبابه، أصدقاءه .......
أقول لكم:
بعد أن ظن المجوس أن لا شيء يغلبهم، ولا قوة تقهرهم، فعاثوا في أرض العراق فسادا
قتلوا العلماء والأبرياء، واعتدوا على الكبار والصغار من أهل السنة والجماعة
دمروا كل شيء، ولم يعرفوا لأهل الإسلام حقهم، بل كانوا أشد عليهم من اليهود والنصارى
قتل وتشريد واعتداء على بيوت الله وحرق للمصاحف وانتهاك للأعراض، وما خفي كان أعظم
بعد كل هذا، وبعد أن زلزل أهل السنة زلزالا شديدا، وبعد أن بلغت القلوب الحناجر، أتى أمر الله الذي لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، الحكيم الذي وسع كل شئ علما وقهر كل شئ عزة وحكما
فقد أحل بالمجوس أمرا لا يستطيع أحد أن يفعله، أتاهم الله من حيث لا يحتسبون، فأشغلهم في أنفسهم، ومزقهم كل ممزق، وفرقهم شذر مذر، فقدر الله عليهم أمرا لا يستطيعون حله، و إن أرادوا حله فحله سيكون سببا في تفرقهم ودمارهم بإذن الله تعالى. (ألا وهو الانتخابات الإيرانية)
نعم، إنه أمر عجيب، إن دل على شيء فإنما يدل على حكمة الله تعالى، ورحمته بعباده الموحدين.
فلا تحزن أيها المظلوم، ولا تقل من معي؟
إن الله معك، هو الذي تكفل بنصرك والانتقام لك.
قال تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)
فبعد الشدة فرج، وبعد العسر يسر، ومع الصبر نصر بإذن الله تعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)
فيا إلهي. ما أعظمك، وما أحكمك، وما أعلمك، وما أرحمك
رحماك بنا يا ربنا وخالقنا ومولانا.(/)
صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 01:55]ـ
.بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى ثم بعد:
صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين
إعداد: جمال البليدي
-ستر الله عيوبه-
كنت قد جمعت بحثا بعنوان (دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) على عجالة-كما ذكرت في المقدمة- وبينت فيه الأدلة على إثبات نزول رب العالمين في الثلث الأخير من الليل كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ورددت على شبه الفلسفية السوفساطئية التي يرددها أهل الكلام مبارزين بذلك كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا بأحد الجهمية المشاغبين يكتب موضوعا بعنوان (دك حصون الحشوية وإثبات التزوير في موضوع دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) يزعم فيه أنه يرد على موضوعي السابق لكن هيهات هيهات فالحق أبلج والباطل لجج ,ومن عادة أهل البدع أنهم لا يردون بعلم ولا بحجة إنما فقط سباب وكذب وخروج عن الموضوع فقد سود صفحات موضوعه بنقاط خارج البحث لم ولن يستطع أن يرد على حججي في إثبات نزول رب العالمين بل راح ينقل من هنا وهناك ويستغيث بكتب الكوثري وسعيد فودة ويطعن في علماء أهل السنة بالكذب تارة وبالتدليس أخرى, وحقيقة لم أستغرب من هذا فقد تعودنا على هذا من كبارئهم فضلا عن صغارهم ومقلديهم, وموضوعه هذا لم يزد موضوعي إلا قوة في الحجة والبيان فليته سكت لعله بذلك لا يشهر بموضوعي الذي دك حصونهم وكشف عوارهم وأبطل فلسفتهم وتناقضاتهم ورقصهم مابين محرف ومعطل لكن أبى الله إلا أن يظهر الحق على فلتات لسانه فمازاد موضوعي إلا قمعا لبدعهم وكشفا لباطلهم ,ورده علي لم يكن إلا سباب وخروج عن موضوع ولم يستطع أن يناقش أي نقطة من موضوعي ألبتة ,ولم يجد من يسعفه من كتب أشياخهم فراح ينقل عن كتاب (الأشاعرة أهل السنة) وعن كتب الكوثري مالا علاقة له بالبحث ليس إلا لغرض واحد وهو ملأ الصفحات وتكثير الجمل والحروفات.
وهاهنا سأكشف لكم مدى تلبيسه وكذبه على أهل العلم ومدى تعصبه للرجال سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد والإخلاص والرشاد.
1 - خلطه بين المفرد والجمع وبين السلفية كمنهج والسلفية كأفراد:
لقد افتتح ذاك الجهمي موضوعه بالطعن وسب أهل السنة ووصفه إياهم بالحشوية فكان عنوانه (دك حصون الحشوية) , وهذا في حقيقة قد استغربت منه كثير لأنني فرد واحد وإن أخطأت فخطئي على نفسي فلِمَ يدخل أهل السنة كلهم في موضوعي (دك حصون المفترين)؟ ويكتب موضوعه بصيغة الجمع (الحشوية)؟ هل هذا من الإنصاف والعدل؟ أم من الظلم والجور؟
لذلك أقول وبالله وحده أصول: إنني لا أمثل إلا نفسي وإن أخطات فإن خطئي مردود علي ولا علاقة لخطئي بالسلفية الذي سماها هذا المتسول بالحشوية بل السلفية نهج معصوم بخلاف المنتسبين إليها فإنهم بشر يصيبون ويخطئون فليعلم هذا جيدا فقد رأيت الرجل ينقل بعض أخطاء أهل السنة ويلزم السلفيين بها متناسيا أن السلفيين ليس لهم متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم لا يعتقدون العصمة في بشر كائنا كان إلا الأنبياء.
قال الشيخ عبد العزيز الريس في كتابه (الحجج السلفية في الرد على أراء ابن فرحان المالكي البدعية)
((عقيدة أهل السنة والجماعة السلفيين عقيدة موروثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأهلها الجامعون للحق كله دون غيرهم؛ لأن سيماهم الاتباع والتحذير من الابتداع، فمعتقدهم هو معتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه – رضي الله عنهم – وليس لهم رأس وإنما إمامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف غيرهم من الطوائف، فإن رأس الجهمية جهم بن صفوان الذي أخذ معتقده عن الجعد بن درهم، ورأس المعتزلة واصل بن عطاء، ورأس الأشاعرة أبو الحسن الأشعري، ورأس الماتريدية أبو منصور الماتريدي وهكذا…، وبقي أهل السنة السلفيون هكذا يتوارثون معتقدهم جيلاً بعد جيل، وأمة بعد أمة، مصداقاً لما ثبت في الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس".)) انتهى كلامه.
2 - حول مصطلح الحشوية والوهابية:
(يُتْبَعُ)
(/)
من سنن الله الجارية في خلقه، أنه – تعالى- ما أرسل نبيًا إلا وعاداه قومه ونبذوه، وبالباطل لمزوه، مصداقًا لقوله: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا ".
ولما أرسل محمدًا -صلى الله عليه وسلم- للخلق ليدعوهم إلى عبادة الله وحده ويخرجهم من الظلمات إلى النور قال الكافرون: إنما يريد محمد أن يفرق شملنا ويشتت جمعنا، وقالوا عنه: إنه ساحر، وإنه كاهن، ووصفوه بكل قبيح؛ وهو -صلى الله عليه وسلم- فرق بين الحق والباطل، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون.
وهكذا أهل البدع والأهواء – في كل زمان ومكان- يطعنون في كل من يريد الإصلاح، وينبذونه بالألقاب السيئة، ويثيرون حوله الشبهات، ويحذرون منه كي ينفروا الناس ويبعدوهم عنه.
ومن جملة تلك التسميات المنفرة قولهم (حشوية-مشبهة-مجسمة- وهابية-باديسية) للتنفير عن أهل الحديث والطعن فيهم وانتقاصهم ,و (تلك الأسماء ليست مطابقة لمسماها, بل هي من جنس تسمية الأوثان ((آلهة)) و ((أربابا)) ,وتسمية ((مسيلمة الكذاب)) وأمثاله ((أنبياء)): ((إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى)) النجم23 (2).
وهذا المصطلح إنما يطلقه أهل البدع عبر العصور على أهل السنة والجماعة فلكل قوم وارث
قال أبو عبد الله: وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية.
معرفة علوم الحديث (35)
وجاء في طبقات الحنابلة (2|208) في وصف أهل الحديث
" وهي الفرقة الناجية والجماعة العادلة والطائفة المنصورة إلى يوم القيامة فهم أصحاب الحديث والأثر والوالد السعيد تابعهم هم خلفاء الرسول وورثة علمه وسفرته بينه وبين أمته بهم يلحق التالي وإليهم يرجع العالي وهم الذين نبذهم أهل البدع والضلال وقائلو الزور والمحال أنهم مشبهة جهال ونسبوهم إلى الحشو والطغام.
ومن ذلك قول الوزير الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني لما سئل عن البخاري قال: ومن البخاري؟! حشوي لا يعول عليه.
سير أعلام النبلاء (16|512)
وحتى تكون على بينة من الأمر، وتتضح لك: جلية الحال، وتعرف المقصود بهذه الألقاب والمسميات، وتعرف قدمها، فإني أتركك مع شيخ الإسلام، الإمام، أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني الشافعي (373 - 449) من علماء القرن الرابع والخامس الهجري – رحمه الله – الذي قال عنه الإمام عبد الوهاب السبكي – رحمه الله – في كتاب [طبقات الشافعية الكبرى] (3/ 291): (كان مجمعا على دينه، وسيادته، وعلمه، لا يختلف عليه أحد من الفرق) حيث قال شيخ الإسلام الصابوني في رسالته التي ألفها في [السنة]:
(وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر علاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي – صلى الله عليه وسلم -، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشوية، وجهلة، وظاهرية، ومشبهة، اعتقادا منهم في أخبار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة،، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير، العاطلة، وحججهم – بل شبههم – الداحضة الباطلة: (أولئك الذين لعنهم الله، فأصمهم وأعمى أبصارهم) [سورة محمد الآية 33]، (ومن يهن الله فما له من مكرم) [سورة الحج الآية 18]).
ثم ذكر – رحمه الله تعالى – بإسناده بعض الآثار في شرف أهل الحديث، وفيها الإشارة إلى ما يروجه المبتدعة عنهم من قالة السوء، ثم قال – رحمه الله – في هذا السياق:
(سمعت الأستاذ أبا منصور محمد بن عبدالله حمشاد، العالم الزاهد يقول: سمعت أبا القاسم جعفر بن أحمد المقري الرازي، يقول: قرىء على أبى عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي، وأنا أسمع: سمعت أبي يقول – عنى به الإمام في بلده أباه أبا حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، يقول:
" علامة أهل البدع: الوقيعة في أهل الأثر ().
وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل الأثر حشوية، يريدون بذلك إبطال الآثار.
وعلامة القدرية: تسميتهم أهل السنة مجبرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة.
وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل الأثر نابتة وناصبة.)).
وقال الإمام ابن قتيبة ((فأهل البدع لقبوا أهل السنة بالحشوية والنابتة والمجبرة وربما قالوا الجبرية وسموهم الغثاء والغثر وهذه كلها أنباز لم يأت بها خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أتى عنه في القدرية أنهم مجوس هذه الأمة فإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم ([1]) , وفي الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ([2])، فهذه أسماء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك أسماء مصنوعة. (أنظر تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (80/ 81).
وما قيل في الحشوية يقال في مصطلح الوهابية التي ينسبون أهل السنة إليها مع أننا سلفيون ولسنا متعصبين لأحد بحمد الله بل كل يؤخذ من قوله ويرد وما محمد ابن عبد الوهاب إلا مجدد قد خلى المجددون من قبله.
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ""إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".رواه أبو داوود"
والإمام محمد بن عبد الوهاب نحسبه منهم مثله كمثل الإمام أحمد وابن تييمة وابن باديس في الجزائر وتقي الدين الهلالي في المغرب و صديق حسن خان والشيخ نذير حسين والعظيم أبادي والشيخ ثناء الله الأمرستري وأسرة الدهلوي، وغيرهم من كبار علماء الحديث والتوحيد في شبه القارة الهندية، و الشيخ محمد حامد الفقي وأحمد محمد شاكر وإخوانهما في مصر، و الشيخ الألباني في الشام وغيرهم كثير فلماذا نسيتموهم وركزتم على مجددي السعودية دون غيرهم مع أن هؤلاء رغم تباعد الأزمان والأقطار بينهم نجدهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد قوامه الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة.
قال الإمام ابن باديس (" قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ: " الوهابيين ". لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين؛ أهل إثبات وتنزيه، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار، ويصدقون بالرؤية، ويثبتون الشفاعة، ويرضون عن جميع السلف، ولا يكفرون بالكبيرة، ويثبتون الكرامة.
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع، في الأقوال والأعمال والعقائد، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير، وزيغهم المبين).
3 - قال ذاك الجهمي:
لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع أن الحشوية ديدنهم الكذب والتزوير والتلبيس ولذلك نكتب هذا الموضوع ليكون جلاء لقلوب كثير من المتشككين وسنظل بفضل الله نرد على بدعهم وضلالتهم وتحريفهم الكلم.
أقول: ضربني وبكى سبقني واشتكى
«إن هذا الكلام ليس فيه من الحجة والدليل ما يستحق أن يخاطب به أهل العلم؛ فإن الرد بمجرد ((الشتم والتهويل)) لا يعجز عنه أحد!!، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب!!؛ لكان عليه أن يذكر من ((الحجة)) ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم. فقد قال الله عز وجل لنبيه ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة ((الحسنة)) وجادلهم ((بالتي هي أحسن))، وقال تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا ((بالتي هي أحسن)). فلو كان خصم من يتكلم بهذا الكلام؛ من أشهر الطوائف بالبدع كالرافضة!!؛ لكان ينبغي أن يذكر ((الحجة)) ويعدل عما ((لا فائدة فيه)) إذ كان في مقام الرد عليهم» اهـ عن مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (4/ 186) باختصار.
وأنت لم ترد على موضوعي ولم تعقب على أدلتي إنما رحت تخرج عن الموضوع وتكذب وتدلس على أهل العلم كما سأبين لك بالأدلة والحجج فلست ممن يتهم جزافا لينصر باطله كما هو حالك للأسف الشديد.
ولست أدري أين التزوير, وأنا لست إلا ناقل لك كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وناقل كلام أئمة السلف عبر القرون؟!
إن كان إثبات الصفات الواردة في الكتاب والسنة كذبا وتدليسا فما قولكم في تحريفها وإخراجها على ظاهرها بحجة أن عقولكم لم تستوعبها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن التحريف فليت شعري: من الذي حرف النزول وزعم أن الله لا ينزل إنما ملائكته ومن الذي حرف اليد إلى النعمة ومن الذي حرف الإستواء إلى الإستيلاء إن كانت لكم كل هذه الجرأة على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة لتحرفوها وتتفنون تارة في تأويلها وتارة في تعطليها فما الذي يمنعك بعد هذا من تحريف كلام اهل العلم؟!
4 - قال الجهمي:
ويبدو أن كاتب المقال دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين يهوى الكتابة كثيرًاحتى أنه يأتي بكل ما يخص الموضوع من بعيد أو بعيد
فتارة يتحدث عن اليدين وتارة عن الاستواء وموضوعه عن النزول وإنتقال الله وتحركه!!. أقول:
أولا: هذا موضوعي منشور على النت وقد قرأه الكثيرون فأين كلامي عن اليد أو الإستواء أو غيرها من الصفات فكل ما في أمر أنني نقلت كلام أئمة السنة عبر العصور حول حديث النزول وقد يتخلله أحيانا الكلام عن اليد وبعض الصفات لأن نهج السلف في الصفات واحد بحمد الله فلا يفرقون بين صفات الله تعالى فيثبتون سبعة ويحرفون الباقي دون دليل ولا برهان!.
ثانيا: قولك ((وموضوعه عن النزول وإنتقال الله وتحركه!!.)) هذا الكلام غير صحيح وهو من الكذب علي بل أنا تكلمت عن النزول ولم أتكلم عن الإنتقال والحركة ,ولكن مشكلتكم أنكم لا تفهمون من صفات الخالق إلا ما تفهمونه من صفات المخلوق فلا تفهمون من العلو إلا الجهة والمكان, ولا تفهمون من اليد إلا الجارحة ,ولا تفهمون من النزول إلا الحركة والانتقال وخلو العرش, فهذا فهمكم المبني على التشبيه فأنتم المشبهة أولا فالمعطلة ثانيا فالمحرفة ثالثا.
أما نحن فنقول (ينزل إلى السماء الدنيا) كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم نزولا يليق بجلاله ولا نقول كيف.
ونقول الله فوق العرش عال على خلقه ولا نقول كيف.
ونقول لله يدين كما أخبر ولا نقول كيف.
ومعنى هذه الألفاظ واضح في اللغة العربية لكنكم لا تفهمون منها إلا ما ترونه في المخلوقات فتظنون أن الظاهر منها هو ما تشاهدنه في المخلوقات.
جاء في رسالة (إثبات الفوقية) المنسوبة للجويني: (والذي شرح الله صدري في حالِ هؤلاء الشِّيوخِ الذين أوَّلوا الاستواء بالاستيلاءِ، والنُّزولِ بنُزُولِ الأمر، واليدينِ بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهِموا صِفاتِ الرَّبِ تعالى إلا ما يليقُ بالمخلوقين فما فهِموا عن الله استواءً يليقُ به ولا نُزُولاً يليقُ به، ولا يدَيْنِ تَليقُ بعظمته بلا تكييفٍ ولا تشبيهٍ، فلذلك حرَّفُوا الكَلِمَ عن مَواضِعِهِ وعَطَّلوا ما وصَفَ الله تعالى نفسَهُ به ونذكُر بيانَ ذلك إن شاء الله تعالى.)).
والمشكلة الكبرى والطامة العظمى أن صحاب الموضوع قد بنى موضوعه الخاوي على عروشه على دعوى أنني أقول بالحركة والإنتقال وغيرها من الألفاظ التي أحدثوها في دينهم فجل موضوعه لا علاقة له بالنزول إنما عن الحركة والإنتقال!.
وهذه هي حالهم للأسف الشديد نحن في واد وهم في واد آخر:
نحن نتكلم عن النزول وهم يتكلمون عن الحركة والإنتقال!
نحن نتكلم عن العلو وهم يتكلمون عن الجهة والحيز والمكان!
نحن نتكلم عن اليد وهم يتكلمون ع الجارحة!
وقس على هذا إثباتنا لباقي الصفات الواردة في الكتاب والسنة دون تمثيل ولا تكييف.
معنى قول السلف (أجروها على ظاهرها):
5 - قال الجهمي:
((فقول الأئمة: (اجراؤها على ظاهرها) الذي أستشهد به كثيراً المقصود منه اثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه بدليل نفيهم لمعاني هذا الظاهر في مواضع أخرى
وهناك فرق بين إثبات المعنى الظاهر للصفة وبين إثبات معنى تتعلق به الصفة وهو ليس بمعنى حقيقي للصفة بل معنى لمتعلقاتها، بينما الذين
يدعونه معنى حقيقي للصفة وفهمهم لمعنى الصفة على حقيقتها هو فرع عن معرفة الماهية التي ينكرون معرفتها وهو تناقض ظاهر.
فادعاؤهم معرفة الصفة على ظاهرها على أنه معنى حقيقي للصفة لاشك هو معرفة للماهية بوجه ما.)).
أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: لقد ادعيت أيها الجهمي أن ظاهر القرآن, الذي هو حجة الله على عباده ,والذي هو خير الكلام ,وأصدقه, وأحسنه, وأفصحه, وهو الذي هدى الله به عباده, وجعله شفاء لما في الصدور, وهدى ورحمة للمؤمنين, ولم ينزل كتاب من السماء أهدى منه ,ولا أحسن ,ولا أكمل, فانتهكت حرمته ,وادعيت أن ظاهره يستلزم التشبيه والتجسيم (1).وهذا الإلزام إنما هو لمن جاء بالنصوص الدالة على علو الله على عرشه أوالنصوص الدالة على نزوله وإتيانه, وتكلم بها, ودعا الأمة إلى الإيمان بها ومعرفتها, ونهاهم عن تحريفها وتبدليها.
يا قوم والله العظيم أسأتم ... بأئئمة الإسلام ظن الشأنِ.
ما ذنبهم ونبيهم قد قال ... ما قالوا كذلك منزل الفرقانِ
ما الذنب إلا للنصوص لديكم ... إذ جسمت بل شبهت صنفان ِ
ما ذنب من قد قال ما نطقت به ... مِنْ غير تحريفٍ ولا عدوانِ
ثانيا: ان معنى قول السلف أمروها كما جاءت أو قولهم (أجروها على ظاهرها) أي اعتقدوها وءامنوا بها وبما دلت عليه من المعنى دون التعرض لها بالتحريف ولا بالتأويل ولا بالتشبيه ولابالتمثيل مع عدم التعرض للكيفية.
ولذلك فان بعض الروايات كما عند البيهقي في الاعتقاد واللالكائي في اعتقادأهل السنة والذهبي في العلو (أمروها كما جاءت بلا كيف) وهذا نص صريح في الايمان بها وبمعناها دون التعرض للكيفية, ولو لم يكونوا يؤمنون بمعناها ما كان لتخصيص ذكر الكيفية فائدة.
ثالثا: إن كنت تقصد بالمعنى "المعنى الخاص" بالمخلوقات كتفسير نزول الخالق بنزول المخلوق وتفسير علو الله بعلو المخلوق فهذا المعنى الباطل وإن كنت تقصد بالمعنى أي القول بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير لكن نؤمن ونجزم بأن نزوله ليس كنزول المخلوق وعلوه على العرش ليس كعلو المخلوق فهذا المعنى حق وهذا المعنى هو الظاهر اللهم إلا عندما من نكست فطرتهم وتبدد عقله.
قال شيخ الإسلام بن تيمية: ((ولو كان القوم – أي السلف – قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه لما قالوا: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول) ولما قالوا: (أمروها كما جاءت بلا كيف) فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم، فقولهم: (أمروها كما جاءت) يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظاً دالةً على معاني…))
[مجموع الفتاوى (5/ 41)]
وحقيقة ((القول بالتفويض)) هي أن فيه فيه ((نسبةُ الجهل إلى الأنبياء والمرسلين)) وأنهم كانوا ((يجهلون معاني)) نصوص صفات الله تعالى وأنهم كانوا ((يخاطبوننا بما لم يكونوا يعرفوا معناه)).
ولهذا لما سُئل الإمامُ (أبو جعفر الترمذي) فقيه بغداد وعالمها عن كيفية نزول الله تعالى؟؟ قال: ((النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة))
قال الإمام الحافظ الذهبي معلقاً على هذا الكلام: ((صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه، إذ السؤال عن النزول ماهو؟ عيٌّ، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنزول والكلام والسمع و البصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليلةٌ واضحةٌ للسَّامع، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعةٌ للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم والعُباد الورعين مات سنة 295 هـ)) أهـ.
[العلو للعلي الغفار الذهبي ص 156]
رابعا: وما يدل على ان السلف أثبتوا المعنى اللائق بالله تعالى دون تمثيل ولا تكييف هذه النصوص:
النص الأول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته. تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب. وعليها له طعام وشراب. فطلبها حتى شق عليه. ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها. فوجدها متعلقة به؟ " قلنا: شديدا [أي فرحه]. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما، والله! لله أشد فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته". أخرجه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا يعتني عليه الصلاة والسلام ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح ففي صفة الفرح ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الفرح وهو فرح رجل في صحراء مهلكة قد انفلتت دابته وعليها طعامه وشرابه فأيس منها واستظل بظل شجرة ينتظر الموت فإذا براحلته وعليها طعامه وشرابه ففرح الرجل بذلك وليس في المخلوق فرح أشد من هذا فإذا عقل السامع عظم هذ الفرحة وشدتها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أشد فرحا بتوبة عبده، من هذا الرجل براحلته وهل هناك تحقيق للمراد وتوضيحه أكثر من هذا.؟
النص الثاني: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار). قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها).رواه البخاري.
وهاهنا في صفة الرحمة ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الرحمة وهو رحمة امرأة بحثت عن رضيعها واشتد حزنها وهمها وبعد مدة وجدته وألصقته بصدرها ترضعه فقال: (أترون هذه طارحة ولدها في النار) وليس في المخلوق رحمة أشد من هذه الرحمه فإذا عقل السامع عظم هذه الرحمه وفهمها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أرحم بعباده من هذه بولدها، سبحانه وتعالى عما يعطل المعطلون.
النص الثالث: قال صلى الله عليه وسلم ((يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول: أنا الله-[وجعل رسول الله] يقبض أصابعه ويبسطها-. أنا الملك)) حتى قال ابن عمر:نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه. حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
والحديث أخرجه مسلم و أبو داود في الرد على الجهمية وابن خزيمه في التوحيد (باب تمجيد الرب عز وجل نفسه)
لماذا يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ويبسطها حين ذكر أن الله يأخذ سماواته وأرضيه بيديه؟
طبعاً لا يريد التشبيه بل هو صلى الله عليه وسلم يعتني ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح كما وضحنا من قبل.
هذا ونصوص السلف والأئمة كثير لا تحصى لكنكم دائما تفهمون من ظاهر النصوص ما تفهمونه من المخلوق مع أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
خامسا: هل أنتم تثبتون الصفات على ظاهرها كما تدعون؟ أم أنك تحرفون الكلم عن مواضعه؟ لماذا إذن رحت تنسب التأويل للسلف فهل أنت مفوض أم مؤول أم كلاهما؟!.
إستنكاره إطلاق لفظ (بذاته) و (حقيقة) على النزول:
6 - قال الجهمي:
وقول الوهابية أدعياء السلفية: أن الله تعالى (ينزل بذاته) وأنه سبحانه
(ينزل نزول حقيقي) (وأنه إذا لزمه الحركة تحرك)
ويقولون هذا من حمل النصوص علي ظواهرها
نقول: هذا المذهب مذهب مناقض للوحي مرذول من حيث العقل وقد نص أئمة على أن هذا المذهب ليس هو مذهب السلف بل هو مذهب المجسمة المشبهة فقولهم حقيقةً وأنه انتقال وحركه من علو لسفل
يعني أن لله جهة ولا يخفي علي كل باحث أن الأعلى والأسفل جهات فكيف يدافع هؤلاء عن الجهات وينسبونها لله تعالى
ثم يقولون من أين لفظ الجهة؟؟
وقد قال صاحب الطحاوية (لاتحويه الجهات الست) أليست هذه عقيدة أهل السنة؟
وحتى الآن صار لله عند الوهابية من هذا المقال كما رأيناه
جهتين أعلى وأسفل ماعدا أن الأسفل هي للثلث الأخير من الليل
بل يلزمه صعود فما هذا الجهل الذي به يقولون حركة نزول وصعود؟ أقول:
أولا: إن إستنكارك للفظ "بذاته" ولفظ (حقيقة) وادعاءك أنه مذهب مرذول مردود عليك من أوجه:
الوجه الأول: لقد ثبتت هذه الألفاظ عن السلف فقد قال القرطبي رحمه الله في تفسيره ((وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة. وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها. وهذا القدر كاف، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء. والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار.)).
(يُتْبَعُ)
(/)
بل قد نقل الإمام أبو نصر السجزي الإجماع على ذلك فقال في الإبانة ((وأئمتنا كسفيان الثوري, ومالك بن أنس, وسفيان بن عيينة ,وحماد بن زيد, وحماد بن سلمة, وعبد الله بن المبارك, وفضيل بن عياض, وأحمد بن حنبل, وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي, متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان)).
وسبقه المزني حيث قال في شرح (أصول السنة): ((عال على عرشه في مجده بذاته)) ثم حكى الإجماع على ذلك فقال ((هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى, وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضى).
ونقل الطلمنكي الإجماع كذلك كما في كتابه الوصول إلى معرفة الأصول: (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله وهو معكم أينما كنتم ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء. وقال أهل السنة في قوله الرحمن على العرش استوى إن الإستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز)
وقد قالها عبد القادر الجيلاني ومن قبله الحارث المحاسبي
وقالها أبو المظفر السمعاني إمام الشافعية في زمانه في قصيدته التي شرح بها عقيدة أهل السنة:
عقائدهم أن الإله بذاته على عرشه مع علمه بالغوائب.
الوجه الثاني: إن قول من قال من السلف ((بذاته)) هو من باب التأكيد والتنصيص, والرد على المعطلة الذين يفسرون صفات الله تعالى بما قام بغيره, وينكرون أن يقوم بذات الله تعالى صفة متعلقة بمشيئته. فيقولون: نزوله نزول أمره وملائكته ومجيئه مجيئ ثوابه, وهكذا.
وكذا قولهم "حقيقة" تأكيد لحقيقة الصفة ,ورد على من جعلها مجازا.
وهذا كما زاد السلف لفظ (بائن) في إثباتهم لعلو الله تعالى فقالوا"على عرشه بائن من خلقه" وذلك ردا على الجهمية الذين يزعمون أن الله في مكان بذاته ,تعالى الله عن ذلك.
ومعلوم أن الخبر وقع عن نفس ذات الله تعالى لا عن غيره, كما في قوله ((الرحمان على العرش استوى)) ,وقول النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الله ينزل إلى السماء الدنيا)) وهذا خبر عن مسمى هذا الإسم العظيم.
فيقال لهم: كيف سوغتم لأنفسكم هذه الزيادات في النفي كنفي الجهة والحيز ونحو ذلك من الألفاظ التي اخترعتموها ثم ونفيتموها لتنفوا بها بعد ذلك الصفات الثابتة في الكتاب والسنة ,وفي المقابل نجد عندكم التقصير في الإثبات على ما أوجبه الكتاب و السنة, وأنكرتم على أئمة الدين ردهم لبدعة ابتدعها أهل التعطيل والتهجيم مضمونها إنكار حقائق صفات الله تعالى, وعبروا عن ذلك بعبارة كقوله (بذاته) و (حقيقة) ,فأثبتوا تلك العبارة ليبينوا ثبوت المعنى الذي نفاه أولئك؟! وأين في الكتاب والسنة أنه يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له, فإن هذه الألفاظ لم تثبت صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة ,بل بينت ما عطله المبطلون من حقيقة اتصافه بصفات الكمال.
الوجه الثالث: أن يقال لهم: أمامكم واحدة من اثنتين: إما أن تقولوا استوى بذاته أو تقولوا استوى بغيره. أنتم تجعلون لله صفة القيام بالنفس مع أن الله ذكر بأنه قائم على كل نفس. فلماذا قلتم هو قائم بالنفس وليس على كل نفس. فقولنا: استوى بذاته لا بغيره كقولكم قائم بنفسه لا بغيره.
وبهذه الأوجه يتبين أن كلامك هو المرذول المنبوذ عند أئمة السلف والسنة.
ثانيا: إنك للأسف لم تفهم من ظاهر الصفات إلا ما تفهمه من صفات المخلوقات فأنت لا تفهم من النزول إلا الحركة والإنتقال ولا تفهم من العلو إلا الجهة والجهات.
لذلك أقول لك: إن ألفاظك المبتدعة (جهة-حد-حيز-حركة-إنتقال) لم تأتي لا في كتاب ولا في سنة ونحن معشر أهل السنة لا نثبت إلا ما أثبته الله لنفسه فإن كنتم تقصدون بالحركة والإنتقال أن الله ينزل ويأتي ويجيء فهذا حق ولن نترك كلام ربنا لتسميتك إياه حركة أو إنتقال.
وإن كنتم تقصدون بالجهة أن الله فوق العرش عال على خلقه فهذا حق ولن نترك كلام ربنا لتسميتك له بالجهة (إن هي إلا أسماء سميتموها).
أما إن كنتم تقصدون بالحركة أن الله يماثل المخلوقات في تحركاتهم وانتقالاتهم فهذا باطل ننفيه جملة وفصيلا وكذلك إن كنتم تقصدون بالجهة أن الله تحتويه الجهات فهذا باطل ننفيه تماما مثلما نفاه الإمام الطحاوي رحمه الله في قوله (ولا تحتويه الجهات الست).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: أما كلامك عن صعود ونزول فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ينزل فهل نكذبه إستنادا لعقلك الذي لا يفهم غير التشبيه؟!
أما عن الصعود فلم يخبرنا به ربنا فلا نقول به بل نقول (ينزل) ولا نقول كيف ولا نخوض فيما بعد ذلك بل نؤمن بأن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ونؤمن بأن الله عال على خلقه فوق العرش ولا تعارض بين علو تعالى وبين نزوله إلى السماء الدنيا لأننا لا نعرف لا كيفية النزول ولا كيفية العلو بل نؤمن بها بعيد عن التحريف بعيدا عن التعطيل أو التمثيل.
7 - أما قولك أيها الجهمي:
((ونقولات كاتب المقال كلها تضاد فماذا يريد كاتب هذا المقال الحشوي؟
فهذا المعنى الحقيقي من حركة وإنتقال الذي يثبتة غير لائق بالله تعالى))).
فأقول:
دعوى أن نقولاتي كلها تضاد مردودة عليك في المقال نفسه فهل أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم تضاد؟ وهل أقول أئمة السنة والهدى تضاد؟.
بل كلامك وردك الهزيل هذا هو التضاد وللصواب محاد وإلا قلي بربك: هل أنت مفوض أم مؤول أم كلاهما؟ فمالي أراك تارة تشيد بمذهب التفويض وتارة بمذهب التأويل فهل يجتمع النقيضين؟!
ثم من قال لك أنني أثبت لله الحركة أصلا؟.
إن لفظ الحركة والسكون إنما هي ألفاظ اخترعتموها لتبارزوا بها كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فليس منا إلا أن نستفصل منكم؟
فإن كنتم تقصدون بالحركة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ويأتي يوم القيامة للفصل بين العباد فهذا حق نثبته لأنه ثابت في الكتاب والسنة سواء سميتموه حركة أم سميتموه سكون ولا زم الحق حق.
وإن كنتم تقصدون بالحركة ما يماثل تحركات المخلوقات فهذا لا نقول به ولا نثبته فبيننا وبينكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم أقوال السلف من أهل القرون المفضلى قبل أن يظهر الجهمي والأشعري والماتوريدي!
8 - إلزمات فاسدة:
والعجب كل العجب أن صاحب الرد الهزيل يعيد نفس الشبهات التي رددت عليها في موضوعي السابق وهذا دليل على عدم تمكنه من مناقشة ردودي على شبهاتهم فهاهو يعيد نفس الشبهات فيقول:
لأنه يقتضي أمورا فاسدة وهي:
1 - الجسمية.
2 - الحلول في السماء عند النزول. والجواب عليه:
أولا: دعواك أن النزول يقتضي التجسيم فهذا الكلام من الهذيان بلا ريب ولم أسمع بأحد قاله ولو كان حقا لأخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلخصمك أن يقول إن إثباتك للسمع والبصر يقتضي التجسيم؟ بل وقد قال لكم خصومكم المعتزلة إن إثباتكم للرؤية يقتضي التشبيه والتجسيم! فما الظابط في معرفة ما يقتضيه التجسيم؟ ثم من قال لكم أن نزول الخالق كنزول المخلوق أصلا حتى قلتم بهذا اللازم الباطل العاطل؟ أم أنك لا تفهم من صفات الخالق إلا ما تفهمه من صفات المخلوقات؟ أوليس هذا الكلام منك دخول في الكيفية؟
وقولكم أن هذه الأمور كالمجيئ والإتيان والنزول من خصائص أجسام قول باطل قطعا لأن الأعراض كذلك توصف بذلك فيقال: جاء البرد ,جاء الحر, جاء الصيف ,وجاءت الحمى ... فهل هذه أجسام عندكم؟ وبالتالي قولكم هذا من الهذيان والهراء والحمد لله.
ثانيا: أما لازم الحلول في السماء؟! فهذا لأنك لم تفهم من النزول إلا ما تراه في النزول المخلوقات بل أقول لك:
إن الله تعالى أعظمُ منْ أنْ يظنَّ ذلكَ بهِ، وإنَّما يظنُّهُ الذينَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67].
قالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: العليُّ الأعلى العظيمُ، فهو أعلى منْ كلِّ شيءٍ، وأعظمُ منْ كلِّ شيءٍ. فلا يكونُ نزولهُ وإتيانهُ بحيثُ تكونُ المخلوقاتُ تحيطُ بهِ، أو تكونُ أعظمَ منهُ وأكبرَ، وهذا ممتنعٌ.
فالمخلوقُ إذا نزلَ من علوٍّ إلى سفلٍ زالَ وصفهُ بالعلوِّ وتبدَّلَ إلى وصفهِ بالسُّفولِ، وصارَ غيرهُ أعلى منهُ.
والرَّبُّ تعالى لا يكونُ شيءٌ أعلى منهُ قطُّ، بلْ هوَ العليُّ الأعلى، ولا يزالُ هوَ العليُّ الأعلى مع أنَّهُ يقربُ إلى عبادهِ ويدنو منهم، وينزلُ إلى حيثُ شاءَ، ويأتي كما شاءَ. وهو في ذلكَ العليُّ الأعلى، الكبيرُ المتعال، عليٌّ في دنوِّه، قريبٌ في علوِّهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا وإنْ لمْ يتَّصفْ بهِ غيرهُ فلعجزِ المخلوقِ أنْ يجمعَ بينَ هذا وهذا. كمَا يعجزُ أنْ يكونَ هو الأولَ والآخرَ والظاهرَ والباطنَ.
وقَالَ ابنُ القيِّم رحمه الله: ونزولهُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا سلامٌ ممَّا يضادُّ علوَّهُ، وسلامٌ مما يضادُّ غناهُ وكمالهُ، سلامٌ منْ كلِّ ما يتوهَّمُ معطِّلٌ أو مشبِّهٌ، وسلامٌ منْ أنْ يصيرَ تحتَ شيءٍ أو محصورًا في شيءٍ. تعالى الله ربُّنا عن كلِّ ما يضادُّ كمالَهُ.
فتبيَّنَ بهذا الكلامِ النفيسِ، بطلانُ ما ذكرهُ السَّقافُ؛ وأنَّهُ مبنيٌّ على شفا جرفٍ هارٍ منَ الخيالاتِ والأوهامِ.
وليتأمَّل هذا الجهمي وأمثالهُ منْ أهلِ الكلامِ الأثرَ التالي:
قالَ محمَّدُ بنُ حاتمٍ المظفريُّ: سمعتُ عمرو بن محمد يقولُ: كانَ أبو معاوية الضريرُ يحدِّثُ هارونَ الرشيد، فحدثَّهُ بحديثِ أبي هريرةَ: «احتجَّ آدمُ وموسى» فقالَ عليُّ بنُ جعفرٍ: كيفَ هذا وبينَ آدمَ وموسى ما بينهما؟! قالَ: فوثبَ بهِ هارونُ وقالَ: يحدِّثكَ عَنِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتعارضهُ بكيفَ؟! فما زالَ يقولُ حتَّى سكتَ عنهُ.
قالَ المحدِّثُ الصابونيُّ معقِّبًا: هكذا ينبغي للمرءِ أنْ يعظِّمَ أخبارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويقابلها بالقبولِ والتسليمِ والتَّصديقِ، وينكرُ أشدَّ الإنكارِ على منْ يسلكُ فيها غيرَ هذا الطريقِ الذي سلكهُ هارونُ الرشيدُ رحمه الله معَ مَنِ اعترضَ على الخبرِ الصَّحيحِ الذي سمعهُ بـ «كيف»؟! على طريقِ الإنكارِ لهُ، والابتعادِ عنهُ، ولمْ يتلقَّهُ بالقبولِ كمَا يجبُ أنْ يتلقَّى جميعُ ما يردُ مِنَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.
جعلنا الله سبحانهُ مِنَ الذينَ يستمعونَ القولَ ويتَّبعونَ أحسنهُ ويتمسَّكونَ في دنياهم مدَّةَ حياتهم بالكتابِ والسنَّةِ، وجنَّبنا الأهواءَ المضلَّةَ والآراءَ المضمحلةَ والأسواءَ المذلَّةَ، فضلًا منهُ ومنَّةً
9 - أسئلة تشبيهية:
وقد طرح الجهمي بعض الأسئلة التي تدل على مدى التشبيه الذي يعتقدون به في صفات الله تعالى فقال:
1 - فهل تكون الذات العليه نازله على الدوام؟
أقول: بل الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ولا نقول كيف.
2 - و إن قالوا نازل على الدوام أو غير الدوام هل يخلو العرش من الذات عند النزول؟
الجواب: لقد أخبرنا الله تعالى أنه فوق العرش عال على خلقه وكذلك أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بأنه ينزل إلى السماء الدينا كل ليلة فآمنا بالله ورسوله فقلنا: أن الله تعالى فوق عرشه وقلنا أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ولا تعارض بينهما لأن الله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) لكن كاتب الموضوع وأمثاله لمْ يفهموا منْ نزولِ الخالقِ إلى السَّماءِ الدنيا إلَّا كمَا فهموا منْ نزولِ المخلوقاتِ، «وهذا عينُ التمثيلِ، ثَّم إنَّهم بعدَ ذلكَ جعلوهُ كالواحدِ العاجزِ منهم الذي لا يمكنهُ أنْ يجمعَ منَ الأفعالِ ما يعجزُ غيرهُ عنْ جمعهِ». وكذبوا في هذا الفهمِ، وضلُّوا في هذا الظنِّ والوهمِ الكاسدِ.
فإنَّ الله سبحانه وتعالى قالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «يطوي الله عزَّ وجلَّ السمواتِ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذهنَّ بيدهِ اليمنى، ثمَّ يقول: أنا الملكُ. أينَ الجبَّارونَ؟ أينَ المتكبِّرونَ؟ ُثمَّ يطوي الأرضينَ بشمالهِ ثمَّ يقولُ: أنا الملكُ أينَ الجبَّارونَ أينَ المتكبرونَ؟!».
فمنْ هذهِ عظمتهُ، كيفَ يحصرهُ مخلوقٌ مِنَ المخلوقاتِ. سماءٌ أو غيرُ سماءٍ؟! حتَّى يقال: إنَّهُ إذا نزلَ إلى السماء الدنيا صارَ العرشُ فوقهُ، أو يصيرُ شيءٌ مِنَ المخلوقاتِ يحصرهُ ويحيطُ بهِ سبحانه وتعالى.
3 - و إن قالوا لا يخلوا العرش فهل يثبتوا الذات فى مكانين فى نفس الوقت؟
بل إن مصطلح"المكان" من ألفاظكم المبتدعة التي اخترعتموها فما علينا إلا أن نستفصل منكم فإن كنتم تقصدون بالمكان أن الله تعالى حال في خلقه والمخلوقات تحيط به فهذا المعنى باطل لا نقول به أما إن كنتم تقصدون بالمكان أن الله تعالى فوق العرش فهذا حق دل عليه الكتاب والسنة ولن نتركه لتسميتكم له (مكان).
وبالتالي نقول: إن الله بذاته فوق العرش وبذاته ينزل إلى السماء الدنيا ولا نقول (كيف) وسؤالك هذا سؤال عن الكيفية ولسان حالك يقول: كيف ينزل وهو فوق عرشه فجوابنا: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل ينزل وهو فوق عرشه كما شاء ومتى شاء.
أما إستشهاداتك بما جاء في التوراة فمردود عليك بقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تصدقوهم ولا تكذبوهم) بل العبرة بماجاء في الكتاب والسنة فيكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم ((ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول)) فلسنا بحاجة للتوراة لكي نثبت عقيدتنا أو نردها بل ما وافق الكتاب والسنة نقول به وماخالفه نضرب به عرض الحائط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 01:57]ـ
موقفنا من الإمام النووي وابن حجر:
10 - قال الجهمي:
بل و هذا المدعي كاتب المقال بكل وقاحة يكون في مراجعة رسالة قبيحة من أحد العوام المدعين للعلم بإسم الردود والتعقيبات على أخطاء النووي في الصفات
أصبح الإمام النووي عند بني وهبان من أصحاب الأخطاء
ولا عجب فكبيرهم
مدعي العلم ربيع بن عبدالهادي المدخلي قال:
ابن حجر العسقلاني والنووي دول ما عندهم أخطاء دول عندهم بدع.
فادخلهم في زمرة المبتدعة الفسقة والعياذ بالله في العقائد والفقه .. !
وهو وجميع الوهابية عاله على كتب هؤلاء الأئمة لفهم الدين.
ولا عجب أيضاً فقد قال شيخهم ابن عثيمين أن ابن حجر العسقلاني والنووي ليسا من أهل السنة والجماعة في الصفات والعقيدة ..
أقول:
أولا: إن الأخطاء لا يسلم منها أحد لكن الحد الفاصل بيننا وبينكم أنكم تتعصبون وتقسدون الأشخاص ولا ترضون أي نقد لهم ورد عليهم لأنكم تظنون أن الرد على المخالف يقتضي الطعن فيه كما ظننتم أن القول بالعلو يقتضي المكان وظننتم أن النزول ؤ
يقتضي الحركة والحلول فهذه الإلزمات منكم لا نقول بها ولا نعتقدها بحمد الله تعالى ,وردود أهل العلم السلفيين على النووي وابن حجر غرضها بيان الحق وتبيان الصواب فكل يؤخذ من قوله ويرد.
ثانيا: أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون، ولا ينقصون قدرهم، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل، والتأول له، والترحم عليه، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال.
وبيان خطأ المخطئ في الشرع سواء كانت هذه الأخطاء بدعا أو دون ذلك لا يعتبر سبا ولا منقصة بل هو من تمام العدل والإنصاف والنصح لدين الله.ومات ذكره الشيخين لا غبار عليه فهو عين الحق والإنصاف إذ من المعلوم أن الإمام النووي وابن حجر قد وقعوا في بعض البدع فهم ليسوا من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل بدع ومن أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة فهل هناك عدل وإنصاف أكبر من هذا؟!
أم أنكم تريدون منا أن نتجمل مع أخطاء الناس في دين الله؛ فنصبح كاليهود الذين {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ}؟!
{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}؟!
هذا وليعلم هؤلاء أن السلفيين يفرقون بين الأخطاء الصادرة عن علماء الإسلام مما أصلوا دعواتهم على منهج أهل السنة فتكون من قبيل الإجتهاد الذي يؤجرون عليه أجرا واحدا وخطؤهم مردود وبين أخطاء دعاة البدعة ممن كانت أصولهم قائمة إبتداءا على غير منهج أهل السنة فتحمل أخطائهم على البدعة
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله:لا يخلوا المنسوب إلى البدعة أن يكون:مجتهدا فيها أو مقلدا .... ثم قال: فالقسم الأول على ضربين:أحدهما: أن يصح كونه مجتهدا فالإبتداع منه لا يقع إلا فلتة وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه ظهر له الحق أذعن له وأقر به والثاني: وأما إن لم يصح بمسبار العلم أنه من المجتهدين فهو الحري باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم إذ وقع له مع الجهل بقواعد الشرع الهوى الباعث عليه في الأصل وهو التبعية» الإعتصام (1/ 193/-197).
.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (((وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه،وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة)).
ويقول (((إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم، فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له، فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول، فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك، ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم، فهذا أصل عظيم، فتدبره فغنه نافع)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول ((((وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال: ((قد فعلت))، وبسط هذا له موضع آخر)) [معارج الوصول ص:43].
ثالثا: إن مشايخ أهل السنة والجماعة لما ردوا على النووي وابن حجر وغيرهم من كبار أهل العلم إنما ردوا عليهم بعلم وأدب وترحموا عليهم أما أنت أيها الجهمي فقد طعنت في الشيخ مشهور والشيخ العلامة ربيع المدخلي والعلامة العثيمين رحمه الله بجهل وهوى وتعصب فقط فليس لك حجة فيما قلت إلا التهويل والتشويش فحسبك هذا الفرق بيننا وبينكم.
طعونات الأشاعرة في الإمام النووي وابن حجر:
قال شيخ الجهمية المعروف (الكوثري) عن ابن حجر العسقلاني: وابن شيبة هذا جهله ابن حجر فيما جهل مع أنه معروف عند الحافظ عبد القادر القرشي. وابن دقماق المؤرخ. والتقي المقيزي، والبدر العيني، والشمس بن طولون الحافظ فنعد صنيع ابن حجر هذا من تجاهلاته المعروفة-لحاجة في النفس-وقانا الله من اتباع الهوى. (التأنيب ص7)
وقال السقاف في ((زهر الريحان)) ص (137): ((والقسم الثالث: نواصب وهم على نوعين! نواصب بالتوارث دون قصد أمثال النووي، ونواصب عن قصد وهم مثل الجوزجاني وابن العربي المالكي صاحب القواصم واحترت في الهيتمي هل هو قائل بالنصب وراثة متأثرا بالأجواء التي عاش بها أم أنه متعمد قاصد لكن تصنيفه لذلك الكتاب الفارط يرجح القصد والتعمد!)).
وبهذه النقولات عن شيوخ جهمية العصر يتبين من هم الذين يسبون العلماء وينتقصونهم ومن هم الذين يعتذرون لهم ويبينون أخطاءه نصحا لدين الله.
الجهمي لا يفرق بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة:
11 - قال الجهمي:
فسبحان الله ملكوا صكوك الغفران كبابوات روما في السابق.
عليهم من الله ما يستحقون.
ولا نعلم إذا كان ابن حجر العسقلاني والنووي الأئمة الجهابذة
مبتدعة وعقائدهم فاسدة كما يقولون.
وهم من لا تخلو مكتبة من شروحاتهم للبخاري ومسلم ومن لا يملك شروحاتهم فلا يفقة في العلم كوعه من بوعه
قلت: وهذا الكلام يدل على مدى الغلو في التكفير عند هذا الجهمي فهو يتصور (نظرا لغلوه في التكفير) أن الرد على المخالف وبيان خطأه يقتضي تكفيره وإخراجه من الإسلام والحكم عليه بالنار!!!
لهذا راح يتحدث عن صكوك غفران! ولست أدري من طعن في الإمام ابن حجر غير شيخهم الكوثري وطعن في النووي واتهمه بالنصب غير شيخهم السقاف!
وليعلم هذا الجهمي أن بيان خطأ المخطئ, والكلام في النّاس تعديلا ومدحا أو تجريحا وقدحا؛ لا علاقة له بمقاديرهم عند الله, ولا بمصائرهم في الدّار الآخرة؛ فهذا للّه وحده, وبيان الخطأ والكلام جرحا وتعديلا عند الحاجة واجب على أهل العلم ممّن توفّرت فيهم شروطه, وحقّ للأمّة في أعناق أهل العلم لا يسعهم - أعني أهل العلم - عدم أدائه, لا علاقة للكلام في بيان خطأ المخطئ وبدعة المبتدع بغفران الله ربّ العالمين للمخطئ أو للمبتدع, ولا بمصيره عند ربّه, هذا بمعزل عن الكلام فيه؛ أمر يعلمه الله ربّ العالمين.
ذكر الخطيب في ((الكفاية)) أنّ عبد الرحمن بن أبي حاتم دخل عليه يوسف بن الحسين الرازيّ وهو الصوفيّ, وكان عبد الرحمن يقرأ في كتابه في ((الجرح والتعديل)) , فقال له يوسف الصوفيّ: (كم من هؤلاء القوم قد حطّوا رحالهم في الجنّة منذ مئة سنة أو مئتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم؟) فبكى عبد الرحمن.
وذكر ابن الصّلاح رحمه الله في كتابه ((معرفة أنواع علم الحديث)) المعروف بـ ((مقدّمة ابن الصّلاح)): (قال يحيى بن معين رحمه الله: (إنّا لنطعن على أقوام لعلّهم حطّوا رحالهم في الجنّة منذ أكثر من مئتي سنة)).
وهذا الذي نقلته قد قاله هؤلاء الأئمة في المبتدعة وكبارهم فمن باب أولى أن يقال في الأئمة الكبار كالحافظ ابن حجر والنووي.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلامة أمان جامي رحمه الله: الحافظ ابن حجر والإمام النووي والذهبي والبيهقي أحياناً والإمام الشوكاني وغير ذلك من الأئمة الذين خدموا الكتاب والسنة وقعوا في بعض التأويلات، في بعض تأويلات نصوص الصفات، في أمثال هؤلاء يقول شيخ الإسلام: فإذا كان الله يقبل عذر من يجهل تحريم الخمر وربما وجوب الصلاة لكونه عاش بعيداً عن العلم وأهله فهو لم يطلب العلم ولم يطلب الهدى ولم يجتهد، فكون الله يعفو ويسمح فيقبل عذر من اجتهد ليعلم الخير وليعلم الهدى وبذل كل جهوده في ذلك ولكنه لم يدرك كل الإدراك فوقع في أخطاءٍ إما في باب الأسماء والصفات أو في باب العبادة أخطئ أخطاءً بعد أن اجتهد ليعرف الحق، يقول شيخ الإسلام: أمثال هؤلاء أحق بالعفو والرحمة والسماح أو كما قال رحمه الله ..... )
إلى أن قال: ((وبالإختصار هؤلاء معذورون فيما وقع منهم من الأخطاء في التأويل، و إطلاق اللسان عليهم بكل جرأة إنهم مبتدعة وأن من لم يبدعهم فهو مبتدع، هذه جرأة جديدة من بعض الشباب الذين أصيبوا بنكسة الحداد، فنسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم ويردهم إلى الصواب وهم اخطئوا كثيرا وابتعدوا كثيرا عن الجادة، فصاروا يبدعون الأحياء والأموات على حدٍ سواء)) من شريط قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية.
هذا مع العلم أن ابن حجر قد انتقد الأشاعرة باسمهم الصريح بل وصرح بمخالفتهم لإمام أحمد
قال الحافظ (13/ 469) ((وقالت الأشاعرة كلام الله ليس بحرف ولا صوت وأثبتت الكلام النفسي، وحقيقته معنى قائم بالنفس وإن اختلفت عنه العبارة كالعربية والعجمية، واختلافها لا يدل على اختلاف المعبر عنه، والكلام النفسي هو ذلك المعبر عنه، وأثبتت الحنابلة أن الله متكلم بحرف وصوت، أما الحروف فللتصريح بها في ظاهر القرآن، وأما الصوت فمن منع قال إن الصوت هو الهواء المنقطع المسموع من الحجرة، وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر، وصفات الرب بخلاف ذلك فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه، وأنه يجوز أن يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه، وقد قال عبد الله بن أحمد ابن حنبل في كتاب السنة سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت، فقال لي أبي: بل تكلم بصوت، هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغيره)).
(و في هذا النص فوائد
الأولى: نقض شبهة منكر صفة الصوت
الثانية: اظهار التباين بين عقد الأشاعرة وعقد الإمام أحمد
الثالثة:عدم وصف الحافظ لمثبت الحرف والصوت بالتجسيم.) (1)
فما قول هؤلاء الجهمية هل سيصبح الحافظ ابن حجر مبتدع عندهم إستنادا لتصورهم الفاسد وهل سيحكمون عليه بالنار ولا يترحمون عليه.
ولو سردنا مخالفات الأشاعرة للنووي وابن حجر لما انتهى البحث لكن يكفينا ما نقلناه عن ابن حجر لكن جهمية العصر يتمسكون بزلات العلماء ويبنون عليها أصولهم على أنها وحي منزل فلا يقبلون فيهم ردا ولا بيانا!
12 - قال الجهمي:
فالسلف الصالح كانوا ينفون عن الله المكان والحركة والسكون والانتقال وسائر صفات المخلوقين وكل هذا يعطيه قول الله سبحانه وتعالى:
(ليس كمثله شيء). أقول: بل السلف لم يتلفظوا بهذه الألفاظ المبتدعة لا نفيا ولا إثباتا إنما نطقوا بما جاء في الكتاب والسنة وآمنوا بماجاءهم به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعلوا آيات الصفات كالحروف الهجائية في بعض أوائل السور ألبتة بل معناها معلوم والكيف فيها مجهول هذا هو الذي ثبت عن السلف وكذلك لم يفهموا من الصفات تلك اللوزام الموجودة في المخلوقات بل هم يعلمون أنه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ولم يثبت أن أي أحد منهم تحريف نصوص الصفات ولم نسمع منهم إثبات سبعة وترك الباقي كما هو حال الأشاعرة اليوم.
13 - قال الجهمي:
وإن أردت إثبات النزول كما جاء في الخبر فكلامك صحيح وإن أردت النزول بمعناه الحقيقي فانت مجسم قد نبذت عقلك وراء ظهرك وتتظاهر بالعقل.
وهذا ما اتضح بعد الاطلاع علي كامل الموضوع أنك تريد النزول بالمعني الحقيقي من الحركة والإنتقال من أعلى لأسفل والعياذ بالله. أقول: هذا الكلام في غاية التناقض وإلا فمن أين لك تقسيم الكلام إلى حقيقة وخيال؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الذي جاء في الخبر معلوم وكيفه مجهول فنؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدينا حقيقة كما نؤمن بأن الله خلقنا حقيقة ويأتي يوم القيامة حقيقة ويتكلم حقيقة ويحاسبنا حقيقة ويدخل الكفار إلى النار حقيقة والأبرار إلى الجنة حقيقة ونراه يوم القيامة حقيقة.
فهل من العربية أن تسأل المتكلم عن أي شيء، كأن تقول له: هل أتى أبوك حقيقة؟ هل أنت هنا حقيقة؟ هل أمك ولدتك حقيقةا؟ بل هل يعقل أن يقول قائل: هل الله موجود حقيقة؟
ونزول الله لا يلزم منه حركة ولا انتقال بل الله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فإن كان نزول المخلوق يلزم منه خلو مكان وإعمار مكان ويلزم منه حركة وانتقال فإن الله تعالى لا يماثل أحد من خلقه فهو على عرشه كما شاء وينزل كما شاء وكل هذا حقيقة وليس خيال لأن الأصل في الكلام الحقيقة وليس الخيال إنما الخيال تجده في منامات الصوفية والجهمية فقط.
أ فيظن الجاهل أنَّا نجحد علو الله على عرشه, لأسماء سموها, هم وسلفهم, ما أنزل الله بها من سلطان, وألقاب وضعوها من تلقاء أنفسهم, لم يأت بها سنة ولا قرآن ,وشبهات قذفت بها قلوب, ما استنارت بنور الوحي, ولا خالطتها بشاشة الإيمان, وخيالات هي من تخييلات الممرورين, وأصحاب الهوس, أشبه منها بقضايا العقل والبرهان, ووهميات نسبتها إلى العقل الصحيح كنسبة السراب إلى الأبصار في القيعان.
فدعونا من هذه الدعاوي الباطلة ,التي لا تفيد إلا تضييع الزمان, وإتعاب الأذهان, وكثرة الهذيان, وحاكمونا إلى الوحي, لا إلى نخالة الأفكار وزبالة الأذهان وعفارة الآراء, ووساوس الصدور, التي لا حقيقة لها في التحقيق ,ولا تثبت على قدم الحق والتصديق, فملأتم بها الأوراق سوادا ,والقلوب شكوكا, والعالم فاسدا.
يا قومنا والله إن لقولنا ألفا تدل عليه بل ألفان
عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأ ولى وذوق حلاوة القرآن
كل يدل بأنه سبحانه فوق السماء مباين الأكوان
أترون أنا تاركون ذا كله لجعاجع التعطيل والهذيان
يتبع ...
ـ[أبو الحسن الأزهري]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 03:05]ـ
كنت مارا على المجلس مرور الكرام فاستوقفني مقالك فشدني وقرأته ودعوت الله لك بكل خير وأن يصرف عنك كل شر وقبلها قرأت موضوعك في الرد على رسالة المعاند الأفاك عبدالرؤوف مبارك جمعة البحريني الملقب نفسه بالأزهري فجزاك الله الخيرات وأراك المسرات وأدخلك الجنات.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 04:16]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبي الحسن الأزهري على مرورك فهذا لا شك شرف لي فأسأل الله تعالى أن يجزيك كل خير وأعتذر عن الأخطاء الكتابية لعلي أصححها على الوورد بعد أن أكمل الرد إن شاء الله.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 04:17]ـ
14 - قال الجهمي:
وهذا ما اتضح بعد الاطلاع علي كامل الموضوع أنك تريد النزول بالمعني الحقيقي من الحركة والإنتقال من أعلى لأسفل والعياذ بالله.
أقول: بل الموضوع برمته لا يتحدث عن حركة أو سكون بل عن النزول لكنكم لا تفهمون من النزول إلا الحركة والإنتقال كما أنكم لا تفهمون من العلو إلا المكان والحيز والحد ,ولا تفهمون من اليد إلا الجارحة.
أما ما رحت تقتبسه من كلامي فكل ذلك لا علاقة له بإثبات الحركة أو نفيها بل إنني رددت على من زعم أن النزول الحقيقي يستلزم الحركة والإنتقال فقلت بكل وضوح:
إن كان قصدكم بالحركة أن الله إستوى العرش وكلم موسى وينزل كل ليلة في الثلث الأخير وأنه خلق السموات وخلق الخلق وأنه أنزل الله الكتب وأنه يجيء يوم القيامة ليحاسب العباد فهذا المعنى حق دل عليه الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة ((واتفق أهل السنة على القول بمقتضى ما دل عليه الكتاب والسنة من ذلك غير خائضين فيه، ولا محرفين للكلم عن مواضعه، ولا معطلين له عن دلائله. وهذه النصوص في إثبات الفعل، والمجيء، والاستواء، والنزول إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله فالحركة له حق ثابت بمقتضى هذه النصوص ولازمها، وإن كنا لا نعقل كيفية هذه الحركة. ( ... إلى آخر كلامي الذي نقلته عن أئمة الهدى كما ذكرت في الهامش.
فليس في كلامي هذا الذي بنيت عليه كل موضوعك (وهذا من إنصافك الغريب العجيب) إثباتا للحركة ولا نفيها لأن لفظ (الحركة) لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة!
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما كان هذا إستفصال في المعنى فقد يراد بالحركة النزول والاستواء والمجيء والخلق فهذا المعنى حق ثابت في الكتاب والسنة لكن اللفظ غير ثابت فالأفضل والأسلم والأجدر تركه وإن قال به بعض الأئمة الكبار كالإمام الدارمي وبعض أهل السنة لكننا لسنا مقلدين لأحد.
الذين أثبتوا الحركة قد قصدوا بها النزول والإستواء والمجيء ولم يقصدوا غير ذلك كما هو واضح في كتبهم بدليل أنهم قالوا بها في مقام ردهم على الجهمية (أجدادكم القدامى) المنكرين للنزول والإستواء بحجة أن هذا يستلزم الحركة والانتقال-زعموا-.
وأما إن كنت تقصد بالحركة ما يماثل حركات المخلوقات فهذا باطل ننفيه جملة وتفصيلا.
و كلام الإمام الدارمي رحمه الله الذي ألزمتني به ليس وحياً من الله تعالى و لا هو بالمعصوم فليس لنا متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم فلتعلموا هذا جيدا لأننا سلفيون ولسنا دارميون بل كل يؤخذ من قوله ويرد, و كلام الدارمي جاء في مقابلة من زعم أن الله تعالى لا يفعل , فقابل الدارمي نفي الفعل بإثبات الحركة.
و قد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية المسألة فخلص الى ان جماعة من أهل العلم أثبتوا الحركة على معنى الفعل , و منهم من توقف في اللفظ و هو الأحسن و الأحكم لا لأن ابن تيمية قاله بل لأنه الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الاستقامة (76 - 79):
"وكذلك لفظ الحركة أثبته طوائف من أهل السنة والحديث وهو الذي ذكره حرب بن اسماعيل الكرماني في السنة التي حكاها عن الشيوخ الذين أدركهم كالحميدي وأحمد بن حنبل وسعيد بن منصور واسحاق بن إبراهيم ....
ونفاه طوائف منهم أبو الحسن التميمي وأبو سليمان الخطابي ....
والمنصوص عن الإمام أحمد إنكار نفي ذلك ولم يثبت عنه إثبات لفظ الحركة وإن أثبت أنواعا قد يدرجها المثبت في جنس الحركة ....
وقد نقل عنه في رسالة عنه إثبات لفظ الحركة مثل مافي العقيدة التي كتبها حرب بن إسماعيل وليست هذه العقيدة ثابتة عن الإمام أحمد بألفاظها فإني تأملت لها ثلاثة أسانيد مظلمة برجال مجاهيل والألفاظ هي ألفاظ حرب بن إسماعيل لا ألفاظ الإمام أحمد ولم يذكرها المعنيون بجمع كلام الإمام أحمد كأبي بكر الخلال في كتاب السنة وغيره من العراقيين العالمين بكتاب أحمد ولارواها المعروفون بنقل كلام الإمام لاسيما مثل هذه الرسالة الكبيرة وإن كانت راجت على كثير من المتأخرين"ا. هـ
و قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه "فتح الباري شرح صحيح البخاري" (6/ 533):
"أهل الحديث في النزول على ثلاث فرق:
فرقة منهم تجعل النزول من الأفعال الاختيارية التي يفعلها الله بمشيئته وقدرته وهو المروي عن ابن المبارك ونعيم بن حماد وإسحاق بن راهويه وعثمان الدارمي
وهو قول طائفة من أصحابنا ومنهم: من يصرح بلوازم ذلك من إثبات الحركة.
وقد صنف بعض المحدثين المتأخرين من أصحابنا مصنفاً في إثبات ذلك ورواه عن الامام أحمد من وجوه كلها ضعيفة لا يثبت عنه منها شيء"ا. هـ.
و الأمر كما قال شيخ الإسلام في مسألة الحركة في موضعه من الفتاوى
(والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص فيثبت ما أثبته الله ورسوله باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه وهو أن يثبت النزول والإتيان والمجيء، وينفي المثل، والسمي، والكفؤ، والند) اهـ.
فلا داعي لتكثير الجمل والحروف بالنقل عن بعض الأئمة الكبار بل نحن ليس لنا متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم وماعدا ذلك كل يؤخذ من قوله ويرد.
وهب جدلا أننا نثبت الحركة كما ادعيت وافتريت –لتُوهِمَ الصوفية الذين يقرؤون لك أنك استطعت أن ترد على موضوعي الذي حيرهم وأفزعهم – فقلي ما وجه استنكارك لذلك؟ هل لأن اللفظ لم يرد في الكتاب أو السنة؟.
فإن كانت هذه حجتك فأين في الكتاب أو السنة أو كلام السلف الصالح مصطلح (الكلام النفسي) الذي أثبتموه لله جلا جلاله!.
وأين مصطلح (البدعة الحسنة) بل أين أصلها في الكتاب والسنة أم من كلام سلف الأمة هذا إن لم يكن سلفك إلا جهم وزمرته!
(يُتْبَعُ)
(/)
أم أن حجتك أن هذا من التشبيه؟ فإن كان كذلك فأنت المشبه لله بالجماد لأن الذي لا يتحرك ولا ينزل و لا يأتي ولا يجيء ولا يتكلم فلا يكون إلا جمادا فهنيئا لكم التشبيه الجديد بهروبك من التشبيه المُتوَهَمْ الذي لا أصل له إلا في عقولكم المتشبعة بالفلسفة والمنامات وكثرة الوسوسات.
وكذلك الذي لا يكون خارج العالم ولا داخله ولا فوق ولا تحت فهذا لا يكون إلا عدما فكيف سولت لكم أنفسكم أن جعلتم ظاهر كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام تشبيها وتناسيتم أن ظاهر كلامكم الجديد هو التشبيه بعينه!
فقد هرب بكم الشيطان من تشبيه غرسه في عقولكم إلى تشبيه زينه في قلوبكم كما قال تعالى ((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ))
وبهذا التزيين الشيطاني أصبحتم ترون الإثبات تشبيه والتحريف تأويل والتعطيل تفويض وتنزيه
فيا أيها القوم:
لا تجعلوا الإثبات تشبيها له يا فرقة التشبيه والطغيان
كم ترتقون بسلم التنزيه للتعطيل ترويجا على العميان
فالله أكبر أن تكون صفاته كصفاتنا جل عظيم الشَّانِ
هذا هو التشبيه لا إثبات أوصاف كمال فما هما سِيَّانِ
سميتم التحريف تأويلا كذا التعطيل تنزيها هما لقبان
وأضفتم أمرا إلى ذا ثالثا شرا وأقبح منه ذا بهتان
فجعلتم الإثبات تجسيما و تشبيها وذا من أقبح العدوان
فقلبتم تلك الحقائق مثل ما قُلِبَتْ قلوبكم عن الإيمان
وجعلتم الممدوح مذموما كذا بالعكس حتى استكمل اللّبْسَانِ.
15 - أما قولك أيها الجهمي:
و في كتاب الرد على الجهمية للدارمي ص/ 36 يقول:
" قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنّبته اليسرى جهنم"
في كتاب "معارج القبول" تأليف حافظ حكمي عَلّق عليه صلاح عويضه و أحمد القادري - الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول ص / 235 - يقول:" قال النبى: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه".
في كتاب " معارج القبول " - الجزء الأول لحافظ حكمي ص/ 243 يقول:"يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي قائمه"
وينسب هذا الكفر إلى رسول الله.
ويقول ابن تيمية في كتاب " شرح حديث النزول "- طبع دار العاصمة ص/ 198 نسب ابن تيمية إلى الرسول أنه قال:
" إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا"
أقول:
بادئ ذي بدأ يجب أن تعلم بل يجب أن تضع هذا نصب عينك أننا سلفيون ولسنا تيميون ولا دارميون فاحفظ هذا حتى تقتصد الكثير من الجمل والإلزامات التي سودت بها موضوعك.
ثم:
الدارمي فيما نقلت عنه إنما نقل أثر عن أحد السلف ألا وهو الضاحك ابن مزاحم فإن كان صحيحا فهو صحيح فهل ستطعن في الإمام الضاحك ابن مزاحم مثلما طعنتم في جمهور علماء السنة بل حتى بعض علماء الأشاعرة!
أما إن كان ضعيفا فنقول:لقد أخطأ الإمام الدارمي في نقله للأثر لأنه ضعيف.
وما قيل يقال في باقي الكلام الذي نقلته عن الحافظ الحكمي وابن تيمية فكلاهما ينقلان أثار وأحاديث فإن كانت صحيحة أثبتناها بكل ثقة واطمئنان مهما هولتم وشنعتم وإن كانت ضعيفة رددناها واعتذرنا للأئمة الذين اعتبروها صحيحة عن اجتهاد منهم فنحن كما قلت ولا أزال أقول: سلفيون ولسنا دارميون ولا تيميون ولا حكميون!
لكن أبشرك بأنك بترت كلام الحافظ الحكمي فإنه بعد أن ذكر حديث ((: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ...... )) قال: ((رواه ابن منده قال وله أصل مرسل)) فالحديث مرسل فلا داعي أن تنشع لا الحكمي ولا على الحديث (وهذا منك ومن أمثالك غير مستغرب).
أما الحديث الثاني الذي ذكره الحكمي فلا علاقة له بالدنيا إنما عن الآخرة وهو ضعيف والحكمي لم يحكم لا بصحته ولا بضعفه إنما نقله ليقوي به أدلة نزول الله تعالى إلى الخلائق يوم القيامة للحساب فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد رواه مسلم.
فما قولكم في هذا الحديث هل ستنزل الملائكة لتحاسب الخلق يوم القيامة أم الله جلا جلاله!
فهل بعد هذا تبقى تتهم غيرك بالكذب والتدليس يا من حملت لواءه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تدليسك أنك ادعيت أن شيخ الإسلام ابن تيمية نسب للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((" إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا)) وهذا كذب على شيخ الإسلام إنما ابن تيمية نقل ذلك عن ابن مندة فقط.
قال رحمه الله ((فهذا تلخيص ما ذكره عبد الرحمن بن منده، مع أنه استوعب طرق هذا الحديث وذكر ألفاظه مثل قوله: (ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا إذا مضى ثلث الليل الأول , فيقول: أنا الملك، من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك إلى الفجر). وفي لفظ: (إذا بقي من الليل ثلثاه يهبط الرب إلى سماء الدنيا) وفي لفظ: " حتى ينشق الفجر ثم يرتفع "، وفي رواية يقول: "لا أسأل عن عبادي غيري , من ذا الذي يسألني فأعطيه "، وفي رواية عمرو بن عبسة: "أن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا "، وفي لفظ: " حتى ينشق الفجر، ثم يرتفع " وذكر نزوله عشية عرفة من عدة طرق) انتهى كلامه من المصدر الذي أحلتني إليه!!!
فأنظر واعدد كذباتك فليس لي الوقت الكافي لعدها وحصرها.
لكن السؤال المهم هو أن يقال لك: لما استنكرت الحديث ألأنك درست طرقه فبان لك ضعفه أم لأنه لم يتقبله عقلك!
فإن كانت الأولى فأين حجتك في بيان ضعفه؟! وإن كانت الثانية فقد أظهرت للناس مدى تهجمك على أقوال النبي عليه الصلاة والسلام وأن عداوتك بل عداوتكم (لأنك تنسخ من غيرك) ليست للدارمي وابن تيمية والحكمي فحسب بل لأقوال الله تعالى ورسوله التي تناولتموها تارة بالتحريف وتارة بالتعطيل ,ولا عجب فأنتم لم تتقبلوا لفظ (ينزل) فلما تقبلون لفظ (يتدلى)!!!!
16 - قال الجهمي: ونقول النزول في حق الله لا يلزم منه الانتقال كما تدعون فإن لم يكن معنى النزول عندك هو الانتقال تابعاً لعقيدة الحشوية مثل من ذكرنا فاسكت كما سكت بعض السلف
ولا تتكلم على ما لم يفسر السلف!
ولا نعتقد انك ستصمت لان عقيدتك كشفت للجميع.!!
أقول: بل لم تحرفوا النزول إلا لأنكم فهمتم منه الحركة والإنتقال فأنتم لا تفهمون من صفات الخالق إلا ما تشاهدوه في المخلوق فتقيسون الغائب على الشاهد تماما مثل اليهود والنصارى ,ودعواك أننا نقول بالحركة قد تم بيان زيفها ولله الحمد والمنة ,وحقيقة لقد صدعت رؤوسنا بالكلام عن الحركة والإنتقال مع أنني لم أثبتها ولم أنفيها وإلى الآن لم نراك ترد على حججي ولا على ردودي!!! فعن أي تزوير تتحدث وعن أي تدليس تدندن!!
إن كنت تريد خداع معجبيك من الصوفية والجهمية فهم مخدوعين من الأول لأن عقولهم لم تستنر بالوحي المنزل وإن كنت تريد خداع عوام الناس فإن أغلب العوام بل جلهم يقولون بما ورد في الكتاب والسنة من الصفات ولا يفهمون منها تشبيها بالرغم من أنهم لم يدرسوا في الجامعات الجهمية ولا الأشعرية ولا الإعتزالية ولا حتى السلفية بل لأنها الفطرة التي جعلت شيوخكم يتمنون لو يموتوا على عقيدة العجائز فقبل أن تريد مني أن أصمت على بهتانك وجهالاتك عليك أن تسكت أنت على اتهام غيرك فلا ترمي غيرك بالحجارة وبيتك من زجاج.
ومن فضلك لا تتكلم عن السلف فمذهبك ليس له سلف إلا جهم الذي أخذ دينه عن فلاسفة اليونان فمنذ متى كنتم تستشهدون بالسلف أصلا!
فهل مما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة: تقديم العقل على النقل أو نفي الصفات ما عدا المعنوية والمعاني، أو الاستدلال بدليل الحدوث والقدم، أو الكلام على الجوهر والعرض والجسم والحال، أو أن الإيمان هو مجرد التصديق القلبي، أو القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته، أو الكلام النفسي الذي لا صيغة له، أو نفي قدرة العبد وتأثير المخلوقات، أو إنكار الحكمة والتعليل … إلى آخر ما في عقيدتكم؟
إننا نربأ بكل مسلم أن يظن ذلك أو يقوله.
بل نحن نزيدكم إيضاحاً فنقول:
إن هذه العقائد التي أدخلتموها في الإسلام وجعلتموها عقيدة الفرقة الناجية بزعمكم، هي ما كان عليه فلاسفة اليونان ومشركوا الصابئة وزنادقة أهل الكتاب.
لكن ورثها عنهم الجهم بن صفوان وبشر المريسي وابن كلاب وأنتم ورثتموها عن هؤلاء، فهي من تركة الفلاسفة والابتداع وليست من ميراث النبوة والكتاب.
ومن أوضح الأدلة على ذلك أننا ما نزال حتى اليوم نرد عليكم بما ألفه أئمة السنة الأولون من كتب في الردود على " الجهمية " كتبوها قبل ظهور مذهبكم بزمان، ومنهم الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والدارمي وابن أبي حاتم …
فدل هذا على أن سلفكم أولئك الثلاثة وأشباههم مع مازدتم عليهم وركبتم من كلامهم من بدع جديدة.
على أن المراء حول الفرقة الناجية ليس جديداً من الأشاعرة، فقد عقدوا لشيخ الإسلام ابن تيمية محاكمة كبرى بسبب تأليفه " العقيدة الواسطية " وكان من أهم التهم الموجهة إليه أنه قال في أولها: " فهذا اعتقاد الفرقة الناجية… ".
إذ وجدوا هذا مخالفاً لما تقرر لديهم من الفرقة الناجية هي الأشاعرة والماتريدية.
وكان من جواب شيخ الإسلام لهم أنه أحضر أكثر من خمسين كتاباً من كتب المذاهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية والمتكلمين كلها توافق ما في الواسطية وبعضها ينقل إجماع السلف على مضمون تلك العقيدة.
وتحداهم رحمه الله قائلاً: " قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث سنين، فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة … يخالف ما ذكرت فأنا أرجع عن ذلك ".
قال: " ولم يستطع المتنازعون مع طول تفتيشهم كتب البلد وخزائنه أن يخرجوا ما يناقض ذلك عن أحد من أئمة الإسلام وسلفه ".
فهل يريد الأشاعرة المعاصرون أن نجدد التحدي ونمدد المهلة أم يكفي أن نقول لهم ناصحين:
إنه لا نجاة لفرقة ولا لأحد في الابتداع، وإنما النجاة كل النجاة في التمسك والاتباع.
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس.
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 12:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
بارك الله فيك أخي جمال وجزاك الله خير الجزاء وأحسنه.
هم والله الكذابون المجسمون .. إذ لا يفهمون من النزول إلا الحركة والانتقال،
وكأنهم لم يقرؤوا قوله تعالي: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " (11: الشورى)
فقد نفي الله تعالى أن يشبهه شيئاً من خلقه، وأثبت لنفسه السمع والبصر!
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46: الحج)
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 05:55]ـ
17 - وقد حاول الجهمي أن يضعف أثر الإمام الشافعي الذي فيه ((القول في السُّنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء)).
مع أن الأثر لا يوجد فيه لا حركة ولا انتقال إنما فيه إثبات ما أثبت الله لنفسه مع عدم الخوض في الكيف!!!. فقد أفصح هذا الجهمي على ما في قلبه فهو لا ينكر الحركة والإنتقال أو غيرها من الألفاظ التي أحدثوها بأنفسهم إنما هو ينكر ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله!!!.
وبالرغم من أن هكاري الذي نسب هذا القول للإمام الشافعي (لم يكن موثقا ويغلب على حديثه الغرائب والمنكرات إلا أن الكتاب المنسوب للشافعي من طرف الهكاري قد أثبته علماء أجلاء وأئمة محققون منهم:
ابن قدامة في العلو
والذهبي في العلو
وفي السير وسماه معتقد الشافعي
والسبكي في الطبقات
والروداني في صلة الخلف
والسيوطي في الأمر بالاتباع
ولو كان السند في قول الشافعي هنا ضعيف؛ فإثبات عقيدة الشافعي رحمه الله نص عليها أكثر من واحد وهي موافقة لعقيدة السلف.
ورسالة الهكاري , وإن كانت ضعيفة , فقد قبلها العلماء ونقلوا عنها لأنها لا تخالف ما ثبت في اعتقاده من غير طريق الهكاري) (1).
قال الحافظ ابن حجرفي الفتح (13/ 418) الطبعة السلفية ((وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونسبن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها، ومن خالف بعدثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لايدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر، فثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه))
قلت هذا سندٌ صحيح فلا عشاري هنا ولا هكاري ولا حتى مقدسي وكتاب مناقب الشافعي لابن أبي حاتم من مرويات الحافظ في معجمه المفهرس (183)
وليس في سنده العشاري أو الهكاري أو المقدسي ونفي الشافعي للتشبيه يدل على أنه يثبت الصفات _ كما صرح بذلك _ إذ أن المفوض لا يثبت شيئاً فلا يرد عليه استلزام التشبيه _الذي يتصوره أصحاب العقول المريضة_ (2).
الذب عن عرض الإمام الدارمي:
18 - قال الجهمي معلقا على قول الإمام الدارمي الآتي:
والآثار التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على أن الله عز وجل فوق السماوات على عرشه ,بائن من خلقه)) انتهى كلام الإمام الدارمي.
فقال هذا الجهمي معلقا:
فهذا الدرامي مجسم مشهور عنه التجسيم وفي أقواله ما يشين الإسلام، فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس الذين ءامنوا من بشاعة الذي فيه.
أقول:
كان عليك أن ترد على كلام الدارمي بالحجة والبرهان لا الخروج عن الموضوع والتهجم على شخص الإمام الدارمي رحمه الله فلسنا هاهنا نتكلم عن عقيدة هذا أو ذاك بل عن الأدلة والنصوص الأثرية فلا تخلط بين الدليل وبين صاحبه!.
لكنك أثبت عجزك وهروبك عن الرد على الإمام الدرامي فلم تجد سبيلا إلا التهجم عليه مع أن كلامه لا يخالف أئمة أهل السنة في شيء
فقد قال الإمام المشهور ابن أبي زمنين رحمه الله (399ه) تعليقا على حديث النزول: هذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون الأرض, وهو أيضا بين في كتاب الله, وفي غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثم ذكر آيات دالة على علو الله تعالى)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن عبد البر رحمه الله ((هذا الحديث ثابت من جهة النقل ,صحيح الإسناد, لا يختلف أهل الحديث في صحته و فيه دليل على أن الله عز و جل في السماء على العرش من فوص سبع سماوات, وعلمه في كل مكان كما قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر, ثم ذكر الآيات الدالة على علو الله عز وجل (
أما فرية التجسيم والتشبيه فليست بجديدة من أتباع المريسي وجهم بن صفوان فقد تعودنا عليها منهم فكل من آمن بصفات الله عز وجل فهوعندكم تارة مشبه وتارة مجسم أما المكذبون المحرفون والمعطلون فهم عندكم منزهون. وما هم والله إلا جاهلون بعيدون عن نور الكتاب والسنة فهم لا يفهمون من النصوص إلا التشبيه والتجسيم كما بينت آنفا.
إن نفيكم لعلو الله تعالى على العرش أو نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة بدعوى التجسيم خطأ في اللفظ والمعنى ,وجناية على ألفاظ الوحي.
أما اللفظي: فتسميتكم علو الله على العرش أونزوله إلى السماء الدنيا تجسيما وتشبيها وتحيزا. وتواصيكم بهذا المكر الكبار إلى نفي ما دل عليه الوحي, والعقل والفطرة, فكذبتم على القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اللغة, ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود.
وأما خطأكم في المعنى: فنفيكم, وتعطيلكم لعلو الرحمن أو نزوله بواسطة هذه التسميات والألقاب ,فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر ,وكنتم في ذلك بمنزلة من سمع أن في العسل شفاء ولم يراه, فسأل عنه فقيل له: مائع رقيق أصفر يشبه العذرة تتقيأه الزنابير, ومن لم يعرف العسل ينفر عنه بهذا التعريف ,ومن عرفه وذاقه لم يزده هذا التعريف عنده إلا محبة له, ورغبة فيه, وما أحسن ما قال القائل:
تقول هذا جني النحل تمدحه ... وإن تشاء قل ذا قيئ الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما ... والحق قد يعتريه سوء التعبير.
ومن عادة أهل السنة أنهم يستفصلون في مثل هذه الألفاظ التي أحدثتموها فنقول لكم:
وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة
والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله.
وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار, ويتكلم, و يُكلِمْ, ويسمع, ويبصر, ويرضى ويغضب, فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها, فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما, ولا نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية, ولا نجحد صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه, لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما مشبها.
فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ... على عرشه إني إذا لمجسم
وإن كان تشبيها ثبوت صفاته ... فمن ذلك التشبيه لا أتكتم
وإن كان تنزيها جحود استوائه ... وأوصافه أو كونه يتكلم
فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا ... بتوفيقه والله أعلى وأعلم.
وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية, فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ الجمع الأعظم مشيرا له.
وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟ فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه.
وإن أردتم بالجسم ما يلحقه (من) و (إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده, وعلاج برسوله صلى الله عليه وسلم إليه, وإليه يصعد الكلم الطيب, وعنده المسيح رفع إليه.
وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه.
أما قولك ((فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس)) فهذا جهل كبير منك لأن كتاب الدارمي قد أثنى عليه الأئمة الكبار بل ونقلوا منه لكونه ثقة من إمام ثقة
فلو كان الأمر على طريقتك أيها الجهمي لما اعتمده الحافظ ابن حجر قط ولا الحافظ الذهبي ولاابن كثير وغيرهم من الحفاظ الجبال الذين اعتمدوه في عزو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو:
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (الاية 11 من سورة الواقعة):
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان") اهـ ج7 ص517
و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215:
وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ: عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ: كُلّهَا فِي الْقُرْآن (هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ
و قال في الفتح ج 20 ص 484:
وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله) اهـ
و قال السيوطي في الدر المنثور (تفسير الاية 29 من سورة البقرة):
(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال: بين السماء والأرض خمسمائة عام، وما بين كل سماءين خمسمائة عام، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام. والعرش على الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه.) اهـ
و قال في موضع آخر (تفسير الاية 8 من سورة التغابن):
(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال: سيد السموات السماء التي فيها العرش، وسيد الأرضين التي نحن عليها) اهـ
و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال:
(1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة {ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد
على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة}) اهـ ج1/ 338 - 339
و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب:
4158 - عن عمر قال: ان هذا القرآن كلام الله، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم.
(الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2/ 329
و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع
و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت -:
(سُئِلَ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ؟ (فَأَجَابَ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا.
ا هـ.
و بعد هذا: أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير: ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب طافح بالتجسيم كما ذكرت وتوهمت!.
وأمثلة على ذلك
الله له لسان عند الدرامي المجسم
نعم لله (تعالى الله) لسان عن الدرامي حيث يقول عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي ص316 ما نصه: (الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلا بلسان متكلم به).
قلت: ولا يوجد في هذا الكلام الذي نقلته عن الإمام الدارمي إضافة اللسان للرب تبارك وتعالى!!!.
لكنني أعذرك فأنت تنسخ من غيرك وليس لك سلف في قولك إلا شيخك الكوثري المعروف بتهجمه على أهل العلم بما فيهم الحافظ ابن حجر الذي تمسحت به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص/ 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:" قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلّمه ءاخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى".
أقول: ولا يوجد هاهنا إثبات اللسان لله تبارك وتعالى إنما إثبات اللغة التي تكلم بها الله عز وجل فاللسان يطلق على اللغة كذلك أفلم تقرأ قوله تعالى (((وإنه لتنزيل رب العالمين (192) نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربي مبين (195)))).
فالله عز وجل تكلم باللسان العربي أي باللغة العربية وليس ها هنا إثبات اللسان بالمفهوم الذي ترمي إليه.
وهذا الكلام الذي نقلته إنما هو منسوب لكعب الأحبار فليس الدارمي إلا ناقل لوكنت تفقه!!!
الله اذا أراد يستقر علي ظهر بعوضة تُقِلُه والعياذ بالله
قوله (1/ 458): " ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم ".
والجواب عليك من ثلاث أوجه:
الأول: أن هذا الكلام قد قاله الإمام الدارمي في مقام النقض والرد لا مقام التقرير فالفرق شاسع بينهما فهو يرد على المريسي الذي أنكر علو الله تعالى ,ومقام الرد غير مقام التقرير, وشيوخك الجهمية إلى يومنا هذا لم يجدوا في الكتب السلفية ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالتجأوا إلى نقل عبارات لبعض الأئمة السلفيين قد تكون أحيانا مطلقة لها تقييد في مقام الآخر فأخذوا بالمطلق وتركوا المقيد أو تكون أحيانا في مقام الرد على أهل البدع فجعلها شيوخك تقريرا وحجة للطعن في نهج السلف الصالح.
الثاني: الإمام الدارمي لم يجزم في كلامه بل إستعمل لفظ (لو قد شاء) وأنت توهم الناس بتشنيعك أنه يجزم.
الثالث: على فرض خطأ الدارمي فإنه رغم إمامته ومكانته لدى علماء الأمة إلا أنه يبقى بشر يصيب ويخطئ فلا داعي لكل هذا التهويل والتشويش وقارع الحجة بالحجة فإنك لم تفند شيئا ولم ترد على شيئ!!!.
19 - لقد اقتبس الجهمي كلام الإمام الطبري الآتي ((
وأنه سبحانه وتعالى يهبط كل ليلة وينزل إلى السماء الدنيا, لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم)) (
ثم علق عليه قائلا:
نقول لم يقصد الإمام الطبري الحركة والإنتقال كما تصرحون في كتبكم وأن الله ينزل حقيقة ويتحرك كيفما شاء فهذه عقيدة فاسده
فينبغي لمن استند إلى هذا المقال والحالة أنه يرتضي كلام الإمام ابن جرير الطبري ويأخذ بأقواله أن يتبع محكم كلام الطبري الواضح الصريح ويقدمه على متشابهه وفي نفس الكتاب ليعلم القاصي والداني أن من الدلائل على أن هؤلاء النقلة لا يتقون الله عز وجل ولا يخافون من يوم الحساب أنهم ينقلون ما يريدون مما يؤيد مذهبهم ولا ينقلون كل المعاني ويحررون موطن النزاع ..
وقد صرح الإمام الطبري في كتاب التبصير (ص 201)
(باجتماع الموحدين من أهل القبلة وغيرهم على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون.)
وهذا نص صريح قاطع لا يحتمل التأويل في نفي حمل الهبوط ـ إن صح- على حقيقته المعهودة في الأجسام ولو مع نفي العلم بكيفية ذلك الهبوط بخلاف لفظ الهبوط فهو من حيث اللغة والفهم وقبول التأويل كلفظ النزول فصار نفي الحركة والسكون على الله تعالى من طرف الإمام الطبري ونقله الإجماع على ذلك من باب الكلام المحكم الذي لا يحتمل إلا معنى واحدا وأما إثبات الهبوط والنزول فهو من باب إثبات المتشابه الذي له مجموعة احتمالات منها احتمال مقطوع بفساده وهو الاحتمال الملازم للحركة والسكون ومنها احتمالات أخرى تصح نسبتها إلى الله تعالى ولا يعلم حقيقة تأويلها إلا الله تعالى والذي يهمنا هنا أنّا إذا صححنا إرادة الإمام الطبري للمعنى الحقيقي المعهود بيننا من الهبوط والنزول ومع ذلك صححنا نفيه للحركة والسكون على الله تعالى جعلناه متناقضا تناقضاً صريحاً ويتنزه الإمام الطبري عن مثل هذه التناقض الذي لا يقع فيه إلى غبي مجسم فلم يبق إلا اتباع المحكم من كلامه وهو نفي الحركة والسكون على الله تعالى ونبذ المعنى الفاسد من المتشابه وحمله على محامل صحيحية أو تفويض علم حقيقته إلى الله تعالى كما صرح بذلك ابن قدامة مثلا في روضة المناظر وفي هذا كفاية للمتأمل.
أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا زلت أيها الجهمي تصدع رؤوسنا بالكلام على ألفاظك المبتدعة (حركة –سكون) مع أننا نثبت النزول ولا نقول لا بالحركة ولا بالسكون إنما نثبت ما أثبت الله لنفسه وقد تقدم الكلام عن هذا مرارا وتكرارا.
والمضحك أنك تدندن حول الرجوع إلى الكلام المحكم وكأن هذا الكلام غامض يحتاج منك إلى تحريف جديد فبعد أن حرفتم النزول إلى عدة تحريفات ها أنت تحاول جاهدا تحريف الهبوط مع أن النزول والهبوط معنى واحد ,وفي هذا أقوى رد على بطلان بدعة التعطيل الذي تسمونها تفويض أو تنزيه فهاهو الإمام الطبري لا يتوقف عن تفسير لفظ (النزول) بل يصرح ويقول باللفظ المرادف له ألا وهو (الهبوط) فهل ستسألني مثلما يفعل شؤيوخك عن معنى (الهبوط) بعد أن سألتم عن معنى (النزول) وكأنكم أعاجم لا تفهمون اللغة العربية؟! ... إن الذي له الحق في السؤال هم أهل السنة والجماعة عن ألفاظكم المبتدعة المجملة المحدثة (حركة-سكون-حيز-حد-جهة-جسم-جارحة) والله نحن أولى من السؤال عن هذه الألفاظ منكم لأن ألفاظنا نطق بها الكتاب والسنة أما ألفاظكم فليس إلا خزعبلات صدعتم بها رؤوسنا فتأمل!.
ولا تناقض بين إثبات النزول ونفي الحركة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن النزول ولم يخبرنا عن كيفيته فنؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدينا ولا نفوض الكيفية فالغباء غباءك والتجسيم تجسيمك لأنك لا تفهم من صفات الله إلا ما تراه في المخلوقات.
وقد أثبت الإمام الطبري صفة العلو لله تعالى كما فسر الاستواء بالعلو والإرتفاع مما يدل على أنه لم يكن معطلا ولا محرفا بل مثبتا سلفيا
قال رحمه في تفسير قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع. (تفسير الطبري 27/ 216)
و قال رحمه الله في تفسيره: (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه: {ثم استوى إلى السماء فسواهن} علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات)
و قال رحمه الله في تفسيره لسورة الملك (({أم أمنتم من في السماء} وهو الله))
و قال ايضا رحمه الله: (وعني بقوله: {هو رابعهم} بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه)
وقال ايضا في تفسير سورة المعارج ((يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام إليه، يعني إلى الله عز و جل))
20 - ومن عجيب صنع هذا الجهمي المتعالم أنه أورد شبهة قد رددت عليها في نفس الموضوع الذي يدعي أنه يرد علي فيه مما يدل على أنه رد علي حتى يقال له لقد رد
فقال هذا الجهمي:
كما أن حديث النزول يمكن أن يؤول بحديث آخر فلماذا التجسيم واجب في تشبيه رب العباد والقول انه يتحرك ينتقل من علو لسفل ومن سفل لعلو فقولوا خيراً أو اسكتوا أفضل لكم أيها الحشوية.
(إن الله يمهل حتى إذا كان شطر الليل الآخر أرسل ملكاً ...... وفي رواية أمر منادياً)
هذا الحديث في شعب الإيمان للبيهقي ج3/ص335
_عمل اليوم والليلة النسائي ج/1ص340
الطبراني ج9/ص55
مسند إسحاق بن راهويه
إعتقاد أهل السنة اللالكائي ج1/ 222
وكذلك من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه في
ج1/ ص234 الترغيب والترهيب ج1/ص320
والترغيب والترهيب ج2/ص61
وفيه كل ليلة من رمضان فيض القديرج2/ 316
وعلل الترمذي ج1/ص83
ونيل الأوطار ج3/ص70 وج4/ص420
وغير هذا كثير.
وهكذا يجب التوفيق بين الأحاديث
فلا ينبغي الإقتصار على رواية واحدة طالما يمكننا الجمع بين الروايات وحمل بعضها على بعض وفق الشروط المعتبرة عند العلماء.
أقول: وكأنك أيها الجهمي لم تقرأ ردي على هذه الشبهة أم أنك تجاهلته ليقال: لقد رد ...
فأعذرني أيها الراد المتهور أن أنقل ردي القديم على تخبط الجسيم وبهتانك الأثيم:
أولاً: أن هذه الرواية لا ذكر فيها: لا لنزول الله ولا نزول الملك، فمن أين حكمت بأن النزول هو نزول الملك بأمره؟ فالتعويل على هذه الرواية يلغي موضوع النزول برمته.
ثانياً: أنه تفرد بهذه اللفظة حفص بن غياث وهو ممن تغير حفظه قليلا بأخرة, وخالفه غير واحد من الثقات ,مثل: شعبة ومنصور بن المعتمر وفضيل بن غزوان ومعمر بن راشد, فرووه بلفظ ((إن الله يمهمل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ,نزل إلى السماء الدنيا, فيقول: هل من مستغفر .... )).
فروايته السابقة شاذة وإن صحت فلها وجه وهو:
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: إن هذا إن كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن الرب يقول ذلك, .. ويأمر مناديا فينادي ... لا أن المنادي يقول ((من يدعوني فاستجيب له)) ومن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنادي يقول ذلك فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه-مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر الذي نقلته الأمة خلفا عن السلف-فاسد في المعقول, يعلم أنه من كذب بعض المبتدعين, كما روى بعضهم ((يُنزِّلٌ)) بالضم وكما قرأ بعضهم (وكلم اللهَ موسى تكليما)) (39) ونحو ذلك من تحريفهم للفظ والمعنى.
الرابع: أن الرواية على ضعفها خبر آحاد وتمسككم ينقض ما زعمتم التزامه وهو عدم الاحتجاج بحديث الآحاد في العقائد.
الخامس: أن تحريفكم هذا يحقق حكم أبي الحسن الأشعري فيكم أنكم من أهل الزيغ والضلالة. فقد روى الحافظ ابن عساكر عن أبي الحسن الأشعري أن الله هو الذي "يقول (هل من سائل هل من مستغفر) خلافاً لما قاله أهل الزيغ والضلالة.
وقال "ومما يؤكد أن الله عز وجل مستو على عرشه دون الأشياء كلها، ما نقله أهل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا (.
فاعدد: كم من المسائل خالفت بها الأشعري ووافقت بها المعتزلة.
فهلا رددت على هذا بدلا من سياسة الهروب إلى الأمام.
21 - قال الجهمي:
ولتوضيح المقصود
حديث: مرضت فلم تعدني، بـ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟
فهم يأولون الحديث هنا بأنه ليس الله بنفسه وذاته يوجد عند العبد فمن أين لهم هذا الفهم ولماذا لجأوا للتأويل ولم يقولوا إن الله عند العبد بنفسه وذاته كما يدعون في جميع أقوالهم في فهم الاحاديث والآيات؟؟
فيقولون إن الحديث مفسر
فنقول لهم فلماذا لا يأول حديث النزول بتتمة الحديث: بقوله: هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب عليه، فالنزول هو نزوله بهذه الكلمات عن طريق الملك ...
أقول:
أولا: لقد أثبت لكل قارئ منصف أنك متخبط في ضلالك غير واضخ في عقيدتك فتارة تشيد بالتعطيل والآن تميل إلى التحريف فاثبت على قول ودع عنك الرقص بين النقيضين واختر أحدهما إما تعطيل أو إما تحريف.
ثانيا: إننا ولله الحمد والمنة نثبت ما أثبت الله لنفسه ونفسر آيات الصفات على ظاهرها والظاهر لا يعرف إلامن سياق الكلام فظاهر حديث (بـ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده)) أي وجدت ثوابى عنده وكرامتى ورحمتى والدليل على ذلك ما قاله عز وجل بعد ذلك (لو أطعمته لوجدت ذلك عندى) أى لوجدت ثوابه وجزاءه عندى.
وفي هذا يقول الإمام النووي ((ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه والله اعلم [
ثم إن العندية لا تستلزم المخالطة والمماسة ومن الأدلة قوله تعالى {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته}
وقوله عليه الصلاة والسلام.: ((لما قضى الله الخلق كتاب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي))
فالملائكة عند الله؛ وهذا الكتاب عند الله ولا يفهم المخالطة والمماسة , وهذا لازم له.
فلا يوجد تأويل هاهنا ألبتة , وكذلك في حديث النزول فأن ظاهره أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول عند نزوله ((هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب علي)) فنزوله حقيقة وكلامه بهذه الكلمات حقيقة فكما أن الكلام منسوب إليه وحده فكذلك النزول منسوب إليه وحده فهو وحده الذي ينزل وهو وحده الذي يقول ((هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له)) فتدبر وكف عنك التحريف فإنه طريق مسدود ومن رب العباد مردود.
وأما قولك بعد ذلك (فهذا قولنا في النزول ولا نقول نزول على الحقيقة)).
فهذا من التناقض الذي سودت به موضوعك فالأصل في الكلام الحقيقة لا الخيال فهل تقول بأن الله لم يخلقك حقيقة ولم يكتب رزقك حقيقة ولا يحاسبك يوم القيامة حقيقة ولم يخلق السموات والأرضون حقيقة!!!
فدعك إذن من هذا الهذيان!.
--------------
(1) من رسالة خاصة للأخ عبد الباسط بن يوسف الغريب.
(2) من رسالة خاصة للأخ عبد الله خليفي.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 06:37]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Aug-2009, صباحاً 02:44]ـ
أحييك اخى جمال علىحماستك مع سنك الصغير
لكنى استغرب انى منذ رأيتك هنا لم أرك تشارك فى موضوع خارج الاسماء والصفات أو تكتب موضوع خارحه؟!! مالسبب:)
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 11:44]ـ
اخى من تحاور؟!
الانصاف يقتضى ان تحاور من يملك الرد عليك فى نفس الموقع
الاخ صقر الاسلام يصول ويجول فى منتديات الصوفية والاشاعرة ولايجد من يرد عليه ردا يشفى الغليل اللهم الا الضعفاء امثالى وغالبا ليس لهم النفس الطويل فلايكملون الحوار
لقد رد على موضوعكم وزعم انه نقض الموضوع فياليتكم تردون عليه فى تلك المواقع حتى يكون الحوار متكافئا
جعلكم الله تعالى ممن يذودون عن الحق وينصرون السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 04:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
بارك الله فيك أخي جمال وجزاك الله خير الجزاء وأحسنه.
هم والله الكذابون المجسمون .. إذ لا يفهمون من النزول إلا الحركة والانتقال،
وكأنهم لم يقرؤوا قوله تعالي: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " (11: الشورى)
فقد نفي الله تعالى أن يشبهه شيئاً من خلقه، وأثبت لنفسه السمع والبصر!
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46: الحج)
وفيك بارك الله أخي الفاضل وجزاك الله خيرا على تعليقك المفيد.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 04:29]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وإياكم شيخنا الفاضل ونشكر لكم توجيهكم وإفادتكم لي.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 04:31]ـ
أحييك اخى جمال علىحماستك مع سنك الصغير
لكنى استغرب انى منذ رأيتك هنا لم أرك تشارك فى موضوع خارج الاسماء والصفات أو تكتب موضوع خارحه؟!! مالسبب:)
العفو أخي الكريم.
يمكنك زيارة مدونتي لتجيب على سؤالك (ابتسامة).
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 04:35]ـ
اخى من تحاور؟!
الانصاف يقتضى ان تحاور من يملك الرد عليك فى نفس الموقع
الاخ صقر الاسلام يصول ويجول فى منتديات الصوفية والاشاعرة ولايجد من يرد عليه ردا يشفى الغليل اللهم الا الضعفاء امثالى وغالبا ليس لهم النفس الطويل فلايكملون الحوار
لقد رد على موضوعكم وزعم انه نقض الموضوع فياليتكم تردون عليه فى تلك المواقع حتى يكون الحوار متكافئا
جعلكم الله تعالى ممن يذودون عن الحق وينصرون السنة
للأسف فالأمر ليس كما قلت فموقعهم حذف لي الكثير من ردودي ففضلت الرد عليهم بعيدا.
فقولك (ليس لهم النفس الطويل) فهذا غير صحيح فإنك لا تدري ماذا يجري وراء الكواليس فقد حذفوا لي عدة ردود وهي عندي مصورة إن شئت أرفعها لك لترى كم حذفوا لي من ردود علمية هناك.
والمدعوا صقر الإسلام ليس إلا ناسخ إلكتروني كما تبين لي فلا يغرنك تقلبه في المنتديات فهو لا يبلغ مرتبة طويلب علم.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[27 - Aug-2009, صباحاً 04:36]ـ
22 - قال الجهمي:
و قد حكى الإمام الشهرستاني عن المشبهة والحشوية أمثالكم فقال:
" معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض, إما روحانية وإما جسمانية, ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن) الملل ص 105
أقول:
لقد حرفت كلام الشهرستاني بالرغم من أنه أشعري (وأنت جهمي) فإليك بيان تحريفك وتدليسك:
قال الشهرستاني:
(فأما أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وجماعة من أئمة السلف, فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث, مثل: مالك بن أنس ومقاتل بن سليمان, وسلكوا طريق السلامة فقالوا: نؤمن بما ورد به الكتاب والسنة, ولا نتعرض للتأويل, بعد أن نعلم قطعا أن الله عز وجل لا يشبه شيئا من المخلوقات) الملل ص 104
قلت: وهذه العقيدة التي نقلها الشهرستاني هي عقيدة السلفيين الذين سميتهم مجسمة ومشبهة وغيرها من الألقاب التنفيرية متناسيا أنك المشبه لله بالجماد والمشبه لله بالعدم!
ثم بعدها ببضعة سطور قال الشهرستاني:
" غير أن جماعة من الشيعة الغالية وجماعة من أصحاب الحديث الحشوية صرحوا بالتشبيه مثل: الهشاميين من الشيعة ومثل مضر وكهمس وأحمد الهجيمي وغيرهم من الحشوية قالوا: معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض إما روحانية وإما جسمانية ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن ... "الملل ص105.
فكلام الشهرستاني يدور عن الشيعة والروافض لا عن السلف والسلفيين فتأمل ودع عنك التدليس والتلبيس فإنه من صنع ابليس.
الجهمي يكذب علي علنا:
23 - ثم اقتبس الجهمي كلام الإمام أبو عمر الداني رحمه الله (ت440) الذي كنت نقلته في موضوعي:
(يُتْبَعُ)
(/)
((ومن قولهم: أن الله جلا جلاله وتقدست أسماؤه: ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الباقي من اليل ,فيقول (هل من داعي يدعوني فاستجيب له, وهل من سائل يسألني فاعطيه, وهل من مستغفر يستغفرني فاغفر له؟) حتى ينفجر الصبح, على ما صحت به الأخبار ,وتواترت به الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.نزوله تبارك وتعالى كيف شاء, بلا حد ولا تكييف. وهذا دين الأمة وقول أهل السنة في هذه الصفات أن تمر كما جاءت بغير تحديد ولا تكييف, فمن تجاوز المروي فيها وكيف شيئا منها ومثلها بشيء من جوارحنا وآلتنا فقد ضل واعتدى ,وابتدع في الدين ما ليس منه, وخرق إجماع المسلمين, وفارق أئئمة الدين)
ثم علق الجهمي قائلا:
والعجيب أن مصدرك رسالة من حشوية الوهابية وهي الرسالة الوافية للمدعو أبي بشار
عبد الغني القعشمي اليريمي تلميذ الحجوري فما أعطيتنا مصدر نرجع إليه إلا بحث لأحد طلاب الحجوري وهم من الحشوية كما لا يخفى علي كل عاقل مطلع ..
قلت:
وهذا من الكذب الصراح والبهت الوقاح فإنني قد ذكرت المصدر ولم أنقل شيء من رسالة تلميذ الحجوري السلفي بالرغم من أنني لا أعرفه إلا أنني تأكدت من سلفيته وسنيته لوصفك إياه بالحشوية إذ من المعلوم انه من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر.
أما مصدر ما نقلته عن الإمام أبو عمر الداني رحمه الله فهو عن الرسالة الوافية لأبي عمر الداني رحمه الله كما بينت لك في الهامش فلست أدري ما الذي أعماك عن رؤية ذلك أم أنه رد من أجل الرد؟!
ثم ألست أنت من كنت تقول وتدعي أنك تقول بالنزول دون كيف فما مشكلتك إذن فيما نقلت لك عن الإمام أبو عمر الداني!!!!!!!!!!.
ثانياً:- قول الإمام الداني لا يعني الحركة والأنتقال الذي به تقولون فما هو سر وضعك لهذا القول في وسط الأقوال وهذه ليست المره الاولي التي تقوم بذلك؟؟
الحمد لله إذن فقد أفتيت نفسك بنفسك فما سر تدخلك واتهامك لي بالقول بالحركة وغيرها من ألفاظك المبتدعة فها أنا أنقل كلام الأئمة الأعلام الذي لا يوجد فيه لفظ الحركة لا تصريحا ولا تلميحا! فما الذي جعلك تبني ردك الهزيل على لفظ (الحركة) الذي لم اقل به في كل موضوعي ولم أثبته إطلاقا!!!! ..
أما قولك أيها الجهمي:
في الحديث جاء أن الله ينزل ومذهب أهل السنة والجماعة التفويض والتأويل فما هو إعتراضك لا نعلم!! أتريد أن تثبت أن الإمام الداني يقول بالحركة والإنتقال مثلكم؟
حاشاه أن يقول بذلك.
فأقول:
نعم في الحديث أن الله ينزل والنزول معلوم والكيف مجهول لكنك تتناقض وترقص ما بين تعطيل وتحريف فكيف سولت لك نفسك أن عطلت صفة النزول وقلت بالتفويض أو ذهبت بعيدا وقلت بالتحريف فزعمت أن الله لا ينزل بل تنزل رحمته أو ينزل ملائكته بل والأدهى والأمر أن نسبت هذا القول المشين إلى أهل السنة والجماعة وأئمتهم بالرغم من النقولات التي نقلتها لك (والتي لم تستطع أن ترد عليها ببنت شفة) تعري كلامك تماما فالتجأت إلى الكلام عن ألفاظك الفلسفية المبتدعة (حركة-سكون-جسم ... ) بدلا من مقارعة الحجة بالحجة ,ويا سبحان الله كيف يجتمع النقيضين فتارة تفويض وتارة تأويل فهل أهل السنة منقسمين إلى مؤؤلة ومفوضة؟ وهل نسي نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام أن يحسم هذه المسألة العقائدية المتعلقة برب العباد ولم ينسى أن يعلمنا كيف ندخل بيت الخلاء؟.كلا ورب الكعبة فقد تركنا النبي عليه الصلاة والسلام على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيع عنها إلا هالك فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن ربنا ينزل ولم يأمرنا لا بالتأويل ولا بالتحريف بل لقد تقدمت الأحاديث النبوية في إثبات معاني الكثير من الصفات فما كان منا إلا أن صدقناه وأخذنا بقوله ثم بقول أصحابه الذين عايشوه في الإيمان بهذه الصفات على ظاهرها دون تحريفها أو تعطيلها.
وعلى هذا سار أئمة أهل السنة والجماعة عبر العصور فلم ثبت عنهم شيء من التأويل أو التفويض ألبتة ويدل على هذا نفيهم للكفية إذ لو كانوا مفوضة لما تكلموا عن الكيفية أصلا لأن المفوض لا يثبت شيء فما حاجته للكلام عن الكيفية؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المؤول فلم يؤول إلا بعد أن توهم التشبيه بعد أن دخل بعقله المريض في الكيفية فكان يسعه أن يثبت وينفي الكفية لكن بعد أن خاض في الكيفية ولم يفهم من الصفة إلا ما يراه في المخلوقات التجأ إلى التحريف فلو كان هؤلاء مؤولة لما احتاجوا إلى الكلام عن الكيفية أصلا فتأمل.
قال الإمام الترمذي صاحب السنن بعد روايته حديث: "إِنَّ اللهَ يَقبَلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْخُذُها بِيَمِينِه"- الترمذي (662) - وتصحيحه له: (وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى، كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها ولا يُتوهم، ولا يقال: كيف). هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: (أمروها بلا كيف). وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: (هذا تشبيه). وقد ذكر الله عز وجل، في غير موضع من كتابه اليد، والسمع، والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات، ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: (إن الله لم يخلق آدم بيده). وقالوا: (إن معنى اليد هاهنا القوة). وقال إسحاق بن إبراهيم: (إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع. فإذا قال: سمع كسمع، أو مثل سمع. فهذا التشبيه، وأما إذا قال، كما قال الله تعالى: يد، وسمع، وبصر. ولا يقول: كيف. ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع. فهذا لا يكون تشبيهًا، وهو كما قال الله تعالى، في كتابه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى: 11] السنن (3/ 50، 51).
أما عن الحركة والإنتقال وغيرها من الألفاظ المبتدعة فقد تقدم الكلام عنها مرارا وتكرارا وموضوعنا يدور عن صفة النزول الثابتة في الكتاب والسنة وليس عن الحركة التي لم يثبت لفظها إلا في عقولكم فلا تخلط الحابل بالنابل.
حول عقيدة الإمام أبو عمر الداني رحمه الله:
24 - وقد حاول الجهمي جاهدا إثبات أشعرية مزعومة للإمام أبو عمر الداني رحمه الله مع أن موضوعنا لا يدور عن عقيدة كائنا من كان غير عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه لكن يبدوا أن عقدة الإستكثار بالرجال وتقديسهم أصبحت أصل من أصول جهمية العصر فقد قال هذا الجهمي:
وهو الإمام أبي عمر الداني الأشعري رضي الله عنه تلميذ
شيخ أهل السنة القاضي أبي بكر الباقلاني الأشعري
وهو علي مذهب أهل السنة والجماعة السادة الأشاعرة ومذهبه هو التفويض والتأويل فما هو الجديد في نقلك؟؟
قلت:
1 - دعواك بأن الإمام أبو عمر الداني رحمه الله قد تتلمذ على أبي بكر الباقلاني الأشعري إنما هي دعوة تحتاج إلى دليل فإنني بحثت في التراجم ولم أجد شيئا من ذلك فيا حبذا لو تتكرم علينا بمصدر ماذكرته فقد ألفنا منكم التدليس والتلبيس.وعلى فرض صدق ما قلته فإن هذا ليس دليل على جهمية أو أشعرية الإمام أبو عمر الداني إذ أن مشايخه كثيرون وقد توقي الإمام الداني بعد قرابة 30 سنة من وفاة الباقلاني فتأمل.
ومن مشايخ الإمام أبو عمر الداني رحمه الله:
عبد العزيز بن جعفر بن خواستي الفارسي.
- أبو الفرج محمد بن عبد الله النجاد.
- محمد بن يوسف، خال أبي عمرو الداني ويعرف بالنجاد أيضا
- عبد الله بن أبي عبد الرحم?ن المصاحفي.
- أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، سمع منه كتاب السبعة لابن مجاهد.
- أحمد بن عمر بن محفوظ.
- محمد بن عبد الواحد البغدادي.
- الحسن بن سليمان الأنطاكي.
- الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي.
وغيرهم كثير
2 - وأما دعواك بأنه كان مفوض أو محرفا مثلك فهذه الدعوى منقوضة بأدلة كثيرة منها ما ذكرت أنت بنفسك حيث نقلت عنه-رحمه الله- أنه قال:
(واستواؤه جلّ جلاله علوّه بغير كيفية ولا تحديد ولا مجاورة ولا مماسة) اهـ
وهذا تفسير منه للإستواء بالعلو مع عدم الخوض في الكيفية والألفاظ الفلسفية الجهمية المبتدعة (حد-مماسة-مجاورة .... ) على طريقة أهل السنة السلفيين الذين سميتهم حشويين وقد قيل (ضربني وبكى سبقني واشتكى) خلافا للمحرفة الذين فسروه بالإستلاء على العرش أو المعطلة الذين جعلوه كلاما أعجميا مبهما مثله مثل كلمات الحيوانات والدواب!!!!.
وكذلك قد نقلت عنه أيها الجهمي قوله ((
(يُتْبَعُ)
(/)
(ونزوله تبارك وتعالى كيف شاء، بلا حدّ، ولا تكييف، ولا وصف بانتقال ولا زوال) اهـ.
وهذا إثباتا منه للنزول بعيدا عن الخوض في الكيفية والألفاظ المحدثة (حد-انتقال-زوال ... ) فهل أنت تثبت نزول رب العالمين أم أنك من الراقصين على وتر التحريف تارة والتعطيل تارات؟!.
3 - وأما قوله رحمه الله ((((وأنه سبحانه فوق سماواته، مستو على عرشه، مستولٍ على جميع خلقه). وتحميلك له مالم يحتمل بقولك العجيب:
وهذا تفسير منه للإستواء بمعنى الاستيلاء.
فهذه من إحدى غرائبك-وما أكثرها- إذ لا يوجد في ما ذكره أبي عمر الداني تحريف الإستواء إلى الإستلاء كما ادعيت بل إنه رحمه الله أثبت لله تعالى:
-الفوقية بقوله (وأنه فوق سماواته مستو على عرشه) بخلاف جهيمة العصر الذين ضيعوا ربهم وضلوا ضلالا بعيدا فقالوا بأن الله لا داخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت ولا ... ولا .. إلى آخر تلك الجهالات والضلالات.
-الإستلاء على الخلق فهذا أمر ثثبته أهل السنة والجهمية والأشاعرة بل وجل الطوائف الإسلامية فكلنا متفقون بأن مستول على خلقه وقاهر لكننا نقول بأنه فوق سمواته على عرشه وأنتم تقولون لا داخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت.
فلا تخلط بين هذا وذاك.
هذا أولا ..
وثانيا: لقد حرفت وبترت كعادتك كلام الإمام الداني رحمه الله فلم تكمل باقي كلامه الذي يكشف عوارك ويعري اتهامك ويبين لمعجبيك مدى تعصبك وقبح كذبك وافتراءك وإني أوجه ندائي للقراء خاصة المعجبين منهم والمطبلين لهذا الذي يدعي أنه يرد على السلفيين في تلك المنتديات الجهمية وغيرها أن يعدوا كذبات وتدليسات هذا الرجل فقد عجزت عن عدها لكثرتها-والله المستعان- وإليك كلام الإمام الداني بسباقه ولحاقه:
«ومنْ قولهم: إنَّهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ سماواتهِ مستوٍ عَلَى عرشه، ومُسْتَوْلٍ على جميعِ خلقهِ، وبائنٌ منهم بذاتهِ، غيرُ بائنٍ بعلمهِ، بلْ علمهُ محيطٌ بهم، يعلمُ سرَّهم وجهرهم، ويعلمُ ما يكسبونَ عَلَى ما وردَ بِهِ خبرهُ الصَّادقُ، وكتابهُ النَّاطقُ فقالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، واستواؤه جلّ جلاله عُلُوُّه بغير كيفيةٍ، ولا تحديدٍ، ولا مجاورةٍ ولا مماسةٍ ...
قالَ جلّ جلاله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} [الحديد: 4]. يعني أَنَّ علمَهُ محيطٌ بهم حيثما كانوا، بدليلِ قولهِ: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12]. وقال عزَّ وجلَّ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]. وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16]، {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [الملك: 17]، وقال: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]، وقال: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ} [السجدة: 5] وقال: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، وقال: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]، وقال: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158]، وقال مخبرًا عَنْ فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36] الآية.
وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: 3] الآية. المعنى: وَهُوَ المعبودُ فِي السَّمَاوَاتِ وفي الأرضِ ...
وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] يعني: أَنَّهُ إلهُ أهلِ السَّمَاءِ، وإلهُ أهلِ الأرضِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولُهُ سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: 128]: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69] و: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] يعني: أنَّه يحفظهم وينصرهم ويؤيدهم، لا أنَّ ذاته معهم، تعالى الله عنْ ذلكَ علوًا كبيرًا، وقوله عزَّ وجلَّ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] الآية. يعني: أنَّه تبارك وتعالى عالمٌ بهم وبما خَفِيَ منْ سرِّهم ونجواهم بدليلِ قولهِ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [المجادلة: 7]، وقوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7] فابتدأَ الآيةَ بالعِلْمِ، وختمها بالعِلْمِ» [
الرسالة الوافية (ص129 - 132)، طبعة دار الإمام أحمد - الكويت - تحقيق: دغش بن شبيب العجمي.
فأين في كلامه هذا تفيسير الإستواء بالإستلاء أو القول بأن الله لا داخل ولا خارج؟
وليتأمل القارئ جيدا قوله مباشرة بعد الكلام المبتور الذي نقله الجهمي ((وبائنٌ منهم بذاتهِ، غيرُ بائنٍ بعلمهِ)) فبعد أن ذكر الإمام الداني إستيلاء الله على جميع خلقه ذكر بينونته وفوقيته عليهم لكن صاحبنا الجهمي بتر ذلك فما قول المنصفين العقلاء في هذا وغيره كثير!!!
4 - ومما يبطل افتراءك على هذا الإمام رحمه الله هو قوله في «أرجوزته» التي في عقودِ الدِّيانةِ:
كَلَّمَ مُوسى عبدَهُ تكليمًا ولم يَزَلْ مُدَبِّرًا حَكِيمًا
كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ وهو فوقَ عَرْشِهِ العَظِيمُ
والقولُ في كتابِهِ المُفَضَّلُ بأنَّهُ كلامُهُ المُنَزَّلُ
على رَسُولِهِ النَّبِيِّ الصَّادِقِ ليسَ بمخلوقٍ ولا بِخَالِقٍ))
فهل بعد كل هذا يصح اتهام هذا الإمام بالأشعرية أو الجهمية؟!
5 - ومن عجيب صنع هذا الجهمي أنه نقل كلام الإمام الداني الذي فيه إثبات بعض الصفات التي هي محل اتفاق بين السلفيين والأشاعرة ليلصق بدعة التمشعر بهذا الإمام فقد نقل إثبات الإمام الداني لكل من هذه الصفات (الحياة -القدرة-العلم-الإرادة-السمع-البصر –الكلام-البقاء) وكأن السلفيين لا يثبتونها! وكأن السلفيين يحرفونها أو يعطلونها!!!! وما درى المسكين أن إثبات الأشاعرة لهذه الصفات لهو حجة عليهم إذ ما الذي منعهم هاهنا من التحريف أو التعطيل الذي هو أصل من أصولهم!!
فلما أثبتهم هذه الصفات ولم تثبتوا البقية هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟!
إن إثباتكم لهذه الصفات وتحريفك أو تعطيلك للباقي بحجة التشبيه أو غيرها من الحجج الواهيات لهو أقوى ما ينقض أصولكم ويهدم بدعكم فإننا نلزمكم بأمرين للخروج من هذا التناقض:
الأول: - تأويل جميع الصفات دون تفريق بين الصفات الفعلية والصفات الذاتية طرداً للباب، وهي الطريقة العملية مع بطلانها.
الثاني:أن تغلقوا باب التأويل وتمروا نصوص الصفات على ظاهرها على ما يليق بالله فيلحقوا بالمثبتة من سلف هذه الأمة الذين عافاهم الله مما ابتلي به غيرهم من التناقض لتسليمهم لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام هذا المنهج السليم الموافق للعقل السليم والنقل الصحيح، ولسلامة هذا المنهج وبعده من التناقض ومن التكلف رجع إليه كثير من علماء الكلام في آخر حياتهم كما سيأتي.
ولأبي الوليد الأندلسي موقف فريد من المؤولة الذين يسرفون في التأويل كالمعتزلة ويدعون الناس إلى الأخذ بتأويلهم ويضرب لذلك مثلاً رائعاً حيث يقول: "ومثال من أول شيئاً من الشرع وزعم أن ما أوله هو ما قصد الشرع وصرح بذلك التأويل للجمهور، مثال من أتى إلى دواء قد ركبه طبيب ماهر ليحفظ صحة جميع الناس أو الأكثر فجاء رجل فلم يلائمه ذلك الدواء المركب العظيم لرداءة مزاج كان به ليس يعرض إلا للأقل من الناس، فزعم أن بعض تلك الأدوية، الذي صرح باسمه الطبيب الأول في ذلك الدواء العام المنفعة المركب لم يرد به ذلك الدواء الذي جرت العادة أن يدل بذلك الاسم عليه، وإنما أريد به دواء آخر مما يمكن أن يدل عليه بذلك الاسم باستعارة بعيدة، فأزال ذلك الدواء الأول من ذلك المركب الأعظم، وجعل في بدل الدواء الذي ظن أنه الذي قصده الطبيب، وقال للناس: هذا هو الذي قصده الطبيب الأول فاستعمل الناس ذلك الدواء المركب على الوجه الذي تأوله عليه المتأول، ففسدت به أمزجة كثير من الناس،
(يُتْبَعُ)
(/)
فجاء آخرون شعروا بفساد أمزجة الناس من ذلك الدواء المركب، فرأوا إصلاحه بأن أبدلوا بعض أدويته بدواء آخر غير الدواء الأول، فعرض من ذلك للناس نوع من المرض غير النوع الأول، فجاء ثالث فتأول في أدوية ذلك المركب غير التأويل الأول والثاني فعرض للناس من ذلك نوع ثالث من المرض غير النوعين المتقدمين، فجاء متأول رابع فتأول دواء آخر غير الأدوية المتقدمة، فعرض منه للناس نوع رابع من المرض، غير الأمراض المتقدمة، فلما طال الزمان بهذا المركب الأعظم، وسلط الناس التأويل على أدويته وغيروها وبدلوها، عرض منه للناس أمراض شتى حتى فسدت المنفعة المقصودة بذلك الدواء المركب في حق أكثر الناس، ثم قال أبو الوليد: وهذه هي حال الفرقة الحادثة في هذه الطريقة مع الشريعة، وذلك أن كل فرقة منهم تأولت في الشريعة تأويلاً غير التأويل الذي تأولته الفرقة الأخرى، وزعمت أنه الذي قصده الشرع، حتى تمزق كل ممزق، وبعد جداً عن موضعه الأول. ولما علم صاحب الشرع عليه الصلاة والسلام أن مثل هذا يعرض - ولا بد - في شريعته قال: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة" (1).
نقول تعليقاً على هذا المثل المضروب للمتأولة: "اسأل مجرباً ولا تسأل طبيباً". وأبو الوليد له تجربة طويلة مع علماء الكلام وله معهم صولة وجولة، فهو خير من يشهد لهم أو عليهم. واستشهادنا بكلامه لا يعني أنه محل رضانا مطلقاً، بل يؤخذ من كلامه ويرد كغيره من الرجال، بل هو فيلسوف أرسطي ومع ذلك له كلام يؤخذ بل يقدر كما رأيت. وقريب مما أنكره ابن رشد على أهل الكلام من الإسراف في التأويل، قول سهل بن عبد الله التستري حيث يقول: لا يخرجنكم تنزيه الله إلى التلاشي ولا يخرجنكم تثبيته إلى الجسد، أي التجسيد (الله يتجلى كيف يشاء) (2)
6 - إننا بلا شك لا ننكر أن الإمام الداني قد وقع في بعض أخطاء الأشاعرة وبدعهم فإننا ولله الحمد والمنة ليس لنا متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم لكننا نفرق بين الأخطاء الصادرة من علماء الإسلام الذين ينطلقون من أصول سنية سلفية فنعتذر لخطئهم ونرد عليهم وبين علماء البدعة و الهوى الذي تعتبر أخطاؤهم من قبيل البدع لكونها تنطلق من أصول بدعية فالإمام الداني رحمه الله قد خالف الأشاعرة فمسائل عدة ولا تحصى ووافق أهل السنة السلفيين في أصولهم إلا أنه وقع فيه بعض ما وقع في الأشاعرة لكن ليس كل من وافق قوم ألحق بهم وأنصح كل عاقل منصف أن يتجرد للحق ويعرف الرجال بالحق وليس الحق بالرجال كما هو حال هذا الجهمي فقد خرح بنا عن لب الموضوع إلى الكلام في الرجال وأشخاصهم والإستكثار بهم وكأن الحق يعرف بهم؟!!
يتبع ....
-----------
(1) ٍ الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة بتحقيق مصطفى عبد الجواد عمران الطبعة الثالثة في 1388هـ.
(2) راجع المعارضة والرد لسهل بن عبد الله التستري المتوفي 283هـ، تحقيق وتعليق الدكتور كمال جعفر ص: 75.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[29 - Aug-2009, صباحاً 02:47]ـ
25 - كعادة هذا الجهمي: لقد اقتبس كلام الإمام ابن عبد البر السلفي المعروف ثم بدلا من أن يتعقبه حاول جاهدا الحيدة عنه بإثبات أشعرية مزعومة لهذا الإمام رحمه الله فاقتبس كلاما كنت قد اشتهدت به في موضوعي (دك حصون المفترين بإثبات النزول رب العالمين) وهذا نصه:
((وقد قال قوم: إنه ينزل أمره وتنزل رحمته ونعمته. وهذا ليس بشيء ,لأن أمره بما شاء من رحمته ونقمه ينزل بالليل والنهار بلا تقويت ثلث الليل ولا غيره)) ..
ثم علق عليه قائلا:
أنظر الي جهل الاخ واذا كان قد اطلع علي كتب الامام ابن عبدالبر وجمع بين النصوص لفهم معني قول ابن عبدالبر ولكنه الهوي الوهابي!!!!
قلت: بل الجهل جهلك فإنك لا تفتأ تحرف كلام الله ثم كلام خلقه إذ هذا الكلام للإمام ابن عبد البر في غاية البيان والوضوح فهو يرد على تحريفكم للنزول بنزول الأمر والرحمة ويبين لكم أن نزول رحمته وأمره ليس خاصا بالثلث الأخير من الليل فقط بل هو نزول على الدوام فليس في كلامه ما يحتاج إلى تحريف على طريقة المعتزلة والجهمية لكنك استحييت أن تصف هذا الإمام بالتجسيم وترميه بالوهابية فابشرك يا من تدعي الأشعرية أن الإمام ابن عبد البر قد انتقدكم وبدعكم بإسمكم الصريح بل وذهب إلى أكثر من ذلك فرد شهادتكم وأمر بهجركم وتأديبك فقال رحمه الله: لا تجوز
(يُتْبَعُ)
(/)
شهادة أهل البدع و أهل الأهواء. أهل الأهواء عند مالك و سائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء و البدع أشعرياً كان أو غير أشعري و لا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً و يهجر و يؤدّب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب ". (جامع بيان العلم و فضله 2/ 96) ا. هـ.
فهل بعد هذا تزعم أنه كان أشعريا وهو يبدعهم ولا يرى صحة شهادتهم بل يأمر بهجرهم وتأديبهم؟!
ذكر الرواية ابن عبدالبر في (التمهيد) 7/ 143 عن مالك (بأنه ينزل أمره ورحمته) فلم يستبعدها لا من حيث السند ولا من حيث المتن بل قدمها أولاً بقوله:
((وقد قال قوم من أهل الأثر أيضا أنه ينزل أمره وتنزل رحمته)) اهـ.
ثم ذكر إسنادها إلى مالك .. وعقب عليها بقوله:
((وقد يحتمل أن يكون كما قال مالك رحمه الله على معنى أنه تتنزل رحمته وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك من أمره أي أكثر ما يكون في ذلك الوقت، والله أعلم ... )) اهـ.
قلت:
هذا من تلبيس وتدليسك وبيان ذلك من أوجه:
الأول: إن الرواية التي ساقها الإمام ابن عبد البر قد تعقبها بعد ذلك بقوله ((((وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك، وغيره))، فلم ينسبه لمالك.
الثاني: إن الإمام ابن عبد البر لم يحرف نزول رب العالمين إلى نزول الرحمة إنما أثبت نزوله أولا ثم نزول رحمته ثانيا وبعدها بين مقصود كلام الإمام المالك-في حالة إن صح- فبرأ الإمام المالك من التحريف رواية ودراية .. أما رواية فقد ضعفها بقوله ((وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك) أي لم ينسبها للإمام مالك وأما دراية فبين أن هذا القول ليس بتحريف بل هو إثبات الأمرين معا:
-نزول رب العالمين.
-ونزول رحمته وعفوه واستجابته.
ومما يدل على أن الإمام ابن عبد البر لا يجزم بصحة هذه الرواية المنسوبة للإمام مالك رحمه الله هو قوله في كتابه الإستذكار ((ولو صح ما روي في ذلك عن مالك كان معناه أن الأغلب من استجابته دعاء من دعاه من عباده برحمته وعفوه يكون في ذلك الوقت)) الاستذكار ق/79) مخطوط في المحمودية.
أما تحريف نزول رب العاملين إلى نزول رحمته فقط فقد رد عليها بقوله ((وقد قال قوم: إنه ينزل أمره وتنزل رحمته ونعمته. وهذا ليس بشيء ,لأن أمره بما شاء من رحمته ونقمه ينزل بالليل والنهار بلا تقويت ثلث الليل ولا غيره)) وبهذا نكون قد جمعنا كل كلام الإمام ابن عبد ليتبين قوله الفصل في المسألة كما يتبين تلبيسك ومراوغتك البائسة في ذلك.
وأما قوله رحمه الله ((وقد قالت فرقة منتسبة إلى السنة: إنه ينزل بذاته!، وهذا قول مهجور، لأنه تعالى ذكره ليس بمحل للحركات ولا فيه شيء من علامات المخلوقات)) اهـ.
فليس فيه إثبات أشعرية هذا الإمام خاصة وأنه بدعهم وأمر بهجرهم لأن لفظ (بذاته) لم ترد في الكتاب ولا في السنة فلا حاجة لعقد الولاء والبراء على هذه الألفاظ أصلا وهو إنما يرد اللفظ لا المعنى فقد قال رحمه الله (("أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن الكريم والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة" أهـ.
هذا وقد ذكر رحمه الله من الأقوال في النزول بأن الله ينزل بذاته ((وروى عن نعيم بن حماد قوله: حديث النزول يرد على الجهمية قولهم وقال نعيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه)) التمهيد (7/ 144).
ولكنه-رحمه الله- لم يرتضي هذا القول بل رده معللا ذلك بأنه يلزم منه التكييف كما نقل صاحبنا الجهمي عنه ذلك.
وقد تكلم أبو قاسم التميمي عن هذا اللفظ (بذاته) بعد أن روى حديثا ضعيف حول ذلك فقال ((وقد يكون المعنى صحيحا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور ,كما لو قيل إن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض, وهوبنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته استوى على العرش, ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها بنفسه وهو بنفسه فعلها فالمعنى صحيح, وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن مرفوعا)) شرح حديث النزول لشيخ الإسلام ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان الإمام ابن عبد البر ينكر هذا اللفظ فغيره كثير من السلف الصالح وغيرهم يثبتها كما نقل الإمام أبو نصر السجزي قول الكثير من السلف في ذلك فقال في الإبانة ((وأئمتنا كسفيان الثوري, ومالك بن أنس, وسفيان بن عيينة ,وحماد بن زيد, وحماد بن سلمة, وعبد الله بن المبارك, وفضيل بن عياض, وأحمد بن حنبل, وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي, متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان)) ..
وقد تقدمت أثار السلف حول هذا في أول البحث فلا داعي للتكرار.
والجدير بالذكر أن ابن القيم-رحمه الله- ذكر أن أهل السنة (=السلفيين) اختلفوا في جواز اطلاق بأن الله تعالى ينزل بذاته أولا. على ثلاثة أقوال:
أحدهما: أن ينزل بذاته
الثاني: لا ينزل بذاته
الثالث: ينزل لكن لا يقال بذاته ولا بغير ذاته, بل يطلق اللفظ كما أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم ,ويسكت عما سكت عنه)) مختصر الصواعق (2/ 252 - 253).
وهذا الأخير هو الذي قرره ابن عبد البر.ولا شك أن قول لأهل السنة السلفيين.
أما تقييد النزول بأنه بذاته فهذا لم يكن معروفا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم وإنما أطلقه الأئمة-رحمهم الله- لمواجهة المبتدعة من الجهمية ونحوهم ممن يقول إن الله في كل مكان أو يقول أن النازل أمره ورحمته ونحو ذلك.
ويلاحظ أن تقييد من قيد النزول بأنه بالذات ,إنما يأتي غالبا في الرد على الخصوم ,لا في معرض تقرير العقيدة ابتداء والفرق بين المقامين واضح.
ولا يلزم على قول من قال بنزل بذاته شيء من التكييف لأن من قال بذلك يقول إنه ينزل بذاته كيف يشاء سبحانه نزولا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته ولا يشبه نزول المخلوقين.
وأما نقلك لنفي الإمام ابن عبد البر لألفاظكم المبتدعة (جسم-حد-حركة) فهذا أقوى دليل على سلفيته الخالصة إذ أن طريقة السلفيين في رد ألفاظكم المبتدعة على ضربين:
الأول: إما نفيها جملة وتفصيلا كما فعل الإمام ابن عبد البر.
الثاني: أو الإستفصال في معناها فإن كان حقا قبلناها وتركنا اللفظ وإن كانت باطلة رددنا واللفظ على حد سواء وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذه بعض نصوص الإمام ابن عبد البر تبين سلفيته المحضة وبراءته من الأشعرية والجهمية:
-لقد تقدم تبديع ابن عبد البر لأهل الكلام بما فيهم الجهمية والأشاعرة وقوله بهجرانهم وتأديبهم
موقفه من نصوص الصفات:
-قال رحمه الله ((لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه, على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له. ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن)) التمهيد (7/ 137)
-وقال رحمه الله ((ليس في الإعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ماجاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتمعت عليه الأمة, وما جاء من أخبار الأحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه) جامع بيان العلم وفضله (2/ 96).
-وقال رحمه الله ((ولا يصفه ذوو العقول إلا بخير, ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه, أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم, فلا نتعدى إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير ,فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) التمهيد (7/ 145).
ويقصد بالقياس هنا قياس صفات الخالق على صفات المخلوقين كما هو حالكم معشر الجهمية والأشاعرة فإنكم لم تلتجأوا إلى بدعة التحريف أو التعطيل إلا بعد أن توهمت عقولكم المريضة التشبيه فقاست خالقها على المخلوقات والحسيات فهربت من هذا المرض إلى مرض آخر سمته بالتأويل أو التنزيه وكان الأولى أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتعلم أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير.
-وقد أنكر رحمه الله حمل نصوص الصفات على المجاز ونقل الإجماع على ذلك كما تقدم .. وقال كذلك ((ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته, حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز ,إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزلنا إلينا من ربنا إلا على ذلك)) (7/ 131)
-ويقرر رحمه الله بأن الجهل بكيفية الصفة لا يلزم نفي معناها فيقول ((وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء. وقد أدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح ,يوجب أن ليس لنا أرواح وكذلك ليس جهلنا بكيفيته على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه)) التمهيد (7/ 137).
(يُتْبَعُ)
(/)
-ولا ينسى ابن عبد البر في هذا المقام أن يرد على المعطلة أمثالكم الذين يصفون مثبتة الصفات من أهل السنة بالمشبهة.فيرد عليهم ويبين أن إثبات الصفات الواردة في الشرع ليس من التكييف ولا من التشبيه في شيء: وفي هذا يقول ((ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء)) الاستذكار ق/78 مخطوط المحمودية.
-والإمام ابن عبد البر يرى إثبات صفة العلو ويدلل عليها ويرد على شبهات من نفاها من الجهمية والأشاعرة.
ومن ذلك قوله في معرض حديثه عن النزول:
((وفيه دليل على أن الله-عز وجل-في السماء على العرش من فوق سبع سماوات, كما قالت جماعة, وهو من حججهم على المعتزلة والجهمية, في قولهم أن الله في كل مكان ,وليس على العرش ,والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله-عز وجل- ((الرحمان على العرش استوى)) .. وقوله (إليه يصعد الكلم الطيب)) .. وقال جل ذكره (سبح اسم ربك الأعلى)) وهذا من العلو .. والجهمي يزعم أنه أسفل .. وقال لعيسى (إني متوفيك ورافعك إلي) .. وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة) التمهيد (7/ 129 - 131) باختصار.
ويذكر الدليل الفطري فيقول ((ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا داهمهم أمر وكربهم غمر يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله -عز وجل- في الكشف عنهم)) التمهيد (8/ 106) مخطوط في المكتبة الملكية.
26 - ولا يزال الجهمي جاهدا يحاول إلصاق تهمة الأشعرية وبدعتها على الأئمة الذين استشهدت بأقوالهم حتى يهرب من الرد عليهم بالحجج والبراهين فقد اقتبس الجهمي كلام الإمام السلفي الإمام أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله (449ه): والذي فيه قوله (((ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف، بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه، ويُمِرُّون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله)
وكنت قد علقت عليه بقولي: ((قوله: (يَكِلون علمه إلى الله) يقصد به علم كيفية النزول، فقد استأثر الله بعلم الكيف، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [سورة الشورى، الآية: 11]).
فاستنكر علي الجهمي ذلك فراح يسب ويشتم ليواري ضعف حجته فقال:
أقول انظر الي أصحاب السفه والفهم السقيم
ييستند الي أقول الإمام العلامة الصابوني الأشعري علي طريقة أهل الحديث الصوفي بل ويشرح معني كلماته!! أرأيتم سفه أكبر من ذلك وتحريف بغيض أبغض من ذلك؟؟
فالإمام الصابوني يقول
(ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف، بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه، ويُمِرُّون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله)
فقوله: من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف
اي إثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه
فيأتي الاخ بقول جديد فيقول
قلت: قوله: (يَكِلون علمه إلى الله) يقصد به علم كيفية النزول، فقد استأثر الله بعلم الكيف، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل
وما النزول إلا حركة والإنتقال الذي ترمي اليه منذ بداية مقالك!!
فأين قصد شيخ الإسلام الصابوني ما قلت؟؟
فنفي الكيف نفي للتشبيه ابتداءً, وذلك مغاير لقول الوهابيَّة هداهم الله إذ يقولون بوجود كيف لكن من غير أن نعلمه ... فالفرق واضح للأعمي قبل البصير فلا تنشر أكاذيبك في المنتديات لتفتن الناس في دينهم.
هناك فرق بين إثبات المعنى الظاهر للصفة وبين إثبات معنى تتعلق به الصفة فكلام الإمام الصابوني بلا تمثيل ولا تكييف بل إثباتها وتقف عند هذا الحد فلا تتعدى وتقول معناها معروف فهذا من التشبيه القبيح.
كما أن الكتاب الذي تنقل منه هذه الأقوال عليه بعض التعقيبات حتي من السلفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل سردها نقول لك اتنقل من صوفي أشعري على طريقة أهل الحديث ومنهجه التفويض وهو مذهب بعض السلف الصالح وهو مذهب
السادة الأشاعرة ومذهبنا التفويض والتأويل!!.
قال ابن القيم
اجتماع الجيوش الإسلامية [جزء 1 - صفحة 155]
الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته
أقول وبالله أصول وأجول:
أولا: إن رميك لي بالسفه والفهم السقيم لهو دليل على إفلاسك وضعف حجتك وبعدك عن جادة السلف إذ لو كان لك حجة في بيان مقصد قول الإمام الصابوني لذكرتها لكنك لم ولن تتمكن من إثبات أشعرية أو جهمية لهذا الإمام السلفي .. وإلا فقد ثبتت عليك الكذبات وانتشرت عنك التحريفات, وموضوعك هذا نموذج حي للتدليس والكذب والسفه الذي أصبح أكبر علامات بني جنسك من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة.
ثانيا: إن السفه كل السفه أن تزعم بلا حياء أن ظاهر كلام الله يوهم التشبيه بقولك (((فقوله: من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف
اي إثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه)) ..
بل إن كلام الصابوني الذي تناولته بتحريفك لأقوى رد على من زعم وادعى وافترى بأن ظاهر الآيات يوهم التشبيه فهو على طريقة أهل السنة يثبت الصفة على ظاهرها ثم ينفي عنها التشبيه والتكييف بخلافكم أيها الجهمية فإنكم تحرفونها وتعطلونها بعد أن تتهموا التشبيه فيها فأنتم المشبهة الأولى ثم المحرفة ثانيا فالمعطلة
ثالثا: لقد ابعدت النجعة في قولك ((وما النزول إلا حركة والإنتقال الذي ترمي اليه منذ بداية مقالك!!
فأين قصد شيخ الإسلام الصابوني ما قلت؟؟)) لأن هذا الفهم للنزول إنما هو فهمك الذي دفعك إلى التحريف والتعطيل فأنت لم تفهم من النزول إلا الحركة والإنتقال كما لم تفهم من اليد إلا جارحة فأردت أن تهرب من هذا الفهم السقيم فلم تجد ما يسعفك إلا التحريف أو التعطيل لك مذهبا تتشربه وليتك وقفت عند هذا الحد بل رحت تفتري على أهل السنة السلفيين وزعمت أنه يقولون بذاك الفهم الذي أورده الشيطان في ذهنك لتهرب منه فرميتنا بما توهمت في الأول لتواري سوء فعلتك وتغطي بدعة التعطيل والتأويل التي أنتم عليها.
رابعا:-أما قول الصابوني رحمه الله ((ويَكِلون علمه إلى الله))
فهوفي غاية الوضوح فإنه يريد به حقيقة ما عليه الصفة وكيفيتها بدليل إثباته لها على ظاهرها ومنعه من التعرض لها بتأويل وغيره.فلو كان اللفظ غير مفهوم لم يكن إمراره على ظاهره معنى ,كيف وقد بين وجوب إمراره بلا تشبيه ولا تكييف , ونقل إجماع الأمة على علو الله تعالى على خلقه واستواءه على عرشه بمعنى العلو فقال في الإستواء والعلو كما في رسالته في السنة: ((ويعتقد أصحاب الحديث، ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه، وعلماء الأمة , وأعيان الأئمة من السلف، لم يختلفوا أن الله على عرشه، وعرشه فوق سمواته). انتهى. وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب «العلو» وابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» وأقروه.
وقد ذكر رحمه الله حديث الجارية (أين الله) ثم قال ((فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء ,وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية)) عقيدة السلف وأهل الحديث (ص44 - 45).
وكذلك مما يبطل بدعة التعطيل عن هذا الإمام هو قوله الفصل في هذه المسألة الذي أورده قبل الكلام الذي اقتبسته أنت ثم حرفته فكان لا بد أن نأتي بكلامه سباقا ولحاقا:
قال رحمه الله حاكيا عن عقيدة أهل الحديث ((
ويثبتون له جلا جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه ,وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ,ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه ,فيقولون: خلق آدم بيده ,كما نص سبحانه عليه في قوله-عز من قائل- ((يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت ببدي) ص75 ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين ,تحريف المعتزلة الجهمية ,أهلكهم الله ,ولا يكيفونها بكيف أو تشبيههما بأيدي المخلوقين ,تشبيه المشبهة خذلهم الله ,وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتكييف ,ومن عليهم بالتعريف والتفهيم, حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه, وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه واتبعوا قول الله عز وجل (ليس كمثله شيء وهو السميع
(يُتْبَعُ)
(/)
البصير) الشورى11
وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت به الأخبار الصحاح؛ من السمع، والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقوة، والقدرة، والعزة، والعظمة، والإرادة، والمشيئة، والقول، والكلام، والرضى،والسخط، والحب والبغض، والفرح، والضحك، وغيرها؛ من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين؛ بل ينتهون فيها إلى ماقاله الله تعالى وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليه، ولا إضافة إليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه؛ بتأويل منكر يستنكر، ويجرون على الظاهر ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله؛ كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: ((َوالَراسخُونَ فيِ العِلمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)) المصدر السابق (ص36 - 39).
فقوله ((وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه)) وقوله ((ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب وتضعه عليه) يوضح معنى قوله (ويجرون على الظاهر) فتهوى بذلك تهمة التعطيل عن هذا الإمام وتتبين سلفيته الناصعة بأقوى صورها وتنكشف حقيقة هذا الجهمي الذي لا يفتري على كتاب الله ويزعم أن معناه يستلزم التشبيه فيظهر بذلك من هم أحق بالوصف بالسفه والجهل الذين تكلم عنهم الإمام الصابوني نفسه فكفانا المؤونة .. ومن عجائب صاحبنا الجهمي أنه يرتضي مذهب التأويل (التحريف) ويشيد به على أساس أنه من أقوال السنة!! بخلاف الإمام الصابوني الذي ذمه وألحقه بالبدع فهل بعد ذلك تصح نسبه الأشعرية لهذا الإمام؟!
فاعتبروا يا أولي النهى والأبصار.
خامسا:-أما قولك الذي أضحكت عليه العقلاء والجهلاء على حد سواء ((فنفي الكيف نفي للتشبيه ابتداءً, وذلك مغاير لقول الوهابيَّة هداهم الله إذ يقولون بوجود كيف لكن من غير أن نعلمه)) فلست أدري من أين لك بهذا التأصيل والتقعيد إذ لو كان نفي الكيف له علاقة بنفي التشبيه فلما نرى الإمام الصابوني ينفي التشبيه والكيف معا؟ إذا لوكان نفي أحدهما يقتضي نفي الآخر لما كان لذكرهما معا فائدة لما فيه من اللغو في الكلام والتكرار فيه؟!
وإن من سميتهم زورا وبهتا بالوهابية كذلك لا يكيفيون شيء من الصفات إذ الكيف عندهم مجهول ولا يعني ذلك أنه منفي تماما إذ مالا كيفية له يعتبر معدوما, وإثبات الصفة يلزم أن لها كيفية إلا أنها مجهولة عندنا لم يخبرنا الله بها فنفوضها.
فمعنى قول أئمة السلف (بلا كيف) أو قولهم (الكيف غير معقول) أي من دون الخوض في الكيفية. قال ابن حجر المكي الهيتمي " قال بعض العلماء: يجب السكوت عن (كيف) في صفاته وعن (لِمَ) في أفعاله " فتح المبين شرح الأربعين 73 ط: دار الكتب العلمية.
وروى الدارقَطني بسنده عن العباس الدوري قال " سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام ". وذكر بعض أحاديث الصفات كحديث الرؤية وأن الله يضع قدمه في جهنم - ثم قال " هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا شك فيها، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف يضحك؟ قلنا: لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره)) رواه الدارقطني في الصفات 39.
وقد حدد الحافظ ابن حجر معنى " بلا كيف " حين قال بأن السلف " لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تُعلم كيفيته بالعقل، لكون العقول لها حد تقف عنده " فتح الباري 3 1: 350 و
فقوله " لا تُعلم كيفيته بالعقل " يُبطل تحريف الجهمية والأحباش وأمثالهم ممن يفسرون لفظ (غير معقول) أي (غير ممكن).
قال القرطبي " ولم ينكر أحد من السلف استواءه على عرشه وإنما جهلوا كيفية الاستواء" تفسير القرطبي 7/ 140.أي أن العقول لا تدرك الكيفية، وقال أبو بكر الإسماعيلي في حكاية مذهب أهل السنة " فإن الله انتهى إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه " سير أعلام النبلاء 16/ 295 تذكرة الحفاظ 3/ 949.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا يوجه قول الإمام المالك الذي كنت تتستر وراءه الذي قال فيه (((والكيف غير معقول)) لأن سائل مالك إنما أراد العلم بالكيفية ولم يكن معنى سؤاله: هل له كيفية أم لا. ورواية مالك " والكيف مجهول " تؤيد ذلك وهي رواية ثابتة عنه. واستشهد بها الايجي مع روايته لها عن أحمد نظرا لبُعده عن السمعيات وغرقه في المنطق والفلسفة وكذا الغزالي والجويني وفي الفقه الأكبر.
ووما يدل على هذا كذلك هو قولهم" بلا كيفية " تارة وقولهم " كيف يشاء " تارة أخرى كما قال الشافعي " وأن الله يقرب من خلقه كيف يشاء، وينزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء " (1) وكما قال ابن المبارك حين سئل عن حديث النزول - كيف ينزل؟ أجاب "ينزل كيف يشاء " (2)
فقوله كيف يشاء إثباتٌ لوجود كيفية بلا تشبيه لها بكيفيات المخلوقين لكننا لا نعلمها.
سادسا: يبدوا أن صاحبنا الجهمي قد ابتلي بهوس التعصب للرجال وتقديسهم فبدلا من أن يرد على كلام الأئمة الذين استشهدت بهم راح يحاول جاهد إثبات أشعريتهم وما درى المسكيين أنه يحاور سلفي لا يهمه إلا الدليل بغض النظر عن صابحه, وتظهر العصبية في أبشع صورها في قوله (((كما أن الكتاب الذي تنقل منه هذه الأقوال عليه بعض التعقيبات حتي من السلفية)).
مع أنني لم أنقل إلا المصادر الذي ذكرتها فهب أن الكتب التي نقلت منها عليها تعقيبات فما الذي يضرني في ذلك إن كنت اتبعت الدليل وأخذت بالحق إذ من المعلوم أنه كل يؤخذ من قوله ويرد؟! ..
سابعا:-وقد حاول الجهمي أن يكذب نسبة الرسالة إلى الإمام الصابوني بعد أن علم أن تحريفه لبعض نصوصها قد يتفطن إليه الجاهل قبل العاقل فهرب من هذه الفضيحة إلى فضيحة قد تكون أخف من التي قبلها فجاء بحجج واهيات لم يسبقه فيها أي أحد من المحقيقين ألبتة كدعوى ((أن الكتاب نسخته الخطية سقيمة وناقصة ولهذا لم يتخذها محقق الطبعة الثانية أصلا.)).
ودعوى ((: هناك اختلافات كثيرة بين النسخة الخطية وبين المطبوعات السابقة القديمة كالمنيرية، وفي الخطية دائما تأتي كلمة "أهل السنة" بدلا من كلمة "أهل الحديث"!!.)).
ولوسلمنا بهذه الحجج الواهية لما صح لنا كتاب ولما صحت نسبة كتاب البخاري للبخاري ولا صحيح مسلم لمسلم إذ مثل هذه الخلافات في بعض الألفاظ والعناوين أو نقص في المخطوطات أمر حاصل في الكثير من الكتب ولهذا وجد علم الجرح والتعديل وغيره من فنون التحقيق!
الجواب على روايات ابن عساكر:
27 - وقد استند الجهمي إلى بعض روايات ابن عساكر منها:
النص الأول:
- (في تبيين كذب المفتري ص112
قال الإمام الحافظ قدس الله روحه: وإنما كان إنتشار ما ذكره أبو بكر البيهقي رحمه الله من المحنة وإستعار ما أشار باطفائه في رسالته من الفتنة مما تقدم به من سب حزب الشيخ أبي الحسن الأشعري في دولة السلطان طغرلبك ووزارة أبي منصور بن محمد الكندري وكان السلطان حنفياً سُنياً وكان وزيره معتزلياً رافضياً فلما أمر السلطان بلعن المبتدعة على المنابر في الجمع قرن الكندري للتسلي والتشفي اسم الأشعرية بأسماء أرباب البدع وامتحن الأئمة الأماثل وقصد الصدور الأفاضل وعزل أبا عثمان الصابوني عن الخطابة بنيسابور وفوضها إلى بعض الحنفية)).
قلت: ولا يوجد هاهنا إثبات لأشعرية الإمام الصابوني قط! إنما كل ما في هذا القول بيان عداوة أبي منصور بن محمد الكندري المعتزلي الرافصي للأشاعرة والسلفيين على حد سواء.
النص الثاني:
في تبيين كذب المفتري ص113
كتب الإمام القشيري الشافعي ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه كان إماما من أئمة أصحاب الحديث ومذهبه مذهب أصحاب الحديث تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين من الملة سيفا مسلولا ومن طعن فيه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة. بذلنا خطوطنا طائعين بذلك … وكتبه عبد الكريم بن هوازن القشيري (الشافعي) … وكتبه عبد الله بن يوسف (أبو محمد الجويني الشافعي) … وكتبه إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (أبوعثمان الصابوني الشافعي) … إلخ
قلت: وحتى السلفيون لا ينكرون إمامة أبي الحسن الأشعري وعلمه وبراءته منكم جملة وتفصيلا.
النص الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
مدحه لكتاب الإبانة الأصلي وغير الحرف كما سنذكر في ردنا على شبهة أقوال الإمام أبي الحسن الأشعري.
وقال أيضاً ابن عساكر رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري ص/389):
(ولم يزل كتاب الإبانة مُستصوباً عند أهل الديانة , وسمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشار البوشنجي المعروف بالخسروجردي الفقيه الزاهد يحكي عن بعض شيوخه أن الإمام أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني النيسابوري ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا وبيده كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري , ويظهر الإعجاب به , ويقول: ماذا الذي يُنكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه. فهذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان.) اهـ.
قلت: الإستدلال بمثل هذه الحكاية على أشعرية الصابوني خطأ فادح لأمور:
الأول: أنه أمر غير مستغرب لأن كتاب (الإبانة) ألفه الأشعري في آخر عمره وقد مشى فيه على طريق السلف والسلفيين فلذلك نقول: إن كان الأشعرية هي ما عليه الأشعري في الإبانة فحيهلا, وأما إن كانت على ما عليه الأشاعرة المتأخرون فلا وألف لا.
الثاني: أن شيوخ أشاعرة وجهمية العصر قد ذموا كتاب الإبانة وقدحوا فيه فمن ذلك ما قاله شيخكم الجهمي المعروف سعيد فودة في كتابه "بحوث في علم الكلام" (ص41):
" وبعد الدراسة لهذه المرحلة دراسة مدققة توصلت إلى أنه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتى وصلوا إلى أطراف التجسيم بل كثير منهم كان قد غاص فيه, والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريا الساجي المتوفى سنة 307هـ, ومنه عرف الأشعري مقالة الحنابلة وعقائدهم, وعلى إثر هذا ألف كتابه "الإبانة عن أصول الديانة"؛ هذا الكتاب الذي قال فيه الكوثري: إن الإمام الأشعري حاول بهذا الكتاب أن يتدرج بالمجسمة من أحضان التجسيم ليرفعهم إلى أعتاب التنزيه, ولا شك أن هذا الكتاب كان بعد أن رأى الأشعري مدى اختلاط الحنابلة بعقائد المجسمة؛ فأراد أن يرفعهم عن هذه الدرجة فألف كتاب "الإبانة", وألف كثيراً من الكتب نحو "اللمع" و"رسالة إلى أهل الثغر" وغيرها! "
وقال شيخكم الجهمي أيضا في (غرر الفوائد في علم العقائد) ص 31 نسخة وورد:-
"وبعد الدّراسة لهذه المرحلة دراسة مدقّقة توصّلت إلى أنّه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتّى وصلوا إلى أطراف التجسيم، والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريّا السّاجيّ المتوفّى سنة 307 هـ، وعنه أخذ الأشعريّ مقالة الحنابلة، وعلى إثر هذا ألّف كتابه الإبانة عن أصول الدّيانة، وألّف بعده كثيرا من الكتب نحو اللّمع، ورسالة إلى أهل الثّغر وغيرها ....... ".
يتبع ......
--------
(1) عون المعبود 13/ 41 و 47 وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي 1/ 283.
(2) رواه البيهقي في الأسماء والصفات 569 نسخة حيدر 2/ 198 – 199.
ـ[زياني]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 08:01]ـ
لقد تواتر أن الله تعالى يجئ لفصل الحساب، وصح أنه يتقرب ويدنوا لمن شاء من عباده، وأنه من تقرب منه شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب منه ذراعا تقرب إليه الله باعا، وأن من أتاه يمشي أتاه هرولة، كما يليق بجلاله، وهل يكون هذا إلا بحركة كما قال الدارمي وغيره، يؤيد ذلك أن دلالة التضمن في لغة العرب التي جاء بها القرآن هي دلالة اللفظ على شئ من معناه، وهل الحركة إلا شئء داخل في المشي والمجئ والنزول والهرولة، وليس في هذا تشبيها أصلا، لأنا نثبتها إثباتا حقيقيا يليق بجلال الله تعالى،
أما عن الصعود لله تعالى فهو ثابت بلا شك، لأن الأحاديث المذكورة فيها: "أن الله ينزل كل ليلة في الثلث الأخير من الليل حتى يطلع الفجر"، فدل بمنطوقه أنه ينزل آخر كل ليلة، ودل بمفهومه أنه إذا انتهى الليل صعد، ومن المعلوم أن مفهوم المخالفة إذا جاء بصيغة الغاية وهي هنا حتى الغائية فإنه يصير قويا جدا، يزيد ذلك بيانا أنه جاء في كثير من الأحاديث زيادة:" فإذا طلع الفجر صعد"، وفيما أذكر أن الدارقطني قد قال عن بعضها فيما معناه: زاد في الحديث يونس بن أبي إسحاق زيادة حسنة"، وكذلك زادها غيره، والمسألة تحتاج لجمع أكبر وإنما كتبت هذا عن عجلة والله أعلم.
أبو عيسى الزياني
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 03:07]ـ
أخي الكريم زياني أشكرك على تعقيبك ومرورك الطيب لكن لي على ماقلت كلام بسيط:
أولا: ما تفضلت به عن (الحركة) فإنني أقول بالمعنى الذي قلت لكن الأجدر والأحسن ترك مثل هذه الألفاظ المجملة كما لايخفاك .. وأهل السنة لا يثبتون إلا ما أثبت الله لنفسه فإن كان المخالفون من الجهمية والأشاعرة وأهل الكلام عموما يقصدون بالحركة أن الله ينزل ويأتي ويجيء فهذا حق ولن نترك كلام ربنا نبينا عليه الصلاة والسلام لتسميتهم إياه حركة أو إنتقال.
أما إن كانوا يقصدون بالحركة أن الله يماثل المخلوقات في تحركاتهم وانتقالاتهم فهذا باطل ننفيه جملة وتفصيلا.
و الأمر كما قال شيخ الإسلام في مسألة الحركة في موضعه من الفتاوى
(والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص فيثبت ما أثبته الله ورسوله باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه وهو أن يثبت النزول والإتيان والمجيء، وينفي المثل، والسمي، والكفؤ، والند) اهـ.
ثانيا: أما عن الصعود-بعد النزول-فلم أقف على حديث واحد يقول بذلك فيا حبذا لو تذكر لنا ذلك بارك الله فيك حتى نثبت ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 10:40]ـ
مراحل توبة أبي الحسن الأشعري الثلاث:
28 - وادعى الجهمي أن أبي الحسن الأشعري لم يمر بثلاث مراحل إنما فقط مرحلتين ألا وهما: الإعتزال ثم مسلك ابن كلاب الذي جعله هذا الجهمي من مذاهب أهل السنة والجماعة ,ولم يأتي بدليل ولا حجة واحدة قط فنفي المراحل الثلاث إنما فقط كلام مجمل لبعض الأئمة أذكر منها:
قال الامام ابو بكر بن فورك رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري صـ128)
((انتقل الشيخ ابو الحسن الاشعري علي بن إسماعيل الاشعري رضي الله عنه من مذهب المعتزله الى نصرة مذاهب السنه والجماعه بالحجج العقليه وصنف في ذلك الكتب))
قال الإمام ابن خلكان في وفيات الأعيان (3/ 284)
((هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب السنه ... وكان ابو الحسن أولاً معتزلياً ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصره يوم الجمعه))
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلأ (15/ 89)
((وبلغنا أن أبا الحسن تاب وصعد على منبر البصره وقال:إني كنت أقول بخلق القرآن ... وإني تائب معتقد الرد على المعتزله))
وغيرها من أقوال أهل العلم التي تنص على توبة الإمام الأشعري من الإعتزال, ومن المعلوم أن توبة الأشعري من الإعتزال ليس محل خلاف بيني وبين هذا الجهمي إطلاقا إنما محل الخلاف عن عدد مراحل توبة الأشعري بعد الإعتزال فلا يوجد قول صريح لعدد المراحل التي مر بها الأشعري في هذه النصوص التي نقلها أو غيرها لكن هذا الجهمي ليس له هم إلا تسويد الصفحات ليقال له: لقد رد!
إثبات المرحلة الثالثة الأخيرة للأشعري:
وبما أن الجهمي لم يتمكن من نفي المرحلة الأخيرة للأشعري ولم ينقل لنا أي نفي لها من أهل العلم إنما راح يختلق مسائل لا علاقة لها بمحل الخلاف كان ولا بد أن نحشد الأدلة في إثبات هذه المرحلة السلفية التي كان عليها الإمام الأشعري مما جعل شيوخ جهمية العصر يطعنون فيه كما تقدم ذكره.
أقول:
هذه المرحلة الأخيرة, وهي مرحلة عودة الأشعري إلى السنة وأهلها وترك مذهب ابن كلاب التي حاول أن ينفيها هذا الجهمي-فلم يستطع- يدل على ثبوتها أمور:
أولا: أنها مرحلة قد أثبتها المؤرخون وعلى رأسهم الحافظ ابن كثير وهو من هو في التاريخ وسعة الإطلاع.
فقال: ((فذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال:
أولها: حال الإعتزال التي رجع عنها لا محالة.
الحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبع وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك.
الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف ,وهي طريقته في ((الإبانة)) التي صنفها آخرا)) (1).
وأشار إليها الذهبي في السير فقال: ((قلت: رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول , ذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها:تمر كما جاءت ثم قال:وبذلك أقول وبه أدين ولا تؤول.)) (2)
بل ونص عليها في كتابه ((العرش)) قائلا: ((ولد الأشعري سنة ستين ومائتين, ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة رحمه الله, وكان معتزليا ثم تاب, ووافق أصحاب الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة, ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه, وهو ماذكرناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك, وأنه موافق لهم في جميع ذلك, فله ثلاث أحوال: حال كان معتزليا, وحال كان سنيا في بعض دون بعض, وحال كان في غالب الأصول سنيا , وهو الذي علمناه من حاله)) (3)
وأشار إلى هذا قبلهما شيخ الإسلام ابن تيمية فقال ((إن الأشعري وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب, فإنه تلميذ الجبائي, ومال إلى طريقة ابن كلاب ,وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة.
ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنابلة بغداد أمورا أخرى, وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم)) (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلامة الآلوسي: ((فقلت: يشهد لحقيقة مذهب السلف في المتشابهات, و هو إجراؤها على ظواهرها مع التنزيه ((ليس كمثله شىء)) إجماع القرون الثلاثة الذين شهد بخيريتهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم ولجلالة شأن ذلك المذهب ذهب إليه غير واحد من أجلة الخلف ومنهم الامام ابو الحسن الأشعري لأن آخر أمره الرجوع إلى ذلك المذهب الجليل بل الرجوع إلى ما عليه السلف في جميع المعتقدات قال في كتابه (الإبانة): الذي هو آخر مؤلفاته بعد كلام طويل ((الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وما رةي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه أحمد إبن حنبل نضر الله تعالى وجهه قائلون ولمن خالف قوله مجانبون)) وهو ظاهر في أنّه سلفي العقيدة وكيف لا والإمام أحمد علم في ذلك ولهذا ( ... نعص لميه هكذا في المطبوع ولعلها نعض عليه .. أخوكم) من بين أئمة الحديث ويعلم من هذا أن ما عليه الأشاعرة غير ما رجع إليه إمامهم في آخر أمره من اتباع السلف الصالح فليتهم رجعوا كما رجع واتبعوا ما اتبع)) (5)
ثانيا:أنّ ماقرره أبة الحسن الأشعري في الابانة ومقالات الإسلاميين و رسالته إلى أهل الثغرمن مسائل المعتقد ومنه مسائل الصفات موافق في جملته لمعتقد السلف ومخالف لما عليه هؤلاء المتأخرين ممن يدعي السير على نهجه واتباع طريقته
فقد أثبت رحمه الله الصفات على ظاهرها ومنع من تأويلها وعدّ من تأوّلها مبتدعة وجهمية بل صرّح رحمه الله بأنّ الصفات حقيقية وأوجب الأخذ بالظاهر وبين أن آيات الصفات مفهومة معلومة وردّ على من تأةّلها وأخرجها عن حقيقتها وهذا يؤكد أنها –أي المرحلة الأخيرة-مغايرة لمرحلته الكلابية
ومما يؤكد هذا المعنى ويسنده: قول بعض الطاعنين في أبي الحسن أنه إنما ألف الإبانة مصانعة ورعاية لأهل السنة
فقد قال ابو علي الأهوازي رحمه الله ((وللأشعري كتاب في السنة قد جعله أصحابه وقاية لهم من أهل السنة يتولون به العوام من أصحابنا سماه (الابانة) صنفه ببغداد لما دخلها فلم يقبل ذلك منه الحنابلة وهجروه
وسمعت أبا عبد الله الحمراني يقول: لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول: رددت على الجبائي وعلى أبي هاشم ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى وعلى المجوس فقلت وقالوا)) وأكثر الكلام في ذلك فلما سكت قال البربهاري ((ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيرا ما نعرف إلا ما قال أبوا عبد الله أحمد ابن حنبل)) فخرج من عنده وصنف كتاب الابانة فلم يقبلوه منه ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها)) وظاهر هذا النقل يدل على أن كتاب الابانة مخالف لما عليه الأشاعرة ولذلك ظن بعض الطاعنين أنه إنما ألفه مصانعة وهذا الظن وإن لم يكن صحيحا إلا أنه ثبت أن منهج الأشعري في الابانة موافق لأهل السنة ومخالف لتلك الطريقة التي تسمى بالأشعرية وقد اعترف بهذه الحقيقة العديد من الأشاعرة المعاصرون كما نقلنا عن شيخهم سعيد فودة.
ثالثا: بيّن رحمه الله في مقالات الإسلاميين أن الكلابية فرقة مباينة لأهل الحديث ونقل أقوالهم ولو كان كلابيا لما فرّق بين المصطلحين ولجعل الفرقتين واحدة
رابعا: مما يؤكد هذا أنّ الأشعريّة المتأخرون لا ينقلون في كتبه مشيئا مما ذكره الأشعري في كتبه الموجودة وهي (مقالات الإسلاميين) و (رسالة إلى أهل الثغر) و (الإبانة) وحاولوا عبثا أن ينكروا نسبة كتاب الإبانة المطبوع و المتداول إليه وما ذلك إلا لعلمهم بأنّه ينقض أصول مذهبهم وسنبين فيما بعد بطلان هذه الدعوة الخاوية على عروشها.
بل يكفي في إبطال دعواهم ما سطره الأشعري في (مقالات الإسلاميين) و (رسالة إلى أهل الثغر) , وما نقله ابن عساكر في (تبيان كذب المفتري) والبيهقي في (الأسماء والصفات) والذهبي في (العلو) من كتاب (الإبانة) فضلا عما نقله ابن تيمية وابن القيم منه في كتبهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسا: أنّ أبا الحسن الأشعري ذكر في أوّل كتاب الابانة أنه سائر على درب الامام أحمد ووصفه بأنه إمام أهل السنّة –كما تقدم-ولم ينتسب قط لابن كلاب ولا إعتزى إليه في شيء من كتبه الموجودة ومعلوم أن ابن كلاب كان مباينا لطريق الامام أحمد وأن الامام أحمد كلن ينهى عن الكلابية وعن كبارهم من أمثال الحارث المحاسبي وأصحابه ويصفهم بالجهمية وه>ا مشهور مستفيض فلو كان الأشعري على طريقتهم لما انتسب إلى الامام أحمد مع علمه بنهيه عن ابن كلاب وتحذيره من طريقته.
الرد على ما أورده الجهمي في نفيه للمرحلة الأخيرة:
أما ما أورده الجهمي على هذا من أن كثير ممن ترجم لأبي الحسن لم يذكروا المرحلة الأخيرة.
فالجواب أن يقال: إن هذا قد يكون بسبب جهلهم بذلك.
والقاعدة تقول: إن المثبت مقدم على النافي, ومن علم حجة على من لم يعلم.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا: ((فإن قيل إن ابن فورك وأتباعه لم يذكروا هذا ,قيل: له سببان:
أحدهما: أن هذا الكتاب-أي:الإبانة للأشعري-ونحوه, صنفه ببغداد في آخر عمره, لما زاد استبصاره بالسنة ,ولعله لم يفصح في بعض الكتب القديمة بما أفصح به فيه وفي أمثاله وإن كان لم ينف فيها ما ذكره هنا في الكتب المتأخرة، ففرق بين عدم القول وبين القول بالعدم. وابن فورك قد ذكر فيما صنفه من أخبار الأشعري تصانيفه قبل ذلك ,فقال:-أي: ابن فورك- (( ... وبقي إلى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة)) ,قال ((فأما أسامي كتبه إلى سنة عشرين وثلاثمائة, فإنه ذكر في كتابه الذي سماه ((العمد في الرؤية)) أسامي أكثر كتبه .... )) ثم قال ((وقد عاش بعد ذلك إلى سنة أربع وعشرين وصنف فيها كتبا)) ذكر منها أشياء.
قال ابن عساكر بعد أن ذكر كلام ابن فورك ((هذا آخر ما ذكره ابن فورك من تصانيفه , وقد وقع إلى أشياء لم يذكرها في تسمية تواليفه, فمنها ......... )) (6).
أسباب إنتقال الأشعري لمذهب أهل السنة وتركه للطريقة الكلابية:
كان من أسباب انتقاله إلى السنة, وتركه للمذهب الكلابي التقاؤه بمحدث البصرة الحافظ زكريا الساجي ,وهو الذي أخذ عنه معتقد أهل السنة السلفيين.
قال الذهبي في ترجمة الساجي ((وكان من أئمة الحديث, أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات ,واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف) (7).
وقال في (العلو): ((وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها, وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الحديث ومقالات أهل السنة)) (8)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ((ومذهب أهل السنة الذي يحكيه الأشعري في مقالاته عن أهل السنة والحديث, أخذ جملته عن زكريا بن يحي الساجي الإمام الفقيه عالم البصرة في وقته, وهو أخذ عن أصحاب حماد وغيرهم, فيه ألفاظ معروفة من ألفاظ حماد بن زيد كقوله ((يدنوا من خلقه كيف شاء)) ,ثم أخذ الأشعري تمام ذلك عن أصحاب الإمام أحمد لما قدم بغداد, وإن كان زكريا بن يحي وطبقته هم أيضا من أصحاب أحمد في ذلك.
وقد ذكر أبو عبد الله ابن بطة في ((إبانته الكبرى)) عن زكريا بن يحي الساجي جمل مقالات أهل السنة, وهي تشبه ماذكره الأشعري في (مقالاته) , وكان الساجي شيخ الأشعري الذي أخذ عنه الفقه والحديث والسنة, وكذلك ذكر أصحابه)) (9).
أما الأشاعرة المتأخرون فإنهم يطعنون في عقيدة زكريا الساجي شيخ أبي الحسن الأشعري فهذا شيخهم الكوثري يفتري عليه ويقول ((وأما الساجي فهو أبو يحي زكريا بن يحي الساجي البصري صاحب كتاب"العلل" وشيخ المتعصبين. كان وقاعاً ينفرد بمناكير عن مجاهيل)).
وبهذا يتبين مدى التباين الكبير بين أبي الحسن الأشعري وبين الأشاعرة المعاصرون (جهمية العصر).
بيان بطلان أن يكون للأشعري قولان في الصفات:
29 - وادعى الجهمي أن للأشعري قولان في الصفات (التفويض والتأويل) فقال:
وعقيدة الأشاعرة هي التفويض والتأويل فإلى ماذا رجع الإمام الأشعري؟؟
أقول:
أولا: إن التحقيق يأبى ذلك, إذ أن المتأمل في كتب الأشعري الموجودة ككتاب (الإبانة) ,وكتاب ((رسالة إلى أهل ثغر)) وكتاب ((مقالات الإسلاميين)) يجدهما متفقة جميعها على قول واحد ,وإبطال كل ما سواه ,وهذا القول هو إثبات جميع الصفات لله تعالى على ظاهرها, ونفي التعرض إليها بتأويل, أو تحريف وهذه الكتب تمثل المرحلة الأخيرة التي استقر عليها مذهبه الذي توفي عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبناءا عليه فإن من حكى عليه قولين ,بمعنى رأيين سائغين يجوز القول بأحدهما فقد غلط عليه, إذ ليس عنده ما يثبت ذلك إلا كلام بعض متأخري الأشاعرة مع مخالفته صراحة لما هو مسطر في كتبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ((بل أبو معالي الجويني ونحوه ممن انتسب إلى الأشعري, ذكروا في كتبهم من الحجج العقليات النافية للصفات الخبرية مالم يذكره ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابهما, كالقاضي أبي بكر بن الطيب وأمثاله, فإن هؤلاء متفقون على إثبات الصفات الخبرية, كاليد والوجه والاستواء, وليس للأشعري في ذلك قولان, بل لم يتنازع الناقلون لمذهبه نفسه في أنه يثبت الصفات الخبرية التي في القرآن وليس في كتبه المعروفة إلا إثبات هذه الصفات وإبطال قول من نفاها وتأول النصوص وقد رد في كتبه على المعتزلة - الذين ينفون صفة اليد والوجه والاستواء ويتأولون ذلك بالاستيلاء - ما هو معروف في كتبه لمن يتبعه ولم ينقل عنه أحد نقيض ذلك ولا نقل أحد عنه في تأويل هذه الصفات قولين
ولكن لأتباعه فيها قولان: فأما هو وأئمة أصحابه فمذهبهم إثبات هذه الصفات الخبرية وإبطال ما ينفيها من الحجج العقلية وإبطال تأويل نصوصها
وأبو المعالي وأتباعه نفوا هذه الصفات موافقة للمعتزلة والجهمية ثم لهم قولان: أحدهما تأويل نصوصها وهو أول قولي أبي المعالي كما ذكره في الإرشاد والثاني تفويض معانيها إلى الرب وهو آخر قولي أبي المعالي كما ذكره في الرسالة النظامية وذكر ما يدل على أن السلف كانوا مجمعين على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب)) (10). http://www.sahab.net/forums/SahabSkin/editor/menupop.gif
ثانيا: لو كان التفويض والتأويل كلاهما حق فلما نرى التشنيع من الأشاعرة للأشاعرة أنفسهم فالأشاعرة المفوضة يردون على الأشاعرة المؤولة ويتنطاحون فيما بينهم!!.
أشاعرة فرقتان فرقة ترى التأويل وفرقة ترى التفويض
والقشيري يتهم المفوضة باتهام النبي بالجهل
هذا الاختلاف بينهم يظهر الحقيقة التالية: أن الأشاعرة فرقتان لا فرقة واحدة:
الفرقة الأولي: تؤول صفات الله وتتهم التي تفوض بأنها تصف النبي بالجهل وتصف الله بالكذب كما ستري.
الفرقة الثانية: لا تتعرض للتأويل بل تحرمه وتدعو للتفويض. وتتهم الأولي بأنها تقول على الله ما لا تعلم. لأن التأويل محتمل والمحتمل مطرود في العقائد.
لقد رد القشيري (الأشعري المؤول) في التذكرة الشرقية على الأشاعرة المفوضة قائلاً:
" وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله الا الله؟
أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي صلي الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالي ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم؟
أليس الله يقول (بلسان عربي مبين)؟ فإذن: على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال " بلسان عربي مبين " إذ لم يكن معلوماً عندهم، وإلا: فأين هذا البيان؟
وإذا كان بلغة العرب فكيف يدعي أنه مما لا تعلمه العرب؟
ونسبة النبي صلي الله عليه وسلم إلى إنه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل: أمر عظيم لا يتخيله مسلم فأن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف.
وقول من يقول: استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل.
وإن قال الخصم بأن هذه الظواهر لا معني لها أصلاً فهو حكم بأنها ملغاة وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدر. وهذا محال وهذا مخالف لمذهب السلف القائلين بإمرارها على ظواهرها ".انتهي
فهذا خلاف أشعري أشعري وفيه اتهام للمفوضة من الأشاعرة بأنهم نسبوا النبي إلى الجهل ونسبوا الله إلى الكذب وأنهم واقعون في التكييف والتشبيه وملزمون بالغاء الوحي لأنهم الغوا معانيه. وهي اتهامات تعني الكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أعترف العز بن عبد السلام بكثرة اختلاف الأشاعرة على ربهم قائلاًً " والعجيب أن الأشعرية أختلفوا في كثير من الصفات كالقدم والبقاء والوجه واليدين والعينين وفي الأحوال وفي تعدد الكلام واتحاده (قواعد الأحكام الكبري 170.) وأن أصحاب الأشعري مترددون مختلفون في صفات البقاء والقدم هل هي من صفات السلب أم من صفات الذات (أصول الدين 90 الإعلام بقواطع الإسلام 24 ط: دار الكتب العلمية سن 1407 والزواجر عن اقتراف الكباشر للهيتمي / 350)
وأعترف بذلك أبو منصور البغدادي بوقوع الخلاف بينهم حول هذه الصفة وكذلك بن حجر الهيتمي المكي (اتحاف السادة المتقين 2/ 95 أصول الدين للبغدادي ص 123).
يتبع ....
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 05:12]ـ
رد دعوى وقوع التحريف في كتاب (الإبانة):
لقد ادعى الجهمي استنادا لشيخه الكوثري بأن كتاب"الإبانة" المتداول بين أيدينا قد تناولته الأيدي بالتحريف, ولعل ذلك لكونهم يعلمون أنه يبطل طريقتهم الأشعرية ويظهرهم على طريقتهم الحقيقية ألا وهي المنهج الجهمي الذي هم عليه , وقد اعتمد الكوثري على أمور يأبها التحقيق العلمي:
منها: وجود اختلاف يسير بين النسخ في بعض الألفاظ التي لا يكاد يسلم منها كتاب.
ومنها: ما أسنده أبو الحسن الأشعري فيه عن أبي حنيفة في أنه كان يرى القول بخلق القرآن.
والجواب عليها كالتالي:
الرد المجمل:
إن دعوى التحريف والتبديل بغير بينة ولا برهان أمر لا يعجز عنه مبطل ولو جاز ذلك لأمكن ادعاء من شاء ما شاء
ثمّ إنّ هذا أمر يأباه التحقيق العلمي لأمور:
أولا: اتفاق النسخ المحفوظة الموجودة لكتاب (الإبانة) في أبوابها ومسائلها وألفاظها وهذا يدل على بطلان دعوى التحريف إذ لو وقع التحريف لاختلفت المسائل وتعارضت الألفاظ وظهر الاختلاف الذي يغير المعاني ويقلب المسائل
ثانيا: أنه بمقارنة ما هو موجود في النسخ الموجودة المتداولة من كتاب (الابانة) مع ما نقل منه في كتب المتقدمين فإننا نجدها متفقة متوافقة.
فقد نقل الحافظ البيهقي فصلا من (الابانة) في كتابه (الاعتقاد) ص 114 فوجد مطابقا لما هو موجود
كما نقل ابن عساكر فصولا منه في (تبيين كذب المفتري) ص152 - 162 فوجدت مطابقة لما هو موجود
كما نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فصولا منه أيضا في غير ما موضع من كتبه ككتاب (نقض التأسيس) ص63 - 85 وفي مجموع الفتاوى 3/ 224 - 225 .. 5/ 93 - 98،168 - 178 ووجدت مطابقة لما هو مطبوع
وكذلك ابن القيم كما في حاشيته على تهذيب السنن 13/ 35 - 36 وفي مختصر الصواعق 2/ 129 فوجدت جميعها مطابقة لما هو موجود
ونقل أيضا الحافظ الذهبي فصولا منه في كتابيه (العلو) ص218 و (العرش) ص291 - 303 فوجدت موافقة للنسخ الموجودة.
ثالثا: أنّ الذي يؤكد ذلك أيضا هو اتفاق كتب الأشعري المتأخرة مع ما في الابانة من حيث المسائل والتقريرات فقد قرر في كتاب (مقالات الإسلاميين) في معتقد أهل الحديث ما يماثل تقريره في الابانة وكذلك في (رسالة إلى أهل الثغر)
كما أنّ تقرير المسائل وسياق الحجج في (الإبانة) مطابق لما هو موجود في كتاب (مقالات الإسلاميين) و (رسالة إلى أهل الثغر) وأنظر-غير مأمور- ما في الإبانة ص118 مع ما في (رسالة إلى أهل الثغر) ..
الرد المفصل:
30 - قال الجهمي:
وهذه بعض الأمثلة على ذلك:
* جاء في الإبانة المطبوعة ص/16 ما نصُّه (وأنكروا أن يكون له عينان مع قوله تجري بأعيننا. .) اهـ هكذا بالتثنية!
* وعند ابن عساكر ص/ 157 (وأنكروا أن يكون له عين. . .) بإفراد لفظ العين.
* وجاء في المطبوعة ص/18 (وأن له عينين بلا كيف. .)
* وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/22 (وأن له سبحانه عينين بلا كيف) هكذا , كلاهما بالتثنية!
* وعند ابن عساكر ص/ 158 (وأن له عيناً بلا كيف. .) بإفراد لفظ العين.
والإفراد هو الموافق للكتاب والسنة وأقوال السلف , وهذا نصٌّ واضح في التلاعب بنسخ الكتاب , ولفظ العينين لم يردْ في القرآن ولا في السنة , ومن ثنَّى فقد قاس الله تعالى على المحسوس المشاهد من الخلق تعالى الله وتقدس عن ذلك.
أقول:
إن ادعاء التحريف لوجود بعض الإختلاف في الألفاظ كلفظ "العينين" هل جاء مفردا أم مثنى فهذا من المضحك أن يصدر من مثلك فعلى طريقتك الجديدة الغريبة العجيبة سنتهم كل الكتب الإسلامية بالتحريف!
(يُتْبَعُ)
(/)
فهاهو صحيح البخاري تختلف بعض ألفاظه باختلاف النسخ وهاهي المسانيد والسنن كذلك, وهذا أمر أشهر من أن يذكر ,فلو صحت دعوى التحريف لمثل هذا لما صح لنا كتاب!
واللفظ الصحيح هو (العينين) بلا شك لأن هذا ما يؤيده كتب الأشعري الأخرى فقد قال في كتابه (مقالات الإسلاميين) ((وأن له عينين كما قال تعالى ((تجري بأعيننا جزاءا لمن كان كفر)).
وقال في فصل (الإختلاف في العين والوجه واليد ونحوها)):""وقال أصحاب الحديث: لسنا نقول في ذلك إلا ماقاله الله عز وجل أو جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فنقول: وجه بلا كيف, ويدان وعينان بلا كيف) انتهى.
وقال في فصل ((هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة)) (وأن له عينين بلا كيف كما قال (تجري بأعيننا) اه.
كما أنه جعل إنكار العينين لله تعالى من أقوال المعتزلة التي خالفوا بها أهل السنة ,فقال في سياق أقول المعتزلة في (فصل:قولهم في اليد والعينين) (فمنهم من أنكر أن يقال: لله يدان, وأنكر أن يقال: إنه ذو عين, وأن له عينين)).
وهذا يبين أن الأشعري يثبت لله العينين.
اللهم إلا إذا ادعيت أن كتاب (مقالات الإسلاميين) محرف كذلك وهذا ليس عن جهمية العصر عنا ببعيد.
مع العلم أن هذا الخلاف موجود فقط في النسخ القديمة فقد نقل ابن تيمية كذلك عن الأشعري التثنية في لفظ (العين) وليس الإفراد بل نقل ابن تيمية عن ابن عساكر أنه قال بالتثنية فلماذا لا تقولوا بتحريف كتاب ابن عساكر بدلا من كتاب الإبانة للأشعري.
فدعونا من هذا الهذيان من فضلكم.
31 - قال الجهمي:
ومن أمثلة التحريف فيه أيضاً القدح بالإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه:
فقد جاء في الإبانة المطبوعة ص/ 57 (وذكر هارون بن إسحاق الهمداني عن أبي نعيم عن سليمان بن عيسى القاري عن سفيان الثوري , قال: قال لي حماد بن أبي سليمان: بلِّغ أبا حنيفة المشرك أنِّي منه بريء. قال سليمان: ثم قال سفيان: لأنه كان يقول القرآن مخلوق.
وذكر سفيان بن وكيع قال عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال أخبرني أبي قال: الكلام الذي استتاب فيه ابن أبي ليلى أبا حنيفة هو قوله: القرآن مخلوق. قال: فتاب منه وطاف به في الخلق. قال أبي: فقلت له كيف صرت إلى هذا؟ قال: خفت أن يقوم عليّ , فأعطيته التقيّة.
وذكر هارون بن إسحاق قال سمعت إسماعيل بن أبي الحكم يذكر عن عمر بن عبيد الطنافسي أن حمّاداً ـ يعني ابن أبي سليمان ـ بعث إلى أبي حنيفة: إني بريء مما تقول , إلا أن تتوب. وكان عنده ابن أبي عقبة , قال , فقال: أخبرني جارك أن أبا حنيفة دعاه إلى ما استتيب منه بعد ما استتيب.
وذكر عن أبي يوسف قال: ناظرت أبا حنيفة شهرين حتى رجع عن خلق القرآن) اهـ.
ترى هل نحن بحاجة إلى إثبات كذب مثل هذه الأخبار وأنها مدسوسة في كتاب الإمام الأشعري , أم أنه يكفي عزوها إلى الإبانة المطبوعة لكي يُعلم تحريفها وتلاعب الأيدي فيها؟!
والجواب عليه:
إستدلال شيخك الكوثري بما هو موجود في الإبانة حول نسبة القول بخلق القرآن للإمام أبي حنيفة رحمه الله فهذا من العبث أقرب منه إلى التحقيق.
إذ أن هذه القصة المذكورة عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله قد رواها جمع من الأئمة فقد رواها البخاري في (التاريخ الكبير) (4/ 127) وفي (خلق أفعال العباد) (ص7) ,ورواها عبد الله ابن الإمام أحمد في كتابه (السنة) (1/ 184) ,والعقيلي في الضعفاء (4/ 280) ,واللالكائي في (شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة) (2/ 239) ,وابن الجعد في مسنده (ص66) ,والخطيب في ""تاريخ بغداد"" (13/ 388).
فهل يفهم من هذا أن كل هذه الكتب قد نالتها أيادي التحريف!!!!!!!!!!
32 - قال الجهمي:
ومن هذه الأمثلة أيضاً ما جاء في الطبعة المتداولة عند ذكر الاستواء ص/69 (إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل له نقول: إن الله عز وجل مستوٍ على عرشه كما قال {الرحمن على العرش استوى}. .)
وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/105 (. . نقول إن الله عز وجل استوى على عرشه استواءً يليق به من غير حلول ولا استقرار. .)
فالعبارة الأخيرة محذوفة من الطبعة المتداولة!!
وفي ص/73 من الإبانة المتداولة (فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستوٍ على عرشه , والسماء بإجماع الناس ليست الأرض , فدل على أن الله تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه) اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/113 (فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه استواءً منزهاً عن الحلول والاتحاد) اهـ.
والجواب عليه:
إن الأشعري يثبت الإستواء على حقيقته دون تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف على طريقة أهل السنة (الرحمان على العرش استوى)) وهذا موجود بغزارة في كتبه المتأخرة وأما زيادة ((من غير حلول ولا استقرار)) فهذا موجود في بعض النسخ لكن بلفظ ((منزها عن الحلول والإتحاد) وهذا لا يغير معنى الإستواء في شيء بحمد الله وهو علو الله تعالى على عرشه واستواءه عليه استواءا يليق بجلاله.
قال الأشعري في الإبانة ((ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات , فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش)).
و قال في كتابه الذي سماه إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية وغيرهم إلى أن قال: ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله .. الى ان قال: وإنه على العرش كما قال: (الرحمن على العرش استوى) ولا نتقدم بين يدي الله بالقول بل نقول استوى بلا كيف .. (قال الذهبي: نقلها ابن فورك بهيئتها في كتابه المقالات و الخلاف بين الاشعري و ابن كلاب.
دعواه في ابن كلاب كان من أهل السنة على طريقة السلف:
لقد ادعى الجهمي بأن ابن كلاب كان على طريقة السلف وما هذه إلا دعوى خاوية على عروشها فقد ردها الإمام أبي حسن الأشعري نفسه وقال في ((مقالات الإسلاميين)):اختلف المسلمون عشرة أصناف: الشيعة والخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية والضرارية والحسينية والبكرية والعامة وأصحاب الحديث والكلابية أصحاب عبد بن كلاب بن القطان)) مقالات الإسلاميين (1/ 65).
فانظر كيف جعل الكلابية فرقة مستقلة عن أهل الحديث وذكرها باسمها الصريح مما يدلك على أنه لا علاقة لها بالأشعري في شيء فقد تاب منها.
وقد هجر الإمام أحمد الحارث المحاسبي لكونه مال لابن كلاب.
وقال الذهبي في السير ((قال الحاكم: سمعت أبا بكر أحمد ابن اسحاق يقول (( ..... فقال له-لابن خزيمة- أبو علي الثقفي: ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟
قال: ميلكم إلى مذهب الكلابية, فقد كان الإمام أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
فإذا كان هذا موقف إمام أهل السنة أحمد بن حنبل من الكلابية الذين هم سلف الأشاعرة، مع موافقتهم لأهل السنة في أكثر أقوالهم كما يدل عليه قول أبي الحسن الأشعري: (فأما أصحاب عبد الله بن سعيد القطان، فإنهم يقولون بأكثر ما ذكرناه عن أهل السنة ... )
وكان ابن كلاب والمحاسبي يثبتون لله صفة العلو، والاستواء على العرش، كما يثبتون الصفات الخبرية كالوجه واليدين وغيرهما
فكيف بمتأخري الأشاعرة الذين يؤولون ذلك كله، ويوافقون المعتزلة والجهمية في كثير من أقوالهم، مخالفين بذلك أئمة السلف من أهل السنة بل مخالفين سلفهم ابن كلاب وأصحابه!!!!
بيان مخالفة متأخري الأشاعرة للأشعري وكبار أصحابه:
33 - حاول هذا الجهمي الإنتساب لأبي حسن الأشعري بل وزعم أنه يقولون بما في كتاب الإبانة الخيالي (لا الحقيقي الموجود بين أيدينا اليوم) فقال:
قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى (التبيين ص/388):
(بل هم ـ يعني الأشاعرة ـ يعتقدون ما فيها ـ أي الإبانة ـ أسدّ اعتقاد , ويعتمدون عليها أشدّ اعتماد , فإنهم بحمد الله ليسوا معتزلة ولا نفاة لصفات الله معطلة , لكنهم يثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من الصفات , ويصفونه بما اتصف به في محكم الآيات , وبما وصفه به نبيّه صلى الله عليه وسلم في صحيح الروايات , وينزهونه عن سمات النقص والآفات) اهـ. وهذا الذي قاله الحافظ ابن عساكر منطبق على كتاب الإبانة الذي ألفه الإمام , أما ما يوجد اليوم في أيدي الناس منها فلا ثقة به ولا يصح أن يمثل ـ في الغالب ـ اعتقاد الإمام أو الأشاعرة كما أثبتنا ذلك , إلا فيما وافق قول الكافة.
أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الكلام الذي نقلته عن ابن عساكر لأقوى رد على تمسحكم بالإمام الأشعري فأنتم تقولون بالتحريف أو التعطيل بخلاف الأشعري الذي يقول بالإثبات كما ترى من كلام ابن عساكر وهذا الذي نقله ابن عساكر عن الأشعري هو قول أهل السنة السلفيين الذين وصفتموهم بالحشوية وغيرها من الألقاب التنفيرية.
ولا بد أن تعلم أيضا أن الأشعري وكبار أصحابه كأبي الحسن الطبري ,وأبي عبد الله بن مجاهد الباهلي ,ثم من بعدهم كأبي بكر الباقلاني وأبي إسحاق الإسفرائيني ,لم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية لله تعالى التي في القرآن كاليدين والعينين والاستواء ونحوها بخلاف متأخري الأشاعرة (جهمية العصر) من أتباع الرازي والجويني وأبي حامد ونحوهم الذين تناولوها بالتحريف تارة وبالتعطيل تارة فانقسموا إلى طائفتين متضاربتين (الأشاعرة المفوضة والأشاعرة المؤولة) وكلا الطائفتين تلعن أختها كما سبق بيانه أعلاه!!!!.
قال أبو عباس أحمد بن ثابت الطرقي الخافظ صاحب كتابف ((اللوامع في الجمع بين الصحاح والجوامع)) في بيان مسألة الإستواء من تأليفه ((ورأيت هؤلاء الجهمية-يشير إلى متأخري الأشاعرة- ينتمون-في نفي العرش, وتعطيل الإستواء-إلى أبي الحسن الأشعري, وما هذا بأول باطل ادعوه, وكذب تعاطوه, فقد قرأت في كتابه الموسوم ب (الإبانة في أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكر على إثبات الاستواء, وقال في جملة ذلك ((ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم, يقولون جميعا: يا ساكن العرش)) ثم قال ((ومن حلفهم جميعها قولهم: لا والذي احتجب بسبع سماوات)) (11)
وأعظم حجة على مخالفة الأشاعرة للأشعري: أن إيراد الأشعري التأويلات الأعتزالية كقولهم (استوي) أي استولي انما كان على سبيل الإنكار لا الاستحسان. ويدل عليه قوله (فان قيل: قد أنكرتم قول المعتزلة) (12).
وبهذا يرد على من زعموا أن المعتزلة وافقت أهل السنة في تأويل الاستواء بالاستيلاء والنزول بنزول الرحمة واليد بالقدرة وكتاب تبيين كذب المفتري الذي يحتج به متأخري الأشاعرة اعظم حجة عليهم.
الحجة الثانية: ذكر الحافظ ابن عساكر في تبيينه أن المعتزلة قالت استوي أي استولي وأن المشبهة قالت استوي بذاته بحركة وانتقال. ثم قال كلمة تهتك ستر الكذابين، قال " فسلك أبو الحسن طريقاً وسطاً بينهما " (13)، وإنما ذكرت ذلك لتبيين كذب المفتري فيما نسبه إلى أبي الحسن الأشعري من موافقة المعتزلة في تأويل الاستواء بالاستيلاء!!
وسرد الذهبي عقيدة الأشعري وخروجه عن التأويل الذي كان عليه المعتزلة، وقول الذهبي هذا دليل على ان المعتزلة كانوا ينفون الصفات بطريقة التأويل (14).
غير أن المنتسبين إلى الأشعري في العصر الحالي يجهلون نهاية حاله رحمه الله من إثبات ما أثبته الله ورسوله. ويجهلون حقيقة مهمة وهي أن طريقة ووسيلة المعتزلة في نفي الصفات إنما كانت في التأويل، فلما جهلوا ذلك تبنوا تأويلات المعتزلة ودافعوا عنها معتقدين أنها تاويلات أهل السنة بينما هي عين تأويلات المعتزلة.
وظنوا أن المعتزلة كانوا ينفون الصفات وهذا غير صحيح وإنما كانوا يقولون ما يقوله كثيرون اليوم: نؤمن بهذه الصفات لكننا نعتقد أن ظاهرها غير مراد (15).
ولذلك نقل أبو الحسن الأشعري لنا تأويلاتهم فقال:
" قالت المعتزلة: نزول الله معناه نزول آياته أو نزول الملك بأمره " (16).
وفي ذلك دليل على ان المعتزلة كانوا يعتمدون التأويل فإنه لما ترك أبو الحسن الأشعري الاعتزال ترك معه التأويل. واعتبر تأويل المعتزلة إنكارا لصفات الله. فأعرض عن طريقتهم وأعلن في كتابه الابانة أنه على ما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل، وهذا الكتاب الذي لا يزال يتجاهله من ينتسبون للأشعري إلى اليوم.
قال " وقالت المعتزلة (الرحمن على العرش استوي) يعني استولي (17).
من الأدلة على مخالفة الأشاعرة للأشعري:
قال ابو الحسن الاشعري " وقالت المعتزلة: نزول الله معناه نزول آياته أو نزول الملك بأمره (18) وذكر الأشعري والجويني وابن خزيمة أن فرعون " كذب موسي في قوله: إن الله سبحانه فوق السموات " (19).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الماتريدية والأشاعرة فقد ذهبوا إلى نفس تأويل المعتزلة كالرازي والأيجي والجويني وشراح الجوهرة (20). وهذا هو تأويل بشر المريسي عينه وهو والد المعتزلة ومؤسسهم حيث قال بأن نزول الله عبارة عن نزول أمره أو نزول رحمته (21).
واعترف ابن فورك أن المتأخرين من الأشاعرة ذهبوا إلى تأويل الاستواء بالقهر والغلبة خلاف قول الاشعري والمتقدمين من أصحابه وأعتبر أبو منصور البغدادي أن قول المعتزلة (استوي: أي استولي) قولاً فاسداً باطلاً. (22)
قال الأشعري " وقالت المعتزلة: يد الله بمعني نعمة الله " وقال أبو منصور البغدادي: " وقالت المعتزلة يد الله معناه: قدره الله قال: وقولهم باطل " (23). وقال " وقال القدرية " (24) يد الله أي قدرته " وقولهم باطل: قا ل" وزعم الجبائي من المعتزلة أن يد الله بمعني النعمة " وهذا خطأ " (25).
وذكر الاشعري أن الجبائي – من المعتزلة – لا يجوز عنده أن يوصف الله بالفوقية، فإن وجد في القرآن ما يثبت الفوقية فهو مؤول بالقهر والاستيلاء وان الله مسئول على العباد " (26).
(استفدت هاهنا من كتاب (الأشاعرة في ميزان أهل السنة) لفيصل جاسم ,وموسوعة أهل السنة في نقد الأحباش لدمشقية)).
يتبع ....
----------------------------------------------------------
(1) طبقات الفقهاء الشافعيين (1/ 210) ونقله عنه المرتضى الزبيدي في إتحاف سادة المتقين (2/ 4) ,ولم يتعقبه.
(2) سير أعلام النبلاء (15/ 86)
(3) كتاب العرش للذهبي (ص302 - 303).
(4) مجموع الفتاوى (3/ 228).
(5) غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة واللباب (ص385 - 386).
(6) نقض التأسيس (ص90 - 91).
(7) سير أعلام النبلاء (14/ 198).
(8) العلو (ص205).
(9) نقص التأسيس (ص123).
(10) درء التعارض (10/ 248).
(11) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس (ص87 - 88) ,وابن درباس في ((رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري)) ص111.
(12) تبيين كذب المفتري 157 – 158.
(13) تبيين كذب المفتري ص 150
(14) سير أعلام النبلاء 18: 284.
(15) متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار المعتزلي ص 19.
(16) مقالات الإسلاميين 291 تبيين كذب المفتري 150.
(17) مقالات الإسلاميين 157 و 211 رسالة الأشعري إلى أهل الثغر ص 233 –234 التبيين لأبن عساكر 150 وأنظر رسائل العدل والتوحيد لمجموعة من المعتزلة 1/ 216 وشرح الأصول الخمسة 226 ومتشابعه القرآن 72 للقاضي عبد الجبار.
(18) مقالات الإسلاميين 291 وأنظر تبيين كذب المفتري لأبن عساكر 150.
(19) الإبانة 106 رسالة في إثبات الاستواء والفوقية 1/ 177 ضمن المنيرية والتوحيد لأبن خزيمة 114.
(20) أساس التقديس:162 ومشكل الحديث 98 – 99 والمواقف 298 والإرشاد 156 وجوهرة التوحيد 93.
(21) أنظررد عثمان بن سعيد علي بشر المريسي العنيد 20 وشرح الأصول الخمسة 229 ومتشابه القرآن للقاضي عبد الجبار 121.
(22) الأسماء والصفات 3/ 152 – 153 تحقيق الأحباش.
(23) مقالات الإسلاميين 157و 167 و 211 و 195 و 218 و 291. الإبانة 95 تبيين كذب المفتري 150 وأصول الدين 110 وأنظر شرح الأصول الخمسة 228 ومتشابه القرآن 231 للقاضي عبد الجبار المعتزلي.
(24) والقدرية هم المعتزلة.
(25) أصول الدين 110 - 111.
(26) مقالات الإسلاميين 532.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 08:51]ـ
34 - قال الجهمي:
وما هي الجناية علي النص أن ينزه الله عن التشبيه بالمخلوقات!!.
الجناية هي أن جعلتم كلام الله تعالى يوهم التشبيه فهربتم من هذا التشبيه الذين توهمتموه في عقولكم إلى تشبيه الله بالجماد والعدم ووصفتموه بالنقص والعجز فأنتم المشبهة أولا والمحرفة ثانيا فالمعطلة ثالثا.
وليس في إثبات ما أثبته الله لنفسه تشبيها كما تدعون وتفترون
قال نعيم بن حماد الحافظ: من شبه الله بخلقه, فقد كفر, ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر, وليس ما وصف به نفسه, ولا رسوله تشبيها.
2 - يقول الإمام إسحاق بن راهويه:" إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف ولا يقول: مثل، فهذا لا يكون تشبيهاً، قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} " ذكره الترمذي في جامعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كان إثبات الفوقية أو النزول لله تعالى معناه التشبيه, لكان كل من أثبت الصفات الأخرى لله تعالى ككونه حيا قديرا سميعا بصيرا مشبها أيضا, وهذا ما لا يقول به مسلم ممن ينتسبون اليوم إلى أهل السنة والجماعة خلافا لنفات الصفات والمعتزلة وغيرهم
فأنتم الجهمية ومن شار على شاكلتكم من نفاة الصفات تجعلون كل من أثبتها مجسما مشبها, ومنكم من يعد من المجسمة والمشبهة الأئمة المشهورين كمالك والشافعي وأحمد وأصحابهم, كما ذكر ذلك أبو حاتم صاحب كتاب "الزينة" وغيره.
وشبهتكم أن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق, ويقولون: إن الله يرى في الآخرة". هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم.
"إن أهل السنة السلفيين متفقون على أن الله ليس كمثله شيء, لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس لفظ مجمل, فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن, ودل عليه العقل فهذا حق, فإن خصائص الرب تعالى لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من
صفاته .. , وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات, فلا يقال له علم, ولا قدرة ولا حياة, لأن العبد موضوف بهذه الصفات فيلزم أن لا يقال له: حي, عليم, قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء, وكذلك في كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك, وهم يوافقون أهل السنة على أن الله موجود حي عليم قادر, والمخلوق يقال له: موجود حي عليم قادر, ولا يقال: هذا تشبيه يجب نفيه)
وقد إعترف كبار الأشاعرة بهذا فقال الرازي في رده على المعتزلة ((إن كنتم بالمشبهة من يقول بكون الله مشابها لخلقه من بعض الوجوه فهذا لا يقتضي الكفر لأن المسلمين اتفقوا على أن الله موجود ... )). .
35 - قال الجهمي:
أتريد أن يقول أهل السنة والجماعة مثل ما يقول أهل الحشو
أن الله ينزل بنفسة حقيقة ويتحرك وينتقل ويمر في نزوله علي السماء الاولي والثانية وهكذا؟؟
فما هي الحقيقة عندكم؟
واذا بحثت في قواميس اللغة ستقف علي معني كلمة ينزل بنفسه حقيقة
التي يقول بها الحشوية!!!
ولا يوجد غير معنى واحد يفيد النقلة من أعلى إلى أسفل كما تقولون به وتريدون أن نقول بهذا القول الفاسد ندعوكم لتنزيه الله
وتدعوننا لتجسيم رب العباد!!
واين ورد لفظ الإنتقال والحركة والمكان كما يقول مشايخكم المجسمة؟؟
أولا: لقد تقدم تحرير أقوال أهل السنة وموقفهم من ألفاظكم المبتدعة (جهة-مكان-حد-حركة –انتقال))) ونحوها فلا داعي للتكرار.
ثانيا: لقد اعترفت بنفسك بأنك لا تفهم من صفات الله إلا ما تفهمه من صفات المخلوقين فقد أكدت للقراء أنك من كبار المشبهين المجسمين بلا منازع في قولك ((ولا يوجد غير معنى واحد يفيد النقلة من أعلى إلى أسفل كما تقولون)).
بل هذا المعنى الذي وجدته أنت في القواميس لكونك أعجميا أو لكونك لا تفهم اللغة العربية-لست أدري – إنما هو في حق المخلوقات لا الخالق فهناك فرق بين المعنى الكلي وبين المعنى الإضافي إذ أغلب القواميس إنما تتكلم عن المعنى الإضافي لا الكلي فمن المعلوم أن معنى (النزول) إذا أضيف لله تعالى غير معناه إذا أضيف للخالق لكن القدر المشترك هو المعنى الكلي ألا وهو (الهبوط) أما الإنتقال من أعلى لأسفل فهذا في حق المخلوق أما الخالق فنقول (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وكون المخلوق يعجز أن يجمع بين صفة العلو والنزول في آن واحد فإن الخالق لا يوصف بشيء من صفات المخلوق ولا يقاس بأحد من خلقه فدع عنك التشبيه الذي في ذهنك وآمن بما قاله لك ربك ونبينك عليه الصلاة والسلام إني لك من الناصحين.
ثالثا: أما التنزيه المزعوم الذي تدعوا إليه فما هو تعطيل قد صوره الشيطان على هيئة تنزيه إذ أنك كذبت الله ورسوله وادعيت بأنه لا ينزل أو ادعيت بأن الذي ينزل هو الملك أو الأمر أو الرحمة بل وادعيت أن كلام الله وكلام رسوله يعد تشبيها وتجسيما فنفيت صفات ربك وجردته من كل صفات الكمال بل وعدمته وجعلته لا داخل ولا خارج وزعمت أنه لا ينزل ولا يأتي ولا يجئ فلم يبقى لك أن تنكر ذاته فتدخل في تعداد الملحدين والله المستعان.
رابعا: إننا لا ندعوك إلا أن تؤمن بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعيدا عن التحريف أو التعطيل أو التمثيل أو التكييف.
دعوى أن النزول يستلزم الحلول والتجسيم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن آفات التشبيه الذي يتصوره الجهمية المعاصرون أنهم يتصورن بعقولهم المريضة أن نزول رب العالمين إلى السماء الدنيا يلزم الحلول فيها ,وهذا لأنهم يكيفون النزول في أذهانهم ويحاولون معرفة الكيفية ويقيسون الخالق بالمخلوق.
وبالرغم من أنني رددت على هذه الشبهة في موضوعي (دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) إلا أن الجهمي كعادته يهوي التكرار ليقال له: لقدرد .. !.
والجواب على فساد تصوره كالتالي:
دعواه أَنَّ مَنْ قالَ ينزلُ بذاتهِ أنَّهُ مجسمٌ حلوليُّ: قولٌ بلا علمٍ وكذبٌ وافتراءٌ: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].
وهذا الجهمي وأمثالهُ لمْ يفهموا منْ نزولِ الخالقِ إلى السَّماءِ الدنيا إلَّا كمَا فهموا منْ نزولِ المخلوقاتِ، «وهذا عينُ التمثيلِ، ثَّم إنَّهم بعدَ ذلكَ جعلوهُ كالواحدِ العاجزِ منهم الذي لا يمكنهُ أنْ يجمعَ منَ الأفعالِ ما يعجزُ غيرهُ عنْ جمعهِ» [1]. وكذبوا في هذا الفهمِ، وضلُّوا في هذا الظنِّ والوهمِ الكاسدِ.
فإنَّ الله سبحانه وتعالى قالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «يطوي الله عزَّ وجلَّ السمواتِ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذهنَّ بيدهِ اليمنى، ثمَّ يقول: أنا الملكُ. أينَ الجبَّارونَ؟ أينَ المتكبِّرونَ؟ ُثمَّ يطوي الأرضينَ بشمالهِ ثمَّ يقولُ: أنا الملكُ أينَ الجبَّارونَ أينَ المتكبرونَ؟!» [2].
فمنْ هذهِ عظمتهُ، كيفَ يحصرهُ مخلوقٌ مِنَ المخلوقاتِ. سماءٌ أو غيرُ سماءٍ؟! حتَّى يقال: إنَّهُ إذا نزلَ إلى السماء الدنيا صارَ العرشُ فوقهُ، أو يصيرُ شيءٌ مِنَ المخلوقاتِ يحصرهُ ويحيطُ بهِ سبحانه وتعالى [3].
واللهُ - ولله المثلُ الأعلى - أعظمُ منْ أنْ يظنَّ ذلكَ بهِ، وإنَّما يظنُّهُ الذينَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67] [4].
قالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: العليُّ الأعلى العظيمُ، فهو أعلى منْ كلِّ شيءٍ، وأعظمُ منْ كلِّ شيءٍ. فلا يكونُ نزولهُ وإتيانهُ بحيثُ تكونُ المخلوقاتُ تحيطُ بهِ، أو تكونُ أعظمَ منهُ وأكبرَ، وهذا ممتنعٌ [5].
فالمخلوقُ إذا نزلَ من علوٍّ إلى سفلٍ زالَ وصفهُ بالعلوِّ وتبدَّلَ إلى وصفهِ بالسُّفولِ، وصارَ غيرهُ أعلى منهُ.
والرَّبُّ تعالى لا يكونُ شيءٌ أعلى منهُ قطُّ، بلْ هوَ العليُّ الأعلى، ولا يزالُ هوَ العليُّ الأعلى مع أنَّهُ يقربُ إلى عبادهِ ويدنو منهم، وينزلُ إلى حيثُ شاءَ، ويأتي كما شاءَ. وهو في ذلكَ العليُّ الأعلى، الكبيرُ المتعال، عليٌّ في دنوِّه، قريبٌ في علوِّهِ.
فهذا وإنْ لمْ يتَّصفْ بهِ غيرهُ فلعجزِ المخلوقِ أنْ يجمعَ بينَ هذا وهذا. كمَا يعجزُ أنْ يكونَ هو الأولَ والآخرَ والظاهرَ والباطنَ [6].
وقَالَ ابنُ القيِّم رحمه الله: ونزولهُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا سلامٌ ممَّا يضادُّ علوَّهُ، وسلامٌ مما يضادُّ غناهُ وكمالهُ، سلامٌ منْ كلِّ ما يتوهَّمُ معطِّلٌ أو مشبِّهٌ، وسلامٌ منْ أنْ يصيرَ تحتَ شيءٍ أو محصورًا في شيءٍ. تعالى الله ربُّنا عن كلِّ ما يضادُّ كمالَهُ [7].
فتبيَّنَ بهذا الكلامِ النفيسِ، بطلانُ ما ذكرهُ هذا الجهمي, وأنَّهُ مبنيٌّ على شفا جرفٍ هارٍ منَ الخيالاتِ والأوهامِ.
وليتأمَّل هذا الجهمي وأمثالهُ منْ أهلِ الكلامِ الأثرَ التالي:
قالَ محمَّدُ بنُ حاتمٍ المظفريُّ: سمعتُ عمرو بن محمد يقولُ: كانَ أبو معاوية الضريرُ يحدِّثُ هارونَ الرشيد، فحدثَّهُ بحديثِ أبي هريرةَ: «احتجَّ آدمُ وموسى» [8] فقالَ عليُّ بنُ جعفرٍ: كيفَ هذا وبينَ آدمَ وموسى ما بينهما؟! قالَ: فوثبَ بهِ هارونُ وقالَ: يحدِّثكَ عَنِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتعارضهُ بكيفَ؟! فما زالَ يقولُ حتَّى سكتَ عنهُ [9].
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ المحدِّثُ الصابونيُّ معقِّبًا: هكذا ينبغي للمرءِ أنْ يعظِّمَ أخبارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويقابلها بالقبولِ والتسليمِ والتَّصديقِ، وينكرُ أشدَّ الإنكارِ على منْ يسلكُ فيها غيرَ هذا الطريقِ الذي سلكهُ هارونُ الرشيدُ رحمه الله معَ مَنِ اعترضَ على الخبرِ الصَّحيحِ الذي سمعهُ بـ «كيف»؟! على طريقِ الإنكارِ لهُ، والابتعادِ عنهُ، ولمْ يتلقَّهُ بالقبولِ كمَا يجبُ أنْ يتلقَّى جميعُ ما يردُ مِنَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.
جعلنا الله سبحانهُ مِنَ الذينَ يستمعونَ القولَ ويتَّبعونَ أحسنهُ ويتمسَّكونَ في دنياهم مدَّةَ حياتهم بالكتابِ والسنَّةِ، وجنَّبنا الأهواءَ المضلَّةَ والآراءَ المضمحلةَ والأسواءَ المذلَّةَ، فضلًا منهُ ومنَّةً.
الرد على شبهة الجهة:
وادعى الجهمي أن القول بالنزول والعلو يستلزم إثبات الجهة
والجواب عليه:
ما قاله ابن تيمية في (التدمرية) (ص 45): قد يراد ب (الجهة) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد ب (الجهة) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم. ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى: أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم. وكذلك يقال لمن قال: الله في جهة. أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل).
وقد يقول قائل: ((هل كان الله تعالى في هذا الحال – أي قبل خلق الكون – جهة وغيرها , إن قالوا نعم كفروا وتناقضوا) شبهة ذكرها سعيد فودة.
والجواب ما جاء في رسالة إثبات الفوقية للجويني:
((، فلما اقتضت الإرادة المقدسة بخلق الأكوان المحدثة المخلوقة المحدودة ذات الجهات اقتضت الإرادة المقدسة على أن يكون الكون له جهات من العلو، والسفل، وهو سبحانه منزه عن صفات الحدث، فكوَّن الأكوان، وجعل لها جهتا العلو والسفل، واقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الكون في جملة التحت؛ لكونه مربوباً مخلوقاً، واقتضت العظمة الربانية أن يكون هو فوق الكون باعتبار الكون لا باعتبار فردانيته إذ لا فوق فيها ولا تحت، ولكن الرب سبحانه وتعالى كما كان في قدمه وأزليته، فهو الآن كما كان، لكن لما حدث المربوب المخلوق، والجهات، والحدود ذو الخلا، والملا، وذو الفوقية، والتحتية، كان مقتضى حكم عظمة الربوبية أن يكون فوق ملكه، وأن تكون المملكة تحته باعتبار الحدوث من الكون لا باعتبار القدم من المكون، فإذا أشير إليه يستحيل أن يشار إليه من جهة التحتية، أو من جهة اليمنى، أو من جهة اليسرى، بل لا يليق أن يشار إليه من جهة العلو والفوقية)).
معنى قول الطحاوي (لا تحتويه الجهات الست)):
أما قول الطحاوي (لا تحتويه الجهات الست)) فقد تقدم بيان معناه وهو أن الله لا يحل في أحد من خلقه فـ (لا تحويه الجهات الست) التي هي مخلوقاته، بل هو فوق الجهات والمخلوقات كلها. وهو رد على الحلُولِيَّة والجهمية الذين كانوا يقولون بأن الله حالٌّ في خلقه، وأنه في كل مكان، تعالى الله علو الكبيرا.
قال ابن القيم: وكذلك قولهم ننزهه عن الجهة؛ إن أردتم أنه منزه عن جهة وجودية تحيط به وتحويه وتحصره إحاطة الظرف بالمظروف فنعم هو أعظم من ذلك وأكبر وأعلى. ولكن لا يلزم من كونه فوق العرش هذا المعنى. وإن أردتم بالجهة أمراً يوجب مباينة الخالق للمخلوق, وعلوه على خلقه, واستواءه على عرشه فنفيكم لهذا المعنى الباطل, وتسميته جهة اصطلاح منكم توصلتم به إلى نفي ما دل عليه العقل والنقل والفطرة, وسميتم ما فوق العالم جهة, وقلتم منزه عن الجهات, وسميتم العرش حيزاً, و قلتم ليس بمتحيز, وسميتم الصفات أعراضاً, وقلتم الرب منزه عن قيام الأعراض به ([2]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه يتبين أن لفظة الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها ولا نفيها لأن في كل من الإثبات والنفي ما تقدم من المحذور ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو ما لا يقولون به لكفى.
وقال القرطبي (671 هـ) بعدما ذكر مذهب المعطلة نفاة العلو لله تعالى (وقد كان السلف الأول لا يقولون بنفي الجهة , ولا ينطقون بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله , كما نطق كتابه وأخبرت رسله , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة .... , وإنما جهلوا كيفية الاستواء) الجامع لأحكام القرآن 7/ 219 - 220
وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهما من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة لأن في ذلك محاذير عديدة منها نفي الأدلة القاطعة على العلو له تعالى. ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة فصرح بنفيها المعتزلة والشيعة وعلل ابن المطهر الشيعي في (منهاجه) النفي المذكور بقوله: (لأنه ليس في جهة) وأما الأشاعرة أو على الأصح متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا: (إنه يرى لا في جهة) يعنون العلو.
التعطيل تشبيه لله بالمعدوم والجماد:
وينكر الجهمي على أهل السنة إثباتهم الصفات على ظاهرها من غير تشبيه ولا تكييف بحجة أن هذا من التشبيه وقد تقدم معنا معنى التشبيه عند السلف بخلاف معناه عند هذا الجهمي فهو يرى إثبات الصفات تشبيها لهذا رد عليهم الإمام ابن عبد البر بقوله ((((ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء)) الاستذكار ق/78 مخطوط المحمودية.
لهذا فالمشبهون حقيقة هم الجهمية الذي شبهوا الله تعالى بالجماد والعدم إذ الذي لا ينزل ولا يجيء ولا يأتي ولا يتكلم إنما هو جماد.
وكذلك الذي لا فوق ولا تحت ولا داخل ولا خارج إنما هو عدم.
فالمعطلة الجهمية هم المشبهون حيققة لسببين:
أولاً: لأنهم وقعوا في وهم التشبيه ورأوا نصوص الكتاب والسنة ظاهرة في إثبات التشبيه حتى قال كبيرهم الرازي " إن الأخبار المذكورة في باب التشبيه بلغت مبلغاً كثير في العدد، وبلغت مبلغة عظيماً في تقوية التشبيه، وإثبات أن إله العالم يجري مجرى إنسان كبير الجثة عظيم الأعضاء وخرجت عن أن تكون قابلة للتأويل " ([10]) فلجأوا إلى التحريف (التأويل) كحل لإغلاق منافذ وسوسة التشبيه، فوقعوا في وسوسة التعطيل. فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار.
ثانياً: أنهم يصفون الله بالصفات السلبية فلا يثبتون في الحقيقة إلهاً محموداً بل ولا موجوداً كالذين يقولون: ليس الله داخل العالم ولا خارجه ولا مباين للعالم ولا محايث له، فشبّه ربه بالمعدوم إذ لو سألناه: صف لنا المعدوم؟ فلن يسعه إلا وصف المعدوم لما وصف به ربه. ولذلك قيل: المشبه يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً، لأن النفي عدمٌ والعدم ليس بشيء ([11]) وإذا حقق الرجل قولهم وما يؤول إليه وجد أنهم يجعلون الله شبحاً وخيالاً وسراباً، ويكون حينئذ قد وصف الله بصفة لا شيء كما قاله الإمام محمد بن الحسن الشيباني ([12])
ودليل آخر على فساد قولهم: أنهم بقولهم لا داخل العالم ولا خارجه ألزمهم الصوفية بأننا قد اتفقنا على أن الله ليس فوق العالم، وحينئذ يتعين مداخلته للعالم: إما أن يكون وجوده وجود العالم أو يحل في العالم أو يتحد به. وهذا يبين مدى الارتباط بين أهل الباطل وكيف يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.
ويلزم الذين يعبدون العدم نفي رؤية الله عز وجل لأن الرؤية تكون في محل ومقابلة، وأما رؤية من ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا داخل ولا خارج محال عقلا ومردود شرعاً.
فإما أن تنفوا أن الله في العلو فيلزمكم معه نفى رؤيته، وإما أن تثبتوا علوه تعالى كضرورة من أجل إثبات رؤيته وإلا فنقول لكم ما قاله لكم المعتزلة ([13]) " من سلّم أن الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله "
أقوال أهل العلم من أهل السنة والمتكلمين في بيان أن الجهمية يشبهون الله بالعدم:
1 - قول كثير من أهل العلم في هؤلاء المعطلة والممثلة لعلو الله تعالى ولكلامه (المعطل يعبد عدماً والمثل يعبد صنماً , والمعطل أعمى والممثل أعشى , ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الإمام محمد بن الحسن الشيباني (189 هـ) فقد قال ( ... فمن قال بقول الجهم فقد فارق الجماعة , لأنه قد وصفه بصفة لاشيء) ([14]).
3 - إمام أهل السنة أحمد بن حنبل (241 هـ) فقد قال في شرح عقيدة من أنكر علو الله تعالى (فعند ذلك يتبين للناس أنهم لا يؤمنون بشيء) ([15]).
4 - الإمام عبدالعزيز الكناني (240 هـ) قال (قال لي أحد الجهمية: أقول: إن الله في كل مكان لا كالشيء في الشيء , ولا كالشيء على الشيء , ولا كالشيء خارجاً عن الشيء , ولا مبايناً للشيء , فقلت: فقد دللت بالقياس والمعقول على أنك لا تعبد شيئاً) ([16]).
5 - لقد ذكر شيخ الإسلام هذا النص عن الكناني ثم علق عليه بقوله (فهذا عبدالعزيز يبين أن القياس والمعقول يوجب أن ما لا يكون في الشيء ولا خارجاً عنه – فإنه لا يكون شيئاً , وأن ذلك صفة معدوم) ([17]).
6 - وقال الإمام ابن كلاب إمام الكلابية والأشعرية جميعاً (240 هـ) في الرد على المعطلة (وأخرج ([18]) من النظر والخبر قول من قال: إن الله لا في العالم ولا خارج منه , فنفاه نفياً مستوياً , لأنه لو قيل له: صفه بالعدم , ما قدر أن يقول فيه أكثر منه ... , فإن قالوا لا فوق ولا تحت , أعدموه , لأن ما كان لا تحت ولا فوق فعدم ,فإذا قيل لهم: فهو لا مماس للعالم ولا مبائن للعالم , قيل لهم: فهو بصفة المحال ... , قيل لهم فأخبرونا عن معبودكم؟ مماس هو أم بائن؟ فإذا قالوا: يوصف بهما.قيل لهم: فصفة إثبات خالقنا كصفة عدم المخلوق , فلم لا تقولون صريحاً: إن الله
عدم ... ) ([19]).
7 - السلطان العادل كاسر الأصنام محمود بن سبكتكين (421 هـ) لما سمع ابن فورك الأشعري ينفي فوقية الله على خلقه قال له (فلو أردت أن تصف المعدوم كيف تصفه بأكثر من هذا؟) , وقال هذا السلطان في الرد على ابن فورك أيضاً (فرق لي بين هذا الرب الذي تصفه وبين المعدوم) ([20]).
8 - حافظ المغرب الإمام ابن عبدالبر (463 هـ) قال (وهم] أي المعطلة [([21]) نافون للمعبود] يلاشون أي يقولون: لا شيء [([22]) , والحق فيما قاله القائلون ربما نطق به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم أئمة الجماعة) ([23]).
9 - شيخ الإسلام ابن تيمية (728 هـ) فقد رفع إليه سؤال في حق الأشعرية و الماتريدية والجهمية:
يا منكراً أن الإله مبائن ... للخلق يا مقتون بل فاتن
هب قد ضللت فأين أنت فإن تكن ... أنت المباين فهو أيضاً بائن
أو قلت: لست مبائناً قلنا إذن ... بالاتحاد أو الحلو تشاحن
أو قلت: ما هو داخل أو خارج ... هذا يدل بأن ما هو كائن
إذ قد جمعت نقائصاً ووصفته ... عدماً بها هل أنت عنها ضاعن ([24])
فارجع وتب من قال مثلك إنه ... لمعطل والكفر فيه كامن ([25])
أن الذي يقول: إن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا مبائن عنه ولا متصل به – فقد جعل الله تعالى معدوماً بل ممتنعاً , وهذا اللازم ولا محيد له منه.
10 - الإمام الذهبي (748 هـ) فقد قال (مقالة السلف وأئمة السنة بل الصحابة والله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين: وأن الله فوق سماواته ... , ومقالة الجهمية الأولى أنه في جميع الأمكنة , ومقالة متأخري المتكلمين من المعتزلة والماتريدية و الأشعرية أن الله تعالى ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا هو متصل بهم ... , قال لهم أهل السنة والأثر: فإن هذا السلوب نعوت المعدوم تعالى الله جل جلاله عن العدم , بل هو متميز هن خلقه موصوف بما وصف به نفسه في أنه فوق العرش بلا كيف) ([26]).
.
11 - الإمام ابن القيم – رحمه الله – (751 هـ) فقد قال:
فاحكم على من قال ليس بخارج ... عنها ولا فيها بحكم بيان
بخلافة الوجهين والإجماع والـ ... عقل الصريح وفطرة الرحمن
فعليه أوقع حد معدوم وذا ... حد المحال بغير ما فرقان
يا للعقول إذا نفيتم مخبراً ... ونقيصه؟ هل ذاك في إمكان
إذا كان نفي دخوله وخروجه ... لا يصدقان معا لذي الإمكان
إلا على عدم صريح نفيه ... متحقق ببداهة الإنسان ([27])
هل في إثبات الصفات تشبيهاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكثر الجهمي من وصفه لأهل السنة السلفيين بالمجسمة والمشبهة لكونهم يثبتون النصوص على ظاهرها فهو يتهوم أن إثبات النصوص يستلزم التشبيه وما درى المسكين أن أصل التأويل الذي هم عليه بحجة الهروب من التشبيه حجة جهمية، قال أحمد " وتأول – جهم - القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه كان كافراً وكان من المشبهة، فأضلّ بكلامه بشراً كثيراً، وتبعه على قوله رجال من أصحاب أبي حنيفة وأصحاب عمرو بن عبيد بالبصرة ووضع دين الجهمية ([28]).
وقد نقل الدهلوي عن الحافظ في الفتح أن إجراء هذه الصفات كما هي ليس بتشبيه، وإنما التشبيه أن يقال: سمع كسمع أو بصر كبصر، وهذا مروي عن إسحاق بن راهويه كما تقدم ذكره أعلاه ([29]).
كراهية أهل البدع لأهل الحديث:
ثم شنّع الدهلوي على الخائضين في علم الكلام قائلاً " واستطال هؤلاء الخائضون على معشر أهل الحديث وسمّوهم مجسمه ومشبهة وهم المتسترون بالبلكفة وقد وضح لي وضوحاً بيّناً أن استطالتهم هذه ليست بشيء وأنهم مخطئون في مقالتهم رواية ودراية وخاطئون في طعنهم بأئمة الهدى" ([30])
وقال الزبيدي "وسمّت المعتزلة أهل السنة مشبهة وهذا بواسطة قياس الشاهد على الغائب الذي هو عين التشبيه " ومن العجيب منه رحمه الله أنه قسم التشبيه إلى نوعين " أحدهما مذموم وهو تشبيه الحق بالخلق في الذات كما تقوله المجسمة وهو كفر.
والثاني: محمود وهو التشبيه بمعنى إثبات الصفات الثبوتية له، وهذا التشبيه أيضاً مرتبة عظيمة ومن مراتب الكمال، وأكملها: الجمع بينهما " ([31]) أي أن لا تشبه ولكن تثبت ما أثبته الله لنفسه ورسوله.
قال عبد الله بن المبارك " من قال لك يا مشبه: فاعلم أنه جهمى " ([32])، وقال أبو حاتم الرازي " وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة " ([33]).
وعن أحمد بن سنان " ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث، وإذا ابتدع الرجل بدعة نزعت حلاوة الحديث من قلبه " ([34]).
وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني وابن قتيبة " والجهمية تسمي مثبتة الصفات مشبهة لإثباتها صفات الباري عز وجل من العلم والقدرة والحياة وغيرها من الصفات، ومن علامات الزنادقة تسميهم أهل الأثر بالحشوية والمجسمة والمشبهة " ([35]).
وكل من نفى شيئاً قال لمن أثبته " مجسم مشبه " فالأشاعرة عند الجهمية والمعتزلة مجسمة لأنهم أثبتوا بعض الصفات. كما أن أهل السنة مجسمة عند الأشاعرة لأنهم لم يوافقوهم على نفي ما نفوه من الصفات.
يتبع ..........
-----------------
[1] بيان تلبيس الجهمية (2/ 228 - 229).
[2] رواه مسلم (2788).
[3] مجموع الفتاوى (5/ 482).
[4] مجموع الفتاوى (6/ 582 - 583).
[5] مجموع الفتاوى (16/ 422).
[6] مجموع الفتاوى (16/ 424).
[7] بدائع الفوائد (2/ 136).
[8] رواه البخاري (3409 و6614 و7515) ومسلم (2652).
[9] أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 181)، وعنه الخطيب في «تاريخ بغداد» (5/ 243) من طريق آخر وبألفاظ مختلفة، وإسناده صحيح. انظر: «عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ص127)، تحقيق: بدر البدر.
[10]) - المطالب العالية 9/ 213.
([11]) - الرسالة التدمرية 39.
([12]) - رواه اللالكاني في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/ 432 – 433.
([13]) - شرح الأصول الخمسة 249 - 353 المغني لعبد الجبار 4/ 139.
[14]) رواه اللالكائي فيشرح أصول الاعتقاد 3/ 432 - 433 , وانظر الحموية 54 ومجموع الفتاوى 5/ 50.
[15]) انظر الرد على الجهمية للإمام أحمد 105 - 106.
[16]) درء التعارض 6/ 118 - 119 , ومجموع الفتاوى 5/ 317 , وبيان تلبيس الجهمية.
[17]) درء التعارض 6/ 118 - 119 , ومجموع الفتاوى 5/ 317 , وبيان تلبيس الجهمية.
[18]) هكذا في الأصول , ولعل الصواب: (وخرج) من اللازم لا من المتعدي.
[19]) درء التعارض 6 - 119 - 121 , ومجموع الفتاوى 5/ 317 - 319 , والصواعق المرسلة 4/ 1241 , واجتماع الجيوش 282 - 283 من كتاب " المجرد " لابن فورك.
[20]) مجموع الفتاوى 3/ 37 , درء التعارض 6/ 253 , والصواعق المرسلة 4/ 1287.
[21]) الزيادة مني للإيضاح.
[22]) الزيادة من الصواعق المرسلة 4/ 1289 , ولم أجدها في التمهيد المطبوع.
[23]) التمهيد لابن عبد البر 7/ 145.
[24]) هكذا في الأصل ولم أجد مادة (ضعن) في اللغة , بالضاد المعجمة والعين المهملة ولعله (ظاعن) بالظاء المعجمة والعين المهملة , بمعنى (السير) أو (ضاغن) بالضاد والغين المعجمتين , بمعنى الميل راجع القاموس 1564 , 1566.
[25]) انظر مجموع الفتاوى 5/ 267 - 320.
[26]) العلو 107 , 195 , ومختصر العلو 146 - 147 , 287.
[27]) النوينة 55 وشرحها توضيح المقاصد 1/ 386 - 389 , وشرحها للهراس 1/ 176 - 177 , وتوضيح الكافية الشافية
للسعدي 58.
([28]) - الرد على الجهمية 104 – 105.
([29]) - فتح الباري 13/ 407 جامع الترمذي 3/ 50.
([30]) - حجة الله البالغة 64.
([31]) - إتحاف السادة المتقين 9/ 407.
([32]) - رواه ابن مندة في شرح حديث النزول 53.
([33]) - أنظر اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 2/ 179 والإمام الصابوني في عقيدة السلف 1/ 132.
([34]) - سير أعلام النبلاء 12/ 245 تذكرة الحفاظ 2/ 521 صون المنطق والكلام للسيوطي 41 معرفة علوم الحديث للحاكم ص 4 شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي 73 ط: إحياء السنة النبوية وشرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ص 73.
([35]) - الغنية لطالبي الحق 58 وانظر الفقه الأكبر بشرح القاري 13 وتأويل مختلف الحديث 55.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم تميم]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 10:05]ـ
سدَّدَ الله رميكم وقولكم ..
وجعلكم غصَّة في حلوقِ المُبتدعَة ..
واصِلوا ..
لا أكبأ الله لكم جوادا ..
مُتابعين ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 12:12]ـ
العفو أخي الكريم.
يمكنك زيارة مدونتي لتجيب على سؤالك (ابتسامة).
المدونة فارغة الا من فلاش تهنئة برمضان؟
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 01:22]ـ
سدَّدَ الله رميكم وقولكم ..
وجعلكم غصَّة في حلوقِ المُبتدعَة ..
واصِلوا ..
لا أكبأ الله لكم جوادا ..
مُتابعين ..
أحسن الله إليكم وجزاكم الله خيرا على حسن ظنكم.
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 01:25]ـ
المدونة فارغة الا من فلاش تهنئة برمضان؟
هذا لأنني أريد أن أجعل تلك الصورة في التوقيع ولا أعرف كيف:)
هذا رابط المدونة:
http://djamel.maktoobblog.com/
وهذه محتوياتها:
قضية فلسطين المسلمة. ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a %d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84 %d9%85%d8%a9/)
منبر الرد على طعونات شمس ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b7%d8%b9%d9%88%d9%86%d8%a7 %d8%aa-%d8%b4%d9%85%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86/) الدين
رمضانيات ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86 %d9%8a%d8%a7%d8%aa/) (4)
منبر الدفاع عن السلفية ... ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d9%85%d9%86%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%81%d8%a7 %d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d9%81 %d9%8a%d8%a9/) (50)
الردود على أعداء الإسلام ... ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af%d9%88 %d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84 %d8%a7%d9%85/) (27)
حقوق المرأة ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3 %d8%a9/) (8)
الأسرة والمجتمع ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%b1 %d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac %d8%aa%d9%85%d8%b9/) (4)
التحذير من التطرف و الإر ... ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b0 %d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d8%b1 %d9%81-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87 %d8%a7%d8%a8/) (30)
الرد على الروافض (الشيعة) ... ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7 %d9%81%d8%b6%d8%a7%d9%84%d8%b4 %d9%8a%d8%b9%d8%a9/) (3)
الرد على الصوفية و الأشاعرة ... ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d9%81 %d9%8a%d8%a9-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b4%d8%a7 %d8%b9%d8%b1%d8%a9/) (17)
الأشعار و القصائد ... ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b4%d8%b9 %d8%a7%d8%b1-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d8%a7 %d8%a6%d8%af/) (1)
التعريف بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ... ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1 %d9%8a%d9%81-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5 %d8%b7%d9%81%d9%89-%d8%b5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87-%d9%88%d8%b3%d9%84%d9%85/) (1)
العقيدة والمنهج ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%8a %d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86 %d9%87%d8%ac/) (4)
أخلاقيات ( http://djamel.maktoobblog.com/category/%d8%a3%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%82 %d9%8a%d8%a7%d8%aa/) (5)(/)
نفخوه واستعملوه - بقلم محمد جلال القصاص
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 09:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نفخوه واستعملوه
يَمرُّ بقريتنا نهرٌ صغير [1]، وكنت مع أطفال القرية نتعلم السباحة في (الترع) ثم نأتي هذا النهر لنسبح فيه، النهر سريع ونسبياً عريض، ويموت كل عام فرد أو فردان أو أكثر غرقاً فيه، والمروءة بين الأطفال في العبور. بعضُهم ماهرٌ يعبر بنفسه، وبعضهم أمهر يشاكس الماء الجاري في قلب النهر بل ويمتطي جذور الموز السابحة على سطح الماء، وبعضهم يستعين بإطار السيارة الداخلي (كالعوامة) ينفخه ويستعمله في عبور النهر، وبعضهم جبان لا يفكر في العبور وإنما يداعب النهر ويتلذذ بمائه وهو على الشاطئ دون أن يسبح فيه.
حال الأطفال في عبور النهر كحال الغرب حين أراد أن يعبر إلى حصوننا العقدية وثوابتنا الفكرية، يصورهم لي الخيال وكأنهم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط (بحر العرب سابقاً) يفكرون في العبور كيف يكون؟
حاولوا بأنفسهم عدة مرات (الحملات الصليبية) فغرقوا وما استطاعوا العبور، ثم فكروا في حيلة ذي العزم الضعيف، وهي أن يستعينوا بغيرهم فعمدوا إلى نفرٍ من (المسلمين) نفخوهم واستعملوهم في العبور إلى حصوننا العقدية، فخربوا بيوتنا بأيديهم وأيدي هؤلاء.
والعجيب أن عامة المسلمين اليوم يرون الكفر ولا يرون مَنْ يمتطيهم الكفر أعني المنافقين. العجيب أن المطايا لا زالت بيننا تحمل البلايا [2] وقومنا لا يفقهون.
قاسم أمين، صنف كتابين (تحرير المرأة) صدر في عام 1899م، و (المرأة الجديدة) صدر بعده بعام واحد 1900م، ولم يأت في الكتابين بجديد، بل كان كل ما فيه مأخوذ ممن هم بين يديه من نصارى العرب (مرقص فهمي) ونصارى الغرب تحديداً الدوق الفرنسي صاحب كتاب (المصريون)، ومن الاعتراضات الأوروبية على الرحلة الأصمعية. ثم ماذا؟
أقبل القوم على قاسم أمين فنفخوا فيه حتى صار إماماً وعلماً وباحثاً ورائداً وملهماً .. الخ وترجموا (كتبه) إلى لغات أخرى. . وبدى للناس وكأن المسلمين هم الذين يطالبون بهدم الثوابت العقدية، وبدى للناس وكأنها معركة داخلية بين المسلمين.!!
ثم الذين جاءوا من بعد ذلك .. من النسويين، الذين تكلموا في ما يعرف بـ (قضية المرأة) رددوا كلام قاسم أمين الذي هو كلام الكافرين من المستشرقين والمستعمرين، وللشيخ سليمان الخراشي ـ حفظه الله ـ رسالة قيمة في ذلك الأمر في صفحته الخاصة في موقع صيد الفوائد بعنوان (المشابهة بين قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة ودعاة التحرير في هذا العصر) لمن شاء أن يطلع عليها.
وطه حسين [3]، تكلم العارفونَ بحالهِ أنه تنصر وتزوج بنصرانية فرنسية شقراء وهو الأعمى الفقير المعدم، واتخذ كاتباً (سكرتيراً) نصرانياً، وحين رشحه أحدهم لمنصب وزارة المعارف في عام 1949 فزع الملك فاروق منه وقال: لا يمكن .. هذا شخص خطير أنتم لا تعرفونه.!!
تأمل، فاروق المجرم يرى أن طه حسين خطير جداً لا يمكن التعامل معه.!!
وجاء النصارى وما زالوا بالملك حتى ولاه وزارة المعارف.
كان فقيراً معدماً من كل فضيلة، لصاً، أخذ كتاب (الشعر الجاهلي) من جرجس صال ومرجليوث، وهم نصارى مثله، وأخذ آرائه في حديث الأربعاء من جورج زيدان، وأخذ أفكاره التي بثها في (على هامس السيرة) من الأساطير و (ميل جيت)، وآرائه في (مستقبل الثقافة) مما كتبه المستشرقون عن حضارة البحر الأبيض المتوسط، وزعم بأن ما في القرآن من حقائق ينافي العلم الحديث،وأن النبي صلى الله عليه وسلم علمته يهود أو أثرت فيه، وكذب فقد آذوه وحاربوه وحاولوا أن يقتلوه، فقاتلهم وقتلهم جزاءً على إجرامهم، وأيد التنصير ودعم المنصرين في الجامعة، وأيد كل المخالفين الكارهين للسنة النبوية من أمثال محمود أبورية، واعتبر الفتح الإسلامي لمصر احتلالا، واعتبر الصحابة رضوان الله عليهم طلاب دنيا، وزعم أن الوحي خرج من الأرض ولم ينزل من السماء [4]، وكان كارهاً للعربية .. كل العروبة وليس فقط الإسلام، فقد دعى إلى إلغاء اللغة العربية واستبدالها باللغة اللاتينية وهي لغة قديمة مهملة يجهلها هو، ولا أدري لم يدعوا الناس إلى لغة هو يجهلها؟؟!!، ورأى أن ما
(يُتْبَعُ)
(/)
تفعله فرنسا بالجزائر من تقتيل وتشريد معاناة وعلى فرنسا أن تصبر على تلك المعاناة في سبيل نشر الحضارة الفرنسية على هذه الشعوب المتخلفة التي ترفض التقدم والاستنارة، وكان ظهيراً للمجوس، فقد قام بطبع (رسالة إخوان الصفا) الداعية للمجوسية، وتكلم بأن القرن الثاني الهجري، وهو من القرون المفضلة، كان عصر مجون، وراح يشيع الفاحشة في الذين آمنوا، إذ استخرج الشعر الماجن وطبعه ونشره، وترجم القصص الفرنسي الماجن للغة العربية وعمل على نشره، وأنشأ معهداً للتمثيل والرقص الإيقاعي، وشجع الاختلاط.
وكانت له علاقة قوية بيهود، زارهم في أرض فلسطين الحبيبة عام 1944م، وما نغص عليهم بمقالٍ واحد يكتبه في يهود وهم يقتلون الآلاف من المسلمين ويضطردون الملايين، كان هذا الرديء يحضر عندهم ويحاضر بما يسرهم، وهم مَن خلعوا عليه لقب عميد الأدب العربي من إحدى صحفهم التي تصدر وتطبع في فرنسا.
انظر شخص رديئ كهذا: كيف احتل كل هذه المكانة في حس الجيل الصاعد من أبناء المسلمين؟؟!!
إنه (النفخ) وإنه (الاستعمال)، ولولا الأولى نفخوا لكان نسياً منسياً.
ولطفي السيد، قالوا: أستاذ الجيل، وقالوا فيلسوف، وقالوا رائداً في السياسة، وكله كذب، كله نفخ للاستعمال، وحقيقته أنه رقيق أجوف لا يصلح للشيء لولا من نفخوا فيه ليستعملوه كعوامة الأطفال.
لطفي السيد عارض مجانية التعليم، ودعى إلى قصر التعليم على أبناء الأعيان.ودعى إلى اعتماد العامية.!!.
وهذا المناضل ـ زعموا ـ أيد الإنجليز في سيطرة أبنائهم على أموال البلاد والعباد من خلال تملكهم للأراضي!!، وطالب بعدم مساعدة الليبيين في مقاومة الاحتلال الإيطالي لبلادهم.!!
فلا تدري من كان يناضل؟،ولا أين كان يناضل هذا (المناضل)؟!!
وهذا الفيلسوف ـ زعموا ـ تبين أنه لص لا يعرف شيئاً عن الفلسفة، لم يجلس يوماً في حَرَمِها يتأمل في قبحها فضلاً عن أن يكون قد بنى لها صرحاً أو قبراً، تبين أن مترجماته الفلسفية من الفرنسية عن أرسطو وهي التي أطلق عليه بسببها لقب فيلسوف، لم يكن هو مترجمها وإنما ترجمها قسم الترجمة في دار الكتب المصرية وذلك بشهادة عديد من معاصري هذه الفترة.
وفي الوقت الذي كان يطالب بالدستور والحرية شارك فيه في الوزارات القمعية.وأجمع العارفون على أن حزب الأمة الذي أسسه كان من صناعة الإنجليز، أسسه اللورد كرومر لتقنين الاستعمار والعمل على شَرْعَنِةْ الاحتلال والدعوة إلى المهادنة مع الغاصب وتَقَبُّل كل ما يسمح به دون مطالبته لشيء. وكذا قصر العمل على مصر دون ربطها بأي خلفيات إسلامية أو عربية. وكان يغالي في التبعية للفكر الليبرالي الغربي.وكان ظهيراً لأعمى البصر والبصيرة طه حسين في كل ما فعل وخاصة في الجامعة، وكذا له ذكر مع قاسم أمين فيما كتبت يداه.
هذا هو أشهر المعروفين في السياسة، يحمل مفاهيم الغرب ـ أو الغرب ـ على ظهره ليبذرها بيننا. يُمَكِّن لهم ثم هو رائدٌ وأستاذٌ للجيل.
إنه (النفخ) وإنه الاستعمال، وإنهم يهدمون حصوننا ببعض (أبنائنا)
ـ وعباس العقاد نفخ فيه واستعمل. ولا تعجب، ولا تشاكسني، ولا تحسب أنني سمعت كلمتين وجئت أردد بل قرأتُ ما قال وما قيل عنه، نعم نُفخ فيه واستُعمل. وحتى تعرف سَلْ كلَّ من تلقاه وخاصة من أهل مصر والسودان واليمن والمغرب والشام، سلهم عن عباس العقاد ستجد تبجيلاً وتعظيماً للرجل، ثم سلهم لم تعظموه وتوقروه؟ لن تجد إجابة. وهذا هو السحر. هذا هو الدجل الذي يمارسه الإعلام. ينفخ في أحدهم حتى يكبر ولا يرى الناس غيره، ولا يرى الناس حقيقة أمره، ولا يعرف الناس عنه سوى أنه (عظيم) من (العظماء) .. (عبقري) من (العباقرة) .. وكله نفخ للاستعمال، فهل يعقل قومنا؟؟
أرجو ذلك.
عباس العقاد قال بقول يهود، قال ـ بلسان حاله ـ: ما أنزل الله على بشرٍ من شيء، قال بأن الدين نبت من الأرض ولم ينزل من السماء، ذكر ذلك صريحاً في مقدمة كتابه (الله) يقول: ترقى الإنسان في العقائد كما ترقى في العلوم والصناعات .. فكانت عقائده الأولى مساوية لحياته الأولى [5] وهذا الكلام من عند غيرنا.
يقول هذا وهو مفكر، يقول هذا وعقله أكبر العقول ـ زعموا ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن له أدنى دراية بالدين يعلم أن الرجل يجلس بيننا بجسده وعقله مستعار، مَن يقرأ للعقاد ـ وخاصة كتاب (الله) وسلسلة (العبقريات) ـ يعلم أن الرجل لا علاقة له بثقافتنا البتة وإنما شرب من حياضهم.
العقاد مستعار .. منفوخ يُستعمل .. نُحْمَلُ على تبجيله وتعظيمه رغماً عن أنوفنا.
مَن له أدنى دراية بالدين يعلم أن الأصل في البشرية التوحيد، وأن آدم ـ عليه السلام ـ كان نبياً مكلماً [6]. وأن آدم ـ عليه السلام ـ كان على التوحيد وظلَّ عليه أبناؤه ألف عام، فلم يظهر الشرك إلا في عهد نوح عليه السلام [7]، وإنما العقاد ينقل عن الآخر [8]، جلس إليهم فتأثر بهم، ومن ثم ردد كلامهم.
والعقاد لا يصلي على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين التحدث عنه إلا قليلاً ويقول (عليه السلام) [9]، ينظر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أنه عبقري من العباقرة، ويعرض سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضمن الحديث عن (العباقرة)، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبقري من العباقرة بيد أنه أفضلهم، هذا ما نفهمه من تسمية العقاد للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعبقري، وما نفهمه من سرده لسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سياق العباقرة.
كان العقاد يعتنق فكرَ بعضِ المستشرقين القائم على أولية الفرد وأحقيته في صناعة التاريخ، يقول أن التاريخ يصنعه أفراد، كان لا يؤمن بالجانب الجماعي، وكان يشكك في دور العقائد والتربية في توجيه الأشخاص، فالعظيم عظيم بفطرته، والعبقري عبقري منذ نشأته، والعوامل الوراثية والتكوين الجسماني والعصبي، في المرتبة الأولى ـ عند العقاد ـ في توجيه الشخصية. ولذا تراه قد هاجم الفاشية في كتابه (هتلر في الميزان)، والشيوعية في كتابه (الشيوعية والإنسانية) و (أفيون الشعوب)، وهاجم جماعية الإسلام في (العبقريات).
ولذا لم نرَ أثراً في كتابات العقاد للإسلام في بناء شخصية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا في تحليل سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقارن بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيره (نابليون مثلا) في النواحي المادية والعسكرية. وجعل إيمان الصحابة بسبب انبهارهم بشخص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وهذا الكلام من عند غيرنا. لا نعرفه. ولا يقر به عاقل. وقد قمت بتتبع شخصية خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ لأبين أثر العقيدة في بناء الشخصية [10]، وهو ما لا يقر به العقاد، بل يتنكر له رغم أنه كشمس الضحى في يوم صائف في بيدٍ جرداء.
قلتُ: ولذا اهتم الغرب بترجمة كتابين للعقاد هما كتاب (الله) و (العبقريات) ونشروهم، لماذا؟
لأن العقاد في هاذين الكتابين ينطق بقولهم، وقد رأيتُ ناهد متولي ـ وهي مجرمة جهدها في الصدِّ عن دين ربها ـ في إحدى حلقات برنامج أسئلة عن الإيمان تثني على العقاد وكتاب العقاد (الله) جل جلاله، ووجدت الكذاب اللئيم زكريا بطرس في ذات الحلقة وفي غيرها يستدعي العقاد شاهداً على (صحة) عقيدة النصارى.!!
لهذا أخذ العقاد كل هذا الحجم في حسِّ الصاعدين دون أن يعلموا لماذا؟
نفخوا فيه لأنه يتكلم بكلامهم .. لأنه مربوطٌ بآخيتهم ويرعى من خضرائهم ثم يأتينا بليلٍ .. يكدر صفو مائنا .. يذهب بطهارة ونقاوة فكرنا .. ونحن نهلل فرحين مسرورين!!
ولا زال (النفخ) مستمراً، تجد قزماً قد رفعوه، وعظيماً قد تجمعوا عليه ليقبروه، فاليوم يُصدَّرُ لنا أشباه الرجال ليأخذوا بأيدينا (على خطى الحبيب)، وهم في حقيقة أمرهم أبعد الناس من هدي الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وتجد الذي يجيء ويروح هو من يحمل أفكار القوم ـ أو القوم ـ على ظهره، ويحاول أن يوطنهم في حصوننا العقدية وثوابتنا الفكرية. ولكننا صحونا.ولم يعد يجدي النفخ. هاج البحر، وعلى الأطفال أن تلعب بعيداً أو هو الغرق وإن استعملوا ما نفخوه.!!
أبو جلال / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
----------------------
[1] القرية هي قرية سجين الكوم بمحافظة الغربية في مصر. ويقال للنهر الصغير في عرف أهل مصر بحر، ولذا تجد في التاريخ (المماليك البحرية) نسبة لنهر النيل إذْ كانوا يسمونه بحر النيل، وكانت قلعتهم في جزيرة تطل عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] البلايا جمع بلية وهي المصيبة. و (البلايا) تستعمل علم على الدواب كانت تقتل على قبور أصحابها في الجاهلية كي يركبوها للمحشر يوم يحشرون.انظر المفصل في تاريخ العرب ج11/ 117، وما بعدها.
[3] انظر للأستاذ أنور الجندي (الوجه الآخر لطه حسين) و (طه حسين .. حياته وفكره في ميزان الإسلام) و (هل غير طه حسين آرائه في سنواته الأخيرة). وانظر (طه حسين في ميزان العلماء والأدباء).وعند الشيخ سليمان الخراشي في صفحته الخاصة كلام طيب وبحوث نافعة عن هؤلاء المنفوخين المستعملين من أمثال طه حسين وقاسم أمين وغيره. وكذا عند الشيخ محمد اسماعيل المقدم في سفره الماتع (معركة الحجاب والسفور) وفي دروسه في صفحته الخاصة بموقع طريق الإسلام. وفي و (هل غير طه حسين آرائه في سنواته الأخيرة) نقل الأستاذ أنور الجندي شهادة أصدقاء طه حسين على كثير من أحواله، وهي والله أقبح وأخس مما ذكرت في المقال، وتركت ما قال الشيخ هناك تعففاً إذ ما يعنيني هو إيصال بعض المفاهيم لا التحقيق والتأصيل. ونقل في ذات الرسالة شهادة الأستاذ فريد شحاته سكرتير طه حسين لنصف قرن من الزمن تقريباً على أنه كان نصرانياً، نقلها على لسان شاهد آخر هو (الأستاذ الكبير أحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة، والمؤرخ الكبير الذي عايش الأحداث في مجلة وزارة الثقافة) على حد تعبير الأستاذ أنور الجندي. والرسالة صغيرة (10 صفحات فقط).
[4] وهذه النقطة عند كلهم، وهذه النقطة عند كلهم، وهي آخية النصارى جميعاً .. نفي النبوة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسيأتي العقاد نموذجاً لهم.
[5] رسالة (الله).ص /6. ط.نهضة مصر.
[6] مسند أحمد /21357
[7] راجع تفسير ابن كثير لقول الله تعالى (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).
[8] ذكر في مقدمة الكتاب بعض هؤلاء.وكذا ذكر بعضهم في مقدمة (عبقرية محمد) صلى الله عليه وسلم.
[9] وهي موضة عند هذا الجيل وهذا النوع من الكتاب، وتجدها واضحة جداً عن جواد علي في كتابه المفصل، لا يصلي على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبداً. قلت ذلك لأن أمر الرسالة هين في نظر هؤلاء وربما غير موجود. وإن كان جواد علي عندي أهون بكثير من العقاد ومن على شاكلته.
[10] http://www.islamway.com/?iw_s=Article&...article_id=2331
ـ[ليث الحجري]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 03:58]ـ
#حرَّره المشرف#
اتمنى التثبت وقراءة مايكتبون لا مايكتب عنهم
فقد ذهب ذاك الجيل والناس لاينتظرون على عجل هذا الرأي فهون عليك وابحث
أتمنى الإهتمام بالمعرفة الجيدة والتورع عن إطلاق التهم
#حرَّره المشرف#
وشكرا(/)
من قصص القرآن - قصة ابطال عادة التبني
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
هذه القصة الكريمة: قصة ابطال عادة التبني من قصص القرآن الكريم , وقد وردت في سورة الأحزاب , وتناولتها الايات الكريمات 36 - 40
وأصحاب هذه القصة الكريمة
النبي صلى الله عليه وسلم
وزيد بن حارثة رض الله عنه
وأم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش, رضي الله عنها
وللعلم فانّ السيدة زينب تكون ابنة السيدة أميمة بنت عبد المطلب رضي الله عنهنّ, أي ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم
زيد بن حارثة رضي الله عنه كان غلاماً صغيراً حين سؤقه أيدي قطاع الطرق من حضن أمه أثناء احدى رحلاتها في زيارة اهلها , ثم باعوه في أسواق مكة, فاشتراه حكيم بن حزام بن خويلد ودخل به على عمته السيدة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد يؤثرها به على نفسه, فلما تزوجت السيدة خديجة من النبي صلى الله عليه وسلم وهبته له عربون محبةٍ ووفاء, ليعيش زيد رضي الله عنه في كنف النبي صلى الله عليه وسلم معززا مكرما محبوبا
وعندما علم أهله مكانه, قصدوا بيت النبي صلى الله عليه وسلم يساومونه على اخلاء سبيل ابنهم زيد رضي الله عنه مقابل أي ثمن يطلبه, الا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: أوَ أحسنَ من ذلك؟
قالوا: وما ذاك يا ابن عبد المطلب؟
قال صلوات الله وسلامه عليه: أُخيِّرُه بيني وبينكم, فان اختاركم فهو حرٌّ لوجه الله, وان اختارني فهو مني بمنزلة الولد, يرثني وأرثه
فقالوا: لقد أنصفت زودت
ثمّ جيءَ بزيد رضي الله عنه , فعرف أباه وعمّه, وخُيِّرَ, فاختار البقاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, عند ذلك خرج به النبي صلى الله عليه وسلم الى الملأ من الناس عند الكعبة وأعلن تبَنِّهِ لزيد رضي الله عنه, ومنذ ذلك اليوم صار يُدعى زيد بن محمد.
وتمضي الأيام والأعوام بزيد رضي الله عنه وهو يعبُّ من بيت النبوة عبّا أدبا وخلقاً وحياةً وتكريماً, حتى اذا بُعث النبي صلى الله عليه بالرسالة وأوحيَ اليه كان زيد رضي الله عنه أول الرقيق اسلاما وايامنا بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم
ومع تتابع نزول وحي السماء جبريل عليه الصلاة والسلام على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصقل مفهوم العقيدة في نفوس المؤمنين, ويهذب أرواحهم, ويضبط علاقاتهم الاجتماعية, وينظم حياتهم, ويخرجُ بهم من ربقة الجاهلية الظلماء الى رحاب نور الهدى وضياء الايمان, ويبني مجتمعا جديدا متميزا بالحق والعدالة
لقد كانت حياة زيد رضي الله عنه محوراً لبعض التشريعات الربانية التي هي خيرٌ وبركةً على أمة الاسلام, ويفيه شرفا أن يكون الوحيد الذي ُكر اسمه في القرآن الكريم تصريحاً تارةً وتلميحاً تارةً أخرى, وتعلقت به خاصية تشريع ليغدو هذا التشريع قرآنا يُتلى الى يوم القيامة
ومع توالي الأيام يتفتح شباب زيد رضي الله عنه نضوجاً واكتمالاً وفتوةً وقوةً, ويغدو هذا الأمر هما من هموم النبي صلى الله عليه وسلم في أن يحظى له بفتاةٍ يقترنُ بها تكون له نعم القرين , يهنأُ بها وتهنأ به, ولم يطُل تفكير النبي صلى الله عليه وسلم طويلا بمن ستكون صاحبة الحظ حيث وقع اختياره على وينت بنت جحش رضي الله عنه, ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب رضي الله عنها, ضارباً بذلك أعرافاً جاهلية حكمت نفوس الناس رَدحا طويلاً من الزمن, وكانت زينب رضي الله عنها احدى فتيات قريش اللواتي يتمتعن مكانةً وجمالاً وحسباً ونسباً, ولقد كان قد تقدّمَ اليها الكثيرون فردتهم جميعاً كونها كانت ترى فيهم أنهم أقلّ منزلةً منها , وعلى الرغم من أنها رضي الله عنها قد أسلمت وآمنت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا, الا أنّ عقدةُ التفوق كانت تحكمها وتستأثرُ بعقلها وقلبها بين حين وآخر, ولعلّ ذلك عقبةً في طريق اكتمال الايمان ان استمر, ولا يكتمل ايمان العبد الا بازالتها من منطلق قوله تعالى
انّ أكرمكم عند الله أتقاكم
فلا فرق بين عربي وأعجمي وأبيض وأسود وغني وفقر الا بالتقوى
(يُتْبَعُ)
(/)
والنبي صلى الله عليه وسلم كأيّ أب, حدّث عبد الله بن جحش وزينب رضي الله عنهما برغبته في خطبة زينب لزيد رضي الله عنهما, فانتفضا لهذا الطلب على اعتبار كيف تكون ابنة بني هاشم زوجاً لرقيق دعٍّ؟ فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا محال يا رسول الله, اوَ ترضى أنت بذلك؟ وبماذا سيتحدث عنا الناس؟ وكيف سيكون موقعنا في مجتمعنا؟
وبهدوء نبويِّ معهود في النبي صلى الله عليه وسلم ورصانةٍ وتوازنٍ خصّ الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وسلم, امتص غضب وثورة عبد الله وأخته زينب رضي الله عنهما ثم تلا عليهما قوله تعالى:
وما كانَ لمُؤمنٍ ولا مُؤمنةٍ اذا قضى اللهُ ورسولُهُ , أمراً أن يكونَ لهمُ الخيرةُ مِنْ أمرهمْ , ومَنْ يعْصِ اللهَ ورسولَهُ فقدْ ضلّ ضلالاً مبيناً
وأمام قول الله تعالى الكريم سكتا واستسلما, وفوّضا أمرهما الى الله عزوجل ومن ثمّ الى رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه
تمّت الخطبة بينهما وبعد أيامٍ تبِعَ الخطبة الزواج, وتحطّمَ بهذا الزواج أول قيد وعرفً جاهلي, وأوت زينب الى كنف زيد رضي الله عنهما, ومرّت أيام وشهور الزواج الأولى بينهما على أحسن ما تكون العلاقة بين زوجين, وتشاء قدرة الله تعالى بألا يرزقهما الذرية, ومع هذا الحرمان عادت بزينب رضي الله عنها أحاسيسها ومشاعرها عندما تيقظت في أعماقها عقدة التفوق الطبقي بينها وبين زيد رضي الله عنهما, هذه الأحاسيس والمشاعر التي كتمتها في أعماقها ودفنتها في أحشاء صدرها لشهور عدة, وما أن تيقظت من جديد عندها حتى بدأ معاناة زيد رضي الله عنه تطفو على سطح حياته الزوجية الأمر الذي بات عليه, حيث ما أن تلفظ زيد رضي الله عنه من قول الا وهو محسوبٌ عليه, لما فيه من المرارة والأسى, والشعور بالحسرة والندم, وشعوره بالتعالي الدائم من زوجته عليه
ولقد حاول زيد رضي الله عنه أن يكتم هذا الاحساس في صدره متحملا آلام جراحه النفسية, وكرامته الانسانية المكلومة, حتى اذا وجد أنه لم يعد الاحتمال أكثر من ذلك أتى للنبي صلى الله عليه وسلم , ومن قسمات وجهه وتعابريها أدرك النبي صلى الله عليه وسلم معاناته, فسأله عليه الصلاة والسلام عن أسباب حزنه وهمومه, فانحلت عقدة لسانه رضي الله عنه وأفضى بكل ما يُعانيه, والنبي صلى الله عليه وسلم كأي أب يرنو السعادة لولده نصحه بالصبر وقال له عليه الصلاة والسلام: أمسك عليك زوجك, ولا تُفرّط في زينب
الا أنّ سوء الحال استمر بينهما, واشتد عنف الكلمة على لسان زينب رضي الله عنها, ويعود زيد رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكوها للنبي صلى الله عليه وسلم, وفي عينيه دموع تترقرق, وتكاد أن تتفجر, ويعود النبي صلى الله عليه وسلم بمواسته وتخفيف أحوانه , وامره أيضا أن: أمسك عليك زوجك
وتتكرر شكوى زيد رضي الله عنه من سوء معاملة زوجته له, لرسول الله صلى الله عليه وسلم, حتى اذا شاء الله عزوجل بأن ينتهي كل ما كان بينهما, أمره النبي صلى الله عليه وسلم بفراقها, ونزل قوله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم
واذْ تقولُ للذي أنعمَ اللهُ عليهِ أمسكْ عليكَ زوجَكَ واتقِّ اللهَ وتُخفي ما في نفسكَ ماللهُ مُبْديهِ وتخشى الناسَ واللهُ أحقُّ أنْ تخشاهُ, فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوّجناكها لكيْ لا يكونَ على المؤمنينَ حرَجٌ في أزواجِ أدعِياءهمْ اذا قضَوْا منهنّ وطَراً, وكان أمرُ اللهِ مفعولاً
وأحسّ زيد رضي الله عنه بكابوس شديد قد انزاح عن قلبه وولى, وتهلل وجهه بشرا وتساقطت دموعه غزيرة تبلل خديه ولحيته, وما أسرعه حين أتى داره ليعلن لزينب رضي الله عنهما بالطلاق.
لقد آنّ لهذه الاستمرارية المشحونة بالسلبية , والمحكومة بقضاء الله عزوجل أن تتوقف , وتأخذ منحىً جديداً فيه حكمةٌ وعبرةٌ وتشريعٌ, اذ كان من مألوف عادات الجاهلية وأعرافها أنه لا يجوز للمتبني أن يتزوج من مطلقة متبنيه, لأنه يكون بمثابة الابن عندهم, له كل حقوق الابن على الأب, ولأنّ ارادة الله عزوجل اقتضت أن تبطل عادة التبني الجاهلي , فقد ترتب على هذا المجتمع ابطال كل متعلقاته وفروعه, وما ينتجُ عنه.
وبعد أن مضت شهور العدة, خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه وتزوجها ليتحقق قضاء الله عزوجل وحكمه في ابطال عادة التبني, وأمر الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالزواج من زينب رضي الله عنها مطلقة ابنه بالتبني, وينزل قوله تعالى الكريم ليوافي ما أقدم عليه النبي صلى الله عليه وسلم
ماكان محمّدٌ أبا أحدٍ مِنْ رجالِكُمْ ولكنْ رسولَ اللهِ وخاتَمَ النبيين, وكان الله بكلِّ شيءٍ عليما
ودخلت زينب رضي الله عنها بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حظيت بشرف عظيم بحملها لقب أم المؤمنين, وكانت رضي الله عنها في حياته صلى الله عليه وسلم مثالا للزوجة الصالحة, وكانت رضي الله عنها مزهوّة فرحةً مستبشرةً أن أتى تزويجها من فوق سبع سماوات, وكانت كثيراً ما تردّدُ على مسامع أمهات المؤمنين رضي الله عنهنّ
انّ الله تعالى تولّى تزويجي من فوق سبع سموات, أما أنتنّ فتولّى تزيجكنّ أولياءكنّ.
فرضي الله تعالى عن زيد وزينب, وعن سائر امهات المؤمنين والصحابة الكرام , وصلى الله وسلم وبارك على من رباهم.(/)
بعد أن أعلن الرفسنجاني كفره بالمهدي صاحب الزمان!! لماذا تغاضى عنه الخامنئي ونجاد؟!!
ـ[التبريزي]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 04:01]ـ
رفسنجاني إمامي اثناعشري متشدد، وقصته في المسجد النبوي معلومة مع قبري أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، لكن المصلحة الشخصية، وعداوته لأحمدي نجاد جعلته يضرب بأهم معتقد شيعي عرض الحائط وهو الإيمان بالمهدي القائم صاحب الزمان الإمام الثاني عشر المنتظر المزعوم، لكن لماذا انقلب على صاحب الزمان؟ أليس من ينكر صاحب الزمان عند الإمامية الإثني عشرية كافرٌ مرتد ولا يصبح إماميا؟!!
السبب هو أن أحمدي نجاد يدعي أنه كان يقابل المهدي باستمرار ويتلقى التوجيهات منه أثناء الإنتخابات التي دعمه فيها خامنئي بكل قوة -لأن نجاد ليس إلا دمية في يد ملك إيران وحاكمها باسم صاحب الزمان علي الخامنئي وباسم ولاية الفقيه! -، ثم انتقد نجادُ رفسنجاني انتقادات جارحة، واتهمه واتهم أولاده بالفساد في إيران، فما كان من الرفسنجاني صاحب التأثير القوي داخل إيران إلا أن يثأر لنفسه من نجاد، فكان أقوى رد هو إنكار المهدي الثاني عشر الخرافة الذي لم يولد أصلا حتى لا يصوت لنجاد أهل إيران!! ... فيقول رفسنجاني: (المهدي المنتظر (الإمام الشيعي الثاني عشر) مجرد خرافة لا أساس لها من الصحة) .. بمعنى: أن نجاد كذاب لم يقابل المهدي ولم يلتق ِ به لأنه خرافة وأسطورة غير حقيقية!!
وهنا بعض التساؤلات:
1 - لماذا لم يتدخل الخامنئي ضد رفسنجاني ويطرده من منصبه ومن الخطابة في جامعة طهران، بل ويحاكمه ويقيم عليه الحد بتهمة الكفر والردة ضد وجود الإمام الثاني عشر المهدي صاحب الزمان والقول بأنه خرافة؟
2 - لماذا لم يستغل أحمدي نجاد الحدث ويطعن في رفسنجاني ويتهمه بالكفر والردة؟
3 - لماذا سكت الإيرانيون وبقوا مكمَّمي الأفواه تجاه ما قاله رفسنجاني؟ هل هم مع رفسنجاني ورفض عقيدة المهدي القائم المنتظر؟ أم أنهم مع أحمدي نجاد؟ وماذا يتوقعون من رئيس دولة يؤمن بالخرافة والأساطير؟ وإلى أين سيسير بهم؟ ولماذا لم يطالبوا نجاد بأن يتوسط عند صاحب الزمان ليخرج من السرداب فقد انتهى حكم العباسيين من مئات السنين، وخامنئي يحكم باسمه وينتظر مجيئه؟!!
هشاشة معتقد الإمامية:
معتقد الإمامية معتقد هش مبني على مصالح الخمس والمتعة، فباسم المهدي القائم صاحب الزمان تُستباح الفروج وتُنهب الأخماس!! وهو كما قال أحمد الكاتب نقلا عن أحد المراجع المعممين بعد أن حاوره وأنكر صحة وجوده:
(تحدثت مرة مع أحد "رجال الدين" بإسهاب عن موضوع وجود المهدي وشرحت له بالتفصيل كل الأدلة المتوافرة وناقشتها بدقة .. فسكت طويلا وبدأ يتأملني، فتوقعت منه ان يعلن موقفه المؤيد او يرد علي بشيء، ولكنه قال بشيء من العتاب والحسرة:
-نحن نجلس على سفرة صاحب الزمان (الامام المهدي) ونأكل من (خمسه) فهل تريد ان تطوي هذه السفرة؟
-عندها عرفت ما هو السر الذي يكمن وراء محاربة بعض رجال الدين ورفضهم لبحث موضوع الامام المهدي بالمرة، او طرحه للنقاش في وسائل الإعلام العامة، فهل عرفتم السر؟) انتهى
http://alkatib.co.uk/r5.htm
استمعوا للتقرير الذي يقول فيه رفسنجاني: (أن المهدي المنتظر (الإمام الشيعي الثاني عشر) مجرد خرافة لا أساس لها من الصحة) ..
الرابط:
http://www.dd-sunnah.net/records/view/action/view/id/2003/
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 05:38]ـ
اخى التبريزى
ماذا فعل رافسنجانى عند قبر ابى بكر وعمر رضى الله عنهما
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 10:46]ـ
ماذا فعل رافسنجانى عند قبر ابى بكر وعمر رضى الله عنهما
يقال أن القذر رفسنجاني قام بركل قبر الشيخين رضى الله عنهما بقدمه النجسة وبلغ الخبر الشيخ الحذيفي (1) حفظه الله فغير موضوع خطبته وجعلها في الرافضة في حضور الكلب رفسنجانى ورفقته وأوقف بعدها عن الخطابة لسنوات!!
وتسجيل الخطبة موجود على الشبكة
**********
(1) الشيخ الحذيفى حفظه الله نحسبه على خير ولا نزكيه على الله ووالله عندما تنظر إلى وجهه المنير وتسمع صوته وقراءته كأنك ترى أحد السلف.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 10:58]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحدث أكبر مما سطر هنا , وملابسات الحدث -قطعا- ستكون غريبة: لتداخل الديني بالسياسي والمصلحي ...
ينبغي أن لا يغيب عن ذهننا أن رفسنجاني: هو صاحب الحق الوحيد في عزل المرشد العام , وهو الذي عينه , وهو رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام وهو رئيس سابق وهو رفيق درب الخميني ووو ...
ثم إن المعطيات السياسية الإيرانية هذه الأيام والفوضى العارمة , و"الإنقلاب" على النظام الإسلامي: كله مؤشرات على اشياء ما ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 12:09]ـ
على رسلكم! الموضوع كله غير دقيق فيما يبدو!
1 - لا يمكن أن يكون رفسنجاني (اثني عشري) وينكر الثاني عشر! والمسألة عندهم أعظم أصول الدين!
2 - لا يمكن أن ينكر الثاني عشر ويبقى على مكانته ومناصبه! بما فيها رئاسة المجلس الذي يختار ويعزل الولي الفقيه (النائب عن الثاني عشر)! وها هي المعركة محتدمة بين رفسنجاني وجناح المحافظين، ولم يقل أحد إنه ينكر الثاني عشر!
3 - التسجيل المرفق ليس لرفسنجاني، بل لمذيع قناة (الآن)، ومعلومٌ الفرق بين نقل كلام الرجل بلغته الفارسية وسياقه الكامل وبين تلخيص المذيع له بلغة أخرى، ولا سيما في موضوع شائك كهذا، وقد لا يتمتع المذيع بالثقافة اللازمة لفهم كلام رفسنجاني وتلخيصه بدقة.
4 - التأمل في التسجيل، وموضوعه المعركة الانتخابية، يشير إلى أن الذي يصفه رفسنجاني بالخرافة هو كلام خصمه نجاد: أن روح المهدي كانت تحلق حوله وهو يخطب في هيئة الأمم المتحدة، وما أشبه ذلك من أقوال نجاد. والإيرانيون يصفون كلام نجاد هذا بالتفكير الخرافي,
5 - ما نقل من ركل قبر الشيخين وأن خطبة الشيخ الحذيفي كانت رد فعل لذلك، فهذا كله غير صحيح. وقد سُئل الشيخ الحذيفي من القيادة السعودية عن سبب إحراجه لهم مع رفسنجاني فاعتذر بكلام عام، وأن الأمر غير مقصود، وأقسم على ذلك. ولو بدأ رفسنجاني بالإساءة إلى الشيخين لطُرد رفسنجاني من السعودية بدلاً من أن يُسأل الشيخ!
وعلى كل حال لو وقعت هذه الوقائع المزعومة لانتشرت في العالم كله في نفس اليوم، ولما كان توثيقها بهذا الشكل!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 02:24]ـ
5 - ما نقل من ركل قبر الشيخين وأن خطبة الشيخ الحذيفي كانت رد فعل لذلك، فهذا كله غير صحيح. وقد سُئل الشيخ الحذيفي من القيادة السعودية عن سبب إحراجه لهم مع رفسنجاني فاعتذر بكلام عام، وأن الأمر غير مقصود، وأقسم على ذلك. ولو بدأ رفسنجاني بالإساءة إلى الشيخين لطُرد رفسنجاني من السعودية بدلاً من أن يُسأل الشيخ!
وعلى كل حال لو وقعت هذه الوقائع المزعومة لانتشرت في العالم كله في نفس اليوم، ولما كان توثيقها بهذا الشكل!
على رسلك يا أخي!
أما تعدي هذا الطاغوت على قبري الشيخين فأمر متواتر عند الناس، ما يحتمله تشكيكك.
و لكن المشهور هو أنه بصق على قبر عمر لا أنه ركله.
ثم إن المعطيات السياسية الإيرانية هذه الأيام والفوضى العارمة , و"الإنقلاب" على النظام الإسلامي: كله مؤشرات على اشياء ما ..
لا شك أن لها مؤشرات خطيرة وعظيمة، وفي رأيي المسكين:
الأحداث تسير بالناس إلى المفاصلة والمواجهة، فإن المتأمل للأحداث يرى تسارعها في فضح الرافضة ومعتقدهم، وما هذا إلا استعدادا -لعله - للمنازلة الكبرى مع هؤلاء الوثنيين.
و الله أعلم.
ـ[التبريزي]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 03:50]ـ
الأخوة الأفاضل، بارك الله فيكم وفي مداخلاتكم:
= الخبر نقلته مصادر عدة، منها موقع المختصر
هاشمي رافسنجاني: المهدي المنتظر مجرد خرافة
التاريخ: 25/ 6/1430 الموافق 19 - 06 - 2009 | الزيارات: 3784
المختصر / انتقد اكبرُ هاشمي رفسنجاني الذى يعتبر من اكبر رجال الدين في ايران والمسؤول عن ملف اطالة الحرب الايرانية على العراق واستقبله طالبانى في بغداد استقبال الرجال المباركين معتبرا زيارته نعمة حلت على العراقيين، انتقد تمسكَ بعضِ الايرانيين حتى الان بمسألةِ الاعتقاد بعودةِ الامامِ الثانيَ عشر المعروف بالامام المنتظر ودعى رفسنجاني من يروجُ لهذه الافكارَ الى الجلوسِ الى العلماء والابتعادِ عما سماها بالخرافاتِ وتكتسب تصريحات رفسنجانى التى اتت في القناة الثانية الايرانية تكتسب اهمية كبيرة لما يتمتع به رفسنجانى من مسوؤليات داخل الوسط الايراني وشدد رفسنجاني على ضرورة ان لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يمتطى الساسة المعتقدات الدينية لمصالح دنيوية موكدا على ان الايرانيين من حقهم ان يعرفو حقيقة ان المهدى المنتظر والامام الثاني عشر مجرد خرافات لا اساس لها من الصحه وستثبت الايام انها مجرد اوهام صدقها الايرانيين ودعى رفسنجاني من يروج لهذه المعتقدات الجلوس مع العلماء الصحاح ومراجعة افكاره ومصوغاتها ومن ثم مخاطبة الشعب الايراني.
= موضوع الرفسنجاني انتشر بين الأوساط الإعلامية انتشارا واسعا وخصوصا في مواقع الشيعة، وإذا كان قاله الرفسنجاني فعلا، فلا غرابة لو حوّر كلامه لاحقا لأن القوم تعودوا على التقية!! والمعتقد عندهم في صاحب الزمان صار مهزوزا، فلا يمانع الواحد أن يكون إثني عشريا وينكر الإمام الثاني عشر!!، ففضل الله المرجع الشيعي اللبناني يرى أن الإمامة ليست بذلك المعتقد الذي يُجزم به!! ورفضها أحمد الكاتب وغيرهما من بعض كتاب الشيعة، ورواياتهم في أئمتهم متناقضة، وفي عددهم متضاربة ... فحسب رواياتهم يبلغون ثمانية ويصلون أربعة عشر، وهذا التناقض عندهم مثبت في أوثق مصادرهم ... ومن التناقضات هو استحداث ولاية الفقيه التي هي انقلاب على صاحب الزمان وبسببها كفر المرجع الشيرازي الخميني والخامنئي ومن سار على خطهم، فعندهم: (كل راية تخرج قبل ظهور المهدي فهي راية ضلالة وصاحبها طاغوت) ...
= هناك علامات عند الشيعة يستبشرون بها ويستعجلون بها خروج المهدي وهي اختلاف الشيعة بينهم و لعن بعضهم بعضا، وتفل بعضهم في وجوه بعض، فورد عن الوشاء، عن علي بن الحسن عن أبان بن تغلب قال: قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: (كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين، فيأرز العلم كما تأرز الحية في جحرها، واختلفت الشيعة وسمى بعضه بعضا كذابين، وتفل بعضهم في وجوه بعض؟ قلت: جعلت فداك ما عند ذلك من خير، فقال لي: الخير كله عند ذلك ثلاثا)، وقد صححه علامتهم المجلسي، ورواية أخرى عن أبي عبد الله ع أنه قال: (لا يكون ذلك الأمر حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض وحتى يلعن بعضكم بعضا و حتى يسمي بعضكم بعضا كذابين) ...
= إذا شطح الرفسنجاني فالنص المبرّر جاهز لمن يريد أن ينتقده!! ولذا فهناك أوساط شيعية قالت إن الرفسنجاني لم ينكر في كلامه قضيّة المهدي المنتطر بمجملها، بل أنكر ما تقوله الشيعة عن ولادته قبل ألف عام، ونزوله بالسرداب واحتجابه هناك من وقتها، وما يقوله بعض الشيعة عن خروجه بين فينة وأخرى للاستجمام والتنزه والترويح عن نفسه، وما إلى ذلك من خرافات!!
= القول بأن الرفسنجاني في موقع أقوى من الخامنئي وأنه صاحب الحق الوحيد في عزل المرشد العام القائم بولاية الفقيه, وأنه هو الذي عينه لأنه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام وهو رئيس سابق وهو رفيق درب الخميني، فهذا قولٌ يحتاج إلى تثبت، رغم أن هناك أخبار بأن رفسنجاني يحرّض هذه الأيام على خلع خامنئي من "ولاية الفقيه"، وسكوت الخامنئي عليه لها دلالات سيكشفها الزمن قريبا ..
= خطبة الشيخ الحذيفي كان لها مناسبة، واستغرب ممن ينكر مناسبتها والخطبة وقد كانت أشهر من أن ينكرها أو يحاول تحوير أحداثها أحد، والشيخ كان له موضوع خطبة آخر، وكان يعلم بوجود الرفسنجاني، ولكن هناك من أتى واعلم الشيخ بأنه رأى الرفسنجاني يتفل على قبري أبي بكر وعمر، فغير الشيخ الحذيفي خطبته بما يتناسب مع الموقف، مع العلم أن الشيخ الحذيفي من أبعد الناس عن الخطب المثيرة أو التطرق إلى ساس يسوس وما اشتُقّ منه ..
خطبة الشيخ الحذيفي هنا:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56067 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56067)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 12:27]ـ
إن شئت فراجع مشاركاتي السابقة، وستعرف رأيي في القوم!
ولكن لا يجرمنَّكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا
فالرجل من عقلاء قومه، ولا يمكن أن يركل ولا يبصق، ورجال المراسم والشرطة السعودية يحيطون به!
ومن غير المعقول أن يركل ويبصق ثم تكون المساءلة للشيخ الحذيفي!
وأنا أؤكد لك مرة أخرى: أن الشيخ لم يعتذر بحكاية الركل والبصق، ولم يذكرها في خطبته!
واعلم أنني أدري ما أقول، وإن لم تصدِّق فأنت وشأنك!
وأما إنكاره للإمام الغائب فلا يوجد عليه دليل مقنع، والظاهر - كما قلتُ أعلاه - أن المقصود إنكار ما يقوله نجاد في حملته الانتخابية عن لقائه بالمهدي، كما يتضح من هذا الرابط
http://www.alrashead.net/index.php?prevn&id=3055&typen=4
ـ[التبريزي]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 12:46]ـ
فالرجل من عقلاء قومه، ولا يمكن أن يركل ولا يبصق، ورجال المراسم والشرطة السعودية يحيطون به!
ومن غير المعقول أن يركل ويبصق ثم تكون المساءلة للشيخ الحذيفي!
وأنا أؤكد لك مرة أخرى: أن الشيخ لم يعتذر بحكاية الركل والبصق، ولم يذكرها في خطبته!
واعلم أنني أدري ما أقول، وإن لم تصدِّق فأنت وشأنك!
أخانا الكريم، ونحن أيضا نعي ما نقول، فإذا كنت ترى أن الرفسنجاني من عقلاء قومه فقد جانبت الصواب، فليس هناك من يعرف الدين الإمامي (ولا أقول المذهب) ويؤمن به ثم يُطلق عليه عاقلا!! لأن الدين الإمامي مبني على الخرافات والخزعبلات وما يناقض العقل قبل النص!!
أما قولك لا يمكن ان يركل او يبصق،،، فكلمة لا يمكن غير منطقية، والحادثة مشهورة، والشرطة من حوله لحمايته وليس لإرجاع البصاق إلى فيه القذر، فتدبر يرحمك الله!!
أما المساءلة للشيخ وعدم مساءلة الرفسنجاني فهذه من الأمور التي لا تشفع لك، لأن مساءلة الشيخ الحذيفي كانت بسبب خطبة لا تتفق مع سياسة الدولة، وعدم مساءلة الرفسنجاني من باب السياسة والضيافة!! فتدبر مرة أخرى يرحمك الله!!
أما أن الشيخ لم يذكر الركل أو البصق، فهذا أيضا ليس دليلا على نفي الحادثة،، وإنما الدليل أن الشيخ كان له خطبة بموضوع آخر، ثم غير رأيه فخطب خطبة حماسية بحضرة الرفسنجاني صد الرافضة، والشيخ من أبعد الخطباء عن الحماسة والتكلم في السياسة!! فهل كانت خطبته الحماسيةُ عشوائيةً؟ أم كان لها مناسبة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 12:58]ـ
كنت أظن ان قبر الرسول عليه الصلاة و السلام و قبري صاحبيه في غرفة مغلقة كيف دخلوا فيها؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 01:14]ـ
كنت أظن ان قبر الرسول عليه الصلاة و السلام و قبري صاحبيه في غرفة مغلقة كيف دخلوا فيها؟
القبور الثلاثة محصنة لايصل إليها أحد، لكن عندما يبصق ولو لم يخرج من فيه النتن شيء، ثم يشير إلى قبر أبي بكر أو عمر فهذا يكفي لإدانته بالجرم المشهود ...
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 01:21]ـ
عذرا أخي رأيته فعل ذلك؟ وصف بهذه الطريقة وصف شاهد فهل تشهد أنك رأيته يفعل ذلك؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 02:25]ـ
أما أن الشيخ لم يذكر الركل أو البصق، فهذا أيضا ليس دليلا على نفي الحادثة،، وإنما الدليل أن الشيخ كان له خطبة بموضوع آخر، ثم غير رأيه فخطب خطبة حماسية بحضرة الرفسنجاني صد الرافضة، والشيخ من أبعد الخطباء عن الحماسة والتكلم في السياسة!! فهل كانت خطبته الحماسيةُ عشوائيةً؟ أم كان لها مناسبة!!
ما هو هذا الموضوع الآخر؟ (ابتسامة)
ـ[التبريزي]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 02:32]ـ
موضوعنا بارك الله فيكم ليس عن الشيخ الحذيفي و خطبته ضد الرافضة، إنما موضوعنا:
1 - لماذا لم يتدخل الخامنئي ضد رفسنجاني ويطرده من منصبه ومن الخطابة في جامعة طهران، بل ويحاكمه ويقيم عليه الحد بتهمة الكفر والردة ضد وجود الإمام الثاني عشر المهدي صاحب الزمان والقول بأنه خرافة: (المهدي المنتظر مجرد خرافة لا أساس لها من الصحة) ..
2 - لماذا لم يستغل أحمدي نجاد الحدث ويطعن في رفسنجاني ويتهمه بالكفر والردة، ويحاول أن يسقطه من مكانته وهو عدوه اللدود؟
3 - لماذا سكت الإيرانيون وبقوا مكمَّمي الأفواه تجاه ما قاله رفسنجاني؟ هل هم مع رفسنجاني ورفض عقيدة المهدي القائم المنتظر؟ أم أنهم مع أحمدي نجاد؟ وماذا يتوقعون من رئيس دولة يؤمن بالخرافة والأساطير؟ وإلى أين سيسير بهم؟ ولماذا لم يطالبوا نجاد بأن يتوسط عند صاحب الزمان ليخرج من السرداب فقد انتهى حكم العباسيين من مئات السنين، وخامنئي يحكم باسمه وينتظر مجيئه؟!!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 03:25]ـ
وهل غريب على من يتقربون بلعن ابي بكر وعمر
ان يبصقوا على قبره؟؟؟؟.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 09:14]ـ
وهل غريب على من يتقربون بلعن ابي بكر وعمر
ان يبصقوا على قبره؟؟؟؟.
ليس بغريب يا أخي، ولكن على طالب العلم أن يبتعد عن هذه التهاويل فضلاً عن حكاية التواتر بشأنها، اللهم أن يكون هناك تواتر غير ما تعلمناه يكون من نسج العوام!
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، آمين.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 09:31]ـ
خاصة عندما يقول الاخ
يقال أن القذر رفسنجاني قام بركل قبر الشيخين رضى الله عنهما بقدمه النجسة وبلغ الخبر الشيخ الحذيفي ...... .
كيف يركل القبرين و هما في غرفة مغلقة لا يدخلها أحد؟
و يقول الاخ الثاني
و لكن المشهور هو أنه بصق على قبر عمر لا أنه ركله.
كيف بصق على قبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه و الغرفة مغلقة؟
قال الثالث
القبور الثلاثة محصنة لايصل إليها أحد، لكن عندما يبصق ولو لم يخرج من فيه النتن شيء، ثم يشير إلى قبر أبي بكر أو عمر فهذا يكفي لإدانته بالجرم المشهود ...
لم أسمع ببصق بالاشارة!!!!!! فهل يريد الاخ اثبات التهمة بالتأويل أو أنه شاهد عيان؟
السؤال المطروح ما كل هذه القصص المختلقة، الذي عهدته أن الرافضة من تختلق القصص لا أهل السنة!!!!
فماذا حدث لكم يا طلبة العلم حتى تتناقلون القصص دون التثبت من مصادرها.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 12:08]ـ
ليس بغريب يا أخي، ولكن على طالب العلم أن يبتعد عن هذه التهاويل فضلاً عن حكاية التواتر بشأنها، اللهم أن يكون هناك تواتر غير ما تعلمناه يكون من نسج العوام!
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، آمين.
لا يااخي ليس تهاويل انما حدثنا من نثق بهم!
وفقك الله.
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 01:10]ـ
بعض ردود الإخوة حول الدفاع عن رفسنجاني بحجة التثبت ينقصها التثبت!!
هل الشيخ الحذيفي صار من العوام؟
هل تريدون أن نسند لكم الرواية عن الشيخ الحذيفي؟
وإذا أسندناها، فماذا أنتم فاعلون؟
المشككون لم يعللوا لنا سبب خطبة الحذيفي ضد الرافضة والتي لم يكن يتوقعها أحد!!
فهل كانت من غير مناسبة؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 01:22]ـ
وصل بك الحال لرمي الاخوة بالدفاع عن الرفسنجاني و لم يطالبوا الا التوثق من النقولات؟
تحقق من قصتك أما عند من يتبع الحق يأخد القصة بسندها و بما هو معقول لا بما هو ملفق.
أعوذ بالله من إتباع الهوى و القلب الأعمى الذي يدفع بعضهم لنقل كل ما يقال و كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما يسمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 01:25]ـ
أيها الفاضل:
قلتُ لك (وأقسم على ذلك ... واعلم أنني أدري ما أقول)، وإذا لم تصدِّق فأنت وشأنك!
وهذا آخر ما عندي في الموضوع
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 01:28]ـ
تريد ان نصدق انه ركل القبر برجله؟ و القبر محفوظ في غرفة؟ اكذب عقلي و اصدقك بقسمك!!!!! سبحان الله ما هذا الهراء!!
أقل شيئ صفوا القصة و ضعوا ما تشهدون عليه و لا تشهدوا على كل قول ملفق في هذا الموضوع لا يثبت قطعا
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 01:29]ـ
أخ عبدالكريم:
القصة موثقة ومتواترة، فهل من يجهل القصة ولا يعلم بها يتهم غيره بأنه يحدث بكل ما سمع؟
هل عندك أنت علمٌ ببطلان القصة حتى ترمي الردود بالقول الملفق؟
أفدنا مأجورا!!
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 01:35]ـ
ما هذه الالفاظ المستعملة في غير محلها، ما هو التواتر عندك؟ لا تخلط اخي
هل عندك سند متواتر ام انه جماعة حكوها لك و لا تدري ما هو مصدرها لو كان كذلك فكل الاشاعات اصبحت متواترة.
القبر في غرفة فبدأ احدهم بالقول انه ركله ثم الاخر قال انه بزق عليه و هو في غرفة محصنة ثم انت نقلت بنفسك انه بزق و اشار اليه فأطلب منك ان تحلف بالله أنك رأيته فعل ذلك أو ان احدا قال لك انه بزق و اشار إلىى قبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان كنت صادقا.
ثم اعطني اسم من رآه يبزق بما انك قلت ان القصة متواترة و اشرح لي كيف حكاه لك هذا الذي رآه و كيف بزق على القبور من خارج الغرفة.
فالقصة فيها ما يخالف المعقول حتما كيف تريد أن نأخد بها كاملة هكذا و التلفيق ظاهر فيها!!!
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 01:45]ـ
أيها الفاضل:
قلتُ لك (وأقسم على ذلك ... واعلم أنني أدري ما أقول)، وإذا لم تصدِّق فأنت وشأنك!
وهذا آخر ما عندي في الموضوع
بارك الله فيك يا خزانة الأدب،،
اسمٌ على مسمى، زادك الله علما وتقى ...
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 01:59]ـ
أيها الفاضل:
قلتُ لك (وأقسم على ذلك ... واعلم أنني أدري ما أقول)، وإذا لم تصدِّق فأنت وشأنك!
وهذا آخر ما عندي في الموضوع
بارك الله فيك أخي
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:12]ـ
يا أخوة ما هكذا يكون الحوار، وهذا كلام الأخ (خزانة الأدب) في مشاركته الأولى، فهو يقسم على نفي الحادثة وليس إثباتها، فافهموا الكلام قبل التسرع في الرد، بارك الله فيكم أجمعين.
5 - ما نقل من ركل قبر الشيخين وأن خطبة الشيخ الحذيفي كانت رد فعل لذلك، فهذا كله غير صحيح. وقد سُئل الشيخ الحذيفي من القيادة السعودية عن سبب إحراجه لهم مع رفسنجاني فاعتذر بكلام عام، وأن الأمر غير مقصود، وأقسم على ذلك. ولو بدأ رفسنجاني بالإساءة إلى الشيخين لطُرد رفسنجاني من السعودية بدلاً من أن يُسأل الشيخ!
وعلى كل حال لو وقعت هذه الوقائع المزعومة لانتشرت في العالم كله في نفس اليوم، ولما كان توثيقها بهذا الشكل!
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:15]ـ
بارك الله فيك يا خزانة الأدب،،
اسمٌ على مسمى، زادك الله علما وتقى ...
هذا كلام الاخ
إن شئت فراجع مشاركاتي السابقة، وستعرف رأيي في القوم!
ولكن لا يجرمنَّكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا
فالرجل من عقلاء قومه، ولا يمكن أن يركل ولا يبصق، ورجال المراسم والشرطة السعودية يحيطون به!
ومن غير المعقول أن يركل ويبصق ثم تكون المساءلة للشيخ الحذيفي!
وأنا أؤكد لك مرة أخرى: أن الشيخ لم يعتذر بحكاية الركل والبصق، ولم يذكرها في خطبته!
واعلم أنني أدري ما أقول، وإن لم تصدِّق فأنت وشأنك!
وأما إنكاره للإمام الغائب فلا يوجد عليه دليل مقنع، والظاهر - كما قلتُ أعلاه - أن المقصود إنكار ما يقوله نجاد في حملته الانتخابية عن لقائه بالمهدي، كما يتضح من هذا الرابط
http://www.alrashead.net/index.php?prevn&id=3055&typen=4
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:25]ـ
لنفترض ان القصة محض خيال
وألا اساس لها من الصحة (مجرد افتراض)
فهل يشكك عامي من المسلمين
فضلا عمن ينتسب للعلم الشرعي
في حقد الرافضة وخبثهم وتكفيرهم لجملة كبيرة من الصحابة
وسبهم للشيخين وتنقصهم لعائشة وووالخ
فمن شكك فليراجع عقيدته
ولااحد من الاخوة هذا حاله
ومن وافق ولااحد عاقل من اهل السنة يخالفه
فمن وافق فلايضرنا ان سلم بالقصة ام لا
وفي نظري لاارى ثمرة من الشك في القصة
اللهم فضح اكثر للرافضة وهم ولله الحمد مفضوحون بغيرها
فارموا بهذه القصة عرض الحائط لاتثريب
لاننا نتفق على خبث القوم وجلبهم للمكائد على
امتنا على مدار التاريخ الثابت
اما نحن فقريبون من المدينة ونعرف اهلها
ونعرف اهل العلم فيها ولانشكك في رواياتهم
ومن شكك فله ذلك ان كان ثمة روايات اخرى من ثقات
تعارض قولنا علم بها
له ذلك الا انه لايجوز له ان يتهم اخوانه
بالكذب ولله الأمر من قبل ومن بعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:32]ـ
لم يشكك احد في حقد الرافضة
اما الثمرة من التثبت من القصة فظاهرة
1 - من اثبتها فقد اثبت الكذب و هو يعلم ذلك و كفى بهذا وزرا.
2 - عادة اهل السنة التحقق من الروايات اما التلفيق فهذا من عادة الرافضة
3 - اثبات قصص من غير دليل بل لا تثبت قطعا فيه فتح فرجة للرافضة للطعن في اهل السنة.
كل هذا كاف لكي تتثبتوا قبل نقل كل ما يقال فبارك الله فيكم منهج اهل السنة واضح التثبت فأتبعوه ان كنتم فعلا تنتسبون لهذا المنهج و دعوا عنكم الشائعات فضررها واضح.
و القصة هشه كما رأيتم يكفي ان يطلب منكم احد الرافضة كيف ركل أو بزق الرفسنجاني على القبرين و هما في غرفة مغلقة لكي يظهر بطلانها و في هذه حجة لهم عليكم فأحذروا من هذه الاشاعات بارك الله فيكم
أقل شيئ تحروا و هاتوا القصة بتفاصيلها و لا تقبلوا قولا عاما خاصة و ان الاخ أقسم لكم على سبب خطبة الشيخ الحذيفي و جازاكم الله كل خير.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:37]ـ
بعض ردود الإخوة حول الدفاع عن رفسنجاني بحجة التثبت ينقصها التثبت!!
هل الشيخ الحذيفي صار من العوام؟
هل تريدون أن نسند لكم الرواية عن الشيخ الحذيفي؟
وإذا أسندناها، فماذا أنتم فاعلون؟
المشككون لم يعللوا لنا سبب خطبة الحذيفي ضد الرافضة والتي لم يكن يتوقعها أحد!!
فهل كانت من غير مناسبة؟
أنا والله آسف جداً أنني شاركت في الموضوع.
من من الأخوة دافع عن رفسنجاني؟!
ومن قال أن الحذيفي من العوام؟ سبحان الله، وهل نحن من السفه أن نصف إمام وخطيب المسجد النبوي ومسند القراءات = بأنه من العوام؟
العوام المقصودون يا أخ تبريزي: هم أصحاب "التواتر" المدعى.
ولو كان الأمر "متواتراً" كما تدعي لما احتجت إلى إسنادها، كما تقول: هل تريدون أن نسند لكم الرواية عن الشيخ الحذيفي؟
ومثل هذه الرواية المدعاة لا تحتاج إلى إسنادها إلى الحذيفي، بل إلى من رأى الواقعة، فعليك بالعلو!
بقي أن قولك أخيراً: المشككون لم يعللوا لنا سبب خطبة الحذيفي ضد الرافضة والتي لم يكن يتوقعها أحد!!
فهل كانت من غير مناسبة؟
هذا من التخرص يا أخي، تدعي أنت أن لها قصة ومناسبة وأنها جاءت بديلةً لموضوعٍ آخر [سألتك عن الموضوع الأصلي فلم تجب (ابتسامة)]، والبينة على من ادعى.
ومع ذلك الموضوع ليس بحاجة إلى ركل أوبصق أو إشارة: رأسٌ رافضي حضر خطبة الجمعة في المسجد النبوي فأراد الخطيب أن يبين الحق ويبطل الباطل. وبس!
وهذه آخر مشاركة، والسلام.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:40]ـ
المنع دون استناد معيب عند اهل النظر.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:45]ـ
لولا السند لقال من شاء ما يشاء
الحجة على المثبت لا على النافي!!!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:53]ـ
في اصول المنطق واصول الترجيح التي لايجهلها من عرفها
المثبت يقدم على النافي لان معه زيادة علم
اذا النافي الذي يثبت لاغيره
وعلىالعموم قد قتل الموضع بحثا
وانتهينا.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:59]ـ
اعد دراسة الأصول اذن.
المثبت ان اثبت بسند صحيح و ليس معارض للمعقول كحالة القصة هذه و قد ادعى الاخ فوق انه ركل القبر و الكل يعلم أن هذا باطل لولا السند لقال من شاء ما يشاء. و الدعاوي لا تثبت بالشائعات خاصة في نسبة امر كهذا.
على كل الحال الامر واضح للاخوة أن القصة لا تثبت و قد أقسم اخ على ذلك.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 03:19]ـ
ماعساي ان اقول لمن يجهل في منطق الحوار والاصول.
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 04:33]ـ
لنفترض ان القصة محض خيال
وألا اساس لها من الصحة (مجرد افتراض)
فهل يشكك عامي من المسلمين
فضلا عمن ينتسب للعلم الشرعي
في حقد الرافضة وخبثهم وتكفيرهم لجملة كبيرة من الصحابة
وسبهم للشيخين وتنقصهم لعائشة وووالخ
فمن شكك فليراجع عقيدته
ولااحد من الاخوة هذا حاله
ومن وافق ولااحد عاقل من اهل السنة يخالفه
فمن وافق فلايضرنا ان سلم بالقصة ام لا
وفي نظري لاارى ثمرة من الشك في القصة
اللهم فضح اكثر للرافضة وهم ولله الحمد مفضوحون بغيرها
فارموا بهذه القصة عرض الحائط لاتثريب
لاننا نتفق على خبث القوم وجلبهم للمكائد على
امتنا على مدار التاريخ الثابت
اما نحن فقريبون من المدينة ونعرف اهلها
ونعرف اهل العلم فيها ولانشكك في رواياتهم
ومن شكك فله ذلك ان كان ثمة روايات اخرى من ثقات
تعارض قولنا علم بها
له ذلك الا انه لايجوز له ان يتهم اخوانه
بالكذب ولله الأمر من قبل ومن بعد.
لا فض فوك أخي الكريم حارث البديع ..
قلت البديع فأبدعت، بارك الله فيك ..
ولبعض الإخوة:
هل فهموا من ردي أني فهمت الأخ خزانة الأدب خطأ ً؟
لا، وأعرف أنه يقسم على رده الأول وأنا لا اوافقه عليه، ورده الثاني مؤدب ولا أوافقه على قسمه، فقلت:
بارك الله فيك يا خزانة الأدب،،
اسمٌ على مسمى، زادك الله علما وتقى ...
فهل هناك خطأ في ردنا؟
أقسم وقطع خط الرجعة،،
وإذا كان قد أقسم فهو وشأنه!!
والقسم وحده لا يكفي، زاده الله علما وتقى ..
----
لكن لمن يكذبون القصة ويدققون في السند!!
كيف يطبقون صحة السند وعلى الجرح والتعديل هنا والمعرفات أغلبها مستعارة ولا يعرف الأعضاء بعضهم بعضا؟
لذا ... لمن يرى أن القصة غير معقولة فهو وشأنه، لكن أرى أنه لا يجوز التشنج والتعصب، فلا يستحق رفسنجاني أن يرتفع ضغط بعضنا بإصراره على رأيه وإبطال الرأي المخالف ..
القصة سمعتها من شيخ في الجامعة الإسلامية نقلا عن مسؤول في الحرم، وأنا لي علاقات واسعة في المدينة، ولكم أن تصدقوها ولكم أن تكذبوها، ودمتم سالمين ...
وحبذا لو كان نقاشكم حول دور المجوس وما يخططون له، ومناقشة كيفية استغلال تصريحات رفسنجاني لضرب بعضهم ببعض ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 10:42]ـ
عفواً، فهمتموني خطأً بسبب إهمالي للتشكيل!
الذي أردتُ أن أقول (وأَقْسَمَ على ذلك)
أي إن الشيخ الحذيفي عندما سُئل عن ملابسات الخطبة، قال ما معناه: إنه تكلم عن موضوع الشيعة بشكل عام، ولم يقصد رفسنجاني لأنه موجود بالمسجد، أو لعله قال إنه لم يعلم بوجوده، وأَقْسَمَ على ذلك.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 11:02]ـ
بارك الله فيك أخي(/)
صوفية حضرموت وطعنهم في السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 06:20]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
صوفية حضرموت
وطعنهم في السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
جاء في كتاب تأج الأعراس على مناقب صالح العطاس ((يقول: جئت إلى بلد عمد في بعض زيارتي للحبيب صالح يعني صاحب المناقب رضوان الله عليه وكنت أنام في القبلية أي غرفة الضيافة فا يقضني الحبيب صالح ذات ليلة قريباً من ثلث الليل الأخير وخرجت معه إلى مسجد فرج المجاور لبيتهم وصلينا ما شاء الله من صلاة الليل ثم دخل بنا إلى بيت صغير المنظر قريب من المسجد المذكور فلما دخلنا إذا هو واسع وفيه مجلس كبير منظم كأنه في الحرمين الشريفين وهناك امرأة جالسة وراء الستار فقدمت لنا قهوة مكاويه الطبخ والآنية فقال لي الحبيب صالح هل تريد عنباً قلت نعم فإذا نحن بطبق من العنب قد وضع بيني وبينه فأكلنا من ذلك العنب وشربنا من تلك القهوة ثم ظهرت علينا تلك المرأة فأوجست شيئا في نفسي من النظر إليها فقال لي الحبيب صالح إنها لا تنقض علي ولا عليك يعني أنها محرم لهما فوقع في خاطري أن آخذ شيئا من العنب خفية فكاشفني الحبيب صالح بذلك الخاطر ومنعني من ذلك لشدة حرصه على الخمول ثم قال لي إذا أردت قهوة وأنت في المسجد فادخل إلى هذا البيت وعند ذلك أذن الفجر وعدنا إلى المسجد فصلينا الصبح جماعة ثم خرجت وحدي أتفقد البيت المذكور فلم أجد له أثرا فعرفت عند ذلك أنها كرامة من الله للحبيب صالح انتهى. قلت ومن هي هذه المرأة إذا لم تكن أم المؤمنين خديجة الكبرى المبشرة من رب العالمين على لسان جبريل الأمين .. ))
[الجزء الثاني – صفحة 763 _ 764]
قلت .. ألا يتقي الله هؤلاء الزنادقة .. ألا يكفون عن العبث بالدين ألا لعنه الله على الكاذبين .. !!
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوج رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام تترك الجنة ونعيمها وتترك مرافقة زوجها الكريم عليه الصلاة والسلام وتأتي إلى هؤلاء الزنادقة لتصنع وتسقيهم القهوة المكاوية .. !!
حسبنا الله ونعم الوكيل .. !!
ياصوفية حضرموت .. هل هذه كرامة ام اهانة لام المؤمنين خديجة رضي الله عنها؟؟؟؟
نسأل الله الهداية لصوفية حضرموت .. !!
وحتى لايتهمنا صوفية حضرموت بالكذب نوثق لهم هذه الطعن
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/tajeal3ras/2/763.jpg
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/tajeal3ras/2/764.jpg
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 06:39]ـ
الله المستعان
ولاحول ولاقوة إلا بالله
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الحبيب
صراحة أخي
لم أعد أستغرب شيئا عن صوفية حضرموت(/)
خطر الأندية الرياضية للفتيات .. لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 07:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((خطر الأندية الرياضية للفتيات))
لتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif (http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif) doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/ryadh.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif (http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif) pdf
اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/ryadh.pdf)
وللاستزادة ينظر ملتقى أهل الحديث
من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178204)
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178204)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 09:30]ـ
بارك الله فيك
لكن صراحة مقال ليس فيه الشيئ الكثير ربما هو مقال موجه الى الجرائد و الله أعلم(/)
صور ونماذج مؤلمة من انفلات النساء أخيراً في بلاد الحرمين للشيخ عبد المحسن العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 07:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((صور ونماذج مؤلمة من انفلات النساء أخيراً في بلاد الحرمين))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif (http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif) doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/namazg.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif (http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif) pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/namazg.pdf)
وللاستزادة ينظر ملتقى أهل الحديث
من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1084298#post1 084298)
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 07:45]ـ
((صور ونماذج مؤلمة من انفلات النساء أخيراً في بلاد الحرمين))
وهل الإنفلات لم يتم إلا متأخرا؟
إنه من زمن ينمو يوما بعد يوم!! ولكنه انفلت أخيرا بصورة متسارعة بعد بروز الليبراليين والليبراليات وحصولهم على مساحات من الحرية حققت لهم مرادهم ...
ـ[المسروحي]ــــــــ[27 - Jul-2009, صباحاً 07:45]ـ
علماءنا حذروا من هذا منذ عقود رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي
اقرأ ان شئت كتاب حراسة الفضيلة للشيخ بكر ابو زيد رحمه الله(/)
دحض المزاعم الفاليَّة،عن سبب تسمية مدينة فاطمة البرتغالية!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 11:45]ـ
دحض المزاعم الفاليَّة
عن سبب تسمية مدينة فاطمة البرتغالية
من الكذب المقزِّز الذي يحوكه المدعو محمد باقر الفالي فرية شاعت و ذاعت في كثير من المنتديات الشيعية، و هي فرية ظهور فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام و رضي الله عنها وأرضاها في قرية بالبرتغال،وأن هذه القرية سمِّيت بعد ذلك باسمها.
و ركبت الحكومة الايرانية الموجة، حيث بثَّت القناة الايرانية برنامجاً خاصاً تروج فيه لهذه الفرية، إذ استغل المختلقون للقصة خرافة اخرى في الموروث النصراني في البرتغال.
خرافة قرية فاطمة في المعتقدات النصرانية:
اقترن اسم تلك قرية "فاطمة" البرتغالية في أوائل القرن العشرين باسطورة مكذوبة روَّجت لها الكنيسة، ضمن سلسلة ظهور متتابعة لمريم عليها السلام لا تزال المؤسسة الكنسية تتحف أتباعها بها بين الحين و الآخر. حيث تدَّعي الاسطورة أن مريم العذراء ـ عليها السلام ـ ظهرت فى قرية فقيرة هى فاتيما فى البرتغال فى 13 مايو 1917، وشاهدها ثلاثة أطفال من رعاة الغنم و هم: لوتشيا دوسانتوس 10 سنوات (الأولى من الشمال) وهى أكبر الثلاثة، ومعها أبناء عمومتها .. فرانشيسكو مارتو 9 سنوات و جاسنتا مارتو 7 سنوات.و أن ظهورها في قرية فاتيما نكرَّر لعدة مرات:
فالمرة الأولى: 13 مايو 1917 ووعدت بظهور آخر ومعجزة عظيمة.
المرة الثانية: فى يوم 13 يوليو 1917، حيث أعطت للأطفال الثلاثة ثلاثة أسرار. و الأسرار الثلاثة المزعومة هى: قيام حرب عالمية ثانية، وسقوط الشيوعية فى روسيا فيما بعد، والثانية رؤيا لمنظر جهنم المفزع، والسر الثالث ظلَّ طي الكتمان لدى سلطة الفاتيكان ـ فيما يدَّعون ـ.
و المرة الثالثة كانت فى 13 أكتوبر 1917، وأنضم فى هذا الظهور 50 ألف من الشعب لمشاهدة العذراء مريم.
و منذ ذلك اليوم أطلق النصارى على السيدة مريم اسم" السيدة الخاصة بفاتيما" Our Lady of Fatima
حبل الكذب قصير
1ـ لم يعلم المفترون ـ سواء الفالي أو من تابعه ـ بأن ذلك الاسم لتلك القرية قديم، و أنه يمتدُّ ِإلى فترة الحكم الاسلامي لشبه الجزيرة الالبيرية، و عُرِفت فيما بعد باسم "سانتا فاتيما" أي (القدِّيسة فاطمة) لأن النصارى يزعمون نسبة اسم القرية الى راهبة كانت تُدعى"فاطمة"، وكان هذا الاسم شائعاً في اسبانيا بين من تمتد جذورهم الى الفاتحين المسلمين.
2ـ و هذا هو خبر ظهور السيدة مريم في الصحف الغربية في ذلك الوقت.
وتأمل في اسم القرية آنذاك!!
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...per_fatima.jpg (http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/5/56/Newspaper_fatima.jpg)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 11:52]ـ
يذكرنى هذا الهذيان للنصاري وإخوانهم الرافضة بفرية ظهور السيدة مريم عليها السلام في سماء كنيسة الزيتون بالقاهرة بعد حرب 1967 مباشرة وهذه الفرية روج لها سدنة حكم عبد الناصر والنصارى في مصر لإلهاء العامة بعد الهزيمة ... تشابهت قلوبهم.
ولله في خلقه شئون.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[30 - Jul-2009, صباحاً 10:32]ـ
صدقت اخي الكريم
بارك الله فيك(/)
تبصير الأنام بمعابد الشيطان
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 10:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تبصير الأنام بمعابد الشيطان
كاتب المقالة: المشرف العام لموقع ميراث السنه
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، ثم أما بعد: إن ما نراه اليوم في عالمنا المعاصر لمن عجائب آخر الدهر! أشياء لم نكن نتصورها أن تحدث في المجتمعات المسلمة التي طهرها الله تعالى من الشرك به سبحانه وتعالى على أيدي الفاتحين الأبرار [كاستغاثة أهل القبور بقبورهم وعبادة عباد الأشجار والأحجار المبروكة في زعمهم وتقديسهم لأضرحتهم]، ووهذا ما يدفعونا إلى بذل الجهود حقا لطمس الشرك ومحاربته حتى يخمد ويزول نهائيا من قلوب وعقول الناس فيوحدوا الله تعالى حق توحيده ولا يعبدوا معه غيره، وللشرك بالله تعالى صفات وألوان وأشكال وأقسام، وكله من هوى الإنسان وعمل الشيطان، كما قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ... }، وهذه الحماقات التعبدية الإبليسية لدليل قوي على سفاهة عقول عباد المخلوقات وقلة ذكائهم، وسذاجة فكرهم فتراهم يعمرون المشاهد القبورية، ويقدسون الأصنام الشركية، والأضرحة المنكرة، ويجتهدون في خدمة المخلوقات المعبودة من دون الله رغبا ورهبا، وهؤلاء في الحقيقة يعبدون غير الله يشركون به تارة أخرى، يعبدون الند والشريك والمخلوق وحده دون الله تارة، ولقد أبطل الله تعالى حججهم كلها في تنزيله كما أخبرنا تعالى عن دعوة التوحيد التي بعث بها الأنبياء وهي دعوة المرسلين جميعا: {وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}، وقال جل جلاله: {وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون}، وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا إن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وغيرها من الآيات التي تدل على التوحيد الخالص لله قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى [ج1ص359 هؤلاء المستغيثون بالغائبين والميتين عند قبورهم وغير قبورهم- لما كانوا من جنس عباد الأوثان- صار الشيطان يضلهم ويغويهم كما يضل عباد الأوثان ويغويهم فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاث به وتخاطبهم بأشياء على سبيل المكاشفة كما تخاطب الشياطين الكهان وبعض ذلك صدق لكن لا بد أن يكون في ذلك ما هو كذب بل الكذب أغلب عليه من الصدق، وقد تقضي الشياطين بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهونه فيظن أحدهم أن الشيخ هو الذي جاء من الغيب حتى فعل ذلك أو يظن أن الله تعالى صور ملكا- على صورته- فعل ذلك ويقول أحدهم: هذا سر الشيخ وحاله وإنما هو الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك به المستغيث به كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضي بعض حوائجهم كما كان ذلك في أصنام مشركي العرب وهو اليوم موجود في المشركين من الترك والهند وغيرهم، وأعرف من ذلك وقائع كثيرة في أقوام استغاثوا بي وبغيري في حال غيبتنا عنهم فرأوني أو ذاك الآخر الذي استغاثوا به قد جئنا في الهواء ودفعنا عنهم ولما حدثوني بذلك بينت لهم أن ذلك إنما هو شيطان تصور بصورتي وصورة غيري من الشيوخ الذين استغاثوا بهم ليظنوا أن ذلك كرامات للشيخ فتقوى عزائمهم في الاستغاثة بالشيوخ الغائبين والميتين وهذا من أكبر الأسباب التي بها أشرك المشركون وعبدة الأوثان، وكذلك المستغيثون من النصارى بشيوخهم الذين يسمونهم العلامس يرون أيضا من يأتي على صورة ذلك الشيخ النصراني الذي استغاثوا به فيقضي بعض حوائجهم، وهؤلاء الذين يستغيثون بالأموات من الأنبياء والصالحين والشيوخ وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم غاية أحدهم أن يجرى له بعض هذه الأمور أو يحكى لهم بعض هذه الأمور فيظن أن ذلك كرامة وخرق عادة بسبب هذا العمل، ومن هؤلاء من يأتي إلى قبر الشيخ الذي يشرك به ويستغيث به فينزل عليه من الهواء طعام أو نفقة أوسلاح أو غير ذلك مما يطلبه فيظن ذلك كرامة لشيخه وإنما ذلك كله من الشياطين، وهذا من أعظم الأسباب التي عبدت بها الأوثان، وقد قال الخليل عليه السلام: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}، {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس} كما قال نوح عليه السلام، فيا عباد الله: إن هذه الخزعبلات الشيطانية والشبهات الإبليسية هي نفس الشبهات
(يُتْبَعُ)
(/)
التي كانت عند المشركين الأوائل الذين كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى كهبل واللات والعزى ومناة وغيرها من الأصنام كما أخبرنا الله تعالى عن حالهم في القرآن الكريم، فقال تعالى عن دينهم وعقيدتهم الباطلة: {مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}، وهذا هو الشرك الذي حاربته الرسل ونهت عنه العباد ولأجل هذا الشرك أرسلهم الله بالحجج البالغة والأدلة الدامغة فنصرالله تعالى أهله الموحدين على من عاداهم من المشركين، ألا فيلعلم كل من يلعب بهذه الشطحات القبورية ويدوخ نفسه بالنطحة الكفرية أن عبادته الشركية هي طريقة أبي جهل وأبي لهب وغيرهم من رؤوس الشرك وصناديد الكفر وخدمة الأصنام والتماثيل .. ، فيا أمة الإسلام: إن الله عز وجل قدر مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وقضى قضاء لا ظلم فيه لأحد من الخلق بعدله وفضله، والعباد لأعمالهم عاملون حقا كما قال تعالى: {والله خلقكم وما تعملون}، وقال تعالى: {من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}، وقال تعالى: {فريق في الجنة وفريق في السعير}، وقال تعالى: {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون}، وقال الله تعالى في الحديث القدسي: [يا عباد إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه]، وغير ذلك من النصوص في الكتاب والسنة الصحيحة، ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن الله تعالى خلق العباد لعبادته ولم يخلقهم عبثا ولم يأذن سبحانه أن يشرك به شيئا في عبادته أو حكمه كما قال تعالى في تنزيله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد}، وقال تعالى كذلك: {ولا يشرك في حكمه أحدا}، فالدين الإسلامي مبني على قاعدتين: ألا يعبد إلا الله وحده لا شريك له، وأن لا يعبد إلا بما شرع لا بالهواء ولا بالبدع، فهؤلاء الذين يعبدون القبور والأشجار والأحجار أضلهم الله تعالى على علم، وهم ممن رضوا بالشرك والكفر لأنهم لم يكرهوا على أفعالهم القبيحة قال عمر رضي الله عنه للحجر الأسود: [إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع و لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك]، وروى أبو داود والنسائي بسند جيد 6 [الترغيب والترهيب وحسنه الألباني] عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه]، فعبدة الحجر والشجر والقبور لم يحققوا الغاية التي من أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب قال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله}، وقال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وغيرها من الآيات و النصوص الصحيحة في السنة النبوية الميمونة المباركة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [ج1ص359] ومعلوم أن الحجر لا يضل كثيرا من الناس إلا بسبب اقتضى ضلالهم ولم يكن أحد من عباد الأصنام يعتقد أنها خلقت السماوات والأرض، بل إنما كانوا يتخذونها شفعاء ووسائط لأسباب: منهم من صورها على صور الأنبياء والصالحين، ومنهم: من جعلها تماثيل وطلاسم للكواكب والشمس والقمر، ومنهم من جعلها لأجل الجن، ومنهم: من جعلها لأجل الملائكة، فالمعبود لهم في قصدهم إنما هو الملائكة والأنبياء والصالحون أو الشمس أو القمر، وهم في نفس الأمر يعبدون الشياطين: فهي التي تقصد من الإنس أن يعبدوها وتظهر لهم ما يدعوهم إلى ذلك كما قال تعالى: {ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون}، {قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون}، وإذا كان العابد ممن لا يستحل عبادة الشياطين أوهموه أنه إنما يدعو الأنبياء والصالحين والملائكة وغيرهم ممن يحسن العابد ظنه به، وأما إن كان ممن لا يحرم عبادة الجن عرفوه أنهم الجن وقد يطلب الشيطان المتمثل له في صورة الإنسان أن يسجد له أو أن يفعل به الفاحشة أو أن يأكل الميتة ويشرب الخمر أو أن يقرب لهم الميتة وأكثرهم لا يعرفون ذلك بل يظنون أن من يخاطبهم إما ملائكة، وإما رجال من الجن يسمونهم رجال الغيب ويظنون أن رجال الغيب أولياء الله غائبون عن أبصار الناس وأولئك جن تمثلت بصور الإنس أو رئيت في غير
(يُتْبَعُ)
(/)
صور الإنس وقال تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، كان الإنس إذا نزل أحدهم بواد يخاف أهله قال: أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه، وكانت الإنس تستعيذ بالجن فصار ذلك سببا لطغيان الجن، وقالت الإنس تستعيذ بنا، وكذلك الرقى والعزائم الأعجمية: هي تتضمن أسماء رجال من الجن يدعون، ويستغاث بهم ويقسم عليهم بمن يعظمونه فتطيعهم الشياطين بسبب ذلك في بعض الأمور، وهذا من جنس السحر والشرك قال تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} وكثير من هؤلاء يطير في الهواء وتكون الشياطين قد حملته وتذهب به إلى مكة وغيرها ويكون مع ذلك زنديقا يجحد الصلاة وغيرها مما فرض الله ورسوله ويستحل المحارم التي حرمها الله ورسوله وإنما يقترن به أولئك الشياطين لما فيه من الكفر والفسوق والعصيان حتى إذا آمن بالله ورسوله وتاب والتزم طاعة الله ورسوله فارقته تلك الشياطين وذهبت تلك الأحوال الشيطانية من الإخبارات والتأثيرات، وأنا أعرف من هؤلاء عددا كثيرا بالشام ومصر والحجاز واليمن وأما الجزيرة والعراق وخراسان والروم ففيها من هذا الجنس أكثر مما بالشام وغيرها وبلاد الكفار من المشركين وأهل الكتاب أعظم، وإنما ظهرت هذه الأحوال الشيطانية التي أسبابها الكفر والفسوق والعصيان بحسب ظهور أسبابها فحيث قوي الإيمان والتوحيد ونور الفرقان والإيمان وظهرت آثار النبوة والرسالة ضعفت هذه الأحوال الشيطانية وحيث ظهر الكفر والفسوق والعصيان قويت هذه الأحوال الشيطانية والشخص الواحد الذي يجتمع فيه هذا وهذا الذي تكون فيه مادة تمده للإيمان ومادة تمده للنفاق يكون فيه من هذا الحال وهذا الحال، والمشركون الذين لم يدخلوا في الإسلام مثل البخشية والطونية والبدى ونحو ذلك من علماء المشركين وشيوخهم الذين يكونون للكفار من الترك والهند الجوار وغيرهم تكون الأحوال الشيطانية فيهم أكثر ويصعد أحدهم في الهواء ويحدثهم بأمور غائبة ويبقى الدف الذي يغنى لهم به يمشي في الهواء ويضرب رأس أحدهم إذا خرج عن طريقهم ولا يرون أحدا يضرب له ويطوف الإناء الذي يشربون منه عليهم ولا يرون من يحمله ويكون أحدهم في مكان فمن نزل منهم عنده ضيفه طعاما يكفيهم ويأتيهم بألوان مختلفة، و ذلك من الشياطين تأتيه من تلك المدينة القريبة منه أو من غيرها تسرقه وتأتي به، وهذه الأمور كثيرة عند من يكون مشركا أو ناقص الإيمان من الترك وغيرهم، فالذي يلاحظ ما يفعله شيطان الإنس والجن بالعبد الخاوي من الإيمان أو المشرك بربه تعالى أو العاصي المستسلم للجن والمفسدين القبوريين يدرك نعمة التوحيد وومنة تحقيق عبادة الله وحده لا شريك له، فإن مما يزيد المسلمين قوة إلى ثباتهم معرفة الله تعالى بلوازم توحيده ومقتضيات عبادته سبحانه وحده، فالله تعالى وحده هو ذو الأولوهية والعبودية على خلقه أجمعين، وقال ابن رجب: فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في لا إله إلا الله ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، كان ذلك نقصا في توحيده أي ناقضا لأن مبطلات الإسلام هي القوادح والنواقض التي من ارتكبها خرج من ملة التوحيد ودائرة الإسلام، فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نوحده بعلم ومعرفة ويقين، كما قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله}، فهذا هو الواجب على العبد أن يتعلمه ويعمل به حتى يلقى الله تعالى، وهذه هي وظيفته في الأرض والتي من أجلها خلق: [عبادة الله وحده لا شريك له].(/)
الصبر على طلب العلم و الزهد في الدنيا
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 04:45]ـ
الصبر على طلب العلم و الزهد في الدنيا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله رب العالمين و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و على أله و صحبه و سلم تسلما كثيرا أما بعد ففي هذا اليوم الثلاثاء السادس من شهر ذي القعدة عام 1429 هجرية في مسجد نور بمعبر نلتقي مع إخواننا في الله نتناصح بما يوافق كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام و بما أننا مع طلاب علم فالنصيحة لطلاب العلم بالصبر على طلب العلم فإن الله سبحانه و تعالى يقول ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) آل عمران (200) نداء من الله سبحانه و تعالى إلى جميع المؤمنين و المسلمين و طلاب العلم من باب أولى فيقول ((اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) فعلق الفلاح في الدنيا و الآخرة على هذه الخصال الأربع الصبر و المصابرة و المرابطة و التقوى فالخصلة الأولى ((اصْبِرُوا)) ولم يحدد نوع دون أخر و إنما أطلق ليشمل جميع أنواع الصبر الأربعة الصبر على فعل الطاعات و الصبر على ترك المعاصي و الصبر على قضاء الله و قدره و الصبر على أذى الناس وما أطلقه الله لا يقيد و ما قيده الله لا يطلق ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا)) يشمل هذه الأنواع الأربعة على فعل الطاعات و طلب العلم من الطاعة و تحتاج يا طالب العلم إلى الصبر على طلب العلم لأنك في طاعة و في عبادة وقربى لله سبحانه و تعالى ((اصْبِرُوا وَصَابِرُوا)) و هكذا أيضا الصبر على ترك المعاصي فتحتاج إلى الصبر حتى لا تقع في المعاصي تحبس نفسك فلا تقع في المعصية و تحبس نفسك فلا تترك الطاعة و الصبر على أقدار الله المؤلمة بأن الله سبحانه و تعالى يقدر الخير و الشر فأما تقدير الخير فالنفس ترغب فيه لأنه خير و تفرح به لكن الصبر على الأقدار المؤلمة التي تمر في حياة الإنسان حتى يتوفاه الله و هي كثيرة و لا ينجوا منها أحد فما من أحد إلا و قدر الله له الأقدار المؤلمة في حياته من أمراض و أحزان و ألام و كرب إلى غير ذلك إلى سكرات الموت و إلى خروج روحه من جسده فأنت تحتاج إلى الصبر و الصبر مأخوذ من الصَبِرْ لمرارته مع احتساب الأجر إذا أردت أن يعظم الله أجرك فالصبر يكون مع احتساب الأجر تحتسبه عند الله و الصبر على أذى الناس كما أوصى لقمان الحكيم ابنه لقوله ((يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)) لقمان (17) فإنه قد يؤذى و قد ينال منه فتصبر فأنت مأجور على هذا الصبر الأجر العظيم كما قال الله ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) الزمر (10) ((اصْبِرُوا وَصَابِرُوا)) صابر غيرك و تألف غيرك بالصبر فتكون أكثر صبرا و مصابرة من غيرك ((وَرَابِطُوا)) المرابطة تكون على فعل الطاعات فطلب العلم يحتاج إلى مرابطة و الجهاد في سبيل الله كذلك و بر الوالدين و الدعوة إلى الله و انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط جميع الأعمال الصالحة تحتاج إلى صير و مصابرة و مرابطة و استمرار ثم قال ((وَاتَّقُوا اللَّهَ)) و تقوى الله شامل بجميع ما تقدم و بما ذكر و ما لم يذكر لأن تقوى الله سبحانه و تعالى تكون بفعل الطاعات و ترك المحرمات و تصديق بما أخبر الله به و رسوله عليه الصلاة و السلام وتكون أيضا بفعل المستحبات و ترك المكروهات فإذا حصل هذا منك فأبشر بالفلاح فأنت من المفلحين الفائزين في الدنيا و الآخرة لأنك مؤمن مسلم و لأنك أيضا صابر و مصابر و مرابط على فعل الطاعات و متقي الله فيما أمرك تأتمر و فيما نهاك فتنتهي و فيما اخبر فتصدق فأنت من المفلحين و درجة الفلاح متفاوتة بين أهلها كل بحسبه هذا بحسب صبره و بحسب تقواه و بحسب مرابطته و هكذا لأن الصبر يتفاوت و لأن المصابرة كذلك و المرابطة كذلك و التقوى كذلك فلما تفاوتت الأعمال تفاوته الجزاء ((وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا))
(يُتْبَعُ)
(/)
الأحقاف (19) هم درجات عند ربهم الجنة درجات و النار دركات و الدرجات متفاوتة و دَرَكَات كذلك متفاوتة أهل الجنة بحسب طاعتهم و أهل النار بحسب عصيانهم و لا يظلم ربك أحد لا من هؤلاء و لا من هؤلاء و الله سبحانه و تعالى حكم عدل يجازي عباده بما يستحقون من أنواع الجزاء و من كمال عدله أنه خلق الجنة و النار لم يجعلهما دار واحدة جنة فقط و لا نار فقط و إنما خلق الدارين دار لأهل كرامته و هي الجنة بما أن طاعه ووحده و تقاه و الأخرى لأهل معصيته و غضبه فنسأل الله الجنة و ما قرب إليها من قول وعمل و نعوذ به من النار و ما قرب إليها من قول و عمل فأنت يا طالب العلم تحتاج إلى أن تصبر على طلب العلم و تصبر على العمل به و تصبر على تبليغه و تعليمه للناس و أنت أيضا محتاج إلى الزهد فإن العبد إذا منى الله عليه بالزهد و القناعة و العفة فإن هذا مما يعينه على طلب العلم أما لو كان يطلب العلم و لكن نفسه متعلقة بحب الدنيا فإن هذا قد لا يثبت إلا أن يشاء الله هدايته، الدنيا و التعلق بها هذا من المصائب فكم فتن بالدنيا من الناس و كم هلك بها و زاغ قلبه بها كما جاء في الحديث عند ابن ماجه بإسناد حسن في أوله ((أن الرسول عليه الصلاة و السلام قد خرج يوما على أصحابه وهم يتذاكرون الفقر و يتخوفونه فسألهم عما يتذاكرون فيه؟ فعرف أنهم يتذاكرون الفقر و يتخوفونه فقال آلفقر تخشون؟ و الذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إذا غفل إلا هيه و ايم الله! لقد تركتكم على مثل البيضاء)) و قوله آلفقر تخشون؟ هل أنتم تخافون من الفقر و الرزق مكتوب و الذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إذا غفل إلا هيه (الدنيا) فكم من أناس زاغت قلوبهم بسبب الدنيا فأنت يا طالب العلم تحتاج إلى الزهد و القناعة و العفة و الرضا بما قسم الله و أرضى بما قسم الله تكون أغنى الناس و الإيمان بأن المكتوب لا يخطئك ما كتب الله لك من أمر الرزق لا يمكن أن يخطئك لا يمكن أن يذهب عنك و إن الذي لم يكتب لا يمكن أن تتحصل عليه من أمر الدنيا و من أمر الرزق فإن الله سبحانه و تعالى قد كتب هذا كتب رزقك و أجلك و عملك و شقي أو سعيد ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس هذه من وصايا رسول الله عليه الصلاة و السلام لأمته ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس ازهد في الدنيا يحبك الله لأن الله سبحانه و تعالى لا يحب الدنيا لأنه لعنها كما جاء في الحديث ((الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ماوالاها و عالما أو متعلما)) من حديث أبي هريرة بإسناد حسن عند الترمذي و غيره فالله سبحانه و تعالى لعن الدنيا فأنت إذا كنت زاهدا فيها غير متعلق بها أحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس يحبونك لأنك لم تطالبهم بشيء من أموالهم فيحبونك كما قال الله ((وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ * إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ)) محمد (36 - 37) فإذا جعلت الدنيا يا طالب العلم وراء ظهرك و أقبلت على طلب العلم و صرت تحب طلب العلم و تعلق به قلبك فأنت على خير إن شاء الله لا تفكر في أمر الدنيا ((لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)) الرعد (38) الزواج المكتبة المال السيارة إلى غير ذلك ((لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)) ما تشعر إلا و الذي قد كُتِب لك جاءك أو تيسر أمرك و لأن هذا الذي هو التفكير في أمر الدنيا هو مما يحارب به الشيطان المؤمنين و طلاب العلم بالأخص التفكير بأمر الدنيا التفكير بالزواج و التفكير بالبيت و التفكير بالأثاث التفكير في العمل التفكير في الفلوس التفكير في أشياء و أشياء من أمور الدنيا الشيطان يريد أن يشغلك بها لذلك فلا تتعب نفسك ((لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)) ما كتبه الله جاء في الوقت المحدد فما تشعر إلا و الأمور تتيسر من فضل الله عز وجل فألله ألله على إقبال على طلب العلم و الاهتمام به و العناية بالحفظ تهتم بالحفظ و تهتم بالكتب أيضا المفيدة و النافعة من فترة إلى أخرى تقتني كتابا ما بين الفترة و الأخرى تشتري الثاني و هكذا بعدها الثالث رويدا، رويدا تكون مكتبة لنفسك رويدا،رويدا ما تشعر إلا و أنت ما شاء الله عندك من الكتب الخير الكثير ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)) الطلاق (1 - 2) الله يكفيك ما أهمك إذا أنت توكلت على الله تقوى الله سبحانه و تعالى تعتبر من أسباب الرزق تجد بعض الناس من أهل الدنيا يكد فيها ليلا و نهارا و هو في نكد من أمره في تعب و في ظنك و طالب العلم في هناء و في عيش رغد و في طمأنينة و في راحة نفسية و أموره ميسرة و نفسه طيبة و لا يكد الليل و النهار و ما وفى بالمطلوب و ما بين الحين و الأخر يحصل شيء من الكوارث و الأمراض يخسر كذا، كذا من المال و طالب العلم الله يعافيه و يستره و يحفظه و يكرمه و يدافع عنه هب نفسك لله لطلب العلم للدعوة إلى الله و أبشر فالله أكرم منك الذي وهب نفسه للدين و للعلم معناه كريم هذا الإنسان جاد بنفسه و التي هي أعز شيء عليه جاد بها لله أنت تجود بنفسك للعلم و للدين و من أجل الدعوة أتظن أن الله ما يكرمك الله أكرم منك سبحانه فهو أكرم الكريمين تحظى بمحبة الله و بمكانة عالية عند الله و بدرجة رفيعة عند الله و الله سبحانه و تعالى هو أكرم منك فسيعطيك من فضله و كم من طلاب العلم ما شاء الله ما يشعر إلا و زواج يعرض عليه و هو ينظر المصلحة هل يقدمه أو يؤجله بعضهم يرى أن المصلحة أن يؤجل فيؤجله و يدعوا لمن أراد أن يزوجه فيقول جزاك الله خيرا و وفقك الله و أنا أرى أنني أؤجله بعض الوقت حتى أتمكن من طلب العلم و يأتي الثاني و يعرض عليه و يأتي الثالث و يعرض عليه هذا من الرزق و كونه ينظر في المصلحة لا حرج إذا رأى أن يقدمه قدمه و إذا رأى أن يؤجله أجله لا حرج ينظر إلى ما هو أصلح له لكن يرى أنه عنده حب للعلم و يرى أن يقدم العلم عن الزواج لفترة فلا بأس المهم موضوع الرزق لا تأخذ همه فإنه قد فرغ منه و أنت في الأصل مكفول هل تعرف ما معنى مكفول تُكِفل برزقك و من هو الذي تَكفل برزقك الغني الكريم الجواد الرحمن الرحيم هو الذي تكفل برزقك فبعض الناس يكد كدا عظيما في شيء قد ضمن له و هو في الأصل مكفول و لا يكد في أعمال الخير و أعمال الصلاح و أعمال الآخرة إلا من رحم الله، الشيطان يجعلهم يكرون و يكدون في الذي قد فرغ منه و يجعلهم يهملون و يضيعون ما هو مطلوب منهم و هو العلم الديني و العمل الصالح عليكم أن تحمدوا الله أن هيأ لكم هذا الجو و هذا المناخ و هذه الفرصة هذه نعمة عظيمة و الله مرة فترة من الفترات ما كان الناس يجيدون مأوى لطلب العلم و اجتماع و حضور الزملاء يشجع بعضهم بعضا على طلب العلم و مكتبة و تغذية و شيخ و سكن لكن أنت الآن الجو هيأ الله الذي هيأه لك فأنت تجد أمامك زملاء لست وحدك وجود زملاء مما يعين و يشجع على طلب العلم و أيضا تجد الدروس المفتوحة و الميسرة و هذا أيضا مما يعين على طلب العلم و أيضا المكتبة التي تحتوي على جملة كبيرة ضخمة من الكتب المفيدة و هذا أيضا مما يساعد و التغذية و هذا أيضا مما يساعد و معنى هذا أن اليمني الذي أتيحت له فرصة لطلب العلم في هذا الوقت ثم يضيع هذه الفرصة هذا غير شخص أخر يعيش في بلد أخر هذه الفرصة لم توفر له هذا وجد الفرصة لكنه لم يستغلها،ضيعها هذا أثم إثمه أعظم من ذاك الذي في البلد الأخر الذي لم يتهيأ له مثل ما تهيأ لكم فاحمدوا الله على هذا الخير جزآكم الله خيرا احمدوا الله و اشكروه فإن الله يقول ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)) إبراهيم (7) فهناك ناس كفروا بهذه النعمة،كانوا زملاء لكم ثم ما بالوا بهذه النعمة و راحوا وراء الدنيا يلهثون فلم يجدوا إلا النكد و العذاب ((إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)) ورجعوا نادمين ضيعوا العلم وضيعوا الوقت وضيعوا ما عندهم و لم يتحصلوا على الدنيا إلا ما كتب له و منهم من تخبط في الأهواء و راح في البدع و المعاصي فالحمد لله على هذا الخير العظيم و على هذه النعم على وجود المراكز مراكز أهل السنة في اليمن هذا خير عظيم و الله نعمة عظيمة مراكز ومساجد يدرس فيها العلم النافع للرجال و للنساء، النساء في قسم النساء و الرجال في قسم الرجال دروس تعليم و كتب فأنظر إلى معارض الكتب كيف تتوالى هذا أيضا من النعم أنه ما من فترة و أخرى يأتي معرض حتى لو كان في المكلا فهو في بلدك
(يُتْبَعُ)
(/)
يمكنك أن تذهب أو ترسل من يذهب يأتي لك بالكتب و لغيرك من المعرض الحمد لله الخير مهيأ ما علينا إلا أن نجتهد في طلب العلم و نحمد الله سبحانه و تعالى و تطلب العلم بإخلاص و تبتغي به وجه الله لأن الذي لا يكون مخلصا في طلب العلم فإنه قد لا يوفق لا بد من الإخلاص لا من أجل أن يقال أنك عالم أو حافظ أو خطيب أو محاضر أو قارئ و إنما من أجل الله ما الذي ينفعك من قول الناس الجنة بيد الله ما هي بيد الناس و الرفعة بيد الله و العزة بيد الله إنما تبتغي طلبك للعلم وجه الله سبحانه و تعالى وتوطن نفسك على الإخلاص لله في أول اليوم و تعاهد نفسك على الإخلاص بالدعاء و التضرع إلى الله أن يمن عليك بالإخلاص و أن يجعل أعمالك خالصة لوجهه الكريم كما قال الله ((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) البينة (5) ما أمروا إلا بهذا مخلصين أعمالهم و دينهم و عبادتهم لله سبحانه و تعالى و الشيطان سيحاربك يا طالب العلم و كلما جاءك من باب فوجده مصدودا عليه تحول من باب أخر أنت عدوه و هو عدوك و هو يريد أن ينتصر عليك و أن يضلك فالعداوة قديمة بيننا و بين الشياطين، شياطين الجن و أيضا شياطين الإنس العداوة قديمة و الحقد دفين و قديم و تعرفون ما فعل إبليس أب الجن لأدم عليه السلام أب البشر من هناك بدأت العداوة هذا أبو الجن و هذا أبو البشر فأبو الجن أخذ يخطط و يكيد و يلف و يدور و يمكر لأب البشر و أب الإنس أدم عليه السلام و أيضا أم الإنس حواء عليها السلام و قدر الله و ما شاء فعل و لله الحكمة البالغة و أقسم لهم الأيمان المغلظة أنه لهما من الناصحين فصدقا و أكل من تلك الشجرة و كان الذي كان فهو يقسم الأيمان المغلظة أنه سيضل ذريته كما أضله و أنه سيآتيهم من كل جانب الشيطان ما هو راض عنك أن تكون بمكان علم و في مكان توحيد و سنة وعبادة لأنك ستكون حربا عليه وهو لا يريد هذا فانتبه جزاك الله خيرا لا تتبع نفسك هواها كلما هزك شوق الذهاب إلى القرية الفلانية و المكان الفلاني مشيته فكر و شاور و استخر كما قال الله تعالى ((وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)) آل عمران (159) و قال ((وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)) الشورى (38) و كذلك الاستخارة و التفكير بعض الناس إذا هزه الشوق على أن يفتح بوفية قام و إلا بِقَالة وإلا أي حاجة فأنت فكر في أمرك لأن هذه قد تكون من جنس وساوس الشيطان لأدم الشيطان وسوس لأدم فيما يتعلق بتلك الشجرة و أنت وسوس لك بشجرة من نوع أخر اسمها البوفيه أو مطعم أو بقاله شجرة و من مات و أنك تجمع بين العلم و ما بين العمل و ستكون عندك فلوس و تدعوا إلى الله و تنفق على طلاب العلم و تفعل و تفعل و هي مكيدة فكم من أناس ذهبوا في هذا و ضاعوا فإذا أردت أن ينفع الله بك فجزاك الله خيرا اجتهد على طلب العلم و اجتهد بالحفظ و لا تنشغل بالدنيا و لا بهذه الفتن أيضا الفتن التي تحصل بين بعض الدعاة، بعض العلماء أنت ابتعد عنها لا تنشغل بها فقد كُفيتَ يا طالب العلم الله كفاك بغيرك بالعلماء جزاهم الله خيرا يحلون الفتن العلماء يحلون الفتن و يحلون المشاكل بحلول طيبة إن شاء الله أنت طالب علم لا تنجرف و لا تنجر و لا تركض مع هذا و لا مع هذا، هذه نصيحة من أب لأبنائه و من أخ لإخوانه طلاب العلم أنهم يُقْدِمُون على طلب العلم و لا يخوضون في هذه الفتنة لا من قريب و لا من بعيد لماذا لأن الله قد عفاك من هذه الفتنة و لأن الله قد هيأ لها من يقوم بحلها و غيرها و هم أهل العلم أما أنت فمشغول و المشغول لا يشغل أنت مشغول بطلب العلم و طلب العلم ليس بالأمر الهين طلب العلم شيء عظيم كما قال الله ((إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا)) المزمل (5) ((يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)) مريم (12) هذا العلم يحتاج إلى قوة لأنه جهد كبير و مجهود كبير يتعلق بعقلك و بقلبك و بفكرك الحفظ ما هو سهل و هضم المسائل و فهم المسائل و بعضها دقيقة و ليست بالأمر الهين فكونك تخوضوا مع الخائضين الكلام سهل و القلقلة سهلة يقدر الإنسان يقلقل لأنه سهل ما في تعب يفتح لسانه و يقلقل كيف ما كانت القلقلة، لا أنت مهمتك أكبر من هذا، المشاكل العظام لها رجال عظام عظماء يحلونها و أنت إن شاء الله سيأتي وقتك لحل مشاكل الأمة فلا تستعجل أنت الآن
(يُتْبَعُ)
(/)
في طلب العلم فستمر عليه و إذا وجدت من زملائك من يخوض تذكره بنصائح العلماء تقول يا أخي أقبل على طلب العلم و هذه المسائل لها أهلها،لها أهل العلم و يذكر بعضكم بعضا بهذا بعدم الخوض سواء في هذه الفتنة أو في غيرها من الفتن لأن الله سبحانه و تعالى جعل للعباد لكل شيء علاج فقال ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا)) النساء (83) تعيد المسألة إلى أهلها إذا كان أولئك صحابة رضي الله عليهم صحابة و مع ذلك يقول الله لهم ((وَلَوْ رَدُّوهُ)) كيف يخوضون فيه ((أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ)) يعني إلى أهله فأنتم من باب أولى رُدْ المسألة إلى أهلها و تشتغل بما هو أنفع لك بالعلم حفظا و فهما و قراءة و كتابةً و تدويناً و أمامك فنون و علوم كثيرة ما هو علم واحد ولا فن واحد وأنت محتاج إليها و الناس منتظرون لك الناس أهلك أقاربك جماعتك منتظرون لك تكون مبرزا في هذه العلوم لا الشغل بالقيل و القيل بالقلقة و قال فلان و قال فلان هذا ما هو علم فإن شاء الله تكونوا عند حسن ظن المشايخ بكم فتقبلون على طلب العلم أسأل الله سبحانه و تعالى التوفيق لي و لكم و لجميع المسلمين إلى هنا و صلى الله على نبينا محمد و على اله و سلم.
فضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله
الملفات المرفقة http://www.sahab.net/forums/SahabSkin/attach/doc.gif الصبر على طلب العلم و الزهد في الدنيا. doc (http://www.sahab.net/forums/attachment.php?attachmentid=11 048&d=1247874831)
__________________
هل تريد أن يُبارَك لك في علمك؟
قال الإمام الألباني: قال العلماء: (من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله)، لأنّ في ذلك ترفّعاً عن التزوير الذي أشار إليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في قوله: " المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبَي زور " متفق عليه.
وحذّر الإمام الألباني من نقل كلام العلماء من دون العزو إليهم وعدّه من السرقة العلمية،
فقال: نعم هو سرقة، ولا يجوز شرعاً، لأنه تشبّع بما لم يعط، وفيه تدليس وإيهام أن هذا الكلام أو التحقيق من كيسه وعلمه.
ـ[العآزمه]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 02:22]ـ
حفظ الله الشيخ وجزآه عنا كل خير
وجزآك الله خيراً على النقل
ونسأل الله العلم النآفع والعمل المتقبل(/)
الدعوة إلى التوحيد قبل الدعوة إلى الفروع
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 06:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ/محمد بن إبراهيم آل الشيخ
الدعوة إلى التوحيد قبل الدعوة إلى الفروع
(كالحج والصيام والزكاة والنهي عن بعض المحرمات ... )
نقلا عن موسوعة فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم
أُوجه خطابي هذا إلى كافة المسلمين من حجاج بيت الله الحرام وغيرهم، نصيحة لهم، وبراءة للذمة، ورجاء أَن ينتبهوا من غفلتهم ويستيقظوا من رقدتهم، ويصير أكبر همهم وجل بحوثهم وعامة كتاباتهم وإرشاداتهم حول تحقيق معرفة ما هم إليه أَشد شيء ضرورة من بيان حقيقة ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، بل ضرورتهم إلى ذلك أَعظم من ضرورتهم إلى الطعام والشراب، بل أَعظم وأَكبر من ضرورتهم إلى النَفَس، فإن المتكلمين من الكتاب والمرشدين وسواهم؛ ممن يلم بجنس هذه الأمور قد اختلفت وجهتهم وافترقت مغازيهم في كتاباتهم وإرشاداتهم، وذلك بحسب اختلاف وافتراق ما يدور في أَفكارهم، ويستقر في تصوراتهم ويحسن في أَنظارهم من حيث المهمات والأَهميات لا فرق في ذلك بين المتكلم والمرشد الديني والمتكلم خلافه. وأَجد من يتكلم عن الأمور الدينية أَكثرهم أَو كلهم -إلا من شاء الله- لا يكتبون ولا يرشدون إلا في أُمور هي في الحقيقة من الفروع والمكملات، فتجد الكاتب وتجد المرشد لا يتكلم إلا حول فرضية الصلاة مثلا ووجوب فعلها في جماعة أَو الحج، أَو صيام رمضان، أَو الزكاة وأَشباه ذلك. أَو في أَشياء من المحرمات كالربا والتعدي على الأَنفس والأَموال والأَعراض وغير ذلك من المعاصي والمخالفات، ونعم ما فعلوا، وحسن طريقًا ما سلكوا ولكنهم كانوا عن أَهم الأَهم في بعد إلى الغاية، فقد كان خير الخلق محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أَول بعثته ومبدأ دعوته يبدأُ بالأَهم فالأَهم، وأَقام صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنوات من بعثته قبل فرض الصلاة التي هي عمود الإسلام وما بعدها من الأركان كل ذلك في بيان التوحيد والدعوة إليه، وبيان الشرك وتهجينه والتحذير منه. وأَول سورة أُنزلت عليه صلى الله عليه وسلم في رسالته سورة: ? يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ? وكان -صلى الله عليه وسلم- يسلك في الإنذار عن الشرك والدعوة إلى التوحيد شتى الطرق ويسعى في حثه الناس لإبلاغهم ذلك بكل ما يمكنه حتى إنه مرة صعد على الصفا صلى الله عليه وسلم رافعًا صوته: واصباحاه. فلما اجتمعوا إليه قال: يا أَيها الناس إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
فحقيق بالمسلمين ولا سيما العلماء (1) كبير عنايتهم ومزيد اهتمامهم بمعرفة حقيقة ما بعث الله به الرسل من أَولهم إلى آخرهم وخاتمهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليهم أَجمعين وتعليمهم ذلك، والعمل به ظاهرًا وباطنًا، والموالاة والمحبة والتناصح فيه، والتواصي به: من توحيد الله تبارك وتعالى في ربوبيته وفي ذاته تبارك وتعالى، وأَسمائه وصفاته وأَفعاله، وفي إلهيته وما يستحق من عبادته وحده لا شريك له، وأَنه ما في العالم علويه وسفليه من ذات أَو صفة أَو حركة أَو سكون إلا الله خالقه لا خالق غيره ولا رب سواه، وأَن يوحد سبحانه وتعالى في ذاته وأَسمائه وصفاته وأَفعاله بأَن يؤمن أَنه تعالى واحد أَحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأَنه حي قيوم، على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وأَنه تبارك وتعالى سميع بصير، يرضى، ويسخط، ويحِب، وَيُحَب، إلى غير ذلك مما ورد في الكتاب والسنة من أَسمائه وصفاته تبارك وتعالى، فنثبت كل ما ورد في الكتاب والسنة من هذا الباب إثباتًا بريئًا من تشبيه المشبهين، كما ننزهه -تبارك وتعالى- عن جميع ما لا يليق بجلاله وعظمته تنزيهًا بريئًا من تعطيل المعطلين. وأَن يوحد تبارك وتعالى في أُلوهيته بأَن يفرد بجميع أَنواع العبادة، فلا يعبد إلا إياه ولا يدعى أَحد سواه، ولا يسجد إلا له، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرغب إلا إليه، ولا يستعان ولا يستغاث إلا به، ولا ينحر ولا ينذر إلا له، ولا يخشى ولا يخاف أَحد سواه، ولا يرجى إلا إياه، حتى يكون سبحانه وتعالى هو المفزع في المهمات،
(يُتْبَعُ)
(/)
والملجأ في الضرورات، ومحط رحل أَرباب الحاجات في الرغبات والرهبات وفي جميع الحالات، فهذا هو مضمون أَصل الدين وأَساسه المتين شهادة أَن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأَصله الثاني شهادة أَن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نطقًا واعتقادًا وعملاً، وهو طاعته فيما أَمر، وتصديقه في جميع ما أَخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأَن لا يعبد الرب تبارك وتعالى إلا بما شرعه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأَن تقدم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والولد والوالد والناس أَجمعين، وأَن يحكم صلى الله عليه وسلم في القليل والكثير والنقير والقطمير، كما قال تعالى: ? فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ? [سورة النساء 65] وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤمِن أَحَدُكمْ حَتَّى يَكوْنَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئتُ بِهِ) (2).
ومن المهم جدًا اتصال المسلمين بعضهم ببعض اتصالاً خاصًا، وأَن يتذاكر بعضهم مع بعض في هذه الأصول العظيمة، وأَن يبذلوا جميعًا غاية جهودهم ونهاية قدرهم في البحث الدقيق في تفاصيلها، ويحرصوا كل الحرص في تطبيق اعتقاداتهم ومساعيهم وأَعمالهم عليها، وأَن يتبادلوا النصائح الصادقة فيما بينهم، وأَن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا، وأَن يكونوا شيئًا واحدًا في العمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، يدًا واحدة في الذب عن حوزة الدين، ومناوأَة أَعدائه من الكفار والمشركين، فإن الأَخذ بذلك هو سبب السعادة والسيادة والفوز والنجاة في الدنيا والآخرة، وفي الحديث: (إن الله يرضى لكم ثلاثًا أَن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأَن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأَن تناصحوا من ولاه الله أَمركم). وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
------------------
(1) أن يجعلوا.
(2) قال النووي: حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح ورواه الطبراني وأبو بكر بن عاصم والحافظ أبو نعيم.
منقول(/)
انظروا ماذا تفعل الوطنية بالناس: تحية العَلم فرض عين لا فرض كفاية!
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 07:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
أثناء تصفحي لجريدة المساء المصرية، وبالتحديد أثناء قراءتي لمقال (وماذا بعد)
وسوف تجدونه على هذا الرابط ( http://www.algomhuria.net.eg/almessa/today/articles/detail00.asp)، والذي كان بعنوان: طابور الصباح .. وتحية العَلَم
وإليكم نص المقال:
عندما كنا تلاميذ في الابتدائي والاعدادي والثانوي تشبعنا بمبادئ كثيرة مازالت
محفورة في الذاكرة وأصبحت من نسيجنا .. وهي التي تحكم تصرفاتنا لا إراديا حتي اليوم.
من أهم هذه المبادئ طابور الصباح وتحية علم مصر بمصاحبة الطبلة والسكسفون.
...
الأمر ليس هيناً أو تافهاً .. بالعكس .. فإن الطابور وتحية العلم كانا وقود التعليم في زماننا.
وللأجيال التي حرمت منهما أقول بكل ثقة إنطلاقاً من واقع عشته وانغمست فيه ..
إن طابور الصباح علمني الانضباط والنظام وتقديس قيمة الوقت واحترام المدرسة والأستاذ والعلم بوجه عام.
من هذا الطابور شعرت بأنني في محراب لا يقل تقديراً وعظمة وخشوعاً عن أي بيت من بيوت الله.
أحسست بأنني مقبل علي مهمة كبيرة وعظيمة وهي لقاء أساتذتي الأجلاء
الذين سيعلمونني ما لا أعلمه باخلاص وحب وتفان وأبوة وأدب ..
رسالة يحملونها إلينا ويوصلونها كما يجب ولا يبغون من ذلك سوي رضاء المولي عز وجل.
...
وتحية العَلَم بمنتهي النشاط والاحترام والأدب والخشوع علمتني قيمة هذا العلم وما يمثلها .. مصر.
تعلمت أن تحية العَلَم بهذا الشكل معناها أنني أحب بلادي واحترمها واقدرها ..
وأن تعليمي من أجلها قبل أن يكون من أجلي .. أن أفيدها وأرفع من شأنها
ليس طمعاً في مال أو منصب أو جاه أو سلطان ولكن لكي تظل هي في موقعها العلوي
وتنافس علي العالمية.
لم يكن مسموحاً أو لائقاً بل ومن المحرمات والموبقات أن التفت جانبي أو
انشغل بأي شيء آخرخلال تحية العَلَم.
إنه علم مصر .. تحيته فرض عين لا فرض كفاية.
...
ماذا بقي الآن من طابور الصباح وتحية العَلَم .. وبالتالي من التعليم؟ .. لاشيء.
معظم التلاميذ لايشاركون في الطابور .. إذا كان هناك طابور أصلاً!!
وغالبية القلة القليلة من الذين يتعطفون ويذهبون إلي المدرسة صباحاً "يتسكعون"
في حوش المدرسة في وصلة هزار وتهريج ولعب ونكات!! وفي احيان كثيرة
يتبادلون الشتائم بالأم والأب والجوارح!!
...
لقد دقت الوزارة أول مسمار في نعش التعليم بعدم متابعة طابور الصباح وتحية العَلَم ..
وبالتالي لم يعد التلميذ مقبلاً علي تحصيل دروسه واحترام المدرسة والأستاذ
والعلم بوجه عام مثلما كنا نتعامل مع هؤلاء وكأننا مقبلون علي
مهمة قومية تشرف من يؤديها.
التلميذ الآن يشعر بأنه في نزهة لتغيير الجو والهزار مع زملائه ومع الأساتذة
الذين حطموا جدار الهيبة والاحترام ومدوا أيديهم لتلاميذهم ليحصلوا علي أجر الدروس الخصوصية!!
التلميذ الآن يذهب إلي المدرسة وكأنه ذاهب إلي مقهي أو كافيتريا ..
للسمر والضحك وتبادل النكات الخارجة عن الأدب!!
للأسف ... فقدت المدارس عنوان وزارتها .. وأصبحنا لا نري فيها تربية أو تعليماً!!
انتهي المقال.
قلتُ: سبحان الله أحضور الطابور و تحية العلم (أية علم) وأنت تسمع الطبلة
والسكسفون يجعلك تشعر بأنك في محراب لا يقل تقديراً وعظمة ًوخشوعاً
عن أي بين من بيوت الله؟!
بل وصل به الحب والهيام إلى قوله: إن تحية العلم فرض عين لا فرض كفاية!
إن حب الوطن (المكان الذي نشأ فيه الإنسان وترعرع) حب غريزي في الإنسان
فليس هناك إنسان لا يحب وطنه فكما أحب وطني، يحب الآخرون أوطانهم
لكن المذموم هو الغلو في حب الوطن إلى درجة تفضيله على الدين أو مساواته به.
حب وطنك كيفما شئت لكن ذلك الحب ينتهي عندما يتعارض مع دينك،
وإلا فلماذا هاجر المهاجرون وتركوا أوطانهم وراء ظهورهم؟ فراراً بدينهم!
ـ[بنت الأكرمين]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 10:30]ـ
موضوع مهم للغاية جزاكم الله خيراً.
فإن مناهج التعليم تحرص أشد ما يكون الحرص على غرس منهج الوطنية في نفوس النشء من أول يوم لهم.
ويتربى المسلم على أن وطنه فوق كل شيء. وأن من يجمعه به وطن واحد فالروحُ فداءٌ له .. ولو كان كافراً!
ومن تفصله عنه الحدود فلا شأن له به ولو كان في مصيبةٍ واحتلالِ أرضٍ ودمار!
وليتها كانت حدوداً وضعها الإسلام!
بل هي حدود وضعها الكافران سايكس وبيكو , وتربت الأمة بعد ذلك على تقديس هذه الحدود.
فضاعت عقيدة الأخوة الإيمانية , وعقيدة الولاء والبراء بناء على الدين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Jul-2009, صباحاً 12:37]ـ
ويقول المرتد حلمى سالم الذى استضافون منذ ايام فى مكتبة الاسكندرية أنه يجب تعطيل قراءة القرءان فى طابور الصباح
والقوم فى مصر انشئوا قناة خاصة بالفراعنه اظن اسمها الفراعنه ويقول قائلهم لة اسلامنا سيحول بيننا وبين فرعونيتنا لنبذنا اسلامنا ووووووو .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Jul-2009, صباحاً 12:42]ـ
دعهم يفتخرون بكونهم احفاد فرعون حشرهم الله معه!!!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[27 - Jul-2009, صباحاً 01:43]ـ
النبرة العالية الآن حب الاوطان
فهي من الايمان ومن نقص حبه لوطنه فاتهمه في عقيدته
والله المستعان.(/)
الإباضية ....... وهل هم من الخوارج؟ للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 09:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا الإباضية؟
لعل القارئ يقول لماذا الحديث عن الاباضية؟ وهي فرقة ذات أقلية مبعثرة في بعض بلاد المسلمين كعمان وشمال أفريقيا وزنجبار , كما أنها أقل خطراً وشراً من الفرق الأخرى كطوائف الباطنية و الرافضة ونحوهم.
فأقول ابتداء: لا شك أن
الاباضية شرذمة قليلون.
وهم دون فرق الباطنة ونحوهم شراً وخطراً وانحرافاً , لكن الذي دفعني إلى كتابة هذه المقالة الموجزة عن تلك الفرقة هو ما نلمسه في الآونة الأخيرة من نشاط هذه الفرقة والسعي من أبنائها في طبع كتب الاباضية , وإخراجها وتحقيقها , ثم توزيعها ونشرها (1) وأمر آخر جعلني اهتم بهم وهو دعوى علماء الاباضية أنهم ليسوا من الخوارج , واتهامهم لكتاب الفرق والمقالات بالتحامل عليهم , كما أنهم – بطبيعة الحال - يبجلون مذهبهم ويكيلون صنوفا من المديح الطويل والثناء الحسن على مذهبهم (2) وفي نفس الوقت يلمزون المذاهب الأخرى " مذهب أهل السنة " (3) ويطالبون بكل صلف وتبجح – مباهلة آهل السنة كما فعل " خليلهم " عندما طلب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز المباهلة , فامتنع سماحته لما في المناظرة المعلنة من إيقاع بعض الناس في شكوك وشبهات , كما أن وقوع المناظرة – بحد ذاته – يعطي هالة لفرقة الاباضية , ويضفي عليها مزيداً من الشهرة والظهور وهم – بلا شك – دون ذلك (4) (5).
من الاباضية؟
وسيكون حديثي عن هذه الفرقة منصباُ عل جانبين مهمين , فأولهما بيان مصدر التلقي عند الاباضية , والآخر في ذكر القواسم المشتركة التي تجمع بين الخوارج وبين الاباضية , وقبل ذلك كله أذكر تعريفاُ موجزاُ عن فرقة الاباضية , فهم أصحاب عبد الله بن إباض التميمي الذي خرج في أيام مروان بن محمد في أواخر دولة بني أمية , وبعضهم يقول: كان عبد الله بن إباض مع نافع بن الأزرق ثم انشق عنه لتشدد نافع مع مخالفيه , حيث كان ابن إباض لا يرى إلا استحلال دم مخالفيه دون أموالهم وتدعى الاباضية ارتباطها بجابر بن زيد – أحد التابعين – مع أنه تبرأ منهم (6).
الاباضية فرق متعددة فنهم الحفصية و اليزيدية , والحارثية , وغيرها , وأشد هذه الفرق انحرافاً طائفة اليزيدية , وإمامهم يزيد بن أنيسة زعم أن الله سيبعث رسولا من العجم , وينزل عليه كتاباً من السماء , ومن ثم ترك شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وقد تبرأ أكثر الاباضية من هذه الفرقة ومنهم من توقف فيها (7).
مصدر التلقي عندهم:
وإذا أردنا أن نتحدث عن مصدر التلقي عندهم , فإن لمسند الربيع بن حبيب مكانة عظيمة في قلوبهم , فهو مصدر التلقي عندهم بعد القران , حيث إنه أصح كتاب عندهم بعد القران ومؤلفه الربيع بن حبيب البصري , وقد اعتنوا بهذا المسند فشرح عدة شروح , كما رُتب على الأبواب الفقهية , فجاء في أربعة أجزاء صغيره ضمن مجلد واحد , ويفتقد هذا المسند - المنحول - * للربيع لمقدمة توضح تراجم رواته وتوثيق نسبة للربيع , بينما تفتخر الاباضية بأن هذا المسند يعود إلى أبي الشعثاء جابر بن زيد والذي تبرأ منهم - كما سبق ذكره.
كما أن هذا المسند مليء بأخبار منقطعة , وأحاديث لا خطام لها ولا زمام وأخبار موضوعه (8) ومأخذ ثالث وهو أن هذا المسند يعج بالمخالفات والمزالق العقدية المتنوعة ومنها مايلي:
أ- تعطيل الصفات الألهية ونسبة هذا التعطيل إلى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما جاء في مسندهم من الزعم بأن الله في كل مكان ونسبة ذلك لعمر ونفي رؤية الله في اليوم الآخر ونسبة لأبن عباس , ونفي اليد وتأويلها بالقدرة ونفي الاستواء على العرش , ونفي العين ولنفس , وغيرها من الصفات (9).
ب- تعطيل السنة النبوية احتجاجاً بحديث جاء في المسند الربيع ((إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عنى فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني)) وهو حديث كذب موضوع.
ج – نفي المسح على الخفين وإنكاره (10).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتضمن المسند شيئا من التأويلات المتعسفة , ولعلهم يستدلون بحديث رووه في مسندهم مرفوعاً ((ما من كلمة إلا ولها وجهان فاحملوا الكلام على أحسن الوجوه (11) فمن تلك التأويلات المتكلفة قول أبي عبيدة – أحد شيوخ الربيع – عن معنى حديث ((من يحمل السلاح فليس منا)): يريد حمله إلى أرض العدو (12).
وقد انعكست هذه المزال على الاباضية فتجدهم يحتجون بأخبار موضوعه , ويجهلون الأحاديث الصحيحة , ويمتطون التأويل المتعسف , فيحرفون الكلم عن مواضع , واذكر على ذلك مثالاً لأحد شيوخهم المعاصرين في عمان وهو سالم بن حمود السمائلي فتجده يحتج بحديث ((خذو شطر دينكم عن هذه الحميراء)) (13) وهو كذب مختلق كما بيّن ذلك ابن القيم رحمة الله في المنار المنيف ".
وانظر إلى جهله – أو تجاهله – بالأحاديث الصحيحة التي تخالف مذهبه وكيف بتأولها تأويلاً بعيداً غير سائغ , فيقول السمائلي: (وحديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وسرق – على فرض صحته – وإن زنى وإن سرق ثم تاب , فالزنى والسرقة لا يمنعان من دخول الجنة للتائب فإن التائب من الذنب كما لا ذنب له) (14).
أرأيت أخي القارئ ما يفعله الشيخ العلامة الجليل سالم – كما جاء على غلاف كتابه!! مع أن حديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق أخرجه الشيخان: البخاري ومسلم (15) وانظر إلى كثافة فهمه وفساد كلامه.
ويتقنن الفقيه سالم في ذكر أنواع من التأويل الفاسد عند إيراد أحاديث مذهبه فمن ذلك قوله عن حديث ((يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من أيمان)) أي لا يدخلها أبداً (16).
وقوله عن حديث: (من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة , إذا مات غير مقترف لإثم دخل الجنة) (17).
وليس التأويل الفاسد وقفاً على هذا الشيخ , بل نجد أن الكثير من الاباضية إذا أعيتهم النصوص وأشرقت عليهم بأنوارها , شهروا أمامها ذاك التأويل المظلم (18).
ورحم الله ابن أبي العز الحنفي عندما يقول عن هذا التأويل: وهذا الذي أفسد علينا الدنيا والدين , وهكذا فعلت اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل , وحذرنا الله أن نفعل مثلهم , وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم , وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية , فهل قتل عثمان رضى الله عنه إلا بالتأويل الفاسد! وكذا ما جرى في يوم الجمل , وصفين , ومقتل الحسين رضى الله عنه والحرة؟ وهل خرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة. ورفضت الروافض وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلا بالتأويل الفاسد؟ [شرح الطحاوية 1/ 9 - 2].
وما دمنا نتحدث عن مصدر التلقي عندهم فأعلم – أخي القارئ – أن الاباضية تأثراً بالمسلك الكلامي – لا يقبلون خبر الآحاد في أبواب الاعتقاد.
هل الاباضية من الخوارج؟
والان أسرد لك – أخي القارئ القواسم المشتركة والأمور المتفق عليها بين الخوارج وبين الاباضية , وسيظهر لك تلقائياً الجواب عن هذا السؤال: هل الاباضية من الخوارج أم لا؟؟
تجد – ابتداءً – أن عبد الله بن أباض يعتبر نفسه امتداداً للمحكمة الأولى كما في الرسالة التي بعثها إلى عبد الملك بن مروان.
كما يظهر من خلال عقائد الاباضية التشابه الكبير بينهم وبين أسلافهم من الخوارج , فمثلاً في التوحيد نجد الاباضية تقول بخلق القران كما جاء في كتبهم قديماً وحديثاً (19) , وقد وافقوا الخوارج في ذلك , يقول الأشعري: (والخوارج جميعاً يقولون بخلق القران) [مقالات الإسلاميين 1/ 203] , ويظهر من خلال كتبهم تعطيل الصفات مثل إنكار رؤية الله في اليوم الآخر , وتعطيل الصفات عموماً (20).
مثل الاستواء واليد وغيرها , والخوارج يغلب عليهم التعطيل في الصفات تأثراً بالمعتزلة , يقول الأشعري: (فأما التوحيد فإن قول الخوارج في الصفات فيه كقول المعتزلة) [مقالات الإسلاميين 1/ 203].
وأما مسألة الأسماء والأحكام فإن الاباضية تقول بتخليد العاصي في نار جهنم , وهي بذلك تتفق مع بقية الخوارج والمعتزلة في تخليد العصاة في جهنم لكن الاباضية تحكم عليه في الدنيا بأنه كافر كفر نعمة – أو كفر نفاق (21).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأمور التي يتفقون عليها إنكار الشفاعة لعصاة الموحدين , لأن العصاة مخلدون في النار, فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار (22) , وكل ذلك معارضة لما تواتر من الشفاعة لأهل الكبائر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) رواه الترمذي والبيهقي عن أنس مرفوعاً وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي.
كما نجد الاباضية يجوزون الخروج على أئمة الجور , ويتهج بعضهم على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه , وينكر بعضهم شرط القرشية في الإمام , وكل هذه الأمور قد قال بها أسلافهم من الخوارج , بل انهم يدافعون عن أسلافهم , فينتصرون للخوارج أيام النهر وان (24).
نصيحة للطائفة الاباضية:
وفي آخر هذه المقالة أدعو كل طالب حق من أبناء الطائفة الاباضية بأن يتجرد في طلب الحق بدليله , وأن نتلقى ديننا من كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وذلك على حسب منهج السلف الصالح وفهم الصحابة رضي الله عنهم , وعلينا جميعاُ أن نتخلى من ربقة التقليد للآباء والتعصب لآراء الرجال , وأن تنشرح صدورنا لما جاء في الوحيين , أسال الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلي أن يُصلح أحوال المسلمين , وأن يهدي ضالهم ويثبت مطيعهم.
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(1) قامت وزارة التراث القومي والثقافة بعمان بطبع مجموعة ضخمة من كتب الاباضية مع تحقيقها ونشرها.
(2) كما فعل مفتي عُمان " الخليلي " عندما وصف أتباع مذهبهم بأنهم أهل الحق والاستقامة ومدحهم بسلامة مصدرهم (!) وأنهم اهل مرونة وتسامح - لدرجة أنهم قالوا بتخليد العاصي في جهنم! - وذكر أن الاباضية يجتهدون في لم شعث الأمة - وهم خوارج .. يسعون لتفريق الأمة وتمزيقها كما فعله أسلافهم من الخروج على الأئمة وإشعال الثورات، انظر كتاب الحق الدامغ للخليلي ص 10 –15 - كما نجد أحد شيوخهم المعاصرين سالم السمائلي يتشدق بأن المذهب الاباضي أول المذاهب , وبكثرة علمائهم واعتدال مذهبهم وقربه من عهد النبوة / انظر كتاب إزالة الوعثاء على أتباع أبي الشعثاء للسمائلي ص 63.
(3) ومثالة ما زعمه الخليلي بأن اتباع الأئمة الأربعة يكفر بعضهم بعضاُ بخلاف الاباضية - رمتني بدائها وانسلت - انظر كتابه الحق الدامغ ص12.
(4) وقد ذكر ذلك الشيخ د. صالح الفوزان في رسالة له بعنوان " الرد على السيابي " حيث انتصر الفوزان للحق , كما دافع عن الشيخ ابن باز أمام تعصب وتعنت السيابي الذي كتب رداُ على فتوى ابن باز في حكم الصلاة خلف من ينفي رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
(5) أخبرني أحد الثقات أن واحداً من طلبة العلم المغمورين من أبناء أهل السنة قد ناقش هذا المفتي الخليلي في بعض مسائل الاعتقاد وأدحض شبهاته واظهر الحق أمامه حتى بهت.
وأقول لقد طلب شيخنا المحدث سعد الحميد حفظة الله مناظرة هذا المفتى بكل وسيلة ولا زال ولكن لا حياة لمن تنادي ولقد اخرس شيخنا حفظة الله أحد شيوخ الاباضية في مناظرة موجوده على الشبكة ويقال ان هذا اللاباضي هو الشيخ السابعي أو ما يسمى " الظافر ".
(6) انظر تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر 2/ 38.
(7) للمزيد من معرفة الاباضية: انظر مقالات الإسلاميين 1/ 167 الملل والنحل 1/ 134 و دراسة عن الفرق لأحمد جلي وغيرها كثير.
(8) ومن هذه الأخبار الموضوعة والموجودة في هذه المسند ج1 / ص 13 ما نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: ((إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني , وهذا موضوع مختلق على النبي صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك أئمة الحديث وصيارفته , كما أن القران يكذب هذا الحديث ويرده كما قال سبحانه ((وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) انظر كشف الخفاء 1/ 89 , ولعل هذا الخبر الموضوع يؤكد وقوع الخوارج في وضع الأحاديث ... وإن كانوا أقل كذباً من غيرهم كالرافضة ونحوهم وكما روى الخطيب البغدادي في - الكفاية بسنده - عن شيخ من الخوارج وهو يقول: إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيرناه حديثاً، انظر الكفاية ص 163.
(9) انظر المسند المذكور 3/ 23.
(10) انظر المسند المذكور 1/ 27.
(11) انظر المسند المذكور3/ 40.
(12) انظر المسند المذكور2/ 20.
(13) انظر كتابه إزالة الوعثاء ص 63.
(14) انظر كتابه أصدق المناهج في تمييز الاباضية عن الخوارج ص 34.
(15) انظر ما ذكره ابن رجب عن معنى هذا الحديث وما في معناه في رسالة " كلمة الإخلاص ".
(16) (17) انظر كتابه أصدق المناهج ص 35 , 36 ,
(18) انظر إلى ما جاء في كتاب بدابة الإمداد على غاية المراد لسليمان الكندي الاباضي حيث أوّل الميزان بالعدل ص 57 , وكذا أول الصراط ص 58 وغير ذلك.
(19) ممن قال بخلق القران من الاباضية المعاصرين: سليمان الكندي في كتابه بداية الإمداد ص 72 , والخليلي في الحق الدامغ ص 97 – 183.
(20) انظر أصدق المناهج ص 27 , ومشارق أنوار العقول للسالمي 1/ 362 , إزالة الوعثاء ص 23/ 95.
(21) انظر إلى أقوالهم في تخليد مرتكب الكبيرة: الموجز لأبي عمار عبد الكافي الاباضي 2/ 117 , ومشارق أنور العقول 2/ 143 , وبداية الإمداد ص 61 , وسمر أسرة مسلمة لعلي يحي معمر ص 58 , والحق الدامغ ص 183 – 228 , وأصدق المناهج ص 27.
(22) ممن أنكر الشفاعة للعصاة السالمي في كتابه: مشارق أنور العقول 2/ 432 , والكندي في بداية الإمداد ص 65 , والسمائلي في أصدق المناهج ص 27 ,40,43,46, وبداية الإمداد ص 161.
(23) انظر كتاب مشارق أنوار العقول 2/ 132.
(24) انظر أصدق المناهج ص 28 , 40 , 43 , 46 , وبداية الإمداد ص 161.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد المنعم الثاني]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 09:53]ـ
بارك الله فيك على النقل أخوي الغالي
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 01:12]ـ
المدونة:
في الخوارج قلت: أرأيت قتل الخوارج ما قول مالك فيهم؟ قال: قال لي مالك في الإباضية والحرورية وأهل الأهواء كلهم: أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا.
وفي المغني لابن قدامة:
وقال مالك: لا يصلى على الإباضية، ولا القدرية، وسائر أصحاب الأهواء، ولا تتبع جنائزهم، ولا تعاد مرضاهم. والإباضية صنف من الخوارج، نسبوا إلى عبد الله بن إباض، صاحب مقالتهم. والأزارقة أصحاب نافع بن الأزرق. والنجدات أصحاب نجدة الحروري. والبيهسية أصحاب بيهس. والصفرية قيل: إنهم نسبوا إلى صفرة ألوانهم، وأصنافهم كثيرة. والحرورية نسبوا إلى أرض يقال لها: حروراء خرجوا بها.
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 09:03]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الكريم
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 01:18]ـ
نحن نعيش معهم
العامة منهم يؤمنون بما نؤمن به أما المنغمسين في عقديتهم فهم كما ذكرت
للعاصين خلود في النار
ولا يؤمنون برؤية الله في اليوم الآخر
ولا يأخذوا هذا الحديث (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) بل أنهم لا يصدقونه وينعتون من يصدقه بانهم ليسوا على صواب ..
أيضا لا يأخذوا من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
ولكن سماحته مرن في التعامل مع السنة ولا يتهجم في فتاويه
ولم نقرأ له شيئا من الكتب التي تصدر له وصدقت بأن أي كتاب يصدر منهم ينُشر وبعُجاله
لي صديقة أصبحت من أهل السنة والجماعة والحمد لله
جزاك الله خيرا
نسال الله أن ينفعنا بما علمتنا
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 11:44]ـ
بارك الله فيك أخى الحبيب، ومن أراد أن يتعرف على الإمام جابر بن زيد وموقفه من الأباضية، وموقف الاباضية منه تفصيلا، فضلا عن حياته وعلمه فليرجع إلى كتاب الدكتور أحمد درويش، جابر بن زيد حياة من أجل العلم ن رقم 140 من سلسلة أعلام العرب.(/)
توضيح من الشيخ زهير الشاويش بخصوص صورة (الكوثري) في (الأعلام)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 06:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أطلعني أحد الفضلاء على ما جاء في كتاب " الملك عبدالعزيز في عيون شعراء الشام " (ص 61 ومابعدها) من حديث عن (دور العلماء والمفكرين)، وقوله: " أما إسهامات رجال الفكر من بلاد الشام في النهضة الثقافية للمملكة .. – ثم ذكر منهم – فؤاد الخطيب، خالد الحكيم، يوسف ياسين، بهجة البيطار، محب الدين الخطيب، فؤاد حمزة، محيي الدين رضا، رشدي ملحس، محمد أمين سويد، محمد كامل القصاب، خير الدين الزركلي، ثم قال: " وإلى جانب هؤلاء كثير من المفكرين الذين لمعت أسماؤهم في مجال الحركة الثقافية؛ كالشيخ محمد زاهد الكوثري، و و و يوسف النبهاني و و غيرهم كثير، ماجمعهم إلا التحاب والتواد في ظل رعاية فيها الأمن والاستقرار والطمأنينة، وقد عرف لهؤلاء جميعًا نفعهم وفضلهم، فكان لهم من التقدير والتكريم ما يستحقون "!!
ثم أحال في الهامش إلى " خطط الشام 4/ 69 ".
قلت: لا أدري ماعلاقة الكوثري والنبهاني بالملك عبدالعزيز رحمه الله؟ والكتاب يتحدث عنه؟
وبالرجوع إلى " خطط الشام " يجد القارئ أن كرد علي يتحدث (4/ 66 – 70) عن (المعاصرين من العلماء والأدباء) أي في بلاد الشام، ولا علاقة لهم بالملك عبدالعزيز!، وذكر منهم الصوفي " يوسف النبهاني "، ولم يذكر " الكوثري ".
فأفاد أحد الفضلاء بأن المؤلف قد يكون اعتمد على صورة الملك عبدالعزيز التي نشرها الزركلي عند ترجمته في الأعلام (4/ 19ط7)، والملتقطة له إبان زيارته لمصر، ويقف خلفه فيها مجموعة من الشخصيات، من ضمنهم من قيل بأنه " الكوثري "، والبعض يُشكك في كونها له، بسبب أن الزركلي وضع بعد اسمه علامة (؟) مما يعني أنه متشكك في أنها له.
مما دعاني إلى سؤال الشيخ الجليل زهير الشاويش عن أمر الصورة، لا سيما وهو الخبير بكتاب " الأعلام " كما هو معروف. فأفاد بالتالي:
http://www4.0zz0.com/2009/07/25/16/347621453.jpg
http://www.shawati.cc/download.php?img=16011
http://www.shawati.cc/download.php?img=15230
[CENTER] نموذج من تحريفات الكوثري
http://www.shawati.cc/download.php?img=16020
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 06:27]ـ
بارك الله فيك شيخنا المبارك، ثانياً: سررت غاية السرور لأني كنت ممن ظن أن الشيخ زهير قد قضى في الثمانينات، وعندما قرأت لكم علمت بأنه من الأحياء فحمدت الله لوجود هذا العلم بيننا فبارك اللهم فيك وفيه ونفعكم للأمة الإسلامية(/)
هل الموالاة والمعاداة من معنى كلمة التوحيد أم من لوازمها
ـ[السمرقندي]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 10:03]ـ
.....
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 10:08]ـ
سبحان الله هل سأل السلف مثل هذا السؤال؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 10:14]ـ
لا يضر إن لم نعرف أنها من معناها أم من لوازمها
لكن الذي يضر هو أن ننقضها فننقض الإسلام حينئذ.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 01:10]ـ
سئل معالي الشيخ / صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:
سؤال: لا شك ولله الحمد أن هذه البلاد تأثرت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – ورزقة من ذريته من يسير على طريقته، والملاحظ أن الناس إذا كلمتهم عن أمور العقيدة قالوا: عقيدتنا سليمة ولكن إذا نظرنا إلى الواقع تحيرنا الولاء والبراء هل هو من أمور التوحيد، كيف يكون التوحيد سليما ونحن نجد أن معظم المؤسسات والناس يقربون الكفار والبوذيين والنصارى وبعدون أهل الإسلام؟
جواب: الولاء والبراء هو معنى كلمة التوحيد، حقيقة كلمة التوحيد هو الولاء والبراء.
سأل رجل من طلاب العلم الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - سأله فقال: هل الولاء والبراء من لوازم كلمة التوحيد، أم هو أمر خارج عنها أي واجب مستقل؟
فقال: واأسفاً على العلم الذي عندك، أنك لم تعرف مكانة الولاء والبراء في دين الله، الولاء والبراء هو لا إله الإ الله محمد رسول الله، كلمة التوحيد ولاء وبراء، قال - جل وعلا - في سورة الزخرف: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ {27} وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {28}، والكلمة التي بقيت في عقب إبراهيم هي كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" وتفسيرها قوله: {إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} براءة من المعبودات ومن الشرك والكفر وموالاة وولاء لله ولدينه وتوحيده.
الولاء والبراء معناه الحب والبغض، الواجب منه الذي من فقده فقد الإسلام؛ أن يبرأ من الشرك بمعنى أن يبغض الشرك، وأن يوالي التوحيد بمعنى أن يحب التوحيد، أن يبرأ مما يعبده المشركون بمعنى يبغض المعبودات كما قال هنا: {إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} يعني مبغض للذي تعبدون، إلا الذي فطرني فإنني غير متبرأ منه، ولكن محب، إذاً محبة لله وبغض للألهة – طبعاً إذا عبدت وهي راضية وكانت من الأصنام والطواغيت ونحو ذلك – محبة للإسلام وبغض للشرك، وهذا القدر الواجب؛ من لم يحب الإسلام فإنه ليس على التوحيد، من أحب الإسلام وأحب الشرك فإن قد خرم ولاءه وبراءه.
بعد ذلك هناك أمور تكون واجبة لكن تركها معصية، ليس تركها قادح للتوحيد؛ وهو محبة أهل الإسلام، وبغض أهل الشرك يعني أعيان المشركين، إذا لم يبغض أهل الشرك بأعيانهم فهذا فيه تفصيل؛ وهذا قد يطول الكلام عنه لأن الولاء والبراء يحتاج إلى تفصيل طويل، المقصود من السؤال؛ أن تضبط الولاء والبراء الذي تركه كفر، الولاء الواجب الذي هو من الإسلام والتوحيد بل هو الإسلام والتوحيد، هو المحبة؛ محبة الإسلام ومحبة الله، والبراء الذي هو قرينه؛ بغض الشرك وبغض معبودات المشركين، هذا قدرٌ من لم يأت به فليس بمسلمٍ لأنه ناقض أصل الولاء والبراء، وما بعد ذلك مما ذكره السائل هذا فيه تفصيل؛ فالذي يأتي بالمشركين يأتي بالكفار هذا صاحب معصية، محرم لأن الواجب عليه أن يوالي في الله وأن يعادي في الله، وهؤلاء إذا كان المستقدم لهم لا يحب الشرك ومعبودات المشركين وإنما أتى بهم لنفع أو نحو ذلك فهذه معصية من المعاصي، إذا تبع ذلك موادة لهم ونحو ذلك وكان ذلك لغير مصلحة شرعية كان ذلك معصية والمسألة فيها تفصيل(/)
رد ابي قتادة السلفي على المدعو السنعوسي (رد على كلامه في الشيخ ابن جبرين)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 03:24]ـ
رد ابي قتادة على المدعو السنعوسي (دفاعا عن شيخنا ابن جبرين حيث ان السنعوسي الجاهل اتهم الشيخ رحمه الله باباطيل يعلم الله ان الشيخ منها بريء)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد واله وصحبه اما بعد:
فان من نعم الله عز وجل على عباده وجود العلماء العاملون بينهم وقد رفع الله شأنهم ودرجتهم فقال تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَأُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرفع الله بهذا القران اقواما ويضع به اخرين) وممن نحسبه ان الله رفعه الامام العلامة الدكتور عبد الله بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة نحسبه كذلك والله حسيبه, وشهد له القاصي والداني بالعلم والفقه واثنى عليه اهل العلم قديما وحديثا وبكى عليه الكثير ورثاه اقوام ويكفي في شهادة ذلك جنازته كما كان الامام احمد يقول: بيننا وبينكم يوم الجنازة) محاطبا اهل البدع, فبفضل الله رأينا تلك الحشود التي حشدت الى جنازة الشيخ رحمه الله فالحشود لم يكونوا من المفسدين والظالمين والفاسقين انما كانوا من اهل الايمان والتقى والعلم فقد حظر جنازته مجموعة من العلماء والفقهاء وطلبه العلم, وترحم عليه الكثير ودعا له بالخير نسال الله ان يرحمه رحمة واسعة.
وكم حزن الناس بوفاته وفقدانه فقد ودعت الامة الاسلامية احد العلماء الافذاذ الفطاحلة واحد من بقية السلف.
فكم وجدنا من ثناء الناس عليه وتناولت كثير من المنتديات والمواقع الكلام عنه وذكر سيرته واظهار الحزن عليه.
وراينا جماعة من اهل العلم يثنون عليه ويترحمون عليه ومجمعون على قولهم انه احد اعلام هذه الامة , فها هو الشيخ الوالد سماحة المفتى العام عبد العزيز ال الشيخ يثني عليه ويذكر شيئا من حياته مع الشيخ , وايضا الشيخ عبد العزيز الراجحي والشيخ صالح الفوزان والشيخ سلمان العودة والشيخ الطريري وجمع غفير من العلماء اثنوا عليه حتى ان الشيخ العالم عبد الكريم الخضير لما سُئل عمن يطعن في الشيخ قال: ان هؤلاء في التأصيل العلمي قطاع طريق. فجزاه الله خيرا على كلمته هذه.
ولا شك ان هناك قوم من المفسدين اعداء الدعوة السلفية الذين همهم سب العلماء والطعن فيهم, والوقيعة في اهل العلم ولو بعد وفاتهم فرحوا واستبشروا خيرا بوفاة الشيخ رحمه الله فاقول لهم ما قاله الشيخ عادل ابو الفضل عادل في قصيدته التي رثى فيها العلامة الالباني:
يا ايها الشاني المبدي عداوته****رويدك اليوم لا تفرح ان انشعبا
فالشيخ ان مات جسما لم يمت عملا ... بل خلف الذكر والطلاب والكتبا
فلا تستبشر خيرا فان علم الشيخ لم يمت.
ولهذا صدق من السلف من قال: ان من علامات اهل البدع الوقيعة في اهل السنة. ولهذا كان بعضهم يقول: اذا رايتم من يطعن في الامام احمد فاعلم انه مبتدع. فهؤلاء المفسدون الي يسمون بالربيعيين الذين همهم الطعن في اهل العلم والدعوة السلفية لم يسلم منهم احدا, كانوا يتهموننا بالطعن في العلماء , واذا بنا نجد ان الذين يطعنون في اهل العلم هم انفسهم ما تركوا عالما له تأثير على الناس الا طعنوا فيه, طعنوا في الشيخ العلامة بكر بوزيد والشيخ المحدث ابي اسحاق الحويني والشيخ العلامة ابن جبرين والشيخ العلامة عبد الكريم الخضير والعلامة محمد المختار الشنقيطي ما تركوا عالما الا طعنوا فيه ولا داعية الا تكلموا فيه باسم منهج السلف الصالح وهم كاذبون فهم يعلمون انهم ليسوا على منهج السلف الصالح انما هم على منهج الخلف الطالح المفسدين في الارض.
ففي اليوم الذي كنت اطالع فيه الاخبار عن الشيخ ابن جبرين رحمه الله حتى اعطاني احد الاخوة بيانا لاحد المتطفلين المتشيخين الجاهل الذي لا يستحق ان يكون من طلبة طلبة طلبة الشيخ, يُحذر فيه من منهج الشيخ ومما جاء في كلامه:
(يُتْبَعُ)
(/)
اولا: ان الترحم على الشيخ هو من باب الترحم على المسلم وقال: اسال الله ان يرحم الشيخ فاقول مجيبا عليه: فان الشيخ ليس بحاجة الى ترحمك المزيف الذي يخرج من قلب مريض حاقد عليه, وما الترحم عليه فليس فقط من باب انه مسلم بل من باب انه من علماء الامة الاسلامية فها هم المسلمون في جل بلاد العالم يترحمون عليه ليس لانه مسلم فقط بل لانه عالم رباني نفعه الله بعلمه ورفع شانه نحسبه كذلك والله حسيبه.
ثم قال ايضا: انه يُحذر من منهج الشيخ ومسلكه المشين (هكذا بكل وقاحة) لان الشيخ في نظره خاصم عن اهل البدع.
فاقول مجيبا عليه: ماضر بحر الفرات يوما ****أن خاض بعض الكلاب فيه
واقول مجيبا بلسان العلامة رحمه الله:
يخاطبنى السفيه بكل قبح
واكره ان اكون له مجيبا
يزيد سفاهةوازيد حلما
كعود زاده الاحراق طيبا
فمن انت ايها القزم الجاهل حتى تحذر من منهج الشيخ رحمه الله ومنهجه واضح جلي وهل تخفى الشمس في وضح النهار , ان منهج الشيخ رحمه الله هو منهج السلف الصالح وهذا لمن قرا كتبه وسمع دروسه وجالسه, اما الامعة الذي يردد ما يسمع وينعق بما لا يعلم فليس لنا عليه سبيل فما انت الا من واحد من الهمج الرعاع اتباع كل ناعق, فها هي كتب الشيخ ودروسه فبين لنا ايها المغرور مخالفة الشيخ لمنهج السلف الصالح, اللهم الا اذا كنت تقصد ان الشيخ خالف منهجك ومنهج شيخك, فهذا شيء اخر ولسنا بصدد الكلام عنه, اما ان الشيخ خاصم عن اهل اهل البدع معاذ الله ان يكون الشيخ ممن كان يدافع عن اهل البدع بل الشيخ كان شديدا على اهل البدع ومحذرا من البدع واهلها وهذا الامر لا يُدركه الا من درس عند الشيخ وقرا بعض فتاويه, ولا يدركه جاهل احمق يردد كل ما يسمع مثلك, واذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من قال في اخيه ما ليس فيه كان حقا على الله ان يسقيه من ردغة الخبال) فانت افتريت ونسبت الى الشيخ ما ليس فيه فاتق الله والزم الصمت واعرف قدرك وقف عند حدك.
ثم قال الجاهل ان ليس كل عالم مات تُغفر زلاته وضلالاته الى اخر كلامه فاقول مجيبا عليه: ان ذلك في يد الله عز وجل واسال الله ان يغفر لجميع موتى المسلمين, ونحن ايها المسكين على خطى سلفنا الصالح وعلى منهجهم اننا نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين كما ذكر ذلك ابن قدامة المقدسي في لمعة الاعتقاد, فنحن نرجو الخير للشيخ وبل نحسبه ممن مات على الخير وختم الله له بخاتمة حسنة, وشهد له الكثير بالصلاح والتقى والعلم والتواضع وغير ذلك وهذه علامة خير وفيها بشرى له والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: انتم شهداء الله في الارض.
ثم قال: ان كلام الشيخ موجود ولم يتغير فيبقى ما كان على ما كان حتى يتبين خلاف ما كان عليه الى اخر كلامه الذي يوحي انه خرج من جاهل مغرور , فاقول مجيبا: و الله عجبا من كلامك الذي ليست له اسس علميا اصلا انما هو كلام انشائي , فالحمد لله ان كلام الشيخ موجود وانه لم يتغير فهذا من فضل الله على الشيخ ومن فضله علينا ان ابقى لنا كلامه وعلمه حتى نستفيد منه وان الله ثبته الى الممات فالحمد لله على نعمته هذه فنسال الله ان يُثبتنا على ما نحن عليه من اتباع السنة ومنهج السلف الصالح وان يحفظنا من المفسدين اصحاب الجرح والتجريح, اما قولك كلام العلماء فيه فالحمد لله سمعنا كلام اهل العلم فيه كالشيخ ال الشيخ والراجحي والفوزان وسلمان العودة والشيخ عبد الكريم الخضير ولجنة البحوث والافتاء, الا اذا كانوا كل هؤلاء عندك ضلال ليسوا على منهح السلف!! فهذا شيء اخر
ولا ادري من هم علمائك الذين تتبجح بهم؟ لعلط تقصد حدثاء الاسنان الامعات الذين صار هم الواحد منهم الطعن في اعراض الناس وشغل الناس بالقيل والقال وفلان حزبي وفلان قطبي وو فاسال الله العفو والعافية وان يحفظنا من منهجكم الضال الذي بدأ يظهر على حقيقته وهو الطعن في اهل السنة وخصوصا علمائهم, وهذا الامر الذي كان عليه اهل البدع قديما وكان السلف يحذرون من هذا المنهج بل كانوا يجعلون من علامات اهل البدع الطعن في علماء السنة ومن علامات اهل السنة محبة علماء السنة, فمثلا: كان الامام عبد الرحمن بن مهدي يقول: اذا رايت بصريا يحب حماد بن زيد فهو صاحب سنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الامام احمد بن يونس رحمه الله يقول: امتحن اهل الموصل بمعافى بن عمران فان احبوه فهم اهل السنة وان ابغضوه فهم اهل بدعة كما يُمتحن اهل الكوفة بيحيى.
فرحم الله سلفنا الصالح لما نبهوا الى هذا الامر المهم , فعلامة اهل السنة محبة علماء السنة وعلامة المبتدعة الطعن وبغض علماء السنة ومن علماء السنة في زماننا هذا الامام ابن جبرين رحمه الله فلا يحبه الا صاحب سنة ولا يبغضه الا صاحب بدعة او هوى او جاهل احمق امعة.
وفي الختام اقول لصاحب البيان وهو ممدوح السنعوسي اتق الله عز وجل واياك بغض اهل العلم فان لحومهم مسمومة, واسلك سبيل السلف الصالح ودع عنك سبيل المفسدين اعداء منهج السلف الصالح واعداء اهل العلم وقديما قيل ان الجهال لاهل العلم اعداء فهذا حالك وحال الذين على شاكلتك, للاسف الشديد ملئوا قلوبهم ببغض اهل السنة ودعاتها وشغلوا انفسهم بالرد عليهم واتباع هفواتهم وما هكذا كان السلف اصلا, بل كان الواحد منهم يدافع عن اهل السنة فها هو الامام عبد الله ابن المبارك يدافع عن ابي حنيفة لما اتهموه بالتجهم فقال: والله ما كان يقول يقول جهم وما قال بخلق القرآن. فانتم يا اشباه الرجال طعنتم في دعاة سلفيين نقع الله بهم الامة الاسلامية وتُحذرون منهم وفي المقابل لا نسمع لكم ولا كلمة في الرد على العلمانيين والليبراليين والحداثيين والماركسيين والقوميين والروافض والصوفية والمفسدين في الارض بل شغلكم الشاغل فلا ن حزبي وفلان قطبي فاسال الله ان يهديكم او ان يرد كيدكم الى نحوركم وان يكف شركم عن المسلمين, ورحم الله الامام ابن جبرين وغفر الله له وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والله اعلم وبالله التوفيق.
واسال الله ان يكون ردي هذا لوجهه الكريم, واني لاحسب هذا من اعظم القربات الى الله عز وجل وكيف لا وانا ادافع عن عالم من علماء السنة الافذاذ رحمه الله واذب عن عرضه واسال الله ان اكون ممن شملهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: من ذب عن عرض اخيه في الدنيا ذب الله عن عرضه يوم القيامة) والسلام عليكم ورحمة الله
كتبه اخوكم ابو قتادة السلفي ليلة الثلاثاء 6 شعبان 1430 الموافق ل 28 يوليو 2009
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 09:36]ـ
بارك الله فيك اخي على غيرتك
إنه لعجيب حقا!!!! أين هي حسنات الشيخ؟ يتكلم عنه كأنه سبكي زمانه؟ ما هذه الحرب التي يشنها بعضهم على علماء الأمة؟؟؟
ـ[ابن محمود القريشي]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 10:38]ـ
"طعنوا في الشيخ العلامة بكر بوزيد والشيخ المحدث ابي اسحاق الحويني والشيخ العلامة ابن جبرين والشيخ العلامة
عبد الكريم الخضير والعلامة محمد المختار الشنقيطي ما تركوا عالما الا طعنوا فيه ولا داعية الا تكلموا فيه باسم منهج
السلف الصالح وهم كاذبون فهم يعلمون انهم ليسوا على منهج السلف الصالح انما هم على منهج الخلف الطالح
المفسدين في الارض."
نعم والله .. لم يتركوا شخصا تدثر بدثار أهل العلم إلا وقد نهشوا
شيئا من لحمه تحت شعارات براقة وعنواين رنانة,
باسم "بيان الحق"
أو باسم "الرد على المبتدع"
أو باسم "الجرح والتعديل"
قاصدين بذلك تشويه السمعة وإسقاط الهيبة,
أعاذنا الله والمسلمين من شرهم ..
فهاهو مسلكهم الغريب وشأنهم العجيب في التضليل والتبديع والتفسيق .. قد
أوصلهم إلى متاهاتة ذميمة وانقساماتة سقيمة
فعلى سبيل المثال لا الحصر:
تُبرئ من الشيخ أبو الحسن المأربي وكأنه لم يكن واحدا منهم ..
وكذلك الشيخ فالح الحربي ..
حتى قيل فيهما أنهما أشد عداوة للسنة من سفر وسلمان وعائض وغيرهم!!؟
وهاهم اليوم قد إشتد الخلاف بينهم حتى وصل تبادل الإتهامات بين كبار
مشائخهم .. وأعلام قدوتهم ..
فهاهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي يتهم بالخاينة للمنهج
وهاهو الشيخ عبد الرحمن العدني يتهم بالحزبية
وممن هذه الإتهامات من شيخهم الناصح الأمين "كما يحلوا لهم تسميته" يحيى
الحجوري ..
هذا وهم يذمون الحزبية ويتنقصونها ..
ولكن صدق من قال رمتني بدائها وانسلت ...
إخوتي في الله ..
"إن هؤلاء القوم وصلوا إلى ما وصلوا إليه من البغضاء والشحناء بسبب
إبتعادهم عما يشغلهم فأشغلهم الله بأنفسهم" ...
فيا ربي سلِّم سلِّم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن محمود القريشي]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 10:48]ـ
يا أخي الفاضل "عبد الكريم بن عبد الرحمن" الشيخ ابن جبرين رحمه الله لا يحتاج من هؤلاء النكرات أن يذكروا حسناته
فهي مذكورة من أول لحظة مرض فيها الشيخ؛ فكيف عند موته!!!؟؟؟؟
بارك الله فيك ...
وبارك الله في الأخ أبو قتادة السلفي
وجعله من الذابين عن السنة وأهلها ...
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 11:03]ـ
هذه هي الفتنة فلو إهتم طلبة العلم بما يفيدهم لكان خير لهم.
لا بد من بذل جهد أكبر لتنبيه المسلمين لمثل هذه الأمور فالصفوف إنقسمت حتى أن أحد الشيوخ قال هدى الله نصرانيا فأعتنق الإسلام فإذا بالاخوة هداهم الله من الغد يمتحنونه في العلماء فيسألوه ماذا تقول في فلان!!!!
بذل أن يبكي المسلمون على فقدان بن جبرين رحمه الله ها هو من يتسلط عليه و أعداء الأمة يتربصون بنا الدوائر.
قال تعالى: ولا تتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.
و الله إن موت العلماء مصيبة، رجال عملوا و قدموا و بلغوا الأمانة فماذا فعلنا نحن؟ هل حافظنا على الميراث؟
كان الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في درسه، وطلابه من حوله، فورد عليه كتاب فيه نعي عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي فنكس البخاري رأسه، ثم رفع واسترجع ودموعه تسيل على خديه ثم أنشأ يقول:
عزاءٌ فما يصنع الجازع * ودمع الأسى أبداً ضائعُ
بكى الناس من قبل أحبابهم * فهل منهم أحدٌ راجعُ
تدلى ابن عشرين في قبره * وتسعون صاحبها رافعُ
وللمرء لو كان يُنجي الفرار * في الأرض مضطرب واسعُ
يُسلِّم مهجته سامحا * كما مدّ راحته البائعُ
وكيف يوقّى الفتى ما يخاف * إذا كان حاصده الزارع
قال رسول اللَّه يقول: ((إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)) رواه البخاري ومسلم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله جل وعلا: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا [الرعد: 41]، قال: (خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها).
ذهب البارحة بن الباز و العثيمين و الالباني و الشنقيطي و اليوم بن جبرين، هم يذهبون تباعا فحافظوا على الأمانة كما نقلوها لنا لابد ان ننقلها لأولادنا حتى ينصر الله هذه الأمة، اللهم أنصر المسلمين اللهم آمين.(/)
هل هناك من كفر منكر رؤية الله تعالى فى الآخره؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 03:40]ـ
السلام عليكم
اخوانى
مشغول ببحث فى بعض العقائد ووقفت عند من يعتقد عقيدة اهل السنة ولكنه خالف فى مسئلة رؤية الله تعالى فى الآخرة فهو ينكرها متأولا للآيات
فهل هناك من كفره من الأئمة الأعلام
مع كامل احترامى وتقديرى لمشايخنا فى المجلس وطلاب العلم الا ان البحث فى حاجة لقول الأئمة الاعلام فنرجو ان يقتصر النقل عنهم
بارك الله فيكم
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 05:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لو تراجع كلام السلف في منكري الرؤية مثلا في كتاب السنة للامام اللالكائي رحمه الله.
اما الذين ينكرُ الرؤية فهو جهمي كما نص على ذلك اعلام السنة ولا يُعلم احد من السلف او ائمة الاسلام ينكر الرؤية.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 05:26]ـ
أنكرها الإباضية أيضا
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[30 - Jul-2009, صباحاً 11:43]ـ
اخوانى طلبى ليس من قال هذا بل ماحكم اهل العلم فى قوله هذا خاصة انه ليس من فرق المبتدعة ولكن يميل الى تأويل الآيات والسؤال بصيغة اخرى هو
هل النظر الى ربنا سبحانه فى الآخرة عقيدة يكفر منكرها ولو كان متأولا
بارك الله فيكم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 12:06]ـ
بما أن الاباضية أنكروها يمكنك ان تبحث في كلام اهل العلم فيهم تجد مبتغاك في من ينكر الرؤية ان شاء الله فعادة كلام العلماء لا تجده منفصلا عن الفرق الضالة و اغلب كلام المعاصرين في هذه المسألة تجده في الرد على الاباضية و الله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 12:29]ـ
الكلام هنا أخي الفاضل:
هل يسوغ هذا التأويل أم لا يسوغ؟
هل خالف النصوص الصريحة الثابتة أم لا؟
هل نقض إجماع سلف الأمة وخلفها على ذلك أم لا؟
هل قاله أحد ممن يعتد بقوله ويركن إليه أم لا؟
هل حكَّم النصوص في رده للرؤية أم هو مجرد أن العقل بزعمه هو من رده؟
كل هذه الأسئلة وغيرها أخي الحبيب تحدد حالة منكر الرؤية. فنقول وبالله التوفيق ومنه العون والتحقيق:
لتعلم أخي الكريم أن من وقر في قلبه وصدره المذهب الحق الذي ما كان عليه محمداً وأصحابه لن يجد في صدره شائبة ودخن حول مسألة هي في هذا المذهب الحق من المسلمات المحسومات المنتهي الحكم فيها.
فإذا حصل مثل هذا الدخن وهذا الإعتراض عرفنا فساد صدق تحقق التمسك بهذا المذهب الحق، وأن هذا الشخص لم تزل فيه شائبة لم تصفُ بعد. فلا يصدق عليه وصفه كما تفضلت أنت رعاك الله بأنه على مذهب أهل السنة والجماعة إطلاقا.
فعند العودة إلى إجابة الأسئلة السابقة فنقول:
1) على قادعدة أهل السنة والجماعة لا يسوغ هذا التأويل، لأنه لا تأويل مع نص، وقد وجد النص الذي لا يحتاج معه إلى تأويل، إلا عند من لم يستقر الإيمان الصحيح في قلبه.
2) نعم خالف النصوص الصربحة في بيان رؤية الله تعالى وتحققها لا في القرآن ولا في السنة.
3) نعم نقض إجماع السلف والخلف في ذلك ممن يصح عقد إجماعهم.
4) لا لم يقله أحد ممن يعتد بقوله ويركن إلى علمه وفضله، بل ما قاله إلا أرباب الفرق المخالفة للمذهب الحق الصحيح.
5) لا لم يحكّم النصوص في ذلك، بل حكم عقله القاصر في رد الرؤية وتأويل النصوص لما يناسب قصور عقله.
إذا المسألة هنا واضحة جدا بالنسبة لهذا الشخص، فإن كان إنكاره لها إنكار جحد؛ فقد أنكر شيئا قرره الله ورسوله في الكتاب والسنة.
وإن كان إنكاره لها كما يزعم إنكار تأويل، فنقول: هل يسوغ له التأويل أم لا؟ وقد تقرر أنه لا يسوغ له ذلك، فعليه يوضح له الحق بالحكمة والموعظة الحسنة فإن قبل ورجع، وإلا تحول إلى جحد وإنكار والحالة هذه، ويعطى حكم المسألة السابقة.
ولا يخفاكم حكمها.
والله تعالى أعلم
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 10:52]ـ
الأحبة فى الله ابو قتاده السلفى
اخى عبد الكريم
بوركتم وشكرا للمرور الكريم
شيخى التميمى حفظه الله يعلم الله وانا اكتب الموضوع كنت فى خاطرى اتمنى مشاركتكم فليتسع صدركم لمحبكم
شيخى
الايمكن ان يكون انكار الرؤية قولا فى المسئلة والخلاف فيها معتبر فاثناء بحثى وقراءتى فى التفاسير التى بلغ عددها العشرون
وهو مايملكه العبد الفقير فى مكتبته المتواضعه اقول
مامن مفسر الا يذكر الرؤيه باعتبارها قول الجمهور من اهل السنة ولكن يثنى ويقول كما فى قوله تعالى (إلى ربها ناظرة)
وقيل تنظر الى ثواب ربها وقد ذكر الطبرى آثار عن مجاهد ومعروف عنه مذهبه فى المسئلة رغم ان الطبرى رجح قول الجمهور
شيخى التميمى
هل يمكن ان يكون الانكار قول فى المسئلة يسوغ فيه الخلاف
وتتمة للموضوع هذا الرابط فيه كلام جامع ماتع لرأى ثلة من الأئمة الأعلام فى تكفير من ينكر الرؤية ولم اضعه لمثل شيخنا التميمى بل لمن هم مثلى من صغار طلاب العلم وان نظر فيه شيخنا التميمى فهو تواضع منه
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=325
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 11:49]ـ
رفع الله قدرك يا (أبا معاذ) .. وأسأل الله بمنه وكرمه وحوله وقوته أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجه الكريم، وأن يكتب له القبول والسداد، ووالله ما أردنا إلا الخير والإفادة بما علمنا، فاللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا.
ولا أنسى ان أشكر جميع القائمين على هذا المنتدى الكبير المبارك والذي له بعد الله تعالى اليد الكبرى فيما نحن فيه، فوالله على أنه أخذ جلَّ وقتي إلا أنني أحسست أنني وغيري نقوم بدفع زكاة ما تعلمناه هنا، فالله الحمد من قبل ومن بعد، وجزى القائمين عليه خير الجزاء.
نعود لموضوعنا رعاك الله أخي العزيز فنقول:
المسألة إذا تعددت أقوال أهل العلم فيها لا تخلو من حالتين:
إما أن يترجح قولٌ على آخر، أو أن يستويان ..
لن أتكلم الآن عن استوائهما؛ لأنه خارجٌ عن حكم مسألتنا، فإن الخلاف فيها من النوع الأول.
وعليه: فينظر هل المخالف من أهل السنة والجماعة، أم من أصحاب الأهواء والفرق المخالفة؟
فإن كان من الثاني: فلا عبرة بخلافه أصلا، لسقوطه.
وإن كان الأول: فننظر، إما أن تكون مخالفته عن تأويل واجتهاد، أو يكون عن نص وبرهان.
فإن كان الأول؛ فإن كان في مقابل نص صريح فهو ساقط لا عبرة به.
وإن كان الثاني؛ فإما أن يكون قوياً يقارع دليل المخالف، أو أضعف منه لا يقدر على مناقضته.
فإن كان الثاني: فلا عبرة فيه والقول ضعيف.
وإن كان الأول: فهو الخلاف المعتبر.
إذا ننظر هذا الكلام السابق ونعرضه على مسألتنا، فنجد التالي:
نجد أن القول المخالف قول ضعيف غير مقبول، بل فيه مخالفة للنصوص الصريحة الواضحة، كما فيه مخالفة لقول جمهور أئمة العلم سلفا وخلفاً وهم السواد الأعظم، مهما كانت منزلة القائل بالقول المخالف، فليس أحد غير الأنبياء والرسل معصوم.
وعليه أخي العزيز: الإنكار لمسألة الرؤية لا يعد خلافاً سائغا يصح معه إنشاء قول آخر في المسألة.
والله تعالى أعلم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 12:09]ـ
الأحبة فى الله ابو قتاده السلفى
اخى عبد الكريم
بوركتم وشكرا للمرور الكريم
شيخى التميمى حفظه الله يعلم الله وانا اكتب الموضوع كنت فى خاطرى اتمنى مشاركتكم فليتسع صدركم لمحبكم
شيخى
الايمكن ان يكون انكار الرؤية قولا فى المسئلة والخلاف فيها معتبر فاثناء بحثى وقراءتى فى التفاسير التى بلغ عددها العشرون
وهو مايملكه العبد الفقير فى مكتبته المتواضعه اقول
مامن مفسر الا يذكر الرؤيه باعتبارها قول الجمهور من اهل السنة ولكن يثنى ويقول كما فى قوله تعالى (إلى ربها ناظرة)
وقيل تنظر الى ثواب ربها وقد ذكر الطبرى آثار عن مجاهد ومعروف عنه مذهبه فى المسئلة رغم ان الطبرى رجح قول الجمهور
شيخى التميمى
هل يمكن ان يكون الانكار قول فى المسئلة يسوغ فيه الخلاف
وتتمة للموضوع هذا الرابط فيه كلام جامع ماتع لرأى ثلة من الأئمة الأعلام فى تكفير من ينكر الرؤية ولم اضعه لمثل شيخنا التميمى بل لمن هم مثلى من صغار طلاب العلم وان نظر فيه شيخنا التميمى فهو تواضع منه
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=325
و فيك بارك الله.
القضية ليست خلافية و ليست بالتفسير فقط إنما هناك ادلة اخرى
قال ابن ابي داود رحمه الله في الحائية
وقل يتجلى الله للخلقِ جهرةً ... كما البدر لا يخفى وربك أوضحُ
وليس بمولدٍ وليس بوالدٍ **** وليس له شِبْهٌ تعالى المُسبحُ
وقد يُنكِر الجهمي هذا عندنا ... بمصداقِ ما قلنا حديثٌ مصرحُ
رواه جريرٌ عن مقالِ مُحمدٍ ... فقلُ مِثل ما قد قال في ذاك تنْجحُ
حديث جرير المذكور مخرج في الصحيحين، روى البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال (أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ليلة البدر لا تُضامون فيرؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا)
فالحديث صحيح مما يجعل المسألة لا خلاف فيها , وحديث الرؤية حديث متواتر رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير واحد من الصحابة منهم: أبوهريرة وأبوموسى الاشعري وجابر بن عبدالله وغيرهم رضي الله عنهم.
اذن المنكر للرؤية منكر للدليل المتواتر اي القطعي و لا يخفاك ما قاله العلماء في من يرفض الدليل القطعي
و الله أعلم
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 11:21]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا(/)
تنزيه ذكر الله ودعائه عن غناء المغنين للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
ـ[مكاوي]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 07:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((تنزيه ذكر الله ودعائه عن غناء المغنين))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif (http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif) doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/TANZEH.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif (http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif) pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/TANZEH.pdf)
للمزيد ينظر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181219)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 07:47]ـ
جزاك الله خيرا على نقل بيان الشيخ العباد حفظه الله ونفع بعلمه الجميع .. آمين(/)
انا مؤمن بالقدر ولكن هذا يكاد ان يفتنني
ـ[ابو المعارف]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 10:10]ـ
حياكم الله اخواني الكرام وبياكم وتبؤتم من جنة ربكم منزلا
حقيقة يا اخوان انا اعرف ان الخوض بالعقل في امور العقيدة امر يرفضه العقل من اساسه
وبالذات الامور الغيبية مثل الصفات والافعال وغيرها
فكان من جملة المنهي عن الخوض فيه بالعقل موضع القدر
وحيث انني اتجنب واخشي اعمال العقل في هذا الموضوع ولا يفهم احد من قولي ان اعمال العقل الصريح فيه سوف يؤدي الي المهالك ولكن لان اعمال العقل في هذه الامور يؤدي الي المهالك والزيغ في دين الله اعاذني الله عز وجل واياكم من الذلل
وعليه فانا اريد ان استفيد منكم بقدر الامكان وهذا من باب اسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
ادخل في الموضوع الذي من اجله قدمت بهذه المقدمة
وهو انني وانا اقراء شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله تعالي وجدت الشيخ يقول عن الاجال انها غير الاعمار وان الاجال لا تتغير بحال من الاحوال وذلك لقوله تعالي (اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وغير ذلك من الايات ولقول النبي صلي الله عليه وسلم (قدر الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة) وعليه فان الاجل لا يتغير لانه موافق لما في اللوح المحفوظ اما الذي يتغير هو العمر وهو اخص من الاجل وهوما في الصحف التي في ايدي الملائكة وهذا بناء علي ما ورد عن ابن عباس انه قال في قوله تعالي (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) ان الذي يمحا منه هو ما في ايدي الملائكة ام ام الكتاب هو اللوح المحفوظ وهو الذي عند الله ولم يطلع عليه احد ولا يتغير منه شيء
قلت _واعذروني في كلمة قلت حيث انها توحي بانني لي ان اقول وليس لي ذلك ورب الكعبة فانا ليس الا مجرد عامي اريد ان اتعلم دين ربي
كيف يتغير ما في ايدي الملائكة وهو مقدر وان الذي في اللوح المحفوظ لا يتغير معني ذلك ان الذي في ايدي الملائكة يخالف ما في اللوح المحفوظ
فمثلا قدر علي انسان ان يعيش خمسين سنة وذلك مقدر عليه قبل ان تخلق السموات والارض بخمسين الف سنة زكذلك هو مقدر فيما في ايدي الملائكة اذ الذي في ايدي الملائكة لا يخالف ما في اللوح المحفوظ ,وجاء هذا الانسان ووصل رحمه _حيث مما ورد انه صلة الرحم تزيد في العمر _اذا يتغير ما في ايدي الملائكة بان يزاد في عمر هذا الشخص عن الخمسين المقدرة عليه لانه وصل رحمه
وعليه كيف نجمع بين ذلك وانه لا يتغير ما في اللوح المحفوظ اذ لو لم يتغير ما في اللوح المحفوظ لا يصح ان يزاد في عمر هذا الانسان عن الخمسين المقدرة عليه في التقدير العام
حقيقة هذا الامر يكاد ان يفتنني واخاف ان افتن
فبالله عليكم اخواني الكرام اجيبوني وافتوني وهذا لمن كان عنده علم
وهنا ملحوظة _لاتظنوا بي السؤ وتقولوا انني غير مؤمن بالقدر بل انا مؤمن به ايمان جاذما ولكني اريد ان اعرف هذه المسألة من باب العلم بالشيء لزيادة اليقين
http://alagidah.com/vb/images/smilies/004.gif
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 11:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز لا نشك ولا نعتقد؛ ولكن نعرف أنك باحث عن الحق تطلبه، ويعرف الله نيتك الصادقة وسيوفقك إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه.
أخي العزيز؛ الله سبحانه وتعالى هو عالم الغيب وحده، فلا يعلم الغيب أحد سواه، إلا ما أطلع هو نفسه سبحانه أحدا من خلقه من نبي أو رسول أو مَلَك. (هذه الأولى)
ثم الله سبحانه وتعالى هو المقدر لكل شيء الفعّال فيه والمنشيه، لا يعترض على قدره، ولا يبدل أمره، فقدره واقع وأمره نافذ. (هذه الثانية)
ثم لتعلم أخي العزيز أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل علينا كتابا فيه حقائق لا تتغير ولا تكذب، وأرسل رسولا يترجم لنا نصوص هذا الكتاب دينا وشرعا، وأردفه بوحي آخر منه غير وحي القرآن؛ هو وحي السنة المطهرة الصحيحة.
فلا يكتفى بواحد منهما مع الإعراض عن الآخر، فإنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. فلابد من الأخذ بهما جميعا وعرضهما على بعضهما البعض. (هذه ثالثا)
يتبع بإذن الله ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 12:14]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا علمت هذا أخي الفاضل؛ فتبقى مسألة جمع النصوص وتوضيحها وتبيينها، ومعرفة المراد منها وتصورها، ولا عيب في هذا فالله سبحانه وتعالى يقول: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}. (هذه الرابعة)
وعليه أخي فـ (اللوح المحفوظ) عبارة عن لوح عظيم شريف لا يعلم قدره إلا الله تعالى، خلقه سبحانه ليكون سجلا شاملا للخلق جميعا، وكتب فيه سبحانه بواسطة القلم كل ما هو كائن ويكون إلى قيام الساعة.
لايبدل ما فيه ولا يغير لأنه عبارة عن التقدير النهائي للمخلوقات وما تصير إليه.
فعندما أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه القرآن أردفه بوحي آخر هو السنة النبوية المطهرة، لا يمكن أن يفصل أحدهما عن الآخر بحال، بل هما جميعا شرع الله ودينه وفصل أحدهما عن الآخر خروج من هذا الدين ومروق عنه. (هذه الخامسة)
ثم الله سبحانه وتعالى بين في كتابه أن هذا اللوح المحفوظ لا يبدل ما فيه إطلاقا، لماذا؟
لأنه الغاية النهائية للتقدير الخلقي، فلا تغيير فيما سطر فيه، لأنه شمل كل تقدير آخر لو كان أن يكون أنه سيؤول إلى هذا التقدير النهائي.
بيان ذلك: أن الله سبحانه وتعالى قد أوحى لنبيه صلى الله عليه وسلم فيما أخبرنا به عليه الصلاة والسلام أن هناك أعمالا إذا قام بها الإنسان غيرت من قدره الأولي المقدر له، بمعنى: أن الله سبحانه وتعالى قد قدر على هذا العبد قدراً ولكن هذا العبد لما أن فعل أمرا من الأمور التي هي سبب في تغيير قدر الله _ وذلك بعلمه سبحانه وتعالى المسبق بكلا الحالتين للعبد الأولة والثانية الجديدة _ استحق أن يقدر الله قدرا ثانيا يتناسب ووعد الله لمن فعل مثل هذه الأمور، وكلا التقديرين الأول والثاني مكتوبان في (اللوح المحفوظ) وهذا هو قوله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}. (هذه السادسة)
ومن الأمور التي قد أخبر صلى الله عليه وسلم أنها تغير في تقدير الله الأول للعبد إذا هو فعلها:
1 - صلة الرحم.
2 - قوله: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة .... وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه ...
3 - تغير الديانة من الكفر إلى الإسلام مثلا أو العكس.
وغيرها الكثير مما السنة المطهرة مليئة به.
إذا هذه الأمور كلها حكمة إلاهية في خلقه، لبين لهم كمال قدرته وكمال رحمته أو كمال عقوبته وسخطه.
ولكن كل هذا المكتوب والمقدر مسبقا أنه سيكون وسيقع أين كتب؟ كتب في (اللوح المحفوظ).
هل كتب فيه التقدير الأول والتقدير الثاني؟ نعم.
إذا هو شامل لكل ما أراده الله وقدره على وجه العموم؟ نعم.
بمعنى أن الله سبحانه وتعالى بعلمه الغيب عرف أنه سيكون هناك تقديرين، يختلفان وسببهما هو فعل العبد فكتبهما جميعا؟ نعم. (هذه السابعة)
هذا أخي العزيز باختصار شديد ما قد يوضح ويجلي لك الاشكال، فإنه فقط حفظك الله لا تحاول أن تجعل للعقل هنا مزيد حظور في مسألتنا هذه، لأنه سيورد لك اعتراضات ومداخلات ما أنزل الله بها من سلطان.
إذا ما الواجب هنا؟ الواجب هنا هو: معرفة كمال الله الغيبي، ومعرفة عظيم قدرته، ومعرفة كمال علمه وإحاطته، وأنه لا تخفى عليه خافية.
إذا عرفت هذا فـ (هذه الأخيرة).
والله تعالى أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 12:18]ـ
وفقك الله ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 12:50]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
/// اعلم وفقك الله أن واجب المسلم في أمور الغيبيات التسليم بها وعدم الخوض فيها بالعقل، فإن أكثرها - إن لم نقل كلها - مما تحار فيه العقول، وهذا ابتلاء للناس بها، هل يصدقون ويؤمنون بأن الله قادرٌ على إنفاذ ما قال كما قال، أم يسوء ظنهم بربهم ولا يقدرونه حق قدره فيثقل عليهم قبول ما أخبر به من خبر الغيب؟ هذا هو الابتلاء لها جميعا.
ففي خبر الغيب غرائب وأمور محيرة ولا شك .. إلا أن القاعدة التي أرجو أن تضعها نصب عينيك دائما هي أن ما يصح من خبر تلك الغيبيات بما تصح بمثله الأخبار في ديننا = فإن العقل يقينا لا يحيله ولا يمنعه، ويقينا فإنها لن تتعارض مع بعضها البعض وإن ثقل على الواحد منها فهم ذلك فالأفهام تتفاوت، ومن الناس من يمن الله عليهم بما لا يمن به على غيرهم من ذلك كما تعلم ..
وأكرر: العقل الصحيح لن يرى خبرا من أخبار الغيب الصحيحة محالا أبدا! قد يحار فيه وفي تصوره نعم ولكنه لا يراه محالا أبدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ودعني أضرب لك مثالا. من أخبار الغيب ما رواه الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد صحيح عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام.
قلت هل يمكن لعقولنا أن تتصور مثل هذا الخلق المهيب المذهل؟؟ كلا والله مهما فعلنا! بل لو حاولنا تصور رجلا - مثلا - قدمه في الأرض ورأسه عند الشمس، لما أمكننا ذلك، فما بالك بملك رأسه لا في نهاية السماء الدنيا ولا الأولى ولا الثانية ولا الثالثة ولا السابعة بل ولا عند الكرسي، بل تحت العرش!! ومع ذلك، فكلتا رجليه في الأرض السفلى! فإن حاولت تصور ذلك على ما تتصور به خلق البشر (أرجل البشر ورؤوسهم وأكتافهم وكذا) فإنك لا يمكنك تصوره، ولكن السؤال المهم هو = من الذي قال - أصلا - بأن خلقهم وصورهم التي خلقهم الله عليها تقاس على خلق البشر؟؟؟ ليس كذلك أبدا!! فلا نتكلف محاولة التصور، ولا نستفيد من مثل هذا الخبر إلا مهابة وعظمة ذلك المخلوق الذي خلقه رب العالمين في الغيب حيث لا نراه!
/// وعلى رأس الغيبيات كلها ما نسبه الله إلى نفسه في كتابه وما نسبه إليه رسوله من صفات وأفعال، كفعل النزول مثلا، فلأن عقولنا قاصرة، لم تخلق إلا بحد محدود لا تتخاطه في التصور والقياس، فإننا لا يمكننا أن نتصور كيف صفات الله جل وعلا، هذا لا تطيقه عقولنا، ولهذا قال العلماء "كل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك" .. غير أن عقولنا لا تحيل تحقق معاني تلك الصفات في حق رب العالمين، فهو ليس كمثله شيء، وهو خالق كل شيء، ما نراه وما نعقله وما نعقل به ونفهم، كله من صنعه هو عز وجل .. فلا نرى إشكالا عقليا في قبول معنى أنه سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة كما أخبر نبيه عليه السلام، مع عدم خلو عرشه منه سبحانه وتعالى، فهو ليس كمثله شيء مع كونه السميع البصير ..
/// قدمتُ لك بهذه المقدمة لأقرر عندك - بارك الله فيك - معنى أن حيرة العقل في تصور الشيء لا تمنعه من قبوله والتسليم به. والأخبار الواردة في باب القدر والتقدير ليس فيها ما يُفهم منه أن ما بين أيدي الملائكة بشأن عمر عبد من العباد، يطابق ولابد كل ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ في حق ذلك العبد .. وتلك الصحف بين أيديهم وإن كان فيها عمره إلا أنها ليس فيها أجله .. ومع أنني لم أر نصا بهذا المعنى، ولكن حتى أزيل عنك الشبهة بعون الله أقول، ما الذي يمنع - عقلا - من أن يكون ما في اللوح المحفوظ كالتالي: "فلان ينزل على الملائكة في الابتداء أن عمره خمسون سنة، ثم في يوم كذا، يُنسأ له في ذلك العُمُر، فينزل على الملائكة أن عمره أصبح ستين سنة، وفي الأخير فإن أجله يأتي بعد ستين سنة، فينزل الأمر الإلهي لملائكة الموت أن تقبضه حينئذ" .. فما يكون في صحف الملائكة إنما هو جزء مما هو مكتوب في اللوح المحفوظ، مقدر من قبل خلق السماوات والأرض، وليس كل ما في اللوح .. فالله قدّر في التقدير القديم أن عمر الرجل سيزداد بإذنه سبحانه، أما الأجل فهو من القديم مقدر على ما يكون عليه العمر من بعد هذه الزيادة، لم يتقدم ولم يتأخر ساعة، إنما الذي تغير هو عمر الرجل كما كتبته الملائكة في صحفها ..
/// القصد يا أخي بارك الله فيك، وحتى لا نخوض فيما ليس لنا الخوض فيه، أن المعاني مؤتلفة متفقة لا إشكال فيها لو تأملتها بروية، ذلك أن معنى كون الأجل مقدرا مسبقا لا يتقدم ولا يتأخر، لا تعارض بينه وبين كون الله تعالى قد كتب في تقديره القديم - أيضا - أن فلانا هذا عمره سيزيد (وليس أجله) .. أما الملائكة في ألواحها فلا تعلم إلا ما أعلمها الله مما في اللوح، وليس كل ما في اللوح.
أرجو أن يكون الإشكال قد زال عندك بهذا، فضلا عما تفضل به الشيخ السكران وفقه الله ..
هذا والله أعلى وأعلم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 02:00]ـ
المشكلة أيها الأخ الفاضل تكمن في اعتقاد صحة المنطق الأرسطي مطلقاً، وتطبيقه على عالم الغيب!
اللوح المحفوظ = اللوح الآخر = 50، فإن زاد العدد أو نقص فعلى حساب اللوح المحفوظ!
أي عقلية 1 + 1 = 2!
والحقيقة أن المنطق الأرسطي لا يصح إلا في جزء من عالم الشهادة فقط، ثم تنقطع أنفاسه عند حدود العالم المنظور!
وهذا مثال صغير يعرفه شداة الرياضيات:
الأرقام الفردية لا نهائية، وكذلك الأرقام الزوجية (لأن أكبر رقم فردي أو زوجي نتصوره يقبل إضافة 2 إليه!)
يقول المنطق الأرسطي: الأرقام نصفها زوجي ونصفها فردي!
ولكن المنطق الرياضي الحديث يقول: كلا! فعدد الأرقام الفردية هو نفس عدد الأرقام الفردية + الزوجية! وهو نفس عدد الأرقام القابلة للقسمة على 3، أو على سبعة، أو على أي عدد آخر؟ لماذا؟ لأن الجميع لا متناهي، ولا يجوز أن يوصف اللامتناهي (أ) بأنه أكثر من اللامتناهي (ب)!
ومثال رياضي آخر: من بديهيات الهندسة التقليدية (الإقليدية) أن المتوازيين لا يلتقيان، وأن مجموع زوايا المثلث 180، ولكن الرياضيات الحديثة تشتمل على هندسات (لا إقليدية) يلتقي فيها المتوازيان ولا يكون مجموع الزوايا 180!
إذن لا يجوز - علميًّا - تصور عالم الغيب بعقلية 1 + 1 = 2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو المعارف]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 02:49]ـ
علي العموم جزيتم خيرا وبارك الله فيك علي الاجابة الشافية
ولكن انبه لشي الا وهو اخواني انني بفضل الله اعلم جيدا كما قلت انفا ان اعمال العقل في الغيبيات امر لا يجوز وذلك لانها غيبيات
ولكن كلامي منصب علي ما اشكل عليا من كيفية الجمع بين هذا وذاك وبفضل الله علي ان رزقني باخوة امثالكم تبين وتوضح وتزيل الاشكالات العالقة في الذهن عافاني الله عز وجل واياكم منها
وفي النهاية اسأل الله ان يزيدكم علما نافعا وقلبا خاشعا وجسدا علي البلاء صابرا
جزاكم الله خيرا
ـ[التبريزي]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 04:12]ـ
أن الله سبحانه وتعالى قد قدر على هذا العبد قدراً ولكن هذا العبد لما أن فعل أمرا من الأمور التي هي سبب في تغيير قدر الله _ وذلك بعلمه سبحانه وتعالى المسبق بكلا الحالتين للعبد الأولة والثانية الجديدة _ استحق أن يقدر الله قدرا ثانيا يتناسب ووعد الله لمن فعل مثل هذه الأمور، وكلا التقديرين الأول والثاني مكتوبان في (اللوح المحفوظ) وهذا هو قوله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.
--------------
هل كتب فيه التقدير الأول والتقدير الثاني؟ نعم.
إذا هو شامل لكل ما أراده الله وقدره على وجه العموم؟ نعم.
بمعنى أن الله سبحانه وتعالى بعلمه الغيب عرف أنه سيكون هناك تقديرين، يختلفان وسببهما هو فعل العبد فكتبهما جميعا؟
أحسن الله إليك أيها التميمي،، توضيح جميل ...
العقل قاصر في فهمه، وما ضل كثير من الفلاسفة إلا لركونهم إلى العقل وتحاكمهم إليه، لكن العقل يثمر عندما يستحضر النقل ويقدمه على العقل ..
من بديهيات الهندسة التقليدية (الإقليدية) أن المتوازيين لا يلتقيان، وأن مجموع زوايا المثلث 180، ولكن الرياضيات الحديثة تشتمل على هندسات (لا إقليدية) يلتقي فيها المتوازيان ولا يكون مجموع الزوايا 180!
الأخ خزانة الأدب،،
هل من الممكن شرح طريقة التقاء المتوازيين في الهندسة اللا إقليدية؟ وكيف نتصور مثلثا مجموع زواياه أكثر أو أقل من 180 درجة؟
بورك فيك
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 12:22]ـ
الأخ خزانة الأدب،،
هل من الممكن شرح طريقة التقاء المتوازيين في الهندسة اللا إقليدية؟ وكيف نتصور مثلثا مجموع زواياه أكثر أو أقل من 180 درجة؟
بورك فيك
عذراً أنا بعيد عن المراجع
وإن كنت تعرف الإنجليزية فتبلَّغ بهذا الرابط
http://en.wikipedia.org/wiki/Non-Euclidean_geometry
علماً بأن الموضوع معقّد
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 01:02]ـ
عذراً أنا بعيد عن المراجع
وإن كنت تعرف الإنجليزية فتبلَّغ بهذا الرابط
http://en.wikipedia.org/wiki/Non-Euclidean_geometry
علماً بأن الموضوع معقّد
جزاك الله خيرا. قد كان لي اهتمام بهذه المواضيع في مرحلة مضت، وممن شرح مراحل هذه المفارقة الرياضية الرياضي البريطاني روجر بنروز في كتاب: The Road to Reality ، وقد شكل هذا الاكتشاف منعطفاً في تصور الحقيقة الهندسية للكون، وخاصة نظرية أينشتاين النسبية العامة، والتي يلتحم فيها الزمان مع المكان في انحناء معين. وأظن "ريمان" وكذلك "لابتشوفيسكي" لهما إيضاحات شكلية بينت أنماطاً هندسية لهذه النظرية. والدرس الذي نخرج به من مثل هذه المواضيع هو الاستدلال بما فيها على عظمة علم الخالق عز وجل {الذي أحسن كل شيء خلقه} اللهم فارزقنا التعرف عليك على الوجه الذي يورث فينا خشيتك ولا تجعلنا من المتكثرين المستكثرين الذي لا ينتفعون بعلم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 11:37]ـ
جزاك الله خيرا. قد كان لي اهتمام بهذه المواضيع في مرحلة مضت، وممن شرح مراحل هذه المفارقة الرياضية الرياضي البريطاني روجر بنروز في كتاب: The road to reality ، وقد شكل هذا الاكتشاف منعطفاً في تصور الحقيقة الهندسية للكون، وخاصة نظرية أينشتاين النسبية العامة، والتي يلتحم فيها الزمان مع المكان في انحناء معين. وأظن "ريمان" وكذلك "لابتشوفيسكي" لهما إيضاحات شكلية بينت أنماطاً هندسية لهذه النظرية. والدرس الذي نخرج به من مثل هذه المواضيع هو الاستدلال بما فيها على عظمة علم الخالق عز وجل {الذي أحسن كل شيء خلقه} اللهم فارزقنا التعرف عليك على الوجه الذي يورث فينا خشيتك ولا تجعلنا من المتكثرين المستكثرين الذي لا ينتفعون بعلم.
بارك الله فيك
أعتقد أن الدرس المهم هو عدم تقديس المنطق الأرسطي، بعد أن اكتشف أساطين هذا الفن أنه صحيح ضمن حدود وقيود، وليس مطلقاً. وبهذا تنكشف ورطة معظم الفرق الإسلامية التي تطبَّق المنطق الأرسطي والهندسة الإقليدية حتى على عرش الرحمن عزَّ وجلَّ!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 01:05]ـ
وفيك بارك. نعم. صحيح. وللمنطق الأرسطي نطاقه الذي لا يتعداه، وقد ضاق بأمور الدنيا فكيف يتسع لأمر الله تعالى، حتى يقول جريجوري - فيما نقله مايكل جولين في كتابه "الجسور إلى اللاتناهي" - منتقداً من يطبق الرياضيات على الله:"مهما بلغ تفكركم في الله فإنه سينتهي دوماً إلى ما دونه". ص 47.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 04:04]ـ
أظنكم ظلمتم المنطق الأرسطي أساتذتي .. فالمنطق الأرسطي ظهر عجزه عن تفسير الكثير من العالم المنظور المشاهد و القريب و الثلاثي الأبعاد ... فقد ظلمتموه باعطاءه أكثر من حقه .. ابتسامة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 10:05]ـ
أظنكم ظلمتم المنطق الأرسطي أساتذتي .. فالمنطق الأرسطي ظهر عجزه عن تفسير الكثير من العالم المنظور المشاهد و القريب و الثلاثي الأبعاد ... فقد ظلمتموه باعطاءه أكثر من حقه .. ابتسامة
أحييك أخي الكريم وأرجو أن تكون بخير حال، يبدو أنك ظلمك أكبر لأني أطلقت فقلت "ضاق بأمور الدنيا" و أنت قيدت "الكثير من العالم ... "، وبالتالي أعطيته أكثر مما أعطيناه، إن صح التعبير ... :)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 03:57]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذي .. حالي تكون بخير كلما عدت لقراءة ما يكتب في مثل هذه المجالس العامرة و لله الحمد ... أسأل الله أن يكون حالكم خيرا من حالي ... فلننتظر .. و لنر ... فمهمة صاحبك في ايجاد منفذ أصعب اذ قد غامر ووضح و حدد امثلة من الهندسة الفضائية .. فلعله يزيد من تصفيدي بأغلالي و ايقاعي بشباكي:)(/)
تشابة عقيدة الرافضة و عقيدة صوفية حضرموت .. علي بن أبي طالب نقطة باء بسم الله .. !!
ـ[القرتشائي]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 10:26]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
تشابة عقيدة الرافضة وعقيدة صوفية حضرموت
علي بن أبي طالب نقطة باء بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
علي بن أبي طالب نقطة باء بسم الله الرحمن الرحيم والعياذ بالله وهذه العقيدة عند الرافضة وعند صوفية حضرموت .. !!
وننقل لكم الآن هذه العقيدة الفاسدة من مصادر كبار أئمتهم ومشايخهم:
1/ نبدأ لكم بمصادر الشيعة:
قال الهالك الخميني حشا الله في قبره نارا:
((ولكون فاتحة الكتاب فيها كلّ الكتاب والفاتحة باعتبار الوجود الجمعى في بسم الله الرحمن الرحيم وهو في باء بسم الله وهو في نقطه تحت الباء قال علي عليه السلام: أنا النقطة وورد: بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تميَّز العابد عن المعبود) .. [شرح دعاء السحر ص64] .. !!
ويقول الهالك الخميني جاء في بعض خطب أمير المؤمنين ومولى الموحدين سيدنا ومولانا علي بن أبي طالب صلوات اللّه وسلامه عليه ("أنا اللوح وأنا القلم، أنا العرش، أنا الكرسي، أنا السموات السبع، أنا نقطة باء بسم اللّه وهو سلام اللّه عليه بحسب مقام الروحانية يتحدُّ مع النبي صلى اللّه عليه وآله) [شرح دعاء السحر ص87] .. !!
وهناك مصادر كثيرة جداً من كتب الرافضة تدل على هذه العقيدة الفاسدة .. !!
2/ مصادر صوفية حضرموت:
والآن ننقل لكم هذه الرواية من مصدر من مصادر صوفية حضرموت:
جاء في كتاب الجواهر في مناقب الشيخ أبي بكر بن سالم تاج الأكابر مانصه:
((والفضل الكبير عند أهل الكشف ظهور الحقيقة الإنسانية والهداية والأسرار الإلهية، ويؤيد هذه الأنفاس قول أمير المؤمنين ورئيس الموحدين باب مدينة العلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه في خطبة كان يخطبها فقال: أنا نقطة باء بسم الله الرحمن الرحيم، وأنا جنب الله الذي فرطتم فيه، وأنا العرش، وأنا الكرسي، وأنا السماوات والأرضون)) .. [صفحة 100] .. !!
.. :: إليكم الوثيقة من كتاب الجواهر لأبي بكر بن سالم:: ..
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/jwaher/100.jpg
فمالفرق بين الرافضي الهالك الخميني وبين الصوفي الحضرمي أبي بكر بن سالم؟؟؟؟؟
لا فرق فالطيور على أشكالها تقع .. هذا ليعلم الجميع أن التصوف نحلة خرجت من خلية شيعية .. !!
والتصوف مطية للتشيع والله المستعان .. !!
وصدق الشيخ عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف قاضي ومفتي حضرموت رحمه الله عندما قال في كتابه نسيم حاجر في تأييد قولي عن مذهب المهاجر:
((إن العلويين الحضرميين ومن لفَّ لفَّهم إلى هذا الحين إن لم يكونوا على مذهب الإمامية فإنهم على أخيه، إذ طالما سمعنا ممن لا يحصر عدّاً ولا يضبط كثرةً منهم من يقول: إنها لما زُوِيتْ عنهم الخلافة الظاهرة عُوِّضوا بالخلافة الباطنة .... ، ألا ترى أنهم يقولون بقطبانية هؤلاء
(يقصد أهل البيت) وما القطبانية إلا الإمامة بنفسها .. .. )) [ص 8] .. !!
لتحميل كتاب نسيم حاجر في تأكيد قولي عن مذهب المهاجر الذي فضح صوفية حضرموت وكشف حقيقتهم:
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=247 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=247)
وأما قول أبي بكر بن سالم ((قول أمير المؤمنين ورئيس الموحدين باب مدينة العلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه)) [الجواهر ص 100] .. !!
للرد على ذلك نتمنى زيارة الرابط التالي:
تنبيه ذوي الألباب حول حديث ((أنا مدينة العلم وعلي الباب)) .. !!
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=64 (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=64)
نسأل الله الهداية لصوفية حضرموت .. !!
ـ[أم فراس]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 01:04]ـ
السلام عليكم:
من المصادفات العجيبة أني كنت أقرأ في شرح الخريدة الغيبية للفاروقي العمري وقرأت نفس الكلام لأبي الثناء الألوسي، أقصد تأييد ماكتبه الفاروقي بالدليل المذكور أعلاه (أنا مدينة العلم ... ) وعجبت،والأمر غير متوقف على صوفية حضرموت.
لا تظن في الأمر تحاميا لجنس وإنما أقصد أن العنوان يكون: تشابه عقيدة الرافضة وعقيدة الصوفية، وهذا من المقرر في عدة كتب أولها الصلة بين التشيع والتصوف.
ـ[ابو حسان السلفي]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 06:49]ـ
الأخت أم فراس
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل تملكين كتاب شرح الخريدة الغيبية؟
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 11:57]ـ
بوركت أخي الكريم(/)
الداعية القدوة والسفر للسياحة .. (موضوع مهم) ..
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 09:53]ـ
الداعية القدوة والسفر للسياحةعلوي بن عبدالقادر السقاف
saggaf@dorar.net
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
فقد ظهرت على بعض الدعاة في السنوات القليلة الماضية عددٌ من الظواهر السلبية، كان من أبرزها وربما أخطرها تراجع عدد منهم في أخذ الدين بقوة، ومجاهدة النفس على السير على خطى أسلافهم من أهل العلم والدعوة في القيام بأمر الشريعة، وتعظيم شعائر الله، الأمر الذي لا ينكره إلا مكابر، ولعل من أهم أسباب ذلك التراجع: تكالب أعداء الإسلام من خارج بلاد المسلمين ومن داخلها على شأن هذا الدين، وكثرة النقد اللاذع للمنهج الإسلامي الصحيح، ثم ما صاحب ذلك من نقدٍ آخر ذاتي، كان أكثر ميلاً إلى الهدم منه إلى البناء، لاسيما من بعض الدعاة الذين اعتورهم شيء من الهزيمة النفسية، ناهيك عن شيوع فتاوى برامج الفضائيات والمعتمدة على ما يسمى بالتيسير بصرف النظر عن الدليل، الأمر الذي أنتج تراجعاً عند بعض الدعاة عن ذلك النهج الذي كانوا عليه إلى آخر هجين بين التميع والتميز؛ كل ذلك وغيره أدى إلى هذا الضعف العام الذي تشهده ساحة الدعوة، وخاصة فيما يتعلق بتميز أولئك الدعاة في عبادتهم وخلقهم ومظهرهم وربما طريقة تعاملهم مع قضايا الشريعة وأمور الدعوة، مما أدى إلى إفراز كثيرٍ من الظواهر المتعددة والمؤلمة والتي لم تكن تُعهد من قبل، وما ظاهرة السفر إلى خارج البلاد المحافظة التي يعيشون فيها، إلى أخرى مغايرة تماماً لتلك الطبيعة المحافظة، لا لشيء غير مجرد ما يعرف بالسياحة، أو الترويح عن النفس إلا من هذه الظواهر.
وهنا نقول، بأن مِن الدعاة إلى الله مَن لا يكترث لهذا التميز أصلاً، فليس هو مقصودنا بهذا الحديث، وإنما مقصودنا أولئك الإخوة الذين اعتادوا أخذ هذا الدين بقوة [فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا] (الأعراف:145)، وأقاموا الشريعة بمأخذ الجد، فحملوا همَّ هذه الدعوة شهورا متتابعة، طيلة العام باذلين أوقاتهم وجهدهم منشغلين بدعوتهم عن ترفيه أنفسهم وأهل بيتهم وأبنائهم؛ فلا شك أن مثل هؤلاء قد يجدوا في أنفسهم، وفي من يعولون من أهلٍ وذرية، حاجة إلى شيء من الترفيه عن النفس بسفر أو نزهة أو ما شابه ذلك، وما من شك كذلك أن هذا أمر مباح لا بأس به، وقد يكون مطلوباً أحياناً، والأصل في السفر الإباحة، وقد يكون أحياناً مندوباً أو واجباً، ومرادنا في هذه المقالة ذلك السفر والانتقال إلى بلاد يكثر فيها الفساد والمنكر، من تبرج وسفور وتناول للخمور، وغيرها مما لا يخفى على أحد، كل ذلك وهذا الداعية والقدوة المسافر إلى تلك البلاد، يشهد ذلك كله أو بعضه، لكنه عاجز عن إنكار شيء منه، بل قد يلجأ إلى المكوث في موقع حدوث المنكر – كالمطارات، وأماكن التسوق، وبعض المطاعم، والطرقات - ساعات طوال، مشاهداً، أو مستمعاً، ...
هذا، وترى كثيراً من هؤلاء الإخوة يتذرع بشبه واهية، لعل من أبرزها أنهم في رحلة إلى بلاد إسلامية، مع أن واقع كثيرٍ منها - للأسف - لا يختلف كثيراً عن أكثر بلاد الكفار من حيث مظاهر التبرج والسفور، والعري، وتناول الخمور، وفشوالمنكرات.
ثم إن المرء ليعجب من قيام البعض منهم بحَث الآخرين على الذهاب إلى تلك البلاد متذرعين بحجة المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي للمسلمين هناك، ولم يفرق أولئك الإخوة بين ما يمكن أن يقال للمفرِّطين من المسلمين الذين يريدون الذهاب إلى بلاد الكفر، وبين ما لا ينبغي على الدعاة فعله لا سيما من هم في موطن القدوة، وكم هو نفيس كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حضور الأماكن التي تكثر فيها المنكرات، مع العجز عن إنكارها، -وهذا يشمل السفر والحضر-، يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى (28/ 239): ((ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار، إلا لموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرهاً، فأما حضوره لمجرد الفرجة وإحضار امرأته تشاهد ذلك؛ فهذا مما يقدح في عدالته ومُروءته إذا أصرَّ عليه، واللّه أعلم)) انتهى. وهذا مبنيٌ على ما هو مستقر ومعلوم من
(يُتْبَعُ)
(/)
الشريعة بأن الأصل وجوب الإنكار باليد، أو اللسان، - والغالب أن ذلك متعذرٌ في أكثر تلك البلاد- فإن لم يمكن، فإنكار القلب هو أضعف الإيمان، والإنكار بالقلب كما قال العلماء يكون ببغض المنكر وهجرانه والبعد عنه لا بالذهاب إليه اختياراً دون مصلحة دينية أو دنيوية راجحة، كما هو ظاهر من كلام شيخ الإسلام وغيره، فمن تلك المصالح الدينية طلب العلم والدعوة إلى الله، ومن الدنيوية العلاج المتعذر في بلاد تخلو من تلك المنكرات، والتجارة التي لا بد منها، ونحو ذلك، أمَّا مجرد الذهاب لغرض الفرجة، أو النزهة، أو السياحة، فليست من ذلك في شيء، فكيف بمن يذهب بزوجته وأبنائه وبناته الذين بلغ بعضهم سن ما يعرف بالمراهقة؟!
هذا، ولو أن الداعية القدوة تأمل تلك المحاذير الشرعية والمفاسد الأخلاقية المترتبة على هذا النوع من السفر لأعاد النظر فيه، أو تردد قبل الإقدام عليه، لا سيما مع وجود نوع آخر من المنكرات، كاضطرار الداعية المسافر لوضع صور زوجته، وبناته، في جواز السفر ومن ثم رؤية الرجال لهن عند نقاط التفتيش، ومعابر الحدود وغيرها، ومن ذلك أيضا اعتياد أبناء الدعاة وبناتهم واستمراؤهم مشاهدة تلك المنكرات، وهم مع ذلك يرون أباهم الداعية القدوة لا يحرك ساكناً، بل ربما اضطر أحيانا إلى محادثة نساء متبرجات و التعامل معهن!، ومن جهة أخرى فإن تكرار مثل هذا السفر، يولد لدى أسرة الداعية رغبة في مزيد منه حباً في التعرف على بلد جديد أو ثقافة مختلفة، ومما يؤسف له أن ترى كثيراً من أبناء أولئك الدعاة وبناتهم وأسرهم يتفاخرون بأسفارهم تلك، وربما حثوا غيرهم على القيام بها، ولنا أن نتخيل حال ذلك الجيل الذي يمثِّلُ فيه أبناءُ الدعاة وبناتهم محط النظر، ومقصد الاقتداء.
وهنا نخاطب إخواننا الدعاة قائلين: إذا كان لا يسوغ لنا التوسع في فعل المباح في بعض الأوقات، فكيف يسوغ لنا الإقدام على فعلٍ، أقل ما يقال فيه، أنه من المشتبهات المفضية إلى الحرام؟! قال الأوزاعي رحمه الله: (كنا نمزح ونضحك فلما صرنا يقتدى بنا , خشيت ألا يسعنا التبسم) - سير أعلام النبلاء (7/ 132) - و قال ابن القيم في مدارج السالكين (2/ 26): (قال لي يوماً شيخ الإسلام-قدس الله روحه-في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية وإن لم يكن تركه شرطاً في النجاة).
فنصيحتي لهؤلاء الدعاة أن يعيدوا النظر في أسفارهم تلك، وليتذكروا أن ثمَّت من يقتدي بهم، وربما قلدهم في أفعالهم وتصرفاتهم، وأنهم بتصرفهم هذا يسيئون لأنفسهم، ولأبنائهم وبناتهم، ولدعوتهم ولطلابهم ومن يقتدي بهم، وليبحثوا عن بدائل تتناسب مع مقامهم الذي وضعهم الله فيه، وهي كثيرة ومتوفرة ولله الحمد.
وأخيراً قد يقول بعض هؤلاء إنَّ حجم التغيرات التي تشهدها الساحة تتجاوز الحديث في مثل هذه الموضوعات، ففلسطين محاصرة، والعراق يحترق، وأفغانستان تُدَمَّر، وأنت تتحدث عن ظواهر سلبية عند بعض الدعاة وعن سفرهم للسياحة، فأقول أولاً: إن كان الأمرُ كذلك –وهو كذلك- فكيف يسوغ لكم السفر للسياحة والنزهة وصرف الأموال فيها؟!، أما كان الأولى صرفها لرفع الحصار، وإخماد الحرائق، وبناء ما دُمِّر؟، ثم ثانياً: ألأن فلسطين محاصرة والعراق يحترق وأفغانستان تدمَّر، نترك دعاتنا و أبناءنا تحاصرهم الشهوات، وتحرقهم الشبهات، وتدمرهم التنازلات، أم نسعى لإنقاذ هؤلاء وهؤلاء؟!
والله من وراء القصد
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 07:44]ـ
للرفع ..(/)
علاقتنا بالقرآن الكريم
ـ[ابن البلدة]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 06:38]ـ
لو سألنا هذا السؤال: ما نصيب القرآن من يومنا؟
حقاً إنه جواب مؤلم، أن يصبح أحدنا ويمسي في عمل الدنيا مشغولاً منهوكاً، مقراً بتقصيره، وقلة تلاوته لكلام ربه عز وجل. وإلى متى سيظل أهل الإيمان، يعتذرون بكثرة الانشغال عن القرآن وكأنهم لم تبلغهم المواعظ، ولم تحثهم أبواب فضائل تلاوة القرآن لكي ينشغلوا بهذا المعين الثري؟ قال تعالى في فضله حيث عز وجل: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ). وقال: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً). وقال: ( ... فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ).
وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ما يجلو هذه الحقيقة، فقد روى الإمام مسلم عن عائشةَ قَالَت، قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ) فيجعل النبي صلى الله عليه وسلم المتقن للقرآن تلاوة حفظا في عليين مع الملائكة المقربين، السفرة الكرام البررة، وذلك لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى، بل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينس الذي يجتهد في قراءة القرآن وهو عليه شاق لقلة حفظه أو لسبب من الأسباب، فقال: (وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ) و في رواية (وَالَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ) , أجر للقراءة, وأجر لتتعتعه في تلاوته ومشقته. بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم منزلة العبد في الجنة بحسب قراءته للقرآن الكريم، فقد وروى الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا).وهذا عند دخول الجنة، قال الخطابي: جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة , فيقال للقاري أرق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن , فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة , ومن قرأ جزءا منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك , فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة. كما أن حفظة القرآن الذين يقرؤونه أناء الليل وأطراف النهار العاملين به، هم أولياء الله المختصون به، روى ابن ماجة وغيره عن أَنس بن مالك قَال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لله أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ).
أما آن للمسلمين اليوم أن يراجعوا أنفسهم، وأن ينظروا كم من الساعات الكثيرة تهدر في الثرثرة غير المجدية، وأحياناً في الغيبة المحرمة، وكم من الوقت يعيشون فيه مع القرآن كل يوم؟
أم يبقوا دائما يعتذرون بكثرة الأعمال، وازدحام الأشغال. فكم منا من رحل عن الدنيا ولما يكمل إنجاز أشغاله!
وليتأمل من هذا حاله، ومن تلك إجابته، وليتذكر هؤلاء حال الفئة الأولى، والقافلة الرائدة مع القرآن، وكم كان نصيبه من يومهم على كثرة أشغالهم وأعمالهم؟
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جُمعت هموم الأمة كلها في قلبه، وفتح صدره لاستقبال مشكلات الناس جميعاً، صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم، بل حتى الجماد منهم. ما كان يعتذر بكثرة الأعمال والأعذار عن عدم قراءة القرآن كل يوم؟ روت أم المؤمنين عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل كل ليلة يقرأ القرآن، فتكلمه في ذلك فيقول: (أفلا أكون عبداً شكوراً).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء السلف الصالح وحالهم مع القرآن: فهذا عثمان ـ رضي الله عنه ـ الرقيق القلب، والشيخ الوقور، لم يفارق المصحف طوال عمره، حتى تمزّق من كثرة التلاوة، وتقليب الصفحات، وسقوط الدمع عليه، ولم يترك المصحف حتى في لحظة قتله! وعبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، يقول عنه مولاه: والله لا تطيقون فعل ابن عمر قالوا: وما ذاك؟ قال: الوضوء والمصحف.
إنها عزائم لا يقدر عليها إلا الأكابر الذين تربوا على أيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا أيها الإخوة:
إنها أعظم لحظات العمر، وأجمل أوقات اليوم، أن يقضيها الإنسان بين صفحات المصحف الشريف في قراءة القرآن وتدبره آياته.
إنه والله النعيم العظيم، والسرور العجيب، الذي يحوّل حياة الفرد إلى بهجة وأنس، ويقوّم سلوكه، ويعينه في طريقه.
إنه كلام الله الذي أنزله لنقرأه ونتدبره.
إذا فما نصيب القرآن من يومنا؟!
إن الإعراض عن كتاب الله تعالى إعراض عن الله تعالى وذكره , ومن ثم سمي القرآن الكريم ذكرا , لأنه يذكر الإنسان بالله تعالى وبما له وما عليه , قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) , فكان نتيجة الإعراض عن القرآن نسيان الله تعالى , ونسيان النفس مالها وما عليها , وهو ما يؤدي إلى عواقب وخيمة ووبال شديد كما قال تعالى: ( ... وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً) , قال أهل التفسير: شاقا , وقيل جبلا أملس , شديد الحرارة في جهنم , يكلف المعرض عن القرآن بصعوده , فكلما صعد شيئا نزل , فذلك عذابه فيها , وقال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) , قال سعيد بن جبير: يسلبه الله القناعة حتى لا يشبع , وقال الضحاك: هو الكسب الخبيث , والمقصود من ذلك كله أنه لا يهنأ بالعيش في هذه الدنيا مادام معرضا عن كتاب الله , كما أنه يعاقب بتسلط الشيطان وإغوائه كما في قوله تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) , قال أهل التفسير معناه: ومن يصرف بصره عن القرآن الكريم فلم يدرك ما فيه ولم يتعظ به, سلط الله عليه شيطانا فضمه إليه , بحيث يصير له قرينا ملازما يزين له العمى والفساد , ويخيل له أنه على هدى وخير , قال صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب) , ومعلوم أن البيت الخرب تأوي إليه القاذورات والهوام والشياطين والتعرض للزيادة من الخراب , فكذلك القلوب التي ليس لها صلة بالقرآن العظيم , وقال بعض السلف: من كان له مصحف في بيته فليفتحه في يوم ويقرأ ما تيسر له حتى لا يدخل في قوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) وذكر الثعلبي عن أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تعلم القرآن وعلق مصحفه لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول يا رب العالمين إن عبدك هذا اتخذني مهجورا فاقض بيني وبينه) ..
فأكثر أخي المسلم من تلاوة كتاب ربك كل يوم، فإنه نور في الدنيا، وبه تكون مكانتك في الآخرة
اللهم ارحمنا بترك المعاصي أبدا ما أبقيتنا، وارحمنا أن نتكلف ما لا يعنينا، وارزقنا حسن النظر فيما يرضيك عنا.(/)
استفسار بخصوص حديث " أمرت ان أقاتل الناس "
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[31 - Jul-2009, صباحاً 12:07]ـ
حفظكم الله تعالى:
هل من يقول في حديث " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله "
أن الله عز وجل لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين والكفار إلا لمن بدأ منهم بالقتال ـ فهل هذا الكلام صحيح؟
وفقكم الله تعالى لكل خير.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Jul-2009, صباحاً 06:16]ـ
الحكمة من مشروعية الجهاد
لماذا يجاهد المسلمون؟.
الحمد لله
فرض الله تعالى على المسلمين الجهاد في سبيله، وذلك للمصالح العظيمة المترتبة عليه، ولما في تركه من أضرار ومفاسد سبق ذكر بعضها في السؤال رقم (34830 ( http://islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=34830&dgn=3)) .
فمن الحكم في مشروعية الجهاد في سبيل الله:
1 - الهدف الرئيس للجهاد هو تعبيد الناس لله وحده، وإخراجهم من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد.
قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ) البقرة /193. وقال: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الأنفال /39.
وقال ابن جرير:
فقاتلوهم حتى لا يكون شرك، ولا يعبد إلا الله وحده لا شريك له، فيرتفع البلاء عن عباد الله من الأرض، وهو الفتنة ويكون الدين كله لله، وحتى تكون الطاعة والعبادة كلها خالصة دون غيره اهـ.
وقال ابن كثير:
أمر تعالى بقتال الكفار حتى لا تكون فتنة أي شرك ويكون الدين لله أي يكون دين الله هو الظاهر على سائر الأديان اهـ.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) رواه البخاري (24) ومسلم (33).
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ، لا شَرِيكَ لَهُ). رواه أحمد (4869). وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2831).
وقد كان هذا الهدف من الجهاد حاضراً في حس الصحابة رضي الله عنهم أثناء معاركهم مع أعداء الله، روى البخاري (2925) عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ قَالَ بَعَثَ عُمَرُ النَّاسَ فِي أَفْنَاءِ الأَمْصَارِ يُقَاتِلُونَ الْمُشْرِكِينَ ... فَنَدَبَنَا عُمَرُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَرْضِ الْعَدُوِّ وَخَرَجَ عَلَيْنَا عَامِلُ كِسْرَى فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَقَامَ تَرْجُمَانٌ فَقَالَ: لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ. فَقَالَ الْمُغِيرَةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ. قَالَ: مَا أَنْتُمْ؟ قَالَ: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ، كُنَّا فِي شَقَاءٍ شَدِيدٍ، وَبَلاءٍ شَدِيدٍ، نَمَصُّ الْجِلْدَ وَالنَّوَى مِنْ الْجُوعِ، وَنَلْبَسُ الْوَبَرَ وَالشَّعَرَ، وَنَعْبُدُ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرَضِينَ، تَعَالَى ذِكْرُهُ وَجَلَّتْ عَظَمَتُهُ، إِلَيْنَا نَبِيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا رَسُولُ رَبِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ أَوْ تُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ، وَأَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَطُّ، وَمَنْ بَقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ.
وتلك حقيقة كان يعلنها الصحابة وقادة المسلمين في غزواتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ربعي بن عامر لما سأله رستم أمير جيوش الفرس: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله.
ولما بلغ عقبة بن نافع طنجة أوطأ فرسه الماء، حتى بلغ الماء صدرها، ثم قال: اللهم اشهد أني قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك، حتى لا يعبد أحدٌ من دونك.
2 - رد اعتداء المعتدين على المسلمين.
وقد أجمع العلماء على أن رد اعتداء الكفار على المسلمين فرض عين على القادر عليه.
قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة /190.
وقال تعالى: (أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) التوبة/13.
3 - إزالة الفتنة عن الناس.
والفتنة أنواع:
الأول: ما يمارسه الكفار من أشكال التعذيب والتضييق على المسلمين ليرتدوا عن دينهم. وقد ندب الله تعالى المسلمين للجهاد لإنقاذ المستضعفين، قال تعالى: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) النساء /75.
الثاني: فتنة الكفار أنفسهم وصدهم عن استماع الحق وقبوله، وذلك لأن الأنظمة الكفرية تفسد فطر الناس وعقولهم، وتربيهم على العبودية لغير الله، وإدمان الخمر، والتمرغ في وحل الجنس، والتحلل من الأخلاق الفاضلة، ومن كان كذلك قَلَّ أن يعرف الحق من الباطل، والخير من الشر، والمعروف من المنكر. فشرع الجهاد لإزالة تلك العوائق التي تعوق الناس عن سماع الحق وقبوله والتعرف عليه.
4 - حماية الدولة الإسلامية من شر الكفار.
ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل رؤوس الكفر الذي كانوا يألبون الأعداء على المسلمين، ككعب بن الأشرف، وابن أبي الحقيق اليهوديين.
ومن ذلك: الأمر بحفظ الثغور (الحدود) من الكفار، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال: (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) البخاري (2678).
5 - إرهاب الكفار وإذلالهم وإخزاؤهم.
قال تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة /14 - 15. وقال: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) الأنفال /60
موقع الاسلام سؤال وجواب
ـ[حارث البديع]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 11:27]ـ
حفظكم الله تعالى:
هل من يقول في حديث " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله "
أن الله عز وجل لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين والكفار إلا لمن بدأ منهم بالقتال ـ فهل هذا الكلام صحيح؟
وفقكم الله تعالى لكل خير.
اهلاً بأخي الفاضل
-كلامك كأنكَ تسئلُ فيه عن جهادِ الدفع وهو ان لا نبدا بالقتالِ الا ان بدأَ الكفارُ بذلك
-والحديثُ يدلُ على جهادِ الطلب وهو البدءُ بقتال المشركين في عقرِ
دارهم والبحثُ عنهم ولايدل على قتال الدفعِ الذي سألتَ عنه
آمل ان اكونَ وفقتُ في التوضيح.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 05:41]ـ
اخي الكريم قال بعض المعاصرين ان الجهاد المشروع هو جهاد الدفع واستدلوا على ذلك ببعض الايات
ومنها قوله تعالى ((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة /)) 190
والصواب ان الجهاد كما قال اخي الفاضل حارث على نوعين جهاد الدفع وجهاد الطلب
وقد رد العلامة ابن باز رحمه الله على من قال بانه للدفع فقط
(يُتْبَعُ)
(/)
في مجموع فتاواه (3/ 171 - 201)، حيث قال رحمه الله:
"وقد تعلق القائلون بأن الجهاد للدفاع فقط بآيات ثلاث:
الأولى: قوله جل وعلا: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا} ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=2&nAya=190) والجواب عن ذلك: أن هذه الآية ليس معناها القتال للدفاع، وإنما معناها القتال لمن كان شأنه القتال: كالرجل المكلف القوي، وترك من ليس شأنه القتال: كالمرأة والصبي ونحو ذلك، ولهذا قال بعدها: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=2&nAya=193)}. فاتضح بطلان هذا القول، ثم لو صح ما قالوا، فقد نسخت بآية السيف وانتهى الأمر بحمد الله.
والآية الثانية التي احتج بها من قال بأن الجهاد للدفاع: هي قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=2&nAya=256) وهذه لا حجة فيها؛ لأنها على الأصح مخصوصة بأهل الكتاب والمجوس وأشباههم، فإنهم لا يكرهون على الدخول في الإسلام إذا بذلوا الجزية، هذا هو أحد القولين في معناها. والقول الثاني: أنها منسوخة بآية السيف ولا حاجة للنسخ بل هي مخصوصة بأهل الكتاب كما جاء في التفسير عن عدة من الصحابة والسلف فهي مخصوصة بأهل الكتاب ونحوهم فلا يكرهون إذا أدوا الجزية، وهكذا من ألحق بهم من المجوس وغيرهم إذا أدوا الجزية فلا إكراه، ولأن الراجح لدى أئمة الحديث والأصول أنه لا يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع، وقد عرفت أن الجمع ممكن بما ذكرنا. فإن أبوا الإسلام والجزية قوتلوا كما دلت عليه الآيات الكريمات الأخرى.
والآية الثالثة التي تعلق بها من قال أن الجهاد للدفاع فقط: قوله تعالى في سورة النساء: {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً} ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=4&nAya=90) قالوا: من اعتزلنا وكف عنا لم نقاتله. وقد عرفت أن هذا كان في حال ضعف المسلمين أول ما هاجروا إلى المدينة ثم نسخت بآية السيف وانتهى أمرها، أو أنها محمولة على أن هذا كان في حالة ضعف المسلمين فإذا قووا أمروا بالقتال كما هو القول الآخر كما عرفت وهو عدم النسخ. وبهذا يعلم بطلان هذا القول وأنه لا أساس له ولا وجه له من الصحة"اهـ
ـ[الصامت]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 10:34]ـ
بارك الله في الأخوين حارث البديع، وأبو محمد الغامدي.
سأتحدث بعيداً عن الجهاد قليلاً.
يذكر الدكتور عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني في كتابه القيّم (أجنحة المكر الثلاثة: التبشير، الإستشراق، الإستعمار)، خصوصاً الفصل الثامن <خطط العدو لغزو الإسلام - بتفريغه من مضامينه الصحيحة>:
-4 -
محاولات الغزاة إلغاء ركن الجهاد في سبيل الله
... وبحثوا عن سر هذه المقاومة العنيدة المستمرة، والفداء الذي لم ينقطع؛ فوجدوا أن من أركان الإسلام لنشره وصيانته وحماية المسلمين وبلادهم من أي تسلط غير إسلامي، ركن الجهاد في سبيل الله، الذي يغذيه في قلب المسلم إيمانه الراسخ بما أعد الله للمجاهدين في سبيله من أجر عظيم عنده، فهو إن لم يظفر برضوان الله والجنة يحركه الأمل بأن ينال الحسنيين أو إحداهما: التصر والجنة.
[الشاهد]: ولذلك وجه الاستعماريون جهوداً عظيمة في خطة عظيمة متعددة الشُّعَب، لغزو هذا الركن العملي الخطير من أركان الإسلام، وإضعاف أثره في صفوف المسلمين، وهدم بواعثه في قلوبهم.
وفكروا وقدروا وخططوا، ثم استخدموا لهدمه عدة أسلحة، وعملوا على إلغائه ورفعه رفعاً كليّاً، وجربوا أن ينشروا بين المسلمين عقائد جديدة تفسر نصوص الإسلام بحسب أهوائها وتنادي بالإخوة الإنسانية، دون تفريق بين الأديان القائمة وتفسر الإسلام بأنه واحد من هذه الأديان المنتشرة في الأرض، يدعو إلى المحبة، وإلى التآخي العام بين البشر، مهما كانت مذاهبهم واتجاهاتهم وأعمالهم ومعتقداتهم، ولا يفرض نفسه على الناس فرضاً، وما هو بدين قتال وسفك دماء، وأما القتال الذي حصل في صدر الإسلام فقد كان عملية مرحلية فقط، انتهى دورها بانتشار الإسلام في العالم، وأضافوا إلى هذا التغيير في مفهوم الإسلام أخلاطاً اعتقادية أخرى تنسف الإسلام من أساسه. أهـ (ط دار القلم - ص 209/ 210).
ثم ذكر فيما بعد صـ (212 - 213)، وثائق عن الفرق التي نشأت باسم الإسلام، لتمزق الإسلام وتمرق فيه، وتضل أبناءه.
ثم ذكر صـ (218):
-5 -
محاولة حصر ركن الجهاد في سبيل الله بالدفاع فقط
ولما لم تظفر القوى المعادية للاسلام برفع ركن الجهاد في سبيل الله من عقول المسلمين وقلوبهم، اتخذوا لهدم هذا الركن سلاحاً آخر، ألا وهو سلاح مهاجمة الإسلام عن طريق المستشرقين، وذلك باتهامه بأنه لم ينتشر بالدعوة والتبشير، والإقناع بأنه حق، وإنما انتشر بالسيف، وإكراه الناس عليه.
وقد استطاعت هذه الفرية التي أطلقها المستشرقون أن تستدرج بعض المسلمين الغيورين على إسلامهم، وأن تبرر لبعض عملاء الاستشراق من المسلمين، أن يدافعوا عن فكرة الجهاد في سبيل الله بنظريات تنادي بأن الحروب الاسلامية لم تكن إلا حروب دفاعية فقط، فهدموا بذلك شطر من هذا الركن، واستفادت من هدمه القوى المعادية للاسلام فوائد عظيمة، وتذرع أصحاب النظرية الجديدة بالحقيقة الإسلامية التي أعلنها القرآن بقول الله تعالى في سورة (البقرة): {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثى لا انفصام لها والله سميع عليم}.أهـ
هذا وأنصح بقراءة الكتاب خاصة من صفحة 201 إلى 267.
والله من وراء قصد , وهو المستعان وعليه وحده التكلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Aug-2009, صباحاً 02:26]ـ
الميداني كتبه نافعة.(/)
استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 03:26]ـ
استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
قال الشيخ حافظ رحمه الله: س: إذا قيل لنا: هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر، فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي؟
جـ: اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده، لا يبقى معها شيء من ذلك، فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد.
أعلام السنة المنشورة
ووجه الإشكال ظن بعض الإخوة أن الشيخ حافظ حكمي رحمه الله لا يجعل هذه من المكفرات , إلا لاستلزامها اعتقاد أو قل استحلال!
وكان الجواب لهذا الإشكال كما يلي:
1 - الأصل أن يؤخذ كلام العالم في مواضعه المختلفة ويجمع بينها , ولا يصح التعلق بلفظة أو جملة من كلامه.
2 - أنه حكم على هذه الأفعال أنها من الكفر العملي المخرج من الملة , وقوله بالكفر العملي زيادة وأعم من مجرد استلزام الاعتقاد أو الاستحلال.
وقوله بالكفر العملي تأكيد لمذهب أهل السنة في أن الكفر العملي منه المخرج من الملة ومنه غير ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله: وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده فالسجود للضم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه فالحاكم بغير ما انزل الله كافر وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد ومن الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما انزل الله كافرا ويسمى رسول الله تارك الصلاة كافرا ولا يطلق عليهما اسم كافر وقد نفى رسول الله الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه وإذا نفي عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد.
الصلاة وحكم تاركها (72)
3 - أن أهل السنة عابوا على من جعل مثل هذه المكفرات ليست كفرا بحد ذاتها بل دلالة وعلامة على الكفر.
قال ابن حزم رحمه الله في رده على المرجئة: وقال هؤلاء إن شئتم الله عز و جل وشئتم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس كفرا لكنه دليل على أن في قلبه كفرا.
ثم قال بعد ذلك: وأما قولهم إن شتم الله تعالى كفرا وكذلك شتم رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فهو دعوى لأن الله تعالى: {قال يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}
فنص تعالى على أن من الكلام ما هو كفر وقال تعالى: {وإذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}
فنص تعالى أن من الكلام في آيات الله تعالى ما هو كفر بعينه مسموع.
وقال تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم أن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة}
فنص تعالى على أن الاستهزاء بالله تعالى أو بآياته أو برسول من رسله كفر فخرج عن الإيمان , ولم يقل تعالى في ذلك أني علمت أن في قلوبكم كفرا بل جعلهم كفارا بنفس الاستهزاء , ومن أدعى غير هذا فقد قول ا لله تعالى ما لم يقل وكذب على الله تعالى.
الفصل (2|224 - 219)
وقال أيضا: وأما سب الله تعالى فما على ظهر الأرض مسلم يخالف في أنه كفر مجرد إلا أن الجهمية والأشعرية وهما طائفتان لا يعتد بهما يصرحون بأن سب الله تعالى وإعلان الكفر ليس كفرا. قال بعضهم: ولكنه دليل على أنه يعتقد الكفر لا أنه كافر بيقين بسبه الله تعالى.
المحلى (11|411)
ومعلوم أن شيخ الإسلام صوب معتقد ابن حزم في القدر والإيمان.
وقال شيخ الإسلام: و ذلك أن نقول: إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهرا و باطنا سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا له أو كان ذاهلا عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء و سائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول و عمل.
الصارم (512)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: و هذا موضع لابد من تحريره و يجب أن يعلم أن القول بأن كفر الساب في نفس الأمر إنما هو لاستحلاله السب زلة منكرة و هفوة عظيمة و يرحم الله القاضي أبا يعلى قد ذكر في غير موضع ما يناقض ما قاله هنا و إنما وقع من وقع في هذه المهواة بما تلقوه من كلام طائفة من متأخري المتكلمين ـ و هم الجهمية الإناث الذين ذهبوا مذهب الجهمية الأولى في أن الإيمان هو مجرد التصديق الذي في القلب و إن لم يقترن به قول اللسان و لم يقتض عملا في القلب ولا في الجوارح.
الصارم (515)
4 - أو يحمل كلامه على قول أهل السنة على الارتباط بين الظاهر والباطن.
قال شيخ الإسلام: كما لو أخذ يلقي المصحف فى الحش ويقول أشهد أن ما فيه كلام الله أو جعل يقتل نبيا من الأنبياء ويقول أشهد أنه رسول الله ونحو ذلك من الأفعال التى تنافى إيمان القلب فإذا قال أنا مؤمن بقلبى مع هذه الحال كان كاذبا فما أظهره من القول فهذا الموضع ينبغي تدبره فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة فى هذا الباب.
مجموع الفتاوى (7|616)
وقال ابن القيم: قاعدة الإيمان له ظاهر وباطن وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وإن حقن به الدماء وعصم به المال والذرية ولا يجزىء باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الإيمان ونقصه دليل نقصه وقوته دليل قوته فالإيمان قلب الإسلام ولبه واليقين قلب الإيمان ولبه وكل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول.
الفوائد (86)
و قال ابن القيم: وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم اعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره.
الصلاة وحكم تاركها (71)
والله أعلم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 11:32]ـ
بوركت
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 11:51]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[قاسم القضاه]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 03:47]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملا " ذكره ابن كثير في تفسير آية12 , 4/ 271 سورة الحجرات.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
(ومعلوم أن مفسر كلام المتكلم يقضي على مجمله وصريحه يقدم على الكناية) الرد على البكري (2/ 623).
قال الشيخ علوي السقاف:
(وقد يشكل على البعض عبارات صدرت لبعض العلماء عللت التكفير بالتكذيب أو الإرادة أو أنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ففرق بين من يقول هذا العمل أو القول كفر لكذا وبين من يقول هذا ليس كفراً لكنه دليل أو علامة على الكفر فالأول يثبت الكفر ويعلله والآخر ينفي الكفر ويثبت دليله أو علامته) التوسط والاقتصاد (21).
قال الشيخ حافظ حكمي- رحمه الله -:
س: إذا قيل لنا: هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول (ص) والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر، فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي؟
جـ: اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده، لا يبقى معها شيء من ذلك، فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد، وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن {قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا: {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}. قال الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}. ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا، بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله
(يُتْبَعُ)
(/)
) أعلام السنة المنشورة
قال الشيخ علوي السقاف معلقاً على كلامه السابق رحمه الله:
(كلامه هنا رحمه الله – أي الشيخ حافظ حكمي _ صريح في الفريق بين الكفر العملي الذي يخرج من الملة والكفر العملي الذي لا يخرج من الملة فليس كل كفر عملي يعد كفراً أصغر كما يظن البعض بل هناك من الكفر العملي –أي الوقوع في المكفرات القولية والعملية- ما يعد كفراً مخرجاً من الملة كما مثل الشيخ له بالسجود للصنم وسب الرسول (ص) أما الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة فهو ما سماه الشيخ بالكفر العملي المحض الذي يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله أي أعمال وأقوال غير مكفرة وهي ما عرفه الشيخ (ص 179) بقوله: هي كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله) التوسط والاقتصاد (125).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله -:
(فإنا نعلم أن من سب الله ورسوله طوعا بغير كره؛ بل من تكلم بكلمات الكفر طائعا غير مكره ومن استهزأ بالله وآياته ورسوله فهو كافر باطنا وظاهرا وأن من قال: إن مثل هذا قد يكون في الباطن مؤمنا بالله وإنما هو كافر في الظاهر فإنه قال قولا معلوم الفساد بالضرورة من الدين.) مجموع الفتاوى (7/ 557).
وقال رحمه الله:
(كما لو أخذ يلقي المصحف في الحش ويقول أشهد أن ما فيه كلام الله أو جعل يقتل نبيا من الأنبياء ويقول أشهد أنه رسول الله ونحو ذلك من الأفعال التي تنافى إيمان القلب فإذا قال أنا مؤمن بقلبي مع هذه الحال كان كاذبا فما أظهره من القول فهذا الموضع ينبغي تدبره فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة فى هذا الباب.
مجموع الفتاوى (7|616)
قال الشيخ الألباني –رحمه الله-:
(ومن الأعمال أعمال قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً لأنها تدل على كفره دلالة قطعية يقينية بحيث يقوم فعله هذا مقام إعرابه بلسانه عن كفره كمثل من يدوس المصحف مع علمه به وقصده له (حاشية التحذير من فتنة التكفير (72)
قال الشيخ عبد العزيز الريس:
(إنما مراده (أي الألباني) بذلك أن كل عمل في الظاهر لا يكون كفراً مخرجاً من الملة إلا إذا كان دالاً على كفر اعتقاده في الباطن والأعمال إن دلت على كفر الباطن فهي كفر وإلا لم تكن كفراً)
قلت: هذا في الغالب وعلى ذلك يحمل كلام الشيخ حافظ حكمي _رحمه الله_ والله أعلم.
وقال الشيخ حافظ -رحمه الله:-
س: ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة؟
جـ: هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله ..... ) أعلام السنة المنشورة.
قلت:- ويقصد رحمه الله الكفر العملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد وكذلك يفهم من كلامه أن هنالك كفر عملي يخرج من الملة وهو المنافي لقول القلب وعمله أو أحدهما والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 05:21]ـ
(ومن الأعمال أعمال قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً لأنها تدل على كفره دلالة قطعية يقينية بحيث يقوم فعله هذا مقام إعرابه بلسانه عن كفره كمثل من يدوس المصحف مع علمه به وقصده له.
أحسنت جزاك الله خيرا
ومن ذلك سب الله تعالى!
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 05:50]ـ
بوركتم،
الحاصل أن الإيمان هو المحبة و التعظيم، فمتى انتفيا أو أحدهما انتفى الإيمان الذي يمنع صاحبه من الخلود في النار، فإلقاء المصحف في النجاسة هو نفسه احتقار للرب العظيم، فهو كفر أكبر، و كذلك سب الرب عز و جل أو سب دينه أو سب النبي صلى الله عليه و سلّم.
و الله أعلم،،،
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 11:40]ـ
جزاك الله خيرا
ويمكن تلخيص المسألة كما يلي:
ا- الكفر العملي غير الاعتقادي
2 - الكفر العملي ينقسم إلى مخرج من الملة وغير مخرج.
غير المخرج كقوله عليه الصلاة والسلام: وقتاله كفر , وقوله: اثنتان من الناس هما بهم كفر الطعن بالأنساب والنياحة على الميت.
وحكم العلماء بعدم خروج صاحبه لأدلة وقرائن أخرى.
3 - الكفر العملي المخرج من الملة يتقسم إلى:
أ- ما يضاد الإيمان من كل وجه , وهو يستلزم الاعتقاد , وعليه يحمل كلام الشيخ حافظ حكمي.
كالسجود للصنم والاستهزاء بالمصحف وسب الله تعالى.
ب- ما لا يضاد الإيمان من كل وجه , ولا يستلزم الاعتقاد: كترك الصلاة كما مثل على ذلك ابن القيم رحمه الله.
وهذا القسم هو الذي يخلط بينه وبين سابقه.
4 - لا يصح تقييد الكفر العملي المخرج من الملة فقط بما استلزم الاعتقاد كما تقدم.
والله أعلم.(/)
صيد القارىء (1)
ـ[نجم الموسم]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 08:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الكرام ..... يسرني أن أضع بين أيديكم مقتطفات من بطون الكتب ... وذلك من خلال اطلاعي وقراءتي للكثير من الكتب.
وقد وضعتها كما هي ... فليست مرتبة المواضيع ... لأني أحيانا أقرأ أكثر من كتاب وأدون مايعجبني في ورقة واحدة.
وأرجوا منكم تنبيهي على أي خطأ تلاحظونه أو تصحيح فسوف أتقبل كل نقد منكم بصدر رحب.
وأردت أن أجعل كتابتها في المنتدى ... متسلسلة حتى يسهل قراءتها .. وليس دفعة واحدة فتصبح كتاباَ.
واسميتها (صيد القاريء).
وما توفيقي إلا بالله هو حسبي ونعم الوكيل.
نجم الموسم.
aaab33@hotmail.com (aaab33@hotmail.com)
في 9 غرة رجب 1430هـ
============================== ==
صيد القارىء (1):
· انتظار الفرج عبادة.
· لا يصلح للصدر إلا واسع الصدر.
· لا تطمع في كل ما تسمع.
· من لم يقنع برزقه عذب نفسه.
· الكلام الحسن مصايد القلوب.
· إذا شئت أن تحيى غنياً فلا تكن على حالة إلا رضيت بدونها.
إن مصدر المشاكل الخطرة والتافهة الكلام السيئ وهو الذي يولد المنازعات والكلام الحسن مصدر عظيم للنجاح والمجتمع الراقي، وأرشد الله عز وجل المؤمنين بأن يختاروا الكلام الحسن (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم) وقال تعالى (وقولوا للناس حسنا) وقال تعالى (واغضض من صوتك)
· العبد حرٌ ما قنع والحرُ عبدٌ ما طمع.
· وأحسن من نور تفتحه الصبا
بياضُ العطايا في سواد المطالب
· إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
· إن الأسود أسود الغاب همتها
يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
] فإن القلب إذا استيقن ما أمامه من كرامة الله وما أعدّ لأوليائه بحيث كأنه ينظر إليه من وراء حجاب الدنيا ويعلم أنه إذا زال الحجاب رأى ذلك عياناً زالت عنه الوحشة التي يجدها المتخلفون ولان له ما استوعره المترفون وهذه المرتبة هي أول مراتب اليقين [. ابن القيم.
] كان الحسن بن علي رضي الله عنه يعطي الشعراء فقيل له في ذلك فقال (خير مالك ما وقيت به عرضك [
] الذي ينظر إلى محاسن الناس يعلم الله عيوبه ويسترها، والذي ينظر إلى عيوب الناس تكثر عيوبه ولا تصلح محاسنه [
عن مالك بن دينار قال (ما من أعمال البرّ شيء إلا دونه عقبة فإن صبر صاحبها أفضت إلى روْح، وإن جزع رجع)
(وقال أيضاً كان الأبرار يتواصون بثلاث: بسجن اللسان، وكثرة الاستغفار، والعزلة)
· وقيل (دخل اللصوص إلى بيت مالك بن دينار فلم يجدوا شيئاً في البيت
فأرادوا الخروج من داره فقال مالك: ما عليكم لو صليتم ركعتين)
· إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الأجل.
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 08:40]ـ
موفق أخي وجميل ما سطر قلمك بإنتظار المزيد الطيب النافع
ـ[نجم الموسم]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 01:34]ـ
موفق أخي وجميل ما سطر قلمك بإنتظار المزيد الطيب النافع
الأخ:
الشرح الممتع .. الجميل هو مرورك وتشريفك.
وهذه بداية سلسلة (صيد القارى) والبقية قادمه إن شاء الله.(/)
شطحات صوفية تجسد الرسول والصحابة والملائكة في كتاب جزائري
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 11:31]ـ
شطحات صوفية تجسد الرسول والصحابة والملائكة في كتاب جزائري شهد مؤتمر "التصوف .. الإرث المشترك" الذي يختتم أعماله اليوم بمدينة مستغانم الجزائرية، توزيع كتاب جديد لشيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس، تضمن تصويراً وتجسيداً للرسول صلى الله عليه وسلم وللصحابة والملائكة، وصورة لرمز المقاومة الجزائرية الأمير عبدالقادر في إطار نجمة داود، الأمر الذي أثار عدداً كبيراً من علماء الأزهر والجزائر معتبرين أن ما جاء في الكتاب الذي طبع باللغة الفرنسية ووصل سعر النسخة منه إلى 10 آلاف دينار جزائري (نحو 100 دولار أمريكي) يعد إساءة للإسلام أشد مما فعلته الرسوم الدنماركية ويدخل في إطار الكفر والمساس بالمقدسات.
وفضلاً عن استهجانه تلك الصور، التي من بينها صورة لجبريل عليه السلام أثناء حادثة فداء إسماعيل عليه السلام بالكبش لدى إقبال النبي إبراهيم عليه السلام على ذبحه امتثالاً لأمر الله تعالى، حذر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر من مسألة أخرى رأى أنها أشد خطورة، وهي دمج نصوص غريبة في هذا الكتاب تكاد تصور الديانات على أنها "دين واحد". استنكر عدد كبير من علماء الأزهر والجزائر إصدار شيخ إحدى الطرق الصوفية الجزائرية كتاباً تضمن تصويراً وتجسيداً للرسول صلى الله عليه وسلم وللصحابة وللملائكة وصورة لرمز المقاومة الجزائرية الأمير عبد القادر في إطار نجمة داود، معتبرين ذلك يعد إساءة للإسلام أشد مما فعلته الرسوم الدنمركية ويدخل في إطار الكفر والمساس بالمقدسات.
وطالب العلماء بسحب الكتاب الذي أصدره شيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس باللغة الفرنسية بعنوان "التصوف .. الإرث المشترك" حيث يتم بيعه خلال المؤتمر المنعقد حالياً بمدينة مستغانم احتفالاً بالذكرى المئوية لتأسيس الطريقة ويختتم أعماله اليوم ووصل سعر النسخة إلى 10 آلاف دينار جزائري (نحو 100 دولار) حيث يشارك بالمؤتمر أكثر من خمسة آلاف مشارك، 2500 منهم من 39 دولة. مخالفة للشريعة
واستنكر العالم الأزهري، الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور محمد أبو ليلة تجسيد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، ويعتبره عملاً مخالفاً للشريعة الإسلامية ولإجماع العلماء في هذا الشأن. ويلفت الدكتور أبو ليلة إلى الفتوى التي أصدرها مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر مع دار الإفتاء المصرية عام 1950 والتي ترفض تمثيل أو تجسيد شخصية الأنبياء وصحابة الرسول والعشرة المبشرين بالجنة، بحيث لا تظهر صورهم أو حتى سماع صوت أحدهم. واعتبر عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالزقازيق وأحد المشاركين في مؤتمر الطريقة العلاوية الدكتور محمود أبو هاشم ما جاء بالكتاب مخالفاً للشريعة الإسلامية وقال: إن الرسومات المشخصة للرسول وباقي الصور التي نشرت في الكتاب تعتبر مساساً بالمقدسات الإسلامية. سلوك محزن
أما المفكر الإسلامي الجزائري الدكتور عمار الطالبي فوصف الخطوة التي أقدم عليها ابن تونس بأنها سلوك محزن لصوفي، وقال: أما خاتم سليمان أو نجمة داود عليه السلام فإنها من الإسرائيليات التي تسربت إلى المسلمين، وما حوله من أساطير شعبية، فليس في القرآن ولا السنة ما يجعل هذا الخاتم من تراث الإسلام ورموزه، ولو فرضنا أنه استعمل في بعض الأشياء فليس ذلك حجة شرعية تجيز أو توجب اعتباره، واستعماله اليوم وقد تطورت أحواله وأصبح رمزاً لعلم الكيان الصهيوني الذي احتل فلسطين حيث مقدسات المسلمين، فلا يجوز أن نركب صورة رمز من رموز الوطن وهو الأمير عبدالقادر على هذه النجمة السداسية التي أصبحت علماً للكيان الصهيوني كما جعل الهلال تحت إطار النجمة السداسية. وقال الدكتور الطالبي: إننا نريد في عصرنا هذا الذي تتكالب فيه الأمم علينا أن نواجه جميعاً التحديات التي تحيط بنا سواء في ذلك الصوفية والسلفية والأشاعرة والسنة والشيعة، ولا مجال للخصومات والمعارك الوهمية التي تقوض أركان وحدة الأمة. استهجان
(يُتْبَعُ)
(/)
من جانبه استهجن المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر على الطريقة العلاوية إساءتها لشخص الرسول الكريم وبعض الأنبياء والرسل والصحابة، ووصف بيان المجلس يوم الاجتهاد في إشباع الكتاب بالصور، بأنه عمل "لم يوفق في تقديم بعض الصور التي لم يستسغها الكثير من الذين اطلعوا عليه"، كما انتقد المجلس تضمين الكتاب صوراً "إباحية" لا يمكن الاعتماد عليها في كتاب كهذا لأنها عبارة عن "صور قديمة في شكل منمنمات، وصور شعبية".
وحذر المجلس من مسألة أخرى أشد خطورة وردت في الكتاب، وهي دمج نصوص غريبة تكاد تصف الديانات السابقة على أنها دين واحد، وهذا ما نفاه البيان بشدة، ووصف الدعوة بأنها "نظرية غريبة لا صلة لها بالإسلام الحنيف"، مجدداً الدعوة إلى التفريق بين علاقة الأديان فيما بينها، وبين دعوة الدين الحنيف إلى الحوار عملا بنص القرآن "بالتي هي أحسن"، وبالنسبة لاحتواء الكتاب على صورة نجمة داود السداسية في مشهد يحيط بصورة الأمير عبدالقادر، فقد استنكر بيان المجلس اجتماعها مع صورة رمز من رموز المقاومة، وهي التي "أضحت رمزاً للصهيونية المعروفة بعداوتها للإسلام". سحب الكتاب
وطالبت جمعية العلماء المسلمين بالجزائر بسحب الكتاب لاحتوائه على اختراقات وتجاوزات "تتنافى مع تعاليم الإسلام وتسيء إلى الإسلام وإلى التصوف"، وأدانت الجمعية تجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو يلقن الصحابة تعاليم الدين الإسلامي، إضافة إلى صور أخرى لجبريل عليه السلام أثناء حادثة فداء إسماعيل عليه السلام بالكبش لدى إقبال النبي إبراهيم على ذبحه امتثالاً لأمر الله تعالى. فتاوى التحريم
وذكر الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر (رحمه الله) في كتابه "أحسن الكلام في الفتوى" أن العلماء منعوا تمثيل الشخصيات المحترمة، وهي درجات؛ أعلاها الأنبياء والرسل، وهؤلاء يَحْرُم تمثيلهم على الإطلاق، كما يحرم رسمهم وتصويرهم، وذلك لأمور: فالتمثيل أو الرسم أو التصوير لا يكون أبدًا مطابقًا تمام المطابقة للأصل، فهو كذب بالفعل، إن لم يكن معه كذب بالقول، والكذب عليهم حرام بالنص، ففي حديث البخاري ومسلم: "من كذب عليَّ متعمدًا فليَتَبوأ مقعده من النار"، وهذا إن كان في حق النبي فكلُّ الأنبياء والرسل في ذلك سواء، ويخلص إلى القول إن تمثيل الأنبياء والرسل أو تصويرهم أو التعبير عنهم بأية وسيلة من الوسائل حرام، وأكدت ذلك فتوى للشيخ حسنين مخلوف في شهر مايو 1950م ولجنة الفتوى بالأزهر في شهر يونيو 1968، ومجلس مجمع البحوث الإسلامية في فبراير 1972، والمؤتمر الثامن للمجمع في أكتوبر 1977، ومجلس المجمع في أبريل 1978، ودار الإفتاء في أغسطس 1980، وكان مُنْطَلَق التحريم هو أن درءَ المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح، فإذا كانت الثقافة تحتاج إلى خروج على الآداب فإن الضرر من ذلك يفوق المصلحة - وذلك إلى جانب مُبَرِّرات التحريم التي سبق ذكرها - كما جاء في عبارة دار الإفتاء: إن عِصْمَةَ الله لأنبيائه ورُسُله من أن يتمثل بهم شيطان مانعة من أن يمثل شخصياتهم إنسان.
كما أن لمجلس المجمع الفقهي الإسلامي فتوى بهذا الشأن أكد فيها أن مقام النبي صلى الله عليه وسلم مقام عظيم عند الله تعالى وعند المسلمين وإن مكانته السامية ومنزلته الرفيعة معلومة من الدين بالضرورة، فقد بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وأرسله إلى خلقه بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وقد رفع ذكره وأعلى قدره وصلى عليه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، فهو سيد ولد آدم وصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن الواجب على المسلمين احترامه وتقديره وتعظيمه التعظيم اللائق بمقامه ومنزلته عليه الصلاة والسلام، وإن أي امتهان له أو تنقص من قدره يعتبر كفراً وردة عن الإسلام، والعياذ بالله تعالى، وأن تخييل شخصه الشريف بالصور سواء كانت مرسومة متحركة أو ثابتة، وسواء كانت ذات جرم وظل أو ليس لها ظل وجرم، كل ذلك حرام لا يحل ولا يجوز شرعاً، فلا يجوز عمله وإقراره لأي غرض من الأغراض أو مقصد من المقاصد أو غاية من الغايات، وإن قصد به الامتهان كان كفراً، لأن في ذلك من المفاسد الكبيرة والمحاذير الخطيرة شيئاً كثيراً وكبيراً، وأنه يجب على ولاة الأمور والمسؤولين ووزارات الإعلام وأصحاب وسائل النشر منع تصوير النبي صلى الله عليه وسلم صوراً مجسمة وغير مجسمة.
ـ[عبد الرحيم عبد الله]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 12:14]ـ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ:
وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟. قَالَ: قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا انْقِيدَ انْقَادَ. مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 28، ص 367،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحيم عبد الله]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 12:16]ـ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ:
وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟. قَالَ: قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا انْقِيدَ انْقَادَ. مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 28، ص 367، ر 17142، ط مؤسسة الرسالة وانظر المكتبة الشاملة.
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 12:39]ـ
صدقت اخي
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 01:16]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أسامة الجزائري]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 12:08]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
هذا غيض من فيض و قطر من همر و هذا من بركة ضلال الصوفية
و ما تخفي صدورهم أكبر قصم الله ظهورهم
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 01:08]ـ
أحسن الله إليك على نقلك للموضوع،،
إلا أن في كلام الدكتور عمار طالبي شيئا ينبغي توضيحه و هو قوله: " إننا نريد في عصرنا هذا الذي تتكالب فيه الأمم علينا أن نواجه جميعاً التحديات التي تحيط بنا سواء في ذلك الصوفية والسلفية والأشاعرة والسنة والشيعة، ولا مجال للخصومات والمعارك الوهمية التي تقوض أركان وحدة الأمة"
هذا فيه زعم أن الخلاف بين السلفيين - أهل السنة - و بين تلك الطوائف وهمي، أي أن الاختلاف في إثبات صفات الله تعالى أو نفيها، و الاختلاف في اتباع السنة الصافية أو اتباع العبادات المحدثة، و الاختلاف في تفضيل الصحابة و احترامهم أو تكفيرهم و الطعن بهم و سبهم و شتمهم في أعراضهم كل ذلك الاختلاف وهمي يقوض أركان الأمة،،،هذا تقرير عجيب يأباه كل صوفي و كل أشعري و كل شيعي .... و كل سني سلفي،،،
مربط الفرس في الإصلاح: توحيد الأمة في توحيدها لربها و تجريدها الاتباع لنبيها صلى الله عليه و سلم،،، و الله أعلم.
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 01:46]ـ
الحمد لله الذي أخرج أضغانهم و فضحهم.
هذا الذي كان ينقص الجزائر والأمة الاسلامية أن يخرج ممن ينتسب للاسلام يريد أن يطفئ نور التوحيد و يأبى نور التوحيد أن يبقى باذن الله.
و المشكلة ان وزارة الشؤون الدينية لم تتدخل بسحب الكتاب و لو أن كتابا نشر ينتقد الصوفية أو أحد طرقهم الضالة لقامت القيامة وسحب من فوره.
اللهم أجرنا في مصيبتنا.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 01:56]ـ
إي واللهِ، يا أخي إبراهيم،،،
هذا شيخنا أبو عبد المعز يرد على الصوفية و يبين عوارهم في أسلوب هادئ عبر موقعه المنير الزكي، فيسخط عليه صاحب الوزارة، و ينشط في نشر أوراق تحذر من (السلفية) و تدعو إلى دخن (الصوفية القبورية) و هو -أعني صاحب الوزارة- من أشد الناس اجتهادا في ترقية الزوايا القبورية و نشر البدع و إعانة شيوخ الصوفية بالأموال الطائلة، و نحو ذلك من حرب أهل السنة الأبرياء ..... عافانا الله من ظلمهم ..... آمين،،،(/)
وَهَلْ بَقِى الوُجُودُ بِلاَ إِلهٍ ... سَمِيعٍ يَسْتَجِيبُ لَمِنْ دَعَاهُ؟ (ابن القيم)
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 04:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خير المرسلين.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في " اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ": ان دين الامة الصليبية , بعد ان بعث الله عز وجل محمدا (ص) بل قبله بنحو ثلاثمائة سنة مبني على معاندة العقول والشرائع , وتنقص إله العالمين ورميه بالعظائم فكل نصراني لا يأخذ بحظه من هذه فليس بنصراني على الاطلاق.
أفليس هذا هو الدين الذي اسسه اصحاب المجامع المتلاعنين على ان الواحد ثلاثة والثلاثة واحد؟
فيا عجبا كيف رضي العاقل ان يكون هذا مبلغ عقله ومنتهى علمه؟
اترى لم يكن في هذه الامه من يرجع الى عقله وفطرته ويعلم ان هذا عين المحال وان ضربوا له الامثال واستخرجوا له الاشباه فلا يذكرون مثالا ولا شبها الا وفيه بيان خطئهم وضلاهم.
أَعُبَّادَ المَسِيحِ لَنَا سُؤَالٌ ************ نُرِيدُ جَوَابَهُ مَّمِنْ وَعَاهُ
إذا ماتَ الإِلهُ بِصُنْع قومٍ *********** أمَاتُوهُ فَما هذَا الإِلهُ؟
وَهَلْ أرضاه ما نَالُوهُ مِنْهُ؟ *********** فبُشْرَاهمْ إذا نالُوا رِضَاهُ
وَإِنْ سَخِطَ الّذِى فَعَلُوهُ فيه**********فَقُوَّتُهُمْ إِذًا أوْهَتْ قُوَاهُ
وَهَلْ بَقِى الوُجُودُ بِلاَ إِلهٍ*********** سَمِيعٍ يَسْتَجِيبُ لَمِنْ دَعَاهُ؟
وَهَلْ خَلَتِ الطِّبَاقُ السَّبْعُ لَمّا*********** ثَوَى تَحتَ التُّرَابِ، وَقَدْ عَلاَهُ
وَهَلْ خَلَتِ الْعَوَالُمِ مِن إِلهٍ*********** يُدَبِّرهَا، وَقَدْ سُمِرَتْ يَدَاهُ؟
وَكَيْفَ تَخَلْتِ الأَمْلاَكُ عَنْهُ*********** بِنَصْرِهِمُ، وَقَدْ سَمِعُوا بُكاهُ؟
وكيف أطاقت الخشبات حمل الالـ********* ـه الحق مشدودا قفاه؟
وَكيْفَ دَنَا الحَدِيدُ إِلَيْهِ حَتَّى*********** يُخَالِطَهُ، وَيَلْحَقَهُ أذَاهُ؟
وَكيْفَ تَمكْنَتْ أَيْدِى عِدَاهُ*********** وَطَالتْ حَيْثُ قَدْ صَفَعُوا قَفَاهُ؟
وَهَلْ عَادَ المَسِيحُ إِلَى حَيَاةٍ*********** أَمَ المُحْيى لَهُ رَب سِوَاهُ؟
وَيَا عَجَباً لِقَبْرٍ ضَمَّ رَبا*********** وَأَعْجَبُ مِنْهُ بَطْنٌ قَدْ حَوَاهُ
أَقَامَ هُنَاكَ تِسْعاً مِنْ شُهُورٍ*********** لَدَى الظُّلُمَاتِ مِنْ حَيْضٍ غِذَاهُ
وَشَقَّ الْفَرْجَ مَوْلُودًا صَغِيراً*********** ضَعِيفاً، فَاتِحاً لِلثَّدْى فَاهُ
وَيَأْكُلُ، ثمَّ يَشْرَبُ، ثمَّ يَأْتِى************* بِلاَزِمِ ذَاكَ، هَلْ هذَا إِلهُ؟
تَعَالَى اللهُ عَنْ إِفْكِ النَّصَارَى*********** سَيُسأَلُ كُلَّهُمْ عَمَّا افْترَاهُ
أَعُبَّادَ الصَّلِيبِ، لأَى مَعْنِّى************* يُعَظمُ أوْ يُقَبَّحُ مَنْ رَمَاهُ؟
وَهَلْ تَقْضِى العقولُ بِغَيْرِ كَسْرٍ*********** وَإحْرَاقٍ لَهُ، وَلَمِنْ بَغَاهُ؟
إِذَا رَكِبَ الإِلهُ عَلَيْهِ كُرْهاً*********** وَقَدْ شُدَّتْ لِتَسْمِيرٍ يَدَاهُ
فَذَاكَ المَرْكَبُ المَلْعُونُ حَقا*********** فَدُسْهُ لا تَبُسْهُ إِذْ تَرَاهُ
يُهَانُ عَلَيْهِ رَبُّ الْخَلقِ طُرا*********** وتَعْبُدُهُ؟ فَإِنّكَ مِنْ عِدَاهُ
فإِنْ عَظِّمْتَهُ مِنْ أَجْلِ أَنْ قَدْ*********** حَوَى رَبَّ العِبَادِ، وَقَدْ عَلاَهُ
وَقَدْ فُقِدَ الصَّلِيبُ، فإِنْ رَأَيْنَ***********الَهُ شَكْلاً تَذَكَّرْنَا سَنَاهُ
فَهَلاّ للقبورِ سَجَدْتَ طُرا ************لَضِّم القبرِ رَبّكَ فى حَشَاهُ؟
فَيَا عَبْدَ المِسيحِ أَفِقْ، فَهَذَا***********بِدَايَتُهُ، وَهذَا مُنْتَهاهُ
فقد بان لكل ذي عقل ان الشيطان تلاعب بهذه الامة الضالة كل التلاعب ودعاهم فأجابوه واستخفهم فأطاعوه ,
فتلاعب بهم بشأن المعبود سبحانه وتعالى ,
وتلاعب بهم في امر المسيح ,
وتلاعب بهم في شأن الصليب وعبادته ,
وتلاعب بهم في تصوير الصور في الكنائس وعبادتها فلا تجد كنيسة من كنائسهم تخلوا عن صورة مريم والمسيح وجرجس وبطرس وغيرهم من القديسين عندهم والشهداء واكثرهم يسجدون للصور ويدعونها من دون الله تعالى. انتهى كلامه رحمه الله تعالى
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 01:57]ـ
رحم الله ابن القيم رحمة واسعة
وجزاك الله خيرا
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 05:25]ـ
وإياك اخي الفاضل سابق.(/)
الردّ على المدعو دويسان، وكشف باطل المفترين على أهل السنة البهتان.
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 11:35]ـ
الردّ على المدعو دويسان، وكشف باطل المفترين على أهل السنة البهتان.
حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله المتفرِّد بإستحقاق العبادة، أشهد أن لا إله إلا هو أحقّ الشهادة، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله، وصحابته، ذوي المكارم، والفضائل، والريادة.
وبعد:
فقد وصلنا سؤال، يسأل مرسلُه عن كلام نُشر قبل أيام من جاهل من ذوي البهتان، قد ملأ كلامه بوساوس الشيطان، وتخبطّات الهذيان، حاول فيه أنَّ يوهم الناس، أنَّ عبادة أرواح الموتى، وما يفعله المشركون عند قبور الصالحين، من الشرك الأكبر، والكفر الأظهر، لم يحاربه إلاَّ شيخ الإسلام، الإمام أحمد بن تيمية رحمه الله، وأتباعه!
وأنَّ أهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، حفظةُ وحي الله القرآن، والمجاهدون الذائدون عن الإسلام بالسِّنان، واللِّسان، أتباع الصحابة وأهل البيت الكرام، والقائمون على رعاية المسجد النبويِّ، والحجرة المتشرِّفة بجسد خير الأنام، وعلى خدمة البيت المعظم الحرام، طيلة تاريخ الإسلام، أنهَّم على غير هذا النهج، وسلكوا غير هذا الفج!
وسنردّ عليه بعون الله، من كلام أئمة أهل السنة من مختلف العصور إلى عصرنا هذا، ومن غير كلام المدرسة السلفية أيضا، ولاننقل في ذلك من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شيئا، حتى تبين للقارئ أن ليس لشيخ الإسلام اختصاص في هذا الباب، إذْ هو لم يتجاوز ما قاله أئمة أهل السنة.
وسنبيّن أولاً أن جميع مذاهب المتسننّين المثبتين لخلافة الخلفاء، من جميع المذاهب الأصوليّة، والفروعيّة، يتبرؤون من دين الرافضة، ولايرونه من دين الإسلام أصلا.
وثانيا: نبيِّن أنَّ محاربة عبادة الموتى، وإتخاذ القبور أوثانا، أمرٌّ متفق عليه بين المذاهب السنية كلَّها، وحاربته رموز الحركة الإسلامية عموما، وليس المدرسة السلفية فحسب.
ثالثا: نبيِّن أصول دين الرافضة من مصادرهم، وأنَّ خلافهم مع المسلمين ليس في مسائل في التبرُّك، والتوسل بجاه الصالحين، كما يحاولون إيهامه
وهذا التفصيل بعد الإجمال:
البيان ـ بتوفيق من الله ـ أنَّ البراءةَ من دين الرافضة برمِّته، بما فيه من شرك، وتكفير للصحابة، وإعتقاد تحريف للقرآن، وطعن في أمهات المؤمنين، عرض النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والكذب على أهل بيته عليه الصلاة والسلام، والغلو فيهم إلى درجتهم عبادتهم، ونسبة خصائص الربوبية، والألوهية إليهم .. إلخ
أنَّ البراءة من هذا الدين المبدَّل، أمرٌ مجمع ٌعليه بين جميع علماء المذاهب الأربعة السنة، بل جميع المذاهب الكلامية المنسوبة إلى أهل السنة بالمعنى العام.
فجميع المنتسبين إلى أهل السنة المعتقدين حفظ التنزيل، وتنزيه الصحابة من الردَّة والتبديل، جميعهم ـ وإنْ كان جرى بينهم ما جرى من الخلاف في مسائل في الأصول و الفروع ـ كلُّهم براءٌ من دين الرافضة، وما كانوا أصلاً يحكون مذهبهم إلاَّ في سياق الذم، و التحذير من الإبتداع، ولايعتدّ به في حكاية خلاف، ولا ذكر إجماع.
ولننقل ما يبين هذه الجملة، من كلام العلماء المتقدِّمين، والمتأخِّرين، لا على سبيل الحصر:
الإمام مالك:
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا كعبدالله يقول، قال مالك: (الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال: نصيب في الإسلام)
السنة للخلال 2/ 557.
وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (محمد رسول الله، والذين معه، أشداء على الكفار، رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً، يبتغون فضلاً من الله، ورضواناً، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. )
قال: (ومن هذه الآية، انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك). تفسير ابن كثير 4/ 219.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القرطبي: (لقد أحسن مالك في مقالته، وأصاب في تأويله، فمن نقص واحداً منهم، أو طعن عليه في روايته، فقد ردَّ على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين).تفسير القرطبي 16/ 297.
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الإسلام.
وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله قال: من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين). السنة للخلال 2/ 557 – 558
وقال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراه على الإسلام.
وجاء في كتاب السنة للخلال قوله عن الرافضة: (هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ويسبونهم، وينتقصونهم، ويكفرون الأئمة إلاَّ أربعة: علي، وعمار، والمقداد، وسلمان، وليست الرافضة من الإسلام في شيء). السنة للإمام أحمد ص 82.
قال ابن عبد القوي: (وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم (أي الصحابة) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنت مؤمنين). كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد ص 21
الإمام البخاري
قال رحمه الله: (ما أبالي صليت خلف الجهمي، والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يُسلم عليهم، ولا يعادون، ولا يناكحون، ولا يشهدون، ولا تؤكل ذبائحهم).خلق أفعال العباد ص 125.
الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله
قال البخاري: قال عبد الرحمن بن مهدي: هما ملتان الجهمية والرافضية.
يقصد هما ملتان، غير ملة الإسلام.خلق أفعال العباد ص 125.
الإمام الفريابي
روى الخلال قال: (أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر، قال:
كافر، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به، وهو يقول لا إله إلا الله، قال: لا تمسُّوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته). السنة للخلال 2/ 566.
الإمام ابن قتيبة الدينوري
قال: (إن غلو الرافضة في حب عليِّ المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته عليه، وادعاءهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوّته، وعلم الغيب للأئمة من ولده، وتلك الأقاويل، والأمور السرية، قد جمعت إلى الكذب، والكفر، أفراط الجهل، والغباوة) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ص 47.
الإمام عبد القاهر البغدادي
يقول: (وأما أهل الأهواء من الجارودية، والهشامية، والجهمية، والأمامية الذين كفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم).الفرق بين الفرق ص 357.
الإمام القاضي أبو يعلى
قال: وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إن كفَّر الصحابة أو فسَّقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر). المعتمد ص 267 ..
الإمام ابن حزم الظاهري
قال: (وأما قولهم (يعني النصارى) في دعوى الروافض تبديل القرآن، فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة .. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب، والكفر). الفصل في الملل والنحل 2/ 213.
وقال وأنه: (ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة، والمعتزلة، والخوارج، والمرجئة، والزيدية، في وجوب الأخذ بما في القرآن المتلو عندنا أهل .. وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع ملتنا). الإحكام لابن حزم (1/ 96).
الإمام الإسفراييني
قال بعدما نقل عقائدهم وطوامهم: (وليسوا في الحال على شيء من الدين، ولا مزيد على هذا النوع من الكفر، إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين). التبصير في الدين ص 24 - 25.
الإمام القاضي عياض
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: (نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إنَّ الأئمة أفضل من الأنبياء). وقال: (وكذلك نكفر من أنكر القرآن، أو حرفاً منه، أو غير شيئاً منه، أو زاد فيه، كفعل الباطنية، والإسماعيلية).
الإمام السمعاني
قال رحمه الله: (واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم، وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم).
الأنساب (6/ 341).
الإمام ابن كثير
قال بعدما رد على الرافضة في دعواهم الوصية لعلي رضي الله عنه: (ولو كان الأمر كما زعموا لما ردَّ ذلك أحد من الصحابة، فإنهم كانوا أطوع لله، ولرسوله، في حياته، وبعد وفاته، من أن يقتاتوا عليه، فيقدّموا غير من قدمه، ويؤخّروا من قدمه بنصّه، حاشا، وكلا، ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور، والتواطيء على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومضادته في حكمه ونصه، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام، فقد خلع ربقة الإسلام، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام).
البداية والنهاية (5/ 252).
الإمام أبو حامد محمد المقدسي
قال بعد حديثه عن فرق الرافضة وعقائدهم: (لا يخفى على كل ذي بصيرة، وفهم، من المسلمين، أن أكثر ما قدمناه في الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفرٌ صريح، وعناد مع جهل قبيح، لا يتوقف الواقف عليه من تكفيرهم، والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام).رسالة في الرد على الرافضة ص 200.
الإمام أبو المحاسن الواسطي
قال: (إنهم يكفرون بتكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت تعديلهم وتزكيتهم في القرآن بقوله تعالى: (لتكونوا شهداء على الناس) وبشهادة الله تعالى لهم أنهم لا يكفرون بقوله تعالى: (فإن يكفر بها هؤلاء، فقد وكَّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين). الورقة 66 من مخطوط المناظرة بين أهل السنة والرافضة للواسطي ..
الإمام علي بن سلطان القاري
قال: (وأما من سب أحداً من الصحابة، فهو فاسق، ومبتدع بالإجماع، إلاَّ إذا اعتقد أنه مباح، كما عليه بعض الشيعة، وأصحابهم، أو يترتب عليه ثواب، كما هو دأب كلامهم، أو اعتقد كفر الصحابة، وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع).شم العوارض في ذم الروافض الورقة 6أ مخطوط
الإمام الآلوسي
وقال علامة عصره الإمام الآلوسي البغدادي رحمه الله، في كتاب الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية: (وبالجملة تكفير أحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين تحقق إيمانهم، وصدقهم، وعدم نفاقهم، والإقدام على لعنه، بمجرد شبهة هي أوهن من بيت العنكبوت -كفر صريح، لا ينبغي أن يتوقف فيه، وللشيعة الذين في زماننا الحظ الأوفى من هذا الكفر؛ لأنّهم كفروا أناسا من الصحابة كان الأمير ـ يقصد علي رضي الله عنه ـ يصلي وراءهم، ويقتدي بهم في الجمع والجماعات، كأبي بكر، وعمر، وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وقد درج معهم على أحسن حال، وأرفه بال حتى زوج بنته أم كلثوم، من عمر رضي الله تعالى عنه، ونكح هو كرم الله وجهه، من سبي أبي بكر رضي الله تعالى عنه خولة الحنفية رضي الله تعالى عنها، وصدر منه كرم الله وجهه من حسن المعاملة مع الخلفاء، ما لا يقبل تأويلا، وهو مما يلقم الشيعة حجرا) انتهى
وقال في كتاب صب العذاب على من سبِّ الأصحاب: (وفي كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير، للعلامة الشهير بالعزيزي، أنَّ الإمام أبا منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي، ألَّف في شرح هذا الحديث، كتابا قال فيه: قد علم أصحاب المقالات أنّه صلى الله تعالى عليه وسلم، لم يرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه، من أبواب الحلال والحرام، وإنما قصد بالذمّ من خالف أهل الحقّ في أصول التوحيد، وفي تقدير الخير والشر، وفي شروط النبوة، والرسالة، وفي موالاة الصحابة، وما جري هذه الأبواب ... فيرجع تأويل الحديث في افتراق الأمة، إلى هذا النوع من الاختلاف، وقد حدث في آخر أيام الصحاب خلاف القدرية من معبد الجهني، وأتباعه، وتبرأ منهم المتأخرون من الصحاب كعبدالله بن عمر، وجابر، وأنس، ونحوهم، ثم حدث الخلاف بعد ذلك شيئا فشيئا، إلى أن تكاملت الفرق الضالة اثنتين وسبعين فرقة،
(يُتْبَعُ)
(/)
والثالثة والسبعون هم أهل السنة والجماعة، وهي الفرقة الناجية) انتهى
ثانيا: بيان أنَّ تحريم عبادة أرواح الموتى، من الصالحين، مقرَّرة عند جميع مذاهب المسلمين، وأنهَّا شرك، تجب محاربته:
ولنبدأ ـ لحكمةٍ لاتخفى ـ ببيان أنَّ مدرسة (الإخوان المسلمين) الشامخة، هي من المدارس الحركيِّة التي حاربت، وحذَّرت من هذا الشرك أيضا، وليس للمدرسة السلفية خصوصية في هذا الشأن، كما حاول المبطل أن يوهم الناس، وإن كانت عناية المدرسة السلفية المباركة بحرب الشرك والخرافة أكثر،
كما:
قال الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى: (وزيارة القبور أياً كانت مشروعة بالكيفية المأثورة، ولكن الاستعانة بالمقبورين أياً كانوا، وندائهم لذلك، وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب، أو بعد، والنذر لهم، وتشييد القبور، وسترها، وإضاءتها، والتمسح بها، والحلف بغير الله، ومايلحق بذلك من المبتدعات، كبائر تجب محاربتها, ولا نتأول لهذه الأعمال) الأصول العشرين.
وقال الشيخ القرضاوي مثنيا على جهود المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في محاربة الشرك، وعبادة القبور، ومؤيِّدا لها: (فالإمام محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية، كانت الأولوية عنده للعقيدة، لحماية حمى التوحيد من الشركيات، والخرافيات التي لوَّثت نبعه، وكدَّرت صفاءه، وألَّف في ذلك كتبه، ورسائله، وقام بحملاته الدعوية، والعملية، في هدم مظاهر الشرك).
ومن أحسن من تكلَّم في التحذير من هذه الخرافات من المعاصرين، الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، ولننقل ما ذكره في كتابه عقيدة المسلم.
قال رحمه الله: (ولماذا نستحي من وصف القبوريين بالشرك، مع أن الرسول وصف المرائين به، فقال: (الرياء شرك)، وإنّ واجب العالم أنْ يرمق هذه التوسلات النابية باستنكار، ويبذل جهده في تعليم ذويها طريق الحق، لا أن يفرغ وسعه في التمحُّل والاعتذار، ولستُ ممن يحب تكفير الناس بأوهى الأسباب، ولكن حرام أن ندع الجهل بالعقائد ونحن شهود) عقيدة المسلم ص 73
وقال أيضا: (والمعابد التي أقاموها على قبور الصالحين قدسوها، وسلكوها مسلك الأصنام في الشرك، فلما جاء الإسلام أعلن على هذين المظهرين من مظاهر الوثنية، حرباً شعواء، وشدد تشديداً ظاهراً في محق هذه المساخر المنافقة، وقد رأينا كيف أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، أرسل إلى ابن عمه علي رضي الله عنه، وأمره أن يسوِّي بالأرض كلَّ قبر، ويهدم كلَّ صنم، فجعل الأضرحة العالية، والأصنام المنصوبة، سواء في الضلالة، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم في البيان عن سفاهة القدامى، وفي التحذير من متابعتهم، (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد، ألا لا تتخذوا القبور مساجد، فإنّي أنهاكم عن ذلك)، وكان يرفع الخمرة عن وجهه في مرض الموت، ويكرّر هذا المعنى، وكأنّه توجَّس شرّا مما به فدعا الله: (اللهمّ لاتجعل قبري من بعدي وثنا يعبد) عقيدة الإسلام ص 69
ثم قال في موضع آخر: (وقول الله تعالى: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك " ليس تصريحا، ولا تلميحا، إلى جواز التوسل، والآية ناطقة بأنَّ المجيء للظفر بإستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ـ بداهةً ـ في أثناء الحياة، لا الموت .. فإذا كان بعض الناس، يحكي أموراً عن مجيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في قبره، وأنه سلم فسمع الرد، ثم حظي بتقبيل اليد، فهو بين حالتين:
إمّا أن يكون كذَّابا فلا قيمة لكلامه.
وإما أن يكون مجذوبا ـ يعني مجنونا ـ تخيَّل فخال، ولاقيمة لكلامه كذلك.
ونحن لاندع كتاب ربِّنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لهذه الحكايات، أمَّا ذلك الذي يوجب التوسُّل، ويرى أنَّ تأثير الميت أقوى من الحي، فهو رجل مخبول، وزعمه بإنتفاء الشرك، مادام الإعتقاد أنَّ الفاعل هو الله، كلامٌ فارغ.
وقد أبَنَّا أنَّ المشركين القدماء كانوا يعرفون أنَّ الفاعل هو الله، وأنَّ توسَّلهم كان من باب (ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى)، وأنّ ندمهم يوم القيامه، إنّما هو على تسويتهم المخلوق بالخالق، (تالله إنْ كنَّا لفي ضلال مبين، إذ نسوِّيكم برب العالمين)، وهناك عشرات الآيات تؤكد هذا المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
سيقول بعض الناس: إنَّ القدماء كانوا يعبدون، أما عوامّ اليوم فهم يدعون، ويسألون فقط، وشتَّان بين عبادة الجاهلين، وتوسُّل المحدثين بأولياء الله.
ونقول: هذه مغالطة، فالسؤال، والدعاء، بنص القرآن، عبادة محضة، (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إنَّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)، وفي الحديث (الدعاء مخ العبادة)
فلماذا نتوجّه إلى البشر، بما هو من خصائص الألوهية؟!
وإذا وقع الجهال في تلك الخطايا بغباوتهم، فلماذا لا نسارع إلى إنقاذهم منها، بل تزوير الفتاوى) أ. هـ. المصدر السابق 73 ـ 76
وهذه بعض النقول عن أئمة العلماء من مختلف المذاهب في إنكار، ومحاربة، ما يفعله الرافضة عند القبور من الشرك الأكبر:
قال الإمام ولي الله الدهلوي وهو إمام السادة الحنفية في عصره: (كل من ذهب إلى بلدة أجمير، أو إلى قبر سالار مسعود، أو ما ضاهاها لأجل حاجة يطلبها؛ فإنه آثم إثمًا أكبر من القتل والزنى، ليس مثله إلاَّ مثل من كان يعبد المصنوعات، أو مثل من كان يدعو اللات والعزى ... ) كتاب جهود السادة الحنفية للشمس الأفغاني ص 1141 - 1142
وقال الفقهاء الحنفية: (من قال: أرواح المشايخ حاضرة تعلم؛ كفر) المصدر السابق ص: 839
وقال الشيخ محمد سلطان بن أبي عبد الله المعصومي الحنفي المتوفى عام 1318هـ، بعد أن ضرب عدة أمثلة لاستغاثات الصوفية بالأولياء ثم قال: (اعلموا أيها المسلمون، يا أيها الحنفيون، هداني الله وإياكم، أنَّ هذه الكلمات كلُّها شرك، وكفر، وضلال في الدين الإسلامي، والشرع المحمدي، والمذهب الحنفي، بل والمذاهب الأربعة إجماعا، وقائلها مشرك لا تصحّ صلاته، ولا صيامه، ولا حجه، ولا إمامته، إلاَّ إذا تاب، وآمن، وأعلن توبته كما أشهر شركه) المصدر: كتاب حكم الله الواحد الصمد 4/ 7
قال العلاَّمة الشنقيطي في تفسيره 2/ 98: " التحقيق في معنى الوسيلة، هو ما ذهب إليه عامة العلماء، في أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة على وفق ما جاء به الرسول .... وبهذا التحقيق تعلم أنَّ ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهال المدعين للتصوف، من أنَّ المراد بالوسيلة في الآية، الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين الله، أنَّه تخبُّط في الجهل، والعمى، وضلالٌ بَيّن، وتلاعب بكتاب الله تعالى،
واتخاذ الوسائط من دون الله من أصول كفر الكفار، كما صرح به تعالى في قوله عنهم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)، وقوله: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات والأرض سبحانه وتعالى عما يشركون)، فيجب على كلِّ مكلف أنَّ يعلم أن الطريق الموصلة إلى رضا الله، وجنته، ورحمته، هو إتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل". اهـ.
وقال الشيخ قاسم في شرح درر البحار: (النذر الذي يقع من أكثر العوام، بأن يأتي إلى قبر بعض الصلحاء قائلاً: يا سيدي؛ إن رُدّ غائبي، أو عُوفي مريضي، أو قُضيت حاجتي؛ فلك من الذهب أو الطعام أو الشمع كذا وكذا؛ باطلٌ إجماعاً، لوجوه منها: أن النذر للمخلوق لا يجوز، ومنها، أنه ظنَّ الميت يتصرف في الأمر، واعتقاد هذا كفر، ... ، وقد ابتُلي الناس بذلك ولاسيما في مولد الشيخ أحمد البدوي) أ. هـ.
وقال الشيخ محمد عابد السندي الحنفي في كتابه "طوالع الأنوار شرح تنوير الأبصار مع الدر المختار ": (ولا يقول: يا صاحب القبر، يا فلان، إقض حاجتي، أو سلها من الله، أو كن لي شفيعا عند الله، بل يقول: يا من لا يشرك في حكمه أحدا؛ اقض لي حاجتي هذه).
وقال الشيخ صنع الله الحلبي الحنفي رحمه الله: (هذا وإنه قد ظهر الآن فيما بين المسلمين جماعات يدَّعون أن للأولياء تصرفات في حياتهم وبعد الممات، ويستغاث بهم في الشدائد، والبليات، وبهم تنكشف المُهّمات، فيأتون قبورهم وينادونهم في قضاء الحاجات، مستدلِّين على أن ذلك منهم كرامات!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كلام فيه تفريط وإفراط، بل فيه الهلاك الأبدي، والعذاب السرمدي، لما فيه من روائح الشرك المحقّق، ومصادرة الكتاب العزيز المصدّق، ومخالفة لعقائد الأئمة، وما أجمعت عليه هذه الأمة، وفي التنزيل (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) أ. هـ.
وبهذا قال من أئمة الحنفية المتأخرين الإمام أحمد السرهندي، والإمام أحمد الرومي، والشيخ سجان بخش الهندي، ومحمد بن علي التهانوي، ومحمد إسماعيل الدهلوي، والشيخ أبو الحسن الندوي، وشدد في ذلك) ينظر المصدران: سيف الله على من كذب على أولياء الله ص 15ـ 16، و المجموع المفيد في نقض القبورية ونصرة
التوحيد ص 412ـ 418
وقال أبو بكر الطرطوشي من أئمة المالكية: في كتاب الحوادث والبدع ص 39 لما ذكر حديث الشجرة المسماة بذات أنواط: (فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة، أو شجرة يقصدها الناس، ويُعظمون من شأنها، ويرجون البُرء، والشفاء، لمرضاهم من قِبَلِها؛ وينوطون بها المسامير، والخرق؛ فهي ذات أنواط، فاقطعوها)
وقال الإمام العلامة أحمد بن علي المقريزي المصري الشافعي رحمه الله في كتابه تجريد التوحيد 52ـ 53: (وشرك الأمم كلُّه نوعان: شرك في الإلـ?هية، وشرك في الربوبية، فالشرك في الإلـ?هية والعبادة، هو الغالب على أهل الإشراك، وهو شرك عُباد الأصنام، وعباد الملائكة، وعباد الجن، وعُباد المشايخ، والصالحين، الأحياء، والأموات، الذين قالوا: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، ويشفعوا لنا عنده، وينالونا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم قرب وكرامة، كما هو المعهود في الدنيا من حصول الكرامة والزلفى لمن يخدم أعوان الملك وأقاربه خاصته.
والكتب الإلـ?هية كلها من أولها إلى آخرها تبطل هذا المذهب، وتردُّه، وتقبّح أهله، وتنصّ على أنّهم أعداء الله تعالى.
وجميع الرسل صلوات الله عليهم متفقون على ذلك، من أوِّلهم إلى آخرهم، وما أهلك الله تعالى من أهلك من الأمم، إلاِّ بسبب هذا الشرك ومن أجله) أ. هـ.
وقال الإمام ابن عقيل الحنبلي: (إن من يعظم القبور ويخاطب الموتى بقضاء الحوائج، ويقول: يا مولاي ويا سيدي عبد القادر: (إفعل لي كذا)؛ هو كافر بهذه الأوضاع، ومن دعا ميتا وطلب قضاء الحوائج فهو كافر)
وقال أيضا في كتابه الفنون: (لما صعُبت التكاليف على الجهال والطَغَام؛ عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع، وضعوها، فسهُلت عليهم إذ لم يَدخلوا بها تحت أمر غيرهم، وهم عندي كفار بهذه الأوضاع، مثل تعظيم القبور، وخطاب الموتى بالحوائج، وكَتب الرقاع فيها: (يا مولاي، افعل لي كذا وكذا)، أو إلقاء الخرق على الشجرة اقتداء بمن عبد اللات والعزى).
وفي هذه النقول في هذه العجالة كفاية، وإلاَّ فكتب العلماء من مختلف المذاهب طافحة بإنكار هذه البدعة القبيحة، والشرك الشنيع، التي يقوم عليها دين الرافضة.
ثالثا: بيان أصول دين الرافضة من مصادرهم، وأنَّ خلافهم مع المسلمين ليس في مسائل في التبرُّك، والتوسل بجاه الصالحين، كما يحاولون إيهامه!
قولهم بتحريف القرآن:
عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبدالله إلى أن قال أبو عبدالله ـ جعفر الصادق ـ وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت وما مصحف فاطمة؟
قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد. الكافي للكليني 1/ 239ـ طهران ـ دار الكتب الإسلامية.
وقد قال الحر العاملي عن الكليني: (إن الأصول والكتب التي كانت منابع إطلاعات الكليني، قطعية الإعتبار، لأنّ باب العلم، وإستعلام حال تلك الكتب بوسيلة سفراء القائم المهدي! كان مفتوحا عليه) كتاب الوسائل
وهذا الكافي، مليء بروايات نقص القرآن، وتحريفه، والغلوّ في الأئمة إلى إعتقاد أنهم يُوحى إليهم، وأنهّم يعلمون علم ما كان، وما يكون، وأنه لايخفى عليهم شيء، وأنهم إذا شاءوا أن يعلموا علمُوا، وأنهم يعلمون متى يموتون، ولايموتون إلاّ بإختيار منهم، وفيه تكفير الصدِّيق، والفاروق، وعثمان رضي الله عنهم!!
تكفير الصحابة
(يُتْبَعُ)
(/)